You are on page 1of 62

@AMIR@

@AMIR@
‫﷽‬

‫تلخيص و تقليص لدروس جميع مقاييس السداسي الثاني لسنة أولى ليسانس عن بعد تخصص الحقوق‬

‫هذا العمل من إجتهاد بعض الطلبة حيث قاموا بتلخيص و تقليص لجميع الدروس الموجودة على مستوى أرضية‬
‫التكوين عن بعد و ذلك بالتركيز على النقاط المهمة من منظورهم الخاص‬
‫ننوه ّ‬
‫أن التلخيص و التقليص خاص فقط بالسنة الدراسية ‪ 2023-2022‬حيث ال يمكننا ضمان أنه صالح سواء‬ ‫كما ّ‬
‫للسنوات التي مضت أو السنواة القادمة انشاء هللا‬

‫@‪@AMIR‬‬
‫إضغط على المقياس للذهاب إليه مباشرة‬

‫@‪@AMIR‬‬

‫مقياس القانون اإلداري‬ ‫مقياس مدخل إلى العلوم القانونية‬

‫مقياس منهجية الحقوق‬ ‫مقياس المجتمع الدولي‬

‫مقياس إقتصاد سياسي‬ ‫مقياس القانون الدستوري‬

‫مقياس مصطلحات قانونية‬


‫‪C20R16‬‬

‫@‪@AMIR‬‬

‫مقياس مدخل إلى العلوم القانونية‬

‫‪1‬‬
‫‪C20R16‬‬ ‫مدخل إلى العلوم القانونية‬

‫المقصود بالحق‬
‫تعريف الحق ‪ :‬اختلف الفقهاء في تحديد مفهوم الحق فنجد عدة مذاهب‪:‬‬
‫المذهب الشخصي " النظرية اإلرادية " ‪ :‬أو ما يعرف بالنظرية اإلرادية بقيادة الفقيه سافيني ويرى أن الحق هو {القدرة أو السلطة اإلرادية‬
‫تثبت للشخص الذي يستمدها من الـقـانـون }و يجعل هذا المذهب الحق صفة تلحق صاحبها‪.‬‬
‫يتم انتقاد هذه النظرية بأنها تعتمد على افتراض وجود الحق مترتبا على وجود اإلرادة‪ ،‬وهذا يعني أنه ال يوجد حق إذا لم يكن هناك إرادة‪،‬‬
‫ويمكن أن يكون ذلك صحيحا في حاالت الجنون أو الغباء أو الصبيانية الغير المميزة‪ ،‬بينما ال يلزم وجود الحق بإثبات اإلرادة‪ ،‬ويجب عدم‬
‫الخلط بين استخدام الحق وتعريفه‪.‬‬
‫المذهب الموضوعي ‪ :‬هو نظرية المصلحة بقيادة الفقيه أهرانج‪ ،‬ويرى أن الحق يهدف لتحقيق مصلحة معينة مادية أو أدبية‪ ،‬وهذه المصلحة‬
‫يعترف بها القانون ويحميها‪ ،‬سواء كانت مادية أو معنوية‪.‬‬
‫الـــنـــقــــد ‪ :‬ما يؤخذ على هذه النظرية أنــه ال ينصب على مفهوم الحق كنفه وانما ينصب على الغاية التى يهدف اليها صاحب الحق‬
‫لتحقيقها‪.‬‬
‫المذاهب المختلطة ‪ :‬عرف البعض من الفقه الحق أنه القدرة أو السلطة اإلرادية المعطاة لشخص في سبيل تحقيق مصلحة يحميها القانون‬
‫‪.‬‬
‫الــنــــقـــــد ‪ :‬قد وجه لهذا المذهب النقد الموجه للنظريتين السابقتين‪.‬‬
‫النظرية الحديثة ‪ :‬يعني الحق سلط ة تحددها القانون ويحميها شخص معين‪ ،‬يمتلك هذا الشخص سلطة الحق وهي عالقة استحواذ وتسلط‪،‬‬
‫ويتم االعتراف بها وحمايتها بموجب القانون لتحقيق مصلحة مشروعة‪ .‬ويستخلص من هذا التعريف العناصر التالية‪:‬‬
‫أن الحق يعبر عن السلطة التى يقرها القانون‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫أن الحق يفترض وجود شخص معين يكون صاحبا له‬ ‫‪‬‬
‫أن الحق يرد على قيمة معينة تكون محال له‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫أن يكون لصاحب الحق سلطة االستئثار والتسلط على حقه و يختلف ذلك باختالف أنواع الحقوق و التسلط نتيجة حتمية االستئثار‬ ‫‪‬‬
‫ولكن االستئثار ال يثبت اال لصاحب الحق أما التسلط أو مباشرة الحق‬
‫لشخص أخر‪.‬‬
‫أنواع الحق ‪:‬‬
‫الـحق التام ‪ :‬هو الذي يعترف به القانون ويحميه عن طريق رفع دعوة أمام القضاء‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫الحق الناقص ‪ :‬هو الحق الذي يعترف به القانون ولكن ال يحميه مثل سقوط الحق في الدين بالتقادم‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫الحق المطلق ‪ :‬هو الذي يكون للشخص حق في مواجهة الناس كافة كحق الملكية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫الحق النسبي ‪ :‬هو الذي يكون للشخص في مواجهة شخص آخر معين أو أشخاص معينين كحق الدائنية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫الحق األصلي ‪ :‬هو الذي ال يكون تابع لحق أخر مثل حق الملكية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫الحق التبعي ‪ :‬هو الذي يكون تابع لحق أخر والغاية منه هي ضمان الوفاء بالحق األصلي كحق الرهن فهو يتبع حق أخر كحق‬ ‫‪‬‬
‫الدائنية‪.‬‬
‫الحقوق السياسية ‪:‬هي تلك الحقوق التي تثبت ألبناء الدولة الذين ينتمون لجنسيتها و هم المواطنين دون األجانب و هذا معناه أن‬ ‫‪‬‬
‫الجنسية هي معيار التمييز بين من تثبت لهم تلك الحقوق و تتمثل ىذه الحقوق في‪:‬‬
‫‪ ‬حـــق اإلنـــــتـــخــاب‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫‪C20R16‬‬ ‫مدخل إلى العلوم القانونية‬

‫‪ ‬حـــق الـــتــــرشـــــــح‪.‬‬
‫‪ ‬حــــق تـــولــــي الــوظــائـف الـعـامـة‪.‬‬
‫‪ ‬حـــــق الـــحــمـــايـــة فــي الـخــــارج‪.‬‬
‫و يقابل هذه الحقوق واجبات وهي‪:‬‬
‫‪ ‬واجـب الــوالء و اإلخـــــالص‪.‬‬
‫‪ ‬واجــب أداء الــخــدمــة الــوطــنــيـة‪.‬‬
‫‪ ‬تـلــبــيــة نــداء الـدفـاع عــن الوطــن‪.‬‬

‫الحقوق المدنية ‪ :‬تثبت للشخص بإعتباره عضو في الجماعة لكي يتمكن من أن يعيش في جو من الحرية و األمل بما ال يتعارض‬ ‫‪‬‬
‫مع مصلحة المجتمع وغيره من األفراد‪ ,‬وهي الزمة لحياة الفرد المدنية ‪,‬فهي للجميع دون تفرقه في السن أو الجنس أو الجنسية‪.‬‬

‫الحقوق المدنية العامة والخاصة‬


‫الحقوق المدنية العامة ‪ "" :‬الحقوق الملتصقة بالشخصية أو حقوق الشخصية"" وهي الحقوق التي تثبت للشخص بمولده وتالزمه وتظل‬
‫تحميه حتى وفاته و تشمل هذه الطائفة جملة من الحقوق مثل الحق في الحياة و سالمة بدنه و شرفه والحق في العمل والتنقل‪.‬‬
‫الحقوق المدنية الخاصة ‪ :‬وهي نوع من الحقوق المدنية تقررها و تحميها نصوص القانون الخاص ‪ ,‬فهي قدرات قانونية يخولها القانون‬
‫لألفراد ولكنها تختلف من شخص آلخر‪.‬‬
‫الحقوق العائلية ‪ :‬حقوق األسرة ‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫وهي الحقوق التي تثبت للشخص بصفته عضوا في أسرة معينة لتنظيم عالقاته بأسرته كحق الزوج على الزوجة أن تطيعه وفي‬
‫المقابل حق الزوجة على زوجها بتوفير وسائل العيش لها‪.‬‬
‫الحقوق المالية ‪ :‬وهي الحقوق التي تحقق ألصحابها مصالح يمكن تقويمها بالمال وتنتقل من صاحبها لغيره ويمكن أن تكتسب أو‬ ‫‪‬‬
‫تسقط بالتقادم و يمكن الحجز عليها وفاءا لديون صاحبه‬

‫الحقوق العينية ‪:‬‬


‫الحق العيني هو سلطة مباشرة تقررها القانون لصاحب الحق على شيء مادي‪ ،‬ويتيح له استخدامه دون الحاجة لوسيط ويسمى هذا النوع‬
‫من الحقوق الحقوق العينية ألنها تتعلق بالعين أو شيء مادي و عناصر الحق العيني هي ‪:‬‬
‫‪ .1‬الشخص صاحب الحق‬
‫‪ .2‬الشيئ موضوع الحق‬
‫‪ .3‬سـلطة مباشرة لصاحب الحق على الشيء محل الحق‪.‬‬
‫الحقوق العينية األصلية ‪:‬‬
‫وهي كما سبق القول حقوق لها وجودها المستقل ‪ ,‬فهي ال تتعلق باي حق آخرر ‪ .‬و هي كــاآلتـي‪:‬‬
‫‪ .1‬حــــــق الــمـــلــكـــيـــة‪:‬‬
‫وهو من أهم و أوسع الحقوق العينية األصلية نطاقا و الحقوق العينية األخرى هي فروع مشتقة منه و هو الحق الذي يخول أو يمنح‬
‫لصاحبه سلطة كاملة على الشيء تمكنه من استعماله و استغالله والتصرف فيه‪ ,‬فحق الملكية حق إذا يخول لصاحبه جميع المزايا‬
‫التي يمكن الحصول عليها من الشيء‬
‫‪3‬‬
‫‪C20R16‬‬ ‫مدخل إلى العلوم القانونية‬

‫فالمالك ان يستعمل الشيء أو يستغله أو يتصرف فيه فحق المليكة حق جامع إذا يخول لصاحبه جميع المزايا التي يمكن الحصول‬
‫عليها من الشيء‪.‬‬
‫‪ ‬اإلســتـــعــمـــال ‪ :‬هو استخدام الشيء فيما أعــد له باستثناء الثمار كالسكن‪.‬‬
‫‪ ‬اإلســـتــــــغــــالل ‪ :‬هو القيام باألعمال الالزمة للحصول على ثمار الشيء فاستخدام منزل للسكن فهو استعمال له ‪ ,‬أما تأجيرها‬
‫فهو إستغالل لها ‪.‬‬
‫‪ ‬الــــتـــــصــــرف ‪ :‬للمالك الحق في التصرف كالهدم مثال وإما أن يكون التصرف قانوني كالبيع مثال‪.‬‬

‫حــــق المـلـكــيــة هو حق مؤبد و دائم بمعنى أنه يدوم بدوام الشيء‪.‬‬

‫‪ .2‬حـــــــق اإلنـــــتــــــفــــــــاع‪ :‬وهو حق عيني يشمل اإلســتــعـمــال و اإلســـتـــغــالل ويرد على الشيء المملوك للغير وبذلك‬
‫يتجزء حق الملكية فيكون حق التصرف لشخص و تسمى ملكية الرقبة ويكون االستغالل و االستعمال لشخص آخر ويسمى حق‬
‫االنتفاع ‪.‬‬
‫‪ .3‬حـــق اإلرتــــــــفـــــــاق‪ :‬تعرف المادة رقم ‪ 867‬من القانون المدني الجزائري اإلرتقاء بأنه ‪ :‬اإلرتقاء حق يجعل حدا لمنفعة‬
‫عقار لفائدة عقار اخر و يجوز أن يترتب اإلرتقاء على مال إن كان ال يتعارض مع اإلستعمال الذي خصص له هذا المال ‪.‬‬

‫الحقوق العينية التبعية ‪ :‬يقصد بها تلك الحقوق التي ال تقوم إال تبعا لحق آخر‪ ,‬وال يتصور قيامها مستقلة كما هو الحال في الحقوق العينية‬
‫األصلية فالحقوق العينية التبعية هي التي تستند لحق شخص تكون تابعة له و الغاية منه ضمان الوفاء بالحق الشخصي‬

‫الرهن الرسمي‪ :‬عرفت المادة ‪ 822‬من القانون المدني الجزائري الرهن الرسمي بانه ‪ :‬الرهن الرسمي عقد يكسب به الدائن حقا عينيا ‪،‬‬
‫على عقار لوفا ء دينه ‪ ،‬يكون له بمقتضاه أن يتقدم على الدائنين التاليين له في المرتبة في استيفاء حقه من ثمن ذلك العقار في أي يد كان ‪.‬‬
‫الرهن الحيازي ‪ :‬نص عليه المشرع في (المادة ‪ 948‬من ق‪-‬م‪-‬ج) وهو حق عيني تبعي ينشئ للدائن المرتهن بموجب االتفاق على عقار‬
‫أو منقول للوفاء بحقه (المادة ‪ 949‬من ق‪-‬م‪-‬ج) و يتقرر على مال مملوك لمدينة أو لغيره (غير المدين) و يسمى الغير الذي يقدم رهنا لدين‬
‫غيره بالكفيل العيني و يخول الرهن حق الحبس و التقدم ‪ .‬و يتميز الرهن أساسا بانتقال الحيازة من المدين الراهن الى الدائن المرتهن أو‬
‫الى شخص ثالث يرتضيه الدائن و المدين (عكس الرهن الرسمي الذي تبقى الحيازة فيه للراهن)‪.‬‬
‫حق التخصيص ‪ :‬حق عيني تبعي يتقرر ضمانا للوفاء بحق الدائن يرد على عقاء أو أكثر من عقارات المدين (المادة ‪ 904‬من ق‪-‬م‪-‬ج) ‪،‬‬
‫و بمقتضى حكم واجب التنفيذ صادر بإلزام المدين بالدين ‪.‬‬
‫حق اإلمتياز ‪ :‬هو حق ع يني تبعي يقرره القانون للدائن على المال أو أكثر للمدين ضمانا للوفاء بحق الدائن و مراعاة من القانون لصفة‬
‫هذا الدين ‪ ،‬و مصدره المباشر هو القانون و إقرار المشرع لهذه األولوية بالنظر لصفة معينة بالحق المضمون تميله أحيانا المصلحة العامة‬
‫الحق الشخصي ‪ :‬يعرفه الفقهاء بانه عالقة قانونية بين شخصين بمقتضاها حق الحدهما ان يلزم االخر بان يؤدي له عمال او يمتنع لصالخه‬
‫عن اداء عمل أو هو سلطة يقررها القانون لشخص يسمى الدائن قبل شخص اخر يسمى المدين تمكنه من الزامية باداء عمل او االمتناع‬
‫عن عمل تحقيقا لمصلحة مشروعة للدائن و ال يكون لصاحب الحق بل يكون اتصاله عن طريق شخص اخر هو المدين و بهذا يختلف عن‬
‫الحق العيني ‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫‪C20R16‬‬ ‫مدخل إلى العلوم القانونية‬

‫الشخص الطبيعي‬
‫بداية الشخصية الطبيعية‪ :‬عرفت المادة ‪ 01/25‬من القانون المدني بداية الشخصية القانونية بتمام والدته حيا و يقصد بالميالد إنفصال‬
‫المولود عن أمه إنفصاال تاما و يشترط ببدأ الشخصية القانونية والدة الطفل حيا و لو للحظة و يمكن التعرف على حياة المولود بالصراخ و‬
‫التنفس ‪.‬‬
‫انتهاء الشخصية الطبيعية ‪ :‬تنتهي الشخصية القانونية لإلنسان بالوفاة الطبيعية أو الحكمية ‪.‬‬
‫‪ .1‬الوفاة الطبيعية ‪ :‬إذا مات االنسان انتهت شخصيته القانونية و يجب إثبات واقعة الوفاة عن طريق السجالت المعتمدة لهذا الغرض‬
‫‪.‬ويمكن تعريف الوفاة بنوقف القلب و الرئتين توقفا دائما و تاما و تنقضي الشخصية القانونية لإلنسان بالوفاة و تنتقل الحقوق المالية‬
‫للورثة الشرعيين و ذلك بعد سداد ما عليه من ديون ‪.‬‬
‫‪ .2‬الوفاة الحكمية ‪ :‬تنتهي الشخصية القانونية بالموت الحكمي ‪ ،‬و هو ليس بموت طبيعي و لكن موت تقرره المحكمة بأحوال معينة‬
‫و يسبق الحكم بالوفاة حكم اخر هو الحكم بالفقدان ‪.‬‬
‫الحكم بالفقدان ‪ :‬يصدر الحكم بشأن كل من الغائب و المفقود‬
‫الغائب ‪ :‬هو شخص غير حاضر في محل إقامته و ليس له موقف معلوم ‪ .‬أو الشخص الذي تنقطع إقامته كالمهاجر إلى دولة‬ ‫‪‬‬
‫أخرى للعمل أو للدراسة أو المسجون لمدة طويلة (‪ 20‬سنة)‬
‫المفقود ‪ :‬هو الشخص الذي غاب فترة طويلة و إنقطعت أخباره فال يعرف ما إذا كان حيا أو ميتا ‪ ،‬تلجأ التشريعات إلى إعتبار‬ ‫‪‬‬
‫المفقود ميتا متى توافرت ئروط معينة ‪.‬‬
‫مميزات الشخصية الطبيعية‬
‫‪ .1‬االسم ‪ :‬لكل شخص طبيعي إسم يميزه عن غيره و لإلسم معنيان إسم شخصي و هو ما يتعين به اإلنسان تعينا خاصا ‪.‬‬
‫اللقب و إسم العائلة و لقب الشخص يلحق بأبنائه ‪.‬‬
‫‪ .2‬الحالة ‪ :‬البعض يعبر عنها بالحالة و البعض يعبر عنها بالحالة الشخصية لإلنسان و يقصد بها الحالة المدنية للشخص من حيث‬
‫عالقته بأسرته ( الحالة العائلية ) و عالقته بدولته ( الحالة السياسية ) و إرتباطه بعقيدته ( الحالة الدينية )‪.‬‬
‫أ‪ -‬الحالة الدينية‪ :‬يترتب عادة على إنتماء الشخص إلى أسرة معينة إعتناقه دين هذه األسرة و ليس للدين في الدول األوروبية من‬
‫أثر بالنسبة لحياة الشخص من الناحية القانونية ‪ ,‬إذ أن القانون الوضعي يطبق على الجميع دوف تفرقة بينهم على أساس الدين ‪ ,‬و‬
‫لكن في بعض الدول اإلسالمية و منها الجزائر يكون للدين أثر على األحوال الشخصية ‪.‬‬
‫ب ‪ -‬الحالة السياسية‪ :‬من عناصر حالة اإلنسان رابطة إنتمائه لدولة معينة و هي ما يعبر عنها برابطة الجنسية ‪ ,‬و الجنسية رابطة‬
‫قانونية بين الشخص و دولة معينة بمقتضاها يعتبر أحد أفرادها و يترتب على حمل الفرد لجنسية الدولة أن يتمتع بالحقوق السياسية‬
‫و أن يتمتع بالواجبات الوطنية‬
‫ج‪ -‬الحالة العائلية‪ :‬القرابة نوعان قرابة مصاهرة و قرابة نسب‪:‬‬
‫‪ .1‬قرابة نسب‪ :‬تنص المادة ‪32‬قانون مدني على أن ‪ " :‬تتكون أسرة الشخص من ذوي قرباه ‪ ,‬و يعتبر من ذوي القربى كل من‬
‫يجمعهم أصل واحد" ‪ .‬و قرابة النسب تتكون إما من قرابة مباشرة أو قرابة حواشي‪.‬‬
‫القرابة المباشرة‪ :‬و ترتبط األصول بالفروع و قد نصت المادة ‪ 01-33‬قانون مدني ‪" :‬القرابة المباشرة هي الصلة ما بين‬ ‫‪‬‬
‫األصول و الفروع" و يراعى في الحسبان درجة القرابة بإعتبار كل فرع درجة صعودا مع عدم إحتساب األصل ‪ ،‬فاإلبن‬
‫يعتبر قريب من الدرجة األولى و ألبيه و إبن قريب للحد من الدرجة الثانية ‪.‬‬
‫قرابة الحواشي‪ :‬و هي التي تربط بين األشخاص الذين يجمعهم أصل واحد دون أن يكون أحدهما فرعا لألخر مثل إبن‬ ‫‪‬‬
‫األخ الشقيق للعم ‪...‬‬
‫‪5‬‬
‫‪C20R16‬‬ ‫مدخل إلى العلوم القانونية‬

‫‪ .2‬قراية المصاهرة ‪ :‬القرابة الناشئة من االزواج هي القرابة الزوجية بين الزوجين ‪ ،‬و هي الصلة التي تربط احد الزوجين و‬
‫أقارب الزوج االخر ‪ ،‬و يعتبر أحد الزوجين بنفس القرابة و الدرجة للزوج االخر ‪.‬‬

‫‪ .3‬األهلية ‪ :‬للشخص أهليتين يكتسب األولى و هي أهلية وجوب بمجرد الميالد و هي صالحيته لكسب الحقوق و تحمل اإللتزامات ‪،‬‬
‫و أما أهلية األداء فيكتسبها في وقت الحق و هي صالحيته مباشرة التصرف القانوني الذي بنشأته يكسبه الحق و يحمله اإللتزام ‪،‬‬
‫و هي تمر بمراحل معينة كما ترتبط بعدم إصابة الشخص بعائق ‪.‬‬
‫‪ ‬أهلية الوجوب ‪ :‬هي صالحية الفرد الكتساب الحقوق وتحمل االلتزامات‪ ،‬وهي صالحية تثبت لكل فرد منذ والدته وحتى وفاته‪،‬‬
‫وتثبت أيضا للجنين في بطن أمه‪ ،‬ولكنها غير ك املة‪ ،‬حيث تقتصر على بعض الحقوق وتستثني البعض اآلخر مثل حقوق اإلرث‬
‫والوصية‪.‬‬

‫‪ ‬أهلية األداء‪ :‬هي صالحية الشخص لممارسة حقوقه بنفسه ‪ ،‬التصرفات القانونية كأهلية الشخص بأن يبيع ماله أو يرهنه أو يؤجره‬
‫فهي صالحية الشخص إلعمال إرادته إعماال من شأنه ترتيب األثر القانوني ‪.‬‬
‫أ ‪ -‬إنعدام األهلية ( الصبي غير المميز ) ‪ :‬كل شخص دون ‪ 13‬سنة يعتبر غير مميز أو فاقد التمييز ‪ ،‬و ال يكون أهال لمباشرة حقوقه‬
‫المدنية بنفسه لصغر سنه ‪ ،‬فهو عديم أهلية األداء ‪ ،‬و ال يعد أهال لمباشرة أي تصرف حتى و لو كان نافعا له نفعا محضا ‪.‬‬
‫ب ‪ -‬نقصان األهلية (ناقص أهلية األداء) ‪ :‬كل شخص بلغ ‪ 13‬من عمره و لم يبلغ ‪ 19‬من عمره يعتبر مميزا ‪ ،‬و تنص المادة ‪43‬‬
‫من قانون المدني ‪" :‬كل من بلغ التمييز و لم يبلغ سن الرشد ‪ ...‬يكون ناقص األهلية لما يقرره القانون ‪".‬‬
‫ج‪ -‬كمال األهلية ‪ :‬يعتبر الشخص الذي بلغ ‪ 19‬سنة كامل األهلي ة إلرادة أمواله و التصرف فيها كما شاء ‪ ،‬يشترط تمتعه بقواه العقلية‬
‫‪.‬‬
‫عوارض األهلية ‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬الجنون و العته ‪ :‬تنص المادة ‪ 101‬من قانون األسرة ‪" :‬من بلغ سن الرشد و هو مجنون أو معتوه أو سفيه أو كرأت عليه إحدى‬
‫الحاالت المذكورة بعد رشده يحجر عليه‪".‬‬
‫و تنص المادة ‪" : 107‬تعتبر تصرفات المحجور عليه باطلة و قبل الحكم إذا كانت أسباب الحجر ظاهرة و فاشية وقت صدورها‪".‬‬
‫‪ ‬السفه و الغفلة ‪ :‬اعتبر القانون المدني السفيه و ذي الغفلة من ناقصي األهلية كالصبي المميز ‪ ،‬فتبطل تصرفاتهم الضارة ضررا‬
‫محضا بطالنا مطلقا ‪ ،‬و تصح تصرفاتهم النافعة نفعا محضا و تكون تصرفاتهم الدائرة بين النفع و الضرر قابلة لإلبطال بالنسبة‬
‫لهم فقط ‪.‬‬
‫موانع األهلية ‪ :‬هناك ظروف تمنع الشخص من ممارسة تصرفاته القانونية ‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ .1‬الحكم بعقوبة جنائية ‪ :‬نص قانون العقوبات في المادتين‪ 06‬و ‪ 07‬على حرمان المحكوم عليه في أثناء تنفيذ العقوبة األصلية‬
‫(عقوبة جنائية) كاإلعدام أو السجن المؤبد أو المؤقت بمباشرة حقوقه المالية و أن تكون إدارة أمواله طبقا لنفس األوضاع المقررة‬
‫لحالة الحجر القضائي‪.‬‬
‫فهذه العقوبات تعد مانعا من ممارسة أهلية األداء ‪ ،‬و تكون تصرفات المحكوم عليه باطلة بطالنا مطلقا حيث يعين مقدم إلدارة‬
‫أمواله‪.‬‬
‫‪ .2‬الحكم بشهر اإلفالس ‪ :‬الناتج عن توقف التاجر لدفع ديونه و عدم قدرته على ذلك يؤدي للتعيين اإلجباري لوطيل التفلسة و يتولى‬
‫هذا األخير بإدارة أموال المفلس‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫‪C20R16‬‬ ‫مدخل إلى العلوم القانونية‬

‫‪ .3‬إجتماع عاهتين ‪ :‬إذا إجتمعت في الشخص عاهتين على األقل و تعذر عليه بسببهما التعبير عن إرادته يجوز للمحكمة أن تعين له‬
‫مساعدا قضائيا يساعده في تصرفاته ‪.‬و تكون التصرفات الصادرة عنه قبل أن يعين له المساعد القضائي صحيحة أما بعد قرار‬
‫تعيين مساعد قضائي فتكون قابلة لإلبطال لمصلحته ‪.‬‬
‫مالحظة ‪ :‬تنص المادة ‪ 81‬قانون األسرة ‪" :‬من كان فاقد األهلية أو ناقصها لصغر السن أو الجنون أو العته أو السفه ينوب عنه قانونا‬
‫ولي أو وصي أو مقدم طبقا ألحكام هذا القانون ‪".‬‬
‫أ ‪ -‬الوالية ‪ :‬تنص المادة ‪ 87‬قانون األسرة ‪" :‬يكون األب وليا على أوالده القصر و بعد وفاته تحل األم محله قانونا" ‪ .‬و ال يجوز‬
‫لألبوين التنازل أو التنحي عن الوالية ‪ ،‬و الوالية شخصية ال تنتقل للورثة ‪.‬‬
‫المادة ‪ 88‬قانون األسرة ‪" :‬على الولي أن يتصرف في أموال القاصر و تصرف الرجل الحريص و يكون مسؤوال طبقا لمقتضيات‬
‫القانون العام ‪ ".‬و أشارت المادة ‪ 91‬بإنتهاء الوالية ببلوغ القاصر سن الرشد بعجزه أو موته أو موته أو الحجر عليه أو إسقاط سلطته‬
‫‪.‬‬
‫ب – الوصاية (‪ 98 – 92‬قانون األسرة) ‪ :‬يُجوز لألب أو الجد تعيين وصيًّا للولد القاصر إذا لم تكن لديه القدرة على تولي أموره أو‬
‫لم يثبت عدم قدرته بالطريقة القانونية‪ ،‬وإذا تعدد األوصياء يختار القاضي األصلح منهم ويشترط في الوصي أن يكون مسلما عاقال بالغا‬
‫أمينا وقادرا وحسن التصرف‪ .‬يُمنح الوصي نفس سلطة الولي في التصرف‪ ،‬وتنتهي مدة الوصاية بوفاة القاصر أو زوال الداعي إلى‬
‫الوصاية أو وفاة الوصي‪ ،‬وعند بلوغ القاصر سن الرشد ما لم يصدر حكم بالحجر عليه‪ .‬ويتحمل الوصي المسؤولية عن أموال القاصر‬
‫ويجب عليه تس ليمها للشخص المخول بها بعد انتهاء مهمته‪ ،‬وفي حالة وفاته أو فقدانه يتحمل ورثته مسؤولية تسليم األموال للدعوة‬
‫باألمر‪.‬‬
‫ج – المقدم ‪ :‬إذا لم يكن لفاقد األهلية و لي أو وصي تقوم المحكمة بتعيين مقدم بناءا على طلب احد األقارب أو من له مصلحة أو النيابة‬
‫العمة (المادة ‪ 99‬قانون االسرة) و تطبق على القيم نفس االحكام التي تطبق على الوصي (المادة ‪ 100‬قانون االسرة)‪.‬‬

