You are on page 1of 38

‫في البالد غير اإلسالمية؟‬

‫‪ - 6‬هل يجب السؤال عن مصدر ونوع اللحوم واألطعمة وعن طريقة طبخها في حالة وجود أطعمة محللة وأخرى محرمة‬
‫في نفس المطعم؟ وهل األصل تصديق من سأل من موظفي المطاعم أم ال؟ وهل يختلف هذا الحكم بين كون المسؤول مسلمًا‬
‫أو غير مسلم‪ ،‬وبين أن يكون السؤال في ديار اإلسالم أو في غيرها؟‬

‫‪ -7‬ما حكم تناول األطعمة المعلبة؟ وما حكم المواد الحافظة المستعملة فيها؟‬

‫‪ -8‬ما حكم طعام (الكوشر) الذي شاع في الغرب؟‬

‫‪ -9‬ما حكم الصور المعاصرة للصيد؛ كالصيد بالبنادق النارية‪ ،‬وبنادق ضغط الهواء؟‬

‫خطة البحث‪:‬‬

‫وقد احتوى البحث باإلضافة إلى المقدمة والخاتمة على أربعة مباحث وهي‪:‬‬

‫المبحث األول‪ :‬األحكام الشرعية المتعلقة باألطعمة والصيد في اآليتين األولى والثانية من سورة المائدة‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬أحكام األطعمة الواردة في اآلية الثالثة من سورة المائدة‪.‬‬

‫المبحث الثالث‪ :‬أحكام األطعمة الواردة في اآليتين الرابعة والخامسة من سورة المائدة‪.‬‬

‫المبحث الرابع‪ :‬تطبيقات معاصرة ألحكام األطعمة الواردة في هذه اآليات الكريمة من سورة المائدة‪.‬‬

‫وختامًا‪ ،‬فإننا نسأل هللا أن يقينا عثرة اللسان والقلم‪ ،‬وأن يلهمنا السداد والرشاد في القول والعمل‪ ،‬إنه نعم المولى ونعم‬
‫المجيب‪.‬‬

‫المبحث األول‬

‫األحكام الشرعية المتعلقة باألطعمة في اآليتين األولى والثانية من سورة المائدة‬

‫ينقسم هذا المبحث إلى مطلبين‪ ،‬يتناول األول منهما سبب النزول لآلية الثانية من سورة المائدة‪ ،‬وكرس المطلب الثاني لبحث‬
‫األحكام الفقهية المتعلقة باألطعمة في هاتين اآليتين؛ وذلك كما يلي‪:‬‬

‫المطلب األول‪ :‬سبب نزول اآلية الثانية من سورة المائدة‪:‬‬

‫قال تعالى‪َ( :‬يا َأُّيَها اَّلِذ يَن آَم ُنوْا َأْو ُفوْا ِباْلُع ُقوِد ُأِح َّلْت َلُك م َبِهيَم ُة اَألْنَع اِم ِإَّال َم ا ُيْتَلى َع َلْيُك ْم َغْيَر ُمِح ِّلي الَّصْيِد َو َأنُتْم ُحُر ٌم ِإَّن َهّللا‬
‫َيْح ُك ُم َم ا ُيِريُد * َيا َأُّيَها اَّلِذ يَن آَم ُنوْا َال ُتِح ُّلوْا َش َع آِئَر ِهّللا َو َال الَّشْهَر اْلَحَر اَم َو َال اْلَهْد َي َو َال اْلَقآلِئَد َو ال آِّم يَن اْلَبْيَت اْلَحَر اَم َيْبَتُغ وَن‬
‫َفْض ًال ِّم ن َّرِّبِه ْم َو ِر ْض َو اًنا َو ِإَذ ا َح َلْلُتْم َفاْص َطاُدوْا َو َال َيْج ِرَم َّنُك ْم َشَنآُن َقْو ٍم َأن َص ُّد وُك ْم َع ِن اْلَم ْس ِج ِد اْلَحَر اِم َأن َتْعَتُدوْا َو َتَع اَو ُنوْا‬
‫َع َلى اْلبِّر َو الَّتْقَو ى َو َال َتَع اَو ُنوْا َع َلى اِإل ْثِم َو اْلُع ْد َو اِن َو اَّتُقوْا َهّللا ِإَّن َهّللا َش ِد يُد اْلِع َقاِب)[‪:2-1‬المائدة]‪.‬‬

‫ذكر ابن عباس أن هذه اآلية نزلت في الخطيم واسمه شريح بن ضبيع الكندي‪ ،‬إذ أتى النبي صلى هللا عليه وسلم من اليمامة‬
‫إلى المدينة فخلف خيله خارج المدينة ودخل وحده على النبي صلى هللا عليه وسلم فقال‪ :‬إالَم تدعو الناس؟ قال‪ :‬إلى شهادة أن‬
‫ال إله إَّال هللا وإقام الصالة وإيتاء الزكاة‪ ،‬فقال‪( :‬حسن إَّال إَّن لي أمراء ال نقطع أمرًا من دونهم‪ ،‬ولعَّلي أسلم وآتي بهم)‪ .‬وقد‬
‫كان النبي صلى هللا عليه وسلم قال ألصحابه‪ :‬يدخل عليكم رجل يتكلم بلسان الشيطان‪ .‬ثم خرج من عنده‪ ،‬فلما خرج قال‬
‫رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪ :‬لقد دخل بوجه كافر‪ ،‬وخرج بعقبي غادر‪ ،‬وما الرجل مسلم‪ ،‬فمر بسْر ح[‪ ]1‬المدينة فاستاقه‬
‫فطلبوه فعجزوا عنه‪ .‬فلما خرج رسول هللا صلى هللا عليه وسلم عام القضية سمع تلبية حجاج اليمامة‪ ،‬فقال ألصحابه‪ :‬هذا‬
‫الخطيم وأصحابه‪ .‬وكان قد قلد هديًا من َس رح المدينة وأهدى إلى الكعبة‪ ،‬فلما توجهوا في طلبه أنزل هللا تعالى‪َ( :‬يا َأُّيَها اَّلِذ يَن‬
‫آَم ُنوْا َال ُتِح ُّلوْا َش َع آِئَر ِهّللا) يريد ما أشعر هلل وإن كانوا على غير دين اإلسالم‪ ،‬وقال زيد بن أسلم‪ :‬كان رسول هللا صلى هللا‬
‫عليه وسلم وأصحابه بالحديبية حين صدهم المشركون عن البيت وقد اشتد ذلك عليهم‪ ،‬فمر بهم ناس من المشركين يريدون‬
‫العمرة‪ ،‬فقال أصحاب رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪" :‬نصد هؤالء كما صددنا أصحابهم"‪ .‬فأنزل هللا تعالى‪َ( :‬ال ُتِح ُّلوْا‬
‫َش َع آِئَر ِهّللا َو َال الَّشْهَر اْلَحَر اَم َو َال اْلَهْد َي َو َال اْلَقآلِئَد َو ال آِّم يَن اْلَبْيَت اْلَح َر اَم )[‪ :2‬المائدة] أي ال تعتدوا على هؤالء العمار إن‬
‫صدكم أصحابهم[‪.]2‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬األحكام الفقهية لألطعمة الواردة في اآليتين األولى والثانية من سورة المائدة‪:‬‬

‫أوًال‪ :‬إباحة بهيمة األنعام‪:‬‬

‫لقد مّن هللا عز وجل علينا إذ جعلنا مسلمين‪ ،‬وبعث لنا رسوًال أمينًا‪ ،‬وأنزل علينا كتابًا عظيمًا‪ ،‬وشرع لنا شرائع كثيرة‪ ،‬فأحل‬
‫لنا الطيبات وحرم علينا الخبائث ليخرجنا من الظلمات إلى النور بإذنه تعالى إنه هو الكريم الحليم‪ ،‬وهذه اآليات التي نحن‬
‫بصدد بحث أحكامها هي اآليات األولى من سورة المائدة والتي أنزلت وقت انصراف رسول هللا صلى هللا عليه وسلم من‬
‫الحديبية‪ ،‬وهي سورة مدنية باإلجماع[‪ ،]3‬تناولت الكثير من األحكام الشرعية العملية التي نظمت كثيرًا من أفعال المكلفين‬
‫في مختلف الموضوعات الفقهية‪ ،‬فقد تناولت أحكام العقود والذبائح‪ ،‬والصيد‪ ،‬ونكاح الكتابيات‪ ،‬والردة‪ ،‬وأحكام الطهارة‪،‬‬
‫والبغي‪ ،‬واإلفساد في األرض‪ ،‬وأحكام الخمر‪ ،‬والميسر‪ ،‬وقتل الصيد[‪.]4‬‬

‫وفي هذه اآلية الكريمة أباح هللا عز وجل لنا بهيمة األنعام‪ ،‬والبهيمة اسم لكل ذي أربع‪ ،‬سميت بذلك إلبهامها من جهة نقص‬
‫نطقها وفهمها وعقلها‪ ،‬ومنه باب مبهم أي مغلق‪ ،‬وليل بهيم‪ ،‬وبهمة للشجاع الذي ال يدرى من أين يؤتى له[‪.]5‬‬

‫واألنعام اسم لإلبل والبقر والغنم‪ ،‬وقد سميت بذلك لما في مشيها من اللين‪ ،‬وقيل بهيمة األنعام هي وحشية كالظباء وبقر‬
‫الوحش والحمر الوحشية[‪.]6‬‬

‫وقد ورد خالف في تحديد المقصود من بهيمة األنعام؛ فقال السدي والربيع والضحاك‪ :‬إنه يشمل كل األنعام‪ ،‬وقال ابن عباس‬
‫والحسن‪ :‬إنه يختص باإلبل والبقر والغنم‪ ،‬وقال قوم‪ :‬إنه يتعلق بالظباء‪ ،‬والبقر والحمر الوحشية‪ ،‬وقيل غير ذلك‪ ،‬وقد اختار‬
‫ابن العربي القول بأنها اإلبل والبقر والغنم[‪ ، ]7‬وذهب الطبري الشافعي إلى أنها تتناول الجميع‪ ،‬واستدل على ذلك باستثناء‬
‫الصيد منها بقوله تعالى‪َ( :‬غْيَر ُمِح ِّلي الَّصْيِد َو َأنُتْم ُحُر ٌم )[‪ :1‬المائدة][‪ ،]8‬وهو القول المختار لصحة دليله‪ ،‬وهللا تعالى أعلم‪.‬‬

‫وذبائح األنعام من البقر واإلبل والغنم حالل باإلجماع[‪ ،]9‬فيصح االنتفاع بلحومها وجلودها وعظامها وأصوافها وأوبارها‬
‫وأشعارها[‪.]10‬‬

‫ويستثنى من هذه اإلباحة ما حرم هللا عز وجل علينا؛ وذلك بقوله سبحانه وتعالى‪ِ( :‬إَّال َم ا ُيْتَلى َع َلْيُك ْم )‪ ،‬فقد حرم الميتة والدم‬
‫ولحم الخنزير وغير ذلك[‪ ،]11‬فقال تعالى‪ُ( :‬حِّر َم ْت َع َلْيُك ُم اْلَم ْيَتُة َو اْلَّد ُم )[‪ :3‬المائدة]‪ ،‬ونهيه عليه الصالة والسالم‪" :‬عن كل‬
‫ذي ناب من السباع"[‪ . ]12‬ففي الحديث تحريم لصنف لم يذكر في القرآن وهو الحيوان المفترس‪ ،‬والسنة قد تأتي بأحكام لم‬
‫يأِت بها القرآن الكريم‪ ،‬ويجب األخذ بها؛ وذلك لما ذكر في التمهيد‪( :‬أنه عليه السالم قال‪" :‬إَّال أّني أوتيت الكتاب ومثله‬
‫معه"‪ ،‬اال يوشك رجل شبعان على أريكته يقول‪ :‬عليكم بهذا القرآن فما وجدتم فيه من حالل فأحلوه وما وجدتم فيه من حرام‬
‫فحرموه‪ ،‬أال ال يحل لكم الحمار األهلي‪ ،‬وال كل ذي ناب من السباع‪ ،‬وال لقطة معاهد إَّال أن يستغني عنها صاحبها‪ ،‬ومن‬
‫نزل بقوم فعليهم أن يقروه فإن لم يقروه فله أن يعقبهم بمثل قراه"[‪.]13‬‬

‫ثانيًا‪ :‬األصل في المطعومات اإلباحة أم الحظر؟‬

‫لقد ورد النص الشرعي في هذه اآلية بإباحة بهيمة األنعام‪ ،‬والذي يستلزم بالضرورة تساؤًال علميًا مهمًا وهو‪ :‬هل األصل في‬
‫المطعومات اإلباحة أم الحظر؟‬

‫اهتم اإلسالم بالجسد اإلنساني اهتمامًا عظيمًا‪ ،‬وتمثل هذا االهتمام باألحكام التي شرعها هللا عز وجل من واجبات ومحرمات‬
‫ومندوبات ومكروهات ومباحات؛ ألَّن من مقاصد الشريعة اإلسالمية حفظ اإلنسان‪ ،‬نفسيًا وبدنيًا‪.‬‬

‫اهتم اإلسالم بالجسد اإلنساني اهتمامًا عظيمًا‪ ،‬وتمثل هذا االهتمام باألحكام التي شرعها هللا عز وجل من واجبات ومحرمات‬
‫ومندوبات ومكروهات ومباحات؛ ألَّن من مقاصد الشريعة اإلسالمية حفظ اإلنسان‪ ،‬نفسيًا وبدنيًا‪.‬ومن التشريعات التي‬
‫أوجدها هللا عز وجل لإلنسان األكل الحالل دون إسراف‪ ،‬لذا قال سبحانه‪َ( :‬يا َأُّيَها الَّناُس ُك ُلوْا ِمَّم ا ِفي اَألْر ِض َح َالًال ِّيب )[‬
‫ًا‬ ‫َط‬
‫‪ :168‬البقرة]‪ ،‬وقال سبحانه‪ُ( :‬قل َّال َأِج ُد ِفي َم ا ُأْو ِح َي ِإَلَّي ُمَح َّر ًم ا) [‪ :145‬األنعام]‪ ،‬وقال سبحانه‪َ( :‬و ُيِح ُّل َلُهُم الَّطِّيَباِت‬
‫َو ُيَح ِّر ُم َع َلْيِهُم اْلَخ َباِئَث )[‪ :157‬األعراف]‪ ،‬وقد نص هللا عز وجل على أنواع من المطعومات باإلباحة‪ ،‬وعلى أخرى‬
‫بالحرمة‪ ،‬أما ما لم يرد دليل عليه مما سكت عنه في الشرع فاألصل فيه اإلباحة‪ ،‬لذا ال يجوز الحكم بحرمة أي نوع من‬
‫األطعمة ما لم يقم الدليل على ذلك[‪ ،]14‬وتبقى اإلباحة األصلية مستصحبة ‪ -‬مستمرة ‪ -‬إلى أن يأتي دليل بالحرمة[‪ .]15‬وقد‬
‫ال نجد في القرآن أو السنة أو اإلجماع‪ ،‬نصًا يبيح لنا التوصل إلى يقين تام بحرمة حيوان معين‪ ،‬أو إباحته‪ ،‬فكان هذا مبعث‬
‫اختالف العلماء في المرجع الذي يستندون إليه بهذا الخصوص‪ ،‬هل هو الذوق العربي أم ال؟ وكان ذلك على رأيين هما‪:‬‬

‫القول األول‪ :‬إن استطاب هذا الحيوان أهل يسار وأهل طباع سليمة من أكثر العرب حل أكله‪ ،‬قاله الشافعية[‪ ،]16‬والحنابلة[‬
‫‪ ،]17‬وقالوا إن األصل اإلباحة‪ ،‬واستدلوا بما يلي‪:‬‬

‫‪ )1‬قوله تعالى‪ُ( :‬قل َّال َأِج ُد ِفي َم ا ُأْو ِح َي ِإَلَّي ُمَح َّر ًم ا) [‪ :145‬األنعام]‪ ،‬وقوله تعالى‪َ( :‬يْس َأُلوَنَك َم اَذ ا ُأِح َّل َلُهْم ُقْل ُأِح َّل َلُك ُم‬
‫الَّطِّيَباُت )[‪ :4‬المائدة]‪.‬‬

‫وجه الداللة من اآليتين‪ :‬إَّن هللا عز وجل أحل لنا الطيبات بشكل عام‪ ،‬فكل طيب مباح وكل خبيث محرم‪ ،‬والذي يحدد لنا‬
‫طيب الطعام أو حرمته ‪-‬إن لم ينص عليه‪ -‬هو الذوق العربي ألَّن القرآن نزل عليهم([‪.)]18‬‬

‫‪ )2‬قوله عليه الصالة والسالم‪" :‬وما سكت هللا عنه عفو"[‪.]19‬‬

‫وجه الداللة‪ :‬وضح الحديث الشريف أن الذي لم يحرمه هللا ولم يتحدث فيه فهو من المباحات‪ ،‬لذا فالمطعومات التي لم ينص‬
‫عليها مباحة‪ ،‬إال إذا ورد دليل يحرم ذلك‪.‬‬

‫‪ )3‬اشتراط أن يستطيب هذا الطعام أكثر العرب؛ ألَّن العرب أولى األمم‪ ،‬إذ هم المخاطبون أوًال؛ وألن الدين عربي[‪.]20‬‬

‫‪ )4‬األصل في األكل الحل؛ ألَّن األعيان مخلوقة لمنافع العباد[‪.]21‬‬

‫القول الثاني‪ :‬الحل والتحريم في المطعومات ال يتعلق بالذوق العربي من ناحية االستطابة أو االستخباث؛ ألَّن العرب كانوا‬
‫يستطيبون أشياء حرمها هللا عز وجل كالخمر والميتة والمنخنقة‪ ،‬قاله الحنفية([‪ ،)]22‬والمالكية([‪ ،)]23‬والحنابلة في قول([‪.)]24‬‬

‫الرأي المختار‪ :‬إذا ثبت أن هذا الطعام ال ضرر فيه على صحة اإلنسان ونفسه‪ ،‬فهو مباح لنا‪ ،‬وال بأس في ذلك شرعًا‪ ،‬وال‬
‫يشترط استطابة العرب له‪ ،‬وال يصح القول بأَّن نزول القرآن الكريم على العرب يجعلهم مسؤولين عن تحديد الطيب‬
‫والخبيث من الطعام؛ ألَّن فيهم المسلم وغيره‪ ،‬وفيهم الصالح والمتهم بدينه أيضًا‪ ،‬فمناط إباحة الطعام نفعه وفائدته‪ ،‬وخلوه‬
‫مَّم ا يلحق الضرر بجسم اإلنسان‪ ،‬والمرجع في ذلك الطب ال العرف‪ ،‬فإذا ثبت من ناحية علمية وطبية عدم وجود ضرر من‬
‫أكله فال بأس به‪ ،‬وإَّال فال يصح ذلك‪ ،‬وهللا أعلم‪.‬‬

‫والخالصة‪ :‬أن كل ما كان طيبًا من الحيوانات ولم يرد نص على تحريم أكله‪ ،‬فإنه يباح أكله شرعًا‪ ،‬وكل ما كان عكس ذلك‬
‫من الخبائث فإنه ال يجوز أكله‪ ،‬وهذا الضابط نصت عليه اآلية الرابعة من هذه السورة كما سيأتي بيانه الحقًا‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬األحكام الفقهية للصيد الواردة في اآليتين األولى والثانية من سورة المائدة‪:‬‬

‫الصيد لغة‪ :‬صاد الرجل الطير وغيره يصيده صيدًا[‪ ]25‬أي أمسكه‪ .‬والصيد هو الحيوان الممتنع الحالل‪ ،‬غير المملوك[‬
‫‪ .]26‬وقيل هو ما كان ممتنعًا حالًال ال مالك له[‪ ،]27‬وقيل هو ما يصاد ويباح لغير المحرم في غير الحرم[‪.]28‬‬

‫والصيد مشروع لقوله تعالى‪ُ( :‬أِح َّل َلُك ْم َص ْيُد اْلَبْح ِر َو َطَع اُم ُه َم َتاًعا َّلُك ْم َوِللَّسَّياَرِة)[‪ :96‬المائدة]‪ ،‬وقوله تعالى‪َ( :‬و ُحِّر َم َع َلْيُك ْم‬
‫َص ْيُد اْلَبِّر َم ا ُد ْم ُتْم ُحُر ًم ا)[‪:96‬المائدة]‪ ،‬وقوله تعالى‪َ( :‬و ِإَذ ا َح َلْلُتْم َفاْص َطاُدوْا)[‪ :2‬المائدة]‪.‬‬

‫ولقوله عليه الصالة والسالم‪ :‬لعدي بن حاتم‪" :‬إن أرسلت كلبك وسميت فُك ل‪ ،‬قلت‪ :‬فإن أكل منه؟ قال‪ :‬فال تأكل فإَّنه لم يمسك‬
‫عليك إَّنما أمسك على نفسه"‪ ،‬قلت‪ :‬أرسلت كلبي فأجد معه كلبًا آخر‪ ،‬قال‪" :‬ال تأكل فإنك إنما سميت على كلبك ولم تسم على‬
‫اآلخر"[‪.]29‬‬

‫وقوله عليه السالم‪" :‬ما صدت بقوسك‪ ،‬فذكرت اسم هللا عليه فُك ل‪ ،‬وما صدت بكلبك المعلم‪ ،‬فذكرت اسم هللا عليه فُك ل وما‬
‫صدت بكلبك غير المعلم‪ ،‬فأدركت ذكاته فُك ل"[‪ ،]30‬ويحرم الصيد إن كان للهو أو لظلم اإلنسان والحيوان‪.‬‬
‫وقد نهى تبارك وتعالى عن إحالل الصيد في حالة اإلحرام‪ ،‬فقال عز من قائل‪َ( :‬غْيَر ُمِح ِّلي الَّصْيِد َو َأنُتْم ُحُر ٌم )[‪ :1‬المائدة]‪.‬‬

‫وحمله بعض العلماء على معنى أال يتلى عليكم من أكل الصيد‪ ،‬والتأويل يؤدي إلى إسقاط حكم االستثناء‪ ،‬الثاني وهو قوله‬
‫تعالى‪َ( :‬غْيَر ُمِح ِّلي الَّصْيِد َو َأنُتْم ُحُر ٌم )[‪ :1‬المائدة]‪ ،‬ويجعله بمنزلة إال ما يتلى عليكم وهو تحريم الصيد على المحرم؛ وذلك‬
‫تعسف في التأويل[‪.]31‬‬

‫وقد رجح ابن العربي رأيًا له في هذا المقام وهو أَّن تقدير الكالم هنا‪ :‬أحلت لكم بهيمة األنعام إال ما يتلى عليكم غير محلين‬
‫صيدها وأنتم حرم[‪.]32‬‬

‫الرأي المختار‪ :‬هو ما ذهب إليه القرطبي من أن ما كان صيدًا فهو حالل في اإلحالل دون اإلحرام‪ ،‬وما لم يكن صيدًا فهو‬
‫حالل في الحالتين[‪ ،]33‬فاآلية تضمنت حكم اإلباحة في الصيد لغير المحرم‪ ،‬وهو واضح من إشارة نصها[‪ ،]34‬وهو‬
‫متناسب مع سياق اآلية نصًا وإشارة‪ .‬واآلية الكريمة وإن كانت مجملة في حق أحكام وآلية الصيد المجزئ شرعًا‪ ،‬إال أن‬
‫السنة الشريفة تكفلت بتفصيل تلك األحكام‪.‬‬

‫والخالصة في حكم الصيد ما يلي‪:‬‬

‫‪ .1‬إَّن رمي الصيد يجب أن يكون بحاد مما يجرح فيخرق‪ ،‬وفي غير المحدد خالف‪ ،‬ال داعي لذكره هنا‪.‬‬

‫‪ .2‬إن أصاب الصائد الحيوان بما يقتل ضربًا دون أن يجرحه‪ ،‬فال يجوز أكله‪.‬‬

‫‪ .3‬إن أكل الكلب أو الحيوان المعلم للصيد من الحيوان فال يضر شرعًا‪ ،‬أما إذا أكل معه حيوان آخر فال يجوز أكل ذلك‬
‫الصيد في هذه الحالة‪.‬‬

‫‪ .4‬إَّن علة إباحة الصيد هي إهراق دم الحيوان بجرحه‪ ،‬وعلة حرمته هي قتله مع حبس الدم في جسمه‪.‬‬

‫وبناء على ذلك؛ فإَّنه ال يجوز شرعًا أكل ما صيد من الحيوانات بفخ يشنق فيه الحيوان فيختنق ويحبس الدم في عروقه‪ ،‬كما‬
‫يفعل بعض الناس في عصرنا هذا‪ ،‬فهذا مَّم ا حرمه شرعنا لما فيه من ضرر‪ ،‬كما سيأتي تفصيله في المبحث اآلتي‪.‬‬

‫المبحث الثاني‬

‫أحكام األطعمة الواردة في اآلية الثالثة من سورة المائدة‬

‫المطلب األول‪ :‬سبب نزول هذه اآليات‪:‬‬

‫قال تعالى‪ُ( :‬حِّر َم ْت َع َلْيُك ُم اْلَم ْيَتُة َو اْلَّد ُم َو َلْح ُم اْلِخ ْنِزيِر َو َم ا ُأِهَّل ِلَغْيِر ِهّللا ِبِه َو اْلُم ْنَخ ِنَقُة َو اْلَم ْو ُقوَذُة َو اْلُم َتَر ِّد َيُة َو الَّنِط يَح ُة َو َم ا َأَك َل‬
‫الَّسُبُع ِإَّال َم ا َذَّك ْيُتْم َو َم ا ُذ ِبَح َع َلى الُّنُص ِب َو َأن َتْسَتْقِسُم وْا ِباَألْز َالِم َذ ِلُك ْم ِفْسٌق اْلَيْو َم َيِئَس اَّلِذ يَن َكَفُروْا ِم ن ِد يِنُك ْم َفَال َتْخ َش ْو ُهْم‬
‫َو اْخ َش ْو ِن اْلَيْو َم َأْك َم ْلُت َلُك ْم ِد يَنُك ْم َو َأْتَم ْم ُت َع َلْيُك ْم ِنْع َم ِتي َو َرِض يُت َلُك ُم اِإل ْس َالَم ِد يًنا َفَمِن اْض ُطَّر ِفي َم ْخ َم َصٍة َغْيَر ُم َتَج اِنٍف ِِّإل ٍمْث‬
‫َفِإَّن َهّللا َغ ُفوٌر َّر ِح يٌم )[‪ :3‬المائدة]‪.‬‬

‫وسبب نزول هذه اآلية كما ورد في الروايات عن حيان[‪ ]35‬قال‪" :‬كنا مع رسول هللا صلى هللا عليه وسلم وأنا أوقد تحت‬
‫قدر فيها لحم ميتة فأنزل هللا [حكم] الميتة فأكفأت القدر"[‪.]36‬‬

‫وقد ذكر الواحدي في سبب نزول قولـه تعالى‪( :‬اْلَيْو َم َأْك َم ْلُت َلُك ْم ِد يَنُك ْم )[‪ :3‬المائدة] أنه جاء رجل من اليهود إلى عمر بن‬
‫الخطاب رضي هللا عنه فقال‪ :‬يا أمير المؤمنين‪ ،‬إنكم تقرؤون آية في كتابكم لو علينا معشر اليهود نزلت التخذنا ذلك اليوم‬
‫عيدًا‪ ،‬فقال‪ :‬أي آية هي‪ ،‬قال اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي‪ ،‬فقال عمر‪ :‬وهللا إني ألعلم اليوم الذي نزلت فيه‬
‫على رسول هللا صلى هللا عليه وسلم والساعة التي نزلت فيها على رسول هللا صلى هللا عليه وسلم عشية يوم عرفة في يوم‬
‫الجمعة‪ ،‬رواه البخاري[‪ ]37‬عن الحسن بن صباح‪ ،‬ورواه مسلم[‪ ]38‬عن عبد هللا بن حميد كالهما عن جعفر بن عون"[‬
‫‪.]39‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬األطعمة المحرمة الواردة في هذه اآلية الكريمة‪:‬‬


‫احتوت اآلية الثالثة من سورة المائدة أحكامًا شرعية كثيرة تتعلق بعدة موضوعات‪ ،‬أهمها تحريم بعض األطعمة وإباحة‬
‫المحظورات من األطعمة في حالة الضرورة‪ .‬وقد ذكرت هذه اآلية الكريمة بنصها جملة من األمور المحرمة‪ ،‬والذي‬
‫يستوجب وقفة تدبر وتأمل في تخريج علة تحريمها‪ ،‬لتكون أساسًا يرتكز عليه في بحث أحكام األطعمة المستجدة في وقتنا‬
‫الحالي‪ ،‬وقد كرس هذا المطلب لتفصيل ذلك‪ ،‬فيما يلي‪:‬‬

‫أوًال‪ :‬الميتة‪:‬‬

‫هي الحيوان الذي يموت حتف أنفه([‪ ،)]40‬وقيل هو ما قتل على هيئة غير مشروعة إما في الفاعل أو المفعول به([‪ .)]41‬وقيل‬
‫الميتة هي‪" :‬كل حيوان كان موته حتف أنفه من علة به غير جناية أحد عليه أو كان موته من ضرب ضارب إياه أو انخناق‬
‫منه أو انتطاح أو فرس"([‪ ،)]42‬وقيل هي‪" :‬اسم لما مات من الحيوان من غير ذكاة"([‪.)]43‬‬

‫ال خالف بأن الميتة محرمة على المسلمين[‪ ،]44‬وقد حرمتها سورة المائدة كما مر‪ ،‬وسورة البقرة في قوله تعالى‪ِ( :‬إَّنَم ا‬
‫َح َّر َم َع َلْيُك ُم اْلَم ْيَتَة َو الَّد َم َو َلْح َم اْلِخ نِزيِر)[‪ :173‬البقرة]‪ ،‬فالحيوان المباح أكله المقدور عليه ‪ -‬أي على تذكيته‪ -‬إذا لم يذبح ذبحًا‬
‫شرعيًا فإَّنه يحرم باإلجماع[‪ ،]45‬ويعتبر ميتة‪.‬‬

