Professional Documents
Culture Documents
أي إذا غاب الفاعل ناب عنه المفعول به وأخذ أحكامه من :
لزوم الرفع -1
ووجوب التأخير عن الرافع فال تقول( :خير نائل نيل)، -2
وعدم جواز حذفه فال نقول ( :نيل ) ،كقول الناظم :نيل خيُر نائل ،فأصلها ( نال -3
زيد خير نائل ).
وتأنيث فعله ،وذلك ألنه أصبح عمدة كالفاعل فأخذ أحكام الفاعل. -4
َك َيْن َتحي المقوِل فيِه ُ :يْن َتَح ى واْج علُه ِم ن مضارٍع ُم نفتَح ا
إذا كان الفعل المبنى للمفعول مفتتحا بتاء المطاوعة ضم أوله وثانيه وذلك كقولك )4
في َتدحرجُ( :تُد حِر ج) وفي َتكسرُ( :تُك ِس ر) وفي َتَغافلُ( :تُغوِف ل).
وإ ن كان مفتتحا بهمزة وصل ضم أوله وثالثه وذلك كقولك في استحلى( :اسُتحلي) )5
وفي اقتدر( :اقُتدر) وفي انطلق (انُطلق).
إذا كان الفعل المبني للمفعول ثالثيًا معتل العين ( أجوف) ُس ِم ع في فائه (أول الفعل) ثالثة
أوجه :
-1إخالص الكسر ،نحو ِقيل وِبيع ومنه قوله :
َتْخ َتِبُط الشوَك وال ُتَش اُك ِح يَك ت على نيَر ْي ِن إْذ ُتَح اُك
الشاهد :قوله( :حيكت) ،حيث إنه فعل ثالثي معتل العين ،فلما بناه للمجهول أخلص كسر فائه،
ويروى (حوكت على نيرين) بالواو ساكنة ،وعلى هذا يكون شاهدًا للوجه الثاني ،وهو إخالص
ضم الفاء.
-2إخالص الضم ،نحو (ُقوَل ،وُبوَع) ومنه قوله:
ليَت شبابًا ُبوَع فاشتريُت ليَت ،وهْل ينفُع شيئًا ليُت ؟
الشاهد :قوله ( ُب وع ) ،فإنه فعل ثالثي معتل العين ،فلما بناه للمجهول أخلص ضم فائه،
وإ خالص ضم الفاء لغة جماعة من العرب منهم من حكى الشارح ( بنو دبير وبنوفقعس من
فصحاء بني أسد) ،ومنهم بعض بني تميم ،ومنهم ضبة ،وحكيت عن هذيل.
اإلشمام،وهو اإلتيان بالفاء بحركة بين الضم والكسر وال يظهر ذلك إال في اللفظ وال -3
يظهر في الخط ،نحو قوله تعالى :ﭽ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﭼ .الشاهد :ثبت
()1
وإ ْن بشكٍل خيف لبٌس ُيجتنْب :أي أن الشكل الذي يسبب لبسًا في المعنى يجتنب من اآلراء
الثالثة السابقة ( إشباع الضم ،وإ شباع الكسر ،واإلشمام) وذلك نحو:
إذا أسند الفعل الثالثي األجوف المبني للمجهول إلى ضمير متكلم أو مخاطب
أو غائب فإن أصله إما الواو أو الياء :
الواوي مثل :سام من السوم ،فاأللف منقلبة هنا عن واو ،ففيه وجهان أ)
من الثالثة فقط الكسر واإلشمام فنقولِ :س مت .وال تجوز الحالة الثالثة
في إخالص الضم ،فال نقول ُس مت اللتباسها في المعنى مع المبني
للمعلوم ،فألغيت الحركة المجانسة للواو وهي إخالص الضم.
أي أن األفعال الخماسية التي وزنها ( افتعل ) و ( انفعل) وعينها معتلة ،وغير مضافة
لضمير ،إذا بنيت للمجهول فإنه يثبت للحرف قبل العين الوجوه الثالثة السابقة التي تثبت في
فاء باع من جواز الكسر والضم واإلشمام ،فنقول في ( اختار ،و انقاد) ُ :اخُتوَر ،و ُانُقوَد
بالضم ،و ِاخِتير و ِانِق يد بالكسر ،وباإلشمام ،مع مالحظة تحريك همزة الوصل بحركة مجانسة
للثالث.
**********************
أشار في هذا البيت إلى أنه إذا لم يوجد المفعول به أقيم مقامه:
الظرف المتصرف (الذي يخرج عن النصب على الظرفية وعن الجر بمن ،إلى التأثر -1
بالعوامل المختلفة) ،المختص (بإضافة ،أو وصف ،أو نحوهما) :كزمن ،ووقت ،وساعة،
ويوم ،ودهر ،وحين .كقولنا :سير يوُم الجمعة .و( طاب مساؤكم) فناب الظرف المتصرف
المختص عن الفاعل لعدم وجود المفعول.