‫‪ .4‬الموطن ‪ :‬هو المقر القانوني للشخص أو هو المكان الذي يعتبر القانون أن الشخص موجود فيه ‪ ،‬و هو أحد مميزات الشخصية‬
‫الطبيعية ذلك أن لكل شخص موطن ‪.‬‬
‫‪ ‬أنواع الموطن ‪:‬‬
‫ينقسم لموطن عام و موطن خاص ‪:‬‬
‫أ ‪ -‬الموطن العام ‪ :‬األصل أن الشخص يختار موطنه بنفسه إال أنه في بعض األحيان قد يلزم القانون بعض األشخاص بإتخاذ موطن‬
‫معين ‪.‬‬
‫موطن قانوني أو إلزامي ‪ :‬في بعض األحيان يحدد المشرع موطن الشخص حتى و لو لم يكن الشخص مقيما في ذلك المكان‬ ‫‪‬‬
‫أصال‬
‫موطن عام إرادي ‪ :‬وهو المكان الذي يختاره الشخص ليقيم فيه و يباشر فيه جميع تصرفاته و يتحدد حسب المادة ‪ 36‬ق م ج‬ ‫‪‬‬
‫على أساس محل سكناه الرئيسي أو مكان إقامته ‪.‬‬
‫ب ‪ -‬موطن خاص ‪ :‬يُعتبر الدكان الذي يُدير فيه الشخص تجارة أو حرفة موطنا خاصا بالنسبة للمعامالت التي تتعلق بهذه التجارة أو‬
‫الحرفة‪ ،‬وذلك وفقا للمادة ‪ 37‬من قانون المدني‪ .‬ويمكن للشخص الذي يمارس التجارة أو الحرفة أن يُعتبر موطنا لتجارته أو عمله‪،‬‬
‫ويحتفظ التاجر أو الحرفي بحقوقه القانونية فيما يتعلق بأعماله‪.‬‬
‫ج ‪ -‬الموطن المختار ‪:‬‬

‫‪7‬‬
‫‪C20R16‬‬ ‫مدخل إلى العلوم القانونية‬

‫"يجوز اختيار موطن خاص لتنفي ذ عمل قانوني‪ ،‬ويتم اختيار هذا الموطن إما بمقتضى عقد أو باإلرادة الفردية‪ ،‬ويحتفظ الشخص بالموطن‬
‫العادي للتصرفات األخرى"‪.‬‬
‫‪ .5‬الذمة المالية ‪:‬‬
‫من مميزات الشخصية الطبيعية نجد الذمة المالية و يمكن تعريفها بانها مجموع ما للشخص من حقوق و ما عليه من إلزامات مالية‬
‫الحاضرة و المستقبلية أو بتعبير اخر هي حاصل جمع الحقوق المالية و االلتزامات المالية لإلنسان ‪.‬‬
‫أ – أهمية الذمة المالية ‪:‬‬
‫تتمثل في توفير ضمان للدائنين فلم يعد المدين يلزم جسمانيا بالوفاء ‪ ،‬و أموال المدين جميعها ضمانا للوفاء بديونه (‪ 188‬مدني)‪" :‬أموال‬
‫المدين جميعها ضامنة للوفاء بديونه و في حالة عدم وجود حق األفضلية مكتسب طبقا للقانون فإن جميع الدائنين متساوون تجاه هذا‬
‫الضمان ‪".‬‬
‫ب – عالقة الشخصية القانونية بالذمة المالية ‪:‬‬
‫‪ .1‬النظرية التقليدية ‪ :‬الشخصية‬
‫كل شخص لديه ذمة مالية مرتبطة بشخصيته القانونية‪ ،‬وال يمكن فصل بعض عناصر الذمة المالية وتخصيصها لنظام قانوني خاص‬
‫أو تصرفات فردية‪ .‬ويشمل ذلك جميع الحقوق واإللتزامات التي تترتب على الشخص في الحاضر أو المستقبل‪ .‬وعلى هذا األساس‪،‬‬
‫فإن الشخص ال يمكنه التخلص من ذمته المالية بشكل كامل‪.‬‬
‫ومع ذلك‪ ،‬فإن النظرية تتعرض لالنتقاد بسبب ربطه ا الوثيق بالشخصية القانونية‪ ،‬مما يجعل من الصعب فصل الذمة المالية عن‬
‫الشخصية القانونية‪ .‬ويمكن تجزئة الذمة المالية وتخصيصها لتغطية إلتزامات معينة‪ ،‬مما يؤدي إلى وجود أكثر من ذمة مالية‬
‫للشخص‪ ،‬كما يحدث في حالة الشركاء في شركة مساهمة‪.‬‬
‫‪ .2‬النظرية الحديثة ‪ :‬أو نظرية التخصيص‬
‫يعرف الفقهاء األلمان الذمة المالية بانها مجموعة من األموال مخصصة لتحقيق غرض معين و لذا تسمى بنظرية ذمة التخصيص‬
‫‪ ،‬و مفادها أن يرتبط وجود الذمة المالية بوجود الشخصية ‪ ،‬و طبقا لهذه النظرية إذا رصد شخص مجموعة من أمواله لغرض معين‬
‫نشأت بذلك ذمة مالية مستقلة عن ذمته األولى ‪.‬‬
‫نقد ‪ :‬أنتقدت على أساس أنه ال يمكن وجود ذمة مالية دون وجود شخص طبيعي أو معنوي ‪.‬‬
‫‪ ‬موقف المشرع ‪:‬‬
‫يأخذ المشرع الجزائري أصال بالنظرية الشخصية فال يمكن أن توجد ذمة مالية دون وجود شخص معين و كذلك تعتبر جميع أموال المدين‬
‫ضامنة للوفاء بديونه ‪ ،‬لكن نجد المشرع الجزائري أخذ بنظرية التخصيص ‪ .‬مثال ‪ :‬تتحد مسؤولية الشريك في الشركة ذات المسؤولية‬
‫المحدودة و في شركة المساهمة بقدر صحته في الشراكة ‪ ،‬فال يجوز لدائن الشركة التنفيذ على الذمة المالية الخاصة لهذا الشريك ‪.‬‬

‫الشخص المعنوي‬
‫تعريف الشخصية اإلعتبارية ‪:‬‬
‫يمكن تعريفها بأنها ‪" :‬مجموعة من األشخاص أو األموال التي تهدف لتحقيق غرض معين و يعترف لها القانون بالشخصية القانونية بالقدر‬
‫الالزم لتحقيق ذلك الغرض "‪ .‬ويسمى بالشخص المعنوي ‪ ،‬الن ليس له كيان مادي ملموس دائما فهو موجود معنويا فقط ‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫‪C20R16‬‬ ‫مدخل إلى العلوم القانونية‬

‫أنواع األشخاص اإلعتبارية ‪ :‬و هي نوعان عامة و خاصة ‪:‬‬


‫‪ .1‬األشخاص المعنوية العامة ‪:‬‬
‫تنص المادة ‪ 94‬ق‪.‬م على أن األشخاص االعتبارية هم‪ :‬الدولة‪ ،‬الوالية‪ ،‬البلدية‪ ،‬المؤسسات ذات الطابع اإلداري‪ ،‬الشركات الدنيوية‬
‫والتجارية‪ ،‬الجمعيات والمؤسسات والوقف‪ .‬وتنشأ كل شخصية قانونية من مجموعة من األشخاص أو األموال المنظمة وفقا للقانون‪ ،‬وتنشأ‬
‫كل شخصية معنوية من نطاق معين تنشأ له من أجل توفير بعض الخدمات‪.‬‬
‫يحدد القانون رقم ‪ 07-12‬للوالية األشخاص المعنويين اإلقليميين‪ ،‬ويحدد القانون رقم ‪ 11-10‬للبلدية األشخاص المعنويين اإلقليميين‬
‫باإلضافة إلى الدولة وال والية والبلدية‪ ،‬وهناك أشخاص مرفقين بمصالح مثل الصحة والتعليم‪ .‬إذا كانت شخصية معنوية عامة إقليمية‪ ،‬فإن‬
‫اختصاصها مقيد بحدود اإلقليم‪ ،‬وإذا كانت شخصية معنوية خاصة‪ ،‬فإن اختصاصها مقيد بالغرض الذي أنشئت من أجله‪ ،‬مثل الصحة‬
‫والتعليم واألمن‪.‬‬
‫وتوسعت الشخصيات االعتبار ية في البداية إلى المؤسسات اإلدارية‪ ،‬وتوسعت فيما بعد إلى المؤسسات االقتصادية والتجارية والصناعية‪،‬‬
‫وأصبح لها صفة شخصية اعتبارية بعد ذلك‪ ،‬وتظل تحت إشراف الدولة مع استقاللية مالية ومسؤولية خاصة‪.‬‬
‫‪ .2‬األشخاص المعنوية الخاصة ‪:‬‬
‫يقصد بها المؤسسات و الجمعيات و الشركات التي تعترف لها الدولة بتحقيق مصالح خاصة من مجموعة أشخاص أو أموال و جرى الفقه‬
‫على إستخدام مجموعة األشخاص الطبعيين إطالق تعبير مجموع األموال على المؤسسات و في تخصيص مجموع من األموال لتحقيق‬
‫مشروع نفع عام ‪.‬‬
‫أ – الشركات ‪ :‬هي عقد يلتزم بمقتضاه شخصان أو أكثر باإلسهام في مشروع إقتصادي و ذلك بتقدم حصة من المال أو العمل و يقسمون‬
‫ما ينشأ عن المشروع هو ربح أو خسارة ‪ ،‬فتكون الشركة مدنية إذا كان موضوعها مدني و تكون تجارية اذا اصبغ عليها القانون موضوع‬
‫تجاري مثل شركة المساهمة أو التضامن ‪ ،‬و تنتهي بإنتهاء أجلها أو إفالسها ‪.‬‬

‫ب – الجمعيات ‪ :‬و تنشأ بإتفاق األعضاء على تحقيق هدف غير مالي و هو هدف ثقافي أو رياضي أو علمي ‪ ،‬و بهذا تختلف عن الشركات‬
‫و تنفضي الجمعيات عن طريق القضاء ‪.‬‬
‫ج – المؤسسات ‪" :‬الشخص اإلعتباري ينشأ بمبلغ مالي لتحقيق عمل إجتماعي‪ ،‬ويختلف عن الجمعية التي تتفق مع المؤسسة في الغرض‬
‫المالي‪ ،‬ويستطيع الشخص بمبلغ مالي تحويله لشخصية قانونية"‪.‬‬
‫بداية الشخصية اإلعتبارية ‪:‬‬
‫أ – بالنسبة للدولة ‪ :‬بتوفر أركنها (السلطة ‪ ،‬الشعب ‪ ،‬اإلقليم)‬
‫ب – بالنسبة للوالية ‪ :‬بتاريخ صدورها قانون إنشائها الذي يحدد إسمها و مركزها و شخصيتها القانونية و يحدد اإلستقاللية المالية ‪ ،‬كذلك‬
‫الحال بالنسبة للبلدية ‪.‬‬
‫ج – بالنسبة للمؤسسات العامة و التعاونيات ‪ :‬تبدأ حياتها القانونية من صدور قانون إنشائها بالنسبة للجمعيات و الشركات فإن القانون‬
‫يشترط صدور قانون إنشائها و شهرها عن طريق سجالت خاصة بها ‪.‬‬
‫نهاية الشخصية المعنوية ‪:‬‬
‫أ – بالنسبة للدولة ‪ :‬زوال اخر عناصرها ‪.‬‬
‫ب – بالنسبة للوالية و البلدية ‪ :‬بصدور قانون إلغائها ‪.‬‬
‫ج – بالنسبة للجمعيات ‪ :‬يتم عن طريق حل قضائي أو إختياري ‪.‬‬
‫د – بالنسبة للشركات ‪ :‬بحلول أجل إنقضائها و إتفاق الشركات على حلها و إشهار اإلفالس ‪.‬‬
‫‪9‬‬
‫‪C20R16‬‬ ‫مدخل إلى العلوم القانونية‬

‫مميزات الشخص اإلعتباري ‪:‬‬


‫‪ .1‬اإلسم ‪ :‬يكون للشخص اإلعتباري إسم يميزه عن غيره و بالنسبة لألشخاص اإلعتباريين الخاصة هم الذين يعطونها اإلسم في حاالت‬
‫خاصة ‪.‬‬
‫‪ .2‬الحالة ‪ :‬يختلف الشخص اإلعتباري عن الشخص الطبيعي في أن الشخص اإلعتباري ليس له روابط عائلية و ليست له روابط دينية‬
‫أما م ن حيث الروابط السياسية نجد أن لكل شخص إعتباري جنسية من تاريخ إنشائه و هذا لكي أن نميز بينها ‪ ،‬و ما يترتب عن ذلك‬
‫من اثار ‪.‬و السائد هو أن جنسية الشخص المعنوي بالدولة التي يوجد فيها مركز إدارتها الفعلية ‪.‬‬
‫‪ .3‬الموطن ‪ :‬يمنح للشخص المعنوي الموطن مستقل عن موطن األعضاء المكونين له ‪ ،‬و عادة تكون المنازعات المتعلقة بشركائه من‬
‫إختصاص المحكمة التي يوجد بها مركز االدارة لرئيس الشركة ‪.‬‬
‫‪ .4‬الذمة المالية ‪ :‬للشخص ذمة مالية بعنصرها االيجابي و السلبي ‪ ،‬تكون الذمة المالية للشخص اإلعتباري مستقلة و منفصلة تماما عن‬
‫الذمة المالية لألفراد ‪ ،‬و ال يجوز للدائنين (شخص معنوي) التنفيذ على الذمة المالية الخاصة ألعضائها المكونين للشخص اإلعتباري‬
‫‪ ،‬و إنما ينفذون على أموال الش خص اإلعتباري ألن أموالهم ال تدخل في ذمة الشخص اإلعتباري فال تعد ضمانا للديون ‪ ،‬فأموال‬
‫الشخص اإلعتباري هو الضمان الوحيد لخصومه أو اإللتزامات ‪.‬‬
‫‪ .5‬األهلية ‪ :‬بإعتبار أن الشخصية القانونية تحمل اإللتزامات طالما أن الشخص اإلعتباري يمتع بالشخصية القانونية فإنه ال بد أن يتمتع‬
‫بأهلية الوجوب أي صالحية إلكتساب الحقوق و تحمل اإللتزامات ‪.‬‬

‫محل الحق الشخصي‬


‫هو سلطة تثبت للدائن و تخوله إلزام المدين بأداء عمل معين ‪ ،‬و االمتناع عن ادائه تحقيقا لمصلحة ‪ ،‬و من هذا يتبين ان موضوع او محل‬
‫الحق الشخصي اي االمر الذي يلزم به المدين هو االلتزام بالقيام بعمل أو اإللتزام باالمتناع عن عمل ‪ .‬يتضمن القيام بالعمل االيجابي الذي‬
‫يقوم به المدين لمصلحة الدائن ‪.‬و أمثلة عن الحقوق الشخصية التي تتضمن العمل ‪ :‬حق المشتري في إستالم الشيء المبيع و حق المستاجر‬
‫في ان يمكنه المؤجر من االنتفاع بالعين المؤجرة ‪ ،‬و قيام المقاول ببناء لمصلحة و بالعمل (شخص ما)‪.‬‬
‫الشروط التي يجب ان تتوفر في العمل ‪:‬‬
‫‪ – 1‬أن يكون العمل ممكنا فال إلتزام بالمستحيل‬
‫‪ – 2‬أن يكون العمل محددا أو قابال للتحديد (التعيين)‪.‬‬
‫‪ – 3‬أن يكون العمل محل اإللتزام مشروع غير مخالف للقوانين و النظام و االداب العامة كااللتزام بامر ارتكاب جريمة معينة فهو مخالف‬
‫‪.‬‬
‫محل الحق العيني‬
‫يجب التفرقة بٌن الشيء و المال فالمال هو كل حق مالي شخصي عيني أو كمي و بالتالي فهناك أموال ال تعتبر أشياء ‪ ,‬أما الشيء فهو‬
‫الكائن الموجود في حيز ما من الطبيعية إذا دخلت في دائرة التعامل فإنه يصبح محال للعالقات القانونية و منه ليس كل األشياء تصح أن‬
‫تكون محال فهناك أشياء تخرج عن دائرة التعامل و أشياء تدخل في دائرة التعامل هذه األخيرة ممكن أن تكون محل عيني ‪.‬‬
‫‪ .1‬تقسيم االشياء الى اشياء (ثابتة – عقارات – أشياء منقولة)‬
‫أ – العقارات ‪ :‬العقارات نوعان ‪ :‬عقارات بطبيعتها – عقارات بالتخصيص ‪.‬‬
‫‪ ‬عقارات بطبيعتها ‪ :‬بحسب الفقرة ‪ 01‬من المادة ‪ 683‬أن القرارات بطبيعتها هي كل شيء ثابت في مكانه و مستقر فيه ال يتحرك منه‬
‫و ال يمكن نقله من مكان دون تلف و من هذا المفهوم فان العقارات بطبيعتها تشمل األراضي و المباني ‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫‪C20R16‬‬ ‫مدخل إلى العلوم القانونية‬

‫‪ ‬عقارات بالتخصيص ‪ :‬عرفتها المادة ‪ 02 – 683‬ق‪.‬م‪.‬ج ‪" :‬المنقول الذي يضعه صاحبه في عقار يملكه رصدا على خدمة هذا القار‬
‫أو استغالله يعتبر عقارا بالتخصيص" فالعقارات بالتخصيص هي أشياء منقولة بطبيعتها لكنها خصصت لخدمة عقار او استغالله مثل‬
‫‪ :‬االالت – الجرارات ‪.‬‬
‫ب – المنقوالت ‪ :‬هو كل ما يمكن نقله من مكان الخر دون تلف و ال يحجز مكان معين ‪ .‬هو التحديد أو التعريف السلبي إنطالقا من (المادة‬
‫‪ 683‬ق‪.‬م‪.‬ج) وقد يكون المنقول بطبيعته مادي او معنوي او منقوالت بحسب المال ‪ ،‬و هي عقارات في االصل متصلة باالرض لكن‬
‫القانون ينظر اليها على انها منقوالت بالنظر لما ستؤول اليه مثل ‪ :‬المباني المقرر هدمها كاالشجار التي يراد قطعها ‪.‬‬
‫‪ .2‬تقسيم االشياء الى اشياء مادية و اخرى معنوية ‪:‬‬
‫االشياء المادية ‪ :‬هي التي تكون لمموسة او محسوسة سواء كانت عقارات او منقوالت ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫االشياء المعنوية ‪ :‬هي التي لها كيان ملموس مثل االبتكارات ‪ ،‬االفكار ‪ ،‬اإلختراعات ‪...‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ .3‬تقسيم األشياء الى أشياء قابلة للتعامل و اخرى خارجة عن دائرة التعامل ‪:‬‬
‫األصل في األشياء انها قابلة للتعامل و لكن إستثناء انه توجد اشياء غير قابلة للتعامل اي خارجة عن دائرة التعامل ‪ ،‬تنص المادة ‪688‬‬
‫ق‪.‬م ‪" :‬كل شيء غير خارج عن التعامل بطبيعته او بحكم القانون يصلح ان يكون محل للحقوق المالية ‪".‬‬
‫اشياء غير قابلة للتعامل و هي التي ال يستطيع احد ان يستاثر بحيازتها كالهواء و اشعة الشمس ‪ ،‬ماء البحر ‪.‬‬
‫‪ .4‬تقسيم االشياء الى مثلية و اشياء قيمية ‪:‬‬
‫االشياء المثلية (االشياء المعينة بالنوع) ‪ :‬هي التي يقوم بعضها مقام بعض عند الوفاء بااللتزام اي بتشابه و يتماثل افراد النوع‬ ‫‪‬‬
‫الواحد فيها بحيث يمكن الوفاء بكمية محدودة العدد او المقدار منها بكمية مماثلة عددا او مقدارا ما دامت الكمية من نوع واحد مثال‬
‫‪ :‬القمح او االرز ‪...‬‬
‫االشياء القيمية ‪( :‬المعينة بالذات) ‪ :‬فكل شيء منها ال يماثل غيره و ال يشبهه تماما الختالف كل شيء في خواصه و قيمه مثل‬ ‫‪‬‬
‫السيارات او العقارات او ‪...‬‬

‫إستعمال الحق ‪:‬‬


‫ان استعمال الحق مقيد بوظيفة الحق فالحق وظيفة إجتماعية و ال يحميه القانون اال اذا استعمل في هذا االطار (اطار الوظيفة االجتماعية)‬
‫فاستعماله مقيد بعد االضرار بالغير ‪.‬‬
‫و قد عرفت نظرية التعسف في نظرية الحق تطورا و تباينا من خالل الفقه و التشريعات المختلفة ‪.‬‬
‫نظرية التعسف في استعمال الحق ‪:‬‬
‫أوال ‪:‬الفقه االسالمي ‪:‬‬
‫مكنت الشريعة االسالمية لفكرة التعسف في استعمال الحق و اعطتها اوسع تصوير وصلت اليه الشرائع و المذاهب الفقهية الحديثة ‪ ،‬فالحقوق‬
‫في نظر الفقه االسالمي ليست سوى منحة من هللا و هو المشرع يمنحها لعبارة لتحقيق غاية معينة فمن الطبيعي اذا وجوب استعمال الحقوق‬
‫وفق الغاية االجتماعية ‪.‬‬
‫معايير التعسف الستعمال الحق في الفقه االسالمي ‪:‬‬
‫‪ .1‬معيار شخصي ‪:‬‬
‫قصد االضرار بالغير و مصدره الحديث الشريف "ال ضرر و ال ضرار" و يستدل على هذه النية (االضرار بالغير) بالقرائن‬ ‫‪‬‬
‫فانعدام المصلحة الذاتية قرينة على قصد االضرار بالغير ‪ ،‬و من تطبيقاتها الدعاوي الكيدية ‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫‪C20R16‬‬ ‫مدخل إلى العلوم القانونية‬

‫‪ ‬تخيل صاحب الحق وجها لالستعمال حقه ضارا بغيره دون الوجه الذي ال يضر الغير مع توفره تعسفا منه و لو كانت له مصلحة‬
‫جدية مشروعة ‪.‬‬
‫‪ .2‬معيار موضوعي ‪:‬‬
‫‪ ‬عدم التناسب بين المنفعة المشروعة المقصودة لصاحب الحق والضرر الذي يلحق بالغير جراء ذلك‪ ،‬وأنه في حال كان الضرر‬
‫كبيرا وال يتناسب مع المنفعة المرجوة‪ ،‬يعتبر ذلك تعسفا في استخدام الحق‪.‬‬
‫‪ ‬الضرر البين الالحق بالجار ‪ :‬نظرية التعسف في استخدام الحق لدى الفقهاء والقضاء والتشريع الفرنسي‪ ،‬حيث ال يوجد قيد على‬
‫استخدام الحق عدا حاالت معينة كعدم مجاوزة المالك حدود حقه‪ ،‬ويعتبر الحق مطلقا دون قيد‪ ،‬ولكن يجب توازن المضار والمنافع‬
‫لتقدير التعسف وترتيب المسؤولية‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬في القانون الجزائري ‪:‬‬


‫‪ .1‬المعيار الشخصي ‪ :‬اذا وقع قصد االضرار بالغير يكون الشخص متعسفا في استعمال حقه اذا قصد االضرار بالغير كمن يبني حقه‬
‫يملكه بقصد حجب النور عن جاره (فهذا يعتبر تعسفا في استعمال حقه) ‪ ،‬فاذا تم رفع اثبات توفر عنصر قصد االضرار بالغير‬
‫يعتبرها هذا الشخص متعسفا في استعمال حقه ‪.‬‬
‫‪ .2‬المعيار الموضوعي ‪:‬‬
‫‪ ‬اذا كان استعمال الحق يرمي للحصول على فائدة قليلة بالنسبة للضرر الناشئ للغير ‪.‬‬
‫‪ ‬عدم مشروعية المصلحة اذا كان الغرض منه الحصول على فائدة غير مشروعة و ذلك باستعمال مالك المنزل لمنزله لغرض‬
‫مخالف للنظلم العام ‪.‬‬
‫‪ ‬الضرر الفاحش الالحق بالجار ‪ :‬نجدها في المادة ‪ 691‬ق‪.‬م‪.‬ج ‪" :‬يجب على المالك ان ال يتعسف في استعمال حقه لحد يضر بملك‬
‫الجار و ليس للجار ان يرجع على جاره في مضار الجوار المالوفة غير انه يجوز له ان يطلب ازالة هذه المضار اذا تجاوزت الحد‬
‫المالوف و على القاضي ان يراعي في ذلك العرف و طبيعة العقارات و موقع كل منها بالنسبة لالخرين و الغرض الذي خصصت‬
‫له ‪".‬‬

‫جزاء التعسف في استعمال الحق ‪:‬‬


‫الجزاء قد يكون وقائي و ذلك اذا ظهر التعسف في استعمال الحق بصفة واضحة قبل تمامه فيمكن منع صاحب الحق من التعسف في حقه‬
‫اما في حالة التعسف فعال فانه يحكم على المتعسف بالتعويض لصالح المتضرر ‪.‬‬

‫حماية الحق ‪:‬‬


‫في اقرار قانون الحق ال بد ان تكون للشخص وسائل تمكنه من حماية الحق و لكن اهم وسلة قانونية هي الدعوى ‪.‬‬
‫إثبات الحق‬
‫توجد صلة وثيقة بين االثبات و بين حماية الحق فعلى صاحب الحق المعتدي عليه ان يقيم الدليل على انه فعال صاحب الحق ‪.‬‬
‫تعريف االثبات ‪:‬‬
‫و هو اقامة الدليل امام القضاء على وجود الواقعة القانونية المنشئة للحق و ذلك بالكيفيات و الطرق التي يحددها القانون‬

