You are on page 1of 24

‫المؤسسة القانونية الدولية ‪LLF -‬‬

‫المدير التنفيذي جينفير سميث‬

‫أعضاء مجلس اإلدارة‬

‫فيليب آكريمان‬

‫ألين داونلي‬

‫إيرنست دنكان‬

‫سبستيان فون إيرنست‬

‫القاضي دنستن ماليبو‬

‫روبرت أف‪ .‬كوانتانس‬

‫بارونيس فيفن ستيرن‬

‫ناتالي ري‬

‫الري تامان‬

‫نظام المساعدة القانونية الجنائية في الضفة الغربية‬


‫لمحة عامة عن أنظمة تقديم المشورة القانونية و توصيات بشأن إجراء‬
‫اإلصالحات‬

‫‪:‬بواسطة‬

‫المؤسسة القانونية الدولية‬

‫تشرين ثان\نوفمبر ‪2016‬‬

‫‪ 111‬شارع جون‪ ،‬جناح رقم ‪ ،1040‬نيويورك ‪ - 10038‬هاتف‪http://theilf.org - 0012128641361 :‬‬


‫المحتويات‬
‫‪ُ .I‬م لخص تنفيذي‬
‫‪ .II‬مقدمة‬
‫‪ .III‬توطئة‬
‫نطاق حق االستعانة بمحام في الضفة الغربية‬ ‫‪.A‬‬
‫هيكلية نظام المساعدة القانونية في القضايا الجنائية في فلسطين‬ ‫‪.B‬‬
‫‪ .IV‬تقييم خدمات المساعدة القانونية في القضايا الجنائية في الضفة الغربية‬
‫التمويل الحكومي و التنسيق مع نظام المساعدة القانونية في القضايا الجنائية‬ ‫‪.A‬‬
‫االفتقار للتنسيق على صعيد مقدمي المساعدة القانونية في القضايا الجنائية‬ ‫‪)1‬‬
‫عجز الضفة الغربية عن توفير التمويل الكافي لتقديم المساعدة القانونية في القضايا الجنائية‬ ‫‪)2‬‬
‫المؤهالت و التدريب و األداء المتعلق بمحامي برنامج المحامي المنتدب‬ ‫‪.B‬‬
‫معايير األداء الخاصة بمقدمي المساعدة القانونية‬ ‫‪)1‬‬
‫تدريب مقدمي المساعدة القانونية‬ ‫‪)2‬‬
‫آليات التعيين و االنتداب المبكر للمحامين‬ ‫‪.C‬‬
‫‪ )1‬مراكز الشرطة‬
‫مكتب النيابة العامة ‪ -‬االستجواب و التحقيق‬ ‫‪)2‬‬
‫محاكم الصلح‬ ‫‪)3‬‬
‫‪ .V‬لمحة عامة عن النماذج و الممارسات الُم ثلى في مجال تقديم المساعدة القانونية في القضايا الجنائية‬
‫برامج المحامي المنتدب‬ ‫‪.A‬‬
‫برامج محام الدفاع العام‬ ‫‪.B‬‬
‫برامج الخدمات المقدمة بموجب العقود‬ ‫‪.C‬‬
‫تصميم برنامج مختلط متخصص بمتطلبات كل بلد‬ ‫‪.D‬‬
‫‪ .VI‬التوصيات‬
‫ُنبذة عن المؤسسة القانونية الدولية‬ ‫‪.VII‬‬

‫‪ 111‬شارع جون‪ ،‬جناح رقم ‪ ،1040‬نيويورك ‪ - 10038‬هاتف‪http://theilf.org - 0012128641361 :‬‬


‫‪ .I‬الُم لخص التنفيذي‬
‫ُيعد الحق في الحصول على المساعدة القانونية المجانية بالنسبة للمتهمين الجنائيين الذين ليس بمقدورهم توفير و دفع‬
‫نفقات المحامين من مبادئ القانون األساسية المقبولة على نطاق واسع كما و تعتبر مكونًا رئيسيًا في إطار حقهم في‬
‫الحصول على محاكمة عادلة‪ .‬حيث تعتبر بمثابة ركيزة أساسية في منظومة العدالة الجنائية العادلة و الفعالة‪ .‬و إذ ُيقر‬
‫القانون األساسي الفلسطيني بحق كافة المواطنين بصرف النظر عن فقرهم و غناهم في الحصول على محاكمة عادلة‬
‫و يكفل لهم حقهم في الدفاع و االتصال بمحاميهم عند إلقاء القبض عليهم لتقديم االستشارة لهم‪ .‬و مع ذلك فإنه ال يجري‬
‫تطبيق هذه الحقوق بشكل ثابت و متساوي و فعال في مختلف أرجاء الوطن‪.‬‬

‫و بالرغم من الضمانات التي يوفرها القانون األساسي في مجال الحق في الحصول على المشورة القانونية خالل‬
‫اإلجراءات الجزائية إال أن المتهمين المعوزين عادًة ما يمثلون أمام المحاكم بدون تمثيل قانوني فعال‪ .‬و يستعرض هذا‬
‫التقرير أبرز المالحظات إزاء الحصول على المشورة القانونية في الضفة الغربية و هي كاآلتي‪:‬‬

‫يعاني نظام المساعدة القانونية في فلسطين من ضعف التمويل‪ ،‬و افتقاره للتنظيم و التنسيق‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫يفتقر معظم المتهمين المعوزين المدانون بجنح جنائية إلى المشورة القانونية و غالبًا ما يعجز المتهمين‬ ‫‪‬‬
‫المعوزين المدانون بقضايا جنح عن تعيين محامي بالرغم من أن قضايا الجنح قد تأخذ حكمًا بالسجن يصل‬
‫لسنوات‪ .‬و غالبًا ما يمثل هؤالء المتهمين أمام المحاكم في ظل غياب الحقوق و الضمانات الخاصة بهم‪.‬‬
‫و عندما توجه للمتهمين المعوزين قضايا جنايات فإنه ال يتم تعيين المحامي في وقت مبكر من العملية‬ ‫‪‬‬
‫الجنائية مما يجعل هذا التعيين أمر غير مجد أو فعال‪.‬‬
‫يفتقر نظام المحامين المنتدبين الحالي إلى المؤهالت و المعايير وآليات المساءلة والشفافية واالستمرارية األمر‬ ‫‪‬‬
‫الذي أدى إلى وجود تمثيل دون المستوى المطلوب‪.‬‬

‫و نظرًا لهذه العيوب المنهجية فإنه و في كل عام يتعرض آالف المتهمين المعوزين سواء كانوا رجاًال‪ ،‬نساًء‪ ،‬أو أطفال في كافة‬
‫أنحاء الدولة لعدم التمثيل القانوني أو يحصلون على تمثيل بالحد األدنى ذو جودة متدنية ال تكفي العتباره وصوًال مجديًا‬
‫للمشورة القانونية‪ .‬حيث يكون هؤالء المتهمين عرضة النتهاكات جمة بما في ذلك االعتقال التعسفي و تمديد الحبس قبل‬
‫المحاكمة و سوء المعاملة الجسدية و النفسية و االعترافات القسرية و االتهامات الباطلة باإلضافة إلى التعذيب‪ .‬و ال يستشعر‬
‫تأثير هذه االنتهاكات المتهم و حده و لكن تأثيرها يمتد ليصل لعائلته و المجتمع ككل‪ ،‬فعندما على سبيل المثال تفقد األسرة‬
‫معيلها األساسي نتيجة لتمديد اعتقاله قبل المحاكمة دون توجيه أو إثبات أي تهم بحقه يؤدي ذلك إلى انزالق العائلة في مستنقع‬
‫الفقر بشكل متزايد‪.‬‬

‫استنادًا للامدة ‪ 12‬من القانون األسايس الفلسطيين " ُيبلغ لك من يقبض عليه أو يوقف بأسباب القبض عليه أو إيقافه و جيب إعالمه رسيعًا بلغة يفهمها ابالهتام املوجه إليه و أن ُيمنح ‪1‬‬
‫‪".‬الفرصة لالتصال مبحام و أن ُيقدم للمحامكة دون تأخري‬

‫استنادًا للامدة ‪ 14‬من القانون األسايس الفلسطيين " املهتم برئ حىت تثبت إدانته يف حمامكة قانونية تكفل هل فهيا ضامانت ادلفاع عن نفسه‪ ،‬ولك مهتم يف جناية جيب أن يكون هل حمام ‪2‬‬
‫‪"..‬يدافع عنه‬

‫‪".‬جزء مما نصت عليه املادة ‪ 12‬من القانون األسايس الفلسطيين " ُيمنح املهتمون احلق يف االتصال مبحام و أن ُيقدموا للمحامكة دون تأخري ‪3‬‬

‫‪.‬املواد ‪ 15‬و ‪ 21‬من قانون العقوابت األردين ‪4‬‬

‫‪ 111‬شارع جون‪ ،‬جناح رقم ‪ ،1040‬نيويورك ‪ - 10038‬هاتف‪http://theilf.org - 0012128641361 :‬‬


‫‪:‬و في سبيل معالجة هذه العيوب و النقائص فإن هذا التقرير يوصي بما يلي‬

‫يتعين على السلطة الفلسطينية تشجيع إنشاء نظام شامل لجمع البيانات من شأنه تقييم أداء خدمات المساعدة القانونية‬ ‫‪)1‬‬
‫في القضايا الجنائية بدقة في جميع أنحاء البالد و بالتالي فإن خطط التحسين و التطوير ستستند إلى بيانات دقيقة‪.‬‬

‫كما ينبغي على السلطة الفلسطينية استحداث نماذج بديلة للمساعدة القانونية و تشمل نموذج محام الدفاع العام كذلك‬ ‫‪)2‬‬
‫التعاون مع هيئات المجتمع المدني لتلبية احتياجات المتهمين المعوزين‪.‬‬

‫ينبغي على السلطة الفلسطينية توفير الوصول المبكر لخدمات المشورة القانونية بما ينسجم مع مسؤوليات الدول و‬ ‫‪)3‬‬
‫المنصوص عليها في القانون األساسي‪.‬‬

‫يتعين على السلطة الفلسطينية العمل على تحسين جودة و كفاءة التمثيل القانوني المقدم للمتهمين المعوزين من خالل‪:‬‬ ‫‪)4‬‬

‫العمل بالتعاون مع نقابة المحامين الفلسطينيين من أجل النهوض بكفاءة و فاعلية نظام المحامين المنتدبين‪.‬‬ ‫‪)a‬‬
‫دعم تبني و اعتماد معايير األداء و الكفاءة لجميع مقدمي خدمة المساعدة القانونية‪.‬‬ ‫‪)b‬‬
‫إيجاد آليات الرقابة و اإلشراف على مقدمي المساعدة القانونية من خالل تأسيس مجلس مستقل لإلشراف على‬ ‫‪)c‬‬
‫خدمات المساعدة القانونية على مستوى الوطن‪.‬‬

‫‪ .I‬المقدمة‬

‫يشتمل هذا التقرير على النتائج و التوصيات الصادرة عن تقييم المؤسسة القانونية الدولية لنظام المساعدة القانونية في‬
‫القضايا الجنائية في الضفة الغربية‪ .‬عملت الحكومة الفلسطينية على مدار الخمسة األعوام الماضية على التركيز على‬
‫مسألة المساعدة القانونية حيث اعترفت بوجود ثغرات خطيرة في نظام المساعدة القانونية الحالي‪ .‬حيث وجهت للعديد‬
‫من الناس المعوزين تهمًا بارتكاب مخالفات جنائية في الضفة الغربية و تم حرمانهم بشكل ممنهج من حقهم في‬
‫الحصول على تمثيل قانوني فعال‪ .‬و قد اتخذت السلطة الفلسطينية عدة خطوات من أجل معالجة العيوب و أوجه‬
‫القصور التي تشوب نظام المساعدة القانونية الحالي عن طريق صياغة و إعداد قانون المساعدة القانونية‪.‬و عقدت في‬
‫سبيل ذلك مؤتمرًا وطنيًا حول المساعدة القانونية و عملت بالتعاون مع خبراء في الدفاع عن المعوزين من مؤسسات‬
‫المجتمع المدني كما و سعت لزيادة فرص القاصرين أو المتهمين األحداث للحصول على المشورة القانونية‪.‬‬

‫و يشكل اهتمام السلطة الفلسطينية بمساندة حق المتهمين في االستعانة بمحام أساسًا متينًا لبناء نظام مساعدة قانونية في‬
‫القضايا الجنائية أكثر فعالية‪ .‬إن الهدف الرئيسي لهذا التقرير هو دعم عملية اإلصالح من خالل تسليط الضوء على‬
‫أوجه التقصير في نظام المساعدة القانونية الحالي و كذلك تقديم التوصيات الالزمة من أجل التغيير‪ .‬و عبر إجراء‬
‫مقارنة و تقييم ألنظمة المساعدة القانونية المختلفة في الضفة الغربية قامت المؤسسة القانونية الدولية بتحديد العديد من‬
‫المشكالت و بنفس الدرجة من األهمية تمكنت المؤسسة القانونية الدولية من تحديد نقاط القوة في نظام المساعدة‬
‫القانونية المعمول به في الضفة الغربية‪ .‬و ُتعد مواطن القوة هذه بمثابة أساس متين لبناء نظام مساعدة قانونية مستدام و‬
‫فعال و موثوق و أكثر سهولة لتوفير المشورة للمحتاجين‪.‬‬

‫جاءت توصيات المؤسسة القانونية الدولية في ضوء تجربتها في تقديم خدمات المساعدة القانونية في الضفة الغربية‬
‫خالل الستة أعوام الماضية‪ ،‬و كذلك خبراتها و تجاربها العالمية في مجال تعزيز الممارسة الجيدة للدفاع عن‬

‫‪ 111‬شارع جون‪ ،‬جناح رقم ‪ ،1040‬نيويورك ‪ - 10038‬هاتف‪http://theilf.org - 0012128641361 :‬‬


‫المعوزين فضًال عن جمع المعلومات من خالل الدورة السابعة لسلسلة اجتماعات الطاولة المستديرة للمؤسسة القانونية‬
‫الدولية في الضفة الغربية و التي تركز على ضرورة االستعانة بمحام و الحصول على تمثيل قانوني نوعي حيث‬
‫حضرها كوكبة من الجهات الفاعلة في سلك العدالة‪ .‬و تسلط المؤسسة القانونية الدولية في هذا التقرير أيضًا على‬
‫مجموعة من التجارب و النماذج العالمية في مجال تقديم المساعدة القانونية‪ .‬و تقدم هذه األمثلة إيضاحات بخصوص‬
‫توصيات التقرير و كذلك تقدم إرشادات و توجيهات من شأنها إعانة الحكومة في سبيل النهوض بنظام المساعدة‬
‫القانونية و إصالحه‪.‬‬

‫‪ .II‬توطئة‬
‫نطاق حق االستعانة بمحام في الضفة الغربية‬ ‫‪.A‬‬

‫ُيعد الحق في الحصول على المساعدة القانونية المجانية بالنسبة للمتهمين الجنائيين الذين ليس بمقدورهم توفير و دفع‬
‫نفقات المحامين من مبادئ القانون األساسية المقبولة على نطاق واسع كما و تعتبر مكونًا رئيسيًا في إطار حقهم في‬
‫الحصول على محاكمة عادلة‪ .‬في العام ‪ 1948‬تم اعتماد حق الشخص في محاكمة عادلة و التأكيد عليه كأحد حقوق‬
‫اإلنسان األساسية بموجب اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان‪ .‬و ينص اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان على أنه يحق لكل‬
‫شخص وجهت إليه تهمة بارتكاب جريمة ما الحصول على محاكمة عادلة و علنية بالتزامن مع توفير كافة الضمانات‬
‫الضرورية للدفاع عنه‪ .‬و في أعقاب ذلك أكد الميثاق العالمي للحقوق المدنية و السياسية على حق الشخص المتهم في‬
‫االستعانة بمحام و اعتبره حقًا أساسيًا للحصول على محاكمة عادلة‪ .‬و ينص الميثاق العالمي للحقوق المدنية و‬
‫السياسية على حق المتهمين بارتكاب مخالفات جنائية في " تعيين محامي للدفاع عنه في جميع الحاالت التي تقتضيها‬
‫العدالة و بدون أن يترتب على ذلك المتهم أيه نفقات أو تكاليف في حال كان عاجزًا عن سداد تلك األتعاب"‪.‬‬

