You are on page 1of 36

‫ميحرلا نمحرلا هللا‬ ‫بسم‬

‫المولف الشرعً من استخدام االدوٌة المشتمة من دهون الخنزٌر ( جٌالتٌن ) فً الطب المعاصر‬

‫إعداد الباحثة ‪ /‬فتحٌة جٌر العرامً‬

‫إشراف‪ /‬د ‪ /‬حمود العزانً‬


‫الممدمة ‪-:‬‬

‫الحمد هلل الذي علم بالملم ‪ ،‬علم االنسان مالم ٌعلم ‪ ،‬والصالة والسالم على النبً االكرم ‪ ،‬الذي دل االمة على الخٌر‬
‫وسلن بها للطرٌمة االلوم‪.‬‬

‫وبعد‪:‬‬

‫سبحان هللا ما خلك شًء اال لحكمة وما حلل شًء اال لحكمة ‪ ،‬وما حرم شًء ونهى عنه اال لحكمة‪ .‬منهو الحكٌم‬
‫الخبٌر سبحانه وتعالى‪.‬‬

‫وانً فً هذا البحث سأتناول مخاطر الخنزٌر ‪ ،‬وحكمة تحرٌمه ‪ ،‬وفٌما تستخدم مشتماته ‪ ،‬وما هو مولف الفمه‬
‫االسالمً من استخدام مشتمات الخنزٌر ( الجٌالتٌن ) فً الصناعات الغذائٌة والدوائٌة‪.‬‬

‫وحٌث ال زالت الحاجة ماسه لمزٌد من البحوث فً الفمه االسالمً ‪ ،‬منطلما ً من المصدر االساسً فً كتاب هللا ‪،‬‬
‫واالخذ بعٌن االعتبار ما ٌتعلمه بها من سنة الرسول ﷺ‪ ،‬وتم البحث فً علل هذه االحكام او دراسة اهم التطبٌمات‬
‫المعاصرة لها فً ضوء مستجدات العولمة ‪ ،‬حٌث انتشرت ثمافة عالمٌة شبه موحده اثرت على موضوع االطعمة‬
‫‪ ،‬واستحدثت فٌه بعض المسائل الفمهٌة ذات الصفة الجدٌدة ‪ ،‬والتً تحتاج الى بحث وتاصٌل فً ضوء ما ورد فً‬
‫احكام الشرع المتعلمة بهذا المجال‪.‬‬

‫جاء هذا البحث بشكل اطروحة فمهٌة تنطلك من المنظور االسالمً ‪ ،‬كما تم التركٌز على تفتٌح علل االحكام‬
‫المتعلمة بهذا الموضوع‪.‬‬

‫اهمٌة البحث‪-:‬‬

‫تأتً اهمٌة البحث من مدى شروعٌه استخدام مشتمات الخنزٌر فً الصناعات المختلفة والتً ظهرت حدٌثا ً ‪،‬‬
‫كاستخدام الشحم والجٌالتٌن فً الصناعات الغذائٌة والدوائٌة‪.‬‬

‫مشكلة البحث ‪-:‬‬

‫فً االونة االخٌرة ظهبت شبهة ان الخنزٌر محرم بسبب ما ٌاكله من لاذورات ونجاسات ولهذا ٌمكن حبسة على‬
‫علف طاهر واالنتفاع بع ‪ ،‬كما ظهرت توجٌهات مختلفة باستخدام مشتماته فً الصناعات العالجٌة والغذائٌة و لد‬
‫اختلفت الفتاوى فً استخدام بعض مشتمات الخنزٌر ( كالجالتٌن ) لهذا فان هذا البحث ٌوضح ‪:‬‬

‫‪ -‬هل نجاسة الخنزٌر ذاتٌه ام عارضة ؟ كما ٌبٌن مخاطر الخنزٌر وممصد التشرٌع الحنٌف من تحرٌمه ‪،‬‬
‫وما مدى مشروعٌة استخدام مشتماته فً الصناعات المختلفة؟ وسبب اختالف الفتاوى المتعلمة باستخدام (‬
‫جٌالتٌن ) الخنزٌر فً الصناعات الغذائٌة والدوائٌة من منظور علمً وشرعً ‪.‬‬
‫اهداف البحث‪:‬‬
‫ٌهدف هذا البحث الى ‪:‬‬
‫‪ -1‬معرفة خصائص الخنزٌر ‪ ،‬وهل هو نجس لذاته ام السباب معٌنة‬
‫‪ -2‬معرفة اضرار الخنزٌر على االنسان‬
‫‪ -3‬معرفة مولف الفمه االسالمً من االنتفاع بمشتمات الخنزٌر فً االغراض المختلفة كصناعة االدوٌة‬
‫واالغذٌة‪.‬‬
‫‪ -4‬معرفة حكم استخدام الجٌالتٌن الخنزٌر البري فً صناعة االدوٌة واالغذٌة ‪.‬‬
‫‪ -5‬معرفة الوال الفمهاء فً طهارة االنجاس باالستحالة‪.‬‬
‫‪ -6‬معرفة الول الفمهاء فً حكم التدواي بالمحرم ‪.‬‬

‫الدراسات السابمة ‪:‬‬


‫هنان دراسات وابحاث تناولت هذا الموضوع ‪ ،‬واالحكام الشرعٌة المتعلمة به‪ ،‬ولد تناولت تلن الدراسات‬
‫واالبحاث هذا الموضوع من عدة جوانب ومن هذا الدراسات مثالُ‪:‬‬
‫الفرق بٌن موضوع بحثً هذا والدراسات السابمة ‪:‬‬

‫ان معظم الدراسات السابمة لد اخرجت حكم استخدام الجٌالتٌن فً الصناعات الغذائٌة والدوائٌة على حمٌمة علمٌة‬
‫وغٌر واضحة‪ .‬كما انها لم تبٌن ان الخنزٌر محرم لذاته حتى وان حبس على علف طاهر‪.‬‬

‫وتم تبٌن اختالف الفمهاء فً طهارة االنجاس باالستمالة‪.‬‬

‫الجدٌد فً هذا البحث ‪:‬‬


‫بٌان حكم استخدام الجٌالتٌن فً الصناعات الغذائٌة والدوائٌة من منظور عام وشرعً ‪ .‬وبٌان الراجح من الوال‬
‫الفمهاء فً كعارة االنجاس باالستحالة وحكم التداوي بالمحرم‪.‬‬

‫منهج البحث‪:‬‬
‫اتبعت فً بحثً هذا منهجٌن هما‪:‬‬

‫‪ -1‬المنهج الوصفً فً بٌان احكام الفمهاء فً استخدام مشتمات الخنزٌر ( الجٌالتٌن ) فً صناعة الغذاء‬
‫والدواء وبٌان االرجح منهما‪.‬‬
‫‪ -2‬المنهج االتسمرانً التحلٌلً فً جمع المادة العلمٌة والشرعٌة المتعلمة باستخدام مشتمات الخنزٌر‪ ،‬واستنباط‬
‫االحكام المتعلمة بمشروعٌة استخدام مشتمات الخنزٌر ( الجٌالتٌن ) فً الصناعات الغذائٌة والدوائٌة ‪،‬‬
‫وبٌان الوال الفمهاء فً طهارة االنجاس باالستحالة واستنباط االرجح منها‪.‬‬

‫خطة البحث ‪:‬‬


‫وتشمل على االتً ‪-:‬‬

‫ممدمة البحث ‪:‬‬

‫وتتضمن الممدمة على ( ممدمة – مشكلة البحث – اهمٌة البحث – الهدف من البحث – الدراسات السابمة – الجدٌد‬
‫فً البحث – منهج البحث – خطة البحث )‬

‫موضوع البحث‬

‫ٌتضمن البحث الموضوعات التالٌة ‪:‬‬

‫التمهٌد ‪:‬‬

‫تناولت فً التمهٌد تعرٌف الخنزٌر وبٌان انواعه وخصائصه‪.‬‬


‫الفصل االول ‪ :‬حرمة الخنزٌر والحكمة من التحرٌم ‪:‬‬

‫ٌشمل على ‪:‬‬

‫المبحث االول ‪ :‬حرمة لحم الخنزٌر‬

‫المبحث الثانً ‪ :‬الحكمة من تحرٌم لحم الخنزٌر‬

‫الفصل الثانً ‪ :‬نجاسة الخنزٌر واهم اضراره ‪:‬‬

‫وٌشمل على ‪:‬‬

‫المبحث االول ‪ :‬نجاسة الخنزٌر‬

‫المبحث الثانً ‪ :‬اهم اضرار الخنزٌر‪.‬‬

‫الفصل الثالث ‪:‬‬

‫االستخدامات المعاصرة للخنزٌر ومولف الفمه االسالمً منها‬

‫وٌشمل على ‪:‬‬

‫المبحث االول ‪ :‬االغذٌة واالدوٌة التً ٌدخل فً تركٌبها شحم الخنزٌر واالضرار المترتبة علٌها ‪.‬‬

‫المبحث الثانً ‪ :‬استعمال الجٌالتٌن فً الصناعات الغذائٌة والدوائٌة ومولف الفمه االسالمً منه‬

