You are on page 1of 128

‫كزارة التعليم العايل ك البحث العلمي‬

‫جامعة اإلخوة منتورم –قسنطينة ‪– 1‬‬


‫كلية احلقوؽ‬
‫قسم القانوف العاـ‬

‫حماضرات يف مقياس القانوف الدكيل العاـ‬

‫مطبوعة بيداغوجية مقدمة لطلبة السنة الثانية ليسانس ؿ ـ د‬


‫من إعداد الدكتور حمم ػد زعب ػاؿ‬

‫السنة اجلامعية ‪2020/2019‬‬


‫مقدمػ ػة‬
‫ؼبا كاف اإلنساف كائن اجتماعي بطبعو فإنو دوما يف حاجة إُف غَته لتوفَت صبيع متطلبات عيشة األمر‬
‫الذي جيربه على الدخوؿ مع غَته يف عبلقات متشعبة ‪ ،‬و قد أدى تطور مفهوـ و شكل التنظيم أو الكياف‬
‫االجتماعي الذي يعيش فيو اإلنساف عرب العوور دوما ‪ ،‬إُف السعي إلجياد تنظيم و ضبط معيُت للعبلقات داخل‬
‫ىذا التنظيم من خبلؿ اجياد قواعد قانونية أو عرفية لضبط اؼبعامبلت بُت أفراد ىذا الكياف االجتماعي ‪.‬‬
‫إف تطور الكياانت االجتماعية اغباضنة لئلنساف عرب العوور و اجتهاداتو معها لتنظيم شؤونو داخل ىذه‬
‫الكياانت ‪ ،‬أشبرت كنتيجة أخَتة ؽبذا التطور إُف ظهور دوؿ حديثة ابؼبفهوـ القانوين ؽبذا الكياف ‪،‬كما ىو مستقر‬
‫عليو يف قواعد القانوف الدستوري ‪.‬‬
‫نظرا لضرورات العيش اغبديثة اليت ظهرت مع ظهور الدوؿ القومية و حاجات شعوب الدوؿ االجتماعية‬
‫أو االقتوادية و الثقافية و اإلنسانية ‪ ،‬فإف ذلك على ىذه الدوؿ حتمية اجياد أسس و قواعد للتعاوف اؼبشًتؾ من‬
‫أجل ربقيق متطلبات العيش الكرًن لشعوهبا ‪ ،‬حبيث تكوف ىذه القواعد القانونية واضحة و مستمرة و ملزمة ؽبذه‬
‫الدوؿ ‪ ،‬و ذلك من خبلؿ مراعاة بعض اؼببادئ العامة اليت تعد مقبولة من اعبميع ‪ ،‬ىذه القواعد تشكل ما‬
‫يوطلح عليو ابلقانوف الدوِف العاـ ‪.‬‬
‫الثابت أيضا أف قياـ الدوؿ اغبديثة و تشعب عبلقاهتا فيما بينها و تداخلها و تضارهبا أحياان ولد بعض‬
‫االختبلؿ يف القواعد اؼبنظمة ؽبذه العبلقات ‪ ،‬و ىو ابلضرورة األمر الذي أوجب على ؾبموع الدوؿ و ألىداؼ‬
‫مشًتكة السعي إلنشاء ىيئات قانونية و قضائية دولية و إقليميو لتحقيق ىذه الغاايت اؼبشًتكة ؽبا‪ ،‬و ابلتاِف اجياد‬
‫قواعد قانونية تضبط عمل ىذه اؽبيئات ‪ ،‬ىذه القواعد أيضا ىي من صميم القانوف الدوِف العاـ ‪.‬‬
‫اؼببلحظ أنو و من خبلؿ ما سبق عرضو أعبله فإف قواعد القانوف الدوِف ليست وليدة العور اغباِف ‪ ،‬بل‬
‫مرت ىذه األخَتة بعدة مراحل تطور عرب العوور لتول إُف ما ىي عليو اليوـ ‪،‬و اليت بدوف شك لن يتوقف‬
‫تطورىا عند ىذا اغبد ‪ ،‬مع اختبلؼ التسمية اؼبوصوفة هبا من مرحلة ألخرى ‪.‬‬
‫نظرا ؼبا تكتسيو العبلقات بُت الدوؿ و اؽبيئات اؼبنشئة لضبط ىذه العبلقات و اؼبوطلح عليها بقواعد‬
‫القانوف الدوِف العاـ ‪ ،‬فإنو ابت لزاما علينا إماطة اللبس عن كل ما يتعلق هبذا القانوف اؼبهم ‪ ،‬و ال يتأتى ذلك إال‬
‫من خبلؿ طرح اإلشكالية اؼبناسبة و اليت ديكن حورىا فيما يلي ‪:‬‬
‫ما ىو القانوف الدكيل العاـ ك ما ىي مصادره ؟‪.‬‬
‫لئلجابة على ىذه اإلشكالية رصدان لذلك خطة من اببُت ‪:‬‬
‫فيما أفردان الباب الثاين لتوضيح‬ ‫خوونا الباب األوؿ لئلطار اؼبفاىيمي العاـ للقانوف الدوِف العاـ‬
‫موادر ىذا القانوف بفرعيها الرظبية و غَت الرظبية ‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫الباب األكؿ ‪:‬‬
‫اإلطار ادلفاىيمي للقانوف الدكيل العاـ‬

‫فبا ال شك فيو أف أية دراسة أكادديية قانونية ألي موضوع كاف ‪،‬ال بد و أف تنوب بداية على توضيح‬
‫اعبانب اؼبفاىيمي ؼبوضوع الدراسة ‪ ،‬من خبلؿ إبراز ـبتلف التعاريف و النظرايت و األسس و اؼبدارس اليت عنت‬
‫هبذا اؼبوضوع ‪ ،‬حىت يتسٌت لنا الحقا الغوص يف جزئيات موضوع دراستنا ىذا ‪.‬‬
‫و لئن كاف القانوف الدوِف من األمهية دبا كاف نظراي و عمليا فإنو ابت لزاما علينا توضيح كل ما يتعلق‬
‫ابعبانب اؼبفاىيمي ؽبذا القانوف ‪ ،‬و ىو األمر الذي حاولنا توضيحو من خبلؿ ‪ 03‬فووؿ ‪ ،‬أين وضحنا ماىية‬
‫القانوف الدوِف العاـ ( الفول األوؿ ) ‪ ،‬مث تطرقنا إُف الطبيعة القانونية لقواعد ىذا القانوف ( الفول الثاين) و‬
‫انتهاء بتوضيح عبلقة ىذا القانوف ابلقانوف الداخلي ( الفول الثالث )‬

‫الفصل األكؿ ‪:‬‬


‫مفهوـ القانوف الدكيل العاـ‬

‫إف اإلؼباـ هبذا الفول يكوف من خبلؿ تبياف ـبتلف التسميات و التعاريف اؼبوضوعة للقانوف الدوِف العاـ‬
‫و كذلك الفروع اليت يتشكل منها ( اؼببحث األوؿ ) ‪ ،‬مث توضيح كل ما يتعلق ابلطبيعة القانونية لقواعد ىذا‬
‫القانوف و أسسو ( اؼببحث الثاين ) ‪.‬‬
‫ادلبحث األكؿ ‪:‬‬
‫تسمية ك تعريف القانوف الدكيل‬

‫نظرا لكوف قواعد القانوف الدوِف العاـ مرت بعدة مراحل تطورت من خبلؽبا و أعطيت ؽبا تسميات‬
‫متعددة ‪،‬فإنو يتوجب علينا أوال توضيح كل ما يتعلق هبذه التسميات أوال ( اؼبطلب األوؿ ) ‪ ،‬مث ابلتبعية إبراز‬
‫ـبتلف التعاريف اليت أقرت لقواعد القانوف الدوِف العاـ ( اؼبطلب الثاين )‬

‫‪3‬‬
‫ادلطلب األكؿ ‪:‬‬
‫تسمية القانوف الدكيل العاـ‬

‫أطلقت على قواعد القانوف الدوِف العاـ عدة تسميات قبل أف يستقر على التسمية أو االصطبلح اغباِف‬
‫و ديكن تقسيم ىذه التسميات إُف حقبتُت اترخييتُت ‪ ،‬لكل منها فبيزاهتا و دوافعها اػباصة يف اعتماد ىذه التسمية‬
‫من تلك ‪.‬‬
‫الفرع األكؿ ‪:‬‬
‫تسميات القانوف الدكيل قبل عصر التنظيم الدكيل ‪1945‬‬

‫تعد سنة ‪ 1945‬اؼبوالية لتاريخ إنشاء ىيئة األمم اؼبتحدة ‪ ،‬سنة ؿبورية يف اتريخ القانوف الدوِف العاـ ‪ ،‬إذ‬
‫شهدت قواعد ىذا األخَت منذ ىذه السنة تطورا ابرزا و ملحوظا ‪ ،‬سواء على اؼبستوى القانوين من خبلؿ ظهور‬
‫العديد من اؼبعاىدات و االتفاقيات ‪ ،‬أو من خبلؿ اعبانب العملي من خبلؿ بروز أيضا العديد من اؽبيئات‬
‫الدولية و اإلقليمية اليت تعٌت ابلقانوف الدوِف ‪.‬‬
‫سبيزت الفًتة السابقة لسنة ‪ 1945‬كما وضحناه أعبله ابعتماد عدة تسميات لقواعد القانوف الدوِف العاـ‬
‫‪ ،‬فقد أطلق الروماف على قواعده اصطبلح "قانوف الشعوب "(( ‪، ))Droit Des Gens‬و ىي الًتصبة‬
‫اغبرفية للعبارة الرومانية ((‪ ))Jus Gentium‬على الفرع من اؼبعرفة القانونية القائم على ما يتول ابلشعوب ‪، 1‬‬
‫و يقود هبذا االصطبلح تلك القواعد اليت تسري على رعااي الشعوب اؼبقيمة بروما و كذلك القواعد القانونية اليت‬
‫تضبط العبلقات بُت الشعب الروماين و بقية الشعوب األخرى ‪.‬‬
‫تطور اؼبفهوـ أعبله مع مرور الوقت ‪ ،‬إذ أطلق عليو الفقيو اؼبعروؼ "قروسيوس " تسمية قانوف األمم‬
‫" ‪ "Law Of Nation‬و ذلك سنة ‪ 1625‬و ىذه التسمية اعبديدة كانت انعكاسا لواقع خاص ‪ ،‬لكوف‬
‫القانوف الدوِف خيضع لعوامل التطور ابستمرار ‪،‬و لكنو فرع من اؼبعرفة القانونية يتعلق ابلعبلقات بُت أمم متساوية‬
‫يف اغبقوؽ و الواجبات و متمتعة ابلسيادة ‪،‬نتيجة ظهور االستقبلؿ السياسي يف الدوؿ األوروبية يف مواجهة بعضها‬
‫ببعض و يف مواجهة سلطة البااب‪.2‬‬
‫إف التسمية أعبله جاءت ترصبة ؼبرحلة اترخيية معينة كانت ظباهتا البارزة انتعاش مبدأ القوميات الذي كاف‬
‫يقوـ على أحقية كل أمة يف إنشاء دولتها ‪.‬‬

‫‪1‬أضبد اسكندري –انصر دمحم بوغزالة ‪ :‬ؿباضرات يف القانوف الدوِف العاـ ‪:‬الطبعة األوُف ‪ ،‬دار الفجر للنشر و التوزيع ‪ ،‬القاىرة ‪،‬‬
‫مور ‪، 8988 ،‬ص‪. 88‬‬
‫‪ 2‬عبد الكرًن علواف ‪:‬الوسيط يف القانوف الدوِف العاـ ‪-‬الكتاب األوؿ – اؼببادئ العامة ‪ :‬الطبعة األوُف ‪ ،‬مكتبة دار الثقافة للنشر‬
‫و التوزيع ‪ ،‬عماف ‪ ،‬االردف ‪، 8997 ،‬ص‪. 3‬‬
‫‪4‬‬
‫لقد كانت عبارة "قانوف الشعوب " أو "قانوف األمم "تستعمل فقهيا لتوصيف القواعد الدولية العامة اليت‬
‫‪1‬‬
‫كانت تسَت العبلقات بُت الدوؿ ‪،‬و اليت كانت ترصبة للعبارة الرومانية "‪"Jus Gentium‬‬
‫أيضا أطلق الفقيو بنتاـ على ىذا النوع من اؼبعرفة القانونية موطلح " القانوف الدوِف العاـ " و ىو أوؿ‬
‫فقيو يطلق ىذا اؼبوطلح هبذه التسمية على ىذه القواعد و ذلك ضمن كتابو " مقدمة يف مبادئ األخبلؽ و‬
‫التشريع " و ذلك سنة ‪ ،1760‬و أكد يف كتابو ىذا أف ىذه التسمية تطلق على القواعد اليت تنظم العبلقات بُت‬
‫الدوؿ و ىي بذلك زبتلف عن القانوف الداخلي ‪.2‬‬

‫الفرع الثاين ‪:‬‬


‫تسمية القانوف الدكيل منذ عصر التنظيم الدكيل ‪1945‬‬

‫تبعا للتطور الذي عرفتو قواعد القانوف الدوِف و تشعب العبلقات بُت أشخاص القانوف الدوِف اؼبخاطبُت‬
‫أبحكامو ‪ ،‬و استغراؽ ىذه القواعد ؼببدأ السيادة للدوؿ ‪،‬فإف اؼبوطلح الذي يستخدـ للداللة على ىذا الفرع من‬
‫‪3‬‬
‫فروع القانوف ىو القانوف العاؼبي "‪"Global LaW‬‬
‫كرست جهود األمم اؼبتحدة دبختلف أجهزهتا ثبات تسمية القانوف الدوِف العاـ على تلك القواعد اليت‬
‫تضبط العبلقات بُت أشخاص القانوف الدوِف ‪.‬‬

‫ادلطلب الثاين ‪:‬‬


‫تعريف القانوف الدكيل‬

‫نظرا لتطور العبلقات بُت أشخاص القانوف الدوِف و تشعبها و تناقضها أحياان زمانيا و مكانيا ‪ ،‬فإف‬
‫ذلك واكبو أيضا و بوورة سريعة تطور لقواعد القانوف الدوِف‪ ،‬و قد انعكس ذلك على إقرار تعريف واحد لقواعد‬
‫ىذا القانوف األمر الذي أوجد عدة اذباىات لتعريف ىذا القانوف و ىي كاآليت ‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Nguyen Qouc Dinh et Autre : Droit International Publique : 6° édition , édiyion L ,G,D,J,paris ,1999,P36‬‬
‫‪2‬عبد العزيز دمحم سرحاف ‪ :‬القانوف الدوِف العاـ ‪ :‬دار النهضة العربية ‪ ،‬القاىرة ‪ ،‬مور ‪، 8998 ،‬ص ‪3‬‬
‫‪3‬اضبد الرشيدي ‪ :‬بعض االذباىات اغبد يثة يف دراسة القانوف الدوِف العاـ ‪ :‬اجمللة اؼبورية للقانوف الدوِف ‪ ،‬اعبمعية اؼبورية للقانوف‬
‫الدوِف ‪ ،‬القاىرة ‪ ،‬اجمللد ‪ ،8999، 55‬ص ‪. 88‬‬
‫‪5‬‬
‫الفرع األكؿ ‪:‬‬
‫االجتاه الكالسيكي ( التقليدم )‬

‫حبسب أنوار ىذا االذباه فإف القانوف الدوِف ىو " ؾبموعة القواعد القانونية اليت تنظم العبلقات بُت‬
‫الدوؿ "‪.1‬‬
‫إف التعريف الوارد أعبله يفيد إُف أف القانوف الدوِف العاـ تنسحب قواعده إُف تنظيم اغبقوؽ و الواجبات‬
‫للدوؿ فقط ‪ ،‬و كذلك اؼبشاكل اليت قد ربدث بينها‪ ،‬سواء تعلق األمر ابإلقليم أو االلتزامات الناشئة عن‬
‫االتفاقات اليت تربمها الدوؿ ‪ ،‬و كذلك ابغبروب اليت تقع بينها ‪ ،‬و يعود سبب قور مضموف قواعد القانوف‬
‫الدوِف حسب ىذا االذباه على تنظيم العبلقات بُت الدوؿ ‪ ،‬إُف كوف اجملتمع الدوِف يف ظل ىذه اغبقبة التارخيية‬
‫اليت ساد فيها الفكر الكبلسيكي للقانوف الدوِف ‪َ،‬ف يكن يعًتؼ ضمن أحكامو إال ابلدوؿ كشخص وحيد ـباطب‬
‫أبحكاـ ىذا القانوف‪.2‬‬
‫اعتمد الفقيو اؼبعروؼ قروسيوس نفس التعريف أعبله للقانوف الدوِف العاـ و ذلك سنة ‪ ، 1626‬أين‬
‫عرفو أبنو " القانوف الذي حيكم العبلقات بُت الدوؿ "‬
‫عرفو الفقيو لورانس أبنة القواعد القانونية اليت توفق بُت حرايت الدوؿ يف عبلقاهتا بعضها مع األخرى"‪.‬‬
‫كما عرفو روسو أبنو "ذلك الفرع من القانوف الذي حيكم الدوؿ يف عبلقاهتا اؼبتبادلة "‪.‬‬
‫كما عرفو فوشي أبنو ‪ ":‬ؾبموعة القواعد القانونية اليت تنظم حقوؽ الدوؿ وواجباهتا خبلؿ العبلقات‬
‫اؼبتبادلة "‪.‬‬
‫يبلحظ تطابق التعاريف تقريبا اليت وضعها كل من " أوبنهاًن " و "تونكُت" و كذلك التعريف الذي‬
‫وضعتو ؿبكمة العدؿ الدولية الدائمة سنة ‪ 1927‬دبناسبة نظرىا للقضية اؼبشهورة اؼبسماة "اللوتس "‬
‫على مستوى الفقو العريب قبد أف القانوف الدوِف وضعت لو عدة تعريفات منها أنو " ؾبموعة القواعد اليت‬
‫تنظم القواعد اليت تنظم العبلقات بُت الدوؿ و ربدد حقوؽ كل منها وواجباهتا"‪ ،3‬كما عرؼ أيضا أبنو ‪ " :‬القانوف‬

‫‪1‬رينيو جاف ديبوي ‪ :‬القانوف الدوِف ‪ :‬ترصبة الدكتور ظبوحي فوؽ العادة ‪ ،‬الطبعة ‪ ، 3‬منشورات عويدات بَتوت ‪ ،‬ابريس ‪،‬‬
‫‪ ، 8983‬ص ‪. 5‬‬
‫‪2‬دمحم سامي عبد اغبميد – موطفى سبلمة حسُت ‪ :‬القانوف الدوِف العاـ ‪:‬الدار اعبامعية ‪ ،‬بَتوت ‪ ،‬لبناف ‪ ، 8988 ،‬ص ص‬
‫‪. 9-3‬‬
‫‪ 3‬جعفر عبد السبلـ ‪ :‬قواعد العبلقات الدولية يف القانوف الدوِف العاـ و يف الشريعة اإلسبلمية ‪ :‬الطبعة األوُف ‪،‬مكتبة السبلـ‬
‫العاؼبية ‪ ،‬القاىرة ‪ ،‬مور ‪، 8988،‬ص ‪. 89‬‬
‫‪6‬‬
‫الذي ينظم عبلقة الدولة بغَتىا من الدوؿ و حيكم تورفاهتا يف احمليط اػبارجي أو الدوِف ‪ ،‬و من ىنا أطلق عليو‬
‫موطلح القانوف الدوِف"‪. 1‬‬
‫اؼببلحظ على التعريفات السابقة أهنا ذبمع كلها على أف موضوعات القانوف الدوِف حسب االذباه‬
‫الكبلسيكي تكمن فقط يف تنظيم العبلقات بُت الدوؿ سباشيا مع نظرة أصحاب ىذا االذباه بكوف الدولة ىي‬
‫الشخص الوحيد اؼبخاطب أبحكاـ ىذا القانوف ‪.‬‬
‫انتقدت التعريفات اليت وضعها أنوار االذباه الكبلسيكي للقانوف الدوِف العاـ بسبب أف ىذه التعريفات‬
‫َف تساير تطور اجملتمع الدوِف ‪ ،‬و أهنا أصبحت قاصرة و ال تواكب التطور الذي صاحب تطور العبلقات الدولية‬
‫بُت أشخاص القانوف الدوِف العاـ ‪،‬و ذلك بسبب ظهور عوامل اقتوادية و اجتماعية و سياسية أدت إُف توسع‬
‫ؾباؿ القانوف الدوِف العاـ ‪ ،‬و أصبح اليوـ خياطب يف أحكامو أشخاصا آخرين كاؼبنظمات الدولية على اختبلؼ‬
‫اختواصاهتا ‪ ،‬و حىت الفرد الذي أصبح اليوـ من أشخاص القانوف الدوِف ‪.2‬‬

‫الفرع الثاين ‪:‬‬


‫االجتاه ادلوضوعي‬

‫على عكس االذباه الكبلسيكي اعترب أنوار االذباه اؼبوضوعي الفرد ( الشخص الطبيعي )ىو الشخص‬
‫الوحيد اؼبخاطب أبحكاـ القانوف الدوِف ‪،‬كونو الشخص الوحيد الذي ديلك اإلرادة ‪ ،‬و ابلنتيجة فإف القوؿ‬
‫ابلشخوية القانونية للدولة ىو ؾبرد افًتاض ليس ؽبا وجود يف اغبقيقة ‪ ،‬و عليو فإف الدولة تبعا لذلك ال تعترب‬
‫شخوا من أشخاص القانوف الدوِف العاـ ‪ ،‬كما أف ـباطبة الدوؿ يف عبلقاهتا دبوجب قواعد ىذا القانوف ىو يف‬
‫حقيقة األمر ـباطبة للفرد الذي لو وحده اإلرادة ‪.‬‬
‫من أنوار ىذا اؼبذىب " دجيي " و "جورج سل" و "سبيوبولس " ىذا األخَت الذي عرؼ القانوف الدوِف‬
‫العاـ أبنو " القواعد القانونية اليت زباطب األفراد فقط ‪،‬من خبلؿ العبلقات القائمة بُت الدوؿ ‪ ،‬عرب االتفاقيات‬
‫الدولية و العرؼ الدوِف و بقية اؼبوادر ‪...‬إٍف"‪.3‬‬
‫أنتقد أصحاب ىذا االذباه إلنكارىم الشخوية القانونية للدولة و مكانتها يف اجملتمع الدوِف ‪ ،‬فالدولة‬
‫شخص ؿبوري من أشخاص القانوف الدوِف إُف جانب األشخاص اآلخرين ‪.4‬‬

‫‪1‬عبد الكرًن علواف ‪ :‬الوسيط يف القانوف الدوِف العاـ ‪ :‬الكتاب األوؿ ‪ ،‬مرجع سابق صص ‪. 88- 85‬‬
‫‪2‬علي إبراىيم ‪ :‬القانوف الدوِف العاـ ‪ :‬دار النهضة العربية ‪ ،‬القاىرة ‪ ،‬مور ‪ ،‬صص ‪. 6-5‬‬
‫‪3‬‬
‫‪Duguit Léon :Traité de droit constitutionnel : Tom 2 ,Paris 1921,P50‬‬
‫‪Scelle George : Cours de droit international public : Paris ,1948 , p18 .‬‬
‫‪4‬صبلح الدين أضبد ضبدي ‪ :‬دراسات يف القانوف الدوِف العاـ ‪ :‬دار اؽبدى للطباعة و النشر و التوزيع ‪ ، 8008 ،‬ص ‪. 66‬‬
‫‪7‬‬
‫الفرع الثالث ‪:‬‬
‫االجتاه احلديث‬

‫أصبع أنوار ىذا االذباه يف تعاريفهم للقانوف الدوِف على أف الدولة شخص من أشخاص القانوف الدوِف‬
‫إُف جانب أشخاص آخرين ( اؼبنظمات الدولية ‪ ،‬حركات التحرر ‪... ،‬إٍف )‪ ،‬لكنهم اختلفوا فيما بينهم حوؿ مقاـ‬
‫الدولة بُت األشخاص اآلخرين ‪ ،‬فمنهم من جعل الدولة الشخص الرئيس من أشخاص القانوف الدوِف إُف جانب‬
‫األشخاص اآلخرين و تبعا لذلك عرفوا القانوف الدوِف أبنو ‪ ":‬ؾبموعة القواعد القانونية اليت تتضمن حقوؽ‬
‫وواجبات الدوؿ و غَتىا من أشخاص القانوف الدوِف "‪.1‬‬
‫أتكيدا ألصحاب االذباه أعبله عرؼ الفقيو "روسو "القانوف الدوِف أبنو ‪ ":‬ؾبموعة القواعد القانونية اليت‬
‫تتضمن حقوؽ وواجبات الدوؿ و غَتىا من أشخاص القانوف الدوؿ "‪.‬‬
‫عرؼ أيضا الفقيو "ابديقاف " القانوف الدوِف أبنو ‪ ":‬ؾبموعة من القواعد اليت تلزـ الدوؿ اؼبستقلة و ـبتلف‬
‫اؼبنظمات الدولية يف عبلقاهتا اؼبتبادلة"‪. 2‬‬
‫اؼببلحظ على التعريفُت أعبله زايدة على تضمينهما الدولة كشخص من أشخاص القانوف الدوِف ‪ ،‬فإهنما‬
‫وسعا ؾباؿ القانوف الدوِف ليضم ابقي اؼبنظمات الدولية ‪،‬و ىو أمر ابرز َف يكن معًتؼ بو من أصحاب االذباه‬
‫الكبلسيكي ‪،‬و خيتلف سباما عن ما ذىب إليو أصحاب اؼبذىب اؼبوضوعي ‪ ،‬و مرد ىذا التحوؿ من دوف شك‬
‫يرجع إُف تطور العبلقات الدولية و تشعبها و نشوء اؼبنظمات الدولية على اختبلفها ‪،‬لضبط ىذه العبلقات كل يف‬
‫ؾباؿ اختواصو ‪.‬‬
‫أما االذباه الثاين من اؼبذىب اغبديث فقد أنكر على الفرد الشخوية القانونية للدولة ‪،‬و تبعا لذلك‬
‫اعتربوا الدولة و اؼبنظمات الدولية فقط ىم من أشخاص القانوف الدوِف و عرفوا تبعا لذلك ىذا األخَت أبنو‪" :‬‬
‫ؾبموعة من القواعد القانونية اليت تلزـ الدوؿ اؼبستقلة هبا ‪ ،‬و اليت تلزـ ـبتلف اؼبنظمات الدولية أيضا يف عبلقاهتا‬
‫اؼبتبادلة ‪.3‬‬
‫ىذا االذباه و إف أنكر على الفرد الشخوية القانونية فإنو اعًتؼ هبذه األخَتة للدوؿ اؼبستقلة فقط إُف‬
‫جانب اؼبنظمات الدولية ‪ ،‬و لردبا اعًتافو ابلشخوية القانونية للدوؿ اؼبستقلة فقط ىو استبعاد بطريقة غَت مباشرة‬
‫غبركات التحرر ‪ ،‬و أييت ىذا الرأي مسايرا ؼبرحلة اترخيية معينة ساد فيها االستعمار فبا يعٍت تكريس األمر الواقع و‬
‫ابلتاِف حرماف الشعوب اؼبستعمرة من حق تقرير موَتىا ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Rousseau Charles : Droit international public :Paris ,1953,P 7.‬‬
‫‪ 2‬عادؿ أضبد الطائي ‪ :‬القانوف الدوِف العاـ ‪ :‬الطبعة األوُف ‪ ،‬دار الثقافة للنشر و التوزيع ‪ ،‬عماف ‪ ،‬األردف ‪ ، 8009 ،‬ص‬
‫ص‪. 88-87‬‬
‫‪3‬صبلح الدين أضبد ضبدي ‪ :‬ؿباضرات يف القانوف الدوِف العاـ ‪ :‬ديواف اؼبطبوعات اعبامعية ‪ ،‬اعبزائر ‪ ، 8983 ،‬ص ‪. 67‬‬
‫‪8‬‬
‫ىناؾ اذباه اثلث من اؼبذىب اغبديث يعترب الدولة و اؼبنظمات الدولية من أشخاص القانوف الدوِف ‪،‬لكنو‬
‫يوسع ؾباؿ القانوف الدوِف ليشمل الفرد و لكن يف ؾباؿ أصغر من بقية األشخاص اآلخرين ‪ ،‬و كذليل على ىذا‬
‫التوسيع الضيق جملاؿ القانوف الدوِف للفرد إف صح ىذا التعبَت ‪ ،‬إبراـ العديد من االتفاقات اؼبتعلقة حبقوؽ اإلنساف‬
‫عبلوة على بعض الوكوؾ الدولية اليت زباطب الفرد مباشرة ‪،‬كاالتفاقية اؼبتعلقة بتجرًن الرؽ ‪،‬و تبعا لذلك عرؼ‬
‫قواعد القانوف الدوِف أصحاب ىذا االذباه أبنو ‪ ":‬ؾبموعة القواعد القانونية اليت تطبق يف اجملاؿ الدوِف ‪ ،‬و اليت‬
‫تشكل البعض من تلك القواعد اعبزء اػباص ابألفراد و اليت تطبق خبلؿ عبلقات األفراد ابؼبنظمات الدولية "‪.1‬‬
‫الفرع الرابع ‪:‬‬
‫االجتاه اإلسالمي‬

‫يسميو البعض " القانوف الدوِف االسبلمي " و الذي ىو عبارة ‪ " :‬عن الشق من أحكاـ الشريعة‬
‫االسبلمية اليت تنظم عبلقات دولة اإلسبلـ بغَتىا " ‪.2‬‬
‫كما يعرؼ أيضا ما يسمى ابلقانوف الدوِف اإلسبلمي أبنو ‪ ":‬صباع القواعد و ما جرى عليو العمل‬
‫اإلسبلمي اليت أيمر هبا اإلسبلـ أو يقبلها يف العبلقات الدولية "‪.3‬‬
‫كما عرؼ أيضا أبنو ‪ ":‬ؾبموعة اؽبيكل الكامل من القواعد و اؼبمارسات اليت أيمر هبا اإلسبلـ و‬
‫يتسامح فيها يف العبلقات الدولية ‪ ،‬و تشمل قواعده العبلقات بُت اؼبسلمُت بعضهم ببعض من جهة و بُت‬
‫اؼبسلمُت و غَتىم من جهة أخرى "‪.4‬‬
‫بوورة إصبالية فإف التعريف اإلسبلمي للقانوف الدوِف منوط دبراعاة شرطُت ‪ ،‬أوؽبما أف يكوف أمر هبا‬
‫اإلسبلـ أو يقبلها ىذا األخَت ‪ ،‬دبعٌت أف ال زبالف القاعدة القانونية الدولية أحكاـ الشريعة اإلسبلمية ‪،‬مع العلم‬
‫أف قواعد ىذا القانوف ابلشرطُت أعبله مناط تطبيقهما إما بُت اؼبسلمُت يف عبلقاهتم بعضهم ببعض و إما بباقي‬
‫الشعوب غَت اؼبسلمة ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Akehrust (M): A Modern introduction to international Low : Fourt edition , George Allen And UNWIN ,P8‬‬
‫‪2‬عمر سعد هللا ‪ :‬معجم يف القانوف الدوِف اؼبعاصر ‪ :‬ديواف اؼبطبوعات اعبامعية ‪ ،‬اعبزائر ‪، 8005 ،‬ص ‪. 380‬‬
‫‪ 3‬سعيد دمحم أضبد اؼبهدي ‪ :‬القانوف الدوِف اإلسبلمي ‪ :‬ؾبلة العدالة ‪ ،‬ؾبلة قانونية صادرة عن وزارة العدؿ لدولة اإلمارات العربية‬
‫اؼبتحدة ‪ ،‬العدد ‪ ، 8976 ، 88‬ص ‪. 88‬‬
‫‪ 4‬دمحم طلعت الغنيمي ‪ :‬قانوف السبلـ يف االسبلـ ‪ :‬منشأة اؼبعارؼ ‪ ،‬اإلسكندرية ‪ ،‬مور ‪ ، 8989 ،‬ص ‪. 97‬‬
‫‪9‬‬
‫ادلبحث الثاين ‪:‬‬
‫مميزات القانوف الدكيل العاـ ك فركعو‬

‫بعد أف تعرفنا على التعاريف و التسميات اؼبختلفة للقانوف الدوِف العاـ فإنو يتوجب علينا إبراز اؼبميزات‬
‫اػباصة بقواعد ىذا القانوف ابلشكل الذي جيعلها زبتلف عن بعض القواعد اؼبشاهبة ؽبا ( اؼبطلب األوؿ) ‪ ،‬مث نعرج‬
‫الحقا لتوضيح فروع القانوف الدوِف العاـ ( اؼبطلب الثاين )‪.‬‬

‫ادلطلب األكؿ ‪:‬‬


‫متييز قواعد القانوف الدكيل العاـ عن بقية القواعد ادلشاهبة ‪.‬‬

‫إذا كأف مناط قواعد القانوف الدوِف العاـ ىو تنظيم السلوؾ يف العبلقات الدولية ‪،‬فإهنا و من دوف شك‬
‫تشًتؾ يف ىذه اػباصية مع قواعد أخرى أال و ىي قواعد اجملامبلت الدولية و األخبلؽ ‪ ،‬و اللتاف كليهما ينوباف‬
‫على تنظيم قواعد سلوكية ‪ ،‬لكن ذلك ال جيعل من ىاتُت األخَتتُت قاعدة من قواعد القانوف الدوِف‪ ،‬بسبب‬
‫افتقادمها ػباصية أصيلة يف األوُف أال و ىي خاصية اإللزاـ ‪،‬و ىو ما سنوضحو من خبلؿ تبياف قواعد األخبلؽ (‬
‫الفرع األوؿ ) مث قواعد اجملامبلت الدولية (الفرع الثاين) ‪.‬‬

‫الفرع األكؿ ‪:‬‬


‫قواعد األخالؽ‬

‫ىي ؾبموعة اؼببادئ و اؼبثل العليا اليت تتبعها الدوؿ سباشيا و معايَت الشهامة و اؼبروءة و الضمَت ‪ ،‬و‬
‫يتوجب على الدوؿ مراعاهتا حفاظا على اؼبواٌف اؼبشًتكة ‪ ،‬تتميز ىذه القواعد ابنتفاء خاصية اإللزاـ عند ـبالفتها‬
‫‪ ،‬كما أهنا ربتل مرتبة وسطية بُت القاعدة القانونية الدولية و قواعد اجملامبلت الدولية اؼبتعارؼ عليها ‪.‬‬
‫تشًتؾ قواعد األخبلؽ مع قواعد اجملامبلت يف كوهنا تتمتع بوفة اإللزاـ و ىو التزاـ أخبلقي ؼبا ؽبذا اؼبعٌت‬
‫من أثر ‪ ،‬وتبعا لذلك فإف ـبافة أي قاعدة أخبلقية ال يرتب إال جزاءا واحدا و ىو اؼبعاملة ابؼبثل ‪.‬‬
‫تتشابو قواعد األخبلؽ الدولية مع قواعد القانوف الدوِف العاـ إُف حد ما يف التبعة اؼبًتتبة عن ـبالفة قاعدة‬
‫أخبلقية ‪ ،‬إذ يرتب أثرا دوليا يتمثل يف استهجاف اجملتمع الدوِف ؽبذه الدولة اؼبخالفة ‪ ،‬كما ديكن أف يعرض مواٌف‬
‫ىذه األخَتة للخطر ‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫ىناؾ العديد من قواعد األخبلؽ الدولية و من أمثلتها تقدًن اؼبساعدات للدوؿ اؼبنكوبة من الفيضاانت و‬
‫الكوارث الطبيعية ‪...‬إٍف ‪.‬‬
‫جيب أف نشَت إُف نقطة مهمة و ىي أنو ديكن للقاعدة األخبلقية أف تتحوؿ إُف قاعدة دولية من قواعد‬
‫القانوف الدوِف العاـ يف حالة ما إذا ضمنت ىذه القاعدة الحقا يف اتفاقية أو صك دوِف ‪ ،‬و لعل من أبرز األمثلة‬
‫على ذلك ‪،‬معاملة أسرى اغبرب معاملة حسنة و كذلك اؼبدنيُت أثناء اغبرب ‪،‬و ىي قاعدة أخبلقية ابألساس لكن‬
‫اتفاقيات جنيف لسنة ‪ 1949‬السيما الرابعة منها جعلتها قاعدة من قواعد القانوف الدوِف العاـ ‪.‬و ىو نفس‬
‫اؼبنحى فيما خيص ذبرًن استعماؿ بعض األسلحة يف العمليات العسكرية ‪،‬فهي ابألساس قاعدة أخبلقية مت تدوينها‬
‫لتوبح قاعدة دولية ‪.‬‬
‫الفرع الثاين ‪:‬‬
‫قواعد اجملامالت الدكلية‬

‫يقود هبا تلك القواعد اليت دأبت الدوؿ على مراعاهتا يف عبلقاهتا الدولية بدافع اللباقة و اجملاملة و اليت ال‬
‫يفرضها أي التزاـ قانوين أو اخبلقي و ال يًتتب على ـبالفتها أي جزاء ‪ ،‬و من بُت األمثلة على ىذه القواعد ‪،‬‬
‫مراسيم استقباؿ رؤساء الدوؿ األجنبية ‪ ،‬اغبواانت الدبلوماسية ‪ ،‬االمتناع عن نشر ؿباضر اؼبفاوضات و الرسائل‬
‫اؼبتبادلة ‪...‬اٍف ‪.‬‬
‫يًتتب على ـبالفة قواعد اجملامبلت الدولية ‪ ،‬حق اؼبعاملة ابؼبثل للدولة اؼبتضررة من ىذا اإلخبلؿ ‪.‬‬
‫كما ىو الشأف ابلنسبة لقواعد األخبلؽ فإف قواعد اجملامبلت الدولية ديكن ؽبا أف تتحوؿ إُف قاعدة من‬
‫قواعد القانوف الدوِف العاـ ‪ ،‬يف حالة تضمُت ىذه القاعدة يف شكل صك دوِف أو اتفاقية دولية ‪،‬و لعل ابرز مثاؿ‬
‫على دلك القواعد اؼبتعلقة ابغبواانت الدبلوماسية ‪ ،‬أين كانت بداايهتا كقواعد ؾباملة دولية ‪ ،‬لكنو و مع تطور‬
‫العبلقات الدولية ارتقت ىذه القواعد إُف قاعدة دولية و ذلك من خبل تضمينها يف اتفاقييت فينا للعبلقات‬
‫الدبلوماسية لسنيت ‪ 1961‬و كذلك العبلقات القنولية لسنة ‪. 1963‬‬

‫ادلطلب الثاين ‪:‬‬


‫فركع القانوف الدكيل العاـ‬

‫شهدت قواعد القانوف الدوِف العاـ تطورا ابرزا كما و كيفا ‪ ،‬و ديكن اعبزـ أنو كاف ؼبعاىدة وستفاليا اؼبربمة‬
‫سنة ‪ 1648‬و اليت جاءت بعد حرب دامت ‪ 30‬عاما ‪ ،‬كاف ؽبذه اؼبعاىدة األثر البارز يف ربوؿ العبلقات الدولية‬
‫و السيما األوروبية منها خاصة ‪ ،‬و لقد أدى ىذا التطور لقواعد القانوف الدوِف ‪ ،‬إُف ظهور فروع للقانوف الدوِف‬
‫العاـ ديكن تونيفها إُف فروع تقليدية ( الفرع األوؿ ) و فروع حديثة ( الفرع الثاين )‪.‬‬
‫‪11‬‬
‫الفرع األكؿ ‪:‬‬
‫الفركع التقليدية‬

‫ظهر معظم ىذه الفروع قبل نشأة األمم اؼبتحدة سنة ‪ 1945‬و إف كاف قد انتعش بعد ىذا التاريخ‬
‫وتتمثل ىذه الفروع التقليدية يف تلك الفروع اليت استقر عليها الفقو و العمل الدولياف‪،‬و ىي كاآليت ‪:‬‬

‫الفقرة األكىل ‪:‬‬


‫قانوف التنظيم الدكيل‬

‫يضم ىذا الفرع القواعد اليت ربكم إنشاء اؼبنظمات الدولية و نشاطها ( مبادئها ‪ ،‬أىدافها ‪ ،‬نشاطها ‪،‬‬
‫أجهزهتا ‪ ،‬العضوية فيها ‪ ،‬التوويت ‪ ،‬اعتماد قراراهتا ‪ ،‬إهنائها ‪ ،‬عبلقاهتا الوظيفية فيما بينها ‪ ،‬بُت الدوؿ ‪ ،‬و‬
‫األفراد ‪...‬اٍف ) ‪ ،‬و أجهزهتا و ما يتعلق بشؤوهنا و تعدد وسائلها من أجل بلوغ األىداؼ و الغاايت اليت مت‬
‫إنشائها من أجلها ‪ ،‬و كذلك القواعد اليت تضبط العبلقات القانونية بُت اؼبنظمات الدولية ‪ .1‬و ىذه اؼبنظمات‬
‫ىي عوبة األمم ‪ 1919‬و ىيئة األمم اؼبتحدة ‪... 1945‬إٍف ‪.‬‬

‫الفقرة الثانية ‪:‬‬


‫القانوف الدكيل اجلوم‬

‫يتضمن القواعد القانونية اػباصة ابستعماؿ اجملاؿ اعبوي ألغراض اؼبواصبلت الدولية ‪ ،‬و دور اؼبنظمات‬
‫الدولية يف التوفيق بُت اؼبولحة الدولية و مولحة اجملتمع الدوِف ‪ ، 2‬و يستمد ىذا القانوف أساسو من عدد من‬
‫االتفاقيات الدولية مثل اتفاقية ابريس ‪ 1919‬لتنظيم اؼببلحة اعبوية ‪ ،‬اتفاقية شيكاغو ‪ 1944‬لقمع اعبرائم‬
‫اؼبرتكبة على منت الطائرات ‪ ،‬اتفاقية الىاي ‪ 1970‬ؼبنع االستيبلء غَت اؼبشروع على الطائرات ‪ ،‬اتفاقية مونًتايؿ‬
‫‪ 1971‬لقمع األفعاؿ غَت اؼبشروعة ضد سبلمة الطَتاف اؼبدين ‪ ،‬إضافة إُف إنشاء منظمة الطَتاف اؼبدين سنة‬
‫‪ 1947‬و اليت يتمحور دورىا أساسا يف وضع و إثراء القانوف الدوِف اعبوي ‪.‬‬

‫‪1‬صباؿ عبد الناصر مانع ‪ :‬التنظيم الدوِف ‪ -‬النظرية العامة و اؼبنظمات العاؼبية و اإلقليمية اؼبتخووة ‪ :‬دار العلوـ للنشر ‪ ،‬عنابة ‪،‬‬
‫اعبزائر ‪. 8006 ،‬‬
‫‪ 2‬إبراىيم دمحم العناين ‪ :‬القانوف الدوِف العاـ ‪ :‬دار الفكر العريب ‪ ،‬القاىرة ‪ ،‬مور ‪ ،8990‬ص ‪. 85‬‬
‫‪12‬‬
‫الفقرة الثالثة ‪:‬‬
‫القانوف الدكيل البحرم‬

‫يهتم ىذا الفرع ابؼبشاكل القانونية للبحار ‪ ،‬سواء تعلق األمر بوسائل النقل البحري ‪ ،‬و كذلك استغبلؿ‬
‫اؼبوارد الطبيعية للبحار ‪ ،‬و منع استخداـ ىذه األخَتة لتخزين األسلحة ذات التدمَت الواسع سواء كانت نووية أو‬
‫كيماوية ‪ ،‬أو إجراء التجارب اػباصة لتطويرىا ‪ ،‬و من دوف نسياف القواعد اليت سبنع التلوث يف البحار ‪.1‬‬
‫الفقرة الرابعة ‪:‬‬
‫القانوف الدكيل االقتصادم‬

‫يشمل ؾبموعة القواعد القانونية اليت تبحث اغبلوؿ اؼبثلى لتنظيم العبلقات االقتوادية ( خاصة التجارية‬
‫بُت الدوؿ وفق مبدئي العدالة و التكافؤ )‪ ،‬و كذا العبلقات بُت الدوؿ و اؼبؤسسات االقتوادية الضخمة اليت‬
‫تساىم يف وتَتة التنمية يف صيغة استثمارات أجنبية ‪.‬‬
‫إف السبب األبرز لظهور ىذا القانوف كفرع مستقل من فروع القانوف الدوِف العاـ التقليدية يعود إُف ظهور‬
‫الدوؿ النامية كقوة اقتوادية صاعدة يف إطار العبلقات االقتوادية الدولية ‪ ،‬و كذلك بسبب بروز ظاىرة االعتماد‬
‫الدوِف اؼبتبادؿ ‪،2‬كما يضم ىذا الفرع أيضا القواعد اليت تنظم العبلقات االقتوادية بُت الدوؿ و اؼبؤسسات‬
‫االقتوادية الضخمة اليت تساىم يف التنمية االقتوادية و ذلك يف شكل استثمارات ضخمة‪.3‬‬

‫‪1‬عبد العزيز دمحم سرحاف ‪ :‬القانوف الدوِف العاـ ‪ :‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 88‬‬
‫‪2‬حاسم حسن صبعة ‪ :‬القانوف الدوِف االقتوادي اؼبعاصر ‪ :‬دار النهضة العربية ‪ ،‬القاىرة ‪ ،‬مور ‪. 8993 ،‬‬
‫أنظر أيضا ‪:‬‬
‫‪Carrau (D), Juillard (P) , et Flory (T) : Droit international Economique ;L ,G,D,J, Paris ,1991.‬‬
‫‪3‬منتور سعيد ضبودة ‪ :‬القانوف الدوِف اؼبعاصر ‪ :‬الطبعة األوُف ‪ ،‬دار أسامة للنشر و التوزيع ‪ ،‬عماف‪ ،‬األردف ‪ ،‬ص ص‪56-53‬‬
‫أنظر أيضا ‪ :‬أضبد الطائي ‪ :‬ص ص ‪808-806‬‬
‫عبد الكرًن عوض خليفة ‪ :‬القانوف الدوِف االقتوادي ‪ :‬دار اعبامعة اعبديدة ‪ ،‬اإلسكندرية ‪ ،‬مور ‪. 8088 ،‬‬
‫‪13‬‬
‫الفقرة اخلامسة ‪:‬‬
‫قانوف القضاء الدكيل‬

‫يضم ىذا الفرع القواعد القانونية اؼبتعلقة بكيفية تشكيل احملاكم الدولية و أنواعها و اختواصاهتا و‬
‫إجراءات سَت الدعوى أمامها و كيفية صدور األحكاـ عنها و طرؽ الطعن فيها ‪.1‬‬
‫جيد ىذا الفرع أساسا لو يف األنظمة األساسية للمحاكم الدولية و اإلقليمية ( احملكمة الدائمة للعدؿ‬
‫الدوِف ‪ ،1920‬ؿبكمة العدؿ الدولية ‪ ، 1945‬ؿبكمة عدؿ أورواب ‪... 1950‬إٍف )‪.‬‬

‫الفقرة السادسة ‪:‬‬


‫القانوف الدكيل اجلنائي‬

‫يهتم ىذا الفرع بوضع القواعد اليت ربدد اعبرائم الدولية و سلطة العقاب عليها و شروط اؼبسؤولية اعبنائية‬
‫للفرد و حاالت انتفائها ‪ ،‬و مبادئ الشرعية اعبنائية ‪ ،‬و إجراءات احملاكمة و العقوابت اؼبقررة ؽبذه اعبرائم ‪.2‬‬
‫جيد ىذا القانوف أساسا لو يف اتفاقية فرساي لسنة ‪ ، 1919‬و الئحيت ؿبكميت نورمبورغ و طوكيو‬
‫العسكريتُت (‪ 1946-1945‬على التواِف ) حملاكمة ؾبرمي اغبرب العاؼبية الثانية ‪ ،‬و نظامي احملكمتُت الدوليتُت‬
‫اؼبؤقتتُت ليوغسبلفيا سابقا و رواندا ‪،‬و أخَتا نظاـ روما األساسي اػباص ابحملكمة اعبنائية الدولية الدائمة‬
‫(‪. 1998)CPI‬‬
‫الفرع الثاين ‪:‬‬
‫الفركع احلديثة‬

‫الثابت أف جل فروع القانوف الدوِف العاـ اغبديثة ظهرت خبلؿ عور التنظيم الدوِف ‪ ،‬أي بعد انشاء‬
‫األمم اؼبتحدة يف سنة ‪ 1945‬و تتمثل ىذه الفروع فيما يلي ‪:‬‬

‫‪1‬عبد العزيز دمحم سرحاف ‪ :‬القانوف الدوِف العاـ ‪ :‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 88‬‬
‫‪ 2‬عبد الواحد دمحم الفار ‪ :‬تطور فكرة اعبردية الدولية و العقاب عليها يف ظل القانوف الدوِف ‪ :‬ؾبلة الدراسات القانونية ‪ ،‬العدد‬
‫‪ ، 85‬كلية اغبقوؽ ‪ ،‬جامعة اسيوط ‪ ،‬مور ‪ ، 8993 ،‬ص ص ‪. 75-8‬‬
‫‪14‬‬
‫الفقرة األكىل ‪:‬‬
‫القانوف الدكيل حلقوؽ اإلنساف‬

‫يتضمن ىذا الفرع ؾبموع القواعد القانونية اؼبتكونة أساسا من اؼبواثيق الدولية و االتفاقيات الدولية اؼبتعلقة‬
‫بتكريس و ضباية حقوؽ اإلنساف األساسية بوصفو انساان وقت السلم أو يف غَت حالة النزاعات اؼبسلحة‪ ، 1‬كما‬
‫يتوُف ىذا الفرع وضع و بياف و تطوير الضماانت و اآلليات اؼبرصودة و اؼبوضوعة إلنفاذ تطبيق ىذه اغبقوؽ و‬
‫احًتامها و تدعيمها من قبل الدوؿ ‪.‬‬
‫كما يضم ىذا الفرع القواعد اؼبتعلقة حبماية حقوؽ اإلنساف و مبدأ السيادة و ما غبقو من تطورات ‪ ،‬و‬
‫مسألة التدخل لدواعي إنسانية يف حالة تسجيل انتهاؾ خطَت غبقوؽ اإلنساف يف دولة أو إقليم معُت ‪ ،‬و ربقيق‬
‫الدديقراطية يف نطاؽ اجملتمع الدوِف و حقوؽ األقليات ‪.2‬‬
‫جيد ىذا الفرع أساسا لو يف ميثاؽ األمم اؼبتحدة لكونو أوؿ وثيقة دولية نوت على احًتاـ و تدعيم و‬
‫إنفاذ حقوؽ اإلنساف و من دوف سبييز ‪ ،‬ابتداء من ديباجة ىذا اؼبيثاؽ إُف بقية اؼبواد يف الفووؿ اؼبشكلو لو ‪ ،‬و‬
‫كذلك من اإلعبلف العاؼبي غبقوؽ اإلنساف يف ‪ ، 1948‬و كذلك العهدين الدوليُت للحقوؽ اؼبدنية و السياسية‬
‫من جهة و اغبقوؽ االقتوادية و االجتماعية و الثقافية من جهة اخرى لسنة ‪ ،1966‬و الربوتوكوليُت اإلضافيُت‬
‫ؽبما ‪ ،‬دوف أف ننسى ترسانة االتفاقات و اؼبعاىدات الفئوية اؼبربمة و اليت هتدؼ كلها غبماية حقوؽ اإلنساف ‪.3‬‬
‫الفقرة الثانية ‪:‬‬
‫القانوف الدكيل للبيئة‬

‫يضم ىذا الفرع ؾبموعة القواعد القانونية اليت تعٌت حبماية البيئة الدولية دبا فيها اغبفاظ على مواردىا و‬
‫ابألخص العناصر و اؼبواد النادرة منها ‪ ،‬و يعترب ىذا الفرع من أىم مظاىر التجديد يف القانوف الدوِف اؼبعاصر‬
‫ذلك أف قضااي البيئة َف تعد ؿبوورة يف نطاؽ التشريعات الوطنية الداخلية للدوؿ فقط ‪ ،‬و إمنا أصبحت قضااي‬

‫‪1‬عمر سعد هللا ‪ :‬مدخل للقانوف الدوِف غبقوؽ اإلنساف ‪ :‬الطبعة الثالثة ‪ ،‬ديواف اؼبطبوعات اعبامعية ‪ ،‬اعبزائر ‪. 8003 ،‬‬
‫أنظر أيضا ‪:‬‬
‫أضبد ابو الوفا ‪ :‬اغبماية القانونية غبقوؽ اإلنساف ‪ :‬دار النهضة العربية ‪ ،‬القاىرة ‪ ،‬مور‪.8999 ،‬‬
‫‪2‬السيد السعيد الربعي ‪ :‬ضباية حقوؽ اإلنساف يف ظل التحكيم االقليمي ‪ :‬دار النهضة العربية ‪ ،‬القاىرة ‪ ،‬مور ‪. 8985 ،‬‬
‫أنظر أيضا‪:‬‬
‫وائل أضبد عبلـ ‪ :‬االتفاقيات الدولية غبقوؽ اإلنساف ‪ :‬دار النهضة العربية ‪ ،‬القاىرة ‪ ،‬مور ‪. 8999‬‬
‫‪Brownlie Ian : Principies of public international low:third edition , ciarendon press, oxford,1979 ,pp72-75.‬‬
‫‪ 3‬بيار ماري دوبوي ‪ :‬القانوف الدوِف العاـ ‪ :‬ترصبة دمحم عرب صاصيبل – سليم حداد ‪ ،‬اؼبؤسسة اعبامعية للدراسات و النشر و‬
‫التوزيع ‪ ،‬بَتوت ‪ ،‬لبنأف ‪. 830 ، 8008 ،‬‬
‫‪15‬‬
‫عاؼبية تقاـ ؽبا اؼبؤسبرات و الندوات اؼبتخووة ‪ ،‬بل تعدى األمر ذلك إُف إبراـ العديد من االتفاقيات الدولية‬
‫خبلؿ العقود اؼباضية كرست للبيئة ‪ ،‬وكمثاؿ عن ىذه اؼبؤسبرات ‪ ،‬مؤسبر األرض اؼبنعقد يف ريو دجيانَتو ابلربازيل يف‬
‫جواف من سنة ‪. 1992‬‬
‫تتجلى أيضا مظاىر التجديد يف القانوف الدوِف من خبلؿ فرعو اؼبتعلق ابلبيئة ‪،‬من خبلؿ أيضا التجديد‬
‫يف تطوير اؼبسؤولية الدولية ‪،‬و منها اؼبسؤولية عن اؼبخاطر ‪ ،‬و عدـ اشًتاط الفعل اؼبتسبب يف قيامها يف حالة‬
‫اإلضرار ابلبيئة و ربقق اػبطر ‪.‬‬
‫الفقرة الثالثة ‪:‬‬
‫القانوف الدكيل للبحار‬

‫يتكوف ىذا الفرع من ؾبموعة القواعد الناظمة لبلستغبلؿ اؼبشًتؾ لثروات البحار و احمليطات و مواردىا‬
‫اغبية و غَت اغبية سواء يف اؼباء أو ربت القاع ‪،‬كما يبُت حقوؽ الدوؿ فيها من خبلؿ ربديد اؼبناطق البحرية و‬
‫بياف حدود كل منطقة ‪،‬و ابلتاِف بياف حدود االختواص السيادي إف صح ىذا التعبَت على ىذه اؼبناطق ‪،‬و اؼبياه‬
‫اإلقليمية لكل دولة ‪،‬و منطقتها االقتوادية ‪،‬و كذلك يتوُف تبياف اغبقوؽ يف أعاِف البحار ‪.1‬‬
‫جيد ىذا الفرع أساسو القانوين يف اتفاقية جنيف لسنة ‪، 1958‬اتفاقية األمم اؼبتحدة لقانوف البحار لسنة‬
‫‪، 1982‬و من دوف أف ننسى االجتهادات القضائية اليت تودرىم ؿبكمة العدؿ الدولية يف ىذا اجملاؿ ‪ ،‬من خبلؿ‬
‫أحكامها اؼبختلفة ‪،‬وكمثاؿ على ذلك حكمها اؼبتعلق بقضية مضيق كورفو ‪.2 1949‬‬
‫الفقرة الرابعة‪:‬‬
‫القانوف الدكيل للتنمية‬
‫يشمل ىذا القانوف ؾبموعة القواعد الواجبة التطبيق على العبلقات االقتوادية بُت الدوؿ النامية و الدوؿ‬
‫اؼبتقدمة و اؼببنية على وجوب العدالة و التكافؤ دبا يضمن للدوؿ النامية التنمية اؼبطلوبة و اؼبرتقبة ‪.‬‬

‫‪ 1‬صبلح الدين عامر‪ :‬القانوف الدوِف اعبديد للبحار ‪ :‬دراسة ألىم أحكاـ اتفاقية األمم اؼبتحدة لقانوف البحار لعاـ ‪ ، 8988‬دار‬
‫النهضة العربية ‪ ،‬القاىرة ‪ ،‬مور ‪ ، 8983 ،‬ص ‪. 5‬‬
‫أنظر أيضا‪:‬‬
‫ابراىيم دمحم الدغمة ‪ :‬القانوف الدوِف اعبديد للبحار ‪ :‬اؼبؤسبر الثالث و اتفاقية األمم اؼبتحدة لقانوف البحار ‪ ،‬دار النهضة العربية ‪،‬‬
‫القاىرة ‪ ،‬مور ‪ ، 8983 ،‬ص ‪. 3‬‬
‫‪Shàw(M) : International Law –Hodder And Stoughton : London ,pp 530-559‬‬
‫‪Sans (PH) Tarasofsky (R) And Weiss (M) : Principles Of International Envirenmental Law ; Menchester,Uni ,‬‬
‫‪Press, 1976‬‬
‫‪ 2‬دمحم اغباج ضبود ‪ :‬القانوف الدوِف للبحار ‪ :‬الطبعة األوُف ‪ ،‬دار الثقافة للنشر و التوزيع ‪ ،‬عماف ‪ ،‬األردف ‪.. 8008 ،‬‬
‫‪16‬‬
‫جيد أساسا لو ىذا القانوف يف مقررات التعاوف كمؤسبر مشاؿ جنوب ‪ ،1974‬و االتفاقيات الدولية‬
‫كاتفاقييت ايوندي ‪ ،1969، 1963‬و اتفاقييت لومي ‪ 1975‬و‪، 1980‬ابإلضافة إُف التوصيات و االعبلانت‬
‫الوادرة عن االمم اؼبتحدة يف ىذا اجملاؿ ‪،‬و منها إعبلف اغبق يف التنمية الوادر عن اعبمعية العامة لؤلمم اؼبتحدة‬
‫ربت رقم ‪ 128/41‬ديسمرب ‪. 1968‬‬
‫حاليا َف يعد ؽبذا القانوف وجود ألسباب موضوعية منها ظهور القطبية الوحيد سياسيا و اقتواداي و كذلك‬
‫انتشار العوؼبة كنمط اقتوادي جديد ‪.‬‬
‫الفقرة اخلامسة ‪:‬‬
‫القانوف الدكيل لالجئني‬

‫ىو ؾبموعة القواعد اليت تعٌت بتحديد اؼبركز القانوين لبلج من حيث تعريفو ‪ ،‬و الشروط الواجب توافرىا‬
‫فيو حىت يوطلح عليو ابلبلج و االعًتاؼ بو دوليا نتيجة لذلك ‪ ،‬و ابلتاِف تبياف اغبقوؽ اليت يتمتع هبا ىذا‬
‫األخَت و االلتزامات اؼبتقابلة اليت يلتزـ هباء البلج اذباه دولة اؼبلج لوفتو ىذه ‪ ،‬و كذلك توضيح اؼبسؤولية‬
‫اؼبًتتبة على دولة اؼبلجأ اذباه البلج و إلزامية التقيد أبحكاـ ىذا القانوف ‪.1‬‬
‫يستمد أساسو ىذا القانوف خاصة من اتفاقية األمم اؼبتحدة لبلجئُت لسنة ‪ 1951‬و بروتوكوؽبا اؼبلحق‬
‫‪2‬‬
‫لسنة ‪ 1927‬و عدد كبَت من قراراهتا ذات الولة‪.‬‬

‫الفقرة السادسة ‪:‬‬


‫القانوف الدكيل اإلنساين‬

‫يعرؼ ىذا القانوف أبنو ؾبموعة القواعد العرفية و االتفاقية الدولية اؼبتعلقة حبماية األشخاص و اؼبوابُت‬
‫من جراء النزاعات اؼبسلحة الدولية ‪ ،‬بل أكثر من ذلك يشمل القواعد اليت ربمي األعياف اؼبدنية اؼبوضوعة ػبدمة‬
‫األشخاص يف اإلقليم مسرح النزاع اؼبسلح ‪ ،‬و اليت ال تستعمل بوورة مباشرة يف العمليات العسكرية ‪ ،‬كما يشمل‬
‫ىذا القانوف ضباية األشخاص الدين ال يشاركوف يف اؼبعارؾ ‪ ،‬كما أف قواعد ىذا القانوف تتوُف ربديد وسائل و‬

‫‪ 1‬صباؿ عبد الناصر مانع ‪ :‬حق العودة و حق تقرير اؼبوَت للشعب الفلسطيٍت يف ضوء مبادئ القانوف الدوِف ‪ :‬حبث مقدـ يف‬
‫الندوة العاؼبية – كبو حل عادؿ ؼبشكلة البلجئُت الفلسطينيُت ‪ ،‬اؼبنعقد يومي ‪ 07-06‬سبتمرب ‪،8006‬اؼبنظمة من طرؼ‬
‫ؾبموعة عائدوف 'سوراي و لبناف )ابلتعاوف مع جامعة دمشق ‪ ،‬سوراي ‪.‬‬
‫‪ 2‬برىاف أمر هللا ‪ :‬حق اللجوء السياسي ‪ :‬دراسة يف نظرية اؼبلجأ يف القانوف الدوِف ‪ ،‬دار النهضة العربية ‪ ،‬القاىرة ‪. 8008 ،‬‬

‫‪17‬‬
‫طرؽ اغبرب يف سبيل الوصوؿ إُف غاية أظبى أال وىي زبفيض آاثر النزاعات اؼبسلحة و ما ينجر عنها من مآسي و‬
‫‪1‬‬
‫آالـ ‪.‬‬
‫حيد أساس لو ىذا القانوف يف األعراؼ الدولية أوال ‪ ،‬مث االتفاقيات الدولية و منها اتفاقية جنيف لسنة‬
‫‪ ، 1864‬اتفاقية الىاي ‪ ، 1899‬اتفاقية الىاي لسنة ‪ 1907‬و اتفاقيات جنيف االربع ‪ 1949‬و الربوتوكوليُت‬
‫اإلضافيُت ؽبا لسنة ‪. 1977‬‬
‫الفقرة السابعة ‪:‬‬
‫القانوف الدكيل اإلدارم ‪.‬‬

‫يعرؼ ىذا القانوف أبنو ؾبموعة القواعد القانونية اليت هتتم ابلوظيفة العامة الدولية ‪ ،‬و كذلك القواعد اليت‬
‫تضبط العبلقة القانونية اليت تنشأ بُت اؼبنظمة الدولية و مستخدميها‪ ،‬و ما يًتتب عن شغل الوظيفة العامة الدولية‬
‫من حقوؽ و التزامات ‪ ،‬و قد أضحى ىذا الفرع ذوا أمهية ابلغة السيما يف عور التنظيم الدوِف ‪ ،‬و الذي أحد‬
‫أبرز ظباتو كثرة اؼبنظمات و األجهزة الدولية على اختبلفها ‪.‬‬

‫الفقرة الثامنة ‪:‬‬


‫قانوف الفضاء اخلارجي‬

‫يعترب ىذا القانوف حديث النشأة و ال يزاؿ يف طور التكوين ‪ ،‬و كاف سبب ظهور ىذا القانوف التنافس‬
‫الكبَت يف رحبلت غزو الفضاء بُت اإلرباد السوفيايت سابقا و الوالايت اؼبتحدة األمريكية ‪،‬و ىو األمر الذي جعل‬
‫األمم اؼبتحدة تسارع إُف وضع قواعد قانونية بغية تنظيم استعماؿ الفضاء اػبارجي عن طريق صبلة من القرارات و‬
‫منها القرار اؼبتعلق ابستعماؿ الفضاء اػبارجي لؤلغراض السلمية يف ‪ ،1951‬و القرار اؼبتعلق ابؼببادئ اؼبتعُت‬
‫إتباعها يف استعماؿ الفضاء اػبارجي ‪ ،1961‬وصوال إُف اعتماد اتفاقية ‪ 1967‬اؼبتعلقة بتنظيم نشاط الدوؿ يف‬
‫استخداـ الفضاء اػبارجي دبا فيها القمر و األجراـ السماوية األخرى ‪.‬‬
‫الفقرة التاسعة ‪:‬‬
‫قانوف التحكيم الدكيل‬

