Professional Documents
Culture Documents
التحقيق الإداري طبقا لقانون العمل 12 لسنة 2003?
التحقيق الإداري طبقا لقانون العمل 12 لسنة 2003?
1
2
التحقيق اإلداري
1ـ تعريفـــــــــــــــــــه
2ـ أهميتــــــــــــــــــه
محضر التحقيق
2
3
التحقيق اإلداري
أّذا نسببب إلببي العامببل و وهببو وكببل مببن يعمببل بالمنشببأة مببن العمببال والموظفببون ] ،ارتكبباب مخالفببة
معينة تستوجب المسائلة عنها تأديبيا ،فإن هناك بعض اإلجراءات والضوابط التي يلزم التقييد بهبا
وصوال إلي تبرئة العامل أو إدانته حسبما ينتج من التحقيق ،ومن هذا يتعين علينا اإللمام بما هبو
التحقيق اإلداري ،مدي أهميته ،معرفة السلطات المختصة بالتحقيق .
1ـ مصلحة العمل في ضبط المخالفين وتعقب المخالفة لضمان سير العمل وانتظامه .
2ـ مصلحة العامل في الدفاع عن نفسه فيما هو منسوب إليه بالشكوى المقدمة ضبد ،وتوضبي
موقفه حتى تض الحقيقة وال يؤخذ بذنب لم يقترفه أو توافر الظروف المحققة الرتكابه المخالفة .
" لصاحب العمل أن يحقق مع العامل بنفسه أو أن يعهد بالتحقيق إلي إدارة الشئون
العاملين بالمنشأة بشرط أال يقل المستوي الوظيفي للمحقق عن مستوي العامـــل
3
4
ونوض انه يوجبد ضبمن الهيكبل اإلداري للمنشبأة إدارة الشبئون القانونيبة ،ويتوالهبا أحبد السبادة
المحبامين قيببد بنقابببة المحببامين بدرجببة اسببتئناف عبالي أو نقببض ،ويتكببون أعضببائها مببن زمببالء
محامين المقيدين بجبداول نقاببة المحبامين ويحملبون إثببات عضبوية النقاببة ،وتكبون هبذ اإلدارة
مكونببة مببن عببدة إدارات و القضببايا والمرافعببة ،التحقيقببات ،العقببود والفتبباوى .....الببم ممببا يلببزم
العمببل القببانوني بالمنشببأة ] ،ويتببولي هنببا إدارة التحقيقببات أجببراء التحقيقببات اإلداريببة عببن طريببق
محام اإلدارة القانونية للتحقيقات ،فيما يرتكبه عمال المنشأة من مخالفات تأديبية أو ماليه توجبب
مجازاتهم بما ورد بالئحة الجزاءات التأديبية التي تكون مختومة بخاتم مكتب القوي العاملة التابع
لها المنشأة ،أو اإلحالة للنيابة العامة إذا ارتكبت أحبدي الجبرائم المعاقبب عليهبا بقبانون العقوببات
المصري .
واألصل أن يحقق صاحب العمل بنفسه في المخالفة مع العامل الذي ارتكبها أو أحالته إلي الشئون
القانونية للتحقيقات للقيام بعملها في التحقيق ،وبيان الواقعة وسؤال العامل فيما هو منسوبا إليبه
مببن فعببل مخببالف ،وتحقيببق دفاعببه وإثباتببه فببي محضببر يببودع فببي ملببف خدمتببه بعببد االنتهبباء مببن
التحقيقات وإعداد تقرير من الشئون القانونية بما ورد بالشكوى وأقوال من تم استدعائهم وذكروا
باألقوال ومواجهة العامل بباألقوال والشبهود وأعبداد نتيجبة التحقيبق ومبا يتبرأي لب دارة القانونيبة
للتحقيق ات من الرأي القبانوني والتوصبية ببالجزاء إن وجبدت مخالفبة مرتكببه مبن العامبل وثبوتهبا
عليه واعتماد التوصية بالجزاء من صاحب المنشأة ،بعد إقرار برأيه في الجزاء سبواء باإلعفباء
منه وحفظه أو التخفيف له أو زيادته حسبما يترأي له ووفقا للقانون ،وبعدها يتم إرسال األوراق
لشئون العباملين لتنفيبذ الجبزاء علبي العامبل ،وإيبداع التحقيبق واألوراق المرفقبة ببه مبن الشبئون
القانونية بملف العامل الذي يثبت عليه االتهام ويستحق الجزاء .
ولصاحب العمل طبقا لما يرا في المخالفة أن يعهد بالتحقيق إلي شخص آخر من ذوي الخبرة في
الموضوع المحال به التحقيق ـ ومثال ذلك إذا كانت المخالفة في فنية أحبد األعمبال التبي يقبوم بهبا
العامل ،فيكون األجدر علي الحكم علي تلك المخالفة هو شخص أخبر يعمبل فبي ذات المجبال البذي
يعمل به العامل ،وقد اشترطت المادة 65من قانون العمل أن يكون هبذا الشبخص ال يقبل مسبتوا
الوظيفي عن المستوي الوظيفي للعامل الذي يحقق معه .
وإن كنا نري ـ في رأينا الشخصي ـ أنه حتبى وان كبان األمبر كبذلك فبال ببد مبن أن يكبون التحقيبق
تحت إشراف اإلدارة القانونية بوجود عضو قانوني أثناء التحقيق ويثبت تواجد بمحضر التحقيق.
أو
أن يقوم الشخص الفني هذا بتقديم تقريرا فنيا يوض فيه خطأ العامل فيما قام به فبي العمبل ،مبن
الناحية الفنية ،وذلك أخذا بمبدأ االلتجاء إلي أهل الخبرة ،مثل ما تقبوم ببه المحكمبة العماليبة مبن
اإلحالة إلي خبراء ،ويتم فيها سؤال العامل المشكو في حقه واخذ أقواله وإثباتها في المحضر وما
يقدمه من مستندات وشهود ،وتصدر هذ اللجنة الفنية تقريرها وما توصلت إليه من نتيجة سواء
بمجازاة العامل أو تبرئته مما هبو منسبوبا إليبه ،وتسبتكمل اإلجبراءات مبن الناحيبة القانونيبة عبن
طريق الشئون القانونيبة ،وذلبك حيبث أن المحقبق القبانوني يكبون لديبه الدرايبة القانونيبة بأعمبال
التحقيقات طبقا لدراسته وخبرته القانونية في هذا المجال .
4
5
ذلك بخالف شخصية المحقق الذي يعهبد إليبه صباحب العمبل ببالتحقيق مبن ذوي الخببرة البذي أتبي
بالنص ،وهي خبرة في مجال عمل العامبل ،وكمبا سبلف القبول أن يكبون مسبتوا البوظيفي أعلبي
مبن العامببل الببذي يبتم التحقيببق معببه ،فمببن الممكبن أن يعهببد بببالتحقيق إلبي رئببيا القسببم أو وكيببل
اإلدارة أو مدير اإلدارة ،وبذلك يكون شخص المحقق علي خبرة ودراية بالعمل أكثر ويستطيع أن
يتفهم المخالفة التي تم نسبها إلي العامل عما إذا كانت صحيحة يتم عليها توقيع جزاء علي العامل
أو تبرئة العامل مما نسب إليه من خطأ .
تحال الشكوى بعدها إلي الشئون القانونية للتحقيقات للقيام باتخاذ إجراءاتها ببالتحقيق ومنهبا تببدأ
اإلجبراءات للكشبف عببن حقيقبة المخالفببة المنسبوبة إلبي العامببل المخبالف وتوقيببع الجبزاء التببأديبي
عليه.
تقببوم الشببئون القانونيببة للتحقيقببات بإسببناد التحقيببق ألحببد السببادة المحببامين بهببا أو يتوالهببا مببدير
اإلدارة بذاته ومعه سكرتارية التحقيق .
أنببه فببي يببوم .........الموافببق ،2019 / .. / ..حيببث كانببت السبباعة ....صببباحا /ظهببرا فببت
المحضببر بمعرفتنببا نحببن ...........المحببامي /المحاميببةو مببدير اإلدارة القانونيببة ـ وكيببل اإلدارة ـ
رئيا القسم ] وعضوية السيد /السبيدة .........سبكرتارية اإلدارة أواالسبتاذة ......./المحاميبة
عضو اإلدارة ،حيبث ورد إلينبا مبذكرة مؤرخبة 2019/../...موقعبة مبن السبيد ........ /ويعمبل
.....بالشركة وتضمنت ..............و موضوع الشكوى كما هي واردة علي لسان الشاكي ،وقبام
بتحريرها ] وموجهة إلي السيد /رئيا مجلا اإلدارة /المبدير العبام ،وطلبب فبي نهايتهبا أحالبة
5
6
الشكوى للتحقيق مع المشكو في حقه السيد ، ........ /وعلي المذكرة توقيع السيد /رئيا مجلا
اإلدارة ـــ المدير العام للدارة القانونية للتحقيقات بإجراء التحقيق في الموضوع .
واقفببل المحضببر عقببب أثبببات مببا تقببدم حيببث كانببت السبباعة .....صببباحا /ظهببرا علببي أن يسببتكمل
التحقيببق و صببباح ببباكر أو بجلسببة .....الموافببق ..../../..مببن السبباعة ....صببباحا /ظهببرا ] ،
ويستدعي السيد ....... /مقدم الشكوى ألخذ أقواله بمحاضر التحقيقات .
ا /هل كنت حاضر الواقعة التي تمت بين الشاكي والمشكو في حقه ؟
ما هي أقوالك وشهادتك بما رأيت في أثناء وجودك بالواقعة ،وتبرفض أي شبهادة تكبون سبماعية
أي يقول الشباكي أنبا سبمعت مبن البزمالء أو سبمعت فبالن بيقبول ،ببل الشبهادة بحضبور الواقعبة
وسماعه هو شخصيا لطرفي النزاع والشكوى .
6
7
بعببد االنتهبباء مببن التحقيببق مببع المشببكو فببي حقببه ومواجهتببه بمببا ورد مببن أقببوال ومسببتندات ضببد
وشببهادة الشببهود وذلببك فببي حضببور احببد أعضبباء نقابببة العبباملين واثبببات حضببور بببالتحقيق ،يببتم
استدعاء شهود المشكو في حقه وهم يسمون شبهود النفبي ،وسبماع شبهادتهم فبي حضبور عضبو
نقابة العاملين فقط .
قببد يسببتدعي التحقيببق عمببل مواجهببة بببين الشبباكي والمشببكو فببي حقببه أو مواجهببة بببين الشبباكي
والمشكو في حقه بشهود أيا منهما ويتم أثبات ذلك في محضر التحقيق بعد كتابة في وسط محضر
التحقيق " مواجهــــــــــــــــــــة " ،ويقوم كل منهم بعد أثببات المواجهبة ببالتوقيع عليهبا وعلبي
كل صفحة .
علببي المحقببق عببدم التعليببق علببي شببهادة الشببهود ألي مببن الطببرفين إل إذا تبببين لببه خببروجهم عببن
الموضوع بأقوال أخري .
كما انه قد يستدعي الموضوع إبعاد المشكو في حقه عن العمل فترة التحقيق حتى ال يتالعب بأدلة
أو مستندات خاصة بموضوع الشكوى ،فيتم وقفه عن العمل وذلك بعد عرض األمر علبي رئبيا
مجلببا اإلدارة أو المببدير العببام للشببركة وتبريببر طلببب الوقببف قانونببا وهببذا الوقببف أن تببم يببتم وفقببا
للمادة ( ) 66من قانون العمل 12لسنة . 2003
وبعد أن تتض الصورة أمام المحقق كاملبة ،يبتم وضبع المخالفبة المرتكببة وتكييبف الواقعبة لهبذ
المخالف وتطبيق الئحة الجزاءات عليها كل حسب مخالفته وما يأتي بها من جبزاء طبقبا لالئحبة ،
فإذا كانت مخالفة تأديبية يتم تطبيق الجبزاء عليهبا ،وإذا كانبت الواقعبة مخالفبة ماليبة متمثلبة فبي
جريمة كاستغالل المال العام حسب كيان المنشأة فإنها تحبال للنياببة كاسبتيالء علبي المبال العبام أو
تحال للنيابة كسرقة مال الشركة إذا كانت قطاع خاص .مملوكة لفرد أو عدة أفراد وال يكون مالهبا
ماال عاما ً .
ويتم تقديم تقرير التحقيق بالتوصية القانونية إلبي صباحب العمبل أو مبن يفوضبه فبي ذلبك كالمبدير
العام للشركة .
فإذا كانت مخالفة تأديبية يوقع علي الجزاء المقترح أو أن قام بخفض عدد أيام الجزاء او التوقيبع
علببي إحالببة األوراق للنيابببة التخبباذ شببئونها ،ويببتم أبببال القسببم بمببذكرة بالموضببوع ومدعمببة
باألسانيد القانونية ونصبوص مبواد قبانون العقوببات فبي توضبي الجريمبة ،وطلبب التحقيبق فيهبا
بواسطة النيابة العامة .
وبهذا نكون قد انتهينا من شرح مبسط إلجراءات التحقيق اإلداري الذي تقوم به الشئون القانونية
للتحقيقات بالشركات طبقا لقانون العمل 12لسنة . 2003
7
8
8
9
الشـــــــــــــــــــــــــرح
ورد نص المادة بالواجبات التي ال بد من أن يؤديها العامل في عمله ،وقد أستقي
المشرع هذه الواجبات من القاعدة العامة بالتقنين المدني وهي وجوب تنفيذ العقد طبقا
لما أشتمل عليه وبطريقة تتفق مع ما يوجبه حسن النية [ المادة 148مدني ] ومن
الجائز قيام صاحب العمل بتضمين الئحة تنظيم العمل واجبات أخري ال تخالف النظام
العام واآلداب أو تعرض العامل للخطر .
وفيما يلي نتناول شرح كل واجب يتحتم علي العامل القيام به :ـ
( أ ) أن يؤدي بنفسه الواجبات المنوط به بدقة وأمانة وذلك وفقا لما هو محدد
بالقانون ولوائ العمل وعقود العمل الفردية والجماعية ،وأن ينجزها في الوقت
المحدد ،وأن يبذل فيها عناية الشخص المعتاد :ـ
شخصية العامل وصفاته ملحوظة دائما في عقد العمل ،بحيث يعتمد عليها صاحب
العمل في تنفيذ العامل لعمله ،ومن ثم فإن عقد العمل في الغالب ذو طابع شخصي ،
وبالتالي فإنه يلتزم العامل بأن يؤدي العمل بنفسه دون االستعانة بأحد إال برضاء
وموافقة صاحب العمل ،وهنا يمتنع علي العامل إحالل شخص آخر محله في أداء
العمل ،وبالتالي فإذا أنتهي عقد العمل بوفاة العامل فينقضي العقد ويمتنع علي صاحب
العمل مطالبة ورثة العامل بأداء العمل وهذا ما ورد صراحة في المادة 1/685من
القانون المدني والتي تنص علي أنه " يجب علي العامل أن يؤدي العمل بنفسه " وعلي
العامل أن يؤدي العمل بنفسه بكل دقة وأمانة تبعا ألشراف صاحب العمل وطبقا لما هو
محدد بالعقد ووفقا ألحكام القانون وأنظمة العمل وعقوده الفردية والجماعية ،وأن ينجز
عمله في الوقت الذي حدده له صاحب العمل مع بذل العناية الالزمة ،وهي ما يبذله
الشخص المعتاد .
وه ذا الواجب الذي علي العامل القيام به في عمله يستند علي ثالثة أمور أوضحها
النص وهي :ـ
أداء العامل العمل بنفسه بأمانة ودقة :ـ
وهو التزام يؤديه العامل بشخصه وال يجوز االستعانة بأحد آخر من قبل العامل ،
وكذلك ينقضي االلتزام بوفاة العامل النقضاء عقده ،وذلك لما سلف القول بأن العقد ذو
طابع شخصي .
أداء العامل العمل طبقا للعقد ولوائ العمل والقانون :ـ
يلتزم العامل بأداء العمل المتفق عليه في العقد إذا كان معينا به ،وهذا االلتزام ليس
قاصرا علي أداء العمل المتفق عليه في العقد فقط بل أيضا وفقا لما هو محدد بأحكام
القانون وأنظمة العمل وعقوده الجماعية بطريقة تتفق مع ما يوجبه حسن النية ـ طبقا لما
ورد بالقانون المدني في م 1/685ومقتضي ذلك امتناع العامل عن كل عمل من شأنه
األضرار بصاحب العمل ـ مثل العمل في أجازته السنوية لدي صاحب عمل آخر
9
10
وينبني علي هذا أيضا عد م جواز قيام صاحب العمل بتكليف العامل بعمل غير العمل
المتفق عليه .
أن يبذل العامل في أداء العمل عناية الشخص المعتاد :ـ
العناية المطلوبة من العامل عند أدائه لعمله هي عناية الشخص المعتاد ،ويجوز االتفاق
علي أن يبذل العامل عناية أكبر أو أقل من عناية الشخص المعتاد ويكون ذلك صراحة
في العقد أو ضمنا بحيث تستخلص من ظروف العقد ،ومثال ذلك يستخلص من كون
صاحب العمل يستخدم عامال علي درجة عالية من الكفاءة أو يلتزم قبل عامل بأجر
أكبر من األجر العادي ،أنه ينتظر منه عناية أكبر من عناية الشخص المعتاد ،وقد
يستخلص م ن كون صاحب العمل يقبل التعاقد مع عامل وهو علي بينة من قلة كفاءته
المهنية أو إهماله أن يقنع منه بعناية أقل من العناية المعتادة .
ويجب الحذر من أطالق مثل هذا االستخالص في كل الحاالت فقد يوجد رغم هذه
الوقائع ما ينفي هذا االستخالص ،ومهما كانت درجة العناية الواجبة في أداء العامل
لعمله ،فيتعين عليه االلتزام بها .
( ب ) أن ينفذ أوامر وتعليمات صاحب العمل الخاصة بتنفيذ الواجبات التي تدخل في
نطاق العمل المنوط به ،إذا لم يكن في هذ األوامر والتعليمات ما يخالف العقد أو
القانون أو اللوائ أو اآلداب العامة ولم يكن في تنفيذها ما يعرضه للخطر .
مقتضي رابطة التبعية بين العامل وصاحب العمل أن يخضع العامل إلدارة وإشراف
صاحب العمل ،ويترتب علي ذلك التزام العامل بإطاعة أوامر وتعليمات صاحب العمل
أو أوامر وتعليمات وكالئه أو من ينيب عنه .
ووجوب قيام العامل بتنفيذ أوامر وتعليمات صاحب العمل الخاصة بتنفيذ الواجبات هو
مردود لما ورد بنص المادة /685ب من القانون المدني من أن يأتمر العامل بأوامر
صاحب العمل الخاصة بتنفيذ العمل المتفق عليه او العمل الذي يدخل في وظيفة العامل
،إذا لم يكن في هذه األوامر ما يخالف العقد أو القانون أو اآلداب ولم يكن في طاعتهما
ما يعرض للخطر .
ويجب علي العامل إطاعة صاحب العمل وتنفيذ األوامر والتعليمات الصادرة منه إليه
شفوية كانت أم كتابية ،من صاحب العمل ذاته أو وكالئه وهم رؤساء العمل دون
مجادلة ألن صاحب العمل هو المسئول عن نتيجة أوامره .
سلطة صاحب العمل أو وكيله في العمل ليست مطلقة في شأن إصدار األوامر
والتعليمات للعمال بل هي مقيدة باحترام شروط العقد والقوانين اآلمرة والقواعد المتعلقة
بالنظام العام واآلداب وقواعد العمل الجماعي أو المشترك إن وجد ،كما أنها مقيدة من
ناحية أخري بعدم تعريض العامل للخطر وهو تطبيق لمبدأ حسن النية الذي يسود
العقود ومنها عقد العمل .
10
11
( د ) أن يحافظ علي ما يسلمه إليه صاحب العمل من أدوات أو أجهزة أو مستندات أو
أية أشياء أخري ،وأن يقوم بجميع األعمال الالزمة لسالمتها ويلتزم بأن يبذل في
ذلك عناية الشخص المعتاد :ـ
ألزم المشرع العامل بوجوب المحافظة علي ما يسلمه إليه صاحب العمل من أدوات أو
أجهزة أو مستندات أو أية أشياء أخري وهي من الناحية العملية ما هي إال أدوات أو
أجهزة خاصة بالعمل وبالتالي تعد من أموال وممتلكات المنشأة يقابلها واجب الحرص
والمحافظة عليها .
11
12
هذا النص استقاه المشرع من المادة /685ج من القانون المدني من أنه يجب علي
العامل أن يحرص علي حفظ األشياء المسلمة له لتأدية عمله ،كما أوجب المشرع
العامل بوجوب القيام بجميع اإلجراءات واألعمال الضرورية لسالمة هذه األدوات
واألجهزة والمحافظة عليها وعلي المستندات أو أية أشياء أخري .
كما الزم المشرع العامل بأن يبذل من العناية ما يبذله الشخص المعتاد في المحافظة
علي أشيائه الخاصة وأن يحافظ عليها من العبث وهي العناية المطلوبة من العامل .
العامل ال يسأل عن القوة القاهرة أو فعل الغير إذا لم يكن في وسعه االحتراز منهما
والتحوط لهما كالحريق أو سقوط المباني لسبب خارج عن أرادته وهو ما قصده من
النص .
إذا كان سبب الفقد أو التلف حريقا أو حادثة كان في أمكانه منعه فال يعفيه ذلك من
المسئولية كما ال يسأل العامل عن الخطأ البسيط لتفاهة أمره وهذا ما جري عليه العرف
وهو التجاوز عن الخطأ البسيط أما إذا ترتب علي الخطأ خسارة مادية جسيمة لصاحب
العمل أعتبر ذلك بشروط معينة خطأ جسيم يبرر فصل العامل طبقا للقانون .
( هـ ) أن يحسن معاملة عمالء صاحب العمل :ـ
هذا النص مستحدث أيضا استعان به الشارع من قانون العاملين بالقطاع العام حيث
يقضي النص بحسن معاملة عمالء صاحب العمل وفي قانون العاملين بالقطاع العام
حسن معاملة الجمهور و‘نجاز مصالحه إال أن الجمهور هنا هم عمالء صاحب العمل
الذي يعتمد عليهم صاحب العمل في ربحه من العمل بتصريف منتجاته أو شراء خامات
الالزمة لعمله ،وبالتالي فإن حسن معاملتهم أمرا يعود بالنفع علي صاحب العمل وعلي
العمال أيضا .
( و ) أن يحترم رؤساء وزمالء في العمل وأن يتعاون معهم بما يحقق مصلحة
المنشأة التي يعمل بها :ـ
هذا النص مستحدث أيضا واستقاه المشرع من قانون العاملين بالقطاع العام رقم
1978/48حيث ورد فيه هذا الواجب المفروض علي العامل بالتعاون مع الزمالء
في أداء الواجبات العاجلة لتأمين سير العمل .
كما سبق القول أن علي العامل واجب تنفيذ أوامر صاحب العمل وعليه االمتثال
لرؤسائه في العمل حيث أنهم مندوبين عن صاحب العمل أو وكالئه أو ومفوضيه ،
ومن هذا المنطلق فإنه يجب علي العامل احترامهم هم وأيضا احترام زمالئه في العمل.
والتعاون مع الزمالء في العمل واجب علي العامل يقتضيه مبدأ حسن النية في تنفيذ عقد
العمل ،والعمل يتطلب تضافر جهود جميع العاملين ألداء العمل وأداء الواجبات التي
من شأنها تحقيق صالح المنشأة التي يعملون فيها .
ومن مصلحة المنشأة أيضا وحيث يقتضي األمر القيام بعمل عاجل لتفادي وقوع حادث
خطي ر قد يترتب عليه إيقاف العمل أو أصالح ما نشأ عن هذا الحادث وأدي إلي عرقلة
سيره وذلك بقصد االستمرار فيه فإنه يجب علي العامل والحال هكذا أن يتعاون مع
12
13
زمالئه في بذل الجهد الالزم لتالفي خطر وقف العمل وتأمين سيره بانتظام ،حيث أن
ذلك يعود بطبيعة الحال علي المنشأة ومن ثم علي العامل.
ويعد رفض العامل احترام رؤسائه وزمالئه في العمل وعدم التعاون معهم إخالال
بواجبات الوظيفة مستوجبا للمسئولية التأديبية .
( ز ) أن يحافظ علي كرامة العمل ،وأن يسلك المسلك الالئق به :ـ
أيضا هذا النص مستحدث وقد استقاه المشرع من قانون العاملين بالقطاع العام حيث
نص فيه عليه فيه .
