Professional Documents
Culture Documents
2
الباب األكؿ :
اإلطار ادلفاىيمي للقانوف الدكيل العاـ
فبا ال شك فيو أف أية دراسة أكادديية قانونية ألي موضوع كاف ،ال بد و أف تنوب بداية على توضيح
اعبانب اؼبفاىيمي ؼبوضوع الدراسة ،من خبلؿ إبراز ـبتلف التعاريف و النظرايت و األسس و اؼبدارس اليت عنت
هبذا اؼبوضوع ،حىت يتسٌت لنا الحقا الغوص يف جزئيات موضوع دراستنا ىذا .
و لئن كاف القانوف الدوِف من األمهية دبا كاف نظراي و عمليا فإنو ابت لزاما علينا توضيح كل ما يتعلق
ابعبانب اؼبفاىيمي ؽبذا القانوف ،و ىو األمر الذي حاولنا توضيحو من خبلؿ 03فووؿ ،أين وضحنا ماىية
القانوف الدوِف العاـ ( الفول األوؿ ) ،مث تطرقنا إُف الطبيعة القانونية لقواعد ىذا القانوف ( الفول الثاين) و
انتهاء بتوضيح عبلقة ىذا القانوف ابلقانوف الداخلي ( الفول الثالث )
إف اإلؼباـ هبذا الفول يكوف من خبلؿ تبياف ـبتلف التسميات و التعاريف اؼبوضوعة للقانوف الدوِف العاـ
و كذلك الفروع اليت يتشكل منها ( اؼببحث األوؿ ) ،مث توضيح كل ما يتعلق ابلطبيعة القانونية لقواعد ىذا
القانوف و أسسو ( اؼببحث الثاين ) .
ادلبحث األكؿ :
تسمية ك تعريف القانوف الدكيل
نظرا لكوف قواعد القانوف الدوِف العاـ مرت بعدة مراحل تطورت من خبلؽبا و أعطيت ؽبا تسميات
متعددة ،فإنو يتوجب علينا أوال توضيح كل ما يتعلق هبذه التسميات أوال ( اؼبطلب األوؿ ) ،مث ابلتبعية إبراز
ـبتلف التعاريف اليت أقرت لقواعد القانوف الدوِف العاـ ( اؼبطلب الثاين )
3
ادلطلب األكؿ :
تسمية القانوف الدكيل العاـ
أطلقت على قواعد القانوف الدوِف العاـ عدة تسميات قبل أف يستقر على التسمية أو االصطبلح اغباِف
و ديكن تقسيم ىذه التسميات إُف حقبتُت اترخييتُت ،لكل منها فبيزاهتا و دوافعها اػباصة يف اعتماد ىذه التسمية
من تلك .
الفرع األكؿ :
تسميات القانوف الدكيل قبل عصر التنظيم الدكيل 1945
تعد سنة 1945اؼبوالية لتاريخ إنشاء ىيئة األمم اؼبتحدة ،سنة ؿبورية يف اتريخ القانوف الدوِف العاـ ،إذ
شهدت قواعد ىذا األخَت منذ ىذه السنة تطورا ابرزا و ملحوظا ،سواء على اؼبستوى القانوين من خبلؿ ظهور
العديد من اؼبعاىدات و االتفاقيات ،أو من خبلؿ اعبانب العملي من خبلؿ بروز أيضا العديد من اؽبيئات
الدولية و اإلقليمية اليت تعٌت ابلقانوف الدوِف .
سبيزت الفًتة السابقة لسنة 1945كما وضحناه أعبله ابعتماد عدة تسميات لقواعد القانوف الدوِف العاـ
،فقد أطلق الروماف على قواعده اصطبلح "قانوف الشعوب "(( ، ))Droit Des Gensو ىي الًتصبة
اغبرفية للعبارة الرومانية (( ))Jus Gentiumعلى الفرع من اؼبعرفة القانونية القائم على ما يتول ابلشعوب ، 1
و يقود هبذا االصطبلح تلك القواعد اليت تسري على رعااي الشعوب اؼبقيمة بروما و كذلك القواعد القانونية اليت
تضبط العبلقات بُت الشعب الروماين و بقية الشعوب األخرى .
تطور اؼبفهوـ أعبله مع مرور الوقت ،إذ أطلق عليو الفقيو اؼبعروؼ "قروسيوس " تسمية قانوف األمم
" "Law Of Nationو ذلك سنة 1625و ىذه التسمية اعبديدة كانت انعكاسا لواقع خاص ،لكوف
القانوف الدوِف خيضع لعوامل التطور ابستمرار ،و لكنو فرع من اؼبعرفة القانونية يتعلق ابلعبلقات بُت أمم متساوية
يف اغبقوؽ و الواجبات و متمتعة ابلسيادة ،نتيجة ظهور االستقبلؿ السياسي يف الدوؿ األوروبية يف مواجهة بعضها
ببعض و يف مواجهة سلطة البااب.2
إف التسمية أعبله جاءت ترصبة ؼبرحلة اترخيية معينة كانت ظباهتا البارزة انتعاش مبدأ القوميات الذي كاف
يقوـ على أحقية كل أمة يف إنشاء دولتها .
1أضبد اسكندري –انصر دمحم بوغزالة :ؿباضرات يف القانوف الدوِف العاـ :الطبعة األوُف ،دار الفجر للنشر و التوزيع ،القاىرة ،
مور ، 8988 ،ص. 88
2عبد الكرًن علواف :الوسيط يف القانوف الدوِف العاـ -الكتاب األوؿ – اؼببادئ العامة :الطبعة األوُف ،مكتبة دار الثقافة للنشر
و التوزيع ،عماف ،االردف ، 8997 ،ص. 3
4
لقد كانت عبارة "قانوف الشعوب " أو "قانوف األمم "تستعمل فقهيا لتوصيف القواعد الدولية العامة اليت
1
كانت تسَت العبلقات بُت الدوؿ ،و اليت كانت ترصبة للعبارة الرومانية ""Jus Gentium
أيضا أطلق الفقيو بنتاـ على ىذا النوع من اؼبعرفة القانونية موطلح " القانوف الدوِف العاـ " و ىو أوؿ
فقيو يطلق ىذا اؼبوطلح هبذه التسمية على ىذه القواعد و ذلك ضمن كتابو " مقدمة يف مبادئ األخبلؽ و
التشريع " و ذلك سنة ،1760و أكد يف كتابو ىذا أف ىذه التسمية تطلق على القواعد اليت تنظم العبلقات بُت
الدوؿ و ىي بذلك زبتلف عن القانوف الداخلي .2
تبعا للتطور الذي عرفتو قواعد القانوف الدوِف و تشعب العبلقات بُت أشخاص القانوف الدوِف اؼبخاطبُت
أبحكامو ،و استغراؽ ىذه القواعد ؼببدأ السيادة للدوؿ ،فإف اؼبوطلح الذي يستخدـ للداللة على ىذا الفرع من
3
فروع القانوف ىو القانوف العاؼبي ""Global LaW
كرست جهود األمم اؼبتحدة دبختلف أجهزهتا ثبات تسمية القانوف الدوِف العاـ على تلك القواعد اليت
تضبط العبلقات بُت أشخاص القانوف الدوِف .
نظرا لتطور العبلقات بُت أشخاص القانوف الدوِف و تشعبها و تناقضها أحياان زمانيا و مكانيا ،فإف
ذلك واكبو أيضا و بوورة سريعة تطور لقواعد القانوف الدوِف ،و قد انعكس ذلك على إقرار تعريف واحد لقواعد
ىذا القانوف األمر الذي أوجد عدة اذباىات لتعريف ىذا القانوف و ىي كاآليت :
1
Nguyen Qouc Dinh et Autre : Droit International Publique : 6° édition , édiyion L ,G,D,J,paris ,1999,P36
2عبد العزيز دمحم سرحاف :القانوف الدوِف العاـ :دار النهضة العربية ،القاىرة ،مور ، 8998 ،ص 3
3اضبد الرشيدي :بعض االذباىات اغبد يثة يف دراسة القانوف الدوِف العاـ :اجمللة اؼبورية للقانوف الدوِف ،اعبمعية اؼبورية للقانوف
الدوِف ،القاىرة ،اجمللد ،8999، 55ص . 88
5
الفرع األكؿ :
االجتاه الكالسيكي ( التقليدم )
حبسب أنوار ىذا االذباه فإف القانوف الدوِف ىو " ؾبموعة القواعد القانونية اليت تنظم العبلقات بُت
الدوؿ ".1
إف التعريف الوارد أعبله يفيد إُف أف القانوف الدوِف العاـ تنسحب قواعده إُف تنظيم اغبقوؽ و الواجبات
للدوؿ فقط ،و كذلك اؼبشاكل اليت قد ربدث بينها ،سواء تعلق األمر ابإلقليم أو االلتزامات الناشئة عن
االتفاقات اليت تربمها الدوؿ ،و كذلك ابغبروب اليت تقع بينها ،و يعود سبب قور مضموف قواعد القانوف
الدوِف حسب ىذا االذباه على تنظيم العبلقات بُت الدوؿ ،إُف كوف اجملتمع الدوِف يف ظل ىذه اغبقبة التارخيية
اليت ساد فيها الفكر الكبلسيكي للقانوف الدوِف َ،ف يكن يعًتؼ ضمن أحكامو إال ابلدوؿ كشخص وحيد ـباطب
أبحكاـ ىذا القانوف.2
اعتمد الفقيو اؼبعروؼ قروسيوس نفس التعريف أعبله للقانوف الدوِف العاـ و ذلك سنة ، 1626أين
عرفو أبنو " القانوف الذي حيكم العبلقات بُت الدوؿ "
عرفو الفقيو لورانس أبنة القواعد القانونية اليت توفق بُت حرايت الدوؿ يف عبلقاهتا بعضها مع األخرى".
كما عرفو روسو أبنو "ذلك الفرع من القانوف الذي حيكم الدوؿ يف عبلقاهتا اؼبتبادلة ".
كما عرفو فوشي أبنو ":ؾبموعة القواعد القانونية اليت تنظم حقوؽ الدوؿ وواجباهتا خبلؿ العبلقات
اؼبتبادلة ".
يبلحظ تطابق التعاريف تقريبا اليت وضعها كل من " أوبنهاًن " و "تونكُت" و كذلك التعريف الذي
وضعتو ؿبكمة العدؿ الدولية الدائمة سنة 1927دبناسبة نظرىا للقضية اؼبشهورة اؼبسماة "اللوتس "
على مستوى الفقو العريب قبد أف القانوف الدوِف وضعت لو عدة تعريفات منها أنو " ؾبموعة القواعد اليت
تنظم القواعد اليت تنظم العبلقات بُت الدوؿ و ربدد حقوؽ كل منها وواجباهتا" ،3كما عرؼ أيضا أبنو " :القانوف
1رينيو جاف ديبوي :القانوف الدوِف :ترصبة الدكتور ظبوحي فوؽ العادة ،الطبعة ، 3منشورات عويدات بَتوت ،ابريس ،
، 8983ص . 5
2دمحم سامي عبد اغبميد – موطفى سبلمة حسُت :القانوف الدوِف العاـ :الدار اعبامعية ،بَتوت ،لبناف ، 8988 ،ص ص
. 9-3
3جعفر عبد السبلـ :قواعد العبلقات الدولية يف القانوف الدوِف العاـ و يف الشريعة اإلسبلمية :الطبعة األوُف ،مكتبة السبلـ
العاؼبية ،القاىرة ،مور ، 8988،ص . 89
6
الذي ينظم عبلقة الدولة بغَتىا من الدوؿ و حيكم تورفاهتا يف احمليط اػبارجي أو الدوِف ،و من ىنا أطلق عليو
موطلح القانوف الدوِف". 1
اؼببلحظ على التعريفات السابقة أهنا ذبمع كلها على أف موضوعات القانوف الدوِف حسب االذباه
الكبلسيكي تكمن فقط يف تنظيم العبلقات بُت الدوؿ سباشيا مع نظرة أصحاب ىذا االذباه بكوف الدولة ىي
الشخص الوحيد اؼبخاطب أبحكاـ ىذا القانوف .
انتقدت التعريفات اليت وضعها أنوار االذباه الكبلسيكي للقانوف الدوِف العاـ بسبب أف ىذه التعريفات
َف تساير تطور اجملتمع الدوِف ،و أهنا أصبحت قاصرة و ال تواكب التطور الذي صاحب تطور العبلقات الدولية
بُت أشخاص القانوف الدوِف العاـ ،و ذلك بسبب ظهور عوامل اقتوادية و اجتماعية و سياسية أدت إُف توسع
ؾباؿ القانوف الدوِف العاـ ،و أصبح اليوـ خياطب يف أحكامو أشخاصا آخرين كاؼبنظمات الدولية على اختبلؼ
اختواصاهتا ،و حىت الفرد الذي أصبح اليوـ من أشخاص القانوف الدوِف .2
على عكس االذباه الكبلسيكي اعترب أنوار االذباه اؼبوضوعي الفرد ( الشخص الطبيعي )ىو الشخص
الوحيد اؼبخاطب أبحكاـ القانوف الدوِف ،كونو الشخص الوحيد الذي ديلك اإلرادة ،و ابلنتيجة فإف القوؿ
ابلشخوية القانونية للدولة ىو ؾبرد افًتاض ليس ؽبا وجود يف اغبقيقة ،و عليو فإف الدولة تبعا لذلك ال تعترب
شخوا من أشخاص القانوف الدوِف العاـ ،كما أف ـباطبة الدوؿ يف عبلقاهتا دبوجب قواعد ىذا القانوف ىو يف
حقيقة األمر ـباطبة للفرد الذي لو وحده اإلرادة .
من أنوار ىذا اؼبذىب " دجيي " و "جورج سل" و "سبيوبولس " ىذا األخَت الذي عرؼ القانوف الدوِف
العاـ أبنو " القواعد القانونية اليت زباطب األفراد فقط ،من خبلؿ العبلقات القائمة بُت الدوؿ ،عرب االتفاقيات
الدولية و العرؼ الدوِف و بقية اؼبوادر ...إٍف".3
أنتقد أصحاب ىذا االذباه إلنكارىم الشخوية القانونية للدولة و مكانتها يف اجملتمع الدوِف ،فالدولة
شخص ؿبوري من أشخاص القانوف الدوِف إُف جانب األشخاص اآلخرين .4
1عبد الكرًن علواف :الوسيط يف القانوف الدوِف العاـ :الكتاب األوؿ ،مرجع سابق صص . 88- 85
2علي إبراىيم :القانوف الدوِف العاـ :دار النهضة العربية ،القاىرة ،مور ،صص . 6-5
3
Duguit Léon :Traité de droit constitutionnel : Tom 2 ,Paris 1921,P50
Scelle George : Cours de droit international public : Paris ,1948 , p18 .
4صبلح الدين أضبد ضبدي :دراسات يف القانوف الدوِف العاـ :دار اؽبدى للطباعة و النشر و التوزيع ، 8008 ،ص . 66
7
الفرع الثالث :
االجتاه احلديث
أصبع أنوار ىذا االذباه يف تعاريفهم للقانوف الدوِف على أف الدولة شخص من أشخاص القانوف الدوِف
إُف جانب أشخاص آخرين ( اؼبنظمات الدولية ،حركات التحرر ... ،إٍف ) ،لكنهم اختلفوا فيما بينهم حوؿ مقاـ
الدولة بُت األشخاص اآلخرين ،فمنهم من جعل الدولة الشخص الرئيس من أشخاص القانوف الدوِف إُف جانب
األشخاص اآلخرين و تبعا لذلك عرفوا القانوف الدوِف أبنو ":ؾبموعة القواعد القانونية اليت تتضمن حقوؽ
وواجبات الدوؿ و غَتىا من أشخاص القانوف الدوِف ".1
أتكيدا ألصحاب االذباه أعبله عرؼ الفقيو "روسو "القانوف الدوِف أبنو ":ؾبموعة القواعد القانونية اليت
تتضمن حقوؽ وواجبات الدوؿ و غَتىا من أشخاص القانوف الدوؿ ".
عرؼ أيضا الفقيو "ابديقاف " القانوف الدوِف أبنو ":ؾبموعة من القواعد اليت تلزـ الدوؿ اؼبستقلة و ـبتلف
اؼبنظمات الدولية يف عبلقاهتا اؼبتبادلة". 2
اؼببلحظ على التعريفُت أعبله زايدة على تضمينهما الدولة كشخص من أشخاص القانوف الدوِف ،فإهنما
وسعا ؾباؿ القانوف الدوِف ليضم ابقي اؼبنظمات الدولية ،و ىو أمر ابرز َف يكن معًتؼ بو من أصحاب االذباه
الكبلسيكي ،و خيتلف سباما عن ما ذىب إليو أصحاب اؼبذىب اؼبوضوعي ،و مرد ىذا التحوؿ من دوف شك
يرجع إُف تطور العبلقات الدولية و تشعبها و نشوء اؼبنظمات الدولية على اختبلفها ،لضبط ىذه العبلقات كل يف
ؾباؿ اختواصو .
أما االذباه الثاين من اؼبذىب اغبديث فقد أنكر على الفرد الشخوية القانونية للدولة ،و تبعا لذلك
اعتربوا الدولة و اؼبنظمات الدولية فقط ىم من أشخاص القانوف الدوِف و عرفوا تبعا لذلك ىذا األخَت أبنو" :
ؾبموعة من القواعد القانونية اليت تلزـ الدوؿ اؼبستقلة هبا ،و اليت تلزـ ـبتلف اؼبنظمات الدولية أيضا يف عبلقاهتا
اؼبتبادلة .3
ىذا االذباه و إف أنكر على الفرد الشخوية القانونية فإنو اعًتؼ هبذه األخَتة للدوؿ اؼبستقلة فقط إُف
جانب اؼبنظمات الدولية ،و لردبا اعًتافو ابلشخوية القانونية للدوؿ اؼبستقلة فقط ىو استبعاد بطريقة غَت مباشرة
غبركات التحرر ،و أييت ىذا الرأي مسايرا ؼبرحلة اترخيية معينة ساد فيها االستعمار فبا يعٍت تكريس األمر الواقع و
ابلتاِف حرماف الشعوب اؼبستعمرة من حق تقرير موَتىا .
1
Rousseau Charles : Droit international public :Paris ,1953,P 7.
2عادؿ أضبد الطائي :القانوف الدوِف العاـ :الطبعة األوُف ،دار الثقافة للنشر و التوزيع ،عماف ،األردف ، 8009 ،ص
ص. 88-87
3صبلح الدين أضبد ضبدي :ؿباضرات يف القانوف الدوِف العاـ :ديواف اؼبطبوعات اعبامعية ،اعبزائر ، 8983 ،ص . 67
8
ىناؾ اذباه اثلث من اؼبذىب اغبديث يعترب الدولة و اؼبنظمات الدولية من أشخاص القانوف الدوِف ،لكنو
يوسع ؾباؿ القانوف الدوِف ليشمل الفرد و لكن يف ؾباؿ أصغر من بقية األشخاص اآلخرين ،و كذليل على ىذا
التوسيع الضيق جملاؿ القانوف الدوِف للفرد إف صح ىذا التعبَت ،إبراـ العديد من االتفاقات اؼبتعلقة حبقوؽ اإلنساف
عبلوة على بعض الوكوؾ الدولية اليت زباطب الفرد مباشرة ،كاالتفاقية اؼبتعلقة بتجرًن الرؽ ،و تبعا لذلك عرؼ
قواعد القانوف الدوِف أصحاب ىذا االذباه أبنو ":ؾبموعة القواعد القانونية اليت تطبق يف اجملاؿ الدوِف ،و اليت
تشكل البعض من تلك القواعد اعبزء اػباص ابألفراد و اليت تطبق خبلؿ عبلقات األفراد ابؼبنظمات الدولية ".1
الفرع الرابع :
االجتاه اإلسالمي
يسميو البعض " القانوف الدوِف االسبلمي " و الذي ىو عبارة " :عن الشق من أحكاـ الشريعة
االسبلمية اليت تنظم عبلقات دولة اإلسبلـ بغَتىا " .2
كما يعرؼ أيضا ما يسمى ابلقانوف الدوِف اإلسبلمي أبنو ":صباع القواعد و ما جرى عليو العمل
اإلسبلمي اليت أيمر هبا اإلسبلـ أو يقبلها يف العبلقات الدولية ".3
كما عرؼ أيضا أبنو ":ؾبموعة اؽبيكل الكامل من القواعد و اؼبمارسات اليت أيمر هبا اإلسبلـ و
يتسامح فيها يف العبلقات الدولية ،و تشمل قواعده العبلقات بُت اؼبسلمُت بعضهم ببعض من جهة و بُت
اؼبسلمُت و غَتىم من جهة أخرى ".4
بوورة إصبالية فإف التعريف اإلسبلمي للقانوف الدوِف منوط دبراعاة شرطُت ،أوؽبما أف يكوف أمر هبا
اإلسبلـ أو يقبلها ىذا األخَت ،دبعٌت أف ال زبالف القاعدة القانونية الدولية أحكاـ الشريعة اإلسبلمية ،مع العلم
أف قواعد ىذا القانوف ابلشرطُت أعبله مناط تطبيقهما إما بُت اؼبسلمُت يف عبلقاهتم بعضهم ببعض و إما بباقي
الشعوب غَت اؼبسلمة .
1
Akehrust (M): A Modern introduction to international Low : Fourt edition , George Allen And UNWIN ,P8
2عمر سعد هللا :معجم يف القانوف الدوِف اؼبعاصر :ديواف اؼبطبوعات اعبامعية ،اعبزائر ، 8005 ،ص . 380
3سعيد دمحم أضبد اؼبهدي :القانوف الدوِف اإلسبلمي :ؾبلة العدالة ،ؾبلة قانونية صادرة عن وزارة العدؿ لدولة اإلمارات العربية
اؼبتحدة ،العدد ، 8976 ، 88ص . 88
4دمحم طلعت الغنيمي :قانوف السبلـ يف االسبلـ :منشأة اؼبعارؼ ،اإلسكندرية ،مور ، 8989 ،ص . 97
9
ادلبحث الثاين :
مميزات القانوف الدكيل العاـ ك فركعو
بعد أف تعرفنا على التعاريف و التسميات اؼبختلفة للقانوف الدوِف العاـ فإنو يتوجب علينا إبراز اؼبميزات
اػباصة بقواعد ىذا القانوف ابلشكل الذي جيعلها زبتلف عن بعض القواعد اؼبشاهبة ؽبا ( اؼبطلب األوؿ) ،مث نعرج
الحقا لتوضيح فروع القانوف الدوِف العاـ ( اؼبطلب الثاين ).
إذا كأف مناط قواعد القانوف الدوِف العاـ ىو تنظيم السلوؾ يف العبلقات الدولية ،فإهنا و من دوف شك
تشًتؾ يف ىذه اػباصية مع قواعد أخرى أال و ىي قواعد اجملامبلت الدولية و األخبلؽ ،و اللتاف كليهما ينوباف
على تنظيم قواعد سلوكية ،لكن ذلك ال جيعل من ىاتُت األخَتتُت قاعدة من قواعد القانوف الدوِف ،بسبب
افتقادمها ػباصية أصيلة يف األوُف أال و ىي خاصية اإللزاـ ،و ىو ما سنوضحو من خبلؿ تبياف قواعد األخبلؽ (
الفرع األوؿ ) مث قواعد اجملامبلت الدولية (الفرع الثاين) .
ىي ؾبموعة اؼببادئ و اؼبثل العليا اليت تتبعها الدوؿ سباشيا و معايَت الشهامة و اؼبروءة و الضمَت ،و
يتوجب على الدوؿ مراعاهتا حفاظا على اؼبواٌف اؼبشًتكة ،تتميز ىذه القواعد ابنتفاء خاصية اإللزاـ عند ـبالفتها
،كما أهنا ربتل مرتبة وسطية بُت القاعدة القانونية الدولية و قواعد اجملامبلت الدولية اؼبتعارؼ عليها .
تشًتؾ قواعد األخبلؽ مع قواعد اجملامبلت يف كوهنا تتمتع بوفة اإللزاـ و ىو التزاـ أخبلقي ؼبا ؽبذا اؼبعٌت
من أثر ،وتبعا لذلك فإف ـبافة أي قاعدة أخبلقية ال يرتب إال جزاءا واحدا و ىو اؼبعاملة ابؼبثل .
تتشابو قواعد األخبلؽ الدولية مع قواعد القانوف الدوِف العاـ إُف حد ما يف التبعة اؼبًتتبة عن ـبالفة قاعدة
أخبلقية ،إذ يرتب أثرا دوليا يتمثل يف استهجاف اجملتمع الدوِف ؽبذه الدولة اؼبخالفة ،كما ديكن أف يعرض مواٌف
ىذه األخَتة للخطر .
10
ىناؾ العديد من قواعد األخبلؽ الدولية و من أمثلتها تقدًن اؼبساعدات للدوؿ اؼبنكوبة من الفيضاانت و
الكوارث الطبيعية ...إٍف .
جيب أف نشَت إُف نقطة مهمة و ىي أنو ديكن للقاعدة األخبلقية أف تتحوؿ إُف قاعدة دولية من قواعد
القانوف الدوِف العاـ يف حالة ما إذا ضمنت ىذه القاعدة الحقا يف اتفاقية أو صك دوِف ،و لعل من أبرز األمثلة
على ذلك ،معاملة أسرى اغبرب معاملة حسنة و كذلك اؼبدنيُت أثناء اغبرب ،و ىي قاعدة أخبلقية ابألساس لكن
اتفاقيات جنيف لسنة 1949السيما الرابعة منها جعلتها قاعدة من قواعد القانوف الدوِف العاـ .و ىو نفس
اؼبنحى فيما خيص ذبرًن استعماؿ بعض األسلحة يف العمليات العسكرية ،فهي ابألساس قاعدة أخبلقية مت تدوينها
لتوبح قاعدة دولية .
الفرع الثاين :
قواعد اجملامالت الدكلية
يقود هبا تلك القواعد اليت دأبت الدوؿ على مراعاهتا يف عبلقاهتا الدولية بدافع اللباقة و اجملاملة و اليت ال
يفرضها أي التزاـ قانوين أو اخبلقي و ال يًتتب على ـبالفتها أي جزاء ،و من بُت األمثلة على ىذه القواعد ،
مراسيم استقباؿ رؤساء الدوؿ األجنبية ،اغبواانت الدبلوماسية ،االمتناع عن نشر ؿباضر اؼبفاوضات و الرسائل
اؼبتبادلة ...اٍف .
يًتتب على ـبالفة قواعد اجملامبلت الدولية ،حق اؼبعاملة ابؼبثل للدولة اؼبتضررة من ىذا اإلخبلؿ .
كما ىو الشأف ابلنسبة لقواعد األخبلؽ فإف قواعد اجملامبلت الدولية ديكن ؽبا أف تتحوؿ إُف قاعدة من
قواعد القانوف الدوِف العاـ ،يف حالة تضمُت ىذه القاعدة يف شكل صك دوِف أو اتفاقية دولية ،و لعل ابرز مثاؿ
على دلك القواعد اؼبتعلقة ابغبواانت الدبلوماسية ،أين كانت بداايهتا كقواعد ؾباملة دولية ،لكنو و مع تطور
العبلقات الدولية ارتقت ىذه القواعد إُف قاعدة دولية و ذلك من خبل تضمينها يف اتفاقييت فينا للعبلقات
الدبلوماسية لسنيت 1961و كذلك العبلقات القنولية لسنة . 1963
شهدت قواعد القانوف الدوِف العاـ تطورا ابرزا كما و كيفا ،و ديكن اعبزـ أنو كاف ؼبعاىدة وستفاليا اؼبربمة
سنة 1648و اليت جاءت بعد حرب دامت 30عاما ،كاف ؽبذه اؼبعاىدة األثر البارز يف ربوؿ العبلقات الدولية
و السيما األوروبية منها خاصة ،و لقد أدى ىذا التطور لقواعد القانوف الدوِف ،إُف ظهور فروع للقانوف الدوِف
العاـ ديكن تونيفها إُف فروع تقليدية ( الفرع األوؿ ) و فروع حديثة ( الفرع الثاين ).
11
الفرع األكؿ :
الفركع التقليدية
ظهر معظم ىذه الفروع قبل نشأة األمم اؼبتحدة سنة 1945و إف كاف قد انتعش بعد ىذا التاريخ
وتتمثل ىذه الفروع التقليدية يف تلك الفروع اليت استقر عليها الفقو و العمل الدولياف،و ىي كاآليت :
يضم ىذا الفرع القواعد اليت ربكم إنشاء اؼبنظمات الدولية و نشاطها ( مبادئها ،أىدافها ،نشاطها ،
أجهزهتا ،العضوية فيها ،التوويت ،اعتماد قراراهتا ،إهنائها ،عبلقاهتا الوظيفية فيما بينها ،بُت الدوؿ ،و
األفراد ...اٍف ) ،و أجهزهتا و ما يتعلق بشؤوهنا و تعدد وسائلها من أجل بلوغ األىداؼ و الغاايت اليت مت
إنشائها من أجلها ،و كذلك القواعد اليت تضبط العبلقات القانونية بُت اؼبنظمات الدولية .1و ىذه اؼبنظمات
ىي عوبة األمم 1919و ىيئة األمم اؼبتحدة ... 1945إٍف .
يتضمن القواعد القانونية اػباصة ابستعماؿ اجملاؿ اعبوي ألغراض اؼبواصبلت الدولية ،و دور اؼبنظمات
الدولية يف التوفيق بُت اؼبولحة الدولية و مولحة اجملتمع الدوِف ، 2و يستمد ىذا القانوف أساسو من عدد من
االتفاقيات الدولية مثل اتفاقية ابريس 1919لتنظيم اؼببلحة اعبوية ،اتفاقية شيكاغو 1944لقمع اعبرائم
اؼبرتكبة على منت الطائرات ،اتفاقية الىاي 1970ؼبنع االستيبلء غَت اؼبشروع على الطائرات ،اتفاقية مونًتايؿ
1971لقمع األفعاؿ غَت اؼبشروعة ضد سبلمة الطَتاف اؼبدين ،إضافة إُف إنشاء منظمة الطَتاف اؼبدين سنة
1947و اليت يتمحور دورىا أساسا يف وضع و إثراء القانوف الدوِف اعبوي .
1صباؿ عبد الناصر مانع :التنظيم الدوِف -النظرية العامة و اؼبنظمات العاؼبية و اإلقليمية اؼبتخووة :دار العلوـ للنشر ،عنابة ،
اعبزائر . 8006 ،
2إبراىيم دمحم العناين :القانوف الدوِف العاـ :دار الفكر العريب ،القاىرة ،مور ،8990ص . 85
12
الفقرة الثالثة :
القانوف الدكيل البحرم
يهتم ىذا الفرع ابؼبشاكل القانونية للبحار ،سواء تعلق األمر بوسائل النقل البحري ،و كذلك استغبلؿ
اؼبوارد الطبيعية للبحار ،و منع استخداـ ىذه األخَتة لتخزين األسلحة ذات التدمَت الواسع سواء كانت نووية أو
كيماوية ،أو إجراء التجارب اػباصة لتطويرىا ،و من دوف نسياف القواعد اليت سبنع التلوث يف البحار .1
الفقرة الرابعة :
القانوف الدكيل االقتصادم
يشمل ؾبموعة القواعد القانونية اليت تبحث اغبلوؿ اؼبثلى لتنظيم العبلقات االقتوادية ( خاصة التجارية
بُت الدوؿ وفق مبدئي العدالة و التكافؤ ) ،و كذا العبلقات بُت الدوؿ و اؼبؤسسات االقتوادية الضخمة اليت
تساىم يف وتَتة التنمية يف صيغة استثمارات أجنبية .
إف السبب األبرز لظهور ىذا القانوف كفرع مستقل من فروع القانوف الدوِف العاـ التقليدية يعود إُف ظهور
الدوؿ النامية كقوة اقتوادية صاعدة يف إطار العبلقات االقتوادية الدولية ،و كذلك بسبب بروز ظاىرة االعتماد
الدوِف اؼبتبادؿ ،2كما يضم ىذا الفرع أيضا القواعد اليت تنظم العبلقات االقتوادية بُت الدوؿ و اؼبؤسسات
االقتوادية الضخمة اليت تساىم يف التنمية االقتوادية و ذلك يف شكل استثمارات ضخمة.3
1عبد العزيز دمحم سرحاف :القانوف الدوِف العاـ :مرجع سابق ،ص . 88
2حاسم حسن صبعة :القانوف الدوِف االقتوادي اؼبعاصر :دار النهضة العربية ،القاىرة ،مور . 8993 ،
أنظر أيضا :
Carrau (D), Juillard (P) , et Flory (T) : Droit international Economique ;L ,G,D,J, Paris ,1991.
3منتور سعيد ضبودة :القانوف الدوِف اؼبعاصر :الطبعة األوُف ،دار أسامة للنشر و التوزيع ،عماف ،األردف ،ص ص56-53
أنظر أيضا :أضبد الطائي :ص ص 808-806
عبد الكرًن عوض خليفة :القانوف الدوِف االقتوادي :دار اعبامعة اعبديدة ،اإلسكندرية ،مور . 8088 ،
13
الفقرة اخلامسة :
قانوف القضاء الدكيل
يضم ىذا الفرع القواعد القانونية اؼبتعلقة بكيفية تشكيل احملاكم الدولية و أنواعها و اختواصاهتا و
إجراءات سَت الدعوى أمامها و كيفية صدور األحكاـ عنها و طرؽ الطعن فيها .1
جيد ىذا الفرع أساسا لو يف األنظمة األساسية للمحاكم الدولية و اإلقليمية ( احملكمة الدائمة للعدؿ
الدوِف ،1920ؿبكمة العدؿ الدولية ، 1945ؿبكمة عدؿ أورواب ... 1950إٍف ).
يهتم ىذا الفرع بوضع القواعد اليت ربدد اعبرائم الدولية و سلطة العقاب عليها و شروط اؼبسؤولية اعبنائية
للفرد و حاالت انتفائها ،و مبادئ الشرعية اعبنائية ،و إجراءات احملاكمة و العقوابت اؼبقررة ؽبذه اعبرائم .2
جيد ىذا القانوف أساسا لو يف اتفاقية فرساي لسنة ، 1919و الئحيت ؿبكميت نورمبورغ و طوكيو
العسكريتُت ( 1946-1945على التواِف ) حملاكمة ؾبرمي اغبرب العاؼبية الثانية ،و نظامي احملكمتُت الدوليتُت
اؼبؤقتتُت ليوغسبلفيا سابقا و رواندا ،و أخَتا نظاـ روما األساسي اػباص ابحملكمة اعبنائية الدولية الدائمة
(. 1998)CPI
الفرع الثاين :
الفركع احلديثة
الثابت أف جل فروع القانوف الدوِف العاـ اغبديثة ظهرت خبلؿ عور التنظيم الدوِف ،أي بعد انشاء
األمم اؼبتحدة يف سنة 1945و تتمثل ىذه الفروع فيما يلي :
1عبد العزيز دمحم سرحاف :القانوف الدوِف العاـ :مرجع سابق ،ص . 88
2عبد الواحد دمحم الفار :تطور فكرة اعبردية الدولية و العقاب عليها يف ظل القانوف الدوِف :ؾبلة الدراسات القانونية ،العدد
، 85كلية اغبقوؽ ،جامعة اسيوط ،مور ، 8993 ،ص ص . 75-8
14
الفقرة األكىل :
القانوف الدكيل حلقوؽ اإلنساف
يتضمن ىذا الفرع ؾبموع القواعد القانونية اؼبتكونة أساسا من اؼبواثيق الدولية و االتفاقيات الدولية اؼبتعلقة
بتكريس و ضباية حقوؽ اإلنساف األساسية بوصفو انساان وقت السلم أو يف غَت حالة النزاعات اؼبسلحة ، 1كما
يتوُف ىذا الفرع وضع و بياف و تطوير الضماانت و اآلليات اؼبرصودة و اؼبوضوعة إلنفاذ تطبيق ىذه اغبقوؽ و
احًتامها و تدعيمها من قبل الدوؿ .
كما يضم ىذا الفرع القواعد اؼبتعلقة حبماية حقوؽ اإلنساف و مبدأ السيادة و ما غبقو من تطورات ،و
مسألة التدخل لدواعي إنسانية يف حالة تسجيل انتهاؾ خطَت غبقوؽ اإلنساف يف دولة أو إقليم معُت ،و ربقيق
الدديقراطية يف نطاؽ اجملتمع الدوِف و حقوؽ األقليات .2
جيد ىذا الفرع أساسا لو يف ميثاؽ األمم اؼبتحدة لكونو أوؿ وثيقة دولية نوت على احًتاـ و تدعيم و
إنفاذ حقوؽ اإلنساف و من دوف سبييز ،ابتداء من ديباجة ىذا اؼبيثاؽ إُف بقية اؼبواد يف الفووؿ اؼبشكلو لو ،و
كذلك من اإلعبلف العاؼبي غبقوؽ اإلنساف يف ، 1948و كذلك العهدين الدوليُت للحقوؽ اؼبدنية و السياسية
من جهة و اغبقوؽ االقتوادية و االجتماعية و الثقافية من جهة اخرى لسنة ،1966و الربوتوكوليُت اإلضافيُت
ؽبما ،دوف أف ننسى ترسانة االتفاقات و اؼبعاىدات الفئوية اؼبربمة و اليت هتدؼ كلها غبماية حقوؽ اإلنساف .3
الفقرة الثانية :
القانوف الدكيل للبيئة
يضم ىذا الفرع ؾبموعة القواعد القانونية اليت تعٌت حبماية البيئة الدولية دبا فيها اغبفاظ على مواردىا و
ابألخص العناصر و اؼبواد النادرة منها ،و يعترب ىذا الفرع من أىم مظاىر التجديد يف القانوف الدوِف اؼبعاصر
ذلك أف قضااي البيئة َف تعد ؿبوورة يف نطاؽ التشريعات الوطنية الداخلية للدوؿ فقط ،و إمنا أصبحت قضااي
1عمر سعد هللا :مدخل للقانوف الدوِف غبقوؽ اإلنساف :الطبعة الثالثة ،ديواف اؼبطبوعات اعبامعية ،اعبزائر . 8003 ،
أنظر أيضا :
أضبد ابو الوفا :اغبماية القانونية غبقوؽ اإلنساف :دار النهضة العربية ،القاىرة ،مور.8999 ،
2السيد السعيد الربعي :ضباية حقوؽ اإلنساف يف ظل التحكيم االقليمي :دار النهضة العربية ،القاىرة ،مور . 8985 ،
أنظر أيضا:
وائل أضبد عبلـ :االتفاقيات الدولية غبقوؽ اإلنساف :دار النهضة العربية ،القاىرة ،مور . 8999
Brownlie Ian : Principies of public international low:third edition , ciarendon press, oxford,1979 ,pp72-75.
3بيار ماري دوبوي :القانوف الدوِف العاـ :ترصبة دمحم عرب صاصيبل – سليم حداد ،اؼبؤسسة اعبامعية للدراسات و النشر و
التوزيع ،بَتوت ،لبنأف . 830 ، 8008 ،
15
عاؼبية تقاـ ؽبا اؼبؤسبرات و الندوات اؼبتخووة ،بل تعدى األمر ذلك إُف إبراـ العديد من االتفاقيات الدولية
خبلؿ العقود اؼباضية كرست للبيئة ،وكمثاؿ عن ىذه اؼبؤسبرات ،مؤسبر األرض اؼبنعقد يف ريو دجيانَتو ابلربازيل يف
جواف من سنة . 1992
تتجلى أيضا مظاىر التجديد يف القانوف الدوِف من خبلؿ فرعو اؼبتعلق ابلبيئة ،من خبلؿ أيضا التجديد
يف تطوير اؼبسؤولية الدولية ،و منها اؼبسؤولية عن اؼبخاطر ،و عدـ اشًتاط الفعل اؼبتسبب يف قيامها يف حالة
اإلضرار ابلبيئة و ربقق اػبطر .
الفقرة الثالثة :
القانوف الدكيل للبحار
يتكوف ىذا الفرع من ؾبموعة القواعد الناظمة لبلستغبلؿ اؼبشًتؾ لثروات البحار و احمليطات و مواردىا
اغبية و غَت اغبية سواء يف اؼباء أو ربت القاع ،كما يبُت حقوؽ الدوؿ فيها من خبلؿ ربديد اؼبناطق البحرية و
بياف حدود كل منطقة ،و ابلتاِف بياف حدود االختواص السيادي إف صح ىذا التعبَت على ىذه اؼبناطق ،و اؼبياه
اإلقليمية لكل دولة ،و منطقتها االقتوادية ،و كذلك يتوُف تبياف اغبقوؽ يف أعاِف البحار .1
جيد ىذا الفرع أساسو القانوين يف اتفاقية جنيف لسنة ، 1958اتفاقية األمم اؼبتحدة لقانوف البحار لسنة
، 1982و من دوف أف ننسى االجتهادات القضائية اليت تودرىم ؿبكمة العدؿ الدولية يف ىذا اجملاؿ ،من خبلؿ
أحكامها اؼبختلفة ،وكمثاؿ على ذلك حكمها اؼبتعلق بقضية مضيق كورفو .2 1949
الفقرة الرابعة:
القانوف الدكيل للتنمية
يشمل ىذا القانوف ؾبموعة القواعد الواجبة التطبيق على العبلقات االقتوادية بُت الدوؿ النامية و الدوؿ
اؼبتقدمة و اؼببنية على وجوب العدالة و التكافؤ دبا يضمن للدوؿ النامية التنمية اؼبطلوبة و اؼبرتقبة .
1صبلح الدين عامر :القانوف الدوِف اعبديد للبحار :دراسة ألىم أحكاـ اتفاقية األمم اؼبتحدة لقانوف البحار لعاـ ، 8988دار
النهضة العربية ،القاىرة ،مور ، 8983 ،ص . 5
أنظر أيضا:
ابراىيم دمحم الدغمة :القانوف الدوِف اعبديد للبحار :اؼبؤسبر الثالث و اتفاقية األمم اؼبتحدة لقانوف البحار ،دار النهضة العربية ،
القاىرة ،مور ، 8983 ،ص . 3
Shàw(M) : International Law –Hodder And Stoughton : London ,pp 530-559
Sans (PH) Tarasofsky (R) And Weiss (M) : Principles Of International Envirenmental Law ; Menchester,Uni ,
Press, 1976
2دمحم اغباج ضبود :القانوف الدوِف للبحار :الطبعة األوُف ،دار الثقافة للنشر و التوزيع ،عماف ،األردف .. 8008 ،
16
جيد أساسا لو ىذا القانوف يف مقررات التعاوف كمؤسبر مشاؿ جنوب ،1974و االتفاقيات الدولية
كاتفاقييت ايوندي ،1969، 1963و اتفاقييت لومي 1975و، 1980ابإلضافة إُف التوصيات و االعبلانت
الوادرة عن االمم اؼبتحدة يف ىذا اجملاؿ ،و منها إعبلف اغبق يف التنمية الوادر عن اعبمعية العامة لؤلمم اؼبتحدة
ربت رقم 128/41ديسمرب . 1968
حاليا َف يعد ؽبذا القانوف وجود ألسباب موضوعية منها ظهور القطبية الوحيد سياسيا و اقتواداي و كذلك
انتشار العوؼبة كنمط اقتوادي جديد .
الفقرة اخلامسة :
القانوف الدكيل لالجئني
ىو ؾبموعة القواعد اليت تعٌت بتحديد اؼبركز القانوين لبلج من حيث تعريفو ،و الشروط الواجب توافرىا
فيو حىت يوطلح عليو ابلبلج و االعًتاؼ بو دوليا نتيجة لذلك ،و ابلتاِف تبياف اغبقوؽ اليت يتمتع هبا ىذا
األخَت و االلتزامات اؼبتقابلة اليت يلتزـ هباء البلج اذباه دولة اؼبلج لوفتو ىذه ،و كذلك توضيح اؼبسؤولية
اؼبًتتبة على دولة اؼبلجأ اذباه البلج و إلزامية التقيد أبحكاـ ىذا القانوف .1
يستمد أساسو ىذا القانوف خاصة من اتفاقية األمم اؼبتحدة لبلجئُت لسنة 1951و بروتوكوؽبا اؼبلحق
2
لسنة 1927و عدد كبَت من قراراهتا ذات الولة.
يعرؼ ىذا القانوف أبنو ؾبموعة القواعد العرفية و االتفاقية الدولية اؼبتعلقة حبماية األشخاص و اؼبوابُت
من جراء النزاعات اؼبسلحة الدولية ،بل أكثر من ذلك يشمل القواعد اليت ربمي األعياف اؼبدنية اؼبوضوعة ػبدمة
األشخاص يف اإلقليم مسرح النزاع اؼبسلح ،و اليت ال تستعمل بوورة مباشرة يف العمليات العسكرية ،كما يشمل
ىذا القانوف ضباية األشخاص الدين ال يشاركوف يف اؼبعارؾ ،كما أف قواعد ىذا القانوف تتوُف ربديد وسائل و
1صباؿ عبد الناصر مانع :حق العودة و حق تقرير اؼبوَت للشعب الفلسطيٍت يف ضوء مبادئ القانوف الدوِف :حبث مقدـ يف
الندوة العاؼبية – كبو حل عادؿ ؼبشكلة البلجئُت الفلسطينيُت ،اؼبنعقد يومي 07-06سبتمرب ،8006اؼبنظمة من طرؼ
ؾبموعة عائدوف 'سوراي و لبناف )ابلتعاوف مع جامعة دمشق ،سوراي .
2برىاف أمر هللا :حق اللجوء السياسي :دراسة يف نظرية اؼبلجأ يف القانوف الدوِف ،دار النهضة العربية ،القاىرة . 8008 ،
17
طرؽ اغبرب يف سبيل الوصوؿ إُف غاية أظبى أال وىي زبفيض آاثر النزاعات اؼبسلحة و ما ينجر عنها من مآسي و
1
آالـ .
حيد أساس لو ىذا القانوف يف األعراؼ الدولية أوال ،مث االتفاقيات الدولية و منها اتفاقية جنيف لسنة
، 1864اتفاقية الىاي ، 1899اتفاقية الىاي لسنة 1907و اتفاقيات جنيف االربع 1949و الربوتوكوليُت
اإلضافيُت ؽبا لسنة . 1977
الفقرة السابعة :
القانوف الدكيل اإلدارم .
يعرؼ ىذا القانوف أبنو ؾبموعة القواعد القانونية اليت هتتم ابلوظيفة العامة الدولية ،و كذلك القواعد اليت
تضبط العبلقة القانونية اليت تنشأ بُت اؼبنظمة الدولية و مستخدميها ،و ما يًتتب عن شغل الوظيفة العامة الدولية
من حقوؽ و التزامات ،و قد أضحى ىذا الفرع ذوا أمهية ابلغة السيما يف عور التنظيم الدوِف ،و الذي أحد
أبرز ظباتو كثرة اؼبنظمات و األجهزة الدولية على اختبلفها .
يعترب ىذا القانوف حديث النشأة و ال يزاؿ يف طور التكوين ،و كاف سبب ظهور ىذا القانوف التنافس
الكبَت يف رحبلت غزو الفضاء بُت اإلرباد السوفيايت سابقا و الوالايت اؼبتحدة األمريكية ،و ىو األمر الذي جعل
األمم اؼبتحدة تسارع إُف وضع قواعد قانونية بغية تنظيم استعماؿ الفضاء اػبارجي عن طريق صبلة من القرارات و
منها القرار اؼبتعلق ابستعماؿ الفضاء اػبارجي لؤلغراض السلمية يف ،1951و القرار اؼبتعلق ابؼببادئ اؼبتعُت
إتباعها يف استعماؿ الفضاء اػبارجي ،1961وصوال إُف اعتماد اتفاقية 1967اؼبتعلقة بتنظيم نشاط الدوؿ يف
استخداـ الفضاء اػبارجي دبا فيها القمر و األجراـ السماوية األخرى .
الفقرة التاسعة :
قانوف التحكيم الدكيل
يضم ىذا القانوف ؾبموع القواعد القانونية اليت تنظم الوسائل اؼبمكنة غبل النزاعات الدولية حبل سلميا و
تتم مباشرة الوظيفة القضائية يف اجملتمع الدوِف إبحدى الطريقتُت ،مها التحكيم و القضاء .
1عمر سعد هللا :تطور تدوين القانوف الدوِف اإلنساين ،دار الغرب اإلسبلمي . 8997 ،
عمر سعد هللا :القانوف الدوِف اإلنساين – واثئق و اراء ،دار ؾببلوي للنشر و التوزيع ،األردف . 8008 ،
18
التحكيم ىو تسوية النزاعات الدولية بواسطة ؿبكمُت و ىم قضاة خيتارىم األطراؼ على أساس احًتامهم
للقانوف الدوِف ،و ىو اختوار للجهد و الوقت ،إذ يسمح حبل النزاعات الدولية بشكل أسرع .
