Professional Documents
Culture Documents
أعقاب نور الدين محاضرات-1
أعقاب نور الدين محاضرات-1
مدخل :
قضية التدخل الحكومي أو كما تعرفها األدبيات دور الدولة من القضايا الجدلية التي احتلت وال تزال تحتل مساحة كبيرة
من النقاشات سواء على المستوى األكاديمي أو على مستوى صناعة السياسة االقتصادية .وفي مستهل الحديث كان البد
من مناقشة وتحليل تلك األدبيات الخاصة بدور الدولة ،أو بصورة أكثر تحديدا التدخل الحكومي في الحياة االقتصادية في
ظل التغير الذي طرأ على الحياة االقتصادية من خالل التحول نحو اقتصاد يجمع بين صفات االقتصاد الرأسمالي مع
.التزام تحمل الدولة مسئولياتها االجتماعية لحماية محدودي الدخل
الفكرة األساسية التي يتناولها هذا القسم من الدراسة هو تحليل الحجج المختلفة المؤيدة والمعارضة للتدخل الحكومي .
وبالنسبة للتيارات األكاديمية األساسية حول حدود التدخل الحكومي ،فإنه يمكن التمييز بين ثالثة تيارات أساسية:
الحرية االقتصادية والمنافسة هي الضمان لتحقيق أهداف المجتمع ،إذ أن اقتصاد السوق الخالي من التدخل هو .1
األكثر كفاءة في عملية تخصيص الموارد.
فرضية كمال األسواق ،ففي ظل تحقق فرضية كمال األسواق فإن آليات السوق الحر هي التي تحقق مصلحة .2
الفرد والجماعة معا إذ يتم اإلنتاج عند أقصاه وبأقل تكلفة.
انسياب وتوافر المعلومات في بيئة ذات درجة عالية من الشفافية والوضوح. .3
التناغم بين مصلحة الفرد والمصلحة العامة. .4
1
ويؤسس هذا التيار الفكري فكرته المعارضة للتدخل الحكومي على مجموعة من المبادئ األساسية حول الدور الحكومي
والتي تتمثل فيما يلي:
التدخل الحكومي غير ضروري إذ أن ما يمكن أن تقوم به الدولة يستطيع القطاع الخاص القيام به.
التدخل الحكومي غير فعال إذ أن ما يمكن أن تقوم به الدولة يستطيع القطاع الخاص القيام به بصورة أفضل.
ادي من التدخل الحكومي يقترن دائما بنقص في رفاهية األفراد أو على األقل تقليل مستويات النشاط االقتص
خالل تحويل جزء من الموارد الخاصة من مجموعة ما لصالح مجموعة أخرى من الناس ع ادة م ا يك ون
لمجموعة غير مستحقة .
إيمانا بتلك الفرضيات والمبادئ ،تبلور دور الدولة في الحياة االقتصادية فيما يعرف بالحد األدنى للتدخل الحكومي والذي
يطلق عليه حد التدخل الكالسيكي والذي يقتصر على:
وما يمكن استشعاره من هذه الوظائف أن الدولة لم يعد لديها دورًا مباشرًا في العملية اإلنتاجية وإنما يشبه دور الدولة وفقا
للتصور الرافض للتدخل دور الحارس .
األمثلية عند تخصيص الموارد .وبصورة أكثر تحديدا فإن فكرة الفشل السوقي في أدبيات الرفاهة تخص فكرة الكفاءة في
تخصيص الموارد أي أنها ال ترتبط بفكرة العدالة في التوزيع.
ووفقا ألدبيات الرفاهة االقتصادية تشترك مجموعة من األسباب التي إن توافرت ألدت إلى عدم الوصول إلى
الوضع األمثل لتخصيص الموارد ،هذه األسباب يمكن أن نجملها في ثالثة عوامل أساسية:
2
غياب المنافسة في السوق والذي يعود إلى غياب عناصر المنافسة التي قد تنتج -على سبيل المثال -عن .1
خضوع اإلنتاج لتزايد الغلة (تناقص التكلفة)-
اآلثار الخارجية. .2
السلع العامة. .3
فتمثل حالة تناقص التكلفة سببًا للتدخل الحكومي ،إذ أن التوازن الناجم عن حالة تناقص الغلة في ظ ل تط بيق مب ادئ
طة التسعير الحدي (وهو التسعير الذي يحقق الكفاءة) سوف يؤدي إلى خسارة للمنتج ،حيث يكون منحنى التكلفة المتوس
واء أعلى من منحنى التكلفة الحدية وهي حالة ما يعرف باالحتكار الطبيعي .األمر كذلك في حالة وجود آثار خارجية س
اج اإليجابية منها أو السلبية والتي تمثل حالة من األسواق غير الظاهرة .إذ يفشل نظام السوق في تحقيق الكفاءة في اإلنت
في ظل وجود هذه اآلثار ،مما يستوجب التدخل من خالل آليات مختلفة كالدعم أو الضرائب أو ح تى الت دخل ب الردع
القانوني إلى غير ذلك من أدوات التدخل الحكومي.
كذلك أشارت أدبيات الرفاهية االقتصادية إلى أن وجود ما يعرف بالسلع العامة تمثل هي األخرى حالة من الحاالت التي
تستوجب التدخل الحكومي ،إذ أن السلع العامة بطبيعتها ال تجتذب القطاع الخاص إلنتاجها .فمن خصائص السلع العامة أن
جميع المستهلكين يشتركون في استهالكها دون تحديد نصيب كل فرد على حده كما أن التكلفة الحدية لتوفيرها للشخص
الحدي تساوي صفرًا ،وهو ما يعني أن التسعير الحدي يقتضي أن تقدم السلعة أو الخدمة بدون مقابل.
المبرر الثاني للتدخل الثاني وفقا لألدبيات المختلفة هو االعتبارات التوزيعية .إذ ينتقد نظام السوق على أساس عدم مراعاة
اعتبارات العدالة في توزيع الدخل .إذ يستند اإلطار العام لنظام السوق على فرضية ضمنية أن لدى جميع األفراد القدرة
على النفاذ لألسواق أو المشاركة في العملية اإلنتاجية .ومن ثم فإن وجود فئات ال تستطيع الحصول على الحد األدنى من
احتياجاتها لم تلق النظرية له باال .ويمثل ذلك حالة من الفشل السوقي ولكن على مستوى التوزيع وهو ما يبرر التدخل
الحكومي لحماية تلك الفئات المحرومة والتي ال تستطيع أن تحصل على الحدود الدنيا الستهالكها أو التي ال تستطيع
المشاركة في العملية اإلنتاجية.
هذه التبريرات النظرية للتدخل الحكومي لم تسلم هي األخرى من االنتقادات .إذ ينتقد البعض فكرة اآلثار الخارجية سواء
كانت إيجابية أو سلبية باعتبارها مبررا لتدخل الدولة على أساس أن هناك قناعات بإمكانية الحل من خالل نظام السوق.
ففي حالة تحديد حقوق الملكية على نحو سليم فإن التوازن من خالل السوق يمكن أن يكون كفئًا في حالة السماح بالتفاوض
بين أطراف مصدر الخارجيات والمضار أو المستفيد بشرط أن تكون عملية التفاوض غير مكلفة .بل وحتى في حالة
وجود نفقة للتفاوض فإن إمكانية حل مشكالت اآلثار الخارجية نظرا ألن تكاليف التفاوض عادة ما تكون صغيرة .ولكن
عندما تتعدد أطراف التفاوض فإنه يصعب دائما تصور قيام عملية التفاوض دون وسيط وهو ما يمكن أن تقوم به الدولة.
وبالمثل انتقدت فكرة التدخل من أجل توفير السلع العامة نظرا ألنهم يرون أن هذا المفهوم مبهم ومتغير ،وأن ما جرى
العرف على اعتباره سلعًا أو خدمات عامة قد تم توفيرها بواسطة القطاع الخاص .بل يذهب المتشددين من أصحاب الفكر
الليبرالي إلى رفض مفهوم السلع العامة ذاته.
3
هناك أيضا العديد من االعتراضات على فكرة التسعير الحدي (التسعير الكفء) باعتبارها مبررًا لقيام القطاع العام في
حالة تناقص النفقة باإلنتاج على أساس أنه ال يوجد من يؤكد أن القطاع العام سوف يلتزم بقاعدة التسعير الحدية ،كما أن
العجز المتوقع (نتيجة تحمل الخسارة) إذا تم تمويله من خالل ضريبة ذات أثر مشوه للسوق ،فإن ذلك يعني وجود صورة
من صورة عدم الكفاءة سوف تظهر في أماكن أخرى .بل أن الخبرة التاريخية تشير إلى أن القائمين على اإلنتاج ال
يفهمون مسألة التسعير الكفء أو التسعير الحدي ،بل أن التسعير يتم غالبا على أساس تحقيق فائض مالي .كذلك فإن القول
بأن سياسة معينة أو نظام تسعيري معين هو األمثل ال يعني بالضرورة أن التطبيق سوف يسير في ذات النهج .ففي كثير
من التجارب من الصعب القول بوجود تزايد الغلة في كثير من المنشات التي تمتلكها الحكومة ،ومن ثم فال يوجد ما يدعم
فكرة الملكية العامة لهذه األصول والمنشات.
كذلك فإن حجة العدالة التوزيعية باعتبارها مبررًا رئيسًا أيضا لتدخل الدولة سواء في اإلنتاج أو التوزيع لم تخل هي
األخرى من تحفظات .التحفظ األول هو عدم وضوح مفهوم المساواة أو العدالة فهناك مفاهيم متعددة للعدالة تختلف من
مؤسسة ألخرى ومن قطاع ألخر ومن فرد ألخر ،مثال ذلك أن البائعين في السوق يرون أن من العدالة أن يكون السعر
متناسب مع الرغبة في الدفع ،بينما القائمين على التعليم يرون ضرورة أن تكون الفرص التعليمية على أساس القدرة ،بينما
األطباء يرون أنه من العدالة أن يتم توزيع الموارد الطبية على أساس االحتياج .التحفظ الثاني هو أنه قد تكون األولوية في
بعض األحيان للمساواة في مجال عن غيره ،فالمساواة في الحصول على خدمات التعليم والصحة في مرحلة الشباب مسألة
أساسية لتحقيق المساواة في الحصول على فرصة عمل ،بينما الضريبة التصاعدية تصمم فقط لتحقيق التساوي بالنسبة
للمخرجات.
كذلك ينتقد أصحاب التيار الحر فكرة التدخل اعتمادا على مفهوم الفشل الحكومي في مقابل الفشل السوقي الذي أشارت
إليه األدبيات المنادية بالتدخل .ويرى أنصار هذا االتجاه ضرورة وجود األسواق لتعوض عدم كفاءة الحكومات أو ما
يعرف بالفشل الحكومي والذي يعود وفقًا لهذا االتجاه لما يلي من األسباب:
الرشادة المقيدة والتي تعود بصورة أساسية إلى نقص المعلومات التي يجب أن تتوافر للحكومة عند القيام بعمليات
تخصيص الموارد .فهناك من يرى أن الدولة وإن عظمت إمكانياتها تعاني من مشكلة قصور في المعلومات وهي تلك
المعلومات التي يتضمنها نظام السوق وتتلخص جميعها في سعر السلعة أو الخدمة في السوق .لذا فإن الدولة لذي محاولتها
لتخصيص الموارد فإنها تصبح في موقف رشادة مقيدة .
المشكلة الثانية والخاصة بالتدخل الحكومي تتلخص في التنافس بين القائمين في السلطة على ما يسمى عائد األنشطة
الريعية .فال يوجد ضمان لقيام الحكومة بتحقيق مصالح الشعب وليس مصالح القيادات المسيطرة فيها (مصالح فردية
خاصة ) .فغالبا ما تسيطر على المنشات العامة فكرة تسخير المصلحة الحكومية لتحقيق مآرب شخصية فيما يعرف
بالسلوك االنتهازي .كذلك فإن سيطرة البيروقراطية الحكومية والتي ال تصب في معظم األحوال في تحقيق المصلحة
العامة غالبا ما تنتهي بانتشار الفساد في الجهاز اإلداري أو على األقل تكوين جماعات أصحاب المصالح في الحكومات
األقل فسادًا .عندما تكون تكلفة توفير الخدمة العامة أعلى من منفعتها.
4
تعاني المؤسسة العامة من بعض السمات السلبية تؤثر على كفاءة عملية تخصيص الموارد .فالمؤسسة العامة تتبنى أهدافا
ال يمكن قياسها بصورة تسمح بتقييم األداء مثل المدارس والجامعات والمؤسسات الثقافية والمستشفيات .وهذا ما يجعل
عملية تقييم األداء مسألة غاية في الصعوبة من ناحية القبول االجتماعي والسياسي لمستويات األداء .كما أنه في حالة تعدد
األهداف فإنه يصعب على المستفيدين من الخدمة رقابة مستوى أداء المنظمة وهو ما قد يدفع الموظفين من إتباع
مصالحهم الشخصية وهو األمر الذي ال يحدث في المؤسسات الخاصة والتي لديها هدف محدد وهو تعظيم الربح .بل قد
يؤدي أحيانا تعدد األهداف إلى تزايد التكلفة .هذه المشاكل الخاصة بالقطاع العام تعود إلى المتعاملين مع المنظمة أو تعدد
المهام الموكلة إليها أو تعدد األهداف (مثال المستشفى -مثال أقسام التدريس باللغات األجنبية بالكليات) .ومن ثم فإن التقييم
بناء على هدف واحد تصاحب أنشطته حوافز فردية ،قد يجعل من هذا النوع من النشاط أكثر كفاءة في حين تكون
المؤسسة ككل ليست على نفس الدرجة .
باختصار ،فإنه وفي ظل التسليم بالحاجة أحيانا للتدخل الحكومي من قبل أصحاب الفكر الليبرالي فإنهم يرون أن القطاع
العام أو بصورة أعم تدخل الدولة قد تعدى الحدود المثلى .هذا التوجه تترجمه المقولة السائدة أنه إذا أردت أن تثبت أن
القطاع العام أكثر قدرة وكفاءة على توفير السلع والخدمات من القطاع الخاص فإن عليك أن تتحمل نتيجة ذلك اإلدعاء .
كذلك تؤكد األدبيات على أنه من الخطأ أن نعتقد أن كل حالة من حاالت الفشل تعني ضمنيا ضرورة التدخل ،بل يشبهه (
)Lindbeckبقوله أن اإليمان بأن كل صورة من صور الفشل السوقي تستدعي التدخل ،أشبه بالحفلة التي يتم فيها اختيار
المطربين من قبل لجنة التحكيم بإعالن فوز المتقدم الثاني بعد سماع المتقدم األول .
