You are on page 1of 11

‫كتاب الحج‬

‫مقدمة‬

‫واحلج لغة‪ :‬القصد‪ ،‬وقال اخلليل‪ :‬القصد إىل معظَّم‪ ،‬قال يف املصباح‪ :‬مث قصر استعماله يف الشرع على قصد الكعبة للحج والعمرة‪.‬‬

‫وشرعا‪ :‬قصد البيت احلرام؛ ألعمال خمصوصة‪ ،‬يف زمن خمصوص‪.‬‬


‫ً‬
‫إمجاعا ضروريًا‪:‬‬ ‫وكونه أحد أركان اإلسالم ثابت بالكتاب‪ ،‬والسنة‪ ،‬وإمجاع املسلمني‪ً ،‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫فالكت‪NN N‬اب‪ :‬قول ‪NN N‬ه تع ‪NN N‬اىل‪{ :‬ولِلَّ ِه علَى الن ِ ِ‬
‫اع ِإلَْي‪NN N‬ه َس‪N N N‬بِياًل َو َم ْن َك َف‪Nَ N N‬ر فَ‪ِN N N‬إ َّن اللَّهَ َغيِن ٌّ َع ِن الْ َع‪NN N‬الَم َ‬
‫ني (‪[ })97‬آل‬ ‫َّاس ح ُّج الَْبْيت َم ِن ا ْس‪N N N‬تَطَ َ‬ ‫َ َ‬
‫عمران]‪.‬‬

‫وأم‪NN‬ا ال ُّس‪N‬نَّة‪ :‬فمستفيض‪N‬ةٌ‪ ،‬ومنه‪NN‬ا م‪NN‬ا يف الص‪NN‬حيحني‪" :‬بُ‪NN‬ين اإلس‪NN‬الم على مخس"‪ N،‬وال جيب يف العم‪NN‬ر ِإاَّل م‪Nَّ N‬رة واح‪NN‬دة يف الس‪NN‬نة‪ ،‬كم‪NN‬ا يف‬
‫مرفوعا‪" ،‬احلج مرة فمن زاد فهو تطوع"‪.‬‬
‫ً‬ ‫سنن أيب داود من حديث ابن عبَّاس‬

‫أن احلج جيب على كل مسلم بالغ مستطيع مر ًة واحد ًة‪َّ ،‬‬
‫وأن املرأة يف ذلك كالرجل‪.‬‬ ‫قال الوزير وغريه‪ :‬أمجعوا على َّ‬

‫قال الشيخ تقي الدين‪ :‬جيب على احلاج أن يقصد حبجه وجه اهلل تعاىل والتقرب إليه‪ ،‬وأن حيذر أن يقص‪NN‬د حط‪NN‬ام ال‪N‬دنيا‪ ،‬أو املف‪NN‬اخرة‪،‬‬
‫أو حيازة األلقاب‪ ،‬أو الرياء‪ ،‬أو السمعة‪َّ ،‬‬
‫فإن ذلك سبب يف بطالن العمل‪ ،‬وعدم قبوله‪.‬‬

‫* حكمه وأسراره‪:‬‬

‫للحج حكم عظيم‪N‬ة‪ ،‬وأس‪NN‬رار س‪N‬امية‪ ،‬وأه‪N‬داف كرمية‪ ،‬جتم‪NN‬ع بني خ‪N‬ريي ال‪N‬دنيا واآلخ‪NN‬رة‪ ،‬وق‪N‬د أش‪N‬ارت إليه‪N‬ا اآلي‪N‬ة الكرمية‪ ،‬ق‪N‬ال تع‪N‬اىل‪:‬‬
‫{لِيَ ْش َه ُدوا َمنَافِ َع هَلُ ْم} [احلج‪.]28 :‬‬
‫ومكان ٍ‬
‫واحد‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫فهو جممع حافل كبري‪ ،‬يضم مجيع وفود املسلمني من أقطار الدنيا‪ ،‬يف زم ٍن ٍ‬
‫واحد‪،‬‬

‫واحدا‪ ،‬فيما يعود عليهم بالنفع يف أمر دينهم ودنياهم‪.‬‬


‫فيكون فيه التآلف والتعارف‪ ،‬والتفاهم‪ ،‬مما جيعل املسلمني أمةً واحد ًة‪ ،‬وصفًّا ً‬
‫وفي ‪NN‬ه من الفوائ ‪NN‬د واملن ‪NN‬افع االجتماعي ‪NN‬ة والثقافي ‪NN‬ة والسياس ‪NN‬ية م ‪NN‬ا يف ‪NN‬وت احلص ‪NN‬ر ع ‪NN‬ده‪ ،‬وه ‪NN‬و عب ‪NN‬ادة جليل ‪NN‬ة هلل تع ‪NN‬اىل بالت ‪NN‬ذلُّ ِل‪ ،‬واخلض ‪NN‬وع‬
‫واخلش‪NN‬وع‪ ،‬وب‪NN‬ذل النفس والنفيس من النفق‪NN‬ات‪ N،‬وجتش‪NN‬م األس‪NN‬فار واألخط‪NN‬ار‪ ،‬ومفارق‪NN‬ة األه‪NN‬ل واألوط‪NN‬ان‪ ،‬ك‪NN‬ل ذل‪NN‬ك طاع‪NN‬ة هلل تع‪NN‬اىل‪،‬‬
‫وشوقًا إليه‪ ،‬وحمبة له‪ ،‬وتقربًا إليه يف قصد الكعبة املشرفة‪ ،‬والبقاع املقدسة‪.‬‬

‫ومن أجل هذا جاء احلديث الذي يف البخارى ومسلم "احلج املربور ليس له جزاء إالَّ اجلنة" هذا إذا قصد العبد حبجه وجه اهلل تع‪NN‬اىل‪،‬‬
‫عما ينقص حج‪NN‬ه‬
‫حجه وأعمال‪NN‬ه كله‪NN‬ا‪ ،‬وابتع‪NN‬د َّ‬
‫واحتس‪NN‬ب األج‪NN‬ر من اهلل تع‪NN‬اىل‪ ،‬مث حترى اتب‪NN‬اع س‪NN‬نة الن‪NN‬يب ‪-‬ص‪NN‬لى اهلل علي‪NN‬ه وس‪NN‬لم‪ -‬يف َّ‬
‫من الرفث‪ ،‬والفسوق‪ ،‬واجلدال بالباطل‪.‬‬

‫ونقَّى عقيدته من البدع واخلرافات واالجتاهات املنافية لدين اإلسالم‪ ،‬واهلل املوفق واملستعان‪.‬‬
‫باب فضله وبيان من فرض عليه‬

‫ال‪" :‬العُ ْم َرةُ ِإلَى العُ ْم َر ِة َك َّف َارةٌ لِ َم ا َب ْيَن ُه َم ا‪،‬‬ ‫ول ِ‬
‫اهلل ‪-‬صلى اهلل عليه وسلم‪ -‬قَ َ‬ ‫َأن َر ُس َ‬ ‫ضي اهللُ َع ْنهُ‪َّ -‬‬ ‫‪َ - 76‬عن َأبِي ُهر ْيرةَ ِ‬
‫‪-‬ر َ‬ ‫َ َ َ‬ ‫ْ‬
‫الجنَّةَ" ُمَّت َف ٌق َعلَْي ِه‪.‬‬
‫س لَهُ َج َزاءٌ ِإاَّل َ‬
‫ور ل َْي َ‬
‫الم ْب ُر ُ‬
‫الح ُّج َ‬
‫َو َ‬
‫* مفردات احلديث‪:‬‬

‫‪ -‬الكفارة لغة‪ :‬من الكفر‪ ،‬وهو السرت والتغطية‪.‬‬

‫وشرعا‪ :‬إسقاط ما لزم الذمة‪ :‬بسبب ذنب‪ ،‬أو جناية‪.‬‬


‫ً‬
‫‪ -‬املربور‪ :‬الرب بكس ِر الباء اسم جامع للخري كله‪ ،‬فاملربور مشتق من الرب‪.‬‬

‫ق‪NN‬ال الن‪NN‬ووي‪ :‬األص‪NN‬ح واألش‪NN‬هر َّ‬


‫أن املربور ه‪NN‬و ال‪NN‬ذي ال خيالط‪NN‬ه إمث‪ ،‬وعالمت‪NN‬ه أن تظه‪NN‬ر مثرت‪NN‬ه على ص‪NN‬احبه‪ ،‬ب‪NN‬أن تك‪NN‬ون حال‪NN‬ه بع‪NN‬د احلج‬
‫خريا منها قبله‪.‬‬
‫ً‬
‫* ما يؤخذ من احلديث‪:‬‬
‫السيِّ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ات} [هود‪.]114 :‬‬‫‪ - 1‬فضل العمرة وأهَّن ا‪ ،‬تكفر الذنوب‪ ،‬كسائر العبادات‪ ،‬قال تعاىل‪ِ{ :‬إ َّن احْلَ َسنَات يُ ْذهنْب َ َّ َئ‬
‫لكن قيَّد العلماء التكفري للصغائر دون الكبائر‪.‬‬

‫فال النووي‪" :‬مذهب أهل السنة َّ‬


‫أن الكبائر إمنا تكفرها التوبة‪ ،‬أو رمحة اهلل وفضله"‪N.‬‬

‫قال ابن عبد الرب‪" :‬املراد تكفري الصغائر دون الكبائر"‪.‬‬

‫‪َّ - 2‬‬
‫أن العمرة ليس هلا وقت خمصوص‪ ،‬وال زمن معنَّي لغري متلبس باحلج‪ ،‬وهو إمجاع العلماء‪.‬‬

‫‪َّ - 3‬‬
‫أن احلج أفضل من العمرة؛ ألمهيته وكثرة أعماله‪ ،‬وكونه أحد أركان اإلسالم‪.‬‬