‫يضم ىذا القانوف ؾبموع القواعد القانونية اليت تنظم الوسائل اؼبمكنة غبل النزاعات الدولية حبل سلميا و‬
‫تتم مباشرة الوظيفة القضائية يف اجملتمع الدوِف إبحدى الطريقتُت ‪ ،‬مها التحكيم و القضاء ‪.‬‬

‫‪1‬عمر سعد هللا ‪ :‬تطور تدوين القانوف الدوِف اإلنساين ‪ ،‬دار الغرب اإلسبلمي ‪. 8997 ،‬‬
‫عمر سعد هللا ‪ :‬القانوف الدوِف اإلنساين – واثئق و اراء ‪ ،‬دار ؾببلوي للنشر و التوزيع ‪ ،‬األردف ‪. 8008 ،‬‬
‫‪18‬‬
‫التحكيم ىو تسوية النزاعات الدولية بواسطة ؿبكمُت و ىم قضاة خيتارىم األطراؼ على أساس احًتامهم‬
‫للقانوف الدوِف ‪ ،‬و ىو اختوار للجهد و الوقت ‪ ،‬إذ يسمح حبل النزاعات الدولية بشكل أسرع ‪.‬‬
‫أما القضاء فهو عبوء األطراؼ إُف عرض نزاعهم على ىيئات قضائية دائمة منظمة كما ىو الشأف يف‬
‫القضاء الوطٍت من أجل طلب تسويتو ‪ ،‬و يتمثل القضاء الدوِف يف ؿبكمة العدؿ الدولية اليت أسست سنة‬
‫‪. 1 1945‬‬
‫الفقرة العاشرة ‪:‬‬
‫القانوف الدكيل للحدكد‬

‫يضم ىذا القانوف القواعد اؼبتعلقة برسم اغبدود الدولية افًتاضيا و زبطيطها ميدانيا ‪ ،‬سواء كانت حدود‬
‫برية أو حبرية ‪ ،‬أو جوية ‪ ،‬و قد ظهر ىذا القانوف بعد استقبلؿ الدوؿ اإلفريقية و األسيوية ‪ ،‬و كنتيجة للنزاعات‬
‫اليت اثرت بُت ىذه الدوؿ حوؿ اغبدود‪. 2‬‬
‫كرس ىذا القانوف مبدأ اعتماد اغبدود اؼبوروثة عن االستعمار من أجل وضح حد الدعاءات الدوؿ‬
‫اؼبتنازعة حوؿ اغبدود ‪.‬‬
‫جيد ىذا القانوف أساسا لو يف االتفاقيات الثنائية اؼبربمة بُت الدوؿ اؼبتجاورة أو اليت تتقاسم حدود مشًتكة‬
‫‪ ،‬ىذه االتفاقيات تسمى ابتفاقيات ترسيم اغبدود كتلك اليت أبرمتها اعبزائر مع جَتاهنا من الدوؿ العربية تونس و‬
‫ليبيا و اؼبغرب ‪ ،‬كما يستمد ىذا القانوف أساسو من قرارات اؼبنظمات الدولية و أحكاـ القضاء الدوِف يف ىذا‬
‫اجملاؿ ‪.‬‬
‫الفصل الثاين ‪:‬‬
‫الطبيعة القانونية لقواعد القانوف الدكيل العاـ ك أساسو ‪.‬‬

‫يزداد موضوع الوفة القانونية لقواعد القانوف الدوِف العاـ أمهية عن نظَتهتا يف القانوف الداخلي ‪ ،‬ذلك أف‬
‫األوؿ على أمهيتو كاف ؿبل انقساـ و خبلؼ بُت مؤيد ومعارض للوفة القانونية لقواعده ‪ ،‬و مقود ىذا اػببلؼ‬
‫سبتع قواعد القانوف الدوِف ابلقوة اؼبلزمة من عدمو ‪،‬و لنزع اللبس عن ىذا اؼبوضوع فإننا ارأتينا توضيح كل ما يتعلق‬

‫‪ 1‬مفيد ؿبمود شهاب ‪ :‬اؼبنظمات الدولية ‪ :‬الطبعة اػبامسة ‪ ،‬دار النهضة العربية ‪ ،‬القاىرة ‪ ،‬مور ‪ ، 8985 ،‬ص ص‪-337‬‬
‫‪. 338‬‬
‫‪ 2‬أنظر يف ىذا الشأف ‪:‬نوري مرزة جعفر ‪ :‬اؼبنازعات اإلقليمية يف ضوء القانوف الدوِف اؼبعاصر ‪ :‬ديواف اؼبطبوعات اعبامعية ‪،‬‬
‫‪8998‬‬
‫فيول عبد الرضباف على طو ‪ :‬القانوف الدوِف و منازعات اغبدود ‪ :‬الطبعة الثانية ‪ ،‬دار األمُت للنشر و التوزيع ‪. 8999 ،‬‬
‫‪19‬‬
‫ابلوفة القانونية لقواعد القانوف الدوِف العاـ من خبلؿ عرض االذباىُت اؼبنكر و اؼبؤيد ؽبا(اؼببحث األوؿ ) ‪،‬‬
‫لنتطرؽ الحقا لتوضيح أساس القانوف الدوِف العاـ ( اؼببحث الثاين ) ‪.‬‬

‫ادلبحث األكؿ ‪:‬‬


‫الصفة القانونية لقواعد القانوف الدكيل العاـ‬

‫من اؼبستقر عليو فقها و قانوان أف قواعد القانوف الداخلي تقوـ على ثبلثة أعمدة و ىي سلطة تشريعية‬
‫تتوُف وضع القاعدة القانونية ‪ ،‬و سلطة تنفيذية تتوُف تنفيذىا ‪،‬و سلطة قضائية تتوُف ضبايتها يف حالة االعتداء‬
‫عليها من خبلؿ توقيع اعبزاء ‪ ،‬لكن ىذا التقسيم للسلطات ال يوجد هبذا التوصيف على اؼبستوى الدوِف ‪.‬‬
‫كما سبقت اإلشارة إليو فقد اثر خبلؼ ىاـ حوؿ الوفة القانونية لقواعد القانوف الدوِف العاـ ‪ ،‬فاالذباه‬
‫األوؿ أنكر الوفة القانونية ؽبذه القواعد ( اؼبطلب األوؿ) بينما االذباه الثاين دفع بثبوت ىذه الوفة لقواعد ىذا‬
‫القانوف ( اؼبطلب الثاين ) ‪.‬‬
‫ادلطلب األكؿ ‪:‬‬
‫االجتاه ادلنكر للصفة القانونية لقواعد القانوف الدكيل العاـ‬

‫أنكر أصحاب ىذا االذباه القوة اؼبلزمة لقواعد القانوف الدوِف العاـ ‪ ،‬و برروا ذلك بكوف ىذه األخَتة‬
‫تفتقد ػبوائص القاعدة القانونية ‪،‬و أمهها توقيع اعبزاء يف حالة انتهاكها ‪ ،‬و أضافوا زايدة عن ذلك أف قواعد‬
‫القانوف الدوِف تفتقد إُف تنظيم قانوين يتمتع أبجهزة سبتع بسلطة اصدار القرار ‪ ،‬ىذا االخَت يتمتع بوفة االلزاـ يف‬
‫مواجهة اجملتمع الدوِف ‪ ،‬و ليس اصدار ؾبرد توصيات يًتؾ أمر تنفيذىا ألعضاء اجملتمع الدوِف ‪ ،‬ذلك أف ىذا‬
‫األخَت ىو ؾبتمع يستبعد أي تنظيم أعلى من الدوؿ ‪ ،‬األمر الذي انعكس على قواعد القانوف الدوِف العاـ الذي‬
‫ربكمو ‪ ،‬و ىو األمر الذي أدى أبنوار ىذا االذباه و على رأسهم "أوسنت" و "ىيغل " إُف إنكار أي خاصية من‬
‫خوائص القاعدة القانونية عن قواعد القانوف الدوِف العاـ ‪ ،‬و منها انعداـ كل من سلطة تشريعية و اعبزاء‬
‫االجتماعي اؼبنظم و سلطة قضائية ‪.‬‬
‫الفرع األكؿ ‪:‬‬
‫انعداـ السلطة القضائية‬

‫الثابت أنو و على اؼبستوى الداخلي للدولة فإف السلطة التشريعية ىي صاحبة االختواص اغبوري‬
‫دستوراي لوجود أية قاعدة قانونية ‪،‬و ىو ىو اختواص أصيل ؽبذه السلطة ابعتبارىا فبثلة للشعب ‪ ،‬لكنو و على‬
‫اؼبستوى الدوِف فإنو ال وجود ؽبذه السلطة ابؼبعٌت القانوين ‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫أتكيدا ؼبا سبق عرضو أعبله يشبو بعض الفقهاء و منهم "كانط"و "بينتاـ" حالة اجملتمع الدوِف ابلطبيعة‬
‫لوجود عنور تشابو بينهما و ىو الغلبة لؤلقوى ‪ ،‬ذلك أنو يف غياب سلطة أعلى يف اجملتمع الدوِف تتوُف التشريع‬
‫فإف عبلقات ىذا اجملتمع تقوـ على القوة ‪ ،‬و يضيفوف لذلك أنو حىت يف حالة وجود معاىدة دولية فإنو ديكن‬
‫إهنائها ابلقوة ‪،‬و لذلك أضحت القاعدة القانونية حسب أنوار ىذا االذباه ؾبرد قاعدة أخبلقية ال غَت ترتب‬
‫االستهجاف و ال ترتب اؼبسؤولية الدولية ‪.‬‬
‫الفرع الثاين ‪:‬‬
‫انعداـ اجلزاء ادلنظم‬

‫يعترب اعبزاء الضمانة القوية غبماية القاعدة القانونية من أي خرؽ يف التشريعات الوطنية ‪،‬لوجود سلطة‬
‫عليا تتوُف توقيع اعبزاء على كل منتهك ؽبذه القاعدة ‪ ،‬لكنو على اؼبستوى الدوِف و لطبيعة ىذا األخَت البلمركزية‬
‫من خبلؿ غياب سلطة عليا لتوقيع اعبزاء يف حالة ـبالفة قاعدة دولية ‪ ،‬فإف القاعدة القانونية الدولية توبح يف‬
‫حكم العدـ النعداـ خاصية اإللزاـ فيها ‪،‬و ابلتاِف ال ديكن القوؿ بوجود القانوف الدوِف أصبل ‪.1‬‬

‫الفرع الثالث ‪:‬‬


‫انعداـ السلطة القضائية‬

‫كما سبقت االشارة إليو فإف اجملتمع الدوِف و لطابعو البلمركزي و هنجو األسلوب األفقي ‪ ،‬أين ال توجد‬
‫سلطة أعلى من سلطة الدولة ‪،‬فإنو و تبعا لذلك يفتقد لنظاـ السلطات اؼبستقر على اؼبستوى الداخلي للدولة و‬
‫منها السلطة القضائية ‪ ،‬ىذه األخَتة اليت يناط هبا ضباية تطبيق القاعدة القانونية و توقيع اعبزاء اؼبناسب يف حالة‬
‫انتهاكها ‪.‬‬
‫يضيف أنوار ىذا االذباه تدعيما لوجهة نظرىم على أف وجود ؿبكمة العدؿ الدائمة كسلطة قضائية‬
‫دولية فرضا ‪ ،‬ال جيعلها فعبل هبذا التوصيف ‪ ،‬ذلك أف عرض الدوؿ تسوية نزاعاهتم الدولية على ىذه احملكمة يكوف‬
‫بوفة اختيارية منهم و ليست إجبارية ‪،‬و خيضع إلرادة الدوؿ ‪ ،‬إضافة إُف غياب الضماانت اؼبتعلقة بتنفيذ أحكاـ‬
‫ىذه احملكمة ‪،‬و ىو عكس ما يتم العمل بو أماـ السلطة القضائية الوطنية ‪.‬‬
‫خبلصة القوؿ فإف أصحاب االذباه اؼبنكر للوفة القانونية لقواعد القانوف الدوِف العاـ خلووا إُف نتيجة‬
‫مفادىا أف قواعد القانوف الدوِف العاـ ما ىي إال قواعد رضائية تنش من تراضي الدوؿ الوريح أو الضمٍت و‬

‫‪ 1‬يوسف علواف ‪ :‬القانوف الدوِف العاـ – اؼبقدمة و اؼبوادر ‪:‬الطبعة الثالثة ‪ ،‬دار النشر ‪ ،‬عماف األردف ‪ ، 8007 ،‬ص ص‪-88‬‬
‫‪. 89‬‬
‫‪21‬‬
‫ابلتاِف تعترب ىذه الدوؿ ىي اؼبنشئة للقاعدة القانونية الدولية و اؼبخاطبة هبا يف نفس الوقت ‪ ،1‬و عليو أضحت‬
‫قواعد القانوف الدوِف العاـ ؾبرد قواعد أخبلقية ال ترتب أية مسؤولية و إمنا ؾبرد استهجاف أي ؾبرد مسؤولية أدبية‬
‫على عكس قواعد القانوف الداخلي ‪.2‬‬

‫ادلطلب الثاين ‪:‬‬


‫االجتاه ادلؤيد للصفة القانونية لقواعد القانوف الدكيل العاـ ‪.‬‬

‫على عكس االذباه السابق يرى أصحاب ىذا االذباه أف ربط الوفة القانونية لقواعد القانوف الدوِف العاـ‬
‫بوجود السلطات الثبلث اؼبعروفة داخل الدولة أمر غَت سديد وذلك من خبلؿ ما يلي ‪:‬‬

‫الفرع األكؿ ‪:‬‬


‫عدـ اقرتاف كجود القانوف الدكيل العاـ بوجود سلطة شارعو لو ‪.‬‬

‫حسب أنوار ىذا االذباه فإف ربط وجود القاعدة القانونية بوفة عامة بوجود سلطة تشريعية ؽبا أمر غَت‬
‫مستقيم ‪ ،‬ذلك أنو توجد شواىد كثَتة على وجود قواعد قانونية تتمتع ابلقوة االلزامية لكنها َف تودر عن سلطة‬
‫تشريعية ‪ ،‬و مثاؽبا القاعدة العرفية ‪،‬و أحسن مثاؿ على ذلك القانوف اإلقبليزي ‪ ،‬و لذلك فأنوار االذباه اؼبنكر‬
‫للوفة القانونية لقواعد القانوف الدوِف وقعوا يف خطأ قانوين ‪،‬أين َف يستطيعوا التفريق ما بُت القانوف و التشريع و‬
‫مها واقعتُت قانونيتُت ـبتلفتُت ‪ ،‬بدليل أف الوياغة القانونية أو التشريع بوفة عامة ىو إجراء الحق لوجود القاعدة‬
‫القانونية ‪ ،‬ىذا األخَت ىو دبثابة اإلقرار دبشروعية ىذه القاعدة و صبلحيتها للتطبيق ‪.3‬‬

‫الفرع الثاين ‪:‬‬


‫كجود القانوف الدكيل غري مرتبط بوجود اجلزاء‬

‫حسب أنوار ىذا االذباه فإف اعبزاء ال يدخل ضمن تكوين القاعدة القانونية و إمنا ىو ضماف إلنتاج أثر‬
‫ىذه القاعدة يف الواقع العملي ‪،‬و ابلتاِف فاعبزاء مستقل عن القاعدة القانونية يف حد ذاهتا ‪ ،‬ذلك أف انعداـ أو‬
‫ضعف اعبزاء ال يؤدي إُف انعداـ القاعدة القانونية ‪ ،‬و دبفهوـ اؼبخالفة فإف ضعف أو انعداـ اعبزاء ليس عيب‬

‫‪1‬‬
‫‪Jams (B ,S) :The Legal Nature Of International Law , Essays International Law ,C,I,R,New York?1965 ,PP19-‬‬
‫‪47.‬‬
‫‪2‬عبد العزيز دمحم سرحاف ‪:‬القانوف الدوِف العاـ ‪ :‬مرجع سابق ص ص ‪. 69-68‬‬
‫‪ 3‬دمحم يوسف علواف ‪ :‬القانوف الدوِف العاـ ‪ -‬اؼبقدمة و اؼبوادر‪ :‬الطبعة الثالثة ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪: . 88‬‬
‫‪22‬‬
‫يويب القاعدة القانونية يف تكوينها ‪،‬و إمنا العيب يرجع إُف ظروؼ خارجة عن نطاؽ القاعدة القانونية ‪،‬و يكمن‬
‫يف فعالية النظاـ االجتماعي اؼبكلف بتوقيع اعبزاء ‪.‬‬
‫إضافة إُف ما سبق عرضو فإف ضعف اعبزاء أو انعدامو ال خيص القانوف الدوِف العاـ‪،‬بل ىو موجود أيضا‬
‫يف القوانُت الوطنية ‪ ،‬و رغم ذلك ال يسقط ىذا العيب عن القاعدة القانونية الوطنية صفتها اؼبلزمة ‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪:‬‬
‫استقاللية القانوف الدكيل عن القضاء الدكيل‬

‫استمرارا لؤلسانيد اليت قدمها أنوار االذباه اؼبؤيد للوفة القانونية لقواعد القانوف الدوِف دعما لوجهة‬
‫نظرىم ىذه ‪ ،‬فإهنم يؤكدوف أنو إذا نظران على اؼبستوى الوطٍت أو الداخلي قبد أف القانوف سابق للقضاء كسلطة‬
‫من سلطات الدولة ‪ ،‬و الدليل على ذلك أف وجود القضاء كاف نتيجة لسلسلة من التطورات كللت يف النهاية‬
‫إبجياد ىذه السلطة ‪ ،‬ذلك أنو قبل معرفة ىذه االخَتة كانت اؼبنازعات تسوى بطرؽ أخرى مثل احملكمُت أو‬
‫القضاة الشعبيُت ‪ ،‬أضف إُف ذلك أف أسبقية وجود القانوف قبل ارساء القضاء كمؤسسة أو سلطة داخلية َف‬
‫يسقط على القانوف الداخلي صفتو القانونية أو قوتو اؼبلزمة ‪ ،‬و ابلنتيجة على ذلك فإف القانوف الدوِف ديكن أف‬
‫يوجد قبل و جود القضاء الدوِف ‪ ،‬ألف مهمة القاضي تكمن يف تطبيق القانوف و ليس إقراره و تشريعو‪.1‬‬
‫ذبدر اإلشارة إُف أف استقبلؿ قواعد القانوف الدوِف العاـ عن القضاء الدوِف ليس ابؼبطلق ‪ ،‬بل ىناؾ من‬
‫الشواىد ما يدؿ على اقًتاهنما يف أحايُت كثَتة ‪،‬و من ذلك احملاكم الدولية اؼبختلفة اليت مت إنشائها و حىت االقليمية‬
‫‪،‬و اليت إما أنشأت لغرض ؿبدد و مؤقت كاحملاكم اعبنائية الدولية اؼبؤقتة ‪ ،‬أو تلك اليت أنشأت بوفة دائمة مع‬
‫احًتاـ التخوص اؼبنوط هبا مثل ؿبكمة العدؿ الدولية و احملاكم االقليمية اؼبتعلقة حبقوؽ اإلنساف مثل احملكمة‬
‫األوروبية غبقوؽ اإلنساف ‪....‬اٍف ‪.2‬‬
‫ادلبحث الثاين ‪:‬‬
‫أساس القانوف الدكيل العاـ ك عالقتو ابلقانوف الداخلي‬

‫القانوف الدوِف ىو قانوف وضعي أبمت معٌت الكلمة ‪،‬و ىو أيضا قانوف تنسيق و توفيق على عكس القانوف‬
‫الوطٍت الذي ىو قانوف تبعية و خضوع ‪،‬و ابلتاِف فالقانوف الدوِف ديكن وصفو أبنو قانوف تعاقدي و ليس سلطوي‬

‫‪1‬دمحم يوسف علواف ‪ ،‬اؼبرجع نفسو ‪ ،‬ص ‪. 38‬‬


‫‪2‬ألكثر توضيح أنظر ‪:‬‬
‫اػبَت قشي ‪ :‬أحباث يف القضاء الدوِف ‪ :‬الطبعة ‪ ، 8‬دار النهضة العربية ‪ ،‬القاىرة ‪. 8997 ،‬‬
‫‪23‬‬
‫كما وصفو الفقيهُت "لوتر ابخت " و " سًتوـ " ‪ ،1‬و ماداـ أف القانوف الدوِف قانوف وضعي فإنو يتوجب علينا‬
‫معرفة األساس الذي يستمد منو قوتو اإللزامية ( اؼبطلب األوؿ ) مث الحقا معرفة العبلقة اليت ذبمعو بقواعد القانوف‬
‫الداخلي إف وجدت ( اؼبطلب الثاين )‬

‫ادلطلب األكؿ ‪:‬‬


‫أساس القانوف الدكيل العاـ‬

‫يقود أبساس القانوف الدوِف العاـ األساس اليت تستمد منو قواعد ىذا القانوف قوتو االلزامية ‪ ،‬فإذا كاف‬
‫القانوف الداخلي يستمد قوتو االلزامية من سلطة عليا يف الدولة أال وىي السلطة التشريعية ‪ ،‬فمن أين يستمد‬
‫القانوف الدوِف قوتو يف غياب ىذه السلطة العليا على اؼبستوى الدوِف ؟‪ ،‬مع العلم أنو ينبغي التمييز بُت القوة‬
‫التنفيذية البلزمة لتنفيذ القاعدة القانونية الدولية ‪،‬و القوة اؼبلزمة ؽبذه القاعدة و ابلنتيجة فإف زبلفت األوُف ال يعٍت‬
‫إطبلقا ذبرد الثانية من قوهتا اؼبلزمة ‪.‬‬
‫أاثر موضوع القوة اؼبلزمة لقواعد القانوف الدوِف العاـ جدال واسعا بُت فقهاء ىذا األخَت ‪ ،‬و تبعا لذلك‬
‫تعددت مذاىبهم و أطروحاهتم يف ىذا اعبانب ‪،‬و ديكن حور ىذه اؼبذاىب فيما يلي ‪:‬‬

‫الفرع األكؿ ‪:‬‬


‫ادلذىب اإلرادم ( ادلدرسة الوضعية التقليدية )‬

‫تنحور الفكرة األساسية اليت ذبمع اؼبذاىب اإلرادية أساسا يف أف القانوف الدوِف العاـ ما ىو يف اغبقيقة‬
‫إال نتاج إرادة الدوؿ إما منفردة أو ؾبتمعة ‪ ،‬سواء مت ترصبة ىذه اإلرادة بشكل صريح يف اتفاقات ‪ ،‬أو مت‬
‫استخبلص ىذه اإلرادة من خبلؿ سلوؾ الدوؿ أي ما يسمى ابلعرؼ الدوِف‪. 2‬‬
‫بعبارة أخرى جيعل أصحاب ىذا اؼبذىب من إرادة الدوؿ الورحية أو الضمنية أساس االلتزاـ بقواعد‬
‫القانوف الدوِف العاـ ‪ ،‬فالقانوف الداخلي ىو نتاج اإلرادة اؼبنفردة للدولة ‪ ،‬بينما القانوف الدوِف ىو نتاج اإلرادة‬
‫اعبماعية للدوؿ ‪.‬‬
‫انقسم أنوار ىذا اؼبذىب بدورىم إُف مذىبُت ‪ ،‬لكل مذىب نظريتو اػباصة و مها مذىب اإلرادة‬
‫اؼبنفردة أو نظرية التحديد الذايت ‪ ،‬و مذىب اإلرادة اؼبشًتكة للدوؿ ‪.‬‬

‫‪1‬دمحم اجملدوب ‪:‬القانوف الدوِف العاـ ‪:‬الطبعة ‪ ، 6‬منشورات اغبلب اغبقوقية ‪ ،‬بَتوت‪ ،‬لبناف ‪ ، 8007 ،‬ص ص ‪.65- 85‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Friedmann (W) :Théorie Generale Du Droit : L,G,D,J, Paris , 1965 , PP ? 229-244.‬‬

‫‪24‬‬
‫الفقرة األكىل ‪:‬‬
‫مذىب اإلرادة ادلنفردة للدكلة ( نظرية التحديد الذايت )‬

‫قاؿ هبذه النظرية كل من الفقيو األؼباين "ىيغل " و " جورج لينك " و " اىرنج " و مؤداىا أف الدولة‬
‫ذات السيادة ال ديكن أف زبضع إلرادة أعلى من إرادهتا ‪ ،‬ألهنا بذلك تفقد اعتبارىا و كياهنا ‪ ،‬غَت أنو ديكن للدولة‬
‫أف تقيد إرادهتا من خبلؿ ما تنشئو من عبلقات مع الدوؿ األخرى ‪.‬‬
‫بتعبَت أخر يرى أصحاب ىذه النظرية أف القوة اؼبلزمة لقواعد القانوف الدوِف ترتكز على اإلرادة اؼبنفردة‬
‫لكل دولة من الدوؿ ‪ ،‬استنادا ؼبا تتمتع بو الدولة من السيادة اؼبطلقة ‪ ،‬األمر الذي ال ديكن معو إخضاعها لسلطة‬
‫أعلى منها ‪ ،‬لكنو أحياان الدولة ربد من سلطاهتا إبرادهتا اغبرة من أجل ربط عبلقات مع دوؿ أخرى ‪ ،‬ىذا التقييد‬
‫إلرادة الدولة إبرادهتا اغبرة ىو الذي دينح قواعد القانوف الدوِف القوة اؼبلزمة ‪.1‬‬
‫إنفاذا ؽبذه النظرية يف العمل القضائي تبنت ؿبكمة العدؿ الدائمة مفهوـ ىذه النظرية من خبلؿ حكمها‬
‫الشهَت يف قضية اللوتس سنة ‪ 1927‬أين جاء يف حكمها ‪... ":‬القواعد القانونية اليت تربط الدوؿ تنتج عن‬
‫إرادهتا ‪ ،‬و تظهر ىذه اإلرادة إما من االتفاقيات الدولية ‪ ،‬و إما من العرؼ اؼبتبع عموما ‪.2"...‬‬
‫يؤاخذ على ىذه النظرية أهنا تؤدي إُف عدـ استقرار األوضاع القانونية يف اجملتمع الدوِف ‪ ،‬ذلك أنو و‬
‫كنتيجة ؽبذه النظرية فأف أي دولة إبمكاهنا أف ال تلتزـ بقواعد القانوف الدوِف ‪،‬و ذلك دبجرد إعبلهنا عدـ التقيد‬
‫هبذه القواعد ‪ ،‬ماداـ أف التزامها بقواعد القانوف الدوِف منوط إبرادهتا وحدىا فقط ال غَت ‪ ،‬و ىو األمر الذي‬
‫سوؼ يتسبب يف ىدـ القانوف الدوِف العاـ من أساسو ‪ ،‬أضف إُف ذلك أف ىذه النظرية ذبعل قواعد القانوف‬
‫الدوِف تستمد قوهتا االلزامية من إرادة األشخاص الدين خيضعوف ؽبا ‪ ،‬بينما مهمة القانوف الدوِف العاـ ىي تقييد‬
‫ىذه اإلرادة ‪.‬‬
‫إف تطبيق نظرية التحديد الذايت يف تفسَت أساس القانوف الدوِف العاـ و ربطها للقوة اؼبلزمة ؽبذه القواعد‬
‫إبرادة الدولة وحدىا ‪ ،‬جيعل ىذه األخَتة دبا تتمتع بو من سيادة سهولة ربللها من ىذه القواعد ‪ ،‬إذا ما تعارضت‬
‫مع مواغبها و ىو أمر ال يستقيم و استمرارية قواعد القانوف الدوِف العاـ‪. 3‬‬

‫‪ 1‬عبد العزيز دمحم سرحاف ‪ :‬القانوف الدوِف العاـ ‪ ،‬اؼبرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 60‬‬
‫‪ 2‬علي زراقط ‪ :‬الوسيط يف القانوف الدوِف العاـ ‪ :‬الطبعة األوُف ‪ ،‬ؾبد اؼبؤسسة اعبامعية للدراسات و النشر و التوزيع ‪ ،‬بَتوت ‪،‬‬
‫لبناف ‪ 8088 ،‬ص ‪. 36‬‬
‫أنظر أيضا ‪:‬‬
‫إبراىيم بن داود ‪ :‬الوجيز يف قانوف العبلقات الدولية ‪ :‬دار الكتاب اغبديث ‪ ،‬اعبزائر ‪ ، 8009 ،‬ص ص ‪. 79-78‬‬
‫‪ 3‬للتوضيح يف ىذا الشأف أنظر "‬
‫عبد الكرًن علواف ‪ :‬الوسيط يف القانوف الدوِف العاـ ‪ :‬الكتاب األوؿ ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 69‬‬
‫‪25‬‬
‫الفقرة الثانية ‪:‬‬
‫مذىب اإلرادة ادلشرتكة للدكؿ ( نظرية اإلرادة ادلشرتكة أك اجلماعية للدكؿ )‬

‫وضع ىذه النظرية الفقيو األؼباين (‪ )Triepel‬و ىي ترى أف القوة اؼبلزمة لقواعد القانوف الدوِف تبٌت على‬
‫أساس اإلرادة اؼبشًتكة لكافة الدوؿ اؼبخاطبة بقواعد القانوف الدوِف ‪ ،‬ىذه األخَتة اليت تعلو على اإلرادة اؼبنفردة‬
‫لكل دولة ‪،‬و ابلنتيجة فإنو ال ديكن أف تكتس قواعد القانوف الدوِف صفة اإللزاـ من اإلرادة اؼبنفردة للدولة و إمنا‬
‫من توافر اإلرادة اؼبشًتكة للدوؿ ‪.1.‬‬
‫بوورة مبسطة فإف ىذه النظرية تقوـ على اعتبار إرادة الدوؿ ىي األساس الذي تستمد منو قواعد القانوف‬
‫الدوِف صفة اإللزاـ ‪ ،‬نتيجة عدـ وجود سلطة أعلى يف اجملتمع الدوِف تتوُف وضع ىذه القواعد ‪ ،‬و إلزاـ الدوؿ‬
‫إبتباعها كما ىو الشأف على اؼبستوى الوطٍت ‪،‬و عليو فإف إرباد إرادة الدوؿ ىو األساس الذي تستمد منو قواعد‬
‫القانوف الدوِف العاـ قوهتا اؼبلزمة ‪.‬‬
‫ىذه النظرية و إف كانت تفادت االنتقادات اؼبوجهة إُف مذىب اإلرادة اؼبنفردة إال أهنا َف تسلم بدورىا‬
‫من االنتقادات ىي أيضا ‪ ،‬فإذا كاف حسب أنوار ىذه النظرية مبدأ االلتزاـ بقواعد القانوف الدوِف العاـ مبٍت‬
‫كليا على اإلرادة اؼبشًتكة للدوؿ ‪ ،‬فما الذي دينع ىذه الدوؿ اليت سامهت يف إنشاء ىذه اإلرادة على عدـ‬
‫احًتامها و عدـ التقيد هبا مىت شاءت ‪.‬‬
‫لقد واجو أصحاب ىذه النظرية ىذا االنتقاد ابلقوؿ أف شعور الدوؿ ابرتباطها هبذه اإلرادة اعبماعية ىو‬
‫الذي يفرض عليها االلتزاـ بقواعد القانوف الدوِف ‪ ،‬لكن ىذا الرد عجز عن ربديد أساس ىذا الشعور اعبماعي‬
‫للدوؿ يف االرتباط ‪ ،‬فبا جعل ىذا العجز ديتد إُف ىذه النظرية يف حد ذاهتا ‪ ،‬إضافة إُف أف فكرة اإلرادة اعبماعية‬
‫اؼبشًتكة للدوؿ َف تتمكن من تفسَت التزاـ الدوؿ اؼبنضمة حديثا إُف اجملتمع الدوِف ‪ ،‬على الرغم من عدـ مشاركتها‬
‫يف وجود قواعد القانوف الدوِف العاـ ‪.2‬‬

‫‪ 1‬دمحم سامي عبد اغبميد ‪ :‬أصوؿ القانوف الدوِف العاـ ‪ :‬الطبعة الثالثة ‪ ،‬مكتبة مكاوي ‪ ،‬بَتوت ‪ ،‬لبناف ‪ ، 8976 ،‬ص ‪ 35‬و‬
‫ما بعدىا ‪.‬‬
‫‪ 2‬ألكثر توضيح أنظر ‪:‬‬
‫عبد الغٍت ؿبمود ‪ :‬القانوف الدوِف العاـ ‪ :‬الطبعة األوُف ‪ ،‬دار النهضة العربية ‪ ،‬القاىرة ‪ ،‬مور ‪ ، 8996 ،‬ص ص ‪. 88-88‬‬
‫‪RousseaU (CH),op,Cit, p 35‬‬ ‫أنظر أيضا ‪:‬‬
‫‪26‬‬
‫الفرع الثاين ‪:‬‬
‫ادلذىب ادلوضوعي ( ادلدرسة ادلوضوعية )‬

‫حبسب أنوار ىذا اؼبذىب فإف قواعد القانوف الدوِف العاـ ال تستمد قوهتا اؼبلزمة من إرادة الدوؿ و إمنا‬
‫تستمدىا من عوامل أخرى خارج ىذه اإلرادة ‪،‬لكنهم انقسموا إُف مدرستُت أو نظريتُت مها ‪ :‬نظرية تدرج القواعد‬
‫القانونية ‪ ،‬و نظرية التضامن االجتماعي ‪.1‬‬
‫الفقرة األكىل ‪:‬‬
‫نظرية تدرج القواعد القانونية ( ادلدرسة النمساكية – كلسن )‪:‬‬

‫تلقب أيضا ىذه اؼبدرسة ابؼبدرسة النمساوية و حبسب ىذا اؼبذىب فإنو لكل نظاـ قانوين قاعدة أساسية‬
‫يستند إليها ‪ ،‬و يف نفس الوقت يستمد قوتو اؼبلزمة منها ‪ ،‬و ابلتاِف فالقواعد القانونية ال ديكن تفسَتىا إال من‬
‫خبلؿ اسنادىا إُف قاعدة قانونية أخرى أعلى منها ‪ ،‬ىذه األخَتة بدورىا تستند إُف قواعد قانونية أعلى منها‬
‫األمر الذي جيعل القانوف حسب ىذه اؼبدرسة يكوف على شكل ىرـ يقع على قمتو قاعدة قانونية أساسية تستمد‬
‫منها كافة القواعد األخرى قوهتا اإللزامية ‪ ،‬و ىذه القاعدة القمية اليت تقع يف أعلى اؽبرـ ىي قاعدة قدسية االتفاؽ‬
‫و الوفاء ابلعهد ‪ ،‬و اليت ىي أساس االلتزاـ أبحكاـ القانوف الدوِف ‪.2‬‬
‫بتعبَت آخر و حبسب ىذه اؼبدرسة فإف القانوف الدوِف يستمد إلزاميتو من فكرة تدرج القواعد القانونية أين‬
‫تستمد القاعدة األدىن قوهتا اؼبلزمة من القاعدة اليت تعلوىا مباشرة ‪ ،‬ىذه األخَتة بدورىا تستمد قوهتا اؼبلزمة من‬
‫قاعدة أعلى منها ىي األخرى ‪،‬و ىكذا بشكل تدرجي و بشكل تواعدي حىت نول إُف القاعدة األساس اليت‬
‫أتيت يف قمة اؽبرـ القانوين ‪ ،‬و اليت ال تعلوىا أية قاعدة أخرى من الناحية اؼبنطقية ‪،‬و ىذه القاعدة ىي قاعدة العقد‬
‫شريعة اؼبتعاقدين أو قاعدة الوفاء ابلعهود ‪.3‬‬
‫حسب ىذه النظرية فإف االتفاؽ الدوِف يستمد قوتو من قاعدة العقد شريعة اؼبتعاقدين (( ‪pacta‬‬
‫‪، )) Sunt Servanda‬ىذه القاعدة ىي اليت تعطي ابقي فروع القانوف قوهتا اؼبلزمة ‪،‬و ىي القاعدة اليت تعد‬

‫‪ 1‬مفيد شهاب ‪ :‬القانوف الدوِف العاـ ‪ ،‬الطبعة الثانية ‪ ،‬دار النهضة العربية ‪ ،‬القاىرة ‪ ،‬مور ‪ ، 8985 ،‬ص ‪ 60‬و ما بعدىا‬
‫أنظر أيضا ‪:‬‬
‫صبلح الدين عامر ‪ :‬مقدمة لدراسات القانوف الدوِف العاـ ‪ :‬دار النهضة العربية ‪ ،‬القاىرة ‪ ،‬مور ‪ 835 ،‬و ما بعدىا ‪.‬‬
‫‪2‬أضبد دمحم رفعت ‪ :‬القانوف الدوِف العاـ ‪ :‬مركز جامعة القاىرة ‪ ، 8990 ،‬ص ص ‪. 78-70‬‬
‫أنظر أيضا ‪:‬‬
‫‪Whitton (JB) : La Règle Pacta Sunt Servanda :R,G,D,I,P,1934 –lll , PP151-275.‬‬
‫‪Sibert (M) : La Principe Pecta Sunt Servanda a‟ Partir du Moyen age Jusqu „ au débuts des temps modernes :‬‬
‫‪The Indian Yearbook Of International Affairs , 1956 , PP 38-45 .‬‬
‫‪3‬‬
‫‪Hans (Kelsen) : Principles Of International Law : Sécond éd , Holt ,Rinehard And Winston , Newyork ,‬‬
‫‪1966,P179.‬‬

‫‪27‬‬
‫جزء من القانوف الدوِف العاـ ‪،‬و تبعا لذلك كانت ىذه األخَتة ؽبا أولوية التطبيق يف حالة تعارضها مع قاعدة‬
‫قانونية داخلية‪. 1‬‬
‫انتقدت ىذه النظرية لكوهنا أعطت تفسَتا ألساس اإللزاـ لقواعد القانوف الدوِف االتفاقية منها فقط‬
‫لكنها عجزت عن إعطاء ىذا التفسَت لقواعد القانوف الدوِف العاـ األخرى كالقواعد العرفية ‪ ،‬إضافة إُف ذلك فإف‬
‫االعتماد على قاعدة العقد شريعة اؼبتعاقدين يف توضيح أساس اإللزاـ لقواعد القانوف الدوِف العاـ غَت كاؼ إذا‬
‫عرفنا أف ىذه القاعدة يف حد ذاهتا ال تكتمل إال ابالستناد إُف مبادئ أخرى كالعدالة و حسن النية و غَتىا‪،‬كما‬
‫أف اؽبرـ القانوين اؼبعتمد يف ىذه النظرية و الذي من خبللو تتسلسل القواعد القانونية تدرجييا ما ىو إال ؾبرد‬
‫افًتاض غَت واقعي و ال يبُت مودر نشوء القانوف الدوِف العاـ ‪.2‬‬
‫أيضا من النقد اؼبوجو ؽبذه النظرية أهنا َف تبُت القاعدة األساسية اليت تستند إليها قاعدة أعلى اؽبرـ يف‬
‫تبياف أساس إلزاـ قواعد القانوف الدوِف ‪ ،‬ىذا إذا صدقنا جدال بوجود القاعدة األساسية ‪.‬‬

‫الفقرة الثانية ‪:‬‬


‫نظرية التضامن االجتماعي ( النظرية الفرنسية – دجيي )‬

‫تلقب أيضا ىذه النظرية دبذىب اغبدث االجتماعي و حبسب أنوار ىذه النظرية فإف القانوف ليس تعبَت‬
‫عن إرادة و إمنا ىو نتاج للمجتمع يفرض نفسو على اؼبخاطبُت أبحكامو ‪ ،‬و لذلك فالقانوف مهما كاف داخليا أو‬
‫دوليا ما ىو إال قواعد للسلوؾ االجتماعي فرضها الواقع االجتماعي نفسو ‪ ،‬و أف أساس القوة اؼبلزمة للقواعد‬
‫القانونية بنوعيها الداخلي و الدوِف ىو التضامن اؼبنش ؽبذه القواعد ‪.3‬‬
‫يبلحظ على ىذه النظرية أهنا تقوـ على عدـ االعًتاؼ ابلسيادة و الشخوية القانونية للدولة ‪ ،‬على‬
‫اعتبار وحبسب أنوار ىذه اؼبدرسة أف الشخوية القانونية ال تثبت إال لؤلفراد الدين ؽبم وحدىم اإلرادة ‪ ،‬و ابلتاِف‬
‫فهي كنتيجة تنكر على الدولة إرادهتا يف خلق القاعدة القانونية الدولية ‪ ،‬بدليل أف القانوف سبق الدولة من حيث‬
‫الوجود ‪.‬‬
‫انتقدت ىذه النظرية لكوهنا اعتمدت على أساس فلسفي يف تفسَتىا لوجود القانوف ‪ ،‬لكنها عجزت عن‬
‫إعطاء ما يولح كأساس لتفسَت القوة اؼبلزمة لقواعد القانوف الدوِف العاـ ‪.‬‬

‫‪ 1‬دمحم سامي عبد اغبميد ‪ :‬أصوؿ القانوف الدوِف العاـ – القاعدة الدولية ‪ ، :‬اعبزء الثاين ‪ ،‬الطبعة السادسة ‪ ، ،‬الدار اعبامعية‬
‫اإلسكندرية ‪ ، 8986 ،‬ص ‪ 58‬ز ما بعدىا ‪.‬‬
‫‪2‬عبد العزيز دمحم سرحاف ‪ :‬القانوف الدوِف العاـ ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ص ‪. 68- 67‬‬
‫‪3‬صباؿ عبد الناصر مانع ‪ :‬القانوف الدوِف العاـ – اؼبدخل و اؼبوادر ‪ :‬اعبزء األوؿ ‪ ،‬ص ‪37‬‬
‫‪28‬‬
‫الفرع الثالث ‪:‬‬
‫النظرايت األخرل يف تفسري أساس القانوف الدكيل العاـ‬

‫إُف جانب النظرايت أعبله ظهرت نظرايت أخرى أقل أمهية يف ؿباولة منها لتفسَت القوة اؼبلزمة لقواعد‬
‫القانوف الدوِف العاـ نستعرضها فيما يلي ‪:‬‬
‫الفقرة األكىل ‪:‬‬
‫نظرية ادلصلحة‬

‫يرى أصحاب ىذه النظرية أف اؼبولحة ىي أساس قياـ العبلقات الدولية ‪ ،‬و ىي يف نفس الوقت مودر‬
‫التزاـ ىذه الدوؿ بقواعد القانوف الدوِف العاـ ‪.‬‬
‫يبلحظ على ىذه النظرية أهنا تؤسس لرأيها ىذا من خبلؿ واقع العبلقات الدولية اؼبعاصرة ‪ ،‬كما أف‬
‫مودر التزاـ الدوؿ حسب أنوار ىذا االذباه يعود غبرص ىذه الدوؿ على ضباية مواغبها و ليس اقتناعها‬
‫بفحوى ىذه القواعد و غايتها ‪.1‬‬
‫انتقدت ىذه النظرية كوهنا ال تولح أف تكوف أساس القانوف الدوِف العاـ يف الواقع ‪ ،‬ذلك أف اؼبولحة‬
‫تتغَت حسب الظروؼ ‪ ،‬كما أف ما تعتربه السياسة ربت أتثَت اؼبولحة قد يتعارض و مبادئ و أحكاـ القانوف‬
‫الدوِف العاـ ‪ ،‬كما أف ىذه النظرية َف تتمكن من اجياد معيار للتميز بواسطتو اؼبولحة اؼبشروعة من غَتىا ‪،‬و ىي‬
‫كلها انتقادات أبعدت األخذ هبذه النظرية كأساس للقانوف الدوِف العاـ ‪.‬‬

‫الفقرة الثانية ‪:‬‬


‫نظرية التوازف السياسي‬

‫جاءت ىذه النظرية كًتصبة للسياسة األوروبية اليت مت اعتمادىا يف معاىدة وستفاليا لعاـ ‪، 1648‬و اليت‬
‫من أىم معاؼبها عدـ السماح ألية دولة ابلوصوؿ إُف قدر من القوة أعلى من الدوؿ األخرى ‪ ،‬حبيث توبح هتدد‬
‫هبا ىذه الدوؿ من خبلؿ التوسع و الغزو ‪،‬و ابلتاِف يكمن ؿبتوى ىذه النظرية يف اغبفاظ على توازف موازين القوى‬
‫بُت الدوؿ األوروبية اؼبتوارعة ابلشكل الذي حيقق السلم و األمن للجميع ‪.2‬‬

‫‪1‬دمحم اجملدوب ‪ :‬االقانوف الدوِف العاـ ‪:‬الطبعة ‪ ،6‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 898‬‬
‫‪2‬والء فايز اؽبندي ‪:‬اإلعبلـ و القانوف الدوِف ‪:‬الطبعة األوُف ‪ ،‬دار اسامة للنشر و التوزيع ‪ ،‬عماف ‪ ،‬األردف ‪ ، 8088 ،‬ص‪95‬‬
‫‪29‬‬
‫انتقدت ىذه النظرية لكوهنا تقوـ على فكرة سياسية ‪ ،‬ىذه األخَتة غَت مستقرة ‪ ،‬كما أف فكرة التوازف‬
‫ؿبور ىذه النظرية هتتم فقط ابلدوؿ الكربى ال غَت ‪،‬و ابلتاِف ال ديكن ؽبذه النظرية أف تكوف أساسا للقانوف الدوِف‬
‫‪1‬‬
‫العاـ ‪.‬‬
‫الفقرة الثالثة ‪:‬‬
‫نظرية احلقوؽ األساسية‬

‫يرى أصحاب ىذه النظرية أف اغبقوؽ األساسية عبميع الدوؿ األعضاء يف اجملتمع الدوِف ىي اليت توجو‬
‫إرادة ىذه الدوؿ يف التمسك هبذه اغبقوؽ ‪،‬و ابلتاِف خلق قواعد القانوف الدوِف و االلتزاـ هبا‪ ،‬و ىذه اغبقوؽ‬
‫تشمل كل من حق البقاء و االستقبلؿ و السيادة و اؼبساواة و االخًتاع و اغبق يف التجارة الدولية ‪ ،‬و ىي حقوؽ‬
‫تشبو إُف حد كبَت اغبقوؽ اؼبكرسة يف النظم التشريعية الداخلية ‪ ،‬و ابلتاِف تعد اغبقوؽ األساسية للدوؿ مودرا‬
‫لبللتزاـ يف القانوف الدوِف العاـ ‪.‬‬
‫اؼببلحظ أف أنوار ىذه النظرية اتفقوا على اغبقوؽ األساسية اليت جيب أف تتمتع هبا صبيع الدوؿ لكنهم‬
‫اختلفوا حوؿ ربديد اغبقوؽ اليت تتمتع هبا الدوؿ ‪ ،‬فمنهم من قورىا على حقُت فقط و مها حقي االستقبلؿ و‬
‫االحًتاـ ‪ ،‬و منهم من قورىا على حق واحد وىو حق السيادة ‪.‬‬
‫انتقدت ىذه النظرية لعجزىا عن حور اغبقوؽ األساسية اليت سبتع هبا الدوؿ ‪.‬‬

‫الفقرة الرابعة ‪:‬‬


‫نظرية القوة‬

‫تقوـ ىذه النظرية على فكرة القوة و ذلك انطبلقا من واقع العبلقات الدولية القائم على منطق القوة ‪ ،‬و‬
‫حبسب أنوار ىذه النظرية فإف الدولة و ما تتمتع بو من سيادة حيق ؽبا فعل ما تشاء من غَت اػبضوع ألي سلطة‬
‫تعلوىا أو ىيئة أعلى منها ‪ ،‬و ذلك ربقيقا ؼبواغبها اػباصة ‪ ،‬فإذا تعارضت ىذه األخَتة مع مواٌف دولة أخرى‬
‫فبل سبيل غبل النزاع بينهما إال ابللجوء إُف القوة ‪ ،‬و حىت االتفاقيات اؼبربمة بُت الدوؿ قائمة على القوة‪.‬‬
‫انتقدت ىذه النظرية على أساس أف قواعد القانوف الدوِف تنش على أسس سلمية بعيدة عن القوة‪.2‬‬

‫‪ 1‬أضبد اسكندري –دمحم انصر بوغزالة ‪ :‬ؿباضرات يف القانوف الدوِف العاـ ‪:‬الطبعة األوُف‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 76‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Cavaglieri (A) : Les Règles Générales Du Droit de LA Paix : R,C,A,D , Vol 2, 1929 , pp 315-583 .‬‬
‫أنظر أيضا ‪:‬‬
‫صبا ؿبي الدين ‪ :‬القانوف الدوِف العاـ – اؼبوادر القانونية ‪ :‬دار اعبامعة اعبديدة ‪ ،‬اإلسكندرية ‪ ، 8009 ،‬ص ص ‪58-50‬‬
‫‪30‬‬
‫الفقرة اخلامسة ‪:‬‬
‫النظرية ادلاركسية( االشرتاكية )‬

‫تقوـ ىذه النظرية على أساس ربليل قواعد القانوف الدوِف العاـ من خبلؿ العوامل االقتوادية و السياسية‬
‫و ابلتاِف ضرورة التسليم بوجود حد أدىن من االتفاؽ بُت الدوؿ اليت تنتمي إُف نظامُت ـبتلفُت ‪ ،‬ىذا االتفاؽ يعد‬
‫دبثابة التعايش بُت النظامُت اؼبختلفُت ‪،‬كما أف ىذا االتفاؽ ىو الذي يضفي صفة اإللزاـ على قواعد القانوف‬
‫الدوِف العاـ ‪.‬‬
‫حبسب أنوار ىذه النظرية فإف قواعد القانوف الدوِف العاـ تستمد صفتها اإللزامية من خبلؿ وجود الوراع‬
‫و التعايش بُت اؼبعسكرين الرأظباِف و االشًتاكي ‪.‬‬
‫انتقدت ىذه النظرية لكوهنا جاءت إابف القطبية الثنائية و ىو الوضع الغَت متوفر حاليا ‪.‬‬

‫الفقرة السادسة ‪:‬‬


‫النظرية االسالمية‬

‫حبسب أنوار ىذه النظرية فإف قواعد القانوف الدوِف العاـ تستمد الزاميتها من مبدأ الوفاء ابلعهد موداقا‬
‫لقولو تعاُف " وأوفوا ابلعهد إف العهد كاف مسئوال " ذلك أف العهد ال غٌت عنو لضبط العبلقات و أساس صبيع‬
‫اؼبعامبلت ‪ ،‬و ىو يشكل عامل ثقة يف العبلقات الدولية ‪.1‬‬

‫الفقرة السابعة ‪:‬‬


‫نظرية القانوف الطبيعي ‪.‬‬

‫تقوـ ىذه النظرية على أساس وجود قواعد طبيعية أزلية تتعلق ابلبيئة اليت يعيش فيها اإلنساف ‪ ،‬تتغَت و‬
‫تتطور بتغَت الزماف و اؼبكاف ‪،‬يكشف عنها عقل اإلنساف من أجل ربقيق العدالة و سبثل النسق اؼبنطقي الذي تسَت‬
‫عليو طبيعة األشياء ‪،‬و من أمثلة ىذه القواعد اليت ربكم العبلقات الدولية قاعدة اغبق الطبيعي يف الدفاع الشرعي ‪،‬‬
‫ربرًن إابدة اعبنس البشري ‪ ،‬قاعدة حسن النية ‪.2‬‬

‫‪1‬صباح لطيف الكربوِف ‪ :‬اؼبعاىدات الدولية – إلزامية تنفيذىا يف الفقو اإلسبلمي و القانوف الدوِف ‪ :‬الطبعة األوُف ‪ ،‬دار دجلة ‪،‬‬
‫عماف ‪ ،‬األردف ‪ ، 8088 ،‬ص ص ‪. 98-78‬‬
‫‪ 2‬صباؿ ؿبي الدين ‪ :‬مبادئ القانوف الدوِف العاـ ‪ :‬روائع ؾبدالوي ‪ ،‬عماف ‪ ،‬األردف ‪ ، 8009 ،‬ص ‪. 89‬‬
‫أنظر أيضا ‪ :‬على زراقط ‪ :‬الوسيط يف القانوف الدوِف العاـ ‪ :‬الطبعة األوُف ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ص ‪36-35‬‬
‫‪31‬‬
‫ادلطلب الثاين‪:‬‬
‫العالقة بني القانوف الدكيل العاـ ك القانوف الداخلي‬

‫أاثرت عبلقة القانوف الدوِف العاـ ابلقانوف الوطٍت جدال واسعا بُت فقهاء القانوف ‪ ،‬و سبحور ىذا اػببلؼ‬
‫حوؿ أولوية التطبيق بُت القانونُت ‪ ،‬إضافة إُف مشكلة التنازع الذي قد يتعرض لو القاضي الوطٍت ‪ ،‬فهل توجد‬
‫عبلقة بُت القانونُت ؟‪ ،‬أـ ىي عبلقة مساواة ‪،‬أـ استقبلؿ ‪ ،‬أـ عبلقة اندماج و وحدة ‪ ،‬و يف كل األحواؿ ما ىي‬
‫اآلاثر اؼبًتتبة عن ىذه العبلقة ؟ ‪.‬‬
‫إف حبث فقهاء القانوف للعبلقة ما بُت القانوف الدوِف العاـ و القانوف الداخلي من الناحية النظرية قبم عنو‬
‫نظريتاف أساسيتاف ‪ ،‬مها نظرية ازدواجية القانوف ( الفرع األوؿ)‪،‬و نظرية وحدة القانوف ( الفرع الثاين)‪،‬و تتوسط‬
‫ىاتُت النظريتُت نظرية التنسيق( الفرع الثالث) ‪.‬‬

‫الفرع األكؿ ‪:‬‬


‫نظرية ازدكاجية القانوف‬

‫دافع عن ىذه النظرية أنوار اؼبدرسة الوضعية اإلرادية و السيما الفقيهاف " تريبل و شًتوب " و الفقيو‬
‫اإليطاِف "أنزلويت " ‪ ،‬و حبسب أنوار ىذه النظرية فإف قواعد القانوف الدوِف العاـ و القانوف الداخلي يشكلوف‬
‫نظامُت قانونيُت مستقلُت متمايزين و منفولُت سباما عن بعضهما البعض ‪ ،‬سواء من حيث اعبوىر أو األساس أو‬
‫األشخاص أو اؼبودر ‪.‬‬
‫شرحا لنظريتهم يؤكد أنوار ىذه اؼبدرسة أف فبيزات االختبلؼ بُت القانونُت تكمن يف أف لكل منهما‬
‫موضوعاتو اػباصة ‪ ،‬وموادره اؼبستقلة ‪ ،‬و نطاقو اػباص و يقود بذلك ؾباؿ تطبيقو ‪ ،‬بل أكثر من ذلك فإف‬
‫لكل نظاـ قانوين أجهزتو القضائية اػباصة ‪،‬و ابلتاِف ال ؾباؿ ألف خيتلط أحدمها ابألخر ‪ ،‬و ال خيضع أي منهما‬
‫ألي نظاـ أعلى منو‪.‬‬
‫الفقرة األكىل ‪:‬‬
‫االختالؼ من حيث ادلصادر‬

‫يستمد القانوف الداخلي مودره من إرادة الدولة فبثلة يف السلطة التشريعية ‪ ،‬بينما القانوف الدوِف يستمد‬
‫مودره من االتفاقات و اؼبعاىدات الدولية و العرؼ الدوِف‪،‬و بعبارة أدؽ فإف موادر القانوف الداخلي ىي اإلرادة‬
‫اؼبنفردة للدولة ‪،‬بينما ابلنسبة للقانوف الدوِف العاـ ىي اإلرادة اؼبشًتكة للمجتمع الدوِف ‪.‬‬

‫‪32‬‬
‫الفقرة الثانية ‪:‬‬
‫االختالؼ من حيث ادلوضوع‬

‫لكل من القانونُت موضوعاتو اػباصة و اؼبتباينة أيضا ‪ ،‬فالقانوف الداخلي ينظم العبلقات بُت األفراد فيما‬
‫بينهم داخل الدولة ‪ ،‬أما القانوف الدوِف العاـ فينظم عبلقات الدوؿ بعضها ببعض سواء وقت السلم أو وقت‬
‫اغبرب أو النزاع اؼبسلح ‪ ،‬كما يتوُف ىذا القانوف ابلتنظيم عبلقات الدوؿ ابؼبنظمات الدولية ‪ ،‬و عبلقة ىذه األخَتة‬
‫فيما بينها على اختبلؼ نطاقها اإلقليمي ‪ ،‬و أيضا ديتد القانوف الدوِف لينظم العبلقة بُت الدوؿ و األفراد على‬
‫أساس أف الفرد أصبح من أشخاص القانوف الدوِف يف عوران اغباِف‪.1‬‬

‫الفقرة الثالثة ‪:‬‬


‫اختالؼ طبيعة البناء القانوين لكل منهما ‪.‬‬

‫يشمل البناء القانوين للقانوف الداخلي على عدة ىيئات تقوـ بفرض احًتاـ القانوف كاحملاكم و السلطات‬
‫التنفيذية ‪ ،‬بينما القانوف الدوِف فبل نشاىد لو مثل ىذه اؽبيئات ‪ ،‬فإف وجد بعضها فإنو ال يعدو أف يكوف بدائيا ‪.‬‬
‫الفقرة الرابعة ‪:‬‬
‫اختالؼ األجهزة القضائية لكل من القانونيني ‪.‬‬

‫القانوف الداخلي لو جهاز قضائي مهمتو تطبيق أحكاـ القانوف و تفسَتىا و فرض اعبزاءات اؼبناسبة على‬
‫اؼبخالفُت ؽبا ‪،‬و يستمد ىذا اعبهاز القضائي فعاليتو من سلطة تشريعية تشرع القوانُت ‪ ،‬و سلطة تنفيذية تضمن‬
‫تنفيذىا ‪ ،‬حىت ابستعماؿ القوة اعبربية ‪ ،‬أما ابلنسبة للقانوف الدوِف فإنو و أف كاف يتوفر على جهاز قضائي و ىي‬
‫ؿبكمة العدؿ الدولية فإنو يفتقد إُف سلطة تنفيذية تنفذ أحكامها ‪،‬بل أف ىذه األخَتة غَت ملزمة أصبل و ىي‬
‫استشارية فقط ‪،‬و َف تول بعد إُف وضع آلية اثبتة لتنفيذ أحكاـ القضاء الدوِف اعبنائي ‪.‬‬
‫إف أىم النتائج اؼبًتتبة على تطبيق ىذه النظرية تكمن يف أف اؼبعاىدات الدولية ال تعد جزء من القانوف‬
‫الداخلي إال إذا سبت اؼبوادقة عليها من الدولة ‪ ،‬عن طريق آليتها اؼببينة يف دساتَتىا الداخلية ‪ ،‬و نشرىا كما ىو‬
‫الشأف ابلنسبة للقانوف الداخلي ‪ ،‬و يًتتب على غياب اؼبوادقة و النشر للمعاىدة على مستوى الدولة فقداهنا‬

‫‪ 1‬ألكثر توضيح أنظر ‪:‬‬


‫دمحم يوسف علواف ‪ :‬القانوف الدوِف العاـ ‪ -:‬اؼبقدمة و اؼبوادر الطبعة الثالثة ‪ :‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪883‬‬
‫أضبد بلقاسم ‪ :‬القانوف الدوِف العاـ – اؼبفهوـ و اؼبوادر الطبعة الرابعة ‪ ،‬دار ىومة ‪ ،‬اعبزائر ‪ ، 8088،‬ص ص ‪. 88-88‬‬
‫‪33‬‬
‫لقوهتا اإللزامية ‪،‬و ابلتبعية عدـ نفاذىا للتشريعات داخل الدولة ‪ ،‬بل أكثر من ذلك فإنو يف حالة التعارض ما بُت‬
‫القانونُت و تبعا ؽبذه النظرية يستبعد القانوف الدوِف ‪ ،‬األمر الذي ينجم عنو قياـ مسؤولية الدولة إلخبلؽبا أبحكاـ‬
‫القانوف الدوِف ‪ ،1‬و قد انتقدت ىذه النظرية و خاصة من قبل أنوار نظرية وحدة القانوف و ديكن حور ىذه‬
‫االنتقادات فيما يلي ‪:‬‬
‫‪ -‬أف القوؿ ابستقبلؿ القانونُت من حيث اؼبوادر فيو خلط بُت أصل القاعدة القانونية و عوامل التعبَت‬
‫عنها كما قاؿ الفقيو جورج سيل ‪ ،‬إضافة إُف أف القانوف بوفة عامة ليس من خلق الدولة بل ىو نتاج اغبياة‬
‫االجتماعية ‪،‬و إمنا الفرؽ الوحيد بُت القانونُت فقط ىو طريقة التعبَت عن كل منهما ( اؼبعاىدات يف القانوف الدوِف‬
‫و التشريع يف القانوف الداخلي ) ‪ ،‬و ابلتبعية فإف االختبلؼ يف طريقة التعبَت لكل قانوف ال يؤدي إُف الفول‬
‫بينهما ‪.‬‬
‫‪ -‬فيما خيص الدفع ابختبلؼ طبيعة تركيب كل من النظامُت ‪ ،‬فهذا االختبلؼ شكلي فقط يتعلق‬
‫بدرجة تنظيم كل منهما ‪ ،‬و ليس اختبلؼ جدري يتعلق بطبيعة كل منهما ‪.‬‬
‫‪ -‬فيما خيص الدفع ابختبلؼ أشخاص القانونيُت ‪ ،‬فهو دفع مردود على أصحابو ذلك أف قواعد كبل‬
‫القانونُت زباطب أشخاصا ـبتلفُت ‪ ،‬و مثاؿ ذلك أف القانوف الداخلي يقسم إُف عاـ و خاص أين زباطب ىذه‬
‫القواعد األشخاص العامُت يف الدولة ‪،‬كما زباطب األفراد و غَتىم من أشخاص القانوف اػباص ‪.‬‬

‫الفرع الثاين ‪:‬‬


‫نظرية كحدة القانوف‬
‫يرى أصحاب ىذه النظرية أنو ال فرؽ بُت القانونيُت بل أكثر من ذلك أهنما ديثبلف ظاىرتُت يف قانوف‬
‫واحد ‪ ،‬دبعٌت أخر أف قواعد كل من القانونُت تندمج يف نظاـ واحد و تتدرج من حيث القوة ‪،‬و ىي بذلك تشكل‬
‫وحدة واحدة غَت قابلة للتجزئة ‪،‬و ابلتاِف فالقانونُت يشكبلف فرعاف لنظاـ واحد ‪ ،‬وىو األمر الذي ديكننا من‬
‫تفادي التعارض بُت القانونُت ‪ ،2‬و عليو فالقاعدة القانونية واحدة يف جوىرىا و إف اختلف ؾباؿ تطبيقها ‪ ،‬و ال‬
‫ينبغي اػبلط بُت الشكل و اؼبضموف ‪.‬‬

‫‪1‬أضبد اسكندري – دمحم انصر بوغزالة ‪ :‬ؿباضرات يف القانوف الدوِف العاـ ‪:‬الطبعة األوُف ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ص ‪58-68‬‬
‫‪ 2‬للتوضيح أكثر أنظر ‪:‬‬
‫علي إبراىيم ‪ :‬النظاـ القانوين الدوِف و النظاـ القانوين الداخلي صراع أـ تكامل ‪ :‬دار النهضة العربية ‪ ،‬مور ‪ ، 8995 ،‬ص ‪87‬‬
‫و ما بعدىا ‪.‬‬
‫أنظر أيضا ‪:‬‬
‫‪Sperduti (G) : Dualism and monism a confrontation to be overcomed: Mel , Miaja de la Meula , 1979 ,PP 459-‬‬
‫‪476.‬‬

‫‪34‬‬
‫انتقدت ىذه النظرية لكوهنا يف حالة تطبيقها يف الواقع تؤدي إُف إنكار الوفة اؼبلزمة لقواعد القانوف‬
‫الدوِف ‪ ،‬و حىت القوؿ بعدـ وجود القانوف الدوِف أصبل ‪.‬‬
‫يبلحظ على أصحاب ىذه النظرية أنو و رغم اتفاقهم على وحدة قواعد القانوف الدوِف و الداخلي و‬
‫تشكيلهما لنظاـ قانوين واحد ‪ ،‬إال أهنم اختلفوا من حيث أولوية تطبيق قواعد أحدمها عن األخر ‪ ،‬دبعٌت أخر‬
‫أي الفرعُت أعلى من األخر و انقسموا نتيجة لذلك إُف رأيُت مها ‪:‬‬