التيار الفكري الداعي إلى التكامل بين آليات التدخل الحكومي وآليات السوق -3
بين الرفض التام للتدخل والمطالبة بتدخل أوسع في النشاط االقتصادي البد أن نشير إلى تيار فكري ال يرفض مبدأ التدخل
الحكومي بل يعتبره في كثير من األحيان مؤثرا على الحياة االقتصادية ،ولكن من ناحية أخرى يؤكد على أن التدخل
الحكومي الخاطئ قد يكون له أثارًا سلبية مدمرة .وقد كانت تجربة دول جنوب شرق أسيا من أهم األمثلة التي أكدت أهمية
فكرة التكامل بين آليات السوق والتدخل الحكومي أو ما يمكن أن نطلق عليه عالقة المشاركة بين الدولة
والقطاع الخاص .هذا التيار الفكري يؤكد على مجموعة من األسس فيما يتعلق بدور الدولة والعالقة مع عمل آليات
السوق .وتتمثل أهم هذه األسس فيما يلي:
*االعتماد على فرضية الفشل أيا كان سببه أو مظهره كسبب للتدخل هي فرضية غير مكتملة .فالقول بضرورة تدخل
القطاع العام في نشاط ما يستلزم أوال تحديد موطن الفشل السوقي وثانيا إثبات أن القطاع العام أكثر قدرة على القيام
بالمهمة من القطاع الخاص .إذ ال يوجد ما يؤكد أن الفشل السوقي في حالة وجود االحتكار سوف يكون أفضل في حالة
المكية العامة ،إذ قد تحل عدم الكفاءة في التسعير محل عدم الكفاءة في النفقة.
*إذا كانت مشكلة تحديد موطن الفشل أيسر نسبيًا ،فإن إثبات أن القطاع العام أكثر قدرة على القيام بالمهم ة من القط اع
الخاص مهمة ليست باليسيرة .ولهذا يمكن القول أن مسألة تحديد حدود للفصل بين ما يجب أن تقوم به الدول ة (القط اع
5
العام) وما يترك للقطاع الخاص مسألة نسبية وديناميكية وفقا لمنطق أن الضرورة تقدر بقدرها .ومن ثم فهناك عدة عوامل
يجب أن تؤخذ في االعتبار عند الوصول إلى شكل توافقي لهذه العالقة لما بين ما هو عام وما هو خاص.
*أن مبررات التدخل الحكومي ال تفترض التالزم بين اإلنتاج وبين تقديم الخدمة والملكية فال داعي دائما للتالزم بين
الملكية وبين تقديم الخدمة .إذ تستطيع الدولة تقديم الخدمة أو السلعة من خالل العديد من اآلليات قد تكون الملكية العامة
فيها أحدى هذه األشكال .فإذا تم تحديد السلع والخدمات التي على الحكومة أن تقدمها فإن التدخل الحكومي أو التدخل من
خالل القطاع العام قد يأخذ عدة أشكال مثل الجمع بين الملكية العامة واإلنتاج (خدمات الدفاع والشرطة والمدارس العامة)
أو تقديم أو توفير الخدمة بدون القيام باإلنتاج من خالل االستعانة بالقطاع الخاص أو حتى من خالل التأثير على عملية
تخصيص الموارد بواسطة القطاع الخاص من خالل التوجيه أو الدعم أو اإلشراف من خالل األطر القانونية.
6
المحاضرة الثانية :ماهية مراقبة التسيير
مدخل :
عند ظهور المؤسسات االقتصادية في القرن السابع عشر كانت عملية التسيير بسيطة ،حيث ك انت تقتص ر على
صاحب المؤسسة نظرًا لبساطتها وعدم تعقدها و لكن مع التطورات التي شهدتها المؤسسات خاصة في أوربا و أمريك ا
بعد الثورة الصناعية ،كثرت نشاطات المؤسسات وعملياتها وبالتالي تعقد عمليات التسيير مما عقد عملية الرقابة ،ومع
عقم األدوات العامة المستعملة في عمليات الرقابة أنا ذاك جعل المؤسسة تحاول البحث عن طرق و أساليب جديدة تضمن
لها السير الحسن لعملياتها وتمكنها من تقييم نشاطها و الكشف عن مدى كفاءة عملياتها و نجاعة عملية التسيير.
فلو عدنا إلى مرحلة ما قبل العشرينيات من القرن العشرين لوجدنا أن مراقبة التسيير كانت تقتصر على الج انب
المحاسبي فقط و لكن بعد هذه المرحلة و خاصة بعد أزمة 1929و بداية نمو المؤسسات وتطورها تغير مفهوم مراقب ة
التسيير من مجرد مفهوم محاسبي إلى مفهوم أشمل آال و هو كل المعايير والمقاييس واألدوات المحاسبية و غير المحاسبية
التي من شأنها تدعيم عملية التسيير داخل المؤسسة والتي لها قدرة على تقييم األداء ليس المالي فقط وإنما كل أنواع األداء
داخل المؤسسة فنجد أنه تم إدخال لوحة القيادة و كل أألدوات المحاسبية مثل المحاسبة التحليلية و كل المؤشرات التي لها
داللة ،أيضا نجد الميزانية االجتماعية التي تهتم بمراقبة التسيير البشري ،بحوث العمليات ...الخ و التي لم تكن موج ودة
من قبل ،وهذا إن دل إنما يدل على المكانة التي تحتلها مراقبة التسيير وما لها من أثار إيجابية على المؤسسة .
تحتل مراقبة التسيير في الوقت الراهن مكانة هامة داخل المؤسسات االقتصادي ،نظرًا لما تضفيه المراقبة على
المؤسسات من خصائص و مميزات خاصة في ظل الظروف الدولية التي أصبحت تعيشها ،وذلك من خالل ق درة ه ذا
النظام (مراقبة التسيير) على ترشيد و توجيه المؤسسة من خالل كشف االنحرافات ومعرفة أس بابها واق تراح الحل ول
الممكنة لذلك ،وهذا من خالل عدة أدوات وتقنيات رياضية وإحصائية ومحاسبية وتكنولوجية…الخ وفي هذا المبحث و من
أجل توضيح معنى مراقبة التسيير سنحاول إبراز أهم العناصر المتعلقة بهذه العملية.
ظهرت مراقبة التسيير في بداية القرن العشرين في المؤسسات األمريكية هذه المؤسسات و مع تط ور نش اطها و تعق د
عمليتها و ما سببته األزمة االقتصادية العالمية لها أنا ذاك و بسبب عجز الطرق الرقابية الكالسيكية المستعملة في إخراج
هذه المؤسسات من أزمتها ،حاولت إيجاد طرق وأساليب رقابية جديدة من طرق محاسبية مثل المحاسبية التحليلية و طرق
رياضية أخرى مثل بحوث العمليات ...الخ هذه الطرق التي ابتكرتها هذه المؤسسات كانت هي بداية ميالد مراقبة التسيير
7
الحديثة ومن أبرز المؤسسات التي ساهمة في ذلك نجد شركة " فورد" و" جينيرال موتورز" و شركة " " " DU PONTهذه
الشركات التي أدخلت طرق و أساليب جديدة على نظام مراقبة التسيير من أجل تدعيم وتنمية الفعالية االقتص ادية وذل ك
للتحكم في إدارة المؤسسة مهما كبر حجمها وتعددت وظائفها.
المرحلة األولى :في البداية و كمرحلة أولى استعملت مراقبة التسيير المحاسبة العامة ،وإعالم المسيرين بالمعلوم ات
الالزمة المتنوعة المتعلقة بعالقة المردودية بالنشاط ،و المنتجات المحققة و المباعة من طرف المؤسسة .و هكذا وضعت
النقاط األولى الستعمال أنظمة النسب ومؤشرات قياس األداء االقتصادي منذ بداية القرن الماضي و شاع نظام النس ب و
تطور داخل المؤسسات الكيميائية األمريكية خاصة مثل مؤسسة " " DUPONTسنة 1907و هذا النظ ام و ض ع ألول
مرة في عالقة مع حسابات الميزانية وحسابات النتائج من أجل إبراز مختلف خطوات تكوين المردودية في كل اله وامش
التجارية.
المرحلة الثانية :تعتبر هذه المرحلة مرحلة بداية الالمركزية في المؤسسة حيث تم وضع ميكانيزمات التنظيم وتقسيم هيكل
المؤسسة إلى عدة وظائف داخل المقر المركزي مثل الخزينة المالية ،البحث و التط وير ،باإلض افة إلى ف رض نظ ام
استقاللية األقسام في التسيير و إجراء مقارنة داخلية مع األقسام األخرى من أجل تحديد الموارد الضرورية لالستثمارات
الجديدة وتطويرها .
المرحلة الثالثة :المرحلة التي تأسس فيها نظام مراقبة التسيير والتي جاءت بعد الحرب العالمية الثانية في عصر الطرق
التقنية للتسيير والتنبؤ التقديري والتي طبقت في المؤسسات الخاصة ،هذه األخيرة خصت إستراتيجية تخطي ط العملي ات
والموازنة عن طريق األقسام التي تعتبر ذات أهمية في المستقبل بالنسبة للمسيرين ،ولكن ذلك في تخطيط عملياتهم وتسيير
الميزانية الداخلية من أجل مطابقة الموارد مع االهتمامات الخاصة.
المرحلة الرابعة :هذه المرحلة التي تعتبر من أهم المراحل التطور مراقبة التسيير ظهرت في الستينات مع انتشار أس س
اإلدارة باألهداف التي أنشأت نمط التنظيم التسلسلي الذي يعتمد على معالجة األهداف ومقارنتها بالنتائج الموازية ،و الذي
استدعى عن طريق مراقبة التسيير تصميم مراكز المسؤولية وبذلك رسمت مراقبة التسيير أولى مستويات المس ؤوليات
التسلسلية.
لقد تعددت التعاريف التي قدمت لنظام مراقبة التسيير و التي نذكر من أهمها :
"مراقبة التسيير هي عملية ينفذها مجلس اإلدارة وإدارة المنشأة والموظفون اآلخرون ،تم تصميمها إلعطاء تأكيد معقول
بتحقيق األهداف التالية:
8
"مراقبة التسيير تتكون من بيئة الرقابة وإجراءات الرقابة ،و تتضمن كل السياسات و اإلج راءات المعتم دة من مجلس
اإلدارة و إدارة الشركة للمساعدة في تحقيق هدفهم في التحقق بقدر المستطاع من انتظام وكفاءة إنجاز األعمال ،متضمنا
االلتزام باللوائح في التحقق ،حماية األصول ،منع واكتشاف التالعبات المالية واألخطاء".
إذن مراقبة التسيير هي مجموع العمليات و اإلجراءات التي تسمح للمسيرين بتقييم أدائهم ونتائجهم المحققة بالمقارنة مع ما
كان مخطط و تحديد االنحرافات و تصحيحها ،أي مراقبة مدى نجاعة وفعالية األداء داخل المؤسس ة من أج ل بل وغ
أهدافها المسطرة .
و بالتالي يمكن الوصول إلى أن مراقبة التسيير ترتكز على ثالثة مفاهيم أساسية وهي معايير يعتمد عليها مراقب التسيير
في تقييم األداء وهي الكفاءة ،الفعالية والمالئمة
-الفعالية :هي مقارنة النتائج المحققة باألهداف الموضوعية أي إلى أي درج ة تمكنت المؤسس ة من تحقي ق أه دافها
المسطرة.
-النجاعة :هي مقارنة النتائج المحققة بمدى الوسائل (الموارد) المستعملة ،أي ما هي النتيجة المحققة باس تعمال وح دة
واحدة من المدخالت أو الوسائل.
-1يعمل نظام مراقبة التسيير على تقديم معلومات صحيحة لمتخذ القرار ألن المعلومات الخاطئة أو المشوهة تضلل متخذ
القرار وكثيرًا ما تؤدي إلى نتائج سيئة.
-2يوفر نظام مراقبة التسيير المعلومات المناسبة في الوقت المناسب حيث أن المعلومة المتأخرة تفقد معناه ا و فائ دتها
جزئيا أو كليا ،فحصول متخذ القرار على معلومة صحيحة و لكن متأخرة ليس لها أثر على القرار.
-3تساهم نظام فعال لمراقبة التسيير على تخفيض التكاليف خاصة إذا كان هذا النظام إلك تروني مب ني على الحاس ب
والبرمجيات فهو يخفض من تكاليف التشغيل وتكاليف الوقت وأيضا تخفيض التك اليف من خالل التقلي ل من األخط اء
االنحرافات التي غالبا ما يكون لها تكاليف باهظة.
-4يتصف نظام مراقبة التسيير بالسهولة سوًا في الفهم أو التطبيق فإذا لم يفهم المسير نظ ام الرقاب ة جي دًا و طبيع ة
المعلومات والنتائج التي يقدمها فإنه سوف سيسيء تفسير هذه النتائج األمر الذي يؤدي به إلى اتخاذ قرارات خاطئة.
-5يساهم نظام مراقبة التسيير في عملية اتخاذ القرار من خالل المعلومات التي يقدمها هذا األخير إلى متخذ الق رار
والتي تتصف بالوضوح و الجاهزية دونما حاجة إلى التفسير والتحليل واالستقصاء .
-6لمسار مراقبة التسيير الدائم طبيعة هادفة بحيث ال يمكن أن نجدها بدون غايات منتظ رة من العم ل أو النش اط ،و
المعرفة الواضحة لألهداف تمكن من معرفة الوجهة سواء للفرد أو الجماعة ،و تكون بدلك حافزا للعمل كما أن قبوله ا
من قبل الجميع يجعلها أساسا مناسبا لقياس النتائج و الحكم على األداء
9
-7لمختلف أفراد المؤسسة أهداف مختلفة بحسب االختصاصات و المهام ،تسعى كلها منسجمة إلى تحقيق غاية مش تركة
و هي حياة المؤسسة و تطويرها و هدا مرتبط بمدى تحقيق أهدافها و لهدا يجب التحكم في أداء هده المجموعة عن طريق
مراقبة التسيير.
-8تختص مراقبة التسيير بتوفير المعلومات لألطراف الداخلية للمؤسسة و التي تشمل اإلدارة على كافة مس توياتها و
رؤساء األقسام و المسيرين فيها و تصدر مراقبة التسيير تقارير و معلومات داخلية تفصيلية طبقا لحاجة األطراف الداخلية
بالمؤسسة و في أي وقت.
-9مراقبة التسيير هي مراقبة أمامية و خلفية لألداء ،يظهر هدا جليا من خالل مسارها ،لها مهام في اإلط ار التق ديري
(الخطط و الموازنات التقديرية) ،تتابع النشاطات و التنفيذ و توفر المعلومات الالزمة التخاذ القرارات ،كما تقوم بتقييم لما
تم بعد األداء باستخدام لوحة القيادة و المحاسبة التحليلية.
