Professional Documents
Culture Documents
ةبارقلا ايجولوبورثنأ يف تارضاحم Kinship Anthropology
ةبارقلا ايجولوبورثنأ يف تارضاحم Kinship Anthropology
Kinship Anthropology
المرحلة الثالثة
1
المحاضرة الخامسة عشرة
نظم القرابة
إن رابطتي الزواج ورابطتي االبوة واالخوة التي تربط افراد العائلة االبتدائية [االولية] بعضهم مع
البعض االخر تتسبب في خلق شبكة من عالقات القرابة الدموية consanguinityوشبكة من
عالقات المصاهرة .affinity
والتعريف االنثروبولوجي للقرابة هو (العالقة التي تقام ،بصورة حقيقية أو مفترضة ،على صلة االب
واالوالد وصلة االخوة بعضهم مع البعض االخر ،ويعترف بها ألغراض اجتماعية).
ويذهب االنثروبولوجيون في دراسة (القرابة) وبيان أهميتها مذاهب شتى ،إذ يعتبرها البعض أهم
أنساق البناء االجتماعي في المجتمعات البدائية والقبلية ألن هذا البناء هو بناء قرابي يقوم على
العالقات القرابية بدرجة رئيسة ،وال يخلو هذا االعتقاد من الصحة إذ أن هذه المجتمعات (هيقبل كل
شيء مجتمعات تعتمد حياتها على وحدة النسب وتالحم االفراد في شبكة من العالقات القرابية
الدموية) .لذا يلعب النسق القرابي دورًا أساسيًا في البناء االجتماعي لهذه المجتمعات ،إذ أنه ينظم
االنحدار أو النسب والميراث والزواج والسكن ،ويقرر بذلك طبيعة الحقوق والواجبات المتبادلة
الخاصة باالفراد والجماعات الذين يرتبطون بقرابة الدم والمصاهرة .كما أنه العامل االساسي في
تحقيق وحدة الجماعة القرابية وتماسكها ،واإلطار الذي من خالله يعهد المجتمع إلى الفرد بوظائف
اقتصادية وسياسية ،ويمنحه حقوقه ويطالبه باداء التزاماته ويمده بالمساعدات المختلفة .لذا احتلت
القرابة أهمية كبيرة في المجتمعات المحلية التقليدية.
ولبيان أهمية القرابة للفرد والجماعة في المجتمعات البدائية والقبلية التقليدية نورد بعض االمثلة التي
توضح ذلك من الدراسات االنثروبولوجية الميدانية.
2
((إذا اردت أن تعيش بين مجتمع النوير عليك أن تحترم النظم التي تسمح لك بذلك ،وتنص تلك النظم
على معاملتهم كأقارب لك وهم يعاملوك كأحد اقاربهم ،ويترتب على تلك العالقات القرابية حقوق
وواجبات ومميزات .وفي ذلك المجتمع يكون الفرد أما قريبًا لجميع أفراده وإ ما غريبًا ويعامل معاملة
االعداء)).
يتبين من تلك الفقرة االهمية الكبرى للنظام القرابي في ذلك المجتمع البدائي فإن أي فرد في العالم أما
قريب لهم أو عدوهم ،وال يمكن ألحد أن يبقى في مجتمعهم إال إذا كان قريبًا لهم ،وطبعًا ليس من
الالزم أن تكون قرابة بيولوجية (حقيقية) فكثيرًا ما تكون قرابة اجتماعية ،وعن طريقها يصبح الفرد
قريبًا ألفراد المجتمع بعد اداء طقوس معينة .وقد اظهرت الدراسات الميدانية اهتمام المجتمعات على
لسان أحد الهنود الحمر من قبيلة (بومو) بكاليفورنيا ،وهو رجل عجوز أخذ يناجي نفسه وقد تعرض
لذلك الموضوع باسلوب بسيط يتفق مع مجتمعه فيقول:
((ما هو الرجل؟ الرجل ال شيء ،فهو بدون اسرته وأهله يصبح أقل أهمية من بقة تافهة ،بل أقل
أهمية من بصفة! فعلى االقل يمكن استخدام األهل في المساعدة في وضع السم للعدو ،أما إذا كان
الرجل بدون أهل فلن توافق امرأة على الزواج منه ...وسيصبح أفقر [أي أضعف] من طفل حديث
الوالدة وحتى أفقر من دودة .أما عند الرجل االبيض (في الواليات المتحدة االمريكية) فاالسرة
واألهل ليسوا بذات االهمية ،حيث يقوم البوليس والجيش بحماية الفرد ،وتعطيه المحاكم الحكم العادل.