وحسن السيرة والسمعة شرط من الشروط الواجب توافرها في العامل عند بداية التحاقه
بالعمل ،والمحافظة علي كرامة العمل او الوظيفة وسلوك المسلك الالئق به ،وإن كان
لصيقا بالعامل وشخصه إال أنه بطبيعة الحال ينعكس علي عمل العامل بالمنشأة ،
بحيث ظهوره بالمسلك الالئق والمظهر الالئق في عمله وتجنب األفعال التي تمس
األمانة والنزاهة وتؤدي إلي احتكار الناس ونفورهم ،ويجب علي العامل التحلي
بالخصال الكريمة والتعاون مع زمالئه وإطاعة رؤسائه وعدم التطاول عليهم وتجنب
كل ما يسئ إلي سمعته أو ما يوجب احتقاره بين الناس أو يفقده الثقة واالعتبار مما
ينعكس أثره علي وظيفته وعمله ويقلل من االحترام الواجب لها ويزعزع الثقة في
استقامة شاغليها أو يشكك في نزاهتهم .
ال يسمح لجهة العمل بالتمادي في رقابة تصرفات العامل الخاصة وفق هواها ألنه ال
يؤخذ علي العام ل من سلوكه في حياته الخاصة إال ما من شأنه التأثير علي عمله ،
وجهة العمل هي التي تقرر ما إذا كان سلوك العامل في نطاق العمل أو في خارج
نطاقه سلوكا شائنا ومخال بكرامة الوظيفة أم ال مع الوضع في االعتبار طبيعة العمل
التي يشغلها العامل إذ قد تتميز بعض الوظائف دون غيرها بحساسية معينة في العمل
يتأثر بها سلوك شاغلها بما يقضي معه التشدد عند محاسبته علي سلوكه ،وال يلزم
إلثبات سوء سلوك العامل صدور حكم باإلدانة للعامل في جريمة تكشف هذا السلوك ،
وللقضاء العادي مراقبة تقدير جهة العمل الستجالء ما إذا كان تقديرها لسوء سلوك
العامل وعدم المحافظة علي كرامة الوظيفة تقديرا سائغا ومقبوال أم يتسم بالتعسف .
وسوء سلوك العامل وإهدار كرامة الوظيفة ال يمكن حصرها ،لكن أهمها إدارة العامل
لسكنه ألعمال مشينة ،التالعب باألديان ،السكر البين في األماكن العامة .
13
14
وقع اعتداء من العامل علي هذه األموال والممتلكات فإن النتيجة تختلف عما إذا كان
خطأ العامل أو تعمده وتبعا لجسامة الضرر الناشئ عنه .
أما إذا كان ما وقع من العامل علي هذه األموال هو مجرد خطأ في المحافظة علي المال
أو صيانته فيلزم العامل بتعويض التلف أو الفقد في المهمات أو اآلالت ويحق للمنشأة
عندئذ اقتطاع قيمة الفقد أو التلف من أجر العامل طبقا لما سيأتي شرحه في موضعه .
وإذا نشأ عن خطأ العامل خسارة جسيمة نتيجة لعدم مراعاة للنظم و المحافظة علي
سالمة المنشأة وأمنها جاز فسخ العقد وفصل العامل .
كذلك ينبغي علي العامل أتباع ما تشير إليه قواعد األمن بالمنشأة لعدم إحداث ما لم
يحمد عقباه فاستعمال العامل السليم لآلالت والماكينات والمهمات يكون حائال بينه وبين
أحداث أي ضرر للمنشأة فمثال ما يوضع من نظام بعدم التدخين في العمل وخاصة إذا
العامل يعمل في مواد قابلة لالشتعال فإن أي خطأ من العامل في هذا الشأن يؤدي
والحال هكذا إلي وجود ضرر ناجم عن حادث يمكن حدوثه لقيام بعدم أتباع هذا النظام
كذلك استخدامه ألدوات كهربائية في عمله يجب عليه فيها مراعاة نظم األمن في
االستعمال فنجد أن كثيرا من العمال ما يستخدمون أدوات كهربائية خارجة عن نطاق
العمل إلحتياجتهم الشخصية [ الغالية الكهربائية ] والتي يمكن للعامل تصنيع مثلها
بصورة بدائية قد تعرضه لألخطار من استعمالها .
ويجب علي صاحب العمل أن يقوم بوضع هذه النظم الخاصة بسالمة المنشأة في أماكن
واضحة لجميع العاملين بالمنشأة .
( ط ) أن يحافظ علي أسرار العمل ،فال يفشي المعلومات المتعلقة بالعمل متى كانت
سرية بطبيعتها أو وفقا للتعليمات الكتابية الصادرة من صاحب العمل :ـ
من االلتزامات األكثر أهمية التي يلتزم بها العامل هو االلتزام باالحتفاظ بأسرار العمل
،ومعني ذلك عدم إفشاء العامل لهذه األسرار ،وهذا االلتزام استقاه المشرع من نص
المادة /685د من القانون المدني والتي قرر نصها " يجب علي العامل أن يحتفظ
بأسرار العمل الصناعية والتجارية حتى بعد انقضاء العقد " وعلة ذلك ترجع إلي إن
إفشاء العامل األسرار التي علم بها أثناء العمل تؤدي إلي منافسة صاحب العمل بما
يعود عليه بضرر.
أورد المشرع تعميم هذه األسرار وجعلها المتعلقة بالعمل دون تحديد أو تخصيص
ومقتضي ذلك سريان هذا االلتزام علي كافة أنواع العمل سواء كانت صناعية أو
تجارية أو إدارية .
وضح المشرع عما إذا كانت هذه األسرار والمعلومات المتعلقة بالعمل سرية كانت
بطبيعتها أو وفقا لتعليمات كتابية صادرة من صاحب العمل ، .فإذا ذاعت هذه
المعلومات أو األسرار وشاعت وأصبحت معلومة أو أصبح في أمكان الغير معرفتها
بسهولة ،فإنها ال تصبح أسرار وبالتالي ال يكون هناك محال لبقاء العامل ملتزما بعدم
إفشائها .
14
15
إذا كانت هذه المعلومات واألسرار التي توصل إليها العامل تدين صاحب العمل أو
القائمين علي إدارته نيابة عنه أو أي شخص من العاملين بالمنشأة ،فإن أبالغ العامل
الجهة المختصة به ال يعتبر إفشاء له ،ألن اإلبالغ عن الجرائم واجب علي كل شخص
طبقا للقانون اإلجراءات الجنائية في المادة 25منه والتي تنص علي أنه " لكل من علم
بوقوع جريمة يجوز للنيابة العامة رفع الدعوي الجنائية عنها بغير شكوى أو طلب أن
يبلغ النيابة العامة أو أحد مأموري الضبط القضائي عنها "
وبالتالي فإن قيام العامل بإبالغ الجهات المختصة عن تهرب صاحب العمل من رسوم
جمركية أو الضرائب أو التأمينات الخاصة بالعمال ال يعد والحال هكذا من أشفاء
ألسرار العمل .
( ي ) أن يخطر جهة العمل بالبيانات الصحيحة المتعلقة بمحل أقامته وحالته وما يدل
علي حالته االجتماعية [ أعزب /متزوج /متزوج ويعول أم ال ] ووسيلة األنصال به
إلبالغه بأي شئ أو طلبه أو إيفاد طبيب له في حالة مرضه أو إعالنه بأي أوراق أو
لبيان طبيعة الحادث الذي وقع له وتقدير أحقيته في األجازة المرضية ،وهذه البيانات
من المفيد وضعها في ملف العامل لدي صاحب العمل بحيث يكون في حالة وفاة العامل
يوجد بيان عن عائلته التي تستحق ما يصرف في هذه الحاالت من مستحقات ماليه .
كذلك فإن هذه البيانات وإثباتها يفيد وجود وسيلة سريعة لالتصال بالعامل ،وأيضا
ا لمؤهل الحاصل عليه العامل من عدمه وشهادة ميالده وهي من األوراق والمستندات
التي تقدم عند االلتحاق بالعمل وتسمي مسوغات ومن أهمها بيان الموقف التجنيدي
للعامل وعما إذا كان علي قوة االحتياط من عدمه أم قام بتأدية الخدمة العسكرية أم
مؤجل تجنيده وكذلك ما يتطلبه القانون من أدراجه من بيانات في السجل والملف
الخاص بالعمال .
وقد أوجب نص المادة علي العامل أن يخطر جهة عمله بكل تغيير يطرأ علي البيانات
الموجودة لدي صاحب العمل عنه ومنها كل تغيير يطرأ علي حالته االجتماعية ألهميته
في حساب المستحقات التي تقررها القوانين .
لم يحد د القانون طريقة قيام العامل باإلبالغ عن أي تغيير يطرأ علي بياناته الموجودة
لدي صاحب العمل ولذلك يجوز أن تتم شفاهة أو كتابة ولم يحدد القانون موعدا يتم فيع
ذلك اإلبالغ ،إال أنه من األجدى أن تكون بموجب طلب ومرفق به مستندات تدل علي
التعديل والتغيير الذي يطرأ ،وتكون في أقرب وقت ممكن من هذا التغيير ،وعدم
اإلبالغ عن ذلك التغيير والتراخي في اإلبالغ يدل علي أسلوب ملتو من جانب العامل
يدل علي سوء نيته تجاه صاحب العمل ،وعندئذ تجوز مسائلة العامل عنه تأديبيا ،.وقد
أحال المشرع المدة التي يتم عندها اإلبالغ عن أي تغيير الذي يطرأ علي بيانات العامل
إلي اللوائح الداخلية لكل منشأة .
15
16
( ك ) أن يتبع النظم التي يضعها صاحب العمل لتنمية وتطوير مهاراته وخبرته فنيا
وثقافيا أو لتأهيله للقيام بعمل يتفق مع التطور التقني في المنشأة باالشتراك مع
المنظمات النقابية المختصة :ـ
ألزم المشرع العامل باالستمرار في العمل علي تنمية مهاراته الفنية والمهنية والثقافية
وفقا للنظم واإلجراءات التي يضعها صاحب العمل باالشتراك مع المنظمات النقابية
المختصة وفي حدود اإلمكانيات المتاحة .
وقد وفق المشرع حينما أشرك المنظمات النقابية المختصة مع صاحب العمل في
إجراءات تنمية مهارات وخبرات العمال المهنية والثقافية وذلك حيث أن المنظمات
النقابية هي الجهة المختصة بموجب قانونها رقم 1976/35وتعديالته بإصدار قانون
النقابات العمالية والمعدل بالقانون 1981/1حيث ينص فيه علي أن المنظمات النقابية
تعمل علي وجه الخصوص لتحقيق رفع المستوي الثقافي للعمال عن طريق الدورات
التثقيفية ،ورفع الكفاية المهنية للعمال واالرتقاء بمستواهم المهني والفني وتشجيع
الكفاءات وصيانة ودعم المال العام وحماية وسائل اإلنتاج ،كما نص علي أن تتولي
النقابة العامة علي األخص بالعمل علي رفع مستوي العمال الثقافي واالجتماعي
والمشاركة في وضع خطة التدريب وبرامجه التنفيذية والمهنية ،كما ينص أيضا علي
أن االتحاد العام لنقابات العمال له أنشاء وإدارة المراكز الثقافية واالجتماعية والصحية
التي تقدم خدماتها للعمال علي مستوي الجمهورية .
المادة ( ) 57
يحظر علي العامل أن يقوم بنفسه أو بواسطة غير باألعمال اآلتية :ـ
االحتفاظ لنفسه بأصل أية ورقة أو مستند خاص بالعمل . أ)
ب) العمل للغير سواء بأجر أو بدون أجر إذا كان في قيامه بهذا العمل ما يخل
بحسن أدائه لعمله أو ال يتفق مع كرامة الوظيفة أو يمكن للغير أو يساعد علي
التعرف علي أسرار المنشأة أو منافسة صاحب العمل .
ج) ممــارسة نشـــاط مماثل للنشــاط الذي يمارسه صاحب العمل أثناء مدة سريان
عقد ،أو االشتراك في نشاط من هذا القبيل ،سواء بصفته شريكا أو عامال .
د) االقتراض من عمالء صاحب العمل أو ممن يمارســـــــون نشاطا مماثال للنشاط
الذي يمارسه صاحب العمل وال يسري هذا الحظر علي االقتراض من المصارف
هـ) قبول هدايا أو مكافأت أو عموالت أو مبالغ أو أشياء أخري بأية صفة كانت
بمناسبة قيامه بواجباته بغير رضاء صاحب العمل .
و) جمع نقود أو تبرعات أو توزيع منشورات أو جمع توقيعات أو تنظيم اجتماعات
داخل مكان العمل بدون موافقة صاحب العمل ،مع مراعاة ما تقضي به أحكام
القوانين المنظمة للنقابات العمالية .
16
17
الشــــــــــــــــرح
أستقي الشارع هذا النص من بعض نصوص قانون العاملين بالقطــــاع العــــــام 48
1978/حيث نص فيها علي هذا الحظر علي العمال أو أن يكون هذا العمل بواسطتهم
أي أن المنع يشمل األعمال المحظورة سواء قام بها العامل بالذات أو بالوساطة .
يقع علي العامل بصفة عامة واجب المحافظة علي كرامة الوظيفة والسلوك في
تصرفاته بالمسلك الذي يتفق مع االحترام الواجب لهذه الوظيفة ،وفي المقابل يتعين
عليه االمتناع عن كل عمل يجافي هذا الواجب .
هذه المحظورات وردت علي سبيل المثال ال الحصر وقصد منها تعريف العامل ببعض
األعمال المحظورة التي درج علي العاملون التردي فيها حتى ال ينزلق العامل إلي
مواقف خاطئة يعاقب عليها أو تثور حوله الشبهات فالشك في مسائل المخالفات التأديبية
يفسر ضد العامل ،إذ يعد أي عمل يتنافي وواجبات الوظيفة ومقتضياتها مخالفة تأديبية
.
النص في المادة علي حظر العامل الفعل أو بواسطة غيره قصد منها سد باب التحايل
علي العامل الذي يزاول أعماال مخالفة بواسطة أحد ذويه أو تابعيه .
فيما يلي سنتناول شرح تفصيلي لكل بند من البنود التي أشتمل عليها النص وهي
كالتالي :ـ
ت) العمل للغير سواء بأجر أو بدون أجر إذا كان في قيامه بهذا العمل ما يخل
بحسن أدائه لعمله أو ال يتفق مع كرامة الوظيفة أو يمكن للغير أو يساعد علي
التعرف علي أسرار المنشأة أو منافسة صاحب العمل :ـ
األصل أن العامل ممنوع من العمل بأي عمل آخر لحساب نفسه يكون متعارضا مع
عمله األصلي ويؤدي إلي اإلخالل بواجبات وظيفته ،فإن المنع أيضا يكون بالعمل
للغير سواء بأجر أو بغير أجر سواء كان العمل متعارضا مع عمله األصلي ويتنافي مع
كرامته أم ال وسواء كان العمل يتم في أوقات العمل المقررة أو في غير أوقات العمل
أو في الراحة األسبوعية .
17
18
ال يسري هذا الحظر إذا قام العامل بالعمل لحساب نفسه إال إذا كان العمل متعارضا مع
واجبات الوظيفة وكرامتها ،علي أن يستثني من ذلك المنع القيام بأعمال القوامة
والوصاية والوكالة والمساعدة القضائية لمن تربطهم بالعامل صلة قرابة بحيث ال
تتعارض مع واجبات الوظيفة وكرامتها ،وال يتوقف قيام العامل بمثل هذه األعمال
علي إذن صاحب العمل ،غير أنه يجب أال تتعارض مع عمله األصلي ومع واجبات
الوظيفة .
وهناك من القوانين لبعض المهن تستوجب علي العامل عدم القيام بعمل للغير إال في
حدود قرابة معينة كما ينص قانون المحاماة رقم 17لسنة 1983في مادته 8والتي
تنص علي أنه :
" مع عدم اإلخالل بأحكام قانون المرافعات المدنية والتجارية
ال يجوز لمحامي اإلدارات القانونية للهيئات العامة وشركات
القطاع العام والمؤسسات الصحفية أن يزاولوا أعمال المحاماة
لغير الجهة التي يعملون بها وإال كان العمل باطال .
.......
.......
وال يسري هذا الحظر بالنسبة للقضايا الخاصة بهم وبأزواجهــم
وبأقاربهم حتى الدرجة الثالثة وذلك في غير المسائل القضــــائية
المتعلقة بالجهات التي يعملون بها .
وإذا كان هذا نص عام لمحامي اإلدارات القانونية والقطاع العام والصحافة ،إال أنه
يحمل في طياته الحظر من أداء العمل بأجر أو بغير أجر وأستثني من ذلك قضايا
المحامي الشخصية ولزوجته وأوالده وبأقاربه حتى الدرجة الثالثة .
كما نصت المادة حظر ومنع قيام العامل بتمكين الغير أو مساعدته علي التعرف علي
أسرار المنشأة أو منافسة صاحب العمل ،فإفشاء العامل ألسرار العمل أمر محظور في
جميع عالقات العمل وقد نص القانون المدني علـي ذلك في مادته /685د بقوله "
يجب علي العامل أن يحتفظ بأسرار العمل الصناعية والتجارية حتى بعد انقضاء عقد
العمل " ،كما أن النص في قانون العمل الحالي في مادته السابقة /56ط بأنه يجب
علي العامل أن يحافظ علي أسرار العمل فال يفشي المعلومات المتعلقة بالعمل متى
كانت سرية بطبيعتها أو وفقا للتعليمات الكتابية الصادرة من صاحب العمل [ وقد سبق
شرح ذلك في التعليق علي المادة 56من قانون العمل في دراستنا الحالية.
مساعدة أو تمكين الغير باالطالع علي هذه األسرار للمنشأة محظور علي العامل
بطبيعة الحال حيث أنه ممنوع عليه شخصيا اإلفشاء به .
ج) ممــارسة نشـــاط مماثل للنشــاط الذي يمارسه صاحب العمل أثناء مدة سريان
عقد ،أو االشتراك في نشاط من هذا القبيل ،سواء بصفته شريكا أو عامال :ـ
18
19
القواعد العامة في العمل تلزم العامل بعدم المساهمة في أي عمل ينطوي علي منافسة
صاح ب العمل ألن ذلك من مقتضيات حسن النية في تنفيذ عقد العمل وهو أيضا حماية
لصاحب العمل قصده بها المشرع من خطر المنافسة الغير مشروعة من جانب
المشروعات أو المنشآت التي تمارس نشاطا مماثال أو مرتبطا بنشاط المنشأة التي يعمل
بها العامل .
هذا المنع يتأسس علي أن العامل بحكم عمله في المنشأة يطلع علي وسائل اإلنتاج
وتكاليفه وأسماء عمالء ومنشآت أخري وغيره من األسرار التجارية والصناعية التي
قد يستخدمها العامل عند اشتراكه في مشروعات من نفس نشاط المنشأة التي يعمل بها
مما يعود بالضرر علي صاحب المنشأة التي يعمل فيها العامل.
هذا الحظر والمنع ليس مرهون بطوال سريان العقد بين العامل وصاحب العمل فقط بل
أنه إذا انتهت عالقة العمل يبقي العامل ملتزما بعدم منافسة جهة العمل في نشاطها
بمقتضي المادتين 687 ،686من القانون المدني وبمقتضي هذه المادتين ال يكون هذا
االلتزام مطلقا أو مؤبدا بل مقيدا في الزمان والمكان والموضوع بالقدر الضروري
لحماية مصلحة صاحب العمل المشروعة .
المنع المنصوص عليه بنص هذه المادة يقضي بعدم الممارسة لنوعية مماثلة لنشاط
صاحب العمل كما أنه يمنع االشتراك أيضا في مثل نوعية هذا النشاط سواء كان هذا
االشتراك شراكة بصورة ظاهرة أو مخفية [ دخوله شريك في شركة نيابة عن أوالده
وزوجه أو بصفته ولي طبيعي علي أوالده ] .
د) االقتراض من عمالء صاحب العمل أو ممن يمارســـــــون نشاطا مماثال للنشاط
الذي يمارسه صاحب العمل وال يسري هذا الحظر علي االقتراض من المصارف:ـ
منع القانون بنص هذه المادة قيام العامل من االقتراض أو إقراض من وإلي عمالء
صاحب العمل أو ممن يمارسون نشاطا مماثال للنشاط الذي يمارسه صاحب العمل
ويهدف المشرع في ذلك المنع إلي أبعاد العامل وتجنيبه الوقوع في خطر مخالفة
اإلخالل بواجبات الوظيفة حيث أن معظم ذلك الفعل قد يؤدي بالتأثير علي العامل بالقيام
بأعمال تعد مخالفة صريحة لواجبات الوظيفة حيث يستتر بعض هذا االقتراض كرشوة
للعامل في معظم األحيان .
كما أن المنع يشمل أيضا دخول العامل في أية معامالت مالية مع عمالء صاحب العمل
او ممن يمارسون نشاطا مماثال لنشاط صاحب العمل أو مرتبطا بالشركة وهذا لغرض
أبعاد العامل عن أي شبهات قد تنشأ عن هذه المعامالت إال أن هذا الحظر ال يسري
علي االقتراض من البنوك فهو مسموح به للعامل القيام به .
هـ) قبول هدايا أو مكافأت أو عموالت أو مبالغ أو أشياء أخري بأية صفة كانت
بمناسبة قيامه بواجباته بغير رضاء صاحب العمل :ـ
19
20
أوجبت المادة منع العامل من قبول الهدايا والمكافآت أو العموالت . .. . . . .الخ من
الغير بمناسبة قيام العامل بعمله وواجباته سواء أعطاها له الغير أم طلبها هو من الغير
،وعلة ذلك أن قبول العامل لهذه األشياء المنصوص عليها بالمادة تثير شبهة المتاجرة
بالوظيفة ومحاباة صاحب الهبة علي حساب العمل أو عمالء الشركات األخرى مما
يتنافي مع مبدأ األمانة والنزاهة التي يجب علي العامل التحلي بها .
وحيث أن قبول العامل للهدية أو العطية بمناسبة قيامه بواجبات وظيفته هو يشكل
الجريمة المنصوص عليها بالمواد 103وما بعدها من قانون العقوبات وهي جريمة
الرشوة ،أما إذا قام العميل بترك بعض الهدايا والمكافأت لصاحب العمل ليقوم هو
بتوزيعها بنفسه علي العمال فليس في ذلك من الحظر ومن أمثلتها الهدايا التي قد تقوم
الشركات بتوزيعها علي الشركات التي تتعامل معها بمناسبة حلول عام جديد .
و) جمع نقود أو تبرعات أو توزيع منشورات أو جمع توقيعات أو تنظيم اجتماعات
داخل مكان العمل بدون موافقة صاحب العمل ،مع مراعاة ما تقضي به أحكام
القوانين المنظمة للنقابات العمالية :.ـ
المقصود من المنع في هذه المادة هو تحريم جمع النقود والتبرعات أو التوقيعات أو
توز يع منشورات ألغراض غير مشروعة أما جمع نقود لمساعدة عامل مصاب أو لبناء
جامع أو كنيسة أو جمع توقيعات لطلب حق من الحقوق العمالية في صورة طلب يوجه
إلي صاحب العمل أو أحد مسئولي المنشأة فال يدخل في الحظر .
كذلك يشمل المنع تحريم االشتراك في االجتماعات داخل العمل وذلك حيث أن أوقات
العمل الرسمية خاصة بالعمل فال يجوز ضياعها في أشياء أخري .
يجب الحصول علي أذن من صاحب العمل أو أحد مسئوليها المفوضين في ذلك بطلب
التصريح لهم بعقد اجتماعا وال يشترط أن يكون األذن أو التصريح كتابة بل من الممكن
أن يكون قد صرح به صاحب العمل أو المسئولين بالمنشأة في هذا األمر مشافهة .
فضال عن التصريح أو األذن المسبق فإنه يتعين علي العمال مراعاة في االجتماعات
أحكام القانون 1976/35بإصدار قانون النقابات العمالية وتعديالته وما جاء به من
قواعد خاصة باجتماعات المنظمة النقابية .
20
21
الفصـــل الثاني
التحقيق مع العمال ومساءلتهم
المادة ( ) 58
تقابلها المادة 59من القانون الملغي 1981/137
مع تعديل بعض العبارات
علي صاحب العمل أن يضع الئحة تنظيم العمل والجزاءات التأديبية موضحا بها
قواعد تنظيم العمل والجزاءات التأديبية مصدقا عليها من الجهة اإلدارية المختصة ،
وعلي هذ الجهات أخذ رأي المنظمة النقابية التي يتبعها عمال المنشأة قبل التصديق
علي الالئحة ،فإذا لم تقم الجهة اإلدارية بالتصديق أو االعتراض علي الالئحة خالل
ثالثين يوما من تاريم تقديمها اعتبرت نافذة ،وللوزير المختص أن يصدر بقرار منه
أنظمة نموذجية للوائ والجزاءات لكي يسترشد بها أصحاب األعمال .
وعلي صاحب العمل في حالة استخدام عشرة عمال فأكثر أن يضع هذ الالئحة في
مكان ظاهر .
