You are on page 1of 28

See discussions, stats, and author profiles for this publication at: https://www.researchgate.

net/publication/356128456

‫ﻧﻤﺬﺟﺔ اﻟﻌﻼﻗﺎت ﺑﻴﻦ اﻟﺘﻨﺎﻓﺮ اﻟﻤﻌﺮﻓﻲ واﻟﺼﺮاع اﻟﻨﻔﺴﻲ واﻟﻘﻠﻖ ﻟﺪى ﻃﺎﻟﺒﺎت ﺟﺎﻣﻌﺔ أم اﻟﻘﺮى‬
Relationship modeling of the cognitive dissonance, anxiety, and psychological
conflict among th...

Preprint · April 2021

CITATIONS READS

0 1,542

2 authors:

Mariam Allahyani Sameera moharib AL-Otaibi


Umm Al-Qura University Umm Al-Qura University
8 PUBLICATIONS 0 CITATIONS 12 PUBLICATIONS 14 CITATIONS

SEE PROFILE SEE PROFILE

All content following this page was uploaded by Sameera moharib AL-Otaibi on 22 November 2021.

The user has requested enhancement of the downloaded file.


... ‫ نمذجة العالقات بني التنافر املعريف والرصاع النفيس والقلق لدى‬:‫مريم بنت محيد اللحياين وسمرية بنت حمارب العتيبي‬

‫نمذجة العالقات بني التنافر املعريف والرصاع النفيس والقلق لدى طالبات جامعة أم القرى‬
2 1
) (
‫ سمرية حمارب العتيبي‬، ) (‫مريم محيد أمحد اللحياين‬

‫جامعه أم القرى‬
‫هـ‬1442 /4/ 10 ‫ وقبل‬- ‫هـ‬1441/3/25 ‫قدم للنرش‬
‫ هدفت الدراسة احلالية إىل الكشف عن العالقة بني التنافر املعريف والرصاع النفيس والقلق لدى طالبات جامعة أم القرى من خالل نموذج‬:‫املستخلص‬
‫ طالبة‬607 ‫ وقد تكونت عينه الدراسة من‬،‫مقرتح يستند إىل أسس معرفية اعتمدت أسلوب حتليل املسار لتفسري القلق والرصاع النفيس والتنافر املعريف‬
‫ ومقياس الرصاع النفيس‬،)2020( ‫ كام استخدمت الدراسة مقياس التنافر املعريف إعداد العتيبي واللحياين‬،‫ تم اختيارهن عشوائيا‬،‫بجامعه أم القرى‬
‫ وأظهرت النتائج عدم وجود فروق‬،(1985) Beck & Steer‫ ومقياس القلق إعداد بيك وستيري‬،)1999( ‫ تقنني الدسوقي‬- conte et al ‫إعداد‬
= GFI ،1 =TLI ، 1= CFI ، 0.994 = AGFI( ‫ذات داللة إحصائية بني النموذج املقرتح والنموذج املثايل الرتفاع مؤرشات املطابقة والتي كانت‬
‫ لتحسني النموذج‬AMOS ‫ كام تم الرجوع إىل مؤرشات التعديل التي يقدمها برنامج‬،)0.998=NFI ،0.000= RMSEA ،1=IFI ، 0.999
‫ كام‬،‫ حيث أظهر الربنامج وجود بعض املؤرشات وبناء عليه تم األخذ باملقرتحات لتحسني النموذج بحذف املسارات غري الدالة إحصائيا‬،‫االفرتايض‬
.‫ وللتأثريات املبارشة وغري املبارشة للمتغريات‬،‫أظهرت الدراسة نتائج خمتلفة لآلثار الكلية‬
.‫ القلق‬،‫ الرصاع النفيس‬،‫ التنافر املعريف‬،‫ نمذجة العالقات‬:‫الكلامت املفتاحية‬

Relationship modeling of the cognitive dissonance, anxiety, and psychological conflict among the students of
Umm al-Qura University
(1) (2)
Maryam Hamid Ahmed Al-Lihyani , Samira Muhareb Al-Otaibi
Umm Al Qura University
Submitted 22-11-2019 and Accepted on 25-11-2020
Abstract: The current study aimed to reveal the relationship between cognitive dissonance, psychological conflict
and anxiety among female students at Umm Al-Qura University through a proposed model based on cognitive
foundations that adopted the method of path analysis to explain anxiety, psychological conflict and cognitive
dissonance, and the sample of the study
Consisted of 607 students at Umm Al-Qura University, who were selected randomly, the study
Also used the cognitive dissonance scale prepared by Al-Otaibi and Al-Lahiani (2020), the Psychological Conflict
scale by conte et al - and the al-Desouki codification (1999), and the
Anxiety scale by Beck and Steer (1985), and the results showed no significant differences. A statistic between the
proposed model and the ideal model for the rise in conformity indicators which were (AGFI = 0.994, CFI = 1, TLI = 1,
GFI = 0.999, IFI = 1, RMSEA = 0.000, NFI = 0.998), and the adjustment indicators provided by AMOS were also
referred to. To improve the hypothetical model, as the program showed the presence of some indicators, and
accordingly proposals were taken to improve the model by deleting the paths that are not statistically significant,
and the study showed different results for the overall effects, and for the direct and indirect effects of the
variables.
Key words: relationship modeling, cognitive dissonance, psychological conflict, anxiety

(1)Associate Professor, Department of Psychology - ‫ جامعة أم القرى‬- ‫ كلية الرتبية‬- ‫)أستاذ علم النفس املشارك‬1(
College of Education - Umm Al-Qura University
E-mail: Mere200@hotmail.com
(2)Associate Professor, Department of Psychology - ‫ جامعة أم القرى‬- ‫ كلية الرتبية‬- ‫)أستاذ علم النفس املشارك‬2(
College of Education - Umm Al-Qura University

- 119 -
‫املجلة السعودية للعلوم النفسية – العدد ‪ – 67‬الرياض (شعبان ‪1442‬هـ‪ /‬إبرايل ‪2021‬م)‬

‫األساليب العقالنية‪ ،‬فقد يلجأ الشخص إىل آليات الدفاع ‪-‬‬ ‫مقدمة‬
‫وهي االسرتاتيجيات غري العقالنية املصممة للدفاع عن األنا‬
‫ُيعد القلق رد فعل طبيعي للمواقف العصيبة‪ ،‬وقد نشعر‬
‫(‪.) Schultz&Schultz,2017‬‬
‫مجيعا بالقلق وهو جزء أسايس من غريزة البقاء لدينا‬
‫كام أوضحت هورين ‪1937 Karen Horney‬م أن‬
‫ويساعدنا بإخبارنا أن هناك شيئا مهام حيدث‪ .‬قد يكون موقفا‬
‫الثقافة من شأهنا أن ختلق قدرا كبريا من القلق يف الفرد الذي‬
‫خطريا نحتاج إىل جتنبه‪ ،‬أو مهمة نحتاج إىل إنجازها برسعة ‪-‬‬
‫يعيش يف هذه الثقافة‪ ،‬ويعد القلق استجابة انفعالية تكون‬
‫لذلك ُيعد القليل من القلق مفيدا يف بعض األحيان‪.‬‬
‫موجهة إىل املكونات األساسية للشخصية‪ .‬ويتفق‬
‫ويعرف القلق بأنه حالة غري سارة نتوقع فيها حدوث‬
‫"سوليفان ‪ "Sullivan‬مع "هورين ‪ "Horny‬يف تأكيدمها عىل‬
‫يشء خميف ال يمكن التنبؤ به متاما من خالل ظروفنا الفعلية‪،‬‬
‫فكرة أن عدم توفر األمان االجتامعي يسبب القلق‪ ،‬والقلق‬
‫فهو مزيج معقد من املكونات الفسيولوجية والسلوكية‬
‫بنا ٌء وهدم يف الوقت نفسه‪ ،‬فالقلق البسيط يمكن أن يغري‬
‫واملعرفية‪ ،‬كام أنه مزيج معقد من العواطف واإلدراكات غري‬
‫اإلنسان ويبعده عن اخلطر‪ ،‬أما القلق الشامل الكيل فإنه‬
‫السارة والتي تكون أكثر توجها نحو املستقبل وأكثر انتشارا‬
‫يؤدي إىل اضطراب كامل بالشخصية‪ ،‬وجيعل الشخص‬
‫من اخلوف )‪.(Barlow, 2002,104‬‬
‫عاجزا عن التفكري السليم أو القيام بأي عمل عقيل‪ ،‬ويرى‬
‫ويعد فرويد ‪ Freud‬من أوائل من حتدثوا عن القلق يف‬
‫السلوكيون القلق كاستجابة انفعالية سلبية‪ ،‬بناء عىل‬
‫علم النفس‪ ،‬وقد فرس القلق النفيس بأنه االستجابة إلحدى‬
‫دراسات سابقة أجراها بافلوف‪ ،‬كام يرى كل من دوالرد‬
‫حاالت اخلطر الناجتة عن جتربة سابقة‪ ،‬كام قدم مصطلحات‬
‫وميللر ‪ Dollard & Miller‬أن القلق كقوة ثانوية يتم اكتساهبا‬
‫توليد القلق والقلق التلقائي‪ ،‬حيث يصف أحدها عملية‬
‫دافع مكتسب أو قابل‬
‫ٌ‬ ‫من خالل التعلم‪ ،‬فالقلق لدهيام‬
‫تكثيف اإلحساس لدى األفراد واآلخر للتعبري عن رد الفعل‬
‫لالكتساب‪ ،‬وعندما يزداد هذا الدافع إىل حد معني يؤدي إىل‬
‫الالإرادي حلالة مؤملة‪ ،‬بحيث يميز بذلك نوعني من القلق‬
‫تدهور األداء والعكس صحيح‪.‬‬
‫الواقعي والعصاب ‪(Rachman, 1998, 64; Snowdon,‬‬
‫)‪ ; Moehle & Eugene, 1991‬عثامن‪.(25-23 ،2001،‬‬
‫)‪.2013‬‬
‫وقد فرق دوالرد وميلر ‪(1966) Dollard & Miller‬‬
‫وجعل فرويد القلق جزءا مهام من نظريته الشخصية‪،‬‬
‫بني اخلوف والقلق ويذكران أنه عندما يكون "مصدر اخلوف‬
‫مؤكدا أنه أسايس لتطور كل السلوك العصبي والذهني‪.‬‬
‫غامضا أو حمجوبا بالقمع‪ ،‬غالبا ما يشار إليه باسم القلق"‪.‬‬
‫فالقلق ينبه الفرد بأن األنا تتعرض للتهديد وأنه ما مل يتم اختاذ‬
‫و ُينظر إىل القلق عىل أنه ينشأ فقط يف ظل ظروف معينة من‬
‫إجراء‪ ،‬فقد يتم اإلطاحة باألنا‪ .‬كيف يمكن لألنا أن حتمي‬
‫الرصاع العصايب)‪. (p.63‬‬
‫نفسها أو تدافع عنها؟ هناك عدد من اخليارات‪ :‬اهلروب من‬
‫ويرى أنصار هذه املدرسة أن القلق هو سلوك قد اكتسبه‬
‫املوقف املهدد‪ ،‬أو منع احلاجة املندفعة التي هي مصدر‬
‫اإلنسان من البيئة التي يعيش فيها‪ ،‬وأنه عن طريق عمليات‬
‫اخلطر‪ ،‬أو إطاعة إمالءات الضمري‪ .‬إذا مل تنجح أي من هذه‬
‫معينة يتم من خالهلا (ترشيط) وتدعيم بل واستفحال هذا‬

‫‪- 120 -‬‬


‫مريم بنت محيد اللحياين وسمرية بنت حمارب العتيبي‪ :‬نمذجة العالقات بني التنافر املعريف والرصاع النفيس والقلق لدى ‪...‬‬

‫ويتضمن القلق بعض التغـريات الفسـيولوجية كـربودة‬ ‫القلق والذي يمكن عالجه بإزالته أو منعه طاملا هو متعلم‬
‫األطراف وتصبب العرق وعدم القـدرة عـىل تركيـز االنتبـاه‬ ‫(غانم‪)2016 ،‬‬
‫واإلحســاس الــدائم بتوقــع اهلزيمــة والعجــز واالكتئــاب‪،‬‬ ‫وتظهر النظريات السلوكية للقلق تداخال قويا مع‬
‫والقلق إما أن يكون سمة أو حالة‪ ،‬فـإذا اسـتخدم مصـطلح‬ ‫النظريات املعرفية‪ ،‬والتي تركز عىل التحكم التنظيمي‪،‬‬
‫القلق يف وصف السمة الرئيسة لشخصية الفرد‪ ،‬كان معناه أن‬ ‫وتفاعالت املنبهات‪ ،‬واألفكار‪ ،‬أو اإلدراك‪ ،‬والتعزيز املتاح‪.‬‬
‫سمة القلق ‪ Trait Anxiety‬لديه تظهر أعراضـا متنوعـة‪ ،‬أي‬ ‫وتوفر املنبهات معلومات حول املوقف‪ ،‬وتسهل التنبؤ‬
‫أن الفرد خيترب شعور القلق بصورة مزمنة‪ ،‬تسـمح بـأن يقـال‬ ‫باملستقبل‪ ،‬وبحسب بيك وآخرين ‪ Beck et al‬تشري‬
‫عنه بأنه يتسم بسمة القلق‪ ،‬يف حني يتضمن قلق احلالة ‪State‬‬ ‫النظريات السلوكية املعرفية إىل أن اضطرابات القلق تستمر‬
‫‪ Anxiety‬بعض التغريات الفيزيولوجية‪ ،‬وهي خـربة عـابرة‬ ‫نتيجة التفاعل بني هذه العوامل يف النموذج املعريف للقلق‬
‫تتفـاوت مـن حيـث الشـدة مـن وقـت آلخـر ‪(Hantona,‬‬ ‫بتوقع األحداث وتفسريها‪ ،‬وليس جمرد أحداث يف حد ذاهتا‪،‬‬
‫)‪ .Mellalieub& Hallc,2002.1126‬بمعنى أن قلق احلالـة‬ ‫حتكم جتربة املرء‪ .‬فاإلدراك ال يعمل بمفرده‪ .‬وهو يعمل‬
‫‪ State Anxiety‬هو قلق مؤقت‪ ،‬ناجم عـن الظـروف اآلنيـة‬ ‫بالتآزر مع األنظمة البدائية األخرى‪ ،‬عىل سبيل املثال‪،‬‬
‫يمكن وصفه بأنه استعداد خمتلف لتجربة مسـتويات القلـق‪،‬‬ ‫االنفعالية والسلوكية والفسيولوجية تُعزى األولوية إىل دور‬
‫فالظروف املؤملة أو الصـعبة ال تـؤدي إىل تغـريات يف القلـق‬ ‫اإلدراك ألن النظام املعريف مسؤول عن دمج املدخالت‬
‫كسمة‪ ،‬بل تساهم يف تغريات شدة احلالة‪ .‬ألن مسـتوى قلـق‬ ‫واختيار خطة مناسبة وتفعيل األنظمة الفرعية األخرى‬
‫الفرد من احلالة يف مواقف معينة هو جزئيا من وظيفة اخلـربة‬ ‫)‪.(Sweeney& Pine, 2004‬‬
‫السابقة يف مواقف أخرى سـابقة ‪(Menasco & Hawkins,‬‬ ‫كام يرى بيك أن القلق ينتج عن أنامط التفكري املشوهة‬
‫)‪.1978,650‬‬ ‫واخلاطئة يف تقييم املواقف‪ ،‬وما يرتتب عن ذلك من تكوين‬
‫فالقلق حالة تتسم بالشـعور بـالتوتر واخلـوف لدرجـة‬ ‫مركبات معرفية نشطة حتول املثريات البيئية إىل مصادر‬
‫يصعب السـيطرة عليهـا وتـؤثر يف أنشـطة احليـاة اليوميـة‪.‬‬ ‫للقلق‪ ،‬وتؤدي للشعور بالقلق وظهور أعراضه فاملشكلة‬
‫وهناك أنواع خمتلفة مـن القلـق‪ ،‬تـرتاوح مـن القلـق العـام‬ ‫تكمن أساسا يف طريقة التفكري‪ ،‬وليست يف االنفعال‬
‫واالجتامعي إىل حاالت الرهاب (سورايا‪ ،‬كـانين وفـورمر‪،‬‬ ‫ومنظوماته (غانم‪.)314 ،2003،‬‬
‫‪.)2018‬‬ ‫كام أن املرىض املصابني باضطراب القلق يميلون إىل‬
‫كذلك ما يصاحب القلق من خوف وغريه من مظـاهر‬ ‫املبالغة يف تقدير درجة اخلطر واحتاملية الرضر يف موقف‬
‫مظهـر للفشـل يف إجيـاد‬
‫الرصاع النفيس‪ ،‬واالضطراب هـو َ‬ ‫معني والتقليل من قدراهتم عىل التعامل مع التهديدات‬
‫التـوازن بـني هـذه القـوى‪ ،‬فالشـخص الـذي يعـاين مـن‬ ‫املتصورة لرفاههم النفيس واجلسدي ‪(Kaplan & Sadock,‬‬

‫"العصاب" النفيس أو املصـاب باالضـطراب شـخص قـد‬ ‫)‪1989, 965‬‬

‫التـوازن فأصـبحت حياتـه ك ر‬


‫َـدرة‬ ‫ُ‬ ‫أخفقت ذاته يف إجياد هذا‬

‫‪- 121 -‬‬


‫املجلة السعودية للعلوم النفسية – العدد ‪ – 67‬الرياض (شعبان ‪1442‬هـ‪ /‬إبرايل ‪2021‬م)‬

‫‪ ،Adam Smith‬وهم من الكتاب املهمني بتحليـل الرصـاع‪.‬‬ ‫ت رَعسة‪ ،‬وأصبح قلقا غري مرتاح إىل حالته‪ ،‬ولكنه متـي ظق هلـا‬
‫وقد اختلفت املناهج النظرية لفهم الرصاع‪ ،‬حيث ركز علامء‬ ‫أشد التيق ‪ ،‬حياول أن ر‬
‫يوجد التوازن الذي فقـده بمختلـف‬
‫النفس عىل الرصاعات بني الشخصية‪ ،‬كام ركز علامء الـنفس‬ ‫الوسائل‪( .‬جالل‪(74 ،2017 ،‬‬

‫االجـــتامع عـــىل النزاعـــات بـــني األفـــراد واملجموعـــات‬ ‫كام ذكر كل من موهيل وإجيني ‪Moehle & Eugene‬‬