وتقوم مكاتب البريد بتوصيل رسائله ،وتوجد المدرسة التي تعلمه هو واوالده كل شيء يعتنى به حتى
االطفال بعد موت ابيهم ،أما هنا تقوم االسرة بكل تلك االعمال.
يوجد النظام القرابي في كل مجتمع انساني وكل حضارة ولذلك يعتبر نظامًا عالميًا ،فال يوجد مجتمع
انساني بدون نظام يحدد العالقات القرابية بين أفراده ،وتعرف الجماعات االنسانية التي تقوم على
أساس الصالت القرابية باصطالح الجماعات القرابية king groupsوتقسم إلى قسمين هما ((االسرة
الزواجية)) conjigul familyوالجماعات القرابية الدموية consanguineal kin groupsوالفرق
بينهما أن القسم االول يتميز بالسكنى معًا في مسكن مشترك ولذلك تسمى جماعة قرابية سكنية ،أما
الجماعات القرابية الدموية فال تتميز بالمسكن المشترك ،وكذلك يتميز القسم االول بوجود عالقة
قرابية اساسها الزواج بينما ال توجد تلك العالقة في القسم الثاني.
3
خصائص العالقة القرابية :
تتضح طبيعة القرابة االجتماعية المعقدة في المجتمعات [البدائية والقبلية التقليدية] في مفهوم االلتزام
المتبادل المبني على أساس العالقات القرابية ،ومن العناصر الرئيسة التي يشترط لهذه العالقات أن
تحتويها بشكل أو آخر هي ما يأتي:
العالقات القرابية هي عالقات تقوم على التفاعل المباشر اي أن االفراد يحتكون ببعضهم وجهًا -1
لوجه دون حاجة إلى وسطاء.
هذه العالقات تعتبر هدفًا وليست وسيلة أي أن األقارب ينظرون إلى اقاربهم كثروة كبرى تعلو -2
على باقي الثروات وأنهم يلتزمون بواجباتهم تجاههم قبل التزامهم بباقي الواجبات ،هذه الحقيقة تبرز
بوضوح في المجتمعات البدائية والقبلية التي تجسد المثل النموذجي لقوة القرابة.
العالقات القرابية في المجتمعات البسيطة وغير المتطورة تمتد إلى المجاالت االساسية في -3
الحياة خصوصًا المجال االقتصادي والسياسي والزواجي والعقيدي وحتى الترفيهي .وهكذا يمكن
القول أن مجال العالقات القرابية ينطوي على الحياة بكل ابعادها في هذا الصنف من المجتمعات.
وهذا يجعل وظيفتها في واقع هذه الجماعات وظيفة بالغة التعقيد.
القرابة في هذه المجتمعات على عدة انواع هي القرابة الدموية وقرابة المصاهرة والقرابة -4
الطقوسية أو العشائرية التي تعتمد على اعتبارات عقيدية واسطورية .كما في اعتقاد بعض الجماعات
االسترالية القديمة [ذات الديانة التوتمية] بانحدارها في االصل من الحيوانات.