الشــــــــــــــــــــــــــــــرح
عادة ما يكون العقد الذي يبرم بين العامل وصاحب العمل غير شامل علي جميع
التفصيالت بل يقتصر علي تحديد نوع العمل ومقدار األجر ،أما باقي التفصيالت يمكن
أن تتضمنها الئحة تنظيم العمل متضمنة الئحة الجزاءات التأديبية ،وقد تكون الئحة
تنظيم العمل منفردة عن الئحة الجزاءات التأديبية ،إال أن القانون الحالي والقانون
الملغي قد ورد فيهما علي أن إلزام صاحب علي وضع الئحة تنظيم العمل والجزاءات
التأديبية أي جعلهما في الئحة واحدة ،وبذلك يكون المشرع قد أخذ بنظام وحدة الئحة
تنظيم العمل والئحة الجزاءات التأديبية حيث تضم واجبات العمال والتزامهم والجزاء
علي مخالفتها في الئحة واحدة امتدادا لما لصاحب العمل من سلطة تنظيم منشأته
واألشراف عليها والتوجيه من صاحب العمل علي العامل الذي يخضع في عالقته
بصاحب العمل لعالقة التبعية والتي تفرض علي العامل االمتثال ألوامر وتوجيهات
صاحب العمل ،ويتمتع صاحب العمل بسلطة توقيع الجزاء المناسب علي المخالف من
العمال بالمنشأة .
نظرا لما للسلطة ال تأديبية من خطورة إذ هي مخولة لصاحب العمل الذي يجمع بين
صفات [ خصم /محقق /حكم ] مما يخشي معه أن يجور بها صاحب العمل علي حق
العامل ،لذا أحاط المشرع استخدام هذه السلطة بمجموعة من القيود الضمانات التي
تكفل عدم التعسف في استعمالها .
ليس لالئحة شكل معين ،ولم يحدد المشرع شكال لها أو البيانات التي يجب أن تتضمنها
إال فيما استلزم من وجوب تضمينها قواعد تنظيم العمل والجزاءات .
21
22
أهمية هذه الالئحة تبدو في أنها ال تترك األمر لصاحب العمل يعاقب العامل المخالف
كيف يشاء بل تضع توحيدا لنظام العمل في المنشأة واطمئنان العمال للشروط العامة
لنظام العمل والمخالفات الممنوعة والجزاء المناسب لها فضال عن المساواة وخضوع
العمال جميعهم لنظام واحد فينصرفون إلي عملهم وقد سادهم الشعور بالعدل .
جري العرف علي أن تشتمل الالئحة تفصيالت نظام العمل كمواعيد الحضور
واالنصراف وفترات الراحة اليومية والراحة األسبوعية ،كذلك إجراءات طلب األجازة
وعالقة العمال برؤسائهم وشروط اإلنتاج وليس لهذه البيانات حصر بل األمر متروك
لصاحب العمل حيث ال يوجد حد أدني لهذه التفصيالت .
لم يحدد القانون موضوع الالئحة من حيث الجزاءات التأديبية بل أن المقصود هو
توضيح المخا لفات الممنوعة والجزاءات المناسبة لها ،علي أن تكون حدود المخالفات
والجزاءات الواردة بالقانون والقرارات الوزارية المنفذة له.
تقوم الجهة اإلدارية المختصة بأخذ رأي المنظمة النقابية التي يتبعها عمال المنشأة قبل
التصديق علي الالئحة فإذا تم التصديق أنتهي األمر أما إذا لم يتم التصديق فهناك موعد
قد حدده القانون لبيان عدم التصديق أو االعتراض علي الالئحة وهو ثالثين يوما فإذا تم
االعتراض في خالل هذه المدة ،يتم دراسة هذا االعتراض وتصحيح ما هو معترض
عليه ثم العودة إلي الجهة اإلدارية مرة أخري للتصديق ،أما إذا فوتت الجهة اإلدارية
المدة المنصوص عليها بالمادة ولم يتم التصديق تعتبر الالئحة في ذلك الوقت نافذة .
يقوم وزير الدولة للقوي العاملة والتدريب بوضع أنظمة نموذجية للوائح والجزاءات
لكي يسترشد بها أصحاب األعمال الخاضعون ألحكام هذا القانون .
ألزمت المادة أصحاب األعمال الذين يستخدمون عشرة عمال فأكثر بأن يقومون بوضع
الالئحة في مكان ظاهر حتى تكون أمام العاملين إلطالعهم عليها ومعرفتهم بالمخالفات
ودرجة الجزاء التي تكون مقررة لهذه المخالفات وكذلك الئحة نظام العمل حيث يتم
أعالمهم بهذا النظام وبيانه ويكونوا علي علم بما ورد فيها .
يجوز لصاحب العمل القيام بتعديل الالئحة وفقا لتغيير الظروف ومقتضيات العمل التي
وضعت فيها الالئحة أو إذا أثبتت التجربة وجود قصور أو عيوب بالالئحة أو عدم
مناسبة الالئحة للمخالفات مما يتعارض مع العدالة ،ويسري علي هذا التعديل ما يسري
علي الالئحة األصلية من إجراءات .
يترتب علي وجود الئحة الجزاءات مصدقا عليها بالمنشأة أن يلتزم صاحب العمل بها
فال يجوز له توقيع عقوبة تأديبية علي فعل لم يرد بالالئحة وغير مطابق ألحكامها مما
يترتب عليه بطالن الجزاء .
عقوبة مخالفة المادة :ـ
نصت عليه المادة 247من هذا القانون وهو الحكم بالغرامة علي صاحب العمل أو من
يمثله بالمنشأة علي أال تقل الغرامة عن 100جنيها وال تجاوز 500جنيها في حالة
مخالفته لنص المادة وتتعدد الغرامة بتعدد العمال الذين وقعت في شأنهم الجريمة
وتضاعف الغرامة في حالة العود .
22
23
المادة ( ) 59
تقابلها المادة 60من القانون الملغي 1981/137
يشترط في الفعل الذي تجوز مساءلة العامل عنه تأديبيا أن يكون ذي صلة بالعمل ،
وتحدد الئحة الجزاءات المخالفات والجزاءات المقررة لها مما هو منصوص عليه في
المادة ( ) 60من هذا القانون وبما يحقق تناسب الجزاء مع المخالفة .
وال يجوز توقيع جزاء تأديبي علي العامل بعد تاريم االنتهاء من التحقيق في المخالفة
بأكثر من ثالثون يوما .
الشــــــــــــــــــــــرح
أشترط المشرع لنفاذ الالئحة ،التصديق عليها من مكتب القوي العاملة المختص وهو
يهدف في ذلك مراقبة أحكام الالئحة وضمان خلوها من مخالفة أحكام القانون وعدم
المغاالة في العقوبة ،وكذلك أخذ رأي المنظمة النقابية التي يتبعها عمال المنشأة كل
ذلك وضعه المشرع حتى يكفل ضمانه للعامل باال يتجاوز معه صاحب العمل في
مجازاته ،كما أنها ضمانة أيضا وحماية لصاحب العمل حتى ال يضيع حقه في ما
يرتكبه العامل من مخالفات ولذا أشترط المشرع أن يكون الفعل الذي تجوز مساءلة
العامل عنه تأديبيا أن يكون ذا صلة بالعمل أي يكون مخالفة واردة علي أمر في العمل
نفسه أو في سلوك العامل أثناء العمل .
وتتضمن الئحة الجزاءات التأديبية المخالفات والجزاءات المقررة لها مما هو منصوص
عليه بالمادة ( ) 60من هذا القانون ،أي أن الئحة الجزاءات التأديبية تتضمن
المخالفات التي يمكن أن يرتكبها العامل في العمل بحيث إذا قام بارتكابها يطبق عليه
الجزاء المقرر لها بما هو وارد بنص المادة ( ، ) 60وهذا يضع تطبيقا لمبدأ " ال
عقوبة وال جريمة إال بنص " .
أيضا ال يجوز أن يعاقب العامل عن فعل قام بارتكابه خارج مكان العمل إال إذا كان ذي
صلة بالعمل فهنا تجوز مساءلة العامل تأديبيا .
كما أن نص المادة يأتي بعدم جواز توقيع الجزاء التأديبي بعد تاريخ االنتهاء من
التحقيق في المخالفة بأكثر من ثالثون يوما والحكمة من وضع تحديد للمدة التي يجوز
فيها توقيع الجزاء حتى ال يترك العامل تحت رحمة صاحب العمل فيجعل توقيع
العقوبة التأديبية سيفا مسلط عليه لمدة طويلة ويؤدي ذلك بالطبع إلي القلق في نفس
العامل وهو ما يؤثر علي عمله .
23
24
وقد وضع المشرع حدا ينتهي فيه توقيع الجزاء وهي ثالثون يوما من تاريخ انتهاء
التحقيق في المخالفة وعلي ذلك فإنه ال يجوز توقيع الجزاء بعد هذه المدة وقد أحال
المشرع بداية التحقيق خالل سبعة أيام من تاريخ اكتشاف المخالفة فبذلك يكون المشرع
قد وضع حدا لبداية التحقيق ونهاية توقيع الجزاء وحتى يكون ذلك ضمانا للعامل من
صاحب العمل وحتى ال يكون تحت رحمته في هذا الشأن مدة طويلة بحيث إذا مضت
هذه المدة المحددة لتوقيع العقاب ولم يوقعه رب العمل فإن المخالفة تسقط وال يجوز
توقيع أية عقوبة عنها بعد ذلك .
المادة ( ) 60
الجزاءات التأديبية التي يجوز توقيعها علي العامل وفقا للوائ تنظيم العمل
والجزاءات التأديبية في كل منشأة هي :ـ
)1اإلنذار .
)2الخصم من األجر .
)3تأجيل موعد استحقاق العالوة السنوية لمدة ال تجاوز ثالثة أشهر .
)4الحرمان من جزء من العالوة السنوية بما اليجاوز نصفها .
)5تأجيل الترقية عند استحقاقها لمدة ال تزيد عن سنة .
)6خفض األجر بمقدار عالوة علي األكثر .
)7الخفض إلي وظيفة في الدرجة األدنى مباشرة دون إخالل بقيمة األجر الذي
كان يتقاضا .
)8الفصل من الخدمة وفقا ألحكام هذا القانون .
الشـــــــــــــــــــــــرح
هذه المادة استقاها المشرع من القرار رقم 22لسنة 1982الخاص ببيان العقوبة
التأديبية وقواعد وإجراءات التأديب وذلك في المادة األولي منه .
وقد رأي المشرع نقل ذلك النص من القرار إلي النص في القانون وذلك ضمانة
لممارسة السلطة التأديبية في صلب القانون وليس في قرار وزاري نظرا لخطورة هذه
الممارسة من ناحية واستقرار للقواعد الخاصة بها من ناحية أخري .
24
25
رأي المشرع أيضا زيادة عدد الجزاءات التأديبية التي يجوز توقيعها علي العمال الذين
يخلون بالتزاماتهم ،حتى يسهل تطبيق مبدأ تناسب الجزاءات مع المخالفة المرتكبة .
كما أن المشرع أستقي أيضا بعض العقوبات من نص المادة 82من القانون 48لسنة
1987الخاص بالعاملين بالقطاع العام ،وقانون العمل 1981/137الملغي
والقرارات الوزارية المنفذة له .
كما أن المشرع استبدل عبارات الغرامة بالخصم ،كما ألغيت عقوبة الوقف عن العمل
اكتفاء بعقوبة الخصم من األجر ،كما رأي الشارع استبعاد اإلنذار الكتابي بالفصل
كجزاء مع اإلبقاء عليه كأجراء من إجراءات الفصل ،كما استخدم عبارة الجزاء بدال
من العقوبة .
حدد نص المادة الجزاءات التأديبية التي يجوز توقيعها علي العمال وهي واردة علي
سبيل الحصر ،فال يجوز لصاحب العمل النص علي جزاء غيره في الئحة الجزاءات
أو توقيع جزاءات غيرها .
وفيما يلي سنتناول بالشرح الجزاءات الواردة بنص المادة وهي كالتالي :ـ
)1اإلنذار :ـ
هو التنبيه علي العامل بارتكابه المخالفة وتحذيره من العودة إلي تكرارها مستقبال ،
وهي من أخف الجزاءات الواردة بنص المادة .
)3تأجيل موعد استحقاق العالوة السنوية لمدة ال تجاوز ثالثة أشهر :ـ
( نص مستحدث)
العالوة التي تصرف للعامل هي زيادة في األجر سواء كانت بنسبة من األجر أو بدفعة
محددة يقوم صاحب العمل بتحديدها في قراره الصادر بهذه العالوة ،وهي تقرر سنويا
للعامل نتيجة عن نشاطه في العمل سنويا ،وقد حددت المادة 34من القانون 12لسنة
2003باال تقل العالوة السنوية بحد أدني عن %7من األجر األساسي التي تحسب
25
26
علي أساسه اشتراكات التأمينات االجتماعية ،كما ذكر النص انه في حالة تعرض
المنشأة لظروف اقتصادية يتعذر معها صرف العالوة الدورية المشار إليها يعرض
األمر علي المجلس القومي لألجور لتقرير ما يراه مالئما مع ظروفها في خالل ثالثين
يوما من تاريخ عرض األمر عليه .
ويفهم من ذلك بأن الحد األدنى للعالوة يكون %7من اجر االشتراك بالتأمينات
االجتماعية ،فإذا قرر صاحب العمل نسبة أكبر من ذلك أو دفعة اكبر من ذلك فهذا
شأنه وانه في حالة تعذره لظروف اقتصادية يعرض األمر علي المجلس القومي
لألجور لتقرير ما يراه متناسبا مع ظروفه ـ أي صاحب العمل او المنشأة ـ في خالل
ثالثين يوما من تاريخ عرض األمر عليه .
وما يعنينا هنا أن لصاحب العمل تأجيل موعد صرف هذه العالوة للعامل لمدة ال تجاوز
ثالثة أشهر كجزاء علي ما أرتكبه من مخالفة بحيث ال يستحق صرفها مع أجره
الشهري إال بعد ثالثة أشهر علي األكثر ،وهو ما يسمي بأرجاء صرف العالوة لفترة
معين ة كحد أقصي ال يمكن تجاوزه وإال يكون صاحب العمل قد تجاوز ما حدده المشرع
في نص المادة ،فإذا أنقضت هذه المدة استحق العامل العالوة من تاريخ انتهائها دون
أن ينسحب ذلك علي فترة التأجيل كما أن العامل يستحق العالوة في موعدها المقرر
بالعام الذي يليه ،ويعد هذا الجزاء في التقدير الثالث بحيث يتناسب مع الجزاء مع
جسامة الفعل المرتكب طبقا لالئحة .
26
27
يستتبع تأجيل الترقية حرمان العامل من المزايا المالية المترتبة علي الترقية ،وقد
وضع المشرع حدا أقصي لمدة التأجيل وجعلها سنة واحدة فإذا انقضت هذه السنة
استحق العامل الترقية إذا كان محلها .
)7الخفض إلي وظيفة في الدرجة األدنى مباشرة دون إخالل بقيمة األجر الذي كان
يتقاضا :ـ
ذلك الجزاء أن يتم تنزيل العامل من درجته الوظيفية إلي الحد األدنى مباشرة مع اإلبقاء
علي ما كان عليه من أجر ودون المساس به ،وال يجوز نزول العامل أكثر من وظيفة
واحدة أو درجة واحدة أو تنزيل أجره عن الحد األدنى التي خفضت إليه الوظيفة .
المادة ( ) 61
27
28
ال يجوز لصاحب العمل أن يوقع جزاء الخصم علي العامل عن المخالفة الواحدة بما
يزيد علي أجر خمسة أيام ،وال يجوز أن يقتطع من أجر العامل وفاء للجزاءات التي
يوقعها أكثر من أجر خمسة أيام في الشهر الواحد .
إذا حدد الخصم بنسبة محدد من األجر أعتبر أن المقصود بذلك هو األجر األساسي
اليومي للعامل .
الشـــــــــــــــــــــــــرح
حظرت المادة من أن يقوم صاحب العمل بتوقيع جزاء الخصم علي العامل عن المخالفة
الواحدة بما يزيد عن أجر خمسة أيام أي ال يجوز أن يوقع علي العامل جزاء عن
المخالفة الواحدة كحد أقصي خصم أكثر من أجر خمسة أيام .
ال يجوز أيضا أن يقتطع من أجر العامل وفاء للجزاءات التي توقع علي العامل أكثر
من أجر خمسة أيام في الشهر الواحد ومعني ذلك أن المشرع قد وضع حدا أقصي
للخصم عن المخالفة الواحدة ال يجوز تجاوزه وهو أجر خمسة أيام كما وضع حدا
أقصي القتطاع هذا الخصم من األجر وهو أجر خمسة أيام في الشهر الواحد وال يجوز
تجاوزه .
إذا أرتكب العامل مخالفتين أو أكثر فإن لصاحب العمل توقيع جزاء عن كل مخالفة بحد
أقصي خمسة أيام ،ولكن عند االقتطاع ال يجوز خصم أكثر من خمسة أيام في الشهر ،
أي أنه إذا كان العامل قد أرتكب مثال مخالفتين وكل منهما وقع له جزاء بالخصم أربعة
أيام من األجر فيصير مجموع الجزاءات أجر ثمانية أيام فيقع تقرير الجزاءات صحيح
لعدم تجاوز الجزاء في المخالفة الواحدة عن أجر خمسة ولكن ال يجوز إال خصم
خمسة أيام في الشهر فيكون خصم خمسة أيام في الشهر األول ثم ثالثة أيام في الشهر
التالي .
أوجب المشرع أن يكون الخصم علي األجر األساسي للعامل .
المادة ( ) 62
28
29
ال يجوز لصاحب العمل توقيع أكثر من جزاء واحد عن المخالفة الواحدة ،كما ال
يجوز له الجمع بين اقتطاع جزء من أجر العامل تطبيقا لحكم المادة 61من هذا
القانون وبين أي جزاء مالي إذا زاد ما يجب اقتطاعه علي أجر خمسة أيام في الشهر
الواحد .
الشــــــــــــــــــــرح
هذه المادة مستقاة من القرار الوزاري رقم 1982/22الخاص ببيان العقوبة التأديبية
وقواعد وإجراءات التأديب وذلك في المادة الرابعة ،وقد رأي المشرع نقل هذا النص
من القرار إلي النص في القانون وذلك ضمانة لممارسة السلطة التأديبية في صلب
القانون وليس في قرار وزاري نظرا لخطورة هذه الممارسة من ناحية ،واستقرار
للقواعد الخاصة بها من ناحية أخري .
تعني المادة أن لكل مخالفة جزاء بالئحة الجزاءات التأديبية النموذجية طبقا للقرار
الوزاري رقم 2003/185فال يجوز لصاحب العمل أن يوقع جزاءان عن فعل واحد
فالقواعد األصولية في العقاب أنه ال يجوز بأي حال من األحوال أن يوقع علي الشخص
الواحد أكثر من عقوبة عن المخالفة الواحدة ،ولما كان الجزاء التأديبي هو ما تعنيه
العقوبة فإنه يخضع لما تخض ع له العقوبة من مبادئ وبخاصة مبدأ وحدة العقوبة عن
الفعل الواحد ومن ثم فال يجوز لصاحب العمل توقيع أكثر من عقوبة واحدة علي العامل
عن المخالفة الواحدة .
كما أن الجزاء التأديبي أو العقوبة التأديبية تهدف إلي ردع العاملين ممن يرتكبون
المخالفة وزجرهم بقصد حماية ا لنظام في المنشأة ،بينما أن الجزاء المدني يهدف إلي
تعويض الضرر الذي يلحق صاحب العمل من جراء المخالفة التي أرتكبها العامل .
القواعد العامة ال تحول دون الجمع بين االقتطاع من أجر العامل عن تعويض مدني
وبين توقيع عقوبة تأديبية ،فسنري بشرح المادة 73من هذا القانون والتي تتكلم عن
قيام العامل بفقد أو إتالف أو تدمير مهمات أو اآلالت أو خامات أو منتجات يملكها
صاحب العمل ويكون ذلك بسبب خطأ العامل فالمادة تقضي بأنه بعد التحقيق مع العامل
وثبوت خطأه الذي أدي إلي ما جاء بالنص ،فلصاحب العمل القيام باحتساب قيمة ذلك
،وخصمه من أجر العامل المتسبب في ذلك وهذا في حدود أجر خمسة أيام في الشهر
الواحد .
القواعد كانت تجيز الجمع بين هذا الجزاء الوارد للتأديب وبين قيمة ما أتلفه أو افقده
العامل ،إال أن المشرع أتي بنص هذه المادة بعدم جواز الجمع بينهما ،وهذا إذا ما زاد
ما يجب اقتطاعه عن أجر خمسة أيام في الشهر الواحد .
29
30
مخالفته لنص المادة وتتعدد الغرامة بتعدد العمال الذين وقعت في شأنهم الجريمة
وتضاعف الغرامة في حالة العود.
المادة ( ) 63
يجوز تشديد الجزاء إذا عاد العامل إلي ارتكاب مخالفة جديدة من نوع المخالفة التي
سبق مجازاة العامل عنها ،متى وقعت المخالفة الجديدة خالل ستة أشهر من تاريم
إبال العامل بتوقيع الجزاء السابق .
الشــــــــــــــــــــــرح
صاحب العمل ال يستخدم حق التأديب إال إذا أخل العامل بالتزاماته سواء بعدم تأديته
للعمل بعناية الشخص المعتاد أو بتأديته العمل علي خالف مقتضيات حسن النية أو
بمخالفة أوامر صاحب العمل أو النظام األساسي للعمل .
الجزاءات الت أديبية تهدف من ناحية أي زجر العامل المخالف ومن ناحية أخري إلي
حفظ النظام في المنشأة وضمان سير العمل وإتمامه علي الوجه األكمل .
وضع المشرع ضمانات علي استعمال صاحب العمل سلطة توقيع الجزاءات التأديبية ،
وقد أحال ذلك إلي قرار يصدره وزير القوي العاملة والتدريب بوضع الئحة جزاءات
عن المخالفات وقد أصدر وزير الدولة للقوي العاملة والتدريب القرار رقم ( )185لسنة
2003بوضع الئحة جزاءات تأديبية نموذجية ليقوم صاحب العمل باالسترشاد بها ،
ولكل منشأة خاضعة لقانون العمل وضع الئحة المخالفات والجزاءات مع ما يتناسب
وظروف العمل وطبيعته في المنشأة ،وكذلك ما يستجد من مخالفات يتراءى للمنشأة
توقيع عقوبات بشأنها بعد أتباع اإلجراءات القانونية المنظمة لذلك طبقا لما ورد بقانون
العمل .إذا ثبت لصاحب العمل ارتكاب العامل ألحدي المخالفات فمن حق صاحب
العمل محاسبته ومجازاته علي هذا الفعل بما ورد بالالئحة ،وقد ورد بالالئحة أيضا
المخالفات و الجزاء المناسب والمالئم لكل مخالفة .
أجازت المادة لصاحب العمل تشديد الجزاء علي العامل إذا عاد وأرتكب مخالفة جديدة
من ذات نوع المخالفة التي ارتكبها وتم مجازاته عنها شريطة أن تكون المخالفة الجديدة
قد وقعت خالل ستة أشهر من تاريخ إبالغ العامل بالجزاء السابق .
وضع المشرع هذه المدة التي يمكن فيها تشديد العقوبة إذا أرتكب العامل ذات الفعل مرة
أخري ووضع لهذه المدة حدا أقصي هو ستة أشهر ،فإذا ارتكبت مخالفة جديدة من
العامل وهي ذاتها المخالفة التي تم محاسبته عليها تشدد العقوبة إذا وقعت المخالفة في
خالل ستة أشهر ،أما إذا وقعت المخالفة بعد هذه المدة فتأخذ العقوبة المدرجة لها
بالئحة الجزاءات دون تشديد .
هذا الحد في تقدير مدة المحاسبة وفرض العقوبة األشد ما هو إال من ناحية زجر للعامل
الرتكابه ذات الواقعة مرة أخري خالل هذه المدة ،وأيضا حماية للعامل من صاحب
30
31
العمل علي أن تكون العقوبة وتشديدها سيف مسلط علي العامل بطبيعته ويستخدمه
صاحب العمل كيف يشاء ،ولذا وضع المشرع مدة للقيام بتطبيق العقوبة األشد .
المادة ( ) 64
يحظر توقيع جزاء علي العامل إال بعد أبالغه كتابة بما نسب إليه وسماع أقواله
وتحقيق دفاعه وإثبات ذلك في محضر يودع ملفه الخاص علي أن يبدأ التحقيق خالل
سبعة أيام علي األكثر من تاريم اكتشاف المخالفة ،وللمنظمة النقابية التي يتبعها
العامل أن تندب ممثال عنها لحضور التحقيق .
ويجوز في المخالفات التي يعاقب عليها باإلنذار أو الخصم من األجر الذي ال يزيد
مقدار عن أجر يوم واحد أن يكون التحقيق شفاهة ،علي أن يثبت مضمونه في
القرار الذي يقضي بتوقيع الجزاء .
وفي جميع الحاالت يشترط أن يكون القرار الصادر بتوقيع جزاء مسببا .
