Professional Documents
Culture Documents
مقدمة
واحلج لغة :القصد ،وقال اخلليل :القصد إىل معظَّم ،قال يف املصباح :مث قصر استعماله يف الشرع على قصد الكعبة للحج والعمرة.
وأمNNا ال ُّسNنَّة :فمستفيضNةٌ ،ومنهNNا مNNا يف الصNNحيحني" :بُNNين اإلسNNالم على مخس" N،وال جيب يف العمNNر ِإاَّل مNَّ Nرة واحNNدة يف السNNنة ،كمNNا يف
مرفوعا" ،احلج مرة فمن زاد فهو تطوع".
ً سنن أيب داود من حديث ابن عبَّاس
أن احلج جيب على كل مسلم بالغ مستطيع مر ًة واحد ًةَّ ،
وأن املرأة يف ذلك كالرجل. قال الوزير وغريه :أمجعوا على َّ
قال الشيخ تقي الدين :جيب على احلاج أن يقصد حبجه وجه اهلل تعاىل والتقرب إليه ،وأن حيذر أن يقصNNد حطNNام الNدنيا ،أو املفNNاخرة،
أو حيازة األلقاب ،أو الرياء ،أو السمعةَّ ،
فإن ذلك سبب يف بطالن العمل ،وعدم قبوله.
* حكمه وأسراره:
للحج حكم عظيمNة ،وأسNNرار سNامية ،وأهNداف كرمية ،جتمNNع بني خNريي الNدنيا واآلخNNرة ،وقNد أشNارت إليهNا اآليNة الكرمية ،قNال تعNاىل:
{لِيَ ْش َه ُدوا َمنَافِ َع هَلُ ْم} [احلج.]28 :
ومكان ٍ
واحد. ٍ فهو جممع حافل كبري ،يضم مجيع وفود املسلمني من أقطار الدنيا ،يف زم ٍن ٍ
واحد،
ومن أجل هذا جاء احلديث الذي يف البخارى ومسلم "احلج املربور ليس له جزاء إالَّ اجلنة" هذا إذا قصد العبد حبجه وجه اهلل تعNNاىل،
عما ينقص حجNNه
حجه وأعمالNNه كلهNNا ،وابتعNNد َّ
واحتسNNب األجNNر من اهلل تعNNاىل ،مث حترى اتبNNاع سNNنة النNNيب -صNNلى اهلل عليNNه وسNNلم -يف َّ
من الرفث ،والفسوق ،واجلدال بالباطل.
ونقَّى عقيدته من البدع واخلرافات واالجتاهات املنافية لدين اإلسالم ،واهلل املوفق واملستعان.
باب فضله وبيان من فرض عليه
ال" :العُ ْم َرةُ ِإلَى العُ ْم َر ِة َك َّف َارةٌ لِ َم ا َب ْيَن ُه َم ا، ول ِ
اهلل -صلى اهلل عليه وسلم -قَ َ َأن َر ُس َ ضي اهللُ َع ْنهَُّ - َ - 76عن َأبِي ُهر ْيرةَ ِ
-ر َ َ َ َ ْ
الجنَّةَ" ُمَّت َف ٌق َعلَْي ِه.
س لَهُ َج َزاءٌ ِإاَّل َ
ور ل َْي َ
الم ْب ُر ُ
الح ُّج َ
َو َ
* مفردات احلديث:
َّ - 2
أن العمرة ليس هلا وقت خمصوص ،وال زمن معنَّي لغري متلبس باحلج ،وهو إمجاع العلماء.
َّ - 3
أن احلج أفضل من العمرة؛ ألمهيته وكثرة أعماله ،وكونه أحد أركان اإلسالم.
َّ - 4
أن اجلنَّة هي منتهى اآلمال ،وهي اجلائزة الكبرية لفضائل األعمال ،ومن أعظم نعيم اجلنه النظر إىل وجه الرب تبارك وتعاىل.
احلض على أداء احلج خاليًا من اإلمث ،آتيًا على الوجه املشروع ،ألجل احلصول على هذا الثواب العظيم.
ُّ - 5
Nرارا ،وقNالت
- 6احلديث ظاهر يف فضل اإلكثار من العمNرة ،وإليNه ذهب مجهNور العلمNاء وهNو اسNتحباب العمNرة يف السNنة الواحNدة م ً
َّيب -صلى اهلل عليه وسلم -مل يفعلها إالَّ من سنة إىل سنة. املالكية :تكره يف السنة أكثر من عمرة واحدة ،ودليلهمَّ :
أن الن َّ
مرفوعNا" :تNابعوا بني احلج والعمNرة ،ف َّ
Nإن املتابعNة ً واجلمهور دليلهم حديث الباب ،وما أخرجه الرتمNذي وغNريه من حNديث ابن مسNعود
بينهمNNا تنفي الNNذنوب والفقNNر كمNNا ينفي الكNNري خبث احلديNNد" ،وغريمها من األحNNاديث ،وقNNد اعتمNNرت عائشNNة يف شNNهر واحNNد مNَّ Nرتني،
وذلك يف حجتها مع النيب -صلى اهلل عليه وسلم -حجة الوداع.
مسألة تكرار العمرة من التنعيم مبكة
والعلماء احملققون يريدون من العمرة ما يأيت هبا اإلنسان من بلده ،ال ما خيرج من أجلها من مكة إىل أدىن احلل.