‫وتحريمها موافق للعقل كل الموافقة‪ ،‬إذ إّن الحيوان إذا ما مات حتف أنفه بقي دمه في عروقه وتعفن وفسد‪ ،‬فيحصل من أكله‬
‫في هذه الحالة مضار عظيمة([‪.)]46‬‬

‫ويستثنى من هذا التحريم ميتة السمك والجراد؛ وذلك لحديث الرسول عليه السالم‪" :‬أحلت لنا ميتتان ودمان‪ ،‬فالميتتان السمك‬
‫والجراد‪ ،‬والدمان الكبد والطحال"[‪ ،]47‬وقوله عليه الصالة والسالم‪" :‬هو الطهور ماؤه الحل ميتته"[‪.]48‬‬

‫فالسمك والجراد يباح ميته باإلجماع[‪ ،]49‬أما السمك الطافي فقد اختلف الفقهاء في حكمه كما يلي‪:‬‬

‫القول األول‪ :‬يباح أكل السمك الطافي عند المالكية[‪ ،]50‬والشافعية[‪ ،]51‬والحنابلة[‪ ،]52‬واستدلوا‬
‫بما يلي‪:‬‬

‫‪ .1‬أّنه عليه السالم‪" :‬أكل من العنبر‪ ،‬وهو الحوت الذي طفا"[‪.]53‬‬

‫‪ .2‬أَّن ميتة البحر موصوفة بالحل لحديث‪" :‬الحل ميته"[‪.]54‬‬

‫القول الثاني‪ :‬ويكره ‪ -‬تحريمًا‪ -‬أكل الطافي عند الحنفية[‪ ،]55‬وقد فرقوا بين ما انحسر عنه الماء وما لم ينحسر عنه‪ ،‬فما‬
‫انحسر عنه الماء فيباح"[‪.]56‬‬

‫واستدل هؤالء بقوله عليه السالم‪" :‬إذا طفا فال تأكله‪ ،‬وإذا جزر عنه فُك له"[‪.]57‬‬

‫ووجه الداللة‪ :‬أَّن الحديث نص على عدم أكل ما طفا من السمك‪.‬‬

‫الرأي المختار‪ :‬تكره ميتة البحر إذا ما طفت؛ وذلك لكون أدلة إباحتها أقوى سندًا‪ ،‬ولكَّن القول بكراهتها أقرب الحتمال‬
‫فسادها وضررها‪ ،‬وهللا أعلم‪.‬‬

‫أما بالنسبة للجراد فقد اختلف الفقهاء أيضًا على قولين هما‪:‬‬

‫الرأي األول‪ :‬ذهب جمهور الفقهاء من الحنفية([‪ ،)]58‬والشافعية([‪ ،)]59‬والحنابلة([‪ ،)]60‬والظاهرية([‪ )]61‬إلى القول بإباحة ميتة‬
‫دون تذكية؛ وذلك للحديث السابق‪" :‬أحلت لنا ميتتان ودمان‪ ،‬فأما الميتتان فالسمك والجراد"([‪.)]62‬‬

‫وقال ابن أبي أوفى‪" :‬غزونا مع رسول هللا صلى هللا عليه وسلم سبع غزوات أو ستًا‪ ،‬وكَّنا نأكل الجراد"[‪.]63‬‬

‫الرأي الثاني‪ :‬هو ما ذهب إليه اإلمام مالك من القول بحرمة الجراد الميت‪ ،‬وأَّنه ال بد من تذكيته حتى يحل أكله[‪]64‬؛ ألَّنه‬
‫صيد البر‪ ،‬ولذا يجب على المحرم بقتله جزاء يليق به‪ ،‬فال يحل إَّال بالقتل كما في سائر أنواع صيد البر‪ ،‬وقالوا‪" :‬حديث ابن‬
‫عمر‪( :‬أحلت لنا ميتتان‪ ،)...‬حديث ضعيف"‪ ،‬وال خالف بين العلماء بأَّن القرآن الكريم ال ُيخَّصص بحديث ضعيف[‪.]65‬‬
‫الرأي المختار‪ :‬إباحة ميتة الجراد دون ذكاة لألحاديث الواردة العامة‪ ،‬والتي لم تذكر قيد الذكاة لحلها‪ ،‬ولضعف األدلة القائلة‬
‫بوجوبها‪ ،‬أما ما ذكره المالكية من ضعف حديث ابن عمر‪" :‬أحلت لنا ميتتان‪ ،"...‬فيرد عليه بأَّن هذا الحديث ليس بضعيف‪،‬‬
‫فقد صححه وحسنه غير واحد من المتقدمين والمتأخرين من علماء الحديث الشريف[‪ ،]66‬فهو إذن معتبر في الحكم‪ ،‬وهللا‬
‫أعلم‪.‬‬

‫ثانيًا‪ :‬الدم‪:‬‬

‫والمقصود بالدم الوارد في هذه اآلية الكريمة هو الدم المسفوح‪ ،‬لقوله تعالى‪َ( :‬أْو َد ًم ا َّم ْس ُفوًحا)[‪ :145‬األنعام]‪ ،‬قال ذلك‪ :‬ابن‬
‫عباس‪ ،‬وسعيد بن جبير[‪.]67‬‬

‫وقد اتفق الفقهاء[‪ ]68‬على حرمة الدم ونجاسته‪ ،‬وأَّنه ال يؤكل وال ينتفع به؛ ألَّنه يحمل فضالت الجسم‪ ،‬بما فيها من أمور‬
‫ضارة (كالجراثيم‪ ،‬والمايكروبات‪ ،‬وغيرهما مما يسبب األمراض)‪ ،‬ومن ثّم إذا شربه اإلنسان فقد يناله الضرر‪ ،‬وينتقل إليه‬
‫المرض الذي يحمله الدم‪.‬‬

‫أما الدم الباقي في اللحم وعظامه فهو طاهر[‪]69‬؛ لحديث السيدة عائشة عندما كانت تسأل عن كل ذي ناب من السباع وكل‬
‫ذي مخلب من الطير‪ ،‬فكانت تقول‪ُ( :‬قل َّال َأِج ُد ِفي َم ا ُأْو ِح َي ِإَلَّي ُمَح َّر ًم ا َع َلى َطاِع ٍم َيْطَعُم ُه ِإَّال َأن َيُك وَن َم ْيَتًة َأْو َد ًم ا َّم ْس ُفوًحا)‬
‫[‪ :145‬األنعام] ثم تقول‪" :‬كَّنا نطبخ الُبرمة على عهد رسول هللا صلى هللا عليه وسلم تعلوها الصفرة من الدم فنأكل وال‬
‫ننكره"[‪ ،]70‬كما أَّن في التحفظ منه مشقة‪ ،‬والدين الحنيف رفع المشقة والحرج عن المكلفين‪ ،‬قال القرطبي‪" :‬ومن أصول‬
‫الشرع أَّنه كلما حرجت األمة في أداء العبادة‪ ،‬وثقل عليها سقطت العبادة عنها"[‪.]71‬‬

‫ويجدر بالذكر أَّن الظاهرية خالفوا جمهور الفقهاء‪ ،‬فقالوا بأَّن الدم كله حرام‪ ،‬فقد حرم في أول اإلسالم في مكة الدم المسفوح‬
‫وحده‪ ،‬ثم حرم بالمدينة الدم عمومًا‪ ،‬فمن لم يحرم إَّال المسفوح وحده‪ ،‬فقد أحل ما حرم هللا‪ ،‬واستدلوا بأَّن اآلية التي حرمت‬
‫الدم جملة هي آية المائدة‪ ،‬وقد ورد أَّنها آخر سورة نزلت‪ ،‬لذا ما وجدنا فيها من حرام فيجب علينا أن نحِّرمه[‪.]72‬‬

‫الرأي المختار‪ :‬هو حرمة تناول الدم المسفوح لورود النص في هذا‪ ،‬سواء كان دم حيوان مأكول اللحم أم محرم األكل أو دم‬
‫إنسان‪ ،‬ويستثنى من حرمة الدم المسفوح الباقي في العروق ولمشقة تجنبه‪.‬‬

‫وال بد من اإلشارة إلى أنه يجوز أن يعطى الدم للمريض عن طريق العروق واألوردة‪ ،‬إذا دعت لذلك دواعي الطب‬
‫الحديث‪ ،‬كالعمليات الجراحية وغيرها‪ ،‬لما في ذلك من إنقاذ لحياة اإلنسان‪ ،‬والقول بهذا يحقق مقصدًا ضروريًا من مقاصد‬
‫الشريعة الغراء وهو حفظ النفس‪ ،‬كما أَّن حقن الدم في العروق يختلف طبيًا عن تناوله عن طريق الفم والجهاز الهضمي‪،‬‬
‫وهللا أعلم‪.‬‬

‫ثالثًا‪ :‬الخنزير‪:‬‬

‫لحم الخنزير محرم باإلجماع([‪ ،)]73‬وقد خص اللحم بالذكر ليدل على تحريم عينه سواًء ذكي أم لم يذك‪ ،‬وليعم الشحم‬
‫والغضاريف وغيرها([‪.)]74‬‬

‫أما إذا استعمل الخنزير للضرورة أو لحاجة جاز‪ ،‬ولكن في وقتنا الحالي‪ ،‬اندفعت الضرورة باختراع اآلالت واألدوات‪ ،‬فال‬
‫داعي الستعمال ما يؤخذ من الخنزير([‪.)]75‬‬

‫ويحرم شحم الخنزير أيضًا كما يحرم لحمه‪ ،‬واآليات الكريمة وإن نصت على لحم الخنزير إال أن المراد الخنزير وجميع‬
‫أجزائه‪ ،‬وقد خص هللا اللحم؛ ألَّنه أهم ما ننتفع به من الحيوان المذبوح‪ ،‬وسائر أجزائه كالتبع له‪ ،‬وال يرخص في األكل من‬
‫لحمه أو شحمه إَّال في حالة االضطرار الحقيقي إذا لم يجد اإلنسان ما يسد به رمقه‪ ،‬فيتناول بقدر الحاجة فقط[‪ ،]76‬لقوله‬
‫تعالى‪َ( :‬فَمِن اْض ُطَّر َغْيَر َباٍغ َو َال َعاٍد َفال ِإْثَم َع َلْيِه ِإَّن َهّللا َغ ُفوٌر َّر ِح يٌم )[‪ :173‬البقرة]‪.‬‬

‫رابعًا‪ :‬ما أهل لغير هللا به والمنخنقة والموقوذة والمتردية والنطيحة وما أكل السُبع‪:‬‬

‫‪ )1‬ما أهل لغير هللا به‪:‬‬

‫ويقصد به ما رفع الصوت به لغير هللا تعالى عند ذبحه‪ ،‬والمراد باإلهالل ما يذبح له من الطواغيت كالالت والعزى[‪.]77‬‬
‫ال خالف بين العلماء[‪ ]78‬في حرمة أكل ما ذبح وذكر عليه اسم غير اسم هللا؛ ألَّنه مما أهل به لغير هللا[‪ .]79‬وذلك لما فيه‬
‫من شرك[‪ ،]80‬وأَّن في هذا العمل ذًال وخضوعًا لغير هللا[‪ .]81‬لذا فإََّن من ذبح للجّن ‪ ،‬أو ذبح لصنم‪ ،‬أو صليب ال تحل‬
‫ذبيحته للمسلم[‪ ،]82‬كما أَّن ذبيحة المجوسي والوثني والزنادقة والدروز[‪ ]83‬ال تحل أيضًا‪ ،‬لقوله عليه السالم‪" :‬سنوا بهم‬
‫سنة أهل الكتاب غير آكلي ذبائحهم وناكحي نسائهم"[‪.]85[]84‬‬

‫وقد اختلف الفقهاء في حكم ذبيحة من ترك التسمية عمدًا‪ ،‬على قولين هما‪:‬‬

‫القول األول‪ :‬حرمة ذبيحة من ترك التسمية عمدًا‪ ،‬قاله جمهور الفقهاء وهم الحنفية([‪ ،)]86‬والمالكيـة([‪ ،)]87‬والحنابلة([‪،)]88‬‬
‫واستدل الجمهور بحرمة ذبيحته بما يلي‪:‬‬

‫‪ -1‬قوله تعالى‪َ( :‬و َال َتْأُك ُلوْا ِمَّم ا َلْم ُيْذ َك ِر اْس ُم ِهّللا َع َلْيِه)[‪ :121‬األنعام]‪.‬‬

‫ووجه الداللة‪ :‬أن النهي للتحريم[‪ ،]89‬أي ال تأكلوا الميتة التي لم تقصد ذكاتها[‪.]90‬‬

‫‪ -2‬حديث عدي بن حاتم الطائي فإنه قال قال عليه السالم‪" :‬فإنك إنما سميت على كلبك‪ ،‬ولم تسم على كلب غيرك"([‪.)]91‬‬

‫ووجه الداللة‪ :‬حرم أكل ما لم يسم عليه من الكالب أي عللت الحرمة بترك التسمية[‪.]92‬‬

‫‪ -3‬اإلجماع على حرمة أكل ما تركت تسميته عمدًا‪ .‬قال فيه أبو يوسف‪ :‬إن متروك التسمية عامدًا ال يسع فيه االجتهاد"[‬
‫‪ .]93‬وقال ابن مودود‪" :‬فالقول بإباحة متروك التسمية عامدًا مخالف لإلجماع"[‪.]94‬‬

‫القول الثاني‪ :‬تباح ذبيحة من ترك التسمية متعمدًا‪ ،‬قاله الشافعي[‪ ،]95‬واستدل على ذلك بما يلي‪:‬‬

‫‪ -1‬قال تعالى‪ُ( :‬حِّر َم ْت َع َلْيُك ُم اْلَم ْيَتُة َو اْلَّد ُم ‪ِ ...‬إَّال َم ا َذَّك ْيُتْم )[‪ :3‬المائدة]‪.‬‬

‫وجه الداللة‪ :‬أباح هللا عز وجل لنا أن نأكل المذبوح المذكى المباح‪ ،‬ولم يذكر في اآلية التسمية[‪.]96‬‬

‫‪ -2‬قال تعالى‪َ( :‬و َطَع اُم اَّلِذ يَن ُأوُتوْا اْلِكَتاَب ِح ٌّل َّلُك ْم )[‪ :5‬المائدة]‪ .‬وجه الداللة‪ :‬إن هللا تعالى أباح ذبائح أهل الكتاب وهم ال‬
‫يسمون غالبًا فدل على أنها غير واجبة([‪.)]97‬‬

‫‪ -3‬قوله عليه السالم‪" :‬ذبيحة المسلم حالل ذكر اسم هللا أو لم يذكر"[‪.]98‬‬

‫ووجه الداللة‪ :‬أَّن الحديث نص في عدم اشتراط التسمية في الذبح‪.‬‬

‫‪ -4‬وما روي عن عائشة رضي هللا عنها‪" :‬أَّن قومًا قالوا‪ :‬يا رسول هللا إَّن قومنا حديثو عهد بالجاهلية يأتونا بلحام ال ندري‬
‫أذكروا اسم هللا عليها أم لم يذكروا أنأكل منها؟ فقال‪" :‬سموا هللا عليه وكلوا"[‪.]99‬‬

‫ووجه الداللة‪ :‬أَّن الحديث فيه نص بعدم التسمية‪ ،‬فلو كانت التسمية واجبة لما أجاز األكل‬
‫مع الشك[‪ ،]100‬وعلى ذلك فإَّنه يباح لنا أن نأكل ما لم يسَّم عليه‪.‬‬

‫الرأي المختار‪ :‬هو رأي جمهور الفقهاء؛ ألَّن هللا عز وجل نص على عدم أكل ذبيحة من لم يذكر اسم هللا على ذبيحته‪ ،‬وإن‬
‫كَّنا ال نقول بما صرح به الحنفية من انعقاد اإلجماع على ذلك‪ ،‬لوجود خالف بٍِّين بين الفقهاء في داللة النص‪ ،‬والحكم الذي‬
‫يدل عليه‪ .‬والمقصود هنا حرمة ذبيحة المتعمد لترك التسمية دون الناسي لها؛ ألَّن فعل من ترك التسمية عامدًا يدل على‬
‫ضعف في دينه‪ .‬أما من نسي التسمية فتؤكل ذبيحته‪ ،‬بال تثريب؛ ألَّن من طبائع اإلنسان النسيان‪ ،‬وما اإلنسان بمعصوم عن‬
‫الغفلة والسهو‪ ،‬وقد مَّن هللا على هذه األمة بأن رفع الحرج عنها في شرعه الحنيف[‪ ،]101‬وأيضًا لحديث‪" :‬تجاوز هللا عن‬
‫أمتي الخطأ‪ ،‬والنسيان‪ ،‬وما استكرهوا عليه"[‪.]102‬‬
‫‪ )2‬المنخنقة‪ :‬وهي التي تخنق بحبل وشبهه[‪ ،]103‬وهي التي تموت في خناقها[‪ ،]104‬وال خالف بين الفقهاء على حرمة‬
‫أكلها‪ ،‬بأي جهة وطريقة اختنقت بها[‪ ،]105‬لقوله تعالى‪ُ( :‬حِّر َم ْت َع َلْيُك ُم اْلَم ْيَتُة َو اْلَّد ُم ‪َ ...‬و اْلُم ْنَخ ِنَقُة)[‪ :3‬المائدة]‪ .‬والمنخنقة‬
‫محرمة إذا لم تلحق وهي فيها حياة وتذبح قبل أن تموت نتيجة للخنق‪ ،‬ففي قوله تعالى‪ُ( :‬حِّر َم ْت َع َلْيُك ُم اْلَم ْيَتُة َو اْلَّد ُم َو َلْح ُم‬
‫اْلِخ ْنِز يِر َو َم ا ُأِهَّل ِلَغْيِر ِهّللا ِبِه َو اْلُم ْنَخ ِنَقُة َو اْلَم ْو ُقوَذُة َو اْلُم َتَر ِّد َيُة َو الَّنِط يَح ُة َو َم ا َأَك َل الَّسُبُع ِإَّال َم ا َذَّك ْيُتْم )[‪ :3‬المائدة]‪ ،‬وقوله‬
‫تعالى‪َ( :‬م ا َذَّك ْيُتْم ) عائد إلى ما تقدم‪ :‬من المنخنقة‪ ،‬والموقوذة والمتردية والنطيحة وأكيلة السبع عند عامة العلماء‪ ،‬فمن ذبح‬
‫الحيوان قبل أن يموت‪ ،‬فإَّنه يباح له أكله[‪.]106‬‬

‫‪ )3‬الموقوذة والمتردية والنطيحة وما أكل السبع‪:‬‬

‫الموقوذة‪ :‬هي التي تضرب بخشبة وشبهها حتى تشرف على الهالك([‪ ،)]107‬والوقذ يعني الضرب‪ ،‬والموقوذة هي التي‬
‫تضرب حتى الموت([‪ .)]108‬ويدخل في الموقوذة كل ما قتل منها على غير وجه الذكاة الشرعية قاله الجصاص([‪ .)]109‬وعموم‬
‫قوله‪( :‬والموقوذة) عام في المقدور على ذكاته وفي غيره مَّم ا ال يقدر على ذكاته)‪ ،‬واستدل على عموم الموقوذة في المقدور‬
‫على تذكيته وغيره‪ ،‬بما روي عن عمر بن الخطاب رضي هللا عنه أَّنه قال‪( :‬يا أيها الناس هاجروا وال تهاجروا‪ ،‬وإياكم‬
‫واألرنب يحذفها أحدكم بالعصا أو الحجر يأكلها‪ ،‬ولكن لُيَذ ِّك لكم األسل الرماح والنبل)([‪ ،)]110‬فال يجوز في الصيد قتل‬
‫الحيوان بما ال يجرحه ويسيل دمه‪ ،‬كالحصاة أو عرض الرمح ‪ -‬أي عصاته ‪-‬؛ ألَّنه مات وقذًا أي ضربًا‪ ،‬وحبس دمه فيه‪،‬‬
‫وقد جاء في الحديث الصحيح قوله عليه الصالة والسالم‪( :‬إذا رميت بالِم ْع َر اض وذكرت اسم هللا فأصاب فخرق فُك ل‪ ،‬وإن‬
‫أصاب بعرضه فال تأكل) ([‪.)]111‬‬

‫المتردية‪ :‬هي التي تسقط من جبل أو مرتفع أو في بئر فتموت[‪ .]112‬وقيل المتردية هي الواقعة في الردى أي الهالك([‪.)]113‬‬
‫واألول أقوى لداللة اللفظ عليه‪.‬‬

‫النطيحة‪ :‬هي الشاة تنطحها الشاة فتموتان‪ ،‬أو الشاة تنطحها البقر والغنم[‪ ،]114‬وهو قول ابن عباس رضي هللا عنهما‪.‬‬
‫وعرفها ابن عطية بقوله‪( :‬كل ما مات ضغطًا فهو نطيح)[‪.]115‬‬

‫وما أكل السبع‪ :‬أي ما عدا عليه السبع وهو الحيوان المفترس وافترسه فمات[‪ ،]116‬ولقد "نهى عليه الصالة والسالم عن‬
‫أكل كل ذي ناب من السباع"[‪ ،]117‬ويقصد بالسباع ما كان له ناب يعدو به على الحيوانات ويتقوى به عليها[‪.]118‬‬

‫لقد اختلف العلماء فيما إذا أشرف الحيوان على الموت ثم ذكي قبل موته؛ وذلك على قولين هما‪:‬‬

‫القول األول‪ :‬يجوز أكل الحيوان الذي غلب على الظن موته وذكي قبل موته‪ ،‬وهو قول الحنفية[‪ ،]119‬ورواية عند‬
‫المالكية[‪ ،]120‬والشافعية[‪ ،]121‬ورواية عند الحنابلة[‪ ،]122‬والظاهرية[‪ ،]123‬واستدلوا بما يلي‪:‬‬

‫‪ -1‬قوله تعالى‪ِ( :‬إَّال َم ا َذَّك ْيُتْم )[‪ :3‬المائدة]‪.‬‬

‫وجه الداللة‪ :‬استثناء متصل استثنى به سبحانه ما أدركت ذكاته مَّم ا ذكر في اآلية قبل هذا االستثناء([‪.)]124‬‬

‫‪ -2‬ما روي عن أبي مرة مولى عقيل بن أبي طالب أنه وجد شاة تموت فذبحها فتحركت فسأل زيد بن ثابت‪ ،‬فقال‪ :‬إن الميتة‬
‫تتحرك‪ ،‬فسأل أبا هريرة‪ ،‬فقال‪ :‬كلها إذا طرفت عينها أو تحركت قائمة من قوائمها([‪.)]125‬‬

‫‪ -3‬ما رواه بسنده عن النعمان بن علي قال‪" :‬رأى سعيد بن جبير في دارنا نعامة تركض برجلها فقال‪ :‬ما هذه؟ قلنا‪ :‬وقيذ[‬
‫‪ ]126‬وقعت في بئر‪ ،‬فقال‪ :‬ذكوها‪ ،‬فإَّن الوقيذ ما مات في وقذه"[‪.]127‬‬

‫القول الثاني‪ :‬اَّنه ال بد أن يكون في الحيوان حياة مستقرة‪ ،‬أي لو ُترك الحيوان لعاش يومًا أو بعض يوم‪ ،‬وهذا عند الشافعية[‬
‫‪ ،]128‬وعند الحنابلة هي حركة مستقرة[‪ ،]129‬فإن كان كذلك حل أكله‪ ،‬وإَّال فال‪ ،‬قاله أبو يوسف من الحنفية([‪ ،)]130‬ورواية‬
‫عن اإلمام مالك([‪ ،)]131‬والشافعية[‪ ،]132‬ورواية عن الحنابلة[‪.]133‬‬

‫ودليلهم أَّن االستثناء منقطع‪ ،‬والمعنى لكن ما ذكيتم من غيرها‪ ،‬فال يحرم عليكم‪.‬‬

‫وسبب الخالف هو االستثناء في قوله تعالى‪ِ( :‬إَّال َم ا َذَّك ْيُتْم ) هل هو متصل أم منقطع؟ فمن ذهب إلى أنه استثناء متصل‪ ،‬قال‬
‫بأنه أخرج الجنس بعض ما تناوله اللفظ‪ ،‬فما قبل االستثناء حرام‪ ،‬أما ما بعده فهو حالل‪ ،‬أما من رأى أنه منقطع فرأى بأن‬
‫االستثناء هنا ال تأثير له في الجملة السابقة‪ ،‬وعلى هذا فتقدير الكالم‪ :‬ما ذكيتموه من غير الحيوانات المتقدمة فهو حالل‬
‫تتمتعون به كما تشاؤون‪ ،‬ويؤيد القول بأن االستثناء متصل إجماع العلماء على أن الذكاة تحلل ما يغلب على الظن أنه‬
‫يعيش[‪.]134‬‬

‫واحتج من قال بانقطاع االستثناء بأَّن التحريم إَّنما يتعلق بالحيوانات بعد موتها‪ ،‬وهي ال تذكى بعد الموت فيكون االستثناء‬
‫منقطعًا‪ ،‬وقد ُر َّد على هذه الحجة بأَّن االستثناء متصل باعتبار ظاهر الحالل‪ ،‬فإَّن ظاهر األمر في هذه الحيوانات إنها تموت‬
‫بسبب ما أصيبت به‪ ،‬فتكون حرامًا بحسب الظاهر‪ ،‬إَّال ما أدرك حيًا قبل موته وذكي فإَّنه يكون حالًال‪ ،‬فالتحريم ال يتعلق بها‬
‫حقيقًة إَّال بعد موتها بدون ذكاة‪ ،‬فإذا ما ذكيت وهي ال تزال على قيد الحياة‪ ،‬كانت مساوية لغيرها من بقية الحيوانات المذكاة‪،‬‬
‫فال وجه للقول بعدم حلها[‪.]135‬‬

‫الرأي المختار‪ :‬هو القول األول؛ ألَّن اآلية نص في االستثناء‪ ،‬فهو متصل وغير منقطع‪ ،‬ومن ثَّم فإن الذكاة إذا ما لحقت‬
‫الحيوان المصاب بأحد األمور الواردة في اآلية الكريمة فإَّنه يحل بها إذا ما غلب على الظن وجود حياة فيه وذلك بوجود‬
‫قرين؛ كطرفة عين‪ ،‬أو حركة ذيل‪ ،‬وما شاكل ذلك‪.‬‬

‫خامسًا‪ :‬تخريج[‪ ]136‬وتنقيح[‪ ]137‬مناط حرمة هذه األطعمة والمقصد التشريعي من تحريمها‪.‬‬

‫لما كانت دراسة وتقرير مناط حرمة األطعمة الواردة في اآلية الكريمة أساسًا لتطبيقها في االجتهاد في المستجدات الفقهية‬
‫المتعلقة بهذا الموضوع الهام‪ ،‬وهو ما يعرف بعملية تحقيق المناط‪ُ ،‬ك رس هذا الفرع للوقوف على ذلك‪.‬‬

‫من المالحظ أَّنه قد وردت عدة أوصاف للحيوان الذي يحرم أكله منها في اآلية الكريمة‪ُ( :‬حِّر َم ْت َع َلْيُك ُم اْلَم ْيَتُة َو اْلَّد ُم ‪:3[)...‬‬
‫المائدة]‪ ،‬منها‪ :‬الخنـق‪ ،‬والوقذ ‪ -‬والذي يقتضي الضـرب‪ ،‬والضغط‪ ،-‬والتـردي‪ ،‬والسقوط‪ ،‬واالفتراس‪ ،‬والنطح‪ ،‬واألكل من‬
‫السبع‪ ،‬وكل هذه األوصاف منضبطة ومناسبة لحكم التحريم فهي علل لتحريم كل حيوان يتصف بها‪ ،‬ويجمع بينها وصف‬
‫عام يصلح أن يكون مناطًا عامًا لحرمة الحيوانات المتصفة به‪ ،‬وهو حبس الدم في الحيوان مباح األكل بالوفاة دون أن يذكى‬
‫قبل موته‪.‬‬

‫وينفرد ما ذبح على النصب بعلة خاصة به وهي الشرك باهلل في الذبح‪ ،‬وهي ظاهرة من فصله عن بقية األوصاف الواردة‬
‫وتأخيره عن االستثناء المتعلق بإباحة ما ذكي بعد تحقق أحد هذه األوصاف في الحيوان‪ .‬قال تعالى‪ُ( :‬حِّر َم ْت َع َلْيُك ُم اْلَم ْيَتُة‬
‫َو اْلَّد ُم َو َلْح ُم اْلِخ ْنِزيِر َو َم ا ُأِهَّل ِلَغْيِر ِهّللا ِبِه َو اْلُم ْنَخ ِنَقُة َو اْلَم ْو ُقوَذُة َو اْلُم َتَر ِّد َيُة َو الَّنِط يَح ُة َو َم ا َأَك َل الَّسُبُع ِإَّال َم ا َذَّك ْيُتْم َو َم ا ُذ ِبَح َع َلى‬
‫الُّنُص ِب)[‪ :3‬المائدة]‪.‬‬

‫الخالصة‪ :‬هنالك عدة مناطات لحرمة األطعمة واللحوم وردت في هذه اآلية‪ ،‬يدور معها حكم التحريم وجودًا وعدمًا‪ ،‬نقررها‬
‫فيما يلي حتى تكون أساسًا لدراسة حكم األطعمة واللحوم في الوقت الحاضر‪:‬‬

‫‪ . 1‬حبس الدم في الحيـوان المأكول وعند إنهار دمه؛ وذلك بصرف النظر عن طريقة موته‪.‬‬

‫‪ .2‬الشرك باهلل عند الذبح قصدًا أو قوًال أو فعًال‪.‬‬

‫‪ .3‬قتل الحيوان افتراسًا من حيوان آخر‪.‬‬

‫ولكن هناك أمور غير معلولة في اآلية الكريمة‪ ،‬لوجود خفاء في عالقتها بالحكم ‪-‬الحرمة‪ ،-‬وإن كانت الحكمة من تحريمها‬
‫واضحة‪ ،‬وهي ما فيها من ضرر‪ ،‬ومنها ما يلي‪:‬‬