أو المصدر المتصرف (الذي يخرج عن النصب على المصدرية إلى التأثر بالعوامل المختلفة -2
كالرفع )..المختص (الذي يدل على العدد ،أو على النوع ) .كقولنا ( إذا نفخ في الصور
نفخٌة واحدة) .وضرب ضرٌب شديٌد .
أو الجار والمجرور كقولناُ (:اعُتمد على اهلل ) و(مر بزيد) فالجار والمجرور ناب عن الفاعل -3
لعدم وجود المفعول .ويشترط في نيابة الجار والمجرور ثالثة شروط:
أولها :أن يكون مختصاً بأن يكون المجرور معرفة أو نحوها .
وثانيها :أال يكون حرف الجر مالزمًا لطريقة واحدة ،كمذ ومنذ المالزمين لجر الزمان ،وكحروف
القسم المالزمة لجر المقسم به.
وثالثها :أال يكون حرف الجر داًال على التعليل كالالم ،والباء ،ومن ،إذا استعملت إحداها في الداللة
على التعليل ،ولهذا امتنعت نيابة المفعول الجله.
وشرط في كل واحد منها أن يكون قابال للنيابة أي صالحا لها .
واحترز بذلك مما ال يصلح للنيابة:
كالظرف الذي ال يتصرف والمراد به ما لزم النصب على الظرفية نحو (سحر) إذا -1
أريد يوم بعينه ونحو (عند) فال تقول جلس عندك وال ُر كب سحُر لئال تخرجهما عما
استقر لهما في لسان العرب من لزوم النصب.
وكالمصادر التي ال تتصرف نحو :معاذ اهلل فال يجوز رفع معاذ اهلل لما تقدم في -2
الظرف .
وكذلك ما ال فائدة فيه من الظرف والمصدر والجار والمجرور فال تقول سير وقٌت -3
وال ضرب ضرٌب وال جلس في داٍر ألنه ال فائدة في ذلك.
يتحدث ابن مالك عن إنابة األسماء السابقة بوجود المفعول به ،وهو على ثالثة آراء:
البصريون إال األخفش :إذا وجد بعد الفعل المبني للمجهول مفعول به ومصدر وظرف )1
وجار ومجرور تعين إقامة المفعول به مقام الفاعل وال يجوز إقامة غيره مقامه مع
وجوده وما ورد من ذلك شاذ أو مؤول.
الكوفيون :يجوز إقامة غيره وهو موجود تقدم أو تأخر فتقولُ( :ض رب ضرٌب شديٌد )2
زيدًا ،وُض رب زيدًا ضرٌب شديٌد ) ،وكذلك في الباقي ،واستدلوا لذلك بقراءة أبي جعفر
الشاهد :قوله " لم يعن بالعلياء إال سيدًا " حيث ناب الجار والمجرور وهو قوله " بالعلياء " عن
الفاعل ،مع وجود المفعول به في الكالم وهو قوله " سيدا ".
وال أرى منعًا إذا القصُد َظَهْر في باِب (ظَّن وأرى) المنُع اشَتَهْر
ذكر الشارح ( ابن عقيل ) في باب ما ينصب مفعولين كـ(ظّن وأخواتها) أصلهما المبتدأ والخبر
أو ثالثة كـ(أرى وأخواتها) :
أ) رأي النحاة :األشهر عندهم أنه يجب إقامة األول ويمتنع إقامة الثاني في باب
"ظن" والثاني والثالث في باب أعلم:
فتقولُ :ظَّن زيٌد قائمًا ،وال يجوز ُظَّن زيدًا قائٌم .
وتقولُ :أعلم زيٌد فرَس ك ُم ْس رجًا،
وال يجوز إقامة الثاني فال تقولُ :أعلم زيدًا فرُس ك ُم ْس رجًا
وال إقامة الثالث فتقولُ :أعلم زيدًا فرَس ك مسرٌج .
ب) رأي قوم منهم المصنف :ال يتعين إقامة األول ال في باب ظّن وال باب أعلم لكن
يشترط أال يحصل لبس؛ فتقولُ :ظَّن زيدًا قائٌم ،وُظَّن زيٌد قائمًا،
وُأعلم زيٌد فرَس ك ُم ْس رجًا ،وُأعلم زيدًا فرُس ك ُم ْس رجًا.
فلو حصل لبس تعين إقامة األول في باب ظن وأعلم فال تقولُ :ظَّن زيدًا عمرٌو على أن
عمرو هو المفعول الثاني ،وال ُأعلم زيدًا خالٌد منطلقًا .
أي أن األفعال التي تنصب مفعولين أو ثالثة فإن أحدها فقط ينوب عن الفاعل ويأخذ أحكامه،
وينصب المفاعيل الباقية.
فتقولُ :أعطي زيٌد درهمًا ،وُأعلم زيٌد عمرًا قائمًا ،وُض رب زيٌد ضربًا شديدًا يوَم الجمعة أمام
األمير في داره.