‫الكويت وفنونها‬ ‫‪.......................................... ................................

‬‬

‫تراث الكويت قدمي ًَاً وكيفية تناوله تشكيلياً ‪..‬‬

‫" ابتسام العصفور"‬

‫حالة تلقائية فريدة ممزوجة حبس فطري وتعبربي ‪..‬ومصدر‬
‫خصب للباحثني يف املوروث الشعيب‪.‬‬
‫الفنانة الكويتية ‪ ..‬ابتسام العصفور ‪ . .‬حالة تشكيلية متفردة بحس فطرى‬
‫وتعبيري مستوحي من الموروث الشعبي الكويتي‪..‬‬
‫تعد الفنانة ابتسام العصفور احد اضالع اهم مثلث تشكيليين( الفنان‬
‫ايوب حسين ‪ -‬الفنان محمد الشيخ الفارسي ‪ -‬ابتسام العصفور ) تناول‬
‫التراث الشعبي الكويتي‬
‫بأسلوب تعبيري فطري ‪..‬‬

‫حالة من البهجة والفرح‬

‫علي وجوة شخصياتها‬
‫المتفردة داخل أعمالها‬
‫الفنية تحتويها حاالت‬
‫الشجن المحمل بروح‬
‫الماضي ‪ ..‬مستعينة‬
‫بالعنصر األنثوي في‬
‫اغلب أعمالها ‪ ،‬مستعينة‬
‫بأجزاء من الكادرات‬
‫القديمة‬ ‫المعمارية‬
‫اللونية‬ ‫والمساحات‬
‫تراث الكويت قدمياًًَ وكيفية تناوله تشكيلياً ‪..‬‬ ‫‪9‬‬
 ‫الكويت وفنونها‬

‫الدافئة من خالل االعراس والطقوس الشعبية تارة ‪ ،‬والمساحات الباردة‬

‫بطقوس البحر والصحراء تارة أخرى ‪.‬‬

‫والمتلقي أو المشاهد‬
‫ألعمال الفنانة " إبتسام‬
‫العصفور" يمكنه ان‬
‫يستمتع بتلك الحاالت‬
‫‪،‬لمشاهدها‬ ‫والطقوس‬
‫المختارة بعناية وحرص‬
‫شديد‪ ،‬والممزوجة بحالة‬
‫عاشتها الفنانة برؤية‬
‫صائبة تحمل سمة االنتماء‬
‫والسعادة ‪.‬‬

‫"ابتسام العصفور " فنانة كويتية عاشقة لتراث بيئتها ‪ ،‬لم تنقله‬
‫حرفيا ‪،‬بل مزجته بحالتها ورؤيتها الخاصة الممزوجة بمشاعر فياضة‬
‫وحنين للماضي بشكل رهيب‪ ،‬لدرجة أننا عند مشاهدتنا ألعمالها‬
‫يمكن أن نسمع الزغاريد اصوات اآلالت الموسيقية التي لم نراها‬
‫داخل العمل ؟؟! ‪.‬إنما تستوحي للمشاهد من رقاصات الفتيات‬
‫وحركاتهن المتصلة بألحان االغاني المرتبطة بالمناسبة ‪..‬والتي تحمل‬
‫الصفات الشرقية القديمة ذات الطابع الخليجي العتيق‪.‬‬

‫‪10‬‬ ‫تراث الكويت قدمياًًَ وكيفية تناوله تشكيلياً ‪..‬‬

 ‫الكويت وفنونها‬ ‫‪.......................................... ................................‬‬

‫ورغم بساطة التكوين وقلة عناصره إال أن الفنانة ابتسام العصفور‬

‫استطاعت وبقوة أن تجذبنا ألعمالها من خالل دقة تفاصيلها وتعبيرات‬
‫ووجوة شخصياتها المتنوعة وبنظراتهن الخاطفة وابتساماتهن الخفية‬
‫بخجل واستحياء في أدب واحترام ‪.‬‬

‫كمــــــــا امتــألت‬
‫أعمالها بالمساحات‬
‫اللونية ذات الطابع‬
‫الزخرفي واإلشارات‬
‫المرتبطة بالحدث مع‬
‫التأكيد علي الحالة‬
‫الزمانية والمكانية له ‪،‬‬
‫تناولته الفنانة بريشتها‬
‫الهادئة في بعض‬
‫االحيان والمتوترة في‬
‫حالة أخرى ممزوجة‬
‫بحالة من الصراعات النفسية تجاة بعض القضايا االجتماعية ذات‬
‫التأثير المباشر علي أفرادة مثل مشاهد الغذو الغاشم علي الكويت ‪.‬‬
‫واستخدامها أللوان تحمل دالالت انفعالية واكبت مظاهر الحدث‪..‬‬