‫‪َّ - 4‬‬
‫أن اجلنَّة هي منتهى اآلمال‪ ،‬وهي اجلائزة الكبرية لفضائل األعمال‪ ،‬ومن أعظم نعيم اجلنه النظر إىل وجه الرب تبارك وتعاىل‪.‬‬

‫احلض على أداء احلج خاليًا من اإلمث‪ ،‬آتيًا على الوجه املشروع‪ ،‬ألجل احلصول على هذا الثواب العظيم‪.‬‬
‫‪ُّ - 5‬‬

‫‪N‬رارا‪ ،‬وق‪N‬الت‬
‫‪ - 6‬احلديث ظاهر يف فضل اإلكثار من العم‪N‬رة‪ ،‬وإلي‪N‬ه ذهب مجه‪N‬ور العلم‪N‬اء وه‪N‬و اس‪N‬تحباب العم‪N‬رة يف الس‪N‬نة الواح‪N‬دة م ً‬
‫َّيب ‪-‬صلى اهلل عليه وسلم‪ -‬مل يفعلها إالَّ من سنة إىل سنة‪.‬‬ ‫املالكية‪ :‬تكره يف السنة أكثر من عمرة واحدة‪ ،‬ودليلهم‪َّ :‬‬
‫أن الن َّ‬
‫مرفوع‪N‬ا‪" :‬ت‪N‬ابعوا بني احلج والعم‪N‬رة‪ ،‬ف َّ‬
‫‪N‬إن املتابع‪N‬ة‬ ‫ً‬ ‫واجلمهور دليلهم حديث الباب‪ ،‬وما أخرجه الرتم‪N‬ذي وغ‪N‬ريه من ح‪N‬ديث ابن مس‪N‬عود‬
‫بينهم‪NN‬ا تنفي ال‪NN‬ذنوب والفق‪NN‬ر كم‪NN‬ا ينفي الك‪NN‬ري خبث احلدي‪NN‬د"‪ ،‬وغريمها من األح‪NN‬اديث‪ ،‬وق‪NN‬د اعتم‪NN‬رت عائش‪NN‬ة يف ش‪NN‬هر واح‪NN‬د م‪Nَّ N‬رتني‪،‬‬
‫وذلك يف حجتها مع النيب ‪-‬صلى اهلل عليه وسلم‪ -‬حجة الوداع‪.‬‬
‫مسألة تكرار العمرة من التنعيم مبكة‬

‫والعلماء احملققون يريدون من العمرة ما يأيت هبا اإلنسان من بلده‪ ،‬ال ما خيرج من أجلها من مكة إىل أدىن احلل‪.‬‬

‫خارج‪N‬ا من مك‪NN‬ة‪ ،‬كم‪NN‬ا يفع‪NN‬ل كث‪NN‬ري من الن‪NN‬اس‬


‫ً‪N‬‬ ‫ق‪NN‬ال ابن القيم يف زاد املع‪NN‬اد‪ :‬ومل يكن يف عُ َم‪ِ N‬ر ِه ‪-‬ص‪NN‬لى اهلل علي‪NN‬ه وس‪NN‬لم‪ -‬عم‪NN‬رة واح‪NN‬دة‬
‫خارج‪N‬ا من‬
‫ً‬ ‫الي‪NN‬وم‪ ،‬وإمنا ك‪N‬انت عُ َ‪N‬م ُ‪N‬ره كله‪N‬ا وه‪NN‬و داخ‪N‬ل إىل مك‪N‬ة‪ ،‬وق‪NN‬د أق‪NN‬ام بع‪N‬د ال‪N‬وحي مبك‪N‬ة ثالث عش‪N‬رة س‪N‬نة مل ينق‪N‬ل عن‪N‬ه أنَّه أح‪NN‬رم‬
‫مكة‪ ،‬تلك املدة أصاًل فالعمرة اليت فعلها رس‪N‬ول اهلل ‪-‬ص‪NN‬لى اهلل علي‪NN‬ه وس‪N‬لم‪ -‬وش‪N‬رعها عم‪N‬رة ال‪N‬داخل ِإىل مك‪N‬ة‪ ،‬ال عم‪N‬رة من ك‪NN‬ان هبا‬
‫فخ‪NN‬رج إىل احلل ليعتم‪NN‬ر‪ ،‬ومل يفع‪NN‬ل ه‪NN‬ذا على عه‪NN‬ده أح‪NN‬د ق‪NN‬ط إالَّ عائش‪NN‬ة وح‪NN‬دها‪ ،‬من بني س‪NN‬ائر من ك‪NN‬ان مع‪NN‬ه؛‪ N‬ألهَّن ا ك‪NN‬انت أح‪NN‬رمت‬
‫بالعمرة فحاضت‪ N،‬فأمرها فأدخلت احلج على العمرة‪ ،‬فصارت قارنة‪ ،‬فوجدت يف نفسها أن يرج‪NN‬ع ص‪NN‬واحباهتا حبج وبعم‪NN‬رة مس‪NN‬تقلة‪،‬‬
‫وترجع هي بعمرة ضمن حجتها‪ ،‬فأمر أخاها أن يعمرها من التنعيم‪.‬‬

‫ق‪NN‬ال الش‪NN‬يخ عب‪NN‬د العزي‪NN‬ز بن عب‪NN‬د اهلل بن ب‪NN‬از ‪-‬رمحه اهلل‪ :-‬وأم‪NN‬ا م‪NN‬ا يفعل‪NN‬ه بعض الن‪NN‬اس من اإلكث‪NN‬ار من العم‪NN‬رة بع‪NN‬د احلج من التنعيم‪ ،‬أو‬
‫َّيب ‪-‬ص‪NN‬لى‬ ‫أن األفض‪NN‬ل ترك‪NN‬ه‪َّ ،‬‬
‫ألن الن َّ‬ ‫اجلعرانة‪ ،‬أو غريمها‪ ،‬وقد سبق أن اعتمر قبل احلج‪ ،‬فال دليل على مشروعيته‪ ،‬بل األدلة تدل على َّ‬
‫اهلل علي‪NN‬ه وس‪NN‬لم‪ -‬وأص‪NN‬حابه مل يعتم‪NN‬روا بع‪NN‬د ف‪NN‬راغهم من احلج‪ ،‬وإمنا أعم‪NN‬ر عائش‪NN‬ة من التنعيم لكوهنا مل تعتم‪NN‬ر م‪NN‬ع الن‪NN‬اس حني دخ‪NN‬ول‬
‫مكة بسبب احليض‪ ،‬فطلبت من النيب ‪-‬صلى اهلل عليه وسلم‪ -‬أن تعتمر بداًل من عمرهتا اليت أحرمت هبا من امليقات‪ ،‬فأجاهبا ‪-‬صلى‬
‫اهلل علي‪NN‬ه وس‪NN‬لم‪ -‬إىل ذل‪NN‬ك‪ ،‬وق‪NN‬د حص‪NN‬لت هلا عمرت‪NN‬ان‪ ،‬فمن ك‪NN‬ان مث‪NN‬ل عائش‪NN‬ة فال ب‪NN‬أس أن يعتم‪NN‬ر بع‪NN‬د فراغ‪NN‬ه من احلج‪ ،‬عماًل باألدل‪NN‬ة‬
‫كلها‪.‬‬

‫قال شيخ اإلسالم ابن تيمية ‪-‬رمحه اهلل تعاىل‪ :-‬وأما االعتمار خبروجه إىل احلل‪ ،‬فهذا مل يفعل‪NN‬ه أح‪NN‬د على عه‪NN‬د رس‪NN‬ول اهلل ‪-‬ص‪NN‬لى اهلل‬
‫َّىب ‪-‬ص‪NN‬لى اهلل علي‪NN‬ه وس‪NN‬لم‪ -‬مل يأمره‪NN‬ا ب‪NN‬ه‪ ،‬ب‪NN‬ل أذن في‪NN‬ه بع‪NN‬د مراجعته‪NN‬ا‪ .‬أم‪NN‬ا‬ ‫علي‪NN‬ه وس‪NN‬لم‪ -‬ق‪NN‬ط‪ِ ،‬إاَّل عائش‪NN‬ة يف حج‪NN‬ة ال‪NN‬ودل‪ ،‬م‪NN‬ع َّ‬
‫أن الن َّ‬
‫أص‪NN‬حابه ‪-‬ال‪NN‬ذين حج‪NN‬وا مع‪NN‬ه حج‪NN‬ة ال‪NN‬وداع‪ ،‬كلهم من أوهلم إىل آخ‪NN‬رهم‪ -‬فلم خيرج منهم أح‪NN‬د‪ ،‬ال قب‪NN‬ل احلج‪NN‬ة وال بع‪NN‬دها‪ ،‬وك‪NN‬ذلك‬
‫أهل مكة املستوطنون مل خيرج منهم إىل احلل لعمرة‪ ،‬وهذا متفق عليه‪ ،‬معلوم جلميع العلماء الذين يعلمون سنته وشريعته‪.‬‬
‫ال فِ ِ‬
‫يه‪:‬‬ ‫ِّس ِاء ِج َه ا ٌد؟ قَ َ‬
‫ال‪َ :‬ن َع ْم‪َ ،‬علَْي ِه َّن ِج َه ا ٌد اَل قِتَ َ‬ ‫ول اهلل! َعلى الن َ‬ ‫ْت‪ :‬يَا َر ُس َ‬ ‫َت‪ُ " :‬قل ُ‬ ‫‪ - 77‬و َعن َعاِئ َشةَ ‪-‬ر ِ‬
‫ض َي اهللُ َع ْن َها‪ -‬قَال ْ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ‬
‫الص ِح ِ‬
‫يح‪.‬‬ ‫َأصلُهُ فِي َّ‬‫ص ِح ْي ٌح‪َ ،‬و ْ‬ ‫ظ لَهُ‪َ ،‬وِإ ْسنَ ُ‬
‫ادهُ َ‬ ‫اج ْه‪َ ،‬واللَّ ْف ُ‬
‫ابن َم َ‬
‫َأح َم ُد َو ُ‬
‫الح ُّج والعُ ْم َرةُ" َر َواهُ ْ‬
‫َ‬
‫* درجة احلديث‪ :‬احلديث صحيح‪.‬‬

