You are on page 1of 28

‫احلرية وتطبيقاتها الرتبوية بني أفالطون وروسو ( دراسة نقدية مقارنة من خالل كتابي اجلمهورية وإميل أمنوذجان)‬

‫أمحد مخيس حممد اخلميس‬


‫احلرية وتطبيقاتها الرتبوية بني أفالطون وروسو‬
‫( دراسة نقدية مقارنة من خالل كتابي اجلمهورية وإميل أمنوذجان)‬
‫أمحد مخيس حممد اخلميس‬
‫ماجستري الرتبية (دولة الكويت)‬
‫باحث دكتوراة يف الرتبية‪ ،‬جامعة امللك سعود (اململكة العربية السعودية)‬
‫‪444105564@student.ksu.edu.sa‬‬
‫تاريخ قبول البحث‪2023/10/29 :‬م‬ ‫تاريخ تسلم البحث‪2023/10/10 :‬م‬
‫‪2021/4/‬م‬
‫‪Doi: 10.52840/1965-010-004-018‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫امللخص‪:‬‬
‫هدفت هذه الدراسة إىل كشف احلرية وتطبيقاهتا الرتبوية بني أفالطون وروسو ومقارنتها‬
‫مع أحد املفكرين اإلسالميني وهو الغزايل‪ ،‬والتعرف عىل الفروق اجلوهرية للحرية بني افالطون‬
‫وروسو والغزايل‪ ،‬واستخدمت الدراسة منهج حتليل املحتوى ‪، Content Analysis‬وكانت‬
‫حدودها مصدر أصل واحد لكل من افالطون وروسو‪ ،‬ولتحقيق أهداف الدراسة تكونت عينة‬
‫الدراسة من مصادر أولية لروسو وأفالطون وعددها االمجايل ‪ 2‬بالطريقة القصدية‪ ،‬وجلمع‬
‫بيانات الدراسة تم استخدام وثيقتني وتلخصت نتائج الدراسة يف اآليت‪ :‬يوجد اختالف يف‬
‫احلرية عند افالطون وروسو والغزايل‪ ،‬كام أن البيئة هلا دور يف التأثري سواء عند افالطون‬
‫الرتباطها يف اخلري أو روسو الرتباطها بالطبيعة‪ ،‬وأن البيئة هلا تأثري عىل مفهوم احلرية عند روسو‬
‫وافالطون‪ ،‬ومن توصيات البحث االستفادة من الفروق اجلوهرية لتصورات رواد الفلسفة يف‬
‫الرتبية أفالطون وروسو عن احلرية وتطبيقاهتا الرتبوية يف امليدان الرتبوي عند طريق األخذ بام‬
‫يتناسب مع البيئة والثقافة اإلسالمية وبالتايل اخلروج بتصور هجني يف سياق رواد الفلسفة يف‬
‫الرتبية‪ ،‬استخدام العقل واالستفادة من الطبيعة يف سياق ما ذكره الغزايل يف أن اهلل قدر كل يشء‬
‫وهو املصد ر الرئيس والعقل والطبيعة هي االختيارات وبالتايل قيام فكر تربوي عريب إسالمي‪.‬‬
‫الكلمات املفتاحية‪ :‬احلرية‪ ،‬أفالطون وروسو‪ ،‬احلرية وتطبيقاهتا الرتبوية‪ ،‬حتليل املحتوى‪،‬‬
‫دراسة نقدية مقارنة‪.‬‬

‫كلية التربية – جامعة الحديدة‬ ‫مجلة أبحاث المجلد (‪ )10‬العدد (‪( )4‬ديسمبر ‪2023‬م)‬
‫‪P-ISSN: 2710-107X‬‬ ‫‪https://abhath-ye.com/‬‬ ‫‪E-ISSN: 2710-0324‬‬

‫‪689‬‬
)‫احلرية وتطبيقاتها الرتبوية بني أفالطون وروسو ( دراسة نقدية مقارنة من خالل كتابي اجلمهورية وإميل أمنوذجان‬
‫أمحد مخيس حممد اخلميس‬
Freedom and its educational applications between Plato and
Rousseau
(A comparative critical study through the books Al-Jumhuriya and
Emile as two models)
Ahmed Khamis Mohammed Al Khamis
Master of Education (Kuwait)
Doctoral researcher in Education، King Saud University (KSA)
444105564@student.ksu.edu.sa
Date of Receiving the Research: 10/10/2023 Research Acceptance Date: 29/10/2023

Doi: 10.52840/1965-010-004-018
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
Abstract
This study aimed to reveal freedom and its educational applications
between Plato and Rousseau، compare it with one of the Islamic thinkers،
Al-Ghazali، and identify the fundamental differences of freedom between
Plato، Rousseau، and Al-Ghazali. The study used the Content Analysis
approach، and its limits were one original source for both Plato and
Rousseau، and to achieve the objectives of the study. The study sample
consisted of primary sources from Rousseau and Plato، a total of 2، using
the purposive method. To collect the study data، two documents were used،
and the results of the study were summarized as follows: There is a
difference in freedom according to Plato، Rousseau، and Al-Ghazali. The
environment also has a role in influencing، whether according to Plato
because of its connection to goodness or according to Rousseau because of
its connection to nature. The environment has an impact on the concept of
freedom according to Rousseau and Plato. One of the research
recommendations is to benefit from the fundamental differences in the
perceptions of the pioneers of philosophy in education. Plato and Rousseau
about freedom and its educational applications in the educational field on the
path to adopting what is compatible with the Islamic environment and
culture and thus coming up with a hybrid vision in the context of the
pioneers of philosophy in education، using reason and benefiting from
nature in the context of what Al-Ghazali mentioned in that God destined
everything and is the main source and reason and nature are the choices.
Consequently، the emergence of Arab-Islamic educational thought.
key words: Freedom between Plato and Rousseau، freedom and its
educational applications، content analysis، a comparative critical study.

‫كلية التربية – جامعة الحديدة‬ )‫م‬2023 ‫) (ديسمبر‬4( ‫) العدد‬10( ‫مجلة أبحاث المجلد‬
P-ISSN: 2710-107X https://abhath-ye.com/ E-ISSN: 2710-0324

690
‫احلرية وتطبيقاتها الرتبوية بني أفالطون وروسو ( دراسة نقدية مقارنة من خالل كتابي اجلمهورية وإميل أمنوذجان)‬
‫أمحد مخيس حممد اخلميس‬
‫اإلطار العام للدراسة‬
‫املقدمة‪:‬‬
‫املجتمعات هلا تاريخ والتاريخ حيدد الفرتة والفرتة ختتلف بطبيعتها حسب املدة الزمنية‪،‬‬
‫فالناس داخل هذه املجتمعات هلا أفكار ونظريات يف سياق املجتمع الكبري‪ ،‬واألفراد يمثلون‬
‫الناس بال شك ألهنم جزء من املجتمع‪ ،‬وإذا ما تناولنا مفهوم أو معنى احلرية فسنجد بشكل‬
‫طبيعي اختالفات باختالف املجتمعات والتواريخ‪ ،‬ومع ذلك من املمكن أن نجد من ال يعرف‬
‫أو ال يذكر جزء من التاريخ يف سياق أفكاره‪.‬‬
‫عند احلديث عن افالطون واسمه احلقيقي ارسطو قليدس ولد سنة ‪ 427‬قبل امليالد‬
‫(أفالطون‪ )1970 ،‬وتوىف يف‪ 348‬أو ‪ 347‬قبل امليالد (افالطون‪ )1986 ،‬وكتابه اجلمهورية‬
‫يمثل األنموذج األول يف هذا البحث‪ ،‬أما الرسول حممد صىل اهلل عليه وسلم ولد يف عام ‪570‬م‬
‫أو ‪571‬م وتوىف عام ‪633‬م (العمري‪ )1994 ،‬والذي يمثل رسول الدين اإلسالمي ألبو حامد‬
‫حممد الغزايل الذي توىف يف عام ‪505‬هـ املوافق ‪1111‬م (موسى‪ )2015 ،‬ويمثل الغزايل‬
‫مرجعية فكرية تربوية إسالمية للمحك وللقياس ملتغريات الدراسة أفالطون وروسو‪ ،‬وروسو‬
‫وبالتحديد جان جاك روسو ولد عام ‪ 1712‬م وتوىف عام ‪1778‬م ( ووكلر‪ )2015،‬وكتابه‬
‫إميل يمثل االنموذج الثاين‪ ،‬وبالتايل ثالثة أسامء نؤسس عليها موضوع البحث ونذكر ما جاء يف‬
‫احلرية ونقارن فيام بينهم حيث يتم حتليل وثائق أفالطون وروسو تفسرييا ثم رأي الغزايل كمحك‬
‫لتقييم احلرية وتطبيقاهتا الرتبوية واستخالص أهم النتائج عىل سبيل التفضيل‪.‬‬
‫نستخلص من الوثائق األصلية املذكورة ما جاء يف احلرية بمعناها وباإلشارة إليها والفروق‬
‫اجلوهرية يف تطبيقاهتا الرتبوية خالل منهجية علمية تتمثل يف حتليل املحتوى‪.‬‬
‫سبب اختيار موضوع البحث‪:‬‬
‫حاجة الباحث إىل معرفة الفروق اجلوهرية يف احلرية وتطبيقاهتا الرتبوية عند رواد الفلسفة‬
‫يف الرتبية بني أفالطون وروسو واختيار أحد املرجعيات الرتبوية اإلسالمية وهو الغزايل كمحك‬
‫وتقديم بحث عن ذلك هو سبب اختيار املوضوع‪.‬‬
‫مشكلة الدراسة‪:‬‬
‫احلرية هلا تعريفات ومصطلحات كثرية ومتنوعة‪ ،‬وندرة العثور يف األدبيات الرتبوية عىل‬
‫الفروق اجلوهرية يف احلرية وتطبيقاهتا الرتبوية عند رواد الفلسفة يف الرتبية بني أفالطون وروسو‬
‫والغزايل هي مشكلة الدراسة‪.‬‬

‫كلية التربية – جامعة الحديدة‬ ‫مجلة أبحاث المجلد (‪ )10‬العدد (‪( )4‬ديسمبر ‪2023‬م)‬
‫‪P-ISSN: 2710-107X‬‬ ‫‪https://abhath-ye.com/‬‬ ‫‪E-ISSN: 2710-0324‬‬

‫‪691‬‬
‫احلرية وتطبيقاتها الرتبوية بني أفالطون وروسو ( دراسة نقدية مقارنة من خالل كتابي اجلمهورية وإميل أمنوذجان)‬
‫أمحد مخيس حممد اخلميس‬
‫أسئلة الدراسة‪:‬‬
‫السؤال الرئيس‪ :‬ما هي الفروق اجلوهرية للحرية بني تصورات افالطون وروسو‬
‫والغزايل؟‬
‫السؤال الفرعي‪:‬‬
‫ماهي املنطلقات الرتبوية للفروق اجلوهرية للحرية بني تصورات افالطون وروسو‬
‫والغزايل؟‬
‫أهداف الدراسة‪ :‬هتدف الدراسة إىل التعرف عىل اآليت‪:‬‬
‫كشف ما جاء يف احلرية عند أفالطون وروسو ومقارنتها بالغزايل‪.‬‬
‫التعرف عىل الفروق اجلوهرية للحرية بني تصورات افالطون وروسو والغزايل‪.‬‬
‫أهمية الدراسة‪:‬‬
‫تكمن أمهية الدراسة يف عرض الفروق اجلوهرية للحرية بني تصورات افالطون وروسو‬
‫والغزايل‬
‫إضافة إىل التطبيقات الرتبوية دراسة عن الفروق اجلوهرية للحرية عند أفالطون وروسو‬
‫والغزايل‪.‬‬
‫حتفز الباحثني عىل عمل دراسات حتليل املحتوى حيث أهنا تعترب أقل منهجية متبعة حسب‬
‫نتائج قواعد البيانات ووفق علم الباحث‪.‬‬
‫حدود الدراسة‪-:‬‬
‫االقتصار عىل حتليل مضامني احلرية ومنطلقاهتا من خالل أبواب وفصول كتايب اجلمهورية‬
‫ألفالطون‪ ،‬وإميل أو الطبيعة البرشية لروسو‪ ،‬واالقتصار عىل الغزايل‪.‬‬
‫احلدود الزمنية‪ :‬تم عمل هذه الدراسة سنة ‪2023‬‬
‫اخللفية النظرية والدراسات السابقة‪:‬‬
‫الفصل األول‪ :‬املنهج املتبع‬
‫املنهج املتبع هو التحليل املقارن وهو اصطالح يشري إىل إجراءات هدفها توضيح وتصنيف‬
‫عوامل السببية يف ظهور ظواهر حمددة والتطور الذي حيصل هلا‪ ،‬وأيضا العالقة املتبادلة والبينية‬
‫بداخل هذه الظواهر مع بعضها البعض‪ ،‬ويكون عن طريق توضيح التشاهبات واالختالفات‬
‫التي بينها (والعرب‪ ،)1975 ،‬والطريقة املتبعة هي النوعية وسبب اختيار ذلك ملناسبتها هلذا‬
‫البحث ولتحقيق أهداف البحث‪ ،‬ويرى الباحث أن الدراسات السابقة يف حتليل املحتوى كثرية‬

‫كلية التربية – جامعة الحديدة‬ ‫مجلة أبحاث المجلد (‪ )10‬العدد (‪( )4‬ديسمبر ‪2023‬م)‬
‫‪P-ISSN: 2710-107X‬‬ ‫‪https://abhath-ye.com/‬‬ ‫‪E-ISSN: 2710-0324‬‬