قNNال الشNNيخ عبNNد العزيNNز بن عبNNد اهلل بن بNNاز -رمحه اهلل :-وأمNNا مNNا يفعلNNه بعض النNNاس من اإلكثNNار من العمNNرة بعNNد احلج من التنعيم ،أو
َّيب -صNNلى أن األفضNNل تركNNهَّ ،
ألن الن َّ اجلعرانة ،أو غريمها ،وقد سبق أن اعتمر قبل احلج ،فال دليل على مشروعيته ،بل األدلة تدل على َّ
اهلل عليNNه وسNNلم -وأصNNحابه مل يعتمNNروا بعNNد فNNراغهم من احلج ،وإمنا أعمNNر عائشNNة من التنعيم لكوهنا مل تعتمNNر مNNع النNNاس حني دخNNول
مكة بسبب احليض ،فطلبت من النيب -صلى اهلل عليه وسلم -أن تعتمر بداًل من عمرهتا اليت أحرمت هبا من امليقات ،فأجاهبا -صلى
اهلل عليNNه وسNNلم -إىل ذلNNك ،وقNNد حصNNلت هلا عمرتNNان ،فمن كNNان مثNNل عائشNNة فال بNNأس أن يعتمNNر بعNNد فراغNNه من احلج ،عماًل باألدلNNة
كلها.
قال شيخ اإلسالم ابن تيمية -رمحه اهلل تعاىل :-وأما االعتمار خبروجه إىل احلل ،فهذا مل يفعلNNه أحNNد على عهNNد رسNNول اهلل -صNNلى اهلل
َّىب -صNNلى اهلل عليNNه وسNNلم -مل يأمرهNNا بNNه ،بNNل أذن فيNNه بعNNد مراجعتهNNا .أمNNا عليNNه وسNNلم -قNNطِ ،إاَّل عائشNNة يف حجNNة الNNودل ،مNNع َّ
أن الن َّ
أصNNحابه -الNNذين حجNNوا معNNه حجNNة الNNوداع ،كلهم من أوهلم إىل آخNNرهم -فلم خيرج منهم أحNNد ،ال قبNNل احلجNNة وال بعNNدها ،وكNNذلك
أهل مكة املستوطنون مل خيرج منهم إىل احلل لعمرة ،وهذا متفق عليه ،معلوم جلميع العلماء الذين يعلمون سنته وشريعته.
ال فِ ِ
يه: ِّس ِاء ِج َه ا ٌد؟ قَ َ
الَ :ن َع ْمَ ،علَْي ِه َّن ِج َه ا ٌد اَل قِتَ َ ول اهلل! َعلى الن َ ْت :يَا َر ُس َ َتُ " :قل ُ - 77و َعن َعاِئ َشةَ -ر ِ
ض َي اهللُ َع ْن َها -قَال ْ َ َ ْ
الص ِح ِ
يح. َأصلُهُ فِي َّص ِح ْي ٌحَ ،و ْ ظ لَهَُ ،وِإ ْسنَ ُ
ادهُ َ اج ْهَ ،واللَّ ْف ُ
ابن َم َ
َأح َم ُد َو ُ
الح ُّج والعُ ْم َرةُ" َر َواهُ ْ
َ
* درجة احلديث :احلديث صحيح.
حممد بن فضNيل قNال :حNدَّثنا حNبيب بن أيب عمNرة عن عائشNة بنت طلحNة عن عائشNة -رضNي
أخرجه أمحد وابن ماجه والدارقطين عن َّ
اهلل عنها .-وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخني ،وصححه ابن خزمية.
وأخرجه البخاري من طريق عبد الواحد بن زياد ِإىل آخر السNند ،مث أخرجNNه من طريNق آخNر عن حNبيب بن أيب عمNرة ،وتابعNه معاويNة
بن إسحاق عن عائشة بنت طلحة ،وملعاوية هذا إسناد آخر بلفظ آخر ،ولفظ الصحيح :أال نغزو وجناهد معكم؟ فقال :لكن أحسن
اجلهاد وأمجله ،حج مربور .قالت :فال أدع احلج بعد إذ مسعت هذا من رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم.
وأخرجه الطرباين يف األوسط ،فقال :حدثنا عبد اهلل بن أمحد ابن حنبل قNال :حNدثين إبNراهيم بن احلجNاج ،أنبأنNا أبNو عوانNة عن معاويNة
بن إس NNحاق عن عب NNادة بن رفاع NNة عن احلس NNني بن علي ق NNال :ج NNاء رج NNل إىل النَّيِب ِّ -ص NNلى اهلل علي NNه وس NNلم -فق NNال :إين جب NNان ،وإين
ضعيف ،قال" :هلم إىل جهاد ال شوكة فيه ،احلج".
وهذا سند صحيح رجاله كلهم ثقات ،قال املنذري :رواته ثقات.
* مفردات احلديث:
جهادا ،أو جماهد ًة ،إذا بالغ يف قتال عدوه ،فهو لغة :بذل الطاقة والوسع.
-جهاد :اجلهاد مصدر جاهد ً
وشرعا :قتال الكفار خاصة؛ إلعالء كلمة اهلل.
