تعريفها :تعد الغرامة التهديدية وسيلة حديثة لجبر المدين على تنفيذ إلتزامه ،بعد ما تم ضا للدائن عن تأخر العزوف عن نظام اإلكراه البدني ،وال تعتبر الغرامة التهديدية تعوي ً المدين في الوفاء ،بل المقصود من ذلك ،الضغط على المدين واجباره على التنفيذ العيني لإللتزام وخاصة إذا كان تنفيذ االلتزام غير ممكنًا إالّ إذا قام به المدين نفسه. ضا بأ ّنها مبلغ من النقود يحكم به القاضي على المدين عن كل فترة زمنية -وتعرف أي ً معينة ال يتم فيها تنفيذ المدين اللتزامه ،وذلك في الحالة التي ال يتم فيه التنفيذ إالّ بتدخل المدين شخص ًيا ،ويكون التهديد المالي وسيلة غير مباشرة إلجبار المدين على تنفيذ التزامه. حسب نص المادة 174من القانون المدني" :إذا كان تنفيذ اللتزام عيناا غير ممكن أو غير مالئم إل إذا قام به المدين نفسه ،جاز للدائن أن يحصل على حكم بإلزام المدين بهذا التنفيذ ويدفع غرامة إجبارية إن إمتنع عن ذلك".. شروط الحكم بالغرامة التهديدية: .1أن يكون تنفيذ اإللتزام ل يزال ممكناا: يجوز اللجوء إلى الغرامة التهديدية إذا لم يوجد إلتزام ،كما يجب أن يكون اإللتزام ما زال ممكنًا ،فإذا إ ستحال التنفيذ بسبب أجنبي من المدين أو بسبب المدين نفسه فال يحكم بالغرامة التّهديدية بل بالتنفيذ بمقابل. .2أن يكون تنفيذ اإللتزام غير ممكن أو غير مالئم إل إذا قام به المدين نفسه: حيث يقتصر نظام الغرامة التهديدية على تلك الحاالت التي يكون محل اإللتزام عمل يقتضي صدوره من المدين شخصيًّا.
.3أل يكون في الحكم بالغرامة التهديدية مساس بالحق األدبي للمؤلف:
فال يجوز إلزام المؤلف على نشر مصنّف ِه ،فإذا اتفق مؤلف مع دار النّشر فال يمكن اللّجوء ألن في ذلك إعتداء على حقه األدبي في إلى الغرامة التّهديدية لحمله على تسليم مؤلفهّ ، مالءمة النشر من عدمه ،وال يكون أمام دار النشر إال طلب التنفيذ بمقابل. .4طلب الدائن من المحكمة الحكم بالغرامة التهديدية: ّ ألن القاضي ال يحكم بالغرامة التهديدية من تلقاء نفسه ،بل يجب أن يطالب بها الدائن، ورغم ذلك تكون للقاضي السلطة التقديرية ،له أن يحكم بهت أو يرفض الحكم بها حسب ظروف المدين من ناحية يسره أو اعساره. خصائص الغرامة التهديدية .1يعد الحكم بالغرامة التهديدية حك اما تهديديًّا ،إذ تعد الغرامة التهديدية ،وسيلة ضغط وإجبار المدين على تنفيذ التزامه عينًا ،خاصة إذا كان تنفيذه غير ممكن إال إذا قام به بنفسه. .2يعد الحكم بالغرامة التهديدية حك اما مؤقتًّا ،لكونه يعاد النظر فيه حسب الموقف الذي يتخذه المدين من التهديد ،وهو ال يحوز حجية الشيء المقضي فيه ،وهذا ما يتضح من نص الفقرة الثانية من المادة 174ق.