أما القضاء فهو عبوء األطراؼ إُف عرض نزاعهم على ىيئات قضائية دائمة منظمة كما ىو الشأف يف
القضاء الوطٍت من أجل طلب تسويتو ،و يتمثل القضاء الدوِف يف ؿبكمة العدؿ الدولية اليت أسست سنة
. 1 1945
الفقرة العاشرة :
القانوف الدكيل للحدكد
يضم ىذا القانوف القواعد اؼبتعلقة برسم اغبدود الدولية افًتاضيا و زبطيطها ميدانيا ،سواء كانت حدود
برية أو حبرية ،أو جوية ،و قد ظهر ىذا القانوف بعد استقبلؿ الدوؿ اإلفريقية و األسيوية ،و كنتيجة للنزاعات
اليت اثرت بُت ىذه الدوؿ حوؿ اغبدود. 2
كرس ىذا القانوف مبدأ اعتماد اغبدود اؼبوروثة عن االستعمار من أجل وضح حد الدعاءات الدوؿ
اؼبتنازعة حوؿ اغبدود .
جيد ىذا القانوف أساسا لو يف االتفاقيات الثنائية اؼبربمة بُت الدوؿ اؼبتجاورة أو اليت تتقاسم حدود مشًتكة
،ىذه االتفاقيات تسمى ابتفاقيات ترسيم اغبدود كتلك اليت أبرمتها اعبزائر مع جَتاهنا من الدوؿ العربية تونس و
ليبيا و اؼبغرب ،كما يستمد ىذا القانوف أساسو من قرارات اؼبنظمات الدولية و أحكاـ القضاء الدوِف يف ىذا
اجملاؿ .
الفصل الثاين :
الطبيعة القانونية لقواعد القانوف الدكيل العاـ ك أساسو .
يزداد موضوع الوفة القانونية لقواعد القانوف الدوِف العاـ أمهية عن نظَتهتا يف القانوف الداخلي ،ذلك أف
األوؿ على أمهيتو كاف ؿبل انقساـ و خبلؼ بُت مؤيد ومعارض للوفة القانونية لقواعده ،و مقود ىذا اػببلؼ
سبتع قواعد القانوف الدوِف ابلقوة اؼبلزمة من عدمو ،و لنزع اللبس عن ىذا اؼبوضوع فإننا ارأتينا توضيح كل ما يتعلق
1مفيد ؿبمود شهاب :اؼبنظمات الدولية :الطبعة اػبامسة ،دار النهضة العربية ،القاىرة ،مور ، 8985 ،ص ص-337
. 338
2أنظر يف ىذا الشأف :نوري مرزة جعفر :اؼبنازعات اإلقليمية يف ضوء القانوف الدوِف اؼبعاصر :ديواف اؼبطبوعات اعبامعية ،
8998
فيول عبد الرضباف على طو :القانوف الدوِف و منازعات اغبدود :الطبعة الثانية ،دار األمُت للنشر و التوزيع . 8999 ،
19
ابلوفة القانونية لقواعد القانوف الدوِف العاـ من خبلؿ عرض االذباىُت اؼبنكر و اؼبؤيد ؽبا(اؼببحث األوؿ ) ،
لنتطرؽ الحقا لتوضيح أساس القانوف الدوِف العاـ ( اؼببحث الثاين ) .
من اؼبستقر عليو فقها و قانوان أف قواعد القانوف الداخلي تقوـ على ثبلثة أعمدة و ىي سلطة تشريعية
تتوُف وضع القاعدة القانونية ،و سلطة تنفيذية تتوُف تنفيذىا ،و سلطة قضائية تتوُف ضبايتها يف حالة االعتداء
عليها من خبلؿ توقيع اعبزاء ،لكن ىذا التقسيم للسلطات ال يوجد هبذا التوصيف على اؼبستوى الدوِف .
كما سبقت اإلشارة إليو فقد اثر خبلؼ ىاـ حوؿ الوفة القانونية لقواعد القانوف الدوِف العاـ ،فاالذباه
األوؿ أنكر الوفة القانونية ؽبذه القواعد ( اؼبطلب األوؿ) بينما االذباه الثاين دفع بثبوت ىذه الوفة لقواعد ىذا
القانوف ( اؼبطلب الثاين ) .
ادلطلب األكؿ :
االجتاه ادلنكر للصفة القانونية لقواعد القانوف الدكيل العاـ
أنكر أصحاب ىذا االذباه القوة اؼبلزمة لقواعد القانوف الدوِف العاـ ،و برروا ذلك بكوف ىذه األخَتة
تفتقد ػبوائص القاعدة القانونية ،و أمهها توقيع اعبزاء يف حالة انتهاكها ،و أضافوا زايدة عن ذلك أف قواعد
القانوف الدوِف تفتقد إُف تنظيم قانوين يتمتع أبجهزة سبتع بسلطة اصدار القرار ،ىذا االخَت يتمتع بوفة االلزاـ يف
مواجهة اجملتمع الدوِف ،و ليس اصدار ؾبرد توصيات يًتؾ أمر تنفيذىا ألعضاء اجملتمع الدوِف ،ذلك أف ىذا
األخَت ىو ؾبتمع يستبعد أي تنظيم أعلى من الدوؿ ،األمر الذي انعكس على قواعد القانوف الدوِف العاـ الذي
ربكمو ،و ىو األمر الذي أدى أبنوار ىذا االذباه و على رأسهم "أوسنت" و "ىيغل " إُف إنكار أي خاصية من
خوائص القاعدة القانونية عن قواعد القانوف الدوِف العاـ ،و منها انعداـ كل من سلطة تشريعية و اعبزاء
االجتماعي اؼبنظم و سلطة قضائية .
الفرع األكؿ :
انعداـ السلطة القضائية
الثابت أنو و على اؼبستوى الداخلي للدولة فإف السلطة التشريعية ىي صاحبة االختواص اغبوري
دستوراي لوجود أية قاعدة قانونية ،و ىو ىو اختواص أصيل ؽبذه السلطة ابعتبارىا فبثلة للشعب ،لكنو و على
اؼبستوى الدوِف فإنو ال وجود ؽبذه السلطة ابؼبعٌت القانوين .
20
أتكيدا ؼبا سبق عرضو أعبله يشبو بعض الفقهاء و منهم "كانط"و "بينتاـ" حالة اجملتمع الدوِف ابلطبيعة
لوجود عنور تشابو بينهما و ىو الغلبة لؤلقوى ،ذلك أنو يف غياب سلطة أعلى يف اجملتمع الدوِف تتوُف التشريع
فإف عبلقات ىذا اجملتمع تقوـ على القوة ،و يضيفوف لذلك أنو حىت يف حالة وجود معاىدة دولية فإنو ديكن
إهنائها ابلقوة ،و لذلك أضحت القاعدة القانونية حسب أنوار ىذا االذباه ؾبرد قاعدة أخبلقية ال غَت ترتب
االستهجاف و ال ترتب اؼبسؤولية الدولية .
الفرع الثاين :
انعداـ اجلزاء ادلنظم
يعترب اعبزاء الضمانة القوية غبماية القاعدة القانونية من أي خرؽ يف التشريعات الوطنية ،لوجود سلطة
عليا تتوُف توقيع اعبزاء على كل منتهك ؽبذه القاعدة ،لكنو على اؼبستوى الدوِف و لطبيعة ىذا األخَت البلمركزية
من خبلؿ غياب سلطة عليا لتوقيع اعبزاء يف حالة ـبالفة قاعدة دولية ،فإف القاعدة القانونية الدولية توبح يف
حكم العدـ النعداـ خاصية اإللزاـ فيها ،و ابلتاِف ال ديكن القوؿ بوجود القانوف الدوِف أصبل .1
كما سبقت االشارة إليو فإف اجملتمع الدوِف و لطابعو البلمركزي و هنجو األسلوب األفقي ،أين ال توجد
سلطة أعلى من سلطة الدولة ،فإنو و تبعا لذلك يفتقد لنظاـ السلطات اؼبستقر على اؼبستوى الداخلي للدولة و
منها السلطة القضائية ،ىذه األخَتة اليت يناط هبا ضباية تطبيق القاعدة القانونية و توقيع اعبزاء اؼبناسب يف حالة
انتهاكها .
يضيف أنوار ىذا االذباه تدعيما لوجهة نظرىم على أف وجود ؿبكمة العدؿ الدائمة كسلطة قضائية
دولية فرضا ،ال جيعلها فعبل هبذا التوصيف ،ذلك أف عرض الدوؿ تسوية نزاعاهتم الدولية على ىذه احملكمة يكوف
بوفة اختيارية منهم و ليست إجبارية ،و خيضع إلرادة الدوؿ ،إضافة إُف غياب الضماانت اؼبتعلقة بتنفيذ أحكاـ
ىذه احملكمة ،و ىو عكس ما يتم العمل بو أماـ السلطة القضائية الوطنية .
خبلصة القوؿ فإف أصحاب االذباه اؼبنكر للوفة القانونية لقواعد القانوف الدوِف العاـ خلووا إُف نتيجة
مفادىا أف قواعد القانوف الدوِف العاـ ما ىي إال قواعد رضائية تنش من تراضي الدوؿ الوريح أو الضمٍت و
1يوسف علواف :القانوف الدوِف العاـ – اؼبقدمة و اؼبوادر :الطبعة الثالثة ،دار النشر ،عماف األردف ، 8007 ،ص ص-88
. 89
21
ابلتاِف تعترب ىذه الدوؿ ىي اؼبنشئة للقاعدة القانونية الدولية و اؼبخاطبة هبا يف نفس الوقت ،1و عليو أضحت
قواعد القانوف الدوِف العاـ ؾبرد قواعد أخبلقية ال ترتب أية مسؤولية و إمنا ؾبرد استهجاف أي ؾبرد مسؤولية أدبية
على عكس قواعد القانوف الداخلي .2
على عكس االذباه السابق يرى أصحاب ىذا االذباه أف ربط الوفة القانونية لقواعد القانوف الدوِف العاـ
بوجود السلطات الثبلث اؼبعروفة داخل الدولة أمر غَت سديد وذلك من خبلؿ ما يلي :
حسب أنوار ىذا االذباه فإف ربط وجود القاعدة القانونية بوفة عامة بوجود سلطة تشريعية ؽبا أمر غَت
مستقيم ،ذلك أنو توجد شواىد كثَتة على وجود قواعد قانونية تتمتع ابلقوة االلزامية لكنها َف تودر عن سلطة
تشريعية ،و مثاؽبا القاعدة العرفية ،و أحسن مثاؿ على ذلك القانوف اإلقبليزي ،و لذلك فأنوار االذباه اؼبنكر
للوفة القانونية لقواعد القانوف الدوِف وقعوا يف خطأ قانوين ،أين َف يستطيعوا التفريق ما بُت القانوف و التشريع و
مها واقعتُت قانونيتُت ـبتلفتُت ،بدليل أف الوياغة القانونية أو التشريع بوفة عامة ىو إجراء الحق لوجود القاعدة
القانونية ،ىذا األخَت ىو دبثابة اإلقرار دبشروعية ىذه القاعدة و صبلحيتها للتطبيق .3
حسب أنوار ىذا االذباه فإف اعبزاء ال يدخل ضمن تكوين القاعدة القانونية و إمنا ىو ضماف إلنتاج أثر
ىذه القاعدة يف الواقع العملي ،و ابلتاِف فاعبزاء مستقل عن القاعدة القانونية يف حد ذاهتا ،ذلك أف انعداـ أو
ضعف اعبزاء ال يؤدي إُف انعداـ القاعدة القانونية ،و دبفهوـ اؼبخالفة فإف ضعف أو انعداـ اعبزاء ليس عيب
1
Jams (B ,S) :The Legal Nature Of International Law , Essays International Law ,C,I,R,New York?1965 ,PP19-
47.
2عبد العزيز دمحم سرحاف :القانوف الدوِف العاـ :مرجع سابق ص ص . 69-68
3دمحم يوسف علواف :القانوف الدوِف العاـ -اؼبقدمة و اؼبوادر :الطبعة الثالثة ،مرجع سابق ،ص : . 88
22
يويب القاعدة القانونية يف تكوينها ،و إمنا العيب يرجع إُف ظروؼ خارجة عن نطاؽ القاعدة القانونية ،و يكمن
يف فعالية النظاـ االجتماعي اؼبكلف بتوقيع اعبزاء .
إضافة إُف ما سبق عرضو فإف ضعف اعبزاء أو انعدامو ال خيص القانوف الدوِف العاـ،بل ىو موجود أيضا
يف القوانُت الوطنية ،و رغم ذلك ال يسقط ىذا العيب عن القاعدة القانونية الوطنية صفتها اؼبلزمة .
الفرع الثالث:
استقاللية القانوف الدكيل عن القضاء الدكيل
استمرارا لؤلسانيد اليت قدمها أنوار االذباه اؼبؤيد للوفة القانونية لقواعد القانوف الدوِف دعما لوجهة
نظرىم ىذه ،فإهنم يؤكدوف أنو إذا نظران على اؼبستوى الوطٍت أو الداخلي قبد أف القانوف سابق للقضاء كسلطة
من سلطات الدولة ،و الدليل على ذلك أف وجود القضاء كاف نتيجة لسلسلة من التطورات كللت يف النهاية
إبجياد ىذه السلطة ،ذلك أنو قبل معرفة ىذه االخَتة كانت اؼبنازعات تسوى بطرؽ أخرى مثل احملكمُت أو
القضاة الشعبيُت ،أضف إُف ذلك أف أسبقية وجود القانوف قبل ارساء القضاء كمؤسسة أو سلطة داخلية َف
يسقط على القانوف الداخلي صفتو القانونية أو قوتو اؼبلزمة ،و ابلنتيجة على ذلك فإف القانوف الدوِف ديكن أف
يوجد قبل و جود القضاء الدوِف ،ألف مهمة القاضي تكمن يف تطبيق القانوف و ليس إقراره و تشريعو.1
ذبدر اإلشارة إُف أف استقبلؿ قواعد القانوف الدوِف العاـ عن القضاء الدوِف ليس ابؼبطلق ،بل ىناؾ من
الشواىد ما يدؿ على اقًتاهنما يف أحايُت كثَتة ،و من ذلك احملاكم الدولية اؼبختلفة اليت مت إنشائها و حىت االقليمية
،و اليت إما أنشأت لغرض ؿبدد و مؤقت كاحملاكم اعبنائية الدولية اؼبؤقتة ،أو تلك اليت أنشأت بوفة دائمة مع
احًتاـ التخوص اؼبنوط هبا مثل ؿبكمة العدؿ الدولية و احملاكم االقليمية اؼبتعلقة حبقوؽ اإلنساف مثل احملكمة
األوروبية غبقوؽ اإلنساف ....اٍف .2
ادلبحث الثاين :
أساس القانوف الدكيل العاـ ك عالقتو ابلقانوف الداخلي
القانوف الدوِف ىو قانوف وضعي أبمت معٌت الكلمة ،و ىو أيضا قانوف تنسيق و توفيق على عكس القانوف
الوطٍت الذي ىو قانوف تبعية و خضوع ،و ابلتاِف فالقانوف الدوِف ديكن وصفو أبنو قانوف تعاقدي و ليس سلطوي
يقود أبساس القانوف الدوِف العاـ األساس اليت تستمد منو قواعد ىذا القانوف قوتو االلزامية ،فإذا كاف
القانوف الداخلي يستمد قوتو االلزامية من سلطة عليا يف الدولة أال وىي السلطة التشريعية ،فمن أين يستمد
القانوف الدوِف قوتو يف غياب ىذه السلطة العليا على اؼبستوى الدوِف ؟ ،مع العلم أنو ينبغي التمييز بُت القوة
التنفيذية البلزمة لتنفيذ القاعدة القانونية الدولية ،و القوة اؼبلزمة ؽبذه القاعدة و ابلنتيجة فإف زبلفت األوُف ال يعٍت
إطبلقا ذبرد الثانية من قوهتا اؼبلزمة .
أاثر موضوع القوة اؼبلزمة لقواعد القانوف الدوِف العاـ جدال واسعا بُت فقهاء ىذا األخَت ،و تبعا لذلك
تعددت مذاىبهم و أطروحاهتم يف ىذا اعبانب ،و ديكن حور ىذه اؼبذاىب فيما يلي :
تنحور الفكرة األساسية اليت ذبمع اؼبذاىب اإلرادية أساسا يف أف القانوف الدوِف العاـ ما ىو يف اغبقيقة
إال نتاج إرادة الدوؿ إما منفردة أو ؾبتمعة ،سواء مت ترصبة ىذه اإلرادة بشكل صريح يف اتفاقات ،أو مت
استخبلص ىذه اإلرادة من خبلؿ سلوؾ الدوؿ أي ما يسمى ابلعرؼ الدوِف. 2
بعبارة أخرى جيعل أصحاب ىذا اؼبذىب من إرادة الدوؿ الورحية أو الضمنية أساس االلتزاـ بقواعد
القانوف الدوِف العاـ ،فالقانوف الداخلي ىو نتاج اإلرادة اؼبنفردة للدولة ،بينما القانوف الدوِف ىو نتاج اإلرادة
اعبماعية للدوؿ .
انقسم أنوار ىذا اؼبذىب بدورىم إُف مذىبُت ،لكل مذىب نظريتو اػباصة و مها مذىب اإلرادة
اؼبنفردة أو نظرية التحديد الذايت ،و مذىب اإلرادة اؼبشًتكة للدوؿ .
1دمحم اجملدوب :القانوف الدوِف العاـ :الطبعة ، 6منشورات اغبلب اغبقوقية ،بَتوت ،لبناف ، 8007 ،ص ص .65- 85
2
Friedmann (W) :Théorie Generale Du Droit : L,G,D,J, Paris , 1965 , PP ? 229-244.
24
الفقرة األكىل :
مذىب اإلرادة ادلنفردة للدكلة ( نظرية التحديد الذايت )
قاؿ هبذه النظرية كل من الفقيو األؼباين "ىيغل " و " جورج لينك " و " اىرنج " و مؤداىا أف الدولة
ذات السيادة ال ديكن أف زبضع إلرادة أعلى من إرادهتا ،ألهنا بذلك تفقد اعتبارىا و كياهنا ،غَت أنو ديكن للدولة
أف تقيد إرادهتا من خبلؿ ما تنشئو من عبلقات مع الدوؿ األخرى .
بتعبَت أخر يرى أصحاب ىذه النظرية أف القوة اؼبلزمة لقواعد القانوف الدوِف ترتكز على اإلرادة اؼبنفردة
لكل دولة من الدوؿ ،استنادا ؼبا تتمتع بو الدولة من السيادة اؼبطلقة ،األمر الذي ال ديكن معو إخضاعها لسلطة
أعلى منها ،لكنو أحياان الدولة ربد من سلطاهتا إبرادهتا اغبرة من أجل ربط عبلقات مع دوؿ أخرى ،ىذا التقييد
إلرادة الدولة إبرادهتا اغبرة ىو الذي دينح قواعد القانوف الدوِف القوة اؼبلزمة .1
إنفاذا ؽبذه النظرية يف العمل القضائي تبنت ؿبكمة العدؿ الدائمة مفهوـ ىذه النظرية من خبلؿ حكمها
الشهَت يف قضية اللوتس سنة 1927أين جاء يف حكمها ... ":القواعد القانونية اليت تربط الدوؿ تنتج عن
إرادهتا ،و تظهر ىذه اإلرادة إما من االتفاقيات الدولية ،و إما من العرؼ اؼبتبع عموما .2"...
يؤاخذ على ىذه النظرية أهنا تؤدي إُف عدـ استقرار األوضاع القانونية يف اجملتمع الدوِف ،ذلك أنو و
كنتيجة ؽبذه النظرية فأف أي دولة إبمكاهنا أف ال تلتزـ بقواعد القانوف الدوِف ،و ذلك دبجرد إعبلهنا عدـ التقيد
هبذه القواعد ،ماداـ أف التزامها بقواعد القانوف الدوِف منوط إبرادهتا وحدىا فقط ال غَت ،و ىو األمر الذي
سوؼ يتسبب يف ىدـ القانوف الدوِف العاـ من أساسو ،أضف إُف ذلك أف ىذه النظرية ذبعل قواعد القانوف
الدوِف تستمد قوهتا االلزامية من إرادة األشخاص الدين خيضعوف ؽبا ،بينما مهمة القانوف الدوِف العاـ ىي تقييد
ىذه اإلرادة .
إف تطبيق نظرية التحديد الذايت يف تفسَت أساس القانوف الدوِف العاـ و ربطها للقوة اؼبلزمة ؽبذه القواعد
إبرادة الدولة وحدىا ،جيعل ىذه األخَتة دبا تتمتع بو من سيادة سهولة ربللها من ىذه القواعد ،إذا ما تعارضت
مع مواغبها و ىو أمر ال يستقيم و استمرارية قواعد القانوف الدوِف العاـ. 3
1عبد العزيز دمحم سرحاف :القانوف الدوِف العاـ ،اؼبرجع السابق ،ص . 60
2علي زراقط :الوسيط يف القانوف الدوِف العاـ :الطبعة األوُف ،ؾبد اؼبؤسسة اعبامعية للدراسات و النشر و التوزيع ،بَتوت ،
لبناف 8088 ،ص . 36
أنظر أيضا :
إبراىيم بن داود :الوجيز يف قانوف العبلقات الدولية :دار الكتاب اغبديث ،اعبزائر ، 8009 ،ص ص . 79-78
3للتوضيح يف ىذا الشأف أنظر "
عبد الكرًن علواف :الوسيط يف القانوف الدوِف العاـ :الكتاب األوؿ ،مرجع سابق ،ص . 69
25
الفقرة الثانية :
مذىب اإلرادة ادلشرتكة للدكؿ ( نظرية اإلرادة ادلشرتكة أك اجلماعية للدكؿ )
وضع ىذه النظرية الفقيو األؼباين ( )Triepelو ىي ترى أف القوة اؼبلزمة لقواعد القانوف الدوِف تبٌت على
أساس اإلرادة اؼبشًتكة لكافة الدوؿ اؼبخاطبة بقواعد القانوف الدوِف ،ىذه األخَتة اليت تعلو على اإلرادة اؼبنفردة
لكل دولة ،و ابلنتيجة فإنو ال ديكن أف تكتس قواعد القانوف الدوِف صفة اإللزاـ من اإلرادة اؼبنفردة للدولة و إمنا
من توافر اإلرادة اؼبشًتكة للدوؿ .1.
بوورة مبسطة فإف ىذه النظرية تقوـ على اعتبار إرادة الدوؿ ىي األساس الذي تستمد منو قواعد القانوف
الدوِف صفة اإللزاـ ،نتيجة عدـ وجود سلطة أعلى يف اجملتمع الدوِف تتوُف وضع ىذه القواعد ،و إلزاـ الدوؿ
إبتباعها كما ىو الشأف على اؼبستوى الوطٍت ،و عليو فإف إرباد إرادة الدوؿ ىو األساس الذي تستمد منو قواعد
القانوف الدوِف العاـ قوهتا اؼبلزمة .
ىذه النظرية و إف كانت تفادت االنتقادات اؼبوجهة إُف مذىب اإلرادة اؼبنفردة إال أهنا َف تسلم بدورىا
من االنتقادات ىي أيضا ،فإذا كاف حسب أنوار ىذه النظرية مبدأ االلتزاـ بقواعد القانوف الدوِف العاـ مبٍت
كليا على اإلرادة اؼبشًتكة للدوؿ ،فما الذي دينع ىذه الدوؿ اليت سامهت يف إنشاء ىذه اإلرادة على عدـ
احًتامها و عدـ التقيد هبا مىت شاءت .
لقد واجو أصحاب ىذه النظرية ىذا االنتقاد ابلقوؿ أف شعور الدوؿ ابرتباطها هبذه اإلرادة اعبماعية ىو
الذي يفرض عليها االلتزاـ بقواعد القانوف الدوِف ،لكن ىذا الرد عجز عن ربديد أساس ىذا الشعور اعبماعي
للدوؿ يف االرتباط ،فبا جعل ىذا العجز ديتد إُف ىذه النظرية يف حد ذاهتا ،إضافة إُف أف فكرة اإلرادة اعبماعية
اؼبشًتكة للدوؿ َف تتمكن من تفسَت التزاـ الدوؿ اؼبنضمة حديثا إُف اجملتمع الدوِف ،على الرغم من عدـ مشاركتها
يف وجود قواعد القانوف الدوِف العاـ .2
1دمحم سامي عبد اغبميد :أصوؿ القانوف الدوِف العاـ :الطبعة الثالثة ،مكتبة مكاوي ،بَتوت ،لبناف ، 8976 ،ص 35و
ما بعدىا .
2ألكثر توضيح أنظر :
عبد الغٍت ؿبمود :القانوف الدوِف العاـ :الطبعة األوُف ،دار النهضة العربية ،القاىرة ،مور ، 8996 ،ص ص . 88-88
RousseaU (CH),op,Cit, p 35 أنظر أيضا :
26
الفرع الثاين :
ادلذىب ادلوضوعي ( ادلدرسة ادلوضوعية )
حبسب أنوار ىذا اؼبذىب فإف قواعد القانوف الدوِف العاـ ال تستمد قوهتا اؼبلزمة من إرادة الدوؿ و إمنا
تستمدىا من عوامل أخرى خارج ىذه اإلرادة ،لكنهم انقسموا إُف مدرستُت أو نظريتُت مها :نظرية تدرج القواعد
القانونية ،و نظرية التضامن االجتماعي .1
الفقرة األكىل :
نظرية تدرج القواعد القانونية ( ادلدرسة النمساكية – كلسن ):
تلقب أيضا ىذه اؼبدرسة ابؼبدرسة النمساوية و حبسب ىذا اؼبذىب فإنو لكل نظاـ قانوين قاعدة أساسية
يستند إليها ،و يف نفس الوقت يستمد قوتو اؼبلزمة منها ،و ابلتاِف فالقواعد القانونية ال ديكن تفسَتىا إال من
خبلؿ اسنادىا إُف قاعدة قانونية أخرى أعلى منها ،ىذه األخَتة بدورىا تستند إُف قواعد قانونية أعلى منها
األمر الذي جيعل القانوف حسب ىذه اؼبدرسة يكوف على شكل ىرـ يقع على قمتو قاعدة قانونية أساسية تستمد
منها كافة القواعد األخرى قوهتا اإللزامية ،و ىذه القاعدة القمية اليت تقع يف أعلى اؽبرـ ىي قاعدة قدسية االتفاؽ
و الوفاء ابلعهد ،و اليت ىي أساس االلتزاـ أبحكاـ القانوف الدوِف .2
بتعبَت آخر و حبسب ىذه اؼبدرسة فإف القانوف الدوِف يستمد إلزاميتو من فكرة تدرج القواعد القانونية أين
تستمد القاعدة األدىن قوهتا اؼبلزمة من القاعدة اليت تعلوىا مباشرة ،ىذه األخَتة بدورىا تستمد قوهتا اؼبلزمة من
قاعدة أعلى منها ىي األخرى ،و ىكذا بشكل تدرجي و بشكل تواعدي حىت نول إُف القاعدة األساس اليت
أتيت يف قمة اؽبرـ القانوين ،و اليت ال تعلوىا أية قاعدة أخرى من الناحية اؼبنطقية ،و ىذه القاعدة ىي قاعدة العقد
شريعة اؼبتعاقدين أو قاعدة الوفاء ابلعهود .3
حسب ىذه النظرية فإف االتفاؽ الدوِف يستمد قوتو من قاعدة العقد شريعة اؼبتعاقدين (( pacta
، )) Sunt Servandaىذه القاعدة ىي اليت تعطي ابقي فروع القانوف قوهتا اؼبلزمة ،و ىي القاعدة اليت تعد
1مفيد شهاب :القانوف الدوِف العاـ ،الطبعة الثانية ،دار النهضة العربية ،القاىرة ،مور ، 8985 ،ص 60و ما بعدىا
أنظر أيضا :
صبلح الدين عامر :مقدمة لدراسات القانوف الدوِف العاـ :دار النهضة العربية ،القاىرة ،مور 835 ،و ما بعدىا .
2أضبد دمحم رفعت :القانوف الدوِف العاـ :مركز جامعة القاىرة ، 8990 ،ص ص . 78-70
أنظر أيضا :
Whitton (JB) : La Règle Pacta Sunt Servanda :R,G,D,I,P,1934 –lll , PP151-275.
Sibert (M) : La Principe Pecta Sunt Servanda a‟ Partir du Moyen age Jusqu „ au débuts des temps modernes :
The Indian Yearbook Of International Affairs , 1956 , PP 38-45 .
3
Hans (Kelsen) : Principles Of International Law : Sécond éd , Holt ,Rinehard And Winston , Newyork ,
1966,P179.
27
جزء من القانوف الدوِف العاـ ،و تبعا لذلك كانت ىذه األخَتة ؽبا أولوية التطبيق يف حالة تعارضها مع قاعدة
قانونية داخلية. 1
انتقدت ىذه النظرية لكوهنا أعطت تفسَتا ألساس اإللزاـ لقواعد القانوف الدوِف االتفاقية منها فقط
لكنها عجزت عن إعطاء ىذا التفسَت لقواعد القانوف الدوِف العاـ األخرى كالقواعد العرفية ،إضافة إُف ذلك فإف
االعتماد على قاعدة العقد شريعة اؼبتعاقدين يف توضيح أساس اإللزاـ لقواعد القانوف الدوِف العاـ غَت كاؼ إذا
عرفنا أف ىذه القاعدة يف حد ذاهتا ال تكتمل إال ابالستناد إُف مبادئ أخرى كالعدالة و حسن النية و غَتىا،كما
أف اؽبرـ القانوين اؼبعتمد يف ىذه النظرية و الذي من خبللو تتسلسل القواعد القانونية تدرجييا ما ىو إال ؾبرد
افًتاض غَت واقعي و ال يبُت مودر نشوء القانوف الدوِف العاـ .2
أيضا من النقد اؼبوجو ؽبذه النظرية أهنا َف تبُت القاعدة األساسية اليت تستند إليها قاعدة أعلى اؽبرـ يف
تبياف أساس إلزاـ قواعد القانوف الدوِف ،ىذا إذا صدقنا جدال بوجود القاعدة األساسية .
تلقب أيضا ىذه النظرية دبذىب اغبدث االجتماعي و حبسب أنوار ىذه النظرية فإف القانوف ليس تعبَت
عن إرادة و إمنا ىو نتاج للمجتمع يفرض نفسو على اؼبخاطبُت أبحكامو ،و لذلك فالقانوف مهما كاف داخليا أو
دوليا ما ىو إال قواعد للسلوؾ االجتماعي فرضها الواقع االجتماعي نفسو ،و أف أساس القوة اؼبلزمة للقواعد
القانونية بنوعيها الداخلي و الدوِف ىو التضامن اؼبنش ؽبذه القواعد .3
يبلحظ على ىذه النظرية أهنا تقوـ على عدـ االعًتاؼ ابلسيادة و الشخوية القانونية للدولة ،على
اعتبار وحبسب أنوار ىذه اؼبدرسة أف الشخوية القانونية ال تثبت إال لؤلفراد الدين ؽبم وحدىم اإلرادة ،و ابلتاِف
فهي كنتيجة تنكر على الدولة إرادهتا يف خلق القاعدة القانونية الدولية ،بدليل أف القانوف سبق الدولة من حيث
الوجود .
انتقدت ىذه النظرية لكوهنا اعتمدت على أساس فلسفي يف تفسَتىا لوجود القانوف ،لكنها عجزت عن
إعطاء ما يولح كأساس لتفسَت القوة اؼبلزمة لقواعد القانوف الدوِف العاـ .
1دمحم سامي عبد اغبميد :أصوؿ القانوف الدوِف العاـ – القاعدة الدولية ، :اعبزء الثاين ،الطبعة السادسة ، ،الدار اعبامعية
اإلسكندرية ، 8986 ،ص 58ز ما بعدىا .
2عبد العزيز دمحم سرحاف :القانوف الدوِف العاـ ،مرجع سابق ،ص ص . 68- 67
3صباؿ عبد الناصر مانع :القانوف الدوِف العاـ – اؼبدخل و اؼبوادر :اعبزء األوؿ ،ص 37
28
الفرع الثالث :
النظرايت األخرل يف تفسري أساس القانوف الدكيل العاـ
إُف جانب النظرايت أعبله ظهرت نظرايت أخرى أقل أمهية يف ؿباولة منها لتفسَت القوة اؼبلزمة لقواعد
القانوف الدوِف العاـ نستعرضها فيما يلي :
الفقرة األكىل :
نظرية ادلصلحة
يرى أصحاب ىذه النظرية أف اؼبولحة ىي أساس قياـ العبلقات الدولية ،و ىي يف نفس الوقت مودر
التزاـ ىذه الدوؿ بقواعد القانوف الدوِف العاـ .
يبلحظ على ىذه النظرية أهنا تؤسس لرأيها ىذا من خبلؿ واقع العبلقات الدولية اؼبعاصرة ،كما أف
مودر التزاـ الدوؿ حسب أنوار ىذا االذباه يعود غبرص ىذه الدوؿ على ضباية مواغبها و ليس اقتناعها
بفحوى ىذه القواعد و غايتها .1
انتقدت ىذه النظرية كوهنا ال تولح أف تكوف أساس القانوف الدوِف العاـ يف الواقع ،ذلك أف اؼبولحة
تتغَت حسب الظروؼ ،كما أف ما تعتربه السياسة ربت أتثَت اؼبولحة قد يتعارض و مبادئ و أحكاـ القانوف
الدوِف العاـ ،كما أف ىذه النظرية َف تتمكن من اجياد معيار للتميز بواسطتو اؼبولحة اؼبشروعة من غَتىا ،و ىي
كلها انتقادات أبعدت األخذ هبذه النظرية كأساس للقانوف الدوِف العاـ .
جاءت ىذه النظرية كًتصبة للسياسة األوروبية اليت مت اعتمادىا يف معاىدة وستفاليا لعاـ ، 1648و اليت
من أىم معاؼبها عدـ السماح ألية دولة ابلوصوؿ إُف قدر من القوة أعلى من الدوؿ األخرى ،حبيث توبح هتدد
هبا ىذه الدوؿ من خبلؿ التوسع و الغزو ،و ابلتاِف يكمن ؿبتوى ىذه النظرية يف اغبفاظ على توازف موازين القوى
بُت الدوؿ األوروبية اؼبتوارعة ابلشكل الذي حيقق السلم و األمن للجميع .2
1دمحم اجملدوب :االقانوف الدوِف العاـ :الطبعة ،6مرجع سابق ،ص . 898
2والء فايز اؽبندي :اإلعبلـ و القانوف الدوِف :الطبعة األوُف ،دار اسامة للنشر و التوزيع ،عماف ،األردف ، 8088 ،ص95
29
انتقدت ىذه النظرية لكوهنا تقوـ على فكرة سياسية ،ىذه األخَتة غَت مستقرة ،كما أف فكرة التوازف
ؿبور ىذه النظرية هتتم فقط ابلدوؿ الكربى ال غَت ،و ابلتاِف ال ديكن ؽبذه النظرية أف تكوف أساسا للقانوف الدوِف
1
العاـ .
الفقرة الثالثة :
نظرية احلقوؽ األساسية
يرى أصحاب ىذه النظرية أف اغبقوؽ األساسية عبميع الدوؿ األعضاء يف اجملتمع الدوِف ىي اليت توجو
إرادة ىذه الدوؿ يف التمسك هبذه اغبقوؽ ،و ابلتاِف خلق قواعد القانوف الدوِف و االلتزاـ هبا ،و ىذه اغبقوؽ
تشمل كل من حق البقاء و االستقبلؿ و السيادة و اؼبساواة و االخًتاع و اغبق يف التجارة الدولية ،و ىي حقوؽ
تشبو إُف حد كبَت اغبقوؽ اؼبكرسة يف النظم التشريعية الداخلية ،و ابلتاِف تعد اغبقوؽ األساسية للدوؿ مودرا
لبللتزاـ يف القانوف الدوِف العاـ .
اؼببلحظ أف أنوار ىذه النظرية اتفقوا على اغبقوؽ األساسية اليت جيب أف تتمتع هبا صبيع الدوؿ لكنهم
اختلفوا حوؿ ربديد اغبقوؽ اليت تتمتع هبا الدوؿ ،فمنهم من قورىا على حقُت فقط و مها حقي االستقبلؿ و
االحًتاـ ،و منهم من قورىا على حق واحد وىو حق السيادة .
انتقدت ىذه النظرية لعجزىا عن حور اغبقوؽ األساسية اليت سبتع هبا الدوؿ .
تقوـ ىذه النظرية على فكرة القوة و ذلك انطبلقا من واقع العبلقات الدولية القائم على منطق القوة ،و
حبسب أنوار ىذه النظرية فإف الدولة و ما تتمتع بو من سيادة حيق ؽبا فعل ما تشاء من غَت اػبضوع ألي سلطة
تعلوىا أو ىيئة أعلى منها ،و ذلك ربقيقا ؼبواغبها اػباصة ،فإذا تعارضت ىذه األخَتة مع مواٌف دولة أخرى
فبل سبيل غبل النزاع بينهما إال ابللجوء إُف القوة ،و حىت االتفاقيات اؼبربمة بُت الدوؿ قائمة على القوة.
انتقدت ىذه النظرية على أساس أف قواعد القانوف الدوِف تنش على أسس سلمية بعيدة عن القوة.2
1أضبد اسكندري –دمحم انصر بوغزالة :ؿباضرات يف القانوف الدوِف العاـ :الطبعة األوُف ،مرجع سابق ،ص . 76
2
Cavaglieri (A) : Les Règles Générales Du Droit de LA Paix : R,C,A,D , Vol 2, 1929 , pp 315-583 .
أنظر أيضا :
صبا ؿبي الدين :القانوف الدوِف العاـ – اؼبوادر القانونية :دار اعبامعة اعبديدة ،اإلسكندرية ، 8009 ،ص ص 58-50
30
الفقرة اخلامسة :
النظرية ادلاركسية( االشرتاكية )
تقوـ ىذه النظرية على أساس ربليل قواعد القانوف الدوِف العاـ من خبلؿ العوامل االقتوادية و السياسية
و ابلتاِف ضرورة التسليم بوجود حد أدىن من االتفاؽ بُت الدوؿ اليت تنتمي إُف نظامُت ـبتلفُت ،ىذا االتفاؽ يعد
دبثابة التعايش بُت النظامُت اؼبختلفُت ،كما أف ىذا االتفاؽ ىو الذي يضفي صفة اإللزاـ على قواعد القانوف
الدوِف العاـ .
حبسب أنوار ىذه النظرية فإف قواعد القانوف الدوِف العاـ تستمد صفتها اإللزامية من خبلؿ وجود الوراع
و التعايش بُت اؼبعسكرين الرأظباِف و االشًتاكي .
انتقدت ىذه النظرية لكوهنا جاءت إابف القطبية الثنائية و ىو الوضع الغَت متوفر حاليا .
حبسب أنوار ىذه النظرية فإف قواعد القانوف الدوِف العاـ تستمد الزاميتها من مبدأ الوفاء ابلعهد موداقا
لقولو تعاُف " وأوفوا ابلعهد إف العهد كاف مسئوال " ذلك أف العهد ال غٌت عنو لضبط العبلقات و أساس صبيع
اؼبعامبلت ،و ىو يشكل عامل ثقة يف العبلقات الدولية .1
تقوـ ىذه النظرية على أساس وجود قواعد طبيعية أزلية تتعلق ابلبيئة اليت يعيش فيها اإلنساف ،تتغَت و
تتطور بتغَت الزماف و اؼبكاف ،يكشف عنها عقل اإلنساف من أجل ربقيق العدالة و سبثل النسق اؼبنطقي الذي تسَت
عليو طبيعة األشياء ،و من أمثلة ىذه القواعد اليت ربكم العبلقات الدولية قاعدة اغبق الطبيعي يف الدفاع الشرعي ،
ربرًن إابدة اعبنس البشري ،قاعدة حسن النية .2
1صباح لطيف الكربوِف :اؼبعاىدات الدولية – إلزامية تنفيذىا يف الفقو اإلسبلمي و القانوف الدوِف :الطبعة األوُف ،دار دجلة ،
عماف ،األردف ، 8088 ،ص ص . 98-78
2صباؿ ؿبي الدين :مبادئ القانوف الدوِف العاـ :روائع ؾبدالوي ،عماف ،األردف ، 8009 ،ص . 89
أنظر أيضا :على زراقط :الوسيط يف القانوف الدوِف العاـ :الطبعة األوُف ،مرجع سابق ،ص ص 36-35
31
ادلطلب الثاين:
العالقة بني القانوف الدكيل العاـ ك القانوف الداخلي
أاثرت عبلقة القانوف الدوِف العاـ ابلقانوف الوطٍت جدال واسعا بُت فقهاء القانوف ،و سبحور ىذا اػببلؼ
حوؿ أولوية التطبيق بُت القانونُت ،إضافة إُف مشكلة التنازع الذي قد يتعرض لو القاضي الوطٍت ،فهل توجد
عبلقة بُت القانونُت ؟ ،أـ ىي عبلقة مساواة ،أـ استقبلؿ ،أـ عبلقة اندماج و وحدة ،و يف كل األحواؿ ما ىي
اآلاثر اؼبًتتبة عن ىذه العبلقة ؟ .
إف حبث فقهاء القانوف للعبلقة ما بُت القانوف الدوِف العاـ و القانوف الداخلي من الناحية النظرية قبم عنو
نظريتاف أساسيتاف ،مها نظرية ازدواجية القانوف ( الفرع األوؿ)،و نظرية وحدة القانوف ( الفرع الثاين)،و تتوسط
ىاتُت النظريتُت نظرية التنسيق( الفرع الثالث) .
دافع عن ىذه النظرية أنوار اؼبدرسة الوضعية اإلرادية و السيما الفقيهاف " تريبل و شًتوب " و الفقيو
اإليطاِف "أنزلويت " ،و حبسب أنوار ىذه النظرية فإف قواعد القانوف الدوِف العاـ و القانوف الداخلي يشكلوف
نظامُت قانونيُت مستقلُت متمايزين و منفولُت سباما عن بعضهما البعض ،سواء من حيث اعبوىر أو األساس أو
األشخاص أو اؼبودر .
شرحا لنظريتهم يؤكد أنوار ىذه اؼبدرسة أف فبيزات االختبلؼ بُت القانونُت تكمن يف أف لكل منهما
موضوعاتو اػباصة ،وموادره اؼبستقلة ،و نطاقو اػباص و يقود بذلك ؾباؿ تطبيقو ،بل أكثر من ذلك فإف
لكل نظاـ قانوين أجهزتو القضائية اػباصة ،و ابلتاِف ال ؾباؿ ألف خيتلط أحدمها ابألخر ،و ال خيضع أي منهما
ألي نظاـ أعلى منو.
الفقرة األكىل :
االختالؼ من حيث ادلصادر
يستمد القانوف الداخلي مودره من إرادة الدولة فبثلة يف السلطة التشريعية ،بينما القانوف الدوِف يستمد
مودره من االتفاقات و اؼبعاىدات الدولية و العرؼ الدوِف،و بعبارة أدؽ فإف موادر القانوف الداخلي ىي اإلرادة
اؼبنفردة للدولة ،بينما ابلنسبة للقانوف الدوِف العاـ ىي اإلرادة اؼبشًتكة للمجتمع الدوِف .
32
الفقرة الثانية :
االختالؼ من حيث ادلوضوع
لكل من القانونُت موضوعاتو اػباصة و اؼبتباينة أيضا ،فالقانوف الداخلي ينظم العبلقات بُت األفراد فيما
بينهم داخل الدولة ،أما القانوف الدوِف العاـ فينظم عبلقات الدوؿ بعضها ببعض سواء وقت السلم أو وقت
اغبرب أو النزاع اؼبسلح ،كما يتوُف ىذا القانوف ابلتنظيم عبلقات الدوؿ ابؼبنظمات الدولية ،و عبلقة ىذه األخَتة
فيما بينها على اختبلؼ نطاقها اإلقليمي ،و أيضا ديتد القانوف الدوِف لينظم العبلقة بُت الدوؿ و األفراد على
أساس أف الفرد أصبح من أشخاص القانوف الدوِف يف عوران اغباِف.1
يشمل البناء القانوين للقانوف الداخلي على عدة ىيئات تقوـ بفرض احًتاـ القانوف كاحملاكم و السلطات
التنفيذية ،بينما القانوف الدوِف فبل نشاىد لو مثل ىذه اؽبيئات ،فإف وجد بعضها فإنو ال يعدو أف يكوف بدائيا .
الفقرة الرابعة :
اختالؼ األجهزة القضائية لكل من القانونيني .
القانوف الداخلي لو جهاز قضائي مهمتو تطبيق أحكاـ القانوف و تفسَتىا و فرض اعبزاءات اؼبناسبة على
اؼبخالفُت ؽبا ،و يستمد ىذا اعبهاز القضائي فعاليتو من سلطة تشريعية تشرع القوانُت ،و سلطة تنفيذية تضمن
تنفيذىا ،حىت ابستعماؿ القوة اعبربية ،أما ابلنسبة للقانوف الدوِف فإنو و أف كاف يتوفر على جهاز قضائي و ىي
ؿبكمة العدؿ الدولية فإنو يفتقد إُف سلطة تنفيذية تنفذ أحكامها ،بل أف ىذه األخَتة غَت ملزمة أصبل و ىي
استشارية فقط ،و َف تول بعد إُف وضع آلية اثبتة لتنفيذ أحكاـ القضاء الدوِف اعبنائي .
إف أىم النتائج اؼبًتتبة على تطبيق ىذه النظرية تكمن يف أف اؼبعاىدات الدولية ال تعد جزء من القانوف
الداخلي إال إذا سبت اؼبوادقة عليها من الدولة ،عن طريق آليتها اؼببينة يف دساتَتىا الداخلية ،و نشرىا كما ىو
الشأف ابلنسبة للقانوف الداخلي ،و يًتتب على غياب اؼبوادقة و النشر للمعاىدة على مستوى الدولة فقداهنا
1أضبد اسكندري – دمحم انصر بوغزالة :ؿباضرات يف القانوف الدوِف العاـ :الطبعة األوُف ،مرجع سابق ،ص ص 58-68
2للتوضيح أكثر أنظر :
علي إبراىيم :النظاـ القانوين الدوِف و النظاـ القانوين الداخلي صراع أـ تكامل :دار النهضة العربية ،مور ، 8995 ،ص 87
و ما بعدىا .
أنظر أيضا :
Sperduti (G) : Dualism and monism a confrontation to be overcomed: Mel , Miaja de la Meula , 1979 ,PP 459-
476.
34
انتقدت ىذه النظرية لكوهنا يف حالة تطبيقها يف الواقع تؤدي إُف إنكار الوفة اؼبلزمة لقواعد القانوف
الدوِف ،و حىت القوؿ بعدـ وجود القانوف الدوِف أصبل .
يبلحظ على أصحاب ىذه النظرية أنو و رغم اتفاقهم على وحدة قواعد القانوف الدوِف و الداخلي و
تشكيلهما لنظاـ قانوين واحد ،إال أهنم اختلفوا من حيث أولوية تطبيق قواعد أحدمها عن األخر ،دبعٌت أخر
أي الفرعُت أعلى من األخر و انقسموا نتيجة لذلك إُف رأيُت مها :
يرى أنوار ىذا الرأي من الفقهاء و ىو كل من "دجيي " و" جورج سيل" و "كليفر " و " كلسن " و
آخروف أف قواعد القانونُت الدوِف و الداخلي يشكلوف وحدة واحدة غَت قابلة للتجزئة ،و مها قانونيُت لنظاـ
قانوين واحد ،و ابلنتيجة ال يوجد أي اختبلؼ بينهما من صبيع النواحي سواء من حيث اؼبوادر أو اؼبوضوع ،وال
الطبيعة القانونية لكل منهما .
استنادا على ما سبق عرضو يرى أصحاب ىذا الرأي أف القانوف الدوِف ىو جزء من قانوف الدولة ،ىذا
األخَت الذي يقسم إُف عاـ و خاص ،و يتوُف ىذا اعبزء من القانوف الداخلي تنظيم عبلقات الدولة مع غَتىا من
الدوؿ ،مع احتفاظ ىذا اعبزء بسموه على القانوف الداخلي ،طبقا لقاعدة ظبو القانوف الدوِف على الداخلي اليت
تعد اغبل األنسب يف حالة وجود تعارض ؿبتمل بُت القانونُت الداخلي و الدوِف .1
انتقد ىذا الرأي بسبب القوؿ أف القانوف الدوِف يسمو على القانوف الداخلي ،و أف قاعدة القانوف الدوِف
تنسخ ما يعارضو من قوانُت داخلية ،و ذلك بسبب أف ىذا القوؿ منايف للواقع يف اجملالُت الدستوري و الدوِف ،و
دليل ذلك أف الدوؿ حىت إذا سلمت بسيادة القانوف الدوِف ،فإف قواعد ىذا األخَت ال تسري على اؼبستوى
الداخلي إال بعد اؼبوادقة على أحكاـ ىذه القواعد و نشرىا ،كما ىو مبُت يف دساتَتىا الوطنية و ىو ما يعرؼ
بنظاـ الدمج .