لقيت مراقبة التسيير اهتماما كبيرا من إدارات المنشآت االقتصادية منذ أمد طويل و ذلك لألسباب التالية:
-تعقد وتشعب نطاق األعمال جعل اإلدارة تعتمد على التقارير والتحليالت إلحكام الرقابة على العمليات.
-الضبط الداخلي والفحص المتأصل في مراقبة التسيير يقلل من مخاطر الضغط البشري واحتمال األخطاء والغش.
-من المستحيل أن يقوم المراقب داخل المنشأة بطريقة اقتصادية بدون االعتماد على مراقبة التسيير.
-التقليل مخاطر التسيير ألقل حد ممكن لتنفيذ عملية التسيير بالكفاءة المطلوبة ،حيث أن مراقب التسيير يعتمد كث يرا
على حكمه المهني و ذلك لكي يتأكد من فعالية برنامج الرقابة الذي يمكنه من إبداء الرأي المه ني الس ليم عن وض عية
المؤسسة ،وهذا يعني أن على المراقب أن يهتم بخصائص الجودة ألدوات التي يعتمد عليها من خالل تقويم ه للتس يير
لتحديد مخاطر الرقابة و من ثم تصميم االختبارات التفصيلية التي تمكنه من الحصول على أدلة وقرائن إضافية تمكنه من
إبداء الرأي المهني السليم عن أداء المؤسسة و مدى و صولها ألهدافها.
-حيث إن الموارد المتاحة بأي مؤسسة هي محدودة بطبيعتها ويقع على عاتق المدراء ومسؤولية توزيع ه ذه الم وارد
النادرة واستعمالها في المؤسسة بأقصى كفاءة و فعالية ممكنة ،ويتطلب ذلك تعاون األنشطة المختلفة و تنظيمها و توجيهها
بحيث تؤدي إلى أفضل استعمال لها ،وتتعلق مهام التنظيم والتوجيه وتوزيع الموارد بعملية تنفيذ الخطط الموزعة للوصول
إلى أهداف المؤسسة المرسومة و أن القرارات المتعلقة بالمهام المذكورة تتطلب معلومات مراقبة التس يير األك ثر دق ة
للوصول إلى اتخاذ القرارات السليمة.
-ترغب إدارة المؤسسة بمعرفة كيفية تنفيذ الخطط المرسومة ومدى مالءتها ،وتتسلم اإلدارة عدة معلومات عن االنج از
الفعلي الذي تم مقارنته مع الخطط المرسومة وتقييم االنحرافات بين االنجاز الفعلي و التوقعات حسب الخطط الموضوعة
ويتم البحث عن أسباب االنحرافات والمتسببين فيها وتصحيحها ،وبهذه الطريقة تتم الرقابة على االنجاز وتقييمه.
-تعمل مراقبة التسيير على توحيد الجهود من أجل تحقيق المشاركة في عملية الرقابة و بالتالي تحقيق أهداف المؤسسة
حيث تقوم مراقبة التسيير في العمل على بعث الحيوية في مختلف مستويات السلطة في المؤسسة و تنشيطها عن طري ق
مكافأة المجد و معاقبة المتهاون و كذا تحفيز األفراد و حثهم على بذل أقصى مجهودات ممكنة.
10
-توفير المعلومات المناسبة في الوقت المناسب من أجل اتخاذ القرار.
-مراقبة التسيير يسمح بتنظيم وتعظيم األثر الرجعي للمعلومات أو حلقات التغذية العكس ية ال تي تُ زود المؤسس ة
بالمعلومات الضرورية حول تطور ووظائفها و تقلبات محيطها مما يسمح لها بتعديل أهدافها ووسائلها مقارنة باإلنجازات,
و التأقلم مع محيطها وفق وتيرة منسجمة ،وبذلك يمكن اقتراح أربع حلقات في إجراءات المقيدة بالنس بة للمؤسس ة هي:
التخطيط ،القياس ،الرقابة ،التوجيه و التنظيم .
من خالل سعي مراقبة التسيير إلى ضمان نجاعة و فعالية القرارات التسييرية للمسؤولين العمليين نجد إن مراقبة التس يير
تسعى إلى تحقيق األهداف التالية:
-اكتشاف االنحرافات و تحديد أسبابها و المتسببين فيها و أخد إجراءات التحسين؛
وتقف عدة عقبات في وجه تحقيق هذه األهداف منها ما يلي :
-هناك تقريبا يوميًا انشقاق بين مراقبة التسيير اإلستراتجية ومراقبة التسيير العملية؛
-هناك تفكك بين العمل المطلوب من مراقبة التسيير وتقديم المعلومات النوعية وهنا هذه الوسيلة تدخل في قياس أداء
األشخاص؛
-هناك عجز في بعض الحاالت مراقبة التسيير عن تنفيذ العمل المطلوب منها نظريا والتي تسمح باتخاذ القرارات
وتقدير الفوائد؛
11
- 3وظائف مراقبة التسيير :
إن مراقبة التسيير تعتبر أداة أساسية لدفع االقتصاد الوطني و من ثمة تنفيذ إستراتيجية المؤسسة ،فبع دما ك ان
مراقب التسيير في الماضي ال يولى له اهتمام كبير و ال يحضى بالعناية الكافية في المؤسسة ،أصبح في ال وقت الح الي
يحتل مكانة معتبرة داخل المؤسسة لكونه يساعد على اتخاذ القرارات ،و يمكن إبراز ذلك بالتطرق إلى العناصر التالية :
إن مراقبة األداء الوظيفي في المنظمات تعتبر من أهم الوظائف اإلدارية التي ال يمكن التخلي عنها ،باعتباره ا
الدعامة األساسية و الوسيلة الرئيسية لجمع المعلومات لتقييم األداء ،حيث يعمل القائم بهذه المهمة على اإلصغاء للمشاكل
و العراقيل التي يعاني منها األفراد ،إذ أنه يسعى إلى جمع المعلومات ذات صيغة موضوعية تساعد المسؤولين على اتخاذ
القرار و التي تتعلق بمستقبلهم الوظيفي من حيث الترقية (زيادة األجر ،مكافآت ،عقوبات )..مما يؤدي إلى زيادة الثقة في
المؤسسة و التي تتحقق عن طريق جملة من الخصائص:
-المشاركة في تحديد األهداف : تعتبر مشاركة العمال في تحديد األهداف التي تسعى إليها المؤسسة دافعا معنويا من أجل
تحقيقها مع ضرورة إحداث نوع من التوازن بين أهداف الفرد و أهداف المؤسسة.
-عدالة التوزيع : و تعتبر من أهم العوامل التي تؤدي إلى تقوية الثقة بين اإلدارة و العم ال و ذل ك من خالل توزي ع
األجور كل حسب طبيعة عمله ،إضافة إلى التوزيع العادل لألرباح حسب الهيكل الهرمي للمؤسسة
-عدالة التعامالت : إن عدالة التعامالت تكون باالتصال الدائم لممثلي العمال بمختلف المسؤولين من أجل طرح مشاكلهم
على اإلدارة التخاذ القرارات المنصفة أو العادلة المتعلقة بالعمل ومستقبل العمال المهني
ب -مراقبة الجودة:
تعتبر إدارة الجودة ذات جودة تتالءم و رغبات المستهلكين من حيث المظهر الخارجي للسلع و المواد المس تعملة
إنتاجها و منه فإن موضوع إدارة الجودة لها اهتمام كبير من طرف الباحثين الذين حاولوا تقديم شروط و عوامل تحسين
الجودة حسب مرجعية التنظيم الدولي ، ISOو بالتالي فعلى مراقب التسيير أن يتابع باستمرار هذه العملية للمحافظة على
الجودة العالية و بالتالي تلبية رغبات و متطلبات المستهلكين و من ورائها ضمان استمرارية المؤسسة
ج -إدارة الوقت:
يكتسب عنصر الزمن أهمية كبرى ال سيما أنه غير قابل للشراء و البيع كما ال يمكن تخزينه لذا وجب التفك ير في
استغالله حيث يعتبر كرأسمال للمؤسسة
-تنفيذ األهداف عن طريق جدولة زمنية باستخدام بحوث العمليات Recherche Opérationnelles
-العمل على تطوير بعض الكفاءات و القدرات الشخصية للتغلب على إلشكاليات الطارئة
12
-4مكونات نظام مراقبة التسيير :
أ -بيئة الرقابة :تمثل األساس لمراقبة التسيير في المنشأة .وهناك عدة عوامل لبيئة الرقابة:
وهناك من يرى أن بيئة الرقابة تتمثل في موقف و وعي و تصرفات مجلس اإلدارة و إدارة المنشأة نحو أهمية مراقب ة
التسيير و تتضمن نمط اإلدارة ،وثقافة المنشأة ،والقيم المشتركة بين منسوبيها وهي تمثل األساس لكل مكون ات مراقب ة
التسيير.
ب - المعلومات واالتصال :إن نظام المعلومات المالئم يهدف إلى إضفاء الثقة في مراقبة التسيير ،والذي يتضمن النظام
األساسي ،ويتكون من طرق وسجالت لتحديد وتجميع وتحليل و تصنيف وتسجيل وإشهار معامالت المنشأة مع المحافظ ة
على األصول وااللتزامات ذات العالقة ،واالتصال يضمن التزويد بفهم واضح عن األدوار والمسئوليات الفردية المتعلق ة
بالرقابة على النشاط.
ج -األنشطة الرقابية :إن أنشطة الرقابة تتضمن السياسات و اإلجراءات التي تساعد في التأكيدات بأن توجيهات اإلدارة قد
تم تنفيذها وأنها تساعد في التأكيد بأنه تم اتخاذ اإلجراءات الضرورية المتعلقة بمخاطر تحقيق أهداف المنشأة.
13
المحاضرة الثالثة :خصوصيات مراقبة التسيير في المؤسسة العمومية ذات الطابع اإلداري.
مدخل :
إن ك بر حجم المؤسس ات وتنوعه ا أدى إلى ض رورة إدخ ال مراقب ة التس يير لقي ادة المؤسس ة العمومي ة ذات الط ابع
اإلداري ،ليح ل الكث ير من المش اكل ال تي تع اني منه ا ه ذه اإلدارات خاص ة التس يير الب يروقراطي ،حيث أص بحت مراقب ة
التس يير الي وم وس يلة ض رورية لتف ويض المس ؤوليات والس لطات لع دم التمرك ز من خالل إس ناد مه ام مح ددة لمختل ف
المسؤولين ،لتحقيق المهام المسندة لهم وهذا يمكنها من أن تضمن مسار جيد نحو تصحيح األخطاء واالنحرافات وتحسين
األداء ،وأيضا ضبط تسيير النشاطات والقدرة على التنسيق فيما بينها.
بخالف األنظمة الرقابة السائدة في اإلدارة العمومية المتمثلة في الغالب في المراقبة التفتيشية والمراقبة المالية ،فلقد
فرضت مراقبة التسيير نفسها في المؤسسة العمومية ذات الطابع اإلداري وهذا في إطار تطوير طرق تسييرها ،حيث أن
مراقب ة التس يير تعت بر" وسيلة تسمح للمسيرين في المؤسس ة العمومي ة ذات الط ابع اإلداري من التحكم في ب رامج عملهم
وموازناتهم".
لم ت أت مراقب ة التس يير كمراقب ة إض افية لمختل ف األن واع الرقابي ة المعم ول به ا وال تي أتعبت العدي د من الم وظفين
بالمؤسس ات العمومي ة ذات الط ابع اإلداري ،وه ذا ألنه ا تعت بر مراقب ة تس اعد على التحكم في التس يير ،وله ذا فهي ليس ت
14
مراقب ة قبلي ة فق ط كالمراقب ة المالي ة أو مراقب ة بعدي ة كمراقب ة مجلس المحاس بة ،وإ نم ا هي مراقب ة مس ايرة تس مح بتحقي ق
مختلف األهداف لعدة مصالح بالمؤسسة العمومية ذات الطابع اإلداري.
إن مراقبة التسيير تفهم بأنها " مجموعة من الوسائل التي تضمن السلوك األمثل لكل فرد داخل اإلدارة"،
أي أن مراقب ة التس يير في المؤسس ات العمومي ة ذات الط ابع اإلداري عب ارة عن أداة ته دف إلى تحقي ق الكف اءة ،الفعالي ة
والمالئم ة في التس يير عن طري ق التأك د من اس تغالل الم وارد بش كل جي د وبأس لوب عقالني وفق ا لأله داف المس طرة من
طرف هذه اإلدارات.
مما سبق نالحظ أن هناك عدة مصطلحات متعلقة بمفهوم مراقبة التسيير والمتمثلة في:
الكفاءة ( :)efficacitéتتمث ل في مقارنة النت ائج م ع الموارد المستعملة ،أي قي اس النتيج ة المحققة باستخدام وحدة واحدة
من الموارد المستعملة.
الفعالي ة( :)efficienceتتمث ل في مقارن ة النت ائج المحقق ة م ع األه داف المس طرة ،أي إلى أي م دى تمكنت المؤسس ة
العمومية ذات الطابع اإلداري من تحقيق أهدافها.
المالئمة( :)pertinenceوتتمثل في العالقة بين األهداف والموارد ،أي أن تحديد األهداف (نوعا وكما) تناسب الموارد
المتوفرة.
الرضا( :)satisfactionهو العالقة بين النتائج واألفراد ،أي أن النتائج المحققة تلبي احتياجات ورغبات األفراد.
التوقعات( :)attenteيتمثل في العالقة بين األهداف المسطرة واألفراد ،أي أن األهداف الموضوعة تكون مطابقة لتوقع ات
األفراد.
ته دف مراقب ة التس يير إلى تحس ين ج ودة خ دمات المؤسس ة العمومي ة ذات الط ابع اإلداري ،وبالت الي العم ل على
إرضاء الحاصلين على هذه الخدمات ،وهو الشيء الذي يساهم في الحفاظ على األمن واالستقرار والتنمية الوطنية من
جهة ،وتحقيق التنمية الداخلية في المؤسسات العمومية ذات الطابع اإلداري وتحقيق مختلف األهداف المهنية للموظفين.
هناك ثالث وظائف رئيسية لمراقبة التسيير في المؤسسة العمومية ذات الطابع اإلداري وهي كالتالي:
15
تعت بر مراقب ة األداء ال وظيفي في المؤسس ة العمومي ة ذات الط ابع اإلداري من أهم الوظ ائف اإلداري ة ال تي ال يمكن
التخلي عنه ا ،ألنه ا تعت بر دعام ة أساس ية ووس يلة لجم ع المعلوم ات وتق ديم األداء بك ل موض وعية ،حيث أن الش خص
الذي يؤدي هذه المهمة يقوم باالستماع لكل المشاكل والعراقيل التي تواجه الموظفين أي أنه يعمل على جمع معلومات
موضوعية تفيد وتساعد المسؤولين على صياغة واتخاذ القرارات المتعلقة بالمستقبل الوظيفي من حيث الترقية( الزيادة
في األجور ،المكافآت ،العقوبات ،)..وهذا يؤدي إلى زيادة الثقة في اإلدارة العمومية.
