You are on page 1of 28

‫قلق املستقبل لدى طالبات جامعة تبوك يف اململكة العربية‬

‫السعودية يف ضوء بعض املتغريات‬


‫سهام ضيف اهلل علي الفايدي‬
‫ مدينة تبوك‬- ‫اململكة العربية السعودية‬
‫ملخص‬
‫استهدف البحث احلايل التعرف على مستوى قلق املستقبل لدى طالبة جامعة تبوك يف اململكة‬
‫) طالبة ولتحقيق أهداف‬186( ‫ حيث تألفت عينة الدراسة من‬،‫العربية السعودية يف ضوء بعض املتغريات‬
‫ ومت استخراج دالالت الصدق والثبات للمقياس‬،)2002( ‫الدراسة مت استخدام مقياس قلق املستقبل للخالدي‬
‫ وقد أشارت نتائج البحث إىل أن مستوى قلق املستقبل كان مرتفعًا بشكل عام لدى‬،‫يف البيئة السعودية‬
‫ واجملال النفسي كان‬،‫ وتبني أن قلق املستقبل فيما يتعلق باجملال الصحي واجملال االقتصادي‬،‫طالبات جامعة تبوك‬
‫ فكان‬،‫ أما قلق املستقبل فيما يتعلق باجملال األسري واجملال االجتماعي‬،‫مرتفعًا لدى طالبات جامعة تبوك‬
‫ وتبني عدم وجود فروق ذات داللة‬،‫متوسط املستوى لدى طالبات جامعة تبوك يف اململكة العربية السعودية‬
.‫ والتحصيل العلمي‬،‫ والتخصص‬،‫احصائية يف مستوى قلق املستقبل مبجاالته يعزى للسنة الدراسية‬
.‫ طالبات جامعة تبوك‬،‫ قلق املستقبل‬: ‫الكلمات املفتاحية‬
Abstract
This research aimed to identify the level of future anxiety for
female students in Tabuk University in Saudi Arabia in light of some
variables, where the study sample consisted of 186 female students
whom showed the highest degree of anxiety of the future in the
University of Tabuk in Saudi Arabia, and to achieve the objectives of
the study the of future anxiety based on Khalidi scale (2002), the
scale of semantics validity and reliability in Saudi Arabia environment
was extracted, and the search results indicated that the level of future
anxiety was generally higher for the students of Tabuk University, it
shows that the anxiety future concerns the areas of health and
economy, while the psychological field was high in female students in
the University of Tabuk, and the anxiety for future with respect to
family and social issues, which marked medium level among students
of the University of Tabuk in Saudi Arabia, and found that there were
no statistically significant differences in the level of future anxiety in
its fields attributed to school year, major and educational achievement.
Keyword: Future Anxiety, Female Students
121
‫‪ -1‬مقدمة‬

‫يعيش اإلنسان يف عصر كثري التداخالت والتغريات والتفاعالت املصحوبة بالعديد‬


‫من التعقيدات يف خمتلف اجملاالت اليت أثرت يف احلياة ومظاهرها‪ ،‬وما يصاحبها من اضطرابات‬
‫سلوكية ونفسية نتيجة لضغوط احلياة‪ ،‬فمع التطور السريع للحياة احلديثة يواجه اإلنسان العديد‬
‫من املواقف اليت قد هتدده حبياته ومستقبله‪ ،‬وترفع من مستوى القلق لديه وتزيده جتاه ما حيتويه‬
‫مستقبله احليايت‪ ،‬وما يتوقعه من أحداث قد ال يتوقعها أو ال يستطيع مواجهتها ويقوى عليها‪.‬‬
‫إن ما يشكله قلق املستقبل على صحة األفراد وسلوكاهتم من أخطار‪ ،‬قد يكون ذا‬
‫درجة عالية مما يؤدي إىل اختالل يف توازن حياة اإلنسان واألفراد بشكل عام‪ ،‬ما يكون له األثر‬
‫الكبري على الناحية النفسية أو اجلسمية وما يتبعه من تأثريات يف خمتلف جوانب احلياة‪.‬‬
‫ويُعد القلق جزءًا من حياة اإلنسان يؤثر يف سلوكه ويعترب هذا طبيعيًا‪ ،‬فالقلق هو‬
‫عالمة تدل على إنسانية الفرد‪ ،‬وحقيقة من حقائق الوجود‪ ،‬وجانب دينامي يف بناء الشخصية‬
‫ومتغريمن متغريات السلوك‪ .‬وقد ينشأ القلق عند مجيع األفراد يف خمتلف مواقف التحدي اليت‬
‫تواجههم‪ ،‬وهي حالة طبيعية‪ ،‬ألن القلق قد يشكل دافعًا للفرد الختاذ القرارات واالجراءات‬
‫السلوكية املناسبة ملواجهة هذه املواقف‪.‬‬
‫ومن املالحظ أن القلق يف تزايد يف اآلونة األخرية ويربز كقوة مؤثرة يف حياة األفراد‬
‫وزادت درجته عن احلد الطبيعي األمر الذي يؤدي إىل ارتباطه باالضطرابات السلوكية‪ ،‬وأكثر‬
‫ما يكون القلق أو من يواجهه هم فئة الشباب ملا يدور حوهلم من صعوبات وما خيبئه الغد‬
‫واملستقبل هلم خلف اجملهول واملبهم‪ ،‬يف ظل انشغاهلم العام باملستقبل الذي يعلقون عليه آماهلم‬
‫يف تصورهم بأنه الثمرة سوف جتىن وراء ذلك املستقبل‪ ،‬يف خضم األهداف املستمدة من‬
‫فهمهم لذلك املستقبل وختطيطهم له‪( .‬زيدان‪.)2007 ،‬‬
‫وقد نبعت كلمة "القلق" من الكلمة الالتينية األصل )‪ (Anxietes‬اليت يقصد هبا‬
‫اضطرابًا يف العقل‪ ،‬والذي يعرف القلق بصفة عامة بأنه "حالة نفسية ارتبطت حباالت اخلوف‬
‫واهلمُّ واليت تؤذي اإلنسان نفسيًا وجسميًا" (الشاوي‪.)22 :1999 ،‬‬
‫‪122‬‬
‫ويف كثري من األحيان يكون القلق غري صحى مما يؤدي إىل اضطراب يف سلوك‬
‫األفراد‪ ،‬والذي حيدث عند وجود مؤثر أو خطر حقيقي حمسوس ينشأ بسبب انعدام األمن‬
‫الذي حيدث لدى الفرد (بن علو‪.)1993 ،‬‬
‫ويرى الزاروس وفولكمان )‪ (Lazorus & Folkman, 1999‬أن القلق العام عبارة‬
‫عن ظاهرة عقلية‪ ،‬أو بدنية تتشكل من خالل تقييم املرء املعريف للمحفز‪ ،‬وحتدث هذه الظاهرة‬
‫نتيجة لتفاعل املرء مع البيئة‪ ،‬حبيث يعتمد وجود القلق على وجود املسبب له‪.‬‬
‫ويف دراسة لزاليسكي )‪ (Zaleski, 1996‬يرى أن القلق العام جبميع أنواعه يتضمن‬
‫عنصر القلق من املستقبل‪ .‬حيث أن قلق املستقبل يشري إىل املستقبل املتمثل مبدة زمنية طويلة‪،‬‬
‫ويتم تصوره على شكل حالة من الغموض بشأن أمور متوقعة احلدوث يف املستقبل البعيد‪ ،‬أو‬
‫توقع حدوث أمر سيء‪.‬‬
‫ويف دراسة لننفس العامل زالسكي )‪ (Zaleski, 1996: 165‬عرف القلق بأنه‪" :‬حالة‬
‫من التوجس وعدم االطمئنان واخلوف من التغريات السلبية يف املستقبل‪ ،‬ويرى أن حالة القلق‬
‫الشديد حتدث من هتديدها ومن أن شيئًا كارثيًا حقيقيًا ميكن أن حيدث للفرد"‪.‬‬
‫وتعرف اجلمعية األمريكية السيكولوجية املشار إليها بليكالين (‪ )24 :2008‬قلق‬
‫املستقبل بأنه‪" :‬خوف أو توتر أو ضيق ينبع من توقع خطر مما يكون مصدره جمهوالً إىل درجة‬
‫كبرية أو غري واضح املصدر‪ ،‬ويصاحب كل من القلق واخلوف متغريات تسهم يف تنمية‬
‫اإلحساس والشعور باخلطر"‪.‬‬
‫ويف خضم التعريفات السابقة لقلق املستقبل يظهر أن العديد من التعريفات أشارت‬
‫إىل أن هذا النوع من القلق يؤثر بشكل مباشر على حياة األفراد احلالية واملستقبلية‪ ،‬وأنه ينتج‬
‫عن توقع حدوث أمر ما‪ ،‬وأنه مقترن باخلوف وعدم الطمأنينة والشعور بالتهديد نتيجة لبعض‬
‫الظروف احمليطة‪.‬‬
‫وقلق املستقبل يؤثر بشكل مباشر على مواقف األفراد جتاه مستقبلهم‪ ،‬أو جتاه ما سيحدث‬
‫معهم وما ميكن أن حيدث‪ ،‬وبالتايل يصبح املستقبل مصدرًا يستدعي القلق والرعب نتيجة‬

‫‪123‬‬
‫لإلدراك اخلاطئ لألحداث احملتملة يف املستقبل‪ ،‬مما يؤدي بالفرد إىل عدم الثقة يف القدرة على‬
‫التعامل مع األحداث احمليطة به‪ ،‬والنظر بشكل سليب هلا بسبب تداخل األفكار وتشتتها وتداخل‬
‫املاضي احلاضر واملستقبل‪ ،‬مما يؤدي إىل عدم القدرة على التركيز والتكيف مع ما يدور حول‬
‫الفرد من أحداث تعترض مستقبله‪ ،‬والذي يسبب زيادة يف القلق حنو املستقبل (بن علو‪،‬‬
‫‪.)1993‬‬
‫وقد أظهرت بعض الدراسات أن هناك العديد من مصادر قلق املستقبل‪ ،‬أمهها كان‬
‫التهديد لدى الفرد‪ ،‬أكان التهديد مباشرًا واضحًا أم كان مبهمًا غامضًا‪ ،‬ويرتبط التوقع‬
‫باألحداث املستقبلية واخلوف من ذلك املستقبل الذي حيمله من هتديد يواجه الفرد‪ ،‬وينشأ هذا‬
‫القلق (قلق املستقبل) من أمور يتوقع حدوثها يف املستقبل‪ ،‬ويكون التوقع هذا مصاحب حلالة‬
‫من التوجس والذي يصعب على الفرد التعامل معها‪ ،‬مما يؤدي إىل توترًا واضطرابًا يف خمتلف‬
‫جوانب السلوك )‪(Barlow, 2000‬‬
‫ويف دراسة لداينز (‪ )2006‬واليت أشار هبا إىل أن أسباب قلق املستقبل تنبثق من‬
‫عوامل اجتماعية‪ ،‬إذ أن لردود األفعال الوجدانية يف التغريات االجتماعية واألخالقية يف البيئة‬
‫احمليطة واليت تولد مشاعر القلق واخلوف من الضعف‪ ،‬واليت تؤدي بالفرد إىل عدم وضوح‬
‫الواقع واملستقبل‪ ،‬وبالتايل ميكن أن يقاد الفرد من خالهلا إىل دوامة كبرية من التفكري والقلق يف‬
‫ذلك املستقبل‪.‬‬
‫‪ -2‬مشكلة الدراسة‬
‫يف ظل اخلوف من الفشل الدراسي‪ ،‬فإن قلق الطالبات يف تزايد مستمر‪ ،‬وهذا القلق‬
‫حيذو بالطالبات إىل ما حيمله املستقبل مبفاجآت بعد االنتهاء من الدراسة والتخرج‪ ،‬ويتزايد‬
‫مستوى القلق يف حالة توقع اخلطر والشعور بعدم االستقرار وقلة يف األمن يف ظل الكثري من‬
‫الطموحات اليت تطمح كل طالبة إىل حتقيقها‪ ،‬ويف حالة عدم إشباع هذه الرغبات ينبثق التوتر‬
‫والذي يعتري الطالبات القلق الذي حيد من قدراهتن وامكاناهتن‪ ،‬فقد أخذت العديد من‬
‫الدراسات قلق املستقبل لدى طلبة اجلامعات مثل (حسن‪1999 ،‬؛ السفاسفة واحملاميد‪،‬‬