‫الفصل الرابع‬

‫االستحالة‬

‫وٌشمل على ‪:‬‬

‫التمهٌد ‪:‬‬

‫وفمه تعرٌف االستحالة لفت وشرعا ً ‪ ،‬وتعرٌف االستحالة فً المصطلح العلمً‪.‬‬

‫المبحث االول ‪ :‬الوال الفمهاء فً طهارة االنجاس باالستحالة ‪:‬‬

‫وٌشمل على ‪:‬‬

‫المطلب االول ‪ :‬الوال الفمهاء المائلٌن بطهارة االعٌان النجسة باالستحالة‪.‬‬

‫المطلب الثانً ‪ :‬الوال الفمهاء المانعٌن الطهارة االعٌان النجسة باالستحالة ‪.‬‬

‫المطلب الثالث ‪ :‬الترجٌح والتعلٌل ‪.‬‬

‫المبحث الثانً ‪ /‬حكم التداوي بالمحرمات‬


‫وٌشمل على ‪:‬‬

‫المطلب االول ‪ :‬الوال الفمهاء فً التداوي بالمحرم‪.‬‬

‫المطلب الثانً ‪ :‬حكمة تحرٌم ما ٌحرم التداوي به‪.‬‬

‫المطلب الثالث ‪ /‬فتاوي بعض الفمهاء المعاصرٌن فً التداوي بالمحرم‪.‬‬

‫الخاتمة ‪ :‬وتضمن الخاتمة على عدد من التنائج التً تم التوصل الٌها وعدد من التوصٌات التً ٌجب العمل بها‪.‬‬

‫لائمة المصادر والمراجع ‪:‬‬

‫وتتضمن لائمة المصادر والمراجع التً تم االستناد الٌها فً كتابة البحث ‪.‬‬

‫فهرس المحتوٌات ‪.‬‬


‫تمهٌد ‪:‬‬
‫لبل الحدٌث عن االحكام المتعلمة بالخنزٌر وعن مخاطرة ‪ ،‬فانه ٌلزم معرفة حمٌمة هذا الحٌوان ‪،‬‬
‫واهم خصائصه ‪ ،‬وانواعه ‪ ،‬الن الحكم على الشً من فرع عن لصوره ‪ ،‬وٌمكن بٌان ذلن من خالل‬
‫االتً ‪:‬‬
‫اوالً ‪ :‬تعرٌف الخنزٌر واهم خصائصه ‪-:‬‬
‫الخنزٌر – بكسر الخاء ‪ :‬حٌوان خبٌث ‪ ،‬والجمع خنازٌر ‪ ،‬وهو حٌوان كرٌه المنظر ‪ ،‬ضخم الجثة‬
‫‪ ،‬كتلً الشكل ‪ ،‬مكتتز اللحم لصٌر االرجل ‪ ،‬له جلد سمٌن علٌه شعر خشن ‪ ،‬وله ٌوز طوٌل وانٌابه‬
‫طوٌلة ‪ ،‬تم استئناسٌه من اكثر من ‪ 11111‬سنه مضت وٌعرف له الٌوم اكثر من اربعمائة ساللة‪.‬‬

‫والخنزٌر من الحٌوانات الثدٌة االكلة للحوم والنباتات ‪ ،‬فهو حٌوان تجمع صفات بٌن السبعٌة ( آكلة‬
‫اللحوم ) والبهٌمة ( آكلة العشب ) الى جانب انه ٌأكل الممامات والفضالت بشراهة ‪ ،‬وهو مفترس‬
‫ٌأكل إن كانت فاسدة ام ال ‪ ،‬والغرٌب ان انثى الخنزٌر لد تاكل صغارها ‪ ،‬وٌتسم الخنزٌر اٌضا ً بملة‬
‫غٌرته ‪ ،‬فهو الحٌوان الوحٌد الذي ال ٌشعر بالغٌرة‪.‬‬
‫وٌحتوي لحم الخنزٌر على كمٌة كبٌرة من الدهون ـ وتوجد ضمن الخالٌا العضلٌة فً اللحم عالوة‬
‫على تواجدها خارج الخالٌا بكثافة عالٌة ‪ ،‬فً حٌن ان لحوم االنعام تكون الدهون فٌها مفصولة عن‬
‫النسٌج العضلً ‪ ،‬وال تتواجد ضمن خالٌاه ‪ ،‬وانما تتواجد خارج الخالٌا ‪ ،‬وتتعدد الوان الخنزٌر بٌن‬
‫االبٌض والوردي والبنً واالسود ‪.‬‬
‫وتمنو الخنازٌر بشكل سرٌع جدا ً ممارنه بغٌرها من الحٌوانات وسبب ذلن هو زٌادة فً الهرمونات‬
‫واهمها ‪- :‬‬
‫هرمون النمو ‪ ، Growth Hormone‬وهذه الهرمونات من مسببات السرطان عند اكلً لحم‬
‫(‪)1‬‬
‫الخنزٌر‬

‫ثانٌا ً ‪ :‬أنواع الخنزٌر ‪-:‬‬


‫للخنزٌر أنواع كثٌرة منها ‪-:‬‬
‫‪ -1‬الخنزٌر البري ‪-:‬‬
‫وتمٌزه جسمه الصلب وشعره الخفٌف ‪ ،‬وله راس وتري الشكل ‪ ،‬كبٌر ممارنة مع جسمه ‪ ،‬وهو‬
‫مفترس ٌأكل كل ما ٌجده متوفرا ً من طعام وغٌرة‪.‬‬
‫وعنده لدرة تدمرٌة عالٌة ‪ ،‬وٌدمر الحمول ‪ ،‬وٌنشر االمراض بشكل كبٌر ‪.‬‬
‫‪ -2‬خنزٌر االرض وٌسمى ( أبا ذلن ) ‪:‬‬
‫وهو ال ٌخرج اال لٌالُ من صحرة ‪ ،‬وله أنف شدٌد الحساسة ٌستخدمه فً استخراج طعامه ‪ ،‬له لسان‬
‫(‪) 2‬‬
‫طوٌل الزج كولة ‪45‬سم ٌلعك به طعامه وخاصة النمل االبٌض‬

‫الفصل االول ‪ :‬حرمة لحم الخنزٌر والحكمة من التحرٌم ‪:‬‬


‫ٌمكن بٌان حرمة لحم والحكمة من التحرٌم من خالل المبحثٌن التالٌن ‪-:‬‬
‫المبحث االول ‪ :‬حرمة لحم الخنزٌر ‪:‬‬
‫اجمع المسلون على تحرٌم الخنزٌر حال االختٌار (‪ )3‬شحمة ولحمة وجلدة – باستثناء الشعر ‪ ،‬حٌث‬
‫لال المالكٌن بطهارته – كما سٌاتً بعد ان شاء هللا تعالى – واستدلوا على اتفالهم بالمرآن والسنه‬
‫واالجماع‪.‬‬
‫___‬
‫( ‪ ) 2‬لسان العرب الدمحمٌن مكرم المصري ( ت‪771 :‬هـ ) ‪.227/4‬‬

‫المصباح المنٌر فً غرٌب الشرح الكبٌر الحمد بن دمحم العٌومً ( ت‪771 :‬هـ) صـ ‪ 168‬مادة حزر‬
‫‪ ،‬حٌاة الحٌوان الكبرى لكمال الدٌن الدمٌري ( ت‪818 :‬هـ ) ‪ ، 291/11‬الحٌوان ‪ 22/6‬البً عثمان‬
‫الجاحظ‬
‫اوالً المران الكرٌم ‪:‬‬
‫جاء تحرٌم الخنزٌر فً المرآن الكرٌم بصفة لطعٌة فً االٌات التالٌة ‪:‬‬
‫لال تعالى ((‬
‫ولال تعالى ((‬
‫ولال تعالى ((‬
‫ولال تعالى ((‬
‫وجه الداللة ‪:‬‬
‫نصت االٌات على تحرٌم لحم الخنزٌر ‪ ،‬واللحم – وإن كان مخصوصا ً بالذكر – فإن المراد جمٌع‬
‫اجزائه ‪ ،‬وانما خص ص اللحم بالذكر ‪ ،‬النه أعظم منفعته وما ٌتبمً منه ‪ ،‬وسائر اجزائة بمنزلة التابع‬
‫له ‪ ،‬كما نص على تحرٌم لتل الصٌد على المحرم ‪ ،‬والمراد حظر جمٌع افعاله فً الصٌد ‪ ،‬وخص‬
‫المتل بالذكر النه اعظم ما ٌمصد به الصٌد ‪ ،‬فكذلن خص لحم الخنزٌر بالنهً تاكٌدا ً لحكم تحرٌمه‬
‫وحظرا ً لسائر اجزائه وان كان النص خاصا ً فً لحمه(‪ )1‬فً آٌة سورة االنعام بٌن هللا سبحانه علة‬
‫(‪)3‬‬
‫التحرٌم ‪ ،‬وهً كوته ( رجس )(‪ )2‬والرجس نجس‬
‫ثانٌا ً ‪ :‬السنه النبوٌة‬
‫دلت احادٌث كثٌرة على حرمة الخنزٌر منها‪:‬‬
‫حدٌث ‪:‬‬
‫وجه الداللة ‪:‬‬
‫(‪)5‬‬
‫الحدٌث دلٌل على تحرٌم الخنزٌر الن هللا تعالى حرم اكل ثمنه ضمن باب اولى اكل لحمة‬