مراقبة جودة الخدمة :هناك أهمية كبيرة إلدارة الجودة على مستوى في المؤسسة العمومية ذات الطابع اإلداري، -2
حيث أنه يطلب منها تقديم خدمات ذات جودة تتالءم مع رغبات واحتياجات األفراد.
التنس يق الهيكلي :إن التنس يق بين مختل ف مس تويات المؤسس ة العمومي ة ذات الط ابع اإلداري أم ر ض روري -3
باعتباره ا وح دة متماس كة ،وله ذا يجب على م راقب لتس يير أن يق وم بالتنس يق بين جمي ع مراك ز المس ؤولية فيم ا
يخص:
وضع األهداف.
وضع الموازنات
وضع عدة مؤشرات تفيد في تقييم األداء.
ج -الصعوبات وشروط النجاح المتعلقة بتطبيق مراقبة التسيير في المؤسسة العمومية ذات الطابع اإلداري
صعوبات تطبيق مراقبة التسيير في المؤسسة العمومية ذات الطابع اإلداري: -1
هناك بعض خصائص القطاع العام التي تعقد مهمة مراقبة التسيير ،حيث أن التطورات الحاصلة حاليا في المجتمع
أدت إلى إعطاء هذا القطاع أهمية أكثر من أي وقت مضى ومن أهم العوائق التي تواجه مراقبة التسيير هي كالتالي:
-ص عوبة قي اس األه داف :الخدم ة العمومي ة تس عى إلى تحقي ق مهم ة متوازن ة عالي ة م ع الم وارد المخصص ة ،وه ذا
الهدف غير قابل للقياس بصورة عامة في القطاع العام ،حيث أن صعوبة تحقيق أهداف قابلة للقياس وهذا يؤدي إلى
عدم وجود مراقبة تسيير يمكنها أن تعمل على نظام ذو أهداف غامضة ،وأمام غموض األهداف يصبح من الصعب
تحدي د الم وارد(الوس ائل) المالئم ة لتحقيقه ا ،ألن مراقب ة التس يير تتطلب توض يح األه داف ال تي تق ود إلى المزي د من
الشفافية والعقالنية االقتصادية المفيدة لكل المستفيدين من الخدمة وصناع القرار.
-صعوبة قياس النتائج وتحليلها :تصعب قياس النتائج في القطاع العام بسبب خصوصية أهدافه ،ألن قياس النتائج في
القط اع الخ اص ه و أك ثر مباش رة مم ا ه و علي ه في القط اع الع ام ،ومش كلة قي اس النت ائج وتحلليه ا هي مش كلة حساس ة
وتزداد هذه الصعوبة بسبب اإلعاقة الثقافية التي تجعل من محاولة قياس غالبا عملية ينظر إليها كتحقيق جنائي ،وهذه
األسباب التي تحول دون تطبيق مراقبة التسيير.
16
-صعوبة قياس المخرجات :إن مخرجات المؤسسات العمومية ذات الطابع اإلداري هي خدمات غير ملموسة ،ولهذا
فصعوبة قياسها و التحقق من جودتها يقف حاجزا أمام مراقبة التسيير.
-تحف ظ النقاب ات العمالي ة :الكث ير من النقاب ات النقابي ة في المؤسس ة العمومي ة ذات الط ابع اإلداري ت رفض التغي ير
وإ دماج طرق تسيير علمية ،وهذا خوفا من فقدان ميزة االستقرار الذي يضمنه الوظيف العمومي.
-ض عف الجه از التس ييري :نظ را لطبيع ة المؤسس ة العمومي ة ذات الط ابع اإلداري ال تي تهتم بالمحاس بة العمومي ة
لوح دها فق د ح د من فعالي ة األجه زة المحاس بية ،وه ذا لع دم ق درتها على مس ايرة تط ور األنظم ة المحاس بية ال تي تس مح
بالتحكم في التسيير ،مثل المحاسبة التحليلية و الموازنات اللتان تعتبران من األدوات الفعالة في مراقبة التسيير.
مشكلة أهلية وكفاءة مراقب التسيير :يتلق بصعوبة إيجاد الشخص المناسب لهذه الوظيفة والذي يتحلى بمهارات عالية،
تجعله يتحكم في تقنيات التخطيط والقدرة على التنسيق واالتصال.
يجب أن ي راعي في مراقب ة التس يير الم دمج في المؤسس ات العمومي ة ذات الط ابع اإلداري ع دة عناص ر أساس ية لنجاح ه
نذكرها فيما يلي:
* تقييم مدى تناسق األداء المقدم مع االحتياجات واستهالك الموارد الالزمة لتحقيق النتائج.
* البحث عن فاعلي ة الخ دمات المقدم ة ،أي أن تعظيم العالق ة بين اإلنت اج أو نت ائج النش اط م ع اس تهالك العوام ل الالزم ة
لتحقيق النتيجة.
*وجود أخالقيات بالمؤسسة العمومية ذات الطابع اإلداري :المتمثلة في القواعد والسلوكيات التي توجه األفراد إلنجاز
أهداف مشتركة لصالح المؤسسة ،وتبين عدة قيم ( دور كل فرد في المؤسسة وحدوده وواجباته).
17
المحاضرة الرابعة :الموازنة التقديرية كأداة فعالة لمراقبة التسيير
مدخل :
تلعب للموازنة التقديرية دور بالغ األهمية في تحقيق الرقابة وذلك من خالل معرفة احتياجات المؤسسة خالل فترة
معينة وتقديرها ثم القيام بتقييم األداء بناءا على تلك التقديرات.
إن دور مراقب التسيير في نظام الموازنات يتمثل في الرقابة القبلية حيث يس اهم في مختل ف مراح ل إع داد
الموازنات وذلك بإرشاد مختلف المسئولين والتنسيق بين مختلف مراكز المسؤولية ،كما أنه يقوم برقابة بعدية وتتمثل في
المقارنة بين النتائج الفعلية المحققة والتقديرات وحساب االنحرافات واتخاذ اإلجراءات التصحيحية الضرورية.
18
تعددت التعاريف المتعلقة بالموازنة التقديرية وهي تختلف من اقتصادي آلخر لذا فإننا س نحاول تعريفه ا بع دة
تعاريف نحصرها فيما يلي:
ديرات تعرف الموازنة التقديرية بأنها وسيلة من وسائل التخطيط المالي تحتوي على مجموعة من التنبؤات والتق
ة المالية المستقبلية والمدونة بطريقة كمية تهدف إلى رسم األهداف المستقبلية وإرشاد متخذ القرار إلى اإلجراءات المثالي
الواجب اتخاذها بشكل يضمن تحقيق األهداف.
ة كما أن الموازنة التقديرية والتي يطلق عليها الميزانية التقديرية في أحيان كثيرة ما هي إال خطة مالية للمؤسس
تتضمن التفصيالت الخاصة بكيفية إنفاق األموال على العمالة والخامات و السلع الرأسمالية وغيرها كما تتض من كيفي ة
الحصول على هذه األموال.
كما أن الموازنة عبارة عن تعبير كمي لخطة األعمال وتساعد على تحقيق التنسيق و الرقابة أو بعبارة أخرى هي
ات خطة كمية وقيمية يتم تحضيرها والموافقة عليها قبل فترة محددة وتبين عادة اإليراد المخطط المنتظر تحقيقه أو النفق
المنتظر تحملها خالل تلك الفترة واألموال التي تستعمل لتحقيق هدف معين.
إن الموازنة التقديرية تتضمن صياغة األهداف والنتائج المتوقعة بطريقة كمية أي بلغة األرقام وهي تستعمل على
نطاق واسع بالنظر لما تهيؤه من أساس موضوعي لعمليات التخطيط و التتبع والرقابة.
كما تعتبر الوسيلة التي يمكن بواسطتها التفكير بمشاكل المستقبل قبل حدوثها لغرض اإلعداد لها إعدادا سليما وهي
كذلك عبارة عن خطة للعمل وضعت بصورة أرقام تفصيلية ومعلومات تبين توزيع المسؤوليات التنفيذية بين الع املين في
المؤسسة وكذلك طريقة التنفيذ الواجب إتباعها.
ة خالل ومن خالل التعاريف السابقة يمكن تعريف الموازنة بأنها عبارة عن تعبير كمي ومالي لخطة عمل معين
فترة زمنية محددة.
أما في المؤسسات الصغيرة فتسند مهمة الموازنات التقديرية إلى المسئول المكلف بالمهام المالية وغالبا ما يراقب
هذا الشخص من طرف مدير المؤسسة.
19
-تخطيط التنسيق والتوفيق بين المحافظة على سيولة كافية لمقابلة دفع االلتزامات المالية وبين زي ادة األرب اح
طويلة األجل التي تحققها المؤسسة.
-تقدير التدفقات النقدية المستقبلية وتحديد مصادر التمويل المتوقعة.
-تقدير األرباح المتوقعة.
-التنبؤ بكمية المبيعات المخطط لها.
والواقع أن الميزانية التقديرية هي عملية الغرض منها تحسين الطريقة التي تؤدي بها المؤسسة عملها ،كما أنه ا
عبارة عن جهود مستمرة للقيام بالعمل بأفضل طريقة ممكنة و يجب أن ال ينظر إلى الميزانية التقديري ة على أنه ا أداة
لوضع قيود على عملية اإلنفاق بل هي أداة تهدف إلى استخدام موارد وإمكانيات المؤسسة بكفاءة عالية وربحية مرتفعة.
ومن هذا يمكن حصر النقاط اآلتية كأهداف لعملية الموازنة:
* إن الميزانيات المعدة إعدادا سليما تقنع المساعدين بأن رؤساءهم متفهمون لعمليات المؤسسة.
* هذه الميزانيات تعتبر أداة اتصال فعالة بين رجال اإلدارة العليا و رؤساء الوحدات التابعين لها.
* تمكن المؤسسة من توقع التغيرات و االستعداد لمواجهتها و خاصة في ظل ظروف اقتصادية دائم ة التغ ير و
الحركية.
* تحسن التنسيق الداخلي بين عمليات و وحدات المؤسسة ،حيث أن الموازنة التقديرية تمكن مس ئول أي وح دة
إدارية من أن يرى عالقة وحدته بالوحدات األخرى بالمؤسسة.
.4.1.1أنواع الموازنات التقديرية :
إن الموازنة هي التعبير المالي للقرارات التي يتخذها المسئولون في المؤسسة و توجد في المؤسسة ع دة أن واع
مختلفة من الموازنات و سوف نتطرق إلى أكثر الموازنات استعماال و هي كما يلي:
-من ناحية الفترة الزمنية:
حيث نجد موازنات قصيرة األجل و التي تعبر عن األعمال التي ترغب المؤسسة في تحقيقها في المدى القص ير،
وموازنات تقديرية طويلة األجل و تعبر عن األعمال التي ترغب المؤسسة تحقيقها في المدى الطويل و تعتبر الموازن ات
القصيرة جزء من الموازنات الطويلة األجل.
-من حيث وحدة القياس المستعملة:
وهنا نميز بين موازنات عينية معبر عنها على أساس عيني (كمية الوحدات المنتجة ،ساعات العمل )...وموازنات
نقدية معبر عنها على أساس نقدي .لكن أغلب الموازنات يعبر عنها على أساس نقدي العتمادها على معلومات مص درها
المحاسبة العامة و التحليلية كما أنه ال يمكن توحيد أساس القياس في مختلف الموازنات.
-من حيث طبيعة األعمال التي تغطيها الموازنة التقديرية:
وهنا نميز بين نوعين من الموازنات وهما:
الموازنة التشغيلية (موازنة االستغالل) :و تختص بمراقبة التكاليف واإليرادات واألرب اح فهي تغطي النش اطات
العادية للمؤسسة من شراء وإنتاج و بيع...
20
فموازنة النفقات تخص تكاليف اإلنتاج كالمواد األولية واألجور أو مص اريف ال بيع والتوزي ع أو المص اريف
اإلدارية و المالية .أما موازنة اإليرادات فتقدر مدى فعالية التسويق و البيع و اإليرادات المتوقعة ،و تعتبر موازنة األرباح
ذات أهمية كبيرة ألنها تقدر األرباح التي يمكن للمؤسسة تحقيقها.
الموازنة المالية :و هي تستهدف تأمين التكامل و التطابق بين الخطة المالية للمؤسسة و خططها التشغيلية أي أنها
تتضمن كل خطط التمويل المتعلقة بالموازنة التشغيلية كما أنها تختص بالتخطيط و اإلنفاق في المشاريع االستثمارية التي
ترغب المؤسسة القيام بها و هي تتكون من الموازنة االستثمارية ،الموازنة النقدي ة ،الموازن ة التمويلي ة و الموازن ة
التقديرية للمركز المالي.
و تتكون الموازنة الشاملة من الموازنة التشغيلية (موازنة االستغالل) و الموازنة المالية.
-التقسيم على أساس الثبات و المرونة :
وفي هذا المجال تقسم الموازنات إلى موازنات ثابتة و أخرى مرنة و متغيرة .فالموازنات الثابتة تكون مبنية على
أساس افتراض مستوى واحد من النشاط و هي تستعمل في المؤسسات التي تستطيع التنبؤ بدقة بحجم نشاط الفترة القادمة.
أما الموازنات المرنة فتعد على أساس تعدد األسعار بينما الموازنات المتغيرة فتعد على أساس عدة مس تويات من
النشاط .و يمكن أن نعبر بالموازنة المرنة على النوعين من الموازنات المرنة و المتغيرة ويعتبر هذا النوع من الموازنات
أداة فعالة لتقييم األداء.
لذا فإنه يمكن استخدام أسلوب تحليل االنحدار كأساس إلعداد الميزانيات المرنة فمثال يمكن أن تعبر المبيعات عن
المتغير المستقل و يترتب على التغيرات في المبيعات تغيرات مقابلة في إجمالي المصاريف.
21
-توزيع الموازنات توزيعا زمنيا وجغرافيا لمتابعة وتقييم األداء لكل منطقة في فصل أو مدة معينة.
راكهم في -إشراك جميع المسئولين عن تنفيذ الموازنة في إعدادها من أجل تحقيق أهداف الموازنة ،كما أن إش
إعدادها سيرفع من معنوياتهم ويحفزهم على تحقيق تلك التقديرات ،وينمي فيهم روح التعاون مما يرفع من األداء.