‫‪ .1‬حرمة لحم الخنزير وجميع توابع هذا الحيوان‪.‬‬

‫‪ .2‬حرمة الدم‪.‬‬

‫سادسًا‪ :‬المقصد التشريعي من تحريم هذه األطعمة‪.‬‬

‫من الثابت باالستقراء أن هللا عز وجل عندما يضع تشريعاٍت ما فإنه يقصد من هذه التشريعات المحافظة على مصالح عباده‪،‬‬
‫قال الشاطبي‪" :‬إن وضع الشرائع إنما هو لمصالح العباد في العاجل واآلجل معًا"[‪ .]138‬وقال أيضًا رحمه هللا‪" :‬تكاليف‬
‫الشريعة ترجع إلى حفظ مقاصدها في الخلق"([‪ .)]139‬فقد مّن هللا علينا عز وجل وعال بأن شرع لنا ما يحفظ مصالحنا‬
‫الضرورية والحاجية والتحسينية‪ ،‬وآية تحريم الميتة والدم ولحم الخنزير إلى آخر اآلية تهدف إلى المحافظة على المقاصد‬
‫الضرورية الخمسة عمومًا؛ وهي الدين‪ ،‬والنفس والعقل والنسل والمال‪.‬‬

‫وقال ابن تيمية رحمه هللا‪" :‬فكل ما نفع فهو طيب‪ ،‬وكل ما ضر فهو خبيث‪ ،‬والمناسبة الواضحة لكل ذي لب أن النفع يناسب‬
‫التحليل‪ ،‬والضرر يناسب التحريم والدوران‪ ،‬فإن التحريم يدور مع المضار وجودًا في الميتة والدم ولحم الخنزير وذوات‬
‫األنياب والمخالب والخمر وغيرها مما يضر بأنفس الناس وعدمًا في األنعام واأللباب وغيرها"[‪.]140‬‬

‫كذلك يقول‪" :‬الطعام يخالط البدن ويمازجه وينبت منه فيصير مادة وعنصرًا له‪ ،‬فإذا كان خبيثًا صار البدن خبيثًا فيستوجب‬
‫النار‪ ،‬والجنة طيبة ال يدخلها إَّال طيب"[‪.]141‬‬

‫فالحكمـة من تحريم هذه المطعومات تعـزى لما فيها من ضـرر لجسم اإلنسان‪ ،‬لذا حرمت تحقيقـًا للصحة السليمة والعافية‬
‫للمرء في حياته‪ ،‬وهذا كله يحقق مقصد التشريع الحنيف في حفظ النفس‪ ،‬وهو من الضروريات الخمس‪.‬‬

‫وفي تحريم الميتة حكمة عظيمة‪ ،‬لما يترتب على أكلها من أضرار‪ ،‬إذ يسبب أكلها مرض الجمرة الخبيثة الظاهرة‪ ،‬وهي‬
‫قرحة جلدية مزمنة على الوجه أو اليدين‪ ،‬والجمرة الخبيثة الرئوية‪ ،‬والجمرة الخبيثة المعوية‪ ،‬وكذلك قد يسبب تناولها تسممًا‬
‫غذائيًا‪ ،‬وعسرًا في الهضم‪ ،‬كما أن من أضرارها اإلصابة بالتهاب الكبد الوبائي‪ ،‬وظهور أكياس مائية في الدماغ‪ ،‬والكبد‪،‬‬
‫والرئتين‪ ،‬وغير ذلك[‪.]142‬‬

‫وتظهر الحكمة من تحريم الدم في أَّنه يحمل سموم الجسم وفضالته‪ ،‬ويؤدي ذلك إلى رفع البولينا في الدم لتنذر بحدوث فشل‬
‫كلوي‪ ،‬كما أن شرب الدم يسبب إلى عسر في الهضم‪ ،‬وال تتحمله المعدة‪ ،‬كما يحتوي على مواد تدعى (إنتيجينات)‪ ،‬والتي‬
‫يتفاعل معها الجسم فيكّون أجسامًا مضادة‪ ،‬مَّم ا قد يسبب حساسية تنتج من تفاعل (اإلنتيجينات) مع هذه األجسام‪ ،‬كما أنه قد‬
‫ينقل التهاب الكبد الوبائي‪ ،‬وبشكل عام يعتبر الدم وسطًا صالحًا لنمو شتى أنواع الجراثيم الضارة باإلنسان[‪.]143‬‬

‫أما األسباب التي ألجلها حرم لحم الخنزير فعالوة على ما ذكرنا آنفًا في حق الحيوانات المحرمة في هذه اآلية الكريمة فإن‬
‫هذا الحيوان حرم ألسباب خاصة به كشف عنها العلم الحديث‪ .‬ومن األمراض التي تسببها قذارة الخنزير التي كشفها العلم‬
‫مرض الزحار الزقي وتسببه طفيلة تدعى (‪ )Balantdium coli‬وتعيش في أمعاء الخنزير‪ ،‬كما يسبب داء ويل اليرقاني‬
‫النزفي وهذا يسبب نزف في الكبد والكلية وهبوط القلب‪ ،‬كما يسبب حصبة الخنزير‪.‬‬

‫كما أَّن أكل لحم الخنزير يسبب العديد من األمراض؛ فأكل لحمه يسبب دخول الدودة الوحيدة الشريطية إلى المعدة‪ ،‬وهي‬
‫تتحول في األمعاء إلى طور الدودة وتكبر‪ ،‬وتعيش ملتصقة بجدار األمعاء‪ ،‬وتسبب لإلنسان اإلمساك واأللم واإلحساس‬
‫بالجوع‪ ،‬وكذلك دخول دودة الشعرية الحلزونية‪ ،‬والديدان المستديرة‪ ،‬والديدان الخطافية والبلهارسيا‪ ،‬ويسبب التهاب الدماغ‬
‫وعضلة القلب والسل الرئوي وجراثيم كثيرة‪ ،‬كما أنه يسبب السمنة وعسر الهضم([‪.)]144‬‬

‫وغني عن البيان أَّن من يأكل من لحم الخنزير يتأثر بصفات هذا الحيوان وأخالقه في األغلب‪ ،‬فالخنزير معدوم الغيرة على‬
‫عرضه‪ ،‬ومن الظنون أن تنتقل هذه الصفة إلى آكليه([‪ .)]145‬كما قيل أن لحم الخنزير يورث األخالق الخبيثة‪ ،‬فهو أعظم‬
‫حيوان في أكل كل شيء‪ ،‬وال يترك شيئا من الخبائث[‪ . ]146‬وقد أجمع العلماء على تحريم لحمه ودمه وسائر أجزائه[‬
‫‪.]147‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬أحكام التذكية المأمور بها في هذه اآلية الكريمة‪:‬‬

‫أوًال‪ :‬الخالف فيما يجب قطعه في التذكية‪:‬‬

‫اتفق العلماء على أن أكمل الذبح ‪ -‬التذكية‪ -‬هو ما يقطع فيه الودجان والحلقوم والمريء جميعًا[‪ ،]148‬ولكنهم اختلفوا فيما‬
‫يجب قطعه عند الذبح على أقوال مختلفة؛ وذلك كما يلي‪:‬‬

‫القول األول‪ :‬يجب قطع أكثر األوداج لتأكل‪ ،‬ثالثة أو أربعة من األوداج‪ ،‬وهذا ما ذهب إليه أبو حنيفة ‪ -‬رحمه هللا‪،]149[-‬‬
‫وقال محمد وأبو يوسف ‪ -‬من الحنفية‪ ]150[-‬ال تأكل الذبيحة حتى يقطع الحلقوم والمريء وأحد العرقين‪ .‬واستدلوا بما يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬قوله عليه الصالة والسالم‪" :‬ال تأكل الشريطة؛ فإَّنها ذبيحة الشيطان"[‪ ،]151‬وهي التي تذبح بقطع الجلد دون أن تفرى‬
‫أوداجها‪ ،‬وتترك حتى تموت‪ ،‬فهذا الحديث يدل على أن عليه قطع األوداج‪ ،‬واألوداج اسم يقع على الحلقوم والمريء‪.‬‬

‫‪ -2‬قوله صلى هللا عليه وسلم‪" :‬كل ما أنهر الدم وأفرى األوداج‪ ،‬ما خال السن والظفر"[‪.]152‬‬

‫وجه الداللة‪ :‬أن هذا الحديث يشير إلى اشتراط فري األوداج في الذكاة[‪.]153‬‬

‫‪ -3‬أَّن األكثر في القطع يقوم مقام الكل[‪.]154‬‬

‫القول الثاني‪ :‬ال تصح الذكاة إَّال بقطع الودجين‪ ،‬وهذا قول اإلمام مالك[‪ ،]155‬واستدل هؤالء بما يلي‪:‬‬

‫‪ -1‬قال عليه السالم‪" :‬كل ما أفرى األوداج ما لم يكن قرض ناب أو حز ظفر"[‪.]156‬‬

‫وجه الداللة‪ :‬ينص الحديث على وجوب قطع الودجين لقوله عليه السالم‪ :‬ما أفرى األوداج‪.‬‬

‫‪ - 2‬إن الموت بقطع األوداج يطيب اللحم به‪ ،‬ويفترق فيه الحالل وهو اللحم‪ ،‬من الحرام وهو الدم[‪.]157‬‬

‫القول الثالث‪ :‬يصح قطع الحلقوم والمريء وال يحتاج إلى الودجين‪ ،‬قاله الشافعي[‪]158‬؛ ألنهما مجرى الطعام والشراب‬
‫الذي ال يكون معهما حياة‪ ،‬وهو الغرض من الموت‪.‬‬

‫القول الرابع‪ :‬يجب قطع الحلقوم والمريء والعرقين اللذين بينهما‪ ،‬وهو رأي الحنابلة في رواية عنهم ‪ -‬أنه يجزئ قطع‬
‫الحلقوم والمريء[‪.]159‬‬

‫القول الخامس‪ :‬يجزئ قطع بعض هذه اآلراب المذكورة فأسرع إليها الموت كما يسرع من قطع جميعها‪ ،‬فأكلها حالل‪ ،‬فإن‬
‫لم يسرع الموت فلُيِع د القطع وال يضره ذلك شيئًا[‪ ،]160‬قاله الظاهرية‪.‬‬

‫واستدل ابن حزم على قوله ‪ -‬بعدم التحديد ‪ -‬بأنه تبارك وتعالى قال‪ِ( :‬إَّال َم ا َذَّك ْيُتْم )‪ ،‬والذكاة الشق‪ ،‬وقد أمر النبي صلى هللا‬
‫عليه وسلم بالذبح والنحر فيما تمكن منه فوجب أن ال يتعدى حده عليه الصالة والسالم‪ ،‬وقد أمر عليه الصالة والسالم‬
‫باإلراحة‪ ،‬فصح أن كل ذبح وكل شق قال به أحد من العلماء فهو ذكاة‪ ،‬وإذ هو ذكاة فإن المذكي به خارج من التحريم إلى‬
‫التحليل‪ ،‬ولو أن تحديد بعض اآلراب أو جميعها بالقطع ضروري لنا لحدده لنا ربنا سبحانه وتعالى وأعلمنا به‪ ،‬فحاشا هلل من‬
‫أن ُيضّيع إعالمنا بما افترضه علينا[‪.]161‬‬

‫الرأي المختار‪ :‬أنه يجب تذكية الحيوان ‪ -‬المباح أكله شرعًا‪ -‬بإنهار دمه‪ ،‬واألفضل في ذلك قطع الودجين‪ ،‬لورود النص‬
‫الشرعي في ذلك‪ ،‬وال دليل على اشتراط قطع أكثر من ذلك كالحلقوم والمريء أو أحدهما‪ .‬بل إّنه ال عالقة لهما بمقصود‬
‫التذكية لكون األول مجرى التنفس‪ ،‬واآلخر مجرى الطعام‪ ،‬وهما ليسا مجرى للدم الذي يراد تذكية الحيوان منه‪ ،‬وهللا أعلم‪.‬‬

‫ثانيًا‪ :‬حكم موضع الذبح الواجب في الذكاة‪:‬‬

‫ناقش العلماء حكم الذبح من خلف الرقبة (من القفا)‪ ،‬وموضع الذبح المشروع‪ ،‬وحكم من رفع يده قبل تمام الذكاة‪ ،‬ويأتي بيان‬
‫هذه األحكام فيما يلي‪:‬‬

‫وذكر القرطبي إجماع العلماء على أن الذبح إذا كان في الحلق تحت الغلصمة مهما كان الذبح تتم به الذكاة الشرعية‪.‬‬
‫واختلفوا فيما ذبح فوقها وجازها إلى البدن هل يكون ذلك ذكاة شرعية أم ال؟ وذلك على قولين‪ ،‬وروي عن مالك أنها ال‬
‫تؤكل[‪.]162‬‬

‫وقد اختلف العلماء فيما إذا كان الذبح من القفا هل يجزئ ذلك ويعتبر شرعيًا أم ال؟‬

‫القول األول‪ :‬عدم جواز الذبح من القفا‪ ،‬ولو استوفى القطع وأنهر الدم وقطع الحلقوم والودجين‪ ،‬وهو قول اإلمام مالك ‪-‬‬
‫رحمه هللا‪ .)]163[(-‬واستدل المالكية لذلك بما يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬إنها كانت تذبح في الجاهلية لألصنام ويهل بها لها‪ ،‬فأمر هللا أن ترد إليه ويتعبد بها إليه‪ ،‬وهذا يستلزم أن يكون لها نية‬
‫مخلصة وحل مخصوص‪.‬‬

‫‪ -2‬أَّنه ذبح عليه الصالة والسالم في الحلق‪ ،‬ونحر في اللبة‪ ،‬وقد روي عن أبي هريرة إَّن النبي عليه الصالة والسالم قال‪:‬‬
‫"إَّنما الذكاة في الحلق واللبة"[‪ ،]164‬فبَّين بذلك محلها الشرعي‪.‬‬

‫‪ -3‬قوله عليه السالم‪" :‬ما أنهر الدم‪ ،‬وذكر اسم هللا عليه فُك ل"[‪ ،]165‬فإذا لم يفعل شيء من ذلك زال منها حظ التعبد[‪.]166‬‬

‫القول الثاني‪ :‬أَّنها تحل إذا ذبحت من القفا وتؤكل‪ ،‬قاله الشافعي([‪ ،)]167‬وابن حزم([‪ ،)]168‬واستدلوا بما يلي‪:‬‬

‫‪ -1‬أَّن المقصود ‪-‬وهو إنهار الدم‪ -‬قد حصل فيجزئ ذلك ويحل األكل منها[‪.]169‬‬

‫‪ -2‬أَّنه سبحانه وتعالى لم يحدد لعباده شيئًا يقيدهم فيه في هذا المجال‪ ،‬ولم يكن ليخفي علينا ‪-‬جل وعال‪ -‬أمرًا من أمور ديننا‪،‬‬
‫فال وجه ألي تحديد بال دليل[‪.]170‬‬

‫القول الثالث‪ :‬موضع الذكاة في الحيوانات المقدور عليها يكون في اللبة وما فوق ذلك إلى اللحيين‪ ،‬قاله أبو حنيفة([‪ .)]171‬وقد‬
‫ذكر القرطبي الخالف فيمن رفع يده قبل تمام الذكاة ثم رجع على الفور وأكملها على رأيين‪ ،‬األول‪ :‬أنه يجزئه‪ ،‬والثاني أنه‬
‫ال يجزئه‪ ،‬ثم رجع األول؛ وذلك ألَّن الذابح قد جرحها أوًال ثم ذكاها‪ ،‬وهي في حياتها مستجمعة فيها([‪.)]172‬‬

‫وقال ابن حزم في هذه المسألة بأن على الذابح أن يقطع البعض من هذه اآلراب فإن أسرع الموت إليهما كما يسرع من قطع‬
‫جميعها فأكلها حالل‪ ،‬فإن لم يسرع فليعد القطع وال يضره ذلك شيئًا[‪.]173‬‬

‫الرأي المختار‪ :‬إّن العلة في تحليل الحيوان المذبوح إنهار الدم‪ ،‬بصرف النظر عن جهة الذبح‪ ،‬فلم يثبت تحديد موضع الذكاة‬
‫في الحلق واللبة حصرًا‪ ،‬إن كان ذلك هو األصل والسنة لفعل رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪ ،‬أما ما روي عن أبي هريرة‬
‫فحديث ضعيف‪ .‬ولكن من السنة أن تكون الذكاة كما فعل عليه السالم ‪-‬في الحلق واللبة‪-‬؛ وذلك بأن يكون الذبح في الرقبة‬
‫وبقطع الودجين‪ ،‬وبشكل فوري ‪-‬دون انقطاع أو تردد‪ ،-‬ومن المكروه في الذبح التباطؤ لما فيه من تعذيب للذبيحة‪ ،‬وهللا‬
‫أعلم‪.‬‬

‫ثالثًا‪ :‬تخريج وتنقيح مناط (علة) وجوب التذكية وحكمة مشروعيتها‪:‬‬

‫باستقراء اآليات الكريمة وما ورد فيها من أوصاف فإَّننا نستنتج أَّن علة وجوب التذكية هي إنهار الدم‪ ،‬والحكمة من ذلك‬
‫إخراج الدم من جسم الحيوان‪ ،‬لما له من مضار ومفاسد لإلنسان؛ وذلك بدليل تحريم الميتة والدم عمومًا في اآلية السابقة‪،‬‬
‫وتحريم المنخنقة والموقوذة والمتردية والنطيحة أيضًا‪ ،‬وكلها تشترك باحتباس الدم فيها وعدم إنهاره إلى الخارج‪ ،‬وبدليل‬
‫الحديث الشريف السابق أيضًا والذي أوجب استعمال األدوات التي تنهر الدم‪ ،‬ولم يقبل البادح أو الضعيف من أدوات الذبح؛‬
‫ألنها ال تهرق الدم بقوة‪ ،‬وهللا أعلم‪.‬‬

‫المطلب الرابع‪ :‬حكم أكل المحرمات في حالة الضرورة‪:‬‬

‫وضحت اآلية السابقة حرمة األكل من هذه األصناف‪ ،‬ولكن أباحت تناولها في حالة الضرورة‪ ،‬لقوله تعالى‪َ( :‬فَمِن اْض ُطَّر‬
‫ِفي َم ْخ َم َصٍة َغْيَر ُم َتَج اِنٍف ِإِّل ْثٍم َفِإَّن َهّللا َغ ُفوٌر َّر ِح يٌم )[‪ :3‬المائدة]‪ .‬والضرورة بمعنى ضرر‪ ،‬والضر ضد النفع‪ ،‬والضر‬
‫الهزال وسوء الحال([‪ .)]174‬والضرورة الحاجة‪ ،‬تقول رجل ذو ضرورة أي حاجة‪ ،‬والضرورة اسم المصدر االضطرار أي‬
‫االحتياج إلى الشيء([‪.)]175‬‬

‫والضرورة اصطالحًا هي‪" :‬إذا فقدت لم تجر مصالح الدنيا على استقامة بل على فساد وتهارج وفوت حياة‪ ،‬وفي األخرى‬
‫فوت النجاة والنعيم‪ ،‬والرجوع بالخسران المبين"([‪.)]176‬‬

‫وعرفت أيضًا‪" :‬هي ما تضمن حفظ مقصود من المقاصد الخمسة التي اتفقت الملل على حفظها وهي النفس والدين العقل‬
‫والمال والنسب"[‪.]177‬‬
‫فإذا اضطر إلى أكل الطعام المحرم فإنه يحل له ذلك؛ وذلك للمحافظة على مقصد عظيم وهو حفظ النفس‪ ،‬وهذا باتفاق‬
‫العلماء[‪.]178‬‬

‫وأما بالنسبة لمقدار األكل التي يحق لإلنسان أن يأكلها‪ ،‬فقد اختلف فيها على قولين هما‪:‬‬

‫القول األول‪ :‬له أن يأكل ما يسد رمقه ويأمن معه الموت وليس له أن يشبع‪ ،‬وهو رأي أبي حنيفة([‪ ،)]179‬ورواية غير مشهورة‬
‫عند المالكية([‪ ،)]180‬والشافعية([‪ ،)]181‬والحنابلة([‪ ،)]182‬ويحرم باإلجماع([‪ )]183‬أن يأكل فوق الشبع([‪ ،)]184‬واستدل هؤالء بما يلي‪:‬‬

‫‪ -1‬قوله تعالى‪َ( :‬فَمِن اْض ُطَّر َغْيَر َباٍغ َو َال َعاٍد َفال ِإْثَم َع َلْيِه)[‪ :173‬البقرة]‪.‬‬

‫‪ -2‬قولـه عز من قائـل‪َ( :‬و َال ُتْلُقوْا ِبَأْيِد يُك ْم ِإَلى الَّتْهُلَك ِة)[‪ :195‬البقرة]‪.‬‬

‫وجه الداللة من اآليتين‪ :‬استثناء حالة االضطرار من حكم التحريم الذي دلت عليه آية تحريم الميتة‪ ،‬فإذا اندفعت الضرورة‪،‬‬
‫لم يحل األكل كحالة االبتداء([‪.)]185‬‬

‫‪ -3‬احتجوا بأَّن سبب هذه الرخصة هو الضرورة‪ ،‬ومتى ما زالت ارتفعت هذه الرخصة لزوال سببها([‪.)]186‬‬

‫القول الثاني‪ :‬للمضطر أن يأكل حتى يشبع ويتزود‪ ،‬وهو قول المالكية([‪ ،)]187‬ورواية عند الشافعية([‪.)]188‬‬

‫واستدلوا بأَّن الضرورة ترفع التحريم فيعود مباحًا‪ ،‬ومقدار الضرورة إنما هو حالة عدم القوت إلى حالة وجوده حتى يجد[‬
‫‪.]189‬‬

‫الرأي المختار‪ :‬وهللا أعلم أن المضطر له أن يأكل ما يسد رمقه وينقذه من الموت والهالك ال غير‪ ،‬وإن كان بحاجة لهذا‬
‫الطعام له أن يحمله ويأكل منه فيما بعد؛ وذلك ألَّن المحافظة على النفس مقصد شرعي ضروري‪.‬‬

‫المبحث الثال‬

‫األحكام الشرعية المتعلقة بالمطعومات الواردة في اآليتين الرابعة والخامسة من سورة المائدة‬

‫المطلب األول‪ :‬سبب النزول‪:‬‬

‫قال تعالى‪َ( :‬يْس َأُلوَنَك َم اَذ ا ُأِح َّل َلُهْم ُقْل ُأِح َّل َلُك ُم الَّطِّيَباُت َو َم ا َع َّلْم ُتم ِّم َن اْلَج َو اِر ِح ُم َك ِّلِبيَن ُتَع ِّلُم وَنُهَّن ِمَّم ا َع َّلَم ُك ُم ُهّللا َفُك ُلوْا ِمَّم ا‬
‫َأْمَس ْك َن َع َلْيُك ْم َو اْذ ُك ُروْا اْس َم ِهّللا َع َلْيِه َو اَّتُقوْا َهّللا ِإَّن َهّللا َس ِريُع اْلِح َس اِب)[‪ :4‬المائدة]‪.‬‬

‫ذكر في الجاللين سبب نزول هذه اآلية بقوله‪( :‬روي عن أبي رافع قال جاء جبريل إلى النبي صلى هللا عليه وسلم فاستأذن‬
‫عليه فأذن له فأبطأ فأخذ رداءه فخرج إليه وهو قائم بالباب‪ ،‬فقال قد أذنا لك قال‪ :‬أجل ولكنا ال ندخل بيتًا فيه صورة وال كلب‪،‬‬
‫فنظروا فإذا في بعض بيوتهم جرو فأمر أبا رافع ال تدع كلبًا بالمدينة إَّال قتله فأتاه ناس‪ ،‬فقالوا‪ :‬يا رسول هللا ماذا يحل لنا من‬
‫هذه األمة التي أمرت بقتلها‪ ،‬فنزلت‪َ( :‬يْس َأُلوَنَك َم اَذ ا ُأِح َّل َلُهْم ) اآلية‪ ،‬وقيل‪ :‬إن عدي بن حاتم وزيد بن المهلهل الطائيين سأال‬
‫رسول هللا صلى هللا عليه وسلم فقاال‪ :‬يا رسول هللا إنا قوم نصيد بالكالب والبزاة‪ ،‬وإن كالب آل ذريح تصيد البقر والحمير‬
‫والظباء‪ ،‬وقد حرم هللا الميتة فماذا يحل لنا منها فنزلت‪َ( :‬يْس َأُلوَنَك َم اَذ ا ُأِح َّل َلُهْم ُقْل ُأِح َّل َلُك ُم الَّطِّيَباُت ‪ )...‬اآلية)[‪.]190‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬األحكام الشرعية المتعلقة بالمطعومات الواردة في اآلية الرابعة من سورة المائدة‪:‬‬

‫بعد ما ذكر سبحانه وتعالى في اآلية السابقة ما حرمه من الخبائث الضارة لمن يتناولها في بدنه أو في دينه أو في كليهما‪،‬‬
‫استثنى ما استثناه في حالة الضرورة فقال بعدها تبارك وتعالى‪َ( :‬يْس َأُلوَنَك َم اَذ ا ُأِح َّل َلُهْم ُقْل ُأِح َّل َلُك ُم الَّطِّيَباُت )[‪ :4‬المائدة]‪،‬‬
‫وقد قيل في الطيبات إنها الذبائح الحالل الطيبة‪ ،‬وقيل إنها ما أحل من كل شيء أن يصيبوه وهو الحالل من الرزق[‪.]191‬‬

‫ورأى الجصاص أن اسم الطيبات يطلق على الحالل وعلى المستلذة؛ وذلك ألَّن ضد الطيب الخبيث وهو حرام‪ ،‬فالطيب إذًا‬
‫حالل[‪.]192‬‬
‫وقوله عز من قائل‪َ( :‬و َم ا َع َّلْم ُتم ِّم َن اْلَج َو اِر ِح ُم َك ِّلِبيَن )[‪ :4‬المائدة]‪ ،‬أي أحل لكم ما صدتموه بالجوارح وهي الكالب والفهود‬
‫والصقور وأشباهها‪ ،‬وهو مذهب الجمهور من الصحابة والتابعين واألئمة‪ .‬وسميت هذه الحيوانات التي يصطاد بها الجوارح‬
‫من الجرح وهو الكسب؛ ومثله قوله تعالى‪َ( :‬و َيْع َلُم َم ا َجَر ْح ُتم ِبالَّنَهاِر)[‪ :60‬األنعام]‪ ،‬أي ما كسبتم من خير وشر‪.‬‬

‫وقوله تعالى‪ُ( :‬تَع ِّلُم وَنُهَّن ِمَّم ا َع َّلَم ُك ُم ُهّللا) [‪ :4‬المائدة]‪ ،‬فقد أَّنث الضمير في قوله‪ُ( :‬تَع ِّلُم وَنُهَّن ) مراعاة للفظ "الجوارح"‪ ،‬فهو‬
‫جمع جارحة‪ ،‬وال خالف بين العلماء في اشتراط أمرين في تعليم الجوارح‪ ،‬األول‪ :‬أن يأتمر الحيوان إذا ُأمر‪ ،‬والثاني‪ :‬أن‬
‫ينزجر إذا زجر‪ ،‬فال خالف في هذين الشرطين في الكالب وال فيما هو في معناهما من سباع الوحوش[‪.]193‬‬

‫قوله‪َ( :‬فُك ُلوْا ِمَّم ا َأْمَس ْك َن َع َلْيُك ْم )[‪ :4‬المائدة] أجمع العلماء على أنه إذا كان الجارح معلمًا وأمسك على صاحبه‪ ،‬وكان قد ذكر‬
‫اسم هللا عليه عندما أرسله حَّل له الصيد‪ ،‬وقد وردت األحاديث المتعددة الروايات التي تدل على ذلك‪.‬‬

‫قوله‪َ( :‬و اْذ ُك ُروْا اْس َم ِهّللا َع َلْيِه)[‪ :4‬المائدة] أمر تبارك وتعالى المؤمنين بالتسمية‪ ،‬وقيل إنها عند إرسال الكلب على الصيد‪،‬‬
‫وقيل المراد بالتسمية هنا التسمية عند األكل‪ ،‬ومنه قوله صلى هللا عليه وسلم لعمر بن أبي سلمة‪" :‬يا غالم‪ ،‬سِّم هللا‪ ،‬وكل‬
‫بيمينك‪ ،‬وكل مما يليك"[‪ . ]194‬وروي عن حذيفة قوله صلى هللا عليه وسلم‪" :‬إن الشيطان ليستحل الطعام إَّال يذكر اسم هللا‬
‫عليه"‪ .‬فإذا نسي التسمية أول األكل فليسم آخره؛ أن رسول هللا صلى هللا عليه وسلم رأى رجًال يأكل ولم يسم هللا‪ ،‬إن‬
‫الشيطان يستحل الطعام أن ال يذكر اسم هللا عليه"[‪.]195‬‬

‫ومن أهم األحكام الشرعية المستفادة من هذه اآلية الكريمة ما يلي‪:‬‬

‫أوًال‪ :‬إباحة الطيبات‪:‬‬

‫وهي المعلومة في الشريعة والتي تستطيبهـا النفوس الكريمة‪ ،‬وال تضر المسلم ال في بدنه وال في دينه؛ وذلك بعكس الخبائث‬
‫التي أرشدت الشريعة السمحة إلى تحريمها لما فيها من ضرر على المسلم في دينه أو بدنه أو في كليهما معًا([‪.)]196‬‬

‫ثانيًا‪ :‬الجوارح التي يحل االصطياد بها‪:‬‬

‫ذهب جمهور العلماء من الحنفية([‪ ،)]197‬والمالكية([‪ ،)]198‬والشافعية([‪ ،)]199‬والحنابلة([‪ ،)]200‬والظاهرية([‪ )]201‬إلى إباحة أكل ما‬
‫صاد كل جارح معلم على العموم‪ ،‬سواء كان كلبًا أو من ذوي األنياب من السباع كاألسد والفهد‪ ،‬أو المخالب من الطير‬
‫كالبازي والصقر ونحوهما‪.‬‬