‫‪692‬‬
‫احلرية وتطبيقاتها الرتبوية بني أفالطون وروسو ( دراسة نقدية مقارنة من خالل كتابي اجلمهورية وإميل أمنوذجان)‬
‫أمحد مخيس حممد اخلميس‬
‫ومتعددة‪ ،‬وإن اختلفت فتتفق عىل منهج حتليل املحتوى‪ ،‬ومنها دراسة ( & ‪Zhang‬‬
‫‪ ) 2005،Wildmuth‬والتي بينت خطوات حتليل املحتوى والذي اتبعها الباحث يف هذه‬
‫الدراسة ونستعرضها باختصار كالتايل‪:‬‬
‫‪ -1‬جتهيز البيانات‪ :‬ومتثلت يف هذه الدراسة املصدر األصل‪.‬‬
‫‪ -2‬حتديد وحدة التحليل‪ :‬تم حتديدها بمفهوم احلرية‪.‬‬
‫‪ -3‬تطوير فئات وترميز األفكار الرئيسية‪ :‬حيث متثلت يف جدول رقم (‪ )2‬يف هذه‬
‫الدراسة‪.‬‬
‫‪ -4‬اختبار ترميز األفكار الرئيسية بأخذ عينة من النص‪ :‬متثلت يف قراءة عينة من املصدر‬
‫األصل ووضع األفكار يف خانة جدول رقم (‪.)2‬‬
‫‪ -5‬ترميز كل النصوص‪ :‬قام الباحث برتميز النص إىل مفهوم احلرية‪.‬‬
‫‪ -6‬تقييم اتساق الرتميز‪ :‬حيث اتبع الباحث تعليامت هذه اخلطوة بإعادة تأكيد اتساق‬
‫الرتميز يف جدول رقم (‪.)2‬‬
‫‪ -7‬كتابة النتائج من الرتميز‪ :‬تم تعبئة جدول رقم (‪ )2‬بالنتائج وكتابة املستخلص‪.‬‬
‫‪ -8‬تقرير عن املنهجية وما توصلت إليه الدراسة‪ :‬تم إضافة خانات يف جدول رقم (‪)2‬‬
‫لتقرير املنهجية وكتابة ما توصلت إليه الدراسة من أوجه اختالف‪.‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬احلرية لغة واصطالح ًا‬
‫(احل ِّر َّية)‪ :‬اخللوص من الشوائب َأو ّ‬
‫الر ّق‬ ‫مفهوم احلرية يف اللغة كام جاء يف املعجم الوجيز " ح ُ‬
‫الشعب َأو الرجل حرا‪( "...‬العربية‪ ،)1980 ،‬ويف اجلانب اآلخر اختلفت‬ ‫َأو اللؤم‪َ .‬و‪ :-‬كَون ّ‬
‫مفاهيم احلرية يف األدبيات بني بعضها البعض يف نفس املجال مثل الفلسفة ويف املجاالت‬
‫األخرى مثل السياسية واالجتامعية وغريها‪ ،‬أما يف االصطالح الفلسفي فنذكر ما جاء يف املعجم‬
‫الفلسفي وعند أحد الفالسفة وهو كنت أهنا " صورة معقولة متعالية‪ ،‬ذلك أن لكل ظاهرة يف‬
‫نظره تفسريا مزدوجا‪ :‬األول هو تفسريها بحس ب السببية الطبيعية‪ ،‬وهو ان تربط تلك الظاهرة‬
‫بغريها من الظواهر ربطا" (صليبا‪ ،)1994 ،‬ويف موضوع البحث نذكر معنى احلرية عند‬
‫افالطون حيث يعتربها وجود اخلري وأن اخلري هو الفضيلة وربطها باخلري سواء للفرد أو اجلامعة‬
‫وهي أيضا تأكيده عىل احلرية املدنية (عالء شنون‪ ، )2021 ،‬أما عند روسو فإن احلرية هي‬
‫أساس مب دأ الطبيعة اإلنسانية وأن اإلنسان بطبيعته طيب وحر (حممد‪ ،)2017 ،‬ويعرف الباحث‬

‫كلية التربية – جامعة الحديدة‬ ‫مجلة أبحاث المجلد (‪ )10‬العدد (‪( )4‬ديسمبر ‪2023‬م)‬
‫‪P-ISSN: 2710-107X‬‬ ‫‪https://abhath-ye.com/‬‬ ‫‪E-ISSN: 2710-0324‬‬

‫‪693‬‬
‫احلرية وتطبيقاتها الرتبوية بني أفالطون وروسو ( دراسة نقدية مقارنة من خالل كتابي اجلمهورية وإميل أمنوذجان)‬
‫أمحد مخيس حممد اخلميس‬
‫احلرية يف سياق الغزايل بأهنا كل ما هو ممكن يف اطار اإلسالم دون تدخل أو تعصب يف اإلجبار‬
‫عىل االختيارات املتاحة وأهنا مقدرة من اهلل تعاىل‪.‬‬
‫الدراسات السابقة‪:‬‬
‫الدراسات السابقة‪ ،‬وسوف يشري الباحث إىل بعض هذه الدراسات التي تتعلق بموضوع‬
‫الدراسة احلالية‪ ،‬وسوف يتم عرض هذه الدراسات بام يتوافق مع منهجية الدراسة ترتيبها من‬
‫األقدم إىل األحدث‪ ،‬وذلك عىل النحو اآليت ‪:‬‬
‫‪ -1‬دراسة (حممد‪ ،‬حممود‪ )1997 ،‬وكان منهجها حتليل نصوص روسو أي حتليل‬
‫املحتوى‪ ،‬حيث ذكرت أبعاد تطبيقات مفهوم احلرية يف الرتبية عند روسو وأن نظرة روسو سلبية‬
‫جتاه املرأة بسبب عاملني ومها ‪) 1‬ذايت؛ يتعلق بمعيشة روسو يف احلرمان وعدم شعوره بحنان‬
‫األم‪ )2.‬موضوعي؛ بسبب انعكاس واقع التخلف العرصي يف فكر روسو‪.‬‬
‫‪ -2‬دراسة (سعد‪ ،‬منال اجلمري‪ )2005 ،‬حيث هدفت إىل حتليل مفهوم احلرية عند روسو‬
‫يف ضوء احلرية يف اإلسالم‪ ،‬واستخدمت الدراسة املنهج الوصفي التارخيي والتحليل القائم عىل‬
‫االستنباط‪ ،‬ومن نتائج الدراسة أن فكرة احلرية جاءت نتيجة عدة عوامل ومنها احلركات‬
‫التحررية التي انترشت يف أوروبا‪ ،‬وأن الرتبية اإلسالمية ختتلف اختالفا شاسعا مع روسو يف‬
‫دعوته إىل إعطاء الطفل احلرية املطلقة‪.‬‬
‫‪ -3‬دراسة (حممد‪ )2017 ،‬والتي كانت فيها مرجع واحد للتحليل وعبارة عن قراءة‬
‫ملؤلف وهو املصدر األصل لوثيقة أميل أو رواية الطبيعة البرشية جلان جاك روسو‪ ،‬وذكر أن‬
‫مفهوم احلرية هو مقوم أسايس ملبدأ الطبيعة اإلنسانية‪.‬‬
‫‪ -4‬دراسة (برقاي‪ )2021 ،،‬حيث سلطت الضوء عىل روسو وذكرت أنه وصف‬
‫اإلنسان الطبيعية يف احلالة الطبيعية أنه يعيش يف وئام مع الطبيعة‪ ،‬وهذا قبل وجود املجتمع‬
‫السيايس الفاسد وظهور امللكية الفردية حيث كان يعيش بحرية طبيعية وكان حرا‪.‬‬
‫‪ -5‬دراسة (عالء شنون‪ )2021 ،‬حيث تناولت مفهوم احلرية بأهنا حتتمل معاين كثرية‪،‬‬
‫وق د عرفها بمعناه أهنا ملك خاص يميز الكائن الناطق بوجوده عن الغري ناطق ويقصد عاقل‬
‫وبإرادته تصدر أفعاله‪ ،‬وأن احلرية عند افالطون هي احلرية املدنية وأهنا وجود اخلري وهو‬
‫الفضيلة‪.‬‬
‫‪ -6‬دراسة (سمية & خليفة‪ )2021 ،‬وكان هدفها تبيني بداية مفهوم احلرية بني الفكر‬

‫كلية التربية – جامعة الحديدة‬ ‫مجلة أبحاث المجلد (‪ )10‬العدد (‪( )4‬ديسمبر ‪2023‬م)‬
‫‪P-ISSN: 2710-107X‬‬ ‫‪https://abhath-ye.com/‬‬ ‫‪E-ISSN: 2710-0324‬‬

‫‪694‬‬
‫احلرية وتطبيقاتها الرتبوية بني أفالطون وروسو ( دراسة نقدية مقارنة من خالل كتابي اجلمهورية وإميل أمنوذجان)‬
‫أمحد مخيس حممد اخلميس‬
‫الفلسفي والطرح السيايس‪ ،‬وكانت منهجها هو التحليل‪-‬التارخيي‪ ،‬ونذكر منها نتائجها يف‬
‫الفلسفة األفالطونية أن احلرية تعرب عن إحدى املشكالت املركزية عنده وبشكل خاص يف‬
‫العالقة بني الفرد والدولة‪ ،‬ويشدد عىل الطابع االجتامعي لألفراد فالذي حيقق إنسانية اإلنسان‬
‫هو االنتامء إىل اجلامعة واألولية هلا وهلا أن تتحقق عىل حساب حرية األفراد‪ ،‬كام ذكرت الدراسة‬
‫أن احلرية هي إشكالية فلسفية قديمة ومعقدة‪ ،‬حيث تناوهلا الفالسفة منذ القدم واختلفوا يف‬
‫تناوهلا حسب التطورات العلمية واالجتامعية لإلنسان وتغري الظروف واألحوال وبالتايل إشارة‬
‫إىل تأثري البيئة عىل الفالسفة‪.‬‬
‫التعـقيب عىل الدراسات السابقة‪ :‬يتضح من العرض السابق أن مجيع الدراسات كانت يف‬
‫حتليل املحتوى خالل قراءة النصوص ‪ ،‬كام أهنا اختلفت بني روسو وافالطون يف احلرية‪.‬‬
‫منهج الدراسة‪ :‬استخدم الباحث منهج حتليل املحتوى ‪Content Approach‬‬
‫جمتمع الدراسة‪ :‬مجيع املصادر األصلية أو الوثائق لروسو وافالطون‬
‫عينة الدراسة‪ :‬تكونت عينة الدراسة من مصدر أو وثيقة أصلية لروسو وافالطون كام يف‬
‫اجلدول رقم (‪)1‬‬
‫الوثائق التي تم حتليلها‬
‫الوثيقة‬ ‫م‬
‫جمهورية افالطون‬ ‫‪1‬‬
‫إميل أو تربية الطفل من المهد إلى الرشد‬ ‫‪2‬‬
‫أداة الدراسة‪ :‬السجالت واملتمثلة يف املصدر األصيل‬
‫صدق أداة الدراسة‪ :‬املصادر األصلية‬
‫ثبات أداة الدراسة‪ :‬املصادر األصلية‪.‬‬
‫إجراءات الدراسة‪ :‬متت اإلجراءات وفق اخلطوات اآلتية‪:‬‬
‫االطالع عىل األدبيات النظرية املتعلقة بموضوع الدراسة‪ ،‬وعدد من الدراسات السابقة مما‬
‫ساعد يف حتديد مشكلة الدراسة املتمثلة يف ماهي الفروقات اجلوهرية للحرية بني افالطون‬
‫وروسو والغزايل كمحك‪ ،‬واختيار أداة الدراسة املتمثلة يف السجالت وهي املصادر األولية‪.‬‬
‫متت اإلجابة عن أسئلة الدراسة ومناقشتها يف ضوء نتائج الدراسات السابقة واإلطار‬
‫النظري‪ ،‬وتم تقديم عدد من التوصيات واملقرتحات يف ضوء تلك النتائج‪.‬‬

‫كلية التربية – جامعة الحديدة‬ ‫مجلة أبحاث المجلد (‪ )10‬العدد (‪( )4‬ديسمبر ‪2023‬م)‬
‫‪P-ISSN: 2710-107X‬‬ ‫‪https://abhath-ye.com/‬‬ ‫‪E-ISSN: 2710-0324‬‬

‫‪695‬‬
‫احلرية وتطبيقاتها الرتبوية بني أفالطون وروسو ( دراسة نقدية مقارنة من خالل كتابي اجلمهورية وإميل أمنوذجان)‬
‫أمحد مخيس حممد اخلميس‬
‫املعاجلة العلمية‪ :‬ولإلجابة عن أسئلة الدراسة قام الباحث بعملية ترميز البيانات‪ ،‬وتم‬
‫استخدام املعاجلات العلمية التي تتناسب مع أداة الدراسة وفق طريقة علمية كام جاءت يف‬
‫)‪(Zhang & Wildmuth، 2005‬‬
‫نتائج الدراسة‪:‬‬
‫السؤال األول‪ :‬ما هي الفروق اجلوهرية للحرية بني تصورات افالطون وروسو والغزايل؟‬
‫ولإلجابة عىل السؤال نجيب عىل السؤال الفرعي‪:‬‬
‫ماهي املنطلقات الرتبوية للفروق اجلوهرية للحرية بني تصورات افالطون وروسو‬
‫والغزايل؟‬
‫أوال‪ :‬احلرية عند أفالطون‬
‫املصدر األصل املتمثل يف كتاب مجهورية افالطون والذي احتوى عىل حمادثات كثرية‬
‫وخيتلف عن كتاب روسو املعنون بعناوين فرعية ومكتوب بطريقة القصة أو العرض‪ ،‬وبعد‬
‫قراءة الكتاب وفهمه استخلص الباحث املحتوى يف جدول رقم (‪ ،)2‬وبام أن املصدر األصل‬
‫كان يف سياق عرض حماورات فإننا نستعرض ذلك خالل عرض كالتايل‪:‬‬
‫افالطون تعلم خالل مدرس خاص وأطلق عليه اسم افالطون‪ ،‬واسمه احلقيقي‬
‫اريستوقليس‪ ،‬ونسبة من أمه وأبيه ملوك اليونان‪ ،‬أحدهم ملوك أثينا واآلخر مسيسنيا‪ ،‬كام أنه‬
‫واجه حياة صعبة حيث حتول للعبودية واشرتاه أحد الفالسفة بعرشين مينا؛ وهي عملة نقدية‪،‬‬
‫وذلك جلعله حر‪ ،‬ويعترب مؤسس أول معهد للتعليم العايل يف العامل الغريب وهو أكاديمية أثينا‪.‬‬
‫الكتاب األول‪ :‬العدالة‬
‫حماورات سقراط مع سيفالس وبوليامرخس وغلوكون وأديمنس وثراسيامخس حول‬
‫موضوع العدالة‪ ،‬وطرحت فكرة أن العدالة لألقوى ثم تبني أهنا ليست كذلك ورضب مثل‬
‫الدولة أو احلكومة وهي األقوى وتعكي العدالة لألضعف وهم املواطنني‪ ،‬وأن فكرة العدالة رد‬
‫احلق ألصحابه والرد عليها بكيف ملجنون أن يتحقق ذلك وبالتايل ليست كذلك‪ ،‬كام أن فكرة‬
‫العدالة نفع األصحاب ومرضة األعداء والرد عليها أن املرضة تولد الرش وبالتايل تؤثر عىل‬
‫العدالة بل ال حتققها‪ ،‬وبالتايل العادل حكيم وصالح‪ ،‬واملتعدي رشير وجاهل‪.‬‬