‫الفقرة األكىل ‪:‬‬


‫كحدة القانونني مع سيادة القانوف الدكيل‬

‫يرى أنوار ىذا الرأي من الفقهاء و ىو كل من "دجيي " و" جورج سيل" و "كليفر " و " كلسن " و‬
‫آخروف أف قواعد القانونُت الدوِف و الداخلي يشكلوف وحدة واحدة غَت قابلة للتجزئة ‪ ،‬و مها قانونيُت لنظاـ‬
‫قانوين واحد ‪ ،‬و ابلنتيجة ال يوجد أي اختبلؼ بينهما من صبيع النواحي سواء من حيث اؼبوادر أو اؼبوضوع ‪،‬وال‬
‫الطبيعة القانونية لكل منهما ‪.‬‬
‫استنادا على ما سبق عرضو يرى أصحاب ىذا الرأي أف القانوف الدوِف ىو جزء من قانوف الدولة ‪ ،‬ىذا‬
‫األخَت الذي يقسم إُف عاـ و خاص ‪ ،‬و يتوُف ىذا اعبزء من القانوف الداخلي تنظيم عبلقات الدولة مع غَتىا من‬
‫الدوؿ ‪ ،‬مع احتفاظ ىذا اعبزء بسموه على القانوف الداخلي ‪ ،‬طبقا لقاعدة ظبو القانوف الدوِف على الداخلي اليت‬
‫تعد اغبل األنسب يف حالة وجود تعارض ؿبتمل بُت القانونُت الداخلي و الدوِف ‪.1‬‬
‫انتقد ىذا الرأي بسبب القوؿ أف القانوف الدوِف يسمو على القانوف الداخلي ‪ ،‬و أف قاعدة القانوف الدوِف‬
‫تنسخ ما يعارضو من قوانُت داخلية ‪ ،‬و ذلك بسبب أف ىذا القوؿ منايف للواقع يف اجملالُت الدستوري و الدوِف ‪ ،‬و‬
‫دليل ذلك أف الدوؿ حىت إذا سلمت بسيادة القانوف الدوِف ‪ ،‬فإف قواعد ىذا األخَت ال تسري على اؼبستوى‬
‫الداخلي إال بعد اؼبوادقة على أحكاـ ىذه القواعد و نشرىا ‪ ،‬كما ىو مبُت يف دساتَتىا الوطنية و ىو ما يعرؼ‬
‫بنظاـ الدمج ‪.‬‬
‫كذلك أف ىذا الرأي يتناىف و النسق التارخيي ‪ ،‬حبيث إذا صدقنا جدال هبذا الرأي سنفضي إُف نتيجة‬
‫مفادىا أف القانوف الداخلي ىو فرع من فروع القانوف الدوِف ‪،‬و ىذا ؾبايف للحقيقة التارخيية ‪،‬كوف األوؿ ظهر قبل‬
‫ظهور القانوف الدوِف ‪.‬‬

‫‪ 1‬أنظر يف ىذا الشأف ‪:‬‬


‫دمحم بوسلطاف ‪ :‬مبادئ القانوف الدوِف العاـ ‪ :‬اعبزء األوؿ ‪ ،‬الطبعة الثالثة ‪ ،‬ديواف اؼبطبوعات اعبامعية ‪ ،‬اعبزائر ‪ ، 8007 ،‬ص ‪،‬‬
‫‪. 37‬‬
‫صباؿ ؿبي الدين ‪ :‬مبادئ القانوف الدوِف العاـ ‪ :‬روائع ؾبدالوي‪ :‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ص ‪. 880-889‬‬
‫‪35‬‬
‫الفقرة الثانية ‪:‬‬
‫كحدة القانونيني مع سيادة القانوف الوطين‬

‫يتزعم ىذا الرأي كل من الفقهاء " كوفماف " و " فَتانديَت" و الفقيو السوفيايت "(‪ )kotliarevky‬و‬
‫حبسبهم فإف القاعدة األساسية العامة اليت تعد أساسا للقانوف مثبتة يف القانوف الداخلي و يف دستور الدولة ابلذات‬
‫‪،‬و يدعموف ىذا الرأي بكوف الدولة إبرادهتا اغبرة ىي اليت ربدد التزاماهتا الدولية ‪،‬من خبلؿ أنو ال توجد أي‬
‫سلطة عليا تعلو سلطة الدولة ربدد ىذه االلتزامات ‪ ،‬أضف إُف ذلك أف دستور الدولة لو وحده اختواص ربديد‬
‫من لو سلطة ابراـ اؼبعاىدات ابسم الدولة ‪،‬و ابلتاِف فالقانوف الدوِف العاـ يتفرع عن القانوف الداخلي ‪.‬‬
‫دبعٌت أخر أف أنوار ىذا الرأي يتفقوف على وحدة القانونُت لكنهم يرجحوف كفة القانوف الداخلي على‬
‫القانوف الدوِف من حيث التطبيق يف حالة التعارض‪.‬‬
‫انتقدت ىذه النظرية لكوهنا قيدت التزامات الدولة يف دستورىا ‪ ،‬لكن ىذا األخَت ديكن تعديلو أو إلغائو‬
‫بينما التزامات الدولة تبقى سارية ‪،‬مادامت الدولة قائمة بشخويتها القانونية ‪،‬كما أنتقد ىذا الرأي أيضا لكونو َف‬
‫يعط تفسَتا فيما خيص التزاـ الدولة دبوادر القانوف الدوِف األخرى كالعرؼ الذي ال خيضع ألحكاـ اؼبوادقة و‬
‫النشر كما ىو ابلنسبة للمعاىدات يف دستور الدولة ‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪:‬‬
‫نظرايت التنسيق‬

‫إُف جانب النظريتُت السابقتُت ظهرت بعض اآلراء الفقهية كحل وسط بُت النظريتُت السابقتُت و يتمثل‬
‫ىذا اغبل يف اإلدماج و التنسيق ‪ ،‬و توضيحا ؼبسعاىم ىذا أكدوا أف لكل من القانوف الداخلي و القانوف الدوِف‬
‫نطاقو اػباص و كل منهما أظبى من اآلخر يف ؾباؿ تطبيقو أو ميدانو و ال يوجد أي تعارض بينهما عند استبعاد‬
‫القانوف الداخلي ‪ ،‬بل أن و يف اغبالة العكسية أي التمسك ابلقانوف الوطٍت يف مواجهة القانوف الدوِف يؤدي اُف قياـ‬
‫اؼبسؤولية الدولية للدولة كما نوت عليو اؼبادة ‪ 27‬من اتفاقية فينا لقانوف اؼبعاىدات لعاـ ‪ 1969‬و ‪ 1986‬كما‬
‫يلي "ال جيوز لطرؼ يف معاىدة أف يتمسك بقانونو الداخلي كسبب لعدـ تنفيذ ىذه اؼبعاىدة "ىذا من جهة ‪.‬‬
‫من جهة أخرى فقد اكدت اعبمعية العامة لؤلمم اؼبتحدة ىذا الرأي من خبلؿ تضمينو يف اإلعبلف حبقوؽ‬
‫وواجبات الدوؿ و ذلك دبوجب اؼبادة ‪ 13‬منو و ذلك كما يلي ‪ ":‬من واجب كل دولة أف تنفذ التزاماهتا التعاقدية‬
‫و كل االلتزامات الدولية األخرى حبسن نية ‪ ،‬و ال ديكنها التذرع أبحكاـ قانوهنا الداخلي كحجة لفشلها يف القياـ‬
‫بذلك الواجب "‬
‫الباب الثاين ‪:‬‬

‫‪36‬‬
‫مصادر القانوف الدكيل العاـ‬

‫على غرار القانوف الداخلي للقانوف الدوِف العاـ أيضا موادر يستمد منها قواعده و ابلتاِف استوجب‬
‫توضيح ىذه األخَتة ‪ ،‬و يف ىذا الشأف و ابلرجوع إُف نص اؼبادة ‪ 38‬من النظاـ األساسي حملكمة العدؿ الدولية‬
‫قبد أهنا تضمنت ىذه اؼبوادر أين نوت على ‪:‬‬
‫‪" -1‬وظيفة احملكمة أف تفول يف اؼبنازعات اليت ترفع إليها وفقا ألحكاـ القانوف الدوِف و ىي تطبق يف‬
‫ىذا الشأف ‪:‬‬
‫أ‪ -‬االتفاقات الدولية العامة و اػباصة و اليت تضع قواعد معًتؼ هبا صراحة من جانب الدوؿ اؼبتنازعة‬
‫ب‪ -‬العادات الدولية اؼبرعية اؼبعتربة دبثابة قانوف دؿ عليو تواتر االستعماؿ‪.‬‬
‫ج‪ -‬مبادئ القانوف العامة اليت أقرهتا األمم ‪.‬‬
‫د‪ -‬أحكاـ احملاكم و مذاىب كبار اؼبؤلفُت يف القانوف العاـ يف ـبتلف األمم ‪.‬‬
‫و يعترب ىذا أو ذاؾ مودرا احتياطيا لقواعد القانوف ‪ ،‬و ذلك مع مراعاة اؼبادة ‪. 1 59‬‬
‫ال يًتتب على النص اؼبتقدـ ذكره أي إخبلؿ دبا للمحكمة من سلطة الفول يف القضية وفقا ؼببادئ‬
‫العدؿ و األنواؼ مىت وافق أطراؼ الدعوى على ذلك" ‪.2‬‬
‫من خبلؿ نص اؼبادة أعبله يتجلى بكل وضوح أف ىناؾ نوعُت من موادر القانوف الدوِف العاـ ‪ ،‬األوؿ‬
‫منها يتمثل يف اؼبوادر الرظبية ( الفول األوؿ ) و الثاين و يتمثل يف اؼبوادر غَت الرظبية أو االحتياطية ( الفول‬
‫الثاين ) ‪.‬‬

‫‪ 1‬تنص اؼبادة ‪ 56‬من النظاـ األساسي حملكمة العدؿ الدولية ما يلي ‪ ":‬ال يكوف للحكم قوة اإللزاـ إال ابلنسبة ؼبن صدر بينهم و‬
‫يف خووص النزاع الذي فول فيو "‪.‬‬
‫‪2‬أكثر توضيح أنظر ‪:‬‬
‫دمحم بوسلطاف ‪ :‬مبادئ القانوف الدوِف العاـ ‪ :‬اعبزء األوؿ ‪ ،‬الطبعة الثالثة ‪ :‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ص ‪. 56-53‬‬
‫أنظر أيضا ‪:‬‬
‫دمحم يوسف علواف ‪ :‬القانوف الدوِف العاـ ‪ -‬اؼبقدمة و اؼبوادر‪ :‬الطبعة الثالثة مرجع سابق ‪ ،‬ص ص ‪. 858-867‬‬
‫‪37‬‬
‫الفصل األكؿ ‪:‬‬
‫ادلصادر الرمسية للقانوف الدكيل العاـ‬
‫حبسب نص اؼبادة ‪ 38‬من النظاـ األساسي حملكمة العدؿ الدولية يتبُت و أف موادر القانوف الدوِف العاـ‬
‫الرظبية ثبلث و ىي اؼبعاىدات الدولية ( اؼببحث األوؿ ) و العرؼ الدوِف ( اؼببحث الثاين ) و اؼببادئ العامة‬
‫للقانوف ( اؼببحث الثالث )‪.‬‬
‫ادلبحث األكؿ ‪:‬‬
‫ادلعاىدات ( االتفاقات الدكلية )‬

‫لعبت اؼبعاىدات الدولية و الزالت تلعب دورا ىاما يف خلق قواعد القانوف الدوِف العاـ ‪،‬و ىي تعترب‬
‫اؼبودر الرئيسي و األوؿ من حيث الًتتيب الوارد يف نص اؼبادة ‪ 38‬أعبله ‪ ،‬بل أكثر من ذلك تعد اؼبعاىدات‬
‫الدولية من أغزر موادر القانوف الدوِف و أكثرىا وضوحا ‪،‬و أقلها إاثرة للخبلؼ ‪،‬و األكثر تعبَتا عن إرادة‬
‫األطراؼ اغبقيقية ‪.‬‬
‫جرى التعاوف الدوِف منذ القدـ على استعماؿ اؼبعاىدات كوسيلة لتنظيم العبلقات بُت أشخاص القانوف‬
‫الدوِف ‪،‬و برزت ىذه اآللية أكثر و بشكل غزير و مستمر بعد اغبرب العاؼبية الثانية ‪،‬أي يف عور التنظيم الدوِف و‬
‫ىو التاريخ الذي مت فيو إبراـ أىم االتفاقيات الدولية و على رأسها ميثاؽ األمم اؼبتحدة و اتفاقيات فينا للعبلقات‬
‫الدبلوماسية ‪...‬اٍف‬
‫لكي ديكن اإلحاطة بكل جوانب ىذا اؼبودر اؼبهم من موادر القانوف الدوِف العاـ فإنو يتحتم علينا أوال‬
‫التطرؽ لئلطار اؼبفاىيمي للمعاىدات ( اؼبطلب األوؿ ) مث بعد ذلك معرفة شروط الشكلية إبراـ اؼبعاىدات ‪،‬‬
‫ابعتبارىا مرحلة مفولية يف إسباـ و إقباز ىذا اؼبودر اؼبهم ( اؼبطلب الثاين ) ‪.‬‬

‫ادلطلب األكؿ ‪:‬‬


‫ماىية ادلعاىدة الدكلية‬

‫من أجل توضيح ماىية اؼبعاىدة الدولية يتوجب علينا أوال توضيح تعريف ىذه األخَتة ( الفرع األوؿ ) مث‬
‫توضيح ـبتلف التتسميات اؼبرصودة ؽبذا الوك الدوِف ( الفرع الثاين ) و أخَتا أنواعها ( الفرع الثالث )‪.‬‬

‫‪38‬‬
‫الفرع األكؿ ‪:‬‬
‫تعريف ادلعاىدة الدكلية‬

‫بدأ ظهور اؼبعاىدات الدولية كوسيلة اتواؿ مند العوور القددية ‪ ،‬حيث عرفت مند مور الفرعونية و‬
‫اببل و أشور و كانت تواغ يف شكل معاىدات ربالف و صلح ‪ ،‬أين كانت ربكم عملية ابراـ اؼبعاىدات قواعد‬
‫العرؼ الدوِف ‪.1‬‬
‫لقد سعى الفقو و القانوف الدوليُت إُف وضع قواعد منظمة إلجراء التعاقد الدوِف ‪ ،‬و ىو األمر الذي‬
‫يوجب توضيح تعريف اؼبعاىدة الدولية من حيث الفقو و القانوف ‪.‬‬
‫أكال‪ -‬تعريف ادلعاىدة الدكلية فقها‬
‫يكاد جيمع الفقو الدوِف على أف اؼبعاىدة الدولية ىي " اتفاؽ مكتوب بُت أشخاص القانوف الدوِف‬
‫يهدؼ إُف إحداث آاثر قانونية معينة ‪ ،‬و يتم إبرامو وفقا لقواعد القانوف الدوِف "‪.2‬‬
‫من خبلؿ التعريف أعبله نستشف و أف اؼبعاىدة الدولية حسب التعريف الفقهي ؽبا يتوجب أف تكوف يف‬
‫شكل مكتوب ‪ ،‬و أطراؼ ىذا االتفاؽ ىم أشخاص القانوف الدوِف ‪ ،‬و أف يراعي يف ىذا االتفاؽ أحكاـ و‬
‫قواعد القانوف ابلشكل الذي ال جيعل ىذا االتفاؽ ـبالفا ؽبذه القواعد ‪ ،‬و بطبيعة اغباؿ أف تكوف غاية ىذا‬
‫االتفاؽ ربقيق أثر قانوين معُت ‪.‬‬

‫‪1‬صباؿ عبد الناصر مانع ‪ :‬القانوف الدوِف العاـ – اؼبدخل و اؼبوادر ‪ :‬اعبزء األوؿ ‪ ،‬ص‪.55‬‬
‫أنظر أيضا ‪:‬‬
‫إبراىيم شحاتة ‪ :‬مشروع القانوف الدوِف بشأف قانوف اؼبعاىدات ‪ ،‬اللجنة اؼبورية للقانوف الدوِف ‪ ،‬اعبمعية اؼبورية للقانوف الدوِف‬
‫‪ :‬اجمللد ‪، 83‬القاىرة ‪ ،‬مور ‪ ،‬ص ص ‪. 883-77‬‬
‫عائشة راتب ‪ :‬على ىامش االتفاقية اػباص ة بقانوف اؼبعاىدات ‪ ،‬اجمللة اؼبورية للقانوف الدوِف ‪ ،‬اعبمعية اؼبورية للقانوف الدوِف ‪،‬‬
‫اجمللد ‪، 85‬القاىرة ‪ ، 8969 ،‬ص ص ‪856-855‬‬
‫‪2‬صباح لطفي الكربوِف ‪:‬اؼبعاىدات الدولية – إلزامية تنفيذىا يف الفقو اإلسبلمي و القانوف الدوِف ‪ :‬الطبعة األوُف‪:‬مرجع سابق‬
‫ص ‪. 83-86‬‬
‫أنظر أيضا ‪:‬‬
‫حسن صباريٍت ‪ :‬الوجيز يف مبادئ القانوف الدوِف العاـ ‪ :‬الطبعة األوُف ‪ ،‬دار الثقافة للنشر و التوزيع ‪ ،‬عماف األردف ‪، 8007‬‬
‫ص ص ‪63-68‬‬
‫عبد الكرًن بوزيد اؼبسماري ‪ :‬دور القضاء الوطٍت يف تطبيق و تفسَت اؼبعاىدات الدولية ‪ :‬دار الفكر اعبامعي ‪ ،‬اإلسكندرية ‪،‬‬
‫‪ ، 8009‬ص ‪. 86‬‬
‫‪39‬‬
‫اثنيا ‪ :‬التعريف القانوين للمعاىدة‬
‫عرفت اؼبادة ‪" 1/ 02‬أ" من اتفاقية فينا لقانوف اؼبعاىدات لسنة ‪ 1969‬اؼبعاىدة أبهنا ‪ ":‬اتفاؽ دوِف يعقد‬
‫بُت دولتُت أو أكثر ‪،‬كتابة ‪،‬و خيضع للقانوف الدوِف ‪ ،‬سواء مت يف وثيقة واحدة أو اكثر ‪،‬و أاي كانت التسمية اليت‬
‫تطلق عليو " ‪.‬‬
‫ما يبلحظ على التعريف اعبله أنو ال خيتلف كثَتا عن التعريف الفقهي للمعاىدة ‪ ، ،‬لكنو تضمن ؾبموعة‬
‫من الشروط حىت يسمى االتفاؽ دبعاىدة ػو ديكن حور ىذه الشروط فيما يلي ‪:‬‬
‫أ – أف يكوف االتفاؽ بني أشخاص القانوف الدكيل‬
‫يقود أبشخاص القانوف الدوِف ‪ ،‬األشخاص الذين ديلكوف أىلية إبراـ اؼبعاىدات و ىم الدوؿ و‬
‫اؼبنظمات الدولية ودولة الفاتيكاف و حركات التحرر وغَتىم من األشخاص الدولية ‪.‬‬
‫و خيرج عن نطاؽ االتفاؽ الدوِف االتفاقات اليت تربـ بُت األفراد حىت لو اكتست ىذه االتفاقات على‬
‫أمهية دولية ‪ ،‬و كذلك االتفاقات اليت تربـ بُت الدولة و شخص أجنيب ‪ ،‬مثل عقود القرض ‪ ،‬عقود امتياز اؼبرافق‬
‫العامة ‪ ،‬كاالتفاؽ اؼبعقود يف ‪ 1933/04/29‬بُت اغبكومة اإليرانية و شركة النفط االنكليزية – اإليرانية ‪،‬أين جاء‬
‫حكم ؿبكمة العدؿ الدولية الدائمة فوبل يف ىذا النزاع ‪،‬ابلنص على أف االتفاؽ اؼبربـ بُت الطرفُت ال يرقى إُف‬
‫اتفاؽ دوِف وإمنا ىو ؾبرد امتياز بُت حكومة و شركة خاصة‪. 1‬‬
‫ب‪ -‬جيب أف يفرغ االتفاؽ يف كثيقة مكتوبة‬
‫كما جاء يف التعريف القانوين للمعاىدة أعبله فإف الكتابة شرط من شروط اؼبعاىدة حىت تنتج أثرىا‬
‫القانوين بُت أطرافها و ىو الشرط الوارد ابؼبادة ‪" 1/ 02‬أ " من اتفاقييت فينا لقانوف اؼبعاىدات لسنيت ‪ 1969‬و‬
‫‪ ، 1986‬ىاتُت اؼبعاىدتُت تضمنتا شرط الكتابة كليهما حىت يعد االتفاؽ معاىدة دولية ‪.‬‬
‫خضوع ادلعاىدة ألحكاـ القانوف الدكيل‬ ‫ج‪-‬‬
‫من ضمن الشروط اليت جيب أف تتوفر يف كل اتفاؽ دوِف أو معاىدة وجوبية خضوع ىذا األخَت إُف‬
‫أحكاـ و قواعد القانوف الدوِف ‪ ،‬و ذلك سبيزا لو عن االتفاقات اليت ال ترقى إُف مستوى اؼبعاىدة ‪.‬‬
‫ترتيب ادلعاىدة آلاثر قانونية‬ ‫د‪-‬‬
‫فبا ال شكك فيو أف كل اتفاؽ دوِف البد و أف يتجو أصحابو إُف انتاج آاثر قانونية مًتتبة ‪ ،‬و تتمثل ىذه‬
‫اآلاثر يف ؾبموعة االلتزامات و اغبقوؽ الناذبة عن ىذا االتفاؽ الدوِف ‪ ،‬و تتجسد أمهية ىذا الشرط يف كونو معيار‬
‫يتم التفريق دبوجبو بُت اؼبعاىدات الدولية و تلك االتفاقات اؼبعروفة ابتفاقات " اعبنتلماف " أو "الشرفاء" و اليت‬
‫عادة تتم بُت فبثلي الدوؿ ‪ ،‬و لكن ليس بوفاهتم القانونية و لكن بوفاهتم الشخوية ‪،‬كالتزامهم ابزباذ موقف‬
‫إزاء أوضاعا معينة أو اتباع سياسة معينة يف اؼبستقبل ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪International Court Of Justice Raports , 1952 , P45 et suite.‬‬

‫‪40‬‬
‫إف اتفاؽ الشرفاء ليست لو أية قيمة قانونية حبيث أنو ال يرتب مسؤولية الدولة اليت يتبعها أطرافو و إمنا‬
‫يعترب ؾبرد التزاـ أديب ديكن أف يولد االستهجاف فقط ‪.1‬‬

‫الفرع الثاين ‪:‬‬


‫تسمية االتفاؽ الدكيل‬

‫يطلق على اؼبعاىدة عدة تسميات كاؼبعاىدة ‪ ،‬االتفاقية ‪ ،‬االتفاؽ ‪ ،‬الربوتوكوؿ ‪ ،‬اؼبيثاؽ ‪ ،‬العهد التوريح‬
‫‪ ،‬النظاـ ‪ ،‬تبادؿ اؼبذكرات و اػبطاابت ‪،‬و يعترب اختيار االسم الذي يطلق على االتفاؽ الدوِف مسألة سياسية‬
‫يتفق عليها األطراؼ ‪ ،‬و التمييز بُت ىذه التسميات شكلي فقط ‪ ،‬و يعتقد أف الفائدة منها عملي ليس إال‪،‬لكن‬
‫الواقع أف جوىرىا واحد ‪ ،2‬حىت و أف حاوؿ بعض الفقهاء اعطاء مووغات ؽبذه التسمية و ديكن حور ىذه‬
‫التسميات فيما يلي ‪:‬‬
‫ادلعاىدة ‪Traité:‬‬ ‫أ‪-‬‬
‫يطلق عادة موطلح معاىدة على االتفاقيات الدولية اؽبامة ذات الطابع السياسي أو التارخيي أو‬
‫العسكري و ليس القانوف أو االقتواد ‪،‬كمعاىدات الولح و التحالف و الوداقة و كمثاؿ على ذلك معاىدة‬
‫وستفاليا لعاـ ‪ ، 1648‬معاىدة األمم اؼبتحدة للحد من انتشار األسلحة الذرية لسنة ‪ ، 1986‬معاىدة‬
‫ماسًتخيت اؼبنشئة لبلرباد األورويب لعاـ ‪...3 1992‬إٍف ‪.‬‬
‫ب – اإلتفاقية ‪:Convention‬‬
‫ىو اصطبلح يطلق على االتفاؽ الدوِف الذي يعاًف موضوعات قانونية أو تلك االتفاقات اليت تضع‬
‫تنظيما قانونيا للعبلقات بُت الدوؿ األطراؼ ‪،‬و مثاؽبا اتفاقية القسطنطينية لسنة ‪ 1888‬لتنظيم اؼببلحة البحرية يف‬
‫قناة السويس ‪ ،‬اتفاقية فينا للعبلقات الدبلوماسية لسنة ‪ 1961‬و اتفاقية فينا لقانوف اؼبعاىدات لسنة ‪ 1969‬و‬
‫اتفاقية االمم اؼبتحدة لقانوف البحار لسنة ‪... 1982‬اٍف ‪.‬‬
‫يبلحظ على تسمية االتفاؽ أهنا دائما تشمل مسائل تنظيمية يف بعض ؾباالت التعاوف الدوِف ‪.‬‬

‫‪ 1‬دمحم اجملدوب ‪ :‬القانوف الدوِف العاـ ‪:‬الطبعة ‪ : 6‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ص ‪577-576‬‬
‫أنظر أيضا ‪:‬‬
‫عبد الكرًن بوزيد اؼبسماري ‪ :‬دور القضاء الوطٍت يف تطبيق و تفسَت اؼبعاىدات الدولية ‪ :‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ص ‪86 ،83‬‬
‫‪ 2‬علي إبراىيم ‪ :‬الوسيط يف اؼبعاىدات الدولية ‪ :‬الطبعة األوُف ‪ ،‬دار النهضة العربية ‪ ،‬القاىرة ‪ ، 8995 ،‬ص ص ‪837 -888‬‬
‫‪.‬‬
‫‪ 3‬أنظر يف ىذا الشأف ‪:‬‬
‫دمحم يوسف علواف ‪ :‬القانوف الدوِف العاـ – اؼبقدمة و اؼبوادر ‪:‬الطبعة الثالثة ‪ :‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 866‬‬
‫‪41‬‬
‫ج‪ -‬االتفاؽ‪:Accord :‬‬
‫ىو موطلح يطلق على كل اتفاؽ يعاًف مسائل قانونية أو سياسية أو اقتوادية و مثالو اتفاؽ "ايلطا"‬
‫لتقسيم مناطق النفوذ بُت أمريكا و اإلرباد السوفيايت لعاـ ‪ ، 1945‬االتفاؽ اػباص إبنشاء حقوؽ السحب‬
‫اػباصة لدى صندوؽ النقد الدوِف اؼبوقع يف ‪.1 1968/03/30‬‬
‫د‪ -‬الربكتوكوؿ‪Protocol:‬‬
‫يطلق ىذا االصطبلح على كل اتفاؽ ينوب على تعديل بعض أحكاـ معاىدة دولية قائمة أي سارية أو‬
‫تنظيم مسائل فرعية اتبعة ؼبعاىدة أصلية ‪ ،‬أو بياف كيفية االنضماـ ؼبعاىدة انفذة‪،‬و مثالو بروتوكوؿ ابريس لسنة‬
‫‪ 1229‬الذي عدؿ النظاـ األساسي حملكمة العدؿ الدولية الدائمة‪.‬‬
‫ديكن أف يكوف الربوتوكوؿ اتفاقا قائما بذاتو مثل بروتوكوؿ جنيف حوؿ اغبرب الكيماوية لسنة ‪1925‬‬
‫اؼبتعلق ابغبرب الكيماوية ‪ ،‬و بروتوكوؿ لندف لسنة ‪ 1936‬اؼبتعلق حبرب الغواصات ‪،‬و بروتوكوِف جنيف اإلضافيُت‬
‫لسنة ‪ 1977‬اؼبلحقُت ابتفاقيات جنيف لعاـ ‪ 1949‬اؼبتعلقة ابلقانوف الدوِف اإلنساين ‪.‬‬
‫ق‪ -‬ادليثاؽ ‪Charte:‬أك ‪Pacte‬‬
‫تطلق ىذه التسمية على االتفاقات اعبماعية اؼبنشئة ؽبيئات أو أجهزة متفرعة عن ىيئات أخرى ذات‬
‫اختواص شامل ‪ ،‬و بعبارة أخرى فإف ىذا اؼبوطلح يطلق على االتفاقات الدولية اليت يراد ابراز أمهيتها يف اجملتمع‬
‫الدوِف ‪ ،‬كتلك االتفاقات اؼبنشئة للمنظمات الدولية ‪،‬مثل ميثاؽ عوبة األمم ‪ ، 1919‬و ميثاؽ األمم اؼبتحدة‬
‫‪2‬‬
‫‪ ، 1945‬و ميثاؽ جامعة الدوؿ العربية ‪... 1945‬اٍف ‪.‬‬
‫كما ديكن أف يطلق موطلح ميثاؽ على االتفاقات الدولية غَت اؼبنشئة للمنظمات الدولية و إمنا من أجل‬
‫ابراز أمهية موضوع ىذا االتفاؽ ‪.‬‬
‫ك – النظاـ ‪Statut :‬‬
‫يطلق ىذا اؼبوطلح على كل االتفاقات الدولية اؼبنشئة ؽبيئات أو أجهزة متفرعة عن ىيئات أخرى ذات‬
‫اختواص شامل أو واسع و مثالو النظاـ األساسي حملكمة العدؿ الدولية الدائمة لسنة ‪ ، 1920‬النظاـ األساسي‬
‫حملكمة العدؿ الدولية لسنة ‪ 1945‬الذي يعد جزء من ميثاؽ األمم اؼبتحدة لعاـ ‪ 1945‬استنادا لنص اؼبادة ‪92‬‬
‫من اؼبيثاؽ و كذا النظاـ األساسي للمحاكم الدولية اعبنائية اؼبؤقتة ‪.3‬‬

‫‪ 1‬دمحم طلعت الغنيمي ‪ :‬قانوف السبلـ يف االسبلـ ‪ :‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 860‬‬
‫‪2‬علي ابراىيم ‪ :‬الوسيط يف اؼبعاىدات الدولية ‪::‬الطبعة األوُف ‪ ،‬مرجع سابق ص ‪. 887‬‬
‫أنظر أيضا‬
‫دمحم يوسف علواف القانوف الدوِف العاـ ‪ -‬اؼبقدمة و اؼبوادر ‪ :‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪866‬‬
‫والء فايز اؽبندي ‪:‬االعبلـ و القانوف الدوِف ‪ :‬الطبعة األوُف ‪ ،‬دار أسامة للنشر و التوزيع ‪ ،‬عماف ‪ ،‬األردف ‪ ، 8088 ،‬ص‪86‬‬
‫‪3‬دمحم يوسف علواف ‪،‬اؼبرجع نفسو ‪ ،‬ص ‪.866‬‬
‫‪42‬‬
‫م‪ -‬التصريح‪Déclaration :‬‬
‫تطلق ىذه التسمية على الواثئق اليت تنورؼ أحكامها إُف أتكيد مبادئ قانونية و سياسية مشًتكة و‬
‫مثاؿ ذلك توريح لندف البحري لسنة ‪ ، 1909‬و توريح بنما بتاريخ ‪ 1939/11/03‬اػباص إبنشاء منطقة‬
‫أمن تًتاوح عرضها من ‪ 50‬إُف ‪ 300‬ميل تقاـ حوؿ شواط القارة األمريكية ‪ ،‬توريح برلُت يف‬
‫‪ 1945/07/05‬و الذي موضوعو توِف السلطات العليا يف أؼبانيا من طرؼ الدوؿ األربع اؼبنتورة يف اغبرب‪.1‬‬
‫ح‪-‬تبادؿ ادلذكرات أك اخلطاابت‪Échange des notes Échange des lettres :‬‬
‫تطلق ىذه التسمية غالبا على االتفاقات الثنائية ‪ ,‬ويدؿ ىذا األسلوب على وجود اتفاؽ ثنائي عن طريق‬
‫تبادؿ اؼبذكرات و الرسائل ‪،‬و يلجأ إُف ىذه اآللية نتيجة ضيق الوقت الذي ال يًتؾ فرصة للطرفُت للدخوؿ يف‬
‫اؼبفاوضات التقليدية ‪ ،‬و مثاؿ ذلك تبادؿ اؼبذكرات بُت مور و األمم اؼبتحدة يف ‪ 1957/02/08‬بشأف ربديد‬
‫اؼبركز القانوين لقوات الطوارئ الدولية على األراضي اؼبورية ‪.‬‬

‫الفرع الثالث ‪:‬‬


‫أنواع ادلعاىدات‬

‫تعترب اؼبعاىدات يف النطاؽ الدوِف دبثابة العقد و التشريع يف النظاـ القانوين الداخلي ‪ ،‬تنقسم اؼبعاىدات‬
‫الدولية إُف عدة أقساـ حبسب اؼبعيار اؼبعتمد يف ذلك ‪ ،‬فاستنادا ؼبعيار األطراؼ تنقسم إُف معاىدات ثنائية و‬
‫أخرى صباعية ‪ ،‬أما من حيث األثر الذي يتعدى أطرافها اؼبتعاقدة ليمتد إُف أشخاص القانوف الدوِف العاـ األخرى‬
‫فتنقسم إُف معاىدات شارعة و إذا كاف أثرىا فقط بُت أطرافها فتسمى معاىدات عقدية ‪ ،‬أما من حيث ؾباؽبا‬
‫فتنقسم إُف معاىدات عامة و خاصة ‪ ،‬و أخَتا من حيث اإلجراءات اؼبتبعة يف إبرامها فتنقسم إُف معاىدات ذات‬
‫طابع تنفيذي و أخرى تسمى ابتفاقات الشرفاء ‪ ،‬ىذه األخَتة كما سبق شرحو غَت ملزمة حىت ألصحاهبا ‪.‬‬
‫الفقرة األكىل‪:‬‬
‫ادلعاىدات الثنائية ك ادلعاىدات اجلماعية‬

‫تقسم اؼبعاىدات من حيث أطرافها إُف معاىدات ثنائية و أخرى صباعية أو متعددة األطراؼ ما دييز ىذا‬
‫التقسيم أنو ال يوجد خبلؼ بُت النوعُت من حيث اآلاثر القانونية اؼبًتتبة عنهما ‪ ،‬لكن االختبلؼ بينهما يكمن‬
‫يف اإلجراءات اؼبتعلقة إببراـ كل منهما ‪ ،‬و كذا األحكاـ اؼبتعلقة ابالنتهاء و االنقضاء لكل منهما ‪ ،‬فاؼبعاىدات‬
‫الثنائية يتم التوديق عليها بتبادؿ الواثئق ‪،‬بينما يتم التوديق على اؼبعاىدات اعبماعية ابإليداع ‪ ،‬كما أف‬

‫‪ 1‬علي ابراىيم ‪ :‬الوسيط يف اؼبعاىدات الدولية ‪ ،‬مرجع سابق ص ‪.830‬‬


‫‪43‬‬
‫االنسحاب يف اؼبعاىدات الثنائية يًتتب عنو انتهاء اؼبعاىدة ‪ ،‬بينما يف اؼبعاىدات اعبماعية ال يؤثر االنسحاب على‬
‫استمرار احكامها و نفاذىا ابلنسبة لبقية أطرافها ‪.1‬‬
‫اؼبعاىدات الثنائية ىي اليت تربـ بُت دولتُت لتنظيم مسألة تتعلق هبما و ىي غالبا ما تنوب موضوعاهتا‬
‫على التعاوف و التنسيق الثنائي يف اجملاؿ السياسي و االقتوادي و التعليم و األمن ‪...‬إٍف‬
‫غالبا ما تكوف اؼبعاىدات الثنائية مغلقة أو قاصرة فقط على طرفيها و ابلتاِف ال يسمح يف ىذا النوع من‬
‫اؼبعاىدات ابنضماـ الدوؿ غَت اؼبوقعُت عليها ‪ ،‬نظرا لكوف موضوعاهتا هتم طرفيها فقط و تشكل مسألة خاصة‬
‫هبما ‪.‬‬
‫أما اؼبعاىدات اعبماعية أو اؼبتعددة األطراؼ فهي اليت تربـ بُت عدد من الدوؿ لتنظيم أمور هتم الدوؿ‬
‫صبيعا و ابلتاِف تنوب على موضوعاهتا أمهية كربى و واسعة على اؼبستوى الدوِف ‪.‬‬
‫من األمثلة عن اؼبعاىدات الثنائية ‪ ،‬اؼبعاىدات اليت أبرمتها اعبزائر مع جَتاهنا مع كل من تونس و اؼبغرب‬
‫و ليبيا لًتسيم اغبدود مع ىذه الدوؿ ‪.‬‬
‫الفقرة الثانية ‪:‬‬
‫ادلعاىدات العقدية ك ادلعاىدات الشارعة‬

‫دييز الفقو الدوِف بُت اؼبعاىدات الشارعة و اؼبعاىدات العقدية ابلنظر إُف الوظيفة اؼبزدوجة للمعاىدات‬
‫فتكوف اؼبعاىدة عقدية إذا كاف اؽبدؼ من ابرامها ؾبرد إنشاء حقوؽ وواجبات متبادلة بُت أطرافها لتحقيق مواٌف‬
‫ضيقة و ؿبدودة تطبيقا للقواعد الدولية القائمة ‪ ،‬بينما تكوف اؼبعاىدات شارعة إذا كاف اؽبدؼ من وراء إبرامها سن‬
‫قواعد جديدة لتنظيم العبلقات بُت أطرافها ‪ ،‬أو سن تقنيُت قواعد موجودة مسبقا يف إطار مولحة دولية واسعة ‪،‬‬

‫‪ 1‬أضبد أبو الوفاء ‪:‬القانوف الدوِف و العبلقات الدولية ‪ :‬دار النهضة العربية ‪ ،‬القاىرة ‪ ،‬مور ‪ ، 8006‬ص ص ‪58-58‬‬
‫أنظر أيضا ‪:‬‬
‫موطفى أضبد أبو اػبَت‪:‬اؼببادئ العامة يف القانوف الدوِف اؼبعاصر‪:‬الطبعة األوُف ‪ ،‬أيًتاؾ للنشر و التوزيع ‪ ،‬القاىرة ‪ ،‬مور‪8006 ،‬‬
‫‪،‬ص ‪.09‬‬
‫غازي حسن صباريٍت ‪:‬الوجيز يف مبادئ القانوف الدوِف العاـ ‪ :‬الطبعة األوُف ‪ ،‬دار الثقافة للنشر و التوزيع ‪ ،‬عماف ‪ ،‬األردف ‪،‬‬
‫ص ص ‪.66-65‬‬
‫سهيل حسن الفتبلوي ‪ :‬التنظيم الدوِف ‪ :‬الطبعة األوُف ‪ ،‬دار الثقافة للنشر و التوزيع ‪ ،‬عماف ‪ ،‬األردف ‪ ، 8007 ،‬ص ص‬
‫‪59-58‬‬

‫‪44‬‬
‫و مثاؽبا اتفاقيات الىاي لعاـ ‪ 1899‬و ‪ 1907‬و ميثاؽ األمم اؼبتحدة ‪ 1945‬و اتفاقيات جنيف األربع لعاـ‬
‫‪. 1 1949‬‬
‫بتعبَت آخر فإف اؼبعاىدة اليت تنتج آاثرىا يف مواجهة أطرافها فقط ىي معاىدات عقدية ‪ ،‬بينما اليت سبتد‬
‫آاثرىا القانونية إُف الدوؿ األخرى غَت اؼبتعاقدة أو الطرؼ يف إبرامها فهي معاىدات شارعة ‪ ،‬و ظبيت ىذه‬
‫األخَتة هبذا التوصيف ألهنا مودر من موادر القانوف الدوِف العاـ‪. 2‬‬

‫الفقرة الثالثة‪:‬‬
‫ادلعاىدات العامة ادلعاىدات اخلاصة‬

‫استنادا ألحكاـ اؼبادة ‪" 1/2‬أ" تقسم اؼبعاىدات ابلنظر جملاؽبا إُف معاىدات عامة أو مفتوحة ومعاىدات‬
‫خاصة ‪.‬‬
‫تعرؼ اؼبعاىدات العامة أو اؼبفتوحة بكوهنا تلك اليت يكوف ابب العضوية فيها مفتوحا عبميع الدوؿ دوف‬
‫قيد أو شرط و ؾباؽبا يف الغالب اؼبعاىدات الشارعة ‪ ،‬و بتعبَت آخر فهي تلك اؼبعاىدات اليت خيضع ألحكامها‬
‫األشخاص الذين كانوا طرفا فيها ابإلضافة إُف األشخاص اآلخرين ‪ ،‬و من أمثلتها ميثاؽ األمم اؼبتحدة لسنة‬
‫‪ 1945‬و اتفاقيات جنيف األربع لسنة ‪ 1949‬و االتفاقيات الدولية غبقوؽ اإلنساف ‪.‬‬
‫أما اؼبعاىدات اػباصة أو اؼبغلقة فهي تلك اليت تكوف العضوية فيها حكرا على دوؿ معينة غالبا ما تربط‬
‫بينها اعبغرافيا أو أواصر اترخيية أو لغوية أو دينية أو مواٌف مشًتكة ‪ ،‬و مثاؽبا اؼبعاىدات القارية أو اإلقليمية و‬
‫ديكن أف ينورؼ مفهوـ ىذه األخَتة إُف اؼبعاىدات العقدية أو الثنائية ‪ ،‬و مثاؽبا ميثاؽ جامعة الدوؿ العربية لسنة‬
‫‪ ، 1945‬ميثاؽ منظمة الدوؿ األمريكية لسنة ‪. 1948‬‬

‫‪ 1‬جعفر عب د السبلـ ‪ :‬دور اؼبعاىدات الشارعة يف حكم العبلقات الدولية ‪ :‬اجمللة اؼبورية للقانوف الدوِف ‪ ،‬اعبمعية اؼبورية للقانوف‬
‫الدوِف ف اجمللد السابع و العشروف ‪ ، 8978 ،‬القاىرة ‪ ،‬مور ‪ ،‬ص ص ‪. 98-68‬‬
‫أنظر أيضا ‪:‬‬
‫عز الدين فودة ‪ :‬الدور التشريعي للمعاىدات يف القانوف الدوِف ‪ :‬اجمللة اؼبورية للقانوف الدوِف ‪ ،‬اعبمعية اؼبورية للقانوف الدوِف ‪،‬‬
‫اجمللد السابع و العشروف ‪ ، 8997 ،‬القاىرة ‪ ،‬مور ‪ ،‬ص ص ‪. 850-99‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Starke (J.G) : Treaties As A Source Of International Law , in Starke„s Studies in international Low,‬‬
‫‪Butterworths, London, 1956, PP,81-90.‬‬
‫‪Cavare L OUIS / Le Droit International Public Positif : Tom 2,A, padon , Paris ;1962,P52 ET SUITE .‬‬

‫‪45‬‬
‫الفقرة الرابعة‪:‬‬
‫ادلعاىدات ادللزمة ك اتفاقات الشركاء‬

‫يًتتب على اؼبعاىدة آاثر قانونية تتمثل يف التزامات قانونية أو واجبات يًتتب على ـبالفتها قياـ مسؤولية‬
‫الدولة ‪ ،‬لذلك يفرؽ األقبلوسكسونيُت بُت اؼبعاىدات و ما يسمى ابتفاقات الشرفاء "اعبنتلماف " ىذه األخَتة‬
‫ذات طابع سياسي تربمها دولتاف أو أكثر موضوعها مثبل اتباع هنج سياسي معُت ‪ ،‬أو ازباذ موقف معُت اذباه‬
‫أحد القضااي الدولية‪.1‬‬
‫ادلطلب الثاين ‪:‬‬
‫شركط إبراـ ادلعاىدات‬

‫نظرا ألف اؼبعاىدة تورؼ رضائي جيب إفراغو يف شكل معُت حىت ديكن وصفو ابؼبعاىدة الدولية ابؼبعٌت‬
‫االصطبلحي ‪ ،‬فإنو يتوجب مراعاة ؾبموعة من الشروط ‪ ،‬حىت ينتج ىذا التورؼ آاثره القانونية ‪ ،‬و عليو ابت‬
‫لزوما علينا معرفة ىذه الشروط وىي نوعاف ‪ :‬الشروط الشكلية ( اؼبطلب األوؿ ) و الشروط اؼبوضوعية ( اؼبطلب‬
‫الثاين )‪.‬‬
‫الفرع األكؿ ‪:‬‬
‫الشركط الشكلية إلبراـ ادلعاىدات ( مراحل إبراـ ادلعاىدة )‬

‫حىت ديكن وصف اؼبعاىدة هبذا التوصيف يتوجب مراعاة ؾبموعة من الشروط ‪ ،‬فاؼبعاىدة جيب أف سبر‬
‫بعدة مراحل حىت توبح انفذة يف مرحلتها األخَتة و تنتج آاثرىا القانونية ‪ .‬و نظرا ألمهية ىذه اؼبراحل اليت سبر هبا‬
‫اؼبعاىدات فإنو يستحسن وصفها ابلشروط الشكلية إلبراـ اؼبعاىدات و ىي ‪:‬مرحلة اؼبفاوضات ‪ ،‬التحرير ‪ ،‬التوقيع‬
‫‪ ،‬التوديق ‪ ،‬التسجيل و الشهر ‪ ،‬و من دوف نسياف التحفظ الذي قد يسبق مرحليت التوقيع و التوديق أو أييت‬
‫عقب ىذه األخَتة ‪.‬‬

‫‪1‬علي إبراىيم ‪ :‬الوسيط يف اؼبعاىدات الدولية ‪ :‬مرجع سابق ‪،‬ص ص ‪. 888-888‬‬


‫‪46‬‬
‫الفقرة األكىل ‪:‬‬
‫ادلفاكضات‬

‫يقود هبذه األخَتة تبادؿ وجهات النظر اؼببدئية بُت األطراؼ الراغبة يف إبراـ اؼبعاىدة الدولية من أجل‬
‫ؿباولة الوصوؿ إُف اتفاؽ فيما بينهما بشأف مسألة معينة من اؼبسائل ‪.1‬‬
‫تعرؼ أيضا اؼبفاوضات أبهنا تبادؿ لوجهات النظر بُت فبثلي دولتُت أو أكثر هبدؼ التوصل إُف اتفاؽ‬
‫يكوف موضوعو سياسي أو عسكري أو اقتوادي أو أي موضوع آخر ديس ؾباالت العبلقات الدولية اؼبعاصرة‪.2‬‬
‫تبدأ مرحلة اؼبفاوضات بدعوة توجهها دولة لدولة أخرى أو عدة دوؿ هبدؼ تبادؿ اآلراء أو وجهات‬
‫النظر من دوف شروط مسبقة أو مشروع مسبق ‪ ،‬كما ديكن أف تعود ىذه الدعوى مرفقة دبشروع ‪.‬‬
‫ديكن أف تكوف مرحلة اؼبفاوضات عن طريق اللجوء إُف عقد مؤسبر خاص توجو فيو الدعوة ؼبمثلي الدوؿ‬
‫‪3‬‬
‫من أجل التفاوض و ذلك من أجل عقد معاىدة صباعية ‪.‬‬
‫ديكن أيضا أف يتم التفاوض ضمن جهود منظمة دولية معينة و ذلك هبدؼ الوصوؿ إُف ابراـ معاىدة‬
‫مقًتحة ‪.‬‬
‫االشخاص ادلؤىلوف للتفاكض‬ ‫‪-1‬‬
‫يتبادر إُف الذىن يف مرحلة اؼبفاوضات سؤاؿ جوىري مفاده‪ :‬من ىم األشخاص اؼبؤىلُت إلدارة مرحلة‬
‫اؼبفاوضات كممثلُت لبلداهنم ؟‬

‫‪ 1‬أنظر يف ىذا الشأف ‪:‬‬


‫عمر سعد هللا ‪:‬دراسات يف القانوف الدوِف اؼبعاصر ‪ :‬ديواف اؼبطبوعات اعبامعية ‪ ،‬اعبزائر ‪ ، 8996 ،‬ص ص ‪. 886-86‬‬
‫ؿبسن أضبد اػبضري ػ التفاوض ‪ :‬مكتبة األقبلو اؼبورية ‪ ،‬القاىرة ‪ ،‬مور ‪ 8988 ،‬ف ص ص ‪. 58-86‬‬
‫حسن اغبسن ‪ :‬التفاوض ‪ :‬التفاوض و العبلقات العامة ‪ :‬اؼبؤسسة اعبامعية للدراسات و النشر و التوزيع ‪ ،‬بَتوت ‪ ،‬لبناف ‪،‬‬
‫‪ ، 8993‬ص ‪ 80‬و ما بعدىا ‪.‬‬
‫خليل حسُت ‪ :‬اؼبفاوضات العربية – اإلسرائيلية – وقائع وواثئق ‪ :‬دار بياف للنشر و التوزيع ‪ ،‬بَتوت ‪ ،8993 ،‬ص ‪ 03‬و ما‬
‫بعدىا ‪.‬‬
‫‪ 2‬عمر سعد هللا ‪ :‬دراسات يف القانوف الدوِف اؼبعاصر ‪ :‬ط‪ ، 3‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ص ‪. 805-803‬‬
‫‪ 3‬سهيل حسن الفتبلوي ‪ :‬اؼبوجز يف القانوف الدوِف اؼبعاصر ‪:‬الطبعة األوُف ‪ ،‬دار الثقافة ‪ ،‬للنشر و التوزيع ‪ ،‬عماف ‪ ،‬األردف ‪،‬‬
‫‪ ، 8009‬ص ص ‪. 63-68‬‬
‫موطفى أضبد أبو اػبَت ‪ :‬اؼببادئ العامة يف القانوف الدوِف ‪ :‬الطبعة األوُف ‪ ،‬أيًتاؾ للنشر و التوزيع ‪ ،‬القاىرة ‪ ،‬مور ‪، 8006 ،‬‬
‫ص ص ‪. 07-06‬‬

‫‪47‬‬
‫يعود ربديد األشخاص اؼبمثلُت لبلداهنم يف مرحلة التفاوض إُف القانوف الداخلي لكل دولة ‪،‬و السيما‬
‫الوثيقة اؼبنشأة لقياـ ىذه األخَتة و اليت ىي من دوف شكك دساتَتىا ‪.1‬‬
‫كأصل عاـ و حبسب األعراؼ الدستورية فإف الشخص اؼبختص ابؼبفاوضات ىو رئيس الدولة ‪ ،‬إُف‬
‫جانب رئيس اغبكومة ووزير اػبارجية ‪،‬و ذلك من دوف حاجة ىذين األخَتين إُف تفويض من رئيس الدولة لكنو‬
‫جيب مراعاة درجة خطورة اؼبعاىدة يف ربديد التمثيل للدولة ‪ ،‬فاؼبعاىدات اػبطَتة ىي من اختواص رئيس الدولة‬
‫للتفاوض عليها‪. 2‬‬
‫جيوز أيضا و بتفويض مكتوب و صريح من رئيس الدولة ألشخاص يسموف مندوب أو فبثل للدولة‬
‫التفاوض ابسم الدولة و عادة ما يكوف ىؤالء األشخاص فبثلُت دبلوماسيُت‪ ،‬أو وزراء‪.‬‬
‫تسمى الوثيقة اليت يفوض فيها رئيس الدولة األشخاص اؼبذكورين أعبله بوثيقة التفويض ‪ ،‬و جيب أف‬
‫تكوف مكتوبة و صرحية ‪ ،‬و ديكن أف يكوف ىذا التفويض عاما أي دينح للمندوب سلطات مطلقة يف التفاوض أو‬
‫خاصا دبعٌت أنو ديكنو التفاوض يف حدود معينة ال ديكنو ذباوزىا ‪.‬‬
‫كما ديكن أف يتوُف سبثيل بلداهنم و إدارة اؼبفاوضات اؼبمثلوف اؼبعتمدوف لبلداهنم لدى اؼبنظمات الدولية‬
‫أو أحد أجهزهتا أو لدى مؤسبر دوِف ‪ ،‬و ذلك من أجل اعتماد نص معاىدة يف تلك اؼبنظمة أو ذلك اعبهاز أو‬
‫اؼبؤسبر‪ ،‬و ذلك استنادا لنص اؼبادة ‪ " 2/07‬ج " من اتفاقية فينا لقانوف اؼبعاىدات لسنة ‪. 3 1969‬‬

‫الفقرة الثانية ‪:‬‬


‫التحرير ( حترير معاىدة ) ‪.‬‬

‫إذا انتهت اؼبفاوضات و خلوت إُف إلتقاء وجهات النظر للدوؿ اؼبتفاوضة فإنو يتوجب يف ىذه اغبالة‬
‫ربرير ما اتفق عليو و إخراجو يف شكل مكتوب ‪.‬‬

‫‪ 1‬رضا مهيسي ‪ :‬سلطة اؼبنظمة الدولية يف ابراـ اؼبعاىدات الدولية ‪ :‬الطبعة األوُف ‪ ،‬دار اغبامد للنشر و التوزيع ‪ ،‬عماف ‪ ،‬األردف ‪،‬‬
‫‪ 8083 ،‬ص ‪. 863‬‬
‫‪2‬جاء يف اؼبادة ‪" 8/ 07‬اأ " من اتفاقية فينا لعاـ ‪ 8969‬ما يلي ‪ " :‬يعترب االشخاص التاِف بياهنم فبثلُت لدوؽبم حبكم وظائفهم ‪،‬‬
‫دومنا حاجة إُف ابراز واثئق التفويض ‪:‬‬
‫(أ)‬
‫رؤساء الدوؿ و رؤساء اغبكومات ووزراء اػبارجية ‪ ،‬فيما يتعلق جبميع األعماؿ اػباصة إببراـ معاىدة‬
‫(ب) رؤساء البعثات الدبلوماسية فينا يتعلق إبقرار نص معاىدة بُت الدولة اؼبعتمدة و الدولة اؼبعتمدين لديها "‪.‬‬
‫‪ 3‬تنص اؼبادة ‪"8/07‬ج" من اتفاقية فينا لقانوف اؼبعاىدات لسنة ‪ 8969‬على ما يلي ‪ " :‬ج‪ -‬اؼبمثلوف اؼبعتمدوف من الدوؿ لدى‬
‫مؤسبر دوِف أو لدى منظمة دولية ‪ ،‬أو إحدى فروعها فيما يتعلق إبقرار نص معاىدة يف ىذا اؼبؤسبر أو اؼبنظمة أو الفرع "‪.‬‬
‫‪48‬‬
‫يتبادر إُف الذىن يف ىذه اؼبرحلة خبووص شكل الوثيقة اؼبكتوبة اؼبتضمنة للنتائج اؼبتفق عليها من قبل‬
‫الدوؿ اؼبتفاوضة و فيما خيص اللغة اليت تدوف هبا يف حالة اختبلؼ لغة الدوؿ اؼبتفاوضة ؟‪.‬‬
‫أكال‪ :‬شكل ادلعاىدة‬
‫استقرت اؼبمارسات الدولية على أف اؼبعاىدة تتكوف من ‪ :‬الديباجة ‪ ،‬صلب اؼبعاىدة ( اؼبنت ) ‪،‬‬
‫األحكاـ اػبتامية ‪ ،‬كما تشمل على ملحق أو أكثر ‪.‬‬
‫الديباجة( ادلقدمة )‬ ‫‪-1‬‬
‫يتضمن ىذا اعبزء من اؼبعاىدة على أظباء الدوؿ اؼبتعاقدة أو اؼبشاركة ‪،‬أو على بياف أبظباء اؼبفوضُت عن‬
‫الدوؿ اؼبتعاقدة و صفاهتم و كذلك واثئق تفويضهم ‪ ،‬طبقا لؤلحكاـ الواردة يف نص اؼبادة ‪"1/02‬ج" من اتفاقية فينا‬
‫لقانوف اؼبعاىدات لسنة ‪ 1969‬فيما خيص وثيقة التفويض‪. 1‬‬
‫جيب أف تشتمل الديباجة على األسباب و الدوافع اليت أدت إُف تبٍت اؼبعاىدة و األىداؼ اؼبرجوة منها و‬
‫كذلك وجوب اإلشارة إُف التأكد من صفة اؼبمثلُت التفاوضية للدوؿ ‪.‬‬
‫من انحية القوة القانونية للديباجة فإف الرأي الراجح و اؼبعتمد أف الديباجة جزء ال يتجزأ من اؼبعاىدة و‬
‫ابلتاِف يتمتع ىذا اعبزء بنفس القوة اؼبلزمة للمعاىدة نفسها ‪.‬‬
‫‪ -02‬ادلنت ( صلب ادلعاىدة )‬
‫يتضمن ىذا اعبزء ما اتفق عليو من مسائل و نتائج أثناء مرحلة اؼبفاوضات ‪،‬و اليت ترد مرتبة و متسلسلة‬
‫يف شكل أبواب و فووؿ و فقرات و ذلك بوياغتها بشكل مواد قانونية ‪.‬‬
‫‪ – 03‬األحكاـ اخلتامية‬
‫تتضمن اؼبعاىدة غالبا بعض األحكاـ اإلجرائية و ىي ترد يف هنايتها و مضموهنا يتعلق دبسائل التوديق و‬
‫كيفية إسبامو و اعبهة اؼبكلفة بو و شروط االنضماـ للمعاىدة و اتريخ بدء نفاذىا و مدة العمل هبا ‪ ،‬و حاالت‬
‫إهنائها أو إيقاؼ العمل هبا ‪،‬و طرؽ تعديلها و توقيعات فبثلي الدوؿ اؼبشًتكُت األولية يف إبرامها ‪ ،‬مراعُت يف ذلك‬
‫الًتتيب األجبدي ‪ ،‬و ىي كلها تعترب قواعد إجرائية ابمتياز ‪.‬‬
‫‪ -04‬ادلالحق‬
‫قد ترفق اؼبعاىدة أحياان دببلحق ربتوي بعض األحكاـ التفويلية أو تنظم بعض اؼبسائل الفنية ‪ ،‬و تسمى‬
‫ىذه اؼببلحق تورحيات أو بروتوكوالت ‪.‬‬

‫‪1‬تنص اؼبادة ‪" 8/08‬ج" من ميثاؽ فينا لقانوف اؼبعاىدات على أف ‪ ":‬الوثيقة الوادرة عن السلطة اؼبختوة يف دولة ما يتعُت‬
‫شخص أو أشخاص لتمثيل الدولة غي التفاوض بشأف نص معاىدة ما أو اعتمادىا أو توثيقها ‪،‬أو يف االعراب عن موافقة الدولة‬
‫على االلتزاـ دبعاىدة أو يف القياـ أبي عمل أخر إزاء معاىدة ما "‬
‫‪49‬‬
‫تتضمن ىذه اؼببلحق تفسَتا لبعض أحكاـ اؼبعاىدة أو إيضاحا لوجهة نظر بعض الدوؿ بشأهنا أو بعض‬
‫البياانت الفنية أو التقنية ‪ ،‬أو بعض اعبزئيات التفويلية ‪.1‬‬
‫تتمتع اؼببلحق بنفس القوة القانونية للمعاىدة نفسها من حيث الوفة اؼبلزمة ؽبا ‪.‬‬
‫اثنيا‪ :‬لغة حترير ادلعاىدة‬
‫يف ىذا الودد منيز بُت حالتُت ‪:‬‬
‫أ‪ -‬إذا كاف أطراؼ اؼبعاىدة يتحدثوف بلغة واحدة ‪ ،‬فتحرر اؼبعاىدة هبذه اللغة ‪ ،‬ومثاؽبا الدوؿ العربية‬
‫الدوؿ الفرانكفونية و الدوؿ األقبلوسكسونية ‪.‬‬
‫ب‪ -‬إذا كانت الدوؿ األطراؼ يف اؼبعاىدة ال تتحدث لغة واحدة ‪ ،‬ففي ىذه اغبالة يتم التمييز بُت‬
‫حالتُت ‪:‬‬
‫‪ -‬ربرير اؼبعاىدة بلغة ذات انتشار عاؼبي واسع سواء كانت لغة أحد األطراؼ أو َف تكن مثل‬
‫اللغة اإلقبليزية‬
‫‪ -‬ربرير معاىدة بلغات كل الدوؿ األطراؼ أو بعضها مع وجوب اعتبار لغة واحدة ىي اللغة‬
‫الرظبية للمعاىدة العتمادىا يف تفسَت اؼبعاىدة يف حالة قياـ نزاع حوؿ تفسَت أحكاـ اؼبعاىدة‪.‬‬
‫‪ -‬ربرير اؼبعاىدة بلغة كل الدوؿ األطراؼ يف اؼبعاىدة على قدـ من التساوي واعتبارىا صبيعا لغات‬
‫رظبية ‪ ،‬و يعترب ىذا اغبل األكثر شيوعا‪،‬و طبقا لو حرر ميثاؽ األمم اؼبتحدة ‪ 1945‬و تبنت ىذا‬
‫الطرح بدورىا اتفاقية فينا لقانوف اؼبعاىدات دبوجب اؼبادة ‪ 1/85‬منها ‪.‬‬

‫الفقرة الثالثة ‪:‬‬


‫التوقيع على ادلعاىدة‬

‫يعد التوقيع على اؼبعاىدة ؾبرد تثبيت و أتكيد ؼبا مت االتفاؽ عليو يف مرحلة اؼبفاوضات بُت األطراؼ ‪ ،‬و‬
‫األصل أف التوقيع ال يكفي اللتزاـ الدوؿ ابؼبعاىدة و إمنا ينحور أثره القانوين يف تسجيل ما مت االتفاؽ عليو بُت‬
‫أطراؼ اؼبعاىدة ‪.‬‬
‫يف سياؽ التوقيع جيب أف يكوف فبثلي الدوؿ مزودين بسلطة التوقيع على اؼبعاىدة ‪ ،‬كوف ىذا األخَت ال‬
‫يعدو إال من قبيل القبوؿ اؼبؤقت فقط للمعاىدة ‪،‬و حىت ينتج أثره و توبح اؼبعاىدة انفذة البد أف يستتبع إبجراء‬
‫الحق و ىو التوديق ‪.‬‬

‫‪ 1‬موطفى أضبد أبو اػبَت ‪ :‬اؼببادئ العامة يف القانوف الدوِف ‪ :‬الطبعة األوِف مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 57‬‬
‫سهيل حسن الفتبلوي ‪ :‬اؼبوجز يف القانوف الدوِف ‪ :‬الطبعة األوُف ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ص ‪. 66-66‬‬
‫‪50‬‬
‫يف ىذا الودد يتبادر إُف األذىاف سؤاؿ موضوعو ما إذا كاف ىناؾ أشكاؿ للتوقيع أو ال ؟‪، 1‬و ىو‬
‫السؤاؿ الذي نوضح اإلجابة عليو على النحو التاِف ‪:‬‬
‫أكال ‪:‬أشكاؿ التوقيع على ادلعاىدة‬
‫يتخذ التوقيع ثبلثة أشكاؿ و ىي ‪:‬‬
‫‪ -‬التوقيع النهائي‬
‫‪ -‬التوقيع ابألحرؼ األوُف‬
‫‪ -‬التوقيع اؼبرىوف ابالستشارة ‪.‬‬
‫التوقيع النهائي‬ ‫‪-1‬‬
‫ىو اإلجراء الذي يودر من أشخاص مؤىلُت و ديلكوف صبلحية ابراـ اؼبعاىدات الدولية نيابة عن دولتهم‬
‫و موضحُت يف الوثيقة اؼبنشئة لدوؽبم و ىم رئيس الدولة ‪ ،‬رئيس اغبكومة ‪،‬وزير اػبارجية ‪ ،‬أو األشخاص اؼبفوضُت‬
‫و الذين حبوزهتم واثئق تفويض مكتوبة و صرحية تتيح ؽبم من خبلؽبا التوقيع على اؼبعاىدة ‪ ،‬يعترب ىذا النوع من‬
‫التوقيع هنائيا ‪ ،‬و ذلك لكونو يًتجم و يعكس القبوؿ اؼببدئي و من دوف تردد للدولة اؼبوقعة ابؼبوافقة على اؼبعاىدة‬
‫مؤقتا ‪.2‬‬
‫التوقيع ابألحرؼ األكىل‬ ‫‪-2‬‬
‫يعد إجراء أضعف من سابقو ‪ ،‬بسبب أف دوره ينحور يف ؾبرد تسجيل حضور فبثل الدولة اؼبعٍت‬
‫ابإلمضاء ابألحرؼ األوُف من اظبو ‪ ،‬و ابلتاِف ال يعٍت أي موقف من الدولة اليت ديثلها ‪ ،‬ال بقبوؿ اؼبعاىدة مبدئيا‬
‫و ال رفضها ‪.‬‬
‫يتم اللجوء إُف ىذا اإلجراء ألسباب خاصة و منها مثبل كأف تقرف صبلحية التوقيع النهائي على اؼبعاىدة‬
‫إُف أشخاص أو سلطة أخرى يف الدولة أعلى من سلطة فبثل الدولة اؼبوقع ابألحرؼ األوُف ‪ ،‬و ذلك يعود إما‬
‫ألمهية اؼبعاىدة أو خطورهتا ‪ ،‬و تبعا لذلك حيتاج ىذا النوع من التوقيع حىت ينتج أثره ابؼبوافقة اؼببدئية إُف إتباعو و‬
‫إكمالو بتوقيع هنائي و ذلك كقاعدة عامة ‪ ،‬إال اذا اتفقت الدوؿ األطراؼ اؼبتعاقدة منذ البداية على إعطائو أثر‬
‫التوقيع النهائي ‪ ،‬و ذلك كما وضحتو نص اؼبادة ‪"12/2‬أ" من اتفاقية فينا لقانوف اؼبعاىدات ‪.3 1969‬‬