‫واستدلوا بعموم اآلية‪َ( :‬و َم ا َع َّلْم ُتم ِّم َن اْلَج َو اِر ِح) [‪ :4‬المائدة]‪ ،‬فهي تدل على شمول كل جارح في الحكم[‪.]202‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬األحكام الشرعية المتعلقة بالمطعومات الواردة في اآلية الخامسة من سورة المائدة‪:‬‬

‫أما اآلية الخامسة من سورة المائدة والتي يقول فيها سبحانه‪( :‬اْلَيْو َم ُأِح َّل َلُك ُم الَّطِّيَباُت َو َطَع اُم اَّلِذ يَن ُأوُتوْا اْلِكَتاَب ِح ٌّل َّلُك ْم‬
‫َو َطَع اُم ُك ْم ِح ُّل َّلُهْم َو اْلُم ْح َص َناُت ِم َن اْلُم ْؤ ِم َناِت َو اْلُم ْح َص َناُت ِم َن اَّلِذ يَن ُأوُتوْا اْلِكَتاَب ِم ن َقْبِلُك ْم ِإَذ ا آَتْيُتُم وُهَّن ُأُجوَر ُهَّن ُم ْح ِصِنيَن‬
‫َغْيَر ُمَس اِفِح يَن َو َال ُم َّتِخِذ ي َأْخ َداٍن َو َم ن َيْكُفْر ِباِإل يَم اِن َفَقْد َح ِبَط َع َم ُلُه َو ُهَو ِفي اآلِخَرِة ِم َن اْلَخ اِس ِر يَن )[‪ :5‬المائدة]‪.‬‬

‫ال خالف بين الفقهاء في أََّن غير الحيوانات من األطعمة العادية يحل أكلها حتى لو قدمها غير الكتابي؛ مثل البوذي‬
‫والهندوسي وما أشبه‪ ،‬مثال ذلك؛ الخضروات‪ ،‬والفواكه‪ ،‬والخبز‪ ،‬والكعك‪ ،‬ما لم تحتوي على شيء منهي عنه شرعًا[‪.]203‬‬

‫تأتي هذه اآلية الكريمة لتبين حكم أطعمة أهل الكتاب من الذبائح‪ ،‬فالمقصود بـ‪" :‬الطعام" فيها‪ :‬لحوم الذبائح تحديدًا‪ ،‬دون‬
‫غيرها اتفاقًا([‪ ، )]204‬ولكن حدث خالف بين العلماء في من هم أهل الكتاب هل هم اليهود والنصارى والمجوس؟ أم فقط هم‬
‫اليهود والنصارى؟ وذلك على قولين هما‪:‬‬

‫القول األول‪ :‬أهل الكتاب هم اليهود والنصارى قاله الفقهاء األربعة[‪ ،]205‬فطعام أهل الكتاب من اليهود والنصارى‬
‫وذبائحهم حالل لقوله تعالى‪َ( :‬و َطَع اُم اَّلِذ يَن ُأوُتوْا اْلِكَتاَب ِح ٌّل َّلُك ْم )[‪ :5‬المائدة]‪ ،‬وألكله عليه السالم من الشاة التي أهدتها إليه‬
‫اليهودية ولم يسأل عن ذبيحتها أهي ذبيحة مسلم أم يهودي؟‬
‫ودليل تحريم ذبائح المجوس حديث الرسول عليه السالم‪" :‬سنوا بهم سنة أهل الكتاب غير أكلي ذبائحهم‪ ،‬وناكحي نسائهم"[‬
‫‪.]206‬‬

‫القول الثاني‪ :‬أهل الكتاب هم اليهود والنصارى والمجوس قال بذلك ابن حزم[‪ ،]207‬فطعام هؤالء حل لنا‪ ،‬واستدل بقوله‬
‫تعالى‪َ( :‬و َطَع اُم اَّلِذ يَن ُأوُتوْا اْلِكَتاَب ِح ٌّل َّلُك ْم )[‪ :5‬المائدة]‪ ،‬فالمجوس يدخلون في ذلك‪ .‬الرأي المختار‪ :‬المجوس ليس لهم كتاب‬
‫سماوي لذا ال يدخلون في أهل الكتاب‪ ،‬فيقتصر أهل الكتاب على اليهود والنصارى‪ ،‬فطعامهم وذبائحهم حالل لنا باإلجماع‬
‫حتى وإن لم يذكر عليها اسم هللا ولم نعلم بذلك ولم نتيقن‪ .‬أما غيرهم من غير المسلمين فال تحل ذبائحهم‪.‬‬

‫واختلف من قال بحل ذبائح أهل الكتاب في حكمها إذا علم بأنه ذكر غير اسم هللا عليها‪:‬‬

‫القول األول‪ :‬يحرم أكلها‪ ،‬وهو قول أبي حنيفة‪ ،‬وأبي يوسف‪ ،‬ومحمد‪ ،‬وزفر ‪-‬من الحنفية‪ ،]208[-‬والحنابلة[‪،]209‬‬
‫والظاهرية[‪ ،]210‬واستدلوا لذلك‪ :‬بأنها مما أهل لغير هللا به باشتراط أن يذكر عليها اسم هللا‪.‬‬

‫القول الثاني‪ :‬يكره أكلها‪ ،‬وهو قول اإلمام مالك[‪.]211‬‬

‫القول الثالث‪ :‬يباح أكلها‪ ،‬وإن ذكر عليها غير اسم هللا كاسم المسيح عند النصارى وعزير عند اليهود‪ ،‬وهذه تباح إن لم‬
‫يعلمها المسلم‪ ،‬وهذا ما ذهب إليه الشافعية[‪ ،]212‬واستدلوا على ذلك بما يلي‪:‬‬

‫‪ - 1‬بأن اشتراط التسمية على غير وجه العبادة ال يعقل‪ ،‬وبما أنه ال تتصور من الكافر العبادة فوجود التسمية وعدمها منه‬
‫سواء‪.‬‬

‫‪ -2‬أَّن النصارى يذبحون على اسم المسيح‪ ،‬وقد أحل هللا تبارك وتعالى لنا ذبائحهم مطلقًا‪ ،‬فيدخل ذلك في الحكم‪.‬‬

‫‪ -3‬وقد ذكر ابن كثير وغيره اإلجماع على ِح ل أكل ذبائحهم إذا ذكر عليها غير اسم هللا‪ ،‬ولم نعلم بذلك ولم نتيقن[‪.]213‬‬

‫الرأي المختار‪ :‬اليقين ال يزول بالشك‪ ،‬واألصل براءة ذمة الكتابي فطعامه عمومًا جائز‪ ،‬والحكم في الشرع للحالة العامة‪،‬‬
‫فإَّن غلب على الظن التزام الكتابي بما مر من ضوابط في بلد معين جاز طعامه للمسلمين‪ ،‬وإن كانت الحالة الغالبة هي عدم‬
‫االلتزام بكل هذه الضوابط أو بعضها‪ ،‬فإَّنه ال يجوز تناول طعام أهل هذا البلد إَّال بعد التحري الدقيق‪ ،‬وللوصول إلى معرفة‬
‫الحالة العامة ال بد من إرسال لجان شرعية إلى أهم المسالخ في البلد المعين‪ ،‬بغية التثبت وتقصي الحقيقة‪.‬‬

‫الخالصة‪ :‬نستنتج مما سبق أنه يشترط في طعام أهل الكتاب في العصر الحديث ما يلي‪:‬‬

‫‪ .1‬أن يكون الذابح كتابيًا‪.‬‬

‫‪ .2‬أن تتحقق شروط الذكاة الشرعية وأهمها إنهار الدم‪.‬‬

‫‪ . 3‬أن ال يكون في طعامه ما نص على تحريمه كالدم ولحم الخنزير أو شحمه أو اإلهالل لغير هللا عند الذبح‪.‬‬

‫وعليه فإن ذبائح األقوام الملحدين الموجودين في العصر الحديث مَّم ن يرفع لواء الالدينية كالشيوعية‪ ،‬والتي تنادي بفكرة ال‬
‫إله والحياة مادة‪ ،‬فلحومهم محرمة ألنها ذبحت بأيدي غير أهل الكتاب‪ ،‬وهللا أعلم‪.‬‬

‫وكذلك ال تحل ذبائح أهل الطوائف التي تخالف اإلسالم كالزنادقة‪ ،‬والدروز[‪ ،]214‬والبهائية وعباد الشيطان وغيرهم‪.‬‬

‫المبحث الرابع‬

‫تطبيقات معاصرة ألحكام األطعمة الواردة في هذه اآليات الكريمة من سورة المائدة‬

‫المطلب األول‪ :‬المستجدات الفقهية المتعلقة بطريقة قتل الحيوانات مأكولة اللحم‪:‬‬
‫شاعت طرق جديدة لقتل الحيوانات المباح أكلها في العصر الحديث‪ ،‬وتختلف أحكام هذه الطرق بحسب مدى موافقتها‬
‫ألحكام التذكية وعدمها‪ ،‬ويأتي توضيح ذلك فيما يأتي‪:‬‬

‫أوًال‪ :‬الصعق الكهربائي‪:‬‬

‫وتتمثل هذه العملية بتعريض الحيوان إلى جرعة شديدة من التيار الكهربائي تودي بحياته‪ ،‬وهي على هذا الوصف أشبه‬
‫بالمنخنقة التي خنقت فماتت وانحبس فيها دمها‪ ،‬فعلة التحريم متحققة في هذه الحالة بوضوح‪ .‬فالصعق الكهربائي يؤدي إلى‬
‫توقف الدورة الدموية وموت الحيوان دون أن ينزل دمه‪ ،‬وهو مجمع للفضالت والخبائث‪ ،‬فيبقى في لحم الشاة بما فيه من‬
‫مضار‪ ،‬والطريقة الشرعية لتذكية الحيوان هي "ما أنهر الدم"[‪ ]215‬كما يقول عليه السالم‪ ،‬لذا يحرم أكل هذا النوع من‬
‫الحيوانات؛ ألَّن العلة في التحريم عدم إنهار الدم الذي يحمل الفضالت الموجودة في الجسم‪ ،‬وهذا ال يحدث في الصعق‬
‫الكهربائي‪ ،‬فيكون كالمخنوق‪.‬‬

‫ولكن ينبغي التنويه على أَّن من طرق تذكية البقر والحيوانات الكبيرة تعريضها لصعقة كهربائية منخفضة بحيث أنها ال‬
‫تهلك منها مباشرة بل تفقد توازنها فيسهل ذبحها (وتسمى بطريقة التدويخ)[‪ ،]216‬وهذه الحالة دون شك تختلف عن سابقتها‬
‫حيث أَّن الصعقة فيها ليست السبب في موت الحيوان بل الذبح‪ ،‬فيجوز شرعًا القيام بهذه العملية‪ ،‬شريطة أن تكون حياة‬
‫الحيوان ال تزال مستقرة حتى تتحقق العلة الشرعية للذكاة وهي إنهار الدم‪ ،‬وهذا قياس على االستثناء الوارد في اآلية‬
‫الكريمة بشأن ما ذكي من الحيوانات التي شارفت على الهالك وأدركت قبل وقوعه بالذكاة‪ ،‬قال تعالى‪ِ( :‬إَّال َم ا َذَّك ْيُتْم )[‪:3‬‬
‫المائدة]‪ .‬ولكن طرق التدويخ المختلفة غير مأمونة وقد تؤدي إلى سكتة قلبية تميت الحيوان قبل تذكيته‪ ،‬ولها تأثير على زيادة‬
‫وتبكير بداية التعفن في لحم الحيوان بعد الذبح؛ ولذلك فإَّنها تكره لهذه األسباب[‪.]217‬‬

‫ثانيًا‪ :‬الطعن في القلب‪:‬‬

‫استجدت طريقة حديثة لتذكية الحيوانات‪ ،‬وهي قتلها بطعنها في القلب‪ ،‬وال شك أن هذه الطريقة تخالف سنة المصطفى صلى‬
‫هللا عليه وسلم‪ ،‬التي ترشد إلى الذبح أو النحر من اللبة ‪-‬للحيوانات الكبيرة كاإلبل‪ ،-‬ولكن مراجعة النصوص الشرعية في‬
‫كتاب هللا تثبت أن الحكم هنا يدور على وجوب إنهار الدم وعدم حبسه في جسم الحيوان‪ ،‬وهي علة التذكية؛ الواجبة شرعًا‬
‫لحل أكل لحم الحيوان المباح‪ ،‬أما ما ورد في السنة الشريفة فال يدل بالضرورة على اشتراط قطع األوداج كما اشترط معظم‬
‫الفقهاء‪ ،‬بل يدل أيضًا على وجوب إنهار الدم‪ ،‬ودليل ذلك جواز الصيد دون تذكية‪ ،‬إذا ما خرق جسم الحيوان وأنهر دمه‬
‫بذلك‪ ،‬كما أَّن النحر أيضًا يدل على ذلك‪ ،‬لعدم قطع األوداج فيه‪ ،‬فيكتفى فيه بطعن الحيوان في اللبة أسفل الرقبة‪ ،‬وهي مظنة‬
‫إنهار الدم‪ .‬ولكن تكره هذه الطريقة للتذكية لما فيها من مخالفة للسنة‪ ،‬وتزداد الكراهة إذا ما اتبعت في بالد المسلمين‪ ،‬لما في‬
‫ترك السنة من خطر على المسلم وسلوكه‪.‬‬

‫ثالثًا‪ :‬قطع الرقبة كاملة بآلة أوتوماتيكية ونحوها‪:‬‬

‫تستعمل هذه الطريقة في بلدان عديدة لتذكية الحيوانات والطيور كالدجاج‪ ،‬وتخريجًا على ما مَّر تقريره سابقًا من أَّن علة‬
‫التذكية هي إنهار الدم‪ ،‬وليس قطع األوداج أو الحلقوم أو المريء‪ ،‬فإن هذه الطريقة تجوز شرعًا لتذكية الحيوانات‪ ،‬بشرط‬
‫أن يكون سبب موت الحيوان هو إنهار الدم الناتج عن عملية قطع الرقبة‪ ،‬وليس الخنق في حال التأخر في القطع بحيث يقطع‬
‫الحبل العصبي في العمود الشوكي فتتوقف الدورة الدموية قبل تمام الذبح‪ ،‬أما إذا كان القطع سريعًا وكامًال‪ ،‬فإَّن الدم سوف‬
‫ينهر بقوة‪ ،‬سواًء كان القطع من مقدمة الرقبة‪ ،‬أو من مؤخرتها‪ ،‬وبذلك تحل الذبيحة‪ ،‬والسبب في كراهة هذا النوع هو ما‬
‫سبق ذكره ‪-‬في النوع السابق‪ -‬من مخالفة للسنة الشريفة في طريقة التذكية([‪.)]218‬‬

‫رابعًا‪ :‬الخنق‪:‬‬

‫ال خالف بين الفقهاء في حرمة خنق الحيوان مأكول اللحم؛ وذلك لورود النص على حرمتها‪ ،‬قال تعالى‪ُ( :‬حِّر َم ْت َع َلْيُك ُم‬
‫اْلَم ْيَتُة َو اْلَّد ُم َو َلْح ُم اْلِخ ْنِز يِر َو َم ا ُأِهَّل ِلَغْيِر ِهّللا ِبِه َو اْلُم ْنَخ ِنَقُة َو اْلَم ْو ُقوَذُة َو اْلُم َتَر ِّد َيُة َو الَّنِط يَح ُة)[‪ :3‬المائدة]‪ .‬ومن ثـَّم فإَّن اللحوم‬
‫التـي مصدرها القتل بالخنق والذي اعتادته وتقبلته بعض الثقافات غير اإلسالمية في بعض البلـدان هي لحوم محرمة ال‬
‫يجوز للمسلم أكلها‪ ،‬ال في ديار المسلمين‪ ،‬وال في غيرها‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬حكم اللحوم المستوردة من البالد األجنبية‪:‬‬


‫رغم ما ورد في كتب الفقهاء المتقدمين من توسع في الحديث عن الذكاة الشرعية وشروط المذكي‪ ،‬والصيد في حالة إذا لم‬
‫يكن الصيد مقدورًا عليه‪ ،‬وغيرها‪ ،‬إَّال أنهم لم يبحثوا حكم اللحوم المستوردة من خارج ديار اإلسالم؛ ألَّن هذا األمر لم يكن‬
‫معروفًا في زمانهم ونحن اآلن في وقتنا يهمنا هذا األمر؛ ألَّن هنالك ما يحرم علينا من هذه المطعومات كالميتة‪ ،‬أو ما أهل‬
‫به لغير هللا عز وجل‪ .‬لذا إن كانت لحوم الحيوانات التي تستورد من البالد األجنبية لحومًا محرمًة‪ ،‬فإَّنه ال يحل تناولها أبدًا‬
‫كالخنزير مثًال؛ ألَّن العلة في التحريم موجودة‪ ،‬فال تباح إن قدمها لنا الغير[‪.]219‬‬

‫ولقد ذهب المودودي وعبد هللا بن حميد رئيس مجلس القضاء األعلى السعودي إلى أَّن ذبائح غير المسلمين الموجودة في‬
‫الغرب ال تحل؛ ألنهم ال يراعون الطريقة السليمة في الذبح([‪.)]220‬‬

‫وذهب الشيخ محمد رشيد رضا إلى أن ذبائحهم ‪ -‬أي الغرب‪ -‬مباحة؛ ألَّن العلة في التذكية إزهاق لروح الحيوان دون‬
‫تعذيبه‪ ،‬وتجوز بأية وسيلة تؤدي إلى ذلك‪ ،‬ولو بالقتل الكهربائي دون إنهار‪ ،‬كما أن الحكمة من إباحة طعام أهل الكتاب‬
‫مجاملتهم ومحاسنتهم دون النظر إلى طريقة ذبحهم فالمسألة ليست تعبدية([‪.)]221‬‬

‫وال نسلم بالقول األخير؛ وذلك ألَّن الصعق الكهربائي ما هو إَّال وسيلة لخنق الحيوان‪ ،‬لما فيه من إيقاف للقلب ومنع النتقال‬
‫األكسجين إلى جسمه‪ ،‬والمنخنقة يحرم أكله‪ ،‬كما مَّر فيما سبق‪.‬‬

‫ولقد صدر عن لجنة األزهر[‪ ]222‬فتوتان تتعلقان بالحيوانات المستوردة‪ ،‬وذهبت الفتوى األولى إلى أن اللحوم المستوردة‬
‫من بالد أهل الكتاب حالل أكلها ما لم يعلم أنها محرمة كما لو علم أنهم ذكروا اسمًا غير اسم هللا‪ ،‬أو ذبحت بغير الذكاة‬
‫الشرعية‪ ،‬أو أنها لحم خنزير وغير ذلك‪ .‬أما الفتوى الثانية أن اللحوم المستوردة من بالد أهل الكتاب حالل ما لم نتحقق من‬
‫أنها من المحرم لذاته‪ ،‬كأن تكون لحم خنزير‪.‬‬

‫والذي نراه أن على الدول المسلمة المستوردة لهذه اللحوم أن تتأكد من مشروعية هذه اللحوم‪ ،‬ومن كون هذه الحيوانات‬
‫مشروعة أصًال‪ ،‬وكونها ذبحت على الطريقة اإلسالمية؛ ألَّن هنالك وسائل للذبح ال تقرها الشريعة اإلسالمية‪ ،‬كطريقة‬
‫الصعق الكهربائي‪ ،‬والخنق باستخدام غاز ثاني أكسيد الكربون (‪ ،)CO2‬وهذه يحرم أكل لحمها اتفاقًا[‪ .]223‬كذلك قد‬
‫يضرب الحيوان المأكول على رأسه فيموت بذلك‪ ،‬وهذا النوع ال يباح أكله؛ ألَّنه وقيذ يأخذ حكم والموقوذة الوارد تحريمها‬
‫في اآلية الثالثة من سورة المائدة‪.‬‬

‫لذا فالميتة محرمة إذ الميت يجمد دمه ويسود‪ ،‬ولهذا حرم هللا الميتة‪ ،‬الحتقان الرطوبات فيها([‪ .)]224‬أما بالنسبة إلى الكبد‬
‫والطحال عند الفقهاء([‪ ،)]225‬فيباح أكلهما لحديث الرسول صلى هللا عليه وسلم‪" :‬أحلت لنا ميتتان ودمان‪ ،‬فأما الميتتان‬
‫فالسمك والجراد‪ ،‬وأما الدمان فالكبد والطحال"([‪.)]226‬‬

‫وعالوة على ما سبق‪ ،‬فإننا نرى أنه من األفضل استيراد الحيوانات حية وذبحها في ديار اإلسالم‪ ،‬أو إرسال بعض المسلمين‬
‫لمسالخ الدول المصدرة للحوم المجمدة لديارنا‪ ،‬للقيام بعملية الذبح في البلد المصدر قبل إرسالها لبالد المسلمين؛ وذلك بعد‬
‫التفاهم مع الجهات األجنبية على أهمية ذلك بالنسبة للمسلمين‪ .‬وعلى الدول اإلسالمية أن تهتم بهذا الموضوع وذلك من خالل‬
‫عمل لجان فرعية في وزارات التموين‪ ،‬أو األوقاف تولي هذا األمر حقه من الرعاية واالهتمام([‪.)]227‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬المستجدات الفقهية المتعلقة باألطعمة المعلبة وأطعمة (الكوشر) (‪:)Kosher‬‬

‫أوًال‪ :‬حكم التعليب شرعًا‪:‬‬

‫تقوم عملية التعليب على حفظ المواد الغذائية وتعبئتها في علب خاصة‪ ،‬وتستعمل لعملية الحفظ مواد حافظة تختلف في‬
‫أنواعها ومكوناتها‪ ،‬ومن أبرز ما تتكون منه المواد التي تستعمل لحفظ اللحوم؛ نترات الصوديوم‪ ،‬وبعض المحاليل الملحية‪،‬‬
‫والتي تستخدم لملء العبوة بحيث تمنع وجود الهواء فيها‪ ،‬وهذا من شأنه حفظ الغذاء بصورة أفضل‪ ،‬لما في ذلك من منع‬
‫لنشاط (الميكروبات)[‪ . ]228‬وهنالك طريقة أخرى لفظ اللحوم وهي طريق التدخين أو التبخير‪ ،‬وهي قيد الدراسة إذ يشتبه‬
‫تأثيرها على صحة اإلنسان[‪.]229‬‬

‫ومن المعلوم أن هللا أحل لنا الطيبات‪ ،‬وحرم علينا الخبائث‪ ،‬في قوله تعالى‪َ( :‬يْس َأُلوَنَك َم اَذ ا ُأِح َّل َلُهْم ُقْل ُأِح َّل َلُك ُم الَّطِّيَباُت )[‪:4‬‬
‫المائدة]‪ .‬وأنه يباح من األطعمة ما ال يضر بصحة اإلنسان ويحرم ما يضر بها‪ ،‬فإذا كانت المواد الحافظة من األمالح‬
‫النافعة لإلنسان فإنه يجوز استعمالها‪ ،‬وتناولها مع الغذاء‪ ،‬أما إذا ثبت ضررها على الجسم وتسبيبها لبعض األمراض‪،‬‬
‫فيحرم هنا تناول المعلبات التي تحتوي عليها‪ ،‬وأما ما يشتبه بوجود ضرر فيه على صحة اإلنسان‪ ،‬كاستعمال التدخين ‪-‬‬
‫مثًال‪ -‬فيكره أكله تجنبًا للشبهة‪ ،‬وانطالقًأ من القاعدة الفقهية الضرر يزال[‪.]230‬‬

‫ثانيًا‪ :‬األنفحة المستخدمة في المأكوالت (األجبان) المعلبة‪:‬‬

‫وهي نوع من الخمائر التي تستخدم لتحويل الحليب إلى جبن‪ ،‬وهي جائزة إن كانت من حيوان طاهر في الحياة غير محرم‪،‬‬
‫ولو كان الحيوان المأخوذ منه ميتًا؛ وذلك لعدم ورود نص بحرمتها‪ ،‬ولعدم اضرارها باإلنسان وصحته[‪.]231‬‬

‫ثالثًا‪ :‬حكم الخمائر والجالتين المتخذة من الخنزير‪:‬‬

‫مما ال شك فيه أن الخنزير نجس العين‪ ،‬ولحمه وشحمه وما يستخرج منه كله محرم‪ .‬فإذا ما احتوت األطعمة المعاصرة على‬
‫شيء من ذلك في مكوناتها‪ ،‬فإنه يحرم تناولها مطلقًا‪.‬‬

‫أما إذا كان العنصر المستخلص من الخنزير مَّم ا تستحيل ماهيته بعملية كيمائية بحيث تنقلب حقيقته تمامًا‪ ،‬تغير حكمه بذلك‪،‬‬
‫وزالت حرمته ونجاسته‪ ،‬وإن لم تنقلب حقيقته بقي على حرمته ونجاسته؛ ألَّن انقالب الحقيقة مؤثر في زوال الطهارة‬
‫والحرمة[‪ ، ]232‬كذلك الحكم في الصابون ومعجون األسنان المستعمل فيهما الخنزيـر وقد استحالت كيماويًا المواد‬
‫المأخـوذة من الخنزير‪ ،‬فيباح الصابون والمعجون[‪.]233‬‬

‫رابعًا‪ :‬حكم األخـذ بمقتضى وصف المحتويـات (‪ )The Ingredients‬المكتوب على المعلبات‪:‬‬

‫من األمور المالزمة للتعليب وصف المحتوى الغذائي للمعلب ويكون مكتوبًا على غالفه‪ ،‬وتقوم دوائر رسمية متخصصة‬
‫بتدقيق ومراقبة المواصفات حسب معايير صحية وغذائية‪ .‬وهنا يبرز سؤاالن هامان؛ هل األصل التصديق أم التكذيب؟ وهل‬
‫يختلف ذلك بين المنتج الذي مصدره العالم اإلسالمي‪ ،‬والمنتج الذي مصدره غير إسالمي؟‬

‫األصل براءة ذمة اإلنسان عمومًا[‪ ،]234‬ومن ثَّم تصديقه فيما يقول إذا كان موثوقًا ومزكى‪ ،‬أما إذا كان مَّم ن عرف‬
‫بالتكذيب‪ ،‬أو غلب على الظن عدم صدقه‪ ،‬لمخالفته في العقيدة‪ ،‬أو لضعف في دينه‪ ،‬أو غير ذلك‪ ،‬فإَّنه ال يصدق إَّال بدليل‬
‫واضح‪ .‬فاألصل في محتويات األطعمة المعلبة ومواصفاتها أن تكون مطابقة للواقع‪ ،‬ومعرضة للمراقبة والتدقيق‪ ،‬فاألصل‬
‫إذًا تصديقها واألخذ بمقتضاها‪ ،‬خاصة ما كان من إنتاج الدول اإلسالمية‪ ،‬أما بالنسبة للمعلبات ذات المصدر األجنبي‪ ،‬فإنه‬
‫يجب أن تكون خاضعة للرقابة من حيث محتوياتها ومدى موافقتها ألحكام الشريعة اإلسالمية‪ ،‬وإن كان األصل تصديق‬
‫الوصف المدون عليها لما تتمتع به معظم الدول المصدرة للمعلبات والسلع الغذائية من مصداقية ودقة؛ ألنها تسعى دائمًا‬
‫لكسب الثقة واالحترام من قبل المستهلكين‪.‬‬

‫خامسًا‪ :‬حكم اللحوم المعلبة‪:‬‬

‫للحوم المعلبة عدة أنواع يختلف باختالفها الحكم الشرعي‪ ،‬منها ما يلي‪:‬‬

‫‪ -1‬حكم اللحوم الحيوانية المعلبة‪:‬‬

‫توجد عدة أنواع من اللحوم الحيوانية المعلبة مثل (المرتديال) (‪ ،)Mortadella‬و(الهوتدوجز) (‪ ،)Hotdogs‬ويرى بعض‬
‫العلماء المعاصرين أن‪" :‬هذا النوع من اللحم يحتوي على لحم خنزير‪ ،‬أو شحمه لذا يحرم أكله وبيعه وشراؤه تحريمًا‬
‫قطعيًا"([‪ .)]235‬والصحيح أَّن اللحم المكون للمرتديال يكون من أنواع مختلفة من اللحوم؛ كالبقر([‪ ،)]236‬والدجاج‪ ،‬والحبش‪،‬‬
‫وكذلك األمر بالنسبة للهوتدوجز‪ ،‬فما دام اللحم المستخدم في صنعها لحمًا مباحًا؛ فإَّن أكل هذا النوع من األطعمة المعاصرة‬
‫يكون حالًال شرعًا‪ ،‬وإن كانت المرتديال مكونة من حيوانات محرمة كالخنزير‪ ،‬والكلب‪ ،‬أو كانت من الحيوانات المباحة‬
‫ولكنها لم تذَّك ذكاة شرعية؛ فخنقت‪ ،‬أو ضربت حتى الموت‪ ،‬أو صعقت‪ ،‬فإنها تحرم شرعًُا‪ ،‬لما بينا فيما سبق‪ .‬ولهذا يجب‬
‫أن ينظر إلى الدولة المصدرة لهذا النوع من األطعمة‪ ،‬فإن كانت دولة غربية ال تذكي الحيوان بل تصعقه أو تضربه حتى‬
‫الموت‪ ،‬أو تسممه بغاز معين‪ ،‬فيحرم األكل أصًال‪ ،‬حتى لو كانت دولة كتابية‪ ،‬وإذا كانت الدولة المصدرة لهذه اللحوم دولة‬
‫ال دينية؛ كالدول الشيوعية فإنه يحرم ما تصدره من اللحوم المصنعة؛ كالمرتديال‪ ،‬والهوتدوجز‪ ،‬إَّال إذا كان فيها مسلمون‬
‫يذكون الحيوانات لغايات التصدير للدول اإلسالمية‪ ،‬ووجدت رقابة وثقة بمطابقة هذه اللحوم للشروط الشرعية‪.‬‬
‫وال بد أن نذكر أن اللحوم المصنعة قد تؤدي إلى ضرر بالصحة‪ ،‬إذ وجد العلماء أن الذين يستهلكون اللحوم المصنعة مثل‬
‫السجق[‪ ،]237‬و(السالمي)[‪ ،]238‬و(المرتديال)‪ ،‬وغيرها لخمس مرات أو أكثر أسبوعيًا يكونون أكثر الناس عرضة‬
‫لإلصابة بسكري النوع الثاني بنسبة ‪ .]239[%46‬ولهذا فإَّنه يكره اإلفراط في تناولها‪ ،‬ويباح القليل منها‪ ،‬وهللا أعلم‪.‬‬

