You are on page 1of 14

‫القـانـون العــام ‪ :‬السداسي السادس‬

‫مـادة‪ :‬املرافق العمومية الكربى‬

‫حماضرة رقم ‪1‬‬

‫السنة اجلامعية ‪2021/2020‬‬ ‫د‪ .‬مارية بوجداين‬


‫‪1‬‬
‫توطـئة‬
‫إن المشروعات التي يطلق عليها اصطالحا "المرافق العامة"‪ ،‬تمثل جانبا رئيسيا من نشاط السلطة‬
‫اإلدارية في الدولة‪ ،‬ومن المالحظ أن هذا الجانب من النشاط اإلداري يتأثر باالعتبارات السياسية‬
‫والمذهب االقتصادي واالجتماعي الذي تعتنقه الدولة‪ ،‬والمهمة األساسية لهذه األخيرة في شخص‬
‫اإلدارة تكمن في تحقيق المصلحة العامة والتي تعتبر بمثابة مصلحة اجتماعية للدولة‪ ،‬ال يتم بلوغها إال‬
‫بإنشاء مرافق عمومية‪ ،‬فخدمة المرتفقين في جوهرها هي وظيفة اجتماعية‪ ،‬كما يعتبر المرفق العام‬
‫مظهرا من مظاهر نشاط الفاعليين االقتصاديين وشكال من أشكال تدخل األشخاص العموميين في‬
‫الميدان االقتصادي بطريقة مباشرة أو غير مباشرة إلشباع حاجيات المواطنين باسم المصلحة العامة‪.‬‬
‫ومن هنا تأتي أهمية دراسة المرافق العمومية الكبرى‪،‬‬
‫هذا باإلضافة إلى أنها مرتبطة بالمواضيع التي يعنى بها‬
‫القانون اإلداري والعلوم اإلدارية‪ ،‬فهي بدراسته والخوض‬
‫بالبحث في موضوعها توضح التطور المعاصر الذي لحق‬
‫وظائف الدولة أيا كان النظام االقتصادي المعتمد‪ ،‬فغالبا ما‬
‫كان نشاطها اإلداري متمثال في المرافق العمومية‪ ،‬عندما‬
‫يعجز النشاط الفردي عن تأديته‪ ،‬وهذا ما يفسر ممارسة‬
‫األجهزة اإلدارية للعديد من األنشطة التي كانت إلى وقت‬
‫قريب محتكرة من قبل األفراد أو من لدن الخواص‪.‬‬
‫المحاور الكبرى للمادة‬

‫تطور نظرية المرافق العامة‬

‫النظام القانوني للمرافق العامة وأنواعها‪.‬‬

‫المبادئ األساسية التي تحكم سير المرافق العامة‬


‫تطور نظرية المرافق العامة‬
‫من خالل هذا المحور‪ ،‬سنحاول‬
‫إبراز نشأة وتطور مفهوم‬
‫المرفق العام‪ ،‬انطالقا من معناه‬
‫التعريف األصلي للمرفق العام‬ ‫‪01‬‬ ‫األصلي أو التقليدي المقرون‬
‫قواعد‬ ‫استعمال‬ ‫بضرورة‬

‫مفهوم المسؤولية اإلدارية‬ ‫‪02‬‬ ‫القانون العام إلى معناه الحالي‬


‫المرتبط بوجود مرافق تستعمل‬
‫في تسييرها وسائل القانون‬
‫تثبيت معيار المرفق العام‬ ‫‪03‬‬ ‫بواسطة‬ ‫تدار‬ ‫أو‬ ‫الخاص‬
‫الخواص‪ .‬وفي اآلتي تقسيم‬
‫هذا المحور‪:‬‬
‫التعريف الفقهي‬

‫كما ركز البعض اهتمامه‬ ‫بالنظر للتطورات التي‬


‫على موضوع ونشاط‬ ‫عرفتها " فكرة المرفق‬
‫المرفق‪(.‬مدرسة المرفق‬ ‫العام"‪ ،‬كان من البديهي أن‬
‫العام)‪ ،‬إال أن هناك شبه‬ ‫يختلف فقهاء القانون في‬
‫إجماع بين جميع الفقهاء‬ ‫تعريفهم للمرفق العام‪،‬‬
‫على ضرورة توفر‬ ‫فالبعض ركز في تعريفه‬
‫مجموعة من العناصر‬ ‫للمرفق العام من خالل‬
‫الالزمة لقيام المرفق‬ ‫الشكل أو الهيئة التي تديره‬
‫العام‪.‬‬ ‫(مدرسة السلطة العامة)‪.‬‬
‫‪D‬‬
‫‪D‬‬
‫‪D‬‬
‫مدرسة المرفق العام‪ /‬المعيار الموضوعي‬
‫يقصد بالمعنى المادي أو‬
‫ركز الفقيه ‪ Duguit‬على‬
‫الوظيفي للمرفق العام كل نشاط‬
‫العنصر المادي في تعريفه‬
‫تقوم به اإلدارة لتحقيق‬
‫للمرفق العام الذي يعتبره‬
‫المصلحة العامة‪ ،‬كما يقصد‬
‫"نشاط يجب أن يتواله الحكام‬
‫بالنشاط‪ ،‬الخدمة ذاتها التي‬
‫إذ أن اضطالع الحكام بهذا‬
‫تقدم إلى الجمهور‪ ،‬أي ذلك‬
‫النشاط يؤدي إلى تحقيق‬
‫النشاط الذي يمارس لتحقيق‬
‫التضامن االجتماعي على‬
‫النفع العام وسد الحاجة لعموم‬
‫أفضل وجه"‬
‫األفراد‪.‬‬