ً
-عليهن جهNNاد ال قتNNال فيNNه :أطلNNق اجلهNNاد الNNذي أرادت بNNه قتNNال الكفNNار على احلج ،من بNNاب املشNNاكلة ،وهNNو أن يNNذكر بلفNNظ غNNريه
لوقوعه يف صحبته ،وهو من أنواع البديع.
* ما يؤخذ من احلديث:
هن عليNNه -غالبًNNا -من ضNعف البNدن ورقNة القلب ،وعNNدم حتمNNل
Nروعا يف حNق النسNNاء ،ملا َّ َّ - 1
أن اجلهاد بالبدن وقتال الكفار ليس مشً N
قيامهن بعالج املرضى ،ومداواة اجلرحى ،وإسقاء العطشى ،وحنو ذلك من األعمال.
َّ األخطار ،وال مينع ذلك
أن اجلهاد واجب يف حق الرجال ،فهو فرض كفاية ،إالَّ أنَّه يتعنَّي يف بعض األحوال على كل قادر عليه.
َّ - 2
- 3تشبيه احلج والعمرة باجلهاد جبامع البعد عن األوطان ،ومفارقة األهل وبذل األموال ،وأخطار السفر وأتعاب البدن.
َّ - 6
أن اهلل تبNارك وتعNNاىل ملا خلNق الصNNنفني من البشNNر ،هيَّأ كNNل صNNنف منهمNNا ،وأعNNده للعمNNل الNذي يناسNبه ويتحملNNه ،ملا يف ذلNNك من
املصاحل العظيمة ،اليت منها:
ختصص بعمل من األعمال وحده أجاده وأتقنه ،فجاء على املراد. َّ -
أن الصنف الواحد إذا َّ
هيء له من األعمال.
-أن يكون كل صنف مطالبًا مبا خيصه ،وما ّ
-يف هذا التوزيع العادل يكون عمار الكون ،وسري األعمال وجناحها.
- 7حسن تعليم النيب -صلى اهلل عليه وسلم -ومجال إجابته ،فهو مل ِ
ينف عن عائشة تشNوفها واشNتياقها ِإىل فضNيلة اجلهNاد يف سNبيل
اهلل ،وإمنا دهَّل ا على جهاد من نوع آخر ،يرضي طموحها ويُطمئن قلبها.
- 8اس َّ
Nتدل هبذا احلديث احلنابلNة وغNNريهم على جNواز صNرف َّ
الزكNNاة للفقNNري الNذي يريNد أداء فريضNة احلج ،ألنَّه داخNNل يف قولNه تعNاىل:
{ويِف َسبِ ِيل اللَّ ِه} [التوبة.]60 :
َ
َّيب قNNال" :احلج Nريا حلج فNNرض وعمرتNNه؛ ملا روى أمحد ( )26026وغNNريه َّ
أن الن َّ قNNال يف الNNروض وحاشNNيته :وجيزيء أن يعطي منهNNا فقً N
والعمNرة يف سNبيل اهلل" ،صNNححه الشNيخ األلبNاين دون قولNه" :والعمNNرة" ،وهNNذه اللفظNة شNاذة ،وملا روى أبNو داود –وصNNححه األلبNاين-
أن رجاًل جعل ناقته يف سبيل اهلل ،فأرادت امرأته احلج ،فقال هلا النيب -صلى اهلل عليه وسلم" :-اركبيها َّ
فإن احلج يف سبيل اهلل". َّ
- 9قNN Nال يف احلاشNN Nية :واحلاصNN Nل أنَّه جيب للعمNN Nرة مNN Nا جيب للحج ،ويسNN Nن هلا مNN Nا يسNN Nن لNN Nه ،فهي كNN Nاحلج يف اإلحNN Nرام ،والفNN Nرائض،
والواجبNNات ،والسNNنن ،واحملرمNNات ،واملكروهNNات ،واملفسNNدات ،واإلحصNNار ،وغNNري ذلNNك ،إالَّ أهَّن ا ختالفه يف أنَّه ليس هلا وقت معنَّي ،وال
تفوت ،وال وقوف هلا يف عرفة ،وال نزول ملزدلفة ،وليس فيها رمي اجلمار ،وال خطبة.
* خالف العلماء:
{وَأمِت ُّوا احْلَ َّج َوالْعُ ْم َNر َة لِلَّ ِه} [البقNرة N،]196 N:واألمNر يقتضNي الوجNNوب ،وقNد قرهنا بNاحلج ،واألصNNل التسNNاوي بني
والNدليل قولNه تعNاىلَ :
"ح َّج عن أبيNNك واعتمNNر" ومبا
َّيب -صNNلى اهلل عليNNه وسNNلم -قNNال لسNNائلُ : املعطNNوف واملعطNNوف عليNNه ،وملا رواه الرتمNNذي وصNNححه َّ
أن الن َّ
أخرجه الدارقطين عن زيد بن ثابت بلفظ "احلج والعمرة فريضتان".
أمNا اإلمامNان :أبNو حنيفNة ومالك وأتباعهمNا فNريون اسNتحباهبا فقط ،وقNد روي ذلNك عن ابن مسNعود وروايNة عن اإلمNام أمحد ،اختارهNا
شيخ اإلسالم ابن تيمية -رمحه اهلل ،-وقال شيخ اإلسالم يف االختيارات" :والقول بوجوب العمرة على أهل مكة قول ضعيف جNً Nدا،
خمالف للسنة الثابتة ،وهلذا كان أصح الطريقني عن أمحد َّ
أن أهل مكة ال عمرةً عليهم روايةً واحدةً ،ويف غريهم روايتان".