كذلك أف ىذا الرأي يتناىف و النسق التارخيي ،حبيث إذا صدقنا جدال هبذا الرأي سنفضي إُف نتيجة
مفادىا أف القانوف الداخلي ىو فرع من فروع القانوف الدوِف ،و ىذا ؾبايف للحقيقة التارخيية ،كوف األوؿ ظهر قبل
ظهور القانوف الدوِف .
يتزعم ىذا الرأي كل من الفقهاء " كوفماف " و " فَتانديَت" و الفقيو السوفيايت "( )kotliarevkyو
حبسبهم فإف القاعدة األساسية العامة اليت تعد أساسا للقانوف مثبتة يف القانوف الداخلي و يف دستور الدولة ابلذات
،و يدعموف ىذا الرأي بكوف الدولة إبرادهتا اغبرة ىي اليت ربدد التزاماهتا الدولية ،من خبلؿ أنو ال توجد أي
سلطة عليا تعلو سلطة الدولة ربدد ىذه االلتزامات ،أضف إُف ذلك أف دستور الدولة لو وحده اختواص ربديد
من لو سلطة ابراـ اؼبعاىدات ابسم الدولة ،و ابلتاِف فالقانوف الدوِف العاـ يتفرع عن القانوف الداخلي .
دبعٌت أخر أف أنوار ىذا الرأي يتفقوف على وحدة القانونُت لكنهم يرجحوف كفة القانوف الداخلي على
القانوف الدوِف من حيث التطبيق يف حالة التعارض.
انتقدت ىذه النظرية لكوهنا قيدت التزامات الدولة يف دستورىا ،لكن ىذا األخَت ديكن تعديلو أو إلغائو
بينما التزامات الدولة تبقى سارية ،مادامت الدولة قائمة بشخويتها القانونية ،كما أنتقد ىذا الرأي أيضا لكونو َف
يعط تفسَتا فيما خيص التزاـ الدولة دبوادر القانوف الدوِف األخرى كالعرؼ الذي ال خيضع ألحكاـ اؼبوادقة و
النشر كما ىو ابلنسبة للمعاىدات يف دستور الدولة .
الفرع الثالث:
نظرايت التنسيق
إُف جانب النظريتُت السابقتُت ظهرت بعض اآلراء الفقهية كحل وسط بُت النظريتُت السابقتُت و يتمثل
ىذا اغبل يف اإلدماج و التنسيق ،و توضيحا ؼبسعاىم ىذا أكدوا أف لكل من القانوف الداخلي و القانوف الدوِف
نطاقو اػباص و كل منهما أظبى من اآلخر يف ؾباؿ تطبيقو أو ميدانو و ال يوجد أي تعارض بينهما عند استبعاد
القانوف الداخلي ،بل أن و يف اغبالة العكسية أي التمسك ابلقانوف الوطٍت يف مواجهة القانوف الدوِف يؤدي اُف قياـ
اؼبسؤولية الدولية للدولة كما نوت عليو اؼبادة 27من اتفاقية فينا لقانوف اؼبعاىدات لعاـ 1969و 1986كما
يلي "ال جيوز لطرؼ يف معاىدة أف يتمسك بقانونو الداخلي كسبب لعدـ تنفيذ ىذه اؼبعاىدة "ىذا من جهة .
من جهة أخرى فقد اكدت اعبمعية العامة لؤلمم اؼبتحدة ىذا الرأي من خبلؿ تضمينو يف اإلعبلف حبقوؽ
وواجبات الدوؿ و ذلك دبوجب اؼبادة 13منو و ذلك كما يلي ":من واجب كل دولة أف تنفذ التزاماهتا التعاقدية
و كل االلتزامات الدولية األخرى حبسن نية ،و ال ديكنها التذرع أبحكاـ قانوهنا الداخلي كحجة لفشلها يف القياـ
بذلك الواجب "
الباب الثاين :
36
مصادر القانوف الدكيل العاـ
على غرار القانوف الداخلي للقانوف الدوِف العاـ أيضا موادر يستمد منها قواعده و ابلتاِف استوجب
توضيح ىذه األخَتة ،و يف ىذا الشأف و ابلرجوع إُف نص اؼبادة 38من النظاـ األساسي حملكمة العدؿ الدولية
قبد أهنا تضمنت ىذه اؼبوادر أين نوت على :
" -1وظيفة احملكمة أف تفول يف اؼبنازعات اليت ترفع إليها وفقا ألحكاـ القانوف الدوِف و ىي تطبق يف
ىذا الشأف :
أ -االتفاقات الدولية العامة و اػباصة و اليت تضع قواعد معًتؼ هبا صراحة من جانب الدوؿ اؼبتنازعة
ب -العادات الدولية اؼبرعية اؼبعتربة دبثابة قانوف دؿ عليو تواتر االستعماؿ.
ج -مبادئ القانوف العامة اليت أقرهتا األمم .
د -أحكاـ احملاكم و مذاىب كبار اؼبؤلفُت يف القانوف العاـ يف ـبتلف األمم .
و يعترب ىذا أو ذاؾ مودرا احتياطيا لقواعد القانوف ،و ذلك مع مراعاة اؼبادة . 1 59
ال يًتتب على النص اؼبتقدـ ذكره أي إخبلؿ دبا للمحكمة من سلطة الفول يف القضية وفقا ؼببادئ
العدؿ و األنواؼ مىت وافق أطراؼ الدعوى على ذلك" .2
من خبلؿ نص اؼبادة أعبله يتجلى بكل وضوح أف ىناؾ نوعُت من موادر القانوف الدوِف العاـ ،األوؿ
منها يتمثل يف اؼبوادر الرظبية ( الفول األوؿ ) و الثاين و يتمثل يف اؼبوادر غَت الرظبية أو االحتياطية ( الفول
الثاين ) .
1تنص اؼبادة 56من النظاـ األساسي حملكمة العدؿ الدولية ما يلي ":ال يكوف للحكم قوة اإللزاـ إال ابلنسبة ؼبن صدر بينهم و
يف خووص النزاع الذي فول فيو ".
2أكثر توضيح أنظر :
دمحم بوسلطاف :مبادئ القانوف الدوِف العاـ :اعبزء األوؿ ،الطبعة الثالثة :مرجع سابق ،ص ص . 56-53
أنظر أيضا :
دمحم يوسف علواف :القانوف الدوِف العاـ -اؼبقدمة و اؼبوادر :الطبعة الثالثة مرجع سابق ،ص ص . 858-867
37
الفصل األكؿ :
ادلصادر الرمسية للقانوف الدكيل العاـ
حبسب نص اؼبادة 38من النظاـ األساسي حملكمة العدؿ الدولية يتبُت و أف موادر القانوف الدوِف العاـ
الرظبية ثبلث و ىي اؼبعاىدات الدولية ( اؼببحث األوؿ ) و العرؼ الدوِف ( اؼببحث الثاين ) و اؼببادئ العامة
للقانوف ( اؼببحث الثالث ).
ادلبحث األكؿ :
ادلعاىدات ( االتفاقات الدكلية )
لعبت اؼبعاىدات الدولية و الزالت تلعب دورا ىاما يف خلق قواعد القانوف الدوِف العاـ ،و ىي تعترب
اؼبودر الرئيسي و األوؿ من حيث الًتتيب الوارد يف نص اؼبادة 38أعبله ،بل أكثر من ذلك تعد اؼبعاىدات
الدولية من أغزر موادر القانوف الدوِف و أكثرىا وضوحا ،و أقلها إاثرة للخبلؼ ،و األكثر تعبَتا عن إرادة
األطراؼ اغبقيقية .
جرى التعاوف الدوِف منذ القدـ على استعماؿ اؼبعاىدات كوسيلة لتنظيم العبلقات بُت أشخاص القانوف
الدوِف ،و برزت ىذه اآللية أكثر و بشكل غزير و مستمر بعد اغبرب العاؼبية الثانية ،أي يف عور التنظيم الدوِف و
ىو التاريخ الذي مت فيو إبراـ أىم االتفاقيات الدولية و على رأسها ميثاؽ األمم اؼبتحدة و اتفاقيات فينا للعبلقات
الدبلوماسية ...اٍف
لكي ديكن اإلحاطة بكل جوانب ىذا اؼبودر اؼبهم من موادر القانوف الدوِف العاـ فإنو يتحتم علينا أوال
التطرؽ لئلطار اؼبفاىيمي للمعاىدات ( اؼبطلب األوؿ ) مث بعد ذلك معرفة شروط الشكلية إبراـ اؼبعاىدات ،
ابعتبارىا مرحلة مفولية يف إسباـ و إقباز ىذا اؼبودر اؼبهم ( اؼبطلب الثاين ) .
من أجل توضيح ماىية اؼبعاىدة الدولية يتوجب علينا أوال توضيح تعريف ىذه األخَتة ( الفرع األوؿ ) مث
توضيح ـبتلف التتسميات اؼبرصودة ؽبذا الوك الدوِف ( الفرع الثاين ) و أخَتا أنواعها ( الفرع الثالث ).
38
الفرع األكؿ :
تعريف ادلعاىدة الدكلية
بدأ ظهور اؼبعاىدات الدولية كوسيلة اتواؿ مند العوور القددية ،حيث عرفت مند مور الفرعونية و
اببل و أشور و كانت تواغ يف شكل معاىدات ربالف و صلح ،أين كانت ربكم عملية ابراـ اؼبعاىدات قواعد
العرؼ الدوِف .1
لقد سعى الفقو و القانوف الدوليُت إُف وضع قواعد منظمة إلجراء التعاقد الدوِف ،و ىو األمر الذي
يوجب توضيح تعريف اؼبعاىدة الدولية من حيث الفقو و القانوف .
أكال -تعريف ادلعاىدة الدكلية فقها
يكاد جيمع الفقو الدوِف على أف اؼبعاىدة الدولية ىي " اتفاؽ مكتوب بُت أشخاص القانوف الدوِف
يهدؼ إُف إحداث آاثر قانونية معينة ،و يتم إبرامو وفقا لقواعد القانوف الدوِف ".2
من خبلؿ التعريف أعبله نستشف و أف اؼبعاىدة الدولية حسب التعريف الفقهي ؽبا يتوجب أف تكوف يف
شكل مكتوب ،و أطراؼ ىذا االتفاؽ ىم أشخاص القانوف الدوِف ،و أف يراعي يف ىذا االتفاؽ أحكاـ و
قواعد القانوف ابلشكل الذي ال جيعل ىذا االتفاؽ ـبالفا ؽبذه القواعد ،و بطبيعة اغباؿ أف تكوف غاية ىذا
االتفاؽ ربقيق أثر قانوين معُت .
1صباؿ عبد الناصر مانع :القانوف الدوِف العاـ – اؼبدخل و اؼبوادر :اعبزء األوؿ ،ص.55
أنظر أيضا :
إبراىيم شحاتة :مشروع القانوف الدوِف بشأف قانوف اؼبعاىدات ،اللجنة اؼبورية للقانوف الدوِف ،اعبمعية اؼبورية للقانوف الدوِف
:اجمللد ، 83القاىرة ،مور ،ص ص . 883-77
عائشة راتب :على ىامش االتفاقية اػباص ة بقانوف اؼبعاىدات ،اجمللة اؼبورية للقانوف الدوِف ،اعبمعية اؼبورية للقانوف الدوِف ،
اجمللد ، 85القاىرة ، 8969 ،ص ص 856-855
2صباح لطفي الكربوِف :اؼبعاىدات الدولية – إلزامية تنفيذىا يف الفقو اإلسبلمي و القانوف الدوِف :الطبعة األوُف:مرجع سابق
ص . 83-86
أنظر أيضا :
حسن صباريٍت :الوجيز يف مبادئ القانوف الدوِف العاـ :الطبعة األوُف ،دار الثقافة للنشر و التوزيع ،عماف األردف ، 8007
ص ص 63-68
عبد الكرًن بوزيد اؼبسماري :دور القضاء الوطٍت يف تطبيق و تفسَت اؼبعاىدات الدولية :دار الفكر اعبامعي ،اإلسكندرية ،
، 8009ص . 86
39
اثنيا :التعريف القانوين للمعاىدة
عرفت اؼبادة " 1/ 02أ" من اتفاقية فينا لقانوف اؼبعاىدات لسنة 1969اؼبعاىدة أبهنا ":اتفاؽ دوِف يعقد
بُت دولتُت أو أكثر ،كتابة ،و خيضع للقانوف الدوِف ،سواء مت يف وثيقة واحدة أو اكثر ،و أاي كانت التسمية اليت
تطلق عليو " .
ما يبلحظ على التعريف اعبله أنو ال خيتلف كثَتا عن التعريف الفقهي للمعاىدة ، ،لكنو تضمن ؾبموعة
من الشروط حىت يسمى االتفاؽ دبعاىدة ػو ديكن حور ىذه الشروط فيما يلي :
أ – أف يكوف االتفاؽ بني أشخاص القانوف الدكيل
يقود أبشخاص القانوف الدوِف ،األشخاص الذين ديلكوف أىلية إبراـ اؼبعاىدات و ىم الدوؿ و
اؼبنظمات الدولية ودولة الفاتيكاف و حركات التحرر وغَتىم من األشخاص الدولية .
و خيرج عن نطاؽ االتفاؽ الدوِف االتفاقات اليت تربـ بُت األفراد حىت لو اكتست ىذه االتفاقات على
أمهية دولية ،و كذلك االتفاقات اليت تربـ بُت الدولة و شخص أجنيب ،مثل عقود القرض ،عقود امتياز اؼبرافق
العامة ،كاالتفاؽ اؼبعقود يف 1933/04/29بُت اغبكومة اإليرانية و شركة النفط االنكليزية – اإليرانية ،أين جاء
حكم ؿبكمة العدؿ الدولية الدائمة فوبل يف ىذا النزاع ،ابلنص على أف االتفاؽ اؼبربـ بُت الطرفُت ال يرقى إُف
اتفاؽ دوِف وإمنا ىو ؾبرد امتياز بُت حكومة و شركة خاصة. 1
ب -جيب أف يفرغ االتفاؽ يف كثيقة مكتوبة
كما جاء يف التعريف القانوين للمعاىدة أعبله فإف الكتابة شرط من شروط اؼبعاىدة حىت تنتج أثرىا
القانوين بُت أطرافها و ىو الشرط الوارد ابؼبادة " 1/ 02أ " من اتفاقييت فينا لقانوف اؼبعاىدات لسنيت 1969و
، 1986ىاتُت اؼبعاىدتُت تضمنتا شرط الكتابة كليهما حىت يعد االتفاؽ معاىدة دولية .
خضوع ادلعاىدة ألحكاـ القانوف الدكيل ج-
من ضمن الشروط اليت جيب أف تتوفر يف كل اتفاؽ دوِف أو معاىدة وجوبية خضوع ىذا األخَت إُف
أحكاـ و قواعد القانوف الدوِف ،و ذلك سبيزا لو عن االتفاقات اليت ال ترقى إُف مستوى اؼبعاىدة .
ترتيب ادلعاىدة آلاثر قانونية د-
فبا ال شكك فيو أف كل اتفاؽ دوِف البد و أف يتجو أصحابو إُف انتاج آاثر قانونية مًتتبة ،و تتمثل ىذه
اآلاثر يف ؾبموعة االلتزامات و اغبقوؽ الناذبة عن ىذا االتفاؽ الدوِف ،و تتجسد أمهية ىذا الشرط يف كونو معيار
يتم التفريق دبوجبو بُت اؼبعاىدات الدولية و تلك االتفاقات اؼبعروفة ابتفاقات " اعبنتلماف " أو "الشرفاء" و اليت
عادة تتم بُت فبثلي الدوؿ ،و لكن ليس بوفاهتم القانونية و لكن بوفاهتم الشخوية ،كالتزامهم ابزباذ موقف
إزاء أوضاعا معينة أو اتباع سياسة معينة يف اؼبستقبل .
1
International Court Of Justice Raports , 1952 , P45 et suite.
40
إف اتفاؽ الشرفاء ليست لو أية قيمة قانونية حبيث أنو ال يرتب مسؤولية الدولة اليت يتبعها أطرافو و إمنا
يعترب ؾبرد التزاـ أديب ديكن أف يولد االستهجاف فقط .1
يطلق على اؼبعاىدة عدة تسميات كاؼبعاىدة ،االتفاقية ،االتفاؽ ،الربوتوكوؿ ،اؼبيثاؽ ،العهد التوريح
،النظاـ ،تبادؿ اؼبذكرات و اػبطاابت ،و يعترب اختيار االسم الذي يطلق على االتفاؽ الدوِف مسألة سياسية
يتفق عليها األطراؼ ،و التمييز بُت ىذه التسميات شكلي فقط ،و يعتقد أف الفائدة منها عملي ليس إال،لكن
الواقع أف جوىرىا واحد ،2حىت و أف حاوؿ بعض الفقهاء اعطاء مووغات ؽبذه التسمية و ديكن حور ىذه
التسميات فيما يلي :
ادلعاىدة Traité: أ-
يطلق عادة موطلح معاىدة على االتفاقيات الدولية اؽبامة ذات الطابع السياسي أو التارخيي أو
العسكري و ليس القانوف أو االقتواد ،كمعاىدات الولح و التحالف و الوداقة و كمثاؿ على ذلك معاىدة
وستفاليا لعاـ ، 1648معاىدة األمم اؼبتحدة للحد من انتشار األسلحة الذرية لسنة ، 1986معاىدة
ماسًتخيت اؼبنشئة لبلرباد األورويب لعاـ ...3 1992إٍف .
ب – اإلتفاقية :Convention
ىو اصطبلح يطلق على االتفاؽ الدوِف الذي يعاًف موضوعات قانونية أو تلك االتفاقات اليت تضع
تنظيما قانونيا للعبلقات بُت الدوؿ األطراؼ ،و مثاؽبا اتفاقية القسطنطينية لسنة 1888لتنظيم اؼببلحة البحرية يف
قناة السويس ،اتفاقية فينا للعبلقات الدبلوماسية لسنة 1961و اتفاقية فينا لقانوف اؼبعاىدات لسنة 1969و
اتفاقية االمم اؼبتحدة لقانوف البحار لسنة ... 1982اٍف .
يبلحظ على تسمية االتفاؽ أهنا دائما تشمل مسائل تنظيمية يف بعض ؾباالت التعاوف الدوِف .
1دمحم اجملدوب :القانوف الدوِف العاـ :الطبعة : 6مرجع سابق ،ص ص 577-576
أنظر أيضا :
عبد الكرًن بوزيد اؼبسماري :دور القضاء الوطٍت يف تطبيق و تفسَت اؼبعاىدات الدولية :مرجع سابق ،ص ص 86 ،83
2علي إبراىيم :الوسيط يف اؼبعاىدات الدولية :الطبعة األوُف ،دار النهضة العربية ،القاىرة ، 8995 ،ص ص 837 -888
.
3أنظر يف ىذا الشأف :
دمحم يوسف علواف :القانوف الدوِف العاـ – اؼبقدمة و اؼبوادر :الطبعة الثالثة :مرجع سابق ،ص . 866
41
ج -االتفاؽ:Accord :
ىو موطلح يطلق على كل اتفاؽ يعاًف مسائل قانونية أو سياسية أو اقتوادية و مثالو اتفاؽ "ايلطا"
لتقسيم مناطق النفوذ بُت أمريكا و اإلرباد السوفيايت لعاـ ، 1945االتفاؽ اػباص إبنشاء حقوؽ السحب
اػباصة لدى صندوؽ النقد الدوِف اؼبوقع يف .1 1968/03/30
د -الربكتوكوؿProtocol:
يطلق ىذا االصطبلح على كل اتفاؽ ينوب على تعديل بعض أحكاـ معاىدة دولية قائمة أي سارية أو
تنظيم مسائل فرعية اتبعة ؼبعاىدة أصلية ،أو بياف كيفية االنضماـ ؼبعاىدة انفذة،و مثالو بروتوكوؿ ابريس لسنة
1229الذي عدؿ النظاـ األساسي حملكمة العدؿ الدولية الدائمة.
ديكن أف يكوف الربوتوكوؿ اتفاقا قائما بذاتو مثل بروتوكوؿ جنيف حوؿ اغبرب الكيماوية لسنة 1925
اؼبتعلق ابغبرب الكيماوية ،و بروتوكوؿ لندف لسنة 1936اؼبتعلق حبرب الغواصات ،و بروتوكوِف جنيف اإلضافيُت
لسنة 1977اؼبلحقُت ابتفاقيات جنيف لعاـ 1949اؼبتعلقة ابلقانوف الدوِف اإلنساين .
ق -ادليثاؽ Charte:أك Pacte
تطلق ىذه التسمية على االتفاقات اعبماعية اؼبنشئة ؽبيئات أو أجهزة متفرعة عن ىيئات أخرى ذات
اختواص شامل ،و بعبارة أخرى فإف ىذا اؼبوطلح يطلق على االتفاقات الدولية اليت يراد ابراز أمهيتها يف اجملتمع
الدوِف ،كتلك االتفاقات اؼبنشئة للمنظمات الدولية ،مثل ميثاؽ عوبة األمم ، 1919و ميثاؽ األمم اؼبتحدة
2
، 1945و ميثاؽ جامعة الدوؿ العربية ... 1945اٍف .
كما ديكن أف يطلق موطلح ميثاؽ على االتفاقات الدولية غَت اؼبنشئة للمنظمات الدولية و إمنا من أجل
ابراز أمهية موضوع ىذا االتفاؽ .
ك – النظاـ Statut :
يطلق ىذا اؼبوطلح على كل االتفاقات الدولية اؼبنشئة ؽبيئات أو أجهزة متفرعة عن ىيئات أخرى ذات
اختواص شامل أو واسع و مثالو النظاـ األساسي حملكمة العدؿ الدولية الدائمة لسنة ، 1920النظاـ األساسي
حملكمة العدؿ الدولية لسنة 1945الذي يعد جزء من ميثاؽ األمم اؼبتحدة لعاـ 1945استنادا لنص اؼبادة 92
من اؼبيثاؽ و كذا النظاـ األساسي للمحاكم الدولية اعبنائية اؼبؤقتة .3
1دمحم طلعت الغنيمي :قانوف السبلـ يف االسبلـ :مرجع سابق ،ص . 860
2علي ابراىيم :الوسيط يف اؼبعاىدات الدولية ::الطبعة األوُف ،مرجع سابق ص . 887
أنظر أيضا
دمحم يوسف علواف القانوف الدوِف العاـ -اؼبقدمة و اؼبوادر :مرجع سابق ،ص 866
والء فايز اؽبندي :االعبلـ و القانوف الدوِف :الطبعة األوُف ،دار أسامة للنشر و التوزيع ،عماف ،األردف ، 8088 ،ص86
3دمحم يوسف علواف ،اؼبرجع نفسو ،ص .866
42
م -التصريحDéclaration :
تطلق ىذه التسمية على الواثئق اليت تنورؼ أحكامها إُف أتكيد مبادئ قانونية و سياسية مشًتكة و
مثاؿ ذلك توريح لندف البحري لسنة ، 1909و توريح بنما بتاريخ 1939/11/03اػباص إبنشاء منطقة
أمن تًتاوح عرضها من 50إُف 300ميل تقاـ حوؿ شواط القارة األمريكية ،توريح برلُت يف
1945/07/05و الذي موضوعو توِف السلطات العليا يف أؼبانيا من طرؼ الدوؿ األربع اؼبنتورة يف اغبرب.1
ح-تبادؿ ادلذكرات أك اخلطاابتÉchange des notes Échange des lettres :
تطلق ىذه التسمية غالبا على االتفاقات الثنائية ,ويدؿ ىذا األسلوب على وجود اتفاؽ ثنائي عن طريق
تبادؿ اؼبذكرات و الرسائل ،و يلجأ إُف ىذه اآللية نتيجة ضيق الوقت الذي ال يًتؾ فرصة للطرفُت للدخوؿ يف
اؼبفاوضات التقليدية ،و مثاؿ ذلك تبادؿ اؼبذكرات بُت مور و األمم اؼبتحدة يف 1957/02/08بشأف ربديد
اؼبركز القانوين لقوات الطوارئ الدولية على األراضي اؼبورية .
تعترب اؼبعاىدات يف النطاؽ الدوِف دبثابة العقد و التشريع يف النظاـ القانوين الداخلي ،تنقسم اؼبعاىدات
الدولية إُف عدة أقساـ حبسب اؼبعيار اؼبعتمد يف ذلك ،فاستنادا ؼبعيار األطراؼ تنقسم إُف معاىدات ثنائية و
أخرى صباعية ،أما من حيث األثر الذي يتعدى أطرافها اؼبتعاقدة ليمتد إُف أشخاص القانوف الدوِف العاـ األخرى
فتنقسم إُف معاىدات شارعة و إذا كاف أثرىا فقط بُت أطرافها فتسمى معاىدات عقدية ،أما من حيث ؾباؽبا
فتنقسم إُف معاىدات عامة و خاصة ،و أخَتا من حيث اإلجراءات اؼبتبعة يف إبرامها فتنقسم إُف معاىدات ذات
طابع تنفيذي و أخرى تسمى ابتفاقات الشرفاء ،ىذه األخَتة كما سبق شرحو غَت ملزمة حىت ألصحاهبا .
الفقرة األكىل:
ادلعاىدات الثنائية ك ادلعاىدات اجلماعية
تقسم اؼبعاىدات من حيث أطرافها إُف معاىدات ثنائية و أخرى صباعية أو متعددة األطراؼ ما دييز ىذا
التقسيم أنو ال يوجد خبلؼ بُت النوعُت من حيث اآلاثر القانونية اؼبًتتبة عنهما ،لكن االختبلؼ بينهما يكمن
يف اإلجراءات اؼبتعلقة إببراـ كل منهما ،و كذا األحكاـ اؼبتعلقة ابالنتهاء و االنقضاء لكل منهما ،فاؼبعاىدات
الثنائية يتم التوديق عليها بتبادؿ الواثئق ،بينما يتم التوديق على اؼبعاىدات اعبماعية ابإليداع ،كما أف
دييز الفقو الدوِف بُت اؼبعاىدات الشارعة و اؼبعاىدات العقدية ابلنظر إُف الوظيفة اؼبزدوجة للمعاىدات
فتكوف اؼبعاىدة عقدية إذا كاف اؽبدؼ من ابرامها ؾبرد إنشاء حقوؽ وواجبات متبادلة بُت أطرافها لتحقيق مواٌف
ضيقة و ؿبدودة تطبيقا للقواعد الدولية القائمة ،بينما تكوف اؼبعاىدات شارعة إذا كاف اؽبدؼ من وراء إبرامها سن
قواعد جديدة لتنظيم العبلقات بُت أطرافها ،أو سن تقنيُت قواعد موجودة مسبقا يف إطار مولحة دولية واسعة ،
1أضبد أبو الوفاء :القانوف الدوِف و العبلقات الدولية :دار النهضة العربية ،القاىرة ،مور ، 8006ص ص 58-58
أنظر أيضا :
موطفى أضبد أبو اػبَت:اؼببادئ العامة يف القانوف الدوِف اؼبعاصر:الطبعة األوُف ،أيًتاؾ للنشر و التوزيع ،القاىرة ،مور8006 ،
،ص .09
غازي حسن صباريٍت :الوجيز يف مبادئ القانوف الدوِف العاـ :الطبعة األوُف ،دار الثقافة للنشر و التوزيع ،عماف ،األردف ،
ص ص .66-65
سهيل حسن الفتبلوي :التنظيم الدوِف :الطبعة األوُف ،دار الثقافة للنشر و التوزيع ،عماف ،األردف ، 8007 ،ص ص
59-58
44
و مثاؽبا اتفاقيات الىاي لعاـ 1899و 1907و ميثاؽ األمم اؼبتحدة 1945و اتفاقيات جنيف األربع لعاـ
. 1 1949
بتعبَت آخر فإف اؼبعاىدة اليت تنتج آاثرىا يف مواجهة أطرافها فقط ىي معاىدات عقدية ،بينما اليت سبتد
آاثرىا القانونية إُف الدوؿ األخرى غَت اؼبتعاقدة أو الطرؼ يف إبرامها فهي معاىدات شارعة ،و ظبيت ىذه
األخَتة هبذا التوصيف ألهنا مودر من موادر القانوف الدوِف العاـ. 2
الفقرة الثالثة:
ادلعاىدات العامة ادلعاىدات اخلاصة
استنادا ألحكاـ اؼبادة " 1/2أ" تقسم اؼبعاىدات ابلنظر جملاؽبا إُف معاىدات عامة أو مفتوحة ومعاىدات
خاصة .
تعرؼ اؼبعاىدات العامة أو اؼبفتوحة بكوهنا تلك اليت يكوف ابب العضوية فيها مفتوحا عبميع الدوؿ دوف
قيد أو شرط و ؾباؽبا يف الغالب اؼبعاىدات الشارعة ،و بتعبَت آخر فهي تلك اؼبعاىدات اليت خيضع ألحكامها
األشخاص الذين كانوا طرفا فيها ابإلضافة إُف األشخاص اآلخرين ،و من أمثلتها ميثاؽ األمم اؼبتحدة لسنة
1945و اتفاقيات جنيف األربع لسنة 1949و االتفاقيات الدولية غبقوؽ اإلنساف .
أما اؼبعاىدات اػباصة أو اؼبغلقة فهي تلك اليت تكوف العضوية فيها حكرا على دوؿ معينة غالبا ما تربط
بينها اعبغرافيا أو أواصر اترخيية أو لغوية أو دينية أو مواٌف مشًتكة ،و مثاؽبا اؼبعاىدات القارية أو اإلقليمية و
ديكن أف ينورؼ مفهوـ ىذه األخَتة إُف اؼبعاىدات العقدية أو الثنائية ،و مثاؽبا ميثاؽ جامعة الدوؿ العربية لسنة
، 1945ميثاؽ منظمة الدوؿ األمريكية لسنة . 1948
1جعفر عب د السبلـ :دور اؼبعاىدات الشارعة يف حكم العبلقات الدولية :اجمللة اؼبورية للقانوف الدوِف ،اعبمعية اؼبورية للقانوف
الدوِف ف اجمللد السابع و العشروف ، 8978 ،القاىرة ،مور ،ص ص . 98-68
أنظر أيضا :
عز الدين فودة :الدور التشريعي للمعاىدات يف القانوف الدوِف :اجمللة اؼبورية للقانوف الدوِف ،اعبمعية اؼبورية للقانوف الدوِف ،
اجمللد السابع و العشروف ، 8997 ،القاىرة ،مور ،ص ص . 850-99
2
Starke (J.G) : Treaties As A Source Of International Law , in Starke„s Studies in international Low,
Butterworths, London, 1956, PP,81-90.
Cavare L OUIS / Le Droit International Public Positif : Tom 2,A, padon , Paris ;1962,P52 ET SUITE .
45
الفقرة الرابعة:
ادلعاىدات ادللزمة ك اتفاقات الشركاء
يًتتب على اؼبعاىدة آاثر قانونية تتمثل يف التزامات قانونية أو واجبات يًتتب على ـبالفتها قياـ مسؤولية
الدولة ،لذلك يفرؽ األقبلوسكسونيُت بُت اؼبعاىدات و ما يسمى ابتفاقات الشرفاء "اعبنتلماف " ىذه األخَتة
ذات طابع سياسي تربمها دولتاف أو أكثر موضوعها مثبل اتباع هنج سياسي معُت ،أو ازباذ موقف معُت اذباه
أحد القضااي الدولية.1
ادلطلب الثاين :
شركط إبراـ ادلعاىدات
نظرا ألف اؼبعاىدة تورؼ رضائي جيب إفراغو يف شكل معُت حىت ديكن وصفو ابؼبعاىدة الدولية ابؼبعٌت
االصطبلحي ،فإنو يتوجب مراعاة ؾبموعة من الشروط ،حىت ينتج ىذا التورؼ آاثره القانونية ،و عليو ابت
لزوما علينا معرفة ىذه الشروط وىي نوعاف :الشروط الشكلية ( اؼبطلب األوؿ ) و الشروط اؼبوضوعية ( اؼبطلب
الثاين ).
الفرع األكؿ :
الشركط الشكلية إلبراـ ادلعاىدات ( مراحل إبراـ ادلعاىدة )
حىت ديكن وصف اؼبعاىدة هبذا التوصيف يتوجب مراعاة ؾبموعة من الشروط ،فاؼبعاىدة جيب أف سبر
بعدة مراحل حىت توبح انفذة يف مرحلتها األخَتة و تنتج آاثرىا القانونية .و نظرا ألمهية ىذه اؼبراحل اليت سبر هبا
اؼبعاىدات فإنو يستحسن وصفها ابلشروط الشكلية إلبراـ اؼبعاىدات و ىي :مرحلة اؼبفاوضات ،التحرير ،التوقيع
،التوديق ،التسجيل و الشهر ،و من دوف نسياف التحفظ الذي قد يسبق مرحليت التوقيع و التوديق أو أييت
عقب ىذه األخَتة .
يقود هبذه األخَتة تبادؿ وجهات النظر اؼببدئية بُت األطراؼ الراغبة يف إبراـ اؼبعاىدة الدولية من أجل
ؿباولة الوصوؿ إُف اتفاؽ فيما بينهما بشأف مسألة معينة من اؼبسائل .1
تعرؼ أيضا اؼبفاوضات أبهنا تبادؿ لوجهات النظر بُت فبثلي دولتُت أو أكثر هبدؼ التوصل إُف اتفاؽ
يكوف موضوعو سياسي أو عسكري أو اقتوادي أو أي موضوع آخر ديس ؾباالت العبلقات الدولية اؼبعاصرة.2
تبدأ مرحلة اؼبفاوضات بدعوة توجهها دولة لدولة أخرى أو عدة دوؿ هبدؼ تبادؿ اآلراء أو وجهات
النظر من دوف شروط مسبقة أو مشروع مسبق ،كما ديكن أف تعود ىذه الدعوى مرفقة دبشروع .
ديكن أف تكوف مرحلة اؼبفاوضات عن طريق اللجوء إُف عقد مؤسبر خاص توجو فيو الدعوة ؼبمثلي الدوؿ
3
من أجل التفاوض و ذلك من أجل عقد معاىدة صباعية .
ديكن أيضا أف يتم التفاوض ضمن جهود منظمة دولية معينة و ذلك هبدؼ الوصوؿ إُف ابراـ معاىدة
مقًتحة .
االشخاص ادلؤىلوف للتفاكض -1
يتبادر إُف الذىن يف مرحلة اؼبفاوضات سؤاؿ جوىري مفاده :من ىم األشخاص اؼبؤىلُت إلدارة مرحلة
اؼبفاوضات كممثلُت لبلداهنم ؟
47
يعود ربديد األشخاص اؼبمثلُت لبلداهنم يف مرحلة التفاوض إُف القانوف الداخلي لكل دولة ،و السيما
الوثيقة اؼبنشأة لقياـ ىذه األخَتة و اليت ىي من دوف شكك دساتَتىا .1
كأصل عاـ و حبسب األعراؼ الدستورية فإف الشخص اؼبختص ابؼبفاوضات ىو رئيس الدولة ،إُف
جانب رئيس اغبكومة ووزير اػبارجية ،و ذلك من دوف حاجة ىذين األخَتين إُف تفويض من رئيس الدولة لكنو
جيب مراعاة درجة خطورة اؼبعاىدة يف ربديد التمثيل للدولة ،فاؼبعاىدات اػبطَتة ىي من اختواص رئيس الدولة
للتفاوض عليها. 2
جيوز أيضا و بتفويض مكتوب و صريح من رئيس الدولة ألشخاص يسموف مندوب أو فبثل للدولة
التفاوض ابسم الدولة و عادة ما يكوف ىؤالء األشخاص فبثلُت دبلوماسيُت ،أو وزراء.
تسمى الوثيقة اليت يفوض فيها رئيس الدولة األشخاص اؼبذكورين أعبله بوثيقة التفويض ،و جيب أف
تكوف مكتوبة و صرحية ،و ديكن أف يكوف ىذا التفويض عاما أي دينح للمندوب سلطات مطلقة يف التفاوض أو
خاصا دبعٌت أنو ديكنو التفاوض يف حدود معينة ال ديكنو ذباوزىا .
كما ديكن أف يتوُف سبثيل بلداهنم و إدارة اؼبفاوضات اؼبمثلوف اؼبعتمدوف لبلداهنم لدى اؼبنظمات الدولية
أو أحد أجهزهتا أو لدى مؤسبر دوِف ،و ذلك من أجل اعتماد نص معاىدة يف تلك اؼبنظمة أو ذلك اعبهاز أو
اؼبؤسبر ،و ذلك استنادا لنص اؼبادة " 2/07ج " من اتفاقية فينا لقانوف اؼبعاىدات لسنة . 3 1969
إذا انتهت اؼبفاوضات و خلوت إُف إلتقاء وجهات النظر للدوؿ اؼبتفاوضة فإنو يتوجب يف ىذه اغبالة
ربرير ما اتفق عليو و إخراجو يف شكل مكتوب .
1رضا مهيسي :سلطة اؼبنظمة الدولية يف ابراـ اؼبعاىدات الدولية :الطبعة األوُف ،دار اغبامد للنشر و التوزيع ،عماف ،األردف ،
8083 ،ص . 863
2جاء يف اؼبادة " 8/ 07اأ " من اتفاقية فينا لعاـ 8969ما يلي " :يعترب االشخاص التاِف بياهنم فبثلُت لدوؽبم حبكم وظائفهم ،
دومنا حاجة إُف ابراز واثئق التفويض :
(أ)
رؤساء الدوؿ و رؤساء اغبكومات ووزراء اػبارجية ،فيما يتعلق جبميع األعماؿ اػباصة إببراـ معاىدة
(ب) رؤساء البعثات الدبلوماسية فينا يتعلق إبقرار نص معاىدة بُت الدولة اؼبعتمدة و الدولة اؼبعتمدين لديها ".
3تنص اؼبادة "8/07ج" من اتفاقية فينا لقانوف اؼبعاىدات لسنة 8969على ما يلي " :ج -اؼبمثلوف اؼبعتمدوف من الدوؿ لدى
مؤسبر دوِف أو لدى منظمة دولية ،أو إحدى فروعها فيما يتعلق إبقرار نص معاىدة يف ىذا اؼبؤسبر أو اؼبنظمة أو الفرع ".
48
يتبادر إُف الذىن يف ىذه اؼبرحلة خبووص شكل الوثيقة اؼبكتوبة اؼبتضمنة للنتائج اؼبتفق عليها من قبل
الدوؿ اؼبتفاوضة و فيما خيص اللغة اليت تدوف هبا يف حالة اختبلؼ لغة الدوؿ اؼبتفاوضة ؟.
أكال :شكل ادلعاىدة
استقرت اؼبمارسات الدولية على أف اؼبعاىدة تتكوف من :الديباجة ،صلب اؼبعاىدة ( اؼبنت ) ،
األحكاـ اػبتامية ،كما تشمل على ملحق أو أكثر .
الديباجة( ادلقدمة ) -1
يتضمن ىذا اعبزء من اؼبعاىدة على أظباء الدوؿ اؼبتعاقدة أو اؼبشاركة ،أو على بياف أبظباء اؼبفوضُت عن
الدوؿ اؼبتعاقدة و صفاهتم و كذلك واثئق تفويضهم ،طبقا لؤلحكاـ الواردة يف نص اؼبادة "1/02ج" من اتفاقية فينا
لقانوف اؼبعاىدات لسنة 1969فيما خيص وثيقة التفويض. 1
جيب أف تشتمل الديباجة على األسباب و الدوافع اليت أدت إُف تبٍت اؼبعاىدة و األىداؼ اؼبرجوة منها و
كذلك وجوب اإلشارة إُف التأكد من صفة اؼبمثلُت التفاوضية للدوؿ .
من انحية القوة القانونية للديباجة فإف الرأي الراجح و اؼبعتمد أف الديباجة جزء ال يتجزأ من اؼبعاىدة و
ابلتاِف يتمتع ىذا اعبزء بنفس القوة اؼبلزمة للمعاىدة نفسها .
-02ادلنت ( صلب ادلعاىدة )
يتضمن ىذا اعبزء ما اتفق عليو من مسائل و نتائج أثناء مرحلة اؼبفاوضات ،و اليت ترد مرتبة و متسلسلة
يف شكل أبواب و فووؿ و فقرات و ذلك بوياغتها بشكل مواد قانونية .
– 03األحكاـ اخلتامية
تتضمن اؼبعاىدة غالبا بعض األحكاـ اإلجرائية و ىي ترد يف هنايتها و مضموهنا يتعلق دبسائل التوديق و
كيفية إسبامو و اعبهة اؼبكلفة بو و شروط االنضماـ للمعاىدة و اتريخ بدء نفاذىا و مدة العمل هبا ،و حاالت
إهنائها أو إيقاؼ العمل هبا ،و طرؽ تعديلها و توقيعات فبثلي الدوؿ اؼبشًتكُت األولية يف إبرامها ،مراعُت يف ذلك
الًتتيب األجبدي ،و ىي كلها تعترب قواعد إجرائية ابمتياز .
-04ادلالحق
قد ترفق اؼبعاىدة أحياان دببلحق ربتوي بعض األحكاـ التفويلية أو تنظم بعض اؼبسائل الفنية ،و تسمى
ىذه اؼببلحق تورحيات أو بروتوكوالت .
1تنص اؼبادة " 8/08ج" من ميثاؽ فينا لقانوف اؼبعاىدات على أف ":الوثيقة الوادرة عن السلطة اؼبختوة يف دولة ما يتعُت
شخص أو أشخاص لتمثيل الدولة غي التفاوض بشأف نص معاىدة ما أو اعتمادىا أو توثيقها ،أو يف االعراب عن موافقة الدولة
على االلتزاـ دبعاىدة أو يف القياـ أبي عمل أخر إزاء معاىدة ما "
49
تتضمن ىذه اؼببلحق تفسَتا لبعض أحكاـ اؼبعاىدة أو إيضاحا لوجهة نظر بعض الدوؿ بشأهنا أو بعض
البياانت الفنية أو التقنية ،أو بعض اعبزئيات التفويلية .1
تتمتع اؼببلحق بنفس القوة القانونية للمعاىدة نفسها من حيث الوفة اؼبلزمة ؽبا .
اثنيا :لغة حترير ادلعاىدة
يف ىذا الودد منيز بُت حالتُت :
أ -إذا كاف أطراؼ اؼبعاىدة يتحدثوف بلغة واحدة ،فتحرر اؼبعاىدة هبذه اللغة ،ومثاؽبا الدوؿ العربية
الدوؿ الفرانكفونية و الدوؿ األقبلوسكسونية .
ب -إذا كانت الدوؿ األطراؼ يف اؼبعاىدة ال تتحدث لغة واحدة ،ففي ىذه اغبالة يتم التمييز بُت
حالتُت :
-ربرير اؼبعاىدة بلغة ذات انتشار عاؼبي واسع سواء كانت لغة أحد األطراؼ أو َف تكن مثل
اللغة اإلقبليزية
-ربرير معاىدة بلغات كل الدوؿ األطراؼ أو بعضها مع وجوب اعتبار لغة واحدة ىي اللغة
الرظبية للمعاىدة العتمادىا يف تفسَت اؼبعاىدة يف حالة قياـ نزاع حوؿ تفسَت أحكاـ اؼبعاىدة.
-ربرير اؼبعاىدة بلغة كل الدوؿ األطراؼ يف اؼبعاىدة على قدـ من التساوي واعتبارىا صبيعا لغات
رظبية ،و يعترب ىذا اغبل األكثر شيوعا،و طبقا لو حرر ميثاؽ األمم اؼبتحدة 1945و تبنت ىذا
الطرح بدورىا اتفاقية فينا لقانوف اؼبعاىدات دبوجب اؼبادة 1/85منها .
يعد التوقيع على اؼبعاىدة ؾبرد تثبيت و أتكيد ؼبا مت االتفاؽ عليو يف مرحلة اؼبفاوضات بُت األطراؼ ،و
األصل أف التوقيع ال يكفي اللتزاـ الدوؿ ابؼبعاىدة و إمنا ينحور أثره القانوين يف تسجيل ما مت االتفاؽ عليو بُت
أطراؼ اؼبعاىدة .
يف سياؽ التوقيع جيب أف يكوف فبثلي الدوؿ مزودين بسلطة التوقيع على اؼبعاىدة ،كوف ىذا األخَت ال
يعدو إال من قبيل القبوؿ اؼبؤقت فقط للمعاىدة ،و حىت ينتج أثره و توبح اؼبعاىدة انفذة البد أف يستتبع إبجراء
الحق و ىو التوديق .
1موطفى أضبد أبو اػبَت :اؼببادئ العامة يف القانوف الدوِف :الطبعة األوِف مرجع سابق ،ص . 57
سهيل حسن الفتبلوي :اؼبوجز يف القانوف الدوِف :الطبعة األوُف ،مرجع سابق ،ص ص . 66-66
50
يف ىذا الودد يتبادر إُف األذىاف سؤاؿ موضوعو ما إذا كاف ىناؾ أشكاؿ للتوقيع أو ال ؟، 1و ىو
السؤاؿ الذي نوضح اإلجابة عليو على النحو التاِف :
أكال :أشكاؿ التوقيع على ادلعاىدة
يتخذ التوقيع ثبلثة أشكاؿ و ىي :
-التوقيع النهائي
-التوقيع ابألحرؼ األوُف
-التوقيع اؼبرىوف ابالستشارة .
التوقيع النهائي -1
ىو اإلجراء الذي يودر من أشخاص مؤىلُت و ديلكوف صبلحية ابراـ اؼبعاىدات الدولية نيابة عن دولتهم
و موضحُت يف الوثيقة اؼبنشئة لدوؽبم و ىم رئيس الدولة ،رئيس اغبكومة ،وزير اػبارجية ،أو األشخاص اؼبفوضُت
و الذين حبوزهتم واثئق تفويض مكتوبة و صرحية تتيح ؽبم من خبلؽبا التوقيع على اؼبعاىدة ،يعترب ىذا النوع من
التوقيع هنائيا ،و ذلك لكونو يًتجم و يعكس القبوؿ اؼببدئي و من دوف تردد للدولة اؼبوقعة ابؼبوافقة على اؼبعاىدة
مؤقتا .2
التوقيع ابألحرؼ األكىل -2
يعد إجراء أضعف من سابقو ،بسبب أف دوره ينحور يف ؾبرد تسجيل حضور فبثل الدولة اؼبعٍت
ابإلمضاء ابألحرؼ األوُف من اظبو ،و ابلتاِف ال يعٍت أي موقف من الدولة اليت ديثلها ،ال بقبوؿ اؼبعاىدة مبدئيا
و ال رفضها .
يتم اللجوء إُف ىذا اإلجراء ألسباب خاصة و منها مثبل كأف تقرف صبلحية التوقيع النهائي على اؼبعاىدة
إُف أشخاص أو سلطة أخرى يف الدولة أعلى من سلطة فبثل الدولة اؼبوقع ابألحرؼ األوُف ،و ذلك يعود إما
ألمهية اؼبعاىدة أو خطورهتا ،و تبعا لذلك حيتاج ىذا النوع من التوقيع حىت ينتج أثره ابؼبوافقة اؼببدئية إُف إتباعو و
إكمالو بتوقيع هنائي و ذلك كقاعدة عامة ،إال اذا اتفقت الدوؿ األطراؼ اؼبتعاقدة منذ البداية على إعطائو أثر
التوقيع النهائي ،و ذلك كما وضحتو نص اؼبادة "12/2أ" من اتفاقية فينا لقانوف اؼبعاىدات .3 1969
1علي زراقط :الوسيط يف القانوف الدوِف العاـ :الطبعة األوُف ،مرجع سابق ،ص ص . 66-63
يوسف علواف :القانوف الدوِف العاـ – اؼبقدمة و اؼبوادر :،مرجع سابق ،ص ص . 898-890
2موطفى أضبد أبو اػبَت :اؼببادئ العامة يف القانوف الدوِف :الطبعة األوُف ،مرجع سابق ،ص .80
3تنص اؼبادة "88/8ا" من معاىدة فينا لقانوف اؼبعاىدات لسنة 8969على أف ...":يشكل امضاء النص ابألحرؼ األوُف توقيعا
للمعاىدة اذا ثبت أف الدوؿ اؼبتفاوضة قد اتفقت على ذلك "...