‫‪124‬‬
‫‪ ) 2007‬واليت أشارت نتائجها إىل أنه ويف الواقع أن مشاعر الطلبة تتسم بالقلق من املستقبل‬
‫وبشكل مرتفع‪.‬‬
‫ويف ضوء املرحلة اليت تتمثل يف حتقيق هدف الطالبات يف احلصول على العمل بعد االنتهاء من‬
‫املرحلة الدراسية يف اجلامعة لتحقيق حياة كرمية‪ ،‬تظهر بعض العوامل اليت ترتبط بقلق املستقبل‬
‫لدى طالبات اجلامعات واليت تؤثر على احلياة بشكل عام‪ ،‬إذ تعد مصادر أساسية لقلق املستقبل‬
‫باعتبارها العناصر األساسية‪ ،‬واحلاجات اليت ترتبط بالنمو والتطور وحتقيق الذات‪.‬‬
‫ويشكل قلق املستقبل خطورة ظاهرة على إدراك الطالبات وقدراهتن وطموحاهتن‬
‫املستقبلية مما جيعلهن عرضة لالضطرابات النفسية والسلوكية‪ ،‬وعدم القدرة على التكيف‬
‫الفعال‪ ،‬مما يؤثر على املستقبل العملي والعلمي للطالبات‪ ،‬ومن املالحظ أن قلق املستقبل يشغل‬
‫حيزًا كبريًا من املشكالت النفسية لدى الطالبات وخاصة فيما يتعلق باملستقبل واآلمال اليت‬
‫تبىن عليه‪ ،‬ويظهر أن قلق املستقبل يشمل على الكثري من املشكالت اليت حتيط بالطالبات أو‬
‫اجملتمع ككل‪ ،‬وبالتحديد فإن مشكلة الدراسة تكمن يف اإلجابة عن األسئلة اآلتية‪:‬‬
‫‪ -‬ما مستوى قلق املستقبل لدى طالبات جامعة تبوك باململكة العربية السعودية‪.‬‬
‫‪ -‬هل هناك فرق ذو داللة إحصائية عند مستوى الداللة (‪ )α = 0.05‬يف قلق املستقبل‬
‫لدى طالبات جامعة تبوك يعزى ملتغري السنة الدراسية‪ ،‬والتخصص‪ ،‬والتحصيل العلمي‪.‬‬
‫‪ -3‬أهداف الدراسة‪:‬‬
‫هتدف الدراسة إىل ما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬بيان مستوى قلق املستقبل لدى طالبات جامعة تبوك باململكة العربية السعودية‪.‬‬
‫‪ -‬التعرف إىل الفروق يف مستوى قلق املستقبل لدى طالبات جامعة تبوك باململكة‬
‫العربية السعودية باختالف السنة الدراسية‪ ،‬والتخصص‪ ،‬واملستوى الدراسي‪.‬‬
‫‪ -4‬أمهية الدراسة‬
‫إن دراسة القلق هلا أمهّية بارزة يف العصر احلايل الذي يطلق عليه اسم عصر القلق‪،‬‬
‫وتنبع أمهية هذه الدراسة يف تناوهلا لقلق املستقبل والذي يؤثر يف حياة الطالبات يف جامعة تبوك‬
‫خاصة ويؤثر يف خمتلف أمور احلياة عامة‪ ،‬وتربز أمهية الدراسة يف التعرف إىل مستوى قلق‬

‫‪125‬‬
‫املستقبل لدى طالبات جامعة تبوكن الذي ميكن أن يزود الباحثني واجلهات املسؤولة مبعلومات‬
‫تفيد يف ختطيط برامج اإلرشاد والتوجيه يف اجلامعات‪ ،‬وان هذه الدراسة توفر أداة قياس قلق‬
‫املستقبل لدى طالبات جامعة تبوك‪ ،‬يف غياب أدوات القياس ذات العالقة مبوضوع الدراسة‪.‬‬
‫وتتركز أمهية الدراسة احلالية يف أهنا تركز على فئة معينة من أفراد اجملتمع وهي‬
‫طالبات جامعة تبوك باململكة العربية السعودية اللوايت من املأمول منهن أن يقوموا بالتطوير‬
‫والتحديث املستقبلي للمجتمع‪ ،‬لذلك فإن الدراسة احلالية تنطلق من اهتمامها بدراسة ما‬
‫يتعرضن له من ضغوطات نفسية وسلوكية تتركز يف قلق املستقبل والتفكري به‪.‬‬
‫وفعليًا ميكن االستفادة من الدراسة احلالية يف نتائجها لتوجيه أنظار املختصني يف‬
‫تنظيم برامج إرشادية وتوعوية من أجل احلد من قلق املستقبل لدى طالبات اجلامعات‪ ،‬والعمل‬
‫على توجيه القلق لديهن حنو املستقبل ليكون فاعالً ومليء باالجنازات والتنظيم والتخطيط‬
‫للحياة املستقبلية هلن‪ ،‬وتكمُن أمهية الدراسة احلالية يف جانبني‪ ،‬مها‪:‬‬
‫‪ -‬اجلانب النظري‪ :‬إهنا تكشف عن مستوى قلق املستقبل لدى طالبات جامعة تبوك باململكة‬
‫العربية السعودية‪ ،‬إذ أن هذه الشرحية من الشرائح املهمة اليت مل حتظى بدراسات كافية‬
‫للكشف عن مستوى قلق املستقبل لديهم ‪ ،‬وهلذا فإن األدب التربوي واإلطار النظري فيها‬
‫سيكون ركيزة للباحثني والدارسني‪.‬‬
‫‪ -‬اجلانب التطبيقي‪ :‬لفت أنظار القائمني واملشرفني واجلامعات يف اململكة العربية السعودية بأن‬
‫تقدم هلم الدراسة مستوى قلق املستقبل يف ضوء بعض املتغريات لدى طالبات جامعة تبوك‬
‫باململكة العربية السعودية‪ ،‬فقد تظهر لديهن فروق ذات داللة إحصائية قد تكون خمتلفة يف‬
‫بعض املتغريات‪ .‬األمر الذي يساهم يف تطبيق برامج إرشادية‪ ،‬خلفض مستوى قلق املستقبل‬
‫لديهن مما ينعكس على توافقهم وانسجامهم مع احلياة‪.‬‬
‫‪ -5‬مصطلحات الدراسة‬
‫احتوت الدراسة املصطلحات اآلتية‪:‬‬

‫‪126‬‬
‫‪ 1-5‬القلق‪ :‬هو حالة انفعالية نفسية يتداخل فيها اخلوف ومشاعر الرهبة واحلذر والرعب‬
‫والتحفّز‪ .‬موجهة حنو املستقبل‪ ،‬أو الظروف احمليطة (سرحان؛ وزمالئه‪.)2004 ،‬‬

‫‪ 2-5‬قلق املستقبل‪ :‬عرف زاليسكي (‪ )Zaleski,1996‬قلق املستقبل بأنه حالة من التوجس‬


‫واخلوف وعدم االطمئنان واخلوف من التغريات غري املرغوبة يف املستقبل ويف حالة قلق املستقبل‬
‫القصوى فإنه قد ال يكون هتديدًا حادًا أو هلعًا من أن مثة شيء كارثي حقيقي‪ ،‬يُمكن أن‬
‫حيدث للشخص‪.‬‬
‫وتعرفه شقري (شقري‪ )2005 ،‬قلق املستقبل على انة خلل او اضطراب نفسى املنشأ‬
‫ينجم عن خربات ماضية غري سارة‪ ،‬مع تشوية وحتريف إدراكى معرىف للواقع وللذات من‬
‫خالل استحضار للذكريات واخلربات املاضية غري السارة‪ ،‬مع تضخيم للسلبيات ودحض‬
‫لالجيابيات اخلاصة بالذات والواقع ‪ ،‬جتعل صاحبها ىف حالة من التوتر وعدم االمن‪ ،‬مما قد‬
‫يدفعة لتدمري الذات والعجز الواضح وتعميم الفشل وتوقع الكوارث‪ ،‬وتؤدى به اىل حالة من‬
‫التشاؤم وقلق التفكري ىف املستقبل‪ ،‬واخلوف من املشكالت االجتماعية واالقتصادية املستقبلية‬
‫املتوقعة ‪ ،‬واالفكار الوسواسية وقلق املوت واليأس ‪.‬‬
‫وتعرفه الباحثة نظريًا بأنه شعور غامض غري سار مصحوب بالتوتر واخلوف مما حيمله‬
‫املستقبل من احداث‪.‬‬
‫ويعرب عنه إجرائيًا يف هذه الدراسة بالدرجة اليت حتصل عليه الطالبة اجلامعية على مقياس‬
‫قلق املستقبل املستخدم يف هذه الدراسة‪.‬‬
‫‪ 3-5‬طالبات جامعة تبوك‪ :‬هن الطالبات اللوايت يدرسون يف جامعة تبوك وقد أهنوا املرحلة‬
‫الثانوية العامة بنجاح والتحقوا بالدراسة جبامعة تبوك باململكة العربية السعودية واليت متتد هبا‬
‫الدراسة ملدة (أربعة سنوات) ومتنح درجة البكالوريوس‪.‬‬
‫‪ -6‬حدود الدراسة‪ :‬تقتصر الدراسية احلالية على عينة من طالبات جامعة تبوك باململكة العربية‬
‫السعودية‪ ،‬ويف مجيع السنوات الدراسية املتمثلة بالسنة األوىل وحىت الرابعة‪ ،‬وبالتخصصني‬
‫العلمي واألديب‪ ،‬ويف املستوى الدراسي للعام الدراسي (‪.)2016/2015‬‬

