You are on page 1of 4

‫‪1‬‬

‫جرمية االعتداء على املال العام وامللك العام واحلق العام‬


‫بتاريخ‪ 16 :‬مجادي اآلخر ‪1445‬هـ ‪ 29 -‬ديسمب ‪2023‬م‬
‫عناصر الخطبة‪:‬‬ ‫ا‬
‫أوال‪ :‬دعوة اإلسالم إىل احلفاظ على املال العام‪.‬‬
‫ا‬
‫ثانيا ‪ :‬صور ومواقف مشرقة يف احلفاظ على املال العام‪.‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ا‬
‫ثالثا‪ :‬واجبنا حنو املال العام‪.‬‬
‫المـــوضــــــــــوع‬
‫وسيئات أعمالِنَا‪،‬‬
‫ِ‬ ‫عليه ونعوذُ ِبه ِمن شروِر ِ‬
‫أنفسنَا‬ ‫إليه ونستغفرهُ ونؤمن ِبه ونتوكل ِ‬ ‫هلل حنم ُدهُ ونستعينُهُ ونتوب ِ‬ ‫احلم ُد ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫يك له‪ ،‬وأ ان سيِ َد َن ُُمم ًدا عب ُدهُ ورسولُهُ ﷺ‪ .‬أمَّا بعدُ‪:‬‬
‫ونشه ُد أ ْن ال إلهَ اإال هللاُ وح َدهُ ال شر َ‬
‫أولًا‪ :‬دعوةُ اإلسالمِ إلى الحفاظِ على المالِ العامِِّ‪.‬‬
‫ت‬ ‫رع ْ‬ ‫ِ‬
‫اإلنسان ُش َ‬ ‫املال يف حياةِ‬ ‫ِ‬
‫وألمهية ِ‬ ‫أوجب الشارعُ حفظَ َها‪،‬‬ ‫ات اليت‬ ‫املال هو قوام احلياةِ‪ ،‬وهو ِمن الضرور ِ‬ ‫إ ان َ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫عبث العابثني‪،‬‬ ‫ادهُ ِمن ِ‬ ‫حيمي أفر َ‬ ‫نوعه‪ ،‬فهو ِ‬ ‫اإلسالم نظام فريد ِمن ِ‬ ‫ِ‬ ‫نظام ِ‬
‫املال يف‬ ‫بنوعيها‪ :‬اخلاصةُ والعامةُ‪ ،‬ف ُ‬ ‫َ‬ ‫امللكيةُ‬
‫ألي مارق أ ْن يتع اد َاها أو‬ ‫جيوز ِ‬ ‫وحدودا ال ُ‬ ‫ِ‬
‫اخلاصة محايةً وحرمةً‬ ‫ع لل ِ‬
‫ملكية‬ ‫فشر َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ً‬ ‫وهنب الطامعني‪ ،‬وتعدي الظاملني‪َ ،‬‬
‫"كل املسلِم على املسلم‬ ‫قال‪ُّ :‬‬ ‫هللا ﷺ َ‬ ‫رسول ِ‬‫والردع على ذلك‪ ،‬فعن أيب هريرةَ‪ ،‬أ ان َ‬ ‫َ‬ ‫الزجر‬
‫حيوم حوَلَا وإال استح اق َ‬ ‫َ‬
‫قال‪" :‬ال َِحي ُّل مال امرئ مسلِم إالا ِ‬ ‫حرام‪ :‬دمه‪ ،‬وماله‪ِ ،‬‬
‫بطيب نفسه"‪.‬‬ ‫النب ﷺ َ‬ ‫وع ْرضه" (مسلم)‪ ،‬وعن أنس‪ :‬أ ان ا‬ ‫ُ‬
‫(الدار قطين والبيهقي بسند جيد)‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وحلرمة ِ‬
‫دفاعا‬
‫مات ً‬ ‫ب شهي ًدا إ ْن َ‬ ‫ع لإلنسان الدفاعُ عن ماله من االعتداء عليه أبية صورة من الصوِر‪ ،‬واعتُِ َ‬ ‫املال ُش ِر َ‬
‫مال؟ قال‪" :‬فال تُ ِ‬
‫عط ِه‬ ‫أيت إ ْن جاءَ رجل يري ُد أ ْخ َذ ِ‬ ‫رسول ِ‬
