You are on page 1of 11

‫خطة البحث‪:‬‬

‫مقدمة‬
‫المبحث األول‪ :‬السعر العادل في الفكر االقتصادي‬
‫✓ المطلب االول‪ :‬مفهوم السعر العادل‬
‫✓ المطلب الثاني‪ :‬تطور السعر العادل‬
‫المبحث الثاني‪ :‬السعر العادل في الفكر االقتصادي اإلسالمي‬
‫✓ المطلب االول‪ :‬مفهوم السعر العادل في الفكر االقتصادي اإلسالمي‬
‫✓ المطلب الثاني‪ :‬اهم خصائص السعر العادل في الفكر االقتصادي‬
‫اإلسالمي‬
‫المبحث الثالث‪ :‬السعر العادل في الفكر االقتصادي الفكر الغربي في‬
‫العصور الوسطى‬
‫✓ المطلب االول‪ :‬مفهوم السعر العادل في الفكر االقتصادي الفكر‬
‫الغربي في العصور الوسطى‬
‫✓ المطلب الثاني‪ :‬خصائص السعر العادل في الفكر االقتصادي الغربي‬
‫في العصور الوسطى‬
‫المبحث الرابع‪ :‬العالقة بين السعر العادل في الفكر االقتصادي اإلسالمي‬
‫والفكر الغربي في العصور الوسطى وكيفية تحديده‬
‫✓ المطلب األول‪ :‬العالقة بين السعر العادل في الفكر االقتصادي‬
‫اإلسالمي والفكر الغربي في العصور الوسطى‬
‫✓ المطلب الثاني‪:‬كيفية تحديد السعر العادل في الفكر االقتصادي‬
‫اإلسالمي والفكر الغربي في العصور الوسطى‬
‫خاتمة‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬
‫المقدمة‪:‬‬
‫في العصور الوسطى‪ ،‬كان للسعر العادل دور بارز في النظريات االقتصادية سواء‬
‫في الفكر االقتصادي اإلسالمي أو الفكر الغربي‪ .‬كال النهجين قدما تفسيرات‬
‫ومقاربات مختلفة لمفهوم السعر العادل وأثره على االقتصاد والمجتمع‪.‬‬
‫في الفكر االقتصادي اإلسالمي‪ ،‬يعتبر السعر العادل جز ًءا من العدالة االقتصادية‬
‫واالجتماعية‪ .‬وفقًا لألسس اإلسالمية‪ ،‬يجب أن يكون السعر متوافقًا مع قيم العدالة‬
‫والمساواة بين األفراد‪ ،‬حيث يتعين على البائع والمشتري أن يتفقا على سعر مقبول‬
‫ضا تقديم الرعاية للفقراء‬‫للسلعة أو الخدمة دون غش أو احتكار‪ .‬يتطلب هذا النهج أي ً‬
‫والمحتاجين من خالل تحديد األسعار بما يضمن لهم الحصول على االحتياجات‬
‫األساسية بشكل معقول‪.‬‬
‫أما في الفكر الغربي‪ ،‬فقد اتخذ مفهوم السعر العادل منحىًا مختلفًا‪ ،‬حيث ارتبط‬
‫بمفهوم العرض والطلب والتنافس في السوق‪ .‬وعلى الرغم من أن العدالة كانت‬
‫تعتبر أحد المبادئ األساسية في الفكر الغربي‪ ،‬إال أنه كان يُفضل ترك األسعار‬
‫آلليات السوق لتحديدها بشكل طبيعي دون تدخل حكومي مباشر‪ ،‬باعتبار أن هذا‬
‫النهج يعكس حرية االختيار ويشجع على االبتكار وتحسين الكفاءة االقتصادية‪.‬‬
‫بين الفكر االقتصادي اإلسالمي والفكر الغربي‪ ،‬هناك تباين في النهج تجاه مفهوم‬
‫السعر العادل‪ ،‬حيث يؤكد الفكر اإلسالمي على تحقيق العدالة االجتماعية‬
‫واالقتصادية من خالل تنظيم األسواق وضمان توزيع الثروة بشكل عادل‪ ،‬في حين‬
‫يفضل الفكر الغربي االعتماد على آليات السوق لتحديد األسعار دون تدخل كبير من‬
‫الحكومة‪.‬‬
