Professional Documents
Culture Documents
الغرف العربية واتحاداتها - اتحاد الغرف العربية
الغرف العربية واتحاداتها - اتحاد الغرف العربية
تأسس االتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية في 17جانفي (كانون الثاني) سنة 1947ومنذ ذلك التاريخ
كان المنظمة الوطنية االولى والوحيدة التي تمثل اصحاب المؤسسات وأصحاب المشاريع واألعمال وتضم كل الهياكل
المهنية في جميع القطاعات االقتصادية غير الفالحية صناعة ،تجارة ،صناعات تقليدية مهن ومسدي خدمات.
ومنذ نشأته حدد االتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية هدفه وهو توحيد جهود المؤسسات الخاصة
ًا ًا ًا
وهيكلتها جهوب وقطاعي حتى يكون صوتها مسموع وتنضوي تحت لواء االتحاد اليوم عشرات اآلالف من المؤسسات
تشمل كل االنشطة االقتصادية .ويتكون هذا النسيج المؤسساتي باألساس من المؤسسات الصغرى والمتوسطة .ويضم
ًا ًال
أكثر من 25000مسئو نقابي .
والتزم االتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية عبر كل مراحله التاريخية بخدمة االقتصاد الوطني والدفاع
مهام االتحاد
دور االتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية هو دعم وتعزيز وتنشيط القطاع الخاص واالتحاد هو المخاطب
الرسمي باسم القطاع الخاص مع السلط العمومية .ويتمثل هذا الدور باألساس في:
تجميع المؤسسات االقتصادية التونسية الخاصة وتكوين شبكة مهنيين موسعة يكون لها تأثير في تطوير القطاعات
االقتصادية المختلفة.
التشجيع على االستثمار واالبتكار وخلق الثروة وذلك من خالل وضع استراتيجية وبرنامج عمل يهدف الى تحسين المناخ
االقتصادي واالجتماعي.
تمثيل المؤسسات امام السلطة العمومية والدفاع عن مصالحهم أثناء المفاوضات االجتماعية.
تنشيط االقتصاد التونسي وذلك بالمشاركة الفعالة مع سلطة االشراف في سّن ووضع سياسة اقتصادية واجتماعية
مبادئ االتحاد
االلتزام :يلتزم االتحاد تجاه كل المؤسسات المنتمية له ومهما كان حجمها ونوعية نشاطها ومكانتها بالدفاع عن مصالحها
اإلنصاف :يقوم االتحاد بدور المنظم والمعدل من اجل اقتصاد عادل وتنمية مستدامة وذلك عبر خلق معنى االنصاف في
االخالقيات :يبني االتحاد عالقاته مع شركاءه والمنتمين له على أساس القيادة الحكيمة والمسئولة والمندمجة التي
تتماشى مع مبادئه وقيمه كما يعمل على تعزيز العمل االجتماعي داخل المؤسسة وتثمينه.
الشفافية :اختار االتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية ان يجعل الشفافية قيمة اساسية داخل المنظمة
وذلك على حد السواء ،سواء في الداخل وفي العالقات بين االعضاء او حتى مع الشركاء.
الرؤية
العمل من اجل تثمين قيمة العمل في المجتمع التونسي وتشجيع روح المبادرة حتى تكون هذه القيم من ركائز
المجتمع التونسي.
ًا ًا
االستعداد للدفاع عن قوانين اقتصادية وجبائية تعتمد نظام تحفيزي وسياسة تمويلية تعزز النمو واالستثمار وبعث
العمل على إيجاد إستراتيجية استباقية وفعالة لتنويع األسواق وتعزيز موقع تونس والعمل على ان تجد المؤسسة
االقتصادية وفي كل جهات البالد بنية تحتية صناعية ونقل وخدمات لوجستية واتصاالت وفق المعايير الدولية.