‫(‪.)Roderick,1999‬‬ ‫)‪ (1991‬وعثامن (‪ )2001‬أن القلق خربة غري سارة يعمل‬


‫ويمكن النظر إىل الرصـاع عـىل أنـه حيـدث عـىل مـدى‬ ‫الفرد عىل جتنبها‪ ،‬حتدث نتيجة الرصاع‪ ،‬مما يؤدي إىل حالة من‬
‫األبعاد املعرفية (اإلدراك) والعاطفية (الشـعور) والسـلوكية‬ ‫عدم االتزان والشعور بالقلق ‪.‬‬

‫(األداء)‪ .‬وقد يساعدنا هذا املنظـور ثالثـي األبعـاد يف فهـم‬ ‫وبحسب رضوان (‪ )2007‬فـإن الرصـاع إذا اسـتمر‬
‫تعقيدات الرصاع وعىل الرغم من أن كـل ُبعـد مـن األبعـاد‬ ‫لفرته طويله دون حـل يقـود إىل القلـق والتـوتر واألمـراض‬
‫الثالثة يؤثر عىل األبعـاد األخـرى‪ ،‬فـإن التغيـري يف مسـتوى‬ ‫اجلسدية والنفسية واجلسدية النفسية (ص‪.)342‬‬
‫الرصاع يف ُبعد واحد ال يعني بالرضورة أن حيدث تغيري مماثل‬ ‫وأكدت دراسة ميللر وآخرين أن هناك عالقة وثيقة بـني‬
‫يف األبعاد األخرى‪ ،‬ففي بعض األحيان ترتبط الزيادة يف أحد‬ ‫الرصاع والقلق‪ ،‬حيث إن الرصاع هو نزعه لتحقيق اسـتجابة‬
‫األبعاد بانخفاض يف ُبعد آخر‪ .‬عىل سـبيل املثـال‪ ،‬يـنخفض‬ ‫دافعيـه ملتناقضـني (إقـدام – إحجــام) فعنـد فشـل الفــرد يف‬
‫املكون العاطفي للرصاع أحيانا مع زيادة وعي الناس بوجود‬ ‫حتقيقها يصاب بـالقلق (جبـل‪ .)134 ،2000،‬كـام أكـدت‬
‫الرصاع وفهمهم لطبيعته‪ .‬هذا هو أحد األسباب التي جتعـل‬ ‫ذلك دراسة رزيقة (‪ )2013‬التي وجدت أن هناك عالقة بني‬
‫الرصاع يبدو مربكا وال يمكن التنبؤ به (‪.)Bernard,2000‬‬ ‫الرصاع النفيس واالجتامعي والقلق (حالة أو سمة)‪.‬‬
‫و ُيعــد فرويــد هــو أول مــن أشــار إىل وجــود الرصــاع‬ ‫وحيدث الرصـاع النفيسـ عنـد الفـرد عنـدما يتعـرض‬
‫األساسـي املبني عىل أسـاس غريـزي‪ ،‬حيـث إن مكونــات‬ ‫لدافعني أو لنزعتني أو لـرغبتني أو أكثـر بحيـث حيبـذ كـل‬
‫(اهلـو) الغريزيـة تسـعى دومـا للتعبيــر عــن نفســها فــي‬ ‫مكون مـن مكونـات الشخصـية واحـدا منهـا‪ ،‬وهنـا يقـع‬
‫الوقــت الـــذي تقـــف فيـــه األنـــا هلـــذه النزعـــات‬ ‫الرصاع بني مكونـات الشخصـية وأجهزهتـا‪ ،‬األمـر الـذي‬
‫باملرص ـاد دفاعـ ــا عــــن الشخصــــية‪ ،‬ويرتتــــب علــــى‬ ‫يؤدي إىل حرية الفرد وارتباكه وتردده ما بني وجهتي املوقف‬
‫االخــتالف والتعــارض يف وظيفــة كــل منهمــا وجـــود‬ ‫الرصاعي‪ ،‬وهو موقف يمكن أن يـؤثر عـىل البنـاء النفيسـ‬
‫صـراع داخلـي فـي أعمـاق الـنفس الالشـعورية‪ ،‬صــراع‬ ‫للشخصية ويسبب انحرافـات سـلوكية أو أعـراض نفسـية‬
‫بـــني قـــوة مانعـــة حتـــول دون هـــذه العناصـــر الغريزيـــة‬ ‫مرضية (ربيع‪.)2005 ،‬‬
‫الالشـعورية وبـني التعبيـر عنهـا بأن هذه القوة املانعة املمثلة‬ ‫يمكــن إرجــاع جــذور النظريــات احلديثــة للرصــاع إىل‬
‫فـي األنـا ختـاف علـى الــدوام مــن أن تقهــر مــن مثــل‬ ‫ماكس ويرب وكارل ماكس وسيغموند فرويـد وإن مكيـافييل‬
‫النزعـات الغريـزية املمثلة يف (اهلو) ومن ثم تعيش يف قلــق‬ ‫وكالوزفيتـز وآدم سـميث ‪Max Weber, Karl Max and‬‬

‫دائم (فهمـي‪.(197 ،1998 ،‬‬ ‫‪Sigmund Freud, Machiavelli, Clausewitz and‬‬

‫‪- 122 -‬‬


‫مريم بنت محيد اللحياين وسمرية بنت حمارب العتيبي‪ :‬نمذجة العالقات بني التنافر املعريف والرصاع النفيس والقلق لدى ‪...‬‬

‫حيدث الرصاع بني دافع اهلو واألنا األعىل لدى الفرد وذلـك‬ ‫كام يرى فرويد العقل ال حيتمل الرصاع الظـاهر طـويال‪،‬‬
‫عندما ال يمكن التوفيق بينهام وبني احلاجات األولية للهو مما‬ ‫فإن الرصاع معناه انقسام العقل عىل نفسه‪ ،‬معناه نشوب نوع‬
‫يؤدي إىل الرصاع بينهام‪ ،‬إذ تصبح النزعات اجلنسـية وامليـول‬ ‫من «احلرب األهلية» داخل الـنفس‪ ،‬ونتيجـة خطـورة ذلـك‬
‫العدوانية متعارضة مع القيم األخالقية لألنا األعـىل فيظهـر‬ ‫عىل السواء النفيس ال َيلبـث ذلـك الرصـاع أن ينتهـي بحـل‬
‫الرصاع‪ .‬كام حيدث الرصاع بني مكونات األنا األعىل وذلـك‬ ‫متمثل بتغلب إحـدى النـزعتَني املتضـادتني عـىل األخـرى‪،‬‬
‫عندما يكون هناك رصاع بني قيمه أخالقية وأخـرى‪ ،‬أو بـني‬ ‫حيث تب ُعد النزعـة غـري املختـارة مـن الشـعور وتَنحـدر إىل‬
‫واجب وآخر (قطيشات والتل‪.)2009 ،‬‬ ‫الالشعور‪ ،‬و ُيط َلق عىل استبعاد الرغبة أو الفكرة من الشعور‬
‫كذلك كلام كان األنا أكثـر نضـجا أمكـن جتـاوز وحـل‬ ‫ودفعها إىل الالشعور اصطالحا اسم (الكبـت( وعـىل ذلـك‬
‫الرصاعات النامجة عن تضارب اجتاهات الدوافع واملتطلبات‬ ‫فالرصاع بني نزعتني ينتهـي دائـام بكبـت إحـدى النـزعتني‪،‬‬
‫ظ‬
‫األخرى للعامل اخلارجي واألنا األعىل‪ ،‬فـإذا كـان األنـا غـري‬ ‫واملكبوت ينمحي من الذاكرة وال ُيصبرح جـزءا مـن شـعور‬
‫قادر عىل التوسط بني الدوافع املختلفة وحل إشكاالهتا‪ ،‬فقد‬ ‫الشخص والنزعات الالشعورية املكبوتة التي تظل خمتفية يف‬
‫ينمو القلق الالشعوري أي الذي يكون غامضا املنشأ‪ ،‬ومـن‬ ‫تتحني الفرص املناسبة للتعبري عن نفسها بطريقـة‬
‫الالشعور‪ ،‬ن‬
‫أجل صد هذا القلق الغامض ومواجهته والتغلب عليه يقـوم‬ ‫غري مبارشة‪ ،‬فتبدو متخفية بدل أن تبدو رصحيـة وسـافرة‪ ،‬إذ‬
‫األنا بحشـد وسـائل الـدفاع األوليـة والتـي تعـد آليـات ال‬ ‫تبقى حتت ضغط ُمستمر‪ ،‬ولكنها يف حماولة دائمة لتصـل إىل‬
‫شعوريه (رضوان‪.)350 ،2007 ،‬‬ ‫اإلشباع الذي ُحرمته (جالل‪.)67 ،22، 2017 ،‬‬
‫وتنظر نظرية التحليل النفيس إىل الرصاع عىل أنه نوع من‬ ‫وترى نظرية التحليل النفيس الرصـاع عنـدما تتعـارض‬
‫تقسيم الوظائف الشخصية عـىل الـذات ممـا يعنـي أن الفـرد‬ ‫املتطلبات الداخلية املتناقضة بعضها مع بعـض يف املوضـوع‪.‬‬
‫سيعاين من مشاعر القلق (‪.)Kagan, 1991‬‬ ‫قد يكون الرصاع واضحا ‪-‬بني رغبة ورضورة أخالقية‪ ،‬عىل‬
‫ووفقا لفرويد‪ ،‬فإن هذا الرصاع موجود دائام ألن الغرائز‬ ‫سبيل املثال‪ ،‬أو بني عاطفتني متناقضتني ‪-‬أو قد يكون كامنا‪،‬‬
‫دائام ما تضغط من أجل الرضا‪ ،‬يف حني تعمـل املحرمـات يف‬ ‫ويف هذه احلالة يكون من املمكن التعبري عنه بطريقة مشـوهة‬
‫املجتمع دائام عىل احلد مـن هـذا الرضـا‪ .‬مجيـع السـلوكيات‬ ‫يف الرصاع الواضح‪ ،‬والذي يظهر بشكل خـاص يف تشـكيل‬
‫مدفوعة بـالغرائز وباملثـل‪ ،‬فـإن مجيـع السـلوكيات دفاعيـة‬ ‫األعراض‪ ،‬واملشاكل السلوكية‪ ،‬واضطرابات الشخصية‪ ،‬وما‬
‫بمعنى الدفاع ضد القلـق‪ .‬قـد تتقلـب حـدة املعركـة داخـل‬ ‫إىل ذلك‪ .‬ويعترب التحليل النفيس أن الرصاع جزء من تكوين‬
‫الشخصــية‪ ،‬لكنهــا ال تتوقــف أبــدا (‪&Schultz,2017‬‬ ‫اإلنسان )‪(Becker, Groninger, Luzar, 2012‬‬

‫‪.)Schultz‬‬ ‫وترى مدرسه التحليل النفيس أن الرصاع قد حيدث بـني‬


‫يف حني فرست النظرية السلوكية الرصاع النفيسـ وفقـا‬ ‫دوافع الفرد نفسه‪ ،‬إذ حيدث رصاع بـني دوافـع اهلـو وذلـك‬
‫ملفاهيم االشرتاط وقوانني الـتعلم وذهـب أصـحاهبا إىل أن‬ ‫عندما ينطوي اهلو عىل دافعني يسعى كل منهام إىل هدفـه وال‬
‫الرصاع يمكن أن ينشأ إذا ما تعرض الكائن احلـي إىل مثـري‬ ‫يمكن حتقيق اهلدفني معا مثل دافع اجلنس ودافع األمومة‪ .‬كام‬

‫‪- 123 -‬‬


‫املجلة السعودية للعلوم النفسية – العدد ‪ – 67‬الرياض (شعبان ‪1442‬هـ‪ /‬إبرايل ‪2021‬م)‬

‫مثال أن تتفاقم و ‪ /‬أو تقلل الرصاعات واسعة النطاق‬ ‫رشطي سبق ارتباطه بمثريين طبيعيني يستثريان اسـتجابتني‬
‫وصغرية احلجم بسبب التنافر املعريف كالرصاع العرقي‬ ‫متناقضتني متساويتني يف القوة (القريطي‪)110 ،1998 ،‬‬
‫(‪.)Barker, 2003‬‬ ‫كـام صـنف " كـريت ليفـني " الرصـاع النفيسـ عـدة‬
‫وبحسب كاسيل وتايلور ‪Cassel & Taylor 1962-‬‬ ‫تصنيفات نتيجة حتليله ألنواع الرصاع وهي رصاع اإلقدام –‬

‫‪ 2001‬تنشأ فكرة التنافر املعريف من القوة الثانية لعلم النفس‪.‬‬ ‫اإلقدام الذي ينشأ حني جيد الفرد نفسه يف موقـف عليـه أن‬
‫وحتديدا تستمد من عمل سيجموند فرويد‪ .‬وذكر فرويد أن‬ ‫خيتار بني هدفني كالمها له نفس القوة من اجلاذبيـة‪ .‬ورصاع‬
‫األفراد الذين لدهيم مشاكل نفسية يعانون من اآلالم‬ ‫اإلحجام – اإلحجام الذي ينشأ حينام جيـد الفـرد نفسـه يف‬
‫واإلصابات العميقة يف الالوعي مما يعيقهم من الوصول‬ ‫موقف عليه أن خيتار بني هدفني كالمها له نفـس القـوة مـن‬
‫إلمكاناهتم الكاملة‪ .‬وتبعا لذلك‪ ،‬فإن اهلدف هو الكشف‬ ‫النفور‪ .‬ورصاع اإلقدام – اإلحجام الـذي ينشـأ حـني جيـد‬
‫عن اإلصابات وحتويلها ملستوى الوعي ‪(Thompson,‬‬ ‫الفرد نفسه أمام هدف واحد له مزاياه وله عيوبـه‪ .‬وأخـريا‪،‬‬
‫)‪Barnhart& Chow, 2008‬‬ ‫رصاع اإلقدام – اإلحجام املزدوج الذي ينشأ حني جيد الفرد‬
‫ويمثل التنافر املعريف حالة من عدم الراحة النفسية ينتج‬
‫نفسه يف موقف عليه أن خيتار بني هدفني كل منهام له مزايـاه‬
‫عن وجود معارف غري متجانسة‪ ،‬أو عنارص عن الذات‪ ،‬أو‬
‫وله عيوبه (حسيب‪.)32-31 ،2005 ،‬‬
‫سلوك الشخص‪ ،‬أو البيئة وينشأ الرصاع ألن الشخص‬
‫يف حــني قــام نيــل ميللــر وتالميــذه بمجموعــة مــن‬
‫يتوجب عليه االختيار بني شيئني‪ .‬ويكون الشخص مدفوعا‬
‫الدراسات التجريبية لرصاع اإلقدام واإلحجام والتي لعبـت‬
‫يف اجتاهني يف وقت واحد (‪.)Festionger, 1957‬‬
‫فيها مفاهيم التعلم دورا تفسرييا مهـام‪ ،‬وقـدم جمموعـه مـن‬
‫كام يعد التنافر ‪ /‬الرصاع املعريف حافزا قويا‪ ،‬والذي‬
‫املصادرات يف دراسته للرصاع أمهها‪-1 :‬النزعة إىل االقرتاب‬
‫غالبا ما يقودنا إىل تغيري واحد أو آخر من املعتقد أو الفعل‬
‫نحو اهلدف تصبح أكثر قوة كلام كان الفرد أكثر قربا للهـدف‬
‫املتعارض‪ .‬أي تناقض‪ ،‬أي املعتقدات االفرتاضية‪ ،‬يف طريقة‬
‫و ‪ -2‬أن امليل إىل حتايش املثريات السلبية يكـون أقـوى كلـام‬
‫تفكرينا أو ترصفنا ينتج عنه تنافر‪ ،‬وهو أمر غري مريح وخيلق‬
‫ازداد الفرد قربا من املثري – ‪ -3‬يزداد قوة استجابة اإلحجـام‬
‫دافعا لتقليل التوتر من خالل إعادة تقييم صالحيته‬
‫بمعدل أكثر مـن زيـادة قـوة اسـتجابة اإلقـدام كلـام اقـرتب‬
‫(‪.)Gawronski, 2002, 665‬‬
‫الكائن احلي من املثري املنفر‪ -4 ،‬يتوقف ميـل االسـتجابة إىل‬
‫كذلك تنص نظرية التنافر عىل أن الناس يسعون‬
‫الظهور سواء استجابة اإلقدام أو استجابة اإلحجام عىل شدة‬
‫جاهدين للحفاظ عىل تناسق إدراكهم بعضهم مع بعض من‬
‫الدافع الذي يثريه كل منهام ‪ -5‬أنه عندما توجـد اسـتجابتان‬
‫أجل احلفاظ عىل الشعور بالتامسك‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬فإن الفعل‬
‫متعارضتان فإن االستجابة املطلقة للنزعة األقوى هـي التـي‬
‫غري املتسق املفاجئ (مثل الترصف بطريقة متناقضة) قد يضع‬
‫حتدث ( الداهري ‪ 2005 ،‬غنيم‪.)1972،‬‬
‫ثم يقلب الشعور بالتامسك‪.‬‬
‫اإلدراك املتسق يف رصاع‪ ،‬ومن ن‬
‫ويمكن أن يؤدي التنافر املعريف دورا فاعال يف الرصاع‬
‫نتيجة لذلك‪ ،‬فإن اجلهد العقيل سوف يضطرب إلعادة‬
‫والقلق ‪-‬سواء يف استمرارمها أو يف القضاء عليهام‪ .‬فيمكن‬

‫‪- 124 -‬‬


‫مريم بنت محيد اللحياين وسمرية بنت حمارب العتيبي‪ :‬نمذجة العالقات بني التنافر املعريف والرصاع النفيس والقلق لدى ‪...‬‬

‫أو املعتقدات)‪ ،‬أو تعديل أمهية اإلدراك ‪(Hinojosa,‬‬ ‫استقرار (أو إعادة تنظيم) هذا اإلدراك ‪(Festinger, 1957,‬‬