‫هللا‪ ،‬أر َ‬ ‫عن مالِه‪ ،‬فعن أيب هريرةَ قال‪ :‬جاءَ رجل فقال‪ :‬اي َ‬
‫أيت إ ْن قتلتُه؟‬ ‫"فأنت شهيد"‪ ،‬قال‪ :‬أر َ‬ ‫َ‬ ‫قتلين؟ قال‪:‬‬‫أيت إ ْن ِ‬‫أيت إ ْن قاتلَِين؟ قال‪" :‬قاتِلْه"‪ ،‬قال‪ :‬أر َ‬ ‫مالَك"‪ ،‬قال‪ :‬أر َ‬
‫"م ْن قُتِ َل ُدو َن‬ ‫عنهما ‪ :-‬أ ان ا‬ ‫ِ ِ‬
‫النب ﷺ قال‪َ :‬‬ ‫قال‪" :‬هو يف الناار"‪( .‬مسلم)‪ ،‬وعن عبدهللا ب ِن عمرو ‪ -‬رضي هللاُ َ‬
‫َمالِ ِه فَ ُه َو َش ِهيد" (متفق عليه)‪.‬‬
‫العام‪ ،‬بل أعلَى ِمن‬ ‫املال ِ‬ ‫حرمة ِ‬ ‫اخلاص حرمةً وقداسةً‪ ،‬فإناهُ مل يغفل عن ِ‬
‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اإلنسان‬ ‫اإلسالم قد جعل ِ‬
‫ملال‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫وإذا كان‬
‫ابحملافظة على ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وأم َر‬
‫أموال املسلمني‪َ ،‬‬ ‫وعين عنايةً عظيمةً‬‫شأن هذه احلرمة فجعلَ َها أش اد حرمةً من املال اخلاص‪َ ،‬‬
‫ِ‬
‫ابألموال‬ ‫القرآن الكر ِي‪ ،‬فأمر ابجلِ ِ‬
‫هاد‬ ‫ََ‬
‫ِ‬ ‫مواضع كثرية ِمن‬
‫َ‬ ‫ِ‬
‫ابألنفس يف‬ ‫ال‬
‫ت األمو ُ‬ ‫عليها‪ ،‬وقُرنَ ْ‬
‫التعدي َ‬ ‫بصيانتِ َها‪ ،‬وح ارم ِ‬
‫َ‬
‫واملساكني وغ ِريِهم‬
‫َ‬ ‫معلوما للفقر ِاء‬
‫حقا ً‬ ‫املال زكاةً ًّ‬ ‫سليما‪ ،‬فجعل يف ِ‬
‫َ‬ ‫تنظيما ً‬ ‫األموال ً‬‫َ‬ ‫سبيل ِ‬
‫هللا‪ ،‬ونظا َم‬ ‫س يف ِ‬ ‫واألن ُف ِ‬
‫‪2‬‬

‫التعدي على ِ‬ ‫النبوية‪ ،‬وجعل فيها حقوقًا معيانةً معلومةً‪ ،‬وح ارم ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫أموال‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫واألحاديث‬ ‫القرآنية‬ ‫ِ‬
‫النصوص‬ ‫ممان ُ‬
‫ذكروا يف‬
‫ِ‬
‫األمة بغ ِري حق‪ ،‬ولو كان شيئًا ً‬
‫يسريا ‪.‬‬
‫استَ ْع َملْنَاهُ ِمْن ُك ْم َعلَى َع َمل فَ َكتَ َمنَا‬
‫يقول‪َ " :‬م ْن ْ‬
‫هللا ﷺ ُ‬ ‫رسول ِ‬ ‫مسعت َ‬ ‫ُ‬ ‫عدى ب ِن عمريةَ رضى هللاُ عنه قال‪:‬‬ ‫فعن ِ‬
‫وال (خيانة وسرقة) ََيِِْت بِ ِه يَ ْو َم ال ِْقيَ َام ِة"‪(.‬مسلم)‪.‬‬ ‫ِِمْيَطًا (إبرة) فَ َما فَ ْوقَهُ َكا َن غُلُ ً‬
‫ملك ِ‬
‫األمة‬ ‫املال العاما ُ‬‫اخلاص الذي ميتل ُكهُ أفراد أو هيئات ُمددة‪ ،‬ذلك أل ان َ‬ ‫ِ‬ ‫فاملال العامُّ أعظم خطرا ِمن ِ‬
‫املال‬ ‫ُ‬
‫ُ ً‬
‫األشخاص‪ ،‬والطر ُق‬ ‫األرض اليت ال ميتل ُك َها‬ ‫الدولة " ‪ ،‬ويدخل ِ‬
