Professional Documents
Culture Documents
الأطروحة كاملة PDF
الأطروحة كاملة PDF
قسم الحقوق
لجنة المناقشة:
السنة الجامعة:
2441/2441هـ1211/1212،م
شكر وعرفان
الشكر أوال وأخي ار لله عز وجل الذي أعانني ووفقني إلتمام هذا العمل المتواضع وأصلي
وأسلم على خاتم النبيين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.
ثم الشكر واإلمتنان لألستاذ المشرف البروفيسور /لجلط فواز على توجيهاته ومجهوداته
لإلشراف على إنجاز هذا البحث.
ثم الشكر الخالص لألستاذ المشرف المساعد الدكتور /بن عمير جمال على توجيهاته
وإشرافه على كل العمل.
أخص بالشكر لألستاذ القدير الدكتور /كرازدي الحاج الذي كان لي السند والعون
بتوجيهاته القيمة في كل مراحل البحث واإل نجاز خطوة بخطوة.
والشكر لكل من ساندي وساعدني وشجعني من قريب أو بعيد خالل مختلف مراحل
إعداد البحث
اهداء
إلى نبع الحنان ،سر السعادة إلى من كان دعائها سببا لوصولي إلى هذا النجاح إلى قرة
عيني أطال الله في عمرها ........أمي الغالية.
إلى سندي في الحياة ،من كان داعما لي طيلة مشواري العلمي ،إلى محور حياتي من
علمني العطاء إلى من أحمل إسمه بافتخار ،إلى من كان له الفضل بعد الله عز وجل
إلتمام هذا العمل فمهما حاولت لن أستطيع أن أعيد له ولو جزءا من عطاياه أطال الله
في عمره
..........أبي الغالي.
....إخوتي وأخواتي.
.لغة XHTML:
خطة البحث:
مقدمة.
المطلب الثاني :نماذج دولية عن دور اإلدارة اإللكترونية في تطوير الخدمة العامة.
الفرع الخامس :اإلنجازات اإللكترونية المحققة في القطاع خالل السداسي األول لسنة .1212
الفرع الثالث :اإلنجازات المحققة بالنسبة للدفع اإللكتروني خالل السداسي من سنة .1212
المطلب الثالث :اإلدارة اإللكترونية في وزارة الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية.
الفرع الثاني :إنجازات و ازرة الداخلية والجماعات المحلية في مجال عصرنة القطاع.
الفرع األول :الخدمات اإللكترونية المقدمة من طرف الصندوق الوطني للتأمين على األجراء.
الفرع الثاني :الخدمات اإللكترونية المقدمة من طرف الصندوق الوطني للتأمين عن البطالة.
المطلب الثاني :الخدمات اإللكترونية التي تنفرد بها جهات قضائية دون أخرى.
الفرع األول :الخدمات التي تنفرد بها المجالس القضائية والو ازرة.
الفرع الثالث :األجهزة المتطورة المعتمدة للحفاظ على أمن المؤسسات العقابية.
الفرع الثاني :السوار اإللكتروني كعقوبة بديلة جديدة تعتمد على األنظمة الحديثة.
الخاتمة.
المرفقات.
الفهرس.
مقدمة.
مقدمة.
مقدمة:
لقد أدت التطورات التكنولوجية التي شهدها العالم في القرن العشرين وقيام الثورة العلمية في مجال
تكنولوجيا المعلومات إلى ظهور شبكة األنترنت وسيطرتها على الساحة العالمية ،حيث شكلت نقلة
نوعية دفعت دول العالم ككل إلى االستفادة من هذا التطور والبحث أكثر عن تكنولوجيات جديدة ،ونظ ار
لكون انتشارها يتميز بالسرعة والشمول ،األمر الذي أدى إلى تغير حياة االنسان رأسا على عقب خاصة
في المجالين االقتصادي واالدري ودفع الدول لتسريع عجلة التطور والتنمية ،حيث أصبح االعتماد على
الشبكات و التقنيات اإللكترونية سببا في تغيير أساليب األعمال التقليدية إلى األساليب اإللكترونية فنتج
عنها ظهور اإلدارة االلكترونية.
تجدر اإلشارة أن مصطلح اإلدارة في حد ذاته هو مصطلح جديد أخذت به مدارس اإلدارة الحديثة
لتحسين األعمال اإلدارية وتنظيمها وفقا للمبادئ القائمة عليها ،إلى غاية إضفاء صفة اإللكترونية عليها
لتطوير أسلوب العمل اإلداري ومجاراة التطورات الحاصلة على المستوى العالمي لتحسين مقومات اإلدارة
وتطويرها كل ذلك للتحول من اإلدارة التقليدية الورقية بالدرجة األولى والتي تتسم بالبطء في اإلجراءات
وصعوبة تنفيذ العمل اإلداري إلى اإلدارة اإللكترونية التي تقوم على تقنيات تكنولوجيا اإلعالم واالتصال،
وبالتالي فإن اإلدارة اإللكترونية هي أحدث مدارس اإلدارة باعتبارها أهم االتجاهات الحديثة لها ،حيث
حاولت القضاء على سلبيات اإلدارة التقليدية من خالل العمل على تبسيط اإلجراءات وننجاز المعامالت
بسرعة وتنظيم األداء واتخاذ الق اررات لتنفيذ السياسات العامة بكفاءة وسرعة وجودة عالية ،ما ترتب عنه
قيام عالقة جيدة بين اإلدارات فيما بينها واإلدارة والمواطن ،وبالتالي فإن اإلدارة اإللكترونية هي أسلوب
ناجع لرفع مستوى اإلدارة وتطوير العمل اإلداري من خالل تحقيق الفعالية وتوفير الكفاءة الالزمة.
باعتبار تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت تشكل رافدا أساسيا لتطوير وعصرنة الدول ،في ظل
محيط عالمي يتميز بتحوالت متواصلة ومختلفة ال متناهية ،أضحت الدول مجبرة على التالؤم مع هذا
السياق العالمي ،من أجل العمل على إنجاح أنماط التغيير التي أحدثتها الوسائل التكنولوجية الحديثة
1
مقدمة.
ضمن مشروع تكريس اإلدارة اإللكترونية ،وبالتالي فإن ما تحققه االدارة اإللكترونية من تبسيط لإلجراءات
لتقديم الخدمات بصورة الكترونية سريعة مع التحكم في عاملي الزمان والمكان يشكل جزءا متكامال غير
قابل للتجزئة.
إن الخدمة العامة هي تلك الخدمات التي تقدمها الدولة لتلبية االحتياجات خاصة األساسية لجميع
المواطنين دون تمييز بينهم وكذا توفير المناج المناسب لذلك ،فالغرض من الخدمة العامة هو تحقيق
المنفع ة العامة ونشباع حاجات األفراد ،وهذه الحاجات تشمل المادية منها والمعنوية كالهاتف والكهرباء
والغاز والمياه وتوفير الحماية والصحة والتعليم....إلخ ،ونظ ار لصعوبة تقديم كل الخدمات عل أكمل
وجه مع مراعاة ظروف المواطنين والتزاماتهم ،تم ادخال اإلدارة اإللكترونية الى مجال تحسين تقديم
الخدمات العمومية.
لم يعد التحول نحو الخدمات اإللكترونية خيا ار فقط بل أصبح حتمية تفرضها التطورات الحاصلة
في العالم ،حيث أنها انطلقت أوال في الدول الغربية منذ القرن الماضي اين كانت الواليات المتحدة
األمريكية رائدة في هذا المجال باعتبارها مهدا لإلدارة اإللكترونية ،أما على الصعيد العربي لم يرى هذا
النوع من اإلدارة النور إال مؤخ ار وقد كان فضل السبق في ذلك لالمارات العربية المتحدة ،خاصة بعد
ظهور مفاهيم جديدة وهي الحكومة اإللكترونية والتجارة االلكترونية.
باشرت الجزائر استغاللها لشبكة األنترنت وتكنولوجيا المعلومات سنة ،2994اال ان بداية مسيرتها
الفعلية مع اإلدارة اإللكترونية كان في سنة ،1222أين بادرت الحكومة بمشروع الجزائر اإللكترونية
والذي حددت مدته ب 5سنوات لتكون كافية لتحقيق التحول الرقمي داخل كل القطاعات في الدولة
واللحاق بالركب التكنولوجي العالمي ،لكن هذا المشروع لم يطبق كامال على أرض الواقع ما دفع الدولة
من خالل و ازرة البريد والمواصالت السلكية والالسلكية المشرفة على تطوير مشروع الرقمنة بوضع البنية
القاعدية الالزمة لشبكة األنترنت وتوفير األلياف البصرية ونشرها عبر ربوع الوطن ،ما ترتب عليه رقمنة
كل القطاعات وايصال هذا التطور إلى أغلب مناطق الظل ،أما أهم قطاع ستنصب عليه دراستنا والذي
2
مقدمة.
استفاد فعال من العصرنة وكان السباق في هذا التطور كما ساهم في تخفيف العبء على المواطنين
هو قطاع العدالة.
فالجهاز القضائي كغيره من أجهزة الدولة ونظ ار ألهميته حظي بعناية خاصة من طرف الدولة
ليواكب التطورات الحاصلة عالميا ،وهذا ما حدث فعال ،فقد تم ادخال اإلدارة االلكترونية إلى قطاع
العدالة بشكل تدريجي وممنهج حتى يتمكن الموظفون والمواطنون من التأقلم مع هذا الوضع الجديد.
لقد بدأت إصالحات العدالة في الجزائر منذ استحداث اللجنة الوطنية إلصالح العدالة سنة 2999
والتي جاءت في مجملها بمجموعة من المحاور الرئيسية لإلصالح وتوصيات من بينها عصرنة العدالة
واستخدام تكنولوجيا االعالم واالتصال في العمل القضائي لتخفيف إجراءات العمل على القطاع في حد
ذاته ،وتسهيل حصول المواطنين على الخدمات القضائية بسهولة ،وهو ما تم فعال ،فقد ساهمت اإلدارة
االلكترونية داخل قطاع العدالة في تبسيط ا الجراءات القضائية على المواطنين وتوفيرها لهم عن بعد
دون الحاجة للتنقل ،أي أن العدالة االلكترونية تحكمت في عاملي الزمان والمكان فأصبح كل من يحتاج
خدمة من الجهات القضائية يحصل عليها من خالل الموقع االلكتروني الخاص بها في أي مكان وزمان
وجد ،كما تمت ترقية أساليب العمل اإلداري والقضائي داخل القطاع.
ان العصرنة في الجزائر تواصلت بوضع األسس األولى إلقامة تقاضي إلكتروني على أرض الواقع،
فباشرت بمواقع إلكترونية لرفع شكوى عن بعد وكذا تبادل المذكرات بين المحامين والتقاضي عن بعد
على أمل الوصول إلى عصرنة تامة للقطاع ،وبهذا فقد تمكنت العدالة في الجزائر من قطع شوط كبير
في مجال العصرنة والرقمنة ،واالستخدام األمثل لتكنولوجيا االعالم واالتصال للوصول إلى عدالة رقمية
وفقا للمعايير الدولية.
3
مقدمة.
الدراسات السابقة:
مع ظهور اإلدارة االلكترونية على الساحة العالمية سعت كل دول العالم لتطبيقها والعمل بها بهدف
تحسين الخدمات العامة المقدمة للمواطنين ،ال سيما بعد تطبيقها في الواليات المتحدة األمريكية وتحقيقها
لنجاح باهر وصلت أصدائها إلى كافة انحاء العالم ،ومن هنا أصبح موضوع اإلدارة االلكترونية محل
تقليد وتطبيق أغلب الدول ،حيث غدت أهم محور من محاور اإلصالح ،على اعتبار أن العصرنة هي
جزء من مسار اإلصالح ،فواكب ذلك ظهور كتابات وتحاليل فكرية ونظرية كثيرة لتوضيح مبادئ هذا
النظام الجديد ونزالة الغموض عنه ،خاصة ما تعلق منها بكيفية التطبيق الصحيح لإلدارة االلكترونية
ومدى تحسينها للخدمات المقدمة للمواطنين على اعتبار أن هذا النظام الجديد الهدف األساسي له هو
تقديم خدم ات إلكترونية تلبية لمتطلبات المجتمع ،ومن أهم الدراسات التي اهتمت بموضوع اإلدارة
االلكترونية باختصار هي:
-المؤلف محمد سمير أحمد من أوائل الكتاب في هذا الموضوع والسعي لإللمام به ،من خالل مؤلفه
اإلدارة اإللكترونية ،والذي تناول فيه كل عناصرها وما يرتبط بها ،وكذا المؤلف ماجد راغب الحلو من
خالل مؤلفه علم اإلدارة العامة ومبادئ الشريعة العامة ،تالها بعد ذلك المؤلف أحمد محمد غنيم من
خالل مؤلفه اإلدارة اإللكترونية ،آفاق الحاضر وتطلعات المستقبل ،ثم تطرق الدكتور ياسين سعد غالب
إلى موضوع اإلدارة اإللكترونية في الدول العربية من خالل مؤلفه اإلدارة اإللكترونية وآفاق تطبيقاتها
العربية.
باإلضافة إلى مؤلفات الفقيه نجم عبود نجم ،اإلدارة اإللكترونية االستراتيجية والوظائف والمشكالت،
وكذا المؤلف محمد الصيرفي وكتابه اإلدارة اإللكترونية ،إضافة إلى الفقيه عبد الفتاح بيومي حجازي
ومؤلفه الحكومة اإللكترونية بين الواقع والطموح.
4
مقدمة.
أما بالنسبة لموضوع اإلدارة اإللكترونية ودورها في تحسين الخدمة العمومية فأهم الدراسات التي
اهتمت بالموضوع ،بالنسبة للمؤلفات فهي:
-الحكومة االلكترونية ودورها في تحسين أداء اإلدارات الحكومية للدكتورة سمية بو مروان ،والحكومة
اإللكترونية لمحمد مدحت محمد ،أيضا مقدمة في الحكومة االلكترونية للدكتور صفوان المبيضين ،ثم
الحكومة االلكترونية ،مدخل إداري متكامل للدكتورة إيمان عبد المحسن زكي.
-دور اإلدارة االلكترونية في ترشيد الخدمة العمومية في الواليات المتحدة األمريكية والجزائر ،للباحث
عاشور عبد الكريم.
وأخي ار الدراسات التي تناولت اإلدارة اإللكترونية ودورها في تحسين الخدمة العمومية خاصة في
قطاع العدالة في الجزائر فهي قليلة جدا ،فبالنسبة للمؤلفات الخاصة بالموضوع يوجد المؤلف الذي
أصدرته و ازرة العدل الجزائرية والخاص بإصالح العدالة الحصيلة واآلفاق ،وكذا مؤلف الوزير السابق
الطيب بلعيز والخاص بإصالح العدالة في الجزائر اإلنجاز والتحدي ،هذه فقط هي المؤلفات الموجودة
في الموضوع أي لم يتم التوسع فيه بعد حتى في األطروحات العلمية ،وننما تم البدأ بالتطرق إليها من
خالل المقاالت العلمية ،ومن أهمها:
-اإلصالح اإلداري في الجزائر عرض تجربة مرفق العدالة ( )1222-2999للمؤلفان بواشري أمينة
وسالم بركاهم.
-آليات ونجراءات استخدام تكنولوجيا االعالم واالتصال في قطاع العدالة بالجزائر ،للمؤلفان كرزدي
سارة وكرازدي إسماعيل.
5
مقدمة.
-رقمنة مرفق العدالة في الجزائر على ضوء القانون 21-25المتعلق بعصرنة العدالة للمؤلفان محمد
العيداني ويوسف زروق.
-تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت وسيلة لعصرنة اإلدارات في الجزائر –قطاع العدالة نموذجا-
للمؤلفان عماد بوقالشي وعبد الحفيظ بنور.
إشكالية البحث:
ما مدى مساهمة اإلدارة االلكترونية في تحسين الخدمة العمومية بالجزائر ،ال سيما في قطاع العدالة؟
هذه اإلشكالية تضم في جوانبها أفكا ار مترابطة يمكن تفصيلها إلى تساؤالت فرعية على النحو التالي:
*إلى أي مدى يمتد نطاق تأثير اإلدارة اإللكترونية على الخدمة العمومية؟
*كيف عمدت الجزائر إلى إدخال اإلدارة االلكترونية داخل كل قطاعاتها وما مدى تحقيقها لإلنجازات
المسطرة؟
* ما مدى تأثر قطاع العدالة بتكنولوجيا االعالم واالتصال منذ إدخاله لإلدارة اإللكترونية ضمن أساليب
عمله؟
*ماهي أهم الخدمات اإللكترونية القضائية التي وضعتها الجزائر على المواقع اإللكترونية؟ وهل تقدم
للمواطنين الجزائريين فقط أم حتى المواطنين المغتربين؟
6
مقدمة.
*ما هو تأثير عصرنة اإلدارة القضائية على قطاع السجون؟ وكيف ساهمت في ترقية وعصرنة العمل
اإلداري داخلها؟
*إلى أي مدى ساهمت اإلدارة االلكترونية داخل قطاع السجون في حماية حقوق اإلنسان؟
الفرضية األولى:
كلما كان هناك تطور علمي لإلدارة االلكترونية كلما ساهمت على تخفيف اإلجراءات وتقديم
الخدمات بصورة إلكترونية تتوافق ومتطلباتهم سعيا لتجسيد ترشيد الخدمة العامة.
الفرضة الثانية:
يعد قطاع العدالة أحد القطاعات الرائدة لألخذ بهذا النمط الجديد في التسيير وتقديم الخدمات
اإللكترونية بيسر داخل الجزائر أو خارجها ،هذا ما رتب انطالقة فعلية نحو تطبيق مفهوم عالمي وهو
التقاضي اإللكتروني.
أهمية الدراسة:
تتجلى أهمية دراسة دور اإلدارة اإللكترونية في تحسين الخدمة العمومية وعلى األخص قطاع العدالة
فيما يلي:
*لحداثة نمط اإلدارة اإللكترونية فهو أسلوب جديد ظهر في أواخر القرن العشرين تم اللجوء إليه نظ ار
لما يحققه من مميزات في العمل اإلداري والقضاء على كل سلبيات اإلدارة التقليدية من بيروقراطية وبطء
وصعوبات التنقل ،والعمل على تسهيل اإلجراءات اإلدارية.
*لكون إدخال اإلدارة اإللكترونية في تقديم الخدمات العمومية ذات أهمية بالغة ،نظ ار للتأثير المتبادل
القائم بين الموضوعين ،فاإلدارة اإللكترونية ساهمت وبشكل غير مألوف في تحويل كل الخدمات اإلدارية
7
مقدمة.
الخاصة بالتسيير اإلداري للمؤسسات والقطاعات وكذا الخدمات العمومية المقدمة للمواطنين نحو الطابع
اإللكترونية سعيا نحو ترشيد الخدمات العمومية وتحسينها تحقيقا لحكم راشد وفقا لمعايير عالمية ،وهذا
التطور لم يخص المواطنين فقط بل سهل وبشكل كبير العبء على اإلدارات العمومية وخفف الضغط
عليها.
*إن أخذ الجزائر باإلدارة االلكترونية يعتبر نقلة نوعية لها ،فتعميم هذا النمط الجديد على كل القطاعات
في الدولة سمح للجزائر فعال بتكريس مبادئ المساواة والديمقراطية والتواصل االلكتروني الفعال سواء
بين اإلدارات من خالل الشبكات الداخلية الخاصة بذلك و كذا بين اإلدارات والمواطن من خالل المواقع
اإللكترونية الموضوعة لهذا الغرض بهدف تقريب اإلدارة من المواطن لتجسيد فكرة الخدمات العامة
اإللكترونية.
*إن إصالح العدالة في الجزائر والذي بدأ منذ 2999من خالل إدخال اإلدارة اإللكترونية للقطاع كانت
تلبية لمقتضيات التحوالت الوطنية والعالمية الحاصلة ،بما يؤهل المواطن والذي هو الهدف األساسي
من اإلصالح ،تحقيقا لدولة الحق والقانون ،وقد ترتب عن ذلك جملة كبيرة من اإلصالحات للتكريس
الفعلي للخدمات القضائية اإللكترونية انطالقا من صياغة قانون وطني يتماشى والمعايير الدولية وهو
القانون 21-25المتضمن قانون عصرنة العدالة ،تلتها بعد ذلك إقامة تكوينات داخلية وخارجية لصالح
موظفي القطاع من قضاة وأمناء ضبط ومساعدي العدالة وحتى اإلداريين لتمكينهم من االستعمال الجيد
لهذا النمط الجديد من خالل الوسائل واألجهزة المتطورة باالعتماد على تكنولوجيا االعالم واالتصال،
كون أن عصرنة العدالة عمل على توثيق الصلة بين فعالية القضاء واحترام حقوق االنسان.
*إن تجسيد عصرنة السجون في الجزائر هو من أهم مبادئ حماية وترقية حقوق االنسان التي جاء بها
برنامج األمم المتحدة االنمائي وذلك من خالل تطوير أساليب أنسنة ظروف االحتباس واحترام قواعد
معاملة المساجين باالستفادة من الخبرات الدولية في هذا المجال ،كما تم إدراج آليات جديدة لتطبيق
8
مقدمة.
برامج إعادة التربية وتطبيق العقوبات والتي تهدف باألساس الى تأهيل ونعادة إدماج المحبوس في
المجتمع.
األسباب التي دفعتنا الختيار دراسة البحث في موضوع دور اإلدارة االلكترونية في تحسين الخدمة
العمومية قطاع العدالة أنموذجا على نوعين هما أسباب موضوعية وأخرى شخصية.
-إن دراسة موضوع اإلدارة االلكترونية ودورها في تحسين الخدمة العمومية ابتغينا منها محاولة معرفة
هذا التأثير المتبادل بين اإلدارة االلكترونية والخدمة العمومية ،والعالقة الوطيدة القائمة بينهما ومدى
تأثير كل ذلك على الخدمات المقدمة للمواطنين ،لتحسين العالقة بين اإلدارة والمواطن.
-نقص الدراسات المتعلقة بالموضوع مما يستلزم مزيدا من البحث والتقصي والدراسة في إطار التطورات
على كل المستويات المحلية والعالمية ،استنادا ألخذ الدول بها وتجاربها في هذا المجال وما حققته
اإلدارة اإللكترونية من ترقية كل قطاعات الدولة وفقا للمعايير الدولية المعتمدة لذلك ولعصرنة طرق
تقديم الخدمات للمواطن من خالل استراتيجية الخدمات اإللكترونية الرشيدة.
-دراسة اإلدارة اإللكترونية وأثرها على تحسين الخدمة العمومية في الجزائر باعتبارها من الدول النامية
ومدى مساهمة ا لتحول إلى الخدمات العامة اإللكترونية والتسيير اإللكتروني للمعامالت على عصرنة
كل القطاعات تبعا لبرنامج العصرنة الذي وضعته الحكومة الجزائرية وفقا لمقتضيات كل قطاع ،لتحقيق
الخدمة العامة الرشيدة.
-سبب تحديد الدراسة على قطاع العدالة فمرده أن هذا القطاع يعد من أهم القطاعات في الدولة ومن
أوائل من انتجه اصالح العدالة وعصرنتها وفقا للمعايير العالمية ،لتحسين نوعية الخدمات القضائية
المقدمة للمواطنين ،بعد ادخال التكنولوجيا الحديثة لإلعالم واالتصال في العمل القضائي واإلداري
9
مقدمة.
الخاص بكل الهيئات المركزية والجهات القضائية وكان ذلك أوال بوضع البنية القاعدية الالزمة لذلك،
دون إغفال جانب إصالح السجون وعصرنتها تكريسا لمبادئ حقوق اإلنسان المنصوص عليها في
المعاهدات الدولية الخاصة بحسن معاملة المساجين.
-افتقار المكتبات الجزائرية عموما إلى مراجع خاصة باإلدارة االلكترونية والتي تتناول بالدراسة قطاع
العدالة ،وحتى المؤلفات التي تناولت ذلك لم تتطرق الى اإلنجازات المحققة في مجال العصرنة بل مرت
على الموضوع مرور الكرام ،وكذا محدودية الدراسات والبحوث المعنية بالموضوع ما يشجع الباحث
على االجتهاد لمحاولة إثرائه من كل الجوانب العلمية والتطبيقية.
-الرغبة في إثراء موضوع اإلدارة اإللكترونية ودورها في تحسين الخدمة العمومية وعلى األخص قطاع
العدالة بدراسة متخصصة قائمة على الدراسة والتحليل المنهجي والعلمي البناء لتجاوز النظرة الضيقة
واألفكار القديمة ،خاصة لجدية الموضوع على مستوى الطرح العلمي.
-دراسة موضوع اإلدارة االلكترونية ودورها في تحسين الخدمة العمومية السيما قطاع العدالة بالدراسة
والتحليل للوقوف على أهم إيجابيات الموضوع والتركيز على سلبياته لتطوير القطاع أكثر.
يقتضي موضوع الدراسة نظ ار لتعدد وتشعب محاوره ،استخدام طرق البحث العلمي المنهجية المالئمة
وأدواته الضرورية ،لإلجابة بالقدر الوافي على اإلشكالية المطروحة على النحو التالي:
المنهج الوصفي التحليلي :الذي يركز على الوصف الدقيق والشامل لكل عناصر الموضوع واالعتماد
عل التحليل الموضوعي والموضوعية في المعلومات ،حيث برز اعتماد المنهج في الموضوع من خالل
سرد ووصف وتحليل اإلدارة اإللكترونية وكل عناصرها ومتطلباتها ،كما تم االعتماد عليه في وصف
الخدمة العمومية وتحليل كل المقومات التي ترتكز عليها ،أيضا تم االعتماد عليه في وصف العالقة
10
مقدمة.
القائمة بين اإلدارة اإللكترونية والخدمة العمومية ومن ثم سرد وتحليل أهم التطبيقات لإلدارة اإللكترونية
داخل أهم القطاعات في الجزائر.
كما تم االعتماد على تحليل البيانات والمعلومات لمعاينة اإلدارة اإللكترونية والخدمة العمومية في
الجزائر بتحليل النصوص القانونية والتشريعات التي لها عالقة باإلدارة اإللكترونية والخدمة العمومية
وعصرنة العدالة ،ثم استخالص النتائج بواسطة االستنباط واالستنتاج القتراح حلول التي نراها مناسبة
لسد النقائص والثغرات.
المنهج المقارن :تم االعتماد على هذا المنهج من خالل سرد تجارب الدول العربية والغربية التي أخذت
بنظام التقاضي اإللكتروني مع التجربة الجزائرية والتي تعد في بدايتها مقارنة معهم.
منهج دراسة الحالة :والذي يقوم على اإللمام بالموضوع من كل جوانبه من خالل جمع كل المعلومات
والمعطيات والبيانا ت والنصوص القانونية الخاصة بالحالة موضع الدراسة ،ويظهر ذلك جليا في بحثنا
من خالل اإللمام بأكبر قدر ممكن من المعلومات التي تخص أوال موضوع تجربة اإلدارة اإللكترونية
في الجزائر ونلى أي مدى تم رقمنة اإلدارات الجزائرية وكذا أهم اإلنجازات المحققة على هذا الصعيد،
وثانيا موضوع عصرنة العدالة من خالل إدخال اإلدارة اإللكترونية إلى أساليب العمل القضائي
وعصرنتها للخدمات القضائية المقدمة للجمهور وتبيان أهم اإلنجازات المحققة في هذا الصدد.
ال يكاد يخلو أي بحث علمي أو قانوني من الصعوبات فالباحث تصادفه العديد من العقبات ،والتي
تختلف درجتها من موضوع إلى آخر ،وهو ما ينطبق على دراسة دور اإلدارة اإللكترونية في تحسين
الخدمة العمومية قطاع العدالة أنموذجا ،سواءا فيما يتعلق بجوانبه النظرية أو التطبيقية وسنوضحها
على التوالي:
11
مقدمة.
-قلة الدراسات المتخصصة ،إن لم نقل انعدامها في بعض جوانب البحث خاصة ما يتعلق منها بعصرنة
قطاع العدالة في الجزائر ،فحتى ونن وجدت تقتصر فقط على العموميات والمقاربات الضيقة غير
الشاملة بالموضوع ككل.
-تعدد المواضيع وتشعبها في موضوع واحد ،فموضوع الدراسة ضم العديد من المواضيع المتداخلة وهي
اإلدارة اإللكترونية ثم الخدمة العمومية والعالقة القائمة بينهما وأثرهما على عصرنة العدالة في الجزائر.
-طبيعة وخصوصية اإلدارة الجزائري ومحاولتها مواكبة كل التطورات العالمية خاصة في مجال العصرنة
لجعل الجزائر من بين الدول المقدمة ،إال أن ذلك مازال بعيدا بعض الشيء خاصة مع نقص الوعي
حول أهمية هذه التقنية ودورها في تقريب اإلدارة من المواطن.
-تعدد مواضيع البحث فاألطروحة شملت أربعة مواضيع مهمة وهي اإلدارة اإللكترونية على حدى ثم
الخدمة العمومية والعالقة التي تربطها باإلدارة اإللكترونية ،ثم موضوع التقاضي اإللكتروني الذي يجب
التطرق له قبل الدخول في موضوع اإلدارة االلكترونية في قطاع العدالة بالجزائر ،هذا ما كان سببا لكبر
حجم األطروحة.
لإلجابة على إشكالية الدراسة ارتأينا تناول موضوع الدراسة في بابين شاملين ،يتضمن كل باب
فصلين مقسمة إلى مباحث ومطالب حسب مقتضيات البحث العلمي.
الباب األول :تناولنا فيه دراسة أثر اإلدارة اإللكترونية على تحسين الخدمة العمومية ،حيث قسم إلى
فصلين ،تناول الفصل األول اإلطار المفاهيمي لإلدارة اإللكترونية ،بينما تناول الفصل الثاني عالقة
الخدمة العامة باإلدارة اإللكترونية.
12
مقدمة.
الفصل األول :الغرض منه هو تحديد اإلطار المعرفي والمفاهيمي من خالل دراسة معرفية متأصلة
لإلدارة اإللكترونية ،حيث قسم إلى مبحثين ،تناول المبحث األول ماهية اإلدارة اإللكترونية حيث شمل
على مختلف التعاريف التي وردة بشأنها ،ثم تبيان خصائصها ونشأتها ومراحل تحولها من إدارة تقليدية
إلى إدارة اإللكترونية ،لننهي المبحث بتجارب الدول الغربية والعربية في مجال اإلدارة اإللكترونية ،بينما
شمل المبحث الثاني مكونات اإلدارة اإللكترونية والتي تعد أسس قيام هذا النمط من اإلدارة من خالل
تبيان عنصرها ومتطلبات ومستلزمات قيامها وتحديد وظائفها وأنماطها لنختم هذا المبحث بفوائد وأهداف
ومعيقات اإلدارة اإللكترونية.
الفصل الثاني :كان الهدف منه تحديد اإلطار المعرفي للخدمة العامة ثم بيان العالقة القائمة مع اإلدارة
اإللكترونية ،وتطبيقها في الجزائر ،حيث قسم إلى ثالثة مباحث ،تناول المبحث األول ماهية الخدمة
العمومية من خالل تبيان كل المفاهيم والتعاريف الخاصة بها ثم تحديد األساس القانوني لها في القوانين
الجزائرية ،وتحديد خصائصها والمبادئ القائمة عليها ،ومن ثم التطرق إلى تصنيفاتها وطرق إدارتها
وأنظمتها ومنظماتها ،تلتها بعد ذلك أثر الخدمة العامة على الحكم الراشد وكيف ساعدت على تكريسه
على أرض الواقع ،من خالل تبيان معايير الحكم الراشد ومكوناته ومن ثم ابعاده في الجزائر ،ثم تبيان
العالقة القائمة بين الحكم الراشد والخدمة العمومية لنختم المبحث بالحكم الراشد في اإلدارات العمومية
واألسس والمقاييس الالزمة لذلك.
أما المبحث الثاني والذي تناولنا فيه دور اإلدارة اإللكترونية في ترقية الخدمة العمومية حيث شملت
الدراسة دور اإلدارة اإللكترونية في تطوير الخدمة العمومية من خالل تبيان أنواعها وطرق تفعيلها
وأبعادها ومن ثم شمل على اإلدارة اإللكترونية وتحسين الخدمة العمومية في الجزائر والذي خص بدراسة
مشروع الجزائر اإللكترونية وماهي أهم االنتقادات والتوصيات التي قدمها المجلس االقتصادي حول
الموضوع وكذا تبيان البنية التحتية القاعدية التي اعتمدت عليها الجزائر لتجسيد إدارة إلكترونية على
أرض الواقع.
13
مقدمة.
أما المبحث الثالث فقد تناول دراسة تطبيق اإلدارة اإللكترونية داخل القطاعات في الجزائر لترقية الخدمة،
حيث شملت الدراسة على 5قطاعات وهي أهم القطاعات التي تأثرت بالتحول نحو اإلدارة اإللكترونية
وساهمت فعليا في ترقية الخدمة العمومية داخلها ،وهي قطاع البريد والمواصالت السلكية والالسلكية
وقطاع البنوك ثم قطاع الداخلية والجماعات المحلية وقطاع التعليم لنختم المبحث بقطاع الضمان
االجتماعي ،والتطرق لإلنجازات المحققة في كل قطاع.
الباب الثاني :تناولنا فيه اإلدارة اإللكترونية داخل قطاع العدالة على المستوى العالمي والمحلي ،قسم
على فصلين ،شمل الفصل األول التقاضي اإللكتروني على المستوى العالمي ،بينما تناول الفصل الثاني
عصرنة العدالة في الجزائر.
الفصل األول :إن الغرض المرجو من هذا الفصل هو التعرف على التقاضي اإللكتروني ،حيث قسم
إلى مبحثين.
تناول المبحث األول ماهية التقاضي اإللكتروني من خالل التعرف على كل التعاريف الخاصة به
وخصائصه وتجارب الدول معه ،والتعرف على المحكمة اإللكترونية التي تعد هي أساس إقامة التقاضي
اإللكتروني ،ومن ثم تحديد األدوات المساعدة على إقامته لنختم المبحث بالتعرف على إجراءاته منذ رفع
الدعوى اإللكترونية إلى غاية صدور الحكم اإللكتروني والطعن فيه.
أما المبحث الثاني فقد تم التطرق فيه إلى حجية التقاضي اإللكتروني وتحديد بدائله على الساحة الدولية،
حيث تطرقنا أوال لمقتضيات الحجية القانونية للتقاضي اإللكتروني والتي هي آليتي التوقيع والتصديق
اإللكترونيين ،ومن ثم التعرف على التحكيم اإللكتروني كأهم صورة للتقاضي اإللكتروني الدولي ،لنختم
الفصل بالوسائل البديلة لفض المنازعات.
14
مقدمة.
الفصل الثاني :يعد هذا الفصل من أهم النقاط في الدراسة دون إغفال أهمية الفصول األخرى والسبب
راجع إلى أن دراسة الحالة الخاصة بالموضوع تنصب على قطاع العدالة ،فالغرض منه هو عصرنة
العدالة في الج ازئر ،والذي قسم إلى ثالثة مباحث،
تناول المبحث األول منها المستلزمات الالزمة لعصرنة العدالة في الجزائر من المنظومة التشريعية
والتكوين الخاص ،والوسائل اإللكترونية الحديثة وتكنولوجيا المعلومات ،وكذا التعرف على هيئات
المختصة بالعصرنة العدالة في الجزائر ،للتطرق فيما بعد إلى أهم األنظمة المعلوماتية المعتمد عليها
في قطاع العدالة سواء على مستوى الو ازرة أو تبيان أنظمة التسيير في الجهات القضائية وكذا تحديد
أنظمة دعم اتخاذ القرار والتخطيط االستراتيجي .وأهم الخدمات اإللكترونية المشتركة بين مجموعة من
الجهات القضائية ومن ثم تحديد الخدمات التي تنفرد بها جهة دون أخرى.
أما المبحث الثاني فقد تناول الخدمات اإللكترونية الموجهة للجمهور فهي تتفرع بين خدمات الكترونية
مشتركة بين المحاكم والمجالس القضائية مثل النيابة العامة وصحيفة السوابق القضائية وغيرها ،وبين
خدمات تنفرد بها جهات قضائية دون أخرى مثل التصديق على الوثائق الموجهة للخارج تختص بها
المجالس القضائية والو ازرة فقط ،لنختتم هذا المبحث بالخدمات القانونية االلكترونية المستحدثة وأهم
اإلنجازات المحققة في القطاع.
أما المبحث الثالث فقد تناول عصرنة السجون من خالل التطرق أوال لإلطار القاعدي لعصرنة السجون
ومن ثم التعرف على أنظمة التسيير اإللكترونية المعتمدة من قبل الو ازرة تلتها بعد ذلك األنظمة
اإللكترونية المعتمدة في المؤسسة العقابية لنختم المبحث باألنظمة المستحدثة في إطار حماية حقوق
اإلنسان.
15
الباب األول:
تأثير اإلدارة اإللكترونية على
الخدمة العمومية.
تأثير اإلدارة اإللكترونية على الخدمة العمومية. الباب األول:
لقد عرف العالم في العقود األخيرة خاصة في األلفية الثالثة تطورات هائلة في جل المجاالت العلمية
والتكنولوجية ،والتي أحدثت تغي ارت جوهرية في الحياة اليومية لإلنسان ،وساهمت بشكل كبير في التنمية
االقتصادية واالجتماعية هذا ما انعكس على اإلدارة العامة التي تعتبر هي اآللية التي تحرك عجلة
التنمية في الدولة ،وتقدم خدمات ل لمواطنين ،لذلك فقد تم إدراج البرمجة المعلوماتية داخل نسق عمل
اإلدارة العامة ،ما ولد ظهور اإلدارة اإللكترونية والقضاء على اإلدارة الورقية التقليدية.
ظهرت اإلدارة اإللكترونية في القرن الماضي وأحدثت ثورة كبيرة على مستوى اإلدارة في حد ذاتها
والخدمات والمعامالت بالدرجة الثانية فبإدخال تكنولوجيا اإلعالم واالتصال لإلدارة تم التحول الجذري
من إدارة تقليدية بطيئة تتسم بالبيروق ارطية والفساد اإلداري إلى إدارة تقوم على مبادئ وأسس وتقنيات
عمل جديدة بواسطة الحواسيب اآللية وشبكة األنترنت ونظم المعلومات ،حيث ساعد هذا النمط الجديد
على تغيير ركائز اإلدارة فأصبحت قائمة على الشفافية والحركة والمرونة في العمل اإلداري وسهولته
ما أثر على مجال الخدمات العامة المقدمة للمواطنين والتي تسهر الدولة واإلدارات العمومية بصفة
خاصة على توفيرها ،حيث أصبحت تقدم عبر الشبكات اإللكترونية وبسهولة ويسر في أي مكان وزمان
مع تحقيق المساواة والمصداقية ومكافحة الفساد تجسيدا لمبادئ الحكم الراشد ،كل ذلك لنشر التعامل
واالتصال اإللكتروني إلقامة مجتمع رقمي تتسم حياته بالسهولة والسرعة في تقديم الخدمات العامة
وننجاز األعمال اإلدارية متجاوزة بذلك كل معوقات اإلدارة التقليدية.
إنطالقا مما سبق ،فإنه ال يمكن أن نتصور تقديم خدمات إلكترونية متاحة عبر الشبكة العالمية
"اإلنترنت" ،من دون اللجوء إلى تبسيط اإلجراءات الحكومية ،والعمل على إدخال بعض الحركية والمرونة
في إجراءاتها ،حيث يعتبر اآلن مشروع اإلدارة أو الحكومة اإللكترونية نتيجة حتمية لتفاعالت مجاالت
تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت ،والعمل على التحول من النظم الورقية إلى النظم الرقمية المعتمدة
16
تأثير اإلدارة اإللكترونية على الخدمة العمومية. الباب األول:
على كل الوسائل اإللكترونية من أجل إنجاز األعمال والمعامالت مثل استخدام البريد اإللكتروني
والفاكس والنشرات اإللكترونية والتبادل اإللكتروني للوثائق ،والعمل على اتخاذ كل اإلجراءات الالزمة
إلعادة هندسة نظم العمل وفقا لتلك اآلليات الحديثة ،لتعديل الهيكل التنظيمي وتبسيط اإلجراءات
والتخلص من الروتين ،وتطبيق األعمال بصورة جيدة مع توفير السرية واألمان والثقة في الخدمات
اإللكترونية كل ذلك لتحسين وتسهيل العالقة ما بين المواطن واإلدارة الحكومية.
وفقا لما تقدم سنتناول دراسة هذا الباب بالتعرف أوال على اإلطار المعرفي لإلدارة اإللكترونية ببيان
ماهية ومكونات ومستلزمات اإلدارة اإللكترونية ،ثم التطرق إلى مفهوم الخدمة العمومية والتعرف على
العالقة التي تربطها مع اإلدارة اإللكترونية خاصة في الجزائر ،كل ذلك وفقا للتقسيم التالي:
17
الفصل األول:
اإلطار المعرفي لإلدارة
اإللكترونية والخدمة العمومية.
اإلطار المعرفي لإلدارة اإللكترونية والخدمة العمومية. الفصل األول:
اعتبر هذا العصر عصر الثورة المعلوماتية واالكتشافات والتحوالت الجذرية والسريعة في جل
المجاالت ،وقد بدأت الثورة المعلوماتية في منتصف القرن الماضي عندما تم اختراع الحاسب اآللي
لتظهر بعد ذلك شبكة األنترنت في الواليات المتحدة األمريكية وكان الغرض منها إيجاد طريقة سهلة
للتواصل عن بعد وهو ما حدث فعال لكنها لم تتوقف عند هذا الحد فقط بل عملت على تحديث أغلب
القطاعات إلى غاية تبنيها داخل نظام اإلدارة أين أحدثت فيها تحوال جذريا كانت نتيجتها ظهور اإلدارة
اإللكترونية.
سعيا إلصالح اإلدارة وتطويرها للتخلص من سلبياتها كبطء اإلجراءات ونقص الكفاءة والفعالية في
األداء ،وصعوبة التنقل ،والتأثر بعامل المكان والزمان ،إلى إدارة تتميز بالالمكانية والالزمانية مع
السهولة في اإلجراءات عن طريق اإلنترنت ،هذه األخيرة التي تعد عصب اإلدارة اإللكترونية ،وبالتالي
السعي لالستغناء عن المعامالت الورقية واحالل المكاتب والحواسب اإللكترونية محلها باالستخدام
الواسع لتكنولوجيا المعلومات والعمل على تحويل كل الخدمات اإلدارية والعامة إلى خدمات إلكترونية
بصورة كاملة ،وبهذا يمكن القول أنها أصبحت إدارة ديمقراطية تنظيمية ،تهدف للقضاء على الفجوة
فالقررات المتعلقة
ا التنظيمية القائمة بين اإلدارة العليا والعاملين فيها ،وكذا إعادة بناء األدوار والوظائف،
بالخدمات العامة المقدمة للجمهور أصبحت ال تحتاج لرضا الرؤساء ،وننما يتم اللجوء إلى قاعدة البيانات
الموجودة في مكان العمل ،وحتى العمال أعطيت لهم الحرية في اإلبداع واالبتكار والتحرر من قيود
اإلدارة التقليدية البيروقراطية.
فالجانب المعلوماتي الحديث ينفرد بخصائص متميزة عن الثورات التقنية األخرى ،ألن رأسمالها هو
العقل البشري ،فهي ثورة بشرية داخل الدول ،وأن اإلدارة اإللكترونية ترتكز على تحول المصالح الحكومية
وجهات القطاع الخاص نحو القيام بوظائفها ومهامها فيما يتصل بتقديم الخدمات لجمهور المتعاملين
18
اإلطار المعرفي لإلدارة اإللكترونية والخدمة العمومية. الفصل األول:
معها أو فيما بينها بطريقة سهلة وميسرة من خالل االستخدام األمثل لتقنيات المعلومات وتطوير
االتصاالت عند أداء مهام كل منها ،وبالتالي فإن ما يجب التأكيد عليه أن بداية ظهور فكرة اإلدارة
اإللكترونية هي ليست وليدة الساعة بل هي تعود إلى القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين أي أنها
نتاج تطور وتسلسل تاريخي عريق ،للوصول إلى الصورة التامة التي هي عليها اليوم.
وفقا لما تقدم سنقوم من خالل هذا المبحث بدراسة ماهية اإلدارة اإللكترونية وذلك من خالل تحديد
مفهومها والمكونات الالزمة إلقامة إدارة إلكترونية ناجحة في المبحث األول ،ومن ثم التطرق إلى ماهية
الخدمة العمومية في المبحث الثاني.
19
اإلطار المعرفي لإلدارة اإللكترونية والخدمة العمومية. الفصل األول:
أصبحت اإلدارة اإللكترونية حقيقة واقعية في أغلب الدول نظ ار للمكانة البارزة التي تحتلها ونن لم
تكتمل صورتها النهائية ،فالعالم اليوم أصبح إلكتروني رقمي يعتمد على األجهزة واألنظمة المتطورة،
والتحول من اإلدارة الورقية التقليدية التي تعاني من العجز إلى اإلدارة اإللكترونية التي تتميز بالسرعة
والمرونة في المعامالت والتعامالت ،فهذه الطريقة تسمح بتقديم الخدمات اإلدارية بوسائل االتصال
والمعلومات دون ما الحاجة إلى العناء والوقوف على الطوابير مطوال.
تجدر اإلشارة إلى أن اإلدارة اإللكترونية وبكل المزايا التي تتسم بها والتطور الذي تحدثه ،وما
وصلت إليه من نتائج ،هي نتاج عمل دام لسنين طويلة من البحث والتطوير أوال ،وثانيا فهي لم تصل
إلى المرحلة التي هي عليها آلن من تقدم على المستوى العالمي مالم تمر بمجموعة من المراحل وتعتمد
على جملة من اإلجراءات الالزمة والمتتالية لتحقيق ذلك.
20
اإلطار المعرفي لإلدارة اإللكترونية والخدمة العمومية. الفصل األول:
لهذا سنحاول من خالل هذا المبحث الوقوف على مفهوم اإلدارة اإللكترونية من خالل تحديد نشأتها
والتعريفات المختلفة لها في المطلب األول ،ثم بيان الخصائص التي تميزها وأنماطها في المطلب الثاني،
أما المطلب الثالث فقد تطرق للعناصر والمستلزمات التي تحتاج إليها اإلدارة اإللكترونية لتصبح واقعا.
شهدت اإلدارة تطو ار ملحوظا نتيجة المستجدات الحديثة في تقنيات المعلومات واالتصاالت ،وتعد
اإلدارة على هذا النحو أسلوبا متحركا ال يمكن التنبأ بمستقبله وتحركاته فهي تتغير كلما تطورت آلياتها،
فهي تسير نحو العصرنة والرقمنة اإلدارية ،وبالتالي فإن اإلدارة اإللكترونية هي الشكل الحديث لإلدارة
اليوم.
إشتمل المطلب على تعريف اإلدارة العامة في الفرع األول ،ثم تعريفات اإلدارة اإللكترونية في الفرع
الثاني ،والتعرف على نشأة اإلدارة اإللكترونية ومراحل تحولها في الفرع الثالث ،في حين تطرق الفرع
الرابع ألهداف ومزايا اإلدارة اإللكترونية ،وأخي ار تم التطرق لمعيقات اإلدارة اإللكترونية في الفرع الخامس.
قبل التطرق إلى تعريفات اإلدارة اإللكترونية البد أوال من تعريف اإلدارة العامة.
تجدر اإلشارة في البداية أن كلمة اإلدارة هي مشتقة من أصل التيني مكون من قطعتين هما (،)Ad
( ) Toومعناها يخدم أو يساعد اآلخرين وفي اللغة اإلنجليزية يطلق عليها إحدى اللفظين ،لفظ
managementأو لفظ ،Admistrationوقد تعددت تعريفاتها.
21
اإلطار المعرفي لإلدارة اإللكترونية والخدمة العمومية. الفصل األول:
فكلمة إدارة Administrationترجع الى الفعل الوارد في اللغة اإلنجليزية Admisterبمعنى يدير
في اللغة العربية ،وتقديم خدمة لآلخرين أو تقديم العون والخدمة للغير ،وكما أشرنا أعاله ففي اللغة
اإلنجليزية يطلق عليها إحدى اللفظين التاليين:
*لفظ :managementوتعني مهام اإلدارة في مستويات التنفيذ والعمل الجاري ويطلق هذا اللفظ على
ما يقوم به المدير في منظمة األعمال التي تسعى إلى تحقيق الربحية.
*لفظ :Administrationوهو يشير إلى المهام األساسية التي تنهض بها اإلدارة العليا ويطلق هذا
اللفظ على اإلدارة في مجال المنظمات التي ال تسعى إلى تحقيق الربحية أي القطاع الحكومي.1
وال نكاد نجد تعريفا جامعا مانعا شامال لإلدارة بل اختلفت التعريفات االصطالحية للفقهاء ورجال
الفقه اإلداري كل حسب المدرسة التي ينتمي إليها فقد عرفها فروديك تايلور في كتابه إدارة الورشة بأنها
هي ":المعرفة الصحيحة لما تريد من الرجال عمله ثم التأكد من أنهم يقومون بعملهم بأحسن طريقة
وأرخصها" ،2كما عرفها قاموس أكسفورد للمتقدمين بأنها" تسيير األمور من خالل العاملين بكفاءة وفعالية
للوصول إلى غايات معينة فاإلدارة هي عملية تجميع الموارد المادية والبشرية والمالية من أجل تحقيق
األهداف المشتركة للمنظمة والعاملين فيها وحفظ التوازن بين هذه األهداف للوصول إلى الغايات بكفاءة
وفاعلية".3
ربما كان أول استخدام لكلمة اإلدارة العامة بمعنى إدارة شؤون الحكومة في العالم الغربي ،ما أشار
إليه أرسطو في كتابه السياسة ،وكذلك ما أثاره العالم ميكيا فيللي في كتابه األمير وكذلك كتابات بعض
المفكرين األلمان في أوروبا الغربية في بداية القرن الثامن عشر.4
1محمد سمير أحمد ،اإلدارة اإللكترونية ،دار الميسرة للنشر والتوزيع والطباعة ،األردن ،الطبعة األولى ،1229 ،ص ص .11-12
2
Fredrick Taylor, shop management, New york Horper and Borthers, pp 125-126.
3
Enecclo paodinn of scial Scienes. Maomilom Co. New Vol X 1933.
4أحمد محمد المصري ،مفاهيم اإلدارة العامة بالدول العربية ،كلية العلوم االقتصادية واإلدارية ،جامعة اإلمارات سابقا ،مؤسسة شباب الجامعة
للطباعة والنشر والتوزيع ،اإلسكندرية ،2991 ،ص .24
22
اإلطار المعرفي لإلدارة اإللكترونية والخدمة العمومية. الفصل األول:
ومن السهولة الربط بين مختلف التعاريف في اللغة اإلنجليزية والفرنسية ،وكذلك معناها في اللغة
العربية ،حيث أن الربط ينشأ نتيجة أن مسمى اإلدارة العامة يحتوي على كلمة إدارة وهي األصل العام
الذي يغطي على كل الفروع والتخصصات ،وأما التخصيص الذي حدث عليها كان إضافة لفظ عامة
وكان ذلك للتوضيح أنها إدارة العمل الحكومي.
إن اإلدارة بمفهومها التقليدي بوجه عام هي العمل مع أشخاص آخرين أو من خاللهم من أجل
تحقيق أهداف كل من المنشأة وأعضائها ويضم مفهوم اإلدارة العديد من األنشطة أو الوظائف هي:
التخطيط والتنظيم والتنسيق والتحفيز والتوجيه والرقابة.1
أما كلمة عامة Publicبوصفها نعتا لإلدارة تعني أن أهداف اإلدارة ليست خاصة لصالح فرد معين
أو مجموعة محددة من األفراد ،وننما هي أهداف عمومية ترتبط بكل أفراد المجتمع الذين يعيشون في
الدولة ،فهي ترتبط بالنشاط أو العمل الذي تقدمه الدولة من خالل موظفيها في المرافق العامة والمنظمات
الحكومية إلى جمهور المتعاملين معها دون تفرقة بينهم لالستفادة من الخدمة ،ومعنى ذلك وجود اإلدارة
العامة في كل المؤسسات الرسمية داخل الحكومة.2
يعرف األستاذ Leonard D.Whiteاإلدارة العامة في أوسع معانيها بأنها ":تتكون من جميع
العمليات التي تستهدف تنفيذ السياسة العامة" ،وأن هذا التعريف يشمل كافة الميادين.3
فاإلدارة تلعب دو ار هاما في توجيه الجهود الجماعية على اختالف مستويات تجمعها واختالف
أنواعها ،فكلما ضم عدة أفراد جهودهم إلى بعضها البعض للوصول إلى هدف معين ،تظهر أهمية
اإلدارة ،وتتزايد هذه األهمية كلما تزايد اعتماد المجتمع على الجهود الجماعية وتداخلت هذه الجهود في
عالقاتها وتعقدت في طبيعتها ،فلها دور هام داخل كل المجاالت.
23
اإلطار المعرفي لإلدارة اإللكترونية والخدمة العمومية. الفصل األول:
ويميل فقهاء القانون اإلداري إلى تعريف اإلدارة العامة بأنها اإلدارة التي تظهر فيها الدولة كصاحبة
سلطة ،ولها امتيازاتها اإلدارية العديدة الخاصة بها حسب نظام الدولة اإلداري والقضائي.
وعرفها الدكتور محمد الصيرفي على أنها ":مجموعة من المبادئ واالفتراضات التي لم ترقى بعد
إلى مستوى النظرية غير أنها تسهم في تحديد األطر العامة التي تنبغي أن تسير عليها المنظمة في
سبيل تحقيق أهدافها".1
وكما هو واضح أن تعاريف اإلدارة العامة تختلف حسب القائمين بالتعريف ودراستهم األصلية ،فلكل
هؤالء فهمه ،وترجيحه لالتجاه األصلي الذي يقتنع وينتمي إليه.2
بظهور عصر العولمة والرقمنة وانتشار اإلنترنت في كل العالم كانت أولى العلوم أخذا بهذا النظام
الجديد هو علم اإلدارة العامة للتحول من اإلدارة الورقية التقليدية إلى اإلدارة اإللكترونية ،إذ تعتبر اإلدارة
اإللكترونية أحدث مدرسة في اإلدارة ،وهي تقوم على أساس استخدام األنترنت وشبكات األعمال في
إنجاز الوظائف اإلدارية بطريقة التشبيك اإللكتروني ،فهي تشكل العمليات الداخلية التي ال تكون ظاهرة
للمواطن أو المؤسسة بشكل مباشر ،بل عن طريق نتائجها داخل جهة اإلدارة وعالقات المواطنين
والمؤسسات ،وربط اإلدارات العامة والو ازرات عبر أنظمة متكاملة ،وصوال إال مكننة كامل الوظائف
األساسية للحكومة الكالسيكية.3
24
اإلطار المعرفي لإلدارة اإللكترونية والخدمة العمومية. الفصل األول:
فاإلدارة اإللكترونية هي وسيلة لرفع أداء وكفاءة الحكومة وليست بديلة عنها ،وال تهدف إلى إنهاء
دورها ،وهي إدارة بال ورق ،حيث تعتمد على استخدام األرشيف اإللكتروني ،واألدلة ،والمفكرات
اإللكترونية ،والرسائل الصوتية ،وهي إدارة بال مكان ،وتعتمد على الهاتف المحمول ،كما أنها إدارة بال
زمان حيث تعمل 14/14ساعة و 2/2أيام في األسبوع ،كما تعتبر إدارة بال تنظيمات جامدة،
فالمؤسسات الذكية تعتمد على عمال المعرفة وصناعة المعرفة.2
يقصد باإلدارة اإللكترونية استخدام تكنولوجيا المعلومات الرقمية في إنجاز المعامالت اإلدارية،
وتقديم الخدمات المرفقية ،والتواصل مع المواطنين بمزيد من الديمقراطية ،ويطلق عليها أحيانا حكومة
عصر المعلومات ،أو الحكومة اإللكترونية ،أو اإلدارة بغير ورق ،أو اإلدارة اإللكترونية ،وهذا هو التعبير
3
األدق.
وقد وضع الفقهاء العديد من التعريفات محاولين اإللمام بالمعنى التام لإلدارة اإللكترونية ،فهناك من
عرفها بأنها استخدام نظم تكنولوجيا المعلومات واالتصال وخاصة شبكة اإلنترنت ،في جميع العمليات
اإلدارية الخاصة بمنشأة ما بغية تحسين العملية اإلنتاجية وزيادة كفاءة وفاعلية األداء فيها.4
25
اإلطار المعرفي لإلدارة اإللكترونية والخدمة العمومية. الفصل األول:
فعرفها الفقيه عالء عبد الرزاق السالمي بأنها ":عملية ميكنة جميع مهام وأنشطة المؤسسة اإلدارية،
وباالعتماد على جميع تقنيات المعلومات الضرورية ،للوصول إلى تحقيق أهداف اإلدارة الجديدة بتقليل
استخدام الورق وتبسيط اإلجراءات والقضاء على الروتين واإلنجاز السريع والدقيق للمهام والمعامالت
لتكون كل إدارة جاهزة لربطها بالحكومة اإللكترونية الحقا".1
كما أضاف الفقيه سعد غالب ياسين إلى أن اإلدارة اإللكترونية هي عبارة عن" منظومات األعمال
واألنشطة التي يتم تنفيذها إلكترونيا وعبر الشبكة".2
كما يعرفها الفقيه غنيم أحمد محمد بأنها ":تنفيذ كل األعمال والمعامالت التي تتم بين طرفين أو
أكثر سواء من األفراد أم المنظمات من خالل استخدام شبكات االتصاالت اإللكترونية".3
وعرفها نجم عبود نجم بأنها ":العملية القائمة على اإلمكانيات المتميزة لألنترنت وشبكات األعمال
في التخطيط والتوجيه والرقابة على الموارد والقدرات الجوهرية للشركة واآلخرين بدون حدود من أجل
تحقيق أهداف الشركة".4
ويعتبر البنك الدولي من السباقين في تعريف اإلدارة اإللكترونية حيث يتجه إلى أنها :مصطلح يشير
إلى استخدام تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت من أجل زيادة كفاءة وفعالية وشفافية مساءلة الحكومة
فيما تقدمه من خدمات للمواطن ومجتمع األعمال ،وتمكينهم من المعلومات بما يدعم كافة النظم
اإلجرائية الحكومية ويقضي على الفساد ،ونعطاء الفرصة للمواطنين للمشاركة في كافة مراحل العملية
السياسية والق ار ارت المتعلقة بها والتي تؤثر على مختلف نواحي الحياة".5
1عالء عبد الرزاق السالمي ،نظم إدارة المعلومات ،المنظمة العربية للتنمية اإلدارية ،القاهرة ،1221 ،ص .215
2ياسين سعد غالب ،اإلدارة اإللكترونية وآفاق تطبيقاتها العربية ،معهد اإلدارة العامة ،الرياض ،1225 ،ص .11
3أحمد محمد غنيم ،اإلدارة اإللكترونية ،آفاق الحاضر وتطلعات المستقبل ،المكتبة العصرية ،المنصورة ،1224 ،ص .12
4نجم عبود نجم ،اإلدارة اإللكترونية ،االستراتيجية والوظائف والمشكالت ،دار المريخ للنشر ،الرياض ،1224 ،ص .212
5بهلول سمية ،دور اإلدارة اإللكترونية في تفعيل أداء الجماعات اإلقليمية في الجزائر ،أطروحة مقدمة لنيل شهادة الدكتوراه ،تخصص إدارة محلية،
جامعة باتنة ،2كلية الحقوق والعلوم السياسية ،1222-1222 ،ص .11
26
اإلطار المعرفي لإلدارة اإللكترونية والخدمة العمومية. الفصل األول:
كما عرفت بأنها ":عبارة عن استخدام نظم تكنولوجيا المعلومات المتطورة لتعزيز دور اإلدارة
االستراتيجية للمنشأة ورفع مستوى األداء بها".1
إذا اإلدارة اإللكترونية هي االنتقال من إنجاز المعامالت ،وتقديم الخدمات العامة من الطريقة
التقليدية اليدوية إلى الشكل اإللكتروني ،من أجل استخدام أمثل للوقت ،والمال ،والجهد ،وبمعنى آخر
فهي إنجاز المعامالت اإلدارية ،وتقديم الخدمات العامة عبر شبكة اإلنترنت ،بدون أن يضطر العمالء
من االنتقال إلى اإلدارات شخصيا إلنجاز معامالتهم ،مع ما يترافق مع إهدار للوقت ،والجهد ،والطاقات.
فاإلدارة اإللكترونية تقوم على مفهوم جديد ومتطور ،يتعدى المفهوم الحديث "اتصل وال تنتقل" وينقله
خطوة إلى األمام ،بحيث يصبح أدخل على الخط وال تدخل في الخط.2
كما يقصد باإلدارة اإللكترونية استخدام مرافق الدولة المختلفة الوسائل اإللكترونية الحديثة وخاصة
شبكة اإلنترنت في تقديم الخدمات العامة للجمهور وذلك وصوال لتحقيق أهداف اإلدارة الحديثة في تقديم
خدماتها لألفراد بكفاءة وفعالية وفي ذات الوقت بسهولة ويسر ونيمانا بضرورة وجود آليات فعالة لتحسين
العالقة بين اإلدارة والجمهور.3
كتعريف أمثل وأشمل لإلدارة اإللكترونية هي ":استراتيجية إدارية لعصر المعلوماتية ،تعمل على
تحقيق خدمات أفضل للمواطنين والمؤسسات ،مع استغالل أمثل لمصادر المعلومات المتاحة ،من خالل
توظيف الموارد المادية ،والبشرية ،والمعنوية المتاحة في إطار إلكتروني حديث ،من أجل استغالل أمثل
للوقت ،والمال ،والجهد ،وتحقيقا للمطالب المستهدفة ،وبالجودة المطلوبة".4
27
اإلطار المعرفي لإلدارة اإللكترونية والخدمة العمومية. الفصل األول:
إذا بالمقارنة بين اإلدارة بمفهومها العام واإلدارة اإللكترونية يمكن مالحظة:
-أن اإلدارة اإللكترونية ماهي إال استخدام أحسن لنظم المعلومات واالتصاالت التكنولوجية المتطورة،
للوصول إلى أهداف المنشأة وأعضائها بالتكاليف المالئمة.
-أن اإلدارة اإللكترونية تقوم على نفس الوظائف التي تقوم عليها اإلدارة بمفهومها التقليدي والموضحة
بالتعريف األول لها ،وتلك الوظائف هي :التخطيط والتنظيم ،والتنسيق والتحفيز والتوجيه والرقابة.
-مما سبق يتضح اتفاق اإلدارة اإللكترونية واإلدارة التقليدية في كونهما نشاط يقوم على إنجاز األعمال
والمعامالت لتحقيق األهداف المرجوة ولكنهما يختلفان في طريقة أو وسيلة إنجاز تلك األعمال
والمعامالت والوصول إلى تلك األهداف.1
وقد أغرت اإلدارة اإللكترونية الكثيرين وفق رؤية هندسية على حساب الرؤية اإلدارية في االندفاع
وراء األعمال اإللكترونية ،وذلك من أجل إحالل التكنولوجيا محل اإلدارة ،ونحالل التنظيم الذاتي واإلدارة
الذاتية محل إدارة التغيير ،ونحالل قواعد ومستودعات البيانات محل دور العنصر البشري ،ونحالل
التفاعل اآللي محل التفاعل اإلنساني ،ونحالل الذكاء الصناعي محل الذكاء اإلنساني ،ونحالل المعرفة
الرمزية في الوثائق وقاعدة البيانات محل اإلدارة الضمنية في رؤوس األفراد.2
28
اإلطار المعرفي لإلدارة اإللكترونية والخدمة العمومية. الفصل األول:
29
اإلطار المعرفي لإلدارة اإللكترونية والخدمة العمومية. الفصل األول:
مدى االعتماد على تعتمد على استخدام أمثل استخدام التكنولوجيا في تحقيق األهداف.
اإلمكانيات المادية لإلمكانيات المادية والبشرية
في تحقيق األهداف. والبشرية.
المصدر :فريد كورتل ،آسيا تيش سليمان ،اإلدارة اإللكترونية ،ص ص .62-62
تعتبر اإلدارة اإللكترونية هي النتيجة الحتمية للتطور والتقدم التكنولوجي والتقني الحاصل في العالم،
باعتبارها أحدث مدرسة في علم اإلدارة العامة التي تقوم على استخدام تكنولوجيا اإلعالم واالتصال
للقيام بكل مهامها اإلدارية ،لكن ما يجب اإلشارة إليه أن هذه المدرسة لم تظهر على الساحة الدولية
مباشرة بل هي نتاج إلزامي لمراحل تاريخية مرة بها حتى وصلت للمستوى الذي هي عليه اليوم.
في أواخر القرن التاسع عشر كانت أحاديث فريدريك تايلور ( )F.W.Taylorفي الجمعية األمريكية
للمهندسين الميكانيكية ذات طابع تبشيري بميالد علم جديد هو علم اإلدارة ،وقد أشار المبدأ األول من
مبادئ اإلدارة العلمية إلى أن ثمة علما جديدا أو قواعد جديدة ألداء كل عنصر من عناصر العمل أو
اإلنتاج تحل محل القواعد التقريبية أو التجريبية القديمة ،وبعد 222عام وفي نهاية القرن العشرين ومع
تصاعد الموجه القوية اإلنترنت وأعمال الويب بكل خصائصها المتميزة واجهت اإلدارة تحديات جذرية
وعميقة هزت بحق أهم إن لم تكن جميع افتراضات ومبادئ اإلدارة.1
1نجم عبود نجم ،اإلدارة اإللكترونية ،االستراتيجية والوظائف والمشكالت ،المرجع السابق ،ص .241
30
اإلطار المعرفي لإلدارة اإللكترونية والخدمة العمومية. الفصل األول:
نستطيع القول بأن بدايات اإلدارة اإللكترونية بدأت منذ سنة 2912عندما ابتكرت شركة IBM
مصطلح معالج الكلمات على فعاليات طابعتها الكهربائية وكان سبب إطالق هذا المصطلح هو لفت
نظر اإلدارة في المكاتب إلى انتاج هذه الطابعات عند ربطها مع الحاسوب واستخدام معالج الكلمات
( )Word Processingونن أول برهان على أهمية ما طرحته هذه الشركة ظهر سنة 2914عندما
جهاز طرحته في األسواق أطلق عليه اسم ( MT/STالشريط الممغنط /وجهاز الطابعة
ا انتهجت
1
المختار).
يعتبر ادخال تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت ثورة هامة في عالم اإلدارة عموما ،إذ يهدف ادخالها
إلى تحويل األعمال والخدمات اإلدارية التقليدية ألعمال وخدمات إلكترونية تحقيقا لألحسن وتحقيقا
لهدفي الكفاءة والفاعلية لصالح منظمات اليوم ،من خالل ما تفضيه الحالة اإللكترونية على العمليات
من سرعة عالية ودقة متناهية ،كما أنها تسهم في دعم ومساندة عملية تبسيط االجراءات اإلدارية،
وتسهيل وتسريع عملية صنع الق اررات.2
فاإلدارة الرقمية أو اإللكترونية هي المدرسة األحدث في اإلدارة التي تقوم على استخدام األنترنت
وشبكات األعمال في إنجاز وظائف اإلدارة ووظائف الشركة ،ونذا كانت اإلدارة منذ نهاية القرن التاسع
عشر حتى نهاية القرن العشرين قد شهدت انعطافات وتحديات عميقة وواسعة على مستوى الفكر اإلداري
ومدارس اإلدارة أو على مستوى الممارسة والتطبيقات اإلدارية ،استطاعت أن تمثلها وتتطور معها
بطريقة حققت نضوجا متصاعدا تجسد في زيادة فاعلية العملية اإلدارية وكفاءتها ،3فالتحول من اإلدارة
التقليدية إلى اإلدارة اإللكترونية ليس فقط أساسها الحاسبات وشبكة األنترنت وشبكات االتصاالت وغيرها
من الجوانب الفنية رغم كونها عناصر أساسية ومهمة لإلدارة اإللكترونية ،ولكنها بالدرجة األولى قضية
1عالء عبد الرزاق السالمي ،نظم إدارة المعلومات ،المرجع السابق ،ص .11
2مزهر شعبان العاني ،شوقي ناجي جواد ،اإلدارة اإللكترونية ،المرجع السابق ،ص ص .229-222
3نجم عبود نجم ،اإلدارة اإللكترونية ،االستراتيجية والوظائف والمشكالت ،المرجع السابق ،ص .252
31
اإلطار المعرفي لإلدارة اإللكترونية والخدمة العمومية. الفصل األول:
إدارية تعتمد على فكر إداري متطور وقيادات إدارية واعية تستهدف التطوير وتسانده وتدعمه بكل قوة
لغرض تحقق مسؤوليتها الرئيسية وهي خدمة المستفيدين وتحقيق رغباتهم مع االلتزام بأعلى مستويات
الجودة واإلتقان في العمل ،ولذلك تنطلق عملية التحول من الرغبة في بناء أداءات إدارية مرنة ورشيقة
تقدم خدماتها للراغبين فيها في الوقت والمكان ووفق المواصفات التي يرغبها هؤالء المستفيدين ،ومن
هنا يتوجب على اإلدارة تجنب محاوالت ترقيع النظم الحالية وفرض أساليب التعامل التقليدية على
الناس ،من خالل استخدام شكل جديد لتقديم الخدمة.1
بالتالي فاإلدارة التقليدية هي تلك اإلدارة التي يتم تنفيذ األعمال بالمعامالت الورقية كما هو
متعارف عليه وهذا يتطلب وجود مستودع كبير لحفظ المعامالت الورقية في ملفات ومجلدات ومكاتب،2
أما اإلدارة اإللكترونية ما هي إال استخدام أحسن الوسائل وهي نظم المعلومات واالتصاالت التكنولوجية
المتطورة للوصول إلى أهداف المنشأة وأعضائها بالتكاليف المالئمة.3
إن التحول إلى اإلدارة اإللكترونية يحتاج من القائمين على مثل هذه اإلدارات السعي لتأمين عدد
من اإلجراءات األساسية المتسلسلة ،التي ينبغي االنتباه إليها ومتابعتها ،لكي تتم العملية بشكل جيد
يحقق األهداف المرجوة ،وأهم تلك المراحل ما يلي:
-2تأمين القناعة ،والدعم من اإلدارة أو الجهات العليا في المنشأة ،بالنسبة إلى أي نوع من اإلدارة
اإللكترونية ،أو من الدولة وقيادتها ،إذا كان الموضوع يتعلق بالحكومة اإللكترونية ،وعلى هذا األساس
فإنه ينبغي على المسؤولين بالمنشأة أن تكون لديهم القناعة التامة ،والرؤية الواضحة لتحويل جميع
1عالء عبد الرزاق السالمي ،نظم إدارة المعلومات ،المرجع السابق ،ص .59
2محمد سمير ،اإلدارة االلكترونية ،المرجع السابق ،ص .12
3محمد سمير ،اإلدارة االلكترونية ،نفس المرجع ،ص .41
32
اإلطار المعرفي لإلدارة اإللكترونية والخدمة العمومية. الفصل األول:
المعامالت الورقية التقليدية إلى إلكترونية ،لكي يقدموا الدعم الكامل ،واالمكانيات الالزمة ،للتحول إلى
اإلدارة اإللكترونية.
1
-1تدريب وتأهيل الموظفين المعنيين باإلدارة اإللكترونية.
-1توثيق وتطوير إجراءات العمل فلكل منشأة مجموعة من العمليات اإلدارية ،فبعضها غير مدونة على
الورق ،أو أن بعضها مدون منذ سنوات طويلة لم أ
يطر عليها أي تغيير أو تطوير ،لذا البد من توثيق
جميع اإلجراءات ،وتطوير القديم منها كي تتوافق مع كثافة العمل ،ويتم ذلك من خالل تحديد الهدف
لكل عملية إدارية تؤثر في سير العمل وتنفيذها بالطرق النظامية ،مع األخذ بعين االعتبار قلة التكلفة
وجودة اإلنتاجية.
-4توفير البنية التحتية لإلدارة اإللكترونية بحيث يقصد بها الجانب المحسوس في اإلدارة اإللكترونية
من تأمين أجهزة الحاسب اآللي ،وربط الشبكات الحاسوبية ،واألجهزة المرفقة معها ،وتأمين وسائل
2
االتصال الحديثة.
-5التأكد من توثيق وتحويل المعامالت الورقية المتوفرة والقديمة في المؤسسة إلكترونيا وعدم إغفال أي
منها ،حيث إن الماليين من المعامالت الورقية ،في بعض الحاالت ،والمحفوظة في مئات آالف الملفات
الورقية ،ينبغي تحويلها وحفظها إلكترونيا ،عن طريق ما يسمى بالماسحات الضوئية ،scannersبعد
التأكد من تسجيلها وتصنفيها ،مهما كان حجمها ،بغرض التعامل معها الحقا ،وتسهيل الرجوع إليها.
1عامر إبراهيم القنديلجي ،الحكومة اإللكترونية ،دار الميسرة للنشر والتوزيع والطباعة ،األردن ،عمان ،الطبعة األولى ،1225 ،ص ص -214
.215
2صدام الخماسية ،الحكومة اإللكترونية الطريق نحو اإلصالح اإلداري ،المرجع السابق ،ص .24
33
اإلطار المعرفي لإلدارة اإللكترونية والخدمة العمومية. الفصل األول:
يتطلب أمر إدخال اإلدارة اإللكترونية والحفاظ على ديمومتها واستم ارريتها ،تفهم إدارة المنظمة
والعاملين فيها لعملية انتقال المهام والعمليات في منظمتهم من تسيير األمور وفق منهج اإلدارة التقليدية
إلى تسيير األعمال وفق منهج اإلدارة اإللكترونية ،وال تتم هذه العملية إال بقرار يصدر عن ذوي الشأن
لما تحتاجه العملية من جهود حثيثة ،وعمل دؤوب ،وتواصل مستمر لتثبيت هذا التحول ،والبد من
اإلشارة إلى ثالثة عناصر أساسية في عملية التحول هذه ،هي:
-2التدريب ثم التدريب الذي يعمل على ايجاد وتوليد كادر بشري كفء يخدم مصالح المنظمة المعنية.
-1التطوير والتجديد ،والذي يعمل على الحفاظ على استم اررية العمل في المنظمة ،ومواكبة التطورات
الحاصلة في البيئة الخارجية.
-1تمكين المنظمة المعنية وبعد ادخال التكنولوجيات الحديثة ،من توليد ونيجاد الميزة التنافسية الفاعلة
والمؤثرة في الوضع التنافسي الذي تعيشه المنظمة.1
اإلدارة
اإللكترونية
التطوير إدخال
التكنولوجيا
المصدر :مزهر شعبان ،شوقي ناجي جواد ،المرجع السابق ،ص .191
1مزهر شعبان ،شوقي ناجي جواد ،اإلدارة االلكترونية ،المرجع السابق ،ص .229
34
اإلطار المعرفي لإلدارة اإللكترونية والخدمة العمومية. الفصل األول:
إن أفضل سيناريو للوصول إلى تطبيق سليم الستراتيجية اإلدارة اإللكترونية ،مع العمل على ضمان
استغالل أمثل للوقت والمال والجهد ،هو عن طريق تقسيم خطة الوصول إلى المرحلة النهائية لإلدارة
اإللكترونية إلى ثالثة مراحل ،على أن يتم ذلك بعد القيام بإصالح إداري شامل وتام للنظام اإلداري
التقليدي إذ ال يمكن االنتقال من نظام إداري تقليدي مهترئ ومتعفن وفاسد ،إلى نظام إلكتروني متطور
وحديث هكذا دفعة واحدة ،لذلك فإن تقسيم التحول إلى مراحل من شأنه أن يؤدي إلى اندماج المجتمع
بشكل كلي في خطة اإلدارة اإللكترونية ،وعلى العموم فإن هذه المراحل هي:
.1مرحلة اإلدارة التقليدية الفاعلة :وفي هذه المرحلة يتم تفعيل اإلدارة التقليدية ،والعمل على تنميتها
وتطويرها ،في الوقت الذي يتم البدء فيه أيضا بشكل متوازي بتنفيذ مشروع اإلدارة اإللكترونية ،بحيث
يستطيع المواطن العادي في هذه المرحلة تخليص معامالته ونجراءاته بشكل سهل وبدون أي روتين أو
مماطلة ،في الوقت الذي يستطيع فيه من يملك حاسب شخصي ،أو عبر األكشاك االضطالع على
نشرات المؤسسات واإلدارات والو ازرات وأحدث البيانات واالعالنات عبر الشبكة اإللكترونية ،مع إمكانية
1
طبع ،أو استخراج االستمارات الالزمة وتعبئتها إلنجاز أي معاملة.
.6مرحلة الفاكس والتليفون الفاعل :وتعتبر هذه المرحلة هي الوسيط بين المرحلة األولى والمرحلة
التي بعدها ،ففي هذه المرحلة يتم تفعيل تكنولوجيا الفاكس والتليفون ،بحيث يستطيع المواطن العادي
خاللها االعتماد على التليفون المتوفر في كافة األماكن والمنازل ،وخدمته معقولة التكاليف يستفيد منه
في االستفسار عن االجراءات واألوراق ،والشروط الالزمة بشكل سلس سهل ،وفي هذه المرحلة يكون
قسم أكبر من الناس قد سمع أو جرب نمط اإلدارة اإللكترونية ،بحيث يستطيع كبار التجار واإلداريين
والمتعاملين ،من انجاز معامالتهم عن طريق شبكة األنترنت ،ألن في هذه المرحلة يكون عدد
35
اإلطار المعرفي لإلدارة اإللكترونية والخدمة العمومية. الفصل األول:
المستخدمين لألنترنت متوسطا ،كما من الطبيعي أن تكون التعرفة أكثر كلفة من الهاتف والفاكس ،لذلك
فإن الميسورين وما فوق ،هم األقدر على استعمال هذه التكنولوجيا.
.3مرحلة اإلدارة اإللكترونية الفاعلة :وفي هذه المرحلة يتم التخلي عن الشكل التقليدي لإلدارة ،بعد
أن يكون عدد المستخدمين للشبكة اإللكترونية قد وصل إلى مستوى عالي( حوالي % 12 -15من
عدد الشعب) وتوفير الحواسيب سواء بشكل شخصي ،أو بواسطة األكشاك ،أوفي مناطق عمومية،
بحيث تكون تكلفتها أيضا معقولة ورخيصة ،مما يسمح لجميع فئات الشعب باستعمال الشبكة اإللكترونية
إلنجاز أي معاملة إدارية ،وبالشكل المطلوب ،و بأسرع وقت ،وأقل جهد ،وأقل تكلفة ممكنة ،وبأكثر
فعالية كمية ونوعية( جودة) ،ويكون أ
الري العام قد تفهم اإلدارة اإللكترونية ،وتقبلها ،وتفاعل معها ،وتعلم
1
طرق استخدامها.
إن اإلدارة اإللكترونية استراتيجية إدارية لعصر المعلوماتية تعمل على تحقيق وتقديم أفضل الخدمات
إلى الجمهور المعني ،وسنستعرض الوصايا العشر التي يجب أخذها بعين االعتبار لبلوغ النتائج المرجوة:
-2التثقيف المستمر بشأن البيئة اإللكترونية واإلدارة اإللكترونية ،وتكنولوجيا المعلومات واالتصاالت.
-1التأكيد على إظهار مزايا اإلدارة اإللكترونية وما تقدمه من خدمات وسرعة في اتخاذ الق اررات.
-1استم اررية التدريب والتثقيف لتهيئة الكادر المتعلم والكفء في إدارة البيئة اإللكترونية.
-4متابعة التطورات وما يستجد من تقنيات تخدم أعمال بناء أحدث النظم واألطر المعلوماتية لصالح
إدارة المنظمة ،والجمهور المستفيد.
1صدام الخماسية ،الحكومة اإللكترونية الطريق نحو اإلصالح اإلداري ،المرجع السابق ،ص ص .21-21
36
اإلطار المعرفي لإلدارة اإللكترونية والخدمة العمومية. الفصل األول:
-1السعي نحو إدخال تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت في نظم ومرافق المنظمة كافة.
نترنت الداخلية.
-2ربط المنظمة ومرافقها بشبكة حواسيب كفؤة وفاعلة وتفعيل ما يدعى باأل ا
-9ربط المنظمة بالعالم الخارجي (منظمات وجمهور) ضمن حزمة إنترنت كفؤة.
-22استخدام نظم وأدوات كفؤة لضمان أمن وتحقيق الحماية للبيانات والمعلومات.1
إن أسلوب اإلدارة اإللكترونية إذا طبق وفقا للمبادئ األساسية له فإنه يحقق األهداف الرئيسية
والمرجوة منه كما يرتب جملة كبيرة من الفوائد التي تعود على المواطنين بدرجة أولى وعلى الدولة بدرجة
ثانية.
-2وضوح الرؤية االستراتيجية للمسؤولين في المنشأة ،واستيعابهم الشامل لمفهوم اإلدارة اإللكترونية،
إبتداءا من التخطيط والتنفيذ ،والنتائج والتشغيل ،والتطوير.
-1التطوير المستمر إلجراءات العمل ،ومحاولة توضيحها للموظفين ،لتأمين استيعابها من قبلهم ،وفهم
أهدافها ،مع التأكيد على تدوين هذه اإلجراءات وتصنيفها واالهتمام بها وتحديثها ،وكذلك متابعة االلتزام
بها.
1مزهر شعبان العاني ،شوقي ناجي جواد ،اإلدارة االلكترونية ،المرجع السابق ،ص ص .292-292
37
اإلطار المعرفي لإلدارة اإللكترونية والخدمة العمومية. الفصل األول:
-1التحديث المستمر والضروري لتكنولوجيا المعلومات ،ووسائل وتقنيات االتصال ،حيث إن متابعة
التحديثات المستمرة والضرورية لمثل هذه التكنولوجيات والوسائل المتطورة هو من ضروريات حياة
اإلنسان المعاصر.
-5تأمين السرية الضرورية والمطلوبة ،بالنسبة للبيانات والمعلومات الخاصة ،التي يحتاجها ويطمح إليها
غالبية المراجعين المستفيدين من خدمات اإلدارة اإللكترونية.1
-1استيعاب عدد أكبر من العمالء في وقت واحد ،إذ أن قدرة اإلدارة التقليدية بالنسبة إلى تخليص
معامالت العمالء تبقى محدودة ،وتضطرهم في كثير من األحيان لالنتظار في صفوف طويلة.
-2إلغاء نظام األرشيف الوطني الورقي ،واستبداله بنظام أرشفة إلكتروني ،مع ما يحمله من ليونة في
التعامل مع الوثائق ،والمقدرة على تصحيح األخطاء الحاصلة بسرعة ،ونشر الوثائق ألكثر من جهة
في أقل وقت ممكن ،واالستفادة منها في أي وقت كان.
-2ترشيد التكاليف المالية عن طريق تقليل أوجه الصرف عند إنجاز ومتابعة عمليات اإلدارة المختلفة
مما يؤدي إلى تعزيز الكفاءة االقتصادية.
-9تركيز نقطة اتخاذ القرار في نقاط العمل الخاصة بها ،مع إعطاء دعم أكبر في مراقبتها ،والسرعة
في اتخاذ الق اررات المناسبة المبنية على معلومات دقيقة ومباشرة وذلك من خالل توسيع قاعدة البيانات
الداعمة لإلدارة اإللكترونية.2
38
اإلطار المعرفي لإلدارة اإللكترونية والخدمة العمومية. الفصل األول:
1
-21اإلجراءات التنفيذية بدال من محاضر االجتماعات.
-21زيادة كفاءة اإلدارة ،من خالل تعاملها مع المواطنين ،وكذلك تعاملها مع الشركات والمؤسسات،
وذلك من خالل تبسيط اإلجراءات المتبعة ،وسرعة اإلنجاز ،ورفع مستوى أداء الخدمات.
-24إلغاء عامل العالقة المباشرة بين طرفي المعاملة ،أو التخفيف منها إلى أقصى حد ممكن ،مما
يؤدي إلى الحد من تأثير العالقات الشخصية ،والنفوذ في إنجاز المعامالت المتعلقة بواحد أكثر من
العمالء.
-25القضاء على البيروقراطية بمفهومها الجامد وتسهيل تقسيم العمل والتخصص فيه.
-22التأكيد على مبدأ الجودة الشاملة ،بمفهومها الحديث ،فالجودة تعني الدرجة العالية من النوعية ،أو
القيمة ،كذلك هي تأكيد على أهمية تلبية احتياجات العمل ،في الوقت ،وفي الزمان ،الذي يكون فيه
العميل أو المستفيد النهائي بحاجة إلى الخدمة وفي أسرع وقت ممكن.2
ثانيا .فوائد اإلدارة اإللكترونية :إ ن اهتمام العالم المتقدم باستخدام تقنيات المعلومات اإلدارية لم يأتي
من فراغ بل وجد فوائد كبيرة حصلت ولذلك بدأت الدول تتسابق على تطبيق اإلدارة اإللكترونية في
مؤسساتها ومن أهم هذه الفوائد هي:
1عالء عبد الرزاق السالمي ،نظم إدارة المعلومات ،المرجع السابق ،ص ص .42-19
2إبراهيم قنديلجي ،الحكومة اإللكترونية ،المرجع السابق ،ص ص .212-211-215
39
اإلطار المعرفي لإلدارة اإللكترونية والخدمة العمومية. الفصل األول:
-2تبسيط اإلجراءات داخل هذه المؤسسات وينعكس ايجابيا على مستوى الخدمات التي تقدم إلى
المواطنين كما تكون نوع الخدمات المقدمة أكثر جودة.
-1إن استخدام اإلدارة اإللكترونية بشكل صحيح ستقلل استخدام األوراق بشكل ملحوظ مما يؤثر ايجابيا
1
على عمل المؤسسة.
-1إتاحة المعلومات الوافية والكاملة ،عن كل ما يتعلق بمؤسسة معينة محددة ،وكذلك المعلومات الوافية
عن العاملين فيها.
-4االستخدام المناسب واألمثل ،لموارد المؤسسة المعنية باإلدارة اإللكترونية ،أو الدولة المعنية بذلك.
-5رفع مستوى الكفاءة ،واألداء ،وكذلك المخرجات والنتائج والعطاء في المؤسسة والعاملين فيها.
-1تأمين المساعدة لإلدارة العليا في إدارة أعمال المؤسسة ،وندارة مواردها ،البشرية والمالية واإلدارية
والمعلوماتية.
-2توفير عدد من الخدمات اإللكترونية للعاملين ،وبما يسمح لهم بالحوار ،والمناقشة البناءة ،والتعليم
الذاتي والتراسل اإللكتروني.
-2إدارة أعمال المؤسسة ،وتشتمل مثل تلك األعمال على إجراءات التخطيط ،وكذلك التنفيذ والتقييم
والمتابعة ،وندارة العمالء ،وما شابه ذلك األعمال المطلوبة.
-9يستطيع النظام اإللكتروني تأمين المتابعة اآللية للعاملين ،ومدى استجابتهم لألعمال المكلفين بها
كذلك فإنه يستطيع إرسال تقارير المتابعة لألعمال التي تحتاجها اإلدارة العليا.2
1عالء عبد الرزاق السالمي ،نظم إدارة المعلومات ،المرجع السابق ،ص ص .12-12
2عامر إبراهيم القنديلجي ،الحكومة اإللكترونية ،المرجع السابق ،ص .211
40
اإلطار المعرفي لإلدارة اإللكترونية والخدمة العمومية. الفصل األول:
-22حفظ وتوثيق كافة األنشطة والمخرجات ،والوثائق ،والبيانات األساسية الخاصة بالمؤسسة إلكترونيا،
وبالتالي لن تكون هناك حاجة للعدد الكبير من خزائن الملفات ،أي توفير المساحة التي كانت مخصصة
لها ،وتوفير نفقات الموظف للعناية بهذه الملفات.
-22الربط اإللكتروني بين فروع المؤسسة التي تقع في أكثر من نطاق جغرافي.
-21سهولة وسرعة وصول التعليمات والمعامالت اإلدارية للموظفين والزبائن والمراجعين ،والمرونة
الفائقة في التعامل مع المعلومات والتحديث الدوري لها.
-21التكامل مع عدد من النظم الفرعية مثل :الحضور واالنصراف ،وندارة تنمية الموارد البشرية،
والتراسل اإللكتروني ،والنشرة الصحفية والمكتبية ،والعهدة الشخصية ،والنظم المالية.
إن أي مشروع ينفذ قد تصاحبه بعض المعيقات ،فقد تكون األسباب تارة في سوء التخطيط ،أو في
عشوائية التنفيذ ،وعلى هذا األساس فإن اجمالي المعيقات التي تواجهها اإلدارة اإللكترونية هي:
-2الرؤية غير الواضحة ،والضبابية لإلدارة اإللكترونية ،المتمثلة في عدم فهم واستيعاب أهدافها ،سواء
أكان ذلك بالنسبة إلى الموظفين والعاملين في اإلدارة اإللكترونية ،أو المستفيدين منها ومن معطياتها
وخدماتها.
1صدام الخمايسة ،الحكومة اإللكترونية الطريق نحو اإلصالح اإلداري ،المرجع السابق ،ص .22
41
اإلطار المعرفي لإلدارة اإللكترونية والخدمة العمومية. الفصل األول:
-1قد يكون هناك تمسك بالمركزية ،المعوقة أحيانا لإلدارات اإللكترونية ،وعدم االهتمام أو الرضا
1
بالتغيير اإلداري فيها.
-1األمية اإللكترونية لدى بعض العاملين بسبب عدم وجود وعي معلوماتي وحاسوبي ،ووجود الفجوة
الرقمية بين الناس المتخصصين في مجال التقنية وآخرين ال يفقهون شيئا من إيجابياتها.2
3
-4إدخال تقنية المعلومات بشكل مستقيم لكل قسم.
-1عدم كفاية التدريبات الالزمة للعاملين على األجهزة اإللكترونية ،حيث يقتصر التدريب على الشرح
النظري.
-1عدم تطور اختيار القائمين على األجهزة اإللكترونية ،حيث يتم اختيارهم اعتمادا على المقابلة
الشخصية ،دون أن يقترن ذلك بممارسة عملية على هذه األجهزة.
-4انعدام أو ضعف الوعي بأهمية التكنولوجيا وتطبيقاتها ،بل وتبني مواقف سلبية منها.4
-5النظرة السلبية لمفهوم اإلدارة اإللكترونية ،من حيث تقليصها للعنصر البشري ،وبالعكس من اإلدارة
5
التقليدية التي يزج إليها الكثير من العاملين والعناصر البشرية.
42
اإلطار المعرفي لإلدارة اإللكترونية والخدمة العمومية. الفصل األول:
-2قلة الموارد المالية الالزمة خاصة وأن التقنية متشابكة ومتكاملة وفي تطور مستمر ،األمر الذي
يجعل اللحاق بهذه التطورات صعبا ومن المستحيل التدرج في توفيرها بل يجب أن تتوافر جميعها في
1
وقت واحد خاصة على صعيد المؤسسة الواحدة.
-1قلة الموارد المالية في تأمين اإلدارة اإللكترونية المطلوبة والمناسبة ،أو ربما في صعوبة توفير السيولة
النقدية الالزمة لها ،حيث إن التحول نحو اإلدارة اإللكترونية بحاجة إلى الدعم بالموارد المالية المطلوبة
2
والوافية.
-1عدم وجود مخصصات مالية كافية لتدريب العاملين في مجال نظم المعلومات.
-2عدم االعتراف بالوثائق اإللكترونية وعدم اعتمادها كبديل للوثائق التقليدية أو االعتراف بمصداقيتها.
-1احتياج الواقع اإلداري اإللكتروني إلى جهد ووقت طويلين لوضع األطر القانونية لممارسة وتحديد
القواعد الضابطة لمعامالته.
-1غياب التشريعات التي تجرم مخترق شبكات اإلدارة اإللكترونية وتضع العقوبات الرادعة لمرتكبي
تلك الجرائم.4
1فريد كورتل ،آسيا تيش سليمان ،اإلدارة اإللكترونية ،المرجع السابق ،ص.25
2إبراهيم قندليجي ،الحكومة اإللكترونية ،المرجع السابق ،ص .212
3عصام عبد الفتاح مطر ،الحكومة اإللكترونية بين النظرية والتطبيق ،المرجع السابق ،ص .51
4حسين محمد الحسن ،اإلدارة اإللكترونية ،المفاهيم ،الخصائص ،المتطلبات ،المؤتمر الدولي للتنمية اإلدارية ،المملكة العربية السعودية ،نوفمبر،
،1229ص ص .291-295
43
اإلطار المعرفي لإلدارة اإللكترونية والخدمة العمومية. الفصل األول:
-5عدم وجود تشريعات أمنية مناسبة ،أو أنها موجودة لكن هناك تغافل ،أو ربما تساهل في تفعيلها
وتطبيقها ،وهذا عامل مهم يقود إلى التعويق أو حتى اإلخفاق في تأمين اإلدارة اإللكترونية ،المناسبة
والمطلوبة.1
-2خوف المتعاملين من نجاح إحدى محاوالت االختراق لإلدارة التي يتعاملون معها ،وأن يمس ذلك
االختراق البيانات الخاصة بهم بالحذف أو التدمير ،أو استغاللها في أعمال غير مشروعة ،أي عدم
الثقة في السرية وأمن التعامالت ،وهذا ما يؤدي إلى فقدان االحساس باألمان اتجاه الكثير من التعامالت
اإللكترونية مثل التحوالت اإللكترونية ،والتعامالت المالية عن طريق بطاقات االئتمان.
-1أمن المعلومات وهو تأمين الحماية من المخاطر التي تهدد المعلومات واألجهزة وتشريع األنظمة
وسن القوانين للسالمة ووصول المعلومات المستفيدين.3
سادسا .المعيقات التقنية :هناك بعض المعوقات التقنية التي تعترض طريق التحول إلى أسلوب اإلدارة
اإللكترونية ومن أبرزها:
-2عدم متابعة التقدم التقني في مجال الحاسوب ،حيث ارتفعت معدالت التغيير في تكنولوجيا
االتصاالت والمعلومات بصورة كبيرة ،في الوقت الذي تبحث فيه المؤسسات عن استقرار نسبي.
-1نقص في البنية التحتية المعلوماتية ،والبنية التحتية لالتصاالت على مستوى الدولة ،مما يعرقل
عملية تطبيق اإلدارة اإللكترونية في مؤسساتها.
44
اإلطار المعرفي لإلدارة اإللكترونية والخدمة العمومية. الفصل األول:
1
-1االفتقار إلى مهارات صيانة أجهزة الحواسيب وتطويرها.
مع نهاية القرن الماضي وبداية القرن الحالي ،وفي ضوء العولمة وانتشار االقتصاد الشبكي ،وتزايد
حدة المنافسة وتزايد الضغوط على المنظمات لتحسين األنماط اإلدارية واألنظمة التي تستخدمها ،تزايدت
أهمية اإلدارة اإللكترونية وظهرت عدة أنماط لها ،من هذا المنطلق إشتمل المطلب على خصائص
اإلدارة اإللكترونية في الفرع األول ،وتم التطرق ألنماط اإلدارة اإللكترونية في الفرع الثاني.
تتميز اإلدارة اإللكترونية بالعديد من الخصائص جعلت منها تحتل هذه المكانة العالمية وهي:
أوال .إدارة بال ورق ،وبال مكان وبال زمان :يمكن القول بأنهما أهم خاصيتين لإلدارة اإللكترونية:
.2إدارة بال ورق :حيث تعتمد على البريد اإللكتروني واألرشيف اإللكتروني والرسائل الصوتية واألدلة
والمفكرات اإللكترونية ونظم المتابعة اإللكترونية.
إذ تعتمد المنظمة بالدرجة األولى على المعلومات اإللكترونية بطرق ونظم اتصاالت إلكترونية فهي
ترتكز على إدارة إلكترونية دون أوامر وروتين تقليدي بل تعتمد على الشبكات الحاسوبية وشبكات
االتصاالت الالسلكية والتقنيات الذكية في إدارة وصنع القرار.2
1فريد كورتل ،آسيا تيش سليمان ،اإلدارة اإللكترونية ،المرجع السابق ،ص.21
2مزهر شعبان العاني ،شوقي ناجي جواد ،اإلدارة اإللكترونية ،دار الثقافة للنشر والتوزيع ،عمان ،الطبعة األولى ،1224 ،ص ص .222-221
45
اإلطار المعرفي لإلدارة اإللكترونية والخدمة العمومية. الفصل األول:
أ .والتي تقوم على االجتماعات والمؤتمرات اإللكترونية واستخدام التلفون المحمول والعمل عن بعد
والتعامل مع المؤسسات االفتراضية ،virtual1فهي إدارة تتخطى المكان فباإلمكان مواصلة العمل من
أي مكان حول العالم باستخدام تقنيات االتصاالت الحديثة ،والتي أصبحت موجودة في كل بقعة من
بقاع األرض وأصبح العالم عبارة عن قرية صغيرة بحكم هذا التطور التكنولوجي الهائل.
ب .إدارة تتخطى الزمن ،فبإمكانك مواصلة العمل على مدار اليوم أي خالل 14ساعة من اليوم الواحد،
وبتواصل ،حيث إن عامل الزمن مهم جدا هنا إلتمام الصفقات والعمليات الكبيرة والكثيرة حول العالم،
نظ ار الختالف التوقيتات فيما بين دول العالم ،2حيث إن اإلنترنت في تفاعل حي ومباشر وبالوقت
الحقيقي سواء بين العاملين أو بينهم وبين الزبائن والموردين واألطراف األخرى ،كما أن األنترنت يعمل
وفق قاعدة 2/14أي 14ساعة في اليوم و 2أيام في األسبوع ،3ففكرة الليل والنهار والصيف والشتاء
هي أفكار لم يعد لها مكان في العالم الجديد فنحن ننام وشعوب أخرى تصحو.4
ثانيا .االعتماد على النظم المتطورة وسهولة توفير المعلومات ،لتحسين مستوى الخدمات:
تعتمد اإلدارات اليوم عند تطبيقها لإلدارة اإللكترونية على األنظمة والوسائل المتطورة بحثا عن
توفير وايصال المعلومات بسهولة.
.2االعتماد على النظم المتطورة والبعد عن التنظيمات الجامدة ،حيث أن المؤسسات الشبكية والذكية
التي تقوم على أسس المعلومات والمعرفة ،فهي تحتاج إلى أنظمة إلكترونية وأنظمة التحصيل المجمعة
محمود عبد الفتاح رضوان ،اإلدارة االلكترونية وتطبيقاتها الوظيفية ،المجموعة العربية للتدريب والنشر ،القاهرة ،الطبعة األولى ،1221 ،ص 1
.12
2مزهر شعبان العاني ،شوقي ناجي جواد ،اإلدارة االلكترونية ،المرجع السابق ،ص .222
3نجم عبود نجم ،اإلدارة اإللكترونية ،االستراتيجية والوظائف والمشكالت ،المرجع السابق ،ص .259
4عالء عبد الرزاق السالمي ،نظم إدارة المعلومات ،المرجع السابق ،ص .42
46
اإلطار المعرفي لإلدارة اإللكترونية والخدمة العمومية. الفصل األول:
والخدمة عن بعد والشراء اإللكتروني وأنظمة المتابعة الفورية وأنظمة تخطيط الموارد ونقاط البيع
اإللكتروني والتجارة والبنوك اإللكترونيين...إلخ ،1مع سهولة إدارة ومتابعة اإلدارات المختلفة للمنظمة،
أو المنظمات ،وكأنها وحدة مركزية واحدة ،وهذه فائدة ومزية مهمة وضرورية في اإلدارة اإللكترونية
المعاصرة.2
.1سهولة توفير المعلومات :إن الهدف األساسي لإلدارة اإللكترونية هي توفير المعلومات للمواطنين
بأسهل طريقة خاصة بعد تبسيط اإلجراءات اإلدارية فتصبح المعلومات داخل كل منزل ،وبالتالي فهي
توفر:
القررات.
أ-سهولة توفير المعلومات عن أي مادة وبشكل كفء وتوظيفها في صالح عملية صناعة ا
.1تحسين مستوى الخدمات :يسعى نظام اإلدارة اإللكترونية إلى تقديم الخدمات للجمهور والعمالء
بشكل الئق ،وبمواصفات تتفق وجودة اإلدارة اإللكترونية ذاتها ،وذلك أن الحاسب اآللي وقاعدة البيانات
التي زود بها تعطي نتائج يقينية المجال للخطأ فيها ،األمر الذي يحقق إنجاز المعامالت الخاصة
باألفراد أو الشركات أو المؤسسات ،سيما وأن نظام اإلدارة اإللكترونية يختصر االجراءات الكثيرة
والمراحل الطويلة ،والتي كانت المعاملة أو إنجاز المأمورية تتم من خاللها ،4وبفضل سرعة اإلنجاز
محمود عبد الفتاح رضوان ،اإلدارة اإللكترونية وتطبيقاتها الوظيفية ،المرجع السابق ،ص.12 1
47
اإلطار المعرفي لإلدارة اإللكترونية والخدمة العمومية. الفصل األول:
اإللكتروني أمكن االستغناء عن خدمات بعض المرافق كخدمة مرفق البريد العادي التقليدي في حدود
كبيرة ،باستخدام البريد اإللكتروني الذي يصل إلى موقع المرسل إليه في لحظات ،ويمكن أن يستتبع
الرد في لحظات أيضا إذا كان المرسل إليه مستعدا للرد ،وقد قامت بعض شركات المعلومات الخاصة
بدال من إدارة البريد العامة بتخصيص بعض المواقع للبريد اإللكتروني مثل Hotmailأو yahoo
1
لتأمين هذه الخدمة الهامة.
ثالثا .توفير الجهد والنفقات وزيادة اإل تقان ،نظ ار للطبيعة الخاصة لإلدارة:
إن الطبيعة الخاصة لإلدارة اإللكترونية سمحت بتوفير النفقات والجهد إضافة إلى جودة إتقان العمل
اإلداري.
.2توفير الجهد والنفقات وزيادة االتقان :في ظل نظام اإلدارة اإللكترونية فإنه يتم توفير الجهد والمال،
األمر الذي يساعد على سرعة أداء الخدمة العامة بأسهل الطرق ،ويمكن إنهاء الخدمة مع اإلدارة في
ثوان أو دقائق معدودة منذ الدخول إلى شبكة األنترنت ،حيث يدخل الفرد إلى الخط مباشرة وال يقف في
الصف انتظا ار لدوره ،ولذلك فالمأمول أن نظام اإلدارة اإللكترونية يقضي على كل ألوان االنحراف
والفساد اإلداري كالرشوة والتعقيد والروتين اإلداري ،كما يؤدي إلى تعدد العاملين في أداء الخدمة ،ويعمل
كذلك على تقليص االجراءات اإلدارية ،ويساعد على إمكانية حفظها وأرشفتها بطريقه إلكترونية آمنة،
تساعد على سرعة تداولها ،ونقلها بين الجهات اإلدارية المختلفة.2
فاإلنجاز اإللكتروني للخدمة عادة ما يكون أكثر دقة ونتقانا من اإلنجاز اليدوي ،كما أنه يخضع
لرقابة أسهل وأدق من تلك التي تفرض على الموظف في أداء عمله في نظام اإلدارة التقليدية ،وبذلك
يمكن تقديم خدمات أفضل لمستحقيها واستغالل أمثل إلمكانيات اإلدارة ،والواقع أن إقامة نظام اإلدارة
1ماجد راغب الحلو ،علم اإلدارة العامة ،المرجع السابق ،ص .411
2عبد الفتاح بيومي حجازي ،الحكومة اإللكترونية بين الواقع والطموح ،المرجع السابق ،ص ص .212-212
48
اإلطار المعرفي لإلدارة اإللكترونية والخدمة العمومية. الفصل األول:
اإللكترونية يحتاج في البداية إلى مبالغ غير يسيرة تنفق في شراء األجهزة والمعدات واعداد البرامج
وتدريب العاملين ،غير أن أداء الخدمات بالطريقة اإللكترونية -بعد ذلك -تقل تكلفتها كثي ار عن أدائها
بالطريق التقليدي أو اليدوي ،فضال عن تخفيض أو االستغناء عن كميات األوراق واألدوات المكتبية
المستخدمة في أداء الخدمات.1
وكذا تحديد أو باألحرى تقليل كلفة اإلجراءات اإلدارية ،وما يرتبط بها من عمليات ،من خالل ترشيد
التكاليف المالية ،وتقليل أوجه الصرف ،في إنجاز ومتابعة عمليات اإلدارة المختلفة ،مما يؤدي لتعزيز
الكفاءة االقتصادية.2
.1الطبيعة الخاصة لإلدارة اإللكترونية :تتميز اإلدارة اإللكترونية بطبيعة خاصة بسبب إدخال تكنولوجيا
المعلومات واالتصاالت من حيث اآلتي:
ب-اإلدارة نشاط كليا جامع (بشري ،ومادي ،ومعنوي) يضم تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت.
د-اإلدارة تغطي أرجاء ومحتويات منظمة األعمال ويعنيها في ذلك أزرها ادخال تكنولوجيا المعلومات
واالتصاالت إليها.
ه-اإلدارة نشاط جماعي مستند إ لى عناصر الوضع الراهن وفي ضوء ما توفره تكنولوجيا المعلومات
واالتصاالت من خدمات فاعلة.3
1ماجد راغب الحلو ،علم اإلدارة العامة ،المرجع السابق ،ص ص .412-411
2إبراهيم عامر قنديلجي ،الحكومة االلكترونية ،المرجع السابق ،ص .215
3مزهر شعبان ،شوقي ناجي ،اإلدارة اإللكترونية ،المرجع السابق ،ص ص .222-222
49
اإلطار المعرفي لإلدارة اإللكترونية والخدمة العمومية. الفصل األول:
رابعا .القضاء على بيروقراطية العمل اإلداري وإضفاء الشفافية والوضوح عليه:
تقضي اإلدارة االلكترونية على بيروقراطية اإلدارة التقليدية وتعمل على إضفاء الشفافية والوضوح
على العمل اإلداري.
.2القضاء على بيروقراطية العمل اإلداري :عن طريق اإلدارة اإللكترونية يمكن القضاء على
البيروقراطية بمعناها البغيض ونتائجها السيئة المؤدية إلى إهدار الجهد والوقت والمال وتعذيب أصحاب
المصلحة ،1فاإلدارة اإللكترونية في مجال العمل الحكومي الخاص ،تهدف إلى التخلص من البيروقراطية
والقضاء على التعقيدات اإلدارية ،كما يمكنها كذلك أن تخلصنا من أمراض مزمنة عديدة في معامالت
اإلدارة ،من ذلك القضاء على كمية النماذج الورقية غير العادية التداولة ،والمستندات والتوقيعات
المطلوب استيفائها في هذه النماذج في معامالت الحكومة ،وطلبها مرة أخرى في معامالت جديدة دون
االعتداد بما سبق تقديمه منها.2
كما يمكن نظام اإلدارة اإللكترونية موظفا واحدا من إنهاء المعاملة المطلوبة وتقديم الخدمات
لصاحبها دون الرجوع إلى رؤسائه ،أو رفاقه في العمل ،وذلك بالرجوع لقاعدة البيانات المعدة سلفا في
إدارته ،والتي تعد بمثابة تفويض للموظف يتخذ ق ارره على أساسه ،3وهو ما يحدث اآلن في هولندا ،لذا
4
أوجب القضاء على البيروقراطية بمفهومها الجامد وتسهيل تقسيم العمل والتخصص به.
.1الشفافية والوضوح اإلداري :من السمات الهامة لنظام اإلدارة اإللكترونية عنصر الشفافية ،والذي
عن طريقه يمكن ألي متعامل مع هذا النظام أن يعلم كافة األمور التي تتعلق بمعاملته بوضوح ودون
خفاء ،ذلك أنه يمكن له أن يعلم أين تقع معاملته وما هي المرحلة التي قطعتها ،وهل هناك معوقات في
1راغب ماجد الحلو ،علم اإلدارة العامة ،المرجع السابق ،ص .412
2عبد الفتاح بيومي الحجازي ،الحكومة اإللكترونية بين الواقع والطموح ،المرجع السابق ،ص .219
3عبد الفتاح بيومي حجازي ،النظام القانوني لحماية الحكومة اإللكترونية ،دار الفكر الجامعي ،مصر ،1221 ،ص .15
4إبراهيم قندليجي ،الحكومة اإللكترونية ،المرجع السابق ،ص .215
50
اإلطار المعرفي لإلدارة اإللكترونية والخدمة العمومية. الفصل األول:
التنفيذ أم ال ،ولعل السبب في ذلك أن الدخول إلى الموقع اإللكتروني لهذه اإلدارة متاح لكل ذي شأن،
وليس هناك ما يجب اخفاؤه ،إال إذا تعلق األمر بأسرار الدولة أو العمل الحكومي أو البيانات الخاصة.1
فعندما تتم المعامالت بطريقة إلكترونية دون اتصال مباشر بين صاحب الشأن والموظف المختص،
فال يكون هناك مجال للرشوة أو تالعب الموظفين وسوء معاملتهم للمعنيين ،وفي ذلك مكافحة للفساد
الوظيفي وجرائم العمل ،باإلضافة إلى أن اإلنجاز اإللكتروني ال يتم أمام الجمهور ،مما يجعله أيسر
لتجنبه لمشاكل المواجهة المباشرة مع أصحاب الشأن وطالبي الخدمة ،خاصة من ذوي الوعي المنخفض
من الناس.2
ولذلك يرى جانب من خبراء المعلوماتية أن الشفافية والوضوح اإلداري يتحقق في ظل نظام اإلدارة
اإللكترونية من خالل عناصره التالية:
ب-انخفاض عدد الوثائق الورقية المتبادلة في االجراءات مما يؤدي لسرعة اإلجراءات وقلة عدد
المستندات.
ج-توفير كبير للوقت كأثر للتفاعل الجمعي أو المتوازي بين الحكومة وطالب الخدمة.
د-تحقيق طفرة هائلة في البيانات والمعلومات الحكومية بأقل وقت وتكلفة وبأعلى كفاءة.
ه-شفافية األداء ،حيث تنخفض فرص عمليات الفساد اإلداري ويصبح هناك مجال واسع للمراجعة
والمسائلة.
1عبد الفتاح بيومي حجازي ،الحكومة اإللكترونية بين الواقع والطموح ،المرجع السابق ،ص .222
2راغب ماجد الحلو ،علم اإلدارة العامة ،المرجع السابق ،ص .419
51
اإلطار المعرفي لإلدارة اإللكترونية والخدمة العمومية. الفصل األول:
و-سرعه اإلنجاز على مدار اليوم كله 14-ساعة-أي سبعة أيام في األسبوع مع تقديم الخدمة بشكل
جماعي.
ي-العدالة في تقديم الخدمة بذات الدقة والتكلفة والجودة والوقت إلى جانب المساواة في المعاملة والتقدير
واالحترام.
ن-سهولة الوصول إلى الخدمة من خالل شبكات االتصال من أي مكان وفي أي وقت.1
تأخذ اإلدارة اإللكترونية عدة أنماط وأشكال كل منها حسب نمط العمل الذي وضعت داخله اإلدارة
اإللكترونية ،وقد ساهمت هذه األخيرة فعال وبشكل كبير في ظهور أنواع جديدة من األعمال اإللكترونية
التي تقدم أفضل الخدمات للمواطنين.
تعتبر الحكومة اإللكترونية أحد المداخل الحقيقية للنهضة اإلدارية ودخول األلفية الثالثة بالتسلح
بسالح العلم والتكنولوجيا ومواكبة العالم المتقدم ،وقد ظهرت عالقة تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت
والحكومة عام ،2922فرغم أن أول استخدام لتكنولوجيا المعلومات واالتصال في القطاع العام يعود
إلى عام 2954خالل الحملة االنتخابية الرئاسية األمريكية ،إال أن مصطلح الحكومة اإللكترونية ارتبط
بظهور التجارة اإللكترونية واألعمال اإللكترونية ،ولقد كانت البداية الفعلية لمشروع الحكومة اإللكترونية
عام 1222نتيجة رغبات المؤتمرين في ندوة دولية عن رعاية الديمقراطية والتنمية ،حيث أوصت الندوة
بتكليف منظمة التعاون والتنمية االقتصادية باإلسهام من خالل برامجها المستقبلية في تعميق مدارك
1عبد الفتاح بيومي حجازي ،الحكومة اإللكترونية بين الواقع والطموح ،المرجع السابق ،ص .222
52
اإلطار المعرفي لإلدارة اإللكترونية والخدمة العمومية. الفصل األول:
مستقبل وتداعيات الحكومة اإللكترونية ،1وفي عام 1221عرفت األمم المتحدة الحكومة اإللكترونية
بأنها استخدام اإلنترنت والشبكة العالمية العريضة لتقديم معلومات وخدمات الحكومة للمواطنين ،وفي
عام 1221قامت منظمة التعاون والتنمية في المجال االقتصادي oecpبتعريفها بأنها ":استخدام
تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت وخصوصا األنترنت للوصول إلى حكومة أفضل".2
تتلخص فكرة الحكومة اإللكترونية في قيام الحكومة بتقديم الخدمات للمواطنين عبر شبكات األنترنت
وعن طريق التليفون وذلك بكفاءة أكبر وأسرع بدال من التعقيد اإلداري والروتين وبطء في تنفيذ اإلجراءات
المطلوبة ،3أي أن اهتمام الحكومة اإللكترونية يتركز على توفير الخدمات العامة ألي شخص في أي
وقت ،ولذلك يرى الكثير من الباحثين أنها وسيلة لتحديد بنية الحكومة وطريقة تنفيذ أعمالها ولتعزيز
دورها اإليجابي في التنمية االجتماعية والثقافية واالقتصادية ،4وعلى ذلك تحقق الحكومة اإللكترونية
العديد من المميزات ومنها:
-1تسيير اقتضاء الناس للخدمة سواءا كانوا مواطنين عاديين أو مستثمرين أو غيرهم.
-1تخفيف حدة المشكالت الناجمة عن تعامل طالب الخدمة مع موظف محدود الخبرة أو معتل المزاج
أو غير ماهر في التعامل.
-5تخفيف حدة البيروقراطية وتعدد توقيعات المنفذين والمسؤولين وتضخم الهرم اإلداري.
1آمال حنفاوي ،حكيمة بوغديري ،مستوى تطور الحكومة اإللكترونية في الدول العربية ،مجلة اإلستراتيجية والتنمية ،العدد 1مكرر ،الجزء الثاني،
الجزائر ،ص .112
2خالد ممدوح إبراهيم ،أمن الحكومة اإللكترونية ،الدار الجامعية ،اإلسكندرية ،1222 ،ص .14
3أحمد عاشور يوسف الحديدي ،أثر التكنولوجيا الحديثة على الوسائل القانونية لجهة اإلدارة ،المرجع السابق ،ص .11
4محمد سمير ،اإلدارة اإللكترونية ،المرجع السابق ،ص .22
53
اإلطار المعرفي لإلدارة اإللكترونية والخدمة العمومية. الفصل األول:
وقدم البنك الدولي عام 1225مفهوما للحكومة اإللكترونية بأنها ":عملية استخدام المؤسسات
لتكنولوجيا المعلومات (مثل شبكات اإلنترنت وشبكة المعلومات العريضة وغيرها) والتي لديها القدرة على
تغير وتحويل العالقات مع المواطنين من الوصول للمعلومات ،مما يوفر مزيدا من الشفافية وندارة أكثر
كفاءة للمؤسسات".2
وبناءا عليه فإن الحكومة اإللكترونية تتبع نظام حديثا باستخدام شبكة اإلنترنت لربط مؤسساتها
ببعضها البعض وربط مختلف خدماتها بالمؤسسات الخاصة والجمهور ووضع المعلومة المطلوبة في
متناول األفراد بغرض تأمين عالقة شفافة تتصف بالدقة والوضوح وتهدف إلى االرتقاء بجودة الخدمات
الحكومية والخدمات الخاصة على حد سواء خصوصا تلك المتعلقة بالتجارة والمعامالت المالية
واالقتصادية بين الخواص والشركات التجارية ،أي أن الحكومة اإللكترونية هي نسخة افتراضية عن
الحكومة الحقيقية بصورتها السياسية التقليدية مع اإلشارة إلى أن الحكومة اإللكترونية تعيش بشكل
محفوظ في مراكز حفظ البيانات على شبكة اإلنترنت والشبكات العنكبوتية المخصصة لهذه الصورة
الحديثة وهي تحاكي عادة أعمال الحكومة التقليدية التي تتواجد بشكل حقيقي ومادي في صورة أجهزة
الدولة.3
إذا الحكومة اإللكترونية هي :استخدام التكنولوجيا وتقنية المعلومات ،وتسخيرها لدعم األعمال
الحكومية ،والتفاعل مع المواطنين ،بغية تقديم هذه الخدمات بطريقة سهلة سلسة ،وعلى مدار 14ساعة
يوميا ،وعلى مدار جميع أيام األسبوع ،عبر الوسائل اإللكترونية وأدوات التكنولوجيا الحديثة ،وفي
مقدمتها األنترنت ،والتقنيات الجديدة لالتصال ،وننجاز المعامالت عبر شبكة األنترنت بسرعة ودقة،
1محمود عبد الفتاح رضوان ،اإلدارة االلكترونية وتطبيقاتها الوظيفية ،المرجع السابق ،ص .12
2إيمان عبد المحسن زكي ،الحكومة االلكترونية مدخل اداري متكامل ،المرجع السابق ،ص .19
3عامر إبراهيم القندليجي ،الحكومة اإللكترونية ،المرجع السابق ،ص .12
54
اإلطار المعرفي لإلدارة اإللكترونية والخدمة العمومية. الفصل األول:
وبتكاليف ومجهود أقل ،وتوصيل الخدمات إلى المواطنين والقطاع األعمال والموظفين والهيئات األخرى،
والقدرة على بناء عالقة أفضل بين الحكومة والجمهور من خالل التفاعل مع المواطنين بأكثر سالسة
وسهولة وأكثر كفاءة ،مع العلم أنها ليست بديال عن الحكومة الكالسيكية ،بل هي الوجه اآلخر لها ولكن
في الفضاء اإللكتروني".1
تعد التجارة اإللكترونية إحدى إف ارزات التكنولوجيا ،حيث تهدف إلى تسيير وزيادة التجارة الدولية،
وتحقق ما تقضيه العولمة من رفع الحواجز والمعوقات ،كما تعتبر التجارة اإللكترونية من المتغيرات
العالمية الجديدة ،التي فرضت نفسها بقوة خالل الحقبة األخيرة من القرن العشرين ،حيث أصبحت من
دعائم النظام االقتصادي العالمي الجديد ،وأحد اآلليات الهامة التي تعتمد عليها عولمة المشروعات
التجارية واإلنتاجية.2
بدأت التجارة اإللكترونية في الواليات المتحدة األمريكية عام ،2922وأخذت خطوات سريعة حتى
انتشرت على مستوى العالم ككل ،ويرتبط مفهوم التجارة اإللكترونية بكافة التعامالت التجارية التي تتم
إلكترونيا من خالل الشبكات العالمية ،وأهمها شبكة األنترنت تأخذ هذه التعامالت أشكاال متعددة مثل:
1صدام الخمايسية ،الحكومة اإللكترونية الطريق نحو اإلصالح اإلداري ،المرجع السابق ،ص .21
2مشتي أمال ،التجارة اإللكترونية في الجزائر ،مجلة البحوث والدراسات القانونية والسياسية ،العدد الثالث عشر ،الجزائر ،22ص .119
55
اإلطار المعرفي لإلدارة اإللكترونية والخدمة العمومية. الفصل األول:
والذي يعني أن كافة العمليات المرتبطة بالبيع والشراء والتبادل للسلع والخدمات واألفكار تتم إلكترونيا
عبر الشبكات العالمية ،1كما يمكن أن تقوم بوظائف جديدة في عمليات التبادل من بينها اإلعالن
والمفاوضات وتسوية المدفوعات والحسابات وفتح االمتيازات والتراخيص وغيرها ،2كما تحقق التجارة
اإللكترونية مزايا للعميل ومنها سرعة الحصول على احتياجاته على مدار اليوم بأقل وقت وجهد وتكاليف،
وتوافر كافة المعلومات المرتبطة بالمنتج والتي تمكنه من المقارنة بين البدائل المتعددة.3
لقد سعت إلى تطوير التجارة اإللكترونية أغلبية دول العالم ومن بينها الجزائر فهي تسعى لتطوير
وترقية قطاع تكنولوجيا اإلعالم واالتصال ،من خالل وضع استراتيجية واضحة تتضمن تشريعات وهياكل
ومؤسسات لتنظيم الممارسات بالتجارة اإللكترونية ،فإستهلت بتطوير المنظومة القانونية ال سيما اإلصدار
األخير للقانون 25/22المؤرخ في 1222/25/22والمتعلق بالتجارة اإللكترونية ،وذلك بهدف سد
الفراغ خاصة في مجال إبرام العقود ما بين المتعاملين عبر االتصال اإللكتروني.4
تعود نشأة البنوك اإللكترونية إلى بداية الثمانينات من القرن العشرين الماضي وتزامنا مع ظهور
النقد اإللكتروني ،وخالل منتصف التسعينات من القرن العشرين ظهر أول بنك في الواليات المتحدة
األمريكية يميز بين نوعين من البنوك كالهما يستخدم تقنيات الصيرفة اإللكترونية.
-2البنوك االفتراضية أو بنوك األنترنت :التي تحقق أرباح تصل إلى ستة أضعاف البنك العادي.
-1البنوك األرضية :وهي البنوك التي تمارس الخدمات التقليدية وخدمات الصيرفة اإللكترونية.
محمود عبد الفتاح رضوان ،اإلدارة االلكترونية وتطبيقاتها الوظيفية ،المرجع السابق ،ص ص .11-11 1
4معمري أسامة ،عمورة جمال ،واقع التجارة اإللكترونية في الجزائر بين التأطير القانوني وتحديات التطبيق ،دراسة تحليلية ،مجلة األبحاث
االقتصادية ،جامعة البليدة ،21العفرون ،الجزائر ،مجلد ،24العدد ،22ص .211
56
اإلطار المعرفي لإلدارة اإللكترونية والخدمة العمومية. الفصل األول:
-2تنامي أهمية ودور الوساطة بفعل تزايد حركة التدفقات النقدية والمالية إما في مجال التجارة أو مجال
االستثمار ،والناتجة عما يسمى بعولمة األسواق.
-1تطور المعلوماتية وتكنولوجيا اإلعالم واالتصال أو ما يعرف "بالصدمة التكنولوجية" والتي كانت في
كثير من األحيان استجابة للعامل األول.
تطور العمل مصرفي اإللكتروني بشكل سريع ليبلغ عدد البنوك التي تعمل عبر شبكة اإلنترنت
خالل عام ،2992أكثر من مائتي بنك ،كمفهوم الخدمات المصرفية والمالية عن بعد ،أو البنك المنزلي،
أو البنك على الخط ،أو الخدمات المالية الذاتية ،وكلها تعابير تعني قيام العمالء بإدارة حساباتهم،
وانجاز أعمالهم المتصلة بالبنك ،من البنك ،أو المكتب ،أو أي مكان آخر ،وفي الوقت والمكان الذي
يرغب العميل الدخول ،من خالل خط خاص ،إلى حساباته لدى البنك.1
إذن البنوك اإللكترونية هي جميع النشاطات المصرفية التي تقوم بها المصارف أو المؤسسات غير
المصرفية من خالل األنترنت ابتداءا من مرحلة اإلعالن عن الخدمات المصرفية وحتى التعاقد بشأنها
وتسييرها ،وبذلك فهي بنوك افتراضية تنشئ لها مواقع إلكترونية على اإلنترنت لتقديم نسخ خدمات موقع
البنك مع سحب ودفع وتحويل دون انتقال العميل إليها ،كما وقد عرفت بأنها منافذ إلكترونية تقدم خدمات
مصرفية متنوعة دون توقف وبدون عمالة بشرية ،بينما يشير إليها آخرون بأنها منافذ لتسليم الخدمة
المصرفية القائمة على الحسابات اآللية ذات مدى متسع زمني ،أي خدمات لمدة أربعة وعشرون 14
ساعة ،ومكانيا ،في أماكن منتشرة جغرافيا ،ولذا تسمى بالبنوك المنزلية.2
57
اإلطار المعرفي لإلدارة اإللكترونية والخدمة العمومية. الفصل األول:
بالتالي تتميز خدمات البنوك اإللكترونية بالسرعة ،قصر المعامالت المصرفية ،والمحافظة على
سرية البيانات الخاصة بالعميل وتعمل هذه البنوك طوال أربعة وعشرون 14ساعة وطوال أيام األسبوع،
وتتميز بإنجاز األعمال بدون مساعدة وفي سرية تامة وأمان ،حيث يسمح النظام بااليداع والسحب
النقدي ،ونيداع الشيكات ،وطلب دفتر الشيكات ،وقبول الكروت الدولية ،واالستفسار عن رصيد الحساب،
وسداد فواتير التليفون ،وكشف إيداعات المبالغ الكبيرة بكارت خاص ،واالطالع على الحساب من خالل
األنترنت ،وتغيير العمالت األجنبية ورفض العمالت المزيفة وغير الصالحة ،وخدمة الهاتف المصرفي،
وأخي ار خدمة التحويل اإللكتروني لألموال.
-2تخفيف التكاليف ،نتيجة لعدم الحاجة إلى مباني وفروع وتسهيالت مادية ،وتقليل حجم العمالة.
يعد التعليم اإللكتروني من أهم التطبيقات التكنولوجية في مجال التعليم وطرائقه حيث يمكن القول
أنه يمثل النموذج الجديد الذي يعمل على تغيير الشكل الكامل للتعليم التقليدي بالمؤسسة التعليمية ليهتم
بالتعليم التعاوني الجديد والتعليم المستمر والتدريب المستمر وتدريب المحترفين في جميع المجاالت
التعليمية والعلمية ،وقد انتشر التعليم اإللكتروني بشكل سريع إلى الحد الذي جعل البعض يتوقع أنه
سيكون األسلوب األمثل واألكثر انتشا ار للتعليم والتدريب في المستقبل القريب لما له من فوائد ومميزات
محمود عبد الفتاح رضوان ،اإلدارة االلكترونية وتطبيقاتها الوظيفية ،المرجع السابق ،ص ص .11-15 1
58
اإلطار المعرفي لإلدارة اإللكترونية والخدمة العمومية. الفصل األول:
عديدة تتمثل في أنه يساعد في حل مشكلة االنفجار المعرفي والطلب المتزايد على التعليم ،كما أنه
يساعد في حل مشكلة ازدحام المحاضرات إذا ما استخدم بطريقة التعليم عن بعد والتمكين من تدريب
العاملين وتأهيلهم دون ترك أعمالهم.1
عرفت اليونيسكو UNESCO 1221التعليم اإللكتروني بأنه ":عملية اكتساب المعارف والمهارات
من خالل استخدام تكنولوجيا االتصاالت والمعلومات ،"ICTويعرف بأنه طريقة للتعليم باستخدام آليات
االتصال الحديثة من حاسب وشبكاته ووسائطه المتعددة من صورة ورسومات وآليات البحث ،ومكتبات
اإللكترونية ،وكذلك بوابات اإلنترنت سواء كان عن بعد أو في الفصل الدراسي ،فهو يشير إلى استخدام
التقنية بمختلف أصنافها في ايصال المعلومة للمتعلم في أقصر زمن وبأقل جهد مبذول ،وبأكبر فائدة
تتحقق ،فهو تعليم يستثمر في الزمن ويقلص المسافات ،ويختصر المساحات ،باستخدام كل ما تتيحه
التقنية الحديثة ،وهو مؤشر على أن التعلم متاح للجميع ويمكن االستعانة ببعض امتيازاته حتى في
التعليم الحضري.2
كما عرفه اتحاد المعلمين األمريكيين في تعريفهم له بأنه نوع من التعليم يتيح أكبر قدر من التفاعل
اإللكتروني بين المعلم والطالب ويمتد االتصال اإللكتروني ليشمل األشكال اإلذاعية والفيديو والبريد
اإللكتروني وبصفة أكبر اإلنترنت ويتدرج من التدريب بواسطة ورش العمل إلى برامج البكالوريوس
والدراسات العليا ،كما يمكن المتعلم من التفاعل مع المادة المطلوبة تعلمها بأقل جهد وأكبر فائدة ممكنة
وذلك من خالل الشبكات اإللكترونية المغلقة داخل الجماعة أو المشتركة بين الجامعات أو على شبكة
األنترنت مع االستمتاع بخاصية المرونة في الزمان والمكان.3
1عامر ،طارق عبد الرؤوف ،التعليم اإللكتروني والتعليم االفتراضي ،المجموعة العربية للتدريب والنشر ،القاهرة ،مصر ،الطبعة األولى-1224 ،
،1225ص .12
2أحمد بناني ،جلول معزوزي ،مريم بناني ،التعليم اإللكتروني في الجزائر الراهن والمستقبل ،مجلة الدراسات في العلوم اإلنسانية واالجتماعية ،المجلد
،21العدد ،22الجزائر ،ص .152
3عامر ،طارق عبد الرؤوف ،التعليم اإللكتروني والتعليم االفتراضي ،نفس المرجع ،ص .11
59
اإلطار المعرفي لإلدارة اإللكترونية والخدمة العمومية. الفصل األول:
كما أن الدراسة الجامعية عبر األنترنت أصبحت ممكنة في جامعات عديدة ،وبلغات مختلفة و
أمر
أقسام متنوعة وأصبحت إمكانية التسجيل في الجامعات العالمية والتي كانت حلما لدى البعض ،ا
قابال للتحقيق دون اشتراط العمر أو المكان ،حيث تستخدم الجامعات اإلنترنت كوسيلة تعليمية ،وتوفر
من خاللها المقررات والمناهج على الشبكة ،ويوفر بعضها الدراسة واالمتحان عبر األنترنت ،ويقدم
البعض اآلخر دورات تعليمية في موضوعات متعددة ،كما تتوفر إمكانية التسجيل في الجامعات عبر
اإلنترنت لدى بعض هذه الجامعات ،والمفتوحة أمام الطالب العرب.1
لكي ينجح التعليم اإللكتروني ويحقق األهداف المرجوة منه ينبغي توفر عدة عوامل تعمل على
نجاحه وترسيخه منها:
-2إدخال مناهج تعليم الحاسب وتكنولوجيا المعلومات واالتصاالت مع شبكة اإلنترنت في جميع
المراحل التعليمية.
-1تخفيض تكلفة االشتراك بشبكة اإلنترنت إلى أدنى مستوى نظ ار لدورها الحيوي المتعاظم في حياتنا
المعاصرة.
-1ضرورة اتجاه الدول إلى االستثمار في صناعة تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت والبرمجيات
ووضعه على أرس أولويات االستثمار الملحة والفاعلة مما يساعد على انتشار ثقافة عصر الحاسوب
والتعامل مع التكنولوجيا الحديثة.
-4إنشاء وزارات لالتصاالت والمعلومات من شأنها اإلسراع في توفير البنية األساسية الالزمة لتطوير
تكنولوجيا االتصاالت والمعلومات وزيادة سعة شبكة االتصاالت وهو ما يسهم أيضا في انتشار التعليم
اإللكتروني الذي يعتمد على تكنولوجيا اتصالية متقدمة.
1عبد الفتاح بيومي ،الحكومة اإللكترونية بين الواقع والطموح ،المرجع السابق ،ص .122
60
اإلطار المعرفي لإلدارة اإللكترونية والخدمة العمومية. الفصل األول:
-5بناء كوادر من المبرمجين الوطنيين المؤهلين علميا وعمليا والمسلحين بثقافة عربية إسالمية.
-1اتجاه معظم الدول اآلن إلى تطبيق مفهوم الحكومة اإللكترونية والذي أخذ تطبيقه يتزايد بشدة خالل
اآلونة األخيرة من شأنه المساهمة في نجاح التعليم اإللكتروني.
-2تحفيز الطالب على التعلم والقدرة على المشاركة في الحوار والمحاكاة باستخدام التكنولوجيا الحديثة.
-22أن يكون المعلم على دراية باستخدام التكنولوجيا الحديثة وقاد ار على تبسيط مفاهيم المادة العلمية
وندارة الحوار والنقاش بين الطالب من خالل الفصول االفتراضية وغرف المناقشة والبريد اإللكتروني
وغيرها.1
في ظل انتشار شبكة اإلنترنت والفضاء اإللكتروني الذي فرضته الدول المستضيفة لالستثمار
كطريق بديل للتفاوض على العقود وابرامها ،ارتفع حجم العمليات التجارية بشكل غير مألوف لما وفرته
التجارة اإللكترونية من أدوات دفعت المتعاقدين إلتباع هذا الطريق الذي صاحبه -كنتيجة طبيعية-
ارتفاع ملحوظ في معدل الخالفات الناشئة عن تنفيذ هذه العقود ،وأمام عجز القضاء عن اللحاق بالطفرة
اإللكترونية وتوفير وسائل سريعة لفضل المنازعات التجارية اإللكترونية ،ولثقة المتنازعين بالتحكيم لفض
المنازعات سعت مراكز التحكيم لتوفير وسيلة أكثر نجاعة تتالئم مع اآللية التي نجمت عنها الخالفات
1عامر ،طارق عبد الرؤوف ،التعليم اإللكتروني والتعليم االفتراضي ،المرجع السابق ،ص .30
61
اإلطار المعرفي لإلدارة اإللكترونية والخدمة العمومية. الفصل األول:
بين المتعاقدين مع المحافظة في ذات الوقت على متطلبات التجارة اإللكترونية فكان نتيجة جهودها
التحكيم اإللكتروني.1
ال يختلف التحكيم اإللكتروني عن نظام ونجراءات التحكيم الدافع أو الدولي إال في طريقته ،فكل
إجراءاته تتم إلكترونيا على شبكة اإلنترنت ابتداءا من ملء النموذج الخاص بالموافقة على التحكيم عبر
الشبكة ،مرو ار بتبادل الرسائل والمستندات اإللكترونية ،وتعيين المحكم ،وسماع الخبراء والشهود ،وأخي ار
صدور قرار التحكيم ،ويقدم التحكيم مميزات غير موجودة في التحكيم التقليدي وتتمثل في أنه ال يلزم
انتقال األفراد المتخاصمين إلى مكان التحكيم الذي قد يكون بعيدا عن محل إقامتهما ،ونفس األمر
بالنسبة لسماع الشهود والخبراء ،كما أن الوصول إلى الحكم في النزاع يكون أسرع وذلك لسهولة وسرعة
تقديم األوراق والمستندات المطلوبة من خالل البريد اإللكتروني ،أو من خالل االتصال المباشر بالخبراء
على عنوانهم اإللكتروني ،أو بتبادل الحديث معهم من خالل شبكة الويب ،ومن هنا قامت بعض
المؤسسات بإنشاء محكمة التحكيم اإللكترونية Cybertrihunalبكندا بجامعة مونتريال ،وكذلك المحكمة
اإللكترونية التابعة للمنظمة العالمية للملكية الفكرية ،O.M.O.Iوكذلك في الواليات المتحدة األمريكية.2
يشمل نطاق التحكيم اإللكتروني النظم والتقنية المعلوماتية ،والحوسبة التطبيقية والمعامالت
اإللكترونية وما يتصل بها ،كما يهدف إلى تنقية وتأمين بيئة العمل اإللكتروني من خالل تسوية أو حل
المنازعات الناشئة عن عالقة قانونية ،سواء كانت عالقة عقدية أو غير عقدية ،وسواء كانت في القطاع
العام أو الخاص أو بينهما ،مع م ارعاة إجراءات التحكيم في القطاع العام الواردة في القوانين ونظم
1محمد أبو الهيجاء ،التحكيم اإللكتروني ،الوسائل االلكترونية لفض المنازعات ،الوساطة والتوفيق ،التحكيم ،المفاوضات المباشرة ،دار الثقافة للنشر
والتوزيع ،األردن ،1229 ،الطبعة األولى ،ص ص .42-41
2محمد أمين الرومي ،النظام القانوني للتحكيم اإللكتروني ،دار الفكر الجامعي ،اإلسكندرية ،الطبعة األولى ،1221 ،ص ص .94-91
62
اإلطار المعرفي لإلدارة اإللكترونية والخدمة العمومية. الفصل األول:
التحكيم المختلفة ،كما أنه يقدم الخدمات االستشارية التي من شأنها منع حدوث المنازعات من أجل
مجتمع رقمي معافى.1
ظهرت بداية بصورة واضحة في عدة مشاريع إلكترونية منها شبكة القضاة اإللكترونية ،التي أسست
عام 2994تتضمن أكثر من 42قاضيا بهدف مكافحة القرصنة وجرائم التشهير وانتهاك حقوق
المؤلف.2
إن تطبيق نظام اإلدارة اإللكترونية تتيح لطالب الخدمة أن يتقدم بطلبه عبر الموقع أي من مكانه
ودون ما الحاجة إلى االنتقال لمقر اإلدارة المعنية والتحول من الموظف التقليدي إلى الموقع الرقمي،
لزما أن يتم إحداث تغييرات كثيرة وواسعة تشمل نوعية العاملين واألجهزة المستخدمة وطرق
وكان ا
األداء ،على أن تتم إعادة تنظيم شاملة للخدمات واألدوات ،لما تتميز به اإلدارة اإللكترونية من خصائص
تميزها عن اإلدارة التقليدية ،لذا فقد تناول هذا المطلب من الدراسة األجهزة العلمية المتطورة ونظم
المعلومات في الفرع األول ،ثم شبكة األنترنت باعتبارها الشبكة األصل لكل الشبكات األخرى في الفرع
الثاني ،كما تطرق الفرع الثالث لشبكات االتصاالت الداخلية ،في حين شمل الفرع الرابع العنصر البشري
المؤهل وصناع المعرفة ،أما الفرع الخامس فقد تطرق لتشريعات اإلدارة اإللكترونية ،لنخم المطلب
بالمتطلبات اإلدارية واألمنية والمالية لإلدارة اإللكترونية في الفرع السادس.
1سيف الدين إلياس حمدتو ،التحكيم اإللكتروني ،مجلة العلوم القانونية ،العدد ،1جوان (يونيو) ،الجزائر ،1222 ،ص .51
2مهند حمد أحمد الجبوري ،هلو محمد صالح عبد الصمد ،التحكيم التجاري الدولي والقانون الواجب التطبيق –عقود اإلستثمار أنموذجا ،مجلة
الكوفة للعلوم القانونية والسياسية ،المجلد ،22العدد ،1222 ،15جامعة الكوفة كلية القانون ،العراق ،ص .125
63
اإلطار المعرفي لإلدارة اإللكترونية والخدمة العمومية. الفصل األول:
ال بد من توفير البنية التحتية والتي يقصد بها الجانب المحسوس في اإلدارة اإللكترونية ،من تأمين
أجهزة الحاسب اآللي ،وربط الشبكات الحاسوبية ،واألجهزة المرفقة معها ،وتأمين وسائل االتصال الحديثة
هذا من أجل البدء ببرمجة المعامالت الورقية األكثر انتشا ار في جميع األقسام إلى المعامالت
اإللكترونية ،لتقليل الهدر في استخدام الورق ،مثال نموذج طلب إجازة يطبق في جميع األقسام بال
استثناء وغيرها من النماذج.1
فمن أجل تطبيق اإلدارة اإللكترونية ال بد من توفير أجهزة علمية متطورة ومكلفة ،وقد كثرت وتنوعت
في السنوات األخيرة األدوات والمنتجات الخاصة بأنظمة تقنية المعلومات واالتصاالت المسموعة والمرئية
التي يلزم أو يستحسن توافرها إلمكان تطبيق نظام اإلدارة اإللكترونية بنجاح.2
أوال .أجهزة الحاسوب :فتلجأ الكثير من الشركات إلى االستعانة بأجهزة كمبيوتر ذات امكانيات مشابهة
لتلك األجهزة الخاصة بوحدة خدمة الويب من أجل القيام بعمليات االختبار المختلفة وذلك بهدف توفير
بيئة اختبار أكثر دقة وفاعلية ،ومع هذا يمكن القول إن أجهزة الكمبيوتر التي يتم االستعانة بها للقيام
بعمليات التطوير يجب أن تكون فعالة بالقدر الكافي لتشغيل البرامج التي تحتاج إليها للقيام بتطوير
واختبار الموقع.3
واآلن في ظل حوسبة الموظفين في نطاق اإلدارة اإللكترونية في نطاق الحكومة أو القطاع الخاص،
لسنا بحاجة لمقاعد كافية للموظفين والجمهور ،بل في حاجة إلى حواسيب آلية ووسائل اتصال ،عن
طريقها يمكن للموظف العام قضاء األعمال المنوطة به أو المكلف بها ،4وهو جهاز الحاسوب وملحقاته،
1صدام الخمايسة ،الحكومة اإللكترونية الطريق نحو اإلصالح اإلداري ،المرجع السابق ،ص .24
2راغب ماجد الحلو ،علم اإلدارة العامة ،المرجع السابق ،ص .414
3محمد الصيرفي ،اإلدارة اإللكترونية ،المرجع السابق ،ص ص .292-229
4بيومي حجازي ،الحكومة اإللكترونية بين الواقع والطموح ،المرجع السابق ،ص .11
64
اإلطار المعرفي لإلدارة اإللكترونية والخدمة العمومية. الفصل األول:
ونظ ار لتطور برامج الحاسوب والزيادة المستمرة في عدد مستخدمي األجهزة في المؤسسات ،فمن األفضل
للمؤسسة السعي إلى امتالك أحدث ما توصل إليه صانعو العتاد في العالم حتى تتحقق ميزتين أساسيتين:
ويمكن استخدام حاسوب مايكروي Microcomputerأو ما يطلق عليه تسمية حاسوب شخصي
) (PCلالرتباط بالشبكة ،ونن حاسوب ( )421بذاكرة عشوائية ال تقل عن ( )GB4قد يفي بغرض
االرتباط باإلنترنت ،إال أنه يفضل استخدام حواسيب من طراز بنتيوم ) (Pentiumالحديثة ،من الطراز
األحدث ،نظ ار إلمكاناتها وطاقاتها االستيعابية ،وسرعة المعالجة ،والتعامل مع مختلف أنواع المعلومات
ذات النصوص واألصوات والرسومات والصور ،الثابتة منها أو المتحركة.
يلحق بالحاسوب عادة ،إضافة إلى الشاشة ولوحة المفاتيح ،طابعة لطبع المخرجات والنتائج
المطلوبة ،وكذلك معدات استقبال األصوات ،2وهي ما تسمى بملحقات الحاسوب.
ولذلك ينظر إلى الحاسوب اآللي ،بأنه آلة معالجة البيانات Date processing machine
وتحويلها إلى معلومات حسب برنامج يتم إعداده مسبقا ،فالحاسب اآللي حين يستقبل البيانات ،يقوم
بمعالجتها حسب قاعدة البيانات المخزنة عليه ،وعملية المراجعة هي ما يطلق عليها معالجة البيانات
أو التشغيل ،وعليه تصدر المعلومة بعد ذلك عن الحاسب اآللي.3
ثانيا .البرمجيات :soft wareهي المكونات غير المادية للحاسوب ،وهي عبارة عن تعليمات منظمة،
خطوة بخطوة ،تصدر أوامر للمكونات المادية للحاسوب ،hard wareإلنجاز العمليات المختلفة،
1فريد كورتل ،تسويق الخدمات ،دار كنوز للمعرفة العلمية للنشر والتوزيع ،عمان ،الطبعة األولى ،1229 ،ص ص .52-52
2إبراهيم عامر قندليجي ،الحكومة اإللكترونية ،المرجع السابق ،ص ص .92-92
3عبد الفتاح بيومي حجازي ،الحكومة اإللكترونية بين الواقع والطموح ،المرجع السابق ،ص .51
65
اإلطار المعرفي لإلدارة اإللكترونية والخدمة العمومية. الفصل األول:
وتختار كل إدارة برامج الحاسوب التي تناسبها من بين آالف البرامج الحاسوبية ،هذه األخيرة تنقسم إلى
نوعين رئيسيين هما:
.2برمجيات نظم التشغيل :وهي البرامج التي يتم تحميلها على معظم أجهزة الحاسوب التي يبدأ تشغيلها
من أجل إدارتها ،والمستخدم حاليا .Windows
ا-برامج عامة :وهي البرامج التي يتم تحميلها على معظم أجهزة الحاسوب التي يبدأ تشغيلها ك ( Word,
)Excel; Power Pointوالبريد اإللكتروني وغيرها.
ب -برامج خاصة :وهي مجموعة البرامج التي تعمل على أداء مهام وواجبات معينة وتصمم من قبل
مبرمجي الحاسوب بإحدى لغات البرمجة وذلك حسب الحاجات الخاصة للمؤسسة.1
ثالثا .تكنولوجيا المعلومات :وفيما يتعلق بتكنولوجيا المعلومات المرتبطة ببنية اإلدارة اإللكترونية نورد
ما يلي:
66
اإلطار المعرفي لإلدارة اإللكترونية والخدمة العمومية. الفصل األول:
ا-حاسوب المزود أو الخادم الذي يقوم بتجهيز الخدمة المعلوماتية المطلوبة إلى الزبون ،وحاسب الزبون
الذي يطلب الخدمة المعلوماتية أيا كان نوعها من المزود وبمساعدة برنامج خاص من خالل شبكة
االتصال أو على األقل قناة اتصال.
ب-يستخدم لتسهيل دخول العميل إلى المعلومات الخاصة بحاسبه المصرفي من حاسوب المنزل أو
طلب أي خدمة مالية أو مصرفية يحتاج إليها.
.6تكنولوجيا حوسبة المستفيد النهائي :هي تشير إلى الحالة التي يستطيع منها المستفيد النهائي من
المشاركة الفعالة في تطوير نظم المعلومات واستخدام تطبيقاتها ،1وقد بدأت هذه التكنولوجيا في نهاية
السبعينات واستمرت بالنمو في الثمانينات والتسعينات باعتبارها مدخال متمان ار عن المداخل التقليدية
سواء في تطوير النظم ،أو في استثمار مواردها بصورة كفؤة وفعالة ،2وقد ساهمت بصورة فعالة في
تخفيض التكاليف لتشغيلية والمصاريف اإلدارية في المنظمات الحديثة.
.1تكنولوجيا ال مركزية الحوسبة والمشاركة بالمعلومات :فالمعلومات في األعمال الجديدة خاصة اقتصاد
اإلدارة اإللكترونية لم تعد حلقة مغلقة وذات بعد واحد ،وانما هي قيمة متعددة ترتبط بالمنافسة وندارة
المعرفة ،فضال عن ذلك ،فإن المعلومات نفسها لم تعد ترتبط بمكان ثابت للعمل أو بوظيفة ونشاط
مخطط ومحدد التفاصيل إلى حد ما وننما أصبحت موردا تتدفق في كل مكان ،هذا التغيير النوعي في
وظيفة ومجال تأثير المعلومات لم يظهر فجأة بطبيعة الحال فلقد كانت المعلومات في المنظومة معزولة
في عقد السبعينات وحتى بداية عقد الثمانينات من القرن الماضي فقد كان حاسوب مركزي يعالج كل
مهام تشغيل البيانات لذلك أطلق على هذه المرحلة اسم مرحلة الحوسبة المركزية والمعلومات المعزولة
.centralized computing and Isolated Information
67
اإلطار المعرفي لإلدارة اإللكترونية والخدمة العمومية. الفصل األول:
في المرحلة الثانية التي تدعى الحوسبة الالمركزية والمعلومات المعزولة كانت تقنيات الحوسبة غير
مركزية لبيئات أعمال معينة ،إال أن كل وحدة أو مجال وظيفي ظل محتفظا بمعلوماته الخاصة به ،لكن
في المرحلة الثالثة نجد أن االتجاه يتعزم نحو بناء نظم تقوم على المركزية الحوسبة مع المشاركة البينية
بالمعلومات حيث نجد أن تقنيات الحوسبة غير مركزية في مختلف المجاالت أو الوحدات ولكن كل
1
المعلومات الخاصة بالمنظمة يتم تجميعها في قاعدة بيانات.
هي شبكة معلوماتية عالمية تضم مجموعة من الشبكات المنتشرة في جميع أنحاء العالم ،وتعد هذه
الشبكة هي العصب الرئيسي ومحور االرتكاز الذي تنهض عليه وتتمحور حوله البنية األساسية لإلدارة
اإللكترونية ،2فعن طريق اإلنترنت يمكن لكل صاحب شأن إنجاز معاملته ،سواء من خارج اإلدارة كما
في حالة سداد الرسوم والمستحقات ،أم من داخلها باالتصال باإلدارات األخرى والربط بينهما من خالل
الشبكة الدولية.3
ظهرة النواة األولى لفكرة شبكة األنترنت في أواخر الستينات من القرن الماضي وبالتحديد عام 2919
عندما طلبت وزارة الدفاع األمريكية (البنتاجون) من خبراء الكمبيوتر إيجاد أفضل طريقة لالتصال بعدد
غير محدود من أجهزة الكمبيوتر دون االعتماد على كمبيوتر واحد ينظم حركة السير ،وكان الدافع هو
الخوف من أن االعتماد على شبكة تدار مركزيا سيكون هدفا سهال لهجوم نووي مباغت يقضي عليها،
68
اإلطار المعرفي لإلدارة اإللكترونية والخدمة العمومية. الفصل األول:
ولذلك عمل البنتاجون على البحث عن تكنولوجيا جديدة لالتصاالت فقام بتمويل ونعداد شبكة تعد من
أهم شبكات الكمبيوتر.1
كانت األ نترنت تستخدم في البداية لألغراض البحثية العلمية فقط ثم نتيجة التطور الهائل فيها
تطورت العديد من الخدمات وأصبح باإلمكان االستفادة منها كالبريد اإللكتروني والشبكة العنكبوتية
العالمية world wide webوالتي يرمز لها بالرمز WWWأو W3ويطلق عليها اختصار الوب
والمجموعات اإلخبارية ونقل الملفات واالتصاالت عبر اإلنترنت وغيرها ،ومن منطلق أن شبكة األنترنت
أصبحت أكبر مزود للمعلومات في العالم في الوقت الحاضر ،وهي تسمى شبكة الشبكات ،تضم عددا
كبي ار من شبكات المعلومات المحوسبة في مختلف بقاع ومناطق المعمورة ،2فاصطالح اإلنترنت هو
اختصار لكلمتين إنجليزيتين ،األولى Internationalوالثانية Networkوبالتالي فإن اصطالح
Internetيقصد به شبكة االتصاالت الدولية ،فهي إذن مجموعة شبكات وأجهزة الحاسب اإللكتروني
التي تتواجد في مختلف دول العالم والتي تتصل ببعضها ويجمع بينها أنظمة االتصاالت اإللكترونية
التي تستخدم لنقل البيانات أو ما يدعى بنظام (Transmission control Internet TCP/IP
) Protocolأي نظام نقل المعلومات.3
تعتبر شبكة اإلنترنت أول مؤسسة عالمية ال تملكها أي حكومة ،فملكية اإلنترنت بذلك مقسمة بين
الدول والحكومات والجامعات والشركات والمؤسسات أما من يملك الخدمات الرئيسية لإلنترنت فهو مقدم
خدمة اإلنترنت ( Internet server Provider )ISPوتقع عليه مسؤولية قانونية سواء تقصيرية أو
تعاقدية ،4كما غيرت شبكة اإلنترنت قواعد العمل في عالم األعمال ،لكنها مكنت قبل كل شيء من
1خالد ممدوح إبراهيم ،التقاضي اإللكتروني ،الدعوة اإللكترونية ونجراءاتها أمام المحاكم ،دار الفكر الجامعي ،اإلسكندرية ،الطبعة األولى،1222 ،
ص ص .55-54
2إبراهيم قندليجي ،الحكومة اإللكترونية ،المرجع السابق ،ص .92
3خالد ممدوح ابراهيم ،التقاضي اإللكتروني ،نفس المرجع ،ص ص .52-52
4
Ejan Mackaay; Daniel Ppulin And Pierre Trudel; The Electronic Super Highway; The Shape of Technology and
Law to come; Klwuer Law International; Edition 1995; P15.
69
اإلطار المعرفي لإلدارة اإللكترونية والخدمة العمومية. الفصل األول:
استثمار الفرص المتاحة في بيئة تكنولوجيا المعلومات فلشبكة اإلنترنت والويب أهمية كبرى في بناء
عالم اإلدارة اإللكترونية في ظل االقتصاد الرقمي الجديد العتبارات مهمة نذكر منها على سبيل المثال
ال الحصر ما يلي:
-1تعتبر شبكة األنترنت الفضاء الرقمي لإلدارة اإللكترونية وهي أيضا قاعدة االنطالق التقنية لها
technical platformوألنشطة األعمال اإللكترونية والتجارة اإللكترونية.
-1شبكه اإلنترنت وسيلة اإلدارة اإللكترونية لبناء المنظمة الشبكية في االقتصاد الشبكي.
-4شبكه اإلنترنت هي أيضا وسيلة اإلدارة اإللكترونية للولوج إلى السوق الكوني واالندماج في أنشطة
األعمال الكونية لتلبية احتياجات الزبائن والمستفيدين في كل زمان ومكان.
1
-5وأخي ار تعتبر شبكة األنترنت أساس خيارات تطوير تكنولوجيا االتصاالت والشبكات.
-2إن اإلنترنت بمكوناتها وخصائصها األساسية أصبحت تقدم وفرة غزيرة بالمعلومات للمنظمات بدال
من الندرة الكبيرة للمعلومات في المنظمات التقليدية.2
-1إن اإلنترنت توفر إمكانية عظيمة لالتصاالت الشبكية وتبادل المعلومات اإللكترونية هنا وفي كل
مكان ،بما يجعل المنظمة في كل مستوياتها التنظيمية ال تتجاوز فقط نقص وضعف االتصاالت وبطئها
التي تعاني منها جميع المنظمات التقليدية وننما أيضا تحقق اإلفراط في االتصاالت داخل الشركة
وخارجها.
70
اإلطار المعرفي لإلدارة اإللكترونية والخدمة العمومية. الفصل األول:
-1إن اإلنترنت تعمل بالنقرات التي تنتقل بسرعة انتقال التيار الكهربائي عبر األقمار الصناعية فيما
يقرب من سرعة الضوء وهذه السرعة أصبحت تسهم في األعمال اإللكترونية ليس فقط في عمل
الصفقات وننما أيضا في العمل التنظيمي كله المرتبط باألعمال والصفقات.
-4إن اإلنترنت هو التكنولوجيا األكثر عولمة من كل التكنولوجيات أخرى وهذا ما يعطي المنافسة بعدا
1
عالميا غير مسبوق.
تدار اإلنترنت عن طريق عدة هيئات ،ففي المستويات األعلى يوجد عدد من الهيئات التنظيمية
المسؤولة عن تكنولوجيا وهندسة اإلنترنت مثل مؤسسة بناء اإلنترنت وهي تتضمن فريق العمل الخاص
بهندستها والذي يتكون من مصممي ومشغلي الشبكة ،والبائعين والباحثين والمهتمين بتطوير شبكة
اإلنترنت ،كما يوجد أيضا شركة اإلنترنت المكلفة بتسجيل أسماء النطاق باألسماء واألرقام ICANN
وهي شركات ال تهدف إلى الربح ومهمتها تحديد نطاق إدارة أسماء مالك مواقع اإلنترنت ،كما يوجد
اتحاد شبكة اإلنترنت ومقره في "جنيف" سويس ار وهو عبارة عن اتحاد دولي أنشئ من أجل تنمية
المعاهدات الدولية من أجل تطوير شبكة اإلنترنت ،وهذه الهيئات تتعاون فيما بينها من أجل إدارة الشبكة
العالمية.2
في ضوء االستخدام المكثف والمزدحم لإلنترنت ،وبالتعاون بين عدد من الجامعات ،وبواسطة
الشركات والمؤسسات التجارية ،فقد تحولت اإلنترنت إلى الهيئة التي نعرفها عليها اليوم ،من خدمات –
فمنذ عام 2992كان المجتمع األكاديمي األمريكي واألوروبي ،قد وصل إلى قناعات أنه البد من إجراء
تغييرات وتحوالت مهمة وفعالة في بنيتها وهو ما تم االتفاق على تسميته اإلنترنت .Internet 23
71
اإلطار المعرفي لإلدارة اإللكترونية والخدمة العمومية. الفصل األول:
لقد غيرت أم الشبكات قواعد لعبة األعمال ألنها مكنت قبل كل شيء من استثمار الفرص المتاحة
في بيئة تكنولوجيا المعلومات ،وشبكة المعلومات المحوسبة هي عبارة عن مجموعة أو مجاميع من
الحواسيب ،مختلفة األحجام واألنواع ،إبتداءا من الحواسيب الصغيرة المحمولة واألي باد والحواسيب
واألجهزة المحمولة والمتنقلة األخرى ،إلى الطرفيات ،أو المحطات الطرفية ونلى الحواسيب الشخصية،
ونلى الحواسيب المتوسطة ،ومحطات العمل ،والحواسيب الكبيرة الواسعة وال يزال الباب مفتوحا
لالختراعات والتسميات الجديدة والمستحدثة في هذا المجال وتكون هذه الحواسيب المستخدمة وبكل
أنواعها مرتبطة مع بعضها بوسائط وروابط اتصاالت ،كاأللياف الضوئية ،والكوابل ،واألسالك المبرومة
وغيرها من وسائل االتصال ،فضال عن أجهزة ومعدات ملحقة أخرى ،كالمكررات ،وأجهزة التقوية،
ومجمعات التوصيل ،ومسارات الربط ،والجسور ،وغيرها من المتطلبات والمسميات ،التي تحتاجها شبكة
المعلومات ،المحلية ،واإلقليمية ،والمتباعدة.
شبكات المعلومات ،مختلفة األنواع واألحجام يمكن أن تكون واحدة من أنواع ثالثة هي :شبكات
محلية ،أو شبكات متوسطة ،يسميها البعض بالقطرية ،أو أن تكون شبكة واسعة تسمى وان ،والتي هي
شبكة إنترنت عمالقة معنية بذلك ،ويرمز لها على التوالي:
72
اإلطار المعرفي لإلدارة اإللكترونية والخدمة العمومية. الفصل األول:
هي شبكة اتصاالت تربط مجموعة من الحواسيب ببعضها البعض في مجال جغرافي محدود كأن
يكون مبنى لمؤسسة أو طابقا رئيسيا فيها ،وذلك بما يتيح لهذه الحواسيب تشارك موارد الشبكة من
مكونات مادية وبرمجيات وتبادل البيانات والمعلومات ،1أي تربط مجاالتها الوظيفية الرئيسية بما تسمح
بتبادل البيانات والمعلومات ،ومعالجتها وتخزينها وطلب التقارير في أي وقت.
أما عن اإلدارة اإللكترونية وخاصة استراتيجية تطويرها على مستوى المنظمة فإن لشبكة االتصال
المحلي أهمية تقنية بالغة التأثير ،ذلك ألن هذه الشبكة بخاصة هي منطلق لنسج االتصاالت في الداخل
أوال قبل الشروع في بناء وصالتها مع األطراف المستفيدة أو المؤثرة في الخارج ،وتتكون الشبكة LAN
من ثالثة مكونات أساسية هي:
كما توجد عدة أنماط للشبكة وعدة مجهزين أيضا نذكر منهم مثالNovell – Micro soft-IBM :
،Appleوغيرهم ممن يقومون بتجهيز البرامج الشبكية.2
هي شبكة حاسبات مقصورة على مؤسسة ما ،ولكنها تستخدم نفس أسلوب عمل اإلنترنت وغير
متصلة ب ه (مثل شبكة حاسبات لشركة ما لها فروع في عدة دول متصلة ببعضها وغير متصلة
73
اإلطار المعرفي لإلدارة اإللكترونية والخدمة العمومية. الفصل األول:
باإلنترنت) ،معنى ذلك أن تسمية األنترانت تطلق على التطبيق العلمي الستخدام تقنيات اإلنترنت
والويب ،في الشبكة الداخلية للمؤسسة أو الشركة-أو الجهة الحكومية-بغرض رفع كفاءة العمل اإلداري
وتحسين آليات مشاركة الموارد والمعلومات واالستفادة من تقنيات الحواسب المشتركة.