‫حممد بن فض‪N‬يل ق‪N‬ال‪ :‬ح‪N‬دَّثنا ح‪N‬بيب بن أيب عم‪N‬رة عن عائش‪N‬ة بنت طلح‪N‬ة عن عائش‪N‬ة ‪-‬رض‪N‬ي‬
‫أخرجه أمحد وابن ماجه والدارقطين عن َّ‬
‫اهلل عنها‪ .-‬وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخني‪ ،‬وصححه ابن خزمية‪.‬‬

‫وأخرجه البخاري من طريق عبد الواحد بن زياد ِإىل آخر الس‪N‬ند‪ ،‬مث أخرج‪NN‬ه من طري‪N‬ق آخ‪N‬ر عن ح‪N‬بيب بن أيب عم‪N‬رة‪ ،‬وتابع‪N‬ه معاوي‪N‬ة‬
‫بن إسحاق عن عائشة بنت طلحة‪ ،‬وملعاوية هذا إسناد آخر بلفظ آخر‪ ،‬ولفظ الصحيح‪ :‬أال نغزو وجناهد معكم؟ فقال‪ :‬لكن أحسن‬
‫اجلهاد وأمجله‪ ،‬حج مربور‪ .‬قالت‪ :‬فال أدع احلج بعد إذ مسعت هذا من رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم‪.‬‬
‫وأخرجه الطرباين يف األوسط‪ ،‬فقال‪ :‬حدثنا عبد اهلل بن أمحد ابن حنبل ق‪N‬ال‪ :‬ح‪N‬دثين إب‪N‬راهيم بن احلج‪N‬اج‪ ،‬أنبأن‪N‬ا أب‪N‬و عوان‪N‬ة عن معاوي‪N‬ة‬
‫بن إس ‪NN‬حاق عن عب ‪NN‬ادة بن رفاع ‪NN‬ة عن احلس ‪NN‬ني بن علي ق ‪NN‬ال‪ :‬ج ‪NN‬اء رج ‪NN‬ل إىل النَّيِب ِّ ‪-‬ص ‪NN‬لى اهلل علي ‪NN‬ه وس ‪NN‬لم‪ -‬فق ‪NN‬ال‪ :‬إين جب ‪NN‬ان‪ ،‬وإين‬
‫ضعيف‪ ،‬قال‪" :‬هلم إىل جهاد ال شوكة فيه‪ ،‬احلج"‪.‬‬

‫وهذا سند صحيح رجاله كلهم ثقات‪ ،‬قال املنذري‪ :‬رواته ثقات‪.‬‬

‫* مفردات احلديث‪:‬‬

‫‪ -‬على النساء جهاد‪ :‬حبذف مهزة االستفهام‪N.‬‬

‫جهادا‪ ،‬أو جماهد ًة‪ ،‬إذا بالغ يف قتال عدوه‪ ،‬فهو لغة‪ :‬بذل الطاقة والوسع‪.‬‬
‫‪ -‬جهاد‪ :‬اجلهاد مصدر جاهد ً‬
‫وشرعا‪ :‬قتال الكفار خاصة؛ إلعالء كلمة اهلل‪.‬‬
‫ً‬
‫‪ -‬عليهن جه‪NN‬اد ال قت‪NN‬ال في‪NN‬ه‪ :‬أطل‪NN‬ق اجله‪NN‬اد ال‪NN‬ذي أرادت ب‪NN‬ه قت‪NN‬ال الكف‪NN‬ار على احلج‪ ،‬من ب‪NN‬اب املش‪NN‬اكلة‪ ،‬وه‪NN‬و أن ي‪NN‬ذكر بلف‪NN‬ظ غ‪NN‬ريه‬
‫لوقوعه يف صحبته‪ ،‬وهو من أنواع البديع‪.‬‬

‫* ما يؤخذ من احلديث‪:‬‬

‫هن علي‪NN‬ه ‪-‬غالبً‪NN‬ا‪ -‬من ض‪N‬عف الب‪N‬دن ورق‪N‬ة القلب‪ ،‬وع‪NN‬دم حتم‪NN‬ل‬
‫‪N‬روعا يف ح‪N‬ق النس‪NN‬اء‪ ،‬ملا َّ‬ ‫‪َّ - 1‬‬
‫أن اجلهاد بالبدن وقتال الكفار ليس مش‪ً N‬‬
‫قيامهن بعالج املرضى‪ ،‬ومداواة اجلرحى‪ ،‬وإسقاء العطشى‪ ،‬وحنو ذلك من األعمال‪.‬‬
‫َّ‬ ‫األخطار‪ ،‬وال مينع ذلك‬

‫أن اجلهاد واجب يف حق الرجال‪ ،‬فهو فرض كفاية‪ ،‬إالَّ أنَّه يتعنَّي يف بعض األحوال على كل قادر عليه‪.‬‬
‫‪َّ - 2‬‬

‫‪ - 3‬تشبيه احلج والعمرة باجلهاد جبامع البعد عن األوطان‪ ،‬ومفارقة األهل وبذل األموال‪ ،‬وأخطار السفر وأتعاب البدن‪.‬‬

‫‪ - 4‬فضل احلج والعمرة إ ْذ جعل ثواهبما كثواب اجلهاد يف سبيل اهلل‪.‬‬

‫‪ - 5‬فض‪NN‬يلة عائشة ‪-‬رض‪NN‬ي اهلل عنه‪NN‬ا‪َّ -‬‬


‫ألن رغبته‪NN‬ا يف اخلري واألعم‪NN‬ال الص‪NN‬احلة جعلهته‪NN‬ا تري‪NN‬د منافس‪NN‬ة الرج‪NN‬ال فيم‪NN‬ا خص‪NN‬ص هلم من‬
‫أعمال‪.‬‬

‫‪َّ - 6‬‬
‫أن اهلل تب‪N‬ارك وتع‪NN‬اىل ملا خل‪N‬ق الص‪NN‬نفني من البش‪NN‬ر‪ ،‬هيَّأ ك‪NN‬ل ص‪NN‬نف منهم‪NN‬ا‪ ،‬وأع‪NN‬ده للعم‪NN‬ل ال‪N‬ذي يناس‪N‬به ويتحمل‪NN‬ه‪ ،‬ملا يف ذل‪NN‬ك من‬
‫املصاحل العظيمة‪ ،‬اليت منها‪:‬‬

‫‪ -‬توزيع األعمال بني خلقه‪ ،‬فكل منهم يقوم جبانب من األعمال‪.‬‬

‫ختصص بعمل من األعمال وحده أجاده وأتقنه‪ ،‬فجاء على املراد‪.‬‬ ‫‪َّ -‬‬
‫أن الصنف الواحد إذا َّ‬

‫هيء له من األعمال‪.‬‬
‫‪ -‬أن يكون كل صنف مطالبًا مبا خيصه‪ ،‬وما ّ‬
‫‪ -‬يف هذا التوزيع العادل يكون عمار الكون‪ ،‬وسري األعمال وجناحها‪.‬‬
‫‪ - 7‬حسن تعليم النيب ‪-‬صلى اهلل عليه وسلم‪ -‬ومجال إجابته‪ ،‬فهو مل ِ‬
‫ينف عن عائشة تش‪N‬وفها واش‪N‬تياقها ِإىل فض‪N‬يلة اجله‪N‬اد يف س‪N‬بيل‬
‫اهلل‪ ،‬وإمنا دهَّل ا على جهاد من نوع آخر‪ ،‬يرضي طموحها ويُطمئن قلبها‪.‬‬
‫‪ - 8‬اس َّ‬
‫‪N‬تدل هبذا احلديث احلنابل‪N‬ة وغ‪NN‬ريهم على ج‪N‬واز ص‪N‬رف َّ‬
‫الزك‪NN‬اة للفق‪NN‬ري ال‪N‬ذي يري‪N‬د أداء فريض‪N‬ة احلج‪ ،‬ألنَّه داخ‪NN‬ل يف قول‪N‬ه تع‪N‬اىل‪:‬‬
‫{ويِف َسبِ ِيل اللَّ ِه} [التوبة‪.]60 :‬‬
‫َ‬
‫َّيب ق‪NN‬ال‪" :‬احلج‬ ‫‪N‬ريا حلج ف‪NN‬رض وعمرت‪NN‬ه؛ ملا روى أمحد (‪ )26026‬وغ‪NN‬ريه َّ‬
‫أن الن َّ‬ ‫ق‪NN‬ال يف ال‪NN‬روض وحاش‪NN‬يته‪ :‬وجيزيء أن يعطي منه‪NN‬ا فق‪ً N‬‬
‫والعم‪N‬رة يف س‪N‬بيل اهلل"‪ ،‬ص‪NN‬ححه الش‪N‬يخ األلب‪N‬اين دون قول‪N‬ه‪" :‬والعم‪NN‬رة"‪ ،‬وه‪NN‬ذه اللفظ‪N‬ة ش‪N‬اذة‪ ،‬وملا روى أب‪N‬و داود –وص‪NN‬ححه األلب‪N‬اين‪-‬‬
‫أن رجاًل جعل ناقته يف سبيل اهلل‪ ،‬فأرادت امرأته احلج‪ ،‬فقال هلا النيب ‪-‬صلى اهلل عليه وسلم‪" :-‬اركبيها َّ‬
‫فإن احلج يف سبيل اهلل"‪.‬‬ ‫َّ‬