‫‪127‬‬
‫‪ -7‬اإلطار النظري والدراسات السابقة‬
‫ينشأ القلق مع اإلنسان منذ اخللق‪ ،‬وتتعدد أسبابه بالعديد من الظروف كاحلروب‬
‫والكوارث الطبيعية أو الصدمات‪ ،‬أو احلاالت الصعبة يف حياة الشخص‪ ،‬وهذا ما كان عليه يف‬
‫املاضي‪ ،‬أما يف الوقت احلاضر فقد تغريت أسباب القلق إىل أمور عديدة هلا ارتباط بالتقدم‬
‫التقين والتكنولوجي واملهين يف عصر املعلومات بشكل عام‪ ،‬إضافة إىل ضعوط احلياة املستمرة‬
‫واألمراض اخلطرية وقلة الفرص الوظيفية والغالء املعيشي‪ ،‬أضف إىل ذلك ما تعانيه الشعوب‬
‫من ثورات داخلية يف البلدان واليت تؤثر على أبناء العامل العريب‪ ،‬فهذه األمور تنعكس سلبيًا على‬
‫حياة الفرد واليت تؤدي إىل التفكك األسري وإىل االضطرابات النفسية الشديدة واملشكالت‬
‫االجتماعية اليت تؤدي إىل ارتفاع معدالت القلق وخصوصًا فيما يتعلق بقلق املستقبل‪.‬‬
‫فالقلق يصيب كافة أفراد اجملتمع والكه يتفاوت من شخص إىل آخر‪ ،‬إذ يقول‬
‫إبراهيم (‪" :)1998‬إن مجيع األفراد تعرضوا دون استثناء للحظات شعروا خالهلا باالضطراب‬
‫النفسي بكل ما يتسم به من توتر شديد والوقوع حتت رمحة االنفعاالت القوية اليت تعجزهم‬
‫عن التفكري املالئم والتصرف الفعال ويؤدي ذلك إىل استجابات انفعالية حادة يطلق عليها‬
‫القلق"‪.‬‬
‫ويعترب قلق املستقبل من االضطرابات النفسية أو اخللل الذي ينجم عن اخلربات‬
‫السابقة واليت تكون غري سارة‪ ،‬وما إىل ذلك من تشويه وحتريف إدراكي معريف للواقع وللذات‬
‫من خالل استحضار للذكريات واخلربات املاضية الغري سارة‪ ،‬مع تضخيم للسلبيات واستبعاد‬
‫ما هو إجيايب اخلاص بالذات والواقع‪ ،‬يف حني جتعل صاحبها يف حالة من التوتر وعدم‬
‫االستقرار‪ ،‬والشعور بعدم األمان‪ ،‬األمر الذي قد يؤدي بالشخص إىل تدمري ذاته والعجز‬
‫الواضح وتعميم الفشل وتوقع الكوارث‪ ،‬مما يؤدي بالفرد إىل حالة من التشاؤوم من املستقبل‪،‬‬
‫وقلق التفكري يف املستقبل‪ ،‬واخلوف من املشكالت االجتماعية واالقتصادية املستقبلية املتوقعة‪،‬‬
‫واألفكار الوسواسية وقلق املوت واليأس (شقري‪.)2005 ،‬‬

‫‪128‬‬
‫وترى هورين ‪ Horney‬أن القلق هو استجابة انفعالية خلطرًا موجهًا للمكونات‬
‫األساسية للشخصية‪ ،‬إذ تشري إىل وجود ثالثة عناصر أساسية للقلق وهي‪ :‬الشعور بالعجز‪،‬‬
‫والشعور بالعداوة‪ ،‬والشعور بالعزلة‪.‬‬
‫وتفيد هورين بوجود مصادر رئيسة للقلق تكمن يف أشكال املعاملة داخل األسرة‬
‫وحميطها من حيث الروابط العاطفية‪ ،‬وأهم هذه األشكال حرمان األطفال من العاطفة واحلب‬
‫أو احلنان‪ ،‬ونبذة من قبل األسرة‪ ،‬وتركه يف الالمباالة دون حتقيق حاجاته‪ ،‬واخلالفات العائلية‬
‫وتدين فرص حتقيق العدالة يف التعامل‪ ،‬والقسوة وقلة التقدير واالحترام وهضم احلقوق الفردية‬
‫وأساليب العقاب (حنتول‪.)2004 ،‬‬
‫‪ 1-7‬النظريات املفسرة لقلق املستقبل‬
‫أوالً‪ :‬نظرية التحليل النفسي‬
‫إن من أوائل رواد هذه النظرية سيجموند فرويد‪ ،‬والذي كان يرى أن الصراعات‬
‫قائمة بني قوى الشخصية املختلفة (اهلو‪ ،‬األنا‪ ،‬األنا األعلى) حيث يرى فرويد أن قلق املستقبل‬
‫هو الشعور الغامض الغري سار باخلوف والتحفز والتوتر واملصحوب ببعض األعراض اجلسمية‪،‬‬
‫وهو ردة الفعل حلالة اخلطر‪ ،‬ويرى فرويد أيضًا أن قلق املستقبل األول الذي يتعرض له الفرد‬
‫هو قلق الصدمة نتيجة االنفصال عن األم يف حالة امليالد وماذا سوف يأيت يف املستقبل‪.‬‬
‫ثانيًا‪ :‬النظرية السلوكية‬
‫تعتمد هذه املدرسة على أن يتعلم الفرد القلق كأي سلوك آخر مكتسب ومتعلم‪ ،‬إذ‬
‫يرى سكينر أن السلوك هو نتاج مرور الفرد خبربات تثري القلق وتعزز بدرجة جعلت منها مثريًا‬
‫قويًا ومستمر‪ ،‬ودوالر وميلر فقد رأوا بأهنما يفسران القلق‪ ،‬بأنه نتيجة لتوقع األمل الذي يرتبط‬
‫وله عالقة باملثريات اخلارجية من جهة وبالعمليات الداخلية من جهة أخرى (كرميان‪.)2007 ،‬‬

‫ثالثًا‪ :‬نظرية التعلم االجتماعي‪:‬‬


‫يعترب باندورا ‪ Bandura‬من رواد هذه النظرية‪ ،‬والذي يعترب أن القلق هو نتيجة‬
‫حلدوث متغريات غري مرغوب هبا يف ظل وجود استعداد لظهور القلق لدى الفرد نتيجة‬

‫‪129‬‬
‫للمفهوم السليب لدى الشخص عن قدراته وعن ذاته‪ ،‬فالقلق يعرب عن املثريات اخلارجية‬
‫املستجابة لكنه يرتبط ارتباطًا مباشرًا بالسمات الشخصية (الوجدانية والعقلية) (التونسي‪،‬‬
‫‪.)2002‬‬
‫رابعًا‪ :‬النظرية املعرفية‬
‫ترجع هذه النظرية اضطرابات قلق املستقبل إىل أمناط التفكري الالعقالين أو غري املنطقي اليت‬
‫تسبق املواقف مما تؤدي إىل خلل يف تفكري الفرد حنو املواقف واألحداث واألشخاص‪ ،‬مما يؤدي‬
‫إىل رسم صور خيالية ومريبة تشكل لديه اضطراب قلق املستقبل وخاصة يف املواقف‬
‫االجتماعية‪ ،‬بالتايل مييل الفرد إىل التقليل من قدرته على مواجهة هذه املواقف ( ‪Oltmanns‬‬
‫‪.)and Thomas, 1998‬‬
‫ويذهب أصحاب النظرية املعرفية أن الشخص القلق اجتماعيًا يعاين من خلل يف اإلدراك‬
‫والتصور‪ ،‬فيتسلل إليه العديد من األفكار‪ ،‬فيشعر الشخص الذي يعاين من القلق بأنه عرضة‬
‫للفناء الذي يتربص به يف كل مكان‪ ،‬وهو عاجز عن دفع الكوارث‪ ،‬ويرى بعض املعرفيني أن‬
‫القلق يظهر عندما تولد احلياة واملواقف مشاعر ونزوات ال جيرؤ العصايب على االعتراف هبا‪.‬‬
‫فيحل القلق مكان الغضب أو احلب الذي تستدعيه احلياة‪ ،‬بسبب الشعور املزمن باإلمث وزوال‬
‫احترام الذات (املرزوقي‪.)2007 ،‬‬

‫خامسًا‪ :‬النظرية اإلنسانية‬


‫انطلق فيها املنظرين من زاوية ختتلف عما سبق من النظريات يف تفسري قلق املستقبل‪،‬‬
‫فهم يؤكدون على خصوصية اإلنسان بني الكائنات احلية‪ ،‬ويرون فيه كالً متكامالً‪ ،‬ويرى‬
‫اإلنسانيون أن أهم مصادر القلق اإلنساين هو السعي املتواصل إىل إجياد مغزى وجوده أو هدف‬
‫لوجوده‪ ،‬فإذا مل جيد النتيجة؛ فأنه عرضة لقلق املستقبل‪ ،‬وأشاروا إىل ما يسمى باخلوف من‬
‫املستقبل املتمثل فيما حيمله من أحداث هتدد حياة اإلنسان ووجوده‪ ،‬فقلق املستقبل ينشأ مما‬
‫يتوقع اإلنسان حدوثه‪ ،‬وليس ناشئًا عن ماضيه‪ ،‬كما أن الفرد الذي يشعر بقلق املستقبل يعيش‬