كما تقدم شبكة اإلنترانت خدمة الدخول إلى شبكة اإلنترنت مع منع العكس-أي ال يمكن لغير
المسجلين في شبكة اإلنترانت الدخول إليها عن طريق اإلنترنت ،وبذلك تؤمن اإلنترانت ما يطلق عليه
–جدار النار-حول محتوياتها مع المحافظة على حق وصول العاملين إليها للوصول إلى مصادر
المعلومات الخارجية على اإلنترنت.1
أي أن هذه الشبكة تقدم نظام البريد اإللكتروني العالمي والوصول عن بعد وأدوات التشارك الجماعي
وأنظمة تقاسم برمجيات التطبيق ،بما يمكن الشركة من أن تعمل كوحدة واحدة بشكل أفضل ،وهناك
مزايا عديدة للشبكة الداخلية أهمها:
-2إغناء بيئة المعلومات في الشركة التي يتم تقاسمها بشكل فوري واالستجابة الفورية لها من قبل جميع
وظائف وأقسام الشركة والعاملين فيها،
-4عقد المؤتمرات االفتراضية بين العاملين في الشركة مهما كانت مواقع انتشارهم الجغرافية ولعل األهم
هو أن الدراسات الكثيرة كشفت أن العائد على االستثمار ( )ROIلهذه الشبكات في الشركات عالي
جدا.2
74
اإلطار المعرفي لإلدارة اإللكترونية والخدمة العمومية. الفصل األول:
على الرغم من ذلك ،فثمة حاجة ملحة لوضع استراتيجيات بناء وتطوير شبكة اإلنترانت ،ونن هذه
االستراتيجيات يجب أن تأخذ بالنظر االعتبار للعوامل المهمة التالية:
-2أن تتضمن شبكة اإلنترانت تطبيقات أعمال واسعة وسهلة االستعمال وأن تساعد في تبسيط عمل
وحياة العاملين في المنظمة.
-1حماية شبكة اإلنترانت مسألة حيوية للغاية ،فما قيمة هذه الشبكة إذا كانت مواردها من البيانات أو
المعلومات معرضة لمخاطر الخسارة.
1
-1العمل على تحقيق التكامل بين قواعد البيانات وتطبيقات اإلنترانت.
-5تحفيز العاملين على استخدام شبكة اإلنترانت ،motivate Empoyees to use the intranet
فتطوير وتطبيق اإلنترانت في المنظمة يعني إجراء تغيير جذري في طريقة تنفيذ أنشطة األعمال ،وتغيير
مضاعف في أسلوب العمل المنتج من قبل العاملين في المنظمة.2
تعرف بأنها الشبكة المكونة من مجموعة شبكات إنترانت ترتبط بعضها ببعض عن طريق اإلنترنت
وتحافظ على خصوصية كل شبكة –إنترانت-مع منح أحقية الشراكة على بعض الخدمات والملفات فيما
بينها ،أي أن شبكة -اإلكسترانت-هي شبكة حاسبات مقصورة على مؤسسة أو و ازرة ما ،ولكن تستخدم
1تمثل قواعد البيانات القلب النابض لشبكة اإلنترانت ،كما أن البيانات والمعلومات التي يقوم العاملون بإدخالها في شبكة اإلنترانت تأتي من قواعد
البيانات ،ثم تعود المعلومات ثانية إلى قواعد البيانات.
2محمد سمير ،اإلدارة اإللكترونية ،المرجع السابق ،ص ص .111-115
75
اإلطار المعرفي لإلدارة اإللكترونية والخدمة العمومية. الفصل األول:
نفس أسلوب عمل –اإلنترانت-مع وجود وحدة حماية تسمى –الجدران النارية-التي تحمي الشبكة من
القراصنة والمتسللين على الشبكات ،ويمكن وجود تطبيقات شبكات اإلكسترانت في المجاالت التالية:
-1نظام التشارك على قواعد البيانات بين الجامعات ومراكز البحوث التابعة لحكومة ما أو إدارة معينة.
-4نظم إدارة شؤون الموظفين والموارد للشركات العالمية المتعددة المراكز والفروع.1
الشبكة Extranetهي شبكة المؤسسة الخاصة التي تصمم لتلبية حاجات الناس من المعلومات
ومتطلبات المنظمات األخرى الموجودة في بيئة األعمال ،تستخدم في شبكة اإلكسترانت تقنيات الحماية
ويتطلب الدخول إليها استخدام كلمة المرور ،pass wordألن الشبكة غير موجهة إلى الجمهور العام
كما هو الحال في شبكة اإلنترانت ،2وهي تمكن الزبائن والموردين من تقاسم قواعد ومستودعات بيانات
الشركة من أجل المساهمة في تطوير أعمالها ،بنفس القدر الذي تستخدم الشركة صالتها الخارجية
لتطوير عالقات تعاقدية على أجزاء و مكونات تدخل في صناعة منتوجاتها ما يجعل الكثير من قدراتها
الجوهرية أو المهمة خارجها ولكن شبكتها الخارجية تساعد على تحويلها إلى قدرات داخلية.3
إذا تستند شبكة االتصاالت Extranetإلى تقنيات اإلنترنت وتتوجه إلى المستفيدين في البيئة
الخارجية ولكن ضمن نطاق محدود بنوع العالقة التي تريدها الشركة ،يمكن القول ،إن شبكة Extranet
76
اإلطار المعرفي لإلدارة اإللكترونية والخدمة العمومية. الفصل األول:
هي شبيهة إلى حد ما بنظام التبادل اإللكتروني للبيانات باعتبار أن كال منهما يؤسس جسور اتصاالت
مع المجتمع الخارجي.1
من األمثلة على استخدام شبكة اإلكسترانت شبكة سنغافورة للتجارة التي تدير أنشطة العمليات في
أحد أكبر موانئ العالم من خالل ربط شركات الشحن ،المصارف ،المستفيدون واألجهزة الحكومية
(سلطات الجمارك والهجرة مثال) هذه الشبكة كلفت الحكومة أكثر من 52مليون دوالر إال أنها مكنت
من إتمام عملية الشحن ألي مستفيد في الميناء بحدود عشر دقائق في حين كانت الشحنة تحتاج إلى
ما بين يومين إلى أربعة أيام من اإلجراءات الخاصة بالشحن ،2إذا فإن الشركات الدولية ،المتعددة
الجنسيات والكونية تحتاج إلى شبكات متعددة المستويات ومتنوعة القد ارت تحتاج ببساطة إلى شبكات
اتصاالت إلكترونية لكي تستطيع البقاء في مجال أعمالها وأنشطتها الرئيسية وهذه الحاجة توضح أسباب
النمو المتسارع في سوق الشبكات العالمية الذي ينمو بأرقام فلكية.3
الموظف هو العنصر األساسي للتحول إلى اإلدارة اإللكترونية ،لذا البد من تدريب وتأهيل الموظفين
كي ينجزوا األعمال عبر الوسائل اإللكترونية المتوفرة ،وهذا يتطلب عقد دورات تدريبية للموظفين أو
تأهيلهم وهم على أرس العمل ،وهناك نوعان من الكوادر البشرية ،اإلداريين الواجب تكوينهم للعمل
اإلداري اإللكتروني والمبرمجين والتقنيين أو ما يطلق عليهم صناع المعرفة ،وهم:
أوال .العنصر البشري المؤهل :يحتاج تطبيق نظام اإلدارة اإللكترونية بنجاح إلى إعداد الكوادر البشرية
المؤهلة والمدربة على العمل في هذا المجال وهذا يقضي من اإلدارات المختلفة ادخال التغيير والتطوير
77
اإلطار المعرفي لإلدارة اإللكترونية والخدمة العمومية. الفصل األول:
على العنصر البشري العامل بها حتى يتمكن من إدارة المشروع بشكل فعال ،ويالحظ أن نظام اإلدارة
اإللكترونية وما ينطوي عليه من تقنية المعلومات الجديدة كثي ار ما يرهب أولئك الذين ال علم لهم به ولم
يألفوه.1
إذا فعملية التحول تعني تبسيط اإلجراءات اإلدارية واالعتماد على عدد أقل من العاملين وتحقيق
الالمركزية اإلدارية ،ولذلك يرى الخبراء والمختصون أن تنمية الموارد البشرية ألجل التحول إلى اإلدارة
اإللكترونية تعود على هذه األخيرة بمجموعة من الفوائد هي:
2
-2سهولة ويسر نشر الثقافة المعلوماتية.
ال شك في أهمية دور القيادة كعنصر أساسي يتولى المبادرة لتحويل اإلدارة التقليدية إلى اإلدارة
اإللكترونية تتمكن من تغيير نمط تقديم الخدمات المرفقية إلى المواطنين ،وليس من الالزم أن تكون
هذه القيادة هي القيادة الرسمية المضطلعة بدور الرئاسة السياسية أو اإلدارية في الدولة ،وننما المهم أن
1ماجد راغب الحلو ،علم اإلدارة العامة ،المرجع السابق ،ص ص .414-411
2بيومي حجازي ،الحكومة اإللكترونية بين الواقع والطموح ،المرجع السابق ،ص ص .111-112
78
اإلطار المعرفي لإلدارة اإللكترونية والخدمة العمومية. الفصل األول:
تتمكن هذه القيادة من اقناع اآلخرين وجعلهم يشتركون معها في السعي إلى تحقيق نظام اإلدارة
اإللكترونية الجديد.1
يترتب على ذلك ويرتبط به ،وجود فريق عمل متكامل مؤهل ،تتوافر فيه سمات ونمكانيات خاصة،
فضال عن توافر الشروط العامة للتعيين في الوظائف العامة ،كأن يشترط توافر الخبرة المعلوماتية ،بأن
يكون متخصصا في علوم الحاسب اآللي ،فشرط الخبرة المعلوماتية ضروري في موظفي اإلدارة
اإللكترونية ،وهذا يعني القدرة الكاملة على التعامل مع أجهزة االتصاالت وأنظمة الحاسب اآللي المختلفة،
وأن يكون له القدرة على العمل مع أحدث التطورات في مجال التقنية والتكنولوجيا المعلوماتية الرقمية.
أما من حيث عالقة تخصص العنصر البشري في عمل اإلدارة اإللكترونية يجب عدم االقتصار
على فئة بعينها ،بل البد من خلق تخصصات دقيقة حتى يمكن تقسيم فريق العمل إلى فئات ومجموعات
2
متخصصة ،فهناك فئة المبرمجين وفئة مشغلي الحاسب اآللي وموظفي الشبكات وغيرها.
ثانيا .صناع المعرفة :وهم العاملون في حقل المعرفة من تقنيين ،ومبرمجين ،ومحللي النظم والمديرين
لقواعد البيانات ،والمختصين في تكنولوجيا االتصاالت والشبكات ،ومهندسي المعرفة ،والمطورين لبرامج
التطبيقات وكل من له عالقة مع المعرفة إنتاجا وتخزينا وتوزيعا.3
يجب أن يمتاز المبرمجون الذين يتم اختيارهم بالخبرة واالستعداد للعمل الجاد ونثبات القدرة على
تعلم مهارات جديدة والقدرة على التواصل الفعال مع اإلدارة وفقا للمعايير وااللتزامات التي تضعها.4
ل قد تم التحول نحو الحوسبة وهو مصطلح ظهر مع انتشار الحاسب اآللي في جهات الحكومة
المختلفة والقطاع الخاص ،ويعني االعتماد بصفة كلية أو شبه كلية على الحاسب اآللي وتطبيقاته في
1ماجد راغب الحلو ،علم اإلدارة العامة ،المرجع السابق ،ص ص .414-411
2بيومي حجازي ،الحكومة اإللكترونية بين الواقع والطموح ،المرجع السابق ،ص ص .221-225
3فريد كورتل ،تسويق الخدمات ،المرجع السابق ،ص .22
4محمد الصيرفي ،اإلدارة اإللكترونية ،المرجع السابق ،ص ص .294-291
79
اإلطار المعرفي لإلدارة اإللكترونية والخدمة العمومية. الفصل األول:
إنهاء األعمال الخاصة بها األمر الذي يعني الدقة وتوفير الوقت والجهد والمال في إنجاز هذه األعمال،
وتم االعتماد على الموظف الجوال ،وهو موظف يمكنه عن طريق الحاسب اآللي الشخصي أو الحاسب
المحمول ،ومعدات اتصال بسيطة أن يعمل من خارج مكتبه ،أي حوسبة الموظف ،ويمكنه في هذه
الحالة ممارسة العمل من المنزل أو من الجهة التي يسافر إليها ،1ويقوم صناع المعرفة بأداء التالي:
-2استخدام حواسيب العمل أينما تواجدوا وفي أي وقت يرغبون بالعمل فيه.
-1إنشاء شبكات الحواسيب ،التي تسمح للوحدات اإلدارية بتطوير وحفظ تطبيقاتها.
-4إنشاء مواقع شبكة الويب ،حتى يمكن مساعدة العمالء في طلب السلع والخدمات.
-5توفير إمكانيات الوصول إلى المعلومات لمن يحتاجها ،ليمكن من اتخاذ الق اررات الصحيحة.2
فاإلدارة اإللكترونية حتى تأدي مهامها على أفضل وجه يجب أن تدعم باحتياجاتها من أجهزة
الحاسب اآللي ووسائط التخزين ووسائل االتصال المتقدمة جدا ،هذا ما يساعد المنظمة على توليد
ونيجاد المعرفة والمحافظة عليها من خالل ما يلي:
1عبد الفتاح بيومي حجازي ،الحكومة اإللكترونية بين الواقع والطموح ،المرجع السابق ،ص ص .11-12
2فريد كورتل ،تسويق الخدمات ،المرجع السابق ،ص ص .51-55
80
اإلطار المعرفي لإلدارة اإللكترونية والخدمة العمومية. الفصل األول:
.1المبرمجون :إن المبرمجين هم الفئة التي يمكن أن نعزي نجاح أو فشل موقع الويب إليها ويجب أن
يمتازوا بالدقة والخبرة.
.1مدير قاعدة البيانات :يتخصص مديرو قاعدة البيانات بصفة عامة في قاعدة بيانات أو اثنين ،ويتم
االستعانة بهم ألن ذلك سيتيح قاعدة بيانات مصممة بحرفية وتمتاز بكثير من االختالفات وذلك من
حيث أداء وفعالية موقع الويب الخاص بك.
.1فنانو الجرافيك أو مصممو الويب :الذي يقوم بإضافة اللمسة الجمالية على موقع الويب ،ويمكن القول
أن مصمم الويب الناجح يتمتع بمعرفة وثيقة بقيود أدوات تصفح الويب وشاشات الكمبيوتر المتعددة
وكذلك أوقات التنزيل من اإلنترنت وتنسيقات ملفات الويب وبعض المعرفة ب .HTML
.4مديرو شبكة االتصال :تتلخص مهمة مدير شبكة االتصال في االبقاء على شبكة االتصال الداخلية
الخاصة بالشركة في حالة تشغيل وذلك لحمايتها من عمليات الوصول غير المرخصة وكذا الحفاظ على
شبكة الويب والبريد اإللكتروني و FTPوغيرها من أنواع وحدات الخدمة األخرى وأيضا لمراقبة
اإلحصائيات الحيوية الخاصة بموقع الويب.
1مزهر شعبان ،شوقي ناجي جواد ،اإلدارة اإللكترونية ،المرجع السابق ،ص ص .224-221
81
اإلطار المعرفي لإلدارة اإللكترونية والخدمة العمومية. الفصل األول:
.5مهندسون المحتويات أو محرر لغة :HTMLإن هؤالء األشخاص هم من يعرفون تمام المعرفة كل
ما يتعلق بأدوات التصفح ،كما أنهم يأخذون نتاج عمل مصممي الجرافيك والمبرمجين المتعددين
ويحولونه إلى صفحات الويب.1
ال شك أن تطبيق نظام اإلدارة اإللكترونية وتقديم الخدمات المرفقية عبر شبكة المعلومات يحتاج
إلى تشريعات خاصة تحكمها وتقدم لها التنظيم القانوني المناسب الذي يكفل تحقيقها ألهدافها على
2
أفضل وجه ممكن.
هذا ما يحتم ضرورة تطوير القوانين الحالية واستحداث قوانين وسياسات جديدة ليس على مستوى
دولة فقط بل على المستوى العالمي لحماية القرية الصغيرة (األرض) ،لذا يجب أن ال تقف النصوص
القانونية والمفاهيم التشريعية حجر عثرة أمام عملية اإلصالح اإلداري ،وتكون معوقا من معوقات انطالق
نظام اإلدارة اإللكترونية ،وذلك إذا تحولت تلك النصوص والمفاهيم القانونية إلى قيود و أغالل تكبح
نجاح نظام اإلدارة اإللكترونية بوصفها أط ار تتناسب مع المنظمات أو الجهات اإلدارية التقليدية ،لكنها
غير صالحة لمواكبة التحول إلى هذا النظام الحديث ،األمر الذي يؤدي إلى ضرورة وضع قواعد
ونصوص تشريعية تتفق مع هذا النظام الجديد وتحديثها وفقا للمستجدات.
وقد أدركت بعض الدول أهمية اإلدارة اإللكترونية فأصدرت تشريعات متعددة لتحقيقها وجعل تحول
اإلدارة التقليدية إليها أم ار إجباريا وليس اختياريا إن شاءت اإلدارة أنجزته ونن شاءت عزفت عنه ،وحددت
82
اإلطار المعرفي لإلدارة اإللكترونية والخدمة العمومية. الفصل األول:
بعض الدول مدة معينة كحد أقصى لتحقيق ذلك ،فجعلته بريطانيا على سبيل المثال خمس سنوات
1
تنتهي في عام ،1225وجعلته إمارة دبي سنة ونصف انتهت بالفعل عام .1221
في حين أن دوال أخرى مثل الواليات المتحدة األمريكية فقد اتبعت منهجا مغاي ار للسعي إلى اإلدارة
اإللكترونية دون إجبار صريح أو موعد محدد باستخدام التشريع للتحول نحو اإلدارة اإللكترونية ،ومن
أمثلة ذلك جعل الحصول على بعض الخدمات المرفقية عن طريق شبكة المعلومات أيسر من الحصول
عليها بالطريق التقليدي ،األمر الذي يدفع طالب الخدمة إلى طلب الخدمة اإللكترونية ،ويالحظ أن
الدول العربية قد بدأت تتجه نحو اصدار التشريعات المنظمة لإلدارة اإللكترونية وفي الوقت نفسه تحمي
2
المعامالت الرسمية ومعامالت األفراد عن طريق الوسائط اإللكترونية.
إن التحول إلى اإلدارة اإللكترونية هو ليس باألمر السهل فهي عملية معقدة وتحتاج إضافة إلى
المتطلبات األساسية التي سبق ذكرها لمتطلبات هي األخرى الزمة وأساسية لقيامها ،وهي المتطلبات
اإلدارية والمالية واألمنية ،نوردها على التوالي:
أوال .المتطلبات اإلدارية :يتطلب تطبيق اسلوب اإلدارة اإللكترونية العديد من المتطلبات اإلدارية نذكر
منها:
.2وضع استراتيجيات وخطط التأسيس :إن االنتقال إلى اإلدارة اإللكترونية يعتمد على رؤية واضحة
لما يمكن أن تساهم به هذه التقنية الجديدة في تحقيق أهداف المؤسسة ،السيما على المدى الطويل من
خالل الحصول على المعلومات البيئية ،سواء الخارجية أو الداخلية ،مما يمكنها من تحديد الفرص
1ماجد راغب الحلو ،علم اإلدارة العامة ،المرجع السابق ،ص .415
2عبد الفتاح بيومي ،الحكومة اإللكترونية بين الواقع والطموح ،المرجع السابق ،ص ص .221-222
83
اإلطار المعرفي لإلدارة اإللكترونية والخدمة العمومية. الفصل األول:
والتهديدات ونقاط الضعف وصياغة أهدافها االستراتيجية بكل وضوح ورصد الموارد المادية والكفاءات
والمهارات البشرية الالزمة بأقل عناء وبأسرع وقت وبمنتهى الدقة.1
.1القيادة والدعم االداري :يعد دعم والتزام اإلدارة العليا أم ار مهما وحيويا لنجاح أسلوب اإلدارة اإللكترونية
في المؤسسات ،فوجود قيادة إدارية قويه يساعد في تجاوز العقبات وتذليل الصعوبات التي تعترض
تطبيق أسلوب اإلدارة اإللكترونية نتيجة الرفض المحتمل من بعض القيادات التقليدية ،2ألن القيادة
اإللكترونية تسعى إلى تحقيق قدر عالي من الموازنة في عقل اإلدارة وما يرتبط بها من اإلدارة بالومضات
وقواعد البيانات والبرمجة القياسية والمعرفة الصريحة الموفرة لتحقيق قيادة الذات الذكية التي تحقق
أهداف القائد وأهداف المنظمة.3
.1الهيكل التنظيمي :ال تستطيع اإلدارة اإللكترونية العمل في هيكل تنظيمي هرمي يستند إلى قواعد
تقليدية وروتين إداري و عمل يدوي ،إذ أن المشاركة في صنع الق اررات وتفويض الصالحيات ،هما من
الجوانب المهمة في تطبيق أسلوب اإلدارة اإللكترونية ،التي ال يمكن توفيرها إال من خالل هيكل الشبكي،
العتباره من التنظيمات اإلدارية المالئمة في ظل تطبيق اإلدارة اإللكترونية ،4ألن الهيكل التنظيمي كما
هو واضح في التسمية يمثل الهيكل العظمي الخاص بالمنظمة ،وهو الذي يعطي القوام الصلب لها
5
وألقسامها ووظائفها المكونة بحدود واضحة ال يمكن تجاوزها.
.4التعليم ،التدريب والتثقيف :تعتمد األساليب الحديثة على االهتمام باالبتكار وأساليبه وتنميته ثم
االهتمام بمهارات الحاسب اآللي ألجل التحول إلى اإلدارة اإللكترونية ،ويكون ذلك عن طريق التدريب
أو التعليم الذي يتم باستخدام الحاسبات اآللية ،وبرمجياتها المختلفة عن طريق شبكة مغلقة أو الشبكة
1فريد كورتل ،آسيا تيش سليمان ،اإلدارة اإللكترونية ،المرجع السابق ،ص .12
2حسين محمد الحسن ،اإلدارة اإللكترونية ،المفاهيم الخصائص المتطلبات ،مؤسسة الوراق للنشر والتوزيع ،عمان ،1222 ،ص.212
3نجم عبود نجم ،اإلدارة اإللكترونية ،المرجع السابق ،ص.142
4فريد كورتل ،آسيا تيش سليمان ،اإلدارة اإللكترونية ،نفس المرجع ،ص .12
5نجم عبود نجم ،اإلدارة اإللكترونية ،نفس المرجع ،ص .122
84
اإلطار المعرفي لإلدارة اإللكترونية والخدمة العمومية. الفصل األول:
المشتركة ،أو شبكة إلكترونية ،وهو تعليم مرن مفتوح وليس مجرد وسيلة للتدريب اإللكتروني ،وننما
يستخدم ألغراض أخرى كثيرة مثل إدارة األداء وغيرها ،1وكذا يجب تثقيفهم حيث تؤثر الثقافة التنظيمية
للعاملين بدرجة كبيرة في نجاح تطبيق اإلدارة اإللكترونية ،فكلما كانت المؤسسة إيجابية في موقفها من
التكنولوجيا الرقمية ازداد رضا العاملين عن أدوارهم في المؤسسة وبالتالي تقل مقاومتهم للتغيير.2
ثانيا .المتطلبات المالية :يقترن تطبيق أسلوب اإلدارة اإللكترونية باإلمكانات المالية المتاحة للمؤسسات
من خالل توافر السيولة النقدية لديها ،والتي تسهل تطبيقه وتضمن نجاحه حتى ال يتوقف في منتصف
الطريق انتظا ار للدعم ،مما قد يعطل المشروع ،ومن ضمن التكاليف التي تتحملها المؤسسات نتيجة
التحول إلى أسلوب اإلدارة اإللكترونية ،تكلفة شراء اآلالت والمعدات ،وتكاليف الدورات التدريبية للعاملين
في مجال استخدام الحواسيب والشبكات.3
الواقع أن نظام اإلدارة اإللكترونية في البداية في حاجة إلى تكاليف عالية إليجاد بنية إلكترونية قوية
تتمثل في شراء األجهزة والمعدات ونعداد البرامج وتدريب العاملين ،غير أن أداء الخدمات بالطريق
اإللكتروني ،سوف تستغني الجهة التي تعتمد نظام اإلدارة والخزائن العمالقة لحفظ المعلومات ،كذلك
سوف تقل الحاجة إلى أعداد كبيرة من الموظفين وبالتالي تخفيض كميات األدوات المكتبية المستخدمة
4
في أداء الخدمات ،األمر الذي يعود على جهة اإلدارة بفوائد عديدة.
ثالثا .المتطلبات األمنية :تتمثل المتطلبات األمنية لإلدارة اإللكترونية في ضمان أمن وحماية معلوماتها،
هذه األخيرة التي تعد ثروة ذات قيمة عالية وثمينة مما يجعلها عرضة للتهديد والتعدي والخرق من قبل
العابثين والمتلصصين وقراصنة الحاسوب ،ويقصد بأمن المعلومات مجموعة اإلجراءات والتدابير
1عبد الفتاح بيومي حجازي ،الحكومة اإللكترونية بين الواقع والطموح ،المرجع السابق ،ص .112
2إيمان عبد المحسن ،الحكومة اإللكترونية ،مدخل إداري متكامل ،المنظمة العربية للتنمية اإلدارية بحوث ودراسات ،مصر الجديدة ،القاهرة،1229 ،
ص .21
3فريد كورتل ،تسويق الخدمات ،المرجع السابق ،ص .14
4عبد الفتاح بيومي حجازي ،الحكومة اإللكترونية بين الواقع والطموح ،نفس المرجع ،ص .212
85
اإلطار المعرفي لإلدارة اإللكترونية والخدمة العمومية. الفصل األول:
المستخدمة في المجالين اإلداري والفني لحماية المصادر البينية من التجاوزات والتداخالت غير
المشروعة التي تقع عن طريق الصدفة أو عمدا عن طريق التسلل أو كنتيجة إلجراءات خاطئة أو غير
الوافية المستخدمة من إدارة هذه المصادر.1
مما ال شك فيه أن بعض المعلومات يدخل الحصول عليها في إطار حرية اإلعالم قانونا ،غير أنه
عن طريق شبكة المعلومات يسهل معرفة بعض الشؤون الخاصة ذات الحساسية بالنسبة ألصحابها
لذلك ينبغي على اإلدارة أن تراجع وتوائم سياستها اإلعالمية لتقيم نوعا من التوازن بين حماية حق
الجمهور في اإلعالم وحق الفرد في الخصوصية ،فيجب حماية المعلومات أو البيانات الخاصة التي
يتم إدخالها إلى شبكة المعلومات للحصول على الخدمة أو إنجاز المعاملة ،حتى ال يتمكن من االطالع
عليها إال أصحاب الصالحية القانونية في ذلك ،2وهناك العديد من نظم التأمين وحماية معامالت اإلدارة
اإللكترونية والتي تحقق البعد األمني ألنظمتها ،ويتمثل أهمها فيما يلي:
.2التشفير اإللكتروني :هو استخدام خوارزمية أو رموز لتشويش المعلومات المرسلة بحيث تصبح غير
مقروءة حتى يتم فك التشفير ،والتشفير اإللكتروني يحمي المعلومات عندما تكون مخزنة في وسيط
للتخزين كاألقراص الصلبة ،أو عندما يتم تحويلها عبر وسائط االتصال ،وبالتالي يحقق الضمانات
التالية:
أ -ال يمكن تغيير المعلومات بعد إرسالها من المرسل وال قبل وصولها إلى المستقبل.
3
ب -ال يمكن معاينة المعلومات إال من طرف مستقبل لها.
86
اإلطار المعرفي لإلدارة اإللكترونية والخدمة العمومية. الفصل األول:
ومن المعلوم أن التشفير وسيلة فنية هدفها حماية التوقيع اإللكتروني في التجارة اإللكترونية أو في
1
أي معاملة إلكترونية أخرى.
.1التوقيع اإللكتروني :يوفر التوقيع اإللكتروني درجه عالية من التأمين والحماية الخصوصية عند تنفيذ
معامالت اإلدارة اإللكترونية السيما أن التوقيع اإللكتروني ال يمكن إعادة إنتاجه باستخدام عمليات
النسخ واللصق ،وهناك متطلبات عديدة يجب توافرها في التوقيع اإللكتروني وهي على النحو التالي:
أ -ال يمكن نقل التوقيع اإللكتروني إلى وثائق أخرى ،فهو مرتبط بوثيقة معينة.
ب -ال يمكن إدخال تغييرات على الوثائق التي تم التوقيع عليها.
.1حماية ضد الفيروسات :نستطيع أن نعرف الفيروسات بأنها إحدى أنواع برامج الحاسوب والتي تتمثل
في إيعازات وأوامر تخريبية مكتوبة ،ضارة بنظام الحاسوب ومحتوياته ،فيمكن عند كتابة كلمة أو أمر
ما ،من قبل المستخدم ،أو حتى مجرد فتح البرنامج الحامل للفيروس أحيانا ،أو الرسالة البريدية المرسل
معها الفيروس ،يمكن عندها إصابة الجهاز بذلك الفيروس ومن ثم قيامه بمسح محتويات الجهاز أو
العبث بالملفات الموجودة ،2ويمكن إيجاز أهم وسائل التأمين والحماية ضد الفيروسات فيما يلي:
أ -استخدام برامج خاصة لتأمين وحماية برامج حواسيب المؤسسة من الفيروسات المختلفة.
ب -التحسين والتطوير المستمر للبرامج المضادة للفيروسات لضمان كفاءتها وفعاليتها عند استخدامها
للقضاء على تلك الفيروسات.
ج -إعداد نسخ احتياطية من برامج المؤسسة تتضمن أعمالها وكل معامالتها وذلك بشكل دوري.
1عبد الفتاح بيومي ،الحكومة اإللكترونية بين الواقع والطموح ،المرجع السابق ،ص .514
2إبراهيم قندلجي ،الحكومة اإللكترونية ،المرجع السابق ،ص .122
87
اإلطار المعرفي لإلدارة اإللكترونية والخدمة العمومية. الفصل األول:
د -إجراء االختبارات المطلوب للتأكد من عدم وجود أي فيروسات على أية ملفات يتم الحصول عليها
من شبكة األنترنت وذلك قبل حفظ هذه الملفات على حواسيب المؤسسة.1
-اإلشراف الدقيق على المعلومات المسجلة ومراقبة أي عمليات تدخل أو هجوم عليها والكشف عنها
والتعامل معها طبقا للقانون.
-التزود بالوسائل التكنولوجية المتصلة بالتوثيق اإللكتروني اآلمن ،بما يتضمن ذلك من تشفير المعلومات
والعمل بنظام التوقيعات اإللكترونية.
-تزويد كل صاحب شأن أو باألحرى كل صاحب حق برقم سري خاص يمكنه من الوصول إلى قاعدة
البيانات الخاصة بشبكة المعلومات ،حتى ال يتمكن أي شخص من اقتحامها والعبث بها بقصد أومن
غير قصد.2
إن اإلدارة اإللكترونية كما أشرنا سابقا هي نمط جديد من اإلدراك والمعرفة تركت آثارها الواسعة
على اإلدارات ووظائفها واستراتيجياتها ،وأثرت بشكل كبير على البعد اإلداري الخاص بها خاصة تطور
المفاهيم اإلدارية المتراكمة لسنوات عديدة ،حتى تعطي نوعا من المرونة والسهولة في العمل اإلداري،
وقد مست تكنولوجيا اإلعالم واالتصال بعد إدخالها لإلدارة بكل وظائفها المنوطة بها ،من تخطيط
88
اإلطار المعرفي لإلدارة اإللكترونية والخدمة العمومية. الفصل األول:
وتنظيم ورقابة وقيادة والتي تعد أهم الوظائف التي تضطلع بها اإلدارة ،وسنحاول من خالل هذا المطلب
التعرف على أثر اإلدارة اإللكترونية وتكنولوجيا اإلعالم واالتصاالت على وظائف اإلدارة على التوالي:
التخطيط اإللكتروني في الفرع األول ،التنظيم اإللكتروني في الفرع الثاني ،القيادة اإللكترونية في الفرع
الثالث والرقابة اإللكترونية في الفرع الرابع.
التخطيط هو وضع برنامج المستقبل لتحقيق أهداف معينة ،خالل مدة محددة ،عن طريق حصر
اإلمكانيات المتاحة وتكريسها لوضع هذه األهداف موضوع التنفيذ ،1فجوهر التخطيط هو وضع الخطط
طويلة ومتوسطة األجل التي تحقق أهداف المنظمة ،وتتم ترجمة الخطط إلى برامج زمنية توضح
التوقيتات ألداء األعمال بالتفصيل ،وعادة ما تقوم المنظمات الحكومية بوضع خطط سنوية لألداء ترتبط
بالموازنة العامة للدولة.2
نتيجة للتطورات الهائلة في مجاالت تكنولوجيا المعلومات أصبح التخطيط فعاال وقاد ار على مواكبة
مختلف المستجدات والتطورات ،حيث أصبح التخطيط بهذا الشكل يعرف بالتخطيط اإللكتروني ،الذي
يعني تحديد ما يراد عمله آنيا ومستقبال باالعتماد على تدفق معلوماتي من داخل وخارج المؤسسة
وبتعاون مشترك بين القمة والقاعدة باإلفادة من الشبكة اإللكترونية لمواجهة متطلبات األسواق المتغيرة
وحاجات الزبائن وتفضيالتهم المحتملة وفقا لخطط طويلة األمد ذات مرونة عالية وتجزئة واضحة وسهلة
لخطط آنية وقصيرة األمد ،وعلى الرغم من أن التخطيط اإللكتروني والتخطيط التقليدي ينصبان كالهما
في وعاء واحد أال وهو وضع األهداف ،إال أنه توجد عدة اختالفات أساسية بينها تتمثل فيما يلي:
1أحمد يوسف عاشور ،أثر التكنولوجيا الحديثة على الوسائل القانونية لجهة اإلدارة ،المرجع السابق ،ص .12
2إيمان عبد المحسن زكي ،الحكومة اإللكترونية مدخل إداري متكامل ،المرجع السابق ،ص .221
89
اإلطار المعرفي لإلدارة اإللكترونية والخدمة العمومية. الفصل األول:
أوال .األهداف :إن التخطيط اإللكتروني هو عملية ديناميكية في اتجاه األهداف الواسعة والمرنة طويلة
وقصيرة األمد ،وقابلة للتجديد والتطوير المستمر ،على خالف التخطيط التقليدي الذي يحدد األهداف
من أجل تنفيذها في السنة القادمة.
ثانيا .تدفق المعلومات :إن المعلومات الرقمية دائمة التدفق تضفي استم اررية على كل شيء في الشركة
بما فيها التخطيط مما يحوله من التخطيط الزمني المنقطع كما هو الحال في التخطيط التقليدي إلى
التخطيط المستمر كما هو الحال في التخطيط اإللكتروني.
ثالثا .تقسيم العاملين :التخطيط التقليدي يعتمد على التخطيط من األعلى إلى األسفل ،في حين أن
التخطيط اإللكتروني هو تخطيط أفقي ومتداخل بشكل كبير بين اإلدارة والعاملين.
التخطيط اإللكترونية
اإلدارة
العاملون التخطيط
التنفيذ
تخطيط أفقي
90
اإلطار المعرفي لإلدارة اإللكترونية والخدمة العمومية. الفصل األول:
ففي البيئة الرقمية التغيير يتم فيها بسرعة انتقال الومضات إلى ذاكرة الحاسوب والنقرات عبر الشبكة
العالمية ،وحيث أن نماذج األعمال الجديدة التي تأتي بأعمال وأسواق جديدة ومنتجات وخدمات لم تكن
معروفة ،فإن قوة التخطيط ال تكمن فقط في المحافظة على قدرات وفرص الشركة الحالية ،وننما بدرجة
أكبر تكمن في القدرة على اإلتيان بما هو جديد من األفكار ،األسواق ،المنتجات ،التي ال تزال غير
موجودة ،فأساس التخطيط ليس الخطة وننما تفاعل هؤالء العاملين مع األسواق وخصائصها المتطايرة
نزء
هناك وفي كل مكان على الشبكة العالمية وللزبائن وحاجاتهم الدائمة للتغيير في البيئات المختلفة ،و ا
ذلك البد من أن يتحول من الخطط القديمة إلى الخطط والقواعد الجديدة.1
إن ما يقارب مئة عاما من التطور في مجال اإلدارة كان في جوهره الحقيقي تطو ار في التنظيم (القوة
األكثر صالبة في اإلدارة) ،ونذا كان التخطيط هو األكثر ارتباطا بالزمان ،فإن التنظيم هو األكثر
ارتباطا بالمكان من حيث الهيكل التنظيمي ،وسلسلة األوامر عبر المستويات التنظيمية ،2فيعد التنظيم
وظيفة إدارية مكملة لوظيفة التخطيط حيث تحوله إلى واقع قابل للتنفيذ ،3فهو الذي يرتب األنشطة
بطريقة تساهم في تحقيق أهداف المنظمة ،فهذا التنظيم هو الذي يعطي للمنظمة شخصيتها وميزتها
اإلدارية وهذا ما يظهر من خالل المكونات األساسية للتنظيم التي يمكن تحديدها على النحو اآلتي:
-الهيكل التنظيمي :Organization structure :وهو اإلطار الرسمي الذي يحدد كيفية تقسيم
المهام والموارد وتجميعها في أقسام وندارات والتنسيق بينها لتحقيق أهداف المنظمة ،وهذا هو المصدر
األول للقيود التنظيمية في كل منظمة تقليدية.
91
اإلطار المعرفي لإلدارة اإللكترونية والخدمة العمومية. الفصل األول:
-التقسيم اإلداري :Departmentalization :وهو قاعدة تجميع المركز واألنشطة والوظائف في
أقسام وهذا هو القيد الثاني في المنظمة التقليدية.
-سلسلة األوامر :chain of commaud :وهي ما تمثل خط السلطة المستمر الذي يمتد من
مستويات التنظيم األعلى إلى مستويات التنظيم األدنى الذي يوضح من يأمر ومن يتيح من في هذه
المستويات وهذا هو القائد الثالث في المنظمة.
-الرسمية :formalization :وهي تتمثل في مجموعة اللوائح والسياسات والقواعد المكتوبة التي
توجه للعاملين وتحدد طريقة استجابتهم في تأدية أعمالهم ،وهي في العمل اليومي لألفراد في المنظمة
تتسم بالصالبة والحدة في التوجيه واالستجابة للتغيرات التي ال تقل أهمية عن الهيكل التنظيمي نفسه
وهذا هو القيد التنظيمي الرابع.
نتيجة للتغيرات والتطورات الكبيرة في مجال استخدام تكنولوجيا المعلومات أصبحت عملية التنظيم
تتم بشكل أكثر كفاءة وفعالية وقادرة على مسايرة مختلف المستجدات حيث أصبح التنظيم بهذا الشكل
يعرف" بالتنظيم اإللكتروني" ،2فباألنترنت تم التحول من التنظيم التقليدي إلى التنظيم الشبكي الفضفاض
والواسع ،وكذلك التحول من منظمة التركيز على الهياكل والخصائص التنظيمية الرسمية إلى منظمة
92
اإلطار المعرفي لإلدارة اإللكترونية والخدمة العمومية. الفصل األول:
التركيز على الهدف الواحد المتقاسم ويمكن أن نحدد التغييرات العميقة التي تترافق مع إعادة التنظيم
لمنظمات في ظل اإلنترنت ومع التنظيم اإللكتروني ،1ويتضح ذلك كالتالي:
أوال .التنظيم اإل لكتروني مرن ومتغير تبعا لطبيعة المهام واألنشطة :فهو تنظيم مرن يسمح باالتصال
والتعاون بين مختلف األفراد ،2كما هو الحال في الشبكات المهنية أو غرف العمليات في المستشفيات
أو في مشروعات أو فرق تطوير المنتجات ،والتنظيم الشبكي يتميز بثالثة أنواع من الشبكات:
-2الشبكات الرسمية :وهي التي تتألف من أقسام ومستويات تنظيمية وحتى من مناطق جغرافية (في
الشركات متعددة الفروع) تعمل سوية على مهمة أو مهام محددة.
-1الشبكات غير الرسمية :وتتكون من أفراد متعاونين يتصلون مع بعض بشكل غير رسمي ويتقاسمون
المعلومات لغرض حل المشكالت على أساس معارفهم وخبراتهم الشخصية والشبكات غير الرسمية تبرز
كنموذج جديد للعالقات غير الرسمية بين األفراد داخل التنظيم الشبكي.
-1الشبكات اإللكترونية :وتقوم على تشبيك من خالل البريد اإللكتروني واستخدام برمجية الحوسبة
التشاركية لتساعد المديرين على تبادل الرسائل والمعلومات وفرق العمل االفتراضية في عالم األعمال
3
اليوم.
إن التشبيك الواسع بين العاملين يكون عن طريق الشبكة الداخلية ،Internetوهذا ما يحقق الصالت
القائمة في الوقت الحقيقي وفي كل مكان في المؤسسة ،وال شك أن هذه الصالت القائمة على اإلنترنت
ستؤدي إلى تجاوز هرمية المؤسسات والعمل على انتاج سلع معينة كما هو الحال في المصنع
االفتراضي ،أو تقديم خدمات افتراضية عبر التوسط بين المؤسسات األخرى والزبائن ،4فالتنظيم
93
اإلطار المعرفي لإلدارة اإللكترونية والخدمة العمومية. الفصل األول:
اإللكتروني يعتمد على االتصاالت المتشابكة المفتوحة داخل المنظمة وخارجها والتي تتيحها نظم
الشبكات المحلية والعالمية ،وتحل فرق العمل محل التقسيمات التنظيمية الجامدة ،وتنتقل المركزية من
قمة الهيكل التنظيمي لتحل محلها مراكز السلطة المتعددة وفقا لمبدأ الالمركزية ،وبذلك تتحول الهياكل
التنظيمية إلى هياكل أفقية متشابكة بدال من هياكل الهرمية.1
ثانيا .تحقيق تغيرات مهمة في قوة العمل مما ينعكس بشكل كبير على المؤسسة ،وهذه التغيرات
نجدها على األقل في جانبين هما:
-2استخدام عمال ذوي تخصصات ومهارات عالية من مهنيين وعمال المعرفة الذين ال يمكن التعامل
قدرتهم من خالل أنماط التنظيم التقليدية.
معهم أو استغالل ا
-1استخدام العاملين عن بعد ،فخالفا لنمط العاملين (محدودي التعليم والمهارة) في العصر الصناعي
الذي أفرز أشكال التنظيم التقليدية ،ونن نمط العاملين الجدد (من ذوي التعليم العالي من مهني وعماله
المعرفة) البد من أن يفرز أنماط جديدة من التنظيم ،والبد من التأكيد على أن كال هذين النوعين من
العاملين بحاجة إلى نمط جديد من اإلدارة هي إدارة الذات self-managementونمط جديد من
التنظيم األكثر مرونة مثل التنظيم الشبكي الفضاض والفرق المدارة ذاتيا والعالقات األفقية األكثر
مرونة.2
ثالثا .تحويل جمهور المتعاملين من متلقين سلبيين إلى مشتركين فعاليين ،3فكما يقول أدريان ساليرتز
كي A.J.SIywotzkyأن اإلنترنت تجعل تخول السلطة من داخل الشركة إلى الزبون خارجها فقد
أنشأت األنترنت القدرة على أن يشارك الزبائن في تصميم المنتجات التي يطلبون واختيار الخصائص
وتوليفها التي يحددونها عبر الحاسوب فتقوم الشركة بإنتاجها.
1عبد المحسن زكي ،الحكومة اإللكترونية ،مدخل إداري متكامل ،المرجع السابق ،ص .224
2سمير محمد ،اإلدارة اإللكترونية ،المرجع السابق ،ص .115-114
3أحمد عاشور يوسف ،أثر التكنولوجيا الحديثة على الوسائل القانونية لجهة اإلدارة ،المرجع السابق ،ص .11
94
اإلطار المعرفي لإلدارة اإللكترونية والخدمة العمومية. الفصل األول:
وكل هذا يجعل الشركة أكثر شفافية وانفتاحا على الزبائن الذين يصبحون جزءا مشاركا في الشركة
بدون جدران سميكة من اإلسمنت والحديد وال جدران تنظيمية والوظيفية أو المستويات التنظيمية مما
يوسع التنظيم الشبكي إلى الزبائن ويضعف الحدود الضيقة لتنظيم الشركة نحو منظمة بال حدود.1
إن القائد في المنظمات الحكومية هو مركز التحكم والتوجيه الذي يقوم بتوزيع المهام واألدوار بين
العاملين ولديه السلطة في اتخاذ الق اررات ،ويتلخص دور العاملين في تنفيذ األوامر والتكليفات ونمداده
بالمعلومات الالزمة لدعم عملية اتخاذ الق اررات.2
وقد واجهت القيادة في السابق تحديين أساسيين هما :المهام والعاملون وكان هذا التحديان يتقاسمان
اهتمام اإلدارة ووقتها ،كذلك عقلها (المهام) وقلبها (العاملون) لقد أدى هذين التحديان مع تطور الفكر
اإلداري إلى ظهور مدخلين:
-األول :المرتكز على المهام :Tasks- centeredوهذا هو المدخل الصلب للقيادة القائمة على قوه
التنظيم.
-الثاني :المدخل المرتكز على العاملين :Transactional.Lوهذا المدخل الناعم القائم على القوة
الشخصية وقوة العالقة بين القائد والمرؤوسين وقبول المرؤوسين لقائدهم وتأثيره فيهم.3
95
اإلطار المعرفي لإلدارة اإللكترونية والخدمة العمومية. الفصل األول:
تطورت الكثيرة كان االهتمام متزايدا على العقل االستراتيجي للقائد (القيادة طويلة األمد)،
ونظ ار لل ا
كما كان هناك االهتمام بالتحول من القيادة التقليدية للقيادة اإللكترونية هذه األخيرة لها ثالث أبعاد
أساسية على األقل وهي:
أنها قيادة تقوم على استخدام تكنولوجيا اإلنترنت من أجل إدارة أعمالها ونداراتها وعالقاتها المختلفة
بما يجعل منها إدارة مزايا وخصائص التكنولوجيا وبالتالي فهي تقوم على اكتساب ميزة شبكات األعمال
التي تجعل المدير في كل مكان سواءا في آسيا أو أوروبا يمتلك نفس القدر من المعلومات ويتعامل مع
نفس الحاسوب المحمول األنيق LapTopويتصل بكل العاملين عبر شبكة األعمال الداخلية أو
بالموردين والشركاء اآلخرين عبر الشبكة الخارجية ،1من أجل أن يستكمل صورة اتخاذ القرار الذي يكون
2
أكثر كفاءة وربما فاعلية باالعتماد على هذه التكنولوجيا.
إن ما يثير االهتمام حقا هو أن القيادة اإللكترونية تبدو اآلن أكثر من أي وقت مضى ذات محتوى
إنساني كبير رغم أنها أكثر تعويال على التكنولوجيا ،وبالتالي فإن القيادة اإللكترونية القائمة على البعد
البشري تفرض على القائد أن يكون:
-2قائدا زبونا :وهو القائد الذي يكون أكثر ارتباطا بالبحث عن قنوات ومجاالت مشاركة الزبائن وننشاء
المنافع والمزايا وهذا كله يحولهم بشكل متزايد إلى زبائن ذوي والء.
96
اإلطار المعرفي لإلدارة اإللكترونية والخدمة العمومية. الفصل األول:
-1قائد عمال ومهني المعرفة :وهو الذي يوجد عالقة متميزة مع العاملين سواءا كانوا يعملون في الشركة
عن قرب أو بعد ،فهؤالء العمال أصبحوا شأنهم شأن الزبائن.1
-1القائد التنافسي :وهو المطلوب منه أن يتسم بالقدرة على األداء التنافسي ،وذلك بأن يكون:
تركز القيادة اإللكترونية على أمن وخصوصية المعلومات ،وتتعامل مع رأس المال البشري والمناخ
اإللكتروني ،وتحث القيادات الحكومية التي تمثل معالم القيادة اإللكترونية على دعم ومساندة الجهود
المتصلة بإنشاء المنظمة الرقمية ،3فهي تعني تطوير قيادة إدارية تتعامل بكفاءة وفعالية مع نظم
المعلومات الحاسوبية ،وتعتبر أحد أهم المسائل الجوهرية التي انبثقت حديثا عن حقل نظم المعلومات
اإلدارية واإلدارة اإللكترونية.
فوجود القيادة اإللكترونية هو شرط لنجاح منظمات األعمال الحديثة أو المنظمات المستندة على
المعرفة والمندمجة في أنشطة األعمال اإللكترونية ،فوجودها يعني أيضا وجود القائد المستمع ،المعلم،
97
اإلطار المعرفي لإلدارة اإللكترونية والخدمة العمومية. الفصل األول:
المتصل ،فيمكن من خالل القيادة اإلدارية اإللكترونية تعظيم االستثمار في رأس المال الفكري ،ورأس
المال اإلنساني وأصول المعرفة الثمينة في المنظمة ،إذا فالقيادة اإللكترونية تمثل اختصار الكفاءات
الجوهرية القادرة على االبتكار والتحديث ونعادة هندسة الثقافة التنظيمية وتكوين المعرفة وندارة عملية
التعلم التنظيمي لمنظمة ساعية للتعلم بصفة مستمرة ومؤكدة.1
تعرف الرقابة بأنها" عملية تبين مدى تحقيق األهداف المراد إدراكها في وقتها المحدد وتحديد مسؤولية
كل ذي سلطة والكشف عن موطن العيب والخلل حتى يتمكن من تفاديها والوصول باإلدارة إلى أكبر
كفاءة ممكنة ،2ومن أبرز الخصائص التي اتسمت بها الرقابة التقليدية هي أنها رقابة موجهة للماضي
Post-eriented controlوهذا ما يظهر واضحا في كون الرقابة هي المرحلة التي تأتي بعد التخطيط
والتنفيذ (في التنظيم-التنسيق-والتوجيه) ،للمقارنة بين التخطيط (األهداف والمعايير المخطط) والتنفيذ
(األداء الفعلي من أجل تحقيق األهداف والمعايير المخططة) ومن ثم تحديد االنحراف وأسبابه.3
1سعد غالب ياسين ،مبادئ نظم المعلومات ،دار اليازوري للنشر والتوزيع ،عمان ،ص .129
2ماجد راغب الحلو ،علم اإلدارة العامة ،المرجع السابق ،ص .119
3محمد سمير ،اإلدارة اإللكترونية ،المرجع السابق ،ص .122
98
اإلطار المعرفي لإلدارة اإللكترونية والخدمة العمومية. الفصل األول:
قياس األداء
فعملية الرقابة بصفة عامة تهدف إلى مقارنة األداء الفعلي باألداء المستهدف لتحديد االنحرافات
واتخاذ االجراءات لتصحيحها ،1ونتيجة للتطور الكبير في مجال تكنولوجيا المعلومات أصبحت عملية
الرقابة تتم بشكل جيد وكفء وبذلك أصبح يطلق عليها الرقابة اإللكترونية فهي تسمح بالرقابة الفورية
بمساعدة الشبكة الداخلية للمؤسسة ،ومن ثم تقليص الفجوة الزمنية بين االنحراف وتصحيحه ،كما أنها
عملية مستمرة متجددة تكشف عن االنحراف أول بأول من خالل تدفق المعلومات والتشبيك بين المديرين،
1عبد المحسن زكي ،الحكومة اإللكترونية ،مدخل إداري متكامل ،المرجع السابق ،ص .225
99
اإلطار المعرفي لإلدارة اإللكترونية والخدمة العمومية. الفصل األول:
والعاملين ،والموردين ،والمستهلكين ،وهذا ما يزيد من قدرة الرقابة اإللكترونية على توفير إمكانية متابعة
العمليات المختلفة وسير الق اررات المتنوعة وتصحيح األخطاء في جميع أنواع المؤسسات.1
يتسع مجال الرقابة ليشمل الرقابة الداخلية والخارجية ،وخاصة الرقابة على النظم اإللكترونية لمنع
اختراق النظم وقواعد البيانات ،كما تركز الرقابة اإللكترونية على النتائج وليس على المدخالت ،ويتطلب
نجاح هذا النوع من الرقابة نوعا من االلتزام الذاتي لدى العاملين فتتحول الرقابة إلى رقابة ذاتية بدافع
االلتزام وليس الخوف.2
باإلضافة إلى ذلك فإن استخدام األنظمة اإللكترونية سيفعل موضوع الشفافية لألجهزة التنفيذية
وستكون نشاطات هذه األجهزة واضحة لألجهزة الرقابية وبالتالي سيفعل عملها في تحديد بؤر الفساد
اإلداري والمالي ونلى زيادة فاعلية أنظمة دعم القرار وتسهيل عمل األجهزة الرقابية ما سيؤدي بالتالي
إلى القضاء على مكامن الفساد ،وأن توفر المعلومات من خالل قاعدة المعلومات ونمكانية الوصول
إليها سيساعد بإزالة الغموض عن الكثير من القضايا ويمكن للرقباء والمفتشين من مراجعة حاالت
االنحراف والبيانات المتعلقة بآليات اإلنجاز الناجحة السابقة ،وأن أغلب المكلفين بالعمليات الرقابية
يتعرضون إلى تجاوزات أو تهديدات عند إجراء العمليات الرقابية بسبب االحتكاك المباشر بينهم وبين
الموظفين العاملين باألجهزة التنفيذية.3
ال شك في أن الرقابة اإللكترونية تحقق استخداما فعاال ألنظمة وشبكات المعلومات القائمة على
األنترنت لكل ما يعنيه من فحص وتدقيق ومتابعة آنية وهذا ما يمكن أن يحقق لها مزايا كثي ار يمكن
تحديدها باآلتي:
1هيثم حمود الشبلي ،ومروان محمد النسور ،إدارة المنشآت المعاصرة ،دار الصفاء للنشر والتوزيع ،الطبعة األولى ،عمان ،األردن ،1229 ،ص
.441
2عبد المحسن زكي ،الحكومة اإللكترونية ،مدخل إداري متكامل ،المرجع السابق ،ص .225
3أحمد عاشور ،أثر التكنولوجيا الحديثة على الوسائل القانونية لجهة اإلدارة ،المرجع السابق ،ص .15
100
اإلطار المعرفي لإلدارة اإللكترونية والخدمة العمومية. الفصل األول:
-1تحقيق الرقابة بالوقت الحقيقي وفي (اآلن) بدال من الرقابة القائمة على الماضي فهي تحقق الرقابة
بالنقرات بدال من التقارير.
-2أنها تحقق الرقابة المستمرة بدال من الرقابة الدورية بما يولد تدفقا مستم ار للمعلومات الرقابية في كل
وقت بدال من الرقابة المتقطعة إلجرائها في أوقات متباعدة بشكل دوري.
-3الحد األدنى من المفاجآت الداخلية في الرقابة بسبب الرقابة المستمرة بدال من الدورية فال شيء
يتفاقم داخل الشركة دون معرفته أوال بأول وهذا ما يقلص إلى الحد األدنى المفاجآت الداخلية.
-4إن الرقابة اإللكترونية تتطلب بل وتحفز العالقات القائمة على الثقة ،فمع المتابعة الفورية فإن
المدير يكون أقل حاجة إلظهار الجهد الرقابي واالحتكار على أساسه مع العاملين.
-5إن الرقابة اإللكترونية تقلص من الوقت مع أهمية الرقابة القائمة على المدخالت أو العمليات أو
األنشطة لصالح التأكيد المتزايد على النتائج ،فهي إذن أقرب إلى الرقابة بالنتائج.
في مقابل هذه المزايا هناك المآخذ والصعوبات التي تتوافق مع الرقابة اإللكترونية التي يمكن إجمالها
فيما يلي:
-1إن الرقابة اإللكترونية عادة ما تفتقر للتفاعل اإلنساني الذي هو األساس في كل تطوير حقيقي في
الشركة سواء كتطوير العاملين أو األنظمة أو المعايير وغيرها.
-2إن الرقابة اإللكترونية يمكن أن تقترن لدى البعض بالشركة ألن اإلدارة تراقب نشاطاتهم أوال بأول
من عملهم ،خاصة وأن البرمجيات الجديدة أصبحت تسهل عليهم أنشطتهم على األنترنت.1
101
اإلطار المعرفي لإلدارة اإللكترونية والخدمة العمومية. الفصل األول:
102
اإلطار المعرفي لإلدارة اإللكترونية والخدمة العمومية. الفصل األول:
-مقارنة األداء الفعلي باألداء المستهدف -الرقابة فورية وهي عملية مستمرة يشارك الرقابة
فيها أكثر من طرف من خالل الشبكة لتحديد االنحرافات وتصحيحها.
اإللكترونية. -مقارنة المدخالت بالمخرجات.
-قائمة على النتائج.
المصدر :إيمان عبد المحسن زكي ،المرجع السابق ،ص .221
تعد الخدمات العامة أهم نقطة تنصب عليها جل مهام الدول ،فالمؤسسات العمومية بصورة خاصة
تسعى لتحقيق الصالح العام وتقديم خدمات عامة على قدر كبير من المساواة بين المواطنين ،إذا فالخدمة
العامة تعد من صميم مهام الدولة منذ القدم فهي تلك الخدمات التي تقدمها إلشباع الحاجات العامة
للمجتمع وتكون حك ار عليها كاألمن والعدالة والصحة ،إذا فهي القاعدة األساسية التي تقوم عليها المشاريع
والمرافق في الدولة ،لذا يعد مفهوم الخدمة العامة صعب التحديد إذ أنه مرتبط بالدولة وتطوره يكون وفقا
لتطور دور الدولة ،بالتالي فإن التطرق لمفهوم الخدمة العامة يستلزم أوال التعرف على مفهوم الخدمة
في حد ذاتها.
تعرف الخدمة serviceبأنها :ناتج أداء الجهود اإلنسانية أو اآللية على األفراد أو األشياء ،ولذا
1
تنطوي الخدمة على أي عمل ،أو أداء ،أو جهود يصعب امتالكها أو حيازتها.
1محمد عبد العظيم ،التسويق المتقدم ،الدار الجامعية ،اإلسكندرية ،1222 ،ص .225
103
اإلطار المعرفي لإلدارة اإللكترونية والخدمة العمومية. الفصل األول:
عرفها لستانتون ( )2992 Stantonبأنها هي النشاطات غير المحسوسة والتي تحقق منفعة الزبون
أو المستفيد والتي ليست بالضرورة مرتبطة ببيع سلعة أو خدمة أخرى أي أن انتاج خدمة معينة أو
تقديمها ال يتطلب استخدام الملموسات.1
أما كوتلر وأرمسترونغ ( )Kotler and Armstrong 2004فقد عرفها بنشاط أو منفعة يقدمها
طرف إلى طرف آخر وتكون في األساس غير ملموسة أو غير محسوسة وال يترتب عليها أية ملكية
فتقديم الخدمة قد يكون مرتبطا بمنتج مادي أو ال يكون.2
كما عرفها ) (Adrain Palmerبقوله إن الخدمة هي عملية انتاج منفعة غير ملموسة بالدرجة
األساسية أما بحد ذاتها كعنصر جوهري من منتج ملموس ،حيث يتم من خالل أي شكل من أشكال
التبادل إلشباع حاجة أو رغبة مشخصة لدى العميل أو المستفيد ،3وعرفها كرونوس فيرى بأنها :أي
نشاط أو سلسلة من األنشطة ذات الطبيعة غير ملموسة في العادة ولكن ليس ضروريا أن تحدث عن
طريق التفاعل بين المستهلك وموظفي الخدمة أو الموارد المادية أو السلع أو األنشطة التي يتم تقديمها
4
كحلول لمشاكل العميل.
1
Stanton L (1997) Marking Niche Marketing Work McGraw-Hill. New York: p77.
2
Kotler, p, Armstrong (2004). Principles of marketingprentice-hall,N,J: p113
3
Adrain Plamer. (1994). Principles of service marketing. McGraw-Hill Publishing CO. p151.
4اريس وفاء ،نظام التسيير باألهداف في المؤسسات العامة بين النظرية والتطبيق ،دار اليازوري العلمية للنشر والتوزيع ،األردن 1 ،أوت ،1212
ص .22
104
اإلطار المعرفي لإلدارة اإللكترونية والخدمة العمومية. الفصل األول:
1
-تتألف الخدمة من جوهر تدعمه خدمات تكميلية.
ثم أضاف الفقه مصطلح العامة لها لتخصيصها على الخدمات المقدمة لجمهور المجتمع وتسعى
لتحقيق المنفعة العامة ،ولذا سنطرق من خالل هذا المبحث إلى تعريف الخدمة العمومية في المطلب
األول ،ثم تصنيفاتها وطرق إدارتها في المطلب الثاني ،وكذا العالقة بين الحكم الراشد والخدمة العامة
في المطلب الثالث ،وأخي ار الحكم الراشد في اإلدارات العمومية الجزائرية في المطلب الرابع.
لقد تعددت تعريفات الخدمة العمومية نظ ار ألهمية هذا الموضوع بالنسبة للدولة والمواطنين ،وسنتناول
هذه التعريفات على التوالي في هذا المطلب ،حيث تطرق الفرع األول للتعريف األوروبي للخدمة
العمومية ،في حين تطرق الفرع الثاني للتعريف اللغوي للخدمة العمومية ،أما الفرع الثالث فقد حدد
األساس القانوني الذي تقوم عليه الخدمة العامة ،بينما الفرع الرابع شمل خصائص لخدمات العمومية
لنتم المطلب بمبادئ الخدمات العمومية في الفرع الخامس.
في عام 2992تم تقديم الخدمة العمومية في بالغ اللجنة األوروبية على أساس أنها خدمة قاعدية
مقدمة لجميع المرتفقين في كامل المجموعة األوروبية ،تحت شروط تعريفية متمكن منها وبنوعية ذات
مستوى عام ،وفي بالغ نفس اللجنة في سبتمبر 2991حول الخدمة العمومية ذات المنفعة العامة ،تم
105
اإلطار المعرفي لإلدارة اإللكترونية والخدمة العمومية. الفصل األول:
شرح بأن مفهوم الخدمة العامة هو المفهوم المجموعاتي الالزم تعميمه بهدف تطوير ربط ووصل
الخدمات ذات المنفعة االقتصادية العامة لتحقيق االنسجام االقتصادي ألوروبا على أساس سوق كبير
يسمح بإعداد مجموعة من القواعد المشتركة لتسيير الخدمات ذات المنفعة االقتصادية العامة ،كما
أشارت اللجنة في بالغها إلى أن الخدمة العامة ليس المصطلح المرادف للمرفق العمومي كما ال يجب
الخلط بين مفهوم الخدمة العامة ومفهوم الخدمات ذات المنفعة العامة والتي لها معنى أكثر اتساعا
1
وشمولية.
أما الكتاب األخضر للواحد والعشرين من ماي لعام ألفين وثالث ( )1221/25/12المتعلق بالخدمة
ذات المنفعة العامة ،فيوضح بأن الخدمة العامة مفهوم ديناميكي ،يسهر على إمكانية اتخاذ ،التزامات
المنفعة العامة ،بعين االعتبار ،التطور السياسي ،االجتماعي ،االقتصادي والتكنولوجي ،كما يسمح ،إن
كان ذلك ضروريا بالتكييف المنتظم لهذه االلتزامات مع تطور احتياجات المواطن.
ويضيف هذا الكتاب بأنه مفهوم ينشئ حق كل مواطن من االستفادة من بعض الخدمات المعتبرة
واألساسية ،ويفرض على الصناعات والمؤسسات التزام توفير الخدمة تحت شروط نوعية معينة ،نذكر
من بينها ،توفير الخدمة على كامل اإلقليم ،ففي سوق ليبرالي ،التزام الخدمة العامة يضمن لكل شخص
مقيم في االتحاد األوروبي إمكانية االستفادة من الخدمة بسعر في المتناول ،وبنوعية مقبولة ،ونن اقتضى
األمر محسنة.
وفي الكتاب األبيض لسنة 1224والمتعلق بالخدمات ذات المنفعة العامة ،الخدمة العامة مفهوم
أساسي ) ،(cléطوره االتحاد األوروبي بهدف ضمان االستفادة الحقيقية والفعلية من الخدمات الضرورية،
وهو ينشئ حق كل مرتفق لالستفادة من بعض الخدمات المعتبرة أو المقدرة كأساسية ،وتفرض على
مقدمي الخدمة ،االلتزام باقتراح خدمات محددة بشروط نوعية والتي من بينها التغطية اإلقليمية الكاملة
1قنان نهاد ،المفهوم األوروبي للخدمة العامة وتأثيره على المرفق العمومي في الجزائر ،مذكرة لنيل شهادة الماجيستر في القانون العام فرع اإلدارة
العامة ،القانون وتسيير اإلقليم ،جامعة قسنطينة ،2كلية الحقوق ،السنة الجامعية ،1221-1221ص .29
106
اإلطار المعرفي لإلدارة اإللكترونية والخدمة العمومية. الفصل األول:
والثمن المعقول ،ويضيف الكتاب بأن الخدمة العمومية مفهوم ديناميكي مرن يظهر شبكة من األمن
الفعال بالنسبة للذين ال يمكنهم التزويد بخدمات أساسية ،ويمكن إعادة تعريفه باستمرار لتكييفه مع
المحيط االجتماعي ،االقتصادي والتكنولوجي ،إن هذا المبدأ يسمح بتحديد المبادئ المشتركة على
1
مستوى االتحاد األوروبي ومن جهة أخرى يترك أعمال وكيفية تطبيق هذه المبادئ للدول األعضاء.
يقول شابيس ( ) 2991بأن الخدمة العامة هي سبب وجود اإلدارة ألن المؤسسات الخاصة يمكنها
أن تكون مسؤولة عن أداء الخدمات األساسية حينما تأذن الدولة بذلك ألن الخدمة العامة تعبر عن
2
خدمة الشعب.
كما عرفها بعض من الفقهاء وهو التعريف المأخوذ به حاليا :على أنها نشاط يهدف إلى إشباع
حاجات عامة والذي يخضع لتنظيم ونشراف ورقابة الدولة ،بغض النظر عن الجهة التي تؤديها ،وتعرف
أيضا بأنها النشاط الذي تتواله الدولة أو األشخاص العامة األخرى ،مباشرة أو تعهد به آلخرين كاألفراد
أو األشخاص المعنوية الخاصة ،ولكن تحت إشرافها وم ارقبتها وتوجيهها وذلك إلشباع حاجات ذات نفع
3
عام تحقيقا للصالح العام.
وقد عرفها القانون الفرنسي بأنها تلك التي تعد تقليدي لخدمة فنية تزود بصورة دائمة بواسطة مؤسسة
عامة كاستجابة لحاجة عامة ،ويتطلب توفيرها أن يحترم القائمين على إدارتها مبادئ المساواة
واالستم اررية والتكيف لتحقيق الصالح العام.
1قنان نهاد ،المفهوم األوروبي للخدمة العامة وتأثيره على المرفق العمومي في الجزائر ،المرجع السابق ،ص .11-12-12
2رايس وفاء ،نظام التسيير باألهداف في المؤسسات العامة بين النظرية والتطبيق ،المرجع السابق ،ص .22-22
3مبارك لسلوس ،اإلدارة الرشيدة للجماعات المحلية بين الزامية الخدمة العامة وحتمية التوازن المالي ،إدارة ،مجلة المدرسة الوطنية لإلدارة ،المجلد
،12العدد ،1222-1العدد ،42الجزائر ،ص .21
107
اإلطار المعرفي لإلدارة اإللكترونية والخدمة العمومية. الفصل األول:
وقد خلصت الدكتورة رايس وفاء إلى أنه يمكن تعريف الخدمة العامة على أنها مجموعة األنشطة
التي تقوم بها المؤسسات العامة لتلبية حاجات عامة عجزت المؤسسات الخاصة على تأديتها ألنها ال
تدر عليها باألرباح ،وتختلف الخدمة المقدمة من طرف المؤسسات العامة عن تلك التي تؤديها
المؤسسات الخاصة ،سواءا من حيث خصائصها أو أبعادها أو معايير جودتها ،كما يختلف تسيير
1
مؤسسات الخدمات عن تسيير مؤسسات السلع.
ووضح د /ثابت عبد الرحمن إدريس في تعريفه للخدمة العامة بأن المؤسسة العامة تقوم بإنتاج
وت قديم الخدمات المتنوعة لجمهور المواطنين في المجتمع ،وذلك إلشباع حاجاتهم األساسية المختلفة
من هذه الخدمات مثل التعليم والثقافة والصحة والكهرباء والمياه وما شابه ذلك ،2كما ركز في تعريفه
للخدمة العمومية على محورين أساسيين هما:
أوال .الخدمة العمومية كعملية Services Proces :حيث يمكن اعتبار الخدمة التي تقدمها المؤسسات
الحكومية على أنها عمليات ذات طابع تكاملي ،تنطوي على مدخالت وتشغيل مخرجات ،والمخرجات
نجد ثالثة أنواع يمكن أن تجري عليها عمليات التشغيل هي:
.2األفراد :يمثل المواطن طالب الخدمة أحد األطراف الرئيسية والمدخالت في عميات تقديم الخدمة
العمومية ،فتؤدى هذه العمليات على المواطن نفسه ،مثال ذلك عندما يدخل مريض إلى المستشفى ،فإن
عمليات العالج والوقاية ومختلف الخدمات الصحية تجري عليه بذاته.
.1الموارد :أي يمكن أن تأدى عمليات الخدمات على األشياء أيضا وليس على األفراد وحدها ،وتسمى
عمليات األشياء المملوكة ،مثل خدمة رخص مرور السيارات ،والخدمات العامة في خطوط السكك
الحديدية.
1رايس وفاء ،نظام التسيير باألهداف في المؤسسات العامة بين النظرية والتطبيق ،المرجع السابق ،ص .22
2ثابت عبد الرحمن ادريس ،المدخل الحديث في اإلدارة العامة ،الدار الجامعية ،اإلسكندرية ،1222 ،ص .452
108
اإلطار المعرفي لإلدارة اإللكترونية والخدمة العمومية. الفصل األول:
. 1المعلومات :يطلق عليها عمليات تشغيل المعلومات ،وهي تمثل الجانب الحديث للخدمة العامة،
المتعلق بالتطور الحاصل في تكنولوجيا المعلومات واالتصال ،مثل خدمات تحليل البيانات في مراكز
المعلومات ،وعمليات تشغيل البيانات في مراكز البحوث والجامعات.1
ثانيا .مفهوم الخدمة كنظام :انطالقا من مفهوم النظم يمكن النظر إلى الخدمة التي تقدمها المنظمات
العامة كنظام يتكون من أجزاء مختلفة تشمل ما يلي:
.2نظام عمليات تشغيل أو إنتاج الخدمة :وفق هذا النظام يتم عمليا التشغيل على مدخالت Inputs
الخدمة إلنتاج العناصر الخاصة بالخدمة.
.1نظام تسليم الخدمة service delivery :ووفق هذا النظام يتم تجميع نهائي لعناصر الخدمة ،ثم
التسليم النهائي لها ،ونيصالها إلى طالبها.
-2خدمة عامة مرئية أو منظورة لمستقبل الخدمة (المواطن) مثل تقديم وثائق طلب تسجيل سيارة أو
تسجيل مولود أو وفاة ويكون ذلك على مستوى مكاتب الخدمات العمومية.
-1خدمة عامة غير مرئية أو غير منظورة ،ويطلق عليها جوهر الخدمة الفني ،وهي العمليات التي تتم
2
على مستوى مكاتب الخدمة.
1عاشور عبد الكريم ،دور اإلدارة اإللكترونية في ترشيد الخدمة العمومية في الواليات المتحدة األمريكية والجزائر ،مذكرة لنيل شهادة الماجستير ،في
العلوم السياسية والعالقات الدولية ،تخصص الديمقراطية والرشادة ،جامعة قسنطينة ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،1222-1229 ،ص .42
2ثابت عبد الرحمن ،المدخل الحديث في اإلدارة العامة ،المرجع السابق ،ص ص .459-455
109
اإلطار المعرفي لإلدارة اإللكترونية والخدمة العمومية. الفصل األول:
يقوم أساس الخدمة العمومية في جملة من النصوص القانونية التي أكدت على أهميتها وضرورة
السهر على تقديمها ،ونجد أن المشرع الجزائري في أغلب القوانين الصادرة عنه الهدف منها هو إصالح
الخدمة العمومية ومراعاة الصالح العام ،وتتمثل أهم هذه النصوص في:
أوال .الدستور :تجد فكرة الخدمة العمومية أساسها في الدستور الجزائري لسنة 2991في المادة 99
منه ،التي تنص على صالحيات الوزير األول حيث أكدت على ضرورة سهره على حسن اإلدارة
العمومية ،ليأتي دستور سنة 1212ويؤكد في المادة 221منه على نفس صالحيات المخولة له مع
إضافة عنصر المرفق أي ضرورة السهر على حسن سير اإلدارة العمومية والمرافق العامة وهذا تأكيد
من المشرع على ضرورة الحرص على الخدمات العمومية والخاصة المقدمة للمواطنين ألن هدف الدولة
هو تقديم الخدمات التي يحتاجها المواطنون ،وذلك باستصدار كل ما يتعلق بالموضوع في مراسيم
تنفيذية.
ثانيا :القوانين.
.1القانون 11-11المتعلق بالبلدية :1وتجد فكرة الخدمة العمومية أساسها في هذا القانون أوال من
خالل المادة 1ففي فقرتها الثانية أكدت على أن البلدية وهي ممثلة الدولة تسعى إلى الحفاظ على
اإلطار المعيشي للمواطنين وتحسينه ،وذلك يكون بتوفير كل الخدمات العمومية الالزمة للمواطنين ،كما
أكدت المادة 22التي شملت اختصاصات رئيس المجلس الشعبي البلدي على سهره للمحافظة على
األمن والنظافة والسكينة وهي أهم الخدمات العمومية التي يحتاجها المواطنون.
1القانون 22-22المؤرخ في 12رجب 2411الموافق 11يونيو 1222المتعلق البلدية ،ج ر ،العدد ،12الصادرة في أول شعبان 2411
الموافق 1يوليو .1222
110
اإلطار المعرفي لإلدارة اإللكترونية والخدمة العمومية. الفصل األول:
.6القانون 12-16المتعلق بالوالية :1ونجد أساس الخدمة العمومية في المادة األولى منه حيث
أكدت الفقرة الثالثة على ترقية وتحسين اإلطار المعيشي للمواطنين ،كما أكدت المادة 22التي تتضمن
صالحيات رئيس المجلس الشعبي فكل المجاالت التي يمارس خاللها اختصاصاته تمس الخدمات
العمومية للمواطنين من صحة عمومية وتربية وسكن ..وغيرها.
.3القانون 12-11المتعلق بالحالة المدنية :2والذي أقر بإنشاء السجل الوطني للحالة المدنية ،تجد
الخدمة العامة أساسها في هذا القانون ،في أنه بعد إنشاء هذا السجل ودخوله حيز التنفيذ أصبحت كل
السجالت الورقية رقمية ولم تعد اإلدارة تطالب المواطن بأي وثائق إلتمام الملف ألن كل الوثائق متواجدة
لديها ،وهذا تخفيف على المواطنين وتسهيل للخدمة العمومية.
ثالثا .المراسيم:
.1المرسوم 131-22الذي ينظم العالقة بين اإلدارة والمواطن :إن هذا المرسوم يمس كل ما يجب
أن تقدمه اإلدارات العمومية من خدمات عمومية للمواطنين ،وقد أكد على أن تحسين الخدمات العمومية
يعد من واجب والتزامات اإلدارات العمومية.3
.6المرسوم الرئاسي 13-12وهو المرسوم المنشئ للمرصد الوطني للمرفق العام ،4ونجد أساس
الخدمة العامة فيه من خالل المادة 4منه التي أكدت على ضرورة ترقية األعمال الموجهة لتحسين
نوعية خدمات المرفق العام والمساهمة في تبسيط اإلجراءات اإلدارية ،كما أضافت المادة 5على ضرورة
1القانون 22-21المؤرخ في 12ربيع األول ،2411الموافق ل 12فبراير 1221المتعلق بالوالية ،ج ر ،العدد ،21الصادرة في 2ربيع الثاني
2411الموافق ل 19فبراير .1221
2القانون رقم 22-24المؤرخ في 21شوال 2415الموافق ل 9غشت ،1224يعدل ويتمم األمر رقم 12-22المؤرخ في 21ذي الحجة 2129
الموافق ل 29فبراير 2922المتعلق بالحالة المدني ،ج ر ،العدد ،49الصادر في 14شوال ،2415الموافق ل 12غشت .1224
3مرسوم رقم 212-22المؤرخ في 12ذي القعدة 2422الموافق ل 4يوليو 2922ينظم العالقة بين اإلدارة والمواطن ،الصادر في الجريدة الرسمية
العدد ،12سنة .2922
4المرسوم الرئاسي 21-21المؤرخ في 11ربيع األول 242الموافق ل 2يناير 1221يتضمن إنشاء المرصد الوطني للمرفق العام ،ج ر ،العدد
،21الصادرة في 21ربيع األول 2412الموافق ل 21يناير .1221
111
اإلطار المعرفي لإلدارة اإللكترونية والخدمة العمومية. الفصل األول:
عصرنة االتصال لسهولة إعالم المواطنين حول الخدمات العامة وتحسين الحصول على المعلومات،
وبالتالي فهي نقلة نوعية فعال في مجال تحسين الخدمات العامة وعصرنتها ،بغية تعزيز أنشطته التي
من شأنها تبسيط اإلجراءات اإلدارية وعصرنة المرفق العام ،وبهدف ضمان تقديم أحسن الخدمات
العمومية و تحسين جودتها.
.3المرسوم التنفيذي رقم 629-12الذي يحدد مضمون الخدمة العامة للبريد والمواصالت السلكية
والالسلكية والتعريفات المطبقة لها وكيفية تمويلها ،1وتجد فكرة الخدمة العامة أساسها في المادة الرابعة
الفقرة 1التي أكدت على ضرورة إقامة منشآت قاعدية تسمح بتوفير قدرات تراسل كافية لجعل تقديم
الخدمات أفضل وبأسعار معقولة مع وجوب االستجابة لمبادئ المساواة واالستم اررية والشمولية والتكيف،
وهي أهم المبادئ التي تقوم عليها الخدمة العامة.
يتعلق األمر بجهود السلطات العمومية الرامية إلى عصرنة الحالة المدنية وعلى وجه الخصوص
تسهيل اإلجراءات اإلدارية على المواطنين.
1المرسوم التنفيذي رقم :129-22المؤرخ في 22محرم عام 2419الموافق 9أكتوبر سنة ،1222المتمم للمرسوم التنفيذي 221-22المؤرخ في
1جمادى الثانية عام 2412الموافق 5مارس سنة 1222الذي يحدد مضمون الخدمة العامة للبريد والمواصالت السلكية والالسلكية والتعريفات
المطبقة لها وكيفية تمويلها
2المرسوم الرئاسي رقم 241-22المؤرخ في 12رجب ،2412الموافق ل 22أبريل ،1222المحــدد لك ـيـف ـيـات إعـداد بـطاقة التعـريف الوطـنية
وتـسـلـيـمـها وتجديدها ،ج ر ،العدد ،15الصادرة 11رجب 2412الموافق ل 29أفريل .1222
3المرسوم التنفيذي 291-24المؤرخ في 5رمضان 2415الموافق ل 1يوليو ،1224يحدد صالحيات المدير العام للوظيفة العمومية واإلصالح
اإلداري ،ج ر ،العدد ،42الصادرة في 2مضان 2415الموافق ل 1يوليو .1224
112
اإلطار المعرفي لإلدارة اإللكترونية والخدمة العمومية. الفصل األول:
العامة والتي تهدف إلى ترقية الخدمات العمومية الصادرة عن اإلدارات وتحسين نوعيتها ،ومن بين هذه
الصالحيات:
-السهر على التطابق بين حاجات التنمية االجتماعية واالقتصادية وتنظيم الجهاز اإلداري.
-العمل على تجديد اإلدارة العمومية وعصرنتها بواسطة تقنيات تكنولوجيا اإلعالم واالتصال.
-دراسة سير اإلدارة العمومية وتقييمه القتراح كل التدابير الرامية إلى تحسين نجاعتها.
أوال .الالملموسية :هي تلك الخدمات التي من الصعب تذوقها أو اإلحساس بها أو رؤيتها أو لمسها أو
سماعها ،وهو ما يمزها عن السلع المادية ،وقد يحصل الفرد على خدمة في شكل مادي ملموس إال أنه
يبقى اقتناء الخدمة شيء غير ملموس ،لذلك قسم الباحثون الخدمات إلى خدمات تتمتع بعدم الملموسية
الكاملة كاألمن والحماية وأنظمة االتصاالت والمتاحف ،التعليم وخدمات النقل ...،إلخ ،باإلضافة إلى
خدمات أخرى تعطي قيمة مضافة للشيء الملموس كخدمات التأمين والتنظيف ،إضافة إلى خدمات
تعمل على توفير شيء ملموس كخدمات البنوك والخدمات البريدية وتوفير مياه الشرب.1
1الرايس وفاء ،نظام التسيير باألهداف في المؤسسات العامة بين النظرية والتطبيق ،المرجع السابق ،ص .24-21
113
اإلطار المعرفي لإلدارة اإللكترونية والخدمة العمومية. الفصل األول:
ثانيا .التالزمية :التي نعني بها الترابط الوثيق بين الخدمة ذاتها وبين الشخص الذي يتولى تقديمها،1
حيث يصعب الفصل بين الخدمة وصانعها ،وال يمكن أن تؤدي الخدمة إال عند إلتقاء كل من مقدم
الخدمة ومتلقيها وتوفر اتصال فعال فيما بينهما ،وتجدر اإلشارة أنه من الضروري وضع تعليمات مكتوبة
توضح األدوار واألنشطة التي يجب على الطرفين اإللتزام بها ،ويخلق هذا اإلتصال الحاجة إلى تزامن
إنتاج الخدمات واستهالكها.2
ثالثا .عدم التجانس :نعني أنه يصعب على مقدم الخدمة أن يتعهد بأن تكون خدماته متماثلة أو
متجانسة في كل مرة من مرات تقديمه لها وبالتالي فهو ال يستطيع ضمان مستوى جودة معين لها،3
فعلى الرغم من المحاوالت الكثيرة التي بذلتها المؤسسة الخدمية في سبيل وضع معايير محددة لمستوى
مخرجاتها ،إال أنه يصعب عليها التحقيق كما أنه لكل نوع من الخدمات طرق معينة لقياس مستوى
جودتها ،وقد يصعب على المستهلك أن يحكم على مستوى جودة الخدمة قبل حصوله عليها ويرتكز
حكمه على مقدم الخدمة فهو بذلك يساهم في إنتاج الخدمة.
رابعا .عدم قابلية الخدمة للتخزين :الخدمة تختلف عن السلعة من حيث عامل التخزين ،فالخدمة ال
يمكن أن تخزن بسبب أنها باألساس غير ملموسة ويترتب عن ذلك عدة اعتبارات ،إذ ترتبط درجة قابلية
الخدمة للتخزين بدرجة ملموسية الخدمة ،ونذا كانت هذه الخاصية تساهم بشكل كبير في تخفيض تكلفة
التخزين فإنها من جانب آخر تزيد من تعقيد األوضاع ،حيث تؤدي إلى عجز المؤسسات الخدمية عن
االستجابة للطلبات المتزايدة على خدماتها.4
1المؤذن محمد صالح ،مبادئ التسويق ،دار الثقافة للنشر والتوزيع ،عمان ،1222 ،الطبعة الرابعة ،ص .111
2وفاء الرايس ،نظام التسيير باألهداف في المؤسسات العامة بين النظرية والتطبيق ،المرجع السابق ،ص .24
3المؤذن صالح محمد ،مبادئ التسويق ،نفس المرجع ،ص .115
4رايس وفاء ،نظام التسيير باألهداف في المؤسسات العامة بين النظرية والتطبيق ،نفس المرجع ،ص .25-24
114
اإلطار المعرفي لإلدارة اإللكترونية والخدمة العمومية. الفصل األول:
وقد أضاف لوفلوك عدد من الخصائص األخرى التي تسمح بالتمييز أكثر بين الخدمات والسلع،
أهمها:
-طبيعة المنتج :إذا كانت السلع تعبر عن أشياء ملموسة موجهة إلشباع حاجات األفراد وفقا لرغباتهم،
فإن الخدمات تعبر عن أداء أو جهود يتم بذلها إلشباع الحاجات والرغبات ،إال أنه في كثير من األحيان
نجد أن الخدمات تنطوي على تقديم سلع ملموسة مثل وجبات الطعام في مؤسسات الطيران وخدمة
الكهرباء ،من خالل الحصول على عداد اإلنارة وشبكة المياه ،وهنا يبقى األداء غير ملموس.
-مشاركة المواطن في إنتاج الخدمة :ينتج عن خاصية التالزمية للخدمات العامة ضرورة مشاركة
المواطن في إنتاج الخدمة انطالقا من طلبه عليها ،ويتجلى ذلك مثال في خدمة الكهرباء أين يلعب
المستفيد دو ار كبي ار في تحديد مكان توفير خدمة الكهرباء وسعة العداد المطلوب وكذا طريقة ومدة
استخدام هذه الخدمة.
-األفراد جزء من المنتج :إن االحتكاك المستمر والمتبادل والتفاعل بين المستفيدين من الخدمة يجعلها
جزءا منها إذ يكونون في مجملهم انطباعات إيجابية أو سلبية حولها ،مما يؤثر على مستوى جودتها.
-صعوبة الرقابة على الجودة :باعتبار أن الخدمة تستهلك بمجرد إنتاجها ،فإن ذلك ال يتيح المجال
أمام أي مراجعة أو تصحيح أو معالجة فورية ألي خطأ في أداء الخدمة.
-صعوبة تقييم الخدمة من طرف المستفيدين :يتباين الحكم على مستوى الخدمة المقدمة بتباين المستوى
الفكري لدى األفراد باختالف حاالتهم النفسية ،وكذا باختالف توقعاتهم وخبراتهم اتجاه هذه الخدمة وحتى
باختالف الفترة الزمنية أو الوقت الذي يتم طلب الخدمة فيه.
115
اإلطار المعرفي لإلدارة اإللكترونية والخدمة العمومية. الفصل األول:
-اختالف قنوات التوزيع :تتسم الخدمات بعدم قابليتها للنقل والتوزيع باالعتماد على األساليب المادية،
وننما يتم توزيعها من خالل فتح مكاتب وفروع لألجهزة والمؤسسات الحكومية في مختلف المناطق
لضمان ايصالها لجميع المواطنين.1
ويضيف بعض الفقه من خالل تعريفه للخدمة العمومية على أنها" كل وظيفة يكون أداؤها مضمونا
ومضبوطا من قبل الحاكمين ألن تأدية هذه الوظيفة أمر ضروري لتحقيق وتنمية الترابط االجتماعي
وهي من طبيعة ال تجعلها تتحقق كاملة إال بفضل الحاكمين" ،وبالتالي فقط أضافوا جملة من الخصائص
يمكن إيرادها في التالي:
-تحقيق المصلحة العمومية )الهدف) :فأي نشاط ال يؤدي لمفهوم الفائدة العمومية والمصلحة العامة
ال يكون خدمة عمومية ألنه لم يصدر في األساس من مصلحة عمومية.
-تمتعها بمعيار ثنائي :فهي من جهة خدمة /نشاط قد يكون اقتصاديا)صناعي ،تجاري) أو إداريا ومن
جهة أخري سلطة مراقبة الدولة التي تعمل وتحرص على حسن سير خدمات المصلحة العمومية.2
أوال .التالزم الحتمي بين المرفق العام والمنفعة :يتوقف إنشاء المرفق العام على تحقيق المنفعة العامة،
فال وجود للمرفق العام دون أن ينطوي نشاطه على النفع العام ،3ويقصد بالنفع العام في صورته العامة
1ثابت عبد الرحمن إدريس ،المدخل الحديث لإلدارة العامة ،المرجع السابق ،ص ص 455-452
2سالمي رشيد ،أسماء قاسمية ،ترشيد الخدمة العمومية من خالل استخدام تكنولوجيا المعلومات واالتصال ،العدد الثالث والخاص بفعاليات المؤتمر
الدولي :المؤسسة بين الخدمة العمومية وندارة الموارد البشرية ،مجلة التنمية وندارة الموارد البشرية ،الجزائر ،العدد األول ،رقم ،1225 ،1ص ص
.152-149
3رايس وفاء ،نظام التسيير باألهداف في المؤسسات العامة بين النظرية والتطبيق ،المرجع السابق ،ص .22
116
اإلطار المعرفي لإلدارة اإللكترونية والخدمة العمومية. الفصل األول:
إشباع حاجات عامة أو تقديم خدمات عامة للجمهور ،وقد تتنوع هذه الحاجات والخدمات فقد تكون
مادية – كتوريد المياه ،والكهرباء ،وتوفير وسائل المواصالت ،وتقديم المساعدات االجتماعية ،والمعونة
الشعبية-وقد تكون خدمات وحاجات معنوية تحقق نفع عام بطريق غير مباشر ،ومن أمثلة تلك الخدمات
هي خدمات مرفق الدفاع واألمن والعدالة والتوجيه المهني والتوجيه االقتصادي ،والتنظيم اإلداري.
حيث أن النفع العام ركن جوهري لقيام المرفق العام ،وهو عنصر في تعريفه ،ويعد عامال ممي از له
عن مشروعات الدولة الخاصة ،فلو نظرنا إلى حاجة الشعوب من تحقيق األمن الداخلي والخارجي،
وتحقيق العدالة ،والتعليم ،والثقافة ،ومع تزايد حاجات األفراد واتساع نطاق المنفعة العامة لهم ،نجد أن
1
فكرة النفع العام هي شرط ضروري لقيام المرفق العام.
ثانيا .المساواة :يتوجب على المؤسسة العامة أن تخضع في نشاطها لمبدأ المساواة في تقديم الخدمة
العامة بين أفراد المجتمع لتحقيق العدالة وعدم التمييز والتحيز فيما بينهم.
ثالثا .االستمرارية :وتعني استم اررية المؤسسة العامة في تلبية احتياجات المواطنين ،ونن كان على
حساب خسارتها باعتبارها تهدف إلى تحقيق المنفعة العامة وليس تحقيق الربح ،2وهو ما يعني دوام
سير الخدمة العامة بانتظام واضطراد ،فمن البديهي أن إشباع الحاجات العامة ال ينتهي –فمثال لو أن
هناك مرفقا خاصا بالخبز فال يتصور أن تنتهي وظيفة الدولة في سد احتياجات الجمهور لمدة يوم أو
يومين أو شهور -فالبد من أن يجد الجمهور حاجته من الخدمة في الوقت والزمان الذي يحتاجه ،ويعد
3
هذا المبدأ من المبادئ التي استقر عليها فقها وقضاءا.
1مصطفى السيد دبوس ،تثمين خدمات الدولة في إطار ما يقدمه المرفق العام من خدمات ،المركز العربي للنشر والتوزيع ،مصر ،القاهرة ،ص ص
.14-11
2رايس وفاء ،نظام التسيير باألهداف في المؤسسات العامة بين النظرية والتطبيق ،المرجع السابق ،ص .22
3مصطفى السيد دبوس ،تثمين خدمات الدولة في إطار ما يقدمه المرفق العام من خدمات ،نفس المرجع ،ص .12
117
اإلطار المعرفي لإلدارة اإللكترونية والخدمة العمومية. الفصل األول:
رابعا .التكيف المستمر مع التحوالت العالمية :يجب أن تتالءم الخدمة المقدمة ومتطلبات المجتمع من
خالل مواكبتها للتطورات الحاصلة ،وذلك للنهوض بمستوى جودة الخدمة ورفع كفاءة أدائها.
خامسا .مجانية الخدمة :بما أن المؤسسة العامة ال تهدف إلى تحقيق الربح وتصوب اتجاهها نحو
المنفعة العامة ،فإنها لجأت إلى مجانية الخدمات التي تقدمها ،وفي بعض األحيان مقابل مبالغ رمزية
كالرسوم الجامعية والرسوم القضائية ،ويتوقف تحديد قيمة الرسوم على عدد من العوامل السياسية
1
واالقتصادية واالجتماعية.
هذا وقد حدد Rollandثالث قواعد أو مبادئ رئيسية حتى يؤهل النشاط لكي يكون خدمة عمومية
وهي:
1الرايس وفاء ،نظام التسيير باألهداف في المؤسسات العامة بين النظرية والتطبيق ،المرجع السابق ،ص ص .22-22
2سالمي رشيد ،أسماء قاسمية ،ترشيد الخدمة العمومية من خالل استخدام تكنولوجيا المعلومات واالتصال ،المرجع السابق ،ص .149
118
اإلطار المعرفي لإلدارة اإللكترونية والخدمة العمومية. الفصل األول:
إن الخدمات العمومية كثيرة ومتنوعة إلى أن اختالفها يتحدد بحسب حاجات المواطنين لها ،كما
يتحدد أيضا اختالفها بطريقة إدارتها ،لذا فقد تناول هذا المطلب من الدراسة أنواع الخدمات العمومية
في الفرع األول ،وتطرق الفرع الثاني لطرق إدارة الخدمات العامة ،في حين شمل الفرع الثالث نظم
الخدمة العامة ،أما الفرع الرابع فتطرق لمنظمات الخدمة العامة ،بينما حدد الفرع الخامس مشكالت أداء
الخدمة العامة على أرض الواقع.
تتعدد الخدمات العامة المرفقية نظ ار لتعدد الحاجات التي تسعى الدولة إلى إشباعها ،والجدير بالذكر
أن هذه الخدمات التي تخدم كيان الدولة ،وتهدف إلى حفظ النظام العام والعدالة لها أمثلة متعددة كالدفاع
والصحة والداخلية والعدل ،فالدولة هنا مجبرة على تقديم هذه الخدمات إلظهار سيادتها على اإلقليم،
بخالف خدمات الدولة االختيارية ،حيث أن األفراد ال يستطيعون إجبار الحكومة على خدمات محددة،
وهذا ما أكدته محكمة القضاء اإلداري في أن المشروعات العامة ،أمر متروك للسلطة التنفيذية لها فيها
مطلق الحرية بما يتراءى لها ،وفقا لتقديراتها المالية ،1وقد قسمت إلى:
أوال .التقسيم األول :قسم الخدمة العمومية على أساس أنها تضم مجموعة كبيرة وغير متجانسة من
النشاطات المنظمة من طرف الدولة يمكن حصرها في الخدمات التالية:
.2الخدمات اإلدارية :وهي الخدمات التي تقدمها مصالح الحالة المدنية وقطاع العدالة....
.1الخدمات الصناعية والتجارية :كالخدمات التي تقدمها مؤسسات الكهرباء والغاز واالتصاالت والماء..
1مصطفى دبوس ،تثمين خدمات الدولة في إطار ما يقدمه المرفق العام من خدمات ،المرجع السابق ،ص .42
119
اإلطار المعرفي لإلدارة اإللكترونية والخدمة العمومية. الفصل األول:
ثانيا .التقسيم الثاني :ويرى جانب آخر أنه يمكن أن نميز بين ثالث أنواع من الخدمات العمومية وفقا
لتصنيفات أخرى هي:
-2من حيث طبيعة الخدمة المقدمة ،هناك صنفان ،خدمة فردية وخدمة جماعية.
-1من حيث طبيعة استهالك الخدمة ،صنفان أيضا هما :الخدمات ذات االستهالك اإلجباري وخدمات
ذات استهالك اختياري.
-1من حيث تحمل تكلفة الخدمة :هناك ثالث أصناف من الخدمات هي:
ا-خدمة مجانية :تتحمل تكاليفها الخزينة العمومية (كاإلنارة العمومية ،اللقاح ،األمن العمومي(،
ج-خدمة مدعمة :يتحمل جزء من تكاليفها المستفيد من الخدمة وتتكفل السلطة بالباقي كالنقل العمومي
والسلع االستهالكية ذات االستهالك الواسع كالحليب والخبز...
ثالثا .التقسيم الثالث :فيما ذهب فريق ثالث إلى تصنيف الخدمة العمومية ضمن نوعين من الخدمات
اعتمادا على المعيار التسويقي ،هما:
.1النوع األول :الخدمات غير المسوقة :المفروضة على الجميع سواء كانوا مواطنين أو مقيمين
فالحصول عليها يكون مجانيا ومن أمثلتها ،األمن ،الدفاع ،النظافة العمومية واإلنارة العمومية ،...يتم
تمويلها في الغالب من االيرادات العامة للدولة) الضرائب)...
.6النوع الثاني :الخدمات المسوقة (اختيارية( :الحصول عليها إما يكون مدعما من طرف السلطة
العامة في الدولة بحيث ال يدفع الجمهور المستفيد إال مبالغ رمزية في شكل رسوم كتذاكر المتاحف و
120
اإلطار المعرفي لإلدارة اإللكترونية والخدمة العمومية. الفصل األول:
المالعب و النقل العمومي للسلع والخدمات ،و إما أن يغطي كامل تكاليفها كالكهرباء و الغاز و
1
الماء....
رابعا .التقسيم المأخوذ به :بينما اتجه جزء كبير من الفقه إلى تقسيم الخدمات العامة إلى الخدمات
إجبارية وخدمات اختيارية:
-1الخدمات اإلجبارية :وهي الخدمات التي تلتزم بها الدولة وتقدمها عن طريق المرافق اآلتية:
أ .المرافق التقليدية(اإلدارية) :هي تلك الخدمات التي تقدم من المرافق التي تقوم بإشباع حاجات ال
يستطيع األفراد مطلقا على تقديمها ،كمرفق القضاء والتعليم والتوثيق والصحة.
ب .خدمات المرافق القومية :هي تلك الخدمات العامة المرفقية التي تمتد لتغطي جميع حدود الدولة،
بحيث تحقق نفع عام جماعي ،وال يتصور أن تتواجد تلك الخدمات العامة المرفقية في مكان دون آخر
2
داخل حدود البلد الواحد.
ج .خدمات المرافق المحلية :هي خدمات ينحصر تقديمها في نطاق ضيق ،كمحافظة أو مديرية أو
مدينة أو قرية.3
-6الخدمات االختيارية :وهي الخدمات التي تقدمها الدولة من خالل مرافقها االقتصادية ،فنتيجة للتطور
الحاصل انتقلت الدولة من دولة حارسة فقط تقدم الخدمات العامة الضرورية إلى دولة متدخلة لها الحق
في التدخل في المجاالت الخدماتية األخرى لتقديم األفضل للمواطنين والتطور المستمر ،وقد كفل ذلك
للدولة التدخل في المجال االقتصادي من خالل إقامة البنوك ونعداد موازنات اقتصادية وتنظيم العمالت
المحلية واألجنبية ،فضال عن هذا طموح جهة اإلدارة إلنشاء كيانات مالية اقتصادية قادرة على محاكاة
1بوبكر صبرينة ،دور اإلدارة اإللكترونية في تفعيل أداء الخدمة العمومية –قطاع العدالة نموذجا ،-مجلة الباحث في العلوم القانونية والسياسية،
الجزائر ،العدد الثاني ،1229 ،ص ص .122-129-122
2مصطفى دبوس ،تثمين خدمات الدولة في إطار ما يقدمه المرفق العام من خدمات ،المرجع السابق ،ص .42
3محمود محمد حافظ ،نظرية المرفق العام ،دار النهضة العربية ،القاهرة ،مصر ،الطبعة األولى ،2914 ،ص 211وما بعدها.
121
اإلطار المعرفي لإلدارة اإللكترونية والخدمة العمومية. الفصل األول:
الكيانات االقتصادية الخاصة ،وذلك لمحاولة تفادي األزمات المستقبلية ،وحتى يتسنى لها القيام بدورها
لتحقيق العدالة االجتماعية ،ويندرج تحت مفهوم المرافق االقتصادية المرافق التي تقدم خدمات أو سلع
من أجل إشباع حاجة للجمهور ،ويستطيع األفراد تقديمها إال أنه قد يحدث استغالل في تقديمها ،فتتوالها
1
الدولة ،ومن أمثلتهم مرفق الكهرباء والغاز والمياه واالتصاالت.
تتباين طرق إدارة المرافق العامة التي تهدف إلى تحقيق الخدمات العامة في الدولة وذلك بتباين
الخدمة ونوعها والتي تلعب دو ار مهما في تحديد المسئول عن إدارتها ،فالدولة تقوم بإنشاء مرافق
الخدمات العامة ويجب أن يكون نشاطها منظما من جانب اإلدارة وتحت إشرافها ورقابتها وتنظيمها،
ضمانا لعدم اال نحراف عن المصلحة العامة لصالح المصالح الخاصة ،وفي حالة ما عهدت الدولة
التسيير إلى أحد المرافق المعنوية العامة إلدارة مرافق الخدمات العامة فهذا ال يعني تخليها عن ممارسة
الرقابة واإلشراف على نشاطها الذي أساسه تقديم الخدمات العامة المواطنين وتحقيق النفع العام ،لذا
تدار مرافق الخدمات العامة بالطرق التالية:
تمتلك الدولة حق اإلدارة الكاملة ألي مرفق عام تقوم بإنشائه أو خدمة عامة تقدمها ،وهو حق أصيل
لها ،ولها في هذا أن تتخذ أحد األسلوبين ،اإلدارة المباشرة للمرفق ،واإلدارة بواسطة أحد أشخاص القانون
العام.
1مصطفى دبوس ،تثمين خدمات الدولة في إطار ما يقدمه المرفق العام من خدمات ،المرجع السابق ،ص .41
122
اإلطار المعرفي لإلدارة اإللكترونية والخدمة العمومية. الفصل األول:
-1إدارة الخدمات العامة من طرف الدولة نفسها :تقوم هذه الطريقة على فكرة مفادها أن تقدم اإلدارة
الخدمة العامة بنفسها ،مستخدمة في هذا وسائل القانون العام ،وأموالها العامة وموظفيها ،وغالبا ما
تظهر هذه الطريقة في المرافق اإلدارية ،نظ ار لعدم وجود عنصر النفع الخاص والربح ،مما يعزف معه
األفراد عن القيام بتلك الخدمات ،كما أنه غالبا ما تكون هناك مرافق عامة على قدر كبير من األهمية،
بما يحتم على اإلدارة أن تقوم بها ،وال تثار تفرقة في هذا بين إن كان أسلوب اإلدارة مركزيا –من خالل
1
الو ازرات -أم ال مركزية –من خالل المحافظات.
-6إدارة الخدمات العامة بواسطة أحد أشخاص القانون العام :إن إدارة المرفق العام وتقديم الخدمة
المرفقية قد يتطلب أحيانا حرية إدارية ،تختلف عن الروتين الذي يكتنف اإلدارة المباشرة ،لهذا أنشأت
الدولة أشخاصا مرفقية ،مهمتها تقديم الخدمة العامة للجمهور ،إال أن هذه الحالة ال تختلف عن
االستغالل المباشر ،سوى أنها تمنح المرفق الشخصية المعنوية ،ويعد عمالها وموظفيها موظفون
عموميون وأموالها عامة ،ويعد ما يصدر منها من ق اررات هي ق اررات إدارية تخضع لرقابة القضاء
اإلداري ،وتعد الهيئات والمؤسسات العامة هي الصورة المثلى لإلدارة غير المباشرة لتقديم الخدمة
المرفقية ،وال شك أن تمتع الهيئة أو المؤسسة بالشخصية المعنوية يترتب عليه:
ب-جميع العاملين بها موظفون عموميون يسري عليهم قانون الوظيف العمومي.
1عبد الغاني بسيوني ،القانون اإلداري ،منشأة المعارف ،اإلسكندرية ،مصر ،2992ص .411
123
اإلطار المعرفي لإلدارة اإللكترونية والخدمة العمومية. الفصل األول:
ه-تخضع الهيئات وكذلك المؤسسات العامة لجميع القواعد العامة التي تحكم سير المرفق العام بانتظام
واطراد.
تتنوع طرق إدارة هذا النوع من الخدمات وهي على العموم يكون هناك نوع من التعاون بين اإلدارة
العامة وهي الدولة والقطاع الخاص من أجل تحسين الخدمة العامة وهي:
.1مشاطرة االستغالل :وهو أسلوب وسط بين اإلدارة المباشرة واالمتياز ،فهي طريقة إلثارة المرفق العام
بواسطة شخص من أشخاص القانون الخاص يعمل لحساب اإلدارة المتعاقدة معها ،وتبقى اإلدارة
المتعاقدة مسؤولة عن المرفق ومالكا له وألدوات اإلنتاج ،وتتحمل كافة مخاطر المشروع ،وتقدم األموال
الالزمة إلدارة المرفق ،لهذا يعرف هذا العقد بأنه عقد بمقتضاه تعهد جهة اإلدارة إلى المتعاقد إدارة
المرفق العام في نظير مقابل مالي محدد يرتبط بنتائج االستغالل وتدفعه اإلدارة.
وتختلف عقود مشاطرة االستغالل في أن المقابل المالي الذي يتقاضاه القائم باإلدارة من المنتفعين
ال يتولى تحصيله لحسابه وننما لحساب اإلدارة ،فضال عن أن هذا المقابل يحدد في عقد مشارطة
االستغالل طبقا لحسن سير استغالل المرفق وليس طبقا لألرباح.1
.6االقتصاد المختلط :هو اكتتاب الحكومة مع أشخاص خاصة في شركات مساهمة تتولى تقديم خدمة
أو سلعة مرفقية عامة ،وندارة كيان خدمي عام ،وتتضح هذه الصورة في مجال تقديم الخدمات والسلع
المهمة ،وتعد هذه الطريقة أحد طرق اإلدارة المشتركة بين الدولة وأشخاص القانون الخاص.
1وفاء محمود أحمد الببواتي ،المقابل المالي في العقود اإلدارية ،دراسة مقارنة ،المركز العربي للنشر والتوزيع ،القاهرة ،مصر ،1222 ،الطبعة
األولى ،ص ص .21-22
124
اإلطار المعرفي لإلدارة اإللكترونية والخدمة العمومية. الفصل األول:
.3التراخيص اإلدارية :تعرف التراخيص اإلدارية بأنها أمر إداري يعهد بموجبه ألحد أشخاص القانون
الخاص إلدارة استغالل مرفق عام ،من أجل تقديم خدمة عامة على سبيل التوقيت ،1وبالتالي فإن هذه
التراخيص ال يتم منحها إلى في حالة تعذر منح االستغالل عن طريق االمتياز.
.1عقد التزام المرفق العام :وهو عقد يتعهد بموجبه شخص خاص فرد أو شركة تقديم خدمة عامة
للجمهور أو سلعة ،من خالل استغالله وندارته ألحد مرافق الدولة االقتصادية أو التجارية ،مقابل تقاضي
مبالغ مالية من المنتفعين ،2ويعد عقد التزام المرفق العام من أهم تطبيقات عقود تفويض المرفق العام،
فقد احتل هذا النوع من أساليب مشاركة القطاع الخاص دو ار بار از منذ فترة مبكرة في تشييد وتسيير كثير
من المرافق العام السيما مرافق البنية التحتية ،ويوجد فارق رئيسي بين هذا العقد وسائر العقود اإلدارية
األخرى ،في أن الرسم في عقد االلتزام يقوم المتعاقد بتحصيله من المنتفعين بخدمات المرفق العام
موضوع العقد ،أما في العقود اإلدارية األخرى كالتوريد وعقد األشغال العامة ،فالمتعاقد يقدم خدمة أو
3
سلعة أو عمال لإلدارة ويحصل على هذا المقابل من اإلدارة نفسها.
إذا فإن الخدمة المقدمة من خالل هذا العقد تخضع لجميع القواعد التي تحكم المرافق العامة ،إال
أن الملتزم ال يعد موظفا عاما بل هو شخص عادي ،وعليه البد من مراعاة محورين مهمين
أولهما سير الخدمة العامة بانتظام واطراد ،وثانيهما مصلحة المتعاقد المالية.
1سعاد الشرقاوي ،القانون اإلداري وتحرير االقتصاد ،دار النهضة العربية ،القاهرة ،2994 ،ص .141
2مصطفى السيد دبوس ،تثمين خدمات الدولة في إطار ما يقدمه المرفق العام من خدمات ،المرجع السابق ،ص .42
3وفاء أحمد محمود الببواتي ،المقابل المالي في العقود اإلدارية ،المرجع السابق ،ص ص .19-12
125
اإلطار المعرفي لإلدارة اإللكترونية والخدمة العمومية. الفصل األول:
مما يعني أن طبيعة عقد االلتزام مزدوجة بين النصوص الالئحية اإلدارية التي يحق لجهة اإلدارة
تعديلها في أي وقت ،ونصوص أخرى تعاقدية بين الملتزم والغير ،1كما يعد عقد االلتزام عقد ثالثي
األبعاد ،فهو يشمل السلطة المانحة والشخص الملتزم والمنتفع بااللتزام.2
نهاية يجب اإلشارة إلى أن الغرض من الخدمة العامة طبعا هو تحقيق المنفعة العامة ونشباع
حاجات األفراد ،ويعد تحقيق النفع العام من أهم العناصر المميزة للمرفق العام عن غيره من المشروعات
التي تستهدف تحقيق النفع الخاص أو تجمع بين هذا الهدف وهدف إشباع حاجة عامة أو نفع عام ،مع
ذلك فإن تحقيق بعض المرافق العامة للربح ال يعني حتما فقدانها صفة الخدمة العامة ،طالما أن هدفها
الرئيس ليس تحقيق الربح ،وننما تحقيق النفع العام كما أن تحصيل بعض المرافق لعوائد مالية لقاء
تقديمها الخدمات إلى المواطنين كما هو الحال بالنسبة لخدمة الكهرباء والماء ال يسعى لكسب عوائد
3
مالية بالقدر الذي يعد فيه وسيلة لتوزيع األعباء العامة على كل المواطنين.
يمكن تقسيم نظم الخدمة العامة حسب التقسيم المعمول به في الوظيفة العامة في الدول المعاصرة
إلى نظامين:
ينظر هذا النظام إلى الخدمة على أنها مهمة مجتمعية يتم إعداد الفرد لها ،ويفرغ لممارستها طول
حياته العملية ،وتقوم المؤسسات العمومية وفق هذا النظام باستقطاب عدد من العاملين وفقا لنوع الخدمة،
1مصطفى دبوس السيد ،تثمين خدمات الدولة في إطار ما يقدمه المرفق العام من خدمات ،المرجع السابق ،ص .42-42
2سعاد الشرقاوي ،القانون اإلداري وتحرير االقتصاد ،المرجع السابق ،ص .141
3عمار عوابدي ،القانون اإلداري ،ديوان المطبوعات الجامعية ،الجزائر ،ج ،2ط ،1ص ص .11-12
126
اإلطار المعرفي لإلدارة اإللكترونية والخدمة العمومية. الفصل األول:
حيث يتم تعيين الموظفين وفقا لمتطلبات العمل الحقيقية بغية تقديم خدمة محددة في الهيكل التنظيمي
للمؤسسة ،ويمتاز نظام الخدمة المفتوح بجملة من الخصائص نذكرها على التوالي:
.2البساطة :إذ يظهر ذلك جليا من خالل عدم بذل المؤسسات العمومية جهدا في إعداد الموظفين ،بل
يتوجب عليهم هم إعداد أنفسهم ،وتحمل نفقات اإلعداد ،كما أنها ال تتحمل المسؤولية عن التدريب أثناء
العمل ،فالموظف هو المسؤول عن تحسين مستواه بنفسه.
.1مرونة النظام :تترجم حرية اإلدارة في التخلي ونلغاء الوظائف التي لم تعد الحاجة إليها قائمة ،كما
يعطي هذا النظام هامشا من الحرية للموظف ،للبحث عن وظيفة أخرى قد تناسبه أكثر.
.1اقتصادية النظام :تنبع اقتصادية النظام من عدة عوامل واعتبارات منها ،أن التعيين في الوظيفة يتم
وفق االحتياجات الحقيقية للعمل ،والخبرات إن وجدت وطلبت ،وكذا عامل االنفتاح على المجتمع ،وعدم
تمييز العامليين الحكوميين عن غيرهم في القطاعات األخرى.1
وفق هذا النموذج تقوم اإلدارة غالبا بعمليات إعداد الموظفين قبل التحاقهم بالعمل ،واستمرار التدريب
أثناء العمل بغية رفع المستويات المهنية ،وتنمية القدرات ،كما أن القاعدة العامة لهذا النظام هو استم اررية
العمل مع ضمان توازن بين الحقوق والواجبات ،ويرتكز نظام الخدمة العامة المغلق على محورين هما:
.2قانون الموظفين :هو مجموعة من القواعد القانونية المحددة ألوضاع مختلف العاملين في المنظمات
الحكومية ،تجعلهم يتميزون عن الموظفين في القطاعات األخرى ،فهذا القانون يتضمن قواعد خاصة
تتعلق بالتعيين والمعاملة المالية واإلجازات والمنافع المادية والمعنوية المختلفة ،كما يحدد كل المسؤوليات
1عبد الحميد ،محمود النعيمي ،مبادىء اإلدارة العامة ،دون بلد النشر ،منشورات ،1997 ، ELGEص ص .215-214
127
اإلطار المعرفي لإلدارة اإللكترونية والخدمة العمومية. الفصل األول:
والواجبات العامة لكل موظف ،ومختلف اإلجراءات الجزائية األخرى الخاصة بإهمال أي شرط من
شروط العمل في الخدمة العمومية.
.1حياة مهنية متميزة :إذا كان النظام المفتوح يسمح بالتحاق الفرد من أجل شغل وظيفة محددة ،فإن
النظام المغلق يتم التوظيف وفقه من خالل موافقة اإلدارة على استخدام العامل ،استنادا إلى العديد من
االعتبارات ،تتعلق بما ينتظر منه أثناء تواجده في خدمة المؤسسة ،وما يمكن أن يقدمه طوال حياته
المهنية من خالل أدائه لوظائف كثيرة.1
يمكن القول أن ما نقصده بمنظمات الخدمات العامة هي المؤسسات الحكومية التي تضطلع بتحقيق
المنفعة العامة وتقديم كل الخدمات العامة للمواطنين بصورة متساوية ودون تفرقة بينهم.
لقد عرفها روبنز بأنها كيان اجتماعي منسق بشكل متعمد (عن وعي وندراك) وله حدود تميزه عن
بيئته الخارجية ويعمل على أساس االستمرار النسبي لتحقيق أهداف مشتركة.
ونستطيع القول بأن المنظمة هي وحدة اجتماعية هادفة ،وهي وسيلة يخلقها العقل البشري لتحقيق
أهدافه ،ونن اإلنسان هو حجر األساس في تكوين المنظمة ،وأن المنظمات هي أساس الحضارات،
وتصاحب المنظمة اإلنسان طيلة حياته فهو يعيش في عدد متزايد من المنظمات تبدأ باألسرة ،والمدرسة،
1عبد الحميد ،محمود النعيمي ،مبادىء اإلدارة العامة ،المرجع السابق ،ص ص .222-219
128
اإلطار المعرفي لإلدارة اإللكترونية والخدمة العمومية. الفصل األول:
والجامعة ،والدوائر الحكومية ،ومنشآت األعمال ،والنادي ،والمستشفى ،فهذه جميعا منظمات يعيش فيها
1
الفرد ويتفاعل معها ،لتحقيق أهدافه المتنوعة والمتعددة.
هي الهيئات التي تقوم بإنتاج وتقديم سلع وخدمات بغرض إشباع حاجة أو مجموعة من الحاجات
للمجتمع ،وهي حاجات يعجز األفراد العاديون عن أدائها ويحجمون عن القيام بها ،وذلك إما لضخامة
متطلباتها أو ضعف اإلمكانيات وكذلك الربح المتوقع لها ،وهي بذلك لها أهداف اجتماعية باألساس
تجعلها متميزة عن غيرها من المنظمات وهي كذلك لها أهداف اقتصادية مثل توفير السلع والخدمات،
وكذلك سياسية مثل تحقيق النظام واالستقرار السياسي ،وثقافية مثل نشر التعليم والثقافة.
وعادة ما تنشأ الدولة هذه النوعية من المنظمات لتحقيق األهداف العامة لها لتقديم الخدمات العامة
وذلك باعتبار هذا النوع من الوظائف جزء من الوظائف السيادية للدولة ،وكذلك لتقوم بوظيفة اإلشراف
2
والرقابة ،وأيضا حماية األمن والمصالح القومية ومراعاة االعتبارات السيادة.
إن المنظمات العامة في جوهرها وتوجهاتها هي مؤسسات تعمل من أجل الصالح العام ،وليس
لصالح فئة أو جهة معينة على حساب جهة أخرى ،وبالتالي فإن أساس بقائها يعتمد على قدرتها على
االتصال والتواصل مع الشرائح والقطاعات العريضة من الناس الذين يجدون في خدمات هذه المؤسسات
مالذا آمنا وعونا أكيدا بعيدا عن حاالت االستنزاف والهدر التي تنتج عن سلوك بعض منظمات
3
األعمال.
1أحمد يوسف دودين ،إدارة األعمال الحديثة (وظائف المنظمة) ،دار اليازوري العلمية للنشر والتوزيع ،عمان 29 ،يوليو ،1222ص ص -22
.22
2هنادي نظير ،إدارة المنظمات غير الربحية ،دار ابن النفيس للنشر والتوزيع ،عمان ،األردن ،1222 ،ص ص .22-22
3بشير العالق ،االتصال في المنظمات العامة بين النظرية والممارسة ،دار اليازوري للنشر والتوزيع ،عمان ،الطبعة األولى ،1229 ،ص .1
129
اإلطار المعرفي لإلدارة اإللكترونية والخدمة العمومية. الفصل األول:
مما سبق يمكن أن نلخص إلى أن خصائص وسمات المنظمات العامة تتمثل في كونها:
-1المنظمات غير ربحية ال تهدف باألساس لتحقيق الربح وننما تهدف إلى إشباع الحاجات العامة.
-1منظمات متنوعة األهداف بحيث لها أهداف سياسية واجتماعية (أهمها يميزها) وكذا لها أهداف
اقتصادية وثقافية.
-4تعدد أشكالها فقد تكون و ازرات أو مصالح حكومية ،أو وحدات محلية أنشأتها الدولة ألغراض اإلدارة
1
....وهكذا.
وضع البنك الدولي برنامجا خاصا باإلدارات البلدية والوالية والجماعات المحلية في إطار تحقيق
األهداف اإلنمائية لأللفية بهدف تحسين نوعية الهياكل المؤسساتية والتشريعات المالية ،وننشاء مصالح
مختصة واحترافية ،باعتبارها عناصر أساسية للتسيير المحلي ،وقد حدد المهام األساسية التي يجب أن
تضطلع بها اإلدارات المحلية كما يلي:
1هنادي نظير ،االتصال في المنظمات العامة بين النظرية والممارسة ،المرجع السابق ،ص ص .29-22
130
اإلطار المعرفي لإلدارة اإللكترونية والخدمة العمومية. الفصل األول:
والمالحظ أن هذه الصالحيات تختلف من دولة ألخرى ،وفي الدولة الواحدة بين المدن الكبرى
وباقي مناطق الدولة ،فنجد المدن الكبرى في آسيا وأمريكا الالتينية تتمتع باستقاللية سياسية واقتصادية
واسعة تشبه في بعض الحاالت اختصاصات الدولة ،أما باقي اإلدارات المحلية فصالحياتها محدودة،
تشمل بعض الوظائف المعتادة لإلدارات المحلية ،المنشآت التعليمية ،المستشفيات ومنشآت الرعاية
االجتماعية مثل رياض األطفال ودور الرعاية ،ومرافق الصحة العامة والمرافق ذات الصلة مثل شبكات
1
ومحطات التطهير وتصفية المياه وجمع القمامة وتصريفها ،المدافن....
تسعى المنظمات العامة إلى تحقيق بعض األهداف األساسية والتي يمكن ذكر أهمها:
.2األهداف اإلدارية واالقتصادية :تشمل توفير مختلف الخدمات اإلدارية بجودة عالية ،وتقديم السلع
والمنتجات التي تعتبر ضرورية في تحقيق االستقرار ،وضمان السيرورة المجتمعية ،إضافة إلى الدعم
الالزم للجوانب االقتصادية ،عن طريق رفع كفاءة السياسة االقتصادية ،وبالتالي رفع نمو االقتصاد
القومي.
.1األهداف السياسية :إذ تتعلق بكل ما من شأنه أن يحقق النظام ،واالستقرار السياسي ،وحماية
األنظمة االجتماعية الموجودة ،وحماية األفراد ،والدفاع عنهم من االعتداءات الخارجية.
.1األهداف االجتماعية والدينية :حيث يتطلب من الحكومات توفير منظمات عامة بهدف التنشئة
االجتماعية ،وضبط سلوك األفراد من االنحرافات ،واالرتقاء بمستويات التعليم ،ومحاولة نشره وتعميمه
لكل الفئات والشرائح ،كما يتطلب كذلك إنشاء وتخصيص مؤسسات عامة ،تهتم بالبعد الديني ،أو
الروحي والجوانب المتعلقة بالعقائد ،حيث تتدخل الدولة عن طريق تشريعات ،ونصدار قوانين بهدف
1مبارك لسلوس ،اإلدارة الرشيدة للجماعات المحلية بين إلزامية الخدمة العامة وحتمية التوازن المالي ،المرجع السابق ،ص .24
131
اإلطار المعرفي لإلدارة اإللكترونية والخدمة العمومية. الفصل األول:
خلق مؤسسات عامة ،تنمي وتحفظ الجانب الروحي لدى كل المواطنين بشكل عام ،مثل و ازرة الشؤون
الدينية واألوقاف ،ومديرية الشؤون الدينية واألوقاف بالجزائر.1
يمكن مناقشة وتحديد أهم المشاكل التي تعاني منها الخدمة العامة في العديد من الدول حيث تختلف
درجة تأثيرها من دولة ألخرى:
-البطء في أداء الخدمة :يمكن إرجاع أسباب البطء الشديد في أداء الخدمات العامة إلى عدد من
العوامل أهمها طول وتعقيد اإلجراءات والعمليات الالزمة ألداء الخدمة وانتشار الروتين نتيجة االلتزام
المفرط باللوائح والقوانين ،باإلضافة إلى تماطل بعض العاملين وتكاسلهم في العمل وتضييع الوقت في
الكالم مع الزمالء دون اعتبار للشخص المنتظر للخدمة.
-سوء تقديم الخدمة العامة :عادة ما تفتقر الخدمة العامة للتسيير الجيد نتيجة انحطاط مستوى أداء
العاملين ،ويرجع ذلك إلى انعدام برامج تدريبية تزيد من مؤهالتهم وانعدام نظام للحوافز يتالءم ونشباع
حاجاتهم ،باإلضافة إلى افتقار بعض العاملين لألخالقيات السلوكية مع العمالء.
-االفتقار للتكنولوجيا :يؤدي االفتقار للتكنولوجيات الحديثة المتطورة إلى البطء في تقديم الخدمات
لجمهور المستهلكين وكثرة األخطاء في أداء وتسليم الخدمة وتضييع الوقت لطالب الخدمة.
-عدم مالئمة بيئة العمل المادي للعاملين :يحتاج العامل إلى بيئة من العوامل المادية المناسبة لطبيعة
عمله وهو ما يعاني منه العامل في المؤسسات العامة اليوم.
1ثابت عبد الرحمن إدريس المدخل الحديث لإلدارة العامة ،المرجع السابق ،ص ص .92-91
132
اإلطار المعرفي لإلدارة اإللكترونية والخدمة العمومية. الفصل األول:
-استغالل الموظف للوظيفة العامة :بحكم المنصب الذي يشغله الموظف العمومي يخلق لديه إحساس
بأنه يستحوذ على مكانة عالية في التنظيم من خالل السلطة والنفوذ المخول إليه واستغالله له في إشباع
حاجته الشخصية ،على إعتبار أن كل شيء يخضع لملكية الدولة وال يوجد من يحاسبه على أفعاله.
-التمييز في أداء الخدمة :تنتشر ظاهرة الواسطة بصورة كبيرة ،خاصة في المجتمعات العربية بصفة
عامة ،ومؤسساتنا العامة بصفة خاصة ،وهو ما يضفي نوع من التمييز بين المستفيدين من الخدمة.
-انتشار الرشوة :عادة ما يلجأ بعض المواطنين إلى استخدام الرشوة كوسيلة إلشباع حاجاتهم والحصول
على الخدمات التي يحتاجونها ،كما قد يبادر الموظفون العموميون بذلك واحتراف الرشوة كمهنة إضافية
1
لزيادة مكاسبهم.
-غياب االتصال الفعال بين مقدمي ومتلقي الخدمة :وهو ما قد يؤدي إلى اتساع الفجوة بين األداء
الفعلي للخدمة وبين ما كان يتوقعه جمهور المستفيدين من هذه الخدمة.
-افتقار الخدمة العامة لنظم االبتكار والتطوير :سواء فيما يتعلق بإجراءات وعمليات إنتاج وتقديم
الخدمة ،أو ما يتعلق بالخدمة ذاتها وهو ما أدى إلى جمود شكل نظام الخدمة بكامله وعدم مواكبته
للتطورات الحاصلة.
-قلة االهتمام بالبحوث والدراسات :تعاني المؤسسات العامة من قلة الدراسات والبحوث لالستفادة منها
في معالجة بعض القضايا العالقة ،وقد يرجع ذلك بالدرجة األولى إلى انعدام المنافسة في القطاع
العمومي ،وبالتالي عدم الحاجة الماسة لتلك البحوث.
1ثابت عبد الرحمن إدريس ،المدخل الحديث لإلدارة العامة ،المرجع السابق ،ص .424
133
اإلطار المعرفي لإلدارة اإللكترونية والخدمة العمومية. الفصل األول:
-ضعف أنظمة التقييم والمتابعة للخدمات العامة :تفتقر الخدمات العامة لرقابة صارمة ،حيث تضمن
وصول الخدمات للمواطنين ،وتتحقق الرقابة الفعالة انطالقا من التطبيق الفعال للقوانين والتشريعات
المنظمة للخدمة العامة.
-سوء استخدام الموارد :كثي ار ما تتعرض الموارد المخصصة ألداء الخدمات العامة للتلف والتبذير
والسرقة نتيجة اإلهمال والالمباالة وقلة المهارة والخبرة والمعرفة في إدارتها.
-االفتقار لإلحساس بالمظاهر الجمالية في الخدمة العامة :فنجد أن الكثير من الخدمات التي تقدمها
المؤسسات العامة تعاني من سوء المظاهر الجمالية ،كعدم نظافة األماكن المخصصة لتقديم الخدمة
وسوء مظاهر العاملين وعدم وجود خصائص معينة تعطيها طابع خاص يميزها عن غيرها من
المؤسسات.
-تفشي ظاهرة الفساد اإلداري :سواء في الهياكل أو العالقات التنظيمية لوحدات الخدمة العامة،
وانحطاط القيم األخالقية وتأثيرها في قيم العمل وعلى مستوى أداء الخدمة العامة.
-عدم القدرة على المحافظة على مستوى الخدمة الجيد :ويعود ذلك إلى عدم وجود معايير دقيقة
وواضحة للرقابة على جودة الخدمة العامة ،مما يجعلها تميل على مستوى الجودة الذي كانت تمارسه.
-قلة الوعي لدى المواطنين :أدت قلة الوعي لدى المواطنين بحقوقهم أثناء التعامل مع المؤسسات
العامة إلى إهمال حقهم في الحصول على الخدمات وفق المستوى المطلوب ،وترددهم في تقديم التعاون
في حالة عدم تلقيهم لتلك الخدمات.1
1رايس وفاء ،نظام التسيير باألهداف في المؤسسات العامة بين النظرية والتطبيق ،المرجع السابق.22-29 ،
134
اإلطار المعرفي لإلدارة اإللكترونية والخدمة العمومية. الفصل األول:
تعد الحوكمة الرشيدة بمختلف أبعادها شرطا رئيسيا لتحقيق التنمية المستدامة وتحسين مستويات
المعيشة من خالل إيجاد الظروف السياسية والقانونية واالقتصادية واالجتماعية الالزمة للقضاء على
الفقر واألمية الثقافية والمعلوماتية وأهم مدخل لتطبيق وتفعيل مدارس اإلدارة الحديثة وخاصة اإلدارة
اإللكترونية وندارة التمييز التي تناسب المتغيرات المعاصرة المحلية واإلقليمية والعالمية حيث أنها تنهض
على تطبيق مفاهيم الشفافية والمساءلة والمصداقية ،وعلى وجود مؤسسات عامة ذات كفاءة وفاعلية
وعالمية ذات تقنية وجودة عالية ،لذا فإنها تعزز العدالة االجتماعية وتضمن المساواة في الحصول على
الخدمات العالية.
تناول هذا المطلب من الدراسة تعريف الحكم الراشد في الفرع األول ،ثم تحديد معاييره في الفرع
الثاني ،أما الفرع الثالث فتطرق لمكونات الحكم الراشد ،بينما شمل الفرع الرابع الحكم الراشد والخدمة
العامة في خضم حقوق اإلنسان.
الرشد.
الفرع األول :تعريف الحكم ا
عرف البنك الدولي BMالحكم الراشد بأنه :الحكم الراشد يتضمن العمليات والمؤسسات التي تمارس
من خاللها السلطة في بلد ما ،معتمدة في ذلك على التسيير الحسن للمؤسسات واختيار السياسات
وتنسيقها من أجل تقديم خدمات جيدة وفعالة.
135
اإلطار المعرفي لإلدارة اإللكترونية والخدمة العمومية. الفصل األول:
كما عرفه برنامج األمم المتحدة اإلنمائي بأنه :الحكم الراشد هو حالة تعكس تقدم اإلدارة وتطويرها
من إدارة تقليدية إلى إدارة تتجاوب مع متطلبات المواطنين ،وتستخدم العمليات واآلليات المناسبة لتحقيق
األهداف المرجوة من المشاريع بشفافية ومسئولية أمام المواطنين.1
-2ممارسة السلطة في تدبير منظومة موارد الدولة االقتصادية واالجتماعية والعلمية والتعليمية والثقافية
والسياسية من أجل التنمية ،فالحكم الجيد يكون العامل الوحيد واألساسي في القضاء على الفقر وننعاش
النمو.
-1ممارسة السلطة االقتصادية والسياسية واإلدارية إلدارة شؤون الدولة على كافة المستويات من خالل
آليات وعمليات ومؤسسات تمكن األفراد والجماعات من تحقيق مصالحها.
-1عملية إدارية تستهدف تحقيق الشفافية في السياسة وندارة الدولة ومنظماتها ومؤسساتها.
2
-4الحكم الرشيد يتم تطبيقه عبر حزمة من القوانين والقواعد التي تؤدي إلى الشفافية ونعمال القانون.
وبصفة عامة يمكن القول أن الحوكمة أو الحاكمية أو الحوكمة الصالحة أو أسلوب ممارسة سلطات
3
اإلدارة الرشيدة أو الحكم الرشيد أو الصالح تهدف إلى مكافحة الفساد وتحقيق الشفافية والمساءلة والعدالة
والمصلحة العامة.
1وفاء رايس ،ليلى بن عيسى ،الحكم الراشد كآلية لمعالجة الفساد في اإلدارة العمومية الجزائرية ،الملتقى العلمي الدولي حول :آليات حوكمة المؤسسات
ومتطلبات تحقيق التنمية المستدامة ،ورقلة ،الجزائر 11 – 15 ،نوفمبر ،1221ص .4
2عمر أحمد أبو هاشم الشريف ،أسامة محمد عبد العليم ،هشام محمد بيومي ،اإلدارة اإللكترونية :مدخل إلى اإلدارة التعليمية الحديثة ،دار المناهج
للنشر والتوزيع ،عمان ،1221 ،الطبعة األولى ،ص ص .222-222
3مدحت محمد أبو نصر ،الحوكمة الرشيدة فن إدارة المؤسسات عالية الجودة ،المجموعة العربية للتدريب والنشر ،القاهرة ،1225 ،ص .19
136
اإلطار المعرفي لإلدارة اإللكترونية والخدمة العمومية. الفصل األول:
ويعرف تقرير التنمية اإلنسانية العربية الحكم الصالح أو اإلدارة الرشيدة من منظور التنمية اإلنسانية
بأنه الحكم الذي يعزز ويدعم ويصون رفاه اإلنسان ،ويقوم على توسيع قدرات البشر وخياراتهم وفرصهم
وحرياتهم االقتصادية واالجتماعية والسياسية ،ال سيما بالنسبة ألكثر أفراد المجتمع فق ار وتهميشا.
وكذلك المشرع الجزائري أيضا حاول أن يحقق مفهوم الحوكمة الرشيدة داخل اإلدارات العمومية،
فأورد مصطلح الحكم الراشد في القانون 21-21المتضمن القانون التوجيهي للمدينة في الفصل األول
المتعلق بالمبادئ العامة ،في المادة الثانية منه التي عرفت الحكم الراشد بأنه "هو الذي بموجبه تكون
اإلدارة مهتمة بانشغاالت المواطن وتعمل للمصلحة العامة في إطار الشفافية" ،1وهو تأكيد من المشرع
على أن الحوكمة الرشيدة تستلزم اهتمام اإلدارة بكل ما يخص المواطنين من انشغاالت ومحاولة حلها
لهم في إطار تحقيق الصالح العام ،وبالتالي هناك تأكيد على وجود معيارين للحكم الراشد ،أولهما
االهتمام بانشغاالت المواطنين ،وثانيها يجب أن يكون كل ذلك في إطار تحقيق المصلحة العامة
والشفافية.
كما أكدت المادة 11من نفس القانون على وجوب ترقية الحكم الراشد في مجال تسيير المدن والذي
يكون عن طريق:
1القانون 21-21المؤرخ في 12محرم عام 2412الموافق 12فبراير 1221المتضمن القانون التوجيهي للمدينة ،ج ر ،العدد ،25الصادرة في
21صفر 2412الموافق ل 21مارس .1221
137
اإلطار المعرفي لإلدارة اإللكترونية والخدمة العمومية. الفصل األول:
وبالتالي استخدم كل اإلمكانيات الالزمة لتحقيق الخدمات العمومية على أكمل وجه وفي إطار الحكم
الراشد.1
-ا لقيمة األولى التضمينية والمساواة :إلتاحة فرص متساوية للجميع للمشاركة في اإلدارة ،ومعاملة
جمهورها وعمالئها المستفيدين جميعا تكون على قدر المساواة أمام القانون وبغير تمييز ،وتأمين فرص
متساوية لالستفادة من الخدمات التي توفرها الحكومة ،وكذلك فرص عادلة للنفاذ إلى المعلومات.
-القيمة الثانية المتعلقة بالمساءلة :تعني أن من اختيروا للحكم يجب أن يخضعوا للمساءلة وهي تستند
إلى توفير المعرفة والمعلومات ،والشفافية في آليات إداراتها ،كما أنها ترتكز على وجود حوافز لتشجيع
المسؤولين الحكوميين الذين يقومون على أداء مهامهم بإخالص وفعالية وأمانة ،هذه الحوافز تتآتى من
وجود تنافسية في اختيار الموظفين العامين ونرساء السياسات ،وتوافر أخالقيات الوظيفة العامة لدى
2
الموظفين التي تحقق المصلحة العامة.
بحكم أن مفهوم الحكم الراشد يعبر عن إدارة وممارسة السلطة السياسية واالقتصادية واالجتماعية
على مختلف المستويات المركزية والالمركزية أي اإلقليمية والمحلية ،فإن التوجه كان قويا نحو تكريس
منطق اإلدارة الرشيدة على المستويات الالمركزية ،فذلك يضمن استجابات أسرع لالحتياجات المحلية،
ومحاسبة وشفافية أكثر وفسادا أقل ،وتسليم أحسن للخدمات األساسية ،وتدفقات أفضل للمعلومات،
ومزيدا من المشروعات المستدامة ،وسبل أقوى لحل النزاعات ،واتساع فرص التمثيل السياسي.
وبذلك فقد اتسع نطاق استخدام اإلدارة الرشيدة بعد أن كانت حك ار على تسيير الشركات االقتصادية
والمؤسسات المالية ليشمل النواحي اإلدارية واالجتماعية ،فبرنامج األمم المتحدة اإلنمائي لسنة 2992
138
اإلطار المعرفي لإلدارة اإللكترونية والخدمة العمومية. الفصل األول:
اعتبر اإلدارة الرشيدة كممارسة للسلطات االقتصادية والسياسية واإلدارية من أجل إدارة الشؤون العامة
1
عند كل المستويات ،وهي تشمل اآلليات ،اإلج ارءات ،والمؤسسات التي تدور مصالح المواطنين حولها.
لقد اختلفت عناصر اإلدارة الرشيدة باختالف المعيار الذي عرف الحكم الراشد ،ويمكن تحديد
عناصر كل معيار على النحو التالي:
أوال .معايير الحكم الراشد التي وضعها كوفمان وزمالئه ( )6113وهي :المحاسبة والمساءلة ،االستقرار
السياسي ،فعالية الحكومة ،نوعية تنظيم االقتصاد ،حكم القانون ،التحكم في الفساد.
ثانيا .معايير الحكم الراشد التي وضعتها منظمة التعاون االقتصادي للتنمية OECDوهي :دولة
القانون ،إدارة القطاع العام ،السيطرة على الفساد ،خفض النفقات العسكرية.
ثالثا .معايير الحكم الراشد التي وضعها البنك الدولي World Bankلمنطقة الشرق األوسط وشمال
إفريقيا ،وهي :التضمينية ،المسائلة.
رابعا .معايير الحكم الراشد التي وضعها برنامج األمم المتحدة اإلنمائي UNPDوهي :المشاركة ،حكم
القانون ،الش فافية حسن االستجابة ،التوافق ،المساواة في تكافؤ الفرص الفعالية ،المحاسبة ،الرؤية
االستراتيجية ،2وهذا المعيار األخير هو المأخوذ به من قبل الفقهاء والقانونيين ألنه األكثر تحديدا
وتوضيحا لعناصر قيام الحكم الراشد ،وسنحاول شرح والتطرق إلى كل عنصر على التوالي:
1مبارك مسلوس ،اإلدارة الرشيدة للجماعات المحلية بين الزامية الخدمة العامة وحتمية التوازن المالي ،المرجع السابق ،ص .9
2كرازدي إسماعيل ،العولمة والحكم نحو حكم عالمي ومواطنة عالمية ،أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه في العلوم السياسية ،العالقات الدولية ،جامعة
الحاج لخضر ،باتنة ،2السنة الجامعية .225 ،1221-1222
139
اإلطار المعرفي لإلدارة اإللكترونية والخدمة العمومية. الفصل األول:
.2المشاركة :يجب أن يكون لكل الرجال والنساء صوت في عملية صنع القرار سواءا بصورة مباشرة
أو تمثلها المؤسسات الوسيطة الشرعية التي تمثل مصالحهم ،وتستند هذه المشاركة الواسعة على حرية
تكوين الجمعيات وحرية التعبير ،كما تعتمد على تنمية القدرات على المشاركة البناءة.
.1سيادة القانون :يجب أن تتسم األطر القانونية بالعدالة والبد من توخي الحياد في تنفيذها ،وبخاصة
القوانين المتعلقة بحقوق اإلنسان.
.1الشفافية :تتأسس الشفافية على حرية تدفق المعلومات ،فالعمليات والمؤسسات والمعلومات يجب أن
تكون متاحة بصورة مباشرة ألولئك المهتمين بها ،ويجب توفير المعلومات الكافية لفهم تلك العمليات
والمؤسسات ورصدها.
.4االستجابة :يجب أن تسعى المؤسسات وتوجه العمليات إلى خدمة جميع أصحاب المصلحة.
.5التوجه نحو بناء توافق اآلراء :يتوسط الحكم الراشد المصالح المختلفة للوصول إلى توافق واسع
لآلراء بشأن مصلحة المجموع كأفضل ما يكون ،وبشأن السياسات واإلجراءات حيثما يكون ذلك ممكنا.1
.1الكفاءة والفاعلية :يركز مفهوم الكفاءة على تقديم الخدمات أو تنفيذ السياسات العامة في أقل وقت
وبتكلفة مناسبة ،وفقا لمعايير الجودة ،بمعنى أن تحقق المشاريع والمنشئات النتائج التي تلبي الحاجة،
وذلك باالستخدام األمثل للموارد ،أما الفاعلية فيقصد بها جودة الخدمات والسياسات ورضى المواطنين
عنها ،بمعنى إنجاز األهداف في ضوء النتائج المرجوة والمحققة لعمل ما ،كما يعبر عن الكفاءة والفاعلية
بأنها البعد الفني للحكم المحلي ،ويعني قدرة األجهزة المحلية على تحويل الموارد المحلية إلى برامج
وخطط ومشاريع تلبي احتياجات المواطنين المحليين وتعبر عن أولوياتهم.2
1برنامج األمم المتحدة اإلنمائي ،إدارة الحكم لخدمة التنمية البشرية المستدامة ،وثيقة للسياسات العامة لبرنامج األمم المتحدة ،2992 ،ص .9
2عبد العظيم بن محسن الحمدي ،الحكم الرشيد في صدر الدولة اإلسالمية واالتجاهات المعاصرة ،دراسة مقارنة ،مؤسسة أبرار مؤسسون وموزعون،
صنعاء ،الطبعة األولى ،1222 ،ص ص .45-44
140
اإلطار المعرفي لإلدارة اإللكترونية والخدمة العمومية. الفصل األول:
.2المسائلة :يجب أن يكون صناع القرار في الحكومة والقطاع الخاص ومنظمات المجتمع المدني
مسؤولين أمام الجمهور العام ،وأمام أصحاب المصلحة المؤسسية ،وتختلف هذه المسائلة حسب كل
منظمة ،وحسب ما إذا كان القرار داخليا أم خارجيا بالنسبة للمنظمة.
.2الرؤية االستراتيجية :يجب أن يمتلك القادة والجمهور العام منظو ار عريضا وطويل األجل فيما يتعلق
بالحكم الرشيد والتنمية البشرية المستدامة ،مع اإلحساس بما هو مطلوب لهذه التنمية ،كما ينبغي أن
يكون هناك فهم للتعقيدات التاريخية والثقافية واالجتماعية التي يتشكل وسطها ذلك المنظور.1
.9العدالة :يقصد بها درجة تقديم الحكومة ،المجتمع المدني ،القطاع الخاص ،للخدمات على قدم
المساواة وطبقا لالحتياجات ومبدأ تكافؤ الفرص ،ويعني بالضرورة تحقيق المساواة بين الجميع بغض
النظر عن الدين ،اللغة ،العرق ،الجنس ،في كافة الفرص الحياتية لتحسين أوضاعهم ،مع وضع سياسات
2
تستهدف تحسين أحوال الفئات المحرومة من أجل ضمان حاجاتهم األساسية وأمنهم االجتماعي.
وقد أكد برنامج األمم المتحدة اإلنمائي أن هذه السمات تترابط ويعزز بعضها البعض ،بحيث ال
يمكن أن يوجد أي منها بمنفرده ،وعلى كل الدول السعي إلى توفيرها مجتمعة حتى يتحقق الحكم الرشيد
ونن كان من الصعب جدا أن تكون مجتمعة في مجتمع واحد.
1برنامج األمم المتحدة اإلنمائي ،إدارة الحكم لخدمة التنمية البشرية المستدامة ،المرجع السابق ،ص ص .22-9
2بلخير آسيا ،إدارة الحكمانية ودورها في تحسين األداء النموي –بين النظرية والتطبيق-الجزائر أنموذجا ،رسالة ماجستير في العلوم السياسية والعالقات
الدولية ،فرع رسم السياسات العامة ،كلية العلوم السياسية ،جامعة يوسف بن خدة ،الجزائر ،1222-1221 ،ص .51
141
اإلطار المعرفي لإلدارة اإللكترونية والخدمة العمومية. الفصل األول:
يلعب الحكم الراشد دو ار هاما جدا في المجتمع ،فهو يعتبر حجر الزاوية للتنمية االقتصادية
واالجتماعية ،ويستلزم النهوض به حدوث التفاعل اإليجابي بين الحكومة والقطاع الخاص ومنظمات
المجتمع المدني ،وبالتالي تتمثل مكونات الحكم الراشد في:
أوال .الدولة (الحكومة) :للحكومة وظائف عديدة فهي معنية بوضع اإلطار العام القانوني والتشريعي
الثابت والفعال ألنشطة القطاع العام والخاص ومنظمات المجتمع المدني على حد سواء ،كما أنها معنية
بتأكيد االستقرار والعدالة في السوق ،كما تعمل على االهتمام بالخدمات العامة التي ال يقبل عليها
الق طاع الخاص ،فالحكم الراشد يطرح اهتمامات الفئات األكثر فق ار واحتياجاتها والعمل على زيادة الفرص،
وتحقيق وندامة الحياة التي يسعون لتحقيقها.
فالحكم الرشيد يحتم على حكومات الدول المتقدمة والنامية على حد سواء أن تعيد النظر في تعريفها
لدورها في األنشطة االقتصادية واالجتماعية ،كما تحتم عليها أن تعمل على تحقيق مبادئ الحكم الراشد
بالشراكة مع القطاع الخاص ومنظمات المجتمع المدني ،وعليها أن تعيد النظر في التشريعات بما يعزز
مبادئ الحكم الرشيد.1
كما تعتبر اإلدارة المحلية هي الجهاز اإلداري القريب من المواطن ،نظ ار الحتكاكه بها ومشاركته
في العملية التنموية وصنع القرار وممارسة الرقابة الشعبية ،ووفقا لمقتضيات الحكم ال ارشد فإنه يجب
على اإلدارة المحلية أن تستجيب النشغاالت المواطنين بشفافية وأن تكون على صلة وثيقة بمنظمات
المجتمع المدني مما يعزز الثقة بين المواطن ومنظمات المجتمع المدني والسلطات المحلية.2
1عبد العظيم بن محسن الحمدي ،الحكم الرشيد في صدر الدولة اإلسالمية واالتجاهات المعاصرة ،المرجع السابق ،ص ص .22-19
2ضريفي نادية ،عبد الوهاب دراج ،الحكم الراشد كأساس لإلصالح وترقية الخدمة العمومية المحلية في الجزائر ،مجلة العلوم القانونية واالجتماعية،
المجلد الرابع ،العدد الثاني ،جوان ،1229ص .229
142
اإلطار المعرفي لإلدارة اإللكترونية والخدمة العمومية. الفصل األول:
ثانيا .القطاع الخاص :إن اعتبار القطاع الخاص كطرف من أطراف الحكم الراشد راجع لدوره في
تحقيق التنمية البشرية والتنمية المستدامة على أساس المسؤولية االجتماعية التي يلعبها القطاع اخالص،
وذلك من توفير للخبرة ورؤوس األموال والمعرفة الالزمة في تحقيق العمليات التنموية بالشراكة مع
المجتمع المحلي وأجهزة الدولة بكاملها ،1فبالرغم من أن الدولة تشكل أكبر قوة لتحقيق التنمية إال أنها
ليست الوحيدة بل هناك تحول واضح في معظم دول العالم ،نحو االعتماد على القطاع الخاص،
واقتصاديات السوق وتطبيق برامج اإلصالح االقتصادي من قبل العديد من دول العالم الثالث ،كما
يعتبر القطاع الخاص شريك في اإلدارة ويوفر مناصب الشغل.
يتضمن مفهوم الحكم الراشد دور يجب أن يلعبه هذا األخير ،حيث تتراوح مهامه بين تعزيز العمل
الجاد والمنتج وتوفير الشفافية في المعلومات واإلحصاءات وتعزيز المسؤولية االجتماعية ،باإلضافة
إلى الدور االقتصادي في النمو وتوفير الوظائف وتوفير االستثمارات واألموال وتأمين التنافسية ،حيث
هدف سياسة صندوق النقد الدولي إلى إعطاء األولوية للقطاع الخاص ،في إطار ما يعرف بمبدأ
المشروطية وسياسة اإلصالحات التي ترمي إلى إصالح أنظمة الحكم اإلداري ،لما يمثله القطاع
الخاص من الكفاءة االقتصادية في استخدام الموارد وذلك عن طريق تصفية وغلق المؤسسات العاجزة
أو فتح رأس مال لها للمشاركة الخاصة في أسهمها وتحسين مقاييس السير أو المراقبة العامة.2
إذا فإن القطاع الخاص يمثل الداعم األساس في التنمية والشريك الفاعل في تنفيذ البرامج والخطط
التنموية.
ثالثا .منظمات المجتمع المدني :تعمل مؤسسات المجتمع المدنية على إشراك األفراد في األنشطة
االقتصادية واالجتماعية ،وتعمل على تنظيمهم في جماعات ذات قوة ،للتأثير على السياسات العامة
1ضريفي نادية ،عبد الوهاب دراج ،الحكم الراشد كأساس لإلصالح وترقية الخدمة العمومية المحلية في الجزائر ،المرجع السابق ،ص .229
2خلوف عقيلة ،الحكم الراشد ودوره في تفعيل المشاركة المجتمعية في إدارة الميزانية العامة للدولة ،مجلة االقتصاد الجديد ،الجزائر ،العدد ،21
المجلد ،1222-22ص ص .122-122
143
اإلطار المعرفي لإلدارة اإللكترونية والخدمة العمومية. الفصل األول:
والحصول على حقها في الموارد العامة ،وبشكل خاص الفئات الفقيرة ،لذا فإن مؤسسات المجتمع المدني
تساعد على تحقيق إدارة أكثر ترشيدا ،من خالل عالقتها بين األفراد والحكومة ،ومن خالل تعبئتها
ألفضل الجهود الفردية والجماعية التي يمكن استخدامها وفق اآلليات التالية:
.2التأثير على السياسة العامة ،من خالل تعبئة جهود قطاعات من المواطنين وحملها على المشاركة
في الشأن العام.
.1تعميق المسائلة والشفافية ،عبر نشر المعلومات والسماح بتداولها على نطاق واسع.
.1مساعدة الحكومة ،عن طريق العمل المباشر أو التمويل أو الخبرة ،على أداء أفضل للخدمات العامة
وتحقيق رضى المواطنين.
.4العمل على تحقيق العدالة والمساواة أمام القانون وحماية المواطنين من تعسف السلطة.
.5تربية المواطنين على ثقافة الديمقراطية ،من خالل إكساب أعضائها قيم الحوار وقبول اآلخر،
واالختالف ،ومساءلة القيادات ،والمشاركة في االنتخابات والتعبير الحر عن الرأي.1
يعد الفساد من أهم مكونات الحكم الراشد التي تم إضافتها من طرف االتجاهات المعاصرة.
عرف البنك الدولي الفساد بأنه" إساءة استخدام السلطة العامة من أجل تحقيق مكاسب خاصة"،
وتتعدد صور الفساد لتشمل الرشوة ،االبتزاز ،المحاباة ،استغالل النفوذ وغيرها من األفعال.2
لقد أصبحت ظاهرة الفساد محط اهتمام الدول و المؤسسات الدولية على رأسها البنك العالمي ،أين
ساهمت مشاهد التحول الديمقراطي وتنامي الحركات المدنية المنادية بحرية التعبير والتعددية الحزبية
1عبد العظيم بن محسن الحمادي ،الحكم الرشيد في صدر الدولة اإلسالمية واالتجاهات المعاصرة ،المرجع السابق ،ص ص .21-22
2عبد العظيم بن محسن الحمدي ،الحكم الرشيد في صدر الدولة اإلسالمية واالتجاهات المعاصرة ،نفس المرجع ،ص .92
144
اإلطار المعرفي لإلدارة اإللكترونية والخدمة العمومية. الفصل األول:
في الكشف عن ظاهرة الفساد ،وامتدادها داخل األجهزة اإلدارية والحكومية المختلفة ،حيث انتشرت
ظاهرة الفساد في العالم اليوم ووصلت إلى مستويات غير مسبوقة في حجمها وتنوعها وآثارها المدمرة
الضارة على حياة اإلنسان مما يستوجب مكافحتها ليس من قبل الجهات الرسمية فقط بل ومن كافة
قطاعات المجتمع الخاصة والعامة بإقامة حكم راشد يقترح استراتيجيات محددة ومدروسة للحد من تنامي
هذه الظاهرة ومعالجتها ،1فالفساد والحكم الراشد موضوعان متنافران من حيث الطبيعة ،ومتالزمان من
حيث الدراسة والتحليل ،فكالهما يؤثر ويتأثر باآلخر.2
تطور مفهوم الحكم الراشد بمرور الزمن وتعاقب العصور وتحول من أولويات الحكم التي تهدف
إلى زيادة الكفاءة والنمو االقتصاديين في الدولة إلى سياسات الحكم ومؤسساته التي تعزز على أفضل
وجه توفير خدمات عامة على قدر من المساواة والشفافية وكذا توفير قدر أكبر من الحرية والمشاركة
الحقيقية والتنمية البشرية المستدامة وحقوق اإلنسان.
إن العالقة بين الحكم الرشيد وحقوق اإلنسان هي عالقة معقدة بالنظر إلى اختالف منشأ المفهومين
واستخدامهما ،وقد انطوى مفهوم الحكم الرشيد ،فيما حمله من دالالت في السابق ،على تحيز تكنوقراطي
يهدف إلى تهيئة أفضل الشروط الممكنة للتنمية االقتصادية.
1طلبة السنة الرابعة فرع إدارة عامة الدفعة التسعة والثالثون ،ملتقى الحكم الراشد في اإلدارة العمومية ،المدرسة الوطنية لإلدارة ،و ازرة الداخلية
والجماعات المحلية ،الجزائر ،السنة الجامعية ،1221-1225ص.11
2عبد العظيم بن محسن الحمدي ،الحكم الرشيد في صدر الدولة اإلسالمية واالتجاهات المعاصرة ،المرجع السابق ،ص .92
145
اإلطار المعرفي لإلدارة اإللكترونية والخدمة العمومية. الفصل األول:
وقد خلصت حلقة دراسية بشأن ممارسات الحكم الرشيد من أجل تعزيز حقوق اإلنسان ،وهي حلقة
نظمتها مفوضية األمم المتحدة السامية لحقوق اإلنسان في عام 1224باالشتراك مع برنامج األمم
المتحدة اإلنمائي ،إلى وجود عالقة تآزر بين الحكم الرشيد وحقوق اإلنسان ،وتطرح مبادئ حقوق
اإلنسان مجموعة من القيم التي تسترشد بها الحكومات وغيرها من الجهات الفاعلة السياسية واالجتماعية
في أعمالها ...ونضافة إلى ذلك ،تثري مبادئ حقوق اإلنسان مضمون جهود الحكم الرشيد ،أي أنها قد
تثري عملية وضع األطر التشريعية والسياسات والبرامج ومخصصات الميزانية والمؤسسات المناسبة
وغير ذلك من التدابير ،بيد أنه ال يمكن احترام حقوق اإلنسان وحمايتها على نحو مستدام في غياب
الحكم الرشيد ،إضافة إلى ذلك" ،يشكل الحكم الرشيد عماد عملية صياغة السياسات وتنفيذها على نحو
1
فعال ،بما يشمل التكامل في تقديم الخدمات األساسية كالتعليم والمياه والصرف الصحي والصحة".
وبالتالي يمكن تنظيم العالقة بين الحكم الرشيد وحقوق اإلنسان حول أربعة مجاالت:
.2المؤسسات الديمقراطية :تنشئ اإلصالحات التي يفرضها الحكم الرشيد على المؤسسات الديمقراطية،
عندما تترسخ في قيم حقوق اإلنسان ،سبال تسمح للرأي العام بالمشاركة في وضع السياسات سواء من
خالل المؤسسات الرسمية أو المشاورات غير الرسمية ،كما تنشئ آليات إلدماج فئات اجتماعية متعددة
في عمليات اتخاذ الق اررات ،ال سيما على الصعيد المحلي ،وقد تشجع كال من المجتمع المدني
والمجتمعات المحلية على صياغة مواقفه بشأن قضايا تهمه والتعبير عنها.
.1تقديم الخدمات العامة :تؤدي اإلصالحات التي يفرضها الحكم الرشيد ،في مجال توفير الخدمات
الحكومية إلى الناس ،للنهوض بحقوق اإلنسان عندما تتمكن قدرات الدولة على الوفاء بمسؤوليتها في
توفير المنافع العامة األساسية لحماية عدد من حقوق اإلنسان ،مثل الحق في التعليم والصحة والغذاء،
وقد تتضمن مبادرات اإلصالح آليات متعلقة بالمساءلة والشفافية وأدوات السياسة العامة التي تراعي
1الجمعية العامة لألمم المتحدة ،تقرير مفوضة األمم المتحدة السامية لحقوق اإلنسان عن دور الخدمة العامة كعنصر أساسي من عناصر الحكم
الرشيد في مجال تعزيز حقوق اإلنسان وحمايتها ،مجلس حقوق االنسان الدورة الخامس والعشرون ،1221 ،ص .5
146
اإلطار المعرفي لإلدارة اإللكترونية والخدمة العمومية. الفصل األول:
االعتبارات الثقافية من أجل ضمان توفر الخدمات للجميع وقبولهم لها ،وسبال لمشاركة الرأي العام في
اتخاذ الق اررات.
.1سيادة القانون :عندما يتعلق األمر بسيادة القانون ،فإن مبادرات الحكم الرشيد التي تراعي حقوق
اإلنسان تحقق إصالح التشريعات وتساعد المؤسسات ،ابتداء من النظم الجزائية وصوال إلى المحاكم
والبرلمانات ،بهدف تحسين تنفيذ هذه التشريعات ،وقد تتضمن مبادرات الحكم الرشيد الدعوة إلى اإلصالح
القانوني ورفع مستوى التوعية العامة بشأن اإلطار القانوني الوطني والدولي وبناء القدرات ونصالح
المؤسسات.
.4مكافحة الفساد :فيما يتعلق بمكافحة الفساد ،تعتمد جهود الحكم الرشيد على مبادئ مثل المساءلة
والشفافية والمشاركة إلعداد تدابير مكافحة الفساد ،وقد تتضمن المبادرات إنشاء مؤسسات مثل لجان
مكافحة الفساد ،ونيجاد آليات لتبادل المعلومات ،ورصد استخدام الحكومات لألموال العامة وتنفيذها
1
للسياسات.
يشكل النهج القائم على حقوق اإلنسان إزاء الخدمات العامة جزءا ال يتج أز من تصميم جميع عمليات
تقديم الخدمة العامة وتوفيرها وتنفيذها ورصدها.
-2يقدم اإلطار المعياري لحقوق اإلنسان مقياسا قانونيا هاما لقياس كيفية تصميم الخدمة العامة
وتقديمها بشكل جيد ومدى وصول المنافع إلى أصحاب الحقوق ،ويقتضي أن تتصرف الدول ،بوصفها
صاحبة المسؤولية ،وفقا اللتزاماتها المتعلقة بحقوق اإلنسان.
1األمم المتحدة حقوق االنسان ،مكتب مفوض السامي ،نبذة عن الحكم الراشد ،تاريخ االطالع 1جويلية ،1212
https://www.ohchr.org/AR/Issues/Development/GoodGovernance/Pages/AboutGoodGovernance.aspx
147
اإلطار المعرفي لإلدارة اإللكترونية والخدمة العمومية. الفصل األول:
-1يمكن أن تسهم مبادئ حقوق اإلنسان في توجيه الخدمة العامة وتحسينها بحيث تكمل أنظمة القيم
القائمة ،مثل روح الخدمة العامة وغير ذلك من مبادئ الحكم الرشيد ،كالكفاءة والمقدرة والنزاهة ،ويؤدي
هذا النهج أيضا إلى تحسين نتائج الخدمة العامة ونوعيتها.
-1ينبغي لمقدمي الخدمة العامة أال يقللوا من شأن التكاليف المالية أو التكاليف المتعلقة بالسمعة
الناتجة عن انتهاك حقوق اإلنسان وما ينجم عن ذلك من فقدان ثقة الجمهور وانخفاض الروح المعنوية
وضعف صورة تلك الخدمات في نظر الجمهور.
-4يوفر النهج القائم على حقوق اإلنسان أيضا حماية من التمييز ويختبر ما إذا كانت أنظمة الخدمة
العامة تحمي حقوق األشخاص الضعفاء أو المهمشين أو األشخاص الذين يصطدم حصولهم على
الخدمة العامة بعائق الفقر أو اإلعاقة أو غير ذلك من أشكال االستبعاد.1
يواجه الحصول على الخدمة العامة تحديات رئيسية في مجال حقوق اإلنسان أهمها:
-1تنظيم السلطة فيما يتعلق بالخدمة العامة :تشير الالمركزية إلى هيكلة السلطة الحكومية أو تنظيمها
بغية إرساء نظام المسؤولية المشتركة بين المؤسسات على المستويات المركزي واإلقليمي والمحلي،
ولالمركزية عدة مزايا وعيوب ،فهي يمكن أن تفضي إلى تحسين إمكانية الحصول على الخدمات العامة
بمشاركة المجتمعات المحلية في صنع القرار وتسوية المنازعات على المستوى المحلي ونتاحة سبل
االنتصاف ،كما يتيح األخذ بها تنفيذ عملية توفير الخدمات بصورة أفضل على مستوى القاعدة الشعبية
واتباع نهج قائم بدرجة أكبر على النتائج.