‫حدٌث‬
‫وجه الداللة ‪:‬‬
‫لولة ﷺ (( وٌمتل الخنزٌر )) ٌعنى تحرٌم التناء الخنزٌر وتحرٌم اكله لنجاسة ‪ ،‬ال الشً المنتفع به‬
‫ال بشً إتالفه‬
‫وألن سٌدنا عٌسى علٌه السالم ( إنما ٌمتله على شرع االسالم ‪ ،‬وفً هذا دلٌل على أن أعٌانه‬
‫نجس(‪. )2‬‬

‫ثانٌا ً ‪ :‬االجماع ‪-:‬‬


‫(‪)3‬‬
‫لال ابن المنذر ‪ :‬أجمعوا على تحرٌم ما حرم هللا من المٌته والدم والخنزٌر‬

‫المبحث الثانً ‪ :‬الحكمة من تحرٌم لحم الخنزٌر ‪:‬‬


‫ان لحم الخنزٌر رغم ظهور بعض الحكم التً تمتضً الحكم بتحرٌمه اال أنه ٌبمى محرما لذاته ‪،‬‬
‫حٌث وردت نصوص المرآن لاطعة فً الداللة على تحرٌمه ‪ ،‬فلو زالت العلل واالسباب التً حرم‬
‫من أجلها فإنه ٌبمى محرما لذاته وال ٌزول الحكم بزول االسباب‪.‬‬
‫ومن هذه االسباب ما ٌاتً ‪-:‬‬
‫‪ -1‬نجاسة لحم الخنزٌر ‪ ،‬لال تعالى‬
‫(‪)2‬‬
‫والرجس النجس والمستمذر والنتن‬
‫فمن خالل بعض االبحاث العلمٌة بٌن ان جسم الخنزٌر ٌحتوي على كمٌات كبٌر من حامض البولٌن‬
‫(‪ )%98‬وال ٌفرز منه سوى (‪ )%2‬فً حٌن ٌفرز االنسان اكثر من (‪ )%91‬من حمض البولٌن ‪،‬‬
‫ونظرا ً لهذا النسبة العالٌة من حامض البولٌن ‪ ،‬فإن أكلً لحم الخنزٌر ٌشتكون عادة من امراض‬
‫عدٌدة منها‪ :‬آالم الروماتٌزم ‪ ،‬والتهاب المفاصل ‪ ،‬ومشاكل الكلى(‪ ، )3‬وبهذا ٌكون ترحٌم لحم‬
‫الخنزٌر لعلة ذاتٌه وطبٌعٌة خاصة فٌه ولٌس لما ٌاكلة من الماذورات ‪ ،‬فٌحرم اكل لحمة حتى لو تم‬
‫تغذٌته على علف طاهر‪.‬‬
‫‪ -2‬ان الغذاء ٌصٌر جزءا ً من جوهر المتغذي ‪ ،‬فال بد ان ٌحصل للمتغذي اخالق وصفات من‬
‫جنس ما كان حاصالُ فً الغذاء ‪ ،‬والخنزٌر مطبوع على حرص شدٌد ورغبة شدٌدة فً‬
‫المشتهٌات فحرم اكل على االنسان لئال ٌتكٌف بتلن الكٌفٌة(‪. )4‬‬

‫ولمد اشار النبً ﷺ الى أثر الطعام فً خلعه أكلٌة فمال ﷺ ‪ (( :‬والصخر والخٌالء فً اصحاب‬
‫االبل والسكٌنة والولار فً اصحاب الشاء ))(‪. )5‬‬
‫ولل ابن خلدون‪ ( :‬اكلت االعراب لحم االبل ‪ ،‬فاكتسبوا الغلظة ‪ ،‬واكل االتران لحم الفرس ‪،‬‬
‫فاكتسبوا الشراسة ‪ ،‬واكل االفرنج لحم الخنزٌر ‪ ،‬فاكتسبوا الدٌاثه ))(‪.)1‬‬

‫‪ -3‬إن لحم الخنزٌر ٌورث آلكلة عامة االخالق الخبٌثة البغٌضة وعدوانٌة وما كان كذلن فهو‬
‫محرم ‪ ،‬كما حرم هللا تعالى كل ذي ناب من السباع ‪ ،‬النها باغٌة عادٌة ‪ ،‬والغاذي شبٌه‬
‫بالمتغذي ‪ ،‬فإذا تولد اللحم منها صار فً االنسان خلك البغً والعداء(‪.)2‬‬

‫الباحثٌن ‪ /‬ان الذٌن ٌأكلون لحوم الحٌوانات الكاسرة عادة ما تكون طباعهم شرٌرة وغٌر‬
‫متسامحٌن‪ ،‬وٌمٌلون الى ارتكاب الجرائم واالثام(‪.)3‬‬

‫‪ -4‬ان المواظبة على اكل الخنزٌر ٌورث حرصا ً عظٌما ً ورغبة شدٌدة فً المنهٌات وعدم الغٌرة‬
‫‪ ،‬فانه ٌرى الذكر من جنسه ٌنزو على انثاه وال ٌتعرض له لعدم غٌرته‪ ،‬بخالف ا‪ ..‬ونحوها‬
‫‪ ،‬فانها ذوات عارٌة عن جمٌع االخالق‬
‫الذمٌ مه ‪ ،‬فلذلن ال ٌحصل لإلنسان بسبب اكلها كٌفٌة خارجٌة عن أغراضه واحواله(‪.)4‬‬

‫‪ -5‬ان للخنزٌر نابا ً ٌفترس به ‪ ،‬فمٌه صفه السبعٌة ‪ ،‬ولد نهى النبً ﷺ عن اكل كل ذي ناب من‬
‫السباع(‪.)5‬‬

‫وبهذا ٌكون تحرٌم لحم الخنزٌر تحمٌما ً للصحة السلٌمة والعافٌة للمرء فً حٌاته ‪ ،‬وخذا ٌحمك ممصد‬
‫التشرٌح الحنٌف فً حفظ النفس ‪ ،‬وهو من الضرورٌات الخمس ‪ ،‬فاهلل عز وجل عندما ٌضع‬
‫تشرٌعات ما بانه ٌمصد منها المحافظة على مصالح عبادة ‪ ،‬فمد شرع هللا تعالى الشرائع لمصالح‬
‫العباد فً العاجل واآلجل معاً‪ ،‬كما ان تكالٌف الشرٌعة عموما ً ترجع الى حفظ مماصدها فً الخلف‪،‬‬
‫ولد من هللا علٌنا بأن شرع لنا ما ٌحفظ مصالحنا الضرورٌة وغٌرها‪ ،‬وترحٌم لحم الخنزٌر ٌأتً من‬
‫باب المحافظة على المماصد الضرورٌة الخمس عموما ً ‪ ،‬وهً ‪ :‬الدٌن والنفس والعمل والنسل‬
‫والمال(‪.)1‬‬
‫الفصل الثانً ‪ :‬نجاسة الخنزٌر واهم أضراره ‪-:‬‬
‫ٌكمن التعرف على مدى نجاسة الخنزٌر وبٌان اهم اضراره على االنسان والبٌئة ‪ ،‬وذلن من خالل‬
‫المبحثٌن التالٌن ‪-:‬‬
‫المبحث االول ‪ :‬نجاسة الخنزٌر ‪-:‬‬
‫الخالف بٌن الفمهاء فً نجاسة عبٌن الخنزٌر حال موته(‪ ، )2‬واختلفوا فً حكم نجاسته حال الحٌاه ‪،‬‬
‫وكان اختالفهم على رأٌٌن ‪:‬‬
‫الرأي االول ‪ :‬لجمهور الفمهاء الحنفٌة والشافعٌة والحنابلة والظاهرٌة والمالكٌة فً غٌر المشهور ‪،‬‬
‫حٌث لالوا بنجاسة الخنزٌر ونجاسة جمٌع اجزائه(‪.)3‬‬