نص عليNNه أمحد ،وقNNال :كNNان ابن عبNNاس ال يNNرى العمNNرة واجبة،
وقNNد ذكNNر هNNذه الروايNNة يف املغNNين فقNNال" :وليس على أهNNل مكNNة عمNNرة" َّ
ويقول :يا أهل مكة ليس عليكم عمرة ،إمّن ا عمرتكم طوافكم بالبيت ،ووجه ذلNNك َّ
أن ركن العمNNرة ومظهرهNNا الطNNواف بNالبيت ،وهم
يفعلونه فأجزأ عنهم" اهـ.
إن األصNNل الNNرباءة من الوجNNوب ،وال ينتقNNل عنهNNا ِإالَّ بNNدليل ثNNابتّ ،
فأمNNا اآليNNة فلفNNظ األمNNر باإلمتام يشNNعر بأنَّه إمنا جيب بعNNد والNNدليلَّ :
ت} َْ {ولِلَّ ِه َعلَى الن ِ
َّاس ِح ُّج الْبي ِ
اإلح NNرام ال قبل NNه ،واحلديث الص NNحيح "ب NNين اإلس NNالم على مخس" اقتص NNر على احلج ،واهلل تع NNاىل يق NNولَ :
[آل عمران.]97 :
قد وردت أحاديث ضعيفة تفيد عدم وجوب العمرة ،مثل" :يا رسول اهلل ،أخربين عن العمNرة أواجبNة هي؟ فقNال :ال وأن تعتمNر خNري
لك" رواه أمحد وحديث" :احلج جهاد ،والعمرة تطوع" رواه ابن ماجه.
قال يف سبل السالم" :واألدلة ال تنهض -عند التحقيق -على اإلجياب الذي األصل عدمه"N.
ت :والNNذي يNNرتجح عNNدم الوجNNوب السNيَّما للمكNNيني ،ولكن األفضNNل واألحNNوط هNNو اإلتيNNان هبا ،وهNNو أمNNر سNNهل وميسNNر ،وهلل احلمNNد
ُق ْل ُ
واملنة.
ول ِ
اهلل! الَ" :أتَى النَّبِ َّي -ص لى اهلل علي ه وس لمَ -أ ْع َرابِ ٌّيَ ،ف َق ال :يَ ا َر ُس َ ض َي اهللُ َع ْن هُ -قَ َ وعن ج ابِ ِر ب ِن َع ْب ِد ِ
اهلل -ر ِ
َ َ ْ َ - 78
ابن َع ِد ٍّ
ي يِ َّ ،
والراج ُح َو ْق ُف هَُ ،وَأ ْخ َر َج هُ ُ َأح َم ُد َوالت ِّْر ِم ِذ ُّ
َك" َر َواهُ ْ َأواجبَةٌ ِه َي؟ َف َق َ
ال :اَل َ ،وَأ ْن َت ْعتَ ِم َر َخ ْي ٌر ل َ َأ ْخبِرنِي َع ِن العمر ِةِ ،
َُْ ْ
ان".ضتَ ِ"الح ُّج َوالعُ ْم َرةُ فَ ِريْ َ وعن جابِ ٍر -ر ِ ض ٍ ٍ ِ
وعاَ : ض َي اهللُ َع ْنهَُ -م ْرفُ ً َ عيفَ ْ َ . آخر َ
م ْن َو ْجه َ
احلديث أخرجNNه أمحد وأبNNو يعلى وابن أيب شNNيبة :عن أيب معاويNNة عن احلجNNاج بن أرطNNاه عن ابن النكNNدر عن جNNابر .واحلجNNاج صNNدوق
ومNNدلس وقNNد عنعن .قNNال ابن عبNNد الNNرب :احلجNNاج بن أرطNNاة ليس حبجNNة فيمNNا انفNNرد بNNه ،وقNNال الضNNياء املقدسNNي :فيNNه احلجNNاج بن أرطNNاة،
وفيه كالم.
وقNNد أخرجNNه الNNدارقطين والNNبيهقي من طريNNق احلجNNاج وابن جNNريج عن ابن املنكNNدر عن جNNابر أنNNه سNNئل عن العمNNرة أواجبNNة هي ،موقوفNNا
عليه :قال البيهقي :وهو احملفوظ عن جابر.
وأخرجه ابن عدي من طريق أيب عصمة عن ابن املنكدر عن جNابر ،وأبNNو عصNNمة كNNذبوه ،كمNا َّ
أن يف إسNناده -عنNد أمحد والرتمNNذي-
احلجاج بن أرطأة وهو ضعيف.
فاحلديث ضعيف موقوف .ويف الباب أحاديث ال تقوم هبا حجة .قال الشافعي :ليس يف العمرة شيء ثابت ،إمنا هي تطوع.
وأمNNا حNNديث جNNابر" :الحج والعمرة فريضتان" فلم يNNذكر املصNNنف هاهنNNا من أخرجNNه ،ومNNا قيNNل فيNNه ،وقNNد أخرجNNه الNNبيهقي –وذكNNر
احلافNNظ يف التلخيص إخNNراج ابن عNNدي لNNه ( -)1468 N/4من حNNديث ابن هليعNNة عن عطNNاء عن جNNابر ،وابن هليعNNة ضNNعيف .وقNNد روي
عند احلاكم موقوفًا عن ابن عباس وعن زيد بن ثابت.