القرابة في المجتمعات البدائية والقبلية تمارس تأثيرًا ضبطيًا ضخمًا في مختلف الميادين -5
باعتبار اعضاء هذا الصنف من المجتمعات ال يفصلون حياتهم وحياة ابنائهم عن حياة اقاربهم االمر
الذي يبيح لهؤالء حق التدخل في شؤونهم واالشراف على ما يتعلق بقضاياهم وقضايا اسرهم.
وخير دليل على هذه الحقيقة هو أن الطفل يتلقى توجيهه التربوي ليس من أبويه فحسب بل ومن
اقارب والديه على مستوى الثواب والعقاب واالرضاء العاطفي والتعليم الفكري.
4
ألن النسب له وزن هائل في مجمل الحياة البدائية والقبلية فإن الصالت القرابية تعتمد على -6
خلفيات مرتبطة بالماضي وباحداثه المختلفة األمر الذي يجعل حصة الماضي في مجمل التفكير
والطقوس والمواقف االجتماعية وتقييم االعتبار اكبر من حصة الحاضر والمستقبل.
بسبب التعصب الشديد للروابط القرابية فإن المجتمعات البدائية هي مجتمعات مغلقة يصعب -7
على الغرباء االندماج فيها أو الحصول على مكانة رفيعة في تنظيمها االجتماعي .أو إشغال بعض
المراكز االجتماعية التي تشترط القرابة الدموية اساسًا الشغالها.
القرابة البدائية هي ذات طبيعة غيبية تتعدى االحياء إلى األموات ويتضح هذا الجانب منها في -8
االدوار التي تسند الى الموتى من االقارب في الحياة االجتماعية للجماعة بشكليها االيجابي والسلبي،
ففي كثير من الجماعات في أفريقيا واوقيانوسيا يشترك االجداد الموتى في الضبط االجتماعي حيث
يخشى االهالي عقابهم الروحي عند االنحراف عن القواعد االجتماعية المعمول بها .كما تعتقد هذه
الجماعات أن أجدادها يشتركون في حركات التحرر االجتماعية والسياسي من االستعمار كما يالحظ
في (الحركات االهلية) nativistic movementsعند جماعات غينيا الجديدة ،أو في بعض القبائل
الهندية في أمريكا الشمالية أو بعض القبائل االفريقية.
القرابة االبوية ( )patrilincal kinshipأو ( )agnatickinishipوهي التي تقوم على اساس -1
القرابة عن طريق الرجال فقط.
القرابة االمية ( )matrilincal kinshipأو ( )uterine kinshipوهي التي تقوم على اساس -2
القرابة عن طريق النساء فقط.
قرابة االهل ( )cognatic kinshipوهي التي تقوم على اساس القرابة بين جميع االفراد -3
المنحدرين من جد واحد بغض النظر عن كون ذلك االنحدار عن طريق الرجال أو النساء.
5
أما عالقة المصاهرة ( )affinal relationshipفهي التي تنجم عن الزواج فتربط الزوج باهل زوجته
والزوجة باهل زوجها ،كما تربط الشخص باهل المرأة التي يتزوجها أحد اقربائه ،كأهل زوج العمة،
ويسمى من تربطهم هذه العالقة اصهارًا (.)affines
النعوت التي يستعملها المتكلم حيث يصف قريبه أو قريبته عندما يتحدث عنه أو عنها ،وتسمى -1
نعوت الوصف ()terms of reference
النعوت التي يستعملها المتكلم حيث يتحدث إلى قريبه أو قريبته ،وتسمى نعوت النداء (terms -2
.)of address
نعوت تصنيفية ( :)classificatory termsوهي النعوت التي تطلق على أقارب معينين ،وتعم -1
في الوقت عينة فتطلق على كل من هم من جنس اولئك االقارب واعمارهم ،رغم عدم ارتباطهم مع
المتكلم بصلة القرابة .مثل إطالق نعب االب على كل رجل من عمره وإ طالق لقب االم على كل
امرأة من عمرها وهكذا.
نعوت وصفية ( )descriptive termsوهي النعوت التي يستعمل فيها نعت واحد ليدل على -2
قريب واحد فقط ( ) .
