You are on page 1of 4

‫‪.

‬‬

‫تعريف األجر‪:‬‬

‫األجر بالمعنى االقتصادي هو الجزاء على العمل فهو بهذا المعنى قيم ة ق وة العم ل البش ري أو ب دلها مادي ًا ك ان أم غ ير‬
‫مادي واألجر بالمفهوم االقتصادي هو المبلغ الذي ُيدفع للعامل مقابل قيامه بعمل ما أو عند تنفيذ هذا العم ل لحس اب ش خص‬
‫آخر والعمل بالمفهوم االقتصادي‪ ،‬هو النشاط اإلنساني المبذول للحصول على منفعة بتحوي ل الم واد إلى س لعة تش بع حاج ة‬
‫ان‪.‬‬ ‫اإلنس‬
‫بعد ظهور الملكية الخاصة وانقسام المجتمعات البشرية إلى طبقات يختلف موقعها من ملكية وسائل اإلنتاج‪ ،‬وما ت رتب على‬
‫ذلك من ظهور طبقة ال تملك سوى قدرتها على العمل‪ ،‬وطبقة أخرى تملك وسائل إنتاج أكثر من طاقتها على التش غيل‪ ،‬ب رز‬
‫العم ل الم أجور ض رورة اقتص ادية‪ ،‬وظه رت الحاج ة إلى دراس ة ظ اهرة األج ر وعوام ل تحدي د مس تواه‪ ،‬وب دأ العلم اء‬
‫والمفكرون يهتمون بدراس ة مفه وم األج ر ومس تواه وعدال ة تحدي ده‪ ،‬وص ار مفه وم األج ر الع ادل والح د األدنى لألج ور‬
‫وغيرهما من المقوالت موضوعات القتصاد العمل وعلم االقتصاد‪.‬‬

‫نظريات األجور‬

‫منذ نشأة علم االقتصاد كانت المدرسة االقتصادية الكالس يكية اإلنكليزي ة (دافي د ريك اردو وآدم س ميث)‪ .‬تس عى لتقري ر ح د‬
‫توازن ثابت يستقر عنده مستوى األجر في تقلباته في مدة قصيرة‪ ،‬وقد ذهب دافيد ريك اردو إلى أّن مس توى ت وازن األج ور‬
‫يتعادل مع الحد األدنى الضروري للحياة‪ ،‬وانطالقًا من نظرية ريكاردو ه ذه ص اغ الس ال ق انون األج ور الحدي دي وط ور‬
‫ماركس نظريته في العمل واألجر‪ ،‬إذ فرق بين العمل الضروري الذي ينتج العامل في أثنائه قيمة قوة عمله ويتقاضى مقابل ه‬
‫أجرًا ‪ ،‬والعمل الزائد الذي يعود إنتاجه إلى الرأسمالي مالك وسائل اإلنتاج وتقسم نظريات األجور إلى مجموعتين‪ :‬مجموع ة‬
‫ور‪.‬‬ ‫ية في األج‬ ‫ة الماركس‬ ‫ور والنظري‬ ‫ة في األج‬ ‫ة البرجوازي‬ ‫ات الليبرالي‬ ‫النظري‬
‫النظريات الليبرالية في األجور ‪ :‬تنطلق النظريات الليبرالية في األجور من مبدأ الحرية االقتصادية القائم على أساس أن آلي ة‬
‫السوق هي المنظم الوحيد لألسعار والمحدد للنشاط االقتص ادي‪ ،‬وتق وم ه ذه النظري ات على ع دم التفري ق بين العم ل وق وة‬
‫العم ل‪ ،‬وهي تع الج األج ر على أن ه ثمن العم ل ال ذي يبيع ه العام ل من ص احب العم ل‪.‬‬
‫نظرية الحد األدنى لمستوى المعيشة‪ :‬يرى أنصار هذه النظرية أن مستوى األجور يتحدد بما يعادل قيم ة الم واد والحاج ات‬
‫الض رورية لمعيش ة العام ل في الح د األدنى‪ .‬ويقول ون إن حرك ة الع رض والطلب في س وق العم ل كفيل ة بالمحافظ ة على‬
‫األج ور م دة طويل ة في مس توى الح د األدنى للمعيش ة الالزم للمحافظ ة على حي اة العام ل‪.‬‬
‫نظرية إنتاجية العمل‪ :‬تنبثق هذه النظرية من النظرية العامة لتوزيع الدخل القومي في االقتصاد الح ر أو اقتص اد الس وق‪ ،‬إذ‬
‫تنطلق نظرية التوزيع من فرضية أثمان عوامل اإلنتاج‪ ،‬التي تزعم أن كل من يشترك في اإلنت اج يحص ل على نص يب من ه‬
‫يعادل إنتاجيته‪ ،‬أي بمقدار إسهامه في تكوين ذلك اإلنتاج‪ .‬لما كان األجر‪ ،‬بحسب أنصار ه ذه النظري ة ه و ثمن العم ل‪ ،‬ف إن‬
‫العام ل يحص ل على الثمن الكام ل للعم ل ال ذي يقدم ه‪ ،‬ويتح دد مس توى األج ر مباش رة بإنتاجي ة العم ل‪.‬‬
‫النظرية االجتماعية لألجور ‪ :‬يرى أنصار هذه النظرية أن األجور أداة من أدوات توزيع الدخل القومي وبالتالي فإن مس توى‬
‫األجور في أي بلد يتحدد بعاملين اثنين‪ :‬األول إنتاجية العم ل االجتم اعي ال تي تح دد الن اتج اإلجم الي ال ذي يتم اقتس امه بين‬
‫الطبقات االجتماعية من جهة‪ ،‬والثاني الوزن االجتماعي للطبقة العاملة الذي يحدد نصيب العمال من الناتج من جهة ثانية‪.‬‬