‫)‪.Gardner & Walker, 2016‬‬ ‫)‪Harmon-Jones & Mills,1999‬‬


‫ويشكل التنافر املعريف حالة عاطفية تنشأ عندما تتكون‬
‫ولكن أحيانا لسبب أو آخر‪ ،‬تفشل حماولة حتقيق‬
‫لدى الشخص عنارص معرفية تقتيض أن يكون أحدها أو‬
‫التجانس‪ ،‬ولذلك تستمر التناقضات يف الوجود‪ ،‬ويف ظل‬
‫بعضها عكس اآلخر‪ .‬وكحالة من التوتر عندما تكون هناك‬
‫هذه الظروف –أي يف وجود التناقضات – يظهر هنالك‬
‫مثابرة حتى يتمكن العمل املعريف من ختفيض عدد أو أمهية‬
‫القلق السيكولوجي )‪ .(Festinger, 1957‬وهذا النوع من‬
‫املعارف املتناقضة مع العنارص األكثر مقاومة للتغيري‪ .‬ويمكن‬
‫القلق السيكولوجي يعد دافعا قويا نحو ختفيض التنافر‪،‬‬
‫أن يتكون هذا العمل املعريف من خالل إضافة بعض املعارف‬
‫لذلك فإن للتنافر خصائص حتريضية‪ ،‬أي إنه كلام كان حجم‬
‫املنسجمة‪ ،‬وزيادة أمهية املعارف املتناغمة‪ ،‬وباملقابل التقليل‬
‫التنافر كبريا‪ ،‬حاول الشخص أكثر لتخفيفه أو إزالته‪،‬‬
‫من املعارف املتنافرة وختفيض أمهية املعارف املتنافرة‪ ،‬ويعد‬
‫وإحدى الطرق لتخفيف التنافر هي عن طريق تغيري مواقف‬
‫مفهوم مقاومة التغيري هو لب النظرية‪ ،‬ألنه بدونه تصبح‬
‫الفرد حتى تقرتب من التوافق مع ما يفعله أو ما فعله الفرد‬
‫توقعات النظرية أمرا مستحيال‪ ،‬وهو يوفر نقطة منظمة‬
‫)‪(Rabbie, Brrhm& Cohen, 1959‬‬
‫وقد حدد فستنجر ‪ )1962( Festinger‬العالقة بني‬ ‫لتحديد أمهية أو قدر التنافر وكيف يمكن ختفيض هذا‬
‫العنارص املعرفية ذات الصلة يف نوعني‪ ،‬يتمثل النوع األول يف‬ ‫التنافر‪ .‬كام أن هذه النظرية تنطوي عىل املسؤولية الشخصية‪.‬‬
‫عالقة انسجام وهي أن أحد العنرصين أو الفكرتني يتضمن‬ ‫ألنه يمكن ختفيف التنافر عندما يشعر املرء بأنه مسؤوال عن‬
‫شيئا عن اآلخر بمعنى أن الفكرة األوىل تدل ضمنيا عىل‬ ‫جلب املعارف يف عالقات غري متناغمة أو متسقة ‪.‬‬

‫الفكرة الثانية‪ ،‬يف حني متثل الثانية عالقة الرصاع وتنشأ هذه‬ ‫)‪(Wicklund & Brehm, 1976‬‬
‫كام يوصف التنافر املعريف بأنه النظرية التي تفرتض أنه‬
‫العالقة عىل أساس نقيض أحد العنارص ناجم عن اآلخر عند‬
‫للحد من االنزعاج‪ ،‬نربر أفعالنا ألنفسنا )‪.(Myers,2008‬‬
‫تأملها لوحدها بمعنى أن الفرد حيمل فكرتني أحدمها نقيض‬
‫وقد أجريت العديد من الدراسات والتجارب الختبار نظرية‬
‫اآلخر )‪.)P.12-14‬‬
‫التنافر املعريف مستخدمة تصاميم ومواقف جتريبية خمتلفة‪،‬‬
‫)‪(1957‬‬ ‫باإلضافة لذلك حدد فستنجر ‪Festinger‬‬
‫منها جتارب االختيار احلر)‪ ، (Kretchmar, 2014‬وجتارب‬
‫الفرق بني الرصاع والتنافر ألنه يرى أهنام من الناحية‬
‫اإلذعان )‪ ،(Festinger & Carlsmith ,1959‬وأخريا جتارب‬
‫الديناميكية خمتلفان يف آثارمها‪ ،‬ويكون الشخص يف وضع‬
‫تربير اجلهد فالتربير من األمور التي تستثري التنافر أيضا ‪.‬‬
‫متضارب ومتنافر ورصاع قبل اختاذ القرار‪ ،‬وبعد أن يتخذ‬
‫)‪(Kretchmar, 2014‬‬
‫قراره ال يكون يف حالة رصاع أو تضارب‪ ،‬فهو قد اختذ‬ ‫ويمكن لألفراد الذين لدهيم دافع حلالة التنافر العاطفي‬
‫ثم قد حل الرصاع‪ ،‬أي أنه مل يعد مدفوعا يف‬
‫اختياره‪ ،‬ومن ن‬ ‫السلبي املشاركة يف احلد من التناقض من خالل التقليل من‬
‫أكثر من اجتاه يف وقت واحد‪ ،‬وهو اآلن ملتزم بمسار الفعل‬ ‫التنافر عن طريق تغيري اإلدراك األصيل‪ ،‬أو إضافة ‪ /‬طرح‬
‫املختار‪ .‬وهنا حيدث أو يتزايد التنافر لصالح االختيار‬ ‫إدراك جديد (عىل سبيل املثال‪ ،‬املواقف اجلديدة‪ ،‬والسلوك‪،‬‬

‫‪- 125 -‬‬


‫املجلة السعودية للعلوم النفسية – العدد ‪ – 67‬الرياض (شعبان ‪1442‬هـ‪ /‬إبرايل ‪2021‬م)‬

‫التنافر املعريف مرة أخرى بني املجموعتني‪ ،‬وملنع حدوث‬ ‫املرفوض‪ ،‬وتظهر اجلهود خلفض التنافر لصالح االختيار‬
‫الرصاع النفيس للمرة الثانية تتم حماوالت عديدة خلفض هذا‬ ‫الذي تم‪ ،‬ولتوضيح الفرق‪ ،‬ختيل شخصا لديه عرضان‬
‫التنافر لصالح الوظيفة أو األمر الذي تم اختياره أو ترجيحه‪.‬‬ ‫للتوظيف‪ .‬وقام بتحديد العنارص املعرفية اجليدة للوظيفة‪1‬‬
‫ومن املمكن ختفيض التنافر عن طريق البحث عن‬ ‫وغري اجليدة للوظيفة ‪ ،2‬وتم تسمية هذه املعرفة باملجموعة أ‪،‬‬
‫معلومات إضافية قد تساعده يف تقليل أمهية املعلومات غري‬ ‫مما يوجهه باجتاه اختيار الوظيفة‪ ،1‬ثم قام بعمل املجموعة‬
‫املتجانسة مبارشة‪ ،‬أو معلومات تنسجم مع التزامه‪.‬‬ ‫املعرفية ب‪ ،‬ووضع العنارص املعرفية اجليدة للوظيفة ‪،2‬‬
‫واالحتامل اآلخر لتخفيض التنافر قد يكون عن طريق‬ ‫وغري اجليدة للوظيفة ‪ ،1‬مما يوجهه باجتاه اختيار الوظيفة ب‪،‬‬
‫اإلقرار باخلطأ واختاذ موقف جديد‪ ،‬وهو أسهل طريقة‬ ‫وحيث إنه ال يمكن األخذ بالوظيفتني معا حيدث الرصاع‪.‬‬
‫لتخفيض التنافر املعريف)‪. (Brehm & Cohen, 1962‬‬ ‫ولكن من الرضوري أن نحدد أكثر أين يقع الرصاع‪ ،‬فهو‬
‫ولقد تناول كل من ميناسكو وهاكنز & ‪Menasco‬‬ ‫ليس بني املجموعة املعرفية أ واملجموعة املعرفية ب‪ ،‬أي‬
‫‪ (1978( Hawkins‬التنافر املعريف والقلق بالدراسة‬ ‫ليس هناك رصاع بني معرفة أن الوظيفة ‪ 1‬و‪ 2‬كالمها جيدة‪،‬‬
‫التجريبية‪ ،‬والتي اعتمدت عىل قيام املفحوصني بتقييم عدد‬ ‫ولكن ينشأ الرصاع ألن الشخص يتوجب عليه االختيار بني‬
‫من البدائل ثم اختيار بديل واحد من بني تلك املقدمة‪،‬‬ ‫شيئني‪ ،‬ومدفوعا يف اجتاهني يف وقت واحد‪ .‬ولكن عندما‬
‫وذلك هبدف التحقيق يف حالة القلق كمقياس حلجم التنافر‬ ‫خيتار أحد البدائل كاختياره للوظيفة ‪ 1‬يتوقف الرصاع‪،‬‬
‫بعد الرشاء‪ ،‬لعينة من ‪ 173‬من املشرتين حديثا لألجهزة من‬ ‫والذي حيدث أن املجموعة املعرفية ب يف تنافر مع معرفته‬
‫ثالثة منافذ بيع بالتجزئة‪ .‬وقد أجريت املقابالت مع كل‬ ‫لالجتاه الذي سلكه‪ ،‬حيدث هذا التنافر عىل املستوى املعريف‪،‬‬
‫مستجيب خالل أسبوع من تاريخ الرشاء‪ .‬وتم استخدام‬ ‫وتظل هناك عالقات غري مهمة بني جمموعتي املعرفتني‪،‬‬
‫مقياس القلق لقياس مستوى قلق احلالة لدى األفراد‪،‬‬ ‫ولكن يف الوقت الذي نجد املجموعة املعرفية أ يف تناغم مع‬
‫ومقياس صعوبة قرار الرشاء الستنتاج إثارة التنافر‪ .‬وقد‬ ‫القرار‪ ،‬نجد املجموعة ب تتنافر معه‪ ،‬فالشخص اآلن يتحرك‬
‫حددت رشوط الرشاء التي جيب أن تنتج مستويات متفاوتة‬ ‫يف اجتاه واحد وحياول ختفيض التنافر املعريف)‪.)P.38-42‬‬
‫من التنافر بعد الرشاء‪ ،‬وهلا تأثري متوقع عىل مقياس لقلق‬ ‫ويتضح من ذلك أن التنافر املعريف الذي حيدث بني‬
‫احلالة‪ .‬وقد توصلت النتائج إىل أن التنافر بعد القرار هو‬ ‫املجموعة املعرفية أ واملجموعة املعرفية ب عندما يكون البد‬
‫شكل من أشكال قلق احلالة ردا عىل حل حالة الرصاع‪.‬‬ ‫من اختيار أحد الوظيفتني يؤدي لظهور الرصاع املصاحب‬
‫باإلضافة إىل ذلك‪ ،‬كام ارتبطت الزيادة يف مقاييس قلق احلالة‬ ‫لعملية التنافر‪ ،‬أي إن املعارف أ وب غري املنسجمة تؤدي‬
‫بزيادة يف صعوبة القرار املبل عنها والتي جيب أن تؤدي إىل‬ ‫شدة تنافرها عىل املستوى املعريف (املرتبط باختاذ قرار)‬
‫زيادة يف التنافر‪ ،‬كام وجد أن قلق احلالة املقاس انخفض مع‬ ‫حلدوث رصاع نفيس داخل الفرد يضغط عليه الختيار‬
‫الوقت منذ الرشاء‪.‬‬ ‫أحدمها وترجيحه عىل اآلخر‪ ،‬مما حيل حالة الرصاع عىل‬
‫املستوى النفيس باختيار أحد الوظيفتني‪ ،‬ويسمح بظهور‬

‫‪- 126 -‬‬


‫مريم بنت محيد اللحياين وسمرية بنت حمارب العتيبي‪ :‬نمذجة العالقات بني التنافر املعريف والرصاع النفيس والقلق لدى ‪...‬‬

‫بني التنافر املعريف والقلق ‪ ،‬وعليه يمكن افرتاض النموذج‬ ‫كام أجرت سوين ‪ (1965) Suinn‬دراسة للتحقق من‬
‫اآليت‪:‬‬ ‫الفرضية القائلة بأن مستوى التنافر يرتبط بشكل إجيايب‬
‫بمستوى القلق‪ ،‬وتم استخدام مقياس تايلور للقلق وقياسني‬
‫للتنافر‪ .‬وقد أشارت النتائج إىل أن العالقة املتوقعة تم‬
‫تأكيدها بقياس واحد من قيايس التنافر‪ .‬كام كان هناك ميل‬
‫للقياس اآلخر للتنافر إلظهار عالقة مماثلة‪ ،‬ويتأثر الدافع يف‬
‫حاالت التنافر بالرغبة يف احلد من التنافر وامليل إىل السعي‬
‫للحد من القلق‪.‬‬

‫شكل (‪ :)1‬يوضح النموذج االفرتايض املقرتح للعالقة بني‬ ‫النموذج‪:‬‬

‫أبعاد التنافر املعريف والقلق والرصاع‬ ‫يمكن االستدالل عىل أمهية إجراء هذه الدراسة كوهنا‬
‫تتناول التنافر املعريف والرصاع والقلق ضمن نموذج مقرتح‬
‫مشكله البحث‪:‬‬
‫يتضمن العالقات املبارشة وغري املبارشة من خالل ما تم‬
‫بناء عىل األدب النظري السابق ثمة اعتقاد بأن التنافر‬
‫تناوله يف األدب النظري للتنافر‪ ،‬وقد أكدت عالقته بالقلق‬
‫املعريف يرتبط بكل من الرصاع والقلق‪ ،‬ولكن نادرا ما متت‬
‫دراسة ميناسكو وهاكنز ‪)1978( Menasco & Hawkins‬‬
‫دراستهم معا من خالل نمذجة تلك العالقات‪ ،‬إذ من‬
‫التجريبية‪ ،‬وكذلك دراسة سوين ‪ ،)1965( Suinn‬علام بأن‬
‫املحتمل أن يؤثر التنافر املعريف بنمط حياة الطالبات من‬
‫الرصاع النفيس قد يكون متغريا وسيطا بني التنافر املعريف‬
‫خالل الرصاع وحالة القلق املصاحبة للتنافر املعريف‪ ،‬خاصه‬
‫والقلق ‪ ،‬وذلك عندما يزداد عدم التجانس بني املعارف‬
‫أننا نشهد اهتامما متزايدا يف البحوث والدراسات بكل من‬
‫ويزداد التنافر بينها مما قد يسبب رصاعا نفسيا الذي بدوره‬
‫الرصاع والقلق والتنافر املعريف‪ ،‬إال أن االهتامم بنمذجة‬
‫يؤدي حلدوث القلق‪ ،‬أو أن شدة تنافر هذه املعارف قد تؤدي‬
‫العالقات بني تلك املتغريات بالبحوث النفسية األجنبية‬
‫بصورة مبارشة إىل القلق‪ ،‬وقد قام فستنجر ‪Festinger‬‬
‫والعربية مل يظهر بشكل واضح رغم التسليم بأمهية ودور كل‬
‫)‪ (1957,1962‬بتناول كل من الرصاع والقلق من خالل‬
‫من الرصاع والقلق يف التنافر املعريف‪ ،‬حيث تفرتض نظرية‬
‫وصف عملية حدوث التنافر املعريف‪ ،‬وكذلك حتديد متى‬
‫التنافر املعريف ‪ CDT‬أن األفراد يفضلون االتساق املعريف‬
‫يبدأ وينتهي الرصاع أثناء عملية التنافر‪ ،‬وهذا ما تم إيضاحه‬
‫ويشعرون بعدم االرتياح عندما يواجهون فجوة يف اتساقهم‬
‫من خالل تناول األطر النظرية للمتغريات الثالثة فيام سبق‪،‬‬
‫املعريف )‪ .(Cooper,2012,174‬مما قد يؤدي حلدوث عملية‬
‫وبناء عليه فإن النموذج املقرتح يفرتض وجود عالقات‬
‫الرصاع نتيجة عدم هذا االتساق أو التنافر احلاصل‪ ،‬إذ‬
‫مبارشه بني هذه املتغريات الثالثة‪ ،‬باإلضافة إىل وجود‬
‫أصبح الرصاع سواء النفيس أم االجتامعي مشكلة أساسيه‬
‫عالقات غري مبارشة يلعب فيها الرصاع النفيس دورا وسيطا‬
‫هتدد حياة الفرد يف كثري من املجتمعات (عسكر‪،)2003،‬‬

‫‪- 127 -‬‬


‫املجلة السعودية للعلوم النفسية – العدد ‪ – 67‬الرياض (شعبان ‪1442‬هـ‪ /‬إبرايل ‪2021‬م)‬

‫‪ -‬ما النموذج األمثل للعالقة بني متغـريات التنـافر املعـريف‬ ‫فإذا استمر هذا الرصاع لفرتة دون حل قد يقود إىل القلق‬
‫والقلق والرصاع النفيس لدى طالبات جامعة أم القرى؟‬ ‫(رضوان‪ ،)2007،‬وبحسب منظمه الصحة العاملية )‪(2017‬‬

‫‪ -‬ما اآلثار الكلية‪ ،‬املبارشة وغري املبارشة ملتغـريات التنـافر‬ ‫‪ World Health Organization‬يمثل القلق أكثر‬