‫‪12‬‬
‫‪C20R16‬‬ ‫مدخل إلى العلوم القانونية‬

‫المذاهب المختلفة في االثبات ‪:‬‬


‫أ – مذهب االثبات المطلق او الحر ‪ :‬يكون للقاضي وفق هذا المذهب سلطة واسعة في التحري عن الوقائع التي تعرض عليه فيكون له دور‬
‫فعال في تسيير الدعوى و استجماع االدلة ‪.‬‬
‫ب – مذهب االثبات المقيد ‪ :‬قد يفرض المشرع طرقا محدودة لالثبات فال يستطيع المتقاضي في اقامة الدليل على حقه بغير الوسيلة التي‬
‫يحددها القانون كما يكون القاضي ملزما بهذه الوسلة فهذا المذهب يفيد القاضي بمسالة االثبات ‪.‬‬
‫ج – المذهب المختلط ‪ :‬ياخذ هذا المذهب باالثبات المقيد بمسائل معينة كالمسائل المدنية ‪ ،‬التي يطلب المشرع اثباتها بالكتابة ‪.‬‬
‫اما في المسائل التجارية فياخذ بنظام االثبات المطلق او الحر كما تتطلبه هذه المسائل من سرعة في التعامل فال يمكن تقييدها بادلة معينة ‪،‬‬
‫و المشرع الجزائري اخذ بالمذهب المختلط ‪.‬‬
‫محل االثبات ‪:‬‬
‫يقصد به اثبات الواقعة القانونية المنشئة للحق النها مصدر الحق و بإثبات المصدر يثبت نشوء الحق ‪ ،‬و نجد ان محل االثبات يختلف من‬
‫الواقعة المادية القانونية عن التصرف القانوني ‪.‬‬
‫أ – محل االثبات في الواقعة المادية القانونية ‪ :‬و التي تكون اما بفعل الطبيعة وحدها ال دخل لالنسان فيها مثل ‪ :‬الوالدة ‪ ،‬الوفاة و قد‬
‫تكون واقعة مادية من عمل االنسان مثل ‪ :‬الفضالة ‪.‬‬
‫ب – محل االثبات في التصرف القانوني ‪ :‬تعتبر إحداث اثر او تصرف قانوني و تتوقف على ارادة االشخاص و التصرفات القانوينة‬
‫باعتبارها مصادر ارادية للحقوق تختلف عن الوقائع المادية من حيث االثبات ‪ ،‬و نجد ان المشرع الجزائري من خالل المادة ‪ 333‬ق‪.‬م‪.‬ج‬
‫استلزم في اثبات التصرفات القانونية التي تزيد قيمتها عن ‪ 100.000‬دج ان تكون غير محددة القيمة ‪ ،‬ان تثبت بالكتابة (تستبعد وسائل‬
‫االثبات االخرى)‪.‬‬
‫‪ ‬و تستثنى قاعدة اثبات حقوق التصرفات القانونية بالكتابة في حالتين ‪:‬‬
‫بالمعامالت التجارية ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫التصرفات القانونية التي قيمتها ‪ 100.000‬دج فاقل (معامالت مدني)‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫طرق االثبات ‪ :‬تختلف انواع و طرق االثبات فنجدها تتدرج من حيث قوتها ‪:‬‬
‫‪ .1‬الكتابة ‪ :‬تعتبر من اهم الوسائل على االطالق و نجد ان المشرع الجزائري يشترط االثبات بالكتابة للتصرفات القانونية المدنية التي‬
‫تتجاوز قيمتها ‪ 100.000‬دج و الكتابة نوعان ‪:‬‬
‫كتابة رسمية ‪ :‬وهي التي تتم اما موظف رسمي او ضابط عمومي محررة في ورقة رسمية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫كتابة عرفية ‪ :‬وهي ورقة يحررها االفراد فيما بينهم ‪ ،‬و ال بد ان تتبع بتوقيع ذوي الشان ‪ ،‬و ليس لها حجية لما تتضمنه اذ‬ ‫‪‬‬
‫يستطيع موقع الورقة انكار ما تتضمنه ‪ ،‬اما اذا اقرها تكون لها قوة الورقة الرسمية ‪.‬‬
‫‪ .2‬الشهادة ‪( :‬البينة) ‪ :‬هي سماع اقوال اشخاص بصدد اثبات وقائع قانونية معينة او نفيها بحيث تكون للقاضي سلطة تقديرية و يؤخذ‬
‫بالشهادة في اثبات الوقائع المادية و التصرفات او المعامالت التجارية و التصرفات المدنية التي تقل قيمتها عن ‪ 100.000‬دج و‬
‫كذلك يجوز االثبات بالشهادة اذا فقد الدائن سنده الكتابي بسبب اجنبي خارج عن ارادته ‪.‬‬
‫‪ .3‬القرائن ‪ :‬وتنقسم لنوعين ‪:‬‬
‫أ – قرائن قانونية ‪ :‬هي التي ينص عليها المشرع كدليل اثبات تعفي من تقرر لصالحه من عبئ في االثبات و هي نوعان ‪:‬‬
‫‪ ‬قرينة قانونية بسيطة ‪ :‬و هي التي ال تعفي نهائيا من االثبات بل تنقل عبئ االثبات من على عاتق المكلف به الى عاتق الشخص‬
‫‪.‬‬
‫‪13‬‬
‫‪C20R16‬‬ ‫مدخل إلى العلوم القانونية‬

‫‪ ‬قرينة قانونية قاطعة ‪ :‬فهي قرينة ال يمكن اثبات عكسها مثل حالة ناقص االهلية ‪.‬‬
‫ب – قرائن قضائية ‪ :‬هي كل ما يستخلصه القاضي من امر معلوم االدلة على امر مجهول (الستنتاج من طرف القاضي)‪.‬‬
‫‪ .4‬حجيته الشيء المقضي به ‪ :‬الحكم النهائي الفاصل في موصوع الدعوة يعتبر عنوانا للحقيقة و العدالة ‪ ،‬و ال يجوز مخالفته لذلك تكون‬
‫له حجيته في مواجهة الكافة فالبنسبة الطراف الخصومة المدعي و المدعى عليه او غيرهم من الناس و بصدور الحكم النهائي ال يجوز‬
‫اعادة رفع النزاع الي جهة قضائية طالما لم يتغير ‪ ،‬و يمكن االحتجاج بالحكم القضائي النهائي كدليل على صحة ما جاء فيه ‪.‬‬
‫‪ .5‬االقرار (االعتراف) ‪ :‬و هو اعتراف الخصم بصحة الواقعة المدعى بها و هو اما ان يكون قضائي او غير قضائي ‪:‬‬
‫‪ ‬اقرار قضائي ‪ :‬يكون قضائيا اذا تم امام القضاء اثناء النظر في النزاع المتعلق بالواقع ‪ ،‬و ال يجوز للشخص الرجوع عن اقراره‬
‫بعد صدوره صحيحا ‪.‬‬
‫‪ ‬اقرار غير قضائي ‪ :‬و هو الذي يصدر في غير المجالس القضائية ‪.‬‬
‫‪ .6‬اليمين ‪ :‬يقصد بها اداء القسم ‪ ،‬و هو نوعان ‪:‬‬
‫‪ ‬اليمين المتممة ‪ :‬و هي التي يوجهها القاضي من تلقاء نفسه الي من اطراف الخصومات بغرض اتمام قناعته ‪ ،‬و هذه اليمين ال‬
‫اثر لها الن القاضي له ان ياخذ بها ‪ ،‬كما له ان ياخذ بها ‪ ،‬حتى بعد قيام بحلف اليمين ‪ ،‬و للخصم ان يحلف اليمين المتممة اذا طلبها‬
‫القاضي و له ان يمتنع عن ادائها ‪.‬‬
‫‪ ‬اليمين الحاسمة ‪ :‬و هي توجيه اليمين للخصم االخر ‪ ،‬و غالبا ما يلجا الشخص الثبات اليمين الحاسمة ‪ ،‬كاخر طريقة من طرق‬
‫االثبات و يجوز لمن وجهت اليه الحاسمة ردها لخصمه ‪ ،‬المادة ‪ 343‬ق‪.‬م‪.‬ج و اذا حلف الخصم اليمين فيخسر من وجه الدعوى‬
‫نهائيا و ال يجوز له اثبات كذب اليمين و كذلك اذا ردت اليمين للخصم و تكل عنها خسر دعواه ‪ 347‬ق‪.‬م ‪.‬‬
‫إنقضاء الحق العيني‬
‫أ – الحقوق العينية األصلية ‪:‬‬
‫‪ ‬يخص حق الملكية ينقضي عموما ب ‪:‬‬
‫وفاة المالك اذ ينتقل للورثة ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫بالتصرف فيه ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫هالك الشيء المملوك ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬حق اإلنتفاع ‪:‬‬
‫وفاة المنتفع ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫انتهاء المدة المقررة ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫عدم استعماله لمدة ‪ 15‬سنة ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫هالك الشيء محل االنتفاع‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬االرتفاق ‪:‬‬
‫انتهاء المدة المقررة ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫عدم استعماله لمدة ‪ 15‬سنة‬ ‫‪‬‬
‫هالك العقار المرتفق به ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫اجتماع العقاران في يد مالك واحد ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪14‬‬
‫‪C20R16‬‬ ‫مدخل إلى العلوم القانونية‬

‫ب – الحقوق العينية التبعية ‪:‬‬


‫فتنقضي تبعا النقضاء الحق الشخصي (انقضاء بصفة تبعية) و قد تنقضي بصفة اصلية في حالة هالك الشيء المرهون او تنازل المرتهن‬
‫عن الرهن او عدم تجديد قيد الرهن ‪.‬‬
‫إنقضاء الحق الشخصي‬
‫ينقضي الحق الشخصي اما بالوفاء او ينقضي بدون وفاء ‪.‬‬
‫أ – انقضاء الحق بالوفاء ‪ :‬و هو تنفيذ المدين ما التزم به عينا و بذلك ينقضي حق الدائن يشترط في بعض االلتزامات ان يتم الوفاء من‬
‫المدين نفسه حين يكون شرط االلتزام ‪ ،‬و لكن فيما عدا هذا يكون الذي يفي بالوفاء شخص اخر غير المدين يسمى الغير و ينقضي بذلك‬
‫الحق ‪.‬‬
‫ب – انقضاء الحق بما يعادل الوفاء ‪:‬‬
‫‪ ‬الوفاء بمقابل ‪ :‬يتم الوفاء اذا قدم المدين شيء اخر غير ما كان ملزم به ‪ ،‬و يشترط ان يقبله الدائن ‪ 285‬و يترتب على الوفاء‬
‫بالمقابل انقضاء حق الدائن ‪.‬‬
‫‪ ‬المقاصة ‪ :‬تنطوي على تصفية حسابية ل لحقوق و االلتزامات المتبادلة بين شخصين اذا كان لكل منهما دينا على الشخص االخر‬
‫و مدينا له في نفس الوقت ‪ .‬فللمدين ان يجري المقاصة بما هو مستحق عليه من الشخص االخر و ما هو مستحق له في ذمة نفس‬
‫الدائن من ناحية اخرى ‪.‬‬
‫‪ ‬إتحاد الذمة ‪ :‬هو أن تجتمع في ذمة شخص واحد سميا الدائن و المدين بالنسبة لدين واحد ‪ .‬مثال ذلك أن يرث الدائن المدين فال‬
‫يستطيع أن يطالب نفسه بالدين ‪ ,‬فينقضي هذا الدين ‪ ,‬إما إذا ورث مقدار الثلث مثال فإن الدين ينقضي بمقدارالثلث ألنه إتحدت ذمته‬
‫مع ذمة المورث في حدود ثلث الدين فقط و يبقى دائنا بمقدار الثلثين يطالب بها بقية الورثة‪.‬‬
‫‪ ‬التجديد‪ :‬هو إتفاق على إستبدال دين قديم بدين جديد فينقضي الدين القديم و ينشأ دين جديد‪ .‬و يكون ذلك إما بتغيير المحل او‬
‫المصدر المنشئ للدين ‪ ,‬أو بأحد أطرافه الدائن و المدين‪.‬‬
‫ج ‪ -‬إنقضاء الحق بدون وفاء‪ :‬و يتم بثالث حاالت‪:‬‬
‫‪ ‬اإلبراء ‪ :‬هو نزول الدائن عن حقه قبل المدين دون مقابل ‪ ,‬و يتم اإلبراء بإرادة الدائن فيه تصرف ( إرادة منفردة ) ‪ ,‬لهذا يشترط‬
‫أن يكون الدائن أهال للتبرع ‪ ,‬و يمكن للمدين إبراء الدين له إذ ال يجبر على قبول تبرع ال يريده‪.‬‬
‫‪ ‬إستحالة التنفيذ ‪ :‬هي أن يصبح تنفيذ اإللتزام مستحيال لسبب أجنبي ‪ :‬كقوة قاهرة أو حادث فجائي أو خطأ الغير أو فعل الدائن‬
‫نفسه‪ .‬كما إذا هلك محل اإللتزام فإنه ال محالة ينقضي ألنه ال إلتزام بالقيام بمستحيل ‪ ,‬و ال يلزم المدين بتعويض الدائن إذا كان‬
‫فعل الغير أو فعل الدائن هم السبب الوحيد إلحداث الضرر‪.‬‬
‫أما إذا كانت إستحالة التنفيذ راجعة للمدين نفسه فإنه يلتزم بتعويض الدائن‪.‬‬
‫‪ ‬التقادم المسقط ‪ :‬هو إفتراض قانوني مؤداه أن الدائن الذي سكت عن المطالبة بحقه مدة طويلة‪ 15‬سنة ‪ ,‬إما أن يكون إستوفى‬
‫حقه أو إبرائه من الدين و قد نص المشرع على مدة ‪15‬سنة كمدة تقادم مسقط للدين ‪ .‬و هناك ديون أخرى تنقضي بمرور مدة‬
‫أقصر نظرا لطبيعتها الخاصة‪.‬‬
‫و هنا يتحول الحق من حق تام إلى حق ناقص أي من إقرار و حماية قانونية إلى إقرار دون حماية القانون‬

‫‪15‬‬
‫‪C20R16‬‬

‫مقياس المجتمع الدولي‬

‫‪16‬‬
‫‪C20R16‬‬ ‫المجتمع الدولي‬

‫مفهوم المجتمع الدولي وتطوره‬


‫تعريف المجتمع الدولي‪:‬‬
‫تعريف المجتمع الدولي يشمل مجموع الكيانات الدولية المستقلة والتي تتبع القانون الدولي في عالقاتها مع بعضها البعض‪ .‬ويتكون‬
‫المجتمع الدولي من الدول والمنظمات الدولية الحكومية وغير الحكومية والحركات الوطنية التحررية وغيرها من الكيانات الدولية‬
‫المستقلة التي لها شخصية قانونية دولية‪.‬‬

‫خصائص المجتمع الدولي‪:‬‬


‫يتميز المجتمع الدولي بخصائص متميزة عن المجتمعات الوطنية منها‬
‫‪ .1‬يتألف من كيانات سياسية دولية مستقلة ال تخضع لسلطة عليا‪ ،‬ويحافظ القانون الدولي على هذه االستقاللية‪ .‬ال تعد المنظمات‬
‫الدولية سلطات ترأس الدول‪ ،‬وتعد مجرد إطار للتعاون الدولي بين الدول في مجاالت معينة يحددها الميثاق المنشأ للمنظمة‪.‬‬
‫‪ .2‬غياب قانون دولي ملزم يحكم العالقات الدولية بين أشخاص المجتمع الدولي ويقّرر‬
‫الجزاء في حالة مخالفتها‬
‫‪ .3‬غياب سلطة تشريعية تسن قواعد القانون الدولي‬
‫‪ .4‬غياب قاضي دولي ملزم‬

‫التطور التاريخي للمجتمع الدولي‪:‬‬


‫المجتمع الدولي في العصر القديم‪:‬‬
‫تاريخ يعود إلى حوالي‪ 3100‬قبل الميالد وينتهي بسقوط روما في ‪ 476‬ميالدية‪ ،‬وتميز بظهور فكرة التملك الجماعي والفردي‬
‫لألراضي الخصبة‪ ،‬وظهور جماعات إنسانية متميزة في العقائد والتقاليد‪ ،‬وتشكلت الدول واإلمبراطوريات والحضارات‪ ،‬واختلف الفقه‬
‫حول مدى وجود مصادر أولية للتنظيم الدولي‪.‬‬
‫خالل هذه الحقبة التاريخية فهناك اتجاه أول يرى أنه بالرغم من الحضارات القديمة عرفت أو طبقت بعض قواعد القانون الدولي مثل‬
‫إيفاء بعثات رسمية إال عن الحرب قبل بدئها أو عقد‪.‬‬
‫الشرق القديم ‪ :‬ونقصد به الحضارات التي نشأت حول واد الرافدين ونهر النيل‪.‬‬
‫حضارة بالد الرافدين‪ :‬وجدت معاهدة عام ‪ 3100‬ق م بين زعيمي قبيلتين في منطقة ما بين النهرين تنص على وضع حدود‬ ‫‪‬‬
‫ولجوء للتحكيم في حالة النزاع بينهما ‪.‬‬
‫الحضارة الفينيقية‪ :‬امتلك الفينيقيون قوة تجارية كبرى امتدت من بالد الشام شرقا إلى بالد األسبان غربا‪ ،‬وازدادت شوكتهم بعد‬ ‫‪‬‬
‫بناء مدينة قرطاجة في تونس سنة ‪825‬ق م ‪.‬‬
‫الحضارة الفرعونية‪ :‬كتبت معاهدة سنة ‪1292‬ق م بين مصر وحبش‪ ،‬تعهد كل طرف بالمساعدة ضد األعداء الداخليين وتسليم‬ ‫‪‬‬
‫المجرمين السياسيين دون توقيع عقاب عليهم مقابل ضمان اآللهة"‪.‬‬
‫الغرب القديم‪:‬‬
‫الحضارة اإلغريقية‪ :‬كانت اليونان مقسم لعدد من الوحدات السياسية المستقلة يبلغ عددها ‪ 12‬مدينة خالل القرن الخامس ميالدي وكان‬
‫يطلق على كل منها مصطلح مدينة ما يقابله حاليا دولة‪.‬‬
‫تميزت العالقة بين المدن اليونانية باالستقرار والتفاهم‪ ،‬نظرا النتمائها لحضارة واحدة تستند لعدة اعتبارات عقدية وعرقية ولغوية ودينية‬
‫مشتركة‪ .‬واستعمل اإلغريق وسيلتي الدبلوماسية والمعاهدة لفك النزاع بينهم‪.‬‬
‫‪17‬‬
‫‪C20R16‬‬ ‫المجتمع الدولي‬

‫الحضارة الرومانية ‪:‬‬


‫تأثر الرومان بالتنظيمات التي سادت المدن اليونانية‪ ،‬وأبرمت روما معاهدات مع قرطاجة وغيرها لتحقيق السلم والتنازل المتبادل في‬
‫مناطق نفوذها‪ .‬واتبع الرومان في عالقاتهم نوعين من القانون‪:‬‬

‫قانون الشعوب ‪ :‬هو قانون للفصل في المنازعات بين الرومان والرعايا األجانب ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫قانون الفيتال ‪ :‬يشرف على تطبيقه مجموعة من رجال الدين الذين يتمتعون بالحصانة ويعتبرون بمثابة سفراء‪ .‬ومن أشهر‬ ‫‪‬‬
‫الذين عالجوا موضوع الحرب هو القديس أوقستين في كتابه "مدينة‪ ".‬هللا‬

‫المجتمع الدولي في العصور الوسطى‪:‬‬


‫"استمرت الصراعات بين إمبراطوريات الشرق والغرب بفعل ظهور الديانة المسيحية وتشكيل الرابطة الدينية بين الدول األوروبية‪ ،‬ما‬
‫أدى لنشوء األسرة الدينية بالمسيحية‪ .‬يبدأ عصر الوسيط بسقوط روما سنة ‪ 476‬ق‪.‬م وينتهي بسقوط القسطنطينية سنة‪."1453‬‬
‫‪ .1‬العالم المسيحي ‪ :‬تميز العصر المسيحي بعدة عوامل تحول دون قيام تنظيمات دولية حقيقية ألوروبا‪ .‬وكانت من بين هذه‬
‫العوامل سيطرة الكنيسة وتجمعها بين السلطتين الدينية والدنيوية‪ ،‬والحد من استقاللية الدول‪ ،‬وإخراج الدول غير المسيحية من‬
‫المجتمع الدولي‪ .‬باإلضافة إلى ذلك‪ ،‬كان هناك عوامل أخرى مثل الفرص السياسية ونظام اإلقطاع والصراع القائم بين البابا‬
‫واإلمبراطور‪ ،‬والحروب الصليبية‬

‫‪ .2‬العالم اإلسالمي‪ :‬ساهم الفقه اإلسالمي في نشر الحضارة اإلسالمية‪ .‬و في تعميق القانون الدولي و حماية حقوق اإلنسان‪ .‬و‬
‫أرسى مجموعة من المبادئ في القانون الدولي بعض المبادئ التي يقوم عليها اإلسالم‪:‬‬
‫‪ ‬عالمية الشريعة اإلسالمية وتمثلت في رسالة سالم‪ ،‬الوفاء بالعهود‪ ،‬الكرامة اإلنسانية‪،‬‬
‫‪ ‬المساواة ‪ ،‬الحرية الدينية‪ ،‬معاملة الرسل‪.‬‬
‫‪ ‬تقسيم المجتمع الدولي للفقه اإلسالمي‪ :‬قسم المجتمع الدولي لثالثة أقسام‪:‬‬
‫دار السالم‪ :‬األراضي التابعة للمسلمين وتطبق فيها الشريعة اإلسالمية للقضايا العامة‪ ،‬وتطبق الشريعة األخرى في األحوال‬ ‫‪‬‬
‫الشخصية لغير المسلمين كأهل الذمة والمستأمنين‪.‬‬
‫دار العهد‪ :‬اإلسالم يؤكد احترام شروط الصلح ‪ ،‬لذلك تتم المعامالت بين دار السالم ودار العهد بناء على إقرار حقوق معينة‬ ‫‪‬‬
‫وواجبات مقابل ذلك‪.‬‬
‫دار الحرب‪ :‬المناطق غير الخاضعة للديانة اإلسالمية في حالة حرب مع الدولة اإلسالمية‪ ،‬وتتم معامالت مع هذه الدول وفق‬ ‫‪‬‬
‫بعض القواعد القانونية الخاصة بالحرب أو القانون الدولي اإلنساني‪.‬‬
‫المجتمع الدولي في العصر الحديث‪:‬‬
‫العصر الحديث حسب المؤرخين يبدأ من سقوط القسطنطينية على يد جيش السلطان محمد الفاتح في عام ‪ ،1453‬وحتى وقتنا الحالي‪.‬‬
‫يمكن تقسيمه إلى ثالث مراحل‪:‬‬
‫المرحلة األولى ‪ :‬من ‪1453‬إلى غاية ‪1815‬تميزت هذه المرحلة بظهور مفهوم الدولة الحديثة وسيادة التوازن الدولي‪.‬‬
‫تم في هذه المرحلة إنشاء التنظيم الدولي الحقيقي في أوروبا‪ ،‬ولذلك يُطلق على القانون الدولي التقليدي اسم القانون العام األوروبي‪،‬‬
‫وشهدت هذه المرحلة عوامل عدة أثرت على نمو التنظيم الدولي الحديث‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫‪C20R16‬‬ ‫المجتمع الدولي‬

‫‪ .1‬ظهور الدولة الحديثة المستقلة ‪ :‬نشأ القانون الدولي في أوروبا لتحكم العالقات األوروبية المسيحية‪ ،‬ويوصف باألوروبي‬
‫التقليدي‪ .‬صيغ هذا القانون داخل نادي أمم أوروبا الغربية‪ ،‬وكان ينظر إليه كامتياز قاصر للدول األوروبية‪ .‬واتسع نطاق األسرة‬
‫الدولية ليشمل دوال غير أوروبية مسيحية‪ ،‬ولم يتحرر القانون الدولي العام من الطابع المسيحي إال سنة ‪ ،1856‬عندما سمح‬
‫لتركيا باالنضمام للمجتمع الدولي‪.‬‬
‫‪ .2‬االكتشافات الجغرافية الكبرى ‪ :‬اكتشاف أمريكا فتح مجاال جديدا للقانون الدولي‪ ،‬حيث تسابقت الدول األوروبية لالستحواذ على‬
‫المستعمرات‪ .‬تم عقد العديد من االتفاقيات الدولية لتقسيم هذه المناطق‪ ،‬مثل معاهدة ‪0626‬م بين إسبانيا والبرتغال التي منحت‬
‫البرتغال الحق في السيطرة على الموانئ اإلفريقية ومنحت إسبانيا الحق في السيطرة على الموانئ األمريكية‪ .‬توسعت العالقات‬
‫الدولية نتيجة هذه االستكشافات"‪.‬‬

‫‪ .3‬معاهدة واستفاليا سنة ‪ 1648‬م ‪ :‬وضعت معاهدة وحدة الدين في وقتها حدا للحرب بين الدول األوربية المنقسمة بين مؤيدة‬
‫ومعارضة لسلطة الكنيسة الكاثوليكية‪ ،‬وأسهمت في إقرار فكرة فصل أمور الدولة عن الكنيسة‪ .‬وتعتبر هذه المعاهدة بمثابة صك‬
‫ميالد القانون الدولي‪.‬‬
‫‪ .4‬الثورة األمريكية ‪ :‬تظهر أهمية الثورة األمريكية بصفة خاصة في أنها أسفر عن ميالد دولة مسيحية مستقلة غير أوربية‬
‫انضمت لميدان العالقات الدولية وكان لها دور في تثبيت أكبر قواعد القانون الدولي‪.‬‬
‫‪ .5‬الثورة الفرنسية ‪ :‬قامت في ‪1789‬وقد سعت إلى إقرار عدد من المبادئ أبرزها ‪ ،:‬مثل االعتراف بالحريات األساسية والحقوق‬
‫العامة لإلنسان‪ ،‬وأن السيادة ملك للشعب واألمة‪ ،‬واإلقرار بحق تقرير المصير للشعوب‪ ،‬وربط مبدأ تقرير المصير بمبدأ‬
‫القوميات الذي أدى إلى انفصال العديد من الدول كاليونان وبلجيكا وهولندا‪.‬‬

‫المرحلة الثانية ‪ :‬من ‪1815‬إلى ‪1914‬الحرب العالمية ‪1‬تميزت هذه المرحلة بعقد المؤتمرات الدولية بصورة بارزة‪.‬‬
‫المرحلة الثانية ‪ :‬تميزت هذه المرحلة بعقد المؤتمرات واللجوء لالستعمال المعاهدات‪ .‬تحرر القانون الدولي في مطلع القرن ‪19‬م عن‬
‫الطابع األوروبي بعد انضمام دول غير أوروبية‪ ،‬مثل الواليات المتحدة والمكسيك‪ ،‬وبعد ذلك دخلت الدول العثمانية والصين واليابان‬
‫المجال الدولي‪ .‬ظهرت بذلك مؤتمر فيينا عام ‪1815‬م والحلف المقدس‪.‬‬

‫المرحلة الثالثة ‪ :‬من الحرب العالمية ‪1‬إلى يومنا هذا أو منا يسمى بمرحلة المنظمات الدولية‪.‬‬
‫المرحلة الثالثة ‪1914 :‬إلى العصر الحالي ‪ :‬تبلور ظاهرة التنظيم الدولي عن طريق تسجيل العديد من المعاهدات واالتفاقات لتطوير‬
‫التعاون الدولي وتأسيس هيئة األمم المتحدة‪ .‬وقد ساعد ظهور الشركات المتعددة الجنسيات وعصبة األمم في حفظ السلم وتنظيم العالقات‬
‫المختلفة‪ .‬بعد الحرب العالمية األولى‪ ،‬أدى ظهور الطابع المسيحي المسيطر إلى بروز دول جديدة على الساحة الدولية وانهيار النظام‬
‫االستعماري بفعل الحركات التحررية‪ .‬وقد ساعد بروز ظاهرة الوعي القومي في أوروبا الشرقية بعد انهيار االتحاد السوفيتي في تعزيز‬
‫التنظيم الدولي وارتفاع عدد أعضاء المجتمع الدولي‪.‬‬

‫اشخاص المجتمع الدولي‬


‫أوال ‪ :‬الدولـــة‬
‫ينظر إلى الدولة من عدة جوانب كونها ظاهرة تاريخية و سياسية و اجتماعية وقانونية‬
‫‪19‬‬
‫‪C20R16‬‬ ‫المجتمع الدولي‬

‫الدولة كظاهرة اجتماعية و سياسية‪:‬‬


‫حسب هذا االتجاه‪ ،‬الدولة كظاهرة اجتماعية‪ ،‬ترتكز على ثالثة عناصر هي‪:‬‬
‫‪ .1‬العنصر البشري ‪ :‬هو المجموعة البشرية التي تعيش في إقليم الدولة وتخضع لسيادتها‪ .‬يتكون العنصر البشري من األفراد الذين‬
‫يقيمون في الدولة بصورة دائمة ومستمرة‪ ،‬ويخضعون لسلطة الدولة‪ ،‬سواء كانوا يحملون جنسيتها أو ال‪ .‬عدد السكان يلعب دورا في‬
‫القوة االقتصادية والتنظيمية والعسكرية للدولة‪ ،‬وقد يختلف من دولة إلى أخرى‪.‬‬

‫‪ .2‬اإلقليــــم‪ :‬اإلقليم هو الرقعة الجغرافية التي تستقر عليها الدولة‪ ،‬وال يمكن أن تنشأ الدولة بدون هذا العنصر‪ ،‬وهو الجزء المحدد من‬
‫الكرة األرضية الذي يخضع لسيادة الدولة‪.‬‬

‫خصائص اإلقليم‪:‬‬ ‫‪‬‬


‫يتطلب أن يكون اإلقليم محددا ومعينا لضبط حدود الدولة وبسط سيادتها‪ ،‬وال يشترط أن يكون متصال وال يهم حجمه أو عدد‬
‫سكانه‪ ،‬كما يمكن تحديد حدوده بمعالم طبيعية أو اصطناعية أو وهمية‪.‬‬
‫أنواع اإلقليــم‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ )1‬اإلقليم البري ‪ :‬هو الجزء اليابس من األرض‪ ،‬ويشمل السهول والوديان والصحاري والتالل والهضاب‪ ،‬وتحدده حدود‬
‫طبيعية أو غير ذلك‪ ،‬ويخضع لسلطة الدولة‪.‬‬
‫‪ )2‬اإلقليم البحري ‪ :‬فيشمل المساحات المائية التي تعد جزءا من اإلقليم الدولي‪ ،‬بما في ذلك المياه الداخلية والبحر اإلقليمي‪،‬‬
‫وتحدده حدود محددة تصل إلى ‪ 12‬ميال من الساحل‪ ،‬وتحكمه الدولة‪.‬‬
‫‪ )3‬اإلقليم الجوي ‪ :‬الذي يتكون من الفضاء الذي يعلو المجال البري والبحري للدولة‪.‬‬