‫‪ - 9‬ق‪NN N‬ال يف احلاش‪NN N‬ية‪ :‬واحلاص‪NN N‬ل أنَّه جيب للعم‪NN N‬رة م‪NN N‬ا جيب للحج‪ ،‬ويس‪NN N‬ن هلا م‪NN N‬ا يس‪NN N‬ن ل‪NN N‬ه‪ ،‬فهي ك‪NN N‬احلج يف اإلح‪NN N‬رام‪ ،‬والف‪NN N‬رائض‪،‬‬
‫والواجب‪NN‬ات‪ ،‬والس‪NN‬نن‪ ،‬واحملرم‪NN‬ات‪ ،‬واملكروه‪NN‬ات‪ ،‬واملفس‪NN‬دات‪ ،‬واإلحص‪NN‬ار‪ ،‬وغ‪NN‬ري ذل‪NN‬ك‪ ،‬إالَّ أهَّن ا ختالفه يف أنَّه ليس هلا وقت معنَّي ‪ ،‬وال‬
‫تفوت‪ ،‬وال وقوف هلا يف عرفة‪ ،‬وال نزول ملزدلفة‪ ،‬وليس فيها رمي اجلمار‪ ،‬وال خطبة‪.‬‬

‫* خالف العلماء‪:‬‬

‫أمجع العلماء على مشروعية العمرة‪ ،‬وأهَّن ا من شعائر اهلل تعاىل‪،‬‬

‫مرة واحدة يف العمر على املستطيع كاحلج‪.‬‬


‫ولكنهم اختلفوا يف حكمها‪ ،‬فأهل احلديث‪ ،‬واإلمامان الشافعي وأمحد‪ ،‬يرون وجوهبا َّ‬
‫كما روي وجوهبا عن مجاعة من الصحابة والتابعني‪ ،‬منهم عُمر‪ ،‬وعلي‪ ،‬وزيد بن ثابت‪ ،‬وابن عباس‪ ،‬وابن عمر‪ ،‬وعائشة‪ ،‬وطاوس‪،‬‬
‫واحلسن البصري‪ ،‬وابن سريين‪ ،‬وسعيد بن جبري‪ ،‬وجماهد‪ ،‬وعطاء‪.‬‬

‫{وَأمِت ُّوا احْلَ َّج َوالْعُ ْم َ‪N‬ر َة لِلَّ ِه} [البق‪N‬رة‪ N،]196 N:‬واألم‪N‬ر يقتض‪N‬ي الوج‪NN‬وب‪ ،‬وق‪N‬د قرهنا ب‪N‬احلج‪ ،‬واألص‪NN‬ل التس‪NN‬اوي بني‬
‫وال‪N‬دليل قول‪N‬ه تع‪N‬اىل‪َ :‬‬
‫"ح َّج عن أبي‪NN‬ك واعتم‪NN‬ر" ومبا‬
‫َّيب ‪-‬ص‪NN‬لى اهلل علي‪NN‬ه وس‪NN‬لم‪ -‬ق‪NN‬ال لس‪NN‬ائل‪ُ :‬‬ ‫املعط‪NN‬وف واملعط‪NN‬وف علي‪NN‬ه‪ ،‬وملا رواه الرتم‪NN‬ذي وص‪NN‬ححه َّ‬
‫أن الن َّ‬
‫أخرجه الدارقطين عن زيد بن ثابت بلفظ "احلج والعمرة فريضتان"‪.‬‬

‫أم‪N‬ا اإلمام‪N‬ان‪ :‬أب‪N‬و حنيف‪N‬ة ومالك وأتباعهم‪N‬ا ف‪N‬ريون اس‪N‬تحباهبا فقط‪ ،‬وق‪N‬د روي ذل‪N‬ك عن ابن مس‪N‬عود ورواي‪N‬ة عن اإلم‪N‬ام أمحد‪ ،‬اختاره‪N‬ا‬
‫شيخ اإلسالم ابن تيمية ‪-‬رمحه اهلل‪ ،-‬وقال شيخ اإلسالم يف االختيارات‪" :‬والقول بوجوب العمرة على أهل مكة قول ضعيف ج‪Nً N‬دا‪،‬‬
‫خمالف للسنة الثابتة‪ ،‬وهلذا كان أصح الطريقني عن أمحد َّ‬
‫أن أهل مكة ال عمرةً عليهم روايةً واحدةً‪ ،‬ويف غريهم روايتان"‪.‬‬

‫نص علي‪NN‬ه أمحد‪ ،‬وق‪NN‬ال‪ :‬ك‪NN‬ان ابن عب‪NN‬اس ال ي‪NN‬رى العم‪NN‬رة واجبة‪،‬‬
‫وق‪NN‬د ذك‪NN‬ر ه‪NN‬ذه الرواي‪NN‬ة يف املغ‪NN‬ين فق‪NN‬ال‪" :‬وليس على أه‪NN‬ل مك‪NN‬ة عم‪NN‬رة" َّ‬
‫ويقول‪ :‬يا أهل مكة ليس عليكم عمرة‪ ،‬إمّن ا عمرتكم طوافكم بالبيت‪ ،‬ووجه ذل‪NN‬ك َّ‬
‫أن ركن العم‪NN‬رة ومظهره‪NN‬ا الط‪NN‬واف ب‪N‬البيت‪ ،‬وهم‬
‫يفعلونه فأجزأ عنهم" اهـ‪.‬‬

‫إن األص‪NN‬ل ال‪NN‬رباءة من الوج‪NN‬وب‪ ،‬وال ينتق‪NN‬ل عنه‪NN‬ا ِإالَّ ب‪NN‬دليل ث‪NN‬ابت‪ّ ،‬‬
‫فأم‪NN‬ا اآلي‪NN‬ة فلف‪NN‬ظ األم‪NN‬ر باإلمتام يش‪NN‬عر بأنَّه إمنا جيب بع‪NN‬د‬ ‫وال‪NN‬دليل‪َّ :‬‬
‫ت}‬ ‫َْ‬ ‫{ولِلَّ ِه َعلَى الن ِ‬
‫َّاس ِح ُّج الْبي ِ‬
‫اإلح ‪NN‬رام ال قبل ‪NN‬ه‪ ،‬واحلديث الص ‪NN‬حيح "ب ‪NN‬ين اإلس ‪NN‬الم على مخس" اقتص ‪NN‬ر على احلج‪ ،‬واهلل تع ‪NN‬اىل يق ‪NN‬ول‪َ :‬‬
‫[آل عمران‪.]97 :‬‬
‫قد وردت أحاديث ضعيفة تفيد عدم وجوب العمرة‪ ،‬مثل‪" :‬يا رسول اهلل‪ ،‬أخربين عن العم‪N‬رة أواجب‪N‬ة هي؟ فق‪N‬ال‪ :‬ال وأن تعتم‪N‬ر خ‪N‬ري‬
‫لك" رواه أمحد وحديث‪" :‬احلج جهاد‪ ،‬والعمرة تطوع" رواه ابن ماجه‪.‬‬

‫قال احلافظ ابن حجر‪ :‬وال يصح من ذلك شيء‪.‬‬

‫قال يف سبل السالم‪" :‬واألدلة ال تنهض ‪-‬عند التحقيق‪ -‬على اإلجياب الذي األصل عدمه"‪N.‬‬

‫ت‪ :‬وال‪NN‬ذي ي‪NN‬رتجح ع‪NN‬دم الوج‪NN‬وب الس‪N‬يَّما للمك‪NN‬يني‪ ،‬ولكن األفض‪NN‬ل واألح‪NN‬وط ه‪NN‬و اإلتي‪NN‬ان هبا‪ ،‬وه‪NN‬و أم‪NN‬ر س‪NN‬هل وميس‪NN‬ر‪ ،‬وهلل احلم‪NN‬د‬
‫ُق ْل ُ‬
‫واملنة‪.‬‬
‫ول ِ‬
‫اهلل!‬ ‫ال‪َ" :‬أتَى النَّبِ َّي ‪-‬ص لى اهلل علي ه وس لم‪َ -‬أ ْع َرابِ ٌّي‪َ ،‬ف َق ال‪ :‬يَ ا َر ُس َ‬ ‫ض َي اهللُ َع ْن هُ‪ -‬قَ َ‬ ‫وعن ج ابِ ِر ب ِن َع ْب ِد ِ‬
‫اهلل ‪-‬ر ِ‬
‫َ‬ ‫‪َ ْ َ - 78‬‬
‫ابن َع ِد ٍّ‬
‫ي‬ ‫ي‪ِ َّ ،‬‬
‫والراج ُح َو ْق ُف هُ‪َ ،‬وَأ ْخ َر َج هُ ُ‬ ‫َأح َم ُد َوالت ِّْر ِم ِذ ُّ‬
‫َك" َر َواهُ ْ‬ ‫َأواجبَةٌ ِه َي؟ َف َق َ‬
‫ال‪ :‬اَل ‪َ ،‬وَأ ْن َت ْعتَ ِم َر َخ ْي ٌر ل َ‬ ‫َأ ْخبِرنِي َع ِن العمر ِة‪ِ ،‬‬
‫َُْ‬ ‫ْ‬
‫ان"‪.‬‬‫ضتَ ِ‬‫"الح ُّج َوالعُ ْم َرةُ فَ ِريْ َ‬ ‫وعن جابِ ٍر ‪-‬ر ِ‬ ‫ض ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫وعا‪َ :‬‬ ‫ض َي اهللُ َع ْنهُ‪َ -‬م ْرفُ ً‬ ‫َ‬ ‫عيف‪َ ْ َ .‬‬ ‫آخر َ‬
‫م ْن َو ْجه َ‬
‫احلديث أخرج‪NN‬ه أمحد وأب‪NN‬و يعلى وابن أيب ش‪NN‬يبة‪ :‬عن أيب معاوي‪NN‬ة عن احلج‪NN‬اج بن أرط‪NN‬اه عن ابن النك‪NN‬در عن ج‪NN‬ابر‪ .‬واحلج‪NN‬اج ص‪NN‬دوق‬
‫وم‪NN‬دلس وق‪NN‬د عنعن‪ .‬ق‪NN‬ال ابن عب‪NN‬د ال‪NN‬رب‪ :‬احلج‪NN‬اج بن أرط‪NN‬اة ليس حبج‪NN‬ة فيم‪NN‬ا انف‪NN‬رد ب‪NN‬ه‪ ،‬وق‪NN‬ال الض‪NN‬ياء املقدس‪NN‬ي‪ :‬في‪NN‬ه احلج‪NN‬اج بن أرط‪NN‬اة‪،‬‬
‫وفيه كالم‪.‬‬