‫تحديد األجور‬

‫تعرض نظريات األجور العوامل التي تسهم في تقرير مستوى األجر‪ .‬وتميز هذه النظريات بين األجر ثمنًا للعمل يتحدد كم ا‬
‫يتحدد ثمن أية سلعة أخرى بعوامل العرض والطلب مع ضرورة أخ ذ عنص ر التكلف ة بالحس بان‪ ،‬وبين كون ه ش كًال متح وًال‬
‫لقيمة قوة العمل الالزم اجتماعيًا إلنتاجها‪ ،‬وفي كلتا الحالتين لم تستبعد أي من النظريات إمكانية انح راف األج ر الفعلي عّم ا‬
‫يجب أن يكون عليه بفعل عوامل العرض والطلب أو بفعل عوامل أخرى وهذا غالبًا ما يحدث لهذا ف إن تحدي د األج ور فعًال‬
‫وواقعيًا ال يتفق تمامًا مع مضمون نظريات األجور‪ ،‬وإن ك ان يعتم د على بعض مبادئه ا وأسس ها‪ .‬فاألص ل في تحدي د أج ر‬
‫العامل هو قبوله ب األجر ال ذي يعرض ه علي ه رب العم ل في ض وء المفاوض ات الفردي ة بينهم ا‪ .‬وبس بب ع دم التك افؤ بين‬
‫الطرفين تتدخل المنظمات المهنية والسلطات العامة‪ ،‬أحيانًا لتحديد الحّد األدنى لألجور‪ .‬وفي بعض األحيان تك ون مس تويات‬
‫األجور موضوعًا لمفاوضات جماعية بين أرباب العمل والنقابات العمالية‪ ،‬وقد تتدخل السلطات العامة أحيانًا في فرض الحد‬
‫األدنى لألجور لكل مهنة أو لألجور بوجه عام‪ ،‬ويك ون الح د األدنى ال ذي تق رره الس لطات العام ة مرتبط ًا غالب ًا بمس توى‬
‫أسعار المستهلك‪ ،‬وتلجأ هذه السلطات إلى تحريك الحد األدنى كلما رأت أن أسعار المستهلك قد ارتفعت إلى الحد ال ذي يخ ل‬
‫بالتوازن بين األسعار واألجور‪.‬‬

‫فهم النظرية وراء القانون الحديدي‬


‫إن ق انون األج ور الحدي دي‪ ،‬ال ذي أوض حه ديفي د ريك اردو ألول م رة‪ ،‬ه و نظري ة تش ير إلى أن‬
‫األجور تميل إلى االنجذاب نحو مستوى الكفاف للعمال‪ .‬وفقًا لهذه النظرية‪ ،‬إذا ك انت األج ور أعلى‬
‫من مستوى الكفاف‪ ،‬فسيكون لدى العمال المزيد من األطفال‪ ،‬مما سيزيد من توفير العمالة ويعودان‬
‫لألجور إلى مستوى الكفاف في النهاية‪ .‬من ناحية أخرى‪ ،‬إذا كانت األجور أقل من مستوى الكفاف‪،‬‬
‫فسيكون للعمال عددًا أقل من األطفال‪ ،‬مما سيقلل من إمدادات العمل وي دفع األج ور في النهاي ة إلى‬
‫مستوى الكفاف‪ .‬كانت هذه النظرية موضوعًا للمناقشة بين االقتصاديين‪ ،‬حيث يزعم البعض أنه ا ال‬
‫تزال ذات صلة اليوم‪ ،‬بينما يشير آخرون إلى أنه قديم وال يأخذ في االعتبار تعقيدات أس واق العم ل‬
‫الحديثة‪.‬‬

‫فيما يلي بعض النقاط الرئيسية التي يجب مراعاتها عند فحص أهمية قانون األجور الحديدي اليوم‪:‬‬

‫‪ .1‬لقد تغيرت ديناميات سوق العمل‪ :‬سوق العمل اليوم يختلف اختالفًا كبيرًا عما كان عليه خالل‬
‫فترة ريكاردو‪ .‬اليوم‪ ،‬هناك مجموع ة متنوع ة من العوام ل ال تي ت ؤثر على األج ور‪ ،‬بم ا في ذل ك‬
‫التطورات التكنولوجية والعولمة والتغيرات في بنية االقتصاد‪ .‬نتيج ة ل ذلك‪ ،‬ق د يك ون من الص عب‬
‫تطبيق نظرية ريكاردو على أسواق العمل الحديثة‪.‬‬