وهو الرابطة المعترف بينها بين االفراد واسالفه ( )ancestorsوالسلف (هو الشخص الذي ينحدر
منه الفرد أما عن طريق االب أو عن طريق االم).
نسب ابوي ( )patrilineal decentوهو النسب الذي يعترف به الفرد بعالقته القرابية عن -1
طريق الذكور.
6
نسب امي ( )matrilineal decentوهو النسب الذي يعترف به الفرد بعالقته القرابية عن -2
طريق االناث.
نسب ثنائي ( )bilateral decentوهو النسب الذي يعترف به الفرد بعالقته القرابية عن -3
طريق الذكور واالناث لعدد معين من االقارب وبدون اعطاء جانب اهمية اكثر من الجانب االخر.
نسب مزدوج الخط ( )double unilineal decentوينتسب الفرد فيه في الوقت نفسه إلى -4
مجموعتين قرابيتين احداهما االخرى ،هما مجموعة ابيه االبوية ،ومجموعة امه االموية ،لتحقيق
اغراض اجتماعية معينة ،كأن ينتسب الفرد فيما يخص االرض والزراعة إلى مجموعة ابيه االبوية،
وفيما يخص الدين والسحر إلى مجموعة امه االمية ،ويأخذ هذا النوع من النسب شكًال اخر في بعض
المجتمعات البدائية ،وهو أن ينتسب االوالد والبنات ذوو التسلسل الفردي من حيث ترتيب والدتهم
إلى األب وذوو التسلسل الزوجي إلى االم.
قبل أن ندرس مكونات البناء االجتماعي يستحسن أن نلم ببعض الرموز المتفق على استعمالها في
كتب االنثروبولوجيا االجتماعية .وهي رموز تستعمل أما لتبين اشكال العوائل وانواع الزواج وتكوين
الفخذ والعشيرة والقبيلة في الشعوب البدائية ،أو لضبط العالقات القرابية في المجتمع المدروس.
[عالوة على هذه االهمية الستعمال الرموز القرابية فإن لها أهمية كبيرة في استخدام الطريقة القرابية
أو النسبية ،أحدى طرق البحث في الدراسة الميدانية والتي ستدرس في (طرق البحث في
االنثروبولوجيا االجتماعية)].
رس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــم
الفخذ : lineageمجموعة قرابية اكبر من العائلة ينحدر كل افراده عن خط نسب واحد ،أبوي أو
أمي ،من شخص معين ،وإ لى عدد من االجيال يتراوح بين خمسة وسبعة اجيال وإ لى اكثر من ذلك
7
في حاالت قليلة ،ويرتبطون بعالئق قرابية حقيقية وليست مفترضة ،وبوجود تماسك وتعاون بين
افراده ،وتصرفهم كوحدة اجتماعية واقتصادية ،وله قابلية على االنشطار لتكوين افخاذ جديدة ،وهو
جزء من العشيرة ،وعادة يحدث هذا االنشطار بعد الجيل الخامس أو السادس والفخذ كوحدة قرابية
اجتماعية واقتصادية متعاونة ومتماسكة محدودة االقامة بمكان محلي واحد ،ونادرًا ما توجد مبعثرة
على اكثر من مكان .ويتمتع اعضاء كافة بحقوق وواجبات متبادلة تخص افراد الفخذ دون غيرهم .إذ
يكتسب الفرد تلقائيًا من خالل عضويته في الفخذ (كافة حقوقه وواجباته ومكانته االجتماعية والسياسية
على المستوى المحلي أو مستوى العشيرة والقبيلة .وذلك مرتبط باستمرارية وديمومة مجموعة النسب
[أي الفخذ] كتجمع محلي اكثر واشمل من االسرة والعائلة ،وبواسطتها تتحدد الحيازة والملكية وتورث
اجتماعيًا ،وكذلك الوظائف االجتماعية والقيادية والعسكرية والدينية وااللقاب المختلفة).
