‫الرفقة الصالحة‬

‫متهيد‬
‫ذكر مبفهوم العمل الصاحل وشروط قبوله عند هللا تعاىل ‪ ..‬؟‬ ‫‪-‬‬
‫ملاذا حرص موسى عليه السالم على مرافقة الرجل الصاحل ؟‬ ‫‪-‬‬
‫كيف يؤثر الصاحب على عمل وسلوك صاحبه؟‬ ‫‪-‬‬
‫وضعية الانطالق‬
‫الحظ أمحد أن صديقه مراد بدأ يرافق من حني آلخر بعض رفقاء السوء‪ ،‬فقرر تقدمي النصح له‪ ،‬خوفا عليه من التأثر بسلوكهم املنحرف‪ ،‬لكن مراد رد عليه أبنه واثق ** **‬
‫** يف نفسه‪ ،‬وأنه ليس من السهل أن يتأثر بسلوكهم املنحرف‪ ،‬فهو يرافقهم فقط ألن بينهم هواايت مشرتكة‬
‫ـ ـ ما رأيك يف موقف مراد؟ ـ ـ كيف جيب أن خنتار الصديق؟‬
‫** احملور ا ألول ‪ :‬مفهوم الرفقة الصاحلة ورشوطها **‬
‫الزخرف‪76 :‬‬ ‫قال تعاىل‪ ﴿ :‬ا َلخال ُء ي َ ْو َمئ ٍذ ب َ ْعضُ هُ ْم ل َب ْع ٍض عَدُ ٌّو اال الْ ُمتَّق َي ﴾‬
‫ِ‬
‫رشح املفردات ‪ :‬ـ األخالء‪ ................... :‬ـ يومئذ‪................... :‬‬
‫مضمون الآية ‪ :‬الصحبة السيئة مصريها العداوة يوم القيامة‪.‬‬
‫أأ– مفهوم الرفقة الصاحلة‪:‬‬
‫اإلسالم على اختيار الصحبة الصاحلة َ‬
‫واالرتباط أبصدقاء اخلري‪ ،‬الذين إذا نسيت ذكروك‪ ،‬وإذا ذكرت أعانوك‪،‬‬ ‫هي تلك الصحبة اليت جتعل الفرد مستقيما يف حياته‪ ،‬وقد حث َ‬
‫‪« :‬الرجل على دين‬ ‫واألجر الكبري يف الدنيا واآلخرة‪ .‬وحذر من صحبة األشرار والقرب منهم‪ ،‬ملا يف صحبتهم من الداء‪ ،‬ويف جمالستهم من الوابء‪ ،‬قال‬
‫وملا فيها من اخلري ْ‬
‫خليله ف لينظر أحدكم من يخالل»‬
‫ب – رشوط الرفقة الصاحلة‪:‬‬
‫من الشروط اليت تتطلب يف الرفيق‪ :‬ـ صدق النية يف املرافقة‪ :‬إذ على كل رفيق أن يكون صادقا‪،‬‬
‫ـ اإلخالص والوفاء بني الرفقاء‪ :‬مبا يضمن للصحبة القوة واالستمرارية على طاعة هللا تعاىل‪..‬‬
‫ـ الصرب‪ :‬وهو حتمل كل صعب من أجل آتلف الرفقة‪ ،‬ملا يف الصرب من األجر وزالثواب‪..‬‬
‫ـ التضحية‪ :‬ببذل الوقت واجلهد واملال يف سبيل خدمة الصاحب وحسن معاشرته‬
‫احملور الثاين ‪ :‬أآداب الرفقة الصاحلة ومثارها‬
‫الظال ُم ع َ َ َٰل ي َ َديْه ي َ ُقو ُل ََي ل َ ْيتَِن َّاَّت َْذ ُت َم َع َّالر ُسول َسب ًيال‪ََ ،‬ي ويليت ل َ ْيتَِن ل َ ْم َأ ََّّت ْذ فُ َالًنً خَل ًيال لَّقَدْ َأضَ لَِّن َعن ا ذل ْكر ب َ ْع َد ا ْذ‬
‫قال تعاىل‪َ ﴿ :‬وي َ ْو َم ي َ َع ُّض َّ‬
‫ِ‬ ‫الش ْي َط ُان ل ْال َنسان َخ ُذ ً‬ ‫َج َاءين ۗ َو ََك َن َّ‬
‫وال ﴾ الفرقان‪72 – 76:‬‬

‫ذيك‪ ،‬وإما أن تبتاع منه‪ ،‬وإما أن‬ ‫قال " إنما مثل الجليس الصالح وجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير‪ ،‬فحامل المسك إما أن يح ِ‬ ‫أن النيب‬
‫عن أيب موسى األشعري ِ‬
‫ُْ‬
‫تجد منه ريحاً طيبة‪ ،‬ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك‪ ،‬وإما أن تجد منه ريحاًخبيثة" صحيح مسلم‬

‫رشح املفردات ‪ :‬ـ سبيال‪ ...... :‬ـ ـ خذوال‪ ..... :‬ـ أضلين‪ ...... :‬ـ خذوال‪ ....... :‬ـ الكري‪ ..... :‬ـ ـ حيذيك‪ ....... :‬ـ تبتاع منه‪....... :‬‬
‫مضمون الآية ‪ :‬حسرة وندم الظامل يوم القيامة بسبب ختليه عن احلق ومسايرته لرفقاء السوء ‪.‬‬
‫مضمون احلديث ‪ :‬بيان احلديث فضيلة اجلليس الصاحل‪ ،‬وخطر جمالسة جليس السوء ‪.‬‬
‫للرفقة الصاحلة آداب ينبغي التحلي هبا وهي كثرية منها‪:‬‬ ‫‪ 1‬ـ أآداب الرفقة الصاحلة ‪:‬‬
‫– أن تكون الصحبة واألْخوة يف هللا عز وجل دون النظر إىل غاية دنيوية‪.‬‬ ‫– أن يكون الصاحب ذا خلق ودين وأخلَق حسنة‪.‬‬
‫– اإلسراع يف املعونة ابلنفس واملال ولو كان يف ذلك إيثار على النفس‪.‬‬ ‫– أن يُعلمه مبحبته له يف هللا ليكون تواصلهما أكرب‪.‬‬
‫– جتنب السخرية والغيبة واحلسد والبغضاء والظن السوء والتماس الْعذار له‬ ‫– تبادل اهلدااي والعطيات فإن اهلدية تزيد يف احملبة‪.‬‬
‫من الثمار اليانعة والضالل الوافرة للرفقة الصاحلة‪:‬‬ ‫‪ 2‬ـ مثار الرفقة الصاحلة ‪:‬‬
‫– املسارعة إىل اخلريات‪ ،‬والتنافس يف الطاعات‪.‬‬ ‫– اإلعانة على الطاعات‪ ،‬والبعد عن املعاصي والذنوب‪.‬‬
‫– املعاونة على نوائب الدهر‪ ،‬فقد قيل‪ :‬الصديق عند الضيق‪.‬‬ ‫– بركة اجملالسة‪ ،‬فإن من جالَسهم تشمله بركة ُجمالستهم‪ ،‬ويعمه اخلري احلاصل هلم‪.‬‬
‫– التأثر هبم واالقتداء بسلوكهم وأخالقهم واستقامتهم‬