‫املعريف يف الرصاع النفيس من خالل مرورها بالقلق؟‬ ‫اضطرابات الصحة النفسية شيوعا عىل مستوى العامل‪.‬‬
‫لذلك يسعى البحث احلايل للتحقق من مطابقة نموذج‬
‫أهداف البحث‪:‬‬
‫مقرتح للعالقات بني املتغريات يوضح العالقة بني التنافر‬
‫هتدف الدراسة احلالية إىل‪:‬‬
‫املعريف والرصاع النفيس والقلق لدى طالبات جامعة أم‬
‫‪ -‬معرفة العالقة االرتباطية الدالة إحصـائيا بـني كـل مـن‬
‫القرى‪ ،‬خصوصا أن التنافر املعريف عامل حاث وحمفز لكل‬
‫درجـات طالبـات جامعـة أم القـرى يف التنـافر املعــريف‬
‫من الرصاع والقلق‪ ،‬وذلك من خالل اإلجابة عن‬
‫املخترص وأبعـاده (التنـافر األتي‪ ،‬التنـافر الوجـداين‪،‬‬
‫التساؤالت اآلتية‪:‬‬
‫تنافر التوافق الذايت‪ ،‬التنافر االجتامعي) ودرجاهتن عـىل‬
‫‪ -‬هل توجد عالقة ارتباطيـة دالـة إحصـائيا بـني كـل مـن‬
‫مقيايس القلق والرصاع النفيس‪.‬‬
‫درجــات طالبــات جامعــة أم القــرى يف التنــافر املعــريف‬
‫‪ -‬يمكن التنبؤ بدرجة القلق لدى طالبات جامعة أم القرى‬
‫املخترصـ وأبعــاده (التنــافر األتي‪ ،‬التنــافر الوجــداين‪،‬‬
‫بمكة املكرمة من خالل درجاهتن عـىل مقيـاس التنـافر‬
‫تنافر التوافق الذايت‪ ،‬التنافر االجتامعي) ودرجـاهتن عـىل‬
‫املعريف؟‬
‫مقيايس القلق والرصاع النفيس؟‬
‫‪ -‬يمكن التنبؤ بدرجة الرصاع النفيس لدى طالبات جامعة‬
‫‪ -‬هل يمكن التنبؤ بدرجة القلق لدى طالبـات جامعـة أم‬
‫أم القرى بمكة املكرمة من خالل درجاهتن عىل مقياس‬
‫القرى بمكة املكرمة من خالل درجـاهتن عـىل مقيـاس‬
‫التنافر املعريف؟‬
‫التنافر املعريف؟‬
‫‪ -‬يمكن التنبؤ بدرجة القلق لدى طالبات جامعة أم القرى‬
‫‪ -‬هل يمكن التنبؤ بدرجة الرصاع النفيس لـدى طالبـات‬
‫بمكة املكرمة من خالل درجاهتن عىل مقياس الرصـاع‬
‫جامعة أم القرى بمكة املكرمة من خالل درجاهتن عـىل‬
‫النفيس؟‬
‫مقياس التنافر املعريف؟‬
‫‪ -‬يمكن التنبؤ بدرجة القلق لدى طالبات جامعة أم القرى‬
‫‪ -‬هل يمكن التنبؤ بدرجة القلق لدى طالبـات جامعـة أم‬
‫بمكة املكرمة من خالل درجاهتن عىل مقياس الرصاع‬
‫القرى بمكة املكرمة من خالل درجـاهتن عـىل مقيـاس‬
‫النفيس‪ ،‬ودرجاهتن عىل أبعاد التنافر املعريف؟‬
‫الرصاع النفيس؟‬
‫‪ -‬الكشف عن النمـوذج األمثـل للعالقـة بـني متغـريات‬
‫‪ -‬هل يمكن التنبؤ بدرجة القلق لدى طالبات جامعة أم‬
‫التنافر املعريف والقلق والرصـاع النفيسـ لـدى طالبـات‬
‫القرى بمكة املكرمة من خالل درجاهتن عىل مقياس‬
‫جامعة أم القرى‪.‬‬
‫الرصاع النفيس‪ ،‬ودرجاهتن عىل أبعاد التنافر املعريف؟‬

‫‪- 128 -‬‬


‫مريم بنت محيد اللحياين وسمرية بنت حمارب العتيبي‪ :‬نمذجة العالقات بني التنافر املعريف والرصاع النفيس والقلق لدى ‪...‬‬

‫العالقات األتية (األتي) ويمثل كـل مـا يتعلـق بحيـاة‬ ‫‪ -‬الكشف عـن اآلثـار الكليـة‪ ،‬واملبـارشة وغـري املبـارشة‬
‫األفراد داخل األتة وتشمل العالقات األتية مع الوالدين‬ ‫ملتغريات التنافر املعريف يف الرصـاع النفيسـ مـن خـالل‬
‫واإلخوة‪ .‬وال ُبعد االجتامعي ويمثل كل ما يتعلق بالعالقـات‬ ‫مرورها بأبعاد القلق‪.‬‬
‫والتواصل باآلخر ضمن النسيج االجتامعي اخلارجي‪ ،‬ومهـا‬
‫أمهية البحث‪:‬‬
‫يمــثالن التنــافر املعــريف اخلــارجي‪ .‬و ُبعــد التوافــق الــذايت‬
‫تنبع أمهية البحث احلايل يف حماولته البحـث بالعالقـات‬
‫(الشخيص) ويمثل كل ما يتعلق بقدرة الفرد عىل تكـوين رد‬
‫والتأثريات املبارشة وغري املبارشة بني كل من التنـافر املعـريف‬
‫فعل للضغوط االجتامعيـة والداخليـة للحيـاة بـني األفـراد‪،‬‬
‫والرصاع النفيس والقلق مما ُيعد إضافة علمية للـرتاث األديب‬
‫وال ُبعد الوجداين ويمثل كل مـا يتعلـق باسـتجابات األفـراد‬
‫ملتغريات البحث كام تُعد من أوىل الدراسات التي بحثـت يف‬
‫العاطفية والتحكم هبا يف التعامل مع اآلخرين ومـع الـذات‪،‬‬
‫النموذج للعالقات بني هذه املتغريات‪.‬‬
‫ومها يمثالن التنافر املعريف الداخيل )‪.)P.9‬‬
‫‪ -‬ويعرف إجرائيا يف هذه الدراسة بأنه الدرجة التي حيصل‬ ‫حدود البحث‪:‬‬
‫عليها املفحوصون عىل مقيـاس التنـافر املعـريف‪-‬إعـداد‬ ‫تتحــدد احلــدود البرشــية للبحــث احلــايل يف طالبــات‬
‫العتيبي واللحياين عام ‪.2020‬‬ ‫جامعة أم القرى بمكـة بمرحلـة البكـالوريوس‪ ،‬وحـدودها‬
‫القلـق‪ :‬عـرف كـل مـن بيـك وإيمـري وجـرينبريج ‪Beck,‬‬ ‫الزمانيــة يف الفصــل الــدرايس الثــاين للعــام الــدرايس‬
‫‪ (1985) Emery & Greenberg‬القلــق بأنــه "اســتجابة‬ ‫(‪ ،)1441/1440‬كـام حـددت نتائجهـا بـاألدوات التـي‬
‫عاطفية أثارها اخلوف‪ .‬وهكذا فإن اخلوف "هو تقييم اخلطر‪.‬‬ ‫استخدمت فيها مـن حيـث صـدقها وثباهتـا‪ ،‬باإلضـافة إىل‬
‫والقلق هو حالة الشعور غري السارة التي تثريهـا عنـدما يـتم‬ ‫املنهج الذي تم استخدامه وهو املنهج الوصفي (االرتباطي‪-‬‬
‫حتفيز اخلوف"‪ ،‬ويتمثل يف أربعة أبعاد هـي البعـد العصـبي‪،‬‬ ‫التنبؤي) باستخدام حتليل املسار‪ ،‬وحدودها املكانية بجامعة‬
‫البعد الشخيص‪ ،‬بعد اهللع‪ ،‬البعد اإلرادي )‪. (P. 9‬‬ ‫أم القرى بمكة املكرمة‪.‬‬
‫كام ُعرف القلق عىل أنه حالـة مزاجيـة سـلبية مصـحوبة‬
‫املصطلحات الدراسة‪:‬‬
‫بأعراض جسدية مثل زيادة معدل رضبـات القلـب‪ ،‬وتـوتر‬
‫التنافر املعريف‪ :‬عرف فيسـتينجر ‪ (1957) Festinger‬التنـافر‬
‫العضالت‪ ،‬والشعور بعدم االرتياح‪ ،‬واخلوف مـن املسـتقبل‬
‫بأنه "اثنان من العنارص يكونان يف عالقة متنـافرة‪ ،‬إذا أخـذنا‬
‫)‪.(Barlow,2002‬‬
‫هذين العنرصين فقط‪ ،‬إذا كان عكس أحد العنارص يأيت مـن‬
‫ويعرف إجرائيا يف هذه الدراسة بأنه الدرجة التي حيصل‬
‫العنرص اآلخـر"‪ .‬كـام ذكـرت كـل مـن العتيبـي واللحيـاين‬
‫عليها املفحوصون عىل مقياس القلق لبيك واسـتري & ‪Beck‬‬
‫(‪ )2020‬بأن التنافر املعريف هو الوضع الذي يكون فيه اثنان‬
‫‪ Steer‬عام ‪.1990‬‬
‫أو أكثر من املعارف أو األفكار يف حالة عدم توافـق بعضـهام‬
‫الرصاع‪ :‬عرفه الدسوقي (‪ )2007‬بأنه "حالة غري سارة‬
‫مع بعض‪ ،‬كام حدد للتنـافر املعـريف أربعـة أبعـاد وهـي ُبعـد‬
‫تنشأ لدى الفرد نتيجة وجود رغبتني متناقضتني يف وقت‬

‫‪- 129 -‬‬


‫املجلة السعودية للعلوم النفسية – العدد ‪ – 67‬الرياض (شعبان ‪1442‬هـ‪ /‬إبرايل ‪2021‬م)‬

‫‪ -‬العينة األساسية للدراسة وتكونت من ‪ 607‬طالبة من‬ ‫واحد مما يؤدي إىل شعور باحلرية واالرتباك والرتدد والضيق‬
‫طالبات جامعة أم القرى باململكة العربية السعودية‪،‬‬ ‫نتيجة عجزه عن االختيار أو الوصول إىل حل حمدد"‪،‬‬
‫وكان متوسط أعامرهن ‪ ،22.9‬بانحراف معياري ‪.3.14‬‬ ‫ويتكون من ثالث حماور وهي التقبل ‪ /‬الرفض‪ ،‬االستقالل‬
‫‪ -‬العينة االستطالعية لدراسة اخلصائص السيكومرتية‬ ‫‪ /‬االتكالية‪ ،‬الضبط ‪ /‬عدم الضبط (ص‪.)72-11‬‬
‫ألدوات البحث‪ ،‬وبل عددها ‪ 150‬طالبة من طالبات‬ ‫ويعرف إجرائيا يف هذه الدراسة بأنه الدرجة التي حيصل‬
‫جامعة أم القرى‪ ،‬متوسط أعامرهن ‪ ،21.78‬بانحراف‬ ‫عليها املفحوصون عىل مقياس الرصاع النفيس‪-‬إعداد‬
‫معياري ‪.2.97‬‬ ‫الدسوقي عام ‪.2007‬‬
‫أدوات البحث‪:‬‬
‫منهج البحث واإلجراءات‪:‬‬
‫أوال‪ :‬مقياس التنافر املعريف‪:‬‬
‫منهج البحث‪:‬‬
‫قامت كل من العتيبي واللحياين (‪ )2020‬ببناء مقياس‬
‫تتبع هذه الدراسة املنهج الوصفي بش ّقيه االرتباطي‬
‫التنافر املعريف املخترص‪ ،‬وقد تم تطبيقه عىل ‪ 337‬طالبة من‬
‫والتنبؤي من خالل استخدام أسلوب االنحدار املتعدد‬
‫طالبات جامعة أم القرى وقد تم استخراج أربعة عوامل‬
‫وأسلوب حتليل املسار‪ ،‬الذي يتناول دراسة األحداث‬
‫للتنافر املعريف املخترص مكونة من ‪ 43‬مفردة تفرس ما قيمته‬
‫كالظواهر بحيث يتفاعل معها بالوصف والتنبؤ والتحليل‪،‬‬
‫‪ ،51,062‬وتم تسمية العوامل بحسب ما حتتويه من بنود‬
‫وذلك من خالل اختبار نَموذج مقرتح يفرتض أن الرصاع‬
‫وهي ُبعد العالقات األتية (األتة)‪ ،‬و ُبعد العالقات‬
‫ثم‬
‫والقلق متغريان تابعان يف النموذج السببي البنائي‪ ،‬ومن ن‬
‫االجتامعية (االجتامعي) ويمثالن التنافر اخلارجي‪ ،‬و ُبعد‬
‫تؤثر أبعاد التنافر املعريف يف مستوى كل من الرصاع والقلق‬
‫التوافق الذايت‪ ،‬وا ُلبعد الوجداين ويمثالن التنافر الداخيل‪ .‬كام‬
‫بشكل مبارش لدى عينة البحث‪ ،‬كذلك يفرتض وجود‬
‫أظهرت نتائج الصدق التقاريب مع مقياس القلق والرصاع‬
‫تأثريات غري مبارشة ألبعاد التنافر املعريف عىل القلق باعتبار‬
‫والتي طبقت عىل ‪ 450‬طالبة معامالت ارتباط دالة عند‬
‫الرصاع متغريا وسيطا‪.‬‬
‫‪ ،0,01‬وتراوحت درجات الثبات ملقياس التنافر املخترص‬
‫جمتمع وعينة البحث‪:‬‬
‫وأبعاده بطريقة إعادة التطبيق بني ‪ 0,91‬ملعامل ثبات املقياس‬
‫تكون جمتمع البحث من مجيع طالبات جامعة أم القرى‬
‫ن‬
‫الكيل‪ ،‬وأقل قيمة كانت ‪ 0.72‬ملعامل ثبات بعد التوافق‬
‫باألقسام األدبية والعلمية لعام ‪1442‬هـ‪ ،‬والبال عددهن‬
‫الذايت‪ .‬كام كانت أعىل قيمة ملعامل ثبات ألفا كرونباخ عند‬
‫‪ 49787‬طالبة‪ .‬وقد تم اختيار العينة األساسية‬
‫‪ 0.89‬للدرجة الكلية ملقياس التنافر‪ ،‬وأقل قيمة ملعامل ثبات‬
‫واالستطالعية بطريقة عشوائية منتظمة‪ ،‬وذلك عىل النحو‬
‫ألفا كرونباخ عند ‪ 0,77‬لبعد التوافق الذايت‪ ،‬وأكدت النتائج‬
‫اآليت‪:‬‬
‫متتع املقياس بقدر جيد من الثبات والصدق‪.‬‬
‫كام تم التحقق من صدق مقياس التنافر املعريف‬
‫بالبحث احلايل وذلك عىل عينة الدراسة االستطالعية‪،‬‬

‫‪- 130 -‬‬


‫مريم بنت محيد اللحياين وسمرية بنت حمارب العتيبي‪ :‬نمذجة العالقات بني التنافر املعريف والرصاع النفيس والقلق لدى ‪...‬‬

‫‪ ،0.189‬أي إهنا غري دالة إحصائيا‪ ،‬وتشري إىل مطابقة‬ ‫باستخدام التحليل العاميل التوكيدي من خالل برنامج‬
‫النموذج اجليدة للبيانات‪ ،‬كام أن مؤرشات جودة حسن‬ ‫‪ ،AMOS‬ويعد هذا أول حتليل توكيدي عمل هلذا املقياس‬
‫املطابقة )‪ (RMSEA, GFI, AGFI, NFI, CFI, TLI, IFI‬وقعت‬ ‫بعد إعداده من قبل املؤلفتني‪ ،‬وثاين دراسة تستخدمه‪ ،‬وقد‬
‫يف املدى املثايل لكل مؤرش وهي تؤكد أيضا مطابقة النموذج‬ ‫أكد هذا التحليل البناء العاميل الرباعي ملقياس التنافر‬
‫املقرتح للبيانات‪ ،‬وأن املقياس صادق عامليا‪.‬‬ ‫املعريف‪ ،‬فقد أظهرت النتائج أن قيمة مربع كاي تساوي‬
‫‪ ،1.724‬ودرجات حرية تساوي ‪ ،1‬ومستوى داللة تساوي‬

‫شكل(‪ :)3‬يوضح البناء العاميل ملقياس التنافر‪.‬‬

‫جدول (‪ :)1‬مؤرشات مطابقة النموذج للبيانات مقياس التنافر املعريف‪.‬‬


‫القيمة يف النموذج املفرتض‬ ‫املدى املثايل‬ ‫املؤرش‬
‫‪0.999‬‬ ‫‪1- 0.90‬‬ ‫‪ (GFI‬مؤرش جودة املطابقة)‬
‫‪0.996‬‬ ‫‪1- 0.90‬‬ ‫‪ (NFI‬مؤرش املطابقة املعياري)‬
‫‪0.998‬‬ ‫‪1- 0.90‬‬ ‫‪ ( CFI‬مؤرش املطابقة املقارن)‬
‫‪0.990‬‬ ‫‪1- 0.90‬‬ ‫‪(TLI‬مؤرش تاكر – لويس)‬
‫‪0.989‬‬ ‫‪1- 0.90‬‬ ‫‪ (AGFI‬مؤرش جودة املطابقة املعدل )‬
‫‪0.998‬‬ ‫‪1-0.90‬‬ ‫‪ ( IFI‬مؤرش املطابقة املتزايدة)‬
‫‪0.035‬‬ ‫أقل من ‪0.05‬‬ ‫‪ (RMSEA‬مؤرش جذر مربع البواقي)‬
‫‪1.724‬غري دالة إحصائيا‬ ‫غري دالة إحصائيا‬ ‫‪Chi- square‬‬

‫** دالة إحصائيا عند ‪0.01‬‬

‫موجبة ودالة إحصـائيا عنـد مسـتوى‪ ،0.01‬ممـا يؤكـد عـىل‬ ‫كذلك تم حساب االتساق الـداخيل للمقيـاس‪ ،‬وذلـك‬
‫االتساق الداخيل للمقياس‪ .‬كام تـم حسـاب معامـل الثبـات‬ ‫بإجياد معامل االرتباط بني درجة كل مفردة والدرجة الكليـة‬
‫باستخدام معادلة ألفا كرونباخ‪ ،‬وبلغت قيمتـه لبعـد التنـافر‬ ‫للبعد الذي تنتمـي إليـه‪ ،‬وكانـت قـيم معـامالت االرتبـاط‬
‫األتي ‪ ،0.857‬ولبعــد التنــافر التكيفــي‪ ،0.833‬ولبعــد‬ ‫ترتاوح بـني ‪ 0,954‬و‪ ،0,425‬ومجيعهـا معـامالت ارتبـاط‬

‫‪- 131 -‬‬


‫املجلة السعودية للعلوم النفسية – العدد ‪ – 67‬الرياض (شعبان ‪1442‬هـ‪ /‬إبرايل ‪2021‬م)‬

