You are on page 1of 20

‫ص ص ‪28-09‬‬ ‫ّ‬

‫المجلد‪ /13 :‬العدد‪( 02 :‬ماي ‪. )2022‬‬ ‫الممارسات ّالل ّ‬


‫غوية‬

‫مصطلحات ونظام القرابة بالمجتمع القبائلي‪ -‬مقاربة‬


‫ّ‬
‫بولوجية‬ ‫انترو‬
‫‪‬‬
‫زهية طراحة‬

‫جامعة مولود معمري‪-‬تيزي وزو (الجزائر)‪zahia.teraha@ummto.dz ،‬‬


‫النشر‪.2022/05/30 :‬‬ ‫القبول‪2022/04/28:‬‬ ‫ا إلرسال‪2022/03/31 :‬‬

‫الملخص‬
‫يدرس هذا المقال موضوع مصطلحات ونظام القرابة بالمجتمع القبائلي من زاوية نظر الدراسات‬
‫أ‬ ‫ّ‬ ‫نتروبولوجية‪ .‬وقد ُد َ‬
‫ّ‬ ‫أ‬
‫النظرية لمصطلحات وانظمة القرابة‪ ،‬بالمجتمع‬ ‫رست فيه المفاهيم‬ ‫ال‬
‫التقليدي‪ .‬و ّتم البحث في عالقة مصطلحات القرابة بالتنظيم الثقافي والجتماعي‪ّ .‬‬
‫وتم‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫القبائلي‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫أ‬
‫استنتاج ان مصطلحات القرابة بالمجتمع القبائلي متنوعة ومتعددة‪ ،‬وهي ذات عالقة وطيدة‬
‫أ‬ ‫ّأ‬
‫خط احادي ابوي من حيث‬ ‫بالواقع الطبيعي البيولوجي وبنظام المصاهرة والزواج‪ .‬والقرابة ذات‬
‫نظام الزواج والنسب واإلقامة والمتالك والميراث‪ ،‬والنتماء للعرق والقبيلة والمكان‪.‬‬
‫أ‬
‫الكلمات المفاتيح‪ :‬القرابة‪ ،‬منطقة القبائل‪ ،‬النتروبولوجيا‪ ،‬الزواج‪ ،‬النتساب‪ ،‬اإلقامة‬

‫‪Terminology and Kinship System in Kabyle society - An‬‬


‫‪Anthropological Approach‬‬
‫‪Abstract‬‬

‫ّ‬
‫‪ ‬المؤلف المرسل‬

‫‪EISSN :2602-5353 / ISSN : 2170-0583‬‬ ‫‪9‬‬


‫ص ص ‪28-09‬‬ ‫ّ‬
‫المجلد‪ /13 :‬العدد‪( 02 :‬ماي ‪. )2022‬‬ ‫الممارسات ّالل ّ‬
‫غوية‬

‫‪This article studies the subject of terminology and the system of kinship in‬‬
‫‪Kabyle society from the point of view of anthropological studies. In it, I‬‬
‫‪studied the theoretical concepts of kinship terms and systems in the traditional‬‬
‫‪Kabyle society. The relationship of kinship terms to cultural and social‬‬
‫‪organization was investigated. It was concluded that the terms of kinship in‬‬
‫‪Kabyle society are diverse and numerous, and are closely related to the natural‬‬
‫‪biological reality and the system of intermarriage and marriage. Kinship is‬‬
‫‪mono-patriarchal in terms of marriage, lineage, residence, property,‬‬
‫‪inheritance, and affiliation to race, tribe, and place.‬‬
‫‪Keywords: Kinship, Kabylia, Anthropology, Marriage, Affiliation,‬‬
‫‪Residence‬‬

‫‪ 1‬ـ مقدمة‬
‫أ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫يدل مصطلح القرابة –في العربية‪ -‬على القرب‪ ،‬عكس البعد‪ ،‬سواء ارتبط ذلك بالشخاص‬
‫أ‬ ‫أ أ‬ ‫أ أ‬ ‫أ‬
‫"القارب" او الماكن او الزمنة‪ .‬ويستخدم في مجال الحقل العلمي النتروبولوجي للدللة على‬
‫ساسية‪ .‬ويعد موضوع القرابة من منظور‬ ‫عالقات وتحالفات الزواج والمصاهرة بدرجة أا ّ‬
‫أ‬ ‫ساسيا ّ‬ ‫أالنتروبولوجيا موضوعا أا ّ‬
‫ومتميزا‪ ،‬من بداية نشاة هذا العلم إلى يومنا هذا‪ ،‬فقد تناولته‬
‫ّ‬
‫والبنيوية والوظيفية والرمزية‪...‬الخ‪.‬‬ ‫النظريات أالنتروبولوجية ّ‬
‫التطو ّرية‪،‬‬
‫أ‬
‫واهم موضوع في مجال "القرابة"‪ ،‬هو ذلك الذي يعمل على رصد ووصف ودراسة‬
‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫مصطلحاتها‪ ،‬هذا الذي ّ‬
‫يجر إلى تصنيفها ّثم دراسة انظمتها وانساقها بمختلف اشكالها‪ .‬نجد في‬
‫ّ أ‬ ‫ّ‬ ‫المجتمع القبائلي مصطلحات ّعدة ّ‬
‫الدم‪ ،‬واخرى ذات‬ ‫البيولوجية بمعنى قرابة‬ ‫تدل على القرابة‬
‫ورمزية روحية‪ .‬وتطرح مصطلحات القرابة‬ ‫مكانية ّ‬ ‫دللة على قرابة الزواج والمصاهرة‪ ،‬أواخرى ّ‬
‫حد ذاتها‬‫"اللغوية" قضايا ذات صلة أبانواع القرابة ودرجاتها‪ ،‬أوانظمتها الجتماعية‪ ،‬والقرابة في ّ‬ ‫ّ‬
‫أ‬
‫مرتبطة بطبيعة انظمة الزواج والنتساب واإلقامة‪ .‬جعلتنا هذه المالحظة اإلثنوغر ّافية‬
‫والنظرية‪ ،‬نبحث في موضوع‪" :‬مصطلحات ونظام القرابة بالمجتمع القبائلي‪ -‬مقاربة‬
‫أ‬ ‫ّ‬
‫نتروبولوجية"‪ .‬وموضوع مصطلحات القرابة وانظمتها‪ ،‬من المواضيع القديمة والجديدة في‬ ‫ا‬

‫‪EISSN :2602-5353 / ISSN : 2170-0583‬‬ ‫‪10‬‬


‫ص ص ‪28-09‬‬ ‫ّ‬
‫المجلد‪ /13 :‬العدد‪( 02 :‬ماي ‪. )2022‬‬ ‫الممارسات ّالل ّ‬
‫غوية‬

‫ّ آ‬ ‫أ‬
‫حد الن‪ ،‬وهنا‬ ‫ذات الوقت‪ ،‬ل ّنه موضوع اختالف ونقاش منذ نهاية القرن التاسع عشر إلى‬
‫ّ‬
‫والعملية‪.‬‬ ‫جديته أوا ّ‬
‫هميته العلمية‬ ‫تكمن ّ‬
‫أ‬ ‫يطرح هذا الموضوع تساؤلت أا ّ‬
‫ساسية منها‪ :‬ما مفهوم القرابة‪ ،‬وما هي مصطلحاتها وانواعها‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫وانظمتها؟ وما عالقة نظام القرابة بنظام الزواج والنتساب واإلقامة في الحقل النتروبولوجي‬
‫حل للتساؤلت السابقة سنعتمد على الواقع اإلثنوغرافي‬ ‫العام وبالمجتمع القبائلي؟ وإليجاد ّ‬
‫ّ‬ ‫أ‬
‫نتروبولوجية‪ ،‬التي درست موضوع مصطلحات‬ ‫بمنطقة القبائل‪ ،‬وعلى المناهج والنظريات ال‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫القرابة وانواعها وانظمتها‪ ،‬ووظائ فها‪.‬‬

‫نظرية لمصطلح ونظام القرابة‪ ،‬منطقة القبائل‪ ،‬النتروبولوجيا‬ ‫‪ 2‬ـ مفاهيم ّ‬


‫‪ 2‬ـ ‪ 1‬ـ مفهوم مصطلح ونظام القرابة‬
‫أ‬
‫ُيقال مصطلح "قرابة" "‪ ،"Parenté‬في اللغة الفرنسية‪ ،‬عن فردين اقارب إذا كان واحد‬
‫ّ‬
‫ّأ‬ ‫كالب وابنته مثال‪ -‬أاو إذا انحدر ّ‬ ‫أ‬ ‫آ‬
‫جد ا ّول واحد – كاإلخوة‬ ‫الكل من‬ ‫منهما منحدرا عن الخر‪- ،‬‬
‫وهمية أا ّ‬
‫سطورية‪ ،‬مثلما هو‬ ‫حقيقية‪ ،‬أاو ّ‬ ‫والخوات‪ ،‬أوابناء وبنات أالعمام‪ ،-...‬والقرابة قد تكون ّ‬ ‫أ‬
‫ّ أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬
‫يحددها اساسا‬ ‫نثروبولوجيون إلى ا ّن القرابة‬ ‫ّ‬ ‫الحال بالنسبة لفراد القبيلة الواحدة‪ )1(.‬ويشير ال‬
‫فالناس في ّكل‬ ‫كالجتماعية وغيرها‪ّ .‬‬ ‫ّ‬ ‫العامل البيولوجي‪ ،‬ألتاتي بعدها العوامل أالخرى‬
‫أ آ‬ ‫أ‬ ‫آ‬ ‫ّ‬
‫البشرية‪ ،‬يرتبطون بابائهم وا ّمهاتهم‪ ،‬وعالقة البناء بابائهم تسمح لهم بعد ذلك‬ ‫المجتمعات‬
‫ّ‬ ‫أ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫بمعرفة وتنظيم عالقاتهم الجتماعية بغيرهم‪ .‬فالعالقات البيولوجية اساسية ومعطاة من البداية‬
‫تحدد حتما طبيعة القرابة في ك ثير‬ ‫لكنها قد ل ّ‬ ‫يتميز بعضهم عن بعض‪ّ ،‬‬ ‫لكل ّالناس‪ ،‬وبفضلها ّ‬ ‫ّ‬
‫أ‬
‫من الحيان‪.‬‬
‫ولكنها ل تتطابق معها‬ ‫البيولوجية‪ّ ،‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫سوسيولوجية‪ ،‬ترتبط بالظواهر‬ ‫فالقرابة ما هي ّإل ظاهر‬
‫ّ أ ّ‬ ‫بدقة‪ّ .‬‬ ‫ّ‬
‫البشرية ادلة عن ذلك‪ .‬إذ تتباين هذه المجتمعات في فهمها‬ ‫ويقدم لنا واقع المجتمعات‬
‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ أ أ‬
‫لطبيعة القرابة‪ ،‬والدليل على ذلك ا ّن «ابناء ا ّي زوجين قد ل يكونون فقط اولئك الذين انجبهم‬
‫أ أ‬
‫الزوجان بالفعل‪ ،‬بل ايضا اولئك الذين اختارهم الزوجان للتبني‪ .‬كما نجد في ك ثير من‬
‫ّ‬ ‫أ‬
‫بيولوجية‪ ...‬ولذلك يجب‬ ‫المجتمعات روابط القرابة تمتد لتشمل افرادا ل تربط بينهم عالقات‬
‫أ‬ ‫أان تعتبر القرابة عالقة من تحديد المجتمع‪ّ ،‬‬
‫ولكنها ل ّ‬
‫تتحدد في ضوء ذلك في ك ثير من الحيان‪.‬‬
‫آ‬ ‫أ‬ ‫أ أ‬
‫وهكذا نجد ا ّن انساق القرابة يمكن ان تختلف من مجتمع لخر تماما كما تختلف الجوانب‬
‫ّ‬
‫الشفوية ‪-‬التي ل تعرف‬ ‫وتمثل القرابة في المجتمعات‬ ‫أالخرى في الثقافة بعضها عن بعض‪ّ )2(».‬‬

‫‪EISSN :2602-5353 / ISSN : 2170-0583‬‬ ‫‪11‬‬


‫ص ص ‪28-09‬‬ ‫ّ‬
‫المجلد‪ /13 :‬العدد‪( 02 :‬ماي ‪. )2022‬‬ ‫الممارسات ّالل ّ‬
‫غوية‬