‫وق‪NN‬د أخرج‪NN‬ه ال‪NN‬دارقطين وال‪NN‬بيهقي من طري‪NN‬ق احلج‪NN‬اج وابن ج‪NN‬ريج عن ابن املنك‪NN‬در عن ج‪NN‬ابر أن‪NN‬ه س‪NN‬ئل عن العم‪NN‬رة أواجب‪NN‬ة هي‪ ،‬موقوف‪NN‬ا‬
‫عليه‪ :‬قال البيهقي‪ :‬وهو احملفوظ عن جابر‪.‬‬

‫وأخرجه ابن عدي من طريق أيب عصمة عن ابن املنكدر عن ج‪N‬ابر‪ ،‬وأب‪NN‬و عص‪NN‬مة ك‪NN‬ذبوه‪ ،‬كم‪N‬ا َّ‬
‫أن يف إس‪N‬ناده ‪-‬عن‪N‬د أمحد والرتم‪NN‬ذي‪-‬‬
‫احلجاج بن أرطأة وهو ضعيف‪.‬‬

‫فاحلديث ضعيف موقوف‪ .‬ويف الباب أحاديث ال تقوم هبا حجة‪ .‬قال الشافعي‪ :‬ليس يف العمرة شيء ثابت‪ ،‬إمنا هي تطوع‪.‬‬

‫وأم‪NN‬ا ح‪NN‬ديث ج‪NN‬ابر‪" :‬الحج والعمرة فريضتان" فلم ي‪NN‬ذكر املص‪NN‬نف هاهن‪NN‬ا من أخرج‪NN‬ه‪ ،‬وم‪NN‬ا قي‪NN‬ل في‪NN‬ه‪ ،‬وق‪NN‬د أخرج‪NN‬ه ال‪NN‬بيهقي –وذك‪NN‬ر‬
‫احلاف‪NN‬ظ يف التلخيص إخ‪NN‬راج ابن ع‪NN‬دي ل‪NN‬ه (‪ -)1468 N/4‬من ح‪NN‬ديث ابن هليع‪NN‬ة عن عط‪NN‬اء عن ج‪NN‬ابر‪ ،‬وابن هليع‪NN‬ة ض‪NN‬عيف‪ .‬وق‪NN‬د روي‬
‫عند احلاكم موقوفًا عن ابن عباس وعن زيد بن ثابت‪.‬‬

‫* مفردات احلديث‪:‬‬

‫‪ -‬أعرايب‪ :‬بفتح اهلمزة نسبة إىل األعراب‪ :‬سكان البادية‪ ،‬ومجعه أعراب وأعارب وأعاريب‪.‬‬

‫‪ -‬فريضتان‪ :‬الفرض لغة‪ :‬احلَُّز يف الشيء‪.‬‬

‫وشرعا‪ :‬ما أوجبه اهلل على عباده املكلفني‪ ،‬وهو مرادف للواجب الذي يثاب فاعله ويعاقب تاركه‪.‬‬
‫ً‬
‫وبعض األصوليني يفرق بني الفرض وبني الواجب‪َّ ،‬‬
‫بأن الفرض ما ُشرع بأمر قطعي‪ ،‬والواجب ما ُشرع بأمر ظين‪.‬‬
‫* ما يؤخذ من احلديثني‪:‬‬

‫‪ - 1‬األول‪ :‬ي‪N‬دل على َّ‬


‫أن العم‪N‬رة ليس‪N‬ت واجبة‪ ،‬وإمنا هي مس‪N‬تحبة‪ ،‬والث‪N‬اين‪ :‬يعارضه‪ ،‬في‪N‬دل على وجوهبا وفرض‪N‬يتها‪ .‬أم‪N‬ا احلج ف‪N‬أمره‬
‫معروف‪ N،‬وتقدم الكالم عليه‪.‬‬

‫‪ - 2‬احلديثان ليس‪NN‬ا حبج‪NN‬ة‪ ،‬ال على الوج‪NN‬وب‪ ،‬وال على االس‪NN‬تحباب لض‪NN‬عفهما‪ ،‬ول‪NN‬ذا نق‪NN‬ل الرتم‪NN‬ذي عن الش‪NN‬افعي أنَّه ق‪NN‬ال‪" :‬ليس يف‬
‫العمرة شيء ثابت‪ ،‬إمنا هي تطوع‪ ،‬ويف إجياهبا أحاديث ال تقوم هبا احلجة"‪.‬‬

‫وقد تقدم بسط الكالم على اخلالف فيها وحكمها‪ ،‬واهلل أعلم‪.‬‬
‫ِ‬ ‫اد و َّ ِ‬ ‫اهلل! َم ا َّ ِ‬‫ول ِ‬ ‫ال‪" :‬قِيَ َل‪ :‬يَا َر ُس َ‬ ‫َأنس ‪-‬ر ِ‬
‫ص َّح َحهُ‬
‫الراحلَ ةُ" َرواهُ الدَّارقُطْن ُّي‪َ ،‬و َ‬ ‫الز ُ َ‬
‫ال‪َّ :‬‬ ‫يل؟ قَ َ‬
‫الس ب ُ‬ ‫ض َي اهللُ َع ْن هُ‪ -‬قَ َ‬ ‫‪َ - 79‬و َع ْن ٍ َ‬
‫اد ِه َ‬
‫ضا‪ ،‬وفِي ِإسنَ ِ‬ ‫اجح ِإرسالُهُ‪ ،‬وَأ ْخرجهُ التِّر ِم ِذ ُّ ِ ِ ِ‬ ‫الحاكِم‪ ،‬و َّ ِ‬
‫ف‪.‬‬‫ض ْع ٌ‬ ‫ْ‬ ‫ي م ْن َحديث اب ِن عُ َم َر َأيْ ً َ‬ ‫الر ُ ْ َ َ َ َ ْ‬ ‫َ ُ َ‬
‫من اإلرواء‪ :‬أخرجه الدارقطىن وكذا احلاكم عن على بن العب‪N‬اس ح‪N‬دثنا على بن س‪N‬عيد بن مس‪N‬روق الكن‪N‬دى ح‪N‬دثنا ابن أىب زائ‪N‬دة عن‬
‫سعيد بن أىب عروبة عن قتادة عن أنس به‪.‬‬

‫وقال احلاكم‪ " :‬صحيح على شرط الشيخني ‪ ,‬وقد تابع محاد بن سلمة سعيدا على روايته عن قتادة "‬

‫مث س ‪NN‬اق احلاكم من طري ‪NN‬ق أىب قت ‪NN‬ادة احلراىن عن محاد بن س ‪NN‬لمة عن قت ‪NN‬ادة ب ‪NN‬ه‪ .‬مث ق ‪NN‬ال‪ " :‬ه ‪NN‬ذا ص ‪NN‬حيح على ش ‪NN‬رط مس ‪NN‬لم "‪ .‬ووافق ‪NN‬ه‬
‫الذهىب ىف كل ذلك‪.‬‬

‫البيهقى وهو تلميذه فق‪NN‬ال بع‪N‬د أن علق‪N‬ه من طري‪N‬ق س‪NN‬عيد بن أىب عروب‪N‬ة ب‪N‬ه‪ " :‬وال أراه إال ومهاً ‪ ,‬فق‪N‬د أخربن‪NN‬ا ‪ " ...‬مث‬
‫ُّ‬ ‫احلاكم‬
‫َ‬ ‫وخالف‬
‫س‪NN‬اق إس‪NN‬ناده إىل جعف‪NN‬ر بن ع‪NN‬ون‪ :‬أنبأن‪NN‬ا س‪NN‬عيد بن أىب عروب‪NN‬ة عن قت‪NN‬ادة عن احلس‪NN‬ن ق‪NN‬ال‪ :‬ف‪NN‬ذكره مرفوع‪NN‬ا مرس‪NN‬ال‪ ،‬وق‪NN‬ال‪ " :‬ه‪NN‬ذا ه‪NN‬و‬
‫احملفوظ عن قتادة عن احلسن عن النىب صلى اهلل عليه وسلم مرسال‪ ،‬وكذلك رواه يونس بن عبيد عن احلسن‪.‬‬

‫وق‪NN‬ال احلاف‪NN‬ظ ىف " التلخيص " بع‪NN‬د أن ذك‪NN‬ر خالص‪NN‬ة كالم ال‪NN‬بيهقى ىف ت‪NN‬رجيح املرس‪NN‬ل على املوص‪NN‬ول‪ " :‬وس‪NN‬نده ص‪NN‬حيح إىل احلس‪NN‬ن ‪,‬‬
‫وقد رواه احلاكم من حديث محاد بن سلمة عن قتادة عن أنس أيضا ‪ ,‬إال أن الراوى عن محاد هو أب‪NN‬و قت‪NN‬ادة عب‪NN‬د اهلل بن واق‪NN‬د احلراىن‬
‫‪ ,‬وقد قال أبو حامت‪ :‬هو منكر احلديث‪.‬‬