‫كلية التربية – جامعة الحديدة‬ ‫مجلة أبحاث المجلد (‪ )10‬العدد (‪( )4‬ديسمبر ‪2023‬م)‬
‫‪P-ISSN: 2710-107X‬‬ ‫‪https://abhath-ye.com/‬‬ ‫‪E-ISSN: 2710-0324‬‬

‫‪696‬‬
‫احلرية وتطبيقاتها الرتبوية بني أفالطون وروسو ( دراسة نقدية مقارنة من خالل كتابي اجلمهورية وإميل أمنوذجان)‬
‫أمحد مخيس حممد اخلميس‬
‫الكتاب الثاني‪ :‬املدينة السعيدة‬
‫العدالة قسمها إىل عدالتان ومها للفرد والدولة وأن الدولة وسط أكرب من الفرد وبدأ هبا‬
‫وأهنا يف األرجح تظهر وتتبني يف الوسط األكرب ولذلك بدأ هبا‪ ،‬والفرد بحاجة إىل معونة اآلخرين‬
‫وبالتايل يطلق عىل املجتمع مدنية أو دولة كام ذكر سقراط‪ ،‬وبدأ سقراط يف احلديث عن مدينة‬
‫خيالية وأهنا أنشأت لسد حاجاتنا الطبيعية‪ ،‬وأول أركان املدينة اخليالية هو القوت ثم املسكن ثم‬
‫الكسوة حسب حديث سقراط‪ ،‬وأصغر مدينة تتكون من أربعة أو مخسة رجال برأي سقراط يف‬
‫أول األمر ثم توسع يف حاجة عدد أكثر ولتبادل أهل املدينة املنتوجات بني أنفسهم فيؤلف‬
‫اجل امعة وتتأسس الدولة كام ذكر سقراط‪ ،‬كام جيب أن يتفرغ كل شخص ليشء واحد ليتقنه ال أن‬
‫يتعاون مع غريه يف أكثر من يشء‪ ،‬وأن امتالك اإلنسان لألدوات ال يعني إتقانه بل يتطلب تعلم‬
‫اليشء وبالتايل فإن إدارة الدولة مه مة جدا فهي إدارة األعامل للمدينة جيب أن يتفرغ هلا احلكام‬
‫ويعطوا هلا اهتامم‪ ،‬واقرتح حديثهم بالبدء يف اخليال قبل الواقع وأشار إىل أن الطفل يتناسب مع‬
‫تفكريه اخليال أكثر من الواقع ثم االنتقال إىل الواقع‪ ،‬وجيب منع كل ما يتعارض مع ثقافة‬
‫املجتمع أن يتضمن يف القصص اخليالية أو الشعر أو غريه ألن الطفل يرسخ فيه الفكر وبعد ذلك‬
‫من الصعب انتزاعه فاألمهات يمكنهم رواية القصص اخليالية املسموحة‪ ،‬وجيب أن تقدم‬
‫معلومات عن اإلله صحيحة وليست حمرفة فال تليق له العبارات أو القصص التي ال تتسق مع‬
‫مكانته‪ ،‬ثم سيتم إدراج التعليامت اخلاصة باملمنوع واملسموح للقصص و الشعر والتعليم ولإلله‬
‫وغريها يف الدستور‪.‬‬
‫الكتاب الثالث‪ :‬دستور املدينة‬
‫تبني خالل حمادثتهم أن للحكام الكذب عىل األهايل إلقناعهم بام هو خري للدولة‪ ،‬وأيضا‬
‫يمكنهم الكذب ملخادعة األعداء‪ ،‬وال يمكن للناس الكذب فهو ككذب املريض عىل الطبيب‪،‬‬
‫ومبدأ طاعة احل كام وقمع اللذات التي تلزم الزيادة يف الطعام والرشاب واهلوى هو يدرج حتت‬
‫الرصانة بشكل عام‪ ،‬والشعر يف األساطري ثالثة أنواع ‪ )1‬متثيل مثل املأساة والكوميدي‪)2 .‬‬
‫رواية بسيطة‪ )3 .‬جمموع بني نوعني قصيص ومتثيل‪ ،‬كام حظر أو منع متثيل املجانني أو أسافل‬
‫الناس الذين يتصفون طبعا بسلوكهم اليس‪ ،‬واقرتحت املحادثات تعلم املوسيقى واجلمناستيك‬
‫لتقوية البدن ولتلطيفها‪ ،‬ويوجد حكام ومساعدين ممن ينفذون قرارات احلكام‪ ،‬والناس‬
‫يولودون معادن كالذهب فيصبح حاكم والفضة موظف وهكذا‪ .‬وقد يلد الفضة ذهبا والعكس‪،‬‬
‫وهذا قس سياق قصة ومهية للمواطنني‪ ،‬وجيب عىل احلكام أن ال يمتلكوا العقار اخلاص إذا‬

‫كلية التربية – جامعة الحديدة‬ ‫مجلة أبحاث المجلد (‪ )10‬العدد (‪( )4‬ديسمبر ‪2023‬م)‬
‫‪P-ISSN: 2710-107X‬‬ ‫‪https://abhath-ye.com/‬‬ ‫‪E-ISSN: 2710-0324‬‬

‫‪697‬‬
‫احلرية وتطبيقاتها الرتبوية بني أفالطون وروسو ( دراسة نقدية مقارنة من خالل كتابي اجلمهورية وإميل أمنوذجان)‬
‫أمحد مخيس حممد اخلميس‬
‫أمكنهم‪ ،‬وال خمزن أو مسكن حيظر دخوله عىل الراغبني‪ ،‬وأن يقبضوا دفعات قانونية أجرة‬
‫خدمتهم بحيث ال حيتاجون كل سنة‪ ،‬وال يمسون الذهب والفضة وال يرشبون بكئوس صنعت‬
‫منها وال يدخلوهنا حتت سقفهم‪ ،‬ويربط ذلك بالدستور‪.‬‬
‫الكتاب الرابع‪ :‬الفضائل األربع‬
‫اعرتاض أديمنتس عىل أن حي اة طبقة احلكام لن تكوت سعيدة‪ ،‬وأجابه سقراط بنعم‬
‫وسبب ذلك أن الغرض ليس إسعاد احلكام بل الطبقات الثالث وهم احلكام واملنفذين‬
‫واملنتجني ووضع فنظر إىل واجبات احلكام وهي ‪ )1‬عدم امليل إىل إثراء بعض األهايل وفقر‬
‫اآلخرين‪ )2 .‬منع اتساع األرايض اتساعا رسيعا‪ )3 .‬قمع البدع يف فنون املوسيقى واجلمناستك‬
‫بشكل شديد‪ ،‬مع إعطاء القضاة فطنتهم لبقية القوانني يف وقتها‪ ،‬وتوكيل الطقوس الدينية‬
‫واحلفالت إلله دلفي وهو وحي أبولو‪ ،‬وسأل سقراط مرة أخرى ماهي العدالة؟ والرد هو‬
‫حسن تنظيم الدولة الصاحلة وبالتايل حكيمة شجاعة وعادلة‪ ،‬وحكمة الدولة يف القضاة‪،‬‬
‫وشجاعتها يف املساعدين واجلنودـ والعفاف يف ضبط النفس وال تنحرص يف طبقة واحدة‬
‫كاحلكمة والشجاعة ولكن هي عامة للكل‪ ،‬ويمكن حتديد العدالة عىل أهنا التزام الكل بالعمل‬
‫اخلاص وعدم التدخل يف شئون الغري‪ ،‬وهي متزج الطبقات الثالثة‪ ،‬ويف النفس عنرصين متاميزين‬
‫وهم العقل والغري عقل؛ الشهوي‪ ،‬فإذا تنازعا كان العنرص الثالث وهو الغضبي‪ ،‬كام أن الغنى‬
‫والفقر يؤثر عىل الصناعة فمثال الفالح الغني يتهاون عن العمل الفقري ينقطع عن العمل‪ ،‬ويقول‬
‫سقراط إذا بدأ الصغار بتسليات قويمة منذ البداية فسيحل الوالء يف عقوهلم وبالتايل يوسع نطاق‬
‫نجاحهم ويرفع منشآت الدولة‪ ،‬والتزام الصمت واالحتشام يف حرضة الشيوخ والوقوف هلم‬
‫احرتاما ال يتطلب سن قوانني هلا حسب حديث سقراط وأنه من احلامقة ذلك‪ ،‬وحكم احلدود‬
‫اإلضافية؛ إذا كان أول املتضايفني مطلقا كان ثانيهام مطلقا‪ ،‬وإذا كان مقيدا فالثاين مقيد ولكن ال‬
‫يعني صفات االثنني واحدة‪ ،‬فمثال ليس علم املرض مريض‪.‬‬
‫الكتاب اخلامس‪ :‬املسألة اجلنسية‬
‫وجوب تدريب وهتذيب النساء كالرجال ألهنا مثل الرجل ولكن االختالف يف الدرجة‬
‫فقط وليس النوع‪ ،‬فهي ضعيفة مقارنة بالرجل‪ ،‬وميل الفلسفة أو احلرب عند النساء جيب أن‬
‫يصاحبوا ا حلكام واملساعدين‪ ،‬وتدريب النساء مثل الرجال هو متطلب الدولة ألن إذا عملت‬
‫املرأة مكان الرجل فيجب تدريبهم مثل الرجل باملوسيقى واجلمناستيك‪ ،‬ومع ذلك فهي أضعف‬
‫من الرجل‪ ،‬كام أن عزل أوالد احلكام عن العامة‪ ،‬وأخذ أوالدهم يف مراضع عامة بالنسبة‬

‫كلية التربية – جامعة الحديدة‬ ‫مجلة أبحاث المجلد (‪ )10‬العدد (‪( )4‬ديسمبر ‪2023‬م)‬
‫‪P-ISSN: 2710-107X‬‬ ‫‪https://abhath-ye.com/‬‬ ‫‪E-ISSN: 2710-0324‬‬

‫‪698‬‬
‫احلرية وتطبيقاتها الرتبوية بني أفالطون وروسو ( دراسة نقدية مقارنة من خالل كتابي اجلمهورية وإميل أمنوذجان)‬
‫أمحد مخيس حممد اخلميس‬
‫للحكام وأما غريهم من أوالد الوالدين املنحطني فيتم أخذهم يف مكان رسي لتنشئتهم‪ ،‬ثم‬
‫يرشف املوظفون عىل إرضاع األطفال من أمهات والدات ولكن ال يعرفن أوالدهن حيث ترضع‬
‫أي طفل ويمكن االستعانة بغريهن إلرضاع األطفال‪ ،‬وحتديد سن اإلنجاب للرجال إىل‬
‫اخلامسة واخلمسني والنساء إىل األربعني وال جيوز النسل قبل أو بعد السن املحدد وجيب أن‬
‫يكون معلن‪ ،‬ومباح الزواج للرجال ملن يشاء إال بناهتم وأمهاهتم وجداهتم وحفيداهتم‪ ،‬وللمرأة‬
‫كل رجل إال آباءها وأوهلا وسلفها وخلفها‪ ،‬يطلق عىل احلكام عدا كلمة مواطنني حفظة‬
‫ومس امهني‪ ،‬ويدعو احلكام رعاياهم بالرصافني وكافلني‪ ،‬ومن خارج املدينة عبيد‪ ،‬ويدعو احلكام‬
‫بعضهم بعضا ب القضاة الرصفاء وحكامهم باحلفظة الزمالء‪ ،‬وكل يشء مشاع إال األجساد‬
‫فيحررهم من الضغا ئن التي تصيب الناس‪ ،‬أما يف احلروب يساعد األبناء اآلباء ويتعلموا منهم‬
‫أثناء احلرب‪ ،‬ومن يموت يتم تكريمه علنا‪ ،‬وال يأخذون يشء من العدو بعد موته لكي ال‬
‫ينشغلوا عن احلرب وحماربة العدو‪ ،‬وكلمتني حرب تدل عىل املشادة بني الغرباء أما النزاع فبني‬
‫األقارب واألصحاب وحتسب عىل أهنم غري وطنيني يف حالة حدوث انشقاق يف الدولة‪ ،‬وسن‬
‫قانون حيظر عىل احلكام حرق البيوت وتدمري البالد‪ ،‬والتطبيق ال يبلغ النظرية نفسها من الكامل‬
‫وإنام تنظيم دولة يف أقرب احلاالت التي تصوروها‪ ،‬وأن تكون هناك خطة ثانية تبني ما يف الدولة‬
‫من نقص حيول دون اكتامل اوصافها املقررة نظريا‪ ،‬وامتالك الفالسفة أو تفلسف امللوك واحلكام‬
‫فلسفة ص حيحة تامة واحتاد القوتان السياسية والفلسفية يف شخص واحد تزول تعاسة الدولة‬
‫وتربز اجلمهورية التي تصوروها يف حيز الوجود‪ ،‬والذين ينظرون إىل األشياء مثل أن األشياء‬
‫اجلميلة ولكن ال يقدرون أن يروا اجلامل بالذات نقول أن هلم تصور ال معرفة حقيقية يف األشياء‬
‫التي يتصوروهنا‪.‬‬
‫الكتاب السادس‪ :‬الفالسفة‬
‫مزايا الفطرة الفلسفية هي‪:‬‬
‫‪ )1‬الرغبة يف معرفة كل املوجودات احلقيقية‪.‬‬
‫‪ )2‬حمبة الصدق حمبة صادقة وبغض الكذب‪.‬‬
‫‪ )3‬احتقار اللذات اجلسدية‪.‬‬
‫‪ )4‬عدم االكرتاث للامل‪.‬‬
‫‪ )5‬حرية الفكر وسمو املدارك‪.‬‬

