You are on page 1of 674

‫جامعة محمد بوضياف –المسيلة‪-‬‬

‫كلية الحقوق والعلوم السياسية‬

‫قسم الحقوق‬

‫دور اإلدارة اإللكترونية في تحسين الخدمة العمومية قطاع‬


‫العدالة أنموذجا‬

‫أطروحة لنيل شهادة دكتوراه حقوق‬

‫التخصص‪ :‬قانون إداري‬

‫إشراف الدكتور‪:‬‬ ‫إعداد الطالبة‪:‬‬

‫د‪/‬لجلط فواز‬ ‫كرازدي سارة‬

‫لجنة المناقشة‪:‬‬

‫الصفة‬ ‫الجامعة األصلية‬ ‫الدرجة العلمية‬ ‫اإلسم واللقب‬


‫رئيسا‬ ‫جامعة المسيلة‬ ‫أستاذ تعليم عالي‬ ‫أ‪.‬د‪ /‬والي عبد اللطيف‬
‫مشرفا ومقر ار‬ ‫جامعة المسيلة‬ ‫أستاذ تعليم عالي‬ ‫د‪ /‬لجلط فواز‬
‫مشرفا مساعدا‬ ‫جامعة المسيلة‬ ‫أستاذ محاضر –أ‪-‬‬ ‫د‪ /‬جمال بن عمير‬
‫عضوا مناقشا‬ ‫جامعة المسيلة‬ ‫أستاذ تعليم عالي‬ ‫أ‪.‬د‪ /‬قاسمية محمد‬
‫عضوا مناقشا‬ ‫جامعة باتنة ‪1‬‬ ‫أستاذ تعليم عالي‬ ‫أ‪.‬د‪ /‬خلفة نادية‬
‫عضوا مناقشا‬ ‫جامعة المسيلة‬ ‫أستاذ محاضر ‪-‬أ‪-‬‬ ‫د‪ /‬بن رابح السعيد‬
‫عضوا مناقشا‬ ‫جامعة الجزائر ‪1‬‬ ‫أستاذ محاضر –أ‪-‬‬ ‫د‪ /‬غرواز فرحات‬

‫السنة الجامعة‪:‬‬

‫‪2441/2441‬هـ‪1211/1212،‬م‬
‫شكر وعرفان‬

‫الشكر أوال وأخي ار لله عز وجل الذي أعانني ووفقني إلتمام هذا العمل المتواضع وأصلي‬
‫وأسلم على خاتم النبيين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم‪.‬‬

‫ثم الشكر واإلمتنان لألستاذ المشرف البروفيسور‪ /‬لجلط فواز على توجيهاته ومجهوداته‬
‫لإلشراف على إنجاز هذا البحث‪.‬‬

‫ثم الشكر الخالص لألستاذ المشرف المساعد الدكتور‪ /‬بن عمير جمال على توجيهاته‬
‫وإشرافه على كل العمل‪.‬‬

‫أخص بالشكر لألستاذ القدير الدكتور‪ /‬كرازدي الحاج الذي كان لي السند والعون‬
‫بتوجيهاته القيمة في كل مراحل البحث واإل نجاز خطوة بخطوة‪.‬‬

‫أتقدم بالشكر أيضا للبروفيسور‪ /‬كرازدي إسماعيل على توجيهاته القيمة‪.‬‬

‫والشكر لكل من ساندي وساعدني وشجعني من قريب أو بعيد خالل مختلف مراحل‬
‫إعداد البحث‬
‫اهداء‬

‫أهدي هذا العمل المتواضع إبتداء‪:‬‬

‫إلى نبع الحنان‪ ،‬سر السعادة إلى من كان دعائها سببا لوصولي إلى هذا النجاح إلى قرة‬
‫عيني أطال الله في عمرها ‪........‬أمي الغالية‪.‬‬

‫إلى سندي في الحياة‪ ،‬من كان داعما لي طيلة مشواري العلمي‪ ،‬إلى محور حياتي من‬
‫علمني العطاء إلى من أحمل إسمه بافتخار‪ ،‬إلى من كان له الفضل بعد الله عز وجل‬
‫إلتمام هذا العمل فمهما حاولت لن أستطيع أن أعيد له ولو جزءا من عطاياه أطال الله‬
‫في عمره‬

‫‪ ..........‬أبي الغالي‪.‬‬

‫إلى مالئكتي الصغار وعوني في الحياة‬

‫‪ ....‬إخوتي وأخواتي‪.‬‬

‫إلى من كان سندا ومشجعا لي طيلة فترة إعداد البحث‬

‫الطالبة‪ :‬كرازدي سارة‬


‫قائمة المختصرات‪:‬‬

‫‪.‬شبكة االتصاالت المحلية‪LAN :‬‬

‫‪.‬الخدمات من الحكومة إلى الموطن‪G2B:‬‬

‫‪.‬الخدمات من الحكومة إلى الحكومة‪G2G:‬‬

‫‪.‬مؤسسة دعم وتطوير الرقمنة‪EADN :‬‬

‫‪.‬جمعية المحكمين األمريكية ‪AAA :‬‬

‫‪.‬نظام القضاء األمريكي ‪V.M.P:‬‬

‫‪.‬لغة ‪XHTML:‬‬

‫‪.‬الوكالة األمريكية لإلنماء الدولي‪USAID :‬‬

‫‪.‬وكالة األمم المتحدة اإلنمائية‪UNDP :‬‬

‫‪.‬نظام إدارة دعوى محاكم العراق‪ICCMS :‬‬

‫‪.‬المنظمة األمريكية المكلفة بمنح العناوين البريدية الدولية والعامة‪ICAAN :‬‬

‫‪.‬جهاز الصراف اآللي‪ATM :‬‬

‫‪.‬مقدمو خدمات التصديق‪PSC :‬‬

‫‪.‬المنظمة العالمية للملكية الفكرية‪W.I.P.O :‬‬

‫‪.‬بطاقة الشريحة اإللكترونية‪PKI :‬‬

‫‪.‬مركز البحث واإلعالم العلمي والتقني‪CERIST :‬‬


‫خطة البحث‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــخطة البحث ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‬

‫خطة البحث‪:‬‬

‫مقدمة‪.‬‬

‫الباب األول‪ :‬تأثير اإلدارة اإللكترونية على الخدمة العمومية‪.‬‬

‫الفصل األول‪ :‬اإلطار المعرفي لإلدارة اإللكترونية والخدمة العمومية‪.‬‬

‫المبحث األول‪ :‬ماهية اإلدارة اإللكترونية‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬مفهوم اإلدارة اإللكترونية‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬تعريف اإلدارة العامة‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬تعريف اإلدارة اإللكترونية‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬نشأة اإلدارة اإللكترونية ومراحل تحولها‪.‬‬

‫الفرع الرابع‪ :‬إيجابيات وأهداف اإلدارة اإللكترونية‪.‬‬

‫الفرع الخامس‪ :‬معيقات اإلدارة اإللكترونية‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬خصائص وأنماط اإلدارة اإللكترونية‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬خصائص اإلدارة اإللكترونية‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬أنماط اإلدارة اإللكترونية‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬عناصر اإلدارة اإللكترونية‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬األجهزة العلمية المتطورة ونظم المعلومات‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬شبكة األنترنت‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬شبكات االتصاالت الداخلية‪.‬‬


‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــخطة البحث ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‬

‫الفرع الرابع‪ :‬العنصر البشري المؤهل وصناع المعرفة‬

‫الفرع الخامس‪ :‬تشريعات اإلدارة اإللكترونية‪.‬‬

‫الفرع السادس‪ :‬المتطلبات اإلدارية واألمنية والمالية لإلدارة اإللكترونية‪.‬‬

‫المطلب الرابع‪ :‬وظائف اإلدارة اإللكترونية‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬التخطيط اإللكتروني‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬التنظيم اإللكتروني‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬القيادة اإللكترونية‪.‬‬

‫الفرع الرابع‪ :‬الرقابة اإللكترونية‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬ماهية الخدمة العمومية‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬مفهوم الخدمة العمومية‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬التعريف األوروبي للخدمة العمومية‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬التعريف الفقهي للخدمة العمومية‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬األساس القانوني للخدمة العمومية في الجزائر‪.‬‬

‫الفرع الرابع‪ :‬خصائص الخدمات العمومية‪.‬‬

‫الفرع الخامس‪ :‬مبادئ الخدمات العامة‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬تصنيفات الخدمة العمومية وطرق إدارتها‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬أنواع الخدمة العمومية‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬طرق إدارة الخدمات العامة‪.‬‬


‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــخطة البحث ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‬

‫الفرع الثالث‪ :‬نظم الخدمة العامة‪.‬‬

‫الفرع الرابع‪ :‬منظمات الخدمة العامة‪.‬‬

‫الفرع الخامس‪ :‬مشكالت أداء الخدمة العامة على أرض الواقع‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬الحكم الراشد والخدمة العامة‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬تعريف الحكم الراشد‬

‫الفرع الثاني‪ :‬معايير الحكم الراشد‬

‫الفرع الثالث‪ :‬مكونات الحكم الراشد‬

‫الفرع الرابع‪ :‬الحكم الراشد والخدمة العامة في خضم حقوق اإلنسان‬

‫المطلب الرابع‪ :‬الحكم الراشد في اإلدارات العمومية الجزائرية‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬أبعاد الحكم الراشد في الجزائر‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬أسس الحكم الراشد في اإلدارات العمومية الجزائرية‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬مقاييس الحكم الراشد في اإلدارة العمومية الجزائرية‪.‬‬

‫الفصل الثاني‪ :‬عالقة اإلدارة اإللكترونية بالخدمة العمومية‪.‬‬

‫المبحث األول‪ :‬دور اإلدارة االلكترونية في تطوير الخدمة العمومية‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬اإلدارة االلكترونية كآلية لترقية الخدمة العمومية‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬الخدمات اإللكترونية التي تقدم للمواطنين‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬دور اإلدارة اإللكترونية في تفعيل الخدمة العمومية‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬إنجاز الخدمات المرفقية إلكترونيا‪.‬‬


‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــخطة البحث ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‬

‫الفرع الرابع‪ :‬أبعاد الخدمات اإللكترونية‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬نماذج دولية عن دور اإلدارة اإللكترونية في تطوير الخدمة العامة‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬تجارب الدول المتقدمة‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬تجارب الدول العربية‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬اإلدارة اإللكترونية وتحسين الخدمة العمومية في الجزائر‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬مشروع الجزائر اإللكترونية‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬استراتيجية الجزائر اإللكترونية الجديدة‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬البنية التحتية اإللكترونية للجزائر اإللكترونية الجديدة‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬تطبيقات اإلدارة االلكترونية في بعض القطاعات في الجزائر‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬اإلدارة االلكترونية بوزارة البريد والمواصالت السلكية والالسلكية‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬إنشاء حظائر تكنولوجية‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬مشاريع التعاون القطاعي‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬مؤسسة دعم وتطوير الرقمنة‪.‬‬

‫الفرع الرابع‪ :‬الخدمات اإللكترونية المقدمة من طرف بريد الجزائر‪.‬‬

‫الفرع الخامس‪ :‬اإلنجازات اإللكترونية المحققة في القطاع خالل السداسي األول لسنة ‪.1212‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬اإلدارة اإللكترونية في قطاع البنوك‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬الدفع اإللكتروني في الجزائر‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬البطاقات البنكية في الجزائر‪.‬‬


‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــخطة البحث ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‬

‫الفرع الثالث‪ :‬اإلنجازات المحققة بالنسبة للدفع اإللكتروني خالل السداسي من سنة ‪.1212‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬اإلدارة اإللكترونية في وزارة الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬البلدية اإللكترونية‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬إنجازات و ازرة الداخلية والجماعات المحلية في مجال عصرنة القطاع‪.‬‬

‫المطلب الرابع‪ :‬اإلدارة اإللكترونية في قطاع التعليم العالي والبحث العلمي‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬استراتيجية الرقمنة لو ازرة التعليم العالي‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬الرقمنة وتطبيقاتها في البحث العلمي‪.‬‬

‫المطلب الخامس‪ :‬اإلدارة اإللكترونية في وزارة العمل والتشغيل والضمان االجتماعي‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬الخدمات اإللكترونية المقدمة من طرف الصندوق الوطني للتأمين على األجراء‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬الخدمات اإللكترونية المقدمة من طرف الصندوق الوطني للتأمين عن البطالة‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬إنجازات قطاع الضمان االجتماعي‪.‬‬

‫الباب الثاني‪ :‬اإلدارة اإللكترونية في قطاع العدالة بالجزائر‪.‬‬

‫الفصل األول‪ :‬التقاضي اإللكتروني‪.‬‬

‫المبحث األول‪ :‬ماهية التقاضي اإللكتروني‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬مفهوم التقاضي اإللكتروني‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬تعريف التقاضي اإللكتروني‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬خصائص التقاضي اإللكتروني‪.‬‬


‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــخطة البحث ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‬

‫الفرع الثالث‪ :‬المحكمة اإللكترونية‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬موقف التشريعات المقارنة من التقاضي اإللكتروني‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬موقف التشريعات الغربية‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬موقف التشريعات العربية‬

‫المطلب الثالث‪ :‬أدوات التقاضي اإللكتروني‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬البريد اإللكتروني أهم وسيلة من وسائل التقاضي اإللكتروني‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬األرشيف اإللكتروني‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬الحجية القانونية ألدوات التقاضي اإللكتروني‪.‬‬

‫المطلب الرابع‪ :‬إجراءات التقاضي اإللكتروني‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬إجراءات رفع الدعوى اإللكترونية‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬المرافعة ونظر الدعوى اإللكترونية‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬الحكم اإللكتروني‪.‬‬

‫الفرع الرابع‪ :‬الطعن في األحكام اإللكترونية‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬مقتضيات حجية التقاضي اإللكتروني‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬التوقيع اإللكتروني‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬تعريف التوقيع اإللكتروني‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬صور التوقيع اإللكتروني‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬شروط التوقيع االلكتروني‪.‬‬


‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــخطة البحث ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‬

‫الفرع الرابع‪ :‬موقف التشريعات المقارنة حول حجية التوقيع اإللكتروني‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬التصديق اإللكتروني‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬تعريف التصديق اإللكتروني‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬شروط ممارسة خدمة المصادقة اإللكترونية‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬التزامات ومسؤولية مقدم خدمات التصديق اإللكتروني‪.‬‬

‫الفرع الرابع‪ :‬إجراءات تصديق التوقيع اإللكتروني‪.‬‬

‫الفرع الخامس‪ :‬شهادة التوثيق (شهادة التصديق اإللكتروني)‪.‬‬

‫المبحث الثالث‪ :‬التحكيم اإللكتروني ووسائل فض المنازعات‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬التحكيم اإللكتروني كأهم صورة للتقاضي اإللكتروني الدولي‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬ماهية التحكيم اإللكتروني‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬إبرام اتفاق التحكيم اإللكتروني‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ .‬إجراءات التحكيم اإللكتروني‪.‬‬

‫الفرع الرابع‪ :‬تنفيذ حكم التحكيم‪.‬‬

‫الفرع الخامس‪ :‬النظام القانوني للتحكيم اإللكتروني‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬الوسائل البديلة للفصل في المنازعات‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬الوساطة اإللكترونية‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬المفاوضات المباشرة‪.‬‬


‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــخطة البحث ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‬

‫الفصل الثاني‪ :‬عصرنة العدالة في الجزائر‪.‬‬

‫المبحث األول‪ :‬مستلزمات عصرنة العدالة‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬مراجعة المنظومة التشريعية‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬مراجعة المنظومة القانونية المتعلقة بالحريات والحقوق‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬مراجعة التشريع المتعلق بتكريس دولة الحق والقانون‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬إصدار القوانين والمراسيم المتعلقة بالعصرنة‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬تنمية الموارد البشرية‪ ،‬وتهيئة المنشآت القاعدية‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬تنمية الموارد البشرية‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬تدعيم المنشآت القضائية‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬هيئات عصرنة العدالة في الجزائر‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬مديرية عصرنة العدالة‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬المفتشية العامة لو ازرة العدل‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬األنظمة المعلوماتية في قطاع العدالة‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬األنظمة المعلوماتية المعتمدة من قبل الوزارة العدل‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬الشبكة القطاعية لو ازرة العدل‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬أنظمة تكنولوجيا المعلومات ‪.AXES‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬نظام صحيفة السوابق القضائية‪.‬‬

‫الفرع الرابع‪ :‬دمج تقنية التصديق والتوقيع اإللكترونيين في المجال القضائي‪.‬‬


‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــخطة البحث ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‬

‫الفرع الخامس‪ :‬المركز االحتياطي ألنظمة اإلعالم اآللي‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬أنظمة تسيير اإلدارة‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬الشباك الموحد‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ le Gad :‬نظام التسيير اإللكتروني للوثائق‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬أنظمة تسيير الموارد البشرية‪.‬‬

‫الفرع الرابع‪ :‬أنظمة تسيير األوامر‪.‬‬

‫الفرع الخامس‪ :‬نظام تسيير األرشيف التاريخي‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬أنظمة دعم اتخاذ القرار والتخطيط االستراتيجي‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬البطاقة القضائية‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬الجدول التحليلي‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬نظام المحاكمات المرئية‪.‬‬

‫المبحث الثالث‪ :‬الخدمات اإللكترونية الموجهة للجمهور‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬الخدمات اإللكترونية المشتركة بين المحاكم والمجالس القضائية‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬النيابة اإللكترونية‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬صحيفة السوابق القضائية‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬نسخ من عقود المحاكم الشرعية ونسخة من مرسوم التجنس‪.‬‬

‫الفرع الرابع‪ :‬سحب األحكام من طرف المحامين‪.‬‬

‫الفرع الخامس‪ :‬التصحيح اإللكتروني لألخطاء الواردة في سجالت الحالة المدنية‪.‬‬


‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــخطة البحث ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‬

‫المطلب الثاني‪ :‬الخدمات اإللكترونية التي تنفرد بها جهات قضائية دون أخرى‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬الخدمات التي تنفرد بها المجالس القضائية والو ازرة‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬الخدمات التي تنفرد بها المحاكم والقنصليات‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬الخدمات القانونية اإللكترونية المستحدثة في قطاع العدالة‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬اإلشعارات عبر ‪ SMS‬والبريد االلكتروني‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬مركز النداء‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬نظام ‪ sjdj‬وبوابة القانون الجزائرية‪.‬‬

‫الفرع الرابع‪ :‬تطبيقة التكوين عن بعد‪ ،‬واالعتماد على المحادثات المرئية‪.‬‬

‫الفرع الخامس‪ :‬قاعدة بيانات مركزية للبصمة الوراثية ‪.ADN‬‬

‫الفرع السادس‪ :‬المشاريع القطاعية واإلنجازات المحققة‪.‬‬

‫المبحث الرابع‪ :‬عصرنة إدارة السجون‬

‫المطلب األول‪ :‬اإلطار القاعدي لعصرنة السجون‬

‫الفرع األول‪ :‬مراجعة المنظومة التشريعية‬

‫الفرع الثاني‪ :‬تكوين الموظفين في مجال تكنولوجيا اإلعالم واالتصال‬

‫الفرع الثالث‪ :‬األجهزة المتطورة المعتمدة للحفاظ على أمن المؤسسات العقابية‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬التقنيات الحديثة للتسيير‬

‫الفرع األول‪ :‬تطبيقات اإلدارة المركزية‬

‫الفرع الثاني‪ :‬أنظمة تسيير المؤسسات العقابية‬


‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــخطة البحث ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‬

‫المطلب الثالث‪ :‬األنظمة المستحدثة في إطار حماية حقوق االنسان‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬عقد الجلسات باستعمال الفيديو لحماية حقوق المتهم‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬السوار اإللكتروني كعقوبة بديلة جديدة تعتمد على األنظمة الحديثة‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬التعليم عن بعد للمحبوسين‪.‬‬

‫الخاتمة‪.‬‬

‫المرفقات‪.‬‬

‫قائمة المراجع والمصادر‪.‬‬

‫الفهرس‪.‬‬
‫مقدمة‪.‬‬
‫مقدمة‪.‬‬

‫مقدمة‪:‬‬

‫لقد أدت التطورات التكنولوجية التي شهدها العالم في القرن العشرين وقيام الثورة العلمية في مجال‬
‫تكنولوجيا المعلومات إلى ظهور شبكة األنترنت وسيطرتها على الساحة العالمية‪ ،‬حيث شكلت نقلة‬
‫نوعية دفعت دول العالم ككل إلى االستفادة من هذا التطور والبحث أكثر عن تكنولوجيات جديدة‪ ،‬ونظ ار‬
‫لكون انتشارها يتميز بالسرعة والشمول‪ ،‬األمر الذي أدى إلى تغير حياة االنسان رأسا على عقب خاصة‬
‫في المجالين االقتصادي واالدري ودفع الدول لتسريع عجلة التطور والتنمية‪ ،‬حيث أصبح االعتماد على‬
‫الشبكات و التقنيات اإللكترونية سببا في تغيير أساليب األعمال التقليدية إلى األساليب اإللكترونية فنتج‬
‫عنها ظهور اإلدارة االلكترونية‪.‬‬

‫تجدر اإلشارة أن مصطلح اإلدارة في حد ذاته هو مصطلح جديد أخذت به مدارس اإلدارة الحديثة‬
‫لتحسين األعمال اإلدارية وتنظيمها وفقا للمبادئ القائمة عليها‪ ،‬إلى غاية إضفاء صفة اإللكترونية عليها‬
‫لتطوير أسلوب العمل اإلداري ومجاراة التطورات الحاصلة على المستوى العالمي لتحسين مقومات اإلدارة‬
‫وتطويرها كل ذلك للتحول من اإلدارة التقليدية الورقية بالدرجة األولى والتي تتسم بالبطء في اإلجراءات‬
‫وصعوبة تنفيذ العمل اإلداري إلى اإلدارة اإللكترونية التي تقوم على تقنيات تكنولوجيا اإلعالم واالتصال‪،‬‬
‫وبالتالي فإن اإلدارة اإللكترونية هي أحدث مدارس اإلدارة باعتبارها أهم االتجاهات الحديثة لها‪ ،‬حيث‬
‫حاولت القضاء على سلبيات اإلدارة التقليدية من خالل العمل على تبسيط اإلجراءات وننجاز المعامالت‬
‫بسرعة وتنظيم األداء واتخاذ الق اررات لتنفيذ السياسات العامة بكفاءة وسرعة وجودة عالية‪ ،‬ما ترتب عنه‬
‫قيام عالقة جيدة بين اإلدارات فيما بينها واإلدارة والمواطن‪ ،‬وبالتالي فإن اإلدارة اإللكترونية هي أسلوب‬
‫ناجع لرفع مستوى اإلدارة وتطوير العمل اإلداري من خالل تحقيق الفعالية وتوفير الكفاءة الالزمة‪.‬‬

‫باعتبار تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت تشكل رافدا أساسيا لتطوير وعصرنة الدول‪ ،‬في ظل‬
‫محيط عالمي يتميز بتحوالت متواصلة ومختلفة ال متناهية‪ ،‬أضحت الدول مجبرة على التالؤم مع هذا‬
‫السياق العالمي‪ ،‬من أجل العمل على إنجاح أنماط التغيير التي أحدثتها الوسائل التكنولوجية الحديثة‬

‫‪1‬‬
‫مقدمة‪.‬‬

‫ضمن مشروع تكريس اإلدارة اإللكترونية‪ ،‬وبالتالي فإن ما تحققه االدارة اإللكترونية من تبسيط لإلجراءات‬
‫لتقديم الخدمات بصورة الكترونية سريعة مع التحكم في عاملي الزمان والمكان يشكل جزءا متكامال غير‬
‫قابل للتجزئة‪.‬‬

‫إن الخدمة العامة هي تلك الخدمات التي تقدمها الدولة لتلبية االحتياجات خاصة األساسية لجميع‬
‫المواطنين دون تمييز بينهم وكذا توفير المناج المناسب لذلك‪ ،‬فالغرض من الخدمة العامة هو تحقيق‬
‫المنفع ة العامة ونشباع حاجات األفراد‪ ،‬وهذه الحاجات تشمل المادية منها والمعنوية كالهاتف والكهرباء‬
‫والغاز والمياه وتوفير الحماية والصحة والتعليم‪....‬إلخ‪ ،‬ونظ ار لصعوبة تقديم كل الخدمات عل أكمل‬
‫وجه مع مراعاة ظروف المواطنين والتزاماتهم‪ ،‬تم ادخال اإلدارة اإللكترونية الى مجال تحسين تقديم‬
‫الخدمات العمومية‪.‬‬

‫لم يعد التحول نحو الخدمات اإللكترونية خيا ار فقط بل أصبح حتمية تفرضها التطورات الحاصلة‬
‫في العالم‪ ،‬حيث أنها انطلقت أوال في الدول الغربية منذ القرن الماضي اين كانت الواليات المتحدة‬
‫األمريكية رائدة في هذا المجال باعتبارها مهدا لإلدارة اإللكترونية‪ ،‬أما على الصعيد العربي لم يرى هذا‬
‫النوع من اإلدارة النور إال مؤخ ار وقد كان فضل السبق في ذلك لالمارات العربية المتحدة‪ ،‬خاصة بعد‬
‫ظهور مفاهيم جديدة وهي الحكومة اإللكترونية والتجارة االلكترونية‪.‬‬

‫باشرت الجزائر استغاللها لشبكة األنترنت وتكنولوجيا المعلومات سنة ‪ ،2994‬اال ان بداية مسيرتها‬
‫الفعلية مع اإلدارة اإللكترونية كان في سنة ‪ ،1222‬أين بادرت الحكومة بمشروع الجزائر اإللكترونية‬
‫والذي حددت مدته ب ‪ 5‬سنوات لتكون كافية لتحقيق التحول الرقمي داخل كل القطاعات في الدولة‬
‫واللحاق بالركب التكنولوجي العالمي‪ ،‬لكن هذا المشروع لم يطبق كامال على أرض الواقع ما دفع الدولة‬
‫من خالل و ازرة البريد والمواصالت السلكية والالسلكية المشرفة على تطوير مشروع الرقمنة بوضع البنية‬
‫القاعدية الالزمة لشبكة األنترنت وتوفير األلياف البصرية ونشرها عبر ربوع الوطن‪ ،‬ما ترتب عليه رقمنة‬
‫كل القطاعات وايصال هذا التطور إلى أغلب مناطق الظل‪ ،‬أما أهم قطاع ستنصب عليه دراستنا والذي‬

‫‪2‬‬
‫مقدمة‪.‬‬

‫استفاد فعال من العصرنة وكان السباق في هذا التطور كما ساهم في تخفيف العبء على المواطنين‬
‫هو قطاع العدالة‪.‬‬

‫فالجهاز القضائي كغيره من أجهزة الدولة ونظ ار ألهميته حظي بعناية خاصة من طرف الدولة‬
‫ليواكب التطورات الحاصلة عالميا‪ ،‬وهذا ما حدث فعال‪ ،‬فقد تم ادخال اإلدارة االلكترونية إلى قطاع‬
‫العدالة بشكل تدريجي وممنهج حتى يتمكن الموظفون والمواطنون من التأقلم مع هذا الوضع الجديد‪.‬‬

‫لقد بدأت إصالحات العدالة في الجزائر منذ استحداث اللجنة الوطنية إلصالح العدالة سنة ‪2999‬‬
‫والتي جاءت في مجملها بمجموعة من المحاور الرئيسية لإلصالح وتوصيات من بينها عصرنة العدالة‬
‫واستخدام تكنولوجيا االعالم واالتصال في العمل القضائي لتخفيف إجراءات العمل على القطاع في حد‬
‫ذاته‪ ،‬وتسهيل حصول المواطنين على الخدمات القضائية بسهولة‪ ،‬وهو ما تم فعال‪ ،‬فقد ساهمت اإلدارة‬
‫االلكترونية داخل قطاع العدالة في تبسيط ا الجراءات القضائية على المواطنين وتوفيرها لهم عن بعد‬
‫دون الحاجة للتنقل‪ ،‬أي أن العدالة االلكترونية تحكمت في عاملي الزمان والمكان فأصبح كل من يحتاج‬
‫خدمة من الجهات القضائية يحصل عليها من خالل الموقع االلكتروني الخاص بها في أي مكان وزمان‬
‫وجد‪ ،‬كما تمت ترقية أساليب العمل اإلداري والقضائي داخل القطاع‪.‬‬

‫ان العصرنة في الجزائر تواصلت بوضع األسس األولى إلقامة تقاضي إلكتروني على أرض الواقع‪،‬‬
‫فباشرت بمواقع إلكترونية لرفع شكوى عن بعد وكذا تبادل المذكرات بين المحامين والتقاضي عن بعد‬
‫على أمل الوصول إلى عصرنة تامة للقطاع‪ ،‬وبهذا فقد تمكنت العدالة في الجزائر من قطع شوط كبير‬
‫في مجال العصرنة والرقمنة‪ ،‬واالستخدام األمثل لتكنولوجيا االعالم واالتصال للوصول إلى عدالة رقمية‬
‫وفقا للمعايير الدولية‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫مقدمة‪.‬‬

‫الدراسات السابقة‪:‬‬

‫مع ظهور اإلدارة االلكترونية على الساحة العالمية سعت كل دول العالم لتطبيقها والعمل بها بهدف‬
‫تحسين الخدمات العامة المقدمة للمواطنين‪ ،‬ال سيما بعد تطبيقها في الواليات المتحدة األمريكية وتحقيقها‬
‫لنجاح باهر وصلت أصدائها إلى كافة انحاء العالم‪ ،‬ومن هنا أصبح موضوع اإلدارة االلكترونية محل‬
‫تقليد وتطبيق أغلب الدول‪ ،‬حيث غدت أهم محور من محاور اإلصالح‪ ،‬على اعتبار أن العصرنة هي‬
‫جزء من مسار اإلصالح‪ ،‬فواكب ذلك ظهور كتابات وتحاليل فكرية ونظرية كثيرة لتوضيح مبادئ هذا‬
‫النظام الجديد ونزالة الغموض عنه‪ ،‬خاصة ما تعلق منها بكيفية التطبيق الصحيح لإلدارة االلكترونية‬
‫ومدى تحسينها للخدمات المقدمة للمواطنين على اعتبار أن هذا النظام الجديد الهدف األساسي له هو‬
‫تقديم خدم ات إلكترونية تلبية لمتطلبات المجتمع‪ ،‬ومن أهم الدراسات التي اهتمت بموضوع اإلدارة‬
‫االلكترونية باختصار هي‪:‬‬

‫‪ -‬المؤلف محمد سمير أحمد من أوائل الكتاب في هذا الموضوع والسعي لإللمام به‪ ،‬من خالل مؤلفه‬
‫اإلدارة اإللكترونية‪ ،‬والذي تناول فيه كل عناصرها وما يرتبط بها‪ ،‬وكذا المؤلف ماجد راغب الحلو من‬
‫خالل مؤلفه علم اإلدارة العامة ومبادئ الشريعة العامة‪ ،‬تالها بعد ذلك المؤلف أحمد محمد غنيم من‬
‫خالل مؤلفه اإلدارة اإللكترونية‪ ،‬آفاق الحاضر وتطلعات المستقبل‪ ،‬ثم تطرق الدكتور ياسين سعد غالب‬
‫إلى موضوع اإلدارة اإللكترونية في الدول العربية من خالل مؤلفه اإلدارة اإللكترونية وآفاق تطبيقاتها‬
‫العربية‪.‬‬

‫باإلضافة إلى مؤلفات الفقيه نجم عبود نجم‪ ،‬اإلدارة اإللكترونية االستراتيجية والوظائف والمشكالت‪،‬‬
‫وكذا المؤلف محمد الصيرفي وكتابه اإلدارة اإللكترونية‪ ،‬إضافة إلى الفقيه عبد الفتاح بيومي حجازي‬
‫ومؤلفه الحكومة اإللكترونية بين الواقع والطموح‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫مقدمة‪.‬‬

‫أما بالنسبة لموضوع اإلدارة اإللكترونية ودورها في تحسين الخدمة العمومية فأهم الدراسات التي‬
‫اهتمت بالموضوع‪ ،‬بالنسبة للمؤلفات فهي‪:‬‬

‫‪-‬الحكومة االلكترونية ودورها في تحسين أداء اإلدارات الحكومية للدكتورة سمية بو مروان‪ ،‬والحكومة‬
‫اإللكترونية لمحمد مدحت محمد‪ ،‬أيضا مقدمة في الحكومة االلكترونية للدكتور صفوان المبيضين‪ ،‬ثم‬
‫الحكومة االلكترونية‪ ،‬مدخل إداري متكامل للدكتورة إيمان عبد المحسن زكي‪.‬‬

‫أما بالنسبة ألهم األطروحات التي شملت الموضوع فهي‪:‬‬

‫‪-‬دور اإلدارة االلكترونية في ترشيد الخدمة العمومية في الواليات المتحدة األمريكية والجزائر‪ ،‬للباحث‬
‫عاشور عبد الكريم‪.‬‬

‫‪-‬تحديات اإلدارة االلكترونية في الجزائر للدكتور عبان عبد القادر‪.‬‬

‫وأخي ار الدراسات التي تناولت اإلدارة اإللكترونية ودورها في تحسين الخدمة العمومية خاصة في‬
‫قطاع العدالة في الجزائر فهي قليلة جدا‪ ،‬فبالنسبة للمؤلفات الخاصة بالموضوع يوجد المؤلف الذي‬
‫أصدرته و ازرة العدل الجزائرية والخاص بإصالح العدالة الحصيلة واآلفاق‪ ،‬وكذا مؤلف الوزير السابق‬
‫الطيب بلعيز والخاص بإصالح العدالة في الجزائر اإلنجاز والتحدي‪ ،‬هذه فقط هي المؤلفات الموجودة‬
‫في الموضوع أي لم يتم التوسع فيه بعد حتى في األطروحات العلمية‪ ،‬وننما تم البدأ بالتطرق إليها من‬
‫خالل المقاالت العلمية‪ ،‬ومن أهمها‪:‬‬

‫‪-‬اإلصالح اإلداري في الجزائر عرض تجربة مرفق العدالة (‪ )1222-2999‬للمؤلفان بواشري أمينة‬
‫وسالم بركاهم‪.‬‬

‫‪-‬آليات ونجراءات استخدام تكنولوجيا االعالم واالتصال في قطاع العدالة بالجزائر‪ ،‬للمؤلفان كرزدي‬
‫سارة وكرازدي إسماعيل‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫مقدمة‪.‬‬

‫‪-‬رقمنة مرفق العدالة في الجزائر على ضوء القانون ‪ 21-25‬المتعلق بعصرنة العدالة للمؤلفان محمد‬
‫العيداني ويوسف زروق‪.‬‬

‫‪-‬تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت وسيلة لعصرنة اإلدارات في الجزائر –قطاع العدالة نموذجا‪-‬‬
‫للمؤلفان عماد بوقالشي وعبد الحفيظ بنور‪.‬‬

‫إشكالية البحث‪:‬‬

‫تتمحور إشكالية البحث حول‪:‬‬

‫ما مدى مساهمة اإلدارة االلكترونية في تحسين الخدمة العمومية بالجزائر‪ ،‬ال سيما في قطاع العدالة؟‬

‫هذه اإلشكالية تضم في جوانبها أفكا ار مترابطة يمكن تفصيلها إلى تساؤالت فرعية على النحو التالي‪:‬‬

‫*ما مفهوم اإلدارة االلكترونية وما هي مقومات تجسيدها؟‬

‫*ما طبيعة الخدمة العمومية وأساليب تطبيقها لتلبية احتياجات المواطنين؟‬

‫*إلى أي مدى يمتد نطاق تأثير اإلدارة اإللكترونية على الخدمة العمومية؟‬

‫*كيف عمدت الجزائر إلى إدخال اإلدارة االلكترونية داخل كل قطاعاتها وما مدى تحقيقها لإلنجازات‬
‫المسطرة؟‬

‫* ما مدى تأثر قطاع العدالة بتكنولوجيا االعالم واالتصال منذ إدخاله لإلدارة اإللكترونية ضمن أساليب‬
‫عمله؟‬

‫*كيف ساهمت اإلدارة االلكترونية في تقريب اإلدارة من المواطن؟‬

‫*ماهي أهم الخدمات اإللكترونية القضائية التي وضعتها الجزائر على المواقع اإللكترونية؟ وهل تقدم‬
‫للمواطنين الجزائريين فقط أم حتى المواطنين المغتربين؟‬

‫‪6‬‬
‫مقدمة‪.‬‬

‫*ما هو تأثير عصرنة اإلدارة القضائية على قطاع السجون؟ وكيف ساهمت في ترقية وعصرنة العمل‬
‫اإلداري داخلها؟‬

‫*إلى أي مدى ساهمت اإلدارة االلكترونية داخل قطاع السجون في حماية حقوق اإلنسان؟‬

‫انطالقا من إشكالية الدراسة يمكننا صياغة الفرضيات التالية‪:‬‬

‫الفرضية األولى‪:‬‬

‫كلما كان هناك تطور علمي لإلدارة االلكترونية كلما ساهمت على تخفيف اإلجراءات وتقديم‬
‫الخدمات بصورة إلكترونية تتوافق ومتطلباتهم سعيا لتجسيد ترشيد الخدمة العامة‪.‬‬

‫الفرضة الثانية‪:‬‬

‫يعد قطاع العدالة أحد القطاعات الرائدة لألخذ بهذا النمط الجديد في التسيير وتقديم الخدمات‬
‫اإللكترونية بيسر داخل الجزائر أو خارجها‪ ،‬هذا ما رتب انطالقة فعلية نحو تطبيق مفهوم عالمي وهو‬
‫التقاضي اإللكتروني‪.‬‬

‫أهمية الدراسة‪:‬‬

‫تتجلى أهمية دراسة دور اإلدارة اإللكترونية في تحسين الخدمة العمومية وعلى األخص قطاع العدالة‬
‫فيما يلي‪:‬‬

‫*لحداثة نمط اإلدارة اإللكترونية فهو أسلوب جديد ظهر في أواخر القرن العشرين تم اللجوء إليه نظ ار‬
‫لما يحققه من مميزات في العمل اإلداري والقضاء على كل سلبيات اإلدارة التقليدية من بيروقراطية وبطء‬
‫وصعوبات التنقل‪ ،‬والعمل على تسهيل اإلجراءات اإلدارية‪.‬‬

‫*لكون إدخال اإلدارة اإللكترونية في تقديم الخدمات العمومية ذات أهمية بالغة‪ ،‬نظ ار للتأثير المتبادل‬
‫القائم بين الموضوعين‪ ،‬فاإلدارة اإللكترونية ساهمت وبشكل غير مألوف في تحويل كل الخدمات اإلدارية‬

‫‪7‬‬
‫مقدمة‪.‬‬

‫الخاصة بالتسيير اإلداري للمؤسسات والقطاعات وكذا الخدمات العمومية المقدمة للمواطنين نحو الطابع‬
‫اإللكترونية سعيا نحو ترشيد الخدمات العمومية وتحسينها تحقيقا لحكم راشد وفقا لمعايير عالمية‪ ،‬وهذا‬
‫التطور لم يخص المواطنين فقط بل سهل وبشكل كبير العبء على اإلدارات العمومية وخفف الضغط‬
‫عليها‪.‬‬

‫*إن أخذ الجزائر باإلدارة االلكترونية يعتبر نقلة نوعية لها‪ ،‬فتعميم هذا النمط الجديد على كل القطاعات‬
‫في الدولة سمح للجزائر فعال بتكريس مبادئ المساواة والديمقراطية والتواصل االلكتروني الفعال سواء‬
‫بين اإلدارات من خالل الشبكات الداخلية الخاصة بذلك و كذا بين اإلدارات والمواطن من خالل المواقع‬
‫اإللكترونية الموضوعة لهذا الغرض بهدف تقريب اإلدارة من المواطن لتجسيد فكرة الخدمات العامة‬
‫اإللكترونية‪.‬‬

‫*إن إصالح العدالة في الجزائر والذي بدأ منذ ‪ 2999‬من خالل إدخال اإلدارة اإللكترونية للقطاع كانت‬
‫تلبية لمقتضيات التحوالت الوطنية والعالمية الحاصلة‪ ،‬بما يؤهل المواطن والذي هو الهدف األساسي‬
‫من اإلصالح‪ ،‬تحقيقا لدولة الحق والقانون‪ ،‬وقد ترتب عن ذلك جملة كبيرة من اإلصالحات للتكريس‬
‫الفعلي للخدمات القضائية اإللكترونية انطالقا من صياغة قانون وطني يتماشى والمعايير الدولية وهو‬
‫القانون ‪ 21-25‬المتضمن قانون عصرنة العدالة‪ ،‬تلتها بعد ذلك إقامة تكوينات داخلية وخارجية لصالح‬
‫موظفي القطاع من قضاة وأمناء ضبط ومساعدي العدالة وحتى اإلداريين لتمكينهم من االستعمال الجيد‬
‫لهذا النمط الجديد من خالل الوسائل واألجهزة المتطورة باالعتماد على تكنولوجيا االعالم واالتصال‪،‬‬
‫كون أن عصرنة العدالة عمل على توثيق الصلة بين فعالية القضاء واحترام حقوق االنسان‪.‬‬

‫*إن تجسيد عصرنة السجون في الجزائر هو من أهم مبادئ حماية وترقية حقوق االنسان التي جاء بها‬
‫برنامج األمم المتحدة االنمائي وذلك من خالل تطوير أساليب أنسنة ظروف االحتباس واحترام قواعد‬
‫معاملة المساجين باالستفادة من الخبرات الدولية في هذا المجال‪ ،‬كما تم إدراج آليات جديدة لتطبيق‬

‫‪8‬‬
‫مقدمة‪.‬‬

‫برامج إعادة التربية وتطبيق العقوبات والتي تهدف باألساس الى تأهيل ونعادة إدماج المحبوس في‬
‫المجتمع‪.‬‬

‫أسباب اختيار الموضوع‪:‬‬

‫األسباب التي دفعتنا الختيار دراسة البحث في موضوع دور اإلدارة االلكترونية في تحسين الخدمة‬
‫العمومية قطاع العدالة أنموذجا على نوعين هما أسباب موضوعية وأخرى شخصية‪.‬‬

‫أوال‪ :‬األسباب الموضوعية‪ :‬تتمثل في‪:‬‬

‫‪ -‬إن دراسة موضوع اإلدارة االلكترونية ودورها في تحسين الخدمة العمومية ابتغينا منها محاولة معرفة‬
‫هذا التأثير المتبادل بين اإلدارة االلكترونية والخدمة العمومية‪ ،‬والعالقة الوطيدة القائمة بينهما ومدى‬
‫تأثير كل ذلك على الخدمات المقدمة للمواطنين‪ ،‬لتحسين العالقة بين اإلدارة والمواطن‪.‬‬

‫‪-‬نقص الدراسات المتعلقة بالموضوع مما يستلزم مزيدا من البحث والتقصي والدراسة في إطار التطورات‬
‫على كل المستويات المحلية والعالمية‪ ،‬استنادا ألخذ الدول بها وتجاربها في هذا المجال وما حققته‬
‫اإلدارة اإللكترونية من ترقية كل قطاعات الدولة وفقا للمعايير الدولية المعتمدة لذلك ولعصرنة طرق‬
‫تقديم الخدمات للمواطن من خالل استراتيجية الخدمات اإللكترونية الرشيدة‪.‬‬

‫‪-‬دراسة اإلدارة اإللكترونية وأثرها على تحسين الخدمة العمومية في الجزائر باعتبارها من الدول النامية‬
‫ومدى مساهمة ا لتحول إلى الخدمات العامة اإللكترونية والتسيير اإللكتروني للمعامالت على عصرنة‬
‫كل القطاعات تبعا لبرنامج العصرنة الذي وضعته الحكومة الجزائرية وفقا لمقتضيات كل قطاع‪ ،‬لتحقيق‬
‫الخدمة العامة الرشيدة‪.‬‬

‫‪ -‬سبب تحديد الدراسة على قطاع العدالة فمرده أن هذا القطاع يعد من أهم القطاعات في الدولة ومن‬
‫أوائل من انتجه اصالح العدالة وعصرنتها وفقا للمعايير العالمية‪ ،‬لتحسين نوعية الخدمات القضائية‬
‫المقدمة للمواطنين‪ ،‬بعد ادخال التكنولوجيا الحديثة لإلعالم واالتصال في العمل القضائي واإلداري‬

‫‪9‬‬
‫مقدمة‪.‬‬

‫الخاص بكل الهيئات المركزية والجهات القضائية وكان ذلك أوال بوضع البنية القاعدية الالزمة لذلك‪،‬‬
‫دون إغفال جانب إصالح السجون وعصرنتها تكريسا لمبادئ حقوق اإلنسان المنصوص عليها في‬
‫المعاهدات الدولية الخاصة بحسن معاملة المساجين‪.‬‬

‫‪-‬افتقار المكتبات الجزائرية عموما إلى مراجع خاصة باإلدارة االلكترونية والتي تتناول بالدراسة قطاع‬
‫العدالة‪ ،‬وحتى المؤلفات التي تناولت ذلك لم تتطرق الى اإلنجازات المحققة في مجال العصرنة بل مرت‬
‫على الموضوع مرور الكرام‪ ،‬وكذا محدودية الدراسات والبحوث المعنية بالموضوع ما يشجع الباحث‬
‫على االجتهاد لمحاولة إثرائه من كل الجوانب العلمية والتطبيقية‪.‬‬

‫األسباب الشخصية‪ :‬تتمثل في‪:‬‬

‫‪-‬الرغبة في إثراء موضوع اإلدارة اإللكترونية ودورها في تحسين الخدمة العمومية وعلى األخص قطاع‬
‫العدالة بدراسة متخصصة قائمة على الدراسة والتحليل المنهجي والعلمي البناء لتجاوز النظرة الضيقة‬
‫واألفكار القديمة‪ ،‬خاصة لجدية الموضوع على مستوى الطرح العلمي‪.‬‬

‫‪ -‬دراسة موضوع اإلدارة االلكترونية ودورها في تحسين الخدمة العمومية السيما قطاع العدالة بالدراسة‬
‫والتحليل للوقوف على أهم إيجابيات الموضوع والتركيز على سلبياته لتطوير القطاع أكثر‪.‬‬

‫المنهج المعتمد في الدراسة‪:‬‬

‫يقتضي موضوع الدراسة نظ ار لتعدد وتشعب محاوره‪ ،‬استخدام طرق البحث العلمي المنهجية المالئمة‬
‫وأدواته الضرورية‪ ،‬لإلجابة بالقدر الوافي على اإلشكالية المطروحة على النحو التالي‪:‬‬

‫المنهج الوصفي التحليلي‪ :‬الذي يركز على الوصف الدقيق والشامل لكل عناصر الموضوع واالعتماد‬
‫عل التحليل الموضوعي والموضوعية في المعلومات‪ ،‬حيث برز اعتماد المنهج في الموضوع من خالل‬
‫سرد ووصف وتحليل اإلدارة اإللكترونية وكل عناصرها ومتطلباتها‪ ،‬كما تم االعتماد عليه في وصف‬
‫الخدمة العمومية وتحليل كل المقومات التي ترتكز عليها‪ ،‬أيضا تم االعتماد عليه في وصف العالقة‬

‫‪10‬‬
‫مقدمة‪.‬‬

‫القائمة بين اإلدارة اإللكترونية والخدمة العمومية ومن ثم سرد وتحليل أهم التطبيقات لإلدارة اإللكترونية‬
‫داخل أهم القطاعات في الجزائر‪.‬‬

‫كما تم االعتماد على تحليل البيانات والمعلومات لمعاينة اإلدارة اإللكترونية والخدمة العمومية في‬
‫الجزائر بتحليل النصوص القانونية والتشريعات التي لها عالقة باإلدارة اإللكترونية والخدمة العمومية‬
‫وعصرنة العدالة‪ ،‬ثم استخالص النتائج بواسطة االستنباط واالستنتاج القتراح حلول التي نراها مناسبة‬
‫لسد النقائص والثغرات‪.‬‬

‫المنهج المقارن‪ :‬تم االعتماد على هذا المنهج من خالل سرد تجارب الدول العربية والغربية التي أخذت‬
‫بنظام التقاضي اإللكتروني مع التجربة الجزائرية والتي تعد في بدايتها مقارنة معهم‪.‬‬

‫منهج دراسة الحالة‪ :‬والذي يقوم على اإللمام بالموضوع من كل جوانبه من خالل جمع كل المعلومات‬
‫والمعطيات والبيانا ت والنصوص القانونية الخاصة بالحالة موضع الدراسة‪ ،‬ويظهر ذلك جليا في بحثنا‬
‫من خالل اإللمام بأكبر قدر ممكن من المعلومات التي تخص أوال موضوع تجربة اإلدارة اإللكترونية‬
‫في الجزائر ونلى أي مدى تم رقمنة اإلدارات الجزائرية وكذا أهم اإلنجازات المحققة على هذا الصعيد‪،‬‬
‫وثانيا موضوع عصرنة العدالة من خالل إدخال اإلدارة اإللكترونية إلى أساليب العمل القضائي‬
‫وعصرنتها للخدمات القضائية المقدمة للجمهور وتبيان أهم اإلنجازات المحققة في هذا الصدد‪.‬‬

‫الصعوبات التي واجهت الدراسة‪:‬‬

‫ال يكاد يخلو أي بحث علمي أو قانوني من الصعوبات فالباحث تصادفه العديد من العقبات‪ ،‬والتي‬
‫تختلف درجتها من موضوع إلى آخر‪ ،‬وهو ما ينطبق على دراسة دور اإلدارة اإللكترونية في تحسين‬
‫الخدمة العمومية قطاع العدالة أنموذجا‪ ،‬سواءا فيما يتعلق بجوانبه النظرية أو التطبيقية وسنوضحها‬
‫على التوالي‪:‬‬

‫‪11‬‬
‫مقدمة‪.‬‬

‫‪-‬قلة الدراسات المتخصصة‪ ،‬إن لم نقل انعدامها في بعض جوانب البحث خاصة ما يتعلق منها بعصرنة‬
‫قطاع العدالة في الجزائر‪ ،‬فحتى ونن وجدت تقتصر فقط على العموميات والمقاربات الضيقة غير‬
‫الشاملة بالموضوع ككل‪.‬‬

‫‪-‬تعدد المواضيع وتشعبها في موضوع واحد‪ ،‬فموضوع الدراسة ضم العديد من المواضيع المتداخلة وهي‬
‫اإلدارة اإللكترونية ثم الخدمة العمومية والعالقة القائمة بينهما وأثرهما على عصرنة العدالة في الجزائر‪.‬‬

‫‪-‬طبيعة وخصوصية اإلدارة الجزائري ومحاولتها مواكبة كل التطورات العالمية خاصة في مجال العصرنة‬
‫لجعل الجزائر من بين الدول المقدمة‪ ،‬إال أن ذلك مازال بعيدا بعض الشيء خاصة مع نقص الوعي‬
‫حول أهمية هذه التقنية ودورها في تقريب اإلدارة من المواطن‪.‬‬

‫‪-‬تعدد مواضيع البحث فاألطروحة شملت أربعة مواضيع مهمة وهي اإلدارة اإللكترونية على حدى ثم‬
‫الخدمة العمومية والعالقة التي تربطها باإلدارة اإللكترونية‪ ،‬ثم موضوع التقاضي اإللكتروني الذي يجب‬
‫التطرق له قبل الدخول في موضوع اإلدارة االلكترونية في قطاع العدالة بالجزائر‪ ،‬هذا ما كان سببا لكبر‬
‫حجم األطروحة‪.‬‬

‫تبرير خطة البحث‪:‬‬

‫لإلجابة على إشكالية الدراسة ارتأينا تناول موضوع الدراسة في بابين شاملين‪ ،‬يتضمن كل باب‬
‫فصلين مقسمة إلى مباحث ومطالب حسب مقتضيات البحث العلمي‪.‬‬

‫الباب األول‪ :‬تناولنا فيه دراسة أثر اإلدارة اإللكترونية على تحسين الخدمة العمومية‪ ،‬حيث قسم إلى‬
‫فصلين‪ ،‬تناول الفصل األول اإلطار المفاهيمي لإلدارة اإللكترونية‪ ،‬بينما تناول الفصل الثاني عالقة‬
‫الخدمة العامة باإلدارة اإللكترونية‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫مقدمة‪.‬‬

‫الفصل األول‪ :‬الغرض منه هو تحديد اإلطار المعرفي والمفاهيمي من خالل دراسة معرفية متأصلة‬
‫لإلدارة اإللكترونية‪ ،‬حيث قسم إلى مبحثين‪ ،‬تناول المبحث األول ماهية اإلدارة اإللكترونية حيث شمل‬
‫على مختلف التعاريف التي وردة بشأنها‪ ،‬ثم تبيان خصائصها ونشأتها ومراحل تحولها من إدارة تقليدية‬
‫إلى إدارة اإللكترونية‪ ،‬لننهي المبحث بتجارب الدول الغربية والعربية في مجال اإلدارة اإللكترونية‪ ،‬بينما‬
‫شمل المبحث الثاني مكونات اإلدارة اإللكترونية والتي تعد أسس قيام هذا النمط من اإلدارة من خالل‬
‫تبيان عنصرها ومتطلبات ومستلزمات قيامها وتحديد وظائفها وأنماطها لنختم هذا المبحث بفوائد وأهداف‬
‫ومعيقات اإلدارة اإللكترونية‪.‬‬

‫الفصل الثاني‪ :‬كان الهدف منه تحديد اإلطار المعرفي للخدمة العامة ثم بيان العالقة القائمة مع اإلدارة‬
‫اإللكترونية‪ ،‬وتطبيقها في الجزائر‪ ،‬حيث قسم إلى ثالثة مباحث‪ ،‬تناول المبحث األول ماهية الخدمة‬
‫العمومية من خالل تبيان كل المفاهيم والتعاريف الخاصة بها ثم تحديد األساس القانوني لها في القوانين‬
‫الجزائرية‪ ،‬وتحديد خصائصها والمبادئ القائمة عليها‪ ،‬ومن ثم التطرق إلى تصنيفاتها وطرق إدارتها‬
‫وأنظمتها ومنظماتها‪ ،‬تلتها بعد ذلك أثر الخدمة العامة على الحكم الراشد وكيف ساعدت على تكريسه‬
‫على أرض الواقع‪ ،‬من خالل تبيان معايير الحكم الراشد ومكوناته ومن ثم ابعاده في الجزائر‪ ،‬ثم تبيان‬
‫العالقة القائمة بين الحكم الراشد والخدمة العمومية لنختم المبحث بالحكم الراشد في اإلدارات العمومية‬
‫واألسس والمقاييس الالزمة لذلك‪.‬‬

‫أما المبحث الثاني والذي تناولنا فيه دور اإلدارة اإللكترونية في ترقية الخدمة العمومية حيث شملت‬
‫الدراسة دور اإلدارة اإللكترونية في تطوير الخدمة العمومية من خالل تبيان أنواعها وطرق تفعيلها‬
‫وأبعادها ومن ثم شمل على اإلدارة اإللكترونية وتحسين الخدمة العمومية في الجزائر والذي خص بدراسة‬
‫مشروع الجزائر اإللكترونية وماهي أهم االنتقادات والتوصيات التي قدمها المجلس االقتصادي حول‬
‫الموضوع وكذا تبيان البنية التحتية القاعدية التي اعتمدت عليها الجزائر لتجسيد إدارة إلكترونية على‬
‫أرض الواقع‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫مقدمة‪.‬‬

‫أما المبحث الثالث فقد تناول دراسة تطبيق اإلدارة اإللكترونية داخل القطاعات في الجزائر لترقية الخدمة‪،‬‬
‫حيث شملت الدراسة على ‪ 5‬قطاعات وهي أهم القطاعات التي تأثرت بالتحول نحو اإلدارة اإللكترونية‬
‫وساهمت فعليا في ترقية الخدمة العمومية داخلها‪ ،‬وهي قطاع البريد والمواصالت السلكية والالسلكية‬
‫وقطاع البنوك ثم قطاع الداخلية والجماعات المحلية وقطاع التعليم لنختم المبحث بقطاع الضمان‬
‫االجتماعي‪ ،‬والتطرق لإلنجازات المحققة في كل قطاع‪.‬‬

‫الباب الثاني‪ :‬تناولنا فيه اإلدارة اإللكترونية داخل قطاع العدالة على المستوى العالمي والمحلي‪ ،‬قسم‬
‫على فصلين‪ ،‬شمل الفصل األول التقاضي اإللكتروني على المستوى العالمي‪ ،‬بينما تناول الفصل الثاني‬
‫عصرنة العدالة في الجزائر‪.‬‬

‫الفصل األول‪ :‬إن الغرض المرجو من هذا الفصل هو التعرف على التقاضي اإللكتروني‪ ،‬حيث قسم‬
‫إلى مبحثين‪.‬‬

‫تناول المبحث األول ماهية التقاضي اإللكتروني من خالل التعرف على كل التعاريف الخاصة به‬
‫وخصائصه وتجارب الدول معه‪ ،‬والتعرف على المحكمة اإللكترونية التي تعد هي أساس إقامة التقاضي‬
‫اإللكتروني‪ ،‬ومن ثم تحديد األدوات المساعدة على إقامته لنختم المبحث بالتعرف على إجراءاته منذ رفع‬
‫الدعوى اإللكترونية إلى غاية صدور الحكم اإللكتروني والطعن فيه‪.‬‬

‫أما المبحث الثاني فقد تم التطرق فيه إلى حجية التقاضي اإللكتروني وتحديد بدائله على الساحة الدولية‪،‬‬
‫حيث تطرقنا أوال لمقتضيات الحجية القانونية للتقاضي اإللكتروني والتي هي آليتي التوقيع والتصديق‬
‫اإللكترونيين‪ ،‬ومن ثم التعرف على التحكيم اإللكتروني كأهم صورة للتقاضي اإللكتروني الدولي‪ ،‬لنختم‬
‫الفصل بالوسائل البديلة لفض المنازعات‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫مقدمة‪.‬‬

‫الفصل الثاني‪ :‬يعد هذا الفصل من أهم النقاط في الدراسة دون إغفال أهمية الفصول األخرى والسبب‬
‫راجع إلى أن دراسة الحالة الخاصة بالموضوع تنصب على قطاع العدالة‪ ،‬فالغرض منه هو عصرنة‬
‫العدالة في الج ازئر‪ ،‬والذي قسم إلى ثالثة مباحث‪،‬‬

‫تناول المبحث األول منها المستلزمات الالزمة لعصرنة العدالة في الجزائر من المنظومة التشريعية‬
‫والتكوين الخاص‪ ،‬والوسائل اإللكترونية الحديثة وتكنولوجيا المعلومات‪ ،‬وكذا التعرف على هيئات‬
‫المختصة بالعصرنة العدالة في الجزائر‪ ،‬للتطرق فيما بعد إلى أهم األنظمة المعلوماتية المعتمد عليها‬
‫في قطاع العدالة سواء على مستوى الو ازرة أو تبيان أنظمة التسيير في الجهات القضائية وكذا تحديد‬
‫أنظمة دعم اتخاذ القرار والتخطيط االستراتيجي‪ .‬وأهم الخدمات اإللكترونية المشتركة بين مجموعة من‬
‫الجهات القضائية ومن ثم تحديد الخدمات التي تنفرد بها جهة دون أخرى‪.‬‬

‫أما المبحث الثاني فقد تناول الخدمات اإللكترونية الموجهة للجمهور فهي تتفرع بين خدمات الكترونية‬
‫مشتركة بين المحاكم والمجالس القضائية مثل النيابة العامة وصحيفة السوابق القضائية وغيرها‪ ،‬وبين‬
‫خدمات تنفرد بها جهات قضائية دون أخرى مثل التصديق على الوثائق الموجهة للخارج تختص بها‬
‫المجالس القضائية والو ازرة فقط‪ ،‬لنختتم هذا المبحث بالخدمات القانونية االلكترونية المستحدثة وأهم‬
‫اإلنجازات المحققة في القطاع‪.‬‬

‫أما المبحث الثالث فقد تناول عصرنة السجون من خالل التطرق أوال لإلطار القاعدي لعصرنة السجون‬
‫ومن ثم التعرف على أنظمة التسيير اإللكترونية المعتمدة من قبل الو ازرة تلتها بعد ذلك األنظمة‬
‫اإللكترونية المعتمدة في المؤسسة العقابية لنختم المبحث باألنظمة المستحدثة في إطار حماية حقوق‬
‫اإلنسان‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫الباب األول‪:‬‬
‫تأثير اإلدارة اإللكترونية على‬
‫الخدمة العمومية‪.‬‬
‫تأثير اإلدارة اإللكترونية على الخدمة العمومية‪.‬‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫الباب األول‪ :‬تأثير اإلدارة اإللكترونية على الخدمة العمومية‪.‬‬

‫لقد عرف العالم في العقود األخيرة خاصة في األلفية الثالثة تطورات هائلة في جل المجاالت العلمية‬
‫والتكنولوجية‪ ،‬والتي أحدثت تغي ارت جوهرية في الحياة اليومية لإلنسان‪ ،‬وساهمت بشكل كبير في التنمية‬
‫االقتصادية واالجتماعية هذا ما انعكس على اإلدارة العامة التي تعتبر هي اآللية التي تحرك عجلة‬
‫التنمية في الدولة‪ ،‬وتقدم خدمات ل لمواطنين‪ ،‬لذلك فقد تم إدراج البرمجة المعلوماتية داخل نسق عمل‬
‫اإلدارة العامة‪ ،‬ما ولد ظهور اإلدارة اإللكترونية والقضاء على اإلدارة الورقية التقليدية‪.‬‬

‫ظهرت اإلدارة اإللكترونية في القرن الماضي وأحدثت ثورة كبيرة على مستوى اإلدارة في حد ذاتها‬
‫والخدمات والمعامالت بالدرجة الثانية فبإدخال تكنولوجيا اإلعالم واالتصال لإلدارة تم التحول الجذري‬
‫من إدارة تقليدية بطيئة تتسم بالبيروق ارطية والفساد اإلداري إلى إدارة تقوم على مبادئ وأسس وتقنيات‬
‫عمل جديدة بواسطة الحواسيب اآللية وشبكة األنترنت ونظم المعلومات‪ ،‬حيث ساعد هذا النمط الجديد‬
‫على تغيير ركائز اإلدارة فأصبحت قائمة على الشفافية والحركة والمرونة في العمل اإلداري وسهولته‬
‫ما أثر على مجال الخدمات العامة المقدمة للمواطنين والتي تسهر الدولة واإلدارات العمومية بصفة‬
‫خاصة على توفيرها‪ ،‬حيث أصبحت تقدم عبر الشبكات اإللكترونية وبسهولة ويسر في أي مكان وزمان‬
‫مع تحقيق المساواة والمصداقية ومكافحة الفساد تجسيدا لمبادئ الحكم الراشد‪ ،‬كل ذلك لنشر التعامل‬
‫واالتصال اإللكتروني إلقامة مجتمع رقمي تتسم حياته بالسهولة والسرعة في تقديم الخدمات العامة‬
‫وننجاز األعمال اإلدارية متجاوزة بذلك كل معوقات اإلدارة التقليدية‪.‬‬

‫إنطالقا مما سبق‪ ،‬فإنه ال يمكن أن نتصور تقديم خدمات إلكترونية متاحة عبر الشبكة العالمية‬
‫"اإلنترنت"‪ ،‬من دون اللجوء إلى تبسيط اإلجراءات الحكومية‪ ،‬والعمل على إدخال بعض الحركية والمرونة‬
‫في إجراءاتها‪ ،‬حيث يعتبر اآلن مشروع اإلدارة أو الحكومة اإللكترونية نتيجة حتمية لتفاعالت مجاالت‬
‫تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت‪ ،‬والعمل على التحول من النظم الورقية إلى النظم الرقمية المعتمدة‬

‫‪16‬‬
‫تأثير اإلدارة اإللكترونية على الخدمة العمومية‪.‬‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫على كل الوسائل اإللكترونية من أجل إنجاز األعمال والمعامالت مثل استخدام البريد اإللكتروني‬
‫والفاكس والنشرات اإللكترونية والتبادل اإللكتروني للوثائق‪ ،‬والعمل على اتخاذ كل اإلجراءات الالزمة‬
‫إلعادة هندسة نظم العمل وفقا لتلك اآلليات الحديثة‪ ،‬لتعديل الهيكل التنظيمي وتبسيط اإلجراءات‬
‫والتخلص من الروتين‪ ،‬وتطبيق األعمال بصورة جيدة مع توفير السرية واألمان والثقة في الخدمات‬
‫اإللكترونية كل ذلك لتحسين وتسهيل العالقة ما بين المواطن واإلدارة الحكومية‪.‬‬

‫وفقا لما تقدم سنتناول دراسة هذا الباب بالتعرف أوال على اإلطار المعرفي لإلدارة اإللكترونية ببيان‬
‫ماهية ومكونات ومستلزمات اإلدارة اإللكترونية‪ ،‬ثم التطرق إلى مفهوم الخدمة العمومية والتعرف على‬
‫العالقة التي تربطها مع اإلدارة اإللكترونية خاصة في الجزائر‪ ،‬كل ذلك وفقا للتقسيم التالي‪:‬‬

‫الفصل األول‪ :‬اإلطار المعرفي لإلدارة اإللكترونية والخدمة العمومية‪.‬‬

‫الفصل الثاني‪ :‬عالقة الخدمة العمومية باإلدارة اإللكترونية‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫الفصل األول‪:‬‬
‫اإلطار المعرفي لإلدارة‬
‫اإللكترونية والخدمة العمومية‪.‬‬
‫اإلطار المعرفي لإلدارة اإللكترونية والخدمة العمومية‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫الفصل األول‪ :‬اإلطار المعرفي لإلدارة اإللكترونية والخدمة العمومية‪.‬‬

‫اعتبر هذا العصر عصر الثورة المعلوماتية واالكتشافات والتحوالت الجذرية والسريعة في جل‬
‫المجاالت‪ ،‬وقد بدأت الثورة المعلوماتية في منتصف القرن الماضي عندما تم اختراع الحاسب اآللي‬
‫لتظهر بعد ذلك شبكة األنترنت في الواليات المتحدة األمريكية وكان الغرض منها إيجاد طريقة سهلة‬
‫للتواصل عن بعد وهو ما حدث فعال لكنها لم تتوقف عند هذا الحد فقط بل عملت على تحديث أغلب‬
‫القطاعات إلى غاية تبنيها داخل نظام اإلدارة أين أحدثت فيها تحوال جذريا كانت نتيجتها ظهور اإلدارة‬
‫اإللكترونية‪.‬‬

‫سعيا إلصالح اإلدارة وتطويرها للتخلص من سلبياتها كبطء اإلجراءات ونقص الكفاءة والفعالية في‬
‫األداء‪ ،‬وصعوبة التنقل‪ ،‬والتأثر بعامل المكان والزمان‪ ،‬إلى إدارة تتميز بالالمكانية والالزمانية مع‬
‫السهولة في اإلجراءات عن طريق اإلنترنت‪ ،‬هذه األخيرة التي تعد عصب اإلدارة اإللكترونية‪ ،‬وبالتالي‬
‫السعي لالستغناء عن المعامالت الورقية واحالل المكاتب والحواسب اإللكترونية محلها باالستخدام‬
‫الواسع لتكنولوجيا المعلومات والعمل على تحويل كل الخدمات اإلدارية والعامة إلى خدمات إلكترونية‬
‫بصورة كاملة‪ ،‬وبهذا يمكن القول أنها أصبحت إدارة ديمقراطية تنظيمية‪ ،‬تهدف للقضاء على الفجوة‬
‫فالقررات المتعلقة‬
‫ا‬ ‫التنظيمية القائمة بين اإلدارة العليا والعاملين فيها‪ ،‬وكذا إعادة بناء األدوار والوظائف‪،‬‬
‫بالخدمات العامة المقدمة للجمهور أصبحت ال تحتاج لرضا الرؤساء‪ ،‬وننما يتم اللجوء إلى قاعدة البيانات‬
‫الموجودة في مكان العمل‪ ،‬وحتى العمال أعطيت لهم الحرية في اإلبداع واالبتكار والتحرر من قيود‬
‫اإلدارة التقليدية البيروقراطية‪.‬‬

‫فالجانب المعلوماتي الحديث ينفرد بخصائص متميزة عن الثورات التقنية األخرى‪ ،‬ألن رأسمالها هو‬
‫العقل البشري‪ ،‬فهي ثورة بشرية داخل الدول‪ ،‬وأن اإلدارة اإللكترونية ترتكز على تحول المصالح الحكومية‬
‫وجهات القطاع الخاص نحو القيام بوظائفها ومهامها فيما يتصل بتقديم الخدمات لجمهور المتعاملين‬

‫‪18‬‬
‫اإلطار المعرفي لإلدارة اإللكترونية والخدمة العمومية‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫معها أو فيما بينها بطريقة سهلة وميسرة من خالل االستخدام األمثل لتقنيات المعلومات وتطوير‬
‫االتصاالت عند أداء مهام كل منها‪ ،‬وبالتالي فإن ما يجب التأكيد عليه أن بداية ظهور فكرة اإلدارة‬
‫اإللكترونية هي ليست وليدة الساعة بل هي تعود إلى القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين أي أنها‬
‫نتاج تطور وتسلسل تاريخي عريق‪ ،‬للوصول إلى الصورة التامة التي هي عليها اليوم‪.‬‬

‫وفقا لما تقدم سنقوم من خالل هذا المبحث بدراسة ماهية اإلدارة اإللكترونية وذلك من خالل تحديد‬
‫مفهومها والمكونات الالزمة إلقامة إدارة إلكترونية ناجحة في المبحث األول‪ ،‬ومن ثم التطرق إلى ماهية‬
‫الخدمة العمومية في المبحث الثاني‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫اإلطار المعرفي لإلدارة اإللكترونية والخدمة العمومية‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫المبحث األول‪ :‬ماهية اإلدارة اإللكترونية‪.‬‬

‫أصبحت اإلدارة اإللكترونية حقيقة واقعية في أغلب الدول نظ ار للمكانة البارزة التي تحتلها ونن لم‬
‫تكتمل صورتها النهائية‪ ،‬فالعالم اليوم أصبح إلكتروني رقمي يعتمد على األجهزة واألنظمة المتطورة‪،‬‬
‫والتحول من اإلدارة الورقية التقليدية التي تعاني من العجز إلى اإلدارة اإللكترونية التي تتميز بالسرعة‬
‫والمرونة في المعامالت والتعامالت‪ ،‬فهذه الطريقة تسمح بتقديم الخدمات اإلدارية بوسائل االتصال‬
‫والمعلومات دون ما الحاجة إلى العناء والوقوف على الطوابير مطوال‪.‬‬

‫كبير منذ القرن التاسع العشر‪،‬‬


‫فقد ظهر مفهوم اإلدارة اإللكترونية إلى الساحة العالمية وواكبه زخما ا‬
‫أين بدأ السعي إلى إيجاد بديل عن اإلدارات الورقية والخدمات اإلدارية الكارثية النوعية‪ ،‬فبدأ التفكير‬
‫في علم جديد يحل محل اإلدارة التقليدية ويؤدي نفس أعمالها ومهامها لكن بصورة متطورة سريعة ومرنة‬
‫وذات نوعية جيدة‪ ،‬وخ اصة مع ظهور اإلنترنت وحصولها على رواج كبير عالميا من قبل العلماء‪،‬‬
‫األمر الذي دفع بهم للدمج بين االعمال اإلدارية وتكنولوجيا المعلومات للحصول على إدارة أكثر كفاءة‬
‫وفعالية في الدولة‪ ،‬وقد مس هذا التحول نحو اإلدارة اإللكترونية كل عناصر ومكونات ووظائف اإلدارة‬
‫ال تقليدية من تخطيط وتنظيم ورقابة وقيادة ومن ثم العمل على تطوير استراتيجياتها‪ ،‬فالتأثيرات الواسعة‬
‫لتكنولوجيا المعلومات مست بالدرجة األولى البعد اإلداري المتمثل في تطوير المفاهيم اإلدارية التي‬
‫تراكمت لقرون عديدة وجعلها مفاهيم عصرية تحقق المرونة اإلدارية في األعمال والتفويضات‪.‬‬