الشــــــــــــــــــــــرح
حظرت المادة من توقيع جزاء علي العامل إال بعد إبالغه كتابة بما نسب إليه ،وبذلك
يكون وجوبيا علي صاحب العمل إبالغ العامل كتابة بالمخالفة المنسوبة ،ولم يحدد
المشرع في النص طريقة اإلبالغ للعامل بما نسب إليه من مخالفة ،فمن الممكن أن
يكون إنذار علي يد محضر ،أو بكتاب مسجل بعلم الوصول ،أو بتسليم العامل أصل
األخطار بما نسب إليه مع توقيعه علي صورة تفيد االستالم .
ونري أنه من الناحية العملية وطالما أن النص قد خال من طريقة أخطار العامل بما
نسب إليه ،فإن مواجهة العامل بما نسب إليه من مخالفة واطالعه عليها أثناء التحقيق
معه وتوقيعه علي محضر التحقيق ي ُجب طريقة إبالغه بما هو منسوب إليه من مخالفة
حيث أنه قد نما إلي علمه المخالفة المنسوبة إليه ،وأيضا يكون قد اطلع عليها وعلي ما
قد يؤدها من مستندات ،وتوقيعه علي محضر التحقيق وأقواله المتضمنة سؤاله [ بما
قولك فيما هو منسوب إليك ؟ أطلعناه ،يكون بذلك قد ابلغ كتابة بما هو منسوب إليه من
مخالفة .
31
32
يقتضي األمر بعد اإلبالغ أو العلم به عن المخالفة المسندة إلي العامل ،سؤال العامل
وتحقيق دفاعه مع ما قد يبديه من دفاع في هذا الشأن ،وذلك في محضر يقوم بأعداده
صاحب العمل أو إدارة الشئون القانونية بالمنشأة [ أو أي شخص آخر ذو خبرة ،في
موضوع المخالفة كما سيأتي شرحه في حينه ] فإذا طلب العامل أو استشهد بشهود كان
علي رب العمل أو من يقوم بالتحقيق بسماع شهادتهم واثبات ذلك في محضر التحقيق ،
علي أن يودع هذا المحضر بعد االنتهاء منه بملف العامل الخاص .
يري بعض الفقهاء أنه يحق للعامل االستعانة بمحام إذا شاء للدفاع عن نفسه وليس لرب
العمل رفض ذلك إال أن البعض اآلخر من الفقهاء يري أنه ال داع لوجود محام مع
العامل وليس ثمة ما يجبر العامل صاحب العمل علي قبول تدخل محام للدفاع عنه أو
الحضور معه أثناء التحقيقات ،وان هذا ليس إهدارا لحق الدفاع وحريته ،إذ أن
المخالفة هي في المقام األول إدارية ويمكن للعامل الدفاع عن نفسه .
ونحن نري أنه إذا كانت المخالفة المنسوبة إلي العامل ترتقي لدرجة الطابع الجنائي
كالسرقة واالختالس فإنه يحق للعامل والحال هكذا االستعانة بمحام أثناء التحقيقات
اإلدارية ونستند في ذلك إلي ما ورد بقانون المحاماة رقم 17لسنة 1983وتعديالته
بالمادة الثالثة منه والتي أوردت انه من ضمن أعمال المحاماة التي يسمح فيها للمحامي
بمباشرتها الحضور مع ذوي الشأن أمام جهات التحقيق الجنائية واإلدارية .
كفل المشرع ضمانة للعامل أثناء التحقيقات وهي أن للمنظمة النقابية التي يتبعها العامل
أن تندب ممثال عنها لحضور التحقيق كما أن المشرع أيضا وضع مدة لبداية التحقيق
وهو سبع أيام علي األكثر من تاريخ اكتشاف المخالفة .
كما أن المشرع فرق بين المخالفات التي تنسب إلي العامل ويكون جزائها طبقا لالئحة
ال يزيد مقداره عن خصم أجر يوم وجعل فيها التحقيق شفاهة ويثبت مضمونه في
القرار الذي يقضي بتوقيع الجزاء ،ويشترط في جميع الحاالت أن يكون القرار بالجزاء
مسببا
من الناحية العملية نجد أن إجراءات التحقيق تتم كاآلتي :ـ
1ـ شكوى تقدم ضد العامل بما ينسب إليه من مخالفة إلي صاحب العمل أو من يفوضه
في ذلك ،والشكوى تكون من المتضرر من فعل العامل سواء كان زميله في العمل أو
رئيسه المسئول .
2ـ إذا كانت المخالفة المنسوبة للعامل جزائها طبقا لالئحة الجزاءات ال يزيد عن خصم
يوم يتولي مديره أو من يفوضه صاحب العمل في ذلك أجراء تحقيق مشافهة واثبات
مضمونه مع قرار العقوبة وتسبيبه .
3ـ إذا كانت المخالفة المنسوبة للعامل جزائها طبقا لالئحة الجزاءات أكثر من يوم فعلي
صاحب العمل التحقيق فيها بنفسه أو أحالتها إلي الشئون القانونية ويتوالها أحد محامين
الشئون القانونية أو إذا كان هناك بإدارة الشئون القانونية إدارة منفصلة تجري
التحقيقات وتسمي إدارة التحقيقات فتتوالها وتعد محضرا يثبت فيه أقوال العامل دفاعا
عن نفسه وطلباته من شهود ومستندات ،وتضع تقريرا لذلك بالتوصية للجزاء ويكون
32
33
مسببا ،ويقدم التقرير لصاحب العمل أو من يفوضه في ذلك للموافقة علي التوصية أو
تعديلها حسبما يري ووفقا للقانون سواء بالنزول بالجزاء أو الموافقة عليه أو أعادة
التحقيق في نقاط يراها صاحب العمل أن التحقيق لم يشتمل عليها في الواقعة .
قد يقوم صاحب العمل بأن يعهد بالتحقيق مع العامل المخالف آلخرين من العاملين كما
سنري في شرح المادة التالية .
أشترط المشرع أنه في جميع الحاالت سواء كان التحقيق مشافهة أو كتابة أن يكون
القرار الصادر بتوقيع الجزاء مسببا أي يستند إلي ما قام العامل بارتكابه للمخالفة،
والبند الموجود بالالئحة الذي يكيف المحقق عليه فعل العامل وكذلك الجزاء ،وذلك
حسبما يرد بأحكام المحكمة من أسباب الحكم ،حتى ال يكون هناك أهدار لحق العامل .
المادة ( ) 65
لصاحب العمل أن يحقق مع العامل بنفسه ،أو أن يعهد بالتحقيق إلي إدارة الشئون
القانونية أو إلي أي شخص أخر من ذوي الخبرة في موضوع المخالفة أو أحد
العاملين بالمنشأة بشرط أال يقل المستوي الوظيفي للمحقق عن مستوي العامل الذي
يحقق معه .
الشـــــــــــــــــــــــرح
الهيكل اإلداري للمنشأة يتضمن علي إدارة الشئون القانونية ،والتي يكون من أعضائها
محامين ذو درجات في القيد بنقابة المحامين بداية من الجدول العام ونهاية بجدول
محامين أمام محكمة النقض ،ويتولي رئيس هذه اإلدارة تشكيل إدارته بالطريقة
المناسبة التي تمكنه من مزاولة عمله بالمنشأة فله تقسيم المحامين من حيث مباشرة
أعمالهم باإلدارة القانونية إلي أقسام [ المرافعات ـ التحقيقات ـ التنفيذات ـ إعداد العقود
وصياغتها . . . . . . .إلي أخره من األعمال القانونية الالزمة للمنشأة ] ،وما يعنينا
هنا هو التحقيقات التي تتولي التحقيق مع العاملين بالمنشأة فيما يرتكبوه من مخالفات
توجب مجازتهم بما ورد بالئحة الجزاءات .
33
34
األصل أن يقوم صاحب العمل بالتحقيق في المخالفة مع العامل الذي أرتكبها بنفسه أو
يحيل العامل والمخالفة التي ارتكبها إلي الشئون القانونية [ التحقيقات ] للقيام بواجبها
بالتحقيق مع العاملين الذين ارتكبوا هذه المخالفة ،وبيان الواقعة وسؤال العامل فيما
نسب إليه ،وتحقيق دفاعه وإثباته في محضر يودع بملف خدمة العامل بعد االنتهاء منه
مع تقرير يوضح فيه الشكوى وما أدلي به العامل من أقوال ومن استشهد بهم
والمستندات التي قدمها ،والتقرير يكون موضحا به توصية المحقق بالجزاء أن كان له
محل وقرار صاحب العمل في ذلك الشأن من موافقته علي التوصية أو تعديلها أو
النزول بها لع قاب أخف من الذي اقترحته اإلدارة القانونية ،تبعا لرؤيته الخاصة ووفقا
للقانون وذلك عمال بمبدأ من يملك العقاب يملك تخفيفه أو العفو عنه ،ويرسل إلي
شئون العاملين لتنفيذ قرار الجزاء وإيداع هذه األوراق جميعها بملف خدمة العامل .
لصاحب العمل طبقا لما يراه في المخالفة أن يعهد بالتحقيق إلي شخص آخر ذو خبرة
في الموضوع المحال به التحقيق ،ومثال ذلك إذا كانت المخالفة في فنية في إحدى
األعمال التي يقوم بها العامل فيكون الشخص األجدر علي الحكم علي تلك المخالفة وهو
شخص آخر يعمل في ذات المجال الذي يعمل فيه العامل ،وقد اشترطت المادة أن
يكون هذا الشخص ال يقل مستواه الوظيفي عن المستوي الوظيفي للعامل الذي يحقق
معه .
وإن كنا نري أنه حتى إذا كان األمر كذلك فالبد أن يكون التحقيق تحت أشراف اإلدارة
القانونية بوجود عضو اإلدارة القانونية أثناء التحقيق ويثبت ذلك بمحضر التحقيق ،
وسندنا في ذلك أن إدارة التحقيقات بالشئون القانونية تتضمن من أعضائها من هم علي
دراية بالقانون وأيضا من الخبرة في أعمال التحقيقات طبقا لدراستهم القانونية
وممارستهم القانونية في هذا الشأن .
أما شخص المحقق الذي يعهد إليه صاحب العمل بالتحقيق من ذوي الخبرة الذي أتي
بالنص هو خبرة في مجال عمل العامل وكما سلف القول أن يكون مستواه الوظيفي
أعلي من العامل الذي يحقق معه فمن الممكن أن يعهد بالتحقيق إلي رئيس القسم ،وكيل
اإلدارة ،مدير اإلدارة ،وبذلك يكون شخص المحقق علي خبرة ودراية بالعمل أكثر
ويستطيع فهم المخالفة .
ونري أيضا أن هذا الشرط الوارد بالمادة ينصرف إلي أعضاء اإلدارة القانونية من
الناحية األدبية بحيث يكون المحقق اعلي درجة وظيفية ممن يقوم بالتحقيق معه وال
ينسحب ذلك في سماع الشهادة .
34
35
مخالفته لنص المادة وتتعدد الغرامة بتعدد العمال الذين وقعت في شأنهم الجريمة
وتضاعف الغرامة في حالة العود.
المادة ( ) 66
نص مستحدث
لصاحب العمل أن يوقف العامل عن عمله مؤقتا لمدة ال تزيد علي ستين يوما مع
صرف أجر كامال إذا اقتضت مصلحة التحقيق ذلك أو طلب من اللجنة المشار إليها
في المادة 71من هذا القانون فصله من الخدمة .
الشــــــــــــــــــــــــــرح
يقصد بوقف العامل عن العمل هو منع العامل عن العمل فترة معينة ،وال يترتب علي
الوقف انقضاء عالقة العمل بل تعليق تنفيذها مؤقتا بقدر مدته ،وهذا الوقف ليس عقوبة
تأديبية ،ولكنه وقف احتياطيا عن العمل كأجراء تحفظي أو وقائي وهو منع صاحب
العمل للعامل من العمل ألبعاده عن المنشأة التي يعمل بها ،وحيث أنه في القانون
الملغي 1981/137كان الوقف احتياطيا يقضي بحرمان العامل من أجره أيضا إال أن
القانون الحالي 2003/12جاء بوقف العامل عن عمله لمدة ال تزيد عن ستين يوما مع
صرف أجره كامال إذا اقتضت مصلحة التحقيق الذي يجري ذلك أو طلب ذلك من
اللجنة المشار إليها بالمادة 71من القانون 2003/12والتي تم تعديلها بالقانون
180لسنة 2008وبذلك نجد أن المشرع قد راعي العامل الذي يوقف عن العمل
احتياطيا بصرف كامل أجره حتى ال يضار من الوقف وحيث أن هذا االتهام لم يثبت
عليه ولم ينتهي من التحقيق معه وإثبات االتهام عليه .
الوقف بهذا المعني ما هو إال منع العامل كأجراء وقائي يجوز لصاحب العمل اتخاذه إذا
ما قامت دواعيه .
عندما يقتضي الحال إقصاء العامل عن وظيفته بمناسبة تحقيق يجري معه أو ألن في
اتهامه ما يدعو إلي االحتياط والتصون للعمل الموكول له بتجريده منه وكف يده عنه أو
ألن االتهام ما يشينه فيمس تبعا لذلك الوظيفة التي يتوالها فينحي عنها حتى يطهر مما
علق به .
قد يقوم صاحب العمل بطلب ذلك من اللجنة المشار إليها بنص المادة 71من هذا
القانون والتي تم تعديلها بموجب القانون 180لسنة ، 2008ومع هذا يكون لمدة مؤقتة
ال تزيد عن ستون يوما مع صرف أجره كامال ،وهذا الوقف يختلف عن الوقف المشار
إليه بنص المادة 67من هذا القانون الذي يكون بسبب ما ينسب للعامل من ارتكاب
جناية أو جنحة مخلة بالشرف واألمانة أو اآلداب العامة داخل دائرة العمل .
35
36
هذا الوقف بموجب المادة 66ليس جزاء تأديبي ألنه يتم في وقت لم يثبت فيه بعد
ارتكاب العامل للفعل الم سند إليه كما أن الغرض منه وقائي وليس عقابيا ،وليس له حد
أدني ولكنه يوجد به حد أقصي هو ستين يوما كما جاء بالنص ،كما ال يستتبع معه
حرمان العامل من أجره ،بل فرض له النص أن يصرف للعامل أجره كامال عن مدة
الوقف .
ال يجوز وقف العامل المنتمي إلي اللجنة النقابية عن العمل بالمنشأة احتياطيا إال بناء
علي قرار أو حكم من السلطة القضائية المختصة ويقع باطال كل قرار يصدر بالمخالفة
لذلك .
عقوبة مخالفة المادة :ـ
نصت عليه المادة 247من هذا القانون وهو الحكم بالغرامة علي صاحب العمل أو من
يمثله بالمنشأة علي أال تقل الغرامة عن 100جنيها وال تجاوز 500جنيها في حالة
مخالفته لنص المادة وتتعدد الغرامة بتعدد العمال الذين وقعت في شأنهم الجريمة
وتضاعف الغرامة في حالة العود.
المادة ( ) 67
تقابلها المادة 67من القانون الملغي 1981/137
إذا أتهم العامل بارتكاب جناية أو بارتكاب جنحة مخلة بالشرف أو األمانة أو اآلداب
العامة أو اتهم بارتكاب أي جنحة داخل دائرة العمل جاز لصاحب العمل وقفه مؤقتا
وعليه أن يعرض األمر علي اللجنة المشار إليها في المادة 71من هذا القانون خالل
ثالثة أيام من تاريم الوقف .
وعلي اللجنة أن تبت في الحالة المعروضة خالل سبعة أيام من تاريم العرض ،فإذا
وافقت اللجنة يصرف للعامل نصف أجر ،أما في حالة عدم الموافقة علي الوقف
يصرف أجر العامل كامال من تاريم وقفه .
فإذا رأت السلطة المختصة عدم تقديم العامل للمحاكمة الجنائية أو قدم للمحاكمة
وقضي ببراءته وجب إعادته للعمل مع تسوية مستحقاته كاملة وإال أعتبر عدم إعادته
فصال تعسفيا .
وإذا ثبت أن اتهام العامل كان بتدبير صاحب العمل أو من يمثله وجب أداء باقي أجر
عن مدة الوقف .
الشــــــــــــــــــــــرح
36
37
نص هذه المادة استقاه الشارع من نص المادة 67من القانون 1981/137الملغي ،
واوجب المشرع أن العامل الذي يتم اتهامه بارتكاب جناية أو جنحة مخلة بالشرف
واألمانة أو اآلداب العامة أو اتهم العامل بارتكاب أي جنحة داخل دائرة العمل جاز
لصاحب العمل وقفه مؤقتا ،فالمشرع حدد أن الجرائم التي يجوز فيها وقف العامل
احتياطيا هي الجناية أو الجنحة المخلة بالشرف واألمانة او اآلداب العامة .
وبذلك فإن الجرائم الواردة بنص المادة هي علي سبيل الحصر وال يجوز القياس عليها
وهي :ـ
الجنايات عموما :بصرف النظر عن موضوعها أو المجني عليه فيها أو مكان ارتكابها
أي سواء ارتكبت داخل العمل او خارجه ،والحكمة هنا أن هذه الجرائم تكشف دائما
عن سلوك وخطورة فاعلها وال يشترط أن تكون مخلة بالشرف .
الجن المخلة بالشرف واألمانة أو اآلداب العامة :ـ سواء ارتكبت داخل دائرة العمل أو
خارجه ،وبغض النظر عن المجني عليه ومن المعروف أن جرائم السرقة وخيانة
األمانة والنصب والشهادة الزور من الجرائم الماسة بالشرف واألمانة ،كما أن جرائم
الخيانة وهتك العرض والتحريض علي الفجور والفسق والفعل الفاضح العلني جرائم
ماسة باآلداب العامة ،كما أن جريمة الهروب من الخدمة العسكرية هي من الجرائم
الماسة بالشرف .
أي جنحة داخل دائرة العمل :ـ سواء كانت ماسة بالشرف أو األمانة أو اآلداب العامة
كما وردت بالبند السابق أو غير ذلك كجرائم الضرب أو الجرح أو اإلصابة الخطأ أو
جنح التخريب أو اإلتالف أو أي فعل يتم قيده جنحة .
ومن الالزم أن تكون هذه الجنحة قد نسبت إلي العامل داخل دائرة العمل أي في مكان
الذي يؤدي فيه العامل العمل سواء كانت متصلة بالعمل أو غير متصلة ،وسواء كانت
أثناء تأدية العمل أو في وقت مخصص للراحة ،المهم أن تكون هذه الجنحة قد ارتكبت
داخل دائرة العمل .
عرض األمر علي اللجنة المنصوص عليها بالمادة 71من هذا القانون :ـ قانون
العمل 2003/12أورد في نصه بالمادة 71منه تشكيل اللجنة التي يتم تقديم طلب
الوقف ،وبهذا أورد النص أن يكون الوقف في هذه الحالة وبعد صدور القرار به من
صاحب العمل أن يتم عرضه علي هذه اللجنة حتى يكفل ضمانة به للعامل من عدم
وضع أمره تحت تصرف رب العمل منفردا .
الحكمة التي اقتضاها المشرع بجواز قيام صاحب العمل بوقف العامل عن العمل طبقا
لهذا النص هو أن مصلحة العمل قد تقتضي أحيانا بأبعاد العامل المنسوب إليه الجناية أو
الجنحة عن دائرة العمل منعا من المتاعب والمشاجرات وفضال عن الشك وتعذر الثقة
37
38
في العامل من رب العمل مما يجعل التعاون بين العامل وصاحب العمل أو العامل
وزمالئه أمرا صعبا ومستحيال .
مدة الوقف االحتياطي ليست معينة فالوقف يستمر منذ صدور القرار به من صاحب
العمل حتى تصدر السلطة المختصة قرارها بعدم تقديم العامل للمحاكمة أو القضاء
ببراءته ،وفي ذلك تقول محكمة النقض في حكما لها :ـ
" وحيث أن هذا النص مردود عليه بنص المادة 67من القانون 91لسنة 1959علي
أنه :ـ
إذا نسب إلي العامل ارتكاب جناية أو جنحة إضراب غير مشروع أو التحريض عليه
أو ارتكاب أي جنحة داخل دائرة العمل ،أجاز لصاحب العمل وقفه من تاريخ إبالغ
الحادث إلي السلطة المختصة لحين صدور قرار منها في شأنه فإذا رأت السلطة
المختصة عدم تقديم العامل للمحاكمة أو قضي ببراءته وجبت إعادته إلي عمله وإال
أعتبر عدم إعادته فصال تعسفيا " يدل بلفظه ومعناه علي أن لصاحب العمل الحق في
وقف العامل من تاريخ إبالغ السلطة المختصة بارتكابه أحدي الجرائم المحددة فيه ،
وإ نه ال يجب علي صاحب العمل إعادته إلي عمله قبل صدور قرار منها بعدم تقديم
العامل للمحاكمة أو القضاء ببراءته " ..............
[ طعن رقم 138لسنة 35ق جلسة ] 1970/2/11
نسبة هذه الجرائم إلي العامل يتعين أن يكون من الجهة المختصة بالتحقيق وهي عادة
الشرطة أو النيابة العامة ،وال يشترط الستعمال صاحب العمل حقه في الوقف أن يكون
هو من ابلغ عن الجريمة التي ارتكبها العامل بل يكفي أن يتصل علم السلطة المختصة
بالجريمة ومرتكبها ،فإذا لم يقم صاحب العمل باإلبالغ عن الجريمة أو لم يكن هناك
اتصال للسلطة بعلمها للجريمة فال يمكن أن يقال أن هناك جريمة منسوبة للعامل
يستطيع صاحب العمل استعمال حقه في الوقف طبقا لنص هذه المادة .
إذا لم يستعمل صاحب العمل هذا الحق الذي خوله له القانون وهو الوقف عند اتهام
العامل بارتكاب أحدي الجرائم المذكورة بنص المادة 67من هذا القانون ،فهذا ال
يسقط حقه في فصل العامل بعد صدور الحكم النهائي فيها .
الوقف المنصوص عليه بهذه المادة جوازيا لصاحب العمل فله أن يطلبه أو يأمر بالوقف
للعامل عند اتهامه بأحدي الجرائم سالفة الذكر وله أيضا السماح للعامل باالستمرار في
عمله رغم وجود هذا االتهام ،وإذا أمر صاحب العمل بالوقف كان له أن يعدل عن
قراره هذا في أي وقت يشاء .
نص في المادة أن أجر العامل أثناء فترة الوقف بعد أن استعمل صاحب العمل حقه في
الوقف بطلبة للجنة أو إصداره قراره أن يصرف للعامل نصف أجره طوال مدة الوقف
وذلك في حالة موافقة اللجنة ،أما إذا لم توافق اللجنة علي الوقف ،فيجب علي صاحب
العمل صرف األجر كامال للعامل .
إذا رأت السلطة المختصة وهي النيابة العامة [ حيث أن أقسام الشرطة ومكاتب العمل
ووحدات وزارة القوي العاملة والتدريب واللجان تعد كلها جهات إدارية وإن كان لها
38
39
صفة الضبط القضائي إال أنها ليست سلطة بالمعني الذي يقصده المشرع ] حفظ التحقيق
أو التقرير بال وجه إلقامة الدعوي الجنائية أو أقامت الدعوي الجنائية وقضي ببراءة
المتهم ،فقد اوجب المشرع علي صاحب العمل إعادة العامل إلي عملة مع تسوية كافة
مستحقاته كاملة وإال أعتبر عدم إعادته لعملة فصال تعسفيا ،وال يكون اإلعادة للعمل إال
بحكم نهائي أي بات غير قابل للطعن فيه بطرق الطعن العادية أو بالنقض أو تفويت
موعد الطعن أو باستنفاذه ألن الحكم إذا لم يصبح نهائيا فاحتمال إدانة العامل ال تزال
قائمة .
وهناك رأي أ .د /أحمد البرعي في أن عدم إعادة صاحب العمل العامل للعمل ليا
فصال تعسفيا :ـ علي الرغم من أن اعتبار رفض صاحب العمل إعادة العامل للعمل
إنهاء تعسفيا ،فالراجح فقها وقضاء أن المشرع لم يقصد بهذا النص سوي إعفاء العامل
من إثبات تعسف صاحب العمل فأفترض التعسف في كل رفض إلعادة العامل
الموقوف إلي عمله بعد صدور قرار عدم تقديمه للمحاكمة ،أو بعد صدور حكم ببراءته
،علي أساس أنه يغلب أن يقصد صاحب العمل من هذا الرفض إما اإلساءة إلي العامل
،أو تحقيق مصلحة ال تتناسب مع الضرر الذي يصيب العامل من إنهاء عقده أو تحقيق
مصلحة غير مشروعة ولكن هذا االفتراض يقبل إثبات العكس .
ففي حالة أن يقوم صاحب العمل بإثبات وجود مبرر مشروع لعدم إعادة العامل للعمل
بالرغم من صدور قرار بحفظ االتهام بالنسبة للعامل أو ببراءته ،ألنه يدعي ـ صاحب
العمل ـ خالف الثابت حكما .