‫كلية التربية – جامعة الحديدة‬ ‫مجلة أبحاث المجلد (‪ )10‬العدد (‪( )4‬ديسمبر ‪2023‬م)‬
‫‪P-ISSN: 2710-107X‬‬ ‫‪https://abhath-ye.com/‬‬ ‫‪E-ISSN: 2710-0324‬‬

‫‪699‬‬
‫احلرية وتطبيقاتها الرتبوية بني أفالطون وروسو ( دراسة نقدية مقارنة من خالل كتابي اجلمهورية وإميل أمنوذجان)‬
‫أمحد مخيس حممد اخلميس‬
‫‪ )6‬العدالة والدماثة‪.‬‬
‫‪ )7‬رسعة اخلاطر والذاكرة احلافظة‪.‬‬
‫‪ ) 8‬فطرة موسيقية قانونية متزنة‪ ،‬كام يوجد عاملان فالعامل املنظور فيه‪:‬‬
‫‪ )1‬الصور؛ أي الظالل واالنعكاس‪.‬‬
‫‪ )2‬املوضوعات؛ أي األشياء املادية حية ومجادية‪.‬‬
‫أما العامل العقل فيه‪:‬‬
‫‪ )1‬املعرفة املحصلة بواسطة املقدمات وعليها تبنى النتائج كلها ويستخدم لتوضيح الفرع‬
‫الثاين من العامل املنظور كاهلندسة عىل سبيل املثال‪.‬‬
‫‪ ) 2‬املعرفة التي ليس يف أبحاثها أشياء مادية وتقترص عىل الصور اجلوهرية التي تعالج‬
‫الفروض للتوصل إىل مبدأ أويل مطلق ويستخرج منه نتائج صحيحة‪.‬‬
‫ويقابل هذه األقسام األربعة حاالت عقلية أربعة وهي‪:‬‬
‫‪ )1‬الظن ‪ )2‬االعتقاد ‪ )3‬الفهم ‪ )4‬اإلدراك‪ ،‬أما الرسور هو اخلري األعظم عند العامة‪،‬‬
‫واخلري عند اخلاصة هو البصرية‪ ،‬ويف حال النفس إذا اجتهت ملوضوع يسطع عليه أنوار احلقيقة‬
‫والوجود احلقيقي فإهنا تدركه بفعل الذهن‪ ،‬بينام االجتاه نحو الظالم من موضوعات الوالدة‬
‫واملوت أصبحت عىل قمة التص ور وفقدت قوة اإلدراك لضعف البرص‪ ،‬واملعرفة اليقينية وقوة‬
‫اإلدراك هي صورة اخلري‪ ،‬وتوجد قوتني؛ واحدة يف العامل العقل واألخرى يف العامل املنظور‬
‫ومواضيعه احلسية‪ ،‬وعلم املنطق وهو الوجود احلقيقي والعقل النقي هو أكثر يقينا من الفنون‪.‬‬
‫الكتاب السابع‪ :‬املُثُل‬
‫جمموعة يف كهف ظهورهم مقابل الباب وخلفهم شعلة تظهر هلم ظالل األشياء ويعتربوهنا‬
‫هي اليقينات احلقيقية‪ ،‬فإذا صعد أحد هؤالء ضوء النهار فإنه يدرك حقيقة الظالل وهو يشبه‬
‫الفيلسوف الذي خياطب العامة باإلدراك‪ ،‬وإذا التفت للخلف لرؤية النور فهو مثل غرض‬
‫التهذيب فتلتفت النفس لرتى الصواب‪ ،‬والتهذيب ال يأيت بجديد بل يرشد ويؤدي إىل مبدأ‬
‫الوجود‪ ،‬وللوصول إىل هنضة النفس جيب أن تدرس ما جيتذب العقل من احلسيات اليقينيات‬
‫ومن املنظورات إىل غري املنظورات والدروس الالزمة لذلك هي‪:‬‬
‫‪ )1‬احلساب‪ )2 .‬اهلندسة السطحية‪)3 .‬اهلندسة املجسمة‪ )4 .‬الفلك باعتبار حركات‬
‫أجرامه‪ )5 .‬علم التوازن‪ )6 .‬املنطق الربهاين أو علم الوجود احلقيقي‪ ،‬وإذا كان أحدهم حمبوس‬

‫كلية التربية – جامعة الحديدة‬ ‫مجلة أبحاث المجلد (‪ )10‬العدد (‪( )4‬ديسمبر ‪2023‬م)‬
‫‪P-ISSN: 2710-107X‬‬ ‫‪https://abhath-ye.com/‬‬ ‫‪E-ISSN: 2710-0324‬‬

‫‪700‬‬
‫احلرية وتطبيقاتها الرتبوية بني أفالطون وروسو ( دراسة نقدية مقارنة من خالل كتابي اجلمهورية وإميل أمنوذجان)‬
‫أمحد مخيس حممد اخلميس‬
‫يف كهف منذ الصغر ويرى ظالل أشياء ليس حقيقية وبعد فرتة تم حتريره إىل النور‪ ،‬وبالتايل يرى‬
‫احلقيقة ولكن من شدة النور يرى أن رؤية الظالل أوضح‪ ،‬وإذا جذبه شخص بعنف إىل فوق‬
‫لنور الشمس فسيستاء هلذا العنف ويتعذر عليه الرؤية للحقيقة لسطوع النور‪ ،‬وهذه هي البداءة‪،‬‬
‫وإذا هبط اإلنسان من النور إىل الظالم مرة أخرى فسيغشى الظالم عينيه‪ ،‬أما الفلسفة احلقيقية‬
‫هي انتقال النفس من دياجري الظالم إىل هنار الوجود احلقيقي‪ ،‬وأول ما جيب عىل الفرد حتصيله‬
‫من العلوم هو علم العد واحلساب‪ ،‬كام أن اهلندسة وعلم الفلك أيضا مهمني للقائد احلريب‪،‬‬
‫وسن قانون يوجب هتذيب الناس بحيث يمكنهم من استخدام املنطق يف أفضل منهج علمي‪،‬‬
‫ومن يطلب الفلسفة عليه أن جيمع بني النظرية والعمل وال يعرج أي يميل إىل أحدهم فيصبح‬
‫أعرج‪ ،‬مثل الذي حيب رياضة اجلري ولكن يكره درسها النظري‪ ،‬كام جيب تلقني التالميذ منذ‬
‫الصغر احلساب واهلندسة وكل فروع العلوم االبتدائية التي متهد إىل املنطق؟ مع االخذ بعني‬
‫االعتبار تعلقني العلم بطريقة غري إجبارية ألنه من الغري معقول تعليم احلر بطريقة االستعباد‪ ،‬كام‬
‫أن العقل ال يتأصل العلم إذا كان باإلرغام‪ ،‬وإلزام اجلسد عىل األعامل اجلسدية ال حيدث تأثريا‬
‫يف اجلسد‪ ،‬وجيب أن يتعلم الصغار خالل اللعب والتسلية‪ ،‬وعند سن العرشين ينالون رشف‬
‫أفضل ممن أقل منهم عمرا ويكون مجع العلوم االي أخذوها يف امتحان واحد وليعرفوا طبيعة‬
‫الوجود احلقيقي‪ ،‬ويف سن الثالثني يتم اختيارهم لرشف أعظم ممن أقل عمرا منهم ويمتحنون‬
‫يف القسم الباقي من املنطق‪ ،‬وإذا عرف الولد أن األب واألم جمهولني وتربى مع غريهم فيقل‬
‫احرتامه لغري الوالدين‪ ،‬وتناط سلط ة الدولة لفيلسوف واحد يشعر بخطورة احلق والرشف‬
‫الناشئ عنه وحيتقر الفخفخة ويعترب العدالة أسمى احلقوق والواجبات‪ ،.‬فيكون كخادم خاص‬
‫للعدالة‪ ،‬وجيب فصل كل من جتاوز العارشة عن آباؤهم وإرساهلم إىل األرياف‪.‬‬
‫الكتاب الثامن‪ :‬احلكومات الدنيا‬
‫توجد مخس أنواع من احلكومات وهي‪ )1 :‬األرستقراطية‪ )2 .‬التيموكراسية‪.‬‬
‫‪ )3‬األوليغاركية‪ )4 .‬الديموقراطية‪ )5 .‬االستبدادية‪.‬‬
‫وعليها يوجد مخس أنواع من صفات األفراد تطابق احلكومات ألن الدولة من نتائج‬
‫األفراد‪ ،‬وبالنسبة للتيموكرايس يتغلب عليه العنرص احلاميس وحمبة الرشف وتنقسم فيها الطبقات‬
‫الثالث حيث يقستم الطبقتني ثروة الطبقة الثالثة واهلبوط هبا إىل درك اخلدمة والعبودية‪ ،‬وتنمو‬
‫حمبة الثروة وتتحول إىل األ وليغاركية التي هدفها جعل الثروة أساس اجلدارة وتنقسم املدينة إىل‬

‫كلية التربية – جامعة الحديدة‬ ‫مجلة أبحاث المجلد (‪ )10‬العدد (‪( )4‬ديسمبر ‪2023‬م)‬
‫‪P-ISSN: 2710-107X‬‬ ‫‪https://abhath-ye.com/‬‬ ‫‪E-ISSN: 2710-0324‬‬

‫‪701‬‬
‫احلرية وتطبيقاتها الرتبوية بني أفالطون وروسو ( دراسة نقدية مقارنة من خالل كتابي اجلمهورية وإميل أمنوذجان)‬
‫أمحد مخيس حممد اخلميس‬
‫غني وفقري ويبغض أحدمها اآلخر‪ ،‬وبالتايل تنشأ طبقة الفقراء املعدمني وتنزع إىل السالح وتقيص‬
‫األغنياء عن حدودها وتوجب املساواة يف احلقوق املدنية وهي الديموقراطية وأشهر أوصافها‬
‫هي احلرية التي متيل إىل االستباحة‪ ،‬أما الديموقراطية هي التمتع باللذات وتقود مبادئ غري‬
‫منتظمة وتسوقها اهلوى والتنقل من لذة إىل لذة وشعارها احلرية واملساواة‪ ،‬والتطرف يف احلرية‬
‫هييئ الطريق إىل االستبداد‪ ،‬وتشبيه الناس بذكور النحل التي ال فائدة منها بل مرضة وهذه لطبقة‬
‫من الطبقات وهي الدنيا‪.‬‬
‫الكتاب التاسع‪ :‬املستبد‬
‫املستبد هو ابن الديم قراطية حيث تسوده شهوة واحدة حتمي كل الشهوات‪ ،‬والدولة‬
‫االرستقراط ية هي أفضل الدول وأسعدها‪ ،‬أما االستبدادية فهي أشد تعاسة وشقاء من غريها‪،‬‬
‫وبالتايل االرستقراطي أفضل احلكام وأسعدهم أما االستبدادي فهي أردؤهم وأتعسهم‪ ،‬وهناك‬
‫ثالثة مبادئ عند اإلنسان وهي‪ )1 :‬العقل أو احلكيم‪ )2 .‬الغضبي أو الرشيف‪ )3 .‬الشهوي أو‬
‫حمب الكسب‪.‬‬
‫فالفيلسوف يعظم احلكمة كمصدر أعىل للذة‪ ،‬ورب اجلهود يمجد الرشف‪ ،‬وحمب الربح‬
‫يمدح الثروة‪ .‬والذي هو أعدهلم حكام وهدى هو الفيلسوف‪ ،‬أما املستبد مع رشيدي العقول ال‬
‫يعيش ولكن خيدم الطاغية كحرس خاص وخيوض احلرب كمرتزق حني وجود احلرب أو يف‬
‫أوقات السلم يرسق وينشل الدراهم من اجليوب وينرش الكذب إذا كان من أرباب اللسان‪ ،‬وإذا‬
‫متكن املستبدون فسيعاقبون الدولة كام يعاقبون والدهيم دون احرتام‪ ،‬واألوفر سعادة بالرتتيب‬
‫هم‪ )1 :‬امللكي‪ )2 .‬التيامرخي‪ )3 .‬األوليغاري ‪ )4‬الديموقراطي‪)5 .‬املستبد‪ ،‬وثالث درجات‬
‫للذات وهي‪)1 :‬عليا حقيقية‪ )2 .‬دنيا حقيقية‪)3 .‬وسطى‪.‬‬
‫الكتاب العاشر‪ :‬التقليد وجزاء الفضيلة‬
‫يتكلم سقراط عن الشعر والتقليد بشكل عام؛ وجاء سؤال ما هو فن التقليد؟ واإلجابة‪:‬‬
‫‪ )1‬مثل الفراش أو رسمه عىل ما خلق اهلل‪ )2 .‬الفراش الذي صنعه املنجد‪ )3.‬الفراش الذي‬
‫رسمه الرسام‪.‬‬
‫وهو نسخة عن املثال الثاين والذي نسخه عن املثل األول‪ ،.‬وبنفس الطريقة يقلد الشاعر‬
‫ليس املثل فقط بل ظاهرات احلياة اليومية‪ ،‬واآلراء الذائعة بني املهذبني بعض التهذيب‪ ،‬وكل‬
‫مصنوع فيه ثالث فنون متاميزة‪ )1 ،‬يعلم اإلنسان كيف يستعمله‪ )2 .‬يعلمه كيف يصنعه‪.‬‬
‫‪ ) 3‬كيف يقلده‪ .‬الذي يمتلك املعرفة احلقيقية هو الذي يستعمله‪ ،‬ويعلم الصانع طريقة صنعه‬

‫كلية التربية – جامعة الحديدة‬ ‫مجلة أبحاث المجلد (‪ )10‬العدد (‪( )4‬ديسمبر ‪2023‬م)‬
‫‪P-ISSN: 2710-107X‬‬ ‫‪https://abhath-ye.com/‬‬ ‫‪E-ISSN: 2710-0324‬‬