‫وقد تم التحقق من صدق وثبات مقياس الرصاع‬ ‫التنافر الوجداين ‪ ،0.875‬ولبعد التنافر االجتامعي ‪،0.915‬‬
‫بالبحث احلايل عىل عينة الدراسة االستطالعية من خالل‬ ‫كام بلغت‪ 0.920‬للدرجة الكلية للمقياس‪ ،‬وهي قيم جيـدة‬
‫االتساق الداخيل‪ ،‬وذلك بحساب معامل االرتباط بني درجة‬ ‫إحصائيا‪ ،‬مما يدل عىل ثبات مقياس التنافر املعريف‪.‬‬
‫كل مفردة والدرجة الكلية للبعد الذي تنتمي إليه‪ ،‬وكانت‬ ‫ثانيا‪ :‬مقياس الرصاع النفيس‪:‬‬
‫قيم معامالت االرتباط ترتاوح بني ‪ 0,319‬و‪،0,636‬‬ ‫أعد هذا املقياس كونيتي وآخرون ‪)1995( conte et al‬‬
‫ومجيعها معامالت ارتباط موجبة وذات داللة إحصائية عند‬ ‫لقيــاس جوانــب الرصــاع النفيسـ ورصاع الفــرد يف عالقتــه‬
‫مستوى ‪ .0.01‬كام تم حساب معامل الثبات باستخدام‬ ‫باآلخرين‪ ،‬ويتكون من ثالثة حماور وهي التقبـل ‪ /‬الـرفض‪،‬‬
‫معادلة ألفا كرونباخ ‪ 0.745‬والتجزئة النصفية ‪741،0‬‬ ‫االستقالل ‪ /‬االتكالية‪ ،‬الضـبط ‪ /‬عـدم الضـبط‪ .‬وللتأكــد‬
‫للدرجة الكلية للمقياس وهي قيم مقبولة إحصائيا‪ ،‬مما يدل‬ ‫مـن صدق املحتوى تم عرضه عىل جمموعة من املتخصصـني‬
‫عىل ثبات املقياس‪ .‬كذلك أوضحت نتائج قيم الصدق‬ ‫قاموا بتحديد املخاوف التي تـرتبط بكـل رغبة‪ ،‬وبنـاء عليـه‬
‫االرتباطي لعبارات املقياس أن قيم مجيع معامالت االرتباط‬ ‫تــم صــياغة البنــود يف ضــوء الرغبــات واملخــاوف املرتبطــة‬
‫للعبارات دالة عند مستوى ‪ 0,01‬و‪ ،0,05‬مما يشري إىل‬ ‫ببعضها‪ ،‬وتم تقليل عدد البنود عن طريق حذف البنود التـي‬
‫صالحية استخدامه بالدراسة احلالية‪.‬‬ ‫حتمل نفس املضمون‪ ،‬والبنـود التـي جـاء اتفـاق املحكمـني‬
‫ثالثا‪ :‬مقياس القلق‪:‬‬ ‫عليها أقل من ‪ ،%80‬وكذلك البنود التي جاء االرتباط بينهام‬
‫قائمة بيك للقلق من إعداد بيك وإبيستن وبراون وستري‬ ‫وبني التقدير الكيل للمقيـاس منخفضـا‪ ،‬كـام تــم حســاب‬
‫‪Beck, Epstein, Brown & Steer‬عام ‪ ،1988‬وتم نرشه من‬ ‫الثبـات بطريقة ألفا كرونباخ فتم التوصـل إىل معامـل ثبـات‬
‫قبــل بيــك وســتري ‪ Beck & Steer‬عــام )‪ (1990‬يف دليــل‬ ‫قدره ‪.0,88‬‬
‫تعليامت مستقل لقياس شدة القلق أو لتقييم أعـراض القلـق‬ ‫كـــام قـــام الدســـوقي (‪ )1999‬بفحـــص املحـــددات‬
‫لدى املراهقني والبالغني‪ ،‬وتتألف القائمة بصورهتا األصـلية‬ ‫السـيكومرتية للمقيــاس املكــون مـن ‪ 25‬بنــدا موزعــة عــىل‬
‫من ‪ 21‬بندا ناجتة عن التحليل العاميل‪ ،‬وقد أسفر عن وجود‬ ‫حماوره الثالثة‪ ،‬وللتحقق من الصدق تـم اسـتخدام الصـدق‬
‫ارتباط مرتفع بني عاملني‪ ،‬يمثل األول البعد اجلسدي للقلق‬ ‫التمييزي وكانـت النتـائج دالـة عنـد مسـتوى ‪ .0.01‬وتـم‬
‫يف حني يمثل الثاين البعـد الشخيصـ للقلـق‪ ،‬ثـم تـم إجـراء‬ ‫حســاب ثبــات املقيــاس بطريقــة كرونبــاخ (معامــل ألفــا)‬
‫حتليل عنقودي ملقياس بيك للقلق ‪ BAI‬وذلك للكشف عـن‬ ‫للمقياس عىل عينة مـن األسـوياء واجلـانحني‪ ،‬وقـد بلغـت‬
‫جتمع املتغريات حول األبعاد األساسية‪ ،‬عىل عينة مؤلفة مـن‬ ‫‪ 0.79‬بالنسبة لعينة اجلـانحني‪ ،‬و‪ 0.82‬بالنسـبة لعينـة غـري‬
‫‪ 393‬من مرىض اضطراب القلق ألربع جمموعـات تعكـس‬ ‫اجلانحني‪ ،‬ومجيعها دال إحصائيا عند مستوى ‪ ،0.01‬مما يدل‬
‫أربعة أبعاد هي البعد العصبي‪ ،‬البعد الشخيص‪ ،‬بعـد اهللـع‪،‬‬ ‫عىل أن املقياس ثابت‪.‬‬
‫البعـد غـري اإلرادي‪ ،‬وتـم حسـاب االرتباطـات الداخليـة‬
‫لألبعاد األربعة يف مقياس بيك للقلق باستخدام معامل ألفا‬

‫‪- 132 -‬‬


‫مريم بنت محيد اللحياين وسمرية بنت حمارب العتيبي‪ :‬نمذجة العالقات بني التنافر املعريف والرصاع النفيس والقلق لدى ‪...‬‬

‫االتساق الداخيل‪ ،‬وذلك بحساب معامل االرتباط بني درجة‬ ‫لكل بعد فرعي‪ ،‬وكل االرتباطات كانت دالة عند مسـتوى‬
‫كل مفردة والدرجة الكلية للبعد الذي تنتمـي إليـه‪ ،‬وكانـت‬ ‫داللــة ‪ .0,001‬كــام أشــار بيــك وزمــالؤه إىل متتــع القائمــة‬
‫قــيم معــامالت االرتبــاط تــرتاوح بــني ‪ 0,418‬و‪،0,748‬‬ ‫بمؤرشات اتساق داخيل عالية بطريقة معامل ألفـا كرونبـاخ‬
‫ومجيعها معامالت ارتباط موجبة وذات داللة إحصائية عنـد‬ ‫‪ ،0.92‬ومؤرشات ثبات إعادة التطبيق بفارق زمني مقـداره‬
‫مستوى ‪ .0.01‬كام بل معامل الثبات باستخدام معادلة ألفـا‬ ‫أسبوع واحد بل ‪ ،0.67‬ومؤرشات صدق تالزمـي مناسـبة‬
‫كرونباخ ‪ 0.869‬والتجزئة النصفية‪ 0.823‬للدرجـة الكليـة‬ ‫من خالل عالقة األداء عـىل املقيـاس بـاألداء عـىل مقـاييس‬
‫للمقياس وهي قيم جيدة إحصائيا‪ .‬كام أوضحت نتـائج قـيم‬ ‫أخرى للقلق كمقياس هاملتون لتقدير القلق ‪ 0.51‬دالة عند‬
‫الصدق االرتباطي لعبـارات مقيـاس القلـق لعينـة الدراسـة‬ ‫مستوى ‪ 0.001‬وقائمـة حالـة – سـمة القلـق لسـبيلبريجر‬
‫االســتطالعية أن قــيم مجيــع معــامالت االرتبــاط لعبــارات‬ ‫‪ 0.58‬وهي دالة أيضا عند مستوى ‪ 0.001‬ملقيـاس السـمة‪،‬‬
‫مقياس القلق دالة عند مستوى ‪ 0,01‬و‪ ،0,05‬ممـا يشـري إىل‬ ‫و‪ 0.47‬دالة عند مستوى ‪ 0.001‬ملقياس احلالة‪.‬‬
‫صالحية استخدامه بالدراسة احلالية‪.‬‬ ‫وقــد قامــت الشــطي (‪ )2015‬بفحــص اخلصــائص‬
‫القياسية لقائمة بيك للقلق عىل عينة بلغـت ‪ 612‬مـن طلبـة‬
‫نتائج البحث‪:‬‬
‫جامعــة الكويــت‪ ،‬وعينــة مرضــية بلغــت ‪ 22‬مــن مــرىض‬
‫اضطراب القلق العام‪ ،‬وقد توصلت النتـائج إىل متتـع قائمـة اإلجابة عن التساؤل األول‪:‬‬
‫الذي ينص عىل‪ :‬هل توجد عالقة ارتباطية دالة إحصائيا‬ ‫بيك للقلق بخصائص جيدة من ناحية الثبـات والصـدق‪ ،‬إذ‬
‫بني كل من درجات طالبات جامعة أم القرى يف التنافر املعريف‬ ‫تراوحت معامالت التجزئـة النصـفية بـني ‪،90،0 – 0,83‬‬
‫املخترص وأبعاده (التنافر األتي‪ ،‬التنافر الوجداين‪ ،‬تنافر‬ ‫واالتســاق الــداخيل بــني ‪ ،92،0 – 0,88‬كــام تــم حســاب‬
‫التوافق الذايت‪ ،‬التنافر االجتامعي) ودرجاهتن عىل مقيايس القلق‬ ‫الصدق من خالل الصدق العـاميل والتقـاريب والتميـزي‪ ،‬إذ‬
‫والرصاع النفيس؟‬ ‫ارتبط القلق بعالقات موجبة مع كل مـن التشـاؤم واليـأس‪،‬‬
‫تم استخدام معامل ارتباط بريسون للكشف عن العالقة‬ ‫وعالقات سالبة مع التفاؤل‪.‬‬
‫بني درجات طالبات جامعة أم القرى يف التنافر املعريف وأبعاده‪،‬‬ ‫كام تم التحقق مـن صـدق وثبـات مقيـاس القلـق يف‬
‫وذلك عىل النحو اآليت‪:‬‬ ‫البحث احلايل عىل عينة الدراسـة االسـتطالعية‪ ،‬مـن خـالل‬
‫جدول (‪ :)2‬معامالت االرتباط بني مقياس التنافر املعريف وأبعاده ومقياس القلق ومقياس الرصاع‪.‬‬
‫مقياس الرصاع‬ ‫مقياس القلق‬ ‫مقياس التنافر املعريف‬
‫‪**0.205‬‬ ‫‪**0.161‬‬ ‫التنافر األتي‬
‫‪**0.186‬‬ ‫‪**0.150‬‬ ‫تنافر التوافق الذايت‬
‫‪**0.125‬‬ ‫‪**0.134‬‬ ‫التنافر الوجداين‬
‫‪**0.116‬‬ ‫‪**0.129‬‬ ‫التنافر االجتامعي‬
‫‪**0.186‬‬ ‫‪**0.168‬‬ ‫جمموع التنافر الداخيل (وجداين ‪ +‬ذايت)‬

‫‪- 133 -‬‬


‫املجلة السعودية للعلوم النفسية – العدد ‪ – 67‬الرياض (شعبان ‪1442‬هـ‪ /‬إبرايل ‪2021‬م)‬

‫مقياس الرصاع‬ ‫مقياس القلق‬ ‫مقياس التنافر املعريف‬


‫‪**0.208‬‬ ‫‪**0.182‬‬ ‫جمموع التنافر اخلارجي (أتي ‪ +‬اجتامعي)‬
‫‪**0.229‬‬ ‫‪**0.204‬‬ ‫الدرجة الكلية للتنافر املعريف‬
‫‪**0.404‬‬ ‫‪-‬‬ ‫الدرجة الكلية ملقياس القلق‬

‫** دالة إحصائيا عند ‪0.01‬‬

‫‪ -‬وجود عالقة ارتباطية موجبة وذات داللـة إحصـائية عنـد‬ ‫يتضح من اجلدول السابق‪:‬‬
‫مستوى ‪ 0.01‬بـني درجـات طالبـات جامعـة أم القـرى بـني‬ ‫‪ -‬وجود عالقة ارتباطيـة موجبـة ذات داللـة إحصـائية بـني‬
‫مقيايس القلق والرصاع النفيس‪.‬‬ ‫التنافر املعريف املخترص‪ ،‬والقلق‪ ،‬والرصاع النفيس بشـكل عـام‬
‫اإلجابة عن التساؤل الثاين‪:‬‬ ‫لدى طالبات جامعة أم القرى‪.‬‬
‫الذي ينص عىل‪ :‬هل يمكن التنبؤ بدرجة القلق لدى طالبات‬ ‫‪ -‬وجود عالقة ارتباطية موجبة ذات داللة إحصائية بني أبعاد‬
‫جامعة أم القرى بمكة املكرمة من خالل درجاهتن عىل‬ ‫التنافر املعريف (التنافر األتي‪ ،‬التنافر الوجداين‪ ،‬التنافر التوافق‬
‫مقياس التنافر املعريف؟‬ ‫الذايت‪ ،‬التنافر االجتامعي) وكل من القلق والرصاع‪.‬‬
‫متت اإلجابة عن هذا التساؤل عىل مرحلتني‪:‬‬ ‫‪ -‬أكثر أبعاد التنافر املعريف ارتباطا بالقلق والرصاع النفيس هو‬
‫‌أ‪ -‬التنبؤ بدرجة القلق (املتغري التابع) من الدرجة الكلية‬ ‫بعد التنافر األتي‪ ،‬ثم يليه بعد تنافر التوافق الـذايت‪ ،‬ثـم يـأيت‬
‫للتنافر املعريف (املتغري املستقل) وذلك باستخدام حتليل‬ ‫بعده التنافر الوجداين‪ ،‬ويأيت يف األخري التنافر االجتامعي‪.‬‬
‫االنحدار اخلطي البسيط باستخدام طريقة ‪ ،Enter‬ويوضح‬ ‫‪ -‬كام أن التنافر اخلارجي أكثر ارتباطا بـالقلق والرصـاع مـن‬
‫اجلدول اآليت ذلك‪:‬‬ ‫التنافر الداخيل‪.‬‬
‫جدول (‪ :)3‬يوضح معامالت انحدار التنافر املعريف املنبئة بدرجة القلق لدى عينة الدراسة‪.‬‬
‫قيمة (ف) وداللتها‬ ‫قيمة ت وداللتها‬ ‫ميل خط االنحدار‬ ‫قيمة بيتا ‪β‬‬ ‫‪R‬‬
‫‪2‬‬
‫نسبة التباين املفرس‬ ‫قيمة الثابت‬ ‫املتغري التابع‬ ‫املتغري املستقل‬
‫‪**26.28‬‬ ‫‪**5.162‬‬ ‫‪0.069‬‬ ‫‪0.204‬‬ ‫‪0.042‬‬ ‫‪31.11‬‬ ‫القلق‬ ‫التنافر املعريف‬

‫** دالة إحصائيا عند ‪0.01‬‬

‫ب‪-‬التنبؤ بدرجة القلق (املتغري التابع) من أبعاد التنافر‬ ‫يتضح من نتائج اجلدول السابق أن متغري التنافر املعريف‬
‫املعريف (املتغري املستقل) وذلك باستخدام حتليل االنحدار‬ ‫يسهم يف التنبؤ بدرجة القلق لدى عينة الدراسة‪ ،‬وقد بلغت‬
‫املتعدد ‪ Multiple Regression Analysis‬اعتامدا عىل طريقة‬ ‫نسبة املسامهة ‪ ،%4.2‬كام بلغت قيمة "ف" لتحليل االنحدار‬
‫التحليل املتدرج ‪ Stepwise Regression‬بغرض حتديد‬ ‫ثم يمكن صياغة معادلة‬
‫‪ 26.28‬وهي دالة إحصائيا‪ ،‬ومن ن‬
‫األمهية النسبية للمتغريات املستقلة (أبعاد التنافر املعريف)‬ ‫التنبؤ عىل النحو اآليت‪:‬‬
‫وللوقوف عىل أهم هذه املتغريات يف حتديد التباين يف قيمة‬ ‫درجة القلق = ‪ X 0.069 + 31.11‬الدرجة الكلية للتنافر‬
‫املتغري التابع (القلق)‪ ،‬ويوضح اجلدول اآليت ذلك‪:‬‬ ‫املعريف‪:‬‬

‫‪- 134 -‬‬


‫مريم بنت محيد اللحياين وسمرية بنت حمارب العتيبي‪ :‬نمذجة العالقات بني التنافر املعريف والرصاع النفيس والقلق لدى ‪...‬‬

‫جدول (‪ :)4‬يوضح معامالت انحدار أبعاد التنافر املعريف املنبئة بدرجة القلق لدى عينة الدراسة‪.‬‬
‫قيمة (ف) وداللتها‬ ‫قيمة ت وداللتها‬ ‫ميل خط االنحدار‬ ‫قيمة بيتا ‪β‬‬ ‫‪R‬‬
‫‪2‬‬
‫نسبة التباين املفرس‬ ‫قيمة الثابت‬ ‫املتغري التابع‬ ‫املتغري املستقل‬
‫‪**2.532‬‬ ‫‪0.081‬‬ ‫‪0.103‬‬ ‫‪0.042‬‬ ‫‪31.193‬‬ ‫القلق‬ ‫التنافر األتي‬

‫الذي ينص عىل اآليت‪ :‬هل يمكن التنبؤ بدرجة الرصاع‬ ‫**دالة عند مستوى داللة ‪0.01‬‬

‫النفيس لدى طالبات جامعة أم القرى بمكة املكرمة من‬ ‫يتضح من نتائج اجلدول السابق أن بعد التنافر األتي‬

‫خالل درجاهتن عىل مقياس التنافر املعريف؟‬ ‫يسهم يف التنبؤ بدرجة القلق‪ ،‬كام يتضح من النتائج أن نسبة‬

‫متت اإلجابة عن هذا التساؤل عىل مرحلتني‪:‬‬ ‫املسامهة بلغت (‪ ،)%4.2‬ويمكن صياغة املعادلة التنبؤية عىل‬

‫‌أ‪-‬التنبؤ بالرصاع النفيس (املتغري التابع) من‬ ‫النحو اآليت‪:‬‬

‫الدرجة الكلية للتنافر املعريف (املتغري املستقل) وذلك‬ ‫درجة القلق =‪ X0.081 + 31.193‬التنافر األتي‪.‬‬