‫‪ .3‬السلطة السياسية الحاكمة في الدولة ‪:‬‬


‫تمثل الدولة في الداخل والخارج‪ ،‬وتمتلك القدرة على ممارسة كل اختصاصاتها بفعالية‪ .‬وأشار النص إلى أن القانون الدولي ال‬
‫يهتم بشكل نوعية النظام السياسي واالقتصادي واالجتماعي للدول‪ ،‬وأن مبدأ عدم التدخل في طبيعة النظام القائم لدى الدولة‬
‫أصبح مبدأا قانونيا دوليا‪ ،‬مشيرا إلى المادة ‪ 82‬الفقرة ‪ 80‬من ميثاق منظمة األمم المتحدة‪.‬‬

‫السيـــادة‪:‬‬
‫عرفها الدكتور العناني ‪ ،‬أنها‪ :‬سلطة الدولة العليا على إقليمها ورعاياها‪ ،‬واستقاللها عن أية سلطة أجنبية‪ ،‬وتمتعها بكامل الحرية في تنظيم‬
‫سلطاتها التشريعية واإلدارية والقضائية‪ ،‬وهي أيضا كاملة الحرية في تبادل العالقات مع غيرها على أساس المساواة فيما بينها‪.‬‬
‫صفات السيادة‪ :‬وهي‪:‬‬
‫‪ ‬السيادة هي والية الدولة في حدود إقليمها والية انفرادية ومطلقة‬
‫‪ ‬السيادة ال تقبل التجزئة بمعنى أنه ال يمكن أن يكون في الدولة أكثر من سيادة‪.‬‬
‫‪ ‬السيادة ال تقبل التصرف‪ ،‬وهو عدم جواز التنازل عنها ألن الدولة التي تتنازل عن سيادتها تفقد ركنا من أركان قيامها‬

‫‪20‬‬
‫‪C20R16‬‬ ‫المجتمع الدولي‬

‫مظاهر السيادة‪:‬‬
‫المظهر الدولي ‪ :‬وهو حرص سلطات الدولة على األشخاص وعلى اإلقليم‪ ،‬و هذا ما يعرف بالسيادة اإلقليمية والسيادة‬ ‫‪‬‬
‫الشخصية‪.‬‬
‫المظهر الخارجي‪ :‬حق الدولة في التعامل مع الدول األخرى وتحديد طبيعة العالقات الخارجية من خالل االنضمام إلى‬ ‫‪‬‬
‫المنظمات الدولية وتوقيع المعاهدات واالعتراف بالدول أو عدم االعتراف بها‪.‬‬

‫اآلثار القانونية للسيادة‪:‬‬


‫‪ )1‬الشخصية الدولية الكاملة‪ :‬وتتميز الشخصية القانونية الدولية بالنسبة للدولة عن باقي الكيانات حيث أن الدولة هي الكيان الذي‬
‫يتمتع بالشخصية الدولية األصلية‪ ،‬وتتصرف من خالل أجهزتها المكونة من أفراد طبيعيين يمثلون الدولة‪ .‬وتترتب على‬
‫الشخصية القانونية للدولة وجود نظام المسؤولية الدولية‪ ،‬فهي عالقة بين الدولة المرتكبة لعمل غير مشروع والدولة المتضررة‪.‬‬
‫وتظل الشخصية المعنوية للدولة قائمة‪ ،‬مهما تغير األشخاص الممثلين للدولة أو نظام الحكم أو عدد السكان‪.‬‬

‫‪ )2‬االستقاللية في العالقات الدولية‪ :‬ينتج عن تمتع الدولة بالسيادة ما يلي‪:‬‬


‫‪ ‬حرية الدولة في ممارسة صالحياتها الداخلية والخارجية وعدم التدخل في الشؤون الداخلية‪.‬‬
‫‪ ‬المساواة في السيادة بين الدولة وتتضمن المساواة ما يلي‪:‬‬
‫أن الدول متساوية قانونيا‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫أن كل دولة تتمتع بكامل الحقوق المرتبطة بالسيادة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫كل دولة تتمتع باحترام وحدة أراضيها واستقاللها السياسي‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫تتمتع في النظام الدولي بحقوق دولية وتفرض عليها التزامات دولية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫كل دولة حرة في اختيار نظامها السياسي واالجتماعي واالقتصادي والثقافي واالعتراف‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫مفهوم اإلعتراف بالدولة‪:‬‬


‫هو تصرف حر يصدر عن دولة واحدة أو عدة دول لإلقرار بوجود جماعة بشرية فوق إقليم معين‪ ،‬تتمتع بتنظيم سياسي واستقالل كامل‪،‬‬
‫وتقدر على الوفاء بإلتزاماتها الدولية‪.‬‬
‫أشكال اإلعتراف ‪:‬‬
‫‪ ‬يمكن أن يكون االعتراف صريح‪ ،‬وذلك عندما يصدر من الدولة بيان رسمي لالعتراف بالدولة الجديدة‬
‫‪ ‬يمكن أن يكون االعتراف ضمني‪ ،‬وذلك حين تدخل الدولة في عالقات دبلوماسية مع دولة جديدة‪ ،‬أو تجري اتصاالت رسمية مع‬
‫رئيس الدولة‪ ،‬أو تعقد معها اتفاقيات دولية‪.‬‬
‫‪ ‬االعتراف قد يكون فرديا‪ ،‬وهذه هي القاعدة العامة‪ ،‬كما يمكن أن يكون جماعيا‪ ،‬مثل االعتراف الجماعي بالدولة اليونانية سنة‬
‫‪180‬‬

‫أشكال الدول‪ :‬المقصود بشكل الدولة وهو تركيبة هذه الدولة في المجتمع الدولي ومدى فعاليتها فيه‪ ،‬ويمكن تصنيفها إلى عدة أشكال‬
‫بحسب عدة معايير‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫‪C20R16‬‬ ‫المجتمع الدولي‬

‫‪ )1‬الدول حسب مركزها السياسي‪ :‬وتصنف إلى دول كاملة السيادة ‪ ،‬ودول ناقصة السيادة‪ ،‬ونتحدث أيضا عن دول معدومة السيادة‪،‬‬
‫ويصنفها الفقه من حيث شكلها إلى دول بسيطة و دول مركبة‬
‫‪ )2‬تقسيم الدول حسب مبدأ السيادة‪:‬‬
‫الدول ذات السيادة الكاملة‪ :‬الدولة المستقلة التي ال تخضع في إدارة شؤونها الداخلية أو الخارجية لسيادة أو رقابة دولة‬ ‫‪‬‬
‫أخرى‪ ،‬وهي الوضع الطبيعي الذي يجب أن تكون عليه الدول‪.‬‬
‫الدول مقيدة السيادة‪ :‬الدول التي ال تمارس سيادتها وسلطاتها بكامل حريتها بسبب خضوعها لدولة أجنبية أو هيئة دولية‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫وأشه ر أنواعها الدول التابعة‪ ،‬المحمية‪ ،‬الموضوعة تحت االنتداب‪ ،‬المشمولة بالوصاية‪ ،‬وحالة الحياد الدائم‪.‬‬
‫‪ )3‬تقسيم الدول بحسب شكلها‪:‬‬
‫الدول البسيطة‪ :‬الدول التي يتم فيها توزيع السلطات إلى مركز واحد‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫الدول المركبة‪ :‬الدول التي يتم فيها توزيع السلطات إلى عدة مراكز سلطوية في الدولة‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫حقوق و واجبات الدول‪:‬‬


‫حقوق الدول ‪:‬‬
‫الحق في البقاء و يقتضي حق الدولة في البقاء أن تؤمن الدولة وجودها والمحافظة على كيانها‪ .‬من أجل ذلك‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬تنفذ في أراضيها جميع اإلجراءات والتدابير لهذا الغرض‪.‬‬
‫‪ ‬إنشاء الجيوش و تأسيس المدارس العسكرية‪.‬‬
‫‪ ‬إبرام المعاهدات المتعلقة بالتحالفات و الدفاع‪.‬‬
‫‪ ‬للدولة مطلق الصالحية في المحافظة على وجودها‪.‬‬
‫‪ ‬عليها أن تدفع أي خطر يهدد كيانها ووجودها‪.‬‬
‫‪ ‬تتبع كل السبل للحفاظ على سيادتها ووحدة أراضيها‪.‬‬
‫حق الدفاع عن النفس الشرعي وحدود استخدامه‪ ،‬حيث يجب أن يكون ذلك ضروريا لرد العدوان وال يجوز استخدامه في الحرب‬ ‫‪‬‬
‫الوقائية‪ ،‬وفقا لتفاهمات الفقهاء‪.‬‬
‫حق البقاء الذي تتمتع به الدولة يفرض نوعا من الواجب على الدول األخرى وخاصة الدول المجاورة و هو أن تمتنع من إثارة‬ ‫‪‬‬
‫االضطرابات الداخلية في إقليم دولة أخرى‪.‬‬
‫عدم التدخل في شؤونها وذلك محظورا وفق نص المادة ‪82‬الفقرة ‪81‬من ميثاق منظمة األمم المتحدة‬ ‫‪‬‬
‫حق االستقالل وهو حق الدولة في ممارسة سيادتها واستقاللها‪ ،‬وتصريف شؤونها الداخلية والخارجية بكل حرية دون أن تخضع‬ ‫‪‬‬
‫ألية جهة أجنبية‪.‬‬
‫حرية اختيارها نظام حكمها واختيار نظامها االقتصادي‪ ،‬وتنظيم حياتها السياسية واالجتماعية والثقافية وفقا إلرادة شعبها‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫حرية إدارة ممتلكاتها و ثرواتها الطبيعية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫تتمتع بكل حرية بكافة الحقوق التي يمنحها إياها القانون الدولي والمتمثلة في إبرام المعاهدات الدولية واالنضمام إلى المنظمات‬ ‫‪‬‬
‫الدولية‪ ،‬والتمثيل الدبلوماسي‪.‬‬
‫الحق في المساواة نتيجة لتمتع الدولة بالسيادة واالستقاللية فهي متساوية أمام المجتمع الدولي ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫الحصانة القضائية للدولة حيث ال يمكن أن تقام على دولة دعوة أمام القضاء الدولي إال بموافقتها ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪22‬‬
‫‪C20R16‬‬ ‫المجتمع الدولي‬

‫واجبات الدول‪:‬‬
‫احترام حقوق البقاء والحرية والمساواة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫احترام االلتزامات التعاهدية وتنفيذها بحسن نية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫تسوية الخالفات الدولية بالطرق السلمية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫تنفيذ القرارات التحكيمية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫االمتناع عن مساعدة أية دولة تلجأ إلى الحرب‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫االمتناع عن تشجيع اإلرهاب‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫عدم التدخل في الشؤون الداخلية و الخارجية للدول‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫االمتناع عن اإلضرار بالبيئة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫واجب إزالة االستعمار و القضاء على التمييز العنصري‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫اشخاص المجتمع الدولي‬


‫ثانيا ‪ :‬المنظمات الدولية‬
‫ظهور أولى المنظمات الدولية ‪:‬بذلت عدة جهود دولية أدت إلى ظهور المنظمات الدولية ويمكن تقسيم هذه الجهود كما يلي‪:‬‬
‫المرحلة االولى قبل ‪ : 1914‬وتمثل الجهود بانشاء‪:‬‬
‫اللجان النهرية الدورية‪ :‬تنظيم المالحة النهرية ووضع قواعد قانونية دولية واإلشراف عليها مثل لجنة نهر الراين ولجنة نهر‬ ‫‪‬‬
‫الدانوب‪.‬‬
‫إنشاء اإلتحادات الدولية اإلدارية‪ :‬إتحادات دولية للتعاون بين الدول من الناحية الفنية واإلدارية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫اإلتحاد الدولي للمواصالت السلكية والالسلكية‪ :‬يهتم بمسائل االتصال الدولي‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫إتحاد البريد العالمي‪ :‬مرفق دولي لتحسين التعامالت البريدية على المستوى الدولي‪ ،‬يهدف إلى إلزام الدول باحترام قواعد البريد‬ ‫‪‬‬
‫الدولية بكافة أنواعه وإنشاء مكتب دولي للبريد‪.‬‬
‫االتحاد العام لحماية الملكية الصناعية والتجارية والملكية األدبية والفنية‪ :‬يهدف إلى حماية المخترعين وأصحاب العالقات‬ ‫‪‬‬
‫التجارية وأنشئ سجل دولي للعالمات التجارية‪.‬‬
‫االتحاد العام للتعريفات الجمركية‪ :‬يهدف إلى نشر التعريفات الجمركية بلغات مختلفة لتسهيل التبادل التجاري‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫المرحلة الثانية‪ : 1945-1914‬متميزت هذه المرحلة بظهور أولى المنظمات الدولية ذات الطابع السياسي‪ ،‬وتمثل خاصة في إنشاء‬
‫عصبة األمم‪.‬‬
‫و هي منظمة ذات طابع سياسي تهدف إلى ‪:‬‬
‫‪ ‬إنهاء الحرب العالمية األولى‬
‫‪ ‬الحد من التسلح ‪.‬المحافظة على السلم الدولي‬
‫‪ ‬تشجيع حل المنازعات الدولية بالطرق السلمية‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫‪C20R16‬‬ ‫المجتمع الدولي‬

‫‪ ‬أنشأت بمقتضى عهد العصبة في ‪ 1919/04/28 :‬م و هذا العهد يتكون من ‪ 26‬مادة ‪.‬‬

‫المرحلة الثالثة‪ :‬بعد سنة ‪ : 1945‬وقد تميزت هذه المرحلة بزيادة عدد المنظمات وتنوع نشاطها‪ ،‬وأخذت دورا بارزا في تنظيم‬
‫العالقات الدولية سواء من الناحية القانونية أو السياسية أو اإلدارية‪ ،‬كما أنها تكفلت بالقضايا االقتصادية واالجتماعية وقضايا األمن الدولي‬
‫و أهم هذه المنظمات ‪:‬‬
‫‪ ‬منظمة العفو الدولية‪.‬‬
‫‪ ‬منظمة األغذية و الزراعة‪.‬‬
‫‪ ‬منظمة اليونسكو‪.‬‬
‫‪ ‬منظمة الطيران المدني‪.‬‬
‫‪ ‬صندوق النقد الدولي‪.‬‬
‫‪ ‬بنك اإلنشاء و التعمير‪.‬‬
‫‪ ‬منظمة الصحة العالمية‪.‬‬
‫‪ ‬إتحاد البريد العالمي‬
‫‪ ‬الوكالة الدولية للطاقة الذرية‪.‬‬
‫‪ ‬منظمة األمم المتحدة للتنمية الصناعية‬

‫أنواع المنظمات الدولية‬


‫المنظمات الدولية تنقسم إلى‬
‫عالمية وإقليمية ‪ :‬حيث تعتبر منظمة عالمية إذا كانت تعمل على نطاق عالمي وتقبل عضوية أي دولة‪ ،‬أما المنظمة اإلقليمية‬ ‫‪‬‬
‫فتعمل على نطاق محدد وتستقطب الدول المجاورة‪.‬‬
‫عامة ومتخصصة ‪ :‬فالمنظمة العامة تهتم بعدة قضايا مثل األمن والتعاون السياسي واالقتصادي واالجتماعي والثقافي‪ ،‬بينما‬ ‫‪‬‬
‫تهتم المنظمات المتخصصة بقضايا محددة‪ .‬و تصنف الى ثالقة اصناف هي‬
‫‪ ‬منظمات تشريعية‪ :‬وهي التي تسعى إلى توحيد القواعد القانونية الدولية‪ ،‬مثل‪ :‬منظمة العمل الدولية أو منظمة الصحة‬
‫العالمية‪.‬‬
‫‪ ‬منظمات قضائية‪ :‬مهمتها الفصل في النزاعات الدولية وحثا ألحكام القانون الدولي‪ ،‬مثل‪ :‬المحكمة األوربية لحقوق اإلنسان‪،‬‬
‫أو المحكمة األمريكية لحقوق اإلنسان‪.‬‬
‫‪ ‬منظمات تنفيذية‪ :‬وهي منظمات ذات طابع خاص والتي تنظم مسألة معينة‪ ،‬مثل‪ :‬المنظمات االقتصادية‪ ،‬مثل تلك التي‬
‫تختص بتنظبم المسائل الجمركية أو النظم النقدية ‪.‬‬

‫منظمات دولية حكومية و منظمات دولية غير حكومية‪:‬‬ ‫‪‬‬


‫‪ ‬الحكومــية ‪ :‬هي المنظمات التي ال تنظم في عضويتها إال الدول‪.‬‬
‫‪ ‬غير الحكومية ‪ :‬و هي تتميز أساسا بأنها جمعيات خاصة‪ ،‬ال يتم تكوينها بمقتضى اتفاق بين الحكومات‪ ،‬إنما بين أفراد‬
‫وهيئات خاصة من مختلف الدول‪ ،‬تتسع إلى التأثير على العالقات الدولية‬

‫‪24‬‬
‫‪C20R16‬‬ ‫المجتمع الدولي‬

‫منظمة األمم المتحدة ‪ :‬تأسست هذه المنظمة بعد الحرب العالمية الثانية ‪ ،‬و بعد عقد عدة مؤتمرات دولية ‪ ،‬تم التوقيع على ميثاقها في ‪26‬‬
‫جوان ‪.1945‬‬
‫أهداف المنظمة ‪:‬‬
‫‪ ‬حفظ السلم واألمن الدوليين‬
‫‪ ‬تعمل على تنمية العالقات بين الدول‬
‫‪ ‬تحقيق التعاون الدولي لحل المشكالت االقتصادية واالجتماعية والثقافية واإلنسانية‬
‫‪ ‬تكون هذه المنظمة مركزا لتنسيق أعمال الدول‬
‫مبادئ األمم المتحدة‪:‬‬
‫‪ ‬مبادئ متعلقة بحفظ السلم و األمن الدوليين ‪ :‬تمثل في حل المنازعات الدولية بالطرق السلمية و تحريم استعمال القوة في‬
‫العالقات الدولية‬
‫‪ ‬معاونة األمم المتحدة في األعمال التي تتخذها وفقا للميثاق‬
‫‪ ‬تنفيذ اإللتزامات المترتبة عن الميثاق بحسن نية‬
‫‪ ‬عدم التدخل في الشؤون الداخلية‬
‫شروط العضوية في هذه المنظمة‪:‬‬
‫أ ‪ -‬الشروط الموضوعية‪:‬‬
‫‪ ‬العضوية في هذه المنظمة معطاة للدول دون غيرها من المنظمات أو األفراد‪.‬‬
‫‪ ‬أن تكون هذه الدول محبة للسالم‪.‬‬
‫‪ ‬أن تكون قادرة على تنفيذ ما تعهدت به من إلتزامات وفقا للميثاق‪ ،‬خاصة ما يتعلق باألمن الجماعي‬
‫ب ‪ -‬الشروط اإلجرائية‪:‬‬
‫يتم قبول عضوية الدول بقرار صادر عن الجمعية العامة‪ ،‬وبتوصية من مجل األمن بشرط قبول أو موافقة الدول الخمس الكبرى‪ ،‬وتعتبر‬
‫الدول عضوا ابتداءا من تاريخ صدور قرار الجمعية العامة‪.‬‬
‫إيقاف العضوية في هذه المنظمة‪:‬‬
‫توقف العضوية في المنظمة يحدث عندما يتأخر الدولة العضو في دفع اشتراكها لمدة سنتين أو أكثر‪ ،‬وهذا الوقف يمكن أن يكون جزئيا أو‬
‫كليا‪ .‬ويقوم بإيقاف العضوية الجمعية العامة‪ ،‬ويتم إيقاف الدولة في جهاز أو فرع المنظمة في الوقف الجزئي‪ ،‬بينما يتم إيقاف الدولة بشكل‬
‫كامل ويشمل كل الحقوق المتعلقة بالعضوية في حالة ارتكابها مخالفات خطيرة‪ .‬ويتطلب الوقف الكلي قرارا من مجلس األمن والجمعية‬
‫العامة‪ ،‬ويمكن لمجلس األمن فقط تحديد إعادة العضوية‪.‬‬
‫كما تنتهي بطرق أخرى منها ما يلي‪ :‬الفصل ‪ ،‬تنتهي العضوية بفقدان وصف الدولة ‪ ،‬االنسحاب‬
‫األجهزة الرئيسية لألمم المتحدة‪:‬‬
‫تتألف منظمة األمم المتحدة أجهزة رئيسية ‪ ،‬هي‪:‬‬
‫‪ .1‬الجمعية العامة‬
‫‪ .2‬مجلس األمن‬
‫‪ .3‬المجلس االقتصادي و االجتماعي‬
‫‪ .4‬مجلس الوصاية‬
‫‪25‬‬
‫‪C20R16‬‬ ‫المجتمع الدولي‬

‫‪ .5‬محكمة العدل الدولية‬


‫‪ .6‬األمانة العامة ‪.‬‬

‫المنظمات الدولية اإلقليمية‪:‬‬


‫تنشأ مشكالت قانونية قد يتم حلها إقليميا نظرا لالرتباطات المشتركة بين الدول اإلقليمية مثل اللغة أو الدين أو التاريخ‪ .‬تساهم المنظمات‬
‫اإلقليمية في تخفيف المهام الملقاة على المنظمات العالمية‪ ،‬بما في ذلك المهام المالية والفنية والزمنية‪.‬‬

‫ثالثا ‪ :‬الشركات متعددة الجنسيات‬


‫التعريف القانوني للشركات متعددة الجنسيات‪:‬‬
‫تعريف الشركة متعددة الجنسيات هو مشروع يتألف من وحدات فرعية تخضع الستراتيجية اقتصادية عامة تستثمر في مناطق جغرافية‬
‫معينة وتسعى لزيادة أرباحها‪ .‬ليس لهذا النوع من الشركات السيادة أو المصير الدولي‪ ،‬وإنما االعتراف بها يعني تحديد حقوقها‬
‫والتزاماتها فقط‪ .‬تحتاج هذه الشركات إلى قواعد قانونية دولية لمراقبة نشاطها‪ ،‬حيث أن القوانين المحلية للدول عاجزة عن حماية نفسها‬
‫أو الشركات‪.‬‬

‫القانون واجب التطبيق على العقود المبرمة من قبل الدول مع الشركات متعددة الجنسيات‪:‬‬
‫أ ‪ -‬اإلتجاه القائل بدولية هذه العقود‪:‬‬
‫يعتبر تبرم الدول للعقود مع األشخاص األجانب عقودا دولية‪ ،‬حيث تملك شركات متعددة الجنسيات مركزا قانونيا مع الدول‪ ،‬ويحكم العقد‬
‫المبرم مبدأ العقد شريعة المتعاقدين‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬فإن تطبيق القانون الدولي على هذا النوع من العقود يتطلب إعداد قواعد دولية خاصة‪.‬‬
‫ب ‪ -‬اإلتجاه القائل بأن عقود الشركات متعددة الجنسيات من نوع خاص‪:‬‬
‫أي هي ال بعقود دولية وال بعقود داخلية إدارية‪ ،‬بل هي خاضعة لنظام ثالث يدعى القانون شبه الدولي ينشأ من إرادة األطراف ويستمد‬
‫قانونيته من المبدأ العام" الع قد شريعة المتعاقدين"‪ ،‬غير أن هذا االتجاه لم يسلم بدوره من النقد‪ ،‬حيث أن عقود الدولة مع الشركات متعددة‬
‫الجنسيات ال يمكن أن ينشأ في ظل فراغ قانوني إذ ال بد هنا أن ترتبط بنظام قانوني قبل إبرامها‪.‬‬
‫ج ‪ -‬اإلتجاه القائل بإدارية عقود الشركات متعددة الجنسيات‪:‬‬
‫يرى هذ ا االتجاه بأن الشروط والحقوق وااللتزامات التي تحدد إبرام العقود بين الدولة واألجانب تخضع لقوانين الدولة‪ ،‬وتكون للدولة‬
‫سلطات وامتيازات أوسع من تلك الممنوحة للمتعاقد معها‪ .‬وبالتالي‪ ،‬ال يمكن التحدث عن المساواة بين الدولة والشخص األجنبي المتعاقد‬
‫معها‪ ،‬حيث يكون للدولة صالحيات أعلى بوصفها صاحبة السيادة‪.‬‬

‫تأثير الشركات متعددة الجنسيات على سيادة الدولة ‪:‬‬


‫أ ‪ -‬في المجال االقتصادي‪:‬‬
‫الشركات متعددة الجنسيات لها تأثير كبير على اقتصاديات الدول‪ ،‬ويمكن أن يكون لنشاطها تأثير سلبي على التنمية المرغوب فيها‪ .‬كما‬
‫أنها تسيطر على موارد مختلفة‪ ،‬وتحد من قدرة البلدان النامية على تحقيق التنمية المستدامة‪.‬‬
‫ب ‪ -‬في المجال اإلجتماعي‪:‬‬
‫الشركات المتعددة الجنسيات في غالب األحيان تنتهك حقوق العمال والثقافة األصلية للدول التي تعمل فيها‪ ،‬وتعمل على نشر أفكار الحرية‬
‫والعيش الرأسمالي الغربي‪.‬‬
‫‪26‬‬
‫‪C20R16‬‬ ‫المجتمع الدولي‬

‫ج ‪ -‬في المجال السياسي‪:‬‬


‫نظرا لمركزها التفاوضي القوي تتدخل الشركات متعددة الجنسيات أحيانا في الشؤون السياسية للدول‪ ،‬مثال ذلك مساهمة شركة التلغراف‬
‫والتلفون األمريكية في قلب نظام الحكم في الشيلي في عهد السلفادور الياندي في‪.‬‬

‫رابعا ‪ :‬حركات التحرير الوطني‬


‫تعريف حركات التحرير الوطني‪:‬‬
‫تعرف حركات التحرير الوطني بأنها تأخذ كيانها من دعم الجماهير وتهدف إلى استعادة األراضي المغتصبة‪ ،‬وغالبا ما تعتمد على األقاليم‬
‫المحيطة بها لتزويد قواتها وتدريبها‪ .‬كما يركز النص على أن هذه الحركات ال تهدف إلى هزيمة الجيوش الغاصبة في حرب منظمة‪،‬‬
‫ولكنها تحاول التحدي من خالل اإلدارة الغاصبة‪.‬‬

‫الشخصية القانونية الدولية لحركات التحرير الوطني‪:‬‬


‫القانون الدولي التقليدي كان يعتبر األقاليم الخاضعة لالستعمار في إفريقيا وآسيا جزءا من إقليم الدولة المستعمرة‪ ،‬وكانت الحروب التي‬
‫تخوضها حركات التحرر تعتبر حروبا داخلية‪ .‬ولكن في ستينيات القرن الماضي‪ ،‬اعتمدت الجمعية العامة لألمم المتحدة‪ 1960‬القرار‬
‫الذي أقر بحق جميع الشعوب في تقرير مصيرها والحرية واالستقالل عن السيطرة االستعمارية واألجنبية‪.‬‬

‫حقوق والتزامات حركات التحرير الوطني‪:‬‬


‫أ ‪ -‬الحقوق‬
‫‪ .1‬الحق في استخدام القوة لتصفية االستعمار‪.‬‬
‫‪ .2‬الحق في تطبيق قواعد القانون الدولي اإلنساني والنزاعات المسلحة‪.‬‬
‫‪ .3‬اكتساب الشخصية القانونية الدولية الوظيفية‪.‬‬
‫‪ .4‬أهلية إبرام المعاهدات واالتفاقيات الدولية‪.‬‬
‫‪ .5‬حق حركات التحرير الوطني في حضور اجتماعات المنظمات الدولية والعضوية فيها‪.‬‬
‫‪ .6‬حق حركات التح رير الوطني في التعامل الدبلوماسي والقنصلي‪ ،‬وهذا من خالل منح أعضائها المسؤولين االمتيازات الممنوحة‬
‫للممثلين الدبلوماسيين للدول‬

‫ب – االلتزامات‬
‫‪ .1‬وجوب التقيد بالقواعد والمبادئ المؤطرة للعمليات العدائية واستخدام األسلحة ال سيما ما تعلق بقانوني الهاي وجنيف‪.‬‬
‫‪ .2‬السع ي نحو تحقيق السالم وعدم تقويض فرص ذلك من خالل االلتزام بالطرق السلمية السياسية والدبلوماسية لحل النزاع‪.‬‬

‫خامسا ‪ :‬الفرد‬
‫الفرد كشخص من أشخاص القانون الدولي ‪:‬‬
‫أنصار المدرسة اإلجتماعية الواقعية يرون أن األفراد هم أشخاص القانون الدولي العام‪ ،‬وأن الدولة مجرد وسيلة قانونية إلدارة مصالح‬
‫الشعب‪ ،‬وأن المجتمع الدولي يتكون من الدول التي تخدم مصالحها المختلفة‪.‬‬
‫الفرد كموضوع من موضوعات القانون الدولي ‪:‬‬
‫‪27‬‬
‫‪C20R16‬‬ ‫المجتمع الدولي‬