‫تراث الكويت قدمياًًَ وكيفية تناوله تشكيلياً ‪..‬‬ ‫‪11‬‬

 ‫الكويت وفنونها‬

‫وهكذا اتسمت ريشة الفنانة "إبتسام العصفور" بتنوع الحاالت‬

‫وبساطة التكوين من خالل اتجاهها الفني ذا الحس الفطري والتعبيرى‬
‫الممزوج بالروح الشعبية ‪ ..‬والتي استطاعت أن تتفرد به وتسجل‬
‫اسمها علي خريطة‬
‫العربيات‬ ‫الفنانات‬
‫المبدعات الالتي وضعن‬
‫بصماتهن علي الحركة‬
‫التشكيلية بشكل مميز‬
‫يحمل في طياته صفة‬
‫االبداع ‪ ..‬مز خالل‬
‫الشعبي‬ ‫التراث‬
‫الشعبية‬ ‫والموروثات‬
‫بشكل دقيق‪ .‬األمر الذي‬
‫مكنها في وضع رؤية‬
‫خصبة في الموروث‬
‫الشعبي ‪.‬والذى يعد مصدرا‬
‫أكاديميا للباحثين والمتذوقين‪. .‬تحية للفنانة التعبيربة الصادقة ‪ "،‬ابتسام‬
‫العصفور "علي مسيرتتا الفنية الحافلة بالعديد من االعمال التراثية‬
‫والتوثيقية التي يمكن للفنانين الشباب والمتعلمين في المدارس والكليات‬
‫المتخصصة االستعانة بها في الكشف عن هويتهم وكيفية وضع‬
‫صياغات تشكيلية بسيطة مستوحاة من قيم وعادات وتقاليد سجلتها‬
‫بحالة ابداعية ممزوجة بحس انساني رقيق واسلوب فطرى تعبيرى‬
‫متفرد ‪..‬‬
‫‪12‬‬ ‫تراث الكويت قدمياًًَ وكيفية تناوله تشكيلياً ‪..‬‬
 ‫الكويت وفنونها‬ ‫‪.......................................... ................................‬‬

‫الفنــان " بدر املنصــور "‬

‫مشدودة‬ ‫موسيقية‪،‬‬ ‫بأوتار‬

‫ومتالحمة بعدد كبير من المساحات‬
‫الحديدية المختلفة االشكال والوظائف‪،‬‬
‫والمتأثرة بحاالت من االزمنة وعوامل‬
‫الطبيعة القاسية لتمتلئ بمساحات من‬
‫الصدأ المتنوع الدرجات ‪..‬وبعض من‬
‫االكاسيد اللونية المعتقة المالزمة بروح عبق التاريخ‪...‬لتتعايش‬
‫المساحات وتتألف مع بعضها في جوا رومنسي تشكيلي من الطراز‬
‫االول لتمتلئ قاعة "تدوير" بقطع فنية مستوحاه اآلالت الموسيقية‬
‫الغزيرة االوتار‪ ،‬لخلق سمفونيات تشكيلية فريدة من نوعها محملة‬
‫بطابع خاص بروح "بدر المنصور " بقاعة "تدوير" في سوق " واقف"‬

‫منذ ‪ ٢٨‬وعشرون عاما‪ ..‬وبدر المنصور يبحث عن هويته الخاصة‬

‫المحملة بأفكاره المدهشة له وللمتلقي ‪ ،‬فغامر بأفكاره وغاص في‬
‫اعماق االرض والطبيعة ‪،‬لتستقر حالته الفنية الهائجة بين حاالت‬
‫الزمان وطبائع المكان‪ ..‬فمكنته الطبيعة لسر من اسرارها ؟؟! الجمالية‬
‫والتشكيلية المكنونة في اعماق االرض واعنان السماء فتأثرت بعوامل‬
‫تراث الكويت قدمياًًَ وكيفية تناوله تشكيلياً ‪..‬‬ ‫‪13‬‬
 ‫الكويت وفنونها‬

‫التعرية والزمان عليها من حديد‬

‫واخشاب وخامات بالستيكية‬
‫متنوعة ‪..‬‬

‫ظل "المنصور" ينتج اعماال‬

‫فنية مدهشة ومثيرة للجدل ‪..‬لكنة‬
‫لم يعطي بال او اهتمام لآلخر‬
‫"المتلقي" الذى صعب عليهم فهم‬
‫وادراك القيم التشكيلية فيها بل‬
‫واحيانا عدم القدرة او السعي‬
‫للبحث في االفكار الحديثة او‬
‫المحملة بروح من المفاهيمية‬
‫‪..‬حتي يدركوا ما يفعله" بدر"‬
‫في أعماله المثيرة ‪..‬‬

‫"بدر المنصور " فنان مجتهد وصبور جدا علي انتاجة الفني‪ ،‬لدرجة‬
‫انه من الممكن ان تأخذ القطعة الفنية في يدة شهور وقد تصل الي‬
‫سنوات ؟؟! حتي يقر بانتهائه من التشكيل‪ ،‬وبعدها ينتقل لمرحلة التآلف‬
‫بين المراحل الزمنية الطبيعية التي طبعت مكنوناتها علي القطع‬
‫الحديدية المتنوعة التأثير واالخرى التي لم تتأثر ‪..‬‬