‫يم بْ ُن يَِزي‪Nَ N‬د َع ْن‪ ‬حُمَ َّم ِد بْ ِن َعبَّ ِاد بْ ِن َج ْع َف‪ٍ N‬ر‪َ  ‬ع ِن‪ ‬ابْ ِن‬ ‫ِإ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ف بْ ُن عي َس‪N‬ى‪ ‬قَ‪NN‬ال َ‪N‬ح َّ‪N‬دثَنَا‪َ  ‬وكي‪Nٌ N‬ع قَ‪NN‬ال َ‪N‬ح َّ‪N‬دثَنَا‪ْ  ‬ب‪Nَ N‬راه ُ‬
‫وأما رواية الترمذي‪Nَ :‬ح َّ‪N‬دثَنَا‪ ‬يُو ُس‪ُ N‬‬
‫عُ َمَر‪ ،‬وإبراهيم بن يزيد قال احلافظ فيه‪ :‬مرتوك احلديث‪.‬‬

‫والشيخ األلباين‪ :‬ناقش ط‪N‬رق ه‪N‬ذا احلديث مناقش‪N‬ة طويل‪N‬ة‪ ،‬واس‪N‬تعرض أق‪N‬وال احملدثني في‪N‬ه‪ ،‬وانتهى ب‪N‬ه األم‪N‬ر ِإىل قول‪N‬ه‪ :‬وخالص‪N‬ة الق‪N‬ول‪:‬‬
‫أن طرق هذا احلديث كلها واهية‪ ،‬وبعضها أوهى من بعض‪ ،‬وأحسنها طريق احلس‪N‬ن البص‪NN‬ري املرس‪NN‬ل‪ .‬وليس يف تل‪NN‬ك املوص‪NN‬والت م‪NN‬ا‬ ‫َّ‬
‫شاهدا هلا لَِو ْهيها‪.‬‬
‫ميكن أن جيعل ً‬
‫والصحيح من الروايات رواية احلسن املرسلة‪.‬‬
‫وقال ابن املنذر‪ :‬ال يثبت احلديث يف ذلك ُم ْسنَ ًدا‪ّ ،‬‬
‫فاحلديث ضعيف‪.‬‬
‫مفردات احلديث‪:‬‬

‫‪ -‬الس‪NN‬بيل‪ :‬الس‪NN‬بيل ي‪NN‬راد ب‪NN‬ه الطريق‪ ،‬ويس‪NN‬تعمل لك‪NN‬ل م‪NN‬ا يتوص‪NN‬ل ب‪NN‬ه إىل ش‪NN‬يء‪ ،‬وهو املراد هنا‪ ،‬وي‪NN‬ذكر وي‪NN‬ؤنث‪ ،‬واملس‪NN‬ؤول عن‪NN‬ه هن‪NN‬ا ه‪NN‬و‬
‫اع ِإلَْي ِه َسبِياًل }‪.‬‬ ‫{م ِن ْ‬
‫استَطَ َ‬ ‫املذكور يف قوله تعاىل‪َ :‬‬
‫‪ -‬الزاد‪ :‬هو الطعام املدخر الزائد على ما حيتاج إليه يف الوقت احلاضر‪ ،‬فسمي به طعام املسافر الذي يدخره لسفره‪ ،‬واجلمع أزواد‪.‬‬

‫‪ -‬الراحل ‪NN‬ة‪ :‬هي من اإلب ‪NN‬ل الص ‪NN‬احلة لألس ‪NN‬فار واألمحال‪ ،‬والرح ‪NN‬ل م ‪NN‬ا يوض ‪NN‬ع على ظه ‪NN‬ر البعري للرك ‪NN‬وب‪ ،‬واملراد هن ‪NN‬ا احلص ‪NN‬ول على م ‪NN‬ا‬
‫يوصله إىل البيت احلرام‪.‬‬

‫* ما يؤخذ من احلديث‪:‬‬

‫اع ِإلَْي‪Nِ N‬ه َس‪N‬بِياًل } [آل عم‪NN‬ران‪ ]97 :‬فق‪NN‬د أن‪NN‬اط تع‪NN‬اىل وج‪NN‬وب احلج باس‪NN‬تطاعة‬ ‫ِ‬ ‫‪ - 1‬ق‪NN‬ال تع‪NN‬اىل‪{ :‬ولِلَّ ِه علَى الن ِ ِ‬
‫َّاس ح ُّج الَْبْيت َم ِن ا ْس‪N‬تَطَ َ‬ ‫َ َ‬
‫ففسره بالزاد والراحلة‪.‬‬
‫النيب ‪-‬صلى اهلل عليه وسلم‪ -‬عن السبيل يف هذه اآلية‪َّ ،‬‬
‫الصحابة َّ‬
‫بعض ّ‬
‫السبيل‪ ،‬فسأل ُ‬
‫‪ - 2‬من وجد الزاد والراحلة وجب عليه احلج‪ ،‬ومن مل جيد فال جيب عليه‪.‬‬

‫‪ - 3‬الراحل‪N‬ة ف َّس‪N‬رت بالناق‪N‬ة‪ ،‬ولكن املع‪N‬ىن يش‪N‬مل املراكب األخ‪N‬رى‪ ،‬فأص‪N‬بحت الراحل‪N‬ة اآلن إم‪NN‬ا الس‪N‬يَّارة‪ ،‬أو الط‪N‬ائرة‪ ،‬أو الب‪N‬اخرة‪ ،‬أو‬
‫غريها من املراكب احلديثة‪.‬‬

‫‪ - 4‬ال‪NN‬زاد فُ ِّس‪N‬ر لغ‪NN‬ة بطع‪NN‬ام املس‪NN‬افر‪ ،‬وأص‪NN‬بح اآلن يش‪NN‬مل ك‪NN‬ل م‪NN‬ا حيت‪NN‬اج إلي‪NN‬ه مري‪NN‬د احلج‪ ،‬من النفق‪NN‬ات املنوع‪NN‬ة‪ ،‬ال‪NN‬يت ختتل‪NN‬ف ب‪NN‬اختالف‬
‫األحوال واألوقات‪.‬‬

‫‪ - 5‬الشارع أطلق الزاد والراحلة‪ ،‬ولكل إنسان ما يناسبه ويليق به‪ ،‬فالبد أن يكونا صاحلني ملثله‪.‬‬

‫‪N‬أن اهلل تع‪NN‬اىل مل يكل‪NN‬ف نف ًس ‪N‬ا إالَّ وس‪NN‬عها‪ ،‬فالع‪NN‬اجز ال جيب علي‪NN‬ه احلج‪ ،‬وال يبنغي أن حيج مث يك‪NN‬ون‬
‫‪ - 6‬ومن ه‪NN‬ذا احلديث يس‪NN‬تدل ب‪َّ N‬‬
‫عالة على الناس‪.‬‬

‫‪ - 7‬م‪NN‬ا تق‪NN‬دم ه‪NN‬و ش‪NN‬رط االس‪NN‬تطاعة‪ ،‬ف‪NN‬إن كملت أداة االس‪NN‬تطاعة‪ ،‬ولكن حص‪NN‬ل م‪NN‬انع آخ‪NN‬ر‪ ،‬ف‪NN‬إن ك‪NN‬ان ميؤو ًس ‪N‬ا من زواله ‪-‬كم‪NN‬رض‬
‫ميؤوس منه‪ ،‬أو شيخوخة‪ ،‬أو أيس‪N‬ت املرأة من حص‪NN‬ول احملرم‪ -‬أن‪NN‬ابوا من حيج عنهم‪ ،‬وإن ك‪NN‬ان املانع مرج َّ‪N‬و ال‪NَّN‬زوال ‪-‬كم‪NN‬رض م‪NN‬أمول‬
‫مستطيعا‪.‬‬
‫ً‬ ‫منتظرا حىت يزول‪ ،‬مث إذا زال بادر بأداء الفريضة‪ ،‬إذا كان ال يزال‬
‫الشفاء منه‪ ،‬أو كخوف الطريق‪ -‬بقي ً‬
‫أن الصحابة ‪-‬رضي اهلل عنهم‪ -‬فهموا من كتاب اهلل معاين أمساء اهلل وصفاته‪ ،‬وأهنم مل ميروها ألفاظً‪N‬ا كم‪N‬ا ن‪N‬زلت‬ ‫‪ - 8‬فيه دليل على َّ‬
‫من دون معرف‪NN‬ة هلا‪ ،‬ألهَّن ا ن‪NN‬زلت بلس‪NN‬اهنم‪ ،‬فعرف‪NN‬وا مع‪NN‬ىن االس‪NN‬تواء وال‪NN‬نزول‪ ،‬وفهم‪NN‬وا مع‪NN‬ىن الرمحة‪ ،‬والغض‪NN‬ب‪ N،‬والعجب‪ ،‬واحملب‪NN‬ة‪ ،‬ومجي‪NN‬ع‬
‫الصفات الذاتية والفعلية‪ ،‬ومما علموا َّ‬
‫أن َمَر َّد علمه إىل اهلل تعاىل ‪-‬وهو كيفية الصفة‪ -‬فقد سكتوا عنه‪.‬‬
‫ول‪NN‬و ك‪NN‬انوا مل يعلم‪NN‬وا ذل‪NN‬ك م‪NN‬ا س‪NN‬كتوا عن الس‪NN‬ؤال عنه‪ ،‬وهم يس‪NN‬ألون الن‪NN‬يب ‪-‬ص‪NN‬لى اهلل علي‪NN‬ه وس‪NN‬لم‪ -‬عم‪NN‬ا ه‪NN‬و أق‪NN‬ل أمهي‪NN‬ة يف ال‪NN‬دين من‬
‫اع ِإلَْي‪Nِ N‬ه َس ‪N‬بِياًل } ففي ه‪NN‬ذا رد على طوائ‪NN‬ف املعتزل‪NN‬ة‬ ‫ِ‬ ‫ذل‪NN‬ك‪ ،‬وه‪NN‬و مع‪NN‬ىن الس‪NN‬بيل يف قول‪NN‬ه تع‪NN‬اىل‪{ :‬ولِلَّ ِه علَى الن ِ ِ‬
‫َّاس ح ُّج الَْبْيت َم ِن ا ْس ‪N‬تَطَ َ‬ ‫َ َ‬
‫واجلهمية‪ ،‬وأضراهبم‪.‬‬