‫‪ُ 5‬يرىج مراجعة‪ :‬امجلعية العامة لألمم املتحدة‪ ،‬اإلعالن العاملي حلقوق اإلنسان ‪ 10‬اكنون أول ‪ 217 ،1948‬امللحق (‪-)3‬املواد ‪11-10‬‬
‫امجلعية العامة لألمم املتحدة‪ ،‬امليثاق العاملي للحقوق املدنية و السياسية ‪ 16‬اكنون اثين ‪ 1948‬األمم املتحدة‪ ،‬تسلسل املعاهدة‪-‬اجلزء ‪ 999‬صفحة رمق‪ ،171‬املادة رمق ‪ .13‬امجلعية العامة لألمم‬
‫املتحدة‪ ،‬مبادئ األمم املتحدة و التوجهيات خبصوص احلصول عىل املساعدة القانونية يف أنظمة العداةل اجلنائية‪ :‬مت تبين القرار من قبل امجلعية العامة بتارخي ‪ 28‬آذار ‪.2013‬‬
‫‪ 6‬امجلعية العامة لألمم املتحدة‪ ،‬اإلعالن العاملي حلقوق اإلنسان ‪ 10‬اكنون أول ‪ 217 ،1948‬امللحق (‪-)3‬املواد ‪11-10‬‬
‫‪ 7‬امجلعية العامة لألمم املتحدة‪ ،‬امليثاق العاملي للحقوق املدنية و السياسية ‪ 16‬اكنون اثين ‪ ،1966‬األمم املتحدة‪.‬‬

‫و التزامًا بالمادة رقم ‪ 14‬من الميثاق العالمي للحقوق المدنية و السياسية فإن القانون األساسي الفلسطيني ينص على " ُيبلغ كل‬
‫من يقبض عليه أو يوقف بأسباب القبض عليه أو إيقافه و يجب إعالمه سريعًا بلغة يفهمها باالتهام الموجه إليه و أن ُيمنح‬
‫الفرصة لالتصال بمحام و أن ُيقدم للمحاكمة دون تأخير "‪ .‬كما و ينص على " المتهم برئ حتى تثبت إدانته في محاكمة قانونية‬
‫تكفل له فيها ضمانات الدفاع عن نفسه‪ ،‬وكل متهم في جناية يجب أن يكون له محام يدافع عنه "‪ .‬و يعتبر الحق في االستعانة‬
‫بمحام بمقتضى القانون األساسي ليس أمرًا اختياريًا و ال ينبغي أن يتأثر باإلمكانيات المالية للشخص‪.‬‬

‫هيكلية نظام المساعدة القانونية في القضايا الجنائية في فلسطين‬ ‫‪.B‬‬

‫تمتاز فلسطين بنظام مساعدة قانونية مختلط‪ .‬حيث يتضمن تعيين محام للمتهم المعوز أو الفقير من خالل نظام‬
‫المحامين المنتدبين بواسطة مجلس القضاء األعلى و نقابة المحامين الفلسطينيين‪ .‬يقوم عدد قليل من المنظمات‬
‫األهلية العاملة في مجال المساعدة القضائية بدعم نظام المساعدة القانونية الحكومي‪ ،‬حيث توظف هذه المنظمات‬
‫محامين مستشارين بدوام كامل و تركز مجموعة صغيرة من هؤالء المحامين على تقديم خدمات الدفاع الجنائي‬
‫لصالح المتهمين المعوزين أو أولئك الدين ينتمون للطبقات المهمشة‪.‬‬

‫‪ 111‬شارع جون‪ ،‬جناح رقم ‪ ،1040‬نيويورك ‪ - 10038‬هاتف‪http://theilf.org - 0012128641361 :‬‬


‫و وفقًا لقانون اإلجراءات الجزائية‪ ،‬ففي حالة الجنايات و الجنح يجب على المحكمة " االستفسار عما إذا كان‬
‫للمتهم محامي أو كان غياب المحامي نتيجة لضعف الموارد المالية للمتهم وفقر الحال‪ ،‬فإن رئيس المحكمة يقوم‬
‫بتعيين محام للشخص المتهم "‪ .‬و تقوم نقابة المحامين الفلسطينيين باختيار أحد أعضاءها ليمثل المتهم و يدافع‬
‫عنه في تلك القضية‪.‬‬

‫ُت راعي نقابة المحامين الفلسطينيين مبدأ المصلحة العامة ألعضائها حيث تطلب منهم تقديم خدمات تطوعية في‬
‫قضية واحدة على األقل في السنة‪ .‬و ألن المصلحة العامة ال تعني بالضرورة تقديم المساعدة القانونية قامت نقابة‬
‫المحامين الفلسطينيين بتطوير برنامج تطوعي يسمح بتلبية هذا المتطلب عن طريق العمل بالتعاون مع لجان‬
‫المساعدة القانونية في النقابة و ذلك لتقديم خدمات الدفاع الجنائي في قضية واحدة على األقل‪ .‬و وفقًا للخطة‬
‫اإلستراتيجية التي وضعها برنامج األمم المتحدة اإلنمائي لنقابة المحامين الفلسطينيين عام ‪ ،2015‬حيث سيخضع‬
‫المحامين الذين تم اختيارهم للمشاركة في هذا المشروع (تطوعي ) للتدريب و سيتم اإلشراف على أداءهم و‬
‫تقييمه من قبل النقابة لضمان جودة و كفاءة األداء‪.‬‬

‫‪ 8‬امجلعية العامة لألمم املتحدة‪ ،‬امليثاق العاملي للحقوق املدنية و السياسية ‪ 16‬اكنون اثين ‪ ،1966‬األمم املتحدة‪.‬‬
‫تسلسل املعاهدة‪-‬اجلزء ‪ 999‬صفحة رمق‪ ،171‬املادة رمق ‪ :13‬حيث وقع امليثاق العاملي للحقوق املدنية و السياسية يف نيبال ‪ 1991‬كام و ينص ادلستور املؤقت عىل الزتام احلكومة‬
‫ابلتطبيق الفعال لالتفاقيات ادلولية و املعاهدات اليت تعترب ادلوةل عضوًا فهيا‪ .‬ادلستور املؤقت لنيبال‪ )2007( 2063 .‬املادة رمق ‪.33‬‬
‫‪ 9‬القانون األسايس الفلسطيين‪ .‬املادة رمق ‪ 12‬و املادة رمق ‪14‬‬
‫‪ 10‬املادة رمق ‪ 244‬من قانون العقوابت األردين‬

‫كما و يوجد هنالك العديد من المنظمات الدولية غير الحكومية تقدم خدمات المساعدة القانونية في كافة أنحاء فلسطين‪ .‬و من‬
‫أبرز تلك المؤسسات العاملة في هذا المجال المؤسسة القانونية الدولية‪ -‬الضفة الغربية و الحركة العالمية للدفاع عن األطفال‪.‬‬
‫كذلك يدعم برنامج األمم المتحدة اإلنمائي تقديم المشورة القانونية لألطفال و النساء من خالل وزارة الشؤون االجتماعية‪.‬‬

‫‪ .III‬تقييم خدمات المساعدة القانونية في القضايا الجنائية في الضفة الغربية‬

‫ففي كانون أول\ديسمبر عام ‪ ،2012‬اعتمدت الجمعية العامة لألمم المتحدة باإلجماع مبادئ األمم المتحدة وتوجيهاتها بشأن سبل‬
‫الحصول على المساعدة القانونية في نظم العدالة الجنائية‪ ،‬و هي تعتبر من أولى الصكوك العالمية المخصصة لحق االستعانة‬
‫بمحام‪ .‬فالمبادئ التوجيهية مستخلصة من المعايير الدولية و الممارسات الُم ثلى‪ ،‬و تهدف إلى توجيه الحكومات بشأن المبادئ‬
‫األساسية التي يجدر بأي نظام عدالة جنائية االستناد عليها‪ ،‬فضًال عن تحديد العناصر األساسية إليجاد نظام مساعدة قانونية‬
‫وطني يتسم باالستدامة و الفعالية‪ ،‬و ذلك من شأنه تعزيز مبدأ االستعانة بمحام‪ .‬حيث توفر المبادئ و التوجيهات مرجعية شاملة‬
‫لتقييم نظام المساعدة القانونية في القضايا الجنائية في فلسطين‪.‬‬

‫و ينبغــي للــدول أن تكفـل التمتــع بــالحق في الحصــول علــى المســاعدة القانونيــة في نظمهــا القانونيـة الوطنيـة علـى أعلـى‬
‫مسـتوى ممكـن‪ ،‬بمـا في ذلـك في الدسـتور‪ ،‬عنـد انطبـاق الحـال‪ ،‬إقـرارا منها بأن المساعدة القانونية تمثل عنصرا أساسيا ألداء‬
‫نظم العدالة الجنائية الـتي تقـوم علـى سـيادة القـانون‪ ،‬وأساسـا للتمتـع بحقـوق أخـرى تشـمل الحـق في محاكمـة عادلـة‪،‬‬
‫وضـمانة مهمـة لكفالـة مبدأ اإلنصاف األساسي وثقة الجمهور في إجراءات العدالة الجنائية‪.‬‬

‫المبدأ األول و الذي يوضح "تعتبر المساعدة القانونية من ركائز نظام العدالة الجنائية الفعال القائم على مبدأ سيادة القانون‪ ،‬و‬
‫ترسيخ تمتع األشخاص المتهمين بكافة حقوقهم و منها‪ ،‬الحق في محاكمة عادلة و توفير الضمانات األساسية لتحقيق النزاهة و‬
‫تعزيز ثقة الجمهور بمنظومة العدالة الجنائية"‪ .‬و عليه‪ ،‬فإن هذا المبدأ يشجع الدول على "ضمان الحق باالستعانة بمحام ضمن‬
‫األنظمة القضائية المعمول بها على أعلى مستوى‪ ،‬و يشمل ذلك دستور الدولة"‪ .‬و تماشيًا مع هذه المبادئ و التوجيهات‪،‬‬

‫‪ 111‬شارع جون‪ ،‬جناح رقم ‪ ،1040‬نيويورك ‪ - 10038‬هاتف‪http://theilf.org - 0012128641361 :‬‬


‫فالقانون األساسي الفلسطيني يضمن حق المتهمين في الحصول على محاكمة عادلة‪ ،‬و حقهم في االتصال بمحام منذ لحظة‬
‫االعتقال‪ ،‬فضًال عن الحق في حصول المتهمين المعوزين على المشورة القانونية المجانية‪.‬‬

‫المبدأ الثاني و الذي يوكل مسؤولية تقديم المساعدة القانونية إلى الحكومات‪ .‬و يشير هذا المبدأ بالتحديد إلى اضطالع الحكومات‬
‫بمهمة تقديم المساعدة القانونية‪ ،‬و اتخاذ كافة اإلجراءات و التدابير و سن التشريعات التي من شأنها ضمان توفير خدمات‬
‫المشورة القانونية الفعالة و التي تتسم باالستدامة و المصداقية‪ .‬كما يتعين على الحكومات تخصيص الموارد البشرية و المالية‬
‫في سبيل تقديم خدمات المساعدة القانونية‪.‬‬

‫و حسبما يبين هذا التقرير‪ ،‬فإنه و بالرغم مما تنص عليه القوانين المعمول بها في الضفة الغربية إزاء االلتزام بحق المتهم في‬
‫االستعانة بمحام‪ ،‬إال أن عدد قليل من المتهمين بجرائم في الضفة الغربية يتسنى لم الحصول على خدمات التمثيل القانوني‪ ،‬بل‬
‫ثمة عدد قليل من الحاالت يحصلون على تمثيل نوعي‪ .‬كما هو الحال في العديد من أنظمة العدالة الجنائية النامية‪ ،‬فإن القوانين‬
‫الالزمة سارية بالفعل‪ ،‬و لكنها ال تطبق بشكل مناسب‪ ،‬نظرًا الفتقارها للتشريعات و القوانين النافذة التي من شأنها تطبيق‬
‫القوانين على أرض الواقع‪ ،‬كذلك ضعف اآلليات الالزمة لضمان االستعانة بمحام‪ ،‬ال سيما في مراحل القضية المبكرة‪ ،‬كذلك‬
‫االفتقار لنظام مساعدة قانونية يمتاز بالشمول و االستقاللية و التعاون‪ ،‬باإلضافة إلى ندرة الموارد البشرية و المالية الالزمة‪ ،‬و‬
‫العيوب الممنهجة الموجودة على صعيد المؤهالت و التدريب و معايير األداء الخاصة بمقدمي خدمات المساعدة القانونية‪ .‬فيما‬
‫يلي تفصيل لكل من هذه المسائل على حدة‪.‬‬
‫‪ 14‬امجلعية العامة لألمم املتحدة‪ ،‬مبادئ األمم املتحدة وتوجهياهتا بشأن سبل احلصول عىل املساعدة القانونية يف نظم العداةل اجلنائية‪ :‬مت اعامتد القرار من قبل امجلعية العامة بتارخي ‪ 28‬آذار‬
‫‪ A/RES/67/187 ،2013‬الفقرة ‪.6‬‬

‫‪ 15‬املبدأ رمق ‪ 1‬الفقرة رمق ‪.14‬‬

‫‪ 16‬تنص املادة ‪ )9(24‬عىل "للك خشص احلق يف حمامكة عادةل من قبل احملمكة اخملتصة أو السلطة القضائية"‪.‬‬

‫‪ 18‬و تنص املادة ‪ )2(24‬عىل "حيق للشخص اذلي يمت اعتقاهل الاستعانة مبحام ابختياره\ها منذ حلظة الاعتقال‪ .‬حيث تكون الاستشارة املقدمة من احملايم رسية‪ ،‬كام ال جيوز منع‬
‫املهتم\ة من التواصل مع حمام لدلفاع عنه"‪.‬‬

‫‪ 19‬و تنص املادة ‪ )10(24‬عىل "حيق للمهتم املعوز الاستعانة مبحام جماًان وفقًا للقانون"‪.‬‬

‫‪ 20‬امجلعية العامة لألمم املتحدة‪ ،‬مبادئ األمم املتحدة وتوجهياهتا بشأن سبل احلصول عىل املساعدة القانونية يف نظم العداةل اجلنائية‪ :‬مت اعامتد القرار من قبل امجلعية العامة بتارخي ‪ 28‬آذار‬
‫‪ A/RES/67/187 ،2013‬الفقرة ‪.15‬‬

‫التمويل الحكومي و التنسيق مع نظم العدالة الجنائية‬ ‫‪.A‬‬

‫انعدام التنسيق بين مقدمي المساعدة القانونية في القضايا الجنائية‬ ‫‪.1‬‬

‫يعتبر التنسيق على صعيد تقديم خدمات المساعدة القانونية بالغ األهمية لضمان حصول كافة المتهمين المعوزين‬
‫على التمثيل القانوني‪ ،‬فضًال عن ضمان كفاءة و فاعلية نظام العدالة الجنائية‪ .‬حيث ينص المبدأ الثاني من المبادئ‬
‫و التوجيهات على " ينبغـــي للـدول أن تنظـــر في تقـــديم المســـاعدة القانونيـــة باعتبـــار ذلـــك مـــن الواجبـــات و‬
‫المسـؤوليات المنوطـة بهـا‪ .‬وتحقيقـا لهـذه الغايـة‪ ،‬ينبغـي لهـا أن تنظـر‪ ،‬حسـب االقتضـاء‪ ،‬في سـن تشـريعات ولــوائح‬
‫محـددة وضــمان تطبيـق نظـام شــامل للمسـاعدة القانونيــة قريـب المنــال وفعــال و مستدام و ذي مصـداقية‪ .‬وينبغـي‬
‫للـدول تخصـيص المـوارد البشـرية والماليـة الالزمـة لنظـام المسـاعدة القانونية‪ .‬حيث يتوسع التوجيه رقم ‪ 11‬في إطار‬
‫هذا المبدأ‪ ،‬و يشجع الدول على "البحث في إنشاء هيئة أو سلطة للمساعدة القانونية لتقديم و إدارة و تنسيق و الرقابة على‬
‫خدمات المساعدة القانونية"‪.‬‬

‫‪ 111‬شارع جون‪ ،‬جناح رقم ‪ ،1040‬نيويورك ‪ - 10038‬هاتف‪http://theilf.org - 0012128641361 :‬‬