‫فيه‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫الناس على تسميتِه " َ‬
‫مال‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫اصطلح ُ‬ ‫َ‬ ‫وهو ما‬
‫كل هذا مال‬ ‫ِ‬
‫اخلاصة‪ ،‬و ُّ‬ ‫افق‪ ،‬ومياهُ البحا ِر واألهنا ِر والرتِع‪ ،‬واملعاه ُد‬
‫واجلامعات غريُ‬
‫ُ‬ ‫ملستشفيات‪،‬‬
‫ُ‬ ‫واملدارس‪ ،‬وا‬
‫ُ‬ ‫واملر ُ‬
‫لألمة ال لفرد بعينِه‪ ،‬فإذا كان سار ُق‬ ‫املال‪ ،‬فالسار ُق لهُ سارق ِ‬ ‫أتِت خطورةُ هذا ِ‬ ‫ومن هنَا ِ‬ ‫عليه‪ِ ،‬‬ ‫عام جيب احملافظةُ ِ‬
‫ُ‬
‫ويبدد‬ ‫بع دينار فصاع ًدا‪ ،‬فكيف بَن يسر ُق األمةَ‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫قطع ي ُدهُ إ ْن كان املسرو ُق من حرز وبل َغ ر َ‬ ‫جمرما تُ ُ‬ ‫فرد ُمدد ً‬
‫ثرواتَا أو ينهبُ َها ؟! كيف تكو ُن صورتُه يف الدنيا وعقوبتُه يف اآلخرةِ ؟!‬ ‫ِ‬

‫الفرد أب ان ملكيتَهُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬


‫حلماية امللكيت ِ‬ ‫ِ‬
‫آمن ُ‬ ‫ني اخلاصة والعامة لهُ عالقة وثيقة أبم ِن البالد والعباد‪ ،‬فإذا َ‬ ‫اإلسالم‬ ‫إ ان تشر َ‬
‫يع‬
‫ويؤدي‬ ‫وعرضه‪ِ ،‬‬ ‫ِ‬ ‫َيمن على مالِه‬ ‫الفرد ُ‬
‫ِ‬
‫اإلسالمية‪ ،‬فإ ان َ‬ ‫العدوان ُمرمة يف الشر ِ‬
‫يعة‬ ‫ِ‬ ‫مصونة وُمرتمة‪ ،‬وأ ان مجيع ِ‬
‫طرق‬ ‫َ‬
‫كل خوف أو رعب أو تديد ‪.‬‬ ‫وسالمة اجملتم ِع ِمن ِ‬ ‫ِ‬ ‫عالقة ود وُمبة‪ ،‬واستقرا ِر‬ ‫ِ‬ ‫ذلك إىل‬
‫ِ‬
‫األموال اخلاصةُ والعامةُ فريسةً للطامعني‪ ،‬وهنبًا للمعتدين‪ ،‬فال ا‬
‫شك‬ ‫ُ‬ ‫وأصبحت‬
‫ْ‬ ‫الغارب‪،‬‬ ‫أما إذا تُ ِر َك ُ‬
‫احلبل على‬
‫الفرد يف رعب دائم‪ ،‬وقلق مفزع‪ ،‬فال هو متت َع بالِه‪ ،‬وال‬ ‫وهدم بنيانِه‪ ،‬ويصبح ُ‬‫بتفكك أوصالِه‪ِ ،‬‬
‫ِ‬ ‫تمع‬
‫صاب اجمل ُ‬
‫أ ْن يُ َ‬
‫شى األس ُد ِمن أ ْن تُلتَ َه َم فريستُ َها؟!‬‫شى االعتداءَ على مالِه كما خت َ‬ ‫اطمأ ان يف ِ‬
‫مقامه‪ ،‬كيف ال وهو خي َ‬
‫ثانيًا ‪ :‬صورٌ ومواقفُ مشرقةٌ في الحفاظِ على المالِ العامِّ‪.‬‬
‫املال ِ‬
‫العام‪.‬‬ ‫احلفاظ على ِ‬ ‫ِ‬ ‫لنعرض لكم صورا مشرقةً ِ‬
‫لسلفنَا الصا ِل‪ .‬ومواق َف ُهم ِ‬
‫املشرفةَ يف‬ ‫تعالوا بنَا‬
‫ً‬ ‫َ‬
‫ذات لب" ‪ ،‬وجفنةً‪:‬‬ ‫املال‪ ،‬مث سلا ُموه لقحةً ‪":‬نقةً َ‬ ‫بيت ِ‬ ‫للخالفة حد َد لهُ الصحابةُ راتبهُ ِمن ِ‬ ‫ِ‬ ‫بويع‬
‫َ‬ ‫فهذا أبوبكر الصدي ُق ملا َ‬