-2الخصخصة والشراكات بين القطاعين العام والخاص :يتعين لدى خصخصة الخدمات العامة أو
إقامة شراكات بين القطاعين العام والخاص توافر آليات فعالة للمساءلة ،وبغض النظر عما إذا كانت
الخدمات مخصخصة أم ال ،يجب أن تكون هناك عملية رصد دقيقة من أجل مراقبة جودة كل خدمة
1الجمعية العامة لألمم المتحدة ،تقرير مفوضة األمم المتحدة السامية لحقوق اإلنسان عن دور الخدمة العامة ،المرجع السابق ،ص .1-5
148
اإلطار المعرفي لإلدارة اإللكترونية والخدمة العمومية. الفصل األول:
فضال عن إجراءات صارمة وشفافة لطرح عطاءات الخدمات ،وينبغي أن تظل روح الخدمة العامة
مرتبطة بها ال بمركز مقدم الخدمة.
-3الفساد :تعتبر مبادئ الحكم الرشيد المتمثلة في الشفافية والمساءلة والنزاهة في مجال الخدمات العامة
بمثابة آلية وقائية لمكافحة الفساد الذي يظهر بأشكال عديدة تشمل المحسوبية أو المدفوعات المسددة
مقابل خدمات ال تتطلب ذلك أو الرشاوى أو منح العطاءات من أجل الخصخصة أو إسناد تقديم
الخدمات إلى طرف ثالث على أساس غير تنافسي ،وتبذل جهود عديدة على المستويين اإلقليمي والدولي
لمكافحة الفساد ،ويمكن اتخاذ تدابير لمنع الفساد ،مثل تناوب الموظفين على مناصب لها نفوذ كبير
في إدارة الخدمة العامة ،وتدريب الموظفين وتقييم أدائهم بانتظام وضمان إتاحة الحصول على المعلومات
التي تتعلق بقضايا خالفية ..إلخ.1
-4احترام المساواة والتنوع في مجال الخدمات العامة :سنت دول عديدة قوانين محلية لتعزيز المساواة
وحمايتها ،وفيما يتعلق بالخدمات العامة ،يوجد لدى أستراليا برنامج خاص بالتنوع في مكان العمل،
وتشجع سري النكا موظفي الخدمة العامة على تعلم لغات متعددة بالنظر إلى أن شرائح واسعة من
السكان تتحدث بلغات مختلفة ،ولدى فرنسا ميثاق لتعزيز المساواة في مجال الخدمات العامة.
-5المساءلة :تؤدي اللجان الوطنية لحقوق اإلنسان دو ار هاما لضمان مساءلة مقدمي الخدمات وذلك
بالنظر إلى أن هذه اللجان ترصد أنشطة مقدمي الخدمات ويمكنها أن ترفع شكاوى وأن تتيح التدريب،
وقد سلمت شعبة اإلدارة العامة وندارة التنمية بأن "الغرض األساسي من تعزيز الخدمة العامة هو دعم
2
السالم واألمن ونعادة التأهيل االجتماعي وحقوق اإلنسان والتنمية".
1الجمعية العامة لألمم المتحدة ،تقرير مفوضة األمم المتحدة السامية لحقوق اإلنسان عن دور الخدمة العامة ،المرجع السابق ،ص .22
2الجمعية العامة لألمم المتحدة ،تقرير مفوضة األمم المتحدة السامية لحقوق اإلنسان عن دور الخدمة العامة ،نفس المرجع ،ص ص .11-12
149
اإلطار المعرفي لإلدارة اإللكترونية والخدمة العمومية. الفصل األول:
يعد الحكم الراشد اليوم أساس ترقية وتطوير اإلدارات العمومية من إدارات بيروقراطية إلى إدارات
تتصف بالشفافية والمساواة ،وممارسة السياسات االقتصادية واالجتماعية والسياسية على أحسن وجه
ووفقا للتوجه ات المعاصرة ،والسعي إلى تقديم الخدمات العامة وفقا لمبادئ الحكم الراشد ،وهذا ما تسعى
الجزائر إلى تحقيقه.
تناول هذا المطلب من الدراسة أبعاد الحكم الراشد في الجزائر في الفرع األول ،وأسس الحكم الراشد
في اإلدارات العمومية الجزائرية في الفرع الثاني ،بينما شمل الفرع الثالث مقاييس الحكم الراشد في اإلدارة
العمومية الجزائرية.
يتميز الحكم الراشد بمجموعة من األبعاد والتي تشكل جوهر المنطلقات الفكرية التي جاءت بها
المؤسسات الدولية ضمن رهانات الحكم الراشد ،وتتمثل أبعاده داخل الجزائر فيما يلي:
150
اإلطار المعرفي لإلدارة اإللكترونية والخدمة العمومية. الفصل األول:
-1مرجعية وسيادة القانون على جميع المسؤولين دون استثناء أي مسؤول أو حاكم.
-2ضرورة توفر جهاز إداري قوي يؤدي وظائفه اإلدارية بصورة فعالة وبطريقة شفافة.
-1تدريب وتكوين الكفاءات البشرية من أجل زيادة الخبرة والجودة لدى المنفذين.
151
اإلطار المعرفي لإلدارة اإللكترونية والخدمة العمومية. الفصل األول:
-4ضمان التعليم الجيد المنصف والشامل للجميع وتعزيز فرص التعليم للجميع.
-2المساواة بين الجنسين في كل المجاالت المهمة بما في ذلك الحصول على التعليم.1
وفقا لألسس التي يقوم عليها الحكم الراشد نجد بأنه يمكن التركيز عليها في اإلدارات العمومية لتقديم
الخدمات العامة من خالل تكريس حكم راشد ،بحيث:
أوال .ضرورة المحاسبة :إن المؤسسات واإلدارات العمومية يجب أن تكون قادرة وواعية بأنه من واجبها
إثبات أن ما تقوم به من أعمال ،وما تتخذه من ق اررات يتطابق وأهداف محددة مسبقا.
ثانيا .الشفافية :بحيث يجب أن تكون األعمال وق اررات المؤسسات العمومية شفافة ،بدرجة يمكن
مراجعتها واالطالع عليها من قبل مختلف الهيئات العمومية المجتمعية األخرى.
ثالثا .الكفاءة والفاعلية :فعلى المؤسسات العمومية االهتمام بتقديم أعمال ذات جودة عالية ،السيما
فيما يتعلق بالخدمات العمومية المقدمة للمواطنين ،دون أن تختلف هذه الخدمات عن أهداف القائمين
على القطاع العمومي.
1طكوش صبرينة ،فاضل صباح ،واقع الحكم الراشد في الجزائر،N01 ،VOL17 ،REVUE DES SCIENCES COMMERCIALES ،
،Décembre 2018ص .22
152
اإلطار المعرفي لإلدارة اإللكترونية والخدمة العمومية. الفصل األول:
رابعا .تفهم متطلبات المجتمع :تتمتع السلطات والمؤسسات العمومية باإلمكانيات الالزمة ودرجة عالية
من المرونة ،تسمح لها باالستجابة السريعة لمتطلبات المجتمع ،وما ينتظره منها حتى في ظل ديناميكية
التغيير التي تتسم بها ،فعلى السلطات والمؤسسات العمومية العمل على إشراك الهيئات المعنية األخرى
في تحديد المصلحة العامة ،وعليها أن تتقبل المراجعة الدورية لدور الدولة ومؤسساتها ،كلما تطلبت
حاجة المجتمع ذلك.
خامسا .االستشراف :حيث يجب أن تكون لدى المؤسسات العمومية اإلمكانيات الالزمة الستباق
المشاكل التي يمكن أن تواجه المجتمع ،انطالقا من المعطيات المتاحة واالتجاهات العامة في مختلف
أوجه حياة المجتمع ،فعلى المؤسسات العمومية صياغة السياسات التي تأخذ بعين االعتبار في مختلف
المجاالت (الديموغرافية ،االقتصادية ،البيئية ..،الخ) ،وما يترتب عنها من تكاليف.
سادسا .سيادة القانون :على المؤسسات العمومية السهر على تطبيق القانون والتشريعات المختلفة
1
بصورة عادلة وشفافة ،مع توفير الدولة ألجهزة رقابية على هذا المستوى.
تتعدد معايير ومقاييس الحكم الرشيد داخل المؤسسات واإلدارات العمومية التي تساهم في تنظيم
الجهاز والعمل اإلداري لتحقيق التنمية البشرية المستدامة وحقوق اإلنسان سواءا داخل المنظومة اإلدارية
أو في مجال تقديم الخدمات العمومية ،وبالتالي يقوم الحكم الراشد داخل اإلدارات العمومية على المقاييس
التالية:
أوال .المقاييس الخاصة بالتنظيم :تتعدد مقاييس الحكم الراشد في مجال التنظيم ومن بينها نذكر:
1وفاء رايس ،ليلى بن عيسى ،الحكم الراشد كآلية لمعالجة الفساد في اإلدارة العمومية الجزائرية ،المرجع السابق ،ص ص .25-24
153
اإلطار المعرفي لإلدارة اإللكترونية والخدمة العمومية. الفصل األول:
عندما نقول تنظيم اإلدارات نعني بها الهيكل التنظيمي والذي يقصد به البناء أو اإلطار الذي يحدد
اإلدارات أو األجزاء الداخلية فيها ،فهو يبين التقسيمات التنظيمية والوحدات التي تقوم باألعمال واألنشطة
1
التي يتطلبها تحقيق أهداف المنشأة ،كما أنه يحدد خطوط السلطة ومواقع اتخاذ وتنفيذ الق اررات اإلدارية،
فهي وسيلة لتنظيم اإلدارة من خالل مخطط يقوم في شكل هرمي (أجهزة ،هياكل ،مديريات ،مصالح،
مكاتب) ،كما يأخذ بعين االعتبار مبدأ التخصص ،2وتتمثل أهم العناصر الواجب توافرها في الهيكل
التنظيمي في:
.2أن يكون الهيكل واقعي وموضوعي :ليس هناك هيكل مثالي صالح للتطبيق ألية منشأة ،ألن الهيكل
التنظيم ي يعتمد على أهداف المنشأة وطبيعة عملها وظروفها المحلية ،وقد بينت التجارب والدراسات
الميدانية أن هناك العديد من العوامل التي من شأنها أن تؤثر على اختيار الهيكل التنظيمي المناسب،3
وبالتالي ضرورة وضع هيكل يتناسب مع الظروف واألوضاع السائدة في اإلدارة حتى ال يكون نص
الهيكل منقوال حرفيا دون تكييفه مع الواقع ألن ما يناسب مجتمع ما قد ال يتماشى مع مجتمع آخر.
كما يفهم من واقعية وموضوعية الهيكل أن يكون ممكن التنفيذ وليس مجرد هيكل تنظيمي يصعب
تطبيقه إما بسبب التكاليف الكبيرة التي يستلزمها وضع الهيكل أو معارضة من قبل المواطنين ،أو عدم
توفر اإلمكانيات والخبرات الالزمة.
.1التدرج والتسلسل اإلداري :أن كل هيكل تنظيمي يجب أن يفرغ في قالب هرمي تدريجي توزع فيه
السلطات والمسؤوليات على درجات متعددة تعتمد على مبدأ التخصص (أي توزيع الموظفين على
مستويات على أساس الكفاءة والخبرة) ،وينبغي أن يربط الهيكل التنظيمي بين قاعدة التنظيم وقمته،
فالتسلسل اإلداري له عدة خصائص تتمثل في:
1سنان الموسوي ،اإلدارة المعاصرة األصول والتطبيقات ،دار مجدالوي للنشر والتوزيع ،عمان ،األردن ،الطبعة األولى ،1224 ،ص .211
2طلبة السنة الرابعة فرع إدارة عامة الدفعة التسعة والثالثون ،الحكم الراشد في اإلدارة العمومية ،المرجع السابق ،ص .25
3سنان الموسوي ،اإلدارة المعاصرة األصول والتطبيقات ،نفس المرجع ،ص .211
154
اإلطار المعرفي لإلدارة اإللكترونية والخدمة العمومية. الفصل األول:
1
د-يتم اإلتصال الرسمي بين مستويات اإلدارة دون تخطي مستوى معين.
.1مرونة الهيكل التنظيمي :أي يجب أن يكون الهيكل التنظيمي مالئما ومتكيفا مع المستجدات الحاصلة
في اإلدارة باعتبار أن العمل اإلداري يتغير ويتطور بسرعة مما يتطلب التغيير عند حدوث ظروف
ملزمة ،ويكون التغيير جزئيا في المجاالت المستحدثة بهدف مواكبة التطور والتقدم.
.4المهام :هي عبارة عن مجموع من األعمال واألنشطة المجمعة بطرق مختلفة لتنظيم إدارة ما ،وتحديد
المهام يسمح بتحديد المسؤوليات ،وتسهيل التقييم ،ولتوضيح المهام البد من التطرق إلى العناصر
التالية:
أ-قاعدة تخصيص وتقسيم العمل :تعني توزيع واضح ودقيق لالختصاصات المختلفة باالعتماد على
مبدأ التخصص الذي يعني أن يقتصر عمل كل موظف على القيام بأعباء وظيفة واحدة لتفادي التداخل
واالزدواجية في األعمال.
كما يقصد بهذه القاعدة أيضا أن الكفاءة تزداد كلما ازداد التخصص في نطاق اإلدارة ألن المصلحة
تقتضي عمل كل موظف على نوع واحد من العمل يتفرغ له ويجيده ويتقنه.
ب -قاعدة ضرورة تحديد الواجبات والمسؤوليات بدقة :يقصد بها وجوب معرفة كل موظف مقتضيات
وظيفته بدقة متناهية في حدود سلطاته ومسؤولياته ،ويجب تحديد الواجبات والمسؤوليات والسلطات
تحديدا كتابيا ومعروفا من طرف الجميع وذلك بالنسبة لجميع المناصب اإلدارية والوظائف المختلفة.
1طلبة السنة الرابعة المدرسة العليا لإلدارة ،الحكم الراشد في اإلدارة العمومية ،المرجع السابق ،ص .21
155
اإلطار المعرفي لإلدارة اإللكترونية والخدمة العمومية. الفصل األول:
ج-قاعدة تجميع الوظائف المتشابهة :يعني أن تقوم اإلدارة بتجميع الوظائف المتشابهة تحت سقف
إداري واحد ،وذلك من أجل تفادي ظاهرة التهرب من المسؤوليات والتقليل من األجهزة المتشابهة.
وفي الحقيقة أن التنظيم ليس إال الجمع بين الوظائف والتنسيق بينها في خطوات تدريجية تنتهي
إلى تجميع هذه الوظائف في مكاتب وتجميع هذه المكاتب في مصالح وتجميع المصالح في مديريات
وذلك بصورة هرمية مناسبة.
.5الالمركزية :هي طريقة من طرق التنظيم اإلداري داخل اإلدارة العمومية ،تقوم على توزيع السلطة
اإلدارية بين السلطة المركزية وبين هيئات منتخبة التي تباشر اختصاصاتها في هذا المجال إلشباع
الحاجيات المحلية تحت رقابة الوصاية التي تمارسها السلطة المركزية ،ونعني بها كذلك تفويض السلطة
في اتخاذ الق اررات إلى مستوى إداري أدنى بغية خفض الضغوط على السلطة العليا المركزية ،وهذا من
1
شأنه أن يحفز األفراد في المستويات الدنيا ألنها تعطيهم إحساسا بالثقة وتولد لديهم شعو ار بالثقة.
ثانيا .المقاييس المرتبطة بالتسيير :أما مقاييس الحكم الراشد بالنسبة للتسيير فنذكر منها:
-2السلطة والمسؤولية :يتم تحديد سلطة المنصب في ظل العمل اإلداري على أساس حاجة شغل
المنصب الفعلي الذي يتماشى مع الصالحيات الموكلة للفرد حتى يتمكن من تحقيق أهداف اإلدارة
ويترتب على ذلك عادة تفويض صالحيات التنفيذ من المسئولين اإلداريين وهنا يصبح كل إداري الذي
له المرجعية الشرعية التي يقرها له القانون في عمل اإلدارة مسؤوال عن المهام الموكلة له وكذا عن
2
إنجاز عمله.
-1القيادة :إذا كانت العملية اإلدارية هي أساسا عملية تنسيق وتوجيه جهود األفراد والجماعات نحو
تحقيق أهداف معينة ،فردية أو جماعية ،فإن القيادة اإلدارية تشكل الجانب المهم في هذه العملية ،فهي
1طلبة السنة الرابعة المدرسة العليا لإلدارة ،الحكم الراشد في اإلدارة العمومية ،المرجع السابق ،ص .22-22-21
2محمد عساد ،اإلدارة الفعالة ،بيروت ،مكتبة لبنان ،ناشرون ،1221 ،ص .12
156
اإلطار المعرفي لإلدارة اإللكترونية والخدمة العمومية. الفصل األول:
تقوم بدور أساسي وجوهري في توجيه العمل اإلداري نحو تحقيق األهداف التي تصبو إليها المنظمة
اإلدارية ،فهي مفتاح اإلدارة كما تمثل الجانب اإلنساني الذي يقود التنظيم ويحقق فيه التنسيق بين
وحداته وأعضائه بغية تأدية التنظيم لوظائفه ،1كما يجب أن يتميز القائد بالديمقراطية ،فهو نموذج النظرة
الجديدة للقيادة ،فالقائد هنا يركز على عالقته مع المرؤوسين واستخدام الموارد البشرية بشكل فعال من
2
خالل المشاركة.
وعليه فإن المسؤول اإلداري األعلى وباعتباره القائد على مستوى اإلدارة يحتاج إلى جملة من
المهارات عليه امتالكها ونتقانها حتى تصبح عملية القيادة ناجعة وفعالة ،من بين هذه المهارات:
ب -المهارات اإلنسانية وتتمثل في القدرة على التعامل مع الموظفين داخل اإلدارة وكذا مع المواطنين
بشكل فعال.
ج -المهارات الفكرية وتتمثل في القدرة على التخطيط وتحليل المشكالت واستيعاب أبعادها والتصرف
بحكمة.
د-المهارات السياسية وتتمثل في وضوح الرؤية السياسية والقدرة على التعامل مع البيئة الخارجية والتنبؤ
واستشراف المستقبل من خالل االعتماد على استراتيجية محكمة وكذا اقتراح البرامج والخطط.
3
ه-مهارات التحكم في التكنولوجيا الحديثة واستخدامها بفاعلية.
1أحمد بن عبد الرحمن الشميمري ،عبد الرحمن بن أحمد هيجان ،بشرى بنت بدير المرسى غنام ،مبادئ إدارة األعمال األساسيات واالتجاهات
الحديثة ،الكبعة العاشرة ،مكتبة العبيكان للنشر ،الرياض ،1224 ،ص .229
2أحمد بن عبد الرحمن الشميمري ،عبد الرحمن بن أحمد هيجان ،بشرى بنت بدير المرسى غنام ،نفس المرجع ،ص .222
3طلبة السنة الرابعة المدرسة العليا لإلدارة ،الحكم الراشد في االدرة العمومية ،المرجع السابق ،ص.29
157
اإلطار المعرفي لإلدارة اإللكترونية والخدمة العمومية. الفصل األول:
-1التخطيط االداري :يعرف التخطيط بأنه تحديد األعمال أو األنشطة وتقدير الموارد واختيار السبل
األفضل الستخدامها من أجل تحقيق أهداف معينة ،وبذلك فإن التخطيط عملية مستمرة ومستقبلية في
طبيعتها تتجه إلى اإلعداد المتكامل للوصول إلى نتائج وننجازات مستهدفة ،1إذا فالتخطيط هو أساس
اإلدارة والعمود الفقري لها.
وفي مجال المنشآت اإلدارية فإن التخطيط يعد أحد أركان اإلدارة المهمة وهي الوظيفة اإلدارية
األولى التي من خاللها يتم وضع األهداف ،وصنع الق اررات والتفكير في المستقبل ،فهو يسهم في وضع
أهداف واضحة تحدد االتجاهات المختلفة للعمل ،وتتضح المسارات ،ويسهل التنسيق والتكامل بين
2
الجهود المختلفة في المنشأة لتحقيق أهداف النجاح لإلدارة.
-4فعالية اإلدارة :حتى نتمكن من أن نحكم على مدى فعالية اإلدارة في أدائها لمهامها البد أن نعتمد
على العناصر التالية:
أ-المردودية :أي مدى مردودية المشاريع اإلدارية والبرامج ومدى مردودية الموارد البشرية.
ب -تقليص التكاليف :البد من االقتصاد واعتماد التحاليل وعالقة التكلفة بالفاعلية واعتماد المحاسبة
التحليلية خاصة في تسيير اإلدارة العمومية.
ج -احترام المواعيد :أي اعتماد تقنية الشباك الوحيد لألنشطة اإلدارية المتماثلة لربح الوقت ووضع اإلدارة
تحت رحمة االلتزامات واالستحقاقات.
1محمد الفاتح محمود بشير المغربي ،التخطيط اإلداري ،االكاديمية الحديثة للكتاب الجامعي ،السودان ،ص .21
2أحمد بن عبد الرحمن الشميمري ،عبد الرحمن بن أحمد هيجان ،بشرى بنت بدير المرسى غنام ،مبادئ إدارة االعمال األساسيات واالتجاهات
الحديثة ،المرجع السابق ،ص .25
158
اإلطار المعرفي لإلدارة اإللكترونية والخدمة العمومية. الفصل األول:
-5النوعية اإلدارية والتقييم :إن إيجاد الطرق لتحسين نوعية الخدمة العمومية اإلدارية المقدمة للمرتفقين
تكون قائمة على:
أما تقييم األداء اإلداري فهو عبارة عن العملية أو الطريقة التي يتم من خاللها تقييم آداء الموظف
وتقدير إنتاجيته ومدى إتقانه وقيامه بالمهام الموكلة إليه ،أي تقييم األعمال واإلنجازات التي تم العمل
عليها والتوصل إليها خالل السنة العملية وهل تم تحقيق األهداف المسطرة أم ال ،وهي عملية مهمة جدا
لترقية اإلدارة وتطويرها فمن خاللها يتم التعرف على االختالالت الموجودة في اإلدارة ومحاولة إصالحها.
-1الرقابة على األعمال اإلدارية :إن الرقابة بصفة عامة هي مجموعة األنشطة اإلدارية التي تستهدف
أداء المرؤوسين للتأكد من تحقيقه م لألهداف المخططة وتصحيح أي انحرافات قد تحدث ،فهي عملية
الكشف عن االنحرافات أيا كان موقعها والعمل على مواجهتها باألسلوب المالئم حتى يتم تصحيحها
مستقبال إذا فهي وظيفة تقوم بها السلطة المختصة بقصد التحقق من أن العمل يسير وفقا لألهداف
المرسومة بكفاية وفي الوقت المحدد لها ،وهي تهدف باألساس إلى:
أ -حماية الصالح العام :وهي محور الرقابة وذلك بمراقبة النشاطات وسير العمل وفق خططه وبرامجه
في شكل تكاملي يحدد األهداف المرجوة ،والكشف عن المخالفات وتحديد األهداف.
1طلبة السنة الرابعة المدرسة العليا لإلدارة ،الحكم الراشد في اإلدارة العمومية ،المرجع السابق ،ص .12-29
159
اإلطار المعرفي لإلدارة اإللكترونية والخدمة العمومية. الفصل األول:
ب-توجيه القيادة اإلدارية أو السلطة المسئولة إلى التدخل السريع لحماية الصالح العام ،واتخاذ ما يلزم
1
من ق اررات مناسبة لتصحيح األخطاء من أجل تحقيق األهداف.
تخضع اإلدارة لنوعين من الرقابة وهي الرقابة اإلدارية التي تعمل على مراقبة مدى مشروعية نشاط
اإلدارة ومطابقته للنصوص القانونية في الدولة ،والرقابة المالية التي تتم على نفقات اإلدارة ولها جهات
مختصة بها كمجلس المحاسبة وغيرها عملها التحقق ومراقبة نفقات اإلدارة العمومية وهل هي للصالح
العام أم أن هناك اختالالت واقعة.
إن نجاح عمل اإلدارة وأدائها لمهامها الموكلة إليها مرهون بمدى تكيف سلوك موظفيها مع مقتضيات
العمل في اإلدارة ،فاإلدارة موجودة لخدمة الصالح العام أساسا وتضعه فوق كل اعتبار عند قيامها
بمهامها ،فيما يلي جملة من السلوكيات واألخالقيات التي يجب على الموظفين التحلي بها أثناء أدائهم
لمهامهم.
-2احترام مواعيد العمل :تعتبر ساعات العمل الرسمي محددة إلنجاز األعمال اإلدارية والسعي إلى
تحقيق األهداف المسطرة من طرف االدارات العمومية ،فيقوم خاللها الموظف المعني كل في اختصاصه
بدقة وأمانة ونخالص ،وعليه يجب على الموظف أن يخصص كامل وقت العمل ألداء واجبات الوظيفة،
وأن ال يستغله إلنجاز أعمال شخصية خاصة به ،وهو ما يظهر درجة تعلق الموظف بوظيفته ومحاولته
فعال لتحقيق الصالح العام.
1محمد الفاتح محمود بشير المغربي ،الرقابة اإلدارية" رؤية تأصيلية" ،األكاديمية الحديثة للكتاب الجامعي ،البحرين ،المنامة ،1212 ،ص ص -25
.21
160
اإلطار المعرفي لإلدارة اإللكترونية والخدمة العمومية. الفصل األول:
-1المثابرة واالنضباط :السعي الدائم لتحسين أدائه وتطوير قدراته المهنية واالطالع على آخر
المستجدات في مج ال عمله وعمل الدائرة التي يعمل لديها ،والقيام بتقديم المقترحات التي من شأنها
تحسين أساليب العمل ورفع مستوى األداء في الدائرة ،والمساعدة في توفير بيئة عمل آمنة وصحية.1
-1العالقة مع المواطنين :يسعى الموظف العام إلى توطيد وتحسين عالقته دائما مع المواطنين ألنه
هو الصورة المباشرة لإلدارة وبالتالي فهو يسعى إلى تحقيق:
أ-احترام حقوق ومصالح اآلخرين دون استثناء ،والتعامل مع الجمهور باحترام ولباقة وأياسة وحيادية
وتجرد وموضوعية دون تمييز على أساس العرق أو النوع االجتماعي أو المعتقدات الدينية أو السياسية
أو الوضع االجتماعي أو السن أو أي شكل من أشكال التمييز.
ب-السعي إلى اكتساب ثقة الجمهور من خالل نزاهته وتجاوبه وسلوكه السليم في كل أعماله بما يتوافق
مع القوانين واألنظمة والتعليمات النافذة.
ج-إنجاز المعامالت المطلوبة بالسرعة والدقة المطلوبة وضمن حدود االختصاص ،واإلجابة على
استفسارات وشكاوى متلقي الخدمة بدقة وموضوعية وسرعة ،وبيان األسباب في حال عدم الموافقة أو
حصول تأخير على معامالتهم.
د-توفير المعلومات المطلوبة لمتلقي الخدمة والمتعلقة بأعمال ونشاطات دائرته بدقة وسرعة دون خداع
أو تضليل وفقا للتشريعات النافذة ،والقيام بإرشادهم إلى آلية تقديم الشكاوى في حالة رغبتهم رفع شكوى
إلى الجهات المعنية.
ه-إعطاء أولوية العناية والرعاية لذوي االحتياجات الخاصة وتقديم العون والمساعدة لهم .
1عاشور عبد الكريم ،دور اإلدارة اإللكترونية في ترشيد الخدمة العمومية في الواليات المتحدة األمريكية والجزائر ،المرجع السابق ،ص .59
161
اإلطار المعرفي لإلدارة اإللكترونية والخدمة العمومية. الفصل األول:
و-التعامل مع ال وثائق والمعلومات الشخصية المتعلقة باألفراد الذين يتعامل معهم بسرية تامة ووفقا
للقوانين واألنظمة المعمول بها ،وعدم استغالل هذه المعلومات لغايات شخصية.
1
ي-االمتناع عن أي عمل يؤثر سلبا على ثقة الجمهور بالوظيفة العامة.
-4األخالق المهنية :يجب على الموظف االلتزام بالسلوكيات واألخالقيات الواردة في مدونة أخالقيات
المهنة الخاصة بالوظيفة العامة باعتباره تابعا إلدارة عامة وهي الواجبات التي تفرض عليه في خضم
العمل اإلداري ،أهم هذه األخالقيات هي االلتزام بالنزاهة واالستقامة ،والحياد ،والمحافظة على السر
المهني وهو أهم واجب يجب االلتزام به فهو واجب أخالقي قبل أن يكون واجبا قانونيا ،وهو الذي يحدد
الثقة الكامنة بين الموظف والوظيفة التي يشغلها ،ونال التعرض لجزاءات.
1مدونة قواعد السلوك الوظيفي وأخالقيات الوظيفة العامة ،تاريخ االطالع 1 :جويلية ،1212
https://www.mit.gov.jo/EBV4.0/Root_Storage/EN/EB_HomePage/modawent.pdf
162
الفصل الثاني:
إن التنظيمات البيروقراطية في كل الدول (الو ازرات ،الهيئات )..،سرعان ما يصيبها مع الزمن الجمود
والروتين والبطء في اإلجراءات ،األمر الذي يشكو منه جمهور المستفيدين من الخدمات العامة ،وهذا
هو المعنى المستهجن الشائع بين الناس لكلمة بيروقراطية.
ونظ ار للعيوب التي تعاني منها الدول المصابة بالبيروقراطية في التنظيمات المكونة للجهاز اإلداري
في كل دولة ،يستلزم بالضرورة إعادة النظر في فكرة إعادة التنظيم من أجل تطوير المنظمات اإلدارية
في الدولة ونصالحها ونعادة تنشيطها وبث الحيوية والنشاط في حركتها ،وبالتالي إعادة التنظيم عملية
مستمرة ال تتوقف وتكون بانتظام واطراد لتفادي شيخوخة التنظيمات اإلدارية الحكومية والجمود ،فمرونة
التنظيم وضرورة تغييره مبدأ هام من بين المبادئ األساسية لنظرية التنظيم اإلداري.
من أهم أهداف إعادة التنظيم تحسين أداء الخدمات العامة للمواطنين ،نظ ار الرتباطه مباشرة بدور
اإلدارة العامة في المجتمع ،فاإلدارة العامة باعتبارها المسئولة عن تحقيق المنفعة والمصالح العامة
المقررة دستوريا ،وأداءها للخدمات العامة األساسية في كل دولة حديثة من توفير األمن والصحة العامة
للمواطنين ،وتحقيق العدل والفصل في المنازعات ،ضمان وتحسين المستوى التعليمي والثقافي المالئم،
وكذا تسيير المرافق اليومية العامة الضرورية للحياة االجتماعية مثل توريد المياه واإلنارة واعداد الطرق
و....إلخ ،إذا فالهدف األسمى من إعادة التنظيم هو تمكين الجهاز اإلداري للدولة من أداء تلك الخدمات
العامة لألفراد بكفاءة وفاعلية عالية.
في سبيل تحقيق ذلك هناك وسائل مختلفة من أجل تحقيق كفاءة المنظمات اإلدارية (المؤسسات
العمومية) في أدائها للخدمات العامة ،وذلك بدراسة البناء الداخلي لإلدارات العامة للدولة مثل الو ازرة أو
الهيئة العامة ،واقتراح التعديالت الممكنة إلعادة تنظيمها ،وباألخص العمل على تبسيط اإلجراءات
162
عالقة اإلدارة اإللكترونية بالخدمة العمومية. الفصل الثاني:
اإلدارية وطرق العمل ،ويدخل في ذلك تطوير اللوائح اإلدارية الخاصة بها ،ونعادة تقييم العمليات
اإلدارية اليومية ،إلنجاز العمليات في أقصر وقت ممكن.
يعد ادخال واستعمال األجهزة اإللكترونية في النشاطات والعمليات اإلدارية أهم مرحلة للتحول من
اإلدارة الورقية لإلدارة االلكترونية فهي تحقق نقلة نوعية لكل النشاطات واألعمال اإلدارية وتسهل
الخدمات العمومية المقدمة للمواطنين ،وكذا االعتماد عليها في العمليات المتعلقة باإلحصاءات المختلفة
سواءا في تقديرات الخطط والميزانيات بالنسبة للدول والهيئات والو ازرات المكونة لها ،كل هذا سعيا
لمواكبة التطورات الحاصلة على المستوى العالمي.
إن الخدمات العامة المقدمة للمواطنين تحتاج إلى تنظيم إداري وتخطيط جيد من طرف الهيئات
اإلدارية للوصول إلى الجودة والكفاءة المرجوة ،ونتيجة لما هو حاصل على الساحة الدولية من انتشار
للرقمنة والعصرنة داخل كل أجزاء الدولة على وجه العموم والخدمات العمومية على وجه الخصوص،
فبحكم أن تكنولوجيا اإلعالم واالتصال ساعدت كثي ار على التخلص من البيروقراطية اإلدارية وتحقيق
الشفافية والمساواة بين المواطنين في الخدمات المقدمة ،كما أصبحت هذه الخدمات قابلة للتقديم على
مدار 14ساعة من الحاسب اآللي فقط داخل المنزل دون ما الحاجة للتنقل ،وبالنسبة للهيئات اإلدارية
فقد أصبح العمل اإلداري أكثر تنظيما حيث أصبحت كل الملفات والسجالت إلكترونية وهو ما سهل
الكثير من األعمال ومكن من تطوير الخدمات لالستجابة الحتياجات ومتطلبات األفراد ،وبالتالي فإن
الخدمة العامة ارتقت وتطورت بدخول تكنولوجيا اإلعالم واالتصال إلى اإلدارات وهذا هو محور دراستنا
فقط حاولنا تقسيم هذا الفصل إلى مبحثين ،المبحث األول تناولنا فيه دور اإلدارة اإللكترونية في تطوير
الخدمة العمومية ،والمبحث الثاني خصصناه لتطبيقات اإلدارة اإللكترونية في عينة من القطاعات في
الجزائر التي سارت في مجال العصرنة بصورة كبيرة مقارنة بنظيراها.
163
عالقة اإلدارة اإللكترونية بالخدمة العمومية. الفصل الثاني:
في ضوء ما يشهده هذا العصر من التقدم الهائل في مجاالت تكنولوجيا اإلعالم واالتصال والذي
أدى إلى دخول اإلنسانية عص ار جديدا لم تشهده من قبل ،أصبحت الحاجة لتوفير المعلومات المناسبة
في الوقت المناسب مطلبا أساسيا لصناع القرار ،وبفضل هذه التكنولوجيا أصبح من السهل الحصول
عليها وتوفيرها بالشكل المطلوب ،فاإلنترنت يعتبر نافذة يطل من خاللها اإلنسان على العالم في الوقت
الحاضر.
كما ساهمت في تغير الكثير من المفاهيم خاصة اإلدارية منها ،فقد تغيرت ثقافة المؤسسة من إدارة
ورقية إلى إدارة إلكترونية في كافة مجاالت العمل ،وأصبح االعتماد األساسي في معظم المؤسسات
على أنظمة المعلومات ،ألنها تعتبر تكنولوجيا اإلعالم االتصال األداة الرئيسية الداعمة ألنظمة
المعلومات.
لقد سعت اإلدارة االلكترونية إلى ترقية قطاع الخدمات العامة والتحول من الخدمات العادية إلى
الخدمات اإللكترونية وتلبية مصالح األفراد عن بعد ،فيستفيد المواطن من الخدمة في المكان والزمان
اللذين يريدهما دون الحاجة للتقيد بالمواعيد واألماكن وهذا ما يميز اإلدارة االلكترونية فهي تتسم
بالالزمانية والالمكانية ،لكن كل ذلك يتطلب توفير األجهزة اإللكترونية التي تضمن خدمة المواطن دون
اتصاله المكاني ونمكانية القيام بمعامالته بكل يسر وسهولة.
سنحاول من خالل هذا المبحث التطرق إلى العالقة التي تربط بين الخدمات المقدمة إلكترونية
وتقديم الخدمة العامة ،حيث سنتطرق إلى دور اإلدارة االلكترونية في تطوير الخدمة العمومية في
المطلب األول ،ثم سنستعرض نماذج دولية عن دور اإلدارة اإللكترونية في تطوير الخدمة العمومية في
المطلب الثاني ،لنتم المبحث باإلدارة اإللكترونية وتحسين الخدمة العمومية في الجزائر في المطلب
الثالث.
164
عالقة اإلدارة اإللكترونية بالخدمة العمومية. الفصل الثاني:
بظهور اإلدارة اإللكترونية وسيطرتها على كل مجاالت العمل في الدول أصبحت حتى الخدمات
العامة تتم إلكترونيا للتسهيل على المواطن وتخفيف العبء على الدولة واإلدارات ،إذا فقد أصبح لإلدارة
اإللكترونية دور مهم في تطوير الخدمة العامة والتحول إلى الخدمات الرقمية سواء فيما يتعلق بالخدمات
المقدمة الخاصة بالمواطنين والتي تهدف إلى تحقيق المنفعة العامة أو المتعلقة بالعمل عن بعد الخاصة
بالموظفين ،أي الدولة باعتمادها على هذه الخاصية تحولت من إدارة ورقية إلى إدارة إلكترونية.
من هذا المنطلق تم التطرق إلى الخدمات اإللكترونية التي تقدم للمواطنين في الفرع األول ،بعدها
دور اإلدارة اإللكترونية في تفعيل الخدمة العمومية في الفرع الثاني ،ثم سنستعرض بعدها كيفية إنجاز
الخدمات المرفقية إلكترونيا في الفرع الثالث ،لنتم المطلب بأبعاد الخدمات االلكترونية في الفرع الرابع.
إن الهدف األساسي لعصرنة الدولة بالدرجة األولى تسهيل الخدمات على المواطنين بأكبر قدر
ممكن ،وتخفيف العبء عن إداراتها ،فاإلدارة اإللكترونية هي تسهيل لإلجراءات اإلدارية وتوفير للخدمات
العمومية في كل مكان وزمان عبر الوسائط اإللكترونية ،وهي تشمل جميع الخدمات العامة التي تقدمها
الحكومة لجمهورها على مدار 14ساعة في اليوم طوال السنة ،وعادة ما يتم فتح بوابة إلكترونية موحدة
للدخول لتلك الخدمات التي يتم تنظيمها وتجميعها ضمن باقات خدمية تعكس حاجة المواطن ومؤسسات
األعمال ،وباإلضافة إلى األنترنت فيمكن تقديم الخدمات الحكومية من خالل قنوات أخرى كالهاتف
الجوال ،وأكشاك المعلومات العامة ،أو عبر مكاتب معتمدة وذلك بالنسبة للمواطنين الذين ال يملكون
165
عالقة اإلدارة اإللكترونية بالخدمة العمومية. الفصل الثاني:
ثقافة التكنولوجيا ،1إذا يمكنها أن تقدم خدمات عديدة ومتنوعة وكثيرة ،من بينها استصدار شهادة ميالد،
واستخراج تأشيرات السياحة والزيارة ،واستخراج تأشيرات العمل ،والبطاقات الصحية ،وتجديد رخص
السيارات ،ورخصة القيادة ،ودفع الفواتير والرسوم الحكومية ،مثل فواتير الكهرباء والغاز والماء وغيرها..
تعتبر الخدمات اإللكترونية المقدمة للمواطنين خدمات مباشرة فهي تعتبر جزء من إعادة التصميم
الشامل لتوصيل المعلومات والخدمات اإللكترونية ،ويتميز هذا النوع من الخدمات بميزة فريدة تتمثل في
سهولة النفاذ إليها في أي وقت ومن أي مكان مع إمكانية الربط مع الشبكات المتاحة التي تقدمها والتي
يجب على الحكومة توفيرها ،ألن الهدف األهم هو تحسين جودة الخدمات وتوفيرها.2
استنادا لموسوعة المعلومات الدولية ويكيبيديا 1225يمكن تصنيف الخدمات التي تقدمها الحكومات
في إطار اإلدارة اإللكترونية كالتالي:
أوال .الخدمة الصماء :تتمثل في النافذة اإللكترونية لتقديم معلومات عن الخدمات والمعامالت التي تبثها
الجهة الحكومية للمواطن وليس هناك إمكانية للتفاعل مع المستفيد.
ثانيا .خدمة التلكس :تحدث عندما يقدم الموقع خدمات متعددة هي أكثر تطورا ،مثل خدمات رسوم
الخدمات التي يمكن أن يسددها المستفيد.
ثالثا .الخدمة المتطورة :هي التطبيق الكامل لإلدارة االلكترونية داخل الدولة حيث يمثل الموقع
اإللكتروني ،بيئة عمل داخلية حية تمثل فعليا بيئة الجهاز اإلداري مع القدرة على تلبية جميع طلبات
المستفيدين من خالل هذا الموقع.3
1سمية بو مروان ،الحكومة االلكترونية ودورها في تحسين أداء اإلدارات الحكومية :دراسة مقارنة ،مكتبة القانون واالقتصاد ،الرياض ،ص ص
.12-11
2سمية بو مروان ،الحكومة االلكترونية ودورها في تحسين أداء اإلدارات الحكومية ،نفس المرجع ،ص .54
3محمد مدحت محمد ،الحكومة اإللكترونية ،المجموعة العربية للتدريب والنشر ،مصر ،1221 ،ص .11
166
عالقة اإلدارة اإللكترونية بالخدمة العمومية. الفصل الثاني:
توجد مبادئ أساسية تحكم عملية إدخال اإلدارة اإللكترونية إلى الحكومات داخل الدولة ،من أهم
وأول هذه المبادئ هو التفكير بالمستفيد ال بالحكومات ،ولتحقيق الهدف يجب أن تركز الحكومة على
احتياجات المواطنين قبل كل شيء وبعد ذلك تعمل باتجاه تصميم نظم تساعد على تلبية هذه
االحتياجات ،1ويتضح من ذلك أن تطبيق اإلدارة اإللكترونية داخل الحكومات يتضمن جانبين هما:
-العمل عن بعد :وهنا يتجاوز العمل صيغة تحديد المكان والزمان إلنجاز العمل أي أن العمل ينجز
من دون حضور الموظف في مكان معين ،فيمكن أن يؤدي الموظف عمله في أي مكان ،منزله مثال.
-الخدمة عن بعد :وهنا يمكن للمستفيد الحصول على الخدمة في المكان والزمان اللذين يريدهما من
2
دون االرتباط بزمان أو مكان محددين ،وهكذا فإن الخدمة اإللكترونية تتميز بالالزمانية والالمكانية.
مع إدخال مفهوم اإلدارة اإللكترونية كآلية لتقديم الخدمة العمومية أصبحت تقدم تحسينات هامة
على شكل تلك الخدمات بما ينتج عنه تطوير المهام واألنشطة المقدمة من طرف المنظمات الخدمية
الحكومية ،وبذلك عمدت العديد من التجارب الحكومية إلى تطبيق الخدمات العامة اإللكترونية ،بهدف
الرشد هي الشفافية ،الرقابة ،المحاسبة ،روح
تكزت للحكم ا
تحقيق مفاهيم تمثل في مضامينها مر ا
المسؤولية ،دولة الحق والقانون ،سرعة االستجابة للخدمات العامة ،وحسب الدكتور عمار بوحوش فإنه
يلخص مبادئ اإلدارة اإللكترونية الحكومية فيما يلي:
أوال .تقديم أحسن الخدمات للمواطنين (Citizen oriented):إن االهتمام بخدمة المواطن يتطلب
المهارت والكفاءات ،المهيأة مهنيا الستخدام التكنولوجيا الحديثة ،بشكل
ا خلق بيئة عمل فيها تنوع من
167
عالقة اإلدارة اإللكترونية بالخدمة العمومية. الفصل الثاني:
يسمح بالتعرف على كل مشكلة يتم تشخيصها ،وضرورة انتقاء المعلومات حول جوهر الموضوع ،والقيام
بتحليالت دقيقة ،وصادقة للمعلومات المتوفرة ،مع تحديد نقاط القوة والضعف ،واستخالص النتائج،
واقت ارح الحلول المناسبة لكل مشكلة.
ثانيا .التركيز على النتائج (Rusults oriented) :حيث ينصب اهتمام الحكومة اإللكترونية (
اإلدارة العامة اإللكترونية) على تحويل األفكار إلى نتائج مجسدة في أرض الواقع ،وأن تحقق فوائد
للجمهور تتمثل في تخفيف العبء عن المواطنين من حيث الجهد ،والمال والوقت ،وتوفير خدمة
مستمرة على مدار الساعة ،دفع الفواتير عن طريق بطاقات االئتمان بدون التنقل إلى ا
مركز الهاتف ،
الغاز ،لتسديد الرسوم والفواتير المطلوبة.1
ثالثا .سهولة االستعمال واإلتاحة للجميع :أي إتاحة تقنيات الحكومة اإللكترونية للجميع في المنازل
والعمل والمدارس والمكتبات لكي يتمكن كل مواطن من التواصل.
رابعا .تخفيض التكاليف :ويعني أن االستثمار في تكنولوجيا المعلومات ،وتعدد المتنافسين على تقديم
الخدمات بأسعار زهيدة ،يؤدي إلى تخفيض التكاليف.
خامسا .التغير المستمر :وهو مبدأ أساسي في اإلدارة اإللكترونية ،بحكم أنها تسعى بانتظام لتحسين
ونثارء ما هو موجود ،ورفع مستوى األداء سواء بقصد كسب رضا الزبائن ،أو بقصد التفوق في التنافس.
1عمار بوحوش ،نظريات اإلدارة الحديثة في القرن الواحد العشرون ،بيروت ،دار الغرب اإلسالمي ،1221 ،ص .229
168
عالقة اإلدارة اإللكترونية بالخدمة العمومية. الفصل الثاني:
سادسا .تقليص اإلجارءات اإلدارية :فبتوفير المعلومات بشكلها الرقمي تتقلص األعمال الورقية وتعبئة
البيانات يدويا ،وزيادة دقة البيانات فالثقة بصحة البيانات المتبادلة التي أعيد استخدامها ستكون مرتفعة
وسيغيب القلق من عدم دقة المعلومات أو األخطاء الناجمة عن اإلدخال اليدوي.1
إن المرافق العامة هي عبارة عن مشروعات تستهدف تحقيق النفع العام ،وتحتفظ الدولة بالكلمة
العليا في إنشائها وندارتها ونلغائها ،وقد بلغت المرافق العامة مبلغا من األهمية جعلها أحد أعمدة الفقه
الفرنسي –هو العميد ليون ديجي-الذي اعتبر حتى الدولة نفسها مجرد مجموعة من المرافق العامة.
وهذه المرافق يمكن أن تدار بنظام اإلدارة االلكترونية بدال من الطرق التقليدية وما تتسم به من بطء
في اإلنجاز ،وزيادة في النفقات ،ومشكالت في اآلداء ،وذلك مع تطوير وتفسير المبادئ العامة التي
تحكم المرفق العامة للتوافق مع النظام اإللكتروني.
تخضع المرافق العامة على اختالف أنواعها وتصنيفاتها والقوانين التي تحكمها لمجموعة من المبادئ
العامة الموحدة الالزمة إلنجاز مهامها لتحقيق الصالح العام على أفضل وجه ،ونتحدث فيما يلي بإيجاز
عن العالقة التي تجمع بين المبادئ العامة للمرافق العامة والنظم اإللكترونية.
-2مبدأ سير المرافق العامة بانتظام ونطراد :لعل نظام اإلدارة اإللكترونية يؤكد أكثر من غيره مبدأ دوام
سير المرافق العامة بانتظام واطراد ،إذ في هذا النظام يستطيع الفرد الحصول على الخدمة المرفقية أو
المعلومة الرسمية التي يسعى إليها في أي وقت يشاء –ليال أو نها ار -على مدار اليوم ،فيستطيع ولو
1العربي بوعمامة ،رقاد رحيمة ،االتصال العمومي واإلدارة اإللكترونية :رهانات ترشيد الخدمة العمومية ،مجلة الدراسات والبحوث االجتماعية،
جامعة الشهيد حمة لخضر ،الوادي ،العدد 24/21ديسمبر 1225ص .1222-121
169
عالقة اإلدارة اإللكترونية بالخدمة العمومية. الفصل الثاني:
في منتصف الليل أن يدخل على شبكة المعلومات ليطلع على قانون أو الئحة تنظم أم ار من األمور أو
طلب خدمة التي تهمه بدال من انتظار مواعيد فتح مكاتب اإلدارة وتواجد الموظفين في اليوم التالي،
وفي ذلك تأكيد أكبر و تطبيق أتم لمبدأ دوام سير المرافق العامة بانتظام واطراد.
كما يستطيع الموظف حتى من بيته وخارج نطاق أوقات العمل الرسمية أن يرد على استفسارات
المواطنين التي يرسلونها من خالل البريد اإللكتروني.1
-1مبدأ المساواة أمام المرافق العامة :حتى ال تكون هذه المساواة مجرد نظرية حبر على ورق فقط بعد
إدخال النظم اإللكترونية ،ينبغي مساعدة أولئك الذين ال يستطيعون استخدام الحاسوب أو الدخول إلى
شبكة المعلومات ،حتى يتمكنوا من االستفادة من الخدمات المرفقية التي تقدمها الحكومة اإللكترونية،
وال يحرموا منها بسبب ظروفهم االجتماعية أو االقتصادية ،ونوجز فيما يلي:
أ .مواجهة التخلف اإللكتروني :إن نجاح النظم اإللكترونية في الدولة وتوصيل الخدمات عن طريق
اإلنترنت إلى المستفيدين ،يقتضي توفير البنية التحتية واألجهزة اإللكترونية الالزمة لذلك وجعلها في
متناول أيدي المواطنين الذين ال يملكونها ،يمكن أن يتم ذلك من خالل إقامة أماكن عامة مجهزة بأجهزة
الحاسوب تمكن المواطن العادي الذي ال يمتلكها في بيته من الدخول إلى البوابات اإللكترونية الحكومية
والحصول على خدماتها ،مع وجوب القيام بحملة دعائية واسعة النطاق إلعالم المواطنين بوجود الحكومة
2
اإللكترونية وكيفية االستفادة منها ومجاالتها.
ب .حياد المرافق العامة :يرتبط مبدأ حياد المرافق العامة بمبدأ المساواة أمام المرافق العامة والتي يعني
إدارة شؤون المرفق العام بطريقة موضوعية ،بما يكفل رفع كفاءتها تحقيقا للصالح العام ،وتوزيع خدماتها
على كافة المستحقين دون تفرقة.3
1ماجد راغب الحلو ،علم اإلدارة العامة ،المرجع السابق ،ص .411
2صفوان المبيضين ،مقدمة في الحكومة اإللكترونية ،دار اليازوري العلمية للنشر والتوزيع ،األردن ،1212 ،ص ص .12-11
3ماجد راغب الحلو ،علم اإلدارة العامة ،نفس المرجع ،ص 412
170
عالقة اإلدارة اإللكترونية بالخدمة العمومية. الفصل الثاني:
-1مبدأ قابلية نظام المرافق العامة للتغيير :ال شك أن تطبيق هذا المبدأ يسمح لإلدارة بتغيير إدارة
المرافق العامة من النظام التقليدي إلى النظام اإللكتروني ،وذلك بصرف النظر عن طريقة اإلدارة
المتبعة ،وسواء تعلق األمر بإدارة مباشرة تتوالها السلطة العامة ،أو بإدارة غير مباشرة يتوالها ملتزم بعقد
امتياز.
غير أن حقوق المستفيدين من المرافق العامة أو المنتفعين بها يجب أال تضر أو تنتقص بسبب
التحول إلى النظام اإللكتروني ،مما يلقي على عاتق السلطات المعنية التزاما بمواجهة وحل هذه المشكلة
1
إلقامة المساواة بين الناس في االنتفاع بخدمات المرافق اإللكترونية.
-4مبدأ اإللتزام بالتشغيل الصحيح للمرافق العامة :يعني هذا المبدأ -في األصل-أنه يجب على اإلدارة
إقامة المرافق اإلجبارية وعدم حرمان األفراد من االستفادة من خدمات المرافق القائمة ،غير أننا نرى
بأن مبدأ اإللتزام بالتشغيل الصحيح للمرافق العامة هو أوسع مضمونا من إقامة المرافق وعدم حرمان
األفراد من خدماتها ،فالتشغيل الصحيح ال يعني فقط الموافق للقواعد القانونية فحسب ،وننما يعني كذلك
المتجاوب مع تقنيات اإلدارة الحديثة المتطورة بما من شأنه أن يواكب روح العصر في تحقيق الصالح
العام .2
لتطبيق اإلدارة اإللكترونية داخل الحكومة آثار إيجابية أكيدة على الممارسة الديمقراطية ،تمثل
الجانب السياسي للثورة الرقمية ،فعن طريقها يتيسر استطالع رأي المواطنين في شؤون المرافق العامة،
بل وفي مختلف المشكالت العامة ،ويمكن إجراء االقتراعات ونحصاء األصوات بسرعة ودقة.
171
عالقة اإلدارة اإللكترونية بالخدمة العمومية. الفصل الثاني:
-2استطالعات الرأي :يمكن أن يؤدي استخدام نظام اإلدارة اإللكترونية إلى توسيع نطاق الممارسة
الديمقراطية ونتاحة قدر أكبر من مشاركة األفراد في إدارة الشؤون العامة ،مما يشعرهم بقدر أكبر من
الرضا عن حكوماتهم ،واالقتناع بأعمالها.
-1التصويت اإللكتروني :بدأت األحزاب السياسية في استخدام األنترنت في عملية االقتراع ونحصاء
عدد األصوات بطريقة سرية ودقيقة ،وتمت االنتخابات األولية للحزب الديمقراطي بوالية أريزونا عام
1222بالفعل عبر شبكة المعلومات ،وكانت التجربة ناجحة تشجع على تعميمها.
ونذا كان أسلوب التصويت اإللكتروني قد أمكن تطبيقه ونجح على المستوى المحلي ،فليس هناك
ما يمنع من توسيع نطاق تطبيقه واستخدامه في إجراء االنتخابات أو االستفتاءات على المستوى
1
الوطني.
-1حضور االجتماعات :تحاول بعض اإلدارات زيادة المشاركة الشعبية في االجتماعات العامة بعرض
جدول أعمالها على األنترنت ،وفي إدارات أخرى يستطيع المواطنون إرسال بريد إلكتروني إلى أعضاء
المجالس أثناء اجتماعهم وتوجيه األسئلة والمالحظات إليهم حتى أصبح ذلك يمثل جزءا رسميا من
محاضر االجتماعات.
-4الرضا بالخدمات :للديمقراطية عالقة أخرى أكيدة بنظام الحكومة اإللكترونية ،ذلك أن تقديم الخدمات
المرفقية بالطرق اإللكترونية يضاعف من جودتها ،ويقلل من تكلفتها ،ويكاد يلغي وقت انتظارها بسرعة
أدائها ،وال شك أن ذلك من شأنه أن يستتبع رضا المواطنين عن حكومتهم ومنحهم ثقتها التي هي أساس
2
شرعية وجودها في السلطة ،وقبولهم الستمرارها في الحكم.
172
عالقة اإلدارة اإللكترونية بالخدمة العمومية. الفصل الثاني:
إن تطبيق مفهوم اإلدارة اإللكترونية داخل اإلدارات الحكومية يستهدف ثالثة فئات وجوانب أساسية
والتي تشكل أبعاد الخدمات اإللكترونية ،والتي سنعرضها فيما يلي:
وهي أن تكون اإلدارات الحكومية ذاتها هي المستفيد األول من هذه التطبيقات سواء من جهة تقليل
النفقات أو في مجال االتصال والتفاعل فيما بينها ،ويؤمل أن تخفف حدة المركزية والبيروقراطية اإلدارية
1
وتقل فرص انتشار الرشاوي وأن يرتفع مستوى الشفافية.
ويعتبر هذا النوع من الخدمات هو التبادل اآلمن عن بعد للمعلومات والمعامالت بين اإلدارات
الحكومية المختلفة وهذا يتطلب ربط كافة دوائر الدولة مع بعضها البعض بشبكة مشتركة ،وذلك بهدف
تحسين وتطوير اإلجراءات وزيادة اإلنتاجية.
وحيث أن التعامالت اإللكترونية تنطبق على معظم اإلجراءات فالبد من ضمان أمن المعلومات
المتبادلة بين اإلدارات الحكومية وخاصة ذات الصبغة السرية منها لعدم تسرب هذه المعلومات من داخل
اإلدارات إلى الخارج ،ولعدم االطالع عليها من قبل الموظفين الغير مسموح لهم بالتعرف عليها ،لكي
2
تتحقق المكاسب المادية الكبيرة التي يمكن من خالل تطبيق هذا البعد على المستوى الوطني تحقيقها.
تتعامل الحكومة مع قطاع األعمال من خالل طرق ووسائل متعددة ترتبط بأدوارها ومساحة تأثير
أجهزتها اإلدارية والتنفيذية ،3فهي تهدف إلى إتاحة المعلومات عن فرص االستثمار وتسهيل المعامالت
1محمد صادق إسماعيل ،الحكومة اإللكترونية وتطبيقاتها في الدول العربية ،العربي للنشر والتوزيع ،القاهرة ،الطبعة األولى ،1222 ،ص .29
2محمد مدحت محمد ،الحكومة اإللكترونية ،المرجع السابق ،ص .11
3محمد سمير ،اإلدارة اإللكترونية ،المرجع السابق ،ص.22
173
عالقة اإلدارة اإللكترونية بالخدمة العمومية. الفصل الثاني:
التي يقوم بها المستثمرون ومنظمات القطاع الخاص مع المنظمات الحكومية ،كما تحقق التكامل بين
المواقع الحكومية التي تخدم المستثمرين وتسهيل الحصول على التراخيص والمعامالت البنكية والتسويق
اإللكتروني.1
يحتل القطاع الخاص حي از كبي ار من اهتمام األجهزة الحكومية لكونه جهة مستفيدة من الخدمات
الحكومية ،وهذا ينبع من الدور المتزايد لقطاع األعمال ومساهمته الفعالة في زيادة قدرة الدولة على
القيام بمسؤولياتها اتجاه مواطنيها ،حيث يقوم قطاع األعمال الواعي بتوجيه استثماراته فيما يصلح للبلد
والمجتمع ويعود عليه بالنفع ،ويكون بذلك خير معين وسند للقطاع العام ،كما نجد أن وضع القطاع
الخاص يساعد على تقديم الخدمات له إلكترونيا من قبل الحكومة واالستفادة من التقنيات المعلوماتية
التي توفرها له الحكومة اإللكترونية أيضا وباألخص في مجال التجارة اإللكترونية.2
1إيمان عبد المحسن زكي ،الحكومة اإللكترونية ،مدخل إداري متكامل ،المنظمة العربية للتنمية اإلدارية ،1229 ،القاهرة ،ص .25
2محمد مدحت محمد ،الحكومة اإللكترونية ،المرجع السابق ،ص .14
3محمد صادق إسماعيل ،الحكومة اإللكترونية وتطبيقاتها في الدول العربية ،المرجع السابق ،ص .29
174
عالقة اإلدارة اإللكترونية بالخدمة العمومية. الفصل الثاني:
يتطلب توفير اآللية اإللكترونية التي تكفل خدمة المواطن دون اتصاله المكاني بالجهات الحكومية ونيجاد
1
اإلجراءات التي تمكنه من إنجاز كل معامالته وفق هذا المنظور بسهولة ويسر.
وتضم هذه العالقة أنشطة متنوعة ومهمة ذات الصلة بالدور الحيوي للحكومة في حياة المواطنين،
نذكر منها على سبيل المثال ال الحصر :التسجيل المدني ،الخدمات الصحية ،التعليم ،الخدمات
االجتماعية والثقافية األخرى المقدمة للمواطنين ،التي يتم تحويلها وتوصيلها عبر شبكات اإلنترنت
الحكومية وشبكة اإلنترنت التي يرتبط بها المواطن.2
المطلب الثاني :نماذج دولية عن دور اإلدارة اإللكترونية في تطوير الخدمة العمومية.
بعد ظهور الحواسيب ودخول اإلدارة اإللكترونية إلى الساحة الدولية سعت أغلبية الدول إلى تطبيقها
على أرض الواقع ،لكن لإلشارة فإن الدول الغربية هي أول من طبقها ألنها مهد اختراع الحواسيب
واإلنترنت وبالتالي اإلدارة اإللكترونية في حد ذاتها ،فالواليات المتحدة األمريكية كانت السباقة في ذلك،
تلتها بعد ذلك كل الدول الغربية التي أصبحت متقدمة بفضل هذا النمط الجديد ما دفع الدول العربية
هي أيضا لخوض هذه التجربة ونحداث قفزة نوعية لمواكبة للتطورات العالمية الحاصلة.
لهذا ستنصب دراستنا أوال على تجارب بعض الدول الغربية التي كانت رائدة في مجال اإلدارة
اإللكترونية في الفرع األول ،ومن ثم التطرق إلى تجارب بعض الدول العربية التي حققت نتائج مرضية
في مجال اإلدارة اإللكترونية في الفرع الثاني.
175
عالقة اإلدارة اإللكترونية بالخدمة العمومية. الفصل الثاني:
كما أشرنا سابقا فإن انطالق اإلدارة اإللكترونية كانت بدايته في الدول الغربية التي تعد مهدا لها
ومازالت رائدة في هذا المجال إلى غاية اليوم ،فبعد أن كانت االنطالقة في الواليات المتحدة األمريكية
توسعت لتشمل كل الدول األوروبية والغربية كافة ،وقد كان هدفها الرئيسي لتبني هذا التنظيم هو من
أجل تسهيل تقديم الخدمات المختلفة للمواطن.
إن تجربة الواليات المتحدة في مجال حوسبة المهام قديمة جدا منذ اختراع الحاسوب في هذا البلد
حيث بدأت بحوسبة النشاطات البسيطة إلى أن وصلت إلى ما وصلت إليه في إقامة إدارات إلكترونية
موحدة متكاملة ،1وكانت أولى الخطوات عندما وضعت اإلدارة األمريكية سنة 2991استراتيجية لجعل
الحكومة أذكى وأقل تكلفة ،وذات فعالية ،وكان ذلك في عهد الرئيس السابق كلينتون ،حيث كانت
البدايات األولى للفكرة قد طبقت عام 2995أين بدأت هيئة البريد المركزي في والية فلوريدا األمريكية
تطبيقه على إداراتها المختلفة.2
وأصبحت هذه الخطوة العنصر الهام في السياسة االتحادية في القرن العشرين ،واعتمدت األسس
القانونية ووضعت البنية التحتية الالزمة إلقامة حكومة إلكترونية ناجحة ،وقد تم تطبيق القوانين الخاصة
بذلك بشكل فعلي منذ عام 1221في جميع الوكاالت والو ازرات أو الهيئات العامة ،وذلك بالتزامن مع
وضع سياسة استخدام تكنولوجيا المعلومات تحت سلطة مدير إدارة نظم المعلومات ،3وقد نتج عن ذلك:
176
عالقة اإلدارة اإللكترونية بالخدمة العمومية. الفصل الثاني:
-2يجب التنويه إلى أن % 22من األسر في الواليات المتحدة األمريكية يستخدمون الحاسب اآللي،
وتصل نسبه استخدام األنترنت إلى % 222تقريبا من هذه األسر.
-1ينفق القطاع العام في الواليات المتحدة األمريكية مبالغ ضخمة على تقنية المعلومات والتي تتمثل
في األجهزة والبرامج ومصاريف التشغيل ،تصل إلى 45بليون دو ا
الر على مستوى الواليات والمستوى
المحلي ،و 15بليون دوالر على مستوى الحكومة الفيدرالية.
-1وجود موقع إلكتروني يمكن استخدامه لتحميل البيانات وندراج الكثير من المعلومات فيه.
-4استخدام األكشاك اإللكترونية وعن طريقها يمكن للمواطن الحصول على طابع أو ملصق تجديد
رخصة السياقة وغيرها من هذه الخدمات.
-5في الوقت الحالي يتم تعميم اإلدارة اإللكترونية في عمل األحزاب السياسية ،حيث تركز األحزاب في
الوقت الحالي على موضوعات التجارة اإللكترونية وحماية المستهلك ،وحماية الملكية الفكرية على شبكة
األنترنت وقواعد التنافس في قطاع تقنية المعلومات ،1كما تم االعتماد عليها للترويج لمرشحي المجالس
الشعبية ومن ذلك حاكم والية مانيسوتا واسمه جيسي فانتو ار ،الذي استخدم موقعه اإللكتروني وقائمة
البريد اإللكتروني الخاص به لالتصال بمجموعته الكبيرة من المتطوعين والذين وصل عددهم الى 1222
متطوع.2
كل هذا إلدارة الدولة األمريكية بحيث جعلت الخدمة متوفرة للمواطن األمريكي ولإلدارات الحكومية
فيما بينها وللقطاع الخاص على مدار الساعة وفي متناول اليد من خالل اإلنترنت والمراكز واألكشاك
الخاصة لهذه اإلدارات حيث تسعى إلى تحقيق اآلتي:
1عبد الفتاح بيومي حجازي ،الحكومة اإللكترونية بين الواقع والطموح ،المرجع السابق ،ص ص .222-221
2أحمد عاشور يوسف ،أثر تكنولوجيا الحديثة على الوسائل القانونية لجهة اإلدارة ،المرجع السابق ،ص ص .21-22
177
عالقة اإلدارة اإللكترونية بالخدمة العمومية. الفصل الثاني:
1
-4تقليل تكلفة العمل التقليدي باستخدام اإلدارات اإللكترونية.
نجحت كندا في تنفيذ مشروع الحكومة اإللكترونية نجاحا متمي از لحوسبة أغلب المهام والنشاطات
التي تهم اإلدارة الحكومية والقطاع الخاص والمواطن ،بحيث أصبح المواطن ال يحتاج الوقت الكبير في
إنجاز العديد من المعامالت التي تخص شؤونه بل بإمكانه الحصول عليها وهو في مقر عمله أو في
بيته وساعد ذلك اإلدارة القوية من القيادات العليا على حوسبة النشاطات في مختلف قطاعات الدولة،
وتعتبر تجربة كندا من التجارب الرائدة في اإلدارة اإللكترونية والحكومة اإللكترونية ،2وقد خلص عن
ذلك:
-2ينفق القطاع العام في كندا على تقنية المعلومات مبالغ كبيرة فقد بلغ اإلنفاق حوالي 4بليون دوالر
كندي ،ويمثل اإلنفاق على العمليات الحكومية فيها حوالي %22من مجموع اإلنفاق.
-1لكل جهاز من أجهزة الحكومة الكندية موقع إلكتروني يمكن استخدامه لتحميل البيانات وند ارج الكثير
من المعلومات فيه.
-1استخدام األكشاك اإللكترونية عن طريقها يمكن للمواطن الحصول على طابع أو ملصق تجديد
رخصة السيارة ،وغيرها من الخدمات.
178
عالقة اإلدارة اإللكترونية بالخدمة العمومية. الفصل الثاني:
-4يهتم القطاع العام والخاص بمسألة السرية والخصوصية في مجال تقنية المعلومات وذلك عند سداد
الضرائب والرسوم والتعامل في التجارة اإللكترونية ،لذلك يهتم كال القطاعين بتقديم تقنيات التشفير
والمهارات الراسخة في مجال االتصال واألعمال.
-5حتى تعمل تقنيات المعلومات بكفاءة عالية ،البد من ربطها بقواعد البيانات سيما في مجال القطاع
العام.
-1استخدام تقنية المعلومات في الترويج لمرشحي المجال التشريعية في كندا ،وللتعبير عن المعارضة
لقمة-كوبيك-في كندا ،الفترة من 11 -12أبريل ،1222حيث عقد المؤتمر االقتصادي بدافوس،
والمعارضون ولمنعهم من دخول المؤتمر ،استخدموا األنترنت ،حيث أرسلوا إلى رئيس الوزراء كندا أكثر
من 4222رسالة معارضة ألعمال المؤتمر.1
وقد اتخذت الحكومة الكندية خطوات متقدمة لدمج مواقع معلوماتية جمعت محتوياتها تلبية لحاجة
المواطنين والمقيمين مثل توفير معلومات للعاملين الذين يبحثون عن التعلم أو وظائف شاغرة أو
التدريب ،ويحتوي الموقع على العديد من الخدمات األخرى المتعلقة بالتعلم عن بعد ،learning-أو
االستثمار والتصدير أو المساعدة في القيام بأنشطة اقتصادية وملء النماذج الضرورية لذلك بشكل
مباشر ،ويمكن للمواطنين الحصول على معلومات تهم حماية المستهلك ،كما يمكنهم تقديم مقترحاتهم
وأراءهم حول هذه الخدمات وماذا يريدونه من خدمات جديدة.2
تعتبر تجربة سنغافورة في تطبيقات اإلدارة اإللكترونية واألعمال اإللكترونية من بين التجارب الرائدة
المهمة في الدول النامية المتطورة ،وقد ساعد في نجاح هذه التجربة موقع سنغافورة المهم وتوفر بنية
1عبد الفتاح بيومي حجازي ،الحكومة اإللكترونية بين الواقع والطموح ،المرجع السابق ،ص ص .222..221
2مصطفى يوسف الكافي ،الحكومة اإللكترونية في ظل الثورة العلمية التكنولوجية المعاصرة ،سلسلة االقتصاد اإللكتروني ،دار رسالن ،ص .124
179
عالقة اإلدارة اإللكترونية بالخدمة العمومية. الفصل الثاني:
تحتية لوجستية ،ووجود مؤسسات مالية تعمل بمعايير عالية ،وسوق لالتصاالت مفتوح ،باإلضافة إلى
توفر استراتيجيات تقوم على التفكير بسرعة ،والعمل للسوق الكوني من خالل توظيف مزايا تكنولوجيا
المعلومات والموارد الفكرية والمعرفية المتاحة.
ويعود هذا النجاح الباهر المحقق إلى كفاءة وفاعلية اإلدارة في سنغافورة التي وضعت خططا
استراتيجية أطلقت عليها خرائط الطريق Roadmapsلتحويل سنغافورة إلى جزيرة التكنولوجيا الذكية
لوضع رؤية استراتيجية لمستقبلها الرقمي.1
كما نجحت في تحقيق األهداف الطموحة لتلبية احتياجات المواطنين مثل ربط جميع المدارس في
شبكة واحدة وذلك بالتزامن مع تدريب طاقم التدريس على تطبيقات تكنولوجيا المعلومات وغيرها من
2
مناهج التعليم بما يتالئم مع الطفرة الرقمية الجديدة...إلخ.
قصة نجاح إيرلندا في تطوير قطاع تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت والتي أدت بالنتيجة إلى
ظهور تطبيقات مبتكرة في مجال اإلدارة اإللكترونية واألعمال اإللكترونية كانت مفاجأة كبيرة للمهتمين
في هذا المجال ،فلم يتوقع أحد أن تكون إيرلندا بالذات بلدا مرشحا لتحقيق هذا النجاح ،فهي قبل كل
شيء بلد صغير بموقع جغرافي غير مؤثر إلى حد ما وبعيدة عن المراكز األوروبية للتجارة ،ومع ذلك
استطاعت أن تحقق نجاحا باه ار في مجال صناعة تكنولوجيا المعلومات ،وأن تحقق لنفسها حزم متكاملة
من عناصر الميزة التنافسية المؤكدة.3
لقد اعتمدت إيرلندا على اإلدارة اإللكترونية في كافة مفاصل حياتها اإلدارية مما ينعكس إيجابا على
اقتصادها وكان لإلدارة القوية والقيادة اإلدارية العليا دور هام في إنجاح هذه التجربة معتمدة على بناء
1سعد ياسين غالب ،اإلدارة اإللكترونية وآفاق تطبيقاتها العربية ،المرجع السابق ،ص .121-121
2مصطفى يوسف الكافي ،الحكومة اإللكترونية في ظل الثورة العلمية التكنولوجية المعاصرة ،المرجع السابق ،ص .125
3سعد غالب ياسين ،اإلدارة اإللكترونية وآفاق تطبيقاتها العربية ،نفس المرجع ،ص .121
180
عالقة اإلدارة اإللكترونية بالخدمة العمومية. الفصل الثاني:
بنية تحتية واسعة ومتينة ودعم مالي وتقني لجميع اإلدارات الحكومية باإلضافة إلى قيامها بخطة توعية
شاملة حول كيفية استخدام تطبيقات اإلدارة اإللكترونية ضمن نطاق الحكومة اإللكترونية ألكبر شريحة
في المجتمع باإلضافة إلى اعتمادها على الصناعات التكنولوجية التي تنتج محليا كما استفادة أيضا من
التجارب العلمية في هذا المجال من أجل جعل تجربتها رائدة ومتقدمة.1
أهم عناصر نجاح التجربة األيرلندية في مجال التحول إلى اإلدارة اإللكترونية واقتصاد المعرفة ما
يلي:
.2نجاح الحكومة اإليرلندية في تنفيذ مشروعات اإلدارة اإللكترونية ،وبخاصة مشروع الحكومة اإليرلندية
اإللكترونية ،ومشروعات الحوسبة الشبكية للمنظمات والمؤسسات والوكاالت والهيئات العاملة في
المجتمع واإلدارة اإليرلندية.
.1بناء صناعة تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت تستند إلى المنتجات أكثر منها إلى الخدمات
واالستفادة من صناعة الحاسوب ،االتصاالت واإللكترونيات ،ومن وجود أكبر الشركات المصممة و
المنتجة ألشباه الموصالت ،واالتصاالت والحاسوب الشخصي وملحقاته ،مثلIBM, Nortel, Intel, :
3Coin, EMC,وغيرها.
.1استثمار تطبيق نظم وأدوات وتقنيات اإلدارة اإللكترونية في المنظمات والمؤسسات العامة ،وفي
القطاع الخاص ،وتكوين نسيج مشترك من سالسل القيمة والقيمة المضافة بين شركاتها التي شكلت قوة
دافعة حقيقية لنمو قطاع تكنولوجيا المعلومات في إيرلندا.
.4وجود نظام دعم قوي لشركات تكنولوجيا المعلومات بما في ذلك الدعم المالي للشركات الجديدة
وتحت التأسيس.
181
عالقة اإلدارة اإللكترونية بالخدمة العمومية. الفصل الثاني:
.5التطوير المبتكر لتقنيات وأدوات اإلدارة اإللكترونية في المجاالت المختلفة ألنشطة األعمال الحكومية
والخاصة أدى إلى انبثاق ثقافة تنظيمية قوية وتقاليد عمل فعالة تقودها األجهزة والوكاالت الحكومية
المتخصصة.1
بعد التطور الذي أحدثته تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت في العالم وبعد الثورة التكنولوجية التي
شملت كل الدول الغربية وجعلتها في صدارة العالم ،سعت الدول العربية للنهوض ودخول عالم التكنولوجيا
للتخلص من اإلدارات التقليدية والتحول إلى اإلدارة اإللكترونية ،وهي نقلة نوعية ،وقد كانت اإلمارات
العربية المتحدة هي السباقة في ذلك ،ومن هنا سنحاول التعرف على تجارب بعض الدول العربية في
مجال اإلدارة اإللكترونية.
يعتبر مشروع الحكومة اإللكترونية في دولة اإلمارات العربية المتحدة مشروعا رائدا ومتقدما وخاصة
في إمارة دبي حيث تسعى هذه الدولة إلى جعل مهام إداراتها المختلفة محسوبة وصوال إلى تطبيق شامل
لإلدارة اإللكترونية الحكومية وأن حكومة دبي اإللكترونية تعمل على التعاون مع الحكومات المحلية لنقل
الخبرات التي اكتسبتها دبي في هذا المجال وتجاوز السلبيات والمشاكل ،وال شك أن هناك تواصال مهما
جدا ،فهناك اتصاالت مع رأس الخيمة وأبو ظبي وعجمان ،والعين ،لتكون تكامل في تقديم الخدمات.2
وقد بادرت حكومة إمارة دبي بالتحول إلى الحكومة اإللكترونية ،بإنشاء منطقة حرة للتكنولوجيا أطلق
عليها مدينة دبي لألنترنت ،تكون مرجعا لكافة شركات تقنية المعلومات الراغبة باالستثمار في المدينة،
182
عالقة اإلدارة اإللكترونية بالخدمة العمومية. الفصل الثاني:
وقد سارعت شركات عالمية كبرى -مثل مايكروسوفت وسيمنس وكانون وفيليبس وسونى و IBMبإيجاد
فروع لها فيها.
وتلى ذلك إعالن حكومة دبي عن التحول إلى اإلدارة العامة اإللكترونية ،وذلك بالنسبة لكافة الدوائر
المحلية العاملة هناك بدءا من ديوان سمو الحاكم ،ودائرة المحاكم ،وكذلك دائرة المياه والكهرباء والدائرة
الصحية والجمارك والموانئ ودائرة بلدية دبي وغيرها ،وقد انطلقت الحكومة اإللكترونية هناك في أكتوبر
،1222ومضى على انطالقتها أكثر من عام حققت خالله نجاحات باهرة ،وتخطط حكومة دبي لنفسها
أن تتحول إلى حكومة إلكترونية كاملة أو على األقل % 22في غضون خمس سنوات منذ انطالقها.1
كما قامت دبي بخطوة سباقة في المنطقة بالمبادرة إلى استخدام تطبيقات الحكومة اإللكترونية،
وتعتبر من الحكومات القليلة في العالم التي تبنت مثل هذه المبادرة ،ويعتبر موقع حكومة دبي اإللكتروني
www.dubai.aeموقع موحد يساهم في التخفيف من االج ارءات البيروقراطية والروتينية وتوفير إمكانية
الوصول إلى كافة الخدمات الحكومية بأسهل الطرق ممكنة باإلضافة إلى ذلك ،تسعى هذه المبادرة إلى
تحسين وتعزيز االج ارءات الحكومية من أجل االستفادة المثلى من التكنولوجيا ،ليتمكن كافة المستفيدين
من القيام بالمعامالت عبر الموقع وتحديد وتلبية احتياجاتهم بسهولة مطلقة.2
كما أن الربط اإللكتروني بين اإلمارات السبع التي تشكل الحكومة االتحادية للدولة من شأنه أن
يسهل وينظم تبادل المعلومات بين اإلمارات والجهات االتحادية عبر التقنيات المتطورة التي يتم تطبيقها
في مجمل المشاريع التابعة للحكومة اإللكترونية.
إن المرحلة األولى من مشروع الحكومة االتحادية اإللكترونية تشمل توفير المعلومات عبر البوابة
اإللكترونية في حين سيتم تحويل الخدمات الحكومية إلى المجال اإللكتروني في المرحلة الثانية ،واآلن
1عبد الفتاح بيومي حجازي ،الحكومة اإللكترونية بين الواقع والطموح ،المرجع السابق ،ص .214
2عالء عبد الرزاق السالمي ،نظم إدارة المعلومات ،المرجع السابق ،ص .119-112
183
عالقة اإلدارة اإللكترونية بالخدمة العمومية. الفصل الثاني:
تنفيذ مشروع الوافد اإللكتروني والذي يمكن الوافدين القاطنين في الدولة من الحصول على ميزات
وخدمات كثيرة عن طريق استخدام هذا النظام.1
بدأت الحكومة اإللكترونية في دولة قطر عام 1222عندما تم إنشاء لجنة مؤلفة من مديري
تكنولوجيا المعلومات في أهم المؤسسات القطرية الحكومية والخاصة الختيار خدمة حكومية ليتم تطبيقها
إلكترونيا بمثابة مشروع تجريبي ،وقد تم اختيار أحد أهم وأعقد الخدمات الحكومية وهي خدمة تجديد
اإلقامات التي تهم شريحة كبيرة من المجتمع ،وتم التعاقد مع شركة استثمارية للمساعدة على وضع
خطة العمل ومتابعتها أيضا مع شركة محلية لتطوير الخدمة ،ذلك في إطار تعاون بين أربع جهات
وهي و ازرة الداخلية القطرية مقدم الخدمة ،وبنك قطر الوطني الموفر لبوابة الدفع اإللكتروني ،والمصرف
المركزي مستضيف الخدمة والبريد العام القطري كجهة معتمدة لتسليم المستندات.2
تم تطوير هذه الخدمة في وقت قياسي وخالل شهرين فقط ،وتم تشغيلها على سبيل التجربة بتاريخ
الثالث من سبتمبر 1222المصادف لذكرى يوم االستقالل ،وشاء المشرع أن يستمر طيلة ثالثة أعوام
في التشغيل بسبب النجاح المذهل الذي لقي بحيث إن تجديد اإلقامة والحصول على البطاقة الشخصية
والذي كان يستغرق أياما وأسابيع أصبح يستغرق 14ساعة شامال تسليم طباعة األختام المطلوبة وتسليم
البطاقة ،تم خالل هذه الفترة تجديد ما يزيد على 21ألف إقامة من خالل النظام اإللكتروني وتحويل
ما يزيد عن 22مليون ريال قطري من خالل النظام.3
1عالء عبد الرزاق السالمي ،نظم إدارة المعلومات ،المرجع السابق ،ص .115
2صفاء فتوح جمعة ،مسؤولية الموظف العام في إطار تطبيق نظام اإلدارة اإللكترونية ،دار الفكر والقانون للنشر والتوزيع ،المنصورة ،مصر ،الطبعة
األولى ،1224 ،ص .14
3عالء عبد الرزاق السالمي ،نظم إدارة المعلومات ،نفس المرجع ،ص .112-119
184
عالقة اإلدارة اإللكترونية بالخدمة العمومية. الفصل الثاني:
كما يمكن اآلن للشركات المستخدمة للخدمات تقديم طلب للحصول على بطاقة ذكية توفر لهم
التوقيع اإللكتروني المعتمد من خدمات الحكومة اإللكترونية وهو خدمة تم تطويرها بتعاون و ازرة الداخلية
القطرية مع الحكومة اإللكترونية ،وتعد األولى على مستوى المنطقة وربما عالميا أيضا آن ذاك ،ويعد
هذا النجاح المذهل للمشروع كان حاف از لالستمرار وتحديا للتطوير ولبدء المرحلة الثانية ،حيث قامت
اللجنة مستعينة بشركة استشارات عالمية بدراسة الخدمات المقدمة في الدولة واختيار عدد من الخدمات
التي يمكن تقديمها إلكترونيا للبدء في مرحلة جديدة من مشروع الحكومة اإللكترونية ،تم اختيار الخدمات
بناءا على عدة عوامل أهمها:
-2مدى تأثير هذه الخدمة على المجتمع من ناحية تيسير وتسهيل أعماله.
وقد تم خالل عامين ونصف تنفيذ حوالي %22مما تقرر تنفيذه خالل فترة الدراسة وهي نسبة تعد
نجاحا مهم في هذا المشروع ،ونن المدة التي استغرقها المشروع منذ بداية التطوير في المرحلة الثانية
للظهور على شبكة األنترنت 1أشهر ،ويشمل هذا تقديم أولى الخدمات اإللكترونية ،وبوابة الدفع
اإللكتروني ،وتطوير نظام وآلية الدخول واستخدام الخدمات ،ومن ثم االستمرار في تطوير الخدمات إلى
يومنا هذا.
إن مشروع الحكومة اإللكترونية القطري يتكون من ثالثة مستويات هي الخدمات اإللكترونية
والخدمات المعلوماتية والخدمات المعرفية ،والعمل مستمر في استكمال المراحل الثالث حاليا ،ونن مرحلة
الخدمات اإللكترونية تستهدف تقديم خدمات تجديد إقامات العاملين في قطر بطريقة إلكترونية وننه تم
1صفاء فتوح جمعة ،مسؤولية الموظف العام في إطار تطبيق نظام اإلدارة اإللكترونية ،المرجع السابق ،ص .15
185
عالقة اإلدارة اإللكترونية بالخدمة العمومية. الفصل الثاني:
حتى اآلن ربط عشر مؤسسات حكومية كبيرة بالمشروع منها و ازرة الداخلية والقوات المسلحة وشركة
الطيران المحلية ،إضافة إلى بعض الشركات البتروكيميائية.1
بالنسبة للتجربة األردنية في مجال الحكومة اإللكترونية فقد تم إطالق مشروع بوابة الحكومة
اإللكترونية بهدف تحسين األداء الحكومي التقليدي من ناحية وتقديم الخدمات وكفاءة األداء والدقة
وتقليل الوقت والتكلفة الالزمين إلنجاز المعامالت الحكومية والوصول إلى درجة عالية من الرضا لتلقي
الخدمة باإلضافة إلى التكامل والتنسيق بين الجهات الحكومية المختلفة والهدف العام هو الوصول إلى
كفاءة وشفافية وأداء أفضل للحكومة وموظفيها وتغيير الصورة النمطية السائدة لدى الكثيرين.
واألردن تتمتع بالعديد من مقومات مثل البنية التحتية المعلوماتية وتوافر الموارد البشرية المؤهلة
والمدربة وجهة حكومية ،هي و ازرة االتصال والمعلومات ،التي تقوم بدور التنسيق والدعم لتطبيق برنامج
الحكومة اإللكترونية حيث يحقق البرنامج األهداف الوطنية ويواجه التحول والتغيير المنشود لإلصالح
والتطوير في الحكومة لتحقيق تلك األهداف.2
أولى مظاهر الحكومة اإللكترونية في مصر تمثلت في عمل اإلصالح التشريعي ،وذلك بمحاولة
توحيد التشريعات التي تحكم الموضوع الواحد ،وفي هذا اإلطار قامت و ازرة العدل المصرية بالتعاون مع
-مركز المعلومات ودعم القرار التابع لمجلس الوز ارء-بحصر التشريعات المصرية الصادرة منذ عام
2212وحتى اآلن وتحديثها بما يصدر من تشريعات جديدة أو تعديالت لما هو قائم.
1عالء عبد الرزاق سالمي ،نظم إدارة المعلومات ،المرجع السابق ،ص ص .115...112
2محمد سمير ،اإلدارة اإللكترونية ،المرجع السابق ،ص .129
186
عالقة اإلدارة اإللكترونية بالخدمة العمومية. الفصل الثاني:
كما قامت و ازرة العدل ببناء قاعدة معلومات ألحكام محكمة النقض ،وفي طريقها لعمل ذلك بالنسبة
ألحكام المحكمة اإلدارية العليا بمجلس الدولة وبالتالي أصبح الطريق يسير لعمل إصالح تشريعي على
أسس دقيقة وشاملة.
أما في مجال التعليم فقد تم إطالق برنامج لتخريج معلمي الحاسب اآللي في مرحلة ما قبل التعليم
الجامعي ،باإلضافة إلى إعداد متخصصين قادرين على استخدام الحاسب في التعليم وتطوير أساليب
التدريب التكنولوجي للمعلمين الذين هم في الخدمة بالفعل-كما تم تصميم أول نظام معلومات جغرافي
لخريطة مصر الصناعية.1
الحكومة اإللكترونية في فلسطين خيار ال بديله عنه في ظل التطور الذي يشهده العالم في القطاع
التقني ،مؤكدا أن التخلف عن هذا التطور سيؤدي إلى نوع من التخلص.
وفلسطين لها خصوصية جديدة في الحكومة اإللكترونية ،فنظ ار لحالة الحصار التي يعاني منها
الشعب الفلسطيني في ظل االحتالل ،كان البحث عن مجاالت االتصال بجمهور المتعاملين مع الدوائر
الحكومية والعالم ضروريا ونن الخيار اإللكتروني كان هو الحل ،تم تركيز جهود كل المؤسسات والقطاع
الخاص في اختراق جوانب الحصار واالتصال عبر العالم ومع جمهور فلسطين في كل المؤسسات.
إن ما تحقق ليس على مستوى الطموح ،يقول أحد المتخصصين الفلسطيني ،فقد تم تحقيق نسبه
% 11من حيث النفاذ إلى اإلنترنت وتجاوزت االستثمارات في قطاع النقل ثالث مليارات دوالر بالتعاون
بين القطاعين العام والخاص.
1عبد الفتاح بيومي حجازي ،الحكومة اإللكترونية بين الواقع والطموح ،المرجع السابق ،ص ص .211-211
187
عالقة اإلدارة اإللكترونية بالخدمة العمومية. الفصل الثاني:
إن الحكومات اإللكترونية ستكون أفضل وسيلة أمام كل الحكومات للتواصل مع العالم ،ألنها عامل
رئيسي في التنمية ومن المهم العمل على دعم وتأهيل الكوادر البشرية واالستثمار في هذا الشأن ،بهدف
الوصول ألكبر عدد من الكوادر الفنية المؤهلة للعمل التقني.1
بدأت الجزائر استفادتها من خدمات شبكة األنترنيت والتقنيات المرتبطة بها من خالل ارتباطها
بالشبكة العالمية في شهر مارس من عام 1994عن طريق مركز البحث واإلعالم العلمي والتقني
،CERISTالذي أنشئ في مارس 1986من قبل و ازرة التعليم العالي والبحث العلمي ،والذي كانت
مهمته األساسية آنذاك العمل على إقامة شبكة وطنية وربطها بشبكات إقليمية ودولية ،وبعد إصدار
المرسوم التنفيذي رقم 98 - 257بتاريخ 25أوت 1998وتعديله بالمرسوم التنفيذي رقم 2000 -
307الصادر بتاريخ 14أكتوبر 2000والذي تم من خالله تحديد شروط وكيفيات وضع واستغالل
خدمات األنترنيت ،ظهر مزودون جدد خواص وعموميين إلى جانب مركز البحث واإلعالم العلمي
والتقني مما زاد عدد مستخدمي الشبكة ،فالجزائر في سبيل تدارك تأخرها وفرت خط اتصال أساسي
لألنترنت من األلياف الضوئية قدرته 34ميغابايت/الثانية قابل للتوسعة إلى 144ميغابايت/الثانية
لتمكن موزعي خدمات األنترنت وبعض مؤسسات االتصال من االرتباط بالشبكة الدولية على وجه
أحسن ،وتوالت اإلنجازات في هذا المجال كما تم دخول المتعاملين الثالثة في تزويد المتعاملين بخدمات
اإلنترنت ،2وعمدت بعد ذلك الو ازرات الوصية على تطوير تقنية المعلومات للنهوض باإلدارة الجزائرية
188
عالقة اإلدارة اإللكترونية بالخدمة العمومية. الفصل الثاني:
والدخول في عصر الرقمنة من خالل ما أطلق عليه مشروع الجزائر اإللكترونية الذي كان من أكبر
دعائمه اإلنترنت وتكنولوجيا المعلومات.
لقد تم بذل جهود حثيثة لتطوير المحتوى الرقمي والخدمات عبر اإلنترنت في الجزائر ،والتي من
شأنها أن تلبي احتياجات المواطن واإلدارة والمؤسسة ،وتتعلق بمجاالت التعليم ،والصحة ،والمالية،
والتجارة.. ،وما إلى ذلك ،والتي ستسمح بتحسين جودة الخدمة وتنويع ونثراء المحتوى المحلي والوطني.
فقد بدأت الجزائر مشوار العصرنة كما تمت اإلشارة مسبقا منذ طرح مشروع استراتيجية الجزائر
اإللكترونية ،1221فاألهداف األساسية التي تم رسمها خالل وضع اإلدارة اإللكترونية موضع التنفيذ
في الجزائر هي:
• تقريب اإلدارة من المواطن من خالل تطوير الخدمات عبر األنترنت إلرساء فكرة الخدمات اإللكترونية
الحكومية.
من أجل ضمان إدارة اإلجراءات بطريقة آمنة وقابلة للتشغيل المتبادل والتواصل اإللكتروني بين
مختلف إدارات ومستويات الدولة ،والشرط األساسي الضروري هو إنشاء شبكة بين اإلدارات ،التي يجب
أن تستند على بنية تحتية لالتصاالت عالية السرعة واألمان بما يضمن تبادل المعلومات والبيانات،
وكذا تطوير التطبيقات القطاعية في القطاع العام :خدمات إلكترونية للمواطنين ،خدمات إلكترونية عبر
اإلنترنت للموظفين ،والخدمات عبر اإلنترنت لـلشركات.
سنحاول من خالل هذا المطلب دراسة مشروع الجزائر اإللكترونية في الفرع األول ،ومن سنستعرض
استراتيجية الجزائر اإللكترونية الجديدة في الفرع الثاني ،لنختم المطلب بالتطرق للبنية التحتية اإللكترونية
للجزائر اإللكترونية الجديدة التي وضعتها الجزائر.
189
عالقة اإلدارة اإللكترونية بالخدمة العمومية. الفصل الثاني:
بدأت الجزائر مشروع التحول نحو الجزائر اإللكترونية منذ إطالق مشروع الجزائر اإللكترونية سنة
،1222الذي حددت مدته ب 5سنوات للوصول إلى التحول الرقمي المرجو داخل كل قطاعات الدولة
واللحاق بالتطور التكنولوجي الحاصل عالميا.
ويندرج مشروع الجزائر اإللكترونية 1221ضمن المبادرات ،والمشاريع التنموية التي تبنتها الحكومة
الجزائرية خالل الجيل الماضي ،والتي خلفت آثا ار إيجابية فعليا ،فقد كان الهدف من هذا المشروع هو
تحقيق التنمية المستدامة في مختلف جوانب الحياة ،ليندرج في إطار بروز مجتمع العلم والمعرفة
الجزائري ،والذي يرمي إلى إحالل نظام إلكتروني متطور شامل ،وتعميم استعمال التكنولوجيات الحديثة
من خالل ترقية نظام المعلوماتية وندخال تكنولوجيا المعلومات داخل كل القطاعات في الدولة ،خاصة
االتصاالت ،والبنوك ،واإلدارة العمومية ،وقطاعات التربية والتعليم لجعلها تقدم خدماتها بشكل أفضل
وأبسط للمواطنين من خالل إتاحة كل الخدمات عبر المنصات اإللكترونية على شبكة اإلنترنت لفائدة
المواطنين ،والشركات واإلدارات ،فتصبح وسيلة اتصال تفاعلية ما بين الحكومة والمجتمع المدني.
تتمحور خطة العمل هذه حول ثالثة عشر محو ار رئيسيا ،حيث تم إعداد قائمة جرد للوضع بالنسبة
لكل محور وتحديد األهداف الرئيسية والخاصة المزمن تحقيقها على مدى الخمس سنوات المقبلة من
1222إلى ،1221وتمثلت هذه المحاور في:
190
عالقة اإلدارة اإللكترونية بالخدمة العمومية. الفصل الثاني:
-4دفع تطوير االقتصاد الرقمي ،من خالل تهيئة الظروف المناسبة لتطوير صناعة تكنولوجيات
اإلعالم واالتصال تطوي ار مكثفا.
-5تعزيز البنية األساسية لالتصاالت ذات التدفق السريع والفائق السرعة ،تكون مؤمنة وذات خدمات
عالية الجودة.
-1تطوير الكفاءات البشرية ،من خالل وضع إجراءات ملموسة في مجال التكوين والتأطير الجيد.
-2ضبط مستوى اإلطار القانوني الوطني ،مع األخذ بعين االعتبار التجربة المعاشة وكل النقائص
المالحظة والصعوبات المسجلة
-2آليات التقييم والمتابعة ،من خالل مواكبة كل مراحل عملية إعداد وتنفيذ وتحقيق العمليات التي
من شأنها السماح بتجسيد أهداف استراتيجية “الجزائر اإللكترونية”.
-9الموارد المالية ،حيث يستلزم تنفيذ البرامج أموال طائلة تقدر بحوالي أربعة مليار دوالر ،لذلك البد
من االستغالل لكل مصادر التمويل.1
ثانيا .أهداف مشروع الحكومة اإللكترونية في الجزائر:
لقد كانت األهداف األساسية والمرجوة من مشروع الجزائر اإللكترونية وباألخص مشروع الحكومة
اإللكترونية هو:
طروبيا ندير ،الحكومة اإللكترونية ومحاولة تأسيس المبدئي لإلدارة اإللكترونية في الجزائر (تحليل للواقع واستشراف للمستقبل) ،مجلة البشائر 1
191
عالقة اإلدارة اإللكترونية بالخدمة العمومية. الفصل الثاني:
-2ضمان الفعالية في تقديم الخدمات الحكومية للمواطنين ،وأن تكون متاحة للجميع ،وذلك بتسهيل
وتبسيط المراحل اإلدارية التي تسعى من خاللها إلى الحصول على وثائق أو معلومات.
-4تحسين نوعية الخدمات المقدمة للمواطنين في مختلف مجاالت حياة مجتمعنا والمساهمة كذلك في
تجسيد مبادئ العدالة االجتماعية والمساواة على أرض الواقع ،كذلك تحقيق السياسة الوطنية الجوارية
عن طريق تقريب اإلدارة من المواطن.
-5حماية مجتمعنا وبالدنا ضد آفة الجريمة المنظمة وباألخص الجريمة المنظمة العابرة للحدود وكذا
1
ظاهرة اإلرهاب والتي تستعمل غالبا تزوير وتقليد وثائق الهوية والسفر كوسيلة النتشارها.
يتأ تى برنامج الحكومة اإللكترونية ضمن المبادرات والمشاريع التنموية التي تتبنها الجزائر لتحقيق
التنمية المستدامة في مختلف جوانب الحياة ،ويتمثل برنامج عمل تنفيذ هذا المشروع في:
-2برنامج تطوير التشريعات :والذي يتضمن إعداد قانون ينظم المعامالت الحكومية اإللكترونية وتطوير
التشريعات القائمة.
-1برنامج تطوير البنية المالية :يعمل البرنامج على تطوير المؤسسات ماليا لتصبح أكثر مرونة.
1غزال ،عادل .الحكومة اإللكترونية في الجزائر والنفاذ إلى مجتمع المعلومات ،الملتقى الوطني الثامن حول :مستقبل ثقافة المعلومات واالتصال
لدى الشباب في الجزائر :بين صناعة المجتمع الجماهيري ومجتمع المعرفة والمعلومات من تنظيم جمعية الروافد الثقافية بالتعاون مع قسم علم
المكتبات والتوثيق بجامعة باتنة يومي -29/22نوفمبر ،1224-الموقع /https://adelghezzal.wordpress.com/2014/12/18
192
عالقة اإلدارة اإللكترونية بالخدمة العمومية. الفصل الثاني:
-1برنامج التطوير اإلداري والتنفيذي :والذي يشمل تطوير أساليب العمل في الجهات المقرر استخدامها
للمعامالت اإللكترونية.
-4برنامج التطوير الفني :يركز هذا البرنامج على استخدام التكنولوجيا الرقمية في الجهات الحكومية
لتطوير الطاقات والقدرات الالزمة إلنجاز المشروع ،كذلك يهتم البرنامج بتحسين الكفاءة التشغيلية والتي
تتضمن استخدام أحدث األجهزة والمعدات وأنظمة قواعد البيانات وتحديث البنية األساسية لالتصاالت
والمعلومات.
-5برنامج تنمية الكوادر البشرية :من خالل العمل على تطوير فكر القيادات الحكومية بما يتالءم مع
مفهوم الحكومة اإللكترونية ،ونعداد خطة مناسبة لتدريب فرق العمل التي يتم تكوينها من جميع الجهات
الحكومية التي تشارك في مشروع الحكومة اإللكترونية بهدف القدرة على إدارته كل حسب اختصاصه.
-1برنامج اإلعالم والتوعية :يتم من خالل البرنامج إعداد خطة تعريف المجتمع بمزايا التحول إلى
1
المجتمع الرقمي وكيفية االستفادة من مشروع الحكومة اإللكترونية.
ومن أجل بدء تنفيذ البرنامج قامت الحكومة بتعيين لجنة تضم ممثلين عن جميع الو ازرات إضافة
إلى خبراء في تقنيات اإلعالم واالتصال ،وسميت اللجنة بـ"اللجنة اإللكترونية" وتحت إشراف رئيس
2
الحكومة ،والتي تسعى للتطبيق الفعلي لهذه االستراتيجية على أرض الواقع.
ولعل أهم العمليات التي تم تجسيدها في الواقع من أجل تفعيل هذه االستراتيجية ما يلي:
-2تنصيب شبكة حكومية داخلية) (RIGوهي نظام شامل يتضمن مجموعة من وسائل االتصال
الحديثة على مستوى الحكومات العالمية.
1واعر وسيلة ،دور الحكومة اإللكترونية في تحسين جودة الخدمات الحكومية" حالة و ازرة الداخلية والجماعات المحلية -الجزائر –" ،بحث مقدم للملتقى
الدولي 11حول إدارة الجودة الشاملة بقطاع الخدمات ،جامعة قسنطينة ،ديسمبر ، 1222ص .24
2
Kamel Benel kadi, gouvernement électronique en Algérie : la langue marche vers le numérique, article publie
au journal el Watan, 3 mai 2008, p2.
193
عالقة اإلدارة اإللكترونية بالخدمة العمومية. الفصل الثاني:
-1وضع برنامج IDARAعلى مستوى الوظيف العمومي ومصلحة الموارد البشرية ،كما تم تنصيب
شبكة معلومات تربط اإلدارات مع الهياكل المركزية والمحلية المكلفة بالوظيف العمومي.
-1أتمتة العديد من المعلومات الخاصة بالدوائر الحكومية عبر مواقع الويب مثل موقع إدارة الضرائب،
موقع مجلس الدولة ،موقع رئاسة الجمهورية الجزائرية ،موقع و ازرة الصحة ،مجلس األمة ،المجلس
الشعبي الوطني وغيرها من المواقع الحكومية.
-4انتهاج و ازرة الداخلية والجماعات المحلية لنظام وطني بشكل تدريجي يرتكز على محورين أساسين
هما إطالق بطاقة التعريف الوطنية البيومترية اإللكترونية والتي أصبحت سارية المفعول انطالقا من
،1222- 1222إضافة إلى إطالق جواز السفر البيومتري اإللكتروني والذي دخل الحيز العملي خالل
السداسي األول من ،1222وعملية تصوير سجالت الحالة المدنية بواسطة السكانير على مستوى عدد
من البلديات النموذجية ،كما تم إعداد شبكة الصحة الجزائرية بربط مختلف المؤسسات الصحية ،ونعداد
نظام الدفع البنكي والحسابات البريدية وتوزيع بطاقات السحب والدفع اإللكتروني.
-5إنشاء شبكة أكاديمية وبحثية تربط مجموعة مؤسسات التعليم العالي بشبكة لالطالع على نتائج
1
شهادتي البكالوريا والتعليم المتوسط والتسجيل األولي للحاملين الجدد لشهادة البكالوريا.
بعد إخطار المجلس االقتصادي واالجتماعي في 24جانفي سنة 1229بعدما عرض السيد الوزير
األول آن ذلك باسم الحكومة ملف مشروع الجزائر اإللكترونية 1221عليه إلبداء رأيه ،وقد قام المجلس
بتنصيب لجنة مختصة مكلفة لدراسة الملف تضم نخبة المجتمع ،ومن ثم قدم جملة من المالحظات
التي بينت سبب عدم نجاح الجزائر في إكمال هذا المشروع وكان أهمها:
1مسيردي سيد أحمد ،سعيدي خديجة ،مشروع الجزائر اإللكترونية :واقع وتحديات ،مجلة اإلدارة والتنمية للبحوث والدراسات ،العدد الرابع ،الجزائر،
ص ص .122-122
194
عالقة اإلدارة اإللكترونية بالخدمة العمومية. الفصل الثاني:
-2تبـرز اسـت ارتـيجـية " إ -الجـزائر " 1221انـفصـاال في عدة جـوانب عن الـسيـاسات الـعمـوميـة المنـتهـجة
في مـجال تـكنـولوجـيات اإلعالم واالتـصال ،كما لم يتم االستناد على األخص إلى بـرنامج الحـكـومة
المـصادق عـليه في سـنة 1221الـذي سبق وأن نـص على ضرورة " تـقلـيص الـهوة الـرقـميـة التي تفـصلـنا
عن البـلدان الـتي تتـحكم في هـذه التـكنولـوجيـات الجديـدة وتجسـيد ترقـية مـجتـمع اإلعالم والمعـرفة السـيما
من خالل إعداد استراتيجية وسياسة وطنية خاصة بهذا الميدان".
-1تعتبر الدولة هي المحـرك في كل ما له عالقة بـتطـبيق برنـامج " إ -الجزائر " 1221وتكاد تحمل
لـوحدهـا وعلى عاتقها مجهود التنمية الذي أفرزه تطبيق السياسات العمومية ذات الصلة بهذه المسألة.
-1أن حصر مدة إنجاز المشروع في غضـون خـمس سنـوات أمـر يصـعب احـت ارمـه إذا ما أخـذنا ب ـعـين
االع ـتـبــار شـدة ال ـض ـغـوط المـذكـورة في المــلف.1
-4عدم إعطاء السلطة السياسية االهتمام المطلوب على الرغم من كون اإلرادة السياسية تسعى بالدرجة
األولى إلى ترقية التسيير الجواري الذي تؤدي تكنولوجيا اإلعالم واالتصال في كنفه دو ار هاما.
-5على الرغم من أن المشروع يعتبر مشاركة المواطن الموجه األول لتطور تكنولوجيا االعالم واالتصال
إال أنه ال يطرح بشكل كاف شرط إقامة نظام وطني تعريفي لكل مواطنة ومواطن.2
-1وعالوة عـلى ذلك يعـتبـر المجلس أنه من األهـميـة مما كـان أن تعـاد صيـاغة المـشروع مع أخـذ
باالعتبار الجوانب الـثالثة اآلتـية:
1المجلس الوطني االقتصادي واالجتماعي ،رأي حول ملف "إ-الجزائر ،"1221الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية ،العدد ،54الصادرة في 11
رمضان ،2412الموافق ل 21سبتمبر ،1229ص .12
2بهلول سمية ،دور اإلدارة اإللكترونية في تفعيل أداء الجماعات اإلقليمية في الجزائر ،أطروحة مقدمة لنيل شهادة دكتوراه في العلوم القانونية ،تخصص
إدارة محلية ،كلية الحقوق ،جامعة باتنة ،2السنة الجامعية ،1222/1222ص .22
195
عالقة اإلدارة اإللكترونية بالخدمة العمومية. الفصل الثاني:
أ -من الـنــاحـيـة االس ـتـ ارتـيـج ـيـة فـي ـمـا يـخص غ ـيـاب نـظـرة جــامـعـة م ـنـفـتـحــة عـلى بـاقـي أجـزاء االقـتـصــاد
وبـرنـامج تنفيذي محدد.
ب-من النـاحية العـملية فـيما يتعـلق بغياب مـسعى تقيـيمي ناجم بدوره عن إسـقاط المسؤولـيات ونغفال
ضرورة وجود مرحلة تحضيرية إلزالة أهم العراقيل وهذا قبل الشروع في المشروع.
ج -من ناحـيـة تـخـصيـص الموارد ،فحدد ضعف في التناسق بين حجم الموارد الالزمة القتناء
التجهيزات ،وغياب استراتيجية تراعي االقتصاد الوطني.1
ثم أدرج المجلس في ختام نقده للمشروع ،جملة من التوصيات الخاصة بالضرورة الملحة إلدراج
وندخال وتطور تكنولوجيا االعالم واالتصال في صميم استراتيجية واضحة موجهة للدولة ،وقد شملت
تلك التوصيات كل المجاالت سواء العملية أو القانونية أو المالية وغيرها من المجاالت التي تقوم عليها
الدولة ،ومن أهم التوصيات التي ركز عليها المجلس هي دعم االقتصاد الوطني نحو اقتصاد معرفي
قائم على التكنولوجيا حيث يـدعـو إلى تـفـكـيـر يـشـمل الجـوانب المـرتـبـطـة بـتـطـويـر تكـنـولـوجـيـات اإلعالم
درجها في السـياسات الـعمـوميـة والرؤى األخرى التي قـد تكـون وثيقـة الصـلة بـهذه
واالتـصـال في بـالدنـا ون ا
الـقضايـا.
بعد كل النتائج المحققة في إطار مشروع الجزائر اإللكترونية ،1221ورغم أنه لم يتم تحقيقه كامال
إال أن الجزائر لم تتوقف عند ذلك الحد بل حاولت السعي إلى التطوير أكثر لمجتمع المعلومات ،فقامت
بجملة من الخطوات واإلجراءات الحديثة التي أدخلت تكنولوجيا اإلعالم واالتصال إلى بيوتنا فعال،
1المجلس الوطني االقتصادي واالجتماعي ،رأي حول ملف "إ-الجزائر ،"1221المرجع السابق ،ص .12
196
عالقة اإلدارة اإللكترونية بالخدمة العمومية. الفصل الثاني:
وتسهيل الخدمات العمومية على المواطنين وأيضا تسهيل األعمال اإلدارية ،وقد كانت و ازرة البريد
والمواصالت هي الداعم والفاعل في هذا المجال.
ف في إطار وضع السياسة العامة للحكومة وبرنامج العمل المخصص لتطوير مجتمع المعلومات،
من خالل البنى التحتية ووسائل االتصاالت السلكية والالسلكية واستعمال تكنولوجيات اإلعالم واالتصال،
قامت الجزائر بإعداد مخطط وطني لتطوير تكنولوجيات اإلعالم واالتصال ،باعتبارها هي البنية التحتية
األساسية لقيام اإلدارة اإللكترونية ،هذا المخطط مبني أساسا على مجموعة من األهداف الرئيسية ،وهي
تهدف إلى تحقيق ما يلي:
وقد اعتمدت الجزائر على جملة من الخطوات المتتالية لتسهيل عملية التحول الرقمي داخل
المجتمع ،وهي:
أوال .تعميم التدفق العالي والعالي جدا :تعتبر شبكات التدفق السريع والفائق السرعة من الشبكات ذات
األهمية البالغة سواء بالنسبة للمواطن أو اإلدارة وأيضا بالنسبة للمؤسسات االقتصادية في نقل ومعالجة
1
المعلومات ونرسال الطلبيات.
1قريني فارس ،واقع البنية التحتية لقطاع تكنولوجيا المعلومات والتصاالت بالجزائر ،مجلة إيلي ار للبحوث والدراسات ،المجلد ،24العدد ،22الجزائر،
،1229ص.59
197
عالقة اإلدارة اإللكترونية بالخدمة العمومية. الفصل الثاني:
يرتكز هذا الرهان في الجزائر أساسا على االستثمار في مجموع التكنولوجيات التي تنشأ من المعرفة
الجديدة والتطبيق المبتكر للمعرفة ،كما أن هذا التطور يجب أن يتجلى كذلك من خالل توسيع وتعميم
الولوج إلى األنترنت الثابت عالي التدفق.1
تم العمل أوال على تعميم التدفق العالي والعالي جدا في أغلب واليات الوطن خاصة المناطق التي
كانت معزولة وآنية فهذا التعميم يعتبر أحد الركائز األساسية للتنمية المرجوة ،فهو يمثل تحديا كبي ار
سواءا في التهيئة العمرانية أو ال تهيئة البينية اإللكترونية ،إذ يشكل آلية فعالة لفرض العصرنة على كل
المؤسسات واإلدارات وجذب المناطق إلخراجها من عزلتها ،فبالفعل:
-2سيسمح توفير شبكة االتصاالت السلكية والالسلكية الفعالة باإلضافة إلى العروض التنافسية للتدفق
العالي عبر التراب الوطني بزيادة تنافسية المؤسسات وتعزيز استقطابها باإلضافة إلى إنعاش االقتصاد
المحلي.
-1إن تطوير تكنولوجيات اإلعالم واالتصال يعزز النفاذ إلى المعرفة ويساهم في تحسين الحياة اليومية
لألفراد من خالل العمل عن بعد ،والقيام باإلجراءات عن بعد (اإلدارة اإللكترونية) ،التسوق عبر األنترنت
والرعاية المنزلية...
-1إن إدراج شبكات االتصال في مخططات التهيئة العمرانية واإلقليمية المناسبة يقلل من الفجوة الرقمية
بجميع جوانبها الجغرافية والتكنولوجية واالجتماعية والثقافية.
-4تساهم تكنولوجيات اإلعالم واالتصال ،بصفتها عامال للتماسك اإلقليمي واالجتماعي ،مساهمة فعلية
في توفير الخدمات الفعالة للمواطنين.
1سلمى بشاري ،تطوير الرقمنة في الجزائر كآلية لمرحلة ما بعد جائحة كورونا (كوفيد ، n 03،vol 36،Reve les cahiers du cread ،)29
الجزائر ،1212 ،ص.592
198
عالقة اإلدارة اإللكترونية بالخدمة العمومية. الفصل الثاني:
ولهذا الغرض ،تم اتخاذ بعض اإلجراءات ذات األهمية البالغة تهدف إلى تعزيز وتكثيف وتنويع
تكنولوجيات النفاذ وتأمين البنى التحتية ذات التدفق العالي والعالي جدا ،ونطالق تراخيص الجيل الثالث
لمتعاملي الهاتف النقال الثالثة ( ،)1221ورخص الجيل الرابع للهاتف الثابت ( ،)1224والجيل الرابع
للهاتف النقال ،وتعميم بسط األلياف البصرية عبر التراب الوطني ونطالق مشروع. FTTH1
وقد أشار التقرير الذي نشره البنك الدولي سنة 1221حول نسبة النفاذ لألنترنت عالميا ،أن الجزائر
جاءت في المراتب المتأخرة حيث سجلت المرتبة 241عالميا من مجموع 121دولة ممسوحة ،والمرتبة
التاسعة إفريقيا بنسبة نفاذ 14بالنسبة لكل 222نسمة ،كما سجل أيضا أن %14.1من العائالت
الجزائرية تتوفر على جهاز كمبيوتر منها %25،2مربوطة بشبكة اإلنترنت.2
ومن هنا عمدت الدولة على تطوير آليات النفاذ إلى شبكة المعلومات ففيما يتعلق بتطوير شبكة
النفاذ الهاتفية ،فقد ارتفعت نسبة النفاذ من 5.212مليون في سنة 1221إلى 1.22مليون في 12
جويلية ،1225أي بزيادة تقدر بـ %.11في حين ارتفع معدل تحديث معدات النفاذ للهاتف ،من الوقت
نفسه ،من %25سنة 1221إلى %41في 12جويلية ،1225ويتوقع تحديث شبكة الوصول الهاتفية
بأكملها مع نهاية سنة ،1221كما ارتفعت قاعدة المعدات الخاصة باألنترنت من 1.4مليون في
1221إلى 4.21مليون نفاذ مع نهاية شهر جويلية ،1225أي بزيادة نسبة تقدر بـ ،%12إن عملية
تحديث المعدات وتطوير الشبكة يساهم حتما في زيادة سرعة تصليح األعطال خالل 14ساعة ال
أكثر ،بحيث تم تحديد معدل تصليح األعطال لسنة 1225بـ .3%22
1موقع و ازرة البريد والمواصالت السلكية والالسلكية ،تاريخ االطالع https://www.mpt.gov.dz/ar/content/ ،1212-21-25
2قريني فارس ،واقع البنية التحتية لقطاع تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت بالجزائر ،المرجع السابق ،ص .11
3موقع و ازرة البريد والمواصالت السلكية والالسلكية/https://www.mpt.gov.dz/ar/content ،1212-22-24 ،التدفق-العالي-و-العالي-
جدا
199
عالقة اإلدارة اإللكترونية بالخدمة العمومية. الفصل الثاني:
ثانيا .السعي إلى تقليص الفجوة اإللكترونية :لقد كان الهدف األول من كل هذه اإلصالحات والعصرنة
القائمة في البالد هو تقليص الفجوة اإللكترونية وتوسيع العمل عبر اإلنترنت ،ألن تعميم استخدام
تكنولوجيات اإلعالم واالتصال في جميع قطاعات الحياة االقتصادية واالجتماعية لم يمنع من وجود
فوارق بين المواطنين في النفاذ إلى التكنولوجيات الحديثة والتحكم فيها ،فال يزال هذا الفارق الذي يسمى
"الفجوة الرقمية" موجودا في بلدنا ،فنجد أن الفجوة الرقمية بالنسبة للجزائر تفسر من خالل تأخرها
باألخص في النقاط التالية:
األسعار المرتفعة للهواتف الذكية ،ضعف الربط الجغرافي باألنترنت عالية التدفق ،عدم تطوير تطبيقات
ذكية للهواتف ،عدم توفر آخر التكنولوجيات الحديثة ،ضعف في التجارة اإللكترونية ،تأخر تطوير
اإلدارة اإللكترونية ،مشاكل األمن السيبرياني ،مشاكل تنظيمية وعدم مالئمة التشريعات ،ضعف في
انتاج سلع وخدمات عالية الجودة في قطاع تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت.1
ولهذا سعت الحكومة إلى القيام بعدت إجراءات للحد من هذه الفجوة من بينها:
-2خفض سعر اإلنترنت :يعد تمكين األسر من الولوج إلى اإلنترنت بأسعار معقولة أحد أهداف مخطط
العمل الذي ينفذه قطاع البريد والمواصالت السلكية والالسلكية ،حيث أطلقت مؤسسة اتصاالت الجزائر،
في إطار هذا المخطط ،في بداية عام ،1229عملية مضاعفة التدفق للمستخدمين الموصولين باألنترنت
ليصل إلى واحد ميغابايت ،مع خفض األسعار لفائدة زبائنها ،بفضل االستثمارات التي تمت لترقية
وتحديث شبكة االتصاالت الخاصة بها ،فلم يتوقف نجاح اتصاالت الجزائر عند تحسين جودة الخدمة
فحسب ،بل وصل إلى توسيع شبكتها في جميع الواليات ،والمناطق الريفية والحضرية ،وبالتالي الولوج
العادل والشامل إلى اإلنترنت.2
1سلمى بشاري ،تطوير الرقمنة في الجزائر كآلية لمرحلة ما بعد جائحة كورونا (كوفيد ،)29المرجع السابق ،ص .592
2موقع و ازرة البريد والمواصالت السلكية والالسلكية/https://www.mpt.gov.dz/ar/content ،1212-25-21 ،استراتجية
200
عالقة اإلدارة اإللكترونية بالخدمة العمومية. الفصل الثاني:
-1أنظمة أمن المعلومات :عادة ما يقترن االستخدام الواسع لألدوات الرقمية والعمل عن بعد بزيادة
الهجمات السيبرانية ،لذلك فتأمين األنظمة المعلوماتية وخلق تطبيقات لألمن السيبراني يمكن اعتبارها
كتوجه ضروري لتطوير الرقمنة واستخدامها الواسع في حالة األزمات.1
ومن أجل ضمان أمن أنظمة المعلومات داخل هيئات المستخدمين ،تم إعداد نظام مرجعي وطني
ألمن المعلومات ،مخصص لرفع الوعي حول المخاطر التي تنطوي عليها ولتحديد القواعد واآلليات
وأفضل الممارسات في هذا المجال ،ويتكون النظام المرجعي ألمن المعلومات من سبعة محاور تتمثل
في إدارة األصول ،أمن المستخدم النهائي ،تأمين الشبكات ،أمن األنظمة ،األمن المادي ،مراقبة النظم،
إدارة المخاطر والقدرة على العمل بعد الكوارث.2
إن تطوير منشآت دعم تكنولوجيات اإلعالم واالتصال ،بالنظر إلى الدور األساسي الـمتزايد الذي
تؤديه في تطوير النشاطات االقتصادية ،يشكل محو ار هاما في االستراتيجية الحكومية الرامية إلى تجديد
االقتصاد الوطني ،وبالتالي ،فإن عمل الحكومة سيرمي إلى ضمان االستعمال األمثل للمنشآت الموجودة
وننجاز قدرات جديدة تستجيب للمعايير الدولية ،كروافد ضرورية لبروز وتطوير اقتصاد رقمي حقيقي،3
وذلك باالعتماد على.
-تحسين القدرات التقنية للمؤسسات العمومية تحت الوصاية عبر اقتناء تجهيزات جديدة.
1سلمى بشاري ،تطوير الرقمنة في الجزائر كآلية لمرحلة ما بعد جائحة كورونا (كوفيد ،)29المرجع السابق ،ص .124
2موقع و ازرة البريد والمواصالت السلكية والالسلكية/https://www.mpt.gov.dz/ar/content ،1212-25-21 ،األنظمة-المرجعية-ألمن-
المعلومات
3بوابة الو ازرة األولى ،السياسات العمومية ،ت أ أ والتحول الرقمي ،تاريخ االطالع ،1212-22-25
http://www.premier-ministre.gov.dz/ar/gouvernement/politiques-publiques/tic-transition-numerique
201
عالقة اإلدارة اإللكترونية بالخدمة العمومية. الفصل الثاني:
-إنجاز مناطق جديدة في مناطق مختلفة السيما ،مناطق الظل ،من أجل إيواء التجهيزات الجديدة.
-إقامة دورات تكوينية داخل الجزائر وخارجها للتكوين الجيد لإلطارات على مستوى الو ازرات.
-تزويد المؤسسات بكل األجهزة الخاصة بتقنيات اإلعالم واالتصال من حواسيب وكابالت واألنترنت
لتسهيل إقامة العصرنة على مستواها.
أيضا ،تم تحديث اإلطار التنظيمي الذي يحكم قطاع االتصاالت في الجزائر سنة 1222عن طريق
إدخال مفاهيم جديدة مثل فتح سوق األ نترنت الثابت والتشارك في استعمال البنى التحتية (التجوال
المحلي) وقابلية نقل األرقام والحياد التكنولوجي ،وفي هذا اإلطار يقوم تعزيز البنى التحتية لالتصاالت
السلكية والالسلكية على ثالث محاور رئيسية كالتالي:
-استكمال وتحديث شبكة النفاذ عن طريق رفع مستوى البنى التحتية الموجودة ضمن المجال التكنولوجي
للتكفل بالتطورات التقنية واحتياجات السوق من حيث تنوع الخدمات.
-تطوير البنى التحتية الجديدة عن طريق رفع قدرات شبكة التدفق العالي والعالي جدا (بسط األلياف
البصرية والجيل الرابع للهاتف الثابت) ،بغية توفير الخدمات للمناطق البيضاء ،الريفية والمعزولة خاصة
وكذا تلبية حاجيات السوق.
202
عالقة اإلدارة اإللكترونية بالخدمة العمومية. الفصل الثاني:
إن األساس القانوني لمشروع تعميم الخدمة الشمولية هو المرسوم التنفيذي رقم ،1111-21وحقا
فقد التزمت الحكومة بضمان ذلك للمواطن ،من خالل تزويد كل شخص بالقدر األدنى من الخدمة
المتمثلة في خدمة هاتفية ذات نوعية خاصة ،والمكالمات المستعجلة ،والنفاذ إلى خدمات األنترنت
بتدفق يصل على األقل إلى 521كيلوبايت في الثانية ،و هذا في إطار احترام مبادئ المساواة
واالستم اررية والشمولية والقابلية للتكيف..
يتيح مشروع تعميم الخدمة الشاملة لالتصاالت اإللكترونية ) (SUCEالذي يعتبر أداة هامة للسياسة
العامة والتخطيط اإل قليمي ويحترم المصلحة العامة ،من ناحية ،ضمان التماسك اإلقليمي من خالل
التوفيق بين تنوع المناطق والحد من عدم المساواة بين المواطنين ،وحتى لجميع األفراد الذين يعيشون
في المناطق النائية والغير مربحة اقتصاديا بالنسبة للمتعاملين ،بتوفير وسائل النفاذ إلى خدمات
االتصاالت اإللكترونية األساسية وعلى األخص االستفادة من خدمات اإلنترنت بأسعار معقولة.2
ووفقا ألحكام المرسوم التنفيذي رقم 141-22تشمل الخدمة الشاملة لالتصاالت اإللكترونية على
الخصوص ،ما يأتي:
-1التوصيل الهاتفي،
-1النفاذ إلى خدمات االتصاالت اإللكترونية ،والسيما منها الهاتف واألنترنت الثابت والنقال ،في
المناطق غير المغطاة ،بسرعة دنيا قدرها 1ميغا بايت /ثانية،
1المرسوم التنفيذي رقم 111-21المؤرخ في 11ربيع الثاني 2414الموافق 14جوان ،1221المعدل والمتمم ،المحدد لمحتوى الخدمة الشمولية
العامة للبريد واالتصاالت للمواصالت السلكية والالسلكية ،والرسوم المطبقة عليها وكيفية تمويلها ،ج ر ،العدد ،19الصادرة في 19جوان .1221
2موقع و ازرة البريد والمواصالت السلكية والالسلكية/https://www.mpt.gov.dz/ar/content ،1212-22-24 ،الخدمة-الشاملة2-
203
عالقة اإلدارة اإللكترونية بالخدمة العمومية. الفصل الثاني:
-4الربط البيني لمؤسسات التربية العمومية والمؤسسات العمومية التربوية المتخصصة لألشخاص ذوي
االحتياجات الخاصة من خالل شبكات خاصة ،وأيضا ترتيبات خاصة لفائدة المستعملين النهائيين ذوي
االحتياجات الخاصة داخل المؤسسات العمومية ،تضمن لهم نفاذا معادال لذلك الذي يستفيد منه
المستعملون النهائيون اآلخرون،
-1إقامة منشآت أساسية قاعدية تسمح بدعم االتصاالت اإللكترونية وتأمينها وديمومتها عبر كامل
التراب الوطني،
-2توفير الوسائل المادية الضرورية لبسط مخططات تنظيم النجدة فيما يخص المواصالت السلكية
والالسلكية.1
ثانيا .مضاعفة نقاط النفاذ العمومية إلى تكنولوجيات اإلعالم واالتصال واإلنترنت:
بذلت الحكومة الجزائرية جهودا ضخمة بغرض بناء وتطوير البنى التحتية لالتصاالت والتي تشكل
العمود الفقري لمجتمع المعلومات الشامل ،وشهدت نهاية عام 1222إطالق أول قمر صناعي جزائري
لالتصاالت ،ألكومسات ،2-وهو في الواقع سادس قمر صناعي تطلقه الجزائر منذ عام ،1221وقد
قطعت بهذا شوطا ال يستهان به في سبيل تعزيز البنى التحتية الوطنية لالتصاالت وتحسين ولوج
المؤسسات الوطنية إلى سوق االتصاالت ،باإلضافة إلى اإلنترنت ،سيدعم ألكومسات 2-أيضا نقل
الصوت والخدمات المتعددة الوسائط ،ألن تغطيته للقطر الجزائري بأكمله سيخرج المناطق الجنوبية من
1المرسوم التنفيذي رقم 141-22المؤرخ في 19محرم عام 2442الموافق 9اكتوبر سنة ،1222المحدد محتوى ونوعية الخدمة الشاملة للبريد
والخدمة الشاملة لالتصاالت اإللكترونية والتعريفات المطبقة عليهما وكيفية تمويلهما ،ج ر ،العدد ،12الصادر في اول صفر 2442الموافق ل
22أكتوبر .1222
204
عالقة اإلدارة اإللكترونية بالخدمة العمومية. الفصل الثاني:
العزلة التي تسكنها مجموعات سكانية صغيرة ومتفرقة ال يمكن توصيلها بالشبكات األرضية للهاتف
واإلنترنت.
كما سيتيح ألكومسات 2-تحقيق الشمولية الرقمية والوصول إلى المعلومات والمعرفة والتكنولوجيات
الجديدة ،وطنيا ونقليميا ،كما تم إطالق التطبيقات األولى لهذه التكنولوجيا الجديدة ،من خالل مشاريع
رائدة للتعليم اإللكتروني والصحة اإللكترونية تصبو إلى ربط 12.222مدرسة و 1.222مستشفى،
بهدف ضمان التعليم والرعاية بتكلفة أقل ،كما ستتيح هذه التكنولوجيا ،في نهاية المطاف ،االستفادة من
1
خدمات اإلنترنت األخرى.
حتى يتم تطبيق مشروع التدفق العالي والعالي جدا على أرض الواقع تم وضع البنى التحتية الالزمة
لذلك من خالل:
-2نشر شبكة األلياف البصرية :إن الغرض من نشر شبكة األلياف البصرية هو إيصال تكنولوجيا
اإلتصال والمعلومات عبر كافة التراب الوطني ،من أجل ضمان اتصال دائم ومتطور ليصل كل
المناطق حتى النائية منها.
يتعلق األمر بربط جميع البلديات والتجمعات السكانية الثانوية والمناطق التي يبلغ عدد سكانها
2222نسمة بالشبكة األساسية الوطنية ،وكذا رفع إمكانيات النفاذ للهاتف واألنترنت من خالل برنامج
ربط 1222منطقة بشبكة األلياف البصرية حيث سبق وأن تم ربط 912منطقة بين سنتي 1221
و ،1224في حين تمت برمجة 442منطقة أخرى لسنة ،1225وتم ربط 112منطقة من بينها في
12أوت ،1225وفي ظل االستثمار القطاعي ،تم تسجيل مشروع يتضمن تطوير وتعميم األلياف
/https://www.mpt.gov.dz/ar/contentتعميم- 1موقع و ازرة البريد المواصالت السلكية والالسلكية :تاريخ االطالع 1212-22-24
االستخدامات
205
عالقة اإلدارة اإللكترونية بالخدمة العمومية. الفصل الثاني:
البصرية ،خاصة في المناطق التي تفتقر لهذه الشبكة عن طريق ربطها بـ 2112كلم من األلياف
البصرية في كل من والية أدرار وبسكرة ونليزي والبيض.1
وتتواصل الجهود المبذولة لتمديد شبكات اإلتصال باأللياف البصرية في السداسي األول لعام
،1229والتي بلغ طولها 221222كلم ،أما بالنسبة للسداسي األول لسنة 1212فقد بلغ طول األلياف
المنجزة ب 222121كلم أي بزيادة .%24.29
-1نشر شبكة الجيل الرابع للهاتف الثابت :عرفت الشبكة القائمة على تكنولوجيا الجيل الرابع للهاتف
الثابت خالل المرحلة األولى ،تركيب محطات الراديو من نوع eNodeBلتغطية المقر الرئيسي
للوالية.
النسبة التغطية المحققة األهداف عدد مشتركي الجيل الرابع للهاتف الثابت
%22 22.191 222.222 12ديسمبر 1224
-- 154.119 -- 12أوت 1225
إن توسيع شبكة الجيل الرابع للهاتف الثابت (المرحلة الثانية) يهدف إلى توسع الشبكة عن طريق
نشر عقدة نفاذ إضافية من أجل تقديم خدمات التدفق العالي والعالي جدا للمشتركين المتواجدين على
مستوى المناطق الحدودية والجنوبية.
ففي هذه المرحلة بلغ عدد الزبائن 221921زبون في 12أوت ،1225في حين يتمثل الهدف
المسطر لنهاية سنة 1225في توزيع 2222محطة eNodeBلـ 422222نقطة وصول.3
206
عالقة اإلدارة اإللكترونية بالخدمة العمومية. الفصل الثاني:
تغطي نسبة شبكة الهاتف المحمول للجيلين الثاني والثالث تقريبا كامل السكان ،بينما تغطي شبكة
الجيل الرابع أكثر من نصف السكان مع تسجيل زيادة طفيفة تقدر ب %2.2بين سنتي 1222
و.1229
أما خالل السداسي األول لعام ،1212فقد بلغ العدد اإلجمالي الشتراكات االنترنت النقال أكثر من
11مليون اشتراك ،أي بارتفاع نسبي طفيف %2.5مقارنة بعام ،2019وهذا بالرغم من انخفاض
عدد المشتركين للجيل الثالث واالنتقال إلى الجيل الرابع للحصول على تدفقات أفضل.1
-1مشاريع التعاون :عمدت الجزائر إلى اللجوء لمشاريع التعاون مع الدول األخرى من أجل تقوية
شبكتها المعلوماتية ،ومن بين هذه المشاريع:
أ -مشروع التعاون اإلفريقي :في إطار التعاون اإلفريقي من خالل مشروع األلياف البصرية –alger
zinder – abujaفي إطار برنامج الشراكة الجديدة من أجل تنمية أفريقيا ، NEPADحيث تم إبرام
مذكرة تفاهم بين و ازرة البريد وتكنولوجيا اإلعالم واالتصال وو ازرة اإلعالم في الجمهورية الفدرالية النيجيرية
وهذا في 21مارس 1221بالجزائر ،من أجل تحسين خدمات وسائل االتصال السلكية و الالسلكية
في هذه الدول الثالث ،2فهذه المبادرة الجهوية وحتى القارية التي تم اتخاذها في إطار الشراكة الجديدة،
تتعلق بمشروع إنجاز وصلة ربط باأللياف البصرية بين الجزائر (الجزائر) وزيندر (النيجر) وأبوجا
(نيجيريا) ،بحيث سيسمح هذا المشروع ،القائم على اإلرادة السياسية المشتركة بين رؤساء البلدان الثالثة:
الجزائر والنيجر ونيجيريا:
أ.أ -توفير بنية تحتية لنقل تكنولوجيات اإلعالم واالتصال عصرية ومتينة لسكان البلدان الثالث والبلدان
المجاورة.
1تقرير التنمية لسوق الهاتف واإلنترنت السداسي األول ،1212و ازرة البريد والمواصالت السلكية والالسلكية ،مديرية اإلحصاء الدراسات واالستشراف،
المرجع السابق ،ص .9-2
2قريني فارس ،واقع البنية التحتية لقطاع تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت بالجزائر ،المرجع السابق ،ص .55
207
عالقة اإلدارة اإللكترونية بالخدمة العمومية. الفصل الثاني:
أ.ب -توحيد الحركة الجهوية ،بما في ذلك البلدان المجاورة المعزولة مثل المالي والتشاد والبنين والطوقو،
من أجل ايصالها ألوروبا عن طريق الكوابل البحرية لأللياف البصرية المتواجدة حاليا وتلك الجاري
تركيبها بالجزائر.
ستسمح هذه البنية التحتية االستراتيجية التي تمتد على طول 4522كم تقريبا والتي يتواجد نصفها
في األراضي الجزائرية (الجزائر -عين قزام) ،ببناء شبكة إقليمية للمعلومات تربط بين العديد من البلدان
األفريقية ،فالخط الممتد من الجزائر -عين قزام إلى غاية حدود النيجر ،يعد جزءا ال يتج أز من الشبكة
األساسية الوطنية لأللياف البصرية التابعة للمتعامل التاريخي اتصاالت الجزائر ،وهذا الرابط الذي سبق
وأن باشر في العمل ،سيعزز ويؤمن من خالل وضع حلقات محلية تسمح بضمان استم اررية الخدمة،
والتوفير المستمر للربط وكذا التكفل بالحركة الداخلية واإلفريقية ،سيما تلك الخاصة بالنيجر ونيجيريا
والتشاد.1
ب -إنجاز الربط بين وهران وفالنسيا (أورفال) :سيسمح هذا المشروع ،الذي باشرت به السلطات العمومية
في إطار المخطط االستعجالي ORSECعقب الحوادث التي وقعت سنة 1222والتي تسببت في
عزل الجزائر عن بقية العالم ،بما يلي:
ب.أ -توفير حماية فعالة ومضاعفتها (المضاعفة في حالة إعادة وقوع كارثة طبيعية) للرابطين البحريين
الجزائر -بالما (ألبال )1في الوسط وعنابة -مرسيليا ( )SMW4في الشرق،
ب.ج -زيادة قدرة المتعامل التاريخي اتصاالت الجزائر في مجال االتصاالت والتدفق العالي لألنترنت،
وأن تسجل حضورها في السوق الدولية.
208
عالقة اإلدارة اإللكترونية بالخدمة العمومية. الفصل الثاني:
ويشتمل المشروع على الدراسة والتجهيزات والتركيب والدعم على المدى البعيد لنظام الكابل البحري
وسيتم دمجه مع شبكات االتصاالت السلكية والالسلكية البحرية واألرضية وهذا على مستوى جانبي
البحر األبيض المتوسط ،وبالتالي منح الجزائر وشركائها مرونة كبيرة في الحركة.
ج -مشروع ميداكس : MEDEXإن هذا المشروع الذي يتعلق بربط الشبكة الجزائرية بالنظام البحري
الدولي ،الرابط بين الواليات المتحدة بآسيا عبر البحر األبيض المتوسط ،هو حاليا قيد اإلنجاز ،سيعزز
هذا النظام من النطاق الترددي الدولي بمقدار 122جيجابايت /ثانية وسيكون قابال للتوسيع ليبلغ 1.1
تيرابايت /ثانية.1
د -مشروع المخطط االستعجالي ORSECلالتصاالت السلكية والالسلكية :يندرج المخطط االستعجالي
الوطني ORSECضمن نشاطات الدولة لتخطيط وتنظيم الطوارئ لتسيير الكوارث الطبيعية وغيرها
من الحوادث التي تسبب ضر ار على حياة اإلنسان وخسائر في البنيات التحتية ،سيما تلك الناجمة عن
مخاطر كبيرة ،وفقا للمادتين 44و 45من القانون 12-24المؤرخ في 15ديسمبر 1224والمتعلق
بالوقاية من األخطار الكبرى وتسيير الكوارث ،في إطار التنمية المستدامة ،يمثل المخطط مجموعة من
التدابير المكرسة لتطوير وصيانة الشبكة الوطنية لالتصاالت السلكية والالسلكية الناجعة والمؤمنة
والموضوعة بطريقة تمكن من تفادي أي خلل أو انقطاع ،وينبغي أن تستند هذه التدابير على أحدث
تكنولوجيات اإلعالم واالتصال من أجل التحسين والتنسيق ،والوقاية ،والتحسيس ،وتتمثل أهداف المخطط
االستعجالي في:
د.أ -جاهزية وسائل االتصال الناجعة والمناسبة عند تسيير مخاطر الكوارث الكبرى.
209
عالقة اإلدارة اإللكترونية بالخدمة العمومية. الفصل الثاني:
1
د.ج -تأمين مراكز التقاطع االستراتيجية للتبديل واإلرسال.
إن المخطط الوطني االستعجالي لالتصاالت السلكية والالسلكية ORSECمنتشر حاليا عبر ثمانية
مناطق وهي :الجزائر العاصمة والشلف ووهران وقسنطينة وسطيف وعنابة وبشار و ورقلة ،وهو يضم
حلين ،يقوم الحل األول على نظام ربط مشتركي الالسلكي بحاويات قابلة للنقل أما الثاني فيقوم على
نظام سلكي.
وقد تم إعطاء صيغة جديدة للمشروع إل عادة النظر في تشكيل مخطط تنظيم النجدة لالتصاالت
السلكية والالسلكية ،ORSECوتهدف هذه الرؤية الجديدة إلى تحسين وتعزيز المخطط من أجل التكفل
السريع والفعال أثناء حدوث الكوارث ،من خالل حلول تكنولوجية جديدة وتقسيم يقوم على أساس توزيع
السكان ومساحة المناطق مع األخذ بعين االعتبار وجود البنيات التحتية لالتصاالت السلكية
والالسلكية.2...
210
عالقة اإلدارة اإللكترونية بالخدمة العمومية. الفصل الثاني:
سعت الجزائر إلى التطبيق الفعلي لإلدارة اإللكترونية داخل كل قطاعات الدولة ،وهذا تحقيقا لبرنامج
العصرنة المسطر من قبل الو ازرة ،وقد تم تأكيد ذلك من خالل االرتقاء الذي شهدته أغلب القطاعات،
فقد تطورت بشكل كبير في مجال الرقمنة والتحول الرقمي في أساليب العمل اإلداري ،وأيضا في مجال
الخدمات العامة التي أصبحت بالفعل خدمات إلكترونية مطابقة للمعايير العالمية ،ألن التحدي الرئيسي
لالنتقال إلى مجتمع المعرفة هو خلق قيمة مضافة وتحسين مستويات المعيشة والرفاهية االجتماعية
لمواطنيها.
تعتبر عملية تخفيف اإلجراءات اإلدارية وتقريب اإلدارة من المواطن ضمن المناهج التي باشرتها
الدولة ،فلقد اتخذت جملة من التدابير لتسهيل األمور ورفع عوائق البيروقراطية بهدف تقليص الفجوة
الموجودة بين اإلدارة والمواطن ،وقد قدمت اإلدارة االلكترونية أهم اآلليات لتطوير تلك العالقة وتحسين
الخدمات العمومية المقدمة للمواطنين ،حيث تم وضع تقنيات جديدة داخل اإلدارة لتكييفها مع التقدم
التكنولوجي ،وقد عملت الو ازرات على تجربة اآلليات الحديثة على بلديات معينة وصغيرة كمرحلة أولية
قبل تعميمها على كل التراب الوطني كما حصل في حالة رقمنة سجل الحالة المدنية ،حيث انطلقت
عملية تجريبية على مستوى بلديتي حسين داي وباب الواد بالجزائر العاصمة ،وعندما حققت الغرض
المرجو تم تعميمها تدريجيا على كامل التراب الوطني ،كما حاولت الجزائر وضع استراتيجية شاملة لكل
المجاالت اإلدارية والوظيفية والتنموية داخل المؤسسات ،وكان ذلك من خالل التحكم الجيد في تكنولوجيا
المعلومات واالستغالل األمثل لها لعصرنة كل القطاعات في الدولة ،وسنحاول عرض تجارب بعض
القطاعات على سبيل المثال ال الحصر والتي نرى بأنها حققت تطورات جد هامة مقارنة بنظيراتها،
حيث تم التطرق في المطلب األول لإلدارة االلكترونية بو ازرة البريد والمواصالت السلكية والالسلكية ،أما
المطلب الثاني فقد شمل اإلدارة االلكترونية في قطاع البنوك ،وتناول المطلب الثالث اإلدارة اإللكترونية
في و ازرة الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية ،أما اإلدارة اإللكترونية في قطاع التعليم العالي
211
عالقة اإلدارة اإللكترونية بالخدمة العمومية. الفصل الثاني:
والبحث العلمي فقد تم التطرق إليها في المطلب الرابع ،لنخم المبحث باإلدارة اإللكترونية في و ازرة العمل
والتشغيل والضمان االجتماعي في المطلب الخامس.
تعد و ازرة البريد والمواصالت السلكية والالسلكية أهم الروافد الفاعلة في مجال العصرنة والرقمنة
والسباقة لتطويرها ،مع العلم أن الرقمنة هي جزء ال يتج أز من العصرنة ،كما تعتبر حجر األساس إلقامة
اإلدارة اإللكترونية في الجزائر ،ألن اإلنترنت وتوفير البنى التحتية الخاصة باإلدارة اإللكترونية من
اختصاصها ،فقد بذلت كل الجهود لوصول الجزائر إلى هذه المرحلة الرقمية في الخدمات واألعمال
اإلدارية اإللكترونية التي هي عليها اليوم ،وذلك من خالل تعاقدها مع المزود األمريكي Lucent
،Technologiesبهدف وضع قاعدة للنفاذ إلى األنترنيت موجهة خصيصا للمؤسسات.
بالرجوع إلى القانون رقم 113/6111نجده في مادته األولى يحدد القواعد العامة المتعلقة بالبريد
والمواصالت السلكية والالسلكية ذات النوعية في ظروف موضوعية وشفافة ،وبدون تمييز ،في مناخ
تنافسي ،مع ضمان المصلحة العامة ،ثم نصت المادة 22فيما معناها أنه يحدد عن طريق التنظيم
محتوى الخدمة العامة للبريد والمواصالت السلكية والالسلكية والتعريفات المطبقة عليها وكيفية تمويلها
عند االقتضاء من طرف الدولة وبمساهمة المتعاملين ،كل ذلك يكون تحت رقابة سلطة الضبط التي
أنشئت بموجب هذا القانون.2
1القانون 21/1222المؤرخ في 5جمادى األولى 2412الموافق ل 5غشت ،1222يحدد القواعد العامة المتعلقة بالبريد والمواصالت السلكية
والالسلكية ،ج ر ،العدد ،42الصادرة في 1جمادى األولى 2412الموافق ل 1غشت .1222
2المادة 2من القانون ،21/1222نفس المرجع.
212
عالقة اإلدارة اإللكترونية بالخدمة العمومية. الفصل الثاني:
لقد أدخلت الخدمة العمومية كمفهوم جديد منذ صدور القانون السابق الذكر إلى القطاع ،من أجل
تقديم األفضل للمواطنين ،والبد من اإلشارة أن التعريفات المقررة والتي يدفعها المواطن ماهي إلى نسبة
صغيرة جدا كمساهمة للتكاليف التي تحتاجها الخدمة.
وفيما يخص البنى التحتية الخاصة بخدمات القطاع وفي إطار عصرنة البريد والمواصالت كشف
الجزئر عن توفير مايلي:
ا المدير العام لمؤسسة بريد
-عصرنة مكاتب البريد من حيث التجهيازت ونظام التسيير المعلوماتي للخدمات البريدية.
-عصرنة البريد من خالل استبدال أجهزة اإلعالم اآللي المستعملة حاليا بأخرى أكثر مردودية.
-وضع 122جهاز جديد للتوزيع اآللي للنقود من أجل تخفيف الضغط المفروض على بعض مكاتب
البريد.
-تعزيز استعمال تكنولوجيات اإلعالم واالتصال لتحسين نوعية الخدمات المقدمة للمواطن السيما فيما
يخص االطالع على الرصيد وتوفير الصكوك البريدية للمواطنين.
وفي سنة ،1225تم تسجيل برنامج خاص بصندوق بريد الجزائر من أجل تحويل 2921مكتبا
بريديا إلى شبكة النفاذ لبروتوكول األنترنت الخاص بالمؤسسة (برنامج تحويل X 15برنامج
،)1225/1221وذلك من خالل تأمين شبكة الوصول لمكاتب البريد عن طريق الشبكة الخلوية للجيل
الثالث ،وكان الهدف من ذلك:
* تطوير شبكة النفاذ الالسلكي المختلفة عن شبكة النفاذ لبروتوكول األنترنت السلكي.
213
عالقة اإلدارة اإللكترونية بالخدمة العمومية. الفصل الثاني:
1
* تأمين الشبكة السلكية الحالية.
وفي إطار المشاريع المحققة لسياسة التحول الرقمي فقد اتخذت الو ازرة عدة إجراءات ،سنحاول
تناولها ،حيث تطرق الفرع األول إلنشاء الحظائر التكنولوجية ،بينما تطرق الفرع الثاني لمشاريع التعاون
القطاعي ،أما الفرع الثاني فقد خصص لمؤسسة دعم وتطوير الرقمنة ،في حين شمل الفرع الرابع
الخدمات اإللكترونية المقدمة من طرف بريد الجزائر ،لنختم المطلب باإلنجازات اإللكترونية المحققة في
القطاع خالل السداسي األول لسنة .1212
إنشاء الحظائر التكنولوجية في الجزائر هو جزء من استراتيجية وطنية طموحة ،تهدف على وجه
التحديد لإللتحام مع مجتمع المعرفة ،ونعطاء أولوية مطلقة لتعزيز الصناعة والبحث واالبتكار في قطاع
تكنولوجيا اإلعالم واالتصال ،ويعود الفضل لظهور هذا النوع من الحظائر للوكالة الوطنية لتعزيز
وتطوير الحظائر التكنولوجيا وهذا ما كان عامال حاسما لنجاح حديقة التكنولوجيا األول ،فضال عن
الحظائر التكنولوجية األخرى التي هي مسئولة عنها ،كل ذلك بهدف وضع الجزائر على درب التقدم
واالبتكار التكنولوجي ،تعمل هذه الحظائر ،و"المراكز العصبية" شبكة وطنية للبحث العلمي والتكنولوجي،
للرد على متطلبات الترقية والتميز من النسيج الصناعي.2
وقد أكدت الو ازرة أن مشاريع إ نجاز المنشآت القاعدية للوكالة الوطنية لترقية وتنمية الحظائر
التكنولوجية ،منها أربع ( )4حظائر تكنولوجية والحاضنات التي تمت إقامتها في الوطن والتي تهدف
إلى الرفع من قدرات االستيعاب واالستضافة المخصصة للمؤسسات والمؤسسات الناشئة التي تنشط في
214
عالقة اإلدارة اإللكترونية بالخدمة العمومية. الفصل الثاني:
تكنولوجيات اإلعالم واالتصال ،تمت على أكمل وجه ،كما أكدت أن مؤسسة دعم تطوير الرقمية تقوم
بتسيير حوالي 1ماليير دج من االستثمارات في مختلف مشاريع إنجاز المنشآت واألرضيات المعلوماتية
لإلدارات والهيئات العمومية.1
الوزرة من خالل هذه الحظائر التكنولوجيا على تركيز أعمالها للعمل على تطوير ما يلي:
وقد عمدت ا
-كثافة الجهات الفاعلة لتكنولوجيات اإلعالم واالتصال لتحفيز األفراد والقدرة التنافسية لمؤسسات
التكنولوجيا وتأمين االستدامة ونمو المجمعات التكنولوجية.
-التعاون بين الجهات المعنية لتعزيز القدرات والقدرة التنافسية للشركات الفردية ،بهدف التشجيع على
تبادل الخبرات ،والدراية والمهارات.
-االبتكار :المقصود هنا هو بمحاباة االبتكار التعاوني من خالل وضع التآزر وتفاعل قدرات االبتكار
في الشركات.
-تنمية روح المبادرة ،لديه أثر اجتماعي واقتصادي ،م ع كل آثارها من حيث خلق الثروات ،بتنشيط
األراضي وخلق فرص العمل.2
كل هذه األعمال ركزت على تطويرها الحكومة من أجل تطوير الحظائر التكنولوجية ،وقد حددت
األهداف الخاصة للحظائر والتي يتم العمل على تحقيقها في:
-توفير البنى التحتية لمرافق االستقبال مع جميع الخدمات المرتبطة لجعلها أماكن مميزة في تركيز
شركات تكنولوجيا اإلعالم واالتصال.
1مشاريع إنجاز منشآت الحظائر التكنولوجية شارية في االتجاه الحسن ،وكالة األنباء الجزائرية 24 ،ديسمبر ،1222تاريخ االطالع ،1212/22/21
https://www.aps.dz/ar/sante-science-technologie/63981-2018-12-14-15-59-25
2موقع و ازرة البريد والمواصالت السلكية والالسلكية/https://www.mpt.gov.dz/ar/content ،1212-2-2 ،الحظائر-التكنولوجية
215
عالقة اإلدارة اإللكترونية بالخدمة العمومية. الفصل الثاني:
أما أهداف القطاع المرجوة من هذه الحظائر اإللكترونية فقد حددت ب:
-تقديم الدعم وخدمات عالية الجودة لشركات تكنولوجيا اإلعالم واالتصال لتطوير قدرتها على
االبتكار وقدرتها التنافسية اإلقليمية والعالمية.
-زيادة نسبة الشركات الجديدة والفوائد العرضية الموجهة لتكنولوجيا اإلعالم واالتصال من خالل
توفير المساعدة األولية والمتواصلة لرجال األعمال.
-تنويع سلسلة القيمة في مجال تكنولوجيا اإلعالم واالتصال ،والسماح لها لدمج مختلف القطاعات
االقتصادية.1
في إطار تنفيذ اإلدارة اإللكترونية والتطبيقات الشاملة ،فقد شرعت و ازرة البريد والمواصالت السلكية
والالسلكية في إنجاز عدة مشاريع بالتعاون مع الو ازرات األخرى ،تتمحور أساسا حول:
يهدف المشروع إلى وضع حيز التنفيذ نظام رقمنة إجراءات إبرام الصفقات العمومية وفقا ألحكام
المرسوم الرئاسي رقم 142-25المتعلق بتنظيم الصفقات العمومية وتفويضات المرفق العام ،2وستكون
216
عالقة اإلدارة اإللكترونية بالخدمة العمومية. الفصل الثاني:
هذه األداة تحت إشراف الحكومات المركزية والمحلية والهيئات العامة ،حيث يتعين عليها دمج المراحل
المختلفة المتعلقة بعملية إبرام الصفقات العمومية ،السيما اإلعالم ،المناقصات ،الترشيحات ،ونرسال
عناصر الملف ،وعملية االنتقاء واإلرساء ،1ورقمنتها داخل البوابة اإللكترونية لتسهيل إبرام الصفقات
العمومية بصورة إلكترونية وعن بعد.
وقد أكدت المادة الثانية من القرار المؤرخ في 22نوفمبر سنة 21221أن الهدف من هذه البوابة
اإللكترونية التي أطلق عليها تسمية "البوابة" هو السماح بنشر وتبادل الوثائق والمعلومات المتعلقة
بالصفقات العمومية إلكترونيا ،حيث تقوم هذه البوابة على جملة من المبادئ األساسية الالزمة التي
تحفز المواطنين على التعامل بها ،ويقوم النظام المعلوماتي للصفقات العمومية على احترام جملة من
المبادئ أكدت عليها المادة 4من القرار السابق الذكر ،وهي:
-2سالمة الوثائق المتبادلة بالطريقة اإللكترونية :ويكون ذلك بالمحافظة عليها بشكلها اإللكتروني دون
قابلية المساس بها من أي طرف آخر ،مع ضرورة التوقيع اإللكتروني عليها بالطرق المؤمنة القانونية.
-1سرية الوثائق المتبادلة بالطريقة اإللكترونية :ويكون ذلك باالعتماد على نظام ترميز الوثائق.
-4توافقية األنظمة المعلوماتية :باعتماد معايير ومقاييس تسمح ألنظمة معلوماتية أخرى مختلفة
بالتواصل من أجل تبادل المعطيات.3
217
عالقة اإلدارة اإللكترونية بالخدمة العمومية. الفصل الثاني:
كما حدد الفصل األول من ذات القرار محتوى البوابة وكيفيات تسييرها ،حيث نص المشرع على
المعلومات والوثائق التي تنشرها البوابة كما حدد المعلومات الممكن الحصول عليها ،فقد أكدت المادة
1 1من القرار السابق الذكر الخاص بالبوابة اإللكترونية للصفقات العمومية بأن هذه البوابة تضمن نشر
المعلومات والوثائق التالية:
-1البرامج التقديمية لمشاريع المصالح المتعاقدة وقوائم الصفقات المبرمة أثناء السنة المالية السابقة
وكذا أسماء المؤسسات أو تجمعات المؤسسات المستفيدة منها ،وكذا تقاريرهم المتعلقة بالصفقات
العمومية.
-5األرقام االستداللية لألسعار وكل وثيقة أو معلومة لها عالقة بموضوع البوابة.
2
أما أهم الوظائف التي تضمنها البوابة هي اإلمضاء اإللكتروني للوثائق.
تعد بوابة المواطن أحد المشاريع األولى التي اعتمدت عليها الو ازرة في بداية رقمنة القطاعات ،حيث
تم إنشاءها سنة 1222بالتعاون مع و ازرة الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية ،وقد كان
الهدف منها هو أن تلبي خدمات المواطن من المنزل دون ما الحاجة للتنقل ،كما كانت تشتمل على كل
1المادة 1من القرار الخاص بمحتوى البوابة اإللكترونية للصفقات العمومية وكيفيات تسييرها وكيفيات تبادل المعلومات بالطريقة اإللكترونية ،المرجع
السابق.
2المادة 2من القرار الخاص بمحتوى البوابة اإللكترونية للصفقات العمومية وكيفيات تسييرها وكيفيات تبادل المعلومات بالطريقة اإللكترونية ،نفس
المرجع.
218
عالقة اإلدارة اإللكترونية بالخدمة العمومية. الفصل الثاني:
الخدمات الخاصة بالخدمة العمومية ،إال أن التطور الحاصل وما وصلت إليه الجزائر اليوم تم وضع
بوابة خاصة بكل خدمة على حدى دون إغفال الدور الهام لبوابة المواطن ،وتم العمل على إطالق
مشروع تحديث بوابة المواطن منذ سنة 1222لجملة من الشروط ،من بينها:
-2إدراج التقنيات الجديدة البارزة التي تسمح بتحسين الصورة المرئية للبوابة،
-1يقتضي ظهور الهواتف الذكية واألجهزة اللوحية ...إلخ ونجاحها البارز لدى المواطنين لتكييف
المحتوى مع هذه المحطات الجديدة،
-1تتطلب االحتياجات المتغيرة للمرتفقين إعادة النظر في التصميم من خالل تركيزه على المواطن،
-4إن مضاعفة الخدمات التي تقدمها كل اإلدارات العمومية عبر األنترنت تقتضي وضع "المواطن"
كبوابة توحيدية لجميع الخدمات اإللكترونية.1
تمكن البوابة المواطنين من الحصول على الخدمات إلكترونيا وحتى تقديم االنشغاالت واالستفسارات،
كما تضم التشريعات والق اررات والمراسيم الخاصة بالجزائر ،كما توفر خدمات للمواطن عن بعد ،فتتوفر
المنصة على مجموعة من الوصالت والروابط المفيدة للمؤسسات الرسمية الجزائرية من دوائر وو ازرات،
كما نجد حوالي 11بوابة أخرى فرعية ،وهي كالتالي:
بوابة الحالة المدنية-بوابة الحياة المهنية-بوابة الصحة-بوابة السياحة واألسفار-بوابة التعليم والتكوين-
بوابة الحقوق والواجبات-بوابة النقل-بوابة المؤسسات-بوابة السكن والعمران-بوابة عالم الريف-بوابة
اإلنترنيت والتكنولوجيا ،وكل هذه البوابات تتوفر على شريط أخبار ،وقوانين ومراسيم تنظم كل قطاع
وتتوفر أيضا على مجموعة من الروابط والوصالت لمؤسسات وهيئات خاصة بكل قطاع.
219
عالقة اإلدارة اإللكترونية بالخدمة العمومية. الفصل الثاني:
كما تحتوي أيضا على الخدمات التي يحتاج المواطن االطالع عليها آنيا وهي الجريدة الرسمية،
صحيفة السوابق العدلية ،مراجعة الحساب الجاري ،مسابقات التوظيف العمومي ،اإلنترنت والهاتف،
كما تتوفر البوابة على شريط خاص بأحوال الطقس لبعض الواليات ،وخدمة استطالع الرأي.1
تم إنشاء الوكالة الوطنية لترقية الرقمنة بموجب المرسوم الرئاسي رقم 1222-29المتضمن إنشاء
وكالة وطنية لتطوير الرقمنة وتحديد مهامها وتنظيمها وسيرها ،تعد هذه الوكالة مؤسسة عمومية ذات
طابع خاص تتمتع بالشخصية المعنوية واالستقالل المالي ،تم إنشائها لدى الوزير األول ،وحدد مقرها
في مدينة الجزائر.
تتولى الوكالة مهمة إنجاز كل دراسة خبرة لحساب الحكومة وتقييم مخططات األعمال والبرامج في
مجال الرقمنة وتقييم فعالية الوسائل واالستثمارات العمومية المسخرة في ميدان الرقمنة ،إلى جانب
االقتراح على الحكومة كل األعمال الرامية إلى تنمية الموارد البشرية والكفاءات الوطنية الالزمة لتطوير
الرقمنة.
تم إنشاء مؤسسة دعم وتطوير الرقمنة ) (EADNمن طرف الو ازرة ،حيث تسعى هذه المؤسسة في
أن تكون عامال محف از لنظم تكنولوجيات اإلعالم واالتصال والرقمنة في الجزائر ،بهدف توحيد الموارد
البشرية و البنى التحتية والمنصات المعلوماتية لإلدارات والهيئات العمومية ،وذلك بغرض توفير خدمات
عمومية ذات جودة لفائدة المواطنين ،..وتتمثل مهامها في:
1منال قدواح ،مشروع بوابة المواطن اإللكتروني في إطار استراتيجية الحكومة اإللكترونية الجزائرية ( 1221بين النص والتطبيق) ،مجلة العلوم
اإلنسانية ،عدد ،42جوان ،1222المجلد أ ،الجزائر ،ص ص .51-52
2المرسوم الرئاسي رقم 122-29المؤرخ في 19ربيع األول عام 2442الموافق ل 11نوفمبر سنة ،1229الذي يتضمن إنشاء وكالة وطنية
لتطوير الرقمنة وتحديد مهامها وتنظيمها وسيرها.
220
عالقة اإلدارة اإللكترونية بالخدمة العمومية. الفصل الثاني:
*عصرنة اإلدارات العمومية من خالل إنشاء منصات معلوماتية هيكلية ،ورقمنة اإلجراءات اإلدارية
ورفعها على األنترنت.
* ترشيد اإلنفاق على تكنولوجيا المعلومات الخاصة بالدولة من خالل سياسة توحيد االستثمارات ومواءمة
التكنولوجيا.
* تقليص الفجوة الرقمية وتسهيل بروز مجتمع المعلومات واالقتصاد القائم على المعرفة.
* تزويد المواطنين والجهات الفاعلة االقتصادية بقنوات المركزية للوصول إلى اإلدارات.
* إنشاء وصالت اتصال من الحكومة إلى الحكومة )(G2Gوالحفاظ على ديمومتها وأمنها.