العمل على تقريب الجهات من اجل تماسك اجتماعي وتنمية افضل في كل الجهات ومقاومة ناجعة لكل اشكال
التفرقة الجهوية وحث كل جهة على ابراز كل االمكانيات المتوفرة فيها الستقطاب المستثمرين.
تحويل االدارة الى عامل تنافسية في االقتصاد التونسي وذلك من خالل تجديد خدمات المصالح االدارية العمومية
وتطوير خدمة المتابعة والتقييم والقيام باإلصالحات والسهر على جودة الخدمات.
اضفاء المزيد من الوضوح واالنسجام على المناخ االجتماعي وذلك من خالل تحديد سياسة تأجير جديدة ووضع نظام
حماية اجتماعية فعال ودائم وخلق نموذج جديد للعالقات الشغلية يجمع بين التحسين المستمر للقدرة التنافسية
التشجيع على اقتصاد يتميز بخلق القيمة المضافة والتجديد عبر تقوية االرتباط بين انظمة التكوين المهني والتعليم
العالي والمحيط االقتصادي والتواصل بينهم وتمكين اغلب المواطنين من المهارات االساسية من خالل نظام تربوي
األنشطة والخدمات
المستوى االقتصادي
جعل االتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية من دوره االقتصادي رافعة حقيقية لدعم القطاع الخاص
وتعزيزه .وتقوم االدارة المركزية المكلفة باالقتصاد في االتحاد بجمع وتحليل ونشر المعطيات المتعلقة بالوضعية
االقتصادية في مجال الصناعة والتجارة والتعليم العالي والبحث العلمي والتكوين المهني والوضع البيئي .ويتم بعد ذلك
التعمق في هذه االرقام والتقارير والمؤشرات وتحليلها من أجل متابعة مستمرة لنمو المؤسسات وتنافسيتها.
وقد قام االتحاد بتنظيم العديد من األنشطة واإلجراءات الرامية الى تحسين المناخ االقتصادي والمؤسساتي للشركات كما
تم تنظيم العديد من المؤتمرات والندوات والملتقيات للنقاش وتبادل االراء والخبرات وتقديم االقتراحات والتوصيات.
المستوى االجتماعي
على المستوى االجتماعي يتدخل االتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية عبر االدارة المركزية للشؤون
المفاوضات االجتماعية ،التشريع االجتماعي ،االستشارات القانونية ،مجالس النزاعات الشغلية ،تسوية الخالفات ،المساعدة
المستوى الدولي
تسعى االدارة المركزية للعالقات الدولية باالتحاد لتعزيز حضور المؤسسات التونسية في الخارج وتتمحور مهمتها في
المرافقة والتوجيه
ربط العالقات
الدعم والنصيحة
وتمثل االدارة المركزية للعالقات الدولية باالتحاد اداة التنمية الحقيقية في الخارج ومنصة اساسية لـ:
كما ان االتحاد ممثل على المستوى الخارجي بثالثين مجلس اعمال ثنائية ومن خالل اكثر من خمسين لقاء سنوي يتم
وتحظى المؤسسات االجنبية المنتصبة في تونس باهتمام كبير من االتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية
وقد تم بعث قسم صلب المنظمة مهمته تقديم الخدمة للمستثمرين االجانب في تونس او المستثمرين الذين ينوون
االستثمار من اجل مرافقتهم ومساعدتهم ليس فقط على المستوى االجتماعي بل على المستوى االقتصادي واإلداري.
العالقات والتحالفات
وفي اطار برنامج انشطته ومهامه في تطوير المؤسسات ينظم االتحاد باإلضافة الى المعارض والمنتديات والندوات
بصفة منتظمة لقاءات ثنائية بين اصحاب المؤسسات من اجل ربط العالقات وتنمية االعمال .وتكون هذه اللقاءات على
المستوى القطاعي من اجل النقاش وتبادل الخبرات واالنطالق في مشاريع في قطاع محدد .ويمكن ان تكون هذه
كما تم ايضا تنظيم العديد من مهمات االعمال الى الخارج سواء في اطار شراكات او بهدف استغالل اسواق جديدة او
الهياكل
بقيادة هياكل قرار وبدعم من لجان مختصة يقوم االتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية بالمرافقة
والتنسيق والتعبئة مع كل منخرطيه في كل الهياكل الجهوية والمهنية كما تمثل هياكل االتحاد عامل مهم لالندماج
والتنمية االقتصادية ودعم وتطوير االنشطة وتنمية المؤسسات على المستوى الجهوي وفي السوق الوطنية
والدولية.