فإذا كانت النيابة العامة قد قامت بحفظ التحقيق بالرغم من ثبوت ارتكاب العامل للفعل
المنسوب إليه ،وذلك لعدم وجود جريمة فيما ارتكبه ،ولكن هذا الفعل شائنا ويكون
إخالال بالتزامات العامل ،وخاصة واجب األمانة ،الذي يجب أن يتحلي به العامل تجاه
أموال صاحب العمل ،فإذا رأي صاحب العمل عدم أعادة العامل للعمل ال يعتبر فصال
تعسفيا .
كذلك إذا قامت لدي صاحب العمل أسباب جدية ،تدعو إلي االرتياب في العامل ،وعدم
الثقة فيه بالرغم من صدور قرار بعدم تقديمه للمحاكمة أو بالرغم من صدور حكما
ببراءته ،فإن ذلك يعتبر مبررا مشروعا ،لكي يرفض صاحب العمل أعادته إلي العمل
دون أن يعتبر هذا الرفض إنهاء تعسفيا للعقد ،ويتحقق ذلك بصفة خاصة ،إذا كان
قرار الحفظ أو حكم البراءة قد صدر لعدم كفاية األدلة ،دون أن ينفي التهمة إطالقا عن
العامل .
كما أنه يعتبر رفض إعادة العامل إلي عمله إنهاء مشروعا ،إذا كان الحكم الصادر
بالبراءة قد أسس علي انقضاء الدعوي الجنائية ضد العامل بالتقادم أو علي بطالن
إجراءات التحقيق أو المحاكمة علي الرغم من ثبوت التهمة عليه ،إذ أن ارتكاب
العامل الفعل المنسوب إليه يعتبر مبررا إلنهاء عقده ،ولو امتنع عن عقابه ،لسبب ال
يمس ثبوت ارتكاب الفعل ونسبته إليه .
39
40
وإذا حفظت النيابة التحقيق لعدم األهمية ،رغم ثبوت ارتكاب العامل للجريمة المنسوبة
إليه كما لو كانت الجريمة هي تبديد أموال مملوكة لصاحب العمل ،وقام العامل بدفع
قيمة هذه المواد إلي صاحب العمل الذي ارتضي ذلك فإن قرار النيابة بالحفظ ال يحول
بين صاحب العمل وبين إنهاء عقد العامل واعتبار هذا اإلنهاء مشروع .
عقوبة مخالفة المادة :ـ
نصت عليه المادة 247من هذا القانون وهو الحكم بالغرامة علي صاحب العمل أو من
يمثله بالمنشأة علي أال تقل الغرامة عن 100جنيها وال تجاوز 500جنيها في حالة
مخالفته لنص المادة وتتعدد الغرامة بتعدد العمال الذين وقعت في شأنهم الجريمة
وتضاعف الغرامة في حالة العود.
المادة ( ) 68
نص مستحدث
يكون االختصاص بتوقيع جزاء الفصل من الخدمة للجنة المشار إليها في المادة 71
من هذا القانون ،ويكون توقيع باقي الجزاءات التأديبية لصاحب العمل أو من يفوضه
لذلك .
ويكون لمدير المنشأة توقيع جزاءي اإلنذار والخصم من األجر لمدة ال تجاوز ثالثة
تجاوز ثالثة أيام.
الشـــــــــــــــــــــــرح
األصل أن صاحب العمل هو من يملك سلطة توقيع العقوبة علي من يرتكب مخالفة من
المخالفات المنصوص عليها في الئحة الجزاءات وله أن يفوض غيره في ذلك ،وقد
نصت المادة علي أن يكون توقيع الجزاءات كاآلتي :ـ
1ـ الفصل :ـ من اختصاص اللجنة المشار إليها بالمادة 71من القانون 2003/12
والمعدلة بموجب القانون 180لسنة . 2008
2ـ باقي الجزاءات التأديبية :ـ من اختصاص صاحب العمل أو من يفوضه في ذلك .
3ـ اإلنذار والخصم حتى ثالثة أيام :ـ من اختصاص مدير المنشأة .
وقد نص المشرع علي هذا التخصيص في توقيع الجزاء حتى ال يترك األمر لمن دونهم
ويدع مجاال للتحكم في العمال والتسلط عليهم مما يخلق جوا من الخالفات بين العمال .
مدير المنشأة هو المدير العام للمنشأة وال ينصرف ألحد غيره القيام بما تم تخصيصه له
في توقيع الجزاء .
إذا كان للمنشأة فروع غير المركز الرئيسي فتنصرف عبارة مدير المنشأة إلي مديري
هذه الفروع .باقي الجزاءات التأديبية التي تقع توقيعها من اختصاص صاحب العمل أو
من يفوضه في ذلك هي الخصم الذي يجاوز قيمة أكثر من أجر ثالثة أيام ،الحرمان
من جزء من العالوة السنوية ،الفصل من الخدمة بطلب يقدم للجنة من صاحب العمل .
إذا وقع الجزاء ممن ال يملك توقيعه يعد باطال و ال يجوز تنفيذه علي العامل ويجوز
للعامل استرداد الخصم الذي تم اقتطاعه من أجره تنفيذا للجزاء .
40
41
المادة ( ) 69
تقابلها المادة 61من القانون الملغي 1981/137
ال يجوز فصل العامل إال إذا ارتكب خطأ جسيما ويعتبر من قبيل الخطأ الجسيم الحاالت
اآلتية :ـ
)1إذا ثبت انتحال العامل شخصية غير صحيحة أو قدم مستندات مزورة .
)2إذا ثبت ارتكاب العامل لخطأ نشأت عنه أضرارا جسيمة لصاحب العمل بشرط
أن يبلغ صاحب العمل الجهات المختصة بالحادث خالل 24ساعة من وقت علمه
بوقوعه .
)3إذا تكرر من العامل عدم مراعاة التعليمات الالزم أتباعها لسالمة العمال
والمنشأة بشرط أن تكون هذ التعليمات مكتوبة ومعلنة في مكان ظاهر .رغم التنبيه
عليه كتابة بمراعاة ذلك .
)4إذا تغيب العامل بدون مبرر مشروع أكثر من عشرين يوما متقطعة خالل
السنة الواحدة أو أكثر من عشرة أيام متتالية ،علي أن يسبق الفصل إنذار كتابي
بخطاب موصي عليه بعلم الوصول من صاحب العمل للعامل بعد غيابه عشرة أيام في
الحالة األولي ،وغيابه خمسة أيام في الحالة الثانية .
)5إذا ثبت أن العامل أفشي أسرار المنشأة التي يعمل بها أدت إلي إحداث أضرار
جسيمة بالمنشأة .
)6إذا قام العامل بمنافسة صاحب العمل في ذات نشاطه .
)7إذا وجد العامل أثناء ساعات العمل في حالة سكر بين أو متأثرا بما تعاطا من
مادة مخدرة .
)8إذا ثبت اعتداء العامل علي صاحب العمل أو المدير العام ،وكذلك إذا وقع منه
اعتداء جسيم علي أحد رؤساء أثناء العمل أو بسببه .
)9أذا لم يراع العامل الضوابط الواردة في المواد من 192إلي 194من الكتاب
الرابع من هذا القانون .
الشـــــــــــــــــــــــــــرح
األصل في العقود الملزمة للجانبين أنه يحق لكل من المتعاقدين إذا أخل المتعاقد اآلخر
بالتزامه أن يطلب فسخ العقد بعد إنذار الطرف اآلخر [ م 1/157مدني ] ،والفسخ
41
42
يستلزم حكم قضائي ،إال إذا أتفق الطرفان علي أن يعتبر العقد مفسوخا من تلقاء نفسه
دون حاجة إلي حكم قضائي [ م 159مدني ] .
غير أنه نظرا لظروف عقد العمل وطبيعته ال تتالءم مع الفسخ لتعذر استمرار العالقة
التعاقدية بين الطرفين حتى يصدر الحكم بالفسخ لما تنطوي عليه هذه العالقة من
ضرورة التعاون وخضوع العامل لصاحب العمل فقد أجاز الفقه والقضاء الفسخ دون
االلتجاء إلي القضاء ،وال يكون ألي من الطرفين سوي االلتجاء إلي القضاء فيما بعد
للمطالبة بالتعويض عن هذا الفسخ إذا كان له مقتض ،ومن ثم تأتي رقابة القضاء
الحقة علي الفسخ ال سابقة عليه .
خرج المشرع عن هذه القاعدة العامة بالنسبة لعقود العمل وحظر صاحب العمل من
فصل العامل إال إذا أرتكب خطأ جسيما ،ولذا فقد نص المشرع في المادة 69من
القانون 2003/12علي تسع حاالت تعتبر من قبيل الخطأ الجسيم إذا أرتكب العامل
أحداها في حق صاحب العمل وأجاز لألخير فصله بغير سابق أخطار أو بدون مكافأة
أو تعويض ،وفيما يلي نتناول حاالت الخطأ الجسيم التي أورها المشرع في نص المادة
وأباح لصاحب العمل فصل العامل :ـ
)1إذا ثبت انتحال العامل شخصية غير صحيحة أو قدم مستندات مزورة :ـ
يقصد بذلك قيام العامل بإيهام صاحب العمل بأنه شخص آخر ،وهذه الحالة تمثل طرق
احتيالية من جانب العامل لحمل صاحب العمل علي التعاقد معه ،وتعد صورة من
صور التدليس الذي يعيب الرضا ويترتب عليه قابلية العقد لألبطال طبقا للقانون المدني
[ م . ] 126 ،125
ويقصد بتقديم العامل مستندات مزورة أن يقدم العامل لصاحب العمل مستندات
كشهادات أو توصيات صادرة من بعض الجهات رسمية كانت أو غير رسمية تفيد غير
الحقيقة أنه يحمل مؤهالت معينة أو لديه خبرة في مجال معين .
المشرع أعطي صاحب العمل الحق في فسخ العقد بإرادته المنفردة بدال من االلتجاء إلي
القضاء الستصدار حكم بذلك ،وال يشترط في هذه الحالة أن يكون فعل العامل جنائيا
،وإن كان في الغالب أن يكون ذلك هو الفعل .
ال يشترط لتوقيع عقوبة الفصل في هذه الحالة أن يكون فعل العامل قد قام صاحب
العمل بإبالغ السلطات المختصة [ نقض 1965/1/27س 16ص. ] 91
يجب أن يثبت صاحب العمل أنه لوال قيام العامل بتقديم تلك الشهادات أو المستندات لما
تعاقد معه إنما ال يعتبر انتحاال لشخصية غير صحيحة تراخي طبيب في تقديم مستندات
يثبت فيه بمزاولة مهن ة الطب لصاحب العمل ألن الشخصية التي تعاقد علي أساسها
صحيحة .
وقد أيدت محكمة النقض هذا في حكمها بأنه :ـ
" وحيث أن هذا النعي سديد بوجهيه ذلك أنه بالنسبة للوجه األول فإنه يتبين من مطالعة
الحكم المطعون فيه أنه أقام قضائه بنفي مبرر فسخ عقد عمل المطعون ضده لدي
42
43
الطاعنة علي ما قرره من أن المطعون عليه لم ينتحل شخصية غير صحيحة في مفهوم
نص المادة 1/76من القانون 1959/91ذلك أنه تعاقد مع الطاعنة بوصفه طبيبا
يحمل ترخيصا من نقابة األطباء بمزاولة المهنة وعلي ذلك ينتفي معه تطبيق المادة
سالفة الذكر إذ أن الشخصية التي تعاقد علي أساسها مع الشركة هي شخصية صحيحة
وليست منتحلة ،وأنه ال ينبغي القول بأنه تراخيه في تقديم ترخيص من نقابة األطباء
بمزاولة العمل بالشركة هو انتحال لشخصية غير صحيحة كما ذهب حكم محكمة أول
درجة ،وكان الثابت من مدونات الحكم االبتدائي ومن مذكرات الطاعنة المقدمة
لمحكمة أول درجة ومحكمة االستئناف أن الطاعنة تمسكت بأن المطعون عليه كان
يعمل بالهيئة العامة للتأمين الصحي وقت تعاقده بالعمل لديها وأن سبب فصله من العمل
هو عدم تقديمه ترخيصا بالعمل لديها من الهيئة التي كان يعمل لديها متفرغا وهو ما
ركن إليه حكم أول درجة من رفضه طلب المطعون عليه بالتعويض عن الفصل
التعسفي فإن ما أستند إليه الحكم المطعون فيه لنفي مبرر فصل المطعون ضده من
العمل لدي الطاعنة يكون مخالفا للثابت من األوراق مما تحجب به الحكم المطعون فيه
دفاع الطاعنة سالف الذكر وهو دفاع جوهري قد يتغير به وجه الرأي في الدعوي مما
يجعله مشوبا بالقصور"
[ طعن رقم 623لسنة 42ق جلسة . ] 1981/12/28
) 2إذا ثبت ارتكاب العامل لخطأ نشأت عنه أضرارا جسيمة لصاحب العمل بشرط أن
يبلغ صاحب العمل الجهات المختصة بالحادث خالل 24ساعة من وقت علمه بوقوعه
:ـ
العبرة في هذه الحالة بجسامة الضرر المترتب علي خطأ العامل وليس بجسامة الخطأ
في حد ذاته ،بشرط أن يكون صاحب العمل يكون قد أبلغ الجهات المختصة بالحادث
خالل 24ساعة من وقت علمه بوقوعه حتى تتمكن تلك الجهة من التثبت من حقيقة
مخالفة العامل واألضرار التي ترتبت عليها ،وقاضي الموضوع هو الذي يقدر عما إذا
كانت هذه األضرار التي لحقت بصاحب العمل نتيجة خطأ العامل هي أضرار جسيمة
ومادية من عدمه ،وسنتناول هنا شروط توافر هذه الحالة باآلتي :ـ
1ـ ارتكاب العامل خطأ :ـ هذا الخطأ قد يكون عمديا أو غير عمدي ،ولكنه يجب أن
يكون الخطأ الذي أرتكبه العامل جسيم وهو الشرط الذي يعول عليه القاضي رقابته
الالحقة علي الفصل الذي قرره صاحب العمل ،فال يكن كون الخطأ يسيرا أو عادي ،
كما أنه ما أورده المشرع في نص المادة ما هو إال أمثلة لهذا الخطأ وهذا يتضح لنا من
تقديره في مستهل المادة بعبارة " يعتبر من قبيل الخطأ الجسيم الحاالت اآلتية :ـ " .
يجب أن يكون الخطأ الذي أرتكبه العامل شخصي وهو الذي أدي إلي الخسارة المادية
الجسيمة ،فإذا كان الخطأ قد نشأ عن فعل الغير ولو كان مساعدا للعامل أو مشتركا فيه
ال يبرر الفصل للعامل ألن إهمال العامل في مراقبة غيره من صغار العمال ال يمكن
43
44
اعتباره خطأ مباشر من العامل يجيز فصله تأديبيا إال إذا كان العامل مكلف بحكم عمله
بالمراقبة واإلشراف .
2ـ نشؤ خسارة مادية جسيمة لصاحب العمل :ـ يشترط في الخسارة الناجمة عن خطأ
العامل والتي تبيح فصله أن تكون خسارة مادية جسيمة لصاحب العمل حتى تتناسب مع
المقابل لها وه و فصل العامل ،وعليه فال يكفي الضرر األدبي الذي يلحق برب العمل
من خطأ العامل ،كما ال تكفي الخسارة المادية البسيطة أو العادية التي تصيبه .
تقدير تحقق هذه الخسارة الجسيمة متروك لقاضي الموضوع وهو يراعي في تقدير
جسامة الخطأ قيمة الضرر المادي المترتب علي الخطأ وقدرة رب العمل المالية ،
وحالة المنشأة ،وأهمية العمل المنوط بالعامل ومدي الدقة المطلوبة منه في أدائه .
إذا لم تكن الخسارة المادية المترتبة علي خطأ العامل جسيمة فإنه يجوز لرب العمل
إعمال أحكام المادة 73من هذا القانون متى توافرت شروطها بتحميل العامل الالزم
لجبر الخسارة .
3ـ إبال الجهات المختصة بالحادث خالل 24ساعة من وقت علمه بوقوعه :ـ
يشترط قيام صاحب العمل بإبالغ الجهات المختصة بالحادث خالل 24ساعة من وقت
علمه بوقوعه وإال سقط حق صاحب العمل في فصل العامل ،والغرض منها أي إبالغ
الجهات المختصة هو إتاحة الفرصة لهذه الجهات لتقوم بالتحقيق في الموضوع ،ومدي
صحة ما نسب للعامل حتى ال يكون الفصل بإدعاء من صاحب العمل ما لم يثبت
صحته .
وقد أيدت محكمة النقض ذلك في حكمها بأنه :ـ
" ال يجوز األستثناد إلي سبب فسخ عقد العمل دون مكافأة إال إذا ثبت أن صاحب
العمل قد ابلغ الجهات المختصة بالحادث في ظرف 24ساعة من وقت علمه بوقوعه
وذلك حتى يتسنى للجهة المختصة تحقيق صحة ما عزي إلي العامل فال يفصل لمجرد
أدعاء من صاحب العمل لم يقم عليه دليل .وإذن فمتى كان الحكم المطعون إذ قضي
برفض طلب الطاعن المكافأة المستحقة له بمقتضي المادة /23أ من القانون 1944/41
لم يبحث فيما إذا كان المطعون عليه قد قام بما فرضه عليه القانون من إبالغ الجهات
المختصة بالحادث خالل المدة المنصوص عليها فيه أم لم يقم بذلك مع وجوب تحقق
هذا الشرط للقضاء بحرمان الطاعن من المكافأة المستحقة له فإن هذا الحكم يكون منعدم
األساس القانوني مما يستوجب نقضه في هذا الخصوص "
[ طعن رقم 354لسنة 20ق جلسة ] 1953/4/9
ويري فريق من الفقهاء أن مدة الـ 24ساعة تكون من وقت علم صاحب العمل
بالضرر الذي ترتب علي الحادث وذلك حيث أن صاحب العمل في فصل العامل يستند
ليس علي صدور المخالفة ولكن علي الضرر الجسيم الناشئ عن هذه المخالفة .
يصح أن يكون البالغ من صاحب العمل أو وكيله المفوض أو المدير المسئول أو أحد
رؤساء العمل .
44
45
جاء بالنص اإلبالغ عن الحادث من قبل صاحب العمل للجهات المختصة ،والجهات
المختصة هنا تكون الشرطة أو النيابة العامة أو مكتب العمل كل في اختصاصه وعلي
حسب نوعية الحادث عما إذا كان يكون جريمة أم لم يكن كذلك ،كما أن شكل البالغ لم
يحدده النص فكما يكون كتابة يكون شفاهة ،وإن كان من الناحية العملية في البالغ عن
الحادث بأقسام الشرطة بتحرير محضر بالشرطة أو إعداد بالغ مكتوب للنيابة العامة
المخ تصة ،كما ال يشترط في البالغ تضمينه أسم العامل الذي ينسب إليه الحادث ،وقد
أيدت محكمة النقض ذلك في حكما لها بأنه :ـ
" وحيث أن هذا النعي في محله ذلك أنه وقد نصت المادة 40من القانون 1952/317
علي الحاالت التي يجوز فيها لصاحب العمل فسخ عقد العمل دون إعالن للعامل ودون
مكافأة أو تعويض ومنها حالة ما إذا أرتكب العامل خطأ نشأت عنه خسارة مادية
جسيمة لصاحب العمل بشرط أن يبلغ عنها صاحب العمل الجهات المختصة بالحادث
خالل 24ساعة من وقت علمه بوقوعه فإنها بذلك تكون قد ترخصت في ميعاد التبليغ
وجعلت بدء سريانه يتراخي إلي وقت علم صاحب العمل بوقوع الحادث ـ وإذ لم يعتد
الحكم المطعون فيه بصورة الخطاب المؤرخ 1957/12/27المودع بملف الدعوي
والمرسل إلي مدير مكتب العمل ببورسعيد ونصه " نتشرف بإحاطة سيادتكم علما بأنه
قد حدث انفجار في الماكينة الديزل الخاص بمصنعنا لتجفيف البصل حوالي الساعة
الرابعة والنصف ظهر أمس 1957/12/26وجاري التحقيق اإلداري " مستندا في
ذلك إلي أن الخطاب أيضا ال يعتبر إبالغا في حكم المادة 3/40من القانون المنوه عنه
ألنه وإن صح أن مكتب العمل يعتبر من الجهات المختصة المنوه عنها بالقانون في
بعض اآلراء فإن الثابت من تأشيرة مكتب العمل أن هذا الخطاب قد سلم لمكتب العمل
في 1957/12/28مع أن آخر موعد لإلبالغ هو الساعة الرابعة والنصف من مساء
يوم ، 1957/12/27ومن ثم يكون اإلبالغ بعد الميعاد ،كما أن الخطاب لم ينسب
الخطأ إلي المستأنف المطعون عليه حتى يمكن تحقيقه ،إذ أقتصر اإلبالغ علي
حصوله علي انفجار دون نسبته إلي شخص معين وبذلك ال تتوافر فيه شروط اإلبالغ
المنصوص عليها في المادة 3/40المنوه عنها " ومفاد ذلك أنه جعل المناط في التبليغ
وبدء ميعاده هو وقت وقوع الحادث ال وقت علم صاحب العمل به ،واوجب أن يتضمن
نسبة الخطأ إلي العامل الذي أرتكبه ،في حين أن ميعاد التبليغ ـ وعلي سبق بيانه ـ ال
يبدأ إال من تاريخ علم صاحب العمل بالحادث ولم يشترط القانون وجوب أن يتضمن
البالغ أسم العامل الذي نسب إليه الحادث ـ إذا كان ذلك فإنه يكون قد خالف القانون
وأخطأ في تطبيقه بما يوجب نقضه لهذا السبب دون حاجة لبحث باقي األسباب "
[ الطعن رقم 282لسنة 30ق جلسة ] 1965/1/27
) 3إذا تكرر من العامل عدم مراعاة التعليمات الالزم أتباعها لسالمة العمال والمنشأة
بشرط أن تكون هذ التعليمات مكتوبة ومعلنة في مكان ظاهر .رغم التنبيه عليه
كتابة بمراعاة ذلك :ـ
45
46
يقوم صاحب العمل بوضع تعليمات لسالمة العمال والمنشأة ،وهذه التعليمات ال بد وأن
يتبعها العاملين بالمنشأة ،ولكي تكون هكذا ال بد من وضعها في مكان ظاهر بحيث
يري هذه التعليمات المكتوبة جميع العاملين بالمنشأة ،وبذلك تنتفي عدم العالنية لهذه
التعليمات .
ويقصد بعدم مراعاة التعليمات الخاصة بسالمة العمال والمنشأة ،هو خروج العامل
علي التعليمات المقررة للحفاظ علي سالمة المنشأة والعمال ،مثل التدخين في أماكن ال
تسمح بالتدخين بها في المنشأة ،عدم ارتداء أجهزة الوقاية في األعمال التي تستلزم ذلك
.
إذا خالف أحد العمال هذه التعليمات يكون إنذاره بهذه المخالفة وما يستتبعها من جزاء
تأديبي وقد يصل ذلك لدرجة الفصل في حالة تكرار العامل عدم مراعاة التعليمات
الالزم إتباعها لسالمة العمال والمنشأة ،وللقيام بهذا الفصل للعامل الذي يخالف هذه
التعليمات ال بد من توافر عدة شروط جاءت بالنص وهي كالتالي :ـ
الشرط األول :أن تكون التعليمات الالزم إتباعها لسالمة العمال والمنشاة معلنة:ـ
أوجب القانون علي العامل أن يحافظ علي سالمة منشأته وسالمة العاملين من زمالؤه
وأن يراعي التعليمات الخاصة بسالمة المنشأة والعمال .
كما اوجب القانون علي صاحب العمل أن يضع التعليمات الخاصة بسالمة العمال
والمنشأة مكتوبة ومعلقة في مكان ظاهر حتى يشعر العمال بأهميتها وضرورة احترامها
ويتمكنوا من الوقوف علي مضمونها بدقة وتفاديا للوقوع فيها من جهل منهم بها .
وبذلك ال ينطبق النص إذا كانت التعليمات التي وجهها صاحب العمل إلي صاحب
العمل شفوية ،بل ال بد وأن تكون مكتوبة ويجب أن تكون معلقة في مكان ظاهر حتى
يتسنى لجميع العمال رؤيتها واإلطالع عليها ،كأن تكون معلقة علي األبواب أو
الجدران في أماكن العمل أو األبواب المؤدية إلي أماكن العمل .
الشرط الثاني :ـ أن يخالف العامل هذ التعليمات الالزم أتباعها لسالمة العمال
والمنشأة :ـ يستوي أن تكون التعليمات إيجابية أو سلبية ،ومثال ذلك مخالفة هذه
التعليمات امتناع العامل عن ارتداء أجهزة الوقاية مثل نظارة العين الالزمة للعمل ـ
خوذة الرأس ـ التدخين في أماكن العمل الغير مصرح فيها بالتدخين .
ال يشترط أن يترتب علي عدم مراعاة التعليمات ضرر فعلي ،فالعامل يجازي علي
ذات الخطأ الذي ارتكبه وليس النتيجة المترتبة عليه ،ويقدر قاضي الموضوع مدي
تعلق التعليمات بسالمة العمال أو المنشأة وال يتقيد بوصف صاحب العمل لهذه
التعليمات .