* إنجاز وتنفيذ منصات اإلدارة المتكاملة وتخطيط موارد المؤسسة ) (ERPللهيئات العمومية.1
كما تكلف بضمان متابعة تنفيذ االستراتيجية الوطنية لتطوير الرقمنة ،وبهذه الصفة تتولى المهام
التالية:
1و ازرة البريد والمواصالت السلكية والالسلكية ،مؤسسة دعم وتطوير الرقمنة/https://www.mpt.gov.dz/ar/content 1212-22-22 ،الرقمنة
221
عالقة اإلدارة اإللكترونية بالخدمة العمومية. الفصل الثاني:
-إقامة التآزر بين مخططات األعمال وتنسيق أعمال الدوائر الو ازرية والمؤسسات والهيئات الفاعلة في
مجال الرقمنة،
-إنجاز دراسات استشرافية تتعلق بتطوير الرقمنة وضمان اليقظة التكنولوجية لحساب الوزير األول،
-إنجاز كل دراسة خبرة لحساب الحكومة وتقييم مخططات األعمال والبرامج في مجال الرقمنة،
-اال قتراح على الحكومة ،كل األعمال الرامية إلى تنمية الموارد البشرية والكفاءات الوطنية الالزمة
لتطوير الرقمنة،
-اقتراح ،بالتشاور مع األطراف الفاعلة ،كل مبادرة تهدف إلى ترقية المؤسسات الناشئة المبتكرة في
مجال الرقمنة وتكنولوجيا اإلعالم واالتصال،
-إعداد تقارير دورية تتعلق بتطور مؤشرات تطوير الرقمنة واتخاذ كل التدابير واألعمال الرامية إلى
تحسينها ،وعرضها على الحكومة،
-التعاون مع المؤسسات والمنظمات الدولية المماثلة في مجال الرقمنة ،طبقا للتشريع والتنظيم المعمول
بهما،
222
عالقة اإلدارة اإللكترونية بالخدمة العمومية. الفصل الثاني:
-تقديم تقارير دورية للوزير األول حول مدى تقدم األعمال والحصائل السنوية ومتعددة السنوات عن
1
نشاطها في مجال تطوير الرقمنة.
سعت و ازرة البريد والمواصالت السلكية والالسلكية إلى تقديم جملة من الخدمات اإللكترونية للتخفيف
على المواطن من جهة ولعصرنة القطاع من جهة أخرى تتمثل هذه الخدمات في:
أوال .السحب اآللي لألموال :يتم استخدام بطاقة السحب عن طريق الصراف اآللي للحصول على
األموال ،كما أنها تستخدم في شبابيك المكاتب فهي محمية برقم سري ،وتعمل في كل أجهزة الصراف
الجزائرية ،إال أن سقف السحب اليومي يختلف بين ماكنات البريد وماكنات البنوك ،2كما تستخدم ل:
-1الشراء من المحالت المشتركة في خدمة CIBويتم التعرف عليها عبر تعليق نفس الشعار على
واجهة المحل.
ثانيا .الحوالة اإللكترونية لألموال :تستعمل من أجل تحويل األموال بطريقة إلكترونية لشخص آخر
ليس له حساب وهذه الخدمة تستلزم مكاتب البريد المتصلة بالشبكة.
http://iqtissad.blogspot.com/2013/02/algerie-poste.html ،1212
223
عالقة اإلدارة اإللكترونية بالخدمة العمومية. الفصل الثاني:
-2خدمة :2512من أجل االطالع على الرصيد أو طلب دفتر الصكوك بموجب مكالمة هاتفية
للرقم 2512سواء من هاتف ثابت أو موبيليس ،كما تمكنك أيضا من:
-1خدمة رصيدي : RACIDIتسمح هذه الخدمة للزبائن باالطالع على رصيد حسابهم الجاري بإرسال
رقم حسابك ورقم سري إلى الرقم 121من خالل شريحة الهاتف النقال للمتعامل موبيليس ،فتصله
رسالة نصية تحمل رصيد حسابه البريدي الجاري مقابل اقتطاع 20دج من طرف المتعامل موبيليس
و 10دج من طرف البريد الجزائري لقاء الخدمة.1
-4خدمة الموزع الصوتي :12-92وهذه الخدمة تسمح لزبائن بريد الجزائر بتعبئة حساباتهم المسبقة
الدفع لموبيليس أو حساب آخر من حسابهم الجاري البريدي CCPبكل مرونة وسهولة االستعمال في
أي وقت.
1
موسوعة العلوم االقتصادية وعلوم التسيير والتجارة ،جميع الخدمات المالية التي يقدمها بريد الجزائر ،Algerie posteالمرجع السابق.
224
عالقة اإلدارة اإللكترونية بالخدمة العمومية. الفصل الثاني:
رابعا .البطاقة الذهبية للدفع اإللكتروني :أطلق بريد الجزائر بتاريخ 1221/21/22البطاقة الذهبية
للدفع اإللكتروني ،وهي بطاقة خصم صادرة عن بريد الجزائر ومطابقة لمعيار األمان الدوليEMV
(يوروباد -ماستركارد-في از) ،تحمل الرسم البياني لبريد الجزائر ،ويمكن لحامل هذه البطاقة أن يجري
مختلف العمليات بواسطتها كعملية سحب األموال ،العمليات الخاصة بالخدمات البنكية الذاتية ،وعمليات
دفع األموال عبر نهائيات الدفع اإللكتروني.1
خامسا .خدمة كشف الحساب لبريد الجزائر :هي عبارة عن خدمة عبر النت ،متوفرة على
الرابط eccp.poste.dz :والتي تسمح ألصحاب الحسابات البريدية الجارية باالستعالم الفوري عن
العمليات التي تجري على حساباتهم عن طريق رسالة قصيرة .SMS
ويمكن التوصل لهذه الخدمة بعد التسجيل عبر األنترنت ،حيث يدخل الزبون رقم هاتفه المحمول
ويختار اإلشعارات التي يرغب في استقبالها على هاتفه :الكشف عن الحساب ،الكشف عن بيان
2
العمليات العشر األخيرة ،طلب البطاقة المغناطسية ،طلب دفتر الصكوك.
قصد التقرب أكثر من المواطن ،قام المتعامل العمومي خالل السداسي األول من سنة ،1221
بإطالق الخدمة الجديدة ،بريد الجزائر المتنقل ALGERIE POSTE-MOBILEتعتمد على تطبيق
قابل للتحميل عن طريق غوغل بالي أو آبل ستور ،يسمح تطبيق بريد الجزائر المتنقل بـ:
-2تحديد مواقع مكاتب البريد /الموزعات اآللية األقرب من محل تواجد الزبون والتي تسمح بتحديد
المكاتب البريد والموزعات اآللية لألوراق النقدية الخمسة األقرب من مكان الزبون.
1بوزيان رحماني جمال ،تطبيقات الحكومة اإللكترونية في الجزائر ،مجلة االقتصاد الجديد ،العدد ،22المجلد ،22الجزائر ،1222 ،ص ص -225
.221
2موقع و ازرة البريد والمواصالت السلكية والالسلكية ،تاريخ االطالع/https://www.mpt.gov.dz/ar/content ،1212-22-24 :تطوير-البريد
225
عالقة اإلدارة اإللكترونية بالخدمة العمومية. الفصل الثاني:
-1تتبع اإلرساالت ،والتي تسمح بمتابعة طلب بطاقة ،أو دفتر صكوك ،وأيضا متابعة البريد والطرود.
-4حساب التعريفات المطبقة على مختلف خدمات بريد الجزائر من البريد والطرود وعمليات الحسابات
البريدية الجارية.
-5المتابعة واالستعالم عن اإلصدارات الطوابعية الجديدة ،والمجموعات البريدية التذكارية وأيضا إجراء
1
بحوث.
الفرع الخامس :اإلنجازات اإللكترونية المحققة في القطاع خالل السداسي األول لسنة .6161
لقد حققت و ازرة البريد والمواصالت السلكية والالسلكية مجموعة من اإلنجازات الجيدة خالل السداسي
األول من سنة ،1212سواء في شق االتصاالت أو الشق البريدي ،تتمثل في:
تجدر اإلشارة ،بالنسبة لهذا الشق ،إلى أن القطاع بذل مجهودات كبيرة ترمي إلى تحسين نوعية
الخدمة وجودة االتصال لفائدة جميع المستخدمين ،السيما المواطنين منهم ،إضافة إلى تعميم الولوج إلى
األ نترنت ذات التدفق العالي والعالي جدا ،وذلك من خالل تنفيذ برنامج موجه لتطوير البنى التحتية
الداعمة لتكنولوجيات اإلعالم واالتصال ،والتي يمكن تلخيص أهم نتائجها فيما يلي:
-2في إطار عصرنة البنية التحتية وتحسين الخدمات تتواصل الجهود المبذولة لتمديد شبكات اإلتصال
باأللياف البصرية ،وقد قدرت الزيادة في طول األلياف البصرية المنجزة خالل السداسي األول من سنة
1212بزيادة %4.29بينما بلغ نطاق األنترنت الدولي خالل نفس السداسي 21141جيغابايت/ثانية،
226
عالقة اإلدارة اإللكترونية بالخدمة العمومية. الفصل الثاني:
أي بزيادة قدرها %22وهذا التحسن الكبير نتيجة للجهود المبذولة من ناحية تحسين جودة وخدمات
األنترنت مع زيادة التدفق بزيادة نشر الكابالت الدولية الجديدة وزيادة استغاللها ،1وهو ما يوضح جدول
اإلحصائيات التالي.
المصدر :تقرير التنمية لسوق الهاتف واإلنترنت في الجزائر س.أ ،1212ص .2
كما تم تأكيده فعال من خالل الرسم البياني الذي يوضح الزيادة المعتبرة في عدد اشتراكات اإلنترنت
أي أن الجزائر مكنت عدد أكبر من المواطنين من الحصول على الخدمة.
1و ازرة البريد واالتصاالت السلكية والالسلكية ،حوصلة أهم إنجازات قطاع البريد والمواصالت السلكية والالسلكية خالل الفترة الممتدة من 22جانفي
1212إلى غاية 12ماي ،1212الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية ،ص .1
227
عالقة اإلدارة اإللكترونية بالخدمة العمومية. الفصل الثاني:
-1بسط 1412.22كم من األلياف البصرية من بين 22.222كم المبرمجة بعنوان سنة ،1212
وكذا إنجاز 52وصلة هرتيزية رقمية FHNمن بين 152وصلة مبرمجة خالل السنة الجارية.
-1ربط 22بلديات ومناطق بأقل من 2222نسمة بشبكة االتصاالت من بين 29مبرمجة خالل
السنة الجارية.
-5االنتهاء من تركيب التجهيزات على مستوى المراكز التابعة للوكالة الوطنية للذبذبات تحسبا
إلطالق شبكة بحرية المزمن إطالقها خالل شهر جويلية .1212
-1تم اإلطالق الرسمي لخدمات التوقيع والتصديق اإللكتروني يوم 21مارس .1212
-2كما تطور عدد المشتركين في استخدام الهاتف النقال ،خاصة الجيل الرابع ،4g1ويمثل الرسم
البياني التالي نسبة التطور الحاصلة.
المصدرhttps://www.mpt.gov.dz/ar/content/evolution-internet :
1و ازرة البريد واالتصاالت السلكية والالسلكية ،حوصلة أهم إنجازات قطاع البريد والمواصالت السلكية والالسلكية خالل الفترة الممتدة من 22جانفي
1212إلى غاية 12ماي ،1212المرجع السابق ،ص .1
228
عالقة اإلدارة اإللكترونية بالخدمة العمومية. الفصل الثاني:
-2فيما يتعلق بترقية الخدمات المالية البريدية تم إتمام الدراسة المتعلقة بوضع منصة للتذاكر اإللكترونية
الخاصة بمختلف التظاهرات ،غير أنه وبالنظر إلى تشعب المشروع ،تم وضع خيار الوضع تحت
تصرف المؤسسات (التي تملك نظام للتذاكر).
-1إدراج وحدة للدفع اإللكتروني الخاصة ببريد الجزائر الستكمال التطويرات التقنية التي تسمح بالدفع
اإللكتروني إليجارات سكنات "عدل".
-1إطالق الخدمة المرتبطة بموافقة المؤسسة المعنية التي تم االتصال بها في هذا الشأن للتوقيع
على اتفاقيات مع و ازرتي التربية الوطنية والتعليم العالي والبحث العلمي من أجل تشجيع الدفع
اإللكتروني لرسوم االمتحانات وحقوق التسجيل.
-4استكمال التطويرات التقنية الخاصة بمشروع االعفاء من الرسوم المتعلقة بالخدمات المالية البريدية
المطبقة على الفئات الهشة.
-5إطالق خدمة تحصيل فواتير الجزائرية للمياه على مستوى المؤسسات البريدية لفائدة أربع وحدات
1
والئية بكل من أدرار ،بسكرة ،الجلفة وورقلة.
كما تم إبرام اتفاقيات من أجل عصرنة القطاعات األخرى من بينها إبرام اتفاقية لتمويل مشروع
رقمنة هياكل و ازرة الفالحة والتنمية الريفية و الصيد البحري التي جمعت بين و ازرة الفالحة ا
ووزرة البريد
والمواصالت السلكية والالسلكية ،حيث تم التوقيع على االتفاقية بالحظيرة التكنولوجية لسيدي عبد الله
بالعاصمة ،و تقضي بتمويل مشروع رقمنة هياكل و ازرة الفالحة وذلك عن طريق "صندوق تملك وتطوير
تكنولوجيات اإلعالم واالتصال ونعادة توزيع طيف الذبذبات الالسلكية الكهربائية" ،لتعزيز المساعي
1و ازرة البريد واالتصاالت السلكية والالسلكية ،حوصلة أهم إنجازات قطاع البريد والمواصالت السلكية والالسلكية خالل الفترة الممتدة من 22جانفي
1212إلى غاية 12ماي ،1212المرجع السابق ،ص .1-1
229
عالقة اإلدارة اإللكترونية بالخدمة العمومية. الفصل الثاني:
الرامية إلى تعميم استعمال تكنولوجيات اإلعالم واالتصال وتهيئة الظروف المالئمة لبروز اقتصاد قوي
و مستدام يعتمد على الرقمنة كأداة في التسيير والمتابعة.1
تعد البنوك من أهم القطاعات االقتصادية وأحد العوامل المهمة لقيام اقتصاد وطني جيد ،كما تعتبر
من أكثر الجهات تأث ار بتكنولوجيا اإلعالم واالتصال وأسرعها تطورا ،وقد سارت أغلبية الدول بشكل
كبير في عصرنة البنوك وتحويلها إلى بنوك إلكترونية أو كما يسميها البعض البنوك المنزلية ،وهذا ما
عمدت إليه الجزائر محاولة منها للرقي باالقتصاد الوطني ،واللحاق بركب التكنولوجيا الحديثة ،وقد كانت
التطورات التكنولوجية الحاسمة أهمها الهوية الرقمية التي بدأت في الجزائر عام 1221لتطوير الخدمات
المالية الرقمية والتي مكنت المؤسسات المالية من التعامل مع العمالء بكفاءة عالية واالمتثال لمتطلبات
مكافحة غسل األموال وغيرها.2
أول اإلنجازات المتخذة من قبل الدولة هو تحديث البنية التحتية الخاصة بالبنوك ،حتى تتم عملية
العصرنة والتحول الرقمي الفعلي بصورة صحيحة وسلسة ،األمر الذي ترتب عنه تطبيق أهم نظام وهو
التشغيل الفعلي لنظام المقاصة عن بعد للدفع المعمم ،هذا النظام بالفعل يعتبر واحد من المراحل الكبيرة
في مشروع نظام الدفع المعمم ،وبالتالي فإن الهدف المتوخى من نظام المقاصة عن بعد بصفته عنص ار
محوريا في مشروع تحديث المنشئات القاعدية لمعالجة الدفع المعمم ،هو تسريع مسار معالجة عمليات
1وكالة األنباء الجزائرية ،اتفاقية لتمويل مشروع رقمنة هياكل و ازرة الفالحة والتنمية الريفية والصيد البحري ،1229-22-1 ،تاريخ االطالع -21
https://www.aps.dz/ar/economie/79247-2019-11-06-08-43-04 ،1212-22
2البنك الدول ،كيف يمكن للخدمات المالية الرقمية أن تتيح مسا ار نحو االنتعاش االقتصادي في الجزائر ،مدونات البنك الدولي: 1212-21-12 ،
https://blogs.worldbank.org/ar/arabvoices/how-digital-financial-services-can-provide-path-toward-economic-
recovery-algeria
230
عالقة اإلدارة اإللكترونية بالخدمة العمومية. الفصل الثاني:
الدفع من البداية إلى النهاية ويعتبر هذا التسريع من المعايير المصرفية الجديدة الخاصة بوسائل الدفع
السيما:
*ا لتزام البنك بآجال المعالجة من البداية إلى النهاية ويترجم هذا باحترام أجل كل مرحلة من معالجة
العملية.
* تحديد قواعد التسيير ما بين البنوك مما يسمح لكل مؤسسة أن تستند إلى فهم مشترك للحقوق
والمخاطر وااللتزامات التي تطبق على كل مرحلة من مراحل المعالجة.
*قواعد المادية الشيكات لغرض تسريع معالجتها فيما يخص ابتكار المنتجات ،ونطالق البطاقة الوطنية
للدفع والسحب ما بين البنوك في إطار عملية تجريبية في الجزائر العاصمة وتعميمها بشكل تدريجي،
تعتبر هذه البطاقة الذكية كذلك بطاقة سحب ودفع.
* بالتزامن مع إطالق عمليات الدفع والسحب بالبطاقة ،نصبت بعض البنوك مثل القرض الشعبي
الجزائري وسوسيتي جنرال الجزائر موزعات إلكترونية لألوراق النقدية تقبل بطاقات في از ومن ثمة فهي
تقبل إصدار نقود بالدينار مقابل العملة الصعبة ،هذه الموزعات اإللكترونية للنقود (التي يبلغ عددها
22وهي مرشحة لالرتفاع مع تدخل بنوك أخرى مثل بي أن بي باريبا تتواجد حاليا في الجزائر العاصمة
ووهران وكذا المطارات الموجودة فيهما.1
تجدر اإلشارة أن القرض الشعبي الجزائري يعرض على مستوى بعض وكاالته المجهزة بنهائيات
الدفع المالي ،إمكانية " " cash advanceلحاملي بطاقة في از ،غير أن البنوك الخارجية مهتمة بشكل
كبير بتطوير الصيرفة اإللكترونية بشرط االحتكام إلى مراكز تصريح متواجدة بالخارج.
231
عالقة اإلدارة اإللكترونية بالخدمة العمومية. الفصل الثاني:
*كما أن هناك عروض تطوير استخدام البطاقة بالنسبة للدفع على مستوى نقاط العبور في الطريق
1
السريع وهو مشروع تقوده حاليا الجزائرية لتسيير الطرق السريعة للسيارات والبنك الخارجي الجزائري.
وبعد أن حققت الجزائر أهم خطوة أصبح األمر سهال لتطبيق البنوك اإللكترونية على أرض الواقع،
فتم العمل على توفير نظام الدفع اإللكتروني أي عن بعد بواسطة البطاقات اإللكترونية وهي نقلة كبيرة
في االقتصاد الداخلي ،لذا ستنصب دراتنا في هذا المطلب على الدفع اإللكتروني في الجزائر في الفرع
األول ،أما الفرع الثاني فقد تطرق للبطاقات البنكية في الجزائر ،فيما شمل الفرع الثالث اإلنجازات
المحققة بالنسبة للدفع اإللكتروني خالل السداسي من سنة .1212
يعد تطوير الدفع اإللكتروني في الجزائر أحد األهداف الرئيسية لـساتيم ،SATIM2كونها مقدمة
لهذه الخدمة ومسؤولة عن التصديق التقني لمواقع تجار الويب التي تهدف إلى ممارسة التجارة
اإللكترونية ،فهي تضع جميع الوسائل للدعم التقني للشركات في مشروعهم ،3وقد تم إطالق أول نظام
232
عالقة اإلدارة اإللكترونية بالخدمة العمومية. الفصل الثاني:
سحب إلكتروني فيما بين المصارف تحت إشراف SATIMسنة ،2992وصدرت في نفس السنة
بطاقة للسحب مشتركة ما بين البنوك تمكن حاملها من سحب األموال في حدود المبلغ المسموح به من
طرف بنك الزبون من كل الموزعات اآللية لألوراق النقدية للبنوك المشتركة في الشبكة ،1وقد تمت
المصادقة على مشروع الدفع اإللكتروني سنة .1222
سعيا لعصرنة القطاع وتحقيق مخطط الرقمنة تم العمل على تحسين تسيير البنوك وفقا لميكانيزمات
عصرية ونلكترونية ،كما تم العمل على تعميم وسائل الدفع اإللكترونية ،حيث أصبح تعميم الدفع عبر
اإلنترنت في الجزائر أكثر من وشيك ،وهو ما يفسر نموها الذي ظهر منذ إطالق منصة الدفع اإللكتروني
من قبل ساتيم في سنة ،1221عن طريق بطاقة CIBعلى اإلنترنت ،وبالتالي السماح للعمالء باإلنفاق
دون قلق ،وتتم المعامالت دون تعقيدات وبأمان تام ،كما أكد ذلك قانون التجارة اإللكترونية الصادر
فرد من
سنة ،1222ومن مميزات الدفع اإللكتروني ضمان الدفع للتاجر ،وتمكين الشركات أو األ ا
الوصول إلى السوق العالمية ،وكذا توفير السيولة في الصندوق ،وزيادة المبيعات ،تسهيل اإلدارة التجارية
والمحاسبة للشركة /المتجر ،تجنب األوراق النقدية المزيفة ،تجنب االضطرار إلى التنقل حامال للنقود،
وأخي ار توفير األمان ،فإذا فقدت بطاقتك أو سرقت ،ال يمكن استخدامها بدون رقم التعريف الشخصي
.PIN2
1وافي ميلود ،داودي محمد ،واقع ومتطلبات تفعيل البنوك اإللكترونية –دراسة حالة الجزائر ،-مجلة الدراسات التسويقية وندارة األعمال ،المجلد ،22
العدد ،22الجزائر ،1222 ،ص .12
2شركة النقد اآللي والعالقات التلقائية بين البنوك ،SATIMمن نحن ،تاريخ االطالع https://www.satim.dz/ar/la- ،1212-22-12
satim-2/2021-04-21-13-08-37.html
233
عالقة اإلدارة اإللكترونية بالخدمة العمومية. الفصل الثاني:
لقد بدأ العمل بالبطاقات البنكية في الجزائر سنة 2992من خالل إصدار أول بطاقة لكنها ال
تحتوي على شريحة وننما تتضمن فقط المساحة المغناطيسية ،حيث كان التعامل يقتصر فقط على
عمليات السحب ،حتى عام 1225أين بدأت عمليات الدفع ،وفي 1229ظهرت فكرة الدفع عبر
األنترنت التي ظلت مجرد فكرة إلى غاية عام 1222عندما تم المصادقة على هذا المشروع إال أنه لم
يدخل حيز التنفيذ إال عام 1221أين تم تنفيذ أول عملية للدفع عبر األنترنت ،وفي نفس السنة ظهرت
فكرة تسديد الفاتورة من خالل الموزعات اآللية لكنها بقيت فكرة مدروسة ال غير لم تتجسد على أرض
الواقع ،هذا إضافة إلى العديد من البرامج التي تعد قيد اإلنجاز والتي من أهمها برنامج الطريق السيار
شرق غرب حيث من المتوقع أن يصبح سلوك الطريق شرق غرب بمقابل مالي حسب عدد األمتار
باستخدام بطاقات تحمل الرمز ، CIBوأحسن مثال على ذلك والية وهران التي طبق فيها هذا البرنامج
سنة 1224ب2آالف بطاقة ، CIBوالنقاش ساري حاليا مع مترو الجزائر لكن لم يتم المصادقة عليه
بعد ،هذا إضافة إلى مشروع شحن الهاتف النقال من خالل الموزعات اآللية.1
أعطيت إشارة االنطالق الرسمي لخدمة الدفع اإللكتروني في الجزائر خالل شهر أكتوبر من سنة
1221مع 22بنكا ،منها 1بنوك عمومية على غرار بنك التنمية الريفية والقرض الشعبي الجزائري
وبنك التنمية المحلية والبنك الوطني الجزائري وبنك الجزائر الخارجي والصندوق الوطني للتوفير
واالحتياط وخمسة بنوك خاصة هي تراست بنك الجزائر وناتيكسيس الجزائر والشركة العامة للجزائر
وقولف بنك الجزائر وبنك البركة ،وستنضم مؤسسات أخرى قريبا لهذه اآللية الجديدة من الدفع ،وقد قدر
عدد حاملي بطاقات الدفع اإللكتروني بمليون و 122ألف لالستفادة من خدمات الدفع اإللكتروني ،كما
1سمية عبابسة ،وسائل الدفع اإللكتروني في النظام البنكي الجزائري -الواقع والمعيقات واآلفاق المستقبلية ،مجلة العلوم اإلنسانية ،العدد السادس،
ديسمبر ،1221الجزائر ،ص .151
234
عالقة اإلدارة اإللكترونية بالخدمة العمومية. الفصل الثاني:
أن مؤسسة بريد الجزائر وضعت كافة اآلليات لتوفير هذه الخدمة لزبائنها المقدر عددهم ب 21مليون،1
أما أنواع البطاقات البنكية التي تعتمد عليها البنوك الجزائرية فهي:
أوال .البطاقات المحلية :هي بطاقات تسمح بعملية السحب والدفع وهي موجهة لكل عمالء البنك ،تقدر
مدة صالحيتها بسنتين ،باستثناء البطاقات الموجهة لعمالء البنك الوطني الجزائري BNAفتقدر مدة
صالحيتها بثالث سنوات ،ونميز عموما بين نوعين أساسيين يحمالن نفس الرمز ).)CIB
-2البطاقة العادية Classique :تمنح لفئة عمالء البنوك الذين ال يتجاوز دخلهم حدا معينا ،طبعا
ال يمكننا تحديد المبلغ ألن األمر نسبي يختلف من بنك آلخر.
-1البطاقة الذهبية Gold :يمنح هذا النوع من البطاقات لفئة معينة من عمالء البنوك والذين
يتجاوز دخلهم مبلغا معينا كامتياز يمنحه البنك للعميل.
ثانيا .البطاقة الدولية :هي بطاقة دولية موجهة للزبائن ذوي الحسابات المفتوحة بالعملة الصعبة أو
موكلهم ،ويمكن أن نميز بين نوعين أساسيين:
-2بطاقة :Classique Visaيمنح هذا النوع من البطاقات للعمالء الذين لديهم رصيد من العملة
الصعبة أكبر أو يساوي 2522أورو على أن ال يتعدى سقف السحب لهذه البطاقة ب 522أورو أي
أن ال يتعدى عدد عمليات السحب في اليوم أربع عمليات.
-1بطاقة : Gold Visaيمنح هذا النوع من البطاقات للعمالء الذين لديهم رصيد من العملة الصعبة
أكبر أو يساوي 5222أورو على أن ال يتجاوز عدد عمليات السحب في اليوم الواحد سبع عمليات.2
1آيت شعالل نبيل ،البطاقات البنكية وعوائق استخدامها في الجزائر ،مجلة الدراسات القانونية واالقتصادية-المركز الجامعي سي الحواس-بريكة،-
العدد ،24ديسمبر ،1229ص .24
2سمية عبابسة ،وسائل الدفع اإللكتروني في النظام البنكي الجزائري-الواقع والمعيقات واآلفاق المستقبلية ،المرجع السابق ،ص .154-151
235
عالقة اإلدارة اإللكترونية بالخدمة العمومية. الفصل الثاني:
الفرع الثالث :اإلنجازات المحققة بالنسبة للدفع اإللكتروني خالل السداسي األول لسنة .6161
اإلنجازات المحققة وحصيلة السداسي األول لسنة 1212فيما يخص الدفع اإللكتروني قدرت ب:
لقد قدر إجمالي البطاقات البنكية المفعلة ب 1.241.951أي ما يعادل % 19.29من البطاقات
المتداولة مقابل % 9.12في السداسي األول من سنة .1212
كما يبلغ عدد البطاقات البنكية المتداولة دون احتساب البطاقات االئتمانية في از وماستر كارد ب
9.444.111بطاقة أي %+21.45بالمقارنة مع السداسي األول من سنة .1212
أوال .بالنسبة للدفع عبر اإلنترنت ،فقد بلغ عدد التجار عبر األنترنت الذين انضموا لمنصة الدفع عبر
اإلنترنت % 222.25 +225مقارنة بنفس الفترة من السنة الماضية.
كما بلغ عدد المعامالت عن طريق البطاقات البنكية عبر اإلنترنت 1.524.412بطاقة أي
،+211,91%أما عن قيمة المعامالت عبر اإلنترنت فقد بلغت 4.195.122.214,42دج أي
.+211,11%
ثانيا .بالنسبة للسحب عن طريق الموزعات اآللية ،فقد قدرت الموزعات اآللية التي تضمها الحظيرة
الوطنية ب 1.212موزعا آليا دون وضع أي موزع جديد منذ سنة .1212
كما بلغ عدد عمليات السحب عبر البطاقات البنكية من الموزعات اآللية ب 12.122.522معاملة
أي ، % +22,11كما بلغت قيمة المبالغ المسحوبة عبر البطاقات البنكية من الموزعات اآللية ب
212.222.121.222دج أي .%+12,25
236
عالقة اإلدارة اإللكترونية بالخدمة العمومية. الفصل الثاني:
ثالثا .أما بالنسبة للدفع عن طريق نهائيات الدفع اإللكتروني ،فقد بلغ عدد النهائيات الموضوعة لدى
التجار 12,411أي %12,12+مقارنة بالسنة الماضية ،كما بلغ عدد المعامالت عبر النهائيات بـ
4.242.221أي .%512,12+
أما قيمة المبالغ المدفوعة عبر هذه النهائيات بلغت ب 1.992.192.292,22دج أي
.%524.92+
رابعا .أما فيما يخص الدفع والسحب ،فقد بلغت قيمة المبالغ المدفوعة عن طريق هذه اآللية بـ
212.222.121.222دج ،أما عن معدل المبلغ اإلجمالي المدفوع بالمقارنة مع المبلغ المسحوب
1
فيقدر بـ.% 2.42
كما قدر متوسط المعامالت عبر المواقع التجارية الموجودة في منصة الدفع عبر اإلنترنت بلغ 119
عملية يوميا.
المطلب الثالث :اإلدارة اإللكترونية في وزارة الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية.
سعت و ازرة الداخلية والجماعات المحلية إلى رقمنة القطاع مجاراة لبرنامج العصرنة الموضوع موضع
التنفيذ داخل البالد ،وقد كانت أول اإلنجازات المحققة هي رقمنة جميع سجالت الحالة المدنية على
المستوى الوطني ونحداث السجل الوطني اآللي للحالة المدنية ،وهو يمثل أكبر إنجاز للجزائر فهو عبارة
عن قاعدة معطيات مركزية موحدة على المستوى الوطني تضم كل سجالت الحالة المدنية وربط كل
البلديات وملحقاتها اإلدارية وكذا البعثات الديبلوماسية والدوائر القنصلية به ،ولقد مكن هذا اإلنجاز من:
1أخبار قناة النهار ،الدفع اإللكتروني ،هذه هي الحصيلة السداسي األول لسنة ،2021تاريخ االطالع ،1212-29-5
https://www.youtube.com/watch?v=HgZWoW7SSxs
237
عالقة اإلدارة اإللكترونية بالخدمة العمومية. الفصل الثاني:
-تمكين المواطن من استخراج كل وثائق الحالة المدنية بصفة آنية من أي بلدية أو ملحقة إدارية عبر
الوطن دون أن يتكبد عناء التنقل.
-تمكين الجالية الجزائرية المقيمة بالخارج من تقديم طلب الحصول على عقد الميالد الخاص 21خ
مباشرة عبر خدمة األنترنيت والحصول عليه من الممثلية الديبلوماسية أو القنصلية المسجل فيها.
تتمثل أهم محاور استراتيجية و ازرة الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية في مجال العصرنة
والتي تقوم على جملة من األهداف أهمها تحسين أداء اإلدارة من خالل تحقيق الفعالية والمالئمة ،وكذا
تقريب اإلدارة من المواطن من خالل الشباك الموحد للبلدية اإللكترونية ،وتجسيد الشفافية في تداول
المعلومات وجعل المواطن فاعال في التنمية أي تجسيد الديمقراطية التشاركية ،من خالل هذا المنطلق
انصبت دراستنا على البلدية اإللكترونية في الفرع األول ،بينما تطرق الفرع الثاني إلنجازات و ازرة الداخلية
والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية في مجال عصرنة القطاع.
لقد بدأت بوادر البلدية اإللكترونية بالظهور من خالل الخدمات اإللكترونية التي أطلقتها و ازرة
الداخلية التي كانت في األساس خدمات تقدم على مستوى البلديات التقليدية لكن سعيا من الو ازرة إلى
عصرنة القطاع عموما وترقية الخدمات اإللكترونية والقضاء على البيروقراطية خاصة تم إطالق هذا
المشروع ،وقد أوضح الوزير بأن "البلدية المستقبلية التي يرجوها المواطن الجزائري هي التي تعتمد على
وسائل التكنولوجية والتقنية الحديثة للقضاء على كل ما هو ورقي وبيروقراطي وكثرة التنقل والمحسوبية
1
ونضفاء الشفافية أكثر".
1اإلذاعة الجزائرية ،إطالق مشروع "الشباك اإللكتروني" بالعاصمة ،1222-22-24 ،تاريخ االطالع ،1212-22-21
https://www.radioalgerie.dz/news/ar/article/20171114/125865.html
238
عالقة اإلدارة اإللكترونية بالخدمة العمومية. الفصل الثاني:
فيما يتعلق بتعريفها فقد اختلفت التعريفات الفقهية للبلدية اإللكترونية في ظل عدم وجود تعريف
تشريعي يبين أسسها وعناصرها ،ولذلك ذهب البعض إلى القول بأنها ":نمط متطور وجديد من اإلدارة،
يتم من خالله رفع مستوى األداء والكفاءة اإلدارية وتحسين مناخ العمل لتسهيل كافة الخدمات واألعمال
التي تقدمها المؤسسات الحكومية للمواطنين ،وتحت هذا النمط يتمكن المواطن من إنجاز كافة المعامالت
الحكومية وحتى إصدار الوثائق الرسمية عبر الوسائط اإللكترونية مثل األنترنت والهواتف الخلوية
واألرضية بسرعة وفعالية عالية".
كما يرى البعض أنها تتحقق من خالل إدراك حقيقة أن العالم اليوم ومستجداته أصبح يحكم على
المجتمع بأنه متقدم ومتغير بتوفير عدة شروط أساسية والتي تمثل ركائز البلدية اإللكترونية ،وهي:
1
المسائلة ،الشفافية والحكم الراشد.
لقد طبق مشروع رقمنة مصلحة الحالة المدنية ألول مرة بالجزائر في والية باتنة بتاريخ 04مارس
،2010والتي أصدرت في شباكها االلكتروني أول شهادة ميالد رقم ،221ثم شمل هذا المشروع في
المرحلة األولى بلديات الدار البيضاء وبابا حسن والجزائر الوسطى ،ثم تم تعميم المشروع على جميع
بلديات العاصمة خالل نفس السنة ،على أن تعمم الحقا على جميع بلديات الوطن.3
وبالتالي فإن هذا الشباك اإللكتروني يهدف للتخفيف من عبء الوثائق اإلدارية حيث سيتم االستغناء
نهائيا عن شهادة 21س وتعويض أي "نموذج" ورقي بآخر إلكتروني ،ويتم هذا المشروع وفق مراحل:
في المرحلة األولى يهتم المشروع بالبلدية والخدمات الداخلية المقدمة والشباك الموحد الذي يضم كل
خدمات البلديات في العموم المقدمة للمواطنين ،وبالفعل هذا ما باشرت به الجزائر فقد تم البدأ أوال ببلدية
1تبينة حكيم ،تطبيقات مشروع البلدية اإللكترونية في الجزائر-قراءة في بعض نماذج الخدمة العمومية ،المجلد الخامس-العدد الثالث-السنة سبتمبر
،1212الجزائر ،ص .512
2عامر هني ،نور الدين دخان ،الحكومة اإللكترونية والخدمة العمومية ،مجلة العلوم االجتماعية واإلنسانية ،مجلد ،2عدد ،24سنة ،1222الجزائر،
ص .554
3اإلذاعة الجزائرية ،إطالق مشروع "الشباك اإللكتروني" بالعاصمة ،المرجع السابق.
239
عالقة اإلدارة اإللكترونية بالخدمة العمومية. الفصل الثاني:
الجزائر وسط كمرحلة تجريبية للمشروع حتى التأكد من نتائجه وقد القى الموضوع استحسان المواطنين
جدا.
في المرحلة الثانية ضم المشروع كل من الدائرة ،الوالية والمصالح المركزية للو ازرة ،كل فيما يخصه.
في المرحلة الثالثة يتم إدراج الشباك االفتراضي للخدمات عن طريق األنترنت (بوابة إلكترونية
وتطبيقات بالهاتف) وندماج الخدمات الخارجية ،1وبالفعل هذا ما وصلت إليه الجزائر اليوم فقد أصبحت
البلدية متوفرة في الهواتف النقالة دون الحاجة للتنقل إليها وهذا ما يأكد نجاح الدولة في تطبيق هذا
المشروع على أرض الواقع ،وقد كانت له أهمية وفضل كبير للتخفيف على المواطنين من جهة توفير
كل الخدمات اإللكترونية وأيضا تخفيف العبء على اإلدارات العمومية والتحول من إدارة ورقية إلى
إدارة إلكترونية.
تنفيذا لالستراتيجية القطاعية لعصرنة المرفق العام وتخفيف اإلجراءات اإلدارية أشرف يوم 14
ديسمبر 1212وزير الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية على إطالق الخدمة اإللكترونية
الجديدة التي تسمح للمواطنين بسحب وثائق الحالة المدنية عن بعد ،وهي خدمة تمكن المواطن من
سحب وثائق الحالة المدنية (شهادة الميالد /شهادة الزواج /شهادة الوفاة) الخاصة به أو بأحد أقاربه
انطالقا من التطبيق المتاح عبر الموقع اإللكتروني لو ازرة الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية
.www.interieur.gov.dz
1شليحي الطاهر ،قرينعي ربيحة ،اإلدارة اإللكترونية ومدى مساهمتها في تحسين الخدمة العمومية بالبلديات "عرض لمشروع البلدية االلكترونية في
الجزائر" ،مجلة اآلفاق علوم اإلدارة واالقتصاد ،المجلد /21العدد ،21الجزائر ،1229 ،ص.292
240
عالقة اإلدارة اإللكترونية بالخدمة العمومية. الفصل الثاني:
حيث تتم الخدمة على مرحلتين ،تتعلق األولى بالتعريف بطالب الوثيقة من خالل إدخال المعلومات
الالزمة والتي تتمثل في :رقم التعريف الوطني ورقم الوثيقة البيومترية ،البريد اإللكتروني ،رقم الهاتف،
فيما تختص المرحلة الثانية بتحديد معلومات الوثيقة المراد استخراجها.
وبالتالي ترسل للطالب الوثيقة اإللكترونية المطلوبة عبر البريد اإللكتروني الخاص به ،والتي تحتوي
على كافة المعلومات الموجودة في تلك المستخرجة من شبابيك الحالة المدنية ولها نفس القيمة القانونية،
كما تحتوي كذلك على رمز االستجابة السريعة QR Codeلقراءة كافة المعلومات المتضمنة في الوثيقة
المؤمنة والغير قابلة للتزوير بفضل التوقيع اإللكتروني ،ويمكن التحقق منها عن طريق تطبيق مطور
من مصالح و ازرة الداخلية ،وبالتالي فإن هذا الشباك الذي يضم كل الخدمات التي يحتاجها المواطن
وكان متعودا على التنقل من أجل طلبها اليوم أصبحت تطلب من المنزل مباشرة.1
تجدر اإلشارة إلى أن هذه الخدمة التي تغني المواطن من التنقل إلى مصالح البلدية ،متوفرة دوما
(14سا14/سا2 ،أيام 2/أيام) ،وأنه بإمكان كل الهيئات واإلدارات االطالع آليا على المعلومات التي
تحتويها الوثيقة من خالل الحصول على معلومات الحالة المدنية مباشرة من قواعد البيانات مما يعني
تفادي أخطاء الحجز.
يشمل الشباك على كل أنواع الخدمات التي يمكن أن يحتاجها المواطن وفي أغلب المجاالت الحياتية
نذكر منها:
-2مجال التعمير والبناء والذي يضمن 24خدمة إلكترونية من بينها :رخصة البناء ،رخصة الهدم،
شهادة التعمير وغيرها.
1و ازرة الداخلية والجماعات المحلية ،الخدمة الجديدة الستخراج وثائق الحالة المدنية عن بعد ،تاريخ االطالع ،1212-29-5
https://www.interieur.gov.dz/index.php/ar/
241
عالقة اإلدارة اإللكترونية بالخدمة العمومية. الفصل الثاني:
-1الحالة المدنية :التي تضمن طلب تصحيح بيانات الحالة المدنية ،وطلب تحديد موعد إلبرام عقد
الزواج ،وأخذ موعد لطلب رخصة الزواج المختلط.
-4خدمات خاصة بالحياة الجمعوية والسياسية ،وتنقل األشخاص والممتلكات ،صنع وتركيب لوحات
ترقيم المركبات ...وغيرها من الخدمات ،وبالتالي الو ازرة ألمت بكل الخدمات العمومية والخاصة التي
تخص المواطنين وسهلت عليهم األعمال ،لتصبح إلكترونية ..وغيرها من الخدمات.1
-5كما تم وضع موقع خاص بطلب الوثائق البيومترية والمتمثلة في جواز السفر وبطاقة التعريف
ورخصة السياقة البيومترية ،مع تحديد كل اإلجراءات والوثائق الالزمة لطلبها كل واحدة على حدى أو
تجديدها في حالة اكتسابها من قبل ،مع وجوب التسجيل في المنصة اإللكترونية وذلك إلنشاء ملف
تعريف خاص بك على الموقع ،أما إذا كنت قد سجلت بالفعل في الموقع ،يمكنك الدخول باستخدام
البريد اإللكتروني وكلمة المرور الخاصة بك.
يعد مشروع السجل الوطني اآللي للحالة المدنية قاعدة معطيات وطنية تضم كل البيانات الرقمية
الخاصة بالمواطنين ،كما مكنت الو ازرة إدارات القطاعات األخرى من االطالع عليها ،فالنظرة إلى الخدمة
تغيرت وأصبح سعي الدولة لتبسيط اإلجراءات على المواطنين ونعفاءهم من الوثائق الثبوتية ألنها مقيدة
لديهم ،وبالتالي كانت االنطالقة من قاعدة معطيات موحدة على مستوى الوطن ،لكنها خاصة بأعمال
اإلدارات أي أن المواطن ال يمكنه الحصول على وثائقه منها ،بل تم وضع منصة إلكترونية خاصة به
على مستوى و ازرة الداخلية سميت بمنصة الوثائق البيومترية (جواز السفر ،بطاقة التعريف ورخصة
السياقة)والتي تسمح للمواطن بالحصول على الوثائق التالية:
1موقع و ازرة الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية ،تاريخ االطالع /https://interieur.gov.dz/index.php/ar ،1212-2-14
242
عالقة اإلدارة اإللكترونية بالخدمة العمومية. الفصل الثاني:
بعد أن كانت الوثائق الثبوتية للمواطن ومن بينها بطاقة التعريف الوطنية تستخرج من البلديات بعد
جملة من اإلجراءات ومجموعة ال بأس بها من الوثائق ،أصبح كل ذلك اليوم يتم بسهولة وتيسير حتى
من مصالح البلدية ،ففي حالة الطلب ألول مرة يكون من البلدية المعنية لكن في حالة امتالكك لجواز
سفر بيومتري فيتم الطلب عبر المنصة اإللكترونية للوثائق البيومترية ،سواء لطلب بطاقة التعريف أو
تجديد الوثائق البيومترية ،أي تم اختصار اإلجراءات ،فطالب الخدمة يضع كل معلوماته في صفحة
طلب بطاقة التعريف البيومترية ويقوم بإرسال الطلب من مكانه ،فالهدف المرجوا هنا هو السعي لتقريب
اإلدارة من المواطن وتعزيز دور البلدية باعتبارها الخلية األساسية للدولة والمنوطة بتقديم خدمة عمومية
مرموقة ومتجددة.
243
عالقة اإلدارة اإللكترونية بالخدمة العمومية. الفصل الثاني:
وقد تضمن العدد 15من الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية صدور المرسوم
الرئاسي رقم ،1241 -22ويتعلق األمر بنص يتوج جهود السلطات العمومية الرامية إلى عصرنة الحالة
المدنية على وجه الخصوص و إصالح المسار واإلجراءات اإلدارية عموما.
بالعودة الى أحكام هذا النص ،فإن المادة 5منه أكدت أن بطاقة التعريف الوطنية هي عبارة عن
وثيقة بيومترية تحدد هوية حاملها وتسلم لكل مواطن جزائري بدون شرط السن ،وتحدد مدة صـالحـيتها
بـعـشـر ( )22سـنـوات لألشـخـاص الـبالـغين تـسع عـشرة ( )29سنة فـأكـثر ،وتحدد بخمس ( )5سـنوات
للقصر الذين يقل سنهم عن تسع عشرة ( )29سنة.2
كما يؤكد هذا المرسوم الرئاسي أن إيداع الملفات الخاصة بطلب هذه الوثيقة سيتم على مستوى
إحدى بلـديات والية اإلقامة بـالنسبة لـلمواطنين المقيمين فـي الـتـراب الـوطــني أو لـدى المـ اركـز الدبـلوماسـية
والقـنصلـية بالنسبة للمواطنين المسجلين في الخارج ،فضال عن ذلك ،تجدر االشارة إلى أن هذا النص
الجديد يؤيد إلغاء ونتالف كل بطـاقـة تعـريف وطـنيـة تم إعـدادها ولم تسحب من قـبل صاحبها في أجل
ستة أشهر من تـاريخ إش ـعـاره بـالـســحب.
من الناحية التقنية ،تمثل بطاقة التعريف الوطنية البيومترية قفزة نوعية فيما يخص إدراج
التكنولوجيات الحديثة لإلعالم واالتصال في األساليب االدارية بما أن هذه األخيرة بيومترية وتحتوي
على شريحتين ،إذ تتضمن الشريحة األولى م ـعـلــومات إداريـة ومعلومات تخص صاحبها ،أما ال ـش ـريـحة
الـثـان ـيــة فتتضمن ت ـطـب ـي ـقـة من أجل التحقق من صاحبها.
1المرسوم الرئاسي رقم 241 -22المـ ــؤرخ في 22أفـريل ،1222المحــدد لك ـيـف ـيـات إعـداد بـطاقة التعـريف الوطـنية وتـسـلـيـمـها وتجديدها ،العدد 15
من الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية.
2المادة 5من المرسوم الرئاسي ،241-22نفس المرجع.
244
عالقة اإلدارة اإللكترونية بالخدمة العمومية. الفصل الثاني:
كما وضعت و ازرة الداخلية تطبيقة أخرى خاصة أيضا ببطاقة التعريف الوطنية هي خدمة القراءة
اآللية لبطاقة التعريف الوطنية البيومترية اإللكترونية وخدمة طلب بطاقة التعريف بعد حصولك على
جواز السفر البيومتري كما أشرنا سابقا.
تتمثل في بوابة إلكترونية عبر األنترنت ،مصممة ومطورة من طرف مهندسي و ازرة الداخلية ،فهي
عبارة عن موقع يمكن مستعمليه من قراءة البيانات المخزنة في الشريحة الذكية لبطاقة التعريف الوطنية
البيومترية اإللكترونية ،هذه الخدمة اإللكترونية ستسمح لإلدارات العمومية أو الخاصة وكذا المواطنين
الحائزين على بطاقة التعريف الوطنية البيومترية من القراءة اإللكترونية لمعطيات البطاقة من بينها لقب
الزوج للمرأة المتزوجة والعنوان ،وموقعها اإللكتروني هو:
https://macnibe.interieur.gov.dz/WFDefaultAr.aspx#CommentLire
أ.ج -تطبيقية التواصل مع البطاقات الذكية عن طريق تحميل وتثبيت البرنامجDzaEidCard .
تسمح هذه الخدمة للمواطنين الحائزين على جواز السفر البيومتري من الحصول على بطاقة
التعريف البيومترية دون التنقل إلى المصالح اإلدارية ،ويكون ذلك وفقا لجملة من اإلجراءات لالستفادة
من هذه الخدمة:
245
عالقة اإلدارة اإللكترونية بالخدمة العمومية. الفصل الثاني:
ب.ب -المعلومات التي سيتم طبعها على بطاقة التعريف الوطنية هي نفسها الموجودة على جواز
السفر البيومتري.
ب.د -يجب إدخال رقم الهاتف المحمول ،وذلك لكي تتمكن من تلقي رسالة نصبة قصيرة SMS
تعلمك عن تاريخ ومكان استالم بطاقتك.
ب.ه -يجب إدخال على صفحة الطلب رقم تعريفك الوطني ورقم جواز سفرك البيومتري لمعاينة
وتأكيد لقبك ،إسمك وعنوانك.1
يمكن لكل مواطن طلب جواز السفر البيومتري الخاص به عبر المنصة اإللكترونية التي وضعتها
الو ازرة الخاصة بالوثائق البيومترية ،هذه المنصة تمكنك من ملء وطباعة استمارة الطلب ،وتحميل
1و ازرة الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية ،الوثائق البيومترية ،تاريخ االطالع ،1212-22-11
https://passeport.interieur.gov.dz/Ar/DemandeCNIBE/Demande%20carte%20national%20d'identit%biom%c3%
a9trique%20%c3%a9lectronique
246
عالقة اإلدارة اإللكترونية بالخدمة العمومية. الفصل الثاني:
الصورة الرقمية البيومترية وفقا للمعايير المحددة ،وأيضا اختيار مركز التقاط المعلومات وأخذ موعد
إليداع ملف جواز السفر البيومتري ،ونذا كنت قد سجلت مسبقا في الموقع ،يمكنك الدخول باستخدام
البريد اإللكتروني بكلمة المرور الخاصة بك.1
لقد حدد القرار المؤرخ في أول صفر عام 2411الموافق ل 11ديسمبر ،1222المواصفات التقنية
لجواز السفر الوطني البيومتري اإللكتروني ،2وقد أكدت المادة الثانية أن جواز السفر البيومتري
اإللكتروني يضم شريحة إلكترونية من دون صلة تحتوي على الشهادات اإللكترونية للدولة الجزائرية
وعلى معلومات الحالة المدنية لصاحب الطلب ومعلوماته البيومترية الرقمية من ضمنها صورته الشمسية
وتوقيعه وبصماته.
تاله بعد ذلك القرار المؤرخ في أول صفر عام 2411الموافق 11ديسمبر سنة 1222الذي حدد
تاريخ بداية تداول جواز السفر الوطني البيومتري اإللكتروني ،بحيث أكدت المادة األولى منه أن بداية
تداوله ستكون إبتداءا من تاريخ 5يناير سنة.1221
أما في حالة ضياعه فيتم تجديده وقد حددت المادة 3 24من القانون 21-24المتعلق بسندات
ووثائق السفر ،الحاالت التي يمكن فيها طلب تجديد جواز السفر وهي:
ب-في حالة التأكد من استحالة وضع تأشيرات جديدة على األوراق المخصصة لهذا الغرض،
1و ازرة الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية ،الوثائق البيومترية ،تاريخ االطالع ،1212-22-11
https://passeport.interieur.gov.dz/Ar/Inscription/BaBou
2القرار المؤرخ في أول صفر عام 2411الموافق ل 11ديسمبر ،1222المواصفات التقنية لجواز السفر الوطني البيومتري اإللكتروني ،وهو قرار
صادر عن و ازرة الداخلية والجماعات المحلية يتضمن كل المواصفات الخاصة بالجواز البيومتري.
3المادة 24من القانون 21-24المؤرخ في 14ريع الثاني عام 2415الموافق ل 14فبراير سنة ،1224المتعلق بسندات ووثائق السفر ،ج ر،
العدد ،21الصادر في 12جمادى األولى 2415الموافق ل 11مارس .1224
247
عالقة اإلدارة اإللكترونية بالخدمة العمومية. الفصل الثاني:
ج-عند التصريح بفقدانه لألسباب التي حددتها المادة 21منه وهي :الضياع ،اإلتالف ،السرقة.
وقد أكدت و ازرة الداخلية والجماعات المحلية لجميع المواطنين األحد 1221-21-15أن التسجيل
في الصفحة المتعلقة بالطلبات الخاصة بجوزات السفر البيومترية وبطاقة التعريف الوطنية اإللكترونية
بالموقع اإللكتروني للو ازرة ،تتم "بطريقة جيدة" ،حيث تم تسجيل 22112طلب على الموقع اإللكتروني
خالل الفترة الممتدة من 22إلى 15ديسمبر 1221مع إشعار المسجلين بالوصول إلكترونيا.
تم البدء في عملية تحويل كل رخص السياقة الورقية برخص سياقة بيومترية ،على مستوى كافة
بلديات الجزائر العاصمة ،منذ تاريخ 11جوان ،1229لتمس هذه العملية بلديات مقر واليات الوطن،
ابتداءا من تاريخ 22جويلية .1229
كما حرص القطاع على المواصلة في إستراتيجيته الرامية إلى تسهيل اإلجراءات وعصرنة الوثائق
اإلدارية ،فبدأ تعمي م عملية تحويل رخص السياقة الورقية برخص سياقة بيومترية ،على كافة بلديات
الوطن ابتداءا من شهر أوت ،1229ولإلشارة فإن كل شخص يرغب بمتابعة طلب رخصته إلكترونيا
وطلب تجديد يمكن ذلك من خالل منصة الوثائق البيومترية.1
في األخير إن تعميم مشروع الشباك اإللكتروني الموحد للوثائق البيومترية الهادف لتخفيف اإلجراءات
والوثائق لطالبي جواز السفر ،بطاقة التعريف الوطنية ،رخصة السياقة البيومترية اإللكترونية وكذا تقليص
آجال معالجة ومراقبة البيانات عبر جميع بلديات الوطن انطالق من تاريخ 15مارس 1229ليشمل
1و ازرة الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية ،تاريخ االطالع https://www.interieur.gov.dz/index.php/ar/ ،1212-22-21
248
عالقة اإلدارة اإللكترونية بالخدمة العمومية. الفصل الثاني:
حاليا 2524مقر بلدية وملحقة بلدية مع توسيع العملية بصفة تدريجية ابتداء من 12أفريل 1212
لتشمل معالجة طلبات رخصة السياقة البيومترية على أن تعمم الخدمة.1
عملت و ازرة الداخلية على وضع موقع إلكتروني خاص باستخراج شهادة الميالد 21عبر اإلنترنت
دون الحاجة للتنقل سمي بأطلب شهادة ميالدك األصلية 16الخاصة ،وموقعها هو
https://demande12s.interieur.gov.dz/Ar/default.aspx
وتعد شهادة الميالد 21الخاصة وثيقة رسمية تحتوي على معلومات الحالة المدنية التي تسمح
بتشكيل رقم التعريف الوطني لكل الجزائريين ،هذا الرقم فريد بالنسبة لكل جزائري ،كما أنها وثيقة أصلية
صادرة عن بلدية الميالد للمعني استنادا إلى سجل الحالة المدنية ،ويتم طباعتها من خالل برنامج آلي
بعد المرور عبر مراحل للتدقيق والمصادقة ،كما أنها تتصف باألمان حيث تطبع على ورقة مؤمنة
باستخدام أساليب متطورة لمنع أي محاولة للتزوير فرقم التعريف الوطني الموجود فيها يسمح بالكشف
عن أي محاولة استنساخ.2
في األخير يظهر لنا جليا أن لمشروع عصرنة اإلدارات المحلية أهدافا استراتيجية هي:
-مكافحة اإلرهاب والجريمة واالنحراف بأكثر نجاعة ،بفضل الجهاز المدني للتأكد األوتوماتيكي من
البصمات،
1اإلذاعة الجزائرية ،عصرنة اإلدارة :وتيرة متصاعدة في تجسيد المشاريع الموكلة لو ازرة الداخلية ،1229-25-25 ،تاريخ االطالع-22-24 :
https://www.radioalgerie.dz/news/ar/article/20190505/168905.html ،1212
2و ازرة الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية ،تاريخ االطالع ،1212-21-11
https://demande12s.interieur.gov.dz/Ar/default.aspx
249
عالقة اإلدارة اإللكترونية بالخدمة العمومية. الفصل الثاني:
-التقليل من تزوير وثائق الهوية والسفر ووضع حد لتعدد الهويات بفضل التأمين المادي للوسائل
المستخدمة ،وكذا اللجوء إلى إجراءات أكثر فعالية في إصدار والتأكد من هوية أصحاب طلبات الحصول
على هذه الوثائق،
-تحسين وتسهيل التأكد من هوية الراغبين في الحصول على هذه الوثائق بفضل استحداث إجراءات
واستمارة جديدة.1
الفرع الثاني :إنجازات وزارة الداخلية والجماعات المحلية في مجال عصرنة القطاع.
حققت و ازرة الداخلية والجماعات المحلية العديد من اإلنجازات في إطار العصرنة نذكر أهمها:
أوال .في مسار تجسيد استراتيجية العصرنة في قطاع الداخلية بناءا على مقاربة شاملة ومتعددة القطاعات
فقد تم تحقيق:
-2تحقيق تحول رقمي لتحسين اإلتصال وتعميم استخدام تكنولوجيا اإلعالم واالتصال خاصة في إدارات
المرفق العمومي وتحسين حوكمة القطاع االقتصادي.
11ضريفي نادية ،مقران سماح ،التوقيع اإللكتروني ودوره في عصرنة اإلدارة العمومية ،المرجع السابق ،ص .225
250
عالقة اإلدارة اإللكترونية بالخدمة العمومية. الفصل الثاني:
-1عكفت مصالح و ازرة الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية خالل سنة 1212على تقديم
عدد من الورشات بهدف تسهيل اإلجراءات اإلدارية وتقريب اإلدارة من المواطن.
-1إدراج التكنولوجيا الحديثة لإلعالم واالتصال في نمط تسيير حديث لمختلف الملفات الراهنة بهدف
تسهيل اإلجراءات اإلدارية التي تستدعي متابعة مستمرة وتنسيق متواصل بين المستويين المركزي
والمحلي.
-5قدرت مجموع جوازات السفر المنجزة على وجه العموم ،25.212.122أما المنجزة خالل سنة
1212ب 251.241جواز.
-1قدرت مجموع بطاقات التعريف البيومترية المنجزة ب ،29.129.141أما عدد بطاقات التعريف
المنجزة خالل سنة 1212ب .229 421 1
-2كما قدرت مجموع رخص السياقة البيومترية المنجزة ب ،2.151.122أما عدد رخص السياقة
المنجزة خالل سنة 1212ب .1224.222
ثانيا .أما في مجال التسهيالت والخدمات عن بعد لتقريب اإلدارة من المواطن فقد تم:
مواصلة لمساعي تقريب اإلدارة من المواطن وتخفيف اإلجراءات اإلدارية ،طورت مصالح الو ازرة
العديد من التطبيقات كما أطلقت عدد من الخدمات عن بعد:
1و ازرة الداخلية والجماعات المحلية ،حصيلة نشاطات و ازرة الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية لسنة :1212محور العصرنة ،تاريخ
االطالع https://www.interieur.gov.dz/index.php/ar/ ،1212-29-12
251
عالقة اإلدارة اإللكترونية بالخدمة العمومية. الفصل الثاني:
-2أرضية رقمية خاصة بمعالجة طلبات شهادة الكفاءة بالنسبة للجالية الجزائرية المقيمة بالخارج:
سمحت هذه األرضية ل 12.115مقيم بالخارج من إيداع طلبه إلكترونيا ،وتمت المعالجة اإللكترونية
لـ 12.111طلب أي ما يعادل .%92.22
-1خدمة سحب وثائق الحالة المدنية عن بعد :سمحت هذه الخدمة باستخراج أكثر من 111ألف وثيقة
حالة مدنية خالل شهر من انطالقها ،وتم تزويد هذه الوثائق المتاحة عن بعد برمز استجابة سريعة
يسمح بتأمينها ،وتسمح هذه الخدمة بتخفيف عبئ التنقل على المواطن وترشيد النفقات العمومية ،وذلك
باقتصاد أكثر من 212ألف مستخرج للحالة المدنية يوميا ما يمثل أكثر من 11مليون ورقة تتم
طباعتها سنويا واقتصاد غالف مالي لميزانيات البلديات يتجاوز 222مليون دج سنويا.
-1أرضية رقمية خاصة بتسجيل الجمعيات البلدية ولجان األحياء والتجمعات السكنية عبر الموقع
،www.interieur.govسمحت هذه األرضية بتسجيل 1194جمعية وقد تمت معالجة %22.12
من الطلبات اإللكترونية في ظرف ال يتعدى 22أيام من إيداعها.
-4أرضية رقمية إلجالء الرعايا العالقين بالخارج بسبب فيروس كورونا ،بحيث تم إجالء 14222
مواطن مقيم بالخارج ،فبهدف التأقلم مع األوضاع التي فرضتها جائحة كورونا وقصد تقليص التنقالت
والتجمعات تم إتاحة تحميل عدد من االستمارات عبر الموقع اإللكتروني للو ازرة على غرار اإلعانات
المتعلقة بتسيير مخلفات الجائحة.1
ثالثا .تطوير أنظمة المعلوماتية لعصرنة التسيير المركزي والمحلي حيث تم وضع:
-2نظام معلوماتي وطني خاص بمتابعة ملف تنمية مناطق الظل يسمح ب:
1و ازرة الداخلية والجماعات المحلية ،حصيلة نشاطات و ازرة الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية لسنة :1212محور العصرنة ،المرجع
السابق.
252
عالقة اإلدارة اإللكترونية بالخدمة العمومية. الفصل الثاني:
-1استحداث نظام معلوماتي وطني لمتابعة المدارس االبتدائية ،يسمح هذا النظام المحين آنيا ويوميا
بمتابعة وضعية 29222مدرسة ابتدائية من ناحية الهياكل والتجهيزات ،التعداد ،اإلطعام والنقل
المدرسيين ،طلب الشغل ،وكذا تطبيقا لمتابعة منحة التمدرس سمح بتسليم 1.2مليون منحة بقيمة
5222دج لمستحقيها.
-1ووفقا لمشروع التعليم اإللكتروني الهادف إلى عصرنة تسيير المؤسسات التربوية وضمان متابعة
رقمية تمدرس التالميذ ،التزمت الو ازرة من خالل خبرتها وتحكمها التقني بـمرافقة مصالح و ازرة التربية
الوطنية في عملية تنصيب شبكة تربط 22.222مؤسسة تعليمية عبر األقمار الصناعية بمركز
البيانات التابع لهذه الو ازرة.1
-4نظام معلوماتي خاص بالبطاقية الوطنية لطالبي السكن ،حيث يمكن هذا النظام من إحصاء ورقمنة
طلبات السكن المسجلة في جميع الصيغ ،مع إمكانية تحيين الملف بإجراء تقاطعات مع ملفات رقمية
أخرى كملفات الدخل وملفات الملكية لضمان أفضل استهداف وتحديد األولويات في تخصيص السكنات.
-5تطبيق خاص بعمليات التضامن بمناسبة شهر رمضان المبارك ،يسمح بمتابعة تقدم العمليات وتحيين
قوائم المستفيدين ،وقد تم تسليم 2.2مليون منحة.
-1تطبيقات خاصة بالفعالية الطاقوية على المستوى المحلي تعنى بمتابعة عملية تحويل الحظيرة المتنقلة
من البنزين إلى الغاز الطبيعي ،وقد سمحت بتسجيل 2112مركبة محولة.
253
عالقة اإلدارة اإللكترونية بالخدمة العمومية. الفصل الثاني:
-2إلى جانب تطبيق خاص بمسح شبكات اإلنارة العمومية عبر األحياء وهو ما سمح بتسجيل إنجاز
أكثر من 222ألف نقطة مضيئة جديدة ،كما تم استبدال أكثر من 221ألف مصباح مستهلك للطاقة
بمصابيح اقتصادية.
-2تطبيقة إلحصاء األحياء القصديرية ،توضح البيانات الجغرافية لهاته األحياء وتساهم في إنشاء ملف
شامل لألسر التي تعيش فيها ومراقبة عملية القضاء على هذه األماكن مباشرة باستخدام صور األقمار
الصناعية.1
وضعت و ازرة التعليم العالي والبحث العلمي استراتيجية لعصرنة ورقمنة القطاع والتخلص من اإلدارة
التقليدية للتحول إلى اإلدارات اإللكترونية وتحقيق مخطط الدولة المتمثل في صفر ورقة ،وفي ذلك
عملت الو ازرة على إنشاء مديريتين من أجل عصرنة القطاع تتمثل في:
-المديرية العامة للبحث العلمي والتطوير التكنولوجي :حيث تكلف المديرية العامة ،تحت سلطة الوزير
المكلف بالبحث العلمي ،بتنفيذ السياسة الوطنية للبحث العلمي والتطوير التكنولوجي في إطار جماعي
ومشترك بين القطاعات ،كما هي محددة في القانون رقم222 - 92المؤرخ في 11غشت سنة،2992
المعدل و المتمم .
1و ازرة الداخلية والجماعات المحلية ،حصيلة نشاطات و ازرة الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية لسنة :1212محور العصرنة ،المرجع
السابق.
2القانون رقم22 - 92المؤرخ في 11غشت سنة ، 2992المعدل و المتمم ،والمتعلقة بالبرمجة والتقييم والتنظيم المؤسساتي وتطوير الموارد البشرية
والبحث الجامعي والتطوير التكنولوجي والهندسة والبحث في العلوم االجتماعية واإلنسانية واإلعالم العلمي والتقني والتعاون العلمي وتثمين نتائج البحث
والهياكل القاعدية والتجهيزات الكبرى وتمويل البرنامج الخماسي ،ج ر ،العدد ،11الصادرة في 1جمادى األولى .2429
254
عالقة اإلدارة اإللكترونية بالخدمة العمومية. الفصل الثاني:
وتتكون من 4مديريات هي مديرية برمجة البحث والتقييم واالستشراف ،مديرية إدارة وتمويل البحث
العلمي والتطوير التكنولوجي ،مديرية التطوير التكنولوجي واالبتكار ،مديرية التنمية والمصالح العلمية
1
والتقنية.
تتمحور دراستنا في هذا المطلب حول أهم ما حققته و ازرة التعليم العالي والبحث العلمي من عصرنة
بعد ادخال اإلدارة اإللكترونية إليها ،حيث تطرق الفرع األول الستراتيجية الرقمنة لو ازرة التعليم العالي،
بينما تطرق الفرع الثاني للرقمنة وتطبيقاتها في مجال البحث العلمي.
عملت و ازرة التعليم العالي والبحث العلمي منذ جويلية 2020على االنتقال الرقمي بما يسمح بمواكبة
التكنولوجيات الحديثة وكذا القدرة على مجابهة وباء كورونا وما حمله من أعباء على السير الحسن في
العمل الوزاري وكذا القطاعي ،وتم تشكيل محاور عمل لرقمنة القطاع تمثلت باألساس في ثالث وحدات
يمكن تصنيفها كاآلتي:
تعتبر هذه اال ستراتيجية أداة الحكومة التي تهدف إلى تقليل التعامل باألوراق اإلدارية وتخفيف
استهالك مادة الورق ،فكان لو ازرة التعليم العالي والبحث العلمي نصيب من هذا المشروع الذي اجتهدت
في تجسيده من خالل مجموعة من اإلجراءات المتخذة يمكن تلخيصها كاآلتي:
-2حذف المراسالت الورقية بين مؤسسات التعليم العالي والبحث العلمي وجعلها % 222عبر الخط
.en ligne
255
عالقة اإلدارة اإللكترونية بالخدمة العمومية. الفصل الثاني:
-1تقليص الوثائق اإل دارية (للترشح في تسجيل الماستر ،تنظيم المسابقة الوطنية لاللتحاق بالطور
الثاني للمدارس العليا ،إيداع ملفات الترشح للدكتوراه ،مناقشة أطروحة الدكتوراه).
https://www.progres.mesrs.dz/webetu
-4التسجيل لإليواء والمنح الجامعية بالنسبة لطلبة البكالوريا الجدد تم % 222عبر الخط
https://www.progres.mesrs.dz/webonou
-9رقمنة إجراء انتقاء الخبراء المكلفين بدراسة مشاريع البحث التكويني الجامعي.
-22رقمنة تقييم عروض التكوين المقترحة من طرف مؤسسات التكوين العالي التابعة لدوائر و ازرية
أخرى ولمؤسسات التكوين العالي الخاصة.
فقد أصبح التحول الرقمي إلى اإلدارة اإللكترونية في القطاع ضرورة يفرضها الواقع ،ألن الهدف
األساسي للتحول الرقمي هو:
256
عالقة اإلدارة اإللكترونية بالخدمة العمومية. الفصل الثاني:
-2محاربة البيروقراطية:
أ-استحداث أ رضية عبارة عن خارطة جغرافية توضح توفر المناصب المفتوحة للدكتوراه في مختلف
التخصصات عبر التراب الوطني.
ب -توثيق الشهادات الجامعية يتم عبر الخط ويمكن تتبع سيرورة العملية بكل بساطة ونمكانية رفع
تظلمات.
-1إضفاء الشفافية:
أ-استحداث تطبيق رقمي يضم ميثاق اآلداب واألخالقيات الجامعية المعدة من طرف لجنة أخالقيات
المهنة التابعة للو ازرة.
ج-متابعة دائمة وتواصل مباشر عبر صفحة الوزير على مواقع التواصل االجتماعي لرفع الشكاوى
والتظلمات.
د-اتفاقيات تحسين جودة األنترنت في القطاع ،اتفاقية بين مركز البحث في اإلعالم التقني والعلمي
ومؤسسة اتصاالت الجزائر لرفع تدفق األنترنت عشر مرات.
و ازرة التعليم العالي والبحث العلمي ،حصيلة إنجازات قطاع التعليم العالي والبحث العلمي ،من جويلية 1212إلى جوان ،1212ص ص 1
.224-221
257
عالقة اإلدارة اإللكترونية بالخدمة العمومية. الفصل الثاني:
-2إعداد دفتر الشروط الخاص باقتناء منصة رقمية وطنية للتحاضر عن بعد خاصة بالقطاع.
-1مواصلة التنسيق مع و ازرة البريد والمواصالت السلكية والالسلكية لتجسيد العقد المبرم بين مركز
البحث في اإلعالم العلمي والتقني ( (CERISTومؤسسة اتصاالت الجزائر لتعميم الشبكة الوطنية
األكاديمية للرفع من قدرة التدفق بعشرة أضعاف واستحداث نقطة تواجد بالجنوب.
-1اإلعالن عن المناقصة الموجهة لتدعيم القدرة االستيعابية لمركز المعطيات بالقطاع ،مع تسجيل
عدم جدوى للمناقصة.
-4عقد ورشات عمل مع السلطة المختصة بالتصديق اإللكتروني لمناقشة كيفيات إدراج تقنية التوقيع
اإللكتروني للوثائق في النظام المعلوماتي المدمج) ) progresوالتصديق على الشهادات الجامعية
1
كمرحلة أولية.
يشهد القطاع حركية علمية في إطار تثمين القدرات البشرية وبناء معطيات حول الباحثين الجزائريين
داخل البالد وخارجها وكذا الكيانات البحثية والمصالح المشتركة ،ومن أهم المنصات الرقمية الخاصة
بالقطاع هي:
أوال .منصة ابتكار :ابتكار هي إحدى المنصات الرقمية التي أنجزت في إطار عصرنة القطاع وترقية
أساليب التكوين حيث يستفيد الباحثون األكاديميون ،والمؤسسات االقتصادية الباحثة من كيانات البحث
1و ازرة التعليم العالي والبحث العلمي ،حصيلة إنجازات قطاع التعليم العالي والبحث العلمي ،المرجع السابق ،ص .222
258
عالقة اإلدارة اإللكترونية بالخدمة العمومية. الفصل الثاني:
المجهزة من أجل إنجاز مشاريعهم البحثية ،فهي منصة رقمية تتواجد على الواب ويمكن تحميلها على
الهاتف الذكي.
وهي منصة تعليم عن بعد تم وضعها للتقريب بين الطلبة واألساتذة وأيضا من أجل إنشاء ووضع
الدروس عبر الخط ،وأول من طبقه فعليا هي جامعة محمد بوضياف المسيلة ،والذي يمكن من خالله:
-2فتح حساب لألساتذة بصفحة الموقع تمكنهم من رفع الدروس والدورات التدريبية ليتسنى للطلبة
االطالع عليها.
-1وضع دليل لألساتذة والطلبة يتضمن آلية استخدام أرضية التعليم اإللكتروني.
1
-1تصنيف الصفحة حسب كل تخصص وباللغات :العربية ،الفرنسية ،اإلنجليزية.
وهي منصة عالمية للمقاالت العلمية ،تعد بنكا للمقاالت العلمية بالنسبة للباحثين حيث تضم كل
المجالت المقاالت الجزائرية سواء المصنفة في التصنيف Cأو Bأو غيرها ،وهي تسير من قبل
المتعامل اإللكتروني .CERISTE
1شريف مراد ،عزوز منير ،أثر استخدام التعليم اإللكتروني كأداة لتحسين نظام ضمان جودة التعليم العالي في الجزائر ،دراسة حالة جامعة المسيلة،
مجلة معارف ،قسم العلوم االقتصادية ،السنة الثالثة عشرة ،العدد ،14جوان ،1222الجزائر ،ص .291
259
عالقة اإلدارة اإللكترونية بالخدمة العمومية. الفصل الثاني:
عمدت و ازرة العمل والتشغيل والضمان االجتماعي هي األخرى إلى إدخال تكنولوجيا المعلومات
وعصرنة القطاع وذلك منذ سنة 1222حيث ركزت جهودها على تثمين الموارد البشرية وتكوينهم
ال ستخدام آليات تكنولوجيا المعلومات ،كما عمدت أيضا على إعادة تهيئة وعصرنة الهياكل الخاصة
با لهيئات التابعة لها ،وتعميم اإلعالم اآللي ووضع الشبكة العنكبوتية موضع الخدمة للمواطنين ،وهذا
ما سمح بإحداث أنظمة إلكترونية تحقق خدمات للمواطنين وتسهل العمل على إدارات الضمان
االجتماعي.
لذا فقد حاولنا من خالل هذا المطلب دراسة أثر اإلدارة اإللكترونية وتكنولوجيا اإلعالم واالتصال
على و ازرة العمل والتشغيل والضمان االجتماعي وما تم تحقيقه من رقمنة للقطاع ،حيث تم التطرق في
الفرع األول للخدمات اإللكترونية المقدمة من طرف الصندوق الوطني للتأمين على األجراء ،أما الفرع
الثاني فقد شمل الخدمات اإللكترونية المقدمة من طرف الصندوق الوطني للتأمين عن البطالة ،في حين
تطرق الفرع الثالث إلنجازات قطاع الضمان االجتماعي.
الفرع األول :الخدمات اإللكترونية المقدمة من طرف الصندوق الوطني للتأمين على األجراء.
قامت و ازرة الضمان االجتماعي بجملة من الخطوات واإلجراءات التي من أجل عصرنة ورقمنة
منظومة الضمان االجتماعي ،وذلك في سبيل تقريب اإلدارة من المواطن ورقمنة القطاع لتحسين الخدمة
العمومية ،وتوفير فضاءات إلكترونية مخصصة للمؤمنين اجتماعيا تسمح لهم باالطالع على الخدمات
المقدمة لهم ،إلى جانب إجراء آخر يتعلق ببرمجة نظام يترجم فوريا لغة اإلشارة إلى نص مقروء أو
260
عالقة اإلدارة اإللكترونية بالخدمة العمومية. الفصل الثاني:
العكس لفائدة فئة الصم البكم ،وذلك في إطار العناية التي يوليها القطاع لذوي االحتياجات الخاصة،1
وتتمثل أهم المنصات التي عمدت الو ازرة على تطويرها ووضعها موضع الخدمة هي:
فضاء الهناء الذي وضع سنة 1222لكن تم انطالق تشغيله منذ مدة ليست ببعيدة ،هذا الفضاء
هو جزء من عدة تطبيقات تم تطويرها من أجل تقريب المواطن من اإلدارة دون التنقل إليها ،فهو يعطي
خصوصية للمأمن اجتماعيا ،حيث يسمح له بطرح كل اإلشكاالت وطلب رأس مال الوفاة والتصريح
بالعطل الوطنية وكذا طلب بطاقة الشفاء.
مكن الصندوق الوطني للتأمينات االجتماعية لغير األجراء لكل المعنيين من التسجيل على فضاء
هناء HANAمن أجل القيام بالعمليات التالية دون عناء التنقل:
2
-1استخراج شهادة األحقية واألداءات …الخ.
ثانيا .تطبيق التصريح عن بعد :يسمح للمأمن له اجتماعيا من التصريح بأعماله وأيضا إمكانية الدفع
عن بعد الشتراكاته ،والحصول على المعلومات اآلنية عبر ال smsالتي تطلعه عن كل جديد حول
حالته وملفاته على مستوى الصندوق.
1وكالة األنباء الجزائرية ،قطاع العمل بصدد تطوير برامج العصرنة لضمان الجودة في الخدمة العمومية 12 ،سبتمبر ،1229تاريخ االطالع:
https://www.aps.dz/ar/economie/77032-2019-09-28-14-16-07 ،1212-22-22
2الدراسة والتعليم ،التسجيل على فضاء هناء ،تاريخ االطالع /https://www.e-onec.com ،1212-22-21التسجيل-على-فضاء-هناء-
/elhanaa-cnas
261
عالقة اإلدارة اإللكترونية بالخدمة العمومية. الفصل الثاني:
ثالثا .تطبيقة بطاقة الشفاء :إن نظام الشفاء ،الذي يعتبر من بين أهم المحاور التي تقوم عليها عمليات
اإلصالح التي أخذها القطاع على عاتقه ،فهو في الواقع ثمرة لجهود حثيثة ومتواصلة ،باعتباره نظاما
عصريا للتسيير ،يجمع بين تقنيات اإلعالم اآللي واإللكترونيك واالتصاالت السلكية والالسلكية مرتك از
على أحدث التكنولوجيات وأدقها ،مشكال بذلك همزة وصل بين هيئة الضمان االجتماعي والمؤمن له
اجتماعيا ومهنيي الصحة.
الصندوق الوطني لألجراء كان له األسبقية في اإلنشاء ولهذا سمح له بتكوين منظومة معلوماتية
ألنه أساس نظام الشفاء الذي يكرس التعامالت اإللكترونية بين صناديق الضمان االجتماعي وكل
هيئات الضمان التي تتعامل ببطاقة الشفاء ،وهذه التطبيقة قيد التطوير.1
يعتبر مشروع نظام الشفاء مشروعا طموحا يعتمد على بطاقة ذات شريحة تسمى الشفاء ،وتعتبر
الجزائر السباقة في العمل به قاريا وعربيا ،فهو نظام معقد سواء من الناحية التقنية أو العملية أو
الوظيفية ،متعدد األبعاد ذو انعكاسات هيكلية على سير الصندوق وبيئته ،تم توزيع أول بطاقة في
جويلية ،1222وقد كان الهدف منه:
-2تحسين نوعية اآلداءات المقدمة من خالل تبسيط اإلجراءات المنتهجة في الحصول على األداءات،
وكذا التعويضات المنتظمة والسريعة.
-1تحسين العالقات فيما بين مقدمي الخدمات الصحية (الصيادلة ،األطباء ،الهياكل الصحية).
-1التحكم في التسيير وذلك عن طريق القوة اإلنتاجية والدقة في المراقبة ،مع مكافحة كل أشكال الغش
والتجاوزات.
1مقابلة مع المدير العام و ازرة العمل والضمان االجتماعي ،تاريخ االطالع ،1212-22-4
https://www.youtube.com/watch?v=pxW4WCSwZeQ
262
عالقة اإلدارة اإللكترونية بالخدمة العمومية. الفصل الثاني:
تستخدم البطاقة اإللكترونية الشفاء للقيام بعدة عمليات ،حيث تسمح بمراقبة مدة صالحية البطاقة،
وكذا مراقبة حقوق المؤمن لهم اجتماعيا في أداءات الضمان االجتماعي ،كما وتسمح أيضا بمراقبة
استهالك المنتجات الصيدالنية ،واإلعداد األتوماتيكي للفاتورة اإللكترونية (ورقة العالجات) ،مع ضرورة
التأكد من هوية حامل البطاقة ،والتوقيع اإللكتروني للفاتورة ثم إنتاج ونرسال الفواتير اإللكترونية من قبل
1
مهني الصحة إلى الصندوق الوطني للتأمينات االجتماعية للعمال األجراء.
خدمة الدفع اإللكتروني ،التي تسمح بتسديد اشتراكات الضمان االجتماعي المصرح بها ،عبر بوابة
التصريح عن بعد ، / teledeclaration.cnas.dzالمتوفرة فو ار و 14ساعة على 14ساعة طيلة أيام
األسبوع ودون أي تنقل ودون تقديم أي وثيقة ،هذه الخدمة توفر ثالث طرق للدفع ،إما بواسطة البطاقة
اإللكترونية بين البنوك ” “CIBللدفع اإللكتروني ،أو الصيرفة اإللكترونية أو االقتطاع بواسطة تبادل
البيانات المعلوماتية.2
الفرع الثاني :الخدمات اإللكترونية المقدمة من طرف الصندوق الوطني للتأمين عن البطالة.
عمد الصندوق الوطني للتأمين على البطالة لتقديم جملة من الخدمات اإللكترونية للمواطنين البطالين
للتسهيل عليهم ،منها:
1الصندوق الوطني للتأمينات االجتماعية للعمال األجراء ،الشفاء ،تاريخ االطالع /https://cnas.dz ،1212-22-21الشفاء/
2الشروق أونالين ،الحكومة تضع أرباب العمل أمام األمر الواقع تفاديا ألي مبررات" ،الدفع اإللكتروني" لتحصيل اشتراكات الضمان االجتماعي
للعمال األجراء ،1221-21-21 ،تاريخ االطالع /https://www.echoroukonline.com ،1212-22-21الدفع-اإللكتروني-لتحصيل-
اشتراكات-الض
263
عالقة اإلدارة اإللكترونية بالخدمة العمومية. الفصل الثاني:
في إطار تجسيد برنامج الصندوق الوطني للتأمين عن البطالة فيما يخص تحسين الخدمات المقدمة
للمرتفقين السيما تبسيط اإلجراءات اإلدارية ،أطلق الصندوق عبر الموقع االلكتروني، www.cnac.dz
أرضية رقمية تسمح لحاملي المشاريع بالتسجيل عن بعد وتمكينهم من إيداع الملفات و الحصول على
المرافقة الضرورية في مختلف مراحل تطوير المشروع ،إضافة إلى باقة من الخدمات األخرى والمتمثلة
السيما في:
–التحادث مع مستشاره الميسر من خالل وحدة المراسلة المدمجة على مستوى المنصة.
–تنزيل الدراسة التقنية واالقتصادية للمشروع ،قبل الذهاب إلى لجنة االختيار والمصادقة والتمويل.
–تتبع عبر اإلنترنت ،التقدم المحرز في معالجة طلب التسجيل الخاص به ودراسة ملفه ،قبل المثول
أمام لجنة االختيار والمصادقة والتمويل.1
كما تقدم منصة E-CNACباقة من الخدمات الرقمية في تطبيق واحد ،حيث يضع الصندوق
تحت تصرف الراغبين في إنشاء مؤسسة مصغرة تطبيق إلكتروني ، E-CNACالذي يتيح الولوج الفوري
1موقع و ازرة العمل والتشغيل والضمان االجتماعي ،أرضية رقمية جديدة للصندوق الوطني للتأمين عن البطالة لفائدة حاملي المشاريع-22-12 ،
،1212تاريخ االطالع /https://www.mtess.gov.dz/ar ،1212-22-21أرضية-رقمية-جديدة-للصندوق-الوطني-للتأ/
264
عالقة اإلدارة اإللكترونية بالخدمة العمومية. الفصل الثاني:
إلى باقة من الخدمات اإللكترونية الخاصة بجهاز الدعم إلحداث وتوسيع النشطات والمتضمنة
25خدمات إلكترونية ،التالي:
-2المحاكاة عبر اإلنترنت :تسمح هذه الخدمة لحامل المشروع بإجراء محاكاة لحساب:
ب -مبالغ ومواعيد استحقاقات تسديد القروض الممنوحة من قبل البنك والصندوق الوطني للتأمين عن
البطالة،
-1خدمة وين انسجل :تسمح هذه الخدمة لحامل المشروع بمعرفة مقر الوكالة الوالئية للصندوق الوطني
للتأمين عن البطالة األقرب إلى مقر إقامته.
-1خدمة مسار المشروع :تقدم هذه الخدمة لصاحب المشروع خطوات مسار إنشاء مؤسسة مصغرة
على مستوى الصندوق الوطني للتأمين عن البطالة بدءا من فكرة المشروع إلى غاية تجسيده على أرض
الواقع.
-4متابعة التسجيل عبر اإلنترنت :تسمح هذه الخدمة لصاحب المشروع من متابعة مدى التقدم المحرز
في معالجة طلب التسجيل عبر المنصة ،إضافة إلى إمكانية:
265
عالقة اإلدارة اإللكترونية بالخدمة العمومية. الفصل الثاني:
ه -تنزيل الدراسة التقنية واالقتصادية للمشروع ،قبل الذهاب إلى لجنة االختيار والمصادقة والتمويل.
-5متابعة الملف :تسمح هذه الخدمة لحامل المشروع بمتابعة جميع مراحل معالجة ملفه من التسجيل
إلى غاية بدء نشاطه كما تسمح له بتلقي رسائل من الصندوق وضبط مواعيد مع أعوان المرافقة
والمراقبة.1
في إطار مخطط الرقمنة المسطر من و ازرة العمل والتشغيل والضمان االجتماعي لتبسيط وتسهيل
اإلجراءات االدارية ،تم وضع حيز الخدمة باقة كبيرة من التطبيقات والحلول المعلوماتية تحتوي على
11منصة توفر 222خدمة ،كما استحدث الصندوق الوطني للعطل المدفوعة األجر والبطالة الناجمة
عن سوء األحوال الجوية لقطاعات البناء واألشغال العمومية والري خدمات رقمية جديدة التي من شأنها
تحسين الخدمة العمومية للتقرب أكثر فأكثر من المواطن بدون تكليفه عناء التنقل ،وهي:
-2االنتساب عن بعد :من بين الخدمات التي تم إطالقها بمناسبة اليوم اإلعالمي الذي نظمته و ازرة
العمل والتشغيل والضمان االجتماعي ،تحت شعار الرقمنة لمحاربة البيروقراطية ،خدمة االنتساب عن
بعد ،وهي خدمة جديدة أطلقها الصندوق من أجل تسهيل التعامالت مع مرتفقيه حيث بات اليوم بإمكان
الراغبين إلنشاء مؤسسة في قطاعات البناء األشغال العمومية والري إرسال ملفات انتسابهم عن بعد
دون تنقل وذلك عبر بوابة "تصريحاتكم".
-1التصريح السنوي لألجور واألجراء :ومن بين الخدمات أيضا مقاربة التصريح السنوي لألجور
واألجراء فألول مرة وبغية تسديد مستحقات عمال قطاعات البناء األشغال العمومية والري في أحسن
1موقع و ازرة العمل والتشغيل والضمان االجتماعي ،إطالق 4خدمات رقمية لصندوق كاكوبات ،تاريخ االطالع ،1212-22-21
/https://www.mtess.gov.dz/arإطالق-24-خدمات-رقمية-لصندوق-كاكوبات/
266
عالقة اإلدارة اإللكترونية بالخدمة العمومية. الفصل الثاني:
اآلجال تم إطالق خدمة مقاربة المعلومات المرسلة من طرف المستخدم في التصريح السنوي لألجور
واألجراء مع قاعدة بيانات الصندوق للتحقق من المعلومات المرسلة إليه ،وذلك قبل االنطالق الرسمي
للحملة السنوية لألجور واألجراء المصادف للفاتح من جويلية من كل سنة.
-1خدمة فضاء العمل :خدمة فضاء العمل المتوفرة عبر بوابة تصريحاتكم تمكن العامل من متابعة
مراحل تسيير عطلته السنوية الجارية وحتى المتعلقة بالحملتين “س ”1-ابتداء من التصريح السنوي
لألجور واألجراء المرسل من طرف مستخدميه إلى غاية دفع أجرته ،واالطالع على كشف راتبه ،كما
قام صندوق كاكوبات برقمنة سجل الشكاوي واالقتراحات حيث أصبح بإمكان المنتسبين للصندوق تسجيل
الشكاوي واالقتراحات واإلدالء برأيهم عن طريق المحطات التفاعلية المتوفرة لدى الوكاالت الجهوية
باستعمال تطبيق استعالماتكم ،حيث تهدف هذه الخدمة للتواصل واالستماع إلى الشكاوي واالقتراحات
المقدمة من قبل المواطن ،ومتابعة مسار الشكاوي واالقتراحات بصفة رقمية ومركزية ،والتقليص من
الشكاوي الكتابية وتعويضها بالرقمية.1
تنفيذا الستراتيجيات العصرنة ومواكبة للتطورات االقتصادية واالجتماعية التي تشهدها الجزائر
باعتبار أن الرقمنة مهمة جدا إلضفاء الشفافية وكسب ثقة المواطن للقضاء على البيروقراطية ،تم
استحداث جملة من التطبيقات للتسهيل على القطاع ذاته وحتى على القطاعات األخرى كونه قطاع
يمس كل أجزاء المجتمع.
1موقع و ازرة العمل والتشغيل والضمان االجتماعي ،إطالق 4خدمات رقمية لصندوق كاكوبات ،تاريخ االطالع ،1212-22-21
/https://www.mtess.gov.dz/arإطالق-24-خدمات-رقمية-لصندوق-كاكوبات/
267
عالقة اإلدارة اإللكترونية بالخدمة العمومية. الفصل الثاني:
-2توقيع االتفاقيات مع العيادات الخاصة من أجل تمكين المواطنين من الحصول على عناية صحية
أفضل وتقريب العالج لهم ،وذلك لتقريب التكنولوجيا من المأمن لهم.
-1تطبيق ( Mon Offreعروض العمل) هذا التطبيق مخصص لطالبي العمل ،لتمكينهم من إيجاد
عروض العمل المناسبة لهم.
-1تطبيق NAMEيسمح هذا التطبيق بتحديد كل المهن الموجودة في الجزائر من خالل المدونة
الوطنية الجزائرية للمهن والوظائف.
-5نظام معلوماتي رقمي يتوافق مع احتياجات المواطنين المتقاعدين ،من خالل فضاء المتقاعد
للحصول على كل الخدمات التي يحتاجونها.
-1خدمة التعرف على مالمح الوجه عن طريق قاعدي للصندوق الوطني للتقاعد والتي من شأنها أن
تجنب المتقاعدين عناء التنقل الستصدار شهادات الحياة من البلديات.
-2منصة الحساب الفردي للناشط األجير على مستوى الصندوق الوطني لالطالع على مساره المهني
وفترات وقيمة اشتراكاته والجهات المستخدمة تحضي ار لتقاعده.
-9خدمة الحساب اإللكتروني للتقاعد على مستوى الصندوق الوطني للضمان االجتماعي لغير األجراء.
-22منصة تقديم عناصر التمثيلية النقابية عن بعد للمنظمات النقابية ألرباب العمل والعمال.
268
عالقة اإلدارة اإللكترونية بالخدمة العمومية. الفصل الثاني:
-22تطبيق خاص بالهاتف النقال إك ناك الذي يشمل كل الخدمات التي يقدمها الصندوق الوطني
للتأمين عن البطالة لحاملي المشاريع.
-21خدمة الحساب الفردي للمستخدم لالطالع على األجر المصرح به واالشتراكات المدفوعة عنه من
خالل منصة تصريحاتكم.
-24خدمة محاكات التصريح السنوي عن بعد قبل اعتماد التصريح النهائي لألجور على منصة
كاكوبات.
-25تطوير ووضع حيز الخدمة للسجل اإللكتروني الخاص بالشكاوى واالقتراحات على مستوى مصالح
1
الكاكوبات.
-2قام الصندوق الوطني للضمان االجتماعي للعمال األجراء بتطوير الخدمات اإللكترونية التالية:
ب-استخراج وتوثيق شهادات االنتساب (الخدمة قيد االستغالل عبر فضاء الهناء)،
1و ازرة العمل :إطالق 22تطبيقات ومنصات رقمية جديدة ،تاريخ االطالع1212-4-2 :
https://www.youtube.com/watch?v=Jsz1WWy3vfA
269
عالقة اإلدارة اإللكترونية بالخدمة العمومية. الفصل الثاني:
-1قام الصندوق الوطني للضمان االجتماعي لغير األج ارء CASNOSبالخدمات االلكترونية التالية.
أ-تطوير خدمة إلكترونية لالنتساب لفائدة غير األجراء ( الخدمة قيد االستغالل)،
ب -وضع نظام معلوماتي للتسيير اإللكتروني للملفات المتعلقة بجراحة القلب مع العيادات الخاصة
المتعاقدة (الخدمة قيد االستغالل)،
-1طور الصندوق الوطني للعطل المدفوعة األجر والبطالة الناجمة عن سوء األحوال الجوية لقطاعات
البناء واألشغال العمومية والري :CACOBATPH
أ-خدمة إلكترونية تسمح للعمال بمتابعة حساباتهم الفردية ( لم يتم وضعها قيد االستغالل)،
ب-خدمة االقتطاع اآللي لالشتراكات لفائدة المستخدمين المنخرطين في هذه الخدمة ويبقى االنتهاء من
تطوير مقابل هذا النظام على مستوى البنك الذي تم االتفاق معه إلنجاز هذه العملية.
أ-نظام التعرف على مالمح وجه المتقاعدين عن طريق الهاتف ،مما يعفيهم من تقديم شهادة الحياة (لم
يتم وضعه قيد االستغالل)،
ب-نظام أداء التقاعد عن بعد وسيتم االنتهاء من هذه العملية في غضون سنة ،1212
-5قام الديوان الوطني ألعضاء المعوقين االصطناعية ولواحقها ONAAPHبتطوير خدمة إلكترونية
تسمح بأخذ المواعيد (لم يتم وضعه قيد االستغالل)،
270
عالقة اإلدارة اإللكترونية بالخدمة العمومية. الفصل الثاني:
-1قام قطاع الضمان االجتماعي بإعداد تقرير حول تبسيط اإلجراءات اإلدارية يرمي إلى رقمنة
الخدمات،
-2تطوير وتكييف مجموعة أدوات العمل واإلشراف على مستوى الو ازرة:
أ-أرضية نظام تسيير المحتوى ،TMSتشمل التسيير اإللكتروني للمراسالت اإلدارية ،االصغاء
االجتماعي ومتابعة تنفيذ مخطط نشاط القطاع ومتابعة أهم المؤشرات المتعلقة باإلصغاء االجتماعي
على المستوى الوطني (التطبيق قيد االستغالل)،
ج-أرضية رقمية آراؤكم الخاصة لسبر اآلراء وجمع االقتراحات ( قيد االستغالل)،
د-تطبيق يسمح بتسيير ومتابعة النشاطات اإلعالمية للهيئات تحت الوصاية ،وبتحديد توجهات األجهزة
اإلعالمية (قيد االستغالل).
-9مناطق الظل :وضع الصندوق الوطني للتأمينات االجتماعية للعمال األجراء CNASوالصندوق
الوطني للضمان االجتماعي لغير األجراء CASNOSخدمة الشباك المتنقل للتكفل بانشغاالت
المواطنين على مستوى مناطق الظل.
أ-إعداد سيناريوهات لتحديد األثر على التوازنات المالية لهيئات الضمان االجتماعي خاصة وكل الهيئات
تحت الوصاية عامة ،ما سمح بوضع تسهيالت شبه ضريبية مدروسة.
271
عالقة اإلدارة اإللكترونية بالخدمة العمومية. الفصل الثاني:
ب-اتخاذ مجموعة من اإلجراءات لتقليل تنقالت المرتفقين نحو الهيئات التابعة للقطاع ،على غرار إلغاء
زيادات وغرامات التأخير المتعلقة بدفع االشتراكات وتمديد مدة صالحية بطاقة الشفاء دون تحيينها
ونلغاء المراقبة الطبية الحضورية ،إلى غيرها من التدابير.
ج -تنظيم حملة للتحسيس وشرح الخدمات اإللكترونية المقترحة من طرف القطاع ،وتطوير خدمات
إلكترونية جديدة ،على غرار إحصاء المؤسسات المتضررة بسبب الجائحة ،واقتراح جدولة دفع
االشتراكات عن بعد.1
ثالثا .اإلنجازات المحققة خالل سنة :6161أهم اإلنجازات المحققة تتمثل في:
أ-تطوير خدمة التصريح عن بعد خاصة باألمومة ووضعها حيز الخدمة)،) CNAS
ب-االنتهاء من تطوير خدمة التصريح عن بعد لطلب منحة الوفاة ووضعها حيز الخدمة)،) CNAS
د-االنتهاء من تطوير خدمة تسمح للعامل المنتسب لصندوق CACOBATPHمن متابعة حسابه
الفردي اإللكتروني،
ه-تطوير خدمة محاكاة مطابقة التصريح السنوي لألجور الخاصة بأرباب العمل في قطاعات البناء
واألشغال العمومية والري )،)CACOBATPH
1و ازرة العمل والتشغيل والضمان االجتماعي ،ملخص حصيلة تنفيذ مخطط عمل الحكومة في قطاع العمل والتشغيل والضمان االجتماعي ،الجمهورية
الجزائرية الديمقراطية الشعبية ،سنة ،1212النسخة العربية ،ص ص .22-9
272
عالقة اإلدارة اإللكترونية بالخدمة العمومية. الفصل الثاني:
ي-االنتهاء من تطوير خدمة إلكترونية خاصة بالتعرف على مالمح الوجه إلعفاء المتقاعدين من تقديم
شهادة الحياة ووضعها حيز الخدمة )،)CNR
ن-تطوير خدمة الحساب الفردي الخاص بالعامل غير المتقاعد على مستوى الصندوق الوطني للتقاعد
لمتابعة التصريح باألجور والمسار المهني ووضعها حيز الخدمة).) CNR
ل-تطوير ووضع حيز الخدمة منصة إلكترونية تسمح بتبادل الوثائق ومرافقة أصحاب المشاريع عن
بعد)،) CNAC
ف-تطوير تطبيق CNAC-Eيشمل أهم الخدمات التي يقدمها الصندوق الوطني للتأمين عن البطالة،
ك-تطوير بوابة إلكترونية لفائدة المنظمات النقابية للتصريح عن بعد بعناصر التمثيلية ،تتضمن قوائم
المعلومات الخاصة بالمنخرطين.
-1مجال التكوين :إعداد برنامج التكوين متعدد السنوات في مجاالت الرقمنة تقنيات اإلعالم واالتصال
والميادين المرتبطة بمهن القطاع لفائدة مستخدمي القطاع ،وتقييم األثر المالي لهذه العملية.1
تجدر اإلشارة في األخير أن أغلب القطاعات تسعى للتطور بإدخال تكنولوجيا المعلومات واإلدارة
اإللكترونية في التسيير الداخلي لها ولتحسين الخدمات المقدمة للمواطنين ،لكن البعض اآلخر مازال
متأخرا ،وأهم نقطة تم العمل عليها في السنوات األخيرة منذ إنشاء اللجنة الوطنية المستقلة لمراقبة
االنتخابات هي محاولة عصرنة العملية االنتخابية حيث ارتقت السلطة الوطنية وحققت نتائج باهرة في
1و ازرة العمل والتشغيل والضمان االجتماعي ،ملخص حصيلة تنفيذ برنامج عمل قطاع العمل والتشغيل والضمان االجتماعي بعنوان سنة 1212
الى غاية 22جوان ،المرجع السابق ،ص .22
273
عالقة اإلدارة اإللكترونية بالخدمة العمومية. الفصل الثاني:
مجال العصرنة بفضل طاقم المهندسين تعود خبرتهم إلى رقمنة قطاع العدالة منذ المخطط التوجيهي
لرقمنة العدالة سنة 1221أين كانوا مهندسين في طاقم مركز البحوث المعلوماتية ،واآلن هم من يشرفون
على عصرنة العملية االنتخابية بعد ضمهم في الطاقم الثالثي الذي كونته الهيئة المستقلة لإلشراف على
الشباب والرقمنة ،كما جهزت أيضا بأحسن األجهزة المتطورة وأفضلها ،مما أدى الى ترقية وتطور اللجنة
المستقلة في جانب الرقمنة على مستوى عال جدا يهدف لتحقيق الشفافية.
فإدراج التكنولوجيات الحديثة لإلعالم واالتصال في تسيير كامل العملية االنتخابية لإللمام بالجوانب
المتعلقة بها ،السيما التسجيل في القوائم االنتخابية ،تسيير وتطهير السجل االنتخابي وكذا إيداع ملفات
الترشح بصورة إلكترونية عبر المنصة الخاصة بها لرقمنتها داخل القاعدة المركزية الوطنية ،تحيين
القوائم االنتخابية وملفات الترشح لتحديد عدد المترشحين ،متابعة العملية االنتخابية ونعالن والنتائج
وتقديم الطعون ،ألن الرقمنة منحت للعملية السرعة في اإلنجاز والفعالية للتمسك والتحكم في المعطيات
لتحقيق المصداقية والشفافية.1
يعتبر تسيير االنتخابات بالوسائل اإللكترونية ضروريا للعملية خاصة لتكريس الحكامة الراشدة
والديمقراطية ،إذ أن ولوج تكنولوجيا المعلومات في التحضير لتسيير االقتراع سمح بتقليص جد معتبر
لمدة مركزية المعطيات بين المستويين المحلي والمركزي ومن جهة أخرى سمح باالطالع باستمرار على
نتائج سير كل خطوة من خطوات العملية االنتخابية ،فالعصرنة تجعل من هذه العملية أكثر شفافية
ومصداقية ،وتعميقا للديمقراطية الدستورية.2
1محمد شرفي ،مقابلة مع رئيس الهيئة الوطنية لمراقبة االنتخابات ،تاريخ االطالع https://ina-elections.dz ،1212.22.22
2الهيئة الوطنية المستقلة لالنتخابات ،تاريخ االطالع https://ina-elections.dz ،1212.22.22
274
الباب الثاني:
إن الجهاز القضائي كغيره من أجهزة الدولة بادر للتغير والتطور ليواكب متطلبات العصر ولضمان
الفعاية للفصل في القضايا والنزاعات الجديدة المتعلقة بتكنولوجيا المعلومات المعروضة أمامه ،وقد تم
عصرنته بصورة تدريجية متناسبة واستيعاب األشخاص لتلك اإلجراءات اإللكترونية سواء كانوا موظفين
أو مواطنين ،وقد شهدت األنظمة القضائية العالمية تطو ار ملحوظا خاصة الواليات المتحدة األمريكية
التي تتربع على عرش التطور السيما في المجال القضائي.
إن السمة األولى لإلدارة االلكترونية هي التحول من اإلدارة الورقية المعتمدة بشكل أساسي على
األوراق والمستندات إلى اإلدارة اإللكترونية التي تقوم على تقنيات االعالم واالتصال ،هذا ما عاد بالفائدة
على النظام القضائي فالتحول من القضاء العادي إلى القضاء اإللكتروني ساهم في تخفيف السندات
الورقية إ ن لم نقل الغائها بشكل كبير لتحل محلها السندات اإللكترونية بوصفها أسلوبا حديثا ومتطو ار
للكتابة ،وحتى تعتبر هذه السندات ذات حجية قانونية يجب أن تحتوي على توقيع إلكتروني يتماشى مع
هذا النوع الجديد من السندات لذلك تم وضع قوانين خاص إلنشاء التوقيعات اإللكترونية إلضفاء الحجية
ل لدعامات غير الورقية في مجال اإلجراءات القضائية ،وهذا ما شكل التحدي األكبر واألهم لشكلية
اإلجراءات القضائية ،وبذلك بدأت موجة التعديالت على القوانين في كل الدول في مجال تكنولوجيا
275
اإلدارة اإللكترونية في قطاع العدالة بالجزائر. الباب الثاني:
المعلومات سعيا لتنظيم مسألة رقمنة إجراءات التنظيم القضائي ،واالعتماد على تقنيات الحاسوب اآللي
واالنترنت في مجال رقمنة تسجيل الدعاوى القضائية.
إن ما وصلت إليه الدول الغربية اليوم متطور جدا باعتبارها مهد الحضارة اإللكترونية ،فقد أصبحت
كل إجراءات التقاضي تتم إلكترونيا من رفع الدعوى إلى غاية صدور الحكم القضائي اإللكتروني وتنفيذه
وهو ما سمي بالتقاضي اإللكتروني ،كما تم إيجاد ما يسمى بالمحكمة اإللكترونية والتي يتم من خالل
موقعها الخاص إقامة كل إجراءات الدعوى القضائية ،أما الدول العربية فال زالت تضع الخطوات األولى
في هذا المجال من خالل إصدار تشريعات إلنشاء القواعد األساسية التي يقوم عليها التقاضي
اإللكتروني ،وأيضا ما تحتاجه من أدوات ومقتضيات ،وتعد الجزائر من الدول القليلة التي نصت على
قانون خاص بالتقاضي االلكتروني وهو قانون عصرنة العدالة.
وفقا لما تقدم ستنصب دراستنا في هذا الباب للتعرف أوال على التقاضي اإللكتروني وببيان مقتضياته،
ونجراءاته ،مع تحديد بدائله على الساحة الدولية ،ثم التطرق لعصرنة العدالة في الجزائر ومدى تأثر
قطاع العدالة بتكنولوجيا اإلعالم واالتصال ،كل ذلك وفقا للتقسيم التالي:
276
الفصل األول:
التقاضي اإللكتروني.
التقاضي اإللكتروني. الفصل األول:
لقد عرفت البشرية في بداية األلفية الجديدة تطو ار هائال في المجال القانوني ويعود الفضل في ذلك
للثورة المعلوماتية ،التي نتج عنها تحول جذري في التقنيات القانونية التقاضي من تقليدية بطيئة في
الكثير من اإلجراءات إلى نوع جديد تميز بالسرعة وقلة اإلجراءات واختصار الوقت والمكان ،جيث
أطلق عليه تسمية التقاضي اإللكتروني.
إن الصورة الجديدة للتقاضي تذهب فيها الجهات القضائية لمحاولة االستفادة من ثورة المعلومات
ومن تكنولوجيا االتصاالت واإلعالم ،وذلك باستخدام وسائل االتصال الحديثة في التقاضي ،خاصة
الحاسب اآللي واإلنترنت ،بدءا من إيداع ملف الدعوى واألوراق والمستندات إلكترونيا لدى المحكمة ثم
تخزينها في موقع المحكمة على دعامات إلكترونية ،إال غاية صدور الحكم ونمكانية االطالع عليه من
خالل الموقع اإللكتروني الخاص بها ،كل هذا باالعتماد على وسائل حديثة متطورة تتميز بالحداثة
والسرعة العالية والدقة في المواعيد والحضور إلكترونيا دون عناء التنقل.
لم يتوقف صدى هذا التطور على الدول الغربية فقط بل وصلت تجلياته إلى األنظمة القضائية
للدول العربية ل دفعها نحو رقمنة أنظمتها القضائية من خالل استحداث تشريعات قانونية إلنشاء متطلبات
التقاضي اإللكتروني ،سعيا للتكريس الفعلي له على أرض الواقع وهو ما تم الوصول إليه فعال.
لذا ستنصب دراستنا في المبحث األول للتعرف على التقاضي اإللكتروني وبيان متطلباته وأدواته،
مع تحديد إجراءاته ،أما المبحث الثاني فسنتناول فيه حجية التقاضي اإللكتروني لتبيان مدى صحة
المحررات اإللكتروني في التعامالت القضائية واإلثبات ،لنختم الفصل بالتحكيم اإللكتروني والوسائل
البديلة لفض المنازعات في المبحث الثالث.
277
التقاضي اإللكتروني. الفصل األول:
إن مصطلح التقاضي اإللكتروني حديث النشأة وهو يختلف عن التقاضي العادي من خالل الوسائل
اإللكترونية المعتمدة فيه حيث أصبح االعتماد في التواصل على البريد اإللكتروني واألنترنت ،وترجع
فكرة التحول من التقاضي التقليدي إلى اإللكتروني ،إلى النتائج المتحصل عليها عند تطبيق التجارة
اإللكترونية عالميا وما حققته من نجاح أبهر الجميع فهي تتم عبر موقع ويب إلكتروني ومن خالل نافذة
إلكترونية ،وبالتالي فإن التقاضي اإللكتروني قد طبقت عليه نفس الفكرة ،حيث يمكن رفع الدعوى
اإللكترونية من خالل اإلنترنت عبر نظام إرسال وقبول المستندات اإللكترونية ،للتخلص من اإلدارة
التقليدية البيروقراطية وتطبيق مفهوم اإلدارة اإللكترونية في التقاضي.
فالهدف من التقاضي اإللكتروني هو االستفادة من التقنيات العلمية لإلنترنت إلدارة ملف الدعوى
وتحقيق العدالة بين الخصوم ،من خالل االعتماد على السندات اإللكترونية والبرمجة المعلوماتية لكل
ملفات الدعاوى والسجالت القضائية بدال من التعامالت الورقية ،سعيا لتوفير الوقت وتقليل النفقات
والعمل على تحقيق العدالة.
من خالل ما تقدم سنحاول في هذا المبحث ضبط ماهية التقاضي اإللكتروني وذلك من خالل تحديد
مفهوم التقاضي اإللكتروني في المطلب األول ،ثم التعرف على المحكمة اإللكترونية في المطلب الثاني،
بعدها تحديد أدوات التقاضي اإللكتروني في المطلب الثالث ،وأخي ار بيان إجراءات التقاضي اإللكتروني
في المطلب الرابع.
278
التقاضي اإللكتروني. الفصل األول:
حتى نتمكن من التعرف على آليات التقاضي اإللكتروني وكيفية إقامته البد أوال من تحديد تعريف
له وبيان الخصائص التي تميزه عن التقاضي التقليدي ،من هذا المنطلق تناول هذا المطلب تعريف
التقاضي اإللكتروني في الفرع األول ،ثم بيان خصائصه في الفرع الثاني ،بينما تطرق الفرع الثالث
للمحكمة اإللكتروني.
عرف الدكتور خالد ممدوح إبراهيم التقاضي اإللكتروني بأنه ":عملية نقل مستندات التقاضي إلكترونيا
إلى المحكمة عبر البريد اإللكتروني ،حيث يتم فحص هذه المستندات بواسطة الموظف المختص
ون صدار قرار بشأنها بالقبول أو الرفض ونرسال إشعار إلى المتقاضي يفيده علما بما تم بشأن هذه
المستندات".1
كما عرفه الدكتور حازم محمد الشرعة بأنه ":سلطة لمجموعة متخصصة من القضاة النظاميين
بنظر الدعوى ومباشرة اإلجراءات القضائية بوسائل إلكترونية مستحدثة ،ضمن نظام أو أنظمة قضائية
معلوماتية متكاملة األطراف والوسائل ،تعتمد منهج تقنية شبكة الربط الدولية (اإلنترنت) وبرامج الملفات
الحاسوبية اإللكترونية بنظر الدعوى والفصل فيها وتنفيذ األحكام بغية الوصول لفصل سريع للدعاوى
والتسهيل على المتقاضين" ،وبموجب هذا التعريف فإن التقاضي اإللكتروني يحتاج لقاعدة تشريعية
1خالد ممدوح إبراهيم ،التقاضي اإللكتروني ،الدعوى اإللكترونية ونجراءاتها أمام المحاكم ،دار الفكر الجامعي ،اإلسكندرية ،1222 ،الطبعة األولى،
ص .21
279
التقاضي اإللكتروني. الفصل األول:
يستمد القضاة سلطتهم بموجبها لنظر الدعاوى ونصدار الق اررات واألحكام بناءا لهذه اإلجراءات التي
تحمل صفة اإللزام وبالتالي تتمتع بحجية األحكام.1
يقول البعض من الفقه بأنه يقصد بالتقاضي اإللكتروني استخدام وسائل االتصاالت الحديثة في
التقاضي ،لالستفادة من تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت في تسيير التقاضي ،ونن هذه االستفادة قد
تكون جزئية ،وهو ما يطلق عليه "التقاضي بوسائل إلكترونية" أو "المحكمة بالوسائل اإللكترونية" ،وقد
تكون كاملة ،وهو ما يطلق عليه القضاء اإللكتروني أو "المحكمة اإللكترونية" أو "المحكمة االفتراضية"
وهي تعني االنتقال من تقديم خدمات التقاضي والمعامالت بشكلها الروتيني الورقي إلى الشكل اإللكتروني
عبر اإلنترنت.2
بالتالي إن التقاضي اإللكتروني يتطلب إنشاء وتصميم وبرمجة نظام قضائي معلوماتي يشمل مواقع
إلكترونية تقدم خدمات إدارية وقضائية باإلضافة لقاعات محاكمة مجهزة بخطوط االتصال والحواسيب
والبرامج التي تمكن قضاة المعلومات من نظر الدعاوى ونفهام المتداعين لمضمون الق اررات فتتم عملية
التقاضي الشاملة من خالله ،3ويشمل هذا النظام ،المحكمة اإللكترونية والتي هي عبارة عن حيز تقني
معلوماتي ثنائي الوجود مؤلف من شبكة الربط الدولية إضافة إلى مبنى المحكمة ،بحيث يتيح الظهور
المكاني اإللكتروني لوحدات قضائية وندارية على الشبكة ،وتعمل هذه األجهزة على استقبال الطلبات
القضائية ولوائح الدعاوى وتجهيز برامج الملفات اإللكترونية وتوفير متجدد للمعلومات حول مستجدات
الدعاوى وق اررات األحكام بما يمثل تواصال دائما مع جمهور المواطنين والمحامين ،كما تمكن هذه
المحكمة أصحاب العالقة المتقاضين ووكالئهم من الترافع ونحضار الشهود وتقديم البيانات واالتصال
المباشر مع العاملين في المحكمة ،في كل وقت ومن أي مكان ،كما توفر آليات جديدة ومتطورة لمتابعة
1حازم محمد الشرعة ،التقاضي اإللكتروني والمحاكم اإللكترونية ،كنظام قضائي معلوماتي عالي التقنية وكفرع من فروع القانون بين النظرية والتطبيق،
دار الثقافة للنشر والتوزيع ،عمان ،الطبعة األولى ،1222 ،ص .52
2أحمد هندى ،التقاضي اإللكتروني الستعمال الوسائل اإللكترونية في التقاضي ،دراسة مقارنة ،دار الجامعة الجديدة ،اإلسكندرية ،1224 ،ص .22
3حازم محمد الشرعة ،التقاضي اإللكتروني والمحاكم االلكترونية ،نفس المرجع ،ص .52
280
التقاضي اإللكتروني. الفصل األول:
الدعاوى واالطالع على مجريات الجلسات -بل وحتى حضور الجلسات حضو ار إلكترونيا -واالطالع
على ق اررات األحكام بكل يسر وسهولة.1
يرجع السبب للتحول إلى اإلدارة اإللكترونية في المحاكم لما تواجهه هذه األخيرة أثناء قيامها بوظيفتها
في إدارة مرفق العدالة من مشكلة حقيقية تمثلت في تراكم أو تزاحم القضايا ،وهو ما يظهر بوضوح
األزمة الحالية التي يمر بها قضاء أغلبية البلدان في الوقت الحاضر ،حيث تسببت الزيادة الهائلة في
عدد القضايا المقدمة أمام المحاكم للفصل فيها إلى حد أطلق عليه الفقه الفرنسي" االنفجار القضائي"
في إشارة إلى عجز القضاء عن القيام بأداء مهمته على أكمل وجه ،والذي يعتبر بحق إنكار للعدالة،
وصارت أجهزة العدالة قاصرة على النهوض بأعمالها المتزايدة.2
يتميز التقاضي اإللكتروني بجملة من الخصائص التي يختلف ويتميز بها عن التقاضي بالطرق
التقليدية ،من سرعة وسهولة االتصاالت وتبادل المستندات بين األطراف واختصار الوقت والمكان ،كما
يسهل الحصول على المعلومات ،وبالتالي فإن أهم الخصائص الرئيسية المميزة له هي:
أوال .االعتماد على السندات اإللكترونية واختفاء األوراق في إجراءات التقاضي اإللكتروني:
تتميز إجراءات التقاضي اإل لكتروني بالدرجة األولى بعدم وجود أية وثائق ورقية متبادلة في إجراء
المعامالت ،إذ أن كافة اإلجراءات والمراسالت بين طرفي التقاضي تتم إلكترونيا دون استخدام أي
أوراق ،وهو ما يتفق مع الغرض من التقاضي عبر اإلنترنت لخلق مجتمع المعامالت الالورقية ،وبالتالي
1داديار حميد سليمان ،اإلطار القانوني للتقاضي المدني عبر اإلنترنت ،دراسة تحليلية مقارنة ،دار الثقافة للنشر والتوزيع ،عمان ،األردن ،الطبعة
األولى ،1225 ،ص .51
2مصطفى المتولي قنديل ،دور األطراف في تسوية المنازعات العقدية ،دار الجامعة الجديدة للنشر ،اإلسكندرية ،1225 ،ص ص .9-2
281
التقاضي اإللكتروني. الفصل األول:
ستحل ال دعائم اإللكترونية محل الدعائم الورقية وهكذا تصبح الرسائل اإللكترونية هي السند القانوني
الوحيد المتاح لكال الطرفين في حالة نشوء أي نزاع بينهما ،ما يثير موضوع أدلة اإلثبات اإللكترونية
1
وأثرها كعائق أمام نمو التقاضي عن بعد.
لقد أقر الفقه الحديث بمساواة السند اإللكتروني للسند التقليدي ،وأن الصفة اإللكترونية للمستند تعني
أن العمليات المختلفة التي تتصل به مثل كتابته أو حفظه أو استرجاعه أو نقله تتصل بتقنية تحتوي
على ما هو كهربي أو رقمي أو مغناطيسي أو السلكي أو بصري أو كهرومغناطيسي أو غيرها من
الوسائل المشابهة ،2كما أصبحت السندات اإللكترونية من ضمن األدلة القانونية بعد االعتراف بالكتابة
والتواقيع اإللكترونية ونقرار حجية هذه السندات ومساواتها في اإلثبات بالسندات الورقية استنادا إلى
منهج النظير الوظيفي ،Functional Equivalent3فالمستند اإللكتروني تتبلور فيه حقوق طرفي
التعاقد ،باعتباره المرجع للوقوف على ما اتفق عليه الطرفان وتحديد التزاماتهما القانونية ،والتوقيع
اإللكتروني هو الذي يضفي حجية على هذا المستند.4
في مجال التقاضي نجد أن االتجاه الحديث يتجه إلى تبني مفهوم السندات اإللكترونية في اإلجراءات
القضائية وتفا دي مسألة الشكلية في هذه اإلجراءات ،ففي الواليات المتحدة األمريكية أدخلت القواعد
الفيدرالية لإلجراءات المدنية البيانات اإللكترونية ضمن معنى المحررات (السندات) وأجازت للمتقاضين
تقديم مستنداتهم في شكل إلكتروني ،5وهذا تطور كبير في جانب اإلجراءات القضائية للسعي للتسهيل
على المتقاضين وأيضا تخفيف اإلجراءات اإلدارية ،كما نجد أن المشرع الفرنسي لم يتردد ،رغم المخاوف
من ادخال الكتابة اإللكترونية في مجال األعمال اإلجرائية للتقاضي ،حيث تدخل في عام 1225
1
Alain Bensoussan, Informatique et Télécoms, contracts Réglementations, fixalité, Reseaux, éditions francis
lefebvre, 1997, p16.
2خالد ممدوح إبراهيم ،أمن المعلومات اإللكترونية ،الدار الجامعية ،اإلسكندرية ،1222 ،ص .24
3داديار حميد سليمان ،اإلطار القانوني للتقاضي المدني عبر اإلنترنت ،المرجع السابق ،ص .11
4خالد ممدوح إبراهيم ،التقاضي اإللكتروني الدعوى اإللكترونية ونجراءاتها أمام المحاكم ،المرجع السابق ،ص.41
5محمد مأمون سليمان ،التحكيم اإللكتروني ،دار الجامعة الجديدة ،اإلسكندرية ،1222 ،ص .292
282
التقاضي اإللكتروني. الفصل األول:
بنصوص صريحة مؤكدا إتمام األعمال اإلجرائية في شكل إلكتروني من خالل تعديل المادة 242الفقرة
2بموجب القانون رقم 2122لسنه 1225والذي أصبح نافذ المفعول في .11229/2/2
هكذا أصبح الهدف من المحاكم اإللكترونية استبدال الملفات الورقية (ملف الدعوى) بملفات الدعاوى
اإللكترونية ،وما يوفر المشروع من امكانية حفظ الوثائق اإللكترونية في أشرطة وأسطوانات CDصغيرة
الحجم وذات سعة تقنية عالية لتخزين الوثائق بما يترتب عليه من رفع الكفاءة وتخفيض التكاليف وتقليل
مساحات التخزين (أرشيف المحاكم) ،إضافة إلى أن المحاكم تنفق سنويا الكثير من المال إلتالف
الملفات الورقية بصورة آمنة ،ثم أن هذه المزية تجعل فقد ملفات الدعاوى أم ار صعبا ،إن لم يكن
مستحيال ،لتخزي نها وبرمجتها داخل نظام الحاسوب وعدم إمكان حفظها خطئا ،ولسهولة العثور عليها
عند البحث عن أي ملف من خالل برامج الحاسوب المختلفة ،كما وتوفر إمكانية أمن الملفات اإللكترونية
بصورة واضحة لسهولة اكتشاف أي تغيير أو تحوير فيها واالطالع والوصول إليها بيسر وسهولة.2
كما تسهم الوسائل اإللكترونية في ايجاد قواعد للبيانات خاصة بالتشريعات الوطنية سواء السارية أو
التي تم تعديلها ،مما يسمح للقاضي باالطالع على جميع التشريعات وتحديد القانون الواجب التطبيق
على واقعة النزاع من خالل االستعانة بالكمبيوتر ،وأيضا التعرف على أحدث المبادئ القانونية الصادرة
من محكمة النقض وما أصدرته المحكمة الدستورية العليا من أحكام ،كما تسمح بالرقابة والتفتيش
المتزامن مع سير القضية دون نقل الملفات إلدارة التفتيش القضائي.3
يشكل حضور الخصوم إلجراءات المحاكمة الطريقة الطبيعية إلبداء أقوالهم وطلباتهم أمام المحكمة،
واألصل أن أطراف الدعوى يحضرون بأنفسهم ،إال أن القانون أجاز لهم أن يحضر نيابة عنهم من
1األنصاري حسن النيداني ،القاضي والوسائل اإللكترونية الحديثة ،دار الجامعة الجديدة ،اإلسكندرية ،1229 ،ص .122
2داديار حميد سليمان ،اإلطار القانوني للتقاضي المدني عبر اإلنترنت ،المرجع السابق ،ص .15
3أحمد هندي ،التقاضي اإللكتروني الستعمال الوسائل اإللكترونية في التقاضي ،المرجع السابق ،ص .22
283
التقاضي اإللكتروني. الفصل األول:
يوكلونه من المحامين أو غيرهم من ا لوكالء بالخصومة ،وال شك أن الحضور سواء أكان حضوريا أو
بالنيابة ،فإنه يحتاج إلى االنتقال والحضور في قاعة المحكمة وتحمل نفقات السفر والمشقة والعناء
وأخي ار تخصيص الوقت وااللتزام بالحضور ،وأن عدم الحضور الشخصي (الجسدي) قد يؤدي إلى إجراء
المرافعة بحق الخصم غيابيا.1
لذلك يعتبر من أهم خصائص التقاضي اإللكترونية أيضا استخدام الوسائط اإللكترونية في التعامالت
واإلجراءات ،فهذا التقاضي ال يختلف من حيث الموضوع أو األطراف عن التقاضي التقليدي بل يتميز
فقط من حيث طريقة تنفيذه وكونه يتم باستخدام وسائط إلكترونية.2
فالوسيط اإللكتروني بين طرفي التقاضي هو جهاز الكمبيوتر والمتصل بشبكة االتصاالت الدولية
التي تقوم بنقل التعبير عن اإلرادة إلكترونيا لكل من الطرفين المتعاقدين في ذات اللحظة رغم انفصالهم
مكانيا ،وعادة ما تصل الرسالة اإللكترونية في ذات اللحظة إلى الطرف اآلخر إال إذا حدث عطل في
الشبكة ،والرابط الشبكي بينهما هو وسيلة التواصل والدخول من صفحات ضمن موقع إلكتروني على
خط شبكي عالمي إلى خط شبكي حاسوبي مقيد LANلها أنظمة حماية معروفة من أشهرها Firewall
تعتبر جدرانا نارية مانعة من اقتحام المخربين والمتطفلين لقواعد البيانات الداخلية الخاصة بالدعاوى
والمبرزات.3
إذا فهذا النظام اإللكتروني يسمح بفتح قنوات اتصال بين المتقاضين والمحكمة من خالل النافذة
اإللكترونية ،حيث يتم قبول مستندات القضية اإللكترونية ،ويالحظ أن هذه النافذة تؤدي بصفة أساسية
1داديار حميد سليمان ،اإلطار القانوني للتقاضي المدني عبر اإلنترنت ،المرجع السابق ،ص .19
2خالد ممدوح إبراهيم ،التقاضي اإللكتروني الدعوى اإللكترونية ونجراءاتها أمام المحاكم ،المرجع السابق ،ص ص .19-12
3حازم الشرعة ،التقاضي اإللكتروني والمحاكم اإللكترونية ،المرجع السابق ،ص .22
284
التقاضي اإللكتروني. الفصل األول:
ذات الوظائف التي كانت في التقاضي التقليدي ،مع اختالف أن المعلومات المخزنة على دعامة ورقية
يتم اآلن تخزينها إلكترونيا.1
فإذا كان المتداعون يمثلون أنفسهم في المحاكمة وكان القانون المنشئ لهذا النظام يسمح لهم بذلك
بواسطة موقع النظام فيستطيع كل مدعي الحصول على المعلومات المتعلقة بالنظام وكيفية قيد الدعوى
واالتصال بالموظفين والتحادث معهم ومعرفة تفاصيل عمل النظام وكيفية رفع الدعاوى ونثبات ما يدعيه
طالب التسجيل ،وبعدها يستطيع الحضور المثول بواسطة الموقع بالدخول إلى صفحة القاضي وقاعة
المحاكمة في الموقع ويقوم كتبة المواقع بالتأكد من صفته وندخاله إلى قاعة القاضي ليقوم القاضي
بتحضيره في المحاكمة ومباشرة اإلجراءات على هذا النحو ،كذلك األمر بالنسبة للمدعى عليه الحاضر
ويتم توثيق هذا الحضور تقنيا.
بالنسبة للوكالء فقد تم فتح المجال للتخصص في هذا النوع من المحاكمات ،فوجود محامي معلومات
أمر تفرضه طبيعة العملية القضائية اإللكترونية ،الذين سيتخصصون في الوسائل التقنية وبكيفية تقديم
األدلة ودعوة الشهود وسيكون لهم عناوين إلكترونية للتبليغ مثل البريد اإللكتروني على موقع النظام.2
تعتبر العالنية من أهم المبادئ القانونية التي تقوم عليها االجهزة القضائية الحديثة ،وبمقتضى ذلك
يتم إقامة جلسات المحاكمات ونصدار األحكام في جلسات علنية باستثناء المحاكمات التي تقتضي
السرية ،ذلك ما يسمح لكل فرد بحق الحضور ،وهو ما يسهم في المراقبة العامة للعمل القضائي ما يولد
الشفافية والرقابة الشعبية على أعمال القضاة ،لكن التساؤل يثور حول ما إذا كانت هذه الخاصية يمكن
أن تتحقق على مجريات التقاضي اإللكتروني؟
1خالد إبراهيم ممدوح ،التقاضي االلكتروني الدعوى اإللكترونية ونجراءاتها أمام المحاكم ،المرجع السابق ،ص ص .12-12
2حازم محمد شرعة ،التقاضي اإللكتروني والمحاكم االلكترونية ،المرجع السابق ،ص ص .21-22
285
التقاضي اإللكتروني. الفصل األول:
تولدت الحاجة إلى المحاكم اإللكترونية في قضايا ما يسمى" بالمرافعات المليونية" التي تشمل العديد
من األطراف وكميات ضخمة من الوثائق باإلضافة إلى العديد من التحقيقات ،واألمثلة الحديثة على
قاعات المحاكم اإللكترونية التي تتصف بهذه الصفات تمثلت في قضية (النفط مقابل الغذاء) ،إذ لجأ
المحامون إلى النسخ الحية والمستندات القانونية من اإلفادات والكشوفات ،مع توفير الوقت والمصاريف
بدال من سحب مستند معين من مجموعة ملفات رئيسية مرفوعة فيستطيع المحامي البحث عن المستند
في قاعدة بيانات Data Baseسجل المحكمة ،وعندما يبرز المستند فإنه يمكن عرضه على كل شاشة
حاسوب مرتبط مع هذه الشبكة ،كذلك فإن قاعة المحكمة اإللكترونية في مثل هذه المرافعات تعرض
المستندات اإللكترونية على شاشات البالزما التلفزيونية إلى الجماهير واإلعالم (الصحف) ،وعليه فقط
أصبح باإلمكان ،ومن خالل استعمال السجالت والوثائق اإللكترونية دخول العامة (الجمهور) إلى
المحكمة.1
لكن بالرغم من أن العالنية هي األصل في المحاكمات إال أن هناك أنواعا من الجلسات والمرافعات
فرض فيها القانون السرية التامة ،وهذا ما سعت إليه أيضا المحاكم اإللكترونية من خالل وضع آليات
وطرق لفرض وتحقيق السرية باالعتماد على تقنية التشفير وأنظمة المفاتيح وكلمات المرور Password
ووجود الجهة القانونية للتصديق اإللكتروني وما يطلق عليه كاتب العدل اإللكتروني Electronic
.Notary
لقد تم تكريس هذا النوع من األنظمة في إجراءات التحكيم اإللكتروني التي تعتمد سرية السجالت
كقاعدة عامة ،حيث ذهبت جمعية المحكمين األمريكية AAAفي قواعدها الداخلية المنظمة لنظام
القضاء االفتراضي V.M.Pإال أنه ال يجوز لغير األطراف وهيئة التحكيم االطالع على الموقع
اإللكتروني الخاص بالقضية ،كما قضت المحكمة القضائية Cyber Tribunalفي الئحتها الداخلية
بأنه يجب على هيئة التحكيم اإللكترونية المحافظة على سرية المعلومات الخاصة بالمنازعات التي تتم
1داديار حميد سليمان ،اإلطار القانوني للتقاضي المدني عبر اإلنترنت ،المرجع السابق ،ص .22
286
التقاضي اإللكتروني. الفصل األول:
من خالل هذه المحكمة وذلك عن طريق التشفير ،Encryption1وبذلك أصبحت جلسات التحكيم
اإللكتروني عبر اإلنترنت تتم في سرية تامة ،بحيث ال يجوز االطالع على الحديث الذي يجري خالل
تلك الجلسات بين األطراف أو بينهم وبين هيئة التحكيم وكذلك المعلومات والمستندات والوثائق
2
اإللكترونية المقدمة خالل تلك الجلسات أيضا إال من قبل أعضاء التحكيم اإللكتروني واألطراف فقط.
إن العدالة ليست إعطاء كل ذي حق حقه فقط ولكنها إعطاء كل ذي حق حقه في الوقت المناسب،
لذلك قيل قديما "العدل البطيء هو والظلم سواء" ،3ولهذا سعت التقنيات الحديثة إلى تطوير إجراءات
التقاضي ،إذ ال شك أن العدالة البطيئة وزيادة الرسوم والنفقات قد دعت إلى التفكير في نظام يؤمن
سرعة وسهولة إجراءات التقاضي من جهة ،وتقليل النفقات والمصاريف القضائية من جهة أخرى ،وقد
تحقق ذلك فعليا من خالل نظام التقاضي اإللكتروني.
إذا كانت مجانية التقاضي هي األصل ،فإن واقع القضاء في العصر الحديث أبعد ما يكون عن
المجانية ،فالدولة تحصل عن كل دعوى رسوما قضائية تحدد غالبا بنسبة معينة من قيمة الدعوى ،نظ ار
أن اإلعفاء من الرسوم القضائية ينجم عنه كثرة المنازعات وزيادة الدعاوى الكيدية ،لذلك فقد استقر
األمر على أن الذي يتحمل مصاريف الدعوى هو الخصم الذي حكم عليه فيها ،ولذلك ال تعد الرسوم
والنف قات التي يدفعها الخصوم معارضة لهذا المبدأ ،طالما أن هناك نصوصا قانونية توفر المساعدة
القضائية لمن يحتاجها ويطلق عليها نظام المعونة القضائية.4
287
التقاضي اإللكتروني. الفصل األول:
نتيجة لما يعرفه العالم اليوم من تطور هام في التقنيات ووسائل التعامالت المصرفية ،أصبح
باإلمكان دفع النقود وتحويلها وهو ما يسمى بالنقود الرقمية أو العملة الرقمية ،ومن ثم يمكن دفع الرسوم
القضائية عن طريق إحدى الوسائل الحديثة ،ويكون ذلك بإعداد برنامج إلكتروني يرفق مع ملف الدعوى
اإللكترونية لغرض استيفاء الرسوم القضائية.1
أما فيما يتعلق بالسرعة ،فإن المحاكم اإللكترونية في هولندا تحل النزاعات في الدعاوى المدنية في
غضون فترة تتراوح بين 21-2أسبوعا وبتكاليف قليلة من خالل إجراءات قانونية على اإلنترنت،
وبعكس التكلفة الكبيرة في التقاضي العادي فإن تكلفة إجراءات التقاضي أمام المحاكم اإللكترونية في
هذا البلد تتراوح بين 441إلى 2511يورو وهو مبلغ ضئيل ال يضاهي تكلفة التقاضي العادي إذا ما
عرفنا أن ساعة االستشارة القانونية في مكتب المحامي تتراوح تكلفتها بين 522-152يورو.
في إطار التحول نحو النظام اإللكتروني في العمل القضائي لدى بعض البلدان العربية وبغية
االستفادة من مميزاته ،فإنه مع توحيد اإلجراءات ومن خالل ميكنة النظام القضائي في المحاكم المختلفة
في مصر وهو ما يسمى بنظام الشباك الواحد ،فقد أصبح الوقت المستغرق إلقامة الدعوى 22عشر
دقائق فقط يتم خاللها مراجعة صحيفة الدعوى وحوافظ (ملف) المستندات وتقديم الرسوم وتحديد الجلسة
والي وم والدائرة (المحكمة) أيضا ،وفي حالة االستعالم أو االطالع على الموقع الرسمي للمحكمة
اإللكترونية فإن الخدمة تقدم بالمجان ،أما في حالة الحصول على صورة رسمية من شهادة أو حكم عن
طريق بوابة الحكومة اإللكترونية فيتم تحصيل رسم الخدمة عن طريق المحكمة اإللكترونية.2
1عصمت عبد المجيد بكر ،دور التقنيات الحديثة في تطور العقد ،دراسة مقارنة ،دار الكتب العلمية 2 ،جانفي ،1225ص .512
2داديار حميد سليمان ،اإلطار القانوني للتقاضي المدني عبر اإلنترنت ،المرجع السابق ،ص .21
288
التقاضي اإللكتروني. الفصل األول:
تشكل المحكمة اإللكترونية نمطا غير مألوف في تسيير المعامالت القضائية ونجراءات التقاضي
بحيث يتم االنتقال من اإلجراءات الورقية إلى اإلجراءات اإللكترونية.
فالتقاضي من خالل المحكمة اإللكترونية هو أساس التقاضي اإللكتروني فهو تنظيم تقني معلوماتي
يتيح للمتداعين تسجيل دعواهم وتقديم أدلتهم وحضور الجلسات وصدور الحكم كل ذلك من خالل وسائل
تكنولوجيا اإلعالم واالتصال اإللكترونية والتي هي جزء من هذا النظام المعلوماتي ،كما يمكن القضاة
من التواصل مع المتداعين دون الحاجة لحضورهم الشخصي والمباشر إلجراءات التقاضي من خالل
هذا النظام ،كما تعمل المحكمة اإللكترونية على تحقيق الشفافية وسرعة الحصول على المعلومات.
إن فكرة المحكمة اإللكترونية نشأت على خلفية قصور التقاضي العادي عن اللحاق بكمية القضايا
الكثيرة ،وكذا محاولة للتخفيف من اإلجراءات الكثيرة والمكلفة سواء في الوقت أو بعد المسافة.
إن المحكمة اإللكترونية أو المحكمة االفت ارضية ،هي محكمة ال حضور فيها للخصوم أو ممثليهم،
وننما تقدم فيها جميع األوراق والمستندات عبر األنترنت ،كما أن المرافعة والتحقيق يتم بذات الطريقة
وأيضا تبادل المستندات واالطالع عليها ونصدار الحكم والمداولة ،إذ هي إعادة إدارة لألداء في مرفق
العدالة ،فإجراءات التقاضي تتم عبر شبكة اإلنترنت بطريقة إلكترونية –سمعية وبصرية عبر شبكة
دولية مفتوحة لالتصال عن بعد دون الحاجة اللتقاء أطراف النزاع والقضاة في مكان معين ،تماما مثل
التحكيم اإللكتروني.1
1أحمد هندي ،التقاضي اإللكتروني الستعمال الوسائل اإللكترونية في التقاضي ،المرجع السابق ،ص .21
289
التقاضي اإللكتروني. الفصل األول:
فإذا فكرة المحكمة اإللكترونية تعني االنتقال من تقديم الخدمات والمعامالت بشكلها الروتيني الورقي
إلى الشكل اإللكتروني عبر األنترنت ،وعليه تم تعريفها من ناحيتين :الشكلية والموضوعية.
فمن الناحية الشكلية عرفت بأنها حيز مخصص يجمع بين المعلوماتية والتقنية يحتوي وحدات إدارية
وقضائية تعمل من خالل كادر معين يجمع بين القضاة وأعوانهم ،يباشر النظر في الدعاوى وتدوين
إجراءاتها باالعتماد على اآلليات التقنية الحديثة.
وفي تعريف آخر جمع بين الشكلية والموضوعية ،عرفت بأنها موقع تقني إلكتروني خاص بالمحكمة
موجود على شبكة األنترنت ،يساعد في االتصال بين المحكمة والمتقاضين عن طريق البوابة اإللكترونية
الخاصة بهذا الموقع ليتم إرسال واستقبال كل ما يتعلق بملف الدعوى والوثائق والمستندات بشكل
1
إلكتروني ،فتكون الدعائم اإللكترونية هي األساس في التعامل.
إذا فالمحكمة اإللكترونية هي عبارة عن حيز تقني معلوماتي ثنائي الوجود (شبكة الربط الدولية+
مبنى المحكمة) يعكس الظهور المكاني اإللكتروني ألجهزة ووحدات قضائية وندارية على الشبكة ،تعمل
هذه األجهزة على استقبال الطلبات القضائية ولوائح الدعاوى وتجهيز برنامج الملفات اإللكترونية وتوفير
متجدد للمعلومات حول مستجدات الدعاوى وق اررات األحكام بما يمثل تواصال دائما مع جمهور المواطنين
والمحامين ،كما تمكن هذه المحكمة أصحاب العالقة المتقاضين ووكالئهم من الترافع وتحضير الشهود
وكل إجراءات المحاكمة لكن بشكل إلكتروني.2
يتقارب ويتداخل مصطلح المحكمة اإللكترونية مع مصطلحات أخرى متقاربة تتعلق بذات الفكرة
والغاية ،أال وهي رقمنة التقاضي ،وأهم هذه المصطلحات:
1نادية أو طالب ،المحاكم اإللكتروني ،إجراءاتها ومدى قانونية تطبيقها في األردن ،Alaan Publishing ،األردن ،1222 ،ص.25
2حازم محمد شرعة ،التقاضي اإللكتروني والمحاكم اإللكترونية ،المرجع السابق ،ص .59
290
التقاضي اإللكتروني. الفصل األول:
أ -التقاضي اإللكتروني :إن ارتباط مصطلح التقاضي اإللكتروني بالمحكمة اإللكترونية كون كالهما
حديث النشأة ،فإن هناك العديد من الباحثين من يعتبر أن التقاضي اإللكتروني يشمل على المحاكم
اإللكترونية ،ومن جهة مغايرة اعتبر جانب آخر بأن التقاضي اإللكتروني يشمل حوسبة اإلجراءات
القضائية وتحويلها من إجراءات ورقية تقليدية إلى إجراءات إلكترونية.
ولكن الرأي الغالب هو أن المحكمة اإللكترونية تشمل التقاضي اإللكتروني ،كون إجراءاته تعتبر
جزءا من األسس التي تقوم عليها هذه المحكمة.
ب -التحكيم اإللكتروني :يرى العديد من الباحثين بأن التحكيم اإللكتروني هو جزء من المحكمة
اإللكترونية ،لكن في وجهة نظر أخرى فإنه ،ونن كان التحكيم والقضاء يتفقا في أنهما جهتان تفصالن
في النزاعات ،لكنهما تختلفان في عدة أمور تتمثل في أن التحكيم أساسه مبدأ سلطان اإلرادة وانعدامها،
يعني تحوله لقضاء دولة عادي ،باإلضافة إلى أن التقاضي حق مقرر للجميع ،وتثبت والية القضاء في
نظر القضايا والنزاعات جميعها ،وتظهر سلطة اإلجبار في المثول أمام القاضي أو الحكم عليه لمن ال
يستجيب له ،وعليه يعتبر من مظاهر سلطة وسيادة الدولة ،أما التحكيم فليس بحق مقرر للجميع ،وال
يشمل كافة النزاعات كونه هناك قضايا ال يجوز إحالتها على التحكيم ،1وأهم فرق بينهما أن التقاضي
يتميز بوجوب العالنية في الجلسات ،بينما التحكيم فهو يتميز بمبدأ السرية في جلساته.
جـ -المحكمة الرقمية :تعد المحكمة الرقمية هي المحكمة التي تختص بالدعاوى الرقمية وجرائم الشبكات
وتكنولوجيا المعلومات وقضايا الملكية الفكرية والتجارة اإللكترونية وذلك على غرار محاكم متخصصة
معينة كمحكمة األسرة ومحكمة الجنايات والمحاكم المدنية ،إذ يمكن القول أن المحكمة اإللكتروني هي
2
المختصة في الدعاوى الرقمية سواء الجنائية أو المدنية أو التجارية.
1نادية أبو طالب ،المحاكم اإللكتروني ،إجراءاتها ومدى قانونية تطبيقها في األردن ،المرجع السابق ،ص ص .22-21
2منال عبد الاله عبد الرحمن ،عبد الصبور عبد القوي علي مصري ،المحكمة الرقمية والجريمة المعلوماتية ،دراسة مقارنة ،مكتبة القانون واالقتصاد
للنشر والتوزيع ،1221/2/2 ،ص .14
291
التقاضي اإللكتروني. الفصل األول:
لقد ساوى جانب من الباحثين بين المحكمة اإللكترونية والمحكمة المعلوماتية على غرار ما فعلته
الباحثة صفاء أوتاني في بحثها المتعلق بالمحكمة اإللكترونية عندما جعلت إحداهما مرادفة لألخرى،
بينما يرى جانب آخر بأنهما يختلفان تماما عن بعضهما ،كون المحكمة الرقمية تختص بأمر معين مثل
المحكمة المرورية أو المحكمة العمالية ،فوفقا لتعريفها تختص بنظر دعاوى الملكية الفكرية والدعاوى
الرقمية وجرائم الشبكات وتكنولوجيا المعلومات والتجارة اإللكترونية من خالل الوسائط التقنية اإللكترونية
الحديثة.1
إن تطبيق نظام المحكمة اإللكترونية يحتاج لجملة من المتطلبات البد من توفرها حتى تكون نشأة
هذا النظام صحيحة وموافية للغرض الذي تم إنشاؤها من أجله ،وتتمثل هذه المتطلبات في:
-2المتطلبات الفنية :إن تطبيق المحكمة اإللكترونية على أرض الواقع وتفعيل دورها يتطلب تجهيز
البنية التحتية الالزمة والمناسبة لبناء هذا النظام اإللكتروني الكبير ،وأهم هذه المتطلبات نجد:
أ -جهاز الحاسوب :الذي يشكل طفرة في حقل التعامل بين األفراد ،وهو يعتبر أول وأهم خطوة ،كونه
ال يمكن تسجيل الدعوة أو السير بها بدون توافره.
ب -إنشاء شبكة داخلي ة ،أشبه بأنترنت مصغر يتم ربط جميع األقسام والوحدات وقاعات المحكمة
ببعضها ،فهي شبكة مقيدة على خط االتصال للربط ،فيستطيع العاملون في المحكمة من االتصال
ببعضهم آليا ونرسال ملفات الدعوى والطلبات والوثائق والمذكرات فيما بينهم.
بالنسبة لقاعات المحاكم فكل قاعة تمثل شبكة داخلية مصغرة تتألف من محور وموزع خطوط على
2
الحواسيب الموجودة في القاعة.
1نادية أبو طالب ،المحاكم اإللكتروني ،إجراءاتها ومدى قانونية تطبيقها في األردن ،المرجع السابق ،ص .22
2حازم شرعة ،التقاضي اإللكتروني والمحاكم اإللكترونية ،المرجع السابق ،ص .12
292
التقاضي اإللكتروني. الفصل األول:
جـ -إنشاء سجل إلكتروني يحتوي على قواعد بيانات ،الذي يعرف بأنه قاعدة بيانات موجودة على
الشبكة الداخلية لكل محكمة على حدة ،ومن خاللها يتم تسجيل الدعوى وبياناتها ونعطائها رقما تسلسليا
حتى يمكن استخراج ملف الدعوى اإللكترونية من خالل برنامج حاسوبي يحتوي عدة أنواع للحفظ التقني
أو التكنولوجي ،1فهو عبارة عن نظام أرشفة عمل المحاكم يتمثل في مجموعة ملفات مرتبطة ببعضها
البعض ،تشمل أسماء المحاكم القضاة والموظفين وأرقام الدعاوى ومكان وتاريخ قيدها ،باإلضافة إلى
اللوائح والمستندات المرسلة من المحامين والمحاضر الخاصة بالدعوى.2
د -إنشاء موقع إلكتروني للمحكمة :يجب إنشاء وتصميم موقع المحكمة أو الدائرة على األنترنت ،الذي
يعتبر عنوانا إلكترونيا للمحكمة يستطيع من خالله كل صاحب عالقة تنفيذ نوعين من الخدمات ،النوع
األول الحصول على المعلومات بتصفح أوراق الموقع والبحث عن المعلومات وما تم من إجراءات
بخصوص الدعوى ،أو االتصال اإللكتروني المباشر مع الموظفين من خالل ما يمكن تسميته الوسيط
اإللكتروني القضائي فهو عبارة عن برنامج اتصاالت عالية التقنية تمكن الجمهور المتعامل والمحامين
من االتصال المباشر مع العاملين والقضاة ،بالوصول اآللي إلى مركز الحصول على المعلومة.
أما النوع الثاني من الخدمات فهو إنجاز اإلجراءات ومباشرة الدعوى والدخول في التقاضي دون
حاجة للحضور الشخصي ،وأيضا عن طريق الوسيط اإللكتروني والقضائي والربط التقني بملفات
الدعوى.3
1نادية أبو طالب ،المحاكم اإللكتروني ،إجراءاتها ومدى قانونية تطبيقها في األردن ،المرجع السابق ،ص .22
2أوتاني صفاء ،المحكمة اإللكترونية –المفهوم والتطبيق-مجلة جامعة دمشق للعلوم االقتصادية والقانونية ،المجلد ،12العدد ،1221 ،2سوريا،
ص .221
3حازم محمد الشرعة ،التقاضي اإللكتروني والمحاكم اإللكترونية ،المرجع السابق ،ص ص .11-11
293
التقاضي اإللكتروني. الفصل األول:
-1المتطلبات البشرية :يقصد بها الكوادر البشرية التي تشمل الموظفين المختصين فنيا للتعامل باألجهزة
اإللكترونية والبرامج الخاصة بها ،ويمكن تسميتهم ،فئة الدعم الفني ،نسبة لما يقدمونه من دعم للنظام
اإللكتروني الذي تقوم عليه المحكمة ،وهم:
أ -قضاة المعلومات :هم مجموعة متخصصة من القضاة النظاميين ،يباشرون المحاكمات من خالل
موقع كل منهم لدى المحكمة اإللكترونية من خالل موقعها اإللكتروني على األنترنت ويمكن أن نطلق
عليه ،دائرة المعلوماتية القضائية ،ويقوم القضاة بمباشرة اإلجراءات القضائية وتدوينها ضمن ملف
الدعوى اإللكترونية ،ثم يشرع القاضي من خالل موظفين متخصصين حاسوبيا يطلق عليهم اسم كتبة
المواقع اإللكترونية بتحضير المتداعين أو وكالئهم ومباشرة المحاكمة التي تدون بموجب برنامج حاسوبي
بالصوت والصورة ويقوم الق اضي باالستماع ألقوالهم ومرافعاتهم ودفاعهم ،وتصور هذه العملية وتنقل
إلى جزئية من موقع الدائرة المعلوماتية القضائية لتمثل علنية المحاكم اإللكترونية ويتم تدوينها تقنيا.
ب -كتاب المواقع اإللكترونية :هم مجموعة من الموظفين الحقوقيين التابعين للمحكمة والمتخصصين
في تقنيات الحاسوب وتصميم وندارة المواقع اإللكترونية يقومون بالمهام اآلتية:
ب.أ -تسجيل الدعاوى ونرسالها مع ما تتضمنه من وثائق وأدلة إثبات ،يمكن مسحها عن
طريق الماسح الضوئي إلرسالها واالحتفاظ باألصل إلرساله إلى المحكمة حالة طلبها له.
ب.د -االتصال بأطراف الدعوى وتبليغهم بالحضور وبمواعيد انعقاد الجلسات والتأكد من صفة
كل منهم سواءا كانوا أطراف الدعاوى أو الشهود وذلك قبل إدخالهم إلى موقع المحكمة.1
1زعزوعة نجاة ،المحكمة اإللكترونية بين المفهوم والتطبيق ،مجلة البحوث القانونية واالقتصادية ،المجلد ،4العدد ،1الجزائر ،1212 ،ص .222
294
التقاضي اإللكتروني. الفصل األول:
جـ -إدارة المواقع والمبرمجين :تقوم هذه الفئة بمتابعة اإلجراءات من أقسام مجاورة لتعالج كل عطل أو
خطأ حال حدوثه ،كما تقوم بحماية النظام من الفيروسات والمخربين وكذلك بمساعدة الكتبة في عملهم
التقني.
د -المحامون :بالنسبة للمحامين فيتوجب عليهم الحصول على دورات مكثفة في علوم الحاسوب ونظم
االتصال وتصميم البرنامج والمواقع اإللكترونية ،ويفترض بالضرورة عليهم تجهيز مكاتبهم بأحدث
األجهزة والمعدات الحاسوبية التي ستمكنهم من الحضور والترافع ودعوة الشهود وتحضيرهم ألداء الشهادة
داخل هذا النظام بحيث إن مصطلح محامي معلوماتي يطلق على كل من يحق له تسجيل دعواه والترافع
1
في هذا النوع من المحاكم.
-1المتطلبات التقنية :إن الحماية التقنية تمثل مجموعة من الضمانات التي يتم الرجوع إليها في حال
طالت آلية عمل المحكمة اإللكترونية أي اختراقات ،وتتمثل هذه المتطلبات في:
أ -تشفير المعلومات والبيانات المداولة عبر الشبكة ،بحيث يتم تحويل الكلمات المكتوبة إلى أرقام أو
صور فنية ال يمكن لقارئها معرفة مضمونها أو المقصود منها إال عن طريق فك الشيفرة.
ب -تأمين خصوصية المعلومات والبيانات المتداولة ،بحيث ال تستخدم في غير الغرض المرخص له
من صاحبها.
جـ -تأمين سرية المعلومات والبيانات المتداولة ،عن طريق تحقيق الحماية لمحتواها ضد أي تعديل أو
شطب أو تغيير عند تبادلها ،مع ضمان التحقق من شخصية مرسلها ومستقبلها ،بمعنى عدم إمكانية
الحصول على أي معلومات وبيانات تخص الدعوى إال ألطرافها واألشخاص المصرح لهم فقط من
قضاة ومحامين وموظفين ،بحيث يتم في بادئ األمر تزويدهم بكلمة مرور خاصة بهم واسم المستخدم
1حازم محمد شرعة ،التقاضي اإللكتروني والمحاكم اإللكترونية ،المرجع السابق ،ص .11
295
التقاضي اإللكتروني. الفصل األول:
ليتمكنوا من االطالع على تفاصيل الدعوى ،وهذا ما يشكل ضمانة لمنع األشخاص غير المرخصين
من الدخول إلى نظام المعلومات واختراقه واالطالع على ملف الدعوى.1
إن التقدم العلمي الحديث في مجال تكنولوجيا المعلومات قد مس التشريعات الدولية حيث سعت
إلى إدخال هذا النظام الجديد ونصدار قوانين تتماشى مع التطورات الحاصلة ،حيث شملت هذه
التشريعات مجال الخدمات واإلجراءات القضائية ،أو ما أطلق عليها تشريعات التقاضي اإللكتروني،
وقد كانت الواليات المتحدة األمريكية هي السباقة في هذا المجال أين قامت بحوسبة اإلجراءات القضائية
وأعمالها إلكترونيا ،وكان ذلك في أواخر التسعينات من القرن الماضي ،لتتبعها بعد ذلك أغلبية دول
العالم ،لذا سنحاول التعرف على موقف عينة من الدول العالمية التي جسدت وبشكل كبير التقاضي
اإللكتروني في الفرع األول ،ثم التطرق لموقف بعض الدول العربية في الفرع الثاني.
كما أشرنا سابقا بعد أن بدأت الواليات المتحدة األمريكية بحوسبة اإلجراءات القضائية وصوال إال
نظام قضائي إ لكتروني كامل ،تبعتها في ذلك أغلبية إن لم نقل كل الدول الغربية ،وسنحاول التعرف
على عينات منها:
1نادية أبو طالب ،المحاكم اإللكتروني ،إجراءاتها ومدى قانونية تطبيقها في األردن ،المرجع السابق ،ص .12
296
التقاضي اإللكتروني. الفصل األول:
قررت المادة /14أ من قانون اإلجراءات المدنية الفيدرالي للواليات المتحدة األمريكية صراحة أنه:
يجوز تقديم أي معلومات مخزنة إلكترونيا مشتملة على الكتابة والرسومات البيانية والصور الفوتوغرافية
والتسجيالت الصوتية أو أي بيانات مخزنة على أي وسيلة إلكترونية بحيث يمكن أن يكون مصد ار
للمعلومات سواء بصورة مباشرة –عند الضرورة-أو بعد ترجمتها.
بذلك يكون قانون المرافعات ا لفيدرالي األمريكي قد كرس االستفادة من الوسائل اإللكترونية الحديثة
في اإلجراءات القضائية ،حيث أجاز تقديم المستندات اإللكترونية أمام المحاكم ،لكنه لم يتعرض لإلعالن
اإللكتروني من خالل البريد اإللكتروني وتسيير إجراءات التقاضي ،بل ترك ذلك لكل والية تنظمها وفقا
لقانونها الخاص ،1وقد سعت كل الواليات في أمريكا للعمل بالنظام اإللكتروني القضائي في محاكمها،
وفرضت ذلك من خالل قوانينها الخاص ،وأهم واليتين نتطرق إليهما:
-2والية كاريفونيا :ساهمت والية كاريفونيا األمريكية في تطوير اإلجراءات القضائية على ثالثة مراحل:
المرحلة األولى بادر خاللها المكتب اإلداري للمحاكم فيها بمشروع محاكم الملفات اإللكترونية وتقنية
المعايير كبرنامج لتطوير آليات ومعايير التقاضي بواسطة استحداث الملفات اإللكترونية للمحاكم وكان
ذلك خالل عام ،1222كمرحلة أولية الستخدام المستندات اإللكترونية ونرسال واستقبال بعض إجراءات
التقاضي في بعض القضايا إلكترونيا.
في المرحلة الثانية تم إطالق المشروع التقني بين المحاكم كمخطط لتبادل المعلومات بين هذه
المحاكم بطريقة موثوقة وآمنة ،وتم اعتماد لغة .xhtml
1أحمد هندى ،التقاضي اإللكتروني الستعمال الوسائل اإللكترونية في التقاضي ،المرجع السابق ،ص.45
297
التقاضي اإللكتروني. الفصل األول:
أما المرحلة الثالثة وكانت سنة 1221بتبني مجموعة من القواعد القانونية أعدتها اللجنة االستشارية
لتكنولوجيا الحاكم التابعة للمجالس القضائية لها ،وقد أطلق على القانون اسم ،rules 2050-2060
والذي كان بمثابة نقلة نوعية لإلجراءات القضائية في والية كاريفونيا.1
لقد أجاز هذا القانون استخدام الوسائل اإللكترونية في التقاضي طالما اتفق األطراف على ذلك،
فملف القضية هو ملف رقمي إلكتروني ،يتم إيداعه لدى المحكمة إلكترونيا ،ويتم تخزينه إلكترونيا ،كما
يتم تقديم كافة المستندات إلكترونيا ،كما ألزم قانون كاريفونيا المحكمة بتوفير نظام إلكتروني محكم،
لإليداع واإلعالن ،ولسداد الرسوم إلكترونيا ببطاقة ائتمان أو عن طريق التحويل عبر األنترنت.
-1والية بنسلفانيا :بموجب المادة 125/4من قانون اإلجراءات لوالية بنسلفانيا فإن للمحكمة السماح
باستخدام اإليداع اإللكتروني للمستندات اإللكترونية ،كما يجب عليها في هذه الحالة تحديد اإلجراءات
والقواعد المتبعة في هذا الشأن كما يتم دفع مصاريف عملية إيداع المستندات عن طريق بطاقات االئتمان
اإللكترونية المعتمدة لدى المحكمة.
إن معرض الحديث عن التجربة اإللكترونية في تطوير اإلجراءات القضائية لوالية بنسلفانيا تستوقفنا
أمام محكمة المقاطعة الوسطى بمدينة سكرانتون ،أين يشهد مبنى وليام أند جي نلسون الفدرالي محكمة
مجهزة بأحدث الوسائل التقنية لتتم فيها إجراءات التقاضي اإللكتروني فقد جهزت هذه المحكمة بنظام
مرئي متطور لمستقبالت الحاسوب أطلق عليها الكورت روم ،1كما زودت بوسائل تكنولوجية تمكن
االدعاء العام وشهود الدفاع من الحضور إلكترونيا ،كما جهزت بمونتيرات في كل أرجاء قاعة المحكمة
وكذلك لدى كل عضو من أعضاء هيئة المحلفين ،وفي وسط القاعة جهاز عرض التمثيل المرئي
1حازمة شرعة ،التقاضي اإللكتروني والمحاكم اإللكترونية ،المرجع السابق ،ص ص .211-211
298
التقاضي اإللكتروني. الفصل األول:
والرقمي لألدلة ،كما طورت نظاما للترجمة الفورية للشهود الذين ال يتقنون اإلنجليزية ،وغيرها الكثير من
اإلجراءات المطورة التي تعكس صورة التقاضي اإللكتروني الفعلي فيها.1
بدأت مرحلة تبادل المعلومات بين المحامين في باريس عام ،2924ثم بينهم وبين قلم الكتاب،
حيث تم اعتماد نظام تيليماتيك باستخدام جهاز الميني تل ،وفي سنة 2925افتتحت نقابة محامي باريس
مركز الخدمة الخاص بها وأطلق عليه نظام Avocatelكما أنشأت بريدا إلكترونيا لالتصال مع
المحامين ،إلى غاية سنة 2922أين تم توقيع اتفاق بين محكمتي االستئناف باريس وباريس االبتدائية
مع نقابة المحامين بمحكمة االستئناف باريس للتبادل المعلوماتي عن طريق تيلماتيك بين المحامين
والمحاكم الجزئية بباريس ،2وهذا ما يؤكد بأن مظاهر التقاضي اإللكتروني بدأت في فرنسا منذ القرن
الماضي.