‫تجدر اإلشارة إلى أن اإلدارة اإللكترونية وبكل المزايا التي تتسم بها والتطور الذي تحدثه‪ ،‬وما‬
‫وصلت إليه من نتائج‪ ،‬هي نتاج عمل دام لسنين طويلة من البحث والتطوير أوال‪ ،‬وثانيا فهي لم تصل‬
‫إلى المرحلة التي هي عليها آلن من تقدم على المستوى العالمي مالم تمر بمجموعة من المراحل وتعتمد‬
‫على جملة من اإلجراءات الالزمة والمتتالية لتحقيق ذلك‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫اإلطار المعرفي لإلدارة اإللكترونية والخدمة العمومية‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫لهذا سنحاول من خالل هذا المبحث الوقوف على مفهوم اإلدارة اإللكترونية من خالل تحديد نشأتها‬
‫والتعريفات المختلفة لها في المطلب األول‪ ،‬ثم بيان الخصائص التي تميزها وأنماطها في المطلب الثاني‪،‬‬
‫أما المطلب الثالث فقد تطرق للعناصر والمستلزمات التي تحتاج إليها اإلدارة اإللكترونية لتصبح واقعا‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬مفهوم اإلدارة اإللكترونية‪.‬‬

‫شهدت اإلدارة تطو ار ملحوظا نتيجة المستجدات الحديثة في تقنيات المعلومات واالتصاالت‪ ،‬وتعد‬
‫اإلدارة على هذا النحو أسلوبا متحركا ال يمكن التنبأ بمستقبله وتحركاته فهي تتغير كلما تطورت آلياتها‪،‬‬
‫فهي تسير نحو العصرنة والرقمنة اإلدارية‪ ،‬وبالتالي فإن اإلدارة اإللكترونية هي الشكل الحديث لإلدارة‬
‫اليوم‪.‬‬

‫إشتمل المطلب على تعريف اإلدارة العامة في الفرع األول‪ ،‬ثم تعريفات اإلدارة اإللكترونية في الفرع‬
‫الثاني‪ ،‬والتعرف على نشأة اإلدارة اإللكترونية ومراحل تحولها في الفرع الثالث‪ ،‬في حين تطرق الفرع‬
‫الرابع ألهداف ومزايا اإلدارة اإللكترونية‪ ،‬وأخي ار تم التطرق لمعيقات اإلدارة اإللكترونية في الفرع الخامس‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬تعريف اإلدارة العامة‪.‬‬

‫قبل التطرق إلى تعريفات اإلدارة اإللكترونية البد أوال من تعريف اإلدارة العامة‪.‬‬

‫تجدر اإلشارة في البداية أن كلمة اإلدارة هي مشتقة من أصل التيني مكون من قطعتين هما (‪،)Ad‬‬
‫(‪ ) To‬ومعناها يخدم أو يساعد اآلخرين وفي اللغة اإلنجليزية يطلق عليها إحدى اللفظين‪ ،‬لفظ‬
‫‪ management‬أو لفظ ‪ ،Admistration‬وقد تعددت تعريفاتها‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫اإلطار المعرفي لإلدارة اإللكترونية والخدمة العمومية‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫فكلمة إدارة ‪ Administration‬ترجع الى الفعل الوارد في اللغة اإلنجليزية ‪ Admister‬بمعنى يدير‬
‫في اللغة العربية‪ ،‬وتقديم خدمة لآلخرين أو تقديم العون والخدمة للغير‪ ،‬وكما أشرنا أعاله ففي اللغة‬
‫اإلنجليزية يطلق عليها إحدى اللفظين التاليين‪:‬‬

‫*لفظ ‪ :management‬وتعني مهام اإلدارة في مستويات التنفيذ والعمل الجاري ويطلق هذا اللفظ على‬
‫ما يقوم به المدير في منظمة األعمال التي تسعى إلى تحقيق الربحية‪.‬‬

‫*لفظ ‪ :Administration‬وهو يشير إلى المهام األساسية التي تنهض بها اإلدارة العليا ويطلق هذا‬
‫اللفظ على اإلدارة في مجال المنظمات التي ال تسعى إلى تحقيق الربحية أي القطاع الحكومي‪.1‬‬

‫وال نكاد نجد تعريفا جامعا مانعا شامال لإلدارة بل اختلفت التعريفات االصطالحية للفقهاء ورجال‬
‫الفقه اإلداري كل حسب المدرسة التي ينتمي إليها فقد عرفها فروديك تايلور في كتابه إدارة الورشة بأنها‬
‫هي‪ ":‬المعرفة الصحيحة لما تريد من الرجال عمله ثم التأكد من أنهم يقومون بعملهم بأحسن طريقة‬
‫وأرخصها"‪ ،2‬كما عرفها قاموس أكسفورد للمتقدمين بأنها" تسيير األمور من خالل العاملين بكفاءة وفعالية‬
‫للوصول إلى غايات معينة فاإلدارة هي عملية تجميع الموارد المادية والبشرية والمالية من أجل تحقيق‬
‫األهداف المشتركة للمنظمة والعاملين فيها وحفظ التوازن بين هذه األهداف للوصول إلى الغايات بكفاءة‬
‫وفاعلية"‪.3‬‬

‫ربما كان أول استخدام لكلمة اإلدارة العامة بمعنى إدارة شؤون الحكومة في العالم الغربي‪ ،‬ما أشار‬
‫إليه أرسطو في كتابه السياسة‪ ،‬وكذلك ما أثاره العالم ميكيا فيللي في كتابه األمير وكذلك كتابات بعض‬
‫المفكرين األلمان في أوروبا الغربية في بداية القرن الثامن عشر‪.4‬‬

‫‪1‬محمد سمير أحمد‪ ،‬اإلدارة اإللكترونية‪ ،‬دار الميسرة للنشر والتوزيع والطباعة‪ ،‬األردن‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،1229 ،‬ص ص ‪.11-12‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Fredrick Taylor, shop management, New york Horper and Borthers, pp 125-126.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪Enecclo paodinn of scial Scienes. Maomilom Co. New Vol X 1933.‬‬
‫‪4‬أحمد محمد المصري‪ ،‬مفاهيم اإلدارة العامة بالدول العربية‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية واإلدارية‪ ،‬جامعة اإلمارات سابقا‪ ،‬مؤسسة شباب الجامعة‬
‫للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،2991 ،‬ص ‪.24‬‬

‫‪22‬‬
‫اإلطار المعرفي لإلدارة اإللكترونية والخدمة العمومية‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫ومن السهولة الربط بين مختلف التعاريف في اللغة اإلنجليزية والفرنسية‪ ،‬وكذلك معناها في اللغة‬
‫العربية‪ ،‬حيث أن الربط ينشأ نتيجة أن مسمى اإلدارة العامة يحتوي على كلمة إدارة وهي األصل العام‬
‫الذي يغطي على كل الفروع والتخصصات‪ ،‬وأما التخصيص الذي حدث عليها كان إضافة لفظ عامة‬
‫وكان ذلك للتوضيح أنها إدارة العمل الحكومي‪.‬‬

‫إن اإلدارة بمفهومها التقليدي بوجه عام هي العمل مع أشخاص آخرين أو من خاللهم من أجل‬
‫تحقيق أهداف كل من المنشأة وأعضائها ويضم مفهوم اإلدارة العديد من األنشطة أو الوظائف هي‪:‬‬
‫التخطيط والتنظيم والتنسيق والتحفيز والتوجيه والرقابة‪.1‬‬

‫أما كلمة عامة ‪ Public‬بوصفها نعتا لإلدارة تعني أن أهداف اإلدارة ليست خاصة لصالح فرد معين‬
‫أو مجموعة محددة من األفراد‪ ،‬وننما هي أهداف عمومية ترتبط بكل أفراد المجتمع الذين يعيشون في‬
‫الدولة‪ ،‬فهي ترتبط بالنشاط أو العمل الذي تقدمه الدولة من خالل موظفيها في المرافق العامة والمنظمات‬
‫الحكومية إلى جمهور المتعاملين معها دون تفرقة بينهم لالستفادة من الخدمة‪ ،‬ومعنى ذلك وجود اإلدارة‬
‫العامة في كل المؤسسات الرسمية داخل الحكومة‪.2‬‬

‫يعرف األستاذ ‪ Leonard D.White‬اإلدارة العامة في أوسع معانيها بأنها‪ ":‬تتكون من جميع‬
‫العمليات التي تستهدف تنفيذ السياسة العامة"‪ ،‬وأن هذا التعريف يشمل كافة الميادين‪.3‬‬

‫فاإلدارة تلعب دو ار هاما في توجيه الجهود الجماعية على اختالف مستويات تجمعها واختالف‬
‫أنواعها‪ ،‬فكلما ضم عدة أفراد جهودهم إلى بعضها البعض للوصول إلى هدف معين‪ ،‬تظهر أهمية‬
‫اإلدارة‪ ،‬وتتزايد هذه األهمية كلما تزايد اعتماد المجتمع على الجهود الجماعية وتداخلت هذه الجهود في‬
‫عالقاتها وتعقدت في طبيعتها‪ ،‬فلها دور هام داخل كل المجاالت‪.‬‬

‫‪1‬محمد سمير‪ ،‬أحمد‪ ،‬اإلدارة االلكترونية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.41‬‬


‫‪2‬محمد سليمان الطماوي‪ ،‬مبادئ علم اإلدارة العامة‪ ،‬مطبعة جامعة عين شمس‪ ،‬الطبعة السابعة‪ ،1222 ،‬ص ‪.92‬‬
‫‪3‬محمد سليمان الطماوي‪ ،‬مبادئ علم اإلدارة العامة‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.422‬‬

‫‪23‬‬
‫اإلطار المعرفي لإلدارة اإللكترونية والخدمة العمومية‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫ويميل فقهاء القانون اإلداري إلى تعريف اإلدارة العامة بأنها اإلدارة التي تظهر فيها الدولة كصاحبة‬
‫سلطة‪ ،‬ولها امتيازاتها اإلدارية العديدة الخاصة بها حسب نظام الدولة اإلداري والقضائي‪.‬‬

‫وعرفها الدكتور محمد الصيرفي على أنها‪ ":‬مجموعة من المبادئ واالفتراضات التي لم ترقى بعد‬
‫إلى مستوى النظرية غير أنها تسهم في تحديد األطر العامة التي تنبغي أن تسير عليها المنظمة في‬
‫سبيل تحقيق أهدافها"‪.1‬‬

‫وكما هو واضح أن تعاريف اإلدارة العامة تختلف حسب القائمين بالتعريف ودراستهم األصلية‪ ،‬فلكل‬
‫هؤالء فهمه‪ ،‬وترجيحه لالتجاه األصلي الذي يقتنع وينتمي إليه‪.2‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬تعريف اإلدارة اإللكترونية‪.‬‬

‫بظهور عصر العولمة والرقمنة وانتشار اإلنترنت في كل العالم كانت أولى العلوم أخذا بهذا النظام‬
‫الجديد هو علم اإلدارة العامة للتحول من اإلدارة الورقية التقليدية إلى اإلدارة اإللكترونية‪ ،‬إذ تعتبر اإلدارة‬
‫اإللكترونية أحدث مدرسة في اإلدارة‪ ،‬وهي تقوم على أساس استخدام األنترنت وشبكات األعمال في‬
‫إنجاز الوظائف اإلدارية بطريقة التشبيك اإللكتروني‪ ،‬فهي تشكل العمليات الداخلية التي ال تكون ظاهرة‬
‫للمواطن أو المؤسسة بشكل مباشر‪ ،‬بل عن طريق نتائجها داخل جهة اإلدارة وعالقات المواطنين‬
‫والمؤسسات‪ ،‬وربط اإلدارات العامة والو ازرات عبر أنظمة متكاملة‪ ،‬وصوال إال مكننة كامل الوظائف‬
‫األساسية للحكومة الكالسيكية‪.3‬‬

‫‪1‬محمد سمير‪ ،‬اإلدارة اإللكترونية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.14‬‬


‫‪2‬أحمد محمد المصري‪ ،‬مفاهيم اإلدارة العامة بالدول العربية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.11‬‬
‫‪3‬صدام الخمايسة‪ ،‬الحكومة اإللكترونية الطريق نحو اإلصالح اإلداري‪ ،‬عالم الكتب الحديثة للنشر والتوزيع‪ ،‬األردن‪ ،‬ط‪ ،1221 ،2‬ص ‪.21‬‬

‫‪24‬‬
‫اإلطار المعرفي لإلدارة اإللكترونية والخدمة العمومية‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫يعتبر مصطلح اإلدارة اإللكترونية ‪ Electronic management E-management‬من‬


‫المصطلحات المستحدثة تماما في مجال العلوم العصرية والتي أشار إلى بعض موضوعاتها القليل جدا‬
‫من البحوث والدراسات والكتابات العلمية السابقة‪ ،‬حتى أنه لم يتم حتى اآلن الوصول إلى تعريف دقيق‬
‫يمكن أن يتفق عليه فيما يتعلق بمصطلح اإلدارة اإللكترونية من قبل الخبراء العالميين والباحثين حتى‬
‫بالواليات المتحدة األمريكية على اعتبار أنها هي مركز ظهور وانتشار األعمال اإللكترونية في العالم‪.1‬‬

‫فاإلدارة اإللكترونية هي وسيلة لرفع أداء وكفاءة الحكومة وليست بديلة عنها‪ ،‬وال تهدف إلى إنهاء‬
‫دورها‪ ،‬وهي إدارة بال ورق‪ ،‬حيث تعتمد على استخدام األرشيف اإللكتروني‪ ،‬واألدلة‪ ،‬والمفكرات‬
‫اإللكترونية‪ ،‬والرسائل الصوتية‪ ،‬وهي إدارة بال مكان‪ ،‬وتعتمد على الهاتف المحمول‪ ،‬كما أنها إدارة بال‬
‫زمان حيث تعمل ‪ 14/14‬ساعة و‪ 2/2‬أيام في األسبوع‪ ،‬كما تعتبر إدارة بال تنظيمات جامدة‪،‬‬
‫فالمؤسسات الذكية تعتمد على عمال المعرفة وصناعة المعرفة‪.2‬‬

‫يقصد باإلدارة اإللكترونية استخدام تكنولوجيا المعلومات الرقمية في إنجاز المعامالت اإلدارية‪،‬‬
‫وتقديم الخدمات المرفقية‪ ،‬والتواصل مع المواطنين بمزيد من الديمقراطية‪ ،‬ويطلق عليها أحيانا حكومة‬
‫عصر المعلومات‪ ،‬أو الحكومة اإللكترونية‪ ،‬أو اإلدارة بغير ورق‪ ،‬أو اإلدارة اإللكترونية‪ ،‬وهذا هو التعبير‬
‫‪3‬‬
‫األدق‪.‬‬

‫وقد وضع الفقهاء العديد من التعريفات محاولين اإللمام بالمعنى التام لإلدارة اإللكترونية‪ ،‬فهناك من‬
‫عرفها بأنها استخدام نظم تكنولوجيا المعلومات واالتصال وخاصة شبكة اإلنترنت‪ ،‬في جميع العمليات‬
‫اإلدارية الخاصة بمنشأة ما بغية تحسين العملية اإلنتاجية وزيادة كفاءة وفاعلية األداء فيها‪.4‬‬

‫‪1‬محمد سمير‪ ،‬أحمد‪ ،‬اإلدارة اإللكترونية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.41‬‬


‫‪2‬محمد الصيرفي‪ ،‬اإلدارة اإللكترونية‪ ،‬دار الفكر الجامعي‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬ط ‪ ،1221 ،2‬ص ‪.21‬‬
‫‪3‬ماجد راغب الحلو‪ ،‬علم اإلدارة العامة ومبادئ الشريعة العامة‪ ،‬جامعة اإلسكندرية‪ ،‬دار الجامعة الجديدة للنشر‪ ،1222 ،‬ص ‪.22‬‬
‫‪4‬محمد سمير أحمد‪ ،‬اإلدارة االلكترونية‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪41‬‬

‫‪25‬‬
‫اإلطار المعرفي لإلدارة اإللكترونية والخدمة العمومية‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫فعرفها الفقيه عالء عبد الرزاق السالمي بأنها‪ ":‬عملية ميكنة جميع مهام وأنشطة المؤسسة اإلدارية‪،‬‬
‫وباالعتماد على جميع تقنيات المعلومات الضرورية‪ ،‬للوصول إلى تحقيق أهداف اإلدارة الجديدة بتقليل‬
‫استخدام الورق وتبسيط اإلجراءات والقضاء على الروتين واإلنجاز السريع والدقيق للمهام والمعامالت‬
‫لتكون كل إدارة جاهزة لربطها بالحكومة اإللكترونية الحقا"‪.1‬‬

‫كما أضاف الفقيه سعد غالب ياسين إلى أن اإلدارة اإللكترونية هي عبارة عن" منظومات األعمال‬
‫واألنشطة التي يتم تنفيذها إلكترونيا وعبر الشبكة"‪.2‬‬

‫كما يعرفها الفقيه غنيم أحمد محمد بأنها‪ ":‬تنفيذ كل األعمال والمعامالت التي تتم بين طرفين أو‬
‫أكثر سواء من األفراد أم المنظمات من خالل استخدام شبكات االتصاالت اإللكترونية"‪.3‬‬

‫وعرفها نجم عبود نجم بأنها‪ ":‬العملية القائمة على اإلمكانيات المتميزة لألنترنت وشبكات األعمال‬
‫في التخطيط والتوجيه والرقابة على الموارد والقدرات الجوهرية للشركة واآلخرين بدون حدود من أجل‬
‫تحقيق أهداف الشركة"‪.4‬‬

‫ويعتبر البنك الدولي من السباقين في تعريف اإلدارة اإللكترونية حيث يتجه إلى أنها‪ :‬مصطلح يشير‬
‫إلى استخدام تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت من أجل زيادة كفاءة وفعالية وشفافية مساءلة الحكومة‬
‫فيما تقدمه من خدمات للمواطن ومجتمع األعمال‪ ،‬وتمكينهم من المعلومات بما يدعم كافة النظم‬
‫اإلجرائية الحكومية ويقضي على الفساد‪ ،‬ونعطاء الفرصة للمواطنين للمشاركة في كافة مراحل العملية‬
‫السياسية والق ار ارت المتعلقة بها والتي تؤثر على مختلف نواحي الحياة"‪.5‬‬

‫‪1‬عالء عبد الرزاق السالمي‪ ،‬نظم إدارة المعلومات‪ ،‬المنظمة العربية للتنمية اإلدارية‪ ،‬القاهرة‪ ،1221 ،‬ص ‪.215‬‬
‫‪2‬ياسين سعد غالب‪ ،‬اإلدارة اإللكترونية وآفاق تطبيقاتها العربية‪ ،‬معهد اإلدارة العامة‪ ،‬الرياض‪ ،1225 ،‬ص ‪.11‬‬
‫‪3‬أحمد محمد غنيم‪ ،‬اإلدارة اإللكترونية‪ ،‬آفاق الحاضر وتطلعات المستقبل‪ ،‬المكتبة العصرية‪ ،‬المنصورة‪ ،1224 ،‬ص ‪.12‬‬
‫‪4‬نجم عبود نجم‪ ،‬اإلدارة اإللكترونية‪ ،‬االستراتيجية والوظائف والمشكالت‪ ،‬دار المريخ للنشر‪ ،‬الرياض‪ ،1224 ،‬ص ‪.212‬‬
‫‪5‬بهلول سمية‪ ،‬دور اإلدارة اإللكترونية في تفعيل أداء الجماعات اإلقليمية في الجزائر‪ ،‬أطروحة مقدمة لنيل شهادة الدكتوراه‪ ،‬تخصص إدارة محلية‪،‬‬
‫جامعة باتنة ‪ ،2‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،1222-1222 ،‬ص ‪.11‬‬

‫‪26‬‬
‫اإلطار المعرفي لإلدارة اإللكترونية والخدمة العمومية‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫كما عرفت بأنها‪ ":‬عبارة عن استخدام نظم تكنولوجيا المعلومات المتطورة لتعزيز دور اإلدارة‬
‫االستراتيجية للمنشأة ورفع مستوى األداء بها"‪.1‬‬

‫إذا اإلدارة اإللكترونية هي االنتقال من إنجاز المعامالت‪ ،‬وتقديم الخدمات العامة من الطريقة‬
‫التقليدية اليدوية إلى الشكل اإللكتروني‪ ،‬من أجل استخدام أمثل للوقت‪ ،‬والمال‪ ،‬والجهد‪ ،‬وبمعنى آخر‬
‫فهي إنجاز المعامالت اإلدارية‪ ،‬وتقديم الخدمات العامة عبر شبكة اإلنترنت‪ ،‬بدون أن يضطر العمالء‬
‫من االنتقال إلى اإلدارات شخصيا إلنجاز معامالتهم‪ ،‬مع ما يترافق مع إهدار للوقت‪ ،‬والجهد‪ ،‬والطاقات‪.‬‬

‫فاإلدارة اإللكترونية تقوم على مفهوم جديد ومتطور‪ ،‬يتعدى المفهوم الحديث "اتصل وال تنتقل" وينقله‬
‫خطوة إلى األمام‪ ،‬بحيث يصبح أدخل على الخط وال تدخل في الخط‪.2‬‬

‫كما يقصد باإلدارة اإللكترونية استخدام مرافق الدولة المختلفة الوسائل اإللكترونية الحديثة وخاصة‬
‫شبكة اإلنترنت في تقديم الخدمات العامة للجمهور وذلك وصوال لتحقيق أهداف اإلدارة الحديثة في تقديم‬
‫خدماتها لألفراد بكفاءة وفعالية وفي ذات الوقت بسهولة ويسر ونيمانا بضرورة وجود آليات فعالة لتحسين‬
‫العالقة بين اإلدارة والجمهور‪.3‬‬

‫كتعريف أمثل وأشمل لإلدارة اإللكترونية هي‪ ":‬استراتيجية إدارية لعصر المعلوماتية‪ ،‬تعمل على‬
‫تحقيق خدمات أفضل للمواطنين والمؤسسات‪ ،‬مع استغالل أمثل لمصادر المعلومات المتاحة‪ ،‬من خالل‬
‫توظيف الموارد المادية‪ ،‬والبشرية‪ ،‬والمعنوية المتاحة في إطار إلكتروني حديث‪ ،‬من أجل استغالل أمثل‬
‫للوقت‪ ،‬والمال‪ ،‬والجهد‪ ،‬وتحقيقا للمطالب المستهدفة‪ ،‬وبالجودة المطلوبة"‪.4‬‬

‫‪1‬محمد سمير أحمد‪ ،‬اإلدارة االلكترونية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.41-41‬‬


‫‪2‬صدام الخمايسة‪ ،‬الحكومة اإللكترونية الطريق نحو اإلصالح اإلداري‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.29-22‬‬
‫‪3‬أحمد يوسف عاشور الحديدي‪ ،‬أثر التكنولوجيا الحديثة على الوسائل القانونية لجهة اإلدارة‪ ،‬دار الفكر الجامعي‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬ط ‪ ،1222 ،2‬ص‬
‫‪.12‬‬
‫‪4‬صدام الخمايسة‪ ،‬الحكومة اإللكترونية الطريق نحو اإلصالح اإلداري‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.29‬‬

‫‪27‬‬
‫اإلطار المعرفي لإلدارة اإللكترونية والخدمة العمومية‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫إذا بالمقارنة بين اإلدارة بمفهومها العام واإلدارة اإللكترونية يمكن مالحظة‪:‬‬

‫‪ -‬أن اإلدارة اإللكترونية ماهي إال استخدام أحسن لنظم المعلومات واالتصاالت التكنولوجية المتطورة‪،‬‬
‫للوصول إلى أهداف المنشأة وأعضائها بالتكاليف المالئمة‪.‬‬

‫‪ -‬أن اإلدارة اإللكترونية تقوم على نفس الوظائف التي تقوم عليها اإلدارة بمفهومها التقليدي والموضحة‬
‫بالتعريف األول لها‪ ،‬وتلك الوظائف هي‪ :‬التخطيط والتنظيم‪ ،‬والتنسيق والتحفيز والتوجيه والرقابة‪.‬‬

‫‪-‬مما سبق يتضح اتفاق اإلدارة اإللكترونية واإلدارة التقليدية في كونهما نشاط يقوم على إنجاز األعمال‬
‫والمعامالت لتحقيق األهداف المرجوة ولكنهما يختلفان في طريقة أو وسيلة إنجاز تلك األعمال‬
‫والمعامالت والوصول إلى تلك األهداف‪.1‬‬

‫وقد أغرت اإلدارة اإللكترونية الكثيرين وفق رؤية هندسية على حساب الرؤية اإلدارية في االندفاع‬
‫وراء األعمال اإللكترونية‪ ،‬وذلك من أجل إحالل التكنولوجيا محل اإلدارة‪ ،‬ونحالل التنظيم الذاتي واإلدارة‬
‫الذاتية محل إدارة التغيير‪ ،‬ونحالل قواعد ومستودعات البيانات محل دور العنصر البشري‪ ،‬ونحالل‬
‫التفاعل اآللي محل التفاعل اإلنساني‪ ،‬ونحالل الذكاء الصناعي محل الذكاء اإلنساني‪ ،‬ونحالل المعرفة‬
‫الرمزية في الوثائق وقاعدة البيانات محل اإلدارة الضمنية في رؤوس األفراد‪.2‬‬

‫الفرق بين اإلدارة التقليدية واإلدارة اإللكترونية‪:‬‬

‫إلدارة اإللكترونية‪.‬‬ ‫اإلدارة التقليدية‪.‬‬ ‫وجه المقارنة‪.‬‬


‫الملفات معرضة للتلف وأقل الملفات في مأمن عن التلف وتتوفر على‬ ‫حفظ الوثوقية‪.‬‬
‫برامج ألمن الشبكات اإللكترونية‪.‬‬ ‫موثوقية‪.‬‬
‫نادرة الضياع‪.‬‬ ‫أكثر عرضة للضياع‪.‬‬ ‫الضياع‪.‬‬

‫‪1‬محمد سمير‪ ،‬أحمد‪ ،‬اإلدارة اإللكترونية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.42-41‬‬


‫‪2‬صدام الخمايسة‪ ،‬الحكومة اإللكترونية الطريق نحو اإلصالح اإلداري‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.24‬‬

‫‪28‬‬
‫اإلطار المعرفي لإلدارة اإللكترونية والخدمة العمومية‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫اقتصادية‪.‬‬ ‫مكلفة‪.‬‬ ‫التكاليف‪.‬‬


‫بسبب سهولة الوصول بسبب توافر قواعد بيانات‬ ‫الوصول‬ ‫الوصول للبيانات‪ .‬صعوبة‬
‫التسلسل البيروقراطي وكثرة ضخمة جدا‪.‬‬
‫المستندات الورقية‪.‬‬
‫استجابة فورية‪.‬‬ ‫إنجاز بطيئة‪.‬‬ ‫سرعة‬
‫األعمال‪.‬‬
‫جودة عالية جدا‪.‬‬ ‫جودة أقل‪.‬‬ ‫الجودة‪.‬‬
‫الدوام متوفرة ‪ 14‬ساعة‪.‬‬ ‫ساعات‬ ‫محدودية‬ ‫مدة الخدمة‪.‬‬
‫لإلدارة‪.‬‬
‫االتصال‬ ‫(شبكات‬ ‫إلكتروني‬ ‫وسائل التعامل بين اتصال مباشر‪ ،‬مراسالت وسيط‬
‫اإللكترونية)‪.‬‬ ‫ورقية‪.‬‬ ‫األطراف‪.‬‬
‫عالقة غير مباشرة (عن طريق شبكات‬ ‫طبيعة العالقة بين عالقة مباشرة‪.‬‬
‫االتصاالت اإللكترونية)‪.‬‬ ‫أطراف التعامل‪.‬‬
‫متاحة للجميع‪.‬‬ ‫هرمية‪.‬‬ ‫المعلومات‪.‬‬
‫تشاركية بين العاملين واإلدارة‪.‬‬ ‫في قمة الهرم‪.‬‬ ‫اتخاذ القرار‪.‬‬
‫دورها منفصل عن اإلدارة تضمين تكنولوجيا المعلومات في كافة‬ ‫تكنولوجيا‬
‫توفير وظائف اإلدارة من تخطيط‪ ،‬تنظيم‪ ،‬توجيه‬ ‫على‬ ‫وتقتصر‬ ‫المعلومات‪.‬‬
‫المعلومات الالزمة لدعم اتخاذ ورقابة‪.‬‬
‫الق اررات‪.‬‬

‫‪29‬‬
‫اإلطار المعرفي لإلدارة اإللكترونية والخدمة العمومية‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫مدى االعتماد على تعتمد على استخدام أمثل استخدام التكنولوجيا في تحقيق األهداف‪.‬‬
‫اإلمكانيات المادية لإلمكانيات المادية والبشرية‬
‫في تحقيق األهداف‪.‬‬ ‫والبشرية‪.‬‬
‫المصدر‪ :‬فريد كورتل‪ ،‬آسيا تيش سليمان‪ ،‬اإلدارة اإللكترونية‪ ،‬ص ص ‪.62-62‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬نشأة اإلدارة اإللكترونية ومراحل تطورها‪.‬‬

‫تعتبر اإلدارة اإللكترونية هي النتيجة الحتمية للتطور والتقدم التكنولوجي والتقني الحاصل في العالم‪،‬‬
‫باعتبارها أحدث مدرسة في علم اإلدارة العامة التي تقوم على استخدام تكنولوجيا اإلعالم واالتصال‬
‫للقيام بكل مهامها اإلدارية‪ ،‬لكن ما يجب اإلشارة إليه أن هذه المدرسة لم تظهر على الساحة الدولية‬
‫مباشرة بل هي نتاج إلزامي لمراحل تاريخية مرة بها حتى وصلت للمستوى الذي هي عليه اليوم‪.‬‬

‫أوال‪ .‬نشأة اإلدارة اإللكترونية‪:‬‬

‫في أواخر القرن التاسع عشر كانت أحاديث فريدريك تايلور (‪ )F.W.Taylor‬في الجمعية األمريكية‬
‫للمهندسين الميكانيكية ذات طابع تبشيري بميالد علم جديد هو علم اإلدارة‪ ،‬وقد أشار المبدأ األول من‬
‫مبادئ اإلدارة العلمية إلى أن ثمة علما جديدا أو قواعد جديدة ألداء كل عنصر من عناصر العمل أو‬
‫اإلنتاج تحل محل القواعد التقريبية أو التجريبية القديمة‪ ،‬وبعد ‪ 222‬عام وفي نهاية القرن العشرين ومع‬
‫تصاعد الموجه القوية اإلنترنت وأعمال الويب بكل خصائصها المتميزة واجهت اإلدارة تحديات جذرية‬
‫وعميقة هزت بحق أهم إن لم تكن جميع افتراضات ومبادئ اإلدارة‪.1‬‬

‫‪1‬نجم عبود نجم‪ ،‬اإلدارة اإللكترونية‪ ،‬االستراتيجية والوظائف والمشكالت‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.241‬‬

‫‪30‬‬
‫اإلطار المعرفي لإلدارة اإللكترونية والخدمة العمومية‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫نستطيع القول بأن بدايات اإلدارة اإللكترونية بدأت منذ سنة ‪ 2912‬عندما ابتكرت شركة ‪IBM‬‬
‫مصطلح معالج الكلمات على فعاليات طابعتها الكهربائية وكان سبب إطالق هذا المصطلح هو لفت‬
‫نظر اإلدارة في المكاتب إلى انتاج هذه الطابعات عند ربطها مع الحاسوب واستخدام معالج الكلمات‬
‫(‪ )Word Processing‬ونن أول برهان على أهمية ما طرحته هذه الشركة ظهر سنة ‪ 2914‬عندما‬
‫جهاز طرحته في األسواق أطلق عليه اسم ‪( MT/ST‬الشريط الممغنط‪ /‬وجهاز الطابعة‬
‫ا‬ ‫انتهجت‬
‫‪1‬‬
‫المختار)‪.‬‬

‫يعتبر ادخال تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت ثورة هامة في عالم اإلدارة عموما‪ ،‬إذ يهدف ادخالها‬
‫إلى تحويل األعمال والخدمات اإلدارية التقليدية ألعمال وخدمات إلكترونية تحقيقا لألحسن وتحقيقا‬
‫لهدفي الكفاءة والفاعلية لصالح منظمات اليوم‪ ،‬من خالل ما تفضيه الحالة اإللكترونية على العمليات‬
‫من سرعة عالية ودقة متناهية‪ ،‬كما أنها تسهم في دعم ومساندة عملية تبسيط االجراءات اإلدارية‪،‬‬
‫وتسهيل وتسريع عملية صنع الق اررات‪.2‬‬

‫فاإلدارة الرقمية أو اإللكترونية هي المدرسة األحدث في اإلدارة التي تقوم على استخدام األنترنت‬
‫وشبكات األعمال في إنجاز وظائف اإلدارة ووظائف الشركة‪ ،‬ونذا كانت اإلدارة منذ نهاية القرن التاسع‬
‫عشر حتى نهاية القرن العشرين قد شهدت انعطافات وتحديات عميقة وواسعة على مستوى الفكر اإلداري‬
‫ومدارس اإلدارة أو على مستوى الممارسة والتطبيقات اإلدارية‪ ،‬استطاعت أن تمثلها وتتطور معها‬
‫بطريقة حققت نضوجا متصاعدا تجسد في زيادة فاعلية العملية اإلدارية وكفاءتها‪ ،3‬فالتحول من اإلدارة‬
‫التقليدية إلى اإلدارة اإللكترونية ليس فقط أساسها الحاسبات وشبكة األنترنت وشبكات االتصاالت وغيرها‬
‫من الجوانب الفنية رغم كونها عناصر أساسية ومهمة لإلدارة اإللكترونية‪ ،‬ولكنها بالدرجة األولى قضية‬

‫‪1‬عالء عبد الرزاق السالمي‪ ،‬نظم إدارة المعلومات‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.11‬‬
‫‪2‬مزهر شعبان العاني‪ ،‬شوقي ناجي جواد‪ ،‬اإلدارة اإللكترونية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.229-222‬‬
‫‪3‬نجم عبود نجم‪ ،‬اإلدارة اإللكترونية‪ ،‬االستراتيجية والوظائف والمشكالت‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.252‬‬

‫‪31‬‬
‫اإلطار المعرفي لإلدارة اإللكترونية والخدمة العمومية‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫إدارية تعتمد على فكر إداري متطور وقيادات إدارية واعية تستهدف التطوير وتسانده وتدعمه بكل قوة‬
‫لغرض تحقق مسؤوليتها الرئيسية وهي خدمة المستفيدين وتحقيق رغباتهم مع االلتزام بأعلى مستويات‬
‫الجودة واإلتقان في العمل‪ ،‬ولذلك تنطلق عملية التحول من الرغبة في بناء أداءات إدارية مرنة ورشيقة‬
‫تقدم خدماتها للراغبين فيها في الوقت والمكان ووفق المواصفات التي يرغبها هؤالء المستفيدين‪ ،‬ومن‬
‫هنا يتوجب على اإلدارة تجنب محاوالت ترقيع النظم الحالية وفرض أساليب التعامل التقليدية على‬
‫الناس‪ ،‬من خالل استخدام شكل جديد لتقديم الخدمة‪.1‬‬

‫بالتالي فاإلدارة التقليدية هي تلك اإلدارة التي يتم تنفيذ األعمال بالمعامالت الورقية كما هو‬
‫متعارف عليه وهذا يتطلب وجود مستودع كبير لحفظ المعامالت الورقية في ملفات ومجلدات ومكاتب‪،2‬‬
‫أما اإلدارة اإللكترونية ما هي إال استخدام أحسن الوسائل وهي نظم المعلومات واالتصاالت التكنولوجية‬
‫المتطورة للوصول إلى أهداف المنشأة وأعضائها بالتكاليف المالئمة‪.3‬‬

‫ثانيا‪ .‬اإلجراءات الالزمة للتحول إلى اإلدارة التقليدية‪:‬‬

‫إن التحول إلى اإلدارة اإللكترونية يحتاج من القائمين على مثل هذه اإلدارات السعي لتأمين عدد‬
‫من اإلجراءات األساسية المتسلسلة‪ ،‬التي ينبغي االنتباه إليها ومتابعتها‪ ،‬لكي تتم العملية بشكل جيد‬
‫يحقق األهداف المرجوة‪ ،‬وأهم تلك المراحل ما يلي‪:‬‬

‫‪-2‬تأمين القناعة‪ ،‬والدعم من اإلدارة أو الجهات العليا في المنشأة‪ ،‬بالنسبة إلى أي نوع من اإلدارة‬
‫اإللكترونية‪ ،‬أو من الدولة وقيادتها‪ ،‬إذا كان الموضوع يتعلق بالحكومة اإللكترونية‪ ،‬وعلى هذا األساس‬
‫فإنه ينبغي على المسؤولين بالمنشأة أن تكون لديهم القناعة التامة‪ ،‬والرؤية الواضحة لتحويل جميع‬

‫‪1‬عالء عبد الرزاق السالمي‪ ،‬نظم إدارة المعلومات‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.59‬‬
‫‪2‬محمد سمير‪ ،‬اإلدارة االلكترونية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.12‬‬
‫‪3‬محمد سمير‪ ،‬اإلدارة االلكترونية‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.41‬‬

‫‪32‬‬
‫اإلطار المعرفي لإلدارة اإللكترونية والخدمة العمومية‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫المعامالت الورقية التقليدية إلى إلكترونية‪ ،‬لكي يقدموا الدعم الكامل‪ ،‬واالمكانيات الالزمة‪ ،‬للتحول إلى‬
‫اإلدارة اإللكترونية‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪-1‬تدريب وتأهيل الموظفين المعنيين باإلدارة اإللكترونية‪.‬‬

‫‪-1‬توثيق وتطوير إجراءات العمل فلكل منشأة مجموعة من العمليات اإلدارية‪ ،‬فبعضها غير مدونة على‬
‫الورق‪ ،‬أو أن بعضها مدون منذ سنوات طويلة لم أ‬
‫يطر عليها أي تغيير أو تطوير‪ ،‬لذا البد من توثيق‬
‫جميع اإلجراءات‪ ،‬وتطوير القديم منها كي تتوافق مع كثافة العمل‪ ،‬ويتم ذلك من خالل تحديد الهدف‬
‫لكل عملية إدارية تؤثر في سير العمل وتنفيذها بالطرق النظامية‪ ،‬مع األخذ بعين االعتبار قلة التكلفة‬
‫وجودة اإلنتاجية‪.‬‬

‫‪-4‬توفير البنية التحتية لإلدارة اإللكترونية بحيث يقصد بها الجانب المحسوس في اإلدارة اإللكترونية‬
‫من تأمين أجهزة الحاسب اآللي‪ ،‬وربط الشبكات الحاسوبية‪ ،‬واألجهزة المرفقة معها‪ ،‬وتأمين وسائل‬
‫‪2‬‬
‫االتصال الحديثة‪.‬‬

‫‪-5‬التأكد من توثيق وتحويل المعامالت الورقية المتوفرة والقديمة في المؤسسة إلكترونيا وعدم إغفال أي‬
‫منها‪ ،‬حيث إن الماليين من المعامالت الورقية‪ ،‬في بعض الحاالت‪ ،‬والمحفوظة في مئات آالف الملفات‬
‫الورقية‪ ،‬ينبغي تحويلها وحفظها إلكترونيا‪ ،‬عن طريق ما يسمى بالماسحات الضوئية ‪ ،scanners‬بعد‬
‫التأكد من تسجيلها وتصنفيها‪ ،‬مهما كان حجمها‪ ،‬بغرض التعامل معها الحقا‪ ،‬وتسهيل الرجوع إليها‪.‬‬

‫‪-1‬البدء ببرمجة المعامالت األكثر انتشارا‪.‬‬

‫‪1‬عامر إبراهيم القنديلجي‪ ،‬الحكومة اإللكترونية‪ ،‬دار الميسرة للنشر والتوزيع والطباعة‪ ،‬األردن‪ ،‬عمان‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،1225 ،‬ص ص ‪-214‬‬
‫‪.215‬‬
‫‪2‬صدام الخماسية‪ ،‬الحكومة اإللكترونية الطريق نحو اإلصالح اإلداري‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.24‬‬

‫‪33‬‬
‫اإلطار المعرفي لإلدارة اإللكترونية والخدمة العمومية‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫يتطلب أمر إدخال اإلدارة اإللكترونية والحفاظ على ديمومتها واستم ارريتها‪ ،‬تفهم إدارة المنظمة‬
‫والعاملين فيها لعملية انتقال المهام والعمليات في منظمتهم من تسيير األمور وفق منهج اإلدارة التقليدية‬
‫إلى تسيير األعمال وفق منهج اإلدارة اإللكترونية‪ ،‬وال تتم هذه العملية إال بقرار يصدر عن ذوي الشأن‬
‫لما تحتاجه العملية من جهود حثيثة‪ ،‬وعمل دؤوب‪ ،‬وتواصل مستمر لتثبيت هذا التحول‪ ،‬والبد من‬
‫اإلشارة إلى ثالثة عناصر أساسية في عملية التحول هذه‪ ،‬هي‪:‬‬

‫‪-2‬التدريب ثم التدريب الذي يعمل على ايجاد وتوليد كادر بشري كفء يخدم مصالح المنظمة المعنية‪.‬‬

‫‪-1‬التطوير والتجديد‪ ،‬والذي يعمل على الحفاظ على استم اررية العمل في المنظمة‪ ،‬ومواكبة التطورات‬
‫الحاصلة في البيئة الخارجية‪.‬‬

‫‪-1‬تمكين المنظمة المعنية وبعد ادخال التكنولوجيات الحديثة‪ ،‬من توليد ونيجاد الميزة التنافسية الفاعلة‬
‫والمؤثرة في الوضع التنافسي الذي تعيشه المنظمة‪.1‬‬

‫إلى اإلدارة اإللكترونية‬ ‫العناصر األساسية للتحول‬


‫التدريب‬

‫اإلدارة‬
‫اإللكترونية‬

‫التطوير‬ ‫إدخال‬
‫التكنولوجيا‬

‫المصدر‪ :‬مزهر شعبان‪ ،‬شوقي ناجي جواد‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.191‬‬

‫‪1‬مزهر شعبان‪ ،‬شوقي ناجي جواد‪ ،‬اإلدارة االلكترونية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.229‬‬

‫‪34‬‬
‫اإلطار المعرفي لإلدارة اإللكترونية والخدمة العمومية‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫ثالثا‪ .‬مراحل التطور من اإلدارة التقليدية إلى اإلدارة اإللكترونية‪:‬‬

‫إن أفضل سيناريو للوصول إلى تطبيق سليم الستراتيجية اإلدارة اإللكترونية‪ ،‬مع العمل على ضمان‬
‫استغالل أمثل للوقت والمال والجهد‪ ،‬هو عن طريق تقسيم خطة الوصول إلى المرحلة النهائية لإلدارة‬
‫اإللكترونية إلى ثالثة مراحل‪ ،‬على أن يتم ذلك بعد القيام بإصالح إداري شامل وتام للنظام اإلداري‬
‫التقليدي إذ ال يمكن االنتقال من نظام إداري تقليدي مهترئ ومتعفن وفاسد‪ ،‬إلى نظام إلكتروني متطور‬
‫وحديث هكذا دفعة واحدة‪ ،‬لذلك فإن تقسيم التحول إلى مراحل من شأنه أن يؤدي إلى اندماج المجتمع‬
‫بشكل كلي في خطة اإلدارة اإللكترونية‪ ،‬وعلى العموم فإن هذه المراحل هي‪:‬‬

‫‪ .1‬مرحلة اإلدارة التقليدية الفاعلة‪ :‬وفي هذه المرحلة يتم تفعيل اإلدارة التقليدية‪ ،‬والعمل على تنميتها‬
‫وتطويرها‪ ،‬في الوقت الذي يتم البدء فيه أيضا بشكل متوازي بتنفيذ مشروع اإلدارة اإللكترونية‪ ،‬بحيث‬
‫يستطيع المواطن العادي في هذه المرحلة تخليص معامالته ونجراءاته بشكل سهل وبدون أي روتين أو‬
‫مماطلة‪ ،‬في الوقت الذي يستطيع فيه من يملك حاسب شخصي‪ ،‬أو عبر األكشاك االضطالع على‬
‫نشرات المؤسسات واإلدارات والو ازرات وأحدث البيانات واالعالنات عبر الشبكة اإللكترونية‪ ،‬مع إمكانية‬
‫‪1‬‬
‫طبع‪ ،‬أو استخراج االستمارات الالزمة وتعبئتها إلنجاز أي معاملة‪.‬‬

‫‪ .6‬مرحلة الفاكس والتليفون الفاعل‪ :‬وتعتبر هذه المرحلة هي الوسيط بين المرحلة األولى والمرحلة‬
‫التي بعدها‪ ،‬ففي هذه المرحلة يتم تفعيل تكنولوجيا الفاكس والتليفون‪ ،‬بحيث يستطيع المواطن العادي‬
‫خاللها االعتماد على التليفون المتوفر في كافة األماكن والمنازل‪ ،‬وخدمته معقولة التكاليف يستفيد منه‬
‫في االستفسار عن االجراءات واألوراق‪ ،‬والشروط الالزمة بشكل سلس سهل‪ ،‬وفي هذه المرحلة يكون‬
‫قسم أكبر من الناس قد سمع أو جرب نمط اإلدارة اإللكترونية‪ ،‬بحيث يستطيع كبار التجار واإلداريين‬
‫والمتعاملين‪ ،‬من انجاز معامالتهم عن طريق شبكة األنترنت‪ ،‬ألن في هذه المرحلة يكون عدد‬

‫‪1‬معرفة‪ ،‬اإلدارة اإللكترونية‪ ،‬تاريخ االطالع ‪https://www.marefa.org/ ،1212-29-12‬‬

‫‪35‬‬
‫اإلطار المعرفي لإلدارة اإللكترونية والخدمة العمومية‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫المستخدمين لألنترنت متوسطا‪ ،‬كما من الطبيعي أن تكون التعرفة أكثر كلفة من الهاتف والفاكس‪ ،‬لذلك‬
‫فإن الميسورين وما فوق‪ ،‬هم األقدر على استعمال هذه التكنولوجيا‪.‬‬

‫‪ .3‬مرحلة اإلدارة اإللكترونية الفاعلة‪ :‬وفي هذه المرحلة يتم التخلي عن الشكل التقليدي لإلدارة‪ ،‬بعد‬
‫أن يكون عدد المستخدمين للشبكة اإللكترونية قد وصل إلى مستوى عالي( حوالي ‪ % 12 -15‬من‬
‫عدد الشعب) وتوفير الحواسيب سواء بشكل شخصي‪ ،‬أو بواسطة األكشاك‪ ،‬أوفي مناطق عمومية‪،‬‬
‫بحيث تكون تكلفتها أيضا معقولة ورخيصة‪ ،‬مما يسمح لجميع فئات الشعب باستعمال الشبكة اإللكترونية‬
‫إلنجاز أي معاملة إدارية‪ ،‬وبالشكل المطلوب‪ ،‬و بأسرع وقت‪ ،‬وأقل جهد‪ ،‬وأقل تكلفة ممكنة‪ ،‬وبأكثر‬
‫فعالية كمية ونوعية( جودة)‪ ،‬ويكون أ‬
‫الري العام قد تفهم اإلدارة اإللكترونية‪ ،‬وتقبلها‪ ،‬وتفاعل معها‪ ،‬وتعلم‬
‫‪1‬‬
‫طرق استخدامها‪.‬‬

‫رابعا‪ .‬الوصايا العشر لتطبيق اإلدارة اإللكترونية‪:‬‬

‫إن اإلدارة اإللكترونية استراتيجية إدارية لعصر المعلوماتية تعمل على تحقيق وتقديم أفضل الخدمات‬
‫إلى الجمهور المعني‪ ،‬وسنستعرض الوصايا العشر التي يجب أخذها بعين االعتبار لبلوغ النتائج المرجوة‪:‬‬

‫‪-2‬التثقيف المستمر بشأن البيئة اإللكترونية واإلدارة اإللكترونية‪ ،‬وتكنولوجيا المعلومات واالتصاالت‪.‬‬

‫‪-1‬التأكيد على إظهار مزايا اإلدارة اإللكترونية وما تقدمه من خدمات وسرعة في اتخاذ الق اررات‪.‬‬

‫‪-1‬استم اررية التدريب والتثقيف لتهيئة الكادر المتعلم والكفء في إدارة البيئة اإللكترونية‪.‬‬

‫‪-4‬متابعة التطورات وما يستجد من تقنيات تخدم أعمال بناء أحدث النظم واألطر المعلوماتية لصالح‬
‫إدارة المنظمة‪ ،‬والجمهور المستفيد‪.‬‬

‫‪-5‬تأمين مناقلة المعرفة بين المعنيين في اإلدارة اإللكترونية‪.‬‬

‫‪1‬صدام الخماسية‪ ،‬الحكومة اإللكترونية الطريق نحو اإلصالح اإلداري‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.21-21‬‬

‫‪36‬‬
‫اإلطار المعرفي لإلدارة اإللكترونية والخدمة العمومية‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫‪-1‬السعي نحو إدخال تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت في نظم ومرافق المنظمة كافة‪.‬‬

‫‪-2‬السعي نحو مكننة األعمال والفعاليات واألنشطة التنظيمية‪.‬‬

‫نترنت الداخلية‪.‬‬
‫‪-2‬ربط المنظمة ومرافقها بشبكة حواسيب كفؤة وفاعلة وتفعيل ما يدعى باأل ا‬

‫‪-9‬ربط المنظمة بالعالم الخارجي (منظمات وجمهور) ضمن حزمة إنترنت كفؤة‪.‬‬

‫‪-22‬استخدام نظم وأدوات كفؤة لضمان أمن وتحقيق الحماية للبيانات والمعلومات‪.1‬‬

‫الفرع الرابع‪ :‬أهداف وإيجابيات اإلدارة اإللكترونية‪.‬‬

‫إن أسلوب اإلدارة اإللكترونية إذا طبق وفقا للمبادئ األساسية له فإنه يحقق األهداف الرئيسية‬
‫والمرجوة منه كما يرتب جملة كبيرة من الفوائد التي تعود على المواطنين بدرجة أولى وعلى الدولة بدرجة‬
‫ثانية‪.‬‬

‫أوال‪ .‬أهداف اإلدارة اإللكترونية‪:‬‬

‫‪-2‬وضوح الرؤية االستراتيجية للمسؤولين في المنشأة‪ ،‬واستيعابهم الشامل لمفهوم اإلدارة اإللكترونية‪،‬‬
‫إبتداءا من التخطيط والتنفيذ‪ ،‬والنتائج والتشغيل‪ ،‬والتطوير‪.‬‬

‫‪-1‬التطوير المستمر إلجراءات العمل‪ ،‬ومحاولة توضيحها للموظفين‪ ،‬لتأمين استيعابها من قبلهم‪ ،‬وفهم‬
‫أهدافها‪ ،‬مع التأكيد على تدوين هذه اإلجراءات وتصنيفها واالهتمام بها وتحديثها‪ ،‬وكذلك متابعة االلتزام‬
‫بها‪.‬‬

‫‪1‬مزهر شعبان العاني‪ ،‬شوقي ناجي جواد‪ ،‬اإلدارة االلكترونية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.292-292‬‬

‫‪37‬‬
‫اإلطار المعرفي لإلدارة اإللكترونية والخدمة العمومية‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫‪-1‬التحديث المستمر والضروري لتكنولوجيا المعلومات‪ ،‬ووسائل وتقنيات االتصال‪ ،‬حيث إن متابعة‬
‫التحديثات المستمرة والضرورية لمثل هذه التكنولوجيات والوسائل المتطورة هو من ضروريات حياة‬
‫اإلنسان المعاصر‪.‬‬

‫‪-4‬تحقيق مبدأ الشفافية المطلوبة‪ ،‬والتطبيق األمثل للواقعية‪.‬‬

‫‪-5‬تأمين السرية الضرورية والمطلوبة‪ ،‬بالنسبة للبيانات والمعلومات الخاصة‪ ،‬التي يحتاجها ويطمح إليها‬
‫غالبية المراجعين المستفيدين من خدمات اإلدارة اإللكترونية‪.1‬‬

‫‪-1‬استيعاب عدد أكبر من العمالء في وقت واحد‪ ،‬إذ أن قدرة اإلدارة التقليدية بالنسبة إلى تخليص‬
‫معامالت العمالء تبقى محدودة‪ ،‬وتضطرهم في كثير من األحيان لالنتظار في صفوف طويلة‪.‬‬

‫‪-2‬إلغاء نظام األرشيف الوطني الورقي‪ ،‬واستبداله بنظام أرشفة إلكتروني‪ ،‬مع ما يحمله من ليونة في‬
‫التعامل مع الوثائق‪ ،‬والمقدرة على تصحيح األخطاء الحاصلة بسرعة‪ ،‬ونشر الوثائق ألكثر من جهة‬
‫في أقل وقت ممكن‪ ،‬واالستفادة منها في أي وقت كان‪.‬‬

‫‪-2‬ترشيد التكاليف المالية عن طريق تقليل أوجه الصرف عند إنجاز ومتابعة عمليات اإلدارة المختلفة‬
‫مما يؤدي إلى تعزيز الكفاءة االقتصادية‪.‬‬

‫‪-9‬تركيز نقطة اتخاذ القرار في نقاط العمل الخاصة بها‪ ،‬مع إعطاء دعم أكبر في مراقبتها‪ ،‬والسرعة‬
‫في اتخاذ الق اررات المناسبة المبنية على معلومات دقيقة ومباشرة وذلك من خالل توسيع قاعدة البيانات‬
‫الداعمة لإلدارة اإللكترونية‪.2‬‬

‫‪-22‬إدارة الملفات بدال من حفظها‪.‬‬

‫‪1‬عامر إبراهيم القنديلجي‪ ،‬الحكومة اإللكترونية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.212-212‬‬


‫‪2‬صدام الخمايسة‪ ،‬الحكومة اإللكترونية الطريق نحو اإلصالح اإلداري‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.22‬‬

‫‪38‬‬
‫اإلطار المعرفي لإلدارة اإللكترونية والخدمة العمومية‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫‪-22‬استعراض المحتويات بدال من القراءة‪.‬‬

‫‪-21‬البريد اإللكتروني بدال من الصادر والوارد‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪-21‬اإلجراءات التنفيذية بدال من محاضر االجتماعات‪.‬‬

‫‪-21‬زيادة كفاءة اإلدارة‪ ،‬من خالل تعاملها مع المواطنين‪ ،‬وكذلك تعاملها مع الشركات والمؤسسات‪،‬‬
‫وذلك من خالل تبسيط اإلجراءات المتبعة‪ ،‬وسرعة اإلنجاز‪ ،‬ورفع مستوى أداء الخدمات‪.‬‬

‫‪-24‬إلغاء عامل العالقة المباشرة بين طرفي المعاملة‪ ،‬أو التخفيف منها إلى أقصى حد ممكن‪ ،‬مما‬
‫يؤدي إلى الحد من تأثير العالقات الشخصية‪ ،‬والنفوذ في إنجاز المعامالت المتعلقة بواحد أكثر من‬
‫العمالء‪.‬‬

‫‪-25‬القضاء على البيروقراطية بمفهومها الجامد وتسهيل تقسيم العمل والتخصص فيه‪.‬‬

‫‪-21‬إلغاء ما يسمى بعامل المكان‪ ،‬وتأثيرات عامل الزمن‪.‬‬

‫‪-22‬التأكيد على مبدأ الجودة الشاملة‪ ،‬بمفهومها الحديث‪ ،‬فالجودة تعني الدرجة العالية من النوعية‪ ،‬أو‬
‫القيمة‪ ،‬كذلك هي تأكيد على أهمية تلبية احتياجات العمل‪ ،‬في الوقت‪ ،‬وفي الزمان‪ ،‬الذي يكون فيه‬
‫العميل أو المستفيد النهائي بحاجة إلى الخدمة وفي أسرع وقت ممكن‪.2‬‬

‫ثانيا‪ .‬فوائد اإلدارة اإللكترونية‪ :‬إ ن اهتمام العالم المتقدم باستخدام تقنيات المعلومات اإلدارية لم يأتي‬
‫من فراغ بل وجد فوائد كبيرة حصلت ولذلك بدأت الدول تتسابق على تطبيق اإلدارة اإللكترونية في‬
‫مؤسساتها ومن أهم هذه الفوائد هي‪:‬‬

‫‪1‬عالء عبد الرزاق السالمي‪ ،‬نظم إدارة المعلومات‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.42-19‬‬
‫‪2‬إبراهيم قنديلجي‪ ،‬الحكومة اإللكترونية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.212-211-215‬‬

‫‪39‬‬
‫اإلطار المعرفي لإلدارة اإللكترونية والخدمة العمومية‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫‪-2‬تبسيط اإلجراءات داخل هذه المؤسسات وينعكس ايجابيا على مستوى الخدمات التي تقدم إلى‬
‫المواطنين كما تكون نوع الخدمات المقدمة أكثر جودة‪.‬‬

‫‪-1‬إن استخدام اإلدارة اإللكترونية بشكل صحيح ستقلل استخدام األوراق بشكل ملحوظ مما يؤثر ايجابيا‬
‫‪1‬‬
‫على عمل المؤسسة‪.‬‬

‫‪-1‬إتاحة المعلومات الوافية والكاملة‪ ،‬عن كل ما يتعلق بمؤسسة معينة محددة‪ ،‬وكذلك المعلومات الوافية‬
‫عن العاملين فيها‪.‬‬

‫‪-4‬االستخدام المناسب واألمثل‪ ،‬لموارد المؤسسة المعنية باإلدارة اإللكترونية‪ ،‬أو الدولة المعنية بذلك‪.‬‬

‫‪-5‬رفع مستوى الكفاءة‪ ،‬واألداء‪ ،‬وكذلك المخرجات والنتائج والعطاء في المؤسسة والعاملين فيها‪.‬‬

‫‪-1‬تأمين المساعدة لإلدارة العليا في إدارة أعمال المؤسسة‪ ،‬وندارة مواردها‪ ،‬البشرية والمالية واإلدارية‬
‫والمعلوماتية‪.‬‬

‫‪-2‬توفير عدد من الخدمات اإللكترونية للعاملين‪ ،‬وبما يسمح لهم بالحوار‪ ،‬والمناقشة البناءة‪ ،‬والتعليم‬
‫الذاتي والتراسل اإللكتروني‪.‬‬

‫‪-2‬إدارة أعمال المؤسسة‪ ،‬وتشتمل مثل تلك األعمال على إجراءات التخطيط‪ ،‬وكذلك التنفيذ والتقييم‬
‫والمتابعة‪ ،‬وندارة العمالء‪ ،‬وما شابه ذلك األعمال المطلوبة‪.‬‬

‫‪-9‬يستطيع النظام اإللكتروني تأمين المتابعة اآللية للعاملين‪ ،‬ومدى استجابتهم لألعمال المكلفين بها‬
‫كذلك فإنه يستطيع إرسال تقارير المتابعة لألعمال التي تحتاجها اإلدارة العليا‪.2‬‬

‫‪1‬عالء عبد الرزاق السالمي‪ ،‬نظم إدارة المعلومات‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.12-12‬‬
‫‪2‬عامر إبراهيم القنديلجي‪ ،‬الحكومة اإللكترونية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.211‬‬

‫‪40‬‬
‫اإلطار المعرفي لإلدارة اإللكترونية والخدمة العمومية‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫‪-22‬حفظ وتوثيق كافة األنشطة والمخرجات‪ ،‬والوثائق‪ ،‬والبيانات األساسية الخاصة بالمؤسسة إلكترونيا‪،‬‬
‫وبالتالي لن تكون هناك حاجة للعدد الكبير من خزائن الملفات‪ ،‬أي توفير المساحة التي كانت مخصصة‬
‫لها‪ ،‬وتوفير نفقات الموظف للعناية بهذه الملفات‪.‬‬

‫‪-22‬الربط اإللكتروني بين فروع المؤسسة التي تقع في أكثر من نطاق جغرافي‪.‬‬

‫‪-21‬سهولة وسرعة وصول التعليمات والمعامالت اإلدارية للموظفين والزبائن والمراجعين‪ ،‬والمرونة‬
‫الفائقة في التعامل مع المعلومات والتحديث الدوري لها‪.‬‬

‫‪-21‬التكامل مع عدد من النظم الفرعية مثل‪ :‬الحضور واالنصراف‪ ،‬وندارة تنمية الموارد البشرية‪،‬‬
‫والتراسل اإللكتروني‪ ،‬والنشرة الصحفية والمكتبية‪ ،‬والعهدة الشخصية‪ ،‬والنظم المالية‪.‬‬

‫‪-24‬إمكانية التوافق مع أي هيكل تنظيمي للمؤسسات المختلفة‪.1‬‬

‫الفرع الخامس‪ :‬معيقات اإلدارة اإللكترونية‪.‬‬

‫إن أي مشروع ينفذ قد تصاحبه بعض المعيقات‪ ،‬فقد تكون األسباب تارة في سوء التخطيط‪ ،‬أو في‬
‫عشوائية التنفيذ‪ ،‬وعلى هذا األساس فإن اجمالي المعيقات التي تواجهها اإلدارة اإللكترونية هي‪:‬‬

‫أوال‪ .‬المعيقات اإلدارية‪ :‬وتتمثل فيما يلي‪:‬‬

‫‪-2‬الرؤية غير الواضحة‪ ،‬والضبابية لإلدارة اإللكترونية‪ ،‬المتمثلة في عدم فهم واستيعاب أهدافها‪ ،‬سواء‬
‫أكان ذلك بالنسبة إلى الموظفين والعاملين في اإلدارة اإللكترونية‪ ،‬أو المستفيدين منها ومن معطياتها‬
‫وخدماتها‪.‬‬

‫‪1‬صدام الخمايسة‪ ،‬الحكومة اإللكترونية الطريق نحو اإلصالح اإلداري‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.22‬‬

‫‪41‬‬
‫اإلطار المعرفي لإلدارة اإللكترونية والخدمة العمومية‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫‪-1‬قد يكون هناك تمسك بالمركزية‪ ،‬المعوقة أحيانا لإلدارات اإللكترونية‪ ،‬وعدم االهتمام أو الرضا‬
‫‪1‬‬
‫بالتغيير اإلداري فيها‪.‬‬

‫‪-1‬األمية اإللكترونية لدى بعض العاملين بسبب عدم وجود وعي معلوماتي وحاسوبي‪ ،‬ووجود الفجوة‬
‫الرقمية بين الناس المتخصصين في مجال التقنية وآخرين ال يفقهون شيئا من إيجابياتها‪.2‬‬

‫‪3‬‬
‫‪-4‬إدخال تقنية المعلومات بشكل مستقيم لكل قسم‪.‬‬

‫ثانيا‪ .‬المعيقات البشرية‪ :‬وتتمثل فيما يلي‪:‬‬

‫‪-2‬انخفاض الخبرات التكنولوجية‪ ،‬والكفاءة العالية في تقديم الخدمات‪.‬‬

‫‪-1‬عدم كفاية التدريبات الالزمة للعاملين على األجهزة اإللكترونية‪ ،‬حيث يقتصر التدريب على الشرح‬
‫النظري‪.‬‬

‫‪-1‬عدم تطور اختيار القائمين على األجهزة اإللكترونية‪ ،‬حيث يتم اختيارهم اعتمادا على المقابلة‬
‫الشخصية‪ ،‬دون أن يقترن ذلك بممارسة عملية على هذه األجهزة‪.‬‬

‫‪-4‬انعدام أو ضعف الوعي بأهمية التكنولوجيا وتطبيقاتها‪ ،‬بل وتبني مواقف سلبية منها‪.4‬‬

‫‪-5‬النظرة السلبية لمفهوم اإلدارة اإللكترونية‪ ،‬من حيث تقليصها للعنصر البشري‪ ،‬وبالعكس من اإلدارة‬
‫‪5‬‬
‫التقليدية التي يزج إليها الكثير من العاملين والعناصر البشرية‪.‬‬

‫‪1‬إبراهيم قندليجي‪ ،‬الحكومة اإللكترونية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.212‬‬


‫‪2‬محمد سمير‪ ،‬اإلدارة اإللكترونية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.24‬‬
‫‪3‬فريد كورتل‪ ،‬آسيا تيش سليمان‪ ،‬اإلدارة اإللكترونية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.24‬‬
‫‪4‬عصام عبد الفتاح مطر‪ ،‬الحكومة اإللكترونية بين النظرية والتطبيق‪ ،‬دار الجامعة الجديدة‪ ،‬األ ازريطة‪ ،1222 ،‬ص ص ‪.51-51‬‬
‫‪5‬إبراهيم قندليجي‪ ،‬الحكومة اإللكترونية‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.219‬‬

‫‪42‬‬
‫اإلطار المعرفي لإلدارة اإللكترونية والخدمة العمومية‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫ثالثا‪ .‬المعيقات المالية‪ :‬وتمثل فيما يلي‪:‬‬

‫‪-2‬قلة الموارد المالية الالزمة خاصة وأن التقنية متشابكة ومتكاملة وفي تطور مستمر‪ ،‬األمر الذي‬
‫يجعل اللحاق بهذه التطورات صعبا ومن المستحيل التدرج في توفيرها بل يجب أن تتوافر جميعها في‬
‫‪1‬‬
‫وقت واحد خاصة على صعيد المؤسسة الواحدة‪.‬‬

‫‪-1‬قلة الموارد المالية في تأمين اإلدارة اإللكترونية المطلوبة والمناسبة‪ ،‬أو ربما في صعوبة توفير السيولة‬
‫النقدية الالزمة لها‪ ،‬حيث إن التحول نحو اإلدارة اإللكترونية بحاجة إلى الدعم بالموارد المالية المطلوبة‬
‫‪2‬‬
‫والوافية‪.‬‬

‫‪-1‬عدم وجود مخصصات مالية كافية لتدريب العاملين في مجال نظم المعلومات‪.‬‬

‫‪-4‬ارتفاع تكاليف خدمة الصيانة ألجهزة الحواسيب وشبكاتها‪.3‬‬

‫رابعا‪ .‬المعيقات القانونية‪ :‬وتتمثل فيما يلي‪:‬‬

‫‪-2‬عدم االعتراف بالوثائق اإللكترونية وعدم اعتمادها كبديل للوثائق التقليدية أو االعتراف بمصداقيتها‪.‬‬

‫‪-1‬احتياج الواقع اإلداري اإللكتروني إلى جهد ووقت طويلين لوضع األطر القانونية لممارسة وتحديد‬
‫القواعد الضابطة لمعامالته‪.‬‬

‫‪-1‬غياب التشريعات التي تجرم مخترق شبكات اإلدارة اإللكترونية وتضع العقوبات الرادعة لمرتكبي‬
‫تلك الجرائم‪.4‬‬

‫‪1‬فريد كورتل‪ ،‬آسيا تيش سليمان‪ ،‬اإلدارة اإللكترونية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.25‬‬
‫‪2‬إبراهيم قندليجي‪ ،‬الحكومة اإللكترونية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.212‬‬
‫‪3‬عصام عبد الفتاح مطر‪ ،‬الحكومة اإللكترونية بين النظرية والتطبيق‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.51‬‬
‫‪4‬حسين محمد الحسن‪ ،‬اإلدارة اإللكترونية‪ ،‬المفاهيم‪ ،‬الخصائص‪ ،‬المتطلبات‪ ،‬المؤتمر الدولي للتنمية اإلدارية‪ ،‬المملكة العربية السعودية‪ ،‬نوفمبر‪،‬‬
‫‪ ،1229‬ص ص ‪.291-295‬‬

‫‪43‬‬
‫اإلطار المعرفي لإلدارة اإللكترونية والخدمة العمومية‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫‪-5‬عدم وجود تشريعات أمنية مناسبة‪ ،‬أو أنها موجودة لكن هناك تغافل‪ ،‬أو ربما تساهل في تفعيلها‬
‫وتطبيقها‪ ،‬وهذا عامل مهم يقود إلى التعويق أو حتى اإلخفاق في تأمين اإلدارة اإللكترونية‪ ،‬المناسبة‬
‫والمطلوبة‪.1‬‬

‫خامسا‪ .‬المعيقات األمنية‪ :‬وتتمثل فيما يلي‪:‬‬

‫‪-2‬خوف المتعاملين من نجاح إحدى محاوالت االختراق لإلدارة التي يتعاملون معها‪ ،‬وأن يمس ذلك‬
‫االختراق البيانات الخاصة بهم بالحذف أو التدمير‪ ،‬أو استغاللها في أعمال غير مشروعة‪ ،‬أي عدم‬
‫الثقة في السرية وأمن التعامالت‪ ،‬وهذا ما يؤدي إلى فقدان االحساس باألمان اتجاه الكثير من التعامالت‬
‫اإللكترونية مثل التحوالت اإللكترونية‪ ،‬والتعامالت المالية عن طريق بطاقات االئتمان‪.‬‬

‫‪-1‬عدم توفير برمجيات تحكم للرقابة على االختراقات المعتمدة‪.2‬‬

‫‪-1‬أمن المعلومات وهو تأمين الحماية من المخاطر التي تهدد المعلومات واألجهزة وتشريع األنظمة‬
‫وسن القوانين للسالمة ووصول المعلومات المستفيدين‪.3‬‬

‫سادسا‪ .‬المعيقات التقنية‪ :‬هناك بعض المعوقات التقنية التي تعترض طريق التحول إلى أسلوب اإلدارة‬
‫اإللكترونية ومن أبرزها‪:‬‬

‫‪-2‬عدم متابعة التقدم التقني في مجال الحاسوب‪ ،‬حيث ارتفعت معدالت التغيير في تكنولوجيا‬
‫االتصاالت والمعلومات بصورة كبيرة‪ ،‬في الوقت الذي تبحث فيه المؤسسات عن استقرار نسبي‪.‬‬

‫‪-1‬نقص في البنية التحتية المعلوماتية‪ ،‬والبنية التحتية لالتصاالت على مستوى الدولة‪ ،‬مما يعرقل‬
‫عملية تطبيق اإلدارة اإللكترونية في مؤسساتها‪.‬‬

‫‪1‬إبراهيم قندلجي‪ ،‬الحكومة اإللكترونية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.212‬‬


‫‪2‬حسين محمد الحسن‪ ،‬اإلدارة اإللكترونية‪ ،‬المفاهيم‪ ،‬الخصائص‪ ،‬المتطلبات‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.292-291‬‬
‫‪3‬إبراهيم قندليجي‪ ،‬الحكومة اإللكترونية‪ ،‬نفس السابق‪ ،‬ص ‪.24‬‬

‫‪44‬‬
‫اإلطار المعرفي لإلدارة اإللكترونية والخدمة العمومية‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫‪-1‬االفتقار إلى مهارات صيانة أجهزة الحواسيب وتطويرها‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬خصائص وأنماط اإلدارة اإللكترونية‪.‬‬

‫مع نهاية القرن الماضي وبداية القرن الحالي‪ ،‬وفي ضوء العولمة وانتشار االقتصاد الشبكي‪ ،‬وتزايد‬
‫حدة المنافسة وتزايد الضغوط على المنظمات لتحسين األنماط اإلدارية واألنظمة التي تستخدمها‪ ،‬تزايدت‬
‫أهمية اإلدارة اإللكترونية وظهرت عدة أنماط لها‪ ،‬من هذا المنطلق إشتمل المطلب على خصائص‬
‫اإلدارة اإللكترونية في الفرع األول‪ ،‬وتم التطرق ألنماط اإلدارة اإللكترونية في الفرع الثاني‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬خصائص اإلدارة اإللكترونية‪.‬‬

‫تتميز اإلدارة اإللكترونية بالعديد من الخصائص جعلت منها تحتل هذه المكانة العالمية وهي‪:‬‬

‫أوال‪ .‬إدارة بال ورق‪ ،‬وبال مكان وبال زمان‪ :‬يمكن القول بأنهما أهم خاصيتين لإلدارة اإللكترونية‪:‬‬

‫‪ .2‬إدارة بال ورق‪ :‬حيث تعتمد على البريد اإللكتروني واألرشيف اإللكتروني والرسائل الصوتية واألدلة‬
‫والمفكرات اإللكترونية ونظم المتابعة اإللكترونية‪.‬‬