‫يعتقد بعض أتباع الفقه الدولي اآلخر أن القانون الدولي العام يحمي حقوق األفراد في مواضيع متعددة‪ ،‬مثل التجارة الدولية والشركات‬
‫متعددة الجنسيات والبيئة والمناخ والتكنولوجيا‪ .‬وعلى الرغم من ذلك‪ ،‬ال يتم مخاطبة األفراد مباشرة كأشخاص يخضعون للقانون الدولي‬
‫العام‪.‬‬

‫المسؤولية الجنائية الدولية للفرد ‪:‬‬


‫"يجعل اعتبار الفرد ملزما باحترام االلتزامات الدولية تجاه حقوق اإلنسان‪ ،‬بغض النظر عن موقعه في الدولة‪ ،‬المحاكم الدولية مثل‬
‫المحكمة الجنائية الدولية والمحاكم العسكرية الدولية مسؤولة عن محاسبة األفراد على انتهاكات حقوق اإلنسان والمسؤولية الجنائية الدولية‬
‫للفرد"‪.‬‬

‫‪28‬‬
‫‪C20R16‬‬

‫مقياس القانون اإلداري‬

‫‪29‬‬
‫‪C20R16‬‬ ‫القانون اإلداري‬

‫تعريف القرار اإلداري ‪:‬‬


‫يقصد بالقرار اإلداري إفصاح اإلدارة عن إرادتها ال ُم ِّ ّ‬
‫لزمة بقصد إنشاء أو تعديل أو إلغاء أحد المراكز القانونية‪ ،‬وذلك بهدف تحقيق المصلحة‬
‫العامة‪ ،‬كما يعرفه الفقيه ‪ DUGUIT‬بأنه كل تصرف إداري يصدر إلنشاء أو تعديل أوضاع قانونية قائمة‪ ،‬كما يعرفه‬
‫الفقيه ‪ HAURIOU‬بأنه إعالن للسلطة اإلدارية عن إرادتها في صورة تنفيذية‪ ،‬بهدف إحداث آثار قانونية بالنسبة للمخاطبين بها‪،‬‬
‫ويعرفه ‪ BONNARD‬بأنه العمل القانوني الذي يعدل في األوضاع القانونية‪.‬‬
‫كما يعرفه جانب من الفقه المصري عمل قانوني صادر عن جهة اإلدارة باإلرادة المنفردة ‪ ،‬يستهدف إحداث تعديل في المراكز القانونية‬
‫القائمة ‪ ،‬وتأثر الفقه الجزائري بالفقه المقارن في تعريفه للقرار اإلداري بأنه عمل انفرادي صادر عن جهة إدارية بقصد إحداث آثار قانونية‬
‫تحقيقا للمصلحة العامة‪ ،‬وأيده في ذلك القضاء اإلداري بأنه إفصاح من جانب اإلدارة العامة يصدر صراحة أو ضمنا بمناسبة أداءها لمهامها‬
‫المقررة لها قانونا‪،‬بقصد إحداث أثر قانوني وله الطابع التنفيذي‪.‬‬

‫عناصر القرار اإلداري ‪:‬‬


‫‪ .1‬أن تكون العمل اإلداري صادر من سلطة إدارية (اإلختصاص) ‪:‬‬
‫هذا المعيار غير متوفر في الجزائر‪ ،‬ألنه سهل جدا تحديد السلطات اإلدارية من السلطات غير اإلدارية‪ ،‬وذلك ألن القانون حدد أنواع‬
‫السلطات اإلدارية التي تشمل الدولة والوالية والبلدية والمديرية اإلدارية‪ .‬يمكن تحديد الهيئات اإلدارية بسهولة عن طريق تحليل ما‬
‫تقدمه هذه اله يئات‪ .‬يجب االنتباه إلى أن النشاط اإلداري قد يصدر عن سلطات غير إدارية‪ ،‬وذلك في حالة استبدال المؤسسات‬
‫االقتصادية للمؤسسات اإلدارية في إصدار القرارات والحكم في قضايا مثل ديوان الوطني للحبوب‪ .‬يمكن للقاضي اإلداري فقط النظر‬
‫في القرارات التي تصدر عن سلطة إدارية بموجب قرار من الغرفة اإلدارية في المجلس األعلى عام ‪ .1981‬عالوة على ذلك‪ ،‬يجب‬
‫مراعاة معيار المحتوى في القرار اإلداري بدال من مصدره في تحديد صحة القرار‪ ،‬وأن يتم تعديل القوانين المتعلقة بالشركات‬
‫االقتصادية حتى يتسنى للمشرعين تطبيق هذا المعيار بشكل صحيح‪.‬‬

‫‪ .2‬أن يغير القرار مركزا ً قانونيا‪:‬‬


‫كثير من األعمال المنفردة ما تصدر من اإلدارة فإن إلتقينا بالمعيار األول المتمثل قي شرط اإلختصاص فإننا نكون أمام عدد كبير‬
‫من التصرفات التي تصدرها اإلدارة غير آبهين بما إذا غيرت المراكز القانونية للمخاطبين بها أم ال ومثال ذلك أعمال السيادة وهي ‪:‬‬
‫األعمال السياسية ‪ :‬التي ال تعني األفراد كأن يصدر وزير المالية قرار بإلغاء عملية وكأن يعين رئيس الجمهورية سفير في الخارج‬ ‫‪‬‬
‫وهذه األعمال وإن صدرت من اإلدارة ال تعني األفراد كونها ال تمس بحقوقهم ولم تغير مراكزهم ؛ ففي قرار وزير المالية ال ييمه‬
‫الف رد إن تعامل بالعملة النقدية الملغاة أم بالعملة الجديدة حتى وإن أحدثت أعمال السيادة أضرار لألفراد فال يمكن أن تكون محل خصومة‬
‫أما القضاء واعتبر الفقه الفرنسي أن أعمال السيادة وصمه عار في جبين القضاء اإلداري تفلت من رقابته المركز القانوني ‪.‬‬
‫التعليمات والمناشير ‪ :‬هي األعمال الصادرة من األداة وتستوفي الشرط األول ولكن تبقى مجرد لوائح تغييرية لألفراد المخاطبين‬ ‫‪‬‬
‫بها فال يهم إذا ماصدر منشور من إدارة النقل لتغيير محطة المسافرين أو صدر منشور من مدير الجامعة لتغيير المدخل الرئيسي‬
‫للجامعة‬
‫ألنه ال في األول وال في الثاني تغير المركز القانوني للمسافر أو للطالب فهي أعمال تخرج عن مفهوم القرارات اإلدارية ‪.‬‬
‫التهديدات و اإلنذارات ‪ :‬إذ يمكن لإلدارة بتوجيه إنذار للمواطنين القاطنين في عمارة تؤول إلى السقوط أو أن توجه إدارة الضرائب‬ ‫‪‬‬
‫يحتوي على تهديد يفرض غرامة عن التأخير في تسديد الضريبة فال اإلنذار وال التهديد غير المركز القانوني للمخاطب به في‬
‫حين يكون ال حقا عنهما كان يصدر قرار بإزالة العمارة او بفرض الضريبة فهذين مفدين للمركز القانوني‪.‬‬
‫‪30‬‬
‫‪C20R16‬‬ ‫القانون اإلداري‬

‫‪ .3‬أن يكون القرارنافذا ‪:‬‬


‫يمكن أن يصدر قرار من السلطة ولكن ال يكون نافذا‪ ،‬مثل قرار يطرد موظف من قبل اللجنة المتساوية األعضاء‪ ،‬لكن يحتاج إلى‬
‫مصادقة المدير ورفض البلدية لمنح رخصة بناء‪ .‬تكون األعمال الالحقة لهذه األراء قرارات إدارية‪ ،‬وعندما يتم المصادقة عليها تصبح‬
‫نافذة‪.‬‬

‫تنفيذ القرارت اإلدارية‪:‬‬


‫يجب التفرقة هنا بين مصطلح النفاذ والتنفيذي على اعتبار أن النفاذ هو العنصر الثالث من عناصر القرارات اإلدارية الذي يضاف إلى‬
‫عنصري أن تكون القرار صادر من إدارية و أن يكون مغير لمركز قانوني في حين أن تنفيذ القرار اإلداري عملية مادية محضة تقوم بها‬
‫اإلدارة لتنفيذ ماصدرته وفي هذا قاعدتين ‪.‬‬

‫‪ .1‬القاعدة المرتبطة بالتنفيذ االختياري ‪:‬‬


‫وهنا اإلدارة تتقدم بتنفيذ القرار عندما ال يوجد مقاومة له‪ ،‬وإذا كان القرار ينص على نزع أو إلغاء حق‪ ،‬فإن اإلدارة تنفذ القرار بشكل‬
‫إجباري‪ .‬وفي حالة قرار يقر حقا‪ ،‬فإن اإلدارة توجه التنفيذ بصورة اختيارية‪.‬‬
‫وعندما يرفض الشخص تنفيذ قرار اإلدارة‪ ،‬فإن اإلدارة ال تستطيع إجباره على ذلك إال في حاالت نزع أو إلغاء الحقوق‪ .‬وفي حالة‬
‫تنازل اإلدارة عن أعمال الدولة‪ ،‬يتم ذلك من خالل عقد تنازل‪ ،‬ويجب اإللمام بأساسيات المصطلح المدني والعقود الملزمة لجانب‬
‫واحد‪.‬‬
‫ويمكن لإلدارة الجزائرية اللجوء إلى األساليب التعاقدية‪ ،‬ولكن هذا األمر يتنافى مع األسلوب التنظيمي السلطوي الذي يفرض الحقوق‬
‫بالقرارات وليس بالتعاقدات‪ .‬وفي حالة التعاقد‪ ،‬تلتزم اإلدارة بقواعد القانون المدني‪ ،‬وفي هذه الحالة ال يمكن تنفيذ القرار اإلداري‬
‫اختياريا‪..‬‬

‫‪ .2‬التنفيذ الجبري ‪:‬‬


‫و لو ان التنفيذ االختياري يعتبر قاع دة لإلدارة تقوم بها في كل األحوال إال عندما تصطدم بمقاومة الشخص المخاطب بالقرار فهي‬
‫تلجأ الجر استثناء فإن األمر إفتضح على أن اإلستثناء أمج قاعدة على إعتبار كثرة لجوء اإلدارة إلى األساليب الجبرية ( العنف ) بدل‬
‫األساليب اإلختيارية ( األساليب السلمية ) رغم أن إجتهاد القضاء يؤكد على أن التنفيذ الجري إستثنائي وال يكون إال عند توفر شرطين‬
‫‪:‬‬
‫‪ ‬عندما تكون هناك مقاومة من الشخص المخاطب بالقرار ‪.‬‬
‫‪ ‬عندما ينص القانون على اللجوء ألسلوب جبري ‪.‬‬

‫زوال القرارات االدارية ‪:‬‬


‫هناك نوعان بهما ينتهي القرار اإلداري نوع يدخل في النهاية اإلدارية للقرارات اإلدارية ونوع يدخل في النهاية القضائية للقرارات اإلدارية‬
‫‪.‬‬
‫‪ .1‬النهاية االدارية للقرارات‪:‬‬
‫‪31‬‬
‫‪C20R16‬‬ ‫القانون اإلداري‬

‫يمكن لإلدارة إنهاء الحياة القانونية للقرارات اإلدارية عن طريق إلغاء القرار‪ ،‬وذلك كجزء من تغيير موقفها‪ .‬وعلى الرغم من أن‬
‫اإلدارة لديها الحق في صنع القر ارات‪ ،‬إال أنه يجب عليها احترام حقوق األفراد التي اكتسبوها من القرارات اإلدارية السابقة‪ .‬وهذا‬
‫المبدأ يسمى "مبدأ الحقوق المكتسبة"‪ ،‬وهو مبدأ مشابه لمبدأ عدم رجعية القوانين في القانون الخاص‪ .‬يواجه اإلدارة صعوبة في إنهاء‬
‫القرار اإلداري‪ ،‬وفي نفس الوقت احترام حقوق األفراد التي اكتسبوها‪ .‬لهذا السبب‪ ،‬يجب التفريق بين القرار اإلداري المنفرد والقرار‬
‫اإلداري التنظيمي‪.‬‬
‫‪ ‬القرارات اإلنفرادية ‪ :‬يولد هذا النوع من القرارات حقوقا شخصية للمخاطب‪ ،‬وبالتالي ال يمكن لإلدارة إنهاء القرار الفردي ببساطة‪،‬‬
‫حيث إن ذلك يعتمد على احترام الحقوق المكتسبة للمخاطب‪ .‬ومن الممكن إنهاء القرار الفردي في المستقبل فقط‪ ،‬بسبب أن السحب‬
‫يسري على الماضي والمستقبل‪ ،‬وقد يؤدي إلى ضرب الحق المكتسب‪ .‬وبالتالي‪ ،‬يمكن لإلدارة إنهاء القرار الفردي الشرعي باإللغاء‬
‫فقط‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬يبقى السؤال مطروحا بشأن القرارات الفردية غير الشرعية التي تولد حقوقا مكتسبة‪ ،‬والتي يمكن للقضاء فقط‬
‫إلغاؤها‪ ،‬وهذا يتطلب التدخل القضائي نظرا لعدم شرعيتها‪.‬‬
‫‪ ‬القرارات التنظيمية ‪ :‬فما دامت القرارات التنظيمية ال تولد حقوق مكتسبة ومثال ذلك إذ ما كان لفئة من التجار إعفاء جبائي وصدر‬
‫القرار بغرض الضريبة ‪ .‬فإن هذا القرار تنظ وعليه فلإلدا تسحبه متى شاءت ألنه ال يمكن أن يحتج التاجر بحق مكتسب وبالتالي‬
‫القرارات مية تتعرض للسحب ‪.‬‬

‫‪ .2‬النهاية القضائية للقرارات اإلدارية ‪:‬‬


‫القضاء اإلداري وحده قادر على إنهاء القرار اإلداري بدعوى اإلبطال التي تعتبر دعوى وسامية التضاهيها دعوى أخرى ‪ .‬وألن‬
‫التطور الذي حصل للقضاء اإلداري قديما والذي كان فقط جهازا استشاريا لإلدارة أصبح جهازا قضائيا عليها وبدا يعمل على تغيير‬
‫قراراتها وزادت سلطته أكثر وأصبح قادر على إبطالها ومن هنا نتجت نوعان من الدعاوى فدعوى اإلبطال هذه هي دعوى قضائية‬
‫تعمد على إلغاء القرار اإلداري وتسمى بدعوى الشرعية في حين أن تعرض القرار إد للرقابة دون اإلبطال لتفسيره أو فهي شرعية‬
‫فتسمى بدعوى المالءمة ‪.‬‬

‫مفهوم العقد اإلداري ‪:‬‬


‫في القانون المقارن ‪:‬‬
‫طبقا لما ذكر سابقا فان عدم تمكن القانون من حكم مختلف األعمال التعاقدية التي تبرمها اإلدارة فيبقى الملجأ الوحيد هو القضاء و كان‬
‫القضاء الفرنسي السابق يتعرض لتكييف العالقات التعاقدية لإلدارة و ذلك من خالل وضع معايير تعريف العقد اإلداري ‪.‬‬
‫‪ .1‬من معيار السلطة العامة إلى مدرسة السلطة العامة ‪:‬‬
‫وينطلق هذا المعيار من اعتبار أن العقد الذي تبرمه اإلدارة يمكن أن يكون إداريا أو مدنيا بناء على طبيعة األعمال التي تقوم بها‬
‫اإلدارة في إطار العقد‪ .‬إذا كانت اإلدارة تقوم بأعمال السلطة‪ ،‬مثل وضع شروط إلغاء العقد‪ ،‬والرقابة اإلدارية على العقد‪ ،‬فإن العقد‬
‫يعد إداريا‪ ،‬وهذا ما كرس في حكم ال فيريار الصادر عن محكمة التنازع الفرنسية بداية القرن العشرين‪ .‬أما إذا كانت اإلدارة تقوم‬
‫بأعمال التسيير‪ ،‬مثل الشراء والبيع‪ ،‬فإن العقد يعد مدنيا‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬يصعب تحديد طبيعة العقد في بعض األحيان‪ ،‬حيث يمكن أن تقوم‬
‫اإلدارة بأعمال سلطة وتسيير في نفس الوقت‪ .‬كما أنه يجب على المتعاقدين في العقد التفاوض حول االمتيازات التي تضعها اإلدارة‬
‫في العقد‪ ،‬حتى ال يصبح العقد مجرد قرار إداري‪.‬‬

‫‪32‬‬
‫‪C20R16‬‬ ‫القانون اإلداري‬

‫‪ .2‬من معيار البند المألوف إلى مدرسة المرفق العام ‪:‬‬


‫عقود اإلدارة يتم تحديد طبيعتها بناء على معيار البند المألوف‪ .‬فإذا احتوت الشروط على بنود غير مألوفة‪ ،‬فإن هذا العقد يمكن أن‬
‫يصبح إداريا‪ .‬وفي حالة فسخ العقد‪ ،‬فإن هذا الفسخ يمكن أن يكون تلقائيا‪ ،‬وهو أمر غير مألوف في القانون المدني‪ .‬وعلى الرغم من‬
‫أن معيار البند المألوف يمكن أن يساعد في تحديد الطبيعة اإلدارية للتعاقدات التي تقوم بها اإلدارة‪ ،‬فإنه ينتقد من قبل بعض الخبراء‬
‫القانونيين الذين يرون أن التعاقدات المدنية تطورت بشكل كبير‪ ،‬حيث أن األطراف المتعاقدة لديهم الحرية في تحديد الشروط التي‬
‫يريدونها‪ ،‬وهذا يمكن أن يؤدي إلى وجود شروط غير مألوفة في العقد المدني‪ .‬ومن المهم مالحظة أن هناك مدرسة قانونية تسمى‬
‫"مدرسة المرفق العام" والتي تستخدم معيار المرفق العام كمعيار لتحديد طبيعة العقد اإلداري‪ .‬ولكن هذه المدرسة تعاني من ضعف‬
‫بسبب األزمة التي تعرضت لها‪ ،‬وتم تراجع الفقه الفرنسي عن فكرة التعاقد في حد ذاتها‪ ،‬مما أدى إلى تحديد تساؤالت حول الطابع‬
‫التعاقدي للتعاقدات‪.‬‬

‫نظرية العقد اإلداري في الجزائر ‪:‬‬


‫النشاط التعاقدي لإلدارة الجزائرية تطور بصفة جذرية فلم يعد يعبر عن أداة وحيدة هي الصفقات العمومية بل أنه تكثف بشكل سريع انطالقا‬
‫من تغيير دور الدولة إلى جميع األصعدة واألهم أن األداة التعاقدية أصبحت عندنا أداة للتخلي التدريجي للمرافق العمومية انطالقا من عقود‬
‫االمتياز‬
‫‪ .1‬نظرية العقد اإلداري من خالل قانون الصفقات العمومية ‪:‬‬
‫أطراف الصفقات العمومية ‪ :‬أطراف الصفقات العمومية هي الدولة والوالية والبلدية والمؤسسة العمومية‪ ،‬وتبرم هذه األطراف‬ ‫‪‬‬
‫عقود خطية لتنفيذ المشاريع ذات النفع العام‪ .‬وقد تم إدخال تعديالت على أطراف الصفقات العمومية بموجب مرسوم تنفيذ صادر‬
‫في عام ‪ ،2002‬حيث تمت إضافة المؤسسات ذات الطابع الصناعي واإلقتصادي والتجاري ومراكز البحث كأطراف غير إدارية‪.‬‬
‫هذا التعديل يسمح بإبرام صفقات من قبل أطراف غير وطنية‪ ،‬بشرط أن يكون لها إقامة في الجزائر أو فروع في الجزائر‪ ،‬وتم‬
‫تأكيد ذلك من خالل المرسوم التشريعي الصادر في عام ‪ 1993‬المتعلق باالستثمار‪ .‬يبدو أن هذا التهور في إبرام الصفقات العمومية‬
‫يضرب في صميم إداريتها‪ ،‬حيث ال يتم التمسك بالطرف اإلداري للصفقة‪.‬‬

‫تنفيذ الصفقات العمومية ‪ :‬هناك أربع طرق إلبرام الصفقات العمومية في الجزائر والقانون الفرنسي‪ ،‬وهي‪ :‬التراضي‪ ،‬والمناقصة‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫واستدراج العروض‪ ،‬والمسابقات والمزايدات‪ .‬إال أن التراضي هو الطريقة األكثر استخداما إلبرام الصفقات العمومية في الجزائر‪.‬‬
‫كما يجب أن شفافية إبرام الصفقات وتحري الحياد اإلداري‪ ،‬كما أن المناقصة تعتبر مبدأ إلبرام الصفقات على أساس عدم التمييز‬
‫وسرية العروض‪ .‬فالتراضي هو الطريقة األكثر استخداما إلبرام الصفقات في الوقت الحالي‪ ،‬حيث تعتبر المناقصة استثناء‬
‫والتراضي مبدأ‪ ،‬وذلك بسبب تغير الحياة وسرعتها التي تفرض تفضيل التراضي على المناقصة‪.‬‬
‫إن اللجوء إلى استدراج العروض كأسلوب ثالث إلبرام الصفقات العمومية قليل جدا‪ ،‬بسبب أن األسلوب الرابع المتمثل في المزايدات‬
‫والمناقصات هو األكثر شيوعا‪ .‬وعندما يتم اتخاذ قرار إبرام الصفقة‪ ،‬فإنها تخضع للرقابة والتعديل‪ ،‬حيث تتطلب رقابة مالية‬
‫وإدارية‪ .‬وفي حالة عدم اإلستجابة إلنذار من اللجنة المراقبة‪ ،‬يمكن الفسخ اآللي للصفقة‪ .‬وإذا حدثت ظروف طارئة‪ ،‬فيمكن تعديل‬
‫الصفقة العمومية عن طريق تعيين األسعار من خالل ملحق‪ ،‬دون اللجوء إلى القضاء‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫‪C20R16‬‬ ‫القانون اإلداري‬

‫‪ .2‬نظرية العقد اإلداري من خالل عقود اإلمتياز ‪:‬‬


‫بعد فشل النظرية العقدية في الصفقات‪ ،‬لم يتجرأ الفقه الجزائري على معالجة العقود اإلدارية ولم يتلق الدارسون المعارف العلمية‬
‫المتعلقة بنظرية العقد اإلداري‪ .‬تراجع دور اإلدارة في المجاالت االقتصادية بعد اعتماد النظام الدستوري القانوني في الجزائر ومنح‬
‫المرافق العامة عن طريق اإلمتياز يضرب مبدأ الملكية العامة للدولة لمرافقها‪ .‬قانون المالية منذ التسعينات يسمح باستغالل المرافق‬
‫العامة من قبل أشخاص عامة ذات طابع اقتصادي وكل األشخاص األخرى الخاضعة للقانون الخاص‪.‬‬
‫وهذا يدل على تدخل أشخاص القانون الخاص في استغالل المرافق العامة‪ ،‬ولو أن مشروع قانون المالية المقترح من الحكومة آنذاك‬
‫لم تتفطن لهذا األمر في الجزائر‪ ،‬وصادقت عليه مباشرة‪ ،‬وهو األمر الذي منح للحكومة الحق في التنازل عن إدارة المرافق العامة‪.‬‬
‫ويذهب رجال المالية إلى استغالل المرافق العامة بما يسمى بنظرية فرسان المالية‪ ،‬ويبدو أنه منذ صدور هذا القانون تسارعت المراسيم‬
‫التنفيذية والتشريعات التي تمنح حق استغالل المرافق العامة لصالح األشخاص العامة‪ .‬ويتم األخذ بأداة اإلمتياز كوسيلة قانونية ومبرر‬
‫شرعي لإلدارة في كف يدها عن تسيير مرافقها وجعل ذلك لصالح األشخاص الخاصة‪ ،‬إال أن الدخول في اإلمتياز يحتم على اإلدارة‬
‫إبرام عقد مع الطرف الثاني‪ ،‬ويسمى اإلدارة السلطة المانحة لإلمتياز‪ ،‬ويسمى الطرف الثاني صاحب اإلمتياز‪ ،‬وهذين الطرفين‬
‫تحكمهما عالقة تعاقدية‪ ،‬ويعتبر اإلمتياز أداة سطو من قبل األشخاص الخاصة وإهمال من قبل اإلدارة لمرافقها بحجة تحرير السوق‬
‫الجزائرية‪ ،‬وذلك بكف يد اإلدارة عن السوق‪ .‬فإذا كان ما سبق يعد أحد أهم األسباب التاريخية في مفهوم اإلمتياز في الجزائر‪ ،‬فإن هذا‬
‫األخير تسارع وتكثف لدرجة تفتيش اإلمتياز فيصبح لقانون الصفقات‪ ،‬امتياز تسيير المرافق العامة‪ ،‬وهو نفس الطرح الذي تبناه القانون‬
‫المقارن الذي يمد بجذوره إلى فكر الفقيه األلماني إيزمان‪.‬‬
‫عقود اإلمتياز ‪:‬‬
‫‪ .1‬السلطة المانحة لإلمتياز ‪ :‬في الجزائر اإلدارة وحدها تستطيع منح اإلمتياز عندما يخول لها القانون ذلك كقانون امتياز استغالل‬
‫المياه الجوفية من قبل أشخاص غير إداريين وقانون إمتياز الطرق السريعة ‪ ،‬امتياز تسيير المرافق الرياضية وامتياز استغالل‬
‫المحروقات وغيرها وفي كل مرة يصدر فيها قانون إال وتنص مواده على أن اإلمتياز عقد من عقود القانون إذ كما نصت عليها م‬
‫‪ 04‬من المرسوم التنفيذي ‪ 1989‬والمتعلق بكيفية ممارسة الدولة المتياز احتكار التجارة الخارجية وهذا ممنوح ألشخاص غير‬
‫إداريين يحق لهم القيام باإلستيراد بعد أن يمنح لهم اإلمتياز بقرار مشترك صادر من وزير المالية ووزير التجارة على أن يبرم‬
‫عقد فيما بعد ‪.‬‬
‫‪ .2‬صاحب االمتياز ‪ :‬وهو الطرف الثاني الممنوح له اإلمتياز ورغم أنه يمكن أن يكون من أحد األشخاص الخاصين إال أن الجزائر‬
‫وفي قانونها ال تمنح اإلمتياز إال لالشخاص العامين ذو الطابع اإلقتصادي والتجاري وليسوا الخواص وبدأ في منتصف التسعينات‬
‫منح اإلمتياز فقط للخواص ‪.‬‬
‫‪ .3‬المنتفعين ‪ :‬وهم المستفيدين من خدمات المرفق العام الممنوح تسييره عن طريق اإلمتياز والذين يعاملون كما لو لم يمنح اإلمتياز‬
‫بحيث يستفيدون بتوزيع عادل من خدمات المرفق ع وخصوصية عقد االمتياز ناجمة عن هذا الطرح الثالثي األبعاد ألن العقد‬
‫يقتصر على طرفين أما عقد اإلمتياز فيرتبط بين إثنين بالنسبة لطرف ثالث ‪.‬‬
‫المرفق العام ‪:‬‬
‫تعريف المرافق العامة ‪ :‬هو ذلك النشاط الذي تقوم به االدارة بنفسها او بواسطة افراد عاديين ولكن تحت اشرافها وتوجيهها بقصد اشباع‬
‫الحاجة العامة ‪.‬‬
‫او هو كل نشاط تقوم به االدارة العامة او تعهد به الحد االفراد ليتولى ادارته تحت اشرافها و رقابتها بقصد اشباع حاجة عامة للجمهور‬
‫وعلى وجه منتظم ومضطرد‬
‫تصنيف المرفق العام ‪:‬‬
‫‪34‬‬
‫‪C20R16‬‬ ‫القانون اإلداري‬