‫و تفتقر الضفة الغربية إلى نظام مساعدة قانونية متناسق تحت لواء إدارة مركزية‪ .‬و في الوقت الراهن‪ ،‬يشرف‬
‫المجلس األعلى للقضاء على نظام المسـاعدة القانونية بالتنسيق مع نقابة المحامين الفلسطينيين‪ .‬و يخلف هذا‬
‫التنسيق الحاصل بين المجلس األعلى للقضاء و نقابة المحامين الفلسطينيين المئات من المتهمين دون تمثيل‬
‫قانوني أو بتمثيل قانوني هش‪ .‬أوًال‪ ،‬تقوم المحاكم بشكل عام بتعيين محام في قضايا الجنايات فقط‪ ،‬على عكس ما‬
‫هو منصوص عليه بموجب قانون اإلجراءات الجزائية بشأن إلزام المحاكم بتطبيق آلية انتداب محامين في قضايا‬
‫الجنايات لدى المحكمة االبتدائية‪ ،‬و كذلك في قضايا الجنح لدى محكمة الصلح‪ .‬و ال تحظى نقابة المحامين‬
‫الفلسطينيين بوجود مندوبين لها لدى المحاكم لضمان حصول كافة المتهمين المعوزين على محامين للدفاع عنهم‪.‬‬
‫و بما أن الجنح تشكل الجزء األكبر من نظام العدالة الجنائية الفلسطيني‪ ،‬فإن هذا االنتهاك و غياب التنسيق يترك‬
‫الكثير من المتهمين المعوزين يمثلون أمام المحاكم دون دفاع‪ .‬ثانيًا‪ ،‬يحدث انتداب المحامين للدفاع عن المتهمين‬
‫المعوزين البالغين بعد مثولهم أمام المحاكم‪ ،‬مما يعني أن هؤالء المتهمين ال يكون بمقدورهم االستعانة بمحام‬
‫خالل االعتقال و التحقيق و االستجواب و هي تعتبر من أكثر مراحل القضية حساسية و أهمية‪ .‬فبدون الحصول‬
‫على محام في المراحل المبكرة للقضية‪ ،‬فإن المتهمين المعوزين يكونون أكثر عرضة للتوقيف و الحرمان من‬
‫استجواب الدفاع في وقت مبكر‪ ،‬و بالتالي التأثير على حقه في محاكمة عادلة‪ .‬و أخيرًا‪ ،‬حتى بعد أن يقوم مجلس‬
‫القضاء األعلى بانتداب محام‪ ،‬فإن المحامين المنتدبين من قبل نقابة المحامين الفلسطينيين غالبًا ال يحضرون في‬
‫التوقيت المناسب‪ ،‬و في حال حضورهم فإنهم ال يقدمون تمثيل قوي يتماشي مع المعايير الدولية‪ .‬ففي هذه‬
‫الحاالت‪ ،‬ليس هناك برنامجًا قائمًا بين المجلس األعلى للقضاء و نقابة المحامين الفلسطينيين إللزام المحامين‬
‫المنتدبين‪ .‬و بشكل عام‪ ،‬فإن عدم الكفاءة و غياب التنسيق يجعل من حق االستعانة بمحام بالنسبة للمتهمين‬
‫المعوزين غير مجد و بال فائدة‪.‬‬

‫و في السنة الماضية‪ ،‬بدأ المجلس األعلى للقضاء و نقابة المحامين الفلسطينيين العمل سويًا للتطوير برنامجًا أكثر‬
‫فعالية‪ ،‬كما ارتبط كل منهما باللجنة الوطنية لتوجيه المساعدة القانونية‪ ،‬و التي من شأنها المساعدة في التعامل مع‬
‫العيوب التي تشوب نظام المحامين المنتدبين الحالي‪ .‬باإلضافة‪ ،‬شرع نظام المحامين المنتدبين القائم بين هذه‬
‫األطراف بالتنسيق مع منظمات المجتمع المدني‪ .‬فعلى سبيل المثال‪ ،‬تنسق المؤسسة القانونية الدولية ‪ -‬الضفة‬
‫الغربية مع المجلس األعلى للقضاء و نقابة المحامين الفلسطينيين لتقديم خدمات التمثيل القانوني للمتهمين‬
‫المعوزين في الجنايات و الجنح‪.‬‬

‫قامت السلطة الفلسطينية عام ‪ 2016‬بتفعيل اللجنة الوطنية لتوجيه المساعدة القانونية بقيادة وزارة العدل و نقابة‬
‫المحامين الفلسطينيين‪ .‬حيث تربط هذه اللجنة بين الحكومة و الجهات غير الحكومية الفاعلة التي تهدف إلى‬
‫إصالح نظام المساعدة القانونية‪ .‬و اجتمعت اللجنة الوطنية لتوجيه المساعدة القانونية مرة واحدة خالل عام‬
‫‪ ،2016‬و التي تسعى إلصالح نظام المساعدة القانونية في فلسطين‪.‬‬

‫كذلك ترتبط العديد من الجهات الحكومية كوزارة الشؤون االجتماعية بمنظمات المجتمع المدني‪ .‬و تعمل وزارة‬
‫الشؤون االجتماعية بالتعاون مع الحركة العالمية للدفاع عن األطفال و برنامج األمم المتحدة اإلنمائي و المؤسسة‬
‫القانونية الدولية ‪ -‬الضفة الغربية لضمان حصول األحداث و النساء على حق االستعانة بمحام‪.‬‬
‫و بالرغم من الجهود التي تبذلها الجهات الحكومية‪ ،‬إال أنه ال تزال حالة انعدام التنسيق تحول دون وجود نظام‬
‫مستدام للمساعدة القانونية لضمان استعانة المتهمين المعوزين بمحامين‪ .‬حيث ال يوجد هنالك آلية موحدة لتلقي‬
‫القضايا‪ ،‬و غياب معايير التمثيل‪ ،‬كما ليس هناك آلية لمتابعة عدد القضايا المعروضة و تتبع البيانات لضمان‬
‫جودة الدفاع المقدم‪ .‬كذلك ال يوجد نظام لتقدير التكاليف أو ميزانية مخصصة و محددة للمساعدة القانونية في‬
‫الضفة الغربية‪ .‬و مع أن وزارة العدل قامت بإقرار قانون بشأن المساعدة القانونية‪ ،‬إال أن هذا القانون يركز على‬

‫‪ 111‬شارع جون‪ ،‬جناح رقم ‪ ،1040‬نيويورك ‪ - 10038‬هاتف‪http://theilf.org - 0012128641361 :‬‬


‫إدارة األموال عوضًا عن االهتمام بجودة الخدمات‪ ،‬كما أنه ال يشتمل على خطة تتعلق باالستدامة على المدى‬
‫البعيد فيما يخص المساعدة القانونية في الضفة الغربية‪.‬‬

‫كما يغيب عن المشهد وجود هيئة أو سلطة تضطلع بجمع و تحليل البيانات بخصوص تحقيق العدالة‪ ،‬و التي من‬
‫شأنها االستعانة بنتائجها في إيجاد نظام أكثر استجابة للمساعدة القانونية يضمن حصول كافة المتهمين المعوزين‬
‫على خدمات الدفاع الجنائي منذ لحظة االعتقال‪ .‬حيث ال ُيعرف عدد المتهمين الذي يستحقون الحصول على‬
‫مساعدة قانونية و لكنهم ال يجدونها‪ ،‬و بالتالي يصبح من الصعب تحديد و التنبؤ بدقة بحجم الميزانية و الموارد‬
‫الالزمة للضفة الغربية للوفاء بالتزام المؤسسة بتقديم خدمات المساعدة القانونية لجميع المتهمين المعوزين‪.‬‬
‫فغياب التنسيق على صعيد نظام المساعدة القانوني يؤدي إلى انعدام الرؤية و سوء إدارة الموارد المتاحة‪ ،‬و هذا‬
‫بدوره يسفر عن تقديم تمثيل قانوني يتسم بانعدام الكفاءة و الفعالية في أنحاء الضفة الغربية‪ .‬كما يمتد أثر غياب‬
‫التنسيق ليطال جهات فاعلة أخرى ضمن نظام العدالة الجنائية‪ .‬فبسبب عدم وجود تنسيق رسمي بين مؤسسات‬
‫المساعدة القانونية و الشرطة و النيابة العامة و المحاكم‪ ،‬ال يوجد هناك آلية فعالة النتداب و تعيين المحامين خالل‬
‫مراحل القضية األولى‪ .‬و النتيجة العامة هي عدم حصول المتهمين المعوزين‪ ،‬و تحديدًا أولئك المتهمين بقضايا‬
‫جنح على تمثيل قانوني فعال‪.‬‬

‫عجز المؤسسة في الضفة الغربية عن توفير التمويل الكافي لخدمات المساعدة القانونية في القضايا الجنائية‬ ‫‪.2‬‬

‫يتعين على المؤسسة في الضفة الغربية توفير التمويل الكافي لنظام المساعدة القانونية الحكومي من أجل ضمان‬
‫حصول المتهمين المعوزين على دفاع نوعي عاجل‪ .‬فبدون الموارد الكافية‪ ،‬لن يكون باستطاعة أمهر المحامين‬
‫تقديم تمثيل نوعي و فعال‪ .‬حيث ينص المبدأ ‪ 2‬من المبادئ و التوجيهات على " وينبغـي للـدول تخصـيص‬
‫المـوارد البشـرية والماليـة الالزمـة لنظـام المسـاعدة القانونية"‪ .‬و تستفيض المبادئ و التوجيهات في هذا المسألة‬
‫بموجب التوجيهين ‪ 12‬و ‪:13‬‬

‫التوجيه ‪ :12‬تمويل نظام المساعدة القانونية الوطني‬


‫‪ . 60‬ينبغي للدول‪ ،‬إقرارا بأن مزايا خـدمات المسـاعدة القانونيـة تشـمل المزايـا الماليـة والوفـورات‬
‫في التكـاليف طـوال إجـراءات العدالـة الجنائيـة‪ ،‬تخصـيص اعتمـادات مالئمـة ومحـددة في الميزانيـة‪،‬‬
‫حســب االقتضــاء‪ ،‬لخــدمات المســاعدة القانونيــة بمــا يتناسب مع احتياجاتها‪ ،‬وذلــك بوســائل منهــا‬
‫تخصيص آليات للتمويل المستدام ألغراض نظام المساعدة القانونية الوطني‪.‬‬
‫‪ .61‬وتحقيقا لهذه الغاية‪ ،‬يمكن للدول أن تتخذ تدابير ترمي إلى‪:‬‬
‫إنشاء صندوق للمسـاعدة القانونيـة مـن أجـل تمويـل خطـط المسـاعدة القانونيـة‪...‬‬ ‫‪)a‬‬
‫تحديد آليات ضريبية لتوجيه األموال للمساعدة القانونية‪...‬‬ ‫‪)b‬‬
‫ضمان تحقيق توزيع عادل و متناسب للحوافز بين النيابة العامة و وكاالت المساعدة القانونية‪.‬‬ ‫‪)c‬‬

‫‪ . 62‬وينبغي أن تغطي ميزانية المساعدة القانونية المجموعة الكاملة من الخدمات المقرر تقديمها إلى األشخاص‬
‫المحتجزين أو المقبوض عليهم أو السـجناء أو المشـتبه بارتكـابه م جريمـة أو المتهمـين بارتكـاب جريمـة و إلى‬
‫الضـحايا‪ .‬وينبغـي تكـريس تمويـل خـاص مالئـم لتغطيـة نفقـات الـدفاع مـن قبيل نفقات نسخ الملفات والوثائق ذات‬
‫الصـلة ونفقـات جمـع األدلـة والنفقـات المتصـلة بالشـهود الخـبراء ونفقـات خـبراء التحليـل الجنـائي والمرشـدين‬
‫االجتمـاعيين ونفقـات السـفر‪ .‬وينبغـي تسـديد هذه النفقات في الوقت المناسب‪.‬‬

‫‪ 111‬شارع جون‪ ،‬جناح رقم ‪ ،1040‬نيويورك ‪ - 10038‬هاتف‪http://theilf.org - 0012128641361 :‬‬


‫التوجيه ‪ :13‬الموارد البشرية‬

‫‪ . 63‬ينبغـي للـدول‪ ،‬حسـب االقتضـاء‪ ،‬وضـع أحكـام مالئمـة ومحـددة لمـوظفي نظـام المسـاعدة القانونية على نطاق‬
‫البلد على نحو مالئم ومحدد بما يتناسب مع احتياجاتها‪.‬‬

‫و يحصل المحامين المنتدبين من خالل برنامج المحامي المنتدب في فلسطين حاليًا على أجور موحدة لكل قضية‪ ،‬و ال‬
‫يتلقون أية تعويضات نظير نفقات الدفاع المتعلقة بالتحقيق و الشهود الخبراء و جلب الشهود‪ .‬فعندما ال تتوفر الموارد‬
‫الكافية للمحامي الدفاع‪ ،‬لن يكون بمقدورهم أو في رغبتهم تقديم دفاع نوعي لموكليهم‪ .‬فمن المستحيل تقديم دفاع ناجح‬
‫بدون الحاجة إلى نفقات كالسفر و نفقات تقديم القضية و نسخ ملفات و وثائق القضية‪ ،‬و غيرها من النفقات المتعلقة‬
‫بالخبراء الشهود و جمع األدلة‪ .‬كما أن الحكومة ترفض دعم نظام من شأنه تقديم رواتب للمحامين من أجل تقديم دفاع‬
‫للمتهمين المعوزين في ظل نظام محام الدفاع العام على قدم المساواة مع مكتب النيابة العامة‪ .‬كذلك ليس هنالك ميزانية‬
‫مستقلة إلدارة برنامج المحامي المنتدب في حين أن التمويل الحالي للبرنامج يتم الحصول عليه من خالل التمويل‬
‫المتنوع ضمن ميزانية المجلس األعلى للقضاء‪.‬‬

‫كما أنه و بالرغم من أن قانون المساعدة القانونية الجديد يتناول قضية تمويل المساعدة القانونية‪ ،‬إال أن عجز المؤسسة‬
‫في الضفة الغربية عن توفير التمويل الكافي لنظام المساعدة القانونية مرده إلى عجز الحكومة عن عمل تقييم شامل‬
‫لألموال التي تحتاجها لضمان قيام برنامج محام الدفاع العام الخاص بها بتقديم تمثيل قانوني نوعي‪ .‬حيث يتطلب هكذا‬
‫تقييم محاسبة كاملة لألموال التي جرى إنفاقها على مدار األعوام الماضية من قبل مقدمي المساعدة القانونية‪ ،‬و كذلك‬
‫فهم آلية توزيع هذه األموال‪ .‬حيث سكون من الصعب إجراء هذا النوع من المحاسبة‪ ،‬سيما في ظل غياب نظام موحد‬
‫لبرنامج المساعدة القانونية على مستوى الوطن‪ ،‬أو عدم توفر سجالت موحدة للمعلومات المطلوبة‪.‬‬

‫المؤهالت و التدريب و األداء الخاص بمحامي برنامج المحامي المنتدب‬ ‫‪.B‬‬

‫ال تتحقق الغاية من الحق في االستعانة بمحام في حال كان المحامون الذي يمثلون المتهمين المعوزين في القضايا الجنائية‬
‫يفتقرون للوقت الكافي و الموارد و المهارات التي تجعل منهم محامين أكفاء‪ .‬فهذا الحق يمثل الحق في الحصول على‬
‫مساعدة قانونية ناجعة‪ .‬فمجرد وجود محام خالل إجراءات المحكمة الجنائية ال يلبي أو يحقق مسؤولية الدولة تجاه تقديم‬
‫خدمات الدفاع الجنائي للمتهمين المعوزين‪ .‬فمجال القضايا الجنائية متشعب و معقد‪ ،‬مما يستدعي تمتع محام الدفاع بالقدر‬
‫الكافي من المعرفة و التعليم و التدريب و المهارات و الخبرات لتمثيل الموكل بفعالية‪ .‬كما ال بد أن يتمتع المحامين الذي‬
‫يتولون قضايا جنائية معقدة بدرجة عالية من الخبرة و الكفاءة‪.‬‬