‫ومنه نطرح التساؤل التالي‪:‬ماهو السعر العادل؟وماهي تطوراته؟وكيف يتم تحديده‬
‫المبحث األول‪ :‬السعر العادل في الفكر االقتصادي‬
‫‪1‬‬
‫المطلب االول‪ :‬مفهوم السعر العادل‪:‬‬
‫يشير إلى السعر الذي يُعتبر متواز ًنا ومنصفًا لكل األطراف المعنية في عملية تبادل‬
‫معينة‪ .‬يعتمد مفهوم السعر العادل على العدالة والمساواة في التعامل التجاري‪ ،‬حيث‬
‫يحظى كل شخص بحقوقه ويتلقى قيمة عادلة مقابل ما يقدمه أو يشتريه‪.‬‬
‫يختلف تحديد السعر العادل باختالف السياق والمتغيرات المختلفة‪ ،‬فقد يكون السعر‬
‫العادل في سوق معين مختلفًا عن ذلك في سوق آخر‪ ،‬ويعتمد على عوامل مثل‬
‫عرض وطلب المنتج أو الخدمة‪ ،‬وتكلفة اإلنتاج‪ ،‬والقيمة المضافة‪ ،‬وعوامل السوق‬
‫األخرى‪.‬‬
‫يسعى االقتصاديون وصانعو السياسات إلى تحقيق العدالة االقتصادية من خالل‬
‫ضمان أن األسواق تعمل بطريقة تضمن توزيع الثروة بشكل متسا ٍو وعادل‪ ،‬وهو ما‬
‫يشمل تحقيق السعر العادل‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬فإن تحقيق العدالة االقتصادية قد يكون تحديًا‪،‬‬
‫حيث يتأثر السعر بعوامل عديدة‪ ،‬بما في ذلك القوى السوقية والتدخالت الحكومية‪،‬‬
‫وتفاوت الدخل والثروة بين األفراد والمجتمعات‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬تطور السعر العادل‪:‬‬
‫تطور السعر العادل يمكن أن يفهم من خالل مراحل تطور عملية تحديد األسعار في‬
‫االقتصاد‪ ،‬وهذه المراحل قد تشمل‪:‬‬
‫المرحلة األولى ‪ :‬العرض والطلب األولي‪ :‬في هذه المرحلة‪ ،‬يتم تحديد السعر بنا ًء‬
‫على توازن بسيط بين عرض المنتجات أو الخدمات وطلبها‪ .‬يكون السعر النهائي‬
‫متأثرا بمستوى المنافسة في السوق وعوامل العرض والطلب‪.‬‬
‫ً‬
‫المرحلة الثانية ‪ :‬التكاليف واإلنتاجية‪ :‬يتم هنا مراعاة تكاليف اإلنتاج والتكلفة ال‬
‫‪ margin‬والتي تشمل تكاليف العمالة‪ ،‬المواد الخام‪ ،‬التكنولوجيا‪ ،‬وغيرها من‬
‫التكاليف‪ .‬يُعتبر السعر العادل هو تلك التي تسمح بتغطية هذه التكاليف وتحقيق‬
‫أرباح مقبولة‪.‬‬

‫‪ 1‬د‪ .‬أحمد فريد مصطفى ود‪ .‬سهير محمد السيد حسن‪ ،‬تطور الفكر والوقائع االقتصادية‪ ،‬مؤسسة شباب الجامعة‪ ،‬اإلسكندرية‪،‬‬
‫‪2000‬م‪ ،‬ص‪.31‬‬
‫‪ 2‬د‪ .‬ناصر عبيد الناصر‪" ،‬قراءة في الفكر االقتصادي الذي ساد العصر الوسيط"‪ ،‬مجلة المناضل‪ ،‬دمشق‪ ،‬العدد ‪ ،350‬مارس‬
‫‪2007‬م‪ ،‬ص‪.17‬‬
‫المرحلة الثالثة ‪ :‬العدالة االجتماعية والسياسات الحكومية‪ :‬قد تتدخل الحكومات‬
‫لتحديد السعر العادل من خالل تنظيم األسواق أو تطبيق سياسات اقتصادية‬
‫واجتماعية تهدف إلى تحقيق العدالة وتوزيع الثروة بشكل أكثر عدالة‪.‬‬
‫المرحلة الرابعة ‪ :‬التكنولوجيا واالبتكار‪ :‬قد يتغير تحديد السعر العادل مع التطور‬
‫التكنولوجي واالبتكار في اإلنتاج وتسليم السلع والخدمات‪ .‬يمكن أن يؤدي التقدم‬