‫إذ تعتمد المنظمة بالدرجة األولى على المعلومات اإللكترونية بطرق ونظم اتصاالت إلكترونية فهي‬
‫ترتكز على إدارة إلكترونية دون أوامر وروتين تقليدي بل تعتمد على الشبكات الحاسوبية وشبكات‬
‫االتصاالت الالسلكية والتقنيات الذكية في إدارة وصنع القرار‪.2‬‬

‫‪1‬فريد كورتل‪ ،‬آسيا تيش سليمان‪ ،‬اإلدارة اإللكترونية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.21‬‬
‫‪2‬مزهر شعبان العاني‪ ،‬شوقي ناجي جواد‪ ،‬اإلدارة اإللكترونية‪ ،‬دار الثقافة للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،1224 ،‬ص ص ‪.222-221‬‬

‫‪45‬‬
‫اإلطار المعرفي لإلدارة اإللكترونية والخدمة العمومية‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫‪ .1‬إدارة بال مكان وال زمان‪:‬‬

‫أ‪ .‬والتي تقوم على االجتماعات والمؤتمرات اإللكترونية واستخدام التلفون المحمول والعمل عن بعد‬
‫والتعامل مع المؤسسات االفتراضية ‪ ،virtual1‬فهي إدارة تتخطى المكان فباإلمكان مواصلة العمل من‬
‫أي مكان حول العالم باستخدام تقنيات االتصاالت الحديثة‪ ،‬والتي أصبحت موجودة في كل بقعة من‬
‫بقاع األرض وأصبح العالم عبارة عن قرية صغيرة بحكم هذا التطور التكنولوجي الهائل‪.‬‬

‫ب‪ .‬إدارة تتخطى الزمن‪ ،‬فبإمكانك مواصلة العمل على مدار اليوم أي خالل ‪ 14‬ساعة من اليوم الواحد‪،‬‬
‫وبتواصل‪ ،‬حيث إن عامل الزمن مهم جدا هنا إلتمام الصفقات والعمليات الكبيرة والكثيرة حول العالم‪،‬‬
‫نظ ار الختالف التوقيتات فيما بين دول العالم‪ ،2‬حيث إن اإلنترنت في تفاعل حي ومباشر وبالوقت‬
‫الحقيقي سواء بين العاملين أو بينهم وبين الزبائن والموردين واألطراف األخرى‪ ،‬كما أن األنترنت يعمل‬
‫وفق قاعدة ‪ 2/14‬أي ‪ 14‬ساعة في اليوم و‪ 2‬أيام في األسبوع‪ ،3‬ففكرة الليل والنهار والصيف والشتاء‬
‫هي أفكار لم يعد لها مكان في العالم الجديد فنحن ننام وشعوب أخرى تصحو‪.4‬‬

‫ثانيا‪ .‬االعتماد على النظم المتطورة وسهولة توفير المعلومات‪ ،‬لتحسين مستوى الخدمات‪:‬‬

‫تعتمد اإلدارات اليوم عند تطبيقها لإلدارة اإللكترونية على األنظمة والوسائل المتطورة بحثا عن‬
‫توفير وايصال المعلومات بسهولة‪.‬‬

‫‪ .2‬االعتماد على النظم المتطورة والبعد عن التنظيمات الجامدة‪ ،‬حيث أن المؤسسات الشبكية والذكية‬
‫التي تقوم على أسس المعلومات والمعرفة‪ ،‬فهي تحتاج إلى أنظمة إلكترونية وأنظمة التحصيل المجمعة‬

‫محمود عبد الفتاح رضوان‪ ،‬اإلدارة االلكترونية وتطبيقاتها الوظيفية‪ ،‬المجموعة العربية للتدريب والنشر‪ ،‬القاهرة‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،1221 ،‬ص‬ ‫‪1‬‬

‫‪.12‬‬
‫‪2‬مزهر شعبان العاني‪ ،‬شوقي ناجي جواد‪ ،‬اإلدارة االلكترونية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.222‬‬
‫‪3‬نجم عبود نجم‪ ،‬اإلدارة اإللكترونية‪ ،‬االستراتيجية والوظائف والمشكالت‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.259‬‬
‫‪4‬عالء عبد الرزاق السالمي‪ ،‬نظم إدارة المعلومات‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.42‬‬

‫‪46‬‬
‫اإلطار المعرفي لإلدارة اإللكترونية والخدمة العمومية‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫والخدمة عن بعد والشراء اإللكتروني وأنظمة المتابعة الفورية وأنظمة تخطيط الموارد ونقاط البيع‬
‫اإللكتروني والتجارة والبنوك اإللكترونيين‪...‬إلخ‪ ،1‬مع سهولة إدارة ومتابعة اإلدارات المختلفة للمنظمة‪،‬‬
‫أو المنظمات‪ ،‬وكأنها وحدة مركزية واحدة‪ ،‬وهذه فائدة ومزية مهمة وضرورية في اإلدارة اإللكترونية‬
‫المعاصرة‪.2‬‬

‫‪ .1‬سهولة توفير المعلومات‪ :‬إن الهدف األساسي لإلدارة اإللكترونية هي توفير المعلومات للمواطنين‬
‫بأسهل طريقة خاصة بعد تبسيط اإلجراءات اإلدارية فتصبح المعلومات داخل كل منزل‪ ،‬وبالتالي فهي‬
‫توفر‪:‬‬

‫القررات‪.‬‬
‫أ‪-‬سهولة توفير المعلومات عن أي مادة وبشكل كفء وتوظيفها في صالح عملية صناعة ا‬

‫ب‪-‬السرعة النسبية في توفير المعلومات عبر الوسائط التقنيات المتوفرة‪.‬‬

‫جـ‪-‬توفير المعلومات حسب الطلب وفق الصالحيات المفوضة وبالزمن الحقيقي‪.‬‬

‫د‪-‬تتميز اإلدارة اإللكترونية بإمكانية استرجاع المعلومات وتخطي عقبات االندثار‪.3‬‬

‫‪ .1‬تحسين مستوى الخدمات‪ :‬يسعى نظام اإلدارة اإللكترونية إلى تقديم الخدمات للجمهور والعمالء‬
‫بشكل الئق‪ ،‬وبمواصفات تتفق وجودة اإلدارة اإللكترونية ذاتها‪ ،‬وذلك أن الحاسب اآللي وقاعدة البيانات‬
‫التي زود بها تعطي نتائج يقينية المجال للخطأ فيها‪ ،‬األمر الذي يحقق إنجاز المعامالت الخاصة‬
‫باألفراد أو الشركات أو المؤسسات‪ ،‬سيما وأن نظام اإلدارة اإللكترونية يختصر االجراءات الكثيرة‬
‫والمراحل الطويلة‪ ،‬والتي كانت المعاملة أو إنجاز المأمورية تتم من خاللها‪ ،4‬وبفضل سرعة اإلنجاز‬

‫محمود عبد الفتاح رضوان‪ ،‬اإلدارة اإللكترونية وتطبيقاتها الوظيفية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.12‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪2‬عامر إبراهيم القنديلجي‪ ،‬الحكومة اإللكترونية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.211‬‬


‫‪3‬مزهر شعبان‪ ،‬شوقي ناجي جواد‪ ،‬اإلدارة اإللكترونية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.222‬‬
‫‪4‬عبد الفتاح بيومي حجازي‪ ،‬الحكومة اإللكترونية بين الواقع والطموح‪ ،‬دراسة متأصلة في شأن اإلدارة اإللكترونية التنظيم والبناء‪ ،‬دار الفكر‬
‫الجامعي‪ ،‬مصر‪ ،1222 ،‬ص ص ‪.215-214‬‬

‫‪47‬‬
‫اإلطار المعرفي لإلدارة اإللكترونية والخدمة العمومية‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫اإللكتروني أمكن االستغناء عن خدمات بعض المرافق كخدمة مرفق البريد العادي التقليدي في حدود‬
‫كبيرة‪ ،‬باستخدام البريد اإللكتروني الذي يصل إلى موقع المرسل إليه في لحظات‪ ،‬ويمكن أن يستتبع‬
‫الرد في لحظات أيضا إذا كان المرسل إليه مستعدا للرد‪ ،‬وقد قامت بعض شركات المعلومات الخاصة‬
‫بدال من إدارة البريد العامة بتخصيص بعض المواقع للبريد اإللكتروني مثل ‪ Hotmail‬أو ‪yahoo‬‬
‫‪1‬‬
‫لتأمين هذه الخدمة الهامة‪.‬‬

‫ثالثا‪ .‬توفير الجهد والنفقات وزيادة اإل تقان‪ ،‬نظ ار للطبيعة الخاصة لإلدارة‪:‬‬

‫إن الطبيعة الخاصة لإلدارة اإللكترونية سمحت بتوفير النفقات والجهد إضافة إلى جودة إتقان العمل‬
‫اإلداري‪.‬‬

‫‪ .2‬توفير الجهد والنفقات وزيادة االتقان‪ :‬في ظل نظام اإلدارة اإللكترونية فإنه يتم توفير الجهد والمال‪،‬‬
‫األمر الذي يساعد على سرعة أداء الخدمة العامة بأسهل الطرق‪ ،‬ويمكن إنهاء الخدمة مع اإلدارة في‬
‫ثوان أو دقائق معدودة منذ الدخول إلى شبكة األنترنت‪ ،‬حيث يدخل الفرد إلى الخط مباشرة وال يقف في‬
‫الصف انتظا ار لدوره‪ ،‬ولذلك فالمأمول أن نظام اإلدارة اإللكترونية يقضي على كل ألوان االنحراف‬
‫والفساد اإلداري كالرشوة والتعقيد والروتين اإلداري‪ ،‬كما يؤدي إلى تعدد العاملين في أداء الخدمة‪ ،‬ويعمل‬
‫كذلك على تقليص االجراءات اإلدارية‪ ،‬ويساعد على إمكانية حفظها وأرشفتها بطريقه إلكترونية آمنة‪،‬‬
‫تساعد على سرعة تداولها‪ ،‬ونقلها بين الجهات اإلدارية المختلفة‪.2‬‬

‫فاإلنجاز اإللكتروني للخدمة عادة ما يكون أكثر دقة ونتقانا من اإلنجاز اليدوي‪ ،‬كما أنه يخضع‬
‫لرقابة أسهل وأدق من تلك التي تفرض على الموظف في أداء عمله في نظام اإلدارة التقليدية‪ ،‬وبذلك‬
‫يمكن تقديم خدمات أفضل لمستحقيها واستغالل أمثل إلمكانيات اإلدارة‪ ،‬والواقع أن إقامة نظام اإلدارة‬

‫‪1‬ماجد راغب الحلو‪ ،‬علم اإلدارة العامة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.411‬‬
‫‪2‬عبد الفتاح بيومي حجازي‪ ،‬الحكومة اإللكترونية بين الواقع والطموح‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.212-212‬‬

‫‪48‬‬
‫اإلطار المعرفي لإلدارة اإللكترونية والخدمة العمومية‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫اإللكترونية يحتاج في البداية إلى مبالغ غير يسيرة تنفق في شراء األجهزة والمعدات واعداد البرامج‬
‫وتدريب العاملين‪ ،‬غير أن أداء الخدمات بالطريقة اإللكترونية ‪-‬بعد ذلك‪ -‬تقل تكلفتها كثي ار عن أدائها‬
‫بالطريق التقليدي أو اليدوي‪ ،‬فضال عن تخفيض أو االستغناء عن كميات األوراق واألدوات المكتبية‬
‫المستخدمة في أداء الخدمات‪.1‬‬

‫وكذا تحديد أو باألحرى تقليل كلفة اإلجراءات اإلدارية‪ ،‬وما يرتبط بها من عمليات‪ ،‬من خالل ترشيد‬
‫التكاليف المالية‪ ،‬وتقليل أوجه الصرف‪ ،‬في إنجاز ومتابعة عمليات اإلدارة المختلفة‪ ،‬مما يؤدي لتعزيز‬
‫الكفاءة االقتصادية‪.2‬‬

‫‪ .1‬الطبيعة الخاصة لإلدارة اإللكترونية‪ :‬تتميز اإلدارة اإللكترونية بطبيعة خاصة بسبب إدخال تكنولوجيا‬
‫المعلومات واالتصاالت من حيث اآلتي‪:‬‬

‫أ‪-‬اإلدارة باألهداف من خالل استخدام تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت‪.‬‬

‫ب‪-‬اإلدارة نشاط كليا جامع (بشري‪ ،‬ومادي‪ ،‬ومعنوي) يضم تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت‪.‬‬

‫ج‪-‬اإلدارة حالة كلية مستمرة ومتطورة بتطور تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت‪.‬‬

‫د‪-‬اإلدارة تغطي أرجاء ومحتويات منظمة األعمال ويعنيها في ذلك أزرها ادخال تكنولوجيا المعلومات‬
‫واالتصاالت إليها‪.‬‬

‫ه‪-‬اإلدارة نشاط جماعي مستند إ لى عناصر الوضع الراهن وفي ضوء ما توفره تكنولوجيا المعلومات‬
‫واالتصاالت من خدمات فاعلة‪.3‬‬

‫‪1‬ماجد راغب الحلو‪ ،‬علم اإلدارة العامة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.412-411‬‬
‫‪2‬إبراهيم عامر قنديلجي‪ ،‬الحكومة االلكترونية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.215‬‬
‫‪3‬مزهر شعبان‪ ،‬شوقي ناجي‪ ،‬اإلدارة اإللكترونية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.222-222‬‬

‫‪49‬‬
‫اإلطار المعرفي لإلدارة اإللكترونية والخدمة العمومية‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫رابعا‪ .‬القضاء على بيروقراطية العمل اإلداري وإضفاء الشفافية والوضوح عليه‪:‬‬

‫تقضي اإلدارة االلكترونية على بيروقراطية اإلدارة التقليدية وتعمل على إضفاء الشفافية والوضوح‬
‫على العمل اإلداري‪.‬‬

‫‪ .2‬القضاء على بيروقراطية العمل اإلداري‪ :‬عن طريق اإلدارة اإللكترونية يمكن القضاء على‬
‫البيروقراطية بمعناها البغيض ونتائجها السيئة المؤدية إلى إهدار الجهد والوقت والمال وتعذيب أصحاب‬
‫المصلحة‪ ،1‬فاإلدارة اإللكترونية في مجال العمل الحكومي الخاص‪ ،‬تهدف إلى التخلص من البيروقراطية‬
‫والقضاء على التعقيدات اإلدارية‪ ،‬كما يمكنها كذلك أن تخلصنا من أمراض مزمنة عديدة في معامالت‬
‫اإلدارة‪ ،‬من ذلك القضاء على كمية النماذج الورقية غير العادية التداولة‪ ،‬والمستندات والتوقيعات‬
‫المطلوب استيفائها في هذه النماذج في معامالت الحكومة‪ ،‬وطلبها مرة أخرى في معامالت جديدة دون‬
‫االعتداد بما سبق تقديمه منها‪.2‬‬

‫كما يمكن نظام اإلدارة اإللكترونية موظفا واحدا من إنهاء المعاملة المطلوبة وتقديم الخدمات‬
‫لصاحبها دون الرجوع إلى رؤسائه‪ ،‬أو رفاقه في العمل‪ ،‬وذلك بالرجوع لقاعدة البيانات المعدة سلفا في‬
‫إدارته‪ ،‬والتي تعد بمثابة تفويض للموظف يتخذ ق ارره على أساسه‪ ،3‬وهو ما يحدث اآلن في هولندا‪ ،‬لذا‬
‫‪4‬‬
‫أوجب القضاء على البيروقراطية بمفهومها الجامد وتسهيل تقسيم العمل والتخصص به‪.‬‬

‫‪ .1‬الشفافية والوضوح اإلداري‪ :‬من السمات الهامة لنظام اإلدارة اإللكترونية عنصر الشفافية‪ ،‬والذي‬
‫عن طريقه يمكن ألي متعامل مع هذا النظام أن يعلم كافة األمور التي تتعلق بمعاملته بوضوح ودون‬
‫خفاء‪ ،‬ذلك أنه يمكن له أن يعلم أين تقع معاملته وما هي المرحلة التي قطعتها‪ ،‬وهل هناك معوقات في‬

‫‪1‬راغب ماجد الحلو‪ ،‬علم اإلدارة العامة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.412‬‬
‫‪2‬عبد الفتاح بيومي الحجازي‪ ،‬الحكومة اإللكترونية بين الواقع والطموح‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.219‬‬
‫‪3‬عبد الفتاح بيومي حجازي‪ ،‬النظام القانوني لحماية الحكومة اإللكترونية‪ ،‬دار الفكر الجامعي‪ ،‬مصر‪ ،1221 ،‬ص ‪.15‬‬
‫‪4‬إبراهيم قندليجي‪ ،‬الحكومة اإللكترونية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.215‬‬

‫‪50‬‬
‫اإلطار المعرفي لإلدارة اإللكترونية والخدمة العمومية‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫التنفيذ أم ال‪ ،‬ولعل السبب في ذلك أن الدخول إلى الموقع اإللكتروني لهذه اإلدارة متاح لكل ذي شأن‪،‬‬
‫وليس هناك ما يجب اخفاؤه‪ ،‬إال إذا تعلق األمر بأسرار الدولة أو العمل الحكومي أو البيانات الخاصة‪.1‬‬

‫فعندما تتم المعامالت بطريقة إلكترونية دون اتصال مباشر بين صاحب الشأن والموظف المختص‪،‬‬
‫فال يكون هناك مجال للرشوة أو تالعب الموظفين وسوء معاملتهم للمعنيين‪ ،‬وفي ذلك مكافحة للفساد‬
‫الوظيفي وجرائم العمل‪ ،‬باإلضافة إلى أن اإلنجاز اإللكتروني ال يتم أمام الجمهور‪ ،‬مما يجعله أيسر‬
‫لتجنبه لمشاكل المواجهة المباشرة مع أصحاب الشأن وطالبي الخدمة‪ ،‬خاصة من ذوي الوعي المنخفض‬
‫من الناس‪.2‬‬

‫ولذلك يرى جانب من خبراء المعلوماتية أن الشفافية والوضوح اإلداري يتحقق في ظل نظام اإلدارة‬
‫اإللكترونية من خالل عناصره التالية‪:‬‬

‫أ‪-‬تحقيق االتصال بين الموظف الحكومي وطالب الخدمة‪.‬‬

‫ب‪-‬انخفاض عدد الوثائق الورقية المتبادلة في االجراءات مما يؤدي لسرعة اإلجراءات وقلة عدد‬
‫المستندات‪.‬‬

‫ج‪-‬توفير كبير للوقت كأثر للتفاعل الجمعي أو المتوازي بين الحكومة وطالب الخدمة‪.‬‬

‫د‪-‬تحقيق طفرة هائلة في البيانات والمعلومات الحكومية بأقل وقت وتكلفة وبأعلى كفاءة‪.‬‬

‫ه‪-‬شفافية األداء‪ ،‬حيث تنخفض فرص عمليات الفساد اإلداري ويصبح هناك مجال واسع للمراجعة‬
‫والمسائلة‪.‬‬

‫‪1‬عبد الفتاح بيومي حجازي‪ ،‬الحكومة اإللكترونية بين الواقع والطموح‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.222‬‬
‫‪2‬راغب ماجد الحلو‪ ،‬علم اإلدارة العامة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.419‬‬

‫‪51‬‬
‫اإلطار المعرفي لإلدارة اإللكترونية والخدمة العمومية‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫و‪-‬سرعه اإلنجاز على مدار اليوم كله ‪ 14-‬ساعة‪-‬أي سبعة أيام في األسبوع مع تقديم الخدمة بشكل‬
‫جماعي‪.‬‬

‫ي‪-‬العدالة في تقديم الخدمة بذات الدقة والتكلفة والجودة والوقت إلى جانب المساواة في المعاملة والتقدير‬
‫واالحترام‪.‬‬

‫ن‪-‬سهولة الوصول إلى الخدمة من خالل شبكات االتصال من أي مكان وفي أي وقت‪.1‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬أنماط اإلدارة اإللكترونية‪.‬‬

‫تأخذ اإلدارة اإللكترونية عدة أنماط وأشكال كل منها حسب نمط العمل الذي وضعت داخله اإلدارة‬
‫اإللكترونية‪ ،‬وقد ساهمت هذه األخيرة فعال وبشكل كبير في ظهور أنواع جديدة من األعمال اإللكترونية‬
‫التي تقدم أفضل الخدمات للمواطنين‪.‬‬

‫أوال‪ .‬الحكومة اإللكترونية‪:‬‬

‫تعتبر الحكومة اإللكترونية أحد المداخل الحقيقية للنهضة اإلدارية ودخول األلفية الثالثة بالتسلح‬
‫بسالح العلم والتكنولوجيا ومواكبة العالم المتقدم‪ ،‬وقد ظهرت عالقة تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت‬
‫والحكومة عام ‪ ،2922‬فرغم أن أول استخدام لتكنولوجيا المعلومات واالتصال في القطاع العام يعود‬
‫إلى عام ‪ 2954‬خالل الحملة االنتخابية الرئاسية األمريكية‪ ،‬إال أن مصطلح الحكومة اإللكترونية ارتبط‬
‫بظهور التجارة اإللكترونية واألعمال اإللكترونية‪ ،‬ولقد كانت البداية الفعلية لمشروع الحكومة اإللكترونية‬
‫عام ‪ 1222‬نتيجة رغبات المؤتمرين في ندوة دولية عن رعاية الديمقراطية والتنمية‪ ،‬حيث أوصت الندوة‬
‫بتكليف منظمة التعاون والتنمية االقتصادية باإلسهام من خالل برامجها المستقبلية في تعميق مدارك‬

‫‪1‬عبد الفتاح بيومي حجازي‪ ،‬الحكومة اإللكترونية بين الواقع والطموح‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.222‬‬

‫‪52‬‬
‫اإلطار المعرفي لإلدارة اإللكترونية والخدمة العمومية‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫مستقبل وتداعيات الحكومة اإللكترونية‪ ،1‬وفي عام ‪ 1221‬عرفت األمم المتحدة الحكومة اإللكترونية‬
‫بأنها استخدام اإلنترنت والشبكة العالمية العريضة لتقديم معلومات وخدمات الحكومة للمواطنين‪ ،‬وفي‬
‫عام ‪ 1221‬قامت منظمة التعاون والتنمية في المجال االقتصادي ‪ oecp‬بتعريفها بأنها‪ ":‬استخدام‬
‫تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت وخصوصا األنترنت للوصول إلى حكومة أفضل"‪.2‬‬

‫تتلخص فكرة الحكومة اإللكترونية في قيام الحكومة بتقديم الخدمات للمواطنين عبر شبكات األنترنت‬
‫وعن طريق التليفون وذلك بكفاءة أكبر وأسرع بدال من التعقيد اإلداري والروتين وبطء في تنفيذ اإلجراءات‬
‫المطلوبة‪ ،3‬أي أن اهتمام الحكومة اإللكترونية يتركز على توفير الخدمات العامة ألي شخص في أي‬
‫وقت‪ ،‬ولذلك يرى الكثير من الباحثين أنها وسيلة لتحديد بنية الحكومة وطريقة تنفيذ أعمالها ولتعزيز‬
‫دورها اإليجابي في التنمية االجتماعية والثقافية واالقتصادية‪ ،4‬وعلى ذلك تحقق الحكومة اإللكترونية‬
‫العديد من المميزات ومنها‪:‬‬

‫‪ -2‬تهيئة فرص ميسرة لتقديم الخدمات الحكومية لطالبها من خالل الحاسب‪.‬‬

‫‪ -1‬تسيير اقتضاء الناس للخدمة سواءا كانوا مواطنين عاديين أو مستثمرين أو غيرهم‪.‬‬

‫‪ -1‬تخفيف حدة المشكالت الناجمة عن تعامل طالب الخدمة مع موظف محدود الخبرة أو معتل المزاج‬
‫أو غير ماهر في التعامل‪.‬‬

‫‪ -4‬تخفيف مساوئ مركزية السلطة‪.‬‬

‫‪ -5‬تخفيف حدة البيروقراطية وتعدد توقيعات المنفذين والمسؤولين وتضخم الهرم اإلداري‪.‬‬

‫‪1‬آمال حنفاوي‪ ،‬حكيمة بوغديري‪ ،‬مستوى تطور الحكومة اإللكترونية في الدول العربية‪ ،‬مجلة اإلستراتيجية والتنمية‪ ،‬العدد ‪ 1‬مكرر‪ ،‬الجزء الثاني‪،‬‬
‫الجزائر‪ ،‬ص ‪.112‬‬
‫‪2‬خالد ممدوح إبراهيم‪ ،‬أمن الحكومة اإللكترونية‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،1222 ،‬ص ‪.14‬‬
‫‪3‬أحمد عاشور يوسف الحديدي‪ ،‬أثر التكنولوجيا الحديثة على الوسائل القانونية لجهة اإلدارة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.11‬‬
‫‪4‬محمد سمير‪ ،‬اإلدارة اإللكترونية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.22‬‬

‫‪53‬‬
‫اإلطار المعرفي لإلدارة اإللكترونية والخدمة العمومية‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫‪ -1‬االعتماد على الشبكة العنكبوتية الرشيقة دون الشبكة الهرمية المعوقة‪.1‬‬

‫وقدم البنك الدولي عام ‪ 1225‬مفهوما للحكومة اإللكترونية بأنها‪ ":‬عملية استخدام المؤسسات‬
‫لتكنولوجيا المعلومات (مثل شبكات اإلنترنت وشبكة المعلومات العريضة وغيرها) والتي لديها القدرة على‬
‫تغير وتحويل العالقات مع المواطنين من الوصول للمعلومات‪ ،‬مما يوفر مزيدا من الشفافية وندارة أكثر‬
‫كفاءة للمؤسسات"‪.2‬‬

‫وبناءا عليه فإن الحكومة اإللكترونية تتبع نظام حديثا باستخدام شبكة اإلنترنت لربط مؤسساتها‬
‫ببعضها البعض وربط مختلف خدماتها بالمؤسسات الخاصة والجمهور ووضع المعلومة المطلوبة في‬
‫متناول األفراد بغرض تأمين عالقة شفافة تتصف بالدقة والوضوح وتهدف إلى االرتقاء بجودة الخدمات‬
‫الحكومية والخدمات الخاصة على حد سواء خصوصا تلك المتعلقة بالتجارة والمعامالت المالية‬
‫واالقتصادية بين الخواص والشركات التجارية‪ ،‬أي أن الحكومة اإللكترونية هي نسخة افتراضية عن‬
‫الحكومة الحقيقية بصورتها السياسية التقليدية مع اإلشارة إلى أن الحكومة اإللكترونية تعيش بشكل‬
‫محفوظ في مراكز حفظ البيانات على شبكة اإلنترنت والشبكات العنكبوتية المخصصة لهذه الصورة‬
‫الحديثة وهي تحاكي عادة أعمال الحكومة التقليدية التي تتواجد بشكل حقيقي ومادي في صورة أجهزة‬
‫الدولة‪.3‬‬

‫إذا الحكومة اإللكترونية هي‪ :‬استخدام التكنولوجيا وتقنية المعلومات‪ ،‬وتسخيرها لدعم األعمال‬
‫الحكومية‪ ،‬والتفاعل مع المواطنين‪ ،‬بغية تقديم هذه الخدمات بطريقة سهلة سلسة‪ ،‬وعلى مدار ‪ 14‬ساعة‬
‫يوميا‪ ،‬وعلى مدار جميع أيام األسبوع‪ ،‬عبر الوسائل اإللكترونية وأدوات التكنولوجيا الحديثة‪ ،‬وفي‬
‫مقدمتها األنترنت‪ ،‬والتقنيات الجديدة لالتصال‪ ،‬وننجاز المعامالت عبر شبكة األنترنت بسرعة ودقة‪،‬‬

‫‪1‬محمود عبد الفتاح رضوان‪ ،‬اإلدارة االلكترونية وتطبيقاتها الوظيفية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.12‬‬
‫‪2‬إيمان عبد المحسن زكي‪ ،‬الحكومة االلكترونية مدخل اداري متكامل‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.19‬‬
‫‪3‬عامر إبراهيم القندليجي‪ ،‬الحكومة اإللكترونية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.12‬‬

‫‪54‬‬
‫اإلطار المعرفي لإلدارة اإللكترونية والخدمة العمومية‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫وبتكاليف ومجهود أقل‪ ،‬وتوصيل الخدمات إلى المواطنين والقطاع األعمال والموظفين والهيئات األخرى‪،‬‬
‫والقدرة على بناء عالقة أفضل بين الحكومة والجمهور من خالل التفاعل مع المواطنين بأكثر سالسة‬
‫وسهولة وأكثر كفاءة‪ ،‬مع العلم أنها ليست بديال عن الحكومة الكالسيكية‪ ،‬بل هي الوجه اآلخر لها ولكن‬
‫في الفضاء اإللكتروني"‪.1‬‬

‫ثانيا‪ .‬التجارة اإللكترونية‪:‬‬

‫تعد التجارة اإللكترونية إحدى إف ارزات التكنولوجيا‪ ،‬حيث تهدف إلى تسيير وزيادة التجارة الدولية‪،‬‬
‫وتحقق ما تقضيه العولمة من رفع الحواجز والمعوقات‪ ،‬كما تعتبر التجارة اإللكترونية من المتغيرات‬
‫العالمية الجديدة‪ ،‬التي فرضت نفسها بقوة خالل الحقبة األخيرة من القرن العشرين‪ ،‬حيث أصبحت من‬
‫دعائم النظام االقتصادي العالمي الجديد‪ ،‬وأحد اآلليات الهامة التي تعتمد عليها عولمة المشروعات‬
‫التجارية واإلنتاجية‪.2‬‬

‫بدأت التجارة اإللكترونية في الواليات المتحدة األمريكية عام ‪ ،2922‬وأخذت خطوات سريعة حتى‬
‫انتشرت على مستوى العالم ككل‪ ،‬ويرتبط مفهوم التجارة اإللكترونية بكافة التعامالت التجارية التي تتم‬
‫إلكترونيا من خالل الشبكات العالمية‪ ،‬وأهمها شبكة األنترنت تأخذ هذه التعامالت أشكاال متعددة مثل‪:‬‬

‫‪-2‬التبادل التجاري اإللكتروني بين منظمات األعمال‪.‬‬

‫‪-1‬التبادل التجاري اإللكتروني بين المنظمات وعمالئها‪.‬‬

‫‪-1‬التبادل التجاري اإللكتروني بين المنظمات والحكومات‪.‬‬

‫‪1‬صدام الخمايسية‪ ،‬الحكومة اإللكترونية الطريق نحو اإلصالح اإلداري‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.21‬‬
‫‪2‬مشتي أمال‪ ،‬التجارة اإللكترونية في الجزائر‪ ،‬مجلة البحوث والدراسات القانونية والسياسية‪ ،‬العدد الثالث عشر‪ ،‬الجزائر ‪ ،22‬ص ‪.119‬‬

‫‪55‬‬
‫اإلطار المعرفي لإلدارة اإللكترونية والخدمة العمومية‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫والذي يعني أن كافة العمليات المرتبطة بالبيع والشراء والتبادل للسلع والخدمات واألفكار تتم إلكترونيا‬
‫عبر الشبكات العالمية‪ ،1‬كما يمكن أن تقوم بوظائف جديدة في عمليات التبادل من بينها اإلعالن‬
‫والمفاوضات وتسوية المدفوعات والحسابات وفتح االمتيازات والتراخيص وغيرها‪ ،2‬كما تحقق التجارة‬
‫اإللكترونية مزايا للعميل ومنها سرعة الحصول على احتياجاته على مدار اليوم بأقل وقت وجهد وتكاليف‪،‬‬
‫وتوافر كافة المعلومات المرتبطة بالمنتج والتي تمكنه من المقارنة بين البدائل المتعددة‪.3‬‬

‫لقد سعت إلى تطوير التجارة اإللكترونية أغلبية دول العالم ومن بينها الجزائر فهي تسعى لتطوير‬
‫وترقية قطاع تكنولوجيا اإلعالم واالتصال‪ ،‬من خالل وضع استراتيجية واضحة تتضمن تشريعات وهياكل‬
‫ومؤسسات لتنظيم الممارسات بالتجارة اإللكترونية‪ ،‬فإستهلت بتطوير المنظومة القانونية ال سيما اإلصدار‬
‫األخير للقانون ‪ 25/22‬المؤرخ في ‪ 1222/25/22‬والمتعلق بالتجارة اإللكترونية‪ ،‬وذلك بهدف سد‬
‫الفراغ خاصة في مجال إبرام العقود ما بين المتعاملين عبر االتصال اإللكتروني‪.4‬‬

‫ثالثا‪ .‬البنوك اإللكترونية‪:‬‬

‫تعود نشأة البنوك اإللكترونية إلى بداية الثمانينات من القرن العشرين الماضي وتزامنا مع ظهور‬
‫النقد اإللكتروني‪ ،‬وخالل منتصف التسعينات من القرن العشرين ظهر أول بنك في الواليات المتحدة‬
‫األمريكية يميز بين نوعين من البنوك كالهما يستخدم تقنيات الصيرفة اإللكترونية‪.‬‬

‫‪ -2‬البنوك االفتراضية أو بنوك األنترنت‪ :‬التي تحقق أرباح تصل إلى ستة أضعاف البنك العادي‪.‬‬

‫‪-1‬البنوك األرضية‪ :‬وهي البنوك التي تمارس الخدمات التقليدية وخدمات الصيرفة اإللكترونية‪.‬‬

‫محمود عبد الفتاح رضوان‪ ،‬اإلدارة االلكترونية وتطبيقاتها الوظيفية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.11-11‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪2‬محمد سمير‪ ،‬اإلدارة اإللكترونية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.51‬‬


‫محمود عبد الفتاح رضوان‪ ،‬اإلدارة االلكترونية وتطبيقاتها الوظيفية‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.11‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪4‬معمري أسامة‪ ،‬عمورة جمال‪ ،‬واقع التجارة اإللكترونية في الجزائر بين التأطير القانوني وتحديات التطبيق‪ ،‬دراسة تحليلية‪ ،‬مجلة األبحاث‬
‫االقتصادية‪ ،‬جامعة البليدة ‪ ،21‬العفرون‪ ،‬الجزائر‪ ،‬مجلد ‪ ،24‬العدد ‪ ،22‬ص ‪.211‬‬

‫‪56‬‬
‫اإلطار المعرفي لإلدارة اإللكترونية والخدمة العمومية‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫عموما يرجع ظهور وانتشار البنوك اإللكترونية إلى عاملين أساسيين‪:‬‬

‫‪-2‬تنامي أهمية ودور الوساطة بفعل تزايد حركة التدفقات النقدية والمالية إما في مجال التجارة أو مجال‬
‫االستثمار‪ ،‬والناتجة عما يسمى بعولمة األسواق‪.‬‬

‫‪-1‬تطور المعلوماتية وتكنولوجيا اإلعالم واالتصال أو ما يعرف "بالصدمة التكنولوجية" والتي كانت في‬
‫كثير من األحيان استجابة للعامل األول‪.‬‬

‫تطور العمل مصرفي اإللكتروني بشكل سريع ليبلغ عدد البنوك التي تعمل عبر شبكة اإلنترنت‬
‫خالل عام ‪ ،2992‬أكثر من مائتي بنك‪ ،‬كمفهوم الخدمات المصرفية والمالية عن بعد‪ ،‬أو البنك المنزلي‪،‬‬
‫أو البنك على الخط‪ ،‬أو الخدمات المالية الذاتية‪ ،‬وكلها تعابير تعني قيام العمالء بإدارة حساباتهم‪،‬‬
‫وانجاز أعمالهم المتصلة بالبنك‪ ،‬من البنك‪ ،‬أو المكتب‪ ،‬أو أي مكان آخر‪ ،‬وفي الوقت والمكان الذي‬
‫يرغب العميل الدخول‪ ،‬من خالل خط خاص‪ ،‬إلى حساباته لدى البنك‪.1‬‬

‫إذن البنوك اإللكترونية هي جميع النشاطات المصرفية التي تقوم بها المصارف أو المؤسسات غير‬
‫المصرفية من خالل األنترنت ابتداءا من مرحلة اإلعالن عن الخدمات المصرفية وحتى التعاقد بشأنها‬
‫وتسييرها‪ ،‬وبذلك فهي بنوك افتراضية تنشئ لها مواقع إلكترونية على اإلنترنت لتقديم نسخ خدمات موقع‬
‫البنك مع سحب ودفع وتحويل دون انتقال العميل إليها‪ ،‬كما وقد عرفت بأنها منافذ إلكترونية تقدم خدمات‬
‫مصرفية متنوعة دون توقف وبدون عمالة بشرية‪ ،‬بينما يشير إليها آخرون بأنها منافذ لتسليم الخدمة‬
‫المصرفية القائمة على الحسابات اآللية ذات مدى متسع زمني‪ ،‬أي خدمات لمدة أربعة وعشرون ‪14‬‬
‫ساعة‪ ،‬ومكانيا‪ ،‬في أماكن منتشرة جغرافيا‪ ،‬ولذا تسمى بالبنوك المنزلية‪.2‬‬

‫‪1‬عامر إبراهيم القندليجي‪ ،‬الحكومة اإللكترونية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.189...186‬‬


‫‪2‬عامر إبراهيم القندليجي‪ ،‬الحكومة اإللكترونية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.190‬‬

‫‪57‬‬
‫اإلطار المعرفي لإلدارة اإللكترونية والخدمة العمومية‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫بالتالي تتميز خدمات البنوك اإللكترونية بالسرعة‪ ،‬قصر المعامالت المصرفية‪ ،‬والمحافظة على‬
‫سرية البيانات الخاصة بالعميل وتعمل هذه البنوك طوال أربعة وعشرون ‪ 14‬ساعة وطوال أيام األسبوع‪،‬‬
‫وتتميز بإنجاز األعمال بدون مساعدة وفي سرية تامة وأمان‪ ،‬حيث يسمح النظام بااليداع والسحب‬
‫النقدي‪ ،‬ونيداع الشيكات‪ ،‬وطلب دفتر الشيكات‪ ،‬وقبول الكروت الدولية‪ ،‬واالستفسار عن رصيد الحساب‪،‬‬
‫وسداد فواتير التليفون‪ ،‬وكشف إيداعات المبالغ الكبيرة بكارت خاص‪ ،‬واالطالع على الحساب من خالل‬
‫األنترنت‪ ،‬وتغيير العمالت األجنبية ورفض العمالت المزيفة وغير الصالحة‪ ،‬وخدمة الهاتف المصرفي‪،‬‬
‫وأخي ار خدمة التحويل اإللكتروني لألموال‪.‬‬

‫تساعد البنوك اإللكترونية في تحقيق العديد من المزايا ومنها‪:‬‬

‫‪-2‬تخفيف التكاليف‪ ،‬نتيجة لعدم الحاجة إلى مباني وفروع وتسهيالت مادية‪ ،‬وتقليل حجم العمالة‪.‬‬

‫‪-1‬تقديم خدمات مستحدثة لم تكن موجودة من قبل‪.‬‬

‫‪-1‬توفير الوقت والجهد‪ ،‬وتجنب االنتظار للحصول على الخدمات‪.‬‬

‫‪-4‬تقديم الخدمات للعمالء بكفاءة عالية‪.1‬‬

‫رابعا‪ .‬التعليم اإل لكتروني‪:‬‬

‫يعد التعليم اإللكتروني من أهم التطبيقات التكنولوجية في مجال التعليم وطرائقه حيث يمكن القول‬
‫أنه يمثل النموذج الجديد الذي يعمل على تغيير الشكل الكامل للتعليم التقليدي بالمؤسسة التعليمية ليهتم‬
‫بالتعليم التعاوني الجديد والتعليم المستمر والتدريب المستمر وتدريب المحترفين في جميع المجاالت‬
‫التعليمية والعلمية‪ ،‬وقد انتشر التعليم اإللكتروني بشكل سريع إلى الحد الذي جعل البعض يتوقع أنه‬
‫سيكون األسلوب األمثل واألكثر انتشا ار للتعليم والتدريب في المستقبل القريب لما له من فوائد ومميزات‬

‫محمود عبد الفتاح رضوان‪ ،‬اإلدارة االلكترونية وتطبيقاتها الوظيفية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.11-15‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪58‬‬
‫اإلطار المعرفي لإلدارة اإللكترونية والخدمة العمومية‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫عديدة تتمثل في أنه يساعد في حل مشكلة االنفجار المعرفي والطلب المتزايد على التعليم‪ ،‬كما أنه‬
‫يساعد في حل مشكلة ازدحام المحاضرات إذا ما استخدم بطريقة التعليم عن بعد والتمكين من تدريب‬
‫العاملين وتأهيلهم دون ترك أعمالهم‪.1‬‬

‫عرفت اليونيسكو ‪ UNESCO 1221‬التعليم اإللكتروني بأنه‪ ":‬عملية اكتساب المعارف والمهارات‬
‫من خالل استخدام تكنولوجيا االتصاالت والمعلومات ‪ ،"ICT‬ويعرف بأنه طريقة للتعليم باستخدام آليات‬
‫االتصال الحديثة من حاسب وشبكاته ووسائطه المتعددة من صورة ورسومات وآليات البحث‪ ،‬ومكتبات‬
‫اإللكترونية‪ ،‬وكذلك بوابات اإلنترنت سواء كان عن بعد أو في الفصل الدراسي‪ ،‬فهو يشير إلى استخدام‬
‫التقنية بمختلف أصنافها في ايصال المعلومة للمتعلم في أقصر زمن وبأقل جهد مبذول‪ ،‬وبأكبر فائدة‬
‫تتحقق‪ ،‬فهو تعليم يستثمر في الزمن ويقلص المسافات‪ ،‬ويختصر المساحات‪ ،‬باستخدام كل ما تتيحه‬
‫التقنية الحديثة‪ ،‬وهو مؤشر على أن التعلم متاح للجميع ويمكن االستعانة ببعض امتيازاته حتى في‬
‫التعليم الحضري‪.2‬‬

‫كما عرفه اتحاد المعلمين األمريكيين في تعريفهم له بأنه نوع من التعليم يتيح أكبر قدر من التفاعل‬
‫اإللكتروني بين المعلم والطالب ويمتد االتصال اإللكتروني ليشمل األشكال اإلذاعية والفيديو والبريد‬
‫اإللكتروني وبصفة أكبر اإلنترنت ويتدرج من التدريب بواسطة ورش العمل إلى برامج البكالوريوس‬
‫والدراسات العليا‪ ،‬كما يمكن المتعلم من التفاعل مع المادة المطلوبة تعلمها بأقل جهد وأكبر فائدة ممكنة‬
‫وذلك من خالل الشبكات اإللكترونية المغلقة داخل الجماعة أو المشتركة بين الجامعات أو على شبكة‬
‫األنترنت مع االستمتاع بخاصية المرونة في الزمان والمكان‪.3‬‬

‫‪1‬عامر‪ ،‬طارق عبد الرؤوف‪ ،‬التعليم اإللكتروني والتعليم االفتراضي‪ ،‬المجموعة العربية للتدريب والنشر‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪ ،‬الطبعة األولى‪-1224 ،‬‬
‫‪ ،1225‬ص ‪.12‬‬
‫‪2‬أحمد بناني‪ ،‬جلول معزوزي‪ ،‬مريم بناني‪ ،‬التعليم اإللكتروني في الجزائر الراهن والمستقبل‪ ،‬مجلة الدراسات في العلوم اإلنسانية واالجتماعية‪ ،‬المجلد‬
‫‪ ،21‬العدد ‪ ،22‬الجزائر‪ ،‬ص ‪.152‬‬
‫‪3‬عامر‪ ،‬طارق عبد الرؤوف‪ ،‬التعليم اإللكتروني والتعليم االفتراضي‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.11‬‬

‫‪59‬‬
‫اإلطار المعرفي لإلدارة اإللكترونية والخدمة العمومية‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫كما أن الدراسة الجامعية عبر األنترنت أصبحت ممكنة في جامعات عديدة‪ ،‬وبلغات مختلفة و‬
‫أمر‬
‫أقسام متنوعة وأصبحت إمكانية التسجيل في الجامعات العالمية والتي كانت حلما لدى البعض‪ ،‬ا‬
‫قابال للتحقيق دون اشتراط العمر أو المكان‪ ،‬حيث تستخدم الجامعات اإلنترنت كوسيلة تعليمية‪ ،‬وتوفر‬
‫من خاللها المقررات والمناهج على الشبكة‪ ،‬ويوفر بعضها الدراسة واالمتحان عبر األنترنت‪ ،‬ويقدم‬
‫البعض اآلخر دورات تعليمية في موضوعات متعددة‪ ،‬كما تتوفر إمكانية التسجيل في الجامعات عبر‬
‫اإلنترنت لدى بعض هذه الجامعات‪ ،‬والمفتوحة أمام الطالب العرب‪.1‬‬

‫لكي ينجح التعليم اإللكتروني ويحقق األهداف المرجوة منه ينبغي توفر عدة عوامل تعمل على‬
‫نجاحه وترسيخه منها‪:‬‬

‫‪ -2‬إدخال مناهج تعليم الحاسب وتكنولوجيا المعلومات واالتصاالت مع شبكة اإلنترنت في جميع‬
‫المراحل التعليمية‪.‬‬

‫‪ -1‬تخفيض تكلفة االشتراك بشبكة اإلنترنت إلى أدنى مستوى نظ ار لدورها الحيوي المتعاظم في حياتنا‬
‫المعاصرة‪.‬‬

‫‪ -1‬ضرورة اتجاه الدول إلى االستثمار في صناعة تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت والبرمجيات‬
‫ووضعه على أرس أولويات االستثمار الملحة والفاعلة مما يساعد على انتشار ثقافة عصر الحاسوب‬
‫والتعامل مع التكنولوجيا الحديثة‪.‬‬

‫‪ -4‬إنشاء وزارات لالتصاالت والمعلومات من شأنها اإلسراع في توفير البنية األساسية الالزمة لتطوير‬
‫تكنولوجيا االتصاالت والمعلومات وزيادة سعة شبكة االتصاالت وهو ما يسهم أيضا في انتشار التعليم‬
‫اإللكتروني الذي يعتمد على تكنولوجيا اتصالية متقدمة‪.‬‬

‫‪1‬عبد الفتاح بيومي‪ ،‬الحكومة اإللكترونية بين الواقع والطموح‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.122‬‬

‫‪60‬‬
‫اإلطار المعرفي لإلدارة اإللكترونية والخدمة العمومية‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫‪ -5‬بناء كوادر من المبرمجين الوطنيين المؤهلين علميا وعمليا والمسلحين بثقافة عربية إسالمية‪.‬‬

‫‪ -1‬اتجاه معظم الدول اآلن إلى تطبيق مفهوم الحكومة اإللكترونية والذي أخذ تطبيقه يتزايد بشدة خالل‬
‫اآلونة األخيرة من شأنه المساهمة في نجاح التعليم اإللكتروني‪.‬‬

‫‪ -2‬إنتاج مقررات دراسية تخضع للمعايير العالمية أكاديميا ونلكترونيا‪.‬‬

‫‪ -2‬تحفيز الطالب على التعلم والقدرة على المشاركة في الحوار والمحاكاة باستخدام التكنولوجيا الحديثة‪.‬‬

‫‪ -9‬توفير البنية األساسية للتكنولوجيا الحديثة المطلوبة للتعليم اإللكتروني‪.‬‬

‫‪ -22‬أن يكون المعلم على دراية باستخدام التكنولوجيا الحديثة وقاد ار على تبسيط مفاهيم المادة العلمية‬
‫وندارة الحوار والنقاش بين الطالب من خالل الفصول االفتراضية وغرف المناقشة والبريد اإللكتروني‬
‫وغيرها‪.1‬‬

‫خامسا‪ .‬التحكيم اإل لكتروني‪:‬‬

‫في ظل انتشار شبكة اإلنترنت والفضاء اإللكتروني الذي فرضته الدول المستضيفة لالستثمار‬
‫كطريق بديل للتفاوض على العقود وابرامها‪ ،‬ارتفع حجم العمليات التجارية بشكل غير مألوف لما وفرته‬
‫التجارة اإللكترونية من أدوات دفعت المتعاقدين إلتباع هذا الطريق الذي صاحبه ‪-‬كنتيجة طبيعية‪-‬‬
‫ارتفاع ملحوظ في معدل الخالفات الناشئة عن تنفيذ هذه العقود‪ ،‬وأمام عجز القضاء عن اللحاق بالطفرة‬
‫اإللكترونية وتوفير وسائل سريعة لفضل المنازعات التجارية اإللكترونية‪ ،‬ولثقة المتنازعين بالتحكيم لفض‬
‫المنازعات سعت مراكز التحكيم لتوفير وسيلة أكثر نجاعة تتالئم مع اآللية التي نجمت عنها الخالفات‬

‫‪1‬عامر‪ ،‬طارق عبد الرؤوف‪ ،‬التعليم اإللكتروني والتعليم االفتراضي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.30‬‬

‫‪61‬‬
‫اإلطار المعرفي لإلدارة اإللكترونية والخدمة العمومية‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫بين المتعاقدين مع المحافظة في ذات الوقت على متطلبات التجارة اإللكترونية فكان نتيجة جهودها‬
‫التحكيم اإللكتروني‪.1‬‬

‫ال يختلف التحكيم اإللكتروني عن نظام ونجراءات التحكيم الدافع أو الدولي إال في طريقته‪ ،‬فكل‬
‫إجراءاته تتم إلكترونيا على شبكة اإلنترنت ابتداءا من ملء النموذج الخاص بالموافقة على التحكيم عبر‬
‫الشبكة‪ ،‬مرو ار بتبادل الرسائل والمستندات اإللكترونية‪ ،‬وتعيين المحكم‪ ،‬وسماع الخبراء والشهود‪ ،‬وأخي ار‬
‫صدور قرار التحكيم‪ ،‬ويقدم التحكيم مميزات غير موجودة في التحكيم التقليدي وتتمثل في أنه ال يلزم‬
‫انتقال األفراد المتخاصمين إلى مكان التحكيم الذي قد يكون بعيدا عن محل إقامتهما‪ ،‬ونفس األمر‬
‫بالنسبة لسماع الشهود والخبراء‪ ،‬كما أن الوصول إلى الحكم في النزاع يكون أسرع وذلك لسهولة وسرعة‬
‫تقديم األوراق والمستندات المطلوبة من خالل البريد اإللكتروني‪ ،‬أو من خالل االتصال المباشر بالخبراء‬
‫على عنوانهم اإللكتروني‪ ،‬أو بتبادل الحديث معهم من خالل شبكة الويب‪ ،‬ومن هنا قامت بعض‬
‫المؤسسات بإنشاء محكمة التحكيم اإللكترونية ‪ Cybertrihunal‬بكندا بجامعة مونتريال‪ ،‬وكذلك المحكمة‬
‫اإللكترونية التابعة للمنظمة العالمية للملكية الفكرية ‪ ،O.M.O.I‬وكذلك في الواليات المتحدة األمريكية‪.2‬‬

‫يشمل نطاق التحكيم اإللكتروني النظم والتقنية المعلوماتية‪ ،‬والحوسبة التطبيقية والمعامالت‬
‫اإللكترونية وما يتصل بها‪ ،‬كما يهدف إلى تنقية وتأمين بيئة العمل اإللكتروني من خالل تسوية أو حل‬
‫المنازعات الناشئة عن عالقة قانونية‪ ،‬سواء كانت عالقة عقدية أو غير عقدية‪ ،‬وسواء كانت في القطاع‬
‫العام أو الخاص أو بينهما‪ ،‬مع م ارعاة إجراءات التحكيم في القطاع العام الواردة في القوانين ونظم‬

‫‪1‬محمد أبو الهيجاء‪ ،‬التحكيم اإللكتروني‪ ،‬الوسائل االلكترونية لفض المنازعات‪ ،‬الوساطة والتوفيق‪ ،‬التحكيم‪ ،‬المفاوضات المباشرة‪ ،‬دار الثقافة للنشر‬
‫والتوزيع‪ ،‬األردن‪ ،1229 ،‬الطبعة األولى‪ ،‬ص ص ‪.42-41‬‬
‫‪2‬محمد أمين الرومي‪ ،‬النظام القانوني للتحكيم اإللكتروني‪ ،‬دار الفكر الجامعي‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،1221 ،‬ص ص ‪.94-91‬‬

‫‪62‬‬
‫اإلطار المعرفي لإلدارة اإللكترونية والخدمة العمومية‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫التحكيم المختلفة‪ ،‬كما أنه يقدم الخدمات االستشارية التي من شأنها منع حدوث المنازعات من أجل‬
‫مجتمع رقمي معافى‪.1‬‬

‫ظهرت بداية بصورة واضحة في عدة مشاريع إلكترونية منها شبكة القضاة اإللكترونية‪ ،‬التي أسست‬
‫عام ‪ 2994‬تتضمن أكثر من ‪ 42‬قاضيا بهدف مكافحة القرصنة وجرائم التشهير وانتهاك حقوق‬
‫المؤلف‪.2‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬عناصر اإلدارة اإللكترونية‪.‬‬

‫إن تطبيق نظام اإلدارة اإللكترونية تتيح لطالب الخدمة أن يتقدم بطلبه عبر الموقع أي من مكانه‬
‫ودون ما الحاجة إلى االنتقال لمقر اإلدارة المعنية والتحول من الموظف التقليدي إلى الموقع الرقمي‪،‬‬
‫لزما أن يتم إحداث تغييرات كثيرة وواسعة تشمل نوعية العاملين واألجهزة المستخدمة وطرق‬
‫وكان ا‬
‫األداء‪ ،‬على أن تتم إعادة تنظيم شاملة للخدمات واألدوات‪ ،‬لما تتميز به اإلدارة اإللكترونية من خصائص‬
‫تميزها عن اإلدارة التقليدية‪ ،‬لذا فقد تناول هذا المطلب من الدراسة األجهزة العلمية المتطورة ونظم‬
‫المعلومات في الفرع األول‪ ،‬ثم شبكة األنترنت باعتبارها الشبكة األصل لكل الشبكات األخرى في الفرع‬
‫الثاني‪ ،‬كما تطرق الفرع الثالث لشبكات االتصاالت الداخلية‪ ،‬في حين شمل الفرع الرابع العنصر البشري‬
‫المؤهل وصناع المعرفة‪ ،‬أما الفرع الخامس فقد تطرق لتشريعات اإلدارة اإللكترونية‪ ،‬لنخم المطلب‬
‫بالمتطلبات اإلدارية واألمنية والمالية لإلدارة اإللكترونية في الفرع السادس‪.‬‬

‫‪1‬سيف الدين إلياس حمدتو‪ ،‬التحكيم اإللكتروني‪ ،‬مجلة العلوم القانونية‪ ،‬العدد ‪ ،1‬جوان (يونيو)‪ ،‬الجزائر‪ ،1222 ،‬ص ‪.51‬‬
‫‪2‬مهند حمد أحمد الجبوري‪ ،‬هلو محمد صالح عبد الصمد‪ ،‬التحكيم التجاري الدولي والقانون الواجب التطبيق –عقود اإلستثمار أنموذجا‪ ،‬مجلة‬
‫الكوفة للعلوم القانونية والسياسية‪ ،‬المجلد ‪ ،22‬العدد ‪ ،1222 ،15‬جامعة الكوفة كلية القانون‪ ،‬العراق‪ ،‬ص ‪.125‬‬

‫‪63‬‬
‫اإلطار المعرفي لإلدارة اإللكترونية والخدمة العمومية‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫الفرع األول‪ :‬األجهزة العلمية المتطورة ونظم المعلومات‪.‬‬

‫ال بد من توفير البنية التحتية والتي يقصد بها الجانب المحسوس في اإلدارة اإللكترونية‪ ،‬من تأمين‬
‫أجهزة الحاسب اآللي‪ ،‬وربط الشبكات الحاسوبية‪ ،‬واألجهزة المرفقة معها‪ ،‬وتأمين وسائل االتصال الحديثة‬
‫هذا من أجل البدء ببرمجة المعامالت الورقية األكثر انتشا ار في جميع األقسام إلى المعامالت‬
‫اإللكترونية‪ ،‬لتقليل الهدر في استخدام الورق‪ ،‬مثال نموذج طلب إجازة يطبق في جميع األقسام بال‬
‫استثناء وغيرها من النماذج‪.1‬‬

‫فمن أجل تطبيق اإلدارة اإللكترونية ال بد من توفير أجهزة علمية متطورة ومكلفة‪ ،‬وقد كثرت وتنوعت‬
‫في السنوات األخيرة األدوات والمنتجات الخاصة بأنظمة تقنية المعلومات واالتصاالت المسموعة والمرئية‬
‫التي يلزم أو يستحسن توافرها إلمكان تطبيق نظام اإلدارة اإللكترونية بنجاح‪.2‬‬

‫أوال‪ .‬أجهزة الحاسوب‪ :‬فتلجأ الكثير من الشركات إلى االستعانة بأجهزة كمبيوتر ذات امكانيات مشابهة‬
‫لتلك األجهزة الخاصة بوحدة خدمة الويب من أجل القيام بعمليات االختبار المختلفة وذلك بهدف توفير‬
‫بيئة اختبار أكثر دقة وفاعلية‪ ،‬ومع هذا يمكن القول إن أجهزة الكمبيوتر التي يتم االستعانة بها للقيام‬
‫بعمليات التطوير يجب أن تكون فعالة بالقدر الكافي لتشغيل البرامج التي تحتاج إليها للقيام بتطوير‬
‫واختبار الموقع‪.3‬‬

‫واآلن في ظل حوسبة الموظفين في نطاق اإلدارة اإللكترونية في نطاق الحكومة أو القطاع الخاص‪،‬‬
‫لسنا بحاجة لمقاعد كافية للموظفين والجمهور‪ ،‬بل في حاجة إلى حواسيب آلية ووسائل اتصال‪ ،‬عن‬
‫طريقها يمكن للموظف العام قضاء األعمال المنوطة به أو المكلف بها‪ ،4‬وهو جهاز الحاسوب وملحقاته‪،‬‬

‫‪1‬صدام الخمايسة‪ ،‬الحكومة اإللكترونية الطريق نحو اإلصالح اإلداري‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.24‬‬
‫‪2‬راغب ماجد الحلو‪ ،‬علم اإلدارة العامة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.414‬‬
‫‪3‬محمد الصيرفي‪ ،‬اإلدارة اإللكترونية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.292-229‬‬
‫‪4‬بيومي حجازي‪ ،‬الحكومة اإللكترونية بين الواقع والطموح‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.11‬‬

‫‪64‬‬
‫اإلطار المعرفي لإلدارة اإللكترونية والخدمة العمومية‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫ونظ ار لتطور برامج الحاسوب والزيادة المستمرة في عدد مستخدمي األجهزة في المؤسسات‪ ،‬فمن األفضل‬
‫للمؤسسة السعي إلى امتالك أحدث ما توصل إليه صانعو العتاد في العالم حتى تتحقق ميزتين أساسيتين‪:‬‬

‫‪-2‬توفير تكاليف التطوير المستمر وتكاليف الصيانة‪.‬‬

‫‪-1‬مالئمة العتاد للتطورات البرمجية‪.1‬‬

‫ويمكن استخدام حاسوب مايكروي ‪ Microcomputer‬أو ما يطلق عليه تسمية حاسوب شخصي‬
‫)‪ (PC‬لالرتباط بالشبكة‪ ،‬ونن حاسوب (‪ )421‬بذاكرة عشوائية ال تقل عن (‪ )GB4‬قد يفي بغرض‬
‫االرتباط باإلنترنت‪ ،‬إال أنه يفضل استخدام حواسيب من طراز بنتيوم )‪ (Pentium‬الحديثة‪ ،‬من الطراز‬
‫األحدث‪ ،‬نظ ار إلمكاناتها وطاقاتها االستيعابية‪ ،‬وسرعة المعالجة‪ ،‬والتعامل مع مختلف أنواع المعلومات‬
‫ذات النصوص واألصوات والرسومات والصور‪ ،‬الثابتة منها أو المتحركة‪.‬‬

‫يلحق بالحاسوب عادة‪ ،‬إضافة إلى الشاشة ولوحة المفاتيح‪ ،‬طابعة لطبع المخرجات والنتائج‬
‫المطلوبة‪ ،‬وكذلك معدات استقبال األصوات‪ ،2‬وهي ما تسمى بملحقات الحاسوب‪.‬‬

‫ولذلك ينظر إلى الحاسوب اآللي‪ ،‬بأنه آلة معالجة البيانات ‪Date processing machine‬‬
‫وتحويلها إلى معلومات حسب برنامج يتم إعداده مسبقا‪ ،‬فالحاسب اآللي حين يستقبل البيانات‪ ،‬يقوم‬
‫بمعالجتها حسب قاعدة البيانات المخزنة عليه‪ ،‬وعملية المراجعة هي ما يطلق عليها معالجة البيانات‬
‫أو التشغيل‪ ،‬وعليه تصدر المعلومة بعد ذلك عن الحاسب اآللي‪.3‬‬

‫ثانيا‪ .‬البرمجيات ‪ :soft ware‬هي المكونات غير المادية للحاسوب‪ ،‬وهي عبارة عن تعليمات منظمة‪،‬‬
‫خطوة بخطوة‪ ،‬تصدر أوامر للمكونات المادية للحاسوب ‪ ،hard ware‬إلنجاز العمليات المختلفة‪،‬‬

‫‪1‬فريد كورتل‪ ،‬تسويق الخدمات‪ ،‬دار كنوز للمعرفة العلمية للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،1229 ،‬ص ص ‪.52-52‬‬
‫‪2‬إبراهيم عامر قندليجي‪ ،‬الحكومة اإللكترونية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.92-92‬‬
‫‪3‬عبد الفتاح بيومي حجازي‪ ،‬الحكومة اإللكترونية بين الواقع والطموح‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.51‬‬

‫‪65‬‬
‫اإلطار المعرفي لإلدارة اإللكترونية والخدمة العمومية‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫وتختار كل إدارة برامج الحاسوب التي تناسبها من بين آالف البرامج الحاسوبية‪ ،‬هذه األخيرة تنقسم إلى‬
‫نوعين رئيسيين هما‪:‬‬

‫‪ .2‬برمجيات نظم التشغيل‪ :‬وهي البرامج التي يتم تحميلها على معظم أجهزة الحاسوب التي يبدأ تشغيلها‬
‫من أجل إدارتها‪ ،‬والمستخدم حاليا ‪.Windows‬‬

‫‪ .1‬البرامج التطبيقية‪ :‬وتنقسم إلى‪:‬‬

‫ا‪-‬برامج عامة‪ :‬وهي البرامج التي يتم تحميلها على معظم أجهزة الحاسوب التي يبدأ تشغيلها ك ( ‪Word,‬‬
‫‪ )Excel; Power Point‬والبريد اإللكتروني وغيرها‪.‬‬

‫ب‪ -‬برامج خاصة‪ :‬وهي مجموعة البرامج التي تعمل على أداء مهام وواجبات معينة وتصمم من قبل‬
‫مبرمجي الحاسوب بإحدى لغات البرمجة وذلك حسب الحاجات الخاصة للمؤسسة‪.1‬‬

‫ثالثا‪ .‬تكنولوجيا المعلومات‪ :‬وفيما يتعلق بتكنولوجيا المعلومات المرتبطة ببنية اإلدارة اإللكترونية نورد‬
‫ما يلي‪:‬‬

‫‪ .2‬تكنولوجيا المضيف( المزود)‪ /‬الزبون ‪ :client/server technology‬تعتبر حوسبة (المزود‪/‬‬


‫الزبون) من أهم التطورات النوعية في عتاد وبرامج الحاسوب ومن بين األدوات الثمينة التي إذا ما‬
‫استخدمت بصورة صحيحة فإنها تساعد على تنفيذ وظائف اإلدارة اإللكترونية بكفاءة وفعالية‪ ،‬وفي‬
‫الحقيقة‪ ،‬فإن كل األنواع الرئيسية لتكنولوجيا شبكات االتصاالت بما في ذلك تكنولوجيا شبكة اإلنترنت‬
‫هي بصورة أو بأخرى تطبيق أو تجسيد لتقنية حوسبة (المزود‪ /‬الزبون)‪ ،‬ويعمل هذا النوع من التكنولوجيا‬
‫بعنصرين أساسيين‪:‬‬

‫‪1‬فريد كورتل‪ ،‬تسويق الخدمات‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.51-52‬‬

‫‪66‬‬
‫اإلطار المعرفي لإلدارة اإللكترونية والخدمة العمومية‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫ا‪-‬حاسوب المزود أو الخادم الذي يقوم بتجهيز الخدمة المعلوماتية المطلوبة إلى الزبون‪ ،‬وحاسب الزبون‬
‫الذي يطلب الخدمة المعلوماتية أيا كان نوعها من المزود وبمساعدة برنامج خاص من خالل شبكة‬
‫االتصال أو على األقل قناة اتصال‪.‬‬

‫ب‪-‬يستخدم لتسهيل دخول العميل إلى المعلومات الخاصة بحاسبه المصرفي من حاسوب المنزل أو‬
‫طلب أي خدمة مالية أو مصرفية يحتاج إليها‪.‬‬

‫‪ .6‬تكنولوجيا حوسبة المستفيد النهائي‪ :‬هي تشير إلى الحالة التي يستطيع منها المستفيد النهائي من‬
‫المشاركة الفعالة في تطوير نظم المعلومات واستخدام تطبيقاتها‪ ،1‬وقد بدأت هذه التكنولوجيا في نهاية‬
‫السبعينات واستمرت بالنمو في الثمانينات والتسعينات باعتبارها مدخال متمان ار عن المداخل التقليدية‬
‫سواء في تطوير النظم‪ ،‬أو في استثمار مواردها بصورة كفؤة وفعالة‪ ،2‬وقد ساهمت بصورة فعالة في‬
‫تخفيض التكاليف لتشغيلية والمصاريف اإلدارية في المنظمات الحديثة‪.‬‬

‫‪ .1‬تكنولوجيا ال مركزية الحوسبة والمشاركة بالمعلومات‪ :‬فالمعلومات في األعمال الجديدة خاصة اقتصاد‬
‫اإلدارة اإللكترونية لم تعد حلقة مغلقة وذات بعد واحد‪ ،‬وانما هي قيمة متعددة ترتبط بالمنافسة وندارة‬
‫المعرفة‪ ،‬فضال عن ذلك‪ ،‬فإن المعلومات نفسها لم تعد ترتبط بمكان ثابت للعمل أو بوظيفة ونشاط‬
‫مخطط ومحدد التفاصيل إلى حد ما وننما أصبحت موردا تتدفق في كل مكان‪ ،‬هذا التغيير النوعي في‬
‫وظيفة ومجال تأثير المعلومات لم يظهر فجأة بطبيعة الحال فلقد كانت المعلومات في المنظومة معزولة‬
‫في عقد السبعينات وحتى بداية عقد الثمانينات من القرن الماضي فقد كان حاسوب مركزي يعالج كل‬
‫مهام تشغيل البيانات لذلك أطلق على هذه المرحلة اسم مرحلة الحوسبة المركزية والمعلومات المعزولة‬
‫‪.centralized computing and Isolated Information‬‬

‫‪1‬محمد سمير‪ ،‬اإلدارة اإللكترونية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.114...112‬‬


‫‪2‬‬
‫‪Banjamin Roberti, And Levinson Eliot Aframe Work For managing It-Enabled change,1993, solan management‬‬
‫‪Review, V34 N4, p23:‬‬

‫‪67‬‬
‫اإلطار المعرفي لإلدارة اإللكترونية والخدمة العمومية‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫في المرحلة الثانية التي تدعى الحوسبة الالمركزية والمعلومات المعزولة كانت تقنيات الحوسبة غير‬
‫مركزية لبيئات أعمال معينة‪ ،‬إال أن كل وحدة أو مجال وظيفي ظل محتفظا بمعلوماته الخاصة به‪ ،‬لكن‬
‫في المرحلة الثالثة نجد أن االتجاه يتعزم نحو بناء نظم تقوم على المركزية الحوسبة مع المشاركة البينية‬
‫بالمعلومات حيث نجد أن تقنيات الحوسبة غير مركزية في مختلف المجاالت أو الوحدات ولكن كل‬
‫‪1‬‬
‫المعلومات الخاصة بالمنظمة يتم تجميعها في قاعدة بيانات‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬شبكة األ نترنت‪.‬‬

‫هي شبكة معلوماتية عالمية تضم مجموعة من الشبكات المنتشرة في جميع أنحاء العالم‪ ،‬وتعد هذه‬
‫الشبكة هي العصب الرئيسي ومحور االرتكاز الذي تنهض عليه وتتمحور حوله البنية األساسية لإلدارة‬
‫اإللكترونية‪ ،2‬فعن طريق اإلنترنت يمكن لكل صاحب شأن إنجاز معاملته‪ ،‬سواء من خارج اإلدارة كما‬
‫في حالة سداد الرسوم والمستحقات‪ ،‬أم من داخلها باالتصال باإلدارات األخرى والربط بينهما من خالل‬
‫الشبكة الدولية‪.3‬‬

‫ظهرة النواة األولى لفكرة شبكة األنترنت في أواخر الستينات من القرن الماضي وبالتحديد عام ‪2919‬‬
‫عندما طلبت وزارة الدفاع األمريكية (البنتاجون) من خبراء الكمبيوتر إيجاد أفضل طريقة لالتصال بعدد‬
‫غير محدود من أجهزة الكمبيوتر دون االعتماد على كمبيوتر واحد ينظم حركة السير‪ ،‬وكان الدافع هو‬
‫الخوف من أن االعتماد على شبكة تدار مركزيا سيكون هدفا سهال لهجوم نووي مباغت يقضي عليها‪،‬‬

‫‪1‬محمد سمير‪ ،‬اإلدارة اإللكترونية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.228‬‬


‫‪2‬خالد ممدوح إبراهيم‪ ،‬أمن الحكومة اإللكترونية‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪ ،1222 ،‬ص ‪.11‬‬
‫‪3‬محمد سمير‪ ،‬اإلدارة اإللكترونية‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.112‬‬

‫‪68‬‬
‫اإلطار المعرفي لإلدارة اإللكترونية والخدمة العمومية‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫ولذلك عمل البنتاجون على البحث عن تكنولوجيا جديدة لالتصاالت فقام بتمويل ونعداد شبكة تعد من‬
‫أهم شبكات الكمبيوتر‪.1‬‬

‫كانت األ نترنت تستخدم في البداية لألغراض البحثية العلمية فقط ثم نتيجة التطور الهائل فيها‬
‫تطورت العديد من الخدمات وأصبح باإلمكان االستفادة منها كالبريد اإللكتروني والشبكة العنكبوتية‬
‫العالمية ‪ world wide web‬والتي يرمز لها بالرمز ‪ WWW‬أو ‪ W3‬ويطلق عليها اختصار الوب‬
‫والمجموعات اإلخبارية ونقل الملفات واالتصاالت عبر اإلنترنت وغيرها‪ ،‬ومن منطلق أن شبكة األنترنت‬
‫أصبحت أكبر مزود للمعلومات في العالم في الوقت الحاضر‪ ،‬وهي تسمى شبكة الشبكات‪ ،‬تضم عددا‬
‫كبي ار من شبكات المعلومات المحوسبة في مختلف بقاع ومناطق المعمورة‪ ،2‬فاصطالح اإلنترنت هو‬
‫اختصار لكلمتين إنجليزيتين‪ ،‬األولى ‪ International‬والثانية ‪ Network‬وبالتالي فإن اصطالح‬
‫‪ Internet‬يقصد به شبكة االتصاالت الدولية‪ ،‬فهي إذن مجموعة شبكات وأجهزة الحاسب اإللكتروني‬
‫التي تتواجد في مختلف دول العالم والتي تتصل ببعضها ويجمع بينها أنظمة االتصاالت اإللكترونية‬
‫التي تستخدم لنقل البيانات أو ما يدعى بنظام ‪(Transmission control Internet TCP/IP‬‬
‫)‪ Protocol‬أي نظام نقل المعلومات‪.3‬‬