‫‪ 25‬امجلعية العامة لألمم املتحدة‪ ،‬مبادئ األمم املتحدة وتوجهياهتا بشأن سبل احلصول عىل املساعدة القانونية يف نظم العداةل اجلنائية‪ :‬مت اعامتد القرار من قبل امجلعية العامة بتارخي ‪28‬‬
‫آذار ‪ A/RES/67/187 ،2013‬التوجيه ‪ ،12‬الفقرات ‪.62-60‬‬
‫‪ 26‬امجلعية العامة لألمم املتحدة‪ ،‬مبادئ األمم املتحدة وتوجهياهتا بشأن سبل احلصول عىل املساعدة القانونية يف نظم العداةل اجلنائية‪ :‬مت اعامتد القرار من قبل امجلعية العامة بتارخي ‪28‬‬
‫آذار ‪ A/RES/67/187 ،2013‬التوجيه ‪ 12‬الفقرة ‪.62‬‬
‫‪ 27‬سرتيالكند يف‪ .‬واشنطن‪ ،‬املادة ‪"( 466‬وجود حمام أثناء احملامكة برفقة املهتم ال يعين ابلرضورة حتقيق متطلبات ادلستور‪ .‬حيث يقر التعديل السادس ابحلق يف الاستعانة‬
‫مبحام‪ ،‬ألنه يعرب عن دور احملايم احملوري يف قدرة نظام اخلصومة لتحقيق نتاجئ عادةل‪ .‬و حيق للمهتم أن يستعني مبحام سواء اكن معينًا بأجر أو منتدًاب‪ ،‬حيث يقوم بدور رئييس‬
‫لضامن حتقيق حمامكة عادةل‪ ،‬و لهذا السبب تقر احملمكة بأن احلق يف الاستعانة مبحام هو احلق يف احلصول عىل متثيل انجع")‪.‬‬

‫يفتقر العديد من محامي الضفة الغربية إلى المهارات و الكفاءات الالزمة لتقديم تمثيل نوعي لموكليهم المعوزين في القضايا‬
‫الجنائية‪ ،‬ال سيما و أن الغالبية العظمى منهم تنقصه الخبرة و التدريب العملي في مجال الدفاع الجنائي‪ .‬و يرجع ذلك إلى‬
‫افتقار الحكومة في الضفة الغربية و نقابة المحامين الفلسطينيين حاليًا للتوجيهات التي تتناول المجاالت الحساسة في الدفاع‬
‫الجنائي و منها‪ :‬غياب المؤهالت و معايير األداء لدى مقدمي المساعدة القانونية‪ ،‬عدم وجود القواعد التي تحكم تقديم الدفاع‬

‫‪ 111‬شارع جون‪ ،‬جناح رقم ‪ ،1040‬نيويورك ‪ - 10038‬هاتف‪http://theilf.org - 0012128641361 :‬‬


‫في الحاالت التي يكون فيها تضارب في المصالح‪ ،‬و ندرة التوجيهات بشأن متابعة و اإلشراف على المحامين أو متطلبات‬
‫التعليم المستمر‪ .‬حيث ُيشترط في المحامين الخصوصيين الذين يتم انتدابهم في القضايا الجنائية لدى المحكمة االبتدائية فقط‬
‫أن يكونوا أعضاء في النقابة لمدة ال تقل عن خمس سنوات‪ ،‬دون اشتراط أن يتمتعوا بخبرة في مجال الدفاع الجنائي أو أن‬
‫يكونوا متمرسين لتمثيل المتهمين المعوزين‪ .‬كما ال يطلب منهم حضور دورات تدريبية منتظمة للنهوض و االرتقاء‬
‫بمهاراتهم و تعلم المزيد حول التغيرات في مجال القانون‪ .‬في حين أن المؤسسات التي تعمل في مجال تقديم خدمات الدفاع‬
‫الجنائي بالمجان للفقراء على مستوى فردي و ليس موحدًا أو عالميًا‪ ،‬مع التزامها بالحد األدنى من معايير األداء‪.‬‬
‫و ينص المبدأ ‪ )37( 13‬من المبادئ و التوجيهات على‪:‬‬

‫ينبغـي للـدول أن تضـع آليـات لضـمان حصـول جميـع مقـدمي المسـاعدة القانونيـة علـى التعلـيم و التـدريب و‬
‫المهـارات والخـبرات المالئمـة لطبيعـة عملهـم ولمسـائل منهـا خطـورة الجـرائم الـتي يتعاملون معها وحقوق النساء‬
‫واألطفال والفئات ذات االحتياجات الخاصة واحتياجاتها‪.‬‬

‫كما تشير التوجيهات ‪ 13‬و ‪ 15‬و ‪ 17‬إلى ضرورة اضطالع الدول بالمسؤولية لضمان التزام مقدمي خدمات الدفاع الجنائي‬
‫بالمعايير المناسبة و التدريب‪ ،‬و تحديد معايير اعتمادهم‪ ،‬و إخضاعهم لقواعد السلوك و العقوبات المترتبة على انتهاك أحكام‬
‫القانون‪ ،‬فضًال عن إيجاد آليات الرقابة (و تحديدًا للحد من الفساد)‪ ،‬و تحديد التدابير الوقائية لتسهيل مشاركة و تبادل الممارسات‬
‫الُم ثلى بين مقدمي المساعدة القانونية‪.‬‬

‫و عالوة على ذلك‪ ،‬يتناول التوجيه ‪ 11‬مسألة قواعد السلوك و إجراءات الفحص و التدقيق و الدورات التدريبية المصممة‬
‫لمقدمي المساعدة القانونية الذين سيقدمون خدمات لألطفال‪ ،‬و التعامل مع االحتياجات المحدد للمجرمين األحداث‪ .‬و يشير‬
‫التوجيه ‪ 16‬تحديدًا إلى معايير الجودة و برامج التدريب الموحدة‪ ،‬فضًال عن آليات التقييم و المتابعة لمقدمي خدمات المساعدة‬
‫القانونية غير الحكوميين‪ ،‬و تقديرًا لدور الدولة في ضمان جودة خدمات المساعدة القانونية المقدمة‪.‬‬

‫‪ 28‬التوجيه ‪ " :)64(13‬وينبغــي للــدول ضــامن حصــول الاختصاصــيني الــذين يعملــون لصــاحل نظــام املســاعدة القانونية الوطين عىل املؤهالت والتدريب الالزمني لتقدمي خدماهتم"‪.‬‬
‫‪ 29‬التوجيه ‪ :15‬تنظمي مقديم املساعدة القانونية والرقابة علهيم‪:‬‬
‫‪ .69‬الزتاما ابملبدأ ‪، ١٢‬ووفقا للترشيع الوطين القامئ اذلي يضمن الشـفافية واملسـاءةل‪ ،‬ينبغـي لدلول القيام مبا ييل ابلتعاون مع الرابطات املهنية‪:‬‬
‫ضامن وضع معايري العامتد مقديم املساعدة القانونية؛‬ ‫‪)a‬‬
‫ضــامن خضــوع مقــديم املســاعدة القانونيــة ملــدوانت قواعــد الســلوك املهنيــة املعمول هبا‪ ،‬مع تطبيق جز اءات مالمئة عىل أي خمالفات ترتكب؛‬ ‫‪)b‬‬
‫وضع قواعد لضامن عدم السامح ملقـديم املسـاعدة القانونيـة بطلـب أي مبـالغ من املستفيدين من املساعدة القانونية‪ ،‬إال إذا أجزي هلم ذكل؛‬ ‫‪)c‬‬
‫أ‬
‫ضامن تويل هجـات حمايـدة اسـتعراض الشـاكوى الت ديبيـة املرفوعـة ضـد مقـديم املساعدة القانونية؛‬ ‫‪)d‬‬
‫آ‬
‫وضـع ليـات رقابـة مالمئـة ملقـديم املسـاعدة القانونيـة بغيـة منـع الفسـاد علـى وجه التحديد‪.‬‬ ‫‪)e‬‬

‫‪ 30‬التوجيه ‪ ،17‬البحوث و املعلومات‬

‫‪ .74‬وحتقيقا لهذا الغرض‪ ،‬ميكن لدلول أن تتخذ تدابري تريم إىل‪:‬‬

‫ب) تبادل املامرسات اجليدة يف سياق تقدمي املساعدة القانونية؛‬

‫د) تقــدمي تــدريب ملقــديم املســاعدة القانونيــة يكــون جامعــا بــني عــدة ثقافــات و مالمئا من الناحية الثقافية ومراعيا للجنسني ومناسبا خملتلف ا ألعامر؛‬

‫‪ 111‬شارع جون‪ ،‬جناح رقم ‪ ،1040‬نيويورك ‪ - 10038‬هاتف‪http://theilf.org - 0012128641361 :‬‬


‫و تقر هذه التوجيهات بجهود الحكومة في دعم تقديم دفاع نوعي و فعال للمتهمين المعوزين‪ ،‬ألنه و بدون وجود الضمانات‬
‫الكافية‪ ،‬ال يمكن للدول الوفاء بالتزامها نحو تقديم مساعدة قانونية في القضايا الجنائية‪.‬‬

‫و في الوقت الراهن‪ ،‬تفتقر الضفة الغربية لمعاير األداء المتعلقة بمقدمي المساعدة القانونية‪ ،‬كذلك ليس هناك نظام تقييم و رقابة‪،‬‬
‫فضًال عن غياب إجراءات الفحص و التدقيق و المؤهالت باستثناء شرط مزاولة المهنة لخمس سنوات‪ ،‬كما أنه ال يوجد عقوبات‬
‫بحق المحامين المقصرين أو متطلبات للتدريب‪ .‬فانعدام الضمانات يؤدي إلى ضعف احتمال حصول المتهمين الفقراء الذين‬
‫ينتدب لهم محامين على تمثيل نوعي‪ ،‬و هو ما يشكل انتهاكًا مباشرًا لحقهم في االستعانة بمحام‪ ،‬و يخالف القانون األساسي‬
‫الفلسطيني بشأن الحماية المتساوية‪ .‬و مؤخرًا‪ ،‬تمكنت لجنة المساعدة القانونية التابعة لنقابة المحامين الفلسطينيين من اتخاذ‬
‫خطوات هامة على صعيد ضمان نوعية الدفاع المقدم للمتهمين المعوزين بالتعاون مع المؤسسة القانونية الدولية‪ ،‬و ذلك من أجل‬
‫الشروع بوضع معيار لألداء‪ ،‬فضًال عن إيجاد نظام رقابة و تقييم فعال بشأن برنامج المحامي المنتدب و برامج المصلحة العامة‬
‫(بدون مقابل)‪.‬‬

‫معايير الجودة و األداء المتعلقة بمقدمي المساعدة القانونية‬ ‫‪.A‬‬


‫بصرف النظر عن الهيكلية‪ ،‬ال بد لكل نظام مساعدة قانونية من أن يشتمل على معايير التأهيل و األداء الخاصة بالمحامين‪ .‬فهذه‬
‫المعايير تحكم سلوك المحامين العاملين ضمن نظام المساعدة قانونية‪ ،‬و لضمان التزام المحامين بالحد األدنى من خدمات الدفاع‬
‫النوعي سواء كان الموكل فقيرًا أم غنيًا‪ .‬حيث تساعد معايير األداء المحامين و نظم المساعدة القانونية الجنائية و الحكومات في‬
‫تحديد ما هو مطلوب منها في سبيل توفير الحق في االستعانة بمحام‪ .‬فبعد اعتماد هذه المعايير‪ ،‬فهي تقوم بتوجيه مسؤوليات و‬
‫أدوار المحامين‪ ،‬كذلك مساعدة المدربين في وضع الخطط التدريبية‪ ،‬و مساعدة المشرفين و الهيئات الرقابية على متابعة و تقييم‬
‫أداء المحامي الفرد أو مكتب المساعدة القانونية‪.‬‬

‫و ليس هنالك حاليًا مؤهالت متخصصة أو إجراءات موحدة بالنسبة لبرنامج المحامي المنتدب و برامج المصلحة العامة (بدون‬
‫مقابل)‪ ،‬التي تقوم بالدفاع عن المتهمين المعوزين‪ ،‬باستثناء شرط تمتع المحامين بعضوية النقابة لمدة خمس سنوات على األقل‪.‬‬
‫كما ال يوجد نظام للتوظيف أو تلقي الطلبات بخصوص برنامج المحامي المنتدب يضمن تعيين محامين لديهم القدرة و الدافع‬
‫لتقديم خدمات مساعدة قانونية نوعية لموكليهم‪.‬‬

‫و تنشط نقابة المحامين الفلسطينيين خالل السنتين الماضيتين‪ ،‬حيث أنشأت لجنة و وحدة للمساعدة القانونية‪ ،‬كما و تعمل مع‬
‫المؤسسة القانونية الدولية و غيرها من الجهات المجتمعية في مجال العدالة لوضع معايير األداء و إصالح برنامج المحامي‬
‫المنتدب‪ ،‬و مع ذلك‪ ،‬ليس هنالك حتى اللحظة أية معايير لألداء تحكم سلوك محامي برنامج المحامي المنتدب‪ ،‬كما تغيب‬
‫المحاسبة الخارجية عن المشهد للرقابة على أداءهم‪ ،‬مما يعني أنه في كل يوم يتم انتداب محامين لتولي قضايا من قبل نقابة‬
‫المحامين الفلسطينيين‪ ،‬بدون رؤية أو توقعات واضحة أو وسائل للرقابة على أدائهم‪.‬‬

‫تدريب مقدمي خدمات المساعدة القانونية‬ ‫‪.B‬‬


‫و عند اختيار محامين لتقديم المساعدة القانونية عبر برنامج المحامي المنتدب الحالي‪ ،‬فهم يتمتعون بأي تدريب متخصص أو أي‬
‫دعم أو إشراف‪ .‬حيث ال يوجد هناك برنامج للتوجيه‪ ،‬كذلك عدم وجود تدريب منتظم و شامل أو أي مساعدة فنية‪ .‬فبدون‬
‫التدريب‪ ،‬سيترك الخيار للمحامين في تحديد جودة الدفاع المتخصص‪ ،‬و عادة ما يكون أداءهم دون المستوى المطلوب‪ .‬و من‬
‫الطبيعي أن يحدث هذا‪ ،‬نظرًا لغياب التوجيهات المتعلقة بالممارسة و األداء بالنسبة للمحامين المشاركين في برنامج المحامي‬
‫المنتدب الذي ال يحظى بالرقابة و التقييم‪.‬‬

‫و بالتزامن مع وجود معايير األداء‪ ،‬فإن منظمات المجتمع المدني تشتمل على متطلبات تدريبية داخلية و التي يخضع لها طواقم‬
‫العمل فيها‪ .‬فعلى سبيل المثال‪ ،‬يتعين على محامي المؤسسة القانونية الدولية حضور ورش عمل داخلية و بشكل شهري‬
‫بخصوص التطوير المهني‪ .‬حيث تجري ورش العمل هذه من قبل الفريق اإلداري في المؤسسة القانونية الدولية‪ ،‬و تتمحور‬

‫‪ 111‬شارع جون‪ ،‬جناح رقم ‪ ،1040‬نيويورك ‪ - 10038‬هاتف‪http://theilf.org - 0012128641361 :‬‬


‫مواضيع هذه الورش بناًء على التشاور مع المحامين حول القضايا التي جرى تناولها منذ آخر ورشة عمل‪ .‬و قد تتضمن ندوات‬
‫التدريب رسائل من مدير المؤسسة في البلد أو المدير القانوني‪ ،‬أنشطة جماعية و\أو عروض يقدمها طاقم المحامين تتعلق‬
‫بالمواضيع التي طلب منهم عمل بحث عنها‪ ،‬أو القيام بكال األمرين معًا‪ .‬و كذلك هو الحال بالنسبة للرقابة و التقييم‪ ،‬فإن التعاون‬
‫و التفاعل ضمن العملية التدريبية يعتبر الطريقة المثلى لتحقيق الفاعلية‪.‬‬

‫و سعيًا منها لتحسين جودة و نوعية التمثيل القانوني المقدم عبر برنامج المحامي المنتدب‪ ،‬شرعت المؤسسة القانونية الدولية‬
‫على مدار العامين الماضيين في تدريب قرابة ‪ 100‬من مقدمي خدمات المساعدة القانونية في القضايا الجنائية‪ ،‬و ذلك من أجل‬
‫زيادة و تحسين كفاءة الخدمات المقدمة للموكلين‪ .‬فالتدريبات مكثفة تتضمن أسبوعًا واحدًا من التدريبات النوعية و العملية في‬
‫مجال الدفاع الجنائي‪ ،‬بغية تعريف المحامين بالمفاهيم األساسية حول تقديم الدفاع الناجع للمتهمين المعوزين اعتبارًا من‬
‫المراحل األولية للقضية وصوًال للمحاكمة و االستئناف‪.‬‬