الشرط الثالث :ـ إنذار العامل كتابة :ـ وهذا الشرط هو أن يقوم صاحب العمل بتوجيه
تنبيه كتابي إلي العامل ،وهناك أراء فقهية في هذا الشأن في تفسير المقصود به .
46
47
)4إذا تغيب العامل بدون مبرر مشروع أكثر من عشرين يوما متقطعة خالل السنة
الواحدة أو أكثر من عشرة أيام متتالية ،علي أن يسبق الفصل إنذار كتابي بخطاب
موصي عليه بعلم الوصول من صاحب العمل للعامل بعد غيابه عشرة أيام في الحالة
األولي ،وغيابه خمسة أيام في الحالة الثانية :ـ لتحقيق هذا الشرط يجب أن تتوافر
الشروط اآلتية :ـ
الشرط األول :ـ تغيب العامل :ـ يجب أن يتغيب العامل عن العمل أكثر من عشرين
يوما متقطعة في السنة الواحدة أو أكثر من عشرة أيام متتالية في السنة الواحدة .
تحسب السنة من تاريخ بدء التحاق العامل بخدمة رب العمل ،إال إنه من الممكن
محاسبة العامل في األجازات علي كسور السنة [ األجازة بنسبة المدة التي عمل فيها من
بداية التحاقه بالعمل حتى نهاية السنة ] علي أن يتم الحساب ببداية السنة الميالدية أي
47
48
من أول يناير إلي آخر ديسمبر ،وبذلك يكون هناك توحيد لقواعد حساب الغياب بين
عماله .
يذهب الرأي من بعض الشراح إلي أن أيام األجازات الرسمية والراحات األسبوعية ال
تدخل في حساب مدة الغياب التالية [ العشرة أيام ] أي أن العامل الذي يتغيب مدة أحدي
عشر يوما متتالية تتخللها يوم أجازة رسمية أو راحة أسبوعية فإنه يعتبر قد غاب لمدة
عشرة أيام فقط وال يجوز فصله لعدم تخطيه المدة القانونية وهي أكثر من عشرة أيام
متتالية .
هذا الرأي يجهض حكم النص حيث أنه من المالحظ أن العشرة أيام ال بد وأن يتخللها
يوم راحة أسبوعية كما يمكن أن يتخللها أجازة رسمية بحسب األحوال فإن ذلك وأخذا
بالرأي السابق فيعتبر هذا الغياب دوما غياب متقطع وليس متتاليا ويستحيل تطبيق
الن ص بالحكم الغيابي المتتالي عمال فيصبح الحكم لغوا وال فائدة منه ،وبالتالي فإن هذا
الرأي ال يمكن أن يكون متماشيا مع القانون .
الشرط الثاني :أن يكون غياب العامل بدون سبب مشروع :ـ
السبب المشروع هو الذي يكون مرده عذر أو مانع قهري أضطر العامل إلي االنقطاع
عن العمل وال يرتقي إلي درجة القوة القاهرة ،وإنما يتعين أن يكون حقيقيا يحول بين
العامل وحضوره لمقر عمله مثال ذلك مرض العامل أو اعتقاله أو حبسه احتياطيا أو
حبسه لتنفيذ حكم جنائي أو انقطاع المواصالت .
وقد عرفت محكمة النقض في حكمها الغياب المشروع بأنه "الغياب الذي يقع بإذن
سابق من صاحب العمل " [ طعن رقم 434لسنة 31ق جلسة . ] 1965/12/22
والبحث في مشروعية الغياب من عدم المشروعية هي من المسائل الموضوعية التي
يتعين علي القاضي أن يقيس مسلك العامل فيها بمسلك الشخص المعتاد في نفس
ظروف العمل ،وهنا يستطيع القاضي أن يحدد فيما إذا كان صاحب العمل قد تعسف
في فصل العامل أو لم يتعسف وذلك من الظروف والمالبسات التي كانت محيطة به
وقت فسخ العقد ال بعده [.نقض رقم 1205لسنة 52ق جلسة . ] 1982/11/28
يدخل في السبب المشروع للغياب استعمال الدفع بالتنفيذ لعدم وفاء صاحب العمل
بالتزامه ،كانقطاع العامل عن العمل لعدم وفاء صاحب العمل باألجر ،فإذا لم يوجد
سبب مشروع يبرر غياب العامل عن العمل يعد ذلك غياب بدون سبب مشروع ،فإذا
وجد العذر المقبول لبعض أيام االنقطاع تعين استبعادها ،وقد أيدت محكمة النقض ذلك
في حكمها بأنه :ـ
" مفاد ذلك أن انقطاع العامل عن العمل بعدم الحضور إلي مقره الذي يقوم سببا النتهاء
خدمة العامل في شركات القطاع العام يجب أن يكون بدون سبب مشروع فإذا وجد
المبرر لبعض أيام االنقطاع تعين استبعادها علي أن يسبق انتهاء الخدمة إنذار كتابي
يوجه للعامل بعد غياب عشرة أيام علي األقل في حالة االنقطاع مددا منفصلة خالل
48
49
السنة الواحدة أو بعد غياب خمسة أيام علي األقل في حالة االنقطاع مدة متصلة ،فال
يعتد باإلنذار قبل اكتمال مدته "
[ طعن رقم 1453لسنة 47ق جلسة ] 1982/11/29
يجب علي العامل أن يخطر صاحب العمل بالسبب المشروع لغيابه وأن يقيم الدليل عليه
وال يضحي عدم استئناف العامل ألجازته السنوية أن يكون غياب العامل بسبب مشروع
إذ أن رب العمل يستقل وحده بتنظيم هذه األجازة كما سبق وتم شرحه في األجازات
السنوية للعمال .
لم يحدد المشرع ميعاد معين يقوم العامل فيه بتقديم العذر الذي أدي النقطاعه عن العمل
،فيجوز له أن يقدمه بعد زوال المانع أو في الوقت الذي يتمكن فيه من تقديم العذر .
49
50
50
51
)5إذا ثبت أن العامل أفشي أسرار المنشأة التي يعمل بها أدت إلي إحداث أضرار
جسيمة بالمنشأة :ـ من االلتزامات األكثر أهمية التي يجب أن يلتزم بها العامل هو
االلتزام باالحتفاظ بأسرار العامل ومعني ذلك عدم إفشاء العامل لهذه األسرار ،وقد
أعتبر المشرع قيام العامل بإفشاء األسرار الخاصة بالمنشأة التي يعمل بها خطأ جسيم
يحق معه لصاحب العمل فصله .
معني ذلك أن العامل قد خالف التزامه باالحتفاظ بأسرار العمل مما أدي إلي أحداث
ضرر بصاحب العمل ،وقد ورد ذلك االلتزام في المادة /685د مدني والتي نصت
علي أنه " يجب علي العامل أن يحتفظ بأسرار العمل الصناعية والتجارية حتى بعد
انقضاء العقد " .
إفشاء أسرار العمل التي علم بها العامل أثناء العمل تؤدي إلي منافسة صاحب العمل بما
يعود علي صاحب العمل بأضرار ،وقد قام المشرع بتعميم هذه األسرار وجعلها جميع
األسرار المتعلقة بالعمل دون تحديد أو تخصيص ،ومقتضي ذلك سريان هذا االلتزام
علي كافة أنواع العمل سواء كانت صناعية /تجارية /إدارية ،ومثال ذلك قيام العامل
بإفشاء طريقة التنظيم اإلداري ألعمال المنشأة التي يعمل بها.
إذا كانت المعلومات واألسرار التي توصل إليها العامل تدين صاحب العمل أو القائمين
علي اإلدارة بالمنشأة نيابة عن صاحب العمل أو أي شخص من العاملين بالمنشأة ،فإن
إبالغ العامل الجهة المختصة به ال يعتبر إفشاء له ،ألن اإلبالغ عن الجرائم واجب كل
شخص طبقا لقانون اإلجراءات الجنائية المادة ، 25وبالتالي اإلبالغ عن تهرب
صاحب العمل من التأمينات االجتماعية الخاصة بالعمال أو الرسوم الجمركية أو
الضرائب ،ال يعد والحال هكذا من إفشاء ألسرار العمل .
51
52
يجب حتى يتم فصل العامل أن تكون األسرار التي أفشاها العامل أدت إلي إحداث
أضرار جسيمة بالمنشأة حتى يقع خطأه الجسيم يستوجب معه الفصل ،وتقدير هذه
المسألة هو تقدير موضوعي يرجع إلي القاضي الذي يستقل به عند تقديم مستندات
الدعوي التي يثبت فيها صاحب العمل أن األسرار التي أفشاها العامل قد أحدثت به
أضرار جسيمة بمنشأته مما دعاه األمر والحال هكذا إلي استخدام الرخصة المخولة له
بموجب القانون في فصل العامل .
)7إذا وجد العامل أثناء ساعات العمل في حالة سكر بين أو متأثرا بما تعاطا من مادة
مخدرة :ـ السكر هو نتيجة تعاطي الشخص لمواد تجعله في حالة عدم إدراك لما يقوم
به ،وقد عرف األطباء حالة السكر أنها اضطراب خفيف في حالة التوازن والكالم
والرؤية والسمع وعدم السيطرة علي النفس وعدم الحذر والتفكير المنطقي .
52
53
أما حالة تعاطي المواد المخدرة فهي تسبب النعاس والنوم وغياب الوعي وترهق
الجهاز العصبي وتؤدي إلي تعطيل وظائف الجسم كما تؤدي بالشخص إلي السلوك
الجانح .
وتعريف حالتي السكر وتعاطي المخدر لغويا أنها كل مادة يتناولها اإلنسان تحدث له
خدرا في الجسم وتؤدي إلي القلق والحيرة والفتور والكسل والثقل واالضطراب .
هذا كله يجعل الشخص سواء كان في حالة سكر أو متأثر بما تعاطاه من مادة مخدرة
في حالة عدم إدراك لما يسير حوله من أمور وإخراجه من حالة الوعي .
فإذا كان هذا كله من تأثير السكر والمواد المخدرة ،فكيف للعامل وهو في هذه الحالة
أن يسيطر علي عمله إذا كان صناعيا أو تجاريا أو إداريا .
تقدير ما إذا كان العامل في حالة سكر بين من عدمه يعتبر من المسائل الموضوعية
التي يفصل فيها قاضي الموضوع دون رقابة عليه من محكمة النقض ،وفي تقدير ذلك
يراعي القاضي طبيعة العمل وما يقتضيه لدي العامل من يقظة .
علة فصل العامل في هذه الحالة هي أن السلوك الذي يصدر منه يؤثر بطبيعة الحال
علي أدائه لعمله وسير المنشأة ويخل بسمعتها ،كما أنها تؤدي إلي فقد ثقة صاحب
العمل في العامل .
يشترط أن يكون السكر بينا أي واضحا فال يكفي السكر الهين ،أما بالنسبة للمخدر
فيكفي مجرد تأثر العامل بما تعاطاه منه وظهور ذلك عليه أثناء ساعات العمل سواء
تعاطي هذا المخدر أثناء العمل أو قبله .
أما إذا كان العامل قد وجد في حالة سكر بين أو متأثر بما تعاطاه من مخدر خارج
العمل فهذا ال يبرر فصله وإن كان يجعله تحت طائلة القانون لما اقترفه من جريمة.
األصل أن العامل قد تناول المادة المسكرة أو المخدرة عن قصد واختيار ،فإذا أدعي
العامل العكس التزم اإلثبات ،فإذا توصل إلي أثبات ما يدعيه من عدم تعاطيه لهذه
المواد ،انتفي حق رب العمل في فصله .
)8إذا ثبت اعتداء العامل علي صاحب العمل أو المدير العام ،وكذلك إذا وقع منه
اعتداء جسيم علي أحد رؤساء أثناء العمل أو بسببه :ـ يجب التمييز بين حالتي
االعتداء الواقع علي صاحب العمل أو المدير ،وبين االعتداء الموجه إلي أحد رؤساء
العمل ،وفيما يلي سنتناول بالشرح التفرقة بين الحالتين كاآلتي :ـ
( أ ) وقوع اعتداء من العامل علي صاحب العمل أو المدير المسئول :ـ
المدير المسئول هو من ينوب عن صاحب العمل نيابة كاملة في إدارة المنشأة لتنفيذ
أغراضها ،ويملك كل سلطاته في التعيين والفصل والتصرف في أحوال المنشأة .
إذا وقع أي اعتداء من العامل علي صاحب العمل أو المدير المسئول يكفي ولو كان
يسيرا ولو لم يقع أثناء العمل أو بسببه ،وال يشترط أن يكون االعتداء ماديا بل يصح
أن يكون ماديا أو بالقول أو باإلشارة ،فالمهم أن هذا االعتداء يحمل معني االهانة وعدم
االحترام لصاحب العمل مع تعمد توجيهه ،ومثال ذلك االعتداء بالضرب ولو لم يحدث
53
54
إصابات ،االعتداء بالسب والقذف ،السخرية والتهكم للمدير المسئول ما لم تكن الكلفة
مرفوعة بينهما وقد تعود علي ذلك دون شكوى ،تقديم بالغات كيدية ضده تتهمه بالغش
أو السرقة أو تشهير العامل بما يمس شرفه وعرضه .
وقد قضت محكمة النقض في هذا الشأن بأنه :ـ
" . . . . .ولما كان الحكم المطعون فيه قد أقام قضاءه علي أن فصل الطاعن إنما كان
بسبب اعتدائه علي صاحب العمل المطعون ضده األول بالسب والقذف العلني فإنه ال
يكون قد خالف القانون " .
[ طعن رقم 522لسنة 39ق جلسة ] 1975/6/21
وكذلك حكم المحكمة اإلدارية العليا والذي قضي بأنه :ـ
" وما صدر من العاملين علي النحو السالف بيانه وكان فعال مؤثما في مجال التأديب
فإنه ال يعتبر بيقين اعتداء علي صاحب العمل ،ذلك أن االعتداء علي صاحب العمل
في حكم المادة 10/76من القانون 91لسنة 1959داللته اللغوية والقانونية أن يوجه
إلي صاحب العمل فعل يؤذيه مباشرة في جسمه أو اعتباره وهو أمر لم يقع قطعا من
العاملين علي ما تنبئ عنه مالبسات الطعن بالتزوير الذي لم يوجه إال ردا علي تقديم
الشركة مستندا يدفع دعواهما ولذلك فإن ما فرط منهما في هذا الخصوص ال يعدو أن
يكون تجاوزا لألصول المقررة في التقاضي مع الشركة التي تربطهما بها رابطة العمل
. . . . .الخ "
[ طعن رقم 765لسنة 13ق جلسة ] 1968/6/22
كما قضت المحكمة اإلدارية العليا أيضا بأنه :ـ
" ومن حيث أنه من المبادئ المقررة انه وان كان حق الشكوى مكفوال دستوريا ،وأن
للعامل أن يبلغ عن المخالفات التي تصل إلي علمه توخيا للمصلحة العامة ،إال أنه
يتعين عليه عند قيامه بهذا اإلبالغ أال يخرج عما تقتضيه الوظيفة من توقير الرؤساء
واحترامهم ،وأن يكون قصده من هذا اإلبالغ الكشف عن المخالفات توصال إلي
ضبطها ،ال أن يلجأ إليه مدفوعا بشهوة اإلضرار بالرؤساء والكيد لهم والطعن في
نزاهتهم علي غير أساس من الواقع كما ال يسوغ أن يتخذ من الشكوى ذريعة للتطاول
علي رؤسائه بما ال يليق أو تحديهم والتشهير بهم ،وعلي ذلك فإذا ما خرج العامل في
شكواه علي هذه الحدود فإنه يكون قد أخل بواجبات وظيفته وأرتكب ذنبا يستوجب
المؤاخذة والعقاب التأديبي "
[ الطعن رقم 264لسنة 19ق جلسة ] 1974/6/29
توجيه النصح من العامل لصاحب العمل ال يعد اعتداء مهما اشتدت لهجة النصح ،
وكذلك المشادة الكالمية التي تحدث بين العامل وصاحب العمل مهما كان صوت العامل
مرتفع ،ما دام العامل لم يلفظ بما ينبو عن السمع ،وكذلك أيضا االعتداء الذي يحدث
من العامل نتيجة الستفزاز صاحب العمل أو المدير المسئول له بشرط أن يكون اعتداء
العامل متناسب مع استفزاز صاحب العمل ،ومثال ذلك أن يقوم رب العمل أو من
ينوب عنه باالعتداء علي العامل بالضرب أو بارتكابه نحو العامل أو أحد أفراد أسرته
54
55
أفعاال ماسة بالشرف ،ففي هذه الحالة يعد االستفزاز للعامل ال يجوز معه التمسك بحكم
النص .
مسألة تقدير السلوك الذي نتج من العامل عما إذا كان يعد اعتداء أم ال ،مسألة
موضوعية تتوقف علي طبيعة هذا السلوك والظروف التي وقع فيها وعالقة العامل
برب العمل أو المدير المسئول .
( ب ) وقوع اعتداء من العامل علي أحد رؤساء العمل أثناء العمل أو بسببه :ـ
رؤساء العمل هم كل من لهم حق األشراف والتوجيه علي قسم أو أقسام المنشأة وبذلك
يكون رئيس القسم وسكرتير عام المنشأة من رؤساء العمل .
ال يشترط أن يكون الرئيس هو رئيس العامل ذاته بل ينسحب ذلك علي الرؤساء في
العمل وذلك ألن مصلحة العمل تقتضي احترام الرؤساء في العمل عموما ،أي يقتضي
عند وقوع االعتداء أن يكون المعتدي أقل درجة من المعتدي عليه .
االعتداء الح اصل من العامل يجب أن يكون أثناء العمل أو بسببه ،ومن الممكن أن
يكون خارج العمل ولكن بسبب العمل فيعد بذلك اعتداء علي الرؤساء طالما أن المعتدي
عليه اكبر درجة من المعتدي .
يجب أن يكون االعتداء جسيما فال يسري النص علي االعتداء اليسير وبذلك ال يجوز
الفصل ،وال ي لزم أن يكون االعتداء منطويا علي جريمة ،كما ال يشترط إبالغ النيابة
العامة عنه فيصح فصل العامل مباشرة بدال من الوقف االحتياطي إلي أن يصدر حكم
باإلدانة .
جسامة االعتداء متروك تقديرها للقاضي وفق ظروف ومالبسات كل واقعة فقد قضي
بأنه يعتبر اعتداء جسيم قيام العامل بخطف أوراق التحقيق من رئيس التحقيقات في
إدارة المؤسسة وتمزيق بعض منها ،إشاعة العامل كذبا بأن رئيسه يتقاضي رشوة في
عمله ،اعتداء العامل علي رئيسته بطريقة تمس عرضها وشرفها [ مدونة الفكهاني
ج 3/1/رقم 143ص ، 279رقم 262ص ، 304رقم 239ص 282موسوعة
الفكهاني ج 6مالحق 2/65رقم . ] 187
)أذا لم يراع العامل الضوابط الواردة في المواد من 192إلي 194من الكتاب الرابع
من هذا القانون :ـ هذه الحالة مستحدثة في هذا القانون وهي تتيح لرب العمل فصل أي
عامل إذا لم يراع هذه الضوابط الواردة بهذه المواد .
اإلضراب هو االمتناع الجماعي المتفق عليه بين مجموعة من العاملين عن العمل لفترة
مؤقتة لممارسة الضغط لالستجابة لمطالبهم .
المقصود بهذه الضوابط الواردة بالمواد من 192حتى 194من قانون العمل 12لسنة
2003هي الضوابط المتعلقة باستعمال حق اإلضراب السلمي وهي :ـ
1ـ ممارسة حق اإلضرا ب السلمي عن طريق المنظمة النقابية ،والتي تمارسه دفاعا
عن مصالح العمال المهنية أو االقتصادية و االجتماعية وطبقا للضوابط واإلجراءات
المقررة بنص المادة 192من قانون العمل .
55
56
2ـ محظور علي العامل اإلضراب أو الدعوة إليه بقصد تعديل اتفاقية العمل الجماعية
أثناء مدة سريانها ،وكذلك خالل جميع مراحل وإجراءات الوساطة والتحكيم (م193
من قانون العمل ) .
3ـ يحظر اإلضراب أو الدعوة إليه في المنشآت اإلستراتيجية وكذلك المنشآت الحيوية (
م 194من قانون العمل )
قام المشرع بتنظيم حق اإلضراب في القانون بقصد تحقيق التوازن والتوفيق بين حق
العمال في ممارسة حق اإلضراب السلمي دفاعا عن حقوقهم ومصالحهم المهنية وبين
اعتبارات الصالح العام التي يمكن أن تتأثر من جراء تعسف العمال في استعمال هذا
الحق .
الدولة تكفل الحق في اإلضراب بمعني أنه صار معترفا به كحق مشروع من حيث
المبدأ ،ولذا وضعت الدولة ضوابط تكفل تنظيم هذا الحق حتى ال يجور العمال بهذا
الحق متخذين من حقهم أداة لإلخالل بنظم الدولة والمجتمع .
في حالة اإلضراب السلمي والذي تمارسه المنظمة النقابية للعمال بالمنشأة ال ينظر
للعمال بشكل فردي ،فلن يضار العمال الجادين إذا ما اتفقوا علي االمتناع الجماعي
عن العمل لفترة مؤقتة ،بعد أن يكونوا قد استنفذوا الوسائل السلمية التي رسمها القانون
،ومارسوا هذا الحق من خالل تنظيمهم النقابي ألن في هذه الحالة ال يجوز لصاحب
العمل إنزال عقاب جماعي علي العاملين في هذا .
المادة األولي
" يستبدل بنص المواد ( ) 72 ، 71 ، 70من قانون العمل الصادر بالقانون رقم 12لسنة
2003النصوص اآلتية :ـ
المادة 70
" إذا نشأ نزاع فردي بين صاحب العمل والعامل في شأن تطبيق أحكام هذا القانون أو
أي من القوانين واللوائ المنظمة لعالقات العمل الفردية فألي منهما أن يطلب من
لجنة تشكل من ممثل الجهة اإلدارية المختصة ( مقررا ) وممثل للمنظمة النقابية ،
56
57
وممثل لمنظمة أصحاب األعمال خالل عشرة أيام من تاريم النزاع تسويته وديا ،فإذا
لم تتم التسوية خالل واحد وعشرين يوما من تاريم تقديم الطلب جاز ألي منهما أن
يطلب من الجهة اإلدارية المختصة إحالة النزاع إلي المحكمة العمالية المنصوص
عليها في المادة ( ) 71من هذا القانون أو أن يلجأ إليها في موعد أقصا خمسة
وأربعون يوما من تاريم انتهاء المدة المحددة للتسوية سواء كان قد تقدم للجنة بطلب
التسوية أم لم يتقدم به وإال سقط حقه في عرض األمر علي المحكمة "
المادة : 71ـ
تشكل المحكمة العمالية من دائرة أو أكثر من دوائر المحكمة االبتدائية وتختص دون
غيرها بالفصل في كافة المنازعات العمالية الفردية المشار إليها في المادة 70من
هذا القانون .
وتخطر المحكمة ممثل عن المنظمة النقابية المعنية ،وممثل عن منظمة أصحاب
األعمال لسماع رأيهما في النزاع في أول جلسة ،فإذا تخلف أي منهما عن الحضور
استمرت المحكمة في نظر الدعوي .
وعلي المحكمة العمالية أن تفصل علي وجه السرعة وبحكم واجب النفاذ ولو تم
استئنافه ـ في طلب صاحب العمل بفصل العامل خالل خمسة عشرة يوما من تاريم
أول جلسة ،فإذا رفضت الطلب قضت باستمرار العامل في عمله وبإلزام صاحب
العمل بأن يؤدي إليه ما لم يصرف له من مستحقات .
فإذا لم يقم صاحب العمل بتنفيذ الحكم باستمرار العامل في عمله أعتبر ذلك فصال
تعسفيا يستوجب التعويض طبقا لنص المادة 122من هذا القانون .
وتقضي المحكمة العمالية ـ بصفة مستعجلة ـ وبحكم واجب النفاذ بتعويض مؤقت
للعامل يعادل أجر الشامل لمدة أثني عشرة شهرا إذا جاوزت مدة عمله سنة كاملة،
فإذا كانت أقل من ذلك كان التعويض المؤقت بقدر أجر الشامل عن مدة عمله إذا لم
يكن قد سبق له إبداؤها .
وتقضي المحكمة العمالية للعامل بمبلغ التعويض النهائي وفي باقي طلباته بعد أن
تخصم المبالغ التي يكون العامل قد استوفاها تنفيذا للحكم الصادر بالتعويض المؤقت .
فإذا كان طلب فصل العامل بسبب نشاطه النقابي قضت المحكمة العمالية باستمرار
العامل في عمله إذا طلب ذلك ما لم يثبت صاحب العمل أن طلب الفصل لم يكن بسبب
هذا النشاط .
ويتبع فيما لم يرد بشأنه نص خاص في هذا القانون أحكام قانون المرافعات واإلثبات
في المواد المدنية والتجارية .