أن يكون الزواج فيه خارجيًا ،ويعتبر الفخذان العربي والبوليزي استثنائين لهذه القاعدة. -1
أن يحتكر تخصصًا فنيًا [أي حرفيًا] أو وظيفة دينية أو مركزًا مدنيًا. -2
يستطيع افراد الفخذ كافة أن ينسبوا أنفسهم إلى بعضهم البعض بصورة واقعية ال متخيلة ،ألن -1
الفخذ محدد بعدد من االجيال ،فإن نما واتسع نتيجة لقدمه وعمقه بحيث أصبح متعذرًا على افراده
معرفة درجة قرابة كل واحد منهم لالخر ،انقسم بصورة تلقائية [إلى افخاذ صغيرة] فانقلب رأسه إلى
رأس عشيرة ،واصبح كل ولد من اوالد ذلك الرأس رأسًا لفخذ منفصل.
8
يشعر افراد الفخذ نتيجة لما تقدم بترابط اوثقن وبروح جماعة اقوى ،ويبرزون ذلك الترابط -2
بالتعاون االقتصادي والتساند االجتماعية والمشاركة الفعلية في كل االحداث وبخاصة فيما يتعلق
بالدفاع عن أفراد الفخذ.
العشيرة ()clan
(وهي مجموعة من االشخاص من الجنسين تتعين عضوية الفرد فيها على أساس النسب وحيد الخط (
)unilineal decentبصورة واقعية أو متخيلة ،مع ما يترتب على تلك العضوية بصورة تبعية من
التزامات تفرض على أعضاء العشيرة دون غيرهم)( ) فهي مجموعة من االفخاذ تنحدر من أصل
واحد مشترك سواء كان حقيقيًا أو افتراضيًا ورغم ذلك األصل فهي تضم الكثير من االفخاذ تنحدر
من أصل واحد مشترك سواء كان حقيقيًا أو افتراضيًا ورغم ذلك االصل فهي تضم الكثير من الغرباء
الذين انضموا عضوية العشيرة خالل تاريخها الطويل السباب كثيرة منها الغزو أو طلب الحماية أو
الرغبة في تدعيم العشيرة عدديًا بقبول افراد أو افخاذ مختلفة االصل إليها.
وتصنف العشيرة وفقًا لنظام القرابة والنسب إلى نوعين هما :العشيرة االبوية وتتكون من كل االفراد
المنحدرين عن طريق الذكور من جد ذكر معين ،والعشيرة االموية وتتكون من كل االفراد المنحدرين
عن طريق االناث من جدة أنثى معينة ،والعشيرة في أغلب الشعوب البدائية (خارجية الزواج) ،وقد
تقطن اقليمًا واحدًا أو عدة اقاليم وقد تكون طوطمية حيث نعتقد العشيرة الطوطمية بأن مؤسسها ،أي
طوطمها ،كل احد المظاهر غير الطبيعية أو الطبيعية في بيئتها ،وترتبط اسماء هذه العشائر
بالطواطم ،التي تعتقد أنها سبب وجودها وبقائها ،مثًال ،عشيرة القط أو االسد ،او نوع من الطيور أو
االسماك ،أو النبات او روح من باطن االرض أو النهر أو البحر ،أو السماء نزلت وتزاوجت مع
احدى النساء [ومن هذا التزاوج انجبت تلك المرأة ذريتها التي شكلت العشيرة في عصور قديمة].
ويقام للطوطلم احتفال طقسي في مكان معينوله رموز أو شواهد أو اضرحة في مكان معين أو عدة
اماكن وغالبًا تحرم العشيرة صيد الحيوان أو قطع النبات الذي تعتقده طوطمها ،أو استخدام فرائه أو
ريشه أو اوراقه ،وكثيرًا ما يعزى للطوطم قوى فوق طبيعية تساعد اعضاء العشيرة في حياتهم وبذلك
يمكن أن يكون الطوطم راعي للعشيرة.