‫ّ أ‬ ‫الك تابة‪ -‬موضوعا أا ّ‬


‫الجتماعية ُتفهم‬
‫ّ‬ ‫وتقليديا لالنثروبولوجيين‪ ،‬إذ نجد بها ّكل العالقات‬ ‫ساسيا‬
‫متفوقا‬ ‫ّ‬
‫التقليدية دورا ّ‬ ‫العائلية بالمجتمعات‬ ‫فتمثل العالقات ّ‬ ‫انطالقا من درجة عالقات القرابة‪ّ .‬‬
‫ّ (‪)3‬‬
‫وكبيرا مقارنة بالمجتمعات الصناعية‪.‬‬
‫أ‬
‫وإذا ّدققنا النظر في مجال القرابة وانطلقنا منها من البسيط إلى المركب‪ ،‬من الساسي إلى‬
‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫الثانوي‪ ،‬فنجد حالت ك ثيرة ُت ّ‬
‫وتتوسع انطالقا من الحالة او البنية الولى النواة «إذ ا ّن‬ ‫شتق ّ‬
‫تتكون منها القرابة‪:‬‬ ‫البنية البسيطة كانت تتيح على أايسر نحو ممكن ربط العالقات الثالث التي ّ‬
‫ّ أ‬ ‫أاي عالقة الرحم وعالقة المصاهرة وعالقة العزوة‪ّ .‬إن هذه العالقات ّ‬
‫للتغير او‬ ‫تظل قابلة‬
‫أ‬ ‫للتكاثر‪ّ )4(».‬‬
‫تنوع مصطلحات القرابة طبقا لطريقة ترتيب القارب انطالقا من معيار الجيل‬
‫أ أ‬ ‫أ أ‬
‫ب‪/‬ا ّم‪ّ ،‬عم ّ‬
‫‪/‬عمة‪ ،‬خال‪/‬خالة‪ ،‬اخ‪/‬اخت‪ ،)...‬ولطريقة العمر (اإلخوة الكبار‪/‬اإلخوة الصغار‪،‬‬ ‫(ا‬
‫أ‬ ‫ّ‬ ‫أ‬ ‫أ‬
‫العمام الكبار‪/‬العمام الصغار‪ ،)...‬ولطريقة نوع المتكلم (ذكر‪ ،‬انثى)‪ ،‬ولنوع القريب‬
‫أ‬ ‫ّ‬
‫والمصاهرة (قرابة الدم وقرابة المصاهرة)‪ ،‬ولطريقة البعد والقرب (القارب المباشرون كالبن‬
‫أ‬ ‫أ‬ ‫والقارب غير المباشرين كالعم ّ‬ ‫أ‬ ‫أ أ أ‬
‫والعمة‪ ،‬والخال والخالة‪ ،‬وابناء الخت‬ ‫والب والخ والخت‪،‬‬
‫أ‬ ‫أ‬ ‫ّ أ‬ ‫أ‬
‫تتغير اسماء القارب بعد موت احدهم)‪ُ )5(.‬وتطلق ك ثيرا‬ ‫والخ‪ ،)...‬ولطريقة الحياة والموت (إذ‬
‫أ أ‬ ‫أ‬
‫مصطلحات القرابة ‪-‬لدى بعض المجتمعات‪ -‬على غير القرباء‪ ،‬فقد ُتطلق مصطلحات‪ :‬اب‪ ،‬اخ‪،‬‬
‫تمتد مصطلحات القرابة‬ ‫أاخت‪ّ ،‬عم‪ّ ،‬عمة‪ ،‬خال‪ ،‬خالة‪ ...‬على غير هؤلء أالقارب‪ .‬وهكذا ّ‬
‫ّ‬ ‫أ‬ ‫ّ‬
‫بيولوجية‪.‬‬ ‫البيولوجية إلى الفراد الذين ل تربط بينهم عالقات‬
‫أ‬ ‫ّ أ‬ ‫ّ‬
‫ويجرنا الحديث عن القرابة إلى الحديث عن الجماعات القرابية ‪-‬السرة النووية والسرة النووية‬
‫أ‬ ‫ّ أ‬
‫الممتدة والسرة المشتركة والعشيرة‪ -‬إلى الحديث عن الزواج وانواعه ‪-‬الزواج داخلي‪/‬الزواج‬
‫ّ‬ ‫أ‬
‫المتعدد)‪ .‬ويقودنا هذا بدوه إلى الحديث عن مكان اإلقامة‬ ‫الخارجي‪ ،‬الزواج الحادي‪/‬الزواج‬
‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬
‫والنسب ‪-‬اإلقامة لدى اهل الب (الزوج)‪/‬اإلقامة لدى اهل ال ّم (الزوجة)‪ ،‬وعن النسب لهل‬
‫أ أ‬ ‫أ‬
‫الب‪/‬النسب لهل ال ّم‪.-‬‬

‫‪ 2‬ـ‪ 2‬ـ تقديم منطقة البحث‪ :‬منطقة القبائل‬


‫أ البربري أ‬
‫(المازيغي)‪،‬‬ ‫يطلق مصطلح "القبائل" في الجزائري على السكان ذوي الصل‬
‫أ‬ ‫ّ‬
‫المتوسط والراضي التي تحيط بالمتيجة وجبال جرجرة‬ ‫الذين يسكنون جبال ساحل‬
‫وضواحيها‪ .‬وهذه المنطقة ّ‬
‫الجبلية الواسعة تشرف عليها قمم جرجرة التي تحتل الجزء المركزي‪،‬‬
‫وتشكل أاطرافها من الغرب شناخ "مينغفيل" وهي ّ‬
‫"ثنية" حاليا‪ ،‬ومن الشرق "ﭭورايا"‪/‬بجاية"‪.‬‬ ‫ّ‬

‫‪EISSN :2602-5353 / ISSN : 2170-0583‬‬ ‫‪12‬‬


‫ص ص ‪28-09‬‬ ‫ّ‬
‫المجلد‪ /13 :‬العدد‪( 02 :‬ماي ‪. )2022‬‬ ‫الممارسات ّالل ّ‬
‫غوية‬

‫أ أ‬ ‫أ‬ ‫قسم الباحثون المنطقة انطالقا من تضاريسها‪ .‬فمنهم من ّ‬ ‫وقد ّ‬


‫قسمها إلى اربع مناطق او اقاليم‪،‬‬
‫ّ‬
‫القبائلية‬ ‫وكل الك تل ّ‬
‫الجبلية‬ ‫الخاصة‪ .‬المنطقة المركزّية التي تحتوي جرجرة ّ‬ ‫لكل واحدة ميزاتها ّ‬ ‫ّ‬
‫المحددة من الشمال والشرق ب "وادي سيباو"‪ ،‬ومن الغرب والجنوب بمنخفض "ذراع‬ ‫ّ‬
‫تمثل جملة مرتفعات‬ ‫الشرقية التي ّ‬ ‫ّ‬ ‫الميزان"‪ ،‬وهي النواة الحقيقية لمنطقة القبائل‪ .‬والمنطقة‬
‫تمثل حاجزا بين قبائل "جرجرة" وقبائل "البابور"‪ .‬والمنطقة‬ ‫الغابية‪ ،‬ولواحقها التي ّ‬ ‫أ"اك فادو" ّ‬
‫الشرقية السابقة‪ ،‬ولكن بمظهر شبه مختلف‪ ،‬فالغابات‬ ‫ّ‬ ‫جانبي للمنطقة‬ ‫الساحلية وهي امتداد ّ‬ ‫ّ‬
‫تدريجيا إلى ان ينخفض بتالل "يسر"‪ .‬والمنطقة ّ‬ ‫أ‬ ‫ّ‬
‫الغربية‪،‬‬ ‫بها ممركزة‪ ،‬والرتفاع متناقص‬
‫ّ‬
‫ئيسية‪ ،‬خواصرها الجبلية منحدرة تدريجيا اتجاه التالل المنخفضة‬ ‫ّ‬ ‫المتشكلة من سلسلة ر ّ‬ ‫ّ‬
‫الجبلية للمناطق السابقة‪ ،‬في انحدارها بذلك النظام‪ ،‬بينما نجد‬ ‫همية ّ‬ ‫للساحل‪ .‬وتكمن أال ّ‬
‫أ‬ ‫أ‬ ‫والجنوبية ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫الشرقية للقمم ال ك ثر ارتفاعا لجرجرة ولسلسلة "اك فادو" تسقط‬ ‫الجنوبية‬ ‫النحدارات‬
‫(‪)6‬‬ ‫ّ‬
‫بسرعة في وادي "سهل"‪ ،‬وهي تشكل خندقا رائعا عند قدم قبائل جرجرة‪.‬‬
‫الساحلية ومنحدرات شمال‬ ‫ّ‬ ‫ست مناطق‪ ،‬وهي‪ ،‬المنطقة‬ ‫يضم ّ‬ ‫وهناك من ذكر تقسيما ّ‬
‫تمتد من "دلس" إلى "بجاية"‪ ،‬وتدخل ضمنها "إفليسن" و"ت ﭭزرت"‬ ‫الساحلية‪ّ ،‬‬ ‫ّ‬ ‫السلسلة‬
‫أ‬ ‫ر أ‬
‫و"واﭭنون" و "ميز نا" و"ازفون" و"ادكار" و"القصر" و"بجاية" ‪...‬الخ‪ .‬ومنطقة سهول سيباو‬
‫الممتدة من المرتفعات العليا ل "تيزي وزو" إلى "بوزﭭان"‪ ،‬وتندرج ضمنها "بوزقان"‬ ‫ّ‬ ‫العليا‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫و"عزازﭭ ة" و"فريحة" و"اغريب" ‪...‬الخ‪ .‬ومنطقة سهول "سيباو" التي تضم اراض من "دلس"‬
‫إلى "تيزي وزو"‪ ،‬وتندرج ضمنها "دلس" المركز و"تورﭭا" و "بغلية" و"سيدي نعمان" و"ذراع‬
‫آ‬ ‫بن ّ‬
‫خدة" و"تيزي وزو"‪ .‬ومنطقة جملة المرتفعات المركزية للقبائل‪ ،‬وتضم "بني دوالة" و"اث‬
‫آ‬ ‫أ‬
‫محمود" و"تيزي راشد" و"الربعاء ناث إيرثن" و"عين الحمام" و"بني يني" و"مقلع" و"اث‬
‫الغربية‪ ،‬وتضم‬ ‫ّ‬ ‫واسيف" و"معتقة" و"واضية"‪...‬الخ‪ .‬ومنطقة السهول والتالل المنخفضة‬
‫آ‬
‫"يسر" و"لخضرية" و"جنات" و"برج منايل" و"ناصرية" و"اث يحيا موسى" و"تيمزريت"‬
‫الممتدة بين "ذراع الميزان" و"عمر"‬ ‫ّ‬ ‫و"مكيرة"‪...‬الخ‪ .‬ومنطقة السهول والتالل المنخفضة‬
‫وتضم أ"اﭭني َّﭭ ََ ْغ َران"ْ‬
‫و"عين الزاوية" و"بوغني"‪...‬الخ‪ .‬ومنطقة المنحدر الشمالي ل "جرجرة"‪ّ ،‬‬
‫أ‬ ‫آ‬ ‫أ‬ ‫أ‬
‫و"ايت تودرت" و"ايت بومهدي" و"بو نوح" و"اسي يوسف" و"ايت بوعدو"‪...‬الخ‪ .‬ومنطقة‬
‫أ‬ ‫المنحدر الجنوبي ل "جرجرة"‪ّ ،‬‬
‫وتضم "سهاريج" و"اغبالو" و"الشرفة" و"مشدالة" و"بشلول"‬
‫أ‬ ‫و"بويرة"‪...‬الخ‪ .‬ومنطقة سهول وادي سهل‪/‬الصومام‪ّ ،‬‬
‫ويضم "برباشة" و"اميزور" و"وادي غير"‬
‫(‪)7‬‬ ‫أ‬
‫و"سيدي عيش" و"شالطة" و"بوحمزة" و"سدوق" و"العجيبة" و"الصنام"‪...‬الخ‪.‬‬

‫‪EISSN :2602-5353 / ISSN : 2170-0583‬‬ ‫‪13‬‬


‫ص ص ‪28-09‬‬ ‫ّ‬
‫المجلد‪ /13 :‬العدد‪( 02 :‬ماي ‪. )2022‬‬ ‫الممارسات ّالل ّ‬
‫غوية‬