م..." :وإذا رأى القاضي أن مقدار الغرامة ليس كافياا إلكراه المدين الممتنع عن التنفيذ ،جاز له أن يزيد في الغرامة كلما رأى داعياا للزيادة". .3ل تعتبر الغرامة التهديدية تعويضاا يحكم به القاضي ،بل هي وسيلة تهديد مالية، طبقًا للنص المادة 982من قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية" :تكون الغرامة التهديدية مستقلة عن تعويض الضرر". وللقاضي السلطة التقديرية في تحديد ِمقدار الغرامة مراعيًا في ذلك يسر وعسر المدين ضا ،أ ّما إذا كان مقدارها ودرجة نعته ،وإذا تساوى هذا المقدار مع قيمة الضرر ،اعتبر تعوي ً أكبر من الضرر ،ففي هذه الحالة يجوز للجهة القضائية أن تقرر عدم دفع جزء من الغرامة التهديدية إلى المدعي (الدائن) وتأمر بدفعه إلى الخزينة العمومية (المادة 985ق.إ.م.إ) .4الحكم بالغرامة التهديدية غير محدد المقدار :تقدر الغرامة التهديدية عن كل فترة زمنية يتأخر فيها المدين عن تنفيد التزامه ،وال تقدر مبلغَا محددًا دفعة واحدة ،وهذا حتى يتحقق الغرض من التهديد ويحس المدين أنه كلما تأخر عن التنفيذ كلما زاد مقدار الغرامة. أن القاضي هو الذي يتحكم في مقدار .5يعد تقدير الغرامة التهديدية تقديرا تحكميًّا :أي ّ الغرامة ،فله أن يزيد في مقدارها إذا أصر المدين على تعن ِتّه وعدم التنفيذ ،وفي كل االحوال للقاضي أن يحدد مقدار التعويض عن الضرر الذي أصاب الدائن وال َعنَت الذي بدا من المدين ،وهذا طبقًا للمادة 175من التقنين المدني الجزائري التي نصت على ما يلي" :إذا تم التنفيذ العيني ،أو أصر المدين على رفض التنفيذ ،حدد القاضي مقدار التعويض الذي يلزم به المدين مراعياا ف ي ذلك الضرر الذي أصاب الدائن والعنت الذي بدا من المدين". آثار الغرامة التهديدية -إذا أحدث الحكم بالغرامة التهديدية أثره المنشود في حمل المدين على التنفيذ العيني إللتزامه ،ينتهي أثر هذا الحكم التهديدي المالي المؤقت ،ويرجع الدائن إلى المحكمة للمطالبة بالتعويض العادل عن األضرار التي لحقته في فترة التأخير. -إذا أصر المدين على عدم تنفيذ التزامه ،جاز للدائن الرجوع للمحكمة لتقدر له التعويض المستحق بسبب عدم التنفيذ ،والتعويض في هذه الحالة يراعي القاضي فيه ما لحق الدائن من خسارة وما فاته من كسب ،ومقدار تعويض اخر بسبب تعنت المدين استنادًا للمادة 175من القانون المدني المذكوره سالفًا. ثانياا :الحجز التنفيذي على أموال المدين يمكن للدائن أن يطلـب من القضـاء بعد إعذار مدينـه طبقًا للمـادة 600قانون إجـراءات مدنيـة إداريـة ،التنفيذ على األمـوال المملوكة لمدينه والتي تشكل الضمان العـام ،وذلك بعـد اسـتنفاذه لجميع الوسـائل بمـا فيهـا الغرامـة التهديدية للمطالبـة بحقـه الشـخصي ،وتطبيقا للمادة 642قانـون إجراءات مدنيـة وإدارية التي تنص على ما يلي " :يجـوز للدائن الحجـز ظا على الضمان العـــام لـديونه". على جميع أمـوال المدين حفا ا ويقصـد بالحجز التنفيـذي ،حجز أمـوال المديـن تمهيـدًا لبيعها ،حتى يستوفي منهـا الدائن حقـه من ثمنهـا. لكن ال يتـم ذلـك إال إذا كان بيده ســـنـدًا