‫التكنولوجي إلى تقليل التكاليف وزيادة الكفاءة‪ ،‬مما يؤثر على تشكيل األسعار‪.‬‬
‫المرحلة الخامسة ‪ :‬التغيرات البيئية واالجتماعية‪ :‬يمكن أن تؤثر التغيرات البيئية‬
‫واالجتماعية في تحديد السعر العادل‪ ،‬مثل تأثيرات التغير المناخي أو المبادرات‬
‫االجتماعية مثل االستدامة والمسؤولية االجتماعية للشركات‪.‬‬
‫هذه المراحل تعكس كيف يمكن لعدة عوامل أن تتفاعل معًا لتحديد السعر العادل في‬
‫االقتصاد‪ .‬يُالحظ أن هذه المراحل قد تختلف من اقتصاد إلى آخر وفقًا للظروف‬
‫الفردية والثقافية والسياسية‪.‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬السعر العادل في الفكر االقتصادي اإلسالمي‬
‫المطلب االول‪ :‬مفهوم السعر العادل في الفكر االقتصادي اإلسالمي‬
‫في الفكر االقتصادي اإلسالمي‪ ،‬يعتبر مفهوم السعر العادل أحد المبادئ األساسية‬
‫التي يجب أن تحكم عالقات التبادل والتجارة بين األفراد والشركات‪ .‬يُعتبر السعر‬
‫العادل هو الثمن الذي يتم تحديده بشكل معقول ومنصف‪ ،‬دون احتكار أو استغالل‬
‫للزبائن‪.‬‬
‫وفي هذا السياق‪ ،‬يجب على المسلمين أن يتجنبوا تحديد أسعار مبالغ فيها للسلع‬
‫والخدمات التي يروجون لها‪ ،‬وأال يستغلوا حاجة اآلخرين لهذه السلع والخدمات من‬
‫أجل تحقيق ربح زائد‪ .‬بل يجب على المسلمين أن يتعاملوا بصدق وأمانة في جميع‬
‫صفقاتهم التجارية‪ ،‬وأال يخدعوا أو يضرروا زبائنهم‪.‬‬
‫إذا تم اتباع مفهوم السعر العادل في التجارة والتبادل‪ ،‬فإن ذلك سيؤدي إلى تحقيق‬
‫عدالة اقتصادية بين جميع أطراف المجتمع‪ ،‬وستزدهر المشاركة في التجارة بشكل‬
‫‪3‬‬
‫صحيح وإثراء لالقتصاد‪.‬‬

‫‪ 3‬د‪ .‬خالف عبد الجابر خالف‪ ،‬مدخل للدراسات االقتصادية اإلسالمية‪ ،‬المعهد العالي للدراسات اإلسالمية‪ ،‬القاهرة‪2006 ،‬م‪،‬‬
‫ص‪.139-138‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬اهم خصائص السعر العادل في الفكر االقتصادي‬
‫‪4‬‬
‫اإلسالمي‪:‬‬
‫في الفكر االقتصادي اإلسالمي‪ ،‬يتم التأكيد على عدة خصائص للسعر العادل تحت‬
‫تأثير القيم والمبادئ اإلسالمية‪ .‬هذه الخصائص تتضمن‪:‬‬
‫العدالة والمساواة‪ :‬يجب أن يتم تحديد السعر بطريقة تعكس العدالة والمساواة بين‬
‫األفراد‪ ،‬دون تمييز أو احتكار‪ .‬يجب أن يتم تحديد األسعار بنا ًء على القيمة الفعلية‬
‫للسلعة أو الخدمة دون تضخيمها أو تقليلها بشكل غير عادل‪.‬‬
‫الشفافية والشرعية‪ :‬ينبغي أن تكون عمليات تحديد األسعار شفافة وواضحة وتتم‬
‫وفقًا للمبادئ والقوانين الشرعية اإلسالمية‪ ،‬بما يضمن االمتثال ألحكام الشريعة‬
‫وتجنب المخالفات الشرعية مثل الربا والغش‪.‬‬
‫التضامن والمسؤولية االجتماعية‪ :‬يجب أن يؤدي تحديد السعر إلى تعزيز التضامن‬
‫االجتماعي والمسؤولية االجتماعية‪ ،‬من خالل توفير السلع والخدمات بأسعار معقولة‬
‫فقرا وضعفًا‪.‬‬
‫ومتاحة للجميع‪ ،‬خاصة الفئات األكثر ً‬