‫يستنتج أن المصلحة العامة هي علة وجود المرفق العام وسبب إنشائه‪ ،‬إذن إذا كانت المصلحة العامة تمثل الغاية‬
‫األولى من النشاط الذي يقوم به الشخص القانوني وتوفرت األركان األخرى يتكون المرفق العام‪ ،‬أما إذا كانت‬
‫الغاية من إنشائه ستمارس أساسا لصالح الغير‪ ،‬فإنها تمثل مرفقا عاما‪ ،‬وإذا كانت تمارس للصالح الذاتي ال يمكن‬
‫الحديث عن مرفق عام‪.‬‬
‫مدرسة‬ ‫عملت هذه مدرسة المرفق العام التي تزعمها‪ ،‬عميد جامعة بوردو الفرنسية‬
‫المرفق العام‬ ‫الفقيه ‪ Duguit‬على صياغة نظرية قانونية متكاملة للمرفق العام تستند‬
‫على معيار المرفق العام كأساس لتحديد نطاق القانون اإلداري‪ ،‬و بالتالي‬
‫تستبعد فكرة السلطة العامة و السيادة لخطورتها على حريات األفراد وهي‪:‬‬
‫‪Bonnard‬‬
‫"كل نشاط إداري هو عبارة عن مرفق عمومي‪ ،‬وكل مرفق‬
‫عمومي ينبغي أن يخضع لنظام قانوني متميز هو القانون‬
‫‪Duguit‬‬

‫اإلداري وتكون منازعاته من اختصاص القضاء اإلداري"‪.‬‬

‫من هنا فمدرسة المرفق العام‪ ،‬تقوم على فكرة مفادها‬


‫أن المرفق العمومي هو أساس القانون اإلداري‪،‬‬
‫بمعنى أن قواعد القانون اإلداري ال يمكنها أن تطبق‬
‫وتنمو على أساس الحاجة إلى السلطة والسيادة‪.‬‬
‫‪.‬‬ ‫‪Jeze‬‬ ‫‪Delobader‬‬
‫مدرسة السلطة العامة‪ /‬المعيار الشكلي‬

‫الفقيه هوريو الذي تشبت‬ ‫من خالل المدلول العضوي‬


‫بالمدلول العضوي‪ ،‬عرف المرفق‬ ‫أو الشكلي فالمرفق العام‬
‫العام بأنه "منظمة عامة تباشر‬ ‫يقصد به‪ ،‬الجهاز أو الهيئة‬
‫من السلطات واالختصاصات ما‬ ‫العامة التي تمارس نشاطا‬
‫تكفل به القيام بخدمة تسديها‬ ‫يهدف إلى تحقيق المصلحة‬
‫للجمهور على نحو منتظم‬ ‫العامة‪.‬‬
‫ومطرد"‪.‬‬

‫من خالل هذا التعريف نرى التركيز على عنصر الهيئة أي العضو أو الجهاز الذي يقوم عليه المرفق العام‪،‬‬
‫والذي ال يمكن إال أن يكون ذلك الشخص العام الذي يتوفر تلقائيا في المرافق العامة اإلدارية التي كانت تنشئها‬
‫وتسييرها الدولة أو الجماعات المحلية‪ ،‬بغية تحقيق مصلحة عامة مع خضوعها للقانون والقضاء اإلداريين‬
‫(الدفاع‪ ،‬القضاء‪ ،‬التعليم واألمن)‬
‫ففكرة المرفق العام انتقدت من قبل‬
‫فقهاء مدرسة السلطة العامة بزعامة‬
‫الفقيه هوريو إذ جعل من السلطة‬
‫العامة األساس الفني للقانون اإلداري‪،‬‬
‫وذلك في مقدمة لكتابه " الوجيز في‬
‫القانون اإلداري" حيث يقول " إنهما‬
‫فكرتان أساسيتين في النظام اإلداري‬
‫الفرنسي‪:‬‬

‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬
‫المرفق العام هو‬ ‫معلال ذلك أن السلطة العامة ليست مطلقة‪ ،‬بل تعرف قيود‪ ،‬وهذه القيود‬
‫السلطة العامة‬
‫العمل الذي تسعى‬ ‫بمثابة التحديد الذاتي لها‪ .‬كما أنها فكرة ضيقة تكتفي بجعل نطاق نشاط الدولة‬
‫هي الوسيلة‬
‫اإلدارة العامة إلى‬ ‫ال يتعدى المجال الذي تعمل فيه المرافق العامة‪ ،‬في حين أن مهمة اإلدارة ال‬
‫إلى ذلك‪.‬‬
‫تنفيذه‪.‬‬ ‫تتحدد في تسيير هذه المرافق‪ ،‬بل تتعداها لوجود مرافق أخرى غير اإلدارية‪.‬‬
‫‪02‬‬ ‫‪01‬‬
‫أن تكون غايته‬
‫تحقيق النفع‬
‫أن يكون‬ ‫إال أن ما يمكن‬
‫المرفق مشروع‬
‫العام أي الغرض‬ ‫تنشئه أو تحدثه‬
‫استخالصه هو ضرورة‬
‫من إنشائه هو‬ ‫‪03‬‬ ‫الدولة أو‬ ‫توافر العناصر أو‬
‫تحقيق النفع‬ ‫الهيئات التابعة‬
‫العام‬ ‫لها‪.‬‬
‫األركان التالية للمرفق‬
‫الخضوع‬
‫لنظام‬
‫العام‪:‬‬
‫قانوني‬
‫متميز‪.‬‬
‫" القـانـون العــام ‪ :‬السداسي اخلامس"‬

‫مادة‪ :‬املرافق العمومية‬


‫الدكتورة مارية بوجداين‬

‫بالتوفيق للجميع‬
‫‪14‬‬

You might also like