‫‪14‬‬ ‫تراث الكويت قدمياًًَ وكيفية تناوله تشكيلياً ‪..‬‬

 ‫الكويت وفنونها‬ ‫‪.......................................... ................................‬‬

‫وهنا يلجأ "المنصور" الي خبراته‬

‫ومهاراته الفردية في خلق درجات‬
‫وتونات لونية تحمل الصفات التشكيلية‬
‫الممتعة بصريا ‪،‬والتي تجذب المتلقي لها‬
‫بشكل دائم ‪ ،‬النها وببساطة تأخذه الي‬
‫عالم مجهول محمال بذكريات المكان‬
‫المحبب له ‪..‬‬
‫حقا ‪..‬اعمال "بدر المنصور" في‬
‫مراحلها االولي ‪،‬محمله بهموم مكنونة‬
‫بداخلها من أثر الزمان ومعاناة الطبيعة‬
‫المكانية لها ‪..‬لكن "المنصور"يعزف‬
‫بأناملة القاسية في طرقها ‪،‬والهادئة في‬
‫مشاعرها‪ ،‬متمكنا من مزج تلك الحاالت‬
‫المتضادة ‪.‬؟؟! لخلق حالة االستقرار‬
‫واالستمتاع البصرى والبنائي والتشكيلي‬
‫من خالل تمكنة واستيعابه للقيم البنائية‬
‫والتشكيلية بشكل دقيق ومفصل‬
‫وامكانياته العالية في تطويع ومزج‬
‫عناصره ‪ ،‬لينتج في النهاية عمال فنيا‬
‫رفيع المستوى ‪ ،‬محمال بهويته العربية‪،‬‬
‫وهذا ما نراه صعبا في وقتنا الحاضر‪،‬‬
‫تراث الكويت قدمياًًَ وكيفية تناوله تشكيلياً ‪..‬‬ ‫‪15‬‬
 ‫الكويت وفنونها‬

‫ففي بعض البلدان العربية ‪،‬‬

‫يميل بعض الفنانين الشباب‬
‫الي التجارب االوربية ‪،‬‬
‫آملين ان تصل اعمالهم بذلك‬
‫الي العالمية ؟؟!! االمر الذي‬
‫جعل تلك الحركات التشكيلية‬
‫في بعض البلدن و عند‬
‫الفنانين ‪،‬ضعيفة وركيكة ‪ ،‬بل‬
‫وقد تكون مستنسخة ؟؟!!‬
‫ورغم حصول الفنان‬
‫"بدر المنصور" أخيرا ‪..‬علي‬
‫جائزة الدولة التشجيعية من‬
‫المجلس الوطني للثقافة‬
‫والفنون واآلداب بدولة‬
‫الكويت في الفنون ‪..‬‬
‫اال انني ارى انها متأخرة‬
‫جدا ‪..‬لما لهذا الفنان من انتاج غزير وخاصة ان العديد من االماكن‬
‫العامة والخاصة بدولةالكويت ودول الخليج تمتلئ باعماله الرائعة‬
‫‪..‬وقد يكون هذ التأخير النشغال الفنان بحياته الفنيةفقط ؟؟!! ‪،‬وعدم‬
‫االهتمام واالختالط الكثيف بالتواجد بشكل دائم في الحركة‬
‫التشكيلية‪!!.‬‬
‫‪16‬‬ ‫تراث الكويت قدمياًًَ وكيفية تناوله تشكيلياً ‪..‬‬
 ‫الكويت وفنونها‬ ‫‪.......................................... ................................‬‬

‫ولكن الدولة في عصرها الحالي ‪ ،‬أرى انها تتجه نحو التطوير والبناء‬
‫الجديد بشكل معاصر ‪،‬محمل باالهتمام بالطاقات الفردية ذات التأثيرات‬
‫المتنوعة علي المجتمع الكويتي والثقافي والفني بشكل خاص ‪..‬وهذا‬
‫االمر قد الحظته من خالل الفعاليات الثقافية واالدبية االخيرة منها‬
‫والتشكيلية ‪،،‬وبصفة خاصة انشطة بيت الخزف والمرسم الحر و‬
‫معرض القرين وجائزة الدولة التشجيعية والتقديرية ‪.‬‬
‫تحية للفنان " بدر المنصور " رائد فن الريسكيل ‪..‬والف مبروك‬
‫معرضة في دولة قطر ‪..‬‬
‫وتحية خاصة للمجلس الوطني للثقافة والفنون واآلداب ‪ ،‬علي أنشطته‬
‫وفعالياته المتميزة في عهد الدولة الجديدة ‪.‬‬

‫تراث الكويت قدمياًًَ وكيفية تناوله تشكيلياً ‪..‬‬ ‫‪17‬‬