‫منع االحتكار واالستغالل‪ :‬يُحظر في الفكر االقتصادي اإلسالمي االحتكار‬
‫واالستغالل في تحديد األسعار‪ ،‬ويجب أن يتم تحديدها بنا ًء على قواعد المنافسة‬
‫الشرعية وتوزيع الثروة بشكل عادل‪.‬‬
‫التوازن بين العرض والطلب‪ :‬يجب أن يتم تحديد السعر بنا ًء على توازن بين‬
‫العرض والطلب‪ ،‬مع األخذ في االعتبار مصالح األفراد والمجتمع في المجمل‪.‬‬
‫المبحث الثالث‪ :‬السعر العادل في الفكر االقتصادي الفكر الغربي في‬
‫العصور الوسطى‬
‫المطلب االول‪ :‬مفهوم السعر العادل في الفكر االقتصادي الغربي في‬
‫العصور الوسطى‬
‫في العصور الوسطى‪ ،‬كان مفهوم السعر العادل يعتبر من أهم المبادئ في الفكر‬
‫االقتصادي الغربي‪ .‬وكانت هذه المفهوم تشير إلى فكرة أن يجب أن يكون السعر‬
‫الذي يدفعه المشتري متناسبًا مع قيمة المنتج أو الخدمة التي يحصل عليها‪ .‬وكان‬

‫‪ 4‬عبد هللا عبد العزيز عابد‪" ،‬السِّعر في االقتصاد اإلسالمي"‪ ،‬مجلة الدراسات التجارية اإلسالمية الفصلية‪ ،‬مركز صالح عبد هللا‬
‫كامل‪ ،‬القاهرة‪ ،‬السنة األولى‪ ،‬العدد الثالث‪ ،‬يوليو ‪1984‬م‪ ،‬ص ‪.75‬‬
‫يُعتقد أن هذا المبدأ يساهم في تحقيق التوازن بين عرض وطلب‪ ،‬وضمان عدالة‬
‫التجارة‪.‬‬
‫وقد كانت هذه الفكرة تُظهر في عدة مظاهر‪ ،‬منها‪:‬‬
‫‪ .1‬تحديد سعر المنتجات بشكل عادل ومناسب لقيمتها‪ ،‬دون احتكار أو استغالل‪.‬‬
‫‪ .2‬حظر التالعب باألسعار والغش في التجارة‪.‬‬
‫‪ .3‬تحديد أجور العمال بشكل عادل ومناسب للخدمات التي يقدمونها‪.‬‬
‫إلى جانب ذلك‪ ،‬كان البد من ضبط سوق العمل وضمان حقوق الفالحين والحرفيين‬
‫‪5‬‬
‫لضمان حصولهم على أجور عادلة‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬خصائص السعر العادل في الفكر االقتصادي الغربي في‬
‫‪6‬‬
‫العصور الوسطى‬
‫في العصور الوسطى‪ ،‬كانت الفلسفة االقتصادية في الغرب تتأثر بالفكر األرسطي‬
‫والفكر المسيحي‪ .‬وعلى الرغم من أنه لم يكن هناك نهج موحدًا لتحديد السعر العادل‬
‫في الفكر االقتصادي الغربي خالل تلك الفترة‪ ،‬إال أن هناك بعض الخصائص التي‬
‫يمكن تحديدها‪:‬‬
‫المبادئ األخالقية والدينية‪ :‬كانت تشدد الفلسفة االقتصادية في العصور الوسطى‬
‫على القيم األخالقية والدينية في تحديد السعر العادل‪ ،‬وكان يُعتبر أن التجارة‬
‫والتبادل التجاري يجب أن يتماشى مع القيم الدينية واألخالقية المسيحية‪.‬‬
‫المبادئ الطبيعية والعدالة الطبيعية‪ :‬كان لفكر العدالة الطبيعية دور كبير في تحديد‬
‫السعر العادل‪ .‬وفقًا لهذا الفكر‪ ،‬كان يُعتبر أن هناك قوانين طبيعية تحكم العدالة في‬
‫العالم‪ ،‬وكان ينظر إلى السعر العادل على أنه السعر الذي يتوافق مع هذه القوانين‬
‫الطبيعية‪.‬‬
‫التوازن بين العرض والطلب‪ :‬كانت هناك محاوالت في العصور الوسطى لتحقيق‬
‫التوازن بين العرض والطلب في تحديد السعر العادل‪ ،‬على الرغم من أن األسواق‬
‫كانت تعاني من الكثير من التدخالت والتشويشات‪.‬‬