‫باستخدام حتليل االنحدار اخلطي البسيط باستخدام‬ ‫اإلجابة عن التساؤل الثالث‪:‬‬

‫طريقة ‪ ،Enter‬ويوضح اجلدول اآليت ذلك‪:‬‬


‫جدول(‪ :)5‬يوضح معامالت انحدار التنافر املعريف املنبئة بدرجة الرصاع النفيس لدى عينة الدراسة‪.‬‬
‫قيمة (ف) وداللتها‬ ‫قيمة ت وداللتها‬ ‫ميل خط االنحدار‬ ‫قيمة بيتا ‪β‬‬ ‫نسبة التباين املفرس ‪R2‬‬ ‫قيمة الثابت‬ ‫املتغري التابع‬ ‫املتغري املستقل‬
‫‪**33.559‬‬ ‫‪**5.793‬‬ ‫‪0.035‬‬ ‫‪0.229‬‬ ‫‪0.053‬‬ ‫‪31.94‬‬ ‫الرصاع النفيس‬ ‫التنافر املعريف‬

‫ب‪ -‬التنبؤ بدرجة الرصاع النفيس (املتغري التابع) من أبعاد‬


‫‌‬ ‫** دالة عند مستوى ‪0.01‬‬

‫التنافر املعريف (املتغري املستقل) وذلك باستخدام حتليل‬ ‫يتضح من نتائج اجلدول السابق أن متغري التنافر املعريف‬

‫االنحدار املتعدد ‪ Multiple Regression Analysis‬اعتامدا‬ ‫يسهم يف التنبؤ بدرجة الرصاع النفيس لدى عينة الدراسة‪،‬‬

‫عىل طريقة التحليل املتدرج ‪Stepwise Regression‬‬ ‫حيث بلغت نسبة املسامهة ‪ ،%5.3‬كام كان التغري يف قيمة‬

‫بغرض حتديد األمهية النسبية للمتغريات املستقلة (أبعاد‬ ‫"ف" لتحليل االنحدار ‪ 33.559‬وهي دالة إحصائيا‪،‬‬

‫التنافر املعريف) وللوقوف عىل أهم هذه املتغريات يف حتديد‬ ‫ويمكن صياغة معادلة التنبؤ عىل النحو اآليت‪:‬‬

‫التباين يف قيمة املتغري التابع (الرصاع النفيس)‪ ،‬ويوضح‬ ‫درجة الرصاع النفيس = ‪ X 0.035 + 31.94‬الدرجة الكلية‬

‫اجلدول اآليت ذلك‪:‬‬ ‫للتنافر املعريف‪.‬‬

‫جدول(‪ :)6‬معامالت انحدار أبعاد التنافر املعريف املنبئة بدرجة الرصاع النفيس لدى عينة الدراسة‪.‬‬
‫قيمة (ف) وداللتها‬ ‫قيمة ت وداللتها‬ ‫ميل خط االنحدار‬ ‫قيمة بيتا ‪β‬‬ ‫نسبة التباين املفرس ‪R2‬‬ ‫قيمة الثابت‬ ‫املتغري التابع‬ ‫املتغري املستقل‬
‫‪**3.852‬‬ ‫‪0.057‬‬ ‫‪0.161‬‬ ‫التنافر األتي‬
‫‪**18.548‬‬ ‫‪0.058‬‬ ‫‪31.97‬‬ ‫الرصاع النفيس‬
‫‪**3.203‬‬ ‫‪0.056‬‬ ‫‪0.134‬‬ ‫تنافر التوافق الذايت‬

‫**دالة عند مستوى داللة ‪0.01‬‬

‫يتضح من نتائج اجلدول السابق أن أبعاد التنافر املعريف‬


‫(التنافر األتي‪-‬تنافر التوافق الذايت) تسهم يف التنبؤ‬

‫‪- 135 -‬‬


‫املجلة السعودية للعلوم النفسية – العدد ‪ – 67‬الرياض (شعبان ‪1442‬هـ‪ /‬إبرايل ‪2021‬م)‬

‫الذي ينص عىل اآليت‪ :‬هل يمكن التنبؤ بدرجة القلق لدى‬ ‫بدرجة الرصاع النفيس‪ ،‬كام يتضح من النتائج أن نسبة‬
‫طالبات جامعة أم القرى بمكة املكرمة من خالل درجاهتن‬ ‫املسامهة بلغت ‪ ،% 5.8‬ويمكن صياغة املعادلة التنبؤية عىل‬
‫عىل مقياس الرصاع النفيس؟‬ ‫النحو اآليت‪:‬‬
‫لإلجابة عن هذا التساؤل تم استخدام حتليل االنحدار‬ ‫درجة الرصاع النفيس =‪ X0.057 +31.97‬التنافر‬
‫اخلطي البسيط باستخدام طريقة ‪ ،Enter‬ويوضح اجلدول‬ ‫األتي ‪ x 0.056 +‬تنافر التوافق الذايت‬
‫اآليت ذلك‪:‬‬ ‫اإلجابة عن التساؤل الرابع‪:‬‬
‫جدول(‪ :)7‬يوضح معامالت انحدار الرصاع النفيس املنبئة بدرجة القلق لدى عينة الدراسة‪.‬‬
‫قيمة (ف) وداللتها‬ ‫قيمة ت وداللتها‬ ‫ميل خط االنحدار‬ ‫قيمة بيتا ‪β‬‬ ‫نسبة التباين املفرس ‪R2‬‬ ‫قيمة الثابت‬ ‫املتغري التابع‬ ‫املتغري املستقل‬
‫‪**145.565‬‬ ‫‪**12.056‬‬ ‫‪0.972‬‬ ‫‪0.440‬‬ ‫‪0.194‬‬ ‫‪3.45‬‬ ‫القلق‬ ‫الرصاع النفيس‬

‫**دالة عند مستوى داللة ‪0.01‬‬

‫عىل مقياس الرصاع النفيس‪ ،‬ودرجاهتن عىل أبعاد التنافر‬ ‫يتضح من نتائج اجلدول السابق أن متغري الرصاع‬
‫املعريف؟‬ ‫النفيس يسهم يف التنبؤ بدرجة القلق لدى عينة الدراسة‪،‬‬
‫لإلجابة عن هذا التساؤل تم باستخدام حتليل االنحدار‬ ‫حيث بلغت نسبة املسامهة ‪ ،%19.4‬كام كان التغري يف قيمة‬
‫املتعدد ‪ Multiple Regression Analysis‬اعتامدا عىل طريقة‬ ‫"ف" لتحليل االنحدار ‪145.565‬وهي دالة إحصائيا‪،‬‬
‫التحليل املتتابع ‪ Stepwise Regression‬بغرض حتديد‬ ‫ويمكن صياغة معادلة التنبؤ عىل النحو اآليت‪:‬‬
‫األمهية النسبية للمتغريات املستقلة أبعاد التنافر املعريف‪،‬‬ ‫درجة القلق = ‪ x0.972 +3.45‬الرصاع النفيس‬
‫ودرجات الرصاع النفيس وللوقوف عىل أهم هذه املتغريات‬
‫اإلجابة عن التساؤل اخلامس‪:‬‬
‫يف حتديد التباين يف قيمة املتغري التابع (القلق)‪ ،‬ويوضح‬
‫الذي ينص عىل اآليت‪ :‬هل يمكن التنبؤ بدرجة القلق لدى‬
‫اجلدول اآليت ذلك‪:‬‬
‫طالبات جامعة أم القرى بمكة املكرمة من خالل درجاهتن‬
‫جدول(‪ :)8‬يوضح معامالت انحدار الرصاع النفيس وأبعاد التنافر املعريف املنبئة بدرجة القلق لدى عينة الدراسة‪.‬‬
‫قيمة (ف) وداللتها‬ ‫قيمة ت وداللتها‬ ‫ميل خط االنحدار‬ ‫قيمة بيتا ‪β‬‬ ‫نسبة التباين املفرس ‪R2‬‬ ‫قيمة الثابت‬ ‫املتغري املستقل‬ ‫املتغري التابع‬

‫‪**11.737‬‬ ‫‪0.950‬‬ ‫‪0.430‬‬ ‫الرصاع النفيس‬


‫‪**75.607‬‬ ‫‪0.20‬‬ ‫‪2.351‬‬ ‫القلق‬
‫‪*2.179‬‬ ‫‪0.082‬‬ ‫‪0.080‬‬ ‫التنافر الوجداين‬

‫قيمة "ف" لتحليل االنحدار ‪ 75.607‬وهي دالة إحصائيا‪،‬‬ ‫يتضح من نتائج اجلدول السابق أن درجات أفراد العينة‬
‫ويمكن صياغة املعادلة التنبؤية عىل النحو اآليت‪:‬‬ ‫عىل مقياس الرصاع النفيس ودرجاهتن عىل بعد التنافر‬
‫درجة القلق =‪ X0.950 +2.351‬الرصاع النفيس ‪0.08 +‬‬ ‫الوجداين تسهم يف التنبؤ بدرجة القلق لدى أفراد عينة‬
‫‪ x‬التنافر الوجداين‬ ‫الدراسة‪ ،‬حيث بلغت نسبة املسامهة ‪ ،% 20‬كام كان التغري يف‬

‫‪- 136 -‬‬


‫مريم بنت محيد اللحياين وسمرية بنت حمارب العتيبي‪ :‬نمذجة العالقات بني التنافر املعريف والرصاع النفيس والقلق لدى ‪...‬‬

‫املثايل‪ ،‬وبعد التحقق من مطابقة النموذج االفرتايض لبيانات‬ ‫اإلجابة عن التساؤل السادس‪:‬‬
‫الدراسة‪ ،‬كحصوله عىل قيم تقع ضمن املدى املثايل‪ ،‬تم الرجوع‬ ‫الذي ينص عىل‪ :‬ما النموذج األمثل للعالقة بني‬
‫إىل ‪( Modification Indices‬مؤرشات التعديل) التي يقدمها‬ ‫متغريات التنافر املعريف والقلق والرصاع لدى طالبات‬
‫برنامج ‪ AMOS‬لتحسني النموذج االفرتايض‪ ،‬إذ أظهر الربنامج‬ ‫جامعة أم القرى؟‬
‫وجود بعض املؤرشات وبناء عليه تم األخذ باملقرتحات‬ ‫تم استخدام برنامج حتليل املسار من خالل برنامج ‪Amos‬‬

‫لتحسني النموذج وأصبح النموذج عىل النحو اآليت‪:‬‬ ‫واختبار النموذج املقرتح بالشكل ‪ ،1‬والذي يفرتض أن أبعاد‬
‫التنافر املعريف تؤثر كمتغري خارجي ‪ Exogenous‬يف مستوى‬
‫القلق ‪( Endogenous‬متغري داخيل) وذلك بشكل مبارش لدى‬
‫أفراد العينة‪ ،‬كذلك يتضمن النموذج وجود تأثريات غري‬
‫مبارشة ألبعاد التنافر املعريف عىل القلق باعتبار الرصاع متغريا‬
‫وسيطا ‪mediator variable‬‬

‫وللتحقق من مطابقة النموذج املفرتض وموافقته للبيانات‪،‬‬


‫شكل‪ :3‬النموذج األمثل للعالقة بني أبعاد التنافر املعريف والقلق‬ ‫تم استخراج عدد من مؤرشات املطابقة‪ ،‬إذ تعكس القيم املقاربة‬
‫والرصاع‪.‬‬ ‫ل ‪ 1‬أو التي تزيد عن ‪ 0.90‬لكل من املؤرشات ‪(NFI, GFI,‬‬
‫)‪ CFI, TLI, AGFI‬دليال جيدا عىل مدى مطابقة البيانات للنموذجوللتأكد من مطابقة البيانات للنموذج البديل تم فحص مؤرشات‬
‫املطابقة اخلاصة بالنموذج البديل عىل النحو اآليت‪:‬‬ ‫االفرتايض‪ ،‬كام أن قيمة ‪ RMSEA‬إذا كانت أقل من ‪ 0.05‬يعد‬
‫دليال جيدا عىل مطابقة البيانات للنموذج االفرتايض‪ .‬وقد‬
‫أظهرت النتائج أن مجيع مؤرشات املطابقة قد وقعت يف املدى‬
‫جدول (‪ :)9‬مؤرشات جودة املطابقة للنموذج املقرتح‪.‬‬
‫القيمة يف النموذج املفرتض‬ ‫املدى املثايل‬ ‫املؤرش‬

‫‪1‬‬ ‫‪1- 0.90‬‬ ‫‪ (GFI‬مؤرش جودة املطابقة)‬

‫‪1‬‬ ‫‪1- 0.90‬‬ ‫‪ (NFI‬مؤرش املطابقة املعياري)‬

‫‪1‬‬ ‫‪1- 0.90‬‬ ‫‪ ( CFI‬مؤرش املطابقة املقارن)‬

‫‪1‬‬ ‫‪1- 0.90‬‬ ‫‪(TLI‬مؤرش تاكر – لويس)‬

‫‪1‬‬ ‫‪1- 0.90‬‬ ‫‪ (AGFI‬مؤرش جودة املطابقة املعدل )‬

‫‪1‬‬ ‫‪1-0.90‬‬ ‫‪(IFI‬مؤرش املطابقة املتزايدة)‬

‫‪0‬‬ ‫أقل من ‪0.05‬‬ ‫‪RMSEA‬‬


‫‪0.007‬غري دالة‬ ‫غري دالة إحصائيا‬ ‫‪Chi- square‬‬

‫مجيع مؤرشات املطابقة‪ .‬كام تم استخراج قيمة مربع كاي‬ ‫يتضح من اجلدول (‪ )9‬أن مجيع مؤرشات املطابقة قد‬
‫‪ chi –square‬التي بلغت قيمتها ‪ 0.007‬بدرجات حرية‬ ‫ثم فإن النموذج األمثل حيقق‬
‫وقعت يف املدى املثايل ومن ن‬
‫‪- 137 -‬‬
‫املجلة السعودية للعلوم النفسية – العدد ‪ – 67‬الرياض (شعبان ‪1442‬هـ‪ /‬إبرايل ‪2021‬م)‬

‫املسار من التنافر الوجداين للقلق = ‪ 0.06‬وهو غري‬ ‫‪-‬‬ ‫‪ ،1‬ومستوى داللة ‪ 0.932‬وهي قيمة غري دالة إحصائيا‪،‬‬

‫دال إحصائيا‪ ،‬مما يدل عىل أن التنافر الوجداين ليس له‬ ‫مما يدل عىل عدم وجود فروق ذات داللة بني النموذج‬

‫تأثري معنوي عىل القلق لدى عينة الدراسة‪.‬‬ ‫املقرتح والنموذج املثايل وهذا يشري إىل املطابقة مع النموذج‬
‫األمثل (القهوجي‪ ،‬وأبو عواد‪.)2018 ،‬‬
‫املسار من التنافر الوجداين للرصاع =‪ 0.02‬وهو غري‬ ‫‪-‬‬
‫اإلجابة عن التساؤل السابع‪:‬‬
‫دال إحصائيا‪ ،‬مما يدل عىل أن التنافر الوجداين ليس له‬
‫الذي ينص عىل اآليت‪ :‬هل ختتلف التـأثريات املبـارشة‬
‫تأثري معنوي عىل الرصاع لدى عينة الدراسة‪.‬‬
‫عن التأثريات غري املبارشة ملتغريات التنافر املعريف يف القلق‬
‫املسار من التنافر االجتامعي للقلق = ‪ 0.06‬وهو غري‬ ‫‪-‬‬
‫من خالل مرورها بالرصاع النفيس؟‬
‫دال إحصائيا‪ ،‬مما يدل عىل أن التنافر االجتامعي ليس‬
‫أوال‪ :‬بالنسبة للتأثريات املبارشة يتضح من النموذج األمثل‬
‫له تأثري معنوي عىل القلق لدى عينة الدراسة‪.‬‬ ‫للبيانات‪:‬‬
‫املسار من الرصاع النفيس للقلق = ‪ 0.42‬وهو دال‬ ‫‪-‬‬ ‫املسار من التنافر املعريف األتي للقلق = ‪ 0.04‬وهو‬ ‫‪-‬‬
‫إحصائيا‪ ،‬مما يدل عىل أن الرصاع النفيس له تأثري‬ ‫غري دال إحصائيا‪ ،‬مما يدل أن التنافر املعريف األتي‬
‫معنوي عىل القلق لدى أفراد عينة الدراسة‪.‬‬ ‫ليس له تأثري معنوي عىل القلق لدى أفراد عينة‬
‫ثانيا‪ :‬التأثريات غري املبارشة‪:‬‬ ‫الدراسة‪.‬‬
‫‪ -‬بالنسبة لتأثري التنافر املعريف األتي يف درجة القلق‬ ‫املسار من التنافر املعريف األتي للرصاع = ‪0.161‬‬ ‫‪-‬‬
‫مرورا بالرصاع النفيس كمتغري وسيط‪ ،‬يتكون هذا‬ ‫وهو دال إحصائيا‪ ،‬مما يدل عىل أن التنافر املعريف‬
‫التأثري من حاصل رضب املسارين‪ ،‬وبذلك يكون التأثري‬
‫األتي يؤثر عىل الرصاع النفيس لدى عينة الدراسة‪.‬‬
‫غري املبارش للتنافر املعريف األتي يف القلق يف حالة‬
‫املسار من تنافر التوافق الذايت للقلق = ‪ 0.01‬وهو‬ ‫‪-‬‬
‫توسط الرصاع النفيس = ‪0.068 = 0.42x 0.161‬‬
‫غري دال إحصائيا‪ ،‬مما يدل أن تنافر التوافق الذايت ليس‬
‫وهذا يعني وجود تأثري غري مبارش للتنافر املعريف‬
‫له تأثري معنوي عىل القلق لدى أفراد عينة الدراسة‪.‬‬
‫األتي عىل القلق مرورا بالرصاع ويتضح من النتائج‬
‫املسار من تنافر التوافق الذايت للرصاع النفيس =‬ ‫‪-‬‬
‫أن التأثري غري املبارش للتنافر األتي عىل القلق مرورا‬
‫‪ 0.134‬وهو دال إحصائيا‪ ،‬مما يدل عىل أن تنافر‬
‫بالرصاع النفيس كانت قيمته أعىل من التأثري املبارش يف‬
‫التوافق الذايت له تأثري دال معنويا عىل الرصاع النفيس‬
‫حالة عدم توسط الرصاع النفيس‪.‬‬
‫لدى أفراد عينة الدراسة‪.‬‬
‫‪ -‬بالنسبة لتأثري تنافر التوافق الذايت يف درجة القلق مرورا‬

‫بالرصاع النفيس كمتغري وسيط‪ ،‬يتكون هذا التأثري من‬

‫‪- 138 -‬‬


‫مريم بنت محيد اللحياين وسمرية بنت حمارب العتيبي‪ :‬نمذجة العالقات بني التنافر املعريف والرصاع النفيس والقلق لدى ‪...‬‬