‫تعتبر شبكة اإلنترنت أول مؤسسة عالمية ال تملكها أي حكومة‪ ،‬فملكية اإلنترنت بذلك مقسمة بين‬
‫الدول والحكومات والجامعات والشركات والمؤسسات أما من يملك الخدمات الرئيسية لإلنترنت فهو مقدم‬
‫خدمة اإلنترنت (‪ Internet server Provider )ISP‬وتقع عليه مسؤولية قانونية سواء تقصيرية أو‬
‫تعاقدية‪ ،4‬كما غيرت شبكة اإلنترنت قواعد العمل في عالم األعمال‪ ،‬لكنها مكنت قبل كل شيء من‬

‫‪1‬خالد ممدوح إبراهيم‪ ،‬التقاضي اإللكتروني‪ ،‬الدعوة اإللكترونية ونجراءاتها أمام المحاكم‪ ،‬دار الفكر الجامعي‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬الطبعة األولى‪،1222 ،‬‬
‫ص ص ‪.55-54‬‬
‫‪2‬إبراهيم قندليجي‪ ،‬الحكومة اإللكترونية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.92‬‬
‫‪3‬خالد ممدوح ابراهيم‪ ،‬التقاضي اإللكتروني‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص ص ‪.52-52‬‬
‫‪4‬‬
‫‪Ejan Mackaay; Daniel Ppulin And Pierre Trudel; The Electronic Super Highway; The Shape of Technology and‬‬
‫‪Law to come; Klwuer Law International; Edition 1995; P15.‬‬

‫‪69‬‬
‫اإلطار المعرفي لإلدارة اإللكترونية والخدمة العمومية‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫استثمار الفرص المتاحة في بيئة تكنولوجيا المعلومات فلشبكة اإلنترنت والويب أهمية كبرى في بناء‬
‫عالم اإلدارة اإللكترونية في ظل االقتصاد الرقمي الجديد العتبارات مهمة نذكر منها على سبيل المثال‬
‫ال الحصر ما يلي‪:‬‬

‫‪-2‬شبكة األنترنت هي أم كل شبكات االتصال األخرى‪.‬‬

‫‪-1‬تعتبر شبكة األنترنت الفضاء الرقمي لإلدارة اإللكترونية وهي أيضا قاعدة االنطالق التقنية لها‬
‫‪ technical platform‬وألنشطة األعمال اإللكترونية والتجارة اإللكترونية‪.‬‬

‫‪-1‬شبكه اإلنترنت وسيلة اإلدارة اإللكترونية لبناء المنظمة الشبكية في االقتصاد الشبكي‪.‬‬

‫‪-4‬شبكه اإلنترنت هي أيضا وسيلة اإلدارة اإللكترونية للولوج إلى السوق الكوني واالندماج في أنشطة‬
‫األعمال الكونية لتلبية احتياجات الزبائن والمستفيدين في كل زمان ومكان‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪-5‬وأخي ار تعتبر شبكة األنترنت أساس خيارات تطوير تكنولوجيا االتصاالت والشبكات‪.‬‬

‫أما التأثيرات األساسية لألنترنت فهي‪:‬‬

‫‪-2‬إن اإلنترنت بمكوناتها وخصائصها األساسية أصبحت تقدم وفرة غزيرة بالمعلومات للمنظمات بدال‬
‫من الندرة الكبيرة للمعلومات في المنظمات التقليدية‪.2‬‬

‫‪-1‬إن اإلنترنت توفر إمكانية عظيمة لالتصاالت الشبكية وتبادل المعلومات اإللكترونية هنا وفي كل‬
‫مكان‪ ،‬بما يجعل المنظمة في كل مستوياتها التنظيمية ال تتجاوز فقط نقص وضعف االتصاالت وبطئها‬
‫التي تعاني منها جميع المنظمات التقليدية وننما أيضا تحقق اإلفراط في االتصاالت داخل الشركة‬
‫وخارجها‪.‬‬

‫‪1‬محمد سمير‪ ،‬اإلدارة اإللكترونية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.112‬‬


‫‪2‬‬
‫‪Robert C.Nickerson, Business and information systems, prentice Hall, New Jersey, 2001, p 224.‬‬

‫‪70‬‬
‫اإلطار المعرفي لإلدارة اإللكترونية والخدمة العمومية‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫‪-1‬إن اإلنترنت تعمل بالنقرات التي تنتقل بسرعة انتقال التيار الكهربائي عبر األقمار الصناعية فيما‬
‫يقرب من سرعة الضوء وهذه السرعة أصبحت تسهم في األعمال اإللكترونية ليس فقط في عمل‬
‫الصفقات وننما أيضا في العمل التنظيمي كله المرتبط باألعمال والصفقات‪.‬‬

‫‪-4‬إن اإلنترنت هو التكنولوجيا األكثر عولمة من كل التكنولوجيات أخرى وهذا ما يعطي المنافسة بعدا‬
‫‪1‬‬
‫عالميا غير مسبوق‪.‬‬

‫تدار اإلنترنت عن طريق عدة هيئات‪ ،‬ففي المستويات األعلى يوجد عدد من الهيئات التنظيمية‬
‫المسؤولة عن تكنولوجيا وهندسة اإلنترنت مثل مؤسسة بناء اإلنترنت وهي تتضمن فريق العمل الخاص‬
‫بهندستها والذي يتكون من مصممي ومشغلي الشبكة‪ ،‬والبائعين والباحثين والمهتمين بتطوير شبكة‬
‫اإلنترنت‪ ،‬كما يوجد أيضا شركة اإلنترنت المكلفة بتسجيل أسماء النطاق باألسماء واألرقام ‪ICANN‬‬
‫وهي شركات ال تهدف إلى الربح ومهمتها تحديد نطاق إدارة أسماء مالك مواقع اإلنترنت‪ ،‬كما يوجد‬
‫اتحاد شبكة اإلنترنت ومقره في "جنيف" سويس ار وهو عبارة عن اتحاد دولي أنشئ من أجل تنمية‬
‫المعاهدات الدولية من أجل تطوير شبكة اإلنترنت‪ ،‬وهذه الهيئات تتعاون فيما بينها من أجل إدارة الشبكة‬
‫العالمية‪.2‬‬

‫في ضوء االستخدام المكثف والمزدحم لإلنترنت‪ ،‬وبالتعاون بين عدد من الجامعات‪ ،‬وبواسطة‬
‫الشركات والمؤسسات التجارية‪ ،‬فقد تحولت اإلنترنت إلى الهيئة التي نعرفها عليها اليوم‪ ،‬من خدمات –‬
‫فمنذ عام ‪ 2992‬كان المجتمع األكاديمي األمريكي واألوروبي‪ ،‬قد وصل إلى قناعات أنه البد من إجراء‬
‫تغييرات وتحوالت مهمة وفعالة في بنيتها وهو ما تم االتفاق على تسميته اإلنترنت ‪.Internet 23‬‬

‫‪1‬محمد سمير‪ ،‬اإلدارة اإللكترونية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.159‬‬


‫‪2‬خالد ممدوح إبراهيم‪ ،‬التقاضي اإللكتروني‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.14‬‬
‫‪3‬إبراهيم قندليجي‪ ،‬الحكومة اإللكترونية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.225‬‬

‫‪71‬‬
‫اإلطار المعرفي لإلدارة اإللكترونية والخدمة العمومية‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬شبكات االتصاالت الداخلية‪.‬‬

‫لقد غيرت أم الشبكات قواعد لعبة األعمال ألنها مكنت قبل كل شيء من استثمار الفرص المتاحة‬
‫في بيئة تكنولوجيا المعلومات‪ ،‬وشبكة المعلومات المحوسبة هي عبارة عن مجموعة أو مجاميع من‬
‫الحواسيب‪ ،‬مختلفة األحجام واألنواع‪ ،‬إبتداءا من الحواسيب الصغيرة المحمولة واألي باد والحواسيب‬
‫واألجهزة المحمولة والمتنقلة األخرى‪ ،‬إلى الطرفيات‪ ،‬أو المحطات الطرفية ونلى الحواسيب الشخصية‪،‬‬
‫ونلى الحواسيب المتوسطة‪ ،‬ومحطات العمل‪ ،‬والحواسيب الكبيرة الواسعة وال يزال الباب مفتوحا‬
‫لالختراعات والتسميات الجديدة والمستحدثة في هذا المجال وتكون هذه الحواسيب المستخدمة وبكل‬
‫أنواعها مرتبطة مع بعضها بوسائط وروابط اتصاالت‪ ،‬كاأللياف الضوئية‪ ،‬والكوابل‪ ،‬واألسالك المبرومة‬
‫وغيرها من وسائل االتصال‪ ،‬فضال عن أجهزة ومعدات ملحقة أخرى‪ ،‬كالمكررات‪ ،‬وأجهزة التقوية‪،‬‬
‫ومجمعات التوصيل‪ ،‬ومسارات الربط‪ ،‬والجسور‪ ،‬وغيرها من المتطلبات والمسميات‪ ،‬التي تحتاجها شبكة‬
‫المعلومات‪ ،‬المحلية‪ ،‬واإلقليمية‪ ،‬والمتباعدة‪.‬‬

‫شبكات المعلومات‪ ،‬مختلفة األنواع واألحجام يمكن أن تكون واحدة من أنواع ثالثة هي‪ :‬شبكات‬
‫محلية‪ ،‬أو شبكات متوسطة‪ ،‬يسميها البعض بالقطرية‪ ،‬أو أن تكون شبكة واسعة تسمى وان‪ ،‬والتي هي‬
‫شبكة إنترنت عمالقة معنية بذلك‪ ،‬ويرمز لها على التوالي‪:‬‬

‫‪1)Local Area Network/ LAN‬‬

‫‪2)Medium Area Network/ MAN‬‬

‫‪3)Wide Area Network/ WAN1‬‬

‫‪1‬عامر إبراهيم قندليجي‪ ،‬الحكومة اإللكترونية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.22‬‬

‫‪72‬‬
‫اإلطار المعرفي لإلدارة اإللكترونية والخدمة العمومية‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫أوال‪ .‬شبكة االتصاالت المحلية‪LAN :‬‬

‫هي شبكة اتصاالت تربط مجموعة من الحواسيب ببعضها البعض في مجال جغرافي محدود كأن‬
‫يكون مبنى لمؤسسة أو طابقا رئيسيا فيها‪ ،‬وذلك بما يتيح لهذه الحواسيب تشارك موارد الشبكة من‬
‫مكونات مادية وبرمجيات وتبادل البيانات والمعلومات‪ ،1‬أي تربط مجاالتها الوظيفية الرئيسية بما تسمح‬
‫بتبادل البيانات والمعلومات‪ ،‬ومعالجتها وتخزينها وطلب التقارير في أي وقت‪.‬‬

‫أما عن اإلدارة اإللكترونية وخاصة استراتيجية تطويرها على مستوى المنظمة فإن لشبكة االتصال‬
‫المحلي أهمية تقنية بالغة التأثير‪ ،‬ذلك ألن هذه الشبكة بخاصة هي منطلق لنسج االتصاالت في الداخل‬
‫أوال قبل الشروع في بناء وصالتها مع األطراف المستفيدة أو المؤثرة في الخارج‪ ،‬وتتكون الشبكة ‪LAN‬‬
‫من ثالثة مكونات أساسية هي‪:‬‬

‫‪-2‬برامج الشبكة ‪LAN sft ware‬‬

‫‪-1‬عتاد الشبكة ونمط التركيب ‪LAN hardware‬‬

‫‪-1‬بروتوكوالت الرقابة على وسائل اإلدخال‪. LAN protocol‬‬

‫كما توجد عدة أنماط للشبكة وعدة مجهزين أيضا نذكر منهم مثال‪Novell – Micro soft-IBM :‬‬
‫‪ ،Apple‬وغيرهم ممن يقومون بتجهيز البرامج الشبكية‪.2‬‬

‫ثانيا‪ .‬شبكة االتصاالت ‪:Intranet‬‬

‫هي شبكة حاسبات مقصورة على مؤسسة ما‪ ،‬ولكنها تستخدم نفس أسلوب عمل اإلنترنت وغير‬
‫متصلة ب ه (مثل شبكة حاسبات لشركة ما لها فروع في عدة دول متصلة ببعضها وغير متصلة‬

‫‪1‬فريد كورتل‪ ،‬تسويق الخدمات‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.51‬‬


‫‪2‬محمد سمير‪ ،‬اإلدارة اإللكترونية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.111‬‬

‫‪73‬‬
‫اإلطار المعرفي لإلدارة اإللكترونية والخدمة العمومية‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫باإلنترنت)‪ ،‬معنى ذلك أن تسمية األنترانت تطلق على التطبيق العلمي الستخدام تقنيات اإلنترنت‬
‫والويب‪ ،‬في الشبكة الداخلية للمؤسسة أو الشركة‪-‬أو الجهة الحكومية‪-‬بغرض رفع كفاءة العمل اإلداري‬
‫وتحسين آليات مشاركة الموارد والمعلومات واالستفادة من تقنيات الحواسب المشتركة‪.‬‬

‫كما تقدم شبكة اإلنترانت خدمة الدخول إلى شبكة اإلنترنت مع منع العكس‪-‬أي ال يمكن لغير‬
‫المسجلين في شبكة اإلنترانت الدخول إليها عن طريق اإلنترنت‪ ،‬وبذلك تؤمن اإلنترانت ما يطلق عليه‬
‫–جدار النار‪-‬حول محتوياتها مع المحافظة على حق وصول العاملين إليها للوصول إلى مصادر‬
‫المعلومات الخارجية على اإلنترنت‪.1‬‬

‫أي أن هذه الشبكة تقدم نظام البريد اإللكتروني العالمي والوصول عن بعد وأدوات التشارك الجماعي‬
‫وأنظمة تقاسم برمجيات التطبيق‪ ،‬بما يمكن الشركة من أن تعمل كوحدة واحدة بشكل أفضل‪ ،‬وهناك‬
‫مزايا عديدة للشبكة الداخلية أهمها‪:‬‬

‫‪-2‬إغناء بيئة المعلومات في الشركة التي يتم تقاسمها بشكل فوري واالستجابة الفورية لها من قبل جميع‬
‫وظائف وأقسام الشركة والعاملين فيها‪،‬‬

‫‪-1‬خفض تكلفة توزيع المعلومات‪،‬‬

‫‪-1‬استخدام الشبكة الداخلية في تكوين الفرق االفتراضية )‪،(virtual teams‬‬

‫‪-4‬عقد المؤتمرات االفتراضية بين العاملين في الشركة مهما كانت مواقع انتشارهم الجغرافية ولعل األهم‬
‫هو أن الدراسات الكثيرة كشفت أن العائد على االستثمار (‪ )ROI‬لهذه الشبكات في الشركات عالي‬
‫جدا‪.2‬‬

‫‪1‬محمد الصيرفي‪ ،‬اإلدارة اإللكترونية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.229‬‬


‫‪2‬نجم عبود نجم‪ ،‬اإلدارة اإللكترونية‪ ،‬االستراتيجية والوظائف والمشكالت‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.41-41‬‬

‫‪74‬‬
‫اإلطار المعرفي لإلدارة اإللكترونية والخدمة العمومية‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫على الرغم من ذلك‪ ،‬فثمة حاجة ملحة لوضع استراتيجيات بناء وتطوير شبكة اإلنترانت‪ ،‬ونن هذه‬
‫االستراتيجيات يجب أن تأخذ بالنظر االعتبار للعوامل المهمة التالية‪:‬‬

‫‪ -2‬أن تتضمن شبكة اإلنترانت تطبيقات أعمال واسعة وسهلة االستعمال وأن تساعد في تبسيط عمل‬
‫وحياة العاملين في المنظمة‪.‬‬

‫‪ -1‬حماية شبكة اإلنترانت مسألة حيوية للغاية‪ ،‬فما قيمة هذه الشبكة إذا كانت مواردها من البيانات أو‬
‫المعلومات معرضة لمخاطر الخسارة‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪-1‬العمل على تحقيق التكامل بين قواعد البيانات وتطبيقات اإلنترانت‪.‬‬

‫‪-4‬االستثمار في قدرات الشبكة الممتازة ‪ Invest in Excelent Network capacities‬البد من‬


‫استثمار كل القدرات االستثنائية الممتازة لشبكة اإلنترانت لمقابلة تكاليف االستثمار العالية‪ ،‬وهذا ال‬
‫يحصل بالطبع إال إذا توافرت البنية التقنية التحتية الجيدة لالتصاالت‪.‬‬

‫‪-5‬تحفيز العاملين على استخدام شبكة اإلنترانت ‪،motivate Empoyees to use the intranet‬‬
‫فتطوير وتطبيق اإلنترانت في المنظمة يعني إجراء تغيير جذري في طريقة تنفيذ أنشطة األعمال‪ ،‬وتغيير‬
‫مضاعف في أسلوب العمل المنتج من قبل العاملين في المنظمة‪.2‬‬

‫ثالثا‪ .‬شبكة االتصاالت إكسترانت‪Extranet :‬‬

‫تعرف بأنها الشبكة المكونة من مجموعة شبكات إنترانت ترتبط بعضها ببعض عن طريق اإلنترنت‬
‫وتحافظ على خصوصية كل شبكة –إنترانت‪-‬مع منح أحقية الشراكة على بعض الخدمات والملفات فيما‬
‫بينها‪ ،‬أي أن شبكة ‪-‬اإلكسترانت‪-‬هي شبكة حاسبات مقصورة على مؤسسة أو و ازرة ما‪ ،‬ولكن تستخدم‬

‫‪1‬تمثل قواعد البيانات القلب النابض لشبكة اإلنترانت‪ ،‬كما أن البيانات والمعلومات التي يقوم العاملون بإدخالها في شبكة اإلنترانت تأتي من قواعد‬
‫البيانات‪ ،‬ثم تعود المعلومات ثانية إلى قواعد البيانات‪.‬‬
‫‪2‬محمد سمير‪ ،‬اإلدارة اإللكترونية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.111-115‬‬

‫‪75‬‬
‫اإلطار المعرفي لإلدارة اإللكترونية والخدمة العمومية‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫نفس أسلوب عمل –اإلنترانت‪-‬مع وجود وحدة حماية تسمى –الجدران النارية‪-‬التي تحمي الشبكة من‬
‫القراصنة والمتسللين على الشبكات‪ ،‬ويمكن وجود تطبيقات شبكات اإلكسترانت في المجاالت التالية‪:‬‬

‫‪-2‬نظام تدريب وتعليم العمالء‪.‬‬

‫‪-1‬نظام التشارك على قواعد البيانات بين الجامعات ومراكز البحوث التابعة لحكومة ما أو إدارة معينة‪.‬‬

‫‪-1‬شبكات مؤسسات الخدمات المالية والمصرفية‪.‬‬

‫‪-4‬نظم إدارة شؤون الموظفين والموارد للشركات العالمية المتعددة المراكز والفروع‪.1‬‬

‫الشبكة ‪ Extranet‬هي شبكة المؤسسة الخاصة التي تصمم لتلبية حاجات الناس من المعلومات‬
‫ومتطلبات المنظمات األخرى الموجودة في بيئة األعمال‪ ،‬تستخدم في شبكة اإلكسترانت تقنيات الحماية‬
‫ويتطلب الدخول إليها استخدام كلمة المرور ‪ ،pass word‬ألن الشبكة غير موجهة إلى الجمهور العام‬
‫كما هو الحال في شبكة اإلنترانت‪ ،2‬وهي تمكن الزبائن والموردين من تقاسم قواعد ومستودعات بيانات‬
‫الشركة من أجل المساهمة في تطوير أعمالها‪ ،‬بنفس القدر الذي تستخدم الشركة صالتها الخارجية‬
‫لتطوير عالقات تعاقدية على أجزاء و مكونات تدخل في صناعة منتوجاتها ما يجعل الكثير من قدراتها‬
‫الجوهرية أو المهمة خارجها ولكن شبكتها الخارجية تساعد على تحويلها إلى قدرات داخلية‪.3‬‬

‫إذا تستند شبكة االتصاالت‪ Extranet‬إلى تقنيات اإلنترنت وتتوجه إلى المستفيدين في البيئة‬
‫الخارجية ولكن ضمن نطاق محدود بنوع العالقة التي تريدها الشركة‪ ،‬يمكن القول‪ ،‬إن شبكة ‪Extranet‬‬

‫‪1‬محمد الصيرفي‪ ،‬اإلدارة اإللكترونية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.212‬‬


‫‪2‬محمد سمير أحمد‪ ،‬اإلدارة اإللكترونية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.112‬‬
‫‪3‬نجم عبود نجم‪ ،‬اإلدارة اإللكترونية‪ ،‬االستراتيجية والوظائف والمشكالت‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.45‬‬

‫‪76‬‬
‫اإلطار المعرفي لإلدارة اإللكترونية والخدمة العمومية‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫هي شبيهة إلى حد ما بنظام التبادل اإللكتروني للبيانات باعتبار أن كال منهما يؤسس جسور اتصاالت‬
‫مع المجتمع الخارجي‪.1‬‬

‫من األمثلة على استخدام شبكة اإلكسترانت شبكة سنغافورة للتجارة التي تدير أنشطة العمليات في‬
‫أحد أكبر موانئ العالم من خالل ربط شركات الشحن‪ ،‬المصارف‪ ،‬المستفيدون واألجهزة الحكومية‬
‫(سلطات الجمارك والهجرة مثال) هذه الشبكة كلفت الحكومة أكثر من ‪ 52‬مليون دوالر إال أنها مكنت‬
‫من إتمام عملية الشحن ألي مستفيد في الميناء بحدود عشر دقائق في حين كانت الشحنة تحتاج إلى‬
‫ما بين يومين إلى أربعة أيام من اإلجراءات الخاصة بالشحن‪ ،2‬إذا فإن الشركات الدولية‪ ،‬المتعددة‬
‫الجنسيات والكونية تحتاج إلى شبكات متعددة المستويات ومتنوعة القد ارت تحتاج ببساطة إلى شبكات‬
‫اتصاالت إلكترونية لكي تستطيع البقاء في مجال أعمالها وأنشطتها الرئيسية وهذه الحاجة توضح أسباب‬
‫النمو المتسارع في سوق الشبكات العالمية الذي ينمو بأرقام فلكية‪.3‬‬

‫الفرع الرابع‪ :‬العنصر البشري المؤهل وصناع المعرفة‪.‬‬

‫الموظف هو العنصر األساسي للتحول إلى اإلدارة اإللكترونية‪ ،‬لذا البد من تدريب وتأهيل الموظفين‬
‫كي ينجزوا األعمال عبر الوسائل اإللكترونية المتوفرة‪ ،‬وهذا يتطلب عقد دورات تدريبية للموظفين أو‬
‫تأهيلهم وهم على أرس العمل‪ ،‬وهناك نوعان من الكوادر البشرية‪ ،‬اإلداريين الواجب تكوينهم للعمل‬
‫اإلداري اإللكتروني والمبرمجين والتقنيين أو ما يطلق عليهم صناع المعرفة‪ ،‬وهم‪:‬‬

‫أوال‪ .‬العنصر البشري المؤهل‪ :‬يحتاج تطبيق نظام اإلدارة اإللكترونية بنجاح إلى إعداد الكوادر البشرية‬
‫المؤهلة والمدربة على العمل في هذا المجال وهذا يقضي من اإلدارات المختلفة ادخال التغيير والتطوير‬

‫‪1‬محمد سمير‪ ،‬اإلدارة اإللكترونية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.112‬‬


‫‪2‬‬
‫‪Schul theis robert and summer mary, op –cit, p71.‬‬
‫‪3‬محمد سمير‪ ،‬اإلدارة اإللكترونية‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.112‬‬

‫‪77‬‬
‫اإلطار المعرفي لإلدارة اإللكترونية والخدمة العمومية‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫على العنصر البشري العامل بها حتى يتمكن من إدارة المشروع بشكل فعال‪ ،‬ويالحظ أن نظام اإلدارة‬
‫اإللكترونية وما ينطوي عليه من تقنية المعلومات الجديدة كثي ار ما يرهب أولئك الذين ال علم لهم به ولم‬
‫يألفوه‪.1‬‬

‫إذا فعملية التحول تعني تبسيط اإلجراءات اإلدارية واالعتماد على عدد أقل من العاملين وتحقيق‬
‫الالمركزية اإلدارية‪ ،‬ولذلك يرى الخبراء والمختصون أن تنمية الموارد البشرية ألجل التحول إلى اإلدارة‬
‫اإللكترونية تعود على هذه األخيرة بمجموعة من الفوائد هي‪:‬‬

‫‪-2‬تقليل مصروفات السفر واالنتقال بالنسبة للمتدربين‪.‬‬

‫‪-1‬تقليل أوقات الغياب عن العمل‪.‬‬

‫‪-1‬تنميه مهارات استعمال وسائل التكنولوجيا الحديثة‪.‬‬

‫‪-4‬ايجاد بيئة مناسبة لتنمية ‪-‬العمالة المعلوماتية‪.-‬‬

‫‪-5‬تحقيق ذاتية التدريب وتعلم المهارات المطلوبة‪.‬‬

‫‪-1‬تدريب عدد غير محدود من العاملين‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫‪-2‬سهولة ويسر نشر الثقافة المعلوماتية‪.‬‬

‫ال شك في أهمية دور القيادة كعنصر أساسي يتولى المبادرة لتحويل اإلدارة التقليدية إلى اإلدارة‬
‫اإللكترونية تتمكن من تغيير نمط تقديم الخدمات المرفقية إلى المواطنين‪ ،‬وليس من الالزم أن تكون‬
‫هذه القيادة هي القيادة الرسمية المضطلعة بدور الرئاسة السياسية أو اإلدارية في الدولة‪ ،‬وننما المهم أن‬

‫‪1‬ماجد راغب الحلو‪ ،‬علم اإلدارة العامة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.414-411‬‬
‫‪2‬بيومي حجازي‪ ،‬الحكومة اإللكترونية بين الواقع والطموح‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.111-112‬‬

‫‪78‬‬
‫اإلطار المعرفي لإلدارة اإللكترونية والخدمة العمومية‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫تتمكن هذه القيادة من اقناع اآلخرين وجعلهم يشتركون معها في السعي إلى تحقيق نظام اإلدارة‬
‫اإللكترونية الجديد‪.1‬‬

‫يترتب على ذلك ويرتبط به‪ ،‬وجود فريق عمل متكامل مؤهل‪ ،‬تتوافر فيه سمات ونمكانيات خاصة‪،‬‬
‫فضال عن توافر الشروط العامة للتعيين في الوظائف العامة‪ ،‬كأن يشترط توافر الخبرة المعلوماتية‪ ،‬بأن‬
‫يكون متخصصا في علوم الحاسب اآللي‪ ،‬فشرط الخبرة المعلوماتية ضروري في موظفي اإلدارة‬
‫اإللكترونية‪ ،‬وهذا يعني القدرة الكاملة على التعامل مع أجهزة االتصاالت وأنظمة الحاسب اآللي المختلفة‪،‬‬
‫وأن يكون له القدرة على العمل مع أحدث التطورات في مجال التقنية والتكنولوجيا المعلوماتية الرقمية‪.‬‬

‫أما من حيث عالقة تخصص العنصر البشري في عمل اإلدارة اإللكترونية يجب عدم االقتصار‬
‫على فئة بعينها‪ ،‬بل البد من خلق تخصصات دقيقة حتى يمكن تقسيم فريق العمل إلى فئات ومجموعات‬
‫‪2‬‬
‫متخصصة‪ ،‬فهناك فئة المبرمجين وفئة مشغلي الحاسب اآللي وموظفي الشبكات وغيرها‪.‬‬

‫ثانيا‪ .‬صناع المعرفة‪ :‬وهم العاملون في حقل المعرفة من تقنيين‪ ،‬ومبرمجين‪ ،‬ومحللي النظم والمديرين‬
‫لقواعد البيانات‪ ،‬والمختصين في تكنولوجيا االتصاالت والشبكات‪ ،‬ومهندسي المعرفة‪ ،‬والمطورين لبرامج‬
‫التطبيقات وكل من له عالقة مع المعرفة إنتاجا وتخزينا وتوزيعا‪.3‬‬

‫يجب أن يمتاز المبرمجون الذين يتم اختيارهم بالخبرة واالستعداد للعمل الجاد ونثبات القدرة على‬
‫تعلم مهارات جديدة والقدرة على التواصل الفعال مع اإلدارة وفقا للمعايير وااللتزامات التي تضعها‪.4‬‬

‫ل قد تم التحول نحو الحوسبة وهو مصطلح ظهر مع انتشار الحاسب اآللي في جهات الحكومة‬
‫المختلفة والقطاع الخاص‪ ،‬ويعني االعتماد بصفة كلية أو شبه كلية على الحاسب اآللي وتطبيقاته في‬

‫‪1‬ماجد راغب الحلو‪ ،‬علم اإلدارة العامة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.414-411‬‬
‫‪2‬بيومي حجازي‪ ،‬الحكومة اإللكترونية بين الواقع والطموح‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.221-225‬‬
‫‪3‬فريد كورتل‪ ،‬تسويق الخدمات‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.22‬‬
‫‪4‬محمد الصيرفي‪ ،‬اإلدارة اإللكترونية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.294-291‬‬

‫‪79‬‬
‫اإلطار المعرفي لإلدارة اإللكترونية والخدمة العمومية‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫إنهاء األعمال الخاصة بها األمر الذي يعني الدقة وتوفير الوقت والجهد والمال في إنجاز هذه األعمال‪،‬‬
‫وتم االعتماد على الموظف الجوال‪ ،‬وهو موظف يمكنه عن طريق الحاسب اآللي الشخصي أو الحاسب‬
‫المحمول‪ ،‬ومعدات اتصال بسيطة أن يعمل من خارج مكتبه‪ ،‬أي حوسبة الموظف‪ ،‬ويمكنه في هذه‬
‫الحالة ممارسة العمل من المنزل أو من الجهة التي يسافر إليها‪ ،1‬ويقوم صناع المعرفة بأداء التالي‪:‬‬

‫‪-2‬استخدام حواسيب العمل أينما تواجدوا وفي أي وقت يرغبون بالعمل فيه‪.‬‬

‫‪-1‬تطوير تطبيقات قواعد البيانات ومستودعاتها لحفظ المعلومات‪.‬‬

‫‪-1‬إنشاء شبكات الحواسيب‪ ،‬التي تسمح للوحدات اإلدارية بتطوير وحفظ تطبيقاتها‪.‬‬

‫‪-4‬إنشاء مواقع شبكة الويب‪ ،‬حتى يمكن مساعدة العمالء في طلب السلع والخدمات‪.‬‬

‫‪-5‬توفير إمكانيات الوصول إلى المعلومات لمن يحتاجها‪ ،‬ليمكن من اتخاذ الق اررات الصحيحة‪.2‬‬

‫فاإلدارة اإللكترونية حتى تأدي مهامها على أفضل وجه يجب أن تدعم باحتياجاتها من أجهزة‬
‫الحاسب اآللي ووسائط التخزين ووسائل االتصال المتقدمة جدا‪ ،‬هذا ما يساعد المنظمة على توليد‬
‫ونيجاد المعرفة والمحافظة عليها من خالل ما يلي‪:‬‬

‫‪-2‬وضع البعد االستراتيجي في أولوية المهام من أجل االستفادة من المعرفة القادمة‪.‬‬

‫‪-1‬االستفادة القصوى من التكنولوجيا والمعلوماتية في توفير ونيجاد المعرفة‪.‬‬

‫‪-1‬االستفادة المعرفية من المنافسين المتواجدين في بيئة العمل‪.‬‬

‫‪-4‬توظيف المعرفة وتطويرها في دعم الخطوط المستقبلية للمنظمة‪.‬‬

‫‪1‬عبد الفتاح بيومي حجازي‪ ،‬الحكومة اإللكترونية بين الواقع والطموح‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.11-12‬‬
‫‪2‬فريد كورتل‪ ،‬تسويق الخدمات‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.51-55‬‬

‫‪80‬‬
‫اإلطار المعرفي لإلدارة اإللكترونية والخدمة العمومية‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫‪ -5‬اشتراك أفراد المنظمة واالستفادة من معارفهم في حل المشاكل التي تواجه منظمتهم‪.‬‬

‫‪ -1‬االستفادة من التجارب الناجحة المشابهة من أجل إغناء المنظمة بالمعرفة‪.‬‬

‫‪ -2‬توظيف الخبراء الكفؤة في الدعم المعرفي للمنظمة‪.‬‬

‫‪ -2‬االستفادة من اآلخرين والتعلم منهم ومشاركتهم المعرفة واالستفادة منهم‪.1‬‬

‫ويتمثل أهم صانعوا المعرفة في‪:‬‬

‫‪.1‬المبرمجون‪ :‬إن المبرمجين هم الفئة التي يمكن أن نعزي نجاح أو فشل موقع الويب إليها ويجب أن‬
‫يمتازوا بالدقة والخبرة‪.‬‬

‫‪.1‬مدير قاعدة البيانات‪ :‬يتخصص مديرو قاعدة البيانات بصفة عامة في قاعدة بيانات أو اثنين‪ ،‬ويتم‬
‫االستعانة بهم ألن ذلك سيتيح قاعدة بيانات مصممة بحرفية وتمتاز بكثير من االختالفات وذلك من‬
‫حيث أداء وفعالية موقع الويب الخاص بك‪.‬‬

‫‪.1‬فنانو الجرافيك أو مصممو الويب‪ :‬الذي يقوم بإضافة اللمسة الجمالية على موقع الويب‪ ،‬ويمكن القول‬
‫أن مصمم الويب الناجح يتمتع بمعرفة وثيقة بقيود أدوات تصفح الويب وشاشات الكمبيوتر المتعددة‬
‫وكذلك أوقات التنزيل من اإلنترنت وتنسيقات ملفات الويب وبعض المعرفة ب ‪.HTML‬‬

‫‪.4‬مديرو شبكة االتصال‪ :‬تتلخص مهمة مدير شبكة االتصال في االبقاء على شبكة االتصال الداخلية‬
‫الخاصة بالشركة في حالة تشغيل وذلك لحمايتها من عمليات الوصول غير المرخصة وكذا الحفاظ على‬
‫شبكة الويب والبريد اإللكتروني و‪ FTP‬وغيرها من أنواع وحدات الخدمة األخرى وأيضا لمراقبة‬
‫اإلحصائيات الحيوية الخاصة بموقع الويب‪.‬‬

‫‪1‬مزهر شعبان‪ ،‬شوقي ناجي جواد‪ ،‬اإلدارة اإللكترونية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.224-221‬‬

‫‪81‬‬
‫اإلطار المعرفي لإلدارة اإللكترونية والخدمة العمومية‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫‪.5‬مهندسون المحتويات أو محرر لغة ‪ :HTML‬إن هؤالء األشخاص هم من يعرفون تمام المعرفة كل‬
‫ما يتعلق بأدوات التصفح‪ ،‬كما أنهم يأخذون نتاج عمل مصممي الجرافيك والمبرمجين المتعددين‬
‫ويحولونه إلى صفحات الويب‪.1‬‬

‫الفرع الخامس‪ :‬تشريعات اإلدارة اإللكترونية‪.‬‬

‫ال شك أن تطبيق نظام اإلدارة اإللكترونية وتقديم الخدمات المرفقية عبر شبكة المعلومات يحتاج‬
‫إلى تشريعات خاصة تحكمها وتقدم لها التنظيم القانوني المناسب الذي يكفل تحقيقها ألهدافها على‬
‫‪2‬‬
‫أفضل وجه ممكن‪.‬‬

‫هذا ما يحتم ضرورة تطوير القوانين الحالية واستحداث قوانين وسياسات جديدة ليس على مستوى‬
‫دولة فقط بل على المستوى العالمي لحماية القرية الصغيرة (األرض)‪ ،‬لذا يجب أن ال تقف النصوص‬
‫القانونية والمفاهيم التشريعية حجر عثرة أمام عملية اإلصالح اإلداري‪ ،‬وتكون معوقا من معوقات انطالق‬
‫نظام اإلدارة اإللكترونية‪ ،‬وذلك إذا تحولت تلك النصوص والمفاهيم القانونية إلى قيود و أغالل تكبح‬
‫نجاح نظام اإلدارة اإللكترونية بوصفها أط ار تتناسب مع المنظمات أو الجهات اإلدارية التقليدية‪ ،‬لكنها‬
‫غير صالحة لمواكبة التحول إلى هذا النظام الحديث‪ ،‬األمر الذي يؤدي إلى ضرورة وضع قواعد‬
‫ونصوص تشريعية تتفق مع هذا النظام الجديد وتحديثها وفقا للمستجدات‪.‬‬

‫وقد أدركت بعض الدول أهمية اإلدارة اإللكترونية فأصدرت تشريعات متعددة لتحقيقها وجعل تحول‬
‫اإلدارة التقليدية إليها أم ار إجباريا وليس اختياريا إن شاءت اإلدارة أنجزته ونن شاءت عزفت عنه‪ ،‬وحددت‬

‫‪1‬محمد المصرفي‪ ،‬اإلدارة اإللكترونية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.295-294-291‬‬


‫‪2‬صفاء فتوح جمعة‪ ،‬مسؤولية الموظف العام في إطار تطبيق نظام اإلدارة اإللكترونية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.11‬‬

‫‪82‬‬
‫اإلطار المعرفي لإلدارة اإللكترونية والخدمة العمومية‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫بعض الدول مدة معينة كحد أقصى لتحقيق ذلك‪ ،‬فجعلته بريطانيا على سبيل المثال خمس سنوات‬
‫‪1‬‬
‫تنتهي في عام ‪ ،1225‬وجعلته إمارة دبي سنة ونصف انتهت بالفعل عام ‪.1221‬‬

‫في حين أن دوال أخرى مثل الواليات المتحدة األمريكية فقد اتبعت منهجا مغاي ار للسعي إلى اإلدارة‬
‫اإللكترونية دون إجبار صريح أو موعد محدد باستخدام التشريع للتحول نحو اإلدارة اإللكترونية‪ ،‬ومن‬
‫أمثلة ذلك جعل الحصول على بعض الخدمات المرفقية عن طريق شبكة المعلومات أيسر من الحصول‬
‫عليها بالطريق التقليدي‪ ،‬األمر الذي يدفع طالب الخدمة إلى طلب الخدمة اإللكترونية‪ ،‬ويالحظ أن‬
‫الدول العربية قد بدأت تتجه نحو اصدار التشريعات المنظمة لإلدارة اإللكترونية وفي الوقت نفسه تحمي‬
‫‪2‬‬
‫المعامالت الرسمية ومعامالت األفراد عن طريق الوسائط اإللكترونية‪.‬‬

‫الفرع السادس‪ :‬المتطلبات اإلدارية واألمنية والمالية لإلدارة اإللكترونية‪.‬‬

‫إن التحول إلى اإلدارة اإللكترونية هو ليس باألمر السهل فهي عملية معقدة وتحتاج إضافة إلى‬
‫المتطلبات األساسية التي سبق ذكرها لمتطلبات هي األخرى الزمة وأساسية لقيامها‪ ،‬وهي المتطلبات‬
‫اإلدارية والمالية واألمنية‪ ،‬نوردها على التوالي‪:‬‬

‫أوال‪ .‬المتطلبات اإلدارية‪ :‬يتطلب تطبيق اسلوب اإلدارة اإللكترونية العديد من المتطلبات اإلدارية نذكر‬
‫منها‪:‬‬

‫‪ .2‬وضع استراتيجيات وخطط التأسيس‪ :‬إن االنتقال إلى اإلدارة اإللكترونية يعتمد على رؤية واضحة‬
‫لما يمكن أن تساهم به هذه التقنية الجديدة في تحقيق أهداف المؤسسة‪ ،‬السيما على المدى الطويل من‬
‫خالل الحصول على المعلومات البيئية‪ ،‬سواء الخارجية أو الداخلية‪ ،‬مما يمكنها من تحديد الفرص‬

‫‪1‬ماجد راغب الحلو‪ ،‬علم اإلدارة العامة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.415‬‬
‫‪2‬عبد الفتاح بيومي‪ ،‬الحكومة اإللكترونية بين الواقع والطموح‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.221-222‬‬

‫‪83‬‬
‫اإلطار المعرفي لإلدارة اإللكترونية والخدمة العمومية‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫والتهديدات ونقاط الضعف وصياغة أهدافها االستراتيجية بكل وضوح ورصد الموارد المادية والكفاءات‬
‫والمهارات البشرية الالزمة بأقل عناء وبأسرع وقت وبمنتهى الدقة‪.1‬‬

‫‪ .1‬القيادة والدعم االداري‪ :‬يعد دعم والتزام اإلدارة العليا أم ار مهما وحيويا لنجاح أسلوب اإلدارة اإللكترونية‬
‫في المؤسسات‪ ،‬فوجود قيادة إدارية قويه يساعد في تجاوز العقبات وتذليل الصعوبات التي تعترض‬
‫تطبيق أسلوب اإلدارة اإللكترونية نتيجة الرفض المحتمل من بعض القيادات التقليدية‪ ،2‬ألن القيادة‬
‫اإللكترونية تسعى إلى تحقيق قدر عالي من الموازنة في عقل اإلدارة وما يرتبط بها من اإلدارة بالومضات‬
‫وقواعد البيانات والبرمجة القياسية والمعرفة الصريحة الموفرة لتحقيق قيادة الذات الذكية التي تحقق‬
‫أهداف القائد وأهداف المنظمة‪.3‬‬

‫‪ .1‬الهيكل التنظيمي‪ :‬ال تستطيع اإلدارة اإللكترونية العمل في هيكل تنظيمي هرمي يستند إلى قواعد‬
‫تقليدية وروتين إداري و عمل يدوي‪ ،‬إذ أن المشاركة في صنع الق اررات وتفويض الصالحيات‪ ،‬هما من‬
‫الجوانب المهمة في تطبيق أسلوب اإلدارة اإللكترونية‪ ،‬التي ال يمكن توفيرها إال من خالل هيكل الشبكي‪،‬‬
‫العتباره من التنظيمات اإلدارية المالئمة في ظل تطبيق اإلدارة اإللكترونية‪ ،4‬ألن الهيكل التنظيمي كما‬
‫هو واضح في التسمية يمثل الهيكل العظمي الخاص بالمنظمة‪ ،‬وهو الذي يعطي القوام الصلب لها‬
‫‪5‬‬
‫وألقسامها ووظائفها المكونة بحدود واضحة ال يمكن تجاوزها‪.‬‬

‫‪ .4‬التعليم‪ ،‬التدريب والتثقيف‪ :‬تعتمد األساليب الحديثة على االهتمام باالبتكار وأساليبه وتنميته ثم‬
‫االهتمام بمهارات الحاسب اآللي ألجل التحول إلى اإلدارة اإللكترونية‪ ،‬ويكون ذلك عن طريق التدريب‬
‫أو التعليم الذي يتم باستخدام الحاسبات اآللية‪ ،‬وبرمجياتها المختلفة عن طريق شبكة مغلقة أو الشبكة‬

‫‪1‬فريد كورتل‪ ،‬آسيا تيش سليمان‪ ،‬اإلدارة اإللكترونية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.12‬‬
‫‪2‬حسين محمد الحسن‪ ،‬اإلدارة اإللكترونية‪ ،‬المفاهيم الخصائص المتطلبات‪ ،‬مؤسسة الوراق للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،1222 ،‬ص‪.212‬‬
‫‪3‬نجم عبود نجم‪ ،‬اإلدارة اإللكترونية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.142‬‬
‫‪4‬فريد كورتل‪ ،‬آسيا تيش سليمان‪ ،‬اإلدارة اإللكترونية‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.12‬‬
‫‪5‬نجم عبود نجم‪ ،‬اإلدارة اإللكترونية‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.122‬‬

‫‪84‬‬
‫اإلطار المعرفي لإلدارة اإللكترونية والخدمة العمومية‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫المشتركة‪ ،‬أو شبكة إلكترونية‪ ،‬وهو تعليم مرن مفتوح وليس مجرد وسيلة للتدريب اإللكتروني‪ ،‬وننما‬
‫يستخدم ألغراض أخرى كثيرة مثل إدارة األداء وغيرها‪ ،1‬وكذا يجب تثقيفهم حيث تؤثر الثقافة التنظيمية‬
‫للعاملين بدرجة كبيرة في نجاح تطبيق اإلدارة اإللكترونية‪ ،‬فكلما كانت المؤسسة إيجابية في موقفها من‬
‫التكنولوجيا الرقمية ازداد رضا العاملين عن أدوارهم في المؤسسة وبالتالي تقل مقاومتهم للتغيير‪.2‬‬

‫ثانيا‪ .‬المتطلبات المالية‪ :‬يقترن تطبيق أسلوب اإلدارة اإللكترونية باإلمكانات المالية المتاحة للمؤسسات‬
‫من خالل توافر السيولة النقدية لديها‪ ،‬والتي تسهل تطبيقه وتضمن نجاحه حتى ال يتوقف في منتصف‬
‫الطريق انتظا ار للدعم‪ ،‬مما قد يعطل المشروع‪ ،‬ومن ضمن التكاليف التي تتحملها المؤسسات نتيجة‬
‫التحول إلى أسلوب اإلدارة اإللكترونية‪ ،‬تكلفة شراء اآلالت والمعدات‪ ،‬وتكاليف الدورات التدريبية للعاملين‬
‫في مجال استخدام الحواسيب والشبكات‪.3‬‬

‫الواقع أن نظام اإلدارة اإللكترونية في البداية في حاجة إلى تكاليف عالية إليجاد بنية إلكترونية قوية‬
‫تتمثل في شراء األجهزة والمعدات ونعداد البرامج وتدريب العاملين‪ ،‬غير أن أداء الخدمات بالطريق‬
‫اإللكتروني‪ ،‬سوف تستغني الجهة التي تعتمد نظام اإلدارة والخزائن العمالقة لحفظ المعلومات‪ ،‬كذلك‬
‫سوف تقل الحاجة إلى أعداد كبيرة من الموظفين وبالتالي تخفيض كميات األدوات المكتبية المستخدمة‬
‫‪4‬‬
‫في أداء الخدمات‪ ،‬األمر الذي يعود على جهة اإلدارة بفوائد عديدة‪.‬‬

‫ثالثا‪ .‬المتطلبات األمنية‪ :‬تتمثل المتطلبات األمنية لإلدارة اإللكترونية في ضمان أمن وحماية معلوماتها‪،‬‬
‫هذه األخيرة التي تعد ثروة ذات قيمة عالية وثمينة مما يجعلها عرضة للتهديد والتعدي والخرق من قبل‬
‫العابثين والمتلصصين وقراصنة الحاسوب‪ ،‬ويقصد بأمن المعلومات مجموعة اإلجراءات والتدابير‬

‫‪1‬عبد الفتاح بيومي حجازي‪ ،‬الحكومة اإللكترونية بين الواقع والطموح‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.112‬‬
‫‪2‬إيمان عبد المحسن‪ ،‬الحكومة اإللكترونية‪ ،‬مدخل إداري متكامل‪ ،‬المنظمة العربية للتنمية اإلدارية بحوث ودراسات‪ ،‬مصر الجديدة‪ ،‬القاهرة‪،1229 ،‬‬
‫ص ‪.21‬‬
‫‪3‬فريد كورتل‪ ،‬تسويق الخدمات‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.14‬‬
‫‪4‬عبد الفتاح بيومي حجازي‪ ،‬الحكومة اإللكترونية بين الواقع والطموح‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.212‬‬

‫‪85‬‬
‫اإلطار المعرفي لإلدارة اإللكترونية والخدمة العمومية‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫المستخدمة في المجالين اإلداري والفني لحماية المصادر البينية من التجاوزات والتداخالت غير‬
‫المشروعة التي تقع عن طريق الصدفة أو عمدا عن طريق التسلل أو كنتيجة إلجراءات خاطئة أو غير‬
‫الوافية المستخدمة من إدارة هذه المصادر‪.1‬‬

‫مما ال شك فيه أن بعض المعلومات يدخل الحصول عليها في إطار حرية اإلعالم قانونا‪ ،‬غير أنه‬
‫عن طريق شبكة المعلومات يسهل معرفة بعض الشؤون الخاصة ذات الحساسية بالنسبة ألصحابها‬
‫لذلك ينبغي على اإلدارة أن تراجع وتوائم سياستها اإلعالمية لتقيم نوعا من التوازن بين حماية حق‬
‫الجمهور في اإلعالم وحق الفرد في الخصوصية‪ ،‬فيجب حماية المعلومات أو البيانات الخاصة التي‬
‫يتم إدخالها إلى شبكة المعلومات للحصول على الخدمة أو إنجاز المعاملة‪ ،‬حتى ال يتمكن من االطالع‬
‫عليها إال أصحاب الصالحية القانونية في ذلك‪ ،2‬وهناك العديد من نظم التأمين وحماية معامالت اإلدارة‬
‫اإللكترونية والتي تحقق البعد األمني ألنظمتها‪ ،‬ويتمثل أهمها فيما يلي‪:‬‬

‫‪ .2‬التشفير اإللكتروني‪ :‬هو استخدام خوارزمية أو رموز لتشويش المعلومات المرسلة بحيث تصبح غير‬
‫مقروءة حتى يتم فك التشفير‪ ،‬والتشفير اإللكتروني يحمي المعلومات عندما تكون مخزنة في وسيط‬
‫للتخزين كاألقراص الصلبة‪ ،‬أو عندما يتم تحويلها عبر وسائط االتصال‪ ،‬وبالتالي يحقق الضمانات‬
‫التالية‪:‬‬

‫أ‪ -‬ال يمكن تغيير المعلومات بعد إرسالها من المرسل وال قبل وصولها إلى المستقبل‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫ب‪ -‬ال يمكن معاينة المعلومات إال من طرف مستقبل لها‪.‬‬

‫‪1‬فريد كورتل‪ ،‬تسويق الخدمات‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪15‬‬


‫‪2‬راغب ماجد الحلو‪ ،‬علم اإلدارة العامة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.412‬‬
‫‪3‬فريد كورتل‪ ،‬تسويق الخدمات‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.12‬‬

‫‪86‬‬
‫اإلطار المعرفي لإلدارة اإللكترونية والخدمة العمومية‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫ومن المعلوم أن التشفير وسيلة فنية هدفها حماية التوقيع اإللكتروني في التجارة اإللكترونية أو في‬
‫‪1‬‬
‫أي معاملة إلكترونية أخرى‪.‬‬

‫‪ .1‬التوقيع اإللكتروني‪ :‬يوفر التوقيع اإللكتروني درجه عالية من التأمين والحماية الخصوصية عند تنفيذ‬
‫معامالت اإلدارة اإللكترونية السيما أن التوقيع اإللكتروني ال يمكن إعادة إنتاجه باستخدام عمليات‬
‫النسخ واللصق‪ ،‬وهناك متطلبات عديدة يجب توافرها في التوقيع اإللكتروني وهي على النحو التالي‪:‬‬

‫أ‪ -‬ال يمكن نقل التوقيع اإللكتروني إلى وثائق أخرى‪ ،‬فهو مرتبط بوثيقة معينة‪.‬‬

‫ب‪ -‬ال يمكن إدخال تغييرات على الوثائق التي تم التوقيع عليها‪.‬‬

‫ج‪ -‬ال يمكن للموقع إنكار توقيعه‪.‬‬

‫‪ .1‬حماية ضد الفيروسات‪ :‬نستطيع أن نعرف الفيروسات بأنها إحدى أنواع برامج الحاسوب والتي تتمثل‬
‫في إيعازات وأوامر تخريبية مكتوبة‪ ،‬ضارة بنظام الحاسوب ومحتوياته‪ ،‬فيمكن عند كتابة كلمة أو أمر‬
‫ما‪ ،‬من قبل المستخدم‪ ،‬أو حتى مجرد فتح البرنامج الحامل للفيروس أحيانا‪ ،‬أو الرسالة البريدية المرسل‬
‫معها الفيروس‪ ،‬يمكن عندها إصابة الجهاز بذلك الفيروس ومن ثم قيامه بمسح محتويات الجهاز أو‬
‫العبث بالملفات الموجودة‪ ،2‬ويمكن إيجاز أهم وسائل التأمين والحماية ضد الفيروسات فيما يلي‪:‬‬

‫أ‪ -‬استخدام برامج خاصة لتأمين وحماية برامج حواسيب المؤسسة من الفيروسات المختلفة‪.‬‬

‫ب‪ -‬التحسين والتطوير المستمر للبرامج المضادة للفيروسات لضمان كفاءتها وفعاليتها عند استخدامها‬
‫للقضاء على تلك الفيروسات‪.‬‬

‫ج‪ -‬إعداد نسخ احتياطية من برامج المؤسسة تتضمن أعمالها وكل معامالتها وذلك بشكل دوري‪.‬‬

‫‪1‬عبد الفتاح بيومي‪ ،‬الحكومة اإللكترونية بين الواقع والطموح‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.514‬‬
‫‪2‬إبراهيم قندلجي‪ ،‬الحكومة اإللكترونية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.122‬‬

‫‪87‬‬
‫اإلطار المعرفي لإلدارة اإللكترونية والخدمة العمومية‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫د‪ -‬إجراء االختبارات المطلوب للتأكد من عدم وجود أي فيروسات على أية ملفات يتم الحصول عليها‬
‫من شبكة األنترنت وذلك قبل حفظ هذه الملفات على حواسيب المؤسسة‪.1‬‬

‫لحماية الحق في الخصوصية ينبغي‪:‬‬

‫‪-‬اإلشراف الدقيق على المعلومات المسجلة ومراقبة أي عمليات تدخل أو هجوم عليها والكشف عنها‬
‫والتعامل معها طبقا للقانون‪.‬‬

‫‪-‬التزود بالوسائل التكنولوجية المتصلة بالتوثيق اإللكتروني اآلمن‪ ،‬بما يتضمن ذلك من تشفير المعلومات‬
‫والعمل بنظام التوقيعات اإللكترونية‪.‬‬

‫‪-‬تزويد كل صاحب شأن أو باألحرى كل صاحب حق برقم سري خاص يمكنه من الوصول إلى قاعدة‬
‫البيانات الخاصة بشبكة المعلومات‪ ،‬حتى ال يتمكن أي شخص من اقتحامها والعبث بها بقصد أومن‬
‫غير قصد‪.2‬‬

‫المطلب الرابع‪ :‬وظائف اإلدارة اإللكترونية‪.‬‬

‫إن اإلدارة اإللكترونية كما أشرنا سابقا هي نمط جديد من اإلدراك والمعرفة تركت آثارها الواسعة‬
‫على اإلدارات ووظائفها واستراتيجياتها‪ ،‬وأثرت بشكل كبير على البعد اإلداري الخاص بها خاصة تطور‬
‫المفاهيم اإلدارية المتراكمة لسنوات عديدة‪ ،‬حتى تعطي نوعا من المرونة والسهولة في العمل اإلداري‪،‬‬
‫وقد مست تكنولوجيا اإلعالم واالتصال بعد إدخالها لإلدارة بكل وظائفها المنوطة بها‪ ،‬من تخطيط‬

‫‪1‬فريد كورتل‪ ،‬التسويق الخدمات‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.19-12‬‬


‫‪2‬راغب ماجد الحلو‪ ،‬علم اإلدارة العامة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.412‬‬

‫‪88‬‬
‫اإلطار المعرفي لإلدارة اإللكترونية والخدمة العمومية‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫وتنظيم ورقابة وقيادة والتي تعد أهم الوظائف التي تضطلع بها اإلدارة‪ ،‬وسنحاول من خالل هذا المطلب‬
‫التعرف على أثر اإلدارة اإللكترونية وتكنولوجيا اإلعالم واالتصاالت على وظائف اإلدارة على التوالي‪:‬‬

‫التخطيط اإللكتروني في الفرع األول‪ ،‬التنظيم اإللكتروني في الفرع الثاني‪ ،‬القيادة اإللكترونية في الفرع‬
‫الثالث والرقابة اإللكترونية في الفرع الرابع‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬التخطيط اإل لكتروني‪.‬‬

‫التخطيط هو وضع برنامج المستقبل لتحقيق أهداف معينة‪ ،‬خالل مدة محددة‪ ،‬عن طريق حصر‬
‫اإلمكانيات المتاحة وتكريسها لوضع هذه األهداف موضوع التنفيذ‪ ،1‬فجوهر التخطيط هو وضع الخطط‬
‫طويلة ومتوسطة األجل التي تحقق أهداف المنظمة‪ ،‬وتتم ترجمة الخطط إلى برامج زمنية توضح‬
‫التوقيتات ألداء األعمال بالتفصيل‪ ،‬وعادة ما تقوم المنظمات الحكومية بوضع خطط سنوية لألداء ترتبط‬
‫بالموازنة العامة للدولة‪.2‬‬

‫نتيجة للتطورات الهائلة في مجاالت تكنولوجيا المعلومات أصبح التخطيط فعاال وقاد ار على مواكبة‬
‫مختلف المستجدات والتطورات‪ ،‬حيث أصبح التخطيط بهذا الشكل يعرف بالتخطيط اإللكتروني‪ ،‬الذي‬
‫يعني تحديد ما يراد عمله آنيا ومستقبال باالعتماد على تدفق معلوماتي من داخل وخارج المؤسسة‬
‫وبتعاون مشترك بين القمة والقاعدة باإلفادة من الشبكة اإللكترونية لمواجهة متطلبات األسواق المتغيرة‬
‫وحاجات الزبائن وتفضيالتهم المحتملة وفقا لخطط طويلة األمد ذات مرونة عالية وتجزئة واضحة وسهلة‬
‫لخطط آنية وقصيرة األمد‪ ،‬وعلى الرغم من أن التخطيط اإللكتروني والتخطيط التقليدي ينصبان كالهما‬
‫في وعاء واحد أال وهو وضع األهداف‪ ،‬إال أنه توجد عدة اختالفات أساسية بينها تتمثل فيما يلي‪:‬‬

‫‪1‬أحمد يوسف عاشور‪ ،‬أثر التكنولوجيا الحديثة على الوسائل القانونية لجهة اإلدارة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.12‬‬
‫‪2‬إيمان عبد المحسن زكي‪ ،‬الحكومة اإللكترونية مدخل إداري متكامل‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.221‬‬

‫‪89‬‬
‫اإلطار المعرفي لإلدارة اإللكترونية والخدمة العمومية‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫أوال‪ .‬األهداف‪ :‬إن التخطيط اإللكتروني هو عملية ديناميكية في اتجاه األهداف الواسعة والمرنة طويلة‬
‫وقصيرة األمد‪ ،‬وقابلة للتجديد والتطوير المستمر‪ ،‬على خالف التخطيط التقليدي الذي يحدد األهداف‬
‫من أجل تنفيذها في السنة القادمة‪.‬‬

‫ثانيا‪ .‬تدفق المعلومات‪ :‬إن المعلومات الرقمية دائمة التدفق تضفي استم اررية على كل شيء في الشركة‬
‫بما فيها التخطيط مما يحوله من التخطيط الزمني المنقطع كما هو الحال في التخطيط التقليدي إلى‬
‫التخطيط المستمر كما هو الحال في التخطيط اإللكتروني‪.‬‬

‫ثالثا‪ .‬تقسيم العاملين‪ :‬التخطيط التقليدي يعتمد على التخطيط من األعلى إلى األسفل‪ ،‬في حين أن‬
‫التخطيط اإللكتروني هو تخطيط أفقي ومتداخل بشكل كبير بين اإلدارة والعاملين‪.‬‬

‫تخطيط‬ ‫اإلدارة‬ ‫التخطيط التقليدي‬


‫التخطيط‬
‫أعلى الخط‬
‫أسفل‪.‬‬ ‫التنفيذ‬ ‫الفصل حسب‬

‫العاملون‬ ‫المبدأ الرابع لنايلور‪.‬‬

‫التخطيط اإللكترونية‬
‫اإلدارة‬
‫العاملون‬ ‫التخطيط‬
‫التنفيذ‬

‫تخطيط أفقي‬

‫الشكل‪ :‬مقارنة بين التخطيط التقليدي واإللكتروني‪.‬‬

‫المصدر‪ :‬محمد سمير أحمد‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.152‬‬

‫‪90‬‬
‫اإلطار المعرفي لإلدارة اإللكترونية والخدمة العمومية‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫ففي البيئة الرقمية التغيير يتم فيها بسرعة انتقال الومضات إلى ذاكرة الحاسوب والنقرات عبر الشبكة‬
‫العالمية‪ ،‬وحيث أن نماذج األعمال الجديدة التي تأتي بأعمال وأسواق جديدة ومنتجات وخدمات لم تكن‬
‫معروفة‪ ،‬فإن قوة التخطيط ال تكمن فقط في المحافظة على قدرات وفرص الشركة الحالية‪ ،‬وننما بدرجة‬
‫أكبر تكمن في القدرة على اإلتيان بما هو جديد من األفكار‪ ،‬األسواق‪ ،‬المنتجات‪ ،‬التي ال تزال غير‬
‫موجودة‪ ،‬فأساس التخطيط ليس الخطة وننما تفاعل هؤالء العاملين مع األسواق وخصائصها المتطايرة‬
‫نزء‬
‫هناك وفي كل مكان على الشبكة العالمية وللزبائن وحاجاتهم الدائمة للتغيير في البيئات المختلفة‪ ،‬و ا‬
‫ذلك البد من أن يتحول من الخطط القديمة إلى الخطط والقواعد الجديدة‪.1‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬التنظيم اإل لكتروني‪.‬‬

‫إن ما يقارب مئة عاما من التطور في مجال اإلدارة كان في جوهره الحقيقي تطو ار في التنظيم (القوة‬
‫األكثر صالبة في اإلدارة)‪ ،‬ونذا كان التخطيط هو األكثر ارتباطا بالزمان‪ ،‬فإن التنظيم هو األكثر‬
‫ارتباطا بالمكان من حيث الهيكل التنظيمي‪ ،‬وسلسلة األوامر عبر المستويات التنظيمية‪ ،2‬فيعد التنظيم‬
‫وظيفة إدارية مكملة لوظيفة التخطيط حيث تحوله إلى واقع قابل للتنفيذ‪ ،3‬فهو الذي يرتب األنشطة‬
‫بطريقة تساهم في تحقيق أهداف المنظمة‪ ،‬فهذا التنظيم هو الذي يعطي للمنظمة شخصيتها وميزتها‬
‫اإلدارية وهذا ما يظهر من خالل المكونات األساسية للتنظيم التي يمكن تحديدها على النحو اآلتي‪:‬‬

‫‪ -‬الهيكل التنظيمي‪ :Organization structure :‬وهو اإلطار الرسمي الذي يحدد كيفية تقسيم‬
‫المهام والموارد وتجميعها في أقسام وندارات والتنسيق بينها لتحقيق أهداف المنظمة‪ ،‬وهذا هو المصدر‬
‫األول للقيود التنظيمية في كل منظمة تقليدية‪.‬‬

‫‪1‬محمد سمير‪ ،‬اإلدارة اإللكترونية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.151‬‬


‫‪2‬محمد سمير‪ ،‬اإلدارة االلكترونية‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.155‬‬
‫‪3‬موفق حديد محمد‪ ،‬اإلدارة المبادئ النظريات والوظائف‪ ،‬دار حامد للنشر‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪ ،1222 ،‬ص ‪.242‬‬

‫‪91‬‬
‫اإلطار المعرفي لإلدارة اإللكترونية والخدمة العمومية‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫‪ -‬التقسيم اإلداري‪ :Departmentalization :‬وهو قاعدة تجميع المركز واألنشطة والوظائف في‬
‫أقسام وهذا هو القيد الثاني في المنظمة التقليدية‪.‬‬

‫‪ -‬سلسلة األوامر‪ :chain of commaud :‬وهي ما تمثل خط السلطة المستمر الذي يمتد من‬
‫مستويات التنظيم األعلى إلى مستويات التنظيم األدنى الذي يوضح من يأمر ومن يتيح من في هذه‬
‫المستويات وهذا هو القائد الثالث في المنظمة‪.‬‬

‫‪ -‬الرسمية‪ :formalization :‬وهي تتمثل في مجموعة اللوائح والسياسات والقواعد المكتوبة التي‬
‫توجه للعاملين وتحدد طريقة استجابتهم في تأدية أعمالهم‪ ،‬وهي في العمل اليومي لألفراد في المنظمة‬
‫تتسم بالصالبة والحدة في التوجيه واالستجابة للتغيرات التي ال تقل أهمية عن الهيكل التنظيمي نفسه‬
‫وهذا هو القيد التنظيمي الرابع‪.‬‬

‫‪ -‬المركزية والالمركزية‪ :Centralization Decentralization :‬والمركزية هي تركيز سلسلة اتخاذ‬


‫القرار في المستوى التنظيمي األعلى أو ذروته العليا‪ ،‬في حين تكون الالمركزية بمثابة إعادة توزيع‬
‫السلطة بشكل يجعلها أكثر اقترابا من المستويات التنظيمية الدنيا‪ ،‬وبالتالي تقليص عدد الطبقات أو‬
‫المستويات التنظيمية مما يؤدي إلى هيكل تنظيم مسطح‪.1‬‬

‫نتيجة للتغيرات والتطورات الكبيرة في مجال استخدام تكنولوجيا المعلومات أصبحت عملية التنظيم‬
‫تتم بشكل أكثر كفاءة وفعالية وقادرة على مسايرة مختلف المستجدات حيث أصبح التنظيم بهذا الشكل‬
‫يعرف" بالتنظيم اإللكتروني"‪ ،2‬فباألنترنت تم التحول من التنظيم التقليدي إلى التنظيم الشبكي الفضفاض‬
‫والواسع‪ ،‬وكذلك التحول من منظمة التركيز على الهياكل والخصائص التنظيمية الرسمية إلى منظمة‬

‫‪1‬سمير محمد‪ ،‬اإلدارة اإللكترونية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.155‬‬


‫‪2‬أحمد عاشور يوسف‪ ،‬أثر التكنولوجيا الحديثة على الوسائل القانونية لجهة اإلدارة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.11‬‬

‫‪92‬‬
‫اإلطار المعرفي لإلدارة اإللكترونية والخدمة العمومية‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫التركيز على الهدف الواحد المتقاسم ويمكن أن نحدد التغييرات العميقة التي تترافق مع إعادة التنظيم‬
‫لمنظمات في ظل اإلنترنت ومع التنظيم اإللكتروني‪ ،1‬ويتضح ذلك كالتالي‪:‬‬

‫أوال‪ .‬التنظيم اإل لكتروني مرن ومتغير تبعا لطبيعة المهام واألنشطة‪ :‬فهو تنظيم مرن يسمح باالتصال‬
‫والتعاون بين مختلف األفراد‪ ،2‬كما هو الحال في الشبكات المهنية أو غرف العمليات في المستشفيات‬
‫أو في مشروعات أو فرق تطوير المنتجات‪ ،‬والتنظيم الشبكي يتميز بثالثة أنواع من الشبكات‪:‬‬

‫‪ -2‬الشبكات الرسمية‪ :‬وهي التي تتألف من أقسام ومستويات تنظيمية وحتى من مناطق جغرافية (في‬
‫الشركات متعددة الفروع) تعمل سوية على مهمة أو مهام محددة‪.‬‬

‫‪ -1‬الشبكات غير الرسمية‪ :‬وتتكون من أفراد متعاونين يتصلون مع بعض بشكل غير رسمي ويتقاسمون‬
‫المعلومات لغرض حل المشكالت على أساس معارفهم وخبراتهم الشخصية والشبكات غير الرسمية تبرز‬
‫كنموذج جديد للعالقات غير الرسمية بين األفراد داخل التنظيم الشبكي‪.‬‬

‫‪ -1‬الشبكات اإللكترونية‪ :‬وتقوم على تشبيك من خالل البريد اإللكتروني واستخدام برمجية الحوسبة‬
‫التشاركية لتساعد المديرين على تبادل الرسائل والمعلومات وفرق العمل االفتراضية في عالم األعمال‬
‫‪3‬‬
‫اليوم‪.‬‬

‫إن التشبيك الواسع بين العاملين يكون عن طريق الشبكة الداخلية ‪ ،Internet‬وهذا ما يحقق الصالت‬
‫القائمة في الوقت الحقيقي وفي كل مكان في المؤسسة‪ ،‬وال شك أن هذه الصالت القائمة على اإلنترنت‬
‫ستؤدي إلى تجاوز هرمية المؤسسات والعمل على انتاج سلع معينة كما هو الحال في المصنع‬
‫االفتراضي‪ ،‬أو تقديم خدمات افتراضية عبر التوسط بين المؤسسات األخرى والزبائن‪ ،4‬فالتنظيم‬

‫‪1‬محمد سمير‪ ،‬اإلدارة االلكترونية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.112‬‬


‫‪2‬أحمد عاشور يوسف‪ ،‬أثر التكنولوجيا الحديثة على الوسائل القانونية لجهة اإلدارة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.11‬‬
‫‪3‬‬
‫‪Gary Dessler, op cit , pp 186-187.‬‬
‫‪4‬أحمد عاشور يوسف‪ ،‬أثر التكنولوجيا الحديثة على الوسائل القانونية لجهة اإلدارة‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.11‬‬

‫‪93‬‬
‫اإلطار المعرفي لإلدارة اإللكترونية والخدمة العمومية‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫اإللكتروني يعتمد على االتصاالت المتشابكة المفتوحة داخل المنظمة وخارجها والتي تتيحها نظم‬
‫الشبكات المحلية والعالمية‪ ،‬وتحل فرق العمل محل التقسيمات التنظيمية الجامدة‪ ،‬وتنتقل المركزية من‬
‫قمة الهيكل التنظيمي لتحل محلها مراكز السلطة المتعددة وفقا لمبدأ الالمركزية‪ ،‬وبذلك تتحول الهياكل‬
‫التنظيمية إلى هياكل أفقية متشابكة بدال من هياكل الهرمية‪.1‬‬

‫ثانيا‪ .‬تحقيق تغيرات مهمة في قوة العمل مما ينعكس بشكل كبير على المؤسسة‪ ،‬وهذه التغيرات‬
‫نجدها على األقل في جانبين هما‪:‬‬

‫‪-2‬استخدام عمال ذوي تخصصات ومهارات عالية من مهنيين وعمال المعرفة الذين ال يمكن التعامل‬
‫قدرتهم من خالل أنماط التنظيم التقليدية‪.‬‬
‫معهم أو استغالل ا‬

‫‪-1‬استخدام العاملين عن بعد‪ ،‬فخالفا لنمط العاملين (محدودي التعليم والمهارة) في العصر الصناعي‬
‫الذي أفرز أشكال التنظيم التقليدية‪ ،‬ونن نمط العاملين الجدد (من ذوي التعليم العالي من مهني وعماله‬
‫المعرفة) البد من أن يفرز أنماط جديدة من التنظيم‪ ،‬والبد من التأكيد على أن كال هذين النوعين من‬
‫العاملين بحاجة إلى نمط جديد من اإلدارة هي إدارة الذات ‪ self-management‬ونمط جديد من‬
‫التنظيم األكثر مرونة مثل التنظيم الشبكي الفضاض والفرق المدارة ذاتيا والعالقات األفقية األكثر‬
‫مرونة‪.2‬‬

‫ثالثا‪ .‬تحويل جمهور المتعاملين من متلقين سلبيين إلى مشتركين فعاليين‪ ،3‬فكما يقول أدريان ساليرتز‬
‫كي ‪ A.J.SIywotzky‬أن اإلنترنت تجعل تخول السلطة من داخل الشركة إلى الزبون خارجها فقد‬
‫أنشأت األنترنت القدرة على أن يشارك الزبائن في تصميم المنتجات التي يطلبون واختيار الخصائص‬
‫وتوليفها التي يحددونها عبر الحاسوب فتقوم الشركة بإنتاجها‪.‬‬

‫‪1‬عبد المحسن زكي‪ ،‬الحكومة اإللكترونية‪ ،‬مدخل إداري متكامل‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.224‬‬
‫‪2‬سمير محمد‪ ،‬اإلدارة اإللكترونية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.115-114‬‬
‫‪3‬أحمد عاشور يوسف‪ ،‬أثر التكنولوجيا الحديثة على الوسائل القانونية لجهة اإلدارة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.11‬‬