9
وال تظهر العشيرة كنظام اجتماعي في كل المجتمعات فهناك مجتمعات غير عشائرية أي ال توجد
فيها عشائر .ويمكن أن تتعرض العشائر لالنقراض وتنشأ عشائر جديدة في المناطق ذات الكثافة
السكانية المنخفضة والموارد المحدودة بينما تعمر العشائر في مناطق الموارد االقتصادية الغنية
واالعداد السكانية الكبيرة .ففي المجتمعات التي يقوم اقتصادها على جمع الغذاء ينتشر افرادها انتشارًا
واسعًا في مساحات شاسعة من االرض .لذا تقوم تنظيمات المجتمع على اساس االفخاذ الصغيرة
قليلة العدد لفقر الموارد أو لتخلف تكنولوجيا االنتاج أو لكليهما معًا لهذا فإن دور العشيرة عند هذه
المجتمعات يكون محدودًا .وعلى عكس ذلك يكون دور التنظيم العشائري هو الركيزة االساسية في
القبائل الزراعية والرعوية حيث تشتد الحاجة إلى تساند وتعاضد مجموعة كبيرة من الناس اكبر من
الفخذ للدفاع عن مصالح المجتمع وارضه ومجاله الحيوي ،ومن ثم تظهر التنظيمات العشائرية
كضرورة حيوية لبقاء المجتمع.
هذا وهناك اعتقاد سائد بين افراد العشيرة بأنهم جميعًا ينحدرون من جد واحد ولهذا يعتبرون انفسهم
اقارب ،وينعت بعضهم البعض االخر بنعوت القرابة .
وظائف العشيرة:
وتقوم العشيرة بعدة وظائف تظهر أهميتها للفرد والجماعة والمجتمع المحلي ،اهمها االتي:
التضامن االجتماعي ،العشيرة وحدة اجتماعية يسودها التماسك والتضامن االجتماعي فيسارع -1
جميع افراد العشيرة إلى مساعدة العضو الذي يحتاج إلى العون ،والذي من أهم انواعه حماية حياة
الفرد من أي اعتداء وأخذ الثأر له إذا اعتدي عليه ،ويترتب على هذا التضامن شعور افراد العشيرة
باالمن واالستقرار والمسؤولية الجماعية.
األمن الداخلي والخارجي ،تقوم العشيرة بعملية الضبط االجتماعي وتوفير األمن الداخلي -2
ألعضائها ،ويتولى ذلك رئيس العشيرة وأعوانه بتطبيق قانون العشيرة الذي يتمثل بمجموعة من
التقاليد واألعراف ،ويشرف الرئيس على تنفيذ العقاب على من يخالف تلك التقاليد واألعراف.
تنظيم الزواج ،تقوم العشيرة الطوطمية بتنظيم (الزواج الخارجي) وتحريمها (الزواج الداخلي) -3
ويلعب الزواج الخارجي دورًا هامًا في توفير عالقات الود والتعاون [واألمن] بين العشائر التي يجمع
الزواج بين بعض افرادها.
10
تنظيم النشاط االقتصادي ،تملك العشيرة األرض التي تعيش عليها ملكية جماعية ،ويتولى -4
رئيس العشيرة تقسيم هذه األرض على عوائل عشيرته وتوزيع االعمال بينها ،ويحق لكل اعضاء
العشيرة استغالل ارضها [بالسكن والزراعة والرعي والصيد ومصادر المياه وجمع الحطب] ولكن ال
يحق ألي منهم ملكيتها ملكية خاصة.
إجراء الطقوس الدينية ،يكون رئيس العشيرة في معظم االحيان رئيس الكهنة ،وينظر له على -5
أنه الواسطة بين افراد العشيرة االحياء واجدادهم الموتى الذين يشغلون منزلة مقدسة .وفي حالة تجمع
عشائر القبيلة الواحدة تقوم كل عشيرة بطقوس دينية معينة في االحتفاالت العامة والخاصة بالقبيلة،
ويشرف الكاهن ومساعدوه على اجراء هذه الطقوس واحترامها ومعاقبة المخالفين.