لكن المشرع الفرنسي تريث إلى حلول األلفية الثالثة من أجل أن يحدث القانون ولكي تظهر كلمة
إلكتروني في تشريعاته ،وكانت البداية في التقنين المدني من خالل القانون رقم 112لسنة ،1222
الصادر في 1222-1-21حول تعديل قواعد اإلثبات ،حيث تمت إعادة صياغة المادة 2121بفقراتها
األربعة بشكل يرسي القوة الثبوتية للكتابة اإللكترونية والتوقيع اإللكتروني ،كما تكرس الفقرة 1من المادة
2122إمكانية حفظ المحررات الرسمية على دعامة إلكترونية.3
بعد قيام المشرع الفرنسي بهذه المحاوالت المتعددة لألخذ بوسائل االتصال الحديثة لتسهيل إجراءات
التقاضي أمام المحاكم ولتنظيم العمل أمامها ،وبعد شيوع استخدام األنترنت في مختلف المجاالت أجاز
1حازم شرعة ،التقاضي اإللكتروني والمحاكم اإللكترونية ،المرجع السابق ،ص ص .211-215
2مصطفى قنديل ،النظام القانوني لتبادل أوراق المرافعات بالطريق اإللكتروني وفقا لقانون المرافعات الفرنسي ،مجلة الحقوق للبحوث القانونية
واالقتصادية ،كلية الحقوق ،جامعة اإلسكندرية ،2013 ،ص ص .2-2
3داديار حميد ،اإلطار القانوني للتقاضي المدني عبر اإلنترنت ،المرجع السابق ،ص .221
299
التقاضي اإللكتروني. الفصل األول:
المشرع استخدام تقنية االتصال اإللكتروني في إعالن الوثائق القضائية والمذكرات واالق اررات والتقارير،
حيث قام سنة 1225بتعديل نص المادة 2/242على أن تدخل حيز التنفيذ بدءا من ،1229/2/2
أين اشترط إلتمام األعمال القضائية في الشكل اإللكتروني عدة شروط تتمثل في:
ثانيا :أن تتضمن المراسالت اإلشارة إلى تاريخ وساعة إرسالها وساعة تلقيها ،وهو ما أكدت عليه الفقرة
الثالثة من المادة .242
ثالثا :كما يلزم أن يتضمن هذا اإلخطار كافة البيانات التي يفرضها القانون ،كوضع توقيع المرسل
وغيرها من الشروط ،1بحيث يجب أن تضمن كل اإلجراءات الفنية المستخدمة هوية األطراف وسالمة
المستندات المرسلة وسريتها وحمايتها من التغيير وحفظها عند نقلها وتضمن بطريقة أكيدة تاريخ اإلرسال
وتاريخ االستقبال.2
أما في سنة 1221أجاز المشرع الفرنسي اإليداع اإللكتروني لالستئناف والنقض ،حيث قرر في
المادة 2/912أن تودع كافة األوراق القضائية أمام محكمة االستئناف عبر الطريق اإللكتروني ونال
قضى بعدم قبول االستئناف إذا استخدم إجراء آخر ،ونذا تعذر لسبب أجنبي إيداع األوراق عبر الطريق
اإللكتروني يتم إثبات ذلك بموجب سند كتابي يسلم لقلم الكتاب ،كما يتم تسليم اإلشعارات واإلنذارات
وتكليفات الحضور لمحامي الخصوم عن طريق البريد اإللكتروني ما لم يتعذر ذلك لسبب ال عالقة له
بالمرسل ،ويحدد قرار وزير العدل معدالت التبادل إلكترونيا.3
1أحمد هندي ،التقاضي اإللكتروني الستعمال الوسائل اإللكترونية في التقاضي ،المرجع السابق ،ص .42
2األنصاري حسن النيداني ،القاضي والوسائل اإللكترونية ،المرجع السابق ،ص .121
3أحمد هندي ،التقاضي اإللكتروني الستعمال الوسائل اإللكترونية في التقاضي ،نفس المرجع ،ص ص .41-42
300
التقاضي اإللكتروني. الفصل األول:
إن األساس القانوني لعملية اإليداع اإللكتروني في المحاكم األلمانية قد تمت الموافقة عليها ،حيث
قامت و ازرة العدل الفيدرالي والبرلمان األلماني بسن القوانين لضبط المتطلبات الشكلية للقانون الخاص
وغيرها من األنظمة التابعة لمعامالت التجارة الحديثة في تموز سنة ،1222والذي دخل حيز التنفيذ
في آب من العام نفسه ،وبموجب ما ورد في المادة 212معدلة من هذا القانون فقد تمت مساواة
السجالت اإللكترونية بالسجالت الورقية ،كما أقرت المساواة بين التسليم المطبوع للوثائق والبيانات
المقدمة في الدعوى الورقية والمقدمة بالشكل اإللكتروني ،كما استعاض هذا القانون عن التوقيع اليدوي
بالتوقيع اإللكتروني ،إذ نص على ضرورة إرفاق التوقيع اإللكتروني الموثق المتقدم بالوثيقة اإللكترونية.1
أطلقت المحكمة الفيدرالية مشروعا رياديا إليداع الملفات اإللكترونية في عام ،1222وكانت هذه
المحكمة ومحكمة دعاوى الخزينة في هامبورج األوائل في هذا المجال وذلك بالنسبة للدعاوى المدنية
عالوة على ذلك فإن طلبات حماية الملكية الفكرية والتي تشمل براءات االختراع والعالمات التجارية
أصبحت تودع إلكترونيا لمكتب حماية العالمات التجارية وبراءة االختراع األلماني منذ سنة ،21221
كما قامت محكمة العدل الفيديرالية بوضع مشروع تجريبي قسم إلى مرحلتين:
المرحلة األولى :انتهت بنهاية عام 1221أين كان يتم فك جميع المستندات المودعة إلكترونيا تلقائيا
عبر الموقع اإللكتروني للمحكمة ،وتتم طباعتها في ملفات على شكل أوراق ،كما يتم توجيه الرسائل
ال واردة إلى القاضي المسؤول الذي ينظم المسودات ويرد عليها إلكترونيا ،بالتالي كانت هناك ملفات
ورقية إلى جانب الملف اإللكتروني الذي تم إنشاءه وتبادله عبر الموقع اإللكتروني للمحكمة.3
1داديار حميد ،اإلطار القانوني للتقاضي المدني عبر اإلنترنت ،المرجع السابق ،ص ص .222-221
2حازم شرعة ،التقاضي اإللكتروني والمحاكم اإللكترونية ،المرجع السابق ،ص .252
3داديار حميد ،اإلطار القانوني للتقاضي المدني عبر اإلنترنت ،نفس المرجع ،ص ص .229-222
301
التقاضي اإللكتروني. الفصل األول:
المرحلة الثانية :في سنة 1221تم تحسين النظام في ألمانيا بحيث أصبح التوثيق للوثائق وتوريدها
وتخزين محاضر الدعوى واألرشفة في المحاكم حاسوبيا إلكترونيا.1
كما أذنت محكمة المالية في هامبورغ بالقيام باإليداع اإللكتروني منذ شهر مايو ،1221وتطوير
إجراءاتها القضائية واستحداث نظام للحفظ واألرشفة اإللكترونية للملفات والمستندات وفقا لبرامج خاصة
بها.2
تجدر اإلشارة أن عملية إرسال البيانات إلكترونيا تتمثل في أن األدلة والوثائق المطلوب إرسالها
يتوجب ربطها برسالة البريد اإللكتروني مع ترك محتوى الرسالة فارغا ونرسالها إلى العنوان اإللكتروني
للمحكمة بواسطة خط األس أم تي بي ،ويتضمن اإلرسال اسم الملف المرسل ورقم الدعوى إن وجد ونال
إرسالها تحت مسمى تسجيل جديد كما يتوجب أن تتم المصادقة على البيانات بتوقيع إلكتروني معتمد
ومشروط وفقا للقانون األلماني ،ونذا أراد المحامي إرسال أكثر من وثيقة يتوجب عليه أن يوقع على كل
وثيقة توقيعا إلكترونيا.3
بالتالي فإن الملحوظ على موقف المشرع األلماني من خالل نص المادة 212المعدلة وقواعد
محكمة العدل الفيدرالية والمحكمة المالية في هامبورغ ،أنه لم يتضمن اإلشارة إلى اتفاق صريح مكتوب
للعمل بالنظام اإللكتروني في المحاكم األلمانية كما هو الحال بالنسبة للمشرع األمريكي والفرنسي المشار
إليهما سابقا ،هذا من ناحية ومن ناحية أخرى بين صيغ البرامج المستخدمة في إجراءات التقاضي
اإللكتروني صراحة وأجاز تجديد صيغها بمرور الزمن عن طريق اإلعالن في صفحة الويب اإللكترونية
للمحكمة ،باإلضافة توفيره إلجراءات تأمين سالمة ومصداقية المستندات اإللكترونية المتعلقة باإلجراءات
1حازم شرعة ،التقاضي اإللكتروني والمحاكم اإللكترونية ،المرجع السابق ،ص .251
2داديار حميد ،اإلطار القانوني للتقاضي المدني عبر اإلنترنت ،المرجع السابق ،ص .229
3حازم شرعة ،التقاضي اإللكتروني والمحاكم اإللكترونية ،نفس المرجع ،ص .252
302
التقاضي اإللكتروني. الفصل األول:
القضائية عبر األنترنت من خالل االعتماد على تقنيات التوقيع اإللكتروني والمعترف به ضمن قانون
التوقيع اإللكتروني األلماني لعام .12999
مواكبة لما سارت عليه الدول الغربية وما وصلت إليه من تطور كبير وصل صداها إلى كل العالم،
خاصة بعد دخول تكنولوجيا االتصال والمعلومات للمجال القضائي ،سعت الدول العربية أيضا لمجارات
التطور الحاصل ،وسنحاول عرض تجارب بعض الدول للتقاضي اإللكتروني كنماذج ،وهي:
لقد جاء إنشاء بوابة محاكم دبي كنتيجة للسعي الدؤوب من قبل صاحب السمو حاكم دبي للبحث
عن األفضل ومواكبة التطور في كل الميادين خاصة المجال القضائي ،فمنذ عام 1222حتى عام
1221كانت إمارة دبي في بحث عن األفضل وتقديم األنسب متمثال في مشروع ريادي تحقق واقعا من
خالل بوابة محاكم دبي اإللكترونية.2
تلخص ذلك بإنشاء موقع إلكتروني يستطيع من خالله المستخدمون الحصول باستمرار على
المعلومات المتوافرة عن الدعاوى المعروضة على المحاكم في دبي ،كما يستطيع المستخدمون من
المحامين والمواطنين والمقيمين في اإلمارة تقديم الطلبات المختلفة المتعلقة بالدعاوى ،ومنها تقديم الئحة
الدعوى للتسجيل ودفع الرسوم إلكترونيا عن طريق أنظمة الدفع اإللكترونية وتقديم الطلبات المستعجلة
في أي وقت ودون التزام بمواعيد الدوام الرسمية ،كما بإمكان الموكلين متابعة الدعاوى الخاصة بهم
ومعرفة وقائع الجلسات بعد االنتهاء منها دون داع للجوء للمحامين للحصول على المعلومات منهم ،كما
1داديار حميد ،اإلطار القانوني للتقاضي المدني عبر اإلنترنت ،المرجع السابق ،ص .222
2حازم شرعة ،التقاضي اإللكتروني والمحاكم اإللكترونية ،المرجع السابق ،ص.255
303
التقاضي اإللكتروني. الفصل األول:
يستطيعون تسجيل لوائح (عرائض) الطعن باألحكام مباشرة ونرسالها عبر موقع بوابة المحاكم ومعرفة
نتيجة الطعن حال صدورها من الهيئات المختصة.1
مع بداية العام 1221بدأت اإلمارات حملة تحت شعار المحكمة الذكية حيث خصصت لها ماليير
الدوال ارت ،والتي تقوم على محاور أربعة رئيسية تتمثل في :نظام القاضي الذكي ،نظام المحامي الذكي،
نظام التسجيل الذكي ،ونظام كاتب العدل ،باإلضافة إلى نظام الدفع الذكي وبموجب هذا التنظيم يمكن
رفع الدعوى عن بعد ،كما يتمكن القاضي من متابعة الدعوى عبر األنترنت ،بعد أن يتم إيداع صحيفتها
وملفها إلكترونيا ،مع الحفظ اآللي للملف والمستندات ،وكذلك يقوم المحامي بمتابعة الدعاوى التي يهتم
بها ويطلع عليها من خالل موقع المحكمة ،مع إمكانية دفع الرسوم والمصاريف في أي وقت ومن أي
مكان.
كما تم وضع نظام إلكتروني خاص بالنيابة العامة في إمارة دبي ،فلمقدم الشكوى المتصلة باإلجراءات
القضائية ،أن يسجل شكواه من خالل هذا النظام ليتم إشعاره بطريقة إلكترونية بمحتوى الشكوى والرقم
المتسلسل الخاص بها ،هذا النظام مرتبط إلكترونيا بنظام إدارة القضايا الجنائية اإللكترونية.2
بدأ تنفيذ مشروع حوسبة المحاكم في األردن ابتداءا من عام ،1224وقد كانت محكمة بداية عمان
في مبنى قصر العدل الجديد هي االنطالقة األولى لحوسبة اإلجراءات ومحاضر الجلسات بتمويل من
الوكالة األمريكية لإلنماء الدولي USAIDمن خالل مشروع سيادة القانون عن طريق برنامج أطلق
عليه تسمية الميزان ،وهو برنامج يعمل على أتمتة عملية التقاضي ،وجرى العمل على تعميم التجربة
على باقي محاكم المملكة البالغ عددها آن ذاك 21محكمة ،حيث جرت حوسبة العمل القضائي واإلداري
1داديار حميد ،اإلطار القانوني للتقاضي المدني عبر اإلنترنت ،المرجع السابق ،ص .222
أحمد هندى ،التقاضي اإللكتروني الستعمال الوسائل اإللكترونية في التقاضي ،المرجع السابق ،ص ص .15-14 2
304
التقاضي اإللكتروني. الفصل األول:
في محاكم الشمال والجنوب والشرق وغرب عمان ومحكمة الجنايات الكبرى ،ومن ثم االنتقال إلى
المحافظات القريبة كالزرقاء ومأدبا وبقية المحافظات ،وأيضا شملت الحوسبة المحاكم وقصور العدل
الجديدة في كل من أربد والبلقاء والكرك.1
يشمل مشروع األتمتة تجهيز البنية التحتية في المحاكم من سيرفرات وشبكات وأجهزة كمبيوتر
وملحقاتها ،كذلك تركيب وتشغيل نظام محوسب إلدارة الدعوى القضائية (الميزان) ،الذي تم شراؤه
وتعديله خصيصا وفق متطلبات العمل في المحاكم األردنية ،بحيث يتم تسجيل وتوثيق وتتبع مراحل
الدعوى القضائية إلكترونيا خالفا لنظام الملفات الورقية التقليدي ،وما قد يعتريه من مشاكل إجرائية
وفنية...إلخ ،إضافة إلى تدريب العاملين في المحاكم على استخدام هذا النظام.2
كما شمل المشروع حوسبة العمل في و ازرة العدل بمختلف جوانبه اإلدارية والمالية والفنية والموارد
البشرية ،وقد تم لهذا الغرض استحداث مديرية متخصصة للمعلومات عوضا عن قسم الحاسوب ،ونقرارها
وندراجها ضمن الهيكل التنظيمي للو ازرة.3
لقد قامت إدارة الحاسب اآللي بو ازرة العدل السعودية بتطوير أكثر من ثالثين نظاما تطبيقيا ،كما
شرعت في تفعيل دور الخدمة اآللية عن بعد ،حيث سعت في مجال إجراءات العمل إلى تطوير وتوثيق
األنظمة بنشرها على موقع الو ازرة واألقراص المدمجة.
خصصت الو ازرة أربعة أنظمة مهمة في مجال الحاسب اآللي ،أهمها النظام الشامل للمحاكم وهو
ما يسمى بالمحكمة اإللكترونية ،يتم بموجب هذا النظام التعامل مع جميع المعامالت الواردة للو ازرة آليا
1داديار حميد ،اإلطار القانوني للتقاضي المدني عبر اإلنترنت ،المرجع السابق ،ص ص .224-221
2محمد نصر الرواشدة ،إدارة الدعوى المدنية في النظام القضائي ،دراسة مقارنة ،الطبعة األولى ،دار الثقافة للنشر والتوزيع ،عمان ،األردن،1222 ،
ص 191
3حازم شرعة ،التقاضي اإللكتروني والمحاكم اإللكترونية ،المرجع السابق ،ص .259
305
التقاضي اإللكتروني. الفصل األول:
وهو على قسمين ،األول إداري ويعنى باإلحاالت واالتصاالت والنماذج وصحائف الدعوى والمواعيد،
تم تطبيقه في الرياض وجدة والمدينة المنورة وغيرها ،أما القسم الثاني طبق على كافة المحاكم الرئاسية
1
الكبرى وكتابات العدل في مناطق المملكة.
إن العمل في العراق نحو االستفادة من تكنولوجيا المعلومات وحوسبة المحاكم في إطار عملية
التقاضي اإللكتروني بدأ بالفعل من خالل اتفاق التعاون الموقع بين وكالة األمم المتحدة اإلنمائي
UNDPومجلس القضاء األعلى في العراق ومجلس قضاء إقليم كودستان ،وذلك من خالل إنشاء ثالث
محاكم نموذجية three pilot courtsمجهزة بأجهزة الحواسيب اآللية المرتبطة بشبكة األنترنت وهي
محكمة االستئناف الرصافة في بغداد ومحكمة تحقيق أربيل ومحكمة بداءة البصرة.
كما تم إعداد برنامج أطلق عليه )Iraq Court Case Managemant System( ICCMS
أي نظام إدارة دعوى محاكم العراق ،وبدأت دورات تدريبية لقضاة هذه المحاكم والموظفين والفنيين بغية
تطبيق هذه التجربة في المحاكم المذكورة وتعميمها في حالة نجاحها على بقية محاكم العراق.2
1خالد ممدوح إبراهيم ،التقاضي االلكتروني الدعوى اإللكترونية ونجراءاتها أمام المحاكم ،المرجع السابق ،ص ص .295-294
2داديار حميد ،اإلطار القانوني للتقاضي المدني عبر اإلنترنت ،المرجع السابق ،ص .222
306
التقاضي اإللكتروني. الفصل األول:
حتى تتم عملية التقاضي اإللكتروني بكل سهولة ومرونة مع تسهيل اإلجراءات القضائية تم االعتماد
على خدمتين مهمتين هما البريد اإللكتروني واألرشيف اإللكتروني ،وسنحاول التعرف على كل منهما
على التوالي ،حيث تم التطرق في الفرع األول للبريد اإللكتروني كأهم وسيلة من وسائل التقاضي
اإللكتروني ،أما الفرع الثاني فتطرق لألرشيف اإللكتروني ،في حين شمل الفرع الثالث الحجية القانونية
ألدوات التقاضي اإللكتروني.
يعتبر البريد اإللكتروني من أهم تطبيقات اإلنترنت وأكثرها استخداما من الناحية العملية ،وال نبالغ
إن قلنا أنه يعتبر العمود الفقري لشبكة اإلنترنت ،ويرجع السبب في ذلك إلى سرعته الفائقة وسهولة
استخدامه وتكلفته البسيطة مقارنة بوسائل االتصال الفوري األخرى كالفاكس والتلكس ،1ولقد أصبح من
الممكن عبر البريد اإللكتروني أن يرسل أي شخص إلى آخر رسالة ألغراض تجارية أو تعليمية أو
حتى لمجرد التسلية ،وهي رسائل مكتوبة أو ملفات صوتية أو رسومات وفي أحدث تجلياتها تبادالت
مرئية بين المرسل والمستقبل تخرج عن نطاق البريد اإللكتروني إلى نطاق ما يعرف باالتصال الفيديوي.2
لذلك يعتبر من أهم الوسائل الحديثة التي تستخدم في التقاضي اإللكتروني خاصة في اإلعالن،
فهو عبارة عن خط مفتوح على كل أنحاء العالم يستطيع الفرد من خالله إرسال واستقبال كل ما يريد
من رسائل بالكتابة أو الصوت أو الصورة ،3فهو إذا وثيقة معلوماتية تمكن الشخص من االطالع عليها
بمجرد اتصاله بشبكة اإلنترنت ،كما أن صندوق البريد اإللكتروني يشبه صندوق البريد العادي ،مع
1خالد ممدوح إبراهيم ،التحكيم اإللكتروني في عقود التجارة الدولية ،دار الفكر الجامعي ،اإلسكندرية ،الطبعة األولى ،1222 ،ص .122
2مناني فراح ،أدلة اإلثبات الحديثة في القانون ،دار الهدى ،الجزائر ،عين مليلة ،ص .59
3أحمد هندي ،التقاضي اإللكتروني الستعمال الوسائل اإللكترونية في التقاضي ،المرجع السابق ،ص .11
307
التقاضي اإللكتروني. الفصل األول:
وجود فارق جوهري يتمثل في أنه في صندوق البريد اإللكتروني توجد الرسائل المرسلة إليك وتلك التي
سب ق لك إرسالها والرسائل الملغاة ونماذج عامة لصيغ الرسائل باإلضافة إلى قائمة بالعناوين البريدية
التي تضيفها أو تنشئها في صندوقك حتى ال تعود في كل وقت لطباعة العنوان من جيد.1
ويرجع الفضل في ظهور البريد اإللكتروني إلى العالم األمريكي ،راي توملينستون Ray
، Tomlistonوالذي يعتبر وبحق ،مخترع البريد اإللكتروني حيث صمم على شبكة اإلنترنت برنامج
لكتابة الرسائل يسمى ،Send messageوذلك بغرض تمكين العاملين بالشبكة من تبادل الرسائل
فيما بينهم ،ثم ما لبث أن اخترع برنامجا آخر سمي CYPNETيسمح بنقل الملفات من جهاز الكمبيوتر
إلى جهاز آخر ،بعدها قام بدمج البرنامجين في برنامج واحد ،ونتج عن هذا الدمج ميالد البريد
اإللكتروني ،لت صادفته مشكلة تتمثل في أن الرسالة ال تحمل أي دليل على مكان مرسلها ففكر بابتكار
رمز ال يستخدمه األشخاص في أسمائهم ،يوضع بين اسم المرسل والموقع الذي ترسل منه الرسالة،
وكان اختياره للرمز @ ،وذلك في خريف عام ،2922بذلك أصبح أول عنوان بريد إلكتروني في التاريخ
2
هو .Tomlison@bbn-tenexa
وفقا لما عرفه القانون العربي النموذجي فإن البريد اإللكتروني باللغة األجنبية E.Mail
( ":)Electronic Mailهو نظام للتراسل باستخدام شبكات الحاسب وهذا البريد اإللكتروني يستخدم
كمستودع لحفظ المستندات واألوراق والمراسالت التي تمت معالجتها رقميا في صندوق خاص وشخصي
للمستخدم وال يمكن الدخول إليه إال عن طريق كلمة المرور .3Password
1فراح مناني ،أدلة اإلثبات الحديثة في القانون ،المرجع السابق ،ص .59
2خالد ممدوح إبراهيم ،التحكيم اإللكتروني ،المرجع السابق ،ص ص .112-112
3فراح مناني ،أدلة اإلثبات الحديثة في القانون ،نفس المرجع ،ص .12
308
التقاضي اإللكتروني. الفصل األول:
كما عرفه القانون األمريكي بشأن خصوصية االتصاالت اإللكترونية الصادر في 2921والمقنن
في موسوعة القوانين الفدرالية األمريكية ( )18UScode,Sec,2510-2711-U.S.C.Cبأنه":
وسيلة اتصال يتم بواسطتها نقل المراسالت الخاصة عبر شبكة خطوط تليفونية عامة أو خاصة ،وغالبا
يتم كتابة ا لرسالة على جهاز الكمبيوتر ثم يتم إرسالها إلكترونيا إلى كمبيوتر مورد الخدمة الذي يتولى
تخزينها لديه ليتم إرسالها عبر نظام خطوط التلفون إلى كمبيوتر المرسل إليه".1
أما التشريعات العربية فقد شملت فكرة المحرر اإللكتروني بين الورقة المكتوبة والمحرر الرقمي ولم
يضعوا تعريفا للبريد اإللكتروني ،فيما ذهب المشرع المصري في القانون رقم 225لسنة 1222في
شأن مكافحة جرائم تقنية المعلومات إلى تعريف البريد اإللكتروني بأنه :وسيلة لتبادل رسائل إلكترونية
على عنوان محدد ،بين أكثر من شخص طبيعي أو اعتباري ،عبر شبكة معلوماتية ،أو غيرها من وسائل
2
الربط اإللكتروني من خالل أجهزة الحاسب اآللي وما في حكمها.
أما جانب من الفقه فعرفه بأنه ":طريقة تسمح بتبادل الرسائل المكتوبة بين األجهزة المتصلة بشبكة
المعلومات" ،3بينما عرفه البعض اآلخر بأنه ":مكنة التبادل اإللكتروني غير المتزامن للرسائل بين أجهزة
الحاسب اآللي".4
1فراح مناني ،أدلة اإلثبات الحديثة في القانون ،المرجع السابق ،ص ص .12-12
2خالد ممدوح إبراهيم ،عقود التجارة اإللكترونية في القانون االتحادي لدولة اإلمارات العربية المتحدة رقم 2لسنة 1221بشأن المعامالت والتجارة
اإللكترونية ،دار الفكر الجامعي ،ص .21
3
P.Breese et G. Kaufman, guide juridique de l’internet et du commerce électronique, vuibert, 2000, p 77.
4
F. Colantonio, La protection du secret des couriers électroniques en Belgique Aspect technique, des
criminology, 2002, p9.
309
التقاضي اإللكتروني. الفصل األول:
ثانيا .أشكال البريد اإللكتروني :يوجد عدة أشكال من البريد اإللكتروني وهي:
-2البريد اإللكتروني المباشر :وهو شكل من أشكال البريد اإللكتروني يتطلب من الشخص المرسل
االتصال المباشر بجهاز مودم المستقبل ،حيث يقوم مودم المرسل بتحويل الرسالة اإللكترونية من لغة
رقمية إلى نبضات تتجاوب مع خطوط التليفون ويتم تخزينها من طرف المضيف أو مقدم خدمة البريد
اإللكتروني ،الذي يقوم بتوصيلها إلى مودم المستقبل أين يقوم هذا األخير بتحويل هذه النبضات إلى
صيغة رقمية ويقوم الكمبيوتر المستقبل بمعالجة هذه الرسالة وتحويلها إلى صيغة مقروءة.1
-1البريد اإللكتروني الخاص :Private E.Mailيوجد على هيئتين ،األولى نظم البريد اإللكتروني
الداخلية المشتركة ،التي تسمح فقط بالتعامل الداخلي للعاملين والموظفين داخل المؤسسة الواحدة،2
للربط بين الوحدات الداخلية في المحكمة خاصة بين أقالم الكتاب وأقالم الحفظ اإللكتروني وأمناء السر
واالتصال بين أمناء السر والقضاة فيما يتعلق بمتابعة سير القضية واالطالع فو ار على كل إجراء يتخذ
من الخصوم أو قلم الكتاب ،كذلك تداول البيانات الخاصة بالقضية حال إجراءها.3
أما الهيئة الثانية فتسمى شبكة إكسترانت Extranetالتي تعني إمكانية وجود اتصال شبكي خاص
بين فروع المؤسسة الواحدة واإلدارات المتنوعة ،4بين المحاكم والجهات المعاونة لها ،مصلحة الخبراء،
أقسام الشرطة.5
1فراح مناني ،أدلة اإلثبات الحديثة في القانون ،المرجع السابق ،ص .11
2خالد إبراهيم ممدوح ،التحكيم اإللكتروني ،المرجع السابق ،ص .112
3أحمد هندي ،التقاضي اإللكتروني الستعمال الوسائل اإللكترونية في التقاضي ،المرجع السابق ،ص .15
4خالد ممدوح إبراهيم ،التحكيم اإللكتروني ،نفس المرجع ،ص .112
5أحمد هندي ،التقاضي اإللكتروني الستعمال الوسائل اإللكترونية في التقاضي ،نفس المرجع ،ص .15
310
التقاضي اإللكتروني. الفصل األول:
-1مزود خدمات الخط المفتوح :يقصد بهذا النوع الثالث ،وجود نظام بمقتضاه يقوم مزود الخدمات
Service providerبتقديم كلمة عبور للمشترك Passwordحيث يمكنه من الدخول إلى النظام
البريدي لدى مزود الخدمات الذي يقدم هذه الخدمة بمقابل مالي.1
-4مقدم خدمة الدخول إلى اإلنترنت :يقصد بهذا النوع أن االتصال باإلنترنت يكون عبر شبكات محلية
LANتتصل بدورها بشبكات أكبر ،حيث يكون لكل منها دور في حركة توزيع أو إرسال البريد اإللكتروني
وبما يجعل الرسالة قابلة للتوصيل طالما كان هناك مزود خدمة الدخول إلى شبكة اإلنترنت في مناطق
اإلرسال.2
-5البريد اإللكتروني العادي العام :أو شبكة الويب ،وهذا النوع يقوم على االتصال مباشرة بشبكة
اإلنترنت العالمية سواءا من خالل المواقع المجانية للبريد اإللكتروني أو المواقع التي ال يسمح الستخدامها
إال من خالل اشتراك مسبق للطالب في هذه الخدمة.
-1البريد اإللكتروني الموصي عليه :هو عبارة عن خدمة تتم وفق إجراءات تكفل ضمان اإلرسال ضد
مخاطر الفقد أو السرقة أو التلف ،وتوفر للمرسل -لقاء مبلغ جزافي يدفعه-الدليل على إيداع اإلرسال
لدى هيئة البريد عند الضرورة وبناءا على طلبه ،إثبات استالم المرسل إليه ،وهذا البريد اإللكتروني
الموصي عليه اعترف به ونظمه القانون البلجيكي في 2999/1/9والقانون الفرنسي في 1224/1/12
ويتميز هذا النوع من البريد بأن المرسل إليه ال يستطيع أن ينفي العلم أو االدعاء بأنه استلم المظروف
ولكنه كان خاليا ،لذلك فإن هذا النوع هو الذي يتم استخدامه في اإلعالن القضائي بمتابعة إدارة
المحضرين.3
1فراح مناني ،أدلة اإلثبات الحديثة في القانون ،المرجع السابق ،ص .11
2خالد ممدوح إبراهيم ،التحكيم اإللكتروني ،المرجع السابق ،ص .111
3أحمد هندي ،التقاضي اإللكتروني الستعمال الوسائل اإللكترونية في التقاضي ،المرجع السابق ،ص ص .11-15
311
التقاضي اإللكتروني. الفصل األول:
يتم الحصول على عنوان البريد اإللكتروني للمستخدم userبإحدى الوسيلتين ،األولى المنح والثانية
االختيار ،ويكمن الفرق بينهما في مدى الحرية التي يتمتع بها مستخدم اإلنترنت في تكوين عنوانه
البريدي الخاص به.
الوسيلة األولى :المنح :Attributionفال يكون للمستخدم الحرية في اختيار مكونات عنوان بريده
اإللكتروني ،إذ يتكون العنوان في الغالب من اسم المستخدم إلى جانب اسم مورد الخدمة ،وهذه الطريقة
دائما ما تتوافر لدى الجهات الحكومية والمنظمات الدولية والجامعات واألكاديميات العلمية والشركات
التي تتولى تخصيص عنوان إلكتروني للعاملين بها.1
أما الوسيلة الثانية :االختيار :Electionفنجد أن مورد الخدمة يترك للمستخدم الحرية الكاملة في
تكوين العنوان وبالطريقة التي يرغبها ،حيث ال يحد من حرية المستخدمة في تشكيل عنوانه اإللكتروني
إال بعض المقتضيات الفنية والتقنية المتعلقة بعمل الشبكة ومنها عدم السماح بتسجيل اسم مسبق تسجيله
بواسطة أحد المستخدمين ،وقد يكون االشتراك بمقابل وقد يكون مجانا وذلك بغرض الدعاية لبعض
المواقع لجذب األشخاص إليها مثل موقع ،Yahoo-Hotmail-Google :وتتماثل العناوين البريدية
في شكلها ،إذ تتكون من مقطعين يفصل بينهما الرمز@ حيث تكون على الشكل التالي
2
.Judgekh66@yahoo.com
312
التقاضي اإللكتروني. الفصل األول:
العنوان اإللكتروني يتخذ إحدى صورتين إما أن يكون عنوان إلكتروني دولي أو عنوان إلكتروني
وطني ،ويختلف كال النوعين عن اآلخر في شروط الحصول عليهما والجهة المختصة بتسجيلهما،
ونعرضها على النحو التالي:
.1النوع األول :عناوين البريد اإل لكتروني الدولية :ويقصد بها ":تلك العناوين التي تشير إلى أنشطة
دولية عامة ال تنتمي إلى دولة معينة وننما توجه أساسا إلى المستهلكين في كافة دول العالم" ،والعناوين
اإللكترونية منها القديم ومنها الحديث ،فالعناوين القديمة تتمثل في سبعة يشير كل منها إلى نشاط معين
يختلف عن اآلخر المشار إليه سابقا وهي ،edu ، gov،com :وأيضا هي mil :تشير إلى هيئات
الدفاع العسكرية Net ،تشير إلى الهيئات والمؤسسات التي تعمل في مجال اإلنترنت INT ،تشير إلى
المنظمات المختصة بعقد االتفاقيات الدولية.1
إلى جانب العناوين اإللكترونية القديمة توجد عناوين إلكترونية أخرى جديدة ،حيث قامت شركة
IAHCفي 4فبراير 2992باقتراح مشروع ينص على إنشاء سبعة عناوين أخرى تختلف حسب
األنشطة ،وتتمثل هذه العناوين في اآلتي:
1فراح مناني ،أدلة اإلثبات الحديثة في القانون ،المرجع السابق ،ص .19
313
التقاضي اإللكتروني. الفصل األول:
.6النوع الثاني :عناوين البريد اإل لكتروني الوطنية :يقصد بالعناوين اإللكترونية الوطنية country
code top level domainتلك العناوين التي تنتهي بحرفين يشيران إلى اسم الدولة التي تنتمي إليها
هذه العناوين ،فبالنسبة للعناوين المصرية نجد أنها تنتهي بأول حرفين من كلمة Egyptوهي ،eg
واألمريكية تنتهي ب ،usوالفرنسية تنتهي ب ،frواإلنجليزية ب ukوالجزائرية ب .dz
غالبا ما تقوم المؤسسات التجارية بتسجيل عناوينها اإللكترونية أوال في مجالها الوطني ،فإذا حقق
هذا التسجيل فائدة لها ،تبحث بعد ذلك عن تسجيل آخر دولي أو عام بخاصة في المجال دوت
كوم .com2
أما الجهة التي تمنح العناوين الدولية أو العامة هي منظمة أمريكية تدعى ايكان ،ICAANالتي
تكونت سنة ،2992ومهمتها األساسية تقوم على التحكم في األسماء واألرقام وبما يعني ذلك السيطرة
على آلية المعامالت واالتصاالت عبر اإلنترنت ،واألساس التشريعي لها يقوم على مجموعة من
االتفاقيات الدولية ومنها ،الورقة الخضراء The Green Paperويطلق عليها أيضا اتفاقية تحسين
إدارة تقنية أسماء وعناوين اإلنترنت ،والورقة البيضاء The White Paperوالتي تسمى اتفاقية إدارة
أسماء وعناوين اإلنترنت ،ومذكرة التفاهم بين وزارة التجارة األمريكية وااليكان ،ولوائح االيكان الصادرة
بتاريخ 19أكتوبر .ICAAN Bylaws3 2999
1
Van Ostveen D, Le choix d’un nom les domains, Droit de marque et noms commerciaux, RDAI, 1998, p 283.
2خالد ممدوح إبراهيم ،التحكيم اإللكتروني ،المرجع السابق ،ص .112
3فراح مناني ،أدلة اإلثبات الحديثة في القانون ،المرجع السابق ،ص .22
314
التقاضي اإللكتروني. الفصل األول:
أثارت مسألة التكييف القانوني لعنوان البريد اإللكتروني خالفا كبي ار في الفقه الذي بذل مجهودا
لمحاولة التوصل إلى تكييف قانوني صحيحا يخضع له العنوان اإللكتروني ،وبالتالي إدراجه تحت تنظيم
قانوني محدد ،فقد ذهب البعض إلى أنه عبارة عن موطن افتراضي لألشخاص الطبيعيين بالنظر إلى
القسم الثاني من تركيب العنوان والذي يحدد موقع مورد الخدمة على الشبكة ،يتشابه مع الموطن أو
محل اإلقامة الحقيقي لهم ،بينما يرى البعض اآلخر أنه عبارة عن اسم ،االسم المدني أو االسم التجاري
للشخص عبر شبكة اإلنترنت ألن القسم األيسر من العنوان يتكون من اسم المستخدم ولقبه ،كذلك
يتشابه العنوان مع االسم من ناحية وظيفة كل منهما ،ويذهب فريق ثالث إلى أن البريد اإللكتروني عبارة
عن بيانات فنية ذات طبيعة شخصية.1
على خالف اآلراء السابقة يرى جانب آخر أن العنوان اإللكتروني ال يماثل أو يشابه أي فكرة قانونية
قائمة ،وننما هو فكرة مستقلة بذاتها ويستندون في ذلك إلى أن آراء الفقه وأحكام القضاء قد اختلفت في
تحديد طبيعتها.2
أما اتجاه آخر فذهب إلى اعتبار العنوان اإللكتروني من عناصر الملكية الصناعية ،فهو مثل
العالمة التجارية واالسم والعنوان التجاري والالفتة اإلعالنية ،ومن ثم يستفيد من التنظيم القانوني لهذه
العناصر القائمة kويعد العنوان بهذا الوصف أحد العناصر المعنوية للمحل التجاري ،إذ يشكل الدعامة
الرئيسية التي تقوم عليها السمعة التجارية واالتصال بالعمالء.3
أيا كانت االتجاهات الفقهية المختلفة في تفسير طبيعة عنوان البريد اإللكتروني فإن ذلك ال يعني
أن عنوان البريد اإللكتروني بال حماية ،بل يمكن حمايته عن طريق دعوى حماية عنوان البريد اإللكتروني
1أحمد هندي ،التقاضي اإللكتروني الستعمال الوسائل اإللكترونية في التقاضي ،المرجع السابق ،ص ص .15-14
2فراح مناني ،أدلة اإلثبات الحديثة في القانون ،المرجع السابق ،ص .24
3خالد ممدوح إبراهيم ،التحكيم اإللكتروني ،المرجع السابق ،ص ص .141-141
315
التقاضي اإللكتروني. الفصل األول:
عن طريق دعوى بحماية العالمة التجارية أو دعوى تقليد العالمة ،contrefaconوأيضا عن طريق
العالمة المميزة التي تدخل في اختصاص السلطة العامة مثل ذلك حالة استخدام العنوان اإللكتروني
ألحد النقابات بدون وجه حق أو بدون صفة.1
حتى تنتج البيانات اإللكترونية أثرها في اإلثبات أمام القضاء ،يجب أن تحفظ في أرشيفات تسمح
بالرجوع إليها عند الحاجة ،بحيث يتم تخزينها على دعامات إلكترونية موثوق بها ،بطريقة ثابتة ال يمكن
تغييرها إال من جانب المحتفظ بها ،وكذا تحديد مدة حفظ هذه البيانات إلكترونيا ،هذا ما نص عليه
القانون المدني الفرنسي ،الذي اشترط أن يتم حفظ الوثيقة والتوقيع اإللكترونيين بطريقة تضمن سالمتهما
من أجل أن يتمتع كل منها بالحجية في اإلثبات.
عرف القانون األمريكي الموحد للتجارة اإللكترونية في المادة 2/1السجل اإللكتروني بأنه ":السجل
الذي يتم إنشائه أو تكوينه أو إرساله أو استالمه أو تخزينه بوسائل إلكترونية" ،أما قانون المعامالت
اإللكترونية الموحد لوالية كونيكنيكت لسنة ،1221فقد توسع في مفهوم السجل اإللكتروني فلم يقصره
على ما يتم حفظه أو إنشاؤه بواسطة الكمبيوتر وننما مدد مدلوله ليشمل كافة الوسائل اإللكترونية األخرى
مثل الفاكس والتلكس والبريد اإللكتروني والرسائل التي تتم عبر اإلنترنت.2
أما في كندا عرف القانون الموحد لإلثبات اإللكتروني السجل اإللكتروني بأنه ":البيانات التي يتم
تسجيلها أو تخزينها على وسائط أو بواسطة نظام كمبيوتري أو أية وسيلة مشابهة يمكن أن أ
تقر أو تفهم
1فراح مناني ،أدلة اإلثبات الحديثة في القانون ،المرجع السابق ،ص .25
2خالد إبراهيم ممدوح ،أمن المعلومات االلكترونية ،المرجع السابق ،ص .29
316
التقاضي اإللكتروني. الفصل األول:
بواسطة شخص أو نظام كمبيوتري أو أية وسيلة مشابهة ،وتشمل البيانات المقروءة أو المخرجات
الكمبيوترية المطبوعة أو أي مخرجات أخرى من هذه البيانات".
كما عرفه قانون المعامالت اإللكترونية إلمارة دبي في المادة 1المخصصة للتعريفات بأنه ":سجل
أو مستند يتم إنشاؤه أو تخزينه أو استخراجه أو نسخه أو إرساله أو إبالغه أو استالمه بوسيلة إلكترونية
على وسيط ملموس أو على وسيط إلكتروني آخر ،ويكون قابال لالسترجاع بشكل يمكن فهمه".1
بالتالي يعرف حفظ السند والتوقيع اإللكترونيين عبر الزمن (األرشفة) بأنه الحفاظ على البيانات
اإللكترونية في دعامة إلكترونية بطريقة ثابتة ال يمكن تغييرها إال من جانب المحتفظ بها ،وهذا ما نص
عليه القانون المدني الفرنسي الذي اشترط أن يتم حفظ التوقيع اإللكتروني ،والوثيقة اإللكترونية بطريقة
تضمن سالمتها من أجل أن يتمتع كل منها بالحجية في اإلثبات.2
والسجل اإللكتروني للمعامالت القضائية واإلدارية ،باعتباره وسيلة لحفظ المعلومات المتبادلة بين
أطراف التعامل وتوثيق البيانات المدونة فيه ،يعتبر جزءا أساسيا من نظام التبادل اإللكتروني للبيانات،
وكلما كانت سجالت التعامل كافية وكاملة ويمكن االعتماد عليها ويتم تزويدها بعناصر األمان والحماية
فإن ذلك يساعد على اكتمال نظام تبادل البيانات اإللكترونية.3
-2أرشيف شبه إلكتروني :وهو األرشيف الذي تؤدى أعماله يدويا مع االستعانة ببعض اآلالت واألجهزة
اإللكترونية.
317
التقاضي اإللكتروني. الفصل األول:
-1األرشيف المنتج إلكترونيا من األصل :أي التسجيالت اإللكترونية والتطبيقات المنشأة بالحاسوب
بمختلف أشكالها وهذه الوثائق اإللكترونية هي األخرى حدد لها طرق معالجة إلكترونية من حفظ ،وبحث،
واسترجاع ،كغيرها من الوثائق.
-1األرشيف الورقي المرقم :وهي الوثائق الورقية التي تم تصويرها عبر الماسح الضوئي scanner
وهذا يتعلق بالوثائق القديمة التي وجب حفظها للمدى الطويل ،لربح للحيز المكاني ،والمميزات التي
يقدمها.1
بالتالي فإن تعبير األرشيف اإللكتروني ،واألرشفة اإللكترونية ،تعني إمكانية جمع الوثائق ،وفهرستها
وتصنيفها ،أو ترميزها ،ومن ثم حفظها بالطرق اإللكترونية المناسبة ،بغرض توفيرها وتأمينها إلكترونيا،
وعموما فإن األرشفة اإللكترونية تتميز وتتفوق على األرشيف واألرشفة التقليدية الورقية بما يأتي:
-1أما من ناحية المؤسسة الحكومية المعنية باألرشيف ،فإنه تتوافر إمكانات لتنفيذ وتطبيق األرشفة
اإللكترونية على مستوى الشبكة الداخلية في اإلدارة ،ونمكانية توسيعها في المستقبل ،من دون أي مشاكل
أو عوائق ،بحيث يمكن ،ولكل مستفيد ومستخدم ،استعراض الوثائق ،حسب الصالحيات الممنوحة له
من قبل اإلدارة المعنية بالنظام.2
1أحمد أبو بكر الهوش ،األرشفة اإللكترونية األسس النظرية والتطبيقات العلمية ،دار حميثر للنشر والترجمة ،1222 ،ص .44
2عامر إبراهيم القندليجي ،الحكومة اإللكترونية ،المرجع السابق ،ص ص .142-142
318
التقاضي اإللكتروني. الفصل األول:
نستطيع أن نحدد الوظائف التي أدخلتها التكنولوجيا المعاصرة لألرشيف واألرشفة اإللكترونية ،بما
يأتي:
-2التحول من الحفظ التقليدي للورق إلى الحفظ الرقمي المحوسب ،وهذه تمثل نقلة نوعية في مستوى
الخدمات المطلوب تأمينها وتقديمها للمستفيدين في مختلف المؤسسات الحكومية.
-1االنتقال من المجال المحلي المحدود إلى المجال العالمي الواسع ،من خالل االنفتاح على شبكة
اإلنترنت العالمية.
-1العمل على حماية الملفات والوثائق من الضياع ،والتلف ،بسبب التقادم ،أو أية أسباب أخرى ،وهذا
كثي ار ما يحدث في األرشيف الورقي التقليدي.
-4تأمين إمكانية البحث عن أي ملف ،أو وثيقة وبأكثر من طريقة ،مثال ذلك :عن طريق أسماء
األشخاص ،أو عن طريق الموضوع ،أو بأية طريقة بديلة أخرى غيرها.
-5االسترجاع السريع ،والمباشر ألي وثيقة أو ملف ،أو مستند ،وبطريقة سهلة ومرنة ،تعجز الطرق
التقليدية عن مجاراتها وتحقيقها.
-1إمكانية إعادة تحويل محتوى الوثائق أو الملفات ،أو المستندات إلى شكلها الورقي ،إذا تطلب األمر
ذلك ،أو حتى تحويلها إلى ملف إلكتروني مستقل ،يتم الرجوع إليه عند الحاجة.
-2توفير الحيز المكاني الذي يشغله األرشيف الورقي التقليدي ،بملفاته الكثيرة والمتزايدة.
-2إمكانية ربط أجزاء المؤسسة الحكومية بعضها ببعض ،مهما تباعدت مؤسساتها ودوائرها.
319
التقاضي اإللكتروني. الفصل األول:
-9وأخي ار وليس آخ ار ،الرفع واالرتقاء من أداء المؤسسات الحكومية المعنية بأرشيفها اإللكتروني.1
ثالثا .مميزات األرشيف اإللكتروني :يتميز األرشيف اإللكتروني بجملة من الخصائص والمميزات أهمها:
-1من أهم ايجابيات السجالت اإللكترونية أنها تحتاج إلى حيز مكاني أقل مقارنة بالسجالت الورقية.
-1سيطرة controlمناسبة على الكم الهائل والمتدفق من المعلومات ،من خالل النظم اإللكترونية
المحوسبة ،فضال عن التحكم والسيطرة على تخزين مثل تلك المعلومات ،ومعالجتها ،وبشكل يسهل
استرجاعها واالستفادة منها ،من قبل العاملين أو اإلداريين أو أصحاب القرار في الوقت السريع والمناسب.
-4السرعة في تحريك المعلومات Mobilityوتناقلها من موقع إلى آخر ،وبغض النظر عن البعد
والمكان الجغرافي المنقولة منها ونليها المعلومات بكل سهولة ودون عناء.
-5إمكانية تحويل convertibilityالمعلومات ،من وسيط إلكتروني إلى وسيط إلكتروني آخر ،أو من
شكل محوسب إلى آخر محوسب ،ونعني بذلك القدرة على نقل المعلومات عن طريق النشر اإللكتروني
من وسيط إلكتروني أو ليزري محدد إلى وسيط مناسب آخر.3
-1إن السجل اإللكتروني يمكن اعتباره كدليل في اإلثبات يقدم إلى المحاكم وذلك في حالة وجود شك
أو خالف بين األطراف المتعاقدة ،مع كفالة حق القاضي في تقدير وتقييم حجية تلك السجالت
اإللكترونية في اإلثبات ،كما يمكن للمحكمة االستعانة بأهل الخبرة الستجالء األمر.
320
التقاضي اإللكتروني. الفصل األول:
-2يصعب تغييرها أو تحريفها أو تزويرها مقارنة بالسجالت الورقية ،إذ أنه باستخدام التشفير المناسب
للبيانات يصعب على أي شخص غير المرخص له أن يصل أو يغير أو يزور مستندات محفوظة
إلكترونيا.1
-2التنسيق بين العمليات اإلدارية المعقدة ،وقابليتها للتحكم والرقابة والتوجيه سواء في ظروف الحرب
أو السلم.
-22إمكانية التدريب اإلداري ،واتخاذ الق اررات باستخدام النماذج الموجودة ،والبيانات الخاصة بها.
-22االعتماد على الحاسب اآللي في دراسة السياسات واالستراتيجيات المختلفة من خالل قواعد البيانات
المخزنة بها ،أو على شبكة المعلومات الدولية.
-21ال توجد مركزية أو تحكم في تبادل المعلومات Dexentralization and no controlإذ يستعمل
األقمار االصطناعية للقضاء على المركزية في نشر المعلومات والبيانات.
-24التحول نحو الواقع االفتراضي الذي يزيل حواجز المكان والمسافة وقيود الزمان بين مستخدميه.
-25على المستوى العلمي والبحثي والجامعي فالمصادر اإللكترونية والنشر اإللكتروني يتيحان الفرصة
أمام الباحثين والجامعيين إلى توجيه الجزء األكبر من جهودهم لعمليات التحليل والتفسير واالستنتاج
والتنبؤ والكشف عن الظاهرات والمتغيرات الجديدة مع إمكانية الدخول إلى الكثير من مصادر معلومات
1خالد ممدوح ابراهيم ،أمن المعلومات اإللكترونية ،المرجع السابق ،ص .91
2عبد الفتاح بيومي حجازي ،الحكومة اإللكترونية بين الواقع والطموح ،المرجع السابق ،ص .124
321
التقاضي اإللكتروني. الفصل األول:
األرشيف اإللكتروني للمؤسسات الحكومية ،وهو ما يمثل العمود الفقري للعملية البحثية ،ما سوف يؤدي
إلى تطوير المعرفة وتحديثها في المجاالت البحثية المختلفة ،وازدهار االبتكار والبحث العلمي.1
يعتبر البريد االلكتروني من أهم وسائل التقاضي اإللكتروني نظ ار لالعتماد عليه في المراسالت
القضائية ونقل وتبادل السندات والملفات ومن ثم حفظها داخل السجل اإللكتروني ،إال أن اإلشكال يثور
حول مدى حجية كل منهما كدليل لإلثبات القضائي.
نظ ار النتشار شبكة األنترنت وتزايد استخدام البريد اإللكتروني في المعامالت التجارية والتصرفات
نزء هذا التطور الهائل والسريع كان من الضروري الوقوف على كيفية إثبات التصرفات
القانونية ،و ا
القانونية التي تتم بالبريد اإللكتروني ،ومعرفة مدى حجية مخرجات هذه الرسائل في اإلثبات ال سيما في
ظل القواعد القانونية الحالية لإلثبات ،أو بعبارة أخرى مدى إمكانية تطوير النصوص الحالية إلضفاء
الحجية على الرسائل اإللكترونية السيما الغير ممهورة منها بتوقيع إلكتروني ،2لذا وجب التطرق إلى
حجية البريد اإللكتروني الممهور بتوقيع إلكتروني والغير مذيل به وكذا البريد اإللكتروني الموصى عليه
بعلم الوصول.
-2حجية البريد اإللكتروني الغير موقع :يقصد بالبريد غير الموقع البريد التقليدي الذي يستخدم في
الحياة اليومية وتختلف حجيته بحسب المجال الذي يستخدم فيه ،وعما إذا كان يستخدم في المعامالت
التجارية أو المدنية على النحو التالي:
322
التقاضي اإللكتروني. الفصل األول:
أ -حجية البريد اإللكتروني في المواد التجارية المختلطة :فيما يتعلق بالمعامالت والمواد التجارية ،يأخذ
المشرع المصري والفرنسية بمبدأ حرية اإلثبات liberté de preuveفي شأن المواد التجارية أيا كانت
قيمتها وفي شأن التصرفات المدنية التي ال تزيد قيمتها على مبلغ معين.1
أما في المواد المختلطة ،وهي التصرفات التي يكون فيها أحد طرفيها تاجر يتعاقد ألغراض تجارية
والطرف اآلخر غير تاجر يتعاقد ألغراضه الشخصية ،أو العائلية ،فال يستفاد من حرية اإلثبات إال
غير التاجر في حين يتقيد التاجر بطرق اإلثبات المدنية.2
ب -حجية البريد اإللكتروني في المواد المدنية :ينص قانون اإلثبات على حاالت يخرج فيها عن قاعدة
وجوب اشتراط الكتابة ،وبالتالي جواز إثباتها بجميع الوسائل بما في ذلك البينة والقرائن والخبرة ،وهنا
يكون لرسالة البريد اإللكتروني حجية في هذا النطاق وهذه الحاالت هي االتفاق المسبق بين األطراف،
والتصرفات القانونية التي ال تتجاوز النصاب القانوني ،وحالة االعتداد برسالة البريد اإللكتروني في
اإلثبات من خالل االستثناءات على قاعدة وجوب الدليل الكتابي.3
في إطار تنمية تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت ومواكبة التطور الهائل في استخدامها في كافة
المجاالت واألنشطة ،تم التفكير لتطبيق تكنولوجيا التوقيع اإللكتروني ،والذي تكمن أهميته في زيادة
مستوى األمن والخصوصية في التعامالت ،نظ ار لقدرة هذه األخيرة على حفظ سرية المعلومات والرسائل
المرسلة وعدم قدرة أي شخص آخر على االطالع أو تعديل أو تحريف الرسالة كما يمكنها أن تحدد
شخصية وهوية المرسل والمستقبل إلكترونيا للتأكد من مصداقية الشخصية مما يسمح بكشف التحايل
والتالعب ،ولعل هذا ما دفع األمم المتحدة متمثلة في لجنة القانون التجاري الدولي ،األونسترال
323
التقاضي اإللكتروني. الفصل األول:
،UNICITRALإلى إصدار القانون النموذجي بشأن التجارة اإللكترونية سنة ،2991والقانون النموذجي
بشأن التوقعات اإللكترونية الصادر سنة ،1222ومعاهدة استخدام وسائل االتصال الحديثة في العقود
الدولية لسنة 1225وذلك بغرض تنظيم العقود اإللكترونية الدولية ونضفاء الحجية القانونية عليها.1
أصدرت أغلبية الدول اليوم قوانينها الخاصة بالتوقيع اإللكتروني على أساس أنه الوسيلة األكثر
حداثة إلبرام العقود اإللكترونية ونضفاء الحجية على المحررات اإللكترونية ومن أهم هذه القوانين هو
قانون التوقيع والتصديق اإللكترونيين الجزائري ،فالتوقيع اإللكتروني يجعل رسالة البريد اإللكتروني
الممهورة به تتمتع بحجية كاملة في اإلثبات ال تقل عن حجية المحرر الورقي ،بحيث يتعين على
القاضي أن يعتد بالرسالة اإللكترونية كدليل كتابي كامل دون أن تكون له سلطة تقديرية حياله.
عرفه التوجيه األوروبية الصادر في 25ديسمبر 2992بشأن القواعد التي تحكم تنمية السوق
الداخلي للخدمات البريدية وتحسين جودتها في المادة 19منه بأن Courrier recommandeهو":
خدمة تتم وفق إجراءات تكفل ضمان اإلرسال ضد مخاطر الفقد أو السرقة أو التلف ،وتوفر للمرسل
لقاء مبلغ جزافي يدفعه ،الدليل على إيداع اإلرسال لدى هيئة البريد وكذلك عند الضرورة وبناءا على
طلبه إلثبات استالم المرسل إليه له".2
بالتالي فإن استخدم البريد الموصي عليه يقدم العديد من الفوائد منها ،إثبات عملية اإلرسال حيث
تتم عن طريق موظف عام ،ونثبات عملية االستالم حيث أن موظف البريد المختص يحصل على توقيع
المرسل إليه ويقوم بإثبات ذلك في سجالته ،كما يفيد في إثبات هوية األطراف ،ووفقا لذلك فإن البريد
اإللكتروني الموصي عليه يؤدي نفس وظائف البريد التقليدي ،بل إنه أفضل منه في أن البريد التقليدية
1فراح مناني ،أدلة اإلثبات الحديثة في القانون ،المرجع السابق ،ص .21
2خالد ممدوح إبراهيم ،التحكيم اإللكتروني ،المرجع السابق ،ص ص .152-155
324
التقاضي اإللكتروني. الفصل األول:
ال يحمل الدليل على قيام المرسل إليه بقراءته بالرغم من تسلمه له ،في حين أن البريد اإللكتروني
موصي عليه يقدم امكانية إثبات أن المرسل إليه تسلمه وقام بفتحه وقراءته وساعة وتاريخ القراءة.1
من أجل ذلك تدخل المشرع الفرنسي بالقانون الصادر في 12يونيو 1224الخاص بالثقة في
االقتصاد الرقمي ،والذي أعطى للحكومة إصدار األوامر الخاصة بتعديل النصوص المطبقة للوصول
إلى إبرام العقود بالطريقة اإللكترونية ،ونعماال لذلك ،صدر المرسوم رقم 1225/124في 21يونيو
،1225والذي سمح بإتمام بعض الشكليات التي يستلزمها القانون بطريق إلكتروني ،وأصبح البريد
اإللكتروني الموصى عليه معترفا به من الناحية التشريعية ،2بالتالي يجب على كل التشريعات الدولية
أن تعدل قوانينها لتنظم البريد اإللكتروني الموصى عليه وتبين حجيته القانونية وقوته في اإلثبات.
أقرت غالبية الدول على األهمية القانونية للسجل اإللكتروني باعتباره الحافظ والمخزن للمحررات
والمستندات اإللكترونية ،لكن التساؤل المطروح ماهي الحجية القانونية لهذا النوع المستحدث من
السجالت؟
لقد أقر القانون الفيدرالي األمريكي بشأن التوقيع اإللكتروني الصادر في سنة 1222مبدأ هاما وهو
التكافؤ بين الرسائل والعقود اإللكترونية والسجالت اإللكترونية الحافظة لها وهو ما يعني االعتراف
بصحتها وحجيتها ،كما أكد على أن السجالت اإللكترونية تعتبر مستوفية للشروط المطلوبة إذا كانت
تعبر بدقة عن المعلومات المدونة بها ،ويمكن لألشخاص المخول لهم الوصول إليها واالطالع عليها.
كما أجاز قانون اإلثبات الكندي قبول السجالت الناتجة عن الكمبيوتر واالعتراف بحجيتها إذا
توافرت شروط معينة ،وفي هذا الصدد قضت محكمة استئناف أونتاريو الكندية في قضية مكميالن Mc
1فراح مناني ،أدلة اإلثبات الحديثة في القانون ،المرجع السابق ،ص ص .21-25
2خالد ممدوح إبراهيم ،التحكيم اإللكتروني ،المرجع السابق ،ص .112
325
التقاضي اإللكتروني. الفصل األول:
Mullenبأنه يشترط لكي تكون سجالت الكمبيوتر مقبولة بوصفها نسخا حقيقية من السجالت
اإللكترونية أن تكون مستكملة بوصف كامل لنظام السجالت بحيث يتضمن السجل وصفا لإلجراءات
والعمليات المتعلقة بإدخال البيانات وتخزينها واسترجاعها.1
كما أكد المشرع األردني في المادة السابعة من القانون 25لسنة 1222على أن السجل اإللكتروني
يكون منتجا لآلثار القانونية ذاتها المترتبة على الوثائق والمستندات الخطية ،بالتالي فهو اعتراف صريح
منه على حجية السجل اإللكتروني ،2كما نص على أنه يكتسب أثره القانوني ،ويكون لهذا السجل صفة
النسخة األصلية إذا توافرت فيه عدة شروط تتمثل في:
-2أن تكون المعلومات الواردة في ذلك السجل قابلة لالحتفاظ بها وتخزينها بحيث يمكن الرجوع إليها.
-1أن يتم االحتفاظ بالسجل اإللكتروني بالشكل الذي تم إنشاؤه أو إرساله أو تسلمه ،أو بأي شكل يسهل
به إثبات المعلومات والبيانات التي وردت فيه عند إنشاؤه أو إرساله أو تسلمه.
-1أن تدل المعلومات الواردة في السجل على المنشئ والمستلم ،وتاريخ ووقت إرساله واستالمه.3
إذا بالمقارنة بين القوانين سالفة الذكر يتضح أنها تتفق فيما بينها على أن االعتراف بالسجل
اإللكتروني كوسيلة لإلثبات يرتبط بتوافر عدة شروط:
-2إمكانية االطالع على المعلومات الواردة بالسجل اإللكتروني ،إذ متى تم االتفاق بين األطراف على
استخدام السجل اإللكتروني كوسيلة لإلثبات فيجب أن تكون المعلومات والبيانات الواردة فيه قد تم
تسجيلها بدقة وبطريقة واضحة ،وهو ما يعني ضرورة أن تكون هذه المعلومات قابلة للقراءة حتى يمكن
االطالع عليها من األشخاص المخول لهم.
1خالد ممدوح إبراهيم ،أمن المعلومات اإللكترونية ،المرجع السابق ،ص .91
2عصمت عبد المجيد بكر ،األرشفة اإللكترونية األسس النظرية والتطبيقات العلمية ،المرجع السابق ،ص .122
3خالد ممدوح إبراهيم ،أمن المعلومات اإللكترونية ،نفس المرجع ،ص .92
326
التقاضي اإللكتروني. الفصل األول:
-1الحفاظ على سالمة محتويات السجل اإللكتروني ،وهو ما يعني أن يتم االحتفاظ بالسجل اإللكتروني
بالشكل الذي تم إنشاؤه أو إرساله أو تسلمه ،وأن تكون المعلومات الواردة في ذلك السجل قابلة لالحتفاظ
بها وتخزينها بحيث يمكن في أي وقت الرجوع إليها دون أي تعديل أو تغيير أو تحريف ،وبطريقة تمنع
الغير من الوصول إليها ،إذ أن حجية السجل اإللكتروني في اإلثبات ترتبط بحفظه بطريقة تكفل سالمته
حتى يمكن التمسك به كدليل أمام القضاء ،في حالة إذا ما قام نزاع بين الطرفين.
-1تعيين جهة محايدة تتولى مباشرة ومتابعة السجل اإللكتروني ،باعتبار أن هذه الجهات ذات طابع
تكنولوجي ،فاالحتجاج بالسجل اإللكتروني في اإلثبات يقتضي أن تكون المعامالت اإللكترونية التي
تمت بين الطرفين قد تم حفظها وتخزينها بدقة ،وهو ما يقتضي من الناحية العملية خضوعها لرقابة
جهة ثالثة موثوق بها وذات طابع تقني.1
إذا ما توافرت الشروط الثالثة السابقة قامت قرينة قانونية على صحة السجالت اإللكترونية ،ولكنها
قرينة قابلة إلثبات العكس ،إذا ما أثبت أحد الطرفين أن بيانات السجل اإللكتروني قد تغيرت أو حرفت
أوتم معالجتها إلكترونيا بطريقة عدلت من مضمونها ،ويالحظ أيضا على القوانين السابقة أنها لم تحدد
وسائل تكنولوجية معينة في إنشاء أو حفظ السجل اإللكتروني ،ربما تحسبا لما قد يظهر في المستقبل
من تقنيات حديثة تستخدم في عمليات إنشاء وحفظ وتخزين السجل اإللكتروني.2
أما في مجال التقاضي اإللكتروني فقد نظم المشرع الفرنسي في المرسوم رقم 1225/921بشأن
المحرر الرسمي وحفظه بواسطة المحضرين آلية حفظ المحرر الرسمي اإللكتروني ،وقد أوضح في
المادة 5أن على المحضر القانوني أن يقوم بحفظ المحرر الرسمي اإللكتروني بواسطة نظام معالجة
وحفظ ونقل المعلومات ،وأن يكون النظام معتمدا من قبل الحجرة القومية للمحضرين القانونيين ،وأن
1محمد محمد أبو زيد ،تحديث قانون اإلثبات-مكانة المحررات اإللكترونية بين األدلة الكتابية ،دار النهضة العربية ،1221 ،ص .215
2خالد ممدوح إبراهيم ،عقود التجارة اإللكترونية في القانون االتحادي لدولة اإلمارات العربية المتحدة رقم 2لسنة 1221بشأن المعامالت والتجارة
اإللكترونية ،دار الفكر الجامعي ،ص .212
327
التقاضي اإللكتروني. الفصل األول:
يضمن هذا النظام خصوصية المحرر وتكامل محتواه وسالمته من التعرض ألي تبديل أو تحريف أو
تلف.1
يجمع الفقه على أن حجية الدليل اإللكتروني يتوقف على حفظ هذا الدليل بشكل يؤدي إلى ثباته
على الصورة التي نشأ فيها ،وضمان سالمته وعدم العبث به أو تلفه ،وبالتالي استرجاعه في وقت
الحاجة إليه وعند الضرورة وبالتالي فإن حجية المحرر والتوقيع اإللكترونيين تستمد من الحفظ اآلمن
لهما ،2ويكون ذلك من خالل السجل اإللكتروني.
يتم التقاضي اإللكتروني عن طريق رفع دعوى إلكترونية ،بحيث تشمل إجراءات التقاضي اإللكتروني
إقامة الدعوى اإللكترونية ونجراء المرافعات إلكترونيا.
تعرف الدعوى القضائية اإللكترونية بأنها ":سلطة االلتجاء إلى القضاء للحصول على تقرير حق
موضوعي أو حمايته ،تتم عبر وسائط إلكترونية من خالل شبكة األنترنت ،وتعتمد الدعوى اإللكترونية
على ضمان صحة المعلومات القضائية في عريضة الدعوى بشكلها اإللكتروني دون االعتماد على
الرسائل الورقية ،وذلك لغرض إقامة الدعوى والسير في الخصومة باستخدام الوسائط واألساليب والشبكات
اإللكترونية ومنها األنترنت ،3بالتالي فإن إقامة الدعوى اإللكترونية يتم وفقا لجملة من اإلجراءات نتطرق
لها على التوالي ،الفرع األول إجراءات رفع الدعوى اإللكترونية ،والفرع الثاني المرافعة ونظر الدعوى
اإللكترونية ،الفرع الثالث شمل الحكم اإللكتروني ،والفرع الرابع تناول الطعن في األحكام اإللكترونية.
1يوسف أحمد النوافلة ،االثبات االلكتروني في المواد المدنية والمصرفية ،دراسة مقارنة ،دار الثقافة للنشر والتوزيع ،األردن ،الطبعة األولى،1221 ،
ص ص .225-224
2يوسف أحمد النوافلة ،االثبات االلكتروني في المواد المدنية والمصرفية ،نفس المرجع ،ص ص .222-222
3عصمت عبد الحميد بكر ،األرشفة اإللكترونية األسس النظرية والتطبيقات العلمية ،المرجع السابق ،ص .529
328
التقاضي اإللكتروني. الفصل األول:
يستلزم لرفع الدعوى اإللكترونية جملة من الشروط الفنية وأخرى موضوعية الزمة وهي:
تعتبر صحيفة افتتاح الدعوى هي األساس الذي تقوم عليه كل إجراءاتها ،ويترتب على عدم إعالنها
عدم انعقاد الخصومة بين طرفيها ولذلك فقد استلزم المشرع اتخاذ إجراءات معينة الستيفاء البيانات
المطلوبة فيها تحقيقا لهذه الضمانة ،حيث تشتمل عريضة الدعوى اإللكترونية وجوبا على البيانات
التالية:
-2اسم المدعي ولقبه ومهنته أو وظيفته وموطنه واسم من يمثله ولقبه ومهنته أو وظيفته ومهنته وصفته
وموطنه.
-1اسم المدعى عليه ولقبه ومهنته أو وظيفته وموطنه فإن لم يكن له موطن معلوم فآخر موطن كان
له.
-5بيان موطن مختار للمدعي في البلدة التي بها مقر المحكمة إن لم يكن له موطن فيها.
1
-1وقائع الدعوى وطلبات المدعي وأسانيدها.
لقد تم االعتماد على أنظمة وبرامج تقنية للتدوين التلقائي أو األوتوماتيكي لبيانات عريضة الدعوى
من خالل ملء فراغات معينة من المتقاضي تظهر على شاشة الحاسوب عند تحرير عريضة الدعوى
329
التقاضي اإللكتروني. الفصل األول:
بحيث يمكن تفادي األخطاء والنواقص في هذه البيانات ،كما ويمكن تقديم نسخ ( )copyمن عريضة
الدعوى ونرسالها عبر اإلنترنت إلى الموقع اإللكتروني للمحكمة ليتسنى تبليغ المدعى عليهم بهذه
العريضة في حال تعددهم مع إرفاق نسخ المستندات وصور األوراق موقعة عليها من المدعي ويتم
1
توقيع عريضة الدعوى اإللكترونية والمستندات واألوراق المرفقة معها بواسطة التوقيع اإللكتروني.
بعد أن تقدم الصحيفة مشتملة على هذه البيانات يقوم قلم الكتاب بقيدها في السجل اإللكتروني
المخصص لقيد صحف الدعاوى ،وذلك بعد إرفاق ما يفيد تسديد الرسوم المقررة قانونا أو اإلعفاء منها،
وصور من الصحيفة بقدر عدد المدعى عليهم فضال عن صورتين لقلم الكتاب ،وأصول المستندات،
ومذكرة شارحة للدعوى وصور منها ،2وهنا نعني بالصور النسخ اإللكترونية عن الصحيفة.
تعني المعايير واألنظمة المستخدمة إلرسال واستقبال مستندات التقاضي اإللكتروني وألجهزة الالزمة.
-2المعيار المستخدم في إرسال مستندات التقاضي اإللكتروني :يمكن رفع الدعوى من خالل نظام
إرسال وقبول المستندات اإللكترونية Electronic Documents Acceptance and Routing
Systemوالذي هو عبارة عن نظام إلكتروني خاص يسمح بفتح قنوات اتصال بين المتقاضين والمحكمة
من خالل النافذة اإللكترونية عبر موقع الويب أو البريد اإللكتروني للمحكمة ،حيث يتم قبول مستندات
الدعوى بطريقة إلكترونية وباستخدام لغة الكومبيوتر ،XMLوبمواصفات قانونية من أجل إنشاء نظام
3
رفع الدعوى إلكترونيا ،بشكل يؤدي إلى توحيد نظم إدارة الدعوى بين المحاكم المختلفة.
يالحظ أن النافذة اإللكترونية الموجودة بالموقع اإللكتروني للمحكمة تؤدي بصفة أساسية ذات
الوظائف التي كانت تؤدى في نظام التقاضي التقليدي ،مع اختالف أن المعلومات المخزنة على دعامة
1داديار حميد سليمان ،اإلطار القانوني للتقاضي المدني عبر األنترنت ،المرجع السابق ،ص .245
2خالد ممدوح إبراهيم ،التقاضي اإللكتروني ،المرجع السابق ،ص .15
3داديار حميد سليمان ،اإلطار القانوني للتقاضي المدني عبر األنترنت ،نفس المرجع ،ص ص .242-242
330
التقاضي اإللكتروني. الفصل األول:
ورقية يتم تخزينها على دعائم إلكترونية ،وكذلك إحالل نظام التصديق اإللكتروني محل الطرق التقليدية
في توثيق المستندات.
-1ما يحتاجه المتقاضي للقيام برفع الدعوى إلكترونيا :من أجل قيام المتقاضي برفع الدعوى إلكترونيا
فإن ذلك يستلزم أن يكون لديه جهاز كمبيوتر متصل بشبكة اإلنترنت ،وأن يوجد على الجهاز برنامج
مستعرض للمواقع اإللكترونية مثل برنامج ،Netscape Navigatorوبرنامج اكسبلورر ،Explorer
وبرنامج قراءة الملفات ،Adope Acrobat Readerوبرنامج تاف TIFFلقراءة الصور التي يتم
1
إدخالها عبر الماسح الضوئي ،باإلضافة إلى جهاز الماسح الضوئي .Scanner
-1الخطوات الالزمة لرفع الدعوى اإللكترونية :أما عن الخطوات الالزمة لرفع الدعوى إلكترونيا فإنه
من خالل الموقع اإللكتروني للمحكمة المختصة ،حيث تظهر على الشاشة صفحة الويب عليها قائمة
اختيارات (إصدار معين) يستطيع المتقاضون والمحامون الدخول إليها بواسطة ملء البيانات من خاللها
وتحديد نوع الدعوى والطلبات التي يمكن تحديد الرسوم عليها وسدادها بموجب بطاقات الدفع اإللكترونية،
وبعد ذلك تأتي مرحلة تحميل المستندات التي يرغب الخصم في إرفاقها بالدعوى فيتم الضغط على
األيقونة الخاصة بمسح المستندات بواسطة الماسح الضوئي ،2ثم توضع هذه المستندات والملفات في
سجل بيانات إلكتروني ،وهو سجل مصمم خصيصا لنظام التقاضي اإللكتروني ويمكن تعديله لمواجهة
متطلبات المحكمة ،3ويتم توقيع الدعوى إلكترونيا عن طريق التوقيع اإللكتروني.
بمجرد ضغطة واحدة على الفأرة فإن صحيفة الدعوي ترسل مباشرة إلى قلم كتاب المحكمة عبر قناة
مؤمنة ومحمية بنظام تشفير معين وخاص ،212 bite encryptionوعندما يتم قبول الدعوى توثق
إلكترونيا ثم يتم إرسالها إلى الموظف المختص بخدمة المعالجة اآللية.
331
التقاضي اإللكتروني. الفصل األول:
عند وصول صحيفة الدعوى والمستندات إلى المحكمة المختصة يقوم الموظف المختص بفحص
الصحيفة والمستندات ويقرر قبولها أو رفضها ،وفي الحالتين يرسل رسالة بالبريد اإللكتروني إلى
المتقاضي أو المحامي يفيده بالقبول أما في حالة عدم القبول فإن الموظف يحدد له سبب ذلك وبيان
اإلجراء الصحيح الواجب إتباعه لقبول العريضة والمستندات مرة أخرى ،1فالتطور التقني الحاصل اليوم
وتطور البرامج الخاصة بالتقاضي اإللكتروني جعلت من عملية القبول والرفض تتم تلقائيا من قبل النظام
األوتوماتيكي للقلم اإللكتروني للمحكمة فيتم اعتماد تلك األوراق في اليوم ذاته والوقت الذي دخلت فيه
إلى النظام المعلوماتي للمحكمة ومن هنا يتم احتساب المواعيد القانونية.
للتوضيح فإن خدمة ملفات الدعاوى اإللكترونية تتيح لألفراد إمكانية تقديم المستندات إلكترونيا في
2
أي وقت وعلى مدار 14ساعة يوميا و 2أيام في األسبوع.
-4سداد الرسوم :لقد تطورت في اآلونة األخيرة طرق السحب واإليداع وحركة المال في العالم ،بدءا من
بطاقات االعتماد التي مارستها الشركات في أمريكا مثل الفي از كارت والماستر كارت مرو ار بأجهزة (اإلي
تي أم) كخدمة مقيدة مقتصرة على البنوك وصوال إلى الدفع اإللكتروني ،3الذي أصبح اليوم الخيار
األفضل لتسديد الرسوم القضائية الكثيرة والمتعددة ،حيث أصبح في إمكان المتقاضين سداد المصاريف
والرسوم من خالل طرق الوفاء اإللكترونية وهي وسائل الدفع اإللكتروني المستخدمة في المعامالت
اإللكترونية التي من أهمها:
332
التقاضي اإللكتروني. الفصل األول:
تكون مصاريف الدعوى محددة سلفا عن طريق برنامج مبرمج مسبقا pre-programmedداخل
النظام وتدفع الرسوم مباشرة إلى المحكمة عند إرسال المستندات باستخدام أحد وسائل الدفع اإللكتروني.
يكون ذلك من خالل إعداد برنامج حاسوبي يرفق مع ملف برنامج الدعوى ،حيث يتم إدخال بيانات
لقيم الدعاوى ونسبة الرسوم ،فإذا استوفى الرسم القانوني بقيمته الصحيحة تظهر البيانات الدالة على
ذلك والتي تشير بقيمة الرسم وما تم دفعه وكيفية الدفع ،ونذا لم تدفع الرسوم أو كانت ناقصة يخطر
البرنامج كل من يريد فتح ملف الدعوى بأن هناك خلال يتعلق بقيمة الرسم ،فإن لم يدفع الرسم أو كان
ناقصا يشعر البرنامج القاضي أو المراقب بأن الرسم المستوفي ناقص ويشير تلقائيا إلى القيمة
الصحيحة ،فبفضل هذا البرنامج تستطيع أجهزة الرقابة الداخلية التابعة لو ازرة العدل والعامة التابعة لديوان
المحاسبة أو هيئة مكافحة الفساد من بسط الرقابة على استيفاء الرسوم ودخولها إلى الخزينة العامة
للدولة ،كما يتضمن هذا البرنامج قاعدة بيانات لكيفية الدفع وكيفية استحصال الرسوم ،ثم تحفظ نسخة
منه في ملف الدعوى ونسخة في وحدة التسجيل ونسخة لوحدة الرقابة في كل محكمة ،2ونعني بالنسخ
هنا النسخ اإللكترونية.
333
التقاضي اإللكتروني. الفصل األول:
برمجة الدعوى اإللكترونية أو حوسبة الدعوى هي طريقة جديدة لتقديم البيانات وتحديد مواعيد
الجلسات وتقديم الدفوع ضمن جدول جلسات منتظم ومحدد مسبقا لكل دعوى ،ولعل من مميزات هذا
عمر محددا
ا النوع من الدعاوى أن برنامج ملف الدعوى خاضع حاسوبيا لوقت محدد أي أن للدعوى
بواسطة توقيت مبرمج يبتدئ من لحظة مباشرة المحاكمة وتدوين اإلجراءات وينتهي بمضي فترة معينة
كشهرين للدعاوى الصلحية مثال وأربعة شهور للدعاوى البدائية بحيث يتوقف البرنامج إلكترونيا وال يسمح
بإضافة أي محاضر تقنية أو مبر ازت بعد مضي هذا الوقت ،األمر الذي يقيد كل أطراف الدعوى سواء
الهيئة الحاكمة أو المتداعين ووكالئهم أو الكتبة المساعدين بالوقت المحدد لعمر ملف الدعوى ويمنع
من المماطلة والتأجيل بال سبب ،ومن الممكن عرض وتنفيذ هذا النوع من الدعاوى إذا طبق التقاضي
اإللكتروني الشامل لدى المحاكم النظامية.1
يتواصل أطراف الدعوى وتحت إشراف القاضي ويتبادلون الوثائق مع بعضهم البعض حسب
االستدعاءات والردود والمذكرات القانونية واألوامر والق اررات واألحكام ،بحيث أن جميع هذه الوثائق
باإلضافة إلى جلسات المحاكمة والمحاضر والمستندات القانونية المقدمة من قبل األطراف ستشكل
السجل الرسمي للقضية.2
تبرمج الدعاوى بواسطة الحاسوب اآللي ومواعيد الجلسات تعينها المحاكم وأوقات انعقادها في كل
دعوى بالتنسيق مع مواعيد جلسات مكاتب المحامين فيما بينهم ،ومواعيد الجلسات أمام المحاكم المختلفة،
ويتوجب على المدعي من خالل هذا الجدول تحديد الوقائع التي يرغب بإثباتها وما هي البيانات التي
سيقدمها إلثبات ادعائه في حال إنكار المدعى عليه بما جاء في الئحة الدعوى واقتراح مواعيد زمنية
محددة بذلك ،وكذلك يتوجب على المدعى عليه أن يقدم دفوعه وفقا لجدول تقديم الدفوع والذي يبين هو
1حازم محمد شرعة ،التقاضي اإللكتروني والمحاكم اإللكترونية ،المرجع السابق ،ص .12
2داديار حميد سليمان ،اإلطار القانوني للتقاضي المدني عبر األنترنت ،المرجع السابق ،ص .251
334
التقاضي اإللكتروني. الفصل األول:
اآلخر من خالله ماهية الطلبات والدفوع التي يرغب في تقديمها وتقديم التفصيل حول كل تلك الدفوع
واألدلة كل ذلك بجدول عرض لمواعيد يقوم باقتراحها على المحكمة ،ليصبح لدينا برنامج قضائي
إلكتروني واضح المعالم لكل دعوى وبناءا عليه تكون الدعوى محددة زمنيا بالتاريخ واليوم لما سيتم من
إجراءات تمنع المماطلة وتأخير الفصل في الدعوى.1
لقد تم التطبيق الفعلي لجدول جلسات المرافعات اليومية في مختلف محاكم دبي من خالل برمجتها
بواسطة الحاسوب اآللي وعرضها في شاشات إلكترونية معلقة باألماكن والجدران الرئيسية والبارزة في
بنايات المحاكم ومتاحة لالطالع عليها عبر الموقع اإللكتروني لمحاكم دبي من خالل بوابتها اإللكترونية
على األنترنت.
إن التطورات الحاصلة في مجال وسائل االتصاالت والمعلوماتية أظهرت وسائل اتصال فورية يكون
بمقدورها إجراء اتصاالت في غضون لحظات معدودة من شتى بقاع المعمورة ،بحيث بات باإلمكان
توظيفها في مجال إجراء التبليغات القضائية ،لتحل فيما بعد محل الوسائل التقليدية ،على الرغم من أن
الوسائل التقليدية توفر ضمانات كافية لحماية حقوق األطراف ،إال أن ذلك ال يعني تجاهل تلك الوسائل
الحديثة والتي تعتمد بشكل أساسي على تقنية االتصال والحوسبة واألنظمة اإللكترونية.2
يقصد بالتبليغ القضائي إعالم الشخص المطلوب تبليغه باألوراق القضائية وبما يتخذ ضده من
إجراءات طبقا للشكل الذي حدده القانون ،3فالطريقة التقليدية للتبليغ هي األصل وهي من أكثر الطرق
انتشا ار في األنظمة القضائية ،أما التبليغات اإللكترونية هي اعتماد وسائل جديدة وحديثة للتبليغ ال لتحل
1فاروق سعد ،المحاكمات والتحكيم عن بعد ،دار صادر للمنشورات الحقوقية ،بيروت ،1221 ،ص ص .11-12
2داديار حميد سليمان ،اإلطار القانوني للتقاضي المدني عبر األنترنت ،المرجع السابق ،ص ص .222...251
3عباس عبودي ،التبليغ القضائي بواسطة الرسائل اإللكترونية ودورها في حسم الدعوى المدنية ،مجلة الرافدين للحقوق ،العدد الثالث ،كلية القانون،
جامعة الموصل ،العراق ،2992 ،ص .12
335
التقاضي اإللكتروني. الفصل األول:
مكان التبليغ بالطريقة التقليدية وننما لتساعد في عملية إتمامه ولتقلل من النزاعات القانونية على صحة
التبليغ ،كما تعد وسيلة تواصل مع الخصوم المتداعين في الدعوى ونعالمهم بمستجدات اإلجراءات
والدعاوى.1
فيقصد بالتبليغ اإللكترونية استخدام الرسائل اإللكترونية المستخرجة من التقنيات العلمية الحديثة
إلعالم الشخص المطلوب تبليغه باألوراق القضائية وبما يتخذ ضده من إجراءات ،خالل وقت قصير
ال يتجاوز ثواني معدودات ونن بعدت المسافة بين المحكمة وذلك الشخص ،2ويعد من التبليغات
اإللكترونية التبليغ بواسطة الرسائل المستخرجة من الفاكس والتلكس ،والبريد اإللكتروني والتبليغ بواسطة
الهاتف المحمول أو الخلوي (الموبايل) سواء من خالل المكالمات الصوتية المسجلة أو الرسائل النصية
SMSبعد أن يقدم طالب التبليغ صورة من عقد اشتراك الموقع في ما بين الشركة المزودة للخدمة ،فإذا
توفر ربط تقني بين البريد اإللكتروني والهاتف الخلوي فإن طريقة التبليغ تعتبر أكثر فاعلية ،كما يعتبر
التسجيل الصوتي للمكالمات واإلشعار بوصول رسالة البريد اإللكتروني بيانا بكيفية وقوع التبليغ.3
فعملية التبليغ بواسطة المحضرين بالتنقل إلى عنوان المطلوب تبليغه ستختلف بالشكل والمضمون،
بحيث سيتم االستعانة بوسائل تكنولوجية لتحديد الموقع باالشتراك في جوجل ايرث الشهري لوحدة
التبليغات اإللكترونية ،فيستطيع المواطن أو محامي المعلومات تزويد وحدة التبليغات بعنوان المطلوب
تبليغه بواسطة األقمار الصناعية من خالل خدمة جوجل ايرث أو أي خدمة مشابهة لها ،كما ويستطيع
المراقبون ضمن وحدة التبليغات التأكد من حصول عملية التبليغ وتوثيق هذه العملية بواسطة صور
4
األقمار الصناعية.
1حازم محمد شرعة ،التقاضي اإللكتروني والمحاكم اإللكترونية ،المرجع السابق ،ص ص .25-24
2عباس العبودي ،التبليغ القضائي ،المرجع السابق ،ص .41
3داديار حميد ،اإلطار القانوني للتقاضي المدني عبر األنترنت ،المرجع السابق ،ص .222
4محمد شرعة حازم ،التقاضي اإللكتروني والمحاكم اإللكترونية ،نفس المرجع ،ص .21
336
التقاضي اإللكتروني. الفصل األول:
إذا يقتضي األمر أن يصبح في قلم كل محكمة دائرة خاصة للتبليغ بواسطة الحاسوب اآللي ،ليقوم
المباشرون (المبلغون) بإبالغ المحامين ونيصال تبليغاتهم إلى كتاب القضاة الذين بدورهم يستقبلون
المحاضر والدعاوى واللوائح والمذكرات ويودعون ملفاتها ،ويرسلون نسخا عنها لتبليغ المحامين واألطراف
بالطريقة نفسها التي وصلتهم.1
تبدأ الخصومة بالمطالبة القضائية ،وتنعقد بتبليغ عريضة الدعوى وبعد ذلك يبدأ السير بالخصومة،
وتعقد المحكمة أثناء سيرها جلسة أو جلسات تسمى جلسات المرافعة يحضر فيها الخصوم أو وكالؤهم،
فإذا غاب أحدهم أثر غيابه على سير الخصومة ،فللمرافعة أهميتها حيث تعتبر التطبيق الحقيقي لمبدأ
المواجهة ،إذ يتمكن عن طريقها كل خصم من مواجهة خصمه بما لديه من ادعاءات وأدلة اإلثبات،
وهو ما يؤدي في النهاية إلى المساعدة على كشف الحقيقة الواضحة أمام المحكمة ،ولهذا يكون طبيعيا
أن يحرص كل مشرع على كفالة الحق في المرافعة.
إن الوقوف على سير الخصومة القضائية عبر األنترنت يستلزم بحث ومعالجة المرافعة ونظر
الدعوى أو سماعها على الخط ،لبيان مسألة الحضور والغياب عن المرافعة وكذلك الوكالة في الخصومة
اإللكترونية.
األصل أن القانون يوجب على الخصوم الحضور في الجلسة المحددة لنظر الدعوى رعاية لمصلحتهم
وتمكينهم من ممارسة حقوق الدفاع ،والقاعدة أن غياب أحد الخصوم ال يمنع المحكمة من نظر الدعوى
1داديار حميد ،اإلطار القانوني للتقاضي المدني عبر األنترنت ،المرجع السابق ،ص ص .222-222
337
التقاضي اإللكتروني. الفصل األول:
والحكم فيها ،وذلك حتى ال يؤدي تهرب الخصم أو إهماله إلى عرقلة سير العدالة ،غير أن هذا ال يعني
أن حضور الخصوم كغيابهم ال يؤثر على سير الخصومة ،بل ترتب قوانين المرافعات المقارنة على
غياب الخصمين أو أحدهما أثر على سيرها يتمثل بترك الدعوى أو شطبها أو إسقاطها أو إج ارء المرافعة
1
الغيابية.
أصبح بفضل التقنيات العلمية إمكانية الحضور االفتراضي لجلسات المرافعة في التقاضي
اإللكتروني ،حيث يتم إجراء المرافعة إلكترونيا على الخط Onlineوتحقيق مبدأ الوجاهية أي العالنية
المعلوماتية من خالل تلك التقنيات ومنها تقنية vidéo Conférenceوتعقد الجلسات بهذه الطريقة
اإللكترونية سمعيا وبصريا ،كما لو تم عقد الجلسة بحضور األطراف شخصيا إلى قاعة المرافعة.2
حيث يوفر نظام التقاضي اإللكتروني مدخال ومستوعبا ورابطا شبكيا بينهما ،فالمدخل هو صفحة
رئيسية لموقع النظام على اإلنترنت يستطيع المتداعون والوكالء وجمهور المراجعين الدخول إليه وتحديد
نوع الخدمة أو اإلجراء المراد تنفيذه ،والمستوعب هو وحدات من األجهزة اإلدارية والقضائية التي تستقبل
جمهور المراجعين وبرامج حاسوبية تتولى عملية التوثيق التقني لكل إجراء ،والرابط الشبكي بينهما هو
وسيلة التواصل والدخول من صفحات ضمن موقع إلكتروني على خط شبكي عالمي إلى خط شبكي
حاسوبي مقيد ( )LANلها أنظمة حماية معروفة من أشهرها ( )FIREWALLتعتبر جدرانا نارية مانعة
من اقتحام المخربين والمتطفلين لقواعد البيانات الداخلية الخاصة بالدعاوى والمبرزات ،وعليه فال يشترط
الحضور الشخصي للخصوم إلى مكان المحكمة حيث يستطيع المتداعون تسجيل الدعاوى وتمثيل
3
المتداعين من أي مكان فيه جهاز حاسوب متصل بشبكة الربط الدولية (األنترنت).
1داديار حميد سليمان ،اإلطار القانوني للتقاضي المدني عبر األنترنت ،المرجع السابق ،ص .291
2عصمت عبد المجيد بكر ،دور التقنيات العلمية في تطور العقد (دراسة مقارنة) ،دار الكتب العلمية ،1225 ،ص .515
3حازم محمد شرعة ،التقاضي اإللكتروني والمحاكم اإللكترونية ،المرجع السابق ،ص .22
338
التقاضي اإللكتروني. الفصل األول:
حتى تتم المرافعة في التقاضي اإللكتروني ال بد من وجود اتفاق مسبق بين الوكيل بالخصومة
المحامي وبين المحكمة للقيام بعملية التسجيل اإللكتروني للدعوى ونجراء المرافعة اإللكترونية ،1وعليه
يمكن للوكيل بالخصومة تسجيل الدعوى إلكترونيا وحضور المرافعة اإللكترونية نيابة عن موكله حيث
تعد الجلسة اإللكترونية مرافعة حضورية في حق ذلك الخصم ،وبما أن الفرض الغالب أن الوكالء
بالخصومة هم من المحامين فإن التشريعات الحديثة في مجال التقاضي اإللكتروني قد أكدت على
ضرورة أن يكون المحامي مسجال في األنظمة التقنية الخاصة بالتسجيل اإللكتروني للدعوى ليتمكن من
دخول موقع المحكمة ويستطيع متابعة الدعوى وتقديم المستندات والترافع اإللكتروني عن بعد بواسطة
األنترنت.2
يباشر القاضي المرافعة اإللكترونية من خالل المحضر اإللكتروني الذي يظهر فيه صوت وصورة
القاضي وصوت وصورة المدعى أو وكيله و صوت وصورة المدعى عليه أو وكيله والشهود ويتم التخزين
التلقائي لمجريات الجلسة حيث ال يوجد كاتب ضبط لتدوين محضر الجلسة ،يباشر القاضي إدارة
الجلسة عبر الموقع اإللكتروني من خالل جلوسه في قاعة المحكمة أمام الجمهور في حالة المرافعة
العلنية أو حتى في مكتبه الخاص في السرية التي يتم منع الجمهور من الدخول إلى الموقع اإللكتروني
للمحكمة لحضورها ،وتكون قاعة المحكمة مزودة بشاشات عريضة مرتبطة بأجهزة الحاسوب اآللي التي
تجعل باإلمكان حضور المتداعين عبر األنترنت كما يتم االستماع إلى الشهود والخبراء إلجراء المرافعة
إلكترونيا على الخط وتدوين محاضر الجلسات التي تتخذ فيها إجراءات التقاضي كافة التقنيات بواسطة
أجهزة الحاسب اآللي.3
1عصمت عبد المجيد بكر ،األرشفة اإللكترونية األسس النظرية والتطبيقات العلمية ،المرجع السابق ،ص.515
2داديار حميد سليمان ،اإلطار القانوني للتقاضي المدني عبر األنترنت ،المرجع السابق ،ص ص .292-291
3حازم محمد الشرعة ،التقاضي اإللكتروني والمحاكم اإللكترونية ،المرجع السابق ،ص .22
339
التقاضي اإللكتروني. الفصل األول:
بالتالي فإن ملف الدعوى اإللكترونية عبارة عن برنامج حاسوبي ذي قدرة على تخزين المرافعة
اإللكترونية بواسطة تقنية الحاسوب المتطورة ،1ويستطيع األطراف نسخ الملف ورقيا وعلى نفقتهم أو
الحصول على نسخة من الملف المسجل والمخزن تقنيا أو إرساله إليهم عبر البريد اإللكتروني.
ثالثا .الدفوع:
فيما يتعلق بالدفوع الشكلية يمكن تفاديها نظ ار لطبيعة الدعوى اإللكترونية وتسجيلها وفق تقنيات
علمية وأنظمة ال تسمح بذلك ،على اعتبار أن طبيعة نظام التسجيل اإللكتروني للدعوى وحوسبة بيانات
العريضة ال تسمحان تلقائيا بقبول أي دعوى ال تدخل في االختصاص المكاني للمحكمة أو إقامة أكثر
من دعوى واحدة يتحد فيها األطراف والموضوع والسبب ،أو إثارة مسألة بطالن إجراءات التبليغ القضائي
إلنجازه من النظام اإللكتروني للمحكمة ذاتها مع توفير الضمانات الكافية لكل هذه المسائل.2
أما فيما يتعلق بالدفوع الموضوعية والدفع بعد قبول الدعوى ،فإنه يمكن تقديمهما إلكترونيا عبر
األنترنت من خالل البرمجة اإللكترونية لملف الدعوى وعن طريق جدول الطلبات الخاصة بالمدعى
عليه التي يجب من خاللها على ادعاء المدعي الرد عليها ،حيث من الممكن إثارة أي دفع موضوعي
له صلة مباشرة بموضوع الدعوى ،كانقضاء الدين أو اإلبراء أو سقوط الحق ،بل أكثر من ذلك يمكن
للنظام اإللكتروني للمحكمة أن يثير مسألة سبق الفصل في الدعوى أو حجية األحكام الباتة من تلقاء
نفسه في حالة تسجيل وأرشفة كافة الق اررات القضائية اإللكترونية.3
1داديار حميد ،اإلطار القانوني للتقاضي المدني عبر األنترنت ،المرجع السابق ،ص .121
2عصمت عبد الحميد بكر ،دور التقنيات الحديثة في تطور العقد ،المرجع السابق ،ص .511
3داديار حميد ،اإلطار القانوني للتقاضي المدني عبر األنترنت ،نفس المرجع ،ص .121
340
التقاضي اإللكتروني. الفصل األول:
يقصد بالحكم القضائي اإللكتروني القرار الصادر من محكمة مختصة في دعوى رفعت إليها عبر
األنترنت ،ومحرر بواسطة تقنيات الحاسوب اآللي التي تعتمد على الكتابة والتوقيع اإللكترونيين في
تدوينه على وسيط (دعامة) إلكتروني ،متاح لالطالع عليه من خالل الموقع اإللكتروني للمحكمة عبر
األنترنت ،1وال يخت لف الحكم التقليدي عن الحكم اإللكتروني من حيث مفهومهما بل فقط من حيث
الكتابة والتوقيع وطريقة إصداره وتبليغ األطراف ،وبناء على ذلك فإن الحكم اإللكتروني يتميز عن الحكم
القضائي بميزتين أساسيتين هما:
أوالهما :صدور الحكم من خالل إجراءات إلكترونية عبر األنترنت ابتداء من ختام المرافعة ونجراء
المداولة والنطق بالحكم ،وانتهاءا بتبليغه أو اإلعالن عنه من خالل إتاحة االطالع عليه عبر الموقع
اإللكتروني للمحكمة.
ثانيهما :كون الحكم اإللكتروني محرر بواسطة تقنيات الحاسوب اآللي التي تعتمد على الكتابة والتوقيع
اإللكترونيين عبر وسيط إلكتروني بدال من الوثائق والمحررات الورقية.
يجب اإلشارة أن القاعة العامة للمداولة يجب أن تكون سرية في كل القضايا سواء اإللكترونية أو
التقليدية ،مع اختالف طفيف في القضايا اإللكترونية وهو إمكانية إقامتها إلكترونيا ،حيث يجتمع القضاة
افتراضيا ،ويتداولون عبر الرسائل اإللكترونية ،بعد التدخل التشريعي ،مع توفير حماية السرية وسبل
األمان التقنية ،وبعد االنتهاء إلى حكم محدد ،يتم كتابته وتوقيعه إلكترونيا ،على جهاز الحاسب اآللي
مباشرة عن طريق التوقيع اإللكتروني المعتمد من القاضي.2
341
التقاضي اإللكتروني. الفصل األول:
أما بالنسبة إلجراءات صدور الحكم فيتولى القاضي الخاص بالقضية تالوة منطوق الحكم علنا بعد
تدوين مسودته وكتابته إلكترونيا ،ويظهر القاضي أو هيئة المحكمة على الخط مباشرة لتالوة منطوق
الحكم علنا ،ويعد أطراف الدعوى مبلغين قضائيا تلقائيا بمجرد عرض جلسة النطق بالحكم من خالل
الموقع اإللكتروني للمحكمة لسهولة متابعتها من األطراف ،ويمكنهم االطالع عليه ومعرفته بالصوت
1
والصورة كما يمكن سحب نسخة محررة وموقعة منه بعد تنظيم نسخة الحكم األصلي.
لقد أقرت القوانين الحديثة مبدأ المساواة بين السندات الكتابية الورقية والسندات اإللكترونية من حيث
القيمة القانونية ،وعلى األخص في مجال اإلثبات ،سواء من خالل الجهود الدولية واإلقليمية بإقرار
المعاهدات والقوانين النموذجية والتوجيهات التشريعية أو من خالل تعديل قوانين اإلثبات التقليدية أو
تشريع قوانين خاصة بالتجارة والمعامالت اإللكترونية ،2والحكم القضائي البد أن تتوفر فيه الشروط التي
يجب توافرها في الحكم القضائي التقليدي خاصة ما يتعلق بالبيانات الواجب ذكرها فيه ،وأيضا منطوق
الحكم والعلل واألسباب والمواد القانونية التي استند الحكم إليها أي تسبيب الحكم والحكم بمصاريف
الدعوى على الخصم المحكوم عليه.
أما فيما يتعلق بحفظ الحكم القضائي ونمكانية استرجاعه فقد تكفلت بذلك التقنيات العلمية الحديثة،
حيث نصت المادة أ من قانون األونيسترال النموذجي بشأن التجارة اإللكترونية لعام 2991على أنه":
عندما يشترط القانون أن تكون المعلومات مكتوبة ،تستوفي رسالة البيانات ذلك الشرط إذا تيسر االطالع
على البيانات الواردة فيها على نحو يتيح استخدامها بالرجوع إليها الحقا" ،كما نصت المادة 4من
القانون العربي االسترشادي للمعامالت والتجارة اإللكترونية على أنه ":إذا تطلب القانون أن يتم أي
1عصمت عبد الحميد بكر ،دور التقنيات الحديثة في تطور العقد ،المرجع السابق ،ص ص .519-512
2عالء حسين مطلق التميمي ،المستند اإللكتروني ،عناصره وتطوره ،مدى حجيته في االثبات ،دار النهضة العربية ،القاهرة ،1222 ،ص .25
342
التقاضي اإللكتروني. الفصل األول:
إجراء مما نص عليه في هذا القانون عن طريق مستند مكتوب فإن استيفاء ذلك من خالل استعمال
1
رسالة البيانات أو أكثر يكون صحيحا.
يمكن القول بأن الطعن اإللكتروني عبارة عن وسيلة قانونية يقرها المشرع في إطار عملية التقاضي
اإللكتروني لمراجعة األحكام القضائية اإللكترونية التي يشوبها الخطأ أو العيب ،فمن الناحية التقنية يعد
الطعن اإللكتروني عبارة عن برنامج حاسوبي يتم إدراجه ضمن آلية التقاضي اإللكتروني الشامل يتيح
للمحكوم عليهم إمكانية إعادة النظر في األحكام القضائية اإللكترونية الصادرة بحقهم بقصد تعديلها أو
إلغائها بواسطة عريضة الطعن اإللكتروني التي يتم إرسالها إلى الموقع اإللكتروني للمحكمة التي أصدرت
الحكم أو المحكمة األعلى منها درجة بشرط أن تكون هي األخرى لها موقع إلكتروني خاص بها خالل
المدة المحددة قانونا عن طريق حوسبة بيانات عريضة الطعن اإللكتروني واإلجراءات المتعلقة بتقديمها
والمدة المعينة قانونا لقبولها.
إذ يمكن بموجب هذا البرنامج تقديم الطعن في األحكام القضائية اإللكترونية بشكل فوري وسريع
من خالل ملء الفراغات المتعلقة ببيانات عريضة الطعن التي تظهر بمجرد فتح صفحة أو ملف الطعن
ليتولى البرنامج تنظيم مسألة دفع الرسم ونجراء التبليغ اإللكتروني خالل المدة المحددة قانونا بحيث يكون
البرنامج الحاسوبي مزود بآلية الرفض والقبول التلقائي األوتوماتيكي ألي عريضة مقدمة خارج المدة
القانونية المحددة أو عدم تضمنها للبيانات الواجبة ذكرها فيها.2
1عصمت عبد الحميد بكر ،دور التقنيات الحديثة في تطور العقد ،المرجع السابق ،ص .519
2داديار حميد ،اإلطار القانوني للتقاضي المدني عبر األنترنت ،المرجع السابق ،ص .129
343
التقاضي اإللكتروني. الفصل األول:
فمثال تقديم الطعن إلى المحكمة األعلى درجة من المحكمة مصدرة الحكم وهي محكمة االستئناف
فالغاية من ذلك هو إعادة النظر في الحكم اإللكتروني الصادر من حيث الوقائع والقانون بقصد فسخه
كليا أو جزءا منه عن طريق تعديله ونصدار حكم جديد.
أهم نقطة في الطعن على األحكام اإللكترونية أن تكون جهة الطعن تحتوي على موقع إلكتروني
خاص بها يكون له صلة شبكية مع المحكمة المصدرة للحكم أيا كان نوع الطعن عاديا أو غير عادي،
فالتواصل بينهما يتم عن طريق الموقع وتبادل المستندات يكون عن طريق البريد اإللكتروني.1
إن التعامل بالوسائل اإللكترونية وتبادل المستندات اإللكترونية خاصة في نظام هو أصال يتعلق
بحقوق وحريات األفراد يحتاج إلى وجود تقنيات تضفي الحجية والقيمة القانونية على تلك المستندات
اإللكترونية ،فمفهوم المحرر في العادة يرتبط بالدعامة التي يثبت عليها والتي هي الورق ،وحصوله على
المصداقية يكون من خالل الحفاظ على محتواه كما هو ،بينما األمر يختلف في المحرر اإللكتروني
فالمحافظة على ما ورد في المحرر الرقمي رغم انتقاله وتحويله من قاعدة بيانات إلكترونية إلى قاعدة
أخرى صعب جدا ،فحتى تتم كل إجراءات التعامل اإللكتروني بصورة صحيحة البد من إيجاد وسيلة
التي تكفل سالمة وصحة المستندات من أي تحريف أو تعديل ،وهنا تظهر وظيفة التوقيع اإللكتروني
فالمصادقة على صحة البيانات تتم بصورة فعلية من خالل منظومة التوقيع اإللكتروني ،والتي ال تكون
مكتملة وتحقق غاية اإلثبات القانوني إال بوجود آلية أخرى هي التصديق اإللكتروني التي تأكد بها
انتساب المحرر فعال لصاحبه.
1حازم محمد شرعة ،التقاضي اإللكتروني والمحاكم اإللكترونية ،المرجع السابق ،ص .22
344
التقاضي اإللكتروني. الفصل األول:
فالمعامالت اإللكترونية تتم على دعامة إلكترونية غير ملموسة ،يصعب التحقق من شخصية
المتعامل مع اإلدارة ،وكذا يصعب بيان الحجية القانونية لهذه المستندات ،لذا وضعت القوانين المقارنة
هذه التقنيتين إلضفاء الحجية على المحررات اإللكترونية ،وبالتالي سنحاول من خالل هذا المبحث
التعرف على التوقيع اإللكترونية وبيان حجيته في المطلب األول ،ثم التطرق إلى التصديق اإللكتروني
في المطلب الثاني.
ال تعد الكتابة دليال كامال في اإلثبات ،إال إذا كانت موقعة ،فالتوقيع هو العنصر الثاني من عناصر
الدليل الكتابي المعد أصال لإلثبات ،وبما أن الواقع العملي اتجه إلى إدخال طرق ووسائل حديثة ونتيجة
النتشار نظم المعلومات اإللكترونية أصبح التوقيع اليدوي ال يتماشى مع هذا التطور لذا كان من
الضروري إيجاد بديل عنه يلبي ويقوم بمهامه بشكل إلكتروني وهو التوقيع اإللكتروني.
من هذا المنطلق ستنصب دراستنا على تعريف التوقيع اإللكتروني في الفرع األول ،ثم بيان صوره
في الفرع الثاني ،وتحديد شروطه في الفرع الثالث ،لنختم المطلب بموقف التشريعات المقارنة حول حجية
التوقيع اإللكتروني في الفرع الرابع.
نظر ألهمية التوقيع اإللكتروني في مجال التعامالت اإللكترونية ،فإن الفقه والقانون قد أوجدوا العديد
ا
من التعريفات له وهي:
345
التقاضي اإللكتروني. الفصل األول:
عرفت المادة 1من قانون األونيسترال النموذجي بشأن التوقيعات اإللكترونية التوقيع اإللكتروني
بأنه ":بيانات في شكل إلكتروني مدرجة في رسالة بيانات أو مضافة إليها أو مرتبطة بها منطقيا ،يجوز
أن تستخدم لتعيين هوية الموقع بالنسبة إلى رسالة البيانات ولبيان موافقة الموقع على المعلومات الواردة
في رسالة البيانات".
كما عرفته المادة 1من التوجيه األوروبي الصادر في 21ديسمبر 2999بأنه ":بيان يأخذ الشكل
اإللكتروني ويرتبط أو يتصل بشكل منطقي بمعطيات إلكترونية أخرى ،والذي يمكن أن يخرج بشكل
موثق".
ما يالحظ على هذه التعريفات أنها تطرقت إلى التوقيع اإللكتروني من وجهة نظر فنية باعتباره
وسيلة تكنولوجية لألمان والسرية أو بمعنى آخر هذه التعريفات لم تتعرض لآلثار القانونية للتوقيع
اإللكتروني ،1أما المشرع الفرنسي ففي تعريفه للتوقيع اإللكتروني قد بين اآلثار القانونية له ،حيث نصت
المادة 4/2121من القانون المدني الفرنسي المعدلة بالقانون رقم 1222/112الصادر في 21مارس
،1222بأنه ":التوقيع الذي يميز هوية صاحبه ويضمن عالقته بالواقعة التي تم إجرائها ويؤكد شخصية
صاحبه وصحة الواقعة المنسوبة إليه" ،وهو ما يعني أنه إذا ما تم التوقيع في شكل إلكتروني وجب
استخدام طريقة موثوق بها لتمييز هوية صاحبه ،والجدير بالذكر ،أن هذه المادة ال تطبق فقط على
العقود المدنية اإللكترونية بل يمكن تطبيقها على العقود اإلدارية.
أما في الواليات المتحدة األمريكية فقد نص القانون الفيدرالي على أنه يقصد بالتوقيع اإللكتروني" :
أي رمز أو وسيلة بصرف النظر عن التقنية المستخدمة إذا ما تم نسبته إلى شخص يرغب في توقيع
مستند" ،وأصدرت عدة واليات أمريكية قوانين أخرى تتعلق بالتوقيع اإللكتروني مثل والية يوتا utah
1ماجد راغب الحلو ،تأليف رحيمة الصغير ساعد نمديلي ،العقد اإلداري اإللكتروني ،دار الجامعة الجديدة ،اإلسكندرية ،1222 ،ص .22
346
التقاضي اإللكتروني. الفصل األول:
أما في القوانين والنظم العربية ،فإن القانون المصري رقم 25لسنة 1224الخاص بتنظيم التوقيع
اإللكتروني وننشاء هيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات ،قد تأثر كثي ار بتعريف القانون النموذجي
للتوقيع اإللكتروني الذي أصدرته لجنة القانون التجاري الدولي لألمم المتحدة ،حيث عرفته في المادة
األولى منه بأنه ":التوقيع اإللكتروني ما يوضع على محرر إلكتروني ويتخذ شكل حروف أو أرقام أو
رسوم أو إشارات أو غيرها ،ويكون له طابع منفرد يسمح بتحديد شخص الموقع وتمييزه عن غيره" ،وما
يالحظ على هذا القانون أنه قد ربط بين اآلثار الفنية والتقنية للتوقيع اإللكتروني وكذا آثاره القانونية،
لكن مع ذلك لم يبين وظيفته في توثيق التصرفات القانونية كما فعل القانون الفرنسي.2
أما قانون التجارة والمبادالت اإللكترونية التونسي الصادر عام 1222والذي كانت له الريادة بين
القوانين العربية في مجال التجارة اإللكترونية وما يرتبط بها من أمور أخرى مثل التوقيع اإللكتروني،
هذا القانون وردت فيه أحكام التوقيع اإللكتروني متفرقة في عدة نصوص ،فقد أصر المشرع التونسي
أال يضع تعريفا للتوقيع اإللكتروني مكتفيا بتنظيم أحكامه فقط ،فجاء تعريفه مجزءا بين تلك التعريفات.
أما قانون المعامالت اإللكترونية األردني رقم 25لسنة ،1222فقد عرف التوقيع اإللكتروني من
خالل المادة 1بأنه ":البيانات التي تتخذ هيئة حروف أو أرقام أو رموز أو إشارات أو غيرها وتكون
مدرجة بشكل إلكتروني أو رقمي أو ضوئي أو أي وسيلة أخرى مماثلة في رسالة معلومات أو مضافة
1خالد ممدوح إبراهيم ،أمن المعلومات اإللكترونية ،المرجع السابق ،ص ص .222-222
2راغب ماجد ،رحيمة الصغير ،العقد اإلداري اإللكتروني ،المرجع السابق ،ص .21
347
التقاضي اإللكتروني. الفصل األول:
عليها أو مرتبطة بها ولها طابع يسمح بتحديد هوية الشخص الذي وقعها ويميزه عن غيره من أجل
توقيعه وبغرض الموافقة على مضمونه".1
أما المشرع الجزائري ففي بادئ األمر لم يضع تعريفا للتوقيع اإللكتروني بل تمت اإلشارة إليه وتحديد
حجيته فقط ،وذلك في القانون رقم 22/25الصادر 1225/21/12المتضمن تعديل القانون المدني
بإضافة ثالث مواد ،وهي المواد رقم 111مكرر 111 ،مكرر ،2والمادة ،112وقد جاء نص المادة
2 111مكرر 2على أنه ":يعتبر اإلثبات بالكتابة في الشكل اإللكتروني كاإلثبات بالكتابة على الورق
بشرط إمكانية التأكد من هوية الشخص الذي أصدرها ،وأن تكون معدة ومحفوظة في ظروف تضمن
سالمتها" ،فهذا تأكيد من المشرع على حجية التوقيع اإللكتروني بشرط توافر الشروط الالزمة المنصوص
عليها ،لكن بعد صدور القانون 24-25المتعلق بالتوقيع والتصديق اإللكترونيين ،وضع المشرع تعريفا
خاصا بالتوقيع اإللكتروني وذلك في المادة الثانية الفقرة األولى التي نصت على أن :التوقيع اإللكتروني
بيانات في شكل إلكتروني ،مرفقة أو مرتبطة منطقيا ببيانات إلكترونية أخرى ،تستعمل كوسيلة للتوثيق.
تأكيدا للتعريفات القانونية فقد حاول الفقه إعطاء بعض التعريفات للتوقيع اإللكتروني ومنها.
يعرفه الفقه الفرنسي بأنه ":عبارة عن مجموعة من األرقام تنجم عن طريق عملية حسابية مفتوحة
باستخدام الكود الخاص" ،3كما عرف بأنه ":ذلك التوقيع الناتج عن إتباع إجراءات محددة تؤدي في
النهاية إلى نتيجة معينة معروفة مقدما ،ويكون مجموع هذه اإلجراءات هو البديل الحديث للتوقيع
بمفهومه التقليدي أو ما يسميه البعض توقيع إجرائي".4
1أحمد عاشور الحديدي ،أثر التكنولوجيا الحديثة على الوسائل القانونية لجهة اإلدارة ،المرجع السابق ،ص .222
2المادة 111مكرر 2من القانون 22/25الصادر 1225/21/12المتضمن تعديل القانون المدني.
3أحمد عاشور ،أثر التكنولوجيا الحديثة على الوسائل القانونية لجهة اإلدارة ،نفس المرجع ،ص .221
4عبد الفتاح بيومي حجازي ،التوقيع اإللكتروني في النظم القانونية المقارنة ،دار الفكر الجامعي ،اإلسكندرية ،لطبعة األولى ،1225 ،ص .25
348
التقاضي اإللكتروني. الفصل األول:
أما الفقه العربي فيعرفه بأنه ":مجموعة من اإلجراءات والوسائل التي يتاح استخدامها ،عن طريق
الرموز أو األرقام ليتم إخراجها على شكل رسالة إلكترونية تتضمن عالمات مميزة للموقع من غيره
ومشفرة بإحدى طرق التشفير ،ويتم تداول الرسائل اإللكترونية من خالل الوسائل اإللكترونية".1
بينما عرفه البعض اآلخر بأنه ":عبارة عن حروف أو أرقام أو رموز أو إشارات لها طابع منفرد
تسمح بتحديد شخص صاحب التوقيع وتمييزه عن غيره ،وهو الوسيلة الضرورية للمعامالت اإللكترونية
2
في إبرامها وتنفيذها ،والمحافظة على سرية المعلومات والرسائل".
كما يرى البعض أنه ":إجراء معين يقوم به الشخص المراد توقيعه على المحرر سواء كان هذا
اإلجراء على شكل رقم أو إشارة إلكترونية معينة أو شفرة خاصة ،المهم في األمر أن يحتفظ بالرقم
والشفرة بشكل آمن وسري تمنع استعماله من قبل الغير ،وتعطي الثقة في أن صدور هذا التوقيع يفيد
بأنه فعال صدر عن صاحبه أي حامل الرقم أو الشفرة ،لهذا يمكن تسمية التوقيع اإللكتروني بالتوقيع
االجرائي".3
يرى البعض بوجه عام أنه كل وسيلة تقوم بوظيفتي التوقيع وهما تعيين صاحبها تعيينا ال لبس فيه
وانصراف إرادته نهائيا إلى االلتزام بما وقع عليه تعد بمثابة توقيع وعليه فإن استحداث أي وسيلة تقنية
حديثة تحل محل التوقيع التقليدي بمفهومه القديم وفي نفس الوقت تقوم بوظيفتي التوقيع التقليدي دون
أي إخالل بهما فهي تعد توقيعا قانونيا ال لبس فيه".4
بالتالي يتضح أنه ال يوجد تعريف جامع مانع للتوقيع اإللكتروني ،ويرجع السبب إلى اختالف
التقنيات المستخدمة فيه ،ونلى التطور السريع والمتالحق في مجال التكنولوجيا مما أدى إلى تعدد
1قارة مولود ،التوثيق اإللكتروني ،شكله ونجراءاته ،مجلة األستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية -المجلد ،21العدد ،21ديسمبر ،1212
ص .2542
2ماجد راغب الحلو ،رحيمة الصغير ساعد نمديلي ،العقد اإلداري اإللكتروني ،المرجع السابق ،ص ص.24-21
3محمد أمين الرومي ،النظام القانوني للتوقيع اإللكتروني ،دار الكتب القانونية ،مصر ،1222 ،ص .25
4منير محمد الجنبيهي ،ممدوح محمد الجنبيهي ،التوقيع اإللكتروني وحجيته في اإلثبات ،دار الفكر الجامعي ،اإلسكندرية ،1224 ،ص .42
349
التقاضي اإللكتروني. الفصل األول:
التعاريف والمفاهيم ،إال أنها جاءت متقاربة في مفهومها محددة للغرض منه بأنه أحد وسائل اإلثبات
مما يكفل الحماية القانونية لصاحبه.
كما يتضح من هذه التعريفات ،أن التوقيع اإللكتروني يقوم بذات الوظيفة التي يقوم بها التوقيع
التقليدي ،بل إن جانب من الفقه ذهب أبعد من ذلك واعتبر التوقيع اإللكتروني يوفر أمنا أكثر مما يوفره
التوقيع التقليدي العتماده بشكل كبير على نظام التشفير الذي ال يعلم به إال صاحبه ،وأن التوقيع
التقليدي يسهل تزويره أو اقتطاعه عن السند الذي يتضمنه ،وذلك عكس التوقيع اإللكتروني الذي ال
يمكن تزويره أو اقتطاعه ألنه يعد جزءا من السند الذي تم تشفيره.1
لقد أفرزت لنا المعامالت اإللكترونية أشكاال مختلفة ومتعددة من التوقيع اإللكتروني ،فدراسة أنواعه
تعني دراسة طرق توثيق المعامالت اإللكترونية ،وتتنوع صوره بحسب الطريقة أو األسلوب الذي يتم به،
من أهم الصور المعروفة حاليا هي:
بدأ يستخدم التوقيع الرقمي في المعامالت البنكية حيث نجد البطاقات البنكية Smart card
وبطاقات الموندكس Mondex-cardالتي تحتوي على رقم سري يستطيع حامل البطاقة من خاللها
القيام بكافة العمليات البنكية من خالل جهاز الصراف اآللي ،ATMثم تطور استخدام هذا التوقيع وبدأ
يستخدم كأسلوب موثوق به في الرسائل المتبادلة إلكترونيا.
1عباس عبودي ،التبليغ القضائي بواسطة الرسائل اإللكترونية ودورها في حسم الدعوى المدنية ،المرجع السابق ،ص ص .11-15
350
التقاضي اإللكتروني. الفصل األول:
يقصد بالتوقيع الرقمي ":بيانات أو معلومات متصلة بمنظومة بيانات أخرى أو صياغة منظومة في
صورة شفرة" ،يتم تحويل المحرر المكتوب باستخدام العمليات الحسابية من أسلوب الكتابة العادية إلى
معادلة رياضية وتحويل التوقيع إلى أرقام ،وحتى يكتمل المحرر من الناحية القانونية ،فإنه يجب وضع
التوقيع عليه وهو ما يحدث بإضافة األرقام إلى المعادلة الرياضية حيث يكتمل المحرر ويتم حفظه في
جهاز الكمبيوتر.1
فهو عبارة عن أرقام مطبوعة لمحتوى المعاملة التي يتم التوقيع عليها بالطريقة نفسها ،وتتم الكتابة
الرقمية للتوقيع ولمحتوى المعاملة عن طريق التشفير La cryptographieالذي يتم باستعمال مفاتيح
سرية وطرق حسابية معقدة تسمى "لوغاريتمات" لتتحول إلى رسائل رقمية غير مقروءة وغير مفهومة
مالم يتم فك تشفيرها ممن يملك مفاتيح ذلك التشفير.2
يعد من أهم صور التوقيع اإللكتروني نظ ار لما يتمتع به من قدرة فائقة على تحديد هوية أطراف
العقد تحديدا دقيقا وممي از ،إضافة لتمتعه بدرجة عالية من الثقة واألمان في استخدامه وتطبيقه عند إبرام
العقود ،لكونه يعتمد على التشفير المماثل وغير المماثل وهما:
-2التشفير المماثل :هو الذي يقوم على فكرة مفتاح واحد متبادل بين الطرفين ،يستخدم من المرسل
قصد تشفير الرسالة ،كما يستعمل من المرسل إليه قصد استعادة الرسالة في شكلها الواضح ،ويعمل في
بيئة منعزلة بسبب المخاطر الحقيقية التي تحيط بعملية توزيع هذا المفتاح بين الطرفين ،ونمكانية تلقيه
من قبل الغير.
-1التشفير غير المماثل :وهو الذي يعتمد على زوج من المفاتيح غير المتماثلة األول يكون معروفا
للجميع ،والثاني يخص صاحبه ،ويحتفظ به س ار عن طريقه يشفر رسالته.
1خالد إبراهيم ممدوح ،أمن المعلومات اإللكترونية ،المرجع السابق ،ص ص .212-212
2راغب ماجد الحلو ،رحيمة الصغير ،العقد اإلداري اإللكتروني ،المرجع السابق ،ص .21
351
التقاضي اإللكتروني. الفصل األول:
-2التوقيع الرقمي يؤدي إلى إقرار المعلومات التي يتضمنها السند أو يهدف إليها صاحب التوقيع.
3
-1التوقيع الرقمي وسيلة مأمونة لتحديد هوية الشخص الذي قام بالتوقيع.
معناه نقل التوقيع اإللكتروني المكتوب بخط اليد على المحرر إلى الملف المراد نقل هذا المحرر
إليه باستخدام جهاز إسكانير ،وعليه ينقل المحرر موقعا عليه من صاحبه إلى شخص آخر باستخدام
شبكة اإلنترنت ،4وهذه الطريقة عبارة عن قلم إلكتروني pen-computer signaturesيمكنه الكتابة
1منير محمد الجنبيهي ،ممدوح محمد الجنبيهي ،التوقيع اإللكتروني وحجيته في اإلثبات ،المرجع السابق ،ص .42
2عبد الفتاح بيومي حجازي ،التوقيع اإللكتروني في النظم القانونية المقارنة ،المرجع السابق ،ص ص .11-12
3عبد الفتاح بيومي حجازي ،التوقيع اإللكتروني في النظم القانونية المقارنة ،نفس المرجع ،ص ص .12-11
4منير محمد الجنبيهي ،ممدوح محمد الجنبيهي ،التوقيع اإللكتروني وحجيته في اإلثبات ،نفس المرجع ،ص .45
352
التقاضي اإللكتروني. الفصل األول:
على شاشة الكمبيوتر عن طريق برنامج هو المسيطر والمحرك لكل هذه العملية ويقوم هذا البرنامج
بوظيفتين أساسيتين لهذا النوع من التوقيعات ،األولى هي خدمة التقاط التوقيع The signature
،capture serviceوالثانية هي خدمة التحقق من صحة التوقيع The signature verification
.service1
أما فيما يتعلق بالوظيفة األولى ،فيقوم الشخص بإدخال بياناته عن طريق بطاقته الخاصة التي يتم
وضعها فتظهر على شاشة الحاسب اآللي مجموعة من التعليمات يتبعها الشخص ،ثم تظهر رسالة
أخرى تطالب بتوقيعه باستخدام القلم اإللكتروني على مربع داخل الشاشة ،وبمجرد تنفيذ الموقع هذه
التعليمات يرى توقيعه على الشاشة بذات الشكل الذي كتبه ،عندئذ يقوم البرنامج بقياس خصائص معينة
للتوقيع من حيث الحجم والشكل والنقاط والخطوط وااللتواءات ودرجة الضغط على القلم ،ويقوم الموقع
بالضغط على مفاتيح معينة تظهر له على الشاشة بأنه موافق أو غير موافق على هذا التوقيع ،فإذا
تمت الموافقة على التوقيع يتولى البرنامج جمع البيانات الخاصة بالتوقيع ويدمجها مع شكل التوقيع
الموافق عليه ويقوم بتشفيرها واالحتفاظ بها لحين الحاجة إليها مرة أخرى.
بالنسبة للوظيفة الثانية والمتمثلة في التحقق من صحة التوقيع ،فإنه يرجع إلى البرنامج الذي تم
حفظ التوقيع فيه ،حيث يقوم البرنامج بإجراء مقارنة بين خصائص التوقيع المكتوب على الشاشة وبين
التوقيع المحفوظ على قاعدة البيانات ،2أي أنها تقارن المعلومات مع التوقيع المخزن وترسلها إلى برنامج
الكمبيوتر الذي يعطي اإلشارة فيما إن كان التوقيع صحيحا أم ال.3
إال أن تلك الطريقة تواجه الكثير من المعوقات تتمثل في عدم الثقة حيث يمكن للمستقبل أن يحتفظ
بهذا التوقيع الموجود على المحرر ووضعه على أي مستند آخر لديه دون وجود أي طريقة يمكن من
353
التقاضي اإللكتروني. الفصل األول:
خاللها التأكد من أن صاحب هذا التوقيع هو الذي وضعه على هذا المستند وقام بإرساله إلى هذا
الشخص وعليه فإن تلك الطريقة مأخوذ ضدها انعدام الثقة وبالتالي يقلل من حجية التوقيع اإللكتروني،1
لكننا نرى أن هذه المشكلة يمكن حلها عن طريق شيئين ،هما تكنولوجيا المفتاح العام القائمة على
التشفير ،ونيجاد جهة تصديق معتمدة من قبل السلطة التنفيذية يمكن الرجوع إليها للتحقيق مقدما من
شخصية منشئ التوقيع قبل البدء في التعامل معه.
إن التوقيع البيومتري باستخدام الخواص الذاتية أو الطبيعية كإجراء للتوثيق يقوم بصفة أساسية على
الخواص الفيزيولوجية والطبيعية والسلوكية لإلنسان ،مثال ذلك بصمة اإلصبع finger printingومسح
شبكية العين retinal scansونبرت الصوت ،recognition2وتتم هذه الطريقة بتخزين بصمة
الشخص داخل دائرة اإللكترونية للجهاز الذي يتم التعامل معه ،بحيث ال يتم الدخول إال عند وضع
بصمة األصبع المتفق عليها أو بصمة الشفاه أو بنطق كلمات معينة ،وال يتم التعامل بها إال عندما
يتأكد الجهاز من عملية المطابقة التامة ،3وهذه البيانات الذاتية يتم تشفيرها حتى ال يستطيع أي شخص
الوصول لها ومحاولة العبث بها أو تغييرها ،ذلك أن طرق التوثيق البيومترية methods biometric
outhenticationالتي تستخدم عبر شبكة األنترنت بدون تشفير يمكن مهاجمتها وتغييرها ،حيث يمكن
أن ينتحل شخص آخر شخصية المستخدم ،4وهذه الطريقة تعد من أهم الطرق التي تحقق األمان
للحاسبات ألنها ال تسمح بالدخول لمن هم غير مسموح لهم الدخول.5
1منير محمد الجنبيهي ،ممدوح محمد الجنبيهي ،التوقيع اإللكتروني وحجيته في اإلثبات ،المرجع السابق ،ص .45
2خالد ممدوح إبراهيم ،أمن المعلومات اإللكترونية ،المرجع السابق ،ص ص .214-211
3ضريفي نادية ،مقران سماح ،التوقيع اإللكتروني ودوره في عصرنة اإلدارة العمومية ،مجلة الدراسات القانونية والسياسية ،المجلد ،21العدد ،21
جوان ،1212ص .222
4خالد ممدوح إبراهيم ،أمن المعلومات اإللكترونية ،نفس المرجع ،ص ص .214-211
5منير محمد الجنبيهي ،ممدوح محمد الجنبيهي ،التوقيع اإللكتروني وحجيته في اإلثبات ،نفس المرجع ،ص .41
354
التقاضي اإللكتروني. الفصل األول:
فالتوقيع البيومتري يقوم على التحقق من شخصية المتعامل من خالل االعتماد على الصفات
الجسدية والسلوكية للفرد لتمييزه وتحديد هويته ،إذ يقوم هذا التوقيع على حقيقة علمية مفادها أن لكل
شخص صفاته الجسدية الخاصة به ،والتي تختلف عن شخص آخر ،وتتمتع هذه الصفات بالثبات
النسبي مما يجعل لها قد ار كبي ار من الحجة في اإلثبات.1
يمكن أن نالحظ سلبيات وعيوب هذا التوقيع ،إذ من الممكن أن تخضع الذبذبات الحاملة للصوت
أو صورة بصمة األصابع أو شبكة العين للنسخ ونعادة االستعمال ،كما يمكن إدخال تعديالت عليها من
جانب قراصنة الحاسب اآللي عن طريق فك الشفرة الخاصة بها ،باإلضافة إلى أن هذا النوع من التوقيع
ذو تكلفة عالية ،نظ ار الرتفاع أسعار األجهزة التشغيلية المرافقة له ،األمر الذي يجعله قاص ار على بعض
االستخدامات المحددة.2
بينما يرى جانب آخر من الفقه أن ارتباط هذه الخواص الفيزيائية والطبيعية والسلوكية باإلنسان
تسمح بتميزه عن غيره بشكل موثوق به إلى أقصى الحدود ،وهو ما يتيح استخدامه في التوقيع على
العقود اإللكترونية.3
رابعا .التوقيع باستخدام بطاقة اال ئتمان الممغنطة ذات الرقم السري:
مما ال شك فيه أن هذه الصورة للتوقيع االلكتروني هي األكثر شيوعا لدى الجمهور في المجال
التجاري والمعامالت البنكية ،فال يتطلب استخدامها كثي ار من العناية أو الخبرة ،بل يمكن لكل شخص
1سامح عبد الواحد التهامي ،التعاقد عبر شبكة اإلنترنت ،دراسة مقارنة ،دار الكتب القانونية ،القاهرة ،2009 ،ص .121
2أحمد عاشور الحديدي ،أثر التكنولوجيا الحديثة على الوسائل القانونية لجهة اإلدارة ،المرجع السابق ،ص .221
3خالد ممدوح إبراهيم ،أمن المعلومات اإللكترونية ،المرجع السابق ،ص .214
355
التقاضي اإللكتروني. الفصل األول:
استعمالها ،كما أنها ال تستلزم أن يملك الشخص جهاز حاسب آلي ،أو أن يكون جهازه متصال بشبكة
اإلنترنت.1
فنتيجة تطور تكنولوجيا االتصاالت والمعلومات وازدياد التعامل بأسلوب التجارة اإللكترونية ظهرت
البطاقات الممغنطة البنكية التي تستخدم عن طريق ماكينة الصراف اآللي ،ATMتحتوي هذه البطاقات
على شريط تسجيل مغناطيسي للمعلومات مثل اسم المستخدم ورقم الهوية وتاريخ صالحية البطاقة ورقم
تعريف الشخصية ،personal identificationأما ذاكرة البطاقة فتحتوي على نظام دفاعي للحماية
brute force attacksألنه بعد إجراء عدة محاوالت غير ناجحة لكي يخمن المستخدم الرقم السري
PINفإن العملية ال تتم ،كما أن البطاقة يمكن سحبها بواسطة ماكينة الصرف ،2هذه البطاقة يصدرها
البنك أو المؤسسة االئتمانية لعمالئها بغرض تخفيف الضغط عليها ،إذ بدال من ذهاب العميل إلى
البنك لسحب المبالغ النقدية ،فإنه يقوم بهذه العملية عن طريق الصراف اآللي باتباع إجراءات معينة
التي تم االتفاق عليها بينه وبين الجهة المصدرة للبطاقة.3
تتميز هذه الصورة من صور التوقيع اإللكتروني باإلضافة إلى سهولتها وبساطتها بقدر كبير من
األمان والثقة ،ذلك أن العملية القانونية ال تتم إال إذا اقترن إدخال البطاقة في الجهاز بإدخال الرقم
السري الخاص بالعميل ،والذي يتم إعداده وتسليمه للعميل بطريقة محكمة السرية بحيث ال يستطيع أن
يعلمه أحد سواه ،كما أنه في حالة فقدان البطاقة أو سرقتها ،أو نسيان الرقم السري أو فقده ،يتم تجميد
كل العمليات التي تتم بواسطتها بمجرد إخبار البنك بذلك ،وال شك في صالحية هذا النوع من التوقيع
كدليل إثبات لما يتمتع به من وسائل تأمين هامة تؤكد الثقة في التوقيع وانتسابه إلى مصدره ،فقد أقر
1ثروت عبد الحميد ،التوقيع اإللكتروني ،ماهيته-صوره ومخاطره ،وكيفية مواجهة مدى حجيته في اإلثبات .اإلسكندرية :دار الجامعة الجديدة،
،1222ص .51
2خالد ممدوح إبراهيم ،أمن المعلومات اإللكترونية ،المرجع السابق ،ص .214
3أحمد عاشور الحديدي ،أثر التكنولوجيا الحديثة على الوسائل القانونية لجهة اإلدارة ،المرجع السابق ،ص .222
356
التقاضي اإللكتروني. الفصل األول:
القضاء بذلك واعترف له بالحجية الكاملة في اإلثبات ،1حيث اعترف القضاء الفرنسي مبك ار بهذه الطريقة
من التوقيع لكونه يحاط بالضمانات نفسها الموجودة في التوقيع اليدوي التقليدي ،واستند إلضفاء الحجية
القانونية لهذا التوقيع على االتفاقيات التي تبرم بين األطراف ،والتي تتضمن على ذلك صراحة.2
لقد أنشئ هذا الماسح الضوئي خصيصا لنقل الصورة الفوتوغرافية والوثائق األصلية كما هي على
الدعامات اإللكترونية الموجودة على جهاز الكمبيوتر ،وتحقيقا لنفس هذا الهدف العملي أمكن نقل
التوقيع الخطي كما هو إلى وثيقة موجودة على الجهاز لكي يتم توقيعها لإلقرار بمضمونها ،ونذا كان
األمر يبدو سهال هكذا من الناحية النظرية إال أن مثل هذا التوقيع ال يحقق األمان الكافي من الناحية
العملية ،فال يوجد أدنى شك من إمكانية وضعه على أية وثيقة عندما يقوم المتعاقد بسوء نية بحفظ
نسخة من التوقيع المصور بالماسح ،وهذا يعني وجود عملية تزوير ،ولذلك فقد استقر الوضع على عدم
االعتماد على مثل هذا التوقيع لكي يصبح دليال ذو حجية قانونية في اإلثبات.3
اشترطت التشريعات لتمتع التوقيع اإللكتروني بحجية في اإلثبات جملة من الشروط لصحته
وموثوقيته ،التي نصت عليها المادة السادسة من القانون النموذجي الموحد في الفقرة الثالثة منها،4
ويمكن شرحها على التوالي:
1ثروت عبد الحميد ،التوقيع اإللكتروني ،ماهيته-صوره ومخاطره ،المرجع السابق ،ص ص .52-52
2ماجد راغب الحلو ،رحيمة الصغير ،العقد اإللكتروني ،المرجع السابق ،ص ص .25-24
3سعيد السيد قنديل ،التوقيع اإللكتروني-ماهيته-صوره-حجيته في اإلثبات بين التداول واالقتباس ،دار الجامعة الجديدة ،اإلسكندرية ،1221 ،ص.11
4المادة 1الفقرة 1من قانون األونيستيرال.
357
التقاضي اإللكتروني. الفصل األول:
وفقا لهذا الشرط فإن التوقيع اإللكتروني يجب أن يتميز بارتباطه بالشخص الذي وقعه ويحدد هويته
وحده ،فلك ل شخص توقيع يميزه وينفرد به عن غيره ،هذا باإلضافة إلى أنه شرط لحجية التوقيع
اإللكتروني فهو وظيفة أيضا من الوظائف التي يؤديها ،1وهو ما أكده المشرع الفرنسي في المادة 2121
من القانون المدني.
يتحقق ذلك من الناحية الفنية متى استند هذا التوقيع إلى منظومة تكوين بيانات إنشاء التوقيع
اإللكتروني مؤمنة على النحو الوارد في المواد ( )4،1،1من الالئحة التنفيذية لقانون التوقيع اإللكتروني
المصري وتوافرت إحدى الحالتين اآلتيتين:
-2أن يكون هذا التوقيع مرتبطا بشهادة تصديق إلكتروني معتمدة ونافذة المفعول.
-1أن تكون شهادة التصديق من جهة تصديق إلكتروني محض لها ومعتمدة.2
مفادها أن يتم إنشاء التوقيع اإللكتروني بواسطة أدوات تكون خاصة بالشخص الموقع وأن تكون
خاضعة لسيطرته وحده دون غيره ،من ذلك مفتاح التوقيع الرقمي الخاص ،ففي حالة إحداث توقيع بهذا
المفتاح يجب أن تكون أدواته خاصة بالموقع حتى يضمن أن يكون متمي از.3
ففي فرنسا تشترط المادة 4/2121من قانون التوقيع اإللكتروني الصادر سنة 1222أن يتم التوقيع
باستخدام وسيلة آمنة لتحديد هوية الموقع تضمن صلته بالمستند الذي وقع عليه ،وقد أوضح قرار مجلس
1يوسف أحمد النوافلة ،اإلثبات االلكتروني في المواد المدنية والمصرفية ،المرجع السابق ،ص .22
2مناني فراح ،أدلة اإلثبات الحديثة في القانون ،المرجع السابق ،ص .25
3عيسى غسان ربضي ،قواعد الخاصة بالتوقيع اإللكتروني ،دار الثقافة للنشر والتوزيع ،عمان ،األردن ،2012 ،ص .221
358
التقاضي اإللكتروني. الفصل األول:
الدولة الصادر في 12مارس 1222في المادة ½ بأن التوقيع اإللكتروني يكون صحيحا إذا تم بوسيلة
1
تحت السيطرة المباشرة للموقع وحده دون غيره.
ثم حدد المشرع المصري طريقة سيطرة الموقع على أداة التوقيع وحده في المادة 22من الالئحة
التنفيذية لقانون التجارة اإللكترونية التي نصت على أنه :تتحقق من الناحية الفنية والتقنية سيطرة الموقع
وحده دون غيره على الوسيط اإللكتروني المستخدم من عملية تثبيت التوقيع اإللكتروني عن طريق حيازة
الموقع ألداة حفظ المفتاح الشفري الخاص ،متضمنة البطاقة الذكية المؤمنة والكود السري المقترن بها.
ثالثا .ارتباط التوقيع اإللكتروني بالمحرر اإللكتروني بطريقة تكشف أي تغيير الحق على بيانات
المحرر أو على التوقيع ذاته.
إن الحفاظ على صحة المحرر والتوقيع اإللكتروني بنفس الصورة التي صدر فيها من مصدرها
حتى وصوله إلى المرسل هي أهم شرط لصحة التوقيع اإللكتروني ،أي عدم تعرضه ألي تغيير أو
تعديل أو تب ديل أو تالعب في مضمونه ألن قيمة المحرر اإللكتروني ناجمة عن التوقيع اإللكتروني
نفسه ونال فال قيمة له.2
لقد اهتمت التشريعات التي نظمت اإلثبات اإللكتروني اهتماما كبي ار ببيانات المحرر اإللكتروني
وبيانات إنشاء التوقيع اإللكتروني ،فقد اشترط قانون التجارة اإللكترونية البحريني لتقديم محرر إلكتروني
أو حفظه أن تبقى البيانات التي يتضمنها كاملة دون أن يط أر عليها أي تغيير منذ إنشائها في وضعه
النهائي ،ويتم التأكد من ذلك بواسطة ما أسماه المشرع بيانات التحقق من التوقيع وهي بيانات تستعمل
للتحقق من صحة التوقيع اإللكتروني ،كالرموز أو مفاتيح التشفير العامة.3
1أحمد عاشور الحديدي ،أثر التكنولوجيا الحديثة على الوسائل القانونية لجهة اإلدارة ،المرجع السابق ،ص ص .222-221
2يوسف أحمد النوالفة ،اإلثبات االلكتروني في المواد المدنية والمصرفية ،المرجع السابق ،ص ص .22-21
3غسان عيسى ربضي ،قواعد الخاصة بالتوقيع اإللكتروني ،المرجع السابق ،ص .222
359
التقاضي اإللكتروني. الفصل األول:
يمكننا اإلشارة إلى أن المرسوم 12مارس 1222في فرنسا بشأن نظام الحفاظ على صحة التوقيع
اإللكتروني والبيانات اإللكترونية نص في المادة 5منه على تنظيم إصدار شهادة تفيد بصحة التوقيع
اإللكتروني والكتابة اإللكترونية تصدر من جهة مختصة تؤكد فيها أنه قد حفظ التوقيع اإللكتروني
بطريقة صحيحة من لحظة اإلرسال إلى لحظة التصديق ،1وهي هيئة التصديق اإللكتروني.
أما المشرع الجزائري فقد كان صريحا في نص المادة 2من القانون 24-25المتعلق بالتوقيع
والتصديق اإللكترونيين ،على أن التوقيع اإللكتروني الموصوف له نفس القيمة القانونية والثبوتية مثله
مثل التوقيع الكتابي ،مهما كانت صفة الشخص الموقع أكان طبيعيا أو معنويا ،وهذا اعتراف واضحا
منه بالقيمة القانونية للتوقيع اإللكتروني كدليل لإلثبات في حالة قيام أي نزاع ،لتحدد المادة 2منه
المتطلبات الواجب توفرها فيه والمتمثلة في:
-4أن يكون مصمم بواسطة آلية مؤمنة خاصة بإنشاء التوقيع اإللكتروني،
-5أن يكون منشأ بواسطة وسائل تكون تحت التصرف الحصري للموقع،
-1أن يكون مرتبطا بالبيانات الخاصة به ،بحيث يمكن الكشف عن أي تغييرات الحقة لهذه البيانات".
ما يالحظ من هذه المادة أنها تحتوي على نفس الشروط الواجب توفرها في توقيع اإللكتروني حتى
يعتد به كحجية في اإلثبات والتي نصت عليها المادة السادسة من القانون النموذجي الموحد للتوقيع
اإللكتروني ومختلف القوانين الصادرة في مجال التجارة اإللكترونية.
1أحمد عاشور الحديدي ،أثر التكنولوجيا الحديثة على الوسائل القانونية لجهة اإلدارة ،المرجع السابق ،ص .221
360
التقاضي اإللكتروني. الفصل األول:
كما حدد المشرع المتطلبات الواجب توافرها في اآللية المؤمنة إلنشاء التوقيع اإللكتروني في المادة
،122حتى يتم إنشائه والتحقق منه وعدم تعرضه ألي تغيير أو تحريف ،وهي:
-2يجب أن يتضمن بواسطة الوسائل التقنية واإلجراءات المناسبة على األقل ما يأتي:
أ -أال يمكن عمليا مصادفة البيانات المستخدمة إلنشاء التوقيع اإللكتروني إال مرة واحدة ،وأن يتم
ضمان سريتها بكل الوسائل التقنية المتوفرة وقت االعتماد.
ب -أال يمكن إيجاد البيانات المستعملة إلنشاء التوقيع اإللكتروني عن طريق االستنتاج وأن يكون هذا
التوقيع محميا من أي تزوير عن طريق الوسائل التقنية المتوفرة وقت االعتماد.
جـ -أن تكون البيانات المستعملة إلنشاء التوقيع اإللكتروني محمية بصفة موثوقة من طرف الموقع
الشرعي من أي استعمال من قبل اآلخرين.
-1يجب أن ال تعدل البيانات محل التوقيع وأن ال تمنع أن تعرض على الموقع قبل عملية التوقيع.
الفرع الرابع :موقف التشريعات المقارنة حول حجية التوقيع اإل لكتروني.
لقد ظهر االهتمام الدولي بتسهيل االعتراف بالقيمة القانونية للتسجيالت التي تتم من خالل نظام
معلوماتي منذ عهد بعيد ،فقد نصت المادة 1/24من اتفاقية هامبورج المبرمة في 1مارس 2922
على أن التوقيع على سند الشحن يمكن أيضا أن يتم في شكل رمز أو شعار أو أية وسيلة ميكانيكية
أو إلكترونية ،بدال من المستندات الورقية التقليدية ،2وأيضا نصت االتفاقية الخاصة بمسؤولية متعهدي
1المادة 22من القانون 24-25المؤرخ في 22ربيع الثاني عام 2411الموافق أول فبراير سنة 1225يحدد القواعد العامة المتعلقة بالتوقيع
والتصديق اإللكترونيين ،الصادر بالجريدة الرسمية ،العدد ،21ص .2
2ثروت عبد الحميد ،التوقيع اإللكتروني ،ماهيته-صوره ومخاطره ،المرجع السابق ،ص .242
361
التقاضي اإللكتروني. الفصل األول:
محطات النقل الطرفية Terminalفي التجارة الدولية (فيينا )2992في المادة 4/4على أنه يجوز أن
يكون التوقيع الالزم في شكل توقيع بخط اليد أو طباعة بالصورة المطابقة أو بأي وسيلة أخرى.1
بالتالي تختلف حجية التوقيع اإللكتروني وقوته كدليل في اإلثبات من نظام قانوني إلى آخر ،بحسب
ما إذا كانت تقليدية أم حديثة ،وسنحاول التطرق إلى كل من التشريعات الوطنية والدولية على السواء:
أوال .موقف قانون األونيست ارل النموذجي حول حجية التوقيعات اإللكترونية:
نجد بأن التشريعات الوطنية الحديثة واالتفاقيات الدولية أجازت أن يكون التوقيع الالزم بأي شكل
آخر مثل الخاتم أو التثقيب أو الصورة المطابقة لألصل أو بوسائل إلكترونية ،كما ال يميز بين المحر ارت
اإللكترونية والمحررات الورقية من حيث الحجية في اإلثبات ما دامت النتيجة القانونية المترتبة عن
استخدام التوقيع اإللكتروني الموثوق به على رسالة البيانات المنقولة عبر شبكة األنترنت هي نفس
النتيجة المترتبة على استخدام التوقيع الخطي على المحرر الورقي ،وبالتالي تترتب عليه جميع اآلثار
القانونية التي تترتب على التوقيع الخطي ،كما أنه يعتبر حجة في اإلثبات إذا توافرت فيه كافة الشروط
المنصوص عليها قانونا.2
نصت المادة 1فقرة 2من قانون األونيسترال النموذجي الخاص بالتوقيع اإللكتروني على أنه":
عندما يشترط القانون وجود توقيع من شخص يستوفي ذلك الشرط بالنسبة إلى رسالة بيانات إذا استخدم
توقيع إلكتروني موثوق بالقدر المناسب للغرض الذي أنشئت أو أبلغت من أجله رسالة البيانات بما في
ذلك أي اتفاق ذي صلة" ،تتجلى أهمية هذه المادة باعتبارها إحدى األحكام األساسية في القانون
النموذجي الموحد ويقصد بها توفير إرشاد بشأن الكيفية التي يمكن بها استيفاء معيار الموثوقية ،وينبغي
أن يوضع في االعتبار لدى تفسير هذه المادة أن الغرض من ذلك الحكم هو ضمان إذا كانت هناك
1خالد إبراهيم ممدوح ،أمن المعلومات اإللكترونية ،المرجع السابق ،ص .222
2أحمد عاشور الحديدي ،أثر التكنولوجيا الحديثة على الوسائل القانونية لجهة اإلدارة ،المرجع السابق ،ص .211
362
التقاضي اإللكتروني. الفصل األول:
أية نتيجة قانونية ستترتب على استخدام التوقيع الخطي فينبغي أن تترتب نفس النتيجة على استخدام
التوقيع اإللكتروني الموثوق ،وعند إعداد هذا القانون النموذجي أعرب عن أري مفاده أن مشروع المادة
1ينبغي أن يكون له غرض مزدوج هو إثبات ما يلي:
-2أنه ستترتب آثار قانونية على تطبيق طرق التوقيع اإللكترونية المسلم بموثوقيتها.
-1من الناحية األخرى أنه لن تترتب تلك اآلثار القانونية على استخدام طرق أقل موثوقية.
يتم قياس موثوقية التوقيع اإللكتروني بمدى قيام التوقيع بأداء وظائفه األساسية ،وألن التوقيع
اإللكتروني يمكن أن يتم بطرق مختلفة ونن نوع التكنولوجيا المستخدم في إنشائه قد يؤثر على درجة
الموثوقية التي سيتمتع بها هذا التوقيع ،مع الوضع في االعتبار أن تحديد نوع التكنولوجيا المستعملة
يخضع في كثير من األحيان التفاق الطرفين ،وعلى ذلك وفي مجال الحديث عن موثوقية التوقيع
اإللكتروني يرى األستاذان منير محمد الجنبيهي وممدوح محمد أن موثوقية التوقيع اإللكتروني هو
مجموع عدة عناصر حددها قانون األونيسترال في مواده وهي كاآلتي:
-5سلوك الطرف المعول وهو ما تعرضت له المادة الحادية عشر كلها من القانون األونيسترال.1
1منير محمد الجنبيهي ،ممدوح محمد الجنبيهي ،التوقيع اإللكتروني وحجيته في اإلثبات ،المرجع السابق ،ص ص .12..52
363
التقاضي اإللكتروني. الفصل األول:
لقد كان قانون األونيسترال النموذجي مصدر إلهام المشرع األوروبي ،الذي قام بإعداد مشروع التوجيه
األوروبي حول اإلطار العام للتوقيع اإللكتروني وعمليات التشفير ،بهدف ضمان األمن والثقة في
المبادالت اإللكترونية ،وقد صدر هذا المشروع عام ،2999وأوجب على الدول األعضاء اتخاذ
اإلجراءات الالزمة إلدماج أحكامه في قوانينها الداخلية في مدة أقصاها 22شه ار من تاريخ نفاذه وهو
ما يوافق 29يوليو ،11222وكان ذلك ألن العديد من الدول األوروبية بدأت في إصدار تشريعات
تتعلق بالتوقيع اإللكتروني المستخدم في التعامالت التجارية واإلدارية والمدنية ،وقد خشي االتحاد
األوروبي من وجود فروقات واختالفات بين تلك القوانين ،لذلك سعى إلى إيجاد أساس موحد للوصول
إلى توحيد تلك التشريعات ،فأصدر التوجيه الخاص بالتوقيع اإللكتروني للوصول إلى هذه الغاية.2
من حيث نطاق التطبيق حددته المادة األولى والتي تؤكد تيسير استخدام التوقيع اإللكتروني في
المعامالت وضمان االعتراف القانوني به كدليل إثبات ،وفيما يتعلق باآلثار القانونية له فإن الحيثية رقم
21تؤمن لألشخاص حرية االختيار إذ تجيز لألطراف االتفاق على شروط قبول التوقيع اإللكتروني في
اإلثبات ،في الحدود التي يرسمها قانونهم الوطني ،فإذا لم يكن هناك اتفاق بين األطراف على مدى
الحجية المعترف بها له ،فإن التوجيه األوربي يجعل هذه الحجية منوطة بتوافر شروط التوقيع اإللكتروني
المذكورة سابقا ،كما تمثل المادة 5باإلضافة إلى المالحق جوهر التوجيه األوروبي حيث تحدد األثر
القانوني الذي يترتب على إصدار التوقيع اإللكتروني ،3فوفقا للفقرة الثانية من المادة الخامسة فإن الدول
األعضاء في االتحاد األوروبي يجب عليها مراعاة أن التأثير القانوني للتوقيع اإللكتروني ،وقبوله كحجة
في اإلثبات القانوني ال يمكن أن يرفض لألسباب التالية:
1ثروت عبد الحميد ،التوقيع اإللكتروني ،ماهيته-صوره ومخاطره ،المرجع السابق ،ص ص .252-252
2أحمد عاشور الحديدي ،أثر التكنولوجيا الحديثة على الوسائل القانونية لجهة اإلدارة ،المرجع السابق ،ص .214
3ثروت عبد الحميد ،التوقيع اإللكتروني ،ماهيته-صوره ومخاطره ،نفس المرجع ،ص ص .212...252
364
التقاضي اإللكتروني. الفصل األول:
-1ألنه لم يوضع على شهادة معتمدة ومسلمة من أحد مقدمي خدمات التصديق على الشهادات
المعتمدين.
غير أننا نالحظ أن االعتراف بحجية التوقيع اإللكتروني في هذه المادة ال يتساوى مع االعتراف
القانوني المقرر في الفقرة األولى من المادة الخامسة ،والذي يتم بقوة القانون ،حيث يجب على من
يتمسك بالتوقيع اإللكتروني الذي ال تتوفر فيه المتطلبات الواردة في المالحق الثالث األولى للتوجيه
األوروبي ،أن يقيم الدليل أمام المحكمة على جدارة التقنية المستخدمة في إنشاء واصدار التوقيع ،2ألن
الفقرة الثانية لم تستخدم مصطلح التوقيع اإللكتروني المقدم ،3وبناء عليه ،يمكن تطبيق المادة على
التوقيع اإللكتروني البسيط قبل اعتماده من قبل مقدمي خدمات التصديق المعتمدين لدى الدولة ،ومعنى
ذلك ،أنه يتعين قبول هذا التوقيع اإللكتروني البسيط كدليل لإلثبات ،ولكن يجب أن نأخذ في االعتبار
أنه عند حدوث ازدواجية في هذه الحالة بين توقعين إلكترونيين أحدهما بسيط ،واآلخر مقدم ،فتكون
األولوية لهذا األخير لتمتعه بعناصر أمان يمكن أن تمنحه هذه األولوية.4
ثالثا .موقف المشرع الفرنسي حول مدى حجية التوقيع اإل لكتروني:
إن التشريع الفرنسي قد جاء في صورة تعديل للنصوص المتعلقة باإلثبات الواردة في القانون المدني
ونضافة نصوص جديدة ،بما يجعلها متوافقة مع تقنيات المعلوماتية ،وشيوع اللجوء إلى التوقيع
1سعيد السيد قنديل ،التوقيع اإللكتروني-ماهيته-صوره-حجيته في اإلثبات بين التداول واالقتباس ،المرجع السابق ،ص .54
2ثروت عبد الحميد ،أثر التكنولوجيا الحديثة على الوسائل القانونية لجهة اإلدارة ،المرجع السابق ،ص .211
3التوقيع اإللكتروني المتقدم وهو ما يعرف بأنه ":توقيع يتطلب صلة منفردة بالموقع".
4سعيد السيد قنديل ،التوقيع اإللكتروني-ماهيته-صوره-حجيته في اإلثبات بين التداول واالقتباس ،نفس المرجع ،ص .55
365
التقاضي اإللكتروني. الفصل األول:
اإللكتروني ،ولم يشأ المشرع الفرنسي أن ينظم حجية التوقيع اإللكتروني في اإلثبات ضمن تشريع
خاص ،1حيث نصت المادة 4/2121من القانون المدني على أن ":التوقيع ضروري إلتمام العقد
القانوني ،ولتحديد هوية من وضعه ،كما يكشف عن رضاء األطراف بااللتزامات الناشئة عن العقد،....،
حينما يكون التوقيع اإللكتروني فإنه يمكن من استخدام طريقة جاهزة لتحديد الهوية بما يضمن ارتباطه
بالعقد الذي وضع عليه التوقيع.2"....
ثم تناولت المادة 1/1/2144من نفس القانون الحالة التي يكون فيها التوقيع إلكترونيا حيث نصت
على" :عندما يكون التوقيع إلكترونيا ،فهو يشكل في العادة ثقة في مطابقة التصرف وضمانا لعالقته
باألفعال التي يمسها ،والثقة في هذا التصرف مفترضة حتى اإلثبات المعاكس ،وعندما ينشأ التوقيع
اإللكتروني ،فإن تحديد هوية الموقع أمر آمن واكتمال التصرف مضمون ،في ضوء شروط محددة بقرار
من مجلس الدولة" ،يالحظ على هذا النص أنه ذهب إلى أبعد من موقف القضاء عندما أقر بصالحية
التوقيع اإللكتروني وشرعيته حتى في حالة غياب أي اتفاقيات سابقة تتعلق باإلثبات.3
رغم أن القانون الفرنسي حول التوقيع اإللكتروني قد صدر بهدف جعل القانون الوطني منسجما مع
أحكام التوجيه األوروبي في هذا الشأن ،إال أنه يتجاوز ذلك ،ويذهب إلى مدى أبعد ،حيث ال يكتفي
بوضع تعريف للتوقيع عموما ،وتحديد القواعد المنظمة للتوقيع اإللكتروني بصفة خاصة ،بل نجد بأنه
يعدل في قواعد اإلثبات الكتابي نفسه ،ومن ناحية أخرى ،فإنه يخول للموظف العام امكانية إنشاء وحفظ
األوراق الرسمية على دعامة إلكترونية ،غير أن تطبيق هذه الفقرة معلق لحين صدور مرسوم يحدد
الشروط الواجب توفرها إلنشاء وحفظ المستندات اإللكترونية على دعامة إلكترونية.4
1ثروت عبد الحميد ،التوقيع اإللكتروني ،ماهيته-صوره ومخاطره ،المرجع السابق ،ص .221
2عيسى ربضي غسان ،قواعد الخاصة بالتوقيع اإللكتروني ،المرجع السابق ،ص .221
3سعيد السيد قنديل ،التوقيع اإللكتروني-ماهيته-صوره-حجيته في اإلثبات بين التداول واالقتباس ،المرجع السابق ،ص ص .52-52
4ثروت عبد الحميد ،التوقيع اإللكتروني ،ماهيته-صوره ومخاطره ،نفس المرجع ،ص .224
366
التقاضي اإللكتروني. الفصل األول:
اعترف المشرع األمريكي بحجية المحررات اإللكترونية والتوقيع اإللكتروني ،دون أن يعلق هذا األثر
على الحصول على موافقة شخص ما ،أو ترخيص من جهة معينة ،لكنه ال يطبق على العقود والمحررات
الخاضعة لنصوص القانون اآلتية:
-2التشريعات الخاصة بإنشاء أو تنفيذ الوصايا ،وقوانين الميراث وتقسيم التركات والنصوص المنظمة
للتأمينات العينية.
-1نصوص القانون التجاري الموحد (فيما عدا استثناءات قليلة تضمنها المادة 1والتي تنظم أحكام بيع
الضرائب).
-4أوراق المحاكم.
-2األوراق الخاصة بإلغاء أو إنهاء التأمين على الحياة أو التأمين الصحي ،أو إلغاء االستفادة منه.
-2المحررات المتعلقة بالترخيص بإنتاج بعض األشياء التي تحتاج إلى موافقة إدارية مسبقة.
1ثروت عبد الحميد ،التوقيع اإللكتروني ،ماهيته-صوره ومخاطره ،المرجع السابق ،ص ص .229-222
367
التقاضي اإللكتروني. الفصل األول:
سعت الدول العربية من خالل تشريعاتها الداخلية إلى إدخال هذه التقنية الحديثة ونضفاء الحجية
عليها.