كما أن األساس الرئيسي في الموازنة التقديرية هو تحديد هدف للتنفيذ ثم إثبات نتائج التنفيذ الفعلية و بعدها مقارنة
النتائج الفعلية مع التقديرات الموجودة بالموازنة و من ثم استخراج االنحرافات و تحليلها وتصحيحها.
لغرض ضمان نجاح تطبيق نظام الموازنات التقديرية في المؤسسة يجب إتباع بعض اإلج راءات الض رورية و
التي تتمثل في اآلتي :
تكوين لجنة مسؤوليتها توفير التنسيق لعملية إعداد الميزانية التقديرية و تضم هذه اللجنة عدد من األعضاء ال ذين
يشتركون في إدارة المؤسسة و في العادة يكون مدير المبيعات و مدير اإلنتاج ومدير الحسابات (أو الم راقب الم الي )
أعضاء فيها.
تعقد هذه اللجنة عدة اجتماعات لتنسيق العمل بين كافة أوجه النشاط و اجتماعها األول يكون برئاسة المدير الع ام
حيث يعرض كل مدير (أو رئيس قسم) مسودة عمل تتضمن تقديراته عن الميزانية التي تخص القسم المسئول عنه.
تتم مناقشة كل ميزانية و تحديد مدى توافقها مع أهداف المؤسسة و الخطة العامة و من ثم يطلب إعداد التفصيالت
األخرى على تنفيذ ذلك و بعد ذلك تصادق اإلدارة العليا على هذه الميزانيات.
يجب تحديد فترة الموازنة التقديرية و في الحقيقة ليست هناك قواعد ثابتة توجب و تلزم وضع الموازن ة لف ترة
محددة إال أنه جرت العادة على وضعها على أساس سنوي و مع ذلك فإن ظروف العمل في بعض الصناعات قد تستوجب
إعداد الموازنات لفترة أطول أو أقصر من ذلك.
إن الميزانية السنوية التي تعد لدورة األعمال القادمة تسمى بالميزانية التقديرية العملية أما الميزانية التي تعد لفترة
أطول تسمى بالميزانية التقديرية الرأسمالية و هي التي تتعلق باالستثمارات.
إن الطريقة األفضل هي إعداد ميزانية تقديرية مرنة و ذلك بوضع ميزانية تقديرية رئيسية لمدة سنة م ع إع داد
ميزانية فرعية لألشهر الثالث األولى من السنة تحتوي معلومات تفصيلية ،ثم تراجع التقديرات في الميزانية الرئيسية في
نهاية كل شهر أو في نهاية كل ثالثي حسب متطلبات الظروف و توقعات السوق وتعدل الميزانية وفق ذلك.
أما اإلجراء األخير فهو وضع جدول زمني يحدد الترتيب الذي يجب مراعاته في إعداد الميزانيات والوقت الالزم
لتنفيذها فيجب أوال توضيح الخطوط الرئيسية للسياسة العامة للمؤسسة و ثانيا إعداد التقديرات التفص يلية وثالث ا إج راء
التنسيق و مراجعة هذه الميزانية و المصادقة النهائية عليها حيث يتم إبالغ كافة المستويات و األقسام بمحتواه ا لغ رض
وضعها موضع التنفيذ و مراقبة المتحقق و المقدر واالنحرافات الحاصلة وتحديد أسبابها و محاولة تجاوزها قبل حصولها.
واجبات مراقب الموازنة التقديرية :
يسمى الشخص المسئول عن الحصول على الموازنات الفرعية وتوحيدها في موازنة واحدة ب المراقب الم الي و
حتى يكفل للموازنة التقديرية األساسية شكلها النهائي يجب أن يتمتع هذا الشخص بمعرفة كاملة بنواحي نشاط المؤسسة و
يكون على دراية كاملة بحسابات التكاليف وتتلخص واجباته فيما يلي:
22
-إعداد كافة النماذج و دليل الخطوات التنفيذية الالزمة إلعداد الموازنة.
-تقديم كافة البيانات و التحاليل و النتائج لألعمال السابقة المقترحة و احتماالت تأثيرها على نت ائج األعم ال و
كذلك تأثيرها على المركز المالي للمؤسسة.
-تلقى التقديرات (الموازنات) األولية من المسئولين عن إعدادها و إحالتها إلى لجنة الموازنة التقديرية مع األخ ذ
بعين االعتبار رأي المراقب المالي بشأنها و ذلك حتى تكون هذه التقديرات األولية محل للدراسة من اللجن ة و من أج ل
اعتمادها.
-إعادة الموازنات التقديرية بعد اعتمادها بصفة نهائية لإلدارات المختصة للبدء في التنفيذ.
-مقارنة الموازنات التقديرية بالنتائج الفعلية و إحالتها إلى اإلدارات المختصة للرد عليها وذلك تمهي دا التخ اذ
الخطوات الالزمة لتصحيح المسار.
-إعداد الموازنات التقديرية الرئيسية.
23
-أن ال تزيد مدة الموازنة التقديرية عن سنة ،بحيث تكون فترة قصيرة تسمح بإعداد التنبؤات و التقديرات ال تي
تعتمد عليها النشاطات المستقبلية للمؤسسة ،و يمكن تجزئة الموازنات على فترات تقل عن سنة.
-تبني اإلدارة لفكرة الموازنات التقديرية أداة تخطيطية رئيسية فعالة.
-إيجاد نوع من التعاون و االتجاه نحو العمل المشترك ليساهم الجميع في انجاز الخطة و إنجاحها.
-توحيد المعايير و النظريات المعتمدة في وضع الخطط و تقييمها وقياس األداء.
-تقييم الخطط السابقة و االستفادة من الثغرات الموجودة في التخطيط المستقبلي.
من تحليل مختلف المفاهيم المتعلقة بالموازنة التقديرية يمكننا القول بأن الموازنة هي تعب ير عن نت ائج متوقع ة
بواسطة األرقام وهي تشكل في كثير من المؤسسات الوسيلة األساسية للتخطيط ،وعملية التخطيط المالي أو الموازنة تمر
بثالثة مراحل تتمثل في وضع الخطة األساسية و هي التقدير المستقبلي للعمليات ثم تنفيذ الخطة وهي تط بيق التق ديرات
فعليا ،وأخيرا تقييم الخطة وهي مقارنة األهداف المخططة بالعمليات الفعلية.
وتعتبر الموازنات التقديرية وسيلة رقابية واسعة االنتشار فهي بحكم كونها خطة مس تقبلية تح دد فيه ا النت ائج
المتوقعة بشكل كمي تشكل معيارا لألداء و أساسا لتتبع االنجاز و قياسه و تقويمه ،كما إن إعداد الموازنة يقوم على أسس
و قواعد من أجل تحقيق األهداف و التي تتمثل أساسا في تخطيط األرباح مع المحافظة على س يولة كافي ة ،و تق دير
التدفقات المستقبلية بينما يتحدد نجاحها بمجموعة من العوامل و أهمها أن ال تزيد م دتها عن س نة و توحي د المق اييس
المستخدمة و زيادة االهتمام بها من كل الفئات.
.2الموازنات التقديرية أداة لمراقبة التسيير :
إن التخطيط و الرقابة وجهان لعملة واحدة ،فالتخطيط بدون رقابة يصبح عديم الج دوى وله ذا يس مى نظ ام
الموازنات التقديرية عادة بنظام السيطرة عن طريق الميزانيات التقديرية ،فالرقابة تعني تنظيم الفعاليات في المؤسس ة و
مواكبتها لتسييرها ضمن الخطة للوصول إلى األهداف المرسومة فيها ،و الرقابة بهذا المعنى عبارة عن متابعة الخط ط و
ات. تحفيز العاملين في المؤسسة على تحقيق األهداف ومنع االنحرافات واتخاذ اإلجراءات الالزمة لتجاوز تلك االنحراف
والموازنات التقديرية تختلف وتتنوع أما الميزانية التقديرية السنوية أو العملية فهي تخطط لألنشطة التي تمارسها المؤسسة
خالل الدورة المالية القادمة و كل ما يتعلق بالموارد و المصروفات و الخسائر و األرباح المتوقع أن تنتج خاللها و نج د
فيها كل من موازنة المبيعات ،اإلنتاج ،المشتريات ،األجور والموازنة النقدية .وإذا قامت المؤسسة بوضع جمي ع ه ذه
ة الميزانيات التقديرية سميت بالميزانية التقديرية السنوية ،إال أنه ليس من الضروري دائما أن تتبنى أو أن تأخذ المؤسس
بنظام الميزانية التقديرية الشاملة فقد تكتفي بعض المؤسسات بإعداد الميزانية التقديرية للمبيعات واإلنتاج دون إعداد ب اقي
الميزانيات.
.1.2أنواع الموازنات التقديرية :
أن إن نجاح نظام الموازنة التقديرية يتوقف و يعتمد على مدى الدقة في التنبؤ بالمبيعات المستقبلية لذلك نالحظ ب
الميزانية التقديرية للمبيعات هي أول الميزانيات الواجب إعدادها عند إتباع نظام الميزانيات التقديرية حيث تعت بر أساس ا
إلعداد ميزانية اإلنتاج و المشتريات و المصروفات والمقبوضات.
24
.1.1.2الموازنة التقديرية للمبيعات :
يعتبر تقدير المبيعات الخطوة التنفيذية األولى في إعداد الموازنات التقديرية ،فالكميات التي يمكن بيعها من اإلنتاج
تعتبر العنصر األساسي الذي يتم على أساسه تقدير سائر العناصر و في مقدمتها كميات اإلنتاج.
و يجب تقدير المبيعات بالكمية و القيمة نظرا لعدم التأكد من تحقيق رقم معين من المبيعات لذا يتبع نظام الموازنة
المرنة أي بمعنى إعداد عدة تقديرات للمبيعات بالكمية كان تحدد بنسبة ... %70 - %85من الطاقة اإلنتاجية الكلية
للمؤسسة.
و قد يتم إعداد تقديرات للمبيعات السنوية لعدة فترات كل فترة تمثل أربعة أسابيع مثال إلمكان المقارنة بين االنجاز
الفعلي و التقديري ،و يتم تحديد سعر بيع الوحدات بمعرفة مجلس اإلدارة و كذلك عمولة وكالء ال بيع إن وج دوا و أي
خفض أو رفع ألسعار البيع أو تغيير لنسبة عمولة الوكالء الخاصة بالمبيعات يجب أن يأخذ بعين االعتبار ظروف العرض
ا و الطلب و األسعار الخاصة بالمبيعات و هو األمر الذي يتطلب التعديالت الالزمة الواجب إدخالها على الموازنة ،كم
يجب أن تظهر الموازنة صافي قيمة المبيعات بعد خصم الديون المعدومة أو المشكوك في تحصيلها.
و هناك عدة عوامل تؤثر على حجم المبيعات وهي كما يلي :
العوامل الخارجية:
-النمو الديموغرافي يؤثر على خطة المبيعات في المدى الطويل.
-المؤشرات االقتصادية العامة كمستوى الدخل و العمالة و االستهالك و معدل االستثمار و تغير األذواق.
-المنافسة القائمة في السوق بين المنتجات المماثلة لمنتجات المؤسسة.
-دعم بعض المنتجات من طرف الدولة.
-التقلبات الموسمية و الدورية للمبيعات.
العوامل الداخلية:
-سياسة اإلعالن وترويج المبيعات.
-الطاقة اإلنتاجية.
-جودة المنتجات.
-سياسة تسعير المنتجات و مدى ارتباطها بقدرة المستهلك و درجة الجودة.
وتوجد عدة طرق للتنبؤ بالمبيعات فيمكن تقدير مبيعات السنة الحالية بإضافة نسبة محددة لمبيعات السنة الماضية ،
إال انه من الخطأ االعتماد على هذه الطريقة بل يجب األخذ في الحسبان دراسات السوق واألحوال االقتص ادية الس ائدة
ومقدار النمو المتوقع خالل الفترة الالحقة]22[ .
وخالل عملية تنفيذ الموازنة يجب متابعة ومراقبة هذه العملية لمعرفة النتائج المحققة ومدى مطابقته ا للتق ديرات
لمعرفة مقدار االنحرافات من أجل تصحيحها.
25
ذه كما تقوم إدارة المبيعات بإعداد تقديرات تكاليف البيع و التوزيع الالزمة للمبيعات من أجل متابعة و مراقبة ه
األعباء و غالبا ما يتم تقدير تلك األعباء على أساس النتائج السابقة مع إجراء التعديالت الالزمة تماشيا مع التع ديالت في
كمية المبيعات المقدرة.
ومن أهم تكاليف البيع والتوزيع نجد ما يلي:
-مصاريف الترويج واإلعالن.
-تكاليف شحن وتوزيع ونقل المنتجات.
-تكاليف التعبئة والتغليف.
-تكاليف البيع المباشرة وتتضمن مرتبات مندوبي أو وكالء البيع وأعباء تنقالتهم.
27
إن الموازنة النقدية هي عبارة عن كشف لحركة األموال في المستقبل و تحديد مستويات العجز و الفائض النقدي ،
أي التدفقات النقدية المتوقعة للداخل و الخارج خالل فترة زمنية محددة و بيان الفائض أو العج ز بينهم ا .وله ا ع دة
استخدامات منها:
تستخدم في التخطيط المالي وفي الرقابة المالية.
تساعد المدير المالي في إظهار الفترات التي يتحقق فيها فائضا و الفترات التي يتحقق فيها عج زا مم ا يعطي ه
فرصة كافية للبحث عن مجاالت الستثمار األموال الفائضة و البحث عن مصادر تمويل مناسبة و في الوقت المناسب.
تساعد المدير المالي في تبيان الفترة التي يستطيع فيها أن يسدد ما اقترضه من أموال و ذلك بالفترات التي يتحقق
فيها فائضا.
تساعد المدير المالي في بيان الفترات التي يستطيع فيها أن يوزع أرباحا على المالك بحيث ال تش كل عبئ ا على
سيولة المشروع.
تعتبر نقطة البداية للتحضير إلعداد الميزانية العمومية التقديرية.
تساعد المدير المالي في المقارنة بين سياسات البيع و الشراء المطبقة و مدى التوافق بينهما.
ويتم إعدادها بتقدير المقبوضات النقدية المتوقعة والمدفوعات النقدية واستخراج صافي التدفق النقدي.
.2.2قائمة الدخل والميزانية العمومية التقديرية.
إن الموازنة النقدية وهي موازنة التدفقات النقدية تمثل نقطة البداية إلعداد الميزانية العمومية التقديرية .فبعد تقدير
المدفوعات والمقبوضات نقوم بإعداد قائمة الدخل التقديرية والميزانية العمومية التقديرية.
28
-3مجمل ربح العمليات = صافي المبيعات – تكلفة المبيعات.