‫التالية‪" :‬تيزي وزو" و"بجاية" و"بويرة"‬ ‫يضمان الوليات ّ‬ ‫والمالحظ أا ّن التقسيمين السابقين ّ‬
‫و"بومرداس"‪ .‬وهي الوليات التي اعتمدنا عليها في غرف المادة اإلثنوغر ّافية لهذه الورقة ّ‬
‫البحثية‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ‪ 3‬ـ مفهوم النتروبولوجيا (ا إلناسة)‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫أ‬ ‫أ‬
‫مختص بدراسة اإلنسان والشعوب‪ ،‬تعددت مصطلحاته ومفاهيمه‬ ‫النتروبولوجيا او اإلناسة علم‬
‫تمثل المرحلة الثالثة من الدراسة‪ .‬فالمرحلة الولى‪،‬‬ ‫تطوره‪ .‬واإلناسة ّ‬ ‫تعدد اتجاهاته ومراحل ّ‬ ‫مع ّ‬
‫أ‬
‫ُيطلق عليها "الناسوت" (اإلثنوغرافيا)‪ « ،‬فالناسوت يتجاوب مع المراحل الولى من البحث‪:‬‬
‫ّ‬ ‫أ‬
‫المعاينة والوصف والعمل الميداني‪ .‬والدروسة التي تدور حول مجموعة محصورة ّالنطاق بما‬
‫ّ‬ ‫أ‬
‫الشخصية‬ ‫يك في لجعل الباحث قادرا على تجميع القسم العظم من معلوماته بناء على خبرته‬
‫"النياسة"‬ ‫الثانية‪ُ ،‬يطلق عليها ّ‬ ‫الناسوتية بالذات‪ )8(».‬والمرحلة ّ‬ ‫ّ‬ ‫تشكل نمط الدراسة‬ ‫وإنما ّ‬‫ّ‬
‫بعملية الجمع‬ ‫(اإلثنولوجيا)‪ ،‬وهي ل أتتا ّسس فقط على المعرفة المباشرة بل يقوم فيها الباحث ّ‬
‫متعلقة بالجماعات‬ ‫افي‪ ،‬إذا كان يهدف الجمع بين معارف ّ‬ ‫والتوليف وفقا ّ‬
‫لالتجاه الجغر ّ‬
‫ّ أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬
‫معينين او ّعدة‬ ‫التاريخي إذا كان قاصدا ك تابة التاريخ بالنسبة لقوام‬ ‫ّ‬ ‫المتجاورة‪ ،‬او وفقا لالتجاه‬
‫ّ أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬
‫ثانية واخيرة من‬ ‫اقوام‪ )9(...‬والمرحلة يطلق عليها "اإلناسة" (النثروبولوجيا)‪ ،‬وهي مرحلة‬
‫توصلت إليها الناسوت واإلناسة‪ .‬تهدف إلى اإلحاطة‬ ‫الجمع والتوليف‪ .‬تستند إلى النتائج ّالتي ّ‬
‫بكل ّاتساعه الجغرافي والتاريخي‪ّ .‬‬
‫تتطلع‬ ‫إجمالية‪ ،‬تشتمل على موضوعها ّ‬ ‫بمعرفة اإلنسان معرفة ّ‬
‫(‪)10‬‬ ‫ّ أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫إلى معرفة قابلة التطبيق على ّ‬
‫اإلنسانية إلى احدثها‪.‬‬ ‫التطور البشري باسره‪ ،‬من اقدم العراق‬
‫والثالثة ّ‬‫ّ‬ ‫أ‬ ‫أ‬
‫فالمراحل الثالث يصعب الفصل بينها ل ّن ّ‬
‫بالثانية‪.‬‬ ‫الثانية مرتبطة قطعا بالولى‪،‬‬
‫أ‬ ‫وسنسعى في هذا البحث المتواضع أان ّ‬
‫نركز على المرحلة الولى "الناسوت"‪/‬اإلثنوغر ّافية‪ ،‬في‬
‫دراسة نظام القرابة وما يتصل به من مصطلحات ونظام زواج وإقامة ونسب‪ .‬وسندرس هذه‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫النظمة في عالقتها بنظام واقع الخبرة للمجتمع القبائلي‪ .‬وننتقل من حين لخر للمرحلة الثانية‬
‫ّ أ‬ ‫ّ أ‬
‫نتروبولوجية‪ ،‬اي على‬ ‫اإلثنولوجية وال‬ ‫والثالثة من البحث لدراسة الظاهرة على سبيل المقاربة‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫سبيل المقارنة بين مصطلحات وانظمة القرابة في ثقافات اخرى ‪.‬‬

‫‪EISSN :2602-5353 / ISSN : 2170-0583‬‬ ‫‪14‬‬


‫ص ص ‪28-09‬‬ ‫ّ‬
‫المجلد‪ /13 :‬العدد‪( 02 :‬ماي ‪. )2022‬‬ ‫الممارسات ّالل ّ‬
‫غوية‬

‫‪ 3‬ـ مصطلحات ونظام القرابة بالمجتمع القبائلي‬


‫‪ 3‬ـ ‪ 1‬ـ مصطلحات القرابة ونظام الزواج بالمجتمع القبائلي‬
‫ّ َ ُّ ْ أ َ ْ َو ْ أ‬
‫يوجد بالمجتمع القبائلي التقليدي ما يسمى "رشل" او "از اج" اي "الزواج"‪ ،‬من الفعل‬
‫مازيغية القبائلية‪ ،‬باإلضافة إلى الكلمتين‬ ‫تزوج‪ُ .‬ويستعمل في اللغة أال ّ‬ ‫َ"ي ْر َش ْل" أاو َي ْز َو ْج" بمعنى ّ‬
‫وغ" أاي "اشترى" بالمعنى الحرفي (بالنسبة للزوج والزوجة)‪ ،‬وكلمة ُ‬
‫و"ي ِّّبى"‬ ‫السابقين‪ ،‬فعل ُ"ي ْ‬
‫و"اعطى" أاي ّقدم بمعنى َّزوج (بالنسبة ألب الفتاة أاو واحد من ذكور‬ ‫أ‬
‫اي "اخذ" (بالنسبة للزوج)‬
‫أ أ‬
‫وتدل ّكل هذه الستعمالت على الزواج‪ ،‬والقبائل يعترفون بالزواج‪ ،‬ويمنعون‬ ‫بوية)‪ّ .‬‬ ‫أاسرتها أال ّ‬
‫التزاوج‪.‬‬
‫ويعني منع التزاوج منع «ذلك الرتباط الذي يجمع بين الرجال والنساء بغرض اإلشباع‬
‫أ‬ ‫أ آ‬ ‫أ‬
‫الجنسي اساسا‪ ...‬وتكاد ّكل المجتمعات تقريبا تك فل هذا التزاوج بشكل او باخر‪ ،‬بل ا ّنه يعتبر‬
‫أ‬
‫من الضروري في بعض المجتمعات ان يشارك صغار البالغين في عدد من عالقات التزاوج‬
‫جدية‪ )11(».‬وهذا ما ترفضه‬ ‫العرضية والنتقالية قبل الشروع في الدخول في عالقة زوجية ّ‬
‫المتحضرة منها‪ .‬وتبقى طبيعة وفكرة الزواج والتزاوج‬ ‫ّ‬ ‫مجتمعات العالم اإلسالمي التقليدية ّ‬
‫وحتى‬
‫أ‬ ‫وتاويالت متباينة ّ‬ ‫أ‬ ‫إنسانية ّ‬
‫فكل ثقافة ّ‬ ‫ثقافيتين بدرجة أاولى‪ّ ،‬‬
‫وحتى متناقضة لالفعال‬ ‫تقدم قواعد‬
‫الثقافية أال ّ‬
‫ساسية‬ ‫اإلنسانية الواحدة‪ .‬لكن يبقى الزواج في جميع أالحوال «هو بالفعل الوسيلة ّ‬ ‫ّ‬
‫(‪)12‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬
‫لضمان استمرار السرة والجماعات الخرى القائمة على القرابة‪».‬‬
‫التقليدي عقدا واتفاقا بين الزوجين المعنيين‪ ،‬بل‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫القبائلي‬ ‫ول يعتبر الزواج في المجتمع‬
‫أ‬ ‫أ‬ ‫ّ أ‬
‫تتدخل فيه اطراف اخرى‪« ،‬فحتى يحصل رجل من الرجال على زوجة له‪ ،‬ينبغي ان تكون هذه‬
‫آ‬ ‫أ‬ ‫أ‬
‫الزوجة قد اعطيت له‪ ،‬بصورة مباشرة او غير مباشرة‪ ،‬من ِّق َب ِّل رجل اخر يقع منها‪ ،‬في الحالت‬
‫أ‬ ‫أ أ أ‬
‫البسيطة‪ ،‬موقع الب او الخ‪ ...‬إن بنية القرابة التي تستحق فعال صفة البساطة‪ ...‬تتالف من‬
‫التصرف في‬ ‫حق ّ‬ ‫وممثل للمجوعة التي أاعطت الزوجة للزوج‪ 13».‬وهكذا يكون ّ‬ ‫زوج وزوجة وولد ّ‬
‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ أ أ‬ ‫أ‬
‫زواج الفتاة البكر لبيها‪ ،‬وإن لم يحدث يكون المر لخيها او ّعمها او نسيب من ناحية الب من‬
‫ّ أ‬ ‫الذكور‪ .‬وإن لم يكن هناك من أاقارب ذكور ّ‬
‫فللولي الذي ّ‬
‫ويزوج الرملة‬ ‫تعينه جماعة عقال القرية‪.‬‬
‫حق الزواج‬ ‫معينا وهكذا يكون ّ‬ ‫أاحد من أاقاربها أاو من ورثاء زوجها‪ ،‬يشترط على الخطاب مبلغا ّ‬
‫ّ َْ َ ْ ْ أ ُ ْ أ‬ ‫عامة‪ ،‬متالزما ّ‬ ‫بصفة ّ‬
‫يث"‪ ،‬اي "العمامة"‬ ‫بحق استالم المبلغ وهو ما يسمى ب "ثعمامث" او "ث ِّتش‬
‫أ‬ ‫أ أ‬
‫او "ال كل" بمعنى المهر او الصداق‪ .‬ويكمن هذا الثمن دوما في مبلغ من الدراهم وكبشين‪ .‬وهو‬

‫‪EISSN :2602-5353 / ISSN : 2170-0583‬‬ ‫‪15‬‬


‫ص ص ‪28-09‬‬ ‫ّ‬
‫المجلد‪ /13 :‬العدد‪( 02 :‬ماي ‪. )2022‬‬ ‫الممارسات ّالل ّ‬
‫غوية‬

‫أ‬
‫ثمن محدود ببعض القرى وغير محدود ببعضها الخر‪ .‬ويبقى في هذه الحالة مرتبطا بما يشترطه‬
‫أ‬ ‫أ‬ ‫أالب في ابنته‪ .‬ول يكون ّ‬
‫حق العمامة للمراة بل لمن يمتلكها من الذكور كالب ّ ج‪.‬‬
‫الزو (‪)14‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫البشرية‪ ،‬الزواج ّ‬ ‫أ‬
‫المفضل‪.‬‬ ‫المحرم والزواج‬ ‫نجد من بين انظمة الزواج في المجتمعات‬
‫ضيق‬ ‫ويرتبط التحريم ‪-‬وبصفة أاخص تحريم الزنا بالمحارم‪ -‬بمفهوم الجماعة‪ ،‬فقد يكون ّ‬
‫النطاق‪ ،‬كما قد يكون واسعه‪ .‬و«تعمل قواعد تحريم الزنا بالمحارم‪ ،‬كوسيلة للحفاظ على‬
‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ أ أ‬ ‫أ‬
‫الجماعة السرية‪...‬ولها وظيفة اخرى ابعد اثرا من ذلك‪ ،‬ال وهي خلق روابط بين السر المختلفة‬
‫التاليف بينها في كيان كلي متعاون أاكبر ّ‬ ‫أ‬
‫‪...‬وتعد قواعد تحريم الزنا بالمحارم إحدى‬ ‫ومن ثم‬
‫(‪)15‬‬
‫الوسائل التي تستهدف تحقيق هذه الغاية‪».‬‬
‫أ‬ ‫ّ‬
‫والمحرم بين الشخاص المرتبطين بدرجة قر ّابية تمنع‬ ‫وخارج نطاق الزواج الممنوع‬
‫المفضل كبديل‪ .‬ومن أانواعه‪ :‬الزواج الداخلي ‪ ،Endogamie‬الذي يتمّ‬ ‫اقترانهما‪ ،‬أياتي الزواج ّ‬
‫أ‬
‫بين رجل وامراة داخل الجماعة المنتميين إليها‪ ،‬وزواج الخارجي ‪ ،Exogamie‬الذي يكون من‬
‫أ‬ ‫ّ‬
‫المنتميين إليها‪ ،‬والزواج الحادي ‪ ،Monogamie‬وهو النموذج المثالي لدى‬ ‫خارج الجماعة‬
‫ّ‬ ‫أ‬ ‫أ‬
‫الك ثير من الشعوب‪ ،‬فالطفال فيه نتاج ابوين اثنين فقط‪ ،‬والزواج التعددي ‪،Polygamie‬‬
‫أ‬
‫الذي يتجاوز فيه عدد الزواج ‪-‬رجال ونساء‪ -‬الواحد‪ ،‬والزواج المتعاقب ‪ ،Polygynie‬حيث‬
‫ّ‬ ‫ّ أ‬ ‫يتزوج فيه الرجل ّعدة نساء دون الجمع ّ‬ ‫ّ‬
‫الخاص‬ ‫تعدد الزواج ‪،Polyandrie‬‬ ‫بينهن‪ ،‬وهناك‬
‫أ‬ ‫ّ أ‬ ‫بزواج ام أراة واحدة من ّعدة رجال‪ ،‬وهناك ما ّ‬
‫بتعدد الزواج الشقاء ‪fraternelle‬‬ ‫يسمى‬
‫أ‬ ‫أ أ‬
‫‪ .Polyandrie‬وتوجد انواع اخرى من الزواج ومنها‪ :‬زواج اعلى ‪ ،L’Hypergamie‬وهو زواج‬
‫خاص بالزواج من زوج ذي‬ ‫من زوج ذي مرتبة اجتماعية أاعلى‪ ،‬وزواج أادنى ‪ّ ،L’Hypogamie‬‬
‫الميت‪ ،‬وزواج‬ ‫اجتماعية أادنى‪ ،‬وزواج السلفة ‪ ،Lévirat‬وهو زواج أالخ من زوجة أاخيه ّ‬ ‫ّ‬ ‫مرتبة‬
‫أ‬ ‫ّ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أال ّ‬
‫خية ‪ ،Sororat‬وهو زواج الرمل من اخت زوجته المتوفاة‪ ،‬وهناك زواج الخية‪ ،‬من الخت‬
‫خية الممدود ‪ ،Sororat étendu‬والزواج من‬ ‫الصغرى ‪ ،Sororat de la cadette‬وزواج أال ّ‬
‫(‪)16‬‬ ‫أ أ أ‬ ‫أ‬
‫الخت العاقر حيث يصير ابناء اختها ابناءها هي‪.‬‬
‫بشدة ‪-‬مثلما نجدهما في الشريعة‬ ‫مطبقين ّ‬ ‫نجد بمنطقة القبائل تحريم الزنا وزواج المحارم ّ‬
‫حادي والداخلي‪ .‬فمن النادر اللتجاء إلى الزواج‬ ‫المفضل هو الزواج أال ّ‬ ‫ّ‬ ‫اإلسالمية‪ -‬والزواج‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫أ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫التعددي‪ ،‬وذلك في ظروف خاصة جدا‪ ،‬كما ان الزواج الخارجي بالمناطق الجبلية العليا‬
‫"الداخلي" الزواج من القرية‬‫ّ‬ ‫داخلي للغاية‪ ،‬ول يعني مصطلح‬ ‫لجرجرة‪ ،‬غير معمول به‪ ،‬فالزواج ّ‬
‫أ‬ ‫ّ‬
‫والممتدة‪ ،‬التي هي جزء من القرية التي ينحدر افرادها‬ ‫فحسب‪ ،‬بل من داخل العائلة الكبيرة‬