‫الرأي الثانً ‪ :‬للمالكٌة فً الشهور ‪ ،‬حٌث لالوا ‪ /‬بطهارة عٌن الخنزٌر حال الحٌاه(‪.)1‬‬
‫االدلة ‪:‬‬
‫أدلة الرأي االول ‪ :‬استدل اصحاب الرأي الول جمهور الفمهاء الحنفٌة – ومن معهم – المالون‬
‫بنجاسة عٌن الخنزٌر بالكتاب والسنه والمٌاس‪.‬‬
‫اوالً ‪ :‬المرآن الكرٌم ‪:‬‬
‫استدلوا بموله تعالى ((‬
‫وجه الداللة ‪:‬‬
‫لولة تعالى (( فإنه رجس )) الضمٌر راجع الى الخنزٌر ‪ ،‬ألنه الرب متعلعه ‪ ،‬فٌدل على نجاسة‬
‫عٌنة وجمٌع اجزائه ‪ ،‬الن المراد بلحمة حملته مجازا ً واالضافة فٌه للبٌان ‪ ،‬والضمٌر هنا ٌجوز ان‬
‫ٌرجع الى المضاف الٌه هنا اولى ‪ ،‬لكونه اشمل لالجزاء واحوط فً العمل ‪ ،‬والن الضمٌر ان رجع‬
‫الى اللحم لم ٌحرم غٌره ‪ ،‬وان رجع الى المضاف الٌه حرم ‪ ،‬فغٌر اللحم دائر بٌن ان ٌحرم وال‬
‫(‪)1‬‬
‫ٌحرم ‪ ،‬فٌحرم احتٌاطاً‪ ،‬وذلن رجزع الضمٌر الى المضاف الٌه‬
‫ثانٌا ً السنه النبوٌة ‪-:‬‬
‫استدلوا من السنه ٌاالحادٌث السابمة الدالة على حرمة الخنزٌر ‪ (( ،‬والذ نفسً بٌده لٌوشكن ان ٌنزل‬
‫فٌكم ابن مرٌم عمالً فٌكٌر الصلٌب وٌمتل الخنزٌر ))‬
‫فالحدٌث ٌدل على تحرٌم الخنزٌر ‪ ،‬النه نجس ‪ ،‬الن الشًء المنتفع به ال ٌحكم به ال ٌحكم بنجاسته‬
‫وال ٌشرع إتالفه ‪ ،‬ولوله ﷺ (( ان هللا ورسوله حرما ً بٌع الخمر والمٌته والخنزٌر)) فالعلة فً منع‬
‫(‪)2‬‬
‫البٌع والنجاسة ‪ ،‬فلنجاسة عٌن الخنزٌر حرم بٌعه‬

‫ثانٌا ً المٌاس ‪:‬‬


‫لٌاس الخنزٌر على الكلب للنجاسة فً كل ‪ ،‬بل الخنزٌر أسوا حاالً من الكلب ‪ ،‬النه ال ٌعتنً بحال ‪،‬‬
‫والنه منصوص على تحرٌمة(‪.)3‬‬

‫رابعاً‪ :‬المعمول ‪:‬‬


‫ان الخنزبر رجس ‪ ،‬والرجس النجس النه مندوب الى لتله من غٌر ضرر فٌه ‪ ،‬والن الغذاء بصٌر‬
‫جوهرا ً من بٌن المتغذاء فال بد وان ٌحل المتغذي اخالق وصفات‬
‫من جنس ما كان حاصالً من الغذاء ‪ ،‬والخنزٌر مطبوع على اخالق ذمٌمة ‪ :‬منها الحرص الفاحش‬
‫والرغبة الشدٌدة فً المشتهٌات وعدم الغٌره فحرم اكله على االنسان ‪ ،‬لئال تكٌف بتلن الصفات ولذا‬
‫فإن سبب تحرٌمه نجاسته(‪.)2‬‬

‫أدلة الرأي الثانً‪:‬‬


‫أستدل المالك ٌة على طهارة عٌن الخنزٌر حال الحٌاة ‪ ،‬بأن االصل فً االستٌاء الطهارة ‪ ،‬فجمٌع‬
‫اجزاء االرض وما تولد منها طاهرة والنجاسة عارضة ‪ ،‬فكل حً ولو كان كلبا ً او خنزٌرا ً طاهر‪،‬‬
‫فعلة الطهارة عندهم هً الحٌاة(‪.)1‬‬