‫س ِن بْ ِن َعلِي‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫تلبس ُّ‬ ‫"وعاء يوضع ِ‬
‫فعن ا ْحلَ َ‬
‫أمر برد َها‪ْ ،‬‬ ‫ويلف فيها من البد"‪ ،‬فل اما حضرتهُ الوفاةُ َ‬ ‫الطعام"‪ ،‬وقطيفةً‪ُ " :‬‬ ‫ُ‬ ‫فيه‬ ‫ُ‬ ‫ً‬
‫ب ِم ْن لَبَنِ َها‪،‬‬ ‫ِ‬
‫شةُ انْظُ ِري الل ْق َحةَ الاِيت ُكناا نَ ْش َر ُ‬ ‫«اي َعائِ َ‬
‫ال‪َ :‬‬ ‫ض َي هللاُ َع ْنهُ‪ ،‬قَ َ‬ ‫ضر أَبو بكْر ر ِ‬
‫احتُ َ ُ َ َ‬
‫ال‪ :‬لَ اما ْ ِ‬ ‫ض َي هللاُ َع ْن ُهما‪ ،‬قَ َ‬ ‫رِ‬
‫َ‬
‫ت‬‫ني‪ ،‬فَِإ َذا ِم ُّ‬ ‫ِ‬
‫ني ُكناا ِيف أ َْم ِر ال ُْم ْسل ِم َ‬
‫كحَ‬
‫وا ْجلِْفنَةَ الاِيت ُكناا نَصطَبِح فِيها‪ ،‬والْ َق ِطي َفةَ الاِيت ُكناا نَلْبسها‪ ،‬فَِإ ان ُكناا نَ ْن ت ِفع بِ َذلِ َ ِ‬
‫َ ُ‬ ‫َ َُ‬ ‫ْ ُ َ َ‬ ‫َ‬
‫ضي هللا َع ْنهُ‪ :‬ر ِ‬ ‫ِ‬ ‫ْت بِ ِه إِ َىل عُمر ر ِ‬ ‫ات أَبو بكْر ر ِ‬ ‫ِِ‬
‫ض َي‬ ‫َ‬ ‫ال عُ َم ُر َر َ ُ‬ ‫ض َي هللاُ َع ْنهُ‪ ،‬فَ َق َ‬ ‫ََ َ‬ ‫ض َي هللاُ َع ْنهُ» أ َْر َسل ُ‬ ‫فَ ْار ُدديه إِ َىل عُ َم َر‪ ،‬فَلَ اما َم َ ُ َ َ‬
‫ومن هذه الصوِر‬ ‫ت من جاء ب ع َد َك" ( الطباين؛ وقال اليثمي يف اجملمع‪ :‬رجاله ثقات )‪ِ - .‬‬
‫ك َاي أ ََاب بَكْر لََق ْد أَتْ َع ْب َ َ ْ َ َ َ ْ‬
‫هللاُ َع ْن َ‬
‫أنكرهُ‪،‬‬
‫ذات يوم فسقاهُ لبنًا َ‬ ‫غالمهُ َ‬ ‫عمر ‪ ،‬فكانت له نقة حيلبُ َها‪ ،‬فانطل َق ُ‬ ‫لت على َ‬ ‫بن جنيح قال‪ :‬نز ُ‬ ‫ما رواهُ عب ُد الرمح ِن ُ‬
‫لك نقةً ِمن‬ ‫ت َ‬ ‫عليها ول ُد َها فشربَا‪ ،‬فحلب ُ‬ ‫انفلت َ‬ ‫َ‬ ‫أمري املؤمنني إ ان الناقةَ‬ ‫اللب لك؟ قال‪ :‬اي َ‬ ‫وحيك من أين هذا ُ‬ ‫فقال‪َ :‬‬
‫وحلم َها‪.‬‬
‫املؤمنني ُ‬‫َ‬ ‫أمري‬
‫يل‪ :‬هو لك حالل اي َ‬
‫بعض ِ ِ‬
‫الناس‪ ،‬فق َ‬ ‫اللب ِمن ِ‬ ‫نرا‪ ،‬واستح ال ذلك َ‬ ‫ِ‬
‫تسقيين ً‬ ‫وحيك‬
‫فقال‪َ :‬‬ ‫هللا‪َ ،‬‬ ‫مال ِ‬ ‫ِ‬
‫‪3‬‬

‫اللب مع أناهُ مل يتعم ْد‬


‫شرب ذلك َ‬ ‫وعال ملا َ‬
‫عذاب ِ‬
‫هللا ج ال َ‬ ‫ِ‬ ‫خشي ِمن‬
‫عمر ‪ ،‬حيث َ‬ ‫املؤمنني َ‬
‫َ‬ ‫فهذا مثل ِمن ور ِع أم ِري‬
‫املسلمني يف ذلك األم ِر‪،‬‬
‫َ‬ ‫ِ‬
‫الصحابة الذين ميثلُو َن‬ ‫نفسهُ إال بع َد أ ْن استح ال ذلك ِمن ِ‬
‫بعض كبا ِر‬ ‫تطمئن ُ‬‫ْ‬ ‫ذلك‪ ،‬ومل‬
‫وبني ما ِ‬ ‫ِ‬
‫فيه شبهة‪.‬‬ ‫ِ‬