‫مناقشة النتائج‪:‬‬ ‫حاصل رضب املسارين‪ ،‬وبذلك يكون التأثري غري‬


‫توصــلت نتــائج التســاؤل األول لوجــود عالقــة ذات‬ ‫املبارش لتنافر التوافق الذايت يف القلق يف حالة توسط‬
‫داللة إحصائية بني كل من الدرجـة الكليـة وأبعـاد التنـافر‬ ‫الرصاع النفيس = ‪ 0.054 = 0.42x 0.13‬وهذا يعني‬
‫املعريف وكل من القلق والرصاع النفيس‪ ،‬وعـىل الـرغم مـن‬ ‫وجود تأثري غري مبارش لتنافر التوافق الذايت عىل القلق‬
‫وجود هذه الداللة اإلحصائية فإن قيمة االرتباطـات متيـل‬
‫مرورا بالرصاع‪ ،‬ويتضح من النتائج أن التأثري غري‬
‫لالنخفاض‪ ،‬وقد يعود ذلك حلساسية قياس ظاهرة التنـافر‬
‫املبارش للتنافر الذايت التوافقي عىل القلق مرورا بالرصاع‬
‫املعريف بوصفها حالة موقفيه باحلياة اليومية والتـي تتضـمن‬
‫النفيس كانت قيمته أعىل من التأثري املبارش يف حالة عدم‬
‫إدراكات متنافرة ومتناسقة‪ ،‬كام يتأثر التنافر باإلدراك فكلـام‬
‫توسط الرصاع النفيس‪.‬‬
‫زادت أمهية اإلدراك زاد وزن التنـافر)‪، (Festinger, 1975‬‬
‫بالنسبة لتأثري التنافر الوجداين يف درجة القلق مرورا‬
‫وقــد أكــدت دراســة كــل مــن مايكــل وميناســكو وديــل‬
‫بالرصاع النفيس كمتغري وسيط‪ ،‬يتكون من حاصل رضب‬
‫هـاوكينس ‪ )1978( Menasco & Del Hawkins‬ودراسـة‬
‫املسارين‪ ،‬وبذلك يكون التأثري غري املبارش للتنافر الوجداين‬
‫سوين ‪ )1965( Suinn‬العالقـة بـني القلـق والتنـافر‪ ،‬فقـد‬
‫يف القلق يف حالة توسط الرصاع النفيس= ‪= 0.42x 0.02‬‬
‫أوضح "بيك" أن القلق ينتج عـن أنـامط التفكـري املشـوهة‬
‫‪ 0.008‬وهذا يعني وجود تأثري غري مبارش للتنافر الوجداين‬
‫واخلطأ يف تقييم املواقف‪ ،‬فاملشكلة تكمن أساسا يف طريقـة‬
‫عىل القلق مرورا بالرصاع‪ ،‬ويتضح من النتائج أن التأثري‬
‫التفكري (غانم‪ .)314 ،2009،‬كام يعـد القلـق مـن نـواتج‬
‫غري املبارش للتنافر الوجداين عىل القلق مرورا بالرصاع‬
‫التنافر املعريف وعرضا من أعراضه‪ ،‬والذي يعرب عنه باحلالة‬
‫النفيس كانت قيمته أقل من التأثري املبارش يف حالة عدم‬
‫العاطفية التي تنشأ عندما تتكـون لـدى الشـخص عنـارص‬
‫توسط الرصاع النفيس‪.‬‬
‫معرفية تقتيض أن يكون أحدها أو بعضها عكس اآلخر‪ .‬مما‬
‫وتلخيصا لنتائج هذا السؤال يتضح أن التأثريات‬
‫ينشأ حالة من التوتر )‪ (Wicklund & Brehm, 1976‬تؤدي‬
‫املبارشة ألبعاد التنافر املعريف عىل القلق ختتلف عن‬
‫إىل القلق‪ ،‬ويمثل هذا التوتر حالة من الرصاع لتغليب أحـد‬
‫التأثريات غري املبارشة‪ ،‬مما يعني أن الرصاع النفيس يلعب‬
‫العنارص املعرفية عىل األخـرى‪ ،‬ممـا يـؤدي خلفـض التنـافر‬
‫دورا توسطي ‪ mediation‬يف العالقة بني التنافر املعريف‬
‫ثـم‬
‫املعريف يف حالة االختيـار وانتهـاء حالـة الرصـاع ومـن ن‬
‫والقلق‪ ،‬عىل الرغم من أن بعض التأثريات املبارشة‬
‫توقف القلق‪.‬‬
‫والتأثريات غري املبارشة غري دال إحصائيا‪ ،‬إال أنه يمكن أن‬
‫كام توصلت نتـائج التسـاؤل الثـاين والثالـث والرابـع‬
‫تفرس ذلك يف ضوء طبيعة املفحوصني‪ ،‬حيث متت دراسة‬
‫واخلامس إىل عدد من معادالت التنبؤ عىل النحو اآليت‪:‬‬
‫التنافر املعريف يف ظروف طبيعية فالبعض قد يكون بحالة‬
‫‪ -‬يسهم التنافر املعريف بنسـبة ‪ %4.2‬يف التنبـؤ بدرجـة‬
‫تنافر والبعض اآلخر ال يعاين من ذلك‪.‬‬
‫القلق لدى عينة الدراسة‪ ،‬وقـد بلغـت قيمـة "ف"‪26.28‬‬
‫وهي دالة إحصائيا‪ ،‬ومتثلت معادلة التنبؤ يف درجة القلق =‬

‫‪- 139 -‬‬


‫املجلة السعودية للعلوم النفسية – العدد ‪ – 67‬الرياض (شعبان ‪1442‬هـ‪ /‬إبرايل ‪2021‬م)‬

‫بالقلق بشكل أكرب من إسهامهام منفصلني‪ .‬ولتوضيح ذلك‬ ‫‪ X 0.069 + 31.11‬الدرجــة الكليــة للتنــافر املعــريف‪.‬‬
‫فقد أطلق فستنجر ‪ (1957) Festinger‬عىل هذا النوع من‬ ‫وبالنسبة ألبعاد التنـافر املعـريف فقـد وجـد أن بعـد التنـافر‬
‫القلق مسمى القلق السيكولوجي‪ ،‬ويعد دافعا قويا نحو‬ ‫األتي يسهم بنسبة ‪ %4.2‬يف التنبؤ بدرجة القلق‪ ،‬ومتثلت‬
‫ختفيض التنافر‪ ،‬لذلك فإن للتنافر خصائص حتريضية‪ ،‬أي‬ ‫املعادلة التنبؤيـة يف درجـة القلـق =‪X0.081 + 31.193‬‬

‫إنه كلام كان حجم التنافر كبريا‪ ،‬حاول الشخص أكثر‬ ‫التنافر األتي‪.‬‬
‫لتخفيفه أو إزالته )‪،(Rabbie, Brrhm& Cohen, 1959‬‬ ‫‪ -‬يسهم التنافر املعريف بنسـبة ‪ %5.3‬يف التنبـؤ بدرجـة‬
‫ومن هنا تنشأ عالقة الرصاع القائمة عىل أساس أن الفرد‬ ‫الرصاع النفيس لدى عينة الدراسة‪ ،‬وقد بلغت قيمـة "ف"‬
‫حيمل فكرتني إحدامها نقيض األخرى ‪Festinger‬‬ ‫‪33.559‬وهـي دالـة إحصـائيا‪ ،‬ومتثلـت معادلـة التنبــؤ يف‬
‫(‪ .)1962‬وكلام زاد التناقض بني هذه األفكار واملعتقدات‬ ‫درجــة الرصــاع النفيس ـ = ‪ X 0.035 + 31.94‬الدرجــة‬
‫والسلوك الصادر من الفرد زاد الرصاع داخله وارتفع‬ ‫الكلية للتنافر املعريف‪ .‬وبالنسبة ألبعاد التنـافر املعـريف فقـد‬
‫معدل القلق الذي يعمل عىل الدفع نحو حل الرصاع‪.‬‬ ‫وجد التنافر األتي وتنافر التوافق الـذايت تسـهامن بنسـبة‬
‫كذلك تدل قيم املعامل الرئيسة إلجابة السؤال السادس‬ ‫‪ ،% 5.8‬يف التنبؤ بدرجة الرصاع النفيسـ‪ ،‬ومتثلـت املعادلـة‬
‫عىل مطابقة البيانات للنموذج االفرتايض الذي يفـرتض أن‬ ‫التنبؤيــة يف درجــة الرصــاع النفيس ـ =‪X0.057 +31.97‬‬

‫أبعاد التنافر املعريف تؤثر يف مستوى كل من الرصاع والقلـق‬ ‫التنافر األتي ‪ x 0.056 +‬تنافر التوافق الذايت‪.‬‬
‫بشكل مبارش لـدى أفـراد عينـة البحـث‪ ،‬كـذلك يتضـمن‬ ‫‪ -‬كام يسهم الرصاع النفيس بنسبة ‪ %19.4‬يف التنبؤ‬
‫النموذج وجود تأثريات غري مبارشة ألبعاد التنـافر املعـريف‬ ‫بدرجة القلق لدى عينة الدراسة‪ ،‬وقد بلغت قيمة "ف"‬
‫عىل القلق باعتبار الرصـاع متغـريا وسـيطا‪ .‬وقـد أظهـرت‬ ‫‪145.565‬وهي دالة إحصائيا‪ ،‬ومتثلت معادلة التنبؤ يف‬
‫النتائج أن مجيع مؤرشات املطابقة قد وقعت يف املدى املثايل‪،‬‬ ‫درجة القلق = ‪ x0.972 +3.45‬الرصاع النفيس‪.‬‬
‫وبعد التحقـق مـن مطابقـة النمـوذج االفـرتايض لبيانـات‬ ‫‪ -‬كذلك يتضح أن كل من الرصاع النفيس وبعد التنافر‬
‫الدراسة‪ ،‬تم حتسني النموذج االفرتايض من خالل الرجوع‬ ‫الوجداين يسهامن بنسبة ‪ % 20‬يف التنبؤ بدرجة القلق لدى‬
‫إىل مؤرشات التعديل التي يقدمها برنامج ‪ AMOS‬لتحسـني‬ ‫أفراد عينة الدراسة‪ ،‬إذ بلغت قيمة "ف" ‪ 75.607‬وهي‬
‫النمــوذج االفــرتايض‪ ،‬إذ أظهــر الربنــامج وجــود بعــض‬ ‫دالة إحصائيا‪ ،‬ومتثلت املعادلة التنبؤية يف درجة القلق‬
‫املــؤرشات وبنــاء عليــه تــم األخــذ باملقرتحــات لتحســني‬ ‫=‪ X0.950 +2.351‬الرصاع النفيس ‪ x 0.08 +‬التنافر‬
‫النموذج بحذف املسارات غـري الدالـة إحصـائيا‪ ،‬ويتضـح‬ ‫الوجداين‪.‬‬
‫باملقارنة بني شكل‪ ،3-1‬أن أبعاد التنافر املعريف وهي تنـافر‬ ‫وتوضح هذه النتائج حجم إسهام كل متغري باآلخر‪،‬‬
‫التوافــق الــذايت واألتي والوجــداين ذات تــأثريات غــري‬ ‫فقد أسهم التنافر املعريف يف التنبؤ بالرصاع النفيس بقيمة‬
‫مبارشة عىل القلق باعتبار الرصاع متغريا وسـيطا ماعـدا بعـد‬ ‫أكرب من إسهامه يف التنبؤ بالقلق‪ ،‬كام أن كل من الرصاع‬
‫التنافر االجتامعي الذي اكتفى بالتـأثري املبـارش عـىل القلـق‬ ‫النفيس والتنافر املعريف(الوجداين) يسهامن معا يف التنبؤ‬

‫‪- 140 -‬‬


‫مريم بنت محيد اللحياين وسمرية بنت حمارب العتيبي‪ :‬نمذجة العالقات بني التنافر املعريف والرصاع النفيس والقلق لدى ‪...‬‬

‫أو مقدار التنافر‪ ،‬فاملواقف يف حياتنا اليومية تتضمن كل من‬ ‫ويمكــن تفســري ذلــك يف كــون التوافــق الــذايت واألتي‬
‫اإلدراك املتنافر واملتوافق‪ ،‬وقد تم تعريف مقدار التنافر عىل‬ ‫والوجداين يؤثران عىل الصورة الذاتية للفرد‪ ،‬فالتنافر يكون‬
‫أنه نسبة التنافر إىل اإلدراك املتوافق‪ ،‬أي إنه كلام زادت أمهية‬ ‫حادا عىل وجه اخلصوص عندما يـنعكس عـدم االنسـجام‬
‫اإلدراك زاد وزنـــه )‪ ،(Festinger,1962‬ومـــن ثـــم تعـــد‬ ‫عىل الصورة الذاتيـة للفـرد )‪ )Aronson ,1992‬فيـؤدي إىل‬
‫اإلدراكات اخلاصة بالتنافر املتعلقة باألتة وبالتوافق الذايت‬ ‫الرصاع‪ .‬إما فيام خيص بعد التنافر االجتامعي الـذي اكتفـى‬
‫والوجداين واالجتامعي أكثر أمهية من اإلدراكات األخـرى‬ ‫بالتأثري املبارش عىل القلق‪ ،‬فيمكن تفسريه من خالل مدخل‬
‫والتي قد تتسبب بالقلق عند معرفة أن هنـاك تعارضـا قبـل‬ ‫‪Model Dissonance‬‬ ‫أو نمـــوذج التنـــافر البـــديل‬
‫الــدخول يف الرصــاع مــا بــني هــذه األفكــار أو املعتقــدات‬ ‫"‪ Vicarious‬والذي ُيعد مدخال نظريا جديـدا ينطلـق مـن‬
‫والسلوك الصادر من الفرد‪.‬‬ ‫العالقــة الرابطـــة بــــني نظريتــــي اهلويــــة االجتامعيــــة‬
‫وتؤكد نتائج التساؤل السـابع النتيجـة السـابقة‪ ،‬فقـد‬ ‫‪ Theory Identity Social‬والتنــــافر املعــريف ‪Theory‬‬

‫وجد أن أكرب حجم للتأثري الكيل عىل القلـق كـان للرصـاع‬ ‫‪ Dissonance Cognitive‬وتقــوم هــذه النظريــة عــىل أن‬
‫يليــه التنــافر األتي‪ ،‬ثــم التوافــق الــذايت‪ ،‬يليــه التنــافر‬ ‫الفرد الذي يالح قيـام أحد أفراد مجاعته بسـلوك متنـافر‪،‬‬
‫الوجداين‪ ،‬وأخريا التنافر االجتامعي‪ ،‬وقد يعود ذلك إىل أن‬ ‫من املتوقع أن يعايش حالة من التنافر البديل ‪Dissonance‬‬

‫كال من القلق والرصاع عمليتان متالزمتان‪ ،‬وهذا ما أكدته‬ ‫‪Vicarious‬وهــو يتمثــل يف حالــة مــن القلــق واالنزعــاج‬
‫الدراسات التي وجدت عالقة بني الرصاع والقلق كدراسة‬ ‫البديل ‪ Discomfort Vicarious‬الناتج عن ختيـل الـذات‬
‫رزيقة (‪ ،)2013‬التي أكدت تلـك العالقـة بوجـود مسـار‬ ‫وهي متارس السلوك املتنـافر‪ ،‬وينتج عن ذلـك قيـام الفـرد‬
‫مبارش مـن الرصـاع إىل القلـق‪ .‬كـذلك وجـدت مسـارات‬ ‫بجهود مشاهبة ملا يقوم به أبنـاء مجاعتـه أصـحاب السـلوك‬
‫مبارشة ألبعاد التنافر املعـريف تـؤثر يف القلـق وهـي املسـار‬ ‫املتنافر هبدف الوصول حلالـة مـن التوافـق ‪Consonance‬‬

‫املبارش لتأثري التنافر األتي يليه التنافر بالتوافق الـذايت ثـم‬ ‫مـرة أخـرى ‪(Benoft, Norton, cooper & Michael,‬‬

‫الوجداين ثم االجتامعي‪ ،‬وقد يعود ذلك ألن ُبعد العالقات‬ ‫)‪ ،2003‬ويف هذه احلالة ينخفض التنـافر االجتامعـي لـدى‬
‫األتية (األتي) يمثل كل ما يتعلق بحياة األفراد داخـل‬ ‫الفرد‪ ،‬وقد عـرب فسـتنجر عـن ذلـك باسـتخدام مصـطلح‬
‫األتة وتشمل العالقات األتية مع الوالـدين واإلخـوة‪.‬‬ ‫"التوافق املفروض" الذي يعمل عىل تقليل التنـافر نتيجـة‬
‫و ُبعد التوافق الذايت (الشخيص) يمثل كل ما يتعلـق بقـدرة‬ ‫استخدام "التربير" يف قبول السلوك وارتباطه بالقبول لدى‬
‫الفرد عىل تكوين رد فعل للضغوط االجتامعيـة والداخليـة‬ ‫اجلامعة كليا)‪.(Festinger,1957‬‬
‫للحياة بني األفراد وال ُبعد الوجداين ويمثل كـل مـا يتعلـق‬ ‫كام أظهر النموذج أن مجيـع أبعـاد التنـافر وهـي تنـافر‬
‫باستجابات األفراد العاطفية والتحكم هبـا يف التعامـل مـع‬ ‫التوافق الـذايت واألتي والوجـداين واالجتامعـي تـؤدي‬
‫اآلخرين ومع الذات‪ ،‬وال ُبعـد االجتامعـي ويمثـل كـل مـا‬ ‫مبارشة إىل القلـق‪ ،‬وقـد يعـود ذلـك إىل أن هنـاك مفهومـا‬
‫يتعلــق بالعالقــات والتواصــل بــاآلخر ضــمن النســيج‬ ‫رئيسا آخر يف النظرية األصلية وهو حالة التنافر ويمثل نسبة‬

‫‪- 141 -‬‬


‫املجلة السعودية للعلوم النفسية – العدد ‪ – 67‬الرياض (شعبان ‪1442‬هـ‪ /‬إبرايل ‪2021‬م)‬