‫‪ 1‬علي زراقط ‪:‬الوسيط يف القانوف الدوِف العاـ ‪ :‬الطبعة األوُف ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ص ‪. 66-63‬‬
‫يوسف علواف ‪ :‬القانوف الدوِف العاـ – اؼبقدمة و اؼبوادر ‪ :،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ص ‪. 898-890‬‬
‫‪ 2‬موطفى أضبد أبو اػبَت‪ :‬اؼببادئ العامة يف القانوف الدوِف ‪ :‬الطبعة األوُف ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.80‬‬
‫‪ 3‬تنص اؼبادة ‪"88/8‬ا" من معاىدة فينا لقانوف اؼبعاىدات لسنة ‪ 8969‬على أف ‪...":‬يشكل امضاء النص ابألحرؼ األوُف توقيعا‬
‫للمعاىدة اذا ثبت أف الدوؿ اؼبتفاوضة قد اتفقت على ذلك ‪"...‬‬
‫‪51‬‬
‫تضمنت اؼبادة ‪ 1/12‬من اتفاقية فينا لسنة ‪ 1969‬استثناءا على القاعدة العامة فيما خيص التوقيع‬
‫ابألحرؼ األوُف أين أكدت ىذه اؼبادة أف ىناؾ حاالت ذبعل التوقيع على اؼبعاىدة يضفي عليها القوة اؼبلزمة اذباه‬
‫‪1‬‬
‫الدولة اؼبوقعة دوف حاجة إلجراء الحق للتوقيع كالتوديق و النشر‬
‫التوقيع ادلرىوف ابالستشارة ‪.‬‬ ‫‪-3‬‬
‫يف ىذا النوع من التوقيع قد ترى الدولة أهنا يف حاجة إُف مزيد من الوقت للدراسة و التفكَت يف اؼبعاىدة‬
‫حىت تتبُت ؽبا مدى مبلئمتها ؼبواغبها الوطنية ‪ ،‬و لذلك تلجأ لوضع قيد على سلطة فبثلها يف اؼبفاوضات من‬
‫خبلؿ ربط توقيع ىذا اؼبمثل هبذا الشرط ( االستشارة )‬
‫يتمثل ىذا الشرط يف ضرورة استشارة اؼبفاوض فبثل الدولة لسلطات دولتو الستطبلع موقفو من ىذه‬
‫اؼبعاىدة ‪ ،‬مع العلم أف ىذا النوع من التوقيع ال يرتب أي التزامات يف جانب الدولة اؼبوقعة هبذا الشكل ‪ ،‬إال اذا‬
‫أجازتو الحقا ‪ ،‬و ىو ما بينتو نص اؼبادة ‪" 2/12‬ب" من اتفاقية فينا لقانوف اؼبعاىدات ‪ ، 1969‬أين نوت على "‬
‫‪...‬يشكل توقيع اؼبمثل للمعاىدة توقيعا مرىوان ابالستشارة إذا أجازتو الدولة توقيعا كامبل للمعاىدة‪"...‬‬
‫اؼببلحظ أف ىذا النوع من التوقيع خيتلف عن التوقيع ابألحرؼ األوُف ‪ ،‬ابالستشارة الواجبة يف األوؿ و‬
‫يربر اللجوء للتوقيع ابألحرؼ األوُف إُف عدـ صبلحية اؼبفاوض للدولة لتوقيع هنائي ىو من اختواص من أعلى‬
‫منو سلطة ‪ ،‬بينما يربر اللجوء إُف التوقيع اؼبرىوف ابالستشارة إُف عدـ التسرع و حاجة الدولة للوقت لدراسة‬
‫جوانب اؼبعاىدة بروية ‪.‬‬
‫اثنيا‪ :‬القيمة القانونية للتوقيع‬
‫كقاعدة عامة فإف التوقيع يعد ؾبرد موافقة مبدئية للمعاىدة ال يرتب التزاما يف جانب ىذه األخَتة و‬
‫السيما مسؤوليتها لعدـ التقيد ابؼبعاىدة ‪ ،‬بل أكثر من ذلك جيوز للدولة اؼبوقعة أف ترفض اؼبعاىدة الحقا و حىت‬
‫تقوـ مسؤولية الدولة عن خرقها للمعاىدة البد أف تقوـ ىذه األخَتة ابلتوقيع النهائي ؽبا‪.‬‬
‫لكنو و كاستثناء من القاعدة أعبله ديكن أف يكوف التوقيع للمعاىدة ملزما ألحكامها للدولة اؼبوقعة يف‬
‫حاالت ثبلث عددهتما اؼبادة ‪ 1/12‬من اتفاقية فينا لقانوف اؼبعاىدات و ىي ‪:‬‬
‫أ – إذا نوت اؼبعاىدة ذاهتا على أف يكوف التوقيع كافيا إللزاـ الدولة دوف اغباجة لتوديقها‬
‫ب‪-‬إذا اتفقت الدوؿ اؼبتفاوضة على أف يكوف التوقيع وحده كافيا إللزاـ الدولة دوف اغباجة لتوديقها‪.‬‬

‫‪1‬نوت اؼبادة ‪ 8/88‬من اتفاقية فينا لقانوف اؼبعاىدات لسنة ‪ 8969‬على أف ‪ " :‬موافقة الدولة على االلتزاـ دبعاىدة ما يعرب عنها‬
‫بتوقيع فبثلها مىت‪:‬‬
‫نوت اؼبعاىدة على أف يكوف للتوقيع ىذا االثر ‪ ،‬أو‬ ‫(أ)‬
‫(ب) ثبت بطريقة اخرى أف الدوؿ اؼبتفاوضة متفقة على أف يكوف للتوقيع ىذا األثر ‪ ،‬أو‬
‫(ج) تبُت عزـ الدولة على اضفاء ىذا االثر على التوقيع من وثيقة تفويض فبثلها أو مت التعبَت أثناء اؼبفاوضات "‬
‫‪52‬‬
‫ج‪ -‬إذا قررت الدولة دبفردىا و إبرادهتا أف تلزـ نفسها ابؼبعاىدة عن طريق التوقيع وحده ‪ ،‬و ىذا وقت‬
‫اؼبفاوضات أو يف وثيقة تفويض فبثلها ‪.‬‬
‫اثلثا ‪ :‬التحفظ على ادلعاىدات الدكلية‬
‫الثابت وكقاعدة عامة أف الدولة لدى موافقتها على اؼبعاىدة فإنو يتوجب عليها االلتزاـ دبا أحتوتو من‬
‫أحكاـ ‪ ،‬إال أنو ديكن و أف يوادؼ أف بعض ىذه األحكاـ تتعارض و مواٌف الدولة الوطنية فتقوـ ابستبعاد ىذه‬
‫األحكاـ من نطاؽ االلتزاـ هبا ‪ ،‬أو تقوـ إبعطائها معٌت آخر غَت معناىا اؼبقوود ‪.‬‬
‫دأب الفقو و اؼبمارسة الدولية يف ىذه اغباالت على اطبلؽ موطلح التحفظ عن ىذا التورؼ من قبل‬
‫الدولة ‪.‬‬
‫‪-I‬تعريف التحفظ ك مدل مشركعيتو‬
‫كما سبقت اإلشارة إليو قد تستبعد الدولة الطرؼ يف اؼبفاوضات بعض أحكاـ اؼبعاىدة لتعارضها مع‬
‫مواغبها و قد أصطلح على ىذا اإلجراء ابلتحفظ ‪ ،‬و ابلتاِف وجب علينا توضيح ماىية ىذا اإلجراء يف جوانبو‬
‫اؼبختلفة الحقا ‪ ،‬مث معرفة مدى مشروعية ىذا االجراء و انسجامو مع الشرعة الدولية ‪.‬‬
‫‪-1‬تعريف التحفظ‬
‫تولت اؼبادة ‪" 1/2‬د" من اتفاقية فينا لقانوف اؼبعاىدات تعريف التحفظ بنوها كما يلي ‪ ":‬يراد بتعبَت (‬
‫التحفظ ) اعبلف من جانب واحد أاي كانت صيغتو أو تسميتو تودره دولة ما حُت توقع معاىدة أو تودؽ أو‬
‫تقبلها أو تقرىا أو تنظم إليها مستهدفة بو استبعاد أو تغيَت األثر القانوين لبعض أحكاـ اؼبعاىدة يف تطبيقها على‬
‫تلك الدولة "‬
‫من خبلؿ التعريف السابق يتضح أف التحفظ ىو إجراء رظبي يودر عن إحدى الدوؿ أو اؼبنظمات‬
‫الدولية يف أي مرحلة من مراحل إبراـ اؼبعاىدة و ينتج عن قبوؿ ىذا التحفظ اغبد من آاثر اؼبعاىدة ابلنسبة للدولة‬
‫أو الدوؿ أو اؼبنظمات الدولية اؼبتحفظة يف مواجهة الدوؿ األطراؼ ‪ ،‬و أيضا تلك اليت ديكن أف توَت عضوا‬
‫الحقا‬
‫من خبلؿ التعريف أعبله يتبُت أف التحفظ يتخذ شكلُت و مها ‪ :‬التحفظ االستبعادي ‪ ،‬و التحفظ‬
‫التفسَتي ‪.‬‬
‫أ‪-‬التحفظ اإلستبعادم‬
‫ىو اإلجراء أو التورؼ الذي دبوجبو تستتبع الدولة بعض أحكاـ اؼبعاىدة من التطبيق يف مواجهتها أين‬
‫تقوـ الدولة ابؼبوادقة على جل اؼبعاىدة ماعدا تلك البنود اؼبتحفظ عليها ‪ ،‬و ىو األمر الذي يسقط التزامها‬

‫‪53‬‬
‫الدوِف فيما خيص ىذه األحكاـ ‪ ،1‬و مثاؿ ذلك ربفظ أؼبانيا على اؼبادة ‪ 03‬من اتفاقية اغبقوؽ السياسية للمرأة‬
‫اليت أقرهتا اعبمعية العامة لؤلمم اؼبتحدة سنة ‪ ، 1952‬لعدـ قابليتها للتطبيق ضمن القوات اؼبسلحة األؼبانية ‪.‬‬
‫ب‪ -‬التحفظ التفسريم‬
‫دبناسبة ىذا النوع من التحفظ فإف الدولة ال تقوـ ابستبعاد بعض بنود اؼبعاىدة ؿبل ربفظها و‬
‫بتفسَت بعض بنود اؼبعاىدة من وجهة نظرىا اػباصة على عكس التفسَت الذي اعتمدتو األطراؼ اؼبتعاقدة‬
‫‪2‬‬
‫دبعٌت أخر أهنا ال تقوـ ابستبعاد البنود اؼبتحفظ عليها ‪.‬‬
‫مشركعية التحفظ‬ ‫‪-2‬‬
‫يقود دبشروعية التحفظ على اؼبعاىدات الدولية مدى امكانية الدوؿ و اؼبنظمات الدولية اليت‬
‫ربفظت على بعض أحكاـ اؼبعاىدة يف تقدًن اقًتاح تعديل اآلاثر اليت ترتب عن اؼبعاىدة الدولية ‪ ،‬و ىنا‬
‫جيب أف منيز بُت اؼبعاىدات الثنائية و اؼبعاىدات اعبماعية أو اؼبتعددة األطراؼ ‪ ،‬ذلك أف لكل واحدة‬
‫منهما وضع خاص فيما خيص التحفظ بشأهنما ‪.3‬‬
‫يف ادلعاىدات الثنائية‬ ‫أ‪-‬‬
‫دبناسبة ىذا النوع من اؼبعاىدات ال يرتب التحفظ أي عائق على اإلطبلؽ ‪ ،‬فهو جائز سواءا‬
‫ظبحت بو اؼبعاىدة أو َف تسمح بو ‪،‬و ذلك العتباره إجيااب جديدا أو اقًتاحا ابلتعديل يتوقف موَته و‬
‫موَت اؼبعاىدة ككل على موقف الطرؼ الثاين منو ‪.‬‬
‫يف حالة قبوؿ التحفظ تظهر معاىدة جديدة للوجود بناءا عليو ‪ ،‬أما يف حالة رفضو فتنتهي‬
‫اؼبعاىدة ‪.‬‬
‫ب‪ -‬يف ادلعاىدات اجلماعية‬
‫طبقا للرأي االستشاري الوادر عن ؿبكمة العدؿ الدولية بتاريخ ‪ 1950/11/06‬خبووص‬
‫إمكانية التحفظ على االتفاقية الدولية لقمع جردية اإلابدة اعبماعية و اؼبعاقبة عليها لعاـ ‪، 1948‬فإف‬
‫‪4‬‬
‫احملكمة اعتربت أف التحفظ جائزا بشرط أال يتعارض مع موضوع اؼبعاىدة أو غرضها ‪.‬‬
‫يف ىذا الودد أجازت اؼبادة ‪ 19‬من اتفاقية فينا لقانوف اؼبعاىدات التحفظ يف ‪ 03‬حاالت و‬
‫ىي ‪:‬‬

‫‪1‬عبد الغٍت ؿبمود ‪ :‬التحفظ على اؼبعاىدات الدولية ‪ ( :‬دف ) القاىرة ‪ ،‬مور ‪ ، 8986 ،‬ص ‪ 7‬و ما بعدىا‬
‫عواـ رمضاف ‪ :‬التحفظ على اؼبعاىدات الدولية يف ضوء القانوف اتفاقييت فينا لقانوف اؼبعاىدات و أحكاـ القضاء الدوِف ‪( ، ،‬د‬
‫ف ) ‪ ،‬القاىرة ‪ ،‬مور ‪ ، 8998 ،‬ص ‪ 3‬و ما بعدىا ‪.‬‬
‫‪2‬موطفى أضبد أبو اػبَت ‪ :‬اؼببادئ العامة يف القانوف الدوِف اؼبعاصر‪:‬الطبعة األوُف ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 85‬‬
‫‪3‬دمحم بوسلطاف ‪ :‬مبادئ القانوف الدوِف العاـ ‪:‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.896‬‬
‫‪4‬دمحم بوسلطاف ‪ :‬مبادئ القانوف الدوِف العاـ ‪ :‬اعبزء األوؿ ‪ ،‬اؼبرجع نفسو ‪ ،‬ص ‪. 85‬‬
‫‪54‬‬
‫‪ -‬ما َف سبنعو اؼبعاىدة صراحة‬
‫‪ -‬ما َف تنص اؼبعاىدة على ربفظات من بينها التحفظ الذي ابدتو الدولة اؼبعنية‬
‫‪-‬ما َف يناؼ موضوع اؼبعاىدة و غرضها‪.‬‬
‫رابعا ‪ :‬قبوؿ التحفظات ك االعرتاض عليها‬
‫من حيث األصل و استنادا لنص اؼبادة ‪ 20‬من اتفاقية فينا لقانوف اؼبعاىدات لسنة ‪ 1966‬فإف التحفظ‬
‫الذي تسمح بو اؼبعاىدة صراحة ال حيتاج إُف قبوؿ من قبل الدوؿ اؼبتعاقدة األخرى حىت يكوف انفذا ‪ ،‬إال يف‬
‫حالتُت مها ‪:‬‬
‫حُت يتبُت من كوف الدوؿ اؼبتفاوضة ؿبدودة العدد ومن موضوع اؼبعاىدة وىدفها أف تطبيق‬ ‫‪-‬‬
‫اؼبعاىدة بكاملها بُت صبيع األطراؼ شرط أساسي ؼبوافقة كل منهم على االلتزاـ ابؼبعاىدة يتطلب التحفظ قبوؿ‬
‫صبيع األطراؼ‪.‬‬
‫‪ -‬حُت تكوف اؼبعاىدة وثيقة منشئة ؼبنظمة دولية ‪ ،‬يتطلب التحفظ ما َف تنص اؼبعاىدة على حكم ـبالف‬
‫قبوؿ اعبهاز اؼبختص يف تلك اؼبنظمة‪.‬‬
‫خامسا ‪ :‬أثر التحفظ‬
‫استنادا لنص اؼبادة ‪ 21‬من اتفاقية فينا لقانوف اؼبعاىدات فإنو إذا مت اللجوء إُف إجراء التحفظ بشكل‬
‫صحيح ‪ ،‬فإنو ينتج آاثره القانونية منذ قبولو من إحدى الدوؿ األطراؼ اؼبتعاقدة على األقل ‪ ،‬و ابلتبعية جيعل‬
‫أحكاـ اؼبعاىدة ؿبل التحفظ من حيث سرايهنا على النحو التاِف ‪:‬‬
‫‪-‬سارية بُت الدولة اؼبتحفظة و تلك اليت قبلت ربفظها ابستثناء األحكاـ اؼبتحفظ عليها ‪.‬‬
‫‪-‬سارية بكافة أحكامها بُت بقية الدوؿ األخرى سواء كانت قابلة أو معًتضة على التحفظ‬
‫‪-‬ال تسري اؼبعاىدة ككل بُت الدوؿ اؼبتحفظة و الدوؿ اؼبعًتضة صراحة على التحفظ ‪.‬‬
‫سادسا ‪ :‬سحب التحفظ ك سحب االعرتاض عليو‬
‫ديكن للدولة اؼبتحفظة سحب ربفظها مىت شاءت و ال يعترب ىذا السحب انفذا إال من اتريخ إخطار‬
‫أطراؼ اؼبعاىدة بو ‪ ،‬و يًتتب على سحب االعًتاض عودة كافة اؼبعاىدة للسرايف من الدولة الساحبة للتحفظ و‬
‫بقية األطراؼ اؼبتعاقدة ‪ ،‬دبا فيها الدوؿ اؼبتعاقدة اليت اعًتضت على التحفظ استنادا ألحكاـ اؼبادة ‪ 22‬من‬
‫اتفاقية فينا لقانوف اؼبعاىدات يف ىذه اعبزئية ‪.1‬‬

‫‪1‬نوت اؼبادة ‪ 88‬من اتفاقية فينا لقانوف اؼبعاىدات على ‪" :‬‬
‫‪ -8‬ما َف تنص اؼبعاىدة على خبلؼ ذلك‪ ،‬جيوز سحب التحفظ يف أي وقت كأف وال يشًتط من أجل ذلك رضا الدولة اليت‬
‫كانت قد قبلت التحفظ‪.‬‬
‫‪ -8‬ما َف تنص اؼبعاىدة على خبلؼ ذلك‪ ،‬جيوز سحب االعًتاض على التحفظ يف أي وقت كأف‪.‬‬
‫‪ -3‬ما َف تنص اؼبعاىدة أو يتفق على خبلؼ ذلك‪../..:‬‬
‫‪55‬‬
‫أيضا من انحية أخرى فإف الدولة اؼبعًتضة على التحفظ ديكن ؽبا سحب ىذا االعًتاض يف أي وقت‬
‫شاءت ‪ ،‬مع العلم أف ىذا السحب على االعًتاض ال ينتج أثره إال من اتريخ إخطار الدولة اؼبتحفظة ‪ ،‬و يًتتب‬
‫على سحب االعًتاض سرايف اؼبعاىدة بُت الدولة ساحبة االعًتاض على التحفظ و الدولة اؼبتحفظة ابستثناء‬
‫األحكاـ موضوع االعًتاض استنادا لنفس اؼبادة اعبله ‪.‬‬
‫االجراءات اخلاصة ابلتحفظ ك قبولو ك سحبو ك االعرتاض عليو ك سحب االعرتاض عليو‪.‬‬ ‫أ‪-‬‬
‫يتم مباشرة اإلجراءات اؼببينة أعبله دبوجب خطاب مكتوب من الدولة اؼبعنية ابإلجراء ‪ ،‬مع وجوب‬
‫إخطار أطراؼ اؼبعاىدة ابإلجراء من أجل بداية احتساب األثر اؼبًتتب عن كل إجراء ‪.‬‬

‫الفقرة الرابعة‪:‬‬
‫التصديق أك ادلصادقة على ادلعاىدة الدكلية ‪.‬‬

‫ىو اجراء الحق على التوقيع و ىو إقرار السلطات الداخلية اؼبختوة يف الدولة ابؼبوافقة على االلتزاـ‬
‫أبحكاـ اؼبعاىدة بوورة هنائية ‪ ،‬و ىو اإلجراء الذي يضفي على اؼبعاىدة قيمة قانونية تتأكد دبوجبو إرادة الدولة‬
‫بشأهنا ( اؼبعاىدة ) ‪ ،‬و تضعها موضع التنفيذ يف مواجهتها ‪.1‬‬
‫بوورة أبسط فإف التوديق يقود بو ذلك التورؼ أو اإلجراء القانوين الذي دبوجبو تعلن السلطة‬
‫اؼبختوة إببراـ اؼبعاىدات يف الدولة موافقتها على اؼبعاىدة و قبوؽبا االلتزاـ أبحكامها بوورة هنائية‪.‬‬
‫عرفت اتفاقية فينا لقانوف اؼبعاىدات لسنة ‪ 1969‬يف مادهتا ‪"1/2‬ب" التوديق أبنو‪ ":‬القبوؿ " و"اإلقرار"‬
‫و " اإلنضماـ " تبعا للحالة ‪ ،‬صك دوِف حيمل ىذه التسمية و تثبت بو دولة ما ‪ ،‬على الوعيد الدوِف ‪ ،‬موافقتها‬
‫على االلتزاـ دبعاىدة "‪.‬‬
‫يطرح التوديق عدة إشكاالت تنوب على الطبيعة القانونية ؽبذا اإلجراء ‪ ،‬و كذلك السلطة اؼبختوة يف‬
‫الدولة دبباشرتو ‪ ،‬و الشكل الذي جيب أف يتم ضمنو ‪ ،‬و مدى حرية الدولة يف إجرائو و آاثره و عدـ رجعيتو و‬
‫ىي كلها نقاط مهمة جيب توضيحها ‪.‬‬
‫الطبيعة القانونية للتصديق ك السلطة ادلختصة إبجرائو‬ ‫‪-I‬‬
‫نظرا لؤلمهية القووى اليت حيتلهما اإلجراءين القانونُت اعبله سواءا يف مواجهة الدولة اؼبعنية ابلتوديق أو‬
‫الدوؿ األطراؼ فإنو ينبغي دراسة كل اجراء على حدى رفعا لكل لبس ‪.‬‬

‫‪( ../..‬أ) ال يوبح سحب التحفظ سارايً ابلنسبة لدولة متعاقدة أخرى ما َف تتلق الدولة إشعارا بذلك؛‬
‫(ب) ال يوبح سحب االعًتاض على التحفظ سارايً ما َف تتلق الدولة اؼبتحفظة إشعارا بذلك‪".‬‬
‫‪1‬دمحم يوسف علواف ‪ :‬القانوف الدوِف العاـ – اؼبقدمة و اؼبوادر ‪:‬الطبعة الثالثة ‪ :‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ص ‪. 893-898‬‬
‫‪56‬‬
‫‪-1‬الطبيعة القانونية للتصديق‬
‫إف اشًتاط التوديق على اؼبعاىدة الدولية جاء العتبارات مهمة ديكن إجيازىا فيما يلي ‪:‬‬
‫‪ -‬منح الدولة مزيدا من الوقت و فرصة كافية من أجل دراسة اؼبعاىدة و استطبلع مدى سباشيها مع‬
‫مواغبها ‪ ،‬قبل اإلقداـ على االلتزاـ النهائي هبا ‪ ،‬أين ال ديكن ؽبا التحلل منها بسهولة ‪.‬‬
‫‪ -‬استكماؿ نقص أىلية فبثل الدولة اؼبتفاوض و توحيحها ألنو يف توديقها ما يعترب تنازال أو إجازة‬
‫منها لتورؼ من ديثلها خارج حدود تفويضو‬
‫‪ -‬سبكُت الربؼباف يف األنظمة الدديقراطية ابعتباره فبثبل للشعب ‪ ،‬و مدافعا عن مولحتو من اؼبشاركة يف‬
‫دراسة اؼبعاىدة و تقرير ما يراه من خبلؽبا يف صاٌف الدولة ‪.‬‬
‫انطبلقا فبا سبق عرضو اعبله يعد التوديق إجراء جوىراي لوضع اؼبعاىدة موضع التنفيذ و ترتيبها كافة‬
‫اآلاثر القانونية اذباه أطرافها من الدوؿ و التزاـ الدولة اؼبوادقة على أحكامها ‪ ،‬و قد استوجبو التوديق عدة‬
‫اتفاقيات دولية منها على سبيل اؼبثاؿ بروتوكوؿ برلُت ‪ ، 1878‬معاىدة ىافاان ‪ ، 1928‬اضافة إُف أحكاـ‬
‫التحكيم و القضاء الدوليُت ‪ ،‬و يتجلى ذلك من خبلؿ قرار ؿبكمة التحكيم الدائمة لسنة ‪ 1905‬و حكم‬
‫ؿبكمة العدؿ الدولية لسنة ‪. 1929‬‬
‫تدعيما للقيمة للقانونية للتوديق أيضا قبد صداه يف بعض اؼبمارسات الدولية و مثاؿ ذلك قرار ؾبلس‬
‫عوبة األمم لعاـ ‪ 1936‬برفض اؼبساعدة اؼبالية اليت طلبتها اغببشة إثر اعتداء ايطاليا عليها بسبب توقيعها غَت‬
‫اؼبستكمل بتوديقها على اؼبعاىدة اؼبتعلقة دبنح اؼبساعدات اؼبالية للدوؿ اؼبعتدى عليها عاـ ‪ ، 1930‬كذلك‬
‫رفض اليوانف تسليم أحد األمريكيُت اؼبطلوب من القضاء األمريكي لعدـ توديق اليوانف على االتفاقية الثنائية‬
‫لتسليم اجملرمُت بُت البلدين ‪.‬و ذلك سنة ‪.1931‬‬
‫ابرازا و أتكيدا للقيمة القانونية للتوديق تولت اؼبادة ‪ 14‬من اتفاقية فينا لقانوف اؼبعاىدات تبياف الزامية‬
‫احكاـ اؼبعاىدة مند اؼبوادقة عليها و بينت حاالت انفاذ ىذا اإلجراء ‪.1‬‬
‫‪ -II‬السلطة ادلختصة إبجراء التصديق يف الدكلة‬

‫‪1‬نوت اؼبادة ‪ 86‬من اتفاقية فينا لقانوف اؼبعاىدات لسنة ‪ 8969‬على ‪ -8 " :‬تعرب الدولة عن رضاىا االلتزاـ ابؼبعاىدة‬
‫ابلتوديق عليها يف إحدى اغباالت التالية‪:‬‬
‫(أ) إذا نوت اؼبعاىدة على أف التعبَت عن الرضا يتم ابلتوديق؛ أو‬
‫(ب) إذا ثبت بطريقة أخرى أف الدوؿ اؼبتفاوضة كانت قد اتفقت على اشًتاط التوديق؛ أو‬
‫(ج) إذا كأف فبثل الدولة قد وقع اؼبعاىدة بشرط التوديق؛ أو‬
‫(د) إذا بدت نية الدولة اؼبعنية من وثيقة تفويض فبثلها أف يكوف توقيعها مشروطاً ابلتوديق على اؼبعاىدة‪ ،‬أو عربت الدولة عن‬
‫مثل ىذه النية أثناء اؼبفاوضات‪.‬‬
‫‪ -8‬يتم تعبَت الدولة عن رضاىا االلتزاـ ابؼبعاىدة عن طريق قبوؽبا أو اؼبوافقة عليها بشروط فباثلة لتلك اليت تطبق على التوديق‪.‬‬
‫‪57‬‬
‫يعد التوديق إجراءا الزما لوضع اؼبعاىدة موضع التنفيذ يف مواجهة الدولة اؼبوادقة عليها ‪ ،‬لكن ىذا‬
‫اإلجراء على أمهيتو فإنو مًتوؾ غبرية للدولة و ىو أمر يقرره دستور ىذه األخَتة ‪ ،‬لكنو و حبسب اؼبمارسة الدولية‬
‫يف ىذا االذباه و كذلك حبسب األعراؼ الدستورية يوجد ثبلثة طرؽ للتوديق على معاىدة ما و ىي إما أف يعقد‬
‫اختواص ىذا االجراء للسلطة التنفيذية للدولة وحدىا ‪ ،‬أو أف يعقد اختواص التوديق للسلطة التشريعية‬
‫وحدىا ‪،‬أو أف يعقد اختواص التوديق بُت السلطتُت معا و ىي كلها اجراءات تبينها الوثيقة اؼبنشئة للدوؿ و‬
‫السيما دساتَتىا ‪.‬‬
‫‪ -III‬شكل التصديق‬
‫عادة يتم التوديق على اؼبعاىدة يف شكل وثيقة مكتوبة صادرة عن رئيس الدولة ابعتباره صاحب سلطة‬
‫ابراـ اؼبعاىدات الدولية ‪ ،‬بعد موافقة اعبهة اؼبعنية فيها عن قبوؽبا اؼبعاىدة ‪ ،‬متعهدا ابلعمل على تنفيذىا ‪.‬‬
‫لكي ينتج التوديق أثره القانوين يف مواجهة الدولة اؼبوادقة و كذلك األطراؼ اؼبتعاقدة جيب إخطار ىذه‬
‫األخَتة هبذا اإلجراء ‪ ،‬ىذا األخَت زبتلف طريقة اتيانو يف اؼبعاىدات الثنائية عنو يف اؼبعاىدات اعبماعية ‪.‬‬
‫ابلنسبة للمعاىدات الثنائية يبدأ سرايف التوديق من اتريخ تبادؿ الدولتُت اؼبتعاقدتُت وثيقيت التوديق و‬
‫ذلك دبوجب ؿبضر رظبي موقع من الدولتُت ليتبادؿ بينهما ‪.‬‬
‫ابلنسبة للمعاىدات اعبماعية فيبدأ سرايف آاثر التوديق من اتريخ إيداع واثئق التوديق اػباصة ابؼبعاىدة‬
‫لدى احدى الدوؿ األطراؼ اليت اتفقوا عليها صراحة يف اؼبعاىدة نفسها أو لدى األمانة العامة إلحدى اؼبنظمات‬
‫الدولية ‪،‬و بطبيعة اغباؿ يتم إثبات اإليداع دبحضر رظبي تسلمو اعبهة اؼبختوة بتلقي التوديقات ‪ ،‬و يسلم إُف‬
‫الدولة اؼبودعة لتتوُف اعبهة اؼبكلفة بتلقي اإليداعات إخطار ابقي االطراؼ اؼبتعاقدة بنسخة من التوديق ‪.1‬‬
‫للدولة كامل اغبرية يف اختيار الوقت اؼبناسب للتوديق على اؼبعاىدة إذا َف يكن ضمن ىذه األخَتة نص‬
‫صريح حيدد ىذا اؼبوعد‪.‬‬
‫ديكن للدولة أف تعقد توديقها على اؼبعاىدة على شرط أو شروط معينة ابتغاء لغاية سياسية و يف الغالب‬
‫تكوف ىذه الشروط مرتبطة دبوضوع اؼبعاىدة اؼبراد التوديق عليها ‪،‬و مثاؿ ذلك تعليق فرنسا التوديق على‬
‫معاىدة الوداقة مع ليبيا إُف حُت إبراـ ىذه األخَتة اتفاقية ترسيم اغبدود مع اعبزائر و ىو ما مت فعبل ‪.‬‬
‫حيق أيضا للدولة أف ترفض التوديق على اؼبعاىدة و ال يًتتب عن ذلك أية مسؤولية للدولة اؼبمتنعة و‬
‫ابلتاِف ال جيوز مساءلة دولة ما دوليا رفضت اؼبوادقة على معاىدة سبق و أف وقعتها ‪ ،‬ذلك أف التوقيع وحدة ال‬
‫يرتب التزاـ الدولة اؼبمضية للمعاىدة أبحكامها ‪ ،‬و ىذا ما ترصبتو اؼبمارسة و القضاء الدوليُت يف عدة مناسبات ‪.‬‬
‫‪ -II‬التصديق الناقص‬

‫‪1‬سامي عبد اغبميد – موطفى سبلمة حسُت ‪ :‬القانوف الدوِف االعم ‪ :‬اصوؿ القانوف الدوِف اعاـ ‪ :‬اعبزء األوؿ ‪ ،‬دار اؼبطبوعات‬
‫اعبامعية ‪ ،‬االسكندرية ‪ ، 8996 ،‬ص ص ‪. 380-389‬‬
‫‪58‬‬
‫يقود بو ذلك التوديق الذي جيريو رئيس الدولة دوف أف يتبع القواعد و اإلجراءات اؼبنووص عليها يف‬
‫الدستور ‪ ،‬أي التوديق اؼبخالف للقواعد الدستورية الداخلية ‪ ،‬أين يتم تبادؿ واثئق التوديق على ىذا األساس‪.1‬‬
‫الثابت قانوان و من القواعد اؼبتفق عليها دوليا أف اؼبعاىدات ال توبح ملزمة ألطرافها إال من اتريخ‬
‫اؼبوادقة عليها من قبل االجهزة اؼبختوة دستوراي و احملددة يف قوانُت الدولة داخليا ‪.2‬‬
‫اثر جدال واسع بُت فقهاء القانوف الدوِف حوؿ مدى مشروعية التوديق الناقص للمعاىدات و أثر ذلك‬
‫من الناحية القانونية ‪ ،‬و حبل ؽبذا اإلشكاؿ ظهر ثبلثة آراء و ىي ‪:‬‬
‫‪-1‬الرأم األكؿ‬
‫يقر صحة اؼبعاىدات اليت يتم اؼبوادقة عليها ابؼبخالفة للقواعد الدستورية و ابلتاِف يوبح التوديق‬
‫حبسب أصحاب ىذا الرأي منتجا آلاثره القانونية من الوجهة الدولية ‪،‬و تربيرىم لذلك يعود لعاملُت أساسُت مها‬
‫اغبفاظ على استقرار العبلقات الدولية من جهة ‪ ،‬و عدـ التدخل يف شؤوف الدوؿ الداخلية من جهة أخرى‪.3‬‬
‫حبسب أصحاب ىذا الرأي فإنو ماداـ التوديق صادر من سلطة دستورية فهو صحيح دوف البحث يف‬
‫مطابقتو للقواعد الدستورية داخل تلك الدولة ‪ ،‬و ىو ما يقود ىذا التربير إُف تربير اثف مرتبط بو ‪،‬مفاده أنو لو فتح‬
‫ؾباؿ دراسة صحة التوديق من عدمو من حيث اتباع القواعد الدستورية داخل الدولة فإف ذلك يعٍت مراقبة دولة‬
‫طرؼ لوحة اجراءات اؼبوادقة من عدمو يف دولة أخرى ‪ ،‬و ىو ما يعد تدخبل يف الشؤوف الداخلية لدولة مستقلة‬
‫‪،‬و ىو أمر غَت مقبوؿ من انحية القواعد العرفية الدولية ‪. 4‬‬
‫‪-2‬الرأم الثاين‬
‫ىو الرأي السائد يف الفقو الدوِف و يرى أف اؼبعاىدة تعد ابطلة و ال تعد انفذة يف ؾباؿ العبلقات الدولية‬
‫ما داـ أف التوديق عليها جاء ـبالفا للقواعد الدستورية داخل الدولة ‪ ،‬و قد استند أصحاب ىذا الرأي يف وجهة‬

‫‪1‬صباؿ عبد الناصر مانع ‪ :‬القانوف الدوِف العاـ – اؼبدخل و اؼبوادر ‪ :‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 88‬‬
‫‪2‬دمحم سامي عبد اغبميد – موطفى سبلمة حسُت ‪ :‬القانوف الدوِف العاـ ‪ :‬اؼبرجع السابق ‪ ،‬ص ص ‪. 66-68‬‬
‫‪3‬على زراقط ‪ :‬لوسيط يف القانوف الدوِف العاـ ‪ :‬الطبعة األوُف ‪ :‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪69‬‬
‫أنظر أيضا‬
‫غازي حسُت صباريٍت ‪ :‬الوجيز يف مبادئ القانوف الدوِف العاـ ‪ :‬الطبعة األوُف ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪50‬‬
‫عادؿ أضبد الطائي ‪ :‬الطائي ‪ :‬القانوف الدوِف العاـ ‪ :‬الطبعة األوُف ‪ :‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 835‬‬
‫دمحم يوسف علواف ‪ :‬الوسيط يف القانوف الدوِف العاـ ‪-‬الكتاب األوؿ – اؼببادئ العامة ‪ :‬الطبعة األوُف ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪830‬‬
‫‪.‬‬
‫‪4‬علي إبراىيم القانوف الدوِف العاـ ‪ :‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ص ‪. 890-888‬‬
‫‪59‬‬
‫نظرىم إُف نقطة أساسية و ىي وجوب احًتاـ االختواص الذي يباشره الربؼباف يف التعبَت عن الرضا الوحيح يف‬
‫االلتزاـ ابؼبعاىدة‪. 1‬‬
‫يرى أصحاب ىذا الرأي أنو لكي تنتج اؼبعاىدة آاثرىا القانونية يف مواجهة الدولة و األطراؼ اؼبتعاقدة و‬
‫تعد ابلتاِف صحيحة ال بد أف تكوف مربمة فبن لو االختواص يف ذلك دستوراي ‪ ،‬و اعتقادان أف ىذه النظرة تراعي‬
‫اعبانب اؼبؤسسايت يف الدولة و ال سيما التشجيع على األنظمة الدديقراطية ‪ ،‬و كأهنا مرادؼ لقاعدة قانونية على‬
‫اؼبستوى الوطٍت مفادىا "أنو ما بٍت على ابطل فهو ابطل " على اعتبار و أف القاعدتُت اجرائيتُت و إف اختلفا يف‬
‫نطاؽ تطبيقهما ‪.‬‬
‫‪-3‬الرأم الثالث‬
‫و ىو رأي وسط بُت الرأيُت السابقُت ‪ ،‬و تبعا لذلك يرى أف اؼبعاىدة صحيحة على أساس من اؼبسؤولية‬
‫الدولية ‪ ،‬و حجتو يف ذلك أف التوديق غَت الدستوري على اؼبعاىدة من طرؼ رئيس الدولة ‪ ،‬يعد عمبل غَت‬
‫مشروع تكوف نتيجتو قياـ مسؤولية الدولة اليت ديثلها ىذا الرئيس ‪ ،‬و ذلك على أساس اؼبسؤولية الدولية عن‬
‫األعماؿ غَت اؼبشروعة للسلطة التنفيذية ‪،‬و ألف جزاء البطبلف على اؼبستوى الدوِف ىو اعتبار اؼبعاىدة صحيحة و‬
‫يتوجب على الدولة احًتاـ التزاماهتا اؼبنبثقة عنها حىت لو سبت اؼبوادقة عليها بشكل ـبالف للقاعد الدستورية‬
‫داخل الدولة ‪ ،‬يضيف ىذا ارأي دعما لرأيو ىذا أف الشخص و يقود بو أشخاص القانوف الدوِف ‪ ،‬ال ديكن أف‬
‫يستمر يف خطئو من أجل التنول من التزاماتو الدولية‬
‫و خبلصة القوؿ ألصحاب ىذا الرأي أف االدعاء ببطبلف اؼبعاىدة نتيجة التوديق عليها بشكل ـبالف‬
‫للقواعد الدستورية ىو قوؿ خاط ‪ ،‬ذلك أنو ال ديكن ربميل خطأ ألطراؼ َف يرتكبوه ‪.‬‬
‫‪-I‬أثر التصديق ك عدـ رجعيتو‬
‫تبعا لؤلمهية اؼبًتتبة عن التوديق على اؼبعاىدة و اليت تؤدي إُف انتاج آثرىا القانوين أي إلزامية ىذه‬
‫اؼبعاىدة للدولة اؼبوادقة و لؤلطراؼ اآلخرين ‪ ،‬من خبلؿ االلتزامات و اغبقوؽ و‪ ،‬كذلك اإلشكالية اؼبتعلقة بعدـ‬
‫رجعية ىذا التوديق ألنو و لضرورات موضعية يتوجب دراسة كل عنور على حدى ‪.‬‬

‫‪ 1‬إبراىيم أضبد شليب ‪:‬مبادئ القانوف الدوِف العاـ ‪ :‬الدار اعبامعية‪ ،‬بَتوت ‪ ،‬لبناف ‪ ،8986 ،‬ص ‪. 809‬‬

‫‪60‬‬
‫‪-1‬األثر القانوين للتصديق‬
‫إف النتيجة اؼبنطقية للتوديق على أي معاىدة من دوف شك ىو وضع ىذه األخَتة حيز التنفيذ و ابلتاِف‬
‫توبح أيضا ذات وجود قانوين ملزـ ‪ ،‬و كإجراء الحق للتوديق و حىت تنتج اؼبعاىدة أثرىا البد من إخطار‬
‫أطراؼ اؼبعاىدة هبذا التوديق ‪ ،‬حسب نوع اؼبعاىدة سواء كانت ثنائية أو صباعية كما سبق شرحو ربت عنور‬
‫التوديق ‪،‬و حىت ال يكوف ىناؾ تكرار ‪ ،‬و يكوف ىذا اإلخطار إما بتبادؿ واثئق التوديق بُت طريف اؼبعاىدة‬
‫الثنائية أو اإليداع ؽبا لدى جهة اإليداع الواردة ابؼبعاىدة ابلنسبة للمعاىدات اعبماعية ‪.‬‬
‫نوت اؼبادة ‪ 2-1/ 24‬من اتفاقية فينا على بداية سرايف األثر القانوين للمعاىدة أين نوت على ‪" :‬‬
‫‪-1‬تدخل اؼبعاىدة حيز التنفيذ ابلطريقة ويف التاريخ احملددين فيها أو وفقاً التفاؽ الدوؿ اؼبتفاوضة‪.‬‬
‫‪-2‬ويف حاؿ عدـ وجود مثل ىذا النص أو االتفاؽ تدخل اؼبعاىدة حيز التنفيذ حاؼبا يثبت رضا صبيع‬
‫الدوؿ اؼبتفاوضة االلتزاـ ابؼبعاىدة‪.‬‬
‫يتوجب على أطراؼ اؼبعاىدة بعد نفادىا تنفيذىا حبسن نية و ىو ما نوت عليو اؼبادة ‪ 26‬من اتفاقية‬
‫فينا لقانوف اؼبعاىدات اليت نوت على أف ‪":‬كل معاىدة انفذة تلزـ أطرافها وجيب أف ينفذىا األطراؼ حبسن نية"‪.‬‬
‫أكدت اؼبادة ‪ 26‬أيضا من اتفاقية فينا لقانوف اؼبعاىدات على التزاـ األطراؼ اؼبتعاقدة بعد التوديق على‬
‫اؼبعاىدة و عدـ التحلل من أحكامها الحقا حبجة ـبالفتها ؼبواغبها الوطنية ‪ ،‬ما عدا يف حالة ما إذا كانت ىذه‬
‫اؼبخالفة واضحة و مؤكدة يف صلب قاعدة جوىرية يف قانوهنا الداخلي ‪.‬و ىو نفس التأكيد الذي أوردتو اؼبادة ‪27‬‬
‫من نفس االتفاقية تقريبا اليت نوت على أنو ‪ " :‬ال جيوز ألي طرؼ أف يستظهر أبحكاـ القانوف الداخلي لتربير‬
‫عدـ تنفيذ معاىدة ما ‪ ،‬و ليس يف ىذه اؼبعاىدة ما خيل ابؼبادة ‪. 1" 46‬‬
‫من خبلؿ تفحص اؼبادة ‪ 46‬أعبله قبدىا تضمنت استثناءا لقاعدة عدـ القابلية للتحلل من اؼبعاىدة بعد‬
‫التوديق عليها‪ ،‬من خبلؿ أهنا بينت مىت جيوز التحلل من احكاـ اؼبعاىدة يف حالة اؼبخالفة لقانوهنا الداخلي‬
‫اؼبتعلق ابلتوديق‪ ،‬يل أكثر من ذلك بينت لنا الضوابط اؼبتعلقة ابؼبخالفة اؼبعنية بنص اؼبادة حىت ال يًتؾ اجملاؿ‬
‫للتسًت ربت ىذا االستثناء و التملص من اؼبسؤولية الدولية نتيجة اإلخبلؿ دبعاىدة انفدة ‪.‬‬

‫‪ 1‬تنص اؼبادة ‪ 66‬من معاىدة فينا لقانوف اؼبعاىدات على ‪" :‬‬
‫‪ -8‬ليس للدولة أف ربتج أبف التعبَت عن رضاىا االلتزاـ ابؼبعاىدة قد مت ابؼبخالفة غبكم يف قانوهنا الداخلي يتعلق ابالختواص‬
‫بعقد اؼبعاىدات كسبب إلبطاؿ ىػذا الرضا إال إذا كانت اؼبخالفة بينة وتعلقت بقاعدة أساسية من قواعد القانوف الداخلي‪.‬‬
‫‪ -8‬تعترب اؼبخالفة بينة إذا كانت واضحة بوورة موضوعية أليػة دولة تتورؼ يف ىذا الشأف وفق التعامل اؼبعتاد وحبسن نية‪.‬‬

‫‪61‬‬
‫‪-2‬عدـ رجعية أثر التصديق‬
‫نوت اؼبادة ‪ 28‬من اتفاقية فينا لقانوف اؼبعاىدات على أنو ‪ ":‬ال تلزـ احكاـ اؼبعاىدة أي طرؼ بشأف‬
‫أي عمل حدث أو واقعة حدثت أو حالة توقف عن الوجود قبل اتريخ بدء نفاذ اؼبعاىدة على ىذا الطرؼ ‪ ،‬ما‬
‫َف يتبُت من اؼبعاىدة أو يثبت بطريقة أخرى قود مغاير لذلك "‪.‬‬
‫من خبلؿ نص اؼبادة يتجلى أف الوجود القانوين للمعاىدة ال يرجع إُف اؼباضي ‪،‬أي أنو ال يطبق على‬
‫الوقائع و التورفات بُت األطراؼ قبل صَتورة اؼبعاىدة انفدة من خبلؿ التوديق و تبادؿ واثئقها أو اإليداع ‪.‬‬
‫بعبارة أخرى أف أثر التوديق يسري من اتريخ تبادؿ الواثئق أو اإليداع إُف اؼبستقبل ‪ ،‬و ال يسري من‬
‫‪1‬‬
‫اتريخ التوديق نفسو و األمر ـبتلف بُت التارخيُت ‪.‬‬

‫الفقرة اخلامسة ‪:‬‬


‫تسجيل ادلعاىدة الدكلية ك نشرىا‬

‫تعد مرحلة التسجيل و النشر للمعاىدة من اؼبراحل اؼبهمة اليت ال تقل عن سابقيها‪ ،‬ؼبا ؽبذا اإلجراء من‬
‫أاثر على اؼبستوى الداخلي و الدوِف‪ ،‬و عليو يتوجب علينا أوال معرفة كل ما يتعلق بتسجيل اؼبعاىدة و نشرىا‬
‫على اؼبستوى الوطٍت ‪ ،‬مث تبياف كل ما يتعلق بتسجيل و نشر اؼبعاىدة على اؼبستوى الدوِف ‪،‬و أثر ذلك ‪.‬‬
‫‪-I‬تعريف تسجيل ادلعاىدة ك نشرىا ك غايتهما‬
‫يعد التسجيل و النشر إجراء مزدوج دبوجبو يتم إيداع الدوؿ األطراؼ يف اؼبعاىدة صورة منها لدى جهاز‬
‫دوِف ـبتص عادة ‪ ،‬سواء كاف منظمة دولية أو إقليمية ‪ ،‬و ذلك من أجل سبكُت ىذا اعبهاز من توثيق اؼبعاىدة و‬
‫تسجيلها يف سجل خاص فبسوؾ ؽبذا الغرض ‪،‬و ذلك بغية نشرىا الحقا يف مدونة أو ؾبموعة مدوانت ربتوي‬
‫كافة ما تربمو الدوؿ من معاىدات ‪.2‬‬
‫يهدؼ تسجيل اؼبعاىدات و نشرىا ابؼبقاـ األوؿ إُف ربقيق ىدفُت مهمُت أوالمها سياسي و مضمونو‬
‫ؿباربة اؼبعاىدات السرية و اليت سبثل خطرا دامها على استقرار العبلقات الدولية و اغبفاظ على السلم و األمن‬
‫الدوليُت ‪،‬األمر الذي يتعارض و مقاصد ميثاؽ ىيئة األمم اؼبتحدة ‪ ،‬و اؼبقود الثاين تقٍت مضمونو صبع اؼبعاىدات‬
‫الدولية يف مدونة أو عدة مدوانت خاصة من اجل تيسَت أمر العودة و اإلطبلع عليها ‪،‬سواء من قبل الباحثُت‬

‫‪ 1‬علي ابراىيم ‪ :‬الوسيط يف اؼبعاىدات الدولية ‪ :‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 308‬‬


‫‪2‬دمحم اجملدوب‪ :‬االقانوف الدوِف العاـ ‪:‬الطبعة ‪ ،6‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ص ‪. 680-689‬‬
‫علي زراقط‪ :‬الوسيط يف القانوف الدوِف العاـ ‪ :‬الطبعة األوُف‪ ،‬مرجع سابق ص ص ‪. 77-76‬‬
‫عادؿ أضبد الطائي ‪ :‬القانوف الدوِف العاـ ‪ :‬مرجع نفسو ‪ ،‬ص ص ‪865-866‬‬
‫‪62‬‬
‫األكاددييُت يف ؾباؿ القانوف أو العلوـ اإلنسانية بوفة عامة ‪ ،‬أو ابلنسبة للقادة السياسيُت ‪،‬و من دوف نسياف‬
‫القضاء و التحكيم الدوليُت ‪.1‬‬
‫تسجيل ادلعاىدات الدكلية ك نشرىا على ادلستول الدكيل‬ ‫‪-1‬‬
‫نوت اؼبادة ‪ 18‬من عهد عوبة األمم على أف ‪ ":‬كل معاىدة أو اتفاؽ دوِف يعقد بُت أعضاء عوبة‬
‫األمم جيب تسجيلو يف سكراترية العوبة و إعبلنو يف أقرب فرصة فبكنة ‪ ،‬و ال تكوف مثل ىذه اؼبعاىدات و‬
‫االتفاقات الدولية ملزمة إال بعد ىذا التسجيل "‪.‬‬
‫اختلف فقهاء القانوف الدوِف يف تفسَت النص أعبله فمنهم من اعترب أف اؼبعاىدة غَت اؼبسجلة ابطلة لكوف‬
‫التسجيل شرط من شروط صحة اؼبعاىدات ‪ ،‬و من أنوار ىذا الرأي الفقيو ( كاجزرج ) و اعترب البعض اآلخر‬
‫كالفقيو ( انزيلويت ) اؼبعاىدة غَت اؼبسجلة معاىدة صحيحة و ملزمة‪ ،‬و إمنا ال ديكن االحتجاج هبا سواء أماـ‬
‫العوبة أو أحد فروعها دبا فيها ؿبكمة العدؿ الدولية الدائمة ‪،‬و قد أًخد هبذا الرأي يف اعداد ميثاؽ األمم اؼبتحدة‬
‫يف نص اؼبادة ‪ 102‬منو ‪.2‬‬
‫نوت اؼبادة ‪ 1/80‬من معاىدة فينا لقانوف اؼبعاىدات على وجوب إحالة اؼبعاىدة بعد نفادىا إُف األمانة‬
‫العامة لؤلمم اؼبتحدة من أجل تسجيلها و قيدىا و حفظها لكل حالة على حدى و نشرىا ‪.‬‬
‫من خبلؿ اؼبادة أعبله يتجلى بوضوح وجوب تسجيل اؼبعاىدة لدى األمانة العامة لؤلمم اؼبتحدة و يًتتب‬
‫على اغفاؿ ىذا اإلجراء عدـ امكانية االحتجاج هبذه اؼبعاىدة غَت اؼبسجلة أماـ األمم اؼبتحدة و ىيئاهتا لكنو‬
‫ديكن االحتجاج هبا بُت أطرافها ‪ ،‬الذين ؽبم حق التمسك هبا أماـ ؿبكمة التحكيم اؼبنشئة دبعرفتهم و كذلك‬
‫التمسك هبا أماـ احملاكم الوطنية ‪ ،‬و بعبارة أخرى فإف عدـ التسجيل ال جيعل اؼبعاىدة ابطلة و إمنا تبقى صحيحة‬
‫بُت أطرافها فقط ‪.‬‬
‫يف نفس الودد حددت اعبمعية العامة لؤلمم اؼبتحدة االجراءات اػباصة بتسجيل اؼبعاىدات و نشرهتا يف‬
‫عدة قرارات صادرة عنها آخرىا سنة ‪ ،3 1950‬و ىي نفس اإلجراءات اؼبتبعة إُف الوقت اغباِف ‪.4‬‬

‫‪ 1‬ألكثر توضيح يف ىذا الشأف أنظر ‪:‬‬


‫عادؿ اضبد الطائي ‪ ،‬اؼبرجع نفسو ‪ ،‬ص ص ‪. 866-863‬‬
‫‪ 2‬تنص اؼبادة ‪ 808‬من ميثاؽ األمم اؼبتحدة على أف ‪ " :‬أ‪ -‬كل معاىدة و كل اتفاؽ دوِف يعقده عضو من أعضاء األمم اؼبتحدة‬
‫يعد العمل هبذا اؼبيثاؽ جيب أف يسجل يف أمانة اؽبيئة ‪ ،‬أف تقوـ بنشره أبسرع فبكن ‪.‬‬
‫ب‪ -‬ال جيوز ألي طرؼ يف معاىدة أو اتفاؽ دوِف َف يسجل وفقا للفقرة األوُف من ىذه اؼبادة أف يتمسك بتلك اؼبعاىدة أو ذلك‬
‫االتفاؽ أماـ أي فرع من فروع األمم اؼبتحدة ‪.‬‬
‫‪ 3‬أنظر قرار اعبمعية العامة رقم ‪ 8/79‬الوادر بتاريخ ‪8966/88/86‬‬
‫قرار رقم ‪ 688‬الوادر بتاريخ ‪8958/88/88‬‬
‫‪4‬‬
‫‪Tabory (M) : Recent Developement in U,N, Treaty registration and publication practices : ? A,J,I,L, 1982, pp‬‬
‫‪350-365 .‬‬

‫‪63‬‬
‫بعد تسجيل اؼبعاىدة تقوـ األمانة العامة لؤلمم اؼبتحدة بنشر اؼبعاىدة يف ؾبلدات خاصة تسمى " ؾبموعة‬
‫اؼبعاىدات و االتفاقيات اليت تنشرىا األمم اؼبتحدة "و يكوف نشرىا ابللغة األصلية اليت حررت هبا موحوبة بًتصبة‬
‫ابللغة اإلقبليزية و الفرنسية و ترسل ىذه اجملموعة إُف صبيع أعضاء األمم اؼبتحدة ‪.1‬‬
‫نشر ادلعاىدات على ادلستول الداخلي‬ ‫‪-2‬‬
‫معظم الدساتَت ربتم نشر اؼبعاىدات الدولية اؼبوادؽ عليها استنادا لتشريعاهتا الداخلية و على رأسها‬
‫دساتَتىا ‪ ،‬و ذلك حىت تكوف للمعاىدة قوة القانوف الداخلي و ابلتاِف يتم االحتجاج هبا يف مواجهة الدولة و‬
‫األفراد ‪.‬‬
‫اؼبعاىدة اؼبربمة وفقا لئلجراءات تندمج يف القانوف الداخلي و يكوف ؽبا صفة القانوف و ىي ال تكتسب‬
‫تلك الوفة إال إذا نشرت يف اعبريدة الرظبية ‪.‬‬
‫الفرع الثاين ‪:‬‬
‫الشركط ادلوضوعية إلبراـ ادلعاىدات‬

‫بعد تعرفنا على الشروط الشكلية إلبراـ اؼبعاىدات أو ما يعرؼ دبراحل إبراـ اؼبعاىدات ‪ ،‬فإنو يتوجب توفر‬
‫شروط موضوعية يف األطراؼ اؼبتعاقدة ذاهتا حىت توبح اؼبعاىدة صحيحة و منتجة آلاثرىا ‪.‬‬
‫يقود ابلشروط اؼبوضوعية لوحة ابراـ اؼبعاىدات ‪ :‬األىلية ‪ ،‬الرضا و مشروعية ؿبلها‬

‫الفقرة األكىل ‪:‬‬


‫أىلية التعاقد ( أىلية ابراـ ادلعاىدة الدكلية )‬

‫بعد معرفتنا للشروط الشكلية إلبراـ اؼبعاىدات أو مراحل ذلك ابت لزاما علينا معرفة الشروط اؼبوضوعية‬
‫إلبراـ ىذه األخَتة ‪ ،‬ذلك أنو من اؼبستقر عليو فقها يف القانوف الدوِف العاـ أف اؼبعاىدة الدولية ال تعترب صحيحة‬
‫ماَف تكن شروطها اؼبوضوعية صحيحة و على رأسها أىلية التعاقد ‪ ،‬و مرد ذلك أف اؼبعاىدة ىي ابألساس اتفاؽ‬
‫يعقد بُت شخوُت أو أكثر من اشخاص القانوف الدوِف الذين و وفقا ؽبذا التوصيف يتوجب أف تتوفر فيهم‬
‫الشخوية القانونية ‪ ،‬و ابلتاِف يتوجب أف تتوفر فيهم أىلية التعاقد ‪.‬‬
‫األىلية تعٍت قدرة الشخص على اكتساب اغبقوؽ و ربمل االلتزامات ‪ ،‬و على اؼبستوى الدوِف ال يكوف‬
‫الشخص أىبل ؼبا سبق ذكره إال إذا كانت لو شخوية قانونية طبقا ألحكاـ القانوف الدوِف العاـ ‪.2‬‬

‫‪1‬علي صادؽ أبو ىيف ‪ :‬القانوف الدوِف العاـ ‪ :‬منشاة اؼبعارؼ ‪ ،‬اإلسكندرية ‪ ،‬مور ‪ ، 8975 ،‬ص ص ‪. 598-590‬‬
‫‪2‬علي إبراىيم ‪ :‬الوسيط يف اؼبعاىدات الدولية ‪ :‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ص ‪. 639-689‬‬
‫‪64‬‬
‫نوت اؼبادة السادسة من اتفاقية فينا لقانوف اؼبعاىدات لعاـ‪ 1969‬على أنو‪ ":‬لكل دولة أىلية التعاقد "‬
‫وينسحب مفهوـ أىلية التعاقد ليشمل الدوؿ الناقوة و اؼبنظمات الدولية و الكياانت األخرى ‪ ،‬و السيما من‬
‫حيث مدى أىليتها من عدمو ‪.‬‬
‫أكال ‪:‬أىلية الدكؿ ذات السيادة التامة يف إبراـ ادلعاىدات‬
‫دبا أف إبراـ اؼبعاىدات الدولية مظهر من مظاىر السيادة ‪ ،‬فإف الدوؿ ذات السيادة التامة ىي اليت ؽبا‬
‫اغبق يف ابراـ اؼبعاىدات ‪.1‬لكوهنا أىلة الكتساب اغبقوؽ و ربمل االلتزامات و ىي تتمتع ابلشخوية القانونية و‬
‫لكوهنا شخوا من أشخاص القانوف الدوِف العاـ و ابلتاِف ال يطرح أي اشكاؿ ابلنسبة للمعاىدات اؼبربمة من‬
‫الدوؿ ذات السيادة‪.‬‬
‫اثنيا‪:‬أىلية الدكؿ الناقصة السيادة‬
‫و ىي نوعاف إما دوؿ اتبعة أو داخلة ضمن ارباد فيدراِف ‪ ،‬ويقود ابلدوؿ التابعة تلك اؼبوضوعة ربت‬
‫اغبماية أو االنتداب أو الوصاية ‪،‬و عليو فإف اؼبعاىدات اليت تربمها الدوؿ الناقوة السيادة و اليت ىي ليست أىبل‬
‫إلبرامها ال تعد ابطلة بطبلان مطلقا ‪ ،‬و إمنا قابلة لئلبطاؿ بناءا على طلب الدولة صاحبة الوالية على الشؤوف‬
‫اػبارجية للدولة اليت أبرمت اؼبعاىدة ‪ ،‬و ابلتاِف ؽبا السلطة يف اقرار اؼبعاىدة أو ابطاؽبا ‪.2‬‬
‫يف نفس االذباه و فيما خيص الدوؿ أعضاء االرباد الفيدراِف فإف أمر صحة اؼبعاىدات اليت تربمها مًتوؾ‬
‫لدساتَتىا اؼبنشئة لبلرباد الفيدراِف ‪ ،‬فمنها من تًتؾ ألعضاء ىذا األخَت حرية إبراـ اؼبعاىدات ‪ ،‬و منها من ترفض‬
‫ىذا اؼبسعى ‪.3‬‬
‫اثلثا‪ :‬أىلية ادلنظمات الدكلية‬
‫فيما خيص اىلية اؼبنظمات الدولية ‪ ،‬فإف شخويتها الدولية تكوف وظيفية و تتحدد حبدود اؼبهاـ الوظيفية‬
‫اؼبعينة ؽبا ‪ ،‬و تبعا ؽبذه اغبدود الوظيفية ال جيوز للمنظمات الدولية ابراـ معاىدات ال تدخل يف نطاؽ اؼبهاـ‬
‫الوظيفية احملددة ؽبا ‪ ،‬دبعٌت آخر أف اؼبنظمات الدولية ال جيوز ؽبا ابراـ اؼبعاىدات الدولية إال يف حدود اختواصاهتا‬

‫‪ 1‬دمحم السعيد الدقاؽ ‪:‬سلطاف إرادة الدوؿ يف إبراـ اؼبعاىدات بُت االطبلؽ و التقييد ‪ :‬دار اؼبطبوعات اعبامعية ‪ ،‬االسكندرية‬
‫‪ ، 8977‬ص ‪ 3‬و ما بعدىا ‪.‬‬
‫‪ 2‬علي صادؽ أبو ىيف ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 530‬‬
‫أنظر أيضا‬
‫غازي حسأف صباريٍت ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪55‬‬
‫دمحم بوسلطاف ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪878‬‬
‫‪3‬إبراىيم بن داود ‪ :‬اؼبعاىدات الدولية يف القانوف الدوِف ‪-:‬دراسة تطبيقية ‪ :‬دار الكتاب اغبديث ‪ ،‬اعبزائر ‪ ، 8080 ،‬ص ص‬
‫‪. 873-878‬‬
‫‪65‬‬
‫اؼببينة يف الوكوؾ الدولية اؼبنشئة ؽبا ‪ ،1‬و ىو نفس اؼببدأ الذي أقرتو اتفاقييت فينا لقانوف اؼبعاىدات لسنة ‪1969‬‬
‫و ‪ 1986‬يف اؼبادة الثالثة ‪.‬‬
‫رابعا ‪ :‬أىلية إبراـ ادلعاىدات الدكلية من قبل الكياانت األخرل اليت ليس ذلا كصف الدكلة‬
‫يقود ابلكياانت األخرى الفاتيكاف و حركات التحرر و اغبكومات الفعلية و حكومات اؼبنفى ‪،‬القبائل‪.‬‬
‫أ‪ -‬الفاتيكاف‬
‫نظرا ػبووصية الوضع القانوين للفاتيكاف ‪ ،‬فإنو تبعا لذلك ال تتاح لو فرصة إبراـ اؼبعاىدات الدولية‬
‫ابستثناء تلك اؼبتعلقة ابعبانب الديٍت دبا فيها إدارة شؤوف الكنيسة الكاثوليكية ‪.‬‬
‫حركات التحرر‬ ‫ب‪-‬‬
‫ؽبذه اغبركات التحررية حدود ضيقة يف ابراـ اؼبعاىدات الدولية اؼبتعلقة بنشاطها التحرري و عليو ذبيز‬
‫بعض اؼبعاىدات الدولية االتفاقات اليت تربمها حركات التحرر و ذلك أبف توبح طرؼ فيها ‪.‬‬
‫إف أىلية إبراـ اؼبعاىدات ابلنسبة غبركات التحرر انتقائية و ليست مطلقة ‪ ،‬ذلك أهنا تقتور على اؽبدؼ‬
‫الذي ترمي إليو ىذا النوع من اغبركات و ىو تقرير اؼبوَت ‪ ،‬و ابلتاِف فإف االتفاقيات اليت تربمها لتحقيق ىذا‬
‫اؽبدؼ تعترب صحيحة و منتجة آلاثرىا ‪.2‬‬
‫أبرز مثاؿ على ىذا النوعى من االتفاقيات ‪ :‬اتفاقيات افياف بُت فرنسا و جبهة التحرير الوطٍت يف ‪19‬‬
‫مارس ‪. 1962‬‬
‫ج ‪ -‬أىلية احلكومات ( الفعلية ك ادلنفى ) يف إبراـ ادلعاىدات‬
‫انطبلقا من كوف الدولة سبتلك الشخوية القانونية كشخص من اشخاص القانوف الدوِف فإهنا تتمتع هبذه‬
‫الشخوية بغض النظر عن التغَتات اليت تطرأ على تنظيم السلطات العامة داخلها ‪ ،‬و كذلك األشخاص القائمُت‬
‫عليها طبقا ؼببدأ استمرارية الدولة ‪ ،‬و عليو فإف أي تغيَت على ىذه السلطات العامة داخل الدولة ال يؤثر على‬
‫صحة االتفاقات الدولية اؼبعقودة ابسم ىذه الدولة ‪ ،‬ماداـ أف اغبكومة اليت أبرمت ىذه االتفاقات تتمتع ابلسلطة‬
‫الفعلية بغض النظر عن طريق وصوؽبا إُف اغبكم ‪ ،‬و بغض النظر عن االعًتاؼ الدوِف هبذه اغبكومة أو ال ‪.‬‬