51
تضمنت اؼبادة 1/12من اتفاقية فينا لسنة 1969استثناءا على القاعدة العامة فيما خيص التوقيع
ابألحرؼ األوُف أين أكدت ىذه اؼبادة أف ىناؾ حاالت ذبعل التوقيع على اؼبعاىدة يضفي عليها القوة اؼبلزمة اذباه
1
الدولة اؼبوقعة دوف حاجة إلجراء الحق للتوقيع كالتوديق و النشر
التوقيع ادلرىوف ابالستشارة . -3
يف ىذا النوع من التوقيع قد ترى الدولة أهنا يف حاجة إُف مزيد من الوقت للدراسة و التفكَت يف اؼبعاىدة
حىت تتبُت ؽبا مدى مبلئمتها ؼبواغبها الوطنية ،و لذلك تلجأ لوضع قيد على سلطة فبثلها يف اؼبفاوضات من
خبلؿ ربط توقيع ىذا اؼبمثل هبذا الشرط ( االستشارة )
يتمثل ىذا الشرط يف ضرورة استشارة اؼبفاوض فبثل الدولة لسلطات دولتو الستطبلع موقفو من ىذه
اؼبعاىدة ،مع العلم أف ىذا النوع من التوقيع ال يرتب أي التزامات يف جانب الدولة اؼبوقعة هبذا الشكل ،إال اذا
أجازتو الحقا ،و ىو ما بينتو نص اؼبادة " 2/12ب" من اتفاقية فينا لقانوف اؼبعاىدات ، 1969أين نوت على "
...يشكل توقيع اؼبمثل للمعاىدة توقيعا مرىوان ابالستشارة إذا أجازتو الدولة توقيعا كامبل للمعاىدة"...
اؼببلحظ أف ىذا النوع من التوقيع خيتلف عن التوقيع ابألحرؼ األوُف ،ابالستشارة الواجبة يف األوؿ و
يربر اللجوء للتوقيع ابألحرؼ األوُف إُف عدـ صبلحية اؼبفاوض للدولة لتوقيع هنائي ىو من اختواص من أعلى
منو سلطة ،بينما يربر اللجوء إُف التوقيع اؼبرىوف ابالستشارة إُف عدـ التسرع و حاجة الدولة للوقت لدراسة
جوانب اؼبعاىدة بروية .
اثنيا :القيمة القانونية للتوقيع
كقاعدة عامة فإف التوقيع يعد ؾبرد موافقة مبدئية للمعاىدة ال يرتب التزاما يف جانب ىذه األخَتة و
السيما مسؤوليتها لعدـ التقيد ابؼبعاىدة ،بل أكثر من ذلك جيوز للدولة اؼبوقعة أف ترفض اؼبعاىدة الحقا و حىت
تقوـ مسؤولية الدولة عن خرقها للمعاىدة البد أف تقوـ ىذه األخَتة ابلتوقيع النهائي ؽبا.
لكنو و كاستثناء من القاعدة أعبله ديكن أف يكوف التوقيع للمعاىدة ملزما ألحكامها للدولة اؼبوقعة يف
حاالت ثبلث عددهتما اؼبادة 1/12من اتفاقية فينا لقانوف اؼبعاىدات و ىي :
أ – إذا نوت اؼبعاىدة ذاهتا على أف يكوف التوقيع كافيا إللزاـ الدولة دوف اغباجة لتوديقها
ب-إذا اتفقت الدوؿ اؼبتفاوضة على أف يكوف التوقيع وحده كافيا إللزاـ الدولة دوف اغباجة لتوديقها.
1نوت اؼبادة 8/88من اتفاقية فينا لقانوف اؼبعاىدات لسنة 8969على أف " :موافقة الدولة على االلتزاـ دبعاىدة ما يعرب عنها
بتوقيع فبثلها مىت:
نوت اؼبعاىدة على أف يكوف للتوقيع ىذا االثر ،أو (أ)
(ب) ثبت بطريقة اخرى أف الدوؿ اؼبتفاوضة متفقة على أف يكوف للتوقيع ىذا األثر ،أو
(ج) تبُت عزـ الدولة على اضفاء ىذا االثر على التوقيع من وثيقة تفويض فبثلها أو مت التعبَت أثناء اؼبفاوضات "
52
ج -إذا قررت الدولة دبفردىا و إبرادهتا أف تلزـ نفسها ابؼبعاىدة عن طريق التوقيع وحده ،و ىذا وقت
اؼبفاوضات أو يف وثيقة تفويض فبثلها .
اثلثا :التحفظ على ادلعاىدات الدكلية
الثابت وكقاعدة عامة أف الدولة لدى موافقتها على اؼبعاىدة فإنو يتوجب عليها االلتزاـ دبا أحتوتو من
أحكاـ ،إال أنو ديكن و أف يوادؼ أف بعض ىذه األحكاـ تتعارض و مواٌف الدولة الوطنية فتقوـ ابستبعاد ىذه
األحكاـ من نطاؽ االلتزاـ هبا ،أو تقوـ إبعطائها معٌت آخر غَت معناىا اؼبقوود .
دأب الفقو و اؼبمارسة الدولية يف ىذه اغباالت على اطبلؽ موطلح التحفظ عن ىذا التورؼ من قبل
الدولة .
-Iتعريف التحفظ ك مدل مشركعيتو
كما سبقت اإلشارة إليو قد تستبعد الدولة الطرؼ يف اؼبفاوضات بعض أحكاـ اؼبعاىدة لتعارضها مع
مواغبها و قد أصطلح على ىذا اإلجراء ابلتحفظ ،و ابلتاِف وجب علينا توضيح ماىية ىذا اإلجراء يف جوانبو
اؼبختلفة الحقا ،مث معرفة مدى مشروعية ىذا االجراء و انسجامو مع الشرعة الدولية .
-1تعريف التحفظ
تولت اؼبادة " 1/2د" من اتفاقية فينا لقانوف اؼبعاىدات تعريف التحفظ بنوها كما يلي ":يراد بتعبَت (
التحفظ ) اعبلف من جانب واحد أاي كانت صيغتو أو تسميتو تودره دولة ما حُت توقع معاىدة أو تودؽ أو
تقبلها أو تقرىا أو تنظم إليها مستهدفة بو استبعاد أو تغيَت األثر القانوين لبعض أحكاـ اؼبعاىدة يف تطبيقها على
تلك الدولة "
من خبلؿ التعريف السابق يتضح أف التحفظ ىو إجراء رظبي يودر عن إحدى الدوؿ أو اؼبنظمات
الدولية يف أي مرحلة من مراحل إبراـ اؼبعاىدة و ينتج عن قبوؿ ىذا التحفظ اغبد من آاثر اؼبعاىدة ابلنسبة للدولة
أو الدوؿ أو اؼبنظمات الدولية اؼبتحفظة يف مواجهة الدوؿ األطراؼ ،و أيضا تلك اليت ديكن أف توَت عضوا
الحقا
من خبلؿ التعريف أعبله يتبُت أف التحفظ يتخذ شكلُت و مها :التحفظ االستبعادي ،و التحفظ
التفسَتي .
أ-التحفظ اإلستبعادم
ىو اإلجراء أو التورؼ الذي دبوجبو تستتبع الدولة بعض أحكاـ اؼبعاىدة من التطبيق يف مواجهتها أين
تقوـ الدولة ابؼبوادقة على جل اؼبعاىدة ماعدا تلك البنود اؼبتحفظ عليها ،و ىو األمر الذي يسقط التزامها
53
الدوِف فيما خيص ىذه األحكاـ ،1و مثاؿ ذلك ربفظ أؼبانيا على اؼبادة 03من اتفاقية اغبقوؽ السياسية للمرأة
اليت أقرهتا اعبمعية العامة لؤلمم اؼبتحدة سنة ، 1952لعدـ قابليتها للتطبيق ضمن القوات اؼبسلحة األؼبانية .
ب -التحفظ التفسريم
دبناسبة ىذا النوع من التحفظ فإف الدولة ال تقوـ ابستبعاد بعض بنود اؼبعاىدة ؿبل ربفظها و
بتفسَت بعض بنود اؼبعاىدة من وجهة نظرىا اػباصة على عكس التفسَت الذي اعتمدتو األطراؼ اؼبتعاقدة
2
دبعٌت أخر أهنا ال تقوـ ابستبعاد البنود اؼبتحفظ عليها .
مشركعية التحفظ -2
يقود دبشروعية التحفظ على اؼبعاىدات الدولية مدى امكانية الدوؿ و اؼبنظمات الدولية اليت
ربفظت على بعض أحكاـ اؼبعاىدة يف تقدًن اقًتاح تعديل اآلاثر اليت ترتب عن اؼبعاىدة الدولية ،و ىنا
جيب أف منيز بُت اؼبعاىدات الثنائية و اؼبعاىدات اعبماعية أو اؼبتعددة األطراؼ ،ذلك أف لكل واحدة
منهما وضع خاص فيما خيص التحفظ بشأهنما .3
يف ادلعاىدات الثنائية أ-
دبناسبة ىذا النوع من اؼبعاىدات ال يرتب التحفظ أي عائق على اإلطبلؽ ،فهو جائز سواءا
ظبحت بو اؼبعاىدة أو َف تسمح بو ،و ذلك العتباره إجيااب جديدا أو اقًتاحا ابلتعديل يتوقف موَته و
موَت اؼبعاىدة ككل على موقف الطرؼ الثاين منو .
يف حالة قبوؿ التحفظ تظهر معاىدة جديدة للوجود بناءا عليو ،أما يف حالة رفضو فتنتهي
اؼبعاىدة .
ب -يف ادلعاىدات اجلماعية
طبقا للرأي االستشاري الوادر عن ؿبكمة العدؿ الدولية بتاريخ 1950/11/06خبووص
إمكانية التحفظ على االتفاقية الدولية لقمع جردية اإلابدة اعبماعية و اؼبعاقبة عليها لعاـ ، 1948فإف
4
احملكمة اعتربت أف التحفظ جائزا بشرط أال يتعارض مع موضوع اؼبعاىدة أو غرضها .
يف ىذا الودد أجازت اؼبادة 19من اتفاقية فينا لقانوف اؼبعاىدات التحفظ يف 03حاالت و
ىي :
1عبد الغٍت ؿبمود :التحفظ على اؼبعاىدات الدولية ( :دف ) القاىرة ،مور ، 8986 ،ص 7و ما بعدىا
عواـ رمضاف :التحفظ على اؼبعاىدات الدولية يف ضوء القانوف اتفاقييت فينا لقانوف اؼبعاىدات و أحكاـ القضاء الدوِف ( ، ،د
ف ) ،القاىرة ،مور ، 8998 ،ص 3و ما بعدىا .
2موطفى أضبد أبو اػبَت :اؼببادئ العامة يف القانوف الدوِف اؼبعاصر:الطبعة األوُف ،مرجع سابق ،ص . 85
3دمحم بوسلطاف :مبادئ القانوف الدوِف العاـ :مرجع سابق ،ص .896
4دمحم بوسلطاف :مبادئ القانوف الدوِف العاـ :اعبزء األوؿ ،اؼبرجع نفسو ،ص . 85
54
-ما َف سبنعو اؼبعاىدة صراحة
-ما َف تنص اؼبعاىدة على ربفظات من بينها التحفظ الذي ابدتو الدولة اؼبعنية
-ما َف يناؼ موضوع اؼبعاىدة و غرضها.
رابعا :قبوؿ التحفظات ك االعرتاض عليها
من حيث األصل و استنادا لنص اؼبادة 20من اتفاقية فينا لقانوف اؼبعاىدات لسنة 1966فإف التحفظ
الذي تسمح بو اؼبعاىدة صراحة ال حيتاج إُف قبوؿ من قبل الدوؿ اؼبتعاقدة األخرى حىت يكوف انفذا ،إال يف
حالتُت مها :
حُت يتبُت من كوف الدوؿ اؼبتفاوضة ؿبدودة العدد ومن موضوع اؼبعاىدة وىدفها أف تطبيق -
اؼبعاىدة بكاملها بُت صبيع األطراؼ شرط أساسي ؼبوافقة كل منهم على االلتزاـ ابؼبعاىدة يتطلب التحفظ قبوؿ
صبيع األطراؼ.
-حُت تكوف اؼبعاىدة وثيقة منشئة ؼبنظمة دولية ،يتطلب التحفظ ما َف تنص اؼبعاىدة على حكم ـبالف
قبوؿ اعبهاز اؼبختص يف تلك اؼبنظمة.
خامسا :أثر التحفظ
استنادا لنص اؼبادة 21من اتفاقية فينا لقانوف اؼبعاىدات فإنو إذا مت اللجوء إُف إجراء التحفظ بشكل
صحيح ،فإنو ينتج آاثره القانونية منذ قبولو من إحدى الدوؿ األطراؼ اؼبتعاقدة على األقل ،و ابلتبعية جيعل
أحكاـ اؼبعاىدة ؿبل التحفظ من حيث سرايهنا على النحو التاِف :
-سارية بُت الدولة اؼبتحفظة و تلك اليت قبلت ربفظها ابستثناء األحكاـ اؼبتحفظ عليها .
-سارية بكافة أحكامها بُت بقية الدوؿ األخرى سواء كانت قابلة أو معًتضة على التحفظ
-ال تسري اؼبعاىدة ككل بُت الدوؿ اؼبتحفظة و الدوؿ اؼبعًتضة صراحة على التحفظ .
سادسا :سحب التحفظ ك سحب االعرتاض عليو
ديكن للدولة اؼبتحفظة سحب ربفظها مىت شاءت و ال يعترب ىذا السحب انفذا إال من اتريخ إخطار
أطراؼ اؼبعاىدة بو ،و يًتتب على سحب االعًتاض عودة كافة اؼبعاىدة للسرايف من الدولة الساحبة للتحفظ و
بقية األطراؼ اؼبتعاقدة ،دبا فيها الدوؿ اؼبتعاقدة اليت اعًتضت على التحفظ استنادا ألحكاـ اؼبادة 22من
اتفاقية فينا لقانوف اؼبعاىدات يف ىذه اعبزئية .1
1نوت اؼبادة 88من اتفاقية فينا لقانوف اؼبعاىدات على " :
-8ما َف تنص اؼبعاىدة على خبلؼ ذلك ،جيوز سحب التحفظ يف أي وقت كأف وال يشًتط من أجل ذلك رضا الدولة اليت
كانت قد قبلت التحفظ.
-8ما َف تنص اؼبعاىدة على خبلؼ ذلك ،جيوز سحب االعًتاض على التحفظ يف أي وقت كأف.
-3ما َف تنص اؼبعاىدة أو يتفق على خبلؼ ذلك../..:
55
أيضا من انحية أخرى فإف الدولة اؼبعًتضة على التحفظ ديكن ؽبا سحب ىذا االعًتاض يف أي وقت
شاءت ،مع العلم أف ىذا السحب على االعًتاض ال ينتج أثره إال من اتريخ إخطار الدولة اؼبتحفظة ،و يًتتب
على سحب االعًتاض سرايف اؼبعاىدة بُت الدولة ساحبة االعًتاض على التحفظ و الدولة اؼبتحفظة ابستثناء
األحكاـ موضوع االعًتاض استنادا لنفس اؼبادة اعبله .
االجراءات اخلاصة ابلتحفظ ك قبولو ك سحبو ك االعرتاض عليو ك سحب االعرتاض عليو. أ-
يتم مباشرة اإلجراءات اؼببينة أعبله دبوجب خطاب مكتوب من الدولة اؼبعنية ابإلجراء ،مع وجوب
إخطار أطراؼ اؼبعاىدة ابإلجراء من أجل بداية احتساب األثر اؼبًتتب عن كل إجراء .
الفقرة الرابعة:
التصديق أك ادلصادقة على ادلعاىدة الدكلية .
ىو اجراء الحق على التوقيع و ىو إقرار السلطات الداخلية اؼبختوة يف الدولة ابؼبوافقة على االلتزاـ
أبحكاـ اؼبعاىدة بوورة هنائية ،و ىو اإلجراء الذي يضفي على اؼبعاىدة قيمة قانونية تتأكد دبوجبو إرادة الدولة
بشأهنا ( اؼبعاىدة ) ،و تضعها موضع التنفيذ يف مواجهتها .1
بوورة أبسط فإف التوديق يقود بو ذلك التورؼ أو اإلجراء القانوين الذي دبوجبو تعلن السلطة
اؼبختوة إببراـ اؼبعاىدات يف الدولة موافقتها على اؼبعاىدة و قبوؽبا االلتزاـ أبحكامها بوورة هنائية.
عرفت اتفاقية فينا لقانوف اؼبعاىدات لسنة 1969يف مادهتا "1/2ب" التوديق أبنو ":القبوؿ " و"اإلقرار"
و " اإلنضماـ " تبعا للحالة ،صك دوِف حيمل ىذه التسمية و تثبت بو دولة ما ،على الوعيد الدوِف ،موافقتها
على االلتزاـ دبعاىدة ".
يطرح التوديق عدة إشكاالت تنوب على الطبيعة القانونية ؽبذا اإلجراء ،و كذلك السلطة اؼبختوة يف
الدولة دبباشرتو ،و الشكل الذي جيب أف يتم ضمنو ،و مدى حرية الدولة يف إجرائو و آاثره و عدـ رجعيتو و
ىي كلها نقاط مهمة جيب توضيحها .
الطبيعة القانونية للتصديق ك السلطة ادلختصة إبجرائو -I
نظرا لؤلمهية القووى اليت حيتلهما اإلجراءين القانونُت اعبله سواءا يف مواجهة الدولة اؼبعنية ابلتوديق أو
الدوؿ األطراؼ فإنو ينبغي دراسة كل اجراء على حدى رفعا لكل لبس .
( ../..أ) ال يوبح سحب التحفظ سارايً ابلنسبة لدولة متعاقدة أخرى ما َف تتلق الدولة إشعارا بذلك؛
(ب) ال يوبح سحب االعًتاض على التحفظ سارايً ما َف تتلق الدولة اؼبتحفظة إشعارا بذلك".
1دمحم يوسف علواف :القانوف الدوِف العاـ – اؼبقدمة و اؼبوادر :الطبعة الثالثة :مرجع سابق ،ص ص . 893-898
56
-1الطبيعة القانونية للتصديق
إف اشًتاط التوديق على اؼبعاىدة الدولية جاء العتبارات مهمة ديكن إجيازىا فيما يلي :
-منح الدولة مزيدا من الوقت و فرصة كافية من أجل دراسة اؼبعاىدة و استطبلع مدى سباشيها مع
مواغبها ،قبل اإلقداـ على االلتزاـ النهائي هبا ،أين ال ديكن ؽبا التحلل منها بسهولة .
-استكماؿ نقص أىلية فبثل الدولة اؼبتفاوض و توحيحها ألنو يف توديقها ما يعترب تنازال أو إجازة
منها لتورؼ من ديثلها خارج حدود تفويضو
-سبكُت الربؼباف يف األنظمة الدديقراطية ابعتباره فبثبل للشعب ،و مدافعا عن مولحتو من اؼبشاركة يف
دراسة اؼبعاىدة و تقرير ما يراه من خبلؽبا يف صاٌف الدولة .
انطبلقا فبا سبق عرضو اعبله يعد التوديق إجراء جوىراي لوضع اؼبعاىدة موضع التنفيذ و ترتيبها كافة
اآلاثر القانونية اذباه أطرافها من الدوؿ و التزاـ الدولة اؼبوادقة على أحكامها ،و قد استوجبو التوديق عدة
اتفاقيات دولية منها على سبيل اؼبثاؿ بروتوكوؿ برلُت ، 1878معاىدة ىافاان ، 1928اضافة إُف أحكاـ
التحكيم و القضاء الدوليُت ،و يتجلى ذلك من خبلؿ قرار ؿبكمة التحكيم الدائمة لسنة 1905و حكم
ؿبكمة العدؿ الدولية لسنة . 1929
تدعيما للقيمة للقانونية للتوديق أيضا قبد صداه يف بعض اؼبمارسات الدولية و مثاؿ ذلك قرار ؾبلس
عوبة األمم لعاـ 1936برفض اؼبساعدة اؼبالية اليت طلبتها اغببشة إثر اعتداء ايطاليا عليها بسبب توقيعها غَت
اؼبستكمل بتوديقها على اؼبعاىدة اؼبتعلقة دبنح اؼبساعدات اؼبالية للدوؿ اؼبعتدى عليها عاـ ، 1930كذلك
رفض اليوانف تسليم أحد األمريكيُت اؼبطلوب من القضاء األمريكي لعدـ توديق اليوانف على االتفاقية الثنائية
لتسليم اجملرمُت بُت البلدين .و ذلك سنة .1931
ابرازا و أتكيدا للقيمة القانونية للتوديق تولت اؼبادة 14من اتفاقية فينا لقانوف اؼبعاىدات تبياف الزامية
احكاـ اؼبعاىدة مند اؼبوادقة عليها و بينت حاالت انفاذ ىذا اإلجراء .1
-IIالسلطة ادلختصة إبجراء التصديق يف الدكلة
1نوت اؼبادة 86من اتفاقية فينا لقانوف اؼبعاىدات لسنة 8969على -8 " :تعرب الدولة عن رضاىا االلتزاـ ابؼبعاىدة
ابلتوديق عليها يف إحدى اغباالت التالية:
(أ) إذا نوت اؼبعاىدة على أف التعبَت عن الرضا يتم ابلتوديق؛ أو
(ب) إذا ثبت بطريقة أخرى أف الدوؿ اؼبتفاوضة كانت قد اتفقت على اشًتاط التوديق؛ أو
(ج) إذا كأف فبثل الدولة قد وقع اؼبعاىدة بشرط التوديق؛ أو
(د) إذا بدت نية الدولة اؼبعنية من وثيقة تفويض فبثلها أف يكوف توقيعها مشروطاً ابلتوديق على اؼبعاىدة ،أو عربت الدولة عن
مثل ىذه النية أثناء اؼبفاوضات.
-8يتم تعبَت الدولة عن رضاىا االلتزاـ ابؼبعاىدة عن طريق قبوؽبا أو اؼبوافقة عليها بشروط فباثلة لتلك اليت تطبق على التوديق.
57
يعد التوديق إجراءا الزما لوضع اؼبعاىدة موضع التنفيذ يف مواجهة الدولة اؼبوادقة عليها ،لكن ىذا
اإلجراء على أمهيتو فإنو مًتوؾ غبرية للدولة و ىو أمر يقرره دستور ىذه األخَتة ،لكنو و حبسب اؼبمارسة الدولية
يف ىذا االذباه و كذلك حبسب األعراؼ الدستورية يوجد ثبلثة طرؽ للتوديق على معاىدة ما و ىي إما أف يعقد
اختواص ىذا االجراء للسلطة التنفيذية للدولة وحدىا ،أو أف يعقد اختواص التوديق للسلطة التشريعية
وحدىا ،أو أف يعقد اختواص التوديق بُت السلطتُت معا و ىي كلها اجراءات تبينها الوثيقة اؼبنشئة للدوؿ و
السيما دساتَتىا .
-IIIشكل التصديق
عادة يتم التوديق على اؼبعاىدة يف شكل وثيقة مكتوبة صادرة عن رئيس الدولة ابعتباره صاحب سلطة
ابراـ اؼبعاىدات الدولية ،بعد موافقة اعبهة اؼبعنية فيها عن قبوؽبا اؼبعاىدة ،متعهدا ابلعمل على تنفيذىا .
لكي ينتج التوديق أثره القانوين يف مواجهة الدولة اؼبوادقة و كذلك األطراؼ اؼبتعاقدة جيب إخطار ىذه
األخَتة هبذا اإلجراء ،ىذا األخَت زبتلف طريقة اتيانو يف اؼبعاىدات الثنائية عنو يف اؼبعاىدات اعبماعية .
ابلنسبة للمعاىدات الثنائية يبدأ سرايف التوديق من اتريخ تبادؿ الدولتُت اؼبتعاقدتُت وثيقيت التوديق و
ذلك دبوجب ؿبضر رظبي موقع من الدولتُت ليتبادؿ بينهما .
ابلنسبة للمعاىدات اعبماعية فيبدأ سرايف آاثر التوديق من اتريخ إيداع واثئق التوديق اػباصة ابؼبعاىدة
لدى احدى الدوؿ األطراؼ اليت اتفقوا عليها صراحة يف اؼبعاىدة نفسها أو لدى األمانة العامة إلحدى اؼبنظمات
الدولية ،و بطبيعة اغباؿ يتم إثبات اإليداع دبحضر رظبي تسلمو اعبهة اؼبختوة بتلقي التوديقات ،و يسلم إُف
الدولة اؼبودعة لتتوُف اعبهة اؼبكلفة بتلقي اإليداعات إخطار ابقي االطراؼ اؼبتعاقدة بنسخة من التوديق .1
للدولة كامل اغبرية يف اختيار الوقت اؼبناسب للتوديق على اؼبعاىدة إذا َف يكن ضمن ىذه األخَتة نص
صريح حيدد ىذا اؼبوعد.
ديكن للدولة أف تعقد توديقها على اؼبعاىدة على شرط أو شروط معينة ابتغاء لغاية سياسية و يف الغالب
تكوف ىذه الشروط مرتبطة دبوضوع اؼبعاىدة اؼبراد التوديق عليها ،و مثاؿ ذلك تعليق فرنسا التوديق على
معاىدة الوداقة مع ليبيا إُف حُت إبراـ ىذه األخَتة اتفاقية ترسيم اغبدود مع اعبزائر و ىو ما مت فعبل .
حيق أيضا للدولة أف ترفض التوديق على اؼبعاىدة و ال يًتتب عن ذلك أية مسؤولية للدولة اؼبمتنعة و
ابلتاِف ال جيوز مساءلة دولة ما دوليا رفضت اؼبوادقة على معاىدة سبق و أف وقعتها ،ذلك أف التوقيع وحدة ال
يرتب التزاـ الدولة اؼبمضية للمعاىدة أبحكامها ،و ىذا ما ترصبتو اؼبمارسة و القضاء الدوليُت يف عدة مناسبات .
-IIالتصديق الناقص
1سامي عبد اغبميد – موطفى سبلمة حسُت :القانوف الدوِف االعم :اصوؿ القانوف الدوِف اعاـ :اعبزء األوؿ ،دار اؼبطبوعات
اعبامعية ،االسكندرية ، 8996 ،ص ص . 380-389
58
يقود بو ذلك التوديق الذي جيريو رئيس الدولة دوف أف يتبع القواعد و اإلجراءات اؼبنووص عليها يف
الدستور ،أي التوديق اؼبخالف للقواعد الدستورية الداخلية ،أين يتم تبادؿ واثئق التوديق على ىذا األساس.1
الثابت قانوان و من القواعد اؼبتفق عليها دوليا أف اؼبعاىدات ال توبح ملزمة ألطرافها إال من اتريخ
اؼبوادقة عليها من قبل االجهزة اؼبختوة دستوراي و احملددة يف قوانُت الدولة داخليا .2
اثر جدال واسع بُت فقهاء القانوف الدوِف حوؿ مدى مشروعية التوديق الناقص للمعاىدات و أثر ذلك
من الناحية القانونية ،و حبل ؽبذا اإلشكاؿ ظهر ثبلثة آراء و ىي :
-1الرأم األكؿ
يقر صحة اؼبعاىدات اليت يتم اؼبوادقة عليها ابؼبخالفة للقواعد الدستورية و ابلتاِف يوبح التوديق
حبسب أصحاب ىذا الرأي منتجا آلاثره القانونية من الوجهة الدولية ،و تربيرىم لذلك يعود لعاملُت أساسُت مها
اغبفاظ على استقرار العبلقات الدولية من جهة ،و عدـ التدخل يف شؤوف الدوؿ الداخلية من جهة أخرى.3
حبسب أصحاب ىذا الرأي فإنو ماداـ التوديق صادر من سلطة دستورية فهو صحيح دوف البحث يف
مطابقتو للقواعد الدستورية داخل تلك الدولة ،و ىو ما يقود ىذا التربير إُف تربير اثف مرتبط بو ،مفاده أنو لو فتح
ؾباؿ دراسة صحة التوديق من عدمو من حيث اتباع القواعد الدستورية داخل الدولة فإف ذلك يعٍت مراقبة دولة
طرؼ لوحة اجراءات اؼبوادقة من عدمو يف دولة أخرى ،و ىو ما يعد تدخبل يف الشؤوف الداخلية لدولة مستقلة
،و ىو أمر غَت مقبوؿ من انحية القواعد العرفية الدولية . 4
-2الرأم الثاين
ىو الرأي السائد يف الفقو الدوِف و يرى أف اؼبعاىدة تعد ابطلة و ال تعد انفذة يف ؾباؿ العبلقات الدولية
ما داـ أف التوديق عليها جاء ـبالفا للقواعد الدستورية داخل الدولة ،و قد استند أصحاب ىذا الرأي يف وجهة
1صباؿ عبد الناصر مانع :القانوف الدوِف العاـ – اؼبدخل و اؼبوادر :مرجع سابق ،ص . 88
2دمحم سامي عبد اغبميد – موطفى سبلمة حسُت :القانوف الدوِف العاـ :اؼبرجع السابق ،ص ص . 66-68
3على زراقط :لوسيط يف القانوف الدوِف العاـ :الطبعة األوُف :مرجع سابق ،ص 69
أنظر أيضا
غازي حسُت صباريٍت :الوجيز يف مبادئ القانوف الدوِف العاـ :الطبعة األوُف ،مرجع سابق ،ص 50
عادؿ أضبد الطائي :الطائي :القانوف الدوِف العاـ :الطبعة األوُف :مرجع سابق ،ص . 835
دمحم يوسف علواف :الوسيط يف القانوف الدوِف العاـ -الكتاب األوؿ – اؼببادئ العامة :الطبعة األوُف ،مرجع سابق ،ص 830
.
4علي إبراىيم القانوف الدوِف العاـ :مرجع سابق ،ص ص . 890-888
59
نظرىم إُف نقطة أساسية و ىي وجوب احًتاـ االختواص الذي يباشره الربؼباف يف التعبَت عن الرضا الوحيح يف
االلتزاـ ابؼبعاىدة. 1
يرى أصحاب ىذا الرأي أنو لكي تنتج اؼبعاىدة آاثرىا القانونية يف مواجهة الدولة و األطراؼ اؼبتعاقدة و
تعد ابلتاِف صحيحة ال بد أف تكوف مربمة فبن لو االختواص يف ذلك دستوراي ،و اعتقادان أف ىذه النظرة تراعي
اعبانب اؼبؤسسايت يف الدولة و ال سيما التشجيع على األنظمة الدديقراطية ،و كأهنا مرادؼ لقاعدة قانونية على
اؼبستوى الوطٍت مفادىا "أنو ما بٍت على ابطل فهو ابطل " على اعتبار و أف القاعدتُت اجرائيتُت و إف اختلفا يف
نطاؽ تطبيقهما .
-3الرأم الثالث
و ىو رأي وسط بُت الرأيُت السابقُت ،و تبعا لذلك يرى أف اؼبعاىدة صحيحة على أساس من اؼبسؤولية
الدولية ،و حجتو يف ذلك أف التوديق غَت الدستوري على اؼبعاىدة من طرؼ رئيس الدولة ،يعد عمبل غَت
مشروع تكوف نتيجتو قياـ مسؤولية الدولة اليت ديثلها ىذا الرئيس ،و ذلك على أساس اؼبسؤولية الدولية عن
األعماؿ غَت اؼبشروعة للسلطة التنفيذية ،و ألف جزاء البطبلف على اؼبستوى الدوِف ىو اعتبار اؼبعاىدة صحيحة و
يتوجب على الدولة احًتاـ التزاماهتا اؼبنبثقة عنها حىت لو سبت اؼبوادقة عليها بشكل ـبالف للقاعد الدستورية
داخل الدولة ،يضيف ىذا ارأي دعما لرأيو ىذا أف الشخص و يقود بو أشخاص القانوف الدوِف ،ال ديكن أف
يستمر يف خطئو من أجل التنول من التزاماتو الدولية
و خبلصة القوؿ ألصحاب ىذا الرأي أف االدعاء ببطبلف اؼبعاىدة نتيجة التوديق عليها بشكل ـبالف
للقواعد الدستورية ىو قوؿ خاط ،ذلك أنو ال ديكن ربميل خطأ ألطراؼ َف يرتكبوه .
-Iأثر التصديق ك عدـ رجعيتو
تبعا لؤلمهية اؼبًتتبة عن التوديق على اؼبعاىدة و اليت تؤدي إُف انتاج آثرىا القانوين أي إلزامية ىذه
اؼبعاىدة للدولة اؼبوادقة و لؤلطراؼ اآلخرين ،من خبلؿ االلتزامات و اغبقوؽ و ،كذلك اإلشكالية اؼبتعلقة بعدـ
رجعية ىذا التوديق ألنو و لضرورات موضعية يتوجب دراسة كل عنور على حدى .
1إبراىيم أضبد شليب :مبادئ القانوف الدوِف العاـ :الدار اعبامعية ،بَتوت ،لبناف ،8986 ،ص . 809
60
-1األثر القانوين للتصديق
إف النتيجة اؼبنطقية للتوديق على أي معاىدة من دوف شك ىو وضع ىذه األخَتة حيز التنفيذ و ابلتاِف
توبح أيضا ذات وجود قانوين ملزـ ،و كإجراء الحق للتوديق و حىت تنتج اؼبعاىدة أثرىا البد من إخطار
أطراؼ اؼبعاىدة هبذا التوديق ،حسب نوع اؼبعاىدة سواء كانت ثنائية أو صباعية كما سبق شرحو ربت عنور
التوديق ،و حىت ال يكوف ىناؾ تكرار ،و يكوف ىذا اإلخطار إما بتبادؿ واثئق التوديق بُت طريف اؼبعاىدة
الثنائية أو اإليداع ؽبا لدى جهة اإليداع الواردة ابؼبعاىدة ابلنسبة للمعاىدات اعبماعية .
نوت اؼبادة 2-1/ 24من اتفاقية فينا على بداية سرايف األثر القانوين للمعاىدة أين نوت على " :
-1تدخل اؼبعاىدة حيز التنفيذ ابلطريقة ويف التاريخ احملددين فيها أو وفقاً التفاؽ الدوؿ اؼبتفاوضة.
-2ويف حاؿ عدـ وجود مثل ىذا النص أو االتفاؽ تدخل اؼبعاىدة حيز التنفيذ حاؼبا يثبت رضا صبيع
الدوؿ اؼبتفاوضة االلتزاـ ابؼبعاىدة.
يتوجب على أطراؼ اؼبعاىدة بعد نفادىا تنفيذىا حبسن نية و ىو ما نوت عليو اؼبادة 26من اتفاقية
فينا لقانوف اؼبعاىدات اليت نوت على أف ":كل معاىدة انفذة تلزـ أطرافها وجيب أف ينفذىا األطراؼ حبسن نية".
أكدت اؼبادة 26أيضا من اتفاقية فينا لقانوف اؼبعاىدات على التزاـ األطراؼ اؼبتعاقدة بعد التوديق على
اؼبعاىدة و عدـ التحلل من أحكامها الحقا حبجة ـبالفتها ؼبواغبها الوطنية ،ما عدا يف حالة ما إذا كانت ىذه
اؼبخالفة واضحة و مؤكدة يف صلب قاعدة جوىرية يف قانوهنا الداخلي .و ىو نفس التأكيد الذي أوردتو اؼبادة 27
من نفس االتفاقية تقريبا اليت نوت على أنو " :ال جيوز ألي طرؼ أف يستظهر أبحكاـ القانوف الداخلي لتربير
عدـ تنفيذ معاىدة ما ،و ليس يف ىذه اؼبعاىدة ما خيل ابؼبادة . 1" 46
من خبلؿ تفحص اؼبادة 46أعبله قبدىا تضمنت استثناءا لقاعدة عدـ القابلية للتحلل من اؼبعاىدة بعد
التوديق عليها ،من خبلؿ أهنا بينت مىت جيوز التحلل من احكاـ اؼبعاىدة يف حالة اؼبخالفة لقانوهنا الداخلي
اؼبتعلق ابلتوديق ،يل أكثر من ذلك بينت لنا الضوابط اؼبتعلقة ابؼبخالفة اؼبعنية بنص اؼبادة حىت ال يًتؾ اجملاؿ
للتسًت ربت ىذا االستثناء و التملص من اؼبسؤولية الدولية نتيجة اإلخبلؿ دبعاىدة انفدة .
1تنص اؼبادة 66من معاىدة فينا لقانوف اؼبعاىدات على " :
-8ليس للدولة أف ربتج أبف التعبَت عن رضاىا االلتزاـ ابؼبعاىدة قد مت ابؼبخالفة غبكم يف قانوهنا الداخلي يتعلق ابالختواص
بعقد اؼبعاىدات كسبب إلبطاؿ ىػذا الرضا إال إذا كانت اؼبخالفة بينة وتعلقت بقاعدة أساسية من قواعد القانوف الداخلي.
-8تعترب اؼبخالفة بينة إذا كانت واضحة بوورة موضوعية أليػة دولة تتورؼ يف ىذا الشأف وفق التعامل اؼبعتاد وحبسن نية.
61
-2عدـ رجعية أثر التصديق
نوت اؼبادة 28من اتفاقية فينا لقانوف اؼبعاىدات على أنو ":ال تلزـ احكاـ اؼبعاىدة أي طرؼ بشأف
أي عمل حدث أو واقعة حدثت أو حالة توقف عن الوجود قبل اتريخ بدء نفاذ اؼبعاىدة على ىذا الطرؼ ،ما
َف يتبُت من اؼبعاىدة أو يثبت بطريقة أخرى قود مغاير لذلك ".
من خبلؿ نص اؼبادة يتجلى أف الوجود القانوين للمعاىدة ال يرجع إُف اؼباضي ،أي أنو ال يطبق على
الوقائع و التورفات بُت األطراؼ قبل صَتورة اؼبعاىدة انفدة من خبلؿ التوديق و تبادؿ واثئقها أو اإليداع .
بعبارة أخرى أف أثر التوديق يسري من اتريخ تبادؿ الواثئق أو اإليداع إُف اؼبستقبل ،و ال يسري من
1
اتريخ التوديق نفسو و األمر ـبتلف بُت التارخيُت .
تعد مرحلة التسجيل و النشر للمعاىدة من اؼبراحل اؼبهمة اليت ال تقل عن سابقيها ،ؼبا ؽبذا اإلجراء من
أاثر على اؼبستوى الداخلي و الدوِف ،و عليو يتوجب علينا أوال معرفة كل ما يتعلق بتسجيل اؼبعاىدة و نشرىا
على اؼبستوى الوطٍت ،مث تبياف كل ما يتعلق بتسجيل و نشر اؼبعاىدة على اؼبستوى الدوِف ،و أثر ذلك .
-Iتعريف تسجيل ادلعاىدة ك نشرىا ك غايتهما
يعد التسجيل و النشر إجراء مزدوج دبوجبو يتم إيداع الدوؿ األطراؼ يف اؼبعاىدة صورة منها لدى جهاز
دوِف ـبتص عادة ،سواء كاف منظمة دولية أو إقليمية ،و ذلك من أجل سبكُت ىذا اعبهاز من توثيق اؼبعاىدة و
تسجيلها يف سجل خاص فبسوؾ ؽبذا الغرض ،و ذلك بغية نشرىا الحقا يف مدونة أو ؾبموعة مدوانت ربتوي
كافة ما تربمو الدوؿ من معاىدات .2
يهدؼ تسجيل اؼبعاىدات و نشرىا ابؼبقاـ األوؿ إُف ربقيق ىدفُت مهمُت أوالمها سياسي و مضمونو
ؿباربة اؼبعاىدات السرية و اليت سبثل خطرا دامها على استقرار العبلقات الدولية و اغبفاظ على السلم و األمن
الدوليُت ،األمر الذي يتعارض و مقاصد ميثاؽ ىيئة األمم اؼبتحدة ،و اؼبقود الثاين تقٍت مضمونو صبع اؼبعاىدات
الدولية يف مدونة أو عدة مدوانت خاصة من اجل تيسَت أمر العودة و اإلطبلع عليها ،سواء من قبل الباحثُت
63
بعد تسجيل اؼبعاىدة تقوـ األمانة العامة لؤلمم اؼبتحدة بنشر اؼبعاىدة يف ؾبلدات خاصة تسمى " ؾبموعة
اؼبعاىدات و االتفاقيات اليت تنشرىا األمم اؼبتحدة "و يكوف نشرىا ابللغة األصلية اليت حررت هبا موحوبة بًتصبة
ابللغة اإلقبليزية و الفرنسية و ترسل ىذه اجملموعة إُف صبيع أعضاء األمم اؼبتحدة .1
نشر ادلعاىدات على ادلستول الداخلي -2
معظم الدساتَت ربتم نشر اؼبعاىدات الدولية اؼبوادؽ عليها استنادا لتشريعاهتا الداخلية و على رأسها
دساتَتىا ،و ذلك حىت تكوف للمعاىدة قوة القانوف الداخلي و ابلتاِف يتم االحتجاج هبا يف مواجهة الدولة و
األفراد .
اؼبعاىدة اؼبربمة وفقا لئلجراءات تندمج يف القانوف الداخلي و يكوف ؽبا صفة القانوف و ىي ال تكتسب
تلك الوفة إال إذا نشرت يف اعبريدة الرظبية .
الفرع الثاين :
الشركط ادلوضوعية إلبراـ ادلعاىدات
بعد تعرفنا على الشروط الشكلية إلبراـ اؼبعاىدات أو ما يعرؼ دبراحل إبراـ اؼبعاىدات ،فإنو يتوجب توفر
شروط موضوعية يف األطراؼ اؼبتعاقدة ذاهتا حىت توبح اؼبعاىدة صحيحة و منتجة آلاثرىا .
يقود ابلشروط اؼبوضوعية لوحة ابراـ اؼبعاىدات :األىلية ،الرضا و مشروعية ؿبلها
بعد معرفتنا للشروط الشكلية إلبراـ اؼبعاىدات أو مراحل ذلك ابت لزاما علينا معرفة الشروط اؼبوضوعية
إلبراـ ىذه األخَتة ،ذلك أنو من اؼبستقر عليو فقها يف القانوف الدوِف العاـ أف اؼبعاىدة الدولية ال تعترب صحيحة
ماَف تكن شروطها اؼبوضوعية صحيحة و على رأسها أىلية التعاقد ،و مرد ذلك أف اؼبعاىدة ىي ابألساس اتفاؽ
يعقد بُت شخوُت أو أكثر من اشخاص القانوف الدوِف الذين و وفقا ؽبذا التوصيف يتوجب أف تتوفر فيهم
الشخوية القانونية ،و ابلتاِف يتوجب أف تتوفر فيهم أىلية التعاقد .
األىلية تعٍت قدرة الشخص على اكتساب اغبقوؽ و ربمل االلتزامات ،و على اؼبستوى الدوِف ال يكوف
الشخص أىبل ؼبا سبق ذكره إال إذا كانت لو شخوية قانونية طبقا ألحكاـ القانوف الدوِف العاـ .2
1علي صادؽ أبو ىيف :القانوف الدوِف العاـ :منشاة اؼبعارؼ ،اإلسكندرية ،مور ، 8975 ،ص ص . 598-590
2علي إبراىيم :الوسيط يف اؼبعاىدات الدولية :مرجع سابق ،ص ص . 639-689
64
نوت اؼبادة السادسة من اتفاقية فينا لقانوف اؼبعاىدات لعاـ 1969على أنو ":لكل دولة أىلية التعاقد "
وينسحب مفهوـ أىلية التعاقد ليشمل الدوؿ الناقوة و اؼبنظمات الدولية و الكياانت األخرى ،و السيما من
حيث مدى أىليتها من عدمو .
أكال :أىلية الدكؿ ذات السيادة التامة يف إبراـ ادلعاىدات
دبا أف إبراـ اؼبعاىدات الدولية مظهر من مظاىر السيادة ،فإف الدوؿ ذات السيادة التامة ىي اليت ؽبا
اغبق يف ابراـ اؼبعاىدات .1لكوهنا أىلة الكتساب اغبقوؽ و ربمل االلتزامات و ىي تتمتع ابلشخوية القانونية و
لكوهنا شخوا من أشخاص القانوف الدوِف العاـ و ابلتاِف ال يطرح أي اشكاؿ ابلنسبة للمعاىدات اؼبربمة من
الدوؿ ذات السيادة.
اثنيا:أىلية الدكؿ الناقصة السيادة
و ىي نوعاف إما دوؿ اتبعة أو داخلة ضمن ارباد فيدراِف ،ويقود ابلدوؿ التابعة تلك اؼبوضوعة ربت
اغبماية أو االنتداب أو الوصاية ،و عليو فإف اؼبعاىدات اليت تربمها الدوؿ الناقوة السيادة و اليت ىي ليست أىبل
إلبرامها ال تعد ابطلة بطبلان مطلقا ،و إمنا قابلة لئلبطاؿ بناءا على طلب الدولة صاحبة الوالية على الشؤوف
اػبارجية للدولة اليت أبرمت اؼبعاىدة ،و ابلتاِف ؽبا السلطة يف اقرار اؼبعاىدة أو ابطاؽبا .2
يف نفس االذباه و فيما خيص الدوؿ أعضاء االرباد الفيدراِف فإف أمر صحة اؼبعاىدات اليت تربمها مًتوؾ
لدساتَتىا اؼبنشئة لبلرباد الفيدراِف ،فمنها من تًتؾ ألعضاء ىذا األخَت حرية إبراـ اؼبعاىدات ،و منها من ترفض
ىذا اؼبسعى .3
اثلثا :أىلية ادلنظمات الدكلية
فيما خيص اىلية اؼبنظمات الدولية ،فإف شخويتها الدولية تكوف وظيفية و تتحدد حبدود اؼبهاـ الوظيفية
اؼبعينة ؽبا ،و تبعا ؽبذه اغبدود الوظيفية ال جيوز للمنظمات الدولية ابراـ معاىدات ال تدخل يف نطاؽ اؼبهاـ
الوظيفية احملددة ؽبا ،دبعٌت آخر أف اؼبنظمات الدولية ال جيوز ؽبا ابراـ اؼبعاىدات الدولية إال يف حدود اختواصاهتا
1دمحم السعيد الدقاؽ :سلطاف إرادة الدوؿ يف إبراـ اؼبعاىدات بُت االطبلؽ و التقييد :دار اؼبطبوعات اعبامعية ،االسكندرية
، 8977ص 3و ما بعدىا .
2علي صادؽ أبو ىيف ،مرجع سابق ،ص . 530
أنظر أيضا
غازي حسأف صباريٍت ،مرجع سابق ،ص 55
دمحم بوسلطاف ،مرجع سابق ،ص 878
3إبراىيم بن داود :اؼبعاىدات الدولية يف القانوف الدوِف -:دراسة تطبيقية :دار الكتاب اغبديث ،اعبزائر ، 8080 ،ص ص
. 873-878
65
اؼببينة يف الوكوؾ الدولية اؼبنشئة ؽبا ،1و ىو نفس اؼببدأ الذي أقرتو اتفاقييت فينا لقانوف اؼبعاىدات لسنة 1969
و 1986يف اؼبادة الثالثة .
رابعا :أىلية إبراـ ادلعاىدات الدكلية من قبل الكياانت األخرل اليت ليس ذلا كصف الدكلة
يقود ابلكياانت األخرى الفاتيكاف و حركات التحرر و اغبكومات الفعلية و حكومات اؼبنفى ،القبائل.
أ -الفاتيكاف
نظرا ػبووصية الوضع القانوين للفاتيكاف ،فإنو تبعا لذلك ال تتاح لو فرصة إبراـ اؼبعاىدات الدولية
ابستثناء تلك اؼبتعلقة ابعبانب الديٍت دبا فيها إدارة شؤوف الكنيسة الكاثوليكية .
حركات التحرر ب-
ؽبذه اغبركات التحررية حدود ضيقة يف ابراـ اؼبعاىدات الدولية اؼبتعلقة بنشاطها التحرري و عليو ذبيز
بعض اؼبعاىدات الدولية االتفاقات اليت تربمها حركات التحرر و ذلك أبف توبح طرؼ فيها .
إف أىلية إبراـ اؼبعاىدات ابلنسبة غبركات التحرر انتقائية و ليست مطلقة ،ذلك أهنا تقتور على اؽبدؼ
الذي ترمي إليو ىذا النوع من اغبركات و ىو تقرير اؼبوَت ،و ابلتاِف فإف االتفاقيات اليت تربمها لتحقيق ىذا
اؽبدؼ تعترب صحيحة و منتجة آلاثرىا .2
أبرز مثاؿ على ىذا النوعى من االتفاقيات :اتفاقيات افياف بُت فرنسا و جبهة التحرير الوطٍت يف 19
مارس . 1962
ج -أىلية احلكومات ( الفعلية ك ادلنفى ) يف إبراـ ادلعاىدات
انطبلقا من كوف الدولة سبتلك الشخوية القانونية كشخص من اشخاص القانوف الدوِف فإهنا تتمتع هبذه
الشخوية بغض النظر عن التغَتات اليت تطرأ على تنظيم السلطات العامة داخلها ،و كذلك األشخاص القائمُت
عليها طبقا ؼببدأ استمرارية الدولة ،و عليو فإف أي تغيَت على ىذه السلطات العامة داخل الدولة ال يؤثر على
صحة االتفاقات الدولية اؼبعقودة ابسم ىذه الدولة ،ماداـ أف اغبكومة اليت أبرمت ىذه االتفاقات تتمتع ابلسلطة
الفعلية بغض النظر عن طريق وصوؽبا إُف اغبكم ،و بغض النظر عن االعًتاؼ الدوِف هبذه اغبكومة أو ال .