المادة : 72ـ
يتبع في الطعن علي أحكام المحكمة العمالية األحكام الواردة في قانون المرافعات
المدنية والتجارية "
57
58
المادة ( ) 70
نص مستحدث وقد تم تعديله بالقانون رقم 180لسنة 2008
إذا نشأ نزاع فردي بين صاحب العمل والعامل في شأن تطبيق أحكام هذا القانون أو
أي من القوانين واللوائ المنظمة لعالقات العمل الفردية فألي منهما أن يطلب من
لجنة تشكل من ممثل الجهة اإلدارية المختصة ( مقررا ) وممثل للمنظمة النقابية ،
وممثل لمنظمة أصحاب األعمال خالل عشرة أيام من تاريم النزاع تسويته وديا ،فإذا
لم تتم التسوية خالل واحد وعشرين يوما من تاريم تقديم الطلب جاز ألي منهما أن
يطلب من الجهة اإلدارية المختصة إحالة النزاع إلي المحكمة العمالية المنصوص
عليها في المادة ( ) 71من هذا القانون أو أن يلجأ إليها في موعد أقصا خمسة
وأربعون يوما من تاريم انتهاء المدة المحددة للتسوية سواء كان قد تقدم للجنة بطلب
التسوية أم لم يتقدم به وإال سقط حقه في عرض األمر علي المحكمة .
58
59
الشــــــــــــــــــــــــــــرح
نص المادة 70من القانون 12لسنة 2003كان يقضي بأن :ـ
إذا نشأ نزاع فردي في شأن تطبيق أحكام هذا القانون جاز لكل من العامل وصاحب
العمل أن يطلب من الجهة اإلدارية المختصة خالل سبعة أيام من تاريخ النزاع تسويته
وديا ،فإذا لم تتم التسوية في موعد أقصاه عشرة أيام من تاريخ تقديم الطلب جاز لكل
منهما اللجوء إلي اللجنة القضائية المشار إليها بالمادة ( ) 71في هذا القانون في موعد
أقصاه خمسة وأربعون يوما من تاريخ النزاع ،وإال سقط حقه في عرض األمر علي
اللجنة " .
تم الطعن علي هذا النص أمام المحكمة الدستورية العليا بالقضية رقم 26لسنة 27ق
دستورية ،وقد صدر في 2008/1/13الحكم بعدم دستورية نص المادتين 72 ،71
من قانون العمل الصادر بالقانون رقم 12لسنة 2003معدال بالقانون رقم 90لسنة
، 2005وسقوط العبارة الواردة بنص المادة ( ) 70من القانون ذاته والتي تنص
علي أن " فإذا لم تتم التسوية في موعد أقصاه عشرة أيام من تاريخ تقديم الطلب جاز
لكل منهما اللجوء إلي اللجنة القضائية المشار إليها في المادة ( ) 71من هذا القانون
في موعد أقصاه خمسة وأربعون يوما من تاريخ النزاع وإال سقط حقه في عرض األمر
علي اللجنة ،وألي منهما التقدم للجهة اإلدارية بطلب عرض النزاع علي اللجنة
المذكورة خالل الموعد المشار إليه .
سقوط قرار وزير العدل رقم 3539لسنة 2003بتشكيل اللجان الخماسية بالمحاكم
االبتدائية قد جاء بعد أن أصدر القضاء حكمه سالف الذكر حيث ورد في حيثيات هذا
الحكم أن النصين المطعون فيهما يخالفان أحكام الدستور من عدة أوجه وهي :ـ
)1اللجنة المعهود إليها والية الفصل في المنازعات الفردية التي تنشأ بين العامل
ورب العمل هي لجنة ذات طابع إداري :ـ ذلك ألن تشكيلها يغلب عليه العنصر
اإلداري فهي مكونة من قاضيين وثالثة أعضاء إداريين [ مدير مديرية القوي العاملة
المختص أو من ينيبه /ممثل عن االتحاد العام لنقابات عمال مصر /ممثل عن منظمة
أصحاب األعمال المعنية ] وهم ال يتوافر فيهم التأهيل القانوني ،إال أنه وإن توافر
فإنهم يفتقدون الحيدة واالستقالل الالزم توافرهما في القاضي ،كما أن مدير مديرية
القوي العاملة بحسبانه رئيس الجهة اإلدارية المتولية تسوية النزاع يكون قد أتصل علمه
بالنزاع وأبدي فيه رأيا ،ومن ثم ال يجوز له أن يكون بمجلس القضاة بعد ذلك للفصل
في النزاع ذاته .
2ـ القرار الصادر من اللجنة ال يمكن وصفه بالحكم القضائي :ـ ذلك ألن األحكام
القضائية تصدر من المحاكم أو الهيئات ذات االختصاص القضائي فقط ،وهذه اللجنة
هي لجنة إدارية فما يصدر عنها ال يعدو أن يكون قرارا إداريا وليس له صفة األحكام
القضائية في شيء ،حتى بوجود قاضيين ضمن اللجنة وحضور األعضاء الباقيين وإن
59
60
صدر القرار باألغلبية ،واألغلبية في هذه الحالة للعنصر اإلداري ومن ثم ال يمكن أن
يتصف القرار الصادر منها بأنه حكم أو قرار قضائي .
3ـ عدم اعتبار القرار الصادر من اللجنة بمثابة حكم صادر من محكمة ابتدائية :ـ
نص المادة 72من القانون المطعون فيها أعتبر القرار الصادر من هذه اللجنة بمثابة
حكم صادر من محكمة ابتدائية يطعن عليه أمام محكمة االستئناف وهو وصف جاوز به
المشرع الحقيقة ألن ما يصدر عن هذه اللجنة بحسبانها لجنة إدارية ال يعدو أن يكون
قرارا إداريا ،والطعن عليه أمام محكمة االستئناف كما قضي النص غير جائز ألن
قانون المرافعات المدنية والتجارية يجيز الطعن في األحكام الصادرة في حدود النصاب
اإلنتهائي من محاكم الدرجة األولي في بعض الحاالت مما يجعل هذه القرارات عندئذ
غير قابلة للطعن عليها قضائيا وهو األمر المخالف للمادة 68من الدستور التي تحظر
النص علي تحصين أي قرار إداري من رقابة القضاء .
لذلك جعل المشرع صدور القانون 180لسنة 2008معدال لما ورد بالمواد 71 ، 70
72 ،من القانون 12لسنة . 2003
من نص المادة 70بعد التعديل جعل المشرع اللجوء إلي لجنة التسوية المشكلة بالجهة
اإلدارية " مكتب العمل المختص " رخصة للعامل يستعملها قبل اللجوء إلي المحكمة
العمالية الواردة في المادة ، 71كما رخص النص لكل من العامل وصاحب العمل بأن
يلجأ إلي المحكمة العمالية مباشرة ،وبذلك فقد أستحدث المشرع أشراك صاحب العمل
في استعمال هذه الرخصة ،فلصاحب العمل طلب تسوية النزاع الفردي وديا بينه وبين
العامل من مكتب عالقات العمل المختص .
أوردت المادة 70بعد التعديل اإلجراءات التي يجب أن تتبع أمام الجهة اإلدارية وهي
كاآلتي :ـ
1ـ تقديم طلب من العامل أو صاحب العمل أو ممثلهما القانوني إلي اللجنة المشكلة
بمكتب عالقات العمل لتسوية النزاع الفردي وديا وهو المكتب الذي يقع في دائرة
اختصاصه محل العمل ،في خالل عشرة أيام من تاريخ النزاع .
2ـ ال يشترط شكال خاص لقبول الطلب ،ويقدم طلبا كتابيا يتم قيده بالمكتب بسجل
الوارد ليتم تحديد تاريخ وروده ،ثم يقيد بسجل الشكاوي الخاص بالشكاوي الفردية
بالمكتب ،ويجوز أن يرسل الطلب إلي مكتب العمل بالبريد العادي أو المسجل .
3ـ تقوم اللجنة باستدعاء العامل وصاحب العمل وممثل المنظمة النقابية وممثل منظمة
أصحاب األعمال ،وتعمل هذه اللجنة علي محاولة حل هذا النزاع وديا والتوفيق بين
الطرفين [ العامل /صاحب العمل ] في مدة أقصاها واحد وعشرون يوما من تاريخ
تقديم الطلب .
4ـ في حالة قيام اللجنة بالتوصل لحل وتسوية النزاع المعروض عليها من العامل أو
من صاحب العمل وديا ،أنتهي األمر بالتسوية الودية وقبول الطرفين بها وتحرير
محضر بذلك .
60
61
أما في حالة عدم تمكن اللجنة من الحل وتسوية النزاع وديا وفي خالل واحد وعشرون
يوما من تاريخ تقديم الطلب ،فإنه يجوز ألي من الطرفين أن يطلب من مكتب عالقات
ا لعمل إحالة شكواه ( النزاع ) إلي المحكمة العمالية المختصة وهي أحدي دوائر
المحكمة االبتدائية لألمور المستعجلة في موعد أقصاه خمسة وأربعون يوما من تاريخ
انتهاء المدة المحددة للتسوية .
من ذلك يتضح لنا أن التعديل الذي أتي به القانون 180لسنة 2008أدي إلي :ـ
)1منح العامل وصاحب العمل في حالة وجود نزاع فردي بينهما حق اللجوء إلي
لجنة التسوية الودية المشكلة بمكتب عالقات العمل دائرة اختصاص المنشأة محل عمل
الشاكي لمحاولة التسوية وديا .
)2منح العامل وصاحب العمل في حالة وجود نزاع فردي بينهما حق اللجوء إلي
المحكمة العمالية المختصة في موعد أقصاه خمسة وأربعون يوما من تاريخ انتهاء المدة
المقررة للتسوية الودية حتى ولو لم يتقدم بطلب للتسوية .
)3إذا كان أيا من العامل أو صاحب العمل قد تقدم بطلب لمكتب عالقات العمل
للتسوية خالل عشرة أيام من تاريخ النزاع تعين عليه االنتظار مدة واحد وعشرون يوما
من تاريخ تقديم الطلب ،والحكمة من ذلك هو أعطاء الفرصة للجنة بمكتب عالقات
العمل لمحاولة العمل وبذل المساعي في حل النزاع وديا والتوفيق بين طرفي النزاع .
)4إذا انتهت مدة الواحد وعشرون يوما دون التوصل للتسوية ،يجوز ألي من
طرفي النزاع التقدم لمكتب عالقات العمل المختص بطلب إحالة الموضوع إلي
المحكمة العمالية وذلك في خالل خمسة وأربعون يوما من نهاية الواحد وعشرون يوما
،هذا التعديل الذي أتي به القانون 180لسنة 2008يتفق ما أستقر به الفقه والقضاء
وأحكام محكمة النقض أال وهو رعاية العامل وعدم وجود ما يمنعه من أقامة الدعوي
أمام المحكمة مباشرة .
)5أن ميعاد الخمسة وأربعون يوما من تاريخ انتهاء مدة التسوية الودية [ واحد
وعشرون يوما ] متعلق بالنظام العام ،وبالتالي ال يجوز تجاوزه ومفاد ذلك ما قرر في
نهاية المادة 70بسقوط الحق في عرض األمر علي المحكمة بعد مرور هذه المدة .
إذا تخلف الطالب [ العامل /صاحب العمل ] أو ممثله في طلب التسوية عن حضور
الموعد المحدد لجلسة التسوية بمكتب عالقات العمل ،اعتبر الطلب المقدم منه كأن لم
يكن ،أما إذا تخلف الطرف اآلخر في الطلب أو ممثل المنظمة النقابية أو ممثل
أصحاب األعمال ( تعينه الغرفة التجارية المختصة أو اتحاد الصناعات ) فيجوز تحديد
موعد آخر أو مواعيد أخري النعقاد اللجنة مع مراعاة المدة المحدةة للتسوية ،وهي
واحد وعشرون يوما ،وتتولي األمانة الفنية للجنة ( سكرتارية اللجنة ) إخطار جميع
األطراف بالمواعيد المحددة .
إذا حضر الطالب والطرف اآلخر في النزاع أو من يمثلهما وتخلف ممثل المنظمة
النقابية وممثل منظمة أصحاب األعمال ،وطلب الحاضران ( العامل /صاحب العمل )
من مقرر اللجنة بحث الطلب وإثبات اتفاقهما وتراضيهما وتحرير محضر رسمي بذلك
61
62
،وجب علي مقرر اللجنة ،ومدير مكتب العمل المختص إجابة طلبهما وتحرير
محضر بالتسوية الودية ،وإثبات بنود االتفاق وما تم بشأنه ،ويوقع عليه من األطراف
جميعهم ويسلم كل طرف نسخة ويحتفظ بنسخة في مكتب العمل .
2ـ ممثل المنظمة النقابية المعنية ( :نقابة العاملين بالمنشأة /النقابة العامة )
أ) السعي إلي التسوية الودية بين طرفي النزاع تجنب العامل من المصاريف واألعباء
المادية للتقاضي .
ب) تدعيم الثقة بين صاحب العمل والمنظمة النقابية عن طريق التفرقة بين ما إذا كان
النزاع سببه خطأ جسيم من العامل أو مطالب غير مشروعة وبين نزاع سببه خطأ
بسيط أو مطلب مشروع يمكن إقناع صاحب العمل أو العامل بإعادة الثقة لتدعيم العالقة
بينهما .
ت) التأكد من أن سبب النزاع بين الطرفين يرجع إلي المطالبة بحقوق والتزامات
مصدرها إما عقد العمل الفردي أو الجماعي أو الئحة تنظيم العمل بالمنشأة أو بالقانون
الخاص الذي يحكم العالقة بين العامل وصاحب العمل ،وهو قانون العمل في الغالب .
ث) االلتزام بالعمل النقابي وبنصوص القوانين العمالية في جميع مراحل التسوية الودية.
62
63
)2الحفاظ علي رأس المال وتطبيق الئحة تنظيم العمل والجزاءات بالمنشأة وعدم
العبث بنظامها وتمكين صاحب العمل أو ممثليه من ممارسة حق األشراف والرقابة
والتوجيه وسلطته في تنظيم المؤسسة .
) 3السعي إلي تخفيض معدل دوران العمل عن طريق تحقيق عالقات عمل مستقرة في
إطار المشروعية .
) 4وضع الحالة االقتصادية للمنشأة في الحسبان وتقديم الخطط لمواجهة أي انخفاض
للحالة االقتصادية للمنشأة مع ما يؤيد هذه الخطط من مستندات .
المادة ( ) 71
المعدلة بالقانون 180لسنة 2008
تشكل المحكمة العمالية من دائرة أو أكثر من دوائر المحكمة االبتدائية وتختص دون
غيرها بالفصل في كافة المنازعات العمالية الفردية المشار إليها في المادة 70من
هذا القانون .
وتخطر المحكمة ممثل عن المنظمة النقابية المعنية ،وممثل عن منظمة أصحاب
األعمال لسماع رأيهما في النزاع في أول جلسة ،فإذا تخلف أي منهما عن الحضور
استمرت المحكمة في نظر الدعوي .
وعلي المحكمة العمالية أن تفصل علي وجه السرعة وبحكم واجب النفاذ ولو تم
استئنافه ـ في طلب صاحب العمل بفصل العامل خالل خمسة عشرة يوما من تاريم
أول جلسة ،فإذا رفضت الطلب قضت باستمرار العامل في عمله وبإلزام صاحب
العمل بأن يؤدي إليه ما لم يصرف له من مستحقات .
فإذا لم يقم صاحب العمل بتنفيذ الحكم باستمرار العامل في عمله أعتبر ذلك فصال
تعسفيا يستوجب التعويض طبقا لنص المادة 122من هذا القانون .
وتقضي المحكمة العمالية ـ بصفة مستعجلة ـ وبحكم واجب النفاذ بتعويض مؤقت
للعامل يعادل أجر الشامل لمدة أثني عشرة شهرا إذا جاوزت مدة عمله سنة كاملة،
فإذا كانت أقل من ذلك كان التعويض المؤقت بقدر أجر الشامل عن مدة عمله إذا لم
يكن قد سبق له إبداؤها .
وتقضي المحكمة العمالية للعامل بمبلغ التعويض النهائي وفي باقي طلباته بعد أن
تخصم المبالغ التي يكون العامل قد استوفاها تنفيذا للحكم الصادر بالتعويض المؤقت .
فإذا كان طلب فصل العامل بسبب نشاطه النقابي قضت المحكمة العمالية باستمرار
العامل في عمله إذا طلب ذلك ما لم يثبت صاحب العمل أن طلب الفصل لم يكن بسبب
هذا النشاط .
63
64
ويتبع فيما لم يرد بشأنه نص خاص في هذا القانون أحكام قانون المرافعات واإلثبات
في المواد المدنية والتجارية .
الشـــــــــــــــــــرح
أوردت المادة 71من قانون العمل 12لسنة 2003المعدلة بالقانون 180لسنة
2008بأن المحكمة العمالية تشكل من دائرة أو أكثر من دوائر المحكمة االبتدائية
وتختص هذه الدوائر بالفصل في كافة المنازعات العمالية الفردية الواردة في المادة 70
من هذا القانون .
وسبق أن تحدثنا في شرح المادة 70من هذا القانون المعدلة بالقانون 180لسنة
2008أنه كفل لكل من العامل وصاحب العمل تقديم الطلب لتسوية النزاع القائم بين
العامل وصاحب العمل وديا إلي اللجنة المختصة بمكتب العمل التابع له المنشأة التي
يعمل بها العامل ،وبنظرة بسيطة إلي القانون 1981/137الملغي نجد أنه كان مقررا
فيه هذه اللجنة والتي كانت تسمي "اللجنة الثالثية " والتي يتقدم إليها العامل لبحث
شكواه من جراء فصله من العمل الصادر من صاحب العمل ،وأوجبت علي صاحب
العمل أال يقوم بفصل أي عامل إال بعد عرضه علي هذه اللجنة ،إال أن المادة 70من
هذا القانون المعدلة كفلت لكل من صاحب العمل والعامل طريقة تسوية النزاع بينهما
وديا في بادئ األمر ،فإذا فشلت مساعي حل النزاع بصورة ودية فلكل من العامل أو
صاحب العمل أن يطلب من اللجنة أحالة الموضوع إلي المحكمة العمالية للنظر في
شأن هذا النزاع .
كما أوردت المادة 70المعدلة أيضا حكما آخر وهو اللجوء إلي المحكمة العمالية
مباشرة دون التقدم بالطلب إلي اللجنة المشار إليها في المادة 70المعدلة .
وسنتناول فيما يلي بالشرح إجراءات عرض النزاع علي المحكمة العمالية من ناحية
عرض األمر للتسوية علي اللجنة ،ومن ناحية أخري اللجوء إلي المحكمة العمالية
مباشرة .
إجراءات نظر الدعوي أمام المحكمة العمالية المختصة بعد عرض األمر علي اللجنة
للتسوية :ـ
سبق وأن تولينا بالشرح مواعيد تقديم طلب التسوية الودية أمام اللجنة ،وقلنا أنه في
خالل عشرة أيام من تاريخ النزاع يتم تقديم طلب التسوية الودية علي اللجنة المشكلة
بمكتب عالقات العمل التابع لها المنشأة التي يعمل بها العامل .
تقوم اللجنة بمحاولة حل النزاع وديا بين الطرفين بعد استدعائهما وذلك في مدة أقصاها
واحد وعشرون يوما من تاريخ تقديم الطلب .
إذا لم تتمكن اللجنة من حل النزاع وديا بين الطرفين خالل مدة واحد وعشرون يوما
فألي من الطرفين طلب أحالة النزاع للمحكمة العمالية المختصة في موعد أقصاه خمسة
وأربعون يوما من تاريخ انتهاء مدة الواحد وعشرون يوما الخاصة بالتسوية .
64
65
تقوم اللجنة بإحالة الموضوع إلي المحكمة العمالية ،وتقوم المحكمة بأخطار ممثل
المنظمة النقابية المعنية ،وممثل عن منظمة أصحاب األعمال لالستماع إلي رأيهما في
النزاع وكذلك االستماع لكل من العامل وصاحب العمل أو ممثليهما .
تقوم المحكمة بالنظر في النزاع علي وجه السرعة وتفصل فيه بحكم واجب النفاذ ولو
تم استئنافه .
في حالة طلب صاحب العمل فصل العامل :ـ
عندما يقوم صاحب العمل بالتقدم إلي مكتب العمل للجنة المشكلة به بطلبه لفصل العامل
وذلك الرتكابه خطأ جسيم طبقا لما ورد بنص المادة 69من القانون 2003/12يعد
طلبه هذا بمثابة صحيفة أدعاء من جانب صاحب العمل بطلب القضاء له بفصل العامل
،وهو الطريق الذي أورده المشرع لرفع الدعوي أمام المحكمة العمالية ،ومن ثم يكون
سلوك هذا الطريق أمر متعلق بالنظام العام .
أما إذا كان صاحب العمل أتخذ قراره بفصل العامل طبقا لما ورد بنص المادة 69من
القانون ويريد التقدم للمحكمة فيجب عليه واألمر كذلك إعداد صحيفة الدعوي بما
تشتمل عليه من الموضوع وتفنيده القانوني واألسباب التي يستند عليها في طلب الفصل
وأخيرا تكليف العامل بالحضور لجلسة المحكمة ( أي اتخاذ اإلجراءات العادية لرفع
الدعوي أمام المحكمة ) .
ما هو الحكم الذي تقضي به المحكمة في هذا الوضع :ـ
تقوم المحكمة العمالية بالنظر في الموضوع بعد استماعها لكل من صاحب العمل
والعامل وممثل المنظمة النقابية المعنية ،وممثل عن منظمة أصحاب األعمال في رأيهم
في النزاع ،وعلي المحكمة الفصل في طلب صاحب العمل بفصل العامل خالل خمسة
عشرة يوما من تاريخ أول جلسة ،وهذا الميعاد ليس إلزاميا علي المحكمة ولكن قدره
الشارع لسرعة الفصل في هذا الموضوع حيث أنه من الخطورة بقائه لفترة أطول
فيصبح العامل معلق بذلك األمر بال عمل وال أجر ينفق به علي نفسه .
إذا قامت المحكمة برفض طلب صاحب العمل قضت باستمرار العامل في عمله
وألزمت صاحب العمل بأداء مستحقات العامل وأن يصرف له ما لم يتم صرفه من
مستحقات ،وهو حكما واجب النفاذ حتى ولو تم استئنافه من صاحب العمل .
إذا لم يقم صاحب العمل بتنفيذ الحكم باستمرار العامل في عمله أعتبر ذلك فصال تعسفيا
يستوجب التعويض طبقا لنص المادة 122من هذا القانون والذي يقضي بأنه :ـ
" إذا أنهي أحد الطرفين العقد دون مبرر مشروع وكاف ،التزم بأن يعوض الطرف
اآلخر عن الضرر الذي يصيبه من جراء هذا اإلنهاء .
فإذا كان اإلنهاء بدون مبرر صادرا من جانب صاحب العمل ،للعامل أن يلجأ إلي
اللجنة المشار إليها بالمادة 71من هذا القانون بطلب التعويض ،وال يجوز أن يقل
التعويض الذي تقرره اللجنة عن أجر شهرين من األجر الشامل عن كل سنة من
سنوات الخدمة .
وال يخل ذلك بحق العامل في باقي مستحقاته المقررة قانونا "
65
66
وكما جاء بنص المادة الثانية من القانون 180لسنة 2008الوارد بتعديل نصوص
المواد 72 ، 71 ، 70من القانون 2003/12بأنه تستبدل عبارة المحكمة بعبارة
اللجنة أينما وردت في نصوص قانون العمل . 2003/12
وبذلك فإن العامل طبقا لهذه المادة في حالة اإلنهاء لعمله بدون مبرر مشروع من جانب
صاحب العمل ،فله اللجوء إلي المحكمة العمالية بطلب التعويض .
تقضي المحكمة العمالية ـ بصفة مستعجلة ـ وبحكم واجب النفاذ بتعويض مؤقت للعامل
يعادل أجره الشامل لمدة أثني عشرة شهرا ،إذا جاوزت مدة عمله سنة كاملة ،فإذا
كانت أقل من ذلك كان التعويض المؤقت بقدر أجره الشامل عن مدة عمله إذا لم يكن قد
سبق له إبداؤها .
هذا القضاء هو بصفة مستعجلة ،أي ليس فصال في الدعوي ،بل هو بتعويض مؤقت
للعامل ،والحكمة منه أن يجد العامل ما يتعايش منه خالل فترة التقاضي وحتى الفصل
في الدعوي بصفة نهائية ،حيث أنها قضت برفض الطلب وإعادة العامل لعمله ،إال أن
صاحب العمل تعسف في ذلك ولم ينفذ هذا الحكم برجوع العامل فيصبح فصله بدون
مبرر مشروع ويكون تعسفيا من صاحب العمل .