ًا ًا
ويعطي التنظيم الهيكلي لالتحاد التمثيل القطاعي على مستوى الجامعات والغرف النقابية الوطنية وكذلك ايض قرب
ًا
جغرافي من خالل االتحادات الجهوية والمحلية.
ًا ًا ًا ًا ًال
واالتحاد ممث في 18جامعة و 24اتحاد جهوي و 216اتحاد محلي و 370غرفة نقابية وطنية و 1700غرفة نقابية جهوية.
الهياكل المقررة
المؤتمر الوطني
المؤتمر هو السلطة العليا في االتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية ،ينتظم كل خمس سنوات وله
أحقية واسعة في تحديد التوجهات واألهداف واألنشطة والتنظيم وطرق الرقابة الداخلية لكل الهياكل.
المكتب التنفيذي
يضم 31عضوا منتخبين من المؤتمر الوطني وفق تمثيلية قطاعية محددة ويجتمع مرة كل شهر .ومن بين المهام
المجلس الوطني
يتكون المجلس الوطني من أعضاء المكتب التنفيذي ورؤساء الجامعات ورؤساء االتحادات الجهوية ورؤساء الغرف النقابية
الوطنية ورؤساء المجالس القطاعية الجهوية ورئيس مركز المسيرين الشبان والمنظمات المهنية المتعاقدة بخطة
ومن مهام المجلس الوطني مناقشة ميزانية االتحاد وتحديدها وصياغة التنقيحات والتعديالت على القانون الداخلي
المجلس االداري
يتركب من اعضاء المكتب التنفيذي ورؤساء الجامعات الوطنية ورؤساء االتحادات الجهوية ويتابع تقارير هيئات الرقابة كما
اللجان
باالتحاد ست لجان فنية للتفكير من اجل بلورة استراتيجيات جديدة للتنمية وهذه اللجان هي اللجنة االقتصادية واللجنة
االجتماعية ولجنة التنمية الجهوية ولجنة الجباية ولجنة التشريع ولجنة العالقة مع الجامعة والبحث العلمي.
وهذه اللجان هي قوة اقتراح من اجل االصالحات الهادفة لتحسين مناخ االعمال وتنافسية المؤسسات التونسية.
الجامعات
االتحادات الجهوية
باالعتماد على التقسيم االداري الجهوي يكون الهدف االساسي لالتحاد الجهوي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية
في اي جهة هو تجميع االتحادات المحلية والغرف الجهوية من اجل التنسيق ألنشطتها ودعم نشاطاتها وجهودها.
ًا ًا
ويضم االتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية 24اتحاد جهوي تغطي االنشطة االقتصادية في والياتها
ًا ًال
وتؤمن تواص دائم مع هياكلها الجهوية والمحلية وكذلك مع السلطة والمصالح االدارية الجهوية.
تم احداث مركز المسيرين الشبان التونسي سنة 1998بالتعاون مع مركز المسيرين الشبان الفرنسي وذلك بهدف اعداد
المؤسسة التونسية الشابة لرفع تحديات العولمة .وللمركز مهام اساسية هي:
جمع الباعثين الشبان سواء مالكين لمؤسساتهم او اطارات مسيرين في انشطة تطوعية من اجل انجاح انشطة مركز
تكوين المسيرين الشبان والتجديد من خالل خلق فضاء لإلبداع وتبادل الخبرات .