1دمحم سامي عبد اغبميد :أصوؿ القانوف الدوِف العاـ :الطبعة الثالثة ،مرجع سابق ،ص . 883
أنظر أيضا :
Chiu (H) : The Capacity of international organizations to concluds treaties And the special legal aspects of the
treaties so concluded : Lahay , Ed , Nihjhoff ?1966, P10 et suite.
2عمر سعد هللا :دراسات يف القانوف الدوِف اؼبعاصر :مرجع سابق ،ص ص . 68-58
أنظر أيضا
علي إبراىيم :الوسيط يف اؼبعاىدات الدولية :مرجع سابق ص 669و ما بعدىا .
عبد هللا األشعل :النظاـ القانوين االتفاؽ الفلسطيٍت – اإلسرائيلي :كتاب األىراـ اإلقتوادي ، 8993،عدد 70
النفايت زراص :اتفاقيات أوسلو و أحكاـ القانوف الدوِف :منشأة اؼبعارؼ ،االسكندرية . 8008 ،
66
إف السلطة الفعلية للحكومة اليت أبرمت اؼبعاىدة الدولية ال حيوؿ من ابطاؿ ىذه اؼبعاىدة إذا أبرمتها ىذه
اغبكومة من أرض اجنبية و ىي زبضع لسلطة دولة أجنبية معادية .
أيضا أف مبدأ السلطة الفعلية للحكومة كشرط إلبراـ اؼبعاىدات و صحتها ال حيرـ حكومات اؼبنفى من
ابراـ اؼبعاىدات ابعتبارىا صاحبة السيادة الشرعية أو صاحبة حق ،و اعتبار ىذه اؼبعاىدات صحيحة .
د -القبائل
يقود هبذا الكياف اعبماعات القاطنة ألقاليم تتمتع ابغبكم الذايت ،فهذه القبائل حسب ما ىو مستقر
عليو فقها ديكن ؽبا أف تدخل يف اتفاقات دولية مع الكياانت اؼبشاهبة ؽبا.
كما ىو الشأف على اؼبستوى الداخلي يلعب ىذا الشرط دورا ابرزا و ؿبوراي يف صحة العقد ،و ذلك
أبف تكوف إرادة اؼبتعاقدين سليمة و خالية من أي عيب من عيوب الرضا ،و يقود ابلرضا التعبَت عن اإلرادة
بقبوؿ اؼبعاىدة و االلتزاـ أبحكامها .
إبرازا ألمهية ركن الرضا يف ظل قواعد القانوف الدوِف اغبديث حرصت اتفاقييت فينا لقانوف اؼبعاىدات لسنة
1969و 1986على تقنُت األحكاـ اؼبتعلقة بعيوب الرضا و آاثرىا استنادا ؼبا ىو مستقر يف القانوف الداخلي
السيما يف نظرية العقد ،1مع اسقاط ذلك مع خوائص القانوف الدوِف العاـ ،و ىو ما تضمنتو كبل االتفاقيتُت
يف ابهبا اػبامس من خبلؿ زبويص 16مادة ؽبذا اعبانب .
إف أشهر عيوب الرضا ىي :الغلط ،التدليس ،اإلكراه ،إفساد دمة فبثل الدولة أو اؼبنظمة الدولية .
أكال :الغلط ( اخلطأ ) .
إف الغلط اؼبعتمد كعيب من عيوب الرضا اؼببطل للمعاىدة بطبلان نسبيا ىو اعتقاد الدولة بوجود حالة أو
وضعية معينة تدفعها لبلرتباط دبعاىدة ما ،و لكن من دوف أف تعلم أف اعتقادىا ىذا كاف خاطئا أساسا ،2و مثاؿ
ذلك كأف تنضم دولة ؼبعاىدة اقتوادية فإذا هبا تتبُت أهنا معاىدة عسكرية .
الغلط اندر اغبدوث يف اؼبعاىدات الدولية و يف حالة حدوثو فإنو ديكن تدارؾ ذلك ابلطرؽ السلمية من
خبلؿ مثبل ابراـ ملحق يوحح ىذا الغلط و ليس اللجوء إُف إبطاؿ اؼبعاىدة برمتها ،و يكوف التوحيح ابتفاؽ
صبيع الدوؿ االطراؼ .
نوت اتفاقية فينا لقانوف اؼبعاىدات دبوجب مادهتا اؿ 48على أف " :
1علي إبراىيم :الوسيط يف اؼبعاىذات الدولية :الطبعة األوُف ،مرجع سابق ،صى . 667
2
Dubouis (L) : L‟errure en droit international public : A,F,D,L , 1963, p p 191-127 .
67
-1جيوز للدولة االحتجاج ابلغلط يف اؼبعاىدة كسبب إلبطاؿ رضاىا االلتزاـ هبا إذا تعلق الغلط بواقعة أو
حالة اعتقدت ىذه الدولة بوجودىا عند عقد اؼبعاىدة و كانت سبباً أساسياً يف رضاىا االلتزاـ هبا.
-1ال تنطبق الفقرة( )1إذا كانت الدولة اؼبعنية قد أسهمت بسلوكها يف الغلط أو كانت الظروؼ قد
جعلت ىذه الدولة على علم ابحتماؿ وقوعو.
-2ال يؤثر الغلط اؼبتعلق فقط أبلفاظ اؼبعاىدة على صحتها وتطبق يف ىذه اغبالة أحكاـ اؼبادة" 79
من خبلؿ ربليل نص اؼبادة أعبله نستخلص أف الغلط اؼبأخوذ بعُت االعتبار كعيب من عيوب الرضا جيب
أف تتوفر فيو ؾبموعة من الشروط نوجزىا فيما يلي :
-أف يكوف الغلط منوب على الوقائع و ليس القانوف و ذلك ألنو يفًتض جدال عدـ اعبهل ابلقانوف
الدوِف .
-وجوب أف يكوف الغلط جوىراي فبا أدى إُف ضبل الدولة على التقيد ابؼبعاىدة وقت ابرامها أما إذا كاف
الغلط غَت جوىري فبل يؤدي إُف بطبلف اؼبعاىدة
-أف ال تساىم الدولة بسلوكها يف الوقوع يف الغلط و أف تكوف الظروؼ اؼببلبسة قد نبهتها إُف احتماؿ
الوقوع فيو .
أف ال يكوف الغلط واقع يف صياغة اؼبعاىدة و ذلك إلمكانية توحيحو طبقا ألحكاـ اؼبادة 79من
اتفاقية فينا . 1
1نوت اؼبادة 79من اتفاقية فينا لقأنوف اؼبعاىدات خبووص توحيح الغلط يف صياغة اؼبعاىدة أو يف النسخ اؼبتعمد منها على :
-8إذا اتفقت الدوؿ اؼبوقعة والدوؿ اؼبتعاقدة األخرى يف معاىدة بعد توقيعها على احتوائها خطأ ما يوحح ىذا اػبطأ إبحدى
الطرائق اآلتية ما َف يتفق على خبلؼ ذلك:
(أ) إجراء التوحيح البلزـ يف النص وتوقيعو ابألحرؼ األوُف من قبل اؼبمثلُت اؼبعتمدين وفقا لؤلصوؿ؛ أو
(ب) وضع أو تبادؿ وثيقة أو واثئق توضح التوحيح اؼبتفق على إجرائو؛ أو
(ج) وضع نص موحح للمعاىدة كلها بعد إتباع ذات اإلجراء الذي اتبع يف وضع النص األصلي.
-8إذا كأنت اؼبعاىدة قد أودعت لدى جهة معينة فأف على ىذه اعبهة إخطار الدوؿ اؼبوقعة والدوؿ اؼبتعاقدة ابػبطأ وابقًتاح
توحيحو وربديد فًتة زمنية مبلئمة ديكن خبلؽبا إاثرة اعًتاض على التوحيح اؼبقًتح.
(أ) فإذا أنقضت ىذه الفًتة دوف صدور أي اعًتاض تقوـ جهة األيداع إبجراء التوحيح وتوقيعو ابألحرؼ األوُف على النص
وإبعداد ضبط ابلتوحيح ترسل نسخة منو إُف األطراؼ والدوؿ اليت من حقها أف توبح أطرافاً يف اؼبعاىدة../...
(../..ب) أما إذا صدر اعًتاض معُت على التوحيح اؼبقًتح فتقوـ جهة االيداع إبرساؿ ىذا اإلعًتاض إُف الدوؿ اؼبوقعة والدوؿ
اؼبتعاقدة.
-3تنطبق القواعد الواردة يف الفقرتُت ،8و 8أيضاً يف اغبالة اليت يكوف النص فيها قػد وثق بلغتُت أو أكثر ويظهر عدـ تطابق
بُت النووص تتفق الدوؿ اؼبوقعة والدوؿ اؼبوححة على وجوب توحيحو.
-6حيل النص اؼبوحح ؿبل النص اؼبعيب تلقائياً ما َف تقرر الدوؿ اؼبوقعة والدوؿ اؼبتعاقدة غَت ذلك.
68
اثنيا :التدليس أك الغش
و يسمى أيضا التغرير أو اػبداع و ىو من األسباب اؼبفسدة للرضا و اليت ينجم عنها يف حالة ربققها
بطبلف اؼبعاىدة نسبيا و يعرؼ على أنو ":استعماؿ حيلة معينة بقود إيقاع شخص من أشخاص القانوف الدوِف
يف الغلط ".1
يكمن الفرؽ بُت الغلط و التدليس يف أف األوؿ ىو وقوع الدولة اؼبتعاقدة فيو نتيجة مناورات أو أساليب
أو تورحيات من دولة متعاقدة أخرى ،و ذلك هبدؼ اغبووؿ على رضاىا ابؼبعاىدة و َف يكن ابإلمكاف
اغبووؿ على رضاىا من دوف ىذه اؼبمارسات ،و بعبارة أخرى ىو توىم دولة طرؼ بواقعة ـبالفة للواقع أو
اغبقيقة تدفعها للتعاقد ،بينما التدليس ىو ايهاـ الدولة هبذه الواقعة من طرؼ دولة أخرى طرؼ من أجل اغبووؿ
على رضاىا ابؼبعاىدة .
خبلصة القوؿ أف الفرؽ بُت الغلط و التدليس يكمن يف أف كبلمها يوقع الدوؿ ضحية لذلك من أجل
التعاقد يف اؼبعاىدة إضافة إُف ذلك أف التدليس تورؼ غَت مشروع يتمثل يف اػبداع و االحتياؿ .2
اثلثا :إفساد ذمة ممثل الدكلة أك ادلنظمة
يقود بذلك اللجوء إُف وسائل اإلغراء اؼبادية و اؼبعنوية ؼبمثل الدولة أو اؼبنظمة ،بغية التأثَت على إرادتو
و ذلك أبف يتورؼ بشكل حيقق رغبات صاحب اؼبولحة يف إبراـ اؼبعاىدة على كبو حيقق مولحتو أو مولحة
معينة بذاهتا َف تكن مقبولة من قبل الدولة أو اؼبنظمة يف اغبالة العادية أي من دوف أتثَت ،و من قبيل الوسائل
اؼبستعملة يف التأثَت على ذمة فبثل الدولة أو اؼبنظمة تقدًن اؽبدااي الثمينة سواء كانت مالية أو عينية أو ربريض
اؼبفاوض على سلوؾ طريق اؼبلذات الشخوية أبنواعها اؼبختلفة .
نوت اؼبادة 50من اتفاقية فينا على أنو " :إذا مت التوصل إُف تعبَت الدولة عن رضاىا االلتزاـ ابؼبعاىدة
عن طريق إفساد فبثلها بطريقة مباشرة أو غَت مباشرة من قبل دولة متفاوضة أخرى فإنو جيوز لتلك الدولة أف ربتج
ابإلفساد كسبب إلبطاؿ رضاىا االلتزاـ ابؼبعاىدة".
من خبلؿ نص اؼبادة أعبله فإنو للدولة اليت تعرض مفوضها ؼبثل السلوكيات الواردة ضمنها من قبل دولة
طرؼ أخرى فإنو جيوز ؽبا طلب ابطاؿ اؼبعاىدة ؽبذا السبب .3
-5تبلغ األمأنة العامة لؤلمم اؼبتحدة ابلتوحيح اعباري على نص اؼبعاىدة اؼبسجلة لديها.
-6إذا أ كتشف اػبطأ يف نسخة معتمدة للمعاىدة تقوـ جهة األيداع إبعداد ضبط يبُت التوحيح وترسل نسخة إُف الدوؿ
اؼبوقعة والدوؿ اؼبتعاقدة".
1إبراىيم العناين :القانوف الدوِف العاـ :دار الفكر العريب ،القاىرة ،مور ، 8990/8986،ص .868
2دمحم يوسف علواف ،مرجع سابق ،ص . 888
3غازي حسن صباريٍت ،مرجع سابق ،ص ص 59-58
69
خيتلف عيب افساد الذمة عن الغلط و التدليس ذلك أنو يف العيب األوؿ فإف فبثل الدولة يدرؾ و يعي أف
موقفو يتعارض مع مواٌف دولتو اليت ديثلها و لكنو يقوـ دبعارضة ىذه اؼبواٌف نظَت ما حيول عليو من مقابل مادي
أو معنوي من الدولة الطرؼ االخرى .
رابعا :اإلكراه
يقود ابإلكراه كل ضغط مادي أو معنوي تكوف ضحيتو الدولة اؼبفاوضة أو فبثلها ،و الذي من شأنو أف
يكوف السبب يف التعاقد نزوال عند إرادة الدولة اؼبستفيدة من اإلكراه .1
حرمت العديد من الوكوؾ الدولية اإلكراه بكافة صوره و أي كاف ضحيتو هبدؼ اغبووؿ على رضا
الدولة الضحية أو اؼبكرىة أو فبثلها أو اؼبفاوض بوفة عامة ،و يف ىذا االذباه نوت اؼبادة 4/02من ميثاؽ األمم
اؼبتحدة على ربرًن استعماؿ القوة يف العبلقات الدولية و تقييد اللجوء إليها و بشروط ؿبددة .
كما نوت اؼبادة 52من اتفاقية فينا لقانوف اؼبعاىدات على اعتبار اإلكراه الواقع على الدولة عيبا يؤدي
إُف افساد رضاىا اذ نوت ىذه اؼبادة على أنو " تعترب اؼبعاىدة الغية إذا مت عقدىا نتيجة التهديد ابلقوة أو
استعماؽبا خرقا ؼببادئ القانوف الدوِف الواردة يف ميثاؽ األمم اؼبتحدة "
الفقرة الثالثة :
مشركعية احملل ك السبب موضوع التعاقد
يقود دبشروعية ؿبل و سبب موضوع التعاقد أو ؿبل اؼبعاىدة عدـ وجود تعارض بُت موضوع اؼبعاىدة و
الغرض منها و بُت أي قاعدة من قواعد القانوف الدوِف العاـ اآلمرة العامة و اؼبقبولة و اؼبعًتؼ هبا من اجملتمع
الدوِف .2
يقود ابلقواعد اآلمرة السالفة الذكر تلك القواعد اليت ال جيوز ـبالفتها أو تغيَتىا إال دبوجب قواعد
جديدة من قواعد القانوف الدوِف من نفس الطبيعة أي ؽبا نفس الوفة اآلمرة ،و من أمثلة القواعد اآلمرة القواعد
اؼبتعلقة بتجرًن اللجوء غَت اؼبشروع للقوة يف العبلقات الدولية ،و كذلك القواعد اؼبتعلقة بتجرًن الرؽ و التمييز
العنوري و القرصنة و منع اإلابدة للجنس البشري ...اٍف .3
70
نوت اؼبادة 53من اتفاقية فينا لقانوف اؼبعاىدات على أنو "تكوف اؼبعاىدة ابطلة إذا كانت وقت عقدىا
تتعارض مع قاعدة آمرة من القواعد العامة للقانوف الدوؿ ألغراض ىذه االتفاقية ،يقود ابلقاعدة اآلمرة من
القواعد العامة للقانوف الدوِف القاعدة اؼبقبولة واؼبعًتؼ هبا من قبل اجملتمع الدوِف ككل على أهنا القاعػدة اليت ال
جيوز اإلخبلؿ هبا ،و اليت ال ديكن تعديلها إال بقاعدة الحقة من القواعد العامة للقانوف الدوِف ؽبا ذات الطابع ".
أتكيدا إللزامية تطابق ؿبل اؼبعاىدة مع قواعد القانوف الدوِف أكدت اؼبادة 64من معاىدة فينا لقانوف
اؼبعاىدات أنو حىت إذا ظهرت يف اؼبستقبل قاعدة قانونية آمرة من قواعد القانوف الدوِف زبالف أو تتعارض مع ؿبل
معاىدة سابقة عنها موجودة فإنو ىذه اؼبعاىدة تعد ابطلة .1
من األمثلة عن بطبلف اؼبعاىدة لبطبلف ؿبلها أو سبب التعاقد حكم إحدى احملاكم العسكرية اؼبشكلة يف
أؼبانيا بعد انتهاء اغبرب العاؼبية الثانية ،أين جاء يف اغبكم أنو " :اذا كاف (الفاؿ ) رئيس وزراء فرنسا و سفَت
حكومة فيشي يف برلُت قد أبرـ مع أؼبانيا اتفاقا موضوعو استخداـ أسرى اغبرب الفرنسيُت يف اؼبوانع األؼبانية ،
فاحملكمة قضت ببطبلف ىذا االتفاؽ و عللت ذلك بكوف ىذا األخَت جاء ـبالفا لآلداب و األخبلؽ العامة
الدولية " أي بعبارة اخرى أف االتفاؽ بُت الطرفُت ابطل ؼبخالفتو قاعدة آمرة يف القانوف الدوِف و ىي حق اإلنساف
ابلعمل إبرادتو اغبرة على الرغم من توفر ىذا االتفاؽ على رضا الطرفُت اؼبتعاقدين .
من األمثلة أيضا الشهَتة للمعاىدات الباطلة ؼبخالفة ؿبلها لآلداب العامة الدولية ،اتفاؽ كل من اسبانيا
و اؼبغرب و موريتانيا سنة 1975و الذي دبوجبو تقرر انسحاب اسبانيا من الوحراء الغربية دبقابل فوائد ربول
عليها من استغبلؿ منجم الفوسفات الوحراوي على أف تتقاسم اؼبغرب و موريتانيا اقليم الوحراء الغربية من دوف
اعتبار للشعب الوحراوي .
1تنص اؼبادة 66من اتفاقية فينا لقانوف اؼبعاىدات على " :اذا ظهرت قاعدة آمرة جديدة من القواعد العامة للقأنوف الدوِف فأف
أية معاىدة انفذة تتعارض معها توبح ابطلة وتنقض" .
71
الفرع الثالث:
تطبيق ادلعاىدات ك اإلشكاالت ادلثارة بشأنو .
أف تطبيق اؼبعاىدات بنوعيها يف الواقع العملي ليس ابألمر اؽبُت ،بل قد يواحب ذلك عدة اشكاالت
يتوجب اجياد السبل غبلها يف حالة موادفتها ،و ديكن حور ىذه اإلشكاالت يف تطبيق اؼبعاىدة من حيث الزماف
و اؼبكاف و كذلك نطاؽ سرايهنا من حيث األطراؼ ...اٍف .
الفقرة األكىل:
تطبيق ادلعاىدات الدكلية من حيث الزماف
من االشكاالت اليت يثَتىا موضوع تطبيق اؼبعاىدة الدولية من حيث الزماف مسأليت عدـ رجعية اؼبعاىدة
و امكانية تطبيق ىذه األخَتة اؼبؤقت قبل دخوؽبا حيز النفاذ .
أكال :عدـ رجعية ادلعاىدات الدكلية
كقاعدة عامة فإف قواعد القانوف الدوِف العاـ تسري من اتريخ ربقق شروطها األساسية ،و تبقى ىذه
القاعدة سارية إُف أف يتم إلغائها صراحة دبوجب اتفاؽ دوِف ،أو ضمنيا نتيجة نشوء قاعدة متعارضة معها ،أو
إعادة تنظيم اؼبوضوع الذي ربكمو ،سواء أكانت ىذه القاعدة اعبديدة اتفاقية أو عرفية .1
تفويبل ؼبا سبق عرضو أعبله و مراعاة لنوع اؼبعاىدة و طريقة إنشائها ،فإف اؼبعاىدة تبدأ يف السرايف من
التاريخ احملدد ضمنها و اؼبتفق عليو من طرؼ أطرافها ،و يف غياب التحديد ؽبذا التاريخ فإهنا تبدأ يف السرايف
ابكتماؿ التوديقات عليها من صبيع أطرافها كما بينت ذلك اؼبادة 2/24من اتفاقية فينا لقانوف اؼبعاىدات 2لكنو
ابلنسبة للدوؿ اؼبنضمة الحقا للمعاىدة فإف اتريخ بداية سرايف ىذه األخَتة يف مواجهتها يتقرر بتاريخ االنضماـ
كما بينت ذلك اؼبادة 3/24من اتفاقية فينا. 3
1تنص اؼبادة 6/86من اتفاقية فينا لقانوف اؼبعاىدات على أف -6 " :أف نووص اؼبعاىدة اليت تنظم توثيق نوها والتثبت من رضا
الدوؿ االلتزاـ هبا ،وكيفية أو اتريخ دخوؽبا حيز التنفيذ والتحفظات عليها ،ووظائف جهة اإليداع واألمور األخرى اليت تثور حتما
قبل دخوؿ اؼبعاىدة حيز التنفيذ ،تسري اعتباراً من اتريخ اعتماد نوها ".
2أضبد اسكندري – دمحم انصر بوغزالة :مرجع سابق ،ص ص 887-885
3أضبد أبو الوفاء ،مرجع سابق ،ص ص . 800-99
4تنص اؼبادة 88من اتفاقية فينا لقانوف اؼبعاىدات على أف " :ما َف يظهر من اؼبعاىدة قود مغاير أو يثبت خبلؼ ذلك بطريقة
أخرى ال تلزـ نووص اؼبعاىدة طرفاً فيها بشأف أي تورؼ أو واقعة سبت أو أية حالة أنتهى وجودىا قبل اتريخ دخوؿ اؼبعاىدة
حيز التنفيذ ابلنسبة لذلك الطرؼ".
5دمحم السعيد الدقاؽ :مرجع سابق ،ص ص 856-853
73
ضمٍت أو صريح بُت األطراؼ اؼبتعاقدة يقضي بتطبيق اؼبعاىدة أبثر رجعي أية وقائع سابقة عن اتريخ دخوؿ
اؼبعاىدة حيز التنفيذ .1
أيضا و فيما خيص القضاء اعبنائي الدوِف قبد أف اجملتمع الدوِف أنشأ ؿبكميت يوغسبلفيا و رواندا
السابقتُت و عقدا اختواصها النوعي أخدا هبذا االستثناء على قاعدة عدـ رجعية اؼبعاىدة ،إذ مت ؿباكمة اؼبتهمُت
أماـ ىدين احملكمتُت على وقائع سابقة لتاريخ إنشائهما .
اثنيا :التطبيق ادلؤقت للمعاىدة الدكلية
التطبيق اؼبؤقت للمعاىدات الدولية قبل سرايهنا ( دخوؽبا حيز التنفيذ ) من اؼبسائل اغبديثة يف قانوف
اؼبعاىدات الدولية ،و يلجأ ؽبذا االجراء نتيجة الطابع اإلستعجاِف لبعض موضوعات بعض اؼبعاىدات ،مثل ازباذ
موقف أو إجراء فوري جملاهبة وضع طارئ دوِف مستعجل ال حيتمل التأخَت ،و يف حالة عدـ التدخل الفوري يوبح
اللجوء إُف معاىدة فاقد للغرض منو
إف التطبيق اؼبؤقت للمعاىدة الدولية ديكن أف ينوب على جزء من أحكامها ،كما ديكن أف ينوب على
اؼبعاىدة برمتها .
ديكن ألية دولة طرؼ يف معاىدة تطبيق ىذه األخَتة تطبيقا مؤقتا على أف ينتهي ىذا التطبيق يف
مواجهتها دبجرد إخطار بقية أطرافها بنيتها يف أف ال توبح طرفا فيها ،مع العلم أف ىذا اؼبوقف مرىوف بسماح
اؼبعاىدة بذلك أو اتفاؽ اإلطراؼ على جوازه .
نوت على التطبيق اؼبؤقت للمعاىدة دبا اشتملو ىذا االجراء من ضوابط و اجراءات اؼبادة 25من اتفاقية
فينا لقانوف اؼبعاىدات و ذلك على النحو التاِف :
" -1جيوز أف تسري اؼبعاىدة أو قسم منها بوورة مؤقتة ابنتظار دخوؽبا حيز التنفيذ يف إحدى اغبالتُت
التاليتُت:
(أ) إذا نوت اؼبعاىدة على ذلك؛ أو
(ب) إذا اتفقت الدوؿ اؼبتفاوضة على ذلك بطريقة أخرى.
1تتلخص وقائع امباتلوس يف :أف مواطن يوانين يدعى امباتلو سابرـ عدة عقود مع اغبكومة الربيطانية القتناء بعض السفن يف
سنيت 8983-8988و قد قبم عن ىذه العقود أف اصيب امباتلوس فقامت اغبكومة اليواننية برفع دعوى أماـ ؿبكمة العدؿ
الدولية غبماية مواطنها ،و أسست دعواىا على اساس معاىدة التجارة و اؼببلحة اليت ابرمت بينها و بُت بريطانيا يف
8986/07/86و طبقا للمادة 06منها فأف االختواص االلزامي ينعقد حملكمة العدؿ الدولية الدائمة لتسوية النزاعات اليت
تثار بُت الطرفُت ،و دبا أف ؿبكمة العدؿ الدولية توارثت ؿبكمة العدؿ الدولية الدائمة فأف االختواص ينعقد حملكمة العدؿ الدولية
"
أنظر
ؾبموعة أحكاـ احملكمة ،سنة ،8953ص . 60
74
-2ما َف تنص اؼبعاىدة أو تتفق الدوؿ اؼبتفاوضة على خبلؼ ذلك ،ينتهي التنفيذ اؼبؤقت ؼبعاىدة أو
لقسم منها ابلنسبة لدولة ما إذا أبلغت الدوؿ األخرى اليت تسري اؼبعاىدة مؤقتاً فيما بينها برغبتها يف أف ال توبح
طرفاً يف اؼبعاىدة".
الفقرة الثانية :
تطبيق ادلعاىدات الدكلية من حيث ادلكاف
فيما خيص التطبيق اؼبكاين للمعاىدات فإف القاعدة العامة اؼبستقرة يف ىذا الشأف تنص على سرايف
اؼبعاىدة على صبيع اإلقليم اػباضعة لسيادة أي من األطراؼ اؼبتعاقدة ،1ما َف يتفق صراحة أو ضمنا على خبلؼ
ذلك ،إذا أتفق صراحة أو ضمنا على سرايهنا على بعض األقاليم اػباضعة لسيادة األطراؼ دوف البعض اآلخر ،
كما قد يستفاد من ظروؼ اؼبعاىدة بشكل عاـ أف إرادة أطرافها قد انورفت إُف إقليم معُت أو مناطق بعينها من
2
اػبضوع ألحكامها
نوت يف ىذا االذباه اؼبادة 29من اتفاقية فينا لقانوف اؼبعاىدات على أنو" ما َف يظهر من اؼبعاىدة قود
مغاير أو يثبت خبلؼ ذلك بطريقة أخري تلزـ نووص اؼبعاىدة كل طرؼ فيها ابلنسبة لكامل إقليمو".
أف الدراسة اؼبتأنية لنص اؼبادة أعبله يبُت بكل جبلء أف تطبيق اؼبعاىدة من حيث اؼبكاف خيضع بدوره
لقاعدة و استثناء نوضحهما على النحو التاِف :
أكال :القاعدة العامة ادلتعلقة بتطبيق ادلعاىدة من حيث ادلكاف
القاعدة العامة اليت تضبط تطبيق اؼبعاىدة الدولية من حيث اؼبكاف ىي تطبيق ىذه األخَتة على كافة
أقاليم الدوؿ األطراؼ دوف استثناء جزء منها ،و ينسحب مفهوـ اإلقليم إُف مدلوالتو الثبلث و ىم اإلقليم الربي و
البحري و اعبوي .
أشارت إُف ىذه القاعدة عبنة القانوف الدوِف دبناسبة إعدادىا ؼبشروع قانوف اؼبعاىدات الدولية ابلقوؿ
" عن ما جيري عليو العمل بُت الدوؿ و كذا قضاء احملاكم الدولية ،و مؤلفات الفقهاء يؤيد بوضوح الرأي
القائل أبف اؼبعاىدة يفًتض فيها تطبيقا على كل اقليم أي طرؼ من األطراؼ اؼبتعاقدة ،و ذلك ماؿ ـ يتم النص
على حل ـبالف يف اؼبعاىدة نفسها ".
القاعدة العامة أف اؼبعاىدة ال تسري إال يف مواجهة أطرافها أي بُت أطرافها ،وابلتاِف ال ترتب آاثرىا إال
يف مواجهتهم ،و يطلق الفقو على ىذه القاعدة " نسبية أثر اؼبعاىدة" ،و دبفهوـ اؼبخالفة فإف اؼبعاىدة ال ترتب
آاثرا يف مواجهة الغَت ،سواء كانت ىذه اآلاثر حقوقا أو التزامات و سواء ترتبت برضاه ( الغَت ) أو بغَت رضاه .
أكال :أثر ادلعاىدة ابلنسبة ألطرافها ( مبدأ نسبية ادلعاىدة )
حيكم آاثر اؼبعاىدات الدولية ابلنسبة للغَت مبدأ النسبية و استنادا لذلك ال سبتد آاثر اؼبعاىدة إُف غَتىا
من األطراؼ حبيث ال سبنحهم حقوؽ و ال ترتب عليهم التزامات ماداموا َف يشاركوا يف ابرامها أو اؼبوادقة عليها أو
االنضماـ إليها .
كرست ىذا اؼببدأ السالف الذكر اؼبادة 26من اتفاقية فينا لقانوف اؼبعاىدات اليت نوت على أنو" كل
معاىدة انفذة ملزمة ألطرافها وعليهم تنفيذىا حبسن نية" ،و كذلك اؼبادة 34من نفس االتفاقية اليت نوت على
أنو "ال تنش اؼبعاىدة التزامات أو حقوقاً للدولة الغَت بدوف رضاىا".
على صعيد العمل القضائي تبٌت القضاء الدوِف نفس اؼببدأ يف العديد من أحكامو و لعل أبرز مثاؿ على
ذلك اغبكم الوادر عن ؿبكمة العدؿ الدولية الدائمة بتاريخ 1927/05/25فيما خيص قضية " شورزو " بُت
أؼبانيا و بولونيا أين أسست احملكمة حكمها ب ... " :من الثابت أف اؼبعاىدة ال تنش حقوقا و ال ترتب
التزامات إال بُت الدوؿ أطراؼ ىذه اؼبعاىدة ذاهتا ، "...كما يعد ىذا اؼببدأ من اؼبسلمات يف قانوف اؼبعاىدات
ابلنسبة للفقو الدوِف الذي يرد أساس اؼببدأ إُف ثبلثة مبادئ رئيسية فيما بينها و ىي :
76
أ -مبدأ سلطاف اإلرادة
.مفاد ىد اؼببدأ أف أشخاص القانوف الدوِف الذين ليس ؽبم أدىن عبلقة إبنشاء اؼبعاىدة أو تنفيذىا ال
ديكن ؽبم أف يرتبطوا هبا أو يتأثروا أبحكامها ،و ديكن القوؿ أف ىذا اؼببدأ جيد مودرا لو على مستوى القوانُت
الداخلية يف قاعدة " العقد شريعة اؼبتعاقدين " اؼبعروفة. 1
ب – مبدأ الرتاضي
من مقتضياتو على اؼبستوى الوطٍت أو الدوِف أف العقود و اؼبعاىدات ال تلزـ إال عاقديها أو أطرافها طبقا
ؼببدأ اؼبتعاقد عند التزامو أو العقد شريعة اؼبتعاقدين .2
ج -مبدأ ادلساكاة يف السيادة ك االستقالؿ .
يعد ىذا اؼببدأ من اؼببادئ اؼبستقرة و العتيدة يف القانوف الدوِف أين أشَت اليو يف العديد من الوكوؾ
الدولية و على رأسها ميثاؽ األمم اؼبتحدة يف مادتو اؿ 1/02منو ،و اعبلف اعبمعية العامة لعاـ 1970حوؿ
اؼببادئ اليت ربكم العبلقات الودية بُت الدوؿ .3
يقود دببدأ اؼبساواة يف السيادة أبف الدولة ال ديكن أف تلتزـ قانوان إبرادة دولة أخرى و ابلتاِف فهذا اؼببدأ
يتعارض مع أصحاب أو أنوار أطروحة امكانية نفاذ آاثر اؼبعاىدة إُف خارج دائرة الدوؿ األطراؼ .
أف النتيجة العملية إلنفاذ اؼببدأ أعبله تكمن يف عدـ جوازيو مطالبة دولة ما ليست طرفا يف معاىدة يف
تطبيق ىذه األخَتة يف مواجهتها ،أو أكثر من ذلك أف تستند ؽبذه اؼبعاىدة يف اؼبطالبة حبقوؽ طبقا ؽبا .
اثنيا :أثر ادلعاىدة ابلنسبة للغري
اذا كانت القاعدة يف نسبية أاثر اؼبعاىدات فإف مؤدى ىذه القاعدة عدـ التزاـ الغَت دبا جاء فيها من
أحكاـ ،و اؼبقوود ابلغَت ىنا ىم أشخاص القانوف الدوِف الذين ليسوا أطرافا يف ىذه اؼبعاىدات ،و ابلتاِف فإف
نفس القاعدة أو اؼببدأ ال يطبق على إطبلقو ،أين خيضع لبعض االستثناءات و تستند ىذه األخَتة يف نظر الفقو
إُف طبسة مبادئ ىي :
1أضبد أبو الوفاء ؾ الوسيط يف القانوف الدوِف العاـ ،دار النهضة العربية ،القاىرة ،مور ، 8995 ،ص . 866
2صبلح الدين اضبد ضبدي :ؿباضرات يف القانوف الدوِف العاـ :ديواف اؼبطبوعات اعبامعية ،اعبزائر ، 8983 ،ص . 66
3نص اعبلف اعبمعية العامة لؤلمم اؼبتحدة لسنة 8970حوؿ اؼببادئ اليت ربكم العبلقات الودية بُت الدوؿ على " :أف صبيع
الدوؿ متساوية يف السيادة و ؽبا حقوؽ وواجبات مشًتكة "
77
أ -مبدأ الرضا االجيايب
و مفاد ذلك امتداد أثر اؼبعاىدة الدولية ( حقوقا و واجبات ) إُف الغَت نتيجة قبولو الوريح ألحكامها و
عادة ما يعرب عن ىذا القبوؿ كتابة و لعل أكرب مثاؿ ذبسيدا ؽبذا اؼببدأ نظاـ روما االساسي اؼبنش للمحكمة
اعبنائية الدولية الدائمة يف مادتو 3/12منو .1
ب -مبدأ الرضا الضمين
دبوجبو يفًتض التزاـ الغَت ابؼبعاىدة (حقوقا و واجبات ) من خبلؿ سكوتو مثبل و عدـ اعًتاضو و مثاؿ
ذلك أف تبدأ دولة غَت طرؼ دبعاىدة بتنفيذ أحكامها بوورة منفردة من جانبها ،و يستشف ىذا القبوؿ ابؼبعاىدة
من خبلؿ ربوير الدولة لتشريعاهتا الداخلية لكي تتماشى مع اؼبعاىدة .
مبدأ األثر التلقائي ج-
مفاد ىذا اؼببدأ أف اكتساب بعض اغبقوؽ و فبارستها من قبل دولة ما غَت طرؼ يرتب وجواب ربملها
لبللتزامات الواردة يف ىذه اؼبعاىدة ،و يتوادؼ ىذا اؼببدأ ذبسيدا لو يف اؼبعاىدات اليت تقرر حقوؽ تستفيد منو
اجملموعة الدولية كافة زايدة عن األطراؼ اؼبتعاقدة ،فاستنادا ؽبذا اؼببدأ يتوجب على اجملموعة الدولية اؼبستفيدة من
اغبقوؽ أف ربًتـ االلتزامات الناشئة عن اؼبعاىدة كمقابل .
د-مبدأ احرتاـ إرادة الغري
مفاد ىذا اؼببدأ وجوب احًتاـ األوضاع و النظم و اؼبواقف القانونية أو الفعلية الناذبة أو اؼبنبثقة من معاىدة
صحيحة و مشروعة من قبل الدوؿ غَت األطراؼ فيها ػبووصية اؼبعاىدة السابق ذكرىا ( الوحة و اؼبشروعية ).
ق -مبدأ األثر العريف
مفاد ىذا اؼببدأ أف القاعدة القانونية اؼبنبثقة عن معاىدة ديكن أف تكوف ملزمة لغَت أطرافها ابلنظر لعامل
الزمن ،فمع مرور الوقت و الدأب على اتباعها من قبل الدوؿ األطراؼ ديكن أف توبح دبثابة قاعدة عرفية من
قواعد القانوف الدوِف .
خبلصة القوؿ أنو ابلنظر إُف اؼببادئ السابق عرضها فإف القواعد اؼبنبثقة عن اؼبعاىدة ديكن أف تكوف
ملزمة لغَت أطرافها برضاىا أو بغَت ذلك.
-Iانطباؽ ادلعاىدة الدكلية على الغري برضاه
تولت اؼبواد 35إُف 37من اتفاقية فينا لقانوف اؼبعاىدات توضيح مسألة انطباؽ اؼبعاىدات على الغَت
برضاه و ميزت ىذه اؼبواد على أساس ىذا الرضا أو اؼبوافقة بُت اآلاثر اؼبتعلقة بفرض االلتزامات على عاتق الدوؿ
1نوت اؼبادة 3/88من نظاـ روما األساسي على " :ديكن للدولة غَت الطرؼ يف نظاـ احملكمة أف تقبل اختواص احملكمة
دبوجب موافقة صرحية ( مكتوبة ) تودع لدى كتابة ضبط احملكمة "
78
أو اؼبنظمات الدولية من جهة ،و تلك اليت سبنحها حقوؽ و ىو ما سنوضحو فيما يلي :
-1ادلعاىدات اليت ترتب إلتزامات على عاتق الغري .
يف ظل قواعد قانوف اؼبعاىدات اغباِف اصبح من الثابت الذي ال يشوبو شك أنو ال ديكن خلق التزامات
على عاتق أشخاص القانوف الدوِف دوال كانوا أو منظمات دولية إال دبوافقتها اغبرة ،لذلك تنص اتفاقية فينا لقانوف
اؼبعاىدات يف مادهتا 35على أن و " :ينشأ التزاـ على الدولة الغَت من نص يف اؼبعاىدة إذا قود األطراؼ فيها أف
يكوف ىذا النص وسيلة إلنشاء االلتزاـ وقبلت الدولة الغَت ذلك صراحة و كتابة ".
من خبلؿ ربليل نص اؼبادة أعبله قبدىا ربطت ترتيب اؼبعاىدة اللتزامات على عاتق الغَت برضاىم
بتحقق شرطُت مها :
أ -أف اذباه إرادة األطراؼ اؼبتعاقدة يف اؼبعاىدة ذاهتا إُف ترتيب التزامات على عاتق الغَت .
ب -أف يقبل الغَت صراحة ىذه اؼبعاىدة و ما جاءت بو من التزامات ،و يكوف ىذا القبوؿ يف شكل
مكتوب .
اؼببلحظ ىنا و كمسألة اجرائية حبتة أنو و استنادا للنص أعبله البد من اتفاؽ إضايف بُت الطرؼ اؼبلتزـ
ابؼبعاىدة و الذي ليس طرفا فيها و بُت ؾبموعة األطراؼ اؼبتعاقدة و ىو ما يستشف من نص اؼبادة 1/37من
اتفاقية فينا لقانوف اؼبعاىدات ،1و ىو ما استقر عليو الفقو أيضا يف ىذه اعبزئية .
على مستوى القضاء الدوِف أيضا أقر بوجوب ربقق الشرطُت لًتتيب اؼبعاىدة التزامات على الغَت و كمثاؿ
على ذلك اغبكم الوادر عن ؿبكمة العدؿ الدولية الدائمة يف 1930/07/07فوبل يف النزاع بُت سويسرا و
فرنسا حوؿ اؼبناطق اغبرة .2
ادلعاىدات اليت تنشأ حقوؽ للغري -2
استنادا لنص اؼبادتُت 34و 36من اتفاقية فينا لقانوف اؼبعاىدات ،يلتزـ الغَت ابغبقوؽ اليت ترتبهم معاىدة
و ذلك أما دبوجب نص يف اؼبعاىدة ذاهتا ،أو اذبهت ارادة االطراؼ اؼبتعاقدة إُف ترتيب حقوؽ للغَت .
تنص اؼبادة 1/36من اتفاقية فينا لقانوف اؼبعاىدات على أف -1 " :ينشأ حق للدولة الغَت من نص يف
اؼبعاىدة إذا قود األطراؼ فيها أف دينح النص ىذا اغبق إما للدولة الغَت ،أو جملموعة من الدوؿ تنتمي إليها ،أو
1تنص اؼبادة 8/37من اتفاقية فينا لقانوف اؼبعاىدات على أف -8 " :عندما ينشأ التزاـ على الدولة الغَت طبقاً للمادة 35ال يتم
إلغاؤه أو تعديلو إال برضا األطراؼ يف اؼبعاىدة والدولة الغَت ما َف يثبت أهنم كانوا قد اتفقوا على خبلؼ ذلك.
2إف اغبكم الوادر بتاريخ 8938/07/07عن ؿبكمة العدؿ الدولية الدائمة يف القضية اؼبعروفة " ابؼبناطق اغبرة " بُت سويسرا
و فرنسا ترجع إُف أف فرنسا ارادت استنادا ؼبعاىدة فرسأي 8989أف تنهي حقوؽ سويسرا على اؼبنطق اغبرة اليت منحت ؽبذه
االخَتة دبوجب اتفاقية فينا لعاـ 8885و دبا أف سويسرا َف تكن طرؼ يف يف معاىدة فرسأي زايدة على رفضها منح ىذه
اؼبناطق ،أين رفضت احملكمة طلب فرنسا على اساس أف نص اؼبادة 653من معاىدة فرسأي ال تسري يف مواجهة سويسرا اليت
َف تكن طرفا فيها إال يف اغبدود اليت تقبلها طواعية و صراحة .
79
عبميع الدوؿ ،ووافقت الدولة الغَت على ذلك ،وتفًتض اؼبوافقة ما دامت الدولة الغَت َف تبد العكس ،إال إذا
نوت اؼبعاىدة على خبلؼ ذلك" .
و لكي سبارس الدولة حقها الوارد يف اؼبادة 1/36أعبله جيب أف سبتثل لشروط فبارستو اؼبنووص عليها يف
اؼبعاىدة أو اؼبثبتة طبقا للمعاىدة و ىو ما نوت عليو اؼبادة 2/36من اتفاقية فينا لقانوف اؼبعاىدات .
إذا تفحونا نص اؼبادة 36أعبله قبد أهنا تشًتط شرطُت من أجل منح حقوؽ للغَت ( دولة غَت طرؼ
)و ذلك دبوجب اؼبعاىدة و مها :
-أف يقود األطراؼ اؼبتعاقدة يف اؼبعاىدة دبوجب أحد نووصها أف دينحوا حقا للغَت أي لدولة أو دوؿ
من غَت األطراؼ اؼبتعاقدة ،و تعد ىذه النية من األطراؼ اؼبعرب عنها يف النص أمرا ضروراي كوهنا تعد سبييزا ؽبذا
اغبق عن الرخوة .
-جيب أف يوافق الغَت على ذلك و ىي موافقة ضمنية مفًتضة ماداـ انعداـ وجود أي مؤشر على الرفض
ؽبذا اغبق من طرؼ الغَت ،طبعا ما َف تنص اؼبعاىدة على خبلؼ ذلك .
تًتجم اؼبعاىدات اؼبنشأة غبقوؽ لواٌف الغَت يف صورتُت مها :شرط الدولة األوُف ابلرعاية ،و االشًتاط
ؼبولحة الغَت .
أ -شرط الدكلة األكىل ابلرعاية
يعد ىذا الشرط من ضمن الشروط اؼبنشأة غبقوؽ للغَت يف معاىدة ليسوا طرفا فيها 1و مفاد ىذا
اإلجراء أو الشرط أنو اتفاؽ بُت دولتُت أو أكثر تضمن كل منهما لؤلخرى االستفادة فبا سبنحو أو ستمنحو من
مزااي لدولة أو أكثر يف معاىدة أخرى تتعلق بذات اؼبوضوع و لكنها تتضمن مزااي أكثر من اؼبزااي اؼبنووص عليها
يف اؼبعاىدة األوُف ،و ىي عادة اؼبعاىدات التجارية و اؼبعاىدات اؼبتعلقة ابلتعريفة اعبمركية .
كمثاؿ مبسط عن ىذا الشرط فإنو إذا افًتضنا أف دولتُت "أ" و "ب" أبرمتا اتفاقية بينهما و كاف من
ضمن التعهدات اؼبوجودة طي ىذه االتفاقية أو اؼبعاىدة أف تعهدت الدولة"أ" أنو مستقببل و يف حالة ابرامها اتفاقا
أو معاىدة مع الدولة "ج " سبنح ؽبا دبوجب ىذا االتفاؽ امتيازات ألف الدولة " ب" اليت تكن طرؼ يف االتفاؽ
الثاين سوؼ تتمتع ابالمتيازات الناذبة عن ىذا األخَت ( االتفاؽ الثاين )
على اؼبستوى القضائي قبد أف ؿبكمة العدؿ الدولية أكدت يف حكمها الوادر بتاريخ 1934/07/22
يف قضية شركة النفط األقبلو – إيرانية أكدت عدـ أحقية بريطانيا يف اؼبطالبة ابالستفادة من شرط الدولة األوُف
80
ابلرعاية الوارد يف اؼبعاىدة اإليرانية – السويدية سنة ،1934و اليت من بنودىا إحالة النزاع بُت البلدين يف حالة
حدوثو مستقببل إُف ؿبكمة العدؿ الدولية .
اؼببلحظ أيضا أف اتفاقييت فينا لقانوف اؼبعاىدات لعاـ 1969و َ 1986ف ترى تطبيق شرط الدولة األوُف
ابلرعاية خرقا ؼببدأ النسبية اؼبعروؼ يف ابراـ اؼبعاىدات .
ب -االشرتاط دلصلحة الغري
ىذا النظاـ أو االجراء معروؼ يف التشريعات الوطنية و يقود بو اتفاؽ األطراؼ اؼبتعاقدة على ترتيب
حقوؽ لواٌف شخص أخر ليس طرفا يف التعاقد .
إف التساؤؿ اؼبطروح حوؿ ىذا النظاـ أو اإلجراء يكمن حوؿ ما إذا كاف ىذا االجراء معروؼ يف القانوف
الدوِف؟ ،و يف اغبالة االجيابية ،ىل يتوقف قبوؿ الغَت ؽبذه اغبقوؽ ؿبل االشًتاط ؼبولحتو حىت ترتب ىذه
اغبقوؽ اؼبضمنة يف اؼبعاىدة أـ ال ؟ و بوورة أمشل ىل ؽبذا الغَت أف يتمسك ابؼبعاىدة ككل اليت رتبت لو ىذه
اغبقوؽ.
إجابة على ىذه األسئلة و من انحية الفقو الدوِف استند ىذا األخَت ؽبذه النظرية من أجل تفسَت آاثر
النص يف االتفاؽ على حقوؽ للغَت ،وؾباؿ قدرة ىذا الغَت لبلستفادة منها و تنفيذىا بدوف تدخل إرادة األطراؼ
يف ذلك ،و أكد الفقو الدوِف يف ىذا الشأف ابقاء ذلك متوقف يف كل األحواؿ و اؼبراحل على إرادة األطراؼ
1
و ىو االذباه السائد يف القانوف الدوِف
دبعٌت أكثر وضوحا أف استفادة الغَت من اغبقوؽ اؼبرتبة لو يف اؼبعاىدة من قبل األطراؼ يبقى دائما معلقا
على إرادة االطراؼ اؼبتعاقدة ،سواءا من حيث ترتيب ىذه اغبقوؽ أو االستفادة منها أو التمسك ابؼبعاىدة ككل.