‫‪ -2‬حكم األسماك والكائنات البحرية المعلبة (‪:)Sea Food Cans‬‬

‫توجد العديد من المعلبات التي تحتوي على مكونات من لحوم الحيونات البحرية‪ ،‬ومن أشهرها ما يلي‪:‬‬

‫‌أ‪ .‬الطون (‪ :)Tuna‬وهو من المعلبات الشهيرة التي تحتوي على لحم سمك‪.‬‬

‫‌ب‪ .‬السردين (‪ :)Sardine‬وهو نوع من السمك الصغير يعلب كما هو‪ ،‬دون تغيير‪.‬‬

‫‌ج‪ .‬الجنبري (‪ :)Shrimps‬وهو من الحيوانات البحرية غير األسماك‪.‬‬

‫وهذه المعلبات مباحة شرعًا؛ ألنها من البحر وال يخالطها أي شيء محظور‪ ،‬وهي داخلة تحت اإلباحة الوارد في قوله‬
‫تعالى‪َ( :‬يْس َأُلوَنَك َم اَذ ا ُأِح َّل َلُهْم ُقْل ُأِح َّل َلُك ُم الَّطِّيَباُت )[‪ :4‬المائدة]‪.‬‬

‫سادسًا‪ :‬حكم الحلويات المعلبة والمستوردة‪:‬‬

‫‌أ‪ .‬الشوكوالتة (‪ :)Chocolate‬نوع من الحلويات كثيـرة الرواج في هذا العصر‪ ،‬وتتكـون بشكل رئيسي من كاكاو‪ ،‬وحليب‪،‬‬
‫ودهن‪ ،‬وقد تحوي نكهة معينة أو بعض المكسرات[‪.]240‬‬

‫‌ب‪ .‬الكعكـات (‪ :)Cakes‬ومكوناتها الرئيسيـة هي الطحين‪ ،‬والبيض‪ ،‬والحليب‪ ،‬والدهن‪ ،‬والسكر‪ ،‬وقد تحتوي على بعض‬
‫النكهات‪.‬‬

‫‌ج‪ .‬البوظة (‪ :)Ice cream‬وتتكون من الحليب‪ ،‬والقشطة‪ ،‬والدهن‪.‬‬

‫وجميع هذه األنواع من الحلويات مباحة على العموم؛ ألَّن مكوناتها المذكورة مباحة‪ ،‬أما الدهن المستعمل فهو نباتي غالبًا‪،‬‬
‫الزبدة التي تستعمل فيها تكون من الحليب البقري‪ .‬أما إذا احتوت هذه الحلويات دهنًا حيوانيًا وكان من الخنزير خصوصًا‪،‬‬
‫فإَّنها تحرم شرعًا‪ ،‬وهذا االحتمال وارد وممكن في بعض منتجات الدول غير اإلسالمية‪ ،‬ولهذا فعلى المسلم أن يحذر من‬
‫ذلك‪ ،‬ويتفحص ما يتناوله من هذه المنتجات‪.‬‬

‫سابعًا‪ :‬حكم أطعمة (الكوشر) (‪:)Kosher‬‬

‫شاع في الغرب استعمال مصطلح (الكوشر) للداللة على الطعام المطابق للمواصفات المطلوبة في الشريعة اليهودية‪ ،‬ومن‬
‫ميزات هذا الطعام عدم احتوائه على لحم الخنزير‪ ،‬وال شحمه‪ ،‬وال أي شيء من مشتقاته‪ ،‬كما أن اللحوم الموصوفة به؛‬
‫كلحوم البقر‪ ،‬والخاروف‪ ،‬والدجاج‪ ،‬مذبوحة ومذكاة حسب الطريقة اليهودية‪ ،‬وهي مطابقة للذكاة الشرعَّية اإلسالمية‪،‬‬
‫وعالوة على ذلك فإن الجالتين الموصوف (بالكوشر)‪ ،‬والمستعمل في بعض الحلويات (كالجلو)‪ ،‬يتكون من مكونات نباتية‪،‬‬
‫وليس فيه شيء من الخنزير‪ ،‬كما يمكن أن يكون في المنتجات الغربية‪.‬‬

‫وبناًء على ما تقدم‪ ،‬فإَّن األصل في حكم هذه األطعمة هو اإلباحة؛ وذلك لقوله تعالى‪َ( :‬و َطَع اُم اَّلِذ يَن ُأوُتوْا اْلِكَتاَب ِح ٌّل َّلُك ْم )[‬
‫‪ : 5‬المائدة]‪ ،‬وبعدم وجود ما ينافي الشرع فيها من إخالل بشروط الذكاة‪ ،‬أو استعمال لحم الخنزير‪ ،‬أو شحمه‪ ،‬أو غير ذلك‬
‫مَّم ا حرم في شرعنا الحنيف‪.‬‬

‫ولكن هذه اإلباحة ليست على إطالقها‪ ،‬فقد أثبتت الدراسات الحديثة أَّن طعام (الكوشر) يستعمل كأداة اقتصادية لمصلحة‬
‫اليهود‪ ،‬يجنون من ورائها ماليين الدوالرات‪ ،‬فهم يتقاضون على العالمة التجارية الموسومة ب (الكوشر) رسومًا باهظة؛‬
‫ولذلك فإَّنه يحرم للمسلم شراء هذه المنتجات دون حاجة حقيقية‪ ،‬لما فيها من استغالل وإعانة لمن يعادي المسلمين من هؤالء‬
‫الكتابيين([‪.)]241‬‬

‫المطلب الرابع‪ :‬المستجدات الفقهية المتعلقة باألطعمة التي تقدمها المطاعم المعاصرة‪:‬‬
‫أوًال‪ :‬حكم األطعمة النباتية (‪:)Vegetarian Food‬‬

‫من األطعمة الحديثة التي شاعت ‪ -‬في الغرب خصوصًا‪ -‬ما يسمى (بالطعام النباتي)‪ ،)Vegetarian Food( :‬وتوصف به‬
‫بعض المنتجات الغذائية فيكتب عليها عبارة‪( :‬صالح للنباتيين)‪ ،)Suitable for vegetarians( :‬والتي تعني كون هذا‬
‫الطعام ال يحتوي أي منتجات حيوانية‪ ،‬من لحم أو شحم‪ ،‬وهو مكون من الخضراوات ال غير‪ ،‬وقد أصبح هذا النوع من‬
‫الطعام عالميًا‪ ،‬تقدمه معظم المطاعم على موائدها تلبية لطلب العديد من الناس الذين ال يأكلون إَّال النباتات‪ ،‬أو يتحفظون من‬
‫أكل اللحوم لسبب ما‪.‬‬

‫ومَّم ا ال شك فيه أَّن هذه األطعمة غير مخالفة للشرع؛ ألنها من الطيبات التي تستسيغها األنفس السليمة وال ضرر فيها‪ ،‬قال‬
‫تعالى‪َ( :‬يْس َأُلوَنَك َم اَذ ا ُأِح َّل َلُهْم ُقْل ُأِح َّل َلُك ُم الَّطِّيَباُت )[‪ :4‬المائدة]‪ ،‬ففي هذه األطعمة مندوحة وَس عة للمسلمين في البالد غير‬
‫اإلسالمية لالستعاضة عَّم ا حرمه الشرع من الطعام‪ ،‬بتناول ما ال حرمة فيه وال شبهة‪ ،‬خاصة في حالة تعذر وجود طعام‬
‫حالل في تلك البالد‪.‬‬

‫ثانيًا‪ :‬حكم األطعمة التي تقدمها مطاعم (البيتزا) (‪:)Pizza Restaurant‬‬

‫تكثر المطاعم المختصة بتقديم وجبة (البيتزا) في بالد المسلمين وخارجها‪ ،‬كما تقدم هذه الوجبة في العديد من المطاعم ذات‬
‫الطبيعة المتعددة ‪-‬من حيث الوجبات المقدمة‪ .-‬وتتكون هذه الوجبة من‪ :‬الجبن‪ ،‬والخبز أو ‪ -‬العجين‪ ،-‬وبعض الخضروات‪،‬‬
‫وصلصة البندورة‪ ،‬ويضاف إليها أحيانًا المرتديال‪ ،‬أو شيء من اللحوم ‪ -‬بمختلف أنواعها‪.)]242[(-‬‬

‫وعلى هذا فإَّن لهذه الوجبة نوعين رئيسيين؛ نوعًا نباتيًا محضًا‪ ،‬ونوعيًا فيه لحم حيواني‪ .‬أما األول فمباح اتفاقُا‪ ،‬لعدم وجود‬
‫محظور فيه‪ ،‬أو ما فيه شبهة‪ ،‬وأما الثاني‪ ،‬فيشترط لجوازه تحقق الشروط الشرعية سابقة الذكر في اللحم المضاف إليه‪ ،‬فال‬
‫يحل ما أضيف إليه لحم أو مرتديال خنزير‪ ،‬أو لحم حيوان غير مذكى مثًال‪.‬‬

‫ثالثًا‪ :‬حكم األطعمة التي تقدمها المطاعم البحرية (‪:)Sea Food Restaurant‬‬

‫مَّر سابقًا أَّن طعام البحر‪ ،‬وصيده‪ ،‬وميتته كلها حالل‪ ،‬لقوله تعالى‪ُ( :‬أِح َّل َلُك ْم َص ْيُد اْلَبْح ِر َو َطَع اُم ُه َم َتاًعا َّلُك ْم َو ِللَّسَّياَر ِة)[‪:96‬‬
‫المائدة]‪ .‬ولذلك فإَّن األصل في الطعام الذي تقدمه المطاعم البحرية في مختلف الدول هو الحل‪ ،‬إَّال إذا دخل في هذه‬
‫المأكوالت ما يحظره الشرع‪.‬‬

‫رابعًا‪ :‬حكم األطعمة التي تقدمها المطاعم العالمية (‪ )International Restaurants‬في البالد اإلسالمية‪:‬‬

‫استجد في اآلونة األخيرة وجود مطاعم ذات عالمات تجارية دولية موحدة‪ ،‬ولها فروع في معظم دول العالم‪ ،‬وتتبع جميعها‬
‫نفس المصدر ‪-‬وهو مصدر غربي غالبًا‪ -‬من حيث المواصفات والمقاييس المعتمدة في إعداد وجبات الطعام‪ ،‬وفي ضمان‬
‫جودته‪ ،‬مثل مطاعم‪ ،)Chilli House( ،)Applebees( ،)Burgerking( ،)Hardees( ،)McDonalds( :‬وغيرها‪،‬‬
‫والتي أصبحت شائعة في البالد العربية أيضًا‪ ،‬وهي من مظاهر العولمة البارزة‪ ،‬وتقدم هذه المطاعم وجبات سريعة مختلفة‪،‬‬
‫مثل ما يسمى بـ‪( :‬الهامبرغر) (‪ ،)]243[()Hamburger‬وغيرها‪ ،‬وهنا يثار سؤال مهم حول مدى مشروعية ما تقدمه هذه‬
‫المطاعم من أطعمة مختلفة‪ .‬وهل يجب السؤال عن مصدر ونوع اللحوم واألطعمة التي تقدمها هذه المطاعم في بالد‬
‫المسلمين؟ وعن طريقة طبخها في حالة وجود أطعمة محللة وأخرى محرمة في نفس المطعم؟‬

‫يدور حكم اإلباحة مع توفر الشروط الشرعية المقررة لحل األطعمة في شرعنا الحنيف أو عدمها‪ .‬وهذا األمر يعود إلى‬
‫طبيعة البلد أو الشركة المزودة باللحوم لفروع هذه المطاعم‪ ،‬وإلى نوع اللحوم التي تقدم فيها ومدى مطابقتها للشرع‪ .‬ومن‬
‫المالحظ أَّن فروع هذه المطاعم الموجودة في الدول اإلسالمية تلتزم غالبًا باألحكام الشرعية في األطعمة‪ ،‬فهي ال تقدم لحوم‬
‫الخنزير ومشتقاته‪ ،‬وال الخمور غالبًا‪ ،‬كما أَّنها تأخذ لحومها من مصادر محلية غالبًا‪ ،‬أو من مراكز تلتزم بالذبح على‬
‫الطريقة الشرعية في إحدى الدول اإلسالمية المجاورة‪ .‬وبما أَّن المسلم ال يستطيع تحديد مصدرها ابتداًء حيث أَّنه من‬
‫المحتمل عقًال أن يكون مصدر اللحوم المقدمة في هذه المطاعم ال يلتزم بالشروط الشرعية‪ ،‬فعلى هذا فإَّنه يجب على المسلم‬
‫أن يسأل عن طبيعة هذه األطعمة ومصدرها للمرة األولى على األقل‪ ،‬فقد شرع هللا لنا سؤال أهل االختصاص حتى ولو كانو‬
‫من غير المسلمين كما ‪-‬ذكر المفسرون([‪ )]244‬فيما يقتضيه قوله تعالى‪" :‬فاسألوا أهل الذكر إن كنتم ال تعلمون" [سورة النحل‪:‬‬
‫‪ .]43‬فإن تبَِّين من السؤال أَّنها موافقة للشرع في ذلك جاز له األكل منها‪ ،‬وإن كانت مخالفة بأن كانت تخل بشرط شرعي‪،‬‬
‫فال تحل له‪ .‬وإن كانت مستوردة من الخارج فينطبق عليها ما مَّر آنفًا من أحكام اللحوم المستوردة‪ ،‬واألفضل التورع منها‬
‫واالمتناع عن تناولها في هذه الحالة‪ ،‬إَّال إذا تأكد أو غلب على الظن انطباق الشروط الشرعية فيها ‪-‬والمتعلقة بطعام أهل‬
‫الكتاب‪ ،‬وغيرها‪.-‬‬

‫وإذا ما ثبت لنا لزوم السؤال عن طبيعة الطعام الذي تقدمه هذه المطاعم فإَّنه يتبادر للذهن بعض األسئلة‪ ،‬وهي‪ :‬هل األصل‬
‫تصديق من ُيسأل من موظفي المطاعم أم ال؟ وهل يختلف هذا الحكم بين كون المسؤول مسلمًا أو غير مسلم‪ ،‬وبين أن يكون‬
‫السؤال في ديار اإلسالم أو في غيرها؟‬

‫والجواب على ذلك هو أَّن األصل هو تصديق الموظف المسؤول؛ ألَّن األصل براءة ذمة اإلنسان عمومًا[‪- ]245‬كما مَّر‪-‬؛‬
‫وذلك سواًء كان مسلمًا أو غير مسلم‪ ،‬وسواًء كان ذلك في بالد اإلسالم أو خارجها‪ ،‬إَّال أنه على المسلم أن يجتهد بقلبه وحسه‬
‫في مدى صدق من يسأل‪ ،‬فإن غلب على ظنه صدق الشخص المسؤول‪ ،‬فيجوز له األكل من ذلك الطعام‪ ،‬وإَّال فإنه ال يجوز‬
‫له تناوله‪ ،‬فإن ظهر كذبه الحقًا‪ ،‬فاإلثم عليه ال على السائل‪.‬‬

‫خامسًا‪ :‬حكم األطعمة التي تقدمها المطاعم في الدول غير اإلسالمية‪:‬‬

‫يمكن تقسيم حاالت التعامل مع هذه المطاعم إلى قسمين بحسب الحاالت والمالبسات؛ وذلك كاآلتي‪:‬‬

‫‪ -1‬أن تكون الحالة العامة للطعام ‪ -‬اللحوم خصوصًا‪ -‬معلومة في البلد غير اإلسالمي‪:‬‬

‫فلو كانت الحالة العامة في البلد غير اإلسالمي االلتزام بقواعد الشرع وأحكامه في األطعمة من كون الذابح من أهل الكتاب‪،‬‬
‫وكون الذبيحة مَّم ا يحل أكله وذكي وفقًا لما قرره الشرع من انهار الدم‪ ،‬أو كانت بلدًا كتابية في غالبية سكانها‪ ،‬وعموم‬
‫نظامها‪ ،‬فإَّن الطعام هذا يأخذ حكم طعام أهل الكتاب وهو اإلباحة‪ ،‬فيجوز للمسلم استصحاب هذا األصل[‪ ،]246‬واعتبار ما‬
‫تقدمه المطاعم المختلفة من لحوم غير الخنزير مباحة له‪ ،‬على أَّنها من طعام أهل الكتاب‪ ،‬فالحكم يدور مع الحالة العامة في‬
‫البلد؛ وذلك أخذًا بعموم قوله تعالى‪َ( :‬و َطَع اُم اَّلِذ يَن ُأوُتوْا اْلِكَتاَب ِح ٌّل َّلُك ْم )[‪ :5‬المائدة]‪ ،‬وعموم قوله عز من قائل‪َ( :‬يا َأُّيَها‬
‫اَّلِذ يَن آَم ُنوْا َال ُتَح ِّر ُم وْا َطِّيَباِت َم ا َأَح َّل ُهّللا َلُك ْم َو َال َتْعَتُدوْا ِإَّن َهّللا َال ُيِح ُّب اْلُم ْعَتِد يَن * َو ُك ُلوْا ِمَّم ا َر َز َقُك ُم ُهّللا َح َالًال َطِّيًبا َو اَّتُقوْا‬
‫َهّللا اَّلِذَي َأنُتم ِبِه ُم ْؤ ِم ُنوَن )[‪ :88-87‬المائدة]‪ ،‬وألَّن األصل بقاء ما كان على ما كان حتى يأتي دليل يغير أو يبدل[‪ ،]247‬وال‬
‫يجب على المسلم في هذه الحال السؤال عن هذه األطعمة بالتفصيل‪ ،‬إَّال ما يؤكد له عدم وجود لحم خنزير فيها‪.‬‬

‫أما إذا كان األصل عكس ذلك ‪ -‬بأن كانت الحالة العامة تقوم على مخالفة الشروط الشرعية‪ ،-‬فإَّنه ال يحل للمسلم أكل شيء‬
‫من هذه األطعمة حتى يتأكد من تحقق الشروط الشرعية فيها‪ ،‬وعلى هذا فإَّنه يجب على المسلم في الدول غير اإلسالمية‬
‫التي يغلب على الظن عدم التزامها بمقتضى القواعد الشرعية في األطعمة السؤال والتحري عن مصدر اللحوم‪ ،‬وطريقة‬
‫ذبحها‪ ،‬وتحقق بقية الشروط الشرعية فيها‪ ،‬أخذًا بالقاعدة الفقهية "اليقين ال يزول بالشك"[‪ .]248‬فإن باَن له‪ ،‬أو غلب على‬
‫ظنه حرمتها ‪ -‬وهو الغالب في معظم المطاعم في الدول غير اإلسالمية‪ ،-‬فإَّن له أن يستعيض عنها بالوجبات واألطعمة‬
‫النباتية الِص رفة‪ ،‬واألطعمة البحرية‪ ،‬شريطة إَّال تكون مطبوخة بآنية أو بزيت استخدم في طهي أطعمة محرمة شرعًا‪.‬‬

‫الخالصة‪ :‬يعتمد الحكم الشرعي لما تقدمه المطاعم الحديثة في العصر الحديث على عدة أمور‪ ،‬بحسب ما ورد في النصوص‬
‫الشرعية المختلفة الواردة في األطعمة المحللة والمحرمة‪ ،‬فيجوز اتفاقًا الطعام النباتي والبحري‪ ،‬ويشترط لحل الطعام الذي‬
‫فيه لحم حيواني ما يلي‪:‬‬

‫‌أ‪ .‬أن ال يكون لحم خنزير وال يدخله شيء من مكوناته؛ كشحمه‪.‬‬

‫‌ب‪ .‬أن يكون لحم حيوان أو سمك مَّم ا يباح أكله‪.‬‬

‫‌ج‪ .‬أن يكون مذكى بإنهار دمه‪ ،‬وأن يكون الذي ذكاه مسلمًا‪ ،‬أو كتابيًا‪.‬‬

‫‌د‪ .‬أن ال يذكر غير اسم هللا عليه‪.‬‬

‫‍ه‪ .‬أن ال يطبخ الطعام بزيت اختلط فيه لحم الخنزير‪ ،‬أو شحمه‪ ،‬أو طعام غير حالل مطلقًا؛ وذلك ألَّن شحم ودم هذا الحيوان‬
‫يذوب في الزيت‪ ،‬وتنتقل أجزاء منه إلى الطعام الحالل فيجتمع الحالل والحرام‪ ،‬ومن المقرر فقهيًا أََّنه‪( :‬إذا اجتمع الحالل‬
‫والحرام غلب جانب الحرام)[‪.]249‬‬
‫‌و‪ .‬أن ال يكون الطعام طبخ بآنية يطبخ فيها الخنزير‪ ،‬أو ما حرم في شرعنا دون تنظيف وتعقيم كاٍف ‪.‬‬

‫ولكن يستثنى من الحكم السابق من اضطر لتناول طعام غير حالل أو لم يثبت حله له لشبهة ما؛ وذلك في حالة الضرورة‪ ،‬أو‬
‫الحاجة الماسة؛ ألَّن "الضرورات تبيح المحظورات"‪ ،‬قال السيوطي ممثًال لهذه القاعدة الفقهية‪" :‬والطعام في دار الحرب‬
‫يؤخذ على سبيل الحاجة؛ ألَّنه أبيح للضرورة‪ ،‬فإذا وصل عمران اإلسالم امتنع‪ ،‬وَم ن معه بقية ردها"([‪)]250‬؛ وذلك لما مَّر‬
‫آنفًا من مقتضى قوله جل وعال‪َ( :‬فَمِن اْض ُطَّر ِفي َم ْخ َم َصٍة َغْيَر ُم َتَج اِنٍف ِِّإل ْثٍم َفِإَّن َهّللا َغ ُفوٌر َّر ِح يٌم )[‪ :3‬المائدة]‪ ،‬وقوله تعالى‪:‬‬
‫(َفَمِن اْض ُطَّر َغْيَر َباٍغ َو َال َعاٍد َفال ِإْثَم َع َلْيِه ِإَّن َهّللا َغ ُفوٌر َّر ِح يٌم )[‪ :173‬البقرة]‪.‬‬

‫‪ -2‬حكم األطعمة في حالة الجهالة بالحالة العامة أو في حالة كونها مجهولة المصدر أو مجهولة المكونات‪:‬‬

‫تقدم أَّن الحالة العامة لألطعمة في البلد هي المرجع لحكم أكلها للمسلم‪ ،‬ولكن تتعذر معرفة هذه الحالة الغالبة في بعض‬
‫األحوال‪ ،‬وفي هذه الحال فإَّن على المسلم أن يجتهد ويتحرى في ذلك بحسب علمه وحسه‪ ،‬فيتجنب ما لم يطمئن إليه قلبه فهو‬
‫من قبيل اإلثم‪ ،‬لقوله صلى هللا عليه وسلم‪" :‬البر حسن الخلق‪ ،‬واإلثم ما حاك في صدرك‪ ،‬وكرهت أن يطلع عليه الناس"[‬
‫‪ ،]251‬فإن ترجح له أَّن األغلب الحل لكونه طعام أهل كتاب في الغالب‪ ،‬جاز له أكله مع الكراهة‪ ،‬وإَّال فإَّنه يحرم عليه‬
‫األكل منه‪ ،‬واألفضل التورع منه خروجًا من الشبهة‪.‬‬

‫المطلب الخامس‪ :‬تطبيقات معاصرة للصيد‪:‬‬

‫أوًال‪ :‬الصيد بالبنادق النارية‪:‬‬

‫شاع في العصر الحديث استعمال بنادق نارية لصيد الحيوانات البرية‪ ،‬تعتمد على إطالق قذائف وطلقات من الرصاص ذات‬
‫أحجام وأشكال مختلفة حسب نوع الحيوان المنوي صيده‪ ،‬وتخريجًا على ما ورد في الحديث الشريف من أحكام الصيد‪ ،‬فإَّن‬
‫هذا النوع من الصيد جائز شرعًا‪ ،‬إذا أصابت الطلقة الحيوان إصابة تخرق جسمه‪ ،‬وتنهر دمه‪ ،‬وهذا هو االحتمال الغالب‬
‫في حالة استعمال هذه البنادق لما تتصف به من قوة قذف‪ .‬فقد روي عن رسول هللا عليه الصالة وسالم‪( :‬إذا رميت‬
‫بالِم ْع َر اض وذكرت اسم هللا فأصاب فخرق فُك ل‪ ،‬وإن أصاب بعرضه فال تأكل)([‪ ،)]252‬وهذا نص في بيان اشتراط إنهار دم‬
‫الصيد بالجرح لحل أكله‪.‬‬

‫ثانيًا‪ :‬الصيد ببنادق ضغط الهواء‪:‬‬

‫ومَّم ا استجد أيضًا استعمال بنادق تقذف رصاصًا مدفوعًا بضغط الهواء؛ وذلك لصيد بعض أنواع الطيور من مسافة قريبة‪،‬‬
‫ويفضل بعض هواة الصيد هذا النوع من البنادق للصيد لما فيها من سالمة وسهولة استعمال ومواءمة لطبيعة العديد من‬
‫الطيور‪ .‬ويعتمد الحكم الشرعي لهذا النوع من الصيد على طبيعة إصابة الحيوان أو الطير؛ فإن جرحته الرصاصة‬
‫واخترقت جسمه بحيث نزف دمه من اإلصابة‪ ،‬فإَّنه يجوز أكله‪ ،‬أما إذا لم يكن الجرح مؤثرًا فمات من قوة الضربة فهذا‬
‫موقوذ ال يحل أكله‪ ،‬إَّال إذا أدرك بحياة مستقرة كرمشة عين‪ ،‬أو حركة جناح‪ ،‬أو ذيل‪ ،‬فُذ كي الذكاة الشرعية بشروطها‪ ،‬فإَّنه‬
‫يجوز أكله عندئذ‪.‬‬

‫ويالحظ في هذه البنادق ضعف قذيفتها‪ ،‬فيحرم استعمالها الصطياد الحيوانات الكبيرة‪ ،‬أو ذات الجلد المتين‪ ،‬لما في ذلك من‬
‫ُم ثَلة وتعذيب‪ ،‬ولما فيه من شبهة من حيث كونه ال يخرق الحيوان فيجعله يموت وقذًا‪ ،‬فال يجوز أكله شرعا عندئذ‪ ،‬ويكون‬
‫قتله صبرًا بدون فائدة‪ ،‬وهذا محرم يقينًا‪ .‬فقد روي عن ابن عمر أنه كان يقول بالمقتولة بالبندقة‪( :‬تلك الموقوذة)‪ ،‬ذكره‬
‫الجصاص‪ ،‬واحتج أيضًا بما روي عن النبي صلى هللا عليه وسلم أنه نهى عن الَخ ْذ ف‪ ،‬أو كان يكره الَخ ذف‪ ،‬وقال‪( :‬إَّنه ال‬
‫يصاد به صيد وال ُُينكُأ به عدو‪ ،‬ولكنها قد تكِس ُر السن‪ ،‬وتفقأ العين)[‪ ،]253‬وبحديث عدي بن حاتم‪ ،‬أنه قال للرسول صلى‬
‫هللا عليه وسلم‪ :‬يا رسول هللا أرمي بالِم ْع َر اض فأصيب أفآكل؟ فقال صلى هللا عليه وسلم‪( :‬إذا رميت بالِم ْع َر اض وذكرت اسم‬
‫هللا فأصاب فخرق فُك ل‪ ،‬وإن أصاب بعرضه فال تأكل)[‪ .]254‬وفي رواية أخرى عن عدي بن حاتم أنه قال‪ :‬سألت رسول‬
‫هللا صلى هللا عليه وسلم عن صيد المعراض‪ ،‬فقال‪( :‬ما أصاب بحِّده فَخرق َفُك ل‪ ،‬وما أصاب بعرضه فَقَتل فإنه وقيٌذ فال‬
‫تأكل)؛ وعقب الجصاص[‪ ]255‬على هذه األدلة بقوله‪( :‬فجعل ما أصاب بعرضه من غير جراحة موقوذة وإن لم يكن‬
‫مقدورًا على ذكاته‪ ،‬وفي ذلك دليل على أن شرط ذكاة الصيد الجراحة وإسالة الدم وإن لم يكن مقدورًا على ذبحه واستيفاء‬
‫شروط الذكاة فيه)‪ ،‬هذا وهللا أعلم‪.‬‬

‫الخاتمـة‬
‫أظهرت الدراسة السابقة مدى عظمة وسماحة الشريعة اإلسالمية الحنيفة‪ ،‬وما تختص به من شمول ودقة وواقعية‪ ،‬من خالل‬
‫ما شرعته من أحكام لألطعمة‪ ،‬اتسمت بالمحافظة على حياة اإلنسان وصحته‪ ،‬والتخفيف عنه‪ ،‬والرأفة به‪ ،‬وهي أيضًا توثق‬
‫صلته ببارئه في كل األمور حتى فيما يتعلق بطعامه‪ ،‬فجعلت من هذا الموضوع أمرًا تعبديًا‪ ،‬ال بد من مراعاة رضا الخالق‬
‫جلت قدرته فيه‪ ،‬وقد توصلت هذه الدراسة إلى جملة من النتائج في هذا البحث‪ ،‬يأتي ذكر أهمها فيما يلي‪:‬‬

‫‪ .1‬حل بهيمة األنعام وهي األزواج الثمانية ‪-‬من اإلبل والبقر والضأن والمعز‪ -‬إَّال ما استثناه تبارك وتعالى منها‪ .‬أما مناط‬
‫إباحة الطعام غير المسكوت عن حكمه في الشرع؛ فكونه طيبًا ال يضر جسم اإلنسان‪ ،‬والمرجع في ذلك الطب ال العرف‪،‬‬
‫فإذا ثبت من ناحية علمية وطبية عدم وجود ضرر من أكله فال بأس به‪ ،‬وإال فال يصح ذلك‪.‬‬