‫‪702‬‬
‫احلرية وتطبيقاتها الرتبوية بني أفالطون وروسو ( دراسة نقدية مقارنة من خالل كتابي اجلمهورية وإميل أمنوذجان)‬
‫أمحد مخيس حممد اخلميس‬
‫ويمتلك الصانع تصورا صحيحا‪ .‬أما املقلد فال يمتلك علام وال تصورا صحيحا بل ومها غامضا‬
‫يف ما يقلده‪ ،‬أما التقليد ال خيتص بالعنرص العقل بل خيتص بعنرص أدنى منه وهو عىل استعداد‬
‫لالنسحاب أمام املصيبة ويكثر فيه القلق والتغري‪ ،‬والشعر يصغر النفس ألنه جيرنا إىل الشعور‬
‫العميق بآالم اآلخرين فتضعف عزائمنا ونقعد عن محل أمحالنا‪ ،‬ودائرة كبرية جموفة وفيها دوائر‬
‫تدور وعددها ثامنية ويف اجتاهات خمتلفة وقد ختالف الدوائر األخرى وتشبه بالكون ومغزل‬
‫الرضورة‪ ،‬وبنات الرضورة ثالث وهن القضاء والقدر وأسامؤهن‪ )1 :‬الخيسس حلوادث‬
‫املايض ‪ )2‬كلوثو حلوادث اخلارض ‪ )3‬أتروبوس حلوادث املستقبل‪.‬‬
‫ثانياً‪ :‬احلرية عند جان جاك روسو‬
‫باالطالع عىل املصدر األصل وهو كتاب إميل (روسو‪ )1958 ،‬تظهر لنا مؤرشات احلرية‬
‫عند روسو ففي الكتاب األول تناول الطفولة األوىل وما تقتضيه من عناية وجاء فيه‬
‫‪ )1‬الطبيعة والرتبية‪ :‬وذكر أن الناس متساوون يف احلالة الطبيعية وأن املامرسة هي األصل‬
‫وليس التلقني وبالتايل إشارة إىل أن احلرية متساوية عند اجلميع بشكلها الطبيعي وأهنا تكون‬
‫باملامرسة وليس التلقني‪ ،‬ومع ذلك أشاد بأفالطون وشجع عىل قراءة كتابه اجلمهورية مع العلم‬
‫بأن أفالطون يتبع العقل ال الطبيعة يف احلرية والذي يناقض روسو نفسه‪،‬‬
‫‪ )2‬مزاعم باطلة‪ :‬حيث أشار أن احلرية تسلب يف التمدن‪.‬‬
‫‪ ) 3‬واجب األب‪ :‬حيث أشار أن احلرية تبدأ من األب وجيب أن يؤدي دوره يف أحسن‬
‫حال‪ ،‬ومع ذلك نذكر أن روسو نفسه قد ناقض ذلك بتسليم أبناءه اخلمسة إىل دار األيتام العامة‬
‫(روبرت‪.)2015 ،‬‬
‫‪ )4‬وختري املؤدب والتلميذ‪ :‬أشار أن احلرية تكون باإلرشاد وليس بالتلقني‪.‬‬
‫‪ ) 5‬ختري املرضع‪ :‬نستشف إشارة إىل حرية اختيار تغذية الطفل بام يتناسب مع الطبيعة‬
‫اخلرية‪ ،‬وأن الطبيعة هي تتحكم يف نوعية اللبن ابتداء من املاء لغسل أمعاء الطفل ثم تدرجييا تزيد‬
‫كثافة اللبن بام يتناسب مع الطفل‪ ،‬وأن اإلنسان هو الذي يفسد اللبن بانفعاالته‪.‬‬
‫‪ )6‬اخلدمات األوىل‪ :‬وذكر أن الطفل جيب أن يعطى حرية يف احلركة بدال من حتييد حركته‬
‫يف املهد‪.‬‬
‫‪ ) 7‬الرتبية النفسية املتدرجة‪ :‬إعداد الطفل من بعيد حيث يرتك له استخدام كامل قواه‬
‫وبذلك يتمتع باحلرية و اعتربها روسو الوصية األوىل‪ ،‬وأن يزود بام يكفيه من االحتياجات‬

‫كلية التربية – جامعة الحديدة‬ ‫مجلة أبحاث المجلد (‪ )10‬العدد (‪( )4‬ديسمبر ‪2023‬م)‬
‫‪P-ISSN: 2710-107X‬‬ ‫‪https://abhath-ye.com/‬‬ ‫‪E-ISSN: 2710-0324‬‬

‫‪703‬‬
‫احلرية وتطبيقاتها الرتبوية بني أفالطون وروسو ( دراسة نقدية مقارنة من خالل كتابي اجلمهورية وإميل أمنوذجان)‬
‫أمحد مخيس حممد اخلميس‬
‫البدنية وهذه إشارة إىل أن حرية الطفل تتطلب التزود بذلك لتتحقق وهي الوصية الثانية‪ ،‬وأن‬
‫نساعد الطفل يف حدود منفعته الفعلية فقط وال نساعده يف رغباته الغري معقولة وهذه إشارة‬
‫أخرى لتحقق احلرية عند الطفل واعتربها روسو الوصية الثالثة‪ ،‬وجيب أن ندرس لغة الطفل‬
‫الصوتية وإشاراته لكي نعرف ما هو طبيعي وبالتايل احلرية احلقيقية إشارة وما هو ميل إىل‬
‫االستبداد والتحكم واعتربها الوصية الرابعة‪ ،‬وكل هذه الوصايا األربع إلطالق املزيد من‬
‫احلرية احلقيقية املرتبطة بالطبيعة‪.‬‬
‫والكتاب الثاين تناول الطفل‪ :‬تربية األخالقية‪ ،‬وجاء فيه العناوين الفرعية التالية‪:‬‬
‫‪ )1‬الدروس األوىل يف الشجاعة‪ :‬إشارة واضحة للمرحلة الثانية من احلرية ببداية مرحلة‬
‫ثانية من مراحل احلياة وانتقال لغة تعبري مثل البكاء إىل لغة أخرى للتعبري وهي الكالم عند مثاله‬
‫وهو اميل‪ ،‬وأن الطالقة يف احلرية ال تؤذي الطفل‪.‬‬
‫‪ )2‬بداية احلياة األخالقي ة‪ :‬يمكننا أن نستشف أن احلرية عند الطفل ختتلف عنها عند‬
‫الرجل ألنه ذكر أنه يوجد ترتيب يف املوجودات الطبيعية وأننا جيب أن نعترب الرجل كرجل‬
‫والطفل كطفل‪.‬‬
‫‪ )3‬تشكيل اإلرادة‪ :‬إشارة إىل أن احلرية تتأثر يف التوازن بني رغباتنا واستطاعتنا حيث إذا‬
‫حصل خلل يف التوازن فسينتج شعور بالشقاء‪ ،‬و أننا جيب أن نريب األطفال عىل تبعية األشياء‬
‫ملشاهبتا لرتبية الطبيعة وبالتايل حرية الطبيعة التي بال أخالق وال ترتتب عنها رذائل‪ ،‬وأن التجربة‬
‫أو العجز هو الذي جيب أن يشعر به الطفل يف سياق حريته التي يف أوىل مراحلها وهي حرية‬
‫الطفولة وتعترب ضعيفة بسبب احتياج الطفل للمساعدة من الغري أكثر من أن يكون كبري‪.‬‬
‫‪ )4‬ال جتادلوا األطفال‪ :‬أشار إىل أنه ال ينبغي أن يعرف الطفل اخلري والرش وما ينبغي فعله‬
‫لألخالق يف سياق حريته وأن تكون حريته حرية طفل ال حرية رجل‪ ،‬وأن نستخدم القوة مع‬
‫حرية الطفل بعكس استخدام العقل مع حرية الرجل ألن هذا هو نظام الطبيعة‪.‬‬
‫‪ )5‬مبادئ االخالق االجتامعية‪ :‬جيب تلقني الطفل امللكية أوال ثم احلرية وذلك ليدرك‬
‫الفكرة‪ ،‬وأن تكون مجيع الدروس باألعامل ليثبت الدرس وليس باألقوال الذي ينساه الطفل‪ ،‬كام‬
‫أنه وىص للطفل أن ال ييسء إىل أحد‪.‬‬
‫‪ )6‬دراسة اللغات ومدى جدواها للطفل‪ :‬بني أن الطفل ال يمكنه تعلم أكثر من لغة وهذه‬
‫إشارة إىل أن حرية الطفل يف أن ال يتعلم أكثر من لغة بل يرتك للغة واحدة إىل سن الثانية عرشة‬

‫كلية التربية – جامعة الحديدة‬ ‫مجلة أبحاث المجلد (‪ )10‬العدد (‪( )4‬ديسمبر ‪2023‬م)‬
‫‪P-ISSN: 2710-107X‬‬ ‫‪https://abhath-ye.com/‬‬ ‫‪E-ISSN: 2710-0324‬‬

‫‪704‬‬
‫احلرية وتطبيقاتها الرتبوية بني أفالطون وروسو ( دراسة نقدية مقارنة من خالل كتابي اجلمهورية وإميل أمنوذجان)‬
‫أمحد مخيس حممد اخلميس‬
‫أو اخلامسة عرشة‪.‬‬
‫‪ )7‬دراسة التاريخ واالساطري ومدى جدواها للطفل‪ :‬أشار أن الطفل ال يعرف مغزى‬
‫االساطري وال يدرك التاريخ وليس هلا جدوى يف تعليمه وبالتايل فحرية الطفل أجدر بأن تكون‬
‫مرتوكة بدون تعليم ذلك‪.‬‬
‫‪ )8‬الطفل ذو البدوات‪ :‬إشارة إىل أن حرية الطفل قد تكون حمفوفة باملخاطر ألن ترك‬
‫الطفل خيرج ملفرده من البيت ليواجه الواقع هو ال يستبعد اخلطر وأن الطفل يبدأ وجيرب ويتعلم‬
‫بالتجربة الواقعية‪.‬‬
‫‪ )9‬رياضة احلواس وعالج اخلوف‪ :‬أشار إىل أن الطفل جيب أن يعود عىل الظالم ويرتك‬
‫بحرية يف التحرك فيه ليتعود عىل األشياء التي ال يمكن أن يراها بسبب الظالم‪.‬‬
‫‪ )10‬منافع السباق‪ :‬واضح جدا يف السياق أن حرية الطفل يمكن أن تكون طبيعية يف حالة‬
‫عرض حمفزات كاحللوى يف السباق جلعله جيري بحريته وليس برتغيبه‪ ،‬كام جيب أن يتعلم الرسم‬
‫من الطبيعة واهلندسة خالل قياس األشياء واألشكال وعمل مقارنات فيام بينهم‪.‬‬
‫‪ )11‬اميل طفال‪ :‬حتدث عن احلرية بشكل مطلق للطفل هلا أثر عىل تكوينه حيث سيكون أفضل‬
‫من أطفال املدن ومتفوق عىل أطفال الريف‪ ،‬وأنه إذا مات طفال فهو أخذ كفايته من احلرية يف‬
‫سياق الطبيعة‪.‬‬
‫والكتاب الثالث تناول الغالم من الثانية عرشة إىل اخلامسة عرشة‪ :‬الرتبية الذهنية‪ ،‬وجاءت‬
‫العناوين الفرعية كالتايل‪:‬‬
‫‪ )1‬التعليم التجريبي‪ :‬يمكننا أن نشعر بأن الطفل جيب أن يعطى حرية التجربة بدال من‬
‫تعليمه خالل الرموز واألشياء البديلة‪.‬‬
‫‪ )2‬فكرة املنفعة‪ :‬ذكر أن يتعلم الطفل بالتجربة الواقعية مثل حتديد االجتاهات عندما ضلوا‬
‫الطريق يف الغابة فاكتشف ايميل فائدة معرفة االجتاهات باخلروج من الغابة والوصول إىل املدينة‬
‫وبالتايل يمكننا استشفاف أن حرية الطفل جيب أن متارس يف الواقع وليس خالل دروس نظرية‬
‫‪ )3‬اميل نجارا‪ :‬أشار إىل أن أفضل عمل بعيدا عن التحيزات هو النجارة أو احلدادة‬
‫وبالتايل حرية الطفل يف العمل كنجار أفضل من غريها ألنه للطبيعة وليست ألحد أي ليس‬
‫خلدمة أحد لذاته وليتعلم من خالهلا االندماج مع املجتمع وتبادل اخلدمات بينهم‪.‬‬
‫‪ )4‬تكوين احلكم‪ :‬بعد األحاسيس تتكون لديه األفكار ويتمكن من املقارنة وبالتايل حريته‬

‫كلية التربية – جامعة الحديدة‬ ‫مجلة أبحاث المجلد (‪ )10‬العدد (‪( )4‬ديسمبر ‪2023‬م)‬
‫‪P-ISSN: 2710-107X‬‬ ‫‪https://abhath-ye.com/‬‬ ‫‪E-ISSN: 2710-0324‬‬