‫‪1‬دمحم سامي عبد اغبميد ‪ :‬أصوؿ القانوف الدوِف العاـ ‪ :‬الطبعة الثالثة ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 883‬‬
‫أنظر أيضا ‪:‬‬
‫‪Chiu (H) : The Capacity of international organizations to concluds treaties And the special legal aspects of the‬‬
‫‪treaties so concluded : Lahay , Ed , Nihjhoff ?1966, P10 et suite.‬‬
‫‪2‬عمر سعد هللا ‪ :‬دراسات يف القانوف الدوِف اؼبعاصر ‪ :‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ص ‪. 68-58‬‬
‫أنظر أيضا‬
‫علي إبراىيم ‪ :‬الوسيط يف اؼبعاىدات الدولية ‪ :‬مرجع سابق ص ‪ 669‬و ما بعدىا ‪.‬‬
‫عبد هللا األشعل ‪ :‬النظاـ القانوين االتفاؽ الفلسطيٍت – اإلسرائيلي ‪ :‬كتاب األىراـ اإلقتوادي ‪ ، 8993،‬عدد ‪70‬‬
‫النفايت زراص ‪ :‬اتفاقيات أوسلو و أحكاـ القانوف الدوِف ‪ :‬منشأة اؼبعارؼ ‪ ،‬االسكندرية ‪. 8008 ،‬‬
‫‪66‬‬
‫إف السلطة الفعلية للحكومة اليت أبرمت اؼبعاىدة الدولية ال حيوؿ من ابطاؿ ىذه اؼبعاىدة إذا أبرمتها ىذه‬
‫اغبكومة من أرض اجنبية و ىي زبضع لسلطة دولة أجنبية معادية ‪.‬‬
‫أيضا أف مبدأ السلطة الفعلية للحكومة كشرط إلبراـ اؼبعاىدات و صحتها ال حيرـ حكومات اؼبنفى من‬
‫ابراـ اؼبعاىدات ابعتبارىا صاحبة السيادة الشرعية أو صاحبة حق ‪ ،‬و اعتبار ىذه اؼبعاىدات صحيحة ‪.‬‬
‫د‪ -‬القبائل‬
‫يقود هبذا الكياف اعبماعات القاطنة ألقاليم تتمتع ابغبكم الذايت ‪ ،‬فهذه القبائل حسب ما ىو مستقر‬
‫عليو فقها ديكن ؽبا أف تدخل يف اتفاقات دولية مع الكياانت اؼبشاهبة ؽبا‪.‬‬

‫الفقرة الثانية ‪:‬‬


‫سالمة رضا األطراؼ ‪.‬‬

‫كما ىو الشأف على اؼبستوى الداخلي يلعب ىذا الشرط دورا ابرزا و ؿبوراي يف صحة العقد ‪ ،‬و ذلك‬
‫أبف تكوف إرادة اؼبتعاقدين سليمة و خالية من أي عيب من عيوب الرضا ‪ ،‬و يقود ابلرضا التعبَت عن اإلرادة‬
‫بقبوؿ اؼبعاىدة و االلتزاـ أبحكامها ‪.‬‬
‫إبرازا ألمهية ركن الرضا يف ظل قواعد القانوف الدوِف اغبديث حرصت اتفاقييت فينا لقانوف اؼبعاىدات لسنة‬
‫‪ 1969‬و ‪ 1986‬على تقنُت األحكاـ اؼبتعلقة بعيوب الرضا و آاثرىا استنادا ؼبا ىو مستقر يف القانوف الداخلي‬
‫السيما يف نظرية العقد ‪،1‬مع اسقاط ذلك مع خوائص القانوف الدوِف العاـ ‪ ،‬و ىو ما تضمنتو كبل االتفاقيتُت‬
‫يف ابهبا اػبامس من خبلؿ زبويص ‪ 16‬مادة ؽبذا اعبانب ‪.‬‬
‫إف أشهر عيوب الرضا ىي ‪ :‬الغلط ‪ ،‬التدليس ‪ ،‬اإلكراه ‪ ،‬إفساد دمة فبثل الدولة أو اؼبنظمة الدولية ‪.‬‬
‫أكال‪ :‬الغلط ( اخلطأ ) ‪.‬‬
‫إف الغلط اؼبعتمد كعيب من عيوب الرضا اؼببطل للمعاىدة بطبلان نسبيا ىو اعتقاد الدولة بوجود حالة أو‬
‫وضعية معينة تدفعها لبلرتباط دبعاىدة ما ‪ ،‬و لكن من دوف أف تعلم أف اعتقادىا ىذا كاف خاطئا أساسا‪ ،2‬و مثاؿ‬
‫ذلك كأف تنضم دولة ؼبعاىدة اقتوادية فإذا هبا تتبُت أهنا معاىدة عسكرية ‪.‬‬
‫الغلط اندر اغبدوث يف اؼبعاىدات الدولية و يف حالة حدوثو فإنو ديكن تدارؾ ذلك ابلطرؽ السلمية من‬
‫خبلؿ مثبل ابراـ ملحق يوحح ىذا الغلط و ليس اللجوء إُف إبطاؿ اؼبعاىدة برمتها ‪ ،‬و يكوف التوحيح ابتفاؽ‬
‫صبيع الدوؿ االطراؼ ‪.‬‬
‫نوت اتفاقية فينا لقانوف اؼبعاىدات دبوجب مادهتا اؿ‪ 48‬على أف ‪" :‬‬

‫‪1‬علي إبراىيم ‪ :‬الوسيط يف اؼبعاىذات الدولية ‪ :‬الطبعة األوُف ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬صى ‪. 667‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Dubouis (L) : L‟errure en droit international public : A,F,D,L , 1963, p p 191-127 .‬‬

‫‪67‬‬
‫‪ -1‬جيوز للدولة االحتجاج ابلغلط يف اؼبعاىدة كسبب إلبطاؿ رضاىا االلتزاـ هبا إذا تعلق الغلط بواقعة أو‬
‫حالة اعتقدت ىذه الدولة بوجودىا عند عقد اؼبعاىدة و كانت سبباً أساسياً يف رضاىا االلتزاـ هبا‪.‬‬
‫‪ -1‬ال تنطبق الفقرة(‪ )1‬إذا كانت الدولة اؼبعنية قد أسهمت بسلوكها يف الغلط أو كانت الظروؼ قد‬
‫جعلت ىذه الدولة على علم ابحتماؿ وقوعو‪.‬‬
‫‪ -2‬ال يؤثر الغلط اؼبتعلق فقط أبلفاظ اؼبعاىدة على صحتها وتطبق يف ىذه اغبالة أحكاـ اؼبادة‪" 79‬‬
‫من خبلؿ ربليل نص اؼبادة أعبله نستخلص أف الغلط اؼبأخوذ بعُت االعتبار كعيب من عيوب الرضا جيب‬
‫أف تتوفر فيو ؾبموعة من الشروط نوجزىا فيما يلي ‪:‬‬
‫‪ -‬أف يكوف الغلط منوب على الوقائع و ليس القانوف و ذلك ألنو يفًتض جدال عدـ اعبهل ابلقانوف‬
‫الدوِف ‪.‬‬
‫‪ -‬وجوب أف يكوف الغلط جوىراي فبا أدى إُف ضبل الدولة على التقيد ابؼبعاىدة وقت ابرامها أما إذا كاف‬
‫الغلط غَت جوىري فبل يؤدي إُف بطبلف اؼبعاىدة‬
‫‪ -‬أف ال تساىم الدولة بسلوكها يف الوقوع يف الغلط و أف تكوف الظروؼ اؼببلبسة قد نبهتها إُف احتماؿ‬
‫الوقوع فيو ‪.‬‬
‫أف ال يكوف الغلط واقع يف صياغة اؼبعاىدة و ذلك إلمكانية توحيحو طبقا ألحكاـ اؼبادة ‪ 79‬من‬
‫اتفاقية فينا ‪. 1‬‬

‫‪1‬نوت اؼبادة ‪ 79‬من اتفاقية فينا لقأنوف اؼبعاىدات خبووص توحيح الغلط يف صياغة اؼبعاىدة أو يف النسخ اؼبتعمد منها على ‪:‬‬
‫‪ -8‬إذا اتفقت الدوؿ اؼبوقعة والدوؿ اؼبتعاقدة األخرى يف معاىدة بعد توقيعها على احتوائها خطأ ما يوحح ىذا اػبطأ إبحدى‬
‫الطرائق اآلتية ما َف يتفق على خبلؼ ذلك‪:‬‬
‫(أ) إجراء التوحيح البلزـ يف النص وتوقيعو ابألحرؼ األوُف من قبل اؼبمثلُت اؼبعتمدين وفقا لؤلصوؿ؛ أو‬
‫(ب) وضع أو تبادؿ وثيقة أو واثئق توضح التوحيح اؼبتفق على إجرائو؛ أو‬
‫(ج) وضع نص موحح للمعاىدة كلها بعد إتباع ذات اإلجراء الذي اتبع يف وضع النص األصلي‪.‬‬
‫‪ -8‬إذا كأنت اؼبعاىدة قد أودعت لدى جهة معينة فأف على ىذه اعبهة إخطار الدوؿ اؼبوقعة والدوؿ اؼبتعاقدة ابػبطأ وابقًتاح‬
‫توحيحو وربديد فًتة زمنية مبلئمة ديكن خبلؽبا إاثرة اعًتاض على التوحيح اؼبقًتح‪.‬‬
‫(أ) فإذا أنقضت ىذه الفًتة دوف صدور أي اعًتاض تقوـ جهة األيداع إبجراء التوحيح وتوقيعو ابألحرؼ األوُف على النص‬
‫وإبعداد ضبط ابلتوحيح ترسل نسخة منو إُف األطراؼ والدوؿ اليت من حقها أف توبح أطرافاً يف اؼبعاىدة‪../...‬‬
‫‪(../..‬ب) أما إذا صدر اعًتاض معُت على التوحيح اؼبقًتح فتقوـ جهة االيداع إبرساؿ ىذا اإلعًتاض إُف الدوؿ اؼبوقعة والدوؿ‬
‫اؼبتعاقدة‪.‬‬
‫‪ -3‬تنطبق القواعد الواردة يف الفقرتُت ‪ ،8‬و‪ 8‬أيضاً يف اغبالة اليت يكوف النص فيها قػد وثق بلغتُت أو أكثر ويظهر عدـ تطابق‬
‫بُت النووص تتفق الدوؿ اؼبوقعة والدوؿ اؼبوححة على وجوب توحيحو‪.‬‬
‫‪ -6‬حيل النص اؼبوحح ؿبل النص اؼبعيب تلقائياً ما َف تقرر الدوؿ اؼبوقعة والدوؿ اؼبتعاقدة غَت ذلك‪.‬‬
‫‪68‬‬
‫اثنيا ‪ :‬التدليس أك الغش‬
‫و يسمى أيضا التغرير أو اػبداع و ىو من األسباب اؼبفسدة للرضا و اليت ينجم عنها يف حالة ربققها‬
‫بطبلف اؼبعاىدة نسبيا و يعرؼ على أنو ‪":‬استعماؿ حيلة معينة بقود إيقاع شخص من أشخاص القانوف الدوِف‬
‫يف الغلط "‪.1‬‬
‫يكمن الفرؽ بُت الغلط و التدليس يف أف األوؿ ىو وقوع الدولة اؼبتعاقدة فيو نتيجة مناورات أو أساليب‬
‫أو تورحيات من دولة متعاقدة أخرى ‪ ،‬و ذلك هبدؼ اغبووؿ على رضاىا ابؼبعاىدة و َف يكن ابإلمكاف‬
‫اغبووؿ على رضاىا من دوف ىذه اؼبمارسات ‪ ،‬و بعبارة أخرى ىو توىم دولة طرؼ بواقعة ـبالفة للواقع أو‬
‫اغبقيقة تدفعها للتعاقد ‪ ،‬بينما التدليس ىو ايهاـ الدولة هبذه الواقعة من طرؼ دولة أخرى طرؼ من أجل اغبووؿ‬
‫على رضاىا ابؼبعاىدة ‪.‬‬
‫خبلصة القوؿ أف الفرؽ بُت الغلط و التدليس يكمن يف أف كبلمها يوقع الدوؿ ضحية لذلك من أجل‬
‫التعاقد يف اؼبعاىدة إضافة إُف ذلك أف التدليس تورؼ غَت مشروع يتمثل يف اػبداع و االحتياؿ ‪.2‬‬
‫اثلثا ‪ :‬إفساد ذمة ممثل الدكلة أك ادلنظمة‬
‫يقود بذلك اللجوء إُف وسائل اإلغراء اؼبادية و اؼبعنوية ؼبمثل الدولة أو اؼبنظمة ‪ ،‬بغية التأثَت على إرادتو‬
‫و ذلك أبف يتورؼ بشكل حيقق رغبات صاحب اؼبولحة يف إبراـ اؼبعاىدة على كبو حيقق مولحتو أو مولحة‬
‫معينة بذاهتا َف تكن مقبولة من قبل الدولة أو اؼبنظمة يف اغبالة العادية أي من دوف أتثَت ‪ ،‬و من قبيل الوسائل‬
‫اؼبستعملة يف التأثَت على ذمة فبثل الدولة أو اؼبنظمة تقدًن اؽبدااي الثمينة سواء كانت مالية أو عينية أو ربريض‬
‫اؼبفاوض على سلوؾ طريق اؼبلذات الشخوية أبنواعها اؼبختلفة ‪.‬‬
‫نوت اؼبادة ‪ 50‬من اتفاقية فينا على أنو ‪ " :‬إذا مت التوصل إُف تعبَت الدولة عن رضاىا االلتزاـ ابؼبعاىدة‬
‫عن طريق إفساد فبثلها بطريقة مباشرة أو غَت مباشرة من قبل دولة متفاوضة أخرى فإنو جيوز لتلك الدولة أف ربتج‬
‫ابإلفساد كسبب إلبطاؿ رضاىا االلتزاـ ابؼبعاىدة‪".‬‬
‫من خبلؿ نص اؼبادة أعبله فإنو للدولة اليت تعرض مفوضها ؼبثل السلوكيات الواردة ضمنها من قبل دولة‬
‫طرؼ أخرى فإنو جيوز ؽبا طلب ابطاؿ اؼبعاىدة ؽبذا السبب ‪.3‬‬

‫‪ -5‬تبلغ األمأنة العامة لؤلمم اؼبتحدة ابلتوحيح اعباري على نص اؼبعاىدة اؼبسجلة لديها‪.‬‬
‫‪ -6‬إذا أ كتشف اػبطأ يف نسخة معتمدة للمعاىدة تقوـ جهة األيداع إبعداد ضبط يبُت التوحيح وترسل نسخة إُف الدوؿ‬
‫اؼبوقعة والدوؿ اؼبتعاقدة"‪.‬‬
‫‪ 1‬إبراىيم العناين ‪ :‬القانوف الدوِف العاـ ‪ :‬دار الفكر العريب ‪ ،‬القاىرة ‪ ،‬مور ‪ ، 8990/8986،‬ص ‪.868‬‬
‫‪2‬دمحم يوسف علواف ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 888‬‬
‫‪3‬غازي حسن صباريٍت ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ص ‪59-58‬‬
‫‪69‬‬
‫خيتلف عيب افساد الذمة عن الغلط و التدليس ذلك أنو يف العيب األوؿ فإف فبثل الدولة يدرؾ و يعي أف‬
‫موقفو يتعارض مع مواٌف دولتو اليت ديثلها و لكنو يقوـ دبعارضة ىذه اؼبواٌف نظَت ما حيول عليو من مقابل مادي‬
‫أو معنوي من الدولة الطرؼ االخرى ‪.‬‬
‫رابعا ‪ :‬اإلكراه‬
‫يقود ابإلكراه كل ضغط مادي أو معنوي تكوف ضحيتو الدولة اؼبفاوضة أو فبثلها ‪ ،‬و الذي من شأنو أف‬
‫يكوف السبب يف التعاقد نزوال عند إرادة الدولة اؼبستفيدة من اإلكراه ‪.1‬‬
‫حرمت العديد من الوكوؾ الدولية اإلكراه بكافة صوره و أي كاف ضحيتو هبدؼ اغبووؿ على رضا‬
‫الدولة الضحية أو اؼبكرىة أو فبثلها أو اؼبفاوض بوفة عامة ‪ ،‬و يف ىذا االذباه نوت اؼبادة ‪ 4/02‬من ميثاؽ األمم‬
‫اؼبتحدة على ربرًن استعماؿ القوة يف العبلقات الدولية و تقييد اللجوء إليها و بشروط ؿبددة ‪.‬‬
‫كما نوت اؼبادة ‪ 52‬من اتفاقية فينا لقانوف اؼبعاىدات على اعتبار اإلكراه الواقع على الدولة عيبا يؤدي‬
‫إُف افساد رضاىا اذ نوت ىذه اؼبادة على أنو " تعترب اؼبعاىدة الغية إذا مت عقدىا نتيجة التهديد ابلقوة أو‬
‫استعماؽبا خرقا ؼببادئ القانوف الدوِف الواردة يف ميثاؽ األمم اؼبتحدة "‬
‫الفقرة الثالثة ‪:‬‬
‫مشركعية احملل ك السبب موضوع التعاقد‬

‫يقود دبشروعية ؿبل و سبب موضوع التعاقد أو ؿبل اؼبعاىدة عدـ وجود تعارض بُت موضوع اؼبعاىدة و‬
‫الغرض منها و بُت أي قاعدة من قواعد القانوف الدوِف العاـ اآلمرة العامة و اؼبقبولة و اؼبعًتؼ هبا من اجملتمع‬
‫الدوِف ‪.2‬‬
‫يقود ابلقواعد اآلمرة السالفة الذكر تلك القواعد اليت ال جيوز ـبالفتها أو تغيَتىا إال دبوجب قواعد‬
‫جديدة من قواعد القانوف الدوِف من نفس الطبيعة أي ؽبا نفس الوفة اآلمرة ‪ ،‬و من أمثلة القواعد اآلمرة القواعد‬
‫اؼبتعلقة بتجرًن اللجوء غَت اؼبشروع للقوة يف العبلقات الدولية ‪ ،‬و كذلك القواعد اؼبتعلقة بتجرًن الرؽ و التمييز‬
‫العنوري و القرصنة و منع اإلابدة للجنس البشري ‪ ...‬اٍف ‪.3‬‬

‫‪1‬علي زراقط ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪85‬‬


‫أنظر أيضا ‪:‬‬
‫‪Dejoug (H,G) : Coercion in the conclusion of treaties - A considderaion of articles 51 and 52 of the convention‬‬
‫‪on the law of treaties : N,Y,B,I,L , 1984, p p 2090-241.‬‬
‫‪ 2‬دمحم السعيد الدقاؽ‪ :‬سلطاف إرادة الدوؿ يف إبراـ اؼبعاىدات بُت األطراؼ و التقييد‪ :‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪ 37‬و ما بعدىا‪.‬‬
‫أنظر أيضا ‪:‬‬
‫‪Geck ( W) :The conclusion of treaties in violation of the international law of a party : Zaorv, 1967, pp 429-450‬‬
‫‪3‬‬
‫‪Rozakis (CH) : The concept of jus cojens in the law of treaties ; Amsterdam , 1976 , p 4 .‬‬

‫‪70‬‬
‫نوت اؼبادة ‪ 53‬من اتفاقية فينا لقانوف اؼبعاىدات على أنو "تكوف اؼبعاىدة ابطلة إذا كانت وقت عقدىا‬
‫تتعارض مع قاعدة آمرة من القواعد العامة للقانوف الدوؿ ألغراض ىذه االتفاقية ‪،‬يقود ابلقاعدة اآلمرة من‬
‫القواعد العامة للقانوف الدوِف القاعدة اؼبقبولة واؼبعًتؼ هبا من قبل اجملتمع الدوِف ككل على أهنا القاعػدة اليت ال‬
‫جيوز اإلخبلؿ هبا ‪،‬و اليت ال ديكن تعديلها إال بقاعدة الحقة من القواعد العامة للقانوف الدوِف ؽبا ذات الطابع "‪.‬‬
‫أتكيدا إللزامية تطابق ؿبل اؼبعاىدة مع قواعد القانوف الدوِف أكدت اؼبادة ‪ 64‬من معاىدة فينا لقانوف‬
‫اؼبعاىدات أنو حىت إذا ظهرت يف اؼبستقبل قاعدة قانونية آمرة من قواعد القانوف الدوِف زبالف أو تتعارض مع ؿبل‬
‫معاىدة سابقة عنها موجودة فإنو ىذه اؼبعاىدة تعد ابطلة ‪.1‬‬
‫من األمثلة عن بطبلف اؼبعاىدة لبطبلف ؿبلها أو سبب التعاقد حكم إحدى احملاكم العسكرية اؼبشكلة يف‬
‫أؼبانيا بعد انتهاء اغبرب العاؼبية الثانية ‪ ،‬أين جاء يف اغبكم أنو ‪ " :‬اذا كاف (الفاؿ ) رئيس وزراء فرنسا و سفَت‬
‫حكومة فيشي يف برلُت قد أبرـ مع أؼبانيا اتفاقا موضوعو استخداـ أسرى اغبرب الفرنسيُت يف اؼبوانع األؼبانية ‪،‬‬
‫فاحملكمة قضت ببطبلف ىذا االتفاؽ و عللت ذلك بكوف ىذا األخَت جاء ـبالفا لآلداب و األخبلؽ العامة‬
‫الدولية " أي بعبارة اخرى أف االتفاؽ بُت الطرفُت ابطل ؼبخالفتو قاعدة آمرة يف القانوف الدوِف و ىي حق اإلنساف‬
‫ابلعمل إبرادتو اغبرة على الرغم من توفر ىذا االتفاؽ على رضا الطرفُت اؼبتعاقدين ‪.‬‬
‫من األمثلة أيضا الشهَتة للمعاىدات الباطلة ؼبخالفة ؿبلها لآلداب العامة الدولية ‪ ،‬اتفاؽ كل من اسبانيا‬
‫و اؼبغرب و موريتانيا سنة ‪ 1975‬و الذي دبوجبو تقرر انسحاب اسبانيا من الوحراء الغربية دبقابل فوائد ربول‬
‫عليها من استغبلؿ منجم الفوسفات الوحراوي على أف تتقاسم اؼبغرب و موريتانيا اقليم الوحراء الغربية من دوف‬
‫اعتبار للشعب الوحراوي ‪.‬‬

‫‪ 1‬تنص اؼبادة ‪ 66‬من اتفاقية فينا لقانوف اؼبعاىدات على ‪ " :‬اذا ظهرت قاعدة آمرة جديدة من القواعد العامة للقأنوف الدوِف فأف‬
‫أية معاىدة انفذة تتعارض معها توبح ابطلة وتنقض" ‪.‬‬
‫‪71‬‬
‫الفرع الثالث‪:‬‬
‫تطبيق ادلعاىدات ك اإلشكاالت ادلثارة بشأنو ‪.‬‬

‫أف تطبيق اؼبعاىدات بنوعيها يف الواقع العملي ليس ابألمر اؽبُت ‪ ،‬بل قد يواحب ذلك عدة اشكاالت‬
‫يتوجب اجياد السبل غبلها يف حالة موادفتها‪ ،‬و ديكن حور ىذه اإلشكاالت يف تطبيق اؼبعاىدة من حيث الزماف‬
‫و اؼبكاف و كذلك نطاؽ سرايهنا من حيث األطراؼ ‪...‬اٍف ‪.‬‬

‫الفقرة األكىل‪:‬‬
‫تطبيق ادلعاىدات الدكلية من حيث الزماف‬

‫من االشكاالت اليت يثَتىا موضوع تطبيق اؼبعاىدة الدولية من حيث الزماف مسأليت عدـ رجعية اؼبعاىدة‬
‫و امكانية تطبيق ىذه األخَتة اؼبؤقت قبل دخوؽبا حيز النفاذ ‪.‬‬
‫أكال ‪:‬عدـ رجعية ادلعاىدات الدكلية‬
‫كقاعدة عامة فإف قواعد القانوف الدوِف العاـ تسري من اتريخ ربقق شروطها األساسية ‪ ،‬و تبقى ىذه‬
‫القاعدة سارية إُف أف يتم إلغائها صراحة دبوجب اتفاؽ دوِف ‪ ،‬أو ضمنيا نتيجة نشوء قاعدة متعارضة معها ‪ ،‬أو‬
‫إعادة تنظيم اؼبوضوع الذي ربكمو ‪ ،‬سواء أكانت ىذه القاعدة اعبديدة اتفاقية أو عرفية ‪.1‬‬
‫تفويبل ؼبا سبق عرضو أعبله و مراعاة لنوع اؼبعاىدة و طريقة إنشائها ‪ ،‬فإف اؼبعاىدة تبدأ يف السرايف من‬
‫التاريخ احملدد ضمنها و اؼبتفق عليو من طرؼ أطرافها‪ ،‬و يف غياب التحديد ؽبذا التاريخ فإهنا تبدأ يف السرايف‬
‫ابكتماؿ التوديقات عليها من صبيع أطرافها كما بينت ذلك اؼبادة ‪ 2/24‬من اتفاقية فينا لقانوف اؼبعاىدات ‪ 2‬لكنو‬
‫ابلنسبة للدوؿ اؼبنضمة الحقا للمعاىدة فإف اتريخ بداية سرايف ىذه األخَتة يف مواجهتها يتقرر بتاريخ االنضماـ‬
‫كما بينت ذلك اؼبادة ‪ 3/24‬من اتفاقية فينا‪. 3‬‬

‫‪1‬علي إبراىيم ؾ الوسيط يف اؼبعاىدات الدولية ‪ :‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ص ‪. 950-968‬‬


‫‪ 2‬تنص اؼبادة ‪ 8/86‬من اتفاقية فينا لقانوف اؼبعاىدات لسنة ‪ 8969‬على أف ‪2- " :‬ويف حاؿ عدـ وجود مثل ىذا النص أو‬
‫االتفاؽ تدخل اؼبعاىدة حيز التنفيذ حاؼبا يثبت رضا صبيع الدوؿ اؼبتفاوضة االلتزاـ ابؼبعاىدة‪".‬‬
‫‪3‬تنص اؼبادة ‪ 3/86‬من اتفاقية فينا لقانوف اؼبعاىدات على أف ‪ -3" :‬ذا مت رضا الدولة االلتزاـ ابؼبعاىدة يف اتريخ الحق لدخوؽبا‬
‫حيز التنفيذ فأف اؼبعاىدة اؼبذكورة توبح انفذة ابلنسبة ؽبذه الدولة يف ذلك التاريخ إال إذا نوت اؼبعاىدة اؼبذكورة على خبلؼ‬
‫ذلك"‬
‫‪72‬‬
‫أما فيما خيص األحكاـ اإلجرائية اؼبتعلقة ابؼبعاىدة فإهنا تبدأ يف السرايف دبجرد اعتماد نووصها و ىو ما‬
‫‪.1‬‬
‫بينتو اؼبادة ‪ 4/24‬من اتفاقية فينا‬
‫تتعاظم االشكاالت اؼبتعلقة بتطبيق اؼبعاىدات خبووص تطبيق االتفاقات الثنائية و اعبماعية و ذلك‬
‫الختبلؼ اغبلوؿ القانونية اؼبعتمد لكل صنف من االتفاقات ‪ ،‬أضف إُف ذلك أنو يف بعض اغباالت تتضمن‬
‫االتفاقات الدولية على اتريخ بدئ سرايهنا و تضبط األحكاـ اؼبتعلقة ابنقضائها ‪.2‬‬
‫كقاعدة عامة ليس للقاعدة القانونية الدولية أثر رجعي ‪ ،‬حبكم أهنا تطبق على اغباالت اليت تنشأ بعد أف‬
‫توبح اؼبعاىدة سارية اؼبفعوؿ ‪ ،‬غَت أف الدوؿ ديكن أف تتفق على خبلؼ ذلك و ىو ما يعد استثناءا للقاعدة‬
‫العامة ‪ ،‬و يعوذ ىذا االستثناء إُف رغبة األطراؼ اؼبتعاقدة أحياان إضفاء الوفة القانونية على واقعة أو مسألة سابقة‬
‫للمعاىدة حىت ال تبقى من دوف معاعبة‪،‬وابلتاِف يعترب ىذا االستثناء دبثابة سد لثغرة قانونية قبل اؼبعاىدة‪.3‬‬
‫خبلصة القوؿ أنو إذا كاف من اؼببادئ اؼبستقرة يف القانوف الدوِف فيما خيص اؼبعاىدات الدولية مبدأ النفاد‬
‫الفوري للمعاىدات الدولية من اتريخ سرايهنا ابختبلؼ صوره كما عرضناه أعبله ‪ ،‬فإف ذلك يقودان إُف نتيجة‬
‫ىامة مفادىا عدـ رجعية أحكاـ اؼبعاىدة إُف وقائع تسبق اتريخ سرايهنا ‪ ،‬طبقا لنص اؼبادة ‪ 28‬من اتفاقية فينا‬
‫لقانوف اؼبعاىدات‪. 4‬‬
‫إف مبدأ عدـ رجعية اؼبعاىدات الدولية ديكن أف يكوف صاغبا للتطبيق يف كل اؼبسائل اإلجرائية اؼبتعلقة‬
‫ابؼبعاىدات سواءا تعلق األمر بقواعد االختواص أو القواعد اإلجرائية مثل القواعد اؼبتعلقة بتفسَت اؼبعاىدات أو‬
‫تطبيقها اؼبؤقت ‪ ،‬أو ؾباؿ القواعد اؼبوضوعية‪. 5‬‬
‫على صعيد القضاء الدوِف مت اعتماد قاعدة عدـ رجعية اؼبعاىدة و كمثاؿ على ذلك حكم ؿبكمة العدؿ‬
‫الدولية بتاريخ‪ 1952 /07/01‬يف القضية اؼبعروفة ب ‪ :‬امباتلوس "أين رفضت احملكمة تطبيق معاىدة ‪1926‬‬
‫أبثر رجعي على وقائع حدثت يف اؼباضي سنيت ‪ 1923-1922‬مسببة حكمها على أساس و أنو ال يوجد اتفاؽ‬

‫‪1‬تنص اؼبادة ‪ 6/86‬من اتفاقية فينا لقانوف اؼبعاىدات على أف ‪ -6 " :‬أف نووص اؼبعاىدة اليت تنظم توثيق نوها والتثبت من رضا‬
‫الدوؿ االلتزاـ هبا ‪ ،‬وكيفية أو اتريخ دخوؽبا حيز التنفيذ والتحفظات عليها ‪ ،‬ووظائف جهة اإليداع واألمور األخرى اليت تثور حتما‬
‫قبل دخوؿ اؼبعاىدة حيز التنفيذ ‪ ،‬تسري اعتباراً من اتريخ اعتماد نوها "‪.‬‬
‫‪2‬أضبد اسكندري – دمحم انصر بوغزالة ‪ :‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ص ‪887-885‬‬
‫‪ 3‬أضبد أبو الوفاء ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ص ‪. 800-99‬‬
‫‪4‬تنص اؼبادة ‪ 88‬من اتفاقية فينا لقانوف اؼبعاىدات على أف ‪ " :‬ما َف يظهر من اؼبعاىدة قود مغاير أو يثبت خبلؼ ذلك بطريقة‬
‫أخرى ال تلزـ نووص اؼبعاىدة طرفاً فيها بشأف أي تورؼ أو واقعة سبت أو أية حالة أنتهى وجودىا قبل اتريخ دخوؿ اؼبعاىدة‬
‫حيز التنفيذ ابلنسبة لذلك الطرؼ"‪.‬‬
‫‪5‬دمحم السعيد الدقاؽ ‪ :‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ص ‪856-853‬‬
‫‪73‬‬
‫ضمٍت أو صريح بُت األطراؼ اؼبتعاقدة يقضي بتطبيق اؼبعاىدة أبثر رجعي أية وقائع سابقة عن اتريخ دخوؿ‬
‫اؼبعاىدة حيز التنفيذ ‪.1‬‬
‫أيضا و فيما خيص القضاء اعبنائي الدوِف قبد أف اجملتمع الدوِف أنشأ ؿبكميت يوغسبلفيا و رواندا‬
‫السابقتُت و عقدا اختواصها النوعي أخدا هبذا االستثناء على قاعدة عدـ رجعية اؼبعاىدة ‪،‬إذ مت ؿباكمة اؼبتهمُت‬
‫أماـ ىدين احملكمتُت على وقائع سابقة لتاريخ إنشائهما ‪.‬‬
‫اثنيا ‪ :‬التطبيق ادلؤقت للمعاىدة الدكلية‬
‫التطبيق اؼبؤقت للمعاىدات الدولية قبل سرايهنا ( دخوؽبا حيز التنفيذ ) من اؼبسائل اغبديثة يف قانوف‬
‫اؼبعاىدات الدولية ‪ ،‬و يلجأ ؽبذا االجراء نتيجة الطابع اإلستعجاِف لبعض موضوعات بعض اؼبعاىدات ‪ ،‬مثل ازباذ‬
‫موقف أو إجراء فوري جملاهبة وضع طارئ دوِف مستعجل ال حيتمل التأخَت ‪،‬و يف حالة عدـ التدخل الفوري يوبح‬
‫اللجوء إُف معاىدة فاقد للغرض منو‬
‫إف التطبيق اؼبؤقت للمعاىدة الدولية ديكن أف ينوب على جزء من أحكامها ‪ ،‬كما ديكن أف ينوب على‬
‫اؼبعاىدة برمتها ‪.‬‬
‫ديكن ألية دولة طرؼ يف معاىدة تطبيق ىذه األخَتة تطبيقا مؤقتا على أف ينتهي ىذا التطبيق يف‬
‫مواجهتها دبجرد إخطار بقية أطرافها بنيتها يف أف ال توبح طرفا فيها ‪ ،‬مع العلم أف ىذا اؼبوقف مرىوف بسماح‬
‫اؼبعاىدة بذلك أو اتفاؽ اإلطراؼ على جوازه ‪.‬‬
‫نوت على التطبيق اؼبؤقت للمعاىدة دبا اشتملو ىذا االجراء من ضوابط و اجراءات اؼبادة ‪ 25‬من اتفاقية‬
‫فينا لقانوف اؼبعاىدات و ذلك على النحو التاِف ‪:‬‬
‫" ‪ -1‬جيوز أف تسري اؼبعاىدة أو قسم منها بوورة مؤقتة ابنتظار دخوؽبا حيز التنفيذ يف إحدى اغبالتُت‬
‫التاليتُت‪:‬‬
‫(أ) إذا نوت اؼبعاىدة على ذلك؛ أو‬
‫(ب) إذا اتفقت الدوؿ اؼبتفاوضة على ذلك بطريقة أخرى‪.‬‬

‫‪ 1‬تتلخص وقائع امباتلوس يف ‪ :‬أف مواطن يوانين يدعى امباتلو سابرـ عدة عقود مع اغبكومة الربيطانية القتناء بعض السفن يف‬
‫سنيت ‪ 8983-8988‬و قد قبم عن ىذه العقود أف اصيب امباتلوس فقامت اغبكومة اليواننية برفع دعوى أماـ ؿبكمة العدؿ‬
‫الدولية غبماية مواطنها ‪ ،‬و أسست دعواىا على اساس معاىدة التجارة و اؼببلحة اليت ابرمت بينها و بُت بريطانيا يف‬
‫‪ 8986/07/86‬و طبقا للمادة ‪ 06‬منها فأف االختواص االلزامي ينعقد حملكمة العدؿ الدولية الدائمة لتسوية النزاعات اليت‬
‫تثار بُت الطرفُت ‪،‬و دبا أف ؿبكمة العدؿ الدولية توارثت ؿبكمة العدؿ الدولية الدائمة فأف االختواص ينعقد حملكمة العدؿ الدولية‬
‫"‬
‫أنظر‬
‫ؾبموعة أحكاـ احملكمة ‪ ،‬سنة ‪ ،8953‬ص ‪. 60‬‬
‫‪74‬‬
‫‪ -2‬ما َف تنص اؼبعاىدة أو تتفق الدوؿ اؼبتفاوضة على خبلؼ ذلك‪ ،‬ينتهي التنفيذ اؼبؤقت ؼبعاىدة أو‬
‫لقسم منها ابلنسبة لدولة ما إذا أبلغت الدوؿ األخرى اليت تسري اؼبعاىدة مؤقتاً فيما بينها برغبتها يف أف ال توبح‬
‫طرفاً يف اؼبعاىدة"‪.‬‬
‫الفقرة الثانية ‪:‬‬
‫تطبيق ادلعاىدات الدكلية من حيث ادلكاف‬

‫فيما خيص التطبيق اؼبكاين للمعاىدات فإف القاعدة العامة اؼبستقرة يف ىذا الشأف تنص على سرايف‬
‫اؼبعاىدة على صبيع اإلقليم اػباضعة لسيادة أي من األطراؼ اؼبتعاقدة ‪ ،1‬ما َف يتفق صراحة أو ضمنا على خبلؼ‬
‫ذلك ‪ ،‬إذا أتفق صراحة أو ضمنا على سرايهنا على بعض األقاليم اػباضعة لسيادة األطراؼ دوف البعض اآلخر ‪،‬‬
‫كما قد يستفاد من ظروؼ اؼبعاىدة بشكل عاـ أف إرادة أطرافها قد انورفت إُف إقليم معُت أو مناطق بعينها من‬
‫‪2‬‬
‫اػبضوع ألحكامها‬
‫نوت يف ىذا االذباه اؼبادة ‪ 29‬من اتفاقية فينا لقانوف اؼبعاىدات على أنو" ما َف يظهر من اؼبعاىدة قود‬
‫مغاير أو يثبت خبلؼ ذلك بطريقة أخري تلزـ نووص اؼبعاىدة كل طرؼ فيها ابلنسبة لكامل إقليمو"‪.‬‬
‫أف الدراسة اؼبتأنية لنص اؼبادة أعبله يبُت بكل جبلء أف تطبيق اؼبعاىدة من حيث اؼبكاف خيضع بدوره‬
‫لقاعدة و استثناء نوضحهما على النحو التاِف ‪:‬‬
‫أكال ‪ :‬القاعدة العامة ادلتعلقة بتطبيق ادلعاىدة من حيث ادلكاف‬
‫القاعدة العامة اليت تضبط تطبيق اؼبعاىدة الدولية من حيث اؼبكاف ىي تطبيق ىذه األخَتة على كافة‬
‫أقاليم الدوؿ األطراؼ دوف استثناء جزء منها ‪،‬و ينسحب مفهوـ اإلقليم إُف مدلوالتو الثبلث و ىم اإلقليم الربي و‬
‫البحري و اعبوي ‪.‬‬
‫أشارت إُف ىذه القاعدة عبنة القانوف الدوِف دبناسبة إعدادىا ؼبشروع قانوف اؼبعاىدات الدولية ابلقوؿ‬
‫" عن ما جيري عليو العمل بُت الدوؿ و كذا قضاء احملاكم الدولية ‪ ،‬و مؤلفات الفقهاء يؤيد بوضوح الرأي‬
‫القائل أبف اؼبعاىدة يفًتض فيها تطبيقا على كل اقليم أي طرؼ من األطراؼ اؼبتعاقدة ‪ ،‬و ذلك ماؿ ـ يتم النص‬
‫على حل ـبالف يف اؼبعاىدة نفسها "‪.‬‬

‫‪ 1‬الغنيمي ‪ :‬الغنيمي يف قانوف السبلـ ف ص ‪. 88‬‬


‫‪2‬صباؿ عبد الناصر مانع ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ص ‪.838-830‬‬
‫‪75‬‬
‫اثنيا ‪ :‬االستثناء عن قاعدة تطبيق ادلعاىدة مكانيا‬
‫إذا كانت القاعدة يف تطبيق اؼبعاىدة من حيث اؼبكاف ىو تطبيقها على كافة أقاليم الدوؿ األطراؼ ‪،‬‬
‫فإف االستثناء ىو تطبيق ىذه اؼبعاىدة على جزء من إقليم الدولة الطرؼ و ذلك إذا ظبحت اؼبعاىدة نفسها بذلك‬
‫أو اتفق على ذلك أطرافها ‪.‬‬
‫قد يستفاد بشكل عاـ من اؼبعاىدة أف إرادة الدوؿ األطراؼ اذبهت إُف استثناء إقليم معُت من دولة‬
‫طرؼ أو أكثر من اػبضوع ألحكاـ اؼبعاىدة و اؼبثل الشائع لذلك االتفاقات اعبمركية و التجارية أو العسكرية و‬
‫كذلك استبعاد األقاليم اؼبستعمرة من نفوذ أحكاـ اؼبعاىدات اليت تكوف الدوؿ االستعمارية طرفا فيها و إف كاف‬
‫ىذا اؼبثاؿ َف يعد لو وجود إال اندرا ‪ ،‬و ىو ما يسمى اختوارا شرط اؼبستعمرات ‪.‬‬

‫الفقرة الثالثة ‪:‬‬


‫تطبيق ادلعاىدات الدكلية من حيث األشخاص‬

‫القاعدة العامة أف اؼبعاىدة ال تسري إال يف مواجهة أطرافها أي بُت أطرافها ‪ ،‬وابلتاِف ال ترتب آاثرىا إال‬
‫يف مواجهتهم ‪ ،‬و يطلق الفقو على ىذه القاعدة " نسبية أثر اؼبعاىدة" ‪ ،‬و دبفهوـ اؼبخالفة فإف اؼبعاىدة ال ترتب‬
‫آاثرا يف مواجهة الغَت ‪،‬سواء كانت ىذه اآلاثر حقوقا أو التزامات و سواء ترتبت برضاه ( الغَت ) أو بغَت رضاه ‪.‬‬
‫أكال‪ :‬أثر ادلعاىدة ابلنسبة ألطرافها ( مبدأ نسبية ادلعاىدة )‬
‫حيكم آاثر اؼبعاىدات الدولية ابلنسبة للغَت مبدأ النسبية و استنادا لذلك ال سبتد آاثر اؼبعاىدة إُف غَتىا‬
‫من األطراؼ حبيث ال سبنحهم حقوؽ و ال ترتب عليهم التزامات ماداموا َف يشاركوا يف ابرامها أو اؼبوادقة عليها أو‬
‫االنضماـ إليها ‪.‬‬
‫كرست ىذا اؼببدأ السالف الذكر اؼبادة ‪ 26‬من اتفاقية فينا لقانوف اؼبعاىدات اليت نوت على أنو" كل‬
‫معاىدة انفذة ملزمة ألطرافها وعليهم تنفيذىا حبسن نية" ‪ ،‬و كذلك اؼبادة ‪ 34‬من نفس االتفاقية اليت نوت على‬
‫أنو "ال تنش اؼبعاىدة التزامات أو حقوقاً للدولة الغَت بدوف رضاىا"‪.‬‬
‫على صعيد العمل القضائي تبٌت القضاء الدوِف نفس اؼببدأ يف العديد من أحكامو و لعل أبرز مثاؿ على‬
‫ذلك اغبكم الوادر عن ؿبكمة العدؿ الدولية الدائمة بتاريخ ‪ 1927/05/25‬فيما خيص قضية " شورزو " بُت‬
‫أؼبانيا و بولونيا أين أسست احملكمة حكمها ب ‪... " :‬من الثابت أف اؼبعاىدة ال تنش حقوقا و ال ترتب‬
‫التزامات إال بُت الدوؿ أطراؼ ىذه اؼبعاىدة ذاهتا ‪، "...‬كما يعد ىذا اؼببدأ من اؼبسلمات يف قانوف اؼبعاىدات‬
‫ابلنسبة للفقو الدوِف الذي يرد أساس اؼببدأ إُف ثبلثة مبادئ رئيسية فيما بينها و ىي ‪:‬‬

‫‪76‬‬
‫أ‪ -‬مبدأ سلطاف اإلرادة‬
‫‪.‬مفاد ىد اؼببدأ أف أشخاص القانوف الدوِف الذين ليس ؽبم أدىن عبلقة إبنشاء اؼبعاىدة أو تنفيذىا ال‬
‫ديكن ؽبم أف يرتبطوا هبا أو يتأثروا أبحكامها ‪ ،‬و ديكن القوؿ أف ىذا اؼببدأ جيد مودرا لو على مستوى القوانُت‬
‫الداخلية يف قاعدة " العقد شريعة اؼبتعاقدين " اؼبعروفة‪. 1‬‬
‫ب – مبدأ الرتاضي‬
‫من مقتضياتو على اؼبستوى الوطٍت أو الدوِف أف العقود و اؼبعاىدات ال تلزـ إال عاقديها أو أطرافها طبقا‬
‫ؼببدأ اؼبتعاقد عند التزامو أو العقد شريعة اؼبتعاقدين ‪.2‬‬
‫ج‪ -‬مبدأ ادلساكاة يف السيادة ك االستقالؿ ‪.‬‬
‫يعد ىذا اؼببدأ من اؼببادئ اؼبستقرة و العتيدة يف القانوف الدوِف أين أشَت اليو يف العديد من الوكوؾ‬
‫الدولية و على رأسها ميثاؽ األمم اؼبتحدة يف مادتو اؿ ‪ 1/02‬منو ‪ ،‬و اعبلف اعبمعية العامة لعاـ ‪ 1970‬حوؿ‬
‫اؼببادئ اليت ربكم العبلقات الودية بُت الدوؿ ‪.3‬‬
‫يقود دببدأ اؼبساواة يف السيادة أبف الدولة ال ديكن أف تلتزـ قانوان إبرادة دولة أخرى و ابلتاِف فهذا اؼببدأ‬
‫يتعارض مع أصحاب أو أنوار أطروحة امكانية نفاذ آاثر اؼبعاىدة إُف خارج دائرة الدوؿ األطراؼ ‪.‬‬
‫أف النتيجة العملية إلنفاذ اؼببدأ أعبله تكمن يف عدـ جوازيو مطالبة دولة ما ليست طرفا يف معاىدة يف‬
‫تطبيق ىذه األخَتة يف مواجهتها ‪ ،‬أو أكثر من ذلك أف تستند ؽبذه اؼبعاىدة يف اؼبطالبة حبقوؽ طبقا ؽبا ‪.‬‬
‫اثنيا‪ :‬أثر ادلعاىدة ابلنسبة للغري‬
‫اذا كانت القاعدة يف نسبية أاثر اؼبعاىدات فإف مؤدى ىذه القاعدة عدـ التزاـ الغَت دبا جاء فيها من‬
‫أحكاـ ‪ ،‬و اؼبقوود ابلغَت ىنا ىم أشخاص القانوف الدوِف الذين ليسوا أطرافا يف ىذه اؼبعاىدات ‪ ،‬و ابلتاِف فإف‬
‫نفس القاعدة أو اؼببدأ ال يطبق على إطبلقو ‪ ،‬أين خيضع لبعض االستثناءات و تستند ىذه األخَتة يف نظر الفقو‬
‫إُف طبسة مبادئ ىي ‪:‬‬

‫‪ 1‬أضبد أبو الوفاء ؾ الوسيط يف القانوف الدوِف العاـ ‪ ،‬دار النهضة العربية ‪ ،‬القاىرة ‪ ،‬مور ‪ ، 8995 ،‬ص ‪. 866‬‬
‫‪ 2‬صبلح الدين اضبد ضبدي ‪ :‬ؿباضرات يف القانوف الدوِف العاـ ‪ :‬ديواف اؼبطبوعات اعبامعية ‪ ،‬اعبزائر ‪ ، 8983 ،‬ص ‪. 66‬‬
‫‪3‬نص اعبلف اعبمعية العامة لؤلمم اؼبتحدة لسنة ‪ 8970‬حوؿ اؼببادئ اليت ربكم العبلقات الودية بُت الدوؿ على ‪ " :‬أف صبيع‬
‫الدوؿ متساوية يف السيادة و ؽبا حقوؽ وواجبات مشًتكة "‬
‫‪77‬‬
‫أ‪ -‬مبدأ الرضا االجيايب‬
‫و مفاد ذلك امتداد أثر اؼبعاىدة الدولية ( حقوقا و واجبات ) إُف الغَت نتيجة قبولو الوريح ألحكامها و‬
‫عادة ما يعرب عن ىذا القبوؿ كتابة و لعل أكرب مثاؿ ذبسيدا ؽبذا اؼببدأ نظاـ روما االساسي اؼبنش للمحكمة‬
‫اعبنائية الدولية الدائمة يف مادتو ‪ 3/12‬منو ‪.1‬‬
‫ب‪ -‬مبدأ الرضا الضمين‬
‫دبوجبو يفًتض التزاـ الغَت ابؼبعاىدة (حقوقا و واجبات ) من خبلؿ سكوتو مثبل و عدـ اعًتاضو و مثاؿ‬
‫ذلك أف تبدأ دولة غَت طرؼ دبعاىدة بتنفيذ أحكامها بوورة منفردة من جانبها ‪،‬و يستشف ىذا القبوؿ ابؼبعاىدة‬
‫من خبلؿ ربوير الدولة لتشريعاهتا الداخلية لكي تتماشى مع اؼبعاىدة ‪.‬‬
‫مبدأ األثر التلقائي‬ ‫ج‪-‬‬
‫مفاد ىذا اؼببدأ أف اكتساب بعض اغبقوؽ و فبارستها من قبل دولة ما غَت طرؼ يرتب وجواب ربملها‬
‫لبللتزامات الواردة يف ىذه اؼبعاىدة ‪،‬و يتوادؼ ىذا اؼببدأ ذبسيدا لو يف اؼبعاىدات اليت تقرر حقوؽ تستفيد منو‬
‫اجملموعة الدولية كافة زايدة عن األطراؼ اؼبتعاقدة ‪ ،‬فاستنادا ؽبذا اؼببدأ يتوجب على اجملموعة الدولية اؼبستفيدة من‬
‫اغبقوؽ أف ربًتـ االلتزامات الناشئة عن اؼبعاىدة كمقابل ‪.‬‬
‫د‪-‬مبدأ احرتاـ إرادة الغري‬
‫مفاد ىذا اؼببدأ وجوب احًتاـ األوضاع و النظم و اؼبواقف القانونية أو الفعلية الناذبة أو اؼبنبثقة من معاىدة‬
‫صحيحة و مشروعة من قبل الدوؿ غَت األطراؼ فيها ػبووصية اؼبعاىدة السابق ذكرىا ( الوحة و اؼبشروعية )‪.‬‬
‫ق‪ -‬مبدأ األثر العريف‬
‫مفاد ىذا اؼببدأ أف القاعدة القانونية اؼبنبثقة عن معاىدة ديكن أف تكوف ملزمة لغَت أطرافها ابلنظر لعامل‬
‫الزمن ‪ ،‬فمع مرور الوقت و الدأب على اتباعها من قبل الدوؿ األطراؼ ديكن أف توبح دبثابة قاعدة عرفية من‬
‫قواعد القانوف الدوِف ‪.‬‬
‫خبلصة القوؿ أنو ابلنظر إُف اؼببادئ السابق عرضها فإف القواعد اؼبنبثقة عن اؼبعاىدة ديكن أف تكوف‬
‫ملزمة لغَت أطرافها برضاىا أو بغَت ذلك‪.‬‬
‫‪-I‬انطباؽ ادلعاىدة الدكلية على الغري برضاه‬
‫تولت اؼبواد ‪ 35‬إُف ‪ 37‬من اتفاقية فينا لقانوف اؼبعاىدات توضيح مسألة انطباؽ اؼبعاىدات على الغَت‬
‫برضاه و ميزت ىذه اؼبواد على أساس ىذا الرضا أو اؼبوافقة بُت اآلاثر اؼبتعلقة بفرض االلتزامات على عاتق الدوؿ‬

‫‪ 1‬نوت اؼبادة ‪ 3/88‬من نظاـ روما األساسي على ‪ " :‬ديكن للدولة غَت الطرؼ يف نظاـ احملكمة أف تقبل اختواص احملكمة‬
‫دبوجب موافقة صرحية ( مكتوبة ) تودع لدى كتابة ضبط احملكمة "‬
‫‪78‬‬
‫أو اؼبنظمات الدولية من جهة ‪ ،‬و تلك اليت سبنحها حقوؽ و ىو ما سنوضحو فيما يلي ‪:‬‬
‫‪ -1‬ادلعاىدات اليت ترتب إلتزامات على عاتق الغري ‪.‬‬
‫يف ظل قواعد قانوف اؼبعاىدات اغباِف اصبح من الثابت الذي ال يشوبو شك أنو ال ديكن خلق التزامات‬
‫على عاتق أشخاص القانوف الدوِف دوال كانوا أو منظمات دولية إال دبوافقتها اغبرة ‪ ،‬لذلك تنص اتفاقية فينا لقانوف‬
‫اؼبعاىدات يف مادهتا ‪ 35‬على أن و ‪ " :‬ينشأ التزاـ على الدولة الغَت من نص يف اؼبعاىدة إذا قود األطراؼ فيها أف‬
‫يكوف ىذا النص وسيلة إلنشاء االلتزاـ وقبلت الدولة الغَت ذلك صراحة و كتابة "‪.‬‬
‫من خبلؿ ربليل نص اؼبادة أعبله قبدىا ربطت ترتيب اؼبعاىدة اللتزامات على عاتق الغَت برضاىم‬
‫بتحقق شرطُت مها ‪:‬‬
‫أ‪ -‬أف اذباه إرادة األطراؼ اؼبتعاقدة يف اؼبعاىدة ذاهتا إُف ترتيب التزامات على عاتق الغَت ‪.‬‬
‫ب‪ -‬أف يقبل الغَت صراحة ىذه اؼبعاىدة و ما جاءت بو من التزامات ‪ ،‬و يكوف ىذا القبوؿ يف شكل‬
‫مكتوب ‪.‬‬
‫اؼببلحظ ىنا و كمسألة اجرائية حبتة أنو و استنادا للنص أعبله البد من اتفاؽ إضايف بُت الطرؼ اؼبلتزـ‬
‫ابؼبعاىدة و الذي ليس طرفا فيها و بُت ؾبموعة األطراؼ اؼبتعاقدة و ىو ما يستشف من نص اؼبادة ‪ 1/37‬من‬
‫اتفاقية فينا لقانوف اؼبعاىدات‪ ،1‬و ىو ما استقر عليو الفقو أيضا يف ىذه اعبزئية ‪.‬‬
‫على مستوى القضاء الدوِف أيضا أقر بوجوب ربقق الشرطُت لًتتيب اؼبعاىدة التزامات على الغَت و كمثاؿ‬
‫على ذلك اغبكم الوادر عن ؿبكمة العدؿ الدولية الدائمة يف ‪ 1930/07/07‬فوبل يف النزاع بُت سويسرا و‬
‫فرنسا حوؿ اؼبناطق اغبرة ‪.2‬‬
‫ادلعاىدات اليت تنشأ حقوؽ للغري‬ ‫‪-2‬‬
‫استنادا لنص اؼبادتُت ‪34‬و‪ 36‬من اتفاقية فينا لقانوف اؼبعاىدات ‪ ،‬يلتزـ الغَت ابغبقوؽ اليت ترتبهم معاىدة‬
‫و ذلك أما دبوجب نص يف اؼبعاىدة ذاهتا ‪ ،‬أو اذبهت ارادة االطراؼ اؼبتعاقدة إُف ترتيب حقوؽ للغَت ‪.‬‬
‫تنص اؼبادة ‪ 1/36‬من اتفاقية فينا لقانوف اؼبعاىدات على أف ‪ -1 " :‬ينشأ حق للدولة الغَت من نص يف‬
‫اؼبعاىدة إذا قود األطراؼ فيها أف دينح النص ىذا اغبق إما للدولة الغَت ‪ ،‬أو جملموعة من الدوؿ تنتمي إليها ‪ ،‬أو‬

‫‪ 1‬تنص اؼبادة ‪ 8/37‬من اتفاقية فينا لقانوف اؼبعاىدات على أف ‪ -8 " :‬عندما ينشأ التزاـ على الدولة الغَت طبقاً للمادة ‪ 35‬ال يتم‬
‫إلغاؤه أو تعديلو إال برضا األطراؼ يف اؼبعاىدة والدولة الغَت ما َف يثبت أهنم كانوا قد اتفقوا على خبلؼ ذلك‪.‬‬
‫‪ 2‬إف اغبكم الوادر بتاريخ ‪ 8938/07/07‬عن ؿبكمة العدؿ الدولية الدائمة يف القضية اؼبعروفة " ابؼبناطق اغبرة " بُت سويسرا‬
‫و فرنسا ترجع إُف أف فرنسا ارادت استنادا ؼبعاىدة فرسأي ‪ 8989‬أف تنهي حقوؽ سويسرا على اؼبنطق اغبرة اليت منحت ؽبذه‬
‫االخَتة دبوجب اتفاقية فينا لعاـ ‪ 8885‬و دبا أف سويسرا َف تكن طرؼ يف يف معاىدة فرسأي زايدة على رفضها منح ىذه‬
‫اؼبناطق ‪ ،‬أين رفضت احملكمة طلب فرنسا على اساس أف نص اؼبادة ‪ 653‬من معاىدة فرسأي ال تسري يف مواجهة سويسرا اليت‬
‫َف تكن طرفا فيها إال يف اغبدود اليت تقبلها طواعية و صراحة ‪.‬‬
‫‪79‬‬
‫عبميع الدوؿ ‪ ،‬ووافقت الدولة الغَت على ذلك ‪ ،‬وتفًتض اؼبوافقة ما دامت الدولة الغَت َف تبد العكس ‪ ،‬إال إذا‬
‫نوت اؼبعاىدة على خبلؼ ذلك" ‪.‬‬
‫و لكي سبارس الدولة حقها الوارد يف اؼبادة ‪ 1/36‬أعبله جيب أف سبتثل لشروط فبارستو اؼبنووص عليها يف‬
‫اؼبعاىدة أو اؼبثبتة طبقا للمعاىدة و ىو ما نوت عليو اؼبادة ‪ 2/36‬من اتفاقية فينا لقانوف اؼبعاىدات ‪.‬‬
‫إذا تفحونا نص اؼبادة ‪ 36‬أعبله قبد أهنا تشًتط شرطُت من أجل منح حقوؽ للغَت ( دولة غَت طرؼ‬
‫)و ذلك دبوجب اؼبعاىدة و مها ‪:‬‬
‫‪ -‬أف يقود األطراؼ اؼبتعاقدة يف اؼبعاىدة دبوجب أحد نووصها أف دينحوا حقا للغَت أي لدولة أو دوؿ‬
‫من غَت األطراؼ اؼبتعاقدة ‪ ،‬و تعد ىذه النية من األطراؼ اؼبعرب عنها يف النص أمرا ضروراي كوهنا تعد سبييزا ؽبذا‬
‫اغبق عن الرخوة ‪.‬‬
‫‪ -‬جيب أف يوافق الغَت على ذلك و ىي موافقة ضمنية مفًتضة ماداـ انعداـ وجود أي مؤشر على الرفض‬
‫ؽبذا اغبق من طرؼ الغَت ‪ ،‬طبعا ما َف تنص اؼبعاىدة على خبلؼ ذلك ‪.‬‬
‫تًتجم اؼبعاىدات اؼبنشأة غبقوؽ لواٌف الغَت يف صورتُت مها ‪ :‬شرط الدولة األوُف ابلرعاية ‪ ،‬و االشًتاط‬
‫ؼبولحة الغَت ‪.‬‬
‫أ‪ -‬شرط الدكلة األكىل ابلرعاية‬
‫يعد ىذا الشرط من ضمن الشروط اؼبنشأة غبقوؽ للغَت يف معاىدة ليسوا طرفا فيها ‪ 1‬و مفاد ىذا‬
‫اإلجراء أو الشرط أنو اتفاؽ بُت دولتُت أو أكثر تضمن كل منهما لؤلخرى االستفادة فبا سبنحو أو ستمنحو من‬
‫مزااي لدولة أو أكثر يف معاىدة أخرى تتعلق بذات اؼبوضوع و لكنها تتضمن مزااي أكثر من اؼبزااي اؼبنووص عليها‬
‫يف اؼبعاىدة األوُف ‪ ،‬و ىي عادة اؼبعاىدات التجارية و اؼبعاىدات اؼبتعلقة ابلتعريفة اعبمركية ‪.‬‬
‫كمثاؿ مبسط عن ىذا الشرط فإنو إذا افًتضنا أف دولتُت "أ" و "ب" أبرمتا اتفاقية بينهما و كاف من‬
‫ضمن التعهدات اؼبوجودة طي ىذه االتفاقية أو اؼبعاىدة أف تعهدت الدولة"أ" أنو مستقببل و يف حالة ابرامها اتفاقا‬
‫أو معاىدة مع الدولة "ج " سبنح ؽبا دبوجب ىذا االتفاؽ امتيازات ألف الدولة " ب" اليت تكن طرؼ يف االتفاؽ‬
‫الثاين سوؼ تتمتع ابالمتيازات الناذبة عن ىذا األخَت ( االتفاؽ الثاين )‬
‫على اؼبستوى القضائي قبد أف ؿبكمة العدؿ الدولية أكدت يف حكمها الوادر بتاريخ ‪1934/07/22‬‬
‫يف قضية شركة النفط األقبلو – إيرانية أكدت عدـ أحقية بريطانيا يف اؼبطالبة ابالستفادة من شرط الدولة األوُف‬

‫‪ 1‬علي ابراىيم ‪ :‬الوسيط يف اؼبعاىدات الدولية ‪ :‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ص ‪. 8085-8077‬‬


‫أنظر أيضا ‪:‬‬
‫عبد الغٍت ؿبمود ‪ :‬القانوف الدوِف العاـ ‪:‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪87‬‬
‫عبد الواحد دمحم الفار ‪:‬أحكاـ التعاوف الدوِف يف ؾباؿ التنمية االقتوادية ‪ :‬عاَف الكتب ‪ ، 8979 ،‬ص ‪. 885 ،‬‬
‫‪Vigne (D) :La clause de la nation la plus favorisée est sa pratique contemporaine : R,C,A,D,I, 1970 , PP270-350.‬‬