‫‪ . 2‬حرمة لحم الخنزير وشحمه وشعره وكل توابعه‪ ،‬باإلضافة إلى حرمة ما استثناه تعالى مما حلله من بهيمة األنعام؛ من‬
‫الميتة والدم وما أهل لغير هللا به والمنخنقة والموقوذة والمتردية والنطيحة وما أكل السبع وما ذبح على النصب‪ ،‬إَّال ما أدرك‬
‫من ذلك بالذكاة وفيه رمق حياة وتحريم االستقسام باألزالم‪.‬‬

‫‪ .3‬هنالك عدة مناطات لحرمة األطعمة واللحوم وردت في هذه اآلية‪ ،‬يدور معها حكم التحريم وجودًا وعدمًا‪ ،‬يجب أخذها‬
‫بعين االعتبار عند االجتهاد في أحكام المستجدات الفقهية في مجال األطعمة واللحوم المعاصرة‪:‬‬

‫‌أ‪ .‬حبس الدم في الحيوان المأكول وعدم إنهار دمه؛ وذلك بصرف النظر عن طريقة موته‪.‬‬

‫‌ب‪ .‬الشرك باهلل عند الذبح؛ قوًال أو قصدًا أو فعًال‪.‬‬

‫‌ج‪ .‬قتل الحيوان افتراسًا من حيوان آخر‪.‬‬

‫‪ . 4‬وردت أمور غير معلولة في اآلية الكريمة الثالثة من سورة المائدة يجب اجتنابها وهي حرمة لحم الخنزير وجميع توابع‬
‫هذا الحيوان‪ ،‬وحرمة الدم‪.‬‬

‫‪ . 5‬كل ما حرم في هذه السورة المباركة إنما حظر لمقصد شرعي جليل وهو حفظ النفس‪ ،‬فحكمة التشريع تتجلى بصورة‬
‫بهية فريدة في هذه اآليات التي أباحت لنا ما ينفع من الطيبات‪ ،‬وحرمت علينا ما يضر من الخبائث‪.‬‬

‫‪ . 6‬علة وجوب التذكية هي إنهار الدم بقطع الودجين‪ ،‬والحكمة من ذلك إخراج الدم من جسم الحيوان؛ وذلك لما له من‬
‫مضار ومفاسد لإلنسان‬

‫‪ . 7‬إباحة ما حرم من األطعمة واألشربة في حالة االضطرار وخشية الموت بشرط عدم ابتغاء أكلها وعدم الرغبة فيه أصًال‪،‬‬
‫وبشرط عدم األكل منها بما يزيد عن سد الحاجة الضرورية‪ ،‬وتتجلى مقاصد التشريع الحنيف في هذه اإلباحة بأعظم حال‬
‫فهي ترسخ حفظ الضروريات‪ ،‬وبخاصة حفظ النفس البشرية‪.‬‬

‫‪ .8‬حل الطيبات وحرمة الخبائث‪ ،‬وحل الصيد بالكالب وسباع البهائم والطير إذا علمت وأرسلت من صاحبها المسلم وذكر‬
‫اسم هللا عليها عند إرسالها‪.‬‬

‫‪ . 9‬حل ذبائح أهل الكتاب ‪ -‬اليهود والنصارى‪ -‬دون المجوس‪ ،‬إذا لم يعلم أنهم ذكروا غير اسم هللا عليها أو قتلوها بغير‬
‫الطريقة الشرعية عندنا ‪-‬بأن يكونوا خنقوها أو وقذوها أو غير ذلك مما حرم في شرعنا‪ ،-‬وينطبق هذا على اللحوم‬
‫المستوردة من بالد الكفار إلى بالد المسلمين في عصرنا هذا‪.‬‬

‫‪.10‬يجوز استخدام األنفحة في األطعمة لعدم مخالفتها لنص شرعي وعدم ضرها‪.‬‬

‫‪.11‬يحرم استعمال الخمائر والجالتين المستخرجة من الخنزير‪.‬‬

‫‪.12‬يجوز تعليب األطعمة شرعًا‪ ،‬واستعمال المواد الحافظة غير المضرة بالصحة‪ ،‬ولكن يجب االنتباه لوصف مكونات‬
‫األطعمة المعلبة المختلفة خاصة المستوردة منها‪ ،‬والتأكد من عدم وجود ما يخالف الشرع فيها‪.‬‬
‫‪. 13‬يعتمد الحكم الشرعي لما تقدمه المطاعم الحديثة على مدى تحقق الشروط الشرعية في الطعام الذي تقدمه‪ ،‬فيجوز أكل‬
‫الطعام النباتي والبحري‪ ،‬ويشترط لحل الطعام الذي فيه لحم حيواني توفر الشروط الشرعية فيه‪.‬‬

‫‪.14‬ما يسمى بالطعام النباتي والذي شاع وجوده في المطاعم والمعلبات الغربية جائز شرعًا؛ ألَّنه من الطيبات‪ ،‬ولعدم‬
‫احتوائه على ما يخالف الشرع‪.‬‬

‫‪.15‬ال يجب على المسلم السؤال عن مصدر وطبيعة تذكية الحيوان إذا كانت الحالة العامة في البلد الذي يقدم فيه تقتضي حل‬
‫الطعام لكونه بلدًا يلتزم بأحكام اإلسالم أو بأحكام طعام أهل الكتاب المباح شرعًا‪ ،‬أما إذا كانت الحالة العامة العكس فال‬
‫يجوز أكله إَّال بعد السؤال عنه والوقوف على طبيعته‪ .‬وإذا جهل اإلنسان الحالة العامة فعليه أن يجتهد‪ ،‬واألولى أن يتورع‬
‫عن اللحوم بالذات‪ ،‬وله أن يستعيض عنها بما اتفق على حله كاألطعمة النباتية‪ ،‬والبحرية‪.‬‬

‫‪.16‬يحل للمسلم أكل طعام (الكوشر) ألَّنه من طعام أهل الكتاب‪ ،‬ولكن يكره له ذلك سدًا لذريعة االستغالل‪ ،‬حيث أنه يستخدم‬
‫أداة اقتصادية استغاللية في التجارة المعاصرة خاصة في الغرب‪.‬‬

‫‪. 17‬يدور حكم الصيد بالبنادق المعاصرة مع إصابة الصيد بجرح مدمي وعدمه‪ ،‬فما أصيب بجرح فمات به حل‪ ،‬وما أصيب‬
‫بطلقة غير جارحة فمات وقذًا حرم أكله‪.‬‬

‫التوصيات‪:‬‬

‫في نهاية هذا البحث‪ ،‬والذي نسأل هللا عز وجل أن يجعله في ميزان أعمالنا‪ ،‬نوصي بما يأتي‪:‬‬

‫‪ . 1‬االهتمام باللحوم المستوردة من خارج بالد المسلمين‪ ،‬وتشكيل لجان خاصة للتأكد من مطابقتها للشروط الشرعية السابقة‬
‫كلها‪.‬‬

‫‪ .2‬استيراد الحيوانات مأكولة اللحم حية وذبحها في بالد المسلمين خروجًا من إشكاالت كثيرة‪ ،‬أو إرسال جزارين مسلمين‬
‫ليذبحوها قبل تصديرها إلى بالد المسلمين‪.‬‬

‫‪ . 3‬التأكد من مصدر اللحوم المعلبة‪ ،‬والمرتديال‪ ،‬وتشديد الرقابة عليها من الناحية الشرعية والطبية‪ ،‬وتفعيل دور دوائر‬
‫المواصفات والمقاييس في تحديد جودة المعلبات‪ ،‬ومدى وجود ضرر من بعض المواد الحافظة‪ ،‬باإلضافة إلى ضرورة‬
‫تفعيل الرقابة الشرعية من قبل دور اإلفتاء الشرعية في البالد اإلسالمية‪ ،‬ووزارات الشؤون اإلسالمية‪ ،‬ووجوب تدخلها في‬
‫التدقيق على األطعمة المحللة والمحرمة التي تدخل بكثرة إلى بالد المسلمين والتأكد من انطباق الشروط الشرعية عليها‬
‫ليجوز أكله‪ ،‬وذلك في ضوء الصور المستجدة العديدة‪.‬‬

‫‪ . 4‬نشر الوعي بين المسلمين بما يتعلق بأحكام األطعمة المحللة والمحرمة في ضوء المستجدات المعاصرة‪ ،‬خاصة المقيمين‬
‫في البالد غير اإلسالمية‪.‬‬

‫وآخر دعوانا أن الحمد هلل رب العالمين‬

‫(*) منشور في "المجلة األردنية في الدراسات اإلسالمية"‪ ،‬المجلد (‪ ،)5‬العدد (‪/3‬أ)‪ ،‬شوال ‪1430‬هـ‪ /‬تشرين أول‬
‫‪2009‬م‪.‬‬

‫الهوامش‪:‬‬
‫([‪َ )]1‬س ْر ح المدينة‪ ،‬السرح شجر عظيم طويل‪ ،‬الواحدة سرحة‪ .‬انظر‪ :‬الواحدي النيسابوري‪ ،‬أسباب النزول‪ ،‬تحقيق‪ :‬د‪.‬‬
‫السيد الجميلي‪ ،‬بيروت‪ ،‬دار الكتاب العرب‪‍1405 ،‬ه‪1985/‬م‪( ،‬ط‪ ،)1‬ص‪.154‬‬

‫([‪ )]2‬الواحدي‪ ،‬أسباب النزول‪ ،‬ص‪.155-154‬‬

‫([‪ )]3‬القرطبي‪ ،‬اإلمام أبو عبد هللا محمد بن أحمد األنصاري المالكي (ت ‪‍671‬ه)‪ ،‬الجامع ألحكام القرآن‪ ،‬بيروت‪ ،‬مؤسسة‬
‫المناهل‪ ،‬دمشق‪ ،‬مكتبة الغزالي‪ ،‬ج‪ ،6‬ص‪.30‬‬

‫([‪ )]4‬محمد علي الصابوني‪ ،‬صفوة التفاسير‪ ،‬بيروت‪ ،‬طبعة دار الفكر‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪.324‬‬

‫([‪ )]5‬القرطبي‪ ،‬الجامع ألحكام القرآن‪ ،‬ج‪ ،6‬ص‪.34‬‬

‫([‪ )]6‬الشوكاني‪ ،‬محمد بن علي بن محمد (ت ‪‍1255‬ه)‪ ،‬فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير‪،‬‬
‫ضبطه وصححه أحمد عبد السالم‪ ،‬بيروت‪ ،‬دار الكتب العلمية‪‍1415 ،‬ه‪1994/‬م‪( ،‬ط‪ ،)1‬ج‪ ،2‬ص‪.5‬‬

‫([‪ )] 7‬ابن العربي‪ ،‬اإلمام أبو بكر محمد بن عبد هللا‪ ،‬أحكام القرآن‪ ،‬تحقيق‪ :‬محمد علي البجاوي‪ ،‬بيروت‪ ،‬دار المعرفة‪،‬‬
‫‪‍1407‬ه‪1987/‬م‪( ،‬ط‪ ،)1‬ج‪ ،2‬ص‪.539‬‬

‫([‪ )] 8‬عماد الدين بن محمد الطبري الكيا الهراسي‪ ،‬أحكام القرآن‪ ،‬بيروت‪ ،‬المكتبة العلمية‪‍1403 ،‬ه‪1983/‬م‪( ،‬ط‪ ،)1‬ج‪،3‬‬
‫ص‪.11‬‬

‫([‪ )]9‬الكاساني‪ ،‬اإلمام عالء الدين أبو بكر بن مسعود (ت ‪‍587‬ه)‪ ،‬بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع‪ ،‬ج‪ ،5‬ص ‪ .37‬الشيخ‬
‫عبد الباقي الزرقاني (ت ‪1099‬ه)‪ ،‬شرح الزرقاني على مختصر سيدي خليل‪ ،‬بيروت‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪ .26‬اإلمام أبو‬
‫الوليد محمد بن أحمد رشد (الحفيد) القرطبي (ت ‪‍595‬ه)‪ ،‬بداية المجتهد ونهاية المقتصد‪ ،‬بيروت‪ ،‬دار المعرفة‪‍1405 ،‬ه‪/‬‬
‫‪1985‬م‪( ،‬ط‪ ،)7‬ج‪ ،1‬ص‪ .444‬الشربيني‪ ،‬مغني المحتاج‪ ،‬ج‪ ،4‬ص‪ ،377‬الحصني‪ ،‬أبو بكر بن محمد الحسيني‪ ،‬كفاية‬
‫األخيار‪ ،‬حققه علي عبد الحميد أبو الخير ومحمد وهبي سليمان‪ ،‬بيروت‪ ،‬دار الخير‪‍1417 ،‬ه‪1996/‬م‪( ،‬ط‪ )1‬ص‪.624‬‬
‫الشيخ منصور بن يونس بن إدريس البهوتي (ت ‪‍1051‬ه)‪ ،‬كشاف القناع عن متن اإلقناع‪ ،‬بيروت‪ ،‬دار الفكر‪‍1402 ،‬ه‪/‬‬
‫‪1982‬م‪( ،‬ط‪ ،)1‬ج‪ ،6‬ص‪ .193-192‬الطبري‪ ،‬اإلمام محمد بن جرير بن يزيد بن خالد (‪‍310-224‬ه)‪ ،‬جامع البيان عن‬
‫تأويل آي القرآن‪ ،‬بيروت‪ ،‬دار الفكر‪‍1405 ،‬ه‪1985/‬م‪ ،‬ج‪ ،6‬ص‪ .51‬وانظر أيضًا‪ :‬الزحيلي‪ ،‬د‪ .‬وهبة‪ ،‬الفقه اإلسالمي‬
‫وأدلته‪ ،‬دمشق‪ ،‬دار الفكر‪‍1409 ،‬ه‪1989/‬م‪( ،‬ط‪ ،)3‬ج‪ ،3‬ص‪.509‬‬

‫([‪ )]10‬السيوطي‪ ،‬اإلمام عبد الرحمن بن الكمال جالل الدين (ت ‪‍911‬ه)‪ ،‬الدر المنثور‪ ،‬بيروت‪ ،‬دار الفكر‪1993 ،‬م‪ ،‬ج‪،5‬‬
‫ص‪ .154‬القرطبي‪ ،‬الجامع ألحكام القرآن‪ ،‬ج‪ ،6‬ص‪ .34‬وانظر‪ :‬محمد علي السايس‪ ،‬تفسير آيات األحكام‪ ،‬القاهرة‪ ،‬طبعة‬
‫األزهر‪،‬‬
‫ج‪ ،2‬ص‪.156‬‬

‫([‪ )]11‬عبد الرزاق بن همام الصنعاني (‪‍211-126‬ه)‪ ،‬تفسير الصنعاني‪ ،‬تحقيق‪ :‬مصطفى مسلم محمد‪ ،‬الرياض‪ ،‬مكتبة‬
‫الرشد‪‍1410 ،‬ه‪( ،‬ط‪ ،)1‬ج‪ ،1‬ص‪.181‬‬

‫([‪ )]12‬البخاري‪ ،‬اإلمام محمد بن إسماعيل (‪‍256-194‬ه)‪ ،‬صحيح البخاري‪ ،‬تحقيق‪ :‬مصطفى ديب البغا‪ ،‬بيروت‪ ،‬دار ابن‬
‫كثير‪‍1407 ،‬ه‪1987/‬م‪( ،‬ط‪ ،)3‬ج‪ ،5‬ص‪ .2102‬كتاب الذبائح والصيد‪ ،‬حديث رقم ‪.5207‬‬

‫([‪ )]13‬ابن عبد البر‪ ،‬أبو عمر يوسف بن عبد هللا النمري (‪‍463-368‬ه)‪ ،‬التمهيد لما في الموطأ من المعاني واألسانيد‪،‬‬
‫تحقيق‪ :‬مصطفى بن أحمد العلوي‪ ،‬ومحمد عبد الكريم البكري‪ ،‬المغرب‪ ،‬وزارة شؤون األوقاف‪‍1387 ،‬ه‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪.147‬‬
‫اإلمام أحمد بن حنبل الشيباني (ت ‪‍241‬ه)‪ ،‬المسند‪ ،‬األحاديث مذيلة بأحكام شعيب األرنؤوط عليها‪ ،‬القاهرة‪ ،‬دار قرطبة‪،‬‬
‫حديث المقدام بن معد يكرب الكندي أبي كريمة عن النبي صلى هللا عليه وسلم‪ ،‬حديث رقم ‪ ،17213‬وقال عنه المعلق الشيخ‬
‫شعيب األرنؤوط‪" :‬إسناده صحيح‪ ،‬رجاله ثقات رجال الصحيح‪ ،‬غير عبد الرحمن بن أبي عروف الجرشي‪ ،‬فمن رجال أبي‬
‫داود والنسائي‪ ،‬وهو ثقة"‪.‬‬
‫([‪ )] 14‬انظر‪ :‬األشقر‪ ،‬د‪ .‬محمد سليمان‪ ،‬أبحاث اجتهادية في الفقه الطبي‪ ،‬بيروت‪ ،‬مؤسسة الرسالة‪‍1422 ،‬ه‪2001 /‬م‪( ،‬ط‬
‫‪ ،)1‬ص‪.125‬‬

‫([‪ )]15‬الزرقاني‪ ،‬شرح الزرقاني‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪ ،26‬الحطاب‪ ،‬مواهب الجليل‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪ ،229‬الشربيني‪ ،‬مغني المحتاج‪ ،‬ج‪،4‬‬
‫ص‪ .388‬البهوتي‪ ،‬الشيخ منصور بن يونس بن إدريس (ت ‪‍1051‬ه)‪ ،‬شرح منتهى اإلرادات‪ ،‬بيروت‪ ،‬عالم الكتب‪،‬‬
‫‪‍1416‬ه‪1966/‬م‪( ،‬ط‪ ،)2‬ج‪ ،3‬ص‪ .410 ،407‬البهوتي‪ ،‬كشاف القناع‪ ،‬ج‪ ،6‬ص‪.375 ،189-188‬‬

‫([‪ )]16‬الشربيني‪ ،‬مغني المحتاج‪ ،‬ج‪ ،4‬ص ‪ ،383‬الحصني‪ ،‬كفاية األخيار‪ ،‬ص‪.623‬‬

‫([‪ )]17‬البهوتي‪ ،‬كشاف القناع‪ ،‬ج‪ ،6‬ص‪ ،191-190‬البهوتي‪ ،‬شرح منتهى اإلرادات‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪.408‬‬

‫([‪ )]18‬الشربيني‪ ،‬مغني المحتاج‪ ،‬ج‪ ،4‬ص‪.383‬‬

‫([‪ )]19‬الحاكم النيسابوري‪ ،‬أبو عبد هللا محمد بن عبد هللا (‪405-321‬ه)‪ ،‬المستدرك على الصحيحين‪ ،‬تحقيق‪ :‬مصطفى عبد‬
‫القادر عطا‪ ،‬بيروت‪ ،‬دار الكتب العلمية‪‍1411 ،‬ه‪1990/‬م‪( ،‬ط‪ ،)1‬كتاب التفسير‪ ،‬حديث رقم ‪ ،3236‬ج‪ ،2‬ص‪ ،347‬وقال‬
‫عنه‪" :‬حديث صحيح على شرط الشيخين‪ ،‬ولم يخرجاه"‪.‬‬

‫([‪ )]20‬الشربيني‪ ،‬مغني المحتاج‪ ،‬ج‪ ،4‬ص‪ .383‬الحصني‪ ،‬كفاية األخيار‪ ،‬ص‪.623‬‬

‫([‪ )]21‬الحصني‪ ،‬كفاية األخيار‪ ،‬ص‪.623‬‬

‫([‪ )]22‬الكاساني‪ ،‬بدائع الصنائع‪ ،‬ج ‪ ،5‬ص ‪.37‬‬

‫([‪ )]23‬ابن رشد‪ ،‬بداية المجتهد‪ ،‬ج‪ ،1‬ص ‪.444‬‬

‫([‪ )]24‬ابن قدامة‪ ،‬المغني‪ ،‬ج‪ ،8‬ص ‪ ،585‬ابن تيمية‪ ،‬مجموع الفتاوى‪ ،‬ج‪ ،19‬ص ‪24‬؛ ج‪ ،17‬ص‪.180-178‬‬

‫([‪ )]25‬الفيومي‪ ،‬أحمد بن محمد بن علي المقرئ‪ ،‬المصباح المنير‪ ،‬بيروت‪ ،‬طبعة ‪1987‬م‪ ،‬ص‪.135‬‬

‫([‪ )]26‬أبو جيب‪ ،‬القامـوس الفقهي‪ ،‬دمشـق‪ ،‬دار الفكـر‪1982،‬م‪( ،‬ط‪ )1‬ص‪.219‬‬

‫([‪ )]27‬المرداوي‪ ،‬اإلمام عالء الدين أبو الحسن علي بن سليمان (‪‍885-817‬ه)‪ ،‬اإلنصاف في معرفة الراجح من الخالف‪،‬‬
‫تحقيق‪ :‬عبد السالم محمد حامد الفقي‪ ،‬بيروت‪ ،‬دار إحياء التراث العربي‪1980 ،‬م‪ ،‬ج‪ ،10‬ص‪.411‬‬

‫([‪ )]28‬المرغيناني‪ ،‬شيخ اإلسالم برهان الدين علي بن أبي بكر (ت ‪‍593‬ه)‪ ،‬الهداية شرح بداية المبتدي‪ ،‬المكتبة‬
‫اإلسالمية‪ ،‬ج‪ ،4‬ص‪.115‬‬

‫([‪ )]29‬البخاري‪ ،‬صحيح البخاري‪ ،‬ج‪ ،5‬ص‪ ،2087‬كتاب الذبائح والصيد‪ ،‬باب صيد القوس‪ ،‬رقم الحديث ‪.5161‬‬

‫([‪ )]30‬البخاري‪ ،‬صحيح البخاري‪ ،‬ج‪ ،5‬ص‪ ،2087‬كتاب الذبائح والصيد‪ ،‬باب صيد الِم عراض‪ ،‬رقم الحديث ‪.5159‬‬

‫([‪ )]31‬الجصاص‪ ،‬اإلمام أبو بكر أحمد بن علي الرازي (‪‍370-305‬ه)‪ ،‬أحكام القرآن‪ ،‬تحقيق‪ :‬عبد السالم محمد شاهين‪،‬‬
‫بيروت‪ ،‬دار الكتب العلمية‪‍1415 ،‬ه‪1994 /‬م‪( ،‬ط‪ )1‬ج‪ ،2‬ص‪.376‬‬

‫([‪ )]32‬ابن العربي‪ ،‬أحكام القرآن‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.533‬‬

‫([‪ )]33‬القرطبي‪ ،‬الجامع ألحكام القرآن‪ ،‬ج‪ ،6‬ص‪ .35‬الرازي‪ ،‬اإلمام محمد فخر الدين بن عمر (‪‍604‬ه)‪ ،‬التفسير الكبير‪،‬‬
‫قدم له الشيخ خليل محي الدين‪ ،‬بيروت‪ ،‬دار الفكر‪‍1414 ،‬ه‪1994/‬م‪( ،‬ط‪ ،)1‬ج‪ ،11‬ص‪.129‬‬

‫([‪ )]34‬القرطبي‪ ،‬الجامع ألحكام القرآن‪ ،‬ج‪ ،6‬ص‪.31‬‬


‫([‪ )] 35‬أي‪ :‬حيان بن أبجر الكناني؛ قال الطبري‪( :‬يقال له صحبه‪ ،‬وشهد مع علي صفين وكَّناه؛ أبا القنشر)‪ .‬ابن حجر‪،‬‬
‫أحمد بن علي العسقالني (ت ‪‍852‬ه)‪ ،‬اإلصابة في تمييز الصحابة‪ ،‬تحقيق‪ :‬على محمد البجاوي‪ ،‬بيروت‪ ،‬دار الجليل‪،‬‬
‫‪‍1412‬ه‪( ،‬ط‪ ،)1‬ج‪ ،2‬ص‪ ،145‬رقم الترجمة (‪.)1885‬‬

‫([‪ )]36‬جالل الدين السيوطي (‪‍911-849‬ه)‪ ،‬وجالل الدين المحلي (‪‍864-791‬ه)‪ ،‬تفسير الجاللين‪ ،‬دار العربية‪،‬‬
‫مطبوعات دار مروان‪ ،‬ص‪.202‬‬

‫([‪ )]37‬البخاري‪ ،‬صحيـح البخاري‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪ ،25‬كتـاب‬

‫اإليمان‪ ،‬باب زيادة اإليمان ونقصانه‪ ،‬حديث رقم ‪.6840‬‬

‫([‪ )]38‬مسلم‪ ،‬صحيح مسلم‪ ،‬ج‪ ،4‬ص‪ ،2313‬حديث رقم ‪.3017‬‬

‫([‪ )]39‬الواحدي‪ ،‬أسباب النزول‪ ،‬ص‪.155‬‬

‫([‪ )]40‬ابن كثير‪ ،‬اإلمام الحافظ عماد الدين أبو الفداء إسماعيل القرشي الدمشقي (ت ‪‍774‬ه)‪ ،‬تفسير القرآن العظيم‪،‬‬
‫بيروت‪ ،‬دار الفكر‪‍1412 ،‬ه‪1992/‬م‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪ .8‬الرازي‪ ،‬التفسير الكبير‪ ،‬ج‪ ،6‬ص‪ .135‬الفيومي‪ ،‬المصباح المنير‪.223 ،‬‬

‫([‪ )]41‬الفيومي‪ ،‬المصباح المنير‪ ،‬ص‪.223‬‬

‫([‪ )]42‬الطبري‪ ،‬جامع البيان‪ ،‬ج‪ ،4‬ص‪.406‬‬

‫([‪ )]43‬ابن العربي‪ ،‬أحكام القرآن‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.746‬‬

‫([‪ )]44‬ابن رشد‪ ،‬بداية المجتهد‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪ .440‬ابن العربي‪ ،‬أحكام القرآن‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.746‬‬

‫([‪ )]45‬المرغيناني‪ ،‬الهداية‪ ،‬ج‪ ،4‬ص‪ .62‬الحطاب‪ ،‬مواهب الجليل‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪ .208‬الشربيني‪ ،‬مغني المحتاج‪ ،‬ج‪ ،4‬ص‬
‫‪ .336‬البهوتي‪ ،‬كشاف القناع‪ ،‬ج‪ ،6‬ص‪.203‬‬

‫([‪ )]46‬ابن كثير‪ ،‬تفسير القرآن العظيم‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.8‬‬

‫([‪ )]47‬ابن ماجه‪ ،‬سنن ابن ماجه‪ ،‬ج‪ ،2‬ج‪ ،1102‬كتاب الصيد‪ ،‬باب الكبد والطحال‪ ،‬حديث رقم ‪ .3314‬اإلمام أحمد بن‬
‫حنبل‪ ،‬المسند‪ ،‬حديث رقم ‪ ،5723‬ج‪ ،2‬ص‪.97‬‬

‫وقد صحح هذا الحديث؛ اإلمام جالل الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي (‪‍911-849‬ه)‪ ،‬الجامع الصغير في أحاديث‬
‫البشير النذير‪ ،‬بيروت‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪ ،46‬حديث رقم ‪ .273‬وقد قال عنه الشيخ شعيب األرنؤوط‪" :‬حسن"‪.‬‬

‫([‪ )]48‬الحاكم‪ ،‬المستدرك‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪ ،237‬كتاب الطهارة‪ ،‬حديث رقم ‪ .491‬ابن ماجه‪ ،‬سنن ابن ماجه‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪،1081‬‬
‫كتاب الصيد‪ ،‬باب الطافي من صيد البحر‪ ،‬حديث رقم ‪ .3246‬الترمذي‪ ،‬اإلمام محمد بن عيسى أبو عيسى السلمي (‪-209‬‬
‫‪‍279‬ه)‪ ،‬الجامع الصحيح سنن الترمذي‪ ،‬تحقيق‪ :‬أحمد محمد شاكر وآخرون‪ ،‬األحاديث مذيلة بأحكام األلباني عليها‪،‬‬
‫بيروت‪ ،‬دار إحياء التراث العربي‪ ،‬كتاب الطهارة‪ ،‬باب ما جاء في ماء البحر أنه طهور‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪ ،100‬حديث رقم ‪،69‬‬
‫قال أبو عيسى الترمذي‪" :‬هذا حديث حسن صحيح‪ ،‬وهو قول أكثر الفقهاء من أصحاب النبي ‪."e‬‬

‫([‪ )]49‬الشربيني‪ ،‬مغني المحتاج‪ ،4 ،‬ص‪ .336‬ابن العربي‪ ،‬أحكام القرآن‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪.53‬‬

‫([‪ )]50‬األصبحي‪ ،‬اإلمام مالك بن أنس (ت ‪‍179‬ه)‪ ،‬المدونة الكبرى‪ ،‬رواية اإلمام سحنون بن سعيد التنوخي عن عبد‬
‫الرحمن بن قاسم‪ ،‬بيروت‪ ،‬دار الفكر‪‍1411 ،‬ه‪1991/‬م‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪ .419‬الزرقاني‪ ،‬شرح الزرقاني‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪ ،26‬ابن‬
‫العربي‪ ،‬أحكام القرآن‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪.53‬‬

‫([‪ )]51‬الشربيني‪ ،‬مغني المحتاج‪ ،4 ،‬ص‪.336‬‬


‫([‪ )]52‬البهوتي‪ ،‬شرح منتهى اإلرادات‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪.411‬‬

‫([‪ )]53‬البخاري‪ ،‬صحيح البخاري‪ ،‬ج‪ ،5‬ص‪ ،2093‬كتاب الذبائح والصيد‪ ،‬باب قوله تعالى‪ُ" :‬أحل لكم صيُد البحر"‪،‬‬
‫حديث رقم ‪.5174/5175‬‬

‫([‪ )]54‬سبق تخريجه‪ ،‬انظر‪ :‬حاشية ‪.48‬‬

‫([‪ )]55‬المرغيناني‪ ،‬الهداية‪ ،‬ج‪ ،4‬ص‪ .69‬الجصاص‪ ،‬أحكام القرآن‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪.132-131‬‬

‫([‪ )]56‬داماد أفندي‪ ،‬المحقق عبد هللا بن محمد بن سليمان (ت ‪‍1078‬ه)‪ ،‬مجمع األنهر‪ ،‬القاهرة‪ ،‬دار إحياء التراث العربي‪،‬‬
‫ج‪ ،4‬ص‪.163‬‬