‫المرفق العام اإلداري ‪ :‬وهو كل مرفق عمومي يقوم بنشاط يدخل ضمن مجال الوظيفة االدارية للدولة ويعجز االفراد والهيئات‬ ‫‪‬‬
‫الخاصة عن مباشرته ومثاله في الجزائر مرفق القضاء (وزارة العدل ) مرفق التعليم (وزارة التربية ) وكذا مرفق البلدية والوالية‬
‫‪.‬‬
‫المرافق العامة االقتصادية و الصناعية و التجارية ‪ :‬ونعرفها بانها المرافق العمومية التي تمارس نشاطا بهدف تحقيق حاجة عامة‬ ‫‪‬‬
‫صناعية وتجارية مثلها النشاط الذي يمارسه االشخاص الخاصة ومن امثلتها في الجزائر كمرفق النقل الجوي و السكك الحديدية‬
‫ومرفق البريد والموصالت ومرفق الكهرباء و الغاز‬
‫أوال ‪ :‬أساليب إدارة المرفق العام في القانون المقارن‬
‫نشأ القانون اإلداري من حادث تاريخي‪ ،‬وظهرت أساليب المرفق العام كرد فعل على هذا الحادث‪ .‬وتتمثل أساسا في انشغال المنظومة‬
‫القانونية بوضع قواعد تنظيم المرفق العام عبر نسيج قانوني‪ .‬يجب على الفقه أن يعالج هذا التنظيم من زاوية الحياة القانونية للمرفق‪ ،‬فمن‬
‫خالل حياة المرفق العام تتحرك القواعد وتجعل منه مشبعا بحاجات األفراد ومعبرا عنه‪ ،‬وهو المثال الذي يستخدم عند مسألة الشؤون العامة‪.‬‬
‫وبالتالي‪ ،‬تكون منظومة حياة المرفق العام هي منظومة إدارية‬
‫يؤكد النص القانوني على ضرورة وضع منظومة قانونية للمرفق العام‪ ،‬وأن المرفق العام هو مسألة تحت سلطة الحكومة‪ ،‬وبالتالي فإنه‬
‫يصبح تحت طائلة سلطتها وامتيازها‪ .‬ورغم أن امتياز السلطة جعل المرفق العام غائبا كمظهر لإلدارة‪ ،‬إال أنه حاضر كأداة لها‪ ،‬حيث‬
‫يستخدم القرار اإلداري إلدارة المرفق العام‪ .‬وبالتالي‪ ،‬فإن المسؤولية المسندة للشخص اإلداري هي الحل المنشود في تسيير المرفق العام‪،‬‬
‫ويعتبر قريبا من التنظيم اإلداري‪ ،‬وهو الحل الذي حضر لمرحلتين في تسيير المرفق العام‪.‬‬
‫المرحلة األولى تسيير المرفق العام عن طريق االحتكار‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫المرحلة األولى لتسيير المرفق العام كانت عن طريق االحتكار‪ ،‬حيث تقوم الدولة بصفة مباشرة بإدارة المرفق العام‪ ،‬وهذا ما يسمى‬
‫بأسلوب االستغالل المباشر‪ .‬هذا األسلوب قديم وظهر مع ظهور الدول التي اتخذت مبدأ دولة القانون أو ما يعرف بالدولة الحديثة‪.‬‬
‫وظهور هذه الدول أدى إلى تسيير المرافق التي تشكل جزءا من شؤون الدولة‪ ،‬والتي تعرف باسم المرافق السياسية ‪.‬‬
‫المرحلة الثانية تفويض المرافق العامة‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫المرحلة الثانية لتسيير المرفق العام هي تفويض المرافق العامة‪ ،‬حيث أصبح المرفق العام عبئا عاما وهذا يتداخل مع مبدأ المساواة في‬
‫التحمل‪ .‬ولم يكن تغير دور الدولة بتسيير مرافقها العامة سببا مباشرا في تنويع أساليب إدارته‪ ،‬وإنما كان التعدد والكثرة للمرافق العامة‬
‫يثقل كاهل الحكومات ‪ .‬وترجم هذا التوجه الحكومي بإرادة سياسية وضحة تتمثل في ترشيد اإلنفاق على المرافق العامة‪ ،‬وحتى التوقف‬
‫عن تمويلها‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬أساليب تسيير المرافق العامة في الجزائر‬
‫أسلوب المؤسسة‬ ‫‪‬‬
‫هذا األسلوب ال يمكن االستغناء عنه في القانون المقارن‪ ،‬ولكنه يتنافس مع السياسة التي يحددها القانون المقارن‪ .‬وعلى الرغم من أن‬
‫وضع المؤسسات في الجزائر يبدو أنه يحتل مكانة مرموقة‪ ،‬إال أن المؤسسات اإلدارية متضخمة في القطاع اإلداري باللغة السياسية‬
‫والقانونية‪ .‬وي تحكم كشخص يقود الشؤون العامة في المؤسسة‪ ،‬سواء تعلق األمر بالشؤون الصحية أو االجتماعية أو التربوية أو حتى‬
‫األمنية‪ .‬وتُستخدم المؤسسة عادة كأداة تتطابق مع المرفق العام‪ ،‬وتشبهه‪ ،‬وينبغي اختيار المؤسسات العمومية كنمط إلدارة المرافق‬
‫العامة ألن الجزائر دولة حديثة العهد باالستقالل‪ ،‬واستالم الخدمات من المؤسسات هو في صالح بسط السيادة التي استردتها الجزائر‪،‬‬
‫وتأمين ممتلكاتها سواء كانت بحرية أو نفطية‪ .‬وتُحافظ المؤسسات اإلدارية على الطابع الجمهوري للدولة‪ ،‬ويتم ذلك من خالل امتالكها‬
‫ألسلوب إلدارة الشؤون العامة والمصالح العمومية والمصالح القومية للدولة‪ .‬وتُعد هذه المؤسسة العمومية السبب في اعتبار القانون‬

‫‪35‬‬
‫‪C20R16‬‬ ‫القانون اإلداري‬

‫اإلداري لدينا قانون المؤسسات اإلدارية‪ ،‬والقانون اإلداري اختار من مدرسة السلطة العامة أكثر من مدرسة المرفق العام‪ ،‬ألن المؤسسات‬
‫العمومية تظهر في أعمال السلطة في حين المرافق العمومية تظهر في أعمال السلطة والتسيير ‪.‬‬
‫أسلوب االمتياز‪:‬‬
‫اعتبر االمتياز أداة تطبقت جنبا إلى جنب مع المؤسسة العمومية في إدارة المرافق العامة‪ .‬بالرغم من نظرية أسلوبه في بداية التسعينيات‬
‫وتكثيف العمل باالمتياز كوسيلة إلدارة المرافق العمومية‪ ،‬إال أنه لم يستعمل فقط في إدارة المرافق العمومية‪ ،‬بل حتى في إدارة األمالك‬
‫العامة‪ ،‬مثل االمتياز الفالحي وامتياز االتصاالت والمياه‪ .‬كذلك‪ ،‬لم يستعمل االمتياز على اعتبار أن المرفق العام أثقل كاهل الدولة‬
‫بتكاليفه الباهظة عندما تتدخل في تسيره‪ ،‬وبالتالي فعندما تتنازل عن تسيره عن طريق االمتياز لصالح شخص من أشخاص القانون‬
‫الخاص‪ ،‬سيعالج اعتبار وتحسين ادعاءاته وخدماته‪ .‬بل أنها اعتبرت أيضا وسيلة لدخول اقتصاد السوق‪ .‬إن السلطة التنفيذية كمؤسسة‬
‫دستورية تستولي على أهم الصالحيات‪ ،‬وهو األمر الذي أصبح بديهيا لدى كل الباحثين‪ .‬فالمرجعية التاريخية أكدت أن أنظمة الديمقراطية‬
‫الكبرى وقعت في هذا الفخ الذي سيء إلى القيم الديمقراطية‪ ،‬ال سيما مبدأ المشاركة الشعبية في اختيار أحكامهم‪ .‬إذا ما اشرفوا على‬
‫قيادة السلطة التنفيذية‪ ،‬فإن سقوط المشاركة والمعارضة والتداول من المؤسسات السياسية للحاكم انتشر بشكل كبير في الدول العربية‬
‫وشمال إفريقيا‪.‬‬
‫الضبط اإلداري والنظام العام‬
‫يستخدم الضبط اإلداري للحفاظ على النظام العام‪ ،‬وهو مفهوم مرتبط بالمصلحة العليا للدولة‪ .‬وعلى الرغم من أن النظام العام يحقق المصلحة‬
‫العامة‪ ،‬فإنه في الجزائر يرتبط بالمصلحة العليا‪ ،‬مما يجعله مختلفا عن النظام العام في األنظمة الديمقراطية الكبرى‪ .‬وعند استخدام الضبط‬
‫اإلداري‪ ،‬يتحول الموضوع إلى مفهوم الضبط السياسي الذي يهدف إلى الحفاظ على النظام العام‪ ،‬ويشمل تصنيف األنظمة ورقابة األحزاب‬
‫التي تعقد مؤتمرات خالل السنة‪.‬‬
‫الضبط االداري واآلداب العامة‬
‫الحق العام يشير إلى دور الجهاز القضائي في محاكمة المخالفين للقانون‪ ،‬وأن الجهاز اإلداري يجب أن يحمي هذا الحق العام لضمان حفاظ‬
‫اإلدارة العامة والصحة والسالمة والسكنية العامة‪ .‬ويتم تحديد اآلداب العامة من خالل الذاكرة الجماعية‪ ،‬ومساس بها يعد سياسيا باآلداب‬
‫العامة‪.‬‬
‫تركز الجزائر في تقنية اآلداب العامة قانونيا‪ ،‬حيث ال يتم اعتبار شرب الكحول مخالفة لآلداب العامة إال إذا تم علنا‪ ،‬وال يتم اعتبار السلوك‬
‫الفاضح مخالفا لآلداب العامة إال إذا تم ممارسته علنا‪ .‬وال يتم اعتبار ممارسة الجنس مخالفة لآلداب العامة إال إذا تمت في سياق الدعارة‪.‬‬
‫تمارس السلطات اإلدارية ضبطا إداريا موازيا للضبط‪ ،‬ويتم حماية اآلداب العامة بواسطة المعايير التقديرية التي يمارسها الضبط اإلداري‪،‬‬
‫حيث تأتي معايير األمن العام والسكينة العامة والسالمة العامة والصحة العامة بعد معيار اآلداب العامة في األولوية‪ .‬ومن المهم الحفاظ‬
‫على التوازن االجتماعي من خالل ممارسة الضبط اإلداري على كل ما قد يؤدي إلى انتهاك اآلداب العامة‪.‬‬

‫‪36‬‬
‫‪C20R16‬‬

‫مقياس القانون الدستوري‬

‫‪37‬‬
‫‪C20R16‬‬ ‫القانون الدستوري‬

‫تعريف النظام البرلماني ‪:‬‬


‫يعرف الفقه النظام البرلماني بأنه نظام الحكم الذي يقوم مبدأ الفصل النسبي بين السلطات‪ ،‬ومبدأ التوازن والتعاون بين السلطتين التشريعية‬
‫والتنفيذية؛ وبالتالي تسود هذا النظام المساواة بين السلطات دون سيطرة أحدهما على األخرى‪ .‬يقوم النظام على أساس التعاون والرقابة بين‬
‫السلطتين من خالل إيجاد عالقة متبادلة بينهما‪.‬‬
‫وتسمية هذا النظام برلماني ال يعني أنه يتميز بوجود برلمان‪ ،‬ألن جميع األنظمة لها برلمان منتخب من قبل الناخبين‪ .‬وظهر هذا النظام في‬
‫بريطانيا نتيجة للتطور التاريخي الذي عرفه هذا البلد‪ ،‬ومنه انتقل إلى باقي البلدان في العالم‪.‬‬
‫اركان النظام البرلماني ‪:‬‬
‫‪ -1‬ثنائية السلطة التنفيذية ‪:‬‬
‫رئيس الدولة ‪ :‬يتميز هذا النظام بأن رئيس الدولة‪ ،‬سواء كان ملكا أو رئيس جمهورية‪ ،‬غير مسؤول سياسيا أمام البرلمان‪ ،‬ولكنه‬ ‫‪‬‬
‫مسؤول جنائيا عما يرتكبه من جرائم‪ .‬وتعتبر قراراته غير نافذة إال بتوقيع أحد الوزراء المعنيين‪ .‬يتميز رئيس الدولة في هذا النظام‬
‫بالصالحيات التي تمنحها له القدرة على تعيين رئيس الحكومة‪ ،‬ولكنه مقيد بموافقة األغلبية البرلمانية‪.‬‬
‫الوزارة ‪ :‬يتألف الحكومة في هذا النظام من رئيس الوزراء وعدد من الوزراء اآلخرين‪ ،‬حيث يتم تعيين رئيس الوزراء من قبل‬ ‫‪‬‬
‫رئيس الدولة‪ ،‬ويقوم رئيس الوزراء بترشيح الوزراء وتعيينهم من خالل مرسوم رئاسي‪ .‬تجتمع الحكومة برئاسة رئيس الوزراء‬
‫في شكل هيئة جماعية في مجلس الحكومة‪.‬‬
‫تحتل الحكومة دورا حيويا في النظام البرلماني‪ ،‬حيث تعتبر حجر الزاوية في السلطة التنفيذية‪ ،‬وتشكل الوسيط بين رئيس الدولة‬
‫والبرلمان‪ .‬ويمكن للحكومة أن تتحمل المسؤولية أمام البرلمان‪ ،‬ويمكن أن يتحمل كل وزير مسؤولية فردية عن أفعاله‪.‬‬
‫وعلى الرغم من أن رئيس الدولة هو من يعين رئيس الحكومة والوزراء‪ ،‬إال أن الحكومة تتصل بالبرلمان بشكل مباشر‪ ،‬وتقوم‬
‫برسم السياسات العامة للدولة الخارجية والداخلية‪ ،‬وتحمل المسؤولية أمام البرلمان‪ .‬وبالتالي‪ ،‬تعد الحكومة الجهة الحاكمة الفعلية‬
‫في السلطة التنفيذية‪.‬‬

‫‪ -2‬الفصل المرن بين السلطتين التنفيذية و التشريعية ‪:‬‬


‫يتجلى ذلك من خالل مظاهر التعاون و الرقابة بينهما ‪:‬‬
‫أ ‪ -‬مظاهر التعاون بين السلطة التنفيذية و السلطة التشريعية ‪:‬‬
‫جواز الجمع بين عضوية البرلمان و وظيفة الوزراء اي يمكن لنائب في البرلمان ان يشغل منصب الوزير او رئيس الوزراء دون‬ ‫‪‬‬
‫ان يفقد عضويته في البرلمان كما انه يمكن للوزير ان يرشح نفسه لالنتخابات التشريعية و يفوز و يصبح نائب في البرلمان دون‬
‫ان يفقد منصبه في الوزارة‬
‫للسلطة التنفيذية حق اقتراح القوانين امام البرلمان أو ما يسمى بمشروع قانون او االقتراح الحكومي للقوانين ‪ ،‬و يتولى تقديمه‬ ‫‪‬‬
‫للبرلمان الوزير المختص ‪ ،‬و لكن سلطه التقرير هي من اختصاص السلطة التشريعية ‪ ،‬و اصدار القوانين من اختصاص رئيس‬
‫الدولة ‪.‬‬
‫يحق للوزراء دخول البرلمان حتى بدون دعوة خاصة و ذلك لشرح سياسة الحكومة و الدفاع عنها ‪ ،‬كما تقوم السلطة التنفيذية‬ ‫‪‬‬
‫بدعوة البرلمان لالنعقاد سواء في دورة عادية او غير عادية ‪.‬‬
‫قانون المالية ‪ ،‬فقانون الميزانية التي نعني بها مجموع االيرادات و النفقات المتوقعة في السنة المقبلة ‪ ،‬فانه ثمرة عمل مختلط بين‬ ‫‪‬‬
‫السلطيتين ‪ ،‬و وزراء المالية تقوم باعداد مشروع قانون الميزانية و البرلمان يتولى مناقشته و اقرار الميزانية بقانون المالية ‪.‬‬

‫‪38‬‬
‫‪C20R16‬‬ ‫القانون الدستوري‬

‫ب ‪ -‬مظاهر الرقابة بين السلطة التشريغية و السلطة التنفيذية ‪:‬‬


‫حق دعوة البرلمان لالنعقاد وفضه وتأجيله ينتمي للسلطة التنفيذية‪ ،‬ويمكن لها دعوة البرلمان لالجتماع في الدورة العادية أو غير‬ ‫‪‬‬
‫العادية‪ .‬الدورة العادية تحدث في فترة زمنية محددة في كل عام‪ ،‬ويمكن تأجيلها أو فضها من قبل السلطة التنفيذية‪ .‬الدورة غير‬
‫العادية تقام خالل فترة العطلة السنوية وتستدعي عند الحاجة للسلطة التشريعية‪.‬‬
‫يحق لرئيس الدولة االعتراض على القوانين التي يصدرها البرلمان إذا اعتبر أنها غير مالئمة للمصلحة العامة‪ .‬ولكن هذا ال يعني‬ ‫‪‬‬
‫إلغاء القانون‪ ،‬بل يجب إعادة النظر فيه من قبل البرلمان الذي يمكنه اإلصرار على الموافقة عليه بأغلبية ساحقة ألعضائه‪ ،‬وفي‬
‫هذه الحالة يسقط االعتراض ويتعين على رئيس الدولة إصدار القانون‬
‫حق السلطة التنفيذية في حل البرلمان‪ ،‬وهو حق يوازي حق المساءلة السياسية للوزارة من قبل البرلمان‪ .‬يتمثل هذا الحق في الحل‬ ‫‪‬‬
‫الوزاري والحل الرئاسي‪ .‬يتم اللجوء إلى الحل الوزاري عندما ينشأ خالف بين الوزارة والبرلمان‪ ،‬ويتم اللجوء إلى رئيس الدولة‬
‫لحل البرلمان وتحكيم إرادة الناخبين في هذا الخالف‪ .‬أما الحل الرئاسي فيتمثل في مبادرة من رئيس الدولة لحل البرلمان وإجراء‬
‫انتخابات جديدة‪ ،‬عندما يرى أن البرلمان لم يعد يمثل اتجاهات األمة‪.‬‬
‫النظام البرلماني في انجلترا ‪:‬‬
‫سلطات النظام السياسي البريطاني ‪:‬‬
‫‪ -1‬الملك ‪ :‬الملكية في بريطانيا وراثية‪ ،‬حيث يتم نقل التاج من الملك الحالي إلى األفراد الذين يأتون بعدهم وفقا لدرجة القرابة بينهم‪.‬‬
‫وتشمل هذه العملية اإلناث والذكور على حد سواء‪ ،‬إال أنه في حالة وجود تسا ٍو في درجة القرابة‪ ،‬يفضل الذكور وتُمنح لهم‬
‫الصالحيات الممنوحة للملك في إدارة شؤون الدولة ورصد أعمال الحكومة ومدى مالءمتها لمصلحة األمة‪ ،‬كما يُعين رئيس‬
‫الوزراء من قبل زعماء الحزب الفائز باألكثرية البرلمانية‪ ،‬وهذه الصالحيات هي صالحيات اسمية يتولى مجلس الوزراء مهامها‪.‬‬
‫كما يتم مراقبة تطبيق القواعد القانونية‪.‬‬
‫‪ -2‬الوزراء ‪ :‬يضم الى جانب رئيس الوزراء ‪ ،‬الوزراء و هو يشكل القيادة الرئيسية الفعلية إلدارة الحكم في الدولة ‪ ،‬يقرر السياسة‬
‫العامة للدولة داخليا و خارجيا ‪ ،‬و لهذا فهي مسؤولة سياسيا أمام البرلمان ‪.‬‬
‫‪ -3‬البرلمان ‪:‬‬
‫مجلس العموم ‪ :‬يتكون مجلس العموم في بريطانيا من ‪ 635‬نائبا‪ ،‬يتم انتخابهم عن طريق اإلقتراع العام المباشر والسري‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫وتستمر فترة عضويتهم لمدة ‪ 5‬سنوات‪ .‬يتمتع النواب أساسا بحق اقتراح القوانين‪ ،‬ولكن هذا الصالحية أصبحت نظرية بمرور‬
‫الوقت‪ ،‬حيث إن الحكومة هي في الواقع األقوى في المبادرات التشريعية‪ .‬ولذلك‪ ،‬فإن معظم القوانين التي يتم إقرارها (حوالي‬
‫‪ 9690‬منها) تأتي من خالل اقتراحات الحكومة‪.‬‬
‫مجلس اللوردات ‪ :‬تمثل مجلس اللوردات األرستقراطية والفئات اإلقطاعية؛ ويتكون من ‪ 1000‬عضو‪ ،‬و ‪ 800‬عضو‬ ‫‪‬‬
‫يحصلون عليها بالوراثة‪ ،‬و ‪ 26‬عضوا من كبار الموظفين‪ ،‬و ‪ 9‬من كبار القضاة‪ .‬تقلصت صالحيات المجلس مقارنة بمجلس‬
‫العموم؛ فكانت صالحيتهما متساوية في السابق‪ ،‬ولكن منذ بداية القرن ‪ 19‬تقلصت صالحية مجلس اللوردات‪ ،‬حيث لم يعد‬
‫بإمكانه فرض ضرائب جديدة‪.‬‬

‫النظام الرئاسي ‪:‬‬


‫تعريف النظام السياسي الدستوري الرئاسي ‪ :‬النظام الرئاسي هو نموذج من األنظمة السياسية‪ ،‬يعتمد على سلطة تنفيذية موحدة ويفصل‬
‫بشكل مطلق بين السلطات‪ ،‬وذلك من أجل تحقيق التوازن واالستقاللية بينها‪ .‬يتميز هذا النظام بوحدة السلطة التنفيذية‪ ،‬وحصرها في يد‬
‫‪39‬‬
‫‪C20R16‬‬ ‫القانون الدستوري‬

‫رئيس الدولة الذي يجمع بين رناسة الدولة ورئاسة الحكومة‪ .‬ويتمثل عناصره في التوازن والفصل بين السلطات‪ ،‬وهو األمر الذي يمنع كل‬
‫سلطة من التأثير على األخرى‪ .‬يعد النظام الرئاسي األمريكي هو النموذج المثالي لهذا النظام‪.‬‬
‫أركان النظام الرئاسي ‪:‬‬
‫أوال ‪ :‬فردية السلطة التنفيذية و تركيزها في يد رئيس الجمهورية ‪:‬‬
‫النظام الرئاسي يختلف ع ن النظام البرلماني في احادية السلطة التنفيذية‪ ،‬حيث يتكون هذا النظام من شخص واحد وهو الرئيس الذي يتولى‬
‫دور رئيس الجمهورية ورئيس الدولة ورئيس الحكومة‪ .‬يتم انتخاب الرئيس من قبل الشعب ويقوم بتحديد السياسات العامة للدولة وتنفيذها‬
‫بمساعدة مساعدين يُعرفون باسم "الكتاب" أو السكرتير" وليسوا وزراء‪ ،‬والرئيس يمتلك سلطة لعزلهم ويخضعون تحت سيطرته الكاملة"‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬الفصل التام أو المطلق بين السلطتين التنفيذية و التشريعية‬
‫الفصل المطلق في العضوية ‪ :‬و يتجلى ذلك في التكوين العضوي لكل سلطة‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬االستقالل العضوي بين السلطة التنفيذية و التشريعية‬
‫‪ ‬عملية تكوين كل سلطة مختلفة عن سلطة اخرى ‪.‬‬
‫‪ ‬الرئيس األمريكي ينتخب على أساس االقتراع العام و ال ينتخب من الكونغرس ‪ ،‬و يختار وزراءه بصفة مستقلة ال يراعي‬
‫األغلبية البرلمانية ‪.‬‬
‫‪ ‬ال يجوز الجمع بين المنصب الوزاري و عضوية البرلمان ن فالوزراء او السكريتيريون ال يمكن لهم أن يكونو أعضاء في‬
‫البرلمان او العكس صحيح ‪ ،‬فعن اختيار الرئيس النائب كوزير فعليه ان يقدم اوال استقالته من البرلمان ‪.‬‬
‫الفصل في الوظائف ‪ :‬كل سلطة مستقلة في اداء وظائفها عن األخرى ‪ ،‬بحيث ال يمكن للسلطة التشريعية التدخل في السلطة‬ ‫‪‬‬
‫التنفيذية أثناء أداء اختصاصاتها ن كما ال يمكن لهذه األخيرة التدخل في اختصاصات السلطة التشريعية ‪.‬‬
‫الفصل في العالقات ‪ :‬يتجلى ذلك في غياب وسائل التأثير المتبادل بين السلطة التنفيذية والتشريعية‪ ،‬ويتضمن هذا الفصل عدة‬ ‫‪‬‬
‫مظاهر‪ ،‬منها‪:‬‬
‫‪ ‬عدم جواز دخول الوزراء إلى البرلمان لشرح سياسة الرئيس أو الدفاع عنها أو مناقشتها‪.‬‬
‫‪ ‬عدم جواز للرئيس االقتراح على البرلمان أي قانون حتى قانون المالية‪.‬‬
‫‪ ‬يسمح للسلطة التنفيذية تقديم تقرير سنوي يبين فيه الحالة المالية للدولة ومصروفاتها‪.‬‬
‫‪ ‬عدم وجود مسؤولية سياسية للوزراء أمام البرلمان وعدم إمكانية مساءلتهم من قبله‪.‬‬
‫‪ ‬رئيس الجمهورية والوزراء مسؤولون مسؤولية جنائية عن الجرائم التي يرتكبونها أمام البرلمان‪.‬‬
‫‪ ‬عدم إمكانية للرئيس حل البرلمان أو تأجيل إجتماعاته‪.‬‬

‫تطبيق النظام الرئاسي الواليات المتحدة األمريكية ‪:‬‬


‫السلطة التنفيذية ‪ :‬إن السلطة التنفيذية في الواليات المتحدة األمريكية أحادية يقودها رئيس الجمهورية لوحده دون الوزراء‬
‫انتخاب رئيس الجمهورية ‪ :‬يتولى السلطة األمريكية رئيس جمهورية منتخب نتوفر في المترشح للرئاسيات الشروط التالية ‪:‬‬
‫أن يكون أمريكيا بالوالدة ‪ ،‬أي جنسية أصلية ‪.‬‬
‫أن يبلغ من العمر ‪ 35‬سنة على االقل يوم اإلقتراع ‪.‬‬
‫أن يكون قد اقام في الواليات المتحدة األمريكية ‪ 14‬سنة على األقل ‪.‬‬

‫‪40‬‬
‫‪C20R16‬‬ ‫القانون الدستوري‬

‫في االنتخابات الرئاسية األمريكية‪ ،‬يتم اختيار الرئيس على درجتين‪ ،‬حيث يتولى الشعب األمريكي انتخاب مندوبين يقومون بانتخاب الرئيس‬
‫بشكل غير مباشر‪ .‬وفقا للمادة ‪ 02‬من الدستور األمريكي‪ ،‬يقوم ناخبو كل والية باختيار عدد من الناخبين الرئاسيين أو المندوبين‪ ،‬يكون‬
‫عددهم متساويا لمندوبي الوالية في مجلس النواب والشيوخ‪ .‬ويتم فرز األصوات وإعالن الفائز بأغلبية األصوات من قبل مجلس الشيوخ‪.‬‬
‫إذا لم يحصل أي مترشح على األغلب ية المطلقة لألصوات‪ ،‬يقوم مجلس النواب بانتخاب رئيس الجمهورية من بين األشخاص الثالثة الذين‬
‫حصلوا على أكبر عدد من األصوات‪ .‬وتستمر فترة رئاسة الرئيس الفائز لمدة أربع سنوات‪ ،‬ويسمح الدستور األمريكي بإعادة ترشح الرئيس‬
‫لمرة واحدة فقط‪ ،‬حسب تعديل أجري على الدستور عام ‪.1947‬‬
‫صالحيات رئيس الجمهورية ‪ :‬يباشر رئيس الجمهورية األمريكي و هو في نفس الوقت رئيس الحكومة مهام السلطة التنفيذية أما الوزراء‬
‫فهم سكريتيريون و هم خاضعون للرئيس ‪ ،‬و دورهم استشاري غير ملزم و في بعض األحيان يستغني الرئيس على إستشارتهم و إنما‬
‫يستشعر ذوي االختصاص ‪.‬‬
‫يتولى الرئيس مهام الجهاز اإلداري االتحادي و يعين كبار الموظفين ‪ ،‬و لكن يجب موافقة مجلس الشيوخ على تعيين بعضهم ‪.‬‬
‫يشرف على إدارة الجهاز الدبلوماسي ‪ ،‬حيث يرسم السياسة الخارجية للدولة ‪.‬‬
‫هو القائد األعلى للقوات المسلحة ‪.‬‬
‫غير مسؤول أمام الكونغرس ‪.‬‬
‫السلطة التشريعية ‪ :‬السلطة التشريعية يتولى السلطة التشريعية كونغرس يتكون من مجلسين ‪ ،‬مجلس النواب و مجلس الشيوخ ‪.‬‬
‫مجلس النواب ‪ :‬مجلس النواب‪ :‬هو مجلس منتخب لمدة سنتين؛ يتكون من ‪ 438‬نائبا يختلف تمثيلهم حسب الكثافة السكانية‪ ،‬حيث‬ ‫‪‬‬
‫يمثل كل ‪ 400,000‬نسمة نائب واحد‪ .‬يشترط في الناخب أن يكون مواطنا أمريكيا لفترة ‪ 7‬سنوات ويبلغ من العمر ‪ 25‬عاما‪.‬‬
‫مجلس الشيوخ ‪ :‬يتألف مجلس الشيوخ من عضوين عن كل والية بغض النظر عن الكثافة السكانية‪ ،‬ويبلغ عدد أعضائه ‪100‬‬ ‫‪‬‬
‫عضو‪ .‬يشترط في العضو أن يكون مواطنا أمريكيا لمدة ‪ 9‬سنوات على األقل‪ ،‬وأن يكون عمره ‪ 30‬عاما أو أكثر‪ ،‬ويدوم عضويته‬
‫لمدة ‪ 6‬سنوات ويمكن تجديدها مرة واحدة‪ .‬يرأس مجلس الشيوخ نائب رئيس الجمهورية الذي ليس له حق التصويت إال في حالة‬
‫تعادل األصوات‪.‬‬
‫صالحيات الكونغرس األمريكي ‪:‬‬
‫‪ ‬يتولى مهام التشريع بمجلسين إال الضرائب فإن المبادرة بيد مجلس النواب له اختصاص انتخاب الرئيس في حالة عدم حصول اي‬
‫أحد مترشح على األغلبية و هو من اختصاص مجلس النواب ‪.‬‬
‫‪ ‬يتولى اعتماد الميزانية و التصديق عليها ‪.‬‬
‫‪ ‬يتولى إنشاء المحاكم االتحادية األقل درجة من المحكمة االتحادية العليا و يحدد تنظيمها و اختصاصها ‪.‬‬
‫‪ ‬يختص مجلس الشيوخ دون مجلس النواب في المشاركة في تعيين كبار الموظفين ‪.‬‬
‫ثالثا ‪ :‬االستثناءات الواردة على الفصل المطلق بين السلطتين التنفيذية و التشريعية في الواليات المتحدة األمريكية‬
‫‪ ‬حق الرئيس األمريكي دعوة البرلمان لالنعقاد في دورة غير عادية أي في حالة الظروف االستثنائية ‪.‬‬
‫‪ ‬الرئيس حق توجيه رسالة إلى الكونغرس يلفت فيها نظره إلى االهتمام بالتشريع في موضوع معين ‪.‬‬
‫‪ ‬يشارك مجلس الشيوخ الرئيس في تعيين بعض كبار الموظفين ‪.‬‬
‫‪ ‬إذا كان الرئيس و نائبه غير مشؤولون سياسيا ‪ ،‬فانهما مسؤولون جنائيا ‪ ،‬و يتولى مجلس النواب توجيه التهمة لهما و يحاكمهما‬
‫مجلس الشيوخ ‪.‬‬
‫األحزاب السياسية و الجماعات الضاغطة ‪:‬‬
‫أوال ‪ :‬التنظيم الحزبي ‪:‬‬
‫‪41‬‬
‫‪C20R16‬‬ ‫القانون الدستوري‬