‫‪705‬‬
‫احلرية وتطبيقاتها الرتبوية بني أفالطون وروسو ( دراسة نقدية مقارنة من خالل كتابي اجلمهورية وإميل أمنوذجان)‬
‫أمحد مخيس حممد اخلميس‬
‫قادرة عىل فهم األفكار ومقارنتها‪.‬‬
‫‪ )5‬اميل يف اخلامسة عرشة‪ :‬ترتك أليميل احلرية يف تعلم ملا يريده خالل عقله العقل غريه‬
‫وأن يتم تعليمه عدم االعتامد عىل التلقي من الغري أو السامع منهم‪.‬‬
‫والكتاب الرابع تناول املراهقة والتعليم الديني وجاء فيه العناوين الفرعية التالية‪:‬‬
‫‪ )1‬التعاطف والرمحة‪ :‬صور العواطف يف ثالثة قواعد وهي ميالن القلب البرشي إىل‬
‫الشفقة أكثر من السعادة‪ ،‬واالشفاق عىل اآلخرين بسبب ما يتعقد أنه غري حمصن منه‪ ،‬والرمحة‬
‫والرأفة بآالم الغري تقاس بمقدار ما نفرتضه يف املتأمل من احساس‪ ،‬وبالتايل احلرية متأثرة يف هذه‬
‫العواطف‪.‬‬
‫‪ )2‬دراسة التاريخ‪ :‬يفضل أن يتم قراءة احلياة اخلاصة عىل التاريخ العام ألنه يدرس القلب‬
‫البرشي وفيه حقيقة الرجل وبالتايل فحرية اميل جيب أن تبدأ بقراءة ذلك‪.‬‬
‫‪ )3‬فائدة األساطري‪ :‬يرتك للطفل ممارسة الفضائل االجتامعية بنفسه ال أن يعلم من املعلم‬
‫وبالتايل حريته عملية‪.‬‬
‫‪ )4‬ال رتبية الدينية‪ :‬تعليم الطفل الدين بعد جتاوز مرحلة االحساس إىل اإلدراك ألن قبل‬
‫ذلك ال ينفع حسب رأيه وبالتايل حرية الطفل تكمن يف تركه يف هذا السياق دون العقاب واللوم‪.‬‬
‫‪ )5‬اعرتافات كاهن سافوا‪ :‬قال بأن كل ما حيس فيه من اخلارج ويؤثر عىل حواسه يسميه‬
‫مادة‪ ،‬وكل أجزاء هذه املادة جمتمعة يف كائن فيسميها جسم‪ ،‬وبالنسبة للحكم فهو فرع من ادراك‬
‫العالقة بني املوضوعات ‪ ،‬وأن إرادة الكائن احلر مبدأ كل فعل‪ ،‬ونصحه بأن خيالف مصلحته‬
‫اخلاصة ألهنا مضللة وخادعة وأن حيب العدل‪.‬‬
‫‪ )6‬الرتبية العاطفية‪ :‬يعلم ايميل من أبيه األشياء أفضل من معلميه والسيام أسئلة الفطرة‪،‬‬
‫وأن يعيش اميل مع املجتمع وأن يبحث أن رفيقه وبالتايل حريته ليس يف الوحدة بل يف الطبيعة‬
‫داخل املجتمع‪.‬‬
‫‪ )7‬الذوق‪ :‬يف هذا الوقت يأخذ أيميل للبحث عن رشيكة حياته وسامها صويف حيث‬
‫خرج من املدينة باريس إىل الريف‪ ،‬وبالتايل حرية اميل الطبيعية توجد يف الطبيعة والريف يف‬
‫الطبيعة‪.‬‬

‫كلية التربية – جامعة الحديدة‬ ‫مجلة أبحاث المجلد (‪ )10‬العدد (‪( )4‬ديسمبر ‪2023‬م)‬
‫‪P-ISSN: 2710-107X‬‬ ‫‪https://abhath-ye.com/‬‬ ‫‪E-ISSN: 2710-0324‬‬

‫‪706‬‬
‫احلرية وتطبيقاتها الرتبوية بني أفالطون وروسو ( دراسة نقدية مقارنة من خالل كتابي اجلمهورية وإميل أمنوذجان)‬
‫أمحد مخيس حممد اخلميس‬
‫والكتاب اخلامس تناول صويف أو املرأة‪ ،‬وذكر فيه العناوين الفرعية التالية‪:‬‬
‫‪ )1‬تربية املرأة‪ :‬ذكر أم املرأة ختتلف عن الرجل والمساواة بينهم بل كل له خصائصه‪،‬‬
‫وجيب أ ن يكون التوافق والتناسق بني الرجل واملرأة وهذه هي توجيهات الطبيعة‪ ،‬ونستنتج أن‬
‫احلرية مستمدة من الطبيعة ودعم ذلك أنه ذكر بأن اتباع ارشادات الطبيعة يؤدي إىل حسن‬
‫التوجيه دائام ‪ ،‬ومساعدهتا عىل التعلم خالل اللهو ال التكليف‪ ،‬وأن يتم القضاء عىل أدوات‬
‫السعادة لتفادي استخدامها للرضر‪ ،‬ويبني أن الزينة لسرت العيوب ال أكثر من ذلك وبالتايل‬
‫اجلامل احلقيقي هو بذاته أي طبيعي‪ ،‬وأن ترتك الفتيات بال معلمني ومعلامت وندعها تتعلم‬
‫بطلب الدروس عند شعورها باالحتياج وترتك مليلها الفطري‪ ،‬والبدء يف احلديث يف الدين للفناة‬
‫يكون قبل الفتى ‪ ،‬وأن تعلم الفتاة بشكل مبارش وعمل وليس نظري والبد أن تكون القدوة‬
‫موجودة يف التعليم‪.‬‬
‫‪ )2‬صويف‪ :‬مالبسها بسيطة وليست بجميلة وحتب الزينة واألناقة وهكذا تم وصفها يف‬
‫الكتاب ‪ ،‬وأهنا حتافظ عىل النظافة قبل كل يشء وأن تتعلم من األب واألم وليس من اآلخرين‪،‬‬
‫وتصورها بحرية الرأي واالختيار التي تنزل هبا لسيدها التي ختتاره‪ ،‬وأهنا ستكون تابعة للرجل‬
‫وال تتعاىل عليه‪.‬‬
‫‪ )3‬لقاء اميل وصويف‪ :‬حرية اميل يف اختيار رشيكته وصويف يف العثور عىل رشيك ‪ ،‬حيث‬
‫أن صويف ال تتزوج بل تظهر بطبيعتها إليميل‪ ،‬وبعد اندماجهام ختللتهم مسائل طبيعية يف احلياة‬
‫اال جتامعية تربز حرية كل منهام والتي أساسها الطبيعة دون املادة مثل أن اميل من أرسة غنية‬
‫ولكن تربى عىل التواضع والرصف مثل غري الغني لكي ال تفكر صويف أنه بامله حيبها أو جيذب‬
‫انتباهها‪ ،‬وصويف من أرسة فقرية ولكنها توافقت معه بسبب السياق الطبيعي للحياة االجتامعية‪.‬‬
‫‪ )4‬زيارة عاطفية‪ :‬كان اميل يزور صويف مرتني يف االسبوع بناء عىل رغبتها وبالتايل حرية‬
‫صويف واضحة يف قبول وحتديد زيارات اميل‪ ،‬كام أن اميل كان ينشغل يف أنشطته بني تلك‬
‫الزيارات مثل احلرف والزراعة ويدرس التاريخ الطبيعي عىل الطبيعة‪ ،‬ومنه أن حرية اميل أيضا‬
‫عنده ومستمده من الطبيعة‪.‬‬
‫‪ )5‬لعب وغضب‪ :‬حرية اميل وصويف يف االختيار وأن ليس كل يشء ممكن عىل حساب‬
‫حرية اآلخر‪ ،‬ففارق اميل صويف ليعود إليها فيام بعد‪ ،‬وصويف تقبلت ذلك‪.‬‬

‫كلية التربية – جامعة الحديدة‬ ‫مجلة أبحاث المجلد (‪ )10‬العدد (‪( )4‬ديسمبر ‪2023‬م)‬
‫‪P-ISSN: 2710-107X‬‬ ‫‪https://abhath-ye.com/‬‬ ‫‪E-ISSN: 2710-0324‬‬

‫‪707‬‬
‫احلرية وتطبيقاتها الرتبوية بني أفالطون وروسو ( دراسة نقدية مقارنة من خالل كتابي اجلمهورية وإميل أمنوذجان)‬
‫أمحد مخيس حممد اخلميس‬
‫‪ )6‬األسفار‪ :‬يمكن حتصيل موضوعات السفر والشعوب خالل املشاهدة ال القراءة‪،‬‬
‫ويسافر اميل بقصد التثقيف فهو عىل حسن تربية ومؤهل لذلك ويعود منه السفر وعنده حكمة‬
‫وفضيلة من ميدانه بخ الف غريها ممن ساءت تربيته فيأخذ الفساد والرش‪ ،‬ويرى الكاتب أن اميل‬
‫يبحث عن احلكومة األفضل له وهو ال يعرف ماهي احلكومة ألنه مل يرتبى عىل ذلك‪ ،‬كم ذكر‬
‫العقد االجتامعي الذي بني اإلنسان واملجتمع الذي يعيش فيه وأن يلتزم به وأن الشعب يتعاقد‬
‫مع نفسه وأن السلطان االجتامعي هو األجدر أن يكون وهو اإلرادة العامة‪ ،‬وأن بالعقد‬
‫االجتامعي يكون االنسان أكثر حري ة من الفطرة‪ ،‬وأن احلرية هي التحرر من الشهوات وأن القيد‬
‫الوحيد الذي يقبل به هو رشيكة حياته‪.‬‬
‫‪ )7‬زواج اميل وصويف‪ :‬التقدير هو أساس حبهام وعىل الفضائل التي ال تنتهي مثل اجلامل‪.‬‬
‫رأي الغزايل عن احلرية‪:‬‬
‫مما يعرفه الباحث يف الدراسات واألبحاث أن يوجد مراجعات أدبية وهي تعترب مرجع‬
‫ومستند لألب حاث والدراسات حيث يمكن وال يقبل من الناحية األكاديمية التحيز لرأي دون‬
‫الرجوع لعدة م صادر ولو بعرض ما يدعم األبحاث والدراسات‪ ،‬وبالتايل البد لليشء أن يكون‬
‫له مرجع وأن يتناسب هذا املرجع مع ما يقوم به الباحث أو النظرية‪ ،‬ومما جيدر ذكره يف ثقافتنا أنه‬
‫يوجد خالق أرسل إلينا كتابه ورسوله ليبني لنا اإلطار العام أو اإلطار النظري الذي نبني عليه‬
‫نظرياتنا وآرائنا‪ ،‬وبام أننا عبيد هلل تعاىل فاحلرية بشكل طبيعي هلا مدى مقيد أو بمعنى علمي إطار‬
‫عام غري حمدد التوجيه كارتباط بالطبيعة أو العقل وإنام بمعايري تسمح بمامرستها دون اخلروج‬
‫عن إطارها وبالرجوع إىل تقاريرها لتأكيد ممارستها تنظرييا وتقاريرها هي فتاواها‪ ،‬ومما جيدر‬
‫َاهم من ال َّطيب ِ‬ ‫ذكره قوله تعاىل { َو َل َقدح ك ََّر حمنَا َبنِي آ َد َم َو َ َ‬
‫ات َو َف َّض حلن ُ‬
‫َاه حم‬ ‫َاه حم ِيف ا حل َ ِّ‬
‫رب َوا حلبَ حح ِر َو َرزَ حقن ُ ِّ َ ِّ َ‬ ‫مح حلن ُ‬
‫َىل كَثِ ٍري ِّمم َّ حن َخ َل حقنَا َت حف ِضيال} [اإلرساء ‪( ]70 :‬القرآن الكريم)‪ ،‬وبالتايل ليس من املعقول واملنطق‬ ‫عَٰ‬
‫أن تكون احلرية عند باقي املخلوقات أفضل من اإلنسان كالطبيعة مثال ليأخذ منها اإلنسان أو‬
‫ليعيش يف سياقها لتحقيقها فيتمتع باحلرية ممن هو أقل منه يف األفضلية حيث أن احلرية ختتلف‬
‫باختالف البيئات واملجتمعات بام تتفق فيه دون اخلروج عن إطارها العام املبني عىل تعليامت اهلل‬
‫وهو القرآن والسنة‪.‬‬
‫بعد هذه املقدمة يستخلص الباحث رأي الغزايل عن احلرية حيث يرى الغزايل يف كتاب‬
‫إحياء علوم الدين خالل األصول العرشة ألفعال اهلل تعاىل ونذكرها بتعلقها باحلرية حيث أن كل‬
‫فعل يف العامل من اهلل تعاىل وهو األصل األول‪ ،‬وأن اهلل خلق القدرة واملقدور واالختيار واملختار‬
‫وهو األصل الثاين‪ ،‬وأن أفعال اإلنسان وهو العبد هي إرادة اهلل وال يشء حيدث إال بقضاء اهلل‬

‫كلية التربية – جامعة الحديدة‬ ‫مجلة أبحاث المجلد (‪ )10‬العدد (‪( )4‬ديسمبر ‪2023‬م)‬
‫‪P-ISSN: 2710-107X‬‬ ‫‪https://abhath-ye.com/‬‬ ‫‪E-ISSN: 2710-0324‬‬

‫‪708‬‬
‫احلرية وتطبيقاتها الرتبوية بني أفالطون وروسو ( دراسة نقدية مقارنة من خالل كتابي اجلمهورية وإميل أمنوذجان)‬
‫أمحد مخيس حممد اخلميس‬
‫وقدرته ومشيئته وهو األصل الثالث‪ ،‬وأن اهلل تعاىل مل يكن اخللق والتكليف واجبا عليه بل هو‬
‫متفضل عىل اخللق وهو األصل الرابع‪ ،‬وجواز تكليف اهلل تعاىل للخلق ما ال يطيقونه وهو‬
‫األصل اخلامس‪ ،‬وأن يعذب اهلل اخللق من غري جرم أو ثواب سابق وهو األصل السادس‪ ،‬وأن‬
‫اهلل تعاىل يفعل ما يشاء بعباده وهو األصل السابع‪ ،‬وأن ليس بالعقل معرفة اهلل سبحانه وطاعته‬
‫بل جتب بإ حياب اهلل ورشعه وهو األصل الثامن‪ ،‬وليس من املستحيل أن يبعث اهلل األنبياء وهو‬
‫األصل التاسع‪ ،‬واألصل العارش واألخري هو أن اهلل تعاىل أرسل حممد صىل اهلل عليه وسلم خامتا‬
‫لألنبياء وناسخا ملا كان قبله من رشائع اليهود والنصارى والصابئني (الغزايل‪ )2015 ،‬وعليه‬
‫فإننا نبني يف سياقه أن اإلنسان من الناحية السياسية تكون حريته يف اطار اإلسالم‪.‬‬
‫السؤال الرئيس‪ :‬ما هي الفروق اجلوهرية بني تصورات افالطون وروسو والغزايل للحرية؟‬
‫ولإلجابة عىل هذا السؤال اجلدول التايل يوضح هذه الفروقات‬
‫جدول رقم (‪ )2‬الفروقات اجلوهرية يف احلرية‬