‫‪130‬‬
‫جمموعة كبرية من املشاعر واألحاسيس وغري املرغوبة‪ ،‬ومنها التوتر وضعف التركيز (رضوان‪،‬‬
‫‪.)2002‬‬
‫وللقلق أعراض منها‪:‬‬
‫أوالً‪ :‬األعراض اجلسمية‪ :‬وهي تتمثل يف التغريات اليت حتدث للفرد وجبسمه مثل األطراف‬
‫الباردة‪ ،‬وسرعة يف نبضات القلب‪ ،‬واجلفاف يف احللق وارتفاع يف ضغط الدم‪ ،‬باإلضافة إىل‬
‫سرعة التنفس‪ ،‬وانتفاخ البطن وتراكم الغازات داخله‪ ،‬باإلضافة إىل اخلمول‪ ،‬والتوتر‪.‬‬
‫ثانيًا‪ :‬األعراض النفسية واالجتماعية‪ :‬واليت تتمثل يف مشاعر االكتئاب‪ ،‬ونقد الذات والتردد‬
‫وخاصة يف اختاذ القرارات‪ ،‬باإلضافة إىل االنطواء‪ ،‬والعزلة‪ ،‬والتسرعن والالتكيف‪.‬‬
‫أسباب قلق املستقبل‬
‫يعزى قلق املستقبل عند األفراد إىل عدد من األسباب ذكرها الرفاعي (‪ )2003‬والعناين‬
‫(‪ ،)2005‬وميكن تلخيصها على النحو التايل‪:‬‬
‫‪ -‬االستعداد الوراثي‪.‬‬
‫‪ -‬الضعف النفسي والشعور بالتهديد الداخلي أو اخلارجي الذي تفرضه بعض الظروف البيئية‬
‫مثل‪ :‬مكانة الفرد ومركزه وأهدافه‪.‬‬
‫‪ -‬الصدمات واملتاعب واألزمات وما يرافقها من توتر نفسي شديد‪ ،‬وشعور بالذنب‪ ،‬واخلوف‬
‫وتوقع والعقاب‪.‬‬
‫‪ -‬مواقف احلياة الضاغطة‪ ،‬كالضغوط النامجة عن التغريات الثقافية والبيئية احلديثة‪ ،‬ومطالب‬
‫احلياة اليت أصبحت يف تزايد نظرا للتغري الكبري يف جماالت احلياة املختلفة الثقافية والتربوية‬
‫والعلمية واالقتصادية وما يرافقها من خوف وهم‪ ،‬والشعور باحلرمان‪ ،‬وعدم األمان‪،‬‬
‫واضطراب األسرة وتفككها‪ ،‬واإلحساس بالوحدة‪.‬‬
‫‪ -‬مشكالت الطفولة واملراهقة وأساليب التنشئة االجتماعية اخلطأ كالتسلط‪ ،‬القسوة‪ ،‬احلماية‬
‫الزائدة‪ ،‬التذبذب يف املعاملة‪ ،‬اإلمهال‪ ،‬التفريق على أساس اجلنس أو اللون أو العمر أو الطبقة‪،‬‬
‫وما يرافق ذلك من توتر وهتديد وعدم الشعور باالمن‪.‬‬

‫‪131‬‬
‫‪ -‬التفكري باملستقبل والسعي املستمر حنو حتقيق الذات‪ ،‬والطموح‪ ،‬وما يرافق ذلك من صراع‬
‫بني خربات املاضي املؤملة وضغوط احلياة العصرية‪.‬‬

‫فقلق املستقبل نوع من أنواع القلق املريبة اليت تشري إىل التوجس من الغري معلوم وحيدث بسبب‬
‫ظروف ومواقف ماضية وقد تكون حاضرة‪ ،‬يعاصرها الفرد فتؤدي به للشعور بنقص األمن‬
‫والتنبؤ باألخطار وعدم توازن حبيث يصيبه سلبية وقنوط جيعالنه مشكلة حقيقية وخميفة قد‬
‫تؤدي به لإلصابة بالكآبة أو مشاكل نفسية عصبية أخرى‪ ،‬فتشري أيضا إلى أن قلق المستقبل‬
‫قد يصدر من معتقدات فاشلة وسلبية فيفسر املواقف واخلربات بشكل سليب وغري واقعي‪ ،‬فيسري‬
‫به هذا إىل التوجس والقلق اللذان جيعالنه خيل بالتحكم بنفسه ومبشاعره وتصرفاته‪ ،‬فيصبح‬
‫الفرد يف حالة من عدم الطمأنينة والتوازن النفسي‪(.‬شقري‪)2005 ،‬‬
‫لقد أخذ قلق املستقبل االهتمام الواسع من قبل علماء النفس ونال مفهوم قلق‬
‫املستقبل خاصة قسطًا من اهتمام الباحثني النفسيني‪ ،‬وقد أكدت الدراسات اليت حبثت يف قلق‬
‫املستقبل األمهية اخلاصة به ومؤثراته ونتائجه على النفس البشرية‪ ،‬كما أظهرت هذه الدراسات‬
‫دور قلق املستقبل يف العديد من جوانب احلياة للفرد احلالية والسمتقبلية وعالقته بسماته‬
‫الشخصية‪ ،‬كما أن هذه الدراسات أخذت قلق املستقبل من خالل العديد من اجلوانب‬
‫وبعينات خمتلفة‪.‬‬
‫ولقد اختلفت أهداف الدراسات فبعضها ما هدف للكشف عن مستوى قلق املستقبل والعالقة‬
‫بني اهلدف من احلياة وبني قلق املستقبل وقلق املوت كدراسة رابابورت ‪(Rappaport,‬‬
‫)‪ 1993‬اليت أجريت يف الواليات املتحدة األمريكية وقد تكونت عينة الدراسة من (‪ )58‬فردًا‪،‬‬
‫وقد مت يف هذه الدراسة استخدام مقياس قلق املستقبل وقلق املوت‪ ،‬وقد أظهرت نتائج الدراسة‬
‫وجود ارتباط موجب بني اهلدف من احلياة وقلق املستقبل‪ ،‬أما العالقة بني اهلدف من احلياة‬
‫وقلق املوت فقد كانت سلبية‪ ،‬كما أشارت النتائج إىل أن درجة قلق املستقبل كانت مرتفعة‪.‬‬

‫كما هدفت بعض الدراسات إىل الكشف عن قلق املستقبل لدى طلبة كلية التربية‬
‫وعالقته باجلنس والتخصص الدراسي كما جاء يف دراسة (السبعاوي‪ )2007 ،‬واليت هدفت‬
‫‪132‬‬
‫التع رف إىل مستوى قلق املستقبل لدى طلبة كلية التربية بشكل عام‪ ،‬كما هدفت الدراسة‬
‫التعرف إىل العالقة ما بني متغري قلق املستقبل لدى طلبة كلية التربية ومتغريي اجلنس (طالب‬
‫وطالبات) والتخصص الدراسي (علمي وإنساين)‪ ،‬أما عينة الدراسة فقد تكونت من (‪)578‬‬
‫طالبًا وطالبة‪ ،‬وميثلون نسبة (‪ )15.270%‬تقريبًا من جمتمع البحث األصلي‪ ،‬استخرجت‬
‫الباحثة صدق أداة البحث عن طريق الصدق الظاهري والصدق الذايت واستخرج الثبات بطريقة‬
‫االتساق الداخلي وطريقة إعادة االختبار على عينة من الطلبة بلغت (‪ )50‬طالبًا وطالبة وكان‬
‫معامل الثبات ألداة البحث (‪ )0.938‬واستخدمت الباحثة الوسائل اإلحصائية املناسبة يف‬
‫حتليل البيانات ومعاجلتها إحصائيًا‪ ،‬منها معامل ارتباط بريسون واالختبار التائي لعينة واحدة‬
‫ومعامل ارتباط بوينت باسرييال وقد توصلت الدراسة إىل وجود فروق ذات داللة إحصائية بني‬
‫املتوسط املتحقق واملتوسط النظري ملقياس قلق املستقبل ولصاحل القيمة املتحققة‪ ،‬وهذا يعين أن‬
‫مستوى قلق املستقبل لدى أفراد العينة بشكل عام عالٍ‪ .‬كما وأظهرت نتائج الدراسة وجود‬
‫عالقة ارتباطية دالة بني متغري قلق املستقبل ومتغري اجلنس ولصاحل اإلناث‪ .‬ويف ضوء ما أسفرت‬
‫عنه نتائج هذه الدراسة قدمت التوصيات واملقترحات الالزمة ومن أمهها ضرورة االهتمام‬
‫اإلرشاد التربوي والنفسي يف كلية التربية والعمل على فتح مكتب لالستشارة النفسية اليت تعين‬
‫مبشكالت الطلبة‪ .‬وأن تعمل كلية التربية على توفري بعض الفعاليات والربامج واألنشطة العلمية‬
‫والرياضية والترفيهية من أجل مساعدة الطلبة يف ختفيف قلق املستقبل‪.‬‬
‫وقد قامت (خليل‪ )2011 ،‬بدراسة بعنوان مستوى اإلجيابية وعالقتها بقلق املستقبل‬
‫لدى عينة من طلبة اجلامعة‪ ،‬وقد هدفت الدراسة التعرف إىل مستوى اإلجيابية وقلق املستقبل‬
‫لدى عينة من طلبة اجلامعة‪ ،‬وهل خيتلف مستوى اإلجيابية وقلق املستقبل باختالف اجلنس‬
‫والتخصص الدراسي‪ ،‬فضالً عن التعرف إىل العالقة االرتباطية بني املتغريين‪ ،‬وتألفت عينة‬
‫البحث من (‪ )990‬طالبًا وطالبة‪ ،‬ولتحقيق أهداف البحث مت بناء مقياسني أحدمها لقياس‬
‫االجيابية واآلخر لقياس قلق املستقبل‪ ،‬ومت استخراج دالالت الصدق والثبات للمقياسني‪ ،‬وقد‬
‫أشارت البحث إىل أن الطلبة عينة البحث يتمتعون مبستوى من اإلجيابية أعلى من املتوسط‬

‫‪133‬‬
‫الفرضي للمقياس‪ ،‬كما أظهرت النتائج أن قلق املستقبل لدى أفراد العينة أقل من املتوسط‬
‫الفرضي للمقياس فضالً عن وجود عالقة ارتباطية سالبة ما بني املتغريين‪.‬‬

‫ويف دراسة (إبراهيم‪ )2011 ،‬بعنوان قلق املستقبل وأثره على التحصيل العلمي لدى‬
‫طالب اجلامعة‪ ،‬هدفت الدراسة إىل التعرف إىل مستوى قلق املستقبل وعالقته بالتحصيل‬
‫العلمي لدى طالب اجلامعة‪ ،‬حيث تألفت عينة الدراسة من طلبة جامعة اجملمعة باململكة العربية‬
‫السعودية‪ ،‬ولتحقيق أهداف الدراسة مت تطبيق مقياس قلق املستقبل عليهم وقياس مستوى‬
‫التحصيل الدراسي هلم‪ ،‬وجاءت نتائج الدراسة بوجود هذا النوع من القلق فإنه يؤثر تأثريًا‬
‫سلبيًا على أدائهم األكادميي وحتصيلهم العلمي‪ ،‬كما ينعكس أيضًا على توافقهم النفسي‬
‫واالجتماعي والدراسي‪ ،‬مما يعيق تقدمهم واجنازهم‪ ،‬ويف ضوء النتائج أوصت الباحثة بتأسيس‬
‫مركز لالرشاد والتوجيه النفسي بالكليات يهدف التعرف إىل املشاكل املستقبلية للشباب‬
‫اجلامعي ومساعدته على حلها‪ ،‬وضرورة توعية طالب اجلامعة وإدراكهم ما للزمن من قيمة‬
‫ينبغي استغالهلا يف حتقيق أهدافه وطموحاته‪.‬‬