* مفردات احلديث:
-أعرايب :بفتح اهلمزة نسبة إىل األعراب :سكان البادية ،ومجعه أعراب وأعارب وأعاريب.
وشرعا :ما أوجبه اهلل على عباده املكلفني ،وهو مرادف للواجب الذي يثاب فاعله ويعاقب تاركه.
ً
وبعض األصوليني يفرق بني الفرض وبني الواجبَّ ،
بأن الفرض ما ُشرع بأمر قطعي ،والواجب ما ُشرع بأمر ظين.
* ما يؤخذ من احلديثني:
- 2احلديثان ليسNNا حبجNNة ،ال على الوجNNوب ،وال على االسNNتحباب لضNNعفهما ،ولNNذا نقNNل الرتمNNذي عن الشNNافعي أنَّه قNNال" :ليس يف
العمرة شيء ثابت ،إمنا هي تطوع ،ويف إجياهبا أحاديث ال تقوم هبا احلجة".
وقد تقدم بسط الكالم على اخلالف فيها وحكمها ،واهلل أعلم.
ِ اد و َّ ِ اهلل! َم ا َّ ِول ِ ال" :قِيَ َل :يَا َر ُس َ َأنس -ر ِ
ص َّح َحهُ
الراحلَ ةُ" َرواهُ الدَّارقُطْن ُّيَ ،و َ الز ُ َ
الَّ : يل؟ قَ َ
الس ب ُ ض َي اهللُ َع ْن هُ -قَ َ َ - 79و َع ْن ٍ َ
اد ِه َ
ضا ،وفِي ِإسنَ ِ اجح ِإرسالُهُ ،وَأ ْخرجهُ التِّر ِم ِذ ُّ ِ ِ ِ الحاكِم ،و َّ ِ
ف.ض ْع ٌ ْ ي م ْن َحديث اب ِن عُ َم َر َأيْ ً َ الر ُ ْ َ َ َ َ ْ َ ُ َ
من اإلرواء :أخرجه الدارقطىن وكذا احلاكم عن على بن العبNاس حNدثنا على بن سNعيد بن مسNروق الكنNدى حNدثنا ابن أىب زائNدة عن
سعيد بن أىب عروبة عن قتادة عن أنس به.
وقال احلاكم " :صحيح على شرط الشيخني ,وقد تابع محاد بن سلمة سعيدا على روايته عن قتادة "
مث س NNاق احلاكم من طري NNق أىب قت NNادة احلراىن عن محاد بن س NNلمة عن قت NNادة ب NNه .مث ق NNال " :ه NNذا ص NNحيح على ش NNرط مس NNلم " .ووافق NNه
الذهىب ىف كل ذلك.
البيهقى وهو تلميذه فقNNال بعNد أن علقNه من طريNق سNNعيد بن أىب عروبNة بNه " :وال أراه إال ومهاً ,فقNد أخربنNNا " ...مث
ُّ احلاكم
َ وخالف
سNNاق إسNNناده إىل جعفNNر بن عNNون :أنبأنNNا سNNعيد بن أىب عروبNNة عن قتNNادة عن احلسNNن قNNال :فNNذكره مرفوعNNا مرسNNال ،وقNNال " :هNNذا هNNو
احملفوظ عن قتادة عن احلسن عن النىب صلى اهلل عليه وسلم مرسال ،وكذلك رواه يونس بن عبيد عن احلسن.
وقNNال احلافNNظ ىف " التلخيص " بعNNد أن ذكNNر خالصNNة كالم الNNبيهقى ىف تNNرجيح املرسNNل على املوصNNول " :وسNNنده صNNحيح إىل احلسNNن ,
وقد رواه احلاكم من حديث محاد بن سلمة عن قتادة عن أنس أيضا ,إال أن الراوى عن محاد هو أبNNو قتNNادة عبNNد اهلل بن واقNNد احلراىن
,وقد قال أبو حامت :هو منكر احلديث.
يم بْ ُن يَِزيNَ Nد َع ْن حُمَ َّم ِد بْ ِن َعبَّ ِاد بْ ِن َج ْع َفٍ Nرَ ع ِن ابْ ِن ِإ ِ ِ ِ
ف بْ ُن عي َسNى قَNNال َNح َّNدثَنَاَ وكيNٌ Nع قَNNال َNح َّNدثَنَاْ بNَ Nراه ُ
وأما رواية الترمذيNَ :ح َّNدثَنَا يُو ُسُ N
عُ َمَر ،وإبراهيم بن يزيد قال احلافظ فيه :مرتوك احلديث.
والشيخ األلباين :ناقش طNرق هNذا احلديث مناقشNة طويلNة ،واسNتعرض أقNوال احملدثني فيNه ،وانتهى بNه األمNر ِإىل قولNه :وخالصNة القNول:
أن طرق هذا احلديث كلها واهية ،وبعضها أوهى من بعض ،وأحسنها طريق احلسNن البصNNري املرسNNل .وليس يف تلNNك املوصNNوالت مNNا َّ
شاهدا هلا لَِو ْهيها.
ميكن أن جيعل ً
والصحيح من الروايات رواية احلسن املرسلة.