‫وٌمكن منالشة ذلن باالتً‪:‬‬


‫ان الخنزٌر منصوص على انه رجس والرجس هو ‪ :‬النجس ‪ ،‬فضالً عن انه منصوص على تحرٌمه‬
‫‪ ،‬وهللا تعالى ال ٌحرم اال كل ما هو خبٌث ومستمذر‪.‬‬
‫الرأي المختار‪:‬‬
‫بعد عرض االراء وادلتها فً حكم الخنزٌر ٌتضح ان رأي جمهور الفمهاء هو االولى باالختٌار ‪،‬‬
‫لموة ادلتهم ‪ ،‬وللضرر الذي ٌمع على الشخص فً دٌنة وبدنة عند تناول لحم الخنزٌر‪.‬‬
‫ولد ثبتت نجاسة لحم الخنزٌر فً الدراسات الطبٌة ‪ ،‬حٌث احدى الدراسات عدم وجود إنزٌمً‬
‫الراتتٌن او كسٌد ار والٌورٌكاز فً بالزما الخنزٌر ‪ ،‬مما ٌؤدي الى عدم تكبٌر ما ٌسمى بمشتمات‬
‫الٌورٌن فً بالزما الخنزٌر ‪ ،‬وبذلن ٌكون كمٌة حمض البولٌن فً دم وانسجة لحم الخنزٌر عالٌة‬
‫جداً‪.‬‬
‫وبممارنة الخنزٌر باالبمار فً هذه الدراسة تبٌن ان بالزما االبمار تشمل على إنزٌم الزانتٌن‬
‫اوكسٌداز وهو ٌموم بتكسٌر حمض البولٌن الى النوٌن ‪ ،‬والذي ٌفرز فً بول االبمار بنسبة عالٌة‬
‫وبالتالً تتخلص االبمار فٌه عن طرٌمة البول ‪ ،‬وٌنمص الدم فٌه لٌبمى اللحم طاهرا ً طٌباً‪.‬‬
‫وكذلن اثبتت الدراسات وجود انزٌم الٌورٌكاز فً بالزما االغنام ‪ ،‬والذي ٌموم بتكسٌر حمض‬
‫البولٌن ‪ ،‬وتتخلص فٌه االغنام لٌبمى اللحم طٌبا ً(‪.)1‬‬
‫المبحث الثانً ‪ :‬أهم أضرار الخنزٌر ‪:‬‬
‫ٌعتبر الخنزٌر عائالً وسٌطا ً للعدٌد من االمراض التً تنتمل فٌه الى االنسان والحٌوان ‪ ،‬وٌمكن بٌان‬
‫اهم اضرار الخنزٌر على البٌئة عموما ً ‪ ،‬وذلن على النحو التالً‪:‬‬
‫اوالً ‪ :‬أضرار الخنزٌر على البٌئة ‪:‬‬
‫الخنزٌر حٌوان سرٌع التكاثر ‪ ،‬ولكنه عبارة عن وعاء من االمراض المشتركة بٌن االنسان‬
‫والحٌوان ‪ ،‬فلجسمه لدرة عجٌبة على االحتفاظ بصفات تجمع بٌن البشرٌة والحٌوانٌة ‪ ،‬وله لدرة‬
‫على االنتمال من انسان الخر ‪ ،‬فاضراره كثٌرة ‪ ،‬ومخاطرة كبٌرة ‪ ،‬وامراضه عدٌدة ‪ ،‬ولكثرة‬
‫اضر اره وامراضه اخصهما بشً من التفصٌل ‪ ،‬ان لحٌوان الخنزٌر مضار كثٌرة من الناحٌة الطبٌة‬
‫خاصة ان الخطورة تكمن فً الحٌوان نفسة ‪ ،‬حٌث ٌعمل كعائل وسٌط لنمل كثٌر من االمراض ‪،‬‬
‫الن داخل جسمه مستمبالت لكثٌر من انواع الفٌروسات التً تتحور داخله فً صورة جدٌدة شدٌدة‬
‫الضرارة تصٌب االنسان‪.‬‬
‫واٌضا ً ٌوجد خطورة فً اكل لحم الخنزٌر ‪ ،‬النه حٌوان ٌتغذئ على اللحوم ‪ ،‬وهذا االمر ٌعطً‬
‫فرصة كبٌرة لظهور االمراض المؤثرة فً صحة االنسان(‪.)2‬‬
‫فمد اثبتت االبحاث العلمٌة والطبٌة ان لحم الخنزٌر فً من االضرار ما ٌجعل االنسان‬
‫ٌانف من اكله ‪ ،‬ولم ٌكتشف العلم الحدٌث بعض االضرار التً ٌسببها اكل لحم الخنزٌر‬
‫اال منذ مطلع المرن التاسع عشر ‪ ،‬اما لبل ذلن كانت كل اضرار لحم الخنزٌر مجهولة‬
‫تماما ً لالنسان ‪ ،‬حتى كشف العلم الحدٌث عن خطورة لحم الخنزٌر ‪ ،‬والخنزٌر من بٌن‬
‫الحٌوانات كلها ٌعتبر اكبر مستودع للجراثٌم الضارة بجسم االنسان ‪ ،‬النه ال ٌتغذئ اال‬
‫على الماذورات والممامة حتى انه لٌاكل برازة وبراز االدمً‪ ،‬وان لحما ً تتغذى على مثل‬
‫هذه االستٌاء ال ٌمكن ان ٌكون نمٌا ً كلحوم الحٌوانات االخرى التً تتغذي على االعشاب‬
‫واالعالف ‪ ،‬لذا فان الكثٌر من الطفلٌات تسكن فً جسمة ولحم كهذا تعافه النفس السوٌة‬
‫السلٌمة(‪.)1‬‬
‫ثانٌا ً ‪ :‬االمراض التً ٌنملها الخنزٌر ‪-:‬‬
‫لمد حركت الشرٌعة االسالمٌة لحم الخنزٌر الستخباثه و نجاسته ‪ ،‬لال تعالى ((‬
‫وهذا التحرٌم لحم جلٌلة ‪ ،‬فالخنزٌر مرتع خصب الكثر من (‪ )451‬مرض وبائٌا ً ‪ ،‬وهو‬
‫ٌموم بدور الوسٌط لنمل (‪ )57‬منها الى االنسان ‪ ،‬وتتصف االمراض التً ٌنملها الخنزٌر‬
‫الى االنسان بانها ال تستجٌب الي عالج واالشفاء منها‪.‬‬
‫ومن هذه االمراض ما ٌلً ‪:‬‬
‫‪ -1‬االمراض الطفٌلٌة واهمها ما ٌلً‪-:‬‬
‫أ‪ -‬الدودة الشرٌطٌة ‪:‬‬
‫وٌصٌب الخنزٌر منها نوعان ‪ :‬الدودة الشرٌطٌة العوساء العرٌضة ‪ ،‬وٌصاب االنسان‬
‫بالطور البالغ منها‪.‬‬
‫والنوع االهم هو ‪ :‬الدودة الشرٌطٌة المسلعه ‪ ،‬وهً فً طورها البالغ البالغ فً امعاء‬
‫االنسان الدلٌمة‪.‬‬
‫الدودة الخطافٌه ‪:‬‬
‫تؤدي الى امراض مختلفة ‪ ،‬منها الحساسٌة والنزٌف وتورم الجسم وهبوط الملب وتأخر‬
‫نمو الطفل الجسمً والعملً‪.‬‬
‫الدٌدان المستدٌرة ‪:‬‬
‫تسبب امراض مختلفة مثل االلتهاب الرئوي وانسداد االمعاء ومرض الصفراء‬
‫االنسدادي(‪ ، )2‬وهنان انواع من الدٌدان ال ٌتسع المجال لذكرها‬
‫‪ -2‬االمراض الفٌروسٌة والجرثومٌة‪:‬‬
‫منها داء الكلب والحمى الصفراء والسل والحمى التالعٌه ‪ ،‬لكن اهم ماٌختص الخنزٌر‬
‫ٌبنمله ما ٌلً‪:‬‬
‫االلتهاب السمائً المخً ‪ ،‬وتسمم الدم الناجم عن االصابات بالمكورات السبحٌه‬
‫الخنزٌرٌه ‪ ،‬هذه االلتهاب ٌؤدي الى الجنون او الموت ‪ ،‬وفمد السمع والبصر ‪ ،‬ولد تبٌن‬
‫ان هذه الجراثٌم شدٌدة الفتن باالنسان ‪ ،‬وتسبب التهاب السحاٌا المغلمة للمخ بافراز سموم‬
‫معٌنة فً دم المصاب ‪ ،‬والذي اصٌبوا بهذا المرض ونجوا من الموت بعد عالج شاق‬
‫اصٌبوا بالصمم الدائم وفمدان التوازن‪.‬‬
‫الجمرة الخنزٌرٌه وتنتمل من الخنزٌر الى الجزارٌن والدباعٌن ومن ٌتعاملون مع‬
‫الخنزٌر بصورة مباشرة(‪.)1‬‬
‫باالضافة الى اوبٌة اخرى كثٌرة ٌمكن ان تنتمل من الخنزٌر الى االنسان ٌطرق مختلفة‬
‫من هذه الطرق ‪:‬‬
‫‪ -1‬مخالطة االنسان للخنزٌر اثناء تربٌته او التمعامل مع منتجاته ‪.‬‬
‫‪ -2‬عن طرٌك تلوث الطعام او الشراب بفضالت الخنزٌر ‪.‬‬
‫‪ -3‬عن طرٌك تناول لحمة ومنتجاته(‪.)2‬‬
‫‪-3‬االمراض التً ٌسببها اكل لحم الخنزٌر ‪-:‬‬
‫ٌتسبب اكل لحم الخنزٌر فً ظهور اعراض مختلفة على آكلٌه سببا ً فً حدوث من اهم‬
‫هذه االعراض ‪-:‬‬
‫أ‪ٌ -‬ؤدي آكل لحم الخنزٌر الى ارتفاع نسبه حمض البولٌن فً بالزما االنسان‪،‬‬
‫ومعلوم ان المعدل الطبً بكمٌة حمض البولٌن فً دم االنسان هو ‪%8,3 – 3,6‬‬
‫‪ mg‬فلو زاد عن ذلن تؤدي لالمراض التالٌة ‪:‬‬
‫‪ -‬داء الكلب النمرس والتهاب المفاصل‪.‬‬
‫‪ -‬االزمات الملبٌة‬
‫‪ -‬ظاهرة لبش – نبهات (حركة ال ارادٌة للعضالت)‬
‫‪ -‬تبٌن ان زٌادة حمض البولٌن مرتبط بداء السكري‬
‫‪ -‬تؤدي الى العمر‬
‫‪ -‬ارتفاع ضغط الدم‬
‫‪ -‬تكوٌن الحصوات فً الكلٌتٌن والمرارة وهً مرتبطة بمماومة االنسولٌن‪.‬‬
‫‪ٌ -‬ؤدي الى تكوٌن حصوات او كساالت الكالسٌوم‬
‫إرتفاع نسبة هرمونات النمو ‪ Growth Hormon‬والدهون الحٌوانٌة لدى‬ ‫ب‪-‬‬
‫آكلً لحم الخنزٌر‪.‬‬
‫فارتفاع هذا الهرمون ٌزٌد من االصابة بامراض السرطان لدى اكلً لحم الخنزٌر خاصة‬
‫سرطان االمعاء الفلٌظٌة ‪ ،‬والمستمٌم ‪ ،‬والبرستات ‪ ،‬وسرطان المراره ‪ ،‬وسرطان الكبد ‪،‬‬
‫كذلن دهن الخنزٌر ٌترسب عند االنسان فً صورة دهون حٌوانٌة من مسببات السرطان‪.‬‬
‫ارتفاع نسبة مركبات الهٌستامٌن واالمٌدزول منه المركبات عالٌة جدا ً فً‬ ‫ت‪-‬‬
‫لحم الخنزٌر ‪ ،‬فترتفع نسبتها عند اكلً لحمة لتحدث لهم التهاب الجلد العصبً‬
‫والحكة واالكزٌما وغٌرها(‪.)1‬‬
‫ثالثا ً أنفلونزا الخنازٌر‪:‬‬
‫اال نفلونزا هً احد امراض الجهاز التنفسً لدى الخنازٌر وفٌروسات انفلونزا الخنازٌر‬
‫تؤدي الى إصابات ومستوٌات مرتفعة من المرض ‪ ،‬لكنها تتمٌز بانخفاض مصل الوفاة‬
‫الناتجة عن المرض فً الخنازٌر(‪.)2‬‬
‫ومن خصائصها ما ٌلً‪-:‬‬
‫‪ -1‬انها تنتشر على هٌئة وباء ٌصٌب المالٌٌن من البشر‪ ،‬وتكون المضاعفات خطٌرة‬
‫حٌنما ٌحدث التهاب بالمخ وتضخم فً الملب ‪ ،‬لد ٌلٌه هبوط فجائً فً وظٌفة(‪.)3‬‬
‫‪ -2‬تبمى فٌروسات االنفلونزا منتشرة بٌن الخنازٌر على مدار العام اال ان معظم‬
‫حاالت االنتشار الوبائٌة بٌن الخنازٌر تحدث فً اواخر فصلً الخرٌف والشتاء‬
‫كما هو الحال لدى البشر‪.‬‬
‫‪ -3‬تصٌب فٌروسات انفلونزا الخنازٌر البشر حٌن ٌحدث اتصال بٌن الناس وخنازٌر‬
‫مصابة‪.‬‬
‫‪ٌ -4‬مكن ان تنمل الخنازٌر الفٌروسات المحورة مرة اخرى الى البشر‪ ،‬وٌمكن ان‬
‫تنتمل من شخص الى اهر عن طرٌك السعال او العطش(‪.)1‬‬
‫‪ -5‬االنفلونزا الحدٌدة التً تدعى انفلونزا الخنازٌر تمثل خطرا ً كبٌرا ً االنتشار وباء‬
‫عالمً على نظام مد واسع منذ ظهور الفلونزا الطٌور عام ‪2115‬م‬
‫‪ -6‬من اكبر المشكالت فً هذه االنفلونزا انها تسبب اعراض مثل االنفلونزا العادٌة‬
‫فال ٌمكن تحدٌدها بشكل واضح اال بعد تفشً المرض وانتمال العدوى(‪.)2‬‬