‫‪EISSN :2602-5353 / ISSN : 2170-0583‬‬ ‫‪16‬‬


‫ص ص ‪28-09‬‬ ‫ّ‬
‫المجلد‪ /13 :‬العدد‪( 02 :‬ماي ‪. )2022‬‬ ‫الممارسات ّالل ّ‬
‫غوية‬

‫جد مشترك ومن أالصل واحد‪ .‬ويمنع الزواج بين أالصول الثالثة المتباينة‪ ،‬بمعنى ل ّ‬
‫يتزوج‬ ‫من ّ‬
‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬
‫المرابطون "السياد" من نساء القبائل "الحرار"‪ ،‬ويستحيل اقتران المرابطين والحرار بالعبيد‬
‫أ‬ ‫ّ‬ ‫"الخدم"‪ .‬وهكذا نلتمس صالبة القوانين ّ‬
‫"التقليدية"‪ ،‬فهي ل تاخذ‬ ‫العرفية بقرى القبائل العليا‬
‫أ‬ ‫أ‬ ‫اإلسالمية إل ما يتماشى وبنية قوانينها ّ‬
‫ّ‬
‫العرفية‪ .‬ويمكن ان نلتقي احيانا بالزواج‬ ‫من القوانين‬
‫ّ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ّ‬
‫المتكرر في حالة الوفاة او الطالق‪ ،‬وكذا زواج السلفة والخية‪ .‬في حديثها عن طبيعة المجتمع‬
‫عامة من ثالث‬ ‫يتكون المجتمع القبائلي بصفة ّ‬ ‫القبائلي والزواج تقول "تسعديت ياسين" ‪ّ «:‬‬
‫طبقات ّ‬
‫مدرجة‪ :‬جماعة كبيرة من الالئكيين المقيمين والتي تمارس غالبا زواجا داخليا‪ ...‬بالنسبة‬
‫للزواج مثال يميل الفالحون الصغار إلى تزويج بناتهم لفالحين متوسطي الدخل وزواجهم هم‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫من الذين في مستوى طبقتهم او من طبقة ا ّقل مستوى منهم‪ )17(».‬فيمكننا الحديث هنا عن‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫الزواج العلى والزواج الدنى‪.‬‬

‫‪3‬ـ‪2‬ـ مصطلحات القرابة ونظام النتساب بالمجتمع القبائلي‬


‫تندرج وتعكس مصطلحات القرابة بالمجتمع القبائلي طبيعة نظام النتساب‪ .‬ترتبط في الواقع‬
‫َْ‬
‫جنسان‪:‬اذ َك ْر َ‪/‬ا ْن َث‬ ‫والسن‪ .‬فالنوع البشري‬ ‫اإلثنوغرافي التسميات والمصطلحات بطبيعة الجنس ّ‬
‫َْ ْ َْ ْ أ‬ ‫أ‬
‫ذكر‪/‬انثى‪َّ .‬‬ ‫أ‬
‫يشث او‬ ‫يميز في الطفولة بين الجنسين بمصطلحي اق ِّشيش‪/‬ثق ِّش‬ ‫اي‬
‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬
‫نحوي على اساس‬ ‫تمييز ّ‬‫ٍ‬ ‫َا ْح َذ ْاي َ‪/‬ث ْح َذ ْاي ْث‪ ْ،‬اي طفل‪/‬طفلة‪ ،‬واصل المصطلحين واحد‪ ،‬مع‬
‫بال لف‪ ،‬أا ّما ّ‬ ‫أ أ‬ ‫أ‬
‫المؤنث فتسبقه‬ ‫ّ‬
‫"القبائلية"‪-‬يبدا‬ ‫التذكير والتانيث فقط‪ .‬فالمذكر –في قواعد ّاللغة‬
‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬
‫تاء او ثاء في البداية واخرى في النهاية‪ .‬ا ّما في مرحلة الشباب والكهولة ُفيستخدم مصطلحان‬
‫أ‬ ‫َ ْ َ َ َ ُّ ْ أ‬
‫وث اي رجل‪/‬امراة‪ .‬وفي مرحلة الشيخوخة ُيستخدم مصطلحان من‬ ‫مختلفان تماما‪ :‬ارقاز‪/‬ثمط‬
‫أ‬
‫والتانيث‪َ :‬ا ْم َغ ْار َ‪/‬ث ْم َغ ْارث‪ْ.‬‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫أ‬
‫اصل واحد‪ ،‬يختلفان فقط من الناحية النحوية المتمثلة في التذكير‬
‫تحددها عالقة الرحم‪ ،‬وقرابة‬ ‫ساسيين من القرابة‪ :‬قرابة ّالدم التي ّ‬ ‫يميزون بين نوعين أا ّ‬ ‫والقبائل ّ‬
‫ولما كانت المصطلحات‬ ‫المصاهرة التي ترتبط في ك ثير من أالحيان بقرابة ّالدم غير المباشرة‪ّ .‬‬
‫المتكلم فسنذكرها مع اإلشارة إلى مستعمليها‪.‬‬ ‫تختلف باختالف زاوية ّ‬
‫الضيقة ُلتطلق على‬ ‫الدموية والمصاهرة دائرتيهما ّ‬ ‫تتوسع وتتجاوز مصطلحات القرابة ّ‬ ‫وغالبا ما ّ‬
‫َْ َْ أ أ أ أ‬
‫من ل قرابة دموية ول مصاهرة بهم‪ .‬فمصطلح " ِّإمولن"‪ ،‬اي البوان او الهل(ومعناه الحرفي‬
‫أ‬ ‫أ‬ ‫آ أ‬ ‫أ‬
‫الذين يمتلكوننا)‪ ،‬يلفظ به البناء عن الباء او الفروع عن الصول‪ ،‬كما يطلق على افراد العائلة‬
‫أ‬ ‫أ أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬
‫البوية الكبيرة وعلى افراد قرية النتماء ايضا‪ .‬ومصطلح ّ"ب ّابا"‪ ،‬اي "ابي"‪ ،‬يقوله البن او البنت‬

‫‪EISSN :2602-5353 / ISSN : 2170-0583‬‬ ‫‪17‬‬


‫ص ص ‪28-09‬‬ ‫ّ‬
‫المجلد‪ /13 :‬العدد‪( 02 :‬ماي ‪. )2022‬‬ ‫الممارسات ّالل ّ‬
‫غوية‬

‫أ‬ ‫العم مع زيادة ذكر اسم ّ‬ ‫عن أالب البيولوجي‪ .‬كما يقوله ابن أالخ وابنة أالخ عن ّ‬
‫العم‪ ،‬مثل ابي‬
‫أ‬ ‫أ‬ ‫محمد‪ .‬ويقوله أايضا الحفيد والحفيدة ّ‬ ‫العم ّ‬ ‫ّ‬
‫للجد من الب ومن ال ّم مع‬ ‫محمد‪ ،‬إذا كان اسم ّ‬
‫للرب مع زيادة‬ ‫جدي‪ .‬كما يقال ّ‬ ‫علي" ومعناه ّ‬ ‫الجد‪ ،‬مثل َ"ب َابا َا ْعلي" أاي أ"ا ّبي ّ‬ ‫زيادة ذكر اسم ّ‬
‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ أ‬
‫كلمة ّربي َ"ب َابا ِّّربي"‪ ،‬اي "ابي َربي"‪ .‬ويطلق ايضا على الولياء الصالحين احيانا‪ ،‬وهو تعويض‬
‫أ أ‬
‫لمصطلح "سيدي" مثل "بابا الحاج"‪ ،‬اي "ابي الحاج"‪...‬الخ‪.‬‬
‫أ‬ ‫أ أ‬
‫البيولوجية‪ .‬كما يقوله الحفيد والحفيدة‬ ‫ّ‬ ‫ومصطلح َ"ي َّما"‪ ،‬اي ا ّمي‪ ،‬يقوله البن والبنت عن ال ّم‬
‫"جدتي فاطمة"‪.‬‬ ‫الجدة‪ ،‬مثل َ"ي َّما فاظمة"‪ ،‬أاي ّ‬ ‫وال ّم‪ ،‬مع زيادة ذكر اسم ّ‬ ‫أ‬ ‫أ‬
‫الجدة من الب‬ ‫عن ّ‬
‫"يما خديجة"‪" ،‬يما‬ ‫الوليات الصالحات‪ ،‬مثل "يما قورايا"‪ّ ،‬‬ ‫ويطلق أايضا على بعض ّ‬
‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ أ‬
‫ثيمزريث"‪...‬الخ‪ ،‬اي "ا ّمي قورايا"‪ ،‬و"ا ّمي خديجة"‪ ،‬و"ا ّمي ثيمزريت"‪...‬الخ‪ .‬ومصطلح الم‬
‫"للة"‪ ،‬بمعنى ّ‬ ‫ّ‬ ‫الوليات الصالحات ّ‬ ‫الذي يطلق على ّ‬
‫السيدة"‪.‬‬ ‫يعوضه مصطلح‬
‫أ‬ ‫َ أ‬ ‫َ ْ َو أ َ َّ ْ أ أ‬
‫وهناك مصطلح "ثار ا" او "اراو"‪ ،‬اي البناء (ومعناه الحرفي المنجبون اي الذين انجبناهم)‪،‬‬
‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬
‫يقوله البوان عن البناء ذكورا وإناثا‪ .‬ويستخدم الزوج هذا المصطلح ايضا للحديث عن زوجته‬
‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬
‫للغير‪ .‬كما نجد مصطلح َ"ا ّ ِّمي" او َ"م ّ ِّمي"‪ ،‬اي "ابني"‪ ،‬يقوله الب وال ّم عن البن‪/‬الذكر‪ ،‬وقد‬
‫أ‬ ‫ّ ّ أ‬
‫والجدة ايضا عن الحفيد‪ ،‬يقال هذا مباشرة لالبن او عند الحديث عنه للغير‪ .‬ويوجد‬ ‫يقوله الجد‬
‫ّ ّ أ‬ ‫أ‬ ‫ّ‬ ‫أ أ‬ ‫َّ أ‬
‫مصطلح "ي ِّلي"‪ ،‬اي "ابنتي"‪ ،‬يقوله الب والم عن البنت‪/‬النثى‪ .‬وقد يقوله الجد والجدة ايضا‬
‫أ أ‬ ‫ْ‬ ‫أ‬
‫عن الحفيدة‪ .‬يقال هذا مباشرة لالبنة او في الحديث للغير عنها‪ .‬ومصطلح َ"اﭬ َمى"‪ ،‬اي "اخي"‪،‬‬
‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ أ‬
‫يقوله الخ والخت عند الحديث عن الخ من الب وال ّم نفسيهما‪ .‬ويقال لالخ مباشرة او للغير‬
‫أ أ‬ ‫أ ْ‬
‫عندما يكون الحديث عنه‪ .‬كما نجد مصطلح َ"و ْت َما" او َ"ول ْت َما"‪ ،‬اي "اختي"‪ ،‬مصطلح يقوله‬
‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ أ‬
‫الخ والخت عن الخت عند الحديث عن اختهما التي هي من الب وال ّم نفسيهما‪ ،‬ويقال‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫لالخت مباشرة او للغير عندما يكون الحديث عنها‪.‬‬
‫الجدي‪.‬‬ ‫"جدي"‪ ،‬يستخدمه الحفيد والحفيدة في حديثهم للغير عن ّ‬ ‫"ج ّدي"‪ ،‬أاي ّ‬ ‫ومصطلح َ‬
‫ِّ‬
‫الجدة‪،‬‬‫"جدتي"‪ ،‬يستخدمه الحفيد والحفيدة في حديثهم للغير عن ّ‬ ‫ومصطلح "ج َّيدة"‪ ،‬أاي ّ‬
‫أ‬ ‫ّ‬ ‫ِّ‬
‫ْ‬
‫وهناك من يستخدم المصطلح للدللة عن القابلة التي ولدت الطفل‪ ،‬وهناك مصطلحات اخرى‬
‫َ أ أ‬ ‫أ أ‬ ‫يستخدمها أالحفاد عن ّ‬
‫و"م َّاما" اي "امي" بالتقريب‪،‬‬ ‫الجدة‪ ،‬مثل َ"ي ّما َع ُّزو" اي "ا ّمي العزيزة"‪،‬‬
‫ّ أ‬ ‫أ‬
‫للجدة او في الحديث عنها للغير‪.‬‬ ‫و"س ِّّتي"‪ ،‬وهذه الخيرة تقال مباشرة‬ ‫َ‬