‫‪80‬‬
‫ابلرعاية الوارد يف اؼبعاىدة اإليرانية – السويدية سنة ‪ ،1934‬و اليت من بنودىا إحالة النزاع بُت البلدين يف حالة‬
‫حدوثو مستقببل إُف ؿبكمة العدؿ الدولية ‪.‬‬
‫اؼببلحظ أيضا أف اتفاقييت فينا لقانوف اؼبعاىدات لعاـ ‪ 1969‬و ‪َ 1986‬ف ترى تطبيق شرط الدولة األوُف‬
‫ابلرعاية خرقا ؼببدأ النسبية اؼبعروؼ يف ابراـ اؼبعاىدات ‪.‬‬
‫ب‪ -‬االشرتاط دلصلحة الغري‬
‫ىذا النظاـ أو االجراء معروؼ يف التشريعات الوطنية و يقود بو اتفاؽ األطراؼ اؼبتعاقدة على ترتيب‬
‫حقوؽ لواٌف شخص أخر ليس طرفا يف التعاقد ‪.‬‬
‫إف التساؤؿ اؼبطروح حوؿ ىذا النظاـ أو اإلجراء يكمن حوؿ ما إذا كاف ىذا االجراء معروؼ يف القانوف‬
‫الدوِف؟ ‪ ،‬و يف اغبالة االجيابية ‪ ،‬ىل يتوقف قبوؿ الغَت ؽبذه اغبقوؽ ؿبل االشًتاط ؼبولحتو حىت ترتب ىذه‬
‫اغبقوؽ اؼبضمنة يف اؼبعاىدة أـ ال ؟ و بوورة أمشل ىل ؽبذا الغَت أف يتمسك ابؼبعاىدة ككل اليت رتبت لو ىذه‬
‫اغبقوؽ‪.‬‬
‫إجابة على ىذه األسئلة و من انحية الفقو الدوِف استند ىذا األخَت ؽبذه النظرية من أجل تفسَت آاثر‬
‫النص يف االتفاؽ على حقوؽ للغَت‪ ،‬وؾباؿ قدرة ىذا الغَت لبلستفادة منها و تنفيذىا بدوف تدخل إرادة األطراؼ‬
‫يف ذلك ‪ ،‬و أكد الفقو الدوِف يف ىذا الشأف ابقاء ذلك متوقف يف كل األحواؿ و اؼبراحل على إرادة األطراؼ‬
‫‪1‬‬
‫و ىو االذباه السائد يف القانوف الدوِف‬
‫دبعٌت أكثر وضوحا أف استفادة الغَت من اغبقوؽ اؼبرتبة لو يف اؼبعاىدة من قبل األطراؼ يبقى دائما معلقا‬
‫على إرادة االطراؼ اؼبتعاقدة ‪،‬سواءا من حيث ترتيب ىذه اغبقوؽ أو االستفادة منها أو التمسك ابؼبعاىدة ككل‪.‬‬
‫على مستوى القضاء الدوِف أيضا قبد أف ىذا النظاـ معموؿ بو و استند إليو يف عدة أحكاـ و منها قضية‬
‫اؼبناطق اغبرة بُت سويسرا و فرنسا دبوجب اغبكم الوادر عن ؿبكمة العدؿ الدولية الدائمة ‪ ،‬أين أسست احملكمة‬
‫حكمها على أنو‪ " :‬ليس ىناؾ مانع من أف تتجو إرادة اطراؼ اؼبعاىدة إُف الًتتيب للدوؿ الغَت حقوقا مكتسبة‬
‫انشئة عن ىذه اؼبعاىدة اليت َف تكن طرفا فيها‪ ،‬و استخبلص ما إذا كانت الدوؿ األطراؼ قد قودت انشاء‬
‫حقوؽ ابؼبعٌت الدقيق لواٌف الدوؿ الغَت يتوقف على ظروؼ كل حالة على حدة "‪.‬‬
‫اعًتفت اتفاقية فينا لقانوف اؼبعاىدات إبمكانية االشًتاط ؼبولحة الغَت يف معاىدة ليس طرفا فيها و ىو ما‬
‫جاء يف نص اؼبادة ‪ 36‬من ىذه االتفاقية ‪ ،‬بل أكثر من ذلك أف اشًتاط حقوؽ ؼبولحة الغَت ال يكتفي فقط‬

‫‪1‬دمحم بو سلطاف ‪ :‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 389‬‬


‫أنظر أيضا ‪:‬‬
‫علي ابراىيم ‪ ،‬الوسيط يف اؼبعاىدات الدولية ‪ :‬مرجع سابق ‪ 8056 ،‬و ما بعدىا ‪.‬‬
‫‪81‬‬
‫أبف يقر ؽبذا الغَت حقوقا برضاه ‪،‬و إمنا يتوجب أيضا عدـ اؼبساس هبذه اغبقوؽ تعديبل أو إلغاء إال دبوافقتو أيضا و‬
‫ىو ما اكدتو اؼبادة ‪ 2/37‬من اتفاقية فينا لقانوف اؼبعاىدات ‪.1‬‬
‫أيضا و استنادا لنص اؼبادة ‪ 32‬من ميثاؽ األمم اؼبتحدة حيق جمللس األمن أف يستدعي أي دولة ليس‬
‫عضوا يف منظمة األمم اؼبتحدة من أجل االشًتاؾ يف مناقشة نزاع معروض عليو جملرد كوهنا طرفا فيو ‪.‬‬
‫‪ -II‬انطباؽ ادلعاىدات الدكلية على الغري دكف رضاه‬
‫شهد العمل الدوِف بروز حاالت كثَتة تنورؼ فيها آاثر اؼبعاىدة الدولية إُف غَت أطرافها و بدوف رضاىا‬
‫و بعبارة أخرى يستفيد الغَت من آاثر اؼبعاىدة على الرغم من أنو ليس طرفا فيها و ابلتاِف تلتزـ ابلتزاماهتا بدوف‬
‫رضاىا و يعد ذلك استثناءا ؼببدأ نسبية آاثر اؼبعاىدة‪.‬‬
‫ديكن تونيف اؼبعاىدات اليت تنطبق على الغَت دوف رضاه إُف معاىدات تنشأ أوضاعا دولية دائمة ‪ ،‬و‬
‫معاىدات تتضمن تقنينا لقواعد دولية عامة‪.‬‬
‫‪ -01‬ادلعاىدات اليت تنشأ أكضاعا دكلية دائمة‬
‫ىي تلك اؼبعاىدات اليت ال يقتور أثرىا على أطرافها فقط بل ديتد للغَت لكوهنا تتضمن مبادئ قانونية‬
‫عامة هتم اعبميع و ت ُؤمن أوضاع االستقرار البلزمة يف اجملتمع الدوِف‪ ، 2‬و كمثاؿ عنها ‪:‬‬
‫أ‪ -‬ادلعاىدات اليت تضع دكال يف حالة حياد دائم‬
‫و ذلك ذبنبا إلاثرة النزاعات الدولية اؼبتعلقة هبا أو جعلها كحد فاصل بُت ؾبموعة من الدوؿ اليت يثَت‬
‫ذباوزىا هتديدا لؤلمن و السلم الدوليُت كمعاىدة فينا لسنة ‪ 1815‬اليت وضعت سويسرا يف حالة حياد دائم و‬
‫معاىدة ‪ 1831‬اليت أنشأت بلجيكا و جعلتها يف حالة حياد دائم ‪.‬‬
‫ب‪ -‬ادلعاىدات اليت تقرر نزع السالح يف منطقة معينة‬
‫يلجأ ؽبذا النوع من اؼبعاىدات بوفة عامة غبماية السلم و األمن الدوليُت و كمثاؿ عنها اؼبعاىدة اليت‬
‫أبرمت بُت فرنسا و روسيا و بريطانيا وأتفق فيها على جعل جزر "اآلالند " منطقة منزوعة السبلح و ذلك بتاريخ‬
‫‪. 1959/12/01‬‬

‫‪1‬تنص اؼبادة ‪ 8/37‬من اتفاقية فينا لقانوف اؼبعاىدات على أف ‪ ":‬عندما ينشأ حق للدولة الغَت وفقاً للمادة ‪ 36‬ال جيوز إلغاؤه أو‬
‫تعديلو من قبل األطراؼ يف اؼبعاىدة إذا ثبت أنو قود بو أال يكوف قاببلً لئللغاء أو خاضعاً للتعديل إال برضا الدولة الغَت"‪.‬‬

‫أنظر أيضا‬
‫‪Harris (D,J) : Cases and materials in international law: second edition, Sweet and Maxwell London , 1979, pp‬‬
‫‪628 -633.‬‬
‫‪Reuter (Paul) : Introduction au droit des traités : P.U.F, Paris ,1985 , p p 91-158 .‬‬
‫‪ 2‬أضبد اسكندري – دمحم انصر بوغزالة ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 80‬‬
‫‪82‬‬
‫ج‪ -‬ادلعاىدات اليت تكفل تسيري ادلرافق الدكلية‬
‫يلجأ ؽبذا النوع من اؼبعاىدات من أجل تنشيط اؼبواٌف اغبيوية للمجموعة الدولية ‪ ،‬و تتضمن ىذه‬
‫اؼبعاىدات نووصا عامة يكوف تطبيقها بشكل دائم ‪ ،‬ىذه النووص تقرر للدوؿ الغَت طرؼ يف التعاقد اغبق يف‬
‫استخداـ اؼبمرات و اجملاري يف اؼببلحة البحرية و يف بعض اؼبضايق و اػبلجاف و األهنار الدولية و كمثاؿ عنها‬
‫معاىدة القسطنطينية لسنة ‪ 1888‬اليت تتوُف تنظيم اؼببلحة البحرية بقناة السويس و معاىدة فرساي لعاـ ‪1919‬‬
‫حوؿ اؼببلحة يف قناة "كييل "‪.‬‬
‫‪ -02‬ادلعاىدات اليت تتضمن تقنينا لقواعد دكلية عامة ‪.‬‬
‫من خبلؿ التسمية يتضح و أف ىذه اؼبعاىدات تتضمن تقنينا لقواعد دولية عامة سبق استقرارىا من قبل‬
‫أعضاء اجملتمع الدوِف عن طريق العرؼ الدوِف ‪ ،‬بشرط أف ال يؤدي تقنينها إُف تعديل موضوعها أو تكوف‬
‫اؼبعاىدة صادرة من صبعية شبو عاؼبية ‪ ،‬أو متعلقة هبا كميثاؽ األمم اؼبتحدة و اؼبعاىدات احملدثة للمنظمات الدولية‬
‫و الوكاالت اؼبتخووة ‪.1‬‬
‫إف القوة اؼبلزمة للقواعد الواردة ضمن ىذا النوع من اؼبعاىدات تكمن يف العرؼ الدوِف ‪ ،‬ذلك أف ىذه‬
‫القواعد قبل أف تقنن كانت قواعد عرفية من صفتها اؼببلزمة ؽبا هبذا الوصف القوة اؼبلزمة ؽبا قبل تقنينها و بعد‬
‫ذلك ‪ ،‬و ىو ما أكدتو اؼبادة ‪ 38‬من اتفاقية فينا لقانوف اؼبعاىدات اليت نوت على ‪ " :‬ليس يف اؼبواد من ‪ 34‬إُف‬
‫‪ 37‬ما حيوؿ دوف أف توبح قاعدة واردة يف معاىدة ملزمة للدولة الغَت ابعتبارىا قاعدة عرفية من قواعد القانوف‬
‫الدوِف معًتؼ ؽبا هبذه الوفة"‪.‬‬

‫الفقرة الرابعة ‪:‬‬


‫تطبيق ادلعاىدات الدكلية ادلتعاقبة اليت تتعلق مبوضوع كاحد ‪.‬‬

‫قد يثار إشكاؿ عملي دبناسبة إبراـ أطراؼ معاىدة ما معاىدة أخرى تتعلق بنفس موضوع اؼبعاىدة األوُف‬
‫و اليت ال خيرج موضوعها إما عن تعديل أو إلغاء ؽبذه األخَتة ‪،‬و يتعاظم ىذا اإلشكاؿ خباصة عندما يكوف‬
‫أطراؼ اؼبعاىدة األوُف ليسوا ىم أطراؼ اؼبعاىدة الثانية سواءا كانت اؼبعاىدة ثنائية أو متعددة األطراؼ‪.‬‬
‫غبل اإلشكاالت اؼبتعلقة بتعاقب اؼبعاىدات اليت تنظم نفس اؼبوضوع جيب التمييز بُت اؼبعاىدات الثنائية و‬
‫تلك اؼبتعددة األطراؼ ‪.‬‬

‫‪1‬صباؿ عبد الناصر مانع ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 868‬‬


‫‪83‬‬
‫أكال‪ -‬ادلعاىدات الثنائية‬
‫ابلنسبة للمعاىدات الثنائية فإف اؼبعاىدة الثانية ىي اليت تكوف سارية اؼبفعوؿ بسبب أهنا مربمة بُت نفس‬
‫األطراؼ أي وحدة األطراؼ و نفس اؼبوضوع أي وحدة اؼبوضوع ‪ ،‬و ذلك نزوال عند مبدأ البلحق ينسخ السابق‬
‫دبعٌت آخر تفضيل القانوف البلحق عن القانوف السابق ‪.‬‬
‫كما أف إبراـ نفس األطراؼ ؼبعاىدة اثنية يف نفس اؼبوضوع يؤكد ضمنيا اذباه طريف اؼبعاىدة إُف إلغاء‬
‫اؼبعاىدة األوُف لعدـ ؾباراهتا للتطورات العملية و القانونية ‪ ،‬كما أنو قد تنص اؼبعاىدة الثانية صراحة يف إحدى‬
‫موادىا على إلغاء اؼبعاىدة األوُف و ىو أمر مقبوؿ قانوان ‪.‬‬
‫اثنيا ‪ :‬ادلعاىدات متعددة األطراؼ‬
‫ابلنسبة للمعاىدات متعددة األطراؼ فإف حل اشكاؿ تطبيقها اؼبتعاقب و اؼبتعلق بنفس اؼبوضوع ال‬
‫يكوف إال من خبلؿ فرضيتُت مها ‪:‬‬
‫الفرضية األكىل ‪:‬اذا كاف أطراؼ اؼبعاىدة السابقة صبيعا ىم أطراؼ اؼبعاىدة الثانية و اليت تولت تنظيم‬
‫نفس اؼبوضوع يف اؼبعاىدة األوُف ‪ ،‬فإف اؼبعاىدة الثانية ىي اليت تطبق على اعتبار أف ىذه األخَتة قد عدلت أو‬
‫ألغت اؼبعاىدة األوُف ‪.‬‬
‫الفرضية الثانية ‪ :‬إذا كاف أطراؼ اؼبعاىدة الثانية ليس ىم صبيعا أطراؼ اؼبعاىدة األوُف ابلزايدة أو‬
‫النقواف ففي ىذه اغبالة يثور االشكاؿ حوؿ اؼبعاىدة األوُف ابلتطبيق ‪ ،‬و كحل ؽبذا االشكاؿ أعطت اؼبادة ‪30‬‬
‫من اتفاقييت فينا لقانوف اؼبعاىدات لسنة ‪ 1969‬و ‪ 1986‬حلوال عملية لذلك ‪. 1‬‬
‫الفقرة اخلامسة ‪:‬‬

‫‪ 1‬تنص اؼبادة ‪ 30‬من اتفاقييت فينا لقانوف اؼبعاىدات لعاـ ‪ 8969‬و ‪ 8986‬على ‪ -8 ":‬مع مراعاة ما جاء يف اؼبادة ‪ 803‬من‬
‫ميثاؽ األمم اؼبتحدة ‪ ،‬تتحدد حقوؽ والتزامات الدوؿ األطراؼ يف معاىدات متتابعة تتعلق دبوضوع واحد وفق الفقرات التالية‪.‬‬
‫‪ -8‬إذا نوت اؼبعاىدة على أهنا خاضعة ألحكاـ معاىدة أخرى سابقة أو الحقة ‪ ،‬أو أهنا ال ينبغي أف تعترب غَت منسجمة مع‬
‫مثل ىذه اؼبعاىدة فإف أحكاـ اؼبعاىدة األخرى اؼبعنية ىي اليت تسود‪.‬‬
‫‪ -3‬إذا كاف كل األطراؼ يف اؼبعاىدة السابقة أطرافاً كذلك يف اؼبعاىدة البلحقة دوف أف تكوف اؼبعاىدة السابقة ملغاة أو معلقة‬
‫طبقاً للمادة ‪ ،59‬فإف اؼبعاىدة السابقة تنطبق فقط على اغبد الذي ال تتعارض فيو نووصها مع نووص اؼبعاىدة البلحقة‪.‬‬
‫‪ -6‬إذا َف يكن أطراؼ اؼبعاىدة البلحقة صبيعاً أطرافاً يف اؼبعاىدة السابقة تنطبق القاعداتف التاليتاف‪:‬‬
‫(أ) يف العبلقة بُت الدوؿ األطراؼ يف اؼبعاىدتُت تنطبق القاعدة الواردة يف الفقرة(‪)3‬؛‬
‫(ب) يف العبلقة بُت دولة طرؼ يف اؼبعاىدتُت ودولة طرؼ يف إحداىا فقط ربكم نووص اؼبعاىدة اؼبشًتكة بُت الطرفُت حقوقهما‬
‫والتزاماهتما اؼبتبادلة‪../...‬‬
‫‪ -5../..‬ليس يف حكم الفقرة (‪ )6‬ما خيل ابؼبادة ‪ 68‬أو أبية مسألة تتول ابلقضاء أو وقف العمل دبعاىدة وفقا للمادة ‪ 60‬أو‬
‫أبية مسألة تتول ابؼبسئولية اليت قد تنشأ على الدولة نتيجة عقدىا أو تطبيقها ؼبعاىدة ال تتمشى نووصها مع التزامات ىذه‬
‫الدولة يف مواجهة دولة أخرى يف ظل معاىدة أخرى‪.‬‬
‫‪84‬‬
‫تطبيق ادلعاىدات من طرؼ القاضي الوطين‬

‫اذا استكملت اؼبعاىدة مراحل تكوينها اؼبنووص عليها يف القانوف الدوِف و مراعاهتا للشروط احملددة‬
‫العتبارىا مودرا من موادر القانوف الداخلي ‪ ،‬فإف أحكامها توبح سارية يف مواجهة صبيع أطرافها و ابلنتيجة‬
‫لذلك يتوجب على ىيئات القضاء الوطٍت داخل الدولة الطرؼ التقيد أبحكامها يف حل النزاعات اؼبعروضة أمامو‬
‫مراعيا يف ذلك مبدأ النفاد الفوري ألحكاـ اؼبعاىدة شأهنا شأف القانوف الوطٍت ‪.‬‬
‫كوف الدولة الطرؼ ؾبربة على مطابقة تشريعاهتا الداخلية ألحكاـ اؼبعاىدة اليت صادقت عليها ‪ ،‬فإف‬
‫ذلك ال يطرح أي اشكاؿ أثناء تطبيق اؼبعاىدة على اؼبستوى الوطٌت النعداـ التعارض يف ىذه اغبالة مع التشريع‬
‫الداخلي ‪.‬‬
‫إف االشكاؿ الذي يثور خبووص تطبيق اؼبعاىدة على اؼبستوى الوطٍت من طرؼ القاضي الفاصل يف‬
‫النزاع ‪،‬يثور يف حالة تعارض أحكاـ اؼبعاىدة مع القانوف الوطٍت ‪ ،1‬و ىو األمر الذي يوجب التطرؽ لئلشكاالت‬
‫اؼبتعلقة برقابة القاضي ؼبدى توافر شروط اؼبعاىدة بنوعيها الشكلية و اؼبوضوعية ‪،‬و كذلك مبدأ ظبو اؼبعاىدات ‪.‬‬
‫أكال‪ :‬الرقابة الشكلية‬
‫و يقتور دور القاضي خبووص ىذه اعبزئية على البحث و التأكد من وجود اإلجراءات البلزمة لكي‬
‫تكوف اؼبعاىدة يف مستوى القانوف من انحية الوفة اؼبلزمة‪ ،‬من خبلؿ أتكد القاضي من كوف اؼبعاىدة قد سبت‬
‫اؼبوادقة عليها من قبل دولتو فبثلة يف سلطاهتا الدستورية اؼبخولة بذلك ‪ ،‬فإذا أتكد من ثبوت ىذا اإلجراء‬
‫أصبحت اؼبعاىدة واجبة التطبيق مثل القانوف الداخلي و العكس صحيح ‪.‬‬
‫اثنيا‪ :‬الرقابة ادلوضوعية‬
‫ينورؼ ىذا اإلجراء الذي يقوـ بو القاضي الوطٍت إُف فحص مضموف اؼبعاىدة و مدى تطابقو أو‬
‫تعارضو مع الدستور أي البحث يف دستورية اؼبعاىدة ‪.‬‬
‫إف نظاـ مراقبة القاضي على دستورية اؼبعاىدة من عدمها خيتلف حبسب اعًتاؼ القضاء هبذه الرقابة من‬
‫عدمو و الوقت الذي جيب أف تتم فيو ‪ ،2‬و ىي مسألة منظمة قانوان استنادا للتشريع الداخلي لكل دولة فيما‬
‫خيص ربديد وظيفة القاضي اإلدارية و القضائية ‪.‬‬
‫اثلثا‪ :‬مبدأ مسو ادلعاىدات‬

‫علي ابراىيم ‪ :‬الوسيط يف اؼبعاىدات الدولية ‪ :‬الطبعة األوُف ‪ ،‬دار النهضة العربية ‪ ،‬القاىرة ‪ ،‬مور ‪ ،‬ص ص ‪8086-8000‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪.‬‬
‫‪ 2‬علي عبد القادر القهوجي ‪:‬اؼبعاىدات الدولية أماـ القاضي اعبنائي ‪ :‬الدار اعبامعية للطباعة و النشر ‪ ،‬بَتوت ‪ ،‬لبناف ‪ ،‬ص ص‬
‫‪55-58‬‬
‫‪85‬‬
‫خيتلف تعامل الدوؿ مع اؼبعاىدات الدولية حبسب أخذ الدولة دببدأ وحدة القانوف أو دببدأ ثنائية القانوف‬
‫فبالنسبة لسمو اؼبعاىدة الدولية على الدستور ‪ ،‬فإف العمل هبذا اؼببدأ قليل و من بينها الدستور اؽبولندي الوادر‬
‫سنة ‪. 1922‬‬
‫أما ابلنسبة للتيار الثاين و الذي يعترب اؼبعاىدة الدولية يف مرتبة القانوف العادي أي الداخلي ‪ ،‬فإف النظم‬
‫القانونية زبتلف يف التعامل مع اؼبعاىدات الدولية البلحقة للقوانُت الداخلية ‪ ،‬ففي نظاـ وحدة القانوف ال تعد‬
‫اؼبعاىدة الدولية أظبى من القانوف الداخلي للدولة ‪ ،‬أما يف نظاـ ازدواجية القانوف فبل تعترب اؼبعاىدة قانوان حبد ذاهتا‬
‫و إمنا تطبيق ىذه األخَتة و العمل أبحكامها ىو الذي يضفي عليها الطبيعة القانونية‪ ،‬و ابلنتيجة تعد قانوان عاداي‬
‫مع اؼبراعاة يف ذلك تدرج القواعد القانونية داخل الدولة ‪ ،‬بشرط أف ال تتعارض مع الدستور ‪ ،‬لكنها ابؼبقابل‬
‫تسموا على القانوف الداخلي ‪.1‬‬
‫الفقرة السادسة ‪:‬‬
‫تفسري ادلعاىدات الدكلية‬

‫من اإلشكاالت اليت قد توادؼ تطبيق اؼبعاىدات الدولية وطنيا أو دوليا مسألة تفسَت اؼبعاىدات ذلك‬
‫أف ىذه األخَتة قد ربتوي على نووص يستوجب توضيحها احياان ‪ ،‬و مرد ىذه اغباجة غموض أو قوور أو‬
‫تناقض يف بعض مفردات اؼبعاىدة و ألفاظها و ذلك كلو سعيا للوصوؿ إُف اؼبعٌت اؼبرجو و اؼبقوود الذي قوده‬
‫أطراؼ اؼبعاىدة ‪.‬‬
‫يتوجب التودي إُف مسألة تفسَت اؼبعاىدات الدولية وجوب ربديد اعبهة اؼبكلفة هبذه اؼبهمة أوال و‬
‫ربديد الطرؽ اؼبتبعة يف ذلك اثنيا ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Fraces Cakis : Remarques critiques sur le rol de la constitution dans le conflit entre le traité et la loi interne‬‬
‫‪devant les trubuneaux judiciaires : R ,Crit,Droi, Inter,Priv,1969 ,P,425et suite.‬‬

‫‪86‬‬
‫أكال‪ :‬اجلهة ادلختصة ابلتفسري‬
‫التفسَت ىو عملية فكرية هتدؼ إُف ربديد معٌت النص و توضيح معناه و جوانبو الغامضة و اؼبهمة بقود‬
‫تطبيق النووص على الوقائع ‪ ،‬و لذلك فتفسَت اؼبعاىدة الدولية مسألة يستدعيها نص اؼبعاىدة من انحية الواقع‬
‫العملي من انحية أخرى ‪.1‬‬
‫تعدد اعبهات الذي ينعقد اختواصها نوعيا بتفسَت اؼبعاىدات الدولية فقد تكوف جهة وطنية سواءا‬
‫كانت ادارية أو قضائية حيددىا القانوف الداخلي للدولة ‪ ،‬و قد تكوف دولية سواء كانت جهة قضائية دولية أو‬
‫منظمة دولية أو جهاز من األجهزة الدولية و ىو ما نوضحو فيما يلي ‪:‬‬
‫التفسري غري القضائي للمعاىدات الدكلية‬ ‫‪-I‬‬
‫ينحسر ىذا النوع من التفسَت إما من قبل أجهزة حكومية ‪ ،‬أو من طرؼ منظمات دولية ‪.‬‬
‫التفسري احلكومي للمعاىدات‬ ‫‪-1‬‬
‫يكوف ىذا النوع من التفسَت من طرؼ حكومة دولة واحدة و يسمى يف ىذه اغبالة ابلتفسَت اغبكومي‬
‫اؼبنفرد ‪ ،‬أو من طرؼ حكومات الدوؿ األعضاء و يسمى ابلتفسَت اغبكومي اؼبشًتؾ ‪.‬‬
‫تفسري ادلنظمات الدكلية‬ ‫‪-2‬‬
‫ينسحب ىذا النوع من التفسَت إُف ذلك التفسَت الذي تقوـ بو منظمة من اؼبنظمات الدولية أو أحد‬
‫اجهزهتا سواءا كانت ىذه اؼبنظمات دولية أو اقليمية ‪.‬‬
‫من اؼبستقر عليو قانوان أف اؼبنظمات الدولية سبتلك اختواص تفسَت اؼبواثيق اؼبنشأة ؽبا سواء كاف ىذا‬
‫اغبق منووص عليو يف اؼبيثاؽ اؼبنشأ ؽبا أو ال ‪ ،‬ألف ما استقر عليو العرؼ الدوِف يف ىذا الشأف أنو أعطى ىذا‬
‫اغبق ألجهزة اؼبنظمات الدولية يف تفسَت النووص اؼبنظمة الختواصاهتا ‪،‬و ىو ما أكدتو ؿبكمة العدؿ الدولية‬
‫دبناسبة رأيها االستشاري اؼبتعلق بتعويض األضرار اليت تلحق دبوظفي األمم اؼبتحدة دبناسبة أدائهم ؼبهامهم ‪.2‬‬
‫التفسَت الوادر عن أجهزة اؼبنظمات الدولية و الذي ال يكوف استنادا إُف الوبلحيات الورحية ؽبذه‬
‫األجهزة يف اؼبواثيق اؼبنشأة ؽبا يعترب ملزما للدوؿ األعضاء يف اؼبنظمة ‪ ،‬أما يف اغبالة العكسية فإف ىذا التفسَت‬
‫يوبح ملزما للدوؿ األعضاء يف اؼبنظمة ‪.3‬‬

‫‪1‬حامد سلطاف ‪ :‬تفسَت اؼبعاىدات الدولية ‪ :‬اجمللة اؼبورية للقانوف الدوِف ‪ ،‬العدد ‪ ، 87‬القاىرة ‪ ،‬مور ‪. 8968 ،‬‬
‫عبد الواحد دمحم الفار ‪ :‬قواعد تفسَت اؼبعاىدات الدولية ‪ :‬دار النهضة العربية ‪ ،‬القاىرة ‪ ،‬مور ‪.8980 ،‬‬
‫عزيز عارؼ القاضي ‪ :‬تفسَت قرارات اؼبنظمات الدولية ‪ :‬اؼبطبعة العاؼبية ‪ ،‬القاىرة ‪. 8988 ،‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Hexner (E,p): Interpretation by public international organizations of their basic instruments: A,J,I,L ,1959 ,pp‬‬
‫‪341-370.‬‬
‫‪3‬عبد الغٍت ؿبمود ‪ :‬دروس يف اؼبنظمات الدولية ‪ :‬دار النهضة ‪ ،‬القاىرة ‪ ،‬مور ‪ ، 8993 ،‬ص ص ‪. 38-30‬‬
‫‪87‬‬
‫ديكن أيضا أف تقوـ اؼبنظمات الدولية بتفسَت اؼبعاىدة حىت إذا َف ينص على ىذه الوبلحية يف اؼبواثيق‬
‫اؼبنشأة ؽبا ‪ ،‬و ذلك إذا مت عرض عليها ذلك ‪ ،‬و يكوف ؽبذا التفسَت نفس القوة اؼبلزمة شأنو شأف التفسَت القضائي‬
‫‪ -II.‬التفسري القضائي للمعاىدات الدكلية‬
‫يتوُف ىذا النوع من التفسَت إما القضاء الوطٍت أو القضاء الدوِف‬
‫تفسري القضاء الوطين للمعاىدات الدكلية‬ ‫‪-1‬‬
‫خيضع ىذا النوع من التفسَت إُف بعض القيود اػباصة دببدأ حور العبلقات الدولية يف اختواص السلطة‬
‫التنفيذية ‪ ،‬و يرجع عدـ تدخل القضاء يف تفسَت اؼبعاىدات الدولية تبعا للمبدأ السالف ذكره مراعاة ؼببدأ الفول‬
‫بُت السلطات اؼبستقر دستوراي ‪ ،‬لكنو ديكن عبهات القضاء الوطٍت و دبناسبة نظرىا يف النزاعات اؼبعروضة أمامها‬
‫أف تعطي تفسَت للمعاىدة دبناسبة ذلك ‪ ،‬و لكن بشرط أف ال تقوـ يف نفس اإلجراء بتقوًن تورفات السلطة‬
‫التنفيذية ‪.1‬‬
‫ينبغي أف نشَت أنو ابلنسبة للدوؿ اليت تعتمد نظاـ ازدواجية القضاء فإف اختواص تفسَت اؼبعاىدات‬
‫الدولية مكرس عبهات القضاء العادي كما عبهات القضاء اإلداري دبناسبة أداء وظيفتها القضائية بنظر النزاعات‬
‫اؼبعروضة عليها ‪.‬‬
‫تفسري القضاء الدكيل للمعاىدات الدكلية‬ ‫‪-2‬‬
‫يتوُف ىذا النوع من التفسَت جهات القضاء الدوِف فبثلة يف ؿباكم التحكيم ‪ ،‬و ؿبكمة العدؿ الدولية اليت‬
‫تتوُف تفسَت اؼبعاىدات اؼبعروضة عليها ‪.‬‬
‫اثنيا ‪ :‬طرؽ تفسري ادلعاىدات الدكلية‬
‫الثابت أنو ال تتضمن قواعد القانوف الدوِف أسلواب معينا ملزما لتفسَت اؼبعاىدات ‪ ،‬لكن الفقو و القضاء‬
‫الدوليُت استخلوا من القانوف الداخلي ؾبموعة من القواعد اليت ديكن أف يستأنس هبا يف عملية التفسَت ‪ ،‬لكنو‬
‫على مستوى القانوف الدوِف عرفت ثبلث طرؽ يف تفسَت اؼبعاىدات ‪ ،‬مع التنويو أنو ال ديكن االعتماد على طريقة‬
‫على حدى يف عملية التفسَت و إمنا ديكن اعبمع بُت ىذه الطرؽ للوصوؿ إُف الغرض اؼبنشود أال و ىو الوصوؿ إُف‬
‫تفسَت صحيح ‪ ،‬لكوف ىذه الطرؽ الثبلثة تكمل بعضها البعض‪.‬‬
‫الطريقة النصية يف تفسري ادلعاىدات الدكلية‬ ‫‪-I‬‬
‫مفاد ىذه الطريقة اعتمادىا يف تفسَت اؼبعاىدات على نص اؼبعاىدة نفسها و األلفاظ اؼبستعملة ضمنها ‪،‬‬
‫و أساس ذلك أف نص اؼبعاىدة ىو التعبَت الوادؽ عن إرادة األطراؼ ‪ ،‬و بشكل مبسط أف النص اؼبكتوب يفسر‬
‫نفسو ‪ ،‬من خبلؿ مراعاة اؼبعٌت العادي لؤللفاظ اؼبستعملة يف النص و عبلقاهتا مع بقية نووص اؼبعاىدة ‪.‬‬

‫‪1‬عبد الواحد دمحم الفار ‪ :‬قواعد تفسَت اؼبعاىدات الدولية ‪ :‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ص ‪. 63-36‬‬
‫‪88‬‬
‫لقد أيدت ؿبكمة العدؿ الدولية ىذا االذباه من خبلؿ الفتوى اليت أصدرهتا و اؼبتعلقة ابختواص اعبمعية‬
‫العامة لؤلمم اؼبتحدة فيما خيص قبوؿ أعضاء جدد ابألمم اؼبتحدة ‪،‬أين أكدت احملكمة يف حكمها أف ىذه األخَتة‬
‫يعد واجبها األوؿ يف حالة ما إذا طلب منها تفسَت معاىدة ‪ ،‬أف تطبق اؼبعٌت الطبيعي و العادي لؤللفاظ من‬
‫خبلؿ أخذىا من السياؽ الذي وردت فيو ‪.1‬‬
‫‪ -II‬الطريقة الشخصية يف تفسري ادلعاىدات‬
‫تعتمد ىذه النظرية يف تفسَتىا للمعاىدات الدولية على البحث عن النية اغبقيقية أو اؼبفًتضة ألطراؼ‬
‫اؼبعاىدة ‪ ،‬و تعترب ذلك الركن اعبوىري يف التفسَت و ديكن الوصل إُف نية األطراؼ من خبلؿ األعماؿ التحضَتية‬
‫السابقة إلبراـ اؼبعاىدة سواءا سبثل ذلك يف ؿباضر اؼبفاوضات و اعبلسات و اؼبذكرات و الرسائل اؼبتبادلة و اػبطب‬
‫اؼبقدمة من األطراؼ ‪ ،‬و من دوف اغفاؿ اؼبواقف اؼبتخذة من كل طرؼ ‪ ،‬و ذلك كلو قبل إبراـ اؼبعاىدة و دخوؽبا‬
‫حيز السرايف ‪.2‬‬
‫إف استعماؿ ىذه النظرية أوجد صعوابت يف الوصل إُف نية أطراؼ اؼبعاىدة و السيما النية اؼبشًتكة ؽبم‬
‫حوؿ نص معيُت فبا ترتب عنو عدـ رواج ىذه النظرية يف الفقو و العمل الدوليُت‪.‬‬
‫‪ -III‬الطريقة الوظيفية يف تفسري ادلعاىدات الدكلية‬
‫تقوـ ىذه النظرية من خبلؿ التحري عن الغرض األساسي للمعاىدة ووظيفتها و تفسَت نووصها من‬
‫خبلؿ ىذا الغرض ‪.‬‬
‫اؼببلحظ أنو و رغم ىذه الطرؽ يف تفسَت اؼبعاىدات و ما اثر بشأهنا من جدؿ إال أف ىذه الطرؽ تعترب‬
‫مكملة لبعضها البعض و ابلنتيجة يتوجب مراعاهتا صبيعا يف تفسَت اؼبعاىدة الدولية ‪.‬‬
‫فيما خيص اتفاقييت فينا لقانوف اؼبعاىدات لعاـ ‪ 1969‬و ‪ 1986‬فقد أخذت ابلطرؽ الثبلث السالف‬
‫ذكرىا لتفسَت اؼبعاىدة الدولية ‪ ،‬حىت و إف كانت تعترب النص أساسا للتفسَت ‪،‬و ىو ما بينتو يف أحكاـ اؼبواد ‪31‬‬
‫‪3‬‬
‫إُف ‪ 33‬منو فيما خيص القواعد اؼبتعلقة بتفسَت اؼبعاىدات‪.‬‬

‫‪ 1‬عبد الواحد دمحم الفار ‪ :‬قواعد تفسَت اؼبعاىدات الدولية ‪ :‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪ 83‬و ما بعدىا ‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Lauterpacht(H) M Les Travaux Préparatoires et L‟interprétation des Traités : R,C,A,d,i, 1934, pp 713-819 .‬‬
‫‪ 3‬تنص اؼبادة ‪ 38‬من اتفاقييت فينا لقانوف اؼبعاىدات لعاـ ‪ 8969‬و ‪ 8986‬على أف ‪ -8 ":‬تفسر اؼبعاىدة حبسن نية ووفقاً‬
‫للمعٌت الذي يعطى أللفاظها ضمن السياؽ اػباص دبوضوعها والغرض منها "‪.‬‬
‫‪ -8‬ابإلضافة إُف نص اؼبعاىدة ‪ ،‬دبا يف ذلك الديباجة واؼببلحق‪ ،‬يشتمل سياؽ اؼبعاىدة من أجل التفسَت على ما يلي‪:‬‬
‫(أ) أي اتفاؽ يتعلق ابؼبعاىدة ويكوف قد مت بُت األطراؼ صبيعاً دبناسبة عقدىا؛‬
‫(ب) أي وثيقة صدرت عن طرؼ أو أكثر‪ ،‬دبناسبة اؼبعاىدة ‪ ،‬وقبلتها األطراؼ األخرى كوثيقة ؽبا صلة ابؼبعاىدة‪.‬‬
‫‪ -3‬يؤخذ يف االعتبار‪ ،‬إُف جانب سياؽ اؼبعاىدة ‪ ،‬ما يلي‪:‬‬
‫(أ) أي اتفاؽ الحق بُت األطراؼ بشأف تفسَت اؼبعاىدة أو سرايف نووصها؛‬
‫(ب) أي تعامل الحق يف ؾباؿ تطبيق اؼبعاىدة يتضمن اتفاؽ األطراؼ على تفسَتىا؛‪../..‬‬
‫‪89‬‬
‫الفقرة السابعة ‪:‬‬
‫مراجعة ادلعاىدات الدكلية ك تعديلها‬

‫زبتلف التسميات اليت تطلق على العملية الرامية إُف تعديل اؼبعاىدة ‪ ،‬كالتنقيح و اؼبراجعة و إعادة النظر‬
‫فيها ‪ ،‬غَت أف عملية اؼبراجعة و التعديل للمعاىدة الدولية يلقى صدى لو من خبلؿ التغيَت يف األوضاع السياسية‬
‫اليت مت ضمنها ابراـ اؼبعاىدة ‪ ،‬إضافة إُف ضرورات التطور دبختلف أنواعو الذي ىو ظبة الدوؿ و اجملتمعات‪ ،‬األمر‬
‫الذي حيتم أقلمة أحكاـ اؼبعاىدة مع ىذه التطورات اؼبستجدة ‪.‬‬
‫ذبد عملية مراجعة اؼبعاىدات و تعديلها خباصة يف اؼبعاىدات غَت احملددة اؼبدة و السيما يف اؼبواثيق‬
‫اؼبنشأة للمنظمات الدولية ‪.‬‬
‫أكال ‪ :‬القواعد الناظمة لتعديل ادلعاىدات الدكلية أك مراجعتها‪.‬‬
‫كقاعدة عامة تتم مراجعة اؼبعاىدات الدولية إما ابتفاؽ أطرافها ‪ ،‬ذلك أنو ال جيوز إجراء أي تعديل أو‬
‫مراجعة من دوف اتفاؽ األطراؼ اؼبتعاقدة صبيعا ‪ ،‬ابستثناء إذا كاف ىناؾ اتفاؽ مسبق بُت األطراؼ على عدـ‬
‫ضرورة التعديل أو اؼبراجعة ‪.1‬‬

‫‪(../..‬ج) أي قاعدة مبلئمة من قواعد القانوف الدوِف قابلة للتطبيق على العبلقات بُت األطراؼ‪.‬‬
‫‪ -6‬يعطى معٌت خاص للفظ معُت إذا ثبت أف نية األطراؼ قد اذبهت إُف ذلك))‪.‬‬
‫تنص اؼبادة ‪ 38‬من اتفاقييت فينا لقانوف اؼبعاىدات لعاـ ‪ 8969‬و ‪ 8986‬على أنو ‪" :‬ديكن اللجوء إُف وسائػل تكميلية يف‬
‫التفسَت‪ ،‬دبا يف ذلك األعماؿ التحضَتية للمعاىدة ومبلبسات عقدىا ‪ ،‬وذلك لتأكيد اؼبعٌت الناتج عن تطبيق اؼبادة ‪ 38‬أو‬
‫لتحديد معٌت النص حُت يكوف من شأف التفسَت وفقا لتلك اؼبادة‪:‬‬
‫(أ) أف يًتؾ اؼبعٌت غامضاً أو غَت واضح؛ أو‬
‫(ب) أف يؤدي إُف نتيجة غَت منطقية أو غَت مقبولة‪)).‬‬
‫تنص اؼبادة ‪ 33‬من اتفاقييت فينا لقانوف اؼبعاىدات لعاـ ‪ 8969‬و ‪ 8986‬على أف ‪ -8 ((:‬إذا وثقت اؼبعاىدة بلغتُت أو أكثر‬
‫يكوف لنوها أبي من ىذه اللغات نفس القوة ما َف تنص اؼبعاىدة أو يتفق األطراؼ على أنو عند االختبلؼ يسود نص معُت‪.‬‬
‫‪ -8‬ال يعترب نص اؼبعاىدة الذي يواغ بلغة غَت اللغات اليت وثقت هبا اؼبعاىدة رظبياً إال إذا نوت اؼبعاىدة أو اتفق األطراؼ على‬
‫ذلك‪.‬‬
‫‪ -3‬يفًتض أف األلفاظ ؽبا نفس اؼبعٌت يف كل نص رظبي‪.‬‬
‫‪ -6‬فيما خبل اغباالت اليت يسود فيها نص معُت وفقاً ألحكاـ الفقرة األوُف ‪ ،‬إذا أظهرت مقارنة النووص الرظبية اختبلفاً يف‬
‫اؼبعٌت َف يزلو تطبيق اؼبادتُت ‪ 38‬و ‪ ،38‬يؤخذ ابؼبعٌت الذي يوفق بقدر اإلمكاف بُت النووص اؼبختلفة مع أخذ موضوع اؼبعاىدة‬
‫والغرض منها بعُت االعتبار))‪.‬‬
‫‪1‬دمحم بوسلطاف ‪ :‬فعالية اؼبعاىدات الدولية ‪ :‬ديواف اؼبطبوعات اعبامعية ‪ ،‬اعبزائر ‪ ، 8995 ،‬ص ص ‪. 365-336‬‬
‫‪90‬‬
‫ابلرجوع إُف اتفاقييت فينا لقانوف اؼبعاىدات لعاـ ‪ 1969‬و ‪ 1986‬قبدىا و كقاعدة عامىة قد حددت‬
‫دبوجب اؼبادة ‪ 39‬منها جواز تعديل اؼبعاىدة ابتفاؽ أطرافها ‪،‬و ينطبق على ىذه العملية األحكاـ الواردة يف الباب‬
‫الثاين على مثل ىذا االتفاؽ ما َف تنص اؼبعاىدة على غَت ذلك ‪.‬‬
‫دبفهوـ أدؽ فإف اؼبعاىدة اؼبراد مراجعتها تبقى سارية و ذلك عكس إبراـ معاىدة جديدة ال تتفق مع‬
‫أحكاـ معاىدة سابقة ‪،‬و األثر اؼبًتتب على ذلك من خبلؿ حلوؿ اؼبعاىدة اعبديدة مكاف السابقة ‪.‬‬
‫انتقدت فكرة التوافق اعبماعي للدوؿ األطراؼ يف تعديل اؼبعاىدة و السيما اؼبعاىدات اعبماعية ‪ ،‬ذلك‬
‫أف ىذا الشرط ال يتماشى و ضرورايت التطور للمجتمعات ‪ ،‬و ابلتاِف فإف الفكرة الراجحة على اؼبستوى الدوِف‬
‫تتحدد يف موافقة األغلبية للدوؿ االعضاء نو ىو أمر يسَت من الناحية العملية ابلنظر إُف فكرة التوافق اعبماعي ‪.‬‬
‫‪-I‬موقف اتفاقييت فينا لقانوف ادلعاىدات لعاـ ‪1969‬ك‪ 1986‬من مسألة تعديل ادلعاىدات متعددة‬
‫األطراؼ‪.‬‬
‫نضمت معاىديت فينا لقانوف اؼبعاىدات مسألة تعديل اؼبعاىدات الدولية و ميزت بُت قواعد التعديل اليت‬
‫ذبرى ابتفاؽ كافة األطراؼ ‪ ،‬و بُت تلك اليت ذبرى ابتفاؽ بعض األطراؼ فقط دوف األخرى ‪.‬‬
‫قواعد التعديل اليت جترل ابتفاؽ كافة األطراؼ ادلتعاقدة‬ ‫‪-1‬‬

‫نوت على ذلك اؼبادة ‪ 40‬من اتفاقييت فينا لقانوف اؼبعاىدات أين تنص على أف ‪":‬‬
‫‪ -1‬ما َف تنص اؼبعاىدة على خبلؼ ذلك‪ ،‬تسري على تعديل اؼبعاىدات اعبماعية الفقرات التالية‪.‬‬
‫‪ -2‬جيب إخطار كل الدوؿ اؼبتعاقدة أبي اقًتاح يستهدؼ تعديل اؼبعاىدة اعبماعية فيما بُت األطراؼ صبيعاً‪ ،‬ويكوف‬
‫لكل من ىذه الدوؿ أف تشارؾ فيما أييت‪:‬‬
‫(أ) القرار اػباص ابإلجراء الواجب ازباذه بشأف ىذا االقًتاح؛‬
‫(ب) اؼبفاوضة وعقد أي اتفاؽ لتعديل اؼبعاىدة‪.‬‬
‫‪ -3‬لكل دولة من حقها أف توبح طرفاً يف اؼبعاىدة أف توبح طرفاً يف اؼبعاىدة بعد تعديلها‪.‬‬
‫‪ -4‬ال يلزـ االتفاؽ اؼبعدؿ أية دولة تكوف طرفاً يف اؼبعاىػدة وال توبح طرفاً يف االتفاؽ اؼبعدؿ‪ ،‬وتطبق‬
‫اؼبادة ‪()4(30‬ب) ابلنسبة إُف ىذه الدولة‪.‬‬
‫‪ -5‬ما َف تعرب عن نية مغايرة ‪ ،‬تعترب أية دولة توبح طرفاً يف اؼبعاىدة بعد دخوؿ االتفاؽ اؼبعدؿ حيز النفاذ‪:‬‬
‫(أ) طرفاً يف اؼبعاىدة كما عدلت؛‬
‫(ب) طرفاً يف اؼبعاىدة غَت اؼبعدلة يف مواجهة أي طرؼ يف اؼبعاىدة َف يلتزـ ابالتفاؽ اؼبعدؿ "‪.‬‬
‫‪ -2‬قواعد التعديل اليت تسرم على بعض أطراؼ ادلعاىدة دكف األطراؼ األخرل‬
‫نوت على ىذه القواعد اؼبادة ‪ 41‬من اتفاقييت فينا لقانوف اؼبعاىدات و بينت ذلك كاأليت ‪" :‬‬
‫‪ -1‬جيوز لطرفُت أو أكثر يف معاىدة صباعية عقد اتفاؽ بتعديل اؼبعاىدة فيما بينها فقط وذلك‪:‬‬
‫(أ) إذا كانت إمكانية ىذا التعديل منووصاً عليها يف اؼبعاىدة؛ أو‬
‫(ب) إذا كاف ىذا التعديل غَت ؿبظور يف اؼبعاىدة وكاف‪:‬‬

‫‪91‬‬
‫‪ -‬ال يؤثر يف سبتع األطراؼ األخرى حبقوقها أو يف قيامها ابلتزامها دبوجب اؼبعاىدة؛‬
‫‪ -‬ال يتعلق بنص يكوف اإلخبلؿ بو غَت متسق مع التنفيذ الفعاؿ ؼبوضوع اؼبعاىدة والغرض منها ككل‪.‬‬
‫ما َف تنص اؼبعاىدة على خبلؼ ذلك يف اغبالة اليت زبضع غبكم الفقرة ‪(1‬أ)‪ ،‬فإف على األطراؼ‬ ‫‪-2‬‬

‫اؼبعنية إخطار األطراؼ األخرى بنيتها يف عقد االتفاؽ وابلتعديل الذي ينص عليو ىذا االتفاؽ "‪.‬‬

‫الفقرة الثامنة ‪:‬‬


‫بطالف ادلعاىدة ك إهنائها ك تعليقها‬

‫أحياان قد تتضمن اؼبعاىدة عيواب معينة أو أمور تؤثر يف صحتها أو قد تطرأ عليها احداث كأف تربـ نتيجة‬
‫فبارسات غَت مشروعة أو ضغوطات ‪ ،‬و احياان قد ال تتبلءـ مع الواقع اؼبعاش ‪ ،‬أو أف توبح اؼبعاىدة ال تساير‬
‫الظروؼ اؼبستجدة ‪ ،‬كل ىذه األسباب ديكن أف تؤدي إُف التخلي عن اؼبعاىدة سواءا بوورة مؤقتو أو هنائية‪.‬‬
‫كحل للمعضبلت السالف عرضها أقرت اتفاقييت فينا لقانوف اؼبعاىدات حلوال لذلك من خبلؿ منحها‬
‫أطراؼ اؼبعاىدة اغبق يف ازباذ اجراءات معينة فبثلة إما يف إبطاؿ اؼبعاىدة أو إهنائها أو تعليق تنفيذىا يف حالة توافر‬
‫األسباب اليت تربر اللجوء إُف ذلك مع سبيز كل حالة من حيث األسباب اؼبؤدية إليها و اآلاثر اؼبًتتبة عنها‪.‬‬
‫أكال‪:‬مفهوـ بطالف ادلعاىدات ‪.‬‬
‫نظرا المهية ىذا االجراء و االثر القانوين اؼبًتتب عنو فإنو يتوجب علينا بداية تعريف البطبلف ازالة لكل‬
‫لبس و من دوف نسياف انواعو ‪.‬‬
‫تعريف البطالف‬ ‫‪-I‬‬
‫يعرؼ البطبلف بكونو اعتبار اؼبعاىدة كأف َف تكن و ابلتبعية ذبريد موادىا من القوة القانونية اليت تتوف‬
‫هبا ‪ ،‬و ذلك إذا ظهر بعد ابراـ اؼبعاىدة الدولية زبلف شرط من الشروط اؼبوضوعية النعقادىا ‪.‬‬
‫اؼببلحظ أنو و فيما خيص بطبلف اؼبعاىدة فإنو مت نقل األحكاـ اػباصة بعيوب الرضا السارية على العقود‬
‫ضمن قواعد القانوف اػباص و تطبيقها يف ؾباؿ القانوف الدوِف العاـ ‪ ،‬و ذبسيد دلك فيما خيص ابطاؿ اؼبعاىدات‬
‫الدولية ‪ ،‬و يتجلى ىذا اؼبنحى فيما تضمنتو احكاـ اتفاقييت فينا لقانوف اؼبعاىدات لعاـ ‪ 1969‬و ‪ 1986‬ضمن‬
‫الباب اػبامس منها ‪.‬‬
‫حسب أحكاـ االتفاقية السالفة الذكر فإف ابطاؿ اؼبعاىدة ال ديكن أف ينوب إال عن اؼبعاىدة اليت شاهبا‬
‫عيب أو خلل يف شروط إبرامها ‪.‬‬
‫أنواع البطالف‬ ‫‪-1‬‬
‫ديكن التمييز بُت نوعُت من البطبلف سبحورت حوؽبما اآلراء و السيما فقهاء القانوف الدوِف أال و مها‬
‫البطبلف النسيب و البطبلف اؼبطلق ‪.‬‬

‫‪92‬‬
‫البطالف ادلطلق‬ ‫أ‪-‬‬
‫مفاده اعتبار اؼبعاىدة يف حكم العدـ أي كأف َف تكن‪ ،‬و ابلتاِف تنفي الوفة اؼبلزمة ؽبا بُت أطرافها و‬
‫يتحقق ىذا النوع من البطبلف إذا ما اعتل شرط من الشروط الواجبة إلبراـ اؼبعاىدة ‪ ،‬أو يف حالة ـبالفة أحكاـ‬
‫اؼبعاىدة لقواعد القانوف الدوِف اآلمرة ‪.‬‬
‫استنادا التفاقية فينا لقانوف اؼبعاىدات فإف البطبلف الذي أوجبتو ىذه األخَتة يتحقق يف حالة اإلكراه‬
‫الواقع على الدولة اؼبتعاقدة أو فبثلها اؼبفوض أو ـبالفة اؼبعاىدة ألحكاـ سابقة أو الحقة على إبرامها ‪،‬و ىو ما‬
‫تضمنتو أحكاـ اؼبواد ‪ 51‬إُف ‪ 53‬و اؼبادة ‪ 64‬من اتفاقية فينا لقانوف اؼبعاىدات ‪ ،‬مع العلم أف البطبلف اؼبطلق‬
‫ال تلحقو اإلجازة ‪.‬‬
‫ب‪ -‬البطالف النسيب‬
‫يتحقق ىذا النوع من البطبلف إذا زبلف شرط من شروط االنعقاد فبثبل يف عيوب الرضا ؾبسدة يف الغلط‬
‫أو التدليس أو اإلكراه ‪،‬أو اذا زبلف شرط اللزوـ ‪.‬‬
‫يكوف البطبلف النسيب أيضا يف حالة ـبالفة األحكاـ اؼبتعلقة بقواعد االختواص إلبراـ اؼبعاىدة ‪ ،‬أو ذباوز‬
‫فبثل الدولة غبدود سلطاتو اؼبفوض دبوجبها ‪ ،‬و كذلك يف حالة الغلط و الغش و افساد دمة اؼبفوض فبثل الدولة‬
‫‪،‬و ىي كلها حاالت تضمنتها اؼبواد ‪ 46‬إُف ‪ 50‬من معاىدة فينا لقانوف اؼبعاىدات ‪.‬‬
‫كما ىو يف التشريع الداخلي للدوؿ فإف البطبلف النسيب حق مقرر التمسك بو ؼبن لو اؼبولحة يف ذلك و‬
‫ابلتاِف جيوز ؽبذا االخَت التنازؿ عنو من خبلؿ القبوؿ الضمٍت أو الوريح للمعاىدة ؿبل ىذا النوع من البطبلف و‬
‫ىو ما بينتو اؼبادة ‪ 45‬من معاىدة فينا لقانوف اؼبعاىدات ‪.‬‬
‫اثنيا‪ :‬إهناء ادلعاىدات الدكلية أك تعليق تنفيذىا‬
‫اؼبقوود إبهناء اؼبعاىدة أو تعليق تنفيذىا إيقاؼ العمل هبا ‪ ،‬أي وقف نفادىا مثلما كاف مقررا ؽبا من قبل‬
‫‪ ،‬و ذلك ألسباب الحقة على ابرامها ‪،‬و ذلك بعد تنفيذ أحكامها لفًتة من الزمن على الرغم من أف اؼبعاىدة‬
‫عقدت صحيحة و مراعية للشروط الشكلية و اؼبوضوعية إلبرامها ‪.‬‬
‫إهناء ادلعاىدة‬ ‫أ‪-‬‬
‫يكوف ذلك إذا انعقدت اؼبعاىدة صحيحة شكبل و موضوعا و لكن خبلؿ تنفيذىا برزت أوضاعا‬
‫معينة تضع حدا لوجودىا ‪،‬و ابلنتيجة ال ديكن االستمرار يف تنفيذىا و ىو األمر الذي يرتب اعفاء أطرافها من أي‬
‫التزاـ انتج عنها ‪.‬‬

‫‪93‬‬
‫ب‪ -‬تعليق تنفيذ ادلعاىدة‬
‫يكوف ذلك إذا أبرمت اؼبعاىدة صحيحة مراعية لكافة الشروط و منتجة آلاثرىا مث يوقف العمل هبا لفًتة‬
‫من الزمن مع بقائها قائمة ‪ ،‬أين ديكن ألطرافها العودة للعمل أبحكامها الحقا ابتفاقهم ‪،‬إال إذا قرروا إهنائها‬
‫صراحة و من خبلؿ إبراـ معاىدة جديدة يف نفس اؼبوضوع ‪.‬‬
‫اثلثا‪ :‬أسباب إبطاؿ ادلعاىدات ك إهنائها أك تعليق تنفيذىا‬
‫زبتلف أسباب إبطاؿ اؼبعاىدات عن تلك اؼبؤدية إُف إهنائها و عن تلك اؼبؤدية لتعليق اؼبعاىدة و ىو ما‬
‫سنوضحو على النحو التاِف‪:‬‬
‫أسباب إبطاؿ ادلعاىدات‬ ‫‪-I‬‬
‫بينت اتفاقية فينا لقانوف اؼبعاىدات و على سبيل اغبور اغباالت اؼبؤدية إلبطاؿ اؼبعاىدة و اليت يستند إُف‬
‫إحداىا األطراؼ يف طلبهم اؼبتعلق ابإلبطاؿ ‪ ،‬و تتمثل ىذه اغباالت يف انتفاء أىلية الشخص الدوِف يف إبراـ‬
‫اؼبعاىدة ‪ ،‬و إما إُف عيب أصاب رضاه يف االلتزاـ أبحكاـ اؼبعاىدة ‪،‬أو إُف ـبالفة قاعدة آمرة مستقرة يف قواعد‬
‫القانوف الدوِف العاـ ‪ ،‬و ديكن إصباال حور ىذه اغباالت اؼبؤدية إُف طلب اإلبطاؿ للمعاىدة يف اختبلؿ أحد‬
‫الشروط اؼبوضوعية ؽبا ‪.‬‬
‫‪ -II‬أسباب إهناء ادلعاىدة أك تعليق تنفيذىا‬
‫ىناؾ أسباب النتهاء اؼبعاىدة أو انقضائها او تعليق تنفيذىا ‪ ،‬و دييز الفقو يف ىذا اجملاؿ بُت األسباب‬
‫االتفاقية و األسباب اػبارجية ‪.1‬‬
‫ابلنسبة لؤلسباب االتفاقية إلهناء أو تعليق تنفيذ اؼبعاىدات فإننا قبدىا تشًتؾ صبيعا يف خاصية مشًتكة‬
‫تكمن يف استنادىا إُف اإلرادة الورحية أو الضمنية لؤلطراؼ اؼبتعاقدة ‪ ،‬ىذه اإلرادة هتدؼ إُف التنفيذ الكلي‬
‫ألحكاـ اؼبعاىدة ‪ ،‬أو حلوؿ أجل انتهاء اؼبعاىدة ‪،‬أو ابالتفاؽ البلحق عن إبراـ اؼبعاىدة لؤلطراؼ اؼبتعاقدة ‪ ،‬و‬
‫الذي مضمونو النص الوريح على إهناء اؼبعاىدة أو التعبَت عن ذلك ضمنيا ‪ ،‬أو يف حالة إبراـ االطراؼ ؼبعاىدة‬
‫جديدة تتعارض مع اؼبعاىدة األوُف من انحية موضوعها أو مضموهنا ‪،‬بشكل جيعل استحالة تنفيذ اؼبعاىدتُت معا‬
‫و اخَتا إيقاؼ العمل ابؼبعاىدة استنادا إُف شرط أو اتفاؽ لؤلطراؼ ‪.‬‬
‫اما ابلنسبة لؤلسباب غَت االتفاقية إلهناء أو تعليق تطبيق اؼبعاىدة فهي ال تستند إُف االرادة الورحية أو‬
‫الضمنية لؤلطراؼ اؼبتعاقدة ‪،‬و إمنا إُف وقوع أحداث طارئة و الحقة على ابراـ اؼبعاىدة تؤدي إُف إهنائها أو تعليق‬
‫تنفيذىا ‪،‬و بذلك فإف ىذه األسباب ترجع إما ػبرؽ أحكاـ اؼبعاىدة أو استحالة تنفيذىا تبعا ألمر طارئ ‪ ،‬أو إُف‬
‫تغَت جوىري للظروؼ اليت أبرمت اؼبعاىدة يف خضمها ‪،‬ابإلضافة عن حالة اغبرب و قطع العبلقات الدبلوماسية‬
‫‪،‬و ذباوز اؼبفوض فبثل الدولة اؼبتعاقدة لوبلحياتو احملددة يف وثيقة التفويض من دولتو ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪F.Capotorti :L‟extinction et la suspension des traities : RCADI ,1971,(1) III ,pp, 419-587 .‬‬

‫‪94‬‬
‫‪ -III‬إجراءات إبطاؿ أك تعليق تطبيق ادلعاىدة الدكلية‬
‫ديكن أف تتضمن اؼبعاىدة نفسها أحكاما تنظم اإلجراءات الواجبة اإلتباع إلبطاؽبا و كذلك حل‬
‫اؼبنازعات الناصبة عن ذلك ‪ ،‬لكن التساؤؿ الذي يطرح نفسو يثار يف حالة عدـ النص على ىذه اإلجراءات يف‬
‫صلب اؼبعاىدة نفسها ؟‪.‬‬
‫إجابة عن السؤاؿ السالف ذكره فإنو يف ىذه اغبالة يتوجب اللجوء إُف ما تضمنتو اتفاقييت فينا لقانوف‬
‫اؼبعاىدات من اجراءات متعلقة إبجراء اإلبطاؿ للمعاىدة و السيما ما أقرتو اؼبواد ‪ 65‬إُف ‪ 68‬منها‪.1‬‬