‫آليات الوصول المبكر للمحامي‬ ‫‪.C‬‬


‫و تعتبر الدقائق و الساعات األولى التي تلي االعتقال فورًا بالغة األهمية لحماية حقوق المتهم‪ .‬حيث يكون المتهم خالل هذه المدة‬
‫تحديدًا عرضة لسوء المعاملة و اإلكراه و االنتهاكات لحقوقه‪ ،‬أو أنه و دون عمله قد يجّرم نفسه أو ُيجبر على االعتراف و‬
‫اإلدالء بإفادته لدى الشرطة أو عند النيابة العامة‪ .‬و تؤثر األخطاء و االنتهاكات المرتكبة في هذه المراحل المبكرة على القضية‬
‫ككل‪ ،‬بحيث يصعب على المحامي الذي يتم تعيينه في مرحلة متقدمة الدفاع بكفاءة عن موكله\ته‪ ،‬و ضمان كافة حقوقهم في‬
‫محاكمة عادلة‪.‬‬

‫و تشدد المبادئ و التوجيهات على أهمية آليات الدفاع االستباقي و تعيين محام على وجه السرعة‪ ،‬و االستعانة بمحام خالل‬
‫مراحل القضية األولى ضمن منظومة العدالة الجنائية‪ ،‬و ذلك من خالل هذان المبدآن و غيرها من التوجيهات المفصلة‪:‬‬

‫المبدأ ‪ ، 3‬تقـديم المسـاعدة القانونيـة إلـى األشـخاص المشـتبه بارتكـابهم جـرائم أو المتهمـين بارتكـاب جرائم‪.‬‬

‫‪ . 20‬ينبغــي للــدول أن تكفــل الحــق في الحصــول علــى المســاعدة القانونيــة في جميــع مراحــل إجـراءات العدالـة الجنائيـة‬
‫ألي شـخص يحتجـز أو يقـبض عليــه أو يشـتبه بارتكابـه جريمـة يعاقـب عليها بالسجن أو اإلعدام أو يتهم بارتكاب تلك‬
‫الجريمة‪.‬‬

‫‪ . 23‬وتتحمل الشرطة والنيابة العامة والقضاة مسؤولية ضمان توفر المسـاعدة القانونيـة إلى األشـخاص الـذين يمثلـون أمـامهم‬
‫وال يسـتطيعون تحمـل تكـاليف توكيـل محـام و‪/‬أو الـذين ينتمـون إلى فئات ضعيفة‪.‬‬

‫المبدأ ‪ ،7‬تقديم المساعدة القانونية الفعالة بسرعة‬

‫‪ .27‬ينبغــي للــدول كفالــة أن تقــدم المســاعدة القانونيــة الفعالــة علــى وجــه الســرعة في جميــع مراحل إجراءات العدالة‬
‫الجنائية‪.‬‬
‫‪ 32‬التوجيه ‪ ،3‬حقــوق أخــرى لألشــخاص احملتجــزين أو املقبــوض علــهيم أو املشــتبه ابرتكــاهبم جرميــة أو املهتمني ابرتاكهبا‬

‫‪ .43‬ينبغي لدلول أن تتخذ تدابري تريم إىل حتقيق ما ييل‪:‬‬

‫القيام عىل وجه الرسعة إبعالم أي خشص جرى احتجـازه أو القـبض عليـه أو يشـتبه ابرتاكبـه جرمية ما أو يـهتم ابرتاكهبا حبقـه يف التـزام الصـمت؛ وحبقـه يف استشـارة‬ ‫‪)a‬‬
‫حمـام‪ ،‬أو مقدم مسـاعدة قانونيـة إن كـان مـؤهال لـذكل‪ ،‬يف أي مرحلـة مـن مراحـل الـدعوى‪ ،‬وخصوصـا قبـل اسـتجوابه مـن جانـب السـلطات؛ وحبقـه يف احلصـول‬
‫علـى املسـاعدة مـن مستشـار قـانوين أو مقدم مساعدة قانونية مستقل أثناء استجوابه و أثناء اخلطوات اإلجرائية األخرى؛‬

‫‪ 111‬شارع جون‪ ،‬جناح رقم ‪ ،1040‬نيويورك ‪ - 10038‬هاتف‪http://theilf.org - 0012128641361 :‬‬


‫كفالــة مقابلــة األشــخاص املعنيــني حملــام أو مقــدم مســاعدة قانونيــة علــى وجــه الرسعة عقب اعتقاهلم وإ جراء هذه املقابةل يف رسية اتمة؛ وضامن رسية أي اتصاالت‬ ‫‪)b‬‬
‫إضافية؛‬

‫التوجيه ‪ ،4‬املساعدة القانونية يف مرحةل ما قبل ا حملامكة‬

‫‪ .44‬مــن أجــل ضــامن حصــول األشــخاص احملتجــزين علــى املســاعدة القانونيــة علــى وجــه الرسعة وفقا للقانون‪ ،‬ينبغي لدلول أن تتخذ التدابري التالية‪:‬‬

‫ضامن أال تقـوم الشـرطة أو السـلطات القضـائية تعسـفا بتقييـد حـق األشـخاص احملتجـزين أو املقبـوض علـهيم أو املشـتبه ابرتكـاهبم جرميـة أو املهتمـني ابرتاكهبا ـ يف‬ ‫‪)a‬‬
‫احلصـول علـى املساعدة القانونية أو تقييد حصوهلم علهيا‪ ،‬وخصوصا يف مراكز الرشطة؛‬
‫تيســري الوصــول إىل مقــديم املســاعدة القانونيــة امللكفــني بتقــدمي املســاعدة إىل األشــــخاص احملتجــــزين يف مراكــــز الشــــرطة وغريهــــا مــــن أمــــاكن الاحتجــــاز‬ ‫‪)b‬‬
‫بغــــرض تقــــدمي تكل املساعدة؛‬
‫ضامن المتثيل القانوين يف مجيع اإلجراءات واجللسات السابقة للمحامكة ؛‬ ‫‪)c‬‬

‫و على الرغم من ضمان القانون األساسي لحق االستعانة بمحام لجميع المعوزين من المتهمين منذ لحظة االعتقال إال أن هذا‬
‫الحق ال يتم تطبيقه دائمًا و بشكل فعال‪ ،‬حيث ال يوجد هناك آلية إجراءات فعالة لدى الشرطة و النيابة العامة و القضاة لتعيين‬
‫محام‪ .‬و نظرًا لهذه الفجوة اإلجرائية‪ ،‬فإنه قّلما يتواجد المحامي أثناء تحقيقات الشرطة و التي قد تتضمن حاالت تعذيب و انتزاع‬
‫االعترافات تحت اإلكراه و االعتقال التعسفي و التوقيف لفترات طويلة‪ ،‬و غيرها من انتهاكات حقوق اإلنسان و التي غالبًا ما‬
‫يتعرض لها األشخاص الذي لديهم حاجة ملحة لالستعانة بمحام يحمي حقوقهم‪ .‬كما ال يتواجد المحامون خالل المثول األولي‬
‫للمتهم أمام المحكمة‪ ،‬حيث يجري تقديم طلبات اإلفراج بكفالة‪ .‬حيث يجهل الكثير من المتهمين‪ ،‬كما ال يتم إبالغهم بحقهم في‬
‫االستعانة بمحام من قبل الشرطة و النيابة العامة و المحاكم‪.‬‬

‫مراكز الشرطة‬ ‫‪.1‬‬


‫و على الرغم من ضمان القانون األساسي لحق االستعانة بمحام لجميع المعوزين من المتهمين منذ‬
‫لحظة االعتقال إال أن هذا الحق ال يتم تطبيقه دائمًا و بشكل فعال‪ .‬فالوصول إلى المحامي أثناء التواجد‬
‫في مراكز الشرطة أمر بالغ األهمية ففي هذه المرحلة يجهل غالبية المتهمون سبب االعتقال و ما هي‬
‫اإلجراءات القضائية التي ستتخذ بحقهم و ما هي حقوقهم‪ .‬و بشكل عام يقوم ضباط الشرطة في الضفة‬
‫الغربية باستجواب الموقوفين بشأن الجرائم المزعومة ثم يعرضون عليهم قوائم بأقوالهم للتوقيع عليها‪.‬‬
‫حيث تصبح هذه األقوال بمثابة العمود الفقري في قضية اإلدعاء بحق المتهم أو قد تعد غالبًا بمثابة‬
‫التحقيق الوحيد الذي أجرته النيابة العامة‪ .‬و في بعض الحاالت بناًء على ما كشفته دراسة جديدة أجرتها‬
‫المؤسسة القانونية الدولية حول الممارسات التي تتنافى مع القانون بحق األحداث في الضفة الغربية‬
‫فوجدوا أنه في بعض مراكز الشرطة يقوم المحققون بتعذيب المعتقلين و انتزاع اعترافات تحت اإلكراه‬
‫بغرض إجبارهم على اإلدالء بأقوالهم‪ .‬و عالوة على ذلك فإنه و بموجب قانون اإلجراءات الجزائية و‬
‫القانون األساسي يجب تقديم المتهم للنيابة العامة في غضون ‪ 24‬ساعة من لحظة االعتقال و لكن غالبًا‬
‫ما يقضي الموقوفون مدة أطول من ذلك في مراكز الشرطة‪ .‬و بالتالي فإن االستعانة بمحام في هذه‬
‫المرحلة أمر بالغ األهمية للحد من تجاوزات الشرطة المخالفة للقانون‪ .‬كما و يوفر الدفاع النوعي‬
‫الحماية للمتهم ضد انتهاكات الشرطة كالتعذيب و اإلكراه و يحميهم أيضًا من االعتقال غير القانوني‬
‫كذلك و يضمن حقهم في التزام الصمت و يضمن حقهم في الحصول على المعلومات المرتبطة بعملية‬
‫إلقاء القبض عليهم‪.‬‬
‫و ال يوجد هنالك حاليًا آليات تضمن حق الموقوفين في االستعانة بمحام أثناء وجودهم في مراكز‬
‫الشرطة‪ .‬و بالرغم من دور الحكومة الرامي إلى زيادة فرص األحداث في االستعانة بمحام و الذي نتج‬
‫عنه بالفعل تزايد حاالت االستعانة بالمحامين قبل صدور الئحة االتهام‪ ،‬إال أن الفجوة في التمثيل القانوني‬
‫في مراكز الشرطة ال تزال قائمة بالنسبة لألحداث و البالغين على حد سواء‪.‬‬

‫‪ 111‬شارع جون‪ ،‬جناح رقم ‪ ،1040‬نيويورك ‪ - 10038‬هاتف‪http://theilf.org - 0012128641361 :‬‬


‫مكتب النيابة العامة ‪ -‬االستجواب و التحقيق أو إجراء التحريات‬ ‫‪.2‬‬

‫و بمجرد أن يتم تحويل الشخص الموقوف إلى النيابة العامة من مركز الشرطة فإنه ُينصح و ُيبلغ بكافة‬
‫حقوقه بما في ذلك حقه في االتصال بالمحامي خالل ‪ 24‬ساعة‪ .‬و مع ذلك فإنه في ظل غياب‬
‫اإلمكانيات المالية لتأمين محام خاص و من دون وجود آلية لالتصال بمستشار قانوني فإن الحق في‬
‫االستعانة بمحام الفقراء أو المعوزين في تلك المرحلة يعتبر غير مجد و ال نفع منه‪ .‬باإلضافة إلى ذلك‪،‬‬
‫ففي حين يتبع بعض القضاة األنظمة المتبعة في االستجواب يقوم البعض اآلخر بإهمالها‪ .‬و من المخالفات‬
‫الشائعة التي قد تحدث خالل عملية االستجواب‪ :‬عدم تسجيل اعتراض المحامي على نمط معين من األسئلة و‬
‫إهمال تفتيش المتهم و فحصه إن كان قد تعرض إلصابات و كذلك عدم السماح للمحامي للتشاور مع موكله‪.‬‬

‫و قد اتخذت النيابة العامة بموجب قانون األحداث الجديد خطوات كبيرة لضمان تمثيل األحداث خالل مراحل‬
‫التحقيق و االستجواب‪ ،‬فضًال عن تجنيب األحداث لالحتجاز السابق للمحاكمة و هو ما يحمي األحداث من‬
‫التعرض للضغوط أو الشعور بالخزي و العار من ارتكاب عمل جنائي‪ .‬كما تعاونت النيابة العامة مع الهيئات‬
‫غير الحكومية كالمؤسسة القانونية الدولية‪ ،‬حيث تواصلوا مع محامي المؤسسة لتقديم الدفاع للمتهمين المعوزين‬
‫الذي طلبوا حضور محامي خالل التحقيق‪.‬‬

‫محاكم الصلح‬ ‫‪.3‬‬

‫و في نهاية المطاف عند انعقاد جلسة االستماع األولى أمام محكمة الصلح ‪ -‬و التي تجري خالل ‪ 72-48‬ساعة‬
‫من لحظة االعتقال ‪ -‬ال يستفسر القضاة عما إذا كان المتهم قد عين محاميًا أو عما إذا كان سبب غياب المحامي‬
‫ناجم عن ضعف اإلمكانيات المالية للمتهم‪ .‬و غالبًا من يحدث هذا اإلغفال نتيجة ألحد األسباب اآلتية (‪ )1‬التفسير‬
‫الخاطئ لقانون اإلجراءات الجزائية أو غالبًا ما يكون السبب (‪ )2‬خشية المحكمة من أن تطبيق المادتين ‪ 244‬و‬
‫‪ 307‬سيؤدي إلى تباطؤ اإلجراءات القضائية و خلق أعباء إضافية أكثر إرهاقًا‪ .‬والنتيجة النهائية هي أن معظم‬
‫المتهمين المعوزين ُيحرمون من حقهم في االستعانة بمحام في المراحل األولى و األكثر أهمية من القضية‬
‫الجنائية و ال يجدون من يكفلهم و بالتالي فإن المعوزين من المتهمين هم األكثر عرضة لالحتجاز قبل‬
‫المحاكمة‪ ،‬و هذا يشكل انتهاكًا لحقوقهم خالفًا للقانون الفلسطيني و الدولي‪.‬‬

‫اتخذ مجلس القضاء األعلى في آب\أغسطس ‪ 2015‬خطوة رئيسية نحو تحسين وصول المتهمين المعوزين‬
‫للعدالة في الضفة الغربية‪ ،‬و جعل فلسطين تواكب المعايير و القوانين الدولية في مجال حق االستعانة بمحام و‬
‫الحصول على محاكمة عادلة‪ .‬حيث أبرم مجلس القضاء األعلى اتفاقية رائدة مع المؤسسة القانونية الدولية‬
‫للمشاركة في مشروع يوم الواجب التجريبي‪ ،‬و الذي بموجبه سيحضر محامو المؤسسة القانونية الدولية إلى‬
‫المحكمة كل يوم لتولي القضايا من قضاة المحاكم االبتدائية و الصلح و األحداث‪ ،‬و تقديم دفاع نوعي لموكليهم‪.‬‬

‫و بالرغم من التطورات الحاصلة على صعيد الشرطة و النيابة العامة و المحاكم‪ ،‬إال إن النتيجة النهائية ال ترقى‬
‫للمستوى المطلوب‪ ،‬حيث ال يتمكن المتهمين المعوزين من االستعانة بمحام خالل المراحل المبكرة من القضايا‬
‫الجنائية الحساسة‪ ،‬و ليس لديهم من يتقدم بطلب الكفالة‪ ،‬و بالتالي فإن المتهمين المعوزين هم األكثر عرضة‬
‫للتوقيف السابق للمحاكمة و االنتهاكات و اإلكراه و اإلدانات و العقوبات غير العادلة و القانونية‪.‬‬

‫‪ 33‬استنادًا للامدة ‪ 12‬من القانون األسايس الفلسطيين " ُيبلغ لك من يقبض عليه أو يوقف بأسباب القبض عليه أو إيقافه و جيب إعالمه رسيعًا بلغة يفهمها ابالهتام املوجه‬
‫إليه و أن ُيمنح الفرصة لالتصال مبحام و أن ُيقدم للمحامكة دون تأخري"‪.‬‬
‫‪ 34‬قانون األحداث الفلسطيين لعام ‪2016‬‬

‫‪ 111‬شارع جون‪ ،‬جناح رقم ‪ ،1040‬نيويورك ‪ - 10038‬هاتف‪http://theilf.org - 0012128641361 :‬‬