‫‪EISSN :2602-5353 / ISSN : 2170-0583‬‬ ‫‪18‬‬


‫ص ص ‪28-09‬‬ ‫ّ‬
‫المجلد‪ /13 :‬العدد‪( 02 :‬ماي ‪. )2022‬‬ ‫الممارسات ّالل ّ‬
‫غوية‬

‫أ‬ ‫يس َن ّامي"‪ّ "/‬يل ْ‬ ‫وعن أالحفاد نجد مصطلح أ"ا ّم ْ‬


‫يس َن ّ ِّامي"‪ ،‬اي "ابن ابني"‪" /‬ابنة ابني"‪ ،‬يقوله‬
‫يس َا ْن َي ِّّلي"‪،‬‬‫"يل ْ‬ ‫يس َا ْن َي ّلي"‪ّ /‬‬
‫ِّ‬
‫َ‬
‫والجدة عن ابن وابنة البن في حديثهما للغير عنهما‪ .‬و"ا ّ ِّم ْ ِّ‬ ‫الجد ّ‬ ‫ّ‬
‫والجدة عن ابن البنت وابنة البنت‪.‬‬ ‫أاي "ابن ابنتي"‪ /‬ابنة ابنتي"‪ ،‬يقوله الج ّد ّ‬
‫أ أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ومصطلح َ"ع ّ ِّمي"‪ ،‬أاي ّ‬
‫"عمي" يقوله ابن الخ وابنة الخ عن اخ الب في حديثهما للغير عنه‪ .‬كما‬
‫"عمتي"‬ ‫و"ع ْم ِّثي"‪ ،‬أاي ّ‬ ‫يقال عن ّكل أالقارب الذكور من بطن أالب‪ ،‬مع زيادة ذكر اسم القريب‪َ .‬‬
‫أ‬ ‫يقوله ابن وابنة أالخ عن أاخت أالب عند الحديث للغير عنها‪ .‬ومصطلح َ‬
‫"خا ِّلي"‪ ،‬اي "خالي"‬
‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ أ‬ ‫أ‬
‫يقوله ابن وابنة الخت عن اخ ا ّمهما‪ ،‬كما يقال عن ّكل القارب الرجال من بطن ال ّم‪ ،‬مع زيادة‬
‫أ أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫َْ‬
‫"خال ِّتي"‪ ،‬اي "خالتي" يقوله ابن وابنة الخت عن اخت ا ّمهما‪،‬‬ ‫ذكر اسم الشخص‪ .‬ومصطلح‬
‫ّأ‬ ‫أ‬
‫كما يقال عن ّكل القارب اإلناث من بطن الم‪.‬‬
‫أ‬ ‫ّ أ‬ ‫أ أ‬
‫سنه‬‫ولالب إذا كان ّ‬ ‫وللعم الصغر‪،‬‬ ‫و"د َّدا" ل يوجد له مصطلح في العر ّبية‪ ،‬يقال لالخ ال كبر‪،‬‬ ‫َ‬
‫أ‬ ‫ّ أ‬
‫سن ابنائه‪ ،‬كما ُيقال ايضا للرجل‪/‬للذكر على سبيل الحترام والتقدير‪ ،‬وهو مصطلح‬ ‫متقاربا مع‬
‫َّ‬ ‫َ‬ ‫أ‬
‫مستعمل ك ثيرا لمخاطبة الرجال الذين هم من بطن الب‪ .‬و"نانا" مصطلح ل يوجد له مقابل‬
‫آ‬ ‫يتميز عنه فقط في كونه ّ‬ ‫العربية‪ ،‬وهو مثل مصطلح "دادا" ّ‬ ‫في ّ‬
‫موجه لإلناث والخر للذكور‪،‬‬
‫أ‬ ‫أ‬ ‫وللعمة‪ ،‬ولزوجة ّ‬ ‫لالخت الكبرى‪ّ ،‬‬ ‫أ‬
‫العم‪ ،‬وزوجة الب‪ ،‬كما يقال للنساء الخريات على‬ ‫ويقال‬
‫سبيل الحترام والتقدير‪.‬‬
‫َ ُ َّ ْ َ ُ َّ ْ ْ أ‬
‫ومن مصطلحات المصاهرة نجد كلمة "اضقال"‪"/‬ثضقالت"‪ ،‬اي "الحم"‪"/‬الحماة" يطلقه‬
‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ أ‬
‫الزوج على اب وام زوجته‪ ،‬وتطلقه ايضا –بصيغة الجمع " ِّإ ُض َال ْن"‪ -‬عائلة الزوج واهله على اهل‬
‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ّ أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬
‫ونظن با ّن لفظ صهر واصهار اك ثر ّدقة وافضل‬ ‫زوجته‪ ،‬كما يطلقه اهل الزوجة على اهل الزوج‪،‬‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫دللة من لفظي حم‪/‬حماة‪ .‬ومصطلح َ"ا ْم َغ ْار ا ِّْو"‪ ،‬اي "الحم" تطلقه الزوجة (الكنة) على اب‬
‫ّ أ‬ ‫أ‬ ‫زوجها‪ّ .‬‬
‫يدل ايضا على الزوج‪،‬‬ ‫ويدل المعنى الحرفي للمصطلح على "عجوزي" او "شيخي"‪ ،‬كما‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫فتقول الزوجة عن زوجها "عجوزي" او "شيخي" بدل زوجي‪ .‬ومصطلح َ"ث ْم َغ ْار ْث ا ِّْو"‪ ،‬اي‬
‫أ‬ ‫"حماتي" تقوله (الزوجة) ّ‬
‫الكنة عن ا ّم زوجها‪ ،‬ويطلقه الزوج عن زوجته‪ ،‬فيقول الزوج عن‬
‫ضرة الحماة "‪ ،‬على ّ‬
‫ضرة‬ ‫زوجته "عجوزي" بدل زوجتي‪ ،‬ويقال أايضا َ"ث ْم َغ ْار ْث َث َش ِّّل ْيق ْث أ"اي ّ‬
‫متعددات‪.‬‬ ‫وضرائر الحماة إذا كانت للحم زوجات ّ‬
‫و"ث َم ُّط ْ‬
‫وث‬ ‫ومصطلح َ"ا ْر َق ْاز ا ِّْو"‪ ،‬أاي "زوجي" تقوله الزوجة عن زوجه‪ ،‬ومعناه الحرفي "رجلي"‪َ .‬‬
‫أ أ‬ ‫َْ‬ ‫أ‬ ‫أ‬
‫و"ال َو ْس"‪ ،‬اي "اخ الزوج"‬ ‫ا ِّْو"‪ ،‬اي "زوجتي" يطلقه الزوج عن زوجته‪ ،‬ومعناه الحرفي "امراتي"‪.‬‬
‫أ‬ ‫أ أ‬ ‫َْ‬ ‫أ‬
‫و"ثل َو ْس ْث"‪ ،‬اي "اخت الزوج" تطلقه الزوجة على اخت زوجها‪.‬‬ ‫تطلقه الزوجة على اخ زوجها‪.‬‬

‫‪EISSN :2602-5353 / ISSN : 2170-0583‬‬ ‫‪19‬‬


‫ص ص ‪28-09‬‬ ‫ّ‬
‫المجلد‪ /13 :‬العدد‪( 02 :‬ماي ‪. )2022‬‬ ‫الممارسات ّالل ّ‬
‫غوية‬

‫تعدد الزوجات‪.‬‬ ‫"الضرة" تطلقه الزوجة على زوجة زوجها أالخرى‪ ،‬في حالة ّ‬ ‫ّ‬ ‫أ‬ ‫َ‬
‫و"ث ْك َنا"‪ ،‬اي‬
‫أ‬ ‫أ‬ ‫أْ ْ أ‬
‫يب"‪ ،‬اي "الربيب" او "ابن الزوج" تطلقه الزوجة على ابن زوجها من زوجة اخرى‪.‬‬ ‫و"ارب‬
‫َّ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫َ ْ ِّ ْ ْ أ‬
‫و"ثر ِّبيبث"‪ ،‬اي "الربيبة" او "ابنة الزوج" تطلقه الزوجة على ابنة زوجها من زوجة اخرى‪" .‬يا"‪،‬‬
‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ أ‬ ‫أ‬
‫اي "زوجة" يقال عن زوجة الخ والب‪ُ ،‬فيقال عن زوجة الخ " َّيا َن ْاق ّما" وعن زوجة الب َّ"يا‬
‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬
‫َا ْن َب َابا"‪ ،‬فهما مصطلحان يقولهما اخوة واخوات الزوج عن زوجة اخيهم‪ ،‬كما يقولهما ابناء‬
‫أ أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬
‫وبنات الزوج عن زوجة ابيهم‪ .‬و"ا ّي ْاو"‪ ،‬اي "زوج اخت الزوجة"‪ ،‬او اقاربه من الرجال‪ ،‬يطلقه‬
‫أ أ‬ ‫الزوج أواهله على زوج أاخت زوجته أواهله من الرجال‪َ .‬‬
‫و"ث َّي ْاو ْث"‪ ،‬اي "اخت زوج الزوجة"‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫وقريباته‪ ،‬يطلقه الزوج واهله على اخت الزوجة وقريباتها‪.‬‬
‫ابي هو «مجموعة من القواعد التي‬ ‫ابي‪ ،‬والنظام القر ّ‬ ‫يرتبط نظام النتساب بطبيعة النظام القر ّ‬
‫أ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫الجنسية‪ ،‬وإقامة الفراد والجماعات ووضعهم‪،‬‬ ‫تحدد النسب‪ ،‬واإلرث‪ ،‬والزواج والعالقات‬
‫أ‬ ‫الزواجية‪ .‬غير أا ّن الختصاصيين ّ‬
‫يشددون على ا ّن‬ ‫ّ‬ ‫الرحيمية والتحالفات‬ ‫ّ‬ ‫حسب روابط الصالت‬
‫مجتمعية‪ ،‬إذ أانّ‬ ‫ّ‬ ‫(البيولوجية)‪ ،‬بل هي تعني عالقة‬ ‫ّ‬ ‫رابطة ّالدم ل تعني مجرد العالقة الحياوية‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫أ‬ ‫تضم أاشخاصا جرى ّ‬ ‫الجماعة القر ّابية الواحدة قد ّ‬
‫تبنيهم من قبل الجماعة‪ ،‬كما ان الولد قد‬
‫(‪)18‬‬ ‫أ‬
‫يكون له اب ليس هو والده‪».‬‬
‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬
‫ولكي نعرف طبيعة نظام السرة والزواج يجب ان نعرف ا ّول طبيعة نظام النتساب‪ .‬هذه التي‬
‫أ‬
‫ّتتضح من معرفة طبيعة الجماعات َّالنسبية التي ينحدر منها الفراد المنتسبون إليها عبر جيل‬
‫وإما عبر النساء‪.‬‬ ‫من أالجيال السالفة‪« .‬ويتعاقب النسب عادة في طرف واحد‪ّ ،‬إما عبر الرجال ّ‬
‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ أ‬
‫فيكون والحالة هذه نسبا من طرف واحد‪ ،‬اي ا ّنه من طرف الب في الحالة الولى ومن طرف‬
‫تشكل‬ ‫تضم جميع أافراد الساللة الواحدة منذ أالب أال ّول ّ‬ ‫أال ّم في الحالة الثانية‪ .‬والمجموعة التي ّ‬
‫المتزوجة تظل ّ‬
‫منتمية‬ ‫"البطن أالبي" أاو "البطن أال ّمي"‪ .‬ففي حالة البطن أال ّبي نجد أا ّن الم أراة ّ‬
‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬
‫على الدوام إلى بطنها الصلي‪ ،‬لكن اولدها ينتمون إلى بطن زوجها‪ .‬في حين ا ّن هؤلء الولد‬
‫أ أ‬
‫يظلون‪ ،‬في البطن ال ّمي‪ ،‬ابناء لبطنها هي ويظلون تحت رعاية خالهم (سواء كان هذا الخال‬
‫ّ أ ّ أ ّ (‪)19‬‬ ‫أ أ أ أ‬
‫اخ ال ّم او اخ الجدة ام الم)‪».‬‬
‫وال ّمي معا‪ُ .‬وت ّ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬
‫سمى هذه‬ ‫ونادرا ما نجد لدى بعض المجتمعات‪ ،‬ارتباط الولد بالبطن البي‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫النظمة القر ّابية «"ثنائية الطرف" او "ذات النسب المزدوج"‪ ،‬إذ يكون الفرد الواحد على صلة‬
‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬
‫تضامنية وثيقة مع بطن ابيه ومع بطن ا ّمه‪ ،‬في حين ا ّن تضامنه‪ ،‬في السساتيم الحادية‬
‫الطرف‪ ،‬ل يكون ّإل تضامنا ثانويا مع البطن الذي ل ينتسب إليه‪ .‬ففي السستام الثنائي الطرف‬