‫التشابه‬ ‫الحرية عند‬ ‫الحرية عند افالطون‬ ‫الحرية عند روسو‬ ‫م‬
‫واالختالف‬ ‫الغزالي‬

‫مختلف‬ ‫ال توجد‬ ‫توجد ثالث فئات‬ ‫ال توجد فئات‬ ‫‪:1‬بالنسبة لتقسيمها‬

‫مختلف‬ ‫مرتبطة باهلل‬ ‫الحرية مرتبطة بالخير‬ ‫الحرية مرتبطة بالطبيعة‬ ‫‪:2‬بالنسبة الرتباطها‬

‫محدودة في‬ ‫غير محدودة على مستوى‬


‫مختلف‬ ‫االختيارات‬ ‫محدوديتها مرتبطة بالفئات‬ ‫الفرد‪ ،‬ومحدودة إذا‬ ‫‪:3‬بالنسبة للمحدودية‬
‫التي قدرها‬ ‫المقسمة‬ ‫ارتبطت بالمجتمع‬
‫هللا‬
‫حسب‬ ‫إما بعقد اجتماعي بين‬
‫مختلفة‬ ‫االختيار‬ ‫حكم الطغاة يؤثر على‬ ‫الحاكم أو المحكوم‬ ‫‪ :4‬من الناحية‬
‫ووفق إطار‬ ‫الحرية لألسوأ‬ ‫لألفضل‪ ،‬أو بدونه الحرية‬ ‫السياسية‬
‫اإلسالم‬ ‫لألسوأ‬

‫مختلف‬ ‫هللا‬ ‫العقل‬ ‫الطبيعة‬ ‫‪ :5‬بالنسبة لمصدر‬


‫الحرية‬
‫إرادة الخالق‬
‫خالل‬
‫مختلف‬ ‫االختيارات‬ ‫إرادة خاصة يمتلكها‬ ‫إرادة الطبيعة وليست‬ ‫‪ :6‬بالنسبة لإلرادة‬
‫المتاحة‬ ‫اإلنسان‬ ‫خاصة باإلنسان‬
‫لإلنسان‬
‫"فمن األطفال من سخت‬
‫عليهم الطبيعة كثيرا‬
‫في آخر ما انتهى إليه‪ :‬قمع‬ ‫تجعلهم فوق المستوى‬
‫كل تفكير حر وأن الفلسفة‬
‫‪-‬‬ ‫يجب أن يقضى عليها‬ ‫العادي لألطفال بكثير"‬ ‫تناقض‬
‫(ديورانت‪)2010:491،‬‬ ‫ص‪ 113‬كتاب اميل‪.‬‬
‫يمكن االستنتاج أن‬
‫الطبيعة غير عادلة‬

‫كلية التربية – جامعة الحديدة‬ ‫مجلة أبحاث المجلد (‪ )10‬العدد (‪( )4‬ديسمبر ‪2023‬م)‬
‫‪P-ISSN: 2710-107X‬‬ ‫‪https://abhath-ye.com/‬‬ ‫‪E-ISSN: 2710-0324‬‬

‫‪709‬‬
‫احلرية وتطبيقاتها الرتبوية بني أفالطون وروسو ( دراسة نقدية مقارنة من خالل كتابي اجلمهورية وإميل أمنوذجان)‬
‫أمحد مخيس حممد اخلميس‬
‫مناقشة نتائج الدراسة‪:‬‬
‫يف سياق املنهج املتبع بتوضيح التشاهبات واالختالفات (والعرب‪ ،)1975 ،‬يف ضوء‬
‫النتائج نستخلص أنه يوجد اختالف يف احلرية عند افالطون وروسو ووجهة نظر الغزايل‪ ،‬كام أن‬
‫البيئة هلا دور يف التأثري سواء عند افالطون الرتباطها يف اخلري حيث عاش يف بيئة بحاجة إليها يف‬
‫سياق احلروب‪ ،‬أو روسو الرتباطها بالطبيعة وبسبب املؤسسات التي كانت يف زمنه وحياته كام‬
‫جاءت يف دراسة (حممد‪ ،‬حممود‪ )1997 ،‬وإشارة دراسة (برقاي‪ )2021 ،،‬و دراسة (سعد‪،‬‬
‫منال اجلمري‪ )2005 ،‬التي بينت أهنا جاءت نتيجة التحركات التحررية وهي إشارة إىل البيئة‬
‫أيضا‪ ،‬أما دراسة (حممد‪ )2017 ،‬فذكرت أن احلرية هي املقوم األسايس للطبيعة مما تشاهبت مع‬
‫حمتوى جدول رقم (‪ )2‬وبالنسبة ألفالطون وارتباط اخلرية باخلري وسياق طريقتهم القصصية‬
‫باملحاورة ولروسو وارتباط احلرية بالطبيعة ورسد قصة خيالية إلميل يثبت اختالف تناوهلم يف‬
‫سياق التطور االجتامعي يف فرتهتهم الزمنية مما تشاهبت النتائج مع دراسة (سمية & خليفة‪،‬‬
‫‪.)2021‬‬
‫ويف سياق النقد يتناول الباحث الغزايل كمحك يف احلرية عند افالطون وروسو‪:‬‬
‫احلرية بمعناها ختتلف من بيئة إىل أخرى ومن شخص إىل آخر باختالف النزعات‬
‫والتوجهات وحاول كل من جان جاك روسو وأفالطون تنظري احلرية وأعطوا شيئا يفيد الناس‬
‫والرتبويني ولو يف جزئيات تفيد احلقل الرتبوي كأدبيات‪ ،‬ومع ذلك ومما الحظه الباحث خالل‬
‫القراءة عن روسو يف املصدر األجنبي (‪ )2001،Wokler‬ويف املصدر األصل (روسو‪ )1958،‬و‬
‫(روسو‪2013،‬أ) و (روسو‪2013،‬ب) أن البيئة التي تربى فيها املنظر كانت عامل حيوي يف‬
‫الرأي عن احلرية‪ ،‬وكام جاء يف املصدر األصل ألفالطون (افالطون‪ )1970 ،‬و‬
‫(افالطون‪،)1986،‬و (افالطون‪ )2017،‬و (افالطون‪ )2022 ،‬عن احلرية يستنتج الباحث أن‬
‫املحادثات والسياق يشري إىل البيئة حيث أن من الطبيعي من يتحدث مع من حوله فهم يمثلون‬
‫البيئة‪ ،‬وبالتايل يستمد روسو وافالطون أفكارهم سواء من الطبيعة لروسو أو العقل ألفالطون‬
‫من خالل تأثرهم بالبيئة من دون شك‪ ،‬ولكن عند الغزايل يمكن للباحث أن يقول أن الطبيعة يف‬
‫حد ذاهتا ليست حرة وهي مقيدة ومسرية فال يمكن للطبيعة أن ختتار مصريها أو أي خيارات‬
‫أخرى غري الفطرة التي هي ملزمة فيها فعىل سبيل املثال ال احلرص ال يمكنها تغيري مكاهنا أي‬
‫ختتار املكان الذي ترغب يف العيش فيه وال أن تغري خصائصها بإرادهتا فكيف ملن يعيش مع من‬

‫كلية التربية – جامعة الحديدة‬ ‫مجلة أبحاث المجلد (‪ )10‬العدد (‪( )4‬ديسمبر ‪2023‬م)‬
‫‪P-ISSN: 2710-107X‬‬ ‫‪https://abhath-ye.com/‬‬ ‫‪E-ISSN: 2710-0324‬‬

‫‪710‬‬
‫احلرية وتطبيقاتها الرتبوية بني أفالطون وروسو ( دراسة نقدية مقارنة من خالل كتابي اجلمهورية وإميل أمنوذجان)‬
‫أمحد مخيس حممد اخلميس‬
‫يفقد احلرية ألجل اكتساب أو التمتع باحلرية كام ذكرها روسو ‪ ،‬ففاقد اليشء ال يعطيه‪ ،‬بل أن‬
‫اإلنسان أف ضل من الطبيعة من ناحية احلرية فهو يمكنه عىل أبسط األحوال تغيري مكانه‬
‫وخصائصه حسب رغبته أل نه خيتلف عن الفطرة احليوانية املقيدة يف الطبيعة من نباتات‬
‫وحيوانات كام قدرها اهلل تعاىل والذي ذكرها الغزايل يف األصول‪ ،‬وبالتايل يرى الباحث أن ذلك‬
‫يظهر التناقض‪ ،‬ويف اجلانب اآلخر ألفالطون الذي يرى أن العقل هو مصدر احلرية فكيف‬
‫لإلرادة التي يمتلكها اإلنسان تقيد بفئات قد ال تناسبها بشكل أو بآخر سواء بالتعليم أو‬
‫االختيار ألن الفئات تتم خالل شخص آخر وبالتايل سلب احلرية الشخصية يف اختيار الفئة‬
‫واقرتاح ما يناسب الشخص نفسه بنفسه‪ ،‬وهذا يعارض ما جاء عند الغزايل بأن اهلل قدر كل يشء‬
‫وترك االختيار لإلنسان‪.‬‬
‫يستخلص الباحث باجلدول الذي يقارن بني حرية روسو وأفالطون والغزايل حيث يوجد‬
‫اختالفات بينهم‪ ،‬ويرى الباحث خالل الغزايل أنه متى ما وجدت هذه االختالفات وجد‬
‫التمسك بالرأي كال بام يراه وبالتايل مدى احلرية يقل يف تقديم آراء يعتقد مقدميه أهنا هي‬
‫الصحيحة دون ذكر آراء اآلخرين يف مصادرهم األصلية حيث نرى يف النظريات احلديثة ولو‬
‫إشارة إىل آراء أخر ى كمراجعات أدبية وغريها يف املصادر األصلية‪ ،‬وهذا بذاته تناقض عند‬
‫روسو وأفالطون‪ ،‬وبعكس الغزايل الذي ذكر اخلالق ومل يستبعده يف ذلك ويعترب اهلل تعاىل مصدر‬
‫أصل للحرية وبالتايل القرآن والسنة هي ترمجة هلذا املصدر كام أشار إليه الغزايل‪.‬‬
‫البيئة خملوقة بال شك كام جاء عند الغزايل إشارة‪ ،‬وعند التحدث عن احلرية جيب النظر إىل‬
‫أصلها أي خالق من يريد التمتع هبا أو التنظري فيها‪ ،‬ومتى ما عرف ملاذا نحن يف الوجود أي ماذا‬
‫يريد اخلالق منا فستتضح لنا احلرية بمعناها الصحيح الغري خمالف ألصلها والذي يف النهاية‬
‫سيأخذها بال شك وتنتهي بانتهاء احلياة وكأن احلرية هلا بداية وهناية فبدايتها من اخللق وهنايتها‬
‫باملوت‪ ،‬وبالتايل مادام هلا بداية وهناية فيجدر معرفة من جيعلها تبدأ وتنتهي وماذا يريد‪ ،‬وهذا مما‬
‫مل يوضحه أو يطبقه روسو وأفالطون‪ ،‬ولو أن روسو كان له ميل ديني بعد أن تربى يف الكنسية‬
‫ولكن كتاباته مل تذكر أن احلرية مرتبطة بالطبيعة بناء عىل تعليامت الرب من خالل الكتب‬
‫الساموية والرسل‪ ،‬وال حتى افالطون ذكر شيئا عن ما يتحدث فيه أنه مبني عىل ما قاله الرب يف‬
‫الكتاب الساموي وخالل الرسول املبعوث منه‪ ،‬وبعكس الغزايل الذي ذكر اهلل تعاىل‪.‬‬

‫كلية التربية – جامعة الحديدة‬ ‫مجلة أبحاث المجلد (‪ )10‬العدد (‪( )4‬ديسمبر ‪2023‬م)‬
‫‪P-ISSN: 2710-107X‬‬ ‫‪https://abhath-ye.com/‬‬ ‫‪E-ISSN: 2710-0324‬‬

‫‪711‬‬
‫احلرية وتطبيقاتها الرتبوية بني أفالطون وروسو ( دراسة نقدية مقارنة من خالل كتابي اجلمهورية وإميل أمنوذجان)‬
‫أمحد مخيس حممد اخلميس‬
‫يستخلص الباحث أن من يتحدث عن احلرية مثل روسو وأفالطون خمالف ويناقض احلرية‬
‫يف اإل سالم واملرجعية الفكرية للغزايل وإن كانت تتفق يف اخليارات املتاحة لإلنسان واملتمثلة يف‬
‫العقل والطبيعة‪.‬‬
‫ويف ضوء ذلك نعرض التوصيات واملقرتحات عىل النحو اآليت‪:‬‬
‫التوصيات‪ :‬بناء عىل النتائج التي تم التوصل إليها يف الدراسة احلالية يقدم الباحث عددا‬
‫من التوصيات عىل النحو اآليت‪:‬‬
‫االستفادة من تصورات رواد الفلسفة يف الرتبية أفالطون وروسو عن احلرية وتطبيقاهتا‬
‫الرتبوية يف امليدان الرتبوي عند طريق األخذ بام يتناسب مع البيئة والثقافة اإلسالمية وبالتايل‬
‫اخلروج بتصور هجني يف سياق رواد الفلسفة يف الرتبية‪ ،‬فيمكن استخدام العقل واالستفادة من‬
‫الطبيعة يف سياق ما ذكره الغزايل يف أن اهلل قدر كل يشء وهو املصدر الرئيس والعقل والطبيعة‬
‫هي االختيارات وبالتايل قيام فكر تربوي عريب إسالمي‪.‬‬
‫االستفادة من الفروق اجلوهرية الختيار ما يتناسب مع التطبيقات الرتبوية باختالف‬
‫البيئات يف امليادين الرتبوية‪ ،‬ففي العلوم الرتبوية يمكن استخدام العقل والطبيعة كخيارات‬
‫مقدره من اهلل تعاىل وأن تكون وفق اطار اإلسالم‪.‬‬
‫نرش الفروقات اجلوهري ة للحرية داخل املؤسسات الرتبوية لتقبل االختالف وأن إشكالية‬
‫احلرية قديمة ومعقدة‪ ،‬حيث أن االختيارات متعددة كام ذكرها الغزايل سواء للعقل أو الطبيعة‬
‫وال تقترص عىل العقل كام عند افالطون وال عىل الطبيعة كام عند روسو بل هجينة بينهم بام جاء‬
‫عند الغزايل‪.‬‬
‫إعادة تطبيق الدراسة من وجهة نظر أكثر من مرجعية فكرية تربوية إسالمية‪.‬‬
‫ا ملقرتحات‪ :‬يف سياق النتائج والتوصيات املتعلقة بالدراسة احلالية يقرتح الباحث القيام‬
‫بالدراسة اآلتية نظرا الختالف املرجعيات الفكرية الرتبوية االسالمية بني بعضهم البعض‪:‬‬
‫احلرية وتطبيقاهتا الرتبوية بني أفالطون وروسو من خالل كتابيهام الرئيسني اجلمهورية ‪-‬‬
‫إميل مقارنة ونقد‪.‬‬