‫ويف دراسة لـ(العكايشي‪ )2000 ،‬اليت هدفت إىل التعرف على مستوى قلق‬
‫املستقبل لدى طلبة اجلامعة والكشف عن داللة الفروق يف مستوى قلق املستقبل بني طلبة‬
‫اجلامعة تبعًا ملتغريات اجلنس‪ ،‬والتخصص الدراسي‪ ،‬والسكن (الريف‪ ،‬واحلضر) واعدت الباحثة‬
‫مقياسًا لقلق املستقبل وتألفت عينة الدراسة من (‪ )230‬طالبًا وطالبة من املراحل املنتهية لدى‬
‫طلبة اجلامعة املستنصرية بالعراق‪ ،‬متت معاجلة البيانات إحصائيًا باستخدام معامل ارتباط‬
‫بريسون واالختبار التائي وحتليل التباين الثالثي‪ ،‬وتوصلت الدراسة إىل أن متوسط درجات قلق‬
‫املستقبل لدى طلبة اجلامعة أعلى من املتوسط الفرضي للمقياس بفرق دال معنويًا ووجود فرق‬
‫دال معنويًا بني قلق املستقبل واجلنس ولصاحل اإلناث كما أشارت النتائج إىل وجود فرق دال‬
‫معنويًا بني قلق املستقبل والسكن ولصاحل احلضر وكما أشارت إىل عدم وجود فرق دال معنويًا‬
‫بني قلق املستقبل والتخصص‪.‬‬

‫‪134‬‬
‫وأشارت دراسة (أمحد‪ )2000 ،‬التعرف إىل طبيعة العالقة االرتباطية ما بني قلق‬
‫املستقبل وقلق االختبار وكل من متغريات الدافعية لالجناز ومستوى الطموح ومفهوم الذات‪،‬‬
‫حيث تكونت عينة الدراسة من (‪ )300‬طالبًا وطالبة يف املرحلة الثانوية يف حمافظة املينيا مبصر‪،‬‬
‫وتوصلت الدراسة إىل وجود عالقة سلبية ما بني قلق املستقبل وقلق االختبار وبني الدافعية‬
‫ومستوى الطموح ومفهوم الذات‪ ،‬وأظهرت النتائج عدم وجود فروق دالة إحصائيًا يف قلق‬
‫املستقبل يعزى للجنس‪.‬‬
‫ويف دراسة لـ (مساوي‪ ،)2012 ،‬بعنوان قلق املستقبل لدى الطالب املعلم وعالقته‬
‫ببعض املتغريات‪ ،‬واليت هتدف إىل التعرف على معرفة مستوى درجة قلق املستقبل لدى الطالب‬
‫املعلم واختالف درجة قلق املستقبل باختالف العمر الزمين والتخصص األكادميي واملعدل‬
‫التراكمي‪ ،‬وقد طبق مقياس قلق املستقبل على عينة مقدارها (‪ )109‬طالبًا حتت التخرج من‬
‫كلية املعلمني جبامعة جيزان باململكة العربية السعودية‪ ،‬وباستخدام حتليل التباين مت التوصل إىل‬
‫وجود مستوى عال من قلق املستقبل لدى الطالب املعلمني‪ ،‬وعدم وجود فروق دالة احصائيًا‬
‫يف مستوى قلق املستقبل باختالف العمل الزمين لدى الطالب املعلمني‪ ،‬وعدم وجود فروق دالة‬
‫احصائية يف قلق املستقبل باختالف التخصص االكادميي لدى الطالب املعلمني‪ ،‬وعدم وجود‬
‫فروق دالة إحصائيًا يف درجة قلق املستقبل تعزى للمعدل التراكمي لدى الطالب املعلمني‪.‬‬
‫ويف دراسة أخرى أجراها كوليش وآخرون ( ‪ )Kolayis & others 2010‬واليت‬
‫هدفت إىل الكشف عن أثر األنشطة البدنية على القلق والثقة بالنفس لدى عينة من األيتام‬
‫قدرت ب‪ 25‬مشارك يف هذا الربنامج الرياض و الذي امتد ل‪ 8‬أسابيع ‪ ،‬نتج عن هذه‬
‫الدراسة بان األنشطة البدنية مفيدة لألطفال الذين يعيشون يف دور األيتام والذين يفقدون‬
‫للحب والرعاية ‪،‬وهذه النتائج تتفق مع حاالت االكتئاب النفسي لدى هؤالء األطفال حبيث‬
‫تساعدهم ليكونوا أقوياء نفسيا وهتيئ هلم الصحة اجلسدية والسعادة والنجاح يف املستقبل‪.‬‬
‫وقام بوالنوسكي (‪ )Bolanowski,2005‬بدراسة القلق إزاء املستقبل املهين بني‬
‫األطباء الشباب يف جامعة بون الطبية ‪،‬وهدفت هذه الدراسة على التركيز واالهتمام على فئة‬

‫‪135‬‬
‫املتدربني الذين سيصبحون قريبا جزءا أساسيا من نظام الرعاية الصحية‪ .‬بداية ً ذكر بأن‬
‫العقبات اليت يواجهوهنا يف بداية مهنتهم قد تشجعهم أو قد تعرقل مهمتهم ومهنتهم‪ .‬وقد أورد‬
‫بعض العوامل اليت حتفز عملية القلق إزاء املستقبل ومنها‪:‬‬
‫مت تطوير استبيان للدراسة‪ ،‬ومجعت اإلجابات من عينة متثيلية صغرية من املتدربني‬
‫البولنديني واملتدربني الفرنسيني وهي (‪ )1000‬شخص‪ .‬مت بناء مقياس لقياس القلق وكانت‬
‫نتائج الدراسة كالتايل‪:‬‬
‫أن القيمة املتوسطة ملؤشر القلق‪ ،‬ذات النتيجة العالية يف بولندا كانت لصاحل املتدربني الذين هم‬
‫على دراية بالواجبات اليومية للطبيب‪ ،‬والذين يشعرون باالستقالل اقتصاديا‪.‬‬
‫نتائج اختبار قلق املستقبل على عينة من املتدربني الفرنسيني كانت أقل بكثري منها‬
‫على املتدربني البولنديني‪ ،‬وأظهرت بأن القيم اليت تنبع من اإلجهاد املهين املفرط اليت قد يكون‬
‫هلا تأثري سليب على وظائف الفرد كلها وعلى نظام الرعاية الصحية يف بولندا‪ .‬وأيضا إن‬
‫التغيريات املناسبة يف منهج الدراسات الطبية وما يرافقه من لوائح قانونية قد يقلل من اإلفراط‬
‫يف القلق حول املستقبل يف ختريج األطباء يف بولندا‪.‬‬
‫هذه التغيريات ميكن أن تشمل ما يلي‪( :‬أ)إشراك الطالب يف فحص وعالج املرضى‬
‫يف "احلياة اليومية" يف مؤسسات الرعاية الصحية‪( ،‬ب) املزيد من املمارسة الطبية؛ (ج) خلق‬
‫فرص أفضل لكسب العيش يف املهن الطبية‪( ،‬د) و بذل اجلهود يف جمال عملي تعليمي أكثر‬
‫جدوى‪.‬‬
‫وقد مت إجراء دراسات عديدة يف اململكة العربية السعودية كان هدفها أن حتدد أنواع‬
‫املخاوف وحاالت القلق واإلكتئاب االكثر شيوعًا وإىل أي مدى ترتبط بالتغريات اإلجتماعية‬
‫الشديدة اليت متر على اجملتمع السعودي‪ ،‬اظهرت النتائج بان ‪ %33‬من مشكالت املخاوف‬
‫تتعلق بالدراسة واملستقبل لدى العينة‪ ،‬واشارت دراسات عربية يف نتائجها بأن اإلناث أكثر‬
‫قلقًا وتعرضًا للتوتر والضغط النفسي مقابل الذكور وذلك يعود للمزاجية والتقلب اإلنفعايل‬
‫وتعرضهن لضغوط نفسية وبيئية أكثر من الذكور (ابراهيم‪.)2002 ،‬‬

‫‪136‬‬
‫‪ -8‬إجراءات الدراسة‬
‫يتناول هذا الفصل وصفًا للطريقة واإلجراءات اليت مت تطبيقها من أجل حتقيق أهداف‬
‫الدراسة‪ ،‬ويتضمن وصفًا ملنهجية البحث‪ ،‬وحتديد جمتمع الدراسة والعينة‪ ،‬وكيفية إعداد‬
‫وتطوير أداة الدراسة‪ ،‬وأساليب التأكد من صدق األداة وثباهتا وإجراءات تطبيقها كما يتضمن‬
‫حتديد متغريات الدراسة والطرق اليت مت من خالهلا معاجلة البيانات إحصائيًا‪.‬‬
‫‪ -9‬منهج الدراسة‬
‫حتقيقا هلدف الدراسة استخدمت الباحثة املنهج الوصفي االرتباطي الذي يقوم على مجع‬
‫البيانات ودراسة الظاهرة كما هي يف الواقع‪ ،‬والكشف عن العالقات بني املتغريات ملعرفة مدى‬
‫االرتباط بني هذه املتغريات والتعبري عنها بصورة رقمية‪.‬‬
‫‪ 1-9‬جمتمع الدراسة وعينتها‬
‫يتكون جمتمع الدراسة من كافة طالبات جامعة تبوك باململكة العربية السعودية‪ ،‬حيث‬
‫مت اختيار عينة الدراسة بالطريقة املتاحة من الطالبات اللوايت يشعرن بقلق املستقبل‪ ،‬والبالغ‬
‫عددهن (‪ )194‬طالبة‪ ،‬إذ مت توزيع (‪ )194‬استبانة الدراسة عليهن‪ ،‬وبعد استرجاع االستبانات‬
‫مت استبعاد (‪ )8‬استبانات لعدم صالحيتها ألغراض التحليل االحصائي بسبب عدم اكتمال‬
‫االستجابات يف بعض االستبانات أو عدم مشاركة بعض الطالبات يف التعبئة‪ ،‬فتمثلت العينة‬
‫النهائية بـ (‪ )186‬طالبة يعانني من قلق املستقبل‪ ،‬واليت متثل ما نسبته (‪ )96%‬من العينة‬
‫الرئيسة‪ ،‬وفيما يلي عرضًا للتوزيع الدميغرايف ألفراد عينة الدراسة‪:‬‬

‫‪137‬‬
‫اجلدول (‪ )1‬توزيع أفراد عينة الدراسة حسب اخلصائص الدميوغرافية‬

‫النسبة املئوية‬ ‫التكرار‬ ‫املتغري‬


‫السنة الدراسية‬
‫‪12.9‬‬ ‫‪24‬‬ ‫أوىل‬
‫‪16.7‬‬ ‫‪31‬‬ ‫ثانية‬
‫‪22.6‬‬ ‫‪42‬‬ ‫ثالثة‬
‫‪47.8‬‬ ‫‪89‬‬ ‫رابعة‬
‫‪100.0‬‬ ‫‪186‬‬ ‫اجملموع‬
‫التخصص‬
‫‪25.8‬‬ ‫‪48‬‬ ‫علمي‬
‫‪74.2‬‬ ‫‪138‬‬ ‫أديب‬
‫‪100.0‬‬ ‫‪186‬‬ ‫اجملموع‬
‫التحصيل العلمي‬
‫‪57.5‬‬ ‫‪107‬‬ ‫منخفض‬
‫‪28.5‬‬ ‫‪53‬‬ ‫متوسط‬
‫‪14.0‬‬ ‫‪26‬‬ ‫مرتفع‬
‫‪100.0‬‬ ‫‪186‬‬ ‫اجملموع‬