‫‪EISSN :2602-5353 / ISSN : 2170-0583‬‬ ‫‪20‬‬


‫ص ص ‪28-09‬‬ ‫ّ‬
‫المجلد‪ /13 :‬العدد‪( 02 :‬ماي ‪. )2022‬‬ ‫الممارسات ّالل ّ‬
‫غوية‬

‫أ‬ ‫أ‬
‫يكون الوالدان‪ ،‬إذن‪ ،‬هما وولدهما ابناء لجماعة واحدة‪ ،‬لكن انسباء هذا الولد المتوازين‬
‫(‪)20‬‬
‫يظلون خارج هذه الجماعة‪».‬‬
‫خطا بدل من الخطّ‬ ‫خط القرابة معيارا لتحديد انتماء الفرد للجماعة‪ .‬ويتبع النتساب ّ‬ ‫ُوي ّت َخذ ّ‬
‫أ‬ ‫مومية ل تعني بالضرورة أا ّن النساء ّ‬ ‫آالخر‪ « .‬فالعشائر أال ّ‬
‫هن الالئي يحكمن‪ ،‬كما ا ّن العشائر‬
‫أ‬ ‫أ أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬
‫البوية ل يعني ا ّن النساء يعتبرن اماء او منقولت‪ .‬فسيطرة ال ّم (الحكم المطلق للنساء‪)...‬‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫متطرفة نادرة ّكل الندرة‪ .‬والواقع القائم في‬ ‫لالب‪ )...‬حالت ّ‬ ‫وسيطرة الب (الحكم المطلق‬
‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ أ‬
‫معظم المجتمعات (سواء كانت ا ّمية او غير ذلك) ا ّن الفروق بين مكانة الرجل والمراة طفيفة‬
‫ّ (‪)21‬‬
‫نسبيا‪».‬‬
‫لالب أاو لكليهما‪ ،‬عند الك ثير من أالنتروبولوجيين‪ ،‬بمرتبة كلّ‬ ‫أّ أ أ‬
‫وترتبط فكرة النتساب لالم او‬
‫ّ‬ ‫أ‬ ‫أ‬
‫من هما في المجتمع بما يمارسه من انشطة اقتصادية وبما ينتجه من مواد اساسية تحفظ بقاء‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫لال ّم ّ‬ ‫أ‬ ‫أ‬
‫تمثل نواة السرة وهي‬ ‫واستمرار الجماعة‪« .‬فنجد عند اليروكوا ا ّن المراة في بدنة النتساب‬
‫ساسية‪ ،‬كالذرة‪ ،‬والفول‪ ،‬والقرع‪ .‬وتحتل تلك‬ ‫الغذائية أال ّ‬ ‫ّ‬ ‫المسئولة وحدها عن إنتاج المواد‬
‫ّ‬ ‫أ‬ ‫ّ‬
‫الغذائية‪ ،‬وبالتالي عمليات إنتاجها‪ ،‬مكانة اسمى بك ثير من المواد الغذائية المستمدة‬ ‫المواد‬
‫أ‬ ‫ّأ‬ ‫أ‬ ‫ّ‬
‫من عمليات الصيد البري وصيد السماك‪ ،‬إذ ان العمليات الخيرة ليست بذات عائد مؤكد‪،‬‬
‫(‪)22‬‬ ‫على الرغم من أا ّن القبيلة تعيش في بيئة طبيعية ّ‬
‫غنية بها‪».‬‬
‫تمثل الضمان‬ ‫يجعلنا هذا نتساءل عن سبب كون المواد أال ّقل وفرة‪ ،‬والتي تنتجها النساء‪ّ ،‬‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫الغذائي للجماعة بالمقارنة مع المواد ال ك ثر وفرة‪ ،‬والتي ينتجها الرجال‪ ،‬ويرجع ذلك إلى ا ّن‬
‫المستمرة‪ ،‬وما تتطلبه من الحذر الدائم والستعداد للدفاع‪ ،‬تجعل من‬ ‫ّ‬ ‫«حمالت اإلغارة‬
‫الصعب على الرجال تهيئة كميات كافية منها يمكن العتماد عليها‪ .‬أا ّما المحصولت الزراعيةّ‬
‫ّ أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬
‫تتميز با ّنها‬ ‫فهي‪ ،‬على العكس من ذلك‪ ،‬تمد السكان بمواد غذائية اك ثر انتظاما‪ ،‬ل ّن المزارع‬
‫أ‬
‫قريبة مكانيا ومهمة حراستها واإلشراف عليها ايسر ك ثيرا‪ .‬فالنساء يتمتعن‪ ،‬إذن‪ ،‬بسلطة‬
‫يدعمها ما يقدمنه من خدمات للمجتمع المحلي‪ ،‬تبدو ظاهرة جلية في ّكل جانب من جوانب‬
‫(‪)23‬‬ ‫ّ‬
‫والدينية على السواء‪».‬‬ ‫ّ‬
‫والسياسية‪،‬‬ ‫ّ‬
‫والقتصادية‪،‬‬ ‫حياة قبائل اليروكوا‪ّ :‬‬
‫العائلية‪،‬‬
‫أ‬ ‫الدموية أاحيانا ّ‬
‫وإذا كان مفهوم النتساب مرتبطا بالقرابة ّ‬
‫فإنه غير ذلك في ك ثير من الحيان‪،‬‬
‫(الثقافي)‪ .‬ويختلف‬ ‫ّ‬ ‫إذ يوجد فرق بين النتساب البيولوجي (الطبيعي) والنتساب الجتماعي‬
‫مفهوم النتساب عن مفهوم القرابة الدموية لدى ّكل المجتمعات «فمثال لدى المجتمعات التي‬
‫الدموية ‪lien de‬‬ ‫بوي) توجد عالقة القرابة ّ‬ ‫تنتقل فيها القرابة عن طريق الرجال فقط (انتساب أا ّ‬

‫‪EISSN :2602-5353 / ISSN : 2170-0583‬‬ ‫‪21‬‬


‫ص ص ‪28-09‬‬ ‫ّ‬
‫المجلد‪ /13 :‬العدد‪( 02 :‬ماي ‪. )2022‬‬ ‫الممارسات ّالل ّ‬
‫غوية‬

‫أ‬ ‫أ‬
‫‪ consanguinité‬بين الرجل وابن اخته (او ابن ابنته)‪ ،‬ولكن ل توجد عالقة النتساب ‪lien‬‬
‫فكل واحد منهما ينتمي إلى جماعتين قرابيتين مختلفتين‪ .‬وبالمجتمعات التي‬ ‫‪ّ ،de filiation‬‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫تنتقل بها القرابة عن طريق النساء (انتساب امومي)‪ ،‬نجد عالقة دموية بين الب وابنه‪ ،‬لكن‬
‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬
‫(الجتماعية) موجودة بين ال ّم وابنها‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫هذا الخير ينتمي للجماعة القر ّابية ل ّمه‪ .‬فعالقة النسب‬
‫أ‬ ‫وبين أاخ أال ّم (الخال) وابن هذه‪ّ ،‬‬
‫لكنها غير موجودة بين البن وابيه (فهذا ل يعتبر ّإل منجبا)‪.‬‬
‫ّ‬ ‫أ‬
‫مضطرين إلى حفظ مصطلحات القرابة والنسب لستخدامها‬ ‫وهذا ما يجعلنا في النتروبولوجيا‬
‫ّ (‪)24‬‬ ‫ّ‬
‫الجتماعي الخاص‪».‬‬
‫أ‬
‫ويعتبر النتساب بمنطقة القبائلي انتسابا اجتماعيا بالدرجة الولى‪ .‬وهو متعاقب في طرف‬
‫أ‬ ‫ّ أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬
‫تضم ّكل افراد الساللة الواحدة ال ّبية‬ ‫يشكلون مجموعة‬ ‫والحفاد‪ّ ...‬‬ ‫واحد هو طرف الب‪ .‬فالبناء‬
‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬
‫النسب‪ .‬لكن المراة (الزوجة او الزوجات) تحتفظ بانتمائها إلى طرف او بطن ابيها‪ .‬والمالحظ‬
‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬
‫ا ّنه في الحالتين الثنتين يكون النتساب لالب‪ .‬وهذه طبيعة النظمة ال ّبية النسب‪.‬‬
‫أ أ‬ ‫أ‬
‫ويعتبر القبائل ا ّن "الطفل الذي حملت به المراة اثناء فترة الزواج هو ابن الزوج‪...‬فاإلنكار‬
‫أ‬
‫بسبب الخيانة الزوجية غير مقبول إطالقا‪ .‬ويمكن لهذا ان يحدث مع ذلك في حالة الغياب‬
‫تصرح في وقت مناسب‬ ‫حق الزوجة التي ّ‬ ‫الطويل للزوج وبالتالي ل تمنح أال ّبوة‪ّ ،‬إل في حالة ّ‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫الطبيعية‪ .‬فالمولود الذي يولد خارج الزواج‬ ‫ّ‬ ‫با ّنها حامل لجنين راقد‪...‬والقبائل يرفضون ال ّبوة‬
‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬
‫ئ (‪)25‬‬
‫ُيقتل هو وا ّمه‪ .‬والمر نفسه في حالة الغياب او العجز الطار ‪».‬‬
‫أ‬ ‫أ‬ ‫وقد يحدث أاحيانا ّ‬
‫جدا‪ ،‬ول يسمح فعله ّإل لالقارب‪ ،‬ويشترط فيه ان يكون‬ ‫لكنه نادر ّ‬ ‫التبني ّ‬
‫تبني طفل‪ .‬والطفل الذي‬ ‫المتب َّنى‪« .‬والم أراة التي هي محل وصاية ل يمكنها ّ‬ ‫سنا من َ‬ ‫متبني أاكبر ّ‬
‫ال ِّّ‬
‫ّ‬
‫الطبيعية‪ )26(».‬وهكذا‬ ‫صلية‬‫تبنته ل يمكنه أان يرث ّإل عائلته أال ّ‬ ‫يعيش في عائلته الجديدة التي ّ‬
‫آ‬ ‫أّ أ‬ ‫أ‬
‫تكون سلطة النتساب ا ّبية بال منازع‪ .‬ويكون الميراث ابيا ايضا‪ ،‬إذ ينتقل من ذكر لخر عبر‬
‫أ‬
‫ساللة الب‪.‬‬

‫‪ 3‬ـ‪ 3‬ـ مصطلحات القرابة ونظام ا إلقامة بالمجتمع القبائلي‬


‫أ‬ ‫ّ‬
‫الزوجية"‪ ،‬ول يستخدم في النتروبولوجيا‬ ‫يعني مصطلح اإلقامة ‪" ،La résidence‬اإلقامة‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫آ‬
‫الزوجية بعد الزواج محددة بقاعدة تتنوع عبر المكان‬ ‫للدللة على معنى اخر‪ .‬فاإلقامة‬
‫(‪)27‬‬
‫والزمان‪.‬‬

‫‪EISSN :2602-5353 / ISSN : 2170-0583‬‬ ‫‪22‬‬


‫ص ص ‪28-09‬‬ ‫ّ‬
‫المجلد‪ /13 :‬العدد‪( 02 :‬ماي ‪. )2022‬‬ ‫الممارسات ّالل ّ‬
‫غوية‬

‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ّ أ‬


‫الزوجية ان تكون لدى اهل الزوج او لدى اهل الزوجة او بإقامة جديدة‪ ،‬او‬ ‫يمكن لإلقامة‬
‫أ‬ ‫أ‬ ‫ّ‬ ‫أ‬ ‫ّ‬
‫متنقلة‪ .‬وتعتبر اإلقامة البوية (اإلقامة لدى اهل الزوج) هي اإلقامة المالوفة السائدة‪ ،‬لكن‬
‫أ أ‬ ‫الحرية‪ .‬ففي حالة اإلقامة ا أل ّ‬
‫لالفراد هامشا من ّ‬ ‫أ‬ ‫ّ‬
‫بوية‪ ،‬تغادر المراة اهلها‬ ‫حركية المجتمع تحفظ‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫لتعيش عند زوجها‪ ،‬ببيت متواجد بممتلكات اهل زوجها‪ .‬وتلعب ام الزوج دورا ّ‬
‫مهما ببيت‬
‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬
‫ابنها‪ ،‬فتعيش زوجة ابنها تحت وصايتها‪ ،‬واحيانا اخرى تحت وصاية اخوات زوجها إلى ان‬
‫(‪)28‬‬
‫تنجب طفال‪.‬‬
‫أ‬ ‫ّ‬ ‫أ‬
‫وتعتبر اإلقامة اموية عندما يذهب الصهر ليعيش مع زوجته ببيت اهلها هي‪ .‬فهو يعمل من‬
‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬
‫اجلهم‪ ،‬سواء كان ذلك لدفع المهر الذي كان من الواجب ان يدفعه قبل الزواج‪ ،‬او كخادم‪.‬‬
‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬
‫ويحدث في الواقع ان يتلقى الصهر من اصهاره عالوة على المراة‪ ،‬المواشي والراضي بصفته‬
‫صلية‪ ،‬إلى‬ ‫(خادما)‪ .‬وفي هذه الحالة ُيدمج الصهر في عائلة أاصهاره ويفقد ك ّل ارتباط بعائلته أال ّ‬
‫متزوجا من البنة الكبرى‪ .‬فإذا‬ ‫درجة أا ّنه بعد موت الحم يمكنه أان يصير وريثه الشرعي إذا كان ّ‬
‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬
‫سكن الصهر عند اهل زوجته فا ّم الزوجة هي التي تصير حاكما على العالقات بين الصهار الجدد‪.‬‬
‫فتكون للزوج سلطة ضعيفة على زوجته‪ .‬فهو الذي يتقل الماء ويكنس الحارة ويجمع الحطب‪،‬‬
‫أ‬
‫وهي اعمال تقوم بها النساء عادة‪.‬‬
‫أ‬ ‫َ‬ ‫وفي حالة اإلقامة الجديدة‪ّ ،‬‬
‫اإلقامة بعيدا عن الهل‪ ،‬بقرية‬ ‫يقرر الزوجان حديثا العهد بالزواج‬
‫جدا ول يقدرون‬ ‫ل يملكان بها أارضا‪ .‬وتكون أاسباب ذلك غالبا ذات طابع اقتصادي‪ .‬أفاهلهما فقراء ّ‬
‫أ‬
‫(‪)29‬‬
‫توفير المواشي والرض‪ ،‬فال يبقى لهما إذن ّإل البتعاد للبحث عن عمل‪.‬‬
‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬
‫ولقد ّميز النتروبولوجيون بين انواع ك ثيرة من انظمة اإلقامة‪ ،‬وخالصتها‪ :‬اإلقامة‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫البوية ‪ ،Résidence Patrilocale‬وهي اإلقامة التي يقيم فيها الزوجان عند او بالقرب من إقامة‬
‫أ‬
‫اهل الزوج‪ .‬واإلقامة عند الزوج (الرجل) ‪ ،Résidence virilocale‬هي اإلقامة التي يقيم فيها‬
‫أ‬ ‫أ أ‬ ‫أ‬
‫الزوجان اين كان الزوج (الرجل) يقيم قبل الزواج‪ ،‬او اين ّقرر ان يقيم بعد الزواج‪ .‬وهذا مرادف‬
‫مومية ‪ ،Résidence matrilocale‬وهي اإلقامة التي يقيم فيها‬ ‫بوية‪ .‬واإلقامة أال ّ‬ ‫لإلقامة أال ّ‬
‫أ‬
‫الزوجان عند او بالقرب من إقامة الزوجة‪ .‬واإلقامة عند الزوجة ‪ ،Résidence uxorilocale‬وهي‬
‫مومية‪.‬‬‫اإلقامة التي يقيم فيها الزوجان أاين كانت تقيم الزوجة قبل الزواج‪ ،‬وهو مرادف لإلقامة أال ّ‬
‫ّ أ‬
‫لخؤولية (او اإلقامة عند الخال) ‪ ،Résidence avunculocale‬هي اإلقامة التي يقيم‬ ‫واإلقامة ا‬
‫أ‬ ‫أ أّ أ‬ ‫أ‬
‫فيها الزوجان عند او بالقرب من إقامة اخ ام احد الزوجين‪ .‬واإلقامة الجديدة (او المستحدثة)‬
‫أ‬
‫‪ ،Résidence néolocale‬هي اإلقامة التي يقيم فيها الزوجان بإقامة جديدة غير إقامة اهل‬

‫‪EISSN :2602-5353 / ISSN : 2170-0583‬‬ ‫‪23‬‬


‫ص ص ‪28-09‬‬ ‫ّ‬
‫المجلد‪ /13 :‬العدد‪( 02 :‬ماي ‪. )2022‬‬ ‫الممارسات ّالل ّ‬
‫غوية‬

‫الثنائية ‪ ،Résidence bilocale‬هي‬ ‫لكل واحد من هما‪ .‬واإلقامة ّ‬ ‫أاحدهما‪ ،‬وهي إقامة جديدة ّ‬
‫ّ‬ ‫أ‬ ‫اإلقامة التي يقيم فيها الزوجان ّإما عند أاهل الزوج‪ّ ،‬‬
‫القتصادية‬ ‫وإما عند اهل الزوجة‪ .‬والعوامل‬
‫تحدد إقامة الزوجين‪ .‬اإلقامة المزدوجة ) ‪،Résidence duolocale ( ou natolocale‬‬ ‫هي التي ّ‬
‫الخاصة‪ .‬واإلقامة‬ ‫فكل واحد يقيم عند أاسرته ّ‬ ‫هي اإلقامة التي يقيم فيها الزوجان منفصلين‪ّ ،‬‬
‫التناوبية ‪ ،Résidence alternée‬هي اإلقامة التي يقيم فيها الزوجان بالتناوب‪ ،‬عند الزوج وعند‬ ‫ّ‬
‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬
‫الزوجة‪ ،‬او عند اهل الزوج وعند اهل الزوجة‪.‬‬
‫أ‬ ‫بوية‪ ،‬أوا ّ‬ ‫وعندما يكون النتساب واإلقامة في آان واحد وبالتوالي أا ّ‬
‫مومية‪ ،‬نكون حسب راي‬
‫ّ‬ ‫أ‬
‫انسجامي‪ ،‬وفي الحالة المعاكسة‪ ،‬تكون اإلقامة والنتساب‬ ‫"كلود ليفي ستروس" امام نظام‬
‫ويسمى هذا النظام بالنشطاري‬ ‫خط أال ّم‪ّ ،‬‬ ‫خط أالب أواخرى ّ‬ ‫متضادتين‪ ،‬فتتبع واحدة ّ‬ ‫ّ‬
‫(‪)30‬‬
‫‪.dysharmonique‬‬
‫أ‬
‫يرتبط نظام اإلقامة غالبا بنظام النتساب‪ .‬فالمجتمعات التي تنتسب لالب ترتبط باإلقامة‬
‫عامة‪،‬‬ ‫لكن هذا ل يعتبر قاعدة ّ‬ ‫لال ّم ترتبط باإلقامة أال ّمية‪ّ .‬‬ ‫أ‬
‫ال ّبية‪ ،‬والمجتمعات التي تنتسب‬
‫أ‬
‫حية عن اختالف‬ ‫ويقدم لنا أالنثروبولوجيون أامثلة ّ‬ ‫حتى وإن كان واقعا ملموسا في أاك ثر أالحوال‪ّ .‬‬ ‫ّ‬
‫ويقدم سكان جزر "التروبرياند" ب "ميالنيزيا" نموذجا لالرتباط‬ ‫نظام النتساب عن نظام اإلقامة‪ّ .‬‬
‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬
‫المضاد بين نظام النتساب ونظام اإلقامة‪« .‬إذ ا ّنه على الرغم من ا ّن هذا المجتمع ياخذ بنظام‬
‫أ‬ ‫أ‬ ‫السكنى عند أالب‪ّ ،‬‬
‫فإن العشائر تقوم على النتساب لال ّم‪ .‬ولضمان ذلك ل يتلقى الطفال موارد‬
‫آ‬ ‫إعالتهم من أالب‪ّ ،‬‬
‫وإنما من خالهم‪...‬الذي يعيش في قرية عشيرتهم ويزورهم من حين لخر‬
‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬
‫ليحضر لهم الطعام ويسهر على تعليمهم وتاديبهم‪ .‬وعند الزواج تنتقل المراة إلى قرية زوجها‪ .‬ا ّما‬
‫(‪)31‬‬ ‫أ‬
‫الرجل فينتقل إلى عشيرة خاله‪ ،‬لكي يك تسب وضعه المناسب في عشيرة اسالفه‪».‬‬
‫أ أ أ أ‬ ‫أ أ‬
‫وإذا تساءلنا على ا ّي اساس تكون اإلقامة ا ّمية او ا ّبية او مشتركة‪ ،‬فتكون اإلجابة مرتبطة‬
‫الموفرة لستمرارية حياة الجماعة‪.‬‬ ‫بطبيعة مساهمة ّكل من الجنسين في أالنشطة القتصادية ّ‬
‫فمن الممكن تفسير الفروق في تحديد مكان اإلقامة «في ضوء الدرجة التي يتحتم بها على الرجل‬
‫ساسية في المجتمع‪ ...‬عندما نجد‬ ‫أاو الم أراة التعاون في الضطالع بالوظائ ف القتصادية أال ّ‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫المجتمع يستفيد من التجمع المعتاد للذكور في السرة لتكوين ّقوة عاملة فعالة‪ ...‬ياخذ المجتمع‬
‫أ أ‬ ‫أ‬
‫بنظام اإلقامة عند الب‪ .‬ولكن حيثما تعمل النساء عادة متعاونات في اداء العمال المختلفة‬
‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ أ‬
‫(ول يفعل الرجل ذلك)‪ ،‬نجد ا ّن السرة المشتركة القائمة على السكنى عند ال ّم‪ ،‬هي النسب‬
‫(‪)32‬‬
‫لهذه العادة‪».‬‬

‫‪EISSN :2602-5353 / ISSN : 2170-0583‬‬ ‫‪24‬‬


‫ص ص ‪28-09‬‬ ‫ّ‬
‫المجلد‪ /13 :‬العدد‪( 02 :‬ماي ‪. )2022‬‬ ‫الممارسات ّالل ّ‬
‫غوية‬

‫أ‬
‫القبائلي‪ ،‬فنجدها ا ّبية‪ ،‬حيث يقيم الزوجان‬
‫ّ‬ ‫وإذا جئنا إلى طبيعة نظام اإلقامة بالمجتمع‬
‫عامة‪ ،‬وهي تسير جنبا إلى جنب مع طبيعة نظام‬ ‫عند أاهل الزوج‪ .‬ويمثل هذا النوع قاعدة ّ‬
‫خاصة‪ ،‬لكن المجتمع‬ ‫بوي‪ .‬وقد يحدث أان يسكن الزوج لدى أاهل زوجته ألسباب ّ‬ ‫النتساب أال ّ‬
‫أ أ‬
‫يسيء لمثل هذا النوع من اإلقامة‪ .‬ويعتبر الزوج المقيم عند زوجته او اهلها مهينا مفتقرا‬
‫يدل معناها ‪-‬بالمجتمع التقليدي‪ -‬على القوام والستقاللية والسلطة‬ ‫للرجولة‪ ،‬التي ّ‬
‫والسيادة‪...‬الخ‪.‬‬
‫بوية‪ ،‬فواقع المنطقة القتصاديّ‬ ‫الزوجية أاصال أا ّ‬
‫ّ‬ ‫وإذا تساءلنا عن سبب كون اإلقامة‬
‫ّ ّ أ‬ ‫أ‬ ‫ّ‬
‫والمجتمعي يجيبنا عن ذلك‪ .‬تمارس المراة بصفة خاصة كل النشطة القتصادية من حرف‬
‫صناعية تقليدية وتربية المواشي والبستنة‪...‬الخ‪ ،‬وفي مقابل ذلك يمارس الرجل عمال ّ‬
‫فالحيا‬
‫ولما كان المجتمع‬‫واحدا متمثال في زراعة الحبوب‪ .‬فهو يحرث أالرض فيزرعها ّثم يحصدها‪ّ .‬‬
‫ساسي‪ ،‬وهي عمل يؤديه‬ ‫القبائلي مستقرا بالجبال ومعتمدا على الزراعة في غذائه اليومي أال ّ‬
‫أ‬ ‫الرجال بدرجة أا ّ‬
‫ساسية فكان هو الذي يمتلك الرض‪ .‬وكما هو معروف على الصعيد المجتمعي‪،‬‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫فالذكر (الرجل) هو المالك لالراضي وللعقار‪ .‬ويرث اراضيه وعقاراته بعد موته الذكور الذين هم‬
‫من ساللته‪ .‬أا ّما الم أراة فال تملك شيائ ول ّ‬
‫يحق لها الميراث‪.‬‬