‫‪ 1‬تنص اؼبواد من ‪ 65‬إُف ‪ 68‬من اتفاقييت فينا لقانوف اؼبعاىدات لعاـ ‪ 8969‬و ‪ 8986‬على ‪:‬‬
‫ادلادة ‪ : 56‬اإلجراءات الواجبة اإلتباع يف حاالت بطبلف اؼبعاىدة أو انقضائها أو االنسحاب منها أو إيقاؼ العمل هبا‬
‫‪ -8‬على الطرؼ الذي حيتج ‪ ،‬بعيب يف رضاه االلتزاـ ابؼبعاىػدة أو بسبب للطعن يف صحة اؼبعاىدة أو النقضائها أو االنسحاب‬
‫منها أو إيقاؼ العمل هبا دبوجب نووص ىذه االتفاقية أف خيطر األطراؼ األخرى ابدعائػو‪ .‬وجيب أف يبػُت اإلجراء اؼبقًتح ازباذه‬
‫ابلنسبة إُف اؼبعاىدة وأسبابو‪.‬‬
‫‪ -8‬إذا أنقضت فًتة ال تقل ‪ ،‬إال يف حاالت الضرورة اػباصة ‪ ،‬عن ثبلثة أشهر بعد استبلـ األخطار دوف أف يودر اعًتاض عن‬
‫أي طرؼ آخر يكوف للطرؼ الذي أرسل اإلخطار أف يقوـ ابإلجراء الذي اقًتحو ابلطريقة اؼبنووص عنها يف اؼبادة ‪.67‬‬
‫‪ -3‬أما إذا صدر اعًتاض عن أي طرؼ آخر فأف على األطراؼ أف يسعوا إلجياد تسوية عن طريق الوسائل اؼببينة يف اؼبادة ‪33‬‬
‫من ميثاؽ األمم اؼبتحدة‪.‬‬
‫‪ -6‬ليس يف الفقرات اؼبتقدمة ما يؤثر يف حقوؽ والتزامات األطراؼ طبقاً ألية نووص انفذة تلزمهم بشأف تسوية اؼبنازعات‪.‬‬
‫‪ -5‬مع عدـ اإلخبلؿ حبكم اؼبادة ‪ 65‬فأف عدـ قياـ دولة ابإلخطار اؼبنووص عليو يف الفقرة (‪ )8‬ال حيوؿ بينها وبُت القياـ رداً‬
‫على أي طرؼ آخر يطلب تنفيذ اؼبعاىػدة أو يدعي اإلخبلؿ هبا‪.‬‬
‫ادلادة ‪ :55‬إجراءات التسوية القضائية والتحكيم والتوفيق‬
‫إذا َف يتم التوصل إُف تسوية ما دبوجب أحكاـ الفقرة ‪ 3‬من اؼبادة ‪ 65‬يف ظرؼ ‪ 88‬شهراً تلي اتريخ صدور االعًتاض؛ ينبغي‬
‫إتباع اإلجراءات اآلتية‪:‬‬
‫(أ) جيوز ألي من األطراؼ يف نػزاع يتول بتطبيق أو تفسر اؼبادتُت ‪ 53‬أو ‪ 66‬أف يقدمو كتابة إُف ؿبكمة العدؿ الدوليػة بغية‬
‫استودار حكم فيو‪ ،‬إال إذا اتفقت األطراؼ برضاىا اؼبتبادؿ على عرض النزاع على التحكيم؛‬
‫(ب) جيوز ألي من األطراؼ يف نزاع يتعلق بتطبيق أو تفسَت أي مادة أخرى من مواد اعبزء اػبامس من ىذه االتفاقية أف حيرؾ‬
‫اإلجراءات احملددة يف ملحقها وذلك بتقدديو طلباً هبذا اؼبعٌت إُف األمُت العاـ لؤلمم اؼبتحدة‪.‬‬
‫ادلادة ‪ : 56‬واثئق إعبلف بطبلف اؼبعاىدة أو انقضائها أو االنسحاب منها أو إيقاؼ العمل هبا‬
‫‪ -8‬األخطار اؼبنووص عليو يف اؼبادة ‪ 65‬الفقرة (‪ )8‬جيب أف يكوف مكتوابً‪.‬‬
‫‪ -8‬أي إجراء إبعبلف بطبلف اؼبعاىدة ‪ ،‬أو انقضائها أو االنسحاب منها أو إيقاؼ العمل هبا وفقاً لنووص اؼبعاىدة أو للفقرات‬
‫‪ 8‬أو ‪ 3‬من اؼبادة ‪ 65‬جيب أف يتم بوثيقة ترسل إُف األطراؼ األخرى – إذا َف تكن الوثيقة موقعة من قبل رئيس الدولػة أو رئيس‬
‫اغبكومة أو وزير اػبارجية فإنو جيوز مطالبة فبثل الدولة اليت أبلغها إببػراز وثيقة التفويض الكامل‪.‬‬
‫اؼبادة ‪ : 68‬إلغاء اإلخطارات والواثئق اؼبنووص عليها يف اؼبادتُت ‪ 65‬و‪../.. 67‬‬
‫‪95‬‬
‫‪ -IV‬آاثر بطالف ادلعاىدات أك إهنائها أك تعليق تنفيذىا‪.‬‬
‫تضمنت اتفاقية فينا لقانوف اؼبعاىدات النص على اآلاثر اؼبًتتبة عن ابطاؿ أو إهناء أو وقف تنفيذ اؼبعاىدة‬
‫الدولية دبوجب اؼبواد ‪ 69‬إُف ‪ 72‬منها و ىو األمر الذي سنوضحو فيما يلي ‪:‬‬
‫اآلاثر النامجة عن بطالف ادلعاىدة الدكلية‬ ‫‪-1‬‬
‫بينت اتفاقية فينا لقانوف اؼبعاىدات يف اؼبواد‪ 43،44،69،71‬اآلاثر الناصبة عن بطبلف اؼبعاىدة الدولية‬
‫و ىي ‪:‬‬
‫عدـ ترتيب أية أثر قانوين للمعاىدة الباطلة ك حدكث البطالف أبثر رجعي‬ ‫أ‪-‬‬
‫تضمنت اتفاقية فينا لقانوف اؼبعاىدات لعاـ ‪ 1969‬دبوجب اؼبادة ‪ 1/69‬منها على اآلاثر اؼبًتتبة عن‬
‫بطبلف اؼبعاىدة الدولية ‪،‬و اكدت على أف اؼبعاىدة اليت يثبت عدـ صحتها وفقا لبلتفاقية اغبالية تنزع عن‬
‫نووصها القوة القانونية ‪ ،‬و ابلتاِف فاؼبعاىدة الباطلة ال ترتب أية آاثر قانونية اذباه أطرافها ‪،‬و ال اذباه الغَت ‪،‬و أبثر‬
‫رجعي مند وقت إبرامها ‪ ،‬ويف ـبتلف صور البطبلف اؼبطلق و النسيب و ىي تعد القاعدة العامة ‪.‬‬
‫لكنو و استثناءا على القاعدة اعبله فإنو ال تعد اؼبعاىدة ابطلة أبثر رجعي إذا كانت تتعارض مع قاعدة‬
‫دولية آمرة الحقة إلبرامها ‪ ،‬بل تعد ابطلة أبثر فوري من اتريخ ظهور القاعدة الدولية اآلمرة كما نوت على ذلك‬
‫‪.‬‬
‫اؼبادة ‪ 2/72‬من اتفاقية فينا لقانوف اؼبعاىدات لسنة ‪1969‬‬
‫ب – إعادة الوضع إىل ما كاف عليو قبل اإلبراـ‬
‫و مضموف ىذه النتيجة أنو إذا نفدت أعماؿ أو تورفات استنادا ألحكاـ معاىدة ابطلة فإف ىذه‬
‫األعماؿ و التورفات تعترب ملغاة ابلنتيجة ‪،‬فبا يلزـ إعادة الوضع إُف ما كاف عليو قبل ابراـ اؼبعاىدة مع مراعاة‬
‫امكانية ذلك من الناحية العملية وىو ما أكدتو اؼبادة ‪ 2/69‬و اؼبادة ‪1/71‬من اتفاقية فينا لقانوف اؼبعاىدات ‪.1‬‬

‫‪../..‬جيوز إلغاء اإلخطار أو الوثيقة اؼبنووص عليهما يف اؼبادتُت ‪ 65‬أو ‪ 67‬يف أي وقت قبل أف تنتجا آاثرمها‪.‬‬
‫‪1‬ادلادة ‪ :56‬آاثر بطالف ادلعاىدة‬
‫‪ -8‬اؼبعاىدة اليت أتسس بطبلهنا دبوجب ىذه االتفاقية تعترب الغيو‪ .‬ليس لنووص اؼبعاىدة اؼبلغية قوة قانونية‪.‬‬
‫‪ -8‬على أنو إذا سبت تورفات استناداً إُف ىذه اؼبعاىدة‪:‬‬
‫(أ) فلكل طرؼ أف يطلب من الطرؼ اآلخر أف ينش بقدر اإلمكاف يف عبلقاهتما اؼبتبادلة الوضع الذي سيوجد لو َف تكن‬
‫التورفات قد سبت؛‬
‫(ب) ال تعترب التورفات اليت سبت حبسن نية قبل الدفع ابلبطبلف غَت مشروعة جملرد بطبلف اؼبعاىدة‪.‬‬
‫‪ -3‬يف اغباالت اؼبنووص عليها يف اؼبواد ‪ ،69‬أو ‪ ،50‬أو ‪ ،58‬أو ‪ ،58‬ال تطبق الفقرة (‪ )8‬ابلنسبة إُف الطرؼ الذي ديكن أف‬
‫ينسب إليو التدليس أو اإلفساد أو فبارسة اإلكراه))‪.‬‬
‫‪ -6‬يف حالة بطبلف رضا دولة ما االلتزاـ ابؼبعاىدة اعبماعية تسري القواعد السابقة يف العبلقات بُت تلك الدولة واألطراؼ‬
‫األخرى يف اؼبعاىدة‪.‬‬
‫ادلادة ‪ : 7/67‬آاثر بطبلف اؼبعاىدة اليت تتعارض مع قاعدة آمرة من القواعد العامة‪../..‬‬
‫‪96‬‬
‫يف حالة استحالة إعادة الوضع إُف ما كاف عليو قبل ابراـ اؼبعاىدة الباطلة فإنو يتوجب االحتفاظ ابآلاثر‬
‫الناصبة عن تطبيق ىذه اؼبعاىدة فقط ‪،‬و جعل التورفات البلحقة بعد ابطاؽبا ابطلة ‪.‬‬
‫من خبلؿ ما سبق يستنج أنو و فيما خيص استحالة ارجاع الوضع إُف ما كاف عليو وقت ابراـ اؼبعاىدة‬
‫َف يؤخذ يف تقرير األثر اؼبًتتب عن ذلك ابلرجعية التلقائية للبطبلف ‪،‬و إمنا أوقف ذلك على طلب الطرؼ اؼبضرور‬
‫الذي حيق لو وحده طلب الرجوع إُف الوضع الذي كاف عليو وقت اإلبراـ ‪.‬‬
‫ج‪ -‬عدـ أتثر بعض األعماؿ ك اإللتزامات أك مراكز قانونية معينة مببدأ الرجعية من البطالف ‪.‬‬
‫يقوـ ىذا األثر القانوين على مبدأ حسن النية ‪ ،‬و من مت فإف األعماؿ اليت مت تنفيذىا حبسن نية قبل‬
‫التمسك ابلبطبلف تعترب مشروعة‪ ،‬ذلك أف حسن النية الذي عماده يف ىذه اغبالة عدـ العلم ابلعيب الذي‬
‫تضمنتو اؼبعاىدة ‪،‬و الذي يرتب بطبلهنا يؤدي إُف اعطاء اؼبشروعية ؽبذه األعماؿ و التورفات ‪ ،‬بينما تبطل ىذه‬
‫األعماؿ و تدخل يف دائرة سوء النية ابتداءا من اللحظة اليت يثار فيها العيب اؼببطل للمعاىدة‪ ،‬و ىي اغباالت اليت‬
‫اكدهتا اؼبواد ‪ 2/69‬و ‪ 52 ،50 ، 49‬و ‪ 2/71‬من اتفاقية فينا لقانوف اؼبعاىدات ‪.‬‬
‫د‪ -‬عدـ قابلية ادلعاىدة الباطلة بطالان مطلقا لإلجازة أك التعديل أك التصحيح‬
‫يًتتب عن بطبلف معاىدة بسبب اإلكراه أو اؼبخالفة لقاعدة آمرة يف القانوف الدوِف انعداـ أثر ىذه‬
‫اؼبعاىدة تبعا لذلك ‪ ،‬فإذا مت تعديل على مضموف ىذه اؼبعاىدة اعتربت انفدة اذباه أطرافها اؼبتعاقدة ‪ ،‬ماداـ َف‬
‫يعلن بطبلهنا ‪ ،‬ذلك أنو يف ىذه اغبالة ( التعديل ) نكوف بودد معاىدة جديدة ‪.‬‬
‫استنادا التفاقية فينا لقانوف اؼبعاىدات لعاـ ‪ 1969‬من خبلؿ مادهتا ‪ 45‬نبلحظ أهنا َف ذبز للدولة‬
‫التمسك بسبب من أسباب اإلبطاؿ احملددة يف اؼبواد ‪ 50-46‬إذا كانت قد وافقت على اعتبار اؼبعاىدة‬
‫صحيحة‪.‬‬
‫ق‪ -‬جتزئة ادلعاىدات الباطلة ابلنسبة ألطرافها يف ادلعاىدة متعددة األطراؼ ‪.‬‬
‫مفاد ىذا األثر أنو يف حالة احتجاج دولة طرؼ ما بعيب يف إرادهتا ابلتزاـ دبعاىدة صباعية فإنو يف ىذه‬
‫اغبالة ينتج البطبلف آاثره فقط بُت ىذه الدولة و الدوؿ األخرى فقط ‪ ،‬ابلشكل الذي يبقي اؼبعاىدة سارية اؼبفعوؿ‬
‫بُت بقية الدوؿ ‪ ،‬مع استبعاد ىذه النتيجة يف حالة ما إذا بٍت البطبلف للمعاىدة على على ـبالفة القواعد االمرة يف‬
‫القانوف الدوِف ‪ ،‬ذلك أف البطبلف يف ىذه اغبالة اصاب اؼبعاىدة بشكل موضوعي بعيد عن الرضا أو سبلمة اإلردة‬
‫‪.‬‬

‫‪ ../..‬للقانوف الدوِف‬
‫‪ -8‬يف حالة اؼبعاىدة اليت تعترب ابطلة دبوجب اؼبادة ‪ 53‬يكوف على األطراؼ‪:‬‬
‫(أ) أف تزيل بقدر اإلمكاف أاثر أي تورؼ مت االستناد فيو إُف أي نص يتعارض مػع قاعدة آمرة من القواعد العامة للقانوف الدوِف؛‬
‫(ب) أف ذبعل عبلقاهتا اؼبتبادلة متفقة مع القاعدة اآلمرة من القواعد العامة للقانوف الدوِف‪.‬‬

‫‪97‬‬
‫يف ىذا االذباه نوت اؼبادة ‪ 4/69‬من اتفاقية فينا لقانوف اؼبعاىدات على أنو ‪ " :‬يف حالة بطبلف ارتضاء‬
‫دولة معينة االلتزاـ دبعاىدة متعددة األطراؼ تسري القواعد السابقة يف العبلقة بُت ىذه الدوؿ و األطراؼ األخرى‬
‫يف اؼبعاىدة "‪.‬‬
‫ك‪ -‬جتزئة ادلعاىدة الباطلة ابلنسبة لنصوصها ‪.‬‬
‫مفاد ىذا االثر أنو عمبل دببدأ وحدة اؼبعاىدة فإف بطبلف اؼبعاىدة ينسحب على صبيع نووصها و موادىا‬
‫كم نوت على دلك اؼبادة ‪ 1/44‬من اتفاقية فينا لقانوف اؼبعاىدات ‪.1‬‬
‫استثناء على القاعدة اؼببينة أعبله ‪ ،‬فإنو جيوز ذبزئة اؼبعاىدة ‪،‬حبيث تبطل النووص أو البنود اليت يشوهبا‬
‫العيب اؼبرتب للبطبلف ‪ ،‬مع بقاء بقية النووص الوحيحة سارية اؼبفعوؿ ‪ ،‬لكن انفاذ ىذا االستثناء ال يكوف‬
‫بوورة مطلقة و إمنا بشروط بينتها اؼبادة ‪ 3/44‬من اتفاقية فينا لقانوف اؼبعاىدات ‪.2‬‬
‫إذا كاف البطبلف للمعاىدة جيد سندا لو يف اإلكراه أو تعارض مع قاعدة آمرة يف القانوف الدوِف فإنو يف‬
‫ىذه اغبالة يستثٌت اؼببدأ العاـ اؼبتعلق جبوازية الفول بُت نووص اؼبعاىدة ‪ ،‬كوف ىذه األخَتة يف ىذه اغبالة ابطلة‬
‫بطبلان مطلقا كما سبق بياف أحكاـ ىذا األخَت سابقا ‪.‬‬
‫اآلاثر ادلرتتبة على إهناء ادلعاىدة‬ ‫‪-2‬‬
‫استنادا التفاقية فينا لقانوف اؼبعاىدات السيما اؼبادة ‪ 70‬منها فقد بينت اآلاثر اؼبًتتبة عن إهناء اؼبعاىدة‬
‫الدولية و ذلك ابلنص ‪ -1 ":‬ما َف تنص اؼبعاىدة أو يتفق األطراؼ على خبلؼ ذلك فأف انقضاء اؼبعاىدة وفقاً‬
‫ألحكاـ ىذه االتفاقية‪:‬‬
‫(أ) حيل األطراؼ من أي التزاـ ابالستمرار يف تنفيذ اؼبعاىدة‪.‬‬
‫(ب) ال يؤثر على أي حق أو التزاـ أو مركز قانوين لؤلطراؼ نشأ نتيجة تنفيذ اؼبعاىدة قبل انقضائها‪.‬‬

‫‪ 1‬تنص اؼبادة ‪ 8/66‬من اتفاقية فينا لقانوف اؼبعاىدات على أف ‪ - ((:‬ال جيوز فبارسة حق الطرؼ اؼبنووص عليو يف اؼبعاىدة أو‬
‫اؼبًتتب دبوجب اؼبادة ‪ 56‬إبلغائها أو االنسحاب منها أو إيقاؼ العمل هبا إال ابلنسبة للمعاىدة ككل ما َف تنص أو يتفق‬
‫األطراؼ على غَت ذلك))‪.‬‬
‫‪2‬تنص اؼبادة ‪ 3/66‬من اتفاقية فينا لقانوف اؼبعاىدات على أف ‪ -3...( :‬إذا تعلق السبب ببنود معينة فقط فبل جيوز االستناد إليو‬
‫إال فيما خيص ىذه البنود وابلشروط اآلتية‪:‬‬
‫(أ) أف تكوف ىذه البنود من حيث تطبيقها قابلة للفول عن بقية اؼبعاىدة؛‬
‫(ب) أف يتبُت من اؼبعاىدة أو يثبت بطريقة أخرى أف قبوؿ ىػذه البنود َف يكن سببا أساسياً يف رضا الطرؼ أو األطراؼ األخرى‬
‫االلتزاـ ابؼبعاىدة ككل؛‬
‫(ج) أف ال يكوف استمرار تطبيق بقية اؼبعاىدة ؾبحفاً‪)).‬‬

‫‪98‬‬
‫‪ -2‬إذا نقضت دولة معاىدة صباعية أو انسحبت منها تنطبق الفقرة (‪ )1‬على العبلقات بُت ىذه الدولة‬
‫والدوؿ األخرى األطراؼ يف اؼبعاىدة من اتريخ نفاذ ذلك النقض أو االنسحاب"‬
‫إف اآلاثر اؼبًتتبة عن اهناء اؼبعاىدة تنحور يف إعفاء األطراؼ من االلتزاـ بتنفيذ اؼبعاىدة ما َف تنص‬
‫اؼبعاىدة أو يتفق األطراؼ على ذلك ‪،‬و ابلتاِف فاإلهناء للمعاىدة ينهي على األطراؼ عب مواصلة التنفيذ ؽبا ‪.‬و‬
‫كأثر اثف ؽبذا اإلهناء فإنو يكوف نتيجة لذلك عدـ التأثَت على اؼبراكز القانونية و العبلقات اؼبقررة اليت اكتسبها‬
‫األطراؼ نتيجة تنفيذىم للمعاىدة قبل إيقافها ‪.‬‬
‫اآلاثر ادلرتتبة على تعليق تنفيذ ادلعاىدة‬ ‫‪-3‬‬
‫بينت اتفاقية فينا لقانوف اؼبعاىدات لسنة ‪ 1969‬يف مادهتا ‪ 72‬اآلاثر اؼبًتتبة عن تعليق تنفيذ اؼبعاىدة‬
‫الدولية إذ نوت على ‪:‬‬
‫"‪ -1‬ما َف تنص اؼبعاىدة أو يتفق األطراؼ على خبلؼ ذلك فإف إيقاؼ العمل ابؼبعاىدة دبوجب‬
‫نووصها أو وفقا ؽبذه االتفاقية ينتج اآلاثر اآلتية‪:‬‬
‫(أ) حيل األطراؼ اليت مت إيقاؼ العمل ابؼبعاىدة فيما بينها من االلتزاـ بتنفيذىا يف عبلقاهتا خبلؿ فًتة‬
‫اإليقاؼ؛‬
‫(ب) ال يؤثر خببلؼ ذلك على العبلقات القانونية اليت أنشأهتا اؼبعاىدة بُت األطراؼ‪.‬‬
‫‪ -2‬ديتنع األطراؼ خبلؿ فًتة اإليقاؼ عن التورفات اليت من شأهنا إعاقة استئناؼ العمل ابؼبعاىدة‪)).‬‬

‫ادلبحث الثاين ‪:‬‬


‫العرؼ الدكيل‬

‫يعترب العرؼ الدوِف اؼبودر اؼبباشر الثاين إلنشاء القواعد القانونية الدولية ‪ ،‬بل يرى بعض فقهاء القانوف‬
‫الدوِف أنو أىم موادر القانوف الدوِف العاـ ‪ ،‬ذلك أنو ىو من أوجد معظم قواعد ىذا القانوف أوال و اثنيا أف‬
‫القواعد اؼبضمنة يف اؼبعاىدات ىي تدوين أو صياغة للقواعد العرفية يف الغالب ‪،‬و اثلثا كوف العرؼ يتفوؽ على‬
‫اؼبعاىدات يف كوف قواعد عامة و شاملة ‪.1‬‬

‫‪1‬دمحم اجملدوب ‪:‬القانوف الدوِف العاـ ‪ :‬الطبعة السادسة ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪860‬‬
‫‪99‬‬
‫ادلطلب األكؿ ‪:‬‬
‫اإلطار ادلفاىيمي للعرؼ الدكيل‬

‫نظرا ألمهية العرؼ كمودر اثف من اؼبوادر الرظبية للقانوف الدوِف سنسعى من خبلؿ ىذا اؼبطلب‬
‫توضيح كل ما يتعلق دبفهوـ ىذا اؼبودر ( الفرع االوؿ ) و الحقا ابراز انواعو ( الفرع الثاين)‬

‫الفرع األكؿ ‪:‬‬


‫مفهوـ العرؼ الدكيل‬

‫كاف العرؼ الدوِف اؼبودر األساسي للقانوف الدوِف العاـ منذ العوور الوسطى ‪ ،‬و َف تنازعو اؼبعاىدة يف‬
‫ىذه الوفة إال منذ القرف التاسع عشر حيث أخذت اؼبعاىدات اعبماعية يف الظهور ‪،1‬و صارت تساىم يف تقنيُت‬
‫القواعد العرفية و السيما مند انعقاد مؤسبر فينا لعاـ ‪ 1815‬الذي توُف تقنُت بعض القواعد العرفية اػباصة‬
‫ابلعبلقات الدبلوماسية ‪ ،‬لتتسع فيما بعد عملية التقنيُت ربت إشراؼ عوبة األمم اؼبتحدة ‪ ،2‬و ىو ما أعطى‬
‫تعاظم لقيمة العرؼ الدوِف ابعتباره مودرا من موادر القانوف الدوِف العاـ ‪.‬‬
‫أ‪-‬ب‬
‫من‬ ‫إبرازا و أتكيدا لعظمة العرؼ الدوِف كمودر من موادر القانوف الدوِف العاـ نوت اؼبادة ‪/38‬‬
‫نظاـ ؿبكمة العدؿ الدولية على ىذه الوفة ‪ ،‬إذ نوت ىذه اؼبادة على ‪ " :‬العادات الدولية اؼبعتربة دبثابة قانوف‬
‫دؿ عليو تواتر االستعماؿ "‪.‬‬
‫من جانب الفقو قبد أف ىذا األخَت يشًتط يف القاعدة العرفية أف تكوف نتاج تعامل عاـ ملزـ ما بُت‬
‫الدوؿ و ىو األمر الذي يتوجب على ىذه القاعدة أف ربقق شرطُت أساسُت أال و مها تواتر اإلستعماؿ و الشعور‬
‫ابإللزاـ ‪.‬‬
‫الفقرة األكىل‪:‬‬
‫أركاف العرؼ‬

‫العرؼ مودرا من موادر القانوف الدوِف ذبد قواعده مستقرا و مودرا ؽبا يف اعبانب االجتماعي و اليت‬
‫مضموهنا ؾبموعة من التقاليد اليت دأب على إتياهنا‪ ،‬و تدرجييا تضفى عليها صفة القبوؿ العاـ من اجملتمع ‪ ،‬لتأخذ‬

‫‪1‬‬
‫‪Akehurist (M ) : Custom as a source of international law: B,Y,B,I,L,1 974-1975 , pp ,1-52 .‬‬
‫‪ 2‬جعفر عبد السبلـ ‪ :‬وظيفة عبنة القانوف الدوِف يف تقنيُت القواعد القانونية الدولية و تطويرىا ‪ :‬اجمللة اؼبورية للقانوف الدوِف ‪،‬‬
‫اجمللة اؼبورية للقانوف الدوِف ‪ ،‬اجمللد السابع و العشروف ‪ ،‬القاىرة ‪ ،‬مور ‪ ، 8978 ،‬ص ص ‪. 896-889‬‬
‫‪100‬‬
‫الحقا ىذه التقاليد و العادات القبوؿ الرظبي من السلطة االجتماعية من خبلؿ إضفاء عليها صفة اإللزاـ ‪ ،‬و‬
‫استنادا لذلك فإف القاعدة العرفية تتكوف من ركنيُت أحدمها مادي و الثاين معنوي ‪.‬‬
‫أكال‪ :‬الركن ادلادم للقاعدة العرفية الدكلية‬
‫يتحقق ىذا الركن من خبلؿ تكرار واقعة معينة ‪ ،‬بشكل يؤدي إُف عادات اجتماعية دولية ‪ ،‬و ىذا من‬
‫خبلؿ اعتياد الدوؿ على فبارسة ؾبموعة من قواعد السلوؾ ‪ ،‬و يكوف ذلك إما بطريقة سلبية و اليت ذبد صورهتا يف‬
‫االمتناع عن القياـ بسلوؾ معيُت ‪ ،‬و إما بطريقة اجيابية كالقياـ بسلوؾ معُت ‪. 1‬‬
‫الثابت أف العديد من العوامل اليت تساىم يف أنشاء و تكوين الركن اؼبادي للعرؼ الدوِف و ابلنتيجة تؤدي‬
‫حتما إُف قياـ قاعدة دولية عرفية ‪ ،‬ىذه العوامل ديكن تبياهنا على النحو التاِف ‪:‬‬
‫السابقة أك العادة‬ ‫‪-I‬‬
‫ذبد ذبسيدا ؽبا من خبلؿ األعماؿ القانونية اليت تودر عن السلطات الوطنية و األعماؿ القانونية الدولية‬
‫الوادرة عن اؼبنظمات الدولية و احملاكم الدولية ‪.‬‬
‫األعماؿ القانونية الصادرة عن السلطات الوطنية‬ ‫‪-1‬‬
‫تتكوف السابقة اؼبكونة للعرؼ الدوِف من األعماؿ الوادرة عن أجهزة الدولة و اؼبتحدثة ابظبها و اؼبتمثلة‬
‫يف العبلقات اػبارجية و إبراـ اؼبعاىدات ومنها رئيس الدولة و وزير اػبارجية و اؼببعوثُت الدبلوماسيُت ‪.‬‬
‫لقد اثر خبلؼ بُت فقهاء القانوف الدوِف خبووص تكوين الركن اؼبادي للعرؼ الدوِف ‪ ،‬فهناؾ من رفض‬
‫االعتداد هبا يف تكوين الركن اؼبادي للعرؼ الدوِف ‪ ،‬لكن االغلبية من الفقهاء و كذلك أحكاـ القضاء الدوِف‬
‫اندى هبا و أعتربىا جزء أصيل من سلوؾ الدوؿ ‪.‬‬
‫ديكن أيضا أف يكوف للقضاء الوطٍت من خبلؿ أحكامو اليت موضوعها العبلقات الدولية ‪ ،‬ديكن ؽبذه‬
‫األحكاـ أف تؤدي إُف نشوء سوابق و اليت بدورىا تساىم يف تشكيل و تكوين الركن اؼبادي للقاعدة الدولية‬
‫العرفية‪.‬‬
‫األعماؿ القانونية الدكلية‬ ‫‪-2‬‬
‫تتجلى ىذه االعماؿ يف الدور الذي تلعبو اؼبعاىدات الدولية و األحكاـ الدولية و قرارات اؼبنظمات‬
‫الدولية يف نطاؽ نشوء القواعد القانونية الدولية العرفية و سنبُت كل ذلك فيما يلي ‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Well, (P) : Le Droit International en quete de son identité : R,A,C,D,I,1992, p,178.‬‬

‫‪101‬‬
‫ادلعاىدات الدكلية‬ ‫أ‪-‬‬
‫يذىب معظم الشراح إُف اعتبار اؼبعاىدة كممارسة دولية‪،1‬واليت من شأهنا أف تؤدي إُف إنشاء القواعد‬
‫القانونية العرفية الدولية أو الكشف عنها‪،‬حبيث تعد اؼبعاىدة سلوكا دوليا مكوان للركن اؼبادي للعرؼ الذي يوبح‬
‫عرفا قانونيا ملزما يف حالة ما إذا حضيت ابلقبوؿ من جانب الدوؿ األطراؼ وغَت األطراؼ فيها‪. 2‬‬
‫إف السؤاؿ الذي يتوجب اإلجابة عنو يكمن يف كوف اؼبعاىدات صبيعا سواءا العقدية أو اعبماعية سبثل‬
‫مودرا من موادر القانوف الدوِف العاـ أـ ال ؟ ‪.‬‬
‫إجابة على التساؤؿ أعبله فإف اؼبعاىدات العقدية ال تعد مودرا من موادر القانوف الدوِف العاـ ذلك‬
‫أهنا ال أتيت بقواعد عامة ربظى ابلقبوؿ العاـ ‪،‬و إمنا أتيت بقواعد خاصة ‪ ،‬لكن ىذه االخَتة قد تؤدي إُف إنشاء‬
‫قواعد دولية عرفية إذا ما شاع العمل إببراـ معاىدات عقدية من أجل تنظيم موضوع معُت على وجو معُت‪،‬و‬
‫مثاؽبا القواعد الدولية اؼبتعلقة ابلتحكيم ‪ ،‬أين كانت يف بداية سرايهنا ثنائية لتمتد الحقا و توبح قواعد دولية عرفية‬
‫‪.‬‬
‫أحكاـ احملاكم الدكلية‬ ‫ب‪-‬‬
‫يتعاظم دور أحكاـ احملاكم الدولية يف ؾباؿ إنشاء القواعد الدولية العرفية على عكس نظَتهتا الداخلية اليت‬
‫تقل أ مهيتها يف ىذا اجملاؿ ‪،‬و يرجع السبب يف ىذا الدور البارز و الرايدي للهيئات القضائية الدولية إُف كوف الكثَت‬
‫من فروع القانوف الدوِف العاـ الزالت حديثة و يف مراحلها األوِف األمر الذي يتطلب إسهاـ واسع حملكمة العدؿ‬
‫الدولية و ؿباكم التحكيم ‪ ،‬بل أف اغباجة إُف أعماؿ ىذه اؽبيئات ضروراي ‪.‬‬
‫إف احكاـ احملاكم الدولية تكوف نتيجتها إنشاء قواعد القانوف الدوِف العاـ اؼبتعلقة بوجوب احًتاـ اغبكم‬
‫من طرؼ اؼبخاطبُت أبحكامو فبثلُت يف أطراؼ النزاع ‪ ،‬و يف ىذا السياؽ جبب اإلشارة إُف أف بعض األنظمة‬
‫الدولية ترجع إُف أحكاـ ىذه احملاكم الدولية ‪،‬و السيما يف ؾباؿ التحكيم و ارساء قواعدىا‪ ،‬و منها قواعد القانوف‬
‫الدوِف اػباصة ابؼبسؤولية الدولية و االعًتاؼ ابلدوؿ و اغبكومات و تفسَت اؼبعاىدات ‪.3‬‬
‫قرارات ادلنظمات الدكلية‬ ‫ج‪-‬‬
‫إف نشاط اؼبنظمات الدولية يكوف استنادا للنظاـ األساسي ؽبا ‪ ،‬أو بوفة عامة للوثيقة الدولية اؼبنشأة ؽبا‬
‫و تبعا لذلك فإف أن فاذ القواعد العرفية يف ىذا اػبووص يكوف منعدما ‪ ،‬لكنو و لكثرة االتواالت بُت الدوؿ فإف‬

‫‪1‬‬
‫‪Duply Pierre Marie : La responsabilité internationale des etats por led dommage d‟origine technologique et‬‬
‫‪industrielle : A,Pédone , Paris , 1976 , P20, et suite .‬‬
‫‪ 2‬صباؿ عبد الناصر مانع ‪ :‬القانوف الدوِف العاـ – اؼبدخل و اؼبوادر ‪ :‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.835‬‬
‫‪ 3‬انجاندرا سينغ ‪ :‬دور ؿبكمة العدؿ الدولية يف تطوير قواعد القانوف الدوِف ‪ :‬ؾبلة العدالة ‪ ،‬تودر عن وزارة العدؿ و الشؤوف‬
‫اإلسبلمية و األوقاؼ ‪ ،‬أبو ظيب ‪ ،‬اإلمارات العربية اؼبتحدة ‪ ،‬السنة السادسة ‪ ،‬العدد الثامن عشر ‪ ،‬جانفي ‪ ، 8979‬ص ص‬
‫‪. 876-865‬‬
‫‪102‬‬
‫ذلك أدى إُف كثرة نشاط اؼبنظمات الدولية و تشعب عبلقاهتا ‪،‬و ىو األمر الذي كانت نتيجتو اؼبباشرة منو سريع‬
‫للسلوؾ الدوِف ‪ ،‬و تبعا لذلك أصبحت فبارسات اؼبنظمات الدولية العملية عنورا ىاما يف إنشاء القاعدة الدولية‬
‫العرفية ‪.1‬‬
‫إضافة إُف القواعد و اللوائح و النظم و اإلجراءات اليت ربكم عمل اؽبيئات و اؼبنظمات الدولية ‪ ،‬ىناؾ‬
‫فرع جديد للقانوف الدوِف العريف مكمبل ؽبذه القواعد أال و ىو العرؼ الداخلي للمنظمات الدولية و اؽبيئات ‪،‬و‬
‫ىو ما أقرتو ؿبكمة العدؿ الدولية يف حكمها فوبل يف الشكاوى اؼبقدمة أمامها ضد منظمة اليونسكو ‪.‬‬
‫‪ -II‬االستمرارية يف التطبيق‬
‫العرؼ ىو انعكاس و تكريس لتعامل مستمر و متواصل ‪ ،‬لذلك يؤكد معظم فقهاء القانوف الدوِف على‬
‫ضرورة تطبيق العادة فًتة معينة من الزمن حىت تتحقق االستمرارية أو التواتر يف التطبيق اؼبكوف للركن اؼبادي للعرؼ‬
‫‪.‬‬
‫أ كدت ؿبكمة العدؿ الدولية الدائمة و اغبالية على وجوب توفر االستمرارية و التواتر يف التطبيق و اعتبار‬
‫ذلك من عناصر الركن اؼبادي للعرؼ‪ ،‬و لعل أبرز تطبيق لذلك اغبكم الذي أصدرتو ؿبكمة العدؿ الدولية‬
‫خبووص قضية اللجوء السياسي ‪ ،‬حيث قضت احملكمة أبنو " يشًتط أف تكوف القاعدة العرفية قد بنيت على‬
‫العادة اؼبستمرة و اؼبوحدة اليت مارستها الدوؿ يف مسألة معينة " ‪.‬‬
‫ذبدر اإلشارة أنو ال يوجد معيار لتحديد الفًتة اليت جيب توافرىا يف تطبيق القاعدة اؼبعامبلتية أو السلوؾ‬
‫حىت تتكوف القاعدة العرفية الدولية ‪ ،‬ذلك أف االذباه اؼبعاصر يف الفقو الدوِف ال يركز على اعبانب التارخيي لتطبيق‬
‫القاعدة العرفية الدولية ‪ ،‬وإمنا يبحث عن مدى توافر العنور االرادي للعرؼ و ذلك راجع ألسباب موضوعية و‬
‫قانونية منو تطور وسائل االتواؿ بُت الدوؿ ‪...‬اٍف ‪.‬‬
‫عمومية التطبيق‬ ‫‪-III‬‬
‫لتماـ الركن اؼبادي للقاعدة العرفية الدولية يشًتط أف يكوف التورؼ أو السلوؾ قد مت اتباعو من طرؼ‬
‫دوؿ عديدة و ليست دولة واحدة حىت لو تواترت على اتيانو ‪ ،‬و ابلتاِف فالقاعدة الدولية العرفية تنشأ مىت كانت‬
‫ؿبل قبوؿ من طرؼ اجملتمع الدوِف ‪ ،‬و ابلنتيجة فإف عدد الدوؿ اؼبشًتكة يف السلوؾ يف ىذه اغبالة يعترب معيار‬
‫لقبوؿ القاعدة العرفية من عدمو ‪.‬‬
‫جيب التمييز بُت العرؼ العلمي الذي يتوجب أف يشمل كل أعضاء اجملتمع الدوِف و العرؼ اإلقليمي‬
‫الذي يكوف يف مواجهة ؾبموعة ؿبدودة من الدوؿ ‪.‬و العرؼ احمللي الذي مناطو يسري بُت دولتُت فقط ‪.‬‬

‫‪1‬صباؿ عبد الناصر مانع ‪ -‬اؼبدخل و اؼبوادر – اعبزء األوؿ ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 838‬‬
‫‪103‬‬
‫‪ -IV‬رابعا‪ :‬اتساؽ السلوؾ‬
‫يقود بو أف تكوف تورفات الدوؿ اؼبنشئة للركن اؼبادي للعرؼ متماثلة حبيث ال تكوف متعارضة أو‬
‫متناقضة ‪،‬و ىو ما أكدتو ؿبكمة العدؿ الدولية يف قضية حق اؼبرور ‪ ،‬من خبلؿ التأكيد على أف ؾ" اؼبمارسة‬
‫اؼبستمرة و اؼبوحدة تنش القاعدة العرفية‪. 1‬‬
‫أكدت ؿبكمة العدؿ الدولية أيضا يف حكمها اؼبتعلق بقضية اؼبوائد ‪ ":‬أف القدر القليل من التناقض ال‬
‫حيوؿ دوف انشاء قاعدة دولية عرفية "‪.‬‬
‫خبلصة ؼبا سبق عرضو ديكن القوؿ إجيازا فيما خيص شرط اتساؽ السلوؾ يف تكوين الركن اؼبادي‬
‫للقاعدة الدولية العرفية أف التناقض يف السلوؾ فيما يتعلق دبسألة ؿبددة قد يؤدي إُف عدـ إنشاء القاعدة العرفية ‪،‬‬
‫لكنو من جهة أخرى فإف القليل من ىذا التناقض ال دينع قياـ القاعدة العرفية الدولية ‪.‬‬
‫اثنيا ‪ :‬الركن ادلعنوم للقاعدة الدكلية العرفية‬
‫أف توفر الركن اؼبادي لوحده ال يؤدي إُف تكوين أو إنشاء القاعدة الدولية العرفية ‪ ،‬بل يتوجب ربقق الركن‬
‫اؼبعنوي أيضا ‪ ،‬و مفاد ىذا األخَت االعًتاؼ الضمٍت من طرؼ أشخاص القانوف الدوِف عن طريق اعتقادىم بكوف‬
‫السلوؾ أو السابقة اؼبعتادة ملزمة من الناحية القانونية ‪ ،‬أي اعًتافهم بتوافر عنور اإللزاـ أو الوفة اؼبلزمة للقاعدة‬
‫الدولية العرفية ‪.‬‬
‫تتجلى الفائدة من الركن اؼبعنوي يف كونو يعد معيارا للتميز بُت القاعدة الدولية العرفية و العادة اليت تعترب‬
‫فبارسة لسلوؾ غَت ملزـ ‪ ،‬و استناد لذلك فإف قواعد اجملامبلت و األخبلؽ الدولية ال ديكن أف ترقى إُف مرتبة‬
‫القاعدة الدولية العرفية ‪،‬حىت و إف كانت قواعد اجملامبلت و األخبلؽ ىي أيضا تودر يف شكل سلوؾ‪.‬‬
‫من جانب القضاء الدوِف فإف ؿبكمة العدؿ الدولية الدائمة سارت يف األخذ ابلتمييز السالف عرضو بُت‬
‫العرؼ و العادة ‪،‬و ذلك من خبلؿ حكمها يف قضية اللوتس اؼبعروفة ‪،‬ذلك أف احملكمة سببت حكمها يف‬
‫استبعاد وجود قاعدة دولية عرفية من خبلؿ عدـ ثبوت الركن اؼبعنوي لديها ‪.2‬‬
‫أيضا فإف ؿبكمة العدؿ الدولية أخذت ابلتمييز السالف ذكره من خبلؿ العديد من أحكامها و منها‬
‫حكمها يف قضية اعبرؼ القاري لبحر الشماؿ بُت أؼبانيا من جهة و الدمنارؾ و ىولندا من جهة أخرى لعاـ‬
‫‪. 1969‬‬

‫‪1‬دمحم طلعت الغنيمي ‪ :‬يف قانوف السبلـ ‪ :‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 885‬‬
‫‪ 2‬قضية اللوتس موضوعها حبث التوادـ الذي وقع بُت السفينة الًتكية و الفرنسية يف اعاِف البحار فبا ادى إُف غرؽ األوُف و ىو‬
‫األمر الذي جعل تركيا ‪.‬‬
‫‪104‬‬
‫الفرع الثاين ‪:‬‬
‫أنواع العرؼ الدكيل ك أساس القوة ادللزمة لو‬

‫إذا كانت مسالة انواع العرؼ الدوِف ال تثَت جدال واسعا ‪ ،‬فإنو ابؼبقابل تعد مسألة سبتع قواعد العرؼ‬
‫الدوِف ابلوفة القانونية فبثلة يف االلزاـ ‪ ،‬تعد من اؼبسائل اليت شغلت فقهاء القانوف الدوِف العاـ و نقاشاهتم و ىو‬
‫األمر الذي يوجب علينا ايضاح اؼبسألتُت سالفيت الذكر‬

‫الفقرة األكىل ‪:‬‬


‫أنواع العرؼ الدكيل‬

‫ينقسم العرؼ إُف عدة أقساـ استنادا إُف اؼبعيار اؼبتخذ يف التقسيم ‪ ،‬فمن حيث نطاؽ التقسيم ينقسم إُف‬
‫عرؼ عاـ و خاص ‪ ،‬و من حيث طبيعة القواعد اؼبشكلة لو ينقسم إُف عرؼ منش و عرؼ مكمل و معدؿ و‬
‫ملغى ‪ ،‬لكن أىم ىذه التقسيمات ىو ذلك الذي يقسم العرؼ من حيث نطاقو كما سبق عرضو و ىو الذي‬
‫سنبينو فيما يلي ‪:‬‬
‫أكال ‪ :‬العرؼ العاـ‬
‫يسمى ىذا النوع من العرؼ أيضا ابلعرؼ العاؼبي و ىو الذي تسري قواعده على صبيع أشخاص القانوف‬
‫الدوِف دوف استثناء ‪ ،‬و تنظم قواعده مسائل عامة ‪ ،‬و ابلتاِف فكلما زاد نطاؽ سرايف القاعدة الدولية العرفية العامة‬
‫كلما رسخت صفتها االلزامية ابلنسبة للدوؿ اؼبنشأة و بقية الدوؿ االخرى ‪ ،1‬لكنو جيب عدـ استبعاد أو إمهاؿ‬
‫الرفض الوريح لدولة أو عدد من الدوؿ لفكرة الوفة اؼبلزمة للقواعد العرفية العامة ‪ ،‬و اليت َف تشارؾ يف وضعها أو‬
‫تكوينها أو تقف موقفا سلبيا يف مواجهتها ‪،‬و ىو الرأي الذي أخذ ت بو ؿبكمة العدؿ الدولية يف قضية اؼبوائد‬
‫بُت بريطانيا و ايسبلندا سنة ‪. 1973‬‬
‫اثنيا‪ :‬العرؼ اخلاص‬
‫يسمى أيضا ابلعرؼ القاري أو احمللي ‪ ،‬و مفاده ىو ذلك العرؼ الذي يقتور إنفاذه و تطبيقو على قارة‬
‫معينة‪ ،‬أو يف إطار عبلقات بُت دوؿ ؿبدودة أو معينة يف منظمة واحدة أو اقليم واحد ‪،‬أو ذبمع بينها روابط اترخيية‬
‫‪ ،‬أو عرقية ‪ ،‬أو سياسية أو غَتىا ‪.‬‬
‫يتعارض العرؼ اػباص مع العرؼ العاـ فيما خيص نطاؽ السرايف و ابلتاِف فالعرؼ اػباص ال تكوف‬
‫لقواعده الوفة اؼبلزمة إال بُت الدوؿ اليت تعتقد إبلزاميتو فقط ‪.‬‬

‫‪1‬عبد الغٍت ؿبمود ‪ :‬القانوف الدوِف العاـ ‪ :‬مرجع سابق ف ص ‪. 866‬‬


‫‪105‬‬
‫من جهة القضاء الدوِف نبلحظ أف ؿبكمة العدؿ الدولية َف أتخذ يف نظامها األساسي ابلعرؼ الدوِف‬
‫اػباص كقواعد من القانوف الدوِف ‪ ،‬لكنو من حيث الواقع العملي فهذه القواعد موجودة و ىو ما أدى هبذه اؽبيئة‬
‫القضائية إُف األخذ هبا ‪ ،‬و مثاؽبا حكمها اؼبتعلق بقضية اللجوء السياسي ‪ ،‬حيث أقرت يف حكمها بقواعد العرؼ‬
‫اػباص و ىذا يف ـبالفة للمادة ‪-1/38‬أ من نظامها األساسي ‪.‬‬

‫الفقرة الثانية ‪:‬‬


‫أساس القوة ادللزمة للعرؼ الدكيل ‪.‬‬

‫اثر جدؿ فقهي كبَت حوؿ الوفة أو األساس الذي تستمد منو القواعد الدولية العرفية قوهتا اؼبلزمة و لعل‬
‫ىذا اعبدؿ منطلقو اعبدؿ العاـ الذي اثر بشأف أساس القوة اؼبلزمة لقواعد القانوف الدوِف عامة‪ ،‬و ىو ما أدى إُف‬
‫ظهور مدارس حاولت تقدًن تفسَتاهتا و اسانيدىا يف ذلك دعما لوجهة نظرىا ‪،‬و نوجز ىذه اؼبدارس فيما يلي ‪:‬‬
‫أكال‪ :‬ادلدرسة الوضعية‬
‫حبسب أنوار ىذه اؼبدرسة فإف أساس القوة اؼبلزمة للعرؼ يتحدد يف الرضا الضمٍت للدوؿ اؼبعنية و الذي‬
‫يتم التعبَت عنو بواسطة السلوؾ اػبارجي ؽبا ‪،‬و ذلك من خبلؿ اعًتافها دبشروعيتو و اشًتاكها فيو‪. 1‬‬
‫شرحا لوجهة نظرىم ىذه يؤكد أصحاب اؼبدرسة الوضعية أف ارتضاء الدوؿ للقواعد العرفية جيد دليبل لو يف‬
‫تطبيقها ؽبذه القواعد فيما بينها دومنا اعًتاض ‪ ،‬و أف التزامها هبذه القواعد أساسو إرادهتا اؼبستقلة و ىذه األخَتة‬
‫ىي أساس القوة اؼبلزمة لقواعد العرؼ ‪.‬‬
‫من جانب القضاء الدوِف قبد أف ؿبكمة العدؿ الدولية الدائمة اعتمدت ىذا الرأي دبناسبة فولها يف‬
‫قضية اللوتس اليت عرضت عليها و أكدت يف حيثيات حكمها على أف ‪ ":‬القواعد القانونية اؼبلزمة للدوؿ تنبع من‬
‫إرادهتا اغبرة اليت مت التعبَت عنها ‪...‬أو العادات اؼبقبولة على اعتبار أهنا تعكس القواعد القانونية "‪. 2‬‬
‫انتقدت ىذه اؼبدرسة لكوهنا تستبعد من تطبيق العرؼ الدوِف الدوؿ اعبديدة على اعتبار أهنا َف تشارؾ‬
‫يف وضع قواعده أي إنشائو ‪،‬و َف توافق عليو ‪،‬كوف ىذه اؼبدرسة كما سبقت اإلشارة اليو أعبله ال تقر بسرايف‬
‫القواعد الدولية العرفية إال اذباه الدوؿ اليت شاركت يف وضعو ‪،‬أو اليت اعًتفت بو ‪ ،‬و ىو ما يناقض الواقع العملي‬
‫اؼبلموس ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Kunz(J-L) : The Nature of international law : A,J,I,I, 1953,pp662-669.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Permanent Cour Of International justice ,series A, N°9 -10 ? 1972 P, 10.‬‬

‫‪106‬‬
‫اثنيا‪ :‬ادلدرسة ادلوضوعية‬
‫حبسب أنوار ىذه اؼبدرسة فإف الرضا ال يوح أف يكوف أساس االلتزاـ للقواعد الدولية العرفية ‪ ،‬و سبب‬
‫ذلك اف ىذا االخَت يستمد قوتو اإللزامية خارج نطاؽ إرادة الدوؿ و يسمو عليها و ابلنتيجة و حسب انوار‬
‫ىذه اؼبدرسة ‪ ،‬فأنو ال يتوور وجود العرؼ لدى الدوؿ اليت تنشا بعد تكوين القاعدة العرفية الدولية ‪.‬‬
‫يرى أصحاب ىذه اؼبدرسة أف أساس الزامية العرؼ يكمن يف الضرورة االجتماعية ‪ ،‬و تفسَت لذلك‬
‫يؤكدوف اف العرؼ يرتكز يف وجوده على توافق اغباجات االجتماعية لنظاـ قانوين معُت ‪ ،‬ىذه الضرورة االجتماعية‬
‫ذبعل العرؼ ملزما بغض النظر عن إرادة الدوؿ ‪.‬‬
‫اؼببلحظ و بوفة عامة فإف اعتماد رأي دبعزؿ عن االخر جيعل من الوعوبة دبا كاف فيما خيص توضيح‬
‫الوفة اؼبلمة للقواعد العرفية يف اجملاؿ الدوِف ‪ ،‬السيما ابلنظر اُف وجهة نظر الدوؿ اغبديثة اليت نشأت بعد ظهور‬
‫القاعدة العرفية الدولية و ربججها يف التملص من إلزاميتها حبجة اهنا َف تشارؾ يف وضعها ىذا من جهة‪.‬‬
‫من جهة أخرى فقد أدى تطور اجملتمع الدوِف إُف إحداث تطور على مستوى القواعد اؼبكونة للقانوف‬
‫الدوِف العاـ ‪ ،‬و لعل من أبرز مظاىر ىذا التطور اكبوار اؼبد االستعماري و حووؿ عدة دوؿ على استقبلؽبا ‪ ،‬و‬
‫ابلتاِف فإف القواعد العرفية اليت نشأت يف ظل اؼبدرسة التقليدية أصبحت ال تتماشى و الطموحات اؼبشروعة ؽبذه‬
‫الدوؿ ‪ ،‬و مواغبها الوطنية ‪،‬كل ىذه االسباب و أخرى أدت ببعض فقهاء القانوف الدوِف ابلقوؿ أف العرؼ َف‬
‫يعد لو مكانتو كما يف السابق كمودر من موادر القانوف الدوِف العاـ ‪.1‬‬
‫لقد أدى تباين اؼبواٌف يف عور التنظيم الدوِف و ظهور العديد من الدوؿ يف ـبتلف قارات العاَف و تباين‬
‫اغبضارات إُف ظهور قواعد عرفية جديدة تواكب ىذا التطور ‪.‬‬

‫ادلطلب الثاين ‪:‬‬


‫ادلبادئ العامة للقانوف‬

‫‪-1‬ج‬
‫من النظاـ األساسي حملكمة العدؿ الدولية الدائمة على اؼببادئ العامة للقانوف‬ ‫تتضمن اؼبادة ‪38‬‬
‫اليت أقرهتا األمم اؼبتمدنة و اعتربهتا مودرا من موادر القانوف الدوِف العاـ ‪ ،‬و قد نص على ذلك أيضا النظاـ‬
‫األساسي حملكمة العدؿ الدولية الدائمة دبوجب اؼبادة ‪ 3/38‬منو ‪.‬‬
‫أف ربليل نص اؼبادة أعبله يقودان إُف التساؤؿ عن ماىية اؼببادئ القانونية العامة و طبيعتها القانونية و‬
‫دورىا يف حل النزاعات الدولية و ىو ما سنوضحو فيما يلي ‪:‬‬

‫‪1‬عز الدين فودة ‪ :‬الدوؿ اعبديدة و القانوف الدوِف العاـ ‪ :‬اجمللة اؼبورية للقانوف الدوِف ‪ -‬اعبمعية اؼبورية للقانوف الدوِف ‪ :‬اجمللد‬
‫الرابع و العشروف ‪ ،‬القاىرة ‪ ،‬مور ‪ ، 8968 ،‬ص ص ‪. 870-868‬‬
‫‪107‬‬
‫الفرع األكؿ ‪:‬‬
‫ماىية ادلبادئ العامة للقانوف‬

‫يقود ابؼببدأ عموما كل قاعدة تبلغ درجة من العمومية و األمهية فبا جيعلو أساسا للعديد من القواعد‬
‫الفرعية أو التفويلية اؼبتفرعة عنها ‪ ،‬و يقود ابؼببادئ العامة للقانوف ‪":‬القواعد العامة و األساسية اليت هتيمن على‬
‫األنظمة القانونية ‪،‬و اليت تتفرع عنها قواعد أخرى تطبيقية زبرج حيز التنفيذ يف صورة العرؼ والتشريع"‪.1‬‬
‫لقد اثر نقاش كبَت خبووص اؼبقوود ابؼببادئ العامة للقانوف اليت أقرهتا األمم اؼبتمدينة استنادا لنص اؼبادة‬
‫‪-1/38‬ج من النظاـ األساسي حملكمة العدؿ الدولية ‪،‬فاالشًتاكيوف حوروا اؼبقوود هبا يف مبادئ القانوف الدوِف‬
‫فقط ‪ ،‬بينما حورىا البعض اآلخر يف قواعد القانوف الطبيعي و قواعد اؼبنطق ‪ ،‬بينما أشار البعض اآلخر أهنا‬
‫تتمثل يف قواعد العدالة نو لكل فريق مربراتو و بدورىا االنتقادات اؼبوجهة لوجهة نظره ‪.‬‬
‫‪-1‬ج‬
‫من نظاـ ؿبكمة العدؿ الدولية يقودان إُف القوؿ أبنو يقود ابؼببادئ القانونية‬ ‫إف ربليل اؼبادة ‪/38‬‬
‫العامة قواعد القانوف الداخلي دوف غَتىا ‪ ،‬تلك القواعد اليت ديكن تطبيقها نظرا لعموميتها يف ؾباؿ العبلقات‬
‫الدولية ‪ ،‬و تربير ذلك أف اؼبادة ‪ 38‬تعٍت القواعد التابعة لؤلمم اؼبتمدينة ‪.2‬‬
‫من الوعب حور قائمة متكاملة تعدد اؼببادئ العامة للقانوف ومع ذلك ديكن اإلشارة إُف أمهها و منها‪:‬‬
‫‪ -‬العقد شريعة اؼبتعاقدين أو التزاـ اؼبتعاقد دبا ألتزـ بو‬
‫‪ -‬حسن النية و عدـ مشروعية التعسف يف استعماؿ اغبق‬
‫‪ -‬احًتاـ اغبقوؽ اؼبكتسبة‬
‫‪-‬االلتزاـ جبرب األضرار اؼبتسبب فيها أو عند خرؽ تعهد للغَت‬
‫‪ -‬اثبات العبلقة السببية بُت اغبادث و الضرر اؼبولد للمسؤولية‬
‫‪ -‬القوة القاىرة‬
‫‪ -‬نظرية التقادـ اؼبسقط ‪...‬اٍف ‪.3‬‬
‫أما فيما يتعلق بعبارة اؼبتمدينة فاؼببلحظ أهنا عبارة مرنة ‪ ،‬مع العلم أف الغرب كاف يعترب االنتماء إُف‬
‫التحضر ؾبسد يف االنتماء للدوؿ الغربية دوف سواىا‪،‬و ىي نظرة استعمارية و عنورية كانت تستعمل يف اغبقبة‬
‫االستعمارية ‪،‬و ىو األمر الذي ال يتماشى و تطور اجملتمع الدوِف الذي ينادي بتعدد اغبضارات و الثقافات ‪،‬و‬
‫ابلتاِف وجب استبداؿ ىذه الكلمة دبوطلح اغبضارات اؼبختلفة الذي ىو أقرب للواقع الدوِف اؼبعاصر ‪.‬‬

‫‪ 1‬مفيد ؿبمود شعاب ‪ :‬اؼببادئ العامة للقانوف بوصفها مودر للقانوف الدوِف ‪ :‬اجمللة اؼبورية للقانوف الدوِف ‪ ،‬اجمللد الثالث و‬
‫العشروف ‪ ،‬القاىرة ‪ ،‬مور ‪ ، 8967 ،‬ص ‪. 8‬‬
‫‪2‬صباؿ عبد الناصر مانع ‪ :‬القانوف الدوِف العاـ – اؼبدخل و اؼبوادر ‪ :‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.855‬‬
‫‪3‬دمحم اجملدوب ‪ :‬القانوف الدوِف العاـ ‪ :‬الطبعة السادسة ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 866‬‬
‫‪108‬‬
‫الفرع الثاين ‪:‬‬
‫الطبيعة القانونية للمبادئ العامة للقانوف‬

‫اثر جدؿ فقهي كبَت حوؿ الطبيعة القانونية للمبادئ العامة للقانوف ف فهناؾ من حاوؿ اضفاء الوفة‬
‫القانونية على ىذه اؼببادئ دبناسبة تطبيقها من طرؼ القضاء الدوِف يف حل النزاعات‪،‬و ابلتاِف يكوف اغبكم‬
‫الفاصل يف ىذه النزاعات مؤسسا قانوان لوفتها القانونية ‪ ،‬أو يكوف اغبكم قد قرر قاعدة قانونية من خبلؿ‬
‫اعتماده على ىذه اؼببادئ ‪ ،‬و دبعٌت آخر فإنو يف ىذه اغبالة ال تكتسي ىذه اؼببادئ الطبيعة القانونية‪.‬‬
‫ذىبت اؼبدرسة اإلرادية إُف القوؿ إبمكانية تطبيق جهات القضاء الدوِف للمبادئ العامة للقانوف و أوقفت‬
‫تطبيق ذلك على شرط غياب نص قانوين حيكم موضوع النزاع ‪ ،‬و ىو األمر الذي يؤدي إُف توسيع اختواص‬
‫القضاء الدوِف‪،‬و عدـ حوره يف نووص القانوف أو القواعد القانونية للقانوف الدوِف العاـ و ابلتاِف ال ديكن تطبيق‬
‫اؼبادة ‪ 38‬إال على الدوؿ االعضاء يف ؿبكمة العدؿ الدولية ‪.1‬‬
‫ابلنسبة ألنوار اؼبدرسة اؼبوضوعية فَتوف إبمكانية احملكمة عند فولها يف النزاعات الدولية أف تلجأ لتطبيق‬
‫اؼببادئ العامة للقانوف ‪،‬و يكوف ذلك على أساس اقرار احملكمة أبوضاع دولية نتجت عن اؼبمارسة الدولية و سابقة‬
‫على انشاء احملكمة‪ ،‬و من امثلتها مبادئ حرية العمل بُت الدوؿ الناذبة عن قاعدة عرفية عامة‪.2‬‬
‫استنادا لنص اؼبادة ‪ 38‬من النظاـ األساسي حملكمة العدؿ الدولية فإف ىذه األخَتة عند جلوسها للفول‬
‫يف النزاعات الدولية اؼبعروضة عليها تلجأ إُف استعماؿ اؼببادئ القانونية العامة يف أتسيس حكمها و لكن بشرط‬
‫كما سبق عرضو يف حاؿ غياب نص قانوين ينظم اؼبسألة سواء كاف ىذا النص فبثل يف معاىدات أو القواعد‬
‫العرفية ‪ ،‬و ىو األمر الذي اعطى دورا متعاظما للمبادئ العامة للقانوف ‪.‬‬

‫الفصل الثاين ‪:‬‬


‫ادلصادر االحتياطية ك ادلصادر األخرل للقانوف الدكيل العاـ‬

‫نوت اؼبادة ‪ 38‬من النظاـ األساسي حملكمة العدؿ الدولية أف ىذه األخَتة و دبناسبة فولها يف‬
‫النزاعات اؼبعروضة عليها ديكن أف تلجأ إُف أحكاـ احملاكم و مذاىب كبار اؼبؤلفُت يف القانوف العاـ و يف ـبتلف‬
‫األمم ‪،‬و ذلك ابعتبارىا وسائل تساعد على ربديد القواعد القانونية ‪ ،‬و ذلك يف حالة عدـ توفر اؼبوادر الثبلث‬
‫األساسية الرظبية ‪.‬‬

‫‪ 1‬مفيد ؿبمود شهاب ‪ :‬اؼببادئ العامة للقانوف بوصفها مودرا القانوف الدوِف ‪ :‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 8‬‬
‫‪2‬مفيد ؿبمود شهاب ‪ :‬اؼبرجع نفسو ‪ ،‬ص ‪. 80‬‬
‫‪109‬‬
‫استنادا للتطورات اليت شهدىا النظاـ الدوِف و السيما فيما خيص تنامي دور اؼبوادر االحتياطية فإنو‬
‫أصبح من الضروري االعًتاؼ هبذه اؼبوادر على اختبلفها‪ ،‬ؼبا ؽبا من دور فعاؿ يف تنظيم العبلقات الدولية ىذه‬
‫اؼبوادر نوضحها فيما يلي ‪:‬‬
‫ادلبحث األكؿ ‪:‬‬
‫ادلصادر االحتياطية للقانوف الدكيل العاـ‬

‫اعتربت اؼبادة ‪ 38‬من النظاـ األساسي حملكمة العدؿ الدولية أحكاـ احملاكم و تعاليم الكتاب ذوا الكفاءة‬
‫العالية يف ـبتلف الدوؿ كمودريُت احتياطيُت لتحديد القانوف الدوِف العاـ ‪ ،‬و تضيف نفس اؼبادة فتعترب أف ىذا‬
‫النص ال حيوؿ دوف تستند احملكمة يف اصدار حكمها إُف مبادئ العدؿ و اإلنواؼ اذا وافق أطراؼ الدعوى‬
‫على ذلك ‪،‬و ابلتاِف فهذه اؼبادة تضمنت أيضا مودرا احتياطيا اثلثا يتمثل يف مبادئ العدؿ و األنواؼ فبا حيتم‬
‫علينا تبياف كل ما يتعلق هبذه اؼبوادر للقانوف الدوِف العاـ ‪.‬‬

‫ادلطلب األكؿ ‪:‬‬


‫أحكاـ احملاكم ك اجتهادىا‬

‫من اؼبستقر عليو قانوان و قضاء أف السوابق القضائية غَت ملزمة للجهة القضائية الفاصلة يف النزاع ‪ ،‬لكنو‬
‫من اؼبمكن الرجوع إليها من أجل االستدالؿ هبا على ما ىو قائم و مطبق من قواعد القانوف الدوِف ‪ ،‬و ابألخص‬
‫من أجل تفسَت ما ىو غامض من ىذه القواعد ‪،‬و ابلنتيجة فإنو ليس كل ما يودره القضاء الدوِف من أحكاـ‬
‫يعترب مودرا من موادر ىذا األخَت ‪ ،‬ذلك أف القضاء الدوِف ال ينش قواعد دولية جديدة بل دوره كما ىو على‬
‫اؼبستوى الوطٍت تطبيق القانوف من خبلؿ حكم ال يلزـ إال أطرافو ‪.1‬‬
‫جاء النص على ىذا اؼبودر ضمن أحكاـ اؼبادة ‪ -1/38‬د من النظاـ األساسي حملكمة العدؿ الدولية إذ‬
‫نوت على أف ‪ " :‬أحكاـ احملاكم ابعتبارىا من السوابق اليت ديكن أف تفيد يف إثبات وجود قاعدة قانونية معينة"‪.‬‬

‫‪ 1‬عبد العزيز دمحم سرحاف ‪ :‬دور ؿبكمة العدؿ الدولية يف تطوير القانوف الدوِف و تسوية اؼبنازعات الدولية ‪ :‬دار النهضة العربية ‪،‬‬
‫القاىرة ‪ ، 8986 ،‬ص ‪3‬‬
‫‪110‬‬
‫ادلطلب الثاين ‪:‬‬
‫الفقو الدكيل‬

‫إف االعتماد على أقواؿ فقهاء القانوف العاـ و الرجوع إُف مذاىبهم يف ربديد القواعد الدولية و شرحها‬
‫عمل مفيد و مثمر ‪ ،‬فمن عادة الفقهاء أف يدرسوا القوانُت ‪ ،‬و يفسروا ما غمض منها ‪ ،‬و يشرحوا نووصها و‬
‫يشَتوا إُف تطورىا التارخيي و يذكروا االجتهادات و التطبيقات اليت تتعلق هبا ‪.1‬‬
‫ألف كاف الفقو الدوِف مودرا احتياطيا للقانوف الدوِف العاـ ‪ ،‬فإف ذلك ال يعٍت عدـ الرجوع إليو‬
‫لبلستعانة بو ‪ ،‬و التعرؼ على قواعد القانوف الدوِف و فهمها و اعطاء التفسَت اغبقيقي ؽبا ‪ ،‬و ابلتاِف فأمهية ىذا‬
‫اؼبودر تكمن يف شرح قواعد القانوف الدوِف العاـ مع ترؾ احملكمة حرة يف الرجوع إليو من عدمو ‪.‬‬
‫و خبلصة القوؿ أف اآلراء الفقهية ال تؤدي إُف خلق قواعد قانونية لكنها ابؼبقابل تلعب دورا ابرزا يف‬
‫الكشف عنها ‪ ،‬مع الًتكيز يف ىذا اجملاؿ على تلك اآلراء الفقهية اليت تودر يف اطار مراكز القانوف الدوِف ‪ ،‬ىذه‬
‫اآلراء تبتعد عن الذاتية و اؼبيوؿ الوطنية للدوؿ اليت يتبعوهنا و تتوف ابؼبوضوعية يف ظل ىذه اؼبراكز ‪.‬‬
‫ادلطلب الثالث ‪ :‬مبادئ العدؿ ك اإلنصاؼ‬
‫نوت على ىذا اؼبودر اؼبادة ‪ 2/38‬من النظاـ األساسي حملكمة العدؿ الدولية أين نوت‬
‫على‪...":‬للمحكمة من سلطة الفول يف القضية وفقا ؼببادئ العدؿ و األنواؼ مىت وافق أطراؼ الدعوى على‬
‫ذلك"‪.‬‬
‫من خبلؿ ربليل الفقرة أعبله يتضح دبا ال يدع للشك أنو جيوز للمحكمة اثناء فولها يف النزاعات الدولية‬
‫اؼبعروضة أمامها اللجوء ؼببادئ العدؿ اإلنواؼ يف أتسيس حكمها على شرط قبوؿ أطراؼ النزاع بذلك ‪.2‬‬
‫ابإلطبلع على التعامل الدوِف ديكن أف نستخلص أف تعبَت " اإلنواؼ و العدالة " يهدؼ إما إُف‬
‫اإلجازة للقاضي الفاصل يف النزاع ابستعماؿ قانوف قائم و مثاؽبا ربديد مقدار تعويض إلصبلح ضرر ما ‪،‬و إما إُف‬
‫منحو صبلحية استبعاد قانوف قائم إذا ما كاف ىذا القانوف يتعارض مع اإلنواؼ ‪،‬و إما إُف ااتحة الفرصة الزباذ‬
‫القرار على أساس اعتبارات زبضع للمبلئمة و التوافق ‪.3‬‬