‫‪ 35‬و استنادًا للامدة ‪ )2( 97‬من قانون اإلجراءات اجلزائية " للمهتم احلق يف تأجيل الاستجواب مدة ‪ 24‬ساعة حلني حضور حماميه فإذا مل حيرض حماميه أو عدل عن‬
‫توكيل حمام عنه‪ ،‬جاز استجوابه يف احلال "‪ .‬و يؤثر هذا احلمك من قانون اإلجراءات اجلزائية سلبًا عىل املهتمني املعوزين و ينهتك بصورة غري مناسبة احلق يف امحلاية‬
‫املتساوية مبقتىض القانون األسايس يف البنود ‪ 9‬و ‪.10‬‬
‫‪ 36‬املادة ‪ 10‬من ‪ 34‬قانون األحداث الفلسطيين لعام ‪2016‬‬

‫‪ .IV‬لمحة عامة عن أبرز النماذج و أفضل التطبيقات في مجال تقديم المساعدة القانونية في القضايا‬
‫الجنائية‬

‫تعتمد الحكومة على ثالثة نماذج أساسية في مجال تقديم خدمات المساعدة القانونية في القضايا الجنائية للمعوزين‪:‬‬

‫نظام المحامين المنتدبين‬ ‫‪)a‬‬


‫نظام محامي الدفاع العام‬ ‫‪)b‬‬
‫نظام عقود الخدمات‬ ‫‪)c‬‬

‫و تستخدم العديد من السلطات القضائية مزيج من هذه النماذج أو تستخدم كل نموذج على حدة‪ .‬حيث يسمى بنظام‬
‫النموذج المختلط لتقديم المساعدة القانونية و ذلك لتلبية احتياجات المعوزين في المساعدة القانونية في القضايا الجنائية‪.‬‬
‫و فيما يلي لمحة عامة عن هذه النماذج الثالثة كل على حدة متبوعًا بأمثلة حول نظام النموذج المختلط‪.‬‬

‫و يتكون نظام المساعدة القانونية في الضفة الغربية من نظام تعيين المحامين المكلفين من قبل الحكومة باإلضافة إلى‬
‫المشاريع الحكومية المدعومة من منظمات المجتمع المدني و غيرها من المنظمات العالمية غير الحكومية‪ .‬و من أبرز‬
‫القضايا التي تناضل الضفة الغربية حاليًا من أجلها هي إيجاد نظام فعال لتقديم المساعدة القانونية للتعامل مع غياب‬
‫هيئة حكومية مركزية مستقلة تراقب و تشرف على عملية تقديم خدمات المساعدة القانونية في القضايا الجنائية في كافة‬
‫أنحاء البالد‪.‬‬

‫برامج المحامي المنتدب‬ ‫‪.A‬‬

‫يعمل نظام المحامين المنتدبين تكليف المحامين الخصوصيين بقضايا المساعدة القانونية في القضايا الجنائية وفق‬
‫أسس منهجية أو مخصصة‪ .‬ففي برنامج المحامي المنتدب المخصص تقوم المحكمة عمومًا بتعيين المحامي دون‬
‫اللجوء إلى القوائم الرسمية أو سياسة التناوب و بدون معايير محدد لتأهيل المحامين‪ .‬وقد يتم تعيين محامين في‬
‫بعض السلطات القضائية من قبل الشرطة أو النيابة العامة عوضًا عن المحكمة‪ .‬و تتسم برامج المحامين المنتدبين‬
‫األكثر تنسيقًا بوجود هيئة إدارية أو رقابية‪ .‬ففي نموذج المحامين المنتدبين المتناسق يتم تعيين المحامين غالبًا‬
‫وفق سياسة التناوب ويجب عليهم أن يستوفوا الحد األدنى من معايير التأهيل كما ينبغي أن يكونوا على درجة‬
‫عالية من اإلشراف و الدعم و التدريب‪.‬‬

‫و قد يتقاضى المحامون المكلفون في قضايا المساعدة القانونية أجرهم بحسب ساعة العمل أو بمعدل ثابت عن كل‬
‫قضية أو جلسة استماع‪ .‬و في بعض السلطات القضائية قد يتم تعويض المحامين عن بعض التكاليف القانونية‬
‫المحددة و التي تكبدوها خالل عملية التمثيل و تشمل نفقات الخبراء و التحقيقات و مصاريف النقل و‬
‫المواصالت‪ .‬فنظام المحامين المنتدبين معمول به في الكثير من السلطات القضائية حيث يصبح هذا النظام مجديًا‬
‫تحديدًا في المناطق التي ال تستدعي وجود خدمات المساعدة القانونية بشكل كبير (كالمناطق الريفية) و بالتالي ال‬
‫داعي لوجود مكتب بدوام كامل لمحامي الدفاع العام أو نظام لتجميع القضايا ليتم التعاقد بشأنها مع جهة خارجية‪.‬‬

‫‪ 111‬شارع جون‪ ،‬جناح رقم ‪ ،1040‬نيويورك ‪ - 10038‬هاتف‪http://theilf.org - 0012128641361 :‬‬


‫و غالبًا ما يؤخذ على أنظمة المحامين المنتدبين أنها تساهم في تعزيز المحسوبية و تفتقر إلى الرقابة على مستوى الخبرات و‬
‫المهارات التي يمتاز بها المحامي‪ .‬و قد جرت العادة في الكثير من البلدان بتعيين الخريجين الجدد من كليات القانون الباحثين‬
‫عن تحصيل الخبرات‪ .‬عالوة على ذلك قد تشكل سياسة الرسوم الثابتة مانعًا و عائقًا أمام المحامي لتخصيص الوقت الكافي‬
‫لمعالجة قضية ما بمعني أن هذه التسوية قد تعتبر مثبطة لعزيمة المحامي في تكريس وقته و جهده لخدمة قضية معينة‪ .‬و بالتالي‬
‫فالمحامين ال يزورون موكليهم في السجون و تقديم االقتراحات و إجراء التحقيقات و االستعداد الكافي للدفاع‪ .‬في حين توفر‬
‫برامج المحامين المنتدبين المتميزة دورات تدريبية و تشترط على المحامين استيفاء شروط معينة من أجل الحصول على تعيين‬
‫في قائمة المحامين المنتدبين‪.‬‬

‫و من األساليب الشائعة في عملية الرقابة ضمن أنظمة المحامين المنتدبين أسلوب مراجعة الزمالء‪ .‬فمثًال يتولى أحد المحامين‬
‫الخصوصيين مراجعة أداء المحامي الخاص المكلف بالعمل على قضية ما أنيطت به ِتبعًا لنظام المحامين المنتدبين و من ثم يقوم‬
‫برفع التقارير بهذا الخصوص إلى الجهة الرقابية‪ .‬و ُتستخدم هذه الطريقة في المملكة المتحدة حيث اعتمدت هيئة المساعدة‬
‫القانونية هناك على منهجية تم تطويرها عبر قنوات مكثفة من المشاورات مع الخبراء القانونيين بغرض إيجاد آلية مستقلة‬
‫لمراجعة الزمالء‪ .‬و وفقًا لتقرير صدر عام ‪ 2013‬بشأن هذه المنهجية و األهداف المرجوة من هذه العملية " فتعد مراجعة‬
‫الزمالء هي األسلوب الذي تستطيع مجموعة مستقلة من المحامين المزاولين للمهنة و الخبراء القانونيين المتمرسين من خالله‬
‫تقييم جودة العمل بالنسبة للمحامين اآلخرين مقابل عدد من معايير و مستويات األداء المتفق عليها ضمن مجتمع المحامين‬
‫المهنيين‪ .‬و تسعى مراجعة الزمالء المستقلة لتعزيز و تحسين معايير األداء القانوني الممول بدعم حكومي‪ .‬تم تحديد مجموعة‬
‫من المعايير المتعددة من أجل مراجعة القضايا المدنية و الجنائية‪ .‬كما يقوم المراجعون بتصنيف الدرجات بموجب مقياس‬
‫متدرج للحساب من شأنه تسهيل عمل هيئة الرقابة في العودة و استخدام المراجعات المسجلة بسرعة و ُيسر‪.‬‬

‫و من األساليب الرقابية المتاحة وهو المراجعة العشوائية للقضايا و التي تهدف إلى الحد من العبء الرقابي من جهة و المحافظة‬
‫على حوافز العمل الجيد التي تخلقها و ترعاها األنشطة الرقابية‪ .‬و على سبيل المثال إذا كانت الجهة الرقابية تملك الصالحية‬
‫لمراجعة أي من القضايا الموكلة إلى أحد مقدمي المساعدة القضائية‪ ،‬و اختارت ‪ %25‬فقط من مجموع القضايا و بدون أن‬
‫تكشف للمحامين في وقت سابق عن القضايا التي ستخضع للمراجعة‪ ،‬عندها سيبقى حافز األداء المتميز بخصوص القضية‬
‫الموكلة لذلك المحامي قائمًا‪ ،‬في حين سيتم التخفيف من العبء الملقى على كاهل الجهة الرقابية إلى مستوى يمكن التحكم به‪.‬‬

‫برامج محامي الدفاع العام‬ ‫‪.B‬‬

‫تندرج تحت نظام محامي الدفاع العام العديد من المؤسسات الحكومية و غيرها من المنظمات األهلية و التي تضم‬
‫محامين يتقاضون رواتب بموجب دوام كامل أو جــزئي‪ .‬و عمومـًا فــإن مكــاتب محــامي الــدفاع العــام تكــون على‬
‫النظامين اآلتيين‪:‬‬

‫المحامون و الموظفون المعينون من قبــل الحكومــة مباشـرة‪ ،‬ويعملــون ضـمن هيكليــة شـاملة للمسـاعدة‬ ‫‪.1‬‬
‫القانونية و كأنهم وكالة حكومية أو جهة داعمة و مساندة لوكالة حكومية قائمة‪.‬‬
‫المحامون و الموظفون المعينون من قبل منظمات غير حكوميــة قــد أجــرت شــراكات مــع الحكومــة و‬ ‫‪.2‬‬
‫تلقت التمويل الكافي بشكل مباشر للقيام بدورها في دعم أنشطة المساعدة القانونية‪.‬‬

‫و فضًال عن هيئة الموظفين الكتابيين فإن مكاتب محامي الــدفاع العــام قــد توظــف محققين والعــاملين االجتمــاعيين‪،‬‬
‫وخبراء الطب الشرعي للمساعدة في عمل المحامين‪ .‬و تعمل هذه الموارد البشرية ككل على مساعدة محامي الــدفاع العــام‬
‫لتقديم خدمات أكثر تميز و مهنية من تلــك الــتي يؤديهــا المحــامي المنتــدب ال ســيما و أنــه ال يملــك الكــوادر و المــوارد‬
‫الالزمة في هذه العملية‪.‬‬

‫‪ 111‬شارع جون‪ ،‬جناح رقم ‪ ،1040‬نيويورك ‪ - 10038‬هاتف‪http://theilf.org - 0012128641361 :‬‬


‫و من المآخذ على نظام محامي الدفاع العام أنه يقــدم تمــثيًال قانونيـًا رديء الجــودة و النوعيــة مقارنــة مــع مــا يقــوم بــه‬
‫المحامون الخصوصيون‪ .‬و بشكل عام فإن هذه الفجوة التي تتسم بها جودة التمثيل َم رُدها إلى الكم الهائــل من القضــايا‬
‫التي يتوالها محامو الدفاع العام عادة ( بمعنى عدم القدرة على تخصيص الوقت و الجهد الكافيين نظرًا لضغوط العمل‬
‫التي يعاني منها هـؤالء المحـامين)‪ .‬كمـا أن األجـور المتدنيـة الـتي يتلقاهـا هـؤالء المحـامون بالمقارنـة مـع المحـامين‬
‫الخاصين قد تستقطب المحامين ذوي الخبرة المتواضعة الذين لم يتمكنوا من إيجــاد عمــل في أمكنــة أخــرى‪ ،‬و بالتــالي‬
‫هذا األمر سيؤثر على أداء المحامين األكفاء و ينزع الدافعية منهم ألنهم يتقاضــون نفس أجــور نظــرائهم من المحــامين‬
‫األقل كفاءة‪ .‬وحقيقة األمر في كثير من األحيان فإن من ينتسب لمكاتب محامي الـدفاع العـام هم فئـة المحـامين الشـباب‬
‫عديمي الخبرة إلى حد ما‪.‬‬

‫و بالرغم من ذلك فإن األدلة التجريبية التي تم التوصل إليها عبر دراسات متعــددة تــدحض بقــوة و بشــكل مباشــر هــذه‬
‫االنتقادات و التي أظهــرت أن محــامي الــدفاع العــام يــؤدون عملهم بنفس الدرجــة من التمــيز ‪ -‬أن لم يكن أفضــل ‪ -‬من‬
‫المحامين الخاصين بالنظر إلى تقييم معدالت اإلدانة و أحكام السجن و رضا الموكلين عن محاميهم‪ .‬و على مدار ثالث‬
‫دراسات واسعة النطاق أجريت في المقاطعات الكندية باستخدام نموذج محـامي الـدفاع العـام تـبين أن معـدالت اإلدانـة‬
‫الصادرة بحق المتهمين سواء أولئك الممثلين من قبل محامي الدفاع العام أو المحامين الخاصين كانت متشابهة تقريبــًا‪.‬‬
‫كما أظهرت كل دراسة أن المتهمين الممثلين من قبل محامين خصوصين تلقوا أحكامًا بالسجن بنسبة تقريبية تصل إلى‬
‫‪ %10‬أعلى من أولئك المتهمين الممثلين من قبل محامي الدفاع العام‪.‬‬

‫و قد تم التوصل إلى نتائج مماثلة في دراسات مقارنة أجريت في تايوان فضًال عن أخرى أجريت في أكثر من عشر واليات‬
‫قضائية في الواليات المتحدة‪ .‬و تشير هذه النتائج بقوة إلى عدم وجود عيب أو قصور متأصل في جودة التمثيل عندما يتعلق‬
‫األمر بتمثيل المتهمين من قبل محامي الدفاع العام عوضًا عن المحامين الخاصين‪ .‬و بات واضحًا أن أداء محامي الدفاع العام‬
‫يفوق أداء المحامين الخاصين غالبًا و يتميز عنهم‪.‬‬
‫عند التخصص في مجال الدفاع الجنائي فإن المحامين يقدمون أداًء عالي الكفاءة و أكثر فعالية من ناحية التكاليف عند تمثيل المعوزين من‬
‫المتهمين‪ .‬و تبين أن البرامج التي تركز على المحامين الذين يعملون بدوام كامل هي من أكثر األدوات الفعالة و االقتصادية لتقديم خدمات‬
‫المساعدة القضائية للمجتمعات الفقيرة على نطاق واسع‪ .‬حيث يتمكنون من االستفادة من وفورات الحجم الناتجة عن تصميم نشاطات‬
‫التدريب و الرقابة و اإلشراف بطريقة مركزية على نحو عام‪ .‬باإلضافة إلى القدرة على تقديم الدعم اإلداري و المساعدة القانونية و‬
‫التحقيقات و الدعم الفني للمحامين‪ .‬و قد استطاعوا تحقيق نجاحًا في الحفاظ على معايير عالية الستقطاب المحامين و تثبيتهم‪ .‬و تسمح‬
‫مكاتب هذه البرامج بمستوى عال من تبادل اآلراء و األفكار و المهارات بين األقران‪.‬‬