‫مبادئ العدالة والمساواة االجتماعية‪ :‬برزت بعض المفاهيم المتعلقة بالعدالة‬
‫والمساواة االجتماعية في الفكر االقتصادي الغربي في العصور الوسطى‪ ،‬حيث‬

‫‪ 5‬جون كينيث جالبريت (ترجمة أحمد فؤاد بلبع)‪ ،‬تاريخ الفكر االقتصادي‪ ،‬سلسلة عالم المعرفة‪ ،‬المجلس الوطني للثقافة والفنون‬
‫واآلداب‪ ،‬الكويت‪ ،‬العدد رقم ‪ ،261‬جمادى اآلخرة ‪1421‬هـ‪ /‬سبتمبر‪2000‬م‪ ،‬ص‪.39‬‬
‫‪ 6‬المرجع السابق نفسه‬
‫كانت هناك بعض الجهود لتحقيق توزيع عادل للثروة وتحقيق المساواة بين الطبقات‬
‫المختلفة في المجتمع‪.‬‬
‫المبحث الرابع‪ :‬العالقة بين السعر العادل في الفكر االقتصادي اإلسالمي‬
‫والفكر الغربي في العصور الوسطى وكيفية تحديده‬
‫المطلب األول‪ :‬العالقة بين السعر العادل في الفكر االقتصادي اإلسالمي‬
‫‪7‬‬
‫والفكر الغربي في العصور الوسطى‬
‫العالقة بين السعر العادل في الفكر االقتصادي اإلسالمي والفكر الغربي في‬
‫العصور الوسطى تتجلى في عدة نقاط‪:‬‬
‫القيم األخالقية والدينية‪ :‬كال الفكرين يشددان على أهمية القيم األخالقية والدينية في‬
‫تحديد السعر العادل‪ .‬في الفكر اإلسالمي‪ ،‬يتم تحديد السعر العادل وفقًا للمبادئ‬
‫اإلسالمية والشريعة اإلسالمية‪ .‬بينما في الفكر الغربي في العصور الوسطى‪ ،‬كانت‬
‫هناك محاوالت لتحديد السعر العادل وفقًا للقيم األخالقية والدينية المسيحية‪.‬‬
‫المبادئ الطبيعية والعدالة الطبيعية‪ :‬في العصور الوسطى‪ ،‬كان لفكر العدالة‬
‫الطبيعية دور كبير في تحديد السعر العادل في الفكر الغربي‪ .‬وعلى الرغم من أن‬
‫هذا الفكر لم يكن موجودًا بشكل مماثل في الفكر االقتصادي اإلسالمي‪ ،‬إال أنهما كانا‬
‫يتوافقان في مفهوم العدالة الطبيعية وأهميتها في تحديد السعر العادل‪.‬‬
‫التضامن والمسؤولية االجتماعية‪ :‬كال الفكرين يشددان على أهمية التضامن‬
‫والمسؤولية االجتماعية في تحديد السعر العادل‪ .‬في الفكر اإلسالمي‪ ،‬يعتبر العدل‬
‫االجتماعي والتضامن بين األفراد واجبًا دينيًا واجتماعيًا‪ .‬وفي الفكر الغربي في‬
‫العصور الوسطى‪ ،‬كان هناك اهتمام بتحقيق التوازن بين الفرد والمجتمع وضمان‬
‫توزيع عادل للثروة‪.‬‬
‫منع االحتكار واالستغالل‪ :‬كال الفكرين يُحظران االحتكار واالستغالل في تحديد‬
‫السعر العادل‪ ،‬ويسعيان إلى تحقيق العدالة في العالقات التجارية واالقتصادية‪ .‬على‬
‫الرغم من وجود تشابه في بعض القيم والمبادئ بين الفكر االقتصادي اإلسالمي‬
‫والفكر الغربي في العصور الوسطى‪ ،‬إال أن هناك اختالفات في النهج والتفسيرات‬
‫الفقهية والفلسفية بين االثنين نتيجة لالختالفات الثقافية والدينية والتاريخية‪.‬‬

‫‪ 7‬عبد الحميد براهيمي‪ ،‬العدالة االجتماعية والتنمية في االقتصاد اإلسالمي‪ ،‬مركز دراسات الوحدة العربية‪ ،‬بيروت‪ ،1997 ،‬ص‪.47‬‬
‫المطلب الثاني‪:‬كيفية تحديد السعر العادل في الفكر االقتصادي اإلسالمي‬