‫([‪ )]57‬الدارقطني‪ ،‬اإلمام علي بن عمر أبو الحسن (‪‍385-306‬ه)‪ ،‬سنن الدارقطني‪ ،‬المحقق عبد هللا هاشم يماني المدني‪،‬‬
‫بيروت‪ ،‬دار المعرفة‪‍1386 ،‬ه‪1966/‬م‪ ،‬ج‪ ،4‬ص‪ ،268‬حديث رقم ‪ ،7‬باب الصيد والذبائح واألطعمة‪ ،‬وذكر الدار قطني‬
‫أَّنه‪" :‬لم يسنده عن الثوري غير أبو أحمد‪ ،‬وخالفه وكيع والعدنيان وعبد الرزاق ومؤمل وأبو عاصم وغيرهم عن الثوري‪،‬‬
‫رووه موقوفًا‪ ،‬وهو الصواب‪ ،‬وكذلك رواه أبو السختياني وعبيد الزبير موقوفًا‪ ،‬وروى عن إسماعيل ابن أمَّية عن أبي‬
‫الزبير‪ ،‬وابن ذئب عن الزبير مرفوعًا‪ ،‬وال يصح رفعه يحيى سليم عن إسماعيل بن أمية‪ ،‬ووقفه غيره"‪.‬‬

‫([‪ )]58‬ابن مودود‪ ،‬عبد هللا بن محمود الموصلي (ت ‪‍683‬ه)‪ ،‬اإلختيار لتعليل المختار‪ ،‬تعليق محمود أبو دقيقـة‪ ،‬بيروت‪،‬‬
‫دار الكتب العلميـة‪ ،‬ج‪ ،5‬ص‪ ،15‬المرغيناني‪ ،‬الهداية‪ ،‬ج‪ ،4‬ص‪.70‬‬

‫([‪ )]59‬الشربيني‪ ،‬مغني المحتاج‪ ،4 ،‬ص‪.336‬‬

‫([‪ )]60‬البهوتي‪ ،‬شرح منتهى اإلرادات‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪ .417‬البهوتي‪ ،‬كشاف القناع‪ ،‬ج‪ ،6‬ص‪.204‬‬

‫([‪ )]61‬ابن حزم‪ ،‬أبو محمد علي بن أحمد بن سعيد األندلسي الظاهري (‪‍456-383‬ه)‪ ،‬المحلى باآلثار‪ ،‬تحقيق‪ :‬د‪ .‬عبد‬
‫الغفار سليمان البندري‪ ،‬بيروت‪ ،‬دار الفكر‪( ،‬ط‪ ،)1‬ج‪ ،6‬ص‪.122‬‬

‫([‪ )]62‬سبق تخريجه‪ .‬انظر‪ :‬حاشية ‪.47‬‬

‫([‪ )]63‬البخاري‪ ،‬صحيح البخاري‪ ،‬ج‪ ،5‬ص‪ ،2093‬كتاب الذبائح والصيد‪ ،‬باب أكل الجراد‪ ،‬حديث رقم ‪.5176‬‬

‫([‪ )]64‬اإلمام مالك‪ ،‬المدونة الكبرى‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪ .419‬الحطاب‪ ،‬مواهب الجليل‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪ .208‬ابن رشد‪ ،‬بداية المجتهد‪ ،‬ج‬
‫‪ ،1‬ص‪ .443‬القرطبي‪ ،‬الجامع ألحكام القرآن‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪ .217‬ابن العربي‪ ،‬أحكام القرآن‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪.53‬‬

‫([‪ )]65‬الحطاب‪ ،‬مواهب الجليل‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪.208‬‬

‫([‪ )]66‬سبق تخريجه‪ .‬انظر‪ :‬حاشية ‪ 47‬من هذا البحث‪.‬‬

‫([‪ )]67‬ابن كثير‪ ،‬تفسير القرآن العظيم‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪ .8‬الشربيني‪ ،‬مغني المحتاج‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪ .112‬ابن تيمية‪ ،‬مجموع الفتاوى‪،‬‬
‫ج‪ ،21‬ص‪.17‬‬

‫([‪ )]68‬المرغيناني‪ ،‬الهداية‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪ .35-34‬الحطاب‪ ،‬مواهب الجليل‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪ .234‬الشربيني‪ ،‬مغني المحتاج‪ ،‬ج‪،1‬‬
‫ص‪ .112‬ابن قدامه‪ ،‬المغني‪ ،‬ج‪ ،11‬ص‪ .65‬القرطبي‪ ،‬الجامع ألحكام القرآن‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.221-220‬‬

‫([‪ )]69‬الشربيني‪ ،‬مغني المحتاج‪ ،1 ،‬ص‪ .112‬ابن تيمية‪ ،‬مجموع الفتاوى‪ ،‬ج‪ ،19‬ص‪.25‬‬

‫([‪ )]70‬لم يخرج هذا الخبر في مصادر الحديث‪ ،‬وذكره القرطبي في الجامع ألحكام القرآن‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪ .210‬وانظر أيضًا‪:‬‬
‫الثعالبي‪ ،‬الشيخ عبد الرحمن بن محمد ابن مخلوف (‪875-786‬ه)‪ ،‬الجواهر الحسان في تفسير القرآن‪ ،‬بيروت‪ ،‬مؤسسة‬
‫األعلمي للمطبوعات‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪.130‬‬
‫([‪ )]71‬القرطبي‪ ،‬الجامع ألحكام القرآن‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.221-220‬‬

‫([‪ )]72‬ابن حزم‪ ،‬المحلى باآلثار‪ ،‬ج‪ ،6‬ص‪.57-56‬‬

‫([‪ )]73‬أبو حيان‪ ،‬محمد بن يوسف األندلسي الغرناطي (ت ‪‍774‬ه)‪ ،‬البحر المحيط في التفسير‪ ،‬اعتنى به صدقي محمد‬
‫جميل‪ ،‬بيروت‪ ،‬دار الفكر‪‍1412 ،‬ه‪1992/‬م‪( ،‬ط‪ )1‬ج‪ ،4‬ص‪.170‬‬

‫([‪ )]74‬القرطبي‪ ،‬أحكام القرآن‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.222‬‬

‫([‪ )]75‬السايس‪ ،‬تفسير آيات األحكام‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.160‬‬

‫([‪ )]76‬الخرشي‪ ،‬المحقق الشيخ عبد هللا محمد (ت ‪‍1101‬ه)‪ ،‬حاشية الخرشي على مختصر سيدي خليل‪ ،‬بيروت‪ ،‬دار‬
‫الفكر‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪ .371‬وانظر‪ :‬مخلوف‪ ،‬الشيخ حسنين محمد‪ ،‬فتاوي شرعية وبحوث إسالمية‪ ،‬القاهرة‪ :‬دار االعتصام‪،‬‬
‫‪‍1405‬ه‪1985/‬م‪( ،‬ط‪ ،)5‬ج‪ ،2‬ص‪.166-165‬‬

‫([‪ )]77‬األلوسي‪ ،‬أبو الفضل شهاب الدين السيد محمود البغدادي (ت ‪‍1270‬ه)‪ ،‬روح المعاني في تفسير القرآن العظيم‬
‫والسبع المثاني‪ ،‬بيروت‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬ج‪ ،6‬ص‪.57‬‬

‫([‪ )]78‬ابن مودود‪ ،‬االختيار‪ ،‬ج‪ ،5‬ص‪ .9‬الدسوقي‪ ،‬العالمة شمس الدين محمد بن أحمد بن عرفة (ت ‪‍1230‬ه)‪ ،‬حاشية‬
‫الدسوقي على الشرح الكبير‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مطبعة عيسى البابي الحلبي‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪ .101‬الشربيني‪ ،‬مغني المحتاج‪ ،‬ج‪ ،4‬ص‬
‫‪ .342‬الحصني‪ ،‬كفاية األخيار‪ ،‬ص‪ .621‬البهوتي‪ ،‬شرح منتهى اإلرادات‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪.418‬‬

‫([‪ )]79‬الشربيني‪ ،‬مغني المحتاج‪ ،‬ج‪ ،4‬ص‪.342‬‬

‫([‪ )]80‬البهوتي‪ ،‬شرح منتهى اإلرادات‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪.421‬‬

‫([‪ )]81‬ابن تيمية‪ ،‬مجموع الفتاوى‪ ،‬ج‪ ،17‬ص‪.484‬‬

‫([‪ )]82‬الدسوقي‪ ،‬حاشية الدسوقي‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪ .101‬الشربيني‪ ،‬مغني المحتاج‪ ،‬ج‪ ،4‬ص‪ .343‬داماد أفندي‪ ،‬مجمع األنهر‪ ،‬ج‬
‫‪ ،4‬ص‪.154‬‬

‫([‪ )]83‬داماد أفندي‪ ،‬مجمع األنهر‪ ،‬ج‪ ،4‬ص‪ .154‬ابن مودود‪ ،‬االختيار‪ ،‬ج‪ ،5‬ص‪ .10‬ابن رشد‪ ،‬بداية المجتهد‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‬
‫‪ .452‬الحصني‪ ،‬كفاية األخيار‪ ،‬ص‪.621‬‬

‫([‪ )]84‬ابن حجر‪ ،‬اإلمام أحمد بن حجر أبو الفضل العسقالني (‪‍852-773‬ه)‪ ،‬فتح الباري‪ ،‬تحقيق‪ :‬محمد فؤاد عبد الباقي‪،‬‬
‫محب الدين الخطيب‪ ،‬بيروت‪ ،‬دار المعرفة‪‍1379 ،‬ه‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪ ،261‬وقال عنه‪" :‬منقطع مع ثقة رجاله‪ ،‬ورواه ابن المنذر‬
‫والدارقطني في الغرائب من طريق أبي علي الحنفي عن مالك‪ ،‬فزاد فيه عن جده‪ ،‬وهو منقطع أيضًا"‪.‬‬

‫([‪ )]85‬يقول المرغيناني‪" :‬ال تؤكل ذبيحة المجوسي؛ ألنه ال يدعي التوحيد فانعدمت الملة اعتقادًا ودعوى‪ ...‬والمرتد ألنه‬
‫ال ملة له‪ ...‬والوثني ألنه ال يعتقد الملة"‪ .‬المرغيناني‪ ،‬الهداية‪ ،‬ج‪ ،4‬ص‪.62‬‬

‫([‪ )]86‬ابن مودود‪ ،‬االختيار‪ ،‬ج‪ ،5‬ص‪ .9‬المرغيناني‪ ،‬الهداية‪ ،‬ج‪ ،4‬ص‪.63‬‬

‫([‪ )]87‬الدسوقي‪ ،‬حاشية الدسوقي‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.107‬‬

‫([‪ )]88‬البهوتي‪ ،‬كشاف القناع‪ ،‬ج‪ ،6‬ص‪.212‬‬

‫([‪ )]89‬المرغيناني‪ ،‬الهداية‪ ،‬ج‪ ،4‬ص‪ .63‬الشربيني‪ ،‬مغني المحتاج‪ ،‬ج‪ ،4‬ص‪342‬‬

‫([‪ )]90‬المرغيناني‪ ،‬الهداية‪ ،‬ج‪ ،4‬ص‪ .63‬الدسوقي‪ ،‬حاشية الدسوقي‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪107‬‬
‫([‪ )]91‬البخاري‪ ،‬صحيح البخاري‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪ ،76‬كتاب الوضوء‪ ،‬حديث رقم ‪.173‬‬

‫([‪ )]92‬المرغيناني‪ ،‬الهداية‪ ،‬ج‪ ،4‬ص‪.63‬‬

‫([‪ )]93‬المرغيناني‪ ،‬الهداية‪ ،‬ج‪ ،4‬ص‪ .63‬ابن مودود‪ ،‬االختيار‪ ،‬ج‪ ،5‬ص‪ .9‬الدسوقي‪ ،‬حاشية الدسوقي‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.106‬‬
‫ابن تيمية‪ ،‬مجموع الفتاوى‪ ،‬ج‪ ،35‬ص‪ .240‬الداماد أفندي‪ ،‬مجمع األنهر‪ ،‬ج‪ ،4‬ص‪ .154‬البهوتي‪ ،‬شرح منتهى اإلرادات‪،‬‬
‫ج‪ ،3‬ص‪.421‬‬

‫([‪ )]94‬ابن مودود‪ ،‬االختيار‪ ،‬ج‪ ،5‬ص‪.9‬‬

‫([‪ )]95‬المرغيناني‪ ،‬الهداية‪ ،‬ج‪ ،4‬ص‪ .63‬الشربيني‪ ،‬مغني المحتاج‪ ،‬ج‪ ،4‬ص‪.342‬‬

‫([‪ )]96‬الشربيني‪ ،‬مغني المحتاج‪ ،‬ج‪ ،4‬ص‪.342‬‬

‫([‪ )]97‬نفس المصدر السابق‪.‬‬

‫([‪ )]98‬السيوطي‪ ،‬عبد الرحمن بن الكمال جالل الدين (‪‍911-849‬ه)‪ ،‬الدر المنثور‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪ ،349‬أخرج هذا الحديث‬
‫برواية عبد بن حميد عن راشد بن سعد‪ ،‬ابن حجر‪ ،‬أحمد بن علي أبو الفضل العسقالني (‪‍852-773‬ه)‪ ،‬تلخيص الحبير في‬
‫تخريج أحاديث الرافعي الكبير‪ ،‬تحقيق‪ :‬السيد عبد هللا هاشم اليماني المدني‪ ،‬المدينة المنورة‪ ،‬ج‪ ،4‬ص‪ ،137‬حديث رقم‬
‫‪ ،1950‬وقال عنه‪" :‬هو مرسل‪ ،‬ورواه البيهقي من حديث بن عباس موصوًال‪ ،‬وفي إسناده ضعف‪ ،‬وأعله الجوزي بمعقل بن‬
‫عبيد هللا‪ ،‬فزعم أنه مجهول فأخطأ‪ ،‬بل هو ثقة من رجال مسلم‪ ،‬لكن قال البيهقي‪ :‬األصح وقفه على ابن عباس‪ ،‬وقد صححه‬
‫بن السكن‪ ،‬وقال‪ :‬وروى عن أبي هريرة‪ ،‬وهو منكر‪ ،‬أخرجه الدارقطني‪ ،‬وفيه مروان بن سالم‪ ،‬وهو ضعيف"‪.‬‬

‫([‪ )]99‬أبو داود‪ ،‬سنن أبي داود‪ ،‬أول كتاب الضحايا‪ ،‬باب ما جاء في أكل اللحم ال يدري أذكر اسم هللا‪ .‬حديث رقم‪.2829 ،‬‬
‫وقال عنه األلباني‪" :‬صحيح"‪ .‬النسائي‪ ،‬سنن النسائي‪ ،‬كتاب الضحايا‪ ،‬باب ذبيحة من لم يعرف‪ ،‬حديث رقم ‪.4436‬‬

‫([‪ )]100‬الشربيني‪ ،‬مغني المحتاج‪ ،‬ج‪ ،4‬ص‪.342‬‬

‫([‪ )]101‬المرغيناني‪ ،‬الهداية‪ ،‬ج‪ ،4‬ص‪ .63‬ابن مودود‪ ،‬االختيار‪ ،‬ج‪ ،5‬ص‪ .10‬الدسوقي‪ ،‬حاشية الدسوقي‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.106‬‬
‫البهوتي‪ ،‬شرح منتهى اإلرادات‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪.421‬‬

‫([‪ )]102‬الحاكم‪ ،‬المستدرك‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪ ،216‬كتاب الطالق‪ ،‬حديث رقم ‪ ،2801‬وقال عنه‪" :‬حديث صحيح على شرط‬
‫الشيخين‪ ،‬ولم يخرجاه"‪.‬‬

‫([‪ )]103‬الشربيني‪ ،‬مغني المحتاج‪ ،‬ج‪ ،4‬ص‪ .344‬الدسوقي‪ ،‬حاشية الدسوقي‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪ .113‬الحطاب‪ ،‬مواهب الجليل‪ ،‬ج‬
‫‪ ،3‬ص‪ .225‬شرح منتهى اإلرادات‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪ .420‬الصابوني‪ ،‬صفوة التفاسير‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪.327‬‬

‫([‪ )] 104‬الصنعاني‪ ،‬اإلمام عبد الرزاق بن همام‪ ،‬تفسير القرآن‪ ،‬تحقيق‪ :‬د‪ .‬مصطفى مسلم محمد‪ ،‬مكتبة الرشد‪ ،‬الرياض‪،‬‬
‫‪‍1410‬ه‪( ،‬ط‪ ،)1‬ج‪ ،1‬ص‪.183‬‬

‫([‪ )]105‬الرازي‪ ،‬التفسير الكبير‪ ،‬ج‪ ،11‬ص‪ .135‬المرغيناني‪ ،‬الهداية‪ ،‬ج‪ ،4‬ص‪ .120‬السرخسي‪ ،‬المبسوط‪ ،‬ج‪ ،6‬ص‬
‫‪ .169‬ابن رشد‪ ،‬بداية المجتهد‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪ .616‬الشربيني‪ ،‬مغني المحتاج‪ ،‬ج‪ ،4‬ص‪ .265‬ابن قدامة‪ ،‬موفق الدين أبو محمد‬
‫عبد هللا المقدسي (ت ‪‍620‬ه)‪ ،‬الكافي في فقه اإلمام أحمد‪،‬‬

‫بيروت‪ ،‬دار الكتب العلمية‪1994 ،‬م‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪.547‬‬

‫([‪ )]106‬ابن تيمية‪ ،‬مجموع الفتاوى‪ ،‬ج‪ ،35‬ص‪ .237-236‬البهوتي‪ ،‬كشاف القناع‪ ،‬ج‪ ،6‬ص‪.208‬‬

‫([‪ )]107‬الجصاص‪ ،‬أحكام القرآن‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪ .383-382‬البهوتي‪ ،‬شرح منتهى اإلرادات‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪ .420‬الدسوقي‪ ،‬حاشية‬
‫الدسوقي‪ ،‬ج ‪ ،2‬ص‪.113‬‬
‫([‪ )]108‬األلوسي‪ ،‬روح المعاني‪ ،‬ج‪ ،6‬ص‪.57‬‬

‫([‪ )]109‬الجصاص‪ ،‬أحكام القرآن‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.383‬‬

‫([‪ )]110‬الجصاص‪ ،‬أحكام القرآن‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪ .383‬وانظر‪ :‬الكيا الهراسي‪ ،‬أحكام القرآن‪ ،‬ج ‪ ،3‬ص‪.18‬‬

‫([‪ )]111‬البخاري‪ ،‬صحيح البخاري‪ ،‬ج ‪ ،5‬ص‪ ،2086‬كتاب الذبائح والصيد‪ ،‬باب صيد الِم عراض‪ ،‬حديث رقم ‪.5159‬‬

‫([‪ )]112‬الزمخشري‪ ،‬الكشاف‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪ .592‬الدسوقي‪ ،‬حاشية الدسوقي‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪ .113‬البهوتي‪ ،‬شرح منتهى‬
‫اإلرادات‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪ .420‬الصابوني‪ ،‬صفوة التفاسير‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪.327‬‬

‫([‪ )]113‬الرازي‪ ،‬التفسير الكبير‪ ،‬ج‪ ،11‬ص‪.135‬‬

‫([‪ )]114‬أبو حيان‪ ،‬البحر المحيط‪ ،‬ج‪ ،4‬ص‪ .171‬البهوتي‪ ،‬شرح منتهى اإلرادات‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪.420‬‬

‫([‪ )]115‬أبو حيان‪ ،‬البحر المحيط‪ ،‬ج ‪ ،4‬ص‪.171‬‬

‫([‪ )]116‬ابن كثير‪ ،‬تفسير القرآن العظيم‪ ،‬ج ‪ ،2‬ص‪ .11‬البهوتي‪ ،‬شرح منتهى اإلرادات‪ ،‬ج ‪ ،3‬ص‪.420‬‬

‫([‪ )]117‬البخاري‪ ،‬صحيح البخاري‪ ،‬ج‪ ،5‬ص‪ ،2102‬كتاب الذبائح والصيد‪ ،‬باب لحوم الخيل‪ ،‬رقم الحديث (‪.)5207‬‬

‫([‪ )] 118‬ابن عبد البر‪ ،‬أبو عمر يوسف بن عبد هللا‪ ،‬االستذكار‪ ،‬تحقيق‪ :‬سالم محمد علي معوض‪ ،‬بيروت‪ ،‬دار الكتب‬
‫العلمية‪‍1421 ،‬ه‪2000/‬م‪ ،‬ج‪ ،5‬ص‪ .291‬الحصني‪ ،‬كفاية األخيار‪ ،‬ص‪.625‬‬

‫([‪ )]119‬المرغيناني‪ ،‬الهداية‪ ،‬ج‪ ،4‬ص‪ .119‬الجصاص‪ ،‬أحكام القرآن‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.385‬‬

‫([‪ )]120‬ابن العربي‪ ،‬أحكام القرآن‪ ،‬ج ‪ ،2‬ص‪ .541‬ابن رشد‪ ،‬بداية المجتهد‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪.440‬‬

‫([‪ )]121‬الشافعي‪ ،‬اإلمام أبو عبد هللا محمد بن إدريس (‪‍204-150‬ه)‪ ،‬األم‪ ،‬بيروت‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.256-250‬‬
‫المزني‪ ،‬اإلمام أبو إبراهيم إسماعيل ابن يحيى (ت ‪‍264‬ه)‪ ،‬مختصر المزني‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪ .297‬الحصني‪ ،‬كفاية األخيار‪ ،‬ص‬
‫‪.618‬‬

‫([‪ )]122‬البهوتي‪ ،‬شرح منتهى اإلرادات‪ ،3 ،‬ص‪ .42‬البهوتي‪ ،‬كشاف القناع‪ ،‬ج‪ ،6‬ص‪.208‬‬

‫([‪ )]123‬ابن حزم‪ ،‬المحلى باآلثار‪ ،‬ج‪ ،6‬ص‪.148‬‬

‫([‪ )]124‬المرغيناني‪ ،‬الهداية‪ ،‬ج‪ ،4‬ص‪.118‬‬

‫([‪ )]125‬ابن حزم‪ ،‬المحلى باآلثار‪ ،‬ج ‪ ،6‬ص‪.150-148‬‬

‫([‪ )]126‬وقيذ‪ :‬أي ما أشرف على الموت‪ .‬الفيومي‪ ،‬المصباح المنير‪ ،‬ص‪.256‬‬

‫([‪ )]127‬ابن حزم‪ ،‬المحلى باآلثار‪ ،‬ج‪ ،6‬ص‪.150-148‬‬

‫([‪ )]128‬الشربيني‪ ،‬مغني المحتاج‪ ،‬ج‪ ،4‬ص‪ .344‬الحصني‪ ،‬كفاية األخيار‪ ،‬ص‪.617‬‬

‫([‪ )]129‬البهوتي‪ ،‬منتهى اإلرادات‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪ .45‬ابن قدامة‪ ،‬المغني‪ ،‬ج‪ ،11‬ص‪.92‬‬

‫([‪ )]130‬المرغيناني‪ ،‬الهداية‪ ،‬ج‪ ،4‬ص‪ .118‬السرخسي‪ ،‬المبسوط‪ ،‬ج‪ ،6‬ص‪.169‬‬


‫([‪ )]131‬ابن العربي‪ ،‬أحكام القرآن‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪ .541‬الدسوقي‪ ،‬حاشية الدسوقي‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.113‬‬

‫([‪ )]132‬الحصني‪ ،‬كفاية األخيار‪ ،‬ص‪ .617‬الشربيني‪ ،‬مغني المحتاج‪ ،‬ج‪ ،4‬ص‪.337‬‬

‫([‪ )]133‬البهوتي‪ ،‬كشاف القناع‪ ،‬ج‪ ،6‬ص‪ ،207‬ونقل ابن الجوزي قول القاضي أبو يعلي وهو رأي الحنابلة‪ ،‬فقال‪:‬‬
‫(ومذهب أصحابنا أنه كان يعيش مع ما به‪ ،‬حل بالذبح فإن كان ال يعيش مع ما به‪ ،‬نظرت‪ ،‬فإن لم تكن حياته مستقرة‪ ،‬وإنما‬
‫حركته حركة المذبوح‪ ،‬مثل أن شق جوفه‪ ،‬وأبينت حشوته وانفصلت عنه‪ ،‬لم يحل أكله‪ ،‬وإن كانت حياته مستقرة يعيش اليوم‬
‫واليومين‪ ،‬مثل أن يشق جوفه ولم تقطع األمعاء‪ ،‬حل أكله)‪ .‬ابن الجوزي‪ ،‬اإلمام أبو الفرج عبد الرحمن بن علي (‪-1116‬‬
‫‪‍1201‬ه)‪ ،‬زاد المسير في علم التفسير‪ ،‬تحقيق‪ :‬أحمد شمس الدين‪ ،‬بيروت‪ ،‬دار الكتب العلمية‪‍1414 ،‬ه‪1994/‬م‪( ،‬ط‪ ،)1‬ج‬
‫‪ ،2‬ص‪.168-167‬‬

‫([‪ )]134‬ابن رشد‪ ،‬بداية المجتهد‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪ .613‬السايس‪ ،‬تفسير آيات األحكام‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.161‬‬

‫([‪ )]135‬ابن رشد‪ ،‬بداية المجتهد‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪ .613‬السايس‪ ،‬تفسير آيات األحكام‪ ،‬ج ‪ ،2‬ص‪.162-161‬‬

‫([‪ )] 136‬تخريج المناط‪ :‬هو "االجتهاد في استنباط علة الحكم الذي دل النص واإلجماع عليه من غير تعرض لبيان علته ال‬
‫بالصراحة وال باإليماء"‪ .‬السبكي‪ ،‬علي بن عبد الكافي (ت ‪‍756‬ه)‪ ،‬اإلبهاج في شرح المنهاج على منهاج الوصول إلى علم‬
‫األصول‪ ،‬تحقيق جماعة من العلماء‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بيروت‪‍1404 ،‬ه‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪.83‬‬

‫([‪ )] 137‬تنقيح المناط‪ :‬هو االجتهاد في تعيين السبب الذي ناط التنازع الحكم به وأضافه إليه ونصبه عالمة عليه بحذف‬
‫غيره من األوصاف عن درجة االعتبار‪ .‬السبكي‪ ،‬اإلبهاج في شرح المنهاج‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪.82‬‬

‫([‪ )]138‬الشاطبي‪ ،‬أبو إسحاق إبراهيم بن موسى بن محمد اللخمي‪( ،‬ت ‪‍790‬ه)‪ ،‬الموافقات في أصول الفقه‪ ،‬تحقيق‪ :‬أبو‬
‫عبيدة مشهور بن حسن آل سلمان‪ ،‬السعودية‪ ،‬دار ابن عفان‪‍1417 ،‬ه‪1997/‬م‪( ،‬ط‪ )1‬ج‪ ،2‬ص‪.6‬‬

‫([‪ )]139‬الشاطبي‪ ،‬الموافقات‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.8‬‬

‫([‪ )]140‬ابن تيمية‪ ،‬مجموع الفتاوى‪ ،‬ج‪ ،21‬ص‪.541‬‬

‫([‪ )]141‬نفس المرجع السابق‪.‬‬

‫([‪ )]142‬الخطيب‪ ،‬هشام‪ ،‬الوجيز في الطب‪ ،‬عمان‪ ،‬دار األرقم‪‍1405 ،‬ه‪1985/‬م‪( ،‬ط‪ ،)1‬ص‪.227-255‬‬

‫([‪ )]143‬الخطيب‪ ،‬الوجيز في الطب‪ ،‬ص‪.223-222‬‬

‫([‪ )]144‬الخطيب‪ ،‬الوجيز في الطب‪ ،‬ص‪ ،220-218‬وحاشية ص‪ .165‬عمرقوش‪ ،‬سليمان‪ ،‬االكتشافات العلمية الحديثة‬
‫وداللتها في القرآن الكريم‪ ،‬الدوحة‪ ،‬دار الحرمين‪‍1407 ،‬ه‪1987/‬م‪( ،‬ط‪ ،)1‬ص‪.65-60‬‬

‫([‪ )]145‬الرازي‪ ،‬التفسير الكبير‪ ،‬ج‪ ،11‬ص‪ .135‬وانظر‪ :‬ياسين غادي‪ ،‬التطبب اإلسالمي‪ ،‬مجلد ‪ ،12‬عدد ‪ ،1‬ص‪-206‬‬
‫‪.221‬‬

‫([‪ )]146‬ابن تيمية‪ ،‬مجموع الفتاوى‪ ،‬ج‪ ،19‬ص‪.25‬‬

‫([‪ )]147‬الدسوقي‪ ،‬حاشية الدسوقي‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪ .117‬الزرقاني‪ ،‬شرح الزرقاني على مختصر خليل‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪.30‬‬
‫الشربيني‪ ،‬مغني المحتاج‪ ،‬ج‪ ،4‬ص‪ .377‬البهوتي‪ ،‬شرح منتهى اإلرادات‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪ .407‬ابن حزم‪ ،‬المحلى باآلثار‪ ،‬ج‪،6‬‬
‫ص‪.55‬‬

‫([‪ )]148‬السرخسي‪ ،‬المبسوط‪ ،‬ج‪ ،6‬ص‪ .169‬الكاساني‪ ،‬بدائع الصنائع‪ ،‬ج‪ ،4‬ص‪ .155‬ابن رشد‪ ،‬بداية المجتهد‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‬
‫‪ .622‬الشافعي‪ ،‬األم‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪ .251-250‬المزني‪ ،‬مختصر المزني‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪ .299‬ابن قدامة‪ ،‬المغني‪ ،‬ج‪ ،11‬ص‪.120‬‬
‫([‪ )]149‬المرغيناني‪ ،‬الهداية‪ ،‬ج‪ ،4‬ص‪.64‬‬

‫([‪ )]150‬نفس المصدر السابق‪ ،‬ج‪ ،4‬ص‪.65‬‬

‫([‪ )]151‬أحمد بن حنبل‪ ،‬المسند‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪ ،289‬رقم الحديث ‪ ،2618‬قال عنه شعيب األرنؤوط‪ :‬إسناده ضعيف‪.‬‬