‫احلالل‪َ ،‬‬ ‫طعم‬ ‫كيف ف ار َق‪ -‬حبالوة إميانِه ومذاقِه‪َ -‬‬
‫بني ِ‬ ‫انظر َ‬ ‫بل ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫العسل‬
‫ُ‬ ‫العسل كدواء‪ ،‬وكان‬
‫َ‬ ‫يوما‪ ،‬فوص ُفوا لهُ‬
‫مرض ً‬
‫اخلطاب ‪ -‬رضي هللاُ عنه ‪َ -‬‬ ‫بن‬
‫عمر َ‬‫‪ -‬ومن هذه الصوِر‪ :‬أ ان َ‬
‫الناس‪ :‬إ ْن‬ ‫ِ‬ ‫بيت ِ‬ ‫يف ِ‬
‫املنب واستأذ َن َ‬ ‫الناس وصع َد َ‬ ‫مجع َ‬ ‫نصحهُ األطباءُ‪ ،‬حىت َ‬ ‫كما َ‬ ‫ابلعسل َ‬ ‫عمر‬
‫يتداو ُ‬
‫املال‪ ،‬فلم َ‬
‫در َك‬ ‫يقول لبعض‪ِ :‬‬
‫هلل ُّ‬ ‫ض ُهم ُ‬‫ضى بع ُ‬ ‫مجيعا‪ ،‬وم َ‬ ‫ِ‬ ‫أذنتُم ِل‪ ،‬وإال فهو ا‬
‫الناس إشفاقًا عليه‪ ،‬وأذنُوا لهُ ً‬
‫علي حرام‪ .‬فب َكى ُ‬
‫أتعبت اخللفاءَ بع َدك!!( الطبي يف اترخيه؛ وابن عساكر يف اتريخ دمشق)‪.‬‬ ‫َ‬ ‫اي عمر‪ ،‬لقد‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫عمر مسك وعنب من البحري ِن فقال ُ‬
‫عمر‪:‬‬ ‫قدم على َ‬ ‫عمر واملسك‪ :‬فقد َ‬ ‫ومن هذه الصوِر‪ :‬قصةُ عاتكةَ زوجة َ‬
‫فقالت لهُ امرأتُه عاتكةُ‬ ‫بني املسلمني‪،‬‬ ‫وجدت امرأةً حسنةَ ِ‬ ‫لوددت ِأين‬ ‫ِ‬
‫ْ‬ ‫أقسمهُ َ‬
‫الطيب حىت ُ‬ ‫َ‬ ‫الوزن تز ُن ل هذا‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫وهللا‬
‫أتخذيه فتجعلِيه هكذا ‪-‬‬ ‫ِ‬ ‫شى أ ْن‬ ‫لك‪ .‬قال‪ :‬ال‪ .‬قالت‪ :‬مل؟ قال‪ِ :‬إين أخ َ‬ ‫زيد ‪ :‬أن جيدةُ ِ‬
‫الوزن فهلُ ام أز ُن َ‬ ‫بنت ِ‬ ‫ُ‬
‫فضال على املسلمني!!‬ ‫ك فأصيب ً‬ ‫ِ‬
‫ومتسحي به عن َق ِ‬ ‫وأدخل أصابعهُ يف ص ِ‬
‫دغيه‪-‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫الطيب‬ ‫تتوىل قسمةَ ذلك‬ ‫واحتياطه البال ِغ ألم ِر دينِه‪ ،‬فقد َأب على امرأتِه أ ْن ا‬ ‫ِ‬ ‫عمر‬
‫املؤمنني َ‬
‫َ‬ ‫فهذا مثل ِمن ور ِع أم ِري‬
‫مال املسلمني !!!‬ ‫أصاب شيئًا ِمن ِ‬ ‫متسح عن َق َها منهُ فيكو ُن قد‬
‫َ‬ ‫حىت ال َ‬
‫عبد العزي ِز جاءَهُ أح ُد الوالةِ‪ ،‬وأخ َذ حيدثهُ عن أموِر املسلمني‪ ،‬وكان‬ ‫ضا – أ ان عمر بن ِ‬
‫َ َ‬ ‫وِمن هذه الصوِر – أي ً‬
‫عمر‬
‫يسأل َ‬ ‫احلديث عن أموِر املسلمني وبدأَ ُ‬ ‫ِ‬ ‫الوال ِمن‬
‫انتهى ِ‬ ‫بينهما‪ ،‬فل اما َ‬ ‫الوقت ل ًيال‪ ،‬وكانوا يستضيئو َن بشمعة َ‬ ‫ُ‬
‫أمري‬ ‫فتعجب ِ‬ ‫ِ‬
‫الوال وقال‪ :‬اي َ‬ ‫َ‬ ‫اسأل ما ب َدا لك‪،‬‬ ‫وقال لهُ‪ :‬اآل َن ْ‬ ‫انتظر‪ ،‬فأطفأَ الشمعةَ َ‬ ‫عمر‪ْ :‬‬ ‫عن أحواله قال له ُ‬