‫النظام األمريكي يحتوي على تنظيم حزبي‪ ،‬لكنه ليس مثل النظام البريطاني وال يمكن تمييز الحزبين بمعيار واضح‪ ،‬حيث يسيرون المجتمع‬
‫وفقا لمصالح البالد بدال من التوجه اإليديولوجي‪ .‬ويشار إلى أن ظهور نوع "‪ "catch att party‬يعود إلى هذا النظام‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬الجماعات الضاغطة أو اللوبيات ‪:‬‬
‫تهتم الجماعات الضاغطة أو اللوبيات بالطابع االقتصادي للسلطة في االنتخابات والحمالت االنتخابية‪ .‬يتدخلون على المستوى المحلي‬
‫والفيدرالي‪ ،‬ويستخدمون جميع الوسائل المتاحة لهم للضغط والتأثير على الناخبين‪ ،‬بما في ذلك التحريك اإلعالمي والرشوة‪ .‬تتشكل هذه‬
‫الجماعات من منظمات أرباب العمل والغرف التجارية وجمعيات ذات هيمنة دولية لشركات مختلفة‪ .‬المصالح تلعب دورا حاسما في هذا‬
‫الصراع‪ ،‬وتنافس المتبادل يعد الوسيلة الوحيدة التي يمكن أن توفر لهم النجاح‪.‬‬

‫‪42‬‬
‫‪C20R16‬‬

‫مقياس إقتصاد سياسي‬

‫‪43‬‬
‫‪C20R16‬‬ ‫إقتصاد سياسي‬

‫مفهوم علم االقتصاد السياسي وعالقته بالعلوم االخرى‬


‫‪ -1‬تعريف علم االقتصاد السياسي‬
‫االصطالح اللغوي ‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫أصل كلمة اقتصاد إغريقي وهي مشكلة من مقطعين‪: oikos‬وتعني منزل‪ ،‬و ‪ nomos‬وتعني قانون ‪ ،‬وبذلك فأصل االصطالح كان‬
‫يعني "أسلوب وقواعد إدارة المنزل" وذلك باستعمال الموارد المحدودة الدخل أحسن استعمال‪.‬‬
‫ثم تطور هذا االصطالح بعد ذلك ليأخذ معنى أوسع يمتد إلى المجتمع ككل‪ ،‬فبدل أسلوب إدارة قواعد المنزل أصبح االقتصاد يهتم‬
‫بسياسة إدارة موارد الدولة بكفاءة‬

‫التعريف االصطالحي ‪:‬‬ ‫‪‬‬


‫‪ ‬بالنسبة للنظام الرأسمالي‪:‬‬
‫يعتبر علم االقتصاد علم الثروة والجهد اإلنساني الذي يهدف إلى تجميع الثروة هو الموضوع األساسي لهذا العلم‪ ،‬وبالتالي فإن الفكر‬
‫الرأسمالي ينظر إلى االقتصاد على أنه النشاط الذي يهدف إلى جمع الثروة‪ ،‬وأي جهد إنساني ال يسعى إلى هذه الغاية ال يعتبر جزءا‬
‫من االقتصاد‪.‬‬
‫‪ ‬بالنسبة للنظام االشتراكي ‪:‬‬
‫يفيد البعد األول بأن اإلنسان يحتاج إلى العمل بجهد متواصل ليسد حاجاته عن طريق السيطرة على قوة الطبيعة وتجعلها أكثر مالءمة‬
‫لحياته‪ .‬ويحتاج النشاط اإلنتاجي إلى وجود قوة العمل‪ ،‬والتي تتضمن األفراد الذين يشاركون في النشاط االقتصادي ولديهم خبرة فنية‬
‫مكتسبة‪ ،‬وكذلك موضوع العمل أو مادة العمل‪ ،‬والتي يتم تحويلها باستخدام أدوات العمل‪ .‬وتسمى وسائل اإلنتاج بمجموعة الموضوع‬
‫وأدوات العمل‪ ،‬وتحتاج إلى قوة العمل المؤهلة بالمعرفة المتوافقة مع تطور تلك الوسائل‪.‬‬
‫التعريف األكاديمي ‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫أ ‪ -‬ينظر الفكر الرأسمالي إلى علم االقتصاد من ثالثة جوانب هي‪:‬‬
‫‪ ‬علم االقتصاد هو علم الثروة ‪ :‬وبالتالي فإن الثروة هي غاية النشاط االقتصادي‪ ،‬فالجهد اإلنساني الذي ال يهدف إلى هذه الغاية‬
‫ال يعتبر اقتصاد‪ .‬والموضوع األساسي لعلم االقتصاد هو البحث عن الوسائل التي تمكن من تجميع الثروة‪.‬‬
‫‪ ‬علم االقتصاد هو علم المبادلة ‪ :‬أي أن جوهر الظواهر االقتصادية هو المبادلة بين طرفين كل واحد منهما يتنازل عن شيء‬
‫مقابل الحصول على شيء آخر بوساطة النقود‪.‬‬
‫‪ ‬علم االقتصاد هو علم االختيار ‪ :‬يربط هذا التعريف بمفهوم الندرة النسبية للموارد في مقابل االحتياجات البشرية المتعددة‪ ،‬وهنا‬
‫يبرر علم االقتصاد كعلم يدرس كيفية تخصيح الموارد النادرة لتحقيق أكبر إشباع ممكن للحاجات المتعددة‪ ،‬ويكون موضوع‬
‫النشاط االقتصادي هو تحليل االختيارات الني تسمح بتحقيق التخصيص األمثل للموارد‬

‫ب ‪ -‬بالنسبة للنظام االشتراكي‬


‫حسب المفكر رائد االشتراكية العلمية كارل ماركس فان علم االقتصاد يدرس العالقة المزدوجة بين اإلنسان و الطبيعة من جهة و‬
‫اإلنسان و أخيه اإلنسان من جهة أخرى‪:‬‬
‫‪ -1‬العالقة بين اإلنسان والطبيعة‬
‫‪ -2‬العالقة بين اإلنسان واإلنسان‪.‬‬

‫‪44‬‬
‫‪C20R16‬‬ ‫إقتصاد سياسي‬

‫عالقة االقتصاد السياسي بالعلوم األخرى‬


‫عالقة االقتصاد السياسي بالعلوم السياسية‬ ‫‪‬‬
‫السياسة واالقتصاد علوم مرتبطة بشكل كبير‪ ،‬فالدولة وقوتها االقتصادية هي موضوع دراسة كل من العلوم‪ .‬والتجار هم الذين أدركوا‬
‫هذا االرتباط الموضوعي بين االقتصاد والسياسة‪ .‬وال يمكن لالقتصاد أن يتحرر من منظومة القوانين المعيقة للتطور والتحديث بدون‬
‫نظام سياسي ديمقراطي ليبرالي‪ .‬ويعكس االقتصاد توجهات وأنماط النظام السياسي في قوانين السوق والملكية وغيرها‪ .‬ويحدد النظام‬
‫السي اسي مدى التطور في القطاعات األساسية للدولة‪ ،‬وخاصة القطاعات اإلنتاجية التي ترفد الدولة بالموارد المالية الالزمة إلنعاش‬
‫القطاعات الخدمية األخرى‪ .‬وهناك عالقة وثيقة بين النمو االقتصادي والنظام السياسي الليبرالي‪ ،‬حسب التجارب العديدة للنظم‬
‫الديمقراطية الليبرالية‪.‬‬
‫عالقة االقتصاد السياسي بالقانون ‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫يشمل القانون مجموعة من القواعد التي تضبط عالقة األشخاص وتجعلهم ملزمين بها‪ .‬يهدف القانون إلى تنظيم العالقات بين األفراد‬
‫داخل الدولة وبين الدول فيما يتعلق بالعالقات الشخصية والعامة‪ .‬ويشمل القانون الخاص والعام‪ ،‬ويرتبط بعلم السياسة خاصة القانون‬
‫الدستوري الذي يدرس نظام الدولة والحكومات والسلطة‪.‬‬
‫عالقة االقتصاد السياسي بالجغرافيا ‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫تعرف علم الجغرافيا على أنه يصف سطح األرض ويفسر الظواهر الطبيعية واالقتصادية والسياسية على سطح األرض‪ ،‬كما يحلل‬
‫عالقة هذه الظواهر مع بعضها البعض وعالقتها بالمكان الذي تحدث فيه‪ .‬ويعتبر أي نشاط اقتصادي يحتاج إلى مكان يقام عليه‪ ،‬ولذلك‬
‫فإن دراسات الجغرافيا تلعب دورا هاما في دراسة الخصائص الجغرافية للمنطقة التي سيتم فيها إقامة أي نشاط اقتصادي‪ ،‬وتشمل هذه‬
‫الخصائص التضاريس والمناخ وغيرها‪.‬‬
‫عالقة االقتصاد السياسي بالديموغرافيا ‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫يركز هذا العلم على دراسة ثالثة عوامل أساسية هي الوالدات والوفيات والهجرة‪ ،‬ويقوم الباحثون في هذا المجال على إحصاء وتحليل‬
‫هذه البيانات لرصد المستقبل السكاني لفئات معينة من الناس‪ .‬ينتج عن هذا العلم دراسات دقيقة فيما يتعلق بعمليات الحياة السكانية‪،‬‬
‫ويمتلك الباحث الديموغرافي قدرة على دراسة أدق التفاصيل المتعلقة بالسكان ورصد المستقبل السكاني لفئات معينة من الناس‪ ،‬ويتفرع‬
‫عنه الكثير من البيانات التحليلية األخرى‪.‬‬
‫عالقة االقتصاد السياسي بعلم االجتماع ‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫علم االجتماع يدرس الحياة االجتماعية للبشر بشكل مجموعات أو مجتمعات‪ ،‬ويهتم بدراسة التفاعالت االجتماعية‪ .‬ابن خلدون هو‬
‫مؤسس أفكار علم االجتماع‪ ،‬وعمل على إرساء قواعد خاصة لدراسة الظواهر المجتمعية‪ .‬يعتبر علم االجتماع توجها أكاديميا نسبيا‬
‫تطور في أوائل القرن التاسع عشر‪ ،‬ويهتم بدراسة القواعد والعمليات االجتماعية التي تربط وتفصل الناس كأفراد وجماعات‪.‬‬
‫عالقة االقتصاد السياسي باالحصاء ‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫اإلحصاء هو علم تجميع وتحليل البيانات‪ ،‬ويعتبر فرعا من فروع الرياضيات‪ .‬وعند استخدامه في الظواهر االقتصادية ينتج ما يسمى‬
‫بـ 'االقتصاد القياسي' أو 'االقتصاد الحيادي ‪.‬‬

‫المشكلة االقتصادية ‪:‬‬


‫تعريف ‪ :‬المشكلة االقتصادية تعبر عن عدم كفاية امكانية الموارد االقتصادية المحدودة ‪ ،‬من تلبية كافة االحتياجات المتزايدة باضطراد وفق‬
‫قانون تزايد الحاجات‪.‬‬
‫خصائص المشكلة االقتصادية ‪:‬‬
‫‪45‬‬
‫‪C20R16‬‬ ‫إقتصاد سياسي‬

‫الندرة ‪ :‬و هي من اهم الخصائص فلوال ندرة الموارد االقتصادية لما نشات اية مشكلة ‪ ،‬و الندرة هنا ندرة نسبية و ليست مطلقة ‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫فالموارد بصورة عامة متوفرة في الكون و لكن اذا ما قيست هذه الموارد بالحاجات االنسانية الكثيرة و المتجددة فانها تعتبر نادرة‬
‫‪ ،‬اي نادرة بالنسبة للحاجة اليها ‪.‬‬
‫االختيار ‪ :‬طالما ان الموارد االقتصادية المتاحة ال تكفي الشباع كل الحاجات االنسانية فال بد لالنسان ان يفاضل بين احتياجاته و‬ ‫‪‬‬
‫رغباته فيختار في البداية اشباع الحاجات الهانة ثم االقل اهمية و هكذا ‪.‬‬
‫التضحية‪ :‬إن اختيارنا إلشباع حاجات معينة يتطلب التضحية بحاجات أخرى‪ ،‬فال يمكن تلبية جميع الحاجات اإلنسانية نظرا لندرة‬ ‫‪‬‬
‫الموارد االقتصادية المتاحة‪ .‬وبالتالي‪ ،‬يتوجب ترتيب الحاجات اإلنسانية حسب أولوياتها وأهميتها‪ ،‬وتوزيع الموارد المتاحة لتلبية‬
‫هذه الحاجات بالتسلسل‪ ،‬حيث يتم إشباع الحاجات األساسية أوال‪ ،‬ثم الحاجات غير األساسية وفقا للموارد المتاحة‪ .‬ويتطلب اإلنتاج‬
‫االقتصادي اختيار أفضل الطرق واألساليب إلنتاج السلع والخدمات التي تخدم المجتمع‪ ،‬ويتم توزيع هذه اإلنتاجية وفقا لسلم التفضيل‬
‫الجماعي لتحقيق أقصى إشباع لالحتياجات اإلنسانية‪ .‬وتتطلب معالجة المشكلة االقتصادية اتخاذ إجراءات لالستفادة األمثل من‬
‫الموارد الطبيعية‪ ،‬وتقليل االستهالك المفرط وتحديد األولويات في توزيع الموارد االقتصادية‪.‬‬
‫المدارس الفكرية االقتصادية و اهم روادها‬
‫مفهوم الفكر االقتصادي ‪ :‬ان الفكر االقتصادي هو فكر انساني في مجال الحياة االقتصادية و هو الذي يكتشف القوانين التي تحكم الظواهر‬
‫االقتصادية و يستنبط النظريات التي تفسر تلك الظواهر و يضع السياسات من اجل تطبيقها و حل المشكالت االقتصادية ‪.‬‬
‫المدرسة الطبيعية او الفيزيوقراطية ‪:‬‬
‫هي مذهب ا قتصادي نشأ في فرنسا في القرن الثامن عشر‪ ،‬ويتألف من مجموعة من األفكار االقتصادية التي تم اعتمادها من قبل فالسفة‬
‫االقتصاد‪ .‬يتميز هذا المذهب بتأكيده على العالقة بين اإلنسان والعالم الطبيعي وأسسه الفكرية الطبيب رصعده دندجمهم‪ ،‬الذي نشر العديد‬
‫من المؤلفات‪ ،‬أهمها "الجدول االقتصادي" و "القانون الطبيعي" في عام ‪ .1750‬كما يركز هذا المذهب على أن المجتمع تحكمه قوانين‬
‫طبيعية‪ ،‬وأن اإلنسان يجب أن يخضع لها في تصرفاته االقتصادية‪ .‬باإلضافة إلى ذلك‪ ،‬يعتبر هذا المذهب أول المدارس التي حثت على‬
‫تدخل الدولة في الشؤون االقتصادية قبل المدارس الكالسيكية والمركنتيلية‪ ،‬التي دعت إلى الحرية التامة في أداء النشاط االقتصادي‪.‬‬
‫و يتم قياس الثروة عند الطبيعيين تقاس الثروة بالناتج الصافي ‪ ،‬و المتاتي من الزراعة فقط اما ما ينتج عن باقي القطاعات االقتصادية فهو‬
‫في نظرهم مساعد فقط و ليس خلق للثروة ‪ .‬و الناتج الصافي يعبر عن القيمة الفائضة‬
‫القيمة الفائضة = قيمة المنتوج – قيمة االستهالك الوسيطية ‪.‬‬
‫المدرسة التجارية او الماركنتيلية ‪:‬‬
‫هي عبارة عن مجموعة من االفكار االقتصادية نتجت عن تلك الثورات التي عرفتها االنسانية بعد سقوط النظام االقطاعي و الذي كان فيه‬
‫الحكم يتقاسمه الملك من و مالكي االراضي – النبالء – من جهة و الكنيسة من جهة اخرى ‪.‬‬
‫و للمدرسة التجارية مجموعة من المبادئ تقوم عليها أهمها ‪:‬‬
‫‪ ‬تمجيد المعادن النفيسة‬
‫‪ ‬االعتماد على التجارة الخارجية‬
‫‪ ‬ترتيب اوجه النشاط االقتصادي (تجارة – صناعة – زراعة )‬
‫‪ ‬اهمال قطاع الزراعة و اعتبارها قطاع عقيم ‪.‬‬
‫المدرسة الكالسكية ‪:‬‬
‫و هي االنجليزية التي تنادي بالحرية االقتصادية ‪ ،‬و هي أحد فروع مدرسة الحرية ‪.‬‬

‫‪46‬‬
‫‪C20R16‬‬ ‫إقتصاد سياسي‬

‫هيمنت نظريات التيار الكالسيكي على الفكر االقتصادي في بريطانيا العظمى الى حدود عام ‪ 1870‬و ركزت على سياسة النمو االقتصادي‬
‫و أهمية أن تكون األسواق حرة من سيادة المنافسة الكاملة و البعد عن تدخل الدولة في االقتصاد ‪.‬‬
‫رواد المدرسة الراسمالية ‪:‬‬
‫‪ -1‬آدم سميث ‪:‬‬
‫آدم سميث (‪ 1790 – 1729‬م) هو مؤسس المدرسة الكالسيكية للفكر االقتصداي ‪ ،‬ولد في مدينة كيركالدي باسكتلندا ‪.‬‬
‫أهم المفاهيم االقتصادية عند سميث ‪:‬‬
‫القيمة ‪ :‬و يقسمها الى قيمة استعمالية و هي شخصية تختلف حسب االستفادة من السلعة او الخدمة ( المنفعة االنية ) ‪ ،‬و قيمة‬ ‫‪‬‬
‫استبدالية و تعبر عن ثمن السلعة او قيمة مبادلتها ‪ ،‬إنما يتكون من ‪ :‬االجر ‪ ،‬و الربح ‪ ،‬و الريع ‪.‬اذ يقول ان ‪" :‬القيمة التي يقوم‬
‫العمال باضافتها الى المواد تنقسم الى شطرين ‪ :‬االول ‪ ،‬و هو الذي يدفع كاجر ‪ ،‬اما الثاني ‪ ،‬فهو األرباح "‪ .‬أي أن االجر و الربح‬
‫مصدرها العمل ‪.‬‬
‫راس المال و يميز بين راس المال المادي و راس المالي البشري ‪ :‬قسمين من الرأسمالية‪ :‬األول يستخدم للحصول على األرض‬ ‫‪‬‬
‫واآلالت ويسمى ال رأسمال األساسي‪ ،‬والثاني يستخدم لشراء مواد العمل وقوة العمل ويسمى الرأسمال الدائر‪ .‬يعتمد الفارق بينهما‬
‫على شرط بقاء الملكية‪ .‬وتبقى األدوات والمباني ملك ألصحابها حتى تنتهي قيمتها عن طريق االهتالك‬

‫‪ -2‬ديفيد ريكاردو (‪)1823 - 1772‬‬


‫ولد في عام ‪ 1772‬في اسرة يهودية من هولندا اهم افكاره االقتصادية ‪:‬‬
‫القيمة ‪ :‬يعتبر ريكاردو مفهوم القيمة ويؤكد أن االختالف بين القيمة االستعمالية والتبادلية يعود إلى ندرة السلع‪ .‬يشير إلى أن بعض‬ ‫‪‬‬
‫السلع ذات القيمة االستعمالية العالية يمكن أن تنخفض قيمتها التبادلية إذا كانت متوفرة بكميات كبيرة‪ ،‬مثل الهواء‪ .‬بالمقابل‪ ،‬هناك‬
‫بعض السلع التي لها قيمة استعمالية منخفضة جدا ولكن قيمتها التبادلية مرتفعة جدا‪ ،‬مثل الذهب‪.‬‬
‫نظرية النفقات النسبية عند ريكاردو ‪ :‬ان االفتراضات االساسية التي يقوم عليا تحليل ريكاردو هي ‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬وجود دولتين و سلعتين و نوعين من عناصر االنتاج ‪.‬‬
‫‪ ‬حرية التجارة و المنافسة الكاملة‬
‫‪ ‬االعتماد على نظرية القيمة في العمل عند قياس تكلفة انتاج السلع‬
‫‪ ‬الموارد االقتصادية لكل دولة تظل كما هي ثابتة ‪ ،‬و ان كل نوع من تلك الموارد متماثل تماما ‪.‬‬
‫‪ ‬ان عناصر االنتاج المختلفة (العمل – راس المال ‪ -‬االرض) تتحرك بسهولة تامة من نشاط الى اخر على المستوى المحلي ‪،‬‬
‫بينما ال يمكنها ان تتحرك من دولة الى اخرى ‪.‬‬
‫‪ ‬ثبات مستوى المعرفة الفنية كما هي داخل كل دولة مع امكانية اختالف هذا المستوى من دولة الى اخرى ‪.‬‬
‫ان تكلفة االنتاج ثابتة ‪ ،‬ان ساعات العمل الالزمة النتاج الوحدة الواحدة من السلعة تظل كما هي بصرف النظر عن الكمية‬ ‫‪‬‬
‫المنتجة منها ‪ ،‬ان ثبات التكاليف هو السبب وراء االتجاه الى التخصص الكامل بعد قيام التجارة‬
‫‪ ‬التوظيف الكامل لعناصر االنتاج او االتجاه التلقائي الى التوظيف الكامل ‪.‬‬
‫نظرية قيمة العمل عند ريكاردو ‪ :‬اكد ريكاردو على ان قيمة البضاعة المنتجة و المباعة تحت ظروف تنافسية تميل للتناسب مع‬ ‫‪‬‬
‫كلفة العمل الالزمة النتاجها ‪.‬‬

‫‪47‬‬
‫‪C20R16‬‬ ‫إقتصاد سياسي‬

‫نظرية التوزيع ‪ :‬قسمت الناتج الوطني الى ثالث طبقات اجتماعية ‪ :‬االجور بالنسبة للعمال ‪ ،‬االرباح لمالكي راس المال و االيجار‬ ‫‪‬‬
‫بالنسبة لمالكي االرض ‪ ،‬اخذا النمو المحدود الكامن في اي اقتصاد وطني كمسلمة ‪ ،‬استنتج ريكاردو ان بامكان طبقة اجتماعية‬
‫معينة الحصول على نسبة اكبر من الناتج الوطني على حساب الطبقات االخرى ‪.‬‬
‫االجور عند ريكاردو ‪ :‬و قد ذهب دافيد ريكاردو الى ان مستوى توازن االجور يتعادل مع الحد االدنى الضروري للحياة ‪ .‬و قد‬ ‫‪‬‬
‫فرق بين العمل الضروري الذي ينتج العامل في اثنائه قيمة قوة عمله و يتقاضى مقابله اجرا ‪ ،‬و العمل الزائد الذي يعود انتاجه‬
‫الى الراسمالي مالك وسائل االنتاج ‪.‬‬
‫الريع عند ريكاردو ‪ :‬يعرف الريع على أنه السعر الطبيعي لمنتج ما يساوي تكلفته الحدية‪ ،‬ويتعلق بالتكلفة الحدية‪ ،‬حيث إن اإلنتاج‬ ‫‪‬‬
‫الزراعي ال يمكن أن يزداد بشكل متناسب مع كمية العمل المبذولة في األراضي المزروعة‪ .‬وينطلق ريكاردو من القول إن السكان‬
‫في تزايد‪ ،‬وبالتالي فإن الحاجات المادية في تزايد أيضا وخصوصا منتجات األرض‪ .‬وبشكل خاص‪ ،‬لزيادة اإلنتاج الزراعي يجب‬
‫زراعة أراض جديدة لم تكن مزروعة سابقا‪ ،‬وستكون هذه األراضي حكما أقل خصوبة‪ .‬لذلك‪ ،‬يكون ريع األرض في تزايد مستمر‬
‫ويختلف حسب خصوبة األرض‪ .‬وانطالقا من حتمية وحدة األسعار‪ ،‬يكون هذا السعر الموحد محددا بالتكلفة في األراضي األقل‬
‫خصوبة‪ ،‬ويسمى "ريع األرض"‪ .‬وتزيد زيادة السكان وتزايد حاجاتهم من المنتجات الزراعية من أسعار تلك المنتجات‪ ،‬وتزيد‬
‫أرباح المستثمرين في األراضي األكثر خصوبة‪ ،‬في حين أن تكلفة إنتاج المحاصيل الزراعية في األراضي األقل خصوبة تزداد‪.‬‬
‫نظريته في التجارة الخارجية ‪ :‬و هي النظرية المنسجمة تماما مع نظريته في الريع حيث يرى ضرورة اللجوء الى االستيراد‬ ‫‪‬‬
‫بدال من ا ستثمار اراض جديدة اذا كانت اسعار المنتجات المستوردة مضافا اليها اجور النقل اقل من التكلفة االضافية في كمية‬
‫العمل الضرورية الستثمار االراضي الجديدة ‪.‬‬

‫‪ -3‬باتيست ساي (‪ 1832 - 1767‬م) ‪ :‬باتيست ساي ولد في ليون في ‪ 5‬يناير ‪ 1767‬و توفي في بارس عام ‪ 1832‬و يعتبر من ابرز‬
‫انصار المذهب الكالسيكي و من الذين تميزت افكارهم بالتحديد و التحليل العميق للظواهر االقتصادية و كان متفائال في اراءه على‬
‫عكس ريكاردو ‪.‬‬