-2القانون المصري :لقد أكد المشرع المصري في قانون التوقيع اإللكتروني أنه إذا كان التوقيع على
المحرر الرسمي متكامل الشروط القانونية من حيث صدوره من موظف في حدود وظيفته واختصاصه
المكاني والزماني كان له حجية مطلقة ال يطعن بها إال بالتزوير ،1فقد خص في المادة الرابعة عشر
على أن للتوقيع اإللكتروني في نطاق المعامالت التجارية واإلدارية والمدنية ذات الحجية المقررة
للتوقيعات في أحكام قانون اإلثبات في المواد المدنية والتجارية إذا روعي في إنشائه ونتمامه الشروط
المنصوص عليها في هذا القانون والضوابط الفنية والتقنية التي تحددها الالئحة التنفيذية الخاصة به،2
وهنا نجد أن المشرع قد ذكر على سبيل الحصر ال المثال نطاق المعامالت التي يكون للتوقيع اإللكتروني
فيها ذات الحجية للتوقيعات التقليدية وهي المعامالت المدنية والتجارية واإلدارية وأخرج بذلك المعامالت
األخرى من النطاق التوقيعات اإللكترونية.3
-1القانون األردني :أضفى المشرع األردني حماية قانونية على مخرجات الحاسب اآللي أيا كان نوعها
فقد أعطت المادة 11الفقرة ب حجية كاملة للتوقيع اإللكتروني في اإلثبات بشرط أن يكون موثقا وفق
اإلجراءات والشروط ،بحيث إذا تحقق ذلك يكون للتوقيع اإللكتروني األثر القانوني الكامل في اإلثبات
لزمه لصاحبه وصالحيته في اإلثبات ،4والمادة /11ب أكدت
مساواة بحجية التوقيع العادي من حيث إ ا
على ":إذا لم يكن السجل اإللكتروني أو التوقيع اإللكتروني موثوقا ليس له أي حجية" ،كما ساوت
1أحمد عاشور الحديدي ،أثر التكنولوجيا الحديثة على الوسائل القانونية لجهة اإلدارة ،المرجع السابق ،ص .215
2األنصاري حسن النيداني ،القاضي والوسائل اإللكترونية الحديثة ،دار الجامعة الجديدة للنشر ،اإلسكندرية ،1229 ،ص .42
3منير محمد الجنبيهي ،ممدوح محمد الجنبيهي ،التوقيع اإللكتروني وحجيته في اإلثبات ،المرجع السابق ،ص .11
4أحمد عاشور الحديدي ،أثر التكنولوجيا الحديثة على الوسائل القانونية لجهة اإلدارة ،نفس المرجع ،ص .211
368
التقاضي اإللكتروني. الفصل األول:
المادتين 2و 22من نفس القانون بين حجية التوقيع التقليدي وحجية التوقيع اإللكتروني فقد نصت
المادة /2أ على أنه ":يعتبر التوقيع اإللكتروني منتجا لآلثار ذاتها المترتبة على التوقيع الخطي بموجب
أحكام التشريعات النافذة من حيث إلزامه لألطراف وصالحيته من حيث اإلثبات".1
-1قانون إمارة دبي :تنص المادة الخامسة من القانون الصادر بإمارة دبي على أنه ":يسري هذا القانون
على السجالت والتوقيعات اإللكترونية ذات العالقة بالمعامالت والتجارة اإللكترونية ويستثنى أحكام هذا
القانون ،"...ونرى بأن قصر الحجية في اإلثبات للتوقيعات اإللكترونية على بعض أنواع المعامالت
دون البعض اآلخر هو نوع من التقصير ال لزوم له إذ يعد تناقضا ال داعي له فطالما اعترف القانون
بالتوقيع اإللكتروني وقرر له حجية في اإلثبات مثله مثل التوقيع التقليدي فليس هناك أي داع في قصر
الحجية على بعض أنواع المعامالت دون أخرى.2
-4القانون التونسي :القاعدة أنه ال اجتهاد مع صراحة النص ،فقد نص قانون المبادالت والتجارة
اإللكترونية التونسي المرقم 21لسنة 1222في المادة 4ف 2على أنه ":يعتمد قانونا حفظ الوثيقة
اإللكترونية كما يعتمد حفظ الوثيقة الكتابية" ،وهذا يعني مساواة الوثيقة الموقعة بالتوقيع التقليدي أو
الكتابي بتلك الموقعة بالتوقيع اإللكتروني ،وطالما أن القانون قد أصبغ حجية كاملة على التوقيع
اإللكتروني ،فإن هذه الحجية تعادل تماما حجية التوقيع المكتوب على المحررات المكتوبة.3
-5القانون العراقي :أكد المشرع العراقي على حجية التوقيع اإللكتروني في المادة 5من قانون التوقيع
اإللكتروني والمعامالت اإللكترونية لسنة 1221التي أكدت على أن يحوز التوقيع اإللكتروني الحجية
في اإلثبات إذا كان معتمدا من جهة التصديق وتوافرت فيه الشروط التي وفر بها المشرع العراقي
الحماية القانونية للتوقيع اإللكتروني من أي اختراق أو تعديل أو تالعب ،وذلك عندما اشترط أن يكون
1عيسى غسان الربضي ،قواعد الخاصة بالتوقيع اإللكتروني ،المرجع السابق ،ص .224
2منير محمد الجنبيهي ،ممدوح محمد الجنبيهي ،التوقيع اإللكتروني وحجيته في اإلثبات ،المرجع السابق ،ص .11
3عبد الفتاح بيومي حجازي ،التوقيع اإللكتروني في النظم القانونية المقارنة ،المرجع السابق ،ص .122
369
التقاضي اإللكتروني. الفصل األول:
التوقيع مرتبط بالموقع وحده ،أي يجب أن يصدر من قبل الموقع ال غيره ،كما يجب أن يكون عمل
الوسيط اإللكتروني تحت سيطرة الموقع نفسه وأن يراعى به اإلجراءات التي ترفضها الو ازرة.1
يتضح من عرضنا للنصوص القانونية المختلفة أن التشريعات قد أولت اإلثبات اإللكتروني اهتماما
كبي ار حيث ساوت بين التوقيع التقليدي والتوقيع اإللكتروني وأقرت له حجية متساوية معه متى استوفى
الشروط المحددة قانونا.
حتى تتوافر المصداقية في التعامالت اإللكترونية بصفة خاصة ،يجب أن تكون موقعة إلكترونيا
لكن هذا الشرط ليس كافيا وحده إلضفاء الحجية القانونية بل البد من وجود جهة قانونية خاصة
بالتصديق على مدى صحة هذا التوقيع تقوم بتقديم شهادات إلكترونية تثبت صحة التوقيع اإللكتروني
باعتبار أنه تم في فضاء إفتراضي إلكتروني ،فهذه الشهادات تفيد باستيفاء التوقيع للشروط الالزمة
العتماده وارتباطه وحمايته للمستند من أي تغيير أو تحريف ،لذلك فقد فرضت كل الدول في تشريعاتها
الخاصة بالتعامالت اإللكترونية وجوب إيجاد هيئة لتوثيق التوقيعات اإللكترونية من أجل التحقق من
هوية الموقع.
من هذا المنطلق تناولت دراسة هذا المطلب تعريف التصديق اإللكتروني في الفرع األول ،ثم بيان
شروط ممارسة خدمة المصادقة اإللكترونية في الفرع الثاني ،أما الفرع الثالث فقد تطرق اللتزامات
ومسؤولية مقدم خدمات التصديق اإللكتروني ،في حين حدد الفرع الرابع إجراءات تصديق التوقيع
اإللكتروني ،لنتم المطلب بشهادة التوثيق (شهادة التصديق اإللكتروني) في الفرع الخامس.
1أحمد عاشور الحديد ،أثر التكنولوجيا الحديثة على الوسائل القانونية لجهة اإلدارة ،المرجع السابق ،ص .212
370
التقاضي اإللكتروني. الفصل األول:
أكدت المادة 4/2121من القانون الفرنسي على ضرورة أن تكون الوسيلة المستخدمة في التوقيع
اإللكتروني موثوقا بها لكي تضمن صلة الموقع اإللكتروني مع جهة معينة يحددها القانون من شأنها
أن تشهد بصحة التوقيع وتحدد بدقة هوية الموقع".
عرفته الفقرة األولى من المادة السابعة من قانون األونسترال النموذجي بشأن التجارة اإللكترونية
لسنة 2991بأنه ":كل شخص طبيعي أو معنوي ،سواء كان عاما أو خاصا ،تعينه الدولة المختصة،
ليحدد التوقيعات اإللكترونية التي تتوافر فيها الشروط المنصوص عليها في المادة السادسة من هذا
القانون".1
كما نظم التوجيه األوروبي رقم 99/91جهات التوثيق اإللكتروني تحت مسمى أعم هو مقدم خدمة
التوثيق ،وألزم الدول األعضاء في االتحاد األوروبي بالترخيص لقيام جهات خاصة يعهد إليها اعتماد
التوقيعات اإللكترونية عن طريق شهادات تصدرها تفيد استفتاء التوقيع الرقمي للشروط الالزمة العتماده،
وارتباطه بالمستند الذي يرد عليه من تأمينه ضد أي تعديل أو تغيير في مضمونه.
فالجهة التي تتولى التصديق تقوم بالعملية من خالل مستخدم أو مستخدمين للتحقق من المفتاح
العام والشهادة المعطاة ومعنى ذلك أن وظيفتها تعد إثباتا لوجود عالقة بين شخص طبيعي أو معنوي
وبين المفتاحين المستخدمين في الرسالة (العام والخاص) ،ووفقا للتوجيهات ،فإن الغير الذي يتولى
عملية التصديق يطلق عليهم مقدمو خدمات التصديق Prestataires de services de
certificationويرمز إليهم بالمختصر .PSC2
1عباس العبودي ،التبليغ القضائي بواسطة الرسائل اإللكترونية ودورها في حسم الدعوى المدنية ،المرجع السابق ،ص .292
2سعيد السيد قنديل ،التوقيع اإللكتروني-ماهيته-صوره-حجيته في اإلثبات بين التداول واالقتباس ،المرجع السابق ،ص .21
371
التقاضي اإللكتروني. الفصل األول:
عرفته المادة الثانية من قانون المبادالت التجارة اإللكترونية رقم 21لسنة 1222التونسي بأنه":
كل شخص طبيعي أو معنوي يحدث ويسلك ويتصرف في شهادات المصادقة ويجري خدمات أخرى
ذات عالقة باإلمضاء اإللكتروني" ،كما عرفته المادة األولى من قانون المعامالت اإللكترونية رقم 19
لسنة 1221لمملكة البحرين ،بأنه ":الشخص الذي يصدر شهادات التحقق من الهوية ألغراض
التوقيعات اإللكترونية ،أو الذي يزود الجمهور بخدمات أخرى ،تتعلق بهذه الشهادات ،وأن هذه المهمة،
قد تتوالها جهة عامة أو خاصة ونذا تولت جهة خاصة هذه المهمة فإنها البد من خضوعها لمجموعة
من الشروط والضوابط التي تضعها الجهات الرسمية ،كما تحدد التشريعات ذات العالقة واجبات ومهام
مزود خدمات التصديق".1
كما عرف المشرع المصري في مشروع قانون التوقيع اإللكتروني جهة التصديق بأنها ":الشخص
الطبيعي أو االعتباري المرخص له من جهة الترخيص بإصدار شهادات تصديق إلكترونية أو تقديم أي
خدمات متعلقة بالتوقيع اإللكتروني".
يعرف مقدم خدمات التصديق إذا بأنه جهة أو منظمة عامة أو خاصة ،تستخرج شهادات
إلكترونية والشهادة هذه تؤمن صالحية الموقع وحجية توقيعه وكذلك الغاية من هوية الموقع ،وتوقع هذه
الشهادة من شخص له الحق في مزاولة هذا العمل ،كما تمكن أيضا من معرفة المفتاح العام ،وبمعنى
آخر فإن شهادة التصديق يمكن أن تشكل بطاقة هوية إلكترونية تم وضعها بواسطة شخص مستقل عن
العقد ومحايد.2
يعرف التصديق أو التوثيق أيضا بأنه ":وسيلة فنية آمنة للتحقق من صحة التوقيع أو المحرر،
حيث يتم نسبه إلى شخص أو كيان معين عبر جهة موثوق بها أو طرف محايد يطلق عليهم مقدم
1عباس العبودي ،التبليغ القضائي بواسطة الرسائل اإللكترونية ودورها في حسم الدعوى المدنية ،المرجع السابق ،ص .292
2سعيد السيد قنديل ،التوقيع اإللكتروني-ماهيته-صوره-حجيته في اإلثبات بين التداول واالقتباس ،المرجع السابق ،ص .25
372
التقاضي اإللكتروني. الفصل األول:
خدمات التصديق أو مورد خدمات التوثيق ،1فكاتب العدل اإللكتروني ،شخص ثالث ،يكون في الغالب
جهة حيادية تقنية عامة أو خاصة ،تصدر شهادات توثيق إلكترونية عن طريق سجل إلكتروني ،يتضمن
مجموعة من المعلومات ،تتعلق بطالب الشهادة والجهة المانحة لها وتاريخ صالحيتها ،وقد اختلفت
التشريعات التي نظمت الكاتب العدل اإللكتروني في التسمية التي تطلق عليه ،فأطلق عليه تسميات
متعددة نذكر منها :مزود خدمات التصديق ومزود خدمات التصديق اإللكترونية ،وأطلق عليه مشروع
قانون التجارة اإللكترونية المصري لسنة 1222جهة اعتماد التوقيع اإللكتروني ،كما أطلق عليه المشرع
األردني جهة مختصة مرخصة أو معتمدة إلثبات نسبة التوقيع اإللكتروني ،وأطلق عليه المشرع البحريني
مزود خدمة شهادات التصديق ،أما قانون التوقيع اإللكتروني المصري الجديد فأطلق عليه التصديق
اإللكتروني.2
هي الشروط الواجب توفرها في مزود خدمات التصديق اإللكتروني والمتمثلة في:
أوال .أن يكون متمتعا باألهلية الالزمة للتعاقد :إن كاتب العدل اإللكتروني إذا كان شخصا طبيعيا،
فيجب أن يكون بالغا سن الرشد وهي تمام الثامنة عشرة ،وفي هذه الحالة يكون كامل األهلية ويحق له
مباشرة جميع أنواع التصرفات ،سواء كانت نافعة نفعا محضا أم دائرة بين النفع والضرر أم ضارة ضر ار
محضا ،ويجب كذلك أن ال يشوب إرادته عيب من عيوب اإلرادة أو يعتريه عارض من العوارض التي
تؤدي إلى انعدام تمييزه أو إضعافه ،أما الشخص المعنوي أو االعتباري فيعترف بها للجماعات والهيئات
المتعددة في ذات الوقت ،والتي يعاملها القانون معاملة األشخاص الطبيعية ،ويسمح لها عن طريق
1أحمد يوسف عاشور الحديدي ،أثر التكنولوجيا الحديثة على الوسائل القانونية لجهة اإلدارة ،المرجع السابق ،ص .222
2عباس العبودي ،تحديات اإلثبات بالسندات اإللكترونية ومتطلبات النظام القانوني لتجاوزها ،منشورات الحلبي الحقوقية ،الطبعة األولى،1222 ،
ص.295
373
التقاضي اإللكتروني. الفصل األول:
ممثليها بأن تملك وتتعاقد وترفع الدعاوى وترفع ليها ،كما يقر لها بوجود حقوق وأموال وذمة خاصة
مستقلة عن أموال األفراد الذين يدخلون في تكوينها ،أو الذين يديرون شؤونها ،1والبد من االعتراف بهذه
األهلية من السلطة المختصة في الدولة لالعتراف بالشخصية المعنوية لها ،وقد نصت المادة 22من
القانون رقم 21لسنة 1222للمبادالت والتجارة اإللكترونية التونسية على أنه يجب أن تتوفر في
الشخص الطبيعي أو الممثل القانوني للشخص المعنوي ا
الرغب في الحصول على ترخيص لممارسة
نشاط الكاتب العدل اإللكتروني ،الشروط التالية:
-2أن يكون من ذوي الجنسية التونسية منذ خمس أعوام على األقل.
ثانيا .أن يحصل على ترخيص معتمد ،سواء أكان من جهة رسمية أم غير رسمية:
تبنى التوجيه األوروبي مبدأ عاما يقضي بجعل نظام التوثيق اإللكتروني اختياريا ،ويقصد بنظام
االختياري ،كل ترخيص يصدر لتحديد الحقوق وااللتزامات الخاصة بتوريد خدمة التوثيق والتي تمنح
بناءا على طلب من مقدم خدمات التوثيق ،بواسطة هيئة عامة أو خاصة يعهد إليها بتحديد هذه الحقوق
وااللتزامات والتأكد من احترامها ،ومراقبتها إذا كان مقدم خدمة التوثيق مؤهال أم ال لمراعاة الحقوق
المحددة في التراخيص طوال المدة الالزمة للحصول على موافقة الهيئة المختصة ،3فيشترط في كاتب
1عبد الفتاح بيومي حجازي ،التوقيع اإللكتروني في النظم القانونية المقارنة ،المرجع السابق ،ص ص .241-245
2عباس العبودي ،تحديات اإلثبات بالسندات اإللكترونية ومتطلبات النظام القانوني لتجاوزها ،المرجع السابق ،ص ص .121-121
3ثروت عبد الحميد ،التوقيع اإللكتروني ،ماهيته-صوره ومخاطره ،المرجع السابق ،ص ص .211-211
374
التقاضي اإللكتروني. الفصل األول:
العدل اإللكتروني ،أن يحصل على ترخيص معتمد من جهة حكومية أو غير حكومية ،فالكاتب العدل
اإللكتروني يكون بمثابة هيئة تقنية ،حيادية خاصة والسندات التي يصدرها تكون سندات عادية إذا ما
أنشأ بتنظيم اتفاقي بين مستخدمي وسائل االتصال الفوري كاإلنترنت عند التعامل بين األفراد ،أما إذا
تدخلت الدولة في إنشائه فإنه يكون هيئة تقنية عامة والسندات التي يصدرها تكون سندات رسمية ،وقد
أكدت المادة 14من قانون المعامالت اإللكترونية األردني ،على اعتماد شهادة التوثيق التي تصدر من
الكاتب العدل اإللكتروني ،إذا كانت صادرة عن جهة مرخصة أو معتمدة ،أو مؤسسة أو هيئة مفوضة
قانونا بذلك أو صادرة عن جهة وافق أطراف السند اإللكتروني على اعتمادها.1
في حين نجد أن مشروع قانون االتحاد السويسري المتعلق بالتوقيع اإللكتروني قد منح مقدمي
خدمات التصديق اإللكتروني الحرية المطلقة في ممارستهم لهذا العمل دون حاجة لحصولهم على
ترخيص أو تفويض من جانب الدولة ،وعليه ينبغي أن يكون الترخيص الذي يحصل عليه كاتب العدل
اإللكتروني موثوقا به بحيث يؤدي إلى االطمئنان إليه بالقدر الذي يتناسب مع الغرض الذي تم فيه
إنشاء السند اإللكتروني والظروف التي أحاطت به وما اتفق عليه األشخاص الذين يحتجون به ،2ولكي
يحصل مقدم خدمة التصديق على ترخيص مزاولة هذه المهنة فهناك متطلبات وظيفية يجب أن تتوافر
فيه ،حددتها التوجيهات األوروبية المتعلقة بالتوقيع اإللكتروني من خالل الملحق الثاني بها فيجب أن
يتوافر في الشخص القائم بهذه الوظيفة بعض المواصفات ومن بينها:
-2ضرورة أن يملك هذا الشخص معرفة فنية وخاصة في هذا المجال ،باإلضافة إلى تمتعه بالخبرة
الالزمة والمؤهلة للقيام بخدمة التصديق.
1عباس العبودي ،تحديات اإلثبات بالسندات اإللكترونية ومتطلبات النظام القانوني لتجاوزها ،المرجع السابق ،ص ص .124-121
2سعيد السيد قنديل ،التوقيع اإللكتروني-ماهيته-صوره-حجيته في اإلثبات بين التداول واالقتباس ،المرجع السابق ،ص ص .22-22
375
التقاضي اإللكتروني. الفصل األول:
-1يجب أن يطبق هذا الشخص في مجال عمله اإلجراءات والطرق اإلدارية سواء من الناحية اإلدارية
أو الفنية في ضوء المعايير المعترف بها في هذا المجال.1
هناك واجبات عديدة أوردها القانون في شأن مزود خدمات التصديق ،وهناك المسؤولية التي تترتب
عن األفعال التي يقوم بها والتي نعرضها على التوالي:
-2أن يتصرف حسب البيانات المقدمة له :ذلك أنه ال يجوز له إضافة أو تعديل مضمون البيانات
المقدمة له من قبل أصحاب الشأن لكي يصدر لهم شهادات تصديق ،وهذا ما يطلق عليه –معالجة
البيانات اإللكترونية -إذ يحظر عليه هذه المعالجة ،وننما فقط ملزم بإصدار منظومة إلكترونية كافية
لعمل التوقيع اإللكتروني ،أو منظومة الزمة للتأكد من صحة هذا التوقيع ،ثم يصدر الشهادات اإللكترونية
التي تؤكد صحة البيانات والمعلومات التي سبق وأن قدمت له من ذوي الشأن.2
-1يجب على الكاتب العدل اإللكتروني أن يضع تحت تصرف الطرف الذي يريد أن يحتج بشهادة
التوثيق اإللكترونية ،الوسائل المعقولة التي يتمكن بواسطتها من التحقق بأن الموقع المحدد هويته بشهادة
التوثيق ،كان يسيطر عليه بالفعل وقت التوقيع وعلى اإلدارة التقنية الالزمة إلجرائه ،وأنها كانت وقت
التوقيع سارية المفعول ولم تتعرض لما يثير الشبهة ،فضال عن ذلك يجب عليه أن يوفر له عند
1سعيد السيد قنديل ،التوقيع اإللكتروني-ماهيته-صوره-حجيته في اإلثبات بين التداول واالقتباس ،المرجع السابق ،ص .22-22
2عبد الفتاح حجازي ،التوقيع اإللكتروني في النظم القانونية المقارنة ،المرجع السابق ،ص .125
376
التقاضي اإللكتروني. الفصل األول:
االقتضاء الطريقة المستخدمة في تعيين هوية الموقع والقيود التي ترد على قيمة أو موضوع التصرفات
التي تم توثيق السند اإللكتروني من أجلها.1
-1يتعين كذلك أن يبين مزود خدمة المصادقة ما إذا كانت هناك وسيلة لإلبالغ عن إلغاء شهادة
المصادقة من عدمها ،وذلك ألن إلغاء الشهادة قد يضر المتعاملين بها ما لم يتم إخطارهم أو إبالغهم
بهذا اإللغاء ،كذلك البد من سهولة اإلبالغ بطريقة إلكترونية تتفق وطبيعة الشهادة اإللكترونية ذاتها.2
-4على كاتب العدل اإللكتروني أن يثبت في شهادة المصادقة اإللكترونية ،حدود المسؤولية المدنية
وفقا لقانونه الوطني ،ذلك وأنه يسأل عن تعويض األضرار الناشئة عن إخالله بواجباته القانونية ،فضال
عن ذلك عليه أن يأخذ بعين االعتبار ،النفقات الالزمة إلصدار شهادة التوثيق وطبيعة المعلومات التي
تضمنتها ومدى مساهمة خطأ المضرور في إحداث الضرر.
-5يجب عليه أن يلتزم الحياد ،اتجاه المتعاملين ،فال يكون له أي مصلحة ،سواء كانت مالية أو غير
مالية في التصرف القانوني الذي أنشأ السند اإللكتروني من أجله ،وينبغي أن يمسك سجال إلكترونيا،
لما أصدره من شهادات توثيق وأن يحتفظ به لمدة مناسبة ،إذ قد يطلب منه إقامة الدليل أمام القضاء
على صحة المعلومات التي وردت في السند اإللكتروني ،بعد مدة طويلة إلنشائه.3
-1أعطى التوجيه األوروبي في المادة ( )1 ،4/1منه لمزود خدمات التصديق الحق في تحديد نطاق
مسؤوليته ،وذلك بوضع بعض الشروط التي تمثل قيودا على استخدام الشهادة ،مثل تحديد مدة سريانها،
أو وضع سقف (حد أعلى) لقيمة الصفقات التي يمكن استخدام الشهادة والتوقيع في إبرامها ،ولكن
يشترط لصحة هذه القيود أن يكون بوسع الغير العلم بها ،وهو ما يمكن أن يتم بكافة الطرق الممكنة.4
1عباس عبودي ،تحديات اإلثبات بالسندات اإللكترونية ومتطلبات النظام القانوني لتجاوزها ،المرجع السابق ،ص .122-122
2عبد الفتاح حجازي ،التوقيع اإللكتروني في النظم القانونية المقارنة ،المرجع السابق ،ص .122
3عباس عبودي ،تحديات اإلثبات بالسندات اإللكترونية ومتطلبات النظام القانوني لتجاوزها ،نفس المرجع ،ص ص .129-122
4ثروت عبد الحميد ،التوقيع اإللكتروني ،ماهيته-صوره ومخاطره ،المرجع السابق ،ص .211
377
التقاضي اإللكتروني. الفصل األول:
-2يتعين على مزودو خدمات المصادقة اإللكترونية وأعوانهم المحافظة على سرية المعلومات التي
عهدت إليهم في إطار تعاطي أنشطتهم باستثناء تلك التي رخص صاحب الشهادة كتابيا أو إلكترونيا
في نشرها أو اإلعالم بها أو في الحاالت المنصوص عليها في التشريع الجاري به العمل ،والترخيص
بإفشاء هذه المعلومات أو البيانات قد يكون تنفيذا ألمر قانوني ،كما لو صدر حكم قضائي بذلك أو إذا
صرح صاحب الشأن نفسه لمزود الخدمة بأنه ال حرج عليه إن أفضى بهذه البيانات أو المعلومات وقام
بإفشائها ،ففي هذه الحالة يتمتعون بسبب إباحة يرفع عنهم المساءلة ،وقد عاقب القانون التونسي جنائيا
على عملية إفشاء األسرار وذلك ألنها تشكل جريمة جنائية ،1ونصت المادة 12من قانون المعامالت
اإللكترونية األردني بمعاقبة أي جهة تمارس أعمال توثيق المستندات بغرامة ال تقل عن 52ألف دينار،
2
إذا أفشت أسرار أحد عمالئها أو خالفت األنظمة والتعليمات.
يمكن الحديث عن مسؤولية مقدم خدمة التصديق ،عندما يخل القائم بهذه الخدمة بأحد االلتزامات
المفروضة عليه ،هذه المسؤولية تكون في غاية األهمية عندما يوجد خطأ في الشهادة ،3وتتمثل في:
*في حالة حدوث أضرار ،فإن مقدم خدمات التوثيق يعتبر مسؤوال في مواجهة كل شخص أولى ثقته
في التوقيع اإللكتروني ،بناء على الثقة المشروعة في الشهادات الصادرة عنه ،وبصفة خاصة:
1عبد الفتاح حجازي ،التوقيع اإللكتروني في النظم القانونية المقارنة ،المرجع السابق ،ص ص .211..259
2عباس عبودي ،تحديات اإلثبات بالسندات اإللكترونية ومتطلبات النظام القانوني لتجاوزها ،المرجع السابق ،ص .129
3سعيد السيد قنديل ،التوقيع اإللكتروني-ماهيته-صوره-حجيته في اإلثبات بين التداول واالقتباس ،المرجع السابق ،ص .91
378
التقاضي اإللكتروني. الفصل األول:
.1بشأن اغفال تسجيل ونشر القرار الخاص بإلغاء شهادة التوقيع أو إبطالها على قائمة يمكن
االطالع عليها هاتفيا.1
لكي يضمن صحة المعلومات التي تحتويها الشهادة ،فيمكن أن يطلب مقدم الخدمة عند تسجيلها
ضرورة وجود ما يفيد صحتها وبشكل خاص ما يتعلق بتحديد هوية الموقع سواء كان إثبات شخصية
وير ماديا
أو أية ايصاالت يتحقق بها من ذلك ،وعند حدوث أي تزوير من صاحب الشأن سواء كان تز ا
أو معنويا ،فال يكون مقدم خدمة التصديق مسؤوال عن البيانات المسجلة في الشهادة ،لذا يجب على
صاحب الشهادة المعتمدة أن يخطر مقدم خدمة التصديق بكل تغيير يتعلق بأي من البيانات التي
تحتويها الشهادة ونال كان هو المسؤول عن صحتها ،وحيث أن المسؤولية عن صحة هذه البيانات تحدد
بوقت معين ،فيجب أن يتم وبشكل دقيق تحديد تاريخ وساعة وضع البيان.2
نصت المادة 11من القانون التونسي على أنه ":يكون مزود خدمات المصادقة اإللكترونية مسؤوال
عن كل ضرر حصل لكل شخص وثق عن حسن نية في الضمانات المنصوص عليها بالفصل 22
من هذا القانون" ،وهذا النص يضع أساس المسؤولية المدنية بالتعويض قبل -مزود خدمات المصادقة
اإللكترونية-والذي يخل بأحد االلتزامات العقدية المفروضة على عاتقه.
كما نصت المادة 4/14من قانون إمارة دبي على أنه ":إذا حدثت أية أضرار نتيجة لعدم صحة
الشهادة أو نتيجة ألي عيب فيها يكون -مزود خدمات التصديق-مسؤوال عن الخسائر التي يتكبدها:
-أي شخص اعتمد بصورة معقولة على الشهادة التي أصدرها مزود خدمات التصديق".3
1ثروت عبد الحميد ،التوقيع اإللكتروني ،ماهيته-صوره ومخاطره ،المرجع السابق ،ص .215
2سعيد السيد قنديل ،التوقيع اإللكتروني-ماهيته-صوره-حجيته في اإلثبات بين التداول واالقتباس ،المرجع السابق ،ص .95
3عبد الفتاح حجازي ،التوقيع اإللكتروني في النظم القانونية المقارنة ،المرجع السابق ،ص ص .122-222
379
التقاضي اإللكتروني. الفصل األول:
تجدر اإلشارة إلى أن مشروع االتحاد السويسري المتعلق بالتوقيع اإللكتروني ،أقر بأنه لكي تقع
المسؤولية على عاتق القائمين على هذه الخدمة يجب أن يقوم الموقع صاحب المفتاح الخاص بإثبات
أن مقدم خدمة التصديق قد استعمل مفتاحه الخاص بدون رضائه مع إثباته في الوقت نفسه أنه قد بذل
العناية الالزمة للحفاظ على عدم معرفة أي شخص من الغير لمفتاحه الخاص ،ووفقا للمذكرة الشارحة
والمرفقة مع المشروع ،فإن مقدم خدمة التصديق يكون مسؤوال أيضا في حالة تأخيره إلغاء أو تعديل في
الشهادة عندما يطلب هذا الوقف أو التعديل الموقع صاحب المفتاح الخاص.1
يتم تصديق التوقيع اإللكتروني لدى الجهات المختصة بناءا على طلب العمالء ،إذ يجب على
الجهة أو الشخص ال ارغب بتوثيق توقيعه اإللكتروني التوجه إلى جهة التصديق المرخص لها ،لكي
تصدر له شهادة تصديق مقابل دفع مبلغ معين من المال كرسم ،ويكون الطلب مرفقا باألو ارق والمستندات
الثبوتية المتعلقة بهوية الشخصية للموقع والنواحي المالية...إلخ.
يمكن أن يقوم الشخص الراغب في تصديق توقيعه بإرسال الطلب واألوراق عبر الفاكس أو البريد
اإللكتروني إلى جهة التوثيق إن سمحت بذلك ،وتقوم جهة التصديق بمراجعة ومطابقة األوراق مع جواز
السفر والهوية الشخصية ،التي تؤكد هويته ،حيث تتولى مهمة التأكد من صحة هذه البيانات المقدمة
إليها عبر ممارستها عناية معقولة لضمان صحة كل ما سيتم ذكره من بيانات جوهرية خاصة بالموقع
في شهادة التصديق اإللكتروني.2
1سعيد السيد قنديل ،التوقيع اإللكتروني-ماهيته-صوره-حجيته في اإلثبات بين التداول واالقتباس ،المرجع السابق ،ص ص .92-91
2أحمد عاشور الحديدي ،أثر التكنولوجيا الحديثة على الوسائل القانونية لجهة اإلدارة ،المرجع السابق ،ص .212
380
التقاضي اإللكتروني. الفصل األول:
تبدأ إجراءات إصدار التوقيع الرقمي بتقديم البيانات الالزمة من طالب توثيق التوقيع إلى جهة
التصديق مع بيان األشخاص المخولين بالتوقيع ليصدر لكل منهم مفتاح خاص ،وبعد إصدار المفتاح
الخاص يتم تثبيت نصف هذا المفتاح بجهاز الحاسب اآللي لطالب توثيق التوقيع ،أما النصف اآلخر
من المفتاح ،فيتم تثبيته ببطاقة إلكترونية ذكية ،لذلك فإن المفتاح الخاص الذي يستخدم في التوقيع ال
يمكن استخدامه إال من جهاز حاسب آلي واحد فقط ،حتى يمكن التأكد من أن التوقيع الرقمي صادر
بالفعل من صاحبه ،ويحتفظ الموقع بالمفتاح الخاص لديه ،وال يطلع عليه أحدا بل يكون سريا ،أما
المفتاح العام والذي تحتفظ به عادة جهة التوثيق وتقوم بإرساله عن طريق البريد اإللكتروني إلى كل من
رغب في التعامل مع صاحب التوقيع.1
خالل هذه المرحلة يقوم كاتب العدل أو الموظف العام ،أو الشخص المكلف بالخدمة العامة أو
الموثق ،حسب أري بعض التشريعات العربية واألجنبية باستخدام مفتاحه الخاص أو ما يسمى المفتاح
الشفري الجذري ،لكي يتأكد من أن جميع عمليات التوقيع والتوثيق تمت بسالم وفي ظل ظروف إلكترونية
آمنة يقوم حينها بوضع توقيعه على السند مؤكدا بهذا التوقيع صحة المعلومات الواردة فيه ،أو في رسالة
المعلومات ومضفيا عليه في نفس الوقت الصبغة الرسمية من أجل االحتجاج به أمام القضاء ،فيقوم
بوضع توقيعه ،ومن ثم ضغط وتشفير السند أو رسالة المعلومات ،ونرساله إلى كاتب العدل في الجهة
المقابلة ،الذي يكون له الدور التكميلي من أجل إتمام عملية المصادقة على صحة مضمون السند أو
رسالة المعلومات ،بحيث يعمل على فك التشفير من خالل مفتاحه الشفري الخاص وبعدها وضع توقيعه
على السند أو رسالة المعلومات ،وبتوقيع كاتبي العدل يحوز السند أو رسالة المعلومات المصادق عليها،
والموقعة من قبلهم الحجية القانونية كسند رسمي إلكتروني.2
1ماجد راغب الحلو ،رحيمة الصغير ،العقد اإللكتروني ،المرجع السابق ،ص ص .29-22
2أحمد عزمي الحروب ،السندات الرسمية اإللكترونية ،المرجع السابق ،ص ص .22-21
381
التقاضي اإللكتروني. الفصل األول:
تستخدم التوقيعات الرقمية ما يسمى الترميز بالمفتاح العمومي الذي كثيار ما ينهض على استخدام
دوال خوارزمية إلنتاج مفتاحين مختلفين ولكنهما مرتبطين رياضيا والمفاتيح هي أعداد ضخمة يحصل
عليها باستخدام سلسلة من الصيغ الرياضية المطبقة على أعداد أولية ويستخدم أحد هذين المفتاحين في
إنشاء توقيع رقمي أو في تحويل بيانات ألي صيغة غير مفهومة في ظاهرها ،ويستخدم المفتاح الثاني
وكثير ما يشار إلى أجهزة
ا للتحقق من صحة توقيع رقمي أو إعادة رسالة بيانات إلى صيغتها األصلية
وبرمجيات الحاسب التي تستخدم مثل هذين المفتاحين بعبارة جامعة هي نظم الترميز أو بعبارة أكثر
تحديدا هي نظم ترميز غير متناظرة.
يحصل المتلقي من سلطة التصديق(أو عن طريق منشئ الرسالة) على شهادة تؤكد صحة التوقيع
الرقمي الوارد على رسالة المرسل وتحتوي على المفتاح العمومي واسم المرسل (وربما أيضا على
معلومات إضافية) موقعا عليها من جانب سلطة التصديق.1
آخر مرحلة هي حفظ السند الرسمي اإللكتروني المصادق عليه من طرف كاتب العدل في سجالت
كاتب العدل أو موظف التصديق للمحافظة عليها من التلف ،وعدم مساسها أو العبث بها حتى ال تكون
عرضة للتزوير ،والمقصود بذلك اإلبقاء على السند والتوقيع بنفس الصورة التي صدر فيها من مصدرها
حتى وصوله إلى المرسل إليه ،2وذلك حتى يكون لذلك السند الرسمي حجية في اإلثبات ليكون دليال
كامال فيه ،فالحفاظ على صحة السند والتوقيع اإللكتروني من الناحية الفنية يتم من خالل استخدام
أسلوب الضغط اإللكتروني condenceأو ،hashوتعني ضغط البيانات اإللكترونية بحيث تأخذ
مساحة أقل من مساحتها العادية ،وتتم بواسطة استخدام برنامج معين مخصص لذلك ،هذا البرنامج
يقوم بتحويل البيانات اإللكترونية إلى مجموعة من األرقام أو الحروف تختلف في شكلها عن البيانات
األصلية المضغوطة ،لكنها تحتوي على نفس هذه البيانات بحيث إذا أعيدت عملية فك الضغط
1منير محمد الجنبيهي ،ممدوح محمد الجنبيهي ،التوقيع اإللكتروني وحجيته في اإلثبات ،المرجع السابق ،ص ص .254...219
2احمد عزمي الحروب ،السندات الرسمية اإللكترونية ،المرجع السابق ،ص.91
382
التقاضي اإللكتروني. الفصل األول:
اإللكتروني عادت البيانات األصلية إلى نفس شكلها السابقة قبل عملية الضغط ،ويقوم المرسل بعملية
الضغط اإللكتروني للحفاظ على صحة التوقيع بواسطة مفتاحه الخاص ،أما عملية فك الضغط
اإللكتروني فتتم بواسطة المفتاح العام للمرسل.1
يتمثل االلتزام الرئيسي للقائم بخدمة التصديق اإللكتروني في تقديمه لصاحب الشأن شهادة تصديق
إلكترونية تحقق الغرض من وظيفته وهو التصديق على التوقيع اإللكتروني المستخدم في صفقة معينة
بما يجعل هذا التصديق إق ار ار بمضمون الصفقة ،إذ تعتبر شهادة التوثيق جوهر عمل جهات التصديق
اإللكتروني لكونها عطي الثقة واألمان الستكمال المعامالت اإللكترونية ،2ولقد عرفت التوجيهات الشهادة
بأنها ":شهادة إلكترونية توصل إلى معطيات متعلقة بالتحقق من الموقع وتؤكد هوية هذا الشخص"،3
كما عرفت أيضا بأنها ":الشهادة التي تصدر من الجهة المرخص لها بالتصديق وتثبت االرتباط بين
الموقع وبيانات إنشاء التوقيع والمحرر اإللكتروني" ،وعرفها قانون التوجيه األوروبي في المادة الخامسة
والسادسة منه ،بأنها ":شهادة تصدرها الجهة المصرح لها من قبل الجهة المسؤولة في الدولة ويوضح
فيها ،إنه عند مارجعة السندات اإللكترونية ،يحدد شخصية مصدره ويستوفي الشروط الالزمة للثقة فيه
وأدائه لوظيفته" ،كما عرفتها الفقرة ج من المادة الثانية من القانون الموحد للتواقيع اإللكترونية الصادر
عن لجنة األمم المتحدة لعام 1222بأنها ":رسالة بيانات أو سجل آخر يؤكد االرتباط بين الموقع
وبيانات إنشاء التوقيع".4
1احمد عزمي الحروب ،السندات الرسمية اإللكترونية ،المرجع السابق ،ص .95
2قارة مولود ،التوثيق اإللكتروني ،شكله ونجراءاته ،المرجع السابق ،ص .2554
3سعيد السيد قنديل ،التوقيع اإللكتروني-ماهيته-صوره-حجيته في اإلثبات بين التداول واالقتباس ،المرجع السابق ،ص .92
4عباس العبودي ،التبليغ القضائي بواسطة الرسائل اإللكترونية ودورها في حسم الدعوى المدنية ،المرجع السابق ،ص .129
383
التقاضي اإللكتروني. الفصل األول:
كما عرفها المشرع الجزائري في القانون 241-25المتعلق بالتوقيع والتصديق اإللكترونيين في
المادة الثانية الفقرة السابعة منه بأنها ":وثيقة في شكل إلكتروني تثبت الصلة بين بيانات التحقق من
التوقيع اإللكتروني والموقع".
لكي يكون للشهادة قيمة قانونية وحجية في اإلثبات يجب أن تشمل على البيانات التالية:
-2تحديد اسم وبيانات الجهة المصدرة للوثيقة اإللكترونية بشكل واضح ،ويهدف هذا الشرط إلى التأكد
من مشروعية جهة التوثيق ،وهل أن هذه الجهة ،التزمت بمبدأ الحياد التقني لكاتب العدل اإللكتروني
الذي اعتمدته التشريعات التي أخذت بهذه الوثيقة؟ بوصفها جهة موثوق بها ويتم ضبط مواصفاتها
التقنية استنادا إلى الجهة التي أصدرت الترخيص إليها.2
-1هوية صاحب الشهادة ،وذلك ببيان اسمه ولقبه وصناعته ومحل إقامته والبيانات األخرى التي تشير
إلى أنه صاحب هذه الشهادة.
-1يجب أ ن تشمل على عنوان صاحب التوقيع وبيان وضعه المالي وذلك لتوضيح ما يتعلق بوجود
أحكام أو دعاوى قضائية ،بشأن إعساره أو إفالسه فضال عن ذكر رقم إضبارته الضريبية.
-4عناصر التدقيق في إمضاء صاحب الشهادة ،يقصد بها العناصر التي تتضمن بالرجوع إليها ،التأكد
من ضمان صحة التوقيع اإللكتروني لصاحب الشهادة.3
-5مجاالت استعمال الشهادة ،ويقصد بها الغرض الذي ألجله صدرت هذه الشهادة ،سواء كانت
تصديقا على منظومة إحداث توقيع إلكتروني ،أو تصديقا على صحة هذا التوقيع ،فالشهادات الصادرة
القانون 24-25المؤرخ في 22ربيع الثاني عام 2411الموافق ألول فبراير سنة ،1225يحدد القواعد العامة المتعلقة بالتوقيع والتصديق 1
384
التقاضي اإللكتروني. الفصل األول:
عن مزود الخدمة كثيرة ومتنوعة حسب أغراضها ،وال بد لها من نظام فني يحكم شروط إصدارها ،وهو
منظم بالفعل بقرار من الوزير المخول له ذلك ،1أي تحديد مدى مسؤولية مزود خدمة التصديق وحدودها.
-1يجب ترقيم شهادة التوثيق ،ترقيما كوديا خاصا ،وذلك عن طريق وضع رقم 2خاص معتمد من قبل
الكاتب العدل اإللكتروني ،الذي يتولى إصدار المفتاح الخاص والذي ال يمكن لغير صاحبه من أن
يعدل صيغة السند اإللكتروني.
-2يجب أيضا أن تتضمن على توقيع مزود خدمة التصديق اإللكتروني (جهة التصديق) التي أصدرت
الشهادة ،للتأكيد على موافقته ومصادقته على صحة البيانات ومحتوى السند اإللكتروني.
-2يجب أن تتضمن شهادة التوثيق على مدة صالحيتها في الحاالت التي يلزم ذلك فيها ،وذلك لتأمين
صحة هذه السندات ضد أي تعديل غير مصرح به من صاحب التوقيع خالل مدة الصالحية ،مما
يتضمن عدم استخدام هذه السندات ضد مصالح األشخاص الذين أصدروها والمتعاملين بها ،3وهي
غالبا ما تتراوح بين سنة وسنتين.
يالحظ بالنسبة لهذه البيانات أن بعضها يكون إجباريا ال غنى عنه في أية شهادة تصديق مثل
المفتاح العام للموقع ،اسمه ،التوقيع اإللكتروني من قبل الموقع ،التوقيع اإللكتروني لمقدم خدمة
التصديق ،وأخي ار مدة صالحية الشهادة ،أما باقي البيانات فهي اختيارية وال يترتب على إغفال أي منها
بطالن الشهادة وعدم صالحيتها للغرض الذي سلمت من أجله.4
1عبد الفتاح بيومي حجازي ،التوقيع اإللكتروني في النظم القانونية المقارنة ،المرجع السابق ،ص .222
2المقصود بالترقيم أي تحديد المفتاح العام الذي يمكن من خالله الوصول إلى المفتاح الخاص للموقع الذي يخضع للرقابة في األخير
3عباس العبودي ،التبليغ القضائي بواسطة الرسائل اإللكترونية ودورها في حسم الدعوى المدنية ،المرجع السابق ،ص ص .112-112
4سعيد السيد قنديل ،التوقيع اإللكتروني-ماهيته-صوره-حجيته في اإلثبات بين التداول واالقتباس ،المرجع السابق ،ص .92
385
التقاضي اإللكتروني. الفصل األول:
نجم عن التعامالت الخاصة بالتجارة الدولية القائمة من خالل شبكة األنترنت زيادة التعاقدات
اإللكترونية ما نتج عنه عدد هائل من المنازعات والخالفات ما بين المتعاقدين ذات الطبيعة اإللكترونية،
ونظ ار لما يثار من جانب االختصاص القضائي المتعلق بالقضايا واختيار المنبر الذي ستجرى من
خالله تسوية المنازعات وغيرها من األمور الكثيرة التي تثير إشكاالت للفصل فيها ،ما دفع الباحثين
والمهتمين للبحث ونيجاد طرق بديلة عن التقاضي العادي مالءمة لفض المنازعات وتتماشى مع طبيعتها
اإللكترونية ،مع الحرص على توفير األمان والسرية لحماية حقوق المتنازعين ،تتم عبر الوسائل
اإللكترونية وتحقق الحل بطريقة أسرع وأكثر فاعلية حيث تتم بطريقة إلكترونية باستخدام الوسائل
التكنولوجية في تبادل المعلومات واالتصاالت ،أهم هذه الوسائل هي التحكيم اإللكتروني الذي أصبح
اليوم بديال عن التقاضي اإللكتروني في المنازعات الدولية ،وكذا الوساطة اإللكترونية والمفاوضات
المباشرة التي يلجأ إليها أطراف النزاع إليجاد حلول دون الحاجة للجوء ال للتحكيم أو القضاء.
لذا ستتمحور دراستنا في هذا المبحث حول التحكيم اإللكتروني كأهم صورة للتقاضي اإللكتروني
الدولي في المطلب األول ،ثم بيان الوسائل البديلة للفصل في المنازعات في المطلب الثاني.
المطلب األول :التحكيم اإل لكتروني كأهم صورة للتقاضي اإللكتروني الدولي.
يثير استخدام شبكات االتصال اإللكترونية في إنجاز العقود الدولية عدة مسائل مرتبطة باالختصاص
القضائي بمنازعاتها من حيث تحديد منبر تسوية النزاع وأيضا تحديد معايير تحديد المحكمة المختصة،
ومن الغني عن البيان أن إنجاز العقود الدولية عبر شبكة األنترنت يفترض اختراقها الحواجز اإلقليمية
بين الدول ،األمر الذي يجعلها مجاال خصبا لتنازع االختصاص القضائي بمنازعاتها ،لذلك اتجه الفكر
نحو إيجاد آليات حديثة أيضا تكون بديلة للتقليدية لتسوية تلك المنازعات تفاديا لالصطدام بالطابع
386
التقاضي اإللكتروني. الفصل األول:
اإلقليمي والمادي لمعايير فض التنازع القضائي ،وأحدث هذه اآلليات وأهمها تطو ار هو التحكيم
اإللكتروني.
لقد كانت الفكرة في إنشاء مركز متخصص لفضل المنازعات بواسطة اإلنترنت في عام ،2991
عندما قام مركز تحكيم ،cybersettleبتأسيس موقع إلكتروني لهذه الغايات ،حيث قام المركز بتضمين
الموقع اإللكتروني بسائر ما يحتاجه المحتكمون من أدوات إلحالة نزاعهم للتحكيم مع تبادل الطلبات
والوثائق وعقد الجلسات على الخط ،On Lineوقد القى هذا المشروع إقباال هائال وخصوصا من قبل
متنازعي التجارة اإللكترونية ،لما لمسوه من تحقيق للغايات التي ينشدونها من توفير وسيلة لفضل النزاع
تماثل الوسيلة التي نجم عنها الخالف وهي شبكة اإلنترنت ،لتحذو مراكز أخرى نفس الحذو في عرض
خدمات فض النزاعات إلكترونيا.1
لذا تم التطرق في هذا المطلب لماهية التحكيم اإللكتروني في الفرع األول ،ثم إبرام اتفاق التحكيم
اإللكتروني في الفرع الثاني ،أما الفرع الثالث فقد تناول إجراءات التحكيم اإللكتروني ،في حين شمل
الفرع الرابع تنفيذ حكم التحكيم ،أما الفرع الخامس فقد تطرق للنظام القانوني للتحكيم اإللكتروني.
أمام عجز القضاء عن اللحاق بالطفرة اإللكترونية وتوفير وسائل سريعة لفض المنازعات اإللكترونية،
النزعات ،ولثقة المتنازعين بالتحكيم
غدت الحاجة ملحة للبحث عن سبل أكثر فاعلية لحل هذا النوع من ا
سعت مراكز التحكيم لتوفير وسيلة أكثر نجاعة لفض المنازعات الناتجة عن التعامالت اإللكترونية مع
المحافظة على متطلباتها السرعة والثقة واالئتمان ،فكان نتيجة هذه الجهود التحكيم اإللكتروني.
1محمد إبراهيم أبو الهيجاء ،التحكيم اإللكتروني ،الوسائل اإللكترونية لفض المنازعات-الوساطة والتوفيق-التحكيم-المفاوضات المباشرة ،دار الثقافة
للنشر والتوزيع ،عمان ،الطبعة األولى ،1229 ،ص ص .42-42
387
التقاضي اإللكتروني. الفصل األول:
ال يختلف تعريف التحكيم اإللكتروني عن التحكيم التقليدي ،إال من خالل الوسيلة التي تتم فيها
إجراءات التحكيم في العالم االفتراضي ،فال وجود للورق والكتابة التقليدية أو الحضور المادي لألشخاص
حتى أن األحكام قد يحصل عليها األطراف موقعة وجاهزة بطريق إلكتروني باستخدام التوقيع
اإللكتروني.1
يمكن تعريف التحكيم اإللكتروني بأنه التحكيم الذي تتم إجراءاته عبر شبكة األنترنت ،وفق قواعد
خاصة دون الحاجة إلى التقاء أطراف النزاع والمحكمين في مكان واحد ،2كما يمكن تعريفه أيضا بأنه
التحكيم الذي تتم إجراءاته عبر شبكة اتصاالت دولية بطريقة سمعية بصرية ودون الحاجة إلى التواجد
المادي ألطراف النزاع والمحكمين في مكان معين.
كما عرفه البعض بأنه ذلك التحكيم الذي يتفق بموجبه األطراف على إخضاع منازعاتهم الناشئة
عن صفقات أبرمت غالبا ،بوسائل إلكترونية ،إلى شخص ثالث ليفصل فيها بموجب سلطة مستندة من
اتفاق أطراف النزاع ،وباستخدام وسائل اتصال حديثة تختلف عن الوسائل التقليدية المستخدمة في
التحكيم التقليدي.3
لقد عنيت التشريعات الدولية بهذا النوع من التحكيم ،وأشارت إليه في العديد من النصوص
والتوصيات أهمها نص المادة األولى من التوجيه األوروبي رقم 1222/12في شأن بعض المظاهر
القانونية لخدمة مجتمع المعلومات والتجارة اإللكترونية على أنه ":تسمح الدول األعضاء لموردي خدمات
1بن حليمة ليلى ،عاشور سليم ،خصوصية التحكيم االلكتروني في حل منازعات التجارة االلكترونية ،مجلة األستاذ الباحث للدراسات القانونية
والسياسية ،المجلد ،24العدد ،22السنة ،1229ص .221
2عصام عبد الفتاح مطر ،التحكيم اإللكتروني ،ماهيته ،إجراءاته ،وآلياته في تسوية منازعات التجارة اإللكترونية ،والعالمات التجارية وحقوق الملكية
الفكرية ،دار الجامعة الجديدة ،اإلسكندرية ،1229 ،ص .41
3خالد ممدوح إب ارهيم ،التحكيم اإللكتروني ،المرجع السابق ،ص ص .149-142
388
التقاضي اإللكتروني. الفصل األول:
المعلومات والمتعاملين معهم بتسوية منازعاتهم بعيدا عن أروقة المحاكم ،وباستخدام الوسائل التكنولوجية
المعروضة في العالم اإللكتروني وفي مجتمع المعلومات لفض المنازعات".1
-2التحكيم غير الملزم ،Non binding arbitrationوهو الذي ال تتمتع فيه الق اررات التحكيمية بقوة
ملزمة ،على عكس الق اررات التحكيمية الصادرة في خصومة تحكيم تجري بطريقة تقليدية.
-1التحكيم الملزم المشروط ،وهو التحكيم الذي يتمتع فيه أحد الطرفين أو كالهما بحرية قبول القرار
التحكيمي الصادر أو رفضه خالل فترة محددة ،يصبح الحكم بعدها ملزما إذا لم يتم رفضه من قبل أحد
األطراف أو إذا أعلن الطرفان قبولهما له.
-1التحكيم غير الملزم بطبيعته ،وهو التحكيم الذي ال يستهدف إصدار حكم تحكيمي يلزم الطرفين
على غرار الحكم الصادر من المحاكم الوطنية.2
يترتب على األخذ بنظام التحكيم اإللكتروني واعتماده لفض المنازعات جملة من المزايا ،وكذا جملة
من السلبيات التي تترتب عن األخذ به ،نتطرق إليها على التوالي:
-2مميزات التحكيم اإللكتروني :مميزات هذا النوع من التحكيم كثيرة ومرتبطة بالعقود اإللكترونية بطريقة
تميزه عن اللجوء إلى المحاكم الوطنية وحتى عن التحكيم التقليدي ،ومن هذه المميزات:
1عصام عبد الفتاح مطر ،التحكيم اإللكتروني ،المرجع السابق ،ص .41
2سامح عبد الباقي أبو صالح ،التحكيم التجاري اإللكتروني ،دراسة مقارنة ،دار النهضة العربية ،1224 ،ص.12
389
التقاضي اإللكتروني. الفصل األول:
أ-اللجوء إلى التحكيم اإللكتروني يجنب أطراف العقد عدم مسايرة القانون والقضاء للعقود اإللكترونية
سواء قانونيا أو قضائيا ،حيث أنه يجنبهم عدم االعتراف القانوني بهذه العقود أو صعوبة تحديد القانون
الواجب التطبيق ،وتحديد المحكمة المختصة ،وهذا األمر ليس باألمر اليسير وفقا للقضاء العادي عند
إحالة النزاع إليه.
ب-إن أهم ميزة للتحكيم اإللكتروني هو سرعة الفصل في النزاع ،وهذه الميزة تفوق كثي ار ما يجري به
تداول هذه المنازعات في أروقة المحاكم الوطنية من بطء وتكديس للقضايا خاصة مع ازدياد عقود
التجارة اإللكترونية ،حتى أنه يفوق كثي ار سرعة الفصل في المنازعات عند اللجوء للتحكيم التجاري العادي
الذي يتطلب مدة أطول بكثير مما يتطلبه التحكيم اإللكتروني.1
ج-كما يتميز بالسرية ،ويجنب األطراف سلبيات طرح نزاعاتهم أمام الجمهور على عكس المحاكم العادية
التي تخضع لمبدأ عالنية المحاكمة.
د-عدم التزام األطراف باالنتقال من بلد إلى آخر من أجل حضور الجلسات وتبادل الوثائق والمستندات
بحيث يتم تبادل المستندات في التحكيم إلكترونيا بطريقة فورية وآنية على شبكة المعلومات أو الفاكس
عنصر جوهريا في
ا أو البريد اإللكتروني أو أي وسيلة أخرى ،األمر الذي يتالءم مع كون الوقت
المعامالت االقتصادية.
نظر لسهولة اإلجراءات حيث يتم تقديم المستندات واألوراق بالبريد اإللكتروني،
ه-سرعة إصدار األحكام ا
ويمكن االتصال المباشر بالخبراء أو تبادل الحديث معهم عبر األنترنت ،2وذلك من خالل الواجهة
الخاصة التي صممت من قبل المحكم أو مركز التحكيم اإللكتروني لتقديم البيانات والحصول على
األحكام موقعة من المحكمين.
390
التقاضي اإللكتروني. الفصل األول:
و-وجود اتفاقية دولية بشأن االعتراف وتنفيذ أحكام المحكمين ،وهي اتفاقية نيويورك الخاصة باالعتراف
بأحكام المحكمين وتنفيذها لعام .12952
ي-قلة التكلفة وذلك بما يتناسب مع حجم العقود اإللكترونية المبرمة التي ال تكون في الغالب األعم
كبيرة بل متواضعة ،وتستخدم أحيانا نظم الوسائط المتعددة التي تتيح استخدام الوسائل السمعية والبصرية
في عقد جلسات التحكيم على الخط المباشر لألطراف والخبراء ،وهذا ما يقلل من نفقات السفر واالنتقال.
ن-يهدف المحكم إلى تحقيق مصالح وأهداف المجتمع الدولي والوسائل التي يمكن له استعمالها الحترام
وحماية مصالح الطرف الضعيف أو المستهلكين تكون أكثر من تلك الممنوحة للقاضي الوطني ،حيث
يمكن للمحكم أن يختار ضمن عدة قوانين ليحدد القانون الذي يحقق األهداف الحمائية للطرف الضعيف
أو المستهلك.2
-1معوقات التحكيم اإللكتروني :على الرغم من الم ازيا المتعددة للتحكيم اإللكتروني ،إال أنه توجد بعض
المشكالت والمعوقات التي تعترضه ،تتمثل في اآلتي:
أ.أ -تتصل العوائق الفنية ،وباألخص في مجال إجراءات التقاضي المتخصصة ،بدرجة توافق األنظمة،
واختالف األمان والسرية في االتصاالت اإللكترونية ،وتداول الوثائق ،وتنظيم جلسات االستماع عبر
األنترنت ،وصحة البيانات والتوثيق ،ذلك أنه من األمور التي تعوق تقدم التحكيم اإللكتروني اختراق
السرية لعملية التحكيم عبر األنترنت من قبل القراصنة Hackersأو المخربين Crackersوهو ما
يهدد ضمان سرية العملية التحكيمية.3
391
التقاضي اإللكتروني. الفصل األول:
أ.ب -أما المعوقات القانونية تقسم إلى ثالثة فئات ،األولى المعوقات المصاحبة التفاقات التحكيم من
حيث وجود النزاع وتوثيقه وخضوعه للتحكيم ،والثانية هي المعوقات ذات الصلة باإلطار اإلجرائي من
حيث االلتزام والموثوقية ومكان التحكيم ،والثالثة هي المعوقات ذات الصلة بق اررات التحكيم من حيث
المتطلبات الرسمية والطبيعية اإللزامية والسياسة العامة وسياسة اإلنفاذ.1
ب -عدم مواكبة النظم القانونية الحالية للتطور السريع الحاصل في مجال التجارة اإللكترونية :حيث
يالحظ أن النظم القانونية ال تشرع هذه المعامالت والتجارة اإللكترونية في قوانينها ،إضافة إلى جمود
القواعد القانونية الموجودة في كثير من دول العالم المتعلقة بإجراءات التحكيم بالوسائل اإللكترونية،
وعدم تعديل التشريع الموجود لالعتراف بأحكام التحكيم اإللكترونية ،وهنا ثار التساؤل عن مدى صحة
إجراءات التسوية بالوسائل اإللكترونية ،ومدى االعتراف بالحكم التحكيمي اإللكتروني ،كذلك هناك مسألة
هامة تتعلق بتحديد مكان التحكيم ،والذي يترتب عليه آثار كثيرة ومهمة ،فما هو المكان الذي يعتبر أنه
مكان التحكيم ،هل هو مكان المحكم الفرد أو مكان المورد؟ ،وال شك أن كل هذه المسائل جميعها تتطلب
تدخال تشريعيا من جانب الدولة إضافة إلى االتفاقيات الدولية.2
نظ ار لألهمية العملية التي يقوم عليها التحكيم اإللكتروني لفض منازعات التجارة واألعمال الدولية
اإللكترونية ،فإنه يجب أن يساير نظامه القانوني المتطلبات المفروضة في االتفاقيات والمعاهدات الدولية
الخاصة به وتنفيذ األحكام األجنبية ،وهذه المتطلبات تتمثل في الشكل والموضوع الخاص بالتحكيم
االفتراضي في كل منازعة يتم النظر إليها ابتداءا من اتفاق التحكيم إلى غاية تنفيذ حكم التحكيم.
1محمد عبد الوهاب ،مجتمع المعلومات العالمي وفض المنازعات عبر األنترنت ،فجر جديد لعمليات فض المنازعات ،جريدة التحكيم التجاري،
،1224ص .251
2عصام عبد الفتاح مطر ،التحكيم اإللكتروني ،المرجع السابق ،ص .52
392
التقاضي اإللكتروني. الفصل األول:
نقطة االختالف بين التحكيم اإللكتروني والتحكيم العادي في مجال اتفاق التحكيم ،تتمثل في
مشروعية اتفاق التحكيم المبرم إلكترونيا خاصة وأن معظم القوانين تتطلب الكتابة في اتفاق التحكيم
وهذا غير موجود السيما في عقود خدمات المعلومات اإللكترونية التي تتم بشكل كامل في نطاق العالم
اإللكتروني وليس فيها أي كتابة على دعامة مادية بل تكون بشكل إلكتروني فقط.1
يعرف اتفاق التحكيم بأنه ":هو ذلك االتفاق الذي بمقتضاه يتعهد األطراف بأن يتم الفصل في
المنازعات الناشئة بينهم أو المحتمل نشوؤها من خالل التحكيم ،ويكون اتفاق التحكيم دوليا إذا كانت
المنازعات تتعلق بمصالح التجارة الدولية".2
كما أشارت المادة 22من قانون األمم المتحدة التجاري الدولي لعام 2925إلى أن اتفاق التحكيم
هو اتفاق بين الطرفين على أن يحيال إلى التحكيم جميع أو بعض المنازعات التي نشأت أو قد تنشأ
بينهما بشأن عالقة قانونية محددة تعاقدية كانت أو غير تعاقدية.
أما المشرع الجزائري فقد عرف اتفاق التحكيم في قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية في المادة
2222على أنه ":اتفاق التحكيم هو االتفاق الذي يقبل األطراف بموجبه عرض نزاع سبق نشوؤه على
التحكيم".3
التفاق التحكيم صورتان هما شرط التحكيم ومشارطة التحكيم ،حيث يعرف شرط التحكيم clause
compromissoireبأنه ":الشرط الذي يرد في العقد بإحالة المنازعات المستقبلية حول ذلك العقد إلى
التحكيم" ،أما مشارطة التحكيم ،compromisفيقصد بها ":االتفاق الذي يبرمه طرفا العقد األصلي بعد
1عصمت عبد المجيد بكر ،دور التقنيات العلمية في تطور العقد ،المرجع السابق ،ص .551
2خالد ممدوح إبراهيم ،التحكيم اإللكتروني ،المرجع السابق ،ص .124
3القانون رقم 29 /22المؤرخ في 22صفر 2419الموافق ل 1222 /21/ 15المتضمن قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية ،الجريدة الرسمية
للجمهورية الجزائرية ،العدد ،12الصادرة في 22ربيع الثاني 2419الموافق ل 11أبريل .1222
393
التقاضي اإللكتروني. الفصل األول:
وقوع النزاع الخاص بذلك العقد ويحيالن بموجبه نزاعهما إلى التحكيم" ،1فالفرق بين شرط التحكيم
ومشارطة التحكيم إذن هو أن األول يتعلق بنزاع مستقبلي محتمل ،في حين تتعلق المشارطة بنزاع أكيد
وقع فعال ويفترض في الحالة األخيرة أن يتضمن االتفاق ماهية النزاع الذي سيعرض على هيئة التحكيم.2
يعرف اتفاق التحكيم اإللكتروني بأنه اتفاق يتفق بموجبه األطراف على إحالة النزاع بشكل اختياري
إلى طرف ثالث محايد (مقدم خدمة التسوية اإللكترونية) لتعيين شخص أو عدة أشخاص (هيئة التحكيم
اإللكتروني) لتسوية النزاع باستخدام وسائل االتصال الحديثة وفقا لقواعد تنظيمية مالئمة لموضوع النزاع
وأسلوب التسوية ،وذلك إلصدار حكم ملزم لألطراف ،أما في حالة التحكيم المؤسسي ،فيكون عقد
التحكيم بين مركز التحكيم من جهة وبين أطراف النزاع من جهة ثانية ،وبالتالي فإن المحكمين ليسوا
طرفا في عقد التحكيم في هذه الحالة ،وذلك لتنظيم عملية التحكيم من خالل قواعد وتعليمات المركز
وحسب عقد اتفاق المحكمين.3
بالتالي فإن التحكيم اإللكتروني تنطبق عليه نفس القواعد المخصصة للتحكيم التقليدي إنما االختالف
في الوسيلة التي استحدثت مع التطور التكنولوجي فقط ،كما أن صورتي التحكيم المتمثلتين في شرط
التحكيم ومشارطة التحكيم ال تثيران مشكلة في مجال التحكيم اإللكتروني إلمكان إجرائها بين األطراف
إلكترونيا ب الشكل المتعارف عليه في كثير من دول العالم سواء في شكل شرط بالعقد الذي أثير النزاع
بشأنه أو باتفاق الحق عن طريق شكل عقد.4
394
التقاضي اإللكتروني. الفصل األول:
إن النجاح الذي حققه التحكيم اإللكتروني على الساحة الدولية ،كان ثمرته لما لمسه المتنازعون من
تحقيق سريع للغايات المرغوبة ،خاصة بتوفير وسيلة لفض النزاع تماثل الوسيلة التي نجم عنها هذا
الخالف ،وحتى يقوم التحكيم اإللكتروني ويحقق الغرض المرجو منه ،فهو يحتاج إلى جملة من الشروط
تلزم لصحة اتفاق التحكيم وهي الشروط الموضوعية والشكلية ،ونستعرضها على النحو التالي:
أوال .الشروط الموضوعية المتعلقة بالتحكيم اإل لكتروني :إن اتفاق التحكيم هو عقد ،وهو كأي عقد
البد أن ينشأ التزامات على عاتق أطرافه ،ولذلك ال بد أن تتوافر فيه الشروط الموضوعية الالزمة لصحة
هذه االلتزامات ،والمتمثلة في التراضي واألهلية والمحل والسبب والتي سنتناولها على التوالي:
-2التراضي :هو تطابق اإليجاب والقبول كتعبيرين عن إرادتي طرفي العقد ،أي قبول األطراف لجعل
التحكيم طريقا لتسوية أي نزاع ينشب بينهم ،ويلزم لتوافر الرضا إلكترونيا أن توجد اإلرادة في كل من
الطرفين وأن تتجه إلى إحداث األثر القانوني ،ويشترط أن تكون اإلرادة جدية وحقيقية غير صورية أي
إرادة جادة وغير هازلة ،بيد أن القانون ال يعتد بها إذا كانت داخل النفس ،فالبد أن تخرج اإلرادة التي
قصدت قبول التحكيم طريقا لتسوية النزاع من صاحبها إلى العالم الخارجي ،ويكون ذلك من خالل
المظاهر المادية الدالة على الكالم أو كتابة أو إشارة أو غيرها.1
يتميز اإليجاب اإللكترونية عن التقليدي في أنه يتم باستخدام وسيط إلكتروني ومن خالل شبكة
اإلنترنت ،وهذه الميزة جعلته يتمتع بخصوصية تثير جملة من المشكالت النوعية بسبب خطورة اآلثار
المترتبة عليه ،إذ أن مجرد النقرة clickعلى الفأرة بقبول مطابق يعني موافقة القابل على إب ارم العقد
اإللكتروني ،وهذه الخصوصية التي يتميز بها اإليجاب اإللكتروني قد أصابت القبول أيضا حيث أصبح
يتم في البيئة اإللكترونية ،فقد أصبح مجرد الضغط على زر القبول الموجود على لوحة المفاتيح ،أو
1رضوان هاشم حمدون ،نحو النظام القانوني للتحكيم اإللكتروني ،المرجع السابق ،ص .42
395
التقاضي اإللكتروني. الفصل األول:
الضغط على خانة القبول Acceptالموجودة على شاشة الكمبيوتر ،يعني موافقة العميل وقبوله بشروط
العقد.1
فاألصل في التعبير أنه ال يخضع لشكل معين ،فللمتعاقد أن يفصح عن إرادته بالطريقة التي يريدها
بشرط أن يكون لها نفس المدلول عند الطرف اآلخر ،فكل ما يدل على وجود اإلرادة يصلح قانونا
للتعبير عنها ،وقد أقرت اتفاقية األمم المتحدة بشأن عقد البيع الدولي للبضائع التعاقد عن طريق وسائل
االتصال الفوري ،فأجازت اإليجاب والقبول بالهاتف أو التلكس ،وأضافت االتفاقية العبارة األخيرة لتشتمل
كل ما قد تأتي به التكنولوجيا الحديثة لالتصال منها االتصال عن طريق الشبكة اإللكترونية ،ويمكن
أن ندرج أهم الطرق اإللكترونية للتعبير عن اإلرادة والمستخدمة في اتفاق التحكيم وهي البريد اإللكتروني
،E-mailموقع الشبكة ،Webوسائل التحدث والمشاهدة عبر اإلنترنت ،Video-conference
التعبير عن اإلرادة عبر التنزيل عن بعد .Downloading2
كما يجب أيضا أن تكون إرادة األطراف سليمة خالية من عيوب الرضا (الغلط والتدليس واإلكراه
واالستغالل) ،فسالمة رضا الطرفين مطلب ضروري لقيام اتفاق التحكيم ،والتحقق من وجود الرضا
وعدم وجوده وما يتعلق بصحته أو فساده إنما هي أمور تخضع للقانون الذي يحكم اتفاق التحكيم ذاته،
والذي تجدر اإلشارة إليه حقا في هذا النطاق أن هناك مبدأ يقضي باستقالل شرط التحكيم عن العقد
األصلي ،أي أن إبطال العقد األصلي لعيب من عيوب اإلرادة ال يعني ذلك إبطال شرط التحكيم المحتوي
عليه العقد بناءا على ذلك العيب ،كما أن إبطال شرط التحكيم لعيب من عيوب اإلرادة ال يعني ذلك
إبطال العقد األصلي المحتوي على ذلك الشرط بناءا على هذا العيب.3
396
التقاضي اإللكتروني. الفصل األول:
-1محل اتفاق التحكيم وقابليته للتحكيم :يتعين أن يكون محل النزاع قابال للتسوية بطريقة التحكيم،
حيث أن التحكيم هو استثناء من األصل العام مؤداه اختصاص قضاء الدولة بالفصل في كافة المنازعات
باعتبارها صاحب الوالية العامة في تحقيق الحماية للحقوق والمراكز القانونية ،فالتحكيم يتحدد نطاقه
بمنازعات معينة ال يتعداها ،وهي تلك التي يجوز فيها الصلح فقط.1
فال يجوز التحكيم سواء العادي أو اإللكتروني في المسائل التي ال يجوز فيها الصلح ومعظمها
مسائل متعلقة بالنظام العام لكونها ذات صلة بالنظام االجتماعي وأسسه القانونية واالقتصادية
واالجتماعية واألسرية والدينية ،وعلى ذلك ال يمكن إجراء التحكيم في المسائل اآلتية:
أ-المسائل الجنائية.
أما المشرع الجزائري نص في المادة 441من قانون اإلجراءات المدنية اإلدارية 3على أنه ":ال
يجوز التحكيم في االلتزام بالنفقة في حقوق اإلرث ،والحقوق المتعلقة بالمسكن والملبس ،وال في المسائل
المتعلقة بالنظام العام أو حالة األشخاص وأهليتهم" ،وبالتالي المشرع حصر وحدد المسائل التي ال يجوز
التحكيم فيها بموجب القانون.
1عصام عبد الفتاح مطر ،التحكيم اإللكتروني ،المرجع السابق ،ص .92
2رضوان هاشم حمدون ،نحو النظام القانوني للتحكيم اإللكتروني ،المرجع السابق ،ص .49
3القانون رقم ،29 /22المرجع السابق.
397
التقاضي اإللكتروني. الفصل األول:
* يجوز إجراء التحكيم سواء كانت العالقة بين الطرفين تعاقدية أو غير تعاقدية ،فإذا كانت العالقة
تعاقدية وضع شرط التحكيم في العقد أو في اتفاق مستقل عن العقد حسب رغبة األطراف.
* يجوز إجراء التحكيم بين األفراد ،وبين الشركات ،وبين األفراد مع الشركات ،وبين أشخاص مع
أشخاص القانون الخاص (أفراد طبيعيين أو أشخاص معنويين).
* يجوز التحكيم في المسائل التجارية بصفة أساسية ،ويجوز كذلك في المسائل المدنية التي ال يحول
النظام العام دون النظر فيها.1
بصفة عامة يجوز التحكيم في العالقات االقتصادية بالمعنى الواسع سواء في مجاالت الصناعة أو
التجارة أو الزراعة أو السياحة أو الخدمات ،سواء تعلق األمر بالمشروعات االستراتيجية أو بمشروعات
تقوم على تداول الثروات ،سواء تعلق األمر بقاعدة القانون التجاري أو القوانين المدنية المعروفة وغيرها.2
-1األهلية :نصت المادة 22من القانون 12لسنة 2994على أنه ":ال يجوز االتفاق على التحكيم
إال للشخص الطبيعي أو االعتباري الذي يملك التصرف في حقوقه "..ويستفاد من هذا النص أن األهلية
المطلوبة لصحة اتفاق التحكيم هي أهلية التصرف بالنسبة للحق المتفق على التحكيم فيه وليس أهلية
اختصام.3
كما نصت المادة 221من قانون المرافعات الفرنسي على اشتراط تحقق األهلية في أطراف اتفاق
التحكيم حيث نصت على أنه ":يجوز لكل شخص االتفاق على التحكيم بشأن الحقوق التي يملك
التصرف فيها" ،فال يكفي أن تكون للشخص أهلية للتعاقد بل البد أن يكون أهال للتصرف في الحق
1عصام عبد الفتاح مطر ،التحكيم اإللكتروني ،المرجع السابق ،ص .92
2رضوان هاشم حمدون ،نحو النظام القانوني للتحكيم اإللكتروني ،المرجع السابق ،ص ص .52-49
3خالد إبراهيم ممدوح ،التحكيم اإللكتروني ،المرجع السابق ،ص .192
398
التقاضي اإللكتروني. الفصل األول:
موضوع النزاع ،ويرى البعض إن بحث األهلية ال ضرورة له إذ تتم العملية التحكيمية عن طريق اإلنترنت
بواسطة مراكز كبرى تحرص على الدقة في شتى الجوانب وخصوصا األمور األساسية فيها ويبقى مجال
البحث في األهلية القانونية لفريقي النزاع.1
لقد انقسم الفقه حول طبيعة البطالن المترتب عن نقص األهلية ،فذهب اتجاه إال أنه رضي بالتحكيم
فمن ال يملك التصرف فإن عقد التحكيم يكون باطال مطلقا ،وتكون إجراءات التحكيم باطلة بطالنا مطلقا
يتعلق بالنظام العام ،بينما ذهب أري آخر إلى أن البطالن الناشئ عن نقص األهلية هو بطالن نسبي
ال يتعلق النظام العام.
لم تتعرض اتفاقية نيويورك بشأن االعتراف وتنفيذ أحكام المحكمين األجنبية إلى مسألة القانون
الواجب التطبيق على األهلية بل تركت محاكم الدول المختلفة تطبق قواعد التنازع المعمول بها في كل
دولة ،ولعل السبب في عدم وضع قواعد موحدة بخصوص أهلية أطراف التحكيم تكمن في تخوف
نظر لتعذر وضع نصوص موحدة والختالف
واضعي االتفاقية من الدخول في مسألة تنازع التكييف ،و ا
قواعد اإلسناد لذا فقد أثروا ترك تقدير أهلية أطراف اتفاق التحكيم للقانون الذي تشير إليه قاعدة التنازع
في قانون الدولة المطلوب إليها تنفيذه.2
-4السبب :إن االتفاق على التحكيم اإللكتروني يجد سببه في إرادة األطراف واستبعاد طرح النزاع على
القضاء وتفويض األمر للمحكمين وهذا هو سبب مشروع دائما ،وال يتصور عدم مشروعيته إال إذا ثبت
أن المقصود بالتحكيم التهرب من أحكام القانون الذي سيتعين تطبيقه لو طرح النزاع على القضاء ،نظ ار
لما يتضمنه القانون من التزامات يراد التحلل منها ،وهو ما يمثل حالة من حاالت الغش نحو القانون
1رضوان هاشم حمدون ،نحو النظام القانوني للتحكيم اإللكتروني ،المرجع السابق ،ص ص .42-41
2خالد إبراهيم ممدوح ،التحكيم اإللكتروني ،المرجع السابق ،ص ص.191-192
399
التقاضي اإللكتروني. الفصل األول:
فيكون التحكيم وسيلة غير مشروعة يراد بها االستفادة من حرية األطراف أو حرية المحكمين في تحديد
القانون الواجب التطبيق ،وال يختلط السبب الغير المشروع بالمحل غير الممكن أو غير المشروع.1
تشترط معظم القوانين الوطنية واالتفاقات الدولية أن يكون اتفاق التحكيم مكتوبا حتى يكون صحيحا،
وأبعد من ذلك يشترط أحيانا أن يكون موثقا ومشه ار في السجالت الرسمية ،إال أن استخدام وسائل
االتصال الحديثة كالفاكس والبريد اإللكتروني في إبرام العقود واالتفاقيات يثير التساؤل عن معنى الكتابة
المطلوبة في تحرير بنود اتفاق التحكيم عندما يستخدم األطراف تلك الوسائل ،أو عندما يستخدم الطرفان
وسائل االتصال اإللكترونية في إجراءات التحكيم.2
استنادا لما سلف فال وجود لما يمنع من أن تكون الكتابة محررة على دعامة إلكترونية طالما تحقق
نفس الهدف ،فالمهم هو أن يتم حفظ البيانات المتداولة إلكترونيا بحيث يمكن االحتفاظ بها والرجوع إليها
يطر عليها أي تعديل أو تحريف ،ولذلك نص قانون األونيسترال النموذجي للتحكيم
عند الخالف دون أن أ
التجاري الدولي لعام 2925على أن ":شرط الكتابة يتحقق في أي وثيقة موقعة من الطرفين أو في
تبادل الرسائل أو التلكسات أو البرقيات أو غيرها من وسائل االتصال السلكية والالسلكية ما دامت توفر
تدوينا أو تسجيال لالتفاق (مثل األسطوانات المدمجة والشرائط الممغنطة) ،فالنص بهذه الصياغة أتاح
إمكانية تحقق شرط الكتابة في تبادل البيانات اإللكترونية أو في البريد اإللكتروني.3
1رضوان هاشم حمدون ،نحو النظام القانوني للتحكيم اإللكتروني ،المرجع السابق ،ص .52
2عصام عبد الفتاح مطر ،التحكيم اإللكتروني ،المرجع السابق ،ص.92
3خالد إبراهيم ممدوح ،التحكيم اإللكتروني ،المرجع السابق ،ص ص .195-194
400
التقاضي اإللكتروني. الفصل األول:
1/2121على أنه ":يعتد بالكتابة المتخذة في الشكل اإللكتروني كدليل شأنها شأن الكتابة على دعامة
ورقية بشرط أن يكون في اإلمكان بالضرورة تعيين الشخص الذي صدرت منه وأن تعد وتحفظ في
ظروف من طبيعتها ضمان سالمتها".1
هذا ما دفع المنظمات الدولية إلى محاولة إصدار اتفاقات التي تأخذ بالتفسير الموسع للكتابة ،ومنها
مشروع تطوير قانون التحكيم التجاري الدولي ،الجاري إعداده من قبل لجنة األونيسترول باألمم المتحدة
والذي نص على أنه ":يتعين أن يكون اتفاق التحكيم كتابيا وتشمل الكتابة أي شكل يوفر سجال ملموسا
لالتفاق أو يكون في المتناول على نحو آخر بصفته رسالة بيانات بحيث يمكن استعماله في إشارة
الحقة" ،وهو ما يدل على أن اتفاقات التحكيم يمكن أن تبرم بوسيلة أخرى ليس لها شكل المستندات
الورقية كاالتصاالت اإللكترونية مثال.
تعتبر مسألة تحديد القانون الواجب التطبيق على اتفاق التحكيم اإللكتروني من المسائل الهامة ألن
هذا القانون هو الذي يحكم وجود اتفاق التحكيم وصحته ونفاذه وآثاره وتحديد ما يرتبه من حقوق
والتزامات ألطراف االتفاق ،ونفرق في هذا الصدد بين حالة اتفاق األطراف على تحديد القانون الواجب
التطبيق ،وحالة عدم االتفاق على ذلك ،2على النحو التالي:
-2حالة اتفاق األطراف على تحديد القانون الواجب التطبيق :يسلم البعض من الفقه أن أطارف اتفاق
التحكيم يتمتعون بالحرية الكاملة في تحديد القانون الواجب التطبيق على موضوع النزاع محل التحكيم
وهو ما يسمى بقانون اإلرادة ،3وهو ما أكدت عليه المادة 2/5من اتفاقية نيويورك لتحديد القانون
401
التقاضي اإللكتروني. الفصل األول:
الواجب التطبيق على اتفاق التحكيم ،التي قضت في هذا الشأن بتطبيق قانون اإلرادة الذي تخضع له
1
سائر العقود الدولية فإذا تخلفت اإلرادة طبق قانون محل صدور حكم التحكيم.
-1حالة عدم اتفاق األطراف على تحديد القانون الواجب التطبيق :يثور اإلشكال في حالة عدم اتفاق
األطراف على القانون الواجب التطبيق على اتفاق التحكيم ،حيث يوجد جانب يرجح إعطاء المحكم
وهيئة التحكيم سلطة تحديد القانون الواجب التطبيق.
أما جانب آخر يرى أن قواعد القانون الموضوعي اإللكتروني الدولي للمعامالت عبر اإلنترنت هي
القواعد الواجبة التطبيق على موضوع التحكيم اإللكتروني ،2وذلك تبعا لما تقتضيه قابلية تطبيقه على
موضوع النزاع ،ويجوز لهيئة التحكيم ،إذا اتفق طرفا التحكيم صراحة على تفويض الصلح ،أن تفصل
في موضوع النزاع على مقتضى قواعد العدالة واالنصاف.3
-1الفرق بين القانون الواجب التطبيق على اإلجراءات والقانون الواجب التطبيق على موضوع التحكيم:
أ -القانون الواجب التطبيق على اإلجراءات :تبدو أهمية اختيار القانون أو الئحة التحكيم الواجب
التطبيق على اإلجراءات في األثر المترتب على ذلك االختيار من حيث تحديد نظام أدلة اإلثبات،
والوسائل الفنية التي تسمح بتأكيد احترام مبادئ السرية والمواجهة بين الخصومة وحقوق الدفاع ،وال تثور
أي مشكلة في ظل وجود لوائح تحكيم تنص على اتباع إجراءات إلكترونية من ذلك الئحة تحكيم المحكمة
اإللكترونية ،والئحة تحكيم المنظمة العالمية للملكية الفكرية لحل المنازعات الخاصة بأسماء الدومين،
وكذلك ما قررته هيئة التحكيم األمريكية من إجراءات تحكيمية لحل المنازعات التي تقع بين مشغلي
األنظمة ومستخدمي الخدمات اإللكترونية.4
402
التقاضي اإللكتروني. الفصل األول:
يتم االستناد إلى القواعد اإلجرائية المنصوص عليها في اللوائح واألنظمة الداخلية لهيئات التحكيم
المنتظم ،في حالة انعدام اختيار األطراف القانون الواجب التطبيق على إجراءات التحكيم ،ولو لم تر
هيئة التحكيم مالئمة تطبيق قانون مكان إجراء التحكيم ،أو القانون الواجب التطبيق على الموضوع أو
أي قانون آخر قد تكون له القابلية للتطبيق.1
ب -القانون الواجب التطبيق على موضوع التحكيم :في إطار التحكيم اإللكتروني نجد أن نظام المحكمة
اإللكترونية ينص على أنه إذا لم يتفق أطراف الن ازع على تحديد القانون المطبق على موضوع النزاع
تقوم المحكمة باختيار القانون الذي يرتبط به النزاع بأوثق صلة ،وذلك في المادة 2/22من نظامها
باستثناء الحالة التي يكون أحد أطرافها مستهلكا ،ففي هذه الحالة يجري تطبيق قانونه الوطني وهذا ما
نصت عليه المادة 1/22من نظام المحكمة ،على أنه يجب على المحكمة وفقا لنص المادة 1/22أن
تضع في اعتبارها شروط العقد واألعراف السائدة في األنترنت ،ونن كان مازال الوقت مبك ار على القول
بوجود عادات وأع ارف سائدة تحكم عالم األنترنت والفضاء اإللكتروني.2
يتم في التحكيم اإللكتروني إتباع إجراءات التحكيم العادية ،ويضاف إليها باتفاق األطراف قواعد
إضافية خاصة بالتحكيم اإللكتروني ،لعل أبرزها كيفية التواصل بين المتخاصمين والمحكمين عن بعد
عبر شبكة األنترنت ،وكيفية تقديم المستندات إلكترونيا وأهمية الحفاظ على سرية المعلومات التجارية
الصناعية التي تهم األطراف موضوع النزاع على أنه يجوز لألطراف تحديد إجراءات التحكيم اإللكتروني
ضمن اتفاق التحكيم.
1عصام عبد الفتاح مطر ،التحكيم اإللكتروني ،المرجع السابق ،ص .411
2خالد ممدوح إبراهيم ،التحكيم اإللكتروني ،المرجع السابق ،ص .121
403
التقاضي اإللكتروني. الفصل األول:
من المسلم به أن إرادة األطراف في اتفاق التحكيم هي المرجع األساسي في شأن اختيار وتشكيل
هيئة التحكيم ،بحيث إذا اتفق األطراف على طريقة معينة الختيار المحكمين فإنه يتعين االلتزام بهذا
االتفاق ويعبر عن ذلك بمبدأ "سمو اتفاق التحكيم" ،وذهب بعض الفقه إلى أنه يمكن تشكيل المحكمة
التحكيمية المختصة أو تسمية المحكمين بأحد األساليب الثالثة بيانهم كاآلتي:
-2تسمية المحكمين باتفاق األطراف ،حيث تعتبر إرادة األطراف هي المرجع في شأن اختيار هيئة
التحكيم.
-1تسمية المحكمين من قبل الغير برضاء األطراف ،وذلك كقبول األطراف تعيين المحكمين بالرجوع
إلى لوائح هيئة من هيئات التحكيم.
-1قيام كل طرف بتسمية محكم على أن يقوم المحكمان المختاران من قبل الطرفين باختيار محكم
ثالث ،ويعد هذا األسلوب هو األكثر شيوعا في التحكيم.1
المحكم في هيئة التحكيم اإللكترونية ،نجد بأن قواعد تعيينه ال تختلف عن القواعد التقليدية سواء
من حيث الكفاءة ،التخصص ،الحيادية واالستقاللية التي يتمتع بها المحكم التقليدي ،فيجب توافرها
أيضا في المحكم في هيئة التحكيم اإللكترونية ،إال أن األمر يختلف في نوعية التخصص بحكم ما
استجد من معامالت إلكترونية ،حيث أن المحكم اإللكتروني في الغالب يقوم بتسوية منازعات خاصة
ومتعلقة بالتجارة اإللكترونية ،لذلك يتطلب أن يكون على درجة من الخبرة العالية في المجاالت
المعلوماتية واإللكترونية.
1حسام الدين فتحي ناصف ،التحكيم اإللكتروني في منازعات التجارة الدولية ،دراسة في ضوء االتفاقيات الدولية ولوائح هيئات التحكيم الدولية
والقوانين المقارنة ،دار النهضة العربية ،1225 ،ص .41
404
التقاضي اإللكتروني. الفصل األول:
فنجد مكتب BBB On Lineيضع على موقعه عبر اإلنترنت قائمة من المحكمين المتخصصين،
والتي يتم اختيارهم من قبل األطراف حسب طبيعة الن ازع -من ضمنها المنازعات الناشئة عن المعامالت
اإللكترونية ،-وهذه القوائم تتضمن أسماء المحكمين ومؤهالتهم ،ونوع خبراتهم وتخصصاتهم ،والتي يتم
على أساسها االختيار تبعا لطبيعة النزاع.1
-2تقديم طلب التحكيم :يتم افتتاح إجراءات التحكيم بتقديم طلب التحكيم وفي هذا الصدد نجد أن المادة
2/4من الئحة غرفة التجارة الدولية بباريس المعدلة سنة 2922تنص على أنه ":طلب التحكيم يوجهه
المدعي إلى األمانة العامة ،السكرتارية ،التي تتولى بدورها إخطار كل من المدعي والمدعى عليه
باستالم الطلب في تاريخه" ،2وتستلزم المواثيق الدولية والوطنية عدة شروط في هذا الطلب:
ا-الشرط االول أن يكون مكتوبا وذلك بصرف النظر عن الصورة التي يأخذها كإعالن على يد المحضر،
أو إعالن بالبريد للحضور أمام المحكم.
ب-الشرط الثاني يتمثل في تقديم الطلب خالل الميعاد المتفق عليه بين الطرفين.
ج-أما الشرط الثالث فيتعلق بالبيانات الواجب توافرها في الطلب ،حيث يتضمن الطلب نوعين من
البيانات ،األولى تتعلق بطرفي الدعوى من حيث االسم والعنوان للمدعي والمدعى عليه ،والثانية تتعلق
بموضوع الدعوى وشمل وقائعها والمسائل المختلف عليها بين الطرفين وطلبات المدعي باإلضافة إلى
غير ذلك من البيانات التي يكون اتفاق التحكيم قد أوجب ذكرها في هذا البيان.3
1صفاء فتوح جمعة ،العقد اإلداري اإللكتروني ،دار الفكر والقانون للنشر والتوزيع ،1224 ،الطبعة األولى ،ص .121
2خالد ممدوح إبراهيم ،التحكيم اإللكتروني ،المرجع السابق ،ص .129
3عصام عبد الفتاح مطر ،التحكيم اإللكتروني ،المرجع السابق ،ص ص .442-419
405
التقاضي اإللكتروني. الفصل األول:
-1اإلعالنات والتبليغات واإلخطارات :تنص المادة 1/1من الئحة غرفة التجارة الدولية بباريس أن
هذا اإلخطار يجوز أن يتم عبر اإلنترنت On Lineحيث جاء نص المادة على أنه ":اإلخطار أو
اإلعالن يمكن أن يتم من خالل التسليم باإليصال ،أو بخطاب موصى عليه ،أو فاكس ،أو التلكس ،أو
برقية ،أو بأي وسيلة أخرى لالتصال تسمح بتقديم دليل على إرساله".1
تقرر الئحة المحكمة اإللكترونية أن يرسل الطلب إلى األمانة العامة على نموذج وهو ما يعني
دعامة مستندية إلكترونية خاصة ،وترسل األمانة العامة -خالل يومين-إفادة باالستالم واإلخطار
للمدعى عليه بوجود الدعوى 2إلكترونيا أيضا.
-1إدارة جلسات التحكيم اإللكتروني :قد يثور التساؤل حول إذا كان من المقبول إدارة جلسات التحكيم
في الشكل اإللكتروني ،ومما ال شك فيه أن الوسائل التكنولوجية المتاحة في هذا المجال ،عبر شبكة
األنترنت ،تسمح بتبادل النصوص textesوالصور imageواألصوات بشكل فوري ولحظي بين
األطراف ،كما أن تقنية البريد اإللكتروني تسمح بنقل المستندات والبيانات عبر األنترنت ،3باإلضافة
إلى أن المؤتمرات المرئية تعد -بال شك-إجراءا يتعلق بالجلسة حيث يتواجد األطراف بماديتهم ،وهذه
التقنية تسمح بنقل الصوت والصورة والفيديو بطريقة فورية ويكفي الستخدامها أن يكون الكمبيوتر مزودا
بميكروفون وكامي ار فيديو ،كما يمكنك كذلك أن تلجأ للمؤتمرات اإللكترونية انطالقا من موقع يخصص
لتلك المهمة ،وهذا ما يمكن أن يتحقق في إطار مؤسسة تحكيم مع نقل الصورة أو دون نقلها ،كما أن
إتمام إجراءات التحكيم في الشكل اإللكتروني ال يخل بالمبادئ األساسية للتحكيم ومنها مبدأ احترام
406
التقاضي اإللكتروني. الفصل األول:
حقوق الدفاع ومبدأ المواجهة ،ذلك أن المداولة المرئية باستخدام تقنية video-conferenceتلبي
مقتضيات احترام حقوق الدفاع واحترام مبدأ الوجاهة بين أطراف الخصومة.1
-4تبادل األدلة بين أطراف النزاع :حيث أن المحكمة اإللكترونية تقبل األدلة اإللكترونية ،وقد نصت
المادة 1/4من الئحة المحكمة اإللكترونية على أنه ":يتعين على أطراف العملية التحكيمية والسكرتارية
ومحكمة التحكيم ،إرسال كل البالغات المكتوبة واإلخطارات بالبريد اإللكتروني على الموقع اإللكتروني
الخاص بالقضية" ،وكذلك نرى نفس النهج في الئحة التحكيم المستعجلة التي أقرتها المنظمة العالمية
لحماية الملكية الفكرية W.I.P.Oحيث جاءت في المادة /4أ على أنه ":كل إخطار أو أي بالغ يمكن
أو يجب أن يتم طبقا لالئحة الحالية أو يرسل بالفاكس أو البريد اإللكتروني أو أي وسيلة لإلبالغ يسمح
بإقامة الدليل عليه".2
كما تضمنت الئحة تحكيم القاضي االفتراضي أنه بقبول المدعى عليه للخصومة ينعقد االختصاص
للمحكم االفتراضي للفصل في النزاع ،ويلتزم المحكم بالرد على طلبات الخصوم خالل 21ساعة من
تاريخ إيداع الشكوى.
يستفاد مما سبق أنه عقب تقديم المدعي لطلب التحكيم مرفقا به كافة المستندات واألدلة على صحة
ادعائه يخطر بها المدعى عليه ،فإذا قبل التحكيم فإن من حقه أن يرد على ادعاءات المدعي ونفيها،
وتقديم األدلة والمستندات التي تفيد عدم صحة ادعاءات المدعي.3
-5إنشاء موقع إلكتروني :خاص بكل قضية ،ولتسهيل إجراءات التحكيم ،تجمع أغلب األنظمة القائمة
في مجال حل المنازعات بطرق إلكترونية على ضرورة إنشاء موقع إلكتروني خاص بكل نزاع ،ويتميز
هذا الموقع بعدم استطاعة أي أحد الدخول إليه إال أطراف اتفاق التحكيم أو وكالئهم ومحكمة التحكيم،
1حسام الدين فتحي ناصف ،التحكيم اإللكتروني ،المرجع السابق ،ص ص .59..55
2رضوان هاشم حمدون الشريفي ،نحو النظام القانوني للتحكيم اإللكتروني ،دار الجامعة الجديدة ،اإلسكندرية ،1221 ،ص .21
3عبد الفتاح مطر ،التحكيم اإللكتروني ،المرجع السابق ،ص ص .442-441
407
التقاضي اإللكتروني. الفصل األول:
وذلك بموجب أرقام سرية ،وتجمع في داخل هذا الموقع طلب التحكيم والمستندات واإلعالنات الخاصة
بالنزاع محل اتفاق التحكيم.1
إن الهدف من إنشاء هذا الموقع اإللكتروني ،تسهيل مهمة إجراء التحكيم وتمكين أطراف خصومة
التحكيم من إيداع وتقديم الطلبات والمستندات تحت بصر هيئة التحكيم التي تتولى النظر في النزاع كما
يوفر هذا النظام إمكانية استالم المستندات في أي وقت يوميا حتى في أيام العطل واإلجازات الرسمية
طوال 14ساعة ومن أي مكان بالعالم عبر شبكة األنترنت.2
يصدر حكم التحكيم بعد شهرين من فض المحاكمة وانتهاء اإلجراءات ما لم تط أر ظروف استثنائية
تحول دون ذلك مع توضيحها لألفراد ،ويشترط أن يصدر كتابة وتكفي األغلبية لصدوره مع التوقيع عليه
من الرئيس واألعضاء ،وذكر أري العضو المخالف إن لم يكن الحكم باإلجماع ،3كل هذا يكون بعد
انتهاء هيئة التحكيم من سماع االدعاء والدفاع والشهود ،مع فحص وسائل اإلثبات المقدمة من طرف
األطراف ونغالق الجلسات.
يمكن تعريف حكم التحكيم بأنه ":كل الق اررات الصادرة عن المحكم والتي تصدر بشكل قطعي في
المنازعة المعروضة على هيئة التحكيم ،سواءا كانت ق اررات كلية تفصل في موضوع المنازعة ككل ،أو
ق اررات جزئية تفصل في شق منها ،سواء تعلقت هذه الق اررات بموضوع المنازعة أو بموضوع االختصاص
أو بمسألة تتعلق باإلجراءات طالما أدت بالمحكم إلى الحكم بإنهاء الخصومة".
ال يختلف تعريف حكم التحكيم اإللكتروني عن حكم التحكيم عموما ،إال في مسألة أن حكم التحكيم
اإللكتروني يتم عبر شبكة األنترنت وهذا الوسيط محدد باتفاقيات وبروتوكوالت دولية لتبادل المستندات
1خالد ممدوح إبراهيم ،إبرام العقد اإللكتروني ،دراسة مقارنة ،دار الفكر الجامعي ،اإلسكندرية ،مصر ،1222 ،ص .21
2رضوان هاشم حمدون الشريفي ،نحو النظام القانوني للتحكيم اإللكتروني ،المرجع السابق ،ص .25
3عبد الفتاح مطر ،التحكيم اإللكتروني ،المرجع السابق ،ص .422
408
التقاضي اإللكتروني. الفصل األول:
والمعلومات ،ولذلك فحكم التحكيم اإللكتروني يعني كافة الق اررات الصادرة عن هيئة التحكيم عبر شبكات
االتصال كاإلنترنت ،سواءا كانت ق اررات نهائية أو ق اررات مؤقتة تمهيدية أو جزئية.1
تقتضي طبيعة األمر أن يبذل المحكم عنايته لكي يأتي الحكم مطابقا للمهمة التحكيمية -فالمطلوب
إذا هو معاملة الطرفين على قدم المساواة ،ونتاحة الفرصة لهم لعرض قضاياهم ،وأال يتجاوز المهمة
التحكيمية فيعرضها لإلبطال لذلك يجب أال يظهر ميال ألي طرف ،ويجب أن يراعى في حكمه قانون
مكان التحكيم بأحكامه اإللزامية ،حتى ال يعرض حكمه التحكيمي لعيب يفضي إلى إبطاله في بلد
التحكيم ،2ويتضمن قرار التحكيم باإلضافة للحكم:
-4وتقوم هيئة التحكيم بتزويد المركز بالقرار ليتم تسليمه لألطراف ويعتبر الحكم ملزما لهم بمجرد
االستالم.3
فيما يتعلق بتوقيع حكم التحكيم اإللكتروني ،فإنه من البديهي أن التوقيع اليدوي سيكون غير مالئم
كوسيلة لتوقيع الحكم ،ولذلك فإن حكم التحكيم اإللكتروني يتم توقيعه باستخدام التوقيع اإللكتروني ،وهذا
ما أقرته المادة 54من الئحة المنظمة العالمية للملكية الفكرية ،حيث نصت على أن الحكم يجب أن
يمهر بالتوقيع اإللكتروني للمحكم أو هيئة التحكيم.
1رضوان هاشم حمدون الشريفي ،التحكيم اإللكتروني ،المرجع السابق ،ص ص .22-22
2سمير دنون ،العقود اإللكترونية في إطار تنظيم التجارة اإللكتروني ،المؤسسة الحديثة للكتاب ،لبنان ،الطبعة األولى ،1221 ،ص .129
3عصام عبد الفتاح مطر ،التحكيم اإللكتروني ،المرجع السابق ،ص .422
409
التقاضي اإللكتروني. الفصل األول:
بعد صدور الحكم وتوقيعه باستخدام التوقيع اإللكتروني ،يتم إبالغه إلى أطراف الخصومة ،وفي
هذا الصدد تنص المادة 4/15من الئحة المحكمة اإللكترونية على أنه ":تتولى السكرتارية نشر الحكم
على موقع القضية ،au site de l’affaireوتبليغه لألطراف بكل وسيلة ممكنة" ،ولما كان هذا النص
قد جاء مطلقا ،فإنه من المتصور أن يتم إبالغ الحكم بأي وسيلة إلكترونية والتي منها البريد اإللكتروني.1
أما إمكانية المحكم بالحكم بعقوبة جزائية ،أو حتى بالحبس ،فإن منطق األمور القول بأنه إذا كان
العقد التحكيمي قد أجازها والطرفان أعطوا المحكم هذه السلطة يصبح القانون هو الذي يعطي السلطة،
ألن العقد شريعة المتعاقدين ،فيصبح العقد جائ از ومن سلطة المحكمين إنزال مثل هذه العقوبات التي
لها طابع جزائي ،كما يمكنه أيضا أن يحكم بالتنفيذ العيني ونعادة الحال إلى ما كانت عليه ،وقد يصدر
حكم ال يلزم أي طرف بأي تعويض بل يكتفي بإعالن أري المحكمين في النزاع ،ألن الطرف المدعى
عليه والمدعي لم يطالبا بذلك ،كمثال قد ورد في حكم أرامكو الشهير الذي اكتفى ببيان أري المحكمين
في النزاع الناشب بين المملكة العربية السعودية وشركة أوناسيس ووقف عند هذا الحد.2
إن علم األطراف بصدور حكم التحكيم يبدأ من تاريخ قبولهم لذلك الحكم لكي يكون هذا التاريخ هو
تاريخ تقديم طلبات التصحيح ،وطلبات تفسير الحكم وكذلك تاريخ طلب الطعن بالبطالن على الحكم،
فإمكانية تقديم مثل تلك الطلبات هي السبب الذي من أجله تحدد بوضوح الطريقة التي يتم فيها إبالغ
الحكم لألطراف في النصوص الخاصة بالتحكيم الدولي ،ويجب توفير آليات تحول دون العبث بحكم
التحكيم أو تحريفه أثناء نقله إلكترونيا ،كي يضمن وصول التحكيم إلى األطراف كما صدر حرفيا عن
الهيئة ،حيث يتعين العمل على توفير وسائل فنية تمنع من إمكانية إطالع من ليس له الحق على
الحكم ،وذلك ألن المساس بهذه الضمانات يهدد سالمة نظام التحكيم اإللكتروني.
410
التقاضي اإللكتروني. الفصل األول:
بالنسبة إلى حجية حكم التحكيم على مستوى التحكيم اإللكتروني توجد بعض األحكام التحكيمية
التي ال تتمتع بحجية األمر المقضي به ومثال ذلك التحكيم الذي يجري وفقا لالئحة موحدة لمنظمة
االيكان ،والتي تقرر تعليق تنفيذ حكم التحكيم على عدم قيام أحد الطرفين بالرجوع إلى المحاكم الوطنية
خالل العشرة أيام التالية إلعالنهم بحكم التحكيم األمر الذي يعني عدم تمتع القرار التحكيمي بقوة إلزامية
في مواجهة أطراف الخصومة ويأخذ بهذا التوجه القضاء األمريكي الذي يجيز لألطراف ليس فقط تحديد
نطاق القوة الملزمة لحكم التحكيم بل استبعادها كليا.1
-1وثانيهما أي األثر الثاني للقرار أو الحكم التحكيمي ،هو تمتعه بقوة القضية المقضية ،أي أنه بمجرد
صدوره ال يمكن أن تعرض المسألة التي فصل فيها أمام القضاء ،وال أمام أي هيئة تحكيمية أخرى
للفصل فيها ثانية.
إن الثمرة الحقيقية للتحكيم تتمثل في الحكم الذي يصل إليه المحكمون ،هذا الحكم لن يكون له أي
قيمة قانونية أو عملية إذا ظل مجرد عبارات مكتوبة غير قابلة للتنفيذ ،فتنفيذ حكم التحكيم يمثل أساس
ومحور نظام التحكيم نفسه ،وتتحدد به مدى فاعليته كأسلوب لفض وتسوية المنازعات ،ولعل هذا ما
1هاشم رضوان حمدون الشريفي ،نحو النظام القانوني للتحكيم اإللكتروني ،المرجع السابق ،ص ص .91..94
2عصام عبد الفتاح مطر ،التحكيم اإللكتروني ،المرجع السابق ،ص .122
411
التقاضي اإللكتروني. الفصل األول:
يدفعنا إلى التساؤل حول مدى إمكانية تنفيذ حكم التحكيم اإللكتروني الصادر عن محكمة تحكيم إلكترونية
في ظل قواعد وضعت أصال لتنطبق على حكم التحكيم التقليدي؟
تجدر اإلشارة إلى أنه في مجال التجارة الدولية ال يوجد جانب عملي في التحكيم تفوق أهميته أهمية
النفاذ الدولي ألحكام التحكيم ،فالثقة في أحكام التحكيم واالطمئنان إلى نفاذها يؤثر بال شك من الناحية
العملية على التجارة الدولية ،وذلك أن انعدام الثقة يؤدي إلى تزايد المخاطر مما يكون له أثر سلبي على
نظام التحكيم ذاته ،وانعكاسات سيئة على حركة التجارة الدولية ،1ألن الودية التي يلتزم بها أطراف
التحكيم تدفع األطراف للجوء إلى التحكيم اإللكتروني دائما باعتباره أسلوبا متطو ار لفض المنازعات،
وتنفيذ أحكامه طوعية أو اختيارا.
األصل أن تنفيذ حكم التحكيم يتم بالتراضي بين أطراف خصومة التحكيم الذين ارتضوا حكم هيئة
التحكيم دون اللجوء إلى القضاء العادي ،وهو ما تأكده الئحة غرفة التجارة الدولية في باريس في المادة
1/12منها التي تقرر أن كل حكم تحكيم ملزم ألطرافه ويتعهد األطراف بتنفيذ الحكم الصادر دون
تأخير ويعتبروا أنهم تنازلوا عن كافة طرق الطعن الممنوحة لهم قانونا ،ومع ذلك فإنه يمكن الخروج
على األصل السابق إذا أبدى أحد الطرفين عدم رضاه بتنفيذ حكم التحكيم الصادر فالطرف المستفيد
من ذلك الحكم يمكنه اللجوء إلى قضاء دولة التنفيذ طالبا األمر بالتنفيذ الجبري للحكم ،2وفي ما يتعلق
بالحصول على أمر بتنفيذ الحكم التحكيمي ،فإن اتفاقية نيويورك الخاصة بتنفيذ أحكام التحكيم األجنبية
واالعتراف بها لعام 2952تنص على أن ":على من يطلب االعتراف والتنفيذ أن يقدم مع الطلب:
-أصل الحكم الرسمي أو صورة من األصل تجمع الشروط المطلوبة الرسمية للسند.
-أصل االتفاق المنصوص عليه في المادة الثانية ،أو صورة تجمع الشروط الرسمية للسند.3
1عصام عبد الفتاح مطر ،التحكيم اإللكتروني ،المرجع السابق ،ص ص .422-421
2رضوان هاشم حمدون ،نحو النظام القانوني للتحكيم اإللكتروني ،المرجع السابق ،ص .92
3خالد إبراهيم ممدوح ،التحكيم اإللكتروني ،المرجع السابق ،ص .452
412
التقاضي اإللكتروني. الفصل األول:
فإذا كان ذلك المقتضى ال يثير أية مشكالت في التحكيم العادي فإن األمر ال يسير على نفس
المنوال في مجال التحكيم اإللكتروني وذلك لسببين:
لقد أكد جانب من االتجاهات في هذا الصدد أنه يمكن أن تماثل الوثيقة اإللكترونية األصل ،ويتم
التنفيذ بمقتضاها إذا توافر شرطان هما:
كما يقرر أن اقتضاء كمال المعلومة يتم استفاؤه بمجرد بقاء المعلومة كاملة دون إتالف أو تشويه ،وأن
مستوى إمكانية التشغيل يتم تقديره بالنظر إلى موضوع المعلومة.2
إذا فإن التنفيذ الطوعي ألحكام التحكيم اإللكتروني أمر مرغوب فيه ،إذ أن أهم أهدافه هي تعزيز
الثقة في التجارة اإللكترونية ،وباألخص ثقة المستهلك ،فالطرف القوي الذي يصدر حكم التحكيم ضده
ولصالح مستهلك قد يقوم بتنفيذ الحكم على الرغم من عدم رضائه ،وذلك ألنه يسعى أن يبقى شخصا
موثوقا به في سوق التجارة اإللكترونية ،ولكن في حالة عدم التنفيذ الطوعي يتعين على التنظيم الذاتي
للتحكيم اإللكتروني ،أن يوفر للمحتكمين آلية إجبار على التنفيذ تقوم مقام سلطات التنفيذ في التحكيم
الدولي ،أو أن يوفر حوافز خاصة للمحكوم عليه تدفعه نحو التنفيذ الطوعي لحكم التحكيم.
1رضوان هاشم حمدون ،نحو النظام القانوني للتحكيم اإللكتروني ،المرجع السابق ،ص .99
2عصام عبد الفتاح مطر ،التحكيم اإللكتروني ،المرجع السابق ،ص .429
413
التقاضي اإللكتروني. الفصل األول:
تتعدد آليات التنفيذ الجبرية التي يمكن لمجتمع التجارة اإللكترونية أن يوفرها لضمان تنفيذ أحكام
التحكيم اإللكتروني ،وتشمل هذه اآلليات ،خدمات التعهد بالتنفيذ ،وصناديق تمويل األحكام ،وربط مراكز
التحكيم اإللكتروني بمصدري بطاقات االئتمان ،تنفيذ الحكم عن طريق المسجل (جهة التنفيذ).1
أوال .حفظ حكم التحكيم اإل لكتروني :يتميز حفظ حكم التحكيم التقليدي ببقاء المعلومات المحفوظة على
دعائم ورقية لفترة طويلة من الزمن ،لذا أصبح التحكيم التقليدية يأخذ مكانة مرموقة كدعامة لحفظ الحكم
لدى قلم كتابة المحكمة متى تمت مراعاة االشتراطات الخاصة بالحفظ ،2لكن السؤال المطروح هو كيف
يتم حفظ أحكام التحكيم اإللكتروني؟
نصت المادة الثالثة من اتفاقية نيويورك والمادة 15من القانون النموذجي على أن النسخة الصالحة
للتنفيذ هي النسخة األصلية أو النسخة الرسمية ،وكذلك نصت الئحة تحكيم المحكمة اإللكترونية في
المادة 4/15منها ":يكون الحكم منشو ار على موقع القضية ،"..وقد علق البعض على هذا النص بتقريره
أن مضمون هذا النص ال يواجه مشكلة حفظ أو تخزين الحكم على المدى الطويل وأنه يمكن التغلب
على هذه المشكلة بالرجوع إلى قواعد القانون النموذجي للتجارة اإللكترونية لعام ،2991حيث نصت
المادة 22من هذا القانون على اآلتي ":عندما يقضي القانون باالحتفاظ بالمستندات أو السجالت أو
المعلومات بعينها يتحقق الوفاء بهذا المقتضى إذا تم االحتفاظ برسائل البيانات شريطة مراعاة الشروط
التالية:
-2تيسير االطالع على المعلومات الواردة على نحو استخدامها في الرجوع إليها الحقا.
-1االحتفاظ برسائل البيانات بالشكل الذي أنشئت أو أرسلت أو استلمت به ،أو بشكل يمكن إثبات أنه
يمثل بدقة المعلومات التي أنشئت أو أرسلت أو اشتملت.
1حسام الدين فتحي ناصف ،التحكيم اإللكتروني ،المرجع السابق ،ص .12
2رضوان هاشم حمدون ،نحو النظام القانوني للتحكيم اإللكتروني ،المرجع السابق ،ص .222
414
التقاضي اإللكتروني. الفصل األول:
-1االحتفاظ بالمعلومات ،إن وجدت ،والتي تمكن من معرفة منشئ رسالة البيانات وجهة وصولها،
وتاريخ ووقت إرسالها واستالمها.
-4ال ينسحب االلتزام باالحتفاظ بالمستندات أو السجالت أو المعلومات وفقا للفقرة 2على أية معلومات
يكون الغرض الوحيد منها هو التمكين من إرسال الرسالة أو استالمها" ،1وهو ما عملت به معظم الدول
العربية وأخذت به المادة 5من نظام التعامالت اإللكترونية في السعودية لعام ،1222والمادة 4من
قانون المبادالت اإللكترونية التونسي رقم 21سنة ،1222والمادة 2من قانون إمارة دبي رقم 1لسنة
.1221
وال شك أن مراعاة كل تلك المقتضيات مرجعه ألجهزة التحكيم باعتبار أن إحدى مهامها حفظ الحكم
وضمان كماله ،ومن هنا تبدو أهمية اختيار أطراف التحكيم لمؤسسة التحكيم باعتبارهم أصحاب
المصلحة في تفضيل مؤسسة هامة ذات خبرة تملك أفضل الوسائل لحفظ الحكم وتأكيد سريته ونقامة
الدليل على محتواه دون منازعة كلما كان ذلك ممكنا.2
أوضحتها الئحة مركز التحكيم ووسائط الويبو التي يلتزم بها المحكمون بداية من تقديم طلب التحكيم
ونهاية بالحصول على حكم التحكيم اإللكتروني ،وتتنوع هذه الرسوم بين رسوم التسجيل ،والرسوم
اإلدارية ،ورسوم المحكمين.
-2ففيما يتعلق برسوم التسجيل ،يتم تقديرها بحسب المبلغ المتنازع عليه ،فإذا لم يكن المبلغ محددا،
يتعين دفع مبلغ 2222دوالر مع طلب التحكيم ويتم دفع نفس المبلغ إذا كان موضوع النزاع ليس ماليا.
1عصام عبد الفتاح مطر ،التحكيم اإللكتروني ،المرجع السابق ،ص .494
2رضوان هاشم حمدون ،نحو النظام القانوني للتحكيم اإللكتروني ،المرجع السابق ،ص .221
415
التقاضي اإللكتروني. الفصل األول:
-1وفيما يتعلق بالرسوم اإلدارية ،فيلتزم بها المدعي ،وتستحق هذه الرسوم خالل 12يوما من تاريخ
إرسال طلب التحكيم ،ونذا قام المدعى عليه أو المحتكم ضده بتقديم ادعاء مقابل ،أو طلب زيادة مبلغ
النزاع المرفوع أمام هيئة التحكيم ،فإنه يلتزم بأداء الرسوم اإلدارية على هذا االدعاء المقابل ،وفي حالة
التأخير عن أداء الرسوم اإلدارية يمنح من تأخر عن أدائها مدة 25يوما من تاريخ اإلخطار الكتابي
ألدائها ،ونال اعتبر راجعا عن ادعاءه أو ادعائه المقابل أو عن الزيادة فيها.1
-1وفيما يتعلق برسوم المحكمين ،فإنها تحتسب على أساس مجموع مبلغ النزاع ،ونذا كان هناك ادعاء
مقابل فإنه يضاف لمجموع مبلغ النزاع ،وتشمل تلك الرسوم واألتعاب والنفقات التي تطلبها النزاع
والتعقيدات التي واجهت ذلك بعد قيام المركز باستشارة المحكمين وفريق النزاع بمقدار الرسوم والتي
تكون ضمن حدي الرسوم األدنى واألقصى وفقا لجدول الرسوم المطبق وقت بدء التحكيم مالم يتفق
المحكمون وأطراف الن ازع على خالف ذلك.2
إن الوسائل البديلة لتسوية المنازعات يتم اللجوء إليها من طرف األفراد تفاديا من بطء إجراءات
المحاكم وخوفا من ضياع الحقوق ،أيضا محاولة لحل النزاع بطرق ودية بعيدا عن أروقة المحاكم،
والطرق اإللكترونية لفض المنازعات ال تختلف عن الوسائل التقليدية سوى أنها تتم باستخدام وسيلة من
وسائل االتصال اإللكترونية عن بعد وبرضا األطراف دون الحاجة للتنقل أو االلتزام بالمواعيد.
شملت دراسة هذا المطلب الوساطة اإللكترونية في الفرع األول ،ثم المفاوضات المباشرة في الفرع
الثاني.
1عبد الصبور عبد القوي علي مصري ،التنظيم القانوني للتحكيم اإللكتروني ،مكتبة القانون واالقتصاد للنشر والتوزيع ،1221 ،الرياض ،ص .255
2عصام عبد الفتاح مطر ،التحكيم اإللكتروني ،المرجع السابق ،ص .491
416
التقاضي اإللكتروني. الفصل األول:
تعد الوساطة من الوسائل الودية لفض المنازعات ،حيث يقوم أطراف النزاع بالعمل مع الوسيط
( ،)Mediatorوهو الذي يقدم النصح واإلرشاد ،مع طرح االحتماالت التي قد يرتئي طرفا النزاع قبولها
دون أي ضغط أو إكراه من الوسيط لفض النزاع القائم بينهما.1
عرفت الفقرة الثالثة من المادة األولى من قانون األونيسترال النموذجي للتوفيق التجاري الدولي
الوساطة بأنها :أية عملية ،سواء أشير إليها بتعبير التوفيق أو الوساطة أو بتعبير آخر ذي مدلول
مماثل ،يطلب فيها الطرفان إلى شخص آخر أو أشخاص آخرين (الموفق أو الموفقين) ،مساعدتهما في
سعيهما للتوصل إلى تسوية ودية لنزاعهما الناشئ ،عن عالقة تعاقدية أو عالقة قانونية أخرى أو المتصل
بتلك العالقة ،وال يكون للموفق الصالحية لفرض حل النزاع على الطرفين.
كما عرفتها المادة األولى من نظام المركز العربي لتسوية المنازعات بأنها :الوسيلة التي يتم بموجبها
السعي لفض النزاع دون أية سلطة للوسيط أو الموفق لفرض ق ارره في النزاع ،وذلك عن طريق تقريب
وجهات النظر ونبداء اآلراء االستشارية التي تتيح الوصول للحل بهذه الوسيلة.2
بينما عرفها محمد ابراهيم أبو الهيجاء بأنها :عبارة عن عملية تطوعية يوافق طرفا النزاع من خاللها
على العمل مع شخص محايد لحل النزاع القائم بينهما ،مع منح كامل السلطة للمتنازعين في قبول
الوساطة أو رفضها ،وانصراف عمل الوسيط وبذل جهوده صوب نقاط الخالف واقتراح سبل الحل،3
1محمد إبراهيم أبو الهيجاء ،التحكيم االلكتروني الوسائل االلكترونية لفض المنازعات ،الوساطة والتوفيق ،التحكيم ،المفاوضات ،دار الثقافة للنشر
والتوزيع ،الطبعة الثانية ،1222 ،ص .11
2محمد أحمد علي المحاسنة ،تنازع القوانين في العقود اإللكترونية ،نحو إيجاد منظومة للقواعد الموضوعية الموحدة ،دراسة مقارنة ،المنهل،1221 ،
ص .122
محمد إبراهيم أبو الهيجاء ،التحكيم اإللكتروني الوسائل اإللكترونية لفض المنازعات ،نفس المرجع ،ص .11 3
417
التقاضي اإللكتروني. الفصل األول:
ونظ ار ألن الوساطة محل الدراسة هي وساطة تتم عن بعد ،فإنه يمكن تعريفها بأنها :عملية تتم بشكل
فوري ومباشر على شبكة اإلنترنت ،وتهدف إلى تسهيل التعاون والتفاوض بين األطراف المتنازعة،
للتوصل إلى حل عادل يقبله أطراف النزاع.
بالتالي فالوساطة اإللكترونية آلية لحل المنازعات ،بمقتضاها يحاول األطراف إدارة حل المنازعة
التي تنشب بينهم من خالل تدخل شخص ثالث محايد ونزيه ال يتمتع بسلطة قضائية ،بواسطة استخدام
وسائل االتصال الحديثة وعلى رأسها شبكة األنترنيت ،حيث يقوم أطراف النزاع بالعمل مع الوسيط الذي
يقدم النصح واإلرشاد مع طرح احتماالت التي قد يتقبلها أطراف النزاع ،والذي يقود األطراف إلى اتفاق
يحل المنازعة.1
ال تختلف الوساطة اإللكترونية عن الوساطة التقليدية في شيء سوى أنها تتم من خالل استخدام
وسيلة من الوسائل اإللكترونية ،حيث يكون الوسيط واألطراف المتنازعة متواجدون عادة في دول مختلفة
يجتمعون ويتحاورون عن بعد باستخدام وسيلة االتصال الحديثة والتي غالبا ما تكون شبكة األنترنت
بخالف ما يجري عليه العمل في الوساطة التقليدية ،حيث يجتمع كل من الوسيط واألطراف المتنازعة
2
وجها لوجه وفي إقليم دولة واحدة.
سعيا وراء منح الثقة للمتنازعين للجوء إلى الوساطة كطريق بديل عن القضاء لفض المنازعات ،أن
دأبت مراكز الوساطة اإللكترونية على العمل صوب توفير مرتكزات الثقة واألمان مع السرعة في فض
المنازعات المحالة إليها من قبل المتنازعين ،وقد حققت الوساطة اإللكترونية كوسيلة لفض المنازعات
عن بعد نجاحا هائال لما تمتاز به من خصائص ومزايا عديدة ومن أبرزها:
1بن حليمة ليلى ،عاشور سليم ،خصوصية التحكيم االلكتروني في حل منازعات التجارة االلكترونية ،المرجع السابق ،ص .224
2محمد أحمد علي المحاسنة ،تنازع القوانين في العقود اإللكترونية ،المرجع السابق ،ص ص .129-122
418
التقاضي اإللكتروني. الفصل األول:
-2فعالية األدوات المستخدمة في الوساطة اإللكترونية ،والتي تصاحب سير النزاع منذ لحظة إحالته
لحين الفصل فيه ،وضمان تسجيل المناقشات التي تجري بين طرفي النزاع في برامج مستقلة على شبكة
األنترنت وفي كل مراحلها.1
-1توفير قنوات اتصال آمنة خالل سير الوساطة الممتدة منذ االتفاق عليها حتى توقيع اتفاق التسوية
الملزم .Binding Settlement Agreement
-1توفير قاعدة بيانات متكاملة تشمل سير عملية الوساطة وكيفية اإلثبات وتقديم الطلبات ،إلى جانب
أمثلة متعددة ألنواع القضايا.
-4توفير قائمة بأسماء الوسطاء والدورات التي تلقوها والتي تؤهلهم لنظر النزاع ،مع ترك حرية االختيار
للمتنازعين.
-5تمتاز بالمرونة وعدم التقيد بإجراءات مرسومة ،واستغالل الوقت ،والحصول على الحلول السريعة.2
-1إرسال رسائل إلكترونية E-mailلطرفي النزاع إلخطارهم باألوقات ومواعيد جلسات الوساطة.
-2المرونة في القواعد اإلجرائية المتبعة خالل عملية الوساطة ،حيث يترك لألطراف اختيار القواعد
التي تناسبهم والقائمة على الحيادية والشفافية واحترام القانون.
-9حفظ كامل المستندات ،والوثائق والطلبات وتخزينها ،text fileمع إلغاء ما تم تخزينه إذا ما رغب
فريقا النزاع عن االستمرار قدما في عملية الوساطة.
1فراس كريم وهند فايز أحمد ،الوساطة في المنازعات اإللكترونية ،مجلة المحقق الحلي للعلوم القانونيـة والسياسية ،العدد ،21 :السنة السادسة ،مجلة
جامعة بابل ،العراق ،ص .152
2محمد أحمد علي المحاسنة ،تنازع القوانين في العقود اإللكترونية ،المرجع السابق ،ص .111
419
التقاضي اإللكتروني. الفصل األول:
-22العمل على تزويد المحكمة بنسخة من االتفاق الموقع عليه من قبل المتنازعين إذا ما رفض أي
1
طرف تنفيذ ما تم االتفاق عليه.
إلى جانب المزايا التي تنفرد بها الوساطة عن غيرها من وسائل فض المنازعات وما توفره من
مقومات الثقة لدى المتنازعين ،فإن مراكز الوساطة لم تكتف بما سبق بيانه ،حيث أنها وضعت شروطا
ومعايير البد من توافرها مجتمعة في شخص الوسيط أثناء الوساطة وهي:
ا
-2الحيدة :Impartoalityتعد الحيدة عنوانا للوساطة ،وعليه يتعين على الوسيط أن يقوم بقيادة
وتحريك عملية الوساطة بحيدة تامة ،فإن لم يتمكن من تحقيق ذلك فإن عليه االنسحاب في أي مرحلة
تسبق صدور القرار النهائي من مراحل الوساطة ،وقد أكدت على هذا الشرط العديد من القوانين المنظمة
لعملية الوساطة ،كالمادة السابعة من قواعد الوساطة الصادرة عن المنظمة الدولية للملكية الفكرية
(الويبو) ،التي نصت على:
وأكدت عليها أيضا الفقرة الخامسة من المادة الخامسة من قانون األونيسترال النموذجي للتوفيق التجاري
الدولي.
-1اإلختصاص :Expertيجب أن يكون الوسيط متخصصا ومؤهال تماما ،مع تدريبه تدريبا جيدا
يعينه على قيادة عملية الوساطة والتي يقتنع من خاللها طرفا النزاع بجدارته ،وفي حال أن لم يكن أهال
لذلك ،فعليه االعتذار عن قبول نظر النزاع أو عن االستمرار فيه.
1محمد إبراهيم أبو الهيجاء ،التحكيم اإللكتروني الوسائل اإللكترونية لفض المنازعات ،المرجع السابق ،ص ص .12-12
420
التقاضي اإللكتروني. الفصل األول:
هذا ويعد االختصاص من المزايا التي انفردت بها الوساطة عن القضاء ،فالقاضي ال يشترط أن
يكون متخصصا في موضوع النزاع الذي ينظر فيه ،وبذلك يقترب الوسيط من الخبير الذي تعينه
المحكمة لتقدير قيمة التعويضات مثال ،إال أن رأي الخبير ال يعد ملزما للمحكمة بينما قرار الوسيط
عندما يصدر يكون ملزما لألطراف وللمحكمة.1
-1القدرة على تسوية النزاع :يتعين على الوسيط أن يدرك تماما بأن كل نزاع البد وأن تكون له نهاية،
وأن االدعاء بأن الطريق مسدود أمام طرفي النزاع ليس سوى وهم وخيال ال يمكن التسليم به ،فكل نزاع
البد أن تكون له حلول مرضية تمثل بداية مرحلة جديدة بين أطرافه ،يستطيع الوسيط التوصل إليها
بفضل ما يملكه من براعة وخبرة ومعرفة في المجال القانوني األكاديمي والعملي ،تمكنه من قيادة عملية
الوساطة وتحقيق الغاية المرجوة منها بجدارة وكفاءة عالية.
-4الخبرة القانونية :غالبا ما يكون الوسيط الذي تم اختياره من طرفي النزاع على درجة عالية من الخبرة
والمعرفة القانونية ،لما لذلك من أثر كبير في تحقيق راحة األطراف وثقتهم بجدارة الوسيط للتوصل إلى
2
حل مرضي لهما ينتهي به النزاع.
-1الشفافية ( :)Transparencyإلى جانب ما تقدم من شروط يتعين توافرها في الوسيط حتى يكون
صالحا لنظر الوساطة هنالك شرط آخر يلخص كامل الشروط وهو شرط الشفافية ،وما ينطوي عليه
محمد إبراهيم أبو الهيجاء ،التحكيم اإللكتروني الوسائل اإللكترونية لفض المنازعات ،المرجع السابق ،ص .11 1
2محمد أحمد علي المحاسنة ،تنازع القوانين في العقود اإللكترونية ،المرجع السابق ،ص ص .112-119
421
التقاضي اإللكتروني. الفصل األول:
من وضوح في شخص الوسيط وقيادته لعملية الوساطة مع توضيحه لهذه المراحل جميعا حتى الرسوم،
المصاريف ،النفقات ،الخبرة الفنية والصعوبات التي واجهت -أو قد تواجه -سير عملية الوساطة،
واضعا بذلك طرفي النزاع أمام الصورة الحقيقية للعملية التي أقدما عليها لفض النزاع الناشب بينهما،
من خالل شبكة اإلنترنت.1
تجري آلية الوساطة اإللكترونية من خالل مجموعة من اإلجراءات التي تتم بطرق إلكترونية على
الموقع الشبكي التابع للمركز ،وقد قامت مراكز الوساطة والتوفيق ( )Conciliationاإللكترونية بتحديد
إجراءات رفع ونظر النزاع عن طريق قنواتها المعدة لذلك ،فبمجرد الدخول لموقع المركز الرئيسي -
المنتهي عادة ب ( ،)com ،orgيجد الشخص نفسه أمام الخدمات التي يقدمها المركز وآلية تقديم كل
خدمة ،دون حاجة لمهارات أو مؤهالت خاصة لذلك ،وعليه حتى نتمكن من توضيح آلية الوساطة
اإللكترونية البد من التطرق إلى النقاط التالية:
-2تقديم طلب لتسوية النزاع إلى مركز الوساطة :وفقا لحكم المادة الثالثة من قواعد الوساطة الصادرة
عن المنظمة الدولية للملكية الفكرية (الويبو) ،فإن على كل من يرغب من طرفي النزاع بتسوية نزاعه
عن طريق اللجوء للوساطة اإللكترونية ،أن يقوم بتعبئة طلب الوساطة المعد مسبقا من قبل المركز
والمنشور على الموقع اإللكتروني التابع للمركز ،والذي يجب أن يتضمن البيانات التالية:
أ-أسماء طرفي النزاع وعناوينهم ،الهاتف ،الفاكس ،البريد اإللكتروني ،أو أية وسائل اتصال أخرى ذات
صلة بطرفي النزاع ،أو من يمثل الطرف مقدم طلب الوساطة.
ب-نسخة من اتفاق اللجوء للوساطة ،في حالة اتفاق الطرفين على تسوية النزاع عن طريق الوساطة.
محمد إبراهيم أبو الهيجاء ،التحكيم اإللكتروني الوسائل اإللكترونية لفض المنازعات ،المرجع السابق ،ص ص .14-11 1
422
التقاضي اإللكتروني. الفصل األول:
باستالم المركز للطلب وقبوله بعد القيام بدراسته ،يتم إرسال تأكيد لمقدم الطلب يخطره بأنه قد تم
استالم الطلب وقبول النزاع ،ثم يقوم المركز بعدها باالتصال بالطرف اآلخر وتزويده بنسخة من طلب
الوساطة المقدم ،باإلضافة لنموذج جواب بعد السؤال عن الرغبة في فض النزاع من خالل الوساطة،
إذا كان الجواب بالرفض تنتهي إجراءات الوساطة بعد أن يبذل المركز جهوده في إقناع المجاوب بجدوى
الوساطة في فض النزاع ،أما إذا كان الجواب بالقبول فعليه بعد إرسال موافقته للمركز بتعبئة النموذج
الذي تم تزويده به ونرساله للمركز مع دفع رسوم الوساطة لتبدأ بذلك عملية الوساطة فعليا ،حيث يقوم
المركز بتزويد فريقي النزاع بقائمة بأسماء الوسطاء ومؤهالت كل منهم ليقوما باختيار الوسيط الذي
سيوضح لهما آلية سير النزاع وسؤالهما عن الطريقة التي يفضالنها لعقد جلسات الوساطة -البريد
اإللكتروني E-Mailأو المخاطبة من خالل غرفة االجتماعات ،chat conference roomأو
المؤتمر المصور video conferencingورسائل الدعوى - Instant Messageوعما إذا كانت
لهم أية اعتراضات على الوسيط.2
1المادة الثالثة من قواعد الوساطة الصادرة عن المنظمة الدولية للملكية الفكرية على الموقع http://www.wipo.intالتي نصت على ما يلي:
(a) Une partie à une convention de médiation qui souhaite introduire une procédure
de médiation soumet par écrit au Centre une demande de médiation. Elle en adresse simultanément copie
à l’autre partie.
(b) Doivent figurer dans la demande de médiation ou y être joints
(i) les noms, adresses et numéros de téléphone et de télécopie et les adresses électroniques des parties au
litige et du représentant de la partie qui soumet la demande de médiation, ou toute autre indication
;permettant de communiquer avec eux
(ii) une copie de la convention de médiation; et
(iii) une brève description de la nature du litige.
2محمد إبراهيم أبو الهيجاء ،التحكيم اإللكتروني الوسائل اإللكترونية لفض المنازعات ،المرجع السابق ،ص ص .11-15
423
التقاضي اإللكتروني. الفصل األول:
لقد حددت المادة الرابعة الفقرة الثانية 1من قانون األونيسترال النموذجي للتوفيق التجاري اإللكتروني
مدة انتظار قبول الطرف اآلخر للوساطة ب 12يوما تبدأ من اليوم الذي أرسلت فيه الدعوة للجوء إلى
عملية الوساطة لتسوية النزاع ،مالم تتضمن الدعوة مدة أقل أو أكثر من ذلك.2
فإذا كانت هذه هي اإلجراءات التي يتبعها المركز عند تقديم طلب الوساطة من قبل أحد طرفي
النزاع ،فإن الوضع يكون مختلفا حتما عند قيام طرفي النزاع بإرسال طلب اللجوء للوساطة معا ،والذي
يجب أن يتضمن البيانات الشخصية السابقة الذكر ،حيث سيكتفي المركز في هذه الحالة عند استالمه
للطلب بإرسال تأكيد إلى طرفي النزاع يخطرهما من خالله باستالم طلب الوساطة والتاريخ المحدد لبداية
عملية الوساطة.3
-1دفع الرسوم :إن أهم ميزة للوساطة أنها عملية مدفوعة األجر ،حيث أنها تتم مقابل دفع رسوم معينة
يتحملها طرفي النزاع لقاء قبول المركز النظر في النزاع من خالل الوساطة ،وأن عدم دفع الرسوم يكون
سببا في رفض الوساطة وعدم إتمام المركز لها.
أما أتعاب الوسيط ،فهي تتراوح ما بين ثالث مئة إلى ستة مائة دوالر في الساعة ،أو ألف وخمس
مئة إلى ثالثة آالف وخمس مئة دوالر في اليوم ،ويتم تحديدها من قبل المركز بعد التشاور مع الوسيط
وطرفي النزاع ،على أن يراعي عند احتسابها قيمة النزاع موضوع الوساطة ومدى تعقيده ،وأية ظروف
أخرى ذات صلة بالنزاع ،هذا ما لم يتفق الوسيط والمتنازعان على خالف ذلك ،وهناك عدة أنواع من
المراكز للوساطة كل والقيمة التي يحددها ومنها:
1المادة 4من قانون األونيسنترال النموذجي للتوفيق التجاري الدو لسنة 1221على الموقع:
http://www.uncitral.org/uncitral/ar/uncitral_texts/arbitration/2002Model_conciliatio n.html
2الموقع الرسمي لمركز الوساطة http://www.squaretrade.com/cnt/jspnp/odr.jsp;jsessionid :trade square
3محمد أحمد علي المحاسنة ،تنازع القوانين في العقود اإللكترونية ،المرجع السابق ،ص ص .111-112
424
التقاضي اإللكتروني. الفصل األول:
أ -مركز الوساطة ( :) Square tradeتقدم رسوم الوساطة ،لدى المركز بقيمة المبلغ المتنازع
عليه ،حيث يستوفي المركز أربعين دوالر إذا كان المبلغ المتنازع عليه ال تزيد قيمته عن ألف دوالر،
أما إذا زادت قيمته عن الحد المذكور ،فإن الرسوم التي يتقاضاها المركز في هذه الحالة هي 5*42
%من قيمة النزاع ،على أن ال يتجاوز الرسم أكثر من ألفين وخمس مائة دوالر ،هذه هي أهم القواعد
المتبعة لتحديد رسوم الوساطة أمام مركزي الوساطة ( الويبو) ،و(.1)Square trade
ب -أما مركز بيع Elanceفيستوفي المركز مبلغ 12دوال ار كرسوم للوساطة إذا كان مبلغ النزاع ال
يتجاوز 2222دوالرا ،ويضيف %2كرسم إضافي إذا تجاوز المبلغ المذكور مبلغ 1522دوالر ،مع
إعفاء مقدم الطلب من دفع رسم التسجيل البالغ 12دوالرا.
ج -أما مركز Sonyلبيع اإللكترونيات فقد تم إعفاء المتنازعين مع هذا المركز من أداء الرسوم ،حيث
يؤدي مركز البيع الرسوم الحقا.2
-1إجراء الوساطة :بعد موافقة فريقي النزاع على الوسيط واإلجراءات ،يتم االنتقال للمرحلة التالية من
الوساطة ،وهي مناقشة موضوع النزاع ونثارة نقاط الخالف الجوهرية ،وذلك بعد أن يقوم الوسيط بإرسال
بريد إلكتروني لكل من طرفي النزاع ،يتضمن كلمة المرور passwordالخاص بكل منهما ،والذي
يخول لهما الدخول لصفحة النزاع المعدة على موقع المركز ،باإلضافة لتحديد ميعاد جلسات الوساطة،
ليتم االنتقال للمرحلة ما قبل األخيرة من الوساطة بعقد جلسات الوساطة وبحث المدى الذي يمكن أن
يذهب إليه المتنازعان في طلباتهم سعيا وراء التوصل لحل مرض للطرفين ،ليقوم الوسيط بعدها بصياغة
425
التقاضي اإللكتروني. الفصل األول:
اتفاق التسوية النهائي والملزم Binding settlement Agreementوعرضه على المتنازعين للتوقيع
عليه.1
ويجوز ألي من الطرفين أن يقرر في أي وقت االنسحاب من إجراءات الوساطة ،ويترتب على هذا
االنسحاب إغالق ملف القضية مع إمكانية إعادة فتحه مجددا ،لكن يتعين اإلشارة أن اإلجراء المتبع
2
إلعادة فتح ملف القضية يختلف باختالف سبب إغالقها.
أ -الوصـول إلى فـض النـزاع وديـا :فـإذا توصـل الوسـيط إلى تسـوية سـلمية للنـزاع وتمـت المصـادقة
على اتفاق التسوية من قبل طرفي النزاع تنتهي عملية الوسـاطة في لحظـة المصـادقة علـى اتفـاق التسـوية،
بحيـث يعتـبر هـذا االتفـاق بعـد المصـادقة عليـه ملزمـا وواجـب النفـاذ قانونيـا وبمثابـة حكم قطعي ال يخضع
ألي طريق من طرق الطعن.
ب -عـدم التوصـل إلى حــل النـزاع وديـا :وهــي حالـة عــدم التوصـل لتسـوية وديــة للنـزاع ألســباب
عديدة منها ما ورد في المادة 11من قـانون األونسـنترال النمـوذجي للتوفيـق التجـاري الـدولي
كاآلتي:3
ب.أ -إصدار الموفق بعد التشاور مع طرفي النزاع إعالنـا يبـين فيـه أنـه ال يوجـد مـا يسـوغ
القيام بمزيد من جهود التوفيق في تاريخ صدور اإلعالن.
1سعاد صقيعة ،الوساطة اإللكترونية كوسيلة بديلة لحل منازعات التجارة اإللكترونية ،مجلة الشريعة واالقتصاد ،المجلد التاسع ،اإلصدار الثاني لسنة
،1212العدد الثامن عشر ،ديسمبر ،1212ص ص .15-14
2محمد أحمد علي المحاسنة ،تنازع القوانين في العقود اإللكترونية ،المرجع السابق ،ص .112
3سعاد قصعة ،الوساطة اإللكترونية كوسيلة بديلة لحل منازعات التجارة اإللكترونية ،المرجع السابق ،ص .12
426
التقاضي اإللكتروني. الفصل األول:
ب.ب -إصـدار طـرفي النـزاع إعالنـا موجهـا إلى الطـرف اآلخـر أو األطـراف األخـرى ونلى الموف ــق في
1
حال ــة تعيين ــه يفي ــد بانته ــاء إجـ ـراءات التوفي ــق في ت ــاريخ ص ــدور اإلعـالن.
عنـد انتهـ اء عمليـة الوسـاطة يجـب علـى الوسـيط بغـض النظـر عـن النتيجـة الـتي آلـت إليهـا
الوســاطة إيجابيــة كانــت أم ســلبية ،أن يرســل فــو ار إخطــا ار مكتوبــا إلى المركــز يبلغــه فيــه بواقعــة انتهــاء
الوساطة والتاريخ الذي انتهت فيه ،وأن يرسل نسخة من ذلك اإلخطـار معنونـة باسـم المركـز إلى طـرفي
النزاع ،وبتلقي المركز لإلخطار يتعـين عليـه المحافظـة علـى مـا ورد بـه مـن معلومـات وأن ال يكشـف
ألي شخص عن وجود عملية الوساطة لديه ،أو عن النتيجة التي آلت إليها مـا لم يكـن مفوضـا بـذلك
مـن قبل طرفي النزاع.
كمــا ي تعــين عليــه أن يعيــد إلى طــرفي الن ـزاع المــذكرات والمســتندات الــتي قــدموها أثنــاء عمليــة
الوساطة ،وال يجـوز لـه االحتفـاظ بـأي صـور عنهـا تحـت طائلـة المسـاءلة القانونيـة.2
القت المفاوضات المباشرة المبتكرة من قبل مراكز الوساطة والتحكيم اإللكترونية كوسيلة لفض
المنازعات عن بعد نجاحا واسعا واقباال هائال من قبل المتنازعين لما لمسوه من فعالية في حل منازعاتهم،
مع المحافظة على عالقات العمل الودية في نفس الوقت ،ويؤيد ذلك إحدى الدراسات التي قام بها أحد
مراكز الوساطة اإللكترونية ،والتي أعلن من خاللها أن نسبة %22من حجم المنازعات التي تم التفاوض
حولها عن طريق المركز قد تم حلها بالمفاوضات المباشرة.
1أنظر المادة 22من قانون األونيسترال النموذجي للتوفيق التجاري الدولي لسنة :1221
http://www.uncitral.org/uncitral/ar/uncitral_texts/arbitration/2002Model_conciliatio n.html
2فراس كريم شيعان وهند فائز ،الوساطة في المنازعات اإللكترونية ،المرجع السابق ،ص .112
427
التقاضي اإللكتروني. الفصل األول:
تقوم عملية المفاوضات المباشرة على طرفي النزاع ،إذ يقومان باالتصال فيما بينهما ،إما عبر
األنترنت ( )Telephone Conferenceأو من خالل صفحة تابعة لموقع فض المنازعات
اإللكترونية.1
تلعب المفاوضات المباشرة دو ار هاما في تسوية منازعات التجارة اإللكترونية ،حيث أنها تعطي
لطرفي النزاع فرصة لحل نزاعهما بأنفسهما ،دونما أدنى تدخل من أي طرف ثالث أو جهة أخرى سواء
كانت جهة وساطة أو تحكيم أو قضاء ،على نحو يتفادى االدعاءات واإلجراءات القانونية التي قد
يتخذها طرفي النزاع لحل المشكلة ،فضال عما تحققه من ميزة المحافظة على سمعة األطراف المتنازعة،
زد على ذلك ما تمتاز به عملية المفاوضات المباشرة من توفير للوقت والمال ،فالمراكز ال تأخذ مقابال
لتوفير أدوات التواصل الالزمة للمتفاوضين سواء تم حل النزاع من قبلهم أم فشلوا في ذلك ،كل ذلك
يكشف عن جدوى ومدى فاعلية هذه الوسيلة في تسوية منازعات التجارة اإللكترونية.2
-2تبدأ عملية التفاوض بإرسال طلب إلى المركز من طرفي النزاع يعلنان فيه رغبتهما في فض النزاع
القائم بينهما من خالل المفاوضات ويشتمل الطلب على االسم والعنوان ورقم الهاتف والبريد اإللكتروني
مع ملخص عن موضوع النزاع وأسبابه ،ونذا قدم أحد الطرفين طلبا فيقوم المركز بإرسال كتاب إلى
الطرف اآلخر لمعرفة رغبته في التفاوض أم ال ،خالل مدة معينة يحددها المركز ،وفي حالة رفض
الطلب أو عدم ورود جواب خالل تلك المدة تنتهي عملية المفاوضات المباشرة ،أما في حالة الموافقة
فتستمر عملية التفاوض.
1محمد إبراهيم أبو الهيجاء ،التحكيم االلكتروني الوسائل االلكترونية لفض المنازعات ،الوساطة والتوفيق ،التحكيم ،المفاوضات ،المرجع السابق،
ص .12
2محمد أحمد علي المحاسنة ،تنازع القوانين في العقود اإللكترونية ،المرجع السابق ،ص .112
428
التقاضي اإللكتروني. الفصل األول:
-1يقوم مركز الوساطة اإللكترونية بتزويد كل من المتفاوضين باسم مرور Passwordيسمح لهما
من خالله بالدخول لصفحة النزاع والتفاوض بعدها على موضوع النزاع بغية الوصول لحل سلمي يفضيان
فيه النزاع ،دون تدخل من المركز.1
-1يتقيد الطرفان بإنهاء المفاوضات خالل فترة ال تتجاوز مدة معينة يقوم المركز بتحديدها ،وبانتهاء
هذه المدة يتم إغالق صفحة التفاوض إلكترونيا مع منح طرفي النزاع مدة إضافية في حال تقديم أسباب
تبرر ذلك.
-4يجوز في حالة عدم توصل األطراف إلى حل لفض النزاع االتفاق على إحالة النزاع إلى الوساطة
اإللكترونية.2
لقد أخذت أغلب المراكز بهذا النظام من المفاوضات ،وفي سابقة من نوعها أقام بنك فنلندا المركزي
نظاما خاصا لفض أي نزاع سواء مع العمالء أو مع أي من البنوك األخرى إلكترونيا ،عندما أسس
SYSTEM-ESETTLEفي عام ،1222حيث يجري االتصال مع البنك من خالل شبكة األنترنت،
في حال أن وقع النزاع ،والعمل على حله من خالل المفاوضات المباشرة ،وهو نفس االتجاه الذي ذهبت
إليه منظمة التجارة العالمية World trade Organization-WTOعندما أسست هيئة متخصصة
لفض لمنازعات الناشبة بين أعضائها DSBوالتي يبدأ عملها عندما تفشل المفاوضات بين المتنازعين
3
في حل النزاع ولجوئهم للهيئة للنظر في النزاع والفصل فيه.
1محمد إبراهيم أبو الهيجاء ،التحكيم االلكتروني الوسائل االلكترونية لفض المنازعات ،المرجع السابق ،ص ص .11-12
2عصت عبد الحميد بكر ،دور التقنيات العلمية في تطور العقد ،المرجع السابق ،ص ص .592-592
3
James Barnes, Terry Morehead Dworkin, Eric L.Richards –Dispute under the WTO System International Law
–LAW for BUSINESS- New York 1990, p947.
429
التقاضي اإللكتروني. الفصل األول:
-2التوجيه ( :)conductفي الوساطة يتم توجيه المتنازعين من قبل الوسيط ،الذي يقوم بتحريك عملية
الوساطة وتناول النقاط التي يرتئي أهميتها في فض النزاع ،بينما تخلو المفاوضات المباشرة من أي
توجيه أو تحريك للعملية من قبل أية أطراف خارجية محايدة ،حيث يقوم فريقا النزاع بتحريك وتوجيه
النزاع بأنفسهم.
-1الفاعلية ( :)Activityفي الوساطة غالبا ما يكون التفاعل أكبر بين المتنازعين ،لما يلعبه الوسيط
من دور واسع لخلق هذا التفاعل.
-1مراقبة اإلجراءات ( :)Controlتخضع عملية الوساطة لرقابة كل من الوسيط والمركز ،حيث يتم
تبادل الوثائق والمستندات من خاللهما ،بينما في المفاوضات المباشرة يترك المتنازعون دون رقابة من
أحد.
-4الرسوم ( :)Feeتستوفي المراكز بدل تقديم خدمة الوساطة رسوما عند تسجيل الطلب وبدء الوساطة
باإلضافة للنفقات األخرى ،بينما ال تستوفي أية رسوم على المفاوضات المباشرة ،حيث إنها تقدم خدمة
االتصال من خالل مواقعها مجانا.
-5طلب المساعدة ( :)Assistanceيمنح فريقا النزاع الحق في طلب العون من خالل الوساطة ،حيث
لهم طلب إجراء الخبرة الفنية ،وسماع الشهود ،وغيرها ،مع حرمان المتنازعين من خالل المفاوضات
المباشرة من هذا الحق.
-1الوقت ( :)Timeيمنح المتنازعون من خالل الوساطة وقتا أطول لفض النزاع من الوقت الممنوح
للمفاوضات المباشرة.1
1محمد إبراهيم أبو الهيجاء ،التحكيم اإللكتروني الوسائل اإللكترونية لفض المنازعات ،المرجع السابق ،ص.42
430
التقاضي اإللكتروني. الفصل األول:
-1إحالة النزاع :يقوم المتنازعون في كل من الوساطة والمفاوضات المباشرة بالعمل على إحالة نزاعهم
طواعية وبكامل إرادتهم الحرة دون سلطة إجبار تلزمهم بذلك.1
1محمد إبراهيم أبو الهيجاء ،التحكيم اإللكتروني الوسائل اإللكترونية لفض المنازعات ،المرجع السابق ،ص .41
431
الفصل الثاني:
إن من متطلبات المجتمع اليوم تجسيد عدالة أساسها خدمة قضائية تقوم على قواعد الشفافية ،من
خالل االستغالل األمثل لتكنولوجيا اإلعالم واالتصال الحديثة ،من خالل عصرنة القطاع ورقمنة
مستلزماته ،والتي تعتبر من ضمن جوهر األهداف التي تسعى الو ازرة لتحقيقها على أرض الواقع ،لتمكين
المواطن من الحصول على الخدمات بسهولة ويسر ،وتبسيط العمل القضائي على القاضي وموظفي
العدالة ومساعديها باالستعانة بالوسائل التقنية الحديثة للقيام بالمهام واألعمال اإلدارية والقضائية وتقديم
الخدمات على أحسن وجه.
إن السعي إلى عصرنة العدالة ال تتأتى بمجرد تزويد الجهات القضائية باألجهزة المتطورة الحديثة
وشبكات األنترنت داخل النشاط القضائي ،بل تستلزم إعادة النظر في الهيكلة والتنظيم والمناهج المتبعة،
وتحقيقا لذلك ،تبنت الو ازرة استراتيجية لتحقيق األهداف تساير متطلبات إصالح العدالة ،بداية من
التنظيم الجديد لإلدارة المركزية لو ازرة العدل التي تضمن استحداث مديرية عامة لعصرنة العدالة ،حيث
كان الهدف من استحداثها إقامة عدالة رقمية وفقا ألسس عالمية حديثة.
يحظى قطاع العدالة باهتمام كبير وخاص من قبل الدولة ،من خالل وضع السياسة العامة الرامية
إلى إصالح وعصرنة جميع هياكلها ومؤسساتها ،لمسايرة التحوالت الكبيرة التي يعرفها المجتمع الجزائري
في مختلف جوانب الحياة ،ولقد تمكن قطاع العدالة ،من قطع أشواط معتبرة ،في مجال استخدام
تكنولوجيات اإلعالم واالتصال ،والتحول نحو العالم الرقمي ،إذ تم تجسيد عديد المشاريع بغية الوصول
إلى عدالة عصـرية بالمعايير الدولية ،السيما في مجال تسهيل اللجوء إلى القضاء لكافة شرائح المجتمع،
بتبســيط وتحسين اإلجـ ـراءات القضائيــة ،وترقية أساليب التسيير القضائي واإلداري وكذا توفيــر وتطوير
الخدمــات القضائيــة عـن بعـد لفائدة المواطن والمتقاضي ومساعدي العدالة ،وقد جعل رئيس الجمهورية
من إصالح العدالة أولوية وطنية بالنظر إلى األهمية التي تضطلع بها دستوريا ،لمواصلة تدعيم مسار
432
عصرنة العدالة في الجزائر الفصل الثاني:
اإلصالحات للوصول إلى األهداف المسطرة ،مدعمة باآلليات الكفيلة لتجسيدها ،ولتحقيق هذه الغاية
السامية فقد ارتكزت اإلصالحات على المحاور األساسية اآلتية:
-عصرنة العدالة،
لقد سمحت الجهود المبذولة في هذا المجال ،بإنجاز وتطوير شبكة اتصال داخلي خاصة بقطاع
العدالة ،تربط اإلدارة المركزية بكافة الجهات القضائية والمؤسسات العقابية وكذا الهيئات تحت الوصاية
بواسطة األلياف البصـرية ،والتي تعد بمثابة بنية تحتية وقاعدة مادية ضرورية الستغالل مختلف األنظمة
المعلوماتية المطورة من طرف كفاءات القطاع.
من هذا المنطلق تم التطرق في هذا الفصل إلى أهم ما جاءت به و ازرة العدل في مجال تكنولوجيا
المعلومات وعصرنة القطاع ،حيث تم تحديد المستلزمات الضرورية إلقامة نظام إلكتروني قضائي في
المبحث األول ،ثم بيان األنظمة المعلوماتية في قطاع العدالة في المبحث الثاني ،وأخي ار تحديد أساليب
عصرنة قطاع السجون في المبحث الثالث.
433
عصرنة العدالة في الجزائر الفصل الثاني:
تسهر و ازرة العدل على تكريس قواعد ومبادئ المحاكمة العادلة وفقا للمعايير الدولية ،وحماية حقوق
الدفاع ،وتحديث مراجعة التشريعات وفقا للمستجدات وتعزيز استقاللية القضاء ،من أجل الوصول
لتحقيق برنامج إصالح قطاع العدالة ،والذي من أهم محاوره عصرنة العدالة ورقمنة كل إجراءاتها.
لضمان حقوق األفراد وحرياتهم من خالل التطبيق الفعال للقانون بما يتسق مع األحكام الدستورية
والقانونية ،ولكي تقوم بهذا الدور على الوجه األكمل فإنه يتعين أن يرتكز عملها على مبادئ المشروعية
والمساواة والحياد ،وأن يتحلى القضاة بهذه المبادئ واحترامها.
فبالرغم من الخطوات التي قطعتها و ازرة العدل في مسار العصرنة لحماية الحريات الفردية والجماعية
ومكافحة الجريمة بكافة أشكالها ،اال ان المسار ال يزال طويال للوصول الى األهداف السطرة.
يعود تاريخ بداية مسار إصالح العدالة في الجزائر إلى شهر أكتوبر سنة ،2999أين نصبت اللجنة
الوطنية إلصالح العدالة من طرف السيد رئيس الجمهورية ،والتي تمثلت مهمتها في إعداد تشخيص
دقيق لوضعية القطاع واقتراح التدابير والحلول المناسبة إلرساء نظام قضائي قوي ومتطور يساير
األنظمة الحديثة ،وخاصة قادر على االستجابة لمتطلعات المواطن وتحقيق خدمة عامة بيسر سعيا
للمساهمة في بناء دولة القانون ،وبعد سبعة أشهر من التنصيب قدمت اللجنة الوطنية النتائج والتوصيات
المتوصل إليها ،فعمدت الحكومة ضمن برنامجها الحكومي إلى إعداد مشروع التحول الرقمي إلصالح
العدالة مع األخذ باالعتبار كل التوصيات واالقتراحات المقدمة من قبل المجلس االقتصادي لتفاديها،
تحقيقا لمتطلبات المجتمع وأيضا بهدف تسريع إدخال تكنولوجيا المعلومات للقطاع لتحقيق مشروع
ال عصرنة الذي أساسه هو تقديم خدمة عامة سهلة والقضاء على عامل الزمان والمكان ،وقد كان ذلك
ببرمجة جملة من المشاريع الفنية للقطاع على المدى المتوسط والطويل ،على اعتبار أن موضوع عصرنة
العدالة يعتبر محو ار مهما من محاور إصالح العدالة الذي فرضته و ازرة العدل.
434
عصرنة العدالة في الجزائر الفصل الثاني:
تهدف دراستنا في هذا المبحث للتعرف على البنية القاعدية التي اعتمدتها الو ازرة إلقامة إدارة
إلكترونية داخل القطاع ،من خالل مراجعة المنظومة التشريعية في المطلب األول ،من ثم تنمية الموارد
البشرية ،وتهيئة المنشآت القاعدية في المطلب الثاني ،والتطرق إلى الهيئات المكلفة بعصرنة العدالة في
الجزائر في المطلب الثالث.
إن المنظومة التشريعية تعد أساس إقامة األنظمة الحالية ،فكل مشروع إلصالح الدولة بعد أن يكون
فكرة يتكفل المشرع الجزائري بإضفاء الصبغة القانونية عليه ليتم تطبيقه على أرض الواقع حتى ال يبقى
مجرد حبر على ورق ،وهذا بالفعل ما حصل في مجال عصرنة العدالة حيث نص المشرع الجزائري في
أغلبية القوانين الوطنية على تعديالت تدفع الجزائر نحو التحول من التعامل الورقي التقليدي إال التعامالت
اإللكترونية في كافة المجاالت.
تتمثل األهداف المتوخاة في المجال القانوني ،من أجل تكييف التشريع الوطني مع المقاييس العالمية
وعلى الخصوص تبني المعايير الدولية في مجال حقوق اإلنسان ،وتكييفه مع مقتضيات التطور
االقتصادي واالجتماعي ،والقانوني ،ونرى أن نظرة المشرع إلصالح العدالة خاصة من خالل تعديل
المنظومة التشريعية تم بطريقة تدريجية تمثلت في إدخال الوسائل واألدوات اإللكترونية إلى تعامالت
المواطنين من خالل التجارة اإللكترونية والتعليم عن بعد مع إحداث األدوات التي تيسر فيما بعد
التعامالت القضائية وأهم هذه األدوات البريد اإللكتروني ،أي أن المشرع كان متأنيا في إجراء اإلصالحات
التشريعية بصورة تسمح بتكيف المواطن معها.
435
عصرنة العدالة في الجزائر الفصل الثاني:
تناول هذا المطلب دراسة مراجعة المنظومة التشريعية ،لذا تم التطرق لمراجعة المنظومة القانونية
المتعلقة بالحريات والحقوق في الفرع األول ،ثم مراجعة التشريع المتعلق بتكريس دولة الحق والقانون في
الفرع الثاني ،في حين تطرق الفرع الثالث للقوانين والمراسيم الصادرة المتعلقة بالعصرنة.
إن مراجعة المنظومة القانونية المتعلقة بتأطير الحريات والحقوق األساسيـة واستقالليــة القضاء وتحسين
أداء الجهاز القضائي ،بما يسمح بتقريب العدالة من المواطن وجعلها أكثر نجاعة وسرعة ،وتم في هذا
اإلطار تعديل القوانين التالية:
*قانون رقم 11-19المؤرخ في 12ديسمبر 6119يعدل و يتمم األمر 152 /22المؤرخ في
12يونيو 1922المتضمن قانون اإلجراءات الجزائية:1
مواصلة للجهود التي تبذلها الدولة لحماية المال العام ،تم تعزيز وتدعيم اإلطار القانوني لمكافحة
اإلجرام والفساد عن طريق إلغاء األحكام ذات اآلثار السلبية على تحريك الدعوى العمومية وممارستها
من قبل النيابة العامة وكذا إلغاء األحكام التي فرضت قيودا على أداء الشرطة القضائية وعملها.
1قانون رقم 22-29المؤرخ في 22ديسمبر 1229يعدل ويتمم األمر 255 /11المؤرخ في 22صفر 2121الموافق ل 22يونيو 2911
المتضمن قانون اإلجراءات الجزائية (جريدة رسمية عدد .)22
436
عصرنة العدالة في الجزائر الفصل الثاني:
*قانون رقم 16-12المؤرخ في 66يونيو 6112يعدل ويتمم األمر 155 /22المؤرخ في 12
يونيو 1922المتضمن قانون العقوبات.1
تم إستحداث المواد 16و 47من األمر 255-11الصادر في 2جوان 2911المعدل المتضمنة
آليات المتابعة والتحقيق في جرائم المساس بأنظمة المعالجة اآللية للبيانات.
*القانون رقم 19 /12المؤرخ في 6112 /16/ 65المتضمن قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية:2
تم تعديل قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية بموجب القانون رقم 29-22المؤرخ في 15فيفري
،1222حيث بادرت و ازرة العدل بإعداد وتحضير أضخم نص تشريعي ،كحصيلة إيجابية لإلصالحات
الجارية في العدالة ،الذي يعد بحق ،وبشهادة الخبراء والمختصين الوطنيين واألجانب ،من أرقى القوانين
اإلجرائية الحديثة ،هذا القانون الذي جاء بقواعد تفصيلية ،إذا فقد تضمن جملة من اإلصالحات
المستوحاة من القوانين المقارنة الحديثة وهي:
كما استحدثت المواد 323مكرر إلى 327من األمر 52-25الصادر في 26سبتمبر 2925
المعدل والمتمم ،4وهي في القسم المتعلق بأدلة اإلثبات المتضمنة اإلرساء القانوني للتوقيع اإللكتروني.
1قانون رقم 21-21المؤرخ في 24رمضان عام 2412الموافق ل 11يونيو 1221يعدل ويتمم األمر 251 /11المؤرخ في 22صفر 2121
الموافق ل 22يونيو 2911المتضمن قانون العقوبات (جريدة رسمية عدد .)12
2القانون رقم 29 /22المؤرخ في 22صفر 2419الموافق ل 1222 /21/ 15المتضمن قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية ،الجريدة الرسمية
للجمهورية الجزائرية ،العدد ،12الصادرة في 22ربيع الثاني 2419الموافق ل 11أبريل .1222
3بلعيز الطيب ،اإلنجاز والتحدي ،دار القصبة للنشر ،الجزائر ،1222 ،ص .52
4األمر 52-25الصادر في 12رمضان عام 2195الموافق ل 26سبتمبر 2925المتضمن القانون المدني المعدل والمتمم ،ج ر ،العدد .14
437
عصرنة العدالة في الجزائر الفصل الثاني:
*القانون رقم 12-11المؤرخ في 66ماي 6111يعدل ويتمم األمر رقم 52-21المؤرخ في 15
أغشت سنة 1921المتعلق بالمساعدة القضائية ،1ندرج أهم التعديالت فيما يلي:
• تجسيد مبدأ المساواة بين المواطنين في اللجوء إلى القضاء ،من خالل توسيع مجال االستفادة من
المساعدة القضائية لألشخاص الذين لهم موارد غير كافية للمطالبة بحقوقهم ،قصد ضمان حقهم في
الدفاع المكفول في الدستور.