‫والفكر الغربي في العصور الوسطى‬
‫‪8‬‬
‫أوال‪:‬في الفكر االقتصادي االسالمي‬
‫في الوقت الذي يدين فيه الفكر الغربي بالفضل للقديس توما األكويني‪ ،‬لحديثه عن‬
‫الثَّمن العادل‪ ،‬كان للفكر اإلسالمي السبق والريادة في تقرير الثَّمن العادل‪ ،‬وبيان‬
‫كيفية تقديره‪ .‬وقبل التعرض إلسهامات بعض المفكرين اإلسالميين في مسألة الثَّمن‬
‫العادل‪ ،‬ينبغي في البداية اإلشارة إلى أن الفكر االقتصادي اإلسالمي تميز عن غيره‬
‫من المدارس الفكرية‪ ،‬بالتمييز بين عدة مصطلحات تتشابه م ًعا وتختلط لدى البعض‬
‫السعر والثَّمن‬
‫حول األثمان؛ إذ فَ َّرق الفقهاء والمفكرون اإلسالميون تفرقة دقيقة بين ِّ‬
‫والقيمة‪.‬‬
‫السعر يستخدم في الدراسات اإلسالمية‪ ،‬بنفس المعنى الذي يستخدم به في‬
‫فلفظ ِّ‬
‫الدراسات الوضعية‪ ،‬والذي يمكن تلخيصه في أنه يعبر عن "نسبة التبادل بين السلعة‬
‫والنقود"‪.‬‬
‫أما الثمن فهو ما يتراضى عليه العاقدان‪ ،‬بخالف السعر الذي يتمثل فيما يطلبه‬
‫البائع؛ فالسعر هو الذي يقوم عليه الثَّمن‪ ،‬أي هو األساس الذي يتم عليه احتساب‬
‫الثَّمن عند التبادل‪.‬‬
‫أما القيمة‪ ،‬فتعبر عن الثَّمن الحقيقي للشيء؛ "فقيمة الشيء عبارة عن قدر ماليته‬
‫بالدراهم والدنانير‪ ،‬وهي مساوية له‪ ،‬بخالف الثَّمن الذي قد يكون زائدًا أو ناق ً‬
‫صا‬
‫السعر ما يطلبه البائع ثم ًنا لسلعته‬
‫السعر‪ :‬أن ِّ‬
‫عن قيمة الشيء" والفرق بينها وبين ِّ‬
‫سواء كان مساويًا للثمن الحقيقي أو أزيد منه أو أقل‪.‬‬
‫السعر والثَّمن والقيمة‪ ،‬تنتقل الدراسة‬
‫بعد هذا العرض الموجز لخالصة التفرقة بين ِّ‬
‫للتعرف على منظومة السعر العادل لدى بعض الفقهاء والمفكرين اإلسالميين‪،‬‬
‫بادئين بظهور فكرة السعر العادل التي أشار إليها اإلمام علي بن أبي طالب رضي‬
‫هللا عنه‪ ،‬ثُم عوامل تحديده كما ذكرها أبو الفضل الدمشقي‪ُ ،‬مت ِّبعين ذلك بدور ولي‬
‫األمر في تحديد السعر العادل لدى اإلمامين‪ :‬ابن تيمية وابن قيم الجوزية‪ ،‬وانتها ًء‬
‫بالحكمة من تحديد السعر العادل‪ ،‬كما بي َّنها العالمة ابن خلدون؛ توطئة للتعرف على‬
‫أهم دعائم منظومة السعر العادل في اإلسالم‪.‬‬

‫‪ 8‬محمد عمارة‪ ،‬قاموس المصطلحات االقتصادية في الحضارة اإلسالمية‪ ،‬دار الشروق‪ ،‬بيروت‪1993 ،‬م‪ ،‬ص‪.136‬‬
‫‪9‬‬
‫ثانيا‪:‬في الفكر االقتصادي الغربي‬
‫ظهر مفهوم الثَّمن العادل ‪ ،Just Price‬في القرن الثالث عشر الميالدي‪ ،‬على يد‬
‫القديس توما األكويني (‪St. Thomas Aquinas 1225-1274‬م) الذي يُعد‬
‫من أشهر فالسفة العصور الوسطى‪ ،‬وينتمي األكويني إلى الفكر المدرسي‪ ،‬وهو‬
‫الفكر الذي تأثر مؤسسوه بالفكر الديني الكنسي في تلك الفترة‪ ،‬حيث حاولوا التوفيق‬
‫بين العلوم الدينية والدنيوية‪.‬‬
‫ويُالحظ أنه قبل ظهور الفكر المدرسي في القرون الوسطى‪ ،‬لم تتأثر األسعار بقوى‬