‫([‪ )]152‬البخاري‪ ،‬صحيح البخاري‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪ ،881‬كتاب الشركة‪ ،‬باب قسمة الغنم‪ ،‬حديث رقم ‪.2356‬‬

‫([‪ )]153‬الجصاص‪ ،‬أحكام القرآن‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.387-386‬‬

‫([‪ )]154‬ابن مودود‪ ،‬االختيار‪ ،‬ج‪ ،5‬ص‪ .11‬الجصاص‪ ،‬أحكام القرآن‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.386‬‬

‫([‪ )]155‬اإلمام مالك‪ ،‬المدونة الكبرى‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪ .427‬ابن رشد‪ ،‬بداية المجتهد‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪ .445‬ابن العربي‪ ،‬أحكام القرآن‪،‬‬
‫ج‪ ،2‬ص‪.542‬‬

‫([‪ )] 156‬البيهقي‪ ،‬اإلمام أحمد بن الحسين بن علي بن موسى أبو بكر‪ ،‬سنن البيهقي‪ ،‬تحقيق‪ :‬محمد عبد القادر عطا‪ ،‬مكة‬
‫المكرمة‪ ،‬دار الباز‪‍1414 ،‬ه‪1994/‬م‪ ،‬كتاب الضحايا‪ ،‬باب الذكاة في المقدور عليه‪ ،‬ج‪ ،9‬ص‪ ،278‬حديث رقم ‪،18908‬‬
‫وقال البيهقي‪" :‬قال أبو العباس‪ :‬ليس في كتابي عن علي بن يزيد‪ ،‬قال الشيخ رحمه هللا‪ :‬وفي اإلسناد ضعف"‪.‬‬

‫([‪ )]157‬ابن رشد‪ ،‬بداية المجتهد‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪ .445‬ابن العربي‪ ،‬أحكام القرآن‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.542‬‬

‫([‪ )]158‬الشافعي‪ ،‬األم‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪ .251‬القرطبي‪ ،‬الجامع ألحكام القرآن‪ ،‬ج‪ ،6‬ص‪ .54‬ابن رشد‪ ،‬بداية المجتهد‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‬
‫‪.445‬‬

‫([‪ )] 159‬ابن الجوزي‪ ،‬الشيخ عبد الرحمن بن علي بن محمد‪ ،‬زاد المسير في علم التفسير‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪ .168‬البهوتي‪ ،‬كشاف‬
‫القناع‪ ،‬ج‪ ،6‬ص‪.206‬‬

‫([‪ )]160‬ابن حزم‪ ،‬المحلى باآلثار‪ ،‬ج‪ ،6‬ص‪.122‬‬

‫([‪ )]161‬نفس المصدر السابق‪ ،‬ج‪ ،6‬ص‪.127‬‬

‫([‪ )]162‬القرطبي‪ ،‬الجامع ألحكام القرآن‪ ،‬ج‪ ،6‬ص‪ .54‬ابن رشد‪ ،‬بداية المجتهد‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪.447-445‬‬

‫([‪ )]163‬اإلمام مالك‪ ،‬المدونة الكبرى‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪ .428-427‬ابن رشد‪ ،‬بداية المجتهد‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪ .625‬ابن العربي‪ ،‬أحكام‬
‫القرآن‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.543‬‬

‫([‪ )]164‬البيهقي‪ ،‬أبو بكر أحمد بن حسين بن علي (ت ‪‍458‬ه)‪ ،‬السنن الكبرى‪ ،‬تحقيق‪ :‬السيد عبد هللا هاشم‪-‬يماني المدني‪،‬‬
‫مكتبة دار الباز‪ ،‬مراجعة‪ ،‬محمد عبد القادر عطا‪ ،‬مكة المكرمة‪‍1414 ،‬ه‪1994 /‬م‪ ،‬حديث رقم ‪ ،18903‬ج‪ ،9‬ص‪.278‬‬
‫الدراقطني‪ ،‬أبو الحسن علي بن عمر‪ ،‬سنن الدراقطني‪ ،‬تحقيق‪ :‬السيد عبد هللا هاشم ‪ -‬يماني المدني‪ ،‬دار المعرفة‪ ،‬بيروت‪،‬‬
‫‪‍1386‬ه‪ . 1966/‬وهذا الحديث ضعيف اإلسناد‪ ،‬قال الزيلعي‪ ،‬أبو محمد جمال الدين عبد هللا بن يوسف (ت ‪‍762‬ه)‪( :‬هذا‬
‫إسناد ضعيف بمرة وسعيد بن سالم‪ ،‬أجمع األئمة على ترك االحتجاج به‪ .)...‬نصب الراية ألحاديث الهداية‪ ،‬دار الحديث‪،‬‬
‫مصر‪‍1357 ،‬ه‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪ ،484‬حديث ‪ .2193‬وأيضًا‪ ،‬ج‪ ،4‬ص‪ ،185‬حديث ‪.4003‬‬

‫([‪ )]165‬البخاري‪ ،‬صحيح البخاري‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪ ،881‬كتاب الشركة‪ ،‬باب قسمة الغنم‪ ،‬حديث رقم ‪.2356‬‬

‫([‪ )]166‬ابن العربي‪ ،‬أحكام القرآن‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.543‬‬

‫([‪ )]167‬القرطبي‪ ،‬الجامع ألحكام القرآن‪ ،‬ج‪ ،6‬ص‪.54‬‬

‫([‪ )]168‬ابن حزم‪ ،‬المحلى باآلثار‪ ،‬ج‪ ،6‬ص‪.54‬‬


‫([‪ )]169‬القرطبي‪ ،‬الجامع ألحكام القرآن‪ ،‬ج‪ ،6‬ص‪.54‬‬

‫([‪ )]170‬ابن حزم‪ ،‬المحلى باآلثار‪ ،‬ج‪ ،6‬ص‪54‬‬

‫([‪ )]171‬الجصاص‪ ،‬أحكام القرآن‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪ .386‬الكاساني‪ ،‬بدائع الصنائع‪ ،‬ج‪ ،6‬ص‪ .169‬السرخسي‪ ،‬المبسوط‪ ،‬ج‪،6‬‬
‫ص‪.169‬‬

‫([‪ )]172‬القرطبي‪ ،‬الجامع ألحكام القرآن‪ ،‬ج‪ ،6‬ص‪.54‬‬

‫([‪ )]173‬ابن حزم‪ ،‬المحلى باآلثار‪ ،‬ج‪ ،6‬ص‪.122‬‬

‫([‪ )] 174‬الرازي‪ ،‬محمد بن أبي بكر بن عبد القادر‪ ،‬مختار الصحاح‪ ،‬طرابلس‪ ،‬لبنان‪ ،‬المؤسسة الحديثة للكتاب‪ ،‬ص‪.324‬‬

‫([‪ )]175‬الرازي‪ ،‬مختار الصحاح‪ ،‬ص‪.324‬‬

‫([‪ )]176‬الشاطبي‪ ،‬الموافقات في أصول الفقه‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.18-17‬‬

‫([‪ )]177‬السبكي‪ ،‬اإلبهاج في شرح المنهاج‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪.55‬‬

‫([‪ )] 178‬جاء في كشاف القناع "‪ ...‬بأن خاف التلف إما من جوع‪ ،‬أو يخاف إن ترك األكل عجز عن الشيء وانقطع عن‬
‫الرفقة فيهلك أو يعجز عن الركوب فيهلك‪ ،‬وال يتقيد ذلك بزمن مخصوص وجب عليه أن يأكل منه"‪ .‬البهوتي‪ ،‬كشاف‬
‫القناع‪ ،‬ج‪ ،6‬ص‪ .196‬البهوتي‪ ،‬شرح منتهى اإلرادات‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪.412‬‬

‫([‪ )]179‬الزرقاني‪ ،‬شرح الزرقاني‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪ .28‬الجصاص‪ ،‬أحكام القرآن‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.393‬‬

‫([‪ )]180‬الدسوقي‪ ،‬حاشية الدسوقي‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪ .115‬الحطاب‪ ،‬مواهب الجليل‪ ،‬ج‪ ،4‬ص‪ .353‬الخرشي‪ ،‬حاشية الخرشي‪،‬‬
‫ج‪ ،3‬ص‪.371‬‬

‫([‪ )]181‬الرازي‪ ،‬التفسير الكبير‪ ،‬ج‪ ،5‬ص‪ .27‬الشربيني‪ ،‬مغني المحتاج‪ ،‬ج‪ ،4‬ص‪.388‬‬

‫([‪ )]182‬البهوتي‪ ،‬كشاف القناع‪ ،‬ج‪ ،6‬ص‪.196‬‬

‫([‪ )]183‬نفس المصدر الساق‪.‬‬

‫([‪ )] 184‬يقول األستاذ الزرقا‪" :‬إذا اضطر اإلنسان لمحظور فليس له أن يتوسع في المحظور‪ ،‬بل يقتصر منه على قدر ما‬
‫تندفع به الضرورة فقط"‪ .‬الزرقا‪ ،‬مصطفى أحمد الزرقا‪ ،‬شرح القواعد الفقهية‪ ،‬راجعه د‪ .‬عبد الستار أبو غدة‪ ،‬دمشق‪ ،‬دار‬
‫القلم‪‍1409 ،‬ه‪1989/‬م‪( ،‬ط‪ ،)2‬ص‪.187‬‬

‫([‪ )]185‬البهوتي‪ ،‬شرح منتهى اإلرادات‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪ .412‬البهوتي‪ ،‬كشاف القناع‪ ،‬ج‪ ،6‬ص‪.196‬‬

‫([‪ )]186‬الرازي‪ ،‬التفسير الكبير‪ ،‬ج‪ ،5‬ص‪.27‬‬

‫([‪ )]187‬الزرقاني‪ ،‬شرح الزرقاني‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪ .28‬ابن العربي‪ ،‬أحكام القرآن‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪ .56-55‬الدسوقي‪ ،‬حاشية‬
‫الدسوقي‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪ .115‬ابن رشد‪ ،‬بداية المجتهد‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪.476‬‬

‫([‪ )]188‬الشربيني‪ ،‬مغني المحتاج‪ ،‬ج‪ ،4‬ص‪.388‬‬

‫([‪ )]189‬ابن العربي‪ ،‬أحكام القرآن‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪.56-55‬‬

‫([‪ )]190‬السيوطي‪ ،‬تفسير الجاللين‪ ،‬ص‪.204-203‬‬


‫([‪ )]191‬الجصاص‪ ،‬أحكام القرآن‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.393‬‬

‫([‪ )]192‬الرازي‪ ،‬التفسير الكبير‪ ،‬ج‪ ،5‬ص‪ .27‬القرطبي‪ ،‬الجامع ألحكام القرآن‪ ،‬ج‪ ،6‬ص‪.64‬‬

‫([‪ )]193‬الشوكاني‪ ،‬فتح القدير‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.13‬‬

‫([‪ )]194‬البخاري‪ ،‬صحيح البخاري‪ ،‬ج‪ ،5‬ص ‪ ،2056‬كتاب األطعمة‪ ،‬باب التسمية على الطعام واألكل باليمين‪ ،‬حديث‬
‫رقم ‪.5061‬‬

‫([‪ )]195‬الرازي‪ ،‬التفسير الكبير‪ ،‬ج‪ ،5‬ص‪ .27‬وانظر‪ :‬القرطبي‪ ،‬الجامع ألحكام القرآن‪ ،‬ج‪ ،6‬ص‪ .228‬ابن العربي‪،‬‬
‫أحكام القرآن‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪ .56-55‬الجصاص‪ ،‬أحكام القرآن‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪ .393‬ابن كثير‪ ،‬تفسير القرآن العظيم‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.6‬‬
‫األلوسي‪ ،‬روح المعاني‪ ،‬ج‪ ،6‬ص‪ .63‬الرازي‪ ،‬التفسير الكبير‪ ،‬ج‪ ،11‬ص‪ .148‬وانظر‪ :‬السايس‪ ،‬تفسير آيات األحكام‪ ،‬ج‬
‫‪ ،2‬ص‪.167‬‬

‫([‪ )]196‬الجاللين‪ ،‬تفسير الجاللين‪ ،‬ص‪( 204-203‬الهامش)‪ ،‬وانظر‪ :‬الجصاص‪ ،‬أحكام القرآن‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.398-397‬‬
‫القرطبي‪ ،‬الجامع ألحكام القرآن‪ ،‬ج‪ ،6‬ص‪ .69‬ابن حزم‪ ،‬المحلى‪ ،‬ج‪ ،6‬ص‪ ،161‬وما بعدها‪.‬‬

‫([‪ )]197‬ابن مودود‪ ،‬االختيار‪ ،‬ج‪ ،5‬ص‪ .3‬داماد أفندي‪ ،‬مجمع األنهر‪ ،‬ج‪ ،4‬ص‪.255‬‬

‫([‪ )]198‬ابن رشد‪ ،‬بداية المجتهد‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪ .456‬ابن العربي‪ ،‬أحكام القرآن‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.556-555‬‬

‫([‪ )]199‬الشافعي‪ ،‬األم‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.249‬‬

‫([‪ )]200‬البهوتي‪ ،‬كشاف القناع‪ ،‬ج‪ ،6‬ص‪.222‬‬

‫([‪ )]201‬ابن حزم‪ ،‬المحلى باآلثار‪ ،‬ج‪ ،6‬ص‪.162‬‬

‫([‪ )]202‬ابن مودود‪ ،‬االختيار‪ ،‬ج‪ ،5‬ص‪ .3‬الجصاص‪ ،‬أحكام القرآن‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪ .394‬ابن العربي‪ ،‬أحكام القرآن‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‬
‫‪ .549‬القرطبي‪ ،‬الجامع ألحكام القرآن‪ ،‬ج‪ ،6‬ص‪ .69‬ابن رشد‪ ،‬بداية المجتهد‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪ ،456‬وانظر‪ :‬الكيا الهراسي‪ ،‬أحكام‬
‫القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪ .25‬ابن حزم‪ ،‬المحلى باآلثار‪ ،‬ج‪ ،6‬ص‪.169‬‬

‫([‪ )]203‬ابن مودود‪ ،‬االختيار‪ ،‬ج‪ ،5‬ص‪ .10‬الداماد أفندي‪ ،‬مجمع األنهر‪ ،‬ج‪ ،4‬ص ‪ .154‬المرغيناني‪ ،‬الهداية‪ ،‬ج‪ ،4‬ص‬
‫‪ .62‬الدسوقي‪ ،‬حاشية الدسوقي‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪ .100‬الحصني‪ ،‬كفاية األخيار‪ ،‬ص‪ .621‬البهوتي‪ ،‬كشاف القناع‪ ،‬ج‪ ،6‬ص‪.205‬‬

‫([‪ )]204‬الجصاص‪ ،‬أحكام القرآن‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪ .405‬ابن العربي‪ ،‬أحكام القرآن‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪ .556-555‬الكيا الهراسي‪ ،‬أحكام‬
‫القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪.28‬‬

‫([‪ )]205‬ابن مودود‪ ،‬االختيار‪ ،‬ج‪ ،5‬ص‪ .10‬الداماد أفندي‪ ،‬مجمع األنهر‪ ،‬ج‪ ،4‬ص ‪ .154‬المرغيناني‪ ،‬الهداية‪ ،‬ج ‪ ،4‬ص‬
‫‪ .62‬الدسوقي‪ ،‬حاشية الدسوقي‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪ .100‬الحصني‪ ،‬كفاية األخيار‪ ،‬ص ‪ .621‬البهوتي‪ ،‬كشاف القناع‪ ،‬ج ‪ ،6‬ص‬
‫‪ .205‬الجصاص‪ ،‬أحكام القرآن‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪ .405‬ابن العربي‪ ،‬أحكام القرآن‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪ .556-555‬الكيا الهراسي‪ ،‬أحكام‬
‫القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪.28‬‬

‫([‪ )] 206‬األصبحي‪ ،‬اإلمام مالك بن أنس‪ ،‬الموطأ‪ ،‬بيروت‪ ،‬دار إحياء التراث العربي‪ ،‬تحقيق‪ :‬محمد فؤاد عبد الباقي‪،‬‬
‫‪1406‬ه‪1985-‬م‪ ،‬كتاب الزكاة‪ ،‬باب جزية أهل الكتاب والمجوس‪ ،‬حديث ‪ ،42‬ج‪ ،1‬ص‪.278‬‬

‫([‪ )]207‬ابن حزم‪ ،‬المحلى باآلثار‪ ،‬ج‪ ،6‬ص‪.143‬‬

‫([‪ )]208‬الجصاص‪ ،‬أحكام القرآن‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪ .406‬ابن مودود‪ ،‬االختيار‪ ،‬ج‪ ،5‬ص‪ .10‬الداماد أفندي‪ ،‬مجمع األنهر‪ ،‬ج‪،4‬‬
‫ص‪.154‬‬
‫([‪ )]209‬ابن الجوزي‪ ،‬زاد المسير‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.175‬‬

‫([‪ )]210‬ابن حزم المحلى باآلثار‪ ،‬ج‪ ،6‬ص‪.143‬‬

‫([‪ )]211‬القرطبي‪ ،‬الجامع ألحكام القرآن‪ ،‬ج‪ ،6‬ص‪ .76‬ابن رشد‪ ،‬بداية المجتهد‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪.451‬‬

‫([‪ )]212‬الشربيني‪ ،‬مغني المحتاج‪ ،‬ج‪ ،4‬ص‪ .265‬الكيا الهراسي‪ ،‬أحكام القرآن‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪.28‬‬

‫([‪ )]213‬الشوكاني‪ ،‬فتح القدير‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.17‬‬

‫([‪ )]214‬الحصني‪ ،‬كفاية األخيار‪ ،‬ص‪.621‬‬

‫([‪ )]215‬البخاري‪ ،‬صحيح البخاري‪ ،‬كتاب الشركة‪ ،‬باب قسمة الغنم‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪ ،881‬رقم الحديث ‪.2356‬‬

‫([‪ )] 216‬انظر‪ :‬الفوزان‪ ،‬الشيخ صالح بن فوزان بن عبد هللا‪ ،‬األطعمة وأحكام الصيد والذبائح‪ ،‬الرياض‪ ،‬مكتبة المعارف‪،‬‬
‫‪‍1408‬ه‪1988/‬م‪( ،‬ط‪ ،)1‬ص‪.191‬‬

‫([‪ )]217‬انظر‪ :‬اللجنة الدائمة للبحوث العلمية واإلفتاء‪ )9(" ،‬حكم الذبائح المستوردة"‪ ،‬مجلة البحوث اإلسالمية‪ ،‬العدد‬
‫السادس‪ ،‬الرياض‪‍1400 ،‬ه‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪ .717‬الفوزان‪ ،‬األطعمة وأحكام الصيد والذبائح‪ ،‬ص‪.193-192‬‬

‫([‪ )]218‬انظر‪ :‬الفوزان‪ ،‬األطعمة وأحكام الصيد والذبائح‪ ،‬ص‪.141-139‬‬

‫([‪ )] 219‬الدريني‪ ،‬د‪ .‬فتحي الدريني‪ ،‬دراسات وبحوث في الفكر اإلسالمي المعاصر‪ ،‬بيروت‪ ،‬دار قتيبة‪‍1408 ،‬ه‪1988/‬م‪،‬‬
‫(ط‪ ،)1‬ج‪ ،2‬ص‪ .750‬الدريني‪ ،‬د‪ .‬فتحي‪ ،‬بحوث مقارنة في الفقه اإلسالمي وأصوله‪ ،‬بيروت‪ ،‬مؤسسة الرسالة‪‍1414 ،‬ه‪/‬‬
‫‪1994‬م‪( ،‬ط‪ ،)1‬ج‪ ،2‬ص‪.340‬‬

‫([‪ )] 220‬انظر‪ :‬أبو فارس‪ ،‬د‪ .‬محمد‪ ،‬أحكام اللحوم المستوردة‪ ،‬عمان‪ ،‬دار العدوي‪‍1404 ،‬ه‪1994/‬م‪( ،‬ط‪ ،)2‬ص‪.57-56‬‬

‫([‪ )]221‬رضا‪ ،‬الشيخ محمد رشيد (‪1865‬م‪1935-‬م)‪ ،‬تفسير المنار‪ ،‬بيروت‪ ،‬دار الكتب العلمية‪‍1420 ،‬ه‪1999 /‬م‪( ،‬ط‬
‫‪ ،)1‬ج‪ ،6‬ص‪ .179-165‬وانظر أيضًا‪ :‬أبو فارس‪ ،‬أحكام اللحوم المستوردة‪ ،‬ص‪.61‬‬

‫([‪ )]222‬الدريني‪ ،‬بحوث مقارنة في الفقه وأصوله‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪ .342-340‬الدريني‪ ،‬دراسات وبحوث في الفكر اإلسالمي‪،‬‬
‫ج ‪ ،2‬ص‪.750‬‬

‫([‪ )]223‬الدريني‪ ،‬بحوث مقارنة‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪ .346‬الدريني‪ ،‬دراسات وبحوث في الفكر اإلسالمي‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪ .754‬الفوزان‪،‬‬
‫األطعمة وأحكام الصيد والذبائح‪ ،‬ص‪.190‬‬

‫([‪ )]224‬ابن تيمية‪ ،‬مجموع الفتاوى‪ ،‬ج‪ ،21‬ص‪.238‬‬

‫([‪ )]225‬الكاساني‪ ،‬بدائع الصنائع‪ ،‬ج‪ ،4‬ص‪ .414‬الشربيني‪ ،‬مغني المحتاج‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪ .112‬البهوتي‪ ،‬كشاف القناع‪ ،‬ج‪،6‬‬
‫ص‪ .189‬الجصاص‪ ،‬أحكام القرآن‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪381‬‬

‫([‪ )]226‬ابن ماجه‪ ،‬سنن ابن ماجه‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪ ،1102‬كتاب الصيد‪ ،‬باب الكبد والطحال‪ ،‬رقم الحديث‪ ،3314 ،‬سبق‬
‫تخرجه‪ ،‬انظر‪ :‬حاشية ‪.47‬‬

‫‪(227) www. e-cfr. org/index. php?option=com _content&task=view&id=183&Itemid=26‬‬

‫([‪ )]228‬أبو العال‪ ،‬واصل محمد‪ ،‬تغذية اإلنسان‪ ،‬القاهرة‪ ،‬دار المعارف‪1987 ،‬م‪( ،‬ط‪ ،)1‬ص‪.92-91‬‬
‫([‪ )]229‬جولي‪ ،‬مصطفى قره‪ ،‬موسوعة الغذاء والتغذية‪ ،‬دمشق‪ ،‬دار الفكر‪‍1426 ،‬ه‪2005/‬م‪( ،‬ط‪ ،)1‬ص‪ .211‬أبو العال‪،‬‬
‫تغذية اإلنسان‪ ،‬ص‪.90‬‬

‫([‪ )]230‬ابن نجيم‪ ،‬العالمة زين الدين بن إبراهيم (ت ‪‍970‬ه)‪ ،‬األشباه والنظائر‪ ،‬تحقيق‪ :‬محمد مطيع الحافظ‪ ،‬دمشق‪ ،‬دار‬
‫الفكر‪‍1403 ،‬ه‪1983/‬م‪( ،‬ط‪ ،)3‬ص‪ .94‬السيوطي‪ ،‬اإلمام جالل الدين عبد الرحمن (ت ‪‍911‬ه)‪ ،‬األشباه والنظائر‪ ،‬بيروت‪،‬‬
‫مؤسسة الكتب الثقافية‪‍1415 ،‬ه‪1994/‬م‪( ،‬ط‪ ،)1‬ص‪.112‬‬

‫([‪ )]231‬األشقر‪ ،‬محمد سليمان‪ ،‬أبحاث اجتهادية في الفقه الطبي‪ ،‬ص‪.128‬‬

‫([‪ )]232‬العثماني‪ ،‬بحوث في قضايا فقهية معاصرة‪ ،‬ص‪.342-341‬‬

‫([‪ )]233‬القرضاوي‪ ،‬د‪ .‬يوسف‪ ،‬في فقه األقليات المسلمة‪ ،‬القاهرة‪ ،‬دار الشروق‪‍1422 ،‬ه‪2001/‬م‪ ،‬ص‪.142-141‬‬

‫([‪ )]234‬انظر‪ :‬ابن نجيم‪ ،‬األشباه والنظائر‪ ،‬ص‪.64‬‬

‫([‪ )]235‬مخلوف‪ ،‬حسين‪ ،‬فتاوى شرعية‪ ،‬ج ‪ ،2‬ص‪.172‬‬

‫([‪ )]236‬مزاهرة‪ ،‬د‪ .‬أيمن‪ ،‬الصناعات الغذائية‪ ،‬ص‪.202‬‬

‫([‪( )]237‬السجق)‪ ،‬ويسمى بالنقانق أيضًا‪ ،‬وهو عبارة عن لحم مفروم يحشى في األمعاء الدقيقة للماشية‪ ،‬ويعتبر الشعب‬
‫اإلنجليزي من أكثر الشعوب تناوًال لهذه الوجبة‪ .‬انظر‪:‬‬

‫‪http //ar. wikipedia. org/wiki/%D8%B3%D8%AC %D9%82‬‬

‫([‪( )] 238‬السالمي)‪ ،‬من أنواع الباسطرمة‪ ،‬وهي في األصل أكلة شعبية إيطالية تتكون في األصل من لحم الخيول أو‬
‫الحمير المفروم‪ ،‬ومن لحم البقر المفروم حاليًا‪ ،‬والذي يحشى في أمعاء الماشية‪ ،‬ويضاف إليه بعض البهارات الخاصة‪.‬‬
‫انظر‪:‬‬

‫‪http //ar. wikipedia. org/wiki/%D8%B3%D9%84% D8%A7%D9%85%D9%8A‬‬

‫وانظر أيضًا‪ :‬مزاهرة‪ ،‬د‪ .‬أيمن‪ ،‬الصناعات الغذائية‪ ،‬ص‪.202‬‬

‫([‪ )]239‬الشبكة اإلسالمية مقال بعنوان اللحوم المصنعة‪http /216. 176. 51. 32/ver2/archiver/readArt ،‬‬

‫([‪ )]240‬وتحتوي هذه الوجبة على جملة من الفيتامينات النافعة أيضًا‪ .‬انظر‪ :‬جولي‪ ،‬مصطفى قره‪ ،‬موسوعة الغذاء‬
‫والتغذية‪ ،‬ص‪.627‬‬

‫([‪ )]241‬انظر‪:‬‬

‫‪//www. al-jazirah. com/magazine/26112002/ab2. htm‬‬

‫([‪ )]242‬جولي‪ ،‬مصطفى قره‪ ،‬موسوعة الغذاء والتغذية‪ ،‬ص‪ .599‬وانظر أيضًا‪:‬‬

‫‪//ar. wikipedia. org/wiki/%D8%A8%D9%8A%D8% AA%D8%B2%D8%A7‬‬


‫([‪ )] 243‬وهي أكلة أمريكية‪ ،‬تتكون من فطيره من الخبز ولحم البقر‪ ،‬أو الدجاج‪ ،‬أو الخنزير‪ ،‬مع شيء من الخضروات‪،‬‬
‫والصلصة‪ ،‬وقد أصبحت هذه الوجبة عالمية‪ ،‬فال تخلو مدينة في العالم منها‪ .‬انظر‪ :‬ويكيبيديا؛ الموسوعة الحرة‪:‬‬

‫‪//ar. wikipedia. org/wiki/%D9%87%D8%A7%D9% 85%D8%A8%D8%B1%D8%BA‬‬


‫‪%D8%B1‬‬

‫([‪ )]244‬انظر‪ :‬القرطبي‪ ،‬الجامع ألحكام القرآن‪ ،‬ج‪ ،10‬ص‪ .108‬اآللوسي‪ ،‬روح المعاني‪ ،‬ج‪ ،14‬ص‪.221‬‬

‫([‪ )]245‬انظر‪ :‬السيوطي‪ ،‬األشباه والنظائر‪ ،‬ص‪.75-74‬‬

‫([‪ )]246‬انظر‪ :‬ابن نجيم‪ ،‬األشباه والنظائر‪ ،‬ص‪ ،83‬بتصرف‪.‬‬

‫([‪ )]247‬انظر‪ :‬السيوطي‪ ،‬األشباه والنظائر‪ ،‬ص‪ .72‬ابن نجيم‪ ،‬األشباه والنظائر‪ ،‬ص‪.62‬‬

‫([‪ )]248‬انظر‪ :‬السيوطي‪ ،‬األشباه والنظائر‪ ،‬ص‪.72-71‬‬

‫([‪ )] 249‬األهذل‪ ،‬أبو بكر بن أبي القاسم‪ ،‬الفرائد البهية في نظم القواعد الفقهية‪ ،‬مطبوع مع‪ ،‬الفاداني‪ ،‬محمد‪ ،‬الفوائد الجنية‪،‬‬
‫بيروت‪ ،‬دار البشائر‪‍1417 ،‬ه‪1996 /‬م‪( ،‬ط‪ ،)2‬ج‪ ،2‬ص‪.51‬‬

‫([‪ )]250‬السيوطي‪ ،‬األشباه والنظائر‪ ،‬ص‪.113‬‬

‫([‪ )]251‬مسلم‪ ،‬صحيح مسلم‪ ،‬ج‪ ،4‬ص‪ ،1980‬كتاب البر والصلة واآلداب‪ ،‬باب تفسير البر واإلثم‪ ،‬حديث رقم ‪.2553‬‬

‫([‪ )]252‬البخاري‪ ،‬صحيح البخاري‪ ،‬ج‪ ،5‬ص‪ ،2086‬كتاب الذبائح والصيد‪ ،‬باب صيد الِم عراض‪ ،‬حديث رقم ‪.5159‬‬

‫([‪ )]253‬البخاري‪ ،‬صحيح البخاري‪ ،‬ج‪ ،5‬ص‪ ،2088‬كتاب‬

‫الذبائح والصيد‪ ،‬باب الَخ ْذ ف والبندقة‪ ،‬حديث رقم ‪.5162‬‬

‫([‪ )]254‬البخاري‪ ،‬صحيح البخاري‪ ،‬ج‪ ،5‬ص‪ ،2086‬كتاب الذبائح والصيد‪ ،‬باب صيد الِم عراض‪ ،‬حديث رقم ‪.5159‬‬

‫([‪ )]255‬الجصاص‪ ،‬أحكام القرآن‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.383‬‬

You might also like