‫‪ 39‬روبرت أل‪ .‬سباجننربغ و ماراي أل‪ .‬بامين‪ ،‬برامج ادلفاع عن املعوزين يف الوالايت املتحدة األمريكية‪ 58 ،‬القانون و القضااي املعارصة ‪ ،49-31‬و ملزيد من املعلومات حول املواضيع‬
‫الواردة أعاله ُيرىج زايرة املواقع التالية‪:‬‬
‫‪http://scholarship.law.duke.edu/lcp/vol58/iss1/3‬‬
‫‪ 42‬وزارة اإلدعاء العام يف أونتاريو‪ .‬الفصل السابع‪ :‬الاختيار بني مناذج تقدمي املساعدة القانونية (‪)2015‬‬
‫‪http://www.attorneygeneral.jus.gov.on.ca/english/about/pubs/olar/ch7.asp‬‬
‫‪ 43‬واكةل املساعدة القانونية‪ ،‬مراجعة الزمالء املستقةل للعمل و املشورة القانونية و ورقة املرحةل الهنائية‪ ،‬مت إعداده بواسطة واكةل املساعدة القانونية (‪)2013‬‬
‫‪.https://www.gov.uk/government/uploads/system/uploads/attachment_data/file/314274/independent-peer-review-process.pdf‬‬
‫‪ 44‬وزارة اإلدعاء العام يف أونتاريو‪ .‬الفصل السابع‪ :‬الاختيار بني مناذج تقدمي املساعدة القانونية‪)2010( 2 .‬‬
‫‪.http://www.attorneygeneral.jus.gov.on.ca/english/about/pubs/olar/ch7.asp‬‬
‫‪ 45‬وزارة العدل الكندية " أساليب تقدمي املساعدة القانونية يف كندا "‪ :‬جتارب سابقة و تطورات مستقبلية‪)2000( 10 .‬‬
‫‪ 46‬وزارة اإلدعاء العام يف أونتاريو‪ .‬الفصل السابع‪ :‬الاختيار بني مناذج تقدمي املساعدة القانونية‪)2010( 7 .‬‬
‫‪.http://www.attorneygeneral.jus.gov.on.ca/english/about/pubs/olar/ch7.asp‬‬
‫‪ 47‬وزارة العدل الكندية " أساليب تقدمي املساعدة القانونية يف كندا "‪ :‬جتارب سابقة و تطورات مستقبلية‪)2000( 11-10 .‬‬

‫‪ 111‬شارع جون‪ ،‬جناح رقم ‪ ،1040‬نيويورك ‪ - 10038‬هاتف‪http://theilf.org - 0012128641361 :‬‬


‫نظام عقود الخدمات‬ ‫‪.C‬‬

‫يشتمل نظام عقود الخدمات على إبرام عقد خاص مع أحد المحاميين أو مجموعة من المحامين و نقابة المحامين‬
‫أو منظمة أهلية خاصة من أجل تقديم خدمات المرافعة في بعض أو كل قضايا المساعدة القانونية في القضايا‬
‫الجنائية لدى سلطة قضائية معينة‪ .‬و يتم بمقتضى هذا النظام قيام األفراد أو المؤسسات التي أبرمت اتفاقيات‬
‫بتقديم خدمات قانونية لفئة معينة من المتهمين المعوزين في بقعة جغرافية محددة‪ .‬و يضم نظام عقود الخدمات‬
‫المتميز حسابات أو إجراءات منفصلة لتمويل التحقيقات و خدمات الخبراء و غيرها من نفقات الدعوى‪ .‬و بالتالي‬
‫لن يكون المحامي عرضة إلجراء مفاضلة تقوم على نزاع المصالح المالية لالختيار بين ما هو ضروري و‬
‫يساهم في تحسين خدمات المرافعة عن موكله من جهة و بين أتعابه و تعويضاته الشخصية بمعنى أن المال لن‬
‫يكون عائقًا أمام المحامي لبذل كل ما يلزم في سبيل إنجاح القضية‪.‬‬

‫و من المخاوف إزاء نظام عقود الخدمات أن تقوم الحكومات بتقديم العطاءات بأقل األسعار و عدم طرح‬
‫الميزانيات المالئمة لتوفير الدعم المناسب للكادر الوظيفي بخصوص ( خدمات المساعدة القانونية و المحققين و‬
‫الخبراء )‪ .‬و غالبًا ما تتضمن كّم ًا غير حقيقيًا من القضايا المعروضة‪ .‬كذلك ستتضرر جودة التمثيل جراء قيام‬
‫الشركة بعد إبرامها عقدًا بتولي حزمة من القضايا بمعالجة كل قضية و كأنها قضية سهلة و بما أن الدخل الذي‬
‫ستتقاضاه الشركة سيكون ثابتًا‪ ،‬فإنها ستعمل على زيادة هامش أرباحها الخاصة من خالل خفض التكاليف التشغيلية‬
‫الخاصة بكل قضية و هذا بدوره سيؤدي إلى معالجة القضايا بعجالة و اختصار أجزاء و عناصر من القضية‪ .‬و عادًة ما‬
‫تعجز الحكومات عن الحد من هذه الحوافز السلبية ألنها بدورها تميل إلى صياغة عقود العطاءات بشكل رئيسي استنادًا‬
‫إلى التكاليف التي حددتها لكل قضية مع إغفال أن قيمة العطاء قد تكون أقل و لكن قيام الشركة المتعاقدة بقبول العرض‬
‫نظرًا لدوره في اقتطاع أجزاء من القضية األمر الذي من شأنه أن يضر بنوعية و جودة المساعدة القانونية المقدمة‬
‫للمتهمين المعوزين‪.‬‬

‫و على أية حال فثمة هنالك عدة عوامل من شأنها الحد من تلك المخاطر و الهياكل و تقليص اآلثار السلبية الناجمة عنها‪ .‬و تلتزم‬
‫الكيانات أو الشركات المتعاقدة بدوافعها للحفاظ على سمعتها في أوساط سلك القضاء و مجتمع العدالة فضًال عن موكليها‬
‫الحاليين‪ .‬إن الحكومات التي توجد أنظمة يمكنها تحديد أفضل مزودي خدمات المساعدة القانونية الخاصين و تحفيزهم من خالل‬
‫المكافئات و القوائم المنشورة سنويًا مثًال و لذا يكون باستطاعتها استغالل هذه الحوافز و االستفادة منها في الحد من رغبة‬
‫الشركات في تخفيض التكاليف‪ .‬كذلك فإن رابطة المحامين األمريكيين و هيئة الدفاع و المساعدة القانونية الوطنية توصيان‬
‫بتشكيل هيئة مستقلة كمجلس أمناء تكون مهمته اإلشراف على العقود و رصد الجوائز لها بهدف تجنب تضارب المصالح‬
‫الحكومية ( التكاليف مقابل الجودة ) عند اختيار العروض و العطاءات‪.‬‬

‫أخيرًا فإنه باستطاعة الحكومة عند طرح العطاءات و العروض و صياغة العقود أن تشترط على مقدمي العروض تزويدها بما‬
‫يظهر التزامهم بتلبية شروط معينة لضمان الجودة ( على سبيل المثال يتعين على هؤالء المزايدون إثبات قدرتهم على توفير‬
‫موارد كافية من الموظفين لمعالجة حزمة أو كّم معين من القضايا ) كما و يجب عليهم االلتزام بمتطلبات رفع التقارير حول‬
‫مؤشرات اإلنجاز لتقييم جودة أداء هذه الشركات‪ .‬و من أبرز مزايا نظام خدمات العقود أن مدة العقود طويلة بما يكفي مما يسمح‬
‫بإجراء تقييمات للجودة ولكن الترتيبات التعاقدية تكون مؤقتة و بالتالي فإن مقدمي العروض الذين يتبين أنهم يقدمون خدمات‬
‫دون المستوى المطلوب فسيتم حرمانهم من المشاركة في أية عروض مستقبلية للحصول على حزم القضايا‪ .‬و في نهاية المطاف‬
‫فإن مقدمي الخدمة الذين يتمكنوا من تحقيق الموازنة السليمة بين الجودة و الفاعلية بالنسبة للتكاليف سيتم اعتمادهم ضمن قائمة‬
‫المزايدين المحتملين األمر الذي يخفض التكاليف على المدى البعيد‪.‬‬

‫‪ 111‬شارع جون‪ ،‬جناح رقم ‪ ،1040‬نيويورك ‪ - 10038‬هاتف‪http://theilf.org - 0012128641361 :‬‬


‫وزارة العدل الكندية " أساليب تقدمي املساعدة القانونية يف كندا "‪ :‬جتارب سابقة و تطورات مستقبلية‪ .)2000( 11-10 .‬ادلراسة األوىل‪ " :‬مرشوع برونيب" حيث أظهرت هذه ‪48‬‬
‫ادلراسة أنه متت إدانة مولكي حمايم ادلفاع العام و احملامني اخلاصني يف ‪ %60‬من القضااي حيث صدرت أحاكمًا ابلسجن حبق ‪ %40‬من مولكي احملامني اخلاصني يف حني متت حمامكة‬
‫‪ %30‬من مولكي حمايم ادلفاع العام ابلسجن‪ .‬ادلراسة الثانية‪" :‬نظام كولومبيا الربيطانية" و اليت أظهرت نسبة متساوية من اإلداانت حيث صدرت حبق مولكي حمايم ادلفاع العام و‬
‫احملامني اخلاصني أحاكمًا متساوية ابلسجن و اليت وصلت إىل ‪ .%32‬و أخريًا أظهرت ادلراسة الثالثة "املساعدة القانونية يف مقاطعة مانيتواب" أن اإلداانت صدرت حبق ‪ %72‬من مولكي‬
‫حمايم ادلفاع العام و احملامني اخلاصني حيث جاءت أحاكم السجن حبق مولكي احملامني اخلاصني يف ‪ %23‬من القضااي فامي ُو هجت ملولكي حمايم ادلفاع العام أحاكمًا ابلسجن يف ‪ %12‬من‬
‫‪.‬القضااي‬

‫‪ 49‬كونغ‪-‬بن و تشانغ‪-‬تشنغ لني‪ " :‬هل كفاءة حمايم ادلفاع اجلنايئ تؤثر عىل خمرجات القضية؟"‪ -‬جتربة طبيعية يف اتيوان‪)2008( .‬‬
‫‪athttp://ssrn.com/abstract=1119787‬‬
‫‪ 50‬توماس كوهني‪ " .‬من هو األفضل يف ادلفاع عن اجملرمني؟"‪ :‬هل سيكون حملايم ادلفاع دور يف الوصول إىل النتاجئ املرجوة من ادلعوى؟"‬
‫‪athttp://ssrn.com/abstract=1876474‬‬
‫‪ 3 51‬وزارة العدل األمريكية ‪ -‬جملس املساعدة القانونية" التعاقد ألغراض خدمات ادلفاع عن املعوزين من املهتمني‪ :‬تقرير خاص ‪)2000( 13‬‬
‫‪https://www.ncjrs.gov/pdffiles1/bja/181160.pdf‬‬
‫وزارة اإلدعاء العام يف أونتاريو‪ .‬الفصل السابع‪ :‬الاختيار بني مناذج تقدمي املساعدة القانونية‪52 )2010( 19 .‬‬
‫‪http://www.attorneygeneral.jus.gov.on.ca/english/about/pubs/olar/ch7.asp‬‬

‫تكييف أو تنظيم نظام النموذج المختلط بما يتفق مع احتياجات البلد المحددة‬ ‫‪.D‬‬

‫يعتبر نظام النموذج المختلط لتقديم المساعدة القانونية مزيجًا من نماذج تقديم هذه الخدمات و التي تم تصميمها و‬
‫تكييفها بشكل يتناسب مع ظروف و احتياجات البلد أو المجتمع‪ .‬فالحكومات تتجه بشكل متزايد نحو النماذج‬
‫المختلطة كوسيلة فعالة في لتحقيق أقصى قدر من الميزات و نقاط القوة و الحد من العيوب و نقاط الضعف السائدة في‬
‫النماذج التقليدية‪ .‬بحسب تقرير صادر عن وزارة العدل الكندية و الذي يوضح ما يلي‪:‬‬

‫" يجب أن توفر نماذج تقديم الخدمة أفضل الخدمات الممكنة و بأكثر األساليب فعالية من حيث التكلفة فضُال عن‬
‫تقديمها بطرق متطورة تعالج عدة جوانب رئيسية في الخدمة المقدمة‪ُ .‬تقدم خدمات المساعدة القانونية في مجاالت‬
‫القانون المتعددة و لفئات متنوعة من الزبائن و الموكلين في مناطق جغرافية مختلفة كما أنها تعالج قضايا متباينة‬
‫فمنها ما هو سهل و منها ما معقد للغاية‪ .‬فهذه العوامل و غيرها تجعل من آلية تقديم خدمات المساعدة القانونية‬
‫مسألة معقدة و ذات أبعاد متعددة على عكس ما يتصوره البعض أنها مهمة سهلة و واضحة المعالم‪ .‬فمن المنطقي‬
‫إذن أن المحامين الخصوصيين الذين يقدمون خدمات بشكل فردي مقابل رسوم الخدمة و المحامين الموظفين‬
‫الذين يقدمون خدمة مماثلة و يتقاضون رواتب معينة ال يمكن بالضرورة اعتبارهم الحل األمثل لكافة المشاكل‬
‫المحيطة بظروف تقديم الخدمة "‪.‬‬

‫و ُيالحظ من خالل متابعة مسار تقديم المساعدة القانونية في العديد من الجهات القضائية الدولية بالرجوع إلى‬
‫التقرير الذي صدر عن مؤسسة آسيا عام ‪ 2009‬و الذي يشير إلى " هنالك الكثير من الدول المتقدمة و النامية قد‬
‫تحولت بالفعل ‪ -‬أو في طريقها إلى التحول ‪ -‬إلى النماذج المختلطة لتقديم خدمات المساعدة القانونية‪ .‬و إذ ُتقر‬
‫بمحدودية الموارد الحكومية فإن هذه النماذج تنظر إلى الحكومات على أنها تلعب دورًا تشريعيًا لضمان تقديم خدمات‬
‫المساعدة القانونية بجودة عالية و التي تقدمها مجموعة متعددة من المهنيين القانونيين و غير القانونيين‪ .‬و يضيف معلق‬
‫آخر " و من أكثر النتائج الالفتة للنظر و الصادرة عن معظم الدراسات بأنه ليس هنالك نموذج معين لتقديم الخدمة يعرض‬

‫‪ 111‬شارع جون‪ ،‬جناح رقم ‪ ،1040‬نيويورك ‪ - 10038‬هاتف‪http://theilf.org - 0012128641361 :‬‬


‫خصائص األداء الفائقة و بشكل منهجي أمام نماذج تقديم الخدمة األخرى في مختلف السياقات "‪ .‬كما أن " الوصول‬
‫الحقيقي أو االستعانة الحقيقية تعني أن الخدمات ستلبي االحتياجات المختلفة لمختلف المستفيدين من المساعدة القانونية"‪.‬‬
‫و من الخطأ أن نفترض بأن جميع المستفيدين من خدمات المساعدة القانونية سيتلقون نفس الدرجة من الخدمات‪.‬‬

‫توفر النماذج المختلطة المستوى األمثل من المرونة حيث تتيح المجال للحكومات في تحديد كيفية تقديم المساعدة‬
‫القانونية على الوجه المطلوب عن طريق اختيار مجموعة من محامي الدفاع العام‪ ،‬المحامين الخصوصيين الذين يتولون‬
‫قضايا بشكل فردي فضًال عن حزم القضايا التي يمكن للحكومة أن تعهد بمهمة الترافع فيها للشركات القانونية و غيرها من‬
‫المنظمات غير الحكومية كذلك المساعدين القانونيين وطلبة القانون‪ .‬و ُتعد جنوب إفريقيا من أبرز الدول التي حققت نجاحات‬
‫باهرة في مجال إصالح نظام المساعدة القانونية و التحول إلى نظام النموذج المختلط‪ .‬حيث أنشأت مجلسًا مستقًال للمساعدة‬
‫القانونية وهو عبارة عن شبكة تضم أكثر من خمسين "مركزًا للعدالة" (مكاتب محامي الدفاع العام) باإلضافة إلى أكثر من‬
‫أربعين مكتبًا تابعًا و التي أنشئت خصيصًا سعيًا منها لوفير "خدمة موحدة" مزودة بالعديد من المحامين و المدافعين القانونيين و‬
‫يعملون بصفة رؤساء فضًال عن محامي الدفاع العام و محامي الدفاع العام المتدربين و المساعدين القانونين باإلضافة للموظفين‬
‫اإلداريين"‪ .‬و حيثما وجد تضارب في المصالح أو ضعف اإلمكانات كأن يعجز موظف مركز العدالة عن تولي قضية ما عندها‬
‫يقوم أحد المحامين الخاصين و المعين من قبل شركة قانونية أو غيره من الشركاء المتعاونين بتولي المسألة و معالجتها‪ .‬فمن‬
‫خالل نظام النموذج المختلط هذا لم يكن بمقدور جنوب إفريقيا تقديم خدمات قانونية فعالة للمتهمين المعوزين بميزانية سنوية‬
‫بسيطة عام ‪ 2010‬حيث بلغت التكاليف التشغيلية لخدمات المساعدة القانونية في القضايا المدنية و الجنائية ‪ $1.20‬دوالر أمريكي‬
‫للفرد الواحد من مجموع السكان مقارنة بـ ‪ $60‬للفرد الواحد في المملكة المتحدة و ‪ $30‬للفرد الواحد في كندا و ‪ $15‬للفرد‬
‫الواحد في الواليات المتحدة‪.‬‬