تنظر المحكمة الدعوي بعد تداول الدعوي بجلساتها وتقضي للعامل بالتعويض النهائي ،
وفي باقي طلباته بعد أن تخصم المبالغ التي يكون العامل قد استوفاها تنفيذا للحكم
الصادر بالتعويض المؤقت ،وبذلك تكون المحكمة هي محكمة الموضوع حيث أن
الحكم األول بالتعويض المؤقت صادرا من القاضي بوصفه قاضيا لألمور المستعجلة أو
أن هذا الشق من الدعوي ينظر بصفة مستعجلة ،وقد سبق شرحنا ألسباب ذلك .
إذا كان صاحب العمل قد تقدم بطلب فصل العامل بسبب نشاطه النقابي ،قضت
المحكمة العمالية باستمرار عمل العامل في عمله إذا طلب ذلك ،ما لم يثبت صاحب
العمل أن طلب الفصل لم يكن بسبب هذا النشاط النقابي .
فصل العامل بسبب نشاطه النقابي :ـ
فصل العامل بسبب نشاطه النقابي جريمة يعاقب عليها بنص المادة 74من قانون
النقابات العمالية رقم 35لسنة 1976المعدل بالقانون 1لسنة 1981حيث تنص علي
أنه :ـ
" يعاقب بغرامة ال تقل عن عشرين جنيها وال تزيد عن مائة جنيها كل صاحب منشأة
أو مسئول عن إدارتها فصل أحد العمال أو وقع عليه عقوبة إلرغامه علي االنضمام
إلي منظمة نقابية أو عدم االنضمام إليها أو األنسحاب منها أو بسبب قيامه بأي نشاط
نقابي مشروع "
ال يشترط المشرع الحكم بإعادة العامل المفصول إلي عمله بسبب نشاطه النقابي ،إدانة
صاحب العمل أو المسئول عن إدارة المنشأة للعامل بل أنه بمقتضي نص المادة 74
يكفي أن يكون الفصل بسبب نشاطه النقابي ،بحيث يجب للمحكمة المدنية البحث في
عناصر هذه الجريمة لكي تصدر حكمها المدني بإعادة العامل المفصول بسبب نشاطه
النقابي أو ألسباب نقابية إلي عمله .
66
67
إذا رفعت الدعوي الجنائية علي صاحب العمل أو المسئول عن إدارة المنشأة طبقا لنص
المادة 74من قانون النقابات العمالية ،يتعين علي القاضي المدني وقف الدعوي
المدنية حتى يصدر حكما نهائيا في الدعوي الجنائية طبقا لقانون اإلجراءات الجنائية
بالمادة 265منه ،أعماال للقاعدة الجنائي يوقف المدني .
هدف المشرع من ذلك هو ضمانة حرية العمل النقابي المشروع ،وقد ال يكفي
التعويض النقدي لتحقيق هذا الهدف ،إذ يفضل صاحب المنشأة إبعاد العمال النقابيين أو
التخلص منهم غير عابئ بما قد يحكم به عليه من تعويض نقدي أو غرامة مالية .
خرج المشرع عن القواعد العامة في اإلثبات حيث قضي بأن عبء اإلثبات يقع علي
المدعي ،إال أنه في هذه الحالة جعل عبء أثبات أن الفصل لم يكن بسبب النشاط
النقابي علي عاتق صاحب العمل ،وعليه فإنه يكتفي بأن يكون أدعاء العامل بأن فصله
كان بسبب نشاطه النقابي ،وعلي صاحب العمل نفي ذلك ،وال إلزام علي العامل
بإثبات أدعائه .
وحيث أن المادة قد أوردت أنه علي صاحب العمل أثبات أن فصله للعامل لم يكن بسبب
نشاطه النقابي ،فإذا ثبت خالف ذلك فللمحكمة الحكم بإعادة العامل لعمله ،فإذا كان
عودة العامل لعمله مستحيلة بسبب إزالة المنشأة أو توقف نشاطها نهائيا فإن المحكمة
في هذه الحالة تحكم للعامل بالتعويض النقدي حيث أصبح التعويض العيني مستحيال .
يتبع أحكام قانون المرافعات واإلثبات في المواد المدنية والتجارية ما لم يرد بشأنه نص
خاص في هذا القانون .
المادة ( ) 72
المعدلة بالقانون رقم 180لسنة 2008
يتبع في الطعن علي أحكام المحكمة العمالية األحكام الواردة في قانون المرافعات
المدنية والتجارية "
الشــــــــــــــرح
أسندت المادة 72من هذا القانون المعدلة بالقانون 180لسنة 2008الطعن علي
أحكام المحكمة العمالية لألحكام الواردة في قانون المرافعات المدنية والتجارية ،ولكن
يجدر بنا التفرقة بين أمرين :ـ
األمر األول :ـ
وهو الوارد بنص المادة 71المعدلة بالقانون 180لسنة 2008بأن جاءت :ـ
" وتقضي المحكمة العمالية ـ بصفة مستعجلة ـ وبحكم واجب النفاذ بتعويض مؤقت ". .
ويأتي هذا الحكم الصادر وهو بصفة مستعجلة ،ويطبق في هذا الشأن ما يطبق علي
األحكام المستعجلة من حيث الطعن عليها وفقا لقانون المرافعات .
وقد قضت المادة 220من قانون المرافعات علي أنه :ـ
67
68
" يجوز استئناف األحكام الصادرة في المواد المستعجلة أيا كانت المحكمة التي
أصدرتها " .
بالتالي فإن الحكم الصادر بالتعويض المؤقت للعامل ،وهو صادر بصفة مستعجلة
يكون الطعن فيه جائز .
المادة 227من قانون المرافعات قضت بأنه :ـ
" ميعاد االستئناف أربعون يوما ما لم ينص القانون علي غير ذلك .
ويكون الميعاد خمسة عشر يوما في المواد المستعجلة أيا كانت المحكمة التي أصدرت
الحكم ".
فالحكم الصادر بالتعويض المؤقت ،وهو صادر بصفة مستعجلة ،فيكون الطعن فيه في
خالل مدة خمسة عشر يوما طبقا لنص هذا القانون .
األمر الثاني :ـ
وهو صدور الحكم من المحكمة العمالية ،وذلك بعد صدور حكم التعويض المؤقت ،
فإنه في هذا الشأن يعد الحكم حكما موضوعيا ،وبالتالي يكون القاضي قد بحث كل
جوانبه وأصدر حكمه ،وعلي أي من الخصوم في هذا الشأن إن أراد أن يقوم بالطعن
عليه باالستئناف وذلك كما ورد في المادة 227من قانون المرافعات وميعاد االستئناف
أربعون يوما .
وعليه فإن الطعن علي األحكام الصادرة من المحكمة العمالية يطبق عليها أحكام قانون
المرافعات المدنية والتجارية .
المادة ( ) 73
تقابل المادة 68من القانون الملغي 1981/137
إذا تسبب العامل بخطئه وبمناسبة عمله في فقد أو أتالف مهمات أو آالت أو خامات
أو منتجات يملكها صاحب العمل أو كانت في عهدته ألتزم بأداء قيمته ما فقد أو أتلف
.
ولصاحب العمل بعد أجراء التحقيق وإخطار العامل أن يبدأ باقتطاع المبلغ المذكور من
أجر علي أال يزيد ما يقتطع لهذا الغرض علي أجر خمسة أيام في الشهر الواحد .
ويجوز للعامل أن يتظلم من تقدير صاحب العمل أمام اللجنة المشار إليها في المادة
71من هذا القانون ووفقا للمدد واإلجراءات الواردة بها .
فإذا لم يقض لصاحب العمل بالمبلغ الذي قدر ل تالف أو قضي له بأقل منه وجب
عليه رد ما أقتطع دون وجه حق خالل سبعة أيام من تاريم صدور قرار اللجنة .
وال يجوز لصاحب العمل أن يستوفي مستحقاته بطريق االقتطاع وفقا لحكم هذ
المادة إذا بلغ مجموعها أجر شهرين .
68
69
الشـــــــــــــــــــرح
أوردت المادة 56من قانون العمل 2003/12أنه من واجبات العامل أن يحافظ علي
ما يسلمه إليه صاحب العمل من أدوات أو أجهزة أو مهمات أو مستندات أو أية أشياء
أخري ،وان يقوم بجميع األعمال الالزمة لسالمتها ويلتزم بأن يبذل عناية الشخص
المعتاد في ذلك ،وال شك أن إخالل العامل بهذا الواجب يكون خطأ يوجب عليه
التعويض .
تقضي القواعد العامة بأنه يجب علي العامل تعويض صاحب العمل عما أفقده العامل أو
أتلفه أو دمره بخطئه من أشياء ،ولذا يجب أن تتحقق المقاصة بين قيمة ما أتلفه أو أفقده
أو دمره العامل من أشياء ملك صاحب العمل وبين دين األجر الذي علي صاحب العمل
للعامل ،بشرط خلو حق صاحب العمل في التعويض من النزاع طبقا لنص المادة
1/362مدني والتي جاء نصها بأنه :ـ
" للمدين حق المقاصة بين ما هو مستحق عليه لدائن وما هو مستحق له قبل هذا الدائن
،ولو أختلف سبب الدينين ،إذا كان موضوع كل منهما نقودا أو مثليات متحدة في
النوع والجودة وكان كل منهما خاليا من النزاع مستحق األداء ،صالحا للمطالبة به
قضاء "
كما يشترط أن يكون هذا التعويض في حدود القدر الجائز الحجز عليه طبقا ألحكام
قانون العمل والواردة بأحكام المادة 44من قانون العمل . 2003/12
المادة 73من القانون 2003/12قامت بتنظيم ذلك وأجازت لصاحب العمل اقتطاع
مقابل الفقد واإلتالف والتدمير من تلقاء نفسه رغم أن الدين ليس خاليا من النزاع ،
بدليل ما جاء بنص المادة من جواز تظلم العامل من هذا التقدير ،وجعلت القدر الجائز
اقتطاعه في حدود ما يساوي أجر خمسة أيام في الشهر الواحد .
هدف الشارع من ذلك هو تمكين صاحب العمل من سرعة الحصول علي التعويض من
ناحية ،وحماية للعامل بالحد من سلطة االقتطاع لصاحب العمل من ناحية أخري .
أوردت المادة 73من هذا القانون شروطا لكي يستطيع صاحب العمل اتخاذ االقتطاع
من أجر العامل تعويضا له عن الفقد واإلتالف والتدمير بحيث يجب تحقيق هذه الشروط
،وسنتناول بالشرح بيانها كاآلتي :ـ
الشرط األول :أن تكون األشياء المفقودة أو التالفة أو المدمرة مهمات أو آالت أو
منتجات يملكها صاحب العمل أو كانت في عهدته إذا كانت مملوكة لغير :ـ
فإذا كانت هذه األشياء ليست مملوكة لصاحب العمل أو لم تكن في عهدته كأن تكون
مملوكة ألحد من العمال أو أن األضرار التي لحقت صاحب العمل لم تقع علي مهمات
أو آالت أو منتجات له أو كانت ليست في عهدته فال يسري حكم هذه المادة .
الشرط الثاني :أن يكون الفقد أو التلف أو التدمير ناشئا عن خطأ العامل :ـ
69
70
الم قصود بخطأ العامل أن يكون الخطأ عمديا أو غير عمديا علي السواء وذلك لعمومية
النص وإطالقه .
هناك بعض اآلراء الفقهية التي تفصل بين الخطأ العمدي والخطأ الغير عمدي حيث أنها
أفادت بأن المقصود بخطأ العامل أن يكون غير عمدي ،أما إذا كان عمديا فيكون بذلك
دينا عاديا تنشغل به ذمة العامل المادية ويمكن التنفيذ به علي الجزء القابل للحجز عليه
من األجر طبقا لما ورد بنص المادة 44من القانون . 2003/12
كما أفاد أصحاب هذا الرأي أن ما يؤيد ذلك هو ما ورد بالمذكرة اإليضاحية للمرسوم
بقانون 1952/317عن المادة 16والتي تقابل المادة 68من القانون الملغي
1981/137بما جاء باآلتي :ـ
" وبينت المادة السادسة عشر طريقة تدبير التعويض عن األشياء التي يتسبب العامل
بخطئه في أتالفها بأن كان ذلك ناشئا عن رعونة أو عدم احتراز أو احتياط ،أو إهمال
أو عدم انتباه أو تفريط أو إفراط ،وطريقة خصم هذا التعويض من أجر العامل مما
ليس فيه إرهاق له ،ذلك أن صور الخطأ الواردة بالمادة هي جميعا صور للخطأ غير
العمدي "
يترتب علي ذلك أنه اليمكن مسألة العامل عن خطأ غيره أو عن القوة القاهرة .
بالتالي ال تجوز مسألة العامل عن الفقد أو اإلتالف أو التدمير إذا كان ناشئا عن خطأ
عامل غير كفيء يعلم صاحب العمل سلفا بعدم كفائتة لما عهد به من أعمال ،ألن من
واجب رب العمل مضاعفة الرقابة واإلرشاد ،فهو يتحمل نتيجة المجازفة وتكليف
العامل فوق طاقته .
الشرط الثالث :التحقيق مع العامل وأخطار بالقرار :ـ
ورد بنص المادة أن يقوم صاحب العمل بأجراء تحقيق مع العامل بنفسه أو من يندبه
لهذا الغرض ،وهذا قبل قيام صاحب العمل باالقتطاع من أجر العامل ،ويجب ثبوت
مسئولية العامل عن هذا الفقد واإلتالف والتدمير وتحديد قيمة التعويض ،وعليه أخطار
العامل بالقرار الذي أتخذه ضده في هذا الشأن .
إال أن المشرع لم يحدد وسيلة معينة لألخطار فيجوز ذلك بكافة الطرق فيمكن بخطاب
موصي عليه بعلم الوصول أو بتسليمه صورة من القرار مع توقيعه علي األصل
باالستالم .
الشرط الرابع :يجب أال يزيد ما يقتطع من أجر العامل علي أجر خمسة أيام في الشهر
الواحد :ـ
قصد الشارع من هذا الشرط والنص عليه بالمادة مراعاة أمرين ،األمر األول مراعاة
صاحب العمل في تعويضه عما أتلفه أو افقده أو دمره العامل ،األمر الثاني مراعاة
للعامل بحيث ال يكون هناك إرهاق له في سداد ما قام بإتالفه أو تدميره أو فقده ،كما
راعي الشارع أيضا ذلك للحد من سلطة صاحب العمل في االقتطاع من أجر العامل .
70
71
ليس معني ذلك أن قيمة التعويض المقدر عن األشياء أو المهمات أو المنتجات التالفة أو
النافذة ،يجب أال يزيد عن أجر خمسة أيام فقط في الشهر ،فقد يزيد عن ذلك بكثير ،
ولكن القيد ورد علي الحد األقصى لالقتطاع من األجر في الشهر الواحد .
نص الشارع أيضا هو حماية أخري للعامل من تقدير صاحب العمل لهذا التعويض بأن
جعل للعامل حق التظلم في هذا التقدير أمام المحكمة العمالية ،حيث ورد في نص
المادة أن يكون التظلم أمام اللجنة المشار إليها في المادة 71من هذا القانون ،وبصدور
القانون رقم 180لسنة 2008جعل اللجنة هي المحكمة العمالية طبقا لما ورد بالمادة
الثانية من القانون 180لسنة . 2008
هناك رأي فقهي بأن هذا الحد من االقتطاع يسري علي أجر العامل فقط أما إذا كان
للعامل ماال منقوال أو عقارا جاز لصاحب العمل الرجوع عليه في هذا المال بالطرق
العادية باع تباره دينا عاديا أي يجوز له التنفيذ علي ما يملكه العامل بخالف أجره بكل
ما قضي به دفعة واحدة .
كما أن هناك رأي آخر في الفقه بأنه يجوز وفاء العامل بعد قبض أجره بما يزيد أن يفي
به مما عليه من التزامات ولو استنفذت كل أجره ،فهذا مناطه هو قيام العامل بذلك بعد
قبض أجره .
يتم االقتطاع طبقا لما ورد عجز المادة هذا القانون من حيث األجر ،وأن كان هناك
رأي أن يكون من األجر الفعلي الذي يقبضه العامل .
الشرط الخاما :يجب أال يزيد تعويض الفقد أو اإلتالف أو التدمير علي أجر
شهرين:ـ
إذا زاد مجموع مستحقات صاحب العمل من تعويض الفقد أو اإلتالف أو التدمير عن
أجر شهرين فال يجوز له استيفاء هذا التعويض بطريق االقتطاع ،بل علي صاحب
العمل في هذه الحالة اللجوء للقضاء للحصول علي حكم بإلزام العامل بالتعويض ،فإذا
صار هذا الحكم نهائيا وقعت المقاصة بحكم القانون بينه وبين الجزء من األجر الجائز
الحجز عليه قانونا وفقا لنص المادة 44من قانون العمل . 2003/12
إذا تظلم العامل أمام المحكمة العمالية من تقدير صاحب العمل للتعويض عما أتلفه أو
فقده أو دمره من أشياء أو مهمات كما جاء بنص المادة ،وحكمت المحكمة بعدم القضاء
له بهذا التعويض الذي قدره لإلتالف أو التدمير أو الفقد ،أو قضي له بأقل منه ،يلتزم
صاحب العمل برد ما أقتطع دون وجه حق خالل سبعة أيام من تاريخ صدور الحكم .
جـــزاء مخالفة نص المادة :ـ
تنص المادة 248من قانون العمل 2003/12علي أنه :ـ
" يعاقب صاحب العمل أو من يمثله عن المنشأة الذي يخالف أي من أحــــــــكام المواد
[ ] 102 ، 101 ، 99 ، 90 ،89 ، 75 ، 74 ، 2/73من هذا القانون والقرارات
الوزارية المنفذة لها بغرامة ال تقل عن خمسمائة جنيها وال تتجاوز ألف جنيها .
وتتعدد الغرامة بتعدد العمال الذين وقعت في شأنهم الجريمة وتضاعف الغرامة في حالة
العود " .
71
72
المادة 74
تقابلها المادة 69من القانون الملغي 1981/137
ال تخل األحكام الواردة بهذا الباب بالضمانات المقررة بقانون النقابات العمالية
ألعضاء مجلا إدارة المنظمة النقابية .
الشــــــــــــــــــــرح
المقصود بقانون النقابات العمالية هو القانون رقم 35لسنة 1976بإصدار قانون
النقابات العمالية المعدل بالقانون رقم 1لسنة ، 1981وهي ضمانات نص عليها هذا
القانون ألعضاء مجلس إدارة المنظمة النقابية فيما يتعلق بالتحقيق معهم أو وقفهم عن
العمل أو فصلهم أو غير ذلك .
المادة 74
تقابلها المادة 69من القانون الملغي 1981/137
ال تخل األحكام الواردة بهذا الباب بالضمانات المقررة بقانون النقابات العمالية
ألعضاء مجلا إدارة المنظمة النقابية .
الشــــــــــــــــــــرح
المقصود بقانون النقابات العمالية هو القانون رقم 35لسنة 1976بإصدار قانون
النقابات العمالية المعدل بالقانون رقم 1لسنة ، 1981وهي ضمانات نص عليها هذا
القانون ألعضاء مجلس إدارة المنظمة النقابية فيما يتعلق بالتحقيق معهم أو وقفهم عن
العمل أو فصلهم أو غير ذلك .
يقصد بتلك الضمانات الواردة بباب واجبات العاملين وتأديبهم وعدم اإلخالل بهذه
الضمانات الواردة بهذا القانون .
الحكمة التي تغياها المشرع من ذلك هو ضمان مباشرة نشاط أعضاء مجلس إدارة
المنظمة النقابية لعملهم النقابي في حرية ال يقيدها ما قد يتعرضون له من أضهاد
وتعسف من جانب صاحب العمل .
وكذلك بالنسبة ألعضاء مجالس اإلدارة للمنظمات النقابية المنتخبين عن العمال حتي ال
يتخذ التأديب سالحا في وجههم لتعطيل وظائفهم النقابية .
الضمانات التي نص عليها القانون 35لسنة 76المعدل بالقانون رقم 1لسنة
1981هي :ـ
عدم جواز وقف عضو مجلس إدارة المنظمة النقابية احتياطيا أو تأديبيا . )1
عدم توقيع عقوبة الفصل علي عضو مجلس إدارة المنظمة النقابية إال بناء علي )2
قرار أو حكم من السلطة القضائية المختصة .
72
73
عدم جواز ندب عضو مجلس إدارة المنظمة النقابية لمدة تزيد علي أسبوعين أو )3
نقله من المنشأة خارج المدينة التي يوجد بها مقر العمل خالل مدة الدورة النقابية إال بعد
موافقة كتابية منه علي ذلك .
ويعد كل قرار يصدر بالمخالفة لهذه األحكام باطال .
أوال :عدم جواز وقف عضو مجلا إدارة المنظمة النقابية احتياطيا أو تأديبيا :ـ
رأينا في شرح المادة 67من قانون العمل 2003/12أنها أجازت لصاحب العمل
وقف العامل إذا نسب إليه ارتكاب جناية أو جنحة مخلة بالشرف أو األمانة أو اآلداب
العامة أو أي جنحة داخل دائرة العمل أن يوقف العامل احتياطيا ويعرض األمر علي
المحكمة العمالية خالل ثالثة أيام من تاريخ الوقف .
المادة 48من القانون 35لسنة 76المعدل بالقانون 1لسنة 1981جاءت وحظرت
وقف عضو مجلس إدارة المنظمة النقابية عن العمل بالمنشأة التابع لها احتياطيا وتركت
األمر لقرار السلطة القضائية المختصة وهي المحكمة التأديبية .
هناك نقض وجه من بعض الشراح لهذا األمر استنادا إلي أنه قد تطرأ حاالت ينبغي أال
يحرم فيها صاحب العمل من حقه في وقف العامل احتياطيا عند علمه بها دون انتظار
قرار المحكمة بالوقف السيما أن بقاء العامل في عمله ما يهدد أمواله أو يعبث بالنظام
في المنشأة .
ويري هؤالء الشراح أنه من األوفق ترك األمر لصاحب العمل بالترخيص له بوقف
عضو المنظمة النقابية فور علمه عند اتهام العامل عضو المنظمة النقابية في أحدي
الجرائم المنصوص عليها بالمادة 67من قانون العمل 2003/12علي أن يعقب ذلك
األذن باالستمرار في الوقف من السلطة القضائية المختصة في خالل مدة وجيزة كثالثة
أيام مثال .
ثانيا :عدم توقيع عقوبة الفصل علي عضو مجلا إدارة المنظمة النقابية إال بناء
علي قرار أو حكم من السلطة القضائية المختصة :ـ
أتت المادة 48من القانون 35لسنة 1976المعدل بالقانون 1لسنة 1981وحظرت
من توقيع عقوبة الوقف عن العمل والفصل علي عضو المنظمة النقابية إال بناء علي
قرار أو حكم من السلطة المختصة ،إال أن هذا الحظر ال يحول بين صاحب العمل
وبين استعمال حقه في التأديب وأيضا فسخ العقد بإرادته المنفردة إذا ارتكب عضو
المنظمة النقابية خطأ جسيما طبقا للمادة 69من قانون العمل ، 2003/12أو أخالله
بالتزام ناشئ عن العقد .
ثالثا :عدم جواز ندب عضو مجلا إدارة المنظمة النقابية لمدة تزيد علي اسبوعين
أو نقله من المنشأة خارج المدينة التي يوجد بها مقر العمل خالل مدة الدورة النقابية
إال بعد موافقة كتابية منه علي ذلك :ـ
73
74
المادة ( ) 75
تقابلها المادة 70من القانون الملغي 1981/137
علي صاحب العمل قيد الجزاءات المالية التي توقع علي العمال في سجل خاص مع
بيان سبب توقيعها ،وأسم العامل ومقدار أجر ،وأن يفرد لها حسابا خاصا ويكون
التصرف فيه طبقا لما يقرر الوزير المختص باالتفاق مع االتحاد العام لنقابات عمال
مصر .
74
75
الشـــــــــــــرح
نتناول بالشرح اآلتي :ـ
ما هي الجزاءات المالية .
تنظيم المادة للجزاءات المالية
التصرف في الجزاءات المالية .
75
76
علي رفع مستواهم االقتصادي واالجتماعي والثقافي طبقا للمادة 17من القانون 35
لسنة 1976المعدل بالقانون رقم 1لسنة . 1981
صدور القرار رقم 122لسنة 2003في شأن التصرف في حصيلة أموال الجزاءات
المالية الموقعة علي العمال هو ضمانة لشئون العمال ورفع مستواهم في العمل والحياة
االجتماعية .
جـــزاء مخالفة نص المادة :ـ
تنص المادة 248من قانون العمل 2003/12علي أنه :ـ
" يعاقب صاحب العمل أو من يمثله عن المنشأة الذي يخالف أي من أحــــــــكام المواد
[ ] 102 ، 101 ، 99 ، 90 ،89 ، 75 ، 74 ، 2/73من هذا القانون والقرارات
الوزارية المنفذة لها بغرامة ال تقل عن خمسمائة جنيها وال تتجاوز ألف جنيها .
وتتعدد الغرامة بتعدد العمال الذين وقعت في شأنهم الجريمة وتضاعف الغرامة في حالة
العود ".
76