تنظيم النشاط السياسي ،للقبيلة مجلس قبلي يضم رؤساء عشائرها ويتولى المجلس تنظيم -6
النشاط السياسي لتلك العشائر ،مثل عمليات اختيار أو انتخاب رؤساء العشائر واعالن الحرب
وإ نهائها وتنظيم شؤون الدفاع [وفض النزاعات عن طريق التحكيم ودفع التعويضات] ،وقد تصبح
عشيرة رئيس القبيلة هي العشيرة الملكية فتحظى بامتيازات خاصة ومن أمثلة ذلك قبائل (التروبرياند)
في ميالنزيا وقبائل (الداهومي) و(األشانتي) في أفريقيا.
القبيلة Tribe
القبيلة هي أكبر الوحدات القرابية وتتكون من مجموعة من العشائر التي ترتبط بوحدة النسب ،وقد
تتواجد العشائر في أقاليم متجاورة أو قد يقطن بعضها في اقاليم بعيدة نسبيًا ،إن القبيلة تظل واحدة ما
دامت العشائر التي تتألف منها تنتظم في بناء أحادي للقرابة الدموية النابعة من النسب المشترك.
وتتميز القبيلة بالخصائص التالية:
[األرض واللغة والثقافة المشتركة] ،حيث يشغل أفراد المجتمعات المحلية التي تتكون منها -1
القبيلة قطعة أرض مشتركة ويتكلمون لغة واحدة ويطبقون أنماط حضارية مشتركة ،ويترتب على
ذلك سهولة التفاعل االجتماعي بين اعضاء القبيلة الواحدة الشتراكهم في المكان واللغة والحضارة،
ولذلك يشعرون بانتمائهم جميعًا إلى مجتمع واحد وتسود بينهم مظاهر التعاون والود والتماسك
االجتماعي .ويتضح هذا التماسك في المناسبات الدينية حيث تقام طقوس قبائلية يشترك فيها ممثلون
11
عن جميع الوحدات االجتماعية الفرعية ،وكذلك في حالة الخطر فعندما يتعرض أي جزء من القبيلة
للخطر تهب القبيلة كلها للدفاع.
[وجود تنظيمات شكلية أهمها التنظيم السياسي] ،توجد تنظيمات شكلية في القبيلة تعمل على -2
تأكيد وحدتها وتماسكها االجتماعي وبالتالي تحافظ على كيانها واستمرار وجودها ،أهم تلك التنظيمات
التنظيم السياسي ،يمثل القبيلة رئيس يحظى باحترام الجميع ،ويشاركه في رعاية شؤون القبيلة مجلس
يسمى ((مجلس القبيلة)) ويتكون في الغالب من رؤساء العشائر إذا كانت القبيلة تتكون من عشائر ،أو
من رؤساء المعاشر إذا كانت القبيلة بدون عشائر.
ويتعلم أعضاء القبيلة منذ صغرهم ومن خالل تجوالهم في أنحاء القبيلة التنظيمات الرسمية مثل كيفية
االشتراك في مجلس القبيلة وكذلك أنماط السلوك غير الرسمي مثل كيفية التعرف على اعضاء القبيلة
وماذا يتوقعون منهم في الظروف المختلفة ومتى يقدم لهم العون وكرم الضيافة ،وهكذا تستمر القبيلة
من جيل إلى جيل حيث يعلم الجيل القديم الجيل الجديد تقاليد القبيلة ونظمها.