وقال ابن املنذر :ال يثبت احلديث يف ذلك ُم ْسنَ ًداّ ،
فاحلديث ضعيف.
مفردات احلديث:
-السNNبيل :السNNبيل يNNراد بNNه الطريق ،ويسNNتعمل لكNNل مNNا يتوصNNل بNNه إىل شNNيء ،وهو املراد هنا ،ويNNذكر ويNNؤنث ،واملسNNؤول عنNNه هنNNا هNNو
اع ِإلَْي ِه َسبِياًل }. {م ِن ْ
استَطَ َ املذكور يف قوله تعاىلَ :
-الزاد :هو الطعام املدخر الزائد على ما حيتاج إليه يف الوقت احلاضر ،فسمي به طعام املسافر الذي يدخره لسفره ،واجلمع أزواد.
-الراحل NNة :هي من اإلب NNل الص NNاحلة لألس NNفار واألمحال ،والرح NNل م NNا يوض NNع على ظه NNر البعري للرك NNوب ،واملراد هن NNا احلص NNول على م NNا
يوصله إىل البيت احلرام.
* ما يؤخذ من احلديث:
اع ِإلَْيNِ Nه َسNبِياًل } [آل عمNNران ]97 :فقNNد أنNNاط تعNNاىل وجNNوب احلج باسNNتطاعة ِ - 1قNNال تعNNاىل{ :ولِلَّ ِه علَى الن ِ ِ
َّاس ح ُّج الَْبْيت َم ِن ا ْسNتَطَ َ َ َ
ففسره بالزاد والراحلة.
النيب -صلى اهلل عليه وسلم -عن السبيل يف هذه اآليةَّ ،
الصحابة َّ
بعض ّ
السبيل ،فسأل ُ
- 2من وجد الزاد والراحلة وجب عليه احلج ،ومن مل جيد فال جيب عليه.
- 3الراحلNة ف َّسNرت بالناقNة ،ولكن املعNىن يشNمل املراكب األخNرى ،فأصNبحت الراحلNة اآلن إمNNا السNيَّارة ،أو الطNائرة ،أو البNاخرة ،أو
غريها من املراكب احلديثة.
- 4الNNزاد فُ ِّسNر لغNNة بطعNNام املسNNافر ،وأصNNبح اآلن يشNNمل كNNل مNNا حيتNNاج إليNNه مريNNد احلج ،من النفقNNات املنوعNNة ،الNNيت ختتلNNف بNNاختالف
األحوال واألوقات.
- 5الشارع أطلق الزاد والراحلة ،ولكل إنسان ما يناسبه ويليق به ،فالبد أن يكونا صاحلني ملثله.
Nأن اهلل تعNNاىل مل يكلNNف نف ًس Nا إالَّ وسNNعها ،فالعNNاجز ال جيب عليNNه احلج ،وال يبنغي أن حيج مث يكNNون
- 6ومن هNNذا احلديث يسNNتدل بَّ N
عالة على الناس.
- 7مNNا تقNNدم هNNو شNNرط االسNNتطاعة ،فNNإن كملت أداة االسNNتطاعة ،ولكن حصNNل مNNانع آخNNر ،فNNإن كNNان ميؤو ًس Nا من زواله -كمNNرض
ميؤوس منه ،أو شيخوخة ،أو أيسNت املرأة من حصNNول احملرم -أنNNابوا من حيج عنهم ،وإن كNNان املانع مرج َّNو الNَّNزوال -كمNNرض مNNأمول
مستطيعا.
ً منتظرا حىت يزول ،مث إذا زال بادر بأداء الفريضة ،إذا كان ال يزال
الشفاء منه ،أو كخوف الطريق -بقي ً
أن الصحابة -رضي اهلل عنهم -فهموا من كتاب اهلل معاين أمساء اهلل وصفاته ،وأهنم مل ميروها ألفاظًNا كمNا نNزلت - 8فيه دليل على َّ
من دون معرفNNة هلا ،ألهَّن ا نNNزلت بلسNNاهنم ،فعرفNNوا معNNىن االسNNتواء والNNنزول ،وفهمNNوا معNNىن الرمحة ،والغضNNب N،والعجب ،واحملبNNة ،ومجيNNع
الصفات الذاتية والفعلية ،ومما علموا َّ
أن َمَر َّد علمه إىل اهلل تعاىل -وهو كيفية الصفة -فقد سكتوا عنه.
ولNNو كNNانوا مل يعلمNNوا ذلNNك مNNا سNNكتوا عن السNNؤال عنه ،وهم يسNNألون النNNيب -صNNلى اهلل عليNNه وسNNلم -عمNNا هNNو أقNNل أمهيNNة يف الNNدين من
اع ِإلَْيNِ Nه َس Nبِياًل } ففي هNNذا رد على طوائNNف املعتزلNNة ِ ذلNNك ،وهNNو معNNىن السNNبيل يف قولNNه تعNNاىل{ :ولِلَّ ِه علَى الن ِ ِ
َّاس ح ُّج الَْبْيت َم ِن ا ْس Nتَطَ َ َ َ
واجلهمية ،وأضراهبم.