تمثيل المسيرين الشبان للشركات كعنصر حوار وتفاوض والدفاع عن مصالحهم امام دوائر القرار.
تبني الشباب اصحاب الشهائد العليا وتأطيرهم من أجل بعث مشاريعهم والمساهمة في نشر روح المبادرة في
المؤسسات الجامعية.
تأمين التقارب بين المؤسسة والمدرسة بهدف مواصلة التأقلم بين التكوين الجامعي وحاجيات سوق الشغل.
تأسست الغرفة الوطنية للنساء صاحبات االعمال سنة 1990في صلب اتحاد الصناعة والتجارة وهي تجمع السيدات صاحبات
المشاريع ورئيسات المؤسسات في كل االنشطة والقطاعات من اجل تجميع الطاقات وتبادل الخبرات وكسر العزلة
تغطي غرفة النساء صاحبات المؤسسات كامل تراب الجمهورية وتهدف الى تعزيز روح المبادرات لدى السيدات وتحسين
اداء الشركات التي تقودها النساء ودمج االجيال الجديدة من صاحبات المشاريع في الحياة الجمعياتية.
اهدافها
يحتفل االتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية يوم غد بالذكرى السبعين لتأسيسه ،ويأتي االحتفال
بسبعينية االتحاد الذي تأسس يوم 17جانفي (كانون الثاني) 1947في ظرف خاص من تاريخ تونس ،خاصة مع األحداث
المتتالية التي عرفتها بالدنا في السنوات األخيرة بعد 14جانفي (كانون الثاني) 2011وانطالق بناء الجمهورية الثانية حيث
ًا
كان لالتحاد دور مهما في ذلك ،صحبة المنظمات األخرى المكونة للمجتمع المدني ،وخاصة المساهمة في تجاوز األزمة
السياسية الخانقة التي عاشتها البالد سنة 2013ضمن الرباعي الراعي للحوار الوطني وهو ما مكن من إجراء االنتخابات
التشريعية والرئاسية سنة ،2014وليتوج االتحاد ضمن الرباعي الراعي للحوار الوطني بجائزة نوبل للسالم سنة .2015
وال يمكن بأية حال من األحوال اختزال األدوار التي لعبتها منظمة أصحاب األعمال في فترة بعينها ،حيث كانت حاضرة طوال
السبعين سنة الماضية في األحداث الجسام التي عرفتها بالدنا في فترة ما قبل االستقالل من خالل «اتحاد نقابات
ًال
الصنايعية وصغار التجار بالقطر التونسي» ،إلى فترة ما بعد االستقالل وبناء الدولة الحديثة ،وصو إلى ثورة 14جانفي
(كانون الثاني) 2011وانخراط االتحاد في جهود بناء الجمهورية الثانية وتركيز أسس الديمقراطية وبناء اقتصاد وطني
وسنستعرض اليوم في ملحق خاص بمناسبة االحتفال بسبعينية االتحاد أهم المراحل التاريخية التي حفت بنشأة هذه
المنظمة العريقة إلى اليوم ..تاريخ حافل بالمصاعب ،ولكن أيضا باالنجازات والنجاحات..