• تكييف األمر السالف الذكر مع القانون رقم 29-22المؤرخ في 15فبراير سنة ،1222المتضمن
قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية ،الذي ينص على إلزامية تمثيل الخصوم أمام المجلس القضائي من
طرف محام.
• توسيع مجال االستفادة من المساعدة القضائية التي تمنح بقوة القانون إلى المعوقين وضحايا جرائم
االتجار باألشخاص وباألعضاء وتهريب المهاجرين واإلرهاب ،نظ ار لخطورة هذه الجرائم و تجريمها في
التشريع الوطني.
• إفادة األجنبي المقيم بصورة قانونية على اإلقليم الوطني والذي ال تسمح له موارده من المطالبة
بحقوقه أمام القضاء من أحكام المساعدة القضائية ،تطبيقا لالتفاقيات الدولية المصادق عليها من قبل
بالدنا.
• تت كفل الدولة بدفع أتعاب المحامي أو الموثق أو المحضر القضائي المعينين في إطار المساعدة
القضائية ،قصد تحسين الخدمات المقدمة من قبلهم في هذا المجال.2
1القانون رقم 21-22المؤرخ في 11ماي 1222يعدل ويتمم األمر رقم 52-22المؤرخ في 14جمادى الثانية 2192الموافق ل 25أغشت سنة
2922المتعلق بالمساعدة القضائية (جريدة رسمية عدد ،)19
2القانون رقم ،21-22نفس المرجع.
438
عصرنة العدالة في الجزائر الفصل الثاني:
إن مراجعة التشريع تهدف أساسا إلى تكريس أهم المبادئ التي تقوم عليها دولة الحق والقانون،
فدولة القانون هي الدولة التي تمكن المواطنين من معرفة حقوقهم وواجباتهم بصفة ال لبس فيها ،وتسهل
عليهم اللجوء إلى مرفق القضاء دون أي عائق ،كلما دعت الحاجة إلى ذلك ،بغية الحصول على حكم
قضائي ،يضع حدا النتهاك حق يملكه ،أو تمكينه من حق يطالب به ،والغرض الفعلي من كل هذه
اإلصالحات هي تسهيل اإلجراءات القضائية على المواطن حتى ال تضيع حقوقه نظ ار لبطء إجراءات
الجهات القضائية التقليدية.
تم إلغاء قانون التنظيم القضائي الذي يعود لسنة 2915واستبداله بالقانون العضوي رقم 22-25
المؤرخ في 22جويلية ،1225الذي كرس مبدأ ازدواجية القضاء المنصوص عليه دستوريا وحدد
كيفيات تنظيم وسير الجهات القضائية ،فالتوجهات الكبرى للتنظيم القضائي الجديد استمدت من
التوصيات األ ساسية للجنة الوطنية إلصالح العدالة والتي كان أهم موضوع تمحورت حوله هو تحسين
1
طرق اللجوء إلى القضاء.
تم العمل على تعديل العديد من القوانين حتى تساير الواقع االجتماعي واالقتصادي للمجتمع ،من
بينها:
1و ازرة العدل ،إصالح العدالة الحصيلة واآلفاق ،الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية ،فيفري ،1225ص .12
439
عصرنة العدالة في الجزائر الفصل الثاني:
*قانون رقم 15-12المؤرخ في 13ماي 6112يعدل ويتمم األمر رقم 52-25المؤرخ في 62
سبتمبر 1925المتضمن القانون المدني ،1وتتعلق أهم التعديالت بـ:
• إقرار الكتابة اإللكترونية كوسيلة إثبات على غرار الكتابة على الورق ،ونقرار التوقيع اإللكتروني.
آخر تعديل لهذا القانون كان سنة 1222من خالل القانون 21-22المعدل للقانون السابق الذكر.
*القانون رقم 16-15المؤرخ في 2فبراير 6115يعدل ويتمم األمـر رقم 59-25المؤرخ في 62
سبتمبر 1925المتضمـن القانون التجاري.2
أضفى هذا القانون نوعا من المرونة على التعامالت التجارية وذلك وفقا لجملة من اإلصالحات
أهمها:
•مطابقة بعض أحكام القانون التجاري مع التشريع الخاص المعمول به وذلك بالنص على الوسائل
اإللكترونية لمواكبة التطور الذي يعرفه النظام المالي.
•تكريس بعض طرق ووسائل الدفع اإللكترونية (التحويل واالقتطاع وبطاقة الدفع وتبيان شروط
استعمالها).
في إطار مواصلة سلسلة االصالحات التي شهدها قطاع العدالة فيما يتعلق بالعصرنة ،بادرت
و ازرة العدل بعدة مشاريع تهدف إلى ترقية أداء مرفق القضاء وتحسين الخدمات العمومية وكذا تقريب
1قانون رقم 25-22المؤرخ في 15ربيع الثاني 2412الموافق ل 21ماي 1222يعدل ويتمم األمر رقم 52-25المؤرخ في 11سبتمبر 2925
المتضمن القانون المدني ،الجريدة الرسمية ،العدد .44
2القانون رقم 21-25المؤرخ في 1فبراير 1225يعدل ويتمم األمـر رقم 59-25المؤرخ في 12رمضان 2195الموافق ل 11سبتمبر 2925
المتضمـن القانون التجاري الجريدة الرسمية ،العدد .22
440
عصرنة العدالة في الجزائر الفصل الثاني:
العدالة من المواطن وذلك باستعمال تقنيات تكنولوجيا االعالم واالتصال الحديثة ،وفي هذا السياق تم
إصدار ترسانة من القوانين والمراسيم وهي:
أوال .القوانين:
*القانون 13-15المؤرخ في 11ربيع الثاني عام 1132الموافق أول فبراير سنة ،6115الذي
يحدد القواعد العامة المتعلقة بعصرنة العدالة.1
إن الهدف األساسي من استصدار هذا القانون هو عصرنة طرق سير قطاع العدالة وتطوير أنظمته
للتحول من قطاع ورقي إلى إدارة رقمية إلكترونية ،وقد ركز هذا القانون خصوصا على وضع منظومة
معلوماتية مركزية خاصة بالو ازرة ،وأيضا تجسيد التبادل الرقمي للوثائق والملفات القضائية بين الجهات
القضائية مع بعضها وبينها وبين المواطن ،كما نص أيضا على استخدام المحاكمات عن بعد في
اإلجراءات القضائية والتي تم االعتماد عليها بصورة فعلية سنة 1212و 1212خالل فترة جائحة
كورونا.
*القانون 11-15المؤرخ في 11ربيع الثاني عام 1132الموافق ألول فبراير سنة ،6115يحدد
القواعد العامة المتعلقة بالتوقيع والتصديق اإللكترونيين.2
يهدف هذا القانون إلى تحديد القواعد العامة المتعلقة بالتوقيع والتصديق اإللكترونيين ،وقد حاول
المشرع أوال تعريف كل منهما ،ثم حدد كيفية تطبيق كل تقنية واآلليات الواجب توافرها لنجاح ذلك،
والسلطات المختصة بها ،يعد هذا القانون هو األساس الذي بموجبه تم وضع هذه التقنيات موضع
التنفيذ فعال.
1القانون 21-25المؤرخ في 22ربيع الثاني عام 2411الموافق أول فبراير سنة ،1225الذي يحدد القواعد العامة المتعلقة بعصرنة العدالة،
الجريدة الرسمية عدد .21
2القانون 24-25المؤرخ في 22ربيع الثاني عام 2411الموافق ألول فبراير سنة ،1225يحدد القواعد العامة المتعلقة بالتوقيع والتصديق
اإللكترونيين ،الجريدة الرسمية عدد .21
441
عصرنة العدالة في الجزائر الفصل الثاني:
حيث تم انشاء مركز شـخصنة الشـريحة لإلمضاء اإللكتروني و سلطة التصديق اإللكتروني ،وتمكين
كافة المتدخلين في نشاط القطاع من إمهار الوثائق اإلدارية والمحررات القضائية بتوقيع إلكتروني
موثوق ،بهدف إتـاحة الخدمات القضائية عن بعد.
تم بموجب هذا القانون رقمنة سجل الحالة المدنية وتمكين كل اإلدارات العمومية من الولوج إليه
لتسهيل األعمال والتخفيف على المواطنين من كثرة الوثائق في الملفات اإلدارية.
تم استصدار هذا القانون بهـدف تكريس ال ـبـص ـمـة الــو ارثـيــة في اإلجـراءات ال ـقـضــائـيـة ونجراءات
التعـرف على األشخاص المفـقودين أو مجهولي الهوية ،وقد تم وضع منصة إلكترونية مخصصة تضم
كل البصمات الوراثية الخاصة بالجانب القضائي يتم اللجوء إليها أثناء اإلجراءات والتحريات القضائية.
1القانون 21-22المؤرخ في 22ربيع الثاني عام 2412الموافق 22يناير سنة 1222يعدل ويتمم األمر رقم 22-12المؤرخ في 21ذي الحجة
عام 2129الموافق 29فبراير سنة 2922والمتعلق بالحالة المدنية.
2القانون رقم 21-21مؤرخ في 24رمضان عام 2412الموافق 29يونـيو سنة 2016يـتعلق باسـتعـمال الـبـصـمة الوراثية في اإلجراءات الـقـضائية
والتعرف على األشخاص ،الجريدة الرسمية الجزائرية ،العدد ،12الصادرة في 22رمضان 2412الموافق ل 11يونيو .1221
442
عصرنة العدالة في الجزائر الفصل الثاني:
*قانون رقم 11-19المتضمـن القواعد الخاصة للوقايــة من الجرائم المتصلة بتكنولوجيات اإلعالم
واالتصال ومكافحتها.1
تم وضع هذا القانون بهدف تحديد القواعد الخاصة للوقاية من الجرائم المتصلة بتكنولوجيا اإلعالم
واالتصال ومكافحتها ،نظ ار لالنتشار الواسع لها ،والتي نقصد بها الجرائم التي يسهل ارتكابها عن طريق
منظومة معلوماتية أو نظام لالتصاالت اإللكترونية.
ثانيا .المراسيم:
تم استحداث الوكالة الوطنية لتطوير الرقمنة سنة ،1229وقد حددت المادة 5من هذا المرسوم
أهدافها الرئيسية ،بحيث تتكلف بتصميم عناصر االستراتيجية الوطنية لتطوير الرقمنة واقتراحها على
الحكومة بالتشاور مع الدوائر الو ازرية والمؤسسات والقطاع االقتصادي والمجتمع المدني ،كما تتكلف
بمتابعة تنفيذ االستراتيجية الوطنية لتطوير الرقمنة ،وننجاز دراسات استشرافية تتعلق بتطوير الرقمنة
وضمان اليقظة التكنولوجية لحساب الوزير األول ونبداء الرأي في كل إجراء تشريعي أو تنظيمي في
مجال العصرنة.2
1قانون رقم 24-29المؤرخ في 24شعبان 2412الموافق ل 5غشت 1229المتضمـن القواعد الخاصة للوقايــة من الجرائم المتصلة بتكنولوجيات
اإلعالم واالتصال ومكافحتها ،الجريـدة الرسمية ،العدد .42
-2المرسوم الرئاسي رقم 122-29المؤرخ في 19ربيع األول عام 2442الموافق ل 11نوفمبر سنة ،1229الذي يتضمن إنشاء وكالة وطنية
لتطوير الرقمنة وتحديد مهامها وتنظيمها وسيرها ،الجريدة الرسمية ،العدد ،24الصرة في 4ربيع الثاني ،2442الموافق ألول ديسمبر .1229
443
عصرنة العدالة في الجزائر الفصل الثاني:
عدل هذا المرسوم بموجب مرسوم تنفيذي رقم 122-1222المؤرخ في 24أكتوبر سنة،1222
الذي جاء به المشرع الجزائري ألول مرة لتنظيم التعامل باألنترنت في النشاطات االقتصادية ،وقد حدد
فيه كيفية التعامل باألنترنت واالعتماد على التقنيات الحديثة لرقمنة اإلدارات.
*مرسوم تنفيذي رقم 325-61مؤرخ في 2ديسمبر 6161يحدد شروط اإلعفاء من تقديم شهادة
الجنسية وصحيفة السوابق القضائية في الملفات اإلدارية.2
نص مشروع هذا المرسوم على إعفاء الـمواطنين من تقديم شهادة الجنسية وصحيفة السوابق القضائية
في الـملفات الـمودعة لدى جميع اإلدارات العمومية ،وبالتالي ،فإن هذا اإلجراء الـمسهل أصبح ممكنا
بفضل ربط مختلف اإلدارات العمومية بقواعد البيانات الخاصة بقطاع العدالة.
لقد كان الغرض من هذا المرسوم هو العمل على إدخال تكنولوجيا اإلعالم واالتصال لألرشيف
القضائي من أجل رقمنته ،لالستغالل األمثل للوسائل الحديثة في تنظيمه والتخلص من األرشيف الورقي.
1المرسوم التنفيذي رقم 152-92المؤرخ في 1جمادى األولى عام 2429الموافق ل 15غشت سنة ،2992يضبط الشروط وكيفيات إقامة خدمات
"األنترنات" واستغاللها ،الجريدة الرسمية ،العدد ،11المعدل بموجب مرسوم تنفيذي رقم 122-1222المؤرخ في 24أكتوبر سنة.1222
2المرسوم التنفيذي رقم 115-12مؤرخ في 11ربيع الثاني ،2441الموافق ل 2ديسمبر 1212يحدد شروط اإلعفاء من تقديم شهادة الجنسية
وصحيفة السوابق القضائية في الملفات اإلدارية ،ج ر ،رقم .24
3المرسوم التنفيذي رقم 429-21المؤرخ في 14محرم ،2414الموافق ل 22ديسمبر ،1221يتضمن إنشاء مراكز جهوية لألرشيف القضائي
وتحديد كيفيات تنظيمها وسيرها ،الجريدة الرسمية ،العدد ،12الصادر في 12محرم 2414الموافق ل 21ديسمبر .1221
444
عصرنة العدالة في الجزائر الفصل الثاني:
أكد هذا المرسوم على أن يتولى مهمة تحصيل الغرامات والمصاريف القضائية موظف من األمانة
العامة يعين بقرار من وزير العدل وتحت إشراف النيابة العامة ،من خالل قاعدة المعطيات الوطنية
التي تنشأ على مستوى و ازرة العدل ،وتوضع تحت تصرف الجهات القضائية والمصالح التابعة لو ازرة
المالية أي مصلحة الضرائب.1
ثالثا .التعليمات:
تعد من اهم الخدمات العامة المقدمة لفئة الجالية المقيمة بالخارج ،حيث تمكنهم من الحصول على
صحيفة السوابق القضائية عن طريق األنترنت بطلبها من الموقع الخاص بالممثليات.
1المرسوم التنفيذي رقم 21-22المؤرخ في 11جمادى الثاني عام 2412الموافق ل 11مارس ،1222الذي يحدد الشروط وكيفيات تحصيل
الغرامات والمصاريف القضائية من قبل الجهات القضائية ،الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية ،العدد ،29الصادرة في 12جمادى الثاني 2412
الموافق ل 11مارس .1222
2التعليمة الو ازرية المشتركة المؤرخة في 21رجب 22412الموافق ل 14جوان ،1222التي تحدد اإلجراءات التنظيمية الخاصة بطلب وسحب
القسيمة رقم 21من صحيفة السوابق القضائية لدى الممثليات الدبلوماسية والقنصلية الجزائرية بالخارج ،الجريدة الرسمية العدد ،41الصادرة في 1
شعبان ،2412الموافق ل 24جويلية .1222
445
عصرنة العدالة في الجزائر الفصل الثاني:
عملت الو ازرة بعد وضع التعديالت الالزمة على المنظومة التشريعية إلى إقامة إدارة إلكترونية
قضائية على أرض الواقع لكن حصول ذلك يحتاج إلى كفاءات عالية في مجال اإلعالم واالتصال
وأيضا توفير كل األجهزة والمستلزمات التقنية الالزمة لتهيئة المنشآت القضائية ،لذا سنحاول من خالل
هذا المطلب تسليط الضوء على أهم ما يتعلق بتطوير العنصر البشري للو ازرة وكذا البنية التحتية
والتجهيزات التي تم توفيرها ،حيث تطرق الفرع األول لتنمية الموارد البشرية ،أما الفرع الثاني فقد شمل
تهيئة المنشآت القاعدية.
بالنظر للدور الهام المنوط بالعنصر البشري من قضاة وموظفين ،فقد لقي الجانب البشري األهمية
الالزمة في مختلف برامج و ازرة العدل سواء تعلق األمر بالعمل القضائي والمرفقي أو من جانب التكوين
لمواجهة التحديات الناتجة عن التحوالت التي عرفتها الجزائر على جميع األصعدة (االجتماعية،
االقتصادية ،السياسية )… ،وما أفرزته تكنولوجيا اإلعالم من تقنيات حديثة ،هذا عالوة على تطور
اإلجرام وظهور جرائم جديدة على رأسها الجرائم المترتبة عن تطور تقنيات اإلعالم واالتصال.
إن الهدف من كل ذلك هو الوصول إلى عدالة فعالة ذات مصداقية تستجيب لتطلعات المجتمع
الجزائري لتحقيق العدالة والمساواة ،في العمل القضائي أو الخدمات المرفقية التي يقدمها القطاع ،حيث
يبلغ عدد الموظفين المسيرة حياتهم المهنية من طرف مديرية موظفي كتابة الضبط واإلداريين حالية
22529موظفا من مختلف األسالك والرتب منهم 22221امرأة ،أي بنسبة ،61.55%ولمواجهة
حجم النشاط المتزايد من جهة وتنفيذ برنامج تقريب العدالة من المواطن ورفع الضغط على بعض
الجهات القضائية واستحداث مصالح جديدة عمدت مديرية الموظفين إلى اعتماد صيغ جديدة في التسيير
446
عصرنة العدالة في الجزائر الفصل الثاني:
بغية ترشيد الموارد البشرية وحسن استغاللها من خالل عصرنة أساليب العمل والتسيير اإلداري باستغالل
الوسائل التكنولوجية الحديثة ،1نخص بالذكر ما يلي:
– إنجاز البطاقة المهنية البيومترية للموظفين ،والتي تمكن حاملها من االطالع على ملف مساره المهني
واستخراج بعض الوثائق التي تخصه.
–تطبيقة خاصة بخريطة توزيع الموظفين على مختلف الجهات القضائية ،بغية ترشيد أداء العنصر
البشري.
–استحداث تطبيقة جديدة خاصة بتسيير المسار المهني للموظفين مع تمديد العمل بها على المستوى
المحلي لتحيين المعلومات المتغيرة باستمرار.
– تطبيقة خاصة باإلحصائيات بغية تحقيق تسيير استشرافي وتوقعي يقوم على معطيات علمية دقيقة.
يخضع القضاة لثالثة أنواع من التكوين وهي التكوين القاعدي والمستمر والمتخصص ،للحصول
على قضاة بكفاءة عالية فعال ،ويعد التخصص االول هو األهم والقاعدة لبناء قضاء جيد في الدولة
حيث تمت إعادة النظر في سياسة التكوين القاعدي للطلبة القضاة من خالل مراجعة شروط توظيفهم
ونظام تكوينهم مع رفع مدة التكوين ومراجعة برامج التكوين القاعدي بما يكفل إلمام الطلبة القضاة
بالمعارف القانونية والقضائية ،وتشبعهم بأخالقيات مهنة القضاء ،تعزيز تدريس اللغات األجنبية وتقنيات
447
عصرنة العدالة في الجزائر الفصل الثاني:
اإلعالم اآللي ،التركيز على التربصات الميدانية الكتساب المهارات العملية الكفيلة بتأهيل القاضي
لممارسة المهام القضائية باقتدار ،والتي تولت إعداده لجنة ،تحت رئاسة السيد األمين العام ،باالستعانة
بخبراء أجانب وجزائريين ،وأدرج فيه المستجدات المحتوات في المدارس والجامعات ذات الشهرة العالمية،
وزيادة الحجم الساعي للغة االنجليزية ،وكذا مواد مهمة كالتحكيم الدولي ،الجرائم اإللكترونية ،التعاون
القضائي الدولي ،اللجان المختصة ذات العالقة في المجال القانوني و القضائي و الجريمة (في األمم
المتحدة) و الهيئات الدولية ذات العالقة.
وحظيت المدارس التكوينية القطاعية (المدرسة العليا للقضاء والمدرسة الوطنية لمستخدمي أمانة
الضبط) بدعم لعصرنة وتحديث أساليب التسيير اإلداري والتكوين على مستواها وكذا لتحسين جانب
التأطير بها.1
كما تم وفقا لبرنامج التعاون الثنائي بين فرنسا والجزائر والذي أخذ به في 1221و 1222من أجل
تكوين القضاة ومكوني المدارس العليا التابعة لقطاع العدالة.2
تماشيا مع المتطلبات الجديدة لمرفق القضاء ،ونضافة لما تحقق في إطار التكوين القاعدي ،جرى
العمل على تنمية مهارات الموظفين للتحكم في أجهزة اإلعالم اآللي واللغات األجنبية.3
* التكوين اإللزامي :وهو التكوين المنصوص عليه في القانون األساسي لمستخدمي أمانات الضبط أو
القانون األساسي لموظفي األسالك المشتركة ،ويشمل عدة أنماط ،أهم األنماط التي شملتها إصالحات
العصرنة هي:
448
عصرنة العدالة في الجزائر الفصل الثاني:
تم الشـروع في مراجعة الق اررات الو ازرية المشتركة المتضمنة مختلف أنماط التكوين السيما من حيث
إعادة النظر في عدد الوحدات ،الحجم الساعي ،مدة التكوين ،بغرض ضمان تكوين قاعدي ذو جودة
وفعالية.
أ-التكويـن المتخصص على أساس المسابقة الخارجية :يتابع حاليا 241متربص تكوينا قاعديا بملحقة
المدرسة الوطنية لمستخدمي أمانات الضبط بالحراش ،منهم 22 :أمين قسم ضبط 22،أمين ضبط45،
معاون أمين ضبط ،لمدة سنة بالنسبة لرتبتي أمين قسم ضبط ومعاون أمين ضبط ،وسنتين بالنسبة لرتبة
أمين ضبط.
كما سيتم هذه السنة تكوين 111متربص ،منهم 212 :أمين قسم ضبط 14 ،أمين ضبط12 ،
معاون أمين ضبط ،بعد اإلعالن عن النتائج النهائية لمسابقة التوظيف الخارجي.1
ب-التكويـن المتخصص على أساس الشهادة :تثمينا للشهادات المتحصل عليها خالل المسار المهني
للموظفين بعد توظيفهم يتم العمل على ترقيتهم بشرط أن يتابعوا تكوينا مسبقا لاللتحاق بالرتبة الجديدة،
وفي هذا الصدد تابع 222موظف تكوين للترقية إلى رتبة أمين ضبط لمدة سنتين (دفعة 12سبتمبر
) 1222بملحقة المدرسة الوطنية لمستخدمي أمانات الضبط بالحراش ،كما تم برمجة خالل هذه السنة
تكوين 124موظفا لترقيتهم إلى رتبة أمين قسم ضبط لمدة سنة ،يتم التكوين بشكل تناوبي (أسبوع في
الشهر) ضمانا لحسن سير المرفق القضائي.
للعلم ،يتم حاليا بالتنسيق مع مصالح المديرية العامة للوظيفة العمومية واالصالح االداري ،إعداد
مشروع تكييف برامج التكوين المتخصص للترقية على أساس الشهادة باعتماد نمط التكوين عن بعد.
449
عصرنة العدالة في الجزائر الفصل الثاني:
خالل هذه السنة ( )1212تم اعتماد “التكوين عن بعد ”وهذا في سياق عصرنة العدالة ،حيث تم
إنشاء أرضية إلكترونية تكوينية مخصصة لذلك تحت اإلشراف البيداغوجي للمدرسة الوطنية لمستخدمي
أمانات الضبط ،وفي هذا الصدد يتابع 142مستخدم أمانة الضبط ( 52أمين قسم ضبط و 292أمين
ضبط) دفعة 1أكتوبر ،1229تكوينهم قبل الترقية عن بعد ،كما تم برمجة تكوين لفائدة 229مستخدم
أمانة الضبط.
باإلضافة إلى برمجة تكوين عن بعد لفائدة 211موظف من األسالك المشتركة ،لمدة تتراوح من ستة
( )1أشهر إلى تسعة ( )9أشهر ،باستعمال أرضية إلكترونية مخصصة لذلك تحت اإلشراف البيداغوجي
لجامعة التكوين المتواصل.1
في هذا اإلطار عمدت الو ازرة المكلفة على إقامة دورات للتكويـن المستمر بالمدرسة الوطنية
لمستخدمي أمانات الضبط ،حيث جرت 22دورات للتكوين المستمر لفائدة موظفيها في مواضيع عملية
حديثة تشمل :الدفع بعدم دستورية القوانين ودور أمين الضبط ،التسيير المالي والصفقات العمومية،
تنظيم ورقمنة األرشيف القضائي ،تكوين المكونين في استعمال التكنولوجيات الحديثة ،التكنولوجيات
ذات المصدر المفتوح ،مع اإلشارة أن المستفيدين من هذه الدورات سيقومون بعد التكوين بتأطير زمالئهم
على المستوى المحلي.
كما تم إعداد برنامج تكويني على المستوى المحلي حسب احتياجات كل جهة قضائية عن طريق
إلقاء محاضرات أو أيام تكوينية في شكل ورشات عمل ،تحت اإلشراف البيداغوجي للمدرسة.
450
عصرنة العدالة في الجزائر الفصل الثاني:
أما التكوين في مجال التعاون الدولي فقد تم برمجة رحلتين دراسيتين لفائدة الموظفين في إطار
برنامج دعم قطاع العدالة ، PASJA-JCIاألولى خالل شهر مارس 1212إلى المدرسة الوطنية
لكتابة الضبط الفرنسية بديجون فرنسا حول موضوع “التكوين عن بعد” لفائدة ثالثة ( )1موظفين ،والثانية
إلى مدرسة كتابة الضبط بجمهورية رومانيا لفائدة خمسة ( )25موظفين.1
شهد قطاع العدالة قفزة نوعية في مجال المنشآت والوسائل القاعدية مباشرة بعد تصنيف العدالة
كأولوية في الدولة ،ويترجم ذلك من خالل اإلمكانيات المالية المعتبرة والبرامج والمشاريع التي منحت
للقطاع في إطار تجسيد إصالح العدالة ،من بينها تم بالتعاون مع اللجنة األوروبية على توقيع اتفاقية
تمويل مشروع دعم مسار إصالح العدالة بتاريخ 4أكتوبر ،1224الذي حددت مدة إنجازه بأربعة
سنوات ومول من طرف اللجنة األوروبية بمبلغ قدره 25مليون أورو في شكل هبة ،خصص إلنجاز
عدة أنشطة أهمها عصرنة القطاع والذي دخل حيز التنفيذ في بداية ،1225هذا المشروع كان في بداية
إصالح العدالة في الجزائر.
توالت عمليات اإلصالح وحاولت الدولة تسخير كل اإلمكانيات الالزمة مما مكن من تدعيم الهياكل
القضائية الموجودة من خالل تهيئة وتوسيع المقرات الموجودة وتزويدها بوسائل العمل الحديثة
اإللكترونية ،كما تم تشييد بنايات جديدة أنجزت وفقا لمعايير عصرية ،أين أخذت باالعتبار الجانب
الوظيفي والمؤسساتي للقطاع.
1موقع و ازرة العدل ،اإلنجازات واآلفاق ،تاريخ االطالع/ https://www.mjustice.dz/ar/realisations-2 1212-22-12 :
451
عصرنة العدالة في الجزائر الفصل الثاني:
كما جرى العمل على تنفيذ عدة عمليات تهدف إلى تزويد الجهات القضائية والمصالح اإلدارية
التابعة لو ازرة العدل بالتجهيزات الضرورية ،أثاث الئق ومعدات متنوعة كأجهزة اإلعالم اآللي ،واألجهزة
الموزعة ،Serveursومحطات األرشيف ،وغيرها من المعدات الضرورية.
تجدر اإلشارة أن االعتمادات الخاصة ببرنامجي تنمية واليات الجنوب والهضاب العليا تم استغاللها
في عمليات تدعيم الهياكل القضائية والعقابية بهذه المناطق ،من خالل إعادة تهيئة مقرات المحاكم
والمؤسسات العقابية وتجهيزها ،وكذا توفير وسائل حديثة لالتصال ،وهو ما ساهم في إعطاء وجه الئق
1
لمرافق العدالة ،وفي حسن أداء الخدمة المطلوبة للمواطن حيثما كان.
إن إدخال تكنولوجيا اإلعالم واالتصال ليس فقط من أجل إدخال هذه اآللية في األعمال واإلج ارءات
والملفات القضائية ،بل يفترض بالضرورة أن تصاحبها جهود منظمة لمراجعة ونعادة النظر في الهيكلة
والمناهج المتبعة ،وتعزيزات للتكنولوجيا الحديثة ،لتحسين سير المرفق ونضفاء الشفافية على العمل
القضائي ،وفي إطار تطبيق هذا البرنامج تم اقتناء المعدات الالزمة لمنشآت الجهات القضائية:
452
عصرنة العدالة في الجزائر الفصل الثاني:
-كما تم االعتماد على الهاتف بالكامي ار IPوالذي هو عبارة عن هاتف داخلي فيه كامي ار لالتصال
تستطيع من خالله رأيت من تحدثه من أي جهة قضائية سواء كان مجلس قضائي أو محكمة أو الو ازرة
أو أي مصلحة من الو ازرة ،ويعمل هذا الهاتف عن طريق الشبكة األنترانات وهو مجاني ،أي أنه شبكة
داخلية تعمل باألنترانات وهي مؤمنة ،وكان الهدف من العمل به لترشيد النفقات في العمل وتسهيلها.1
طبق كل ذلك ضمن مساعي الو ازرة من أجل توفير التجهيزات الالزمة لعصرنة القطاع ،ووفقا لذلك
تم إبرام جملة من الصفقات وذلك طبقا ألحكام المادة 252من المرسوم الرئاسي رقم 142-25المؤرخ
في 21ذي الحجة 2411الموافق 21سبتمبر 1225المتضمن تنظيم الصفقات العمومية وتفويضات
المرفق العام ،حيث أعلنت و ازرة العدل ،المديرية العامة للمالية والوسائل ،عن قائمة صفقات أبرمت
خالل:
-صفقة مبرمة مع مؤسسة “اتصاالت الجزائر” قصد عصرنة الشبكة القطاعية وذلك باقتناء وتركيب
ووضع حيز خدمة الشبكة البصرية لتجهيز شبكة االتصاالت والتجهيزات الهاتفية IPلفائدة و ازرة العدل،
-صفقة مبرمة مع مؤسسة ” “SPA CETICمتعلقة باقتناء 2222جهاز إعالم آلي مكتبي لرقمنة
السجالت واألحكام القضائية وسجالت الحالة المدنية على مستوى المجالس القضائية،
-صفقة مبرمة بين مع مؤسسة ” “ORSIMAمتعلقة باقتناء 222موزع لرقمنة السجالت واألحكام
القضائية وسجالت الحالة المدنية على مستوى المجالس القضائية،
453
عصرنة العدالة في الجزائر الفصل الثاني:
-صفقة مبرمة مع مؤسسة “اتصاالت الجزائر” قصد التكفل بتسوية خدمات الخطوط الخاصة الموجهة
لفائدة و ازرة العدل لسنة .12211
-صفقة مبرمة مع مؤسسة ” “EURL ZED MEDIAمتعلقة باقتناء 22ماسحات ضوئية لرقمنة
السجالت ،األحكام القضائية وسجالت الحالة المدنية على مستوى المجالس القضائية،
-صفقة مبرمة مع مؤسسة “اتصاالت الجزائر” متعلقة بتأمين شبكة WANالخاصة بو ازرة العدل،
-صفقة مبرمة مع مؤسسة ” ” SARL SAGAمتعلقة باقتناء وتركيب تجهيزات النسخ لفائدة محاكم
أميزور ،سيدي عيش ،خراطة وتازمالت التابعة لمجلس قضاء بجاية،
-صفقة مبرمة مع مؤسسة “بريد بطل الجزائر” متعلقة بالتكفل بخدمات توزيع البريد السريع داخل
وخارج الوطن لفائدة و ازرة العدل،
-صفقة مبرمة مع مؤسسة ” “SGMEFRANCEمتعلقة باقتناء أساور إلكترونية ونظام التموقع لوضع
نظام للمراقبة اإللكترونية،
454
عصرنة العدالة في الجزائر الفصل الثاني:
-صفقة مبرمة مع مؤسسة ” “ORSIMAمتعلقة باقتناء أجهزة معلوماتية ( 522جهاز إعالم آلي
مكتبي)،
-صفقة مبرمة بين و ازرة العدل ،المديرية العامة للمالية والوسائل ومؤسسة “اتصاالت الجزائر”
متعلقة بالتكفل بخدمات الهاتف والفاكس والتلكس لفائدة و ازرة العدل،1
-صفقة مبرمة مع مؤسسة ” “ORSIMAمتعلقة باقتناء ،تركيب ووضع حيز الخدمة مصفوفتي تخزين
في إطار رقمنة الق اررات ،األحكام وسجالت الحالة المدنية على مستوى المجالس القضائية،
-صفقة مبرمة مع مؤسسة ” “ORSIMAمتعلقة باقتناء تجهيزات إعالم آلي ،في حصتين ( 522موزع
و 5222جهاز إعالم آلي مكتبي)،
-صفقة مبرمة مع ”مؤسسة اتصاالت الجزائر” متعلقة بالتكفل بخدمات الخطوط المخصصة على
مستوى و ازرة العدل لسنة ،1229
-اقتناء التجهيزات التقنية الخاصة بالتأمين (كاشف المعادن ،كاشف الحرائق والمولد الكهربائي)،
455
عصرنة العدالة في الجزائر الفصل الثاني:
كما تم العمل بالدرجة األولى على مد األلياف البصـرية ،والتي تعد بمثابة بنية تحتية وقاعدة مادية
ضرورية الستغالل مختلف األنظمة المعلوماتية المطورة من طرف كفاءات القطاع.2
مسايرة للتطورات الحاصلة على الصعيد الدولي وبعد ظهور تكنولوجيا اإلعالم واالتصال واكتساحها
لكل مجاالت الحياة سعيا للتخفيف على المواطنين وتوفير خدمات عامة ميسرة ،وحتى يتم تطبيق هذا
النظام الجديد داخل قطاع العدالة على أفضل وجه وفقا للمعايير الدولية بادرت و ازرة العدالة إلى إنشاء
مديرية خاصة هي مديرية العصرنة التي أسندت إليها مهمة عصرنة كل القطاع ومواكبة كل التطورات
456
عصرنة العدالة في الجزائر الفصل الثاني:
المستجدة ،وأوكلت مهمة مراقبة أعمالها إلى المفتشية العامة للقطاع ،من هذا المنطلق تم التطرق لمديرية
عصرنة العدالة في الفرع األول ،ثم التطرق للمفتشية العامة لو ازرة العدل في الفرع الثاني.
ت سهر على عصرنة القطاع وندخال تكنولوجيا اإلعالم واالتصال داخل الجهات القضائية للتحول
نحو اإلدارة الرقمية حيث تسمح بتسهيل العمل القضائي ،وكذا تسهيل الخدمات العمومية وتقريبها من
المواطنين ،فهي تتولى مهمة القيام بعصرنة النظام القضائي من حيث تنظيمه وسيره الداخلي وعالقاته
مع المحيط الوطني والدولي ،وتتكلف بهذه الصفة ،بما يأتي:
-اقتراح األعمال والوسائل الضرورية من أجل ترقية تنظيم العدالة وعصرنتها ومتابعة إنجاز ذلك،
-ضمان ضبط مقاييس اإلجراءات والوثائق والمستندات المستعملة في الجهات القضائية وفي اإلدارة،
تضم هذه المديرية مديريتين تساعدانها على تنفيذ المخططات التي تضعها والخاصة طبعا برقمنة
القطاع وهما:
تتولى هذه المديرية مهمة ترقية تنظيم قطاع العدالة وعصرنته ،بإدخال اإلعالم اآللي وتعميمه
بالرجوع إلى المقاييس الدولية وكذا وضع شبكات عصرية لتبادل المعلومات بين مختلف هياكل القطاع،
وتكلف بهذه الصفة ،بما يأتي:
-ضمان ترقية استعمال المعلوماتية وتكنولوجيات اإلعالم واالتصال في كل مستويات قطاع العدالة،
457
عصرنة العدالة في الجزائر الفصل الثاني:
-تحديد الحاجات من التجهيزات وتطبيقات اإلعالم اآللي وضمان متابعة إنجازها وصيانتها.
-إدخال المعايير العصرية في مجال الهاتف والدخول لألنترنت ووضع شبكة أنترانات خاصة بقطاع
العدالة،
-السهر على ترقية استعمال أحدث الوسائل المرتبطة بتكنولوجيات االتصال الجديدة المتعلقة بنشاط
العدالة.1
-1المديرية الفرعية ألنظمة اإلعالم اآللي :تكلف هذه المديرية بما يأتي:
-تقييم تكلفة عملية إدخال اإلعالم اآللي إلى القطاع والوسائل المرافقة،
1موقع و ازرة العدل ،الهيكل التنظيمي للمديرية العامة لعصرنة العدالة ،تاريخ االطالع https://www.mjustice.dz/wp- 1212-25-25
content/themes/twentynineteen/orgchart/pdfAR/dgmj_org_5.pdf
2موقع و ازرة العدل ،الهيكل التنظيمي للمديرية العامة لعصرنة العدالة ،تاريخ االطالع https://www.mjustice.dz/wp- 1212-25-25
content/themes/twentynineteen/orgchart/pdfAR/dgmj_org_6.pdf
458
عصرنة العدالة في الجزائر الفصل الثاني:
-ترقية إدخال المعلوماتية بصفة تدريجية فيما يخص إعداد الوثائق القضائية وغير القضائية،
تتولى هذه المديرية إنجاز ك ل دراسة تتعلق بقطاع العدالة ،وبتصور تنظيم النظام القضائي وكذا
مناهج العمل ،قصد السير الحسن لجهاز العدالة ،وتكلف بهذه الصفة بما يأتي:
-القيام بتصور المخطط العام لتنظيم الجهاز القضائي حسب المعايير التي تراعي ،على الخصوص
تمركز السكان والدور االقتصادي للمناطق بالرجوع إلى المقاييس الدولية،
-إجراء التقييم المستمر للمرفق العام للعدالة ومناهج العمل القضائي واإلداري،
-تحليل المعطيات المتعلقة بسير الجهات القضائية والمؤسسات العقابية ،بالتنسيق مع المصالح
المعنية.2
1موقع و ازرة العدل ،الهيكل التنظيمي للمديرية العامة لعصرنة العدالة ،تاريخ االطالع https://www.mjustice.dz/wp- 1212-25-25
content/themes/twentynineteen/orgchart/pdfAR/dgmj_org_7.pdf
2موقع و ازرة العدل ،الهيكل التنظيمي للمديرية العامة لعصرنة العدالة ،تاريخ االطالع https://www.mjustice.dz/wp- 1212-25-25
content/themes/twentynineteen/orgchart/pdfAR/dgmj_org_2.pdf
459
عصرنة العدالة في الجزائر الفصل الثاني:
-تحديد مصادر المعلومات الواجب جمعها وتركيزها ومعالجتها ونشرها ،وطبيعة هذه المعلومات
ونوعيتها وحجمها،
-اقتراح ك ل التدابير الكفيلة بترشيد إجراءات العمل وتبسيطها وتخفيض تكلفتها والرفع من مردودية
المستخدمين،
-ضبط مقاييس اإلجراءات والمستندات والوثائق المستعملة في الهياكل القضائية واإلدارية وضمان
تنسيقها،
-تحديد المعايير في مجال الموارد البشرية والوسائل المادية والمالية المخصصة لمختلف الهياكل،
-المشاركة في تصور البطاقيات التقنية لإلنجازات الجديدة في إطار عصرنة قطاع العدالة والسجون.1
-القيام بكل دراسة مقارنة تسمح بتقدير نجاعة النظام القضائي بالنسبة للمقاييس الدولية،
1موقع و ازرة العدل ،الهيكل التنظيمي للمديرية العامة لعصرنة العدالة ،تاريخ االطالع https://www.mjustice.dz/wp- 1212-25-25
content/themes/twentynineteen/orgchart/pdfAR/dgmj_org_3.pdf
460
عصرنة العدالة في الجزائر الفصل الثاني:
لهذه المديرية توجهات رئيسية خاصة بها تعتبر بمثابة المحاور الرئيسية التي يقوم عليها عملها
وتسعى إلى تطبيقها ووضعها موضع التنفيذ على أرض الواقع ،وأهم هذه التوجهات الرئيسية هي:
-2تحسين الخدمة العمومية :إن الهدف المنشود من عصرنة قطاع العدالة هو التوجه إلى خدمة
الصالح العام ،من خالل ضمان استفادة أكبر عدد ممكن من المواطنين من الخدمات التي توفرها
تكنولوجيا اإلعالم واالتصال ،والتحفيز على تحصيل أفضل النتائج التي تمكن من تثمين خطوات
العصرنة كخيار ال رجعة فيه.2
-1ضمان اتصال دائم ومتطور :إن نجاح أي مشروع ال يستكمل نتائجه بمنأى عن اإلعالم والتحسيس
به ،وبالتالي إشراك المعنيين به في بواعثه ودواعيه ،وهو ما تم توخيه باللجوء إلى استعمال وسائل حديثة
وعصرية لالتصال على مستوى اإلدارة المركزية لو ازرة العدل ،وعلى مستوى الجهات القضائية وضمان
تأمينها ،مساهمة في تدعيم تفتح القطاع على المحيط ،وترقية محيط ثقافي مناسب ألداء عصري.
-1التوجه نحو نظام إعالمي شفاف في متناول الجميع :لم تقتصر عملية اإلصالح على تحسين
اآلليات ،وننما شملت كذلك ما يسهم لالقتصاد في الوسائل المادية والموارد المالية ،والرفع من مستوى
المعرفة والكفاءة المهنية لدى العاملين بالقطاع ،واختيار المناهج والتنظيم وفق مقاييس محددة ،وقد
اعتمدت أسلوب التدرج في إنجاز المشاريع كخيار تكميلي لها.
1موقع و ازرة العدل ،الهيكل التنظيمي للمديرية العامة لعصرنة العدالة ،تاريخ االطالع https://www.mjustice.dz/wp- 1212-25-25
content/themes/twentynineteen/orgchart/pdfAR/dgmj_org_4.pdf
2بلعيز الطيب ،إصالح العدالة في الجزائر ،المرجع السابق ،ص.221
461
عصرنة العدالة في الجزائر الفصل الثاني:
-4استغالل التكنولوجيا األكثر حداثة وبطريقة آمنة :إن إدخال التكنولوجيا الحديثة واستعمالها في قطاع
العدالة تم بمراعاة خصوصية وحساسية بعض المعطيات والمعلومات التي يتحكم مرفق العدالة في
صالحية حفظها أو تسليمها أو إصدارها ،وهو ما تم الحرص بشأنه على استعمال وسائل تقنية حديثة،
تكفل أكبر قدر من أمن المعلومات ،وأعلى مستوى من االتقان ،بإدخال أنظمة معلوماتية على درجة
عالية من الدقة تضمن أمن المعلومات.1
تعمل ا لمفتشية العامة كجهاز رقابة ،تابعة لو ازرة العدل تحت السلطة المباشرة للسيد وزير العدل،
حافظ األختام ،وقد عرفت هذه المفتشية عدة تغييرات في التنظيم والهيكلة.
بالنظر إلى مقتضيات برنامج إصالح العدالة ،وما فرضته المهام الجديدة لوزير العدل ،حافظ
األختام ،أعيد النظر في دور المفتشية العامة وصالحياتها كجهاز رقابة ومتابعة لنشاط الجهات القضائية،
بموجب المرسوم التنفيذي رقم ،111-25المؤرخ في 21سبتمبر ،1225الذي ألغى نظام المفتشيات
الجهوية ،وأعاد تحديث أنماط التفتيش بإقرار الرقابة الفجائية ،ومركزية المفتشية العامة بإعادة هيكلتها
كما يلي :مفتش عام ،يساعده 14مفتشا ،مدير دراسات ،2ثم تم رفع عدد المفتشين إلى 12مفتشا
بموجب المرسوم التنفيذي رقم 122-21المؤرخ في 25/29/1221المعدل للمرسوم التنفيذي رقم -25
.111
كما تكلف المديرية بنوعين من المهام القضائية األولى هي المهام العادية والثانية هي المهام
اإللكترونية التي تتوالها المديرية لفرض الرقابة على كل أعمال الجهات القضائية اإللكترونية ،وهي:
462
عصرنة العدالة في الجزائر الفصل الثاني:
تعتبر جهاز رقابة ومتابعة لنشاط الجهات القضائية ،إذ تتولى مهمة مراقبة سير مختلف الجهات
القضائي ،قصد:
-المساهمة في توحيد مناهج العمل بصفة عامة والتحكم في تسيير الدعوى القضائية بصفة خاصة،
-رصد االختالالت الوظيفية واقتراح الحلول المناسبة لها ،وكذا مواطن الضعف في آليات أداء العمل
وفي تقييمه ونزالة العراقيل،
1
-المساهمة في تجسيد سياسة اإلصالح الجارية في تطوير وتحديث المنظومة القانونية والقضائية.
تعد أهم وظيفة تقوم بها المفتشية منذ إنشائها هي مراقبة األعمال القضائية إال أن التطور الذي
حصل أضاف إلى مهامها نوعا جديدا من الرقابة ،وهي الرقابة على أمن المحررات القضائية اإللكترونية،
فمراقبة صحة المحررات اإللكترونية الصادرة عن الجهات القضائية ،وكذا مراقبة مدى تأمينها وسريتها،
يعد من صميم صالحيات التفتيش القضائي.
1عكا عبد الحكيم ،دور التفتيش القضائي في الرقابة على أمن المحررات القضائية االلكترونية ،و ازرة العدل ،الجزائر ،ص .22
463
عصرنة العدالة في الجزائر الفصل الثاني:
فخصوصية هذا النوع من المحررات وطبيعتها االفتراضية ،تحتم الخروج عن الوسائل التقليدية
للرقابة (وسائل التفتيش المعروفة) ،واعتماد آليات تقنية متطورة للتأكد من صحتها ومدى تأمينها ،كما
يتطلب من جهة أخرى ،إلمام المفتش القضائي بمعارف تقنية وخضوعه لتكوين خاص في هذا المجال.1
لذا كان لزاما على و ازرة العدل توفير التكوينات الالزمة لقضاة المفتشية خاصة في مجال التقنيات
اإللكترونية الحديثة التي أدخلت إلى الو ازرة ،للقيام بمهمة الرقابة على األعمال والمحررات اإللكترونية
على أكمل وجه وذلك من خالل:
-السهر على تعميم عملية التوقيع اإللكتروني وحسن سيرها ،من خالل مراقبة مدى التزام المعنيين،
(قضاة ،أمناء ضبط) ،بتوقيع كافة المحررات الصادرة عنهم (أحكام قضائية ،شهادات الجنسية،)....،
كل في مجال اختصاصه،
-مراقبة مدى التزام المعنيين ،باستعمال الشرائح المشخصنة للتوقيع اإللكتروني ،ضمن اإلطار القانوني
المحدد لهم ،وعدم الخروج عنه ،تفاديا ألي خرق أو سوء استعمال،
-المساهمة في إعداد برامج تكوين تقني للقضاة والموظفين المعنيين بعملية التوقيع اإللكتروني،
-إجراء عمليات فحص بعدية ،للتوقيعات اإللكترونية ،التي تم إمهار المحررات القضائية اإللكترونية
بها ،والتأكد من التصديق عليها.2
1عكا عبد الحكيم ،دور التفتيش القضائي في الرقابة على أمن المحررات القضائية االلكترونية ،المرجع السابق ،ص .21
2عكا عبد الحكيم ،دور التفتيش القضائي في الرقابة على أمن المحررات القضائية االلكترونية ،نفس المرجع ،ص .21
464
عصرنة العدالة في الجزائر الفصل الثاني:
تعد من بين األهداف األساسية للمفتشية ،هو تجسيد النظرة الجديدة لتوجيهات وتعليمات السيد وزير
العدل ،في سياسة االصالح الجارية لتطوير وتحديث المنظومة القانونية والقضائية ومدها بأساليب
العمل العصرية ،لترجمتها إلى قيم وسلوكات إيجابية ،غايتها خدمة المتقاضي والمواطن.1
إن الترابط الشديد بين اإلصالح والعصرنة يبرز الدور واألهمية الكبيرة لهذا األخير داخل
االستراتيجية المركزية لقطاع العدالة ،فعصرنة القطاع تعد جزءا من برنامج اإلصالح القضائي ،لذلك
فإن إعادة تنظيم اإلدارة المركزية للتكفل كليا بإنجاز برنامج اإلصالح وتطوير وعصرنة القطاع سواءا
داخليا على مستوى العمل القضائي أو خارجيا على مستوى الخدمات ،أدى إلى استحداث مديرية خاصة
بالعصرنة لمواكبة هذا التطوير الحاصل واإلشراف عليه ،أيضا العمل على عصرنة الو ازرة والجهات
القضائية ،ويسعى هذا التوجه االستراتيجي إلى تحقيق األهداف الكبرى واألعمال التالية:
-يتعلق األمر بالدرجة األولى بمواكبة قطاع العدالة بعصر تكنولوجيا اإلعالم واالتصال.
-إن إدخال هذه التكنولوجيا في قطاع العدالة ليس هدفا في حد ذاته بل وسيلة للوصول إلى عدالة في
متناول المواطن بأكثر فعالية وسرعة ومنح القاضي الوسائل التقنية إلتمام مهامه على أحسن وجه.
-إن إدخال هذه التكنولوجيا وخاصة اإلعالم اآللي ليس فقط من أجل إدخالها في األعمال واإلجراءات
والملفات القضائية ،بل يفترض بالضرورة أن تصاحبها جهود منظمة لمراجعة ونعادة النظر في الهيكلة
والمناهج الحالية ،لتتمكن فعال من إعطاء أكثر فعالية لهذه التعزيزات التكنولوجية الحديثة وتفترض
وتشترط على الخصوص في نفس الوقت بروز عقلية جديدة لتتناسب مع هذا التزاوج بين المعرفة
1من موقع و ازرة العدل ،تاريخ االطالع 12 ،ماي ،1212على الساعة / https://www.mjustice.dz/ar/inspections-2:22:12
/https://www.mjustice.dz/ar/inspections-2
465
عصرنة العدالة في الجزائر الفصل الثاني:
واإلعالم واآللي وذلك في ظل الشفافية وحسن سير المرفق العام ويضاف هذا التوجه على الجهود
المبذولة من قبل.1
من خالل ما تقدم تناول هذا المبحث دراسة األنظمة المعلوماتية لقطاع العدالة ،حيث تطرق المطلب
األول لألنظمة المعلوماتية المعتمدة من قبل الو ازرة العدل ،فيما شمل المطلب الثاني أنظمة تسيير
اإلدارة ،بينما تطرق المطلب الثالث ألنظمة دعم اتخاذ القرار والتخطيط االستراتيجي.
هي مجموع األنظمة التي سعت مديرية العصرنة لوضعها من أجل تطوير أنظمة تسيير اإلدارة
ودعم اتخاذ الق اررات والتخطيط االستراتيجي ،وذلك بتمديد شبكة تكنولوجيا المعلومات القطاعية وتطوير
نظم المعلومات AXISعلى قواعد البيانات المركزية ،وقد أكدت المادة األولى 2من قانون عصرنة
العدالة 21-25في الفقرة األولى منه على أنه ":يـهدف هذا الـقانـون إلى عصرنـة سير قطاع العدالة
من خالل:
من هذا المنطلق تطرق الفرع األول للشبكة القطاعية لو ازرة العدل ،أما الفرع الثاني فقد تطرق ألنظمة
تكنولوجيا المعلومات ،AXESبينما تناول الفرع الثالث نظام صحيفة السوابق القضائية ،ليشمل الفرع
الرابع دمج تقنية التصديق والتوقيع اإللكترونيين في المجال القضائي ،في حين تطرق الفرع الخامس
للمركز االحتياطي ألنظمة اإلعالم اآللي.
1و ازرة العدل ،إصالح العدالة الحصيلة واآلفاق ،المرجع السابق ،ص .12-19
2
Ministere de la justice, MODERNISATION AU SERVICE DE LA QUALITE DE LA JUSTICE, Décembre
2015.
466
عصرنة العدالة في الجزائر الفصل الثاني:
مراعاة لخصوصية وحساسية المعطيات والمعلومات التي يتم تداولها في قطاع العدالة ،قامت و ازرة
العدل بإنشاء شبكة قطاعية مشكلة من شبكات محلية داخلية على مستوى كل الجهات القضائية تضمن
االتصال اإللكتروني والتبادل الفوري والمؤمن للمعطيات بين مختلف مصالح القطاع وفق نظام
األنترانات.1
تشكل الشبكة القطاعية ،التي تمت برمجتها في شهر سبتمبر 1224وشرع العمل في إنجازها في
نوفمبر سنة ،1225قاعدة تحتية قابلة للتوسع في التطبيقات المعلوماتية التي تجري تنميتها باستمرار،
العتبارات تأخذ في نفس الوقت ،النوعية واإلتقان ،إلى جانب الضمانات الضرورية لألمن المعلوماتي
خاصة فيما يتعلق بالشبكة الداخلية (األنترانيت – )Intranetلقطاع العدالة 2،فتعتبر هذه الشبكة
الداخلية بمثابة ا لبريد اإللكتروني الداخلي للو ازرة والذي هو موجه أساسا إلى االتصال الداخلي لتسهيل
العمل المشترك بين مختلف مصالح الجهات القضائية بحيث يسمح بالتعامل والتواصل الداخلي لتبادل
المراسالت والملفات وكل الوثائق بين الجهات القضائية سواءا اإلدارة المركزية لو ازرة العدل ومؤسساتها
التابعة لها أو مع الجهات القضائية أو المؤسسات تحت الوصائية أو المؤسسات العقابية ،إذا فهي
الوسيط بين كل هذه المؤسسات أوال للتسريع من وتيرة العمل القضائي ،وأيضا للتخفيف من إجراءات
العمل التقليدي الورقي.3
تتشكل هذه الشبكة القطاعية من شبكات داخلية على مستوى كل المحاكم والمجالس القضائية
والمحكمة العليا والمؤسسات العقابية مربوطة ببعضها البعض وهي تعمل على درجة عالية من الدقة
1بواشري أمينة ،سالم بركاهم ،اإلصالح اإلداري في الجزائر عرض تجربة مرفق العدالة ( ،)1222-2999المجلة العلمية لجامعة الجزائر ،1المجلد
،1العدد ،22جانفي ،1222الجزائر ،ص ص .122-122
2الطيب بلعيز ،إصالح العدالة في الجزائر ،المرجع السابق ،ص .222
3و ازرة العدل ،إصالح العدالة الحصيلة واآلفاق ،المرجع السابق ،ص .11
467
عصرنة العدالة في الجزائر الفصل الثاني:
والتسيير الجيد لها ،والسرعة في عمليات إرسال والرد على المعلومات المستقبلة والخدمة معا ،كما تعد،
قاعدة لنشر وتسيير التطبيقات المعلوماتية التي أنجزت ،ومنها برنامج تسيير الملف القضائي ،تسيير
شريحة المحبوسين ،نظام األوامر بالقبض ،ونظام تسيير األرشيف القضائي...إلخ ،إذ تركز عليها كافة
تطبيقات اإلعالم اآللي المنجزة والتي يخطط إلنجازها ،واألهداف التي تحققت من ذلك تتمثل في:
-التبادل الفوري والمؤمن للمعطيات عبر مختلف مصالح القطاع ،لخدمة المواطن وتسهيل حصوله على
المعلومات والخدمات في ظرف قياسي،
-القضاء على العزلة ببعض الجهات القضائية والمؤسسات العقابية ،وتسهيل ظروف العمل بواسطة
االطالع على فعاليات الملتقيات المحلية والوطنية والدولية واالجتماعات والتكوين عن بعد.1
-االطالع على جميع قواعد البيانات المتاحة من طرف قطاع العدالة ،للحصول على خدمة أفضل
وأسرع للمواطنين.2
لقد شرع في وضع الشبكات المحلية على مستوى موقعين تجريبيين هما مجلس قضاء الجزائر
ووهران سنة 2004وتوسعت بعد ذلك إلى المواقع المتبقية ،3لتكون معممة آن ذاك في 244هيئة
قضائية في ديسمبر 1224ثم توسعت بعد ذلك إلى الجهات القضائية المتبقية والمؤسسات العقابية
خالل الفصل األول من عام .41225
وفي سنة 2006تدعمت كل الجهات القضائية وكذا المؤسسات العقابية بشبكات محلية كما تم
توسيع ربط هذه الشبكات المحلية الخاصة بالمحاكم ،المجالس ،المحكمة العليا ،مجلس الدولة باإلدارة
468
عصرنة العدالة في الجزائر الفصل الثاني:
المركزية منذ بداية ،2007وأخي ار في إطار التعاون مع اللجنة األوروبية تم الربط بشبكة موازية تسمى
شبكة النجدة تعمل باألقمار الصناعية بتقنية VSATموازاة مع الشبكة الخطية وتسمح باالتصال بأي
شخص كان من أي موقع لإلدالء بشهادته ،انتهى المشروع سنة .1229
في إطار التحسين المستمر لمرفق القضاء وتجسيدا ألحكام القانون رقم 21/25المؤرخ في فيفري
2015المتعلق بعصرنة العدالة تم إعادة هيكلة شبكة االتصال القطاعية وذلك من خالل االعتماد
ونرساء قواعد معطيات وطنية مركزية مع تعزيز الحماية لهذه القواعد وذلك بهدف تطوير األنظمة
المعلوماتية وتعميم االستفادة من خدمات قضائية نوعية عن بعد لفائدة المواطنين والمتقاضين ومختلف
الشركاء(محامين ،محضرين قضائيين ،إدارات عمومية ....الخ).1
إذا كل مصالح و ازرة العدل تتواصل مع بعضها البعض عن طريق الشبكة القطاعية التي هي عبارة
عن بريد داخلي للو ازرة ،أو ما يسمى األنترانت لتبادل المراسالت واإلرساليات والتقارير وكل ما تحتاجه
بين اإل دارة المركزية التي هي و ازرة العدل والجهات القضائية والمؤسسات تحت الوصاية والمؤسسات
2
العقابية.
عمدت و ازرة العدل باالعتماد على المهندسين التقنيين المختصين في مجال تكنولوجيا اإلعالم
واالتصال إلى إقامة أنظمة إلكترونية تساعد على تسهيل األعمال اإلدارية في القطاع بوضع شبكات
وطنية لتمكين التواصل بين الجهات القضائية وأيضا إنشاء قواعد بيانات مركزية موحدة الخاصة بسحب
الوثائق الثبوتية التي يحتاجها المواطن عبر األنترنت ،وأهم هذه األنظمة:
1بواشري أمينة ،سالم بركاهم ،اإلصالح اإلداري في الجزائر عرض تجربة مرفق العدالة ( ،)1222-2999نفس المرجع ،ص ص .122-122
أ.ع ،مقابلة مع قاضية من مديرية العصرنة ،بتاريخ .1212-22-22 2
469
عصرنة العدالة في الجزائر الفصل الثاني:
منذ نوفمبر 1221تم تزويد قطاع العدالة بممول للدخول إلى عالم األنترنيت ذات نوعية خاصة
بالقطاع ،تلبي األهداف الخاصة باإلدارات والهيئات القضائية وكل مؤسسة معنية ،وتسمح له بإنشاء
وتسيير ذاتي التصاالته اإللكترونية وتعميم الوصول إلى المعلومة لكل موظفي العدالة ،1وقد قام القطاع
بتجهيز نفسه بمنصة تمكنه من إدارة وتأمين جميع اتصاالته وتعامالته اإللكترونية على الويب بأمان
وسرية تامة ،تستضيف هذه المنصة اليوم:
-2الموقع اإللكتروني الخاص بو ازرة العدل الذي يمكن الوصول إليه عبر األنترنت من خالل
العنوان ،www.mjustice.dzباإلضافة إلى المواقع اإللكترونية الخاصة بالمحاكم والمجالس و المحكمة
العليا و مجلس الدولة وكل الجهات القضائية األخرى التابعة لقطاع العدالة.
يهدف موقع الو ازرة إلى تطوير المعلومات العامة للمواطنين ،فهو يحتوي حاليا على مجموعة متنوعة
من المعلومات حول التنظيم والمهام والبرامج وأنشطة القطاع وكيفية الوصول إلى تقديم الخدمات
العامة ،2فهو فضاء إعالمي متخصص ،وقد تم إنشاء هذا الموقع في أواخر نوفمبر 1221على أرضية
.3ISP
-الوصول إلى خدمة المصادقة على المستندات اإللكترونية المسحوبة عبر األنترنت.
1و ازرة العدل ،إصالح العدالة الحصيلة واآلفاق ،المرجع السابق ،ص .12
2
Modarnisation au service de la qualite de la justice, P 7.
3و ازرة العدل ،إصالح العدالة الحصيلة واألفاق ،نفس المرجع ،ص .12
470
عصرنة العدالة في الجزائر الفصل الثاني:
-تقديم طلب للحصول على مستخرج يثبت تواجدك في سجون االستعمار أثناء فترة حرب التحرير عبر
1
األنترنت.
كما تم إعداد عناوين البريد اإللكتروني الخاصة بالقطاع على مستوى الموقع اإللكتروني الرسمي
لو ازرة العدل وهي:
-عنوان البريد اإللكتروني infocasier@mjustice.dzالذي يتيح إمكانية الرد على أسئلة المواطنين
المتعلقة بخدمة طلب وسحب صحيفة السوابق العدلية رقم 1عبر األنترنت.
-عنوان البريد اإللكتروني contact@mjustice.dzالذي يتيح خدمة الرد في وقت قياسي على
أسئلة المواطنين.
-1كما تم إنشاء "بوابة القانون" ضمن هذا الموقع ،موجهة للمحترفين من رجال القانون والقضاء ،تهدف
إلى تقديم معلومات قانونية ،والتعريف بالتشريع والتنظيم واالجتهاد القضائي للمحكمة العليا ومجلس
الدولة واالتفاقيات والمعاهدات الدولية على الصعيدين الوطني والدولي.
1
Modarnisation au service de la qualite de la justice, P 8.
471
عصرنة العدالة في الجزائر الفصل الثاني:
في هذا اإلطار ،شرع العمل على تنمية وتحسين المجموعة التشريعية والتنظيمية للجريدة الرسمية
الصادرة منذ سنة ،2911إذ زود بمحرك بحث تلقائي ،مع إمكانية النسخ على قرص مضغوط ،انطلق
1
العمل به في شهر يونيو ،1225واكتمل إنجازه في شهر مارس .1222
كما تم العمل على تخصيص المساحات لكل خدمة جديدة أو إنجاز أو موضوع وقضية موضوعية
جديدة تتعلق بقطاع العدالة.2
ثانيا .تطوير أنظمة تكنولوجيا المعلومات AXESفي قواعد البيانات المركزية من أجل تعميم العمل
عن بعد:
في إطار أحكام القانون 21-25المؤرخ في 2فيفري 1225المتعلق بعصرنة قطاع العدالة ،فإن
مركزية قواعد البيانات يشكل هدفا للعصرنة ،وما يتعلق بتأثيرها على نوعية الخدمة العمومية اإللكترونية
المقدمة للمواطنين ،فهي مسجلة في إطار المشاريع التي تهدف إلى تحسين الخدمة العامة للعدالة ،كما
أنها أيضا أداة استراتيجية لتنظيم ونشر أنظمة تكنولوجيا المعلومات القضائية ،لالنتقال السريع إلى العمل
عن بعد ،وتتمثل أهداف مركزية قواعد البيانات في:
-الوصول المباشر في الوقت الحقيقي إلى قاعدة بيانات واحدة تدمج ملفات من جميع الواليات
القضائية.
بعد التكفل بمركزية قواعد البيانات الخاصة بشهادة الجنسية منذ ،1224.22.12تم توفير خدمات
جديدة للمواطنين أهمها تمكينهم من الحصول على شهادة الجنسية من جميع الجهات القضائية بمجرد
472
عصرنة العدالة في الجزائر الفصل الثاني:
تقديم وثيقة الهوية الوطنية ،ومع ذلك ،وللمرة األولى ،يتعين على المواطن تقديم الوثائق المطلوبة
الستخراج شهادة الجنسية وهي شهادة ميالد األب والجد أو األم والجد 1،إلى أن الو ازرة اليوم تسعى
لتقديم الشهادات دون الحاجة إلى تقديم السندات الثبوتية وذلك بعد إدخال قاعدة البيانات الخاصة بالحالة
المدنية داخل الجهات القضائية تمكنها من إيجاد وثائق األفراد الطالبة للشهادة الجنسية دون الحاجة
لطلب الوثائق الورقية.
بفضل قاعدة البيانات التي بدأت العمل بها في ،1224.21.15أصبحت الخدمات الجديدة متاحة
للمواطنين ،وهي:
-إصدار صحيفة السوابق القضائية رقم 1من السجل العدلي ،في وقت قياسي من أي جهة قضائية.
باإلضافة إلى ذلك ،فإنه يوفر لإلدارات العامة إمكانية االطالع الفوري والحصول على النشرة رقم
1من السجل العدلي ،من الجهات القضائية ،من أجل استكمال الملفات اإلدارية ،هذا النهج مكن
اإلدارات العمومية من ارسال طلبات الحصول على الصحيفة 1من السجل العدلي للجهات القضائية
عبر البريد اإللكتروني الخاص بالو ازرة.2
1
Modarnisation au service de la qualite de la justice, P 9.
2
Modarnisation au service de la qualite de la justice, P 9.
473
عصرنة العدالة في الجزائر الفصل الثاني:
يتكون هذا النهج من إنشاء قاعدة بيانات مركزية رقمية لسجالت االعتقال أثناء حرب التحرير
الوطنية على مستوى اإلدارة المركزية لو ازرة العدل ،من خالل الشبكة المعلوماتية ،وهي تسمح لإلدارات
للوصول إلى هذه القاعدة المركزية.
كما تسمح للمواطنين الراغبين بالحصول على شهادة ثبوتية العتقالهم خالل حرب التحرير الوطنية
بالحصول على شهادة اعتقالهم من أي جهة قضائية.
قاعدة البيانات هذه وضعت وبدأ العمل بها منذ 15فبراير ،1224وهي تدخل في إطار تكريس
مبدأ احترام الحقوق والحريات الفردية ،ولضمان النشر األوسع لمذكرات االعتقال واخطارات وقف البحث
الحالية ،على مستوى الجهات القضائية وخدمات الشرطة القضائية.
باإل ضافة إلى ذلك ،فهي تشكل أداة إدارة فعالة يتم توفيرها ألجهزة الشرطة القضائية للسماح لهم
باالطالع على أوامر القبض ومذكرات الكف عن البحث الصادرة عن الجهات القضائية ،بشكل مباشر
1
في الوقت الالزم لذلك.
-5وضع تطبيقة مخصصة لإلدارة اآللية لطلبات الحصول على الجنسية الجزائرية من خالل مرسوم
التجنس:
يتكون هذا التطبيق من أداة معالجة ومراقبة مركزية آلية لطلبات الحصول على الجنسية الجزائرية،
كما أنه يجعل من الممكن:
1
Modarnisation au service de la qualite de la justice, P 9-10.
474
عصرنة العدالة في الجزائر الفصل الثاني:
1
الحصول على احصائيات عن طلبات اكتساب الجنسية الجزائرية.
كأول خطوة في هذا المجال شهد يوم الخامس من شهر فبراير الفين واربعة () 1224 /21/25
تدشين إنجاز هام لخدمة المواطن ،يتمثل في وضع مشروع المركز الوطني لصحيفة السوابق القضائية
حيز التنفيذ ،وذلك قبل ثالثة أشهر من التاريخ المحدد لالستالم ،وهو يعد بمثابة رجعية حقيقية لمفهوم
اإلصالح وعصرنة العدالة في نظر المواطنين ،إذ أصبح بإمكان المواطن استخراج البطاقة رقم 1من
أي محكمة من المحاكم عبر التراب الوطني ،وفي وقت قياسي ،بغض النظر عن مكان بلدية ميالده.
كما تعلق األمر باإلدارات العمومية المعنية التي أصبح بإمكانها الحصول على المعلومة مباشرة
من المحكمة لتكوين الملفات التي تتعلق بنشاطاتها في آجال قصيرة ،أو كان األمر متعلقا بالجهات
القضائية نفسها ،إذ ساعد هذا النظام على المعالجة السريعة والفعالة لملفات المساجين من طرف قضاة
التحقيق أو وكالء الجمهورية ،خاصة في الحاالت التي تقتضي اتخاذ ق اررات فورية وحساسة ،كاتخاذ
قرار بالحبس المؤقت أو اإلفراج.
تدعيما لهذه األهداف ،تم انجاز تطبيقة جديدة وضعت حيز التنفيذ في شهر نوفمبر ،1225تسمح
للجزائريين المولودين بالخارج من سحب مستخرج صحيفة السوابق القضائية الخاصة بهم من أي جهة
قضائية داخل التراب الوطني.2
1
Modarnisation au service de la qualite de la justice, P 10.
2الطيب بلعيز ،إصالح العدالة في الجزائر ،المرجع السابق ،ص ص .222-229
475
عصرنة العدالة في الجزائر الفصل الثاني:
لقد تم إنجاز نظام صحيفة السوابق القضائية بداية بوضع قاعدة بيانات على مستوى كل جهة
قضائية لكن بعد ذلك تم توحيدها على مستوى الو ازرة فأصبحت صحيفة السوابق القضائية على المستوى
الوطني ممركزة وموحدة أي أن أي تحيين أو تعديل أو إضافة من الجهات القضائية يكون مباشرة على
المستوى المركزي ،1فعند وضع قاعدة المعطيات المركزية تم جمع كل المعطيات المتعلقة بالصحيفة
القضائية ،لكل األشخاص المدينين ومن لهم سوابق أو الغير مدينين تم جمع صحائفهم بصورة إلكترونية
في قاعدة معطيات واحدة وطنية ،أين أصبح باإلمكان الولوج إليها من أي محكمة أو جهة قضائية في
التراب الوطني للمراقبة والتأكد.2
كانت تلك هي الخطوة األولى من خطوات العصرنة التي بادرت بها و ازرة العدل في بداية انطالق
مشروع إصالح العدالة إلى أن العصرنة لم تتوقف عند ذلك الحد ،بل تم وضع نظام إلكتروني خاص
باستصدار الصحيفة القضائية من أي مكان كنت فيه وفقط عن طريق األنترنت أي القضاء على عامل
الزمن والتنقل ،وقد كان إنجاز هذا النظام للمساهمة في إصالح العدالة وتحديثها ،فهو يقدم خدمة عامة
متميزة ،أيضا وكآليات إلكترونية جديدة أصبح من الممكن طلب استخراج صحيفة السوابق القضائية رقم
1للمواطنين المقيمين داخل الوطن أو المغتربين ،من الجهات القضائية في كل أقطار الوطن 3ومن
القنصليات والممثليات الدبلوماسية بالنسبة للمواطنين المغتربين.
واصلت الو ازرة محاوالتها لعصرنة هذا النظام على مدار سنوات ،سعيا لتمكين المواطنين من
استخراج الصحيفة عبر األنترنت من مكان اإلقامة دون الحاجة للتنقل إلى الجهات القضائية ،وذلك
بالتوجه إلى أقرب جهة قضائية أمامك وطلب التسجيل في النظام ،فيتم منحك صك فيه كلمة المرور
واسم المستخدم التي تسمح لك بالولوج والحصول على الصحيفة القضائية على شكل PDFيمكنك
476
عصرنة العدالة في الجزائر الفصل الثاني:
نسخها وحفظها لديك ،لكن مؤخ ار أصبح حتى تقديم طلب االستفادة من استخراج صحيفة السوابق
القضائية يتم إلكترونيا عبر األنترنت فقط من مكانك دون الحاجة للتنقل أبدا بل تقدم الطلب وتمأل
استمارة التسجيل ،وفي نهاية التسجيل تتمكن من الحصول على صحيفتك القضائية من المنزل موقعة
إلكترونية بخاصية التوقيع اإللكتروني.
حتى تتم عملية إصدار الوثائق عبر األنترنت بصورة صحيحة وناجعة والوثائق تكون مفعلة البد
أن تكون موقعة إلكترونيا أي بنفس الصورة التي تصدر فيها تلك الوثائق ،لذا تم التوجه نحو العمل
بتقنيتي التوقيع والتصديق اإللكتروني منذ صدور القانون 24-25الخاص بهما ،والتوقيع اإللكتروني
في و ازرة العدل يتم عن طريق قيام القاضي أو أمين الضبط باإلمضاء عن طريق التوقيع بالقلم
اإللكتروني بواسطة الجهاز الخاص بذلك ليحفظ هذا التوقيع بعد ذلك داخل شريحة ذاكرة في مخزن
معلومات خاص (فالش ديسك) والذي أطلق عليه اسم التوكن ويتم وضعه في الموزع الموجود في
الجهة القضائية أي أن القاضي أو أمين الضبط يقوم بالتوقيع مرة واحدة فقط وبعد ذلك يتم االعتماد
على توقيعه اإللكتروني عند الحاجة كإصدار الوثائق الخاصة بالمواطنين مثال.1
تعد و ازرة العدل هي السباقة الستخدام تقنية التوقيع اإللكتروني في الجزائر انطالقا من الوثائق التي
تسمح بصدورها إلكترونيا ،كل ذلك في إطار استخدام تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت في المجال
القضائي ،كما وضعت و ازرة العدل عملية جديدة للدمج بين تقنية التوقيع والتصديق اإللكترونيين ،وذلك
بهدف:
477
عصرنة العدالة في الجزائر الفصل الثاني:
-تقوية وتعميق عملية تحديث العدالة لتحسين أداء الخدمة العامة للقطاع.
-تسهيل الوصول إلى الخدمات القضائية عن بعد لفائدة المواطنين والمتقاضين والشركاء (المحامين،
المحضرين ..،الخ).
وهنا نموذج لكيفية التأكد من صالحية اإلمضاء اإللكترونية والمصادقة اإللكترونية عليه:
المصدر :عكا عبد الحكيم ،دور التفتيش القضائي في الرقابة على أمن المحررات القضائية
اإللكترونية ،المرجع السابق ،ص .33
478
عصرنة العدالة في الجزائر الفصل الثاني:
إن تطبيق تقنية التوقيع اإللكتروني على أرض الواقع استلزمت جملة من الخطوات الضرورية لذلك
وهي:
-توطيد وتعميق عملية تحديث الخدمة العامة لقطاع العدالة ،من خالل االستخدام األمثل لتقنيات
المعلومات واالتصاالت.
-إضفاء الطابع الشخصي على مفاتيح المتحدثين (القاضي ،مسجل ).....،في النظام.
1
-لضمان تطوير وندارة نظام الرقائق اإللكترونية.
2
-إعداد التقارير والتقييمات الخاصة بمجاالت التطبيق أو النشاط.
1
Modernization au service de la qualite de la justice, P 10.
2
Akka abdelhakim. Centre de personnalisation de la puce pour la signature électronique. Mise en place de la
soulution technique: PKI pour la personnalisation des puces. Republique algerienne democratique et populaire.
Ministere de la justice. P8.
479
عصرنة العدالة في الجزائر الفصل الثاني:
خدمة مراقبة الجودة :تتيح التحقق اإللكتروني للشريحة والبيانات المخزنة بداخلها.
خدمة تكنولوجيا المعلومات (البحث والتطوير) :تتيح اإلشراف وضمان األداء الجيد والسليم لألنظمة
المختلفة ألجل تخصيص الرقاقة.
خدمة الشحن :وهي المسؤولة عن شحن مفاتيح التوقيع اإللكتروني إلى جميع الجهات القضائية على
1
المستوى الوطني.
-وحدة حاصلة على شهادة FIPS 140-2بمستوى سياسة األمان التي تتطلبها وحدات التشفير.
-شريحة معالجة دقيقة معتمدة من EAL 5+وفقا لنظام اعتماد المعايير المشتركة.
هذه المواصفات جعلت هذه الرقاقة منصة مثالية مجهزة للتطبيقات التالية:
1
e de la justice par l’intégration des TIC. P34.بطاقة التعAkka abdelhakim. Consolidation de la réform
480
عصرنة العدالة في الجزائر الفصل الثاني:
بطاقة التعريف الوطنية اإللكترونية /جواز السفر الرقمي /البطاقة الصحية /بطاقة التوقيع اإللكتروني/
الدفع الجزئي /التنقل /الوصول المادي والمنطقي /المعامالت المتنقلة.1
من أجل ضمان التوافق العكسي مع االحتياجات المستقبلية للو ازرة العدل ،يتم توجيه الخيار التقني
نحو شرائح من نوع Javacardالتي يمكنها استضافة العديد من التطبيقات الصغيرة حسب االحتياجات،
فبنية النظام األساسي ا لمفتوح لهذا النوع من الشرائح يسمح بتواجد العديد من التطبيقات على نفس
الدعامة.
كما يجب أن تحتوي هذه الرقاقة على توقيع إلكتروني فريد ،ويتم توفير هذا التوقيع الخاص من
خالل لوحة التوقيع البيومترية للرقاقة اإللكترونية ،كما تتيح لوحة التوقيع إمكانية إدخال التوقيع مباشرة
بحيث يتم تسجيله وحفظه فقط في الشريحة ،مما يزيد من أمان األخير ،ويلعب الجهاز اللوحي هنا دو ار
هاما ألنه يقوم بمسح التوقيعات بدقة عالية ،إذا فال يمكن استنساخ أي بطاقة دون علم صاحبها ،فهو
الوحيد الذي يمتلك البطاقة الكاملة والتي تحتوي على المفاتيح والشهادة والتوقيع الخاص به.
-3تجعل الرقاقة الشخصية من الممكن :توقيع وتسليم المستندات واألعمال القضائية إلكترونيا (السجل
العدلي ،شهادة الجنسية... ،إلخ) والتي يمكن قبولها كدليل بنفس حجية المستند الورقي ،كما أنه يتيح
تبادل المستندات اإللكترونية:
-بين الجهات القضائية وخدمات الشرطة القضائية :تعليمات من النيابة العامة ،واألوامر ،ومقتطفات
من األحكام ،وعمليات البحث غير المباشرة... ،إلخ.2
1
Akka abdelhakim. Centre de personnalisation de la puce pour la signature électronique. P22-25.
2
e de la justice par l’intégration des TIC. P42-52.بطاقة التعAkka abdelhakim. Consolidation de la réform
481
عصرنة العدالة في الجزائر الفصل الثاني:
بعد أن عرفت المادة 1الفقرة األولى من القانون 21-25المتعلقة بالتوقيع والتصديق اإللكترونيين
بأنه "بيانات في شكل إلكتروني مرفقة أو مرتبطة منطقيا ببيانات إلكترونية أخرى ،تستعمل كوسيلة
توثيق" ،تلتها الفقرة الثالثة من نفس المادة والتي حددت ماهية آليات إنشاءه حيث نصت على أنه":
جهاز أو برنامج معلوماتي معد لتطبيق بيانات إنشاء التوقيع اإللكتروني".
بالتالي فإن التوقيع اإللكتروني يتم عبر مجموعة من األدوات بواسطة Takenوهي:
-1البنية التحتية للمفتاح العام لوزارة العدل الجزائرية :لقد عرفت المادة 1الفقرة من القانون -25
21التشفير بالمفتاح العمومي على أنه :عبارة عن سلسلة من األعداد تكون موضوعة في متناول
الجمهور بهدف تمكينهم من اإلمضاء اإللكتروني ،وتدرج في شهادة التصديق اإللكتروني.
فو ازرة العدل لها مفتاح تشفير خاص بها للتوقيع اإللكتروني على أساس أنها هي سلطة المصادقة
عليه هنا في الجزائر نظ ار لعدم وجود سلطة تصديق لحد اآلن ،وبالتالي تم االعتماد على و ازرة العدل
1
AKKA abdelhakim. Solution PKI de ministére de la justice. Mise en place de la soulution technique: PKI pour la
personnalisation des puces. Republique algerienne democratique et populaire. Ministere de la justice. P25.
482
عصرنة العدالة في الجزائر الفصل الثاني:
لتصديق التواقيع الرقمية خاصة المعتمدة منها في إجراءات التقاضي اإللكتروني ،وكذا الوثائق الثبوتية
التي أصبحت تمنح عبر األنترنت.
تتطلب البنية التحتية للمفاتيح العمومية التابعة لو ازرة العدل الجزائرية خادمين للشهادات:
*الخادم األول وهو جذر البنية التحتية :تم اعتماده ذاتيا باستخدام ،HSMنتحدث هنا عن الجذر أي
المركز ألن الشهادات تدار على شكل شجرة ،وهي سلطة مستقلة تماما عن مجال وشبكة اإلدارة النشطة،
لذا يجب وضع هذه السلطة في مكان آمن لمنع أي سرقة للمفتاح الخاص بها.
بالنسبة للمتطلبات الواجب توافرها في اآللية الموثوقة للتحقق من التوقيع اإللكتروني هي:
-أن تتوافق البيانات المستعملة للتحقق من التوقيع اإللكتروني من البيانات المعروضة عند التحقق من
التوقيع اإللكتروني.
-أن يتم التحقق منه بصفة مؤكدة وأن تكون نتيجة هذا التحقق معروضة عرضا صحيحا.
1
AKKA abdelhakim. Solution PKI de ministére de la justice. P 7.
2المادة 1الفقرة الثالثة من القانون ،24/25المرجع السابق.
3المادة 1الفقرة السادسة من القانون ،24/25نفس المرجع.
483
عصرنة العدالة في الجزائر الفصل الثاني:
-أن يكون مضمون البيانات الموقعة ،إذا اقتضى األمر ،محددا بصفة مؤكدة عند التحقق من التوقيع
اإللكتروني.
-أن يتم التحقق بصفة مؤكدة من موثوقية وصالحية شهادة التصديق اإللكتروني المطلوبة عند التحقق
من التوقيع اإللكتروني.
-أن يتم عرض نتيجة التحقق وهوية الموقع بطريقة واضحة وصحيحة.1
كما أكد المشرع أن تتكفل الهيئة الوطنية المكلفة باعتماد آليات إنشاء التوقيع اإللكتروني والتحقق
منه من التأكد من مطابقة اآللية المؤمنة إلنشائه مع اآللية الموثوقة للتحقق منه.2
*التحقق عبر األنترنت :حيث يتم التحقق عبر اإلنترنت باالعتماد على البرامج واآلليات التالية:
*التحقق دون أنترنت :وهو التحقق خارج إطار اإلنترنت ويتم بواسطة أداة MDJللتحقق من صحة
التوقيع اإللكتروني.
484
عصرنة العدالة في الجزائر الفصل الثاني:
-3حلول ومميزات التوقيع االلكتروني :يعد هذا التوقيع هو التوقيع اإللكتروني البيومتري للرقاقة
اإللكترونية ،ويجب أن تحتوي كل شريحة شخصية على توقيع فريد من نوعه لمالكه ويتم تأكيد ذلك
عبر" لوح التوقيع البيومتري للرقاقة اإللكترونية" ،إذا تتمثل مميزات التوقيع اإللكتروني في:
عرفها المشرع الجزائري في المادة الثانية الفقرة 222تحت مسمة الطرف الثالث الموثوق بأنه شخص
معنوي يقوم بمنح شهادات تصديق إلكتروني موصوفة ،وقد يقدم خدمات أخرى متعلقة بالتصديق
اإللكتروني لفائدة المتد خلين في الفرع الحكومي ،إذا فهي كيان يصدر الشهادات اإللكترونية الخاصة
بصحة التوقيع اإللكتروني ،ويقوم هذا الكيان ب:
-تقوم سلطة التصديق (و ازرة العدل) بالتوقيع على الشهادات التي تصدرها.
-هي مسؤولة عن عملية التصديق بأكملها ،من ناحية ،حاملي الشهادات الذين أصدرت لهم ،ومن ناحية
أخرى أمام أي شخص يثق ويمنح ثقته للشهادات التي أصدرتها.3
1
Akka abdelhakim. Consolidation de la réforme de la justice par l’intégration des TIC. P32.
2المادة 22/1من القانون ،21-25المرجع السابق.
3
Akka abdelhakim. Centre de personnalisation de la puce pour la signature électronique. P13.
485
عصرنة العدالة في الجزائر الفصل الثاني:
-1سلطات التصديق اإللكتروني :نص المشرع الجزائري في القانون 21-25على وجود ثالثة أنواع
من سلطات التصديق ،كما سماها هيئات التصديق اإللكتروني ،وهي:
أ -السلطة الوطنية للتصديق اإللكتروني :تنشأ السلطة الوطنية للتصديق اإللكتروني من طرف الوزير
األول وهي سلطة إدارية مستقلة تتمتع بالشخصية المعنوية واالستقالل المالي ،1تسير هذه السلطة عن
طريق مجلس يتكون من 5أعضاء يعينهم رئيس الجمهورية من ذوي الكفاءات العالية في مجال تكنولوجيا
اإلعالم واالتصال ،وتحدد عهدة أعضائه بـ 4سنوات قابلة للتجديد مرة واحدة ،2تكلف هذه السلطة بترقية
استعمال التوقيع والتصديق اإللكترونيين وتطويرهما وضمان موثوقيتهما ،وهي تتولى المهام التالية:
-إعداد سياستها للتصديق اإللكتروني والسهر على تطبيقها ،بعد الحصول على الرأي اإليجابي من قبل
الهيئة المكلفة بالموافقة.
-الموافقة على سياسات التصديق اإللكتروني الصادرة عن السلطتين الحكومية واالقتصادية للتصديق
اإللكتروني.
-اقتراح مشاريع تمهيدية لنصوص تشريعية أو تنظيمية تتعلق بالتوقيع اإللكتروني أو التصديق
اإللكتروني على الوزير األول.
3
-القيام بعملية التدقيق عن طريق الهيئة الحكومية المكلفة بالتدقيق.
486
عصرنة العدالة في الجزائر الفصل الثاني:
ب -السلطة الحكومية للتصديق اإللكتروني :تنشأ هذه السلطة من طرف الوزير المكلف بالبريد
وتكنولوجيا اإلعالم واالتصال ،وهي تتمتع باالستقالل المالي والشخصية المعنوية ،1وتتكفل هذه السلطة
بمتابعة ومراقبة نشاط التصديق اإللكتروني لألطراف الثالثة الموثوقة ،وكذا توفير خدمات التصديق
اإللكتروني لفائدة المتدخلين في الفرع الحكومي ،فهي تتولى المهام التالية:
-إعداد سياستها حول التصديق اإللكتروني وعرضها على السلطة للموافقة عليها والسهر على تطبيقها.
-الموافقة على سياسات التصديق الصادرة عن األطراف الثالثة الموثوقة والسهر على تطبيقها.
-االحتفاظ بشهادات التصديق اإللكتروني المنتهية الصالحية ،والبيانات المرتبطة بمنحها من قبل
الطرف الثالث الموثوق ،بغرض تسليمها إلى السلطات القضائية المختصة.
-إرسال كل المعلومات المتعلقة بنشاط التصديق اإللكتروني إلى السلطة دوريا أو بناء على طلب منها.
-القيام بعملية التدقيق على مستوى الطرف الثالث الموثوق ،عن طريق الهيئة الحكومية المكلفة بالتدقيق
2
طبقا لسياسة التصديق.
جـ -السلطة االقتصادية للتصديق اإللكتروني :تعين هذه السلطة من طرف السلطة المكلفة بضبط
البريد والمواصالت السلكية والالسلكية ،3وتكلف بمتابعة ومراقبة مؤيدي خدمات التصديق اإللكتروني
الذين يقدمون خدمات التوقيع والتصديق اإللكترونيين لصالح الجمهور ،كما تتولى في هذا اإلطار إضافة
إلى المهام الموكلة للسلطات األخرى عدة مهام إضافية ،أهمها:
487
عصرنة العدالة في الجزائر الفصل الثاني:
-إعداد سياستها للتصديق اإللكتروني وعرضها على السلطة الموافقة عليها والسهر على تطبيقها.
-منح التراخيص لمؤيدي خدمات التصديق اإللكتروني بعد موافقة السلطة ،والموافقة على سياستها
والسهر على تطبيقها.
-السهر على وجود منافسة فعلية ونزيهة باتخاذ التدابير الالزمة لترقية أو استعادة المنافسة بين مؤديي
خدمات التصديق اإللكتروني.
-التحكيم في النزاعات القائمة بين مؤديي خدمات التصديق اإللكتروني فيما بينهم أو مع المستعملين.
-إصدار التقارير واالحصائيات العمومية وكذا التقرير السنوي الذي يتضمن وصف نشاطاتها مع احترام
مبدأ السرية.1
الشهادة اإللكترونية هي ملف إلكتروني يحتوي على بيانات شخصية عن حامل الشهادة ،وهي وثيقة
هوية إلكترونية ،2فهي نموذج للثقة القائمة على التسلسل الهرمي للشهادة مع السلطة الجذرية التي
تصدر شهادات التوقيع اإللكتروني للوثائق اإللكترونية ،يتم إصدارها من قبل سلطة التصديق (و ازرة
العدل) والتي تؤكد صحة المعلومات الواردة فيها وكذلك االرتباط بين هوية صاحبها والمفتاح العام
المتضمن فيها.
أكد المشرع الجزائري في القانون 21-25على أن شهادة التصديق اإللكتروني يجب أن تتوافر فيها
المتطلبات التالي:
488
عصرنة العدالة في الجزائر الفصل الثاني:
-أن تمنح من طرف ثالث موثوق أو من قبل مؤدي خدمات التصديق اإللكتروني ،طبقا لسياسة التصديق
اإللكتروني الموافق عليها.
*إشارة تدل على أنه تم منح هذه الشهادة على أساس أنها شهادة تصديق إلكتروني موصوفة.
*تحديد هوية الطرف الثالث الموثوق أو مؤدي خدمات التصديق اإللكتروني المرخص له المصدر
لشهادة التصديق اإللكتروني وكذا البلد الذي يقيم فيه.
-إمكانية إدراج صفة خاصة للموقع عند االقتضاء ،وذلك حسب الغرض من استعمال شهادة التصديق
اإللكتروني.
*بيانات تتعلق بالتحقق من التوقيع اإللكتروني ،وتكون موافقة لبيانات إنشاء التوقيع اإللكتروني.
*التوقيع اإللكتروني الموصوف لمؤدي خدمات التصديق اإللكتروني أو للطرف الثالث الموثوق الذي
يمنح شهادة التصديق اإللكتروني.
*حدود قيمة المعامالت التي قد تستعمل من أجلها شهادة التصديق اإللكتروني ،عند االقتضاء.
489
عصرنة العدالة في الجزائر الفصل الثاني:
1
*اإلشارة إلى الوثيقة التي تثبت تمثيل شخص طبيعي أو معنوي آخر ،عند االقتضاء.
تعد الشهادة اإللكترونية هي الدليل الذي يثبت سالمة وصحة ومدى حجية التوقيع اإللكتروني وهي
تتمتع بجملة من المميزات ،هي:
2
-لتبادل المعلومات التي يحتمل أن تكون حساسة في سرية تامة بفضل تشفير البيانات.
3
-كل شهادة اسمية وغير قابلة للتحويل فال يمكن استعارتها أو استبدالها.
وهذا نموذج للمعلومات التي تتضمنها الشهادة اإللكترونية عند فحص اإلمضاء اإللكتروني:
490
عصرنة العدالة في الجزائر الفصل الثاني:
المصدر :عكا عبد الحكيم ،دور التفتيش القضائي في الرقابة على أمن المحررات القضائية
اإللكترونية ،المرجع السابق ،ص .12
رابعا .إنشاء آلية تشريعية جديدة (تسجيل عالمة وزارة العدل للتوقيع والتصديق اإللكتروني):
كجزء من التكامل بين تقنية التصديق والتوقيع اإللكترونيين ،شرعت و ازرة العدل في تطوير إطار
قانوني يتعلق بتحديث وعصرنة قطاع العدل وهو القانون رقم 21-25المؤرخ في 22/21/1225
المتعلق بعصرنة العدالة ،نص هذا القانون صراحة على أن المستندات اإلجرائية والوثائق القضائية
الصادرة من مصالح و ازرة العدل والمؤسسات التابعة لها والجهات القضائية ،أن تكون مشتملة على
التوقيع اإللكتروني.1
1
. Modernization au service de la qualite de la justice .P 12.
491
عصرنة العدالة في الجزائر الفصل الثاني:
تكريسا للحماية القانونية لألنظمة الرقمية وبرامج التوقيع االلكتروني ،وفي إطار تطبيق أحكام اتفاقية
باريس المؤرخة في 12مارس 2221لحماية الملكية الصناعية التي انضمت إليها الجزائر عام ،2911
واألمر 25-21المؤرخ في 22/29/1221المتعلق بحق المؤلف والحقوق المجاورة له ،تم تسجيل
البرامج واألنظمة المعدة كجزء من حل PKIالخاص بالتوقيع االلكتروني.
-تسجيل العالمة الرسمية لو ازرة العدل على مستوى المعهد الوطني الجزائري للملكية الفكرية INAPI
المودعة على شريحة إلكترونية ،بهدف حظر جميع االستخدامات غير المشروعة.
-الحماية الدولية من خالل المعهد الوطني للملكية الصناعية ،INAPIبالتعاون مع مصالح و ازرة
الخارجية ،وفقا التفاقية باريس المذكورة أعاله.
-الحماية القانونية لبرامج وأنظمة التوقيع اإللكتروني على مستوى المكتب الوطني لحقوق والمؤلف
والحقوق المجاورة لها ،وفقا ألحكام األمر .25-21
إن تكريس هذه الحماية القانونية عملية فريدة من نوعها بموجب اعتماد و ازرة العدل على تقنية التوقيع
اإللكتروني وبالتالي إلزامية استخدام العالمة الرسمية لو ازرة العدل على شريحة التوقيع اإللكتروني.1
من أجل حماية كل األنظمة المعمول بها والمعتمدة في و ازرة العدل ،سعت الو ازرة إلى وضع مركز
احتياطي في القليعة سمي المقر االحتياطي ألنظمة اإلعالم اآللي الخاص بو ازرة العدل والذي دخل
حيز الخدمة في 1مارس ،1225فكل قواعد البيانات المركزية وأنظمة األرشيف وكل األنظمة
1
. Modernization au service de la qualite de la justice .P 11.
492
عصرنة العدالة في الجزائر الفصل الثاني:
المعلوماتية تم وضع نسخة منها في هذا المركز االحتياطي حماية لها في حالة وقوع حوادث أو كوراث
طبيعية أو غيرها من الظروف التي يمكن أن تعرقل سير العمل القضائي ،وتمس باستم اررية الخدمات
العمومية المقدمة م ن قبل القطاع ،بالتالي فإن الموقع االحتياطي يسمح باستئناف العمل سواء داخل
الو ازرة أو الجهات القضائية بصورة فورية وآنية.
كما أن أي تعديل في الو ازرة أو أي أنظمة جديدة يتم بدأ عمل بها وكذا أي وثائق تتم رقمنتها أو
أرشفتها أي كل ما يخص أعمال القطاع الجديدة يتم إرسال نسخة منها للمركز مباشرة وبصورة دورية
عن طريق ال ،mise a joureلكي يكون مركز البيانات االحتياطي Backupمحدث.1
عمدت الو ازرة إلى وضع أنظمة إلكترونية خاصة بتسيير اإلدارة وذلك باالستغالل األمثل للشبكة
القطاعية والوسائل المتطورة الحديثة العصرية لمراعاة احتياجات القطاع وفق تخطيط محكم ودقيق ،وقد
تمثلت هذه األنظمة في الشباك الموحد الذي تم التطرق له في الفرع األول ،و le Gadنظام التسيير
اإللكتروني للوثائق الذي شمله الفرع الثاني ،أما أنظمة تسيير الموارد البشرية فتطرق لها الفرع الثالث،
وشمل الفرع الرابع أنظمة تسيير األوامر ،وأخي ار تطرق الفرع الخامس لنظام تسيير األرشيف التاريخي.
493
عصرنة العدالة في الجزائر الفصل الثاني:
الشباك الموحد هو التقنية التي تربط كل الخدمات اإللكترونية التي تسهل التسيير الداخلي لألعمال
القضائية والخدمات المقدمة المتواجدة في كل الجهات القضائية سواء المحكمة أو المجلس القضائي،
مجلس الدولة ،المحكمة العليا ،المحكمة اإلدارية ،كما أنه يربط كل الجهات القضائية مع بعضها
وزرة العدل ،يعد التسيير داخل للشباك منظما جدا حيث
بالتنسيق مع مديرية اإلعالم واالتصال داخل ا
يكون العمل أوتوماتيكيا آليا من مصلحة إلى أخرى ،فنجد أنه مقسم إلى :الطعون ،متابعة مآل القضية،
تسجيل القضايا الجزائية أو المدنية وغيرها...
لكل جهة قضائية تطبيقة على مستواها لفتح الشباك الموحد لكن كل العمل القضائي يتم على نفس
النظام اآللي فهو عبارة عن قاعدة معطيات مركزية من المحكمة إلى القمة ،كما أن هذا الشباك مقسم
على شقين في كل مستوى الشق المدني والشق الجزائي.
494
عصرنة العدالة في الجزائر الفصل الثاني:
انطلق العمل بهذه التطبيقة سنة ،1221وقد بدأت رويدا رويدا وتم إثرائها مع الوقت ،فكما نعلم أن
الملف القضائي متشعب وفيه العديد من الفروع ،وعدة أقسام يتم صعوده عبر درجات التقاضي للمجلس
ثم المحكمة العليا ،وفي الجانب المدني والجنائي واإلداري ،أي أنه يضم الكثير ،وهو أكبر نظام حاليا.
تدعيما للشفافية والموضوعية في األداء ،تم إنجاز نظام التسيير والمتابعة اآللية للملف القضائي،
هذا النظام (البرنامج المعلوماتي) له بعد استراتيجي هام ،سمح لقطاع العدالة بتجاوز الطرق التقليدية
في تسيير العمل القضائي ،واالنتقال إلى طرق وأساليب حديثة تمكن من التحكم في الملف القضائي
ومتابعته آليا ،وقد حقق مزايا كثيرة أهمها:
-إيجاد السيولة أكثر في تسيير المنازعات ،بفضل التسيير والمتابعة المعلوماتية للملفات القضائية من
تاريخ إيداع القضية إلى يوم النطق بالحكم.
-الشفافية والموضوعية في الجدولة وتصفية القضايا من خالل التمكن بسرعة من معرفة الملفات لكل
المتدخلين بما فيهم المواطن المعني ومحاميه ،عن طريق االستشارة اآللية أو الشباك اإللكتروني.
-إضفاء تنوير أحسن على ق اررات السياسة العامة عن طريق تقديم إحصائيات موثوقة ومنتظمة تمكن
من توضيح االتجاهات الكبرى للمنازعات وخصوصياتها في مختلف المجاالت المدنية ،الجنائية
واإلدارية.3
495
عصرنة العدالة في الجزائر الفصل الثاني:
هذه كانت أول المشاريع التي بدأت بها العصرنة ،فتم بناءه إلى غاية النقطة التي هو عليها حاليا،
وقد كانت االنطالقة بنظام إعالمي ف قط يعلم المواطن عن مسار ملفه " مسجل ،مؤجل ،صدر فيه
حكم" ،إلى أن أصبح نظاما معلوماتيا متكامال ومتشعبا لتسيير الملف القضائي ،ينظم كل مجاالت
القضية من دخولها إلى غاية الحكم فيها ورجوعها في حالة الطعن بالنقض وغيرها ،كما تم إضافة
نماذج لألوامر التي يقوم بها قا ضي التحقيق ،وتم توحيد األحكام بمعنى أن نموذج الحكم موحد على
مستوى كل الجهات القضائية ،والهدف من ذلك هو توحيد العمل القضائي اإلداري على مستوى الو ازرة
وكل الجهات القضائية التابعة لها.
بالنسبة لملف القضية فيتم تسييره إلكترونيا في كل مراحله القضائية ،في حين أن الملف الورقي
الخاص بتلك القضية نفسها فال يتم رقمنته أو رفعه على التطبيقة عن طرق الماسح الضوئي مثال ال،
بل يبقى ورقيا لكن نتابع مساره إلكترونيا فقط في كل الدرجات القضائية.
اآلن أصبح العمل بهذه التطبيقة يتم على المستوى الوطني وذلك عن طريق النظام الرقمي الداخلي
الخاص بقطاع العدالة وهو اآلنترانات بحيث يتم العمل بهذا النظام في الجانبين اإلداري والقضائي.1
أيضا بالنسبة للقضاء على الملفات الورقية قدمت الو ازرة للجهات القضائية كل اإلمكانات والمعدات
الالزمة لذلك وهي جهاز السكانير وتطبيقة خاصة la Gadالخاصة بتسيير ملفات الو ازرة لبدأ عملية
ترقيم األرشيف حتى يصبح إلكترونيا ككل ،وقد ركز العمل على الملفات القضائية ما بعد ،1222
فتمت رقمنتها عن طريق الماسح الضوئي ثم إدخال كل البيانات إلى النظام القضائي اإللكتروني ،هذا
المشروع تم البدأ فيه ومازال قيد التنفيذ ،وقد تم ترقيم الملفات الجديدة ويتم العمل اآلن على رقمنة
األحكام القديمة التي قبل ،1222فقبل دخولنا لنظام التسيير الرقمي للوثائق كان المحامي يذهب
الستخراج الحكم بالتقادم أمام أمانة الضبط ،وهي تبحث عنه في األرشيف وتمنحه له لنسخه فقط ،لكن
496
عصرنة العدالة في الجزائر الفصل الثاني:
اآلن بعد رقمنة كل ا ألحكام والملفات الورقية عن طريق جهاز السكانير ونضافتهم إلى قاعدة البيانات
أصبح بإمكان أي محام استخراجها من أي جهة قضائية إلكترونيا ،هذا بالنسبة للمحاكم العادية.1
وبالمقارنة ،يمكن لمستخدم القضاء في كل من األردن والمغرب ،أن يطلع انطالقا من محطات
إلكتروني ة داخل المحكمة ،على حالة تقدم ملفه بمجرد استعمال بعض المراجع (بيانات القضية ،ورقم
2
الملف وأسماء األطراف ،وغيرها).
تسمح هذه التطبيقة بتسيير ومتابعة الملف القضائي بدأ من تسجيل الملف سواء في الشق المدني
أو الجزائي أو اإلداري إلى غاية البت النهائي فيها ،كما تسمح بـ:
-2إطالع المواطن على مآل قضيته عبر الشباك الموحد الموجود على مستوى كافة الجهات القضائية.
-1االطالع على الشباك الموحد اإللكتروني للمحكمة العليا ومجلس الدولة انطالقا من المجالس
القضائية.
-1تسجيل الطعون بالنقض عن بعد أمام المحكمة العليا في المادة الجزائية والمدنية على مستوى
المجالس القضائية.
-4المواطن بمجرد تسجيل قضيته في الصندوق ت صدر له استمارة فيها اسم المستخدم وكلمة المرور
لتمكينه من الولوج إلى الموقع واالطالع على مآل قضيته أمام الجهات القضائية عبر اإلنترنت.
497
عصرنة العدالة في الجزائر الفصل الثاني:
-تمكين جميع األطراف ،من محامين ومتقاضين من االطالع على سير الدعوى ونجراءاتها ومآلها عن
طريق هذا الشباك اإللكتروني الموحد المتواجد حاليا في كل محكمة ومجلس قضائي،
-الدقة في رسم سياسة قطاع العدالة بفضل الحصول على احصائيات دقيقة وموثوقة وبصفة منتظمة،
مما يمكن من حصر وتوضيح منحى المنازعات وتنوعها وخصوصياتها على كل المستويات.
هذا اإلنجاز الضخم انطلق العمل به كمرحلة تجريبية بمجلس قضاء وهران في شهر مايو سنة
، 1225ثم مجلس قضاء الجزائر في شهر غشت من نفس السنة ،وبعد نجاح التجربة وبفعالية كبيرة،
تم تعميم العمل به عبر كافة الجهات القضائية من المحاكم إلى المجالس القضائية عبر كافة التراب
الوطني ،ثم للمحكمة العليا ومجلس الدولة وهو يعمل بانتظام في جميع مصالح هذه الجهات القضائية
2
ومتحكم فيها بصفة كلية ودقيقة.
م.ل ،مقابلة مع رئيسة مكتب اإلعالم واالتصال لدى و ازرة العدل ،بتاريخ .1212-22-22 1
498
عصرنة العدالة في الجزائر الفصل الثاني:
بدأت الرقمنة على مستوى الو ازرة برقمنة كل الوثائق اإلدارية ،كما تم رقمنة السجالت الورقية الخاصة
بالقطاع ،1علما أن قطاع العدالة يستغل الورق كثيرا ،إلى أنه حاليا يوجد 222سجل على مستوى
المحاكم تم رقمنة % 52منها فأصبحت سجالت رقمية بترقيم آلي ،إذا فالعصرنة غيرت كل الموازين،
أيضا بالنسبة للسجالت القضائية فنجد أن السجل الورقي مثال يتم فتحه فيكون مرقما من 2إلى ،122
بينما في السجل اإللكتروني ال ،فترقيم السجل يبدأ من 2وينتهي عند أي رقم يصل إليه السجل في
نهاية السنة القضائية ،أي قد يصل إلى الصفحة 222.222أو أكثر أو أقل.
كما أن تأشيرة الملف في السجل الورقي تكون في نهاية السجل أي عدد أوراقه معروفة بينما في
السجل اإللكتروني فال ،فميزة التأشيرة هنا أننا نضعها عند غلق السجل وليس فتحه ،إذا ففي السجل
اإللكتروني ال يتم وضعها إال في نهاية السنة 21-12من كل سنة.2
بالتالي فإن هدف الو ازرة من وضع هذا النظام قصد االستغالل األمثل ألرشيف القطاع والمساهمة
في تجسيد مبدأ اإلدارة اإللكترونية ،ويكون ذلك من خالل اإلعتماد على األدوات الحديثة لحفظ وتسيير
الوثائق القضائية واإلدارية ،مع وجوب تصنيفها وترتيبها كأنها مأرشفة يدويا وكذا توفير أنظمة الحماية
الخاصة التي تمنع تخريبها أو زوالها.
499
عصرنة العدالة في الجزائر الفصل الثاني:
يضمن هذا النظام اإلدارة والمراقبة اآللية لمهن القضاة وموظفي العدالة (الشفافية وموضوعية
1
الترقية) وكذلك إنتاج جميع اإلحصاءات المفيدة لتخطيط تنمية الموارد البشرية في القطاع.
يشكل نظام تسيير الموارد البشرية أداة لتطوير وعصرنة أساليب تسيير المسار المهني للقضاة
وسائر موظفي قطاع العدالة ،من أمناء ضبط وموظفي األسالك المشتركة ،فهو يسمح باالنتقال من
مرحلة االعتماد على التوثيق والكتابة إلى مرحلة التسيير اآللي ،وهو بذلك يساهم في:
-المساعدة على اتخاذ الق اررات المتعلقة بتسيير المسار المهني للقضاة وموظفي قطاع العدالة،
-إعطاء احصائيات دقيقة الستغاللها في التخطيط وفي تطوير الموارد البشرية للقطاع.
يتضمن هذا النظام قاعدة معطيات تجمع أهم المعلومات المتعلقة بمساعدي القضاء ،بمختلف
األصناف ،من خبراء ،محضرين قضائيين ،وموثقين ،ومحامين ،ومحافظي البيع بالمزايدة ،ومترجمين،
كما يسمح أيضا بالتحكم في التعيينات وحركة التنقالت ،وأماكن ممارسة العمل ،والتحكم في المتابعات
التأديبية والجزائية عند االقتضاء.2
1
Modarnisation au service de la qualite de la justice ,p 6.
2الطيب بلعيز ،إصالح العدالة في الجزائر ،المرجع السابق ،ص .225
500
عصرنة العدالة في الجزائر الفصل الثاني:
هي بطاقة تخص كل موظفي العدالة في مجال تسيير الموارد البشرية ،فجميع مستخدمي قطاع
العدالة قضاة أو موظفين أو مسؤولين كلهم يحملون هذه البطاقة ،حيث يتم االعتماد عليها بإدخالها إلى
الحاسوب لالطالع على المسار المهني للمعني على أساس أنها تحتوي على شريحة فيها كل المعلومات،
لكن بشرط وجود تطبيقة خاصة بها في حاسوبك للتمكن من إدخالها وقراءة محتواها ،تمكن هذه البطاقة
حاليا المستخدمين من استخراج شهادة العمل الخاصة بهم إلكترونيا ،ويجري العمل على إضافة خدمة
استخراج كشوف العمل عبر األنترنت بدون االنتقال لإلدارة من خالل البطاقة البيومترية فقط.1
عمدت و ازرة العدل على وضع قواعد بيانات خاصة باألوامر الصادرة عن قاضي الحكم أو قاضي
التحقيق حتى تتمكن الجهات األمنية (األمن ،الدرك) من متابعة العمل بعد االطالع عليها إلكترونيا،
وهي:
هي األوامر الصادرة في الجلسات من قاضي الحكم أو األوامر بالقبض التي يصدرها قاض التحقيق،
إلحضار المتهم الفار ،فيتم وضع األمر مباشرة في قاعدة البيانات البيومترية الوطنية الخاصة بأوامر
القبض واخطارات الكف عن البحث بعد توقيعها إلكترونيا من طرف القاضي المختص ،ليتم االطالع
عليها من قبل الضبطية القضائية ،هنا أتيح للضبطية القضائية االطالع عليها عن بعد.
501
عصرنة العدالة في الجزائر الفصل الثاني:
األمر بالقبض يجب أن يخطر به حتى تبدأ عمليات البحث عن المجرمين والمشتبه بهم ،حتى
مصالح األمن في المطارات لها صالحية االطالع على قاعدة البيانات الخاصة بأوامر القبض ألنها
صنف من الضبطية القضائية.
بعد تنفيذ األمر بالقبض يتم اإلخطار بالكف عن البحث حتى ال يتم القبض على شخص قد تم
إخطار الكف عن البحث لصالحه ،وهي تدخل في إطار حماية حقوق اإلنسان وحرياته.1
هناك أيضا قاعدة بيانات وطنية مركزية موحدة يتم االطالع عليها من طرف الضبطية القضائية
للتعرف على الممنوعين من السفر ،2وهي أوامر تصدر عن قضاة الحكم أو قاض التحقيق ويتم وضعها
في قاعدة البيانات الوطنية ونمضائها إلكترونيا.
أنجز هذا النظام من أجل المحافظة على الذاكرة الوطنية ،والتكفل بأرشيف أولئك الذين رهنوا أنفسهم
إبان حرب التحرير المجيدة ،من أجل استقالل الجزائر ،وكانوا محل اعتقال في سجون االستعمار.
يسمح هذا النظام بتقديم خدمة مرفقية لهذه الشريحة أو لذويها ،ويضمن أيضا الحفاظ على السجالت
المحفوظة بو ازرة العدل من اإلتالف بفعل عاملي الزمن واالستعمال المضطرد ،3أي أنه يرمي إلى
502
عصرنة العدالة في الجزائر الفصل الثاني:
تحسين ظروف حفظ األرشيف وتسييره من خالل االستعانة باألدوات الحديثة التي تضمن في نفس
الوقت حماية أكبر وكذا تجعل عمليات البحث واالسترجاع تتم بسرعة وفعالية.1
إن التنظيم األمثل لقطاع العدالة استلزم توفير أنظمة لتحديد اإلحصائيات الدقيقة للنشاط القضائي
والتي تساعد على اتخاذ الق اررات لرسم السياسات ،كما تحتاج الجهات القضائية إلى نظام يساعدها
للفصل في النزاعات القائمة أمامها بطريقة إلكترونية ،إذا تتمثل هذه األنظمة في البطاقة القضائية (الفرع
األول) ،الجدول التحليلي (الفرع الثاني) ،والمحاكمات المرئية (الفرع الثالث).
يعد مشروع الخريطة القضائية الذي انطلق في سنة ،1225أداة مساعدة في عمليات إنشاء جهات
قضائية جديدة ،وفي عقلنة توزيع ال قضاة ،بناءا على التشخيص المقدم في الجدول التحليلي لمعطيات
النشاط وحجمه ،وهذه اآللية تمكن من تحقيق ما يلي:
-توزيع الموارد البشرية ،من القضاة وموظفي أمانة الضبط ،واألعوان المتخصصين توزيعا عقالنيا على
الجهات القضائية.
-تمكين المجلس األعلى للقضاء من إعداد مخطط الحركة السنوية للقضاة في آجال قصيرة وبموضوعية.
1و ازرة العدل ،إصالح العدالة الحصيلة واآلفاق ،المرجع السابق ،ص .14
503
عصرنة العدالة في الجزائر الفصل الثاني:
-تحديد االحتياجات الجديدة من الموارد البشرية ،وكذا التوزيع الجغرافي للهياكل القضائية حسب مقاييس
علمية تضمن تغطية قضائية عادلة.
لقد استلم المشروع خالل شهر يونيو من سنة ،1221واعتمادا عليه صار باإلمكان معرفة
االحتياجات من القضاة والموظفين على مستوى الجهات القضائية ،1فهو نظام آلي يتألف من أداة لدعم
التخطيط لصنع القرار وتطوير قطاع العدالة من أجل إضفاء الطابع العقالني على سياسات التسويات
الجديدة للمحاكم والمؤسسات العقابية وكذلك على سياسات تدريب القضاة وموظفي القطاع.2
يعتبر أداة مساعدة على اتخاذ القرار ،فهو وسيلة للتنظيم العقالني إذ يوفر في آن واحد ،مؤشرات
تحليلية للتطورات الحاصلة في القطاع ،وقراءة شاملة لمختلف المعطيات المتعلقة بالهياكل القضائية
والوسائل المادية ،ومعلومات دقيقة ومحينة حول الموارد البشرية والمالية ،وحجم النشاط القضائي وطبيعة
ونوعية الجرائم المقترفة ،والمعطيات اإلحصائية ،وبذلك فهو يشكل أداة تسمح بتقييم مدى إنجاز أهداف
السياسة العام للقطاع.
لقد شرع في تصميم وننجاز الجدول التحليلي في شهر ديسمبر سنة 1221واستكملت الطبعة
األولى منه في شهر فبراير ،31224إذا فهو نظام يسمح بـ:
-توفير جميع اإلحصاءات المتعلقة بهذا القطاع ،مما ييسر وضع ميزانية عامة ووضعها موضع
استراتيجية مستقبلية.
504
عصرنة العدالة في الجزائر الفصل الثاني:
-تقديم أرقام رئيسية عن القطاع على المستوى المركزي وكذلك على مستوى الجهات القضائية
والمؤسسات العقابية.
بعد وضع جدول الج ارئم ،تم استحداث هيكل جديد ونشره على الصعيد المحلي (محاكم-مجالس)
وعلى المستوى المركزي (قاعدة بيانات مركزية) من أجل تقديم احصائيات دقيقة عن القضايا الجنائية.1
إن األساس القانوني لهذا اإلجراء هو القانون 21-25المتعلق بعصرنة العدالة في المواد من 24
إلى ،21وقد وضعته و ازرة العدل موضع التنفيذ ليس فقط في مجال محاكمة المتهمين بل وحتى لسماع
الشهود حماية لحقوق الدفاع وتطبيقا للمحاكمة العادلة.
كذلك التعديل األخير لقانون اإلجراءات الجزائية لسنة 1212نص هو اآلخر على المحاكمات عن
بعد ونظمها في الحاالت القصوى أي الضرورة الملحة دون أخذ رأي المتهم من أجل المصلحة العامة
2
وضرورة الصحة العمومية مثل ما حدث خالل فترة جائحة كورونا.
لم يقدم المشرع الجزائري تعريفا واضحا للمحادثات المرئية عن بعد لكن اكتفى بذكر شروط
استعمالها ،ووفقا للمادة 24من القانون 21-25فإذا استدعى بعد المسافة ومن أجل السير الحسن
للعدالة يتم سماع الشهود واألطراف عن طريق المحادثات عن بعد ،وفقا لإلجراءات المنصوص عليها
في قانون اإلجراءات الجزائية ،كما يجب التأكد من سرية الوسيلة المستعملة وأمانتها ،كما أكد المشرع
على تسجيل كل ما تم عبر المحادثات عن بعد في دعامات ترفق مع ملف اإلجراءات ،أي حفظ
التصريحات في دعامة إلكترونية ،وأيضا كتابة كل التصريحات على محضر يوقع من طرف القاضي
1
MODERNISATION AU SERVICE DE LA JUSTICE, P 6.
2د.ب ،مقابلة مع قاضية في مديرية العصرنة ،بتاريخ .1212-22-22
505
عصرنة العدالة في الجزائر الفصل الثاني:
المكلف بالملف وأمين الضبط ،وذلك حفاظا على أمانة التحقيقات وسالمة الملفات حتى لو ضاعت
الدعامة اإللكترونية توجد الورقية ،وقد حدد المشرع الحاالت التي يتم فيها اللجوء إلى هذه اآللية وهي:
-يمكن لقاضي التحقيق اللجوء إليها الستجواب وسماع شخص وفي إجراء مواجهات بين عدة أشخاص.
-يمكن لجهة الحكم أن تلجأ الى المحادثات عن بعد لسماع الشهود واألطراف المدنية والخبراء.
-يمكن لجهة الحكم المختصة بقضايا الجنح أن تلجأ إليها أيضا لتلقي تصريحات متهم محبوس إذا
وافق هو والنيابة العامة على ذلك.1
مع ضرورة اإلشارة أن االستماع واالستجواب والمواجهة باستعمال هذه التقنية تتم بمقر المحكمة
األقرب من مكان إقامة المعني لتلقي تصريحاته ،مع وجوب حضور وكيل الجمهورية المختص إقليميا
الذي بدوره يتحقق من هوية المعني ويحرر محض ار عن ذلك.
أما إذا كان الشخص المسموع إليه محبوسا فتتم المحادثة عن بعد من المؤسسة العقابية التي يوجد
فيها وفقا لإلجراءات المقررة قانونا.2
أما بالنسبة لسماع الشاهد والذي نعني به أي طرف خبير ،فهي ليست شهادة إلكترونية بل يأتي
ويقف أمام القاضي لإلدالء بشهادته باعتباره طرفا في الملف بعد استدعائه من طرف المحكمة ،كما
يمكنه أيضا التوجه إلى أي جهة قضائية قريبة له ألنه مثال يمكن أن يكون في وهران واالستماع يكون
في الجزائر العاصمة فيتوجه إلى قاضي تحقيق محكمة وهران ويطلب شهادة عن بعد عن طريق
المحاكمات االفتراضية ليتم االستماع إلى شهادته ،وهي أيضا نوع من أنواع حماية الشهود وتخفيف
عبء السفر وطول المسافة عليهم.3
506
عصرنة العدالة في الجزائر الفصل الثاني:
لقد تم االعتماد على هذه التقنية الحديثة في جلسات المحاكم بتوفير العتاد الالزم من قاعات مجهزة
بأحدث التقنيات الالزمة للمحادثات المرئية وأيضا تأهيل وتدريب موظفين متخصصين لهذه التقنية،
ونظ ار لما خلفته جائحة كورونا على كل العالم أصبح لزاما تطبيق هذه التقنية على أرض الواقع بعد
توقف كل النشاطات وتعطل العمل القضائي الذي أدى إلى ضياع حقوق المتقاضين ،وبذلك بدأ اللجوء
إلى هذا النوع من المحاكمات بصورة الزمة للمحافظة على المحاكمة العادلة بحضور المتهمين وأطراف
الخصومة ،وبهذا تمت المحافظة على حقوق المواطنين من جهة ومسايرة العمل القضائي من جهة
أخرى ،فاألهداف المرجوة من هذا اإلجراء:
-يمكن للمحكمة أيضا استخدام مؤتمر الفيديو لسماع الشهود واألطراف المدنية والخبراء.
1
تم وضع هذا االجراء موضع الخدمة ابتداءا من الربع األول لسنة .1225
1
Ministere de la justice, MODERNISATION AU SERVICE DE LA QUALITE DE LA JUSTICE, P35.
507
عصرنة العدالة في الجزائر الفصل الثاني:
تعد الخدمة النوعية المحاطة بالضمانات الضرورية الهدف الرئيسي لعصرنة القطاع لتحقيق خدمة
عمومية قضائية رقمية ،فكل البنى التحتية اإللكترونية من شبكة قطاعية وقواعد بيانات مركزية و ...إلخ
التي وضعتها الو ازرة في مجال تسيير العمل القضائي تهدف باألساس إلى تقديم خدمات إلكترونية عن
بعد تخدم الصالح العام على قدر من المساواة والشفافية والموضوعية.
سعت و ازرة العدل إلى وضع مواقع ومنصات إلكترونية تمكن المواطنين من الحصول على الخدمات
دون الحاجة للتنقل إلى مقر الجهات القضائية ،ويجب اإلشارة أن أهم الخدمات اإللكترونية تقدم من قبل
المحاكم والمجالس القضائية ،أما الو ازرة والقنصليات فانفردت كل واحدة باستصدار وتقديم نوع أو نوعين
من الخدمات والشهادات فقط.
إن أهم الخدمات اإللكترونية لو ازرة العدل تقدمها المحاكم والمجالس القضائية باعتبارها الجهات
القضائية األكثر تعامال مع المواطنين وهي التي تطرق لها المطلب األول ،أما الخدمات الممنوح
إختصاص تقديمها لجهات معينة أي التي تنفرد بها جهات قضائية دون أخرى تم التطرق لها في
المطلب الثاني.
يعد إدخال تكنولوجيا اإلعالم واالتصال لقطاع العدالة وسيلة للوصول إلى عدالة في متناول الجميع
بسرعة ودرجة عالية من الفاعلية ،على هذا األساس تم وضع جملة من الخدمات اإللكترونية عبر
األنترنت أغلبها خدمات مشتركة بين المحاكم والمجالس القضائية لتلبية احتياجات المواطنين ،أي يمكن
الحصول عليها بالتسجيل في الموقع اإللكتروني للمحكمة أو المجلس القضائي الموجودين داخل اإلقليم
الجغرافي لوالية إقامتك ،دون إغفال الخدمات اإللكترونية المقدمة من طرف الو ازرة والقنصليات.
508
عصرنة العدالة في الجزائر الفصل الثاني:
تجدر اإلشارة أن الخدمات المقدمة من طرف الو ازرة والجهات القضائية التابعة لها تستلزم أن يتوجه
المواطن للجهة القضائية األقرب إليه لتسجيل نفسه فيها حتى يتمكن من الولوج إلى المنصة الخاصة
بالو ازرة واالستفادة من الخدمات اإللكترونية كما أشرنا مسبقا.1
بعد التسجيل األول للمواطن أي بعد تقديمه رقم الهاتف الشخصي ومأل االستمارة المقدمة له يتحصل
على رقم سري أولي للدخول إلى األرضية اإللكترونية ،أما الرقم الثاني الذي يمكنه من الدخول إلى
الباب التالي للحصول على الخدمات اإللكترونية مباشرة الموجودة في الموقع (الجنسية ،التجنس ،صحيفة
القضائية ،وغيرها) فيتم إرساله له عبر رسالة نصية تحمل الرقم السري واسم المستخدم ،فالتأمين هنا
يكون مزدوج لهذا تم وضع رقمين سريين األول يمنحه له موظف الجهة القضائية بمجرد تسجيله واآلخر
يصله عبر الهاتف عن طريق ال ،sms2وبالتالي تتمثل الخدمات المقدمة والتي تم التطرق لها في هذا
المطلب:
النيابة اإللكترونية في الفرع األول ،وصحيفة السوابق القضائية في الفرع الثاني ،ونسخ من عقود
المحاكم الشرعية في الفرع الثالث ،ونسخة من مرسوم التجنس في الفرع الرابع ،وسحب األحكام من
طرف المحامين في الفرع الخامس ،وآخرها التصحيح اإللكتروني لألخطاء الواردة في سجالت الحالة
المدنية في الفرع السادس.
النيابة اإللكترونية هي عبارة عن واجهة للتعامل مع النيابات ووسيط بين المواطن والنيابة ،3تسمى
بالشكوى عبر األنترنت ،فعوض التنقل إلى المحكمة نقوم برفع الشكوى إلكترونيا عن طريق تطبيقة
509
عصرنة العدالة في الجزائر الفصل الثاني:
النيابة اإللكترونية التي أتاحتها و ازرة العدل عبر موقعها الخاص ،ونراقب مآلها ،فنحدد المحكمة ونرسل
الشكوى ،ثم يقوم وكيل الجمهورية بدراستها وفقا للسلطة التقديرية المخولة له ،ومن خالل الواجهة الخاصة
به (كل وكيل جمهورية على مستوى المجلس له واجهة خاصة به) ،ليقرر ما يجب القيام به إما أن
يعطي تعليمات أو يأمر الضبطية القضائية بسماع شخص أو يرسل للمعني استدعاء أو إخطا ار لسماعه،
أي على حسب السلطة التقديرية للنيابة ،كما يرسل له ويمكنه من االطالع على مآل شكواه أيضا
إلكترونيا ،1أو يطلب من المعنى الوثائق الثبوتية لتدعيم شكواه ،أي أنه يأخذ كل اإلجراءات المناسبة
قبل مرحلة جدولة القضية وتحديد معاد للجلسة ،ووكيل الجمهورية هنا يوجه المعني هل هي قضية
تستدعي تدخل النيابة أم هو نزاع مدني فقط ،أو يوجهك إلى القسم العقاري ،وفي حالة عدم تدخل النيابة
يتم حفظ الشكوى وتبليغه بمقرر الحفظ ،أي يتم فرز الملفات.
الشكوى يمكن أن تكون من أي والية فهي ال تستدعي الحضور الشخصي ألنها إلكترونية ،وبعد
النظر فيها يتم الرد عليه أحيانا أنه يجب الحضور الشخصي لتأكيد الشكوى ،ألن هناك أمور تستلزم
الحضور الشخصي ،أو يتم مباشرة قبول الشكوى ويتم إرسالها إلى الضبطية القضائية لسماع xوy
المقدمة الشكوى ضدهم ،ونذا تمت جدولة القضية وتحديد الجلسة يتم موافاتك الحقا باالستدعاء ،لكن
2
الحضور المادي ضروري في الجلسات.
يمكن لكل شخص طبيعي أو معنوي (اإلدارات والمؤسسات ،الشركات الخاصة والجمعيات )… ،تقديم
شكوى أو عريضة أمام النيابة إلكترونيا ،باتباع الخطوات التالية:
510
عصرنة العدالة في الجزائر الفصل الثاني:
-يتم الولوج إلى أرضية النيابة اإللكترونية المخصصة لهذا الغرض ،والمتاحة عبر البوابة اإللكترونية
لو ازرة العدل ،ثم النقر على خانة “تسجيل شكوى أو عريضة”.
-بعدها يتوجب ملء استـمـارة “تسجيل شكوى/عريضة عن بعد” ،بإدخال البيانات الشخصية الخاصة
بهويته كاملة ،وعنوان إقامته ،ورقم هاتفه المحمول ،وكذا عنوان بريده اإللكتروني ،إن وجد ،والنقر على
الزر ” ،“OKالذي يظهر في نافذة تأكيد المعلومات المدخلة فتظهر مباشرة ،نافذة تبين إرسال رمز
التأكيد ،الذي يصله في هاتفه المحمول ،وكذا عبر بريده اإللكتروني.
-فور تلقيه رمز التأكيد المذكور ،يصبح بإمكانه إدراج البيانات المتعلقة بالشكوى ،وذلك باتباعه اآلتي:
-بعد إدراج رمز التأكيد المرسل إليه ثم النقر على زر “التالي” ،إلدخال البيانات الخاصة
بالشكوى/العريضة ،والمتمثلة في :اختيار الجهة القضائية الموجه إليها الشكوى/العريضة ،تحديد نوع
الشكوى/العريضة وندخال مضمونها ،تحميل المرفقات ،أي وثائق اإلثبات المدعمة للشكوى/العريضة،
إن وجدت ،وأخي ار النقر عل الزر تسجيل.
-فيتم تحويل هذه الشكوى/العريضة ،بصفة آلية إلى ممثل نيابة الجهة القضائية الموجة إليها
الشكوى/العريضة (وكيل الجمهورية بالمحكمة أو النائب العام بالمجلس القضائي) التخاذ اإلجراء
المناسب والتصرف فيها ،بعد ذلك ،تظهر للمعني نافذة تؤكد تسجيل الشكوى بنجاح ،ويظهر له وصل
التسجيل يحتوي على اسم المستخدم وكلمة المرور ،قابلة للطباعة ،ويتعين على مقدم الشكوى االحتفاظ
به للولوج بعد ذلك ،وفي أي وقت يريده ،إلى فضاء “مآل شكوى أو عريضة ”عبر رابط أرضية النيابة
اإللكترونية ،لالطالع على مآل شكواه ،كما يتم إعالم المعني بمآل شكواه أيضا عبر رسالة نصية قصيرة
)(SMSو/أو عبر بريده اإللكتروني.1
511
عصرنة العدالة في الجزائر الفصل الثاني:
أول خطوات عصرنة الخدمات القضائية بدأت بوضع قاعدة بيانات مركزية على مستوى المركز
وهي قاعدة بيانات وطنية موحدة وبيومترية تضم السجل العدلي القضائي على مستوى وطني ممركز
وموحد ،وأي تحيين من قبل الجهات القضائية يتم آليا على مستوى القاعدة المركزية ألنها قاعدة بيانات
واحدة ،ما سمح بإمكانية سحب الصحيفة القضائية واالطالع عليها من أي مكان عبر األنترنت ،1وهذا
نتيجة التنسيق التقني في مجال رقمنة الحالة المدنية بين مصالح و ازرة العدل ومصالح و ازرة الخارجية
والجماعات المحلية أين أصبحت القاعدتان المركزيتان (الحالة المدنية والسجل العدل) متالزمتين في
العمل القضائي ،بحيث يتم التأكد من هوية المعني بالصحيفة القضائية من خالل سجله المدني ،وعلى
هذا األساس تغيرت النظرة للخدمات وأصبح السعي لإلعفاء النهائي من الوثائق.2
كما تم حديثا استحداث خدمة الحصول على الصحيفة القضائية موقعة ومصادق عليها من طرف
و ازرة العدل عبر األنترنت دون الحاجة لالنتقال إلى أي جهة قضائية ،بشرط التسجيل المسبق في البوابة
اإللكترونية للخدمات القضائية الخاصة بالو ازرة.
أوال .سحب صحيفة السوابق القضائية (القسيمة رقم )3الموقعة إلكترونيا عبر األنترنت:
مكنت هذه التطبيقة المواطنين منذ الربع األول لعام 1225من الحصول على هاته الخدمة إلكترونيا
دون ما الحاجة للذهاب إلى المحكمة ،وذلك بفضل تسجيلها وتخزينها في قاعدة البيانات المركزية
الخاصة بالسجل العدلي ،3وتتمثل اإلجراءات المتبعة الستخراجها إلكترونيا بـ:
512
عصرنة العدالة في الجزائر الفصل الثاني:
يمكن لكل جزائري أو أجنبي مقيم بالجزائر ،أن يطلب ويتلقى ،عن طريق األنترنت ،القسيمة – رقم
– 1من صحيفة السوابق القضائية الخاصة به ،متى كانت خالية من أي عقوبة ،وذلك بقيامه مرة
واحدة فقط ،بالخطوات اآلتية:
-2بداية يجب أن يتقرب المواطن من شباك أي مجلس قضائي أو محكمة عبر التراب الوطني ،مرفقا
بالوثائق الثبوتية التالية:
– شهادة ميالد.
-1بعد استالم أمين الضبط المستند الورقي المقدم ،يقدم له صك يحتوي على اللقب واالسم الشخصيين،
واسم المستخدم وكلمة مرور شخصيين وسريين.
-1بعدها يتلقى عبر هاتفه المحمول ،خالل ثمان وأربعين ( )42ساعة الموالية ،رسالة نصية
قصيرة ( )SMSبها اسم مستخدم وكلمة مرور شخصيان آخران ،جديدان وسريان ،للمحافظة على سرية
الخدمة ،وفور تلقيه السم المستخدم وكلمة المرور الجديدين عبر هاتفه المحمول ،يصبح بإمكانه الولوج
إلى خدمة طلب وتلقي صحيفة السوابق القضائية عن طريق األنترنت ،1على موقع و ازرة العدل ،وذلك
بإتباعه اآلتي:
513
عصرنة العدالة في الجزائر الفصل الثاني:
– النقر على زر الدخول لظهور عدة روابط المتواجدة في بوابة الو ازرة.
– بالنقر على هذا الرابط ،تظهر “نافذة” مطلوب فيها إدخال اسم المستخدم وكلمة المرور ،المسجلين
بالمستند الورقي (الصك الورقي) المسلم من طرف أمين الضبط.
– بعدها يتم النقر على زر التحميل لتظهر مباشرة على شاشة الحاسوب القسيمة رقم 1لصحيفة السوابق
القضائية ،في شكل “ ”PDFموقعة إلكترونيا وعليها “كود أبار” ( )Code à barresقابلة للسحب
1
والطباعة.
ثانيا .السماح للمواطنين الجزائريين المقيمين بالخارج من سحب الصحيفة رقم 3من السجل القضائي
موقعة إلكترونيا عبر األنترنت :فبفضل التوقيع االلكتروني سمحت و ازرة العدل من تقديم خدمة جديدة
عن بعد لفائدة الجزائريين المقيمين بالخارج ،هذا اإلجراء دخل حيز التنفيذ في 12أكتوبر ،1225ويتم
حاليا تكييفه في جميع أنحاء العالم ،وذلك بهدف:
514
عصرنة العدالة في الجزائر الفصل الثاني:
-اعفاء المقيمين بالخارج من السفر إلى القنصليات تفاديا لمشاكل بعد المسافة.
أما بالنسبة لإلجراءات المتبعة للحصول على هذه الخدمة فهي :لكي يستفيد المواطنون األجانب
من هذه الخدمة الجديدة يجب اتباع اإلجراءات التالية:
-أوال يجب أن يحضر الشخص المعني إلى القنصلية مصحوبا بوثائق تثبت هويته ،حيث يقوم المندوب
الدبلوماسي بتسجيل بياناته ،ثم يقوم بإرسالها إلكترونيا إلى التطبيق المخصص لهذا الغرض على مستوى
الو ازرة.
-بعد ذ لك ،ترسل و ازرة العدل اسم المستخدم وكلمة المرور إلكترونيا إلى المندوب الدبلوماسي ،الذي
يقدمهما إلى الشخص المعني ،ليتلقى بعد ذلك خالل 42ساعة اسم مستخدم ثان وكلمة مرور جديدة
للسماح له بالوصول إلى شبكة األنترانت الخاصة بو ازرة العدل وسحب صحيفة السوابق القضائية الخاصة
2
به موقعة إلكترونيا.
تم استحداث وتوفير مستخرج صحيفة السوابق القضائية للشخص المعنوي مؤخرا ،من خالل تمكين
أغلبية المؤسسات العمومية مثل السجل التجاري ،و ازرة الداخلية ،و ازرة الدفاع ،المديرية العامة لألمن
وغيرها ،من استخراج الصحيفة القضائية عبر األنترنت فلهم حق االطالع واالستخ ارج من قاعدة البيانات
1
MODERNISATION AU SERVICE DE LA JUSTICE, P 15.
2
MODERNISATION AU SERVICE DE LA JUSTICE, P 29-30.
515
عصرنة العدالة في الجزائر الفصل الثاني:
المركزية ،1أي تم االستغناء عن الطريق التقليدية باإلرسال بناء على طلب إلى النيابة العامة ،إلى
القضاة ووزير الداخلية ووزير المالية ووزير التجارة واإلدارات والمؤسسات العمومية التي تتلقى عروض
الصفقات العمومية ،وبالتالي فإن المؤسسات العمومية واإلدارات بإمكانها الحصول على نسخة موقعة
إلكترونيا من قاعدة البيانات المركزية الخاصة بالو ازرة.
كما كان يسلم المستخرج أيضا للممثل القانوني للشخص المعنوي أو من ينوبه بعد التأكد من هويته
وصفته هذا ما أكدته المادة 154من قانون اإلجراءات الجزائية ،2أما اآلن فأصبحت كل التعامالت تتم
إلكترونيا أوال من أجل التخفيف على المواطنين من عبئ استخراجها وتكملة الملف المطلوب ،وثانيا
لتسهيل أعمال اإلدارات وتسريعها.
أهم خطوة قامت بها الو ازرة للوصول إلى هذه النتيجة هي أن األرضية اإللكترونية لشبكة و ازرة العدل
هي شبكة قط اعية مربوطة بواسطة األلياف البصرية وتدفقها عالي جدا يتناسب مع كل المتطلبات،3
ألن كل قواعد البيانات هي موجودة على مستوى األرضية الرسمية لو ازرة العدل.
يتم استخراج نسخ من عقود المحاكم الشرعية ،ونسخة من مرسوم التجنس ،طبقا لـ:
هي العقود القديمة جدا التي كانت خالل الفترة االنتقالية بعد استقالل الجزائر أين لم توجد بعد
المحاكم بالمعنى القانوني ،هذه الوثائق كانت في األرشيف الورقي لو ازرة العدل وللحصول عليها البد
516
عصرنة العدالة في الجزائر الفصل الثاني:
من تقديم طلب للو ازرة فهي المعنية الوحيدة بتقديمها ،أما اآلن فال ،بفضل اإلدارة اإللكترونية ورقمنة
األرشيف القضائي تم رقمنها عن طريق نسخها بأجهزة السكانير وجمعها في قاعدة بيانات وطنية،
1
وبالتالي يمكنك الحصول عليها من أي محكمة أو مجلس قضائي عبر التراب الوطني.
وبالتالي يمكن لكل مواطن أو ذوي حقوق استخراج نسخ عن عقود المحاكم الشرعية المتعلقة بحالة
األشخاص وتصرفاتهم ضمن عالقاتهم الشخصية ،من زواج وطالق ووصايا وفرائض …إلخ ،والتي تم
تحريرها خالل الفترة ( )2925-2912شهر فبراير ،من و ازرة العدل أو أي جهة قضائية (محاكم
ومجالس قضائية).
وللحصول عليها ،يتعين اإلدالء بالبيانات الشخصية والبيانات الخاصة بالعقد وتحديد الجهة التي
سيتم فيها استالمها ،ضمن االستمارة اإللكترونية ،حيث يتم سحب نسخة العقد من الجهة التي اختير
استالمها منها ،في أجل خمسة عشر يوما من تاريخ مأل االستمارة اإللكترونية.
-يتم استالم المستخرج بعد تقديم نسخة لبطاقة الهوية الوطنية لطالب المستخرج والتوقيع على استالمه
وذلك دون دفع مصاريف.2
يمكن سحب نسخة طبق األصل من مرسوم التجنس بالجنسية الجزائرية ،لصاحبها ،آنيا ،عبر الموقع
اإللكتروني لو ازرة العدل ،وذلك بعد قيام المعني ،مرة واحدة فقط ،بالتقرب شخصيا من شباك أي محكمة
(جهة قضائية) عبر التراب الوطني ،مرفوقا بالوثائق المطلوبة منه ليقدم له صك يتضمن اللقب واالسم
الشخصيين ،مع اسم المستخدم وكلمة المرور.
517
عصرنة العدالة في الجزائر الفصل الثاني:
يتلقى بعد ذلك وخالل ثمان وأربعين )(48ساعة الموالية رسالة نصية قصيرة) (SMSعبر هاتفه
المحمول ،بها اسم مستخدم وكلمة مرور آخران ،جديدان وسريان ،1أين يصبح بإمكانه الولوج إلى خدمة
سحب نسخة طبق األصل من مرسوم التجنس بالجنسية الجزائرية عن طريق األنترنت ،عبر موقع و ازرة
،بإدراج اسم المستخدم وكلمة المرور المرسلين العدل https://portail.mjustice.dz
عبر ،SMSثم الدخول إلى الرابط الخاص بطلب سحب نسخة طبق األصل من مرسوم التجنس ،ليتم
إدخال اسم المستخدم وكلمة المرور ،المسجلين بالمستند الورقي المسلم من طرف أمين الضبط ،عندئذ
تظهر على شاشة الحاسوب النسخة المطابقة ألصل مرسوم التجنس بالجنسية الجزائرية لصاحبها ،في
شكل PDFموقعة إلكترونيا وعليها Code à barresقابلة للطباعة والسحب.2
تم االنطالق في هذه التقنية منذ 11مايو ،1225وهي تهدف أساسا إلى:
-تحسين أداء النظام القضائي من خالل تبسيط إجراءات الحصول على المستندات القانونية اتجاه
الخصوم.
-السماح للمحامين بسحب النسخة العادية من األحكام واألحكام الموقعة إلكترونيا عبر األنترنت.
518
عصرنة العدالة في الجزائر الفصل الثاني:
إذا فالمحامون لديهم خدمة استخراج النسخة العادية عبر األنترنت من أحكام وق اررات قضائية صادرة
عن الجهات القضائية ،فهي إذا قاعدة بيانات خاصة باألحكام موجودة على مستوى كل جهة قضائية،
لكن لم يتم بعد جمع كل األحكام فيها.
يقوم المحامي بالتقدم إلى المحكمة لتسجيل نفسه للحصول على الخدمات اإللكترونية عن بعد،
ويكون ذلك على مستوى المكتب الخاص بالمحامين الموجود في كل محكمة ،هذه الخدمة تكون مقررة
للمحامي الذي لديه عالقة بالقضية ومتؤسس فيها ،أما المحامين اآلخرين فال يمكنهم االطالع على
1
األحكام لعدم ارتباطهم بالقضية.
لقد أصبحت هذه التقنية اآلن متوفرة على مستوى كل الجهات القضائية وليس فقط المحكمة فحتى
الق اررات واألحكام الصادرة عن المحكمة العليا ومجلس الدولة الموقعة إلكترونيا يمكن سحبها انطالقا
للقررات دون الحاجة للتنقل إلى
من المجالس القضائية وفقا لهذه التقنية ،وهنا نتكلم عن النسخة العادية ا
مقر الجهة القضائية المصدرة لها.
بالتالي يمكن للمحامي المسجل بإحدى المنظمات الجهوية للمحامين عبر التراب الوطني ،أن يسحب
النسخ العادية لألحكام والق اررات واألوامر والمحررات القضائية الخاصة بموكليه ،آنيا ،عبر الموقع
اإللكتروني لو ازرة العدل ،وذلك بعد قيامه ،مرة واحدة فقط ،بنفس الخطوات المذكورة في الوثائق
اإللكترونية السابقة ،فيتقرب المحامي شخصيا من أمانة الضبط لدى أي جهة قضائية عبر التراب
الوطني ،مرفوقا ببطاقته المهنية ،ورقم هاتفه المحمول.
المحامي غير المدرج ضمن التطبيقة المعدة لالستفادة من هذه الخدمة اإللكترونية عن بعد ،أو المدرج
بها بمعطيات غير مطابقة للمعلومات الخاصة به ،تسلم له استمارة على مستوى أمانة الضبط لملئها
519
عصرنة العدالة في الجزائر الفصل الثاني:
بالمعلومات المطلوبة أو الصحيحة ،والعودة مرة ثانية ،في الموعد الذي يحدده له أمين الضبط الستكمال
الخطوات التالية لحصوله على اسم المستخدم والرقم السري الخاص به.1
بعد استكمال كل الخطوات السابقة يصبح بإمكانه الولوج إلى خدمة سحب النسخ العادية لألحكام
والق اررات واألوامر والمحررات القضائية الخاصة بموكليه ،عن طريق األنترنت ،عبر موقع و ازرة العدل.
وذلك بإتباعه الخطوات التالية:
فبعد دخوله إلى البوابة ،https://portail.mjustice.dzيقوم بإدراج اسم المستخدم وكلمة المرور
المرسلين عبر ، SMSثم الدخول إلى النافذة الثانية ،والتي مطلوب فيها إدخال اسم المستخدم وكلمة
المرور ،المسجلين بالمستند الورقي المسلم من أمين الضبط ،ثم النقر على زر الـ “الدخول” لفتح صفحة
االستمارة المطلوب فيها تحديد الجهة القضائية والغرفة/القسم ونوع الوثيقة وطبيعة القضية ورقم القضية،
وأخي ار النقر على زر “التحميل” ،لتبدو مباشرة على شاشة الحاسوب الوثيقة القضائية المطلوبة ،في
شكل ”“PDFموقعة إلكترونيا وعليها – كود أبار ) – (Code à barresقابلة للطباعة والسحب.2
يتم العمل بهذا النهج حاليا وقد بدأ كمرحلة أولية على مستوى ثالثة مواقع تجريبية هي قسنطينة،
تيبازة ،تلمسان ،ليتم تعميمها الحقا في جميع الواليات القضائية.3
520
عصرنة العدالة في الجزائر الفصل الثاني:
تصحيح الحالة المدنية في القديم كان يتطلب العديد من اإلجراءات بينما حاليا يمكن تقديمه في 5
قنوات وهي المحكمة أو البلدية أو القنصلية إذا كان مقيما بالخارج ،أو يقدم للو ازرة أو المجالس القضائية،
كل هذه الطلبات يتم صبها في قاعدة معطيات واحدة ليتم النظر فيها.
أيضا في حالة طلب تصحيح إلكتروني لخطأ في سجل الحالة المدنية ويكون الخطأ ماديا يتم
االرسال من المحكمة إلى البلدية بطريقة إلكترونية ،ألنه من المفروض حاليا البلديات هي التي تسترجع
أوامر التصحيح أي يوافوك بالتصحيح بعد إخطارك بأنه قد تم إرسال أمر التصحيح إليهم فيما يخص
ذلك الخطأ وأن قد تم تصحيحه من قبلهم ،وتقدم لك نسخة من العقد المصحح ،وبالتالي تم تبسيط
1
المسار أي يكون بطلب إلكتروني ثم ترفق الوثائق وتصب في المحكمة.
إن طلب تصحيح األخطاء الواردة في سجل الحالة المدنية (شهادة الميالد ،الزواج أو الوفاة) يجب
أن يرفق حسب الحالة بالوثائق الالزمة ،ويتم تقديمه مباشرة على مستوى المحاكم ،ولالستفادة من هذه
الخدمة عبر اإلنترنت ،يجب القيام مرة واحدة فقط ،بنفس الخطوات المتبعة الستخراج الوثائق السابقة
الذكر فيتعين عليه التقرب من شباك أي محكمة أو مجلس قضائي عبر التراب الوطني ،مرفوقا ببطاقة
رسمية للهوية ،وشهادة ميالد ،ورقم هاتفه المحمول الشخصي ،ثم يستلم من أمين الضبط ،مستندا ورقيا،
يتضمن اللقب واالسم الشخصيين ،واسم المستخدم وكلمة مرور شخصيين ،ليتلقى بعد ذلك رسالة نصية
قصيرة ) (SMSعبر هاتفه المحمول ،خالل ثمان وأربعين ( )42ساعة الموالية ،بها اسم مستخدم وكلمة
مرور شخصيان آخران ،جديدان وسريان ،وهنا يصبح بإمكانه الولوج إلى خدمة التصحيح اإللكتروني
2
لألخطاء الواردة في سجالت الحلة المدنية ،على موقع و ازرة العدلhttps://portail.mjustice.dz
521
عصرنة العدالة في الجزائر الفصل الثاني:
مع ا لعلم أنه بعد الحكم سواءا بالتصحيح لألخطاء الواردة في السجل الحالة المدنية أم ال يتم إبالغ
الشخص بالحكم من نفس المنصة اإللكترونية الخاصة بخدمة التصحيح.1
المطلب الثاني :الخدمات اإللكترونية التي تنفرد بها جهات قضائية دون أخرى.
خصت و ازرة العدل بعض الجهات القضائية باستصدار بعض الوثائق الخاصة بالمواطنين إلكترونيا
عبر األنترنت بصورة منفردة دون الجهات القضائية األخرى وأيضا بعض العمليات اإللكتروني ،وهذا
يرجع إلى خصوصية هذه الوثائق والخدمات أي أنه ال يمكن أن تمنح لكل الجهات حتى تصدرها فهي
تحتاج أن تصدر من الجهات القضائية المخولة قانونا وصاحبة السلطة إلصدارها ،وتتمثل هذه الخدمات
في:
الخدمات التي تنفرد بها المجالس القضائية والو ازرة تطرق لها الفرع األول والخدمات التي تنفرد بها
المحاكم والقنصليات تطرق لها الفرع الثاني.
خصت الو ازرة المجالس القضائية والو ازرة فقط بالحق في استصدار مستخرج الوجود بسجون االحتالل
أثناء ثورة التحرير نظ ار ألهمية المستخرج وخصوصيته ،كما أوكلت الو ازرة جزءا من صالحياتها للمجالس
القضائية بتفويضها صالحية القيام بخدمة التصديق على الوثائق القضائية اإللكترونية لتخفيف العبء
على الو ازرة ،وهذه الخدمات هي:
522
عصرنة العدالة في الجزائر الفصل الثاني:
تنفرد كل من المجالس القضائية والو ازرة بتقديم خدمة استصدار مستخرج الوجود بسجون االحتالل
إبان ثورة التحرير الوطني ،حيث يمكن لكل مواطن سجن إبان الثورة التحريرية )(1954-1962أو
ذوي حقوقه ،الحصول على مستخرج وجوده بالسجن خالل تلك الفترة ،من المديرية الفرعية للوثائق
والمحفوظات بو ازرة العدل أو أي مجلس قضائي ،وذلك بإتباع الخطوات التالية:
-يتم سحب المستخرج أمام الجهة التي اختير استالمه منها ،في أجل ثمان وأربعين )(48ساعة من
تاريخ ملء االستمارة اإللكترونية.
-يتم استالم المستخرج بعد تقديم نسخة من بطاقة الهوية الوطنية لطالب المستخرج والتوقيع على
استالمه وذلك دون دفع مصاريف.
تعد و ازرة العدل هي السلطة الوطنية التي تتولى التصديق على الوثائق اإللكترونية خاصة
القضائية منها ،وسعيا إلى تخفيف العبء على المواطنين بالدرجة األولى وتوزيع العمل القضائي على
الجهات القضائية لتخفيف الضغط على الو ازرة ،فوضت و ازرة العدل سلطتها في التصديق للمجالس
القضائية ،وذلك في إطار منح اختصاص المصادقة على الوثائق الموجهة للخارج إلى السادة النواب
العامين على مستوى كافة المجالس القضائية قصد إعفاء المواطنين من التنقل إلى مقر وزارة العدل.1
523
عصرنة العدالة في الجزائر الفصل الثاني:
نأكد دائما أن الهدف من كل هذه الخدمات اإللكترونية هو إيصال الخدمة العامة للمواطن بكل يسر
وسهولة للقضاء على عاملي الزمان والمكان ،ولذا فقد منحت المحكمة والقنصليات والممثليات أيضا
وبصورة منفردة صالحية استصدار جملة من الخدمات اإللكترونية دون الجهات القضائية األخرى،
وهي:
-شهادة الجنسية:
تستخرج شهادة الجنسية الجزائرية من أي محكمة عبر التراب الوطني أو ممثلية دبلوماسية وطنية
بالخارج أو عبر األنترنت ،حيث:
أوال .يمكن استخراج شهادة الجنسية الموقعة إلكترونيا لصالح المواطنين ،وقد أتيحت هذه الخدمة
للمواطنين اعتبا ار من الربع األول من عام 1225للحصول على هذه الشهادة إلكترونيا دون ما الحاجة
الى المثول أمام المحكمة ،وذلك بفضل رقمنة السجل الخاص بها في قاعدة البيانات الرقمية.
ثانيا .يمكن استخراجها أيضا من أي ممثلية دبلوماسية أو قنصلية اعتبا ار من مايو 1225ويتجسد هذا
النهج الجديد من خالل تقديم الخدمات الدبلوماسية والقنصلية تحت إشراف و ازرة الشؤون الخارجية،
بواسطة واجهة بحث آلية تتضمن قاعدة بيانات شهادة الجنسية ،هذا من أجل:
1
-تقليل أوقات معالجة الطلبات.
1
Ministere de la justice, MODERNISATION AU SERVICE DE LA QUALITE DE LA JUSTICE, P 13-15.
524
عصرنة العدالة في الجزائر الفصل الثاني:
يمكن لكل جزائري ،مقيم داخل الوطن أو خارجه ،أن يطلب ويتلقى شهادة الجنسية الجزائرية الخاصة
به آنيا ،عبر الموقع اإللكتروني لو ازرة العدل ،شرط قيامه ،ولو مرة واحدة فقط ،بالخطوات المتبعة في
كل الخدمات اإللكترونية السابقة من:
-التقرب شخصيا لشباك أي محكمة عبر التراب الوطني ،مرفوقا بـبطاقة رسمية لهويته الشخصية ،رقم
هاتفه المحمول الخاص ،ووثائق الحالة المدنية أو المستندات المطلوبة الستصداره شهادة الجنسية
الجزائرية.
-بعدها يستلم من أمين الضبط ،مستندا ورقيا ،يتضمن اللقب واالسم الشخصيين ،واسم المستخدم
وكلمة المرور ،ليتلقى رسالة نصية قصيرة ( )SMSعبر هاتفه المحمول ،خالل ( )42ساعة الموالية،
بها اسم مستخدم وكلمة مرور آخران ،جديدان وسريان ،أين يصبح بإمكانه الولوج إلى خدمة الطلب
وتلقي شهادة الجنسية الجزائرية عن طريق األنترنت ،بالدخول إلى
البوابة ،https://portail.mjustice.dz :وندراج اسم المستخدم وكلمة المرور المرسلين عبر SMS
والدخول إلى رابط طلب وتلقي شهادة الجنسية الجزائرية ،واستكمال كل اإلجراءات لتبدو أخي ار شهادة
جنسيته على شاشة الحاسوب ،في شكل “ ”PDFموقعة إلكترونيا وعليها كود أبار ( Code à
1
)barresقابلة للطباعة و السحب.
-إنشاء قاعدة بيانات مركزية خاصة بشهادة الجنسية منذ يناير .1224
525
عصرنة العدالة في الجزائر الفصل الثاني:
-حضور المواطن إلزامي فقط عند تقديم طلبه األول للتسجيل في المنصة اإللكترونية الخاصة
بالخدمات اإللكترونية لقطاع العدالة.
-تسهيل الحصول على شهادة الجنسية الموقعة إلكترونيا (توفي ار للوقت والتكلفة) بسحب بسيط عبر
األنترنت.
1
-يساهم في سرعة تكوين بعض الملفات اإلدارية.
من أجل استعمال قواعد البيانات المركزية لتحسين التشغيل عن بعد لألنظمة اآللية ،وعلى وجه
الخصوص أنظمة السجل العدلي وشهادة الجنسية ،وبفضل التوقيع اإللكتروني تقدم و ازرة العدل خدمات
إلكترونية مستحدثة.
من هذا المنطلق اشتمل المطلب على اإلشعارات عبر SMSوالبريد اإللكتروني في الفرع األول،
وتطرق الفرع الثاني لمركز النداء ،بينما تناول الفرع الثالث نظام sjdjوبوابة القانون الجزائرية ،أما الفرع
1
Ministere de la justice, MODERNISATION AU SERVICE DE LA QUALITE DE LA JUSTICE, P34.
526
عصرنة العدالة في الجزائر الفصل الثاني:
الرابع فتطرق لتطبيقة التكوين عن بعد ،واالعتماد على المحادثات المرئية ،بينما شمل الفرع الخامس
قاعدة بيانات مركزية للبصمة الوراثية ،ADNوأخي ار تطرق الفرع الخامس للمشاريع القطاعية واإلنجا ازت
المحققة من طرف الو ازرة.
تم االعتماد على التبليغ عن طريق اشعارات SMSوكذا التعامل وتبادل الوثائق بواسطة البريد
اإللكترونية ،وذلك وفق:
يتم استخدامه لتبليغ ونعالم المواطنين واستدعاءهم في التحقيق وفي كل تعامالتهم مع الجهات
القضائية ،إذا فقد كانت أول وسيلة تم استخدامها للتبليغ هي الرساالت النصية القصيرة SMSفمن سنة
1225إلى سنة 1221تم التعامل مع ثالث جهات لالتصال ، djz ، Oredoe،Mobilisوذلك
بموجب عقود.
إن التبليغ الذي نعني به عند استعمال smsهو ليس التبليغ الرسمي القانوني لألحكام ،وانما هو
مجرد إعالم المواطن فقط للتقدم أمام قاضي التحقيق أي هو مجرد إخطارات واستدعاءات ألن التبليغ
القانوني يجب أن يكون بموجب وثيقة وحكم ويبلغ من طرف المحضر القضائي ،1فهي إذا االخطار
واالبالغ عن اإلجراءات القانونية بالوسائل اإللكترونية ،هذه الخدمة جزء من إجراءات تسهيل وتسيير
وتحسين اإلجراءات اإلدارية ،بحيث تسمح ب:
527
عصرنة العدالة في الجزائر الفصل الثاني:
-استدعاء المتقاضين عن طريق الرسائل القصيرة ،عوضا عن إرسال استدعاء قانوني فعلي مادي.
هذا اإلجراء اختياري ،مالم يتقدم المواطن على الفور إلى المحكمة بعد تلقيه للرسالة النصية القصيرة،
أما من حيث التكاليف ،فهذا اإلجراء الجديد للمحكمة يسمح بتوفير نفقات السفر وتسهيل الوصول إلى
1
المعلومات القضائية في وقت قياسي.
يعد البريد اإللكتروني أهم وسيلة إلكترونية للتواصل اليوم وقد عمدت و ازرة العدل إلى إدخالها في
األعمال القضائية ،حيث أصبحت كل الجهات القضائية تتواصل مع بعضها عن طريقه ،كما وفرت
و ازرة العدل للمواطنين إمكانية التواصل معها عن طريق البريد اإللكتروني أو ما يسمى باألنترنت
M.justiceوهو موجه للمواطنين ،الذي يكفل لهم تقديم شكاويهم في كل المجاالت للو ازرة وترد عليهم
هي أيضا عن طريق البريد اإللكتروني ،حيث توجد خلية لالتصال هي التي تتولى استقبال الشكاوى
ونرسالها إلى الجهات القضائية المختصة بها ،فإذا كانت شكوى متعلقة بمجال العصرنة ترسل إلى
مديرية العصرنة ونذا كانت متعلقة بالشؤون القضائية ترسل إليهم ،ثم يتم الرد على المعني ،إذا فهي
قاعدة بيانات واحد يصب فيها كل البريد اإللكتروني ثم توزعه على الجهات المختصة.2
1
Ministere de la justice, MODERNISATION AU SERVICE DE LA QUALITE DE LA JUSTICE, P
2د.ب ،مقابلة مع قاضية من مديرية العصرنة ،المرجع السابق.
528
عصرنة العدالة في الجزائر الفصل الثاني:
إن استحداث وسائل من شأنها تقريب الخدمة العمومية لقطاع العدالة من المواطن هو حتما من
بين اآلفاق التي ينبغي أن تتحقق في إطار عصرنة العدالة ،وذلك لتحقيق هدفين رئيسيين في آن واحد
وهما:
-االصغاء للمواطن.
-وأيضا كانت من أهم األهداف لوضع هذا المركز هو تقديم خدمات لمختلف الجهات القضائية ومختلف
اإلدارات العمومية ،وأيضا من أجل التحسيس وتوعية المواطنين.
يمثل هذا المركز واجهة حيوية للمعلومات ومساهمة المواطن ،وكذا قطب جامع للكفاءات للعدالة
اإللكترونية ،إذن فهو الحل الشامل IP %222و %222جزائري ،وقد تم استحداثه ليساعد بصفة
جوهرية في سير نظام المعلومات على مستوى الجهات القضائية من خالل شبكة األنترنت لو ازرة العدل،
وتتمثل أهم عناصر مركز النداء في:
-العناصر التنظيمية،
-والتواصل عن بعد.1
الفرق بين الخطوات الواجب إتباعها قبل وضع المركز وبعد وضعه:
1عكا عبد الحكيم ،مركز النداء لو ازرة العدل ،انشاء مركز النداء(" )CALL CENTERعلى مستوى و ازرة العدل" ،و ازرة العدل الجزائرية ،الجزائر،
ص
529
عصرنة العدالة في الجزائر الفصل الثاني:
. 2قبل وضع مركز النداء :كان على المواطن بشكل إلزامي إرسال خطاب إلى خلية االتصال على
مستوى و ازرة العدل لالستفسار عن األمور الواقعة في اهتمامه.