‫‪ .4‬خاتمة‬
‫تناول وعالج هذا المقال موضوع مصطلحات ونظام القرابة بالمجتمع القبائلي من زاوية نظر‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫أ‬ ‫أ‬
‫النظرية‬ ‫تمهيدية‪ -‬دراسة المفاهيم‬ ‫وتمت في قسمه ال ّول –كمرحلة‬ ‫نتروبولوجية‪ّ .‬‬
‫ّ‬ ‫الدراسات ال‬
‫أ‬
‫لمصطلح ونظام القرابة‪ ،‬ومنطقة القبائل‪ ،‬والنتروبولوجيا (اإلناسة)‪ .‬ولما كانت المقاربات‬
‫خص‪ -‬قد ربطت مصطلحات وموضوع القرابة بالتنظيم‬ ‫والنتروبولوجية –بصفة أا ّ‬‫ّ أ‬
‫الجتماعية‬
‫الثقافي والجتماعي‪ ،‬فقد عالجنا في القسم الثاني من البحث مصطلحات القرابة وعالقتها بنظام‬
‫الزواج‪ ،‬والنتساب واإلقامة بالمجتمع القبائلي‪.‬‬
‫ّ‬
‫متنوعة ومتعددة‪ ،‬وهي‬ ‫وخلصنا في نهاية البحث إلى أا ّن مصطلحات القرابة بالمجتمع القبائلي ّ‬
‫أ‬
‫ذات عالقة وطيدة بطبيعة التنظيم الجتماعي كنظام الزواج والنتساب واإلقامة‪ .‬والمالحظ ا ّن‬
‫تتجسد في ارتباط بالواقع الطبيعي الخاص بالجانب الوراثي والبيولوجي الممثل‬ ‫قضايا القرابة ّ‬
‫لرابطة الدم والنحدار من جهة‪ ،‬وبالنظام الثقافي والجتماعي المبني على النتماء المكاني‬

‫‪EISSN :2602-5353 / ISSN : 2170-0583‬‬ ‫‪25‬‬


‫ص ص ‪28-09‬‬ ‫ّ‬
‫المجلد‪ /13 :‬العدد‪( 02 :‬ماي ‪. )2022‬‬ ‫الممارسات ّالل ّ‬
‫غوية‬

‫والتحالف الجتماعي القرابي من جهة أاخرى‪ ،‬وهذا ما ّ‬


‫يمثله ويحدده نظام المصاهرة والزواج‬
‫أ‬ ‫ّ أ‬
‫خط احادي ابوي من‬ ‫المرتبط بنظام النتساب واإلقامة‪ .‬فالقرابة في المجتمع القبائلي ذات‬
‫حيث النسب واإلقامة والمتالك والميراث إلى غير ذلك‪.‬‬
‫أ‬ ‫ونتمنى أان ّ‬
‫نوسع هذه الدراسة في بحوث قادمة لتشمل مصطلحات وانظمة قرابة في المجتمع‬
‫المتحول‪ ،‬وفي المجتمع الجزائري ّ‬
‫عامة وفي بالد الجوار والعالم‪ ،‬وذلك‬ ‫ّ‬ ‫القبائلي الحديث‬
‫ّ‬ ‫أ‬
‫نتروبولوجية حديثة معاصرة‪.‬‬ ‫بالتوسع المكاني من زاوية نظر ا‬

‫‪ -5‬مصادر البحث ومراجعه‬


‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫أ‬ ‫أ‬
‫‪ 1‬الجوهري محمد‪ ،‬النتروبولوجيا اسس نظرية وتطبيقات عملية‪ ،‬دار المعرفة الجامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪،‬‬
‫(د‪.‬ت)‪.‬‬
‫‪ 2‬لومبار جاك‪ ،‬مدخل إلى اإلثنولوجيا‪ ،‬المركز الثقافي العربي‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪.1997 ،‬‬
‫‪ 3‬ليفي ستروس كلود‪ ،‬اإلناسة البنياتنية‪ ،‬القسم الثاني‪ ،‬ترجمة حسن قبيسي‪ ،‬مركز اإلنماء القومي‪ ،‬بيروت‪،‬‬
‫لبنان‪.1990،‬‬
‫أ‬
‫‪ 4‬ليفي ستروس كلود‪ ،‬اإلناسة البنياتنية (المجلد الجزء الول)‪ ،‬المركز الثقافي العربي‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪،‬‬
‫‪.1995‬‬
‫‪5 - Aghassin. M & Autres, Les domaines de la parenté, filiation, alliance et résidencde, Ed‬‬
‫‪François Maspéro, Paris, France, 1975.‬‬
‫‪6 - Boulifa. S. A, Recueil de poésies kabyles, Ed AWAL, Paris Alger, 1990.‬‬
‫‪7 - Deliège. R, Anthropologie de la parenté, Ed Armand Colin, Paris, France, 1996.‬‬
‫‪8 -- Hanoteau.A & Letourneau. A, La Kabylie et les coutumes Kabyles (Vol. T1), Paris‬‬
‫‪Librairie Algérienne et Coloniale, Paris, France, 1893.‬‬
‫‪9 - Hanoteau. A, & Letourneau, A, La Kabylie et les coutumes kabyles, Vol. T2, Bouchène,‬‬
‫‪2ème, Éd Paris ; France, 2003.‬‬
‫‪10 - Kashaura. A, Famille, sexualité et culture , Ed PA, Paris, France, 1973.‬‬
‫‪11 - Mahé. A, Histoire de la Grande Kabylie, XIXème-XXème siècle, Anthropologie‬‬
‫‪historique du lien social dans les communautés villageoises, Ed Bouchène, Paris, France, 2001.‬‬
‫‪ -6‬الهوامش وا إلحالت‬

‫‪EISSN :2602-5353 / ISSN : 2170-0583‬‬ ‫‪26‬‬


‫ص ص ‪28-09‬‬ ‫ّ‬
‫المجلد‪ /13 :‬العدد‪( 02 :‬ماي ‪. )2022‬‬ ‫الممارسات ّالل ّ‬
‫غوية‬

‫‪ . 1‬ينظر‪Deliège. R, Anthropologie de la parenté, Ed Armand Colin, Paris, France, 1996, :‬‬


‫‪P.11.‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫أ‬ ‫أ‬
‫‪ . 2‬الجوهري محمد‪ ،‬النتروبولوجيا اسس نظرية وتطبيقات عملية‪ ،‬دار المعرفة الجامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‬
‫(د‪.‬ت)‪ ،‬ص‪.216 ،215‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫أ‬ ‫أ‬
‫‪ . 3‬الجوهري محمد‪ ،‬النتروبولوجيا اسس نظرية وتطبيقات عملية‪ ،‬ص ‪.8 ،7‬‬
‫‪ .4‬ليفي ستروس كلود‪ ،‬اإلناسة البنياتنية‪ ،‬القسم الثاني‪ ،‬ترجمة حسن قبيسي‪ ،‬مركز اإلنماء القومي‪ ،‬بيروت‪،‬‬
‫لبنان‪ ،1990،‬ص ‪.80،81‬‬
‫‪Deliège. R, Anthropologie de la parenté, P.P, P 22-23. 5‬‬
‫‪Hanoteau.A & Letourneau. A, La Kabylie et les coutumes Kabyles (Vol. T1), Paris . 6‬‬
‫‪Librairie Algérienne et Coloniale, Paris, France, 1893, p. 5, 6.‬‬
‫‪Mahé. A, Histoire de la Grande Kabylie, XIXème-XXème siècle, Anthropologie . 7‬‬
‫‪historique du lien social dans les communautés villageoises, Ed Bouchène, Paris, France, 2001,‬‬
‫‪p.p. 573-595.‬‬
‫أ‬
‫‪ .8‬ليفي ستروس كلود‪ ،‬اإلناسة البنياتنية (المجلد الجزء الول)‪ ،‬المركز الثقافي العربي‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪،1995 ،‬‬
‫ص ‪.375‬‬
‫أ‬
‫‪ .9‬ليفي ستروس كلود‪ ،‬اإلناسة البنياتنية (المجلد الجزء الول)‪ ،‬ص ‪.376‬‬
‫أ‬
‫‪ .10‬ليفي ستروس كلود‪ ،‬اإلناسة البنياتنية (المجلد الجزء الول)‪ ،‬ص ‪.376‬‬
‫أ‬
‫‪ .11‬ليفي ستروس كلود‪ ،‬اإلناسة البنياتنية (المجلد الجزء الول)‪ ،‬ص ‪.272‬‬
‫أ‬
‫‪ . 12‬ليفي ستروس كلود‪ ،‬اإلناسة البنياتنية (المجلد الجزء الول)‪ ،‬ص ‪.271‬‬
‫أ‬
‫‪ .13‬ليفي ستروس كلود‪ ،‬اإلناسة البنياتنية (المجلد الجزء الول)‪ ،‬ص ‪.80‬‬
‫‪14‬‬
‫‪.Hanoteau. A, & Letourneau, A, La Kabylie et les coutumes kabyles, Vol. T2, Bouchène,‬‬
‫‪2ème, Éd Paris ; France, 2003, p.p.110-112.‬‬
‫‪ .15‬الجوهري محمد‪ ،‬أالنتروبولوجيا أاسس ّ‬
‫نظرية وتطبيقات ّ‬
‫عملية‪ ،‬ص ‪.284‬‬
‫‪16‬‬
‫‪.Aghassin. M & Autres, Les domaines de la parenté, filiation, alliance et résidencde, Ed‬‬
‫‪François Maspéro, Paris, France, 1975, p.p.33-35.‬‬
‫‪17‬‬
‫‪.Boulifa. S. A, Recueil de poésies kabyles, Ed AWAL, Paris Alger, 1990, p.15.‬‬
‫‪ .18‬لومبار جاك‪ ،‬مدخل إلى اإلثنولوجيا‪ ،‬المركز الثقافي العربي‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪ ،1997 ،‬ص ‪.99‬‬

‫‪EISSN :2602-5353 / ISSN : 2170-0583‬‬ ‫‪27‬‬


28-09 ‫ص ص‬ ّ
. )2022 ‫ (ماي‬02 :‫ العدد‬/13 :‫المجلد‬ ّ ‫الممارسات ّالل‬
‫غوية‬

.99،100 ‫ ص‬،‫ مدخل إلى اإلثنولوجي‬،‫ لومبار جاك‬.19


. 102 ‫ ص‬،‫ مدخل إلى اإلثنولوجيا‬،‫ لومبار جاك‬.20
ّ ‫نظرية وتطبيقات‬
.256 ‫ ص‬،‫عملية‬ ّ ‫ أالنتروبولوجيا أاسس‬،‫ الجوهري محمد‬.21
ّ ‫نظرية وتطبيقات‬
.257 ‫ ص‬،‫عملية‬ ّ ‫ أالنتروبولوجيا أاسس‬،‫ الجوهري محمد‬.22
ّ ‫نظرية وتطبيقات‬
.257 ‫ ص‬،‫عملية‬ ّ ‫ أالنتروبولوجيا أاسس‬،‫ الجوهري محمد‬.23
24
.Aghassin. M & Autres, Les domaines de la parenté, filiation, alliance et résidencde, p.18.
25
.Hanoteau. A & Letourneau. A, La Kabylie et les coutumes kabyles (Vol. T2), p.134, 135.

.26 Hanoteau. A, & Letourneau. A, La Kabylie et les coutumes kabyles (Vol. T2), p. 136.
27
.Aghassin. M & Autres, Les domaines de la parenté, filiation, alliance et résidencde, p.36.
28
Kashaura. A, Famille, sexualité et culture, Ed PA, Paris, France, 1973, p. 33.
. 29 Kashaura, A, Famille, sexualité et culture, p.34
30
.Aghassin. M. & Autres, Les domaines de la parenté, filiation, alliance et résidencde, p.36,
37.
ّ ‫ أالنتروبولوجيا أاسس‬،‫ الجوهري محمد‬. 31
ّ ‫نظرية وتطبيقات‬
.257 ،256 ‫ ص‬،‫عملية‬
ّ ‫ أالنتروبولوجيا أاسس‬،‫ محمد الجوهري‬.32
ّ ‫نظرية وتطبيقات‬
.256 ‫ ص‬،‫عملية‬

EISSN :2602-5353 / ISSN : 2170-0583 28

You might also like