التأسيس
بالعودة إلى هذه الحقبة التاريخية التي حفت بنشأة االتحاد والظروف االقتصادية التي ألمت ببالدنا بعيد الحرب العالمية
ويصف الدكتور الهادي التيمومي هذا الوضع في كتاب «المغيبون في تاريخ تونس االجتماعي" :لقد كان أمام صغار
التجار والحرفيين ومتوسطيهم ـ وقد لغ السكين العظم ـ كما يقال خياران :أما الدفاع عن حقهم في الحياة أو الرضا
وقد كانت سنة 1946حاسمة حيث شهدت االنشقاق الذي حصل صلب «جامعة الصنايعية وصغار التجار بالقطر التونسي»
في مارس (آذار) 1946وبذلك انسحب المناضل المرحوم الفرجاني بلحاج عمار وأنصاره بسبب التعارض العميق بين نزعة
مشروع الدستور المزمع إجراؤه آنذاك في فرنسا ،ذلك أن المشروع الذي أعدته الجمعية التأسيسية في فرنسا قد نص في
الفصل 41على وجود فوارق بين تراب فرنسا لما وراء البحار من جهة والدول المشاركة لفرنسا من جهة ثانية واعتبر
والتأم المؤتمر التأسيسي للمنظمة الجديدة التي بعثها المنشقون عن «جامعة الصنايعية» يومي 16و 17جانفي 1947
والتأم المؤتمر بقصر الجمعيات بالعاصمة وحضر جلسته االفتتاحية المرحوم فرحات حشاد األمين العام لالتحاد العام
ًا ًا ًا
التونسي للشغل .وقد انتخب المرحوم محمد شمام رئيس والمرحوم الفرجاني بلحاج عمار كاتب عام للهيئة الجديدة .وكان
ًا
هذا المؤتمر قد رفع شعار «اليوم ينهض االقتصاد الوطني ،اليوم يكتب له النجاح» مجسم عدة مطالب تضمنتها الالئحة
العامة ومنها:
تمثيل االتحاد في كافة لجان توزيع المواد المقسطة حتى يتسنى توزيعها بطريقة عادلة بين أصحاب الصناعات
وقد شهد «اتحاد نقابات الصنايعية وصغار التجار بالقطر التونسي» طوال الفترة الممتدة من 1947إلى 1955تحوالت بالغة
األهمية وهي كما يقول األستاذ محمد لطفي الشايبي مؤلف كتاب «منظمة أصحاب األعمال التونسية» على التوالي:
«المؤتمر الثاني ( 15-14و 16أفريل )1948والمؤتمر الثالث ( 17ـ 18و 19سبتمبر )1951والمؤتمر الرابع 8ـ 9ـ و 10أفريل .1955
ولئن مثل كل مؤتمر مرحلة في تاريخ المنظمة وتطورها فإن المؤتمرات األربعة بلورت إستراتيجية واضحة المعالم :الجمع
بين الدفاع عن مصالح صغار التجار والصنايعية وتحقيق الوحدة مع األعراف الكبار لصالح االقتصاد الوطني من جهة
والمساهمة المستمرة في كافة أشكال النضال الوطني من أجل االستقالل في كنف التعاون مع المنظمات الوطنية
وشن االتحاد منذ التأسيس بعض اإلضرابات للدفاع عن منخرطيه واستطاع انتزاع حق توزيع أصناف عديدة من المواد األولية
كما نجح االتحاد الناشئ بسرعة في تقليص نفوذ «جامعة الصنايعية» التي كانت تدعي خطأ أنها الممثل الشرعي الوحيد
واستطاع االتحاد كذلك الحصول على ٪ 80من مقاعد الحجرة األهلية التجارية للشمال والحجرتين المختلطتين للوسط
يقول الدكتور الهادي التيمومي «وهذا دليل على أن المنظمة نجحت في ظرف وجيز في تأمين التفاف أغلب التجار
ًا
والحرفيين حولها وهو ما جعل اإلدارة االستعمارية تفكر جيد قبل اتخاذ أي قرار يهم حياة التجار والحرفيين وقد بلغ بها
وفي سنة 1948غير االتحاد اسمه خالل المؤتمر الثاني وأصبح يطلق عليه اسم «االتحاد التونسي للصناعة والتجارة»
ويعني هذا التغيير «انفتاح المنظمة على كبار التجار التونسيين وقد كان الشعار الذي رفعه الحزب آنذاك هو «الجبهة
الوطنية المتحدة» أي حشد أكبر ما يمكن من التونسيين مهما كانت انتماءاتهم ضد االستعمار لتحقيق االستقالل
السياسي«.