‫الفصل الثالث‬
‫االستخدامات المعاصرة للخنزٌر ومولف الفمه االسالمً منها‪:‬‬
‫ظهرت عدة استخدامات للخنزٌر لدٌما ً وحدٌثا ً من اهمها صناعة الغذاء وبعض االدوٌة‬
‫واستخدام الشهر فً الخرز وٌمكن توضح هذه االستخدامات بشكل اكبر ومعرفة مولف‬
‫الفمه االسالمً منها من خالل المبحثٌن التالٌن ‪:‬‬
‫المبحث االول ‪ :‬حكم الخرز بشعر الخنزٌر‬
‫اختلف الفمهاء فً حكم االنتفاع بشعر الخنزٌر فً الخرز به ونحوه على رأٌٌن‪:‬‬
‫الرأي االول ‪ :‬للشافعٌة ورواٌة للحنابلة والظاهرٌة واالمامٌة واالباضٌة لالوا‪ :‬ال ٌجوز‬
‫االنتفاع بشعر الخنزٌر(‪ )3‬ووافمهم االمام ابو ٌوسف من الحنفٌة اال انه لال بكراهة‬
‫االنتفاع به(‪.)1‬‬
‫الرأي الثانً ‪ :‬لالمام ابً حنٌفة واالمام دمحم بن احمد والمالكٌة ورواٌة للحنابلة ووافمهم‬
‫الحسن واالزاعً لالوا ‪ٌ :‬جوز االنتفاع بشعر الخنزٌر(‪.)2‬‬
‫االدلة ‪:‬‬
‫أدلة الرأي االول ‪ :‬استدل أصحاب الراي االول الشافعٌة ومن معهم – على عدم جواز‬
‫االنتفاع بشعر الخنزٌر بالمران والمعمول ‪:‬‬
‫اوالً ‪ :‬المرآن الكرٌم ‪:‬‬
‫لال تعالى((‬
‫وجه الداللة‪:‬‬
‫خص هللا تعالى اللحم من الخنزٌر لٌدل على تحرٌم عٌنه ذكً ام لم ٌذن ولٌعم الشحم وما‬
‫هنان لمن الفضارٌف وغٌرها ‪ ،‬فسائر اجزاء الخنزٌر بمنزلة التابع له فً الحرمة(‪.)3‬‬
‫كما ان الضمٌر فً ((فإنه)) راجع الى الرب مذكور فالخنزٌر كله رجس ‪ ،‬والرجس‬
‫واجب اجتنابه لموله تعالى (( رجس من عمل الشٌطان فاجتنبوه))(ع) ‪،‬فٌجب اجتناب‬
‫الخنزٌر بجمٌع اجزائه(‪.)1‬‬
‫ثانٌا ً ‪ :‬المعمول‪:‬‬
‫استدلوا من المعمول فمالوا ‪:‬‬
‫إن االنتفاع بالشعر استعمال للعٌن النجسة ‪ ،‬وال ٌم من التجنٌس بها فحرم االنتفاع بسبب‬
‫النجاسة(‪.)2‬‬
‫أدلة الرأي الثانً‪:‬‬
‫أستدل االمام ابو حنٌفة والمالكٌة ومن معهم على جوار االنتفاع بشعر الخنزٌر بالمران‬
‫الكرٌم والمعمول‪.‬‬
‫اوالً المران الكرٌم‬
‫استدلوا بمولة تعالى ـ((‬
‫وجه الداللة ‪:‬‬
‫ان المنصوص علٌه فً الكتاب من الخنزٌر لحمه الن التحرٌم منصرف الى ما كان فٌه‬
‫الحٌاه منه ‪ ،‬والشعر ال توجد فٌه حٌاة فلم ٌكن من اجزاء الحً فلم ٌلحمه حكم التحرٌم(‪.)3‬‬
‫كما ان الضمٌر فً لولة تعالى فإنه)) عائد الى المضاف ((لحم)) الن االصل عود الضمٌر‬
‫الٌه‪ ،‬النه المحدث عنه ال المضاف الٌه (( الخنزٌر )) النه ولع ذكرة بطرٌمة العرض وهو‬
‫تعرٌف المضاف وتخصصه(‪.)1‬‬
‫‪ -1‬ان اللحم خص بالذكر ‪ ،‬النه أعظم منفعة وما ٌتبمى منه ‪ ،‬فاللحم – وان كان‬
‫مخصوصا ً بالذكر فان المراد جمٌع اجزاء الخنزٌر(‪.)2‬‬
‫‪ -2‬ان الضمٌر عائد الى المضاف الٌه ( الخنزٌر ) فٌعٌد تحرٌم الخنزٌر كله شحمه‬
‫وكبده وطحاله وشعره وسائر اجزائه ‪ ،‬كما ان المراد بالحمة جملته مجازا ً(‪.)3‬‬

‫ثانٌا ً المعمول ‪:‬‬


‫استدلوا من المعمول باالتً‪:‬‬
‫‪ -1‬ان الحزازة كانت على عهد الرسول ﷺ وبعده موجود ظاهرة وال تعلم ان رسول هللا‬
‫ﷺ نكرها وال احد من االئمة بعده‪ ،‬وما اجازة الرسول منهو كابتداء الشرع منه (‪.)4‬‬
‫‪ -2‬ان نجاسة الخنزٌر لٌست لما فٌه من الدم والرطوبة ‪ ،‬بل لعٌنة ‪ ،‬وما الشعر طاهر‬
‫(‪.)5‬‬
‫ٌجوز استعماله واالنتفاع به لعدم الدم فٌه‬
‫‪ -3‬ان فرز النعال واالضفاف ال ٌاتً اال به مكان فٌه ضرورة ‪ ،‬مجاز استعماله‬
‫واالنتفاع به للضرورة(‪.)6‬‬
‫وجمعا ً بٌن الرأٌٌن ألول ‪:‬‬
‫إنه ال ٌجوز استعمال شعر الخنزٌر اخنٌاراً‪ ،‬كما ال ٌجوز استعماله اٌضا ً اذا وجد ما ٌموم ممامه‬
‫للخرز ونحوه ‪ ،‬فان وجد غٌره فاالولى البعد عن االنتفاع به لترجٌح نجاسته ‪ ،‬فان اضطر استعمل‬
‫ماال وسم فٌه وغل بٌده وما خرز به ‪ ...‬وهللا اعلم‪.‬‬
‫المبحث الثانً‪:‬‬
‫استخدامات مشتمات الخنزٌر واالضرار المترتبة علٌها ومولف الفمه االسالمً منها‪:‬‬
‫هنان عدد من مشتمات الخنزٌر تضل فً الصناعات الغذائٌة والدوائٌة مثل الشحم والجٌالتٌن ‪...‬‬
‫الخ‪ ،‬وٌمكن بٌان المزٌد حول هذه المشتمات من خالل العرض لها ‪:‬‬
‫اوالً ‪ :‬شحم الخنزٌر(‪:)1‬‬

‫من المستجدات فً حٌاتنا المعاصرة ان كثٌرا ً من المطعومات المستوردة بضع بعضها من مشتمات‬
‫الخنزٌر ‪ ،‬ونظرا ً لوفرة لحوم الخنازٌر ‪ ،‬ورخص اسعارها ‪ ،‬بل ان إنتاج لحوم الخنازٌر فاق‬
‫مجموع انتاج لحوم البمر والضان والماعز ‪ ،‬وبالتالً‪:‬‬
‫فإن احتساء الخنزٌر – الجلود والعظام واالمعاء والشحوم اصبحت متوفرة بكثرة ‪ ،‬واستخدمت فً‬
‫بعض االغذٌة(‪ .)2‬وٌمكن بٌان اهم استخدامات شحم الخنزٌر فً الصناعات االسالمً منها من خالل‬
‫النماط التالٌه‪:‬‬
‫أ‪ -‬اهم الصناعات الغذائٌة والدوائٌة التً ٌدخلها شحم الخنزٌر ‪-:‬‬
‫ٌدخل شحم الخنزٌر فً صناعة الصابون وزٌوت التشحٌم وزٌوت السفن وادوات التجمٌل‬
‫والمضادات الحٌوٌة وانواع الطعام والجٌلً ومعجون االسنان وبعض المراهم‪.‬‬
‫وٌدخل شحم الخنزٌر مفردا ً او ضمن ما ٌسمى بالدهن الحٌوانً فً صناعة بعض االجبان‬
‫والبسكوٌت واالٌس كرٌم والشكوالته‪ ،‬وبعض صنوف الزٌت والسمن والدهن(‪.)1‬‬

‫وشحم الخنزٌر بعد االستخدام بواسطة اتخاذ ذرات من الهٌدروجٌن فً اربطته الكٌمٌائٌة فتتغٌر‬
‫بٌته الكٌمٌائٌة ‪ ،‬وتكون مركبات من االحماض الدهنٌة ٌصبح من الصعب تحدٌد نوع الحٌوان‬
‫الذي هو مصدر الدهن ‪ ،‬نظرا ً لالستحالة الٌلفٌة التً طرأت على تركٌبه الكٌمٌائً ‪ ،‬بحٌث‬
‫اصبح ٌختلف اختالفا ً عن اصله(‪.)2‬‬
‫ب‪ -‬االضرار المترتبة على استخدام شحم الخنزير في الصناعات الغذائية‪:‬‬
‫ٌكثر الشحم فً الخنزٌر ممارنه باألبمار او الدجاج كما ان دهون الخنزٌر تختلف عن دهون‬
‫الحٌوانات االخرى فان دهون الحٌوانات التً ٌأكلها االنسان تتحول فً االمعاء الدلٌمة بواسطه‬
‫العصارة البنكرٌاسٌة بعد ان تستجلب بواسطه االمالح المرارٌة‪ ،‬والجسم ٌمتص الدهون وتتحول‬
‫فً جسمه الى دهون انسانٌه ‪ ،‬اما الخنزٌر والحٌوانات اكله اللحوم فان العصارة البنكرٌاسٌة ال‬
‫تستطٌع ان تحول تلن الدهون بسهوله وبالتالً انسجه الجسم االنسانً كدهون حٌوانٌه ولٌس دهون‬
‫انسانٌه‬
‫ولمد ظهرت عده ابحاث حول عالله الدهون وخاصه دهون الخنزٌر بانواع مختلفه من السرطانات‬
‫مثل سرطان المولون والمستمٌم وسرطان الثدي وغٌرها‪ ،‬كما انه سبب عسر الهضم وٌزٌد احتمال‬
‫اإلصابة بالذبحة الصدرٌة وتصلب الشراٌٌن نظرا ً الرتفاع نسبه الكولٌسترول فً رحم الخنزٌر‬
‫ممارنه باللحوم االخرى(‪.)4‬‬