‫‪ 2-9‬أداة الدراسة‪" :‬مقياس (قلق املستقبل)" لـ (اخلالدي‪ :)2002 ،‬لقد مت البحث من قبل‬
‫البحثة عن األدبيات السابقة ذات العالقة‪ ،‬وبعد االطالع على تلك األدبيات مت استخدام‬
‫مقياس اخلالدي (‪ ،)2002‬ويتكون هذا املقياس من (‪ )48‬فقرة‪ ،‬ويتضمن مخسة جماالت‬
‫فرعية وهي (اجملال النفسي‪ ،‬اجملال االقتصادي‪ ،‬اجملال االجتماعي‪ ،‬اجملال الصحي‪ ،‬اجملال‬
‫األسري)‪.‬‬
‫‪ 1-2-9‬صدق احملتوى‪ :‬بعد التعرف إىل الصدق الظاهري الذي حققه املقياس يف صورته‬
‫األصلية يف دراسة (السبعاوي‪ ،)2007 ،‬مت عرض املقياس الذي يتكون من (‪ )48‬فقرة على‬
‫عددًا من احملكمني من أساتذة اإلرشاد النفسي‪ ،‬وعلم النفس‪ ،‬وذلك إلبداء آرائهم يف صدق‬

‫‪138‬‬
‫املضمون وإنتماء العبارات للمقياس ومدى مالءمتها لقياس ما وضعت لقياسه‪ ،‬ودرجة‬
‫وضوحها‪ ،‬ومن مث مت اقتراح بعض التعديالت الطفيفة يف صياغة بعض الفقرات‪ ،‬وقد مت اعتماد‬
‫معيار (‪ )80%‬لبيان صالحية الفقرة‪ ،‬وبناء على آراء احملكمني مت تعديل بعض الفقرات من‬
‫ناحية الصياغة لزيادة وضوحها‪ ،‬واعتربت الباحثة آراء احملكمني وتعديالهتم داللة على صدق‬
‫حمتوى أداة الدراسة ومالءمة فقراهتا وتنوعها‪ ،‬وبعد إجراء التعديالت املطلوبة‪ ،‬حتقق التوازن بني‬
‫مضامني املقياس يف فقراهتا‪ ،‬وقد عرب احملكمني عن رغبتهم يف التفاعل مع فقراهتا‪ ،‬مما يشري‬
‫للصدق الظاهري لألداة‪.‬‬
‫‪ 2-2-9‬ثبات األداة‪ :‬بعد التعرف إىل ثبات الصورة األصلية للمقياس يف دراسة (السبعاوي‪،‬‬
‫‪ ،)2007‬واليت اعتمدت طريقة االختبار وإعادة االختبار على (‪ )40‬طالبًا وطالبة‪ ،‬حيث كانت‬
‫نتيجة ثبات املقياس بني التطبيقني (‪ ،)0.938‬ومت اختبار ثبات أداة الدراسة بطريقة االتساق‬
‫الداخلي وقد مت استخدام طريقة حساب معامالت االرتباط بني درجة كل جمال من اجملاالت‬
‫اخلمس الرئيسة مع بعضها ومع الدرجة الكلية للمقياس‪ ،‬حيث تراوحت نتائج معامالت‬
‫االرتباط بني اجملاالت ما بني (‪ )0.779 – 0.46‬وهي نسبة مقبولة يف الدراسات واألحباث‬
‫اإلنسانية‪ ،‬وللتعرف إىل إتساق كل فقرة من املقياس مع البعد الذي تنتمي إليه الفقرة‪ ،‬مت‬
‫إستخدام حساب معامالت اإلرتباط بني كل فقرة من الفقرات يف املقياس عن طريق استخدام‬
‫معامل (ألفا كرونباخ) ويبني اجلدول (‪ )2‬نتائج االختبار‪.‬‬
‫اجلدول رقم (‪ :)2‬معامالت الثبات لفقرات أداة الدراسة باستخدام اختبار كرونباخ ألفا‬
‫معامل ألفا‬ ‫الفقرات‬ ‫جماالت الدراسة‬
‫‪0.77‬‬ ‫‪11 ،10 ،9 ،6 ،5 ،4 ،3 ،2 ،12 ،8 ،7 ،1‬‬ ‫اجملال النفسي‬
‫‪0.84‬‬ ‫‪19 ،18 ،17 ،16 ،15 ،14 ،13‬‬ ‫اجملال االقتصادي‬
‫‪0.81‬‬ ‫‪،28 ،27 ،26 ،25 24 ،23 ،22 ،21 ،20‬‬ ‫اجملال االجتماعي‬
‫‪33 ،32 ،31 ،30 ،29‬‬
‫‪0.72‬‬ ‫‪42 ،41 ،40 ،39 ،38 ،37 ،36 ،35 ،34‬‬ ‫اجملال الصحي‬
‫‪0.76‬‬ ‫‪48 ،47 ،46 ،45 ،44 ،43‬‬ ‫اجملار األسري‬
‫‪0.85‬‬ ‫‪48‬‬ ‫األداة ككل‬

‫‪139‬‬
‫يتضح من اجلدول (‪ )2‬أن قيم معامل كرونباخ ألفا لألبعاد الفرعية للمقياس تراوحت‬
‫بني (‪ )0.84- 0.72‬وكما بلغت قيمة معامل الثبات باستخدام كرونباخ ألفا للدرجة الكلية‬
‫للمقياس (‪.)0.85‬‬

‫وقد مت تصنيف الفقرات االجيابية والفقرات السلبية كما هو موضح يف اجلدول‬


‫اجلدول الرقم (‪ :)3‬يبني الفقرات اإلجيابية والفقرات السلبية للمقياس‬
‫الفقرات السلبية‬ ‫الفقرات اإلجيابية‬ ‫جماالت الدراسة‬

‫‪11 ،10 ،9 ،6 ،5 ،4 ،3 ،2‬‬ ‫‪12 ،8 ،7 ،1‬‬ ‫اجملال النفسي‬

‫‪17 ،16 ،15 ،13‬‬ ‫‪19 ،18 ،14‬‬ ‫اجملال االقتصادي‬

‫‪33 ،32 ،31 ،30 ،29 ،28 ،24 ،22 ،21‬‬ ‫‪27- 26 ،25 ،23 ،20‬‬ ‫اجملال االجتماعي‬

‫‪42 ،41 ،40 ،39 ،38 ،37 ،36 ،35 ،34‬‬ ‫‪----‬‬ ‫اجملال الصحي‬

‫‪46 ،44 ،43‬‬ ‫‪48 ،47 ،45‬‬ ‫اجملار األسري‬

‫‪ 3-2-9‬مفتاح تصحيح املقياس‪ :‬مت مراعاة أن يتدرج مقياس (ليكرت اخلماسي) املستخدم يف‬
‫الدراسة تبعًا لقواعد وخصائص املقاييس كما يلي‪:‬‬
‫الفقرات االجيابية‬
‫‪4‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪0‬‬
‫الفقرات السلبية‬
‫‪0‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪4‬‬

‫واعتمادًا على ما تقدم فإن قيم املتوسطات احلسابية اليت توصلت إليها الدراسة مت التعامل‬
‫معها على النحو اآليت وفقًا للمعادلة التالية‪:‬‬
‫القيمة العليا – القيمة الدنيا لبدائل اإلجابة مقسومة على عدد املستويات‪ ،‬أي‪:‬‬
‫(‪ 1.33 = 4 = )0-4‬وهذه القيمة تساوي طول الفئة‪.‬‬
‫‪3‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪140‬‬
‫وبذلك يكون املستوى املنخفض من قلق املستقبل ‪1.33 =1.33 + 0.00‬‬
‫ويكون املستوى املتوسط من قلق املستقبل ‪2.67 =1.33 +1.34‬‬
‫ويكون املستوى املرتفع من قلق املستقبل ‪4.00 -2.68‬‬
‫‪ 3-9‬متغريات الدراسة‪:‬‬

‫اشتملت الدراسة على العديد من املتغريات‪:‬‬


‫‪ -‬قلق املستقبل‪ :‬ويشمل املتغريات الفرعية اآلتية‪:‬‬
‫اجملال النفسي‪ - .‬اجملال االقتصادي‪ - .‬اجملال االجتماعي‪- .‬اجملال الصحي‪- .‬اجملال‬ ‫‪-‬‬
‫األسري‪.‬‬
‫‪ 4-9‬املعاجلات اإلحصائية املستخدمة‬

‫مت استخدام أساليب األحصاء الوصفي لإلجابة عن أسئلة الدراسة‪ ،‬كاآليت‪:‬‬


‫‪ -‬استخراج التكرارات والنسب املئوية لوصف أفراد عينة الدراسة‪.‬‬
‫‪ -‬لإلجابة عن السؤال االول مت إستخدام املتوسطات احلسابية واإلحنرافات املعيارية‪.‬‬
‫‪ -‬لإلجابة عن السؤال الثاين مت استخدام حتليل التباين املتعدد املشترك ‪.‬‬
‫‪ -10‬نتائج الدراسة‬
‫يتضمن هذا الفصل اإلجابة عن أسئلة الدراسة‪ ،‬حيث مت استخراج املتوسطات‬
‫احلسابية واالحنرافات املعيارية للتعرف إىل استجابات أفراد عينة الدراسة عن "قلق املستقبل‬
‫لدى طالبات جامعة تبوك يف ضوء بعض املتغريات"‪ ،‬وفيما يلي االجابة عن أسئلة الدراسة‬
‫التالية‪:‬‬
‫‪ 1-10‬نتائج السؤال األول‪ :‬ما مستوى قلق املستقبل يف كل من (اجملال النفسي‪ ،‬واجملال‬
‫االقتصادي‪ ،‬واجملال الصحي‪ ،‬واجملال األسري) لدى طالبات جامعة تبوك باململكة العربية‬
‫السعودية‪.‬‬