‫‪94‬‬
‫اإلطار المعرفي لإلدارة اإللكترونية والخدمة العمومية‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫وكل هذا يجعل الشركة أكثر شفافية وانفتاحا على الزبائن الذين يصبحون جزءا مشاركا في الشركة‬
‫بدون جدران سميكة من اإلسمنت والحديد وال جدران تنظيمية والوظيفية أو المستويات التنظيمية مما‬
‫يوسع التنظيم الشبكي إلى الزبائن ويضعف الحدود الضيقة لتنظيم الشركة نحو منظمة بال حدود‪.1‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬القيادة اإللكترونية‪.‬‬

‫إن القائد في المنظمات الحكومية هو مركز التحكم والتوجيه الذي يقوم بتوزيع المهام واألدوار بين‬
‫العاملين ولديه السلطة في اتخاذ الق اررات‪ ،‬ويتلخص دور العاملين في تنفيذ األوامر والتكليفات ونمداده‬
‫بالمعلومات الالزمة لدعم عملية اتخاذ الق اررات‪.2‬‬

‫وقد واجهت القيادة في السابق تحديين أساسيين هما‪ :‬المهام والعاملون وكان هذا التحديان يتقاسمان‬
‫اهتمام اإلدارة ووقتها‪ ،‬كذلك عقلها (المهام) وقلبها (العاملون) لقد أدى هذين التحديان مع تطور الفكر‬
‫اإلداري إلى ظهور مدخلين‪:‬‬

‫‪-‬األول‪ :‬المرتكز على المهام ‪ :Tasks- centered‬وهذا هو المدخل الصلب للقيادة القائمة على قوه‬
‫التنظيم‪.‬‬

‫‪-‬الثاني‪ :‬المدخل المرتكز على العاملين ‪ :Transactional.L‬وهذا المدخل الناعم القائم على القوة‬
‫الشخصية وقوة العالقة بين القائد والمرؤوسين وقبول المرؤوسين لقائدهم وتأثيره فيهم‪.3‬‬

‫‪1‬سمير محمد‪ ،‬اإلدارة اإللكترونية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.111‬‬


‫‪2‬إيمان عبد المحسن زكي‪ ،‬الحكومة اإللكترونية مدخل إداري متكامل‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.225-224‬‬
‫‪3‬نجم عبود نجم‪ ،‬اإلدارة اإللكترونية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.111-115‬‬

‫‪95‬‬
‫اإلطار المعرفي لإلدارة اإللكترونية والخدمة العمومية‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫تطورت الكثيرة كان االهتمام متزايدا على العقل االستراتيجي للقائد (القيادة طويلة األمد)‪،‬‬
‫ونظ ار لل ا‬
‫كما كان هناك االهتمام بالتحول من القيادة التقليدية للقيادة اإللكترونية هذه األخيرة لها ثالث أبعاد‬
‫أساسية على األقل وهي‪:‬‬

‫أوال‪ .‬القيادة التكنولوجية الصلبة‪:‬‬

‫أنها قيادة تقوم على استخدام تكنولوجيا اإلنترنت من أجل إدارة أعمالها ونداراتها وعالقاتها المختلفة‬
‫بما يجعل منها إدارة مزايا وخصائص التكنولوجيا وبالتالي فهي تقوم على اكتساب ميزة شبكات األعمال‬
‫التي تجعل المدير في كل مكان سواءا في آسيا أو أوروبا يمتلك نفس القدر من المعلومات ويتعامل مع‬
‫نفس الحاسوب المحمول األنيق ‪ LapTop‬ويتصل بكل العاملين عبر شبكة األعمال الداخلية أو‬
‫بالموردين والشركاء اآلخرين عبر الشبكة الخارجية‪ ،1‬من أجل أن يستكمل صورة اتخاذ القرار الذي يكون‬
‫‪2‬‬
‫أكثر كفاءة وربما فاعلية باالعتماد على هذه التكنولوجيا‪.‬‬

‫ثانيا‪ .‬القيادة البشرية الناعمة‪:‬‬

‫إن ما يثير االهتمام حقا هو أن القيادة اإللكترونية تبدو اآلن أكثر من أي وقت مضى ذات محتوى‬
‫إنساني كبير رغم أنها أكثر تعويال على التكنولوجيا‪ ،‬وبالتالي فإن القيادة اإللكترونية القائمة على البعد‬
‫البشري تفرض على القائد أن يكون‪:‬‬

‫‪-2‬قائدا زبونا‪ :‬وهو القائد الذي يكون أكثر ارتباطا بالبحث عن قنوات ومجاالت مشاركة الزبائن وننشاء‬
‫المنافع والمزايا وهذا كله يحولهم بشكل متزايد إلى زبائن ذوي والء‪.‬‬

‫‪1‬محمد سمير أحمد‪ ،‬اإلدارة االلكترونية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.119-112‬‬


‫‪2‬نجم عبود نجم‪ ،‬اإلدارة االلكترونية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.112‬‬

‫‪96‬‬
‫اإلطار المعرفي لإلدارة اإللكترونية والخدمة العمومية‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫‪-1‬قائد عمال ومهني المعرفة‪ :‬وهو الذي يوجد عالقة متميزة مع العاملين سواءا كانوا يعملون في الشركة‬
‫عن قرب أو بعد‪ ،‬فهؤالء العمال أصبحوا شأنهم شأن الزبائن‪.1‬‬

‫‪-1‬القائد التنافسي‪ :‬وهو المطلوب منه أن يتسم بالقدرة على األداء التنافسي‪ ،‬وذلك بأن يكون‪:‬‬

‫ا‪-‬األسرع في الوصول إلى السوق من المنافسين‪.‬‬

‫ب‪-‬األفضل في خدمة شركائه العاملين‪ ،‬الموردين والزبائن من المنافسين‪.‬‬

‫ج‪-‬أكثر قدرة على التقليد االبتكاري كما يسميه دراكر‪.‬‬

‫د‪-‬أكثر قدرة على االبتكار لإلتيان بالخدمات واألساليب والمنتجات الجديدة‪.‬‬

‫‪-4‬القائد اإللكتروني ذو الخصائص األكثر مالئمة‪.2‬‬

‫ثالثا‪ .‬القيادة الذاتية‪:‬‬

‫تركز القيادة اإللكترونية على أمن وخصوصية المعلومات‪ ،‬وتتعامل مع رأس المال البشري والمناخ‬
‫اإللكتروني‪ ،‬وتحث القيادات الحكومية التي تمثل معالم القيادة اإللكترونية على دعم ومساندة الجهود‬
‫المتصلة بإنشاء المنظمة الرقمية‪ ،3‬فهي تعني تطوير قيادة إدارية تتعامل بكفاءة وفعالية مع نظم‬
‫المعلومات الحاسوبية‪ ،‬وتعتبر أحد أهم المسائل الجوهرية التي انبثقت حديثا عن حقل نظم المعلومات‬
‫اإلدارية واإلدارة اإللكترونية‪.‬‬

‫فوجود القيادة اإللكترونية هو شرط لنجاح منظمات األعمال الحديثة أو المنظمات المستندة على‬
‫المعرفة والمندمجة في أنشطة األعمال اإللكترونية‪ ،‬فوجودها يعني أيضا وجود القائد المستمع‪ ،‬المعلم‪،‬‬

‫‪1‬محمد سمير أحمد‪ ،‬اإلدارة اإللكترونية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.122‬‬


‫‪2‬نجم عبود نجم‪ ،‬اإلدارة اإللكترونية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.115-114‬‬
‫‪3‬أسامة محمد عبد العليم ‪ ،‬عمر أحمد أبو هاشم الشريف‪ ،‬هشام محمد بيومي‪ ،‬اإلدارة اإللكترونية‪ :‬مدخل إلى اإلدارة التعليمية الحديثة‪ ،‬دار المناهج‪،‬‬
‫عمان‪ ،1221 ،‬ص ‪.112‬‬

‫‪97‬‬
‫اإلطار المعرفي لإلدارة اإللكترونية والخدمة العمومية‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫المتصل‪ ،‬فيمكن من خالل القيادة اإلدارية اإللكترونية تعظيم االستثمار في رأس المال الفكري‪ ،‬ورأس‬
‫المال اإلنساني وأصول المعرفة الثمينة في المنظمة‪ ،‬إذا فالقيادة اإللكترونية تمثل اختصار الكفاءات‬
‫الجوهرية القادرة على االبتكار والتحديث ونعادة هندسة الثقافة التنظيمية وتكوين المعرفة وندارة عملية‬
‫التعلم التنظيمي لمنظمة ساعية للتعلم بصفة مستمرة ومؤكدة‪.1‬‬

‫الفرع الرابع‪ :‬الرقابة اإللكترونية‪.‬‬

‫تعرف الرقابة بأنها" عملية تبين مدى تحقيق األهداف المراد إدراكها في وقتها المحدد وتحديد مسؤولية‬
‫كل ذي سلطة والكشف عن موطن العيب والخلل حتى يتمكن من تفاديها والوصول باإلدارة إلى أكبر‬
‫كفاءة ممكنة‪ ،2‬ومن أبرز الخصائص التي اتسمت بها الرقابة التقليدية هي أنها رقابة موجهة للماضي‬
‫‪ Post-eriented control‬وهذا ما يظهر واضحا في كون الرقابة هي المرحلة التي تأتي بعد التخطيط‬
‫والتنفيذ (في التنظيم‪-‬التنسيق‪-‬والتوجيه)‪ ،‬للمقارنة بين التخطيط (األهداف والمعايير المخطط) والتنفيذ‬
‫(األداء الفعلي من أجل تحقيق األهداف والمعايير المخططة) ومن ثم تحديد االنحراف وأسبابه‪.3‬‬

‫خطوات عملية الرقابة‪:‬‬

‫‪1‬سعد غالب ياسين‪ ،‬مبادئ نظم المعلومات‪ ،‬دار اليازوري للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬ص ‪.129‬‬
‫‪2‬ماجد راغب الحلو‪ ،‬علم اإلدارة العامة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.119‬‬
‫‪3‬محمد سمير‪ ،‬اإلدارة اإللكترونية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.122‬‬

‫‪98‬‬
‫اإلطار المعرفي لإلدارة اإللكترونية والخدمة العمومية‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫وضع معايير األداء‬

‫قياس األداء‬

‫مقارنة األداء الفعلي مع المعايير‬

‫عدم اتخاذ النشاط التصحيحي (أو التعزيز‬ ‫اتخاذ النشاط التصحيحي‬


‫اإليجابي) التكرار الدوري‪.‬‬

‫المصدر‪ :‬محمد سمير‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.622‬‬

‫فعملية الرقابة بصفة عامة تهدف إلى مقارنة األداء الفعلي باألداء المستهدف لتحديد االنحرافات‬
‫واتخاذ االجراءات لتصحيحها‪ ،1‬ونتيجة للتطور الكبير في مجال تكنولوجيا المعلومات أصبحت عملية‬
‫الرقابة تتم بشكل جيد وكفء وبذلك أصبح يطلق عليها الرقابة اإللكترونية فهي تسمح بالرقابة الفورية‬
‫بمساعدة الشبكة الداخلية للمؤسسة‪ ،‬ومن ثم تقليص الفجوة الزمنية بين االنحراف وتصحيحه‪ ،‬كما أنها‬
‫عملية مستمرة متجددة تكشف عن االنحراف أول بأول من خالل تدفق المعلومات والتشبيك بين المديرين‪،‬‬

‫‪1‬عبد المحسن زكي‪ ،‬الحكومة اإللكترونية‪ ،‬مدخل إداري متكامل‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.225‬‬

‫‪99‬‬
‫اإلطار المعرفي لإلدارة اإللكترونية والخدمة العمومية‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫والعاملين‪ ،‬والموردين‪ ،‬والمستهلكين‪ ،‬وهذا ما يزيد من قدرة الرقابة اإللكترونية على توفير إمكانية متابعة‬
‫العمليات المختلفة وسير الق اررات المتنوعة وتصحيح األخطاء في جميع أنواع المؤسسات‪.1‬‬

‫يتسع مجال الرقابة ليشمل الرقابة الداخلية والخارجية‪ ،‬وخاصة الرقابة على النظم اإللكترونية لمنع‬
‫اختراق النظم وقواعد البيانات‪ ،‬كما تركز الرقابة اإللكترونية على النتائج وليس على المدخالت‪ ،‬ويتطلب‬
‫نجاح هذا النوع من الرقابة نوعا من االلتزام الذاتي لدى العاملين فتتحول الرقابة إلى رقابة ذاتية بدافع‬
‫االلتزام وليس الخوف‪.2‬‬

‫باإلضافة إلى ذلك فإن استخدام األنظمة اإللكترونية سيفعل موضوع الشفافية لألجهزة التنفيذية‬
‫وستكون نشاطات هذه األجهزة واضحة لألجهزة الرقابية وبالتالي سيفعل عملها في تحديد بؤر الفساد‬
‫اإلداري والمالي ونلى زيادة فاعلية أنظمة دعم القرار وتسهيل عمل األجهزة الرقابية ما سيؤدي بالتالي‬
‫إلى القضاء على مكامن الفساد‪ ،‬وأن توفر المعلومات من خالل قاعدة المعلومات ونمكانية الوصول‬
‫إليها سيساعد بإزالة الغموض عن الكثير من القضايا ويمكن للرقباء والمفتشين من مراجعة حاالت‬
‫االنحراف والبيانات المتعلقة بآليات اإلنجاز الناجحة السابقة‪ ،‬وأن أغلب المكلفين بالعمليات الرقابية‬
‫يتعرضون إلى تجاوزات أو تهديدات عند إجراء العمليات الرقابية بسبب االحتكاك المباشر بينهم وبين‬
‫الموظفين العاملين باألجهزة التنفيذية‪.3‬‬

‫ال شك في أن الرقابة اإللكترونية تحقق استخداما فعاال ألنظمة وشبكات المعلومات القائمة على‬
‫األنترنت لكل ما يعنيه من فحص وتدقيق ومتابعة آنية وهذا ما يمكن أن يحقق لها مزايا كثي ار يمكن‬
‫تحديدها باآلتي‪:‬‬

‫‪1‬هيثم حمود الشبلي‪ ،‬ومروان محمد النسور‪ ،‬إدارة المنشآت المعاصرة‪ ،‬دار الصفاء للنشر والتوزيع‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪ ،1229 ،‬ص‬
‫‪.441‬‬
‫‪2‬عبد المحسن زكي‪ ،‬الحكومة اإللكترونية‪ ،‬مدخل إداري متكامل‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.225‬‬
‫‪3‬أحمد عاشور‪ ،‬أثر التكنولوجيا الحديثة على الوسائل القانونية لجهة اإلدارة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.15‬‬

‫‪100‬‬
‫اإلطار المعرفي لإلدارة اإللكترونية والخدمة العمومية‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫‪ -1‬تحقيق الرقابة بالوقت الحقيقي وفي (اآلن) بدال من الرقابة القائمة على الماضي فهي تحقق الرقابة‬
‫بالنقرات بدال من التقارير‪.‬‬

‫‪ -2‬أنها تحقق الرقابة المستمرة بدال من الرقابة الدورية بما يولد تدفقا مستم ار للمعلومات الرقابية في كل‬
‫وقت بدال من الرقابة المتقطعة إلجرائها في أوقات متباعدة بشكل دوري‪.‬‬

‫‪ -3‬الحد األدنى من المفاجآت الداخلية في الرقابة بسبب الرقابة المستمرة بدال من الدورية فال شيء‬
‫يتفاقم داخل الشركة دون معرفته أوال بأول وهذا ما يقلص إلى الحد األدنى المفاجآت الداخلية‪.‬‬

‫‪ -4‬إن الرقابة اإللكترونية تتطلب بل وتحفز العالقات القائمة على الثقة‪ ،‬فمع المتابعة الفورية فإن‬
‫المدير يكون أقل حاجة إلظهار الجهد الرقابي واالحتكار على أساسه مع العاملين‪.‬‬

‫‪ -5‬إن الرقابة اإللكترونية تقلص من الوقت مع أهمية الرقابة القائمة على المدخالت أو العمليات أو‬
‫األنشطة لصالح التأكيد المتزايد على النتائج‪ ،‬فهي إذن أقرب إلى الرقابة بالنتائج‪.‬‬

‫في مقابل هذه المزايا هناك المآخذ والصعوبات التي تتوافق مع الرقابة اإللكترونية التي يمكن إجمالها‬
‫فيما يلي‪:‬‬

‫‪ -1‬إن الرقابة اإللكترونية عادة ما تفتقر للتفاعل اإلنساني الذي هو األساس في كل تطوير حقيقي في‬
‫الشركة سواء كتطوير العاملين أو األنظمة أو المعايير وغيرها‪.‬‬

‫‪ -2‬إن الرقابة اإللكترونية يمكن أن تقترن لدى البعض بالشركة ألن اإلدارة تراقب نشاطاتهم أوال بأول‬
‫من عملهم‪ ،‬خاصة وأن البرمجيات الجديدة أصبحت تسهل عليهم أنشطتهم على األنترنت‪.1‬‬

‫‪1‬محمد سمير‪ ،‬اإلدارة اإللكترونية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.125-124‬‬

‫‪101‬‬
‫اإلطار المعرفي لإلدارة اإللكترونية والخدمة العمومية‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫*المقارنة بين وظائف اإلدارة التقليدية واإلدارة اإللكترونية‪:‬‬

‫اإلدارة اإللكترونية‬ ‫اإلدارة التقليدية‬ ‫وجه‬


‫المقارنة‬
‫‪-‬تركيز على إدارة األفراد والموارد لتحقيق ‪-‬تركز على إدارة المعلومات والرقميات‬ ‫الهدف‬
‫التفاعل‬ ‫لتحقيق‬ ‫والعالقات‬ ‫والشبكات‬ ‫الكفاءة والفاعلية‬
‫والتجاوب‪.‬‬
‫‪-‬مشترك بين اإلدارة والعاملين‪.‬‬ ‫التخطيط ‪-‬مهمة اإلدارة العليا‪.‬‬
‫‪-‬اعداد الخطط على فترات قصيرة‪.‬‬ ‫‪-‬الخطط طويلة ومتوسطة األمد‪.‬‬
‫‪-‬الخطط مرنة ومتغيرة‪.‬‬ ‫‪-‬تترجم إلى برامج ينفذها العاملون‪.‬‬
‫‪-‬التخطيط األفقي‪.‬‬ ‫‪-‬التخطيط من أعلى إلى أسفل‪.‬‬
‫‪-‬الهياكل التنظيمية الشبكية‪.‬‬ ‫‪-‬هرمي متعدد المستويات‪.‬‬ ‫التنظيم‬
‫‪-‬التقسيمات التنظيمية المتغيرة‪.‬‬ ‫‪-‬التقسيمات التنظيمية الثابتة‪.‬‬
‫‪-‬تعدد مراكز السلطة وفرق العمل ذاتية‬ ‫‪-‬تركز السلطة في اإلدارة العليا‪.‬‬
‫‪-‬االتصاالت الرسمية تبعا لخط السلطة‪ .‬اإلدارة‪.‬‬
‫‪-‬االتصاالت فائقة السرعة‪.‬‬
‫‪-‬القائد يقدم االستشارات ويحل المشكالت‪.‬‬ ‫‪-‬القائد مركز التحكم والتوجيه‪.‬‬ ‫القيادة‬
‫‪-‬الق اررات من سلطة القائد ودور العاملين ‪-‬الق اررات تشاركية إلتاحة الفرصة أمام‬
‫إمداده بالمعلومات الالزمة لدعم اتخاذ العاملين لالبتكار والتميز‪.‬‬
‫‪-‬القائد يدير ذاته قبل أن يدير اآلخرين‪.‬‬ ‫القرار‪.‬‬
‫‪-‬القائد يدير اآلخرين‪.‬‬

‫‪102‬‬
‫اإلطار المعرفي لإلدارة اإللكترونية والخدمة العمومية‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫‪-‬مقارنة األداء الفعلي باألداء المستهدف ‪-‬الرقابة فورية وهي عملية مستمرة يشارك‬ ‫الرقابة‬
‫فيها أكثر من طرف من خالل الشبكة‬ ‫لتحديد االنحرافات وتصحيحها‪.‬‬
‫اإللكترونية‪.‬‬ ‫‪-‬مقارنة المدخالت بالمخرجات‪.‬‬
‫‪-‬قائمة على النتائج‪.‬‬
‫المصدر‪ :‬إيمان عبد المحسن زكي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.221‬‬

‫المبحث الثالث‪ :‬ماهية الخدمة العمومية‪.‬‬

‫تعد الخدمات العامة أهم نقطة تنصب عليها جل مهام الدول‪ ،‬فالمؤسسات العمومية بصورة خاصة‬
‫تسعى لتحقيق الصالح العام وتقديم خدمات عامة على قدر كبير من المساواة بين المواطنين‪ ،‬إذا فالخدمة‬
‫العامة تعد من صميم مهام الدولة منذ القدم فهي تلك الخدمات التي تقدمها إلشباع الحاجات العامة‬
‫للمجتمع وتكون حك ار عليها كاألمن والعدالة والصحة‪ ،‬إذا فهي القاعدة األساسية التي تقوم عليها المشاريع‬
‫والمرافق في الدولة‪ ،‬لذا يعد مفهوم الخدمة العامة صعب التحديد إذ أنه مرتبط بالدولة وتطوره يكون وفقا‬
‫لتطور دور الدولة‪ ،‬بالتالي فإن التطرق لمفهوم الخدمة العامة يستلزم أوال التعرف على مفهوم الخدمة‬
‫في حد ذاتها‪.‬‬

‫تعرف الخدمة ‪ service‬بأنها‪ :‬ناتج أداء الجهود اإلنسانية أو اآللية على األفراد أو األشياء‪ ،‬ولذا‬
‫‪1‬‬
‫تنطوي الخدمة على أي عمل‪ ،‬أو أداء‪ ،‬أو جهود يصعب امتالكها أو حيازتها‪.‬‬

‫‪1‬محمد عبد العظيم‪ ،‬التسويق المتقدم‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،1222 ،‬ص ‪.225‬‬

‫‪103‬‬
‫اإلطار المعرفي لإلدارة اإللكترونية والخدمة العمومية‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫عرفها لستانتون (‪ )2992 Stanton‬بأنها هي النشاطات غير المحسوسة والتي تحقق منفعة الزبون‬
‫أو المستفيد والتي ليست بالضرورة مرتبطة ببيع سلعة أو خدمة أخرى أي أن انتاج خدمة معينة أو‬
‫تقديمها ال يتطلب استخدام الملموسات‪.1‬‬

‫أما كوتلر وأرمسترونغ (‪ )Kotler and Armstrong 2004‬فقد عرفها بنشاط أو منفعة يقدمها‬
‫طرف إلى طرف آخر وتكون في األساس غير ملموسة أو غير محسوسة وال يترتب عليها أية ملكية‬
‫فتقديم الخدمة قد يكون مرتبطا بمنتج مادي أو ال يكون‪.2‬‬

‫كما عرفها )‪ (Adrain Palmer‬بقوله إن الخدمة هي عملية انتاج منفعة غير ملموسة بالدرجة‬
‫األساسية أما بحد ذاتها كعنصر جوهري من منتج ملموس‪ ،‬حيث يتم من خالل أي شكل من أشكال‬
‫التبادل إلشباع حاجة أو رغبة مشخصة لدى العميل أو المستفيد‪ ،3‬وعرفها كرونوس فيرى بأنها‪ :‬أي‬
‫نشاط أو سلسلة من األنشطة ذات الطبيعة غير ملموسة في العادة ولكن ليس ضروريا أن تحدث عن‬
‫طريق التفاعل بين المستهلك وموظفي الخدمة أو الموارد المادية أو السلع أو األنشطة التي يتم تقديمها‬
‫‪4‬‬
‫كحلول لمشاكل العميل‪.‬‬

‫يرى فريد كورتل من خالل كل التعاريف المقدمة للخدمة بأنها‪:‬‬

‫‪-‬تكون الخدمة في الغالب غير محسوسة أو غير ملموسة‪.‬‬

‫‪-‬قد ترتبط الخدمة بمنتج ملموس أو مادي أو قد ال ترتبط بذلك‪.‬‬

‫‪-‬ال يمكن تملك الخدمة أو مقدمها إنما يمكن االستفادة من عرضها‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Stanton L (1997) Marking Niche Marketing Work McGraw-Hill. New York: p77.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Kotler, p, Armstrong (2004). Principles of marketingprentice-hall,N,J: p113‬‬
‫‪3‬‬
‫‪Adrain Plamer. (1994). Principles of service marketing. McGraw-Hill Publishing CO. p151.‬‬
‫‪ 4‬اريس وفاء‪ ،‬نظام التسيير باألهداف في المؤسسات العامة بين النظرية والتطبيق‪ ،‬دار اليازوري العلمية للنشر والتوزيع‪ ،‬األردن‪ 1 ،‬أوت ‪،1212‬‬
‫ص ‪.22‬‬

‫‪104‬‬
‫اإلطار المعرفي لإلدارة اإللكترونية والخدمة العمومية‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫‪-‬الخدمة تدرك بالحواس من خالل المنفعة التي تقدمها للمستفيد‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪-‬تتألف الخدمة من جوهر تدعمه خدمات تكميلية‪.‬‬

‫ثم أضاف الفقه مصطلح العامة لها لتخصيصها على الخدمات المقدمة لجمهور المجتمع وتسعى‬
‫لتحقيق المنفعة العامة‪ ،‬ولذا سنطرق من خالل هذا المبحث إلى تعريف الخدمة العمومية في المطلب‬
‫األول‪ ،‬ثم تصنيفاتها وطرق إدارتها في المطلب الثاني‪ ،‬وكذا العالقة بين الحكم الراشد والخدمة العامة‬
‫في المطلب الثالث‪ ،‬وأخي ار الحكم الراشد في اإلدارات العمومية الجزائرية في المطلب الرابع‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬مفهوم الخدمة العمومية‪.‬‬

‫لقد تعددت تعريفات الخدمة العمومية نظ ار ألهمية هذا الموضوع بالنسبة للدولة والمواطنين‪ ،‬وسنتناول‬
‫هذه التعريفات على التوالي في هذا المطلب‪ ،‬حيث تطرق الفرع األول للتعريف األوروبي للخدمة‬
‫العمومية‪ ،‬في حين تطرق الفرع الثاني للتعريف اللغوي للخدمة العمومية‪ ،‬أما الفرع الثالث فقد حدد‬
‫األساس القانوني الذي تقوم عليه الخدمة العامة‪ ،‬بينما الفرع الرابع شمل خصائص لخدمات العمومية‬
‫لنتم المطلب بمبادئ الخدمات العمومية في الفرع الخامس‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬التعريف األوروبي للخدمة العمومية‪.‬‬

‫في عام ‪ 2992‬تم تقديم الخدمة العمومية في بالغ اللجنة األوروبية على أساس أنها خدمة قاعدية‬
‫مقدمة لجميع المرتفقين في كامل المجموعة األوروبية‪ ،‬تحت شروط تعريفية متمكن منها وبنوعية ذات‬
‫مستوى عام‪ ،‬وفي بالغ نفس اللجنة في سبتمبر ‪ 2991‬حول الخدمة العمومية ذات المنفعة العامة‪ ،‬تم‬

‫‪1‬فريد كورتل‪ ،‬تسويق الخدمات‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.12-11‬‬

‫‪105‬‬
‫اإلطار المعرفي لإلدارة اإللكترونية والخدمة العمومية‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫شرح بأن مفهوم الخدمة العامة هو المفهوم المجموعاتي الالزم تعميمه بهدف تطوير ربط ووصل‬
‫الخدمات ذات المنفعة االقتصادية العامة لتحقيق االنسجام االقتصادي ألوروبا على أساس سوق كبير‬
‫يسمح بإعداد مجموعة من القواعد المشتركة لتسيير الخدمات ذات المنفعة االقتصادية العامة‪ ،‬كما‬
‫أشارت اللجنة في بالغها إلى أن الخدمة العامة ليس المصطلح المرادف للمرفق العمومي كما ال يجب‬
‫الخلط بين مفهوم الخدمة العامة ومفهوم الخدمات ذات المنفعة العامة والتي لها معنى أكثر اتساعا‬
‫‪1‬‬
‫وشمولية‪.‬‬

‫أما الكتاب األخضر للواحد والعشرين من ماي لعام ألفين وثالث (‪ )1221/25/12‬المتعلق بالخدمة‬
‫ذات المنفعة العامة‪ ،‬فيوضح بأن الخدمة العامة مفهوم ديناميكي‪ ،‬يسهر على إمكانية اتخاذ‪ ،‬التزامات‬
‫المنفعة العامة‪ ،‬بعين االعتبار‪ ،‬التطور السياسي‪ ،‬االجتماعي‪ ،‬االقتصادي والتكنولوجي‪ ،‬كما يسمح‪ ،‬إن‬
‫كان ذلك ضروريا بالتكييف المنتظم لهذه االلتزامات مع تطور احتياجات المواطن‪.‬‬

‫ويضيف هذا الكتاب بأنه مفهوم ينشئ حق كل مواطن من االستفادة من بعض الخدمات المعتبرة‬
‫واألساسية‪ ،‬ويفرض على الصناعات والمؤسسات التزام توفير الخدمة تحت شروط نوعية معينة‪ ،‬نذكر‬
‫من بينها‪ ،‬توفير الخدمة على كامل اإلقليم‪ ،‬ففي سوق ليبرالي‪ ،‬التزام الخدمة العامة يضمن لكل شخص‬
‫مقيم في االتحاد األوروبي إمكانية االستفادة من الخدمة بسعر في المتناول‪ ،‬وبنوعية مقبولة‪ ،‬ونن اقتضى‬
‫األمر محسنة‪.‬‬

‫وفي الكتاب األبيض لسنة ‪ 1224‬والمتعلق بالخدمات ذات المنفعة العامة‪ ،‬الخدمة العامة مفهوم‬
‫أساسي )‪ ،(clé‬طوره االتحاد األوروبي بهدف ضمان االستفادة الحقيقية والفعلية من الخدمات الضرورية‪،‬‬
‫وهو ينشئ حق كل مرتفق لالستفادة من بعض الخدمات المعتبرة أو المقدرة كأساسية‪ ،‬وتفرض على‬
‫مقدمي الخدمة‪ ،‬االلتزام باقتراح خدمات محددة بشروط نوعية والتي من بينها التغطية اإلقليمية الكاملة‬

‫‪1‬قنان نهاد‪ ،‬المفهوم األوروبي للخدمة العامة وتأثيره على المرفق العمومي في الجزائر‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماجيستر في القانون العام فرع اإلدارة‬
‫العامة‪ ،‬القانون وتسيير اإلقليم‪ ،‬جامعة قسنطينة ‪ ،2‬كلية الحقوق‪ ،‬السنة الجامعية ‪ ،1221-1221‬ص ‪.29‬‬

‫‪106‬‬
‫اإلطار المعرفي لإلدارة اإللكترونية والخدمة العمومية‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫والثمن المعقول‪ ،‬ويضيف الكتاب بأن الخدمة العمومية مفهوم ديناميكي مرن يظهر شبكة من األمن‬
‫الفعال بالنسبة للذين ال يمكنهم التزويد بخدمات أساسية‪ ،‬ويمكن إعادة تعريفه باستمرار لتكييفه مع‬
‫المحيط االجتماعي‪ ،‬االقتصادي والتكنولوجي‪ ،‬إن هذا المبدأ يسمح بتحديد المبادئ المشتركة على‬
‫‪1‬‬
‫مستوى االتحاد األوروبي ومن جهة أخرى يترك أعمال وكيفية تطبيق هذه المبادئ للدول األعضاء‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬التعريف الفقهي للخدمة العمومية‪.‬‬

‫يقول شابيس (‪ ) 2991‬بأن الخدمة العامة هي سبب وجود اإلدارة ألن المؤسسات الخاصة يمكنها‬
‫أن تكون مسؤولة عن أداء الخدمات األساسية حينما تأذن الدولة بذلك ألن الخدمة العامة تعبر عن‬
‫‪2‬‬
‫خدمة الشعب‪.‬‬

‫كما عرفها بعض من الفقهاء وهو التعريف المأخوذ به حاليا‪ :‬على أنها نشاط يهدف إلى إشباع‬
‫حاجات عامة والذي يخضع لتنظيم ونشراف ورقابة الدولة‪ ،‬بغض النظر عن الجهة التي تؤديها‪ ،‬وتعرف‬
‫أيضا بأنها النشاط الذي تتواله الدولة أو األشخاص العامة األخرى‪ ،‬مباشرة أو تعهد به آلخرين كاألفراد‬
‫أو األشخاص المعنوية الخاصة‪ ،‬ولكن تحت إشرافها وم ارقبتها وتوجيهها وذلك إلشباع حاجات ذات نفع‬
‫‪3‬‬
‫عام تحقيقا للصالح العام‪.‬‬

‫وقد عرفها القانون الفرنسي بأنها تلك التي تعد تقليدي لخدمة فنية تزود بصورة دائمة بواسطة مؤسسة‬
‫عامة كاستجابة لحاجة عامة‪ ،‬ويتطلب توفيرها أن يحترم القائمين على إدارتها مبادئ المساواة‬
‫واالستم اررية والتكيف لتحقيق الصالح العام‪.‬‬

‫‪1‬قنان نهاد‪ ،‬المفهوم األوروبي للخدمة العامة وتأثيره على المرفق العمومي في الجزائر‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.11-12-12‬‬
‫‪2‬رايس وفاء‪ ،‬نظام التسيير باألهداف في المؤسسات العامة بين النظرية والتطبيق‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.22-22‬‬
‫‪3‬مبارك لسلوس‪ ،‬اإلدارة الرشيدة للجماعات المحلية بين الزامية الخدمة العامة وحتمية التوازن المالي‪ ،‬إدارة‪ ،‬مجلة المدرسة الوطنية لإلدارة‪ ،‬المجلد‬
‫‪ ،12‬العدد ‪ ،1222-1‬العدد ‪ ،42‬الجزائر‪ ،‬ص ‪.21‬‬

‫‪107‬‬
‫اإلطار المعرفي لإلدارة اإللكترونية والخدمة العمومية‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫وقد خلصت الدكتورة رايس وفاء إلى أنه يمكن تعريف الخدمة العامة على أنها مجموعة األنشطة‬
‫التي تقوم بها المؤسسات العامة لتلبية حاجات عامة عجزت المؤسسات الخاصة على تأديتها ألنها ال‬
‫تدر عليها باألرباح‪ ،‬وتختلف الخدمة المقدمة من طرف المؤسسات العامة عن تلك التي تؤديها‬
‫المؤسسات الخاصة‪ ،‬سواءا من حيث خصائصها أو أبعادها أو معايير جودتها‪ ،‬كما يختلف تسيير‬
‫‪1‬‬
‫مؤسسات الخدمات عن تسيير مؤسسات السلع‪.‬‬

‫ووضح د‪ /‬ثابت عبد الرحمن إدريس في تعريفه للخدمة العامة بأن المؤسسة العامة تقوم بإنتاج‬
‫وت قديم الخدمات المتنوعة لجمهور المواطنين في المجتمع‪ ،‬وذلك إلشباع حاجاتهم األساسية المختلفة‬
‫من هذه الخدمات مثل التعليم والثقافة والصحة والكهرباء والمياه وما شابه ذلك‪ ،2‬كما ركز في تعريفه‬
‫للخدمة العمومية على محورين أساسيين هما‪:‬‬

‫أوال‪ .‬الخدمة العمومية كعملية‪ Services Proces :‬حيث يمكن اعتبار الخدمة التي تقدمها المؤسسات‬
‫الحكومية على أنها عمليات ذات طابع تكاملي‪ ،‬تنطوي على مدخالت وتشغيل مخرجات‪ ،‬والمخرجات‬
‫نجد ثالثة أنواع يمكن أن تجري عليها عمليات التشغيل هي‪:‬‬

‫‪ .2‬األفراد‪ :‬يمثل المواطن طالب الخدمة أحد األطراف الرئيسية والمدخالت في عميات تقديم الخدمة‬
‫العمومية‪ ،‬فتؤدى هذه العمليات على المواطن نفسه‪ ،‬مثال ذلك عندما يدخل مريض إلى المستشفى‪ ،‬فإن‬
‫عمليات العالج والوقاية ومختلف الخدمات الصحية تجري عليه بذاته‪.‬‬

‫‪ .1‬الموارد‪ :‬أي يمكن أن تأدى عمليات الخدمات على األشياء أيضا وليس على األفراد وحدها‪ ،‬وتسمى‬
‫عمليات األشياء المملوكة‪ ،‬مثل خدمة رخص مرور السيارات‪ ،‬والخدمات العامة في خطوط السكك‬
‫الحديدية‪.‬‬

‫‪1‬رايس وفاء‪ ،‬نظام التسيير باألهداف في المؤسسات العامة بين النظرية والتطبيق‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.22‬‬
‫‪2‬ثابت عبد الرحمن ادريس‪ ،‬المدخل الحديث في اإلدارة العامة‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،1222 ،‬ص ‪.452‬‬

‫‪108‬‬
‫اإلطار المعرفي لإلدارة اإللكترونية والخدمة العمومية‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫‪ . 1‬المعلومات‪ :‬يطلق عليها عمليات تشغيل المعلومات‪ ،‬وهي تمثل الجانب الحديث للخدمة العامة‪،‬‬
‫المتعلق بالتطور الحاصل في تكنولوجيا المعلومات واالتصال‪ ،‬مثل خدمات تحليل البيانات في مراكز‬
‫المعلومات‪ ،‬وعمليات تشغيل البيانات في مراكز البحوث والجامعات‪.1‬‬

‫ثانيا‪ .‬مفهوم الخدمة كنظام‪ :‬انطالقا من مفهوم النظم يمكن النظر إلى الخدمة التي تقدمها المنظمات‬
‫العامة كنظام يتكون من أجزاء مختلفة تشمل ما يلي‪:‬‬

‫‪ .2‬نظام عمليات تشغيل أو إنتاج الخدمة‪ :‬وفق هذا النظام يتم عمليا التشغيل على مدخالت ‪Inputs‬‬
‫الخدمة إلنتاج العناصر الخاصة بالخدمة‪.‬‬

‫‪ .1‬نظام تسليم الخدمة‪ service delivery :‬ووفق هذا النظام يتم تجميع نهائي لعناصر الخدمة‪ ،‬ثم‬
‫التسليم النهائي لها‪ ،‬ونيصالها إلى طالبها‪.‬‬

‫يتضمن مفهوم الخدمة العامة كنظام شكلين‪:‬‬

‫‪ -2‬خدمة عامة مرئية أو منظورة لمستقبل الخدمة (المواطن) مثل تقديم وثائق طلب تسجيل سيارة أو‬
‫تسجيل مولود أو وفاة ويكون ذلك على مستوى مكاتب الخدمات العمومية‪.‬‬

‫‪-1‬خدمة عامة غير مرئية أو غير منظورة‪ ،‬ويطلق عليها جوهر الخدمة الفني‪ ،‬وهي العمليات التي تتم‬
‫‪2‬‬
‫على مستوى مكاتب الخدمة‪.‬‬

‫‪1‬عاشور عبد الكريم‪ ،‬دور اإلدارة اإللكترونية في ترشيد الخدمة العمومية في الواليات المتحدة األمريكية والجزائر‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماجستير‪ ،‬في‬
‫العلوم السياسية والعالقات الدولية‪ ،‬تخصص الديمقراطية والرشادة‪ ،‬جامعة قسنطينة‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،1222-1229 ،‬ص ‪.42‬‬
‫‪2‬ثابت عبد الرحمن‪ ،‬المدخل الحديث في اإلدارة العامة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.459-455‬‬

‫‪109‬‬
‫اإلطار المعرفي لإلدارة اإللكترونية والخدمة العمومية‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬األساس القانوني للخدمة العمومية في الجزائر‪.‬‬

‫يقوم أساس الخدمة العمومية في جملة من النصوص القانونية التي أكدت على أهميتها وضرورة‬
‫السهر على تقديمها‪ ،‬ونجد أن المشرع الجزائري في أغلب القوانين الصادرة عنه الهدف منها هو إصالح‬
‫الخدمة العمومية ومراعاة الصالح العام‪ ،‬وتتمثل أهم هذه النصوص في‪:‬‬

‫أوال‪ .‬الدستور‪ :‬تجد فكرة الخدمة العمومية أساسها في الدستور الجزائري لسنة ‪ 2991‬في المادة ‪99‬‬
‫منه‪ ،‬التي تنص على صالحيات الوزير األول حيث أكدت على ضرورة سهره على حسن اإلدارة‬
‫العمومية‪ ،‬ليأتي دستور سنة ‪ 1212‬ويؤكد في المادة ‪ 221‬منه على نفس صالحيات المخولة له مع‬
‫إضافة عنصر المرفق أي ضرورة السهر على حسن سير اإلدارة العمومية والمرافق العامة وهذا تأكيد‬
‫من المشرع على ضرورة الحرص على الخدمات العمومية والخاصة المقدمة للمواطنين ألن هدف الدولة‬
‫هو تقديم الخدمات التي يحتاجها المواطنون‪ ،‬وذلك باستصدار كل ما يتعلق بالموضوع في مراسيم‬
‫تنفيذية‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬القوانين‪.‬‬

‫‪ .1‬القانون ‪ 11-11‬المتعلق بالبلدية‪ :1‬وتجد فكرة الخدمة العمومية أساسها في هذا القانون أوال من‬
‫خالل المادة ‪ 1‬ففي فقرتها الثانية أكدت على أن البلدية وهي ممثلة الدولة تسعى إلى الحفاظ على‬
‫اإلطار المعيشي للمواطنين وتحسينه‪ ،‬وذلك يكون بتوفير كل الخدمات العمومية الالزمة للمواطنين‪ ،‬كما‬
‫أكدت المادة ‪ 22‬التي شملت اختصاصات رئيس المجلس الشعبي البلدي على سهره للمحافظة على‬
‫األمن والنظافة والسكينة وهي أهم الخدمات العمومية التي يحتاجها المواطنون‪.‬‬

‫‪1‬القانون ‪ 22-22‬المؤرخ في ‪ 12‬رجب ‪ 2411‬الموافق ‪ 11‬يونيو ‪ 1222‬المتعلق البلدية‪ ،‬ج ر‪ ،‬العدد ‪ ،12‬الصادرة في أول شعبان ‪2411‬‬
‫الموافق ‪ 1‬يوليو ‪.1222‬‬

‫‪110‬‬
‫اإلطار المعرفي لإلدارة اإللكترونية والخدمة العمومية‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫‪ .6‬القانون ‪ 12-16‬المتعلق بالوالية‪ :1‬ونجد أساس الخدمة العمومية في المادة األولى منه حيث‬
‫أكدت الفقرة الثالثة على ترقية وتحسين اإلطار المعيشي للمواطنين‪ ،‬كما أكدت المادة ‪ 22‬التي تتضمن‬
‫صالحيات رئيس المجلس الشعبي فكل المجاالت التي يمارس خاللها اختصاصاته تمس الخدمات‬
‫العمومية للمواطنين من صحة عمومية وتربية وسكن‪ ..‬وغيرها‪.‬‬

‫‪ .3‬القانون ‪ 12-11‬المتعلق بالحالة المدنية‪ :2‬والذي أقر بإنشاء السجل الوطني للحالة المدنية‪ ،‬تجد‬
‫الخدمة العامة أساسها في هذا القانون‪ ،‬في أنه بعد إنشاء هذا السجل ودخوله حيز التنفيذ أصبحت كل‬
‫السجالت الورقية رقمية ولم تعد اإلدارة تطالب المواطن بأي وثائق إلتمام الملف ألن كل الوثائق متواجدة‬
‫لديها‪ ،‬وهذا تخفيف على المواطنين وتسهيل للخدمة العمومية‪.‬‬

‫ثالثا‪ .‬المراسيم‪:‬‬

‫‪ .1‬المرسوم ‪ 131-22‬الذي ينظم العالقة بين اإلدارة والمواطن‪ :‬إن هذا المرسوم يمس كل ما يجب‬
‫أن تقدمه اإلدارات العمومية من خدمات عمومية للمواطنين‪ ،‬وقد أكد على أن تحسين الخدمات العمومية‬
‫يعد من واجب والتزامات اإلدارات العمومية‪.3‬‬

‫‪ .6‬المرسوم الرئاسي ‪ 13-12‬وهو المرسوم المنشئ للمرصد الوطني للمرفق العام‪ ،4‬ونجد أساس‬
‫الخدمة العامة فيه من خالل المادة ‪ 4‬منه التي أكدت على ضرورة ترقية األعمال الموجهة لتحسين‬
‫نوعية خدمات المرفق العام والمساهمة في تبسيط اإلجراءات اإلدارية‪ ،‬كما أضافت المادة ‪ 5‬على ضرورة‬

‫‪1‬القانون ‪ 22-21‬المؤرخ في ‪ 12‬ربيع األول ‪ ،2411‬الموافق ل ‪ 12‬فبراير ‪ 1221‬المتعلق بالوالية‪ ،‬ج ر‪ ،‬العدد ‪ ،21‬الصادرة في ‪ 2‬ربيع الثاني‬
‫‪ 2411‬الموافق ل ‪ 19‬فبراير ‪.1221‬‬
‫‪2‬القانون رقم ‪ 22-24‬المؤرخ في ‪ 21‬شوال ‪ 2415‬الموافق ل ‪ 9‬غشت ‪ ،1224‬يعدل ويتمم األمر رقم ‪ 12-22‬المؤرخ في ‪ 21‬ذي الحجة ‪2129‬‬
‫الموافق ل ‪ 29‬فبراير ‪2922‬المتعلق بالحالة المدني‪ ،‬ج ر‪ ،‬العدد ‪ ،49‬الصادر في ‪ 14‬شوال ‪ ،2415‬الموافق ل ‪ 12‬غشت ‪.1224‬‬
‫‪3‬مرسوم رقم ‪ 212-22‬المؤرخ في ‪ 12‬ذي القعدة ‪ 2422‬الموافق ل ‪ 4‬يوليو ‪ 2922‬ينظم العالقة بين اإلدارة والمواطن‪ ،‬الصادر في الجريدة الرسمية‬
‫العدد ‪ ،12‬سنة ‪.2922‬‬
‫‪4‬المرسوم الرئاسي ‪ 21-21‬المؤرخ في ‪ 11‬ربيع األول ‪ 242‬الموافق ل ‪ 2‬يناير ‪ 1221‬يتضمن إنشاء المرصد الوطني للمرفق العام‪ ،‬ج ر‪ ،‬العدد‬
‫‪ ،21‬الصادرة في ‪ 21‬ربيع األول ‪ 2412‬الموافق ل ‪ 21‬يناير ‪.1221‬‬

‫‪111‬‬
‫اإلطار المعرفي لإلدارة اإللكترونية والخدمة العمومية‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫عصرنة االتصال لسهولة إعالم المواطنين حول الخدمات العامة وتحسين الحصول على المعلومات‪،‬‬
‫وبالتالي فهي نقلة نوعية فعال في مجال تحسين الخدمات العامة وعصرنتها‪ ،‬بغية تعزيز أنشطته التي‬
‫من شأنها تبسيط اإلجراءات اإلدارية وعصرنة المرفق العام‪ ،‬وبهدف ضمان تقديم أحسن الخدمات‬
‫العمومية و تحسين جودتها‪.‬‬

‫‪ .3‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ 629-12‬الذي يحدد مضمون الخدمة العامة للبريد والمواصالت السلكية‬
‫والالسلكية والتعريفات المطبقة لها وكيفية تمويلها‪ ،1‬وتجد فكرة الخدمة العامة أساسها في المادة الرابعة‬
‫الفقرة ‪ 1‬التي أكدت على ضرورة إقامة منشآت قاعدية تسمح بتوفير قدرات تراسل كافية لجعل تقديم‬
‫الخدمات أفضل وبأسعار معقولة مع وجوب االستجابة لمبادئ المساواة واالستم اررية والشمولية والتكيف‪،‬‬
‫وهي أهم المبادئ التي تقوم عليها الخدمة العامة‪.‬‬

‫‪ .1‬المرسوم الرئاسي رقم ‪ 113-12‬المــــؤرخ في ‪ 12‬أفـريل ‪ ،6112‬المحــدد لكــيـفــيـات إعـداد‬


‫بـطاقة التعـريف الوطـنية وتـسـلـيـمـها وتجديدها‪.2‬‬

‫يتعلق األمر بجهود السلطات العمومية الرامية إلى عصرنة الحالة المدنية وعلى وجه الخصوص‬
‫تسهيل اإلجراءات اإلدارية على المواطنين‪.‬‬

‫‪ .5‬المرسوم التنفيذي ‪ 193-11‬المتعلق بصالحيات المدير العام للوظيفة العمومية واإلصالح‬


‫اإلداري‪ ،3‬ونجد أساس فكرة الخدمة العامة من خالل النصوص الخاصة بصالحيات المدير العام للوظيفة‬

‫‪1‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ :129-22‬المؤرخ في ‪ 22‬محرم عام ‪ 2419‬الموافق ‪ 9‬أكتوبر سنة ‪ ،1222‬المتمم للمرسوم التنفيذي ‪ 221-22‬المؤرخ في‬
‫‪ 1‬جمادى الثانية عام ‪ 2412‬الموافق ‪ 5‬مارس سنة ‪ 1222‬الذي يحدد مضمون الخدمة العامة للبريد والمواصالت السلكية والالسلكية والتعريفات‬
‫المطبقة لها وكيفية تمويلها‬
‫‪2‬المرسوم الرئاسي رقم ‪ 241-22‬المؤرخ في ‪ 12‬رجب ‪ ،2412‬الموافق ل ‪ 22‬أبريل ‪ ،1222‬المحــدد لك ـيـف ـيـات إعـداد بـطاقة التعـريف الوطـنية‬
‫وتـسـلـيـمـها وتجديدها‪ ،‬ج ر‪ ،‬العدد ‪ ،15‬الصادرة ‪ 11‬رجب ‪ 2412‬الموافق ل ‪ 29‬أفريل ‪.1222‬‬
‫‪3‬المرسوم التنفيذي ‪ 291-24‬المؤرخ في ‪ 5‬رمضان ‪ 2415‬الموافق ل ‪ 1‬يوليو ‪ ،1224‬يحدد صالحيات المدير العام للوظيفة العمومية واإلصالح‬
‫اإلداري‪ ،‬ج ر‪ ،‬العدد ‪ ،42‬الصادرة في ‪ 2‬مضان ‪ 2415‬الموافق ل ‪ 1‬يوليو ‪.1224‬‬

‫‪112‬‬
‫اإلطار المعرفي لإلدارة اإللكترونية والخدمة العمومية‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫العامة والتي تهدف إلى ترقية الخدمات العمومية الصادرة عن اإلدارات وتحسين نوعيتها‪ ،‬ومن بين هذه‬
‫الصالحيات‪:‬‬

‫‪-‬السهر على التطابق بين حاجات التنمية االجتماعية واالقتصادية وتنظيم الجهاز اإلداري‪.‬‬

‫‪-‬العمل على تجديد اإلدارة العمومية وعصرنتها بواسطة تقنيات تكنولوجيا اإلعالم واالتصال‪.‬‬

‫‪-‬ترقية كل تدبير يرمي إلى تحسين العالقة بين اإلدارة والمواطن‪.‬‬

‫‪-‬تحسين ظروف استقبال المواطنين ونعالمهم وتوجيههم‪.‬‬

‫‪-‬دراسة سير اإلدارة العمومية وتقييمه القتراح كل التدابير الرامية إلى تحسين نجاعتها‪.‬‬

‫الفرع الرابع‪ :‬خصائص الخدمات العمومية‪.‬‬

‫تتسم الخدمات العامة بعدد من الخصائص يمكن إبرازها في‪:‬‬

‫أوال‪ .‬الالملموسية‪ :‬هي تلك الخدمات التي من الصعب تذوقها أو اإلحساس بها أو رؤيتها أو لمسها أو‬
‫سماعها‪ ،‬وهو ما يمزها عن السلع المادية‪ ،‬وقد يحصل الفرد على خدمة في شكل مادي ملموس إال أنه‬
‫يبقى اقتناء الخدمة شيء غير ملموس‪ ،‬لذلك قسم الباحثون الخدمات إلى خدمات تتمتع بعدم الملموسية‬
‫الكاملة كاألمن والحماية وأنظمة االتصاالت والمتاحف‪ ،‬التعليم وخدمات النقل‪ ...،‬إلخ‪ ،‬باإلضافة إلى‬
‫خدمات أخرى تعطي قيمة مضافة للشيء الملموس كخدمات التأمين والتنظيف‪ ،‬إضافة إلى خدمات‬
‫تعمل على توفير شيء ملموس كخدمات البنوك والخدمات البريدية وتوفير مياه الشرب‪.1‬‬

‫‪1‬الرايس وفاء‪ ،‬نظام التسيير باألهداف في المؤسسات العامة بين النظرية والتطبيق‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.24-21‬‬

‫‪113‬‬
‫اإلطار المعرفي لإلدارة اإللكترونية والخدمة العمومية‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫ثانيا‪ .‬التالزمية‪ :‬التي نعني بها الترابط الوثيق بين الخدمة ذاتها وبين الشخص الذي يتولى تقديمها‪،1‬‬
‫حيث يصعب الفصل بين الخدمة وصانعها‪ ،‬وال يمكن أن تؤدي الخدمة إال عند إلتقاء كل من مقدم‬
‫الخدمة ومتلقيها وتوفر اتصال فعال فيما بينهما‪ ،‬وتجدر اإلشارة أنه من الضروري وضع تعليمات مكتوبة‬
‫توضح األدوار واألنشطة التي يجب على الطرفين اإللتزام بها‪ ،‬ويخلق هذا اإلتصال الحاجة إلى تزامن‬
‫إنتاج الخدمات واستهالكها‪.2‬‬

‫ثالثا‪ .‬عدم التجانس‪ :‬نعني أنه يصعب على مقدم الخدمة أن يتعهد بأن تكون خدماته متماثلة أو‬
‫متجانسة في كل مرة من مرات تقديمه لها وبالتالي فهو ال يستطيع ضمان مستوى جودة معين لها‪،3‬‬
‫فعلى الرغم من المحاوالت الكثيرة التي بذلتها المؤسسة الخدمية في سبيل وضع معايير محددة لمستوى‬
‫مخرجاتها‪ ،‬إال أنه يصعب عليها التحقيق كما أنه لكل نوع من الخدمات طرق معينة لقياس مستوى‬
‫جودتها‪ ،‬وقد يصعب على المستهلك أن يحكم على مستوى جودة الخدمة قبل حصوله عليها ويرتكز‬
‫حكمه على مقدم الخدمة فهو بذلك يساهم في إنتاج الخدمة‪.‬‬

‫رابعا‪ .‬عدم قابلية الخدمة للتخزين‪ :‬الخدمة تختلف عن السلعة من حيث عامل التخزين‪ ،‬فالخدمة ال‬
‫يمكن أن تخزن بسبب أنها باألساس غير ملموسة ويترتب عن ذلك عدة اعتبارات‪ ،‬إذ ترتبط درجة قابلية‬
‫الخدمة للتخزين بدرجة ملموسية الخدمة‪ ،‬ونذا كانت هذه الخاصية تساهم بشكل كبير في تخفيض تكلفة‬
‫التخزين فإنها من جانب آخر تزيد من تعقيد األوضاع‪ ،‬حيث تؤدي إلى عجز المؤسسات الخدمية عن‬
‫االستجابة للطلبات المتزايدة على خدماتها‪.4‬‬

‫‪1‬المؤذن محمد صالح‪ ،‬مبادئ التسويق‪ ،‬دار الثقافة للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،1222 ،‬الطبعة الرابعة‪ ،‬ص ‪.111‬‬
‫‪2‬وفاء الرايس‪ ،‬نظام التسيير باألهداف في المؤسسات العامة بين النظرية والتطبيق‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.24‬‬
‫‪3‬المؤذن صالح محمد‪ ،‬مبادئ التسويق‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.115‬‬
‫‪4‬رايس وفاء‪ ،‬نظام التسيير باألهداف في المؤسسات العامة بين النظرية والتطبيق‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.25-24‬‬

‫‪114‬‬
‫اإلطار المعرفي لإلدارة اإللكترونية والخدمة العمومية‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫وقد أضاف لوفلوك عدد من الخصائص األخرى التي تسمح بالتمييز أكثر بين الخدمات والسلع‪،‬‬
‫أهمها‪:‬‬

‫‪ -‬طبيعة المنتج‪ :‬إذا كانت السلع تعبر عن أشياء ملموسة موجهة إلشباع حاجات األفراد وفقا لرغباتهم‪،‬‬
‫فإن الخدمات تعبر عن أداء أو جهود يتم بذلها إلشباع الحاجات والرغبات‪ ،‬إال أنه في كثير من األحيان‬
‫نجد أن الخدمات تنطوي على تقديم سلع ملموسة مثل وجبات الطعام في مؤسسات الطيران وخدمة‬
‫الكهرباء‪ ،‬من خالل الحصول على عداد اإلنارة وشبكة المياه‪ ،‬وهنا يبقى األداء غير ملموس‪.‬‬

‫‪ -‬مشاركة المواطن في إنتاج الخدمة‪ :‬ينتج عن خاصية التالزمية للخدمات العامة ضرورة مشاركة‬
‫المواطن في إنتاج الخدمة انطالقا من طلبه عليها‪ ،‬ويتجلى ذلك مثال في خدمة الكهرباء أين يلعب‬
‫المستفيد دو ار كبي ار في تحديد مكان توفير خدمة الكهرباء وسعة العداد المطلوب وكذا طريقة ومدة‬
‫استخدام هذه الخدمة‪.‬‬

‫‪ -‬األفراد جزء من المنتج‪ :‬إن االحتكاك المستمر والمتبادل والتفاعل بين المستفيدين من الخدمة يجعلها‬
‫جزءا منها إذ يكونون في مجملهم انطباعات إيجابية أو سلبية حولها‪ ،‬مما يؤثر على مستوى جودتها‪.‬‬

‫‪ -‬صعوبة الرقابة على الجودة‪ :‬باعتبار أن الخدمة تستهلك بمجرد إنتاجها‪ ،‬فإن ذلك ال يتيح المجال‬
‫أمام أي مراجعة أو تصحيح أو معالجة فورية ألي خطأ في أداء الخدمة‪.‬‬

‫‪ -‬صعوبة تقييم الخدمة من طرف المستفيدين‪ :‬يتباين الحكم على مستوى الخدمة المقدمة بتباين المستوى‬
‫الفكري لدى األفراد باختالف حاالتهم النفسية‪ ،‬وكذا باختالف توقعاتهم وخبراتهم اتجاه هذه الخدمة وحتى‬
‫باختالف الفترة الزمنية أو الوقت الذي يتم طلب الخدمة فيه‪.‬‬

‫‪115‬‬
‫اإلطار المعرفي لإلدارة اإللكترونية والخدمة العمومية‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫‪ -‬اختالف قنوات التوزيع‪ :‬تتسم الخدمات بعدم قابليتها للنقل والتوزيع باالعتماد على األساليب المادية‪،‬‬
‫وننما يتم توزيعها من خالل فتح مكاتب وفروع لألجهزة والمؤسسات الحكومية في مختلف المناطق‬
‫لضمان ايصالها لجميع المواطنين‪.1‬‬

‫ويضيف بعض الفقه من خالل تعريفه للخدمة العمومية على أنها" كل وظيفة يكون أداؤها مضمونا‬
‫ومضبوطا من قبل الحاكمين ألن تأدية هذه الوظيفة أمر ضروري لتحقيق وتنمية الترابط االجتماعي‬
‫وهي من طبيعة ال تجعلها تتحقق كاملة إال بفضل الحاكمين"‪ ،‬وبالتالي فقط أضافوا جملة من الخصائص‬
‫يمكن إيرادها في التالي‪:‬‬

‫‪-‬تحقيق المصلحة العمومية )الهدف)‪ :‬فأي نشاط ال يؤدي لمفهوم الفائدة العمومية والمصلحة العامة‬
‫ال يكون خدمة عمومية ألنه لم يصدر في األساس من مصلحة عمومية‪.‬‬

‫‪-‬تمتعها بمعيار ثنائي‪ :‬فهي من جهة خدمة‪ /‬نشاط قد يكون اقتصاديا)صناعي‪ ،‬تجاري) أو إداريا ومن‬
‫جهة أخري سلطة مراقبة الدولة التي تعمل وتحرص على حسن سير خدمات المصلحة العمومية‪.2‬‬

‫الفرع الخامس‪ :‬مبادئ الخدمات العامة‪.‬‬

‫تتلخص أهم المبادئ الخاصة بالخدمات العامة في‪:‬‬

‫أوال‪ .‬التالزم الحتمي بين المرفق العام والمنفعة‪ :‬يتوقف إنشاء المرفق العام على تحقيق المنفعة العامة‪،‬‬
‫فال وجود للمرفق العام دون أن ينطوي نشاطه على النفع العام‪ ،3‬ويقصد بالنفع العام في صورته العامة‬

‫‪1‬ثابت عبد الرحمن إدريس‪ ،‬المدخل الحديث لإلدارة العامة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪455-452‬‬
‫‪2‬سالمي رشيد‪ ،‬أسماء قاسمية‪ ،‬ترشيد الخدمة العمومية من خالل استخدام تكنولوجيا المعلومات واالتصال‪ ،‬العدد الثالث والخاص بفعاليات المؤتمر‬
‫الدولي‪ :‬المؤسسة بين الخدمة العمومية وندارة الموارد البشرية‪ ،‬مجلة التنمية وندارة الموارد البشرية‪ ،‬الجزائر‪ ،‬العدد األول‪ ،‬رقم ‪ ،1225 ،1‬ص ص‬
‫‪.152-149‬‬
‫‪3‬رايس وفاء‪ ،‬نظام التسيير باألهداف في المؤسسات العامة بين النظرية والتطبيق‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.22‬‬

‫‪116‬‬
‫اإلطار المعرفي لإلدارة اإللكترونية والخدمة العمومية‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫إشباع حاجات عامة أو تقديم خدمات عامة للجمهور‪ ،‬وقد تتنوع هذه الحاجات والخدمات فقد تكون‬
‫مادية – كتوريد المياه‪ ،‬والكهرباء‪ ،‬وتوفير وسائل المواصالت‪ ،‬وتقديم المساعدات االجتماعية‪ ،‬والمعونة‬
‫الشعبية‪-‬وقد تكون خدمات وحاجات معنوية تحقق نفع عام بطريق غير مباشر‪ ،‬ومن أمثلة تلك الخدمات‬
‫هي خدمات مرفق الدفاع واألمن والعدالة والتوجيه المهني والتوجيه االقتصادي‪ ،‬والتنظيم اإلداري‪.‬‬

‫حيث أن النفع العام ركن جوهري لقيام المرفق العام‪ ،‬وهو عنصر في تعريفه‪ ،‬ويعد عامال ممي از له‬
‫عن مشروعات الدولة الخاصة‪ ،‬فلو نظرنا إلى حاجة الشعوب من تحقيق األمن الداخلي والخارجي‪،‬‬
‫وتحقيق العدالة‪ ،‬والتعليم‪ ،‬والثقافة‪ ،‬ومع تزايد حاجات األفراد واتساع نطاق المنفعة العامة لهم‪ ،‬نجد أن‬
‫‪1‬‬
‫فكرة النفع العام هي شرط ضروري لقيام المرفق العام‪.‬‬

‫ثانيا‪ .‬المساواة ‪ :‬يتوجب على المؤسسة العامة أن تخضع في نشاطها لمبدأ المساواة في تقديم الخدمة‬
‫العامة بين أفراد المجتمع لتحقيق العدالة وعدم التمييز والتحيز فيما بينهم‪.‬‬

‫ثالثا‪ .‬االستمرارية‪ :‬وتعني استم اررية المؤسسة العامة في تلبية احتياجات المواطنين‪ ،‬ونن كان على‬
‫حساب خسارتها باعتبارها تهدف إلى تحقيق المنفعة العامة وليس تحقيق الربح‪ ،2‬وهو ما يعني دوام‬
‫سير الخدمة العامة بانتظام واضطراد‪ ،‬فمن البديهي أن إشباع الحاجات العامة ال ينتهي –فمثال لو أن‬
‫هناك مرفقا خاصا بالخبز فال يتصور أن تنتهي وظيفة الدولة في سد احتياجات الجمهور لمدة يوم أو‬
‫يومين أو شهور‪ -‬فالبد من أن يجد الجمهور حاجته من الخدمة في الوقت والزمان الذي يحتاجه‪ ،‬ويعد‬
‫‪3‬‬
‫هذا المبدأ من المبادئ التي استقر عليها فقها وقضاءا‪.‬‬

‫‪1‬مصطفى السيد دبوس‪ ،‬تثمين خدمات الدولة في إطار ما يقدمه المرفق العام من خدمات‪ ،‬المركز العربي للنشر والتوزيع‪ ،‬مصر‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ص ص‬
‫‪.14-11‬‬
‫‪2‬رايس وفاء‪ ،‬نظام التسيير باألهداف في المؤسسات العامة بين النظرية والتطبيق‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.22‬‬
‫‪3‬مصطفى السيد دبوس‪ ،‬تثمين خدمات الدولة في إطار ما يقدمه المرفق العام من خدمات‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.12‬‬

‫‪117‬‬
‫اإلطار المعرفي لإلدارة اإللكترونية والخدمة العمومية‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫رابعا‪ .‬التكيف المستمر مع التحوالت العالمية‪ :‬يجب أن تتالءم الخدمة المقدمة ومتطلبات المجتمع من‬
‫خالل مواكبتها للتطورات الحاصلة‪ ،‬وذلك للنهوض بمستوى جودة الخدمة ورفع كفاءة أدائها‪.‬‬

‫خامسا‪ .‬مجانية الخدمة‪ :‬بما أن المؤسسة العامة ال تهدف إلى تحقيق الربح وتصوب اتجاهها نحو‬
‫المنفعة العامة‪ ،‬فإنها لجأت إلى مجانية الخدمات التي تقدمها‪ ،‬وفي بعض األحيان مقابل مبالغ رمزية‬
‫كالرسوم الجامعية والرسوم القضائية‪ ،‬ويتوقف تحديد قيمة الرسوم على عدد من العوامل السياسية‬
‫‪1‬‬
‫واالقتصادية واالجتماعية‪.‬‬

‫هذا وقد حدد ‪ Rolland‬ثالث قواعد أو مبادئ رئيسية حتى يؤهل النشاط لكي يكون خدمة عمومية‬
‫وهي‪:‬‬

‫‪-‬مبدأ المساواة أمام الفئتين‪ :‬مستعملي الخدمة وغير المستعملين لها‪.‬‬

‫‪-‬مبدأ االستم اررية‪ :‬بانتظام ودون انقطاع‪.‬‬

‫‪-‬مبدأ المالئمة‪ :‬من خالل تكييف وانسجام الخدمة مع رغبات الجمهور‪.‬‬

‫وهناك من أضاف قاعدتين أخريين هما‪:‬‬

‫‪-‬مبدأ الحيادية‪ :‬أي دون أي اعتبارات خارج المصلحة العامة‪.‬‬

‫‪-‬مبدأ المجانية‪ :‬بمعنى وجوب استغالل المصلحة العمومية بدون مقابل‪.2‬‬

‫‪1‬الرايس وفاء‪ ،‬نظام التسيير باألهداف في المؤسسات العامة بين النظرية والتطبيق‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.22-22‬‬
‫‪2‬سالمي رشيد‪ ،‬أسماء قاسمية‪ ،‬ترشيد الخدمة العمومية من خالل استخدام تكنولوجيا المعلومات واالتصال‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.149‬‬

‫‪118‬‬
‫اإلطار المعرفي لإلدارة اإللكترونية والخدمة العمومية‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬تصنيفات الخدمة العمومية وطرق إدارتها‪.‬‬

‫إن الخدمات العمومية كثيرة ومتنوعة إلى أن اختالفها يتحدد بحسب حاجات المواطنين لها‪ ،‬كما‬
‫يتحدد أيضا اختالفها بطريقة إدارتها ‪ ،‬لذا فقد تناول هذا المطلب من الدراسة أنواع الخدمات العمومية‬
‫في الفرع األول‪ ،‬وتطرق الفرع الثاني لطرق إدارة الخدمات العامة‪ ،‬في حين شمل الفرع الثالث نظم‬
‫الخدمة العامة‪ ،‬أما الفرع الرابع فتطرق لمنظمات الخدمة العامة‪ ،‬بينما حدد الفرع الخامس مشكالت أداء‬
‫الخدمة العامة على أرض الواقع‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬أنواع الخدمات العمومية‪.‬‬

‫تتعدد الخدمات العامة المرفقية نظ ار لتعدد الحاجات التي تسعى الدولة إلى إشباعها‪ ،‬والجدير بالذكر‬
‫أن هذه الخدمات التي تخدم كيان الدولة‪ ،‬وتهدف إلى حفظ النظام العام والعدالة لها أمثلة متعددة كالدفاع‬
‫والصحة والداخلية والعدل‪ ،‬فالدولة هنا مجبرة على تقديم هذه الخدمات إلظهار سيادتها على اإلقليم‪،‬‬
‫بخالف خدمات الدولة االختيارية‪ ،‬حيث أن األفراد ال يستطيعون إجبار الحكومة على خدمات محددة‪،‬‬
‫وهذا ما أكدته محكمة القضاء اإلداري في أن المشروعات العامة‪ ،‬أمر متروك للسلطة التنفيذية لها فيها‬
‫مطلق الحرية بما يتراءى لها‪ ،‬وفقا لتقديراتها المالية‪ ،1‬وقد قسمت إلى‪:‬‬

‫أوال‪ .‬التقسيم األول‪ :‬قسم الخدمة العمومية على أساس أنها تضم مجموعة كبيرة وغير متجانسة من‬
‫النشاطات المنظمة من طرف الدولة يمكن حصرها في الخدمات التالية‪:‬‬

‫‪ .2‬الخدمات اإلدارية‪ :‬وهي الخدمات التي تقدمها مصالح الحالة المدنية وقطاع العدالة‪....‬‬

‫‪ .1‬الخدمات الصناعية والتجارية‪ :‬كالخدمات التي تقدمها مؤسسات الكهرباء والغاز واالتصاالت والماء‪..‬‬

‫‪1‬مصطفى دبوس‪ ،‬تثمين خدمات الدولة في إطار ما يقدمه المرفق العام من خدمات‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.42‬‬

‫‪119‬‬
‫اإلطار المعرفي لإلدارة اإللكترونية والخدمة العمومية‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫‪.1‬الخدمات االجتماعية والثقافية‪ :‬كخدمات الصحية‪ ،‬التعليم‪....‬‬

‫ثانيا‪ .‬التقسيم الثاني‪ :‬ويرى جانب آخر أنه يمكن أن نميز بين ثالث أنواع من الخدمات العمومية وفقا‬
‫لتصنيفات أخرى هي‪:‬‬

‫‪-2‬من حيث طبيعة الخدمة المقدمة‪ ،‬هناك صنفان‪ ،‬خدمة فردية وخدمة جماعية‪.‬‬

‫‪-1‬من حيث طبيعة استهالك الخدمة‪ ،‬صنفان أيضا هما‪ :‬الخدمات ذات االستهالك اإلجباري وخدمات‬
‫ذات استهالك اختياري‪.‬‬

‫‪-1‬من حيث تحمل تكلفة الخدمة‪ :‬هناك ثالث أصناف من الخدمات هي‪:‬‬

‫ا‪-‬خدمة مجانية‪ :‬تتحمل تكاليفها الخزينة العمومية (كاإلنارة العمومية‪ ،‬اللقاح‪ ،‬األمن العمومي(‪،‬‬

‫ب‪-‬خدمة بالمقابل‪ :‬يتحمل كامل تكاليفها الزبون كالكهرباء‪ ،‬الهاتف‪ ،‬الماء‪...‬‬

‫ج‪-‬خدمة مدعمة‪ :‬يتحمل جزء من تكاليفها المستفيد من الخدمة وتتكفل السلطة بالباقي كالنقل العمومي‬
‫والسلع االستهالكية ذات االستهالك الواسع كالحليب والخبز‪...‬‬

‫ثالثا‪ .‬التقسيم الثالث‪ :‬فيما ذهب فريق ثالث إلى تصنيف الخدمة العمومية ضمن نوعين من الخدمات‬
‫اعتمادا على المعيار التسويقي‪ ،‬هما‪:‬‬