‫نتيجــة التضــارب احلــاد بــني اإلدراكــات املتعارضــة‪ ،‬وال‬ ‫االجتامعي اخلارجي‪ .‬ويمثـل ُبعـد التوافـق الـذايت وال ُبعـد‬
‫يتوقف الرصاع إال باختاذ القرار‪ ،‬وحل الرصاع وانخفـاض‬ ‫الوجداين التنافر املعريف الداخيل الـذي يتنـاول داخـل ذات‬
‫مستوى القلق‪.‬‬ ‫الفرد‪ ،‬يف حني يمثل ال ُبعـد األتي أو العالقـات األتيـة‬
‫وال ُبعد االجتامعي التنـافر اخلـارجي والـذي يتنـاول شـتى‬
‫املراجع‪:‬‬
‫املوضوعات اخلارجية التي ترتبط بمجتمع الفرد وتؤثر عىل‬
‫جبل‪ ،‬فوزي حممد‪ .)2000( .‬الصحة النفسية والسيكولوجية‬ ‫معتقداته وسالمته الداخلية‪ ،‬ومهـا مجيعـا يـؤثران بسـالمة‬
‫الشخصية‪ ،‬اإلسكندرية‪ :‬املكتبة اجلامعة األزراطة‪.‬‬
‫الفرد الذاتية النفسية وراحته يف حميط أتته وجمتمعه‪ ،‬التـي‬
‫جالل‪ ،‬حممد فؤاد (‪ .)2017‬مبادئ التحليل النفيس‪ ،‬هاي‬
‫تعد من أولويات الفرد احلياتية‪ ،‬وذات أمهية وثقل إدراكـي‬
‫سرتيت‪ ،‬وندسور‪ :‬هنداوي يس آي س‪.‬‬
‫لدى الفرد‪ .‬وهذا ما أشار إليـه أوكسـبي ‪(2004) Oxoby‬‬
‫حسيب‪ ،‬عبد املنعم عبد اهلل (‪ .)2005‬مقدمة يف الصحة‬
‫من أنه إذا كان الوضع االجتامعي يعد جانبا مهام يف الصورة‬
‫النفسية‪ ،‬اإلسكندرية‪ :‬دار الوفاء لدنيا الطباعة والنرش‪.‬‬
‫الذاتية للفرد‪ ،‬فإن األفراد الـذين ينفقـون مـواردهم سـعيا‬
‫الدسوقي‪ ،‬جمدي حممد (‪ .)1999‬مقياس الرصاع النفيس‪،‬‬
‫القاهرة‪ :‬مكتبة األنجلو املرصية‪.‬‬ ‫وراء هــذا الوضــع ولكــنهم يفشــلون يف بلوغــه‪ ،‬فــإهنم‬

‫الدسوقي‪ ،‬جمدي حممد (‪ .)2007‬دراسات يف الصحة النفسية‪،‬‬ ‫يشهدون التنافر‪ ،‬ولتخفيف تنافرهم فقد ينفقون موارد أكرب‬

‫القاهرة‪ ،‬مكتبة اإلنجلو املرصية‪ ،‬ص‪166‬‬ ‫يف السعي لتحقيق ذلك‪.‬‬


‫ربيع‪ ،‬حممد شحات )‪. (2005‬أصول الصحة النفسية‪ ،‬القاهرة‪:‬‬ ‫كذلك وجدت مسارات غري مبـارشة تـؤثر يف القلـق‪،‬‬
‫دار غريب‪.‬‬ ‫وهي املسار غري املبارش لتأثري كـل مـن التنـافر األتي ثـم‬
‫رزيقة‪ ،‬جمدب (‪ .)2013‬الرصاع النفيس االجتامعي للمراهق‬ ‫تنافر التوافق الذايت ثم التنافر الوجداين عىل القلق يتوسـطه‬
‫املتمدرس وعالقته بظهور القلق‪ :‬حالة‪-‬سمة‪ :‬دراسة‬ ‫متغري الرصاع‪ ،‬وقد يعود ذلك بالنسبة لبعد التنافر األتي‬
‫ميدانية بوالية تيزي وزو‪ ،‬رسالة ماجستري‪ .‬علم النفس‬
‫ألمهية العالقات األتية والتعامل معها لدى الفرد‪ ،‬حيث‬
‫وعلوم الرتبية‪ .‬جامعة مولود معمري‪ .‬كلية اآلداب‬
‫وجد هلا تأثري مبارش وغري مبـارش يف القلـق‪ ،‬فـبعض أنـواع‬
‫والعلوم اإلنسانية‪ .‬اجلزائر‪ .‬تيزي وزو –القبائل‬
‫مسببات التنـافر األتي والتوافـق الـذايت والوجـداين قـد‬
‫رضوان‪ ،‬سامر (‪ .)2007‬الصحة النفسية‪ ،‬عامن‪ :‬دار املسرية‬
‫تؤدي بالفرد للقلق مبارشة‪ ،‬أو قد حتدث حالة من الرصـاع‬
‫للنرش والتوزيع‪.‬‬
‫املؤدية إىل ارتفاع مستوى القلق الذي يعمل كـدافع إلهنـاء‬
‫سورايا سايل‪ ،‬كانين توماس‪ ،‬فورمر بول (‪ .)2018‬التعامل مع‬
‫القلق واالكتئاب– هنج لنظام متكامل ‪-‬تقرير منتدى‬ ‫ثم حل التنافر‪ .‬خصوصا أن هذه‬
‫حالة الرصاع النفيس ومن ن‬
‫القلق واالكتئاب التابع ملؤمتر“ ويش"‪ ،‬الدوحة‪ ،‬مؤمتر‬ ‫األبعاد الثالثة تتعلـق بـالفرد نفسـه وقدرتـه عـىل الـتحكم‬

‫القمة العاملي لالبتكار يف الرعاية الصحية‪.‬‬ ‫باستجاباته العاطفية الشخصية أو األتية والقيام بقرارات‬
‫مصريية بالنسبة له‪ ،‬مما يؤدي إىل التفكري بالنتـائج املحتملـة‬
‫ملختلف أوجه القرار املطلوب اختـاذه ممـا ينـتج عنـه رصاع‬

‫‪- 142 -‬‬


... ‫ نمذجة العالقات بني التنافر املعريف والرصاع النفيس والقلق لدى‬:‫مريم بنت محيد اللحياين وسمرية بنت حمارب العتيبي‬

among umm Al-Qura University female ‫) اخلصائص القياسية للصورة العربية‬2015( ‫ تغريد‬،‫الشطي‬
students,
Elkhaldounia journal of human and social ‫ املجلد‬،‫ جملة العلوم الرتبوية والنفسية‬،‫لقائمه بيك للقلق‬
sciences, University of ibn-Khaldun, Algeria
Al-Qahwaji, Ayman Abu Awad, Firyal. (2018). .463-431 ‫ ص‬،2 ‫ العدد‬.16
Modeling by structural equations using the ‫ تطوير مقياس التنافر‬.)2020( .‫ اللحياين‬،‫ سمرية ومريم‬،‫العتيبي‬
Amos program. Amman: Wael House.
Al-Quraiti, Abdul Muttalib Amin. (1998) in mental ‫املعريف وتقدير خصائصه السيكومرتية لدى طالبات‬
health, Arab Thought House, Cairo.
Al-Shatti, Taghreed (2015) Standard ‫ املجلة‬،)‫جامعة أم القرى بمكة املكرمة (نسخه قصرية‬
Characteristics of the Arabic Image for the ‫‌جامعة ابن‬،‫اخللدونية للعلوم اإلنسانية واالجتامعية‬
Beck Anxiety List, Journal of Educational
and Psychological Sciences, Volume 16. .64-28 ‫ ص ص‬،)2( 12 ،‫خلدون‬
Issue 2, pp. 431-463.
Aronson, E. (1992). ‘The return of the repressed: ،‫ القاهرة‬،‫ القلق وإدارة الضغوط‬.)2001( .‫ فاروق السيد‬،‫عثامن‬
dissonance theory makes a comeback’,
‫ دار الفكر العريب‬،1 ‫ط‬
Psychological Inquiry, vol. 3, (March), pp.
303–11. :‫ ضغوط احلياة وأساليب مواجهتها‬.)2003( .‫ عىل‬،‫عسكر‬
Askar, Ali (2003). Life pressures and methods of
coping with them: mental and physical : ‫ الكويت‬.‫الصحة النفسية والبدنية يف عرص التوتر والقلق‬
health in an era of stress and anxiety,
.‫دار الكتاب احلديث‬
Kuwait, House of Modern Book.
Barker, P. (2003). Cognitive Dissonance. Retrieved ،‫ مقدمة يف علم الصحة النفسية‬.)2009( ‫ حممد حسن‬،‫غانم‬
from
http://www.beyondintractability.org/essay .‫ املكتبة املرصية اإلسكندرية‬،01‫ط‬
/cognitive-dissonance
Barlow, D. H. (2002). Anxiety and its disorders: the
،‫ كيف تتعامل مع القلق النفيس‬.)2016( ‫ حممد حسن‬،‫غانم‬
nature and treatment of anxiety and panic. .‫ مكتبة كتب التنمية البرشية‬:‫القاهرة‬
New York: Guilford Press
Beck, A. T., & Emery, G. & Greenberg, R. L. (1985). – ‫) سيكولوجية الشخصية – حمدداهتا‬1972( ‫ سيد حممد‬،‫غنيم‬
Anxiety disorders and phobias: A cognitive
perspective. New York: Basic Books. ‫ دار النهضة العربية‬:‫ القاهرة‬،‫نظرياهتا‬-‫قياسها‬
Beck, A.T. and Steer, R.A. (1990) Manual for the ‫ مكتبة‬:‫ مرص‬،5‫ ط‬،‫ الصحة النفسية‬.)1998( ‫ مصطفى‬،‫فهمي‬
beck anxiety inventory. The Psychological
Corporation, San Antonio. .‫اخلانجي‬
Becker, David , Groninger, Kathrin , Luzar, Claudia
‫ دار‬،‫يف‌الصحة النفسية‬. (1998) ‫ عبد املطلب‌أمني‬،‫القريطي‬
.)2012(. Psychosocial Conflict Analysis-
Guide, SWS Medien AG Print, Sursee
.‫ القاهرة‬،‫الفكر العريب‬
Benoft, M.; Norton, M. I.; cooper, J.; Michael, I. ‫يوسف‬ ‫أمل‬ ،‫احلليم‌والتل‬ ‫نازك‌عبد‬ ،‫قطيشات‬
H. (2003). Vicarious Dissonance: Attitude
Change from the Inconsistency of Others. ،‫ دار كنوز املعرفة‬،‫ قضايا‌يف‌الصحة النفسية‬.)2009(
In: Journal of Personality and Social
Psychology, Vol. 85(1), pp.47-62. .‫عامن‬
http://r6rtpt7u.search.serialssolutions.com. ‫ النمذجة باملعادالت‬.)2018( .‫ فريال‬،‫ أيمن أبو عواد‬،‫القهوجي‬
Bernard, Mayer (2000).The Dynamics of Conflict
Resolution: A Practitioner’s Guide, 1 edition .‫ دار وائل‬:‫ عامن‬.‫البنائية باستخدامـ برنامج آموس‬
ed, San Francisco: Jossey-Bass Publishing.
Al-Otibia, Sameera and Maryam, and Al-Lihyani
Brehm, J. W., & Cohen, A. R. (1962). Explorations
(2020). Development of a cognitive
in cognitive dissonance. New York: Wiley.
dissonance scale (A short Form) and
estimating its psychometric characteristics
- 143 -
)‫م‬2021 ‫ إبرايل‬/‫هـ‬1442 ‫ – الرياض (شعبان‬67 ‫املجلة السعودية للعلوم النفسية – العدد‬

Dar Al-Wafa for the World of Printing and Conte, H,R, Plutchik, R, Picard,S, Cluty, K,&
Publishing. Karasu, T.B.(1995): Development of self-
Hinojosa A , Gardner W& Walker H (2016). A report conflict scale, journal of personality
Review of Cognitive Dissonance Theory in assessment, Vol.64(1),PP.168-184.
Management Research: Opportunities for Cooper, J. (2012). Cognitive dissonance theory. In
Further Development. Journal of P. A. M. Lange, A. W. Kruglanski, & E. T.
Management.43 (1) 170-199. Higgins (Eds.),Handbook of theories of
Jabal, Fawzi Muhammad (2000). Mental and social psychology: 377-397.
Psychological Personal Health, University Desouki, Magdy Mohamed (1999). Psychological
Library of Errat, Alexandria. Conflict Scale, Cairo: The Anglo-Egyptian
Jabal, Fawzi Muhammad (2000). Mental and Library.
Psychological Personal Health, University Dollard, J., & Miller, N. E. (1966). Personality and
Library of Errat, Alexandria. Psychotherapy: An Analysis in Terms of
Jalal, Mohamed Fouad (2017). Principles of Learning, Thinking, and Culture. New York:
Psychoanalysis, High Street, Windsor: McGraw-Hill.
Hindawi CIS. fahmi, Mustafa (1998). Mental Health, Al-Khanji
Kagan J. Psychology, 1991, Introduction Library, Egypt.
Publishers, Fort Worth Philadelphia. New Festinger, L. (1957). A theory of cognitive
York: 45. dissonance. Stanford, CA: Stanford
Kaplan, H. I., & Sadock, B. J. (Eds.). University Press.
(1989). Comprehensive textbook of Festinger, L. (1962): Theory of cognitive
psychiatry (5th ed.). Williams & Wilkins Co Dissonance. Stanford University Press,
Kretchmar, J. (2014). Cognitive Theories: Research Redwood City.
Starters Education. Edition, p1-6. 10p Festinger, L., & Carlsmith, J. (1959). Cognitive
Maher, Ahmad (2003) Organizational Behavior: consequences of forced compliance.
An Introduction to Building Skills. 8 ed., Journal of Abnormal and Social Psychology,
Alexandria: University House. 58, 203-211.
Menasco, Michael. B., & Hawkins Del., (1978). A Frazier, P. A., Tix, A. P., & Barron, K. E. (2004).
field-test of the relationship between Testing moderator and attitudes, and
cognitive dissonance and state anxiety, helping behavior. Emotion (Washington,
Journal of Marketing Research, 15: 650- D.C.), 15(2), 187–194.
655. Gawronski, B. (2002). What does the Implicit
Moehle, K. A. and Eugene E. L. (1991) ‘The History Association Test measure? A test of the
of the Concepts of Fear and Anxiety’, in convergent and discriminant validity of
Clarence Eugene Walker (ed.) Clinical prejudice-related IATs. Experimental
Psychology: Historical and Research Psychology, 49(3), 171–
Foundations, pp. 159–82. New York: 180. https://doi.org/10.1026/1618-
Plenum Press. 3169.49.3.171
Myers. D.G. (2008). Social Psychology, 9th Ghanem, Muhammad Hassan (2009).
Edition. McGraw-Hill Companies, Inc. Introduction to Mental Health Science, the
Othman, Farouk El-Sayed (2001). Anxiety and Egyptian Library, Alexandria.
stress management, Cairo, the Arab Hantona S., Mellalieub S., Hallc R. (2002) Re-
Thought House. examining the competitive anxiety trait-
Oxoby, R.J. (2004). Cognitive Dissonance, Status state relationship, Personality and
and Growth of the Underclass. The Individual Differences, 33, 1125–1136.
Economic Journal, Volume 114, Issue 498, Harmon-Jones, E., & Mills, J. S. (1999). Cognitive
October 2004, Pages 727– dissonance: Progress on a pivotal theory in
749, https://doi.org/10.1111/j.1468- social psychology. Washington, D C:
0297.2004.00241.x American Psychological Association
Haseeb, Abdel Moneim Abdullah (2005).
Introduction to Mental Health, Alexandria:

- 144 -
... ‫ نمذجة العالقات بني التنافر املعريف والرصاع النفيس والقلق لدى‬:‫مريم بنت محيد اللحياين وسمرية بنت حمارب العتيبي‬

Suinn, R. M. (1965). Anxiety and cognitive Qteishat, Nazek Abdel-Halim Wal-Tal, Amal
dissonance. Journal of General Psychology, Youssef (2009). Issues in mental health, the
73(1), 113- 116. treasures of knowledge house, Amman.
Suraya Sally, Canning Thomas, Former Ball Rabbie, J. M., Brrhm, J. W. & Cohen, A. R. (1959):
(2018). Dealing with Anxiety and Verbalization & reactions to cognitive
Depression - An Integrated System dissonance. Journal of Personality, Vol 27,
Approach - Report of the WISH Anxiety and no 3, 407–417.
Depression Forum, Doha, World Innovation Rabie, Muhammad Shahat. (2005) The Origins of
Summit for Health. Mental Health, Cairo: Dar Gharib.
Sweeney, M., & Pine, D. (2004). Etiology of Fear Rachman, S. (1998). Clinical psychology: A
and Anxiety. In T. H. Ollendick & J. S. March modular course.Anxiety. Psychology
(Eds.), Phobic and anxiety disorders in Press/Erlbaum (UK) Taylor & Francis.
children and adolescents: A clinician's guide Radwan, Samer (2007). Mental Health, Amman:
to effective psychosocial and Dar Al Masirah for Publishing and
pharmacological interventions, (p. 34–60). Distribution.
Oxford University Rizeqa, Majdeb (2013). The psychosocial conflict
Press. https://doi.org/10.1093/med:psych/ of the schoolgirl and its relationship to the
9780195135947.003.0002 emergence of anxiety: a case-feature: a
Thompson, Isabelle S., Barnhart, Ryan G., Chow, field study in the state of Tizi Ouzou,
Peter (2008).Using DISS-R to Compare the master's thesis. Psychology and Educational
Dissonance Scores of Four Groups: Sciences. Mouloud Mamary University.
Incarcerated Adults, High School, College Faculty of Arts and Humanities. Algeria. Tizi
and University Students, College, Student Ouzou – tribes
Journal, 42 (1 ),p115-131 Roderick Ogley., (1999) Conflict Theory, edi. By
WHO.Availableat:www.who.int/mental_health/m Lester Kurtz, Encyclopedia of violence,
anagement/depression/prevalence_global_ Peace and Conflict. 1, Academic Press,
health_estimates/en London p.402.
Wicklund, R., & Brehm, J. (1976). Perspectives on Schultz, Duane P& Schultz, Sydney Ellen.
cognitive dissonance. Hillsdale, NJ: Erlbaum. (2017)Theories of Personality (11th
World Health Organization (WHO). (2017) Edition).Wadsworth Publishing
Depression and other common mental International Edition،Boston
disorders: Global health estimates.
Snowdon, R. (2013). How Freud arrived at the
origin of anxiety. Recuperado de:
http://www.rscpp.co.uk/article/20/freud-
anxiety.html

- 145 -

View publication stats

You might also like