على مستوى القضاء الدوِف أيضا قبد أف ىذا النظاـ معموؿ بو و استند إليو يف عدة أحكاـ و منها قضية
اؼبناطق اغبرة بُت سويسرا و فرنسا دبوجب اغبكم الوادر عن ؿبكمة العدؿ الدولية الدائمة ،أين أسست احملكمة
حكمها على أنو " :ليس ىناؾ مانع من أف تتجو إرادة اطراؼ اؼبعاىدة إُف الًتتيب للدوؿ الغَت حقوقا مكتسبة
انشئة عن ىذه اؼبعاىدة اليت َف تكن طرفا فيها ،و استخبلص ما إذا كانت الدوؿ األطراؼ قد قودت انشاء
حقوؽ ابؼبعٌت الدقيق لواٌف الدوؿ الغَت يتوقف على ظروؼ كل حالة على حدة ".
اعًتفت اتفاقية فينا لقانوف اؼبعاىدات إبمكانية االشًتاط ؼبولحة الغَت يف معاىدة ليس طرفا فيها و ىو ما
جاء يف نص اؼبادة 36من ىذه االتفاقية ،بل أكثر من ذلك أف اشًتاط حقوؽ ؼبولحة الغَت ال يكتفي فقط
1تنص اؼبادة 8/37من اتفاقية فينا لقانوف اؼبعاىدات على أف ":عندما ينشأ حق للدولة الغَت وفقاً للمادة 36ال جيوز إلغاؤه أو
تعديلو من قبل األطراؼ يف اؼبعاىدة إذا ثبت أنو قود بو أال يكوف قاببلً لئللغاء أو خاضعاً للتعديل إال برضا الدولة الغَت".
أنظر أيضا
Harris (D,J) : Cases and materials in international law: second edition, Sweet and Maxwell London , 1979, pp
628 -633.
Reuter (Paul) : Introduction au droit des traités : P.U.F, Paris ,1985 , p p 91-158 .
2أضبد اسكندري – دمحم انصر بوغزالة ،مرجع سابق ،ص . 80
82
ج -ادلعاىدات اليت تكفل تسيري ادلرافق الدكلية
يلجأ ؽبذا النوع من اؼبعاىدات من أجل تنشيط اؼبواٌف اغبيوية للمجموعة الدولية ،و تتضمن ىذه
اؼبعاىدات نووصا عامة يكوف تطبيقها بشكل دائم ،ىذه النووص تقرر للدوؿ الغَت طرؼ يف التعاقد اغبق يف
استخداـ اؼبمرات و اجملاري يف اؼببلحة البحرية و يف بعض اؼبضايق و اػبلجاف و األهنار الدولية و كمثاؿ عنها
معاىدة القسطنطينية لسنة 1888اليت تتوُف تنظيم اؼببلحة البحرية بقناة السويس و معاىدة فرساي لعاـ 1919
حوؿ اؼببلحة يف قناة "كييل ".
-02ادلعاىدات اليت تتضمن تقنينا لقواعد دكلية عامة .
من خبلؿ التسمية يتضح و أف ىذه اؼبعاىدات تتضمن تقنينا لقواعد دولية عامة سبق استقرارىا من قبل
أعضاء اجملتمع الدوِف عن طريق العرؼ الدوِف ،بشرط أف ال يؤدي تقنينها إُف تعديل موضوعها أو تكوف
اؼبعاىدة صادرة من صبعية شبو عاؼبية ،أو متعلقة هبا كميثاؽ األمم اؼبتحدة و اؼبعاىدات احملدثة للمنظمات الدولية
و الوكاالت اؼبتخووة .1
إف القوة اؼبلزمة للقواعد الواردة ضمن ىذا النوع من اؼبعاىدات تكمن يف العرؼ الدوِف ،ذلك أف ىذه
القواعد قبل أف تقنن كانت قواعد عرفية من صفتها اؼببلزمة ؽبا هبذا الوصف القوة اؼبلزمة ؽبا قبل تقنينها و بعد
ذلك ،و ىو ما أكدتو اؼبادة 38من اتفاقية فينا لقانوف اؼبعاىدات اليت نوت على " :ليس يف اؼبواد من 34إُف
37ما حيوؿ دوف أف توبح قاعدة واردة يف معاىدة ملزمة للدولة الغَت ابعتبارىا قاعدة عرفية من قواعد القانوف
الدوِف معًتؼ ؽبا هبذه الوفة".
قد يثار إشكاؿ عملي دبناسبة إبراـ أطراؼ معاىدة ما معاىدة أخرى تتعلق بنفس موضوع اؼبعاىدة األوُف
و اليت ال خيرج موضوعها إما عن تعديل أو إلغاء ؽبذه األخَتة ،و يتعاظم ىذا اإلشكاؿ خباصة عندما يكوف
أطراؼ اؼبعاىدة األوُف ليسوا ىم أطراؼ اؼبعاىدة الثانية سواءا كانت اؼبعاىدة ثنائية أو متعددة األطراؼ.
غبل اإلشكاالت اؼبتعلقة بتعاقب اؼبعاىدات اليت تنظم نفس اؼبوضوع جيب التمييز بُت اؼبعاىدات الثنائية و
تلك اؼبتعددة األطراؼ .
1تنص اؼبادة 30من اتفاقييت فينا لقانوف اؼبعاىدات لعاـ 8969و 8986على -8 ":مع مراعاة ما جاء يف اؼبادة 803من
ميثاؽ األمم اؼبتحدة ،تتحدد حقوؽ والتزامات الدوؿ األطراؼ يف معاىدات متتابعة تتعلق دبوضوع واحد وفق الفقرات التالية.
-8إذا نوت اؼبعاىدة على أهنا خاضعة ألحكاـ معاىدة أخرى سابقة أو الحقة ،أو أهنا ال ينبغي أف تعترب غَت منسجمة مع
مثل ىذه اؼبعاىدة فإف أحكاـ اؼبعاىدة األخرى اؼبعنية ىي اليت تسود.
-3إذا كاف كل األطراؼ يف اؼبعاىدة السابقة أطرافاً كذلك يف اؼبعاىدة البلحقة دوف أف تكوف اؼبعاىدة السابقة ملغاة أو معلقة
طبقاً للمادة ،59فإف اؼبعاىدة السابقة تنطبق فقط على اغبد الذي ال تتعارض فيو نووصها مع نووص اؼبعاىدة البلحقة.
-6إذا َف يكن أطراؼ اؼبعاىدة البلحقة صبيعاً أطرافاً يف اؼبعاىدة السابقة تنطبق القاعداتف التاليتاف:
(أ) يف العبلقة بُت الدوؿ األطراؼ يف اؼبعاىدتُت تنطبق القاعدة الواردة يف الفقرة()3؛
(ب) يف العبلقة بُت دولة طرؼ يف اؼبعاىدتُت ودولة طرؼ يف إحداىا فقط ربكم نووص اؼبعاىدة اؼبشًتكة بُت الطرفُت حقوقهما
والتزاماهتما اؼبتبادلة../...
-5../..ليس يف حكم الفقرة ( )6ما خيل ابؼبادة 68أو أبية مسألة تتول ابلقضاء أو وقف العمل دبعاىدة وفقا للمادة 60أو
أبية مسألة تتول ابؼبسئولية اليت قد تنشأ على الدولة نتيجة عقدىا أو تطبيقها ؼبعاىدة ال تتمشى نووصها مع التزامات ىذه
الدولة يف مواجهة دولة أخرى يف ظل معاىدة أخرى.
84
تطبيق ادلعاىدات من طرؼ القاضي الوطين
اذا استكملت اؼبعاىدة مراحل تكوينها اؼبنووص عليها يف القانوف الدوِف و مراعاهتا للشروط احملددة
العتبارىا مودرا من موادر القانوف الداخلي ،فإف أحكامها توبح سارية يف مواجهة صبيع أطرافها و ابلنتيجة
لذلك يتوجب على ىيئات القضاء الوطٍت داخل الدولة الطرؼ التقيد أبحكامها يف حل النزاعات اؼبعروضة أمامو
مراعيا يف ذلك مبدأ النفاد الفوري ألحكاـ اؼبعاىدة شأهنا شأف القانوف الوطٍت .
كوف الدولة الطرؼ ؾبربة على مطابقة تشريعاهتا الداخلية ألحكاـ اؼبعاىدة اليت صادقت عليها ،فإف
ذلك ال يطرح أي اشكاؿ أثناء تطبيق اؼبعاىدة على اؼبستوى الوطٌت النعداـ التعارض يف ىذه اغبالة مع التشريع
الداخلي .
إف االشكاؿ الذي يثور خبووص تطبيق اؼبعاىدة على اؼبستوى الوطٍت من طرؼ القاضي الفاصل يف
النزاع ،يثور يف حالة تعارض أحكاـ اؼبعاىدة مع القانوف الوطٍت ،1و ىو األمر الذي يوجب التطرؽ لئلشكاالت
اؼبتعلقة برقابة القاضي ؼبدى توافر شروط اؼبعاىدة بنوعيها الشكلية و اؼبوضوعية ،و كذلك مبدأ ظبو اؼبعاىدات .
أكال :الرقابة الشكلية
و يقتور دور القاضي خبووص ىذه اعبزئية على البحث و التأكد من وجود اإلجراءات البلزمة لكي
تكوف اؼبعاىدة يف مستوى القانوف من انحية الوفة اؼبلزمة ،من خبلؿ أتكد القاضي من كوف اؼبعاىدة قد سبت
اؼبوادقة عليها من قبل دولتو فبثلة يف سلطاهتا الدستورية اؼبخولة بذلك ،فإذا أتكد من ثبوت ىذا اإلجراء
أصبحت اؼبعاىدة واجبة التطبيق مثل القانوف الداخلي و العكس صحيح .
اثنيا :الرقابة ادلوضوعية
ينورؼ ىذا اإلجراء الذي يقوـ بو القاضي الوطٍت إُف فحص مضموف اؼبعاىدة و مدى تطابقو أو
تعارضو مع الدستور أي البحث يف دستورية اؼبعاىدة .
إف نظاـ مراقبة القاضي على دستورية اؼبعاىدة من عدمها خيتلف حبسب اعًتاؼ القضاء هبذه الرقابة من
عدمو و الوقت الذي جيب أف تتم فيو ،2و ىي مسألة منظمة قانوان استنادا للتشريع الداخلي لكل دولة فيما
خيص ربديد وظيفة القاضي اإلدارية و القضائية .
اثلثا :مبدأ مسو ادلعاىدات
علي ابراىيم :الوسيط يف اؼبعاىدات الدولية :الطبعة األوُف ،دار النهضة العربية ،القاىرة ،مور ،ص ص 8086-8000 1
.
2علي عبد القادر القهوجي :اؼبعاىدات الدولية أماـ القاضي اعبنائي :الدار اعبامعية للطباعة و النشر ،بَتوت ،لبناف ،ص ص
55-58
85
خيتلف تعامل الدوؿ مع اؼبعاىدات الدولية حبسب أخذ الدولة دببدأ وحدة القانوف أو دببدأ ثنائية القانوف
فبالنسبة لسمو اؼبعاىدة الدولية على الدستور ،فإف العمل هبذا اؼببدأ قليل و من بينها الدستور اؽبولندي الوادر
سنة . 1922
أما ابلنسبة للتيار الثاين و الذي يعترب اؼبعاىدة الدولية يف مرتبة القانوف العادي أي الداخلي ،فإف النظم
القانونية زبتلف يف التعامل مع اؼبعاىدات الدولية البلحقة للقوانُت الداخلية ،ففي نظاـ وحدة القانوف ال تعد
اؼبعاىدة الدولية أظبى من القانوف الداخلي للدولة ،أما يف نظاـ ازدواجية القانوف فبل تعترب اؼبعاىدة قانوان حبد ذاهتا
و إمنا تطبيق ىذه األخَتة و العمل أبحكامها ىو الذي يضفي عليها الطبيعة القانونية ،و ابلنتيجة تعد قانوان عاداي
مع اؼبراعاة يف ذلك تدرج القواعد القانونية داخل الدولة ،بشرط أف ال تتعارض مع الدستور ،لكنها ابؼبقابل
تسموا على القانوف الداخلي .1
الفقرة السادسة :
تفسري ادلعاىدات الدكلية
من اإلشكاالت اليت قد توادؼ تطبيق اؼبعاىدات الدولية وطنيا أو دوليا مسألة تفسَت اؼبعاىدات ذلك
أف ىذه األخَتة قد ربتوي على نووص يستوجب توضيحها احياان ،و مرد ىذه اغباجة غموض أو قوور أو
تناقض يف بعض مفردات اؼبعاىدة و ألفاظها و ذلك كلو سعيا للوصوؿ إُف اؼبعٌت اؼبرجو و اؼبقوود الذي قوده
أطراؼ اؼبعاىدة .
يتوجب التودي إُف مسألة تفسَت اؼبعاىدات الدولية وجوب ربديد اعبهة اؼبكلفة هبذه اؼبهمة أوال و
ربديد الطرؽ اؼبتبعة يف ذلك اثنيا .
1
Fraces Cakis : Remarques critiques sur le rol de la constitution dans le conflit entre le traité et la loi interne
devant les trubuneaux judiciaires : R ,Crit,Droi, Inter,Priv,1969 ,P,425et suite.
86
أكال :اجلهة ادلختصة ابلتفسري
التفسَت ىو عملية فكرية هتدؼ إُف ربديد معٌت النص و توضيح معناه و جوانبو الغامضة و اؼبهمة بقود
تطبيق النووص على الوقائع ،و لذلك فتفسَت اؼبعاىدة الدولية مسألة يستدعيها نص اؼبعاىدة من انحية الواقع
العملي من انحية أخرى .1
تعدد اعبهات الذي ينعقد اختواصها نوعيا بتفسَت اؼبعاىدات الدولية فقد تكوف جهة وطنية سواءا
كانت ادارية أو قضائية حيددىا القانوف الداخلي للدولة ،و قد تكوف دولية سواء كانت جهة قضائية دولية أو
منظمة دولية أو جهاز من األجهزة الدولية و ىو ما نوضحو فيما يلي :
التفسري غري القضائي للمعاىدات الدكلية -I
ينحسر ىذا النوع من التفسَت إما من قبل أجهزة حكومية ،أو من طرؼ منظمات دولية .
التفسري احلكومي للمعاىدات -1
يكوف ىذا النوع من التفسَت من طرؼ حكومة دولة واحدة و يسمى يف ىذه اغبالة ابلتفسَت اغبكومي
اؼبنفرد ،أو من طرؼ حكومات الدوؿ األعضاء و يسمى ابلتفسَت اغبكومي اؼبشًتؾ .
تفسري ادلنظمات الدكلية -2
ينسحب ىذا النوع من التفسَت إُف ذلك التفسَت الذي تقوـ بو منظمة من اؼبنظمات الدولية أو أحد
اجهزهتا سواءا كانت ىذه اؼبنظمات دولية أو اقليمية .
من اؼبستقر عليو قانوان أف اؼبنظمات الدولية سبتلك اختواص تفسَت اؼبواثيق اؼبنشأة ؽبا سواء كاف ىذا
اغبق منووص عليو يف اؼبيثاؽ اؼبنشأ ؽبا أو ال ،ألف ما استقر عليو العرؼ الدوِف يف ىذا الشأف أنو أعطى ىذا
اغبق ألجهزة اؼبنظمات الدولية يف تفسَت النووص اؼبنظمة الختواصاهتا ،و ىو ما أكدتو ؿبكمة العدؿ الدولية
دبناسبة رأيها االستشاري اؼبتعلق بتعويض األضرار اليت تلحق دبوظفي األمم اؼبتحدة دبناسبة أدائهم ؼبهامهم .2
التفسَت الوادر عن أجهزة اؼبنظمات الدولية و الذي ال يكوف استنادا إُف الوبلحيات الورحية ؽبذه
األجهزة يف اؼبواثيق اؼبنشأة ؽبا يعترب ملزما للدوؿ األعضاء يف اؼبنظمة ،أما يف اغبالة العكسية فإف ىذا التفسَت
يوبح ملزما للدوؿ األعضاء يف اؼبنظمة .3
1حامد سلطاف :تفسَت اؼبعاىدات الدولية :اجمللة اؼبورية للقانوف الدوِف ،العدد ، 87القاىرة ،مور . 8968 ،
عبد الواحد دمحم الفار :قواعد تفسَت اؼبعاىدات الدولية :دار النهضة العربية ،القاىرة ،مور .8980 ،
عزيز عارؼ القاضي :تفسَت قرارات اؼبنظمات الدولية :اؼبطبعة العاؼبية ،القاىرة . 8988 ،
2
Hexner (E,p): Interpretation by public international organizations of their basic instruments: A,J,I,L ,1959 ,pp
341-370.
3عبد الغٍت ؿبمود :دروس يف اؼبنظمات الدولية :دار النهضة ،القاىرة ،مور ، 8993 ،ص ص . 38-30
87
ديكن أيضا أف تقوـ اؼبنظمات الدولية بتفسَت اؼبعاىدة حىت إذا َف ينص على ىذه الوبلحية يف اؼبواثيق
اؼبنشأة ؽبا ،و ذلك إذا مت عرض عليها ذلك ،و يكوف ؽبذا التفسَت نفس القوة اؼبلزمة شأنو شأف التفسَت القضائي
-II.التفسري القضائي للمعاىدات الدكلية
يتوُف ىذا النوع من التفسَت إما القضاء الوطٍت أو القضاء الدوِف
تفسري القضاء الوطين للمعاىدات الدكلية -1
خيضع ىذا النوع من التفسَت إُف بعض القيود اػباصة دببدأ حور العبلقات الدولية يف اختواص السلطة
التنفيذية ،و يرجع عدـ تدخل القضاء يف تفسَت اؼبعاىدات الدولية تبعا للمبدأ السالف ذكره مراعاة ؼببدأ الفول
بُت السلطات اؼبستقر دستوراي ،لكنو ديكن عبهات القضاء الوطٍت و دبناسبة نظرىا يف النزاعات اؼبعروضة أمامها
أف تعطي تفسَت للمعاىدة دبناسبة ذلك ،و لكن بشرط أف ال تقوـ يف نفس اإلجراء بتقوًن تورفات السلطة
التنفيذية .1
ينبغي أف نشَت أنو ابلنسبة للدوؿ اليت تعتمد نظاـ ازدواجية القضاء فإف اختواص تفسَت اؼبعاىدات
الدولية مكرس عبهات القضاء العادي كما عبهات القضاء اإلداري دبناسبة أداء وظيفتها القضائية بنظر النزاعات
اؼبعروضة عليها .
تفسري القضاء الدكيل للمعاىدات الدكلية -2
يتوُف ىذا النوع من التفسَت جهات القضاء الدوِف فبثلة يف ؿباكم التحكيم ،و ؿبكمة العدؿ الدولية اليت
تتوُف تفسَت اؼبعاىدات اؼبعروضة عليها .
اثنيا :طرؽ تفسري ادلعاىدات الدكلية
الثابت أنو ال تتضمن قواعد القانوف الدوِف أسلواب معينا ملزما لتفسَت اؼبعاىدات ،لكن الفقو و القضاء
الدوليُت استخلوا من القانوف الداخلي ؾبموعة من القواعد اليت ديكن أف يستأنس هبا يف عملية التفسَت ،لكنو
على مستوى القانوف الدوِف عرفت ثبلث طرؽ يف تفسَت اؼبعاىدات ،مع التنويو أنو ال ديكن االعتماد على طريقة
على حدى يف عملية التفسَت و إمنا ديكن اعبمع بُت ىذه الطرؽ للوصوؿ إُف الغرض اؼبنشود أال و ىو الوصوؿ إُف
تفسَت صحيح ،لكوف ىذه الطرؽ الثبلثة تكمل بعضها البعض.
الطريقة النصية يف تفسري ادلعاىدات الدكلية -I
مفاد ىذه الطريقة اعتمادىا يف تفسَت اؼبعاىدات على نص اؼبعاىدة نفسها و األلفاظ اؼبستعملة ضمنها ،
و أساس ذلك أف نص اؼبعاىدة ىو التعبَت الوادؽ عن إرادة األطراؼ ،و بشكل مبسط أف النص اؼبكتوب يفسر
نفسو ،من خبلؿ مراعاة اؼبعٌت العادي لؤللفاظ اؼبستعملة يف النص و عبلقاهتا مع بقية نووص اؼبعاىدة .
1عبد الواحد دمحم الفار :قواعد تفسَت اؼبعاىدات الدولية :مرجع سابق ،ص ص . 63-36
88
لقد أيدت ؿبكمة العدؿ الدولية ىذا االذباه من خبلؿ الفتوى اليت أصدرهتا و اؼبتعلقة ابختواص اعبمعية
العامة لؤلمم اؼبتحدة فيما خيص قبوؿ أعضاء جدد ابألمم اؼبتحدة ،أين أكدت احملكمة يف حكمها أف ىذه األخَتة
يعد واجبها األوؿ يف حالة ما إذا طلب منها تفسَت معاىدة ،أف تطبق اؼبعٌت الطبيعي و العادي لؤللفاظ من
خبلؿ أخذىا من السياؽ الذي وردت فيو .1
-IIالطريقة الشخصية يف تفسري ادلعاىدات
تعتمد ىذه النظرية يف تفسَتىا للمعاىدات الدولية على البحث عن النية اغبقيقية أو اؼبفًتضة ألطراؼ
اؼبعاىدة ،و تعترب ذلك الركن اعبوىري يف التفسَت و ديكن الوصل إُف نية األطراؼ من خبلؿ األعماؿ التحضَتية
السابقة إلبراـ اؼبعاىدة سواءا سبثل ذلك يف ؿباضر اؼبفاوضات و اعبلسات و اؼبذكرات و الرسائل اؼبتبادلة و اػبطب
اؼبقدمة من األطراؼ ،و من دوف اغفاؿ اؼبواقف اؼبتخذة من كل طرؼ ،و ذلك كلو قبل إبراـ اؼبعاىدة و دخوؽبا
حيز السرايف .2
إف استعماؿ ىذه النظرية أوجد صعوابت يف الوصل إُف نية أطراؼ اؼبعاىدة و السيما النية اؼبشًتكة ؽبم
حوؿ نص معيُت فبا ترتب عنو عدـ رواج ىذه النظرية يف الفقو و العمل الدوليُت.
-IIIالطريقة الوظيفية يف تفسري ادلعاىدات الدكلية
تقوـ ىذه النظرية من خبلؿ التحري عن الغرض األساسي للمعاىدة ووظيفتها و تفسَت نووصها من
خبلؿ ىذا الغرض .
اؼببلحظ أنو و رغم ىذه الطرؽ يف تفسَت اؼبعاىدات و ما اثر بشأهنا من جدؿ إال أف ىذه الطرؽ تعترب
مكملة لبعضها البعض و ابلنتيجة يتوجب مراعاهتا صبيعا يف تفسَت اؼبعاىدة الدولية .
فيما خيص اتفاقييت فينا لقانوف اؼبعاىدات لعاـ 1969و 1986فقد أخذت ابلطرؽ الثبلث السالف
ذكرىا لتفسَت اؼبعاىدة الدولية ،حىت و إف كانت تعترب النص أساسا للتفسَت ،و ىو ما بينتو يف أحكاـ اؼبواد 31
3
إُف 33منو فيما خيص القواعد اؼبتعلقة بتفسَت اؼبعاىدات.
1عبد الواحد دمحم الفار :قواعد تفسَت اؼبعاىدات الدولية :مرجع سابق ،ص 83و ما بعدىا .
2
Lauterpacht(H) M Les Travaux Préparatoires et L‟interprétation des Traités : R,C,A,d,i, 1934, pp 713-819 .
3تنص اؼبادة 38من اتفاقييت فينا لقانوف اؼبعاىدات لعاـ 8969و 8986على أف -8 ":تفسر اؼبعاىدة حبسن نية ووفقاً
للمعٌت الذي يعطى أللفاظها ضمن السياؽ اػباص دبوضوعها والغرض منها ".
-8ابإلضافة إُف نص اؼبعاىدة ،دبا يف ذلك الديباجة واؼببلحق ،يشتمل سياؽ اؼبعاىدة من أجل التفسَت على ما يلي:
(أ) أي اتفاؽ يتعلق ابؼبعاىدة ويكوف قد مت بُت األطراؼ صبيعاً دبناسبة عقدىا؛
(ب) أي وثيقة صدرت عن طرؼ أو أكثر ،دبناسبة اؼبعاىدة ،وقبلتها األطراؼ األخرى كوثيقة ؽبا صلة ابؼبعاىدة.
-3يؤخذ يف االعتبار ،إُف جانب سياؽ اؼبعاىدة ،ما يلي:
(أ) أي اتفاؽ الحق بُت األطراؼ بشأف تفسَت اؼبعاىدة أو سرايف نووصها؛
(ب) أي تعامل الحق يف ؾباؿ تطبيق اؼبعاىدة يتضمن اتفاؽ األطراؼ على تفسَتىا؛../..
89
الفقرة السابعة :
مراجعة ادلعاىدات الدكلية ك تعديلها
زبتلف التسميات اليت تطلق على العملية الرامية إُف تعديل اؼبعاىدة ،كالتنقيح و اؼبراجعة و إعادة النظر
فيها ،غَت أف عملية اؼبراجعة و التعديل للمعاىدة الدولية يلقى صدى لو من خبلؿ التغيَت يف األوضاع السياسية
اليت مت ضمنها ابراـ اؼبعاىدة ،إضافة إُف ضرورات التطور دبختلف أنواعو الذي ىو ظبة الدوؿ و اجملتمعات ،األمر
الذي حيتم أقلمة أحكاـ اؼبعاىدة مع ىذه التطورات اؼبستجدة .
ذبد عملية مراجعة اؼبعاىدات و تعديلها خباصة يف اؼبعاىدات غَت احملددة اؼبدة و السيما يف اؼبواثيق
اؼبنشأة للمنظمات الدولية .
أكال :القواعد الناظمة لتعديل ادلعاىدات الدكلية أك مراجعتها.
كقاعدة عامة تتم مراجعة اؼبعاىدات الدولية إما ابتفاؽ أطرافها ،ذلك أنو ال جيوز إجراء أي تعديل أو
مراجعة من دوف اتفاؽ األطراؼ اؼبتعاقدة صبيعا ،ابستثناء إذا كاف ىناؾ اتفاؽ مسبق بُت األطراؼ على عدـ
ضرورة التعديل أو اؼبراجعة .1
(../..ج) أي قاعدة مبلئمة من قواعد القانوف الدوِف قابلة للتطبيق على العبلقات بُت األطراؼ.
-6يعطى معٌت خاص للفظ معُت إذا ثبت أف نية األطراؼ قد اذبهت إُف ذلك)).
تنص اؼبادة 38من اتفاقييت فينا لقانوف اؼبعاىدات لعاـ 8969و 8986على أنو " :ديكن اللجوء إُف وسائػل تكميلية يف
التفسَت ،دبا يف ذلك األعماؿ التحضَتية للمعاىدة ومبلبسات عقدىا ،وذلك لتأكيد اؼبعٌت الناتج عن تطبيق اؼبادة 38أو
لتحديد معٌت النص حُت يكوف من شأف التفسَت وفقا لتلك اؼبادة:
(أ) أف يًتؾ اؼبعٌت غامضاً أو غَت واضح؛ أو
(ب) أف يؤدي إُف نتيجة غَت منطقية أو غَت مقبولة)).
تنص اؼبادة 33من اتفاقييت فينا لقانوف اؼبعاىدات لعاـ 8969و 8986على أف -8 ((:إذا وثقت اؼبعاىدة بلغتُت أو أكثر
يكوف لنوها أبي من ىذه اللغات نفس القوة ما َف تنص اؼبعاىدة أو يتفق األطراؼ على أنو عند االختبلؼ يسود نص معُت.
-8ال يعترب نص اؼبعاىدة الذي يواغ بلغة غَت اللغات اليت وثقت هبا اؼبعاىدة رظبياً إال إذا نوت اؼبعاىدة أو اتفق األطراؼ على
ذلك.
-3يفًتض أف األلفاظ ؽبا نفس اؼبعٌت يف كل نص رظبي.
-6فيما خبل اغباالت اليت يسود فيها نص معُت وفقاً ألحكاـ الفقرة األوُف ،إذا أظهرت مقارنة النووص الرظبية اختبلفاً يف
اؼبعٌت َف يزلو تطبيق اؼبادتُت 38و ،38يؤخذ ابؼبعٌت الذي يوفق بقدر اإلمكاف بُت النووص اؼبختلفة مع أخذ موضوع اؼبعاىدة
والغرض منها بعُت االعتبار)).
1دمحم بوسلطاف :فعالية اؼبعاىدات الدولية :ديواف اؼبطبوعات اعبامعية ،اعبزائر ، 8995 ،ص ص . 365-336
90
ابلرجوع إُف اتفاقييت فينا لقانوف اؼبعاىدات لعاـ 1969و 1986قبدىا و كقاعدة عامىة قد حددت
دبوجب اؼبادة 39منها جواز تعديل اؼبعاىدة ابتفاؽ أطرافها ،و ينطبق على ىذه العملية األحكاـ الواردة يف الباب
الثاين على مثل ىذا االتفاؽ ما َف تنص اؼبعاىدة على غَت ذلك .
دبفهوـ أدؽ فإف اؼبعاىدة اؼبراد مراجعتها تبقى سارية و ذلك عكس إبراـ معاىدة جديدة ال تتفق مع
أحكاـ معاىدة سابقة ،و األثر اؼبًتتب على ذلك من خبلؿ حلوؿ اؼبعاىدة اعبديدة مكاف السابقة .
انتقدت فكرة التوافق اعبماعي للدوؿ األطراؼ يف تعديل اؼبعاىدة و السيما اؼبعاىدات اعبماعية ،ذلك
أف ىذا الشرط ال يتماشى و ضرورايت التطور للمجتمعات ،و ابلتاِف فإف الفكرة الراجحة على اؼبستوى الدوِف
تتحدد يف موافقة األغلبية للدوؿ االعضاء نو ىو أمر يسَت من الناحية العملية ابلنظر إُف فكرة التوافق اعبماعي .
-Iموقف اتفاقييت فينا لقانوف ادلعاىدات لعاـ 1969ك 1986من مسألة تعديل ادلعاىدات متعددة
األطراؼ.
نضمت معاىديت فينا لقانوف اؼبعاىدات مسألة تعديل اؼبعاىدات الدولية و ميزت بُت قواعد التعديل اليت
ذبرى ابتفاؽ كافة األطراؼ ،و بُت تلك اليت ذبرى ابتفاؽ بعض األطراؼ فقط دوف األخرى .
قواعد التعديل اليت جترل ابتفاؽ كافة األطراؼ ادلتعاقدة -1
نوت على ذلك اؼبادة 40من اتفاقييت فينا لقانوف اؼبعاىدات أين تنص على أف ":
-1ما َف تنص اؼبعاىدة على خبلؼ ذلك ،تسري على تعديل اؼبعاىدات اعبماعية الفقرات التالية.
-2جيب إخطار كل الدوؿ اؼبتعاقدة أبي اقًتاح يستهدؼ تعديل اؼبعاىدة اعبماعية فيما بُت األطراؼ صبيعاً ،ويكوف
لكل من ىذه الدوؿ أف تشارؾ فيما أييت:
(أ) القرار اػباص ابإلجراء الواجب ازباذه بشأف ىذا االقًتاح؛
(ب) اؼبفاوضة وعقد أي اتفاؽ لتعديل اؼبعاىدة.
-3لكل دولة من حقها أف توبح طرفاً يف اؼبعاىدة أف توبح طرفاً يف اؼبعاىدة بعد تعديلها.
-4ال يلزـ االتفاؽ اؼبعدؿ أية دولة تكوف طرفاً يف اؼبعاىػدة وال توبح طرفاً يف االتفاؽ اؼبعدؿ ،وتطبق
اؼبادة ()4(30ب) ابلنسبة إُف ىذه الدولة.
-5ما َف تعرب عن نية مغايرة ،تعترب أية دولة توبح طرفاً يف اؼبعاىدة بعد دخوؿ االتفاؽ اؼبعدؿ حيز النفاذ:
(أ) طرفاً يف اؼبعاىدة كما عدلت؛
(ب) طرفاً يف اؼبعاىدة غَت اؼبعدلة يف مواجهة أي طرؼ يف اؼبعاىدة َف يلتزـ ابالتفاؽ اؼبعدؿ ".
-2قواعد التعديل اليت تسرم على بعض أطراؼ ادلعاىدة دكف األطراؼ األخرل
نوت على ىذه القواعد اؼبادة 41من اتفاقييت فينا لقانوف اؼبعاىدات و بينت ذلك كاأليت " :
-1جيوز لطرفُت أو أكثر يف معاىدة صباعية عقد اتفاؽ بتعديل اؼبعاىدة فيما بينها فقط وذلك:
(أ) إذا كانت إمكانية ىذا التعديل منووصاً عليها يف اؼبعاىدة؛ أو
(ب) إذا كاف ىذا التعديل غَت ؿبظور يف اؼبعاىدة وكاف:
91
-ال يؤثر يف سبتع األطراؼ األخرى حبقوقها أو يف قيامها ابلتزامها دبوجب اؼبعاىدة؛
-ال يتعلق بنص يكوف اإلخبلؿ بو غَت متسق مع التنفيذ الفعاؿ ؼبوضوع اؼبعاىدة والغرض منها ككل.
ما َف تنص اؼبعاىدة على خبلؼ ذلك يف اغبالة اليت زبضع غبكم الفقرة (1أ) ،فإف على األطراؼ -2
اؼبعنية إخطار األطراؼ األخرى بنيتها يف عقد االتفاؽ وابلتعديل الذي ينص عليو ىذا االتفاؽ ".
أحياان قد تتضمن اؼبعاىدة عيواب معينة أو أمور تؤثر يف صحتها أو قد تطرأ عليها احداث كأف تربـ نتيجة
فبارسات غَت مشروعة أو ضغوطات ،و احياان قد ال تتبلءـ مع الواقع اؼبعاش ،أو أف توبح اؼبعاىدة ال تساير
الظروؼ اؼبستجدة ،كل ىذه األسباب ديكن أف تؤدي إُف التخلي عن اؼبعاىدة سواءا بوورة مؤقتو أو هنائية.
كحل للمعضبلت السالف عرضها أقرت اتفاقييت فينا لقانوف اؼبعاىدات حلوال لذلك من خبلؿ منحها
أطراؼ اؼبعاىدة اغبق يف ازباذ اجراءات معينة فبثلة إما يف إبطاؿ اؼبعاىدة أو إهنائها أو تعليق تنفيذىا يف حالة توافر
األسباب اليت تربر اللجوء إُف ذلك مع سبيز كل حالة من حيث األسباب اؼبؤدية إليها و اآلاثر اؼبًتتبة عنها.
أكال:مفهوـ بطالف ادلعاىدات .
نظرا المهية ىذا االجراء و االثر القانوين اؼبًتتب عنو فإنو يتوجب علينا بداية تعريف البطبلف ازالة لكل
لبس و من دوف نسياف انواعو .
تعريف البطالف -I
يعرؼ البطبلف بكونو اعتبار اؼبعاىدة كأف َف تكن و ابلتبعية ذبريد موادىا من القوة القانونية اليت تتوف
هبا ،و ذلك إذا ظهر بعد ابراـ اؼبعاىدة الدولية زبلف شرط من الشروط اؼبوضوعية النعقادىا .
اؼببلحظ أنو و فيما خيص بطبلف اؼبعاىدة فإنو مت نقل األحكاـ اػباصة بعيوب الرضا السارية على العقود
ضمن قواعد القانوف اػباص و تطبيقها يف ؾباؿ القانوف الدوِف العاـ ،و ذبسيد دلك فيما خيص ابطاؿ اؼبعاىدات
الدولية ،و يتجلى ىذا اؼبنحى فيما تضمنتو احكاـ اتفاقييت فينا لقانوف اؼبعاىدات لعاـ 1969و 1986ضمن
الباب اػبامس منها .
حسب أحكاـ االتفاقية السالفة الذكر فإف ابطاؿ اؼبعاىدة ال ديكن أف ينوب إال عن اؼبعاىدة اليت شاهبا
عيب أو خلل يف شروط إبرامها .
أنواع البطالف -1
ديكن التمييز بُت نوعُت من البطبلف سبحورت حوؽبما اآلراء و السيما فقهاء القانوف الدوِف أال و مها
البطبلف النسيب و البطبلف اؼبطلق .
92
البطالف ادلطلق أ-
مفاده اعتبار اؼبعاىدة يف حكم العدـ أي كأف َف تكن ،و ابلتاِف تنفي الوفة اؼبلزمة ؽبا بُت أطرافها و
يتحقق ىذا النوع من البطبلف إذا ما اعتل شرط من الشروط الواجبة إلبراـ اؼبعاىدة ،أو يف حالة ـبالفة أحكاـ
اؼبعاىدة لقواعد القانوف الدوِف اآلمرة .
استنادا التفاقية فينا لقانوف اؼبعاىدات فإف البطبلف الذي أوجبتو ىذه األخَتة يتحقق يف حالة اإلكراه
الواقع على الدولة اؼبتعاقدة أو فبثلها اؼبفوض أو ـبالفة اؼبعاىدة ألحكاـ سابقة أو الحقة على إبرامها ،و ىو ما
تضمنتو أحكاـ اؼبواد 51إُف 53و اؼبادة 64من اتفاقية فينا لقانوف اؼبعاىدات ،مع العلم أف البطبلف اؼبطلق
ال تلحقو اإلجازة .
ب -البطالف النسيب
يتحقق ىذا النوع من البطبلف إذا زبلف شرط من شروط االنعقاد فبثبل يف عيوب الرضا ؾبسدة يف الغلط
أو التدليس أو اإلكراه ،أو اذا زبلف شرط اللزوـ .
يكوف البطبلف النسيب أيضا يف حالة ـبالفة األحكاـ اؼبتعلقة بقواعد االختواص إلبراـ اؼبعاىدة ،أو ذباوز
فبثل الدولة غبدود سلطاتو اؼبفوض دبوجبها ،و كذلك يف حالة الغلط و الغش و افساد دمة اؼبفوض فبثل الدولة
،و ىي كلها حاالت تضمنتها اؼبواد 46إُف 50من معاىدة فينا لقانوف اؼبعاىدات .
كما ىو يف التشريع الداخلي للدوؿ فإف البطبلف النسيب حق مقرر التمسك بو ؼبن لو اؼبولحة يف ذلك و
ابلتاِف جيوز ؽبذا االخَت التنازؿ عنو من خبلؿ القبوؿ الضمٍت أو الوريح للمعاىدة ؿبل ىذا النوع من البطبلف و
ىو ما بينتو اؼبادة 45من معاىدة فينا لقانوف اؼبعاىدات .
اثنيا :إهناء ادلعاىدات الدكلية أك تعليق تنفيذىا
اؼبقوود إبهناء اؼبعاىدة أو تعليق تنفيذىا إيقاؼ العمل هبا ،أي وقف نفادىا مثلما كاف مقررا ؽبا من قبل
،و ذلك ألسباب الحقة على ابرامها ،و ذلك بعد تنفيذ أحكامها لفًتة من الزمن على الرغم من أف اؼبعاىدة
عقدت صحيحة و مراعية للشروط الشكلية و اؼبوضوعية إلبرامها .
إهناء ادلعاىدة أ-
يكوف ذلك إذا انعقدت اؼبعاىدة صحيحة شكبل و موضوعا و لكن خبلؿ تنفيذىا برزت أوضاعا
معينة تضع حدا لوجودىا ،و ابلنتيجة ال ديكن االستمرار يف تنفيذىا و ىو األمر الذي يرتب اعفاء أطرافها من أي
التزاـ انتج عنها .
93
ب -تعليق تنفيذ ادلعاىدة
يكوف ذلك إذا أبرمت اؼبعاىدة صحيحة مراعية لكافة الشروط و منتجة آلاثرىا مث يوقف العمل هبا لفًتة
من الزمن مع بقائها قائمة ،أين ديكن ألطرافها العودة للعمل أبحكامها الحقا ابتفاقهم ،إال إذا قرروا إهنائها
صراحة و من خبلؿ إبراـ معاىدة جديدة يف نفس اؼبوضوع .
اثلثا :أسباب إبطاؿ ادلعاىدات ك إهنائها أك تعليق تنفيذىا
زبتلف أسباب إبطاؿ اؼبعاىدات عن تلك اؼبؤدية إُف إهنائها و عن تلك اؼبؤدية لتعليق اؼبعاىدة و ىو ما
سنوضحو على النحو التاِف:
أسباب إبطاؿ ادلعاىدات -I
بينت اتفاقية فينا لقانوف اؼبعاىدات و على سبيل اغبور اغباالت اؼبؤدية إلبطاؿ اؼبعاىدة و اليت يستند إُف
إحداىا األطراؼ يف طلبهم اؼبتعلق ابإلبطاؿ ،و تتمثل ىذه اغباالت يف انتفاء أىلية الشخص الدوِف يف إبراـ
اؼبعاىدة ،و إما إُف عيب أصاب رضاه يف االلتزاـ أبحكاـ اؼبعاىدة ،أو إُف ـبالفة قاعدة آمرة مستقرة يف قواعد
القانوف الدوِف العاـ ،و ديكن إصباال حور ىذه اغباالت اؼبؤدية إُف طلب اإلبطاؿ للمعاىدة يف اختبلؿ أحد
الشروط اؼبوضوعية ؽبا .
-IIأسباب إهناء ادلعاىدة أك تعليق تنفيذىا
ىناؾ أسباب النتهاء اؼبعاىدة أو انقضائها او تعليق تنفيذىا ،و دييز الفقو يف ىذا اجملاؿ بُت األسباب
االتفاقية و األسباب اػبارجية .1
ابلنسبة لؤلسباب االتفاقية إلهناء أو تعليق تنفيذ اؼبعاىدات فإننا قبدىا تشًتؾ صبيعا يف خاصية مشًتكة
تكمن يف استنادىا إُف اإلرادة الورحية أو الضمنية لؤلطراؼ اؼبتعاقدة ،ىذه اإلرادة هتدؼ إُف التنفيذ الكلي
ألحكاـ اؼبعاىدة ،أو حلوؿ أجل انتهاء اؼبعاىدة ،أو ابالتفاؽ البلحق عن إبراـ اؼبعاىدة لؤلطراؼ اؼبتعاقدة ،و
الذي مضمونو النص الوريح على إهناء اؼبعاىدة أو التعبَت عن ذلك ضمنيا ،أو يف حالة إبراـ االطراؼ ؼبعاىدة
جديدة تتعارض مع اؼبعاىدة األوُف من انحية موضوعها أو مضموهنا ،بشكل جيعل استحالة تنفيذ اؼبعاىدتُت معا
و اخَتا إيقاؼ العمل ابؼبعاىدة استنادا إُف شرط أو اتفاؽ لؤلطراؼ .
اما ابلنسبة لؤلسباب غَت االتفاقية إلهناء أو تعليق تطبيق اؼبعاىدة فهي ال تستند إُف االرادة الورحية أو
الضمنية لؤلطراؼ اؼبتعاقدة ،و إمنا إُف وقوع أحداث طارئة و الحقة على ابراـ اؼبعاىدة تؤدي إُف إهنائها أو تعليق
تنفيذىا ،و بذلك فإف ىذه األسباب ترجع إما ػبرؽ أحكاـ اؼبعاىدة أو استحالة تنفيذىا تبعا ألمر طارئ ،أو إُف
تغَت جوىري للظروؼ اليت أبرمت اؼبعاىدة يف خضمها ،ابإلضافة عن حالة اغبرب و قطع العبلقات الدبلوماسية
،و ذباوز اؼبفوض فبثل الدولة اؼبتعاقدة لوبلحياتو احملددة يف وثيقة التفويض من دولتو .
1
F.Capotorti :L‟extinction et la suspension des traities : RCADI ,1971,(1) III ,pp, 419-587 .
94
-IIIإجراءات إبطاؿ أك تعليق تطبيق ادلعاىدة الدكلية
ديكن أف تتضمن اؼبعاىدة نفسها أحكاما تنظم اإلجراءات الواجبة اإلتباع إلبطاؽبا و كذلك حل
اؼبنازعات الناصبة عن ذلك ،لكن التساؤؿ الذي يطرح نفسو يثار يف حالة عدـ النص على ىذه اإلجراءات يف
صلب اؼبعاىدة نفسها ؟.
إجابة عن السؤاؿ السالف ذكره فإنو يف ىذه اغبالة يتوجب اللجوء إُف ما تضمنتو اتفاقييت فينا لقانوف
اؼبعاىدات من اجراءات متعلقة إبجراء اإلبطاؿ للمعاىدة و السيما ما أقرتو اؼبواد 65إُف 68منها.1
1تنص اؼبواد من 65إُف 68من اتفاقييت فينا لقانوف اؼبعاىدات لعاـ 8969و 8986على :
ادلادة : 56اإلجراءات الواجبة اإلتباع يف حاالت بطبلف اؼبعاىدة أو انقضائها أو االنسحاب منها أو إيقاؼ العمل هبا
-8على الطرؼ الذي حيتج ،بعيب يف رضاه االلتزاـ ابؼبعاىػدة أو بسبب للطعن يف صحة اؼبعاىدة أو النقضائها أو االنسحاب
منها أو إيقاؼ العمل هبا دبوجب نووص ىذه االتفاقية أف خيطر األطراؼ األخرى ابدعائػو .وجيب أف يبػُت اإلجراء اؼبقًتح ازباذه
ابلنسبة إُف اؼبعاىدة وأسبابو.
-8إذا أنقضت فًتة ال تقل ،إال يف حاالت الضرورة اػباصة ،عن ثبلثة أشهر بعد استبلـ األخطار دوف أف يودر اعًتاض عن
أي طرؼ آخر يكوف للطرؼ الذي أرسل اإلخطار أف يقوـ ابإلجراء الذي اقًتحو ابلطريقة اؼبنووص عنها يف اؼبادة .67
-3أما إذا صدر اعًتاض عن أي طرؼ آخر فأف على األطراؼ أف يسعوا إلجياد تسوية عن طريق الوسائل اؼببينة يف اؼبادة 33
من ميثاؽ األمم اؼبتحدة.
-6ليس يف الفقرات اؼبتقدمة ما يؤثر يف حقوؽ والتزامات األطراؼ طبقاً ألية نووص انفذة تلزمهم بشأف تسوية اؼبنازعات.
-5مع عدـ اإلخبلؿ حبكم اؼبادة 65فأف عدـ قياـ دولة ابإلخطار اؼبنووص عليو يف الفقرة ( )8ال حيوؿ بينها وبُت القياـ رداً
على أي طرؼ آخر يطلب تنفيذ اؼبعاىػدة أو يدعي اإلخبلؿ هبا.
ادلادة :55إجراءات التسوية القضائية والتحكيم والتوفيق
إذا َف يتم التوصل إُف تسوية ما دبوجب أحكاـ الفقرة 3من اؼبادة 65يف ظرؼ 88شهراً تلي اتريخ صدور االعًتاض؛ ينبغي
إتباع اإلجراءات اآلتية:
(أ) جيوز ألي من األطراؼ يف نػزاع يتول بتطبيق أو تفسر اؼبادتُت 53أو 66أف يقدمو كتابة إُف ؿبكمة العدؿ الدوليػة بغية
استودار حكم فيو ،إال إذا اتفقت األطراؼ برضاىا اؼبتبادؿ على عرض النزاع على التحكيم؛
(ب) جيوز ألي من األطراؼ يف نزاع يتعلق بتطبيق أو تفسَت أي مادة أخرى من مواد اعبزء اػبامس من ىذه االتفاقية أف حيرؾ
اإلجراءات احملددة يف ملحقها وذلك بتقدديو طلباً هبذا اؼبعٌت إُف األمُت العاـ لؤلمم اؼبتحدة.
ادلادة : 56واثئق إعبلف بطبلف اؼبعاىدة أو انقضائها أو االنسحاب منها أو إيقاؼ العمل هبا
-8األخطار اؼبنووص عليو يف اؼبادة 65الفقرة ( )8جيب أف يكوف مكتوابً.
-8أي إجراء إبعبلف بطبلف اؼبعاىدة ،أو انقضائها أو االنسحاب منها أو إيقاؼ العمل هبا وفقاً لنووص اؼبعاىدة أو للفقرات
8أو 3من اؼبادة 65جيب أف يتم بوثيقة ترسل إُف األطراؼ األخرى – إذا َف تكن الوثيقة موقعة من قبل رئيس الدولػة أو رئيس
اغبكومة أو وزير اػبارجية فإنو جيوز مطالبة فبثل الدولة اليت أبلغها إببػراز وثيقة التفويض الكامل.
اؼبادة : 68إلغاء اإلخطارات والواثئق اؼبنووص عليها يف اؼبادتُت 65و../.. 67
95
-IVآاثر بطالف ادلعاىدات أك إهنائها أك تعليق تنفيذىا.