تنفيذيًا ،ويتـم الحجـز والتنفيذ علـى كل أموال المديـن ،منقوالت ،عقـارات ،أسـهم وغيرها تحت إشـراف القضـاء إال ما اسـتثني بموجب المـادة 636قانـون اإلجـراءات المدنيـة واإلداريـة ،وذلـك العتبارات إنسـانية أو المصلحـة العامـة. فإطالق حريـة الدائن في الحجز على ما يشـاء من أمـوال المديـن للتنفيذ عليهـا دون مراعاة التناسـب بيـن دينه وقيمة األمـوال المحجوزة يؤدي إلى المسـاس بالذمـة المالية للمديـن. ولذا منح المشـرع للمدين أن يعارض على التنفيذ إذا كانت قيمـة األموال المحجوزة أكبر مـن الدين ،إذ ال يجوز بيـع أكثر مما يكفي لسداد الدين والمصاريف ،وهذا مـا ورد في الفترة الثانية من المادة 246قانون اإلجراءات المدنية واإلداريـة ،والتي تنص على ما يلي ..." : غير أنه إذا كانت قيمة الدين المحجوز من أجله ل تتناسـب مـع قيمة األموال المحجـوزة، جاز للمدين أن يطلـب بدعوى استعجالية ،الحكم لـه بقصر الحجز علـى بعض هذه األمـوال التي تغطـي مبلغ الديـن ومصاريفه".... فاألصـل هو التنفيـذ أوالً علـى األمـوال المنقولة ،فـإن كان مقدارها ال يغطـي الديـن والمصاريف ،انتقـل التنفيذ إلـى العقارات طبقـًا للمادة 1/620من قانـون اإلجـراءات المدنيـة واإلدارية ،التي تنص علـى ما يلي " :يتـم التنفيـذ على األمـوال المنقولة ،فـإن كان مقدارهـا ل يغطي الدين والمصاريـف ،انتقـل التنفيذ إلى العقـارات".... لكـن يـجـوز للمحجـوز عليه أو مـن يمثله في أيـّ ِة حالة كانـت عليها اإلجـراءات قبل مباشـرة البيـع أو أثنـاءه أو قبل رسـو المـزاد ،تفادي إجـراءات الحجـز التنفيـذي إذا أودع مبلغً ـا مـن النقـود بأمانـة ضبط المحكمة ،ومن شـأن ذلك ،رفـع الحجز ،وهذا ما نصت عليـه المادة 640قانـون إجراءات مدنية وإداريـة ،كما يلى " :يجوز للمحجـوز عليه أو من يمثلـه في أية حالـة كانت عليها اإلجراءات قبل مباشـرة البيـع أو أثناءه وقبل رسـو المزاد ،إيـداع مبلغ من النقود يسـاوي الديـن المحجوز من أجلـه المصاريف ...يترتب على هذا اإليـداع زوال الحجز عـن األموال المحجوزة".... ثالثاا :تنفيذ اإللتزام بصورة غير مباشرة على نفقة المدين جبـرا عن المدين الممتنـع ،وبالتالي فكل مـا أنفقه الدائن ً يقـوم الدائن بتنفيذ االلتزام بنفسـه بموجـب التنفيذ يتحملـه هذا األخيـر ،وفق نص المادة 2/166من القانون المـدنـي التي صرحت بمـا يلـي .." :فـإذا لم يقـم المديـن بتنفيذ التزامـه ،جـاز للدائن أن يحصل على شـيء مـن النوع ذاتـه على نفقة المديـن بعد استئذان القاضـي ،كما يجوز لـه أن يطالب بقيمة الشـيء مـن غير إخـالل بحقه فـي التعويض". ومـا تنص عليـه أيضا المـادة 170قانـون مدني على ما يلـي " :في اللتزام بعمل ،إذا لم صـا من القاضي في تنفيـذ التزامهيقـم المدين بتنفيـذ التزامه ،جـاز للدائن أن يطلب ترخي ا على نفقة المديـن إذا كان التنفيذ ممكنا".