يقول الدكتور الهادي التيمومي «ولم يقصر االتحاد نشاطه على الجانب النضالي الدفاعي (مقاومة السوق السوداء
وسياسة اإلدارة الفرنسية )...بل نشط في اتجاه تكوين تعاونيات الخدمات وتعاونيات اإلنتاج مثل شركة الثلج الغذائي سنة
.«1950
وشارك االتحاد في التحركات السياسية التي دعا إليها الحزب وقد سجن أو نفي عدد من قادة االتحاد منهم المناضل
الفرجاني بلحاج عمار ومحمود الزرزري ومحمد األصفر بن جراد واندري باروش ومحمد سعد...
وكان المؤتمر الرابع لالتحاد سنة 1955والذي احتضنته قاعة البالماريوم بالعاصمة نقلة حاسمة في تاريخ المنظمة حيث
أصبحت المطالب أكثر شمولية تجاوزت المشاغل القطاعية لتلتصق بالمطالب الوطنية الشعبية وعلى رأسها مطلب
االستقالل وتقرير المصير ،وبذلك تحول هذا المؤتمر إلى أشبه باجتماع حزبي نضالي أكد من جديد على الدور السياسي
وعلى إثر االستقالل طفت على السطح الخالفات بين الموالين للزعيم الحبيب بورقيبة والموالين للمناضل صالح بن يوسف
ًا ًا
وكان المرحوم الفرجاني بلحاج عمار قد لعب دور حاسم لتطويق هذا الخالف الداخلي ،إذ أفلح بفضل خبرته النضالية صلب
االتحاد وصلب الحزب الحر الدستوري وإشعاعه في صفوف التجار في تجنيب المنظمة الهزات وتخطي هذا الظرف بحكمة
وبعدها دخل االتحاد أزمة جديدة إبان انتهاج بالدنا لسياسة التعاضد منذ بداية الستينات...
ويمكن القول أن فترة الستينات اعتبرت «محنة» مر بها االتحاد ومختلف منظوريه من التجار والصنايعية والحرفيين حيث
تفاقمت األوضاع االجتماعية بالبالد وانخفض أداء مختلف القطاعات بسبب فرض سياسة التعاضد حتى بلغت األوضاع حدتها
في نهاية الستينات ( )1969والتخلي عن نظام التعاضد بعد الفشل الذريع الذي القاه.
وبعيد هذه السنوات «الكبيسة» عاد االتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية الى نشاطه الميداني بعد أن
انتهجت الدولة سياسة التحرر االقتصادي بتولي المناضل المرحوم الهادي نويرة الوزارة األولى .حيث انبنت السياسة
الجديدة على الشراكة بين مختلف المنظمات الوطنية والحوار االجتماعي بين كافة األطراف االجتماعيين وانطالق أولى
المؤسسات التصديرية (قانون )1972وبروز طفرة بترولية وانتعاشة سياحية .فكان انخراط المنظمة إلنجاح هذه التوجهات
ًا
بارز حيث انتعش االقتصاد الوطني منذ بداية السبعينات وإرساء ميثاق التقدم االجتماعي الذي انخرطت فيه كافة األطراف
االجتماعية.
وفي الثمانينات وفي ظروف اقتصادية واجتماعية صعبة ووسط ضبابية سياسية بسبب شيخوخة الزعيم الراحل الحبيب
بورقيبة وبعد تولي زين العابدين بن علي السلطة في 7نوفمبر (تشرين الثاني) ،1987لم يبق االتحاد بمعزل عن هذه
ًا
التحوالت خصوص بعد أن عبر المناضل المرحوم الفرجاني بلحاج عمار عن عدم قدرته لمواصلة تحمل الرئاسة ،وفي 8أوت
ًا ًا
(آب) 1988وطبق للفصل الحادي عشر من القانون األساسي لالتحاد انتخب المكتب باإلجماع السيد الهادي الجيالني رئيس
للمنظمة.