تضمنت اتفاقية فينا لقانوف اؼبعاىدات النص على اآلاثر اؼبًتتبة عن ابطاؿ أو إهناء أو وقف تنفيذ اؼبعاىدة
الدولية دبوجب اؼبواد 69إُف 72منها و ىو األمر الذي سنوضحو فيما يلي :
اآلاثر النامجة عن بطالف ادلعاىدة الدكلية -1
بينت اتفاقية فينا لقانوف اؼبعاىدات يف اؼبواد 43،44،69،71اآلاثر الناصبة عن بطبلف اؼبعاىدة الدولية
و ىي :
عدـ ترتيب أية أثر قانوين للمعاىدة الباطلة ك حدكث البطالف أبثر رجعي أ-
تضمنت اتفاقية فينا لقانوف اؼبعاىدات لعاـ 1969دبوجب اؼبادة 1/69منها على اآلاثر اؼبًتتبة عن
بطبلف اؼبعاىدة الدولية ،و اكدت على أف اؼبعاىدة اليت يثبت عدـ صحتها وفقا لبلتفاقية اغبالية تنزع عن
نووصها القوة القانونية ،و ابلتاِف فاؼبعاىدة الباطلة ال ترتب أية آاثر قانونية اذباه أطرافها ،و ال اذباه الغَت ،و أبثر
رجعي مند وقت إبرامها ،ويف ـبتلف صور البطبلف اؼبطلق و النسيب و ىي تعد القاعدة العامة .
لكنو و استثناءا على القاعدة اعبله فإنو ال تعد اؼبعاىدة ابطلة أبثر رجعي إذا كانت تتعارض مع قاعدة
دولية آمرة الحقة إلبرامها ،بل تعد ابطلة أبثر فوري من اتريخ ظهور القاعدة الدولية اآلمرة كما نوت على ذلك
.
اؼبادة 2/72من اتفاقية فينا لقانوف اؼبعاىدات لسنة 1969
ب – إعادة الوضع إىل ما كاف عليو قبل اإلبراـ
و مضموف ىذه النتيجة أنو إذا نفدت أعماؿ أو تورفات استنادا ألحكاـ معاىدة ابطلة فإف ىذه
األعماؿ و التورفات تعترب ملغاة ابلنتيجة ،فبا يلزـ إعادة الوضع إُف ما كاف عليو قبل ابراـ اؼبعاىدة مع مراعاة
امكانية ذلك من الناحية العملية وىو ما أكدتو اؼبادة 2/69و اؼبادة 1/71من اتفاقية فينا لقانوف اؼبعاىدات .1
../..جيوز إلغاء اإلخطار أو الوثيقة اؼبنووص عليهما يف اؼبادتُت 65أو 67يف أي وقت قبل أف تنتجا آاثرمها.
1ادلادة :56آاثر بطالف ادلعاىدة
-8اؼبعاىدة اليت أتسس بطبلهنا دبوجب ىذه االتفاقية تعترب الغيو .ليس لنووص اؼبعاىدة اؼبلغية قوة قانونية.
-8على أنو إذا سبت تورفات استناداً إُف ىذه اؼبعاىدة:
(أ) فلكل طرؼ أف يطلب من الطرؼ اآلخر أف ينش بقدر اإلمكاف يف عبلقاهتما اؼبتبادلة الوضع الذي سيوجد لو َف تكن
التورفات قد سبت؛
(ب) ال تعترب التورفات اليت سبت حبسن نية قبل الدفع ابلبطبلف غَت مشروعة جملرد بطبلف اؼبعاىدة.
-3يف اغباالت اؼبنووص عليها يف اؼبواد ،69أو ،50أو ،58أو ،58ال تطبق الفقرة ( )8ابلنسبة إُف الطرؼ الذي ديكن أف
ينسب إليو التدليس أو اإلفساد أو فبارسة اإلكراه)).
-6يف حالة بطبلف رضا دولة ما االلتزاـ ابؼبعاىدة اعبماعية تسري القواعد السابقة يف العبلقات بُت تلك الدولة واألطراؼ
األخرى يف اؼبعاىدة.
ادلادة : 7/67آاثر بطبلف اؼبعاىدة اليت تتعارض مع قاعدة آمرة من القواعد العامة../..
96
يف حالة استحالة إعادة الوضع إُف ما كاف عليو قبل ابراـ اؼبعاىدة الباطلة فإنو يتوجب االحتفاظ ابآلاثر
الناصبة عن تطبيق ىذه اؼبعاىدة فقط ،و جعل التورفات البلحقة بعد ابطاؽبا ابطلة .
من خبلؿ ما سبق يستنج أنو و فيما خيص استحالة ارجاع الوضع إُف ما كاف عليو وقت ابراـ اؼبعاىدة
َف يؤخذ يف تقرير األثر اؼبًتتب عن ذلك ابلرجعية التلقائية للبطبلف ،و إمنا أوقف ذلك على طلب الطرؼ اؼبضرور
الذي حيق لو وحده طلب الرجوع إُف الوضع الذي كاف عليو وقت اإلبراـ .
ج -عدـ أتثر بعض األعماؿ ك اإللتزامات أك مراكز قانونية معينة مببدأ الرجعية من البطالف .
يقوـ ىذا األثر القانوين على مبدأ حسن النية ،و من مت فإف األعماؿ اليت مت تنفيذىا حبسن نية قبل
التمسك ابلبطبلف تعترب مشروعة ،ذلك أف حسن النية الذي عماده يف ىذه اغبالة عدـ العلم ابلعيب الذي
تضمنتو اؼبعاىدة ،و الذي يرتب بطبلهنا يؤدي إُف اعطاء اؼبشروعية ؽبذه األعماؿ و التورفات ،بينما تبطل ىذه
األعماؿ و تدخل يف دائرة سوء النية ابتداءا من اللحظة اليت يثار فيها العيب اؼببطل للمعاىدة ،و ىي اغباالت اليت
اكدهتا اؼبواد 2/69و 52 ،50 ، 49و 2/71من اتفاقية فينا لقانوف اؼبعاىدات .
د -عدـ قابلية ادلعاىدة الباطلة بطالان مطلقا لإلجازة أك التعديل أك التصحيح
يًتتب عن بطبلف معاىدة بسبب اإلكراه أو اؼبخالفة لقاعدة آمرة يف القانوف الدوِف انعداـ أثر ىذه
اؼبعاىدة تبعا لذلك ،فإذا مت تعديل على مضموف ىذه اؼبعاىدة اعتربت انفدة اذباه أطرافها اؼبتعاقدة ،ماداـ َف
يعلن بطبلهنا ،ذلك أنو يف ىذه اغبالة ( التعديل ) نكوف بودد معاىدة جديدة .
استنادا التفاقية فينا لقانوف اؼبعاىدات لعاـ 1969من خبلؿ مادهتا 45نبلحظ أهنا َف ذبز للدولة
التمسك بسبب من أسباب اإلبطاؿ احملددة يف اؼبواد 50-46إذا كانت قد وافقت على اعتبار اؼبعاىدة
صحيحة.
ق -جتزئة ادلعاىدات الباطلة ابلنسبة ألطرافها يف ادلعاىدة متعددة األطراؼ .
مفاد ىذا األثر أنو يف حالة احتجاج دولة طرؼ ما بعيب يف إرادهتا ابلتزاـ دبعاىدة صباعية فإنو يف ىذه
اغبالة ينتج البطبلف آاثره فقط بُت ىذه الدولة و الدوؿ األخرى فقط ،ابلشكل الذي يبقي اؼبعاىدة سارية اؼبفعوؿ
بُت بقية الدوؿ ،مع استبعاد ىذه النتيجة يف حالة ما إذا بٍت البطبلف للمعاىدة على على ـبالفة القواعد االمرة يف
القانوف الدوِف ،ذلك أف البطبلف يف ىذه اغبالة اصاب اؼبعاىدة بشكل موضوعي بعيد عن الرضا أو سبلمة اإلردة
.
../..للقانوف الدوِف
-8يف حالة اؼبعاىدة اليت تعترب ابطلة دبوجب اؼبادة 53يكوف على األطراؼ:
(أ) أف تزيل بقدر اإلمكاف أاثر أي تورؼ مت االستناد فيو إُف أي نص يتعارض مػع قاعدة آمرة من القواعد العامة للقانوف الدوِف؛
(ب) أف ذبعل عبلقاهتا اؼبتبادلة متفقة مع القاعدة اآلمرة من القواعد العامة للقانوف الدوِف.
97
يف ىذا االذباه نوت اؼبادة 4/69من اتفاقية فينا لقانوف اؼبعاىدات على أنو " :يف حالة بطبلف ارتضاء
دولة معينة االلتزاـ دبعاىدة متعددة األطراؼ تسري القواعد السابقة يف العبلقة بُت ىذه الدوؿ و األطراؼ األخرى
يف اؼبعاىدة ".
ك -جتزئة ادلعاىدة الباطلة ابلنسبة لنصوصها .
مفاد ىذا االثر أنو عمبل دببدأ وحدة اؼبعاىدة فإف بطبلف اؼبعاىدة ينسحب على صبيع نووصها و موادىا
كم نوت على دلك اؼبادة 1/44من اتفاقية فينا لقانوف اؼبعاىدات .1
استثناء على القاعدة اؼببينة أعبله ،فإنو جيوز ذبزئة اؼبعاىدة ،حبيث تبطل النووص أو البنود اليت يشوهبا
العيب اؼبرتب للبطبلف ،مع بقاء بقية النووص الوحيحة سارية اؼبفعوؿ ،لكن انفاذ ىذا االستثناء ال يكوف
بوورة مطلقة و إمنا بشروط بينتها اؼبادة 3/44من اتفاقية فينا لقانوف اؼبعاىدات .2
إذا كاف البطبلف للمعاىدة جيد سندا لو يف اإلكراه أو تعارض مع قاعدة آمرة يف القانوف الدوِف فإنو يف
ىذه اغبالة يستثٌت اؼببدأ العاـ اؼبتعلق جبوازية الفول بُت نووص اؼبعاىدة ،كوف ىذه األخَتة يف ىذه اغبالة ابطلة
بطبلان مطلقا كما سبق بياف أحكاـ ىذا األخَت سابقا .
اآلاثر ادلرتتبة على إهناء ادلعاىدة -2
استنادا التفاقية فينا لقانوف اؼبعاىدات السيما اؼبادة 70منها فقد بينت اآلاثر اؼبًتتبة عن إهناء اؼبعاىدة
الدولية و ذلك ابلنص -1 ":ما َف تنص اؼبعاىدة أو يتفق األطراؼ على خبلؼ ذلك فأف انقضاء اؼبعاىدة وفقاً
ألحكاـ ىذه االتفاقية:
(أ) حيل األطراؼ من أي التزاـ ابالستمرار يف تنفيذ اؼبعاىدة.
(ب) ال يؤثر على أي حق أو التزاـ أو مركز قانوين لؤلطراؼ نشأ نتيجة تنفيذ اؼبعاىدة قبل انقضائها.
1تنص اؼبادة 8/66من اتفاقية فينا لقانوف اؼبعاىدات على أف - ((:ال جيوز فبارسة حق الطرؼ اؼبنووص عليو يف اؼبعاىدة أو
اؼبًتتب دبوجب اؼبادة 56إبلغائها أو االنسحاب منها أو إيقاؼ العمل هبا إال ابلنسبة للمعاىدة ككل ما َف تنص أو يتفق
األطراؼ على غَت ذلك)).
2تنص اؼبادة 3/66من اتفاقية فينا لقانوف اؼبعاىدات على أف -3...( :إذا تعلق السبب ببنود معينة فقط فبل جيوز االستناد إليو
إال فيما خيص ىذه البنود وابلشروط اآلتية:
(أ) أف تكوف ىذه البنود من حيث تطبيقها قابلة للفول عن بقية اؼبعاىدة؛
(ب) أف يتبُت من اؼبعاىدة أو يثبت بطريقة أخرى أف قبوؿ ىػذه البنود َف يكن سببا أساسياً يف رضا الطرؼ أو األطراؼ األخرى
االلتزاـ ابؼبعاىدة ككل؛
(ج) أف ال يكوف استمرار تطبيق بقية اؼبعاىدة ؾبحفاً)).
98
-2إذا نقضت دولة معاىدة صباعية أو انسحبت منها تنطبق الفقرة ( )1على العبلقات بُت ىذه الدولة
والدوؿ األخرى األطراؼ يف اؼبعاىدة من اتريخ نفاذ ذلك النقض أو االنسحاب"
إف اآلاثر اؼبًتتبة عن اهناء اؼبعاىدة تنحور يف إعفاء األطراؼ من االلتزاـ بتنفيذ اؼبعاىدة ما َف تنص
اؼبعاىدة أو يتفق األطراؼ على ذلك ،و ابلتاِف فاإلهناء للمعاىدة ينهي على األطراؼ عب مواصلة التنفيذ ؽبا .و
كأثر اثف ؽبذا اإلهناء فإنو يكوف نتيجة لذلك عدـ التأثَت على اؼبراكز القانونية و العبلقات اؼبقررة اليت اكتسبها
األطراؼ نتيجة تنفيذىم للمعاىدة قبل إيقافها .
اآلاثر ادلرتتبة على تعليق تنفيذ ادلعاىدة -3
بينت اتفاقية فينا لقانوف اؼبعاىدات لسنة 1969يف مادهتا 72اآلاثر اؼبًتتبة عن تعليق تنفيذ اؼبعاىدة
الدولية إذ نوت على :
" -1ما َف تنص اؼبعاىدة أو يتفق األطراؼ على خبلؼ ذلك فإف إيقاؼ العمل ابؼبعاىدة دبوجب
نووصها أو وفقا ؽبذه االتفاقية ينتج اآلاثر اآلتية:
(أ) حيل األطراؼ اليت مت إيقاؼ العمل ابؼبعاىدة فيما بينها من االلتزاـ بتنفيذىا يف عبلقاهتا خبلؿ فًتة
اإليقاؼ؛
(ب) ال يؤثر خببلؼ ذلك على العبلقات القانونية اليت أنشأهتا اؼبعاىدة بُت األطراؼ.
-2ديتنع األطراؼ خبلؿ فًتة اإليقاؼ عن التورفات اليت من شأهنا إعاقة استئناؼ العمل ابؼبعاىدة)).
يعترب العرؼ الدوِف اؼبودر اؼبباشر الثاين إلنشاء القواعد القانونية الدولية ،بل يرى بعض فقهاء القانوف
الدوِف أنو أىم موادر القانوف الدوِف العاـ ،ذلك أنو ىو من أوجد معظم قواعد ىذا القانوف أوال و اثنيا أف
القواعد اؼبضمنة يف اؼبعاىدات ىي تدوين أو صياغة للقواعد العرفية يف الغالب ،و اثلثا كوف العرؼ يتفوؽ على
اؼبعاىدات يف كوف قواعد عامة و شاملة .1
1دمحم اجملدوب :القانوف الدوِف العاـ :الطبعة السادسة ،مرجع سابق ،ص 860
99
ادلطلب األكؿ :
اإلطار ادلفاىيمي للعرؼ الدكيل
نظرا ألمهية العرؼ كمودر اثف من اؼبوادر الرظبية للقانوف الدوِف سنسعى من خبلؿ ىذا اؼبطلب
توضيح كل ما يتعلق دبفهوـ ىذا اؼبودر ( الفرع االوؿ ) و الحقا ابراز انواعو ( الفرع الثاين)
كاف العرؼ الدوِف اؼبودر األساسي للقانوف الدوِف العاـ منذ العوور الوسطى ،و َف تنازعو اؼبعاىدة يف
ىذه الوفة إال منذ القرف التاسع عشر حيث أخذت اؼبعاىدات اعبماعية يف الظهور ،1و صارت تساىم يف تقنيُت
القواعد العرفية و السيما مند انعقاد مؤسبر فينا لعاـ 1815الذي توُف تقنُت بعض القواعد العرفية اػباصة
ابلعبلقات الدبلوماسية ،لتتسع فيما بعد عملية التقنيُت ربت إشراؼ عوبة األمم اؼبتحدة ،2و ىو ما أعطى
تعاظم لقيمة العرؼ الدوِف ابعتباره مودرا من موادر القانوف الدوِف العاـ .
أ-ب
من إبرازا و أتكيدا لعظمة العرؼ الدوِف كمودر من موادر القانوف الدوِف العاـ نوت اؼبادة /38
نظاـ ؿبكمة العدؿ الدولية على ىذه الوفة ،إذ نوت ىذه اؼبادة على " :العادات الدولية اؼبعتربة دبثابة قانوف
دؿ عليو تواتر االستعماؿ ".
من جانب الفقو قبد أف ىذا األخَت يشًتط يف القاعدة العرفية أف تكوف نتاج تعامل عاـ ملزـ ما بُت
الدوؿ و ىو األمر الذي يتوجب على ىذه القاعدة أف ربقق شرطُت أساسُت أال و مها تواتر اإلستعماؿ و الشعور
ابإللزاـ .
الفقرة األكىل:
أركاف العرؼ
العرؼ مودرا من موادر القانوف الدوِف ذبد قواعده مستقرا و مودرا ؽبا يف اعبانب االجتماعي و اليت
مضموهنا ؾبموعة من التقاليد اليت دأب على إتياهنا ،و تدرجييا تضفى عليها صفة القبوؿ العاـ من اجملتمع ،لتأخذ
1
Akehurist (M ) : Custom as a source of international law: B,Y,B,I,L,1 974-1975 , pp ,1-52 .
2جعفر عبد السبلـ :وظيفة عبنة القانوف الدوِف يف تقنيُت القواعد القانونية الدولية و تطويرىا :اجمللة اؼبورية للقانوف الدوِف ،
اجمللة اؼبورية للقانوف الدوِف ،اجمللد السابع و العشروف ،القاىرة ،مور ، 8978 ،ص ص . 896-889
100
الحقا ىذه التقاليد و العادات القبوؿ الرظبي من السلطة االجتماعية من خبلؿ إضفاء عليها صفة اإللزاـ ،و
استنادا لذلك فإف القاعدة العرفية تتكوف من ركنيُت أحدمها مادي و الثاين معنوي .
أكال :الركن ادلادم للقاعدة العرفية الدكلية
يتحقق ىذا الركن من خبلؿ تكرار واقعة معينة ،بشكل يؤدي إُف عادات اجتماعية دولية ،و ىذا من
خبلؿ اعتياد الدوؿ على فبارسة ؾبموعة من قواعد السلوؾ ،و يكوف ذلك إما بطريقة سلبية و اليت ذبد صورهتا يف
االمتناع عن القياـ بسلوؾ معيُت ،و إما بطريقة اجيابية كالقياـ بسلوؾ معُت . 1
الثابت أف العديد من العوامل اليت تساىم يف أنشاء و تكوين الركن اؼبادي للعرؼ الدوِف و ابلنتيجة تؤدي
حتما إُف قياـ قاعدة دولية عرفية ،ىذه العوامل ديكن تبياهنا على النحو التاِف :
السابقة أك العادة -I
ذبد ذبسيدا ؽبا من خبلؿ األعماؿ القانونية اليت تودر عن السلطات الوطنية و األعماؿ القانونية الدولية
الوادرة عن اؼبنظمات الدولية و احملاكم الدولية .
األعماؿ القانونية الصادرة عن السلطات الوطنية -1
تتكوف السابقة اؼبكونة للعرؼ الدوِف من األعماؿ الوادرة عن أجهزة الدولة و اؼبتحدثة ابظبها و اؼبتمثلة
يف العبلقات اػبارجية و إبراـ اؼبعاىدات ومنها رئيس الدولة و وزير اػبارجية و اؼببعوثُت الدبلوماسيُت .
لقد اثر خبلؼ بُت فقهاء القانوف الدوِف خبووص تكوين الركن اؼبادي للعرؼ الدوِف ،فهناؾ من رفض
االعتداد هبا يف تكوين الركن اؼبادي للعرؼ الدوِف ،لكن االغلبية من الفقهاء و كذلك أحكاـ القضاء الدوِف
اندى هبا و أعتربىا جزء أصيل من سلوؾ الدوؿ .
ديكن أيضا أف يكوف للقضاء الوطٍت من خبلؿ أحكامو اليت موضوعها العبلقات الدولية ،ديكن ؽبذه
األحكاـ أف تؤدي إُف نشوء سوابق و اليت بدورىا تساىم يف تشكيل و تكوين الركن اؼبادي للقاعدة الدولية
العرفية.
األعماؿ القانونية الدكلية -2
تتجلى ىذه االعماؿ يف الدور الذي تلعبو اؼبعاىدات الدولية و األحكاـ الدولية و قرارات اؼبنظمات
الدولية يف نطاؽ نشوء القواعد القانونية الدولية العرفية و سنبُت كل ذلك فيما يلي :
1
Well, (P) : Le Droit International en quete de son identité : R,A,C,D,I,1992, p,178.
101
ادلعاىدات الدكلية أ-
يذىب معظم الشراح إُف اعتبار اؼبعاىدة كممارسة دولية،1واليت من شأهنا أف تؤدي إُف إنشاء القواعد
القانونية العرفية الدولية أو الكشف عنها،حبيث تعد اؼبعاىدة سلوكا دوليا مكوان للركن اؼبادي للعرؼ الذي يوبح
عرفا قانونيا ملزما يف حالة ما إذا حضيت ابلقبوؿ من جانب الدوؿ األطراؼ وغَت األطراؼ فيها. 2
إف السؤاؿ الذي يتوجب اإلجابة عنو يكمن يف كوف اؼبعاىدات صبيعا سواءا العقدية أو اعبماعية سبثل
مودرا من موادر القانوف الدوِف العاـ أـ ال ؟ .
إجابة على التساؤؿ أعبله فإف اؼبعاىدات العقدية ال تعد مودرا من موادر القانوف الدوِف العاـ ذلك
أهنا ال أتيت بقواعد عامة ربظى ابلقبوؿ العاـ ،و إمنا أتيت بقواعد خاصة ،لكن ىذه االخَتة قد تؤدي إُف إنشاء
قواعد دولية عرفية إذا ما شاع العمل إببراـ معاىدات عقدية من أجل تنظيم موضوع معُت على وجو معُت،و
مثاؽبا القواعد الدولية اؼبتعلقة ابلتحكيم ،أين كانت يف بداية سرايهنا ثنائية لتمتد الحقا و توبح قواعد دولية عرفية
.
أحكاـ احملاكم الدكلية ب-
يتعاظم دور أحكاـ احملاكم الدولية يف ؾباؿ إنشاء القواعد الدولية العرفية على عكس نظَتهتا الداخلية اليت
تقل أ مهيتها يف ىذا اجملاؿ ،و يرجع السبب يف ىذا الدور البارز و الرايدي للهيئات القضائية الدولية إُف كوف الكثَت
من فروع القانوف الدوِف العاـ الزالت حديثة و يف مراحلها األوِف األمر الذي يتطلب إسهاـ واسع حملكمة العدؿ
الدولية و ؿباكم التحكيم ،بل أف اغباجة إُف أعماؿ ىذه اؽبيئات ضروراي .
إف احكاـ احملاكم الدولية تكوف نتيجتها إنشاء قواعد القانوف الدوِف العاـ اؼبتعلقة بوجوب احًتاـ اغبكم
من طرؼ اؼبخاطبُت أبحكامو فبثلُت يف أطراؼ النزاع ،و يف ىذا السياؽ جبب اإلشارة إُف أف بعض األنظمة
الدولية ترجع إُف أحكاـ ىذه احملاكم الدولية ،و السيما يف ؾباؿ التحكيم و ارساء قواعدىا ،و منها قواعد القانوف
الدوِف اػباصة ابؼبسؤولية الدولية و االعًتاؼ ابلدوؿ و اغبكومات و تفسَت اؼبعاىدات .3
قرارات ادلنظمات الدكلية ج-
إف نشاط اؼبنظمات الدولية يكوف استنادا للنظاـ األساسي ؽبا ،أو بوفة عامة للوثيقة الدولية اؼبنشأة ؽبا
و تبعا لذلك فإف أن فاذ القواعد العرفية يف ىذا اػبووص يكوف منعدما ،لكنو و لكثرة االتواالت بُت الدوؿ فإف
1
Duply Pierre Marie : La responsabilité internationale des etats por led dommage d‟origine technologique et
industrielle : A,Pédone , Paris , 1976 , P20, et suite .
2صباؿ عبد الناصر مانع :القانوف الدوِف العاـ – اؼبدخل و اؼبوادر :مرجع سابق ،ص .835
3انجاندرا سينغ :دور ؿبكمة العدؿ الدولية يف تطوير قواعد القانوف الدوِف :ؾبلة العدالة ،تودر عن وزارة العدؿ و الشؤوف
اإلسبلمية و األوقاؼ ،أبو ظيب ،اإلمارات العربية اؼبتحدة ،السنة السادسة ،العدد الثامن عشر ،جانفي ، 8979ص ص
. 876-865
102
ذلك أدى إُف كثرة نشاط اؼبنظمات الدولية و تشعب عبلقاهتا ،و ىو األمر الذي كانت نتيجتو اؼبباشرة منو سريع
للسلوؾ الدوِف ،و تبعا لذلك أصبحت فبارسات اؼبنظمات الدولية العملية عنورا ىاما يف إنشاء القاعدة الدولية
العرفية .1
إضافة إُف القواعد و اللوائح و النظم و اإلجراءات اليت ربكم عمل اؽبيئات و اؼبنظمات الدولية ،ىناؾ
فرع جديد للقانوف الدوِف العريف مكمبل ؽبذه القواعد أال و ىو العرؼ الداخلي للمنظمات الدولية و اؽبيئات ،و
ىو ما أقرتو ؿبكمة العدؿ الدولية يف حكمها فوبل يف الشكاوى اؼبقدمة أمامها ضد منظمة اليونسكو .
-IIاالستمرارية يف التطبيق
العرؼ ىو انعكاس و تكريس لتعامل مستمر و متواصل ،لذلك يؤكد معظم فقهاء القانوف الدوِف على
ضرورة تطبيق العادة فًتة معينة من الزمن حىت تتحقق االستمرارية أو التواتر يف التطبيق اؼبكوف للركن اؼبادي للعرؼ
.
أ كدت ؿبكمة العدؿ الدولية الدائمة و اغبالية على وجوب توفر االستمرارية و التواتر يف التطبيق و اعتبار
ذلك من عناصر الركن اؼبادي للعرؼ ،و لعل أبرز تطبيق لذلك اغبكم الذي أصدرتو ؿبكمة العدؿ الدولية
خبووص قضية اللجوء السياسي ،حيث قضت احملكمة أبنو " يشًتط أف تكوف القاعدة العرفية قد بنيت على
العادة اؼبستمرة و اؼبوحدة اليت مارستها الدوؿ يف مسألة معينة " .
ذبدر اإلشارة أنو ال يوجد معيار لتحديد الفًتة اليت جيب توافرىا يف تطبيق القاعدة اؼبعامبلتية أو السلوؾ
حىت تتكوف القاعدة العرفية الدولية ،ذلك أف االذباه اؼبعاصر يف الفقو الدوِف ال يركز على اعبانب التارخيي لتطبيق
القاعدة العرفية الدولية ،وإمنا يبحث عن مدى توافر العنور االرادي للعرؼ و ذلك راجع ألسباب موضوعية و
قانونية منو تطور وسائل االتواؿ بُت الدوؿ ...اٍف .
عمومية التطبيق -III
لتماـ الركن اؼبادي للقاعدة العرفية الدولية يشًتط أف يكوف التورؼ أو السلوؾ قد مت اتباعو من طرؼ
دوؿ عديدة و ليست دولة واحدة حىت لو تواترت على اتيانو ،و ابلتاِف فالقاعدة الدولية العرفية تنشأ مىت كانت
ؿبل قبوؿ من طرؼ اجملتمع الدوِف ،و ابلنتيجة فإف عدد الدوؿ اؼبشًتكة يف السلوؾ يف ىذه اغبالة يعترب معيار
لقبوؿ القاعدة العرفية من عدمو .
جيب التمييز بُت العرؼ العلمي الذي يتوجب أف يشمل كل أعضاء اجملتمع الدوِف و العرؼ اإلقليمي
الذي يكوف يف مواجهة ؾبموعة ؿبدودة من الدوؿ .و العرؼ احمللي الذي مناطو يسري بُت دولتُت فقط .
1صباؿ عبد الناصر مانع -اؼبدخل و اؼبوادر – اعبزء األوؿ ،مرجع سابق ،ص . 838
103
-IVرابعا :اتساؽ السلوؾ
يقود بو أف تكوف تورفات الدوؿ اؼبنشئة للركن اؼبادي للعرؼ متماثلة حبيث ال تكوف متعارضة أو
متناقضة ،و ىو ما أكدتو ؿبكمة العدؿ الدولية يف قضية حق اؼبرور ،من خبلؿ التأكيد على أف ؾ" اؼبمارسة
اؼبستمرة و اؼبوحدة تنش القاعدة العرفية. 1
أكدت ؿبكمة العدؿ الدولية أيضا يف حكمها اؼبتعلق بقضية اؼبوائد ":أف القدر القليل من التناقض ال
حيوؿ دوف انشاء قاعدة دولية عرفية ".
خبلصة ؼبا سبق عرضو ديكن القوؿ إجيازا فيما خيص شرط اتساؽ السلوؾ يف تكوين الركن اؼبادي
للقاعدة الدولية العرفية أف التناقض يف السلوؾ فيما يتعلق دبسألة ؿبددة قد يؤدي إُف عدـ إنشاء القاعدة العرفية ،
لكنو من جهة أخرى فإف القليل من ىذا التناقض ال دينع قياـ القاعدة العرفية الدولية .
اثنيا :الركن ادلعنوم للقاعدة الدكلية العرفية
أف توفر الركن اؼبادي لوحده ال يؤدي إُف تكوين أو إنشاء القاعدة الدولية العرفية ،بل يتوجب ربقق الركن
اؼبعنوي أيضا ،و مفاد ىذا األخَت االعًتاؼ الضمٍت من طرؼ أشخاص القانوف الدوِف عن طريق اعتقادىم بكوف
السلوؾ أو السابقة اؼبعتادة ملزمة من الناحية القانونية ،أي اعًتافهم بتوافر عنور اإللزاـ أو الوفة اؼبلزمة للقاعدة
الدولية العرفية .
تتجلى الفائدة من الركن اؼبعنوي يف كونو يعد معيارا للتميز بُت القاعدة الدولية العرفية و العادة اليت تعترب
فبارسة لسلوؾ غَت ملزـ ،و استناد لذلك فإف قواعد اجملامبلت و األخبلؽ الدولية ال ديكن أف ترقى إُف مرتبة
القاعدة الدولية العرفية ،حىت و إف كانت قواعد اجملامبلت و األخبلؽ ىي أيضا تودر يف شكل سلوؾ.
من جانب القضاء الدوِف فإف ؿبكمة العدؿ الدولية الدائمة سارت يف األخذ ابلتمييز السالف عرضو بُت
العرؼ و العادة ،و ذلك من خبلؿ حكمها يف قضية اللوتس اؼبعروفة ،ذلك أف احملكمة سببت حكمها يف
استبعاد وجود قاعدة دولية عرفية من خبلؿ عدـ ثبوت الركن اؼبعنوي لديها .2
أيضا فإف ؿبكمة العدؿ الدولية أخذت ابلتمييز السالف ذكره من خبلؿ العديد من أحكامها و منها
حكمها يف قضية اعبرؼ القاري لبحر الشماؿ بُت أؼبانيا من جهة و الدمنارؾ و ىولندا من جهة أخرى لعاـ
. 1969
1دمحم طلعت الغنيمي :يف قانوف السبلـ :مرجع سابق ،ص . 885
2قضية اللوتس موضوعها حبث التوادـ الذي وقع بُت السفينة الًتكية و الفرنسية يف اعاِف البحار فبا ادى إُف غرؽ األوُف و ىو
األمر الذي جعل تركيا .
104
الفرع الثاين :
أنواع العرؼ الدكيل ك أساس القوة ادللزمة لو
إذا كانت مسالة انواع العرؼ الدوِف ال تثَت جدال واسعا ،فإنو ابؼبقابل تعد مسألة سبتع قواعد العرؼ
الدوِف ابلوفة القانونية فبثلة يف االلزاـ ،تعد من اؼبسائل اليت شغلت فقهاء القانوف الدوِف العاـ و نقاشاهتم و ىو
األمر الذي يوجب علينا ايضاح اؼبسألتُت سالفيت الذكر
ينقسم العرؼ إُف عدة أقساـ استنادا إُف اؼبعيار اؼبتخذ يف التقسيم ،فمن حيث نطاؽ التقسيم ينقسم إُف
عرؼ عاـ و خاص ،و من حيث طبيعة القواعد اؼبشكلة لو ينقسم إُف عرؼ منش و عرؼ مكمل و معدؿ و
ملغى ،لكن أىم ىذه التقسيمات ىو ذلك الذي يقسم العرؼ من حيث نطاقو كما سبق عرضو و ىو الذي
سنبينو فيما يلي :
أكال :العرؼ العاـ
يسمى ىذا النوع من العرؼ أيضا ابلعرؼ العاؼبي و ىو الذي تسري قواعده على صبيع أشخاص القانوف
الدوِف دوف استثناء ،و تنظم قواعده مسائل عامة ،و ابلتاِف فكلما زاد نطاؽ سرايف القاعدة الدولية العرفية العامة
كلما رسخت صفتها االلزامية ابلنسبة للدوؿ اؼبنشأة و بقية الدوؿ االخرى ،1لكنو جيب عدـ استبعاد أو إمهاؿ
الرفض الوريح لدولة أو عدد من الدوؿ لفكرة الوفة اؼبلزمة للقواعد العرفية العامة ،و اليت َف تشارؾ يف وضعها أو
تكوينها أو تقف موقفا سلبيا يف مواجهتها ،و ىو الرأي الذي أخذ ت بو ؿبكمة العدؿ الدولية يف قضية اؼبوائد
بُت بريطانيا و ايسبلندا سنة . 1973
اثنيا :العرؼ اخلاص
يسمى أيضا ابلعرؼ القاري أو احمللي ،و مفاده ىو ذلك العرؼ الذي يقتور إنفاذه و تطبيقو على قارة
معينة ،أو يف إطار عبلقات بُت دوؿ ؿبدودة أو معينة يف منظمة واحدة أو اقليم واحد ،أو ذبمع بينها روابط اترخيية
،أو عرقية ،أو سياسية أو غَتىا .
يتعارض العرؼ اػباص مع العرؼ العاـ فيما خيص نطاؽ السرايف و ابلتاِف فالعرؼ اػباص ال تكوف
لقواعده الوفة اؼبلزمة إال بُت الدوؿ اليت تعتقد إبلزاميتو فقط .
اثر جدؿ فقهي كبَت حوؿ الوفة أو األساس الذي تستمد منو القواعد الدولية العرفية قوهتا اؼبلزمة و لعل
ىذا اعبدؿ منطلقو اعبدؿ العاـ الذي اثر بشأف أساس القوة اؼبلزمة لقواعد القانوف الدوِف عامة ،و ىو ما أدى إُف
ظهور مدارس حاولت تقدًن تفسَتاهتا و اسانيدىا يف ذلك دعما لوجهة نظرىا ،و نوجز ىذه اؼبدارس فيما يلي :
أكال :ادلدرسة الوضعية
حبسب أنوار ىذه اؼبدرسة فإف أساس القوة اؼبلزمة للعرؼ يتحدد يف الرضا الضمٍت للدوؿ اؼبعنية و الذي
يتم التعبَت عنو بواسطة السلوؾ اػبارجي ؽبا ،و ذلك من خبلؿ اعًتافها دبشروعيتو و اشًتاكها فيو. 1
شرحا لوجهة نظرىم ىذه يؤكد أصحاب اؼبدرسة الوضعية أف ارتضاء الدوؿ للقواعد العرفية جيد دليبل لو يف
تطبيقها ؽبذه القواعد فيما بينها دومنا اعًتاض ،و أف التزامها هبذه القواعد أساسو إرادهتا اؼبستقلة و ىذه األخَتة
ىي أساس القوة اؼبلزمة لقواعد العرؼ .
من جانب القضاء الدوِف قبد أف ؿبكمة العدؿ الدولية الدائمة اعتمدت ىذا الرأي دبناسبة فولها يف
قضية اللوتس اليت عرضت عليها و أكدت يف حيثيات حكمها على أف ":القواعد القانونية اؼبلزمة للدوؿ تنبع من
إرادهتا اغبرة اليت مت التعبَت عنها ...أو العادات اؼبقبولة على اعتبار أهنا تعكس القواعد القانونية ". 2
انتقدت ىذه اؼبدرسة لكوهنا تستبعد من تطبيق العرؼ الدوِف الدوؿ اعبديدة على اعتبار أهنا َف تشارؾ
يف وضع قواعده أي إنشائو ،و َف توافق عليو ،كوف ىذه اؼبدرسة كما سبقت اإلشارة اليو أعبله ال تقر بسرايف
القواعد الدولية العرفية إال اذباه الدوؿ اليت شاركت يف وضعو ،أو اليت اعًتفت بو ،و ىو ما يناقض الواقع العملي
اؼبلموس .
1
Kunz(J-L) : The Nature of international law : A,J,I,I, 1953,pp662-669.
2
Permanent Cour Of International justice ,series A, N°9 -10 ? 1972 P, 10.
106
اثنيا :ادلدرسة ادلوضوعية
حبسب أنوار ىذه اؼبدرسة فإف الرضا ال يوح أف يكوف أساس االلتزاـ للقواعد الدولية العرفية ،و سبب
ذلك اف ىذا االخَت يستمد قوتو اإللزامية خارج نطاؽ إرادة الدوؿ و يسمو عليها و ابلنتيجة و حسب انوار
ىذه اؼبدرسة ،فأنو ال يتوور وجود العرؼ لدى الدوؿ اليت تنشا بعد تكوين القاعدة العرفية الدولية .
يرى أصحاب ىذه اؼبدرسة أف أساس الزامية العرؼ يكمن يف الضرورة االجتماعية ،و تفسَت لذلك
يؤكدوف اف العرؼ يرتكز يف وجوده على توافق اغباجات االجتماعية لنظاـ قانوين معُت ،ىذه الضرورة االجتماعية
ذبعل العرؼ ملزما بغض النظر عن إرادة الدوؿ .
اؼببلحظ و بوفة عامة فإف اعتماد رأي دبعزؿ عن االخر جيعل من الوعوبة دبا كاف فيما خيص توضيح
الوفة اؼبلمة للقواعد العرفية يف اجملاؿ الدوِف ،السيما ابلنظر اُف وجهة نظر الدوؿ اغبديثة اليت نشأت بعد ظهور
القاعدة العرفية الدولية و ربججها يف التملص من إلزاميتها حبجة اهنا َف تشارؾ يف وضعها ىذا من جهة.
من جهة أخرى فقد أدى تطور اجملتمع الدوِف إُف إحداث تطور على مستوى القواعد اؼبكونة للقانوف
الدوِف العاـ ،و لعل من أبرز مظاىر ىذا التطور اكبوار اؼبد االستعماري و حووؿ عدة دوؿ على استقبلؽبا ،و
ابلتاِف فإف القواعد العرفية اليت نشأت يف ظل اؼبدرسة التقليدية أصبحت ال تتماشى و الطموحات اؼبشروعة ؽبذه
الدوؿ ،و مواغبها الوطنية ،كل ىذه االسباب و أخرى أدت ببعض فقهاء القانوف الدوِف ابلقوؿ أف العرؼ َف
يعد لو مكانتو كما يف السابق كمودر من موادر القانوف الدوِف العاـ .1
لقد أدى تباين اؼبواٌف يف عور التنظيم الدوِف و ظهور العديد من الدوؿ يف ـبتلف قارات العاَف و تباين
اغبضارات إُف ظهور قواعد عرفية جديدة تواكب ىذا التطور .
-1ج
من النظاـ األساسي حملكمة العدؿ الدولية الدائمة على اؼببادئ العامة للقانوف تتضمن اؼبادة 38
اليت أقرهتا األمم اؼبتمدنة و اعتربهتا مودرا من موادر القانوف الدوِف العاـ ،و قد نص على ذلك أيضا النظاـ
األساسي حملكمة العدؿ الدولية الدائمة دبوجب اؼبادة 3/38منو .
أف ربليل نص اؼبادة أعبله يقودان إُف التساؤؿ عن ماىية اؼببادئ القانونية العامة و طبيعتها القانونية و
دورىا يف حل النزاعات الدولية و ىو ما سنوضحو فيما يلي :
1عز الدين فودة :الدوؿ اعبديدة و القانوف الدوِف العاـ :اجمللة اؼبورية للقانوف الدوِف -اعبمعية اؼبورية للقانوف الدوِف :اجمللد
الرابع و العشروف ،القاىرة ،مور ، 8968 ،ص ص . 870-868
107
الفرع األكؿ :
ماىية ادلبادئ العامة للقانوف
يقود ابؼببدأ عموما كل قاعدة تبلغ درجة من العمومية و األمهية فبا جيعلو أساسا للعديد من القواعد
الفرعية أو التفويلية اؼبتفرعة عنها ،و يقود ابؼببادئ العامة للقانوف ":القواعد العامة و األساسية اليت هتيمن على
األنظمة القانونية ،و اليت تتفرع عنها قواعد أخرى تطبيقية زبرج حيز التنفيذ يف صورة العرؼ والتشريع".1
لقد اثر نقاش كبَت خبووص اؼبقوود ابؼببادئ العامة للقانوف اليت أقرهتا األمم اؼبتمدينة استنادا لنص اؼبادة
-1/38ج من النظاـ األساسي حملكمة العدؿ الدولية ،فاالشًتاكيوف حوروا اؼبقوود هبا يف مبادئ القانوف الدوِف
فقط ،بينما حورىا البعض اآلخر يف قواعد القانوف الطبيعي و قواعد اؼبنطق ،بينما أشار البعض اآلخر أهنا
تتمثل يف قواعد العدالة نو لكل فريق مربراتو و بدورىا االنتقادات اؼبوجهة لوجهة نظره .
-1ج
من نظاـ ؿبكمة العدؿ الدولية يقودان إُف القوؿ أبنو يقود ابؼببادئ القانونية إف ربليل اؼبادة /38
العامة قواعد القانوف الداخلي دوف غَتىا ،تلك القواعد اليت ديكن تطبيقها نظرا لعموميتها يف ؾباؿ العبلقات
الدولية ،و تربير ذلك أف اؼبادة 38تعٍت القواعد التابعة لؤلمم اؼبتمدينة .2
من الوعب حور قائمة متكاملة تعدد اؼببادئ العامة للقانوف ومع ذلك ديكن اإلشارة إُف أمهها و منها:
-العقد شريعة اؼبتعاقدين أو التزاـ اؼبتعاقد دبا ألتزـ بو
-حسن النية و عدـ مشروعية التعسف يف استعماؿ اغبق
-احًتاـ اغبقوؽ اؼبكتسبة
-االلتزاـ جبرب األضرار اؼبتسبب فيها أو عند خرؽ تعهد للغَت
-اثبات العبلقة السببية بُت اغبادث و الضرر اؼبولد للمسؤولية
-القوة القاىرة
-نظرية التقادـ اؼبسقط ...اٍف .3
أما فيما يتعلق بعبارة اؼبتمدينة فاؼببلحظ أهنا عبارة مرنة ،مع العلم أف الغرب كاف يعترب االنتماء إُف
التحضر ؾبسد يف االنتماء للدوؿ الغربية دوف سواىا،و ىي نظرة استعمارية و عنورية كانت تستعمل يف اغبقبة
االستعمارية ،و ىو األمر الذي ال يتماشى و تطور اجملتمع الدوِف الذي ينادي بتعدد اغبضارات و الثقافات ،و
ابلتاِف وجب استبداؿ ىذه الكلمة دبوطلح اغبضارات اؼبختلفة الذي ىو أقرب للواقع الدوِف اؼبعاصر .
1مفيد ؿبمود شعاب :اؼببادئ العامة للقانوف بوصفها مودر للقانوف الدوِف :اجمللة اؼبورية للقانوف الدوِف ،اجمللد الثالث و
العشروف ،القاىرة ،مور ، 8967 ،ص . 8
2صباؿ عبد الناصر مانع :القانوف الدوِف العاـ – اؼبدخل و اؼبوادر :مرجع سابق ،ص .855
3دمحم اجملدوب :القانوف الدوِف العاـ :الطبعة السادسة ،مرجع سابق ،ص . 866
108
الفرع الثاين :
الطبيعة القانونية للمبادئ العامة للقانوف
اثر جدؿ فقهي كبَت حوؿ الطبيعة القانونية للمبادئ العامة للقانوف ف فهناؾ من حاوؿ اضفاء الوفة
القانونية على ىذه اؼببادئ دبناسبة تطبيقها من طرؼ القضاء الدوِف يف حل النزاعات،و ابلتاِف يكوف اغبكم
الفاصل يف ىذه النزاعات مؤسسا قانوان لوفتها القانونية ،أو يكوف اغبكم قد قرر قاعدة قانونية من خبلؿ
اعتماده على ىذه اؼببادئ ،و دبعٌت آخر فإنو يف ىذه اغبالة ال تكتسي ىذه اؼببادئ الطبيعة القانونية.
ذىبت اؼبدرسة اإلرادية إُف القوؿ إبمكانية تطبيق جهات القضاء الدوِف للمبادئ العامة للقانوف و أوقفت
تطبيق ذلك على شرط غياب نص قانوين حيكم موضوع النزاع ،و ىو األمر الذي يؤدي إُف توسيع اختواص
القضاء الدوِف،و عدـ حوره يف نووص القانوف أو القواعد القانونية للقانوف الدوِف العاـ و ابلتاِف ال ديكن تطبيق
اؼبادة 38إال على الدوؿ االعضاء يف ؿبكمة العدؿ الدولية .1
ابلنسبة ألنوار اؼبدرسة اؼبوضوعية فَتوف إبمكانية احملكمة عند فولها يف النزاعات الدولية أف تلجأ لتطبيق
اؼببادئ العامة للقانوف ،و يكوف ذلك على أساس اقرار احملكمة أبوضاع دولية نتجت عن اؼبمارسة الدولية و سابقة
على انشاء احملكمة ،و من امثلتها مبادئ حرية العمل بُت الدوؿ الناذبة عن قاعدة عرفية عامة.2
استنادا لنص اؼبادة 38من النظاـ األساسي حملكمة العدؿ الدولية فإف ىذه األخَتة عند جلوسها للفول
يف النزاعات الدولية اؼبعروضة عليها تلجأ إُف استعماؿ اؼببادئ القانونية العامة يف أتسيس حكمها و لكن بشرط
كما سبق عرضو يف حاؿ غياب نص قانوين ينظم اؼبسألة سواء كاف ىذا النص فبثل يف معاىدات أو القواعد
العرفية ،و ىو األمر الذي اعطى دورا متعاظما للمبادئ العامة للقانوف .
نوت اؼبادة 38من النظاـ األساسي حملكمة العدؿ الدولية أف ىذه األخَتة و دبناسبة فولها يف
النزاعات اؼبعروضة عليها ديكن أف تلجأ إُف أحكاـ احملاكم و مذاىب كبار اؼبؤلفُت يف القانوف العاـ و يف ـبتلف
األمم ،و ذلك ابعتبارىا وسائل تساعد على ربديد القواعد القانونية ،و ذلك يف حالة عدـ توفر اؼبوادر الثبلث
األساسية الرظبية .
1مفيد ؿبمود شهاب :اؼببادئ العامة للقانوف بوصفها مودرا القانوف الدوِف :مرجع سابق ،ص . 8
2مفيد ؿبمود شهاب :اؼبرجع نفسو ،ص . 80
109
استنادا للتطورات اليت شهدىا النظاـ الدوِف و السيما فيما خيص تنامي دور اؼبوادر االحتياطية فإنو
أصبح من الضروري االعًتاؼ هبذه اؼبوادر على اختبلفها ،ؼبا ؽبا من دور فعاؿ يف تنظيم العبلقات الدولية ىذه
اؼبوادر نوضحها فيما يلي :
ادلبحث األكؿ :
ادلصادر االحتياطية للقانوف الدكيل العاـ
اعتربت اؼبادة 38من النظاـ األساسي حملكمة العدؿ الدولية أحكاـ احملاكم و تعاليم الكتاب ذوا الكفاءة
العالية يف ـبتلف الدوؿ كمودريُت احتياطيُت لتحديد القانوف الدوِف العاـ ،و تضيف نفس اؼبادة فتعترب أف ىذا
النص ال حيوؿ دوف تستند احملكمة يف اصدار حكمها إُف مبادئ العدؿ و اإلنواؼ اذا وافق أطراؼ الدعوى
على ذلك ،و ابلتاِف فهذه اؼبادة تضمنت أيضا مودرا احتياطيا اثلثا يتمثل يف مبادئ العدؿ و األنواؼ فبا حيتم
علينا تبياف كل ما يتعلق هبذه اؼبوادر للقانوف الدوِف العاـ .
من اؼبستقر عليو قانوان و قضاء أف السوابق القضائية غَت ملزمة للجهة القضائية الفاصلة يف النزاع ،لكنو
من اؼبمكن الرجوع إليها من أجل االستدالؿ هبا على ما ىو قائم و مطبق من قواعد القانوف الدوِف ،و ابألخص
من أجل تفسَت ما ىو غامض من ىذه القواعد ،و ابلنتيجة فإنو ليس كل ما يودره القضاء الدوِف من أحكاـ
يعترب مودرا من موادر ىذا األخَت ،ذلك أف القضاء الدوِف ال ينش قواعد دولية جديدة بل دوره كما ىو على
اؼبستوى الوطٍت تطبيق القانوف من خبلؿ حكم ال يلزـ إال أطرافو .1
جاء النص على ىذا اؼبودر ضمن أحكاـ اؼبادة -1/38د من النظاـ األساسي حملكمة العدؿ الدولية إذ
نوت على أف " :أحكاـ احملاكم ابعتبارىا من السوابق اليت ديكن أف تفيد يف إثبات وجود قاعدة قانونية معينة".