‫‪141‬‬
‫لإلجابة عن السؤال األول‪ ،‬مت حساب املتوسطات احلسابية واالحنرافات املعيارية للتعرف إىل‬
‫مستوى قلق املستقبل يف كل من (اجملال النفسي‪ ،‬واجملال االقتصادي‪ ،‬واجملال الصحي‪ ،‬واجملال‬
‫األسري) لدى طالبات جامعة تبوك باململكة العربية السعودية‪ ،‬واجلدول (‪ )4‬يوضح ذلك‪:‬‬
‫اجلدول رقم (‪ :)4‬املتوسطات احلسابية واالحنرافات املعيارية للتعرف إىل مستوى قلق املستقبل‬
‫يف كل من (اجملال النفسي‪ ،‬واجملال االقتصادي‪ ،‬واجملال الصحي‪ ،‬واجملال األسري) لدى طالبات‬
‫جامعة تبوك باململكة العربية السعودية‬
‫املستوى‬ ‫الترتيب‬ ‫االحنراف‬ ‫املتوسط‬ ‫الفقرة‬ ‫الرقم‬
‫املعياري‬ ‫احلسايب‬
‫مرتفع‬ ‫‪1‬‬ ‫‪0.55‬‬ ‫‪3.61‬‬ ‫اجملال الصحي‬ ‫‪4‬‬
‫مرتفع‬ ‫‪2‬‬ ‫‪0.60‬‬ ‫‪2.81‬‬ ‫اجملال االقتصادي‬ ‫‪2‬‬
‫مرتفع‬ ‫‪3‬‬ ‫‪0.34‬‬ ‫‪2.71‬‬ ‫اجملال النفسي‬ ‫‪1‬‬
‫متوسط‬ ‫‪4‬‬ ‫‪0.39‬‬ ‫‪2.42‬‬ ‫اجملال األسري‬ ‫‪5‬‬
‫متوسط‬ ‫‪5‬‬ ‫‪0.33‬‬ ‫‪2.30‬‬ ‫اجملال االجتماعي‬ ‫‪3‬‬
‫مرتفع‬ ‫‪0.22‬‬ ‫‪2.77‬‬ ‫قلق املستقبل ككل‬

‫يتضح من اجلدول (‪ )4‬أن املتوسطات احلسابية لـ (لقلق املستقبل لدى طالبات جامعة‬
‫تبوك باململكة العربية السعودية)‪ ،‬تراوحت ما بني (‪ 3.61‬و ‪ ،)2.30‬حيث حاز قلق املستقبل‬
‫على متوسط حسايب إمجايل (‪ ،)2.77‬وهو من املستوى املتوسط‪ ،‬وقد حاز قلق املستقبل فيما‬
‫يتعلق باجملال الصحي على أعلى متوسط حسايب حيث بلغ (‪ ،)3.61‬وباحنراف معياري‬
‫(‪ ،)0.55‬وهو من املستوى املرتفع‪ ،‬وقد جاء يف املرتبة الثانية قلق املستقبل فيما يتعلق باجملال‬
‫االقتصادي والذي حاز على متوسط حسايب (‪ )2.81‬وباحنراف معياري (‪ )0.60‬وهو من‬
‫املستوى املتوسط‪ ،‬وجاء اجملال الثالث املتعلق باجملال النفسي‪ ،‬والذي حاز على متوسط حسايب‬
‫(‪ )2.71‬وباحنراف معياري (‪ )0.34‬وهو من املستوى املتوسط‪ ،‬ويف املرتبة الرابعة جاء اجملال‬
‫األسري مبتوسط حسايب (‪ )2.42‬وباحنراف معياري (‪ )0.39‬وهو من املستوى املتوسط‪ ،‬ويف‬

‫‪142‬‬
‫املرتبة اخلامسة واألخرية جاء قلق املستقبل فيما يتعلق باجملال االجتماعي‪ ،‬والذي حاز على‬
‫متوسط حسايب (‪ )2.30‬واحنراف معياري (‪ )0.33‬وهو من املستوى املتوسط‪.‬‬
‫هل هناك فرق ذو داللة إحصائية عند مستوى الداللة (‪ )α = 0.05‬يف قلق‬
‫املستقبل لدى طالبات جامعة تبوك يعزى ملتغري السنة الدراسية‪ ،‬والتخصص‪ ،‬والتحصيل‬
‫العلمي‪.‬‬
‫لإلجابة عن هذا السؤال مت استخدام اختبار التباين املتعدد املشترك ‪MANOVA‬‬

‫للتعرف إىل الفروق يف قلق املستقبل لدى طالبات جامعة تبوك يعزى ملتغري السنة الدراسية‪،‬‬
‫والتخصص‪ ،‬والتحصيل العلمي‪ ،‬واجلدول (‪ )5‬يوضح ذلك‪:‬‬
‫اجلدول رقم (‪ :)5‬حتليل التباين املتعدد املشترك ‪ MANOVA‬للتعرف إىل داللة‬
‫الفروق يف قلق املستقبل بأبعاده (اجملال النفسي‪ ،‬اجملال االقتصادي‪ ،‬اجملال االجتماعي‪ ،‬اجملال‬
‫الصحي‪ ،‬اجملال األسري) باختالف السنة الدراسية والتخصص والتحصيل العلمي‬
‫الداللة االحصائية‬ ‫‪F‬‬ ‫متوسط املرفعات‬ ‫‪df‬‬ ‫جمموع املربعات‬ ‫اجملال‬ ‫املصدر‬
‫‪.978‬‬ ‫‪.066‬‬ ‫‪.008‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪.023‬‬ ‫النفسي‬ ‫السنة‬
‫‪.618‬‬ ‫‪.597‬‬ ‫‪.213‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪.638‬‬ ‫االقتصادي‬ ‫الدراسية‬

‫‪.036‬‬ ‫‪2.908‬‬ ‫‪.308‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪.925‬‬ ‫االجتماعي‬


‫‪.498‬‬ ‫‪.796‬‬ ‫‪.123‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪.370‬‬ ‫األسري‬
‫‪.132‬‬ ‫‪1.894‬‬ ‫‪.561‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪1.682‬‬ ‫الصحي‬
‫‪.091‬‬ ‫‪2.187‬‬ ‫‪.104‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪.312‬‬ ‫الكلي‬
‫‪.686‬‬ ‫‪.164‬‬ ‫‪.019‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪.019‬‬ ‫النفسي‬ ‫التخصص‬
‫‪.140‬‬ ‫‪2.198‬‬ ‫‪.784‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪.784‬‬ ‫االقتصادي‬
‫‪.286‬‬ ‫‪1.143‬‬ ‫‪.121‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪.121‬‬ ‫االجتماعي‬
‫‪.603‬‬ ‫‪.271‬‬ ‫‪.042‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪.042‬‬ ‫األسري‬
‫‪.098‬‬ ‫‪2.774‬‬ ‫‪.821‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪.821‬‬ ‫الصحي‬
‫‪.209‬‬ ‫‪1.590‬‬ ‫‪.076‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪.076‬‬ ‫الكلي‬
‫‪.182‬‬ ‫‪1.719‬‬ ‫‪.198‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪.395‬‬ ‫التحصيل العلمي النفسي‬
‫‪.717‬‬ ‫‪.333‬‬ ‫‪.119‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪.238‬‬ ‫االقتصادي‬

‫‪143‬‬
‫يتضح من اجلدول (‪ )6‬أن قيمة (ف) كانت (‪،0.796 ،2.908 ،0.597 ،0.066‬‬
‫‪ )2.187 ،1.894‬ألبعاد قلق املستقبل باختالف السنة الدراسية‪ ،‬وهذه القيم غري دالة‬
‫إحصائية عند مستوى الداللة ( ‪ .) 0.05 ≤ α‬وتظهر النتائج أن قيمة (ف) كانت‬
‫(‪ )1.590 ،2.774 ،0.271 ،1.143 ،2.198 ،0.164‬ألبعاد قلق املستقبل باختالف‬
‫التخصص‪ ،‬وهذه القيم غري دالة إحصائية عند مستوى الداللة ( ‪.) 0.05 ≤ α‬‬
‫وتظهر النتائج أن قيمة (ف) كانت (‪،0.647 ،0.485 ،1.275 ،0.333 ،1.719‬‬
‫‪ )0.724‬ألبعاد قلق املستقبل باختالف التحصيل العلمي‪ ،‬وهذه القيم غري دالة إحصائية عند‬
‫مستوى الداللة ( ‪.) 0.05 ≤ α‬‬
‫‪ -1‬مناقشة النتائج والتوصيات‬
‫أظهرت نتائج الدراسة أن جاء مستوى قلق املستقبل لدى طالبات جامعة تبوك‬
‫باململكة العربية السعودية مرتفع املستوى يف بعض جماالته مثل اجملال الصحي‪ ،‬واجملال‬
‫االقتصادي‪ ،‬واجملال النفسي‪ ،‬وجاء قلق املستقبل متوسط املستوى يف اجملال األسري واجملال‬
‫االجتماعي‪ ،‬وجاء قلق املستقبل مرتفع املستوى بشكل عام لدى طالبات جامعة تبوك باململكة‬
‫العربية السعودية‪،‬‬
‫وفيما يتعلق بارتفاع قلق املستقبل فيما يتعلق باجملال الصحي‪ ،‬فقد تعزى هذه النتيجة‬
‫إىل أن القلق الصحي هو قلق أساسي يف حياة الفرد وهو من املفروض أن يتزود به الفرد وهو‬
‫عادة ما يكون مصاحبًا يف احلياة وال حياة طبيعية بدونه‪ ،‬وإذا اختفى من حياة الفرد أصبح‬
‫إنسانًا مريضًا متبلد الوجدان وهو مرتبط بإبداع اإلنسان‪ ،‬وهو نوع يؤدي إىل تعطيل طاقات‬
‫الفرد وجعله عرضة للضيق والتوتر ويصبح لدى الفرد إحساس بالعجز والفشل‪.‬‬
‫وقد أظهرت الدراسة ارتفاع مستوى قلق املستقبل خبصوص اجملال االقتصادي‪ ،‬وقد‬
‫تعزى هذه النتيجية إىل ارتفاع أسعار بعض املواد اليت تباع يف اجلامعة واليت تعد مصدر للضغط‬
‫النفسي والقلق‪ ،‬يف ضوء زيادة مستلزمات ومتطلبات الدراسة‪ ،‬إضافة إىل مصروف اجليب‬
‫الشخصي والذي حتتاجه الطالبات لتغطية مصاريف الطعام والشراب والقرطاسية‪ ،‬وتشعر‬