‫كنت أستضيءُ بنوِرِهم‪ ،‬وأ اما اآل َن‬ ‫أحوال املسلمني و ُ‬ ‫ِ‬ ‫كنت تسألُِين عن‬ ‫عمر‪َ :‬‬ ‫أطفأت الشمعةَ؟! فقال ُ‬ ‫َ‬ ‫املؤمنني مل‬
‫مال املسلمني؟!!‬ ‫فكيف أخب َك عنهُ على ضوء ِمن ِ‬ ‫فتسألُِين عن ِ‬
‫حال‬
‫َ ُ‬
‫املال ِ‬
‫العام – فقالُوا اي‬ ‫ورعا عن ِ‬ ‫أنفه حىت ال يشت ام رائحتَهُ – ً‬ ‫املسك فوضع ي َدهُ على ِ‬ ‫ِ‬ ‫وجاءوا له ‪ -‬يوما ‪ -‬بزكاةِ‬
‫َ‬ ‫ً‬ ‫ُ‬
‫يستفاد منهُ اإال برائحتِ ِه؟!‬
‫ُ‬ ‫فقال‪ :‬وهل‬ ‫املؤمنني إ اّنَا هي رائحة‪َ ،‬‬ ‫َ‬ ‫أمري‬
‫َ‬
‫منها بغ ِري حساب؟!‬ ‫للمال ِ‬ ‫هللاُ أكب !! فأين هؤالء؟ وأين َمن نظر ِ‬
‫العام أبناهُ غنيمة ابردة فأخ َذ ُ‬
‫ينهب َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫"َيِِْت َعلَى الن ِ‬
‫ااس َزَمان‬ ‫اَّللُ َعْنهُ َع ْن النِ ِ‬
‫ض َي ا‬ ‫فعن أَِيب ُهريْ رةَ ر ِ‬ ‫ِ‬
‫ال‪َ :‬‬
‫اب ﷺ قَ َ‬ ‫ََ َ‬ ‫كما وص َفهُ ﷺ‪ْ َ ،‬‬ ‫انظر إىل ذلك وإىل حالنَا َ‬ ‫ْ‬
‫احلََر ِام" (البخاري)‪.‬‬‫احلََال ِل أ َْم ِم ْن ْ‬
‫َال يُبَ ِال ال َْم ْرءُ َما أَ َخ َذ ِمْنهُ‪ ،‬أ َِم َن ْ‬
‫ثالثًا‪ :‬واجبُ َنا نحوَ المالِ العامِّ‪.‬‬
‫املال ِ‬
‫العام جبمي ِع صوِر‬ ‫أيُّها اإلخوةُ المؤمنون ‪ :‬اعلموا أ ان األمر جدُّ خطري‪ ،‬اإاي ُكم اإاي ُكم ِمن ِ‬
‫التعدي على ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬ ‫املال العاما واستحلاهُ‪ ،‬أناهُ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫{وَم ْن‬
‫تعاىل‪َ :‬‬
‫يقول َ‬‫القيامة‪ُ ،‬‬ ‫َيِت به حاملهُ على رقبتِه َ‬
‫يوم‬ ‫لكل َمن أخ َذ َ‬ ‫التعدي‪ ،‬قولُوا ِ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ت َو ُه ْم َال يُظْلَ ُمو َن}‪( .‬آل عمران‪.)161 :‬‬ ‫يَغْلُ ْل ََيْت بَا غَلا يَ ْو َم الْقيَ َامة مثُا تُ َو اَّف ُكلُّ نَ ْفس َما َك َ‬
‫سبَ ْ‬
‫‪4‬‬

‫أمرهُ‪ ،‬قال‪" :‬‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫ِ‬


‫لول‪ ،‬فعظ َمهُ وعظ َم َ‬ ‫النب ﷺ فذ َك َر الغُ َ‬ ‫الشيخان عن أيب هريرةَ رضي هللاُ عنه قال‪ " :‬قام فينَا ُّ‬ ‫وروى‬
‫أغثِْين‪،‬‬ ‫هللا‪ِ ،‬‬‫رسول ِ‬‫يقول‪ :‬اي َ‬ ‫قبته شاة لا ثُغاء‪ ،‬على َرقبتِه فرس لهُ َمحْ َحمة‪ُ ،‬‬ ‫القيامة على ر ِ‬ ‫ِ‬ ‫يوم‬ ‫ال ِ‬
‫َ‬ ‫ني أح َد ُكم َ‬ ‫ألف َ ا‬