[تنظيم شؤون الدفاع والحرب] ،أهم وظائف القبيلة هي تنيم شؤون الدفاع والحرب ،ففي حالة -3
الخطر يظهر بوضوح تماسك القبيلة كوحدة اجتماعية وتظهر أهميتها وفائدتها ،ويترتب على قوة
الشعور الجماعي بوحدة القبيلة إلى أن يسرع كل اعضاء القبيلة للدفاع في حالة تعرض أي جزء من
القبيلة للغزو وكأن هذا الغزو قد شملهم جميعًا .ونالحظ فرقًا كبيرًا بين معاملة اعضاء القبيلة لبعضهم
ومعاملتهم ألعضاء القبائل األخرى ،ففي الغالب يعاملون الغرباء كما يعاملون الحيوانات التي
يصيدونها ،وهكذا يتحول الفرد الذي يعامل اعضاء قبيلته بكل رفق وحب وتعاون إلى شخصية أخرى
عندما يتعامل مع الغرباء (من خارج القبيلة) فيصبح قاسي عنيف.
ونالحظ أنه بينما تقوم القبيلة بوظيفة هامة في شؤون الحرب والدفاع نجدها ضعيفة التأثير في ظواهر
اجتماعية أخرى مثل التربية والضبط االجتماعي والزواج ،فهذه الشؤون يقوم بتنظيمها االسرة
والمجتمع المحلي.
خالصة القول أن القبيلة تقوم بوظيفتين أساسيتين األولى تتعلق بالتنظيم السياسي لألقسام الفرعية
بحيث تظهر كوحدة اجتماعية ،والوظيفة الثانية هي تنظيم شؤون الدفاع والحرب ،أما في حالة السلم
فإن وحدة القبيلة تكون أضعف وأقل وضوحًا وذلك ألن كل قسم في القبيلة يكون مهتمًا بشؤونه
12
الداخلية ،فالعشيرة هي وحدة اجتماعية شبه مستقلة اقتصاديًا واجتماعيًا .ويترتب على ذلك أن القيادة
في القبيلة اضعف في تأثيرها على سلوك االفراد من القيادة في العشيرة .وذلك ألن اساس الحياة
االجتماعية في العشيرة تقوم على االتصاالت الشخصية ،أي وجهًا لوجه ،اما الحياة االجتماعية
بالنسبة للقبيلة كلها فإنها ال تتوافر إال في فترات موسمية مثل المناسبات واالعياد الدينية أو في فترات
مؤقتة مثل الحرب .لهذا تكون العالقات داخل العشيرة اكثر التصاقًا ووثوقًا والتزامًا بالقياس بالعالقات
في القبيلة إال إنها أقل تماسكًا وتعلقًا إذا ما قورنت بعالقات افراد االسرة والفخذ.
يظهر من ذلك أن القبيلة تمثل مفهوم قرابيًا وسياسيًا في الوقت نفسه ومعروف تأريخيًا أن بعض
القبائل قد قامت بدور الدولة قبل ظهور الدولة الحديثة ،وقد اتحدت في العصور القبلية بعض القبائل
في أحالف سياسية لزيادة قوتها الحربية ضد القبائل األخرى التي شعرت بتهديد المنها ،ويالحظ أن
القبائل التي بلغت درجات عالية من الطموح السياسي في المجاالت االقتصادية لزيادة ثرواتها كثيرًا
ما اعتمدت اسلوب التوسع على حساب الجماعات الغريبة المجاورة لها واستمر توسعها حتى تحولت
عبر الزمن الطويل إلى دول ،وتنطبق هذه الحقيقة على الكثير من القبائل الهندية االمريكية في أمريكا
الوسطى وامريكا الجنوبية التي تنشأ عن حركاتها الحربية التوسعية دول قوية وامبراطوريات
كامبراطورية انكا ( )INCAفي بيرو (االزتكس) في المكسيك ،على أن القبائل التي استطاعت من
التوسع العسكري وضم األراضي غالبًا ما اتسمت بتنظيم سياسي ونظم اقتصادية تجاوزت الكفاف إلى
درجات محدودة من الفائض االنتاجي في مجاالت الغذاء.
13