‫‪ .1‬النوع األول‪ :‬الخدمات غير المسوقة‪ :‬المفروضة على الجميع سواء كانوا مواطنين أو مقيمين‬
‫فالحصول عليها يكون مجانيا ومن أمثلتها‪ ،‬األمن‪ ،‬الدفاع‪ ،‬النظافة العمومية واإلنارة العمومية‪ ،...‬يتم‬
‫تمويلها في الغالب من االيرادات العامة للدولة) الضرائب)‪...‬‬

‫‪ .6‬النوع الثاني‪ :‬الخدمات المسوقة (اختيارية(‪ :‬الحصول عليها إما يكون مدعما من طرف السلطة‬
‫العامة في الدولة بحيث ال يدفع الجمهور المستفيد إال مبالغ رمزية في شكل رسوم كتذاكر المتاحف و‬

‫‪120‬‬
‫اإلطار المعرفي لإلدارة اإللكترونية والخدمة العمومية‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫المالعب و النقل العمومي للسلع والخدمات‪ ،‬و إما أن يغطي كامل تكاليفها كالكهرباء و الغاز و‬
‫‪1‬‬
‫الماء‪....‬‬

‫رابعا‪ .‬التقسيم المأخوذ به‪ :‬بينما اتجه جزء كبير من الفقه إلى تقسيم الخدمات العامة إلى الخدمات‬
‫إجبارية وخدمات اختيارية‪:‬‬

‫‪-1‬الخدمات اإلجبارية‪ :‬وهي الخدمات التي تلتزم بها الدولة وتقدمها عن طريق المرافق اآلتية‪:‬‬

‫أ‪ .‬المرافق التقليدية(اإلدارية)‪ :‬هي تلك الخدمات التي تقدم من المرافق التي تقوم بإشباع حاجات ال‬
‫يستطيع األفراد مطلقا على تقديمها‪ ،‬كمرفق القضاء والتعليم والتوثيق والصحة‪.‬‬

‫ب‪ .‬خدمات المرافق القومية‪ :‬هي تلك الخدمات العامة المرفقية التي تمتد لتغطي جميع حدود الدولة‪،‬‬
‫بحيث تحقق نفع عام جماعي‪ ،‬وال يتصور أن تتواجد تلك الخدمات العامة المرفقية في مكان دون آخر‬
‫‪2‬‬
‫داخل حدود البلد الواحد‪.‬‬

‫ج‪ .‬خدمات المرافق المحلية‪ :‬هي خدمات ينحصر تقديمها في نطاق ضيق‪ ،‬كمحافظة أو مديرية أو‬
‫مدينة أو قرية‪.3‬‬

‫‪-6‬الخدمات االختيارية‪ :‬وهي الخدمات التي تقدمها الدولة من خالل مرافقها االقتصادية‪ ،‬فنتيجة للتطور‬
‫الحاصل انتقلت الدولة من دولة حارسة فقط تقدم الخدمات العامة الضرورية إلى دولة متدخلة لها الحق‬
‫في التدخل في المجاالت الخدماتية األخرى لتقديم األفضل للمواطنين والتطور المستمر‪ ،‬وقد كفل ذلك‬
‫للدولة التدخل في المجال االقتصادي من خالل إقامة البنوك ونعداد موازنات اقتصادية وتنظيم العمالت‬
‫المحلية واألجنبية‪ ،‬فضال عن هذا طموح جهة اإلدارة إلنشاء كيانات مالية اقتصادية قادرة على محاكاة‬

‫‪1‬بوبكر صبرينة‪ ،‬دور اإلدارة اإللكترونية في تفعيل أداء الخدمة العمومية –قطاع العدالة نموذجا‪ ،-‬مجلة الباحث في العلوم القانونية والسياسية‪،‬‬
‫الجزائر‪ ،‬العدد الثاني‪ ،1229 ،‬ص ص ‪.122-129-122‬‬
‫‪2‬مصطفى دبوس‪ ،‬تثمين خدمات الدولة في إطار ما يقدمه المرفق العام من خدمات‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.42‬‬
‫‪3‬محمود محمد حافظ‪ ،‬نظرية المرفق العام‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،2914 ،‬ص ‪ 211‬وما بعدها‪.‬‬

‫‪121‬‬
‫اإلطار المعرفي لإلدارة اإللكترونية والخدمة العمومية‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫الكيانات االقتصادية الخاصة‪ ،‬وذلك لمحاولة تفادي األزمات المستقبلية‪ ،‬وحتى يتسنى لها القيام بدورها‬
‫لتحقيق العدالة االجتماعية‪ ،‬ويندرج تحت مفهوم المرافق االقتصادية المرافق التي تقدم خدمات أو سلع‬
‫من أجل إشباع حاجة للجمهور‪ ،‬ويستطيع األفراد تقديمها إال أنه قد يحدث استغالل في تقديمها‪ ،‬فتتوالها‬
‫‪1‬‬
‫الدولة‪ ،‬ومن أمثلتهم مرفق الكهرباء والغاز والمياه واالتصاالت‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬طرق إدارة الخدمات العامة‪.‬‬

‫تتباين طرق إدارة المرافق العامة التي تهدف إلى تحقيق الخدمات العامة في الدولة وذلك بتباين‬
‫الخدمة ونوعها والتي تلعب دو ار مهما في تحديد المسئول عن إدارتها‪ ،‬فالدولة تقوم بإنشاء مرافق‬
‫الخدمات العامة ويجب أن يكون نشاطها منظما من جانب اإلدارة وتحت إشرافها ورقابتها وتنظيمها‪،‬‬
‫ضمانا لعدم اال نحراف عن المصلحة العامة لصالح المصالح الخاصة‪ ،‬وفي حالة ما عهدت الدولة‬
‫التسيير إلى أحد المرافق المعنوية العامة إلدارة مرافق الخدمات العامة فهذا ال يعني تخليها عن ممارسة‬
‫الرقابة واإلشراف على نشاطها الذي أساسه تقديم الخدمات العامة المواطنين وتحقيق النفع العام‪ ،‬لذا‬
‫تدار مرافق الخدمات العامة بالطرق التالية‪:‬‬

‫أوال‪ .‬طرق إدارة خدمات الدولة اإلجبارية‪:‬‬

‫تمتلك الدولة حق اإلدارة الكاملة ألي مرفق عام تقوم بإنشائه أو خدمة عامة تقدمها‪ ،‬وهو حق أصيل‬
‫لها‪ ،‬ولها في هذا أن تتخذ أحد األسلوبين‪ ،‬اإلدارة المباشرة للمرفق‪ ،‬واإلدارة بواسطة أحد أشخاص القانون‬
‫العام‪.‬‬

‫‪1‬مصطفى دبوس‪ ،‬تثمين خدمات الدولة في إطار ما يقدمه المرفق العام من خدمات‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.41‬‬

‫‪122‬‬
‫اإلطار المعرفي لإلدارة اإللكترونية والخدمة العمومية‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫‪-1‬إدارة الخدمات العامة من طرف الدولة نفسها‪ :‬تقوم هذه الطريقة على فكرة مفادها أن تقدم اإلدارة‬
‫الخدمة العامة بنفسها‪ ،‬مستخدمة في هذا وسائل القانون العام‪ ،‬وأموالها العامة وموظفيها‪ ،‬وغالبا ما‬
‫تظهر هذه الطريقة في المرافق اإلدارية‪ ،‬نظ ار لعدم وجود عنصر النفع الخاص والربح‪ ،‬مما يعزف معه‬
‫األفراد عن القيام بتلك الخدمات‪ ،‬كما أنه غالبا ما تكون هناك مرافق عامة على قدر كبير من األهمية‪،‬‬
‫بما يحتم على اإلدارة أن تقوم بها‪ ،‬وال تثار تفرقة في هذا بين إن كان أسلوب اإلدارة مركزيا –من خالل‬
‫‪1‬‬
‫الو ازرات‪ -‬أم ال مركزية –من خالل المحافظات‪.‬‬

‫‪-6‬إدارة الخدمات العامة بواسطة أحد أشخاص القانون العام‪ :‬إن إدارة المرفق العام وتقديم الخدمة‬
‫المرفقية قد يتطلب أحيانا حرية إدارية‪ ،‬تختلف عن الروتين الذي يكتنف اإلدارة المباشرة‪ ،‬لهذا أنشأت‬
‫الدولة أشخاصا مرفقية‪ ،‬مهمتها تقديم الخدمة العامة للجمهور‪ ،‬إال أن هذه الحالة ال تختلف عن‬
‫االستغالل المباشر‪ ،‬سوى أنها تمنح المرفق الشخصية المعنوية‪ ،‬ويعد عمالها وموظفيها موظفون‬
‫عموميون وأموالها عامة‪ ،‬ويعد ما يصدر منها من ق اررات هي ق اررات إدارية تخضع لرقابة القضاء‬
‫اإلداري‪ ،‬وتعد الهيئات والمؤسسات العامة هي الصورة المثلى لإلدارة غير المباشرة لتقديم الخدمة‬
‫المرفقية‪ ،‬وال شك أن تمتع الهيئة أو المؤسسة بالشخصية المعنوية يترتب عليه‪:‬‬

‫أ‪-‬موازنة مستقلة بإراداتها ومصروفاتها عن الدولة‪.‬‬

‫ب‪-‬جميع العاملين بها موظفون عموميون يسري عليهم قانون الوظيف العمومي‪.‬‬

‫ج‪-‬تمتعها باالستقالل في التمثيل أمام القضاء‪.‬‬

‫د‪-‬جميع أموالها أموال عامة ال يجوز الحجز عليها‪.‬‬

‫‪1‬عبد الغاني بسيوني‪ ،‬القانون اإلداري‪ ،‬منشأة المعارف‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر ‪ ،2992‬ص ‪.411‬‬

‫‪123‬‬
‫اإلطار المعرفي لإلدارة اإللكترونية والخدمة العمومية‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫ه‪-‬تخضع الهيئات وكذلك المؤسسات العامة لجميع القواعد العامة التي تحكم سير المرفق العام بانتظام‬
‫واطراد‪.‬‬

‫ثانيا‪ .‬إدارة الخدمات الدولة االختيارية‪:‬‬

‫تتنوع طرق إدارة هذا النوع من الخدمات وهي على العموم يكون هناك نوع من التعاون بين اإلدارة‬
‫العامة وهي الدولة والقطاع الخاص من أجل تحسين الخدمة العامة وهي‪:‬‬

‫‪ .1‬مشاطرة االستغالل‪ :‬وهو أسلوب وسط بين اإلدارة المباشرة واالمتياز‪ ،‬فهي طريقة إلثارة المرفق العام‬
‫بواسطة شخص من أشخاص القانون الخاص يعمل لحساب اإلدارة المتعاقدة معها‪ ،‬وتبقى اإلدارة‬
‫المتعاقدة مسؤولة عن المرفق ومالكا له وألدوات اإلنتاج‪ ،‬وتتحمل كافة مخاطر المشروع‪ ،‬وتقدم األموال‬
‫الالزمة إلدارة المرفق‪ ،‬لهذا يعرف هذا العقد بأنه عقد بمقتضاه تعهد جهة اإلدارة إلى المتعاقد إدارة‬
‫المرفق العام في نظير مقابل مالي محدد يرتبط بنتائج االستغالل وتدفعه اإلدارة‪.‬‬

‫وتختلف عقود مشاطرة االستغالل في أن المقابل المالي الذي يتقاضاه القائم باإلدارة من المنتفعين‬
‫ال يتولى تحصيله لحسابه وننما لحساب اإلدارة‪ ،‬فضال عن أن هذا المقابل يحدد في عقد مشارطة‬
‫االستغالل طبقا لحسن سير استغالل المرفق وليس طبقا لألرباح‪.1‬‬

‫‪ .6‬االقتصاد المختلط‪ :‬هو اكتتاب الحكومة مع أشخاص خاصة في شركات مساهمة تتولى تقديم خدمة‬
‫أو سلعة مرفقية عامة‪ ،‬وندارة كيان خدمي عام‪ ،‬وتتضح هذه الصورة في مجال تقديم الخدمات والسلع‬
‫المهمة‪ ،‬وتعد هذه الطريقة أحد طرق اإلدارة المشتركة بين الدولة وأشخاص القانون الخاص‪.‬‬

‫‪1‬وفاء محمود أحمد الببواتي‪ ،‬المقابل المالي في العقود اإلدارية‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬المركز العربي للنشر والتوزيع‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪ ،1222 ،‬الطبعة‬
‫األولى‪ ،‬ص ص ‪.21-22‬‬

‫‪124‬‬
‫اإلطار المعرفي لإلدارة اإللكترونية والخدمة العمومية‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫‪ .3‬التراخيص اإلدارية‪ :‬تعرف التراخيص اإلدارية بأنها أمر إداري يعهد بموجبه ألحد أشخاص القانون‬
‫الخاص إلدارة استغالل مرفق عام‪ ،‬من أجل تقديم خدمة عامة على سبيل التوقيت‪ ،1‬وبالتالي فإن هذه‬
‫التراخيص ال يتم منحها إلى في حالة تعذر منح االستغالل عن طريق االمتياز‪.‬‬

‫‪ .1‬عقد التزام المرفق العام‪ :‬وهو عقد يتعهد بموجبه شخص خاص فرد أو شركة تقديم خدمة عامة‬
‫للجمهور أو سلعة‪ ،‬من خالل استغالله وندارته ألحد مرافق الدولة االقتصادية أو التجارية‪ ،‬مقابل تقاضي‬
‫مبالغ مالية من المنتفعين‪ ،2‬ويعد عقد التزام المرفق العام من أهم تطبيقات عقود تفويض المرفق العام‪،‬‬
‫فقد احتل هذا النوع من أساليب مشاركة القطاع الخاص دو ار بار از منذ فترة مبكرة في تشييد وتسيير كثير‬
‫من المرافق العام السيما مرافق البنية التحتية‪ ،‬ويوجد فارق رئيسي بين هذا العقد وسائر العقود اإلدارية‬
‫األخرى‪ ،‬في أن الرسم في عقد االلتزام يقوم المتعاقد بتحصيله من المنتفعين بخدمات المرفق العام‬
‫موضوع العقد‪ ،‬أما في العقود اإلدارية األخرى كالتوريد وعقد األشغال العامة‪ ،‬فالمتعاقد يقدم خدمة أو‬
‫‪3‬‬
‫سلعة أو عمال لإلدارة ويحصل على هذا المقابل من اإلدارة نفسها‪.‬‬

‫إذا فإن الخدمة المقدمة من خالل هذا العقد تخضع لجميع القواعد التي تحكم المرافق العامة‪ ،‬إال‬
‫أن الملتزم ال يعد موظفا عاما بل هو شخص عادي‪ ،‬وعليه البد من مراعاة محورين مهمين‬

‫أولهما سير الخدمة العامة بانتظام واطراد‪ ،‬وثانيهما مصلحة المتعاقد المالية‪.‬‬

‫‪1‬سعاد الشرقاوي‪ ،‬القانون اإلداري وتحرير االقتصاد‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،2994 ،‬ص ‪.141‬‬
‫‪2‬مصطفى السيد دبوس‪ ،‬تثمين خدمات الدولة في إطار ما يقدمه المرفق العام من خدمات‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.42‬‬
‫‪3‬وفاء أحمد محمود الببواتي‪ ،‬المقابل المالي في العقود اإلدارية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.19-12‬‬

‫‪125‬‬
‫اإلطار المعرفي لإلدارة اإللكترونية والخدمة العمومية‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫مما يعني أن طبيعة عقد االلتزام مزدوجة بين النصوص الالئحية اإلدارية التي يحق لجهة اإلدارة‬
‫تعديلها في أي وقت‪ ،‬ونصوص أخرى تعاقدية بين الملتزم والغير‪ ،1‬كما يعد عقد االلتزام عقد ثالثي‬
‫األبعاد‪ ،‬فهو يشمل السلطة المانحة والشخص الملتزم والمنتفع بااللتزام‪.2‬‬

‫نهاية يجب اإلشارة إلى أن الغرض من الخدمة العامة طبعا هو تحقيق المنفعة العامة ونشباع‬
‫حاجات األفراد‪ ،‬ويعد تحقيق النفع العام من أهم العناصر المميزة للمرفق العام عن غيره من المشروعات‬
‫التي تستهدف تحقيق النفع الخاص أو تجمع بين هذا الهدف وهدف إشباع حاجة عامة أو نفع عام‪ ،‬مع‬
‫ذلك فإن تحقيق بعض المرافق العامة للربح ال يعني حتما فقدانها صفة الخدمة العامة‪ ،‬طالما أن هدفها‬
‫الرئيس ليس تحقيق الربح‪ ،‬وننما تحقيق النفع العام كما أن تحصيل بعض المرافق لعوائد مالية لقاء‬
‫تقديمها الخدمات إلى المواطنين كما هو الحال بالنسبة لخدمة الكهرباء والماء ال يسعى لكسب عوائد‬
‫‪3‬‬
‫مالية بالقدر الذي يعد فيه وسيلة لتوزيع األعباء العامة على كل المواطنين‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬نظم الخدمة العامة‪.‬‬

‫يمكن تقسيم نظم الخدمة العامة حسب التقسيم المعمول به في الوظيفة العامة في الدول المعاصرة‬
‫إلى نظامين‪:‬‬

‫أوال‪ .‬نظام الخدمة العمومية المفتوح‪:‬‬

‫ينظر هذا النظام إلى الخدمة على أنها مهمة مجتمعية يتم إعداد الفرد لها‪ ،‬ويفرغ لممارستها طول‬
‫حياته العملية‪ ،‬وتقوم المؤسسات العمومية وفق هذا النظام باستقطاب عدد من العاملين وفقا لنوع الخدمة‪،‬‬

‫‪1‬مصطفى دبوس السيد‪ ،‬تثمين خدمات الدولة في إطار ما يقدمه المرفق العام من خدمات‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.42-42‬‬
‫‪2‬سعاد الشرقاوي‪ ،‬القانون اإلداري وتحرير االقتصاد‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.141‬‬
‫‪3‬عمار عوابدي‪ ،‬القانون اإلداري‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪ ،‬ج‪ ،2‬ط‪ ،1‬ص ص ‪.11-12‬‬

‫‪126‬‬
‫اإلطار المعرفي لإلدارة اإللكترونية والخدمة العمومية‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫حيث يتم تعيين الموظفين وفقا لمتطلبات العمل الحقيقية بغية تقديم خدمة محددة في الهيكل التنظيمي‬
‫للمؤسسة‪ ،‬ويمتاز نظام الخدمة المفتوح بجملة من الخصائص نذكرها على التوالي‪:‬‬

‫‪ .2‬البساطة‪ :‬إذ يظهر ذلك جليا من خالل عدم بذل المؤسسات العمومية جهدا في إعداد الموظفين‪ ،‬بل‬
‫يتوجب عليهم هم إعداد أنفسهم‪ ،‬وتحمل نفقات اإلعداد‪ ،‬كما أنها ال تتحمل المسؤولية عن التدريب أثناء‬
‫العمل‪ ،‬فالموظف هو المسؤول عن تحسين مستواه بنفسه‪.‬‬

‫‪ .1‬مرونة النظام‪ :‬تترجم حرية اإلدارة في التخلي ونلغاء الوظائف التي لم تعد الحاجة إليها قائمة‪ ،‬كما‬
‫يعطي هذا النظام هامشا من الحرية للموظف‪ ،‬للبحث عن وظيفة أخرى قد تناسبه أكثر‪.‬‬

‫‪ .1‬اقتصادية النظام‪ :‬تنبع اقتصادية النظام من عدة عوامل واعتبارات منها‪ ،‬أن التعيين في الوظيفة يتم‬
‫وفق االحتياجات الحقيقية للعمل‪ ،‬والخبرات إن وجدت وطلبت‪ ،‬وكذا عامل االنفتاح على المجتمع‪ ،‬وعدم‬
‫تمييز العامليين الحكوميين عن غيرهم في القطاعات األخرى‪.1‬‬

‫ثانيا‪ .‬نظام الخدمة العامة المغلق‪:‬‬

‫وفق هذا النموذج تقوم اإلدارة غالبا بعمليات إعداد الموظفين قبل التحاقهم بالعمل‪ ،‬واستمرار التدريب‬
‫أثناء العمل بغية رفع المستويات المهنية‪ ،‬وتنمية القدرات‪ ،‬كما أن القاعدة العامة لهذا النظام هو استم اررية‬
‫العمل مع ضمان توازن بين الحقوق والواجبات‪ ،‬ويرتكز نظام الخدمة العامة المغلق على محورين هما‪:‬‬

‫‪ .2‬قانون الموظفين‪ :‬هو مجموعة من القواعد القانونية المحددة ألوضاع مختلف العاملين في المنظمات‬
‫الحكومية‪ ،‬تجعلهم يتميزون عن الموظفين في القطاعات األخرى‪ ،‬فهذا القانون يتضمن قواعد خاصة‬
‫تتعلق بالتعيين والمعاملة المالية واإلجازات والمنافع المادية والمعنوية المختلفة‪ ،‬كما يحدد كل المسؤوليات‬

‫‪1‬عبد الحميد‪ ،‬محمود النعيمي‪ ،‬مبادىء اإلدارة العامة‪ ،‬دون بلد النشر‪ ،‬منشورات ‪ ،1997 ، ELGE‬ص ص ‪.215-214‬‬

‫‪127‬‬
‫اإلطار المعرفي لإلدارة اإللكترونية والخدمة العمومية‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫والواجبات العامة لكل موظف‪ ،‬ومختلف اإلجراءات الجزائية األخرى الخاصة بإهمال أي شرط من‬
‫شروط العمل في الخدمة العمومية‪.‬‬

‫‪ .1‬حياة مهنية متميزة‪ :‬إذا كان النظام المفتوح يسمح بالتحاق الفرد من أجل شغل وظيفة محددة‪ ،‬فإن‬
‫النظام المغلق يتم التوظيف وفقه من خالل موافقة اإلدارة على استخدام العامل‪ ،‬استنادا إلى العديد من‬
‫االعتبارات‪ ،‬تتعلق بما ينتظر منه أثناء تواجده في خدمة المؤسسة‪ ،‬وما يمكن أن يقدمه طوال حياته‬
‫المهنية من خالل أدائه لوظائف كثيرة‪.1‬‬

‫الفرع الرابع‪ :‬منظمات الخدمة العامة‪.‬‬

‫يمكن القول أن ما نقصده بمنظمات الخدمات العامة هي المؤسسات الحكومية التي تضطلع بتحقيق‬
‫المنفعة العامة وتقديم كل الخدمات العامة للمواطنين بصورة متساوية ودون تفرقة بينهم‪.‬‬

‫أوال‪ .‬تعريف المنظمة‪:‬‬

‫لقد عرفها روبنز بأنها كيان اجتماعي منسق بشكل متعمد (عن وعي وندراك) وله حدود تميزه عن‬
‫بيئته الخارجية ويعمل على أساس االستمرار النسبي لتحقيق أهداف مشتركة‪.‬‬

‫ونستطيع القول بأن المنظمة هي وحدة اجتماعية هادفة‪ ،‬وهي وسيلة يخلقها العقل البشري لتحقيق‬
‫أهدافه‪ ،‬ونن اإلنسان هو حجر األساس في تكوين المنظمة‪ ،‬وأن المنظمات هي أساس الحضارات‪،‬‬
‫وتصاحب المنظمة اإلنسان طيلة حياته فهو يعيش في عدد متزايد من المنظمات تبدأ باألسرة‪ ،‬والمدرسة‪،‬‬

‫‪1‬عبد الحميد‪ ،‬محمود النعيمي‪ ،‬مبادىء اإلدارة العامة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.222-219‬‬

‫‪128‬‬
‫اإلطار المعرفي لإلدارة اإللكترونية والخدمة العمومية‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫والجامعة‪ ،‬والدوائر الحكومية‪ ،‬ومنشآت األعمال‪ ،‬والنادي‪ ،‬والمستشفى‪ ،‬فهذه جميعا منظمات يعيش فيها‬
‫‪1‬‬
‫الفرد ويتفاعل معها‪ ،‬لتحقيق أهدافه المتنوعة والمتعددة‪.‬‬

‫ثانيا‪ .‬تعريف المنظمات العامة‪:‬‬

‫هي الهيئات التي تقوم بإنتاج وتقديم سلع وخدمات بغرض إشباع حاجة أو مجموعة من الحاجات‬
‫للمجتمع‪ ،‬وهي حاجات يعجز األفراد العاديون عن أدائها ويحجمون عن القيام بها‪ ،‬وذلك إما لضخامة‬
‫متطلباتها أو ضعف اإلمكانيات وكذلك الربح المتوقع لها‪ ،‬وهي بذلك لها أهداف اجتماعية باألساس‬
‫تجعلها متميزة عن غيرها من المنظمات وهي كذلك لها أهداف اقتصادية مثل توفير السلع والخدمات‪،‬‬
‫وكذلك سياسية مثل تحقيق النظام واالستقرار السياسي‪ ،‬وثقافية مثل نشر التعليم والثقافة‪.‬‬

‫وعادة ما تنشأ الدولة هذه النوعية من المنظمات لتحقيق األهداف العامة لها لتقديم الخدمات العامة‬
‫وذلك باعتبار هذا النوع من الوظائف جزء من الوظائف السيادية للدولة‪ ،‬وكذلك لتقوم بوظيفة اإلشراف‬
‫‪2‬‬
‫والرقابة‪ ،‬وأيضا حماية األمن والمصالح القومية ومراعاة االعتبارات السيادة‪.‬‬

‫إن المنظمات العامة في جوهرها وتوجهاتها هي مؤسسات تعمل من أجل الصالح العام‪ ،‬وليس‬
‫لصالح فئة أو جهة معينة على حساب جهة أخرى‪ ،‬وبالتالي فإن أساس بقائها يعتمد على قدرتها على‬
‫االتصال والتواصل مع الشرائح والقطاعات العريضة من الناس الذين يجدون في خدمات هذه المؤسسات‬
‫مالذا آمنا وعونا أكيدا بعيدا عن حاالت االستنزاف والهدر التي تنتج عن سلوك بعض منظمات‬
‫‪3‬‬
‫األعمال‪.‬‬

‫‪1‬أحمد يوسف دودين‪ ،‬إدارة األعمال الحديثة (وظائف المنظمة)‪ ،‬دار اليازوري العلمية للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ 29 ،‬يوليو ‪ ،1222‬ص ص ‪-22‬‬
‫‪.22‬‬
‫‪2‬هنادي نظير‪ ،‬إدارة المنظمات غير الربحية‪ ،‬دار ابن النفيس للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪ ،1222 ،‬ص ص ‪.22-22‬‬
‫‪3‬بشير العالق‪ ،‬االتصال في المنظمات العامة بين النظرية والممارسة‪ ،‬دار اليازوري للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،1229 ،‬ص ‪.1‬‬

‫‪129‬‬
‫اإلطار المعرفي لإلدارة اإللكترونية والخدمة العمومية‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫مما سبق يمكن أن نلخص إلى أن خصائص وسمات المنظمات العامة تتمثل في كونها‪:‬‬

‫‪-2‬المنظمات الحكومية تنشؤها الدولة أو تساهم في إنشائها بدرجة ما‪.‬‬

‫‪ -1‬المنظمات غير ربحية ال تهدف باألساس لتحقيق الربح وننما تهدف إلى إشباع الحاجات العامة‪.‬‬

‫‪-1‬منظمات متنوعة األهداف بحيث لها أهداف سياسية واجتماعية (أهمها يميزها) وكذا لها أهداف‬
‫اقتصادية وثقافية‪.‬‬

‫‪-4‬تعدد أشكالها فقد تكون و ازرات أو مصالح حكومية‪ ،‬أو وحدات محلية أنشأتها الدولة ألغراض اإلدارة‬
‫‪1‬‬
‫‪ ....‬وهكذا‪.‬‬

‫وضع البنك الدولي برنامجا خاصا باإلدارات البلدية والوالية والجماعات المحلية في إطار تحقيق‬
‫األهداف اإلنمائية لأللفية بهدف تحسين نوعية الهياكل المؤسساتية والتشريعات المالية‪ ،‬وننشاء مصالح‬
‫مختصة واحترافية‪ ،‬باعتبارها عناصر أساسية للتسيير المحلي‪ ،‬وقد حدد المهام األساسية التي يجب أن‬
‫تضطلع بها اإلدارات المحلية كما يلي‪:‬‬

‫‪-2‬وضع استراتيجيات التنمية الحضرية‪.‬‬

‫‪-1‬تسيير المخاطر المرتبطة بالكوارث الطبيعية‪.‬‬

‫‪-1‬السكن والتسيير العقاري‪.‬‬

‫‪-4‬التنمية االقتصادية المحلية‪.‬‬

‫‪-5‬الخدمات الحضرية الموجهة للفقراء وتسيير النفايات الحضرية‪.‬‬

‫‪1‬هنادي نظير‪ ،‬االتصال في المنظمات العامة بين النظرية والممارسة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.29-22‬‬

‫‪130‬‬
‫اإلطار المعرفي لإلدارة اإللكترونية والخدمة العمومية‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫والمالحظ أن هذه الصالحيات تختلف من دولة ألخرى‪ ،‬وفي الدولة الواحدة بين المدن الكبرى‬
‫وباقي مناطق الدولة‪ ،‬فنجد المدن الكبرى في آسيا وأمريكا الالتينية تتمتع باستقاللية سياسية واقتصادية‬
‫واسعة تشبه في بعض الحاالت اختصاصات الدولة‪ ،‬أما باقي اإلدارات المحلية فصالحياتها محدودة‪،‬‬
‫تشمل بعض الوظائف المعتادة لإلدارات المحلية‪ ،‬المنشآت التعليمية‪ ،‬المستشفيات ومنشآت الرعاية‬
‫االجتماعية مثل رياض األطفال ودور الرعاية‪ ،‬ومرافق الصحة العامة والمرافق ذات الصلة مثل شبكات‬
‫‪1‬‬
‫ومحطات التطهير وتصفية المياه وجمع القمامة وتصريفها‪ ،‬المدافن‪....‬‬

‫ثالثا‪ .‬أهداف المنظمة العامة‪:‬‬

‫تسعى المنظمات العامة إلى تحقيق بعض األهداف األساسية والتي يمكن ذكر أهمها‪:‬‬

‫‪ .2‬األهداف اإلدارية واالقتصادية‪ :‬تشمل توفير مختلف الخدمات اإلدارية بجودة عالية‪ ،‬وتقديم السلع‬
‫والمنتجات التي تعتبر ضرورية في تحقيق االستقرار‪ ،‬وضمان السيرورة المجتمعية‪ ،‬إضافة إلى الدعم‬
‫الالزم للجوانب االقتصادية‪ ،‬عن طريق رفع كفاءة السياسة االقتصادية‪ ،‬وبالتالي رفع نمو االقتصاد‬
‫القومي‪.‬‬

‫‪ .1‬األهداف السياسية‪ :‬إذ تتعلق بكل ما من شأنه أن يحقق النظام‪ ،‬واالستقرار السياسي‪ ،‬وحماية‬
‫األنظمة االجتماعية الموجودة‪ ،‬وحماية األفراد‪ ،‬والدفاع عنهم من االعتداءات الخارجية‪.‬‬

‫‪ .1‬األهداف االجتماعية والدينية‪ :‬حيث يتطلب من الحكومات توفير منظمات عامة بهدف التنشئة‬
‫االجتماعية‪ ،‬وضبط سلوك األفراد من االنحرافات‪ ،‬واالرتقاء بمستويات التعليم‪ ،‬ومحاولة نشره وتعميمه‬
‫لكل الفئات والشرائح‪ ،‬كما يتطلب كذلك إنشاء وتخصيص مؤسسات عامة‪ ،‬تهتم بالبعد الديني‪ ،‬أو‬
‫الروحي والجوانب المتعلقة بالعقائد‪ ،‬حيث تتدخل الدولة عن طريق تشريعات‪ ،‬ونصدار قوانين بهدف‬

‫‪1‬مبارك لسلوس‪ ،‬اإلدارة الرشيدة للجماعات المحلية بين إلزامية الخدمة العامة وحتمية التوازن المالي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.24‬‬

‫‪131‬‬
‫اإلطار المعرفي لإلدارة اإللكترونية والخدمة العمومية‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫خلق مؤسسات عامة‪ ،‬تنمي وتحفظ الجانب الروحي لدى كل المواطنين بشكل عام‪ ،‬مثل و ازرة الشؤون‬
‫الدينية واألوقاف‪ ،‬ومديرية الشؤون الدينية واألوقاف بالجزائر‪.1‬‬

‫الفرع الخامس‪ :‬مشكالت أداء الخدمة العامة على أرض الواقع‪.‬‬

‫يمكن مناقشة وتحديد أهم المشاكل التي تعاني منها الخدمة العامة في العديد من الدول حيث تختلف‬
‫درجة تأثيرها من دولة ألخرى‪:‬‬

‫‪ -‬البطء في أداء الخدمة‪ :‬يمكن إرجاع أسباب البطء الشديد في أداء الخدمات العامة إلى عدد من‬
‫العوامل أهمها طول وتعقيد اإلجراءات والعمليات الالزمة ألداء الخدمة وانتشار الروتين نتيجة االلتزام‬
‫المفرط باللوائح والقوانين‪ ،‬باإلضافة إلى تماطل بعض العاملين وتكاسلهم في العمل وتضييع الوقت في‬
‫الكالم مع الزمالء دون اعتبار للشخص المنتظر للخدمة‪.‬‬

‫‪ -‬سوء تقديم الخدمة العامة‪ :‬عادة ما تفتقر الخدمة العامة للتسيير الجيد نتيجة انحطاط مستوى أداء‬
‫العاملين‪ ،‬ويرجع ذلك إلى انعدام برامج تدريبية تزيد من مؤهالتهم وانعدام نظام للحوافز يتالءم ونشباع‬
‫حاجاتهم‪ ،‬باإلضافة إلى افتقار بعض العاملين لألخالقيات السلوكية مع العمالء‪.‬‬

‫‪ -‬االفتقار للتكنولوجيا‪ :‬يؤدي االفتقار للتكنولوجيات الحديثة المتطورة إلى البطء في تقديم الخدمات‬
‫لجمهور المستهلكين وكثرة األخطاء في أداء وتسليم الخدمة وتضييع الوقت لطالب الخدمة‪.‬‬

‫‪ -‬عدم مالئمة بيئة العمل المادي للعاملين‪ :‬يحتاج العامل إلى بيئة من العوامل المادية المناسبة لطبيعة‬
‫عمله وهو ما يعاني منه العامل في المؤسسات العامة اليوم‪.‬‬

‫‪1‬ثابت عبد الرحمن إدريس المدخل الحديث لإلدارة العامة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.92-91‬‬

‫‪132‬‬
‫اإلطار المعرفي لإلدارة اإللكترونية والخدمة العمومية‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫‪ -‬استغالل الموظف للوظيفة العامة‪ :‬بحكم المنصب الذي يشغله الموظف العمومي يخلق لديه إحساس‬
‫بأنه يستحوذ على مكانة عالية في التنظيم من خالل السلطة والنفوذ المخول إليه واستغالله له في إشباع‬
‫حاجته الشخصية‪ ،‬على إعتبار أن كل شيء يخضع لملكية الدولة وال يوجد من يحاسبه على أفعاله‪.‬‬

‫‪ -‬التمييز في أداء الخدمة‪ :‬تنتشر ظاهرة الواسطة بصورة كبيرة‪ ،‬خاصة في المجتمعات العربية بصفة‬
‫عامة‪ ،‬ومؤسساتنا العامة بصفة خاصة‪ ،‬وهو ما يضفي نوع من التمييز بين المستفيدين من الخدمة‪.‬‬

‫‪ -‬انتشار الرشوة‪ :‬عادة ما يلجأ بعض المواطنين إلى استخدام الرشوة كوسيلة إلشباع حاجاتهم والحصول‬
‫على الخدمات التي يحتاجونها‪ ،‬كما قد يبادر الموظفون العموميون بذلك واحتراف الرشوة كمهنة إضافية‬
‫‪1‬‬
‫لزيادة مكاسبهم‪.‬‬

‫‪ -‬غياب االتصال الفعال بين مقدمي ومتلقي الخدمة‪ :‬وهو ما قد يؤدي إلى اتساع الفجوة بين األداء‬
‫الفعلي للخدمة وبين ما كان يتوقعه جمهور المستفيدين من هذه الخدمة‪.‬‬

‫‪ -‬افتقار الخدمة العامة لنظم االبتكار والتطوير‪ :‬سواء فيما يتعلق بإجراءات وعمليات إنتاج وتقديم‬
‫الخدمة‪ ،‬أو ما يتعلق بالخدمة ذاتها وهو ما أدى إلى جمود شكل نظام الخدمة بكامله وعدم مواكبته‬
‫للتطورات الحاصلة‪.‬‬

‫‪ -‬قلة االهتمام بالبحوث والدراسات‪ :‬تعاني المؤسسات العامة من قلة الدراسات والبحوث لالستفادة منها‬
‫في معالجة بعض القضايا العالقة‪ ،‬وقد يرجع ذلك بالدرجة األولى إلى انعدام المنافسة في القطاع‬
‫العمومي‪ ،‬وبالتالي عدم الحاجة الماسة لتلك البحوث‪.‬‬

‫‪1‬ثابت عبد الرحمن إدريس‪ ،‬المدخل الحديث لإلدارة العامة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.424‬‬

‫‪133‬‬
‫اإلطار المعرفي لإلدارة اإللكترونية والخدمة العمومية‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫‪ -‬ضعف أنظمة التقييم والمتابعة للخدمات العامة‪ :‬تفتقر الخدمات العامة لرقابة صارمة‪ ،‬حيث تضمن‬
‫وصول الخدمات للمواطنين‪ ،‬وتتحقق الرقابة الفعالة انطالقا من التطبيق الفعال للقوانين والتشريعات‬
‫المنظمة للخدمة العامة‪.‬‬

‫‪ -‬سوء استخدام الموارد‪ :‬كثي ار ما تتعرض الموارد المخصصة ألداء الخدمات العامة للتلف والتبذير‬
‫والسرقة نتيجة اإلهمال والالمباالة وقلة المهارة والخبرة والمعرفة في إدارتها‪.‬‬

‫‪ -‬االفتقار لإلحساس بالمظاهر الجمالية في الخدمة العامة‪ :‬فنجد أن الكثير من الخدمات التي تقدمها‬
‫المؤسسات العامة تعاني من سوء المظاهر الجمالية‪ ،‬كعدم نظافة األماكن المخصصة لتقديم الخدمة‬
‫وسوء مظاهر العاملين وعدم وجود خصائص معينة تعطيها طابع خاص يميزها عن غيرها من‬
‫المؤسسات‪.‬‬

‫‪ -‬تفشي ظاهرة الفساد اإلداري‪ :‬سواء في الهياكل أو العالقات التنظيمية لوحدات الخدمة العامة‪،‬‬
‫وانحطاط القيم األخالقية وتأثيرها في قيم العمل وعلى مستوى أداء الخدمة العامة‪.‬‬

‫‪ -‬عدم القدرة على المحافظة على مستوى الخدمة الجيد‪ :‬ويعود ذلك إلى عدم وجود معايير دقيقة‬
‫وواضحة للرقابة على جودة الخدمة العامة‪ ،‬مما يجعلها تميل على مستوى الجودة الذي كانت تمارسه‪.‬‬

‫‪ -‬قلة الوعي لدى المواطنين‪ :‬أدت قلة الوعي لدى المواطنين بحقوقهم أثناء التعامل مع المؤسسات‬
‫العامة إلى إهمال حقهم في الحصول على الخدمات وفق المستوى المطلوب‪ ،‬وترددهم في تقديم التعاون‬
‫في حالة عدم تلقيهم لتلك الخدمات‪.1‬‬

‫‪1‬رايس وفاء‪ ،‬نظام التسيير باألهداف في المؤسسات العامة بين النظرية والتطبيق‪ ،‬المرجع السابق‪.22-29 ،‬‬

‫‪134‬‬
‫اإلطار المعرفي لإلدارة اإللكترونية والخدمة العمومية‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬الحكم الراشد والخدمة العامة‪.‬‬

‫تعد الحوكمة الرشيدة بمختلف أبعادها شرطا رئيسيا لتحقيق التنمية المستدامة وتحسين مستويات‬
‫المعيشة من خالل إيجاد الظروف السياسية والقانونية واالقتصادية واالجتماعية الالزمة للقضاء على‬
‫الفقر واألمية الثقافية والمعلوماتية وأهم مدخل لتطبيق وتفعيل مدارس اإلدارة الحديثة وخاصة اإلدارة‬
‫اإللكترونية وندارة التمييز التي تناسب المتغيرات المعاصرة المحلية واإلقليمية والعالمية حيث أنها تنهض‬
‫على تطبيق مفاهيم الشفافية والمساءلة والمصداقية‪ ،‬وعلى وجود مؤسسات عامة ذات كفاءة وفاعلية‬
‫وعالمية ذات تقنية وجودة عالية‪ ،‬لذا فإنها تعزز العدالة االجتماعية وتضمن المساواة في الحصول على‬
‫الخدمات العالية‪.‬‬

‫تناول هذا المطلب من الدراسة تعريف الحكم الراشد في الفرع األول‪ ،‬ثم تحديد معاييره في الفرع‬
‫الثاني‪ ،‬أما الفرع الثالث فتطرق لمكونات الحكم الراشد‪ ،‬بينما شمل الفرع الرابع الحكم الراشد والخدمة‬
‫العامة في خضم حقوق اإلنسان‪.‬‬

‫الرشد‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬تعريف الحكم ا‬

‫عرف البنك الدولي ‪ BM‬الحكم الراشد بأنه‪ :‬الحكم الراشد يتضمن العمليات والمؤسسات التي تمارس‬
‫من خاللها السلطة في بلد ما‪ ،‬معتمدة في ذلك على التسيير الحسن للمؤسسات واختيار السياسات‬
‫وتنسيقها من أجل تقديم خدمات جيدة وفعالة‪.‬‬

‫‪135‬‬
‫اإلطار المعرفي لإلدارة اإللكترونية والخدمة العمومية‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫كما عرفه برنامج األمم المتحدة اإلنمائي بأنه‪ :‬الحكم الراشد هو حالة تعكس تقدم اإلدارة وتطويرها‬
‫من إدارة تقليدية إلى إدارة تتجاوب مع متطلبات المواطنين‪ ،‬وتستخدم العمليات واآلليات المناسبة لتحقيق‬
‫األهداف المرجوة من المشاريع بشفافية ومسئولية أمام المواطنين‪.1‬‬

‫كما يمكن تناول تعريفات حوكمة اإلدارة الرشيدة في اآلتي‪:‬‬

‫‪-2‬ممارسة السلطة في تدبير منظومة موارد الدولة االقتصادية واالجتماعية والعلمية والتعليمية والثقافية‬
‫والسياسية من أجل التنمية‪ ،‬فالحكم الجيد يكون العامل الوحيد واألساسي في القضاء على الفقر وننعاش‬
‫النمو‪.‬‬

‫‪-1‬ممارسة السلطة االقتصادية والسياسية واإلدارية إلدارة شؤون الدولة على كافة المستويات من خالل‬
‫آليات وعمليات ومؤسسات تمكن األفراد والجماعات من تحقيق مصالحها‪.‬‬

‫‪-1‬عملية إدارية تستهدف تحقيق الشفافية في السياسة وندارة الدولة ومنظماتها ومؤسساتها‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫‪-4‬الحكم الرشيد يتم تطبيقه عبر حزمة من القوانين والقواعد التي تؤدي إلى الشفافية ونعمال القانون‪.‬‬

‫وبصفة عامة يمكن القول أن الحوكمة أو الحاكمية أو الحوكمة الصالحة أو أسلوب ممارسة سلطات‬
‫‪3‬‬
‫اإلدارة الرشيدة أو الحكم الرشيد أو الصالح تهدف إلى مكافحة الفساد وتحقيق الشفافية والمساءلة والعدالة‬
‫والمصلحة العامة‪.‬‬

‫‪1‬وفاء رايس‪ ،‬ليلى بن عيسى‪ ،‬الحكم الراشد كآلية لمعالجة الفساد في اإلدارة العمومية الجزائرية‪ ،‬الملتقى العلمي الدولي حول‪ :‬آليات حوكمة المؤسسات‬
‫ومتطلبات تحقيق التنمية المستدامة‪ ،‬ورقلة‪ ،‬الجزائر‪ 11 – 15 ،‬نوفمبر ‪ ،1221‬ص ‪.4‬‬
‫‪2‬عمر أحمد أبو هاشم الشريف‪ ،‬أسامة محمد عبد العليم‪ ،‬هشام محمد بيومي‪ ،‬اإلدارة اإللكترونية‪ :‬مدخل إلى اإلدارة التعليمية الحديثة‪ ،‬دار المناهج‬
‫للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،1221 ،‬الطبعة األولى‪ ،‬ص ص ‪.222-222‬‬
‫‪3‬مدحت محمد أبو نصر‪ ،‬الحوكمة الرشيدة فن إدارة المؤسسات عالية الجودة‪ ،‬المجموعة العربية للتدريب والنشر‪ ،‬القاهرة‪ ،1225 ،‬ص ‪.19‬‬

‫‪136‬‬
‫اإلطار المعرفي لإلدارة اإللكترونية والخدمة العمومية‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫ويعرف تقرير التنمية اإلنسانية العربية الحكم الصالح أو اإلدارة الرشيدة من منظور التنمية اإلنسانية‬
‫بأنه الحكم الذي يعزز ويدعم ويصون رفاه اإلنسان‪ ،‬ويقوم على توسيع قدرات البشر وخياراتهم وفرصهم‬
‫وحرياتهم االقتصادية واالجتماعية والسياسية‪ ،‬ال سيما بالنسبة ألكثر أفراد المجتمع فق ار وتهميشا‪.‬‬

‫وكذلك المشرع الجزائري أيضا حاول أن يحقق مفهوم الحوكمة الرشيدة داخل اإلدارات العمومية‪،‬‬
‫فأورد مصطلح الحكم الراشد في القانون ‪ 21-21‬المتضمن القانون التوجيهي للمدينة في الفصل األول‬
‫المتعلق بالمبادئ العامة‪ ،‬في المادة الثانية منه التي عرفت الحكم الراشد بأنه "هو الذي بموجبه تكون‬
‫اإلدارة مهتمة بانشغاالت المواطن وتعمل للمصلحة العامة في إطار الشفافية"‪ ،1‬وهو تأكيد من المشرع‬
‫على أن الحوكمة الرشيدة تستلزم اهتمام اإلدارة بكل ما يخص المواطنين من انشغاالت ومحاولة حلها‬
‫لهم في إطار تحقيق الصالح العام‪ ،‬وبالتالي هناك تأكيد على وجود معيارين للحكم الراشد‪ ،‬أولهما‬
‫االهتمام بانشغاالت المواطنين‪ ،‬وثانيها يجب أن يكون كل ذلك في إطار تحقيق المصلحة العامة‬
‫والشفافية‪.‬‬

‫كما أكدت المادة ‪ 11‬من نفس القانون على وجوب ترقية الحكم الراشد في مجال تسيير المدن والذي‬
‫يكون عن طريق‪:‬‬

‫‪-2‬تطوير أنماط التسيير العقالني باستعمال الوسائل واألساليب الحديثة‪.‬‬

‫‪-1‬توفير وتدعيم الخدمة العمومية باستعمال الوسائل واألساليب‪.‬‬

‫‪-1‬توفير وتدعيم الخدمة العمومية وتحسين نوعيتها‪.‬‬

‫‪1‬القانون ‪ 21-21‬المؤرخ في ‪ 12‬محرم عام ‪ 2412‬الموافق ‪ 12‬فبراير ‪ 1221‬المتضمن القانون التوجيهي للمدينة‪ ،‬ج ر‪ ،‬العدد ‪ ،25‬الصادرة في‬
‫‪ 21‬صفر ‪ 2412‬الموافق ل ‪ 21‬مارس ‪.1221‬‬

‫‪137‬‬
‫اإلطار المعرفي لإلدارة اإللكترونية والخدمة العمومية‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫وبالتالي استخدم كل اإلمكانيات الالزمة لتحقيق الخدمات العمومية على أكمل وجه وفي إطار الحكم‬
‫الراشد‪.1‬‬

‫كما ويمكن أن تتضمن حوكمة اإلدارة الرشيدة قيمتين عالميتين‪ ،‬هما‪:‬‬

‫‪-‬ا لقيمة األولى التضمينية والمساواة‪ :‬إلتاحة فرص متساوية للجميع للمشاركة في اإلدارة‪ ،‬ومعاملة‬
‫جمهورها وعمالئها المستفيدين جميعا تكون على قدر المساواة أمام القانون وبغير تمييز‪ ،‬وتأمين فرص‬
‫متساوية لالستفادة من الخدمات التي توفرها الحكومة‪ ،‬وكذلك فرص عادلة للنفاذ إلى المعلومات‪.‬‬

‫‪ -‬القيمة الثانية المتعلقة بالمساءلة‪ :‬تعني أن من اختيروا للحكم يجب أن يخضعوا للمساءلة وهي تستند‬
‫إلى توفير المعرفة والمعلومات‪ ،‬والشفافية في آليات إداراتها‪ ،‬كما أنها ترتكز على وجود حوافز لتشجيع‬
‫المسؤولين الحكوميين الذين يقومون على أداء مهامهم بإخالص وفعالية وأمانة‪ ،‬هذه الحوافز تتآتى من‬
‫وجود تنافسية في اختيار الموظفين العامين ونرساء السياسات‪ ،‬وتوافر أخالقيات الوظيفة العامة لدى‬
‫‪2‬‬
‫الموظفين التي تحقق المصلحة العامة‪.‬‬

‫بحكم أن مفهوم الحكم الراشد يعبر عن إدارة وممارسة السلطة السياسية واالقتصادية واالجتماعية‬
‫على مختلف المستويات المركزية والالمركزية أي اإلقليمية والمحلية‪ ،‬فإن التوجه كان قويا نحو تكريس‬
‫منطق اإلدارة الرشيدة على المستويات الالمركزية‪ ،‬فذلك يضمن استجابات أسرع لالحتياجات المحلية‪،‬‬
‫ومحاسبة وشفافية أكثر وفسادا أقل‪ ،‬وتسليم أحسن للخدمات األساسية‪ ،‬وتدفقات أفضل للمعلومات‪،‬‬
‫ومزيدا من المشروعات المستدامة‪ ،‬وسبل أقوى لحل النزاعات‪ ،‬واتساع فرص التمثيل السياسي‪.‬‬

‫وبذلك فقد اتسع نطاق استخدام اإلدارة الرشيدة بعد أن كانت حك ار على تسيير الشركات االقتصادية‬
‫والمؤسسات المالية ليشمل النواحي اإلدارية واالجتماعية‪ ،‬فبرنامج األمم المتحدة اإلنمائي لسنة ‪2992‬‬

‫‪1‬القانون ‪ ،21-21‬المرجع السابق‪.‬‬


‫‪2‬عمر أحمد أبو هاشم الشريف‪ ،‬أسامة محمد عبد العليم‪ ،‬هشام محمد بيومي‪ ،‬اإلدارة اإللكترونية‪ :‬مدخل الى اإلدارة التعليمية الحديثة‪ ،‬المرجع‬
‫السابق‪ ،‬ص ‪.222‬‬

‫‪138‬‬
‫اإلطار المعرفي لإلدارة اإللكترونية والخدمة العمومية‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫اعتبر اإلدارة الرشيدة كممارسة للسلطات االقتصادية والسياسية واإلدارية من أجل إدارة الشؤون العامة‬
‫‪1‬‬
‫عند كل المستويات‪ ،‬وهي تشمل اآلليات‪ ،‬اإلج ارءات‪ ،‬والمؤسسات التي تدور مصالح المواطنين حولها‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬معايير الحكم الراشد‪.‬‬

‫لقد اختلفت عناصر اإلدارة الرشيدة باختالف المعيار الذي عرف الحكم الراشد‪ ،‬ويمكن تحديد‬
‫عناصر كل معيار على النحو التالي‪:‬‬

‫أوال‪ .‬معايير الحكم الراشد التي وضعها كوفمان وزمالئه (‪ )6113‬وهي‪ :‬المحاسبة والمساءلة‪ ،‬االستقرار‬
‫السياسي‪ ،‬فعالية الحكومة‪ ،‬نوعية تنظيم االقتصاد‪ ،‬حكم القانون‪ ،‬التحكم في الفساد‪.‬‬

‫ثانيا‪ .‬معايير الحكم الراشد التي وضعتها منظمة التعاون االقتصادي للتنمية ‪ OECD‬وهي‪ :‬دولة‬
‫القانون‪ ،‬إدارة القطاع العام‪ ،‬السيطرة على الفساد‪ ،‬خفض النفقات العسكرية‪.‬‬

‫ثالثا‪ .‬معايير الحكم الراشد التي وضعها البنك الدولي ‪ World Bank‬لمنطقة الشرق األوسط وشمال‬
‫إفريقيا‪ ،‬وهي‪ :‬التضمينية‪ ،‬المسائلة‪.‬‬

‫رابعا‪ .‬معايير الحكم الراشد التي وضعها برنامج األمم المتحدة اإلنمائي ‪ UNPD‬وهي‪ :‬المشاركة‪ ،‬حكم‬
‫القانون‪ ،‬الش فافية حسن االستجابة‪ ،‬التوافق‪ ،‬المساواة في تكافؤ الفرص الفعالية‪ ،‬المحاسبة‪ ،‬الرؤية‬
‫االستراتيجية‪ ،2‬وهذا المعيار األخير هو المأخوذ به من قبل الفقهاء والقانونيين ألنه األكثر تحديدا‬
‫وتوضيحا لعناصر قيام الحكم الراشد‪ ،‬وسنحاول شرح والتطرق إلى كل عنصر على التوالي‪:‬‬

‫‪1‬مبارك مسلوس‪ ،‬اإلدارة الرشيدة للجماعات المحلية بين الزامية الخدمة العامة وحتمية التوازن المالي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.9‬‬
‫‪2‬كرازدي إسماعيل‪ ،‬العولمة والحكم نحو حكم عالمي ومواطنة عالمية‪ ،‬أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه في العلوم السياسية‪ ،‬العالقات الدولية‪ ،‬جامعة‬
‫الحاج لخضر‪ ،‬باتنة ‪ ،2‬السنة الجامعية ‪.225 ،1221-1222‬‬

‫‪139‬‬
‫اإلطار المعرفي لإلدارة اإللكترونية والخدمة العمومية‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫‪ .2‬المشاركة‪ :‬يجب أن يكون لكل الرجال والنساء صوت في عملية صنع القرار سواءا بصورة مباشرة‬
‫أو تمثلها المؤسسات الوسيطة الشرعية التي تمثل مصالحهم‪ ،‬وتستند هذه المشاركة الواسعة على حرية‬
‫تكوين الجمعيات وحرية التعبير‪ ،‬كما تعتمد على تنمية القدرات على المشاركة البناءة‪.‬‬

‫‪ .1‬سيادة القانون‪ :‬يجب أن تتسم األطر القانونية بالعدالة والبد من توخي الحياد في تنفيذها‪ ،‬وبخاصة‬
‫القوانين المتعلقة بحقوق اإلنسان‪.‬‬

‫‪ .1‬الشفافية‪ :‬تتأسس الشفافية على حرية تدفق المعلومات‪ ،‬فالعمليات والمؤسسات والمعلومات يجب أن‬
‫تكون متاحة بصورة مباشرة ألولئك المهتمين بها‪ ،‬ويجب توفير المعلومات الكافية لفهم تلك العمليات‬
‫والمؤسسات ورصدها‪.‬‬

‫‪ .4‬االستجابة‪ :‬يجب أن تسعى المؤسسات وتوجه العمليات إلى خدمة جميع أصحاب المصلحة‪.‬‬

‫‪ .5‬التوجه نحو بناء توافق اآلراء‪ :‬يتوسط الحكم الراشد المصالح المختلفة للوصول إلى توافق واسع‬
‫لآلراء بشأن مصلحة المجموع كأفضل ما يكون‪ ،‬وبشأن السياسات واإلجراءات حيثما يكون ذلك ممكنا‪.1‬‬

‫‪ .1‬الكفاءة والفاعلية‪ :‬يركز مفهوم الكفاءة على تقديم الخدمات أو تنفيذ السياسات العامة في أقل وقت‬
‫وبتكلفة مناسبة‪ ،‬وفقا لمعايير الجودة‪ ،‬بمعنى أن تحقق المشاريع والمنشئات النتائج التي تلبي الحاجة‪،‬‬
‫وذلك باالستخدام األمثل للموارد‪ ،‬أما الفاعلية فيقصد بها جودة الخدمات والسياسات ورضى المواطنين‬
‫عنها‪ ،‬بمعنى إنجاز األهداف في ضوء النتائج المرجوة والمحققة لعمل ما‪ ،‬كما يعبر عن الكفاءة والفاعلية‬
‫بأنها البعد الفني للحكم المحلي‪ ،‬ويعني قدرة األجهزة المحلية على تحويل الموارد المحلية إلى برامج‬
‫وخطط ومشاريع تلبي احتياجات المواطنين المحليين وتعبر عن أولوياتهم‪.2‬‬

‫‪1‬برنامج األمم المتحدة اإلنمائي‪ ،‬إدارة الحكم لخدمة التنمية البشرية المستدامة‪ ،‬وثيقة للسياسات العامة لبرنامج األمم المتحدة‪ ،2992 ،‬ص ‪.9‬‬
‫‪2‬عبد العظيم بن محسن الحمدي‪ ،‬الحكم الرشيد في صدر الدولة اإلسالمية واالتجاهات المعاصرة‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬مؤسسة أبرار مؤسسون وموزعون‪،‬‬
‫صنعاء‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،1222 ،‬ص ص ‪.45-44‬‬

‫‪140‬‬
‫اإلطار المعرفي لإلدارة اإللكترونية والخدمة العمومية‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫‪ .2‬المسائلة‪ :‬يجب أن يكون صناع القرار في الحكومة والقطاع الخاص ومنظمات المجتمع المدني‬
‫مسؤولين أمام الجمهور العام‪ ،‬وأمام أصحاب المصلحة المؤسسية‪ ،‬وتختلف هذه المسائلة حسب كل‬
‫منظمة‪ ،‬وحسب ما إذا كان القرار داخليا أم خارجيا بالنسبة للمنظمة‪.‬‬

‫‪ .2‬الرؤية االستراتيجية‪ :‬يجب أن يمتلك القادة والجمهور العام منظو ار عريضا وطويل األجل فيما يتعلق‬
‫بالحكم الرشيد والتنمية البشرية المستدامة‪ ،‬مع اإلحساس بما هو مطلوب لهذه التنمية‪ ،‬كما ينبغي أن‬
‫يكون هناك فهم للتعقيدات التاريخية والثقافية واالجتماعية التي يتشكل وسطها ذلك المنظور‪.1‬‬

‫‪ .9‬العدالة‪ :‬يقصد بها درجة تقديم الحكومة‪ ،‬المجتمع المدني‪ ،‬القطاع الخاص‪ ،‬للخدمات على قدم‬
‫المساواة وطبقا لالحتياجات ومبدأ تكافؤ الفرص‪ ،‬ويعني بالضرورة تحقيق المساواة بين الجميع بغض‬
‫النظر عن الدين‪ ،‬اللغة‪ ،‬العرق‪ ،‬الجنس‪ ،‬في كافة الفرص الحياتية لتحسين أوضاعهم‪ ،‬مع وضع سياسات‬
‫‪2‬‬
‫تستهدف تحسين أحوال الفئات المحرومة من أجل ضمان حاجاتهم األساسية وأمنهم االجتماعي‪.‬‬

‫وقد أكد برنامج األمم المتحدة اإلنمائي أن هذه السمات تترابط ويعزز بعضها البعض‪ ،‬بحيث ال‬
‫يمكن أن يوجد أي منها بمنفرده‪ ،‬وعلى كل الدول السعي إلى توفيرها مجتمعة حتى يتحقق الحكم الرشيد‬
‫ونن كان من الصعب جدا أن تكون مجتمعة في مجتمع واحد‪.‬‬

‫‪1‬برنامج األمم المتحدة اإلنمائي‪ ،‬إدارة الحكم لخدمة التنمية البشرية المستدامة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.22-9‬‬
‫‪2‬بلخير آسيا‪ ،‬إدارة الحكمانية ودورها في تحسين األداء النموي –بين النظرية والتطبيق‪-‬الجزائر أنموذجا‪ ،‬رسالة ماجستير في العلوم السياسية والعالقات‬
‫الدولية‪ ،‬فرع رسم السياسات العامة‪ ،‬كلية العلوم السياسية‪ ،‬جامعة يوسف بن خدة‪ ،‬الجزائر‪ ،1222-1221 ،‬ص ‪.51‬‬

‫‪141‬‬
‫اإلطار المعرفي لإلدارة اإللكترونية والخدمة العمومية‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬مكونات الحكم الراشد‪.‬‬

‫يلعب الحكم الراشد دو ار هاما جدا في المجتمع‪ ،‬فهو يعتبر حجر الزاوية للتنمية االقتصادية‬
‫واالجتماعية‪ ،‬ويستلزم النهوض به حدوث التفاعل اإليجابي بين الحكومة والقطاع الخاص ومنظمات‬
‫المجتمع المدني‪ ،‬وبالتالي تتمثل مكونات الحكم الراشد في‪:‬‬

‫أوال‪ .‬الدولة (الحكومة)‪ :‬للحكومة وظائف عديدة فهي معنية بوضع اإلطار العام القانوني والتشريعي‬
‫الثابت والفعال ألنشطة القطاع العام والخاص ومنظمات المجتمع المدني على حد سواء‪ ،‬كما أنها معنية‬
‫بتأكيد االستقرار والعدالة في السوق‪ ،‬كما تعمل على االهتمام بالخدمات العامة التي ال يقبل عليها‬
‫الق طاع الخاص‪ ،‬فالحكم الراشد يطرح اهتمامات الفئات األكثر فق ار واحتياجاتها والعمل على زيادة الفرص‪،‬‬
‫وتحقيق وندامة الحياة التي يسعون لتحقيقها‪.‬‬

‫فالحكم الرشيد يحتم على حكومات الدول المتقدمة والنامية على حد سواء أن تعيد النظر في تعريفها‬
‫لدورها في األنشطة االقتصادية واالجتماعية‪ ،‬كما تحتم عليها أن تعمل على تحقيق مبادئ الحكم الراشد‬
‫بالشراكة مع القطاع الخاص ومنظمات المجتمع المدني‪ ،‬وعليها أن تعيد النظر في التشريعات بما يعزز‬
‫مبادئ الحكم الرشيد‪.1‬‬

‫كما تعتبر اإلدارة المحلية هي الجهاز اإلداري القريب من المواطن‪ ،‬نظ ار الحتكاكه بها ومشاركته‬
‫في العملية التنموية وصنع القرار وممارسة الرقابة الشعبية‪ ،‬ووفقا لمقتضيات الحكم ال ارشد فإنه يجب‬
‫على اإلدارة المحلية أن تستجيب النشغاالت المواطنين بشفافية وأن تكون على صلة وثيقة بمنظمات‬
‫المجتمع المدني مما يعزز الثقة بين المواطن ومنظمات المجتمع المدني والسلطات المحلية‪.2‬‬

‫‪1‬عبد العظيم بن محسن الحمدي‪ ،‬الحكم الرشيد في صدر الدولة اإلسالمية واالتجاهات المعاصرة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.22-19‬‬
‫‪2‬ضريفي نادية‪ ،‬عبد الوهاب دراج‪ ،‬الحكم الراشد كأساس لإلصالح وترقية الخدمة العمومية المحلية في الجزائر‪ ،‬مجلة العلوم القانونية واالجتماعية‪،‬‬
‫المجلد الرابع‪ ،‬العدد الثاني‪ ،‬جوان ‪ ،1229‬ص ‪.229‬‬

‫‪142‬‬
‫اإلطار المعرفي لإلدارة اإللكترونية والخدمة العمومية‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫ثانيا‪ .‬القطاع الخاص‪ :‬إن اعتبار القطاع الخاص كطرف من أطراف الحكم الراشد راجع لدوره في‬
‫تحقيق التنمية البشرية والتنمية المستدامة على أساس المسؤولية االجتماعية التي يلعبها القطاع اخالص‪،‬‬
‫وذلك من توفير للخبرة ورؤوس األموال والمعرفة الالزمة في تحقيق العمليات التنموية بالشراكة مع‬
‫المجتمع المحلي وأجهزة الدولة بكاملها‪ ،1‬فبالرغم من أن الدولة تشكل أكبر قوة لتحقيق التنمية إال أنها‬
‫ليست الوحيدة بل هناك تحول واضح في معظم دول العالم‪ ،‬نحو االعتماد على القطاع الخاص‪،‬‬
‫واقتصاديات السوق وتطبيق برامج اإلصالح االقتصادي من قبل العديد من دول العالم الثالث‪ ،‬كما‬
‫يعتبر القطاع الخاص شريك في اإلدارة ويوفر مناصب الشغل‪.‬‬

‫يتضمن مفهوم الحكم الراشد دور يجب أن يلعبه هذا األخير‪ ،‬حيث تتراوح مهامه بين تعزيز العمل‬
‫الجاد والمنتج وتوفير الشفافية في المعلومات واإلحصاءات وتعزيز المسؤولية االجتماعية‪ ،‬باإلضافة‬
‫إلى الدور االقتصادي في النمو وتوفير الوظائف وتوفير االستثمارات واألموال وتأمين التنافسية‪ ،‬حيث‬
‫هدف سياسة صندوق النقد الدولي إلى إعطاء األولوية للقطاع الخاص‪ ،‬في إطار ما يعرف بمبدأ‬
‫المشروطية وسياسة اإلصالحات التي ترمي إلى إصالح أنظمة الحكم اإلداري‪ ،‬لما يمثله القطاع‬
‫الخاص من الكفاءة االقتصادية في استخدام الموارد وذلك عن طريق تصفية وغلق المؤسسات العاجزة‬
‫أو فتح رأس مال لها للمشاركة الخاصة في أسهمها وتحسين مقاييس السير أو المراقبة العامة‪.2‬‬

‫إذا فإن القطاع الخاص يمثل الداعم األساس في التنمية والشريك الفاعل في تنفيذ البرامج والخطط‬
‫التنموية‪.‬‬

‫ثالثا‪ .‬منظمات المجتمع المدني‪ :‬تعمل مؤسسات المجتمع المدنية على إشراك األفراد في األنشطة‬
‫االقتصادية واالجتماعية‪ ،‬وتعمل على تنظيمهم في جماعات ذات قوة‪ ،‬للتأثير على السياسات العامة‬

‫‪1‬ضريفي نادية‪ ،‬عبد الوهاب دراج‪ ،‬الحكم الراشد كأساس لإلصالح وترقية الخدمة العمومية المحلية في الجزائر‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.229‬‬
‫‪2‬خلوف عقيلة‪ ،‬الحكم الراشد ودوره في تفعيل المشاركة المجتمعية في إدارة الميزانية العامة للدولة‪ ،‬مجلة االقتصاد الجديد‪ ،‬الجزائر‪ ،‬العدد ‪،21‬‬
‫المجلد ‪ ،1222-22‬ص ص ‪.122-122‬‬

‫‪143‬‬
‫اإلطار المعرفي لإلدارة اإللكترونية والخدمة العمومية‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫والحصول على حقها في الموارد العامة‪ ،‬وبشكل خاص الفئات الفقيرة‪ ،‬لذا فإن مؤسسات المجتمع المدني‬
‫تساعد على تحقيق إدارة أكثر ترشيدا‪ ،‬من خالل عالقتها بين األفراد والحكومة‪ ،‬ومن خالل تعبئتها‬
‫ألفضل الجهود الفردية والجماعية التي يمكن استخدامها وفق اآلليات التالية‪:‬‬

‫‪ .2‬التأثير على السياسة العامة‪ ،‬من خالل تعبئة جهود قطاعات من المواطنين وحملها على المشاركة‬
‫في الشأن العام‪.‬‬

‫‪ .1‬تعميق المسائلة والشفافية‪ ،‬عبر نشر المعلومات والسماح بتداولها على نطاق واسع‪.‬‬

‫‪ .1‬مساعدة الحكومة‪ ،‬عن طريق العمل المباشر أو التمويل أو الخبرة‪ ،‬على أداء أفضل للخدمات العامة‬
‫وتحقيق رضى المواطنين‪.‬‬

‫‪ .4‬العمل على تحقيق العدالة والمساواة أمام القانون وحماية المواطنين من تعسف السلطة‪.‬‬

‫‪ .5‬تربية المواطنين على ثقافة الديمقراطية‪ ،‬من خالل إكساب أعضائها قيم الحوار وقبول اآلخر‪،‬‬
‫واالختالف‪ ،‬ومساءلة القيادات‪ ،‬والمشاركة في االنتخابات والتعبير الحر عن الرأي‪.1‬‬

‫رابعا‪ .‬مكافحة الفساد‪:‬‬

‫يعد الفساد من أهم مكونات الحكم الراشد التي تم إضافتها من طرف االتجاهات المعاصرة‪.‬‬

‫عرف البنك الدولي الفساد بأنه" إساءة استخدام السلطة العامة من أجل تحقيق مكاسب خاصة"‪،‬‬
‫وتتعدد صور الفساد لتشمل الرشوة‪ ،‬االبتزاز‪ ،‬المحاباة‪ ،‬استغالل النفوذ وغيرها من األفعال‪.2‬‬

‫لقد أصبحت ظاهرة الفساد محط اهتمام الدول و المؤسسات الدولية على رأسها البنك العالمي‪ ،‬أين‬
‫ساهمت مشاهد التحول الديمقراطي وتنامي الحركات المدنية المنادية بحرية التعبير والتعددية الحزبية‬

‫‪1‬عبد العظيم بن محسن الحمادي‪ ،‬الحكم الرشيد في صدر الدولة اإلسالمية واالتجاهات المعاصرة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.21-22‬‬
‫‪2‬عبد العظيم بن محسن الحمدي‪ ،‬الحكم الرشيد في صدر الدولة اإلسالمية واالتجاهات المعاصرة‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.92‬‬

‫‪144‬‬
‫اإلطار المعرفي لإلدارة اإللكترونية والخدمة العمومية‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫في الكشف عن ظاهرة الفساد‪ ،‬وامتدادها داخل األجهزة اإلدارية والحكومية المختلفة‪ ،‬حيث انتشرت‬
‫ظاهرة الفساد في العالم اليوم ووصلت إلى مستويات غير مسبوقة في حجمها وتنوعها وآثارها المدمرة‬
‫الضارة على حياة اإلنسان مما يستوجب مكافحتها ليس من قبل الجهات الرسمية فقط بل ومن كافة‬
‫قطاعات المجتمع الخاصة والعامة بإقامة حكم راشد يقترح استراتيجيات محددة ومدروسة للحد من تنامي‬
‫هذه الظاهرة ومعالجتها‪ ،1‬فالفساد والحكم الراشد موضوعان متنافران من حيث الطبيعة‪ ،‬ومتالزمان من‬
‫حيث الدراسة والتحليل‪ ،‬فكالهما يؤثر ويتأثر باآلخر‪.2‬‬

‫الفرع الرابع‪ :‬الحكم الراشد والخدمة العامة في إطار حقوق اإلنسان‪.‬‬

‫تطور مفهوم الحكم الراشد بمرور الزمن وتعاقب العصور وتحول من أولويات الحكم التي تهدف‬
‫إلى زيادة الكفاءة والنمو االقتصاديين في الدولة إلى سياسات الحكم ومؤسساته التي تعزز على أفضل‬
‫وجه توفير خدمات عامة على قدر من المساواة والشفافية وكذا توفير قدر أكبر من الحرية والمشاركة‬
‫الحقيقية والتنمية البشرية المستدامة وحقوق اإلنسان‪.‬‬

‫أوال‪ .‬الحكم الراشد وحقوق اإلنسان‪:‬‬

‫إن العالقة بين الحكم الرشيد وحقوق اإلنسان هي عالقة معقدة بالنظر إلى اختالف منشأ المفهومين‬
‫واستخدامهما‪ ،‬وقد انطوى مفهوم الحكم الرشيد‪ ،‬فيما حمله من دالالت في السابق‪ ،‬على تحيز تكنوقراطي‬
‫يهدف إلى تهيئة أفضل الشروط الممكنة للتنمية االقتصادية‪.‬‬