‫ك‬‫فأقول‪ :‬ال أملِ ُ‬ ‫أغثِْين‪ُ ،‬‬ ‫هللا‪ِ ،‬‬‫رسول ِ‬ ‫يقول‪ :‬اي َ‬ ‫ك‪ ،‬وعلى َرقَبتِه بعري له ُرغاء‪ُ ،‬‬ ‫لك شيئًا؛ قد أبْ لَ ْغتُ َ‬ ‫ك َ‬ ‫فأقول‪ :‬ال أملِ ُ‬ ‫ُ‬
‫ك‪،‬‬ ‫لك شيئًا‪ ،‬قد أبلغتُ َ‬ ‫ك َ‬ ‫فأقول‪ :‬ال أملِ ُ‬ ‫أغثِْين‪ُ ،‬‬ ‫هللا‪ِ ،‬‬‫رسول ِ‬
‫فيقول‪ :‬اي َ‬ ‫ك‪ ،‬وعلى َرقَبتِه صامت‪ُ ،‬‬ ‫لك شيئًا؛ قد أبلغتُ َ‬ ‫َ‬
‫ك"‪.‬‬ ‫لك شيئًا‪ ،‬قد أبلغتُ َ‬ ‫ك َ‬ ‫فأقول‪ :‬ال أملِ ُ‬‫أغثِْين‪ُ ،‬‬ ‫هللا‪ِ ،‬‬
‫رسول ِ‬‫فيقول‪ :‬اي َ‬ ‫أو على َرقَبتِه ِرقَاع َختْ ِف ُق‪ُ ،‬‬
‫القيامة وله ُرغاء يسمعهُ‬ ‫ِ‬ ‫يوم‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫بعريا جاءَ حيملُهُ َ‬ ‫ومن غ ال ً‬ ‫تيعر وهي على كتفه‪َ ،‬‬ ‫يوم القيامة ُ‬ ‫فمن غ ال شاةً جيءَ بَا َ‬ ‫َ‬
‫عل‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫كثريا إال ُج َ‬ ‫قليال أو ً‬ ‫ومن غ ال شيئًا ً‬ ‫يوم القيامة وله مححمة‪َ ،‬‬ ‫فرسا جاءَ حيملُهُ َ‬ ‫ومن غ ال ً‬ ‫املوقف على كتفه‪َ ،‬‬ ‫هل‬
‫أ ُ‬
‫ِ‬
‫القيامة حيملُهُ!!‬ ‫يوم‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الذهب والفضة‪َ ،‬من غلا صامتًا‪ ،‬أي‪ :‬ذهبًا أو فضةً جاءَ به َ‬ ‫أمامهُ‪ ،‬حىت‬ ‫نط ًقا َ‬
‫ِ‬
‫الزمان‪:‬‬ ‫عظيما يف هذا‬ ‫املال ِ‬ ‫إ ان الكثري مناا قد تساهل يف أم ِر ِ‬
‫تساهال ً‬ ‫ً‬ ‫العام‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اجلوال جانبًا مث يتكلم ِمن ِ‬
‫العمل يف‬ ‫يستخدم سيارةَ ِ‬ ‫ُ‬ ‫العمل يف أموِره الشخصية!! و ُ‬
‫آخر‬ ‫هاتف ِ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫يضع هات َفهُ‬ ‫أح ُد ُهم ُ‬
‫ِ‬
‫للموظف‬ ‫حبجة أناهُ ال يوج ُد تقدير‬ ‫العمل ِ‬ ‫مبكرا ِمن ِ‬ ‫أوالده‪ !!..‬واثلث ال َيبَهُ ِمن‬ ‫وحاجة ِ‬ ‫ِ‬ ‫قضاء حاجياتِه‬ ‫ِ‬
‫اخلروج ً‬ ‫ِ‬
‫طباعة أوراقِ ِه‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫العمل يف‬ ‫حاسوب‬
‫َ‬ ‫يستخدم‬
‫ُ‬ ‫اخلاصة !! ورابع‬‫ِ‬ ‫ينتقم بطريقتِ ِه‬ ‫ِ‬
‫اتب أو العالوات فهو ُ‬ ‫حيث الر ِ‬ ‫ِمن ُ‬
‫ِ‬ ‫إرسال سريتِه‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اخلاصة !! وخامس يستخدم فاكس الدائرةِ‬ ‫ِ‬