-4المصاريف اإلدارية = المصاريف العمومية المتعلقة بالمبيعات مثل :مصاريف البيع و التوزيع.
-5صافي ربح العمليات = مجمل ربح العمليات – المصاريف اإلدارية.
-6اإليرادات األخرى و المصاريف األخرى و هي التي ال تتعلق بالمبيعات أو اإلنتاج.
-7صافي الربح قبل الضريبة = ( صافي ربح العمليات +اإلي رادات األخ رى) – (المص اريف األخ رى +
الفوائد).
-8صافي الربح بعد الضريبة = صافي الربح قبل الضريبة – الضريبة المدفوعة.
-9األرباح الموزعة = صافي الربح بعد الضريبة – األرباح المحتفظ بها.
و عادة تستخدم طريقة القياس النسبي إلعداد قائمة الدخل التقديرية و هي كما يلي:
-1اختيار قائمة دخل سابقة للمؤسسة تمثل وضعها المالي و تعتبر كسنة أساس.
2-استخراج نسبة كل من تكلفة المبيعات ومجمل ربح العمليات والمصاريف اإلدارية وصافي ربح العمليات إلى
صافي المبيعات.
-3تقدير المبيعات المتوقعة واإليرادات والمصاريف األخرى والفوائد والضريبة ونسبة توزيع األرباح.
ات عن -4استخراج عناصر قائمة الدخل التقديرية من 1إلى 5أي من صافي المبيعات إلى صافي ربح العملي
طريق ضرب نسبة كل عنصر المستخرجة في المبيعات المتوقعة.
رى إلى -5استخراج عناصر قائمة الدخل التقديرية من 6إلى 9أي من اإليرادات األخرى و المصاريف األخ
األرباح الموزعة حسب التقديرات المعطاة.
29
-الزيادة في الخصوم يتم مواجهتها عن طريق االقتراض.
.3.2.2مزايا الموازنات التقديرية و نقائصها :
إن أسلوب الموازنات التقديرية يقدم عدة مزايا وايجابيات وأهمها ما يلي:
يلزم اإلدارة بتخطيط برامجها على أساس اقتصادي سليم بالنسبة للمواد األولية واألجور ومختلف المصاريف.
يحدد المسؤوليات لكل مستوى من مستويات اإلدارة ولكل فرد من أفرادها وتحديد مراكز المسؤولية تبعا لذلك.
إلزام كل فرد من أفراد اإلدارة بوضع خطط تتناسب مع خطط األقسام األخرى.
إلزام اإلدارة بدراسة أسواق منتجاتها وأساليبها وهذا ما يساعد على اكتشاف الوسائل التي تمتن وتوسع مجال
نشاط المؤسسة.
يمثل أسلوب الموازنات التقديرية قوة تعمل على المحافظة على أموال المؤسسة ألنه ينظم حجم المدفوعات في
حدود اإليرادات.
يلزم اإلدارة بالدراسة و البرمجة من أجل االستعمال األكثر اقتصادا لليد العاملة و الم واد األولي ة وم وارد
المؤسسة.
يلزم اإلدارة بوضع نظام جيد للمحاسبة العامة والمحاسبة التحليلية.
يسهل الحصول على االئتمان من البنوك.
إشراك جميع اإلداريين في وضع األهداف.
متابعة جميع النشاطات لبحث مدى التقدم في تطبيق الخطة.
الوقوف على مدى تحقيق األهداف الموضوعة.
يلزم المستويات اإلدارية بالمحافظة على المواعيد و عدم اتخاذ القرارات اإلدارية قبل أخذ جميع العوامل بعين
االعتبار.
إنه الوسيلة الوحيدة التي تبين مقدما كمية المبالغ التمويلية الالزمة و متى تتم الحاجة إليها.
و كما قلنا سابق فإن نظام الموازنات التقديرية يقدم خدمات رئيس ية لإلدارة و هي التخطي ط و التنس يق و
الرقابة.
إال أن هنا عدة نقائص تؤدي إلى ضعف هذا األسلوب و أهمها ما يلي:
-عدم كفاية المحاسبة العامة و المحاسبة التحليلية.
-مساعدة غير كافية من اإلدارة.
-عدم التنسيق بين مختلف مراكز المسؤولية.
-السرعة في تطبيق نظام الموازنات التقديرية.
-اتجاه المسيرين إلى انتظار الكثير من نظام الموازنات التقديرية.
-عدم تبسيط اإلجراءات الضرورية.
30
-استعمال الموازنات التقديرية ألغراض تحكمية بدال من استعمالها كوسيلة لمراقبة العمليات و يحدث ذلك عندما
ال تبنى على أساس االستجابة لمتطلبات الواقع و لالحتياجات الفعلية
حيث يمكن أن تتعرض بعض الوحدات للتضييق و العرقلة بحجة عدم وجود مخصصات ،بينما تتوفر مخصصات
زائدة عن الحاجة يمكن أن تصبح مصدرا للتبذير على مستوى وحدات إنفاقية أخرى.
-تردد المسئولين أو عدم قدرتهم على تنبيه مرؤوسيهم و لفت أنظارهم لتدارك االنحرافات الموجودة في األوقات
المناسبة.
ومما سبق يمكننا القول بأن الموازنة التقديرية للمبيعات تمثل نقطة االرتكاز بالنسبة لجميع الموازن ات التقديري ة
األخرى ،و للموازنة النقدية أهمية بالغه كونها تهتم بجانب المقبوضات و المدفوعات النقدية حيث تعت بر نقط ة البداي ة
ة للتحضير إلعداد الميزانية العمومية التقديرية لكن هذا ال يقلل من أهمية الموازنات األخرى ،و تمثل الميزانية العمومي
التقديرية الخطوة النهائية في عملية إعداد الموازنات التقديرية.
إن للموازنات التقديرية مزايا عديدة تساهم في الرقابة المستمرة إال أن لها بعض النقائص التي تؤدي إلى إضعافها
لذا يجب على إدارة المؤسسة االهتمام بها من أجل تفعيل عملية الرقابة.
إن الميزانية العمومية تعتبر الركيزة األساسية لتنفيذ السياسات العمومية ،لذلك من المفروض أن تمد إليها موجة اإلصالحات
لتواكب مسار االصالحات الكبرى التي تعرفها مختلف القطاعات ،فخضوع #تسيير الميزانية ألسلوب تقليدي أصبح غير قادر#
على تأهيل هذه الميزانية لالستجابة لمتطلبات تحديث الدول#ة .إذ أدى ه#ذا األس#لوب في التس#يير إلى ض#عف مردودي#ة تس#يير#
31
الميزانية العمومية ،وهذا نتيجة االقتصار #على االلتزام #بقوانين جامدة وقواعد #متقادمة غالبا ما تقود إلى التصرف في الموارد
المتاحة بسخاء دون االهتمام بتنمية الموارد #وترشيد أوجه التصرف #فيها .
يقوم منط##ق النت##ائج في ت##دبير الميزاني##ة على ه##دف أساس##ي يتمث##ل في فعالي##ة النفق##ات العمومي##ة واس##تهداف #تحس##ين
المستوى #المعيشة للمواطنين ،على عكس ما عهدناه في تسيير الميزانية اعتمادها على منطق الوسائل الذي يهدف إلى صرف
االعتمادات .
فمنطق #الوسائل يقوم على تحدي##د األه#داف انطالق##ا من الم##وارد االعتم#ادات المت#وفرة ،ويتم التق##ييم في إط##ار درج#ة
صرف #االعتمادات ،أما منطق المقاربة الجديدة لتسيير الميزانية المعتمدة على النتائج فيقوم على تحدي#د األه#داف انطالق#ا من
الحاجيات وااللولويات #حيث تعبئ الوسائل #الضرورية لتحقيق األهداف.
ويتم التقييم حسب درجة بلوغ األهداف وأثرها على الس#كان ،مم#ا يش#كل منطق#ا ديناميكي#ا ،فص#رف االعتم#ادات هي
وسيلة وليس هدفا بحد ذاته.
لتحقيق هذه المقاربة يجب أن تتم خالل كل المراحل التي تمر منها الميزانية من اإلعداد إلى التنفيذ إلى التقييم مرورا
بالرقابة ،فمرحلة اإلع##داد ( برمج##ة المش##اريع ) تنطل##ق من حاجي##ات الس##كان (تحدي##د األه##داف ) .أم##ا مرحل##ة االنج##از فيتم
الحرص على أن تكون المشاريع المنجزة أكبر فائدة على السكان واالقتصاد ( تعبئة الوسائل الضرورية ) ويتم التقييم حس##ب
بلوغ األهداف وأثرها على السكان.
يتمث##ل مفه##وم ش##مولية االعتم##ادات في منح األم##رين بالص##رف ون##وابهم #مرون##ة أك##بر للتص##رف #في االعتم##ادات
الموضوعة رهن إشارتهم مقابل تحميلهم #مسؤوليات مباشرة في تحقيق األهداف والنتائج المسطرة لهم.
32
فعلى سبيل المثال السماح لآلمرين بالصرف ونوابهم بتحوي##ل االعتم##ادات المت##وفرة ل##ديهم من بن##د ألخ##ر داخ##ل نفس
الفق##رة للميزاني##ة ،دون الحاج##ة إلى تأش##يرة مس##بقة ،م##ع اإلش##ارة إلى أن االقتطاع##ات الم##رخص به##ا يجب أال تمس البن##ود
الحساسة.
والجدول #التالي يبرز المقارنة بين النظام السابق والنظام #الجديد من حيث شمولية االعتماد
يعبر التعاقد عن تغيير في العالقة بين اإلدارة المركزي##ة ومص##الحها #الالمركزي##ة ،يرك#ز #على النت##ائج من خالل عق##د
بين طرفين هما اإلدارة المركزية من جهة ،والمصالح الالمركزية التابعة لها من جهة أخرى.
وت##رمي #سياس##ة الالتمرك #ز #إلى ترش##يد توزي##ع المه##ام بين اإلدارات المركزي##ة لل##وزارات وبين المص##الح الخارجي##ة
التابعة لها ،وبمقتض#ى #ه#ذا التوزي#ع تص#بح اإلدارات المركزي#ة م#دعوة لترك#يز جهوده#ا على المه#ام اإلس#تراتيجية المتعلق#ة
بالتوجيه والتنسيق #والتقييم وتفويض المهام األخرى إلى مصالحها #المحلية .حيث أن من شأن توسيع ص##الحيات ه##ذه األخ##يرة
على مستوى #البرمجة والتقرير أن يجعل منها أداة ناجح##ة للتعري#ف #بالحاجي#ات الملح#ة للمواط##نين والمق#اوالت على الص##عيد
المحلي لدي المصالح المركزية في إطار تحضير #برامج عمل الوزارات والمساهمة في تلبيتها ،ما دامت أك##ثرا احتكاك##ا بهم
من اإلدارة المركزية ،مما يعطي سياسة القرب مدلولها #العلمي على أرض الواقع.
والجدول #التالي يبرز المقارنة بين النظام السابق والنظام #الجديد من حيث التعاقد
33
شراكة بين اإلدارة المركزية والمصالح الخارجية. -
ش##راكة بين الف##اعلين المحل##يين من اج##ل التخطي##ط -
دور المصالح الالمركزية دور تنفيذي -
والبرمجة.
انخراط اكبر للمصالح الالمركزية. -
تقترب أكثر من السكان. -
تتحمل مسؤولية اكبر. -
تبحث عن أقصى مستويات انجاز المشاريع. -
تبحث عن أقصى مستويات انجاز المشاريع. -
برمجة دقيقة :
دراسات الحاجيات ،وضع األولويات ،وتصنيفها#. -
هدر في الموارد أو عدم استغاللها بالكامل -
تقريب االعتمادات من المواطنين. -
البحث عن المالئمة بين الحاجيات والموارد#. -
تحسين األداء بنفس المداخيل. -
البحث عن تعبئة أكبر للموارد #واإلمكانيات -
التكييف مع متطلبات النجاعة المردودية :
تدقيق #األهداف. - ضعف في التدابير المالية -
أما بخصوص الشراكة كعنصر أساسي ومرك##زي #في المقاول##ة الجدي##دة فيتعل#ق #األم##ر بتحدي##د إط##ار ش##راكة ت##راعي
المبادئ بين اإلدارات الالمركزية والفاعلين المحليين ،وذلك في أفق تفعيل سياسة القرب تستجيب للسكان ،كما تعزز سياسية
الالمركزية ويسعى للتجاوب مع وضعيات واقعية وملموسة بحسب االحتياجات المتغيرة لمختل##ف الش##رائح االجتماعي##ة ،كم##ا
ينظر إلى الفاعلين المحليين باختالف #مواقعهم باعتب#ارهم مواطن##ون لهم ق#درة كب#يرة على التعبئ#ة وعلى المش#اركة من أج#ل
التنمية المستدامة.
وتهدف #الشراكة بين اإلدارات والجماعات المحلية والقطاعين الخاص والعام والجمعوي #في نفس الوقت إلى :
رصد الخبرات في مجال تدبير المشاريع. -
النهوض بالديمقراطية المحلية كممارسة. -
تفعيل سياسة القرب. -
ومن نفس المنطق تسعى اإلدارة إلى تشجيع عالقات الشراكة بين المصالح الالمركزية والفاعلين المحل##يين من جماع##ات
محلية وفعاليات #المجتمع المدني ومكونات #القط#اع الخ#اص ،إذ تمكن ه#ذه المب#ادرة من تنس#يق جه#ود مختل#ف المت#دخلين
34
المحليين والتأكد #من انسجامها #من خالل االستعمال المشترك #للموارد #البشرية والمالية والمادي##ة المت##وفرة ل##دى ك##ل منهم،
وبهذا فهي تساهم في إضفاء المزيد من الفعالية على هذه التدخالت مع الرفع من جودتها والتقليص من تكلفتها.
والجدول #التالي يبرز المقارنة بين النظام السابق والنظام #الجديد من حيث الشراكة
إذ كان تسيير #الميزانية بالنتائج يقوم على مجموعة من المقومات كالتعاقد #والش#راكة وش#مولية االعتم##اد وتق##ييم األداء
كركائز #أساسية تساهم بشكل فعلي في التحكم في المالية العمومية ،والحد من المخاطر #المالية والمحاسبية وص##رف الميزاني##ة
بالشكل الذي يؤدي #إلى إدماج البعد الجغرافي والزماني #والنوعي على النحو الذي تم اإلشارة إليه سابقا.
غير أن هذه المحددات النظرية وما يصاحبها #من إجراءات تبقى غير كافية في غياب أساس قانوني ي##راعي الثغ##رات
التي تطال تحديث الميزانية ،مما يس#تدعي إع#ادة النظ#ر في المنظوم#ة القانوني#ة الم#ؤطرة للتس#يير #الم#الي ،وإش#راك مختل#ف
الفعاليات والمؤسسات المؤثرة في تسيير الميزانية على غرار التجارب الدولية.