‫وزارة العدل األمريكية‪ -‬جملس املساعدة القضائية " التعاقد من أجل خدمات ادلفاع عن املعوزين من املهتمني ‪ :‬تقرير خاص "‪53 )2000( .‬‬
‫‪https://www.ncjrs.gov/pdffiles1/bja/181160.pdf‬‬
‫وزارة اإلدعاء العام يف أونتاريو‪ .‬الفصل السابع‪ :‬الاختيار بني مناذج تقدمي املساعدة القانونية‪54 )2010( 19 .‬‬
‫‪http://www.attorneygeneral.jus.gov.on.ca/english/about/pubs/olar/ch7.asp‬‬
‫‪ 55‬وزارة العدل األمريكية‪ -‬جملس املساعدة القضائية " التعاقد من أجل خدمات ادلفاع عن املعوزين من املهتمني ‪ :‬تقرير خاص "‪)2000( .‬‬
‫‪https://www.ncjrs.gov/pdffiles1/bja/181160.pdf‬‬
‫وزارة اإلدعاء العام يف أونتاريو‪ .‬الفصل السابع‪ :‬الاختيار بني مناذج تقدمي املساعدة القانونية‪56 )2010( 19 .‬‬
‫‪http://www.attorneygeneral.jus.gov.on.ca/english/about/pubs/olar/ch7.asp‬‬
‫وزارة اإلدعاء العام يف أونتاريو‪ .‬الفصل السابع‪ :‬الاختيار بني مناذج تقدمي املساعدة القانونية‪57 )2010( 18 .‬‬
‫‪http://www.attorneygeneral.jus.gov.on.ca/english/about/pubs/olar/ch7.asp‬‬
‫‪ 58‬وزارة اإلدعاء العام يف أونتاريو‪ .‬الفصل السابع‪ :‬الاختيار بني مناذج تقدمي املساعدة القانونية‪)2010( 2 .‬‬
‫‪http://www.attorneygeneral.jus.gov.on.ca/english/about/pubs/olar/ch7.asp‬‬
‫وزارة العدل الكندية " أساليب تقدمي املساعدة القانونية يف كندا "‪ :‬جتارب سابقة و تطورات مستقبلية‪60 )2000( 2 .‬‬
‫‪ 61‬مؤسسة آسيا " قطاع املساعدة القانونية يف سرييالناك‪ :‬البحث عن حلول مستدامة " ‪)2009( 10‬‬
‫‪thttp://asiafoundation.org/resources/pdfs/SriLankaLegalAid.pdf‬‬
‫‪ 62‬وزارة اإلدعاء العام يف أونتاريو‪ .‬الفصل السابع‪ :‬الاختيار بني مناذج تقدمي املساعدة القانونية‪)2010( 4 .‬‬

‫‪ 111‬شارع جون‪ ،‬جناح رقم ‪ ،1040‬نيويورك ‪ - 10038‬هاتف‪http://theilf.org - 0012128641361 :‬‬


‫‪http://www.attorneygeneral.jus.gov.on.ca/english/about/pubs/olar/ch7.asp‬‬

‫‪ 63‬وزارة اإلدعاء العام يف أونتاريو‪ .‬الفصل السابع‪ :‬الاختيار بني مناذج تقدمي املساعدة القانونية‪)2010( 9 .‬‬

‫‪http://www.attorneygeneral.jus.gov.on.ca/english/about/pubs/olar/ch7.asp‬‬

‫‪ 64‬املعهد ادلمنريك حلقوق اإلنسان‪" ،‬حق اإلنسان يف املساعدة القانونية" (‪137 )2010‬‬

‫‪.http://www.humanrights.dk/files/pdf/Publikationer/LEGAL_AID.pdf‬‬

‫املعهد ادلمنريك حلقوق اإلنسان‪" ،‬حق اإلنسان يف املساعدة القانونية" (‪137 )2010‬‬

‫‪http://www.humanrights.dk/files/pdf/Publikationer/LEGAL_AID.pdf‬‬

‫طالع أيضًا املساعدة القانونية يف جنوب إفريقيا "اخلطة اإلسرتاتيجية ‪21-20 "2017-2012‬‬

‫‪.http://www.legal-aid.co.za/wp-content/uploads/2012/03/Legal-Aid-SA-Strategic-Plan-2012-2017.pdf‬‬

‫املعهد ادلمنريك حلقوق اإلنسان‪" ،‬حق اإلنسان يف املساعدة القانونية" (‪137 )2010‬‬

‫‪http://www.humanrights.dk/files/pdf/Publikationer/LEGAL_AID.pdf‬‬

‫ومن األمثلة الناجحة على استخدام البرنامج التجريب في النموذج المختلط ذلك الذي أنشئ في نيوزلندا مع بداية‬
‫سنوات األلفية الثانية‪ .‬و ُعرف عن نيوزلندا تاريخيًا اعتمادها على نظام المحامين المنتدبين و الذي بموجبه يقوم‬
‫المستفيدون من خدمات المساعدة القانونية بتعيين محام ضمن قائمة بالمحامين المعتمدين‪ .‬و ُيسمح للمتهم باختيار‬
‫المحامي الذي يفضله و لكن إن لم يكن يرغب بمحام محدد سيتم تعيين أحد المحامين له بطريقة عشوائية‪ .‬ففي العام‬
‫‪ 2002‬افتتحت أوكالند ( المنطقة األكثر شهرة في البالد ) مكتبين لمحامي الدفاع العام‪ .‬و بمقتضى النظام الجديد فإنه‬
‫يمكن انتداب محامي الدفاع العام و توكيله بثلث قضايا المساعدة القانونية في القضايا الجنائية الدائرة في محكمتي‬
‫الجنايات التابعتين للمقاطعة ( تم اعتماد هذا اإلعالم القضائي بطلب من رابطة المحامين )‪ .‬كما سيتم إجراء ما يسمى‬
‫بـ" ساعات القاضي" و الذي بواسطتها سيكون بإمكان محامي الدفاع العام العمل في قاعات المحكمة وذلك لتقديم‬
‫المشورة القانونية المجانية للمعتقلين ألنها ستكون المرة األولى التي يمثلون فيها أمام قاض‪ .‬كما يستطيع المستفيدون من‬
‫المساعدة القانونية اختيار ممثليهم من قائمة المحامين الخاصين أو من مكتب محامي الدفاع العام‪ .‬وقد أظهر تقييم أجري عام‬
‫‪ 2005‬طبيعة التغذية الراجعة "ردود أفعال" القضاة و المحاكم و مراكز الشرطة و التي كانت إيجابية و في بعض األحيان‬
‫جاءت مجاملة للغاية‪.‬‬

‫هنالك مثالين على نظام النموذج المختلط و ثمة الكثير من الخيارات التي من شأنها هيكلة نظام المساعدة القانونية عن‬
‫طريق النموذج المختلط‪ .‬فعلى سبيل المثال يمكن لبلد ما اختيار محامي الدفاع العام لتولي صنف واحد من القضايا ‪-‬‬
‫كأن يتولى كافة الجنح أو كافة الجنايات‪ .‬و توظيف المحامين الخاصين للتعامل مع صنف آخر من القضايا‪ .‬كذلك‬
‫يستطيع بلد ما تعيين محامي الدفاع العام لمعالجة جميع القضايا التي وصلت إلى مرحلة معينة و عندها يتم تكليف‬
‫محامين خاصين أو التعاقد مع شركة قانونية ما لتجنب تكدس القضايا و تراكمها و التخفيف من ضغط العمل‪ .‬كذلك‬
‫تستطيع الدولة تعيين محامي الدفاع العام فقط في المناطق المعروفة بسجل كبير من القضايا الجنائية المعروضة‪.‬‬

‫‪ .V‬التوصيات‬

‫‪ 111‬شارع جون‪ ،‬جناح رقم ‪ ،1040‬نيويورك ‪ - 10038‬هاتف‪http://theilf.org - 0012128641361 :‬‬


‫ال يقدم نظام المساعدة القانونية في الضفة الغربية خدمات مساعدة قانونية فعالة لكافة المتهمين المعوزين وفق ما ينص عليه‬
‫القانون األساسي الفلسطيني‪ ،‬ألنه يعاني من ضعف التنظيم و قلة التمويل‪ ،‬فضًال عما يعانيه مقدمي خدمات المساعدة القانونية‬
‫من ضعف التدريب و عدم وجود آلية لإلشراف و متابعة عملهم‪ .‬و مع ذلك‪ ،‬فلقد أظهرت السلطة الفلسطينية و نقابة المحامين‬
‫الفلسطينيين رغبة و إرادة واضحة لتطوير نظام يتجاوب مع حاجات الفئات الضعيفة و المهمشة‪ .‬و سعيًا منها في مساعدة‬
‫السلطة الفلسطينية على تعزيز حق االستعانة بمحام‪ ،‬تقدم المؤسسة القانونية الدولية التوصيات التالية في سبيل تحقيق اإلصالح‪:‬‬

‫إنشاء نظام متكامل لجمع البيانات يعطي صورة واضحة عن آلية تقديم خدمات المساعدة القانونية في فلسطين‪.‬‬ ‫‪.1‬‬
‫يتعين على السلطة الفلسطينية التحقق و مراجعة فعالية و كفاءة نظام تقديم خدمات المساعدة القانونية‪ ،‬و البحث في‬ ‫‪.2‬‬
‫النماذج و اآلليات البديلة‪ ،‬بما في ذلك نظام محام الدفاع العام ليستخدم من قبل المنظمات األهلية‪ ،‬و التي بدورها يمكن‬
‫لها المشاركة في تشكيل وكالة حكومية لنظام محام الدفاع العام‪ ،‬أو التعاقد مع مكاتب الدفاع العام التابعة للمنظمات‬
‫المجتمع المدني‪.‬‬
‫ال بد للسلطة الفلسطينية من تمويل خدمات المساعدة القانونية بالمستوى الذي يضمن حصول كافة المتهمين المعوزين‬ ‫‪.3‬‬
‫على دفاع نوعي مجد و فعال‪.‬‬
‫كما ينبغي على السلطة الفلسطينية إيجاد هيئة مستقلة للرقابة على المساعدة القانونية على مستوى الوطن‪ ،‬تكون‬ ‫‪.4‬‬
‫مهمتها تنظيم و اإلشراف و تحمل المسؤولية الكاملة تجاه نظام المساعدة القانونية في القضايا الجنائية في الضفة‬
‫الغربية‪.‬‬
‫و يتعين على نقابة المحامين الفلسطينيين إصالح نظام المحامي المنتدب الحالي بطرق منها‪ ،‬اعتماد معايير األداء و‬ ‫‪.5‬‬
‫التأهيل لكافة محامي برنامج المحامي المنتدب‪ .‬حيث تتناول هذه المعايير المؤهالت و المعايير المهنية و متطلبات‬
‫التدريب‪ ،‬فضًال عن االستقاللية المهنية و غيرها من المجاالت لضمان تقديم دفاع نوعي يحق الغاية من الحق في‬
‫االستعانة بمحام‪.‬‬
‫ينبغي للسلطة الفلسطينية التعاون مع منظمات المجتمع المدني لتلبية احتياجات المتهمين المعوزين من خدمات‬ ‫‪.6‬‬
‫المساعدة القانونية في القضايا الجنائية‪ ،‬و البحث في التشبيك و المشاركة مع المجتمع المدني لتوسيع نطاق الوصول‬
‫للمساعدة القانونية‪.‬‬
‫إيجاد آلية تحقق الوصول العاجل للمحامي‪ ،‬مما يتيح الفرصة لجميع المتهمين للحصول على دفاع في جميع مراحل‬ ‫‪.7‬‬
‫القضية‪.‬‬
‫‪ 66‬هيئة اخلدمات القانونية يف نيوزلندا‪" ،‬إدارة المنوذج اخملتلط يف نيوزلندا" األهداف‪ ،‬و التصممي و التطبيق و التقيمي‪:‬‬

‫‪http://www.ilagnet.org/jscripts/tiny_mce/plugins/filemanager/files/Killarney_2005/Conference_Papers/Frances_Blyth_-‬‬
‫‪_Piloting_the_mixed_model_in_New_Zealand.pdf‬‬

‫‪ 68‬وزارة اإلدعاء العام يف أونتاريو‪ .‬الفصل السابع‪ :‬الاختيار بني مناذج تقدمي املساعدة القانونية‪)2010( 7 .‬‬

‫‪http://www.attorneygeneral.jus.gov.on.ca/english/about/pubs/olar/ch7.asp‬‬

‫ُنبذة عن المؤسسة القانونية الدولية‬ ‫‪.VI‬‬

‫‪ 111‬شارع جون‪ ،‬جناح رقم ‪ ،1040‬نيويورك ‪ - 10038‬هاتف‪http://theilf.org - 0012128641361 :‬‬


‫تعتبر المؤسسة القانونية الدولية الجهة الرئيسية في العالم التي تطالب بحق المتهمين المعوزين في االستعانة بمحام‪ ،‬حيث‬
‫تتضمن مختصين في مجال تقديم خدمات الدفاع النوعي للمتهمين الفقراء و المهمشين في البلدان الخارجة من مرحلة النزاعات‬
‫و التي تشهد مراحل انتقالية‪ .‬و تلتزم المؤسسة القانونية الدولية بمنهج أصيل لتحقيق االستدامة على المدى البعيد من برامج‬
‫المساعدة القانونية الفعالة‪ .‬حيث استطاعت المؤسسة القانونية الدولية حتى اللحظة تمثيل و الدفاع عن أكثر من ‪ 40،000‬شخص‬
‫حول العالم‪ ،‬كما و دربت المئات من المحامين من أجل تمكينهم من تقديم خدمات مساعدة قانونية ناجعة للمتهمين الفقراء و‬
‫المهمشين‪ .‬كذلك تقدم المؤسسة القانونية الدولية و بشكل منتظم المشورة و المساعد للدول و مقدمي المساعدة القانونية و غيرها‬
‫من المنظمات العالمية حول العالم‪ .‬و لعبت المؤسسة القانونية الدولية دورًا جوهريًا في صياغة و اعتماد الجمعية العامة لألمم‬
‫المتحدة مبادئ األمم المتحدة وتوجيهاتها بشأن سبل الحصول على المساعدة القانونية في نظم العدالة الجنائية‪ :‬كتيب صناع‬
‫القرار و الممارسين‪ .‬حيث تمكنت المؤسسة القانونية الدولية عام ‪ 2014‬من الدعوة لعقد أول مؤتمر عالمي بشأن المساعدة‬
‫القانونية في القضايا الجنائية في جنوب إفريقيا‪ ،‬كما ستكون المؤسسة القانونية الدولية في تشرين ثان\نوفمبر مضيف مشارك‬
‫لمؤتمر ثان من هذا النوع في األرجنتين‪.‬‬

‫و المؤسسة القانونية الدولية هي عبارة عن مكتب لمحامي الدفاع العام‪ ،‬تأسست عام ‪ .2010‬و تشتمل حاليًا على اثنا عشر‬
‫محاميًا يقدمون خدمات الدفاع النوعي للمتهمين الفقراء و المهمشين في أربع مدن رئيسية و المناطق المحيطة بها‪ ،‬بما في ذلك‬
‫مدينة رام هللا و نابلس و الخليل و جنين‪ .‬حيث قامت المؤسسة القانونية الدولية ‪ -‬الضفة الغربية منذ تأسيسها بالدفاع عن قرابة‬
‫‪ 2،500‬شخص‪ .‬و يبذل مكتب المؤسسة القانونية الدولية ‪ -‬الضفة الغربية جهودًا حثيثة من أجل التنسيق و التعاون مع السلطة‬
‫الفلسطينية و غيرها من الجهات الفاعلة في قطاع العدالة لضمان تحقيق إصالح على صعيد المساعدة القانونية الفعالة‪ ،‬و تتعاون‬
‫المؤسسة حاليًا مع المجلس األعلى للقضاء و وزارة الشؤون االجتماعية سعيًا منها لمساعدة الحكومة على الوفاء بالتزامها‬
‫بضمان حصول كافة المتهمين المعوزين على دفاع نوعي و مجٍد ‪.‬‬

‫‪ 111‬شارع جون‪ ،‬جناح رقم ‪ ،1040‬نيويورك ‪ - 10038‬هاتف‪http://theilf.org - 0012128641361 :‬‬

You might also like