اع ِإلَْيNِ Nه َس Nبِياًل } فNNالفقري ال ينبغي أن يكلNNف نفسNNه ويشNNق عليها ،ورمَّبا ضNَّ Nر
{م ِن ا ْس Nتَطَ َ
أن اهلل تبNNارك وتعNNاىل جعNNل احلج علىَ : َّ - 10
ين اَل َّ ِ
{واَل َعلَى الذ َ
حبجNه نفقNة واجبNة عليNNه ،أو دينًNNا واجبًNا عليNNه أداؤه ،فيقNNدم مNNا مل جيب عليNNه على الNNواجب عليNه ،واهلل تعNNاىل يقNولَ :
جَيِ ُدو َن َما يُْن ِف ُقو َن َحَر ٌج} [التوبة.]91 :
زادا وراحل NNة ص NNاحلني ملثل NNه بع NNد قض NNاء الواجب NNات من ال NNديون احلالَّة واملؤجلة ،والزك NNوات،
- 11ق NNال الفقه NNاء :والق NNادر َم ْن وج NNد ً
والكفارات ،والنذور ،وبعض النفقات الشرعية له وألهله ،إىل أن يعود بال خوف.
* فائدة:
ق NNال ش NNيخ اإلس NNالم :من اغتص NNب مركوبً NNا ،أو اش NNرتاه مبال مغص NNوب ،وحج علي NNه فإنَّه جيب علي NNه أن يع NNوض ص NNاحبه إذا أمكن ،وإالَّ
Nح عنNNه -صNNلى اهلل عليNNه تصNNدَّق بقNNدر قيمNNة الثمن عنNNه ،وقNNد طNNاب حجNNه ،وينبغي أن يعNNد حلجNNه وعمرتNNه نفقNNة طيبNNة من حالل ،ملا صَّ N
[ر َواهُ ُم ْسلِ ٌم
"إن اهلل طيبب ال يقبل إالَّ طيباً" َ وسلم -أنَّه قالَّ :
وح ِاءَ ،ف َق الَ :م ِن ال َق ْو ُم؟ قَ الُوا: "أن النَّبِ َّي -صلى اهلل عليه وسلم -ل َِق َي َر ْكبً ا بِ َّ
الر َ
اس ِ
ضي اهللُ َع ْن ُه َماَّ :- َ - 80و َع ِن ابْ ِن َعبَّ ٍ َ
-ر َ
َأج ٌر" َر َواهُ
َك ْ الَ :نعم ،ول ِ
ج؟ ،قَ َ َ ْ َ َتَ :ألِ َه َذا َح ٌّص بِيًّاَ ،وقَ ال ْ اهللَ ،ف ر َفع ْ ِ
ت ِإل َْي ه ْام َرَأةٌ َ َ َ
ول ِ
ت؟ َف َق الَ :ر ُس ُ المسلِمينَ ،ف َق الُواَ :م ْن َأنْ َ ُ
ُم ْسلِ ٌم.
* مفردات احلديث:
َ -ر ْكبًNNا :بفتح الNNراء وسNNكون الكNNاف بعNNدها بNNاء موحNNدة حتتيNNة ،مجع راكب وهم الراكبNNون على اإلبNNل خاصNNة يف السNNفر ،من العشNNرة
فما فوق ،مجعه أركب وركوب وركبان.
-الروحNNاء :بفتح الNNراء وسNNكون الNNواو مث حNNاء مفتوحNNة بعNNدها ألNNف ممدودة ،والروحNNاء بNNئر على الطريNNق السNNاحلي بني مكNNة واملدينNNة
املنNNورة ،وتبعNNد عن املدينNNة بـ ( )73كيلNNو مرت ،يوجNNد هبا املقNNاهي واسNNرتاحة ،وتسNNميها العامNNة بNNئر الرحNNا ،أو بNNئر الراحNNة ،وخNNف شNNأهنا
اآلن بعد أن أحدث الطريق السريع الذي ال مير هبا.
-صبيًّا :الصيب مجعه صبية وأصبية وصبيون وصبيان ،قلبوا الواو فيها ياء للكسرة اليت قبلها ،وهو الغالم من الوالدة إىل البلوغ.
-حج :مبتدأ مؤخر ،و"أهلذا" خرب مقدم ،يعين :أحيصل هلذا ثواب حج ،ومل تقل :أعلى هذا حج؛ ألنَّه ال جيب على األطفال .
* ما يؤخذ من احلديث:
َّ - 2
أن ثواب احلج للصغري ال لوليه ،وال لغريه من أقاربه ،لكن لوليه الذي تسبب يف نسكه أجر على ذلك.
- 3حجNNة من دون البلNNوغ ال جتزيNNه عن حجNNة اإلسNNالم ،فَّ N
Nإن معNNىن قNNول النNNيب -صNNلى اهلل عليNNه وسNNلم -للمNNرأة :نعم ،أي :يصNNح منNNه
احلج .وإن كNNان طفاًل ال مييز ،كمNNا هNNو ظNNاهر السNNياق بقولNNه" :فNNرفعت إليNNه امNNرأة صNNبيًا" ،وهNNذا اإلمجال يف كلمNNة "حج" مNبنَّي حبديث
"أميا غالم حج بNNه أهلNNه مث بلNNغ فعليNNه حجNNة أخNNرى" [رواه الNNبيهقي ( ])9629وصNNححه األلبNNاين ،أي لNNه األجNNر يف التطNNوع بNNاحلج قبNNل
البلوغ ،وعليه ركن احلج -وجوبًا -بعد البلوغ.