‫اع ِإلَْي‪Nِ N‬ه َس ‪N‬بِياًل } ف‪NN‬الفقري ال ينبغي أن يكل‪NN‬ف نفس‪NN‬ه ويش‪NN‬ق عليها‪ ،‬ورمَّبا ض‪Nَّ N‬ر‬
‫{م ِن ا ْس ‪N‬تَطَ َ‬
‫أن اهلل تب‪NN‬ارك وتع‪NN‬اىل جع‪NN‬ل احلج على‪َ :‬‬ ‫‪َّ - 10‬‬
‫ين اَل‬ ‫َّ ِ‬
‫{واَل َعلَى الذ َ‬
‫حبج‪N‬ه نفق‪N‬ة واجب‪N‬ة علي‪NN‬ه‪ ،‬أو دينً‪NN‬ا واجبً‪N‬ا علي‪NN‬ه أداؤه‪ ،‬فيق‪NN‬دم م‪NN‬ا مل جيب علي‪NN‬ه على ال‪NN‬واجب علي‪N‬ه‪ ،‬واهلل تع‪NN‬اىل يق‪N‬ول‪َ :‬‬
‫جَيِ ُدو َن َما يُْن ِف ُقو َن َحَر ٌج} [التوبة‪.]91 :‬‬

‫زادا وراحل ‪NN‬ة ص ‪NN‬احلني ملثل ‪NN‬ه بع ‪NN‬د قض ‪NN‬اء الواجب ‪NN‬ات من ال ‪NN‬ديون احلالَّة واملؤجلة ‪ ،‬والزك ‪NN‬وات‪،‬‬
‫‪ - 11‬ق ‪NN‬ال الفقه ‪NN‬اء‪ :‬والق ‪NN‬ادر َم ْن وج ‪NN‬د ً‬
‫والكفارات‪ ،‬والنذور‪ ،‬وبعض النفقات الشرعية له وألهله‪ ،‬إىل أن يعود بال خوف‪.‬‬

‫* فائدة‪:‬‬

‫ق ‪NN‬ال ش ‪NN‬يخ اإلس ‪NN‬الم‪ :‬من اغتص ‪NN‬ب مركوبً ‪NN‬ا‪ ،‬أو اش ‪NN‬رتاه مبال مغص ‪NN‬وب‪ ،‬وحج علي ‪NN‬ه فإنَّه جيب علي ‪NN‬ه أن يع ‪NN‬وض ص ‪NN‬احبه إذا أمكن‪ ،‬وإالَّ‬
‫‪N‬ح عن‪NN‬ه ‪-‬ص‪NN‬لى اهلل علي‪NN‬ه‬ ‫تص‪NN‬دَّق بق‪NN‬در قيم‪NN‬ة الثمن عن‪NN‬ه‪ ،‬وق‪NN‬د ط‪NN‬اب حج‪NN‬ه‪ ،‬وينبغي أن يع‪NN‬د حلج‪NN‬ه وعمرت‪NN‬ه نفق‪NN‬ة طيب‪NN‬ة من حالل‪ ،‬ملا ص‪َّ N‬‬
‫[ر َواهُ ُم ْسلِ ٌم‬
‫"إن اهلل طيبب ال يقبل إالَّ طيباً" َ‬ ‫وسلم‪ -‬أنَّه قال‪َّ :‬‬

‫وح ِاء‪َ ،‬ف َق ال‪َ :‬م ِن ال َق ْو ُم؟ قَ الُوا‪:‬‬ ‫"أن النَّبِ َّي ‪-‬صلى اهلل عليه وسلم‪ -‬ل َِق َي َر ْكبً ا بِ َّ‬
‫الر َ‬
‫اس ِ‬
‫ضي اهللُ َع ْن ُه َما‪َّ :-‬‬ ‫‪َ - 80‬و َع ِن ابْ ِن َعبَّ ٍ َ‬
‫‪-‬ر َ‬
‫َأج ٌر" َر َواهُ‬
‫َك ْ‬ ‫ال‪َ :‬نعم‪ ،‬ول ِ‬
‫ج؟‪ ،‬قَ َ َ ْ َ‬ ‫َت‪َ :‬ألِ َه َذا َح ٌّ‬‫ص بِيًّا‪َ ،‬وقَ ال ْ‬ ‫اهلل‪َ ،‬ف ر َفع ْ ِ‬
‫ت ِإل َْي ه ْام َرَأةٌ َ‬ ‫َ َ‬
‫ول ِ‬
‫ت؟ َف َق ال‪َ :‬ر ُس ُ‬ ‫المسلِمين‪َ ،‬ف َق الُوا‪َ :‬م ْن َأنْ َ‬ ‫ُ‬
‫ُم ْسلِ ٌم‪.‬‬

‫* مفردات احلديث‪:‬‬

‫‪َ -‬ر ْكبً‪NN‬ا‪ :‬بفتح ال‪NN‬راء وس‪NN‬كون الك‪NN‬اف بع‪NN‬دها ب‪NN‬اء موح‪NN‬دة حتتي‪NN‬ة‪ ،‬مجع راكب وهم الراكب‪NN‬ون على اإلب‪NN‬ل خاص‪NN‬ة يف الس‪NN‬فر‪ ،‬من العش‪NN‬رة‬
‫فما فوق‪ ،‬مجعه أركب وركوب وركبان‪.‬‬

‫‪ -‬الروح‪NN‬اء‪ :‬بفتح ال‪NN‬راء وس‪NN‬كون ال‪NN‬واو مث ح‪NN‬اء مفتوح‪NN‬ة بع‪NN‬دها أل‪NN‬ف ممدودة‪ ،‬والروح‪NN‬اء ب‪NN‬ئر على الطري‪NN‬ق الس‪NN‬احلي بني مك‪NN‬ة واملدين‪NN‬ة‬
‫املن‪NN‬ورة‪ ،‬وتبع‪NN‬د عن املدين‪NN‬ة بـ (‪ )73‬كيل‪NN‬و مرت‪ ،‬يوج‪NN‬د هبا املق‪NN‬اهي واس‪NN‬رتاحة‪ ،‬وتس‪NN‬ميها العام‪NN‬ة ب‪NN‬ئر الرح‪NN‬ا‪ ،‬أو ب‪NN‬ئر الراح‪NN‬ة‪ ،‬وخ‪NN‬ف ش‪NN‬أهنا‬
‫اآلن بعد أن أحدث الطريق السريع الذي ال مير هبا‪.‬‬

‫‪ -‬صبيًّا‪ :‬الصيب مجعه صبية وأصبية وصبيون وصبيان‪ ،‬قلبوا الواو فيها ياء للكسرة اليت قبلها‪ ،‬وهو الغالم من الوالدة إىل البلوغ‪.‬‬

‫‪ -‬حج‪ :‬مبتدأ مؤخر‪ ،‬و"أهلذا" خرب مقدم‪ ،‬يعين‪ :‬أحيصل هلذا ثواب حج‪ ،‬ومل تقل‪ :‬أعلى هذا حج؛ ألنَّه ال جيب على األطفال ‪.‬‬

‫* ما يؤخذ من احلديث‪:‬‬

‫‪ - 1‬صحة حج الصغري والصغرية‪ N،‬سواء كانا مميزين‪ ،‬أو دون سن التمييز‪.‬‬

‫‪َّ - 2‬‬
‫أن ثواب احلج للصغري ال لوليه‪ ،‬وال لغريه من أقاربه‪ ،‬لكن لوليه الذي تسبب يف نسكه أجر على ذلك‪.‬‬
‫‪ - 3‬حج‪NN‬ة من دون البل‪NN‬وغ ال جتزي‪NN‬ه عن حج‪NN‬ة اإلس‪NN‬الم‪ ،‬ف‪َّ N‬‬
‫‪N‬إن مع‪NN‬ىن ق‪NN‬ول الن‪NN‬يب ‪-‬ص‪NN‬لى اهلل علي‪NN‬ه وس‪NN‬لم‪ -‬للم‪NN‬رأة‪ :‬نعم‪ ،‬أي‪ :‬يص‪NN‬ح من‪NN‬ه‬
‫احلج‪ .‬وإن ك‪NN‬ان طفاًل ال مييز‪ ،‬كم‪NN‬ا ه‪NN‬و ظ‪NN‬اهر الس‪NN‬ياق بقول‪NN‬ه‪" :‬ف‪NN‬رفعت إلي‪NN‬ه ام‪NN‬رأة ص‪NN‬بيًا"‪ ،‬وه‪NN‬ذا اإلمجال يف كلم‪NN‬ة "حج" م‪N‬بنَّي حبديث‬
‫"أميا غالم حج ب‪NN‬ه أهل‪NN‬ه مث بل‪NN‬غ فعلي‪NN‬ه حج‪NN‬ة أخ‪NN‬رى" [رواه ال‪NN‬بيهقي (‪ ])9629‬وص‪NN‬ححه األلب‪NN‬اين‪ ،‬أي ل‪NN‬ه األج‪NN‬ر يف التط‪NN‬وع ب‪NN‬احلج قب‪NN‬ل‬
‫البلوغ‪ ،‬وعليه ركن احلج ‪ -‬وجوبًا ‪-‬بعد البلوغ‪.‬‬