‫‪1‬طلبة السنة الرابعة فرع إدارة عامة الدفعة التسعة والثالثون‪ ،‬ملتقى الحكم الراشد في اإلدارة العمومية‪ ،‬المدرسة الوطنية لإلدارة‪ ،‬و ازرة الداخلية‬
‫والجماعات المحلية‪ ،‬الجزائر‪ ،‬السنة الجامعية ‪ ،1221-1225‬ص‪.11‬‬
‫‪2‬عبد العظيم بن محسن الحمدي‪ ،‬الحكم الرشيد في صدر الدولة اإلسالمية واالتجاهات المعاصرة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.92‬‬

‫‪145‬‬
‫اإلطار المعرفي لإلدارة اإللكترونية والخدمة العمومية‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫وقد خلصت حلقة دراسية بشأن ممارسات الحكم الرشيد من أجل تعزيز حقوق اإلنسان‪ ،‬وهي حلقة‬
‫نظمتها مفوضية األمم المتحدة السامية لحقوق اإلنسان في عام ‪ 1224‬باالشتراك مع برنامج األمم‬
‫المتحدة اإلنمائي‪ ،‬إلى وجود عالقة تآزر بين الحكم الرشيد وحقوق اإلنسان‪ ،‬وتطرح مبادئ حقوق‬
‫اإلنسان مجموعة من القيم التي تسترشد بها الحكومات وغيرها من الجهات الفاعلة السياسية واالجتماعية‬
‫في أعمالها ‪ ...‬ونضافة إلى ذلك‪ ،‬تثري مبادئ حقوق اإلنسان مضمون جهود الحكم الرشيد‪ ،‬أي أنها قد‬
‫تثري عملية وضع األطر التشريعية والسياسات والبرامج ومخصصات الميزانية والمؤسسات المناسبة‬
‫وغير ذلك من التدابير‪ ،‬بيد أنه ال يمكن احترام حقوق اإلنسان وحمايتها على نحو مستدام في غياب‬
‫الحكم الرشيد‪ ،‬إضافة إلى ذلك‪" ،‬يشكل الحكم الرشيد عماد عملية صياغة السياسات وتنفيذها على نحو‬
‫‪1‬‬
‫فعال‪ ،‬بما يشمل التكامل في تقديم الخدمات األساسية كالتعليم والمياه والصرف الصحي والصحة"‪.‬‬

‫وبالتالي يمكن تنظيم العالقة بين الحكم الرشيد وحقوق اإلنسان حول أربعة مجاالت‪:‬‬

‫‪ .2‬المؤسسات الديمقراطية‪ :‬تنشئ اإلصالحات التي يفرضها الحكم الرشيد على المؤسسات الديمقراطية‪،‬‬
‫عندما تترسخ في قيم حقوق اإلنسان‪ ،‬سبال تسمح للرأي العام بالمشاركة في وضع السياسات سواء من‬
‫خالل المؤسسات الرسمية أو المشاورات غير الرسمية‪ ،‬كما تنشئ آليات إلدماج فئات اجتماعية متعددة‬
‫في عمليات اتخاذ الق اررات‪ ،‬ال سيما على الصعيد المحلي‪ ،‬وقد تشجع كال من المجتمع المدني‬
‫والمجتمعات المحلية على صياغة مواقفه بشأن قضايا تهمه والتعبير عنها‪.‬‬

‫‪ .1‬تقديم الخدمات العامة‪ :‬تؤدي اإلصالحات التي يفرضها الحكم الرشيد‪ ،‬في مجال توفير الخدمات‬
‫الحكومية إلى الناس‪ ،‬للنهوض بحقوق اإلنسان عندما تتمكن قدرات الدولة على الوفاء بمسؤوليتها في‬
‫توفير المنافع العامة األساسية لحماية عدد من حقوق اإلنسان‪ ،‬مثل الحق في التعليم والصحة والغذاء‪،‬‬
‫وقد تتضمن مبادرات اإلصالح آليات متعلقة بالمساءلة والشفافية وأدوات السياسة العامة التي تراعي‬

‫‪1‬الجمعية العامة لألمم المتحدة‪ ،‬تقرير مفوضة األمم المتحدة السامية لحقوق اإلنسان عن دور الخدمة العامة كعنصر أساسي من عناصر الحكم‬
‫الرشيد في مجال تعزيز حقوق اإلنسان وحمايتها‪ ،‬مجلس حقوق االنسان الدورة الخامس والعشرون‪ ،1221 ،‬ص ‪.5‬‬

‫‪146‬‬
‫اإلطار المعرفي لإلدارة اإللكترونية والخدمة العمومية‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫االعتبارات الثقافية من أجل ضمان توفر الخدمات للجميع وقبولهم لها‪ ،‬وسبال لمشاركة الرأي العام في‬
‫اتخاذ الق اررات‪.‬‬

‫‪ .1‬سيادة القانون‪ :‬عندما يتعلق األمر بسيادة القانون‪ ،‬فإن مبادرات الحكم الرشيد التي تراعي حقوق‬
‫اإلنسان تحقق إصالح التشريعات وتساعد المؤسسات‪ ،‬ابتداء من النظم الجزائية وصوال إلى المحاكم‬
‫والبرلمانات‪ ،‬بهدف تحسين تنفيذ هذه التشريعات‪ ،‬وقد تتضمن مبادرات الحكم الرشيد الدعوة إلى اإلصالح‬
‫القانوني ورفع مستوى التوعية العامة بشأن اإلطار القانوني الوطني والدولي وبناء القدرات ونصالح‬
‫المؤسسات‪.‬‬

‫‪ .4‬مكافحة الفساد‪ :‬فيما يتعلق بمكافحة الفساد‪ ،‬تعتمد جهود الحكم الرشيد على مبادئ مثل المساءلة‬
‫والشفافية والمشاركة إلعداد تدابير مكافحة الفساد‪ ،‬وقد تتضمن المبادرات إنشاء مؤسسات مثل لجان‬
‫مكافحة الفساد‪ ،‬ونيجاد آليات لتبادل المعلومات‪ ،‬ورصد استخدام الحكومات لألموال العامة وتنفيذها‬
‫‪1‬‬
‫للسياسات‪.‬‬

‫ثانيا‪ .‬عالقة الخدمة العامة بحقوق اإلنسان‪:‬‬

‫يشكل النهج القائم على حقوق اإلنسان إزاء الخدمات العامة جزءا ال يتج أز من تصميم جميع عمليات‬
‫تقديم الخدمة العامة وتوفيرها وتنفيذها ورصدها‪.‬‬

‫‪ -2‬يقدم اإلطار المعياري لحقوق اإلنسان مقياسا قانونيا هاما لقياس كيفية تصميم الخدمة العامة‬
‫وتقديمها بشكل جيد ومدى وصول المنافع إلى أصحاب الحقوق‪ ،‬ويقتضي أن تتصرف الدول‪ ،‬بوصفها‬
‫صاحبة المسؤولية‪ ،‬وفقا اللتزاماتها المتعلقة بحقوق اإلنسان‪.‬‬

‫‪1‬األمم المتحدة حقوق االنسان‪ ،‬مكتب مفوض السامي‪ ،‬نبذة عن الحكم الراشد‪ ،‬تاريخ االطالع ‪ 1‬جويلية ‪،1212‬‬
‫‪https://www.ohchr.org/AR/Issues/Development/GoodGovernance/Pages/AboutGoodGovernance.aspx‬‬

‫‪147‬‬
‫اإلطار المعرفي لإلدارة اإللكترونية والخدمة العمومية‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫‪ -1‬يمكن أن تسهم مبادئ حقوق اإلنسان في توجيه الخدمة العامة وتحسينها بحيث تكمل أنظمة القيم‬
‫القائمة‪ ،‬مثل روح الخدمة العامة وغير ذلك من مبادئ الحكم الرشيد‪ ،‬كالكفاءة والمقدرة والنزاهة‪ ،‬ويؤدي‬
‫هذا النهج أيضا إلى تحسين نتائج الخدمة العامة ونوعيتها‪.‬‬

‫‪ -1‬ينبغي لمقدمي الخدمة العامة أال يقللوا من شأن التكاليف المالية أو التكاليف المتعلقة بالسمعة‬
‫الناتجة عن انتهاك حقوق اإلنسان وما ينجم عن ذلك من فقدان ثقة الجمهور وانخفاض الروح المعنوية‬
‫وضعف صورة تلك الخدمات في نظر الجمهور‪.‬‬

‫‪ -4‬يوفر النهج القائم على حقوق اإلنسان أيضا حماية من التمييز ويختبر ما إذا كانت أنظمة الخدمة‬
‫العامة تحمي حقوق األشخاص الضعفاء أو المهمشين أو األشخاص الذين يصطدم حصولهم على‬
‫الخدمة العامة بعائق الفقر أو اإلعاقة أو غير ذلك من أشكال االستبعاد‪.1‬‬

‫يواجه الحصول على الخدمة العامة تحديات رئيسية في مجال حقوق اإلنسان أهمها‪:‬‬

‫‪ -1‬تنظيم السلطة فيما يتعلق بالخدمة العامة‪ :‬تشير الالمركزية إلى هيكلة السلطة الحكومية أو تنظيمها‬
‫بغية إرساء نظام المسؤولية المشتركة بين المؤسسات على المستويات المركزي واإلقليمي والمحلي‪،‬‬
‫ولالمركزية عدة مزايا وعيوب‪ ،‬فهي يمكن أن تفضي إلى تحسين إمكانية الحصول على الخدمات العامة‬
‫بمشاركة المجتمعات المحلية في صنع القرار وتسوية المنازعات على المستوى المحلي ونتاحة سبل‬
‫االنتصاف‪ ،‬كما يتيح األخذ بها تنفيذ عملية توفير الخدمات بصورة أفضل على مستوى القاعدة الشعبية‬
‫واتباع نهج قائم بدرجة أكبر على النتائج‪.‬‬

‫‪-2‬الخصخصة والشراكات بين القطاعين العام والخاص‪ :‬يتعين لدى خصخصة الخدمات العامة أو‬
‫إقامة شراكات بين القطاعين العام والخاص توافر آليات فعالة للمساءلة‪ ،‬وبغض النظر عما إذا كانت‬
‫الخدمات مخصخصة أم ال‪ ،‬يجب أن تكون هناك عملية رصد دقيقة من أجل مراقبة جودة كل خدمة‬

‫‪1‬الجمعية العامة لألمم المتحدة‪ ،‬تقرير مفوضة األمم المتحدة السامية لحقوق اإلنسان عن دور الخدمة العامة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.1-5‬‬

‫‪148‬‬
‫اإلطار المعرفي لإلدارة اإللكترونية والخدمة العمومية‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫فضال عن إجراءات صارمة وشفافة لطرح عطاءات الخدمات‪ ،‬وينبغي أن تظل روح الخدمة العامة‬
‫مرتبطة بها ال بمركز مقدم الخدمة‪.‬‬

‫‪ -3‬الفساد‪ :‬تعتبر مبادئ الحكم الرشيد المتمثلة في الشفافية والمساءلة والنزاهة في مجال الخدمات العامة‬
‫بمثابة آلية وقائية لمكافحة الفساد الذي يظهر بأشكال عديدة تشمل المحسوبية أو المدفوعات المسددة‬
‫مقابل خدمات ال تتطلب ذلك أو الرشاوى أو منح العطاءات من أجل الخصخصة أو إسناد تقديم‬
‫الخدمات إلى طرف ثالث على أساس غير تنافسي‪ ،‬وتبذل جهود عديدة على المستويين اإلقليمي والدولي‬
‫لمكافحة الفساد‪ ،‬ويمكن اتخاذ تدابير لمنع الفساد‪ ،‬مثل تناوب الموظفين على مناصب لها نفوذ كبير‬
‫في إدارة الخدمة العامة‪ ،‬وتدريب الموظفين وتقييم أدائهم بانتظام وضمان إتاحة الحصول على المعلومات‬
‫التي تتعلق بقضايا خالفية ‪..‬إلخ‪.1‬‬

‫‪ -4‬احترام المساواة والتنوع في مجال الخدمات العامة‪ :‬سنت دول عديدة قوانين محلية لتعزيز المساواة‬
‫وحمايتها‪ ،‬وفيما يتعلق بالخدمات العامة‪ ،‬يوجد لدى أستراليا برنامج خاص بالتنوع في مكان العمل‪،‬‬
‫وتشجع سري النكا موظفي الخدمة العامة على تعلم لغات متعددة بالنظر إلى أن شرائح واسعة من‬
‫السكان تتحدث بلغات مختلفة‪ ،‬ولدى فرنسا ميثاق لتعزيز المساواة في مجال الخدمات العامة‪.‬‬

‫‪-5‬المساءلة‪ :‬تؤدي اللجان الوطنية لحقوق اإلنسان دو ار هاما لضمان مساءلة مقدمي الخدمات وذلك‬
‫بالنظر إلى أن هذه اللجان ترصد أنشطة مقدمي الخدمات ويمكنها أن ترفع شكاوى وأن تتيح التدريب‪،‬‬
‫وقد سلمت شعبة اإلدارة العامة وندارة التنمية بأن "الغرض األساسي من تعزيز الخدمة العامة هو دعم‬
‫‪2‬‬
‫السالم واألمن ونعادة التأهيل االجتماعي وحقوق اإلنسان والتنمية"‪.‬‬

‫‪1‬الجمعية العامة لألمم المتحدة‪ ،‬تقرير مفوضة األمم المتحدة السامية لحقوق اإلنسان عن دور الخدمة العامة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.22‬‬
‫‪2‬الجمعية العامة لألمم المتحدة‪ ،‬تقرير مفوضة األمم المتحدة السامية لحقوق اإلنسان عن دور الخدمة العامة‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص ص ‪.11-12‬‬

‫‪149‬‬
‫اإلطار المعرفي لإلدارة اإللكترونية والخدمة العمومية‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫المطلب الرابع‪ :‬الحكم الراشد في اإلدارات العمومية الجزائرية‪.‬‬

‫يعد الحكم الراشد اليوم أساس ترقية وتطوير اإلدارات العمومية من إدارات بيروقراطية إلى إدارات‬
‫تتصف بالشفافية والمساواة‪ ،‬وممارسة السياسات االقتصادية واالجتماعية والسياسية على أحسن وجه‬
‫ووفقا للتوجه ات المعاصرة‪ ،‬والسعي إلى تقديم الخدمات العامة وفقا لمبادئ الحكم الراشد‪ ،‬وهذا ما تسعى‬
‫الجزائر إلى تحقيقه‪.‬‬

‫تناول هذا المطلب من الدراسة أبعاد الحكم الراشد في الجزائر في الفرع األول‪ ،‬وأسس الحكم الراشد‬
‫في اإلدارات العمومية الجزائرية في الفرع الثاني‪ ،‬بينما شمل الفرع الثالث مقاييس الحكم الراشد في اإلدارة‬
‫العمومية الجزائرية‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬أبعاد الحكم الراشد في الجزائر‪.‬‬

‫يتميز الحكم الراشد بمجموعة من األبعاد والتي تشكل جوهر المنطلقات الفكرية التي جاءت بها‬
‫المؤسسات الدولية ضمن رهانات الحكم الراشد‪ ،‬وتتمثل أبعاده داخل الجزائر فيما يلي‪:‬‬

‫أوال‪ .‬البعد القانوني‪ :‬ويتجسد من خالل‪:‬‬

‫‪-2‬شفافية الحسابات الحكومية‪.‬‬

‫‪-1‬ضمان حكم القانون‪.‬‬

‫‪-1‬تحسين كفاءة ومساءلة القطاع العام‪.‬‬

‫‪ -4‬شفافية السياسات المالية والنقدية‪.‬‬

‫‪ -5‬تحقيق الشروط المشروعية لجميع تصرفات الهيئة الحاكمة ومطابقتها للقانون‪.‬‬

‫‪150‬‬
‫اإلطار المعرفي لإلدارة اإللكترونية والخدمة العمومية‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫‪ -1‬مرجعية وسيادة القانون على جميع المسؤولين دون استثناء أي مسؤول أو حاكم‪.‬‬

‫ثانيا‪ .‬البعد اإلداري‪ :‬ويبرز من خالل‪.‬‬

‫‪ -2‬ضرورة توفر جهاز إداري قوي يؤدي وظائفه اإلدارية بصورة فعالة وبطريقة شفافة‪.‬‬

‫‪-1‬محاربة الفساد اإلداري والقضاء على مظاهر البيروقراطية‪.‬‬

‫‪ -1‬تدريب وتكوين الكفاءات البشرية من أجل زيادة الخبرة والجودة لدى المنفذين‪.‬‬

‫‪ -4‬تطبيق سياسة الديمقراطية التشاركية‪.‬‬

‫‪-5‬إشراك الدولة والمجتمع المدني في وضع السياسة العامة للبالد‪.‬‬

‫ثالثا‪ .‬البعد السياسي‪ :‬ويتجسد من خالل‪:‬‬

‫‪-2‬تعزيز استقاللية السلطة القضائية لتمكينها من تطبيق القوانين‪.‬‬

‫‪ -1‬تفعيل الشفافية وتجسيد مبدأ المحاسبية‪.‬‬

‫‪ -1‬تعزيز الحوكمة الديمقراطية ودعمها‪.‬‬

‫‪-4‬تحديد درجة االستقرار واألمن الضروريين لتجسيد الحكم الرشيد‪.‬‬

‫‪ -5‬دعم الالمركزية والحكم المحلي‪.‬‬

‫‪ -1‬احترام حريات األحزاب السياسية‪.‬‬

‫رابعا‪ .‬البعد االقتصادي واالجتماعي‪ :‬وتكمن من خالل‪:‬‬

‫‪-2‬التعاون مع أصحاب الحصص المالية‪.‬‬

‫‪-1‬االستعمال العقالني للموارد العمومية‪.‬‬

‫‪151‬‬
‫اإلطار المعرفي لإلدارة اإللكترونية والخدمة العمومية‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫‪ -1‬ضمان توزيع عادل للثروات بدون استثناء أي طبقة‪.‬‬

‫‪-4‬ضمان التعليم الجيد المنصف والشامل للجميع وتعزيز فرص التعليم للجميع‪.‬‬

‫‪-5‬ضمان تمتع الجميع بأنماط عيش صحية وبالرفاهية في جميع األعمار‪.‬‬

‫‪-1‬تعزيز النمو االقتصادي المطرد والشامل للجميع والمستدام‪.‬‬

‫‪ -2‬المساواة بين الجنسين في كل المجاالت المهمة بما في ذلك الحصول على التعليم‪.1‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬أسس الحكم الراشد في اإلدارات العمومية الجزائرية‪.‬‬

‫وفقا لألسس التي يقوم عليها الحكم الراشد نجد بأنه يمكن التركيز عليها في اإلدارات العمومية لتقديم‬
‫الخدمات العامة من خالل تكريس حكم راشد‪ ،‬بحيث‪:‬‬

‫أوال‪ .‬ضرورة المحاسبة‪ :‬إن المؤسسات واإلدارات العمومية يجب أن تكون قادرة وواعية بأنه من واجبها‬
‫إثبات أن ما تقوم به من أعمال‪ ،‬وما تتخذه من ق اررات يتطابق وأهداف محددة مسبقا‪.‬‬

‫ثانيا‪ .‬الشفافية‪ :‬بحيث يجب أن تكون األعمال وق اررات المؤسسات العمومية شفافة‪ ،‬بدرجة يمكن‬
‫مراجعتها واالطالع عليها من قبل مختلف الهيئات العمومية المجتمعية األخرى‪.‬‬

‫ثالثا‪ .‬الكفاءة والفاعلية‪ :‬فعلى المؤسسات العمومية االهتمام بتقديم أعمال ذات جودة عالية‪ ،‬السيما‬
‫فيما يتعلق بالخدمات العمومية المقدمة للمواطنين‪ ،‬دون أن تختلف هذه الخدمات عن أهداف القائمين‬
‫على القطاع العمومي‪.‬‬

‫‪1‬طكوش صبرينة‪ ،‬فاضل صباح‪ ،‬واقع الحكم الراشد في الجزائر‪،N01 ،VOL17 ،REVUE DES SCIENCES COMMERCIALES ،‬‬
‫‪ ،Décembre 2018‬ص ‪.22‬‬

‫‪152‬‬
‫اإلطار المعرفي لإلدارة اإللكترونية والخدمة العمومية‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫رابعا‪ .‬تفهم متطلبات المجتمع‪ :‬تتمتع السلطات والمؤسسات العمومية باإلمكانيات الالزمة ودرجة عالية‬
‫من المرونة‪ ،‬تسمح لها باالستجابة السريعة لمتطلبات المجتمع‪ ،‬وما ينتظره منها حتى في ظل ديناميكية‬
‫التغيير التي تتسم بها‪ ،‬فعلى السلطات والمؤسسات العمومية العمل على إشراك الهيئات المعنية األخرى‬
‫في تحديد المصلحة العامة‪ ،‬وعليها أن تتقبل المراجعة الدورية لدور الدولة ومؤسساتها‪ ،‬كلما تطلبت‬
‫حاجة المجتمع ذلك‪.‬‬

‫خامسا‪ .‬االستشراف‪ :‬حيث يجب أن تكون لدى المؤسسات العمومية اإلمكانيات الالزمة الستباق‬
‫المشاكل التي يمكن أن تواجه المجتمع‪ ،‬انطالقا من المعطيات المتاحة واالتجاهات العامة في مختلف‬
‫أوجه حياة المجتمع‪ ،‬فعلى المؤسسات العمومية صياغة السياسات التي تأخذ بعين االعتبار في مختلف‬
‫المجاالت (الديموغرافية‪ ،‬االقتصادية‪ ،‬البيئية‪ ..،‬الخ)‪ ،‬وما يترتب عنها من تكاليف‪.‬‬

‫سادسا‪ .‬سيادة القانون‪ :‬على المؤسسات العمومية السهر على تطبيق القانون والتشريعات المختلفة‬
‫‪1‬‬
‫بصورة عادلة وشفافة‪ ،‬مع توفير الدولة ألجهزة رقابية على هذا المستوى‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬مقاييس الحكم الراشد في اإلدارة العمومية الجزائرية‪.‬‬

‫تتعدد معايير ومقاييس الحكم الرشيد داخل المؤسسات واإلدارات العمومية التي تساهم في تنظيم‬
‫الجهاز والعمل اإلداري لتحقيق التنمية البشرية المستدامة وحقوق اإلنسان سواءا داخل المنظومة اإلدارية‬
‫أو في مجال تقديم الخدمات العمومية‪ ،‬وبالتالي يقوم الحكم الراشد داخل اإلدارات العمومية على المقاييس‬
‫التالية‪:‬‬

‫أوال‪ .‬المقاييس الخاصة بالتنظيم‪ :‬تتعدد مقاييس الحكم الراشد في مجال التنظيم ومن بينها نذكر‪:‬‬

‫‪1‬وفاء رايس‪ ،‬ليلى بن عيسى‪ ،‬الحكم الراشد كآلية لمعالجة الفساد في اإلدارة العمومية الجزائرية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.25-24‬‬

‫‪153‬‬
‫اإلطار المعرفي لإلدارة اإللكترونية والخدمة العمومية‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫عندما نقول تنظيم اإلدارات نعني بها الهيكل التنظيمي والذي يقصد به البناء أو اإلطار الذي يحدد‬
‫اإلدارات أو األجزاء الداخلية فيها‪ ،‬فهو يبين التقسيمات التنظيمية والوحدات التي تقوم باألعمال واألنشطة‬
‫‪1‬‬
‫التي يتطلبها تحقيق أهداف المنشأة‪ ،‬كما أنه يحدد خطوط السلطة ومواقع اتخاذ وتنفيذ الق اررات اإلدارية‪،‬‬
‫فهي وسيلة لتنظيم اإلدارة من خالل مخطط يقوم في شكل هرمي (أجهزة‪ ،‬هياكل‪ ،‬مديريات‪ ،‬مصالح‪،‬‬
‫مكاتب)‪ ،‬كما يأخذ بعين االعتبار مبدأ التخصص‪ ،2‬وتتمثل أهم العناصر الواجب توافرها في الهيكل‬
‫التنظيمي في‪:‬‬

‫‪ .2‬أن يكون الهيكل واقعي وموضوعي‪ :‬ليس هناك هيكل مثالي صالح للتطبيق ألية منشأة‪ ،‬ألن الهيكل‬
‫التنظيم ي يعتمد على أهداف المنشأة وطبيعة عملها وظروفها المحلية‪ ،‬وقد بينت التجارب والدراسات‬
‫الميدانية أن هناك العديد من العوامل التي من شأنها أن تؤثر على اختيار الهيكل التنظيمي المناسب‪،3‬‬
‫وبالتالي ضرورة وضع هيكل يتناسب مع الظروف واألوضاع السائدة في اإلدارة حتى ال يكون نص‬
‫الهيكل منقوال حرفيا دون تكييفه مع الواقع ألن ما يناسب مجتمع ما قد ال يتماشى مع مجتمع آخر‪.‬‬

‫كما يفهم من واقعية وموضوعية الهيكل أن يكون ممكن التنفيذ وليس مجرد هيكل تنظيمي يصعب‬
‫تطبيقه إما بسبب التكاليف الكبيرة التي يستلزمها وضع الهيكل أو معارضة من قبل المواطنين‪ ،‬أو عدم‬
‫توفر اإلمكانيات والخبرات الالزمة‪.‬‬

‫‪ .1‬التدرج والتسلسل اإلداري‪ :‬أن كل هيكل تنظيمي يجب أن يفرغ في قالب هرمي تدريجي توزع فيه‬
‫السلطات والمسؤوليات على درجات متعددة تعتمد على مبدأ التخصص (أي توزيع الموظفين على‬
‫مستويات على أساس الكفاءة والخبرة)‪ ،‬وينبغي أن يربط الهيكل التنظيمي بين قاعدة التنظيم وقمته‪،‬‬
‫فالتسلسل اإلداري له عدة خصائص تتمثل في‪:‬‬

‫‪1‬سنان الموسوي‪ ،‬اإلدارة المعاصرة األصول والتطبيقات‪ ،‬دار مجدالوي للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،1224 ،‬ص ‪.211‬‬
‫‪2‬طلبة السنة الرابعة فرع إدارة عامة الدفعة التسعة والثالثون‪ ،‬الحكم الراشد في اإلدارة العمومية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.25‬‬
‫‪3‬سنان الموسوي‪ ،‬اإلدارة المعاصرة األصول والتطبيقات‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.211‬‬

‫‪154‬‬
‫اإلطار المعرفي لإلدارة اإللكترونية والخدمة العمومية‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫أ‪-‬يتسع عند القاعدة ويضيق عند القمة‪.‬‬

‫ب‪-‬يتلقى الموظف دائما أوامر من مستوى أعلى منه‪.‬‬

‫ج‪-‬تحدد اختصاصات كل وظيفة ومسؤولياتها وواجباتها‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫د‪-‬يتم اإلتصال الرسمي بين مستويات اإلدارة دون تخطي مستوى معين‪.‬‬

‫‪ .1‬مرونة الهيكل التنظيمي‪ :‬أي يجب أن يكون الهيكل التنظيمي مالئما ومتكيفا مع المستجدات الحاصلة‬
‫في اإلدارة باعتبار أن العمل اإلداري يتغير ويتطور بسرعة مما يتطلب التغيير عند حدوث ظروف‬
‫ملزمة‪ ،‬ويكون التغيير جزئيا في المجاالت المستحدثة بهدف مواكبة التطور والتقدم‪.‬‬

‫‪ .4‬المهام‪ :‬هي عبارة عن مجموع من األعمال واألنشطة المجمعة بطرق مختلفة لتنظيم إدارة ما‪ ،‬وتحديد‬
‫المهام يسمح بتحديد المسؤوليات‪ ،‬وتسهيل التقييم‪ ،‬ولتوضيح المهام البد من التطرق إلى العناصر‬
‫التالية‪:‬‬

‫أ‪-‬قاعدة تخصيص وتقسيم العمل‪ :‬تعني توزيع واضح ودقيق لالختصاصات المختلفة باالعتماد على‬
‫مبدأ التخصص الذي يعني أن يقتصر عمل كل موظف على القيام بأعباء وظيفة واحدة لتفادي التداخل‬
‫واالزدواجية في األعمال‪.‬‬

‫كما يقصد بهذه القاعدة أيضا أن الكفاءة تزداد كلما ازداد التخصص في نطاق اإلدارة ألن المصلحة‬
‫تقتضي عمل كل موظف على نوع واحد من العمل يتفرغ له ويجيده ويتقنه‪.‬‬

‫ب‪ -‬قاعدة ضرورة تحديد الواجبات والمسؤوليات بدقة‪ :‬يقصد بها وجوب معرفة كل موظف مقتضيات‬
‫وظيفته بدقة متناهية في حدود سلطاته ومسؤولياته‪ ،‬ويجب تحديد الواجبات والمسؤوليات والسلطات‬
‫تحديدا كتابيا ومعروفا من طرف الجميع وذلك بالنسبة لجميع المناصب اإلدارية والوظائف المختلفة‪.‬‬

‫‪1‬طلبة السنة الرابعة المدرسة العليا لإلدارة‪ ،‬الحكم الراشد في اإلدارة العمومية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.21‬‬

‫‪155‬‬
‫اإلطار المعرفي لإلدارة اإللكترونية والخدمة العمومية‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫ج‪-‬قاعدة تجميع الوظائف المتشابهة‪ :‬يعني أن تقوم اإلدارة بتجميع الوظائف المتشابهة تحت سقف‬
‫إداري واحد‪ ،‬وذلك من أجل تفادي ظاهرة التهرب من المسؤوليات والتقليل من األجهزة المتشابهة‪.‬‬

‫وفي الحقيقة أن التنظيم ليس إال الجمع بين الوظائف والتنسيق بينها في خطوات تدريجية تنتهي‬
‫إلى تجميع هذه الوظائف في مكاتب وتجميع هذه المكاتب في مصالح وتجميع المصالح في مديريات‬
‫وذلك بصورة هرمية مناسبة‪.‬‬

‫‪ .5‬الالمركزية‪ :‬هي طريقة من طرق التنظيم اإلداري داخل اإلدارة العمومية‪ ،‬تقوم على توزيع السلطة‬
‫اإلدارية بين السلطة المركزية وبين هيئات منتخبة التي تباشر اختصاصاتها في هذا المجال إلشباع‬
‫الحاجيات المحلية تحت رقابة الوصاية التي تمارسها السلطة المركزية‪ ،‬ونعني بها كذلك تفويض السلطة‬
‫في اتخاذ الق اررات إلى مستوى إداري أدنى بغية خفض الضغوط على السلطة العليا المركزية‪ ،‬وهذا من‬
‫‪1‬‬
‫شأنه أن يحفز األفراد في المستويات الدنيا ألنها تعطيهم إحساسا بالثقة وتولد لديهم شعو ار بالثقة‪.‬‬

‫ثانيا‪ .‬المقاييس المرتبطة بالتسيير‪ :‬أما مقاييس الحكم الراشد بالنسبة للتسيير فنذكر منها‪:‬‬

‫‪ -2‬السلطة والمسؤولية‪ :‬يتم تحديد سلطة المنصب في ظل العمل اإلداري على أساس حاجة شغل‬
‫المنصب الفعلي الذي يتماشى مع الصالحيات الموكلة للفرد حتى يتمكن من تحقيق أهداف اإلدارة‬
‫ويترتب على ذلك عادة تفويض صالحيات التنفيذ من المسئولين اإلداريين وهنا يصبح كل إداري الذي‬
‫له المرجعية الشرعية التي يقرها له القانون في عمل اإلدارة مسؤوال عن المهام الموكلة له وكذا عن‬
‫‪2‬‬
‫إنجاز عمله‪.‬‬

‫‪ -1‬القيادة‪ :‬إذا كانت العملية اإلدارية هي أساسا عملية تنسيق وتوجيه جهود األفراد والجماعات نحو‬
‫تحقيق أهداف معينة‪ ،‬فردية أو جماعية‪ ،‬فإن القيادة اإلدارية تشكل الجانب المهم في هذه العملية‪ ،‬فهي‬

‫‪1‬طلبة السنة الرابعة المدرسة العليا لإلدارة‪ ،‬الحكم الراشد في اإلدارة العمومية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.22-22-21‬‬
‫‪2‬محمد عساد‪ ،‬اإلدارة الفعالة‪ ،‬بيروت‪ ،‬مكتبة لبنان‪ ،‬ناشرون‪ ،1221 ،‬ص ‪.12‬‬

‫‪156‬‬
‫اإلطار المعرفي لإلدارة اإللكترونية والخدمة العمومية‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫تقوم بدور أساسي وجوهري في توجيه العمل اإلداري نحو تحقيق األهداف التي تصبو إليها المنظمة‬
‫اإلدارية‪ ،‬فهي مفتاح اإلدارة كما تمثل الجانب اإلنساني الذي يقود التنظيم ويحقق فيه التنسيق بين‬
‫وحداته وأعضائه بغية تأدية التنظيم لوظائفه‪ ،1‬كما يجب أن يتميز القائد بالديمقراطية‪ ،‬فهو نموذج النظرة‬
‫الجديدة للقيادة‪ ،‬فالقائد هنا يركز على عالقته مع المرؤوسين واستخدام الموارد البشرية بشكل فعال من‬
‫‪2‬‬
‫خالل المشاركة‪.‬‬

‫وعليه فإن المسؤول اإلداري األعلى وباعتباره القائد على مستوى اإلدارة يحتاج إلى جملة من‬
‫المهارات عليه امتالكها ونتقانها حتى تصبح عملية القيادة ناجعة وفعالة‪ ،‬من بين هذه المهارات‪:‬‬

‫أ‪-‬المهارات الفنية المتعلقة بالعمل نفسه‪.‬‬

‫ب‪ -‬المهارات اإلنسانية وتتمثل في القدرة على التعامل مع الموظفين داخل اإلدارة وكذا مع المواطنين‬
‫بشكل فعال‪.‬‬

‫ج‪ -‬المهارات الفكرية وتتمثل في القدرة على التخطيط وتحليل المشكالت واستيعاب أبعادها والتصرف‬
‫بحكمة‪.‬‬

‫د‪-‬المهارات السياسية وتتمثل في وضوح الرؤية السياسية والقدرة على التعامل مع البيئة الخارجية والتنبؤ‬
‫واستشراف المستقبل من خالل االعتماد على استراتيجية محكمة وكذا اقتراح البرامج والخطط‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫ه‪-‬مهارات التحكم في التكنولوجيا الحديثة واستخدامها بفاعلية‪.‬‬

‫‪1‬أحمد بن عبد الرحمن الشميمري‪ ،‬عبد الرحمن بن أحمد هيجان‪ ،‬بشرى بنت بدير المرسى غنام‪ ،‬مبادئ إدارة األعمال األساسيات واالتجاهات‬
‫الحديثة‪ ،‬الكبعة العاشرة‪ ،‬مكتبة العبيكان للنشر‪ ،‬الرياض‪ ،1224 ،‬ص ‪.229‬‬
‫‪2‬أحمد بن عبد الرحمن الشميمري‪ ،‬عبد الرحمن بن أحمد هيجان‪ ،‬بشرى بنت بدير المرسى غنام‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.222‬‬
‫‪3‬طلبة السنة الرابعة المدرسة العليا لإلدارة‪ ،‬الحكم الراشد في االدرة العمومية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.29‬‬

‫‪157‬‬
‫اإلطار المعرفي لإلدارة اإللكترونية والخدمة العمومية‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫‪-1‬التخطيط االداري‪ :‬يعرف التخطيط بأنه تحديد األعمال أو األنشطة وتقدير الموارد واختيار السبل‬
‫األفضل الستخدامها من أجل تحقيق أهداف معينة‪ ،‬وبذلك فإن التخطيط عملية مستمرة ومستقبلية في‬
‫طبيعتها تتجه إلى اإلعداد المتكامل للوصول إلى نتائج وننجازات مستهدفة‪ ،1‬إذا فالتخطيط هو أساس‬
‫اإلدارة والعمود الفقري لها‪.‬‬

‫وفي مجال المنشآت اإلدارية فإن التخطيط يعد أحد أركان اإلدارة المهمة وهي الوظيفة اإلدارية‬
‫األولى التي من خاللها يتم وضع األهداف‪ ،‬وصنع الق اررات والتفكير في المستقبل‪ ،‬فهو يسهم في وضع‬
‫أهداف واضحة تحدد االتجاهات المختلفة للعمل‪ ،‬وتتضح المسارات‪ ،‬ويسهل التنسيق والتكامل بين‬
‫‪2‬‬
‫الجهود المختلفة في المنشأة لتحقيق أهداف النجاح لإلدارة‪.‬‬

‫‪-4‬فعالية اإلدارة‪ :‬حتى نتمكن من أن نحكم على مدى فعالية اإلدارة في أدائها لمهامها البد أن نعتمد‬
‫على العناصر التالية‪:‬‬

‫أ‪-‬المردودية‪ :‬أي مدى مردودية المشاريع اإلدارية والبرامج ومدى مردودية الموارد البشرية‪.‬‬

‫ب‪ -‬تقليص التكاليف‪ :‬البد من االقتصاد واعتماد التحاليل وعالقة التكلفة بالفاعلية واعتماد المحاسبة‬
‫التحليلية خاصة في تسيير اإلدارة العمومية‪.‬‬

‫ج‪ -‬احترام المواعيد‪ :‬أي اعتماد تقنية الشباك الوحيد لألنشطة اإلدارية المتماثلة لربح الوقت ووضع اإلدارة‬
‫تحت رحمة االلتزامات واالستحقاقات‪.‬‬

‫د‪-‬الدقة‪ :‬البد على اإلدارة أن تكون دقيقة في أداء مهامها‪.‬‬

‫‪1‬محمد الفاتح محمود بشير المغربي‪ ،‬التخطيط اإلداري‪ ،‬االكاديمية الحديثة للكتاب الجامعي‪ ،‬السودان‪ ،‬ص ‪.21‬‬
‫‪2‬أحمد بن عبد الرحمن الشميمري‪ ،‬عبد الرحمن بن أحمد هيجان‪ ،‬بشرى بنت بدير المرسى غنام‪ ،‬مبادئ إدارة االعمال األساسيات واالتجاهات‬
‫الحديثة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.25‬‬

‫‪158‬‬
‫اإلطار المعرفي لإلدارة اإللكترونية والخدمة العمومية‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫‪-5‬النوعية اإلدارية والتقييم‪ :‬إن إيجاد الطرق لتحسين نوعية الخدمة العمومية اإلدارية المقدمة للمرتفقين‬
‫تكون قائمة على‪:‬‬

‫أ‪-‬مدى قدرة اإلدارة على تلبية احتياجات المواطنين‪.‬‬

‫ب‪-‬مدى قدرة اإلدارة على التحكم وحل المشاكل التي تواجهها‪.‬‬

‫ج‪-‬احترام مواعيد تسليم المنتوج اإلداري‪.1‬‬

‫أما تقييم األداء اإلداري فهو عبارة عن العملية أو الطريقة التي يتم من خاللها تقييم آداء الموظف‬
‫وتقدير إنتاجيته ومدى إتقانه وقيامه بالمهام الموكلة إليه‪ ،‬أي تقييم األعمال واإلنجازات التي تم العمل‬
‫عليها والتوصل إليها خالل السنة العملية وهل تم تحقيق األهداف المسطرة أم ال‪ ،‬وهي عملية مهمة جدا‬
‫لترقية اإلدارة وتطويرها فمن خاللها يتم التعرف على االختالالت الموجودة في اإلدارة ومحاولة إصالحها‪.‬‬

‫‪-1‬الرقابة على األعمال اإلدارية‪ :‬إن الرقابة بصفة عامة هي مجموعة األنشطة اإلدارية التي تستهدف‬
‫أداء المرؤوسين للتأكد من تحقيقه م لألهداف المخططة وتصحيح أي انحرافات قد تحدث‪ ،‬فهي عملية‬
‫الكشف عن االنحرافات أيا كان موقعها والعمل على مواجهتها باألسلوب المالئم حتى يتم تصحيحها‬
‫مستقبال إذا فهي وظيفة تقوم بها السلطة المختصة بقصد التحقق من أن العمل يسير وفقا لألهداف‬
‫المرسومة بكفاية وفي الوقت المحدد لها‪ ،‬وهي تهدف باألساس إلى‪:‬‬

‫أ‪ -‬حماية الصالح العام‪ :‬وهي محور الرقابة وذلك بمراقبة النشاطات وسير العمل وفق خططه وبرامجه‬
‫في شكل تكاملي يحدد األهداف المرجوة‪ ،‬والكشف عن المخالفات وتحديد األهداف‪.‬‬

‫‪1‬طلبة السنة الرابعة المدرسة العليا لإلدارة‪ ،‬الحكم الراشد في اإلدارة العمومية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.12-29‬‬

‫‪159‬‬
‫اإلطار المعرفي لإلدارة اإللكترونية والخدمة العمومية‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫ب‪-‬توجيه القيادة اإلدارية أو السلطة المسئولة إلى التدخل السريع لحماية الصالح العام‪ ،‬واتخاذ ما يلزم‬
‫‪1‬‬
‫من ق اررات مناسبة لتصحيح األخطاء من أجل تحقيق األهداف‪.‬‬

‫تخضع اإلدارة لنوعين من الرقابة وهي الرقابة اإلدارية التي تعمل على مراقبة مدى مشروعية نشاط‬
‫اإلدارة ومطابقته للنصوص القانونية في الدولة‪ ،‬والرقابة المالية التي تتم على نفقات اإلدارة ولها جهات‬
‫مختصة بها كمجلس المحاسبة وغيرها عملها التحقق ومراقبة نفقات اإلدارة العمومية وهل هي للصالح‬
‫العام أم أن هناك اختالالت واقعة‪.‬‬

‫ثالثا‪ .‬المقاييس المتعلقة بثقافة السلوك‪:‬‬

‫إن نجاح عمل اإلدارة وأدائها لمهامها الموكلة إليها مرهون بمدى تكيف سلوك موظفيها مع مقتضيات‬
‫العمل في اإلدارة‪ ،‬فاإلدارة موجودة لخدمة الصالح العام أساسا وتضعه فوق كل اعتبار عند قيامها‬
‫بمهامها‪ ،‬فيما يلي جملة من السلوكيات واألخالقيات التي يجب على الموظفين التحلي بها أثناء أدائهم‬
‫لمهامهم‪.‬‬

‫‪ -2‬احترام مواعيد العمل‪ :‬تعتبر ساعات العمل الرسمي محددة إلنجاز األعمال اإلدارية والسعي إلى‬
‫تحقيق األهداف المسطرة من طرف االدارات العمومية‪ ،‬فيقوم خاللها الموظف المعني كل في اختصاصه‬
‫بدقة وأمانة ونخالص‪ ،‬وعليه يجب على الموظف أن يخصص كامل وقت العمل ألداء واجبات الوظيفة‪،‬‬
‫وأن ال يستغله إلنجاز أعمال شخصية خاصة به‪ ،‬وهو ما يظهر درجة تعلق الموظف بوظيفته ومحاولته‬
‫فعال لتحقيق الصالح العام‪.‬‬

‫‪1‬محمد الفاتح محمود بشير المغربي‪ ،‬الرقابة اإلدارية" رؤية تأصيلية"‪ ،‬األكاديمية الحديثة للكتاب الجامعي‪ ،‬البحرين‪ ،‬المنامة‪ ،1212 ،‬ص ص ‪-25‬‬
‫‪.21‬‬

‫‪160‬‬
‫اإلطار المعرفي لإلدارة اإللكترونية والخدمة العمومية‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫‪ -1‬المثابرة واالنضباط‪ :‬السعي الدائم لتحسين أدائه وتطوير قدراته المهنية واالطالع على آخر‬
‫المستجدات في مج ال عمله وعمل الدائرة التي يعمل لديها‪ ،‬والقيام بتقديم المقترحات التي من شأنها‬
‫تحسين أساليب العمل ورفع مستوى األداء في الدائرة‪ ،‬والمساعدة في توفير بيئة عمل آمنة وصحية‪.1‬‬

‫‪ -1‬العالقة مع المواطنين‪ :‬يسعى الموظف العام إلى توطيد وتحسين عالقته دائما مع المواطنين ألنه‬
‫هو الصورة المباشرة لإلدارة وبالتالي فهو يسعى إلى تحقيق‪:‬‬

‫أ‪-‬احترام حقوق ومصالح اآلخرين دون استثناء‪ ،‬والتعامل مع الجمهور باحترام ولباقة وأياسة وحيادية‬
‫وتجرد وموضوعية دون تمييز على أساس العرق أو النوع االجتماعي أو المعتقدات الدينية أو السياسية‬
‫أو الوضع االجتماعي أو السن أو أي شكل من أشكال التمييز‪.‬‬

‫ب‪-‬السعي إلى اكتساب ثقة الجمهور من خالل نزاهته وتجاوبه وسلوكه السليم في كل أعماله بما يتوافق‬
‫مع القوانين واألنظمة والتعليمات النافذة‪.‬‬

‫ج‪-‬إنجاز المعامالت المطلوبة بالسرعة والدقة المطلوبة وضمن حدود االختصاص‪ ،‬واإلجابة على‬
‫استفسارات وشكاوى متلقي الخدمة بدقة وموضوعية وسرعة‪ ،‬وبيان األسباب في حال عدم الموافقة أو‬
‫حصول تأخير على معامالتهم‪.‬‬

‫د‪-‬توفير المعلومات المطلوبة لمتلقي الخدمة والمتعلقة بأعمال ونشاطات دائرته بدقة وسرعة دون خداع‬
‫أو تضليل وفقا للتشريعات النافذة‪ ،‬والقيام بإرشادهم إلى آلية تقديم الشكاوى في حالة رغبتهم رفع شكوى‬
‫إلى الجهات المعنية‪.‬‬

‫ه‪-‬إعطاء أولوية العناية والرعاية لذوي االحتياجات الخاصة وتقديم العون والمساعدة لهم ‪.‬‬

‫‪1‬عاشور عبد الكريم‪ ،‬دور اإلدارة اإللكترونية في ترشيد الخدمة العمومية في الواليات المتحدة األمريكية والجزائر‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.59‬‬

‫‪161‬‬
‫اإلطار المعرفي لإلدارة اإللكترونية والخدمة العمومية‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫و‪-‬التعامل مع ال وثائق والمعلومات الشخصية المتعلقة باألفراد الذين يتعامل معهم بسرية تامة ووفقا‬
‫للقوانين واألنظمة المعمول بها‪ ،‬وعدم استغالل هذه المعلومات لغايات شخصية‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫ي‪-‬االمتناع عن أي عمل يؤثر سلبا على ثقة الجمهور بالوظيفة العامة‪.‬‬

‫‪ -4‬األخالق المهنية‪ :‬يجب على الموظف االلتزام بالسلوكيات واألخالقيات الواردة في مدونة أخالقيات‬
‫المهنة الخاصة بالوظيفة العامة باعتباره تابعا إلدارة عامة وهي الواجبات التي تفرض عليه في خضم‬
‫العمل اإلداري‪ ،‬أهم هذه األخالقيات هي االلتزام بالنزاهة واالستقامة‪ ،‬والحياد‪ ،‬والمحافظة على السر‬
‫المهني وهو أهم واجب يجب االلتزام به فهو واجب أخالقي قبل أن يكون واجبا قانونيا‪ ،‬وهو الذي يحدد‬
‫الثقة الكامنة بين الموظف والوظيفة التي يشغلها‪ ،‬ونال التعرض لجزاءات‪.‬‬

‫‪1‬مدونة قواعد السلوك الوظيفي وأخالقيات الوظيفة العامة‪ ،‬تاريخ االطالع ‪ 1 :‬جويلية ‪،1212‬‬
‫‪https://www.mit.gov.jo/EBV4.0/Root_Storage/EN/EB_HomePage/modawent.pdf‬‬

‫‪162‬‬
‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫عالقة اإلدارة اإللكترونية بالخدمة‬


‫العمومية‪.‬‬
‫عالقة اإلدارة اإللكترونية بالخدمة العمومية‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫الفصل الثاني‪ :‬عالقة اإلدارة اإللكترونية بالخدمة العمومية‪.‬‬

‫إن التنظيمات البيروقراطية في كل الدول (الو ازرات‪ ،‬الهيئات‪ )..،‬سرعان ما يصيبها مع الزمن الجمود‬
‫والروتين والبطء في اإلجراءات‪ ،‬األمر الذي يشكو منه جمهور المستفيدين من الخدمات العامة‪ ،‬وهذا‬
‫هو المعنى المستهجن الشائع بين الناس لكلمة بيروقراطية‪.‬‬

‫ونظ ار للعيوب التي تعاني منها الدول المصابة بالبيروقراطية في التنظيمات المكونة للجهاز اإلداري‬
‫في كل دولة‪ ،‬يستلزم بالضرورة إعادة النظر في فكرة إعادة التنظيم من أجل تطوير المنظمات اإلدارية‬
‫في الدولة ونصالحها ونعادة تنشيطها وبث الحيوية والنشاط في حركتها‪ ،‬وبالتالي إعادة التنظيم عملية‬
‫مستمرة ال تتوقف وتكون بانتظام واطراد لتفادي شيخوخة التنظيمات اإلدارية الحكومية والجمود‪ ،‬فمرونة‬
‫التنظيم وضرورة تغييره مبدأ هام من بين المبادئ األساسية لنظرية التنظيم اإلداري‪.‬‬

‫من أهم أهداف إعادة التنظيم تحسين أداء الخدمات العامة للمواطنين‪ ،‬نظ ار الرتباطه مباشرة بدور‬
‫اإلدارة العامة في المجتمع‪ ،‬فاإلدارة العامة باعتبارها المسئولة عن تحقيق المنفعة والمصالح العامة‬
‫المقررة دستوريا‪ ،‬وأداءها للخدمات العامة األساسية في كل دولة حديثة من توفير األمن والصحة العامة‬
‫للمواطنين‪ ،‬وتحقيق العدل والفصل في المنازعات‪ ،‬ضمان وتحسين المستوى التعليمي والثقافي المالئم‪،‬‬
‫وكذا تسيير المرافق اليومية العامة الضرورية للحياة االجتماعية مثل توريد المياه واإلنارة واعداد الطرق‬
‫و‪....‬إلخ ‪ ،‬إذا فالهدف األسمى من إعادة التنظيم هو تمكين الجهاز اإلداري للدولة من أداء تلك الخدمات‬
‫العامة لألفراد بكفاءة وفاعلية عالية‪.‬‬

‫في سبيل تحقيق ذلك هناك وسائل مختلفة من أجل تحقيق كفاءة المنظمات اإلدارية (المؤسسات‬
‫العمومية) في أدائها للخدمات العامة‪ ،‬وذلك بدراسة البناء الداخلي لإلدارات العامة للدولة مثل الو ازرة أو‬
‫الهيئة العامة‪ ،‬واقتراح التعديالت الممكنة إلعادة تنظيمها‪ ،‬وباألخص العمل على تبسيط اإلجراءات‬

‫‪162‬‬
‫عالقة اإلدارة اإللكترونية بالخدمة العمومية‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫اإلدارية وطرق العمل‪ ،‬ويدخل في ذلك تطوير اللوائح اإلدارية الخاصة بها‪ ،‬ونعادة تقييم العمليات‬
‫اإلدارية اليومية‪ ،‬إلنجاز العمليات في أقصر وقت ممكن‪.‬‬

‫يعد ادخال واستعمال األجهزة اإللكترونية في النشاطات والعمليات اإلدارية أهم مرحلة للتحول من‬
‫اإلدارة الورقية لإلدارة االلكترونية فهي تحقق نقلة نوعية لكل النشاطات واألعمال اإلدارية وتسهل‬
‫الخدمات العمومية المقدمة للمواطنين‪ ،‬وكذا االعتماد عليها في العمليات المتعلقة باإلحصاءات المختلفة‬
‫سواءا في تقديرات الخطط والميزانيات بالنسبة للدول والهيئات والو ازرات المكونة لها‪ ،‬كل هذا سعيا‬
‫لمواكبة التطورات الحاصلة على المستوى العالمي‪.‬‬

‫إن الخدمات العامة المقدمة للمواطنين تحتاج إلى تنظيم إداري وتخطيط جيد من طرف الهيئات‬
‫اإلدارية للوصول إلى الجودة والكفاءة المرجوة‪ ،‬ونتيجة لما هو حاصل على الساحة الدولية من انتشار‬
‫للرقمنة والعصرنة داخل كل أجزاء الدولة على وجه العموم والخدمات العمومية على وجه الخصوص‪،‬‬
‫فبحكم أن تكنولوجيا اإلعالم واالتصال ساعدت كثي ار على التخلص من البيروقراطية اإلدارية وتحقيق‬
‫الشفافية والمساواة بين المواطنين في الخدمات المقدمة‪ ،‬كما أصبحت هذه الخدمات قابلة للتقديم على‬
‫مدار ‪ 14‬ساعة من الحاسب اآللي فقط داخل المنزل دون ما الحاجة للتنقل‪ ،‬وبالنسبة للهيئات اإلدارية‬
‫فقد أصبح العمل اإلداري أكثر تنظيما حيث أصبحت كل الملفات والسجالت إلكترونية وهو ما سهل‬
‫الكثير من األعمال ومكن من تطوير الخدمات لالستجابة الحتياجات ومتطلبات األفراد‪ ،‬وبالتالي فإن‬
‫الخدمة العامة ارتقت وتطورت بدخول تكنولوجيا اإلعالم واالتصال إلى اإلدارات وهذا هو محور دراستنا‬
‫فقط حاولنا تقسيم هذا الفصل إلى مبحثين‪ ،‬المبحث األول تناولنا فيه دور اإلدارة اإللكترونية في تطوير‬
‫الخدمة العمومية‪ ،‬والمبحث الثاني خصصناه لتطبيقات اإلدارة اإللكترونية في عينة من القطاعات في‬
‫الجزائر التي سارت في مجال العصرنة بصورة كبيرة مقارنة بنظيراها‪.‬‬

‫‪163‬‬
‫عالقة اإلدارة اإللكترونية بالخدمة العمومية‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫المبحث األول‪ :‬اإلدارة االلكترونية في تطوير الخدمة العمومية‪.‬‬

‫في ضوء ما يشهده هذا العصر من التقدم الهائل في مجاالت تكنولوجيا اإلعالم واالتصال والذي‬
‫أدى إلى دخول اإلنسانية عص ار جديدا لم تشهده من قبل‪ ،‬أصبحت الحاجة لتوفير المعلومات المناسبة‬
‫في الوقت المناسب مطلبا أساسيا لصناع القرار‪ ،‬وبفضل هذه التكنولوجيا أصبح من السهل الحصول‬
‫عليها وتوفيرها بالشكل المطلوب‪ ،‬فاإلنترنت يعتبر نافذة يطل من خاللها اإلنسان على العالم في الوقت‬
‫الحاضر‪.‬‬

‫كما ساهمت في تغير الكثير من المفاهيم خاصة اإلدارية منها‪ ،‬فقد تغيرت ثقافة المؤسسة من إدارة‬
‫ورقية إلى إدارة إلكترونية في كافة مجاالت العمل‪ ،‬وأصبح االعتماد األساسي في معظم المؤسسات‬
‫على أنظمة المعلومات‪ ،‬ألنها تعتبر تكنولوجيا اإلعالم االتصال األداة الرئيسية الداعمة ألنظمة‬
‫المعلومات‪.‬‬

‫لقد سعت اإلدارة االلكترونية إلى ترقية قطاع الخدمات العامة والتحول من الخدمات العادية إلى‬
‫الخدمات اإللكترونية وتلبية مصالح األفراد عن بعد‪ ،‬فيستفيد المواطن من الخدمة في المكان والزمان‬
‫اللذين يريدهما دون الحاجة للتقيد بالمواعيد واألماكن وهذا ما يميز اإلدارة االلكترونية فهي تتسم‬
‫بالالزمانية والالمكانية‪ ،‬لكن كل ذلك يتطلب توفير األجهزة اإللكترونية التي تضمن خدمة المواطن دون‬
‫اتصاله المكاني ونمكانية القيام بمعامالته بكل يسر وسهولة‪.‬‬

‫سنحاول من خالل هذا المبحث التطرق إلى العالقة التي تربط بين الخدمات المقدمة إلكترونية‬
‫وتقديم الخدمة العامة‪ ،‬حيث سنتطرق إلى دور اإلدارة االلكترونية في تطوير الخدمة العمومية في‬
‫المطلب األول‪ ،‬ثم سنستعرض نماذج دولية عن دور اإلدارة اإللكترونية في تطوير الخدمة العمومية في‬
‫المطلب الثاني‪ ،‬لنتم المبحث باإلدارة اإللكترونية وتحسين الخدمة العمومية في الجزائر في المطلب‬
‫الثالث‪.‬‬

‫‪164‬‬
‫عالقة اإلدارة اإللكترونية بالخدمة العمومية‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫المطلب األول‪ :‬اإلدارة االلكترونية كآلية لترقية الخدمة العمومية‪.‬‬

‫بظهور اإلدارة اإللكترونية وسيطرتها على كل مجاالت العمل في الدول أصبحت حتى الخدمات‬
‫العامة تتم إلكترونيا للتسهيل على المواطن وتخفيف العبء على الدولة واإلدارات‪ ،‬إذا فقد أصبح لإلدارة‬
‫اإللكترونية دور مهم في تطوير الخدمة العامة والتحول إلى الخدمات الرقمية سواء فيما يتعلق بالخدمات‬
‫المقدمة الخاصة بالمواطنين والتي تهدف إلى تحقيق المنفعة العامة أو المتعلقة بالعمل عن بعد الخاصة‬
‫بالموظفين‪ ،‬أي الدولة باعتمادها على هذه الخاصية تحولت من إدارة ورقية إلى إدارة إلكترونية‪.‬‬

‫من هذا المنطلق تم التطرق إلى الخدمات اإللكترونية التي تقدم للمواطنين في الفرع األول‪ ،‬بعدها‬
‫دور اإلدارة اإللكترونية في تفعيل الخدمة العمومية في الفرع الثاني‪ ،‬ثم سنستعرض بعدها كيفية إنجاز‬
‫الخدمات المرفقية إلكترونيا في الفرع الثالث‪ ،‬لنتم المطلب بأبعاد الخدمات االلكترونية في الفرع الرابع‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬الخدمات اإللكترونية التي تقدم للمواطنين‪.‬‬

‫إن الهدف األساسي لعصرنة الدولة بالدرجة األولى تسهيل الخدمات على المواطنين بأكبر قدر‬
‫ممكن‪ ،‬وتخفيف العبء عن إداراتها‪ ،‬فاإلدارة اإللكترونية هي تسهيل لإلجراءات اإلدارية وتوفير للخدمات‬
‫العمومية في كل مكان وزمان عبر الوسائط اإللكترونية‪ ،‬وهي تشمل جميع الخدمات العامة التي تقدمها‬
‫الحكومة لجمهورها على مدار ‪ 14‬ساعة في اليوم طوال السنة‪ ،‬وعادة ما يتم فتح بوابة إلكترونية موحدة‬
‫للدخول لتلك الخدمات التي يتم تنظيمها وتجميعها ضمن باقات خدمية تعكس حاجة المواطن ومؤسسات‬
‫األعمال‪ ،‬وباإلضافة إلى األنترنت فيمكن تقديم الخدمات الحكومية من خالل قنوات أخرى كالهاتف‬
‫الجوال‪ ،‬وأكشاك المعلومات العامة‪ ،‬أو عبر مكاتب معتمدة وذلك بالنسبة للمواطنين الذين ال يملكون‬

‫‪165‬‬
‫عالقة اإلدارة اإللكترونية بالخدمة العمومية‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫ثقافة التكنولوجيا‪ ،1‬إذا يمكنها أن تقدم خدمات عديدة ومتنوعة وكثيرة‪ ،‬من بينها استصدار شهادة ميالد‪،‬‬
‫واستخراج تأشيرات السياحة والزيارة‪ ،‬واستخراج تأشيرات العمل‪ ،‬والبطاقات الصحية‪ ،‬وتجديد رخص‬
‫السيارات‪ ،‬ورخصة القيادة‪ ،‬ودفع الفواتير والرسوم الحكومية‪ ،‬مثل فواتير الكهرباء والغاز والماء وغيرها‪..‬‬

‫تعتبر الخدمات اإللكترونية المقدمة للمواطنين خدمات مباشرة فهي تعتبر جزء من إعادة التصميم‬
‫الشامل لتوصيل المعلومات والخدمات اإللكترونية‪ ،‬ويتميز هذا النوع من الخدمات بميزة فريدة تتمثل في‬
‫سهولة النفاذ إليها في أي وقت ومن أي مكان مع إمكانية الربط مع الشبكات المتاحة التي تقدمها والتي‬
‫يجب على الحكومة توفيرها‪ ،‬ألن الهدف األهم هو تحسين جودة الخدمات وتوفيرها‪.2‬‬

‫استنادا لموسوعة المعلومات الدولية ويكيبيديا ‪ 1225‬يمكن تصنيف الخدمات التي تقدمها الحكومات‬
‫في إطار اإلدارة اإللكترونية كالتالي‪:‬‬

‫أوال‪ .‬الخدمة الصماء‪ :‬تتمثل في النافذة اإللكترونية لتقديم معلومات عن الخدمات والمعامالت التي تبثها‬
‫الجهة الحكومية للمواطن وليس هناك إمكانية للتفاعل مع المستفيد‪.‬‬

‫ثانيا‪ .‬خدمة التلكس‪ :‬تحدث عندما يقدم الموقع خدمات متعددة هي أكثر تطورا‪ ،‬مثل خدمات رسوم‬
‫الخدمات التي يمكن أن يسددها المستفيد‪.‬‬

‫ثالثا‪ .‬الخدمة المتطورة‪ :‬هي التطبيق الكامل لإلدارة االلكترونية داخل الدولة حيث يمثل الموقع‬
‫اإللكتروني‪ ،‬بيئة عمل داخلية حية تمثل فعليا بيئة الجهاز اإلداري مع القدرة على تلبية جميع طلبات‬
‫المستفيدين من خالل هذا الموقع‪.3‬‬

‫‪1‬سمية بو مروان‪ ،‬الحكومة االلكترونية ودورها في تحسين أداء اإلدارات الحكومية‪ :‬دراسة مقارنة‪ ،‬مكتبة القانون واالقتصاد‪ ،‬الرياض‪ ،‬ص ص‬
‫‪.12-11‬‬
‫‪2‬سمية بو مروان‪ ،‬الحكومة االلكترونية ودورها في تحسين أداء اإلدارات الحكومية‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.54‬‬
‫‪3‬محمد مدحت محمد‪ ،‬الحكومة اإللكترونية‪ ،‬المجموعة العربية للتدريب والنشر‪ ،‬مصر‪ ،1221 ،‬ص ‪.11‬‬

‫‪166‬‬
‫عالقة اإلدارة اإللكترونية بالخدمة العمومية‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫توجد مبادئ أساسية تحكم عملية إدخال اإلدارة اإللكترونية إلى الحكومات داخل الدولة‪ ،‬من أهم‬
‫وأول هذه المبادئ هو التفكير بالمستفيد ال بالحكومات‪ ،‬ولتحقيق الهدف يجب أن تركز الحكومة على‬
‫احتياجات المواطنين قبل كل شيء وبعد ذلك تعمل باتجاه تصميم نظم تساعد على تلبية هذه‬
‫االحتياجات‪ ،1‬ويتضح من ذلك أن تطبيق اإلدارة اإللكترونية داخل الحكومات يتضمن جانبين هما‪:‬‬

‫‪ -‬العمل عن بعد‪ :‬وهنا يتجاوز العمل صيغة تحديد المكان والزمان إلنجاز العمل أي أن العمل ينجز‬
‫من دون حضور الموظف في مكان معين‪ ،‬فيمكن أن يؤدي الموظف عمله في أي مكان‪ ،‬منزله مثال‪.‬‬

‫‪ -‬الخدمة عن بعد‪ :‬وهنا يمكن للمستفيد الحصول على الخدمة في المكان والزمان اللذين يريدهما من‬
‫‪2‬‬
‫دون االرتباط بزمان أو مكان محددين‪ ،‬وهكذا فإن الخدمة اإللكترونية تتميز بالالزمانية والالمكانية‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬دور اإلدارة اإللكترونية في تفعيل الخدمة العمومية‪.‬‬

‫مع إدخال مفهوم اإلدارة اإللكترونية كآلية لتقديم الخدمة العمومية أصبحت تقدم تحسينات هامة‬
‫على شكل تلك الخدمات بما ينتج عنه تطوير المهام واألنشطة المقدمة من طرف المنظمات الخدمية‬
‫الحكومية‪ ،‬وبذلك عمدت العديد من التجارب الحكومية إلى تطبيق الخدمات العامة اإللكترونية‪ ،‬بهدف‬
‫الرشد هي الشفافية‪ ،‬الرقابة‪ ،‬المحاسبة‪ ،‬روح‬
‫تكزت للحكم ا‬
‫تحقيق مفاهيم تمثل في مضامينها مر ا‬
‫المسؤولية‪ ،‬دولة الحق والقانون‪ ،‬سرعة االستجابة للخدمات العامة‪ ،‬وحسب الدكتور عمار بوحوش فإنه‬
‫يلخص مبادئ اإلدارة اإللكترونية الحكومية فيما يلي‪:‬‬

‫أوال‪ .‬تقديم أحسن الخدمات للمواطنين‪ (Citizen oriented):‬إن االهتمام بخدمة المواطن يتطلب‬
‫المهارت والكفاءات‪ ،‬المهيأة مهنيا الستخدام التكنولوجيا الحديثة‪ ،‬بشكل‬
‫ا‬ ‫خلق بيئة عمل فيها تنوع من‬

‫‪1‬محمد سمير أحمد‪ ،‬اإلدارة اإللكترونية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.24‬‬


‫‪2‬محمد مدحت محمد‪ ،‬الحكومة اإللكترونية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.11-11‬‬

‫‪167‬‬
‫عالقة اإلدارة اإللكترونية بالخدمة العمومية‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫يسمح بالتعرف على كل مشكلة يتم تشخيصها‪ ،‬وضرورة انتقاء المعلومات حول جوهر الموضوع‪ ،‬والقيام‬
‫بتحليالت دقيقة‪ ،‬وصادقة للمعلومات المتوفرة‪ ،‬مع تحديد نقاط القوة والضعف‪ ،‬واستخالص النتائج‪،‬‬
‫واقت ارح الحلول المناسبة لكل مشكلة‪.‬‬

‫ثانيا‪ .‬التركيز على النتائج ‪ (Rusults oriented) :‬حيث ينصب اهتمام الحكومة اإللكترونية (‬
‫اإلدارة العامة اإللكترونية) على تحويل األفكار إلى نتائج مجسدة في أرض الواقع‪ ،‬وأن تحقق فوائد‬
‫للجمهور تتمثل في تخفيف العبء عن المواطنين من حيث الجهد‪ ،‬والمال والوقت‪ ،‬وتوفير خدمة‬
‫مستمرة على مدار الساعة‪ ،‬دفع الفواتير عن طريق بطاقات االئتمان بدون التنقل إلى ا‬
‫مركز الهاتف ‪،‬‬
‫الغاز‪ ،‬لتسديد الرسوم والفواتير المطلوبة‪.1‬‬

‫ويالحظ من هذا المبدأ أن الحكومة اإللكترونية في األصل يتمحور جل اهتمامها في كل العمليات‬


‫اإلدارية أو الخدماتية التي تقدمها أنها تسعى لتوفير األفضل للمواطن‪ ،‬والقضاء على مشاكل المناطق‬
‫النائية والمنعزلة عن العالم‪.‬‬

‫ثالثا‪ .‬سهولة االستعمال واإلتاحة للجميع‪ :‬أي إتاحة تقنيات الحكومة اإللكترونية للجميع في المنازل‬
‫والعمل والمدارس والمكتبات لكي يتمكن كل مواطن من التواصل‪.‬‬

‫رابعا‪ .‬تخفيض التكاليف‪ :‬ويعني أن االستثمار في تكنولوجيا المعلومات‪ ،‬وتعدد المتنافسين على تقديم‬
‫الخدمات بأسعار زهيدة‪ ،‬يؤدي إلى تخفيض التكاليف‪.‬‬

‫خامسا‪ .‬التغير المستمر‪ :‬وهو مبدأ أساسي في اإلدارة اإللكترونية‪ ،‬بحكم أنها تسعى بانتظام لتحسين‬
‫ونثارء ما هو موجود‪ ،‬ورفع مستوى األداء سواء بقصد كسب رضا الزبائن‪ ،‬أو بقصد التفوق في التنافس‪.‬‬

‫‪1‬عمار بوحوش‪ ،‬نظريات اإلدارة الحديثة في القرن الواحد العشرون‪ ،‬بيروت‪ ،‬دار الغرب اإلسالمي‪ ،1221 ،‬ص ‪.229‬‬

‫‪168‬‬
‫عالقة اإلدارة اإللكترونية بالخدمة العمومية‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫سادسا‪ .‬تقليص اإلجارءات اإلدارية‪ :‬فبتوفير المعلومات بشكلها الرقمي تتقلص األعمال الورقية وتعبئة‬
‫البيانات يدويا‪ ،‬وزيادة دقة البيانات فالثقة بصحة البيانات المتبادلة التي أعيد استخدامها ستكون مرتفعة‬
‫وسيغيب القلق من عدم دقة المعلومات أو األخطاء الناجمة عن اإلدخال اليدوي‪.1‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬إنجاز الخدمات المرفقية إلكترونيا‪.‬‬

‫إن المرافق العامة هي عبارة عن مشروعات تستهدف تحقيق النفع العام‪ ،‬وتحتفظ الدولة بالكلمة‬
‫العليا في إنشائها وندارتها ونلغائها‪ ،‬وقد بلغت المرافق العامة مبلغا من األهمية جعلها أحد أعمدة الفقه‬
‫الفرنسي –هو العميد ليون ديجي‪-‬الذي اعتبر حتى الدولة نفسها مجرد مجموعة من المرافق العامة‪.‬‬

‫وهذه المرافق يمكن أن تدار بنظام اإلدارة االلكترونية بدال من الطرق التقليدية وما تتسم به من بطء‬
‫في اإلنجاز‪ ،‬وزيادة في النفقات‪ ،‬ومشكالت في اآلداء‪ ،‬وذلك مع تطوير وتفسير المبادئ العامة التي‬
‫تحكم المرفق العامة للتوافق مع النظام اإللكتروني‪.‬‬

‫أوال‪ .‬اإلدارة االلكترونية والمبادئ المرفقية‪:‬‬

‫تخضع المرافق العامة على اختالف أنواعها وتصنيفاتها والقوانين التي تحكمها لمجموعة من المبادئ‬
‫العامة الموحدة الالزمة إلنجاز مهامها لتحقيق الصالح العام على أفضل وجه‪ ،‬ونتحدث فيما يلي بإيجاز‬
‫عن العالقة التي تجمع بين المبادئ العامة للمرافق العامة والنظم اإللكترونية‪.‬‬

‫‪-2‬مبدأ سير المرافق العامة بانتظام ونطراد‪ :‬لعل نظام اإلدارة اإللكترونية يؤكد أكثر من غيره مبدأ دوام‬
‫سير المرافق العامة بانتظام واطراد‪ ،‬إذ في هذا النظام يستطيع الفرد الحصول على الخدمة المرفقية أو‬
‫المعلومة الرسمية التي يسعى إليها في أي وقت يشاء –ليال أو نها ار‪ -‬على مدار اليوم‪ ،‬فيستطيع ولو‬

‫‪1‬العربي بوعمامة‪ ،‬رقاد رحيمة‪ ،‬االتصال العمومي واإلدارة اإللكترونية‪ :‬رهانات ترشيد الخدمة العمومية‪ ،‬مجلة الدراسات والبحوث االجتماعية‪،‬‬
‫جامعة الشهيد حمة لخضر‪ ،‬الوادي‪ ،‬العدد ‪ 24/21‬ديسمبر ‪ 1225‬ص ‪.1222-121‬‬