‫‪.1‬دمحم اجملدوب ‪ :‬القانوف الدوِف العاـ ‪ :‬الطبعة السادسة ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 870‬‬
‫‪2‬دمحم السعيد الدقاؽ – موطفى سبلمة حسُت ‪:‬سلطاف ارادة الدولة يف ابراـ اؼبعاىدات بُت األطراؼ و التقييد‪:‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‬
‫ص ‪. 386-388‬‬
‫حسٍت جابر ‪ :‬القانوف الدوِف العاـ ‪ ،‬الطبعة األوُف ‪ ،‬دار النهضة العربية ‪ ،‬القاىرة ‪ ، 8973 ،‬ص ‪. 33‬‬
‫‪3‬دمحم اجملدوب ‪ :‬القانوف الدوِف العاـ – اؼبدخل و اؼبوادر ‪ :‬مرجع سابق ص ‪. 873‬‬
‫‪111‬‬
‫ادلبحث الثاين ‪:‬‬
‫ادلصادر األخرل للقانوف الدكيل العاـ‬

‫أدى تطور قواعد القانوف الدوِف العاـ وجوب األخذ بعُت االعتبار دبوادر أخرى َف تتضمنها اؼبادة ‪38‬‬
‫من النظاـ األساسي حملكمة العدؿ الدولية ‪.‬ذلك أف اؼبادة السالفة الذكر ىي نفسها اؼبادة ‪ 38‬من النظاـ‬
‫األساسي حملكمة العدؿ الدولية الذي مت اعتماده سنة ‪ 1920‬و سنبُت ىذه اؼبوادر فيما يلي ‪:‬‬

‫ادلطلب األكؿ ‪:‬‬


‫قرارات ادلنظمات الدكلية‬

‫تتمتع اؼبنظمات الدولية ابلشخوية القانونية الدولية‪ ، 1‬و تبعا لذلك فإف إحدى الوسائل اليت تعرب هبا عن‬
‫إرادهتا الذاتية تتمثل يف القرارات اليت تودرىا ‪ ،‬و الغاية من ىذا التورؼ ترتيب آاثر قانونية معينة ‪ ،‬سواءا كاف‬
‫ذلك بويغة اإللزاـ‪،‬أو يف شكل استشارة متبعتا يف ذلك اإلجراءات اؼبكرسة يف الوك الدوِف اؼبنشأ للمنظمة‬
‫الدولية ‪.2‬‬
‫لقد كانت اإلشكالية اؼبتعلقة ابلقيمة القانونية لقرارات اؼبنظمات الدولية ؿبل نقاش واسع بُت فقهاء‬
‫القانوف الدوِف ‪ ،‬و نتج عن ىذا اعبدؿ الفقهي ظهور اذباىُت متناقضُت ‪ ،‬أوؽبما اعترب أف ىذه القرارات ال تعد‬
‫مودرا مستقبل و متميزا لقواعد القانوف الدوِف حبد ذاهتا ‪،‬بينما يرى االذباه الثاين عكس ذلك ابعتبار ىذه‬
‫القرارات مودرا مستقبل و متميزا لقواعد القانوف الدوِف ‪.‬‬
‫تتوجب اإلشارة إُف أف إغفاؿ النص ضمن اؼبادة ‪ 38‬من النظاـ األساسي حملكمة العدؿ الدولية على‬
‫قرارات اؼبنظمات الدولية ال يفسر ابستبعاد ىذه األخَتة كمودر من موادر القانوف الدوِف ‪ ،‬و السبب يف ىذا‬
‫اإلغفاؿ مرده الظروؼ الزمانية اليت اعتمد فيها النظاـ األساسي حملكمة العدؿ الدولية الذي يعود لسنة ‪.1920‬‬

‫‪1‬عمر سعد هللا ‪ :‬دراسات يف القانوف الدوِف اؼبعاصر ‪ :‬اؼبرجع السابق ‪ ،‬ص ‪ 83‬و ما بعدىا ‪.‬‬
‫‪ 2‬دمحم سامي عبد اغبميد ‪ :‬القيمة القانونية لقرارات اؼبنظمات الدولية كمودر لقواعد القانوف الدوِف العاـ ‪:‬اجمللة اؼبورية للقأنوف‬
‫الدوِف ‪ ،‬اجمللد ‪ ، 86‬القاىرة ‪ ،‬مور ‪ ، 8986 ،‬ص ‪. 888‬‬
‫راجع أيضا ‪:‬‬
‫صبلح الدين عامر ‪ :‬مقدمة لدراسة القانوف الدوِف العاـ ‪ :‬مرجع سابق‬
‫‪112‬‬
‫الفرع األكؿ ‪:‬‬
‫القيمة القانونية لقرارات ادلنظمات الدكلية‬

‫تعددت اؼبعايَت اؼبعتمدة يف تونيف القرارات اليت تودرىا اؼبنظمات الدولية و ابلنتيجة ربديد القيمة‬
‫القانونية ؽبا ‪ ،1‬فقد صنفت استنادا لدورىا الوظيفي و أيضا بناءا على مدى اتساع أو ضيق اؼبخاطبُت هبا ‪.‬‬
‫إف أىم معيار لتونيف القرارات الوادرة عن اؼبنظمات الدولية ذلك الذي يعتمد معيار مدى سبتع القرار‬
‫الوادر عن اؼبنظمة الدولية ابلقوة اؼبلزمة ‪ ،‬و استنادا ؽبذا اؼبعيار ديكن تونيف قرارات اؼبنظمات الدولية إُف ‪:‬‬
‫الفرع الثاين ‪:‬‬
‫تصنيف قرارات ادلنظمات الدكلية‬

‫نظرا ألىية قرارات اؼبنظمات الدولية يف التاسيس لقواعد قانونية دولية جديدة ‪ ،‬و اثر ذلك على قواعد‬
‫القانوف الدوِف عامة فإنو تبعا لذلك يتوجب علينا ابراز تونيف ىذه القرارات ‪.‬‬
‫‪ -‬الصنف األكؿ ‪ :‬و يتضمن القرارات ذات اآلاثر اؼبلزمة و اليت تكوف ملزمة يف صبيع عناصرىا اؼبكونة‬
‫ؽبا ‪ ،‬أو تكوف ملزمة فقط من حيث الغاية اليت هتدؼ إليها ‪ ،‬بغض النظر عن الوسيلة اؼبستعملة يف‬
‫ربقيق ىذه الغاية ‪.‬‬
‫‪ -‬الصنف الثاين ك يسمى أيضا ابلتوصيات ‪:‬و يتضمن ىذا التونيف القرارات غَت اؼبلزمة من حيث‬
‫آاثرىا و يقود هبا تلك القرارات اليت ليست ؽبا القدرة الذاتية أي دبفردىا إنشاء حق أو التزاـ لواٌف‬
‫اؼبخاطب هبا على عاتقو و ظبتها األساسية تكمن يف افتقادىا للقوة اؼبلزمة لآلاثر القانونية الناذبة‬
‫عنها‪.‬‬
‫ادلطلب الثاين ‪:‬‬
‫التصرفات الدكلية الصادرة ابإلرادة ادلنفردة‬

‫تلعب اإلرادة اؼبنفردة للدوؿ و اؼبنظمات الدولية دورا ابرزا يف اجياد و إنشاء قواعد القانوف الدوِف العاـ و‬
‫ذلك عن طريق ما يسمى ابلتورفات الدولية الوادرة ابإلرادة اؼبنفردة ‪،‬و اليت تتجسد يف صور ـبتلفة ‪ ،‬و ىو األمر‬
‫الذي يستوجب توضيح ىذا اؼبودر من أجل إزالة لكل لبس بشأنو ‪.‬‬
‫الفرع األكؿ‪:‬‬

‫‪ 1‬دمحم سعيد الدقاؽ ‪ :‬النظرية العامة لقرارات اؼبنظمات الدولية و دورىا يف ارساء قواعد القانوف الدوِف ‪ :‬منشأة اؼبعارؼ ‪،‬‬
‫االسكندرية ‪ ،‬مور ‪ ، 8976 ،‬ص ‪. 836‬‬
‫‪113‬‬
‫ماىية التصرفات الدكلية الصادرة عن اإلرادة ادلنفردة‬

‫يطلق ىذا اؼبوطلح يف ؾباؿ العبلقات الدولية على كل تعبَت صرحيا أو ضمنيا عن االرادة اؼبنفردة لشخص‬
‫واحد ؿبدد من أشخاص اجملتمع الدوِف بغاية ترتيب آاثر قانونية معينة ‪ ،‬سواء أكاف ىذا التعبَت أو التوريح شفاىة‬
‫أو كتابة ‪. 1‬‬
‫أما ابلنسبة للقيمة القانونية للتورفات الدولية الوادرة ابإلرادة اؼبنفردة فقد اثر بشأهنا جدؿ فقهي خلص‬
‫إُف اعتماد ثبلث اذباىات و ىي ‪:‬‬
‫أكال‪ -‬اإلجتاه القائل بقدرة التصرؼ ابإلرادة ادلنفردة على انشاء التزاـ جتاه مصدره فحسب‬
‫يتزعم ىذا االذباه األستاذ ‪ Guggenheim‬و حبسب أنواره فإف االعًتاؼ للتورؼ الوادر ابإلرادة‬
‫اؼبنفردة ابلقدرة على انشاء االلتزامات يف مواجهة مودره ال غَته من أشخاص القانوف الدوِف ‪ ،‬و يقوروف ىذه‬
‫القدرة يف خلق االلتزاـ يف نوعيُت فقط من أنواع التورفات الوادرة ابإلرادة اؼبنفردة دوف غَتمها ‪ ،‬ومها الوعد و‬
‫االعًتاؼ ‪.2‬‬
‫أنتقد ىذا االذباه لكونو متأثرا بفلسفة القانوف اػباص الداخلي و الذي مؤداه عدـ امكانية الفرد بتورفو‬
‫ربميل الغَت التزامات نتيجة ىذا التورؼ ‪.‬‬
‫اثنيا‪ -‬االجتاه القائل إبمكانية التصرؼ الصادر ابإلرادة ادلنفردة إنشاء التزاـ اجتاه مصدره كاجتاه غريه‬
‫‪.‬‬
‫يتزعم ىذا االذباه " شارؿ روسو "و "بوؿ ريتور "و حبسبهم فإف التورفات الوادرة ابإلرادة اؼبنفردة للدوؿ‬
‫ديكن أف تعد مودرا لبللتزامات الدولية ذباه مودرىا و أيضا يف اذباه الغَت يف جزء منها ‪ ،‬و تربيرىم يف ذلك أنو‬
‫توجد تورفات مودرىا اإلرادة اؼبنفردة ترتب آاثر قانونية متنوعة على الرغم من افتقادىا نفس اؼبودر مع مراعاة‬
‫اختبلؼ الوصف القانوين اؼبطابق لكل منها ‪.‬‬
‫ىذا االذباه أقرب إُف وقتنا اؼبعاصر و ما نعيشو من واقع ‪ ،‬حبيث ذبعل الشخص القانوين الدوِف العاـ‬
‫يلتزـ إبرادتو اؼبنفرة مىت رأى ما يدعوه لذلك مع مراعاة أحكاـ القانوف الدوِف يف ذلك ‪.‬‬

‫‪ 1‬صباؿ عبد الناصر مانع ‪ :‬القانوف الدوِف العاـ – اؼبدخل و اؼبوادر ‪ :‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 876‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Fideler(W) : Unilateral acts in international law : in Bernhardt “R”dirpubl; Encyclopedia of public international‬‬
‫‪law ,North –holland, 1984 ,pp 517-522 .‬‬

‫‪114‬‬
‫اثلثا ‪ :‬االجتاه ادلنكر لقدرة التصرؼ الصادر ابإلرادة ادلنفردة على إنشاء االلتزاـ‬
‫حبسب أنوار ىذا االذباه فإف التورفات الوادرة ابإلرادة اؼبنفردة ال ترتب نتائج و آاثر قانونية معينة إال‬
‫إذا واكبتها ظروؼ خاصة زبرجها للعلن يف صورة معينة ‪،‬و ذبعل منها اإلرادة الرئيسية اليت تتدخل إلحداث األثر‬
‫القانوين ‪.‬‬
‫أنتقد ىذا االذباه ‪ ،‬بسبب أف ىذا الرأي قد غفل عن حقيقة وجود فوارؽ جوىرية بُت التورفات القانونية‬
‫االتفاقية اليت تتطلب وجود و تقابل ارادتُت حىت ينتج التورؼ أثره ‪ ،‬و بُت التورؼ الوادر ابإلرادة اؼبنفردة ‪ ،‬و‬
‫الذي ديكن أف يرتب حقوؽ و التزامات معينة دوف تدخل إرادة دولة أخرى ‪.1‬‬

‫الفرع الثاين ‪:‬‬


‫أنواع التصرفات الدكلية الصادرة ابإلرادة ادلنفردة‬

‫َف يتضمن النظاـ األساسي حملكمة العدؿ الدولية يف مادتو ‪ 38‬النص على التورفات الدولية الوادرة‬
‫ابإلرادة اؼبنفردة كمودر من موادر القانوف الدوِف ‪ ،‬لكن ذلك ال دينع احملكمة حبكم تطور قواعد القانوف الدوِف‬
‫و اجملتمع الدوِف عامة ‪ ،‬ال دينعها من أف تعتمد عليها يف اصدار حكمها دبناسبة الفول يف النزاعات الدولية اليت‬
‫تطرح أمامها ‪ ،‬و ابلتاِف يتوجب علينا توضيح كل ما يتعلق هبذه التورفات ‪.‬‬
‫أكال‪ :‬اإلخطار‬
‫يقود بو كل تورؼ قانوين يقوـ بو شخص دوِف إبرادتو اؼبنفردة إبحاطة شخص دوِف آخر يعلمو فيها‬
‫بواقعة معينة ‪ ،‬و غايتو يف ذلك ربقيق آاثر قانونية معينة ‪ ،‬سواء كانت الواقعة مادية كاالستيبلء على اإلقليم مثبل‬
‫أو واقعة قانونية كعقد اتفاؽ دوِف و سواء كاف ىذا الوضع مشروعا أو ال ‪.‬‬
‫اإلخطار كقاعدة عامة أمر جوازي ‪ ،‬لكن ديكن أف يكوف إلزاميا يف اغباالت اليت يوجب القياـ بو نص‬
‫اتفاقي صريح طبقا لنص اؼبادة ‪ 2‬من اتفاقية الىاي لسنة ‪ 1907‬اؼبتعلق بوجوب إخطار الدولة احملايدة بقياـ‬
‫حالة اغبرب ‪.‬‬
‫تًتتب آاثر قانونية على اإلخطار منها ثبوت علم اؼبوجو لو اإلخطار ابلواقعة اعبديدة مضموف ىذا األخَت‬
‫كما يرتب أثر آخر و ىو اعتباره اعًتاؼ ضمٍت ابلوضع اعبديد مضموف اإلخطار من قبل اؼبوجو لو االخطار إذا َف‬
‫يعرب عن اعًتاضو عن ذلك إبرادتو اػباصة ‪.‬‬

‫‪1‬صباؿ عبد الناصر مانع ‪ :‬القانوف الدوِف العاـ – اؼبدخل و اؼبوادر ‪ :‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 876‬‬
‫‪115‬‬
‫اثنيا‪ :‬اإلحتجاج‬
‫مفاده ذلك التورؼ الذي تتجو دبوجبو إرادة الشخص الدوِف اؼبنفردة إُف عدـ ارتضائو أو اعًتافو‬
‫دبشروعية وضع دوِف معُت سواءا كاف ىذا الوضع واقعة مادية أو قانونية ‪ ،‬و يتوجب أيضا يف ىذا االحتجاج أف‬
‫يودر من اعبهاز اؼبختص ابلتعبَت عن إرادة الشخص احملتج اؼبعموؿ بو يف العبلقات الدولية‬
‫تتحدد آاثر االحتجاج القانونية يف حفاظ الشخص احملتج من أشخاص القانوف الدوِف على حقوقو يف‬
‫مواجهة احملتج ضده ‪،‬و أتسيسا لطلب التعويض عن كافة األضرار الحقا على الوضع مضموف االحتجاج ‪،‬ديكن‬
‫ؽبذا األخَت أف يودر يف صور ـبتلفة كما ديكن أف يكوف شفواي أو كتابيا ‪.‬‬

‫‪116‬‬
‫اخلامتة ‪:‬‬
‫يعد موضوع القانوف الدوِف العاـ من اؼبواضيع اؼبهمة و احملورية يف وقتنا اؼبعاصر السيما مع تطور اجملتمع‬
‫الدوِف و تكريس تعدد اؼبنظمات الدولية ‪ ،‬و ألف أصبحت قواعد القانوف الدوِف يف وقتنا اغباِف ال تثَت جدال حوؿ‬
‫صفتها اؼبلزمة كما كانت سابقا ‪ ،‬إال أنو الزاؿ ىذا اؼبوضوع يربز للنقاش من حُت آلخر ‪.‬‬
‫الثابت أف قواعد القانوف الدوِف ىي تلك القواعد اليت ربكم العبلقات بُت أشخاص القانوف الدوِف فيما‬
‫بينها و السيما يف حالة النزاع حوؿ مسألة معينة ‪ ،‬كما أف ىذه القواعد أصبحت ال تثَت جدال فيما خيص إنفاذىا‬
‫على اؼبستوى الوطٍت ماعدا يف بعض االستثناءات ‪.‬‬
‫القانوف الدوِف و كغَته من القوانُت البد أف يستمد قواعده من موادر معينة ديكن حورىا يف ‪ 03‬منها‬
‫و ىي اؼبوادر الرظبية فبثلة يف اؼبعاىدات و العرؼ الدوِف و اؼببادئ القانونية العامة و ىي اليت نوت عليها اؼبادة‬
‫‪ 38‬من النظامى األساسي حملكمة العدؿ الدولية ‪ ،‬و اؼبوادر االحتياطية و اؼبتمثلة يف أحكاـ القضاء و الفقو‬
‫الدوِف و مبادئ العدؿ و األنواؼ ‪،‬و أخَتا اؼبودر الثالث و اؼبتمثل يف اؼبوادر األخرى للقانوف الدوِف و اؼبتمثلة‬
‫يف قرارات اؼبنظمات الدولية و التورفات الدولية الوادرة ابإلرادة اؼبنفردة ‪.‬‬
‫إف اؽبدؼ من تعدد موادر القانوف الدوِف خروجا عن تلك اؼبعددة يف النظاـ األساسي حملكمة العدؿ‬
‫الدولية يرجع إُف حرص اجملتمع الدوِف على إعطاء ؾباؿ واسع لنفسو من خبلؿ ىيئاتو اؼبختلفة و منظماتو ‪،‬من‬
‫أجل حل النزاعات الدولية بطرؽ سلمية و قانونية ‪،‬مع وضع بعض الضوابط لذلك ‪،‬و بذلك يكوف اجملتمع الدوِف‬
‫قد حرص على ربقيق أكرب اصباع دوِف خبووص أسس و موادر القانوف الدوِف اؼبنظمة للعبلقات الدولية‪.‬‬

‫قائمة ادلراجع‬
‫‪117‬‬
‫أكال‪ /‬ابللغة العربية‬
‫‪ -7‬الواثئق‬
‫‪ .8‬معاىدة واستفاليا‬
‫‪ .2‬ميثاؽ األمم اؼبتحدة‬
‫‪ .3‬واثئق األمم اؼبتحدة‬
‫‪ .6‬النظاـ األساسي حملكمة العدؿ الدوؿ‬
‫‪ .5‬النظاـ االساسي حملكمة روما‬
‫‪ -2‬الكتب‬
‫‪ .8‬إبراىيم أضبد شليب ‪:‬مبادئ القانوف الدوِف العاـ ‪ :‬الدار اعبامعية‪ ،‬بَتوت ‪ ،‬لبناف ‪. 8986‬‬
‫‪ .8‬إبراىيم العناين ‪ :‬القانوف الدوِف العاـ ‪ :‬دار الفكر العريب ‪ ،‬القاىرة ‪ ،‬مور ‪. 8990/8986،‬‬
‫‪ .3‬إبراىيم بن داود ‪ :‬اؼبعاىدات الدولية يف القانوف الدوِف ‪-:‬دراسة تطبيقية ‪ :‬دار الكتاب اغبديث ‪ ،‬اعبزائر ‪،‬‬
‫‪. 8080‬‬
‫‪ .6‬إبراىيم بن داود ‪ :‬الوجيز يف قانوف العبلقات الدولية ‪ :‬دار الكتاب اغبديث ‪ ،‬اعبزائر ‪. 8009 ،‬‬
‫‪ .5‬إبراىيم شحاتة ‪ :‬مشروع القانوف الدوِف بشأف قانوف اؼبعاىدات ‪ ،‬اللجنة اؼبورية للقانوف الدوِف ‪ ،‬اعبمعية‬
‫اؼبورية للقانوف الدوِف ‪ :‬اجمللد ‪، 83‬القاىرة ‪ ،‬مور ‪.‬‬
‫‪ .6‬ابراىيم دمحم الدغمة ‪ :‬القانوف الدوِف اعبديد للبحار ‪ :‬اؼبؤسبر الثالث و اتفاقية األمم اؼبتحدة لقانوف البحار ‪ ،‬دار‬
‫النهضة العربية ‪ ،‬القاىرة ‪ ،‬مور ‪8983 ،‬‬
‫‪ .7‬إبراىيم دمحم العناين ‪ :‬القانوف الدوِف العاـ ‪ :‬دار الفكر العريب ‪ ،‬القاىرة ‪ ،‬مور ‪. 8990‬‬
‫‪ .8‬اضبد ابو الوفا ‪ :‬اغبماية القانونية غبقوؽ اإلنساف ‪ :‬دار النهضة العربية ‪ ،‬القاىرة مور‪.8999 ،‬‬
‫‪ .9‬أضبد أبو الوفاء ‪ :‬الوسيط يف القانوف الدوِف العاـ ‪ ،‬دار النهضة العربية ‪ ،‬القاىرة مور ‪. 8995 ،‬‬
‫‪ .80‬أضبد أبو الوفاء ‪:‬القانوف الدوِف و العبلقات الدولية ‪ :‬دار النهضة العربية القاىرة ‪ ،‬مور ‪. 8006‬‬
‫‪ .88‬أضبد اسكندري –ان صر دمحم بوغزالة ‪ :‬ؿباضرات يف القانوف الدوِف العاـ ‪:‬الطبعة األوُف ‪ ،‬دار الفجر للنشر‬
‫و التوزيع ‪ ،‬القاىرة ‪ ،‬مور ‪.8988 ،‬‬
‫‪ .88‬اضبد الرشيدي ‪ :‬بعض االذباىات اغبديثة يف دراسة القانوف الدوِف العاـ ‪ :‬اجمللة اؼبورية للقانوف الدوِف ‪،‬‬
‫اعبمعية اؼبورية للقانوف الدوِف ‪ ،‬القاىرة ‪ ،‬اجمللد ‪.8999، 55‬‬
‫‪ .83‬أضبد بلقاسم ‪ :‬القانوف الدوِف العاـ – اؼبفهوـ و اؼبوادر الطبعة الرابعة ‪،‬دار ىومة ‪ ،‬اعبزائر ‪. 8088،‬‬
‫‪ .86‬برىاف أمر هللا ‪ :‬حق اللجوء السياسي ‪ :‬دراسة يف نظرية اؼبلجأ يف القانوف الدوِف ‪ ،‬دار النهضة العربية ‪،‬‬
‫القاىرة ‪. 8008 ،‬‬

‫‪118‬‬
‫‪ .85‬بيار ماري دوبوي ‪ :‬القانوف الدوِف العاـ ‪ :‬ترصبة دمحم عرب صاصيبل – سليم حداد ‪ ،‬اؼبؤسسة اعبامعية‬
‫للدراسات و النشر و التوزيع ‪ ،‬بَتوت ‪ ،‬لبنأف ‪. 8008 ،‬‬
‫‪ .86‬جعفر عبد السبلـ ‪ :‬قواعد العبلقات الدولية يف القانوف الدوِف العاـ و يف الشريعة اإلسبلمية ‪ :‬الطبعة‬
‫األوُف ‪،‬مكتبة السبلـ العاؼبية ‪ ،‬القاىرة ‪ ،‬مور ‪8988،‬‬
‫‪ .87‬صبا ؿبي الدين ‪ :‬القانوف الدوِف العاـ – اؼبوادر القانونية ‪ :‬دار اعبامعة اعبديدة ‪ ،‬اإلسكندرية ‪8009 ،‬‬
‫‪.‬‬
‫‪ .88‬صباؿ عبد الناصر مانع ‪ :‬التنظيم الدوِف ‪ -‬النظرية العامة و اؼبنظمات العاؼبية و اإلقليمية اؼبتخووة ‪ :‬دار‬
‫العلوـ للنشر ‪ ،‬عنابة ‪ ،‬اعبزائر ‪. 8006 ،‬‬
‫‪ .89‬صباؿ ؿبي الدين ‪ :‬مبادئ القانوف الدوِف العاـ ‪ :‬روائع ؾبدالوي ‪ ،‬عماف األردف‬
‫‪ .80‬حاسم حسن صبعة ‪ :‬القانوف الدوِف االقتوادي اؼبعاصر ‪ :‬دار النهضة العربية ‪ ،‬القاىرة ‪ ،‬مور ‪8993 ،‬‬
‫‪.‬‬
‫‪ .88‬حسن اغبسن ‪ :‬التفاوض ‪ :‬التفاوض و العبلقات العامة ‪ :‬اؼبؤسسة اعبامعية للدراسات و النشر و التوزيع ‪،‬‬
‫بَتوت ‪ ،‬لبناف ‪. 8993 ،‬‬
‫‪ .88‬حسن صباريٍت ‪ :‬الوجيز يف مبادئ القانوف الدوِف العاـ ‪ :‬الطبعة األوُف دار الثقافة للنشر و التوزيع ‪،‬‬
‫عماف األردف ‪8007‬‬
‫‪ .83‬حسٍت جابر ‪ :‬القانوف الدوِف العاـ ‪ ،‬الطبعة األوُف ‪ ،‬دار النهضة العربية ‪ ،‬القاىرة ‪. 8973 ،‬‬
‫‪ .86‬خليل حسُت ‪ :‬اؼبفاوضات العربية – اإلسرائيلية – وقائع وواثئق ‪ :‬دار بياف للنشر و التوزيع ‪ ،‬بَتوت ‪،‬‬
‫‪. 8993‬‬
‫‪ .85‬اػبَت قشي ‪ :‬أحباث يف القضاء الدوِف ‪ :‬الطبعة ‪ ، 8‬دار النهضة العربية ‪ ،‬القاىرة ‪. 8997 ،‬‬
‫‪ .86‬رضا مهيسي ‪ :‬سلطة اؼبنظمة الدولية يف ابراـ اؼبعاىدات الدولية ‪ :‬الطبعة األوُف ‪ ،‬دار اغبامد للنشر و‬
‫التوزيع ‪ ،‬عماف ‪ ،‬األردف ‪. 8083 ، ،‬‬
‫‪ .87‬رينيو جاف ديبوي ‪ :‬القانوف الدوِف ‪ :‬ترصبة الدكتور ظبوحي فوؽ العادة ‪ ،‬الطبعة ‪ ، 3‬منشورات عويدات‬
‫بَتوت ‪ ،‬ابريس ‪. 8983 ،‬‬
‫‪ .88‬سامي عبد اغبميد – موطفى سبلمة حسُت ‪ :‬القانوف الدوِف االعم ‪ :‬اصوؿ القانوف الدوِف اعاـ ‪ :‬اعبزء‬
‫األوؿ ‪ ،‬دار اؼبطبوعات اعبامعية ‪ ،‬االسكندرية ‪. 8996 ،‬‬
‫‪ .89‬سهيل حسن الفتبلوي ‪ :‬التنظيم الدوِف ‪ :‬الطبعة األوُف ‪ ،‬دار الثقافة للنشر و التوزيع ‪ ،‬عماف ‪ ،‬األردف ‪،‬‬
‫‪8007‬‬
‫‪ .30‬سهيل حسن الفتبلوي ‪ :‬اؼبوجز يف القانوف الدوِف اؼبعاصر ‪:‬الطبعة األوُف ‪ ،‬دار الثقافة ‪ ،‬للنشر و التوزيع ‪،‬‬
‫عماف ‪ ،‬األردف ‪. 8009 ،‬‬

‫‪119‬‬
‫‪ .38‬السيد السعيد الربعي ‪ :‬ضباية حقوؽ اإلنساف يف ظل التحكيم االقليمي ‪ :‬دار النهضة العربية ‪ ،‬القاىرة ‪،‬‬
‫مور ‪. 8985 ،‬‬
‫‪ .38‬صباح لطيف الكربوِف ‪ :‬اؼبعاىدات الدولية – إلزامية تنفيذىا يف الفقو اإلسبلمي و القانوف الدوِف ‪ :‬الطبعة‬
‫األوُف ‪ ،‬دار دجلة ‪ ،‬عماف ‪ ،‬األردف ‪ ، 8088 ،‬ص ص ‪. 98-78‬‬
‫‪ .33‬صبلح الدين أضبد ضبدي ‪ :‬دراسات يف القانوف الدوِف العاـ ‪ :‬دار اؽبدى للطباعة و النشر و التوزيع ‪،‬‬
‫‪ ، 8008‬ص ‪. 66‬‬
‫‪ .36‬صبلح الدين اضبد ضبدي ‪ :‬ؿباضرات يف القانوف الدوِف العاـ ‪ :‬ديوأف اؼبطبوعات اعبامعية ‪ ،‬اعبزائر ‪،‬‬
‫‪ ، 8983‬ص ‪. 66‬‬
‫‪ .35‬صبلح الدين عامر ‪ :‬مقدمة لدراسات القانوف الدوِف العاـ ‪ :‬دار النهضة العربية ‪ ،‬القاىرة ‪ ،‬مور ‪.‬‬
‫‪ .36‬صبلح الدين عامر‪ :‬القانوف الدوِف اعبديد للبحار ‪ :‬دراسة ألىم أحكاـ اتفاقية األمم اؼبتحدة لقانوف‬
‫البحار لعاـ ‪ ، 8988‬دار النهضة العربية ‪ ،‬القاىرة ‪ ،‬مور ‪. 8983 ،‬‬
‫‪ .37‬عادؿ أضبد الطائي ‪ :‬القانوف الدوِف العاـ ‪ :‬الطبعة األوُف ‪ ،‬دار الثقافة للنشر و التوزيع ‪ ،‬عماف ‪ ،‬األردف ‪،‬‬
‫‪. 8009‬‬
‫‪ .38‬عبد العزيز دمحم سرحاف ‪ :‬القانوف الدوِف العاـ ‪ :‬دار النهضة العربية ‪ ،‬القاىرة ‪ ،‬مور ‪. 8998 ،‬‬
‫‪ .39‬عبد العزيز دمحم سرحاف ‪ :‬دور ؿبكمة العدؿ الدولية يف تطوير القانوف الدوِف و تسوية اؼبنازعات الدولية ‪:‬‬
‫دار النهضة العربية ‪ ،‬القاىرة ‪. 8986 ،‬‬
‫‪ .60‬عبد الغٍت ؿبمود ‪ :‬التحفظ على اؼبعاىدات الدولية ‪ ( :‬دف ) القاىرة ‪ ،‬مور ‪. 8986 ،‬‬
‫‪ .68‬عبد الغٍت ؿبمود ‪ :‬القانوف الدوِف العاـ ‪ :‬الطبعة األوُف ‪ ،‬دار النهضة العربية ‪ ،‬القاىرة ‪ ،‬مور ‪. 8996 ،‬‬
‫‪ .68‬عبد الغٍت ؿبمود ‪ :‬دروس يف اؼبنظمات الدولية ‪ :‬دار النهضة ‪ ،‬القاىرة ‪ ،‬مور ‪. 8993 ،‬‬
‫‪ .63‬عبد الكرًن عوض خليفة ‪ :‬القانوف الدوِف االقتوادي ‪ :‬دار اعبامعة اعبديدة ‪ ،‬اإلسكندرية ‪ ،‬مور ‪،‬‬
‫‪. 8088‬‬
‫‪ .66‬عبد الكرًن بوزيد اؼبسماري ‪ :‬دور القضاء الوطٍت يف تطبيق و تفسَت اؼبعاىدات الدولية ‪ :‬دار الفكر‬
‫اعبامعي ‪ ،‬اإلسكندرية ‪. 8009 ،‬‬
‫‪ .65‬عبد الكرًن علواف ‪:‬الوسيط يف القانوف الدوِف العاـ ‪-‬الكتاب األوؿ – اؼببادئ العامة ‪ :‬الطبعة األوُف ‪،‬‬
‫مكتبة دار الثقافة للنشر و التوزيع ‪ ،‬عماف ‪ ،‬االردف ‪. 8997 ،‬‬
‫‪ .66‬عبد هللا األشعل ‪ :‬النظاـ القانوين االتفاؽ الفلسطيٍت – اإلسرائيلي ‪ :‬كتاب األىراـ االقتوادي ‪ ،‬عدد ‪70‬‬
‫‪. 8993،‬‬
‫‪ .67‬عبد الواحد دمحم الفار ‪ :‬تطور فكرة اعبردية الدولية و العقاب عليها يف ظل القانوف الدوِف ‪ ،‬دار النهضة‬
‫العربية ‪ ،‬القاىرة ‪ ،‬مور ‪.8009 ،‬‬

‫‪120‬‬
‫‪ .68‬عبد الواحد دمحم الفار ‪ :‬قواعد تفسَت اؼبعاىدات الدولية ‪ :‬دار النهضة العربية ‪ ،‬القاىرة ‪ ،‬مور ‪.8980 ،‬‬
‫‪ .69‬عبد الواحد دمحم الفار ‪:‬أحكاـ التعاوف الدوِف يف ؾباؿ التنمية االقتوادية ‪ :‬عاَف الكتب ‪ ،‬مور ‪8979 ،‬‬
‫‪.‬‬
‫‪ .50‬عزيز عارؼ القاضي ‪ :‬تفسَت قرارات اؼبنظمات الدولية ‪ :‬اؼبطبعة العاؼبية ‪ ،‬القاىرة ‪،‬مور ‪. 8988 ،‬‬
‫‪ .58‬عواـ رمضاف ‪ :‬التحفظ على اؼبعاىدات الدولية يف ضوء القانوف اتفاقييت فينا لقانوف اؼبعاىدات و أحكاـ‬
‫القضاء الدوِف ‪( ،‬د ف ) ‪ ،‬القاىرة ‪ ،‬مور ‪. 8998 ،‬‬
‫‪ .58‬علي إبراىيم ‪ :‬القانوف الدوِف العاـ ‪ :‬دار النهضة العربية ‪ ،‬القاىرة ‪ ،‬مور ‪.‬‬
‫‪ .53‬علي إبراىيم ‪ :‬النظاـ القانوين الدوِف و النظاـ القانوين الداخلي صراع أـ تكامل ‪ :‬دار النهضة العربية ‪،‬‬
‫مور ‪. 8995 ،‬‬
‫‪ .56‬علي ابراىيم ‪ :‬الوسيط يف اؼبعاىدات الدولية ‪ :‬الطبعة األوُف ‪ ،‬دار النهضة العربية القاىرة ‪ ،‬مور ‪.‬‬
‫‪ .55‬علي إبراىيم ‪ :‬الوسيط يف اؼبعاىدات الدولية ‪ :‬الطبعة األوُف ‪ ،‬دار النهضة العربية ‪ ،‬القاىرة ‪. 8995 ،‬‬
‫‪ .56‬علي زراقط ‪ :‬الوسيط يف القانوف الدوِف العاـ ‪ :‬الطبعة األوُف ‪ ،‬ؾبد اؼبؤسسة اعبامعية للدراسات و النشر و‬
‫التوزيع ‪ ،‬بَتوت ‪ ،‬لبناف ‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪ .57‬علي صادؽ أبو ىيف ‪ :‬القانوف الدوِف العاـ ‪ :‬منشاة اؼبعارؼ ‪ ،‬اإلسكندرية ‪ ،‬مور ‪8975 ،‬‬
‫‪ .58‬علي عبد القادر القهوجي ‪:‬اؼبعاىدات الدولية أماـ القاضي اعبنائي ‪ :‬الدار اعبامعية للطباعة و النشر ‪،‬‬
‫بَتوت ‪ ،‬لبناف‪.‬‬
‫‪ .59‬عمر سعد هللا ‪ :‬القانوف الدوِف اإلنساين – واثئق و آراء ‪ ،‬دار ؾببلوي للنشر و التوزيع ‪ ،‬األردف ‪،‬‬
‫‪. 8008‬‬
‫‪ .60‬عمر سعد هللا ‪ :‬تطور تدوين القانوف الدوِف اإلنساين ‪ ،‬دار الغرب اإلسبلمي ‪. 8997 ،‬‬
‫‪ .68‬عمر سعد هللا ‪ :‬مدخل للقانوف الدوِف غبقوؽ اإلنساف ‪ :‬الطبعة الثالثة ‪ ،‬ديواف اؼبطبوعات اعبامعية ‪،‬‬
‫اعبزائر ‪. 8003 ،‬‬
‫‪ .68‬عمر سعد هللا ‪ :‬معجم يف القانوف الدوِف اؼبعاصر ‪ :‬ديواف اؼبطبوعات اعبامعية ‪ ،‬اعبزائر ‪. 8005 ،‬‬
‫‪ .63‬عمر سعد هللا ‪:‬دراسات يف القانوف الدوِف اؼبعاصر ‪ :‬ديواف اؼبطبوعات اعبامعية ‪ ،‬اعبزائر ‪. 8996 ،‬‬
‫‪ .66‬غازي حسن صباريٍت‪:‬الوجيز يف مبادئ القانوف الدوِف العاـ ‪ :‬الطبعة األوُف ‪ ،‬دار الثقافة للنشر و التوزيع ‪،‬‬
‫عماف ‪ ،‬األردف ‪.‬‬
‫‪ .65‬فيول عبد الرضباف على طو ‪ :‬القانوف الدوِف و منازعات اغبدود ‪ :‬الطبعة الثانية ‪ ،‬دار األمُت للنشر و‬
‫التوزيع ‪. 8999 ،‬‬
‫‪ .66‬ؿبسن أضبد اػبضري ػ التفاوض ‪ :‬مكتبة األقبلو اؼبورية ‪ ،‬القاىرة ‪ ،‬مور ‪. 8988 ،‬‬

‫‪121‬‬
‫‪ .67‬دمحم اغباج ضبود ‪ :‬القانوف الدوِف للبحار ‪ :‬الطبعة األوُف ‪ ،‬دار الثقافة للنشر و التوزيع ‪ ،‬عماف ‪ ،‬األردف ‪،‬‬
‫‪.. 8008‬‬
‫‪ .68‬دمحم السعيد الدقاؽ ‪:‬سلطاف إرادة الدوؿ يف إبراـ اؼبعاىذات بُت االطبلؽ و التقييد ‪ :‬دار اؼبطبوعات‬
‫اعبامعية ‪ ،‬االسكندرية ‪. 8977 ،‬‬
‫‪ .69‬دمحم اجملدوب ‪ :‬القانوف الدوِف العاـ – اؼبدخل و اؼبوادر ‪ :‬مرجع سابق ص ‪. 873‬‬
‫‪1 .70‬دمحم اجملدوب ‪:‬القانوف الدوِف العاـ ‪:‬الطبعة ‪ ، 6‬منشورات اغبلب اغبقوقية ‪ ،‬بَتوت ‪ ،‬لبناف ‪8007 ،‬‬
‫‪ .78‬دمحم بوسلطاف ‪ :‬فعالية اؼبعاىدات الدولية ‪ :‬ديواف اؼبطبوعات اعبامعية ‪ ،‬اعبزائر ‪. 8995 ،‬‬
‫‪ .78‬دمحم بوسلطاف ‪ :‬مبادئ القانوف الدوِف العاـ ‪ :‬اعبزء األوؿ ‪ ،‬الطبعة الثالثة ‪ ،‬ديواف اؼبطبوعات اعبامعية ‪،‬‬
‫اعبزائر ‪.8007 ،‬‬
‫‪ .73‬دمحم سامي عبد اغبميد – موطفى سبلمة حسُت ‪ :‬القانوف الدوِف العاـ ‪:‬الدار اعبامعية ‪ ،‬بَتوت ‪ ،‬لبناف ‪،‬‬
‫‪. 8988‬‬
‫‪ .76‬دمحم سامي عبد اغبميد ‪ :‬أصوؿ القانوف الدوِف العاـ – القاعدة الدولية ‪ ، :‬اعبزء الثاين ‪ ،‬الطبعة السادسة ‪،‬‬
‫‪ ،‬الدار اعبامعية ‪ ، ،‬اإلسكندرية ‪.‬‬
‫‪ .75‬دمحم سامي عبد اغبميد ‪ :‬أصوؿ القانوف الدوِف العاـ ‪ :‬الطبعة الثالثة ‪ ،‬مكتبة مكاوي ‪ ،‬بَتوت ‪ ،‬لبناف ‪،‬‬
‫‪. 8976‬‬
‫‪ .76‬دمحم سعيد الدقاؽ ‪ :‬النظرية العامة لقرارات اؼبنظمات الدولية و دورىا يف ارساء قواعد القانوف الدوِف ‪:‬‬
‫منشأة اؼبعارؼ ‪ ،‬االسكندرية ‪ ،‬مور ‪.‬‬
‫‪ .77‬دمحم طلعت الغنيمي ‪ :‬قانوف السبلـ يف االسبلـ ‪ :‬منشأة اؼبعارؼ ‪ ،‬اإلسكندرية ‪ ،‬مور ‪. 8989 ،‬‬
‫‪ .78‬دمحم يوسف علواف ‪ :‬القانوف الدوِف العاـ – اؼبقدمة و اؼبوادر ‪:‬الطبعة الثالثة‬
‫‪ .79‬دمحم يوسف علواف ‪ :‬الوسيط يف القانوف الدوِف العاـ ‪-‬الكتاب األوؿ – اؼببادئ العامة ‪ :‬الطبعة األوُف ‪.‬دار‬
‫وائل للطباعة و النشر ‪ ،‬عماف األردف ‪8007،‬‬
‫‪ .80‬موطفى أضبد أبو اػبَت ‪ :‬اؼببادئ العامة يف القانوف الدوِف ‪ :‬الطبعة األوُف ‪ ،‬أيًتاؾ للنشر و التوزيع ‪،‬‬
‫القاىرة ‪ ،‬مور ‪. 8006 ،‬‬
‫‪ .88‬موطفى أضب د أبو اػبَت‪:‬اؼببادئ العامة يف القانوف الدوِف اؼبعاصر‪:‬الطبعة األوُف ‪ ،‬أيًتاؾ للنشر و التوزيع ‪،‬‬
‫القاىرة ‪ ،‬مور‪. 8006 ،‬‬
‫‪ .88‬مفيد ؿبمود شهاب ‪ :‬القانوف الدوِف العاـ ‪ ،‬الطبعة الثانية ‪ ،‬دار النهضة العربية ‪ ،‬القاىرة ‪ ،‬مور ‪8985 ،‬‬
‫‪.‬‬
‫‪ .83‬مفيد ؿبمود شهاب ‪ :‬اؼببادئ العامة للقانوف بوصفها مودرا القانوف الدوِف ‪ :‬دار النهضة العربية القاىرة ‪،‬‬
‫مور ‪. 8987،‬‬

‫‪122‬‬
‫‪ .86‬مفيد ؿبمود شهاب ‪ :‬اؼبنظمات الدولية ‪ :‬الطبعة اػبامسة ‪ ،‬دار النهضة العربية ‪ ،‬القاىرة ‪ ،‬مور ‪8985 ،‬‬
‫‪.‬‬
‫‪ .85‬منتور سعيد ضبودة ‪ :‬القانوف الدوِف اؼبعاصر ‪ :‬الطبعة األوُف ‪ ،‬دار أسامة للنشر و التوزيع ‪ ،‬عماف ‪ ،‬األردف‬
‫‪. 8009،‬‬
‫‪ .86‬النفايت زراص ‪ :‬اتفاقيات أوسلو و أحكاـ القانوف الدوِف ‪ :‬منشأة اؼبعارؼ ‪ ،‬االسكندرية ‪. 8008 ،‬‬
‫‪ .87‬نوري مرزة جعفر ‪ :‬اؼبنازعات اإلقليمية يف ضوء القانوف الدوِف اؼبعاصر ‪ :‬ديواف اؼبطبوعات اعبامعية ‪،‬‬
‫‪8998‬‬
‫‪ .88‬ىادؿ أضبد الطائي ‪ :‬القانوف الدوِف العاـ ‪ :‬الطبعة األوُف ‪ :‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 835‬‬
‫‪ .89‬وائل اضبد عبلـ ‪ :‬االتفاقيات الدولية غبقوؽ اإلنساف ‪ :‬دار النهضة العربية ‪ ،‬القاىرة ‪ ،‬مور ‪. 8999‬‬
‫‪ .90‬والء فايز اؽبندي ‪:‬االعبلـ و القانوف ا لدوِف ‪ :‬الطبعة األوُف ‪ ،‬دار أسامة للنشر و التوزيع ‪ ،‬عماف ‪ ،‬األردف ‪،‬‬
‫‪. 8088‬‬
‫‪ .98‬يوسف علواف ‪ :‬القانوف الدوِف العاـ – اؼبقدمة و اؼبوادر ‪:‬الطبعة الثالثة ‪ ،‬دار النشر ‪ ،‬عماف األردف ‪،‬‬
‫‪. 8007‬‬
‫‪ -3‬اجملالت‬
‫‪ .8‬جعفر عبد السبلـ ‪ :‬دور اؼبعاىدات الشارعة يف حكم العبلقات الدولية ‪ :‬اجمللة اؼبورية للقانوف الدوِف ‪،‬‬
‫اعبمعية اؼبورية للقانوف الدوِف ف اجمللد السابع و العشروف ‪ ، 8978 ،‬القاىرة ‪ ،‬مور ‪.‬‬
‫‪ .8‬جعفر عبد السبلـ ‪ :‬وظيفة عبنة القانوف الدوِف يف تقنيُت القواعد القانونية الدولية و تطويرىا ‪ :‬اجمللة اؼبورية‬
‫للقانوف الدوِف ‪ ،‬اجمللة اؼبورية للقانوف الدوِف ‪ ،‬اجمللد السابع و العشروف ‪ ،‬القاىرة ‪ ،‬مور ‪. 8978 ،‬‬
‫‪ .3‬صباؿ عبد الناصر مانع ‪ :‬حق العودة و حق تقرير اؼبوَت للشعب الفلسطيٍت يف ضوء مبادئ القانوف الدوِف‬
‫‪ :‬حبث مقدـ يف الندوة العاؼبية – كبو حل عادؿ ؼبشكلة البلجئُت الفلسطينيُت ‪ ،‬اؼبنعقد يومي ‪ 07-06‬سبتمرب‬
‫‪،8006‬اؼبنظمة من طرؼ ؾبموعة عائدوف 'سوراي و لبناف )ابلتعاوف مع جامعة دمشق ‪ ،‬سوراي ‪.‬‬
‫‪ .6‬حامد سلطاف ‪ :‬تفسَت اؼبعاىدات الدولية ‪ :‬اجمللة اؼبورية للقانوف الدوِف ‪ ،‬العدد ‪ ، 87‬القاىرة ‪ ،‬مور ‪،‬‬
‫‪. 8968‬‬
‫‪ .5‬سعيد دمحم أضبد اؼبهدي ‪ :‬القانوف الدوِف اإلسبلمي ‪ :‬ؾبلة العدالة ‪ ،‬ؾبلة قانونية صادرة عن وزارة العدؿ لدولة‬
‫اإلمارات العربية اؼبتحدة ‪ ،‬العدد ‪. 8976 ، 88‬‬
‫‪ .5‬عائشة راتب ‪ :‬على ىامش اإلتفاقية اػباصة بقانوف اؼبعاىدات ‪ ،‬اجمللة اؼبورية للقانوف الدوِف ‪ ،‬اعبمعية‬
‫اؼبورية للقانوف الدوِف ‪ ،‬اجمللد ‪، 85‬القاىرة ‪. 8969 ،‬‬
‫‪ .7‬عز الدين فودة ‪ :‬الدور التشريعي للمعاىدات يف القانوف الدوِف ‪ :‬اجمللة اؼبورية للقانوف الدوِف ‪ ،‬اعبمعية‬
‫اؼبورية للقانوف الدوِف ‪ ،‬اجمللد السابع و العشروف ‪ ، 8997 ،‬القاىرة ‪ ،‬مور ‪.‬‬

‫‪123‬‬
‫ اعبمعية اؼبورية‬- ‫ اجمللة اؼبورية للقانوف الدوِف‬: ‫ الدوؿ اعبديدة و القانوف الدوِف العاـ‬: ‫ عز الدين فودة‬.8
. 8968 ، ‫ مور‬، ‫ القاىرة‬، ‫ اجمللد الرابع و العشروف‬: ‫للقانوف الدوِف‬
، 8993 ، ‫ مور‬، ‫ جامعة اسيوط‬، ‫ كلية اغبقوؽ‬، 85 ‫ العدد‬، ‫ ؾبلة الدراسات القانونية‬.6
‫ القيمة القانونية لقرارات اؼبنظمات الدولية كمودر لقواعد القانوف الدوِف العاـ‬: ‫ دمحم سامي عبد اغبميد‬.71
. 8986 ، ‫ مور‬، ‫ القاىرة‬، 86 ‫ اجمللد‬، ‫اجمللة اؼبورية للقأنوف الدوِف‬:
، ‫ اجمللة اؼبورية للقانوف الدوِف‬: ‫ اؼببادئ العامة للقانوف بوصفها مودر للقانوف الدوِف‬: ‫ مفيد ؿبمود شعاب‬.88
. 8967 ، ‫ مور‬، ‫ القاىرة‬، ‫اجمللد الثالث و العشروف‬
‫ تودر عن وزارة‬، ‫ ؾبلة العدالة‬: ‫ دور ؿبكمة العدؿ الدولية يف تطوير قواعد القانوف الدوِف‬: ‫ انجاندرا سينغ‬.88
‫ العدد الثامن‬، ‫ السنة السادسة‬، ‫ اإلمارات العربية اؼبتحدة‬، ‫ أبو ظيب‬، ‫العدؿ و الشؤوف اإلسبلمية و األوقاؼ‬
. 8979 ‫ جانفي‬، ‫عشر‬
‫ادلراجع ابللغة األجنبية‬ -
1. Akehrust (M): A Modern introduction to international Low : Fourt edition , George
Allen And UNWIN .

2. Akehurist (M ) : Custom as a source of international law: B,Y,B,I,L,1 - 974-1975 .


3. Brownlie Ian : Principies of public international low:third edition , ciarendon press,
oxford,1979.
4. Carrau (D), Juillard (P) , et Flory (T) : Droit international Economique ;L ,G,D,J,
Paris ,1991.
5. Cavaglieri (A) : Les Règles Générales Du Droit de LA Paix : R,C,A,D , Vol 2, 1929 .
6. Cavare L OUIS / Le Droit International Public Positif : Tom 2,A, padon , Paris ;1962 .
7. Chiu (H) : The Capacity of international organizations to concluds treaties And the
special legal aspects of the treaties so concluded : Lahay , Ed , Nihjhoff ?1966.
8. Dejoug (H,G) : Coercion in the conclusion of treaties - A considderaion of articles 51
and 52 of the convention on the law of treaties : N,Y,B,I,L , 1984.
9. Dubouis (L) : L‟errure en droit international public : A,F,D,L , 1963 .
10. Duguit Léon :Traité de droit constitutionnel : Tom 2 ,Paris 1921
11. Duply Pierre Marie : La responsabilité internationale des etats por led dommage
d‟origine technologique et industrielle : A,Pédone , Paris , 1976 .
12. F.Capotorti :L‟extinction et la suspension des traities : RCADI , ,(1) III , 1971.
13. Fideler(W) : Unilateral acts in international law : in Bernhardt “R”dirpubl;
Encyclopedia of public international law ,North –holland, 1984 .
14. Fraces Cakis : Remarques critiques sur le rol de la constitution dans le conflit entre le
traité et la loi interne devant les trubuneaux judiciaires : R ,Crit,Droi, Inter,Priv,1969 .
15. Friedmann (W) :Théorie Generale Du Droit : L,G,D,J, Paris , 1965 .

124
16. Geck ( W) :The conclusion of treaties in violation of the international law of a party
: Zaorv, 1967
17. Hans (Kelsen) : Principles Of International Law : Sécond éd , Holt ,Rinehard And
Winston , Newyork , 1966.
18. Harris (D,J) : Cases and materials in international law: second edition, Sweet and
maxwelle London , 1979.
19. Hexner (E,p): Interpretation by public international organizations of their basic
instruments: A,J,I,L ,1959.
20. International Court Of Justice Raports , 1952 , P45 et suite.
21. Jams (B ,S) :The Legal Nature Of International Law , Essays International Law
,C,I,R,New York?1965 .
22. Kunz(J-L) : The Nature of international law : A,J,I,I, 1953.
23. Lauterpacht(H) M Les Travaux Préparatoires et L‟interprétation des Traités :
R,C,A,d,i, 1934 .
24. Nguyen Qouc Dinh et Autre : Droit International Publique : 6° édition , édiyion
L ,G,D,J,paris ,1999,P36
25. Permanent Cour Of International justice ,series A, N°9 -10 ? 1972 .
26. Reuter (Paul) : Introduction au droit des traités : P.U.F, Paris ,1985.
Rousseau Charles : Droit international public :Paris ,1953.
27. Rozakis (CH) : The concept of jus cojens in the law of treaties ; Amsterdam , 1976 .
28. Sans (PH) Tarasofsky (R) And Weiss (M) : Principles Of International Envirenmental
Law ; Menchester,Uni , Press, 1976
29. Scelle George : Cours de droit international public : Paris ,1948 .
30. Shàw(M) : International Law –Hodder And Stoughton : London
31. Sibert (M) : La Principe Pecta Sunt Servanda a‟ Partir du Moyen age Jusqu „ au
débuts des temps modernes : The Indian Yearbook Of International Affairs , 1956 .
32. Sperduti (G) : Dualism and monism a confrontation to be overcomed: Mel , Miaja de
la Meula , 1979.
33. Starke (J.G) : Treaties As A Source Of International Law , in Starke„s Studies in
international Low, Butterworths, London, 1956.
34. Tabory (M) : Recent Developement in U,N, Treaty registration and publication
practices : ? A,J,I,L, 1982.
35. Vigne (D) :La clause de la nation la plus favorisée est sa pratioue contemporaine :
R,C,A,D,I, 1970.
36. Well, (P) : Le Droit International en quete de son identité : R,A,C,D,I,1992.
37. Whitton (JB) : La Règle Pacta Sunt Servanda :R,G,D,I,P,

125
‫فهرس ادلطبوعة‬

‫الصفحة‬ ‫ادلوضوع‬
‫‪02‬‬ ‫مقدم ػة‬
‫الباب األكؿ ‪ :‬اإلطار ادلفاىيمي للقانوف الدكيل العاـ (‪)36-03‬‬
‫الفصل األكؿ ‪ :‬مفهوـ القانوف الدكيل العاـ (‪)19-03‬‬
‫‪03‬‬ ‫ادلبحث األكؿ ‪ :‬تسمية ك تعريف القانوف الدكيل‬
‫‪04‬‬ ‫ادلطلب األكؿ ‪ :‬تسمية القانوف الدكيل العاـ‬
‫‪04‬‬ ‫الفرع األكؿ ‪ :‬تسميات القانوف الدكيل قبل عصر التنظيم الدكيل ‪1945‬‬
‫‪05‬‬ ‫الفرع الثاين ‪ :‬تسمية القانوف الدكيل منذ عصر التنظيم الدكيل ‪1945‬‬
‫‪05‬‬ ‫ادلطلب الثاين ‪ :‬تعريف القانوف الدكيل‬
‫‪06‬‬ ‫الفرع األكؿ ‪ :‬االجتاه الكالسيكي ( التقليدم )‬
‫‪07‬‬ ‫الفرع الثاين ‪ :‬االجتاه ادلوضوعي‬
‫‪08‬‬ ‫الفرع الثالث ‪ :‬االجتاه احلديث‬
‫‪09‬‬ ‫الفرع الرابع ‪ :‬االجتاه اإلسالمي‬
‫‪10‬‬ ‫ادلبحث الثاين ‪ :‬مميزات القانوف الدكيل العاـ ك فركعو‬
‫‪10‬‬ ‫ادلطلب األكؿ ‪ :‬متييز قواعد القانوف الدكيل العاـ عن بقية القواعد ادلشاهبة ‪.‬‬
‫‪10‬‬ ‫الفرع األكؿ ‪ :‬قواعد األخالؽ‬
‫‪11‬‬ ‫الفرع الثاين ‪ :‬قواعد اجملامالت الدكلية‬
‫‪11‬‬ ‫ادلطلب الثاين ‪ :‬فركع القانوف الدكيل العاـ‬
‫‪12‬‬ ‫الفرع األكؿ ‪ :‬الفركع التقليدية‬
‫‪14‬‬ ‫الفرع الثاين ‪ :‬الفركع احلديثة‬
‫الفصل الثاين ‪ :‬الطبيعة القانونية لقواعد القانوف الدكيل العاـ ك أساسو(‪)36-19‬‬
‫‪20‬‬ ‫ادلبحث األكؿ ‪ :‬الصفة القانونية لقواعد القانوف الدكيل العاـ‬
‫‪20‬‬ ‫ادلطلب األكؿ ‪ :‬االجتاه ادلنكر للصفة القانونية لقواعد القانوف الدكيل العاـ‬
‫‪20‬‬ ‫الفرع األكؿ ‪ :‬انعداـ السلطة القضائية‬
‫‪126‬‬
‫‪21‬‬ ‫الفرع الثاين ‪ :‬انعداـ اجلزاء ادلنظم‬
‫‪21‬‬ ‫الفرع الثالث ‪ :‬انعداـ السلطة القضائية‬
‫‪22‬‬ ‫ادلطلب الثاين ‪ :‬االجتاه ادلؤيد للصفة القانونية لقواعد القانوف الدكيل العاـ ‪.‬‬
‫الفرع األكؿ ‪ :‬عدـ اقرتاف كجود القانوف الدكيل العاـ بوجود سلطة شارعو ‪22‬‬
‫لو ‪.‬‬
‫‪22‬‬ ‫الفرع الثاين ‪ :‬كجود القانوف الدكيل غري مرتبط بوجود اجلزاء‬
‫‪23‬‬ ‫الفرع الثالث ‪:‬استقاللية القانوف الدكيل عن القضاء الدكيل‬
‫‪23‬‬ ‫ادلبحث الثاين ‪ :‬أساس القانوف الدكيل العاـ ك عالقتو ابلقانوف الداخلي‬
‫‪24‬‬ ‫ادلطلب األكؿ ‪ :‬أساس القانوف الدكيل العاـ‬
‫‪24‬‬ ‫الفرع األكؿ ‪ :‬ادلذىب اإلرادم ( ادلدرسة الوضعية التقليدية )‬
‫‪27‬‬ ‫الفرع الثاين ‪ :‬ادلذىب ادلوضوعي ( ادلدرسة ادلوضوعية )‬
‫‪29‬‬ ‫الفرع الثالث ‪ :‬النظرايت األخرل يف تفسري أساس القانوف الدكيل العاـ‬
‫‪32‬‬ ‫ادلطلب الثاين‪ :‬العالقة بني القانوف الدكيل العاـ ك القانوف الداخلي‬
‫‪32‬‬ ‫الفرع األكؿ ‪ :‬نظرية ازدكاجية القانوف‬
‫‪34‬‬ ‫الفرع الثاين ‪ :‬نظرية كحدة القانوف‬
‫‪36‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬نظرايت التنسيق‬
‫الباب الثاين ‪ :‬مصادر القانوف الدكيل العاـ (‪)116-37‬‬
‫الفصل األكؿ ‪ :‬ادلصادر الرمسية للقانوف الدكيل العاـ (‪)109-38‬‬
‫‪38‬‬ ‫ادلبحث األكؿ ‪ :‬ادلعاىدات ( االتفاقات الدكلية )‬
‫‪38‬‬ ‫ادلطلب األكؿ ‪ :‬ماىية ادلعاىدة الدكلية‬
‫‪39‬‬ ‫الفرع األكؿ ‪ :‬تعريف ادلعاىدة الدكلية‬
‫‪41‬‬ ‫الفرع الثاين ‪ :‬تسمية االتفاؽ الدكيل‬
‫‪43‬‬ ‫الفرع الثالث ‪ :‬أنواع ادلعاىدات‬
‫‪46‬‬ ‫ادلطلب الثاين ‪ :‬شركط إبراـ ادلعاىدات‬
‫‪46‬‬ ‫الفرع األكؿ ‪ :‬الشركط الشكلية إلبراـ ادلعاىدات ( مراحل إبراـ ادلعاىدة)‬
‫‪64‬‬ ‫الفرع الثاين ‪:‬الشركط ادلوضوعية إلبراـ ادلعاىدات‬

‫‪127‬‬
‫‪72‬‬ ‫الفرع الثالث‪:‬تطبيق ادلعاىدات ك اإلشكاالت ادلثارة بشأنو ‪.‬‬
‫‪99‬‬ ‫ادلبحث الثاين ‪ :‬العرؼ الدكيل‬
‫‪100‬‬ ‫ادلطلب األكؿ ‪ :‬اإلطار ادلفاىيمي للعرؼ الدكيل‬
‫‪100‬‬ ‫الفرع األكؿ ‪ :‬مفهوـ العرؼ الدكيل‬
‫‪105‬‬ ‫الفرع الثاين ‪ :‬أنواع العرؼ الدكيل ك أساس القوة ادللزمة لو‬
‫‪107‬‬ ‫ادلطلب الثاين ‪ :‬ادلبادئ العامة للقانوف‬
‫‪108‬‬ ‫الفرع األكؿ ‪ :‬ماىية ادلبادئ العامة للقانوف‬
‫‪109‬‬ ‫الفرع الثاين ‪:‬الطبيعة القانونية للمبادئ العامة للقانوف‬
‫الفصل الثاين ‪ :‬ادلصادر االحتياطية ك ادلصادر األخرل للقانوف الدكيل العاـ (‪)116-109‬‬
‫‪110‬‬ ‫ادلبحث األكؿ ‪ :‬ادلصادر االحتياطية للقانوف الدكيل العاـ‬
‫‪110‬‬ ‫ادلطلب األكؿ ‪ :‬أحكاـ احملاكم ك اجتهادىا‬
‫‪111‬‬ ‫ادلطلب الثاين ‪ :‬الفقو الدكيل‬
‫‪112‬‬ ‫ادلطلب الثالث ‪ :‬مبادئ العدؿ ك اإلنصاؼ‬
‫‪112‬‬ ‫ادلبحث الثاين ‪ :‬ادلصادر األخرل للقانوف الدكيل العاـ‬
‫‪113‬‬ ‫ادلطلب األكؿ ‪ :‬قرارات ادلنظمات الدكلية‬
‫‪113‬‬ ‫الفرع األكؿ ‪ :‬القيمة القانونية لقرارات ادلنظمات الدكلية‬
‫‪113‬‬ ‫الفرع الثاين ‪ :‬تصنيف قرارات ادلنظمات الدكلية‬
‫‪113‬‬ ‫ادلطلب الثاين ‪ :‬التصرفات الدكلية الصادرة ابإلرادة ادلنفردة‬
‫‪114‬‬ ‫الفرع األكؿ ماىية التصرفات الدكلية الصادرة عن اإلرادة ادلنفردة‬
‫‪115‬‬ ‫الفرع الثاين ‪ :‬أنواع التصرفات الدكلية الصادرة ابإلرادة ادلنفردة‬
‫‪117‬‬ ‫‪ ‬اخلامتة‬
‫‪118‬‬ ‫‪ ‬قائمة ادلراجع‬
‫‪127‬‬ ‫‪ ‬الفهرس‬

‫‪128‬‬

You might also like