.1بعد وضع المركز :يسمح هذا المركز باالتصال بالمواطنين والمتقاضين للتعرف على أعمالهم ،وكذلك
الطلبات المتعلقة بالخدمات عبر األنترنت من خالل الرقم األخضر المخصص لهذه العملية.1
يسمى بالرقم األخضر 22-22حيث يمكن المواطن من االتصال مجانا بأي مصلحة من مصالح
و ازرة العدل أو المجالس القضائية ،وعند االتصال تسمع الخيارات المقدمة من المركز وتختار الخدمة
التي تريدها ،ثم يجيب عليك الموظف المختص لإلجابة على تساؤالتك.2
يعتبر مركز االتصال مناسبا تماما ليكون بمثابة نواة لنظام معلومات لصالح الجهات القضائية من
خالل شبكة األنترانت التابعة لو ازرة العدل ،كما يقوم تسجيل صوتي باللغتين العربية والفرنسية بإعالم
ونرشاد المواطنين بشأن الخطوات واإلجراءات التي يجب إتباعها الستخدام هذه الخدمة ،حيث يتولى
1
Ministere de la justice, MODERNISATION AU SERVICE DE LA QUALITE DE LA JUSTICE, P27.
2س.ك ،قاضية في مديرية العصرنة ،المرجع السابق.
530
عصرنة العدالة في الجزائر الفصل الثاني:
المشغلون المدربون تدريبا خاصا مسؤولية الرد على الطلبات ونبالغها وتوجيهها وشرحها ومعالجتها
1
واالستجابة لشكاوى المواطنين ،وقد تم وضع هذا اإلجراء في الخدمة منذ الربع األول من عام .1225
في القديم كانت مصالح إدارة الضرائب هي المختصة بتحصيل الغرامات والرسوم القضائية ،فإذا
كان عندك حكم فيه غرامة تتجه إلى الضرائب لتسديد المبلغ المفروض عليك ،بينما بموجب عصرنة
قطاع العدالة تم وضع نظام جديد خاص وهو نظام sjdjالخاص بتحصيل الغرامات والمصاريف
ا لقضائية من طرف الجهات القضائية ،فأصبحت كل جهة قضائية مختصة بتحصيل الغرامات
والمصاريف القضائية الخاصة بها ،كما يمكنك التسديد من أي جهة قضائية كنت فيها ألن قاعدة
البيانات الخاصة بالسداد هي قاعدة بيانات واحدة خاصة بالغرامات والرسوم وتكون آلية ،إذ تستند على
نظام آلي متكامل وقاعدة معطيات وطنية ،إذا بمجرد إصدار الجهة القضائية الحكم يتوجه المعني
للجهة القضائية للسداد ،مع إقرار التحفيزات في مجال تنفيذ األحكام القضائية ،لتمكين المعنيين
من االستفادة من نظام الدفع بالتقسيط ومن نسبة تخفيض المبالغ المستحقة في حالة التسديد الطوعي.2
فو ازرة العدل اليوم تسعى إلى تحسين وسائل التحصيل من خالل اعتماد آلية تحصيل الغرامات
والمصاريف القضائية من طرف الجهات القضائية ،فحتى بالنسبة للمحامي عند تسجيله الستئناف في
المجلس عن طريق المنصة اإللكترونية الخاصة بالو ازرة وبعد تعيينه للوالية والغرفة وملء العريضة،
1
Ministere de la justice, MODERNISATION AU SERVICE DE LA QUALITE DE LA JUSTICE, P28.
2د.ب ،مقابلة مع قاضية من مديرية العصرنة ،المرجع السابق.
531
عصرنة العدالة في الجزائر الفصل الثاني:
وتصويرها عبر جهاز السكانير ونرسالها إلى الكاتب المسؤول عن العملية في المجلس ،أي أنه يقوم
بالتسجيل كأنه في المحكمة فعال ،وبعد انتهائه من كل خطوات تسجيل استئنافه تظهر له على واجهة
المنصة مالحظة لتسديد الرسوم القضائية ،وهنا يجب أن يمتلك المحامي حساب ccpلدى بريد الجزائر
فالو ازرة تتعامل مع بريد الجزائر فقط حاليا ،كما يجب أن يمتلك بطاقة ذهبية حتى يتمكن من التسديد
إلكترونيا المبلغ الذي يتم تحديده مسبقا ،أي كل قضية والرسم المحدد لها.1
تعلم و ازرة العدل أنه بإمكان المتخصصين في العلوم القانونية وذوي المهن القانونية والمواطنين
بشكل عام االطالع على الق اررات الصادرة عن المحكمة العليا المنشورة في أعداد “مجلة المحكمة العليا”
إبتداء من سنة 2929إلى غاية 1229أي ما يشمل 12سنة من الق اررات بما في ذلك المقاالت
العلمية والدراسات ذات الصلة بالقانون والقضاء.
كما يمكن االطالع عليها كذلك بالدخول إلى الموقع الرسمي للمحكمة العليا coursupreme.dz
والنقر على “منشورات” في عمود المهام وتحميل عدد أو عدة أعداد من المجلة.
كما يجد القارئ في متناوله “دليل البحث في مجلة المحكمة العليا” الذي وضعته المحكمة العليا
حيز العمل خالل شهر فبراير الجاري وهو يتضمن جميع مبادئ الق اررات المنشورة منذ العدد األول
يتضمن هذا الصادر سنة 2929إلى غاية اإلصدار األخير المتمثل في العدد الثاني لسنة ،1229
الدليل ترتيبا أبجديا لمواضيع المبادئ القانونية المنشورة ،ويشكل بذلك أداة عمل هامة لممتهني العمل
القضائي والباحثين والجامعيين وكل المهتمين بالشؤون القانونية.
532
عصرنة العدالة في الجزائر الفصل الثاني:
قررات
باإلضافة إلى ذلك يتيح موقع األنترنت للمحكمة العليا االطالع ،عبر شريط المهام ،على ا
المحكمة العليا مصنفة حسب الغرف وحسب المواضيع بما في ذلك لجنة التعويض والغرف المجتمعة
والغرف المختلطة.
وبالنسبة لعالم التجارة واألعمال ،يمكن االطالع على الق اررات الصادرة عن الغرفة التجارية والبحرية
والغرفة االجتماعية مرتبة حسب المواضيع ،مما يسمح بإعطاء رؤية عن التطبيقات القضائية لألحكام
القانونية وهو ما يساهم في التعريف أكثر بالقانون الجزائري لفائدة المتعامل االقتصادي الجزائري
واألجنبي.1
من أهم اإلنجازات المحققة في قطاع العدالة في السنوات األخيرة هي وضع تطبيقة خاصة بالتكوين
عن بعد ،هذه التطبيقة هي عبارة عن أرضية إلكترونية تكوينية مخصصة لتكوين كل مستخدمي القضاء
وتحت اإلشراف البيداغوجي للمدارس الوطنية الخاصة بو ازرة العدل (المدرسة الوطنية ألمناء الضبط،
والمدرسة الوطنية للقضاء) التي يتم من خاللها تكوين القضاة وأمناء الضبط وكل أسالك القضاء
إلكترونيا.
كما تم االعتماد على تقنية المحادثات المرئية خاصة خالل فترة كوفيد 29أين كانت التحركات
غير ممكنة ،وبالتالي قامت الو ازرة ومن أجل عدم توقف تكوين الطلبة والموظفين بإقامة المحاضرات
الخاصة بالطلبة عن بعد وكذا تنظيم جلسات العمل الخاصة بو ازرة العدل ،والدورات التكوينية للموظفين
533
عصرنة العدالة في الجزائر الفصل الثاني:
لعدم تعطيل العمل القضائي ،من خالل تقنية الصوت والصورة داخل تطبيقة التكوين بالنسبة للفئات
الخاصة بها ،أو من خالل تطبيقة السكايب أو الزوم بالنسبة لألعمال اإلدارية والقضائية.1
لقد عرفت المادة الثانية من القانون 21-21البصمة الوراثية في الفقرة األولى منها بأنها تسلسل
في المنطقة غير المشفرة من الحمض النووي ،لتلحق بعدها الفقرة الرابعة من نفس المادة وتعريف
المنطقة غير المشفرة على أنها مناطق من الحمض النووي ال تشفر لبروتين معين ،وقد خول لوكالء
الجمهورية وقضاة التحقيق وقضاة الحكم الحق في األمر بأخذ عينات بيولوجية ونجراء تحاليل وراثية
عليها وفقا لإلجراءات المنصوص عليها.2
بينما عرفت البصمة الوراثية وفقا للخبراء الجزائريين بأنها هي المعطيات اإللكترونية الموجودة على
الشفرة الوراثية وليس العينات (الدم )... ،هذه لم ينظمها القانون بعد بل الزالت خاضعة لتنظيم الضبطية
534
عصرنة العدالة في الجزائر الفصل الثاني:
القضائية هم المكلفون بتخزينها عندهم إلى غاية التصرف فيها بأمر من القاضي ،والبيانات الوراثية أين
ما طلب القاضي بإجراء خبرة وراثية ،فهو يأمر المصالح العلمية للضبطية القضائية سواءا الدرك أو
الشرطة العلمية مثال مخبر بوشاوي الخاص بالدرك ،ومخبر لبيار في بن عكنون التابع للشرطة ،كما
توجد مخابر جهوية في قسنطينة ووهران يعتبرون كخبراء للقضاء ،بإجراء التحاليل الخاصة بالبصمات
الوراثية سواءا في المجال المدني مثال قضايا األسرة كإثبات النسب ،أو الجزائي في مسرح الجريمة،
لهذا صدر القانون الخاص بالبصمة الوراثية سنة ،1221الذي جاء بمصلحة على مستوى و ازرة عدل
هي التي تحفظ كل هذه البيانات.1
إذا فقد تم وضع هيئة على مستوى و ازرة العدل وتحت وصايتها لتخزين البصمات الوراثية داخل
قاعدة بيانات مركزية هذه القاعدة المركزية هي قاعدة بيانات وطنية معترف بها قانونا ،وتتكون هذه
الهيئة من قضاة وخبراء ومديرها قاض يتولى تقديم التراخيص ليتم إدخال هذه البصمة إلى قاعدة
المعطيات المركزية أم ال ،وهو الذي يقرر تنحية البصمة من القاعدة المركزية بعد مرور السنوات المقررة
قانونا ،أما بالنسبة للمعني فيمكنه طلب رفعها بناءا على طلب منه بعد 12سنة وفقا للنصوص
القانونية.2
في البداية كانت كل جهة أمنية لها قاعدة خاصة بها لكن بعد ذلك عمدت و ازرة العدل من أجل
حماية حقوق االنسان بجمعهم في قاعدة بيانات واحدة يحفظها قاض يكون مسؤوال عليها ،أي أن الهيئة
المركزية عمدت إلى الدمج بين قاعدتي البيانات الخاصة باألمن والدرك في قاعدة بيانات موحدة ،وليس
من حقهم االحتفاظ بأي بصمة وراثية بل البد من إرسالها إلى قاعدة البيانات المركزية فبمجرد إيجادها
والبحث فيها ينتهي حقهم باالحتفاظ بها أو تسجيلها لديهم ،3وقد أكد المشرع أنه يتم تحويل المعطيات
535
عصرنة العدالة في الجزائر الفصل الثاني:
الخاصة بالبصمات المتواجدة على مستوى تلك المصالح األمنية إلى قاعدة المعطيات المركزية خالل
مدة أقصاها سنة واحدة من تاريخ دخولها للخدمة أي من تاريخ إيجادها وحفظها ،ذلك حتى تكون قاعدة
بيانات موحدة حامية لحقوق اإلنسان ،1ويسمح القاضي بإتاحة االطالع عليها إلجراء المقاربات في
حالة طلبها من طرف الجهات القضائية أو هيئات الضبطية القضائية (األمن ،الدرك ،)..ليتم استعمالها
في المقاربات بين األشخاص الموجودين في مسرح الجريمة مع البصمات المخزنة في القاعدة المركزية
من أجل معرفة هل هذا الشخص له سوابق قضائية من قبل؟ هل ارتكب جريمة؟ ،أي هي مخصصة
للتعرف على الخلفية القضائية لألشخاص ،والجدير بالذكر أن فرنسا أيضا أخذت بنفس النظام الخاص
2
بالبصمة الوراثية التي تعتمد عليه الجزائر.
إذا فإن هذه المصلحة تكلف بتشكيل وندارة وحفظ القاعدة الوطنية للبصمات الوراثية المتحصل عليها
من خالل التحليل الوراثي للعينات البيولوجية ،وهي تعمل على تسجيل هذه البصمات في القاعدة الوطنية
بسعي من النيابة العامة المختصة ،أين يتم حفظ بصمات األشخاص المحددين في المادة 5من القانون
،21-21و يتم إنشاء بـطـاقيـة خـاصـة لكل فـئـة من الـفئـات المذكورة ،وكذا بطاقية خاصة باألدلة
الجنائية ،أي أن مهمة هذه المصلحة هي أرشفة الملفات الخاصة بالبصمات الوراثية وذلك باستحداث
نظام معلوماتي بيومتري وطني لتشمل جميع بصمات المتابعين قضائيا ونزالء المؤسسات العقابية ،من
أجل المساهمة في التعرف على الهوية في وقت قياسي ونضفاء المرونة والسـرعة على اإلجراءات
القضائية وكذا تسهيل عملية تسيير المؤسسات العقابية وتفادي حاالت انتحال الشخصية.3
يجب التأكيد أن القاضي المسؤول عن المصلحة يتولى جملة من األعمال قبل حفظ البصمات في
القاعدة المركزية ،وهي:
536
عصرنة العدالة في الجزائر الفصل الثاني:
-التأشير على المعطيات الوراثية قبل تسجيلها في القاعدة الوطنية للبصمات الوراثية،
-السهر على تسجيل المعطيات في القاعدة الوطنية للبصمات الوراثية وضمان حفظها،
دون إغفال أن كل شخص تؤخذ منه عينة البد أن يعلم بكل ما سيترتب بعد ذلك وعن شروط
تسجيلها وحفظها ،فتسجيل المعطيات والبصمات الوراثية في القاعدة الوطنية الخاصة بها يستلزم إرفاقها
بالبيانات التالية:
-هوية صاحب البصمة الوراثية إذا كان معروفا ،تاريخ ومكان الوقائع وطبيعة الجريمة المرتكبة ،رقم
القضية أو ملف اإلجراءات ،وبيانات تتعلق بالحجز الذي يحتوي على العينات أو اآلثار البيولوجية.1
الهدف من حفظ البصمات الوراثية هو التحديد الدقيق لألشخاص المحفوظة بصماتهم تحديدا وافيا
كافيا دون الخلط بينهم ،لتكون المعلومات دقيقة في حال الرجوع إليها حتى ال يتم تزويرها.
في األخير تجدر اإلشارة أن أقصى مدة لحفظ البصمة الوراثية في قاعدة المعطيات المركزية هي
42سنة كأقصى حد ،وال يمكن أن تتجاوز:
-خمسة وعشرون سنة بالنسبة لألشخاص المشتبه فيهم المتابعين المستفيدين من أمر بانتفاء وجه
الدعوى أو حكم بالبراءة نهائي،
-أربعين سنة بالنسبة للمحكوم عليهم من تاريخ نفاذ الحكم نهائيا والمفقودين واألشخاص المتوفين
مجهولي الهوية.2
537
عصرنة العدالة في الجزائر الفصل الثاني:
بالتالي فإن المشرع قد حدد كل الشروط واإلجراءات المتبعة والمتعلقة بتخزين البصمة الوراثية للحفاظ
عليها من جهة ولحماية حق كل شخص ألنها هي الدليل الذي يحدد مرتكبي الجريمة فعال.
عملت و ازرة العدل على إقامة جملة من المشاريع وتحقيق مجموعة من اإلنجازات في القطاع أهمها:
سعيا لتعزيز التعاون بين القطاعات من أجل توحيد قاعدة المعطيات المركزية على مستوى القطاعات
األخرى لتسهيل الخدمات على المواطنين ،بادرت و ازرة العدل بجملة من المشاريع في إطار التعاون
القطاعي أهمها:
-1الربط اآللي للمركز الوطني للسجل التجاري بواجهة البحث في قاعدة المعطيات الوطنية لصحيفة
السوابق القضائية لالطالع وسحب) القسيمتين رقم 2و ( 3الممضاة إلكترونيا الخاصة بطالبي
السجل التجاري.
تم العمل على الربط بين المركز الوطني للسجل التجاري وقاعدة المعطيات الوطنية لتمكينهم من
الحصول على صحيفة السوابق القضائية إلكترونية عبر األنترنت ،سعيا لتحسين نوعية الخدمة العمومية،
لتمكين مصالح المركز من الحصول على الصحيفة رقم 1ورقم 1ممضاة إلكترونيا للراغبين بالحصول
على السجل التجاري لتخفيف اإلجراءات وتبسيطها عليهم.
538
عصرنة العدالة في الجزائر الفصل الثاني:
-6الربط اآللي لكل المديريات والجهات األمنية بواجهة البحث الخاصة بقاعدة المعطيات الوطنية
لأل وامر بالقبض واإلخطارات بالكف عن البحث الصادرة عن الجهات القضائية.
هي أنظمة تسيير األوامر التي أشرنا إليها مسبقا حيث عمدت الو ازرة إلى ربط المديرية العامة
لألمن الوطني وقيادة الدرك الوطني ومديرية القيادة العسكرية بالقاعدة المركزية الخاصة بأوامر
القبض واإلخطار بالكف عن البحث لألشخاص المشتبه بهم والمتابعين قضائيا لتسهيل األعمال سواء
القضائية أو األمنية.
كما خولت لها الحق في استصدار واالطالع على صحيفة السوابق القضائية رقم 1و 1لكل
األشخاص المشتبه فيهم أو المتهمين ،تكون ممضاة إلكترونيا وذلك منذ سنة ،1225حيث تم
تكريس استخدام تقنية اإلمضاء اإللكتروني في المجال القضائي ما سمح بتطوير تقنيات العمل سواء
القضائي أو األمني أو الخدمات اإللكترونية عن بعد.
-3الربط اآللي للمعهد الوطني لألدلة الجنائية وعلم اإلجرام لبوشاوي بتطبيقة البريد اإللكتروني
الداخلي لوزرة العدل:
تم الشروع في تجسيد عملية الربط اآللي للمعهد الوطني لألدلة الجنائية وعلم اإلجرام باالعتماد
على تقنية البريد اإللكتروني الداخلي لو ازرة العدل وبروتوكول نقل الملفات FTPلتبادل الوثائق
وتقارير الخبرة الطبية ممضاة إلكترونيا بين المصالح المختصة للمعهد والجهات القضائية.1
1بواشري أمينة ،سالم بركاهم ،اإلصالح اإلداري في الجزائر عرض تجربة مرفق العدالة ( ،)2999-1222المرجع السابق ،ص .112
539
عصرنة العدالة في الجزائر الفصل الثاني:
تم العمل مؤخ ار على الربط اآللي لو ازرة الداخلية وو ازرة التضامن واألسرة وو ازرة العمل وو ازرة السياحة
والصناعة وو ازرة المالية باالعتماد على الربط بقواعد المعطيات المركزية التي يحتاجونها لتخفيف وثائق
الملفات على المواطنين.
تعد الرقمنة من أهم محاور مخطط عمل الحكومة لسنة ،1212وفي هذا اإلطار بادرت و ازرة العدل
بإنجاز عدة عمليات الهدف منها الربح في الوقت والجهد والمال لألطراف والدفاع والخزينة العمومية
ووصل عددها إلى ما يزيد عن 12عملية أي بمعدل أكثر من عملية واحدة شهريا وأهمها:
-تجسيد نظام النيابة اإللكترونية من خالل تمكين المواطنين من تقديم شكاويهم عن بعد إلى مختلف
نيابات الجمهورية ،ويشمل ذلك الجالية الجزائرية بالخارج ،وقد حقق هذا المشروع نتائج فاقت التوقعات
منذ األيام األولى لوضعه حيز التنفيذ،
-تعميم استعمال تقنية المحاكمة المرئية عن بعد في إجراءات التحقيق والمحاكمة وهو األمر الذي مكن
مختلف الجهات القضائية من االستمرار في العمل رغم التحديات التي فرضتها جائحة كوفيد 29
وضمنت لجميع المواطنين حقهم في التقاضي،
-توفير النظام اآللي الذي يمكن مصالح البريد من التكفل بتوزيع التكليفات بالحضور والتبليغات في
المادة الجزائية لضمان فعالية أفضل للقضاء الجزائي وتقليص مصاريف الخزينة العمومية وقد حققت
هذه العملية نتائج جيدة في مراحلها التجريبية،
-إدراج التحيينات الالزمة على النظام اآللي لتسيير الملف القضائي بما يضمن ربح الوقت والجهد
والمال،
540
عصرنة العدالة في الجزائر الفصل الثاني:
-توفير قاعدة معطيات مركزية خاصة بتنفيذ األحكام والق اررات القضائية،
-إنجاز الشق الخاص بو ازرة العدل المتعلق بالنظام اآللي لتسيير إجراءات البحث والتحري (عملية
قطاعية مشتركة مع و ازرة الدفاع الوطني وو ازرة الخارجية)،
-توفير نظام يسمح للمترشحين من التسجيل عن بعد في مسابقات التوظيف وتقليص عدد الوثائق
المطلوبة عند التسجيل اآللي،
-إعداد مرسوم رئاسي يتعلق بشروط اإلعفاء من تقديم شهادتي الجنسية والسوابق العدلية في الملفات
اإلدارية لضمان تخفيف العبء على المواطن أثناء تعامله مع اإلدارة،
-تعزيز استخدام تكنولوجيات المعلومات واالتصال الحديثة في الصفقات العمومية من خالل البوابة
اإللكترونية للصفقات لضمان المزيد من الشفافية،
-إعداد مشروع تمهيدي لقانون يعدل ويتمم األمر رقم 52-22المؤرخ في 25غشت 2922والمتعلق
بالمساعدة القضائية،
-إنجاز قاعدة معطيات خاصة بأوامر اإلكراه البدني وهي في انتظار تجسيدها مع المصالح المختصة،1
-توفير آلية إ لكترونية إلرسال اإلخطارات بالطالق وأوامر تصحيح عقود الحالة المدنية إلى البلديات
وهي في انتظار تجسيدها ميدانيا،
-مواصلة رقمنة الملف القضائي في جميع مراحله ،بما في ذلك التبادل اإللكتروني للعرائض خارج
الجلسات،
541
عصرنة العدالة في الجزائر الفصل الثاني:
-توفير إمكانية تتبع مآل القضايا ،واالطالع على منطوق الحكم عبر البوابة اإللكترونية لو ازرة العدل،
-تكريس آلية إرسال تقارير الخبرة ممضاة إلكترونيا وتبادل الوثائق بصفة الكترونية ،بين الجهات
القضائية والمصالح العلمية للضبطية القضائية،
-اعتماد آلية إرسال الوثائق واإلجراءات القضائية بالطريق اإللكتروني ،قصد تمكين الجهات القضائية
من إرسال االستدعاءات إلكترونيا ،عوضا عن إرسالها بالطرق القانونية التقليدية ،ونعالم المتقاضي
بمآل قضيته ،وبمختلف المعلومات التي تخصه بواسطة مجرد رسائل نصية قصيرة،
-استحداث نظام آلي يرمي إلى محاربة ظاهرة اختطاف األطفال ،يمكن من اإلعالن عن إنذار بحالة
اختطاف األطفال عبر مختلف وسائل اإلعالم ،قصد النشـر الواسع للمعلومة بصفة آنية وعن بعد ،وكذا
المساعدة في إجراءات البحث والتحري من طرف كافة شرائح المجتـمع،1
-وضع نظام آلي للتحقق من الهوية البيوميترية من خالل إنشاء قاعدة للمعطيات المركزية تضم كافة
البصمات الخاصة بالمتقاضين.
542
عصرنة العدالة في الجزائر الفصل الثاني:
خطت بالدنا خطوات هامة في مجال حماية حقوق االنسان وتدعيمها ،بتجسيد المبادئ التي تكفل
هذه الحماية حتى ونن كان االنسان يقضي فترة عقوبته ،ذلك أن نزيل المؤسسة العقابية له من الحقوق
ما لغيره من باقي المواطنين ،باستثناء ما كان منها مرتبطا بتقييد حريته بموجب القانون أو بأمر أو حكم
أو قرار قضائي ،وبالتالي فقد عرفت المنظومة العقابية نقلة نوعية وجملة من اإلصالحات مست اإلطار
التشريعي لتطبيق السياسة العقابية وتدعيم حقوق المحبوسين وأنسنة ظروف الحبس وتجسيد المبادئ
الفضلى لسياسة إعادة اإلدماج االجتماعي ،وبذلك تم تبني سياسة عقابية حديثة مراعية لوضعية
المحبوسين ،ومتوافقة مع المعاهدات واالتفاقيات الدولية والمعايير الجديدة ،خاصة تلك المتعلقة بحسن
معاملة المحبوسين ،وهو ما استلزم العمل على:
تفعيال لما تمت المبادرة به في هذا المجال ،أوصت الندوة الوطنية إلصالح العدالة المنعقدة يومي
12و 19مارس سنة 1225بالعمل على تقديم مزيد من األعمال واإلنجازات اإليجابية الرامية إلى
تطوير القطاع ودعم حقوق المحبوسين وأنسنة ظروف االحتباس بالمؤسسة العقابية ،وذلك ما جرى
العمل على تحقيقه على أرض الواقع ،حيث تعد المديرية العامة إلدارة السجون ونعادة اإلدماج والتي تم
تنظيمها بموجب المرسوم التنفيذي رقم 191-24المؤرخ في 12شوال عام 2415الموافق ل 4
543
عصرنة العدالة في الجزائر الفصل الثاني:
ديسمبر 1224المتضمـن تنظيـم المديريـة العامـة إلدارة السجـون ونعادة اإلدماج ،هي اإلطار المسير
للمؤسسات العقابية ،تساعدها في عملها كل من المفتشية العامة لمصالح السجون باعتبارها هيئة مراقبة
مكلفة بمهمة السهر على التفتيش وتقييم جودة العمل في كافة المؤسسات العقابية والمراكز المتخصصة
للنساء ولألحداث وكذا مؤسسات البيئة المفتوحة ...إلخ وكل المصالح والهيئات التابعة إلدارة
السجون ،وأيضا المصالح الخارجية التي تعمل على مساعدة ومتابعة المفرج عنهم لعدم عودتهم
لإلجرام ،بالتعاون مع السلطات القضائية والجماعات المحليــة والمصالح األخرى المختصة للدولة
والمؤسسات والهيئات العمومية ،لتطبيق برامج إعادة اإلدماج االجتماعي للمحبوسين.
كما تم إدراج آليات جديدة لتطبيق برامج إعادة التربية ونعادة اإلدماج االجتماعي من خالل إنشاء
لجنة و ازرية مختلطة لتنسيق نشاطات إعادة التربية ونعادة اإلدماج االجتماعي للمساجين مع لجنة تطبيق
العقوبات على مستوى كل مؤسسة ولجنة ترتيب العقوبات لدى و ازرة العدل والمصالح الخارجية إلعادة
االدماج بمساعدة المصالح القضائية إلنجاز التحقيقات االجتماعية المتعلقة بالمنحرفين ومتابعة
المساجين المستفيدين من العقوبات البديلة للحبس ،بهدف مد يد المساعدة للمساجين إلعادة إدماجهم
اجتماعيا.
فيما يتعلق بعصرنة قطاع السجون تم إبرام اتفاقية مع برنامج األمم المتحدة اإلنمائي لدعم القطاع
وذلك لالستفادة من الخبرة الدولية في مجاالت العمل والتسيير وضمان احترام قواعد الحد األدنى لمعاملة
المساجين كما ترمي إلى تأمين التوازن بين وظيفة األمن ونعادة اإلدماج والعقوبة ،باإلضافة إلى
االستعمال األمثل لوسائل تكنولوجيا المعلومات لترقية أساليب التسيير الداخلي وحتى االعتماد على
األدوات المتطورة لحفظ األمن داخل المؤسسات العقابية ،فما يهمنا في بحثنا هو أثر تكنولوجيا المعلومات
على عصرنة قطاع السجون في الجزائر وكيف تم االعتماد عليها في تسيير الجمهور العقابي ،ولذا
حاولنا أن نشمل الموضوع بالدراسة وفقا لـ ،اإلطار القاعدي لعصرنة السجون في المطلب األول،
544
عصرنة العدالة في الجزائر الفصل الثاني:
التقنيات المستحدثة في التسيير في المطلب الثاني ،واألنظمة المستحدثة في إطار حماية حقوق االنسان
في المطلب الثالث.
سعت المديرية العامة إلدارة السجون من خالل برنامج اإلصالح المسطر من طرف الدولة إلى
إدخال اإلدارة اإللكترونية داخل المؤسسات العقابية ،لكن هذه الخطوة المهمة تحتاج إلى بنية قاعدية
قوية تقوم على تحديث المنظومة التشريعية لتبيان طرق استخدام هذه التقنيات الحديثة وأيضا تكوين
جيد لمهندسين في هذا المجال ،وكذا االعتماد على أجهزة أمنية حديثة داخل المؤسسات العقابية.
من هذا المنطلق تم التطرق لمراجعة المنظومة التشريعية في الفرع األول ،وشمل الفرع الثاني تكوين
الموظفين في مجال تكنولوجيا اإلعالم واالتصال ،في حين تطرق الفرع الثالث األجهزة المتطورة المعتمدة
للحفاظ على أمن المؤسسات العقابية.
عمدت الو ازرة إلى وضع جملة من النصوص القانونية لتحقيق عصرنة المؤسسات العقابية على
أرض الواقع ،وتطبيق مبادئ المعاملة الحسنة للمحبوسين ،وهي:
545
عصرنة العدالة في الجزائر الفصل الثاني:
أوال .القوانين:
يهدف هذا القانون إلى تكريس القواعد األساسية الالزمة إلرساء سياسة عقابية صحيحة قائمة على
محاربة السلوك اإلجرامي وجعل العقوبة وسيلة وأداة لحماية المجتمع عن طريق إعادة تربية واإلدماج
االجتماعي للمحبوسين.
إن الهدف من وضع هذا القانون هو أوال تتميم أحكام القانون ،24-25حيث يضيف له فصل آخر
تحت عنوان الوضع تحت المراقبة اإللكترونية أي السوار اإللكتروني.
سعى هذا القانون إلى تحديد كل قواعد تنظيم وسير العمل بالسوار اإللكتروني في الجزائر كعقوبة حديثة
بديلة للعقوبات السالبة للحرية.
1القانون 24-25المؤرخ في 1فبراير 1225الموافق ل 12ذي الحجة 2415والمتضمن القانون تنظيم السجون ونعادة اإلدماج االجتماعي
للمحبوسين ،الجريدة الرسمية ،العدد 21المؤرخة في 9ربيع الثاني 2411الموافق ل 22مايو .1225
2القانون 22-22المؤرخ في 21جمادى األولى عام 2419الموافق ل 12يناير ،1222المتمم للقانون 24-25المؤرخ في 1فبراير 1225
الموافق ل 12ذي الحجة 2415والمتضمن القانون تنظيم السجون ونعادة اإلدماج االجتماعي للمحبوسين ،الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية،
العدد .25
546
عصرنة العدالة في الجزائر الفصل الثاني:
أكد المشرع الجزائري من خالل قانون العصرنة على إمكانية إستخدام المحادثات المرئية أثناء
اإلجراءات القضائية حيث تجرى المحادثة من المؤسسة العقابية المتواجد فيها المحبوس وهذا وفقا لما
جاء في المادة 21الفقرة 1من هذا القانون.
ثانيا .المراسيم:
يعني استعمال وسائل االتصال عن بعد في هذا المرسوم هو تمكين المحبوسين المحكوم عليهم
نهائيا أو الطاعنين بالنقض من استخدام الهاتف لالتصال بعائلتهم وأقاربهم ومحاميهم ،أي األشخاص
الذين حددهم قانون 24-25والذين لهم الحق في زيارته.
تعد كل هذه النصوص القانونية تأكيدا على ما تم التركيز عليه في مشروع إصالح السجون في
الجزائر من العمل على تكريس مبادئ المعاملة الحسنة للمحبوسين أي التجسيد الفعلي إلصالح العدالة
ككل.
1القانون 21-25المؤرخ في 22ربيع الثاني عام 2411الموافق أول فبراير سنة ،1225الذي يحدد القواعد العامة المتعلقة بعصرنة العدالة،
الجريدة الرسمية عدد .21
2المرسوم التنفيذي رقم 412-25المؤرخ في 1شوال عام 2411الموافق ل 2نوفبر ،1225يحدد الوسائل االتصال عن بعد وكيفيات استعمالها
من المحبوسين ،الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية ،العدد ،24الصادرة في 22شوال 2411الموافق ل 21نوفمبر .1225
547
عصرنة العدالة في الجزائر الفصل الثاني:
عمدت المديرية العامة إلدارة السجون إلى التكوين الجيد لموظفيها مع ما تتطلبه العصرنة من إدخال
تكنولوجيا المعلومات إلى اإلدارات سواء المركزية أو داخل المؤسسات العقابية ،وقد عقدت عدة اتفاقيات
في هذا المجال.
كما قامت المديرية بتوظيف مهندسين مختصين في اإلعالم اآللي لإلشراف على التطبيقات
وتطويرها ،حيث تم االعتماد على دفعتين من المهندسين برتبة ضباط لتطوير التطبيقات وهي تعد سابقة
من نوعها على اعتبار أن القطاع ولسنوات عديدة يعتمد على ضباط أو أعوان للقيام بذلك.1
كما تم إعادة النظر في نظام التكوين القاعدي لموظفي إعادة التربية وذلك بمراجعة البرامج
البيداغوجية بما يضمن الجانب االحترافي ،وندخال الوسائل والتقنيات الحديثة في التكوين خاصة بوضع
مواد لتعلم اإلعالم اآللي وتقنياته لتسيير التطبيقات اإللكترونية ،مع مواصلة وتكثيف دورات التكوين
المستمر والتكوين التخصصي بما يضمن تعميم التكوين لفائدة كافة الموظفين.2
الفرع الثالث :األجهزة المتطورة المعتمدة للحفاظ على أمن المؤسسات العقابية.
اعتمدت المديرية العامة إلدارة السجون على جملة من التجهيزات الحديثة والتي تهدف إلى المحافظة
على األمن داخل المؤسسات العقابية ،حيث تم تجهيزها بـ:
2و ازرة العدل ،الندوة الوطنية حول إصالح العدالة ،الديوان الوطني لألشغال التربوية ،الجزائر 12 ،و 19مارس ،1225ص ص .122-122
548
عصرنة العدالة في الجزائر الفصل الثاني:
-أجهزة االتصال.
بهدف تعزيز آليات المراقبة واألمن ،ونضفاء الشفافية وترقية أساليب تسيير المؤسسات العقابية،
تبنت و ازرة العدل مشروع تزويد كافة الهياكل القاعدية المتواجدة عبر التراب الوطني ،بتقنية المراقبة
المرئية.
يساعد هذا النظام على تحقيق المتابعة والمراقبة المرئية بالصوت والصورة من غرفة اإلدارة عن
طريق الكمبيوتر أو الكمبيوتر الشخصي أو شاشة التليفزيون بواسطة كاميرات مراقبة حديثة جدا ،ويعتبر
من األنظمة المتطورة التي تمكن من متابعة سير العمل في المؤسسات العقابية ومراقبة األماكن
الحساسة ،هاته التقنية الحديثة ،تنجز ويشرف عليها مهندسو وتقنيو و ازرة العدل ،وقد شرع في اعتمادها
عمليا ألول مرة في مؤسسة إعادة التربية والتأهيل بالقليعة في 2أكتوبر ،1222ثم بعدها مؤسسة إعادة
التربية والتأهيل بالحراش ،كما يجري العمل على توفيرها مستقبال لمؤسسات عقابية أخرى.2
بداية كان كل من يدخل المؤسسة العقابية يتم تفتيشه من قبل أعوان األمن عند الباب الرئيسي قبل
الدخول ،لكن بعد المشاكل التي صادفتها المؤسسات العقابية من جانب رفض المحامين للخضوع
للتفتيش وخوفا من إدخال أي أغراض تساعد على هروب المحبوس ،تم االعتماد على جهاز السكانير
الذي يمرر عبره كل الزوار والمحامين أغراضهم قبل الدخول لزيارة المحبوس.
1المديرية العامة إلدارة السجون ،عصرنة قطاع السجون ،تاريخ االطالع http://dgapr.mjustice.dz/?q=node/190 ،1212-22-22
2كرازدي سارة ،كرازدي إسماعيل ،أثر التكنولوجيا الحديثة على العدالة في الجزائر ،مجلة الباحث للدراسات األكاديمية ،العدد ،2العدد ،2جانفي
،1212ص ص .214-211
549
عصرنة العدالة في الجزائر الفصل الثاني:
كما تم االعتماد على الباب الذكي الذي يكشف المعادن وكل األشياء الصلبة وبعض المواد األخرى
وذلك بمرور كل من يدخل المؤسسة العقابية عبره ابتداءا من مدير المؤسسة وضباطها وأعوانها وكل
العاملين فيها إلى المحامين والزوار.
كما تم االعتماد على أجهزة التعرف على البصمات البيومترية وهنا يجب أن نفرق بين البصمة
البيومتري والبصمة الوراثية ،البصمة الوراثية هي التي تحتوي على البنية الجينية التي تحدد هوية كل
شخص دون غيره بينما البصمة البيومترية فهي بمجرد دخول المحبوس إلى المؤسسة العقابية يتم
تبصيمه بواسطة جهاز خاص مثل السكانير يقوم بنسخ البصمات الخاصة بكل شخص وندخالها إلى
النظام الرقمي ،للتعرف على كل شخص فيما بعد.1
550
عصرنة العدالة في الجزائر الفصل الثاني:
1المادة 1من المرسوم التنفيذي رقم 191-24المؤرخ في 12شوال 2415الموافق ل 4ديسمبر 1224يتضمن التنظيم المديرية العامة إلدارة
السجون ونعادة اإلدماج.
551
عصرنة العدالة في الجزائر الفصل الثاني:
-تراقب ظروف الحبس في المؤسسات العقابية والمراكز المتخصصة إلعادة تأهيل األحداث والورشات
الخارجية.
-تراقب سير المراكز المتخصصة إلعادة تأهيل األحداث واألجنحة المخصصة لألحداث بالمؤسسات
العقابية وأخذ أية مبادرة قصد ضمان المعالجة المالئمة لألحداث والفئات ذات االحتياجات الخاصة.
تضم هذه المديرية 4مديريات فرعية هي المديرية الفرعية لتطبيق العقوبات ،والمديرية الفرعية
لمعاملة المسجون ،المديرية الفرعية للوقاية والصحة ،والمديرية الفرعية لحماية األحداث والفئات الضعيفة
وهي أحدث المديريات في القطاع ،لكل مديرية تطبيقاتها الخاصة بتسييرها.1
ثانيا .مديرية أمن المؤسسات العقابية :تتولى هذه المديرية العمل على تنظيم كل المؤسسات العقابية
ووفقا للتطبيقات التي وضعتها الو ازرة الخاصة بعملها ،حيث تتولى مهمة السهر على وقاية وأمن
المؤسسات العقابية وبهذه الصفة:
-إعداد برامج الوقاية من األخطار في المؤسسات العقابية.
-تشرف على مخططات األمن والتدخل ومراقبة المساجين في المؤسسات العقابية وفي ورش العمل في
الوسط المغلق والمفتوح وفي الورشات الخارجية ،وتقييم نجاعتها.
-تصادق على مخططات التدخل في حالة األزمات بالتنسيق مع مصالح األمن المعنية األخرى.
-تسهر على احترام تسيير المعلومات المتعلقة بأمن المؤسسات واألماكن واألشخاص وحماية المعطيات.
-تسهر على األمن والنظام وحفظ اآلداب في المؤسسات العقابية كما تقوم بإجراء تحريات عند االقتضاء.
-تسهر على ضمان السير الحسن لوسائل اإلعالم واالتصال في المؤسسات العقابية.
-تسهر على ضمان تسيير األسلحة وتجهيزات األمنية الموضوعة تحت تصرف المؤسسات العقابية .
552
عصرنة العدالة في الجزائر الفصل الثاني:
تضم هذه المديرية مديريتين فرعيتين هما :المديرية الفرعية للوقاية والمعلومات ،والمديرية الفرعية
لألمن الداخلي للمؤسسات العقابية.1
ثالثا .مديرية البحث وإعادة االدماج االجتماعي للمحبوسين :تتولى هذه المديرية المبادرة بإعداد برامج
إعادة اإلدماج وتتابع تطبيقها ،بهذه الصفة:
-تسهر على تنفيذ برامج نشاط اإلدماج االجتماعي للمحبوسين.
-تتولى تنفيذ برامج التعليم والتكوين المهني وكل النشاطات الثقافية والرياضية والترفيهية.
-السهر على ترقية عمل المحبوسين في الوسط المغلق والمفتوح.
-تشجيع البحث العلمي في مختلف المجاالت المتعلقة بالوسط العقابي.
-تنشيط التعاون مع هيئات البحث العلمي ووسائل اإلعالم وجمعيات المجتمع المدني.
تضم هذه المديرية أربع مديريات فرعية وهي :المديرية الفرعية لتكوين وتشغيل المحبوسين ،المديرية
الفرعية لبرامج اإل دماج االجتماعي للمحبوسين ،المديرية الفرعية للبحث العقابي ،والمديرية الفرعية
لإلحصائيات ،تسير هذه المديرية وكل المديريات الفرعية التابعة لها بواسطة تطبيقات خاصة بها.2
رابعا .مديرية الموارد البشرية والنشاط االجتماعي :تتولى هذه المديرية ضمان تأطير مصالح إدارة
السجون وما تحتاجه من العناصر البشرية وسير الموارد البشرية الموضوعة تحت تصرفها ،باالعتماد
على اإلحصائيات والتقارير المقدمة من خالل البريد اإللكتروني الداخلي وتطبيقاتها اإللكترونية حيث
تسهر على:
-تسهر على ترشيد استعمال الموارد البشرية.
-تتولى تسيير المسار المهني لموظفي إدارة السجون واألسالك األخرى الموضوعة تحت تصرفها.
-السهر على تطبيق برامج التكوين األولي والتكوين المستمر.
553
عصرنة العدالة في الجزائر الفصل الثاني:
-تتابع تسيير الشؤون االجتماعية للموظفين التابعين إلدارة السجون وترقية النشاط االجتماعي.
-تقدير االحتياجات من المستخدمين الضرورية لضمان سير المصالح المركزية والمؤسسات العقابية.
-تنظيم التوظيف الخارجي لمختلف الرتب الخاصة بإدارة السجون.
-تنظيم المسابقات الداخلية واالمتحانات المهنية.
-القيام بتقدير االحتياجات في التكوين وتحيين المستوى الخاص لمستخدمي إدارة السجون.
-إعداد مخططات تكوين بالتعاون مع مؤسسات خاصة.
تضم هذه المديرية 1مديريات فرعية وهي :المديرية الفرعية للتوظيف والتكوين ،المديرية الفرعية
لتسيير الموظفين ،المديرية الفرعية للنشاط االجتماعي.1
خامسا .مديرية المالية والمنشآت والوسائل :تتولى هذه المديرية تزويد المصالح المركزية إلدارة السجون
والم صالح الخارجية التابعة لها بالمنشآت األساسية والوسائل المادية الضرورية لسيرها وفقا للتقارير
اإللكترونية المتضمنة احتياجات كل مصلحة ،وبهذه الصفة:
-إعداد برامج المنشآت الواجب إنجازها وضمان تنفيذها ومراقبتها.
-تقديرات الميزانية الضرورية لسير وتجهيز مجموع الهياكل التابعة إلدارة السجون.
-تسيير االعتمادات المالية المخصصة في إطار مزانيتي التسيير والتجهيز.
-تحديد الحاجات وتقدر حجمها فيما يخص التجهيز والوسائل العامة الضرورية لسير المصالح.
-تسيير األموال المنقولة والعقارية وحظيرة السيارات.
تضم هذه المديرية 4مديريات فرعية وهي :المديرية الفرعية للميزانية والمحاسبة ،المديرية الفرعية
للمنشآت القاعدية ،المديرية الفرعية لإلعالم اآللي ،المديرية الفرعية الخاصة بالوسائل.2
أما أهم التطبيقات وتقنيات االتصال التي وضعت لفائدة اإلدارة المركزية هي:
554
عصرنة العدالة في الجزائر الفصل الثاني:
1المديرية العامة إلدارة السجون ،عصرنة إدارة السجون ،تاريخ االطالع http://dgapr.mjustice.dz/?q=node/190 ،1212-29-11
555
عصرنة العدالة في الجزائر الفصل الثاني:
556
عصرنة العدالة في الجزائر الفصل الثاني:
بعدها يتم تبصيم السجين بأصابعه العشرة عن طريق أداة إلكترونية لمسح البصمة ونقلها للحاسوب
وكذا أخذ صورة له وفقا للمقاسات المحددة في النظام الرقمي ،وهنا يكون ملف السجين كامال ،دون أن
ننسى وجوب تحديد مدة العقوبة ونهايتها ،ألنه في حالة حصول عفو يتولى النظام إنقاص مدة العفو
من مدة الحبس من كلها أو جزء منها أي أنه نظام ذكي جدا ،وقد سهل العمل اإلداري في المؤسسات
العقابية كثي ار ،1فهو يتيح:
تتبع ملفات نزالء المؤسسات العقابية وتوزيعهم حسب درجة الخطورة اإلجرامية.
تحديد مسار كل نزيل خالل فترة العقوبة السالبة للحرية منذ تاريخ إيداعه المؤسسة إلى غاية
إطالق سراحه.
إعداد برامج فردية إلعادة التربية واإلدماج االجتماعي.
الحصول على بطاقة خاصة بكل نزيل تتضمن المعلومات األساسية الجزائية منها والعقابية
بالتالي يحدد هذا النظام مسار كل سجين بداية من أسباب وظروف حبسه ،مرو ار بسلوكه أثناء فترة
الحبس إلى غاية إطالق سراحه ،وقد تم انجاز وتعميم نظام تسيير ومتابعة شريحة المحبوسين
سنة 6112وتزامنت العملية مع إجراء تكوين لفائدة 211عون ،حول كيفية استعمال هذا النظام،
الذي هو في تطور مستمر ،تلبية االحتياجات الجديدة ،3وبالتالي فإنشاء بطاقة وطنية للمحبوسين يسهل
عملية البحث بطريقة سريعة للوصول إلى اإلحصائيات المتعقلة باإلجرام وسن الجانحين مما يعطي
557
عصرنة العدالة في الجزائر الفصل الثاني:
رؤية أوضح للهيئات على مستوى المركزي لدراسة طلبات العفو والتحويالت وكذلك من أجل السعي إلى
تطبيق برامج تساهم في إعادة اإلدماج االجتماعي للمساجين.1
كما أنجزت شبكة محلية على مستوى المؤسسات العقابية ،أين تم ربط مختلف المصالح فيما بينها،
من خالل تطبيقة التسيير العقابي التي تعد هي أساس كل التطبيقات لتتفرع عنها مجموعة من التطبيقات
كل واحدة حسب المصلحة التي يتم العمل فيها ،وأهم هذه التطبيقات هي:
-1تطبيقة كتابة الضبط القضائية :إن مصلحة كتابة الضبط القضائية هي أهم مصلحة في المؤسسة
العقابية ألنها تكلف بـ:
-ضمان نظامية الحبس.
-متابعة الوضعيات الجزائية للمحبوسين.
-مسك السجالت والوثائق الخاصة بالمصلحة.
-متابعة المحبوسين في مختلف األنظمة.
-تسيير الجمهور العقابي.2
إذا فهذه المصلحة هي التي تتكفل بالمحبوسين منذ دخوله إلى غاية خروجه من المؤسسة العقابية،
من خالل إنشاء ملف إلكتروني للمحبوس ،إذا هذه التطبيقة تتولى المهام التالية:
-متابعة حجز مختلف البيانات المتعلقة بالمسجون.
-حجز المعلومات عند دخول المسجون.
-تحيين الوضعية الجزائية (استئناف ،تجديد الحبس ،احكام قضائية-العفو).
1الطيب بلواضح ،الذهبي حليفة ،الخدمات االلكترونية المتاحة في مجال عصرنة العدالة الجزائرية ،مجلة الدراسات القانونية والسياسية ،المجلد ،21
العدد ،22جانفي ،1212ص .242
2القرار الوزاري المؤرخ في 22جمادى الثانية عام 2412الموافق ألول يونيو سنة ،1222يحدد كيفيات تنظيم التكوين التكميلي قبل الترقية لاللتحاق
ببعض الرتب التابعة لألسالك الخاصة بإدارة السجون ومدته ومحتوى البرامج المتعلقة به ،الجريدة الرسمية العدد 15المؤرخ في 11ذو القعدة عام
2412الموافق ل 12أكتوبر سنة .1222
558
عصرنة العدالة في الجزائر الفصل الثاني:
لإلشارة فإن كل مصلحة تحتوي على العديد من األقسام الموزعة عليهم المهام لتسيير المصالح
بنجاعة ،وكل قسم له تطبيقة خاصة به ،أي أن لكل قسم في مصلحة الضبط القضائي تطبيقة خاصة
لتسييره ،نذكر أهمها:
أ -تطبيقة االحصائيات :تتولى هذه التطبيقة المهام التالية:
-تصنيف المساجين حسب الجنس ،وحسب الجنسية.
-نقل المعلومات والبيانات المقيدة في سجل الرقابة باألرقام.
-إدخال حركة المساجين الداخلين والخارجين خالل اليوم.
-إجراء عملية إحصاء الداخلين والخارجين خالل األسبوع وعند نهاية كل شهر.
-دراسة إحصائية حسب كل تهمة(استئناف ،تجديد حبس ،أحكام قضائية ،العفو).
ب -تطبيقة الرقن :تتولى هذه التطبيقة المهام التالية:
-إعداد مختلف اإلرساليات الخاصة بالمصلحة (جداول إرسال ،إرساليات.)... ،
-إعداد قوائم شهرية للمساجين حسب الحالة.
-إعداد الوضعية الجزائية.
-إعداد شهادة وجود في السجن.
-تحيين القوائم اإلسمية حسب الوضعية الجزائية.1
-6تطبيقة كتابة الضبط المحاسبة :تندرج هذه التطبيقة ضمن مصلحة كتابة ضبط المحاسبة ،حيث
تتكفل هذه المصلحة بكل ما يتعلق بممتلكات المحبوس وتحويالت األموال واألموال الخاصة به ،ومن
أهم مهامها:
-مراقبة تدوين المدخوالت والمصروفات وتسجيل الحواالت المالية المرسلة من طرف أهالي المحبوسين،
والتي تكون خالل المدة المحددة في النظام الداخلي للمؤسسة وهي ما يطلق عليها القنوة أو الكانتينة
559
عصرنة العدالة في الجزائر الفصل الثاني:
التي تم رفع قيمتها إلى 452دج خالل فترة كورونا لصعوبة التنقل والزيارات ،تتمثل هذه القنوة في
المؤونة النقدية للمحبوس والتي يمكنه اقتناء كل مستلزماته بها من خالل تدوين ما يحتاجه في بطاقة
ورقية خاصة التي تقدم للمختص بذلك.
-حفظ وتسيير ودائع المحبوسين.
-تقييد عمليات السحب وااليداع في الخزينات العمومية.
-تسيير بريد المحبوسين.1
بعد عصرنة العمل اإلداري تم وضع هذه التطبيقة اإللكترونية الخاصة بكتابة الضبط المحاسبة التي
تتولى المهام التالية:
-حجز مكاسب المحبوس عند الدخول والخروج.
-حجز األشياء الثمينة والودائع عند الدخول والخروج.
-حجز الحواالت.
-حجز المعلومات الخاصة بالرسائل الداخلة والخارجة.
-حجز المعلومات الخاصة بالطرود البريدية الواردة.
-تقديم االحصائيات الخاصة بالمكتب.
-كما يمكن أن يكلف برقن البريد الخاص بالمصلحة.2
-3تطبيقة االحتباس :فضال عن المهام الموكلة لمصلحة االحتباس في المرسوم التنفيذي رقم 21/229
المؤرخ في 1221/21/22يمكن أن يتولى المهام التالية:
-تصنيف المساجين وتوجيههم.
-ضبط تعداد الموظفين وانضباطهم في أماكن الحبس.
1قرار وزاري مشترك مؤرخ في 22جمادى الثانية عام 2412يونيو سنة ،1222المرجع السابق.
2ق.ك ،مديرية العصرنة ،بتاريخ .1212-2-2
560
عصرنة العدالة في الجزائر الفصل الثاني:
561
عصرنة العدالة في الجزائر الفصل الثاني:
-تحضير الملفات الخاصة بالمساجين المقترحين للعمل بالورشات الخارجية والحرية النصفية.
-إعداد االحصائيات الشهرية والسنوية للمصلحة.1
دون إغفال دور مصلحة اإلدماج التي تولى المهام التالية:
-تنفيذ مقررات لجنة تطبيق العقوبات الخاصة ببرامج إعادة إدماج المحبوسين.
-متابعة تطبيق برامج تعليم وتكوين المحبوسين.
-تنسيق أنشطة إعادة إدماج بين المحبوسين والهيئات المختلطة.
-تنظيم محاضرات ذات طابع تربوي وديني وثقافي.
-تسيير المكتبة.
-إذاعة برامج تلفزيونية (قسم القناة المصغرة) ومتابعة النشاطات اإلعالمية.
-تنظيم ورشات العمل التربوي.
-2تطبيقة العيادة :تدخل هذه التطبيقة ضمن مصلحة الصحة والمساعدة االجتماعية ،وتكلف هذه
األخيرة بالمهام التالية:
-تنظيم التكفل الصحي والنفسي للمحبوسين.
-السهر على تنفيذ إجراءات الوقاية من األوبئة واألمراض (العزل الصحي).
-تنظيم ومراقبة وتقييم نشاط الموظفين التابعين للمصلحة.
-التكفل بالمشاكل االجتماعية للمحبوسين.
-تسيير شؤون المصلحة ،وتنظيم حركة المساجين بالعيادة.2
تعتبر أهم تطبيقة في هذه المصلحة هي تطبيقة العيادة التي تتولى المهام التالية:
-حجز البيانات الخاصة بالملفات الطبية.
562
عصرنة العدالة في الجزائر الفصل الثاني:
-متابعة وتسجيل جميع عمليات الفحص التي تتم داخل المؤسسة أو خارجها.
-متابعة ملفات المساجين المحولين من ونلى المؤسسة.
-ضبط حصيلة نشاط المصلحة.1
-2تطبيقة األمن :تعد هذه التطبيقة تابعة لمصلحة األمن حيث تتولى تسيير التقارير واألوامر مع
الجهات المركزية وتتولى المهام التالية:
-تنظيم العمل اليومي للموظفين والسهر على االنضباط.
2
-تسيير الوسائل والعتاد األمني.
-جمع المعلومات التي تمس بأمن المؤسسة.
-متابعة حركة دخول وخروج المساجين.
-السهر على التوزيع العقالني للموظفين داخل المؤسسة.
-ضبط قائمة المساجين الخطرين.
-إعداد التقارير بكل المعلومات الواردة إليه.
ثانيا .تطبيقة تسيير الموارد البشرية(خاصة بالموظفين):
عمدت المديرية العامة أيضا من خالل مهندسيها في مجال تكنولوجيا اإلعالم واالتصال إلى وضع
تطبيقة خاصة بتسيير المسار المهني للموظفين ،حيث حولت هذه التطبيقة الوظيفة اإلدارية الروتينية
إلى نظام معلوماتي له دور استراتيجي أكثر شمولية ،وتتمثل أهم المهام المقدمة في:
-دعم متابعة كشوف الرواتب
-إدارة عملية إلتحاق الموظفين الجدد بالمؤسسة العقابية.
-تتبع أداء الموظفين ،وجداول الحضور واالنصراف
563
عصرنة العدالة في الجزائر الفصل الثاني:
-دعم التقويمCalendar
-إدارة المزايا الخاصة بالموظفين. Benefits management
-إعداد ملفات كاملة لكل الموظفين.
-تقسيم الموظفين إلى شرائح على حسب الرتب والمهام والمؤسسات العقابية التابعة لها.1
-دعم نظام الدوريات ،وتلقائية التغيير بينها.
-كشوف المرتبات تفصيلية.
-وضع لوائح االجازات والمكافآت.
-تقارير حركة الغياب واالجازات والتأخير.2
ثالثا .تطبيقة مصلحة المقتصدة(المخازن):
أوال تعد مصلحة المقتصدة هي المكلفة بالمخازن أي المخزونات والمواد الغذائية ،كما تتولى تحضير
الميزانية وضمان تنفيذها ،تضم هذه المصلحة 1أقسام هي قسم الميزانية والمحاسبة ،قسم الوسائل
العامة ،قسم اإلطعام وتسيير المواد الغذائية ،وكل قسم له تطبيقة معلوماتية خاصة بتسييره كلها تابعة
للتطبيقة الرئيسية وهي تطبيقة مصلحة المقتصدة.
تتولى تطبيقة المقتصدة المهام التالية:
-تسيير الممتلكات المنقولة والعقارية.
-تسيير المخزونات والمواد الغذائية.3
-وضع تقديرات الميزانية في مجال التسيير والتجهيز.
-مسك المحاسبة المتعلقة بااللتزامات وأوامر الصرف ونفقات التسيير.
/https://dexef.com/software/dexef-hr
3المرسوم التنفيذي رقم ،21/229المرجع السابق.
564
عصرنة العدالة في الجزائر الفصل الثاني:
بعد إدخال تكنولوجيا اإلعالم واالتصال في العمل القضائي وندارة السجون وأنظمة تسييرها تم
استحداث جملة من األساليب الجديدة لحماية حقوق نزالء المؤسسات العقابية ،ومن أهم هذه األنظمة
المستحدثة :عقد الجلسات باستعمال الفيديو لحماية حقوق المتهم (الفرع األول) ،السوار اإللكتروني
كعقوبة بديلة جديدة تعتمد على األنظمة الحديثة (الفرع الثاني) ،التعليم عن بعد للمحبوسين( .الفرع
الثالث).
565
عصرنة العدالة في الجزائر الفصل الثاني:
بفضل االستعمال الممنهج والمكثف لتقنيات المعلومات واالتصال التي تعزز عملية تحديث العدالة
لخدمة أفضل للجهاز القضائي ،تم وضع نمط جديد من االتصاالت اإللكترونية ،هذا اإلجراء الجديد
هو جزء من عملية عالمية تسمح باستعمال تكنولوجيا المعلومات واالتصال الجديدة في المجال القضائي،
وال سيما في استجواب وسماع أطراف المحاكمة.1
إن التكنولوجيات الحديثة فتحت المجال للمحاكم من أجل تطوير الطرق المنظمة للجلسات عن بعد،
وقد حددت في القضايا التي يكون فيها المتقاضين خطرين ،معتقلين أو المحتجزين في ظروف ال تسمح
بمثولهم أمام المحكمة ،تفاديا لصعوبات والمخاطر التي يمكن أن تواجههم أثناء نقلهم مباشرة ،وفي نفس
السياق ،قد يكون إحضار شهود للمثول شخصيا أمام جهة قضائية بعيدة ،مكلفا جدا ،لذلك أصبح
استعمال الفيديو vidéo conformeفي الجلسات أم ار ضروريا ومفيدا ،كذلك تمكن الفئات الضعيفة
لالستفادة من هذه الفرص التي يتيحها عصرنة العدالة ،كاألحداث الذين يتجنبون عبء المواجهات
المباشرة.2
لقد بادرت الجزائر باستخدام هذه التقنية الحديثة والمتطورة مع ظهور قانون عصرنة العدالة سنة
1225إال أنها لم تعرف استعماال كبي ار إال أثناء المرحلة التي مر بها العالم منذ أواخر سنة 1229
إلى غاية 1212بسبب جائحة كوفيد 29ما دفع الدولة للتطبيق الفعلي لهذه التقنية على أرض الواقع
حماية لحقوق المتقاضين من الضياع.
بما أن المحاكمة العادلة تعد ركنا ونجراءا جوهريا في الجلسة ،لكنه اختل بسبب جائحة كورونا
وسعيا من الدولة للحفاظ على األمن العام والصحة العامة وأيضا دون االخالل بالحقوق والحريات حتى
ال تضيع ،تم تكريس المحاكمات عن بعد بين المؤسسات العقابية والجهات القضائية في محاكمة
1
Ministere de la justice, MODERNISATION AU SERVICE DE LA QUALITE DE LA JUSTICE, P35.
2مار آوس آورنارو ،الوصول إلى العدالة والمساعدة القضائية في البلدان المتوسطية الشريكة ،المرجع السابق ،ص .51
566
عصرنة العدالة في الجزائر الفصل الثاني:
الخبرء واألطراف،
المتهمين وبين الجهات القضائية بعضها ببعض في حالة االستماع إلى الشهود و ا
وذلك من خالل قاعات مجهزة ،عن طريق تقنية السكايب ويكون ذلك وفقا للبرنامج الذي تحدده الجهة
القضائية ،كما يمكن للقاضي أن يقيم محاكمة عن بعد بفتح مجموعة من المؤسسات العقابية عبر
السكايب في الجلسة التي تظهر على شاشة تلفاز كبيرة مقسمة إلى خانات كل خانة تشمل مؤسسة
عقابية وتتم المحاكمة ،كل متهم يحين دوره في التكلم واالدالء بأقواله يتم تكبير خانة مؤسسته العقابية
لكي يكون واضحا للقاضي وبالتالي هنا حافظة و ازرة العدل أوال على المحاكمة العادلة وثانيا على
الحضور في الجلسات والدفاع عن حقوقهم.
إن طلب المحاكمات االفتراضية وفقا للقانون يكون اختياريا أي يخضع لطلب المتهم وقبوله لكن
وفقا للتعديل الجديد أصبح إلزاميا وخاضعا للسلطة التقديرية للقاضي هل يحاكمه عن بعد أو حضوريا،
وقد لوحظ كثي ار خالل فترة الكوفيد أن المتهمين هم من أصبحوا يطالبون بالمحاكمة عن بعد بدل االنتظار
في حين ممكن أن يحكم عليه بالبراءة فلماذا االنتظار إذا ،بهذا زاد الطلب على المحاكمات االفتراضية،
1
كما أجريت العديد من المحاكمات الجزائية التي تم الفصل فيها عن بعد.
تعتبر هذه الطريقة المستحدثة من الطرق التي تضمن حقوق اإلنسان ألن المسجون بدل أن ينقل
إلى الصحراء لمحاكمته ،أوال المسافة طويلة جدا أي تعب ومشقة السفر ،وثانيا يمر على عدة وحدات
أمن تابعة إلدارة السجون كل واحدة تسلمه لألخرى على حسب حدود اختصاصها إلى غاية الوصول
لمكان محاكمته ،وعند وصوله يكون قد فاته موعد الجلسة والقاضي قد فصل فيها ،ألن القاضي يؤجل
كل مرة لكن نظ ار لتأخر وصول المتهم يحكم في القضية ،2وبالتالي هذا األسلوب المستحدث يسمح
567
عصرنة العدالة في الجزائر الفصل الثاني:
بمحاكمته في أقرب اآلجال وبذلك ربح للوقت والمال ألن تحويل المحبوسين فيه تكاليف وأعباء للخزينة
العمومية من تسخير للقوة العمومية وما إليه من اإلجراءات المعقدة.1
كما أن سماع المتهم كان في الحاالت العادية يخضع لرأيه هل تريد التنقل لسماعك أم عن بعد
بينما في الحاالت االستثنائية وجدو بأن رأيه ال يهم وضرورة إقامة محاكمة عن بعد إذا اقتضت الضرورة
ذلك ،أي الغاية عدم إلزامية أخذ رأيهم في هذه الحاالت.
للتأكيد فإن هذه المحاكمات عن بعد يمكن أن تتم دوليا أو داخليا فقد تمت 4محاكمات دولية من
بينها مع فرنسا وكانت سنة 1221و ،21222فأول محاكمة دولية فقد تمت بتاريخ 1221/22/22
بمجلس قضاء المسيلة أين تم االستماع للشاهد بمجلس قضاء "نانتير" الفرنسية ،كما تم تنظيم عدة
محاكمات وطنية عن بعد وكانت األولى بتاريخ 22أكتوبر 1225بمحكمة القليعة.3
الفرع الثاني :السوار اإللكتروني كعقوبة بديلة جديدة تعتمد على األنظمة الحديثة.
إن السياسة العقابية الحديثة التي تبناها المشرع الجزائري في ظـل القانون 25/24تقوم على وضع
عقوبات بديلة محل تقييد الحرية لمحاولة إدماج المتهم في المجتمع قبل فترة وجيزة من انتهاء مدة حكمه
وقد تعددت العقوبات البديلة لكن أحدثها والمتعلق بجانب العصرنة واالعتماد على التقنيات اإللكترونية
هو السوار اإللكتروني.
لقد أدرج المشرع الجزائري نظام الوضع تحت المراقبة اإللكترونية كنظام جديد لتكييف العقوبة في
المواد 252مكرر إلى 252مكرر 21من القانون 22-22المتمم لقانون تنظيم السجون ونعادة
1الطيب بلواضح ،الذهبي حليفة ،الخدمات االلكترونية المتاحة في مجال عصرنة العدالة الجزائرية ،المرجع السابق ،ص .841
2د.ب ،مقابلة مع قاضية في العصرنة ،مرجع سابق.
3أمينة بواشري ،سالم بركاهم ،اإلصالح اإلداري في الجزائر عرض تجربة مرفق العدالة ( ،)2999-1222المرجع السابق ،ص ص .115-111
568
عصرنة العدالة في الجزائر الفصل الثاني:
اإلدماج االجتماعي للمحبوسين ،حيث يهدف هذا النظام إلى الوقاية من العودة للجريمة وندماج المفرج
عنهم اجتماعيا.
يقصد بالوضع تحت المراقبة اإللكترونية إلزام المحكوم عليه باإلقامة في منزله أو محل إقامته خالل
ساعات محددة ،وبحيث يتم متابعة ذلك عن طريق المراقبة اإللكترونية ،ويتحقق ذلك من الناحية الفنية
بوضع أداة إرسال على يد المحكوم عليه تشبه الساعة ،وتسمح لمراكز المراقبة من كمبيوتر مركزي
بمعرفة ما إذا كان المحكوم عليه موجودا في المكان والزمان المحددين من الجهة القائمة على التنفيذ أم
ال.1
يمكن لكل شخص محكوم عليه نهائيا (محبوس أو غير محبوس) بعقوبة ال تتجاوز 21سنوات أو
في حالة كانت العقوبة المتبقية ال تتجاوز هذه المدة أن يتقدم بطلب االستفادة من هذا النظام شريطة
أن يكون قد سدد المصاريف والغرامات القضائية المحكوم بها عليه ،وقد استفاد من هذا النظام 129
محبوسا.2
عرف المشرع الجزائري نظام الوضع تحت المراقبة من خالل القانون 22-22المتمم للقانون -25
24المتعلق بتنظيم السجون ونعادة االدماج االجتماعي للمحبوسين بأنه ":الوضع تحت المراقبة
اإللكترونية هي إجراء يسمح بقضاء المحكوم عليه كل العقوبة أو جزء منها خارج المؤسسة العقابية"،
بالتالي يتمثل الوضع تحت المراقبة اإللكترونية في حمل الشخص المحكوم عليه ،طيلة المدة المذكورة
في المادة 252مكرر ،2لسوار إلكتروني يسمح بمعرفة تواجده مكان تحديد اإلقامة في مقرر الوضع
الصادر عن قاضي تطبيق العقوبات.
1عمر سالم ،المراقبة االلكترونية طريقة حديثة لتنفيذ العقوبة السالبة للحرية خارج السجن ،دار النهضة العربية ،القاهرة ،1222الطبعة األولى ،ص
.22
2نظام الوضع تحت المراقبة االلكترونية ،المديرية العامة إلدارة السجون ونعادة االدماج ،تاريخ االطالع 22جوان ،1212
=http://dgapr.mjustice.dz/?qنظام-الوضع-تحت-المراقبة-اإللكترونية
569
عصرنة العدالة في الجزائر الفصل الثاني:
كما عرفه المركز العربي للبحوث القانونية في القرار رقم 852على أنه ":جهاز إلكتروني يثبت
في شكل سوار إما في معصم المحكوم أو كاحله وتستعمل كبديل عن عقوبة السجن قصير المدة أو
1
كإجراء تحفظي لمراقبة المتهم المفرج عنه".
إن السوار اإللكتروني المعمول به في الجزائر هو ":قطعة معدنية تحيط كاحل المحكوم عليه،
وتتكون من جزئين ،األول به شريحة هاتف نقال وأنظمة لتحديد المواقع ،والثاني بطارية لشحن السوار،
ويرفق السوار بلوحة تحكم منقولة تضبطه والهاتف النقال يحملها المتهم معه ،تتضمن تطبيقا خاصا
تسهل عمل مصالح المراقبة والضبطية القضائية ،من خالل تحديد المواقع المسموحة والممنوعة عنه،
ويمكن لصاحب السوار من خاللها االتصال بأعوان المراقبة ،يفتح السوار بصفة أوتوماتيكية عبر مفتاح
2
مخصص لذلك ،ومن خصائص هذا السوار أنه يبث ذبذبات إلكترونية تسمح بتحديد مكان حامله.
الوضع تحت المراقبة اإللكترونية هو حصول المحكوم عليه على حرية جزئية ونكماله لعقوبته بشرط
وضع السوار اإللكتروني طيلة المدة المقررة ،فيجب أن تكون العقوبة السالبة للحرية ال تتجاوز 1سنوات
أو أن المدة المتبقية من العقوبة ال تتجاوزها ،يقرر هذه الوضعية قاضي تطبيق العقوبات من تلقائه أو
بناءا على طلب المحكوم عليه شخصيا أو طلب محاميه.3
كما أكد المشرع على أن الوضع تحت هذا النظام ال يتأكد إال بعد أخذ رأي كل من النيابة العامة
ولجنة تطبيق العقوبات ثم استصدار مقرر الوضع تحت المراقبة اإللكترونية ،مؤدى ذلك أنه تتم المراقبة
اإللكترونية بوجوب توفر ثالثة عناصر وهي:
1عبد الهادي درار ،نظام المراقبة االلكترونية في ظل تطورات النظم اإلجرائية الجزائية بموجب األمر ،21-25مجلة الدراسات والبحوث القانونية،
العدد الثالث ،الجزائر ،ص .245
2نبيلة صدراتي ،الوضع تحت المراقبة االلكترونية كنظام جديد لتكييف العقوبة (دراسة في ضوء القانون رقم 22-22المتمم لقانون تنظيم السجون
ونعادة االدماج االجتماعي للمحبوسين ،مجلة الدراسات والبحوث القانونية ،العدد التاسع ،جوان ،1222الجزائر ،ص .212
3المادة 252مكرر 2من قانون ،22-22المرجع السابق.
570
عصرنة العدالة في الجزائر الفصل الثاني:
ما تجد اإلشارة إليه في هذه النقطة األخيرة أن المشرع الجزائري قد أقر بأن المنظومة اإللكترونية
الالزمة لتنفيذ هذا اإلجراء والقيام بمراقبته تتكون من موظفين مؤهلين وتابعين لو ازرة العدل ،1بينما شروط
االستفادة من الوضع تحت المراقبة اإللكترونية هي:
كما يجب األخذ باالعتبار الحالة العائلية والصحية للمحكوم عليه أو النشاط المهني أو الدراسي أو
التكوين ،2أي أن طلب الوضع تحت المراقبة اإللكترونية يمنح للمحكوم عليهم القابلين لالندماج في
المجتمع والمعدين لإلصالح ونعادة التأهيل داخل المؤسسات العقابية ،أي تأثروا ببرنامج اإلصالح
الموضوع من قبل الو ازرة والمطبقة من طرف المؤسسات العقابية.
بعد خروج المحكوم عليه للمجتمع فإنه يخضع لجملة من القيود في تحركاته ،حيث يتمتع قاضي
تطبيق العقوبات بسلطة تقديرية ممنوحة وفقا للقانون 22-22إلخضاع الشخص الموضوع تحت المراقبة
اإللكترونية لتدبير أو أكثر ،وهي:
571
عصرنة العدالة في الجزائر الفصل الثاني:
-عدم االجتماع ببعض المحكوم عليهم ،بما في ذلك الفاعلين األصليين أو الشركاء في الجريمة،
-االلتزام بشروط التكفل الصحي أو االجتماعي أو التربوي أو النفسي التي تهدف إلى إعادة إدماجه
اجتماعيا،
-إلزام المحكوم عليه باالستجابة إلى استدعاءات قاضي تطبيق العقوبات أو السلطة العمومية التي
يعينها هذا األخير.1
لقاضي تطبيق العقوبات الحرية في تحديد االلتزامات الواجبة على المحكوم عليه الواقع تحت نظام
المراقبة اإللكترونية ل اللتزام بها ،بحيث تتم مراقبته تحت إشراف القاضي المسؤولة طبعا ومن قبل
المصالح الخارجية التابعة إلدارة السجون المكلفة بإعادة إدماج المحبوسين داخل المجتمع ،ويكون ذلك
عن طريق الزيارات الميدانية والمراقبة بالهاتف ،لترسل إلى قاضي العقوبات التقارير الدورية عن إجراءات
المراقبة ،وفي حالة مخالفة المحكوم عليه لاللتزامات المقررة له يتم تبليغ القاضي مباشرة من طرف
المصالح الخارجية في حالة خرقه للمواقيت ،2فتتوقف عقوبته ويتم إعادته للسجن وحرمانه من هذه
الحرية المؤقتة مرة أخرى ،3كما يلتزم بالمثول الفوري إذا تم استدعاءه من قبل القاضي المكلف أو
السلطة العمومية المرخص لها ذلك ،وهذا لتقييد حرية المحكوم عليه وندراكه أن حريته مازالت مقيدة
ومازال شبه محبوس لكن بامتياز الحرية المؤقتة التي منحها إياه القانون.
572
عصرنة العدالة في الجزائر الفصل الثاني:
كما أكدت المادة 252مكرر 22على أن المشرع قد منح قاضي تطبيق العقوبات السلطة التقديرية
لمنح المراقبة اإللكترونية أو حرمان المحكوم عليه منها كما له سلطة إلغاء مقرر وضع تحت المراقبة
اإللكترونية خالل منتصف المدة المقررة لها في حالة:
-عدم احترام المحكوم عليه لاللتزامات المفروضة عليه قانونا دون وجود سبب مقنع،
-اإلدانة الجديدة،
-طلب المعني.
ففي حالة ارتكاب المحكوم عليه لمخالفات تأثر على النظام العام واألمن العام خول القانون للنائب
العام أن يطلب من لجنة تطبيق العقوبات إلغاء هذا اإلجراء ونعادته إلى المؤسسة العقابية إلكمال فترة
عقوبته هناك ،وللجنة 22أيام كأقصى مدة من تاريخ االخطار للفصل في الطلب بمقرر غير قابل
للطعن ،في هذه الحالة وبعد إعادة المحكوم إليه إلى المؤسسة العقابية تحتسب المدة التي قضاها خارج
1
المؤسسة تحت نظام المراقبة اإللكترونية ضمن المدة المقررة في عقوبته كأنه قضاها محبوسا.
في بداية وضع السوار اإللكتروني كان بديال عن الرقابة القضائية أي أن قاضي التحقيق عوض
ما يضع شخص مشتبه فيه تحت الرقابة القضائية ويلزم عليه اإلمضاء عند كتابة الضبط كل أسبوع
ومنعه من مغادرة الوطن والعديد من الشروط األخرى ،ارتأت و ازرة العدل استبدال الرقابة القضائية
بالرقابة اإللكترونية عن طريق السوار اإللكتروني ،فعوض اإلمضاء ،توجد هناك الضبطية التي تراقب
كل تحركاته من خالل نظام آلي GPSلمتابعة السوار اإللكتروني ،كما يتم تحديد نطاق جغرافي معين
يجب أن ال يخرج عنه المتهم ونال يتم اإلنذار لدى الضبطية القضائية ووكيل الجمهورية ويتم التدخل
فو ار باإلجراءات الالزمة ،2إذا لقاضي التحقيق السلطة التقديرية في تقرير إما الوضع تحت الرقابة
573
عصرنة العدالة في الجزائر الفصل الثاني:
القضائية أو اإللكترونية ونما اإليداع في السجن ،1ففي إطار الصالحيات القانونية المخولة لقاضي
التحقيق المنصوص عليها في المادة 215مكرر من قانون اإلجراءات الجزائية في مسائل الضبط
القضائي ولضمان حسن سير إجراءات التحقيق تم االعتماد على تقنية السوار اإللكتروني في مجال
التحقيق القضائي ،لطلب استخدام جهاز المراقب ة اإللكتروني على المتهم (السوار اإللكتروني) ،أي أنه
يهدف إلى استبدال الحبس المؤقت من خالل:
لكن فيما بعد رفضت بعض الجهات ذلك وتم استعماله كبديل لعقوبة الحبس ،إال أن السوار
اإللكتروني حتى يحقق نجاحا في الجزائر البد من توفير اإلمكانيات الالزمة له ،فالبد من وجود شركات
لمتابعة ومراقبة السوار وصيانته ،ألن مراقبته وصيانته ذو تكلفة عالية جدا قد تتخطى قيمة السوار في
حد ذاته.
إذا فالسوار اإللكتروني موجود على أرض الواقع وحتى صفقات استعماله موجودة ،لكن العمل به
واالنطالقة الفعلية لم تبدأ تماما ،فهو وضع لحماية حقوق االنسان ،لذلك اعتبر من العقوبات البديلة.3
بأخذ ذلك في االعتبار ،بدأت و ازرة العدل المرحلة التحضيرية من االختبارات الفنية مع مشغلي
الهاتف ( )mobilis. Djezzy. Ooredooوالتي كانت مفيدة ،كما تم تثبيت واجهة مخصصة لتطبيق
574
عصرنة العدالة في الجزائر الفصل الثاني:
السوار اإللكتروني على مستوى موقع إنقاذ األنظمة الكومبيوتر (الموجود في كوليا) حيث تم إجراء
االختبارات الفنية األولى بنجاح ،من خالل الوصول إلى الموقع بواسطة روابط خارجية آمنة.1
ت جد اإلشارة أوال إلى أن عملية التعليم عن بعد لنزالء المؤسسات العقابية جاء تماشيا مع المعايير
الدولية الموضوعة في االتفاقيات الدولية التي صادقت عليها الجزائر والمتعلقة بالمعاملة الحسنة
للمساجين ،حيث يمكن اعتباره أهم هدف فيها ،وقد تكفل بهذه المهمة الديوان الوطني للتعليم والتكوين
عن بعد ،فأهم المهام الموكلة إليه ،هي:
-منح تعليم مطابق للبرامج الدراسية بالمراسلة أو باستعمال تكنولوجيا اإلعالم واالتصال.
-تطبيق كل الطرق والوسائل المناسبة للتعليم والتكوين عن بعد خاصة باستعمال تكنولوجيا اإلعالم
واالتصال.
-إقامة عالقة تبادل وتعاون مع الهيئات والمؤسسات األجنبية ذات الصلة بنشاطها.
-ضمان كل تكوين تكميلي أو خاص يدخل ضمن إطار تجديد المعارف والترقية االجتماعية والمهنية.2
في إطار تنفيذ اتفاقية التعاون المبرمة بين و ازرة التربية الوطنية وو ازرة العدل بتاريخ 14ديسمبر
1221في مجال التربية والتعليم ،ومن أجل رفع المستوى التعليمي والتكويني داخل المؤسسات العقابية،
تم العمل على تطبيق التعليم عن بعد داخل المؤسسات العقابية شريطة أن يلتزم كل طرف في االتفاقية
بالمهام الموكلة إليه وهي:
1
Ministere de la justice, MODERNISATION AU SERVICE DE LA QUALITE DE LA JUSTICE, P25.
2موقع الديوان الوطني للتكوين عن بعد ،تاريخ االطالع /http://www.onefd.edu.dz :1212/22/12
575
عصرنة العدالة في الجزائر الفصل الثاني:
أوال .المهام الموكلة للديوان الوطني للتعليم والتكوين عن بعد :يتولى هذا الديوان المهام التالية:
-إفادة المحبوسين المتعلمين من خالل الديوان في مجال التكوين المستمر عن طريق الفروض الم ارقبة.
-إمكانية إفادة المحبوسين المتعلمين من خدمات إضافية السيما منها تنظيم حصص تدعيمية وفق
برنامج يحدده الديوان.
-تسليم شهادة المستوى لصالح المحبوسين المتعلمين الناجحين في امتحانات إثبات المستوى.1
أما المديرية العامة إلدارة السجون ونعادة اإلدماج فتتولى عن طريق المؤسسات العقابية وبالذات
مصلحة اإلدماج ،ما يلي:
-استقصاء وتصنيف المحبوسين حسب الشعب والمستويات التعليمية والتكوينية وتحضير ملفاتهم
اإلدارية.
1اتفاقية ثنائية بين المديرية العامة إلدارة السجون ونعادة اإلدماج والديوان الوطني للتعليم والتكوين عن بعد ،في مجال توفير التعليم عن بعد لفائدة
المحبوسين ،بتاريخ 14ديسمبر ،1221الصادرة بتاريخ 19جويلية .1222
576
عصرنة العدالة في الجزائر الفصل الثاني:
-تسليم القوائم النهائية وملفات المحبوسين المتعلمين للمركز الجهوي للتعليم والتكوين عن بعد حسب
القطاع الجغرافي قبل تاريخ 12أكتوبر من كل سنة.
-تبليغ المراكز الجهوية للتعليم والتكوين عن بعد بالمحبوسين المتعلمين المفرج عنهم والمحولين إلى
مؤسسات عقابية أخرى قصد متابعة مسارهم الدراسي.
-تسديد مصاريف حقوق تسجيل وتكاليف الخدمات عند االقتضاء قبل تاريخ 12نوفمبر من كل سنة
بواسطة حوالة جماعية بالنسبة لكل مؤسسة عقابية.1
تتولى فيما بعد المراكز الجهوية للتعليم والتكوين عن بعد والمؤسسات العقابية جملة من المهام
المشتركة التي تسعى من خاللها إلعالم المحبوسين ببداية السنة الدراسية لاللتحاق بها لمن يرغب بذلك،
وتكلف بـ:
-تنظيم أيام تحسيسية ونعالمية لفائدة المحبوسين تحضي ار لكل موسم دراسي.
بالتالي فإن هذه االتفاقية ساهمة في إكمال تعليم نزالء المؤسسات العقابية رغم تقييد حرياتهم ،وتجدر
اإلشارة أن امتحانات إثبات المستوى تجرى على موقع الديوان الوطني للتكوين والتعليم عن بعد من
خالل منصة االمتحانات والفروض اإللكترونية ،حيث تجهز المؤسسات العقابية بقاعات إعالم آلي لهذه
االمتحانات ،فيتم الدخول إلى التطبيقة وندخال اسم ولقب المحبوس الممتحن في منصة الفروض لتظهر
لك األسئلة التي يتم اإلجابة عليها بواسطة الحاسوب اآللي الخاص بكل واحد مع وجود حراسة من
داخل المؤسسة (األعوان والضباط).
1المادة 1من االتفاقية الثنائية بين المديرية العامة إلدارة السجون ونعادة اإلدماج والديوان الوطني للتعليم والتكوين عن بعد ،المرجع السابق.
577
عصرنة العدالة في الجزائر الفصل الثاني:
بعد انتهاء االمتحا ن أو الفرض تمنح التطبيقة المترشح النقطة والنتيجة فورا ،وبالتالي فإن مديرية
إدارة السجون هي التي تشرف على تنظيم دورات االمتحانات بالتعاون مع الديوان الوطني للتكوين
والتعليم عن بعد.
أما فيما يخص امتحاني الطور المتوسط Bemوالطور الثانوي BACفإن و ازرة التربية هي التي
تتكفل بها وتكون االمتحانات كتابية ،وحتى الحراسة يتم تعيين أساتذة للحراسة داخل المؤسسات العقابية.1
578
الخاتمة
الخاتمة
الخاتمة:
بعد دراستنا المستفيضة لدور اإلدارة اإللكترونية في تحسين الخدمة العمومية بصفة عامة وأثرها
على قطاع العدالة بصفة خاصة ،توصلنا إلى أن ما أحدثته الثورة المعلوماتية من تطورات علمية
تكنولوجية في المجتمعات اإلنسانية بعد ظهور العولمة والرقمنة لم تقتصر على الجوانب االقتصادية
وحدها وننما امتدت إلى مجال العالقات االجتماعية والسياسية والقانونية والسيما المعامالت اإلدارية ،قد
ساهمت في ظهور نوع من المعامالت تتم عن بعد بواسطة أجهزة الحاسوب ومن خالل شبكة األنترنت
العمالقة التي عملت على إازلة الحدود الجغرافية وجعلت من العالم قرية إلكترونية صغيرة اختصرت
فيها عاملي الزمان والمكان بواسطة اإلدارة االلكترونية.
إن إصالح اإلدارة من خالل إدخال تكنولوجيات االعالم واالتصال حقق تحوال جذريا على مستواها،
حيث تم التحول من اإلدارة التقليدية الورقية التي تتسم بالبطء في اإلجراءات والروتين والبيروقراطية إلى
اإلدارة اإللكترونية التي تقوم على االستعمال األمثل لتقنيات اإلعالم واالتصال من أجل تحقيق الحركية
والمرونة في العمل اإلداري وتسهيل التعامالت اإلدارية وكذا تسريع تقديم الخدمات عن بعد ،كل ذلك
أدى الى تقليص الفجوة التنظيمية القائمة بين اإلدارة وموظفيها وبين اإلدارة والمواطن ،وتحقيق أهداف
اإلدارات بشفافية ووضوح.
تقوم اإلدارة اإللكترونية بالدرجة األولى على شبكة األنترنت التي تعد العصب األساسي لقيامها على
اعتبار أنها المزود األكبر للمعلومات على مستوى العالم اليوم ،ومن ثم تستلزم توفير شبكات عالية
الجودة سواء الداخلية الخاصة بالعمل اإلداري الداخلي بين اإلدارات أو في اإلدارة نفسها أو المنصات
المخصصة للتعامل مع األفراد ،وكذا توفير األجهزة المتطورة ونظم المعلومات والكفاءات البشرية المؤهلة،
كل هذا يتوقف أساسا على سن المنظومة التشريعية الخاصة بتطبيقها ،فبدون تشريع نصوص صريحة
لتطبيقها على أرض الواقع تبقى مجرد أفكار نظرية.
إن إقامة إدارة إلكترونية فعالة يستلزم توفير كل متطلباتها لضمان الحصول على الخدمات العامة،
وتعد هذه األخيرة هي الهدف الرئيسي للعمل اإلداري للمؤسسات العمومية ،حيث تستهدف تحقيق النفع
576
الخاتمة
العام وتلبية كل متطلبات المجتمع مع التركيز على عناصر االستم اررية ،المساواة ،الشفافية والمجانية
في تقديمها ،وفقا ألسلوبين إما من طرف الدولة نفسها أو من القطاع الخاص لكن تحت إشراف ورقابة
الدولة ،وبالرغم من ذلك مازالت تعاني من العديد من السلبيات التي تقف أمام التطبيق الجيد للخدمات،
فتحسين مستوى الخدمات العمومية أصبحت تشكل رهانا كبي ار للدولة.
سعيا من الدول لتجسيد خدمات عامة رشيدة وتحقيق التنمية تم إدخال اإلدارة اإللكترونية للقيام بكل
الخدمات واألعمال في الدولة وفقا لمعايير الحكم الراشد العالمية التي ترتكز على الشفافية والمساءلة
والمصداقية والعدالة ومكافحة الفساد والعدل في تقديم الخدمات العامة ،أي التحول من الخدمات التقليدية
إلى الخدمات اإللكترونية التي يستفيد المواطن منها في أي مكان وزمان دون الحاجة للتقيد بالمواعيد
واألماكن ،وهو ما يظهر العالقة والتأثير المتبادل بين الخدمة العامة واإلدارة اإللكترونية ،حيث أصبحت
هذه الخدمات يتم الحصول عليها عن طريق التواصل اإللكتروني مع اإلدارات المختصة ،ما جعل العالم
اليوم يقيس درجة تقدم الدول بما تقدمه من خدمات إلكترونية لتسهيل الحصول على المعلومات
واإلجراءات وكذا سرعة إنجاز المعامالت ،وبالتالي فاإلدارة االلكترونية ترفع من فعالية المرفق العام
باعتبارها المحرك األساسي لتطوره خاصة بالتخلص من التعامل الورقي واالعتماد على التبادل
اإللكتروني ،تحقيقا لجودة الخدمة العامة.
لقد أصبحت الخدمات اإللكترونية أسلوبا جديدا للتعامل بين األفراد والمؤسسات العامة أو الخاصة،
فتطبيق الرقمنة التي تسعى المجتمعات المعلوماتية اليوم لتحقيقها من خالل نشر التعامل واالتصال
اإللكتروني في جميع مجاالت الحياة المختلفة ،راجع للدمج بين التقنية الحديثة والكفاءة البشرية ما أدى
الى بروز مجتمع رقمي تتسم حياته بالسهولة والسرعة والدقة في تقديم الخدمات العامة وننجاز األعمال
متجاو از بذلك كل سلبيات اإلدارة التقليدية.
لقد ساعدت اإلدارة االلكترونية على إعادة النظر في العالقة القائمة بين اإلدارة والموظفين من خالل
تحديد المهام بدقة ونش اركهم في األعمال التنظيمية لرفع الكفاءة والفعالية للعمليات واإلجراءات داخل
قطاعات الدولة والتقليل من الفساد االداري ،ونعادة النظر في العالقة بين اإلدارة والمواطن بتطبيق
577
الخاتمة
التواصل االفتراضي الذي يهدف أساسا لتحسين االستجابة وتحقيق الفاعلية عند تقديم الخدمات العامة
االستمررية والسرعة
ا الرشيدة وفقا لمقوماتها األساسية المتمثلة في التواصل اآلني والشفافية والديمومة و
لربح الوقت بهدف تكريس الرقابة والشفافية والقضاء على المحاباة والرشوة والمحسوبية ،فال سبيل لترشيد
الخدمة العامة إلى بالتحول للنموذج اإللكتروني الخدمي وما يمنحه من امتيازات وتسهيالت.
عمدت الجزائر لألخذ بهذا النظام وجعل الخدمات االلكترونية كأولوية من خالل العمل على إدخال
مشروع التطور التكنولوجي ضمن أولويات مشاريع التنمية خاصة منذ وضع مشروع استراتيجية الجزائر
اإللكترونية سنة 1222والذي لم يتم اكماله ،لكنها لم تتوقف بل واصلت مسيرتها في اإلصالح مع
األخذ بالتوصيات المقدمة من قبل المجلس االقتصادي ،وبالفعل تم تكريس إدارة إلكترونية مازالت في
بداية انطالقتها لكنها قطعت أشواطا كبيرة تجسيدا لبرنامج اإلصالح المسطرة من قبل الحكومة وتحت
إشراف و ازرة البريد والمواصالت السلكية والالسلكية التي عملت على نشر األلياف البصرية إليصال
شبكة األنترنت ألكبر عدد ممكن من المناطق ،وتوفير البنى القاعدية الخاصة بالتدفق العالي والعالي
جدا للخدمات اإللكترونية.
نتج عن إدخال اإلدارة اإللكترونية عصرنة أغلب قطاعات الدولة ورقمنة الخدمات ،وقد انصبت
د ارستنا على القطاعات التي فطعت أشواطا كبير مقارنة بنظيراتها في عصرنة مرافقها وخدماتها المقدمة
للمواطنين ،وأهم ما ترتب عن ذلك ظهور البلدية اإللكترونية لطلب شهادة الميالد والوفاة والزواج وطلب
بطاقة التعريف الوطنية...إلخ عبر الشباك الموحد الخاص بذلك ،كما تم عصرنة البنوك بإدخال وسائل
الدفع اإللكترونية لتسهيل التعامالت البنكية التجارية ،وعمدت و ازرة التعليم العالي والبحث العلمي بالدرجة
األولى على توفير التعليم عن بعد ووضع منصات خاصة بالمجالت العلمية واألطروحات ،أما في فترة
جائحة كورونا فقد تم االعتماد على المنصات التعليمية التابعة للو ازرة لتقديم الدروس عن بعد ،وأخي ار
وليس آخ ار عمدت و ازرة الضمان االجتماعي إلى وضع كل خدماتها الخاصة باألجراء وغير األجراء في
موقعها اإللكتروني ،كل هذا يعكس التطور المستمر والعصرنة في الجزائر بعد إدخال اإلدارة اإللكترونية
إلى مجال تقديم الخدمات العامة.
578
الخاتمة
يعد قطاع العدالة من أوائل القطاعات التي أولت أهمية كبيرة للجانب التكنولوجي والمعلوماتي في
أعمالها سواء على المستوى المحلي أو العالمي ،ولذا ارتكزت دراستنا على دور اإلدارة اإللكترونية
لعصرنة العدالة ،حيث أن تكنولوجيا اإلعالم واالتصال واالعتماد على اإلدارة اإللكترونية داخل القطاع
سمحت بالتحول من التقاضي العادي التقليدي الذي يعتمد على الورق بشكل كبير إلى التقاضي
اإللكتروني الذي أساسه شبكة األنترنت واألجهزة المتطورة لنظم المعلومات مع العمل على رقمنة أغلب
السجالت الورقية والقيام بكل األعمال والتعامالت إلكترونيا ،حيث يسمح هذا النظام الجديد للمتقاضين
ومحاميهم من تسجيل الدعوى عبر المنصة الخاصة به ومتابعة مآل القضية للوصول أخي ار إلى إمكانية
إجراء محاكمات عن بعد في حالة تعذر الحضور للجلسة للمحافظة على عالنية الجلسة ونلزامية
الحضور.
بما أن اإلجراءات القضائية التقليدية أساسها الدعامة الورقية التي تجسد الوجود المادي لها ،وباعتبار
أن الكتابة ال تعد دليال كامال لإلثبات إال إذا كانت موقعة بالتوقيع اليدوي ،فالتقاضي اإللكتروني اليوم
يتم إثباته عبر المستند اإللكتروني والتوقيع اإللكتروني ،فالمستند اإللكتروني يتبلور فيه حقوق طرفي
التعاقد ،فهو المرجع لما اتفق عليه الطرفان وتحديد التزاماتهما القانونية ،والتوقيع اإللكتروني هو الذي
يضفي حجية على هذا المستند.
إن ظهور التعامالت التجارية اإللكترونية عبر األنترنت على الساحة الدولية كانت سببا لظهور
منازعات دولية خاصة بها وخوفا من اللجوء للجهات القضائية التي تستغرق وقتا طويال إلصدار الحكم
مع العلم أن المسائل التجارية تتميز بالسرعة والمرونة ،كان لزاما إيجاد وسيلة أخرى تكون أكثر سالسة
ومال ائمة لطبيعة هذه النزاعات ،هنا ظهرت فكرة التحكيم اإللكتروني كبديل للتقاضي اإللكتروني على
الساحة الدولية ،لما يوفره للمتعاملين من مزايا التي تنبع من طبيعة البيئة التي يجري فيها التحكيم
ومجا ارة للطبيعة الخاصة التعامالت ،فهو يتمتع بمزايا كثيرة من أهمها السرعة الكبيرة في فصل المنازعات
والسرية العالية وضآلة النفقات واالستعانة بمحكمين أكثر حيدة وخبرة.
579
الخاتمة
سعت الجزائر إلى عصرنة منظومتها القضائية منذ بداية دخول األنترنت إلى الجزائر ،إذ كانت من
بين األهداف الرئيسية لبرنامج اإلصالح الموضوع من قبل اللجنة الوطنية ،حيث عمدت في البداية إلى
للوزرة والتي تربط كل هيئات
وضع أنظمة إلكترونية معلوماتية للتسيير الداخلي أهمها الشبكة القطاعية ا
القطاع ببعضها سواء الو ازرة في حد ذاتها والجهات القضائية والمؤسسات العقابية والمؤسسات تحت
الوصاية ،وكذا ربط الجهات القضائية ببعضها البعض ،ومن ثم تم العمل على وضع قواعد بيانات
مركزية وطنية خاصة بكل من شهادة الجنسية وصحيفة السوابق القضائية واألرشيف التاريخي ومذكرات
التوقيف والكف عن البحث والبصمات الوراثية وغيرها للعمل على توحيد العمل القضائي ،ليتم الحقا
ربط القطاعات األخرى بهذه القواعد كجهات الضبطية القضائية وقطاع الضمان االجتماعي .....الخ،
حيث ساعدت هذه األنظمة المتطورة على رفع كفاءة العمل القضائي واإلداري للقطاع بما سهل عصرنة
الخدمات ونجراءات الدعوى.
بدأت مسيرة العصرنة في الجزائر فيما يتعلق بالخدمات القضائية المقدمة منذ سنة 1221عندما
تم وضع أول قاعدة معطيات خاصة بصحيفة السوابق القضائية ،ثم تم وضع أضخم نظام حالي وهو
تطبيقة الملف القضائي التي تسمح للمتقاضي بمتابعة مآل قضيتهم منذ رفع الدعوى إلى غاية الفصل
فيها وصدور الحكم ،ثم توالت اإلنجازات إال أنها كانت بوتيرة بطيئة جدا إلى غاية صدور القانون -25
21المتعلق بعصرنة العدالة ،والقانون 24-25المتعلق بالتوقيع والتصديق اإللكترونيين اللذان أضفيا
على المنظومة القضائية الطابع اإللكتروني ،حيث حدد قانون عصرنة العدالة القواعد الالزمة لتطبيق
تقاضي إلكتروني في المنظومة الجزائرية ،وكذا إضفاء الحجية القانونية على كل المستندات اإللكترونية
بتوفير التوقيع االلكتروني ووضع هيئة خاصة للتصديق اإللكتروني على كل الوثائق اإللكترونية والمتمثلة
في و ازرة العدل التي عمدت على تفويض هذه الصالحية للمجالس القضائية فقط ،وبالتالي كان الهدف
من هذا القانون األخير هو إضفاء الحجية القانونية والشفافية على العمل القضائي.
كما تم وضع منصات إلكترونية لتقديم الخدمات القضائية إلكترونيا كطلب استخراج صحيفة السوابق
القضائية موقعة إلكترونيا وطلب التصحيح اإللكتروني لألخطاء الواردة في سجل الحالة المدنية واستخراج
580
الخاتمة
مرسوم التجنس...إلخ عبر شبكة األنترنت من أي مكان وفي أي وقت ،وكذا االطالع على مآل القضايا
وتلقي االستدعاءات والتبليغات بنفس الطريقة اإللكترونية ،وصوال إلى وضع المنصة اإللكترونية الخاصة
بالنيابة اإللكترونية التي تسمح بتقديم شكوى عن بعد وكذا المنصة الخاصة بتبادل العرائض والمذكرات
إلكترونيا بين المحامين عن بعد خالل سنة ،1212كل هذا من أجل تسهيل اللجوء للعدالة ،فأصبحت
الخدمة القضائية تتميز بالسرعة والشفافية والجودة والنوعية ،لتحقيق الفصل السريع للن ازعات في اآلجال
القصيرة ،كما ساهمة األرضيات اإللكترونية التابعة للو ازرة على تقليص اإلجراءات وتبسيطها للمواطنين.
أخذت الجزائر كغيرها من دول العالم بالتقاضي اإللكتروني خاصة في فترة جائحة كورونا أين تم
العمل بهذه التقنية إلبقاء التواصل مستم ار بين الجهات القضائية والمحامين من مرحلة رفع الدعوى
ومتابعة مآل القضية وتبادل المستندات والمذكرات وصوال إلى إجراء المحاكمات عن بعد عن طريق
آلية المحاكمات المرئية التي استحدثها القانون عصرنة العدالة ،21-25حيث تتم المحاكمة بين الجهات
القضائية والمؤسسات العقابية عن طريق تقنية السكايب دون ما الحاجة لنقل المحبوس بل من القاعة
المعدة خصيصا لذلك داخل المؤسسات العقابية ،كما يمكن للقاضي فتح شاشات لعدة مؤسسات عقابية
في جلسة واحدة وكذا سماع الشهود والخبرة أيضا بواسطة نفس التقنية من أي مكان في العالم.
بحكم أن إدارة السجون هي جزء ال يتج أز من المنظومة القضائية فقد مستها ثورة عصرنة العدالة،
حيث تمت رقمنة األعمال اإلدارية الخاصة باإلدارة المركزية والمؤسسات العقابية وذلك باستحداث
تطبيقات إلكترونية إدارية تسمح بالقيام بكل أعمالها وكذا التواصل مع الجهات المركزية ،كما تمت رقمنة
ملفات نزالء المؤسسات العقابية وتتبع قضاياهم في أي مؤسسة من خالل قاعدة البيانات الخاصة بهم،
دون إغفال ما تم العمل عليه لتوفير أنسنة ظروف االحتباس ونعادة التربية والتأهيل للمسجون ونعادة
إدماجه في المجتمع ،كما تم وضع أساليب عقابية وفقا لمعايير دولية مبنية على االتفاقيات الدولية
الخاصة بحسن معاملة المساجين التي تسمح بمنح جزء من الحرية للمسجون كل هذا تطبيقا لمسار
اإلصالح الموضوع من قبل الو ازرة.
581
الخاتمة
من أهم اآلليات اإللكترونية المعتمدة إلعادة إدماج المساجبن في المجتمع هي تقنية السوار
اإللكتروني التي تقوم على منح الحرية للمسجون وفقا لمدة عقوبته لكن بقيود يحددها قاض تطبيق
العقوبات للسماح له باالندماج داخل المجتمع ،كما تم االعتماد على التعلم عن بعد لصالح المساجين
الراغبين بإكمال دراستهم.
االقتراحات:
من خالل ما قدمناه في دراستنا الخاصة بدور اإلدارة اإللكترونية في تحسين الخدمة العمومية قطاع
العدالة أنموذجا تم تسجيل االقتراحات التالية:
*على الدولة تدعيم اإلدارات العمومية للتكريس الفعلي لإلدارة اإللكترونية في جميع القطاعات
والمؤس سات العمومية من خالل توفير البنية األساسية الالزمة لتحقيق خدمات عامة قائمة على ركائز
الحكم الراشد في الدولة.
*السعي لتجاوز كل العوائق والسلبيات اإلدارية والتنظيمية واالجتماعية والمادية والتكنولوجية واألمنية
التي تقف أمام التطبيق الفعلي لإلدارة اإللكترونية بوضع استراتيجية خاصة بالولوج إلى شبكة األنترنت.
* عصرنة كل األعمال اإلدارية والخدمات المقدمة للرقي بالدولة من جهة ولتحقيق مبادئ اإلدارة
اإللكترونية من ديمقراطية ومساواة وشفافية في الخدمات العامة.
*وضع خطط واستراتيجيات تتماشى والمعايير العالمية للعصرنة ،مع تثمين دور العنصر البشري كفاعل
في عملية التحول ،من خالل اشراك العاملين في التخطيط وتنفيذ برامج اإلدارة.
*توفير شبكة أنترنت عالية التدفق لتشجيع ترشيد الخدمات العامة باعتبارها العمود الفقري لقيام اإلدارة
اإللكترونية في الدولة.
582
الخاتمة
* العمل أكثر على إقامة بنية قاعدية صلبة من خالل وضع ميزانيات وغطاء مالي خاص لتوفير الوسائل
اإللكترونية وتصميم وتطوير برامج وتطبيقات خاصة بالعمل الداخلي لإلدارة تحقيقا للرقمنة الفعلية لكل
اإلدارات العمومية ،وكذا العمل على توفير أماكن الولوج لألنترنت لتمكين المواطن من الحصول على
الخدمات في أي مكان وزمان كان للقضاء على األمية الرقمية.
* إنشاء جهات خاصة لتحديث المواقع اإللكترونية واإلشراف عليها ،باالستعانة بمهندسين في مجال
اإلعالم واالتصال.
*العمل على ترقية الخدمات اإللكترونية الخاصة األجهزة الكبرى لتقديم خدمة عمومية للمواطن ،مثل
الخدمات االلكترونية الخاصة بمجال الحالة المدنية ومجال الخدمات القضائية التي مازالت تعاني من
الركود.
* إقامة دورات تكوينية خاصة باستعمال تكنولوجيا اإلعالم واالتصال لكل موظفي اإلدارات العمومية
لتدريبهم على االستخدام األفضل للتكنولوجيات المتطورة لرفع الكفاءة ومردودية العمل اإلداري بما
يتماشى ومتطلبات اإلدارة وكذا التطورات الحاصلة في نظم المعلومات على المستوى العالمي.
* تطوير اإلدارة حسب المتغيرات والتطورات الدولية والعالمية إللغاء صفة الجمود المتوارثة من اإلدارات
التقليدية واألخذ بإدارة إلكترونية تتماشى مع متطلبات ومستجدات العصر وتتطور وفقا لذلك.
* ضرورة العمل على نشر الثقافة اإللكترونية بتوعية المواطنين بالخدمات اإللكترونية المتوافرة على
مستوى اإلدارات العمومية للقضاء على الفجوة الرقمية بين اإلدارة والمواطن ،وذلك من خالل الترويج
لها بواسطة حمالت توعوية في وسائل اإلعالم ونقامة ملتقيات ودورات وندوات خاصة بالموضوع ،وكذا
توعيتهم عن كيفية العمل باألرضيات اإللكترونية.
*العمل على وضع آليات لتأمين شبكات االتصال للقضاء على المخاوف التي تتملك المستخدمين حول
إمكانية اختراق المنظومة المعلوماتية بالتزوير وتخريب للشبكات وسرقة للمعلومات السرية ...إلخ.
583
الخاتمة
* ضرورة األخذ بعين االعتبار التجارب األجنبية والعربية في مجال تطبيق اإلدارة اإللكترونية ومدى
تحقيقها للخدمة العمومية كمرجع لتجنب السلبيات التي وقعت فيها تلك الدول واألخذ باألمور اإليجابية.
* العمل أكثر على توسيع مفهوم الدفع اإللكتروني في الجزائر داخل كل المجاالت وباألخص في دفع
مصاريف التقاضي إلكترونيا ،نظ ار للترابط القائم بين قطاعات الدولة.
* توفير التوعية الالزمة للمواطنين من خالل نشر الوعي القانوني والقضائي للتقاضي اإللكتروني
وأهميته ومميزاته وما يحققه من عدالة باعتباره مصطلح جديد في المجتمع الجزائري ،وذلك من خالل
إقامة حملة إعالمية خاصة به في وسائل اإلعالم المختلفة وكذا إقامة الندوات والملتقيات العلمية وخاصة
العمل على جعله مادة تدرس في الجامعات داخل كلية الحقوق نظ ار لألهمية البالغة التي يتميز بها فهو
يعد مستقبل التقاضي ،وكذا إنشاء مخابر وفرق بحث علمية لدراسة الموضوع وتقديم بحوث ومقاالت
مفصلة عنه.
* وجوب توفير اآلليات الضرورية إلنشاء وتطبيق التوقيع اإللكتروني في كل المعامالت اإللكترونية
لتحقيق المساواة بين المحررات الورقية واإللكترونية الصادرة من الو ازرة والجهات القضائية لتحقيق حجيتها
في اإلثبات.
* ضرورة تعيين جهات التصديق الخاصة بالو ازرة على أرض الواقع ،فبالرغم من أن المشرع الجزائري
حددها في قانون العصرنة 21-25سواء السلطة الوطنية لدى الوزير األول ،أو السلطة الحكومية لدى
وزير االتصاالت السلكية والالسلكية وأخي ار السلطة االقتصادية على مستوى السلطة المكلفة بضبط
البريد.
*ضرورة استصدار تشريعات أخرى أكثر إلماما بموضوع التقاضي اإللكترونية لسد الفراغ القانوني الناتج
عن التطورات الحاصلة على كل األصعدة ،تكون أكثر تفصيال لمراحله وكل اإلجراءات اإللكترونية
الخاصة به لتجسيد تقاضي إلكتروني وفقا للمبادئ العالمية لحماية حقوق المتقاضين من الضياع وكذا
تحقيق مبادئ المحاكمات العادلة من عالنية ونلزامية الحضور.
584
الخاتمة
*وجوب إقامة تطبيقة خاصة بالتحريات األولية التي تسمح بتبادل المحاضر والملفات الخاصة بالتحريات
األولية عن بعد بين جهات الضبطية القضائية عبر هذه التطبيقة إلكترونيا.
*العمل على التطبيق الفعلي لمشروع تبادل المذكرات والعرائض بين المحامين على مستوى المجالس
القضائية في القضايا المدنية والتجارية وغيرها التي تستلزم إلزامية التمثيل بمحامي ،من خالل التبادل
عن بعد لكل ملفات القضية إلى غاية يوم الجلسة التي تستوجب الحضور.
* السعي إلى إقامة مصانع خاصة لتوفير سوار إلكتروني محلي بتكلفة تتماشى مع ميزانية الدولة وكذا
ضمان صيانته في حالة حدوث أي خلل أو عطل فيه ،مع ضرورة توفير آليات التواصل الفعالة التي
تضمن مراقبة كل تحركات واضع السوار ،وذلك لتمكين تطبيق هذه الطريقة البديلة عن عقوبة الحبس
بصورة كاملة.
* االعتماد على مهندسين وخبراء في تكنولوجيا اإلعالم واالتصال للتعامل بالتطبيقات اإللكترونية
الموضوعة من قبل الو ازرة على مستوى المؤسسات العقابية والعمل على تطويرها وننشاء قواعد بيانات
حسب االحتياجات الخاصة للقطاع.
* جعل السلطة التقديرية لتطبيق المراقبة اإللكترونية لقاضي الحكم أو قاضي تطبيق العقوبات ،ألن
خبرته تسمح له بتحديد هل األسباب المقدمة موضوعية أم ال.
* العمل على التجسيد أكثر لفكرة المحاكمات عن بعد والتي بدأ العمل بها بصورة فعلية مؤخ ار في ظل
جائحة كورونا وما رتبته من آثار إيجابية خاصة من جانب تسريع الفصل في النزاعات بين األفراد مهما
كان مكان تواجدهم.
* السعي إلدخال تقنية التحكيم اإللكتروني لحل المنازعات التجارية الدولية التي تكون الج ازئر طرفا فيها
ألنها أصبحت أنجع وأحسن الطرق المسايرة للطبيعة الخاصة لذلك النوع من التعامالت.
585
المرفقات
586
587
588
589
590
591
592
593
594
595
596
597
598
599
قائمة المصادر والمراجع
قائمة المراجع والمصادر.
الوثائق الرسمية:
أوال .الدساتير:
.2دستور الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية الصادر في 2ديسمبر 2991ج،ر رقم ،21
المعدل بالقانون رقم 22-21المؤرخ في 21مارس 1221الجريدة الرسمية رقم 24المؤرخ في 2
مارس .1221
ثانيا .القوانين:
.2القانون رقم22 - 92المؤرخ في 11غشت سنة ، 2992المعدل و المتمم ،والمتعلقة بالبرمجة والتقييم
والتنظيم المؤسساتي وتطوير الموارد البشرية والبحث الجامعي والتطوير التكنولوجي والهندسة والبحث
في العلوم االجتماعية واإلنسانية واإلعالم العلمي والتقني والتعاون العلمي وتثمين نتائج البحث والهياكل
القاعدية والتجهيزات الكبرى وتمويل البرنامج الخماسي ،ج ر ،العدد ،11الصادرة في 1جمادى
األولى .2429
.1القانون 21/1222المؤرخ في 5جمادى األولى 2412الموافق ل 5غشت ،1222يحدد القواعد
العامة المتعلقة بالبريد والمواصالت السلكية والالسلكية ،ج ر ،العدد ،42الصادرة في 1جمادى
األولى 2412الموافق ل 1غشت .1222
.1القانون رقم 21-22المؤرخ في 11ماي 1222يعدل ويتمم األمر رقم 52-22المؤرخ في 14
جمادى الثانية 2192الموافق ل 25أغشت سنة 2922المتعلق بالمساعدة القضائية (جريدة رسمية
عدد ،)19
600
قائمة المراجع والمصادر.
.4القانون رقم 21-25المؤرخ في 1فبراير 1225يعدل ويتمم األمـر رقم 59-25المؤرخ في 12
رمضان 2195الموافق ل 11سبتمبر 2925المتضمـن القانون التجاري الجريدة الرسمية ،العدد
.22
.5القانون 21-25المؤرخ في 22ربيع الثاني عام 2411الموافق أول فبراير سنة ،1225الذي يحدد
القواعد العامة المتعلقة بعصرنة العدالة ،الجريدة الرسمية عدد .21
.1القانون 24-25المؤرخ في 1فبراير 1225الموافق ل 12ذي الحجة 2415والمتضمن القانون
تنظيم السجون ونعادة اإلدماج االجتماعي للمحبوسين ،الجريدة الرسمية ،العدد 21المؤرخة في 9
ربيع الثاني 2411الموافق ل 22مايو .1225
.2القانون رقم 21-25المؤرخ في 1فبراير 1225يعدل ويتمم األمـر رقم 59-25المؤرخ في 12
رمضان 2195الموافق ل 11سبتمبر 2925المتضمـن القانون التجاري الجريدة الرسمية ،العدد
.22
.2القانون 21-21المؤرخ في 12محرم عام 2412الموافق 12فبراير 1221المتضمن القانون
التوجيهي للمدينة ،ج ر ،العدد ،25االدرة في 21صفر 2412الموافق ل 21مارس .1221
.9القانون رقم 25-22المؤرخ في 15ربيع الثاني 2412الموافق ل 21ماي 1222يعدل ويتمم
األمر رقم 52-25المؤرخ في 11سبتمبر 2925المتضمن القانون المدني ،الجريدة الرسمية ،العدد
.44
.22القانون رقم 29 /22المؤرخ في 22صفر 2419الموافق ل 1222 /21/ 15المتضمن قانون
اإلجراءات المدنية واإلدارية ،الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية ،العدد ،12الصادرة في 22ربيع
الثاني 2419الموافق ل 11أبريل .1222قانون رقم 24-29المؤرخ في 24شعبان 2412الموافق
ل 5غشت 1229المتضمـن القواعد الخاصة للوقايــة من الجرائم المتصلة بتكنولوجيات اإلعالم
واالتصال ومكافحتها ،الجريـدة الرسمية ،العدد .42
601
قائمة المراجع والمصادر.
602
قائمة المراجع والمصادر.
.1األوامر:
.6المراسيم:
603
قائمة المراجع والمصادر.
604
قائمة المراجع والمصادر.
605
قائمة المراجع والمصادر.
.3الق اررات:
.2القرار الوزاري المؤرخ في 22جمادى الثانية عام 2412الموافق ألول يونيو سنة ،1222يحدد
كيفيات تنظيم التكوين التكميلي قبل الترقية لاللتحاق ببعض الرتب التابعة لألسالك الخاصة بإدارة
السجون ومدته ومحتوى البرامج المتعلقة به ،الجريدة الرسمية العدد 15المؤرخ في 11ذو القعدة
عام 2412الموافق ل 12أكتوبر سنة .1222
.1القرار المؤرخ في أول صفر عام 2411الموافق ل 11ديسمبر ،1222المواصفات التقنية لجواز
السفر الوطني البيومتري اإللكتروني ،وهو قرار صادر عن و ازرة الداخلية والجماعات المحلية يتضمن
كل المواصفات الخاصة بالجواز البيومتري.
.1قرار مؤرخ في 21محرم عام 2415الموافق ل 22نوفمبر ،1221يحدد محتوى البوابة اإللكترونية
للصفقات العمومية وكيفيات تسييرها وكيفيات تبادل المعلومات بالطريقة اإللكترونية ،المنشور في
الجريدة الرسمية بتاريخ 9جمادى الثانية عام 2415ه الموافق ل 9أفريل سنة 1224م ،ج ر،
العدد .12
.1التعليمات:
.2التعليمة الو ازرية المشتركة المؤرخة في 21رجب 22412الموافق ل 14جوان ،1222التي تحدد
اإلجراءات التنظيمية الخاصة بطلب وسحب القسيمة رقم 21من صحيفة السوابق القضائية لدى
الممثليات الدبلوماسية والقنصلية الجزائرية بالخارج ،الجريدة الرسمية العدد ،41الصادرة في 1
شعبان ،2412الموافق ل 24جويلية .1222
606
قائمة المراجع والمصادر.
.5الجريدة الرسمية:
.2المجلس الوطني االقتصادي واالجتماعي ،رأي حول ملف "إ-الجزائر ،"1221الجريدة الرسمية
للجمهورية الجزائرية ،العدد ،54الصادرة في 11رمضان ،2412الموافق ل 21سبتمبر .1229
.2اإلتفاقيات:
.2اتفاقية ثنائية بين المديرية العامة إلدارة السجون ونعادة اإلدماج والديوان الوطني للتعليم والتكوين عن
بعد ،في مجال توفير التعليم عن بعد لفائدة المحبوسين ،بتاريخ 14ديسمبر ،1221الصادرة بتاريخ
19جويلية .1222
.2أحمد أبو بكر الهوش ،األرشفة اإللكترونية األسس النظرية والتطبيقات العلمية ،دار حميثر للنشر
والترجمة.1222 ،
.1أحمد عزمي الحروب ،السندات الرسمية اإللكترونية ،دراسة مقارنة ،دار الثقافة ،الطبعة األولى،
.2010
.1أحمد محمد المصري ،مفاهيم اإلدارة العامة بالدول العربية ،كلية العلوم االقتصادية واإلدارية،
جامعة اإلمارات سابقا ،مؤسسة شباب الجامعة للطباعة والنشر والتوزيع ،اإلسكندرية.2991 ،
.4أحمد محمد غنيم ،اإلدارة اإللكترونية ،آفاق الحاضر وتطلعات المستقبل ،بدور دار الطبع،
.1224
.5أحمد هندى ،التقاضي اإللكتروني الستعمال الوسائل اإللكترونية في التقاضي ،دراسة مقارنة،
دار الجامعة الجديدة ،اإلسكندرية.1224 ،
607
قائمة المراجع والمصادر.
.1أحمد يوسف دودين ،إدارة االعمال الحديثة (وظائف المنظمة) ،دار اليازوري العلمية للنشر
والتوزيع ،عمان 29 ،يوليو .1222
.2أحمد يوسف عاشور الحديدي ،أثر التكنولوجيا الحديثة على الوسائل القانونية لجهة اإلدارة ،دار
الفكر الجامعي ،اإلسكندرية ،ط .1222 ،2
.2أسامة محمد عبد العليم ،عمر أحمد أبو هاشم الشريف ،هشام محمد بيومي ،اإلدارة اإللكترونية:
مدخل إلى اإلدارة التعليمية الحديثة ،دار المناهج.1221 ،
.9األنصاري حسن النيداني ،القاضي والوسائل اإللكترونية الحديثة ،دار الجامعة الجديدة،
اإلسكندرية.1229 ،
.22األنصاري حسن النيداني ،القاضي والوسائل اإللكترونية الحديثة ،دار الجامعة الجديدة للنشر،
اإلسكندرية.1229 ،
.22المؤذن محمد صالح ،مبادئ التسويق ،دار الثقافة للنشر والتوزيع ،عمان ،1222 ،الطبعة
الرابعة.
.21إيمان عبد المحسن زكي ،الحكومة االلكترونية ،مدخل إداري متكامل ،المنظمة العربية للتنمية
اإلدارية ،1229 ،القاهرة.
.21بشير العالق ،االتصال في المنظمات العامة بين النظرية والممارسة ،دار اليازوري للنشر
والتوزيع ،عمان ،الطبعة األولى.1229 ،
.24بلعيز الطيب ،اإلنجاز والتحدي ،دار القصبة للنشر ،الجزائر.1222 ،
.25ثابت عبد الرحمن ادريس ،المدخل الحديث في اإلدارة العامة ،الدار الجامعية ،اإلسكندرية،
.1222
.21ثروت عبد الحميد ،التوقيع اإللكتروني ،ماهيته-صوره ومخاطره ،وكيفية مواجهة مدى حجيته
في اإلثبات .اإلسكندرية :دار الجامعة الجديدة.1222 ،
608
قائمة المراجع والمصادر.
.22حازم محمد الشرعة ،التقاضي اإللكتروني والمحاكم اإللكترونية ،كنظام قضائي معلوماتي عالي
التقنية وكفرع من فروع القانون بين النظرية والتطبيق ،دار الثقافة للنشر والتوزيع ،الطبعة األولى،
.1222
.22حسام الدين فتحي ناصف ،التحكيم اإللكتروني في منازعات التجارة الدولية ،دراسة في ضوء
اإلتفاقيات الدولية ولوائح هيئات التحكيم الدولية والقوانين المقارنة ،دار النهضة العربية.1225 ،
.29حسين محمد الحسن ،اإلدارة اإللكترونية ،المفاهيم الخصائص المتطلبات ،مؤسسة الوراق للنشر
والتوزيع ،عمان.1222 ،
.12حمد بن عبد الرحمن الشميمري ،عبد الرحمن بن أحمد هيجان ،بشرى بنت بدير المرسى غنام،
مبادئ إدارة االعمال األساسيات واالتجاهات الحديثة ،الكبعة العاشرة ،مكتبة العبيكان للنشر ،الرياض،
.1224
.12خالد ممدوح إبراهيم ،إبرام العقد اإللكتروني ،دراسة مقارنة ،دار الفكر الجامعي ،اإلسكندرية،
مصر.1222 ،
.11خالد ممدوح إبراهيم ،التحكيم اإللكتروني في عقود التجارة الدولية ،دار الفكر الجامعي،
اإلسكندرية ،الطبعة األولى.1222 ،
.11خالد ممدوح إبراهيم ،التقاضي اإللكتروني ،الدعوى اإللكترونية ونجراءاتها أمام المحاكم ،دار
الفكر الجامعي ،اإلسكندرية ،الطبعة األولى.1222 ،
.14خالد ممدوح إبراهيم ،أمن الحكومة اإللكترونية ،الدار الجامعية ،اإلسكندرية.1222 ،
.15خالد ممدوح إبراهيم ،أمن المعلومات اإللكترونية ،الدار الجامعية ،اإلسكندرية.1222 ،
.11خالد ممدوح إبراهيم ،عقود التجارة اإللكترونية في القانون االتحادي لدولة اإلمارات العربية المتحدة
رقم 2لسنة 1221بشأن المعامالت والتجارة اإللكترونية ،دار الفكر الجامعي.
609
قائمة المراجع والمصادر.
.12خالد ممدوح إبراهيم ،عقود التجارة اإللكترونية في القانون االتحادي لدولة اإلمارات العربية المتحدة
رقم 2لسنة 1221بشأن المعامالت والتجارة اإللكترونية ،دار الفكر الجامعي.
.12اريس وفاء ،نظام التسيير باألهداف في المؤسسات العامة بين النظرية والتطبيق ،دار اليازوري
العلمية للنشر والتوزيع 1 ،أوت .1212
.19رضوان هاشم حمدون الشريفي ،نحو النظام القانوني للتحكيم اإللكتروني ،دار الجامعة الجديدة،
اإلسكندرية.1221 ،
.12سامح عبد الباقي أبو صالح ،التحكيم التجاري اإللكتروني ،دراسة مقارنة ،دار النهضة العربية،
.1224
.12سامح عبد ال واحد التهامي ،التعاقد عبر شبكة اإلنترنت ،دراسة مقارنة ،دار الكتب القانونية،
القاهرة.2009 ،
.11سعاد الشرقاوي ،القانون اإلداري وتحرير االقتصاد ،دار النهضة العربية ،القاهرة.2994 ،
.11سعد غالب ياسين ،مبادئ نظم المعلومات ،دار اليازوري للنشر والتوزيع ،عمان.
.14سعيد السيد قنديل ،التوقيع اإللكتروني-ماهيته-صوره-حجيته في اإلثبات بين التداول واالقتباس،
دار الجامعة الجديدة ،اإلسكندرية.1221 ،
.15سمية بو مروان ،الحكومة االلكترونية ودورها في تحسين أداء اإلدارات الحكومية :دراسة مقارنة،
مكتبة القانون واالقتصاد ،الرياض.
.11سمير دنون ،العقود اإللكترونية في إطار تنظيم التجارة اإللكتروني ،المؤسسة الحديثة للكتاب،
لبنان ،الطبعة األولى.1221 ،
.12سنان الموسوي ،اإلدارة المعاصرة األصول والتطبيقات ،دار مجدالوي للنشر والتوزيع ،عمان،
األردن ،الطبعة األولى.1224 ،
610
قائمة المراجع والمصادر.
.12صدام الخمايسة ،الحكومة اإللكترونية الطريق نحو اإلصالح اإلداري ،عالم الكتب الحديثة للنشر
والتوزيع ،ط.1221 ،2
.19صفاء فتوح جمعة ،العقد اإلداري اإللكتروني ،دار الفكر والقانون للنشر والتوزيع ،1224 ،الطبعة
األولى.
.42صفاء فتوح جمعة ،مسؤولية الموظف العام في إطار تطبيق نظام اإلدارة اإللكترونية ،دار الفكر
والقانون للنشر والتوزيع ،المنصورة ،مصر ،الطبعة األولى.2014 ،
.42صفوان المبيضين ،مقدمة في الحكومة االلكترونية ،دار اليازوري العلمية للنشر والتوزيع ،األردن،
.1212
.41عامر ،طارق عبد الرؤوف ،التعليم اإللكتروني والتعليم االفتراضي ،المجموعة العربية للتدريب
والنشر ،القاهرة ،مصر ،الطبعة األولى.1225-1224 ،
.41عباس العبودي ،تحديات اإلثبات بالسندات اإللكترونية ومتطلبات النظام القانوني لتجاوزها،
منشورات الحلبي الحقوقية ،الطبعة األولى.1222 ،
.44عبد الحميد ،محمود النعيمي ،مبادىء اإلدارة العامة ،دون بلد النشر ،منشورات ، ELGE
.1997
.45عبد الصبور عبد القوي علي مصري ،التنظيم القانوني للتحكيم اإللكتروني ،مكتبة القانون
واالقتصاد للنشر والتوزيع ،الرياض.1221 ،
.41عبد العظيم بن محسن الحمدي ،الحكم الرشيد في صدر الدولة اإلسالمية واالتجاهات المعاصرة،
دراسة مقارنة ،مؤسسة أبرار مؤسسون وموزعون ،صنعاء ،الطبعة األولى.1222 ،
.42عبد الغاني بسيوني ،القانون اإلداري ،منشأة المعارف ،اإلسكندرية ،مصر .2992
.42عبد الفتاح بيومي حجازي ،التوقيع اإللكتروني في النظم القانونية المقارنة ،دار الفكر الجامعي،
اإلسكندرية ،لطبعة األولى.1225 ،
611
قائمة المراجع والمصادر.
.49عبد الفتاح بيومي حجازي ،الحكومة اإللكترونية بين الواقع والطموح ،دراسة متأصلة في شأن
اإلدارة اإللكترونية التنظيم والبناء ،دار الفكر الجامعي ،مصر.1222 ،
.52عبد الفتاح بيومي حجازي ،النظام القانوني لحماية الحكومة اإللكترونية ،دار الفكر الجامعي،
مصر.1221 ،
.52عصام عبد الفتاح مطر ،التحكيم اإللكتروني ،ماهيته ،إجراءاته ،وآلياته في تسوية منازعات
التجارة اإللكترونية ،والعالمات التجارية وحقوق الملكية الفكرية ،دار الجامعة الجديدة ،اإلسكندرية،
.1229
.51عصام عبد الفتاح مطر ،الحكومة اإللكترونية بين النظرية والتطبيق ،دار الجامعة الجديدة،
األ ازريطة.1222 ،
.51عصمت عبد المجيد بكر ،دور التقنيات الحديثة في تطور العقد ،دراسة مقارنة ،دار الكتب
العلمية 2 ،جانفي .1225
.54عكا عبد الحكيم ،دور التفتيش القضائي في الرقابة على أمن المحررات القضائية االلكترونية،
و ازرة العدل ،الجزائر.
.55عكا عبد الحكيم ،مركز النداء لو ازرة العدل ،انشاء مركز النداء(" )CALL CENTERعلى
مستوى و ازرة العدل" ،و ازرة العدل الجزائرية ،الجزائر.
.51عالء حسين مطلق التميمي ،المستند اإللكتروني ،عناصره وتطوره ،مدى حجيته في االثبات،
دار النهضة العربية ،القاهرة.1222 ،
.52عالء عبد الرزاق السالمي ،نظم إدارة المعلومات ،المنظمة العربية للتنمية اإلدارية ،القاهرة،
.1221
.52عمار عوابدي ،القانون اإلداري ،ديوان المطبوعات الجامعية ،الجزائر ،ج ،2ط.1
.59عمر أحمد أبو هاشم الشريف ،أسامة محمد عبد العليم ،هشام محمد بيومي ،اإلدارة االلكترونية:
مدخل الى اإلدارة التعليمية الحديثة ،دار المناهج للنشر والتوزيع ،الطبعة األولى.1221 ،
612
قائمة المراجع والمصادر.
.12عمر سالم ،المراقبة االلكترونية طريقة حديثة لتنفيذ العقوبة السالبة للحرية خارج السجن ،دار
النهضة العربية ،القاهرة ،1222الطبعة األولى.
.12عيسى غسان ربضي ،قواعد الخاصة بالتوقيع اإللكتروني ،دار الثقافة للنشر والتوزيع ،عمان،
األردن.2012 ،
.11فاروق سعد ،المحاكمات والتحكيم عن بعد ،دار صادر للمنشورات الحقوقية ،بيروت.1221 ،
.11ماجد راغب الحلو ،تأليف رحيمة الصغير ساعد نمديلي ،العقد اإلداري إللكتروني ،دار الجامعة
الجديدة ،اإلسكندرية.1222 ،
.14ماجد راغب الحلو ،علم اإلدارة العامة ومبادئ الشريعة العامة ،جامعة اإلسكندرية ،دار الجامعة
الجديدة للنشر.1222 ،
.15مار آوس آورنارو ،مدير مديرية الجوار ،مشروع يوروميد للعدالة الثاني ،الوصول إلى العدالة
والمساعدة القضائية في البلدان المتوسطية الشريكة ،مشروع ممول من اإلتحاد األوروبي ،المديرية
العامة للتنمية والتعاون ،المفوضية األوروبية.
.11محمد إبراهيم أبو الهيجاء ،التحكيم اإللكتروني ،الوسائل اإللكترونية لفض المنازعات-الوساطة
والتوفيق-التحكيم-المفاوضات المباشرة ،دار الثقافة للنشر والتوزيع ،الطبعة األولى.1229 ،
.12محمد إبراهيم أبو الهيجاء ،التحكيم االلكتروني الوسائل االلكترونية لفض المنازعات ،الوساطة
والتوفيق ،التحكيم ،المفاوضات ،دار الثقافة للنشر والتوزيع ،الطبعة الثانية.1222 ،
.12محمد أحمد علي المحاسنة ،تنازع القوانين في العقود اإللكترونية ،نحو إيجاد منظومة للقواعد
الموضوعية الموحدة ،دراسة مقارنة ،المنهل.1221 ،
.19محمد الصيرفي ،اإلدارة اإللكترونية ،دار الفكر الجامعي ،اإلسكندرية ،ط .1221 ،2
.22محمد الفاتح محمود بشير المغربي ،التخطيط اإلداري ،االكاديمية الحديثة للكتاب الجامعي،
السودان.
613
قائمة المراجع والمصادر.
.22محمد الفاتح محمود بشير المغربي ،الرقابة اإلدارية" رؤية تأصيلية" ،األكاديمية الحديثة للكتاب
الجامعي ،البحرين ،المنامة.1212 ،
.21محمد أمين الرومي ،النظام القانوني للتحكيم اإللكتروني ،دار الفكر الجامعي ،اإلسكندرية،
الطبعة األولى.1221 ،
.21محمد أين الرومي ،النظام القانوني للتوقيع اإللكتروني ،دار الكتب القانونية ،مصر.1222 ،
.24محمد سليمان الطماوي ،مبادئ علم اإلدارة العامة ،مطبعة جامعة عين شمس ،الطبعة السابعة،
.1222
.25محمد سمير أحمد ،اإلدارة اإللكترونية ،دار الميسرة للنشر والتوزيع والطباعة ،الطبعة األولى،
.1229
.21محمد صادق إسماعيل ،الحكومة اإل لكترونية وتطبيقاتها في الدول العربية ،العربي للنشر
والتوزيع ،القاهرة ،الطبعة األولى.1222 ،
.22محمد عبد العظيم ،التسويق المتقدم ،الدار الجامعية ،اإلسكندرية.1222 ،
.22محمد عساد ،اإلدارة الفعالة ،بيروت ،مكتبة لبنان ،ناشرون. 2003،
.29محمد مأمون سليمان ،التحكيم اإللكتروني ،دار الجامعة الجديدة ،اإلسكندرية.1222 ،
.22محمد محمد أبو زيد ،تحديث قانون اإلثبات-مكانة المحررات اإللكترونية بين األدلة الكتابية،
دار النهضة العربية.1221 ،
.22محمود عبد الفتاح رضوان ،اإلدارة االلكترونية وتطبيقاتها الوظيفية ،المجموعة العربية للتدريب
والنشر ،القاهرة ،الطبعة األولى.1221 ،
.21محمود محمد حافظ ،نظرية المرفق العام ،دار النهضة العربية ،القاهرة ،مصر ،الطبعة األولى،
.2914
614
قائمة المراجع والمصادر.
.21مدحت محمد أبو نصر ،الحوكمة الرشيدة فن إدارة المؤسسات عالية الجودة ،المجموعة العربية
للتدريب والنشر ،القاهرة.1225 ،
.24مزهر شعبان العاني ،شوقي ناجي جواد ،اإلدارة اإللكترونية ،دار الثقافة للنشر والتوزيع ،عمان،
الطبعة األولى.1224 ،
.25مصطفى السيد دبوس ،تثمين خدمات الدولة في إطار ما يقدمه المرفق العام من خدمات ،المركز
العربي للنشر والتوزيع ،مصر ،القاهرة.
.21مصطفى المتولي قنديل ،دور األطراف في تسوية المنازعات العقدية ،دار الجامعة الجديدة
للنشر ،اإلسكندرية.1225 ،
.22مصطفى يوسف الكافي ،الحكومة االلكترونية في ظل الثورة العلمية التكنولوجية المعاصرة،
سلسلة االقتصاد اإللكتروني ،دار ومؤسسة رسالن للطباعة والنشر والتوزيع ،سوريا ،دمشق.2009 ،
.22منال عبد الاله عبد الرحمن ،عبد الصبور عبد القوي علي مصري ،المحكمة الرقمية والجريمة
المعلوماتية ،دراسة مقارنة ،مكتبة القانون واإلقتصاد للنشر والتوزيع.1221/2/2 ،
.29مناني فراح ،أدلة اإلثبات الحديثة في القانون ،دار الهدى ،الجزائر ،عين مليلة.
.92منير محمد الجنبيهي ،ممدوح محمد الجنبيهي ،التوقيع اإللكتروني وحجيته في اإلثبات ،دار
الفكر الجامعي ،اإلسكندرية.1224 ،
.92موفق حديد محمد ،اإلدارة المبادئ النظريات والوظائف ،دار حامد للنشر ،الطبعة األولى ،عمان،
األردن.1222 ،
.91نادية أو طالب ،المحاكم اإللكتروني ،إجراءاتها ومدى قانونية تطبيقها في األردنAlaan ،
.1222 ،Publishing
.91نجم عبود نجم ،اإلدارة اإللكترونية ،االستراتيجية والوظائف والمشكالت ،دار المريخ للنشر،
الرياض.1224 ،
615
قائمة المراجع والمصادر.
.94هنادي نظير ،إدارة المنظمات غير الربحية ،دار ابن النفيس للنشر والتوزيع ،عمان ،األردن،
.1222
.95هيثم حمود الشبلي ،ومروان محمد النسور ،إدارة المنشآت المعاصرة ،دار الصفاء للنشر والتوزيع،
الطبعة األولى ،عمان ،األردن.1229 ،
.91و ازرة العدل ،إصالح العدالة الحصيلة واالفاق ،الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية ،فيفري
.1225
.92و ازرة العدل ،إصالح العدالة الحصيلة واآلفاق ،الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية ،فيفري
.1225
.92و ازرة العدل ،الندوة الوطنية حول إصالح العدالة ،الديوان الوطني لألشغال التربوية ،الجزائر،
12و 19مارس .1225
.99وفاء محمود أحمد الببواتي ،المقابل المالي في العقود اإلدارية ،دراسة مقارنة ،المركز العربي
للنشر والتوزيع ،القاهرة ،مصر ،1222 ،الطبعة األولى.
.222ياسين سعد غالب ،اإلدارة اإللكترونية وآفاق تطبيقاتها العربية ،معهد اإلدارة العامة ،الرياض،
.1225
.222يوسف أحمد النوافلة ،االثبات االلكتروني في المواد المدنية والمصرفية ،دراسة مقارنة ،دار الثقافة
للنشر والتوزيع ،الطبعة األولى.1221 ،
البحوث العلمية:
أوال .األطروحات:
.2بهلول سمية ،دور الغدارة اإللكترونية في تفعيل أداء الجماعات اإلقليمية في الجزائر ،أطروحة مقدمة
لنيل شهادة الدكتوراه ،تخصص إدارة محلية ،جامعة باتنة ،2كلية الحقوق والعلوم السياسية-1222 ،
.1222
616
قائمة المراجع والمصادر.
.1كرازدي إسماعيل ،العولمة والحكم نحو حكم عالمي ومواطنة عالمية ،أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه
في العلوم السياسية ،العالقات الدولية ،جامعة الحاج لخضرن باتنة ،2السنة الجامعية -1222
.1221
ثانيا .المذكرات:
.2بلخير آسيا ،إدارة الحكمانية ودورها في تحسين األداء النموي –بين النظرية والتطبيق -الجزائر
أ نموذجا ،رسالة ماجستير في العلوم السياسية والعالقات الدولية ،فرع رسم السياسات العامة ،كلية
العلوم السياسية ،جامعة يوسف بن خدة ،الجزائر.1222-1221 ،
.1عشور عبد الكريم ،دور اإلدارة االلكترونية في ترشيد الخدمة العمومية في الواليات المتحدة األمريكية
والجزائر ،مذكرة لنيل شهادة الماجستير ،في العلوم السياسية والعالقات الدولية ،تخصص الديمقراطية
والرشادة ،جامعة قسنطينة ،كلية الحقوق والعلوم السياسية.1222-1229 ،
.1قنان نهاد ،المفهوم األوروبي للخدمة العامة وتأثيره على المرفق العمومي في الجزائر ،مذكرة لنيل
شهادة الماجيستر في القانون العام فرع اإلدارة العامة ،القانون وتسيير اإلقليم ،جامعة قسنطينة ،2
كلية الحقوق ،السنة االمعية .1221-1221
.2أحمد بناني ،جلول معزوزي ،مريم بناني ،التعليم اإللكتروني في الجزائر الراهن والمستقبل ،مجلة
الدراسات في العلوم اإلنسانية واإلجتماعية ،المجلد ،21العدد .22
.1العربي بوعمامة ،رقاد رحيمة ،االتصال العمومي واإلدارة االلكترونية :رهانات ترشيد الخدمة العمومية،
مجلة الدراسات والبحوث االجتماعية ،جامعة الشهيد حمة لخضر ،الوادي ،العدد 24/21ديسمبر
.1222-1225
617
قائمة المراجع والمصادر.
.1الطيب بلواضح ،الذهبي حليفة ،الخدمات االلكترونية المتاحة في مجال عصرنة العدالة الجزائرية،
مجلة الدراسات القانونية والسياسية ،المجلد ،21العدد ،22جانفي .1212
.4آمال حنفاوي ،حكيمة بوغديري ،مستوى تطور الحكومة اإللكترونية في الدول العربية ،مجلة
اإلستراتيجية والتنمية ،العدد 1مكرر ،الجزء الثاني ،الجزائر.
.5أوتاني صفاء ،المحكمة اإللكترونية –المفهوم والتطبيق-مجلة جامعة دمشق للعلوم االقتصادية
والقانونية ،المجلد ،12العدد 2ن ،1221سوريا.
.1آيت شعالل نبيل ،البطاقات البنكية وعوائق استخدامها في الجزائر ،مجلة الدراسات القانونية
واالقتصادية-المركز الجامعي سي الحواس-بريكة ،-العدد ،24ديسمبر .1229
.2بواشري أمينة ،سالم بركاهم ،اإلصالح اإلداري في الجزائر عرض تجربة مرفق العدالة (-2999
،)1222المجلة العلمية لجامعة الجزائر ،1المجلد ،1العدد ،22جانفي ،1222الجزائر.
.2بوبكر صبرينة ،دور اإلدارة االلكترونية في تفعيل أداء الخدمة العمومية –قطاع العدالة نموذجا،-
مجلة الباحث في العلوم القانونية والسياسية ،الجزائر ،العدد الثاني.1229 ،
.9بوزيان رحماني جمال ،تطبيقات الحكومة اإللكترونية في الجزائر ،مجلة االقتصاد الجديد ،العدد ،22
المجلد ،22الجزائر.1222 ،
بن حليمة ليلى ،عاشور سليم ،خصوصية التحكيم االلكتروني في حل منازعات التجارة .22
االلكترونية ،مجلة األستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية ،المجلد ،24العدد ،22السنة .1229
تبينة حكيم ،تطبيقات مشروع البلدية االلكترونية في الجزائر-قراءة في بعض نماذج الخدمة .22
العمومية ،المجلد الخامس-العدد الثالث-السنة سبتمبر ،1212الجزائر.
خلوف عقيلة ،الحكم الراشد ودوره في تفعيل المشاركة المجتمعية في إدارة الميزانية العامة للدولة، .21
مجلة االقتصاد الجديد ،الجزائر ،العدد ،21المجلد .1222-22
618
قائمة المراجع والمصادر.
زبير عياش ،سمية عبابسة ،الصيرفة اإللكترونية كمدخل لعصرنة وتطوير البنوك اإللكترونية، .21
مجلة العلوم اإلنسانية ،العدد ،41ديسمبر ،1221المجلد أ ،الجزائر.
زعزوعة نجاةـ ،المحكمة اإللكترونية بين المفهوم والتطبيق ،مجلة البحوث القانونية واالقتصادية، .24
المجلد ،4العدد ،1الجزائر.1212 ،
سالمي رشيد ،أسماء قاسمية ،ترشيد الخدمة العمومية من خالل استخدام تكنولوجيا المعلومات .25
واالتصال ،العدد الثالث والخاص بفعاليات المؤتمر الدولي :المؤسسة بين الخدمة العمومية وندارة
الموارد البشرية ،مجلة التنمية وندارة الموارد البشرية ،الجزائر ،العدد األول ،رقم .1225 ،1
سعاد صقيعة ،الوساطة اإللكترونية كوسيلة بديلة لحل منازعات التجارة اإللكترونية ،مجلة .21
الشريعة واالقتصاد ،المجلد التاسع ،اإلصدار الثاني لسنة ،1212العدد الثامن عشر ،ديسمبر .1212
سلمى بشاري ،تطوير الرقمنة في الجزائر كآلية لمرحلة مابعد جائحة كورونا (كوفيد Reve ،)29 .22
، n 03،vol 36،les cahiers du creadالجزائر.1212 ،
سمية عبابسة ،وسائل الدفع اإللكتروني في النظام البنكي الجزائري-الواقع والمعيقات واآلفاق .22
المستقبلية ،مجلة العلوم اإلنسانية ،العدد السادس ،ديسمبر ،1221الجزائر.
سيف الدين إلياس حمدتو ،التحكيم اإللكتروني ،مجلة العلوم القانونية ،العدد ،1جوان (يونيو)، .29
.1222
شريف مراد ،عزوز منير ،أثر استخدام التعليم اإللكتروني كأداة لتحسين نظام ضمان جودة .12
التعليم العالي في الجزائر ،دراسة حالة جامعة المسيلة ،مجلة معارف ،قسم العلوم االقتصادية ،السنة
الثالثة عشرة ،العدد ،14جوان ،1222الجزائر.
شليحي الطاهر ،قرينعي ربيحة ،اإلدارة االلكترونية ومدى مساهمتها في تحسين الخدمة العمومية .12
بالبلديات "عرض لمشروع البلدية االلكترونية في الجزائر" ،مجلة اآلفاق علوم اإلدارة واالقتصاد ،المجلد
/21العدد ،21الجزائر.1229 ،
619
قائمة المراجع والمصادر.
ضريفي نادية ،مقران سماح ،التوقيع اإللكتروني ودوره في عصرنة اإلدارة العمومية ،مجلة .11
الدراسات القانونية والسياسية ،المجلد ،21العدد ،21جوان .1212
ضريفي نادية ،عبد الوهاب دراج ،الحكم الراشد كأساس لإلصالح وترقية الخدمة العمومية المحلية .11
في الجزائر ،مجلة العلوم القانونية واالجتماعية ،المجلد الرابع ،العدد الثاني ،جوان .1229
طروبيا ندير ،الحكومة اإللكترونية ومحاولة تأسيس المبدئي لإلدارة اإللكترونية في الجزائر (تحليل .14
للواقع واستشراف للمستقبل) ،مجلة البشائر االقتصادية ،المجلد الرابع ،العدد .1
REVUE DES طكوش صبرينة ،فاضل صباح ،واقع الحكم الراشد في الجزائر، .15
.Décembre 2018 ،N01 ،VOL17 ،SCIENCES COMMERCIALES
عامر هني ،نور الدين دخان ،الحكومة اإللكترونية والخدمة العمومية ،مجلة العلوم االجتماعية .11
واإلنسانية ،مجلد ،2عدد ،24سنة ،1222الجزائر.
عباس عبودي ،التبليغ القضائي بواسطة الرسائل اإللكترونية ودورها في حسم الدعوى المدنية، .12
مجلة الرافدين للحقوق ،العدد الثالث ،كلية القانون ،جامعة الموصل.2992 ،
عبد الهادي درار ،نظام المراقبة االلكترونية في ظل تطورات النظم اإلجرائية الجزائية بموجب .12
األمر ،21-25مجلة الدراسات والبحوث القانونية ،العدد الثالث ،الجزائر.
فراس كريم وهند فايز أحمد ،الوساطة في المنازعات اإللكترونية ،مجلة المحقق الحلي للعلوم .19
القانونيـة والسياسية ،العدد ، 21 :السنة السادسة ،مجلة جامعة بابل ،العراق.
قارة مولود ،التوثيق اإللكتروني ،شكله ونجراءاته ،مجلة األستاذ الباحث للدراسات القانونية .12
والسياسية -المجلد ،21العدد ،21ديسمبر .1212
قريني فارس ،واقع البنية التحتية لقطاع تكنولوجيا المعلومات والتصاالت بالجزائر ،مجلة إيلي ار .12
للبحوث والدراسات ،المجلد ،24العدد ،22الجزائر.1229 ،
620
قائمة المراجع والمصادر.
كرازدي سارة ،كرازدي إسماعيل ،أثر التكنولوجيا الحديثة على العدالة في الجزائر ،مجلة الباحث .11
للدراسات األكاديمية ،العدد ،2العدد ،2جانفي ،1212الجزائر.
مبارك لسلوس ،اإلدارة الرشيدة للجماعات المحلية بين الزامية الخدمة العامة وحتمية التوازن .11
المالي ،إدارة ،مجلة المدرسة الوطنية لإلدارة ،المجلد ،12العدد ،1222-1العدد ،42الجزائر.
محمد عبد الوهاب ،مجتمع المعلومات العالمي وفض المنازعات عبر األنترنت ،فجر جديد .14
لعمليات فض المنازعات ،جريدة التحكيم التجاري.1224 ،
مسيردي سيد أحمد ،سعيدي خديجة ،مشروع الجزائر االلكترونية :واقع وتحديات ،مجلة اإلدارة .15
والتنمية للبحوث والدراسات ،العدد الرابع ،الجزائر.
مشتي أمال ،التجارة اإللكترونية في الجزائر ،مجلة البحوث والدراسات القانونية والسياسية ،العدد .11
الثالث عشر ،الجزائر .22
منال قدواح ،مشروع بوابة المواطن اإللكتروني في إطار استراتيجية الحكومة اإللكترونية الجزائرية .12
( 1221بين النص والتطبيق) ،مجلة العلوم اإلنسانية ،عدد ،42جوان ،1222المجلد أ ،الجزائر.
مهدي مراد ،يحياوي نصيرة ،اإلدارة اإللكترونية وعالقتها بتفعيل جودة الخدمة العمومية-دراسة .12
حالة بريد الجزائر ،-مجلة اآلفاق للدراسات االقتصادية ،العدد الثالث.
مهند حمد أحمد الجبوري ،هلو محمد صالح عبد الصمد ،التحكيم التجاري الدولي والقانون .19
الواجب التطبيق –عقود االستثمار أنموذجا ،مجلة النوافة ،العدد .15
نبيلة صدراتي ،الوضع تحت المراقبة االلكترونية كنظام جديد لتكييف العقوبة (دراسة في ضوء .42
القانون رقم 22-22المتمم لقانون تنظيم السجون ونعادة االدماج االجتماعي للمحبوسين ،مجلة الدراسات
والبحوث القانونية ،العدد التاسع ،جوان ،1222الجزائر.
وافي ميلود ،داودي محمد ،واقع ومتطلبات تفعيل البنوك اإللكترونية –دراسة حالة الجزائر،- .42
مجلة الدراسات التسويقية وندارة األعمال ،المجلد ،22العدد ،22الجزائر ،1222 ،ص .12
621
قائمة المراجع والمصادر.
واقع التجارة اإللكترونية في الجزائر بين التأطير القانوني وتحديات التطبيق ،دراسة تحليلية، .41
مجلة األبحاث االقتصادية ،جامعة البليدة ،21العفرون ،الجزائر ،مجلد ،24العدد .22
رابعا .المقابالت:
خامسا .التقارير:
.2طلبة السنة الرابعة فرع إدارة عامة الدفعة التسعة والثالثون ،ملتقى الحكم الراشد في اإلدارة العمومية،
المدرسة الوطنية لإلدارة ،و ازرة الداخلية والجماعات المحلية ،الجزائر ،السنة الجامعية -1225
.1221
.1الجمعية العامة لألمم المتحدة ،تقرير مفوضة األمم المتحدة السامية لحقوق اإلنسان عن دور الخدمة
العامة كعنصر أساسي من عناصر الحكم الرشيد في مجال تعزيز حقوق اإلنسان وحمايتها ،مجلس
حقوق االنسان الدورة الخامس والعشرون.1221 ،
.1تقرير التنمية لسوق الهاتف واإلنترنت السداسي األول ،1212و ازرة البريد والمواصالت السلكية
والالسلكية ،مديرية اإلحصاء الدراسات واالستشراف.
622
قائمة المراجع والمصادر.
.4تقرير التنمية لسوق الهاتف واإلنترنت السداسي األول ،1212و ازرة البريد والمواصالت السلكية
والالسلكية ،مديرية اإلحصاء الدراسات واالستشراف.
.5و ازرة التعليم العالي والبحث العلمي ،حصيلة إنجازات قطاع التعليم العالي والبحث العلمي ،من جويلية
1212الى جوان .1212
.1و ازرة العمل والتشغيل والضمان االجتماعي ،ملخص حصيلة تنفيذ مخطط عمل الحكومة في قطاع
العمل والتشغيل والضمان االجتماعي ،الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية ،سنة ،1212النسخة
العربية.
سادسا .المؤتمرات:
.2أحمد شرف الدين ،التوقيع اإللكتروني ،قواعد اإلثبات ومقتضيات األمان في التجارة اإللكترونية،
ورقة عمل مقدمة لمؤتمر التجارة اإللكترونية ،جامعة الدول العربية ،نوفمبر .1222
.1حسين محمد الحسن ،اإلدارة اإللكترونية ،المفاهيم ،الخصائص ،المتطلبات ،المؤتمر الدولي للتنمية
اإلدارية ،المملكة العربية السعودية ،نوفمبر.1229 ،
.1واعر وسيلة ،دور الحكومة اإللكترونية في تحسين جودة الخدمات الحكومية" حالة و ازرة الداخلية
والجماعات المحلية-الجزائر–" ،بحث مقدم للملتقى الدولي 11حول إدارة الجودة الشاملة بقطاع
الخدمات ،جامعة قسنطينة ،ديسمبر .1222
.4وفاء رايس ،ليلى بن عيسى ،الحكم الراشد كآلية لمعالجة الفساد في اإلدارة العمومية الجزائرية،
الملتقى العلمي الدولي حول :آليات حوكمة المؤسسات ومتطلبات تحقيق التنمية المستدامة ،ورقلة،
الجزائر 11 – 15 ،نوفمبر .1221
623
قائمة المراجع والمصادر.
،DEFEX .2برنامج إدارة الموارد البشرية وندارة الموظفين المرتبات– الحوافز– الضرائب–
التأمينات ،تاريخ االطالع /https://dexef.com/software/dexef-hr ،1212-29-22
.1أخبار قناة النهار ،الدفع االلكتروني ،هذه هي الحصيلة السداسي األول لسنة ،2021تاريخ
االطالع https://www.youtube.com/watch?v=HgZWoW7SSxs ،1212-29-5
.3اإلذاعة الجزائرية ،تاريخ االطالع ،1212-22-21
https://www.radioalgerie.dz/news/ar/article/20171114/125865.html
.4األمم المتحدة حقوق االنسان ،مكتب مفوض السامي ،نبذة عن الحكم الراشد ،تاريخ االطالع 1
جويلية ،1212
https://www.ohchr.org/AR/Issues/Development/GoodGovernance/Pages
/AboutGoodGovernance.aspx
.5البنك الدول ،كيف يمكن للخدمات المالية الرقمية أن تتيح مسا ار نحو االنتعاش االقتصادي في
الجزائر ،مدونات البنك الدولي:1212-21-12 ،
https://blogs.worldbank.org/ar/arabvoices/how-digital-financial-
services-can-provide-path-toward-economic-recovery-algeria
.1الدراسة والتعليم ،التسجيل على فضاء هناء ،تاريخ االطالع ،1212-22-21
/https://www.e-onec.comالتسجيل-على-فضاء-هناء/elhanaa-cnas-
.2الشروق أونالين ،الحكومة تضع أرباب العمل أمام األمر الواقع تفاديا ألي مبررات" ،الدفع
اإللكتروني" لتحصيل اشتراكات الضمان االجتماعي للعمال األجراء ،1221-21-21 ،تاريخ
/https://www.echoroukonline.comالدفع-اإللكتروني- ،1212-22-21 االطالع
لتحصيل-اشتراكات-الض
624
قائمة المراجع والمصادر.
.2الصندوق الوطني للتأمينات االجتماعية للعمال األجراء ،الشفاء ،تاريخ االطالع ،1212-22-21
/https://cnas.dzالشفاء/
.9المديرية العامة إلدارة السجون ،عصرنة قطاع السجون ،تاريخ االطالع ،1212-22-22
http://dgapr.mjustice.dz/?q=node/190
.22الموقع الرسمي لمركز الوساطة :square trade
ttp://www.squaretrade.com/cnt/jspnp/odr.jsp;jsessionid
.22بوابة القانون الجزائرية ،تاريخ االطالع /https://droit.mjustice.dz 1212/29/22
.21بوابة الو ازرة األولى ،السياسات العمومية ،ت أ أ والتحول الرقمي ،تاريخ االطالع -22-25
http://www.premier-ministre.gov.dz/ar/gouvernement/politiques- ،1212
publiques/tic-transition-numerique
.21شركة النقد اآللي والعالقات التلقائية بين البنوك ،SATIMمن نحن ،تاريخ االطالع -12
https://www.satim.dz/ar/la-satim-2/2021-04-21-13-08- ،1212-22
37.html
.24غزال ،عادل .الحكومة اإللكترونية في الجزائر والنفاذ إلى مجتمع المعلومات ،الملتقى الوطني
الثامن حول :مستقبل ثقافة المعلومات واالتصال لدى الشباب في الجزائر :بين صناعة المجتمع
الجماهيري ومجتمع المعرفة والمعلومات من تنظيم جمعية الروافد الثقافية بالتعاون مع قسم علم
المكتبات والتوثيق بجامعة باتنة يومي -29/22نوفمبر ،1224-الموقع
/https://adelghezzal.wordpress.com/2014/12/18
.25قانون األونيسترال النموذجي للتوفيق التجاري الدولي لسنة :1221
http://www.uncitral.org/uncitral/ar/uncitral_texts/arbitration/2002Model_con
ciliatio n.html
625
قائمة المراجع والمصادر.
626
قائمة المراجع والمصادر.
627
.قائمة المراجع والمصادر
قطاع العمل بصدد تطوير برامج العصرنة لضمان الجودة في الخدمة، وكالة األنباء الجزائرية.11
،1212-22-22 : تاريخ االطالع،1229 سبتمبر12 ،العمومية
https://www.aps.dz/ar/economie/77032-2019-09-28-14-16-07
BOOKSــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ:الكتب-أ
628
.قائمة المراجع والمصادر
Periodicals : الدوريات-ب
Books : :الكتب
629
.قائمة المراجع والمصادر
6. James Barnes, Terry Morehead Dworkin, Eric L.Richards –Dispute under the
WTO System International Law –LAW for BUSINESS- New York 1990.
7. Kotler, p, Armstrong (2004). Principles of marketingprentice-hall,N,J.
8. Robert C.Nickerson, Business and information systems, prentice Hall, New
Jersey, 2001.
9. Stanton L (1997) Marking Niche Marketing Work McGraw-Hill. New York:
77.
Reviewـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ.المجالت
1. Banjamin Roberti, And Levinson Eliot Aframe Work For managing It-
Enabled change,1993, solan management Review, V34 N4.
630
الفهرس
الفهرس
الفهرس:
خطة البحث.
22 مقدمة.
631
الفهرس
632
الفهرس
211 الفرع الخامس :مشكالت أداء الخدمة العامة على أرض الواقع.
244 الفرع الرابع :الحكم الراشد والخدمة العامة في خضم حقوق اإلنسان
633
الفهرس
225 المطلب الثاني :نماذج دولية عن دور اإلدارة اإللكترونية في تطوير الخدمة العامة.
121 المطلب األول :اإلدارة االلكترونية بوزارة البريد والمواصالت السلكية والالسلكية.
634
الفهرس
111 الفرع الخامس :اإلنجازات اإللكترونية المحققة في القطاع خالل السداسي األول لسنة
.1212
111 الفرع الثالث :اإلنجازات المحققة بالنسبة للدفع اإللكتروني خالل السداسي من سنة
.1212
112 المطلب الثالث :اإلدارة اإللكترونية في وزارة الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة
العمرانية.
152 الفرع الثاني :إنجازات و ازرة الداخلية والجماعات المحلية في مجال عصرنة القطاع.
154 المطلب الرابع :اإلدارة اإللكترونية في قطاع التعليم العالي والبحث العلمي.
112 المطلب الخامس :اإلدارة اإللكترونية في وزارة العمل والتشغيل والضمان االجتماعي.
112 الفرع األول :الخدمات اإللكترونية المقدمة من طرف الصندوق الوطني للتأمين على
األجراء.
635
الفهرس
111 الفرع الثاني :الخدمات اإللكترونية المقدمة من طرف الصندوق الوطني للتأمين عن
البطالة.
122 الفرع األول :البريد اإللكتروني أهم وسيلة من وسائل التقاضي اإللكتروني.
636
الفهرس
112 الفرع الرابع :موقف التشريعات المقارنة حول حجية التوقيع اإللكتروني.
637
الفهرس
121 المطلب األول :التحكيم اإللكتروني كأهم صورة للتقاضي اإللكتروني الدولي.
419 الفرع الثاني :مراجعة التشريع المتعلق بتكريس دولة الحق والقانون.
638
الفهرس
421 الفرع الرابع :دمج تقنية التصديق والتوقيع اإللكترونيين في المجال القضائي.
639
الفهرس
525 المطلب األول :الخدمات اإللكترونية المشتركة بين المحاكم والمجالس القضائية.
521 الفرع الثالث :نسخ من عقود المحاكم الشرعية ونسخة من مرسوم التجنس.
522 الفرع الخامس :التصحيح اإللكتروني لألخطاء الواردة في سجالت الحالة المدنية.
529 المطلب الثاني :الخدمات اإللكترونية التي تنفرد بها جهات قضائية دون أخرى.
529 الفرع األول :الخدمات التي تنفرد بها المجالس القضائية والو ازرة.
640
الفهرس
512 الفرع الرابع :تطبيقة التكوين عن بعد ،واالعتماد على المحادثات المرئية.
545 الفرع الثالث :األجهزة المتطورة المعتمدة للحفاظ على أمن المؤسسات العقابية.
511 الفرع األول :عقد الجلسات باستعمال الفيديو لحماية حقوق المتهم.
515 الفرع الثاني :السوار اإللكتروني كعقوبة بديلة جديدة تعتمد على األنظمة الحديثة.
641
الفهرس
521 الخاتمة
521 المرفقات
122 قائمة المراجع والمصادر
112 الفهرس
642