‫‪169‬‬
‫عالقة اإلدارة اإللكترونية بالخدمة العمومية‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫في منتصف الليل أن يدخل على شبكة المعلومات ليطلع على قانون أو الئحة تنظم أم ار من األمور أو‬
‫طلب خدمة التي تهمه بدال من انتظار مواعيد فتح مكاتب اإلدارة وتواجد الموظفين في اليوم التالي‪،‬‬
‫وفي ذلك تأكيد أكبر و تطبيق أتم لمبدأ دوام سير المرافق العامة بانتظام واطراد‪.‬‬

‫كما يستطيع الموظف حتى من بيته وخارج نطاق أوقات العمل الرسمية أن يرد على استفسارات‬
‫المواطنين التي يرسلونها من خالل البريد اإللكتروني‪.1‬‬

‫‪-1‬مبدأ المساواة أمام المرافق العامة‪ :‬حتى ال تكون هذه المساواة مجرد نظرية حبر على ورق فقط بعد‬
‫إدخال النظم اإللكترونية‪ ،‬ينبغي مساعدة أولئك الذين ال يستطيعون استخدام الحاسوب أو الدخول إلى‬
‫شبكة المعلومات‪ ،‬حتى يتمكنوا من االستفادة من الخدمات المرفقية التي تقدمها الحكومة اإللكترونية‪،‬‬
‫وال يحرموا منها بسبب ظروفهم االجتماعية أو االقتصادية‪ ،‬ونوجز فيما يلي‪:‬‬

‫أ‪ .‬مواجهة التخلف اإللكتروني‪ :‬إن نجاح النظم اإللكترونية في الدولة وتوصيل الخدمات عن طريق‬
‫اإلنترنت إلى المستفيدين‪ ،‬يقتضي توفير البنية التحتية واألجهزة اإللكترونية الالزمة لذلك وجعلها في‬
‫متناول أيدي المواطنين الذين ال يملكونها‪ ،‬يمكن أن يتم ذلك من خالل إقامة أماكن عامة مجهزة بأجهزة‬
‫الحاسوب تمكن المواطن العادي الذي ال يمتلكها في بيته من الدخول إلى البوابات اإللكترونية الحكومية‬
‫والحصول على خدماتها‪ ،‬مع وجوب القيام بحملة دعائية واسعة النطاق إلعالم المواطنين بوجود الحكومة‬
‫‪2‬‬
‫اإللكترونية وكيفية االستفادة منها ومجاالتها‪.‬‬

‫ب‪ .‬حياد المرافق العامة‪ :‬يرتبط مبدأ حياد المرافق العامة بمبدأ المساواة أمام المرافق العامة والتي يعني‬
‫إدارة شؤون المرفق العام بطريقة موضوعية‪ ،‬بما يكفل رفع كفاءتها تحقيقا للصالح العام‪ ،‬وتوزيع خدماتها‬
‫على كافة المستحقين دون تفرقة‪.3‬‬

‫‪1‬ماجد راغب الحلو‪ ،‬علم اإلدارة العامة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.411‬‬
‫‪2‬صفوان المبيضين‪ ،‬مقدمة في الحكومة اإللكترونية‪ ،‬دار اليازوري العلمية للنشر والتوزيع‪ ،‬األردن‪ ،1212 ،‬ص ص ‪.12-11‬‬
‫‪3‬ماجد راغب الحلو‪ ،‬علم اإلدارة العامة‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪412‬‬

‫‪170‬‬
‫عالقة اإلدارة اإللكترونية بالخدمة العمومية‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪ -1‬مبدأ قابلية نظام المرافق العامة للتغيير‪ :‬ال شك أن تطبيق هذا المبدأ يسمح لإلدارة بتغيير إدارة‬
‫المرافق العامة من النظام التقليدي إلى النظام اإللكتروني‪ ،‬وذلك بصرف النظر عن طريقة اإلدارة‬
‫المتبعة‪ ،‬وسواء تعلق األمر بإدارة مباشرة تتوالها السلطة العامة‪ ،‬أو بإدارة غير مباشرة يتوالها ملتزم بعقد‬
‫امتياز‪.‬‬

‫غير أن حقوق المستفيدين من المرافق العامة أو المنتفعين بها يجب أال تضر أو تنتقص بسبب‬
‫التحول إلى النظام اإللكتروني‪ ،‬مما يلقي على عاتق السلطات المعنية التزاما بمواجهة وحل هذه المشكلة‬
‫‪1‬‬
‫إلقامة المساواة بين الناس في االنتفاع بخدمات المرافق اإللكترونية‪.‬‬

‫‪-4‬مبدأ اإللتزام بالتشغيل الصحيح للمرافق العامة‪ :‬يعني هذا المبدأ ‪-‬في األصل‪-‬أنه يجب على اإلدارة‬
‫إقامة المرافق اإلجبارية وعدم حرمان األفراد من االستفادة من خدمات المرافق القائمة‪ ،‬غير أننا نرى‬
‫بأن مبدأ اإللتزام بالتشغيل الصحيح للمرافق العامة هو أوسع مضمونا من إقامة المرافق وعدم حرمان‬
‫األفراد من خدماتها‪ ،‬فالتشغيل الصحيح ال يعني فقط الموافق للقواعد القانونية فحسب‪ ،‬وننما يعني كذلك‬
‫المتجاوب مع تقنيات اإلدارة الحديثة المتطورة بما من شأنه أن يواكب روح العصر في تحقيق الصالح‬
‫العام ‪.2‬‬

‫ثانيا‪ .‬اإلدارة اإللكترونية وممارسة الديمقراطية‪:‬‬

‫لتطبيق اإلدارة اإللكترونية داخل الحكومة آثار إيجابية أكيدة على الممارسة الديمقراطية‪ ،‬تمثل‬
‫الجانب السياسي للثورة الرقمية‪ ،‬فعن طريقها يتيسر استطالع رأي المواطنين في شؤون المرافق العامة‪،‬‬
‫بل وفي مختلف المشكالت العامة‪ ،‬ويمكن إجراء االقتراعات ونحصاء األصوات بسرعة ودقة‪.‬‬

‫‪1‬صفوان المبيضين‪ ،‬مقدمة في الحكومة اإللكترونية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.12-12‬‬


‫‪2‬ماجد راغب الحلو‪ ،‬علم اإلدارة العامة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.442‬‬

‫‪171‬‬
‫عالقة اإلدارة اإللكترونية بالخدمة العمومية‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪-2‬استطالعات الرأي‪ :‬يمكن أن يؤدي استخدام نظام اإلدارة اإللكترونية إلى توسيع نطاق الممارسة‬
‫الديمقراطية ونتاحة قدر أكبر من مشاركة األفراد في إدارة الشؤون العامة‪ ،‬مما يشعرهم بقدر أكبر من‬
‫الرضا عن حكوماتهم‪ ،‬واالقتناع بأعمالها‪.‬‬

‫‪-1‬التصويت اإللكتروني‪ :‬بدأت األحزاب السياسية في استخدام األنترنت في عملية االقتراع ونحصاء‬
‫عدد األصوات بطريقة سرية ودقيقة‪ ،‬وتمت االنتخابات األولية للحزب الديمقراطي بوالية أريزونا عام‬
‫‪ 1222‬بالفعل عبر شبكة المعلومات‪ ،‬وكانت التجربة ناجحة تشجع على تعميمها‪.‬‬

‫ونذا كان أسلوب التصويت اإللكتروني قد أمكن تطبيقه ونجح على المستوى المحلي‪ ،‬فليس هناك‬
‫ما يمنع من توسيع نطاق تطبيقه واستخدامه في إجراء االنتخابات أو االستفتاءات على المستوى‬
‫‪1‬‬
‫الوطني‪.‬‬

‫‪-1‬حضور االجتماعات‪ :‬تحاول بعض اإلدارات زيادة المشاركة الشعبية في االجتماعات العامة بعرض‬
‫جدول أعمالها على األنترنت‪ ،‬وفي إدارات أخرى يستطيع المواطنون إرسال بريد إلكتروني إلى أعضاء‬
‫المجالس أثناء اجتماعهم وتوجيه األسئلة والمالحظات إليهم حتى أصبح ذلك يمثل جزءا رسميا من‬
‫محاضر االجتماعات‪.‬‬

‫‪-4‬الرضا بالخدمات‪ :‬للديمقراطية عالقة أخرى أكيدة بنظام الحكومة اإللكترونية‪ ،‬ذلك أن تقديم الخدمات‬
‫المرفقية بالطرق اإللكترونية يضاعف من جودتها‪ ،‬ويقلل من تكلفتها‪ ،‬ويكاد يلغي وقت انتظارها بسرعة‬
‫أدائها‪ ،‬وال شك أن ذلك من شأنه أن يستتبع رضا المواطنين عن حكومتهم ومنحهم ثقتها التي هي أساس‬
‫‪2‬‬
‫شرعية وجودها في السلطة‪ ،‬وقبولهم الستمرارها في الحكم‪.‬‬

‫‪1‬صفوان المبيضين‪ ،‬مقدمة في الحكومة اإللكترونية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.41-41‬‬


‫‪2‬راغب ماجد الحلو‪ ،‬علم اإلدارة العامة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.445-444‬‬

‫‪172‬‬
‫عالقة اإلدارة اإللكترونية بالخدمة العمومية‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫الفرع الرابع‪ :‬أبعاد الخدمات االلكترونية‪.‬‬

‫إن تطبيق مفهوم اإلدارة اإللكترونية داخل اإلدارات الحكومية يستهدف ثالثة فئات وجوانب أساسية‬
‫والتي تشكل أبعاد الخدمات اإللكترونية‪ ،‬والتي سنعرضها فيما يلي‪:‬‬

‫أوال‪ .‬الخدمات من الحكومة إلى الحكومة ‪:G2G‬‬

‫وهي أن تكون اإلدارات الحكومية ذاتها هي المستفيد األول من هذه التطبيقات سواء من جهة تقليل‬
‫النفقات أو في مجال االتصال والتفاعل فيما بينها‪ ،‬ويؤمل أن تخفف حدة المركزية والبيروقراطية اإلدارية‬
‫‪1‬‬
‫وتقل فرص انتشار الرشاوي وأن يرتفع مستوى الشفافية‪.‬‬

‫ويعتبر هذا النوع من الخدمات هو التبادل اآلمن عن بعد للمعلومات والمعامالت بين اإلدارات‬
‫الحكومية المختلفة وهذا يتطلب ربط كافة دوائر الدولة مع بعضها البعض بشبكة مشتركة‪ ،‬وذلك بهدف‬
‫تحسين وتطوير اإلجراءات وزيادة اإلنتاجية‪.‬‬

‫وحيث أن التعامالت اإللكترونية تنطبق على معظم اإلجراءات فالبد من ضمان أمن المعلومات‬
‫المتبادلة بين اإلدارات الحكومية وخاصة ذات الصبغة السرية منها لعدم تسرب هذه المعلومات من داخل‬
‫اإلدارات إلى الخارج‪ ،‬ولعدم االطالع عليها من قبل الموظفين الغير مسموح لهم بالتعرف عليها‪ ،‬لكي‬
‫‪2‬‬
‫تتحقق المكاسب المادية الكبيرة التي يمكن من خالل تطبيق هذا البعد على المستوى الوطني تحقيقها‪.‬‬

‫ثانيا‪ .‬الخدمات من الحكومة إلى قطاع األعمال ‪:To Government Businesses‬‬

‫تتعامل الحكومة مع قطاع األعمال من خالل طرق ووسائل متعددة ترتبط بأدوارها ومساحة تأثير‬
‫أجهزتها اإلدارية والتنفيذية‪ ،3‬فهي تهدف إلى إتاحة المعلومات عن فرص االستثمار وتسهيل المعامالت‬

‫‪1‬محمد صادق إسماعيل‪ ،‬الحكومة اإللكترونية وتطبيقاتها في الدول العربية‪ ،‬العربي للنشر والتوزيع‪ ،‬القاهرة‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،1222 ،‬ص ‪.29‬‬
‫‪2‬محمد مدحت محمد‪ ،‬الحكومة اإللكترونية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.11‬‬
‫‪3‬محمد سمير‪ ،‬اإلدارة اإللكترونية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.22‬‬

‫‪173‬‬
‫عالقة اإلدارة اإللكترونية بالخدمة العمومية‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫التي يقوم بها المستثمرون ومنظمات القطاع الخاص مع المنظمات الحكومية‪ ،‬كما تحقق التكامل بين‬
‫المواقع الحكومية التي تخدم المستثمرين وتسهيل الحصول على التراخيص والمعامالت البنكية والتسويق‬
‫اإللكتروني‪.1‬‬

‫يحتل القطاع الخاص حي از كبي ار من اهتمام األجهزة الحكومية لكونه جهة مستفيدة من الخدمات‬
‫الحكومية‪ ،‬وهذا ينبع من الدور المتزايد لقطاع األعمال ومساهمته الفعالة في زيادة قدرة الدولة على‬
‫القيام بمسؤولياتها اتجاه مواطنيها‪ ،‬حيث يقوم قطاع األعمال الواعي بتوجيه استثماراته فيما يصلح للبلد‬
‫والمجتمع ويعود عليه بالنفع‪ ،‬ويكون بذلك خير معين وسند للقطاع العام‪ ،‬كما نجد أن وضع القطاع‬
‫الخاص يساعد على تقديم الخدمات له إلكترونيا من قبل الحكومة واالستفادة من التقنيات المعلوماتية‬
‫التي توفرها له الحكومة اإللكترونية أيضا وباألخص في مجال التجارة اإللكترونية‪.2‬‬

‫ثالثا‪ .‬الخدمات من الحكومة إلى الموطن ‪:G2B‬‬

‫وفق مصطلح ‪ Citizen To Government‬أو ما يعرف أحيانا ‪ Public To Government‬أو‬


‫اختصا ار ‪ G2B‬فتأتي هنا الفائدة عندما يكون الهدف النهائي لتحويل قسم مهم من العمل الحكومي ذي‬
‫عالقة بالمواطن إل ى الوسائط اإللكترونية المتاحة‪ ،‬فيتوقع في الحد األدنى أن يمكن ذلك المواطن من‬
‫الوصول والحصول على بعض الخدمات والتزود بالمعلومات عندما يحتاجها‪ ،3‬وهذه المرحلة هي األهم‬
‫بالنسبة للمواطنين‪ ،‬حيث يتحقق من خاللها االستفادة التي يرجوها المواطن من خالل التعامالت‬
‫اإللكترونية والحصول على الخدمة التي يريدها دون الذهاب بنفسه إلى مواقع التنظيمات الحكومية وهذا‬

‫‪1‬إيمان عبد المحسن زكي‪ ،‬الحكومة اإللكترونية‪ ،‬مدخل إداري متكامل‪ ،‬المنظمة العربية للتنمية اإلدارية‪ ،1229 ،‬القاهرة‪ ،‬ص ‪.25‬‬
‫‪2‬محمد مدحت محمد‪ ،‬الحكومة اإللكترونية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.14‬‬
‫‪3‬محمد صادق إسماعيل‪ ،‬الحكومة اإللكترونية وتطبيقاتها في الدول العربية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.29‬‬

‫‪174‬‬
‫عالقة اإلدارة اإللكترونية بالخدمة العمومية‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫يتطلب توفير اآللية اإللكترونية التي تكفل خدمة المواطن دون اتصاله المكاني بالجهات الحكومية ونيجاد‬
‫‪1‬‬
‫اإلجراءات التي تمكنه من إنجاز كل معامالته وفق هذا المنظور بسهولة ويسر‪.‬‬

‫وتضم هذه العالقة أنشطة متنوعة ومهمة ذات الصلة بالدور الحيوي للحكومة في حياة المواطنين‪،‬‬
‫نذكر منها على سبيل المثال ال الحصر‪ :‬التسجيل المدني‪ ،‬الخدمات الصحية‪ ،‬التعليم‪ ،‬الخدمات‬
‫االجتماعية والثقافية األخرى المقدمة للمواطنين‪ ،‬التي يتم تحويلها وتوصيلها عبر شبكات اإلنترنت‬
‫الحكومية وشبكة اإلنترنت التي يرتبط بها المواطن‪.2‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬نماذج دولية عن دور اإلدارة اإللكترونية في تطوير الخدمة العمومية‪.‬‬

‫بعد ظهور الحواسيب ودخول اإلدارة اإللكترونية إلى الساحة الدولية سعت أغلبية الدول إلى تطبيقها‬
‫على أرض الواقع‪ ،‬لكن لإلشارة فإن الدول الغربية هي أول من طبقها ألنها مهد اختراع الحواسيب‬
‫واإلنترنت وبالتالي اإلدارة اإللكترونية في حد ذاتها‪ ،‬فالواليات المتحدة األمريكية كانت السباقة في ذلك‪،‬‬
‫تلتها بعد ذلك كل الدول الغربية التي أصبحت متقدمة بفضل هذا النمط الجديد ما دفع الدول العربية‬
‫هي أيضا لخوض هذه التجربة ونحداث قفزة نوعية لمواكبة للتطورات العالمية الحاصلة‪.‬‬

‫لهذا ستنصب دراستنا أوال على تجارب بعض الدول الغربية التي كانت رائدة في مجال اإلدارة‬
‫اإللكترونية في الفرع األول‪ ،‬ومن ثم التطرق إلى تجارب بعض الدول العربية التي حققت نتائج مرضية‬
‫في مجال اإلدارة اإللكترونية في الفرع الثاني‪.‬‬

‫‪1‬محمد مدحت محمد‪ ،‬الحكومة اإللكترونية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.14‬‬


‫‪2‬محمد سمير‪ ،‬اإلدارة اإللكترونية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.22‬‬

‫‪175‬‬
‫عالقة اإلدارة اإللكترونية بالخدمة العمومية‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫الفرع األول‪ :‬تجارب الدول المتقدمة‪.‬‬

‫كما أشرنا سابقا فإن انطالق اإلدارة اإللكترونية كانت بدايته في الدول الغربية التي تعد مهدا لها‬
‫ومازالت رائدة في هذا المجال إلى غاية اليوم‪ ،‬فبعد أن كانت االنطالقة في الواليات المتحدة األمريكية‬
‫توسعت لتشمل كل الدول األوروبية والغربية كافة‪ ،‬وقد كان هدفها الرئيسي لتبني هذا التنظيم هو من‬
‫أجل تسهيل تقديم الخدمات المختلفة للمواطن‪.‬‬

‫أوال‪ .‬تجربة اإلدارة اإللكترونية في الواليات المتحدة األمريكية‪:‬‬

‫إن تجربة الواليات المتحدة في مجال حوسبة المهام قديمة جدا منذ اختراع الحاسوب في هذا البلد‬
‫حيث بدأت بحوسبة النشاطات البسيطة إلى أن وصلت إلى ما وصلت إليه في إقامة إدارات إلكترونية‬
‫موحدة متكاملة‪ ،1‬وكانت أولى الخطوات عندما وضعت اإلدارة األمريكية سنة ‪ 2991‬استراتيجية لجعل‬
‫الحكومة أذكى وأقل تكلفة‪ ،‬وذات فعالية‪ ،‬وكان ذلك في عهد الرئيس السابق كلينتون‪ ،‬حيث كانت‬
‫البدايات األولى للفكرة قد طبقت عام ‪ 2995‬أين بدأت هيئة البريد المركزي في والية فلوريدا األمريكية‬
‫تطبيقه على إداراتها المختلفة‪.2‬‬

‫وأصبحت هذه الخطوة العنصر الهام في السياسة االتحادية في القرن العشرين‪ ،‬واعتمدت األسس‬
‫القانونية ووضعت البنية التحتية الالزمة إلقامة حكومة إلكترونية ناجحة‪ ،‬وقد تم تطبيق القوانين الخاصة‬
‫بذلك بشكل فعلي منذ عام ‪ 1221‬في جميع الوكاالت والو ازرات أو الهيئات العامة‪ ،‬وذلك بالتزامن مع‬
‫وضع سياسة استخدام تكنولوجيا المعلومات تحت سلطة مدير إدارة نظم المعلومات‪ ،3‬وقد نتج عن ذلك‪:‬‬

‫‪1‬محمد سمير‪ ،‬اإلدارة اإللكترونية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.121‬‬


‫‪2‬عبد الفتاح بيومي حجازي‪ ،‬الحكومة اإللكترونية بين الواقع والطموح‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.221‬‬
‫‪3‬أحمد عاشور‪ ،‬أثر التكنولوجيا الحديثة على الوسائل القانونية لجهة اإلدارة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.22‬‬

‫‪176‬‬
‫عالقة اإلدارة اإللكترونية بالخدمة العمومية‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪-2‬يجب التنويه إلى أن ‪ % 22‬من األسر في الواليات المتحدة األمريكية يستخدمون الحاسب اآللي‪،‬‬
‫وتصل نسبه استخدام األنترنت إلى ‪ % 222‬تقريبا من هذه األسر‪.‬‬

‫‪-1‬ينفق القطاع العام في الواليات المتحدة األمريكية مبالغ ضخمة على تقنية المعلومات والتي تتمثل‬
‫في األجهزة والبرامج ومصاريف التشغيل‪ ،‬تصل إلى ‪ 45‬بليون دو ا‬
‫الر على مستوى الواليات والمستوى‬
‫المحلي‪ ،‬و‪ 15‬بليون دوالر على مستوى الحكومة الفيدرالية‪.‬‬

‫‪-1‬وجود موقع إلكتروني يمكن استخدامه لتحميل البيانات وندراج الكثير من المعلومات فيه‪.‬‬

‫‪-4‬استخدام األكشاك اإللكترونية وعن طريقها يمكن للمواطن الحصول على طابع أو ملصق تجديد‬
‫رخصة السياقة وغيرها من هذه الخدمات‪.‬‬

‫‪-5‬في الوقت الحالي يتم تعميم اإلدارة اإللكترونية في عمل األحزاب السياسية‪ ،‬حيث تركز األحزاب في‬
‫الوقت الحالي على موضوعات التجارة اإللكترونية وحماية المستهلك‪ ،‬وحماية الملكية الفكرية على شبكة‬
‫األنترنت وقواعد التنافس في قطاع تقنية المعلومات‪ ،1‬كما تم االعتماد عليها للترويج لمرشحي المجالس‬
‫الشعبية ومن ذلك حاكم والية مانيسوتا واسمه جيسي فانتو ار‪ ،‬الذي استخدم موقعه اإللكتروني وقائمة‬
‫البريد اإللكتروني الخاص به لالتصال بمجموعته الكبيرة من المتطوعين والذين وصل عددهم الى ‪1222‬‬
‫متطوع‪.2‬‬

‫كل هذا إلدارة الدولة األمريكية بحيث جعلت الخدمة متوفرة للمواطن األمريكي ولإلدارات الحكومية‬
‫فيما بينها وللقطاع الخاص على مدار الساعة وفي متناول اليد من خالل اإلنترنت والمراكز واألكشاك‬
‫الخاصة لهذه اإلدارات حيث تسعى إلى تحقيق اآلتي‪:‬‬

‫‪ -2‬تقديم الخدمات مباشرة للمواطن‪.‬‬

‫‪1‬عبد الفتاح بيومي حجازي‪ ،‬الحكومة اإللكترونية بين الواقع والطموح‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.222-221‬‬
‫‪2‬أحمد عاشور يوسف‪ ،‬أثر تكنولوجيا الحديثة على الوسائل القانونية لجهة اإلدارة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.21-22‬‬

‫‪177‬‬
‫عالقة اإلدارة اإللكترونية بالخدمة العمومية‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪ -1‬االبتعاد عن االجراءات المعقدة‪.‬‬

‫‪ -1‬اعتماد الالمركزية في إنجاز المعامالت‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -4‬تقليل تكلفة العمل التقليدي باستخدام اإلدارات اإللكترونية‪.‬‬

‫ثانيا‪ .‬تجربة اإلدارة اإللكترونية الكندية‪:‬‬

‫نجحت كندا في تنفيذ مشروع الحكومة اإللكترونية نجاحا متمي از لحوسبة أغلب المهام والنشاطات‬
‫التي تهم اإلدارة الحكومية والقطاع الخاص والمواطن‪ ،‬بحيث أصبح المواطن ال يحتاج الوقت الكبير في‬
‫إنجاز العديد من المعامالت التي تخص شؤونه بل بإمكانه الحصول عليها وهو في مقر عمله أو في‬
‫بيته وساعد ذلك اإلدارة القوية من القيادات العليا على حوسبة النشاطات في مختلف قطاعات الدولة‪،‬‬
‫وتعتبر تجربة كندا من التجارب الرائدة في اإلدارة اإللكترونية والحكومة اإللكترونية‪ ،2‬وقد خلص عن‬
‫ذلك‪:‬‬

‫‪-2‬ينفق القطاع العام في كندا على تقنية المعلومات مبالغ كبيرة فقد بلغ اإلنفاق حوالي ‪ 4‬بليون دوالر‬
‫كندي‪ ،‬ويمثل اإلنفاق على العمليات الحكومية فيها حوالي ‪ %22‬من مجموع اإلنفاق‪.‬‬

‫‪-1‬لكل جهاز من أجهزة الحكومة الكندية موقع إلكتروني يمكن استخدامه لتحميل البيانات وند ارج الكثير‬
‫من المعلومات فيه‪.‬‬

‫‪-1‬استخدام األكشاك اإللكترونية عن طريقها يمكن للمواطن الحصول على طابع أو ملصق تجديد‬
‫رخصة السيارة‪ ،‬وغيرها من الخدمات‪.‬‬

‫‪1‬محمد سمير‪ ،‬اإلدارة اإللكترونية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.121‬‬


‫‪2‬محمد سمير‪ ،‬اإلدارة اإللكترونية‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.121‬‬

‫‪178‬‬
‫عالقة اإلدارة اإللكترونية بالخدمة العمومية‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪-4‬يهتم القطاع العام والخاص بمسألة السرية والخصوصية في مجال تقنية المعلومات وذلك عند سداد‬
‫الضرائب والرسوم والتعامل في التجارة اإللكترونية‪ ،‬لذلك يهتم كال القطاعين بتقديم تقنيات التشفير‬
‫والمهارات الراسخة في مجال االتصال واألعمال‪.‬‬

‫‪-5‬حتى تعمل تقنيات المعلومات بكفاءة عالية‪ ،‬البد من ربطها بقواعد البيانات سيما في مجال القطاع‬
‫العام‪.‬‬

‫‪-1‬استخدام تقنية المعلومات في الترويج لمرشحي المجال التشريعية في كندا‪ ،‬وللتعبير عن المعارضة‬
‫لقمة‪-‬كوبيك‪-‬في كندا‪ ،‬الفترة من ‪ 11 -12‬أبريل ‪ ،1222‬حيث عقد المؤتمر االقتصادي بدافوس‪،‬‬
‫والمعارضون ولمنعهم من دخول المؤتمر‪ ،‬استخدموا األنترنت‪ ،‬حيث أرسلوا إلى رئيس الوزراء كندا أكثر‬
‫من ‪ 4222‬رسالة معارضة ألعمال المؤتمر‪.1‬‬

‫وقد اتخذت الحكومة الكندية خطوات متقدمة لدمج مواقع معلوماتية جمعت محتوياتها تلبية لحاجة‬
‫المواطنين والمقيمين مثل توفير معلومات للعاملين الذين يبحثون عن التعلم أو وظائف شاغرة أو‬
‫التدريب‪ ،‬ويحتوي الموقع على العديد من الخدمات األخرى المتعلقة بالتعلم عن بعد ‪ ،learning-‬أو‬
‫االستثمار والتصدير أو المساعدة في القيام بأنشطة اقتصادية وملء النماذج الضرورية لذلك بشكل‬
‫مباشر‪ ،‬ويمكن للمواطنين الحصول على معلومات تهم حماية المستهلك‪ ،‬كما يمكنهم تقديم مقترحاتهم‬
‫وأراءهم حول هذه الخدمات وماذا يريدونه من خدمات جديدة‪.2‬‬

‫ثالثا‪ .‬تجربة اإلدارة اإللكترونية في سنغافورة‪:‬‬

‫تعتبر تجربة سنغافورة في تطبيقات اإلدارة اإللكترونية واألعمال اإللكترونية من بين التجارب الرائدة‬
‫المهمة في الدول النامية المتطورة‪ ،‬وقد ساعد في نجاح هذه التجربة موقع سنغافورة المهم وتوفر بنية‬

‫‪1‬عبد الفتاح بيومي حجازي‪ ،‬الحكومة اإللكترونية بين الواقع والطموح‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.222..221‬‬
‫‪2‬مصطفى يوسف الكافي‪ ،‬الحكومة اإللكترونية في ظل الثورة العلمية التكنولوجية المعاصرة‪ ،‬سلسلة االقتصاد اإللكتروني‪ ،‬دار رسالن‪ ،‬ص ‪.124‬‬

‫‪179‬‬
‫عالقة اإلدارة اإللكترونية بالخدمة العمومية‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫تحتية لوجستية‪ ،‬ووجود مؤسسات مالية تعمل بمعايير عالية‪ ،‬وسوق لالتصاالت مفتوح‪ ،‬باإلضافة إلى‬
‫توفر استراتيجيات تقوم على التفكير بسرعة‪ ،‬والعمل للسوق الكوني من خالل توظيف مزايا تكنولوجيا‬
‫المعلومات والموارد الفكرية والمعرفية المتاحة‪.‬‬

‫ويعود هذا النجاح الباهر المحقق إلى كفاءة وفاعلية اإلدارة في سنغافورة التي وضعت خططا‬
‫استراتيجية أطلقت عليها خرائط الطريق ‪ Roadmaps‬لتحويل سنغافورة إلى جزيرة التكنولوجيا الذكية‬
‫لوضع رؤية استراتيجية لمستقبلها الرقمي‪.1‬‬

‫كما نجحت في تحقيق األهداف الطموحة لتلبية احتياجات المواطنين مثل ربط جميع المدارس في‬
‫شبكة واحدة وذلك بالتزامن مع تدريب طاقم التدريس على تطبيقات تكنولوجيا المعلومات وغيرها من‬
‫‪2‬‬
‫مناهج التعليم بما يتالئم مع الطفرة الرقمية الجديدة‪...‬إلخ‪.‬‬

‫رابعا‪ .‬تجربة اإلدارة اإللكترونية في إيرلندا‪:‬‬

‫قصة نجاح إيرلندا في تطوير قطاع تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت والتي أدت بالنتيجة إلى‬
‫ظهور تطبيقات مبتكرة في مجال اإلدارة اإللكترونية واألعمال اإللكترونية كانت مفاجأة كبيرة للمهتمين‬
‫في هذا المجال‪ ،‬فلم يتوقع أحد أن تكون إيرلندا بالذات بلدا مرشحا لتحقيق هذا النجاح‪ ،‬فهي قبل كل‬
‫شيء بلد صغير بموقع جغرافي غير مؤثر إلى حد ما وبعيدة عن المراكز األوروبية للتجارة‪ ،‬ومع ذلك‬
‫استطاعت أن تحقق نجاحا باه ار في مجال صناعة تكنولوجيا المعلومات‪ ،‬وأن تحقق لنفسها حزم متكاملة‬
‫من عناصر الميزة التنافسية المؤكدة‪.3‬‬

‫لقد اعتمدت إيرلندا على اإلدارة اإللكترونية في كافة مفاصل حياتها اإلدارية مما ينعكس إيجابا على‬
‫اقتصادها وكان لإلدارة القوية والقيادة اإلدارية العليا دور هام في إنجاح هذه التجربة معتمدة على بناء‬

‫‪1‬سعد ياسين غالب‪ ،‬اإلدارة اإللكترونية وآفاق تطبيقاتها العربية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.121-121‬‬
‫‪2‬مصطفى يوسف الكافي‪ ،‬الحكومة اإللكترونية في ظل الثورة العلمية التكنولوجية المعاصرة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.125‬‬
‫‪3‬سعد غالب ياسين‪ ،‬اإلدارة اإللكترونية وآفاق تطبيقاتها العربية‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.121‬‬

‫‪180‬‬
‫عالقة اإلدارة اإللكترونية بالخدمة العمومية‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫بنية تحتية واسعة ومتينة ودعم مالي وتقني لجميع اإلدارات الحكومية باإلضافة إلى قيامها بخطة توعية‬
‫شاملة حول كيفية استخدام تطبيقات اإلدارة اإللكترونية ضمن نطاق الحكومة اإللكترونية ألكبر شريحة‬
‫في المجتمع باإلضافة إلى اعتمادها على الصناعات التكنولوجية التي تنتج محليا كما استفادة أيضا من‬
‫التجارب العلمية في هذا المجال من أجل جعل تجربتها رائدة ومتقدمة‪.1‬‬

‫أهم عناصر نجاح التجربة األيرلندية في مجال التحول إلى اإلدارة اإللكترونية واقتصاد المعرفة ما‬
‫يلي‪:‬‬

‫‪ .2‬نجاح الحكومة اإليرلندية في تنفيذ مشروعات اإلدارة اإللكترونية‪ ،‬وبخاصة مشروع الحكومة اإليرلندية‬
‫اإللكترونية‪ ،‬ومشروعات الحوسبة الشبكية للمنظمات والمؤسسات والوكاالت والهيئات العاملة في‬
‫المجتمع واإلدارة اإليرلندية‪.‬‬

‫‪ .1‬بناء صناعة تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت تستند إلى المنتجات أكثر منها إلى الخدمات‬
‫واالستفادة من صناعة الحاسوب‪ ،‬االتصاالت واإللكترونيات‪ ،‬ومن وجود أكبر الشركات المصممة و‬
‫المنتجة ألشباه الموصالت‪ ،‬واالتصاالت والحاسوب الشخصي وملحقاته‪ ،‬مثل‪IBM, Nortel, Intel, :‬‬
‫‪ 3Coin, EMC,‬وغيرها‪.‬‬

‫‪ .1‬استثمار تطبيق نظم وأدوات وتقنيات اإلدارة اإللكترونية في المنظمات والمؤسسات العامة‪ ،‬وفي‬
‫القطاع الخاص‪ ،‬وتكوين نسيج مشترك من سالسل القيمة والقيمة المضافة بين شركاتها التي شكلت قوة‬
‫دافعة حقيقية لنمو قطاع تكنولوجيا المعلومات في إيرلندا‪.‬‬

‫‪ .4‬وجود نظام دعم قوي لشركات تكنولوجيا المعلومات بما في ذلك الدعم المالي للشركات الجديدة‬
‫وتحت التأسيس‪.‬‬

‫‪1‬محمد سمير‪ ،‬اإلدارة اإللكترونية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.121‬‬

‫‪181‬‬
‫عالقة اإلدارة اإللكترونية بالخدمة العمومية‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪ .5‬التطوير المبتكر لتقنيات وأدوات اإلدارة اإللكترونية في المجاالت المختلفة ألنشطة األعمال الحكومية‬
‫والخاصة أدى إلى انبثاق ثقافة تنظيمية قوية وتقاليد عمل فعالة تقودها األجهزة والوكاالت الحكومية‬
‫المتخصصة‪.1‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬تجارب الدول العربية‪.‬‬

‫بعد التطور الذي أحدثته تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت في العالم وبعد الثورة التكنولوجية التي‬
‫شملت كل الدول الغربية وجعلتها في صدارة العالم‪ ،‬سعت الدول العربية للنهوض ودخول عالم التكنولوجيا‬
‫للتخلص من اإلدارات التقليدية والتحول إلى اإلدارة اإللكترونية‪ ،‬وهي نقلة نوعية‪ ،‬وقد كانت اإلمارات‬
‫العربية المتحدة هي السباقة في ذلك‪ ،‬ومن هنا سنحاول التعرف على تجارب بعض الدول العربية في‬
‫مجال اإلدارة اإللكترونية‪.‬‬

‫أوال‪ .‬تجربة اإلدارة اإللكترونية في اإلمارات المتحدة‪:‬‬

‫يعتبر مشروع الحكومة اإللكترونية في دولة اإلمارات العربية المتحدة مشروعا رائدا ومتقدما وخاصة‬
‫في إمارة دبي حيث تسعى هذه الدولة إلى جعل مهام إداراتها المختلفة محسوبة وصوال إلى تطبيق شامل‬
‫لإلدارة اإللكترونية الحكومية وأن حكومة دبي اإللكترونية تعمل على التعاون مع الحكومات المحلية لنقل‬
‫الخبرات التي اكتسبتها دبي في هذا المجال وتجاوز السلبيات والمشاكل‪ ،‬وال شك أن هناك تواصال مهما‬
‫جدا‪ ،‬فهناك اتصاالت مع رأس الخيمة وأبو ظبي وعجمان‪ ،‬والعين‪ ،‬لتكون تكامل في تقديم الخدمات‪.2‬‬

‫وقد بادرت حكومة إمارة دبي بالتحول إلى الحكومة اإللكترونية‪ ،‬بإنشاء منطقة حرة للتكنولوجيا أطلق‬
‫عليها مدينة دبي لألنترنت‪ ،‬تكون مرجعا لكافة شركات تقنية المعلومات الراغبة باالستثمار في المدينة‪،‬‬

‫‪1‬سعد غالب ياسين‪ ،‬اإلدارة اإللكترونية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.124‬‬


‫‪2‬عالء عبد الرزاق السالمي‪ ،‬نظم إدارة المعلومات‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.115-114‬‬

‫‪182‬‬
‫عالقة اإلدارة اإللكترونية بالخدمة العمومية‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫وقد سارعت شركات عالمية كبرى ‪-‬مثل مايكروسوفت وسيمنس وكانون وفيليبس وسونى و‪ IBM‬بإيجاد‬
‫فروع لها فيها‪.‬‬

‫وتلى ذلك إعالن حكومة دبي عن التحول إلى اإلدارة العامة اإللكترونية‪ ،‬وذلك بالنسبة لكافة الدوائر‬
‫المحلية العاملة هناك بدءا من ديوان سمو الحاكم‪ ،‬ودائرة المحاكم‪ ،‬وكذلك دائرة المياه والكهرباء والدائرة‬
‫الصحية والجمارك والموانئ ودائرة بلدية دبي وغيرها‪ ،‬وقد انطلقت الحكومة اإللكترونية هناك في أكتوبر‬
‫‪ ،1222‬ومضى على انطالقتها أكثر من عام حققت خالله نجاحات باهرة‪ ،‬وتخطط حكومة دبي لنفسها‬
‫أن تتحول إلى حكومة إلكترونية كاملة أو على األقل ‪ % 22‬في غضون خمس سنوات منذ انطالقها‪.1‬‬

‫كما قامت دبي بخطوة سباقة في المنطقة بالمبادرة إلى استخدام تطبيقات الحكومة اإللكترونية‪،‬‬
‫وتعتبر من الحكومات القليلة في العالم التي تبنت مثل هذه المبادرة‪ ،‬ويعتبر موقع حكومة دبي اإللكتروني‬
‫‪ www.dubai.ae‬موقع موحد يساهم في التخفيف من االج ارءات البيروقراطية والروتينية وتوفير إمكانية‬
‫الوصول إلى كافة الخدمات الحكومية بأسهل الطرق ممكنة باإلضافة إلى ذلك‪ ،‬تسعى هذه المبادرة إلى‬
‫تحسين وتعزيز االج ارءات الحكومية من أجل االستفادة المثلى من التكنولوجيا‪ ،‬ليتمكن كافة المستفيدين‬
‫من القيام بالمعامالت عبر الموقع وتحديد وتلبية احتياجاتهم بسهولة مطلقة‪.2‬‬

‫كما أن الربط اإللكتروني بين اإلمارات السبع التي تشكل الحكومة االتحادية للدولة من شأنه أن‬
‫يسهل وينظم تبادل المعلومات بين اإلمارات والجهات االتحادية عبر التقنيات المتطورة التي يتم تطبيقها‬
‫في مجمل المشاريع التابعة للحكومة اإللكترونية‪.‬‬

‫إن المرحلة األولى من مشروع الحكومة االتحادية اإللكترونية تشمل توفير المعلومات عبر البوابة‬
‫اإللكترونية في حين سيتم تحويل الخدمات الحكومية إلى المجال اإللكتروني في المرحلة الثانية‪ ،‬واآلن‬

‫‪1‬عبد الفتاح بيومي حجازي‪ ،‬الحكومة اإللكترونية بين الواقع والطموح‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.214‬‬
‫‪2‬عالء عبد الرزاق السالمي‪ ،‬نظم إدارة المعلومات‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.119-112‬‬

‫‪183‬‬
‫عالقة اإلدارة اإللكترونية بالخدمة العمومية‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫تنفيذ مشروع الوافد اإللكتروني والذي يمكن الوافدين القاطنين في الدولة من الحصول على ميزات‬
‫وخدمات كثيرة عن طريق استخدام هذا النظام‪.1‬‬

‫ثانيا‪ .‬تجربة اإلدارة اإللكترونية في دولة قطر‪:‬‬

‫بدأت الحكومة اإللكترونية في دولة قطر عام ‪ 1222‬عندما تم إنشاء لجنة مؤلفة من مديري‬
‫تكنولوجيا المعلومات في أهم المؤسسات القطرية الحكومية والخاصة الختيار خدمة حكومية ليتم تطبيقها‬
‫إلكترونيا بمثابة مشروع تجريبي‪ ،‬وقد تم اختيار أحد أهم وأعقد الخدمات الحكومية وهي خدمة تجديد‬
‫اإلقامات التي تهم شريحة كبيرة من المجتمع‪ ،‬وتم التعاقد مع شركة استثمارية للمساعدة على وضع‬
‫خطة العمل ومتابعتها أيضا مع شركة محلية لتطوير الخدمة‪ ،‬ذلك في إطار تعاون بين أربع جهات‬
‫وهي و ازرة الداخلية القطرية مقدم الخدمة‪ ،‬وبنك قطر الوطني الموفر لبوابة الدفع اإللكتروني‪ ،‬والمصرف‬
‫المركزي مستضيف الخدمة والبريد العام القطري كجهة معتمدة لتسليم المستندات‪.2‬‬

‫تم تطوير هذه الخدمة في وقت قياسي وخالل شهرين فقط‪ ،‬وتم تشغيلها على سبيل التجربة بتاريخ‬
‫الثالث من سبتمبر ‪ 1222‬المصادف لذكرى يوم االستقالل‪ ،‬وشاء المشرع أن يستمر طيلة ثالثة أعوام‬
‫في التشغيل بسبب النجاح المذهل الذي لقي بحيث إن تجديد اإلقامة والحصول على البطاقة الشخصية‬
‫والذي كان يستغرق أياما وأسابيع أصبح يستغرق ‪ 14‬ساعة شامال تسليم طباعة األختام المطلوبة وتسليم‬
‫البطاقة‪ ،‬تم خالل هذه الفترة تجديد ما يزيد على ‪ 21‬ألف إقامة من خالل النظام اإللكتروني وتحويل‬
‫ما يزيد عن ‪ 22‬مليون ريال قطري من خالل النظام‪.3‬‬

‫‪1‬عالء عبد الرزاق السالمي‪ ،‬نظم إدارة المعلومات‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.115‬‬
‫‪2‬صفاء فتوح جمعة‪ ،‬مسؤولية الموظف العام في إطار تطبيق نظام اإلدارة اإللكترونية‪ ،‬دار الفكر والقانون للنشر والتوزيع‪ ،‬المنصورة‪ ،‬مصر‪ ،‬الطبعة‬
‫األولى‪ ،1224 ،‬ص ‪.14‬‬
‫‪3‬عالء عبد الرزاق السالمي‪ ،‬نظم إدارة المعلومات‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.112-119‬‬

‫‪184‬‬
‫عالقة اإلدارة اإللكترونية بالخدمة العمومية‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫كما يمكن اآلن للشركات المستخدمة للخدمات تقديم طلب للحصول على بطاقة ذكية توفر لهم‬
‫التوقيع اإللكتروني المعتمد من خدمات الحكومة اإللكترونية وهو خدمة تم تطويرها بتعاون و ازرة الداخلية‬
‫القطرية مع الحكومة اإللكترونية‪ ،‬وتعد األولى على مستوى المنطقة وربما عالميا أيضا آن ذاك‪ ،‬ويعد‬
‫هذا النجاح المذهل للمشروع كان حاف از لالستمرار وتحديا للتطوير ولبدء المرحلة الثانية‪ ،‬حيث قامت‬
‫اللجنة مستعينة بشركة استشارات عالمية بدراسة الخدمات المقدمة في الدولة واختيار عدد من الخدمات‬
‫التي يمكن تقديمها إلكترونيا للبدء في مرحلة جديدة من مشروع الحكومة اإللكترونية‪ ،‬تم اختيار الخدمات‬
‫بناءا على عدة عوامل أهمها‪:‬‬

‫‪-2‬مدى تأثير هذه الخدمة على المجتمع من ناحية تيسير وتسهيل أعماله‪.‬‬

‫‪-1‬عدد المعامالت التي يتم تداولها في هذه الخدمة‪.‬‬

‫‪-1‬مدى جاهزية الجهة المقدمة للخدمة إلكترونيا‪.1‬‬

‫وقد تم خالل عامين ونصف تنفيذ حوالي ‪ %22‬مما تقرر تنفيذه خالل فترة الدراسة وهي نسبة تعد‬
‫نجاحا مهم في هذا المشروع‪ ،‬ونن المدة التي استغرقها المشروع منذ بداية التطوير في المرحلة الثانية‬
‫للظهور على شبكة األنترنت ‪ 1‬أشهر‪ ،‬ويشمل هذا تقديم أولى الخدمات اإللكترونية‪ ،‬وبوابة الدفع‬
‫اإللكتروني‪ ،‬وتطوير نظام وآلية الدخول واستخدام الخدمات‪ ،‬ومن ثم االستمرار في تطوير الخدمات إلى‬
‫يومنا هذا‪.‬‬

‫إن مشروع الحكومة اإللكترونية القطري يتكون من ثالثة مستويات هي الخدمات اإللكترونية‬
‫والخدمات المعلوماتية والخدمات المعرفية‪ ،‬والعمل مستمر في استكمال المراحل الثالث حاليا‪ ،‬ونن مرحلة‬
‫الخدمات اإللكترونية تستهدف تقديم خدمات تجديد إقامات العاملين في قطر بطريقة إلكترونية وننه تم‬

‫‪1‬صفاء فتوح جمعة‪ ،‬مسؤولية الموظف العام في إطار تطبيق نظام اإلدارة اإللكترونية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.15‬‬

‫‪185‬‬
‫عالقة اإلدارة اإللكترونية بالخدمة العمومية‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫حتى اآلن ربط عشر مؤسسات حكومية كبيرة بالمشروع منها و ازرة الداخلية والقوات المسلحة وشركة‬
‫الطيران المحلية‪ ،‬إضافة إلى بعض الشركات البتروكيميائية‪.1‬‬

‫ثالثا‪ .‬تجربة اإلدارة اإللكترونية في األردن‪:‬‬

‫بالنسبة للتجربة األردنية في مجال الحكومة اإللكترونية فقد تم إطالق مشروع بوابة الحكومة‬
‫اإللكترونية بهدف تحسين األداء الحكومي التقليدي من ناحية وتقديم الخدمات وكفاءة األداء والدقة‬
‫وتقليل الوقت والتكلفة الالزمين إلنجاز المعامالت الحكومية والوصول إلى درجة عالية من الرضا لتلقي‬
‫الخدمة باإلضافة إلى التكامل والتنسيق بين الجهات الحكومية المختلفة والهدف العام هو الوصول إلى‬
‫كفاءة وشفافية وأداء أفضل للحكومة وموظفيها وتغيير الصورة النمطية السائدة لدى الكثيرين‪.‬‬

‫واألردن تتمتع بالعديد من مقومات مثل البنية التحتية المعلوماتية وتوافر الموارد البشرية المؤهلة‬
‫والمدربة وجهة حكومية‪ ،‬هي و ازرة االتصال والمعلومات‪ ،‬التي تقوم بدور التنسيق والدعم لتطبيق برنامج‬
‫الحكومة اإللكترونية حيث يحقق البرنامج األهداف الوطنية ويواجه التحول والتغيير المنشود لإلصالح‬
‫والتطوير في الحكومة لتحقيق تلك األهداف‪.2‬‬

‫رابعا‪ .‬تجربة اإلدارة اإللكترونية في الدولة المصرية‪:‬‬

‫أولى مظاهر الحكومة اإللكترونية في مصر تمثلت في عمل اإلصالح التشريعي‪ ،‬وذلك بمحاولة‬
‫توحيد التشريعات التي تحكم الموضوع الواحد‪ ،‬وفي هذا اإلطار قامت و ازرة العدل المصرية بالتعاون مع‬
‫‪-‬مركز المعلومات ودعم القرار التابع لمجلس الوز ارء‪-‬بحصر التشريعات المصرية الصادرة منذ عام‬
‫‪ 2212‬وحتى اآلن وتحديثها بما يصدر من تشريعات جديدة أو تعديالت لما هو قائم‪.‬‬

‫‪1‬عالء عبد الرزاق سالمي‪ ،‬نظم إدارة المعلومات‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.115...112‬‬
‫‪2‬محمد سمير‪ ،‬اإلدارة اإللكترونية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.129‬‬

‫‪186‬‬
‫عالقة اإلدارة اإللكترونية بالخدمة العمومية‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫كما قامت و ازرة العدل ببناء قاعدة معلومات ألحكام محكمة النقض‪ ،‬وفي طريقها لعمل ذلك بالنسبة‬
‫ألحكام المحكمة اإلدارية العليا بمجلس الدولة وبالتالي أصبح الطريق يسير لعمل إصالح تشريعي على‬
‫أسس دقيقة وشاملة‪.‬‬

‫أما في مجال التعليم فقد تم إطالق برنامج لتخريج معلمي الحاسب اآللي في مرحلة ما قبل التعليم‬
‫الجامعي‪ ،‬باإلضافة إلى إعداد متخصصين قادرين على استخدام الحاسب في التعليم وتطوير أساليب‬
‫التدريب التكنولوجي للمعلمين الذين هم في الخدمة بالفعل‪-‬كما تم تصميم أول نظام معلومات جغرافي‬
‫لخريطة مصر الصناعية‪.1‬‬

‫خامسا‪ .‬تجربة اإلدارة اإللكترونية في فلسطين‪:‬‬

‫الحكومة اإللكترونية في فلسطين خيار ال بديله عنه في ظل التطور الذي يشهده العالم في القطاع‬
‫التقني‪ ،‬مؤكدا أن التخلف عن هذا التطور سيؤدي إلى نوع من التخلص‪.‬‬

‫وفلسطين لها خصوصية جديدة في الحكومة اإللكترونية‪ ،‬فنظ ار لحالة الحصار التي يعاني منها‬
‫الشعب الفلسطيني في ظل االحتالل‪ ،‬كان البحث عن مجاالت االتصال بجمهور المتعاملين مع الدوائر‬
‫الحكومية والعالم ضروريا ونن الخيار اإللكتروني كان هو الحل‪ ،‬تم تركيز جهود كل المؤسسات والقطاع‬
‫الخاص في اختراق جوانب الحصار واالتصال عبر العالم ومع جمهور فلسطين في كل المؤسسات‪.‬‬

‫إن ما تحقق ليس على مستوى الطموح‪ ،‬يقول أحد المتخصصين الفلسطيني‪ ،‬فقد تم تحقيق نسبه‬
‫‪ % 11‬من حيث النفاذ إلى اإلنترنت وتجاوزت االستثمارات في قطاع النقل ثالث مليارات دوالر بالتعاون‬
‫بين القطاعين العام والخاص‪.‬‬

‫‪1‬عبد الفتاح بيومي حجازي‪ ،‬الحكومة اإللكترونية بين الواقع والطموح‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.211-211‬‬

‫‪187‬‬
‫عالقة اإلدارة اإللكترونية بالخدمة العمومية‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫إن الحكومات اإللكترونية ستكون أفضل وسيلة أمام كل الحكومات للتواصل مع العالم‪ ،‬ألنها عامل‬
‫رئيسي في التنمية ومن المهم العمل على دعم وتأهيل الكوادر البشرية واالستثمار في هذا الشأن‪ ،‬بهدف‬
‫الوصول ألكبر عدد من الكوادر الفنية المؤهلة للعمل التقني‪.1‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬اإلدارة اإللكترونية وتحسين الخدمة العمومية في الجزائر‪.‬‬

‫بدأت الجزائر استفادتها من خدمات شبكة األنترنيت والتقنيات المرتبطة بها من خالل ارتباطها‬
‫بالشبكة العالمية في شهر مارس من عام ‪ 1994‬عن طريق مركز البحث واإلعالم العلمي والتقني‬
‫‪ ،CERIST‬الذي أنشئ في مارس ‪ 1986‬من قبل و ازرة التعليم العالي والبحث العلمي‪ ،‬والذي كانت‬
‫مهمته األساسية آنذاك العمل على إقامة شبكة وطنية وربطها بشبكات إقليمية ودولية‪ ،‬وبعد إصدار‬
‫المرسوم التنفيذي رقم ‪ 98 - 257‬بتاريخ ‪ 25‬أوت ‪ 1998‬وتعديله بالمرسوم التنفيذي رقم ‪2000 -‬‬
‫‪307‬الصادر بتاريخ ‪ 14‬أكتوبر ‪ 2000‬والذي تم من خالله تحديد شروط وكيفيات وضع واستغالل‬
‫خدمات األنترنيت‪ ،‬ظهر مزودون جدد خواص وعموميين إلى جانب مركز البحث واإلعالم العلمي‬
‫والتقني مما زاد عدد مستخدمي الشبكة‪ ،‬فالجزائر في سبيل تدارك تأخرها وفرت خط اتصال أساسي‬
‫لألنترنت من األلياف الضوئية قدرته ‪ 34‬ميغابايت‪/‬الثانية قابل للتوسعة إلى ‪144‬ميغابايت‪/‬الثانية‬
‫لتمكن موزعي خدمات األنترنت وبعض مؤسسات االتصال من االرتباط بالشبكة الدولية على وجه‬
‫أحسن‪ ،‬وتوالت اإلنجازات في هذا المجال كما تم دخول المتعاملين الثالثة في تزويد المتعاملين بخدمات‬
‫اإلنترنت‪ ،2‬وعمدت بعد ذلك الو ازرات الوصية على تطوير تقنية المعلومات للنهوض باإلدارة الجزائرية‬

‫‪1‬محمد سمير‪ ،‬اإلدارة اإللكترونية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.122‬‬


‫‪2‬زبير عياش‪ ،‬سمية عبابسة‪ ،‬الصيرفة اإللكترونية كمدخل لعصرنة وتطوير البنوك اإللكترونية‪ ،‬مجلة العلوم اإلنسانية‪ ،‬العدد ‪ ،41‬ديسمبر ‪،1221‬‬
‫المجلد أ‪ ،‬الجزائر‪ ،‬ص ص ‪.141-145‬‬

‫‪188‬‬
‫عالقة اإلدارة اإللكترونية بالخدمة العمومية‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫والدخول في عصر الرقمنة من خالل ما أطلق عليه مشروع الجزائر اإللكترونية الذي كان من أكبر‬
‫دعائمه اإلنترنت وتكنولوجيا المعلومات‪.‬‬

‫لقد تم بذل جهود حثيثة لتطوير المحتوى الرقمي والخدمات عبر اإلنترنت في الجزائر‪ ،‬والتي من‬
‫شأنها أن تلبي احتياجات المواطن واإلدارة والمؤسسة‪ ،‬وتتعلق بمجاالت التعليم‪ ،‬والصحة‪ ،‬والمالية‪،‬‬
‫والتجارة‪.. ،‬وما إلى ذلك‪ ،‬والتي ستسمح بتحسين جودة الخدمة وتنويع ونثراء المحتوى المحلي والوطني‪.‬‬

‫فقد بدأت الجزائر مشوار العصرنة كما تمت اإلشارة مسبقا منذ طرح مشروع استراتيجية الجزائر‬
‫اإللكترونية ‪ ،1221‬فاألهداف األساسية التي تم رسمها خالل وضع اإلدارة اإللكترونية موضع التنفيذ‬
‫في الجزائر هي‪:‬‬

‫• تحديث اإلدارة من خالل إدخال تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت إليها‪.‬‬

‫• تقريب اإلدارة من المواطن من خالل تطوير الخدمات عبر األنترنت إلرساء فكرة الخدمات اإللكترونية‬
‫الحكومية‪.‬‬

‫من أجل ضمان إدارة اإلجراءات بطريقة آمنة وقابلة للتشغيل المتبادل والتواصل اإللكتروني بين‬
‫مختلف إدارات ومستويات الدولة‪ ،‬والشرط األساسي الضروري هو إنشاء شبكة بين اإلدارات‪ ،‬التي يجب‬
‫أن تستند على بنية تحتية لالتصاالت عالية السرعة واألمان بما يضمن تبادل المعلومات والبيانات‪،‬‬
‫وكذا تطوير التطبيقات القطاعية في القطاع العام‪ :‬خدمات إلكترونية للمواطنين‪ ،‬خدمات إلكترونية عبر‬
‫اإلنترنت للموظفين‪ ،‬والخدمات عبر اإلنترنت لـلشركات‪.‬‬

‫سنحاول من خالل هذا المطلب دراسة مشروع الجزائر اإللكترونية في الفرع األول‪ ،‬ومن سنستعرض‬
‫استراتيجية الجزائر اإللكترونية الجديدة في الفرع الثاني‪ ،‬لنختم المطلب بالتطرق للبنية التحتية اإللكترونية‬
‫للجزائر اإللكترونية الجديدة التي وضعتها الجزائر‪.‬‬

‫‪189‬‬
‫عالقة اإلدارة اإللكترونية بالخدمة العمومية‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫الفرع األول‪ :‬مشروع الجزائر اإللكترونية‪.‬‬

‫بدأت الجزائر مشروع التحول نحو الجزائر اإللكترونية منذ إطالق مشروع الجزائر اإللكترونية سنة‬
‫‪ ،1222‬الذي حددت مدته ب ‪ 5‬سنوات للوصول إلى التحول الرقمي المرجو داخل كل قطاعات الدولة‬
‫واللحاق بالتطور التكنولوجي الحاصل عالميا‪.‬‬

‫ويندرج مشروع الجزائر اإللكترونية ‪ 1221‬ضمن المبادرات‪ ،‬والمشاريع التنموية التي تبنتها الحكومة‬
‫الجزائرية خالل الجيل الماضي‪ ،‬والتي خلفت آثا ار إيجابية فعليا‪ ،‬فقد كان الهدف من هذا المشروع هو‬
‫تحقيق التنمية المستدامة في مختلف جوانب الحياة‪ ،‬ليندرج في إطار بروز مجتمع العلم والمعرفة‬
‫الجزائري‪ ،‬والذي يرمي إلى إحالل نظام إلكتروني متطور شامل‪ ،‬وتعميم استعمال التكنولوجيات الحديثة‬
‫من خالل ترقية نظام المعلوماتية وندخال تكنولوجيا المعلومات داخل كل القطاعات في الدولة‪ ،‬خاصة‬
‫االتصاالت‪ ،‬والبنوك‪ ،‬واإلدارة العمومية‪ ،‬وقطاعات التربية والتعليم لجعلها تقدم خدماتها بشكل أفضل‬
‫وأبسط للمواطنين من خالل إتاحة كل الخدمات عبر المنصات اإللكترونية على شبكة اإلنترنت لفائدة‬
‫المواطنين‪ ،‬والشركات واإلدارات‪ ،‬فتصبح وسيلة اتصال تفاعلية ما بين الحكومة والمجتمع المدني‪.‬‬

‫أوال‪ .‬محاور الجزائر اإللكترونية ‪:6113‬‬

‫تتمحور خطة العمل هذه حول ثالثة عشر محو ار رئيسيا‪ ،‬حيث تم إعداد قائمة جرد للوضع بالنسبة‬
‫لكل محور وتحديد األهداف الرئيسية والخاصة المزمن تحقيقها على مدى الخمس سنوات المقبلة من‬
‫‪ 1222‬إلى ‪ ،1221‬وتمثلت هذه المحاور في‪:‬‬

‫‪ -2‬تسريع استخدام تكنولوجيات اإلعالم واالتصال في اإلدارة العمومية‪.‬‬

‫‪ -1‬تسريع استعمال تكنولوجيات اإلعالم واالتصال في الشركات‪.‬‬

‫‪190‬‬
‫عالقة اإلدارة اإللكترونية بالخدمة العمومية‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪ -1‬تطوير اآلليات واإلجراءات التحفيزية الكفيلة بتمكين المواطنين من االستفادة من تجهيزات‬


‫وشبكات تكنولوجيات اإلعالم واالتصال‪.‬‬

‫‪ -4‬دفع تطوير االقتصاد الرقمي‪ ،‬من خالل تهيئة الظروف المناسبة لتطوير صناعة تكنولوجيات‬
‫اإلعالم واالتصال تطوي ار مكثفا‪.‬‬

‫‪ -5‬تعزيز البنية األساسية لالتصاالت ذات التدفق السريع والفائق السرعة‪ ،‬تكون مؤمنة وذات خدمات‬
‫عالية الجودة‪.‬‬

‫‪ -1‬تطوير الكفاءات البشرية‪ ،‬من خالل وضع إجراءات ملموسة في مجال التكوين والتأطير الجيد‪.‬‬

‫‪ -2‬ضبط مستوى اإلطار القانوني الوطني‪ ،‬مع األخذ بعين االعتبار التجربة المعاشة وكل النقائص‬
‫المالحظة والصعوبات المسجلة‬

‫‪ -2‬آليات التقييم والمتابعة‪ ،‬من خالل مواكبة كل مراحل عملية إعداد وتنفيذ وتحقيق العمليات التي‬
‫من شأنها السماح بتجسيد أهداف استراتيجية “الجزائر اإللكترونية”‪.‬‬

‫‪ -9‬الموارد المالية‪ ،‬حيث يستلزم تنفيذ البرامج أموال طائلة تقدر بحوالي أربعة مليار دوالر‪ ،‬لذلك البد‬
‫من االستغالل لكل مصادر التمويل‪.1‬‬
‫ثانيا‪ .‬أهداف مشروع الحكومة اإللكترونية في الجزائر‪:‬‬

‫لقد كانت األهداف األساسية والمرجوة من مشروع الجزائر اإللكترونية وباألخص مشروع الحكومة‬
‫اإللكترونية هو‪:‬‬

‫طروبيا ندير‪ ،‬الحكومة اإللكترونية ومحاولة تأسيس المبدئي لإلدارة اإللكترونية في الجزائر (تحليل للواقع واستشراف للمستقبل)‪ ،‬مجلة البشائر‬ ‫‪1‬‬

‫االقتصادية‪ ،‬المجلد الرابع‪ ،‬العدد ‪ ،1‬ص ‪.551‬‬

‫‪191‬‬
‫عالقة اإلدارة اإللكترونية بالخدمة العمومية‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪ -2‬ضمان الفعالية في تقديم الخدمات الحكومية للمواطنين‪ ،‬وأن تكون متاحة للجميع‪ ،‬وذلك بتسهيل‬
‫وتبسيط المراحل اإلدارية التي تسعى من خاللها إلى الحصول على وثائق أو معلومات‪.‬‬

‫‪ -1‬التنسيق بين مختلف الوزرات والهيئات الرسمية‪.‬‬

‫‪ -1‬مكافحة البيروقراطية التي تشكل كبحا لتنمية البالد‪.‬‬

‫‪ -4‬تحسين نوعية الخدمات المقدمة للمواطنين في مختلف مجاالت حياة مجتمعنا والمساهمة كذلك في‬
‫تجسيد مبادئ العدالة االجتماعية والمساواة على أرض الواقع‪ ،‬كذلك تحقيق السياسة الوطنية الجوارية‬
‫عن طريق تقريب اإلدارة من المواطن‪.‬‬

‫‪ -5‬حماية مجتمعنا وبالدنا ضد آفة الجريمة المنظمة وباألخص الجريمة المنظمة العابرة للحدود وكذا‬
‫‪1‬‬
‫ظاهرة اإلرهاب والتي تستعمل غالبا تزوير وتقليد وثائق الهوية والسفر كوسيلة النتشارها‪.‬‬

‫ثالثا‪ .‬برنامج عمل تنفيذ مشروع الجزائر الحكومة اإللكترونية ‪:6113‬‬

‫يتأ تى برنامج الحكومة اإللكترونية ضمن المبادرات والمشاريع التنموية التي تتبنها الجزائر لتحقيق‬
‫التنمية المستدامة في مختلف جوانب الحياة‪ ،‬ويتمثل برنامج عمل تنفيذ هذا المشروع في‪:‬‬

‫‪ -2‬برنامج تطوير التشريعات‪ :‬والذي يتضمن إعداد قانون ينظم المعامالت الحكومية اإللكترونية وتطوير‬
‫التشريعات القائمة‪.‬‬

‫‪ -1‬برنامج تطوير البنية المالية‪ :‬يعمل البرنامج على تطوير المؤسسات ماليا لتصبح أكثر مرونة‪.‬‬

‫‪1‬غزال‪ ،‬عادل‪ .‬الحكومة اإللكترونية في الجزائر والنفاذ إلى مجتمع المعلومات‪ ،‬الملتقى الوطني الثامن حول‪ :‬مستقبل ثقافة المعلومات واالتصال‬
‫لدى الشباب في الجزائر‪ :‬بين صناعة المجتمع الجماهيري ومجتمع المعرفة والمعلومات من تنظيم جمعية الروافد الثقافية بالتعاون مع قسم علم‬
‫المكتبات والتوثيق بجامعة باتنة يومي ‪-29/22‬نوفمبر‪ ،1224-‬الموقع ‪/https://adelghezzal.wordpress.com/2014/12/18‬‬

‫‪192‬‬
‫عالقة اإلدارة اإللكترونية بالخدمة العمومية‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪ -1‬برنامج التطوير اإلداري والتنفيذي‪ :‬والذي يشمل تطوير أساليب العمل في الجهات المقرر استخدامها‬
‫للمعامالت اإللكترونية‪.‬‬

‫‪ -4‬برنامج التطوير الفني‪ :‬يركز هذا البرنامج على استخدام التكنولوجيا الرقمية في الجهات الحكومية‬
‫لتطوير الطاقات والقدرات الالزمة إلنجاز المشروع‪ ،‬كذلك يهتم البرنامج بتحسين الكفاءة التشغيلية والتي‬
‫تتضمن استخدام أحدث األجهزة والمعدات وأنظمة قواعد البيانات وتحديث البنية األساسية لالتصاالت‬
‫والمعلومات‪.‬‬

‫‪ -5‬برنامج تنمية الكوادر البشرية‪ :‬من خالل العمل على تطوير فكر القيادات الحكومية بما يتالءم مع‬
‫مفهوم الحكومة اإللكترونية‪ ،‬ونعداد خطة مناسبة لتدريب فرق العمل التي يتم تكوينها من جميع الجهات‬
‫الحكومية التي تشارك في مشروع الحكومة اإللكترونية بهدف القدرة على إدارته كل حسب اختصاصه‪.‬‬

‫‪ -1‬برنامج اإلعالم والتوعية‪ :‬يتم من خالل البرنامج إعداد خطة تعريف المجتمع بمزايا التحول إلى‬
‫‪1‬‬
‫المجتمع الرقمي وكيفية االستفادة من مشروع الحكومة اإللكترونية‪.‬‬

‫ومن أجل بدء تنفيذ البرنامج قامت الحكومة بتعيين لجنة تضم ممثلين عن جميع الو ازرات إضافة‬
‫إلى خبراء في تقنيات اإلعالم واالتصال‪ ،‬وسميت اللجنة بـ"اللجنة اإللكترونية" وتحت إشراف رئيس‬
‫‪2‬‬
‫الحكومة‪ ،‬والتي تسعى للتطبيق الفعلي لهذه االستراتيجية على أرض الواقع‪.‬‬

‫ولعل أهم العمليات التي تم تجسيدها في الواقع من أجل تفعيل هذه االستراتيجية ما يلي‪:‬‬

‫‪ -2‬تنصيب شبكة حكومية داخلية) ‪ (RIG‬وهي نظام شامل يتضمن مجموعة من وسائل االتصال‬
‫الحديثة على مستوى الحكومات العالمية‪.‬‬

‫‪1‬واعر وسيلة‪ ،‬دور الحكومة اإللكترونية في تحسين جودة الخدمات الحكومية" حالة و ازرة الداخلية والجماعات المحلية‪ -‬الجزائر –"‪ ،‬بحث مقدم للملتقى‬
‫الدولي ‪ 11‬حول إدارة الجودة الشاملة بقطاع الخدمات‪ ،‬جامعة قسنطينة‪ ،‬ديسمبر ‪، 1222‬ص ‪.24‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Kamel Benel kadi, gouvernement électronique en Algérie : la langue marche vers le numérique, article publie‬‬
‫‪au journal el Watan, 3 mai 2008, p2.‬‬

‫‪193‬‬
‫عالقة اإلدارة اإللكترونية بالخدمة العمومية‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪ -1‬وضع برنامج ‪ IDARA‬على مستوى الوظيف العمومي ومصلحة الموارد البشرية‪ ،‬كما تم تنصيب‬
‫شبكة معلومات تربط اإلدارات مع الهياكل المركزية والمحلية المكلفة بالوظيف العمومي‪.‬‬

‫‪ -1‬أتمتة العديد من المعلومات الخاصة بالدوائر الحكومية عبر مواقع الويب مثل موقع إدارة الضرائب‪،‬‬
‫موقع مجلس الدولة‪ ،‬موقع رئاسة الجمهورية الجزائرية‪ ،‬موقع و ازرة الصحة‪ ،‬مجلس األمة‪ ،‬المجلس‬
‫الشعبي الوطني وغيرها من المواقع الحكومية‪.‬‬

‫‪ -4‬انتهاج و ازرة الداخلية والجماعات المحلية لنظام وطني بشكل تدريجي يرتكز على محورين أساسين‬
‫هما إطالق بطاقة التعريف الوطنية البيومترية اإللكترونية والتي أصبحت سارية المفعول انطالقا من‬
‫‪ ،1222- 1222‬إضافة إلى إطالق جواز السفر البيومتري اإللكتروني والذي دخل الحيز العملي خالل‬
‫السداسي األول من ‪ ،1222‬وعملية تصوير سجالت الحالة المدنية بواسطة السكانير على مستوى عدد‬
‫من البلديات النموذجية‪ ،‬كما تم إعداد شبكة الصحة الجزائرية بربط مختلف المؤسسات الصحية‪ ،‬ونعداد‬
‫نظام الدفع البنكي والحسابات البريدية وتوزيع بطاقات السحب والدفع اإللكتروني‪.‬‬

‫‪ -5‬إنشاء شبكة أكاديمية وبحثية تربط مجموعة مؤسسات التعليم العالي بشبكة لالطالع على نتائج‬
‫‪1‬‬
‫شهادتي البكالوريا والتعليم المتوسط والتسجيل األولي للحاملين الجدد لشهادة البكالوريا‪.‬‬

‫رابعا‪ .‬رأي المجلس االقتصادي من هذا المشروع‪:‬‬

‫بعد إخطار المجلس االقتصادي واالجتماعي في ‪ 24‬جانفي سنة ‪ 1229‬بعدما عرض السيد الوزير‬
‫األول آن ذلك باسم الحكومة ملف مشروع الجزائر اإللكترونية ‪ 1221‬عليه إلبداء رأيه‪ ،‬وقد قام المجلس‬
‫بتنصيب لجنة مختصة مكلفة لدراسة الملف تضم نخبة المجتمع‪ ،‬ومن ثم قدم جملة من المالحظات‬
‫التي بينت سبب عدم نجاح الجزائر في إكمال هذا المشروع وكان أهمها‪:‬‬

‫‪1‬مسيردي سيد أحمد‪ ،‬سعيدي خديجة‪ ،‬مشروع الجزائر اإللكترونية‪ :‬واقع وتحديات‪ ،‬مجلة اإلدارة والتنمية للبحوث والدراسات‪ ،‬العدد الرابع‪ ،‬الجزائر‪،‬‬
‫ص ص ‪.122-122‬‬

‫‪194‬‬
‫عالقة اإلدارة اإللكترونية بالخدمة العمومية‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪-2‬تبـرز اسـت ارتـيجـية " إ ‪ -‬الجـزائر ‪ " 1221‬انـفصـاال في عدة جـوانب عن الـسيـاسات الـعمـوميـة المنـتهـجة‬
‫في مـجال تـكنـولوجـيات اإلعالم واالتـصال‪ ،‬كما لم يتم االستناد على األخص إلى بـرنامج الحـكـومة‬
‫المـصادق عـليه