فقد أمجع العلماء على أنَّه ال جيزئه -إذا بلغ -عن حجة اإلسالم.
حج له".
قال الطحاوي" :ال ُحجة يف قوله "نعم" على أنَّه جيزئه عن حجة اإلسالم ،بل فيه ُحجة على من زعم أنّه ال َّ
أن الشNNارع أجNNاز حج الصNNغري فإنَّه يريNNد منNNه أن يNNأيت بNNه على الوجNNه املشNNروع ،فتشNNمله أحكNNام حج الكبNNري إالَّ مNNا أخرجNNه
- 4مNNا دام َّ
فحيئذ يكون على وليه أن يتبع ما يأيت: ٍ ال ّدليل،
حمرما.
أ -إن كان دون التمييز أن ينوي عنه اإلحرام ،ويصري -بذلك -الصغري ً
مميزا أمره وليه أن حيرم ،ألنه ال ينعقد اإلحرام من الصغري املميز إالَّ بإذن وليه؛ ألنَّه تصرف فيه شائبة مالية ،فال يكNNون
ب -إن كان ً
إالَّ بإذن الويل.
ذكرا جتنب ما يتجنبه الذكور يف اإلحرام ،وإن كان أنثى جتنبت ما جيتنبه النساء يف اإلحرام. ج َّ -
إن كان ً
د -إن كانا مميزين فعليهما الطهارة من احلدث والنجاسة للطواف ،وإن كانا دون التمييز ،فينبغي لوليهما أن يطهر أبداهنما وثياهبما
من النجاسة حني الطواف.
- 5ويل الصغريين هو القائم بشؤوهنما ومصاحلهما N،من أب أو أم ،أو غريمها ،فال خُت ص الوالية بالرجال ،كما هو ظاهر احلديث.
- 6يفعNNل الNNويل عنهمNNا مNNا يعجNNزان عنNNه كNNالرمي وحنوه ،ملا روى الرتمNNذي ( )849عن جNNابر قNNال" :كنَّا حججنNNا مNNع رسNNول اهلل -
صلى اهلل عليه وسلم ،-فكنَّا نرمي عن الصغار"N.
أما ما يقدر عليه الصغري فيأيت به بنفسه ،كالوقوف بعرفة ،واملبيت مبزدلفة ،والطواف والسعي.
مميزا ،فإنَّه ينNNوي عن نفسNNه وحاملNNه الطNNائف أو السNNاعي ينNNوي عن نفسNNه ،ولكNNل
- 7إذا كNNان الصNNغري احملمNNول يف الطNNواف والسNNعي ً
َّيب -صNلى اهلل عليNه منهما نية خاصة بنفسه ،وأمNا إذا كNان دون التميNيز والنNاوي عنNه حاملNه ،فظNاهر هNذا احلديث إجNزاء ذلNك؛ َّ
ألن الن َّ
خروجNNا من اخلالف ،ومن بNNاب
ً وسNNلم -مل يNNأمر املرأة الNNيت سNNألته أن تطNNوف لNNه وحNNده وهلا وحNNدها ،ولNNو كNNان واجبًNNا لبيَّنNNه ،ولكن
االحتياط ،وحلديث "دع ما يريبك إىل ما ال يريبك" [رواه الرتمذي ( ،])2442فاألفضل أن يكون حاملNه قNد طNاف وسNعى لنفسNه،
حني محل من هو دون التمييز.
- 8فيه قبول العبNNادة من الصNغار وإثNابتهم عليها ،وفيNNه تNدريب ومترين على طاعNة اهلل تعNNاىل ،الNيت هي سNNعادة الNدنيا واآلخNNرة ،وهلل يف
أمره أسرار.
- 9استحباب التعارف والتآلف بني املسلمني ،فالنيب -صلى اهلل عليNه وسNلم -قNال" :من القNوم؟ " فقNالوا :فمن أنت؟ قNال" :رسNول
اهلل".
والتعارف والتواصل من أهداف احلج ومقاصده N،اليت أشار إليه القرآن الكرمي بقوله{ :لِيَ ْش َه ُدوا َمنَافِ َع هَلُ ْم} [احلج.]28 :
- 10فيه فضيلة صحبة أهل العلم والفضل ،السيَّما يف سفر احلج؛ ليستفيد منهم املسلم ،وليؤدي عبادته على منهج سليم.
ِ ِ
ضْ Nع َن بِNالْ َق ْو ِل َفيَطْ َم َNع الَّذي يِف َق ْلبِNه َم َNر ٌ
ض َو ُق ْل َن - 11فيه َّ
أن صNوت املرأة ليس بعNورة ،مNا مل تلينNه وترققه ،كمNا قNال تعNاىل{ :فَاَل خَت ْ َ
وإن مساعه من الرجال جائز للحاجة إذا مل يقصد الرجل التلذذ بسماع صوهتا. َق ْواًل َم ْعُروفًا ([ })32األحزاب] َّ
يب -صلى اهلل عليه وسلم -شبَّهه بالدين. - 13حج الفرض عن امليت جيزيء عنه ،ولو بغري إذن وارث؛ َّ
ألن النَ َّ
ألن هذه عبادات ال تصح إالَّ بنيَّة. معذورا ،كدفع َّ
الزكاة عنه؛ َّ ً أما احلي فال يسقط عنه احلج إالَّ بإذنه ،ولو