1عبد العزيز دمحم سرحاف :دور ؿبكمة العدؿ الدولية يف تطوير القانوف الدوِف و تسوية اؼبنازعات الدولية :دار النهضة العربية ،
القاىرة ، 8986 ،ص 3
110
ادلطلب الثاين :
الفقو الدكيل
إف االعتماد على أقواؿ فقهاء القانوف العاـ و الرجوع إُف مذاىبهم يف ربديد القواعد الدولية و شرحها
عمل مفيد و مثمر ،فمن عادة الفقهاء أف يدرسوا القوانُت ،و يفسروا ما غمض منها ،و يشرحوا نووصها و
يشَتوا إُف تطورىا التارخيي و يذكروا االجتهادات و التطبيقات اليت تتعلق هبا .1
ألف كاف الفقو الدوِف مودرا احتياطيا للقانوف الدوِف العاـ ،فإف ذلك ال يعٍت عدـ الرجوع إليو
لبلستعانة بو ،و التعرؼ على قواعد القانوف الدوِف و فهمها و اعطاء التفسَت اغبقيقي ؽبا ،و ابلتاِف فأمهية ىذا
اؼبودر تكمن يف شرح قواعد القانوف الدوِف العاـ مع ترؾ احملكمة حرة يف الرجوع إليو من عدمو .
و خبلصة القوؿ أف اآلراء الفقهية ال تؤدي إُف خلق قواعد قانونية لكنها ابؼبقابل تلعب دورا ابرزا يف
الكشف عنها ،مع الًتكيز يف ىذا اجملاؿ على تلك اآلراء الفقهية اليت تودر يف اطار مراكز القانوف الدوِف ،ىذه
اآلراء تبتعد عن الذاتية و اؼبيوؿ الوطنية للدوؿ اليت يتبعوهنا و تتوف ابؼبوضوعية يف ظل ىذه اؼبراكز .
ادلطلب الثالث :مبادئ العدؿ ك اإلنصاؼ
نوت على ىذا اؼبودر اؼبادة 2/38من النظاـ األساسي حملكمة العدؿ الدولية أين نوت
على...":للمحكمة من سلطة الفول يف القضية وفقا ؼببادئ العدؿ و األنواؼ مىت وافق أطراؼ الدعوى على
ذلك".
من خبلؿ ربليل الفقرة أعبله يتضح دبا ال يدع للشك أنو جيوز للمحكمة اثناء فولها يف النزاعات الدولية
اؼبعروضة أمامها اللجوء ؼببادئ العدؿ اإلنواؼ يف أتسيس حكمها على شرط قبوؿ أطراؼ النزاع بذلك .2
ابإلطبلع على التعامل الدوِف ديكن أف نستخلص أف تعبَت " اإلنواؼ و العدالة " يهدؼ إما إُف
اإلجازة للقاضي الفاصل يف النزاع ابستعماؿ قانوف قائم و مثاؽبا ربديد مقدار تعويض إلصبلح ضرر ما ،و إما إُف
منحو صبلحية استبعاد قانوف قائم إذا ما كاف ىذا القانوف يتعارض مع اإلنواؼ ،و إما إُف ااتحة الفرصة الزباذ
القرار على أساس اعتبارات زبضع للمبلئمة و التوافق .3
.1دمحم اجملدوب :القانوف الدوِف العاـ :الطبعة السادسة ،مرجع سابق ،ص . 870
2دمحم السعيد الدقاؽ – موطفى سبلمة حسُت :سلطاف ارادة الدولة يف ابراـ اؼبعاىدات بُت األطراؼ و التقييد:مرجع سابق ،ص
ص . 386-388
حسٍت جابر :القانوف الدوِف العاـ ،الطبعة األوُف ،دار النهضة العربية ،القاىرة ، 8973 ،ص . 33
3دمحم اجملدوب :القانوف الدوِف العاـ – اؼبدخل و اؼبوادر :مرجع سابق ص . 873
111
ادلبحث الثاين :
ادلصادر األخرل للقانوف الدكيل العاـ
أدى تطور قواعد القانوف الدوِف العاـ وجوب األخذ بعُت االعتبار دبوادر أخرى َف تتضمنها اؼبادة 38
من النظاـ األساسي حملكمة العدؿ الدولية .ذلك أف اؼبادة السالفة الذكر ىي نفسها اؼبادة 38من النظاـ
األساسي حملكمة العدؿ الدولية الذي مت اعتماده سنة 1920و سنبُت ىذه اؼبوادر فيما يلي :
تتمتع اؼبنظمات الدولية ابلشخوية القانونية الدولية ، 1و تبعا لذلك فإف إحدى الوسائل اليت تعرب هبا عن
إرادهتا الذاتية تتمثل يف القرارات اليت تودرىا ،و الغاية من ىذا التورؼ ترتيب آاثر قانونية معينة ،سواءا كاف
ذلك بويغة اإللزاـ،أو يف شكل استشارة متبعتا يف ذلك اإلجراءات اؼبكرسة يف الوك الدوِف اؼبنشأ للمنظمة
الدولية .2
لقد كانت اإلشكالية اؼبتعلقة ابلقيمة القانونية لقرارات اؼبنظمات الدولية ؿبل نقاش واسع بُت فقهاء
القانوف الدوِف ،و نتج عن ىذا اعبدؿ الفقهي ظهور اذباىُت متناقضُت ،أوؽبما اعترب أف ىذه القرارات ال تعد
مودرا مستقبل و متميزا لقواعد القانوف الدوِف حبد ذاهتا ،بينما يرى االذباه الثاين عكس ذلك ابعتبار ىذه
القرارات مودرا مستقبل و متميزا لقواعد القانوف الدوِف .
تتوجب اإلشارة إُف أف إغفاؿ النص ضمن اؼبادة 38من النظاـ األساسي حملكمة العدؿ الدولية على
قرارات اؼبنظمات الدولية ال يفسر ابستبعاد ىذه األخَتة كمودر من موادر القانوف الدوِف ،و السبب يف ىذا
اإلغفاؿ مرده الظروؼ الزمانية اليت اعتمد فيها النظاـ األساسي حملكمة العدؿ الدولية الذي يعود لسنة .1920
1عمر سعد هللا :دراسات يف القانوف الدوِف اؼبعاصر :اؼبرجع السابق ،ص 83و ما بعدىا .
2دمحم سامي عبد اغبميد :القيمة القانونية لقرارات اؼبنظمات الدولية كمودر لقواعد القانوف الدوِف العاـ :اجمللة اؼبورية للقأنوف
الدوِف ،اجمللد ، 86القاىرة ،مور ، 8986 ،ص . 888
راجع أيضا :
صبلح الدين عامر :مقدمة لدراسة القانوف الدوِف العاـ :مرجع سابق
112
الفرع األكؿ :
القيمة القانونية لقرارات ادلنظمات الدكلية
تعددت اؼبعايَت اؼبعتمدة يف تونيف القرارات اليت تودرىا اؼبنظمات الدولية و ابلنتيجة ربديد القيمة
القانونية ؽبا ،1فقد صنفت استنادا لدورىا الوظيفي و أيضا بناءا على مدى اتساع أو ضيق اؼبخاطبُت هبا .
إف أىم معيار لتونيف القرارات الوادرة عن اؼبنظمات الدولية ذلك الذي يعتمد معيار مدى سبتع القرار
الوادر عن اؼبنظمة الدولية ابلقوة اؼبلزمة ،و استنادا ؽبذا اؼبعيار ديكن تونيف قرارات اؼبنظمات الدولية إُف :
الفرع الثاين :
تصنيف قرارات ادلنظمات الدكلية
نظرا ألىية قرارات اؼبنظمات الدولية يف التاسيس لقواعد قانونية دولية جديدة ،و اثر ذلك على قواعد
القانوف الدوِف عامة فإنو تبعا لذلك يتوجب علينا ابراز تونيف ىذه القرارات .
-الصنف األكؿ :و يتضمن القرارات ذات اآلاثر اؼبلزمة و اليت تكوف ملزمة يف صبيع عناصرىا اؼبكونة
ؽبا ،أو تكوف ملزمة فقط من حيث الغاية اليت هتدؼ إليها ،بغض النظر عن الوسيلة اؼبستعملة يف
ربقيق ىذه الغاية .
-الصنف الثاين ك يسمى أيضا ابلتوصيات :و يتضمن ىذا التونيف القرارات غَت اؼبلزمة من حيث
آاثرىا و يقود هبا تلك القرارات اليت ليست ؽبا القدرة الذاتية أي دبفردىا إنشاء حق أو التزاـ لواٌف
اؼبخاطب هبا على عاتقو و ظبتها األساسية تكمن يف افتقادىا للقوة اؼبلزمة لآلاثر القانونية الناذبة
عنها.
ادلطلب الثاين :
التصرفات الدكلية الصادرة ابإلرادة ادلنفردة
تلعب اإلرادة اؼبنفردة للدوؿ و اؼبنظمات الدولية دورا ابرزا يف اجياد و إنشاء قواعد القانوف الدوِف العاـ و
ذلك عن طريق ما يسمى ابلتورفات الدولية الوادرة ابإلرادة اؼبنفردة ،و اليت تتجسد يف صور ـبتلفة ،و ىو األمر
الذي يستوجب توضيح ىذا اؼبودر من أجل إزالة لكل لبس بشأنو .
الفرع األكؿ:
1دمحم سعيد الدقاؽ :النظرية العامة لقرارات اؼبنظمات الدولية و دورىا يف ارساء قواعد القانوف الدوِف :منشأة اؼبعارؼ ،
االسكندرية ،مور ، 8976 ،ص . 836
113
ماىية التصرفات الدكلية الصادرة عن اإلرادة ادلنفردة
يطلق ىذا اؼبوطلح يف ؾباؿ العبلقات الدولية على كل تعبَت صرحيا أو ضمنيا عن االرادة اؼبنفردة لشخص
واحد ؿبدد من أشخاص اجملتمع الدوِف بغاية ترتيب آاثر قانونية معينة ،سواء أكاف ىذا التعبَت أو التوريح شفاىة
أو كتابة . 1
أما ابلنسبة للقيمة القانونية للتورفات الدولية الوادرة ابإلرادة اؼبنفردة فقد اثر بشأهنا جدؿ فقهي خلص
إُف اعتماد ثبلث اذباىات و ىي :
أكال -اإلجتاه القائل بقدرة التصرؼ ابإلرادة ادلنفردة على انشاء التزاـ جتاه مصدره فحسب
يتزعم ىذا االذباه األستاذ Guggenheimو حبسب أنواره فإف االعًتاؼ للتورؼ الوادر ابإلرادة
اؼبنفردة ابلقدرة على انشاء االلتزامات يف مواجهة مودره ال غَته من أشخاص القانوف الدوِف ،و يقوروف ىذه
القدرة يف خلق االلتزاـ يف نوعيُت فقط من أنواع التورفات الوادرة ابإلرادة اؼبنفردة دوف غَتمها ،ومها الوعد و
االعًتاؼ .2
أنتقد ىذا االذباه لكونو متأثرا بفلسفة القانوف اػباص الداخلي و الذي مؤداه عدـ امكانية الفرد بتورفو
ربميل الغَت التزامات نتيجة ىذا التورؼ .
اثنيا -االجتاه القائل إبمكانية التصرؼ الصادر ابإلرادة ادلنفردة إنشاء التزاـ اجتاه مصدره كاجتاه غريه
.
يتزعم ىذا االذباه " شارؿ روسو "و "بوؿ ريتور "و حبسبهم فإف التورفات الوادرة ابإلرادة اؼبنفردة للدوؿ
ديكن أف تعد مودرا لبللتزامات الدولية ذباه مودرىا و أيضا يف اذباه الغَت يف جزء منها ،و تربيرىم يف ذلك أنو
توجد تورفات مودرىا اإلرادة اؼبنفردة ترتب آاثر قانونية متنوعة على الرغم من افتقادىا نفس اؼبودر مع مراعاة
اختبلؼ الوصف القانوين اؼبطابق لكل منها .
ىذا االذباه أقرب إُف وقتنا اؼبعاصر و ما نعيشو من واقع ،حبيث ذبعل الشخص القانوين الدوِف العاـ
يلتزـ إبرادتو اؼبنفرة مىت رأى ما يدعوه لذلك مع مراعاة أحكاـ القانوف الدوِف يف ذلك .
1صباؿ عبد الناصر مانع :القانوف الدوِف العاـ – اؼبدخل و اؼبوادر :مرجع سابق ،ص . 876
2
Fideler(W) : Unilateral acts in international law : in Bernhardt “R”dirpubl; Encyclopedia of public international
law ,North –holland, 1984 ,pp 517-522 .
114
اثلثا :االجتاه ادلنكر لقدرة التصرؼ الصادر ابإلرادة ادلنفردة على إنشاء االلتزاـ
حبسب أنوار ىذا االذباه فإف التورفات الوادرة ابإلرادة اؼبنفردة ال ترتب نتائج و آاثر قانونية معينة إال
إذا واكبتها ظروؼ خاصة زبرجها للعلن يف صورة معينة ،و ذبعل منها اإلرادة الرئيسية اليت تتدخل إلحداث األثر
القانوين .
أنتقد ىذا االذباه ،بسبب أف ىذا الرأي قد غفل عن حقيقة وجود فوارؽ جوىرية بُت التورفات القانونية
االتفاقية اليت تتطلب وجود و تقابل ارادتُت حىت ينتج التورؼ أثره ،و بُت التورؼ الوادر ابإلرادة اؼبنفردة ،و
الذي ديكن أف يرتب حقوؽ و التزامات معينة دوف تدخل إرادة دولة أخرى .1
َف يتضمن النظاـ األساسي حملكمة العدؿ الدولية يف مادتو 38النص على التورفات الدولية الوادرة
ابإلرادة اؼبنفردة كمودر من موادر القانوف الدوِف ،لكن ذلك ال دينع احملكمة حبكم تطور قواعد القانوف الدوِف
و اجملتمع الدوِف عامة ،ال دينعها من أف تعتمد عليها يف اصدار حكمها دبناسبة الفول يف النزاعات الدولية اليت
تطرح أمامها ،و ابلتاِف يتوجب علينا توضيح كل ما يتعلق هبذه التورفات .
أكال :اإلخطار
يقود بو كل تورؼ قانوين يقوـ بو شخص دوِف إبرادتو اؼبنفردة إبحاطة شخص دوِف آخر يعلمو فيها
بواقعة معينة ،و غايتو يف ذلك ربقيق آاثر قانونية معينة ،سواء كانت الواقعة مادية كاالستيبلء على اإلقليم مثبل
أو واقعة قانونية كعقد اتفاؽ دوِف و سواء كاف ىذا الوضع مشروعا أو ال .
اإلخطار كقاعدة عامة أمر جوازي ،لكن ديكن أف يكوف إلزاميا يف اغباالت اليت يوجب القياـ بو نص
اتفاقي صريح طبقا لنص اؼبادة 2من اتفاقية الىاي لسنة 1907اؼبتعلق بوجوب إخطار الدولة احملايدة بقياـ
حالة اغبرب .
تًتتب آاثر قانونية على اإلخطار منها ثبوت علم اؼبوجو لو اإلخطار ابلواقعة اعبديدة مضموف ىذا األخَت
كما يرتب أثر آخر و ىو اعتباره اعًتاؼ ضمٍت ابلوضع اعبديد مضموف اإلخطار من قبل اؼبوجو لو االخطار إذا َف
يعرب عن اعًتاضو عن ذلك إبرادتو اػباصة .
1صباؿ عبد الناصر مانع :القانوف الدوِف العاـ – اؼبدخل و اؼبوادر :مرجع سابق ،ص . 876
115
اثنيا :اإلحتجاج
مفاده ذلك التورؼ الذي تتجو دبوجبو إرادة الشخص الدوِف اؼبنفردة إُف عدـ ارتضائو أو اعًتافو
دبشروعية وضع دوِف معُت سواءا كاف ىذا الوضع واقعة مادية أو قانونية ،و يتوجب أيضا يف ىذا االحتجاج أف
يودر من اعبهاز اؼبختص ابلتعبَت عن إرادة الشخص احملتج اؼبعموؿ بو يف العبلقات الدولية
تتحدد آاثر االحتجاج القانونية يف حفاظ الشخص احملتج من أشخاص القانوف الدوِف على حقوقو يف
مواجهة احملتج ضده ،و أتسيسا لطلب التعويض عن كافة األضرار الحقا على الوضع مضموف االحتجاج ،ديكن
ؽبذا األخَت أف يودر يف صور ـبتلفة كما ديكن أف يكوف شفواي أو كتابيا .
116
اخلامتة :
يعد موضوع القانوف الدوِف العاـ من اؼبواضيع اؼبهمة و احملورية يف وقتنا اؼبعاصر السيما مع تطور اجملتمع
الدوِف و تكريس تعدد اؼبنظمات الدولية ،و ألف أصبحت قواعد القانوف الدوِف يف وقتنا اغباِف ال تثَت جدال حوؿ
صفتها اؼبلزمة كما كانت سابقا ،إال أنو الزاؿ ىذا اؼبوضوع يربز للنقاش من حُت آلخر .
الثابت أف قواعد القانوف الدوِف ىي تلك القواعد اليت ربكم العبلقات بُت أشخاص القانوف الدوِف فيما
بينها و السيما يف حالة النزاع حوؿ مسألة معينة ،كما أف ىذه القواعد أصبحت ال تثَت جدال فيما خيص إنفاذىا
على اؼبستوى الوطٍت ماعدا يف بعض االستثناءات .
القانوف الدوِف و كغَته من القوانُت البد أف يستمد قواعده من موادر معينة ديكن حورىا يف 03منها
و ىي اؼبوادر الرظبية فبثلة يف اؼبعاىدات و العرؼ الدوِف و اؼببادئ القانونية العامة و ىي اليت نوت عليها اؼبادة
38من النظامى األساسي حملكمة العدؿ الدولية ،و اؼبوادر االحتياطية و اؼبتمثلة يف أحكاـ القضاء و الفقو
الدوِف و مبادئ العدؿ و األنواؼ ،و أخَتا اؼبودر الثالث و اؼبتمثل يف اؼبوادر األخرى للقانوف الدوِف و اؼبتمثلة
يف قرارات اؼبنظمات الدولية و التورفات الدولية الوادرة ابإلرادة اؼبنفردة .
إف اؽبدؼ من تعدد موادر القانوف الدوِف خروجا عن تلك اؼبعددة يف النظاـ األساسي حملكمة العدؿ
الدولية يرجع إُف حرص اجملتمع الدوِف على إعطاء ؾباؿ واسع لنفسو من خبلؿ ىيئاتو اؼبختلفة و منظماتو ،من
أجل حل النزاعات الدولية بطرؽ سلمية و قانونية ،مع وضع بعض الضوابط لذلك ،و بذلك يكوف اجملتمع الدوِف
قد حرص على ربقيق أكرب اصباع دوِف خبووص أسس و موادر القانوف الدوِف اؼبنظمة للعبلقات الدولية.
قائمة ادلراجع
117
أكال /ابللغة العربية
-7الواثئق
.8معاىدة واستفاليا
.2ميثاؽ األمم اؼبتحدة
.3واثئق األمم اؼبتحدة
.6النظاـ األساسي حملكمة العدؿ الدوؿ
.5النظاـ االساسي حملكمة روما
-2الكتب
.8إبراىيم أضبد شليب :مبادئ القانوف الدوِف العاـ :الدار اعبامعية ،بَتوت ،لبناف . 8986
.8إبراىيم العناين :القانوف الدوِف العاـ :دار الفكر العريب ،القاىرة ،مور . 8990/8986،
.3إبراىيم بن داود :اؼبعاىدات الدولية يف القانوف الدوِف -:دراسة تطبيقية :دار الكتاب اغبديث ،اعبزائر ،
. 8080
.6إبراىيم بن داود :الوجيز يف قانوف العبلقات الدولية :دار الكتاب اغبديث ،اعبزائر . 8009 ،
.5إبراىيم شحاتة :مشروع القانوف الدوِف بشأف قانوف اؼبعاىدات ،اللجنة اؼبورية للقانوف الدوِف ،اعبمعية
اؼبورية للقانوف الدوِف :اجمللد ، 83القاىرة ،مور .
.6ابراىيم دمحم الدغمة :القانوف الدوِف اعبديد للبحار :اؼبؤسبر الثالث و اتفاقية األمم اؼبتحدة لقانوف البحار ،دار
النهضة العربية ،القاىرة ،مور 8983 ،
.7إبراىيم دمحم العناين :القانوف الدوِف العاـ :دار الفكر العريب ،القاىرة ،مور . 8990
.8اضبد ابو الوفا :اغبماية القانونية غبقوؽ اإلنساف :دار النهضة العربية ،القاىرة مور.8999 ،
.9أضبد أبو الوفاء :الوسيط يف القانوف الدوِف العاـ ،دار النهضة العربية ،القاىرة مور . 8995 ،
.80أضبد أبو الوفاء :القانوف الدوِف و العبلقات الدولية :دار النهضة العربية القاىرة ،مور . 8006
.88أضبد اسكندري –ان صر دمحم بوغزالة :ؿباضرات يف القانوف الدوِف العاـ :الطبعة األوُف ،دار الفجر للنشر
و التوزيع ،القاىرة ،مور .8988 ،
.88اضبد الرشيدي :بعض االذباىات اغبديثة يف دراسة القانوف الدوِف العاـ :اجمللة اؼبورية للقانوف الدوِف ،
اعبمعية اؼبورية للقانوف الدوِف ،القاىرة ،اجمللد .8999، 55
.83أضبد بلقاسم :القانوف الدوِف العاـ – اؼبفهوـ و اؼبوادر الطبعة الرابعة ،دار ىومة ،اعبزائر . 8088،
.86برىاف أمر هللا :حق اللجوء السياسي :دراسة يف نظرية اؼبلجأ يف القانوف الدوِف ،دار النهضة العربية ،
القاىرة . 8008 ،
118
.85بيار ماري دوبوي :القانوف الدوِف العاـ :ترصبة دمحم عرب صاصيبل – سليم حداد ،اؼبؤسسة اعبامعية
للدراسات و النشر و التوزيع ،بَتوت ،لبنأف . 8008 ،
.86جعفر عبد السبلـ :قواعد العبلقات الدولية يف القانوف الدوِف العاـ و يف الشريعة اإلسبلمية :الطبعة
األوُف ،مكتبة السبلـ العاؼبية ،القاىرة ،مور 8988،
.87صبا ؿبي الدين :القانوف الدوِف العاـ – اؼبوادر القانونية :دار اعبامعة اعبديدة ،اإلسكندرية 8009 ،
.
.88صباؿ عبد الناصر مانع :التنظيم الدوِف -النظرية العامة و اؼبنظمات العاؼبية و اإلقليمية اؼبتخووة :دار
العلوـ للنشر ،عنابة ،اعبزائر . 8006 ،
.89صباؿ ؿبي الدين :مبادئ القانوف الدوِف العاـ :روائع ؾبدالوي ،عماف األردف
.80حاسم حسن صبعة :القانوف الدوِف االقتوادي اؼبعاصر :دار النهضة العربية ،القاىرة ،مور 8993 ،
.
.88حسن اغبسن :التفاوض :التفاوض و العبلقات العامة :اؼبؤسسة اعبامعية للدراسات و النشر و التوزيع ،
بَتوت ،لبناف . 8993 ،
.88حسن صباريٍت :الوجيز يف مبادئ القانوف الدوِف العاـ :الطبعة األوُف دار الثقافة للنشر و التوزيع ،
عماف األردف 8007
.83حسٍت جابر :القانوف الدوِف العاـ ،الطبعة األوُف ،دار النهضة العربية ،القاىرة . 8973 ،
.86خليل حسُت :اؼبفاوضات العربية – اإلسرائيلية – وقائع وواثئق :دار بياف للنشر و التوزيع ،بَتوت ،
. 8993
.85اػبَت قشي :أحباث يف القضاء الدوِف :الطبعة ، 8دار النهضة العربية ،القاىرة . 8997 ،
.86رضا مهيسي :سلطة اؼبنظمة الدولية يف ابراـ اؼبعاىدات الدولية :الطبعة األوُف ،دار اغبامد للنشر و
التوزيع ،عماف ،األردف . 8083 ، ،
.87رينيو جاف ديبوي :القانوف الدوِف :ترصبة الدكتور ظبوحي فوؽ العادة ،الطبعة ، 3منشورات عويدات
بَتوت ،ابريس . 8983 ،
.88سامي عبد اغبميد – موطفى سبلمة حسُت :القانوف الدوِف االعم :اصوؿ القانوف الدوِف اعاـ :اعبزء
األوؿ ،دار اؼبطبوعات اعبامعية ،االسكندرية . 8996 ،
.89سهيل حسن الفتبلوي :التنظيم الدوِف :الطبعة األوُف ،دار الثقافة للنشر و التوزيع ،عماف ،األردف ،
8007
.30سهيل حسن الفتبلوي :اؼبوجز يف القانوف الدوِف اؼبعاصر :الطبعة األوُف ،دار الثقافة ،للنشر و التوزيع ،
عماف ،األردف . 8009 ،
119
.38السيد السعيد الربعي :ضباية حقوؽ اإلنساف يف ظل التحكيم االقليمي :دار النهضة العربية ،القاىرة ،
مور . 8985 ،
.38صباح لطيف الكربوِف :اؼبعاىدات الدولية – إلزامية تنفيذىا يف الفقو اإلسبلمي و القانوف الدوِف :الطبعة
األوُف ،دار دجلة ،عماف ،األردف ، 8088 ،ص ص . 98-78
.33صبلح الدين أضبد ضبدي :دراسات يف القانوف الدوِف العاـ :دار اؽبدى للطباعة و النشر و التوزيع ،
، 8008ص . 66
.36صبلح الدين اضبد ضبدي :ؿباضرات يف القانوف الدوِف العاـ :ديوأف اؼبطبوعات اعبامعية ،اعبزائر ،
، 8983ص . 66
.35صبلح الدين عامر :مقدمة لدراسات القانوف الدوِف العاـ :دار النهضة العربية ،القاىرة ،مور .
.36صبلح الدين عامر :القانوف الدوِف اعبديد للبحار :دراسة ألىم أحكاـ اتفاقية األمم اؼبتحدة لقانوف
البحار لعاـ ، 8988دار النهضة العربية ،القاىرة ،مور . 8983 ،
.37عادؿ أضبد الطائي :القانوف الدوِف العاـ :الطبعة األوُف ،دار الثقافة للنشر و التوزيع ،عماف ،األردف ،
. 8009
.38عبد العزيز دمحم سرحاف :القانوف الدوِف العاـ :دار النهضة العربية ،القاىرة ،مور . 8998 ،
.39عبد العزيز دمحم سرحاف :دور ؿبكمة العدؿ الدولية يف تطوير القانوف الدوِف و تسوية اؼبنازعات الدولية :
دار النهضة العربية ،القاىرة . 8986 ،
.60عبد الغٍت ؿبمود :التحفظ على اؼبعاىدات الدولية ( :دف ) القاىرة ،مور . 8986 ،
.68عبد الغٍت ؿبمود :القانوف الدوِف العاـ :الطبعة األوُف ،دار النهضة العربية ،القاىرة ،مور . 8996 ،
.68عبد الغٍت ؿبمود :دروس يف اؼبنظمات الدولية :دار النهضة ،القاىرة ،مور . 8993 ،
.63عبد الكرًن عوض خليفة :القانوف الدوِف االقتوادي :دار اعبامعة اعبديدة ،اإلسكندرية ،مور ،
. 8088
.66عبد الكرًن بوزيد اؼبسماري :دور القضاء الوطٍت يف تطبيق و تفسَت اؼبعاىدات الدولية :دار الفكر
اعبامعي ،اإلسكندرية . 8009 ،
.65عبد الكرًن علواف :الوسيط يف القانوف الدوِف العاـ -الكتاب األوؿ – اؼببادئ العامة :الطبعة األوُف ،
مكتبة دار الثقافة للنشر و التوزيع ،عماف ،االردف . 8997 ،
.66عبد هللا األشعل :النظاـ القانوين االتفاؽ الفلسطيٍت – اإلسرائيلي :كتاب األىراـ االقتوادي ،عدد 70
. 8993،
.67عبد الواحد دمحم الفار :تطور فكرة اعبردية الدولية و العقاب عليها يف ظل القانوف الدوِف ،دار النهضة
العربية ،القاىرة ،مور .8009 ،
120
.68عبد الواحد دمحم الفار :قواعد تفسَت اؼبعاىدات الدولية :دار النهضة العربية ،القاىرة ،مور .8980 ،
.69عبد الواحد دمحم الفار :أحكاـ التعاوف الدوِف يف ؾباؿ التنمية االقتوادية :عاَف الكتب ،مور 8979 ،
.
.50عزيز عارؼ القاضي :تفسَت قرارات اؼبنظمات الدولية :اؼبطبعة العاؼبية ،القاىرة ،مور . 8988 ،
.58عواـ رمضاف :التحفظ على اؼبعاىدات الدولية يف ضوء القانوف اتفاقييت فينا لقانوف اؼبعاىدات و أحكاـ
القضاء الدوِف ( ،د ف ) ،القاىرة ،مور . 8998 ،
.58علي إبراىيم :القانوف الدوِف العاـ :دار النهضة العربية ،القاىرة ،مور .
.53علي إبراىيم :النظاـ القانوين الدوِف و النظاـ القانوين الداخلي صراع أـ تكامل :دار النهضة العربية ،
مور . 8995 ،
.56علي ابراىيم :الوسيط يف اؼبعاىدات الدولية :الطبعة األوُف ،دار النهضة العربية القاىرة ،مور .
.55علي إبراىيم :الوسيط يف اؼبعاىدات الدولية :الطبعة األوُف ،دار النهضة العربية ،القاىرة . 8995 ،
.56علي زراقط :الوسيط يف القانوف الدوِف العاـ :الطبعة األوُف ،ؾبد اؼبؤسسة اعبامعية للدراسات و النشر و
التوزيع ،بَتوت ،لبناف .
.
.57علي صادؽ أبو ىيف :القانوف الدوِف العاـ :منشاة اؼبعارؼ ،اإلسكندرية ،مور 8975 ،
.58علي عبد القادر القهوجي :اؼبعاىدات الدولية أماـ القاضي اعبنائي :الدار اعبامعية للطباعة و النشر ،
بَتوت ،لبناف.
.59عمر سعد هللا :القانوف الدوِف اإلنساين – واثئق و آراء ،دار ؾببلوي للنشر و التوزيع ،األردف ،
. 8008
.60عمر سعد هللا :تطور تدوين القانوف الدوِف اإلنساين ،دار الغرب اإلسبلمي . 8997 ،
.68عمر سعد هللا :مدخل للقانوف الدوِف غبقوؽ اإلنساف :الطبعة الثالثة ،ديواف اؼبطبوعات اعبامعية ،
اعبزائر . 8003 ،
.68عمر سعد هللا :معجم يف القانوف الدوِف اؼبعاصر :ديواف اؼبطبوعات اعبامعية ،اعبزائر . 8005 ،
.63عمر سعد هللا :دراسات يف القانوف الدوِف اؼبعاصر :ديواف اؼبطبوعات اعبامعية ،اعبزائر . 8996 ،
.66غازي حسن صباريٍت:الوجيز يف مبادئ القانوف الدوِف العاـ :الطبعة األوُف ،دار الثقافة للنشر و التوزيع ،
عماف ،األردف .
.65فيول عبد الرضباف على طو :القانوف الدوِف و منازعات اغبدود :الطبعة الثانية ،دار األمُت للنشر و
التوزيع . 8999 ،
.66ؿبسن أضبد اػبضري ػ التفاوض :مكتبة األقبلو اؼبورية ،القاىرة ،مور . 8988 ،
121
.67دمحم اغباج ضبود :القانوف الدوِف للبحار :الطبعة األوُف ،دار الثقافة للنشر و التوزيع ،عماف ،األردف ،
.. 8008
.68دمحم السعيد الدقاؽ :سلطاف إرادة الدوؿ يف إبراـ اؼبعاىذات بُت االطبلؽ و التقييد :دار اؼبطبوعات
اعبامعية ،االسكندرية . 8977 ،
.69دمحم اجملدوب :القانوف الدوِف العاـ – اؼبدخل و اؼبوادر :مرجع سابق ص . 873
1 .70دمحم اجملدوب :القانوف الدوِف العاـ :الطبعة ، 6منشورات اغبلب اغبقوقية ،بَتوت ،لبناف 8007 ،
.78دمحم بوسلطاف :فعالية اؼبعاىدات الدولية :ديواف اؼبطبوعات اعبامعية ،اعبزائر . 8995 ،
.78دمحم بوسلطاف :مبادئ القانوف الدوِف العاـ :اعبزء األوؿ ،الطبعة الثالثة ،ديواف اؼبطبوعات اعبامعية ،
اعبزائر .8007 ،
.73دمحم سامي عبد اغبميد – موطفى سبلمة حسُت :القانوف الدوِف العاـ :الدار اعبامعية ،بَتوت ،لبناف ،
. 8988
.76دمحم سامي عبد اغبميد :أصوؿ القانوف الدوِف العاـ – القاعدة الدولية ، :اعبزء الثاين ،الطبعة السادسة ،
،الدار اعبامعية ، ،اإلسكندرية .
.75دمحم سامي عبد اغبميد :أصوؿ القانوف الدوِف العاـ :الطبعة الثالثة ،مكتبة مكاوي ،بَتوت ،لبناف ،
. 8976
.76دمحم سعيد الدقاؽ :النظرية العامة لقرارات اؼبنظمات الدولية و دورىا يف ارساء قواعد القانوف الدوِف :
منشأة اؼبعارؼ ،االسكندرية ،مور .
.77دمحم طلعت الغنيمي :قانوف السبلـ يف االسبلـ :منشأة اؼبعارؼ ،اإلسكندرية ،مور . 8989 ،
.78دمحم يوسف علواف :القانوف الدوِف العاـ – اؼبقدمة و اؼبوادر :الطبعة الثالثة
.79دمحم يوسف علواف :الوسيط يف القانوف الدوِف العاـ -الكتاب األوؿ – اؼببادئ العامة :الطبعة األوُف .دار
وائل للطباعة و النشر ،عماف األردف 8007،
.80موطفى أضبد أبو اػبَت :اؼببادئ العامة يف القانوف الدوِف :الطبعة األوُف ،أيًتاؾ للنشر و التوزيع ،
القاىرة ،مور . 8006 ،
.88موطفى أضب د أبو اػبَت:اؼببادئ العامة يف القانوف الدوِف اؼبعاصر:الطبعة األوُف ،أيًتاؾ للنشر و التوزيع ،
القاىرة ،مور. 8006 ،
.88مفيد ؿبمود شهاب :القانوف الدوِف العاـ ،الطبعة الثانية ،دار النهضة العربية ،القاىرة ،مور 8985 ،
.
.83مفيد ؿبمود شهاب :اؼببادئ العامة للقانوف بوصفها مودرا القانوف الدوِف :دار النهضة العربية القاىرة ،
مور . 8987،
122
.86مفيد ؿبمود شهاب :اؼبنظمات الدولية :الطبعة اػبامسة ،دار النهضة العربية ،القاىرة ،مور 8985 ،
.
.85منتور سعيد ضبودة :القانوف الدوِف اؼبعاصر :الطبعة األوُف ،دار أسامة للنشر و التوزيع ،عماف ،األردف
. 8009،
.86النفايت زراص :اتفاقيات أوسلو و أحكاـ القانوف الدوِف :منشأة اؼبعارؼ ،االسكندرية . 8008 ،
.87نوري مرزة جعفر :اؼبنازعات اإلقليمية يف ضوء القانوف الدوِف اؼبعاصر :ديواف اؼبطبوعات اعبامعية ،
8998
.88ىادؿ أضبد الطائي :القانوف الدوِف العاـ :الطبعة األوُف :مرجع سابق ،ص . 835
.89وائل اضبد عبلـ :االتفاقيات الدولية غبقوؽ اإلنساف :دار النهضة العربية ،القاىرة ،مور . 8999
.90والء فايز اؽبندي :االعبلـ و القانوف ا لدوِف :الطبعة األوُف ،دار أسامة للنشر و التوزيع ،عماف ،األردف ،
. 8088
.98يوسف علواف :القانوف الدوِف العاـ – اؼبقدمة و اؼبوادر :الطبعة الثالثة ،دار النشر ،عماف األردف ،
. 8007
-3اجملالت
.8جعفر عبد السبلـ :دور اؼبعاىدات الشارعة يف حكم العبلقات الدولية :اجمللة اؼبورية للقانوف الدوِف ،
اعبمعية اؼبورية للقانوف الدوِف ف اجمللد السابع و العشروف ، 8978 ،القاىرة ،مور .
.8جعفر عبد السبلـ :وظيفة عبنة القانوف الدوِف يف تقنيُت القواعد القانونية الدولية و تطويرىا :اجمللة اؼبورية
للقانوف الدوِف ،اجمللة اؼبورية للقانوف الدوِف ،اجمللد السابع و العشروف ،القاىرة ،مور . 8978 ،
.3صباؿ عبد الناصر مانع :حق العودة و حق تقرير اؼبوَت للشعب الفلسطيٍت يف ضوء مبادئ القانوف الدوِف
:حبث مقدـ يف الندوة العاؼبية – كبو حل عادؿ ؼبشكلة البلجئُت الفلسطينيُت ،اؼبنعقد يومي 07-06سبتمرب
،8006اؼبنظمة من طرؼ ؾبموعة عائدوف 'سوراي و لبناف )ابلتعاوف مع جامعة دمشق ،سوراي .
.6حامد سلطاف :تفسَت اؼبعاىدات الدولية :اجمللة اؼبورية للقانوف الدوِف ،العدد ، 87القاىرة ،مور ،
. 8968
.5سعيد دمحم أضبد اؼبهدي :القانوف الدوِف اإلسبلمي :ؾبلة العدالة ،ؾبلة قانونية صادرة عن وزارة العدؿ لدولة
اإلمارات العربية اؼبتحدة ،العدد . 8976 ، 88
.5عائشة راتب :على ىامش اإلتفاقية اػباصة بقانوف اؼبعاىدات ،اجمللة اؼبورية للقانوف الدوِف ،اعبمعية
اؼبورية للقانوف الدوِف ،اجمللد ، 85القاىرة . 8969 ،
.7عز الدين فودة :الدور التشريعي للمعاىدات يف القانوف الدوِف :اجمللة اؼبورية للقانوف الدوِف ،اعبمعية
اؼبورية للقانوف الدوِف ،اجمللد السابع و العشروف ، 8997 ،القاىرة ،مور .
123
اعبمعية اؼبورية- اجمللة اؼبورية للقانوف الدوِف: الدوؿ اعبديدة و القانوف الدوِف العاـ: عز الدين فودة.8
. 8968 ، مور، القاىرة، اجمللد الرابع و العشروف: للقانوف الدوِف
، 8993 ، مور، جامعة اسيوط، كلية اغبقوؽ، 85 العدد، ؾبلة الدراسات القانونية.6
القيمة القانونية لقرارات اؼبنظمات الدولية كمودر لقواعد القانوف الدوِف العاـ: دمحم سامي عبد اغبميد.71
. 8986 ، مور، القاىرة، 86 اجمللد، اجمللة اؼبورية للقأنوف الدوِف:
، اجمللة اؼبورية للقانوف الدوِف: اؼببادئ العامة للقانوف بوصفها مودر للقانوف الدوِف: مفيد ؿبمود شعاب.88
. 8967 ، مور، القاىرة، اجمللد الثالث و العشروف
تودر عن وزارة، ؾبلة العدالة: دور ؿبكمة العدؿ الدولية يف تطوير قواعد القانوف الدوِف: انجاندرا سينغ.88
العدد الثامن، السنة السادسة، اإلمارات العربية اؼبتحدة، أبو ظيب، العدؿ و الشؤوف اإلسبلمية و األوقاؼ
. 8979 جانفي، عشر
ادلراجع ابللغة األجنبية -
1. Akehrust (M): A Modern introduction to international Low : Fourt edition , George
Allen And UNWIN .
124
16. Geck ( W) :The conclusion of treaties in violation of the international law of a party
: Zaorv, 1967
17. Hans (Kelsen) : Principles Of International Law : Sécond éd , Holt ,Rinehard And
Winston , Newyork , 1966.
18. Harris (D,J) : Cases and materials in international law: second edition, Sweet and
maxwelle London , 1979.
19. Hexner (E,p): Interpretation by public international organizations of their basic
instruments: A,J,I,L ,1959.
20. International Court Of Justice Raports , 1952 , P45 et suite.
21. Jams (B ,S) :The Legal Nature Of International Law , Essays International Law
,C,I,R,New York?1965 .
22. Kunz(J-L) : The Nature of international law : A,J,I,I, 1953.
23. Lauterpacht(H) M Les Travaux Préparatoires et L‟interprétation des Traités :
R,C,A,d,i, 1934 .
24. Nguyen Qouc Dinh et Autre : Droit International Publique : 6° édition , édiyion
L ,G,D,J,paris ,1999,P36
25. Permanent Cour Of International justice ,series A, N°9 -10 ? 1972 .
26. Reuter (Paul) : Introduction au droit des traités : P.U.F, Paris ,1985.
Rousseau Charles : Droit international public :Paris ,1953.
27. Rozakis (CH) : The concept of jus cojens in the law of treaties ; Amsterdam , 1976 .
28. Sans (PH) Tarasofsky (R) And Weiss (M) : Principles Of International Envirenmental
Law ; Menchester,Uni , Press, 1976
29. Scelle George : Cours de droit international public : Paris ,1948 .
30. Shàw(M) : International Law –Hodder And Stoughton : London
31. Sibert (M) : La Principe Pecta Sunt Servanda a‟ Partir du Moyen age Jusqu „ au
débuts des temps modernes : The Indian Yearbook Of International Affairs , 1956 .
32. Sperduti (G) : Dualism and monism a confrontation to be overcomed: Mel , Miaja de
la Meula , 1979.
33. Starke (J.G) : Treaties As A Source Of International Law , in Starke„s Studies in
international Low, Butterworths, London, 1956.
34. Tabory (M) : Recent Developement in U,N, Treaty registration and publication
practices : ? A,J,I,L, 1982.
35. Vigne (D) :La clause de la nation la plus favorisée est sa pratioue contemporaine :
R,C,A,D,I, 1970.
36. Well, (P) : Le Droit International en quete de son identité : R,A,C,D,I,1992.
37. Whitton (JB) : La Règle Pacta Sunt Servanda :R,G,D,I,P,
125
فهرس ادلطبوعة
الصفحة ادلوضوع
02 مقدم ػة
الباب األكؿ :اإلطار ادلفاىيمي للقانوف الدكيل العاـ ()36-03
الفصل األكؿ :مفهوـ القانوف الدكيل العاـ ()19-03
03 ادلبحث األكؿ :تسمية ك تعريف القانوف الدكيل
04 ادلطلب األكؿ :تسمية القانوف الدكيل العاـ
04 الفرع األكؿ :تسميات القانوف الدكيل قبل عصر التنظيم الدكيل 1945
05 الفرع الثاين :تسمية القانوف الدكيل منذ عصر التنظيم الدكيل 1945
05 ادلطلب الثاين :تعريف القانوف الدكيل
06 الفرع األكؿ :االجتاه الكالسيكي ( التقليدم )
07 الفرع الثاين :االجتاه ادلوضوعي
08 الفرع الثالث :االجتاه احلديث
09 الفرع الرابع :االجتاه اإلسالمي
10 ادلبحث الثاين :مميزات القانوف الدكيل العاـ ك فركعو
10 ادلطلب األكؿ :متييز قواعد القانوف الدكيل العاـ عن بقية القواعد ادلشاهبة .
10 الفرع األكؿ :قواعد األخالؽ
11 الفرع الثاين :قواعد اجملامالت الدكلية
11 ادلطلب الثاين :فركع القانوف الدكيل العاـ
12 الفرع األكؿ :الفركع التقليدية
14 الفرع الثاين :الفركع احلديثة
الفصل الثاين :الطبيعة القانونية لقواعد القانوف الدكيل العاـ ك أساسو()36-19
20 ادلبحث األكؿ :الصفة القانونية لقواعد القانوف الدكيل العاـ
20 ادلطلب األكؿ :االجتاه ادلنكر للصفة القانونية لقواعد القانوف الدكيل العاـ
20 الفرع األكؿ :انعداـ السلطة القضائية
126
21 الفرع الثاين :انعداـ اجلزاء ادلنظم
21 الفرع الثالث :انعداـ السلطة القضائية
22 ادلطلب الثاين :االجتاه ادلؤيد للصفة القانونية لقواعد القانوف الدكيل العاـ .
الفرع األكؿ :عدـ اقرتاف كجود القانوف الدكيل العاـ بوجود سلطة شارعو 22
لو .
22 الفرع الثاين :كجود القانوف الدكيل غري مرتبط بوجود اجلزاء
23 الفرع الثالث :استقاللية القانوف الدكيل عن القضاء الدكيل
23 ادلبحث الثاين :أساس القانوف الدكيل العاـ ك عالقتو ابلقانوف الداخلي
24 ادلطلب األكؿ :أساس القانوف الدكيل العاـ
24 الفرع األكؿ :ادلذىب اإلرادم ( ادلدرسة الوضعية التقليدية )
27 الفرع الثاين :ادلذىب ادلوضوعي ( ادلدرسة ادلوضوعية )
29 الفرع الثالث :النظرايت األخرل يف تفسري أساس القانوف الدكيل العاـ
32 ادلطلب الثاين :العالقة بني القانوف الدكيل العاـ ك القانوف الداخلي
32 الفرع األكؿ :نظرية ازدكاجية القانوف
34 الفرع الثاين :نظرية كحدة القانوف
36 الفرع الثالث :نظرايت التنسيق
الباب الثاين :مصادر القانوف الدكيل العاـ ()116-37
الفصل األكؿ :ادلصادر الرمسية للقانوف الدكيل العاـ ()109-38
38 ادلبحث األكؿ :ادلعاىدات ( االتفاقات الدكلية )
38 ادلطلب األكؿ :ماىية ادلعاىدة الدكلية
39 الفرع األكؿ :تعريف ادلعاىدة الدكلية
41 الفرع الثاين :تسمية االتفاؽ الدكيل
43 الفرع الثالث :أنواع ادلعاىدات
46 ادلطلب الثاين :شركط إبراـ ادلعاىدات
46 الفرع األكؿ :الشركط الشكلية إلبراـ ادلعاىدات ( مراحل إبراـ ادلعاىدة)
64 الفرع الثاين :الشركط ادلوضوعية إلبراـ ادلعاىدات
127
72 الفرع الثالث:تطبيق ادلعاىدات ك اإلشكاالت ادلثارة بشأنو .
99 ادلبحث الثاين :العرؼ الدكيل
100 ادلطلب األكؿ :اإلطار ادلفاىيمي للعرؼ الدكيل
100 الفرع األكؿ :مفهوـ العرؼ الدكيل
105 الفرع الثاين :أنواع العرؼ الدكيل ك أساس القوة ادللزمة لو
107 ادلطلب الثاين :ادلبادئ العامة للقانوف
108 الفرع األكؿ :ماىية ادلبادئ العامة للقانوف
109 الفرع الثاين :الطبيعة القانونية للمبادئ العامة للقانوف
الفصل الثاين :ادلصادر االحتياطية ك ادلصادر األخرل للقانوف الدكيل العاـ ()116-109
110 ادلبحث األكؿ :ادلصادر االحتياطية للقانوف الدكيل العاـ
110 ادلطلب األكؿ :أحكاـ احملاكم ك اجتهادىا
111 ادلطلب الثاين :الفقو الدكيل
112 ادلطلب الثالث :مبادئ العدؿ ك اإلنصاؼ
112 ادلبحث الثاين :ادلصادر األخرل للقانوف الدكيل العاـ
113 ادلطلب األكؿ :قرارات ادلنظمات الدكلية
113 الفرع األكؿ :القيمة القانونية لقرارات ادلنظمات الدكلية
113 الفرع الثاين :تصنيف قرارات ادلنظمات الدكلية
113 ادلطلب الثاين :التصرفات الدكلية الصادرة ابإلرادة ادلنفردة
114 الفرع األكؿ ماىية التصرفات الدكلية الصادرة عن اإلرادة ادلنفردة
115 الفرع الثاين :أنواع التصرفات الدكلية الصادرة ابإلرادة ادلنفردة
117 اخلامتة
118 قائمة ادلراجع
127 الفهرس
128