‫كلية التربية – جامعة الحديدة‬ ‫مجلة أبحاث المجلد (‪ )10‬العدد (‪( )4‬ديسمبر ‪2023‬م)‬
‫‪P-ISSN: 2710-107X‬‬ ‫‪https://abhath-ye.com/‬‬ ‫‪E-ISSN: 2710-0324‬‬

‫‪712‬‬
‫احلرية وتطبيقاتها الرتبوية بني أفالطون وروسو ( دراسة نقدية مقارنة من خالل كتابي اجلمهورية وإميل أمنوذجان)‬
‫أمحد مخيس حممد اخلميس‬
‫املصادر واملراجع‬
‫القرآن الكريم (د‪.‬ت) سورة اإلرساء‪ .‬آية ‪70‬‬
‫‪ .1‬افالطون (‪ )2017‬مجهورية افالطون‪ .‬مؤسسة هنداوي‪.‬‬
‫‪ .2‬افالطون (‪ )2022‬حماورات افالطون‪ .‬مؤسسة هنداوي‪.‬‬
‫‪ .3‬روسو‪ ،‬جان جاك (‪2013‬أ) أصل التفاون بني الناس‪ .‬مؤسسة هنداوي‪.‬‬
‫‪ .4‬روسو‪ ،‬جان جاك (‪2013‬ب) العقد االجتامعي‪ .‬مؤسسة هنداوي‬
‫‪ .5‬ديورانت‪ ،‬ول وايريل (‪ )2010‬قصة احلضارة‪ :‬حياة اليونان‪ .‬م‪.7‬دار اجليل‪.‬‬
‫‪ .6‬روسو‪ ،‬جان جاك (‪ )1958‬إميل‪ .‬الرشكة العربية للطباعة والنرش‪.‬‬
‫‪ .7‬افالطون‪ .)1986( .‬القوانني ألفالطون (تيلو ‪,‬ر ‪ .).Trans‬مطابع اهليئة املرصية العامة للكتاب‪.‬‬
‫‪ .8‬أفالطون‪ .)1970( .‬افالطون حماورة جورجياس (م‪ .‬ح‪ .‬ظاظا‪ .).Trans ,‬اهليئة املرصية العامة‬
‫للتأليف والنرش‪.‬‬
‫‪ .9‬ووكلر‪ ،‬روبرت (‪ )2015‬روسو مقدمة قصرية جدا‪.‬مؤسسة هنداوي للتعليم والثقافة‪.‬‬
‫‪ .10‬العربية‪ ,‬م‪ .‬ا‪ .)1980( .‬املعجم الوجيز‪ .‬جممع اللغة العربية‪.‬‬
‫‪ .11‬العمري‪ ,‬أ‪ .‬ض‪ .)1994( .‬السرية النبوية الصحيحة‪ .‬مكتبة العلوم واحلكم‪.‬‬
‫‪ .12‬الغزايل‪ ,‬ا‪ .‬أ‪ .‬ح‪ .‬م‪ .‬ب‪ .‬م‪ .)2015( .‬إحياء علوم الدين‪ .‬دار ابن حزم‪.‬‬
‫‪ .13‬برقاي‪ ,،‬ج‪ .) 2021( .‬احلالة الطبيعية عند جان جاك روسو‪ .‬جملة احلكمة للدراسات‬
‫الفلسفية(ع‪)708 - 684( .)2‬‬
‫‪ .14‬روسو‪ ,‬ج‪ .‬ج‪ .)1958( .‬إميل أو تربية الطفل من املهد إىل الرشد‪ .‬الرشكة العربية للطباعة والنرش‪.‬‬
‫‪ .15‬سعد‪ ،‬منال اجلمري‪ ,‬ح‪ .) 2005( .‬مفهوم احلرية يف الرتبية عند جان جاك روسو‪ :‬دراسة ناقدة يف‬
‫ضوء مفهوم احلرية يف اإلسالم جامعة النيلني]‪ .Dissertations .‬اخلرطوم‪.‬‬
‫‪ .16‬سمية‪ ,‬ع‪ & ,.‬خليفة‪ ,‬د‪ .)2021( .‬مفهوم احلرية يف الفكر الفلسفي‪ :‬طرح كرونولوجي‪ .‬جملة املعيار‪,‬‬
‫‪(12‬جامعة تيسمسيلت ‪.1056 ),‬‬
‫‪ .17‬صليبا‪ ,‬ج‪ .)1994( .‬املعجم الفلسفي (‪ .)1 .Vol‬الرشكة العاملية للكتاب ‪ -‬بريوت‪.‬‬
‫‪[Article].‬عالء شنون‪ ,‬م‪ .)2021( .‬مفهوم احلرية واحلتمية يف الفكر الفلسفي اليوناين ‪18.‬‬
‫‪Jurisprudence‬‬ ‫‪Faculty‬‬ ‫‪Journal,‬‬ ‫‪1(34/35),‬‬ ‫‪465-502.‬‬
‫‪https://sdl.idm.oclc.org/login?url=https://search.ebscohost.com/login.aspx?direc‬‬
‫‪t=true&db=awr&AN=157962807&site=eds-live‬‬
‫‪ .19‬حممد‪ ,‬ط‪« .) 2017( .‬جان جاك روسو» أو ميالد مفهوم الطفولة احلديث الرتبية وإشكالية السلطة‬
‫واحلرية ‪[Article]. Journal of Arab Children, 19(73), 107-119.‬‬
‫‪https://sdl.idm.oclc.org/login?url=https://search.ebscohost.com/login.asp‬‬
‫‪x?direct=true&db=awr&AN=131713709&site=eds-live‬‬

‫كلية التربية – جامعة الحديدة‬ ‫مجلة أبحاث المجلد (‪ )10‬العدد (‪( )4‬ديسمبر ‪2023‬م)‬
‫‪P-ISSN: 2710-107X‬‬ ‫‪https://abhath-ye.com/‬‬ ‫‪E-ISSN: 2710-0324‬‬

‫‪713‬‬
)‫احلرية وتطبيقاتها الرتبوية بني أفالطون وروسو ( دراسة نقدية مقارنة من خالل كتابي اجلمهورية وإميل أمنوذجان‬
‫أمحد مخيس حممد اخلميس‬
.]‫ احلرية يف الرتبية عند جان جاك روسو جامعة دمشق‬.) 1997( .‫ ع‬,‫ حممود‬،‫ حممد‬.20
.‫ دمشق‬.Dissertations
.‫ مؤسسة هنداوي‬.‫ حرية الفكر وأبطاهلا يف التارخ‬.)2015( .‫ س‬,‫ موسى‬.21
‫ الشعبة القومية للرتبية والعلوم والسكان‬.‫ معجم العلوم االجتامعية‬.)1975( .‫ ا‬.‫ ا‬.‫ م‬.‫ ن‬,‫ والعرب‬.22
.‫ اهليئة املرصية العامة للكتاب‬،))‫((يونسكو‬
23. Wokler, Robert, Rousseau: A Very Short Introduction, Very Short
Introductions (Oxford, 2001; online ed., Oxford Academic, 24 Sept. 2013),
https://doi.org/10.1093/actrade/9780192801982.001.0001, accessed 30 May
2023.
24. Zhang, Y., & Wildmuth, B. M. (2005). Qualitative Analysis of Content. 1-
12. https://www.google.com/url?client=internal-element-
cse&cx=010006260480141198689:c08cnajm2fm&q=https://www.ischool.utexa
s.edu/~yanz/Content_analysis.pdf&sa=U&ved=2ahUKEwiN2v71oMiAAxWF
X_EDHQvtDPYQFnoECAAQAQ&usg=AOvVaw0pA9FEBg8kvuecDTxLsX
OA

‫كلية التربية – جامعة الحديدة‬ )‫م‬2023 ‫) (ديسمبر‬4( ‫) العدد‬10( ‫مجلة أبحاث المجلد‬
P-ISSN: 2710-107X https://abhath-ye.com/ E-ISSN: 2710-0324

714
)‫احلرية وتطبيقاتها الرتبوية بني أفالطون وروسو ( دراسة نقدية مقارنة من خالل كتابي اجلمهورية وإميل أمنوذجان‬
‫أمحد مخيس حممد اخلميس‬
Romanization of Resources
Al-Qur'an Al-Kareem, Surat Al-Isra'a, Verse 70.
1- Plato (2017), Jamhouriyat Aflatoun, Hindawy Foundation.
2- Plato (2022), Muhaawaraat Aflatoun, Hindawy Foundation.
3- Rousseau, Jan Jack (2013A), Aslu Al-Tafaawut baina Al-Naas, Hindawy
Foundation.
4- Rousseau, Jan Jack (2013B), Al-'Aqd Al-Ijtemaa'i, Hindawy Foundation.
5- Durant, Will Wairil (2010), Qissat Al-Hadhaarah: Hayaat Al-Younan, 7th ed.,
Al-Jeel House.
6- Rousseau, Jan Jack (1958), Emile, Arabian Co. for Printing and Publishing.
7- Plato (1986), Al-Qawaaneen Li-Aflatoun, Translation: Tailor, Presses of the
General Egyptian Board of Book.
8- Plato (1970), Muhaawarat Georgas Li-Aflatoun, Translation: M. H. Zhazha,
General Egyptian Board of Authorship and Publishing.
9- Wokler, Robert (2015), Rousseau: Muqaddimah Qaseerah Jiddan, Hindawy
Foundation for Education and Culture.
10- Arabic Language Academy (1980), Al-Mu'jam Al-Wajeez.
11- Al-'Umary, A. Dh. (1994), Al-Seerah Al-Nabawiyah Al-Saheehah, Al-
'Uloum Wal-Hikam Library.
12- Al-Ghazaly, A. A. H. M. B. M. (2015), Ihya'a 'Uloum Al-Deen, Ibn Hazm
House.
13- Barqay, J. (2021), Al-Haalah Al-Tabee'iyah 'inda Jan Jack Rousseau, Al-
Hikmah Journal for Philosophical Studies (Issue 2), (684-708).
14- Rousseau, J. J. (1985), Emile 'aw Tarbiyat Al-Tifl min Al-Mahd 'ila Al-
Rushd. Arabian Co. for Printing and Publishing.
15- Sa'd, Manal Al-Jamry, H. (2005), Mafhoum Al-Hurriyah fi Al-Tarbiyah
'inda Jan Jack Rouseau: Deraasah Naaqidah fi Dhaw'i Mafhoum Al-Hurriyah fi
Al-Islam, Dissertations, the Two Niles University, Khartoum.
16- Sumayyah, A. & Khalifah, D. (2021), Mafhoum Al-Hurriyah fi Al-Fikr Al-
Falsafi: Tarhun Kronoloji, Al-Mi'yaar Journal, 12 (Tismisilt University), 1056.
17- Saliba, J. (1994), Al-Mu'jam Al-Falsafi (Vol. 1), The International Co. of
Book – Beirut.
18- 'Ala'a Shanoun, M. (2021), Mafhoum Al-Hurriyah Wal-Hatmiyah fi Al-Fikr
Al-Falsafi Al-Younani, article in Jurisprudence Faculty Journal, 1(34/35), 465-
502:
https://sdl.idm.oclc.org/login?url=https://search.ebscohost.com/login.aspx?direc
t=true&db=awr&AN=157962807&site=eds-live.
19- Mohammed, T. (2017), "Jan Jack Rouseau" 'aw Milaad Mafhoum Al-
Tufoulah Al-Hadeeth fi Al-Tarbiyah Waishkaaliyat Al-Sultah Wal-Hurriyah,
article in Journal of Arab Children, 19 (73), 107-119:
https://sdl.idm.oclc.org/login?url=https://search.ebscohost.com/login.aspx?direc
t=true&db=awr&AN=131713709&site=eds-live.
20- Mohammed, Mahmoud, A. (1997), Al-Hurriyah fi Al-Tarbiyah 'inda Jan
Jack Rouseau, Dissertations, Damascus University, Damascus.

‫كلية التربية – جامعة الحديدة‬ )‫م‬2023 ‫) (ديسمبر‬4( ‫) العدد‬10( ‫مجلة أبحاث المجلد‬
P-ISSN: 2710-107X https://abhath-ye.com/ E-ISSN: 2710-0324

715
)‫احلرية وتطبيقاتها الرتبوية بني أفالطون وروسو ( دراسة نقدية مقارنة من خالل كتابي اجلمهورية وإميل أمنوذجان‬
‫أمحد مخيس حممد اخلميس‬
21- Mousa, S. (2015), Hurriyah Al-Fikr Wa'abtaaluha fi Al-Taareekh, Hindawy
Foundation.
22- Wal-'Arab, N. M. A. A. (1975), Mu'jam Al-'Uloum Al-Ijtemaa'iyah,
National Division of Education, Science and Population ((UNISCO)), the
General Egyptian Board of Book.

‫كلية التربية – جامعة الحديدة‬ )‫م‬2023 ‫) (ديسمبر‬4( ‫) العدد‬10( ‫مجلة أبحاث المجلد‬
P-ISSN: 2710-107X https://abhath-ye.com/ E-ISSN: 2710-0324

716

You might also like