‫ج‪ -‬موالف الفمه االسالمً من استخدام شحم الخنزٌر فً الصناعات الغذائٌة والدوائٌة‬
‫اتفك الفمهاء على تحرٌم االنتفاع بشحم الخنزٌر نظرا التفالهم على نجاسة عٌنه وجمٌع اجزائه لبل‬
‫ان ٌمرر الطب هذه االضرار ‪ ،‬وبناء على ذلن ٌحرم اكل األغذٌة المحتوٌة على شحوم الخنزٌر‪،‬‬
‫سواء لل الشحم او اكثر استحال او استهلن ام ال‪ ،‬نظرا ً لنجاسة الخنزٌر كله ولالضرار الصحٌة‬
‫المترتبة على اكله(‪ .)2‬وهللا اعلم‬

‫اما بالنسبة الستخدام شحم الخنزٌر فً صناعه المراهم وغٌرها من الصناعات الدوائٌة فغٌر جائز‬
‫تخرٌجا ً على الراجح من الوال الفمهاء فً انه ال ٌجوز التداوي بمحرم او نجس اختٌارا ً وحال وجود‬
‫ما ٌموم ممامه ومعلوم ان شحم الخنزٌر نجس وتوجد بدائل كثٌره تموم ممامه‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬جيالتين الخنزير(‪:)5‬‬

‫الجٌالتٌن الهالم ماده بروتٌنٌه تشبه بروتٌن الدم ومن خواصها انها ذوابه فً الماء ‪ ،‬وهو ٌستخرج‬
‫من جلد وعظام الحٌوانات كاألبمار والخنزٌر واالسمان‪.‬‬
‫وٌمكن بٌان اهم استخدامات جٌالتٌن الخنزٌر فً الصناعات الغذائٌة والدوائٌة ومولف الفمه‬
‫االسالمً منها وذلن من خالل النماط التالٌة‪:‬‬
‫أ‪ -‬اهم الصناعات الغذائية التي يدخلها جيالتين الخنزير‪:‬‬
‫ٌستخدم الجٌالتٌن كثٌرا فً الصناعات الغذائٌة بأشكال مختلفة فهو ٌستخدم كماده مثبته فً المجمدات‬
‫ومشتمات الحلٌب‪ ،‬وٌستخدم كعامل رغوي فً الصناعات الكرٌمات وبالتالً فهو ٌدخل فً‬
‫المنتجات اللحمٌة ومنتجات االسمان وصناعه الحلٌب واللبن الراٌب وعصٌر الفواكه(‪.)1‬‬

‫ب‪ -‬استخدام الجيالتين في الصناعات الدوائية‪:‬‬


‫ٌدخل الجٌالتٌن فً صناعات عالجٌه كثٌره مثل صناعات الكبسوالت الطبٌة‪ ،‬والتً تمال بحبٌبات‬
‫مطحونة او نصف صلبة كذلن استخدم الجٌالتٌن فً تغلٌف الحبوب ‪ ،‬حٌث ٌتم تغطٌس هذه الحبوب‬
‫بالجٌالتٌن او ٌتم رشها كما ٌدخل الجٌالتٌن اٌضا فً صناعه الضمادات الجراحٌة وفً صناعه‬
‫المواد الفروٌة التً تستخدم كبدٌل للبالزما الدم كما انه ٌدخل فً صناعه العدٌد من المراهم الطبٌة‬
‫كما هو الحال فً الصناعات المراهم الوالٌة وكذلن صناعه جالتٌن الزنن‪ ....‬الخ‬
‫ويمكن القاء الضوء بشكل اكبر حول بعض هذه المركبات ومنها على سبيل المثال‪:‬‬
‫المواد الفورٌة التً تستخدم كبدٌل لبالزما الدم‬
‫وهً مستلزمات طبً عباره عن اسفجه جٌالتٌنٌة متحللة تستخدم لولف نزٌف الدم اثناء العملٌات‬
‫الجراحٌة وبعدها تتحلل فً جسم االنسان حٌث تبمى لولوف النزٌف داخل الجسم االتفمه خاصه فً‬
‫عملٌات المخ واالعصاب والعمود الفمري وعملٌات الملب المفتوح فبالً انواع الجراحات‬
‫ج‪ -‬حكم استعمال جيالتين الخنزير في الصناعات الغذائية الدوائية ‪:‬‬
‫ان استخدام جٌالتٌن الخنزٌر فً الصناعات الغذائٌة والدوائٌة ٌعتبر من المسائل الفمهٌة التً‬
‫انطرحت مؤخرا على ساحه البحث الفمهً المعاصر وهذا ما نسعى الٌه فً بحثنا هذا‪.‬‬
‫تحرير محل النزاع‪-:‬‬
‫اتفك المسلمون على تحرٌم الخنزٌر(‪ )2‬شحمه ولحمه وجلده (‪ )3‬واختلفوا فً حكم جٌالتٌن الخنزٌر‬

‫سبب الخالف ‪:‬‬


‫باستمراء عدد من المراجع الفمهٌة الطبٌة تبٌن‪:‬‬
‫ان سبب الخالف بٌن الفتاوى المعاصرة فً المسألة ٌرجع الى اختالف الفمهاء فً حكم طهارة‬
‫االعٌان النجسة بما ٌعرف باستحالته(‪ )4‬االعٌان النجسة والمفصلة هامشٌا ً (‪ )1‬فمن رجح المول‬
‫باستحالة العٌن والنجسة واتمالبها االعٌان طاهرة‪ ،‬لال ٌجوز استخدام جٌالتٌن الخنزٌر فً الغذاء‬
‫والدواء تخرٌجا ً على المول بطهارة االعٌان النجسة بواسطه االستحالة‪ ،‬حٌث ان ماده الكوالجٌن‬
‫المستخلصة من جلد الخنزٌر تتحول الى جٌالتٌن والجٌالتٌن ماده معاٌره للكوالجٌن نتٌجة لبعض‬
‫التغٌرات الكٌمٌائٌة بهذا ٌرون انتماء عله التحرٌم وممن لال بهذا الراي الدكتور ٌوسف المرضاوي‬
‫والدكتور دمحم تمً العثمانً(‪.)2‬‬

‫الراي الثانً ‪ :‬ان استحالة النجس وزوال اعراض النجاسة عنه وتبدٌلها بأوصاف طبٌه ال ٌغٌر‬
‫حكمه ‪ ،‬وهو احد المولٌن عند المالكٌة والرواٌة الممدمة عند الحنابله ‪ ،‬وهو لول الشافعً فٌما اذا‬
‫كانت نجاسة عٌنٌه ‪.‬‬
‫والمختار فً المسالة‪:‬‬
‫ان النجاسات تطهر باالستحالة لٌاسا على الخمر التً هً ام الخبائث اذا انملبت بنفسها حلت باتفاق‬
‫المسلمٌن ‪ ،‬فغٌرها من النجاسات او ال ان تطهر باالنمالب ‪ ،‬كما ان الشرع رتب وصف النجاسة‬
‫على تلن النجاسة المعلومة‪.‬‬
‫كما ان اكثر اهل العلم المائلٌن باستحالة ال ٌفرلون بٌن ما اذا حصلت االستحالة بنفسها ام بتدخل‬
‫االنسان‪ ،‬كاضافه او احراق ونحو ذلن ‪ ،‬كالحذٌفه والملكٌة وابن حزام وغٌرهم ‪،‬‬
‫البحر الرائد ‪ 229/1‬حاكٌه الدوسمً صـ ‪ 578‬االنصاف ‪ 318/1‬المجموع ‪ ، 592/2‬المعنى ‪56/1‬‬
‫المحلى باالثار ‪ 111/6‬مسالة رلم ‪1129‬‬

‫ومن رجح المول بعدم طهارة االعٌن النجسة باالستحالة ‪-:‬‬


‫لال بعدم جواز استخدام الجٌالتٌن فً الصناعات الغذائٌة والدوائٌة ‪ ،‬تخرٌجا ً على المول بعدم طهارة‬
‫االعٌان النجسة باالستحالة وممن لالوا بهذا الراي الدكتور عبد الفتاح ادرٌس(‪.)1‬‬