‫‪144‬‬
‫الطالبات بالضغط االقتصادي أو القلق االقتصادي نتيجة إىل ضعف وعدم تفعيل املنح اجلامعية‬
‫وخصوصًا للمتفوقات منهن واليت تشكل ضغوطًا نفسية لعدم توفر فرص لتعزيز التفوق‬
‫الدراسي واألكادميي والتحصيلي من قبل اجلامعة‪.‬‬
‫وتبني من خالل النتائج ارتفاع مستوى قلق املستقبل يف اجملال النفسي‪ ،‬وقد تعزى‬
‫هذه النتيجة إىل الضغوط االقتصادية والضغوط الصحية‪ ،‬يصبح لدى الطالبات نوع من أنواع‬
‫القلق النفسي أو املرض النفسي نتيجة تراكم بعض األمور اليت تعجز الطالبات عن حتقيقها‪،‬‬
‫فيتولد لديهن نوع من أنواع القلق النفسي اليت ترهق الطالبة نفسيًا‪.‬‬
‫أما فيما يتعلق باجملال األسري واالجتماعي فقد جاءا متوسطي املستوى بالنسبة لقلق‬
‫املستقبل املتعلق هبما‪ ،‬وذلك نتيجة للدعم األسري واالجتماعي واللذان يرتبطان ببعضهما‬
‫البعض‪ ،‬وذلك ألن األسر هتمها بناهتا الطالبات ودعمهم نفسيًا واجتماعيًا‪ ،‬نظرًا للحرص‬
‫الزائد واالهتمام مبصلحة الطالبات من خالل الدعم األسري املتمثل باألم واألب‪ ،‬وهذا يدل‬
‫على الدعم املعنوي الذي ميكن أن حيد من قلق املستقبل وخيفف املشكالت اليت تواجه الطالبات‬
‫يف جامعة تبوك‪.‬‬
‫وأثبتت نتائج الدراسة عدم وجود فروق دالة إحصائيًا يف قلق املستقبل بأبعاده (اجملال‬
‫النفسي‪ ،‬اجملال االقتصادي‪ ،‬اجملال االجتماعي‪ ،‬اجملال الصحي‪ ،‬اجملال األسري) باختالف السنة‬
‫الدراسية والتخصص والتحصيل العلمي‪ ،‬أي أن الطالبات باختالف سنواهتم الدراسية‬
‫وختصصاهتم وحتصيلهم العلمي لديهم مستويات متساوي من قلق املستقبل‪ ،‬وهذا إن دل على‬
‫شيء فإمنا يدل على االتفاق العام على املشكالت والصعوبات اليت تواجه الطالبات يف جامعة‬
‫تبوك يف اململكة العربية السعودية‪ ،‬ومبا أن نتائج هذه الدراسة متعلقة بقلق املستقبل بشكل عام‬
‫وعدم ورود أي من الدراسات السابقة اليت تفصل اجملاالت الفرعية لقلق املستقبل‪ ،‬فقد اتفقت‬
‫نتائج هذه الدراسة مع نتائج دراسة (العكايشي‪ )2002 ،‬ودراسة (مساوي‪.)2012 ،‬‬

‫‪145‬‬
‫املراجع‬
‫أوال‪ :‬املراجع العربية‬
‫‪ -1‬مساوي‪ ،‬حممد (‪ )2012‬قلق املستقبل لدى الطالب املعلم وعالقته ببعض املتغريات‪ ،‬جملة‬
‫كلية التربية بالزقازيق‪ ،‬دراسات تربوية ونفسية‪ ،‬مصر‪.‬‬
‫‪-2‬املرزوقي‪ ،‬جاسم (‪ .)2007‬عالقة القلق واالكتئاب والضغط النفسي والتفكري الالعقالين‬
‫مبستوى السكر يف الدم لدى مرضى السكري‪ .‬رسالة دكتوراه غري منشورة‪ ،‬اجلامعة األردنية‪،‬‬
‫عمان‪ ،‬األردن‪.‬‬
‫‪ -3‬فراج‪ ،‬حممد أنور إبراهيم (‪ .)2006‬قلق املستقبل وعالقته ببعض املتغريات لدى عينة من‬
‫طالب كلية التربية‪،‬جملة كلية التربية‪ ،)2( 16 ،‬جامعة اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪.‬‬
‫‪-4‬العناين‪ ،‬حنان ( ‪ .) 2005‬الصحة النفسية‪ ،‬عمان‪ :‬دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع‪.‬‬
‫‪-5‬العكايشي‪ ،‬بشرى أمحد جاسم (‪ ،)2000‬قلق املستقبل وعالقته ببعض املتغريات لدى طلبة‬
‫اجلامعة‪ ،‬رسالة ماجستري غري منشورة‪ ،‬اجلامعة املستنصرية‪ ،‬العراق‪.‬‬
‫‪-6‬صالح كرميان (‪ )2007‬مسات الشخصية وعالقتها بقلق املستقبل لدى العاملني بصورة‬
‫وقتية من اجلالية العراقية يف استراليا‪ ،‬رسالة دكتوراه‪ ،‬األكادميية العربية املفتوحة‪ ،‬الدامنارك‪.‬‬
‫‪-7‬شقري‪ ،‬زينب حممود (‪ ،)2005‬مقياس قلق املستقبل‪( ،‬ط‪ ،)1‬القاهرة‪ ،‬مكتبة النهضة‬
‫املصرية‪.‬‬
‫‪-8‬شقري‪ ،‬زينب (‪ )2005‬مقياس قلق املستقبل‪ ،‬ط‪ ،1‬مكتبة األجنلو املصرية‪ ،‬القاهرة‪.‬‬
‫‪ -9‬شقري‪ ،‬زينب ( ‪ " ) 2005‬مقياس قلق املستقبل " ط‪. 1‬مكتبة االجنلو املصرية‪ ،‬القاهرة‪.‬‬
‫‪-10‬الشاوي‪ ،‬سعاد (‪ )1999‬أثر أسلوب اإلرشاد وقت الفراغ يف خفض قلق املستقبل‬
‫لدىبنات دور الدولة‪ .‬أطروحة دكتوراه غري منشورة‪ ،‬كلية التربية‪ ،‬اجلامعة املستنصرية‪.‬‬
‫‪-11‬السفاسفة‪ ،‬حممد واحملاميد‪ ،‬شاكر (‪ )2007‬قلق املستقبل املهين لدى طلبة اجلامعات‬
‫األردنية وعالقته ببعض املتغريات‪ ،‬جملة العلوم التربوية والنفسية‪142 - 127 ،)3( 8 ،‬‬

‫‪146‬‬
‫‪-12‬سرحان‪ ،‬وليد والتكرييت‪ ،‬عدنان وحباشنة‪ ،‬حممد (‪ .)2004‬القلق‪ ،‬عمان‪ ،‬دار جمدالوي‬
‫للنشر والتوزيع‪.‬‬
‫‪-13‬السبعاوي‪ ،‬فضيلة (‪ ،)2007‬قلق املستقبل لدى طلبة كلية التربية وعالقته باجلنس‬
‫والتخصص الدراسي‪ ،‬جملة كلية التربية‪ ،‬جامعة املوصل‪ ،‬العراق‪.‬‬
‫‪-14‬زيدان‪ ،‬سها (‪ .)2007‬هواجس املستقبل عند الشباب‪ .‬دراسة ميدانية على طالب‬
‫جامعة دمشق كلية التربية ‪ ،‬جامعة دمشق‪.‬‬
‫‪-15‬الرفاعي‪ ،‬نعيم (‪ .)2003‬الصحة النفسية‪ :‬دراسة يف سيكولوجية التكيف‪ ،‬دمشق‬
‫جامعة دمشق‪.‬‬
‫‪-16‬رضوان‪ ،‬سامر (‪ .)2002‬الصحة النفسية‪ .‬عمان‪ :‬دار املسرية‪.‬‬
‫‪-17‬داينز‪ ،‬روبني (‪ )2006‬إدارة القلق‪ ،‬القاهرة‪ :‬ترمجة دار الفاروق للنشر والتوزيع‪.‬‬
‫‪-18‬خليل‪ ،‬عفراء (‪ ،)2011‬مستوى اإلجيابية وعالقتها بقلق املستقبل لدى عينة من طلبة‬
‫اجلامعة‪ ،‬جملة دراسات‪ ،‬العلوم التربوية اجمللد ‪ ،38‬ملحق ‪.3‬‬
‫‪-19‬حنتول‪ ،‬أمحد موسى (‪ )2004‬أمناط السلوك اإلجرامي يف مرحلة الرشد وعالقتها ببعض‬
‫املتغريات الشخصية لدى عينة من املودعني يف سجون املنطقة الغربية‪ ،‬رسالة ماجستري مقدمة‬
‫إىل كلية التربية‪ ،‬جامعة أم القرى مبكة املكرمة‪.‬‬
‫‪-20‬حسن‪ ،‬حممود (‪ )1999‬قلق املستقبل لدى الشباب املتخرجني من اجلامعات‪ ،‬جملة‬
‫املستقبل العريب‪.113-121 ،)24( 9 ،‬‬
‫‪-21‬التونسي‪ ،‬عديلة (‪ ،)2002‬القلق واالكتئاب لدى عينة من املطلقات وغري املطلقات يف‬
‫مدينة مكة املكرمة‪ ،‬رسالة ماجستري مقدمة إىل كلية التربية جبامعة أم القرى مبكة املكرمة‪.‬‬
‫‪ -22‬بن علو‪ ،‬األزرق (‪ )1993‬اإلنسان والقلق‪ ،‬القاهرة‪ :‬دار سينا للنشر والتوزيع‪.‬‬
‫‪-23‬بليكالين‪ ،‬ابراهيم (‪ )2008‬تقدير الذات وعالقته بقلق املستقبل لدى اجلالية العربية‬
‫املقيمة مبدينة أوسلو يف النرويج‪ ،‬رسالة ماجستري غري منشورة‪ ،‬األكادميية العربية املفتوحة يف‬
‫الدمنارك‪ ،‬الدمنارك‪.‬‬

‫‪147‬‬
‫‪-24‬أمحد‪ ،‬حسانني (‪ ،)2000‬قلق املستقبل وقلق االمتحان وعالقتهما ببعض املتغريات‬
‫النفسية لدى عينة من طالب الصف الثاين الثانوي‪ ،‬رسالة ماجستري غري منشورة‪ ،‬كلية اآلداب‪،‬‬
‫جامعة املينيا‪ ،‬مصر‪.‬‬
‫‪-25‬إبراهيم‪ ،‬مىن (‪ )2011‬قلق املستقبل وأثره على التحصيل العلمي لدى طالب اجلامعة‪،‬‬
‫ورقة عمل‪ ،‬مؤمتر التحصيل العلمي املنعقد بكلية اجملتمع جبامعة اجملمعة‪ ،‬جامعة اجملمة اململكة‬
‫العربية السعودية الزلفي‪ ،‬السعودية‪.‬‬
‫‪-26‬ابراهيم‪ ،‬عبد الستار(‪ ،)2002‬القلق‪ :‬قيود من الوهم‪ ،‬القاهرة – مصر ‪:‬مكتبة األجنلو‬
‫املصرية‪.‬‬
‫‪-27‬إبراهيم‪ ،‬عبد الستار (‪ )1998‬العالج النفسي السلوكي املعريف احلديث‪ ،‬أساليبه وميادين‬
‫تطبيقه‪ ،‬الدار العربية للنشر والتوزيع‪ ،‬القهرة‪.‬‬
‫املراجع األجنبية‪:‬‬
‫‪28-Barlow, D. (2000) Unraveling the Mysteries of Anxiety and‬‬
‫‪Its Disorders from the Perspective of Emotion Theory. American‬‬
‫‪Psychologist, 55, 1247-1263.‬‬
‫‪29-Bolanowski, Wojciech. (2005). Anxiety about Professional‬‬
‫‪future among young Doctors: International journal of‬‬
‫‪Occupational Medicine and Environmental health, 18 (4): 374-‬‬

‫‪148‬‬

You might also like