‫حيمل معهُ‬ ‫وهناك!! وسادس ُ‬ ‫َ‬ ‫الذاتية هنَا‬ ‫احلكومية يف‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫حنن‬ ‫املال ِ‬ ‫التعدي على ِ‬ ‫وغري ذلك ِمن صوِر ِ‬ ‫ِ‬ ‫وأدوات العم ِل إىل ِ‬ ‫ِ‬
‫فأين ُ‬ ‫العام !! َ‬ ‫ليوزع َها على أطفاله !! ُ‬ ‫البيت َ‬ ‫أقالم‬
‫َ‬
‫وورع ِهم وتقواهم ؟!!‬ ‫سلفنَا الصا ِل يف أعمالِِم ِ‬ ‫منهج ِ‬ ‫مجيعا ِمن ِ‬ ‫ً‬
‫يؤدي‬ ‫املسلمني ظلما – أ ان هللا لن يرتَكهُ حىت ِ‬ ‫ومال‬ ‫ِ‬
‫الدولة ِ‬ ‫أخيه أو ِ‬
‫مال‬ ‫مال ِ‬ ‫حقا ‪ِ -‬من ِ‬ ‫كل َمن أخ َذ ًّ‬ ‫ليعلم ُّ‬
‫َ‬ ‫َ ً‬ ‫َأال ف ْ‬
‫ْم ثَالثَة‪ ،‬فَظُلْم ال يَغْ ِف ُرهُ هللا‪،‬‬ ‫ُّ‬ ‫ال رس ُ ِ‬ ‫س بْ ِن مالِك ر ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ول هللا ﷺ‪" :‬الظل ُ‬ ‫ال‪ :‬قَ َ َ ُ‬ ‫ض َي هللا َع ْنهُ‪ ،‬قَ َ‬ ‫فع ْن أَنَ ِ َ َ‬ ‫ما عليه يف اآلخرة‪َ ،‬‬
‫ُّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫وظُلْم ي غْ ِفرهُ‪ ،‬وظُلْم ال ي ْرتُكهُ‪ ،‬فَأَما الظُّلْم الا ِذي ال ي غْ ِفرهُ هللا فَ ِ‬
‫ال هللا‪{ :‬إ ان الش ْر َك لَظُلْم َعظيم} َوأَ اما الظل ُ‬
‫ْم‬ ‫الش ْر ُك‪ ،‬قَ َ‬ ‫َ ُ‬ ‫ُ‬ ‫َُ‬ ‫َ َ ُ َ‬
‫ضا‬‫ض ِه ْم بَ ْع ً‬ ‫ني ربِِم‪ ،‬وأَ اما الظُّلْم الا ِذي ال ي ْرتُكهُ هللا فَظُل ِ ِ‬
‫اد ب ْع ِ‬ ‫ِ‬ ‫الا ِذي ي غْ ِفرهُ فَظُل ِ ِ‬
‫ْم الْعبَ َ‬ ‫ُ‬ ‫َُ‬ ‫ُ‬ ‫يما بَ ْي نَ ُه ْم َوبَْ َ َ ْ َ‬‫س ُه ْم ف َ‬ ‫ْم العباَد أَنْ ُف َ‬ ‫ُ‬ ‫َ ُ‬
‫ض ِه ْم ِم ْن بَ ْعض"‪(.‬عبدالرزاق والبزار بسند حسن)‪.‬‬ ‫ح اىت ي َدبِر لِب ْع ِ‬
‫َ ُ ُ َ‬
‫الدولة‪ ،‬أ ْن ير اد ما أخ َذ ِمن‬ ‫ِ‬ ‫عاما ِمن‬ ‫أخيه‪ ،‬أو ًّ‬‫ماال خاصا ِمن ِ‬
‫ً‬ ‫لكل َمن أخ َذ ً‬ ‫التوبة مفتوح ِ‬ ‫ابلتوبة‪ ،‬فباب ِ‬
‫ُ‬
‫ِ‬ ‫فبادر‬
‫َأال ْ‬
‫ِ‬
‫القيامة‪.‬‬ ‫يوم‬ ‫ِ‬ ‫فضح با على ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫اخلالئق َ‬ ‫رؤوس‬ ‫حيمل مظلمتَهُ على رقبته يف اآلخرة‪ ،‬ويُ َ‬ ‫قبل أ ْن َ‬ ‫مظامل ألهل َها‪َ ،‬‬
‫نسألُ اللهَ تعالى أنْ يرزقنَا وإيِّاكُم الرزقَ الحاللَ ويباركَ لنَا فيهِ‪ ،‬وأنْ يباعدَ بيننَا‬
‫ن يحفظَ مصرنَا مِن كلِّ مكروهٍ وسوءٍ‪.‬‬
‫وبينَ الحرامِ كمَا باعدَ بينَ المشرقِ والمغربِ‪ ،‬وأ ْ‬
‫كتبه ‪ :‬خادم الدعوة اإلسالمية د ‪ /‬خالد بدير بدوي‬ ‫وأقم الصالة‪،،،،،‬‬ ‫الدعاء‪،،،،،،،‬‬

You might also like