‫ولكن للفصل فً هذه المسالة على اساس علمً وفنً وشرعً ٌنبغً معرفه المنظور العلمً والفنً‬
‫للتغٌرات الكٌمٌائٌة فً تصنٌع جٌالتٌن الخنزٌر‪ ،‬وهو ما ٌمكن بٌانه فٌما ٌلً‪:‬‬
‫‪ -1‬ان حمٌمه جٌالتٌن جلود الخنزٌر تلن المادة االحلٌلٌة (البروتٌن) والتً تستخرج من جلد‬
‫الخنزٌر اثناء التصنٌع وتسمى (كوالجٌن)‬
‫‪ -2‬ان عملٌه استخراج الكوالجٌن من جلد الخنزٌر تتم عن طرٌك مراحل معٌنه تبدا بغسل‬
‫الجلود بالماء البارد ثم عملٌه تنمٌه والتعمٌم والعالج بالحمض واستخراج الجٌالتٌن بالماء‬
‫الساخن ثم التجفٌف‪.‬‬
‫‪ -3‬ان هذا بالكوالجٌن ال ٌتحول الى جٌالتٌن اال من خالل خطوه واحده اساسٌه وهً مرحله‬
‫استخراج الجٌالتٌن بالماء الساخن عند درجه حراره ‪ 61-51‬درجه‪.‬‬

‫وعلى هذا فالتغٌر الكٌماوي بٌن الكوالجٌن والجٌالتٌن ممداره ضئٌل جدا ً طبما لجدوه الدراسات‬
‫المتخصصة فً هذا المجال وورد فً موسوعة اضافات الغذاء واللون ان الكوالجٌن والجٌالتٌن‬
‫ٌتطابمان على ف رض ان الكوالجٌن ٌتغٌر كٌمٌائٌا سواء كانت نسبه التغٌر للٌله او كثٌر ‪ ،‬فهذا لٌست‬
‫استحالة‪ ،‬وانما تغٌٌر كٌماوي مع بماء االصل ‪.‬‬
‫فاذا لٌل ‪ :‬ان هذا النغٌر ٌعتبر استحالة ‪ ،‬فهذا ٌستلزم ان ٌكون اللحم الحرام حالالً بعد الطبخ ‪،‬‬
‫والطبخ ال ٌغٌر اكل اذا اللى عٌنا ً حراماً‪.‬‬

‫الراجح في المسالة ‪-:‬‬


‫بناء على ما سبق يمكن القول بان ‪:‬‬
‫جٌالتٌن الخنزٌر نجس ‪ ،‬وعلٌه‪ :‬ال ٌجوز استخدامه فً الصناعات الغذائٌة والدوائٌة تخرٌجا ً على‬
‫الراجح من الوال الفمهاء ال نه ال ٌجوز التداوي بمحرم او نجف اختٌارا ً ‪ ،‬وحال وجود ما ٌموم‬
‫ممامه(‪ )1‬والبدائل صارت كثٌرة والضرورة فً استخدامه(‪ .)2‬وهللا اعلم‬

‫الفصل الرابع االستحالة‬


‫االستحالة لغة‬
‫(‪)1‬‬
‫احلها فً اللغة هً مصدر الفعل واستحال ‪ ،‬واستحل الشًء اذا تغٌر عن طبٌعته ووصفه‬

‫تحول ‪ :‬اي تنمل من موضع الى موضوع او من حال الى حال‪.‬‬


‫تحول عن الشًء‪ :‬الفرق عنه الى غٌره ‪ ،‬واستحل الشًء‪ :‬تحول واعوج بعد استواء وتغٌر‪.‬‬

‫ولال المناوي فً مهمات التعارٌف‪ :‬االستحالة تغٌر الشًء كتسخٌن وتبرده مع بماء صورته‬
‫النوعٌة‬
‫ولال الراغب‪ :‬استحال للشًء‪ :‬صار محاال فهو مستحٌل اي اخذ فً ان ٌصٌر محاالً وفً‬
‫المصباح ‪ :‬استحالة شًء تغٌر عن طبعه ووصفه وجاء فً معنى حال ‪ :‬كل شًء تغٌر عن‬
‫االستواء الى العوج فمد حال معنى واستحال فهو ثمٌل(‪.)4‬‬
‫االستحالة شرعا ‪-:‬‬
‫هً تبدٌل اوصاف النجاسة ومعانٌها حتى تخرج من كونها نجسه بانعدام اوصاف النجاسة فٌها(‪.)1‬‬

‫فاذا تبدلت العٌن النجسة واستحلت الى عٌن اخرى ‪ ،‬انملبت طاهره وذالن الن الشرع رتب وصف‬
‫النجاسة على تلن الحمٌمة ‪ ،‬وتنتمً الحمٌمة بانتماء بعض اجزائه مفهومها ‪،‬ففً الشرع النطفة نجاسة‬
‫وتصٌر حلمه وهً نجسه وتصٌر مضغه فتطهر والعصٌر الطاهر فٌصٌر خمرا ً فٌنجس ‪ ،‬وٌصٌر‬
‫خالً فٌطهر فعرفنا ان استحالة العٌن تتبع زوال الوصف المترتب علٌه ولد روي جواز تحلٌل الخمر‬
‫واستعماله عن عده من الصحابة والتابعٌن منهم علً وابن عباس وابو الدرا وعطان بن ابً رباح‬
‫وعمرو بن العزٌز وغٌرهم‪.‬‬
‫وجاء فً معنى االستحالة ان النجاسة اذا استحلت وتبدلت اوصافها ومعاٌنها خرجت عن كونها‬
‫نجاسة النها اسم لذات موصوف فتنعدم بانعدام الوصف وصارت كالخمر اذا تحللت باتفاق المذاهب‬

‫االستحالة في المصطلح العلمي‪-:‬‬


‫عرف الدكتور الهواري االستحالة بهذا االصطالح بانها‪:‬‬
‫كل تفاعل كٌمٌائً ٌحول المادة الى مركب اخر كتحول الزٌوت والشحوم على اختالف مصادرها‬
‫الى صابون(‪.)1‬‬

‫وعرفها الدكتور ابو الوفاء بانها ‪ :‬تحول المادة الى ماده اخرى مختلفة لها صفات فٌزٌائٌة وكٌمٌائٌة‬
‫وذلن نتٌجة التغٌرات الكٌمٌائٌة فً البناء الجزيء للمادة وفً الكٌمٌاء العضوٌة ٌتم تحوٌل المواد‬
‫عن طرٌمه البناء او التحلٌل الكٌمٌائً‬
‫ومن امثله االستحالة ‪ :‬تحول الكحول الى خل(‪.)2‬‬

‫المبحث االول ‪ :‬اقوال الفقهاء في طهارة االنجاس باالستحالة‬


‫المطلب االول اقوال الفقهاء القائلين بطهارة االعين النجسة باالستحالة ‪:‬‬
‫ذهب الحنٌفه والملٌكٌه والظاهرٌه وبعض الحنابله وهو رواٌة عن احمد الى ‪ :‬ان نجس العٌن ٌطهر‬
‫باالستحالة ‪ ،‬فرماد النجس ال ٌكون نجسا ً ‪ ،‬وكذلن الخمر اذا صارت خالً والن الشرع رتب وصف‬
‫النجاسة على تلن الحمٌمة فٌنبغً بانتمائها‪.‬‬
‫فٌتبٌن من هذا ‪ :‬ان استحالة العٌن ٌستنبع زوال الوصف المترتب علٌها‪.‬‬
‫وهذه اراء الفمهاء من الحنفٌه والمالكٌة المائلٌن بطهارة االعٌان النجسة باستحالة على وجه التفصٌل‪:‬‬
‫اوال ‪ :‬المذهب الحنفي‪-:‬‬
‫بنى الحنفٌه مذهبهم بطهارة االعٌان النجسة باالستحالة‪:‬‬
‫ان االستحالة تزٌل النجاسة ‪ ،‬وتغٌر الحكم جاء فً حدٌث ابن عباد بن علً الدر المختار معلما على‬
‫ما جاء فً الدر ‪:‬‬
‫والمسن طاهر حالل ناتجهم مطلك على االصح فمال‪ :‬االستحالة الى الطٌبة النه وان كان دما فمد‬
‫تغٌر فٌصٌر طاهرا كرماد العذرة‪.‬‬
‫ولال ‪ :‬والمراد بالتغٌر االستحالة الى الطبٌة وهً من المطهرات عندنا‪.‬‬
‫ولال فً الزباد طاهر وال ٌمال انه عرق الهره وانه مكروه النه ان كان عرلا ً على انه تغٌر وصار‬
‫طاهرا بال كراهة‪.‬‬
‫جاء فً البحر الرائعه ‪ :‬من االمور التً ٌكون بها التطهٌر انمالب العٌن – ومض الى ان لل‪ :‬وان‬
‫كان فً غٌره اي الخمر‪ -‬كالخنزٌر والمٌته تمع فً المملحة فتصٌر ملحا ً ٌؤكل والسرحٌن والعذرة‬
‫تحرق وتصٌر رمادا تطهر عند دمحم وابً حنٌفه وكثٌر من الشٌوخ اختاروا لول دمحم وفً الخالصة‬
‫وعلٌه الفتوى وفً فتح المدٌر انه المختار‪.‬‬
‫لذلن اوما ابن لدامه الى هذه العله فً المغنى بموله الكالم على بٌع جلد المٌته بعد ان ذكر المول‬
‫االول بانه ال ٌطهر عندهم لال‪:‬‬
‫الباقي تحت المراجعة‬

You might also like