ًا
ورغم ما عرفته بالدنا خالل هذه الفترة من تضييق على الحريات ،فإن االتحاد ظل وفي لدوره في خدمة االقتصاد الوطني،
وخدمة أصحاب األعمال ومنظوريه من التجار وأصحاب المهن ،وإصالح االقتصاد الوطني وانتقاله من اقتصاد موجه ومحمي
إلى اقتصاد تنافسي مفتوح على الخارج ،كما شارك االتحاد في الحوار االجتماعي بين األطراف االجتماعيين وإنجاح جوالت
إثر توليه رئاسة المنظمة ركز السيد الهادي الجيالني على ضرورة النظر في طرق وأساليب تعصيرها مواكبة للتحوالت
االقتصادية والتطور السريع للمؤسسات والقطاعات وخالل المؤتمر الوطني الحادي عشر سنة 1990تم انتخاب السيد
ًا
الهادي الجيالني رئيس للمنظمة وأعيد انتخابه خالل المؤتمرات الثاني عشر ( )1995والثالث عشر ( )2001والرابع عشر
( ،)2006وبرزت في فترته تحديات جديدة أهمها انفتاح بالدنا على السوق األوروبية المشتركة عبر التوقيع على اتفاقية
الشراكة مع االتحاد األوروبي التي أبرمت سنة 1995وما اقتضته من ضرورة تأهيل النسيج الصناعي الوطني وتطوير
وعمل السيد الهادي الجيالني خالل رئاسته االتحاد بالخصوص على تعصير المنظمة وتمكينها من األدوات الضرورية ألداء
ًال
دورها على أحسن وجه ،فض عن تعزيز حضور االتحاد وإشعاعه على المستوى الدولي حيث شغل السيد الهادي الجيالني
نهاية التسعينات وبداية األلفية الجديدة العديد من المناصب منها بالخصوص رئيس منظمة األعراف العالمية وكذلك رئيس
ًا
االتحاد اإلفريقي ألصحاب المؤسسات وعضوية غرفة التجارة والصناعة العالمية وكان عضو مؤسسا لالتحاد المتوسطي
والكرامة التي قادتها كل شرائح المجتمع وعلى رأسها الشباب .وما يحسب للمنظمة خالل المرحلة االنتقالية التي أعقبت
الثورة ذلك الجهد الذي قام به االتحاد في ظل تلك الظروف االستثنائية ،حيث حث منظوريه على أداء دورهم الوطني في
تأمين احتياجات السوق الوطنية وفتح المحالت والمصانع وتوفير المواد الغذائية واالحتياجات األساسية بالتوازي مع
اضطالعه بدوره األساسي في الدفاع عن مصالح أصحاب األعمال والمؤسسات التي تعرض عدد منها الى عمليات النهب
ًال
والحرق ،فض عن مواصلة المراجعات الداخلية ،وتجديد الهياكل واإلعداد للمؤتمر الوطني.
وما يحسب لالتحاد في هذه الفترة نجاحه في القيام بمرحلة انتقالية بصفة سلسة وبكثير من الحكمة والرصانة
والمسؤولية .وبعد استقالة السيد الهادي الجيالني من رئاسة االتحاد في جانفي 2011تولى السيد حمادي بن سديرين
خطة منسق عام لالتحاد ثم انتخبه المكتب التنفيذي لالتحاد كرئيس من مارس (آذار) إلى ماي (أيار) 2011حيث انتخبت
السيدة وداد بوشماوي من أعضاء المكتب التنفيذي الوطني لترؤس االتحاد إلى حين عقد االتحاد لمؤتمره الوطني
ًا ًا
الخامس عشر ،في 17جانفي 2013الذي مثل حدث بارز تجسمت خالله عملية نقد ذاتي انطلقت من خالل حوار داخلي واسع
.