‫القيمة عند ساي ‪ :‬تعتبر القيمة عند ساي قيمة السلع في السوق على اساس تقاطع قيمة الطلب و قيمة التكلفة ‪ .‬فقيمة الكلب او قيمة‬ ‫‪‬‬
‫الشراء ‪ ،‬بحسب راي ساي ‪ ،‬تعادل قيمة المنفعة التي يكون المستلكون راغبين عندها في شراء السلعة تبعا لتقديرهم منفهتعا ‪ .‬اما‬
‫قيمة العرض ‪ ،‬او قيمة البيع ‪ ،‬فتعادل التكلفة التي يتخملها المنتج في انتاج السلعة ‪ ،‬و ال يمكنه االستمرار في االنتاج اذا لم تكن‬
‫القيمة في السوق مساوية لتكلفة انتاجه ‪ ،‬على االقل ‪.‬‬
‫قانون المنافذ او االسواق ‪ :‬قانون المنافذ أو األسواق يفترض أن العرض يؤدي إلى الطلب‪ .‬وينص على أن البضائع تتم تبادلها‬ ‫‪‬‬
‫ببضائع أخرى‪ .‬ويقول ساي أن المنتجون المتعددين والمنتجات الكثيرة تجعل المنافذ سهلة ومتنوعة وواسعة‪ ،‬وذلك ألن القوة‬
‫الشرائية التي تم إيجادها بواسطة المنتج الجديد تستخدم في النهاية لشراء المنتج ذاته‪ .‬ويمكن تلخيص هذا القانون بعبارة "العرض‬
‫يخلق الطلب"‪ .‬ويعبر ذلك عن رؤية االقتصاد الكالسيكي الذي يقول إن الناس يعرضون خدماتهم من أجل الحصول على أكبر‬
‫دخل ممكن لشراء السلع والخدمات‪.‬‬
‫‪ – 4‬كارل ماركس (‪ : )1818 - 1883‬ولد كارل اتريك ماركس في ‪ 5‬مايو عام ‪ 1818‬م ‪ ،‬في مدينة تير بالمانيا ‪.‬‬
‫نظرية المادية التاريخية عند ماركس ‪:‬‬
‫يعتبر المجتمع مجموعة من الظواهر االجتماعية المختلفة مثل االقتصادية والثقافية والسياسية والدينية وغيرها‪ ،‬وكل ظاهرة لها قوانين‬
‫وخصوصياتها الفريدة‪ ،‬ولكنها مترابطة ومتالحمة‪ .‬ويحدد نظام االقتصاد في أي بلد بناء على نوع اإلنتاج المعتمد‪ ،‬وصنف ماركس هذه‬
‫‪48‬‬
‫‪C20R16‬‬ ‫إقتصاد سياسي‬

‫التشكيالت االجتماعية إلى خمسة أصناف هي‪ :‬الشيوعية البدائية‪ ،‬والنظام العبودي‪ ،‬والنظام اإلقطاعي‪ ،‬والنظام الرأسمالي‪ ،‬والنظام‬
‫االشتراكي‪.‬‬
‫نظرية المادية الجدلية عند ماركس ‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫الجوهر الحقيقي للعالم هو المادة‪ ،‬وأن األشياء المادية هي المستقلة واألساسية‪ .‬ويشير إلى أن الفكر هو مجرد انعكاس للواقع المادي‪،‬‬
‫وأن األفكار واألشياء المادية تتفاعل مع بعضها البعض في حركة جدلية‪ .‬ويؤكد على أن األشياء المادية هي التي سبقت وجود أفكارنا‬
‫عنها‪ ،‬وأنها تتغير باستمرار وتتطور‪ .‬كما يذكر أن الحياة االقتصادية واالجتماعية والسياسية تتأثر بشكل كبير بالحركة الدائمة لألشياء‬
‫المادية وتطورها‪.‬‬
‫قانون وحدة االضداد ‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫إن كل شيء طبيعي ويتضمن تضادات‪ ،‬وأن هذه التضادات تؤدي إلى الصراع‪ ،‬ولكن هذا الصراع ال يقضي على وحدة الشيء أو‬
‫الظاهرة‪ ،‬بل يؤدي إلى التحول والتطور‪ .‬يرى ماركس أن التضادات توجد في الشيء الواحد‪ ،‬وأن التحول يحدث عندما يتغلب طرف‬
‫على اآلخر دون القضاء على وحدة الشيء‪ .‬ويشير المؤلف إلى أن المجتمع الرأسمالي يشمل على البروليتاريا والبرجوازية‪ ،‬وأن كل‬
‫طبقة منهما تفترض وجود الطبقة األخرى على الرغم من تضادهما‪ ،‬ألنهما يؤلفان وحدة النظام الرأسمالي‪.‬‬
‫قانون سلب السلب ‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫تاريخ المجتمع اإلنساني يتكون من حلقات نفي النظم القديمة للنظم الجديدة‪ ،‬حيث يكشف هذا القانون عن اتجاه التطور في العالم المادي‪.‬‬
‫فقد قضى مجتمع الرقيق على الشيوعية البدائية‪ ،‬وقضى مجتمع االقطاع على مجتمع الرقيق‪ ،‬وقضت الرأسمالية على مجتمع االقطاع‪،‬‬
‫وقضى المجتمع االشتراكي على مجتمع الرأسمالية‪ .‬ويحوي كل نظام في ذاته مبادئ تكون هي البيت في القضاء عليه‪ ،‬والواقع أن‬
‫المجتمع الرأسمالي يستبقي من القديم أفضل ما فيه ويندمجه في الجديد ويعليه إلى األعلى دون السلب الكامل للقديم‪.‬‬

‫‪49‬‬
‫‪C20R16‬‬

‫مقياس منهجية الحقوق‬

‫‪50‬‬
‫‪C20R16‬‬ ‫منهجية الحقوق‬

‫أوال العنوان ‪:‬‬


‫تم تحديد سبعة شروط يجب توفرها في عنوان البحث‪ ،‬وهي‪:‬‬
‫‪ .1‬يجب أن يكون موجزا ومختصرا بدون إخالل‪.‬‬
‫‪ .2‬يجب أن يكون واضحا وغير غامض‪.‬‬
‫‪ .3‬يجب أن يكون شامال لكل جزئيات وعناصر الموضوع‪.‬‬
‫‪ .4‬يجب أن يكون جذابا ويستفز ذهنية القارئ للقراءة‪.‬‬
‫‪ .5‬يجب أن يكون دقيقا وواضحا ومحددا‪ ،‬ويجب تجنب الغموض والعمومية‪.‬‬
‫‪ .6‬يجب أن يكون مبتكرا وال يكون روتينيا أو مدروسا سلفا‪.‬‬
‫‪ .7‬يجب تحديد ميدان الدراسة بدقة واحترامه في دراسة الموضوع‬

‫ثانيا الجذع المشترك ‪:‬‬


‫الجزء األكبر والحيوي في البحث هو جدع الموضوع أو المتن‪ ،‬الذي يحتوي على كافة األفكار والحقائق األساسية والفرعية والعناوين‬
‫والمناقشات والتحليالت والنقد والشرح والوصف والمقارنة وغيرها‪ .‬هيكلة الموضوع تعتبر تصميما وتخطيطا للموضوع وتجزئته إلى‬
‫أجزاء وفروع وعناصر وأفكار أقل تجزئة‪ ،‬ويجب أن تراعي تسلسل األفكار وترابطها وتكاملها وتوزيعها‪ ،‬وتقوم على أسس ومعايير دقيقة‪.‬‬
‫يعتبر جذع الموضوع اإلسهام الحقيقي للباحث في تقديم المعرفة‪.‬‬
‫يتم تقسيم الموضوع إلى أجزاء مختلفة‪ ،‬مثل األقسام والفصول والمباحث والعناصر الفرعية‪ .‬يجب على الباحث توطين كل فصل ومبحث‬
‫وذكر عناوين المطالب في كل منها لتسهيل فهمها للقارئ‪ .‬يساعد هذا النهج في تحقيق انتقال سلس لألفكار من المفهوم العام إلى التفاصيل‬
‫الفرعية‪.‬‬
‫احترام قانون االقتباس وقـانون اإلسـناد والتوثيـق ‪:‬‬
‫توجد ضوابط وقواعد منهجية يجب على الباحث العلمي احترامها والتقيد بها عند القيام بعملية االقتباس‪ .‬هذه الضوابط تتضمن الدقة في فهم‬
‫القواعد واألحكام والفرضيات العلمية وآراء الغير‪ ،‬وعدم التسليم بأنها مسلمات نهائية‪ ،‬بل يجب اعتبارها دائما فرضيات قابلة للتحليل والنقد‪.‬‬
‫ومن الضروري اختيار العينات الجديرة باالقتباس‪ ،‬وتجنب األخطاء والهفوات في عملية النقل واالقتباس‪ ،‬وتحقيق التوافق بين المقتبس‬
‫والموضوع وحسن االنسجام بينهما‪ .‬وينصح بعدم المبالغة في االقتباس وعدم ذوبان شخصية الباحث العلمي في االقتباسات‪ .‬يجب أن يظهر‬
‫الباحث شخصيته أثناء عملية االقتباس عن طريق التقديم والتعليق والنقد والتقييم للعينات المقتبسة‪.‬‬
‫أنواع االقتباس‪:‬‬
‫‪ .1‬االقتباس المباشر‪ :‬حيث يتم نقل المعلومات بشكل حرفي من مصادر سابقة دون تغيير‪ ،‬ويتم وضع النص المنقول بين قوسين ووضع‬
‫رقم في األعلى‪ ،‬ثم وضع اسم المؤلف في الحواشي السفلية‪ .‬يهدف االقتباس الحرفي إلى توفير معلومات موثوقة من مصادر موثوقة‬
‫سابقة‪.‬‬
‫الحذف عند االقتباس‪ :‬وفي تلك الحالة يقوم الباحث العلمي بوضع ثرث من النقاط تعبيرا عن الحذف و يضع بينها مسافات متساوية‬ ‫‪‬‬
‫بما يساهم في عملية قراءة النص المقتبس بشكل واضح دون عناء بشرط ان ال يغير الحذف من المعنى الكلي للجملة المنقولة ‪.‬‬
‫استيفاء البيانات‪ :‬يستخدم الباحث العلمي عالمة القوسين الكبيرين [ ] لوضع الصحيح بعد الجملة المكتوبة بشكل خاطئ‪ ،‬ويوضح‬ ‫‪‬‬
‫المصطلحات في الهامش‪ .‬يهدف الباحث العلمي إلى ضمان دقة وصحة المعلومات المنقولة في النصوص‪.‬‬
‫‪ .2‬االقتباس بصورة غير مباشرة‪ :‬يتم إعادة صياغة الجمل لتحمل المعنى نفسه بعد تمثيل المصدر بدقة ومنع التشويش في المعنى‪ ،‬ويُطلق‬
‫على هذه الطريقة تلخيص الفكرة‪ .‬يجب أن تتم محاكاة الجمل بنفس البنية األصلية في المصدر المقتبس ويجب توضيح رقم الفكرة أو‬
‫‪51‬‬
‫‪C20R16‬‬ ‫منهجية الحقوق‬

‫الجملة‪ ،‬وكذلك اسم المؤلف في الهوامش السفلية‪ .‬يهدف االقتباس الغير مباشر إلى تجنب االنتهاكات لحقوق الملكية الفكرية وتحقيق‬
‫دقة وصحة المعلومات في البحث العلمي‪.‬‬
‫ثالثا الخاتمة ‪:‬‬
‫تتناول النتائج المتوصل إليها في البحث وتركز على إجابة السؤال حول كيفية إعداد البحث والنتائج التي تم التوصل إليها‪ .‬يجب أن تكون‬
‫ال خاتمة مركزة ومفيدة وال تتضمن جديدا غير متوفر في النتائج العلمية النهائية‪ .‬بعد النتائج‪ ،‬يمكن للباحث تقديم‬
‫اقتراحات ومساهمات علمية لحل المشكلة المعالجة‪ .‬كما أنه في الدراسات القانونية‪ ،‬يتم إعادة صياغة المواد القانونية المعالجة لتغطية‬
‫اإلشكاليات المطروحة في البحث‪.‬‬
‫رابعا المالحق ‪:‬‬
‫يمكن استخدامها إلدراج وثائق ومستندات مهمة لكنها ال تناسب السياق الرئيسي للبحث‪ .‬ويجب مراعاة عدة أمور عند استخدام المالحق‪،‬‬
‫مثل ذكرها بطريقة تتناسب مع محتواها وترقيمها وعنونتها بوضوح‪ .‬كما يجب تفادي إضافة المالحق بكثرة لعدم إثقال القارئ‪ ،‬ومن أمثلة‬
‫المالحق‪ :‬الجداول والقوائم اإلحصائية والوثائق القانونية أو التاريخية والعينات أو الصور واألدلة التي يعتمد عليها الباحث‪.‬‬
‫خامسا الفهارس ‪:‬‬
‫فهرس المصادر والمراجع (القائمة الببليوغرافية‪ ):‬ويتم ترتيب المصادر والمراجع وفق الترتيب التالي ‪:‬القرآن الكريم‪ ،‬المراجع باللغة‬
‫العربية (الكتب العامة‪ ،‬الكتب المتخصصة‪ ،‬المذكرات والرسائل الجامعية‪ ،‬المجالت والدوريات العلمية‪ ،‬القوانين والتشريعات‪ ،‬والمواقع‬
‫اإللكترونية)‪ ،‬والمراجع باللغة األجنبية‪.‬‬
‫سادسا فهرس الموضوعات ‪:‬‬
‫المقصود بفهرس الموضوعات هو أن يضع الباحث في نهاية البحث مرشدا لكل العناوين المذكورة في بحثه سواء كانت عناوين رئيسية أو‬
‫جزئية‪ ،‬وكذا رقم صفحة كل عنوان‪ ،‬ليسترشد بها القارئ والمعرفة رقم صفحة المعلومة مباشرة دون حاجة للبحث عليها في كل الصفحات‬
‫‪ .‬األمانة العلمية والنزاهة األكاديمية أساس جودة التعليم‪ .‬يجب على الباحث أن يتصف باألخالق قبل أن يلقن العلم والمعرفة والمنهجية‬
‫إلنتاج ملكية فكرية نزيهة‪ .‬يمكن للبحث العلمي االستناد واالستدالل بأبحاث سابقة طالما تم إسناد تلك األفكار واألبحاث إلى مصادرها‬
‫األصلية‪ .‬تراجعت األبحاث العلمية في العالم العربي بسبب ظاهرة السرقات العلمية أو االنتحال في مجال البحث العلمي‪ ،‬مما أساء للبحث‬
‫العلمي بشكل ملحوظ وعلى مصداقية المؤسسات البحثية على وجه التحديد‪ ،‬وهذا يستدعي تظافر الجهود للحد من هذه الظاهرة‪.‬‬
‫األمانة العلمية ‪:‬‬
‫تعريف األمانة العلمية ‪ :‬وتتمثل في نسبة األفكار والنصوص التي يتم اقتباسها إلى أصحابها مهما ضألت‬
‫تعريف السرقة العلمية ‪ :‬يتعلق النص بتعريف السرقة العلمية واألفعال التي يتم تصنيفها كسرقة علمية‪ .‬وقد تم تقديم عدة تعاريف للسرقة‬
‫العلمية من قبل مصادر مختلفة‪ ،‬ومنها‪:‬‬
‫‪ ‬وكالة الجامعة للدراسات العليا والبحث العلمي في جامعة الملك سعود‪ :‬تعريفها بأنها استخدام غير معترف به ألفكار وأعمال‬
‫اآلخرين بقصد أو من غير قصد‪.‬‬
‫‪ ‬موسوعة ويكيبيديا العربية‪ :‬تعريفها بأنها ادعاء شخص صراحة أو ضمنيا بكتابة ما كتبه آخرون أو النقل مما كتبه آخرون كليا‬
‫أو جزئيا بدون عزو أو اعتراف مناسب‪.‬‬
‫‪ ‬دليل عمادة التقويم والجودة بجامعة اإلمام محمد بن سعود اإلسالمية‪ :‬تعريفها بأنها شكل من أشكال النقل غير القانوني‪ ،‬وتعني‬
‫أن تأخذ عمل شخص آخر وتدعي أنه عملك‪.‬‬

‫‪52‬‬
‫‪C20R16‬‬ ‫منهجية الحقوق‬

‫‪ ‬المادة الثالثة من القرار الوزاري رقم ‪ :933‬تعريفها بأنها كل عمل يقوم به الطالب أو األستاذ الباحث أو األستاذ الباحث‬
‫االستشفائي ال جامعي أو الباحث الدائم أو كل من يشارك في عمل ثابت لالنتحال وتزوير النتائج أو غش في األعمال العلمية‬
‫المطالب بها أو في أي منشورات علمية أو بيداغوجية أخرى‪.‬‬

‫أنواع السرقة العلمية‪:‬‬


‫المجموعة األولى ‪:‬مرتبطة بعمليات االقتباسات‪ ،‬االستخدامات واالستعماالت لمعلومات ومعارف اآلخرين دون اإلشارة إلى‬ ‫‪‬‬
‫أصحابها األصليين‪ ،‬وتشمل‪:‬‬
‫‪ ‬اقتباس كلي أو جزئي ألفكار أو معلومات أو نص أو فقرة أو مقطع من مقال منشور أو من كتب أو مجالت أو دراسات أو‬
‫تقارير أو من مواقع إلكترونية‬
‫‪ ‬إعادة صياغة األفكار والمعلومات دون ذكر مصدرها أو أصحابها األصليين‪.‬‬
‫‪ ‬اقتباس مقتطفات من وثيقة دون وضعها بين شولتين ودون ذكر مصدرها وأصحابها األصليين‪.‬‬
‫‪ ‬استخدام برهان أو استدالل دون ذكر مصدره وأصحابه األصليين‪.‬‬
‫‪ ‬نشر نص أو مقال أو تقرير وعرضه كعمل شخصي بدون اإلشارة إلى هيئة أو مؤسسة التي نشرها‪.‬‬
‫‪ ‬استخدام إنتاج فني أو إدراج خرائط أو صور أو منحنيات بيانية أو جداول إحصائية أو مخططات دون اإلشارة إلى مصدرها‬
‫وأصحابها األصليين‪.‬‬
‫‪ ‬الترجمة من لغة إلى أخرى دون ذكر المترجم والمصدر‬

‫المجموعة الثانية ‪ :‬ترتبط بأعمال المشاركة وإدراج أسماء في أبحاث غير مشارك فيها أو استغالل أعمال ومنجزات الطلبة‬ ‫‪‬‬
‫وتقديمها في مؤتمر وما شابه‪ ،‬وتتضمن‪:‬‬
‫‪ ‬إدراج اسم األستاذ الباحث أو أي شخص آخر في بحث أو عمل علمي دون مشاركته في إعداده‪.‬‬
‫‪ ‬إدراج اسم باحث آخر لم يشارك في إنجاز العمل بإذنه أو دون إذنه‪ ،‬بغرض المساعدة على نشر العمل استنادا لسمعته العلمية‪.‬‬
‫‪ ‬تكليف الطلبة أو أطراف أخ رى بإنجاز أعمال علمية من أجل تبنيها في مشروع بحث أو انجاز كتاب علمي أو مطبوعة‬
‫بيداغوجية أو تقرير علمي‪.‬‬
‫‪ ‬استخدام أعمال الطلبة ومذكراتهم كمداخالت في الملتقيات الوطنية والدولية أو لنشر مقاالت علمية بالمجالت والدوريات‪ ،‬إدراج‬
‫أسماء خبراء ومحكمين كأعضاء في اللجان العلمية للملتقيات الوطنية والدولية أو في المجالت والدوريات من أجل كسب‬
‫المصداقية دون علم وموافقة وتعهد كتابي من قبل أصحابها أو دون مشاركتهم الفعلية في أعمالهم‬

‫آليات و إجراءات مواجهة السرقة العلمية‪:‬‬


‫تضمن القرار الوزاري ‪ 933‬تدابير لمواجهة جريمة السرقة العلمية‪ ،‬وتتضمن التدابير الوقائية مثل التحسيس والتوعية وتدابير الرقابة‪،‬‬
‫والتدابير العقابية مثل إبطال الرسائل والمذكرات الجامعية وسحبها من النشر‪ ،‬وسحب اللقب الحائز عليه مرتكب جريمة السرقة العلمية‪.‬‬
‫ولمحاربة هذه الظاهرة الخطيرة فيمكن تقديم االقتراحات التالية‪:‬‬
‫‪ ‬إنشاء مبرمج إعالمي خاص بالسرقة العلمية‪ ،‬على غرار الجامعات العالمية‪.‬‬
‫‪ ‬توفير شبكة تواصل داخلية بين الجامعات الجزائرية لتبادل المعلومات الالزمة في مجال التعليم والبحث العلمي‪.‬‬

‫‪53‬‬
‫‪C20R16‬‬ ‫منهجية الحقوق‬

‫‪ ‬إنشاء إجراءات ردعية ضد السرقة العلمية‪.‬‬


‫‪ ‬تعزيز أجهزة الرقابة على دور النشر للحد من ظاهرة الربح التجاري على حساب نشر الثقافة‪.‬‬
‫‪ ‬إنشاء أجهزة رقابية لحماية الملكية الفكرية والبحث العلمي‬
‫‪ ‬احترام قانون االقتباس وقـانون اإلسـناد والتوثيـق حيث تحتاج عملية االقتباس إلى احترام بعض الضوابط والقواعد المنهجية‪ ،‬وهي‪:‬‬
‫فهم دقيق وفطنة لألحكام والفرضيات وآراء اآلخرين التي يراد اقتباسها‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫عدم االعتقاد بأن تلك األحكام واآلراء هي حجج نهائية ومطلقة‪ ،‬وإنما يجب اعتبارها فرضيات قابلة للتحليل والنقد‬ ‫‪‬‬
‫الدقة والموضوعية في اختيار العينات المقتبسة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫تجنب األخطاء في عملية النقل واالقتباس‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫االنسجام والتوافق بين المقتبس وسياق الموضوع‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫عدم المبالغة والتطويل في االقتباس‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫تأكيد وجود شخصية الباحث أثناء عملية االقتباس‬ ‫‪‬‬

‫أهم مصادر المعلومات‪:‬‬


‫فمع الثورة المعلوماتية لم يعد الكتاب أو المخطوطة الورقية فقط مصدرا للمعلومة و إنما تنوعت المصادر وهي‪:‬‬
‫‪ .1‬اإلنترنت شبكة اتصال تستخدم لربط الحواسيب وتبادل المعلومات‪ .‬يوفر خدمات مثل البريد اإللكتروني ونقل الملفات والكتب‬
‫والدوريات اإللكترونية‪ .‬يعمل اإلنترنت بسهولة ويمكن االستفادة منه بطرق متعددة‪.‬‬
‫‪ .2‬الكتب العامة‪ :‬وهي كل الكتب التي يستعملها الباحث في بحثه بصفة عامة لكنها ليست في نفس موضوع الباحث ‪.‬‬
‫‪ .3‬الكتب المتخصصة‪ :‬وهي الكتب األكاديمية التي تتناول نفس موضوع الباحث‪ ،‬فهي متخصصة في نفس البحث ‪.‬‬
‫‪ .4‬الرسائل العلمية‪ :‬وهي مذكرات الماجستير وأطاريح الدكتوراه التي تمت مناقشتها في المعاهد والكليات الجامعية‪.‬‬
‫‪ .5‬المطبوعات البيداغوجية‪ :‬وهي التي يؤلفها األساتذة وتكون موجهة للطلبة في مقياس معين ‪.‬‬
‫‪ .6‬كتب المؤتمرات والندوات‪ :‬وهي التي تجمع المقاالت التي يتم تقديمها أثناء المؤتمر األكاديمي ويتم جمعها بعد ذلك في كتاب واحد ‪.‬‬
‫‪ .7‬اللقاءات الشخصية‪ :‬كأن تلتقي بمختص في موضوع بحثك وتجري معه مقابلة شفوية لالستفسار عن نقاط في موضوع بحثك ‪.‬‬
‫‪ .8‬المخطوطات وكتب التراث‪ :‬هي الكتب غير المطبوعة‪ ،‬التي يتم تحقيقها ونشرها‬
‫‪ .9‬الدوريات‪ :‬مجالت علمية تصدر دوريا عن الهيئات العليا‪ ،‬تحتوي على مقاالت أكاديمية محكمة‪ ،‬وتعد مرجعا هاما في البحث‬
‫األكاديمي في المجال القانوني‪.‬‬
‫‪ .10‬المطبوعات الرسمية الحكومية‪ :‬تصدرها الهيئات الرسمية والحكومية‪.‬‬
‫‪ .11‬المراجع اإلحصائية‪ :‬تهتم بتجميع وتبويب األرقام عن نشاط معين مثل تعداد السكان والحجاج ونسب الزواج والطالق والخلع‪.‬‬
‫‪ .12‬المعاجم والقواميس‪ :‬تهتم بتجميع الكلمات والمفردات اللغوية في ترتيب هجائي وتعطي معانيها ومشتقاتها واستخداماتها‪.‬‬
‫‪ .13‬كتب تخريج األحاديث النبوية الشريف ة‪ ،‬ونهتم عادة بتخريجها من صحيحي البخاري ومسلم‪ ،‬فإن لم نجد فيهما فإلى الكتب الستة‪.‬‬
‫‪ .14‬كتب تفسير القرآن الكريم‪ ،‬وعادة نستعمل تفسير القرطبي‪.‬‬
‫‪ .15‬التقارير السنوية والدورية المختلفة‪ :‬تعطي معلومات هامة وأرقام وحقائق عن األنشطة الخدمية واإلنتاجية االقتصادية والسياسية‬
‫المختلفة الخاصة بالدولة أو المؤسسات المحلية اإلقليمية والدولية‪.‬‬
‫‪ .16‬الوثائق الرسمية الجارية‪ :‬تمثل مخاطبات ومراسالت الدوائر والمؤسسات المختلية وتشتمل على معلومات خاصة بنشاطها‪.‬‬
‫‪ .17‬الموسوعات والقواميس ودوائر المعارف وأمهات الكتب ‪.‬‬
‫‪54‬‬
‫‪C20R16‬‬

‫مقياس مصطلحات قانونية‬

‫‪55‬‬
C20R16 ‫مصطلحات قانونية‬

A- Distinction de la règle de droit des autres règles de conduite.


a. Définition de la règle de droit :
Le droit est un « Ensemble de règles qui régissent la conduite de l'homme en société, les
rapports sociaux. ». Cela lui donne une importance considérable.
le droit est un phénomène social, la société établit des règles destinées à régir son
fonctionnement et à organiser les relations, économiques ou politiques, des personnes qui la
composent
 Droit objectif : Le droit objectif est un ensemble de règles juridiques obligatoires pour
maintenir l'ordre, la sécurité et préserver les intérêts légitimes. En Algérie, le droit est divisé
en droit public et droit privé, contrairement aux systèmes de Common Law.
 Droit subjectif : Les droits subjectifs sont des prérogatives opposables aux tiers, telles
que le droit de propriété, de créance, de possession et de vie. Ils peuvent être absolus ou
relatifs, s'appliquant respectivement à tous ou à certains tiers déterminés. Les règles de
droit sont distinctes des règles morales, étant des normes juridiques générales, abstraites
et obligatoires, qui visent à réguler la conduite sociale et sont sanctionnées par la puissance
publique, découlant soit de la loi soit de la coutume.

B- La force obligatoire de la règle de droit :


Toute règle de droit est obligatoire, mais ce caractère obligatoire est susceptible de ne pas être
respecté. On distingue ainsi les règles de droit impératives des règles de droit supplétives.

 Les règles de droit impératives : Sont celles qui ordonnent ou interdisent une conduite
sans que le sujet puisse s’y soustraire. Elles sont souvent liées à l’ordre public. Par
exemple, les époux ont, du fait du mariage, des obligations entre eux qui sont passées par
des règles impératives.

 Les règles de droit supplétives : sont obligatoires mais peuvent être écartées par les
sujets de droit. Elles s'appliquent en l'absence de volonté exprimée et viennent suppléer
cette absence en proposant des règles de droit par défaut. Par exemple, le Code civil
dispose que la livraison doit avoir lieu à l'endroit où la chose a été vendue, sauf si les parties
prévoient un autre lieu de livraison.

56
C20R16 ‫مصطلحات قانونية‬

La sanction de la règle de droit :


La règle de droit est assortie d’une sanction émanant de l’État, pouvant prendre différentes
formes. La première peut constituer en l’exécution contrainte de la règle de droit, avec recours
éventuel à la force publique. Une autre catégorie de sanction est réparatrice, visant à indemniser
les conséquences du non-respect de la règle de droit. Les dommages et intérêts sont souvent
utilisés en cas d'inexécution de l’obligation.
Lorsqu'un acte juridique est conclu en violation de la règle de droit applicable, il peut être annulé
par une action en justice. Le droit pénal, quant à lui, propose des sanctions punitives en cas de
violation de la règle de droit.

C- Les différentes branches du droit


Le droit (objectif) nous donne des droits (subjectifs)
 Droit objectif : ensemble des règles de droit
 Droits subjectifs : prérogatives reconnues à un individu particulier
Les règles de droit ont pour objectif :
1. De permettre aux gens de vivre ensemble
2. De les protéger les uns contre les autres.

Une règle de droit est donc :


a. Générale : le droit s'applique à tous de la même façon
b. Impérative : obligatoire, on doit lui obéir
c. supplétive : lorsque son application peut être écartée par
ceux qui veulent s'y soustraire. ils leurs suffit d'exprimer leur volonté en ce sens par des actes
contractuels .

57
‫‪C20R16‬‬ ‫مصطلحات قانونية‬

‫‪58‬‬
‫بالتوفيق و النجاح للجميع انشاء هللا‬

You might also like