‫السوق (العرض والطلب)؛ ألن الطوائف الحرفية هي التي كانت تحدد األسعار‪ ،‬في‬
‫ضوء التكلفة مع إضافة هامش مقبول للربح‪ ،‬وتتحدد تكلفة السلعة بكمية العمل التي‬
‫بذلت في سبيل إنتاجها‪.‬‬
‫ثُم جاء الفكر المدرسي ليتحدث عن الثَّمن العادل ألول مرة بدوافع دينية؛ إذ قال‬
‫معرض حديثه عن مشروعية األسعار‪" :-‬إجابتي عن‬ ‫القديس توما األكويني ‪ -‬في ِّ‬
‫ُمارس االحتيال‪ ،‬من أجل بيع شيء بأكثر من ثمنه العادل‪...‬‬ ‫ذلك أنه َ ِّإل ْثم عظيم أن ي َ‬
‫فبيع شيء بثمن أعلى مما يستحق ‪ -‬أو شراؤه بثمن أرخص مما يستحق‪ -‬يعد في حد‬
‫ذاته سلو ًكا غير عادل وغير قانوني"‪.‬‬
‫ُفرض بوصفه التزا ًما دينيًا؛‬ ‫ويتضح من مقولة األكويني أن تطبيق الثَّمن العادل ي َ‬
‫ضا لإلدانة فقط من جانب‬ ‫عر ً‬‫وبالتالي فإن ممارسة االحتيال ال تجعل الشخص ُم َّ‬
‫ضا لجزاء ديني سواء في الدنيا أو اآلخرة‪.‬‬ ‫الﻤﺠتمع‪ ،‬وإنما يتعرض أي ً‬
‫و َيعتبر األكويني الثَّمن العادل هو ذلك الثَّمن الذي يُ َم ِّكن المن ِّتج من أن يعيش‬
‫بمستوى شريحته االجتماعية‪ ،‬وفي الوقت نفسه يجب أن يكون ثمن السلعة في‬
‫متناول المستهلك‪ ،‬مما يعني أن الثَّمن العادل هو‪" :‬ذلك الثَّمن الذي يغطي النفقة التي‬
‫طى‬‫تحملها البائع في سبيل إنتاج السلعة‪ ،‬دون أن يحقق للبائع رب ًحا‪ ،‬وإنما مكافأة تُع َ‬
‫له لقاء ما تَكبَّده من مشقة في صنع السلعة؛ بحيث تكفل له أن يعيش كغيره ممن لهم‬
‫ظروفه االجتماعية نفسها"‪ ،‬وبعبارة أخرى فالثَّمن العادل ‪ -‬برأي األكويني ‪ -‬يجب‬
‫ضررا ال بالبائع وال بالمشتري‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ُلحق‬
‫أن يكون مساويًا لنفقة اإلنتاج‪ ،‬وأال ي ِّ‬
‫ويمكن القول إن فكرة األكويني عن الثَّمن العادل انبثقت من نظريته عن المساواة‬
‫الجبرية بين األفراد؛ فالثَّمن العادل يتحقق حينما يغطي التكاليف وجهد الصانع أو‬

‫‪ 9‬أمل خيري أمين‪ ،‬نظام التجارة العادلة في االقتصادات المعاصرة دراسة مقارنة بالفكر اإلسالمي‪ ،‬مركز صالح كامل لالقتصاد‬
‫اإلسالمي‪ ،‬القاهرة‪.2013 ،‬‬
‫التاجر‪ ،‬تب ًعا لمستوى المعيشة التقليدي لهما‪ ،‬وكان لفكرة الثَّمن العادل قيمة نظرية؛‬
‫حيث ساعدت حينها على استقرار األسعار واألجور إلى ح ٍد كبير‪.‬‬
‫عرف السعر العادل على أنه السعر الذي‬ ‫ويُعد السعر العادل قوام هذه الحركة‪ ،‬التي ت ُ ِّ‬
‫يتم تحديده من خالل الحوار والمشاركة بين المنتج والمشتري‪ ،‬بحيث يقوم على‬
‫رضاء الطرفين‪ ،‬ويشمل هذا السعر تكاليف اإلنتاج األساسية‪ ،‬إضافة إلى فرق سعر‬
‫معقول لصالح المن ِّتج‪ ،‬اللتزامه المعايير البيئية والصحية واالجتماعية‪ ،‬وال تُميز‬
‫ارة ال َعا ِّدلَة بين ال ُم ْن ِّتجين حسب النوع؛ فيتساوى الرجال والنساء في كيفية تحديد‬‫الت َج َ‬
‫ِّ‬
‫ارة ال َعا ِّدلَة على حصول ال ُم ْن ِّتجين‪ ،‬سواء‬ ‫الت َج َ‬
‫السعر لنفس السلعة‪ ،‬وتعمل منظمات ِّ‬