إن تطبيق المقاربة الجديدة للميزانية العمومية المرتكزة على النتائج ،يستدعي احترام مب##دأ الش##رعية ،بمع##نى تأس##يس
هذه المقاربة على ضوابط قانونية محددة ،وهو ما يفرض تعديل النصوص القانونية األساسية الضابطة لتسيير العام ،وخاصة
القانون التنظيمي للمالية باعتباره دستورا #للمالية العمومية ،ولن يكتمل دوره دون إصالح القوانين المرتبطة به ،وعلى رأسها
قانون المحاسبة العمومية.
35
حيث يلعب النظام #المحاسبي #كنظام متكام##ل وش##امل دورا كب##ير في إم##داد المس##تويات #المختلف##ة بالمعلوم##ات #الالزم##ة
لتحقيق وظائفها المتمثلة في التنظيم والتخطي#ط #والتوجي#ه والرقاب#ة .له#ذا ف#إن نظ#ام الميزاني#ة بالنت#ائج ال يمكن أن يتالءم م#ع
قانون محاسبي ضعيف #ومتق#ادم وجام#د ،خاص#ة وأن ش#مولية االعتم#اد ته#دف إلى إعط#اء ص#الحيات لآلم#ر بالص#رف #في
إدخال تحويالت على اسطر وفقرات الميزانية ،بالشكل الذي يتبعه تحقيق النتائج ،واألهداف الظرفية للمؤسسة ،ولمسايرة هذا
التطور #يفترض اعتماد محاسبة ذات طابع تحليلي ضمانا لش##فافية الميزاني##ة ،وإعط##اء معلوم##ات كافي##ة ح##ول س##ير العملي##ات
المالية مما يتيح مقروئية أحسن لوثائق #الميزانية ،وسهولة الولوج إلى المعلومة من كل األطراف المتدخلة في الميزانية.
وعموم##ا ف#أن مع##ايير الفعالي#ة والنجاع##ة يمكن أن تص##ير قابل#ة للقي##اس بفض##ل اعتم#اد نظ#ام محاس##بي جدي#د ي##راعي
المتطلبات المشار إليها ،ويدمج البعد ألتشاركي #في العمليات المالية المحاس#بية ،ع#بر االنفت##اح على المجتم#ع الم#دني وتعزي##ز
دور البرلمان عبر مده بمجموعة من الوثائق والتقارير #المالية والمحاسبية ،وكذلك بمختلف التقنيات الكفيلة تجعله في مستوى#
مراقبة العمل الحكومي ،وتنوير #الرأي العام في تقييم السياسية المالية للدولة.
إن نجاح المقاربة الجديدة للميزانية المرتك#زة على النت#ائج ،تف##ر ض إش#راك الم##واطن ع#بر المؤسس#ة التش#ريعية في
إعداد الميزانية ،وذلك بمنح البرلمان صالحيات واسعة في مجال التشريع والمراقب##ة المالي##ة ،مم##ا س##يمكن من مراقب##ة العم##ل
الحكومي #وتتبع تنفيذ السياسات العمومية وذلك إلرجاع الثقة للمواطن في المؤسسات ،ومواكبة قضايا تدبير الشأن العام.
وانطالقا مما سبق بات من الضروري إعادة النظر في الصالحيات المالي##ة للبرلم##ان وتعزيزه##ا لتص##بح في مس##توى#
مواكبة االصالحات المالية الدولية عموما ،ولتسهيل اعتماد التدبير #المالي المرتكز على النتائج بصفة خاصة.
من خالل ما سبق يتضح أن من شأن تقوية صالحيات البرلمان في الشأن المالي أن يعمل على بلورة تسيير #الميزانية
بمنطق #النتائج على أرض الواقع وإخراجها من طابعها النظري ،وهو هدف يتوقف على تحقيقه القيام بخط##وات إض##افية على
رأسها أشراك جمعيات المجتمع المدني ،حيث سيلعب دورا مهما في تنفيذ مختل##ف المش##اريع التنموي##ة على الص##عيد الجه##وي
والمحلي وفق #المقاربة التشاركية ،خاصة أن التجارب أثبتت ارتباط المواطن بالمجتمع المدني .
م..دخل :تع##د لوح##ة القي##ادة من أهم الوس##ائل المس##تعملة في مراقب##ة التس##يير ،بحيث تمكن المس##ير من اخ##ذ نظ##رة ش##املة عن
وضعية المؤسسة ،ومدى #نجاعة وفعالية أس##اليب التس##يير #فيه##ا من خالل النت##ائج المحقق##ة وال##تي تظه##ر في لوح##ة القي##ادة عن
طريق #جملة من المؤشرات المتعلقة بجميع الوظائف ،من اجل اتخاذ القرارات المناسبة.
تس##اهم لوح##ة القي##ادة في تحس##ين عملي##ة مراقب##ة التس##يير س##واء على مس##توى #ك##ل مرك##ز مس##ؤولية أو على مس##توى
المؤسسة ككل.
إن تصميم ووضع #نظام #لوحة القيادة يعتبر وسيلة ،فبمجرد االنته#اء من عملي#ة تحض#يره يب#دأ عم#ل المس#ؤولين ،فيتم
تحليل المعطيات ثم شرح االنحرافات ،وفي #األخير اتخاذ اإلجراءات التصحيحية.
تتطلب عملية استغالل لوحات القيادة بشكل جيد وجود قابلية على التواص##ل فيم##ا بين األف##راد المس##ؤولين ،وك##ل ه##ذا
ضروري كي تكون القرارات المتخذة قابلة للتطبيق ،فعلى أهمي##ة ج##ودة تص##ميم #لوح##ة القي##ادة تبقى ه##ذه األخ##يرة مج##رد أداة
للوصول #إلى الكفاءة على مستوى مختل##ف وظ#ائف #المؤسس#ة ،وذل#ك فهم االنحراف##ات وتحليله#ا #بص#ورة س##ليمة هي الخط#وة
المهمة ،حيث تعد القاعدة التخاذ إجراءات تصحيحية تفاديا لتكرارها من جهة ،بحثا عن بدائل تسييرية أفضل لتحقيق تس##يير#
أكثر فعالية.
تحليل االنحرافات :بعد معرف#ة االنحراف#ات يتم الترك#يز في المرحل#ة األولى على االنحراف#ات المهم#ة فق#ط.واله#دف من ه#ذا
التحليل هو تبيان مصدر #هذه االنحرافات ،مع التنبيه أن فترات حساب وأسباب االنحراف يمكن أن تكون خارجية أو داخلية.
ش##رح أس##باب االنح##راف :بع##د تحدي##د االنحراف##ات وتحليله##ا يتم ش##رحها والوق##وف على أهم أس##بابها ،وترف#ق #عملي##ة تحلي##ل
االنحرافات #بتعليق كتابي يحرر من طرف #المراقب اإلداري ،ثم يتحاور مع المس##ؤول المع##ني ،حيث يتمح##ور التعلي##ق ح##ول
االنحرافات #المهمة وأسبابها ،الرؤى المستقبلية الخاصة بالفترات المقبلة ومقارنة أهداف نهاية الس##نة ،ثم تق##ديم اقتراح##ات من
المسؤولين #حول العمليات المتبعة في أقسام #أخرى.
البحث عن العمليات التصحيحية :من أجل دراسة العمليات التصحيحية وتحليلها ،يجب أن يتم ح##وار ف##وري #م##ابين المس##ؤول
ومساعديه ،مع االستعانة بالمراقب اإلداري #الذي يعمل على تقييم األفكار واقتراح الحلول ومقارنتها ،وفي األخير يتم ت##رتيب
هذه العمليات التصحيحية وإعادة إدراجها ضمن االختيارات اإلستراتيجية والخطط #العملي##ة المس##تقبلية للمؤسس##ة ،وله##ذا على
المسؤولين #في المؤسسة أن يخصصوا من وقتهم #لضمان تفعيل وتنش#يط العملي##ة اإلداري##ة في المناس##بات الدوري#ة (أس##بوعية،
شهرية )....،والمتمثلة في االجتماعات الخاصة بتقييم وفحص لوحة القيادة ،وهذا التواصل مابين المستويات #التنظيمية ي##ؤدي#
اتخاذ قرارات سريعة ومقبولة وواضحة.
37
تعمل لوحة القيادة الحديثة المتمثلة في بطاقة األداء المتوازن أو ما تعرف ب لوح##ة القي##ادة اإلستش##رافية على تزوي##د الم##دراء
بإط##ار عم#ل متكام##ل يتم من خالل#ه ترجم#ة إس#تراتيجية المؤسس##ة إلى مجموع#ة متناس##قة من مؤش##رات األداء فهي ال تكتفي
بالتركيز #على األهداف المالية بل يتم توضيح األه##داف غ##ير المالي##ة ال##واجب على المؤسس##ة الوص##ول إليه##ا بغ##رض تحقي##ق
األهداف المالية ،ولقد تم تسمية لوحة القيادة المتوازنة بهذا االسم كونها تسعى للبحث عن إيجاد توازن بين المؤشرات المالي##ة
وغير المالية من أجل تقييم األداء على المدى القصير والطويل#.
إذن بطاقة األداء المتوازن هي نظام مفتوح لقياس األداء يشمل مؤش##رات مالي##ة وغ##ير مالي##ة ويرب##ط بين العملي##ات التش##غيلية
واإلستراتيجية التي تضعها #المؤسسة ،وتضم 4محاور #أساسية هي:
/1المحور المالي :تعتبر األهداف المالية هي األهداف األساسية خاصة في المؤسس##ات الهادف##ة لل##ربح ،وال ت##زال ح##تى اآلن،
فعدة دراسات توضح أن المؤسس##ات ال ت##زال تعطي #ال##وزن األك##بر لنم##اذج القي##اس المالي##ة .حيث توج##د ثالث##ة أه##داف مالي##ة
أساسية يمكن للمؤسسة أن تحددها وتتمثل في:
-نمو اإليرادات وتنوعها #:ويهدف #إلى زيادة عرض السلع والخدمات ،الوصول #إلى أسواق وزبائن ج##دد ،تغي##ير م##زيج الس##لع
والخدمات لالتجاه نحو زيادة القيمة المضافة المقدمة ،إعادة تسعير السلع أو الخدمات.
-تخفيض التكلفة وتحسين اإلنتاجية :خفض التكلفة سواء المباشرة أو غير المباشرة للسلع أو الخدمات ،ومشاركة المؤسس##ات#
األخرى في الموارد المتاحة
-استغالل األصول وإستراتيجية االستثمار :بمعنى الجهود المبذولة لزيادة كفاءة استغالل األصول والتوسع في اس##تراتيجيات#
االستثمار#.
إذن يركز هذا المحور على االعتماد على مؤشرات مالية تسمح بتقديم دقيق لآلثار االقتصادية ذات الطابع الكمي الناجمة عن
النشاطات السابقة ،ويتم تحديد ما مدى مساهمة اإلستراتيجية المطبقة في تحسين النتائج المالية.
/2محور الزبائن :يهدف هذا الجزء إلى مساعدة المؤسسة على اختيار كل من الزبائن الذين تستهدف التعامل معهم والمناطق#
التسويقية التي ترغب في المنافسة فيه##ا ،ح##تى تتمكن المؤسس##ة من تحدي##د واختي##ار الط##رق ال##تي من خالله##ا يتم نق##ل القيم##ة
للزبائن في المناطق #التسويقية المستهدفة ،حيث يعد الزبون نقطة البداية في تحقيق القيمة للمس##اهمين ،ومن ثم يص##بح انطب##اع
الزبائن عن كيفية أداء المؤسسة ألعمالها أحد
أهم األولويات ،حيث تتمكن المؤسسة من استرداد #تكاليف #منتجاتها #وتحقيق أرباحها من خالل الزبائن.
مما سبق نقول أن هذا المحور #يتضمن مجموعة من األهداف اإلستراتيجية الخاصة بالزبائن حتى تتمكن المؤسس##ة من إع##داد
اإلستراتيجية وتطبيقها #بشكل سليم.
/3محور العمليات الداخلية :يهتم بتحسين العمليات التشغيلية الموجودة ال##تي تس##تحق األه##داف المرس##ومة من ج##انب المح##ور
الم##الي ومح##ور #الزب##ائن ألج##ل الزب##ائن والمس##اهمين ،وص##وال إلى رس##م سلس##لة قيم##ة للعملي##ات كله##ا ال##تي تتض##من معرف##ة
38
االحتياجات الحالية والمستقبلية للزبون ووضع #الحلول لهذه االحتياجات ،لذلك ف##إن ه##ذا المح##ور يك##ون مختل##ف بالنس##بة لك##ل
مؤسسة (صناعية/خدماتية) ألن#ه يح#دد السلس##لة الكامل#ة للعملي##ات ال##تي تض##اف إلى قيم#ة الزب#ائن ال#تي يحص#لون عليه##ا من
منتجاتها #وخدماتها.
/4محور التدريب التنظيمي( #محور التعلم والنمو) :يختص هذا الجانب بتحديد كيف تستطيع المؤسسة أن تجعل ق##درتها #على
التغيير والتطوير مستمرة ،حيث أن تزايد حدة المنافسة يتطلب من المؤسسة القيام بإجراء تحسينات مستمرة لق##دراتها الحالي##ة
والعمل على إيجاد طاقات #جديدة تمكنها من االستمرار #في األسواق المستهدفة.
إن قدرة المؤسسة على االبتكار والتحسين والتعلم يؤدي إلى تحقيق قيمة للمؤسسة مباشرة ،فالقدرة على توفير منتجات جدي##دة
تعمل على تحقيق قيمة للزبائن ،والتحسين المستمر لكفاءة العمليات يمكن المؤسسة من الدخول إلى أسواق #جديدة ومما ي##ؤدي#
بذلك إلى زيادة اإليرادات.
وأخيرا #نقول أن بطاقة األداء المتوازن التي تعد لمؤسسة ما غالبا ما ال يمكن تطبيقه##ا في مؤسس##ة أخ##رى ،ومن ثم فعلى ك##ل
مؤسسة القيام بتصميم #بطاقة األداء المتوازن المالئمة لها والخاصة بها ،ذلك ألن لكل مؤسسة ظروفها وعملياتها الداخلية.
انطالقا #مما سبق يمكن القول أن لوحة القيادة تعد من أهم األساليب المستعملة في مراقبة التس##يير ،بحيث تمكن المس##يرين من
أخذ فكرة شاملة عن الوضعية المالية للمؤسسة ،وذلك من خالل المؤشرات المتواجدة بها ،مما يجعل متخذي القرارات داخ##ل
المؤسسة من االعتماد عليها في اتخاذ القرارات.