ًال ًا ًا
وأفرز المؤتمر بعد عملية انتخابية شفافة مكتب تنفيذي ممث للقطاعات والجهات تولت رئاسته ألول مرة في تاريخ
ًا
المنظمة امرأة ممثلة في السيدة وداد بوشماوي رئيسة االتحاد ،وكرس االتحاد بهذا المؤتمر توجه يقوم على التموقع
ًا ًا ًا
خارج دائرة التجاذب السياسي .علم وأن االتحاد كان قد عقد قبل شهر من ذلك مؤتمر استثنائي في ديسمبر ،2012خصص
نوبل للسالم...
كما كان لالتحاد دور محوري ضمن المنظمات الراعية للحوار الوطني ،وهي المرحلة الحرجة من االنتقال الديمقراطي التي
نقلت التونسيين بشهادة كل المراقبين بين سنوات 2011و 2015من حالة االحتقان إلى حالة التوافق والحوار في إطار ما
عرف بخارطة الطريق ،تجربة فريدة لم يكن يتوقع لها أن تحول تونس إلى دائرة االهتمام الدولي وتتويج الرباعي بجائزة
هذا التتويج األبرز في هذه المسيرة النضالية لالتحاد من خالل إحراز المنظمات الراعية للحوار الوطني على جائزة نوبل
للسالم لسنة 2015شد أنظار العالم للتجربة التونسية التي مثلت استثناء قي ثورات ما سمي بالربيع العربي ،وربما انتقلت
وتعتبر اليوم قيادة االتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية وهي تحتفي بهذه المسيرة الطويلة من تاريخ
المنظمة أن هذا االنجاز أو التتويج الدولي ال يحجب الرهانات الحقيقية االقتصادية واالجتماعية في ظل ظرف اقتصادي
صعب يستدعي تضافر كل الجهود لتحقيق انتقال اقتصادي يوازي في آثاره ما تحقق من مكاسب سياسية.
وقد عمل االتحاد خالل السنوات الماضية على إعادة بناء عالقاته مع االتحاد العام التونسي للشغل ومع الحكومة عبر
توقيع «العقد االجتماعي» الذي تجاوز ألول مرة الجوانب اإلجرائية حول مجرد التحاور عن الزيادة في األجور إلى إرساء
عالقة حوار حول قضايا تتصل بواقع المؤسسة واإلنتاجية ،والعالقات الشغلية ،والتكوين وتنافسية المؤسسات.
ُأل
وقد بات هذا التواصل بين المنظمتين الطريق األمثل إلدارة هذه العالقة عبر الحوار البناء الذي يصب في مصلحة ا جراء
كما تواصل جهد االتحاد من أجل تعزيز اإلشعاع الدولي للمنظمة وتوطيد العالقات مع الهيئات الدولية والمالية ومنظمات
أصحاب األعمال في أفريقيا وآسيا وأوروبا واألمريكيتين قصد التحفيز على االستثمار في تونس ،وكان لالتحاد مشاركة
فعالة في منتدى تونس لالستثمار والذي انتظم يومي 28و 29نوفمبر 2016والذي كانت حصيلته 34مليار دينار بين
ورغم صعوبة الظرف الراهن وتزامن تاريخ نشأة االتحاد مع احتفال التونسيين بثورتهم فإنه يسعى بكل طاقاته وقطاعاته
إلى مواصلة دوره الوطني الريادي ،حيث كان االتحاد من بين الموقعين على وثيقة قرطاج في جويلية (تموز) 2016والتي
انبثقت عنها فيما بعد حكومة الوحدة الوطنية برئاسة يوسف الشاهد رئيس الحكومة الحالي.
ًا
ويواصل االتحاد معاضدة االقتصاد مستلهم من إرثه النضالي الطويل نظرته االستشرافية من خالل برنامج اقتصادي حتى
ًا
أفق سنة 2020باعتباره رافعة اقتصادية مهمة وعنصر توافق وحوار وطني ،مدافع في نفس الوقت عن مشاغل
ًا
منظوريه من أصحاب المؤسسات والحرفيين والصناعيين ومسديي الخدمات مشع على محيطه اإلقليمي والدولي من