‫كانوا حرفيين أو مزارعين‪ ،‬على التدريب الكافي‪ ،‬لزيادة قدرتهم التفاوضية‪،‬‬
‫وإمكانية تحديد السعر العادل المناسب بأنفسهم‪.‬‬
‫الخاتمة‪:‬‬
‫عا مه ًما في الفكر االقتصادي خالل‬
‫في الختام‪ ،‬يظهر أن السعر العادل كان موضو ً‬
‫العصور الوسطى‪ ،‬سواء في الفكر اإلسالمي أو الفكر الغربي‪ .‬في الفكر اإلسالمي‪،‬‬
‫كان السعر العادل يعتبر جز ًءا من العدالة االقتصادية واالجتماعية‪ ،‬حيث كان يسعى‬
‫إلى ضمان توزيع الثروة بشكل عادل وتحقيق المساواة بين األفراد في الوصول إلى‬
‫السلع والخدمات األساسية‪ .‬أما في الفكر الغربي‪ ،‬فقد كان السعر العادل يتعلق‬
‫بمفهوم العرض والطلب في السوق‪ ،‬حيث يُفضل ترك تحديد األسعار للقوى السوقية‬
‫دون تدخل حكومي مباشر‪.‬‬
‫على الرغم من االختالف في التفسيرات والنهج‪ ،‬إال أن كال النهجين يسعى إلى‬
‫تحقيق العدالة واالستقامة في النظام االقتصادي‪ .‬يمكن القول إن الفكر اإلسالمي‬
‫يعزز دور الحكومة في تنظيم األسواق وضمان العدالة االقتصادية‪ ،‬بينما يُفضل‬
‫الفكر الغربي االعتماد على آليات السوق لتحقيق التوازن وتحديد األسعار بشكل‬
‫طبيعي‪.‬‬
‫عا مه ًما في الفكر االقتصادي‪،‬‬
‫بالتالي‪ ،‬يظهر أن السعر العادل كان وال يزال موضو ً‬
‫ورغم االختالفات في النهجين‪ ،‬فإن كل منهما يسعى إلى تحقيق العدالة واالزدهار‬
‫االقتصادي في المجتمع‪.‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‪:‬‬
‫➢ أحمد فريد مصطفى ود‪ .‬سهير محمد السيد حسن‪ ،‬تطور الفكر والوقائع االقتصادية‪،‬‬
‫مؤسسة شباب الجامعة‪ ،‬اإلسكندرية‪2000 ،‬م‪.‬‬
‫➢ ناصر عبيد الناصر‪" ،‬قراءة في الفكر االقتصادي الذي ساد العصر الوسيط"‪ ،‬مجلة‬
‫المناضل‪ ،‬دمشق‪ ،‬العدد ‪ ،350‬مارس ‪2007‬م‪.‬‬
‫➢ خالف عبد الجابر خالف‪ ،‬مدخل للدراسات االقتصادية اإلسالمية‪ ،‬المعهد العالي‬
‫للدراسات اإلسالمية‪ ،‬القاهرة‪2006 ،‬م‪.‬‬

‫"السعر في االقتصاد اإلسالمي"‪ ،‬مجلة الدراسات التجارية‬ ‫عبد هللا عبد العزيز عابد‪ِّ ،‬‬ ‫➢‬
‫اإلسالمية الفصلية‪ ،‬مركز صالح عبد هللا كامل‪ ،‬القاهرة‪ ،‬السنة األولى‪ ،‬العدد الثالث‪،‬‬
‫يوليو ‪1984‬م‪.‬‬
‫جون كينيث جالبريت (ترجمة أحمد فؤاد بلبع)‪ ،‬تاريخ الفكر االقتصادي‪ ،‬سلسلة عالم‬ ‫➢‬
‫المعرفة‪ ،‬المجلس الوطني للثقافة والفنون واآلداب‪ ،‬الكويت‪ ،‬العدد رقم ‪ ،261‬جمادى‬
‫اآلخرة ‪1421‬هـ‪ /‬سبتمبر‪2000‬م‪.‬‬
‫عبد الحميد براهيمي‪ ،‬العدالة االجتماعية والتنمية في االقتصاد اإلسالمي‪ ،‬مركز‬ ‫➢‬
‫دراسات الوحدة العربية‪ ،‬بيروت‪.1997 ،‬‬
‫محمد عمارة‪ ،‬قاموس المصطلحات االقتصادية في الحضارة اإلسالمية‪ ،‬دار الشروق‪،‬‬ ‫➢‬
‫بيروت‪1993 ،‬م‪.‬‬
‫أمل خيري أمين‪ ،‬نظام التجارة العادلة في االقتصادات المعاصرة دراسة مقارنة بالفكر‬ ‫➢‬
‫اإلسالمي‪ ،‬مركز صالح كامل لالقتصاد اإلسالمي‪ ،‬القاهرة‪.2013 ،‬‬

You might also like