-تعتبر لوحة القيادة تمثيل مبسط وملخص ألهم المعلومات التي يحتاجها #المسير من أجل التحكم الجيد في التسيير.
-تعتبر لوحة القيادة مرآة عاكسة لنشاط المؤسسة من خالل احتوائها على مختلف المؤشرات المتعلقة بنشاط المؤسسة.
-تؤثر وتساهم لوحة القيادة في مراقبة التسيير بإعطائها نظرة ش##املة وواض##حة ومختص##رة عن وض##عية المؤسس##ة ،ومن ثم
تساهم في اتخاذ القرارات في الوقت والمكان المناسب.
-إن استخدام #لوحة القيادة بالشكل الصحيح يمكن المؤسسات #من اتخاذ قرارات صائبة ورشيدة.
مدخل :األداء هو السلوك المرئي والظاهر الذي يمكن مالحظته وتقديره وتقويمه ويمثل األداء النج##اح ،أي أن##ه دال##ة للتمثي##ل
الناجح وتتغير #هذه الدالة بتغ##ير المنظم##ات أو بتغ##ير الع##املين فيه##ا واإلمكان##ات #المادي##ة والفني##ة ل##ديها ،ويمكن اعتب##اره ق##درة
المنظمة على تحقيق أهدافها من خالل استخدام الموارد المتاحة بطريقة فعالة.
39
يعكس األداء الحك##ومي #ألي دول##ة األداء الج##زئي ألجهزته##ا الحكومي##ة المختلف##ة من وزارات وهيئ##ات وغيره##ا،
باإلضافة إلى منظماتها الخاصة لذلك كلما ارتقى األداء الحكومي دل هذا على مستوى #عالي من األداء على مختلف األصعدة
في الدولة.
تعتبر الحكومات هي صاحبة القرار في تنظيم أم##ور الن##اس وتس##يير ش##ؤونهم وتنظيم #تلقيهم للخ##دمات العام##ة بحري##ة
وعدالة ومساواة ،تقوم الحكومة بتقديم خدمة عامة تحقق احتياجات المواطنين يتعذر تحققيها عن طريق #القط##اع الخ##اص دون
أن تستهدف من ذلك منفعة مادية أو ربحا اقتصاديا ،بل الهدف من تقديم الخدمة هذه هو توفير #ق##در من الرفاهي##ة االجتماعي##ة
وبناء أسس التنمية لمواطنيه.
-يعرف قياس األداء بأنه جزء من العملية اإلدارية ،حيث تستخدم فيها مجموعة من المقاييس و المؤشرات #الكمي##ة و
النوعية لتحديد مستوى #كفاءة األجهزة و المنظمات التابعة ل##ه من خالل اس##تخدام الم##وارد #المتاح##ة وقي##اس درج##ة النج##اح في
تحقيق األهداف المحددة سلفا خالل فترة زمنية محددة ومدى التحسن في مستوى #ج##ودة تق##ديم الخ##دمات و من ثم الكش##ف عن
أوجه القصور #إن وجدت و العمل على معالجتها في الحاضر و تجنب تكرارها في المستقبل و ك##ذلك الوق##وف #على الج##وانب
اإليجابية
في األداء و تعظيم االستفادة منها وبما يؤدي #في النهاية إلى تطوير و تحسين أداء الجهاز الحكومي.
ويع##رف #قي##اس األداء في األجه##زة الحكومي##ة على أن##ه تفاع##ل مش##ترك #في إط##ار تنظيمي #للم##دخالت والعملي##ات
والمخرجات #لتحقيق أهداف مشتركة وذلك من خالل بناء نماذج ووضع مؤشرات وتحديد #آلية عملية لقياس األداء.
-بشكل عام تبرز أهمية قياس األداء من خالل فكرة أنما نستطيع قياسه نس##تطيع #تعديل##ه وتط##ويره وتحس##ينه والتحكم#
فيه.
تتم عملية قياس األداء الحكومي وفق #ثالث مستويات وهذه المستويات هي:
1-المستوى االستراتيجي :ويمثل مستوى اإلدارات العلي##ا والتابع##ة له##ا ويتم #النظ##ر إلى األداء على مس##توى الجه##از
الحكومي #من خالل تشخيص مدى تحقق الرؤية والرسالة واألهداف #اإلستراتيجية للجهاز الحكومي#.
2-المستوى التشغيلي :هو المستوى التي تتم فيه العمليات وينظ#ر #لألداء على مس##توى العملي##ات واألنش##طة في بيئ##ة
عمل الجهاز الحكومي الداخلية ومدى مالءمتها لتحقيق األهداف المرجوة.
3-مستوى الموارد البشرية :يتم قياس األداء على مس##توى الف##رد وم##دى #تحقي##ق النت##ائج المتوقع##ة وال##تي هي مش##تقة
وجزء من أهداف العمليات.
40
ثالثا :أهداف قياس األداء
1-أهداف إستراتيجية :إذ يحدث التكامل بين أهداف الفرد والوحدة اإلدارية والجهاز #الحكومي كك##ل ،والتأك##د من أن
الجهود تصب في اتجاه تحقيق األهداف اإلستراتيجية للجهاز الحكومي وتعزيز #اإليجابيات ومعالجة السلبيات.
2-أهداف إداري##ة :دعم ص##ناعة الق##رارات اإلداري##ة من خالل توف##ير #معلوم##ات عن الكف##اءات والح##وافز والترقي##ات
ومعرفة األداء المرغوب والغير مرغوب للموفين وفاعلية تطبيق نظام الحوافز #المادية والمعنوية.
3-أهداف معلوماتية :توفير #معلومات مرتدة عن أداء الجهاز الحكومي ومن ثم تحدي##د نق##اط الق##وة وتعزيزه#ا #ونق##اط
الضعف ومعالجتها #وتوضيح األعمال األكثر أهمية للوحدات اإلدارية وما هو متوقع منها.
4-أهداف تطويرية :تساعد المعلومات المرتدة والتي يوفرها #قياس األداء على تطوير األداء الحكومي ووضع #خطط
لتطوير #وتحسين األداء مستقبال ويتم #كذلك معالجة انحرافات األداء على المستوى #الجزئي والكلي.
5-أهداف توثيقية :تصميم قاعدة بيان#ات متع#دد األغ#راض وت#دوين الق#رارات المهم#ة المتعلق##ة بك#ل أنش##طة الجه##از
الحكومي#.
6-أهداف مالية :توفير #الكلفة المتعلقة بالمال والوقت #والجهد الناتج عن سوء األداء.
توزيع #األفراد #بما يتالءم مع قدراتهم ومهاراتهم المختلفة وتحديد #االحتياجات التدريبية الحالية والمستقبلية والتأك##د من
فاعلية إدارة الموارد #البشرية.
منهجيات قي##اس األداء هي أدوات قي##اس تعتم##د على مجموع##ة من العملي##ات والط##رق #واألس##اليب العلمي##ة ال##تي تمت
تجربته #ا #وأثبتت فاعليته##ا وينبغي #أن تش##مل الترك##يز على المح##ور االس##تراتيجي #في أداء األجه##زة والمنظم##ات في القط##اع
الحكومي #من خالل التركيز #على أهدافه اإلستراتيجية ،فضال عن التمكن من إنتاج مؤش##رات األداء العام##ة ال##تي تنطب##ق على
القطاع الحكومي ككل ومؤشرات األداء الفنية الخاصة به والتي تختلف من منظمة إلى أخرى ومن هذه المنهجيات:
عناصر ،خمسة تغطي عمل المنظمة )القيادة ،العاملين ،السياسة ،العمليات ،الشركات والم#وارد( وأربع##ة ترك#ز على
النتائج )رضا العاملين ،رضا المستفيدين ،األثر في المجتمع ،نتائج مؤشرات األداء(.
2-االس##تثمار في األف##راد : Investing in Peoples :وال##ذي يتمث##ل في التط##ور #بالعنص##ر قي##اس األداء اإلداري
للجهات العامة من جميع الجوانب ،مما ينعكس إيجابا على أداء الجهاز الحكومي.
41
3-نموذج المقارنة المرجعية : Benchmarking :ويعتبر أحد النم##اذج التقليدي##ة لقي##اس األداء ،ويس##تخدم لمراجع##ة
أعمال الجهاز الحكومي نفسه عن فترة أو فترات سابقة ومقارنتها مع منظمات مماثلة في النشاط بغرض السعي إلى تص##حيح
االختالل الموجود.
4-نموذج : Charter Markيعتمد هذا النموذج على أن فاعلي##ة وكف##اءة الجه##از الحك##ومي في تق##ديم خ##دمات ذات
جودة عالية تكمن في درجة التكامل بين أنشطة الجهاز الحكومي #ورسالته وأهدافه اإلستراتيجية.
5-نموذج جودة الخدمة : Servqual :يستخدم لقياس ما يع##رف بفج##وات ج##ودة الخدم##ة وال##ذي اس##تحوذ #على قب##ول
وتأييد #معظم الباحثين بسبب مصداقيته وإمكاني##ة تطبيق##ه عملي##ا للوص##ول #إلى الفج##وة م##ا بين توقع##ات #العمالء لج##ودة الخدم##ة
وإدراكهم لألداء الفعلي للخدمة التي يحصلون عليها.
6-بطاقة : Six sigmaمن النماذج التي يمكن استخدامها #لتحسين العمليات وتحقيق أعلى مستويات الرضا للعمالء،
وتقوم #منهجيته على التوجه بشكل أساسي #على تطبيق #إستراتيجية تعتمد على القياس الذي يركز على تحس##ين العملي##ة وتقلي##ل
االختالل ،اإلستراتيجية المدعومة بمنهجية Six sigmaوالتي تدعي DMAICقائمة على 5أسس وهي :ع##رف ، Define
قس ، Measureحلل ، Analyzeحسن ، Improveاضبط Control
وهي نظام تحسين للعمليات الموجودة التي تنحرف #أقل من المواصفات وتحتاج للتحسين بشكل تزايدي.
7-نموذج تحليل مغلف البيانات : DEA :يس#تخدم في قي##اس الكف##اءة ويعت##بر الطريق##ة المناس#بة لعم#ل تحلي##ل الكف##اءة
عندما تكوم هناك مدخالت ومخرجات متعددة يتم قياسها بوحدات مختلف##ة ،يمث##ل ه##ذا المقي##اس أداة جدي##دة وقوي##ة للمؤسس##ات
اإلنتاجية أو الخدمية ،وتم استخدامه بصورة واسعة ووجدت تطبيقات متعددة له في قطاعات اقتصادية مختلف##ة ،يخ##دم أه##داف
المنظمات باعتباره مرشدا #للمنظمات لتطوير #وتحسين أدائها وإنتاجيتها.
8- .بطاقة األداء المتوازن : Balanced Scorecard :تعد من الوسائل الحديث##ة ذات النظ##رة الش##مولية في قي##اس
أنشطة ومستوى #أداء المنظمة الحكومية وإستراتيجيتها #الموضوعية ،تع##رف بطاق##ة األداء المت##وازن على أنه##ا :مجموع##ة من
المقاييس المالية والغير مالية تقدم لإلدارة العليا صورة واضحة وشاملة وسريعة لألداء الحكومي.
هي وسائل لقياس األداء أو التقدم تجاه األهداف العلمية لألجهزة والمنظمات #فتسمح المؤشرات #بقياس األداء للمنظم##ة
بتحديد طريقة عملية لتوصيف #ما يعتبر أداء مناسبا وما هو ليس كذلك.
42
-تعتبر مؤشرات القياس من الوسائل التي تساعد في اإلجابة عن السؤال الذي يطرحه ك##ل ص#انع ق#رار #في أي وقت
« كيف نعرف ما تم إنجازه؟ « حيث يعرف البعض مؤشرات القياس على أنها مقاييس عددية لتحديد مدى تحقيق الهدف.
-في أي جهاز حكومي يتبادر إلى أذهاننا العديد من األسئلة التي تتعلق بطريقة سير العمل في هذا الجه##از باإلض##افة
إلى مجموعة من األسئلة التي تتعلق بما حققه هذا الجهاز من أهداف ،من هذه األسئلة:
-تتمثل مؤشرات #القياس من خالل اإلجابة عن ه##ذه التس##اؤالت واإلجاب##ة العلمي##ة المح##ددة والدقيق##ة عنه##ا حيث أنه##ا
مقاييس تستخدم للتأكد من مدى تحقيق الجهاز اإلداري #ألهدافه والمهام المطلوبة منه ،فمن خالله##ا يتم التأك##د من م##دى كف##اءة
وقدرة الجهاز اإلداري على تحقيق أهدافه وواجباته.
تختلف المؤشرات باختالف العمل وباختالف األجهزة اإلدارية ،لكن يمكن تقسيم المؤشرات حسب صفتها كالتالي:
3-مؤشرات توجيهية : Directional Indicators :توضح إن كان الجهاز الحكومي يتحسن أم يتراجع.
4-مؤشرات عملية : Actionable Indicators :توضح مدى رضا الجه#از الحك#ومي #عن أس#لوب رقاب#ة التغي#ير
الفعال.
-في حين يبدو هذا التقسيم منطقيا وشامال للمؤشرات ،يتبع الفكر االستراتيجي #تقسيم أخر يقسم مؤشرات القي##اس إلى
نوعين رئيسين:
األول :المؤش##رات المادي##ة أو مؤش##رات ن##واتج األداء : Outcome Indicators :هي المؤش##رات ال##تي تتض##من
محتوى #إعالمي عن نتائج األداء الفعلي،
هذا النوع من المؤشرات يعد مؤشرات نتائج أساسية Key results Indicatorsويرى أن##ه يجب أال ت##دخل ض##من
مؤش##رات #األداء األساس##ية نظ##را ألن دوره##ا اإلعالمي يقتص##ر فق##ط على معرف##ة إذا ك##ان تنظيم األعم##ال يتح##رك باالتج##اه
الصحيح أم ال دون تأثير فاعل في األداء المستقبلي.
43
الث##اني :المؤش##رات الغ##ير مادي##ة أو مؤش##رات مس##ببات األداء : Driver Indicators :ينظ##ر إلى الن##وع على أن##ه
مؤشرات #األداء األساسية الحقيقية نظرا ألنها تحمل محتوى #إعالميا عما يجب أداؤه لتحقيق األه##داف الموض##وعة ،كم##ا أنه##ا
تحمل محتوى تأثيري يس##اعد على تنظيم #األنش##طة المختلف##ة ،األم##ر ال##ذي يق##ود األداء التنظيمي #بمختل##ف جوانب##ه إلى تحقي##ق
األهداف اإلستراتيجية لتنظيم األعمال.
-
44