‫‪ .2‬عدم المساواة في الدخل ‪ :‬أحد االنتقادات الرئيسية للقانون الحديدي لألجور هو أنه ال يأخذ في‬
‫االعتبار عدم المساواة في الدخل‪ .‬في المجتمعات الحديثة‪ ،‬اتسعت الفجوة بين األغنياء والفقراء‪ ،‬مما‬
‫يعني أن مستوى الكفاف لبعض العمال قد يكون أقل بكثير من اآلخرين‪ .‬هذا يعني أن النظرية ق د ال‬
‫تكون ذات صلة بالعمال الذين يكافحون من أجل تلبية احتياجاتهم‪.‬‬
‫‪ .3‬دور الحكومة ‪ :‬في العديد من االقتصادات الحديثة‪ ،‬تلعب الحكومة دورًا مهمًا في تنظيم األجور‬
‫وأس واق العم ل‪ .‬يمكن أن تس اعد ق وانين الح د األدنى لألج ور‪ ،‬واتفاقي ات المفاوض ة الجماعي ة‪،‬‬
‫واللوائح األخرى في ضمان دفع العمال بأجر عادل‪ ،‬بغض النظر عن موقفهم في سوق العمل‪ .‬ه ذا‬
‫يعني أن قانون األجور الحديدي قد ال يكون ذا صلة باالقتص ادات حيث تلعب الحكوم ة دورًا نش طًا‬
‫في تنظيم أسواق العمل‪.‬‬

‫‪ .4‬العولمة واالستعانة بمصادر خارجية‪ :‬أدى ظهور العولمة إلى االستعانة بمصادر خارجية للعديد‬
‫من الوظائف للبلدان ذات تكاليف العمالة المنخفضة‪ .‬ك ان له ذا ت أثير كب ير على األج ور في بعض‬
‫الصناعات‪ ،‬وخاصة في التصنيع‪ .‬على الرغم من أن قانون األجور الحديدي قد ال يزال صحيحًا في‬
‫بعض الص ناعات‪ ،‬إال أن ه ق د ال يك ون ذا ص لة في الص ناعات ال تي ت أثرت باالس تعانة بمص ادر‬
‫خارجية‪.‬‬

‫على الرغم من أن قانون األجور الحديدي قد يكون ذا صلة في وقت ريكاردو‪ ،‬فإن أهميته اليوم ه و‬
‫موضوع نقاش‪ .‬بينما يجادل بعض االقتص اديين بأن ه ال ي زال ص حيحًا في بعض الص ناعات‪ ،‬ف إن‬
‫البعض اآلخ ر يش ير إلى أن ه ال يأخ ذ في االعتب ار تعقي دات أس واق العم ل الحديث ة‪ .‬عن د فحص‬
‫النظري ة‪ ،‬من المهم النظ ر في عوام ل مث ل ع دم المس اواة في ال دخل‪ ،‬والتنظيم الحك ومي‪ ،‬وت أثير‬
‫العولمة على أسواق العمل‪.‬‬

‫انتقادات القانون الحديدي‬


‫يشير القانون الحديدي لألجور الذي اقترحه ديفيد ريكاردو خالل القرن التاسع عشر إلى أن األجور‬
‫تميل إلى الحد األدنى من المستوى الالزم للحفاظ على حياة العام ل‪ .‬وق د تمت مناقش ة ه ذا الق انون‬
‫على نطاق واسع منذ بدايته‪ .‬أحد االنتقادات للقانون الحديدي هو أنه فشل في حس اب ت أثير النقاب ات‬
‫العمالية وآليات المفاوضة الجماعية األخرى التي تمنح العم ال الق درة على التف اوض على األج ور‬
‫العليا‪ .‬في الواقع‪ ،‬أدى صعود النقابات العمالية في القرن العشرين إلى زيادة األجور وظروف عمل‬
‫أفضل للعدي د من العم ال‪ .‬االنتق اد اآلخ ر ه و أن الق انون الحدي دي يف ترض أن العم ال ليس ل ديهم‬
‫سيطرة على معدالت الخصوبة الخاصة بهم‪ ،‬وه ذا ليس ص حيحًا بالض رورة‪ .‬س مح الوص ول إلى‬
‫تنظيم األسرة والتعليم للعمال باتخاذ قرارات مستنيرة بشأن حجم أسرهم‪ ،‬والتي يمكن أن يك ون له ا‬
‫تأثير على أجورهم ورفاههم بشكل عام‪ .‬باإلضافة إلى ذل ك‪ ،‬ال يفس ر ق انون الحدي د التغي يرات في‬
‫التكنولوجيا واإلنتاجية التي يمكن أن تؤدي إلى ارتفاع األج ور وظ روف عم ل أفض ل‪ .‬على س بيل‬
‫المثال‪ ،‬أدى ارتفاع األتمتة في التص نيع إلى زي ادة الكف اءة واإلنتاجي ة‪ ،‬وال تي يمكن أن ت ترجم إلى‬
‫أجور أعلى للعمال القادرين على تشغيل هذه اآلالت والحفاظ عليها‪.‬‬

You might also like