‫فقد أمجع العلماء على أنَّه ال جيزئه ‪-‬إذا بلغ‪ -‬عن حجة اإلسالم‪.‬‬

‫حج له"‪.‬‬
‫قال الطحاوي‪" :‬ال ُحجة يف قوله "نعم" على أنَّه جيزئه عن حجة اإلسالم‪ ،‬بل فيه ُحجة على من زعم أنّه ال َّ‬
‫أن الش‪NN‬ارع أج‪NN‬از حج الص‪NN‬غري فإنَّه يري‪NN‬د من‪NN‬ه أن ي‪NN‬أيت ب‪NN‬ه على الوج‪NN‬ه املش‪NN‬روع‪ ،‬فتش‪NN‬مله أحك‪NN‬ام حج الكب‪NN‬ري إالَّ م‪NN‬ا أخرج‪NN‬ه‬
‫‪ - 4‬م‪NN‬ا دام َّ‬
‫فحيئذ يكون على وليه أن يتبع ما يأيت‪:‬‬ ‫ٍ‬ ‫ال ّدليل‪،‬‬

‫حمرما‪.‬‬
‫أ ‪ -‬إن كان دون التمييز أن ينوي عنه اإلحرام‪ ،‬ويصري ‪-‬بذلك‪ -‬الصغري ً‬
‫مميزا أمره وليه أن حيرم‪ ،‬ألنه ال ينعقد اإلحرام من الصغري املميز إالَّ بإذن وليه؛ ألنَّه تصرف فيه شائبة مالية‪ ،‬فال يك‪NN‬ون‬
‫ب ‪ -‬إن كان ً‬
‫إالَّ بإذن الويل‪.‬‬

‫ذكرا جتنب ما يتجنبه الذكور يف اإلحرام‪ ،‬وإن كان أنثى جتنبت ما جيتنبه النساء يف اإلحرام‪.‬‬ ‫ج ‪َّ -‬‬
‫إن كان ً‬
‫د ‪ -‬إن كانا مميزين فعليهما الطهارة من احلدث والنجاسة للطواف‪ ،‬وإن كانا دون التمييز‪ ،‬فينبغي لوليهما أن يطهر أبداهنما وثياهبما‬
‫من النجاسة حني الطواف‪.‬‬

‫‪ - 5‬ويل الصغريين هو القائم بشؤوهنما ومصاحلهما‪ N،‬من أب أو أم‪ ،‬أو غريمها‪ ،‬فال خُت ص الوالية بالرجال‪ ،‬كما هو ظاهر احلديث‪.‬‬

‫‪ - 6‬يفع‪NN‬ل ال‪NN‬ويل عنهم‪NN‬ا م‪NN‬ا يعج‪NN‬زان عن‪NN‬ه ك‪NN‬الرمي وحنوه‪ ،‬ملا روى الرتم‪NN‬ذي (‪ )849‬عن ج‪NN‬ابر ق‪NN‬ال‪" :‬كنَّا حججن‪NN‬ا م‪NN‬ع رس‪NN‬ول اهلل ‪-‬‬
‫صلى اهلل عليه وسلم‪ ،-‬فكنَّا نرمي عن الصغار"‪N.‬‬

‫أما ما يقدر عليه الصغري فيأيت به بنفسه‪ ،‬كالوقوف بعرفة‪ ،‬واملبيت مبزدلفة‪ ،‬والطواف والسعي‪.‬‬

‫مميزا‪ ،‬فإنَّه ين‪NN‬وي عن نفس‪NN‬ه وحامل‪NN‬ه الط‪NN‬ائف أو الس‪NN‬اعي ين‪NN‬وي عن نفس‪NN‬ه‪ ،‬ولك‪NN‬ل‬
‫‪ - 7‬إذا ك‪NN‬ان الص‪NN‬غري احملم‪NN‬ول يف الط‪NN‬واف والس‪NN‬عي ً‬
‫َّيب ‪-‬ص‪N‬لى اهلل علي‪N‬ه‬ ‫منهما نية خاصة بنفسه‪ ،‬وأم‪N‬ا إذا ك‪N‬ان دون التمي‪N‬يز والن‪N‬اوي عن‪N‬ه حامل‪N‬ه‪ ،‬فظ‪N‬اهر ه‪N‬ذا احلديث إج‪N‬زاء ذل‪N‬ك؛ َّ‬
‫ألن الن َّ‬
‫خروج‪NN‬ا من اخلالف‪ ،‬ومن ب‪NN‬اب‬
‫ً‬ ‫وس‪NN‬لم‪ -‬مل ي‪NN‬أمر املرأة ال‪NN‬يت س‪NN‬ألته أن تط‪NN‬وف ل‪NN‬ه وح‪NN‬ده وهلا وح‪NN‬دها‪ ،‬ول‪NN‬و ك‪NN‬ان واجبً‪NN‬ا لبيَّن‪NN‬ه‪ ،‬ولكن‬
‫االحتياط‪ ،‬وحلديث "دع ما يريبك إىل ما ال يريبك" [رواه الرتمذي (‪ ،])2442‬فاألفضل أن يكون حامل‪N‬ه ق‪N‬د ط‪N‬اف وس‪N‬عى لنفس‪N‬ه‪،‬‬
‫حني محل من هو دون التمييز‪.‬‬

‫‪ - 8‬فيه قبول العب‪NN‬ادة من الص‪N‬غار وإث‪N‬ابتهم عليها‪ ،‬وفي‪NN‬ه ت‪N‬دريب ومترين على طاع‪N‬ة اهلل تع‪NN‬اىل‪ ،‬ال‪N‬يت هي س‪NN‬عادة ال‪N‬دنيا واآلخ‪NN‬رة‪ ،‬وهلل يف‬
‫أمره أسرار‪.‬‬
‫‪ - 9‬استحباب التعارف والتآلف بني املسلمني‪ ،‬فالنيب ‪-‬صلى اهلل علي‪N‬ه وس‪N‬لم‪ -‬ق‪N‬ال‪" :‬من الق‪N‬وم؟ " فق‪N‬الوا‪ :‬فمن أنت؟ ق‪N‬ال‪" :‬رس‪N‬ول‬
‫اهلل"‪.‬‬

‫والتعارف والتواصل من أهداف احلج ومقاصده‪ N،‬اليت أشار إليه القرآن الكرمي بقوله‪{ :‬لِيَ ْش َه ُدوا َمنَافِ َع هَلُ ْم} [احلج‪.]28 :‬‬

‫‪ - 10‬فيه فضيلة صحبة أهل العلم والفضل‪ ،‬السيَّما يف سفر احلج؛ ليستفيد منهم املسلم‪ ،‬وليؤدي عبادته على منهج سليم‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ض‪ْ N‬ع َن بِ‪N‬الْ َق ْو ِل َفيَطْ َم َ‪N‬ع الَّذي يِف َق ْلبِ‪N‬ه َم َ‪N‬ر ٌ‬
‫ض َو ُق ْل َن‬ ‫‪ - 11‬فيه َّ‬
‫أن ص‪N‬وت املرأة ليس بع‪N‬ورة‪ ،‬م‪N‬ا مل تلين‪N‬ه وترققه‪ ،‬كم‪N‬ا ق‪N‬ال تع‪N‬اىل‪{ :‬فَاَل خَت ْ َ‬
‫وإن مساعه من الرجال جائز للحاجة إذا مل يقصد الرجل التلذذ بسماع صوهتا‪.‬‬ ‫َق ْواًل َم ْعُروفًا (‪[ })32‬األحزاب] َّ‬

‫َّيب ‪-‬ص‪N‬لى اهلل علي‪N‬ه وس‪N‬لم‪ -‬مل‬ ‫‪N‬ودا‪ ،‬ف َّ‬


‫‪N‬إن الن َّ‬ ‫‪ - 12‬فيه َّ‬
‫أن املرأة تلي شوؤن ولدها‪ ،‬وتعمل فيه مبا هو األصلح له‪ ،‬ولو ك‪N‬ان وال‪N‬ده موج ً‬
‫يستفسر منها عن وجود أبيه‪.‬‬

‫يب ‪-‬صلى اهلل عليه وسلم‪ -‬شبَّهه بالدين‪.‬‬ ‫‪ - 13‬حج الفرض عن امليت جيزيء عنه‪ ،‬ولو بغري إذن وارث؛ َّ‬
‫ألن النَ َّ‬
‫ألن هذه عبادات ال تصح إالَّ بنيَّة‪.‬‬ ‫معذورا‪ ،‬كدفع َّ‬
‫الزكاة عنه؛ َّ‬ ‫ً‬ ‫أما احلي فال يسقط عنه احلج إالَّ بإذنه‪ ،‬ولو‬

‫‪N‬ح‪ ،‬وأج‪NN‬زأ‪ ،‬ول‪N‬و‬


‫حج أو اعتم‪N‬ر نفاًل ‪ ،‬ون‪N‬وى ثواب‪N‬ه مليت أو حي ص َّ‬
‫خبالف الدَّين فإنَّه يصح القضاء عنه بال إذنه‪ ،‬ألنَّه ليس عب‪N‬ادة‪ ،‬ول‪NN‬و َّ‬
‫بال إذن احملجوج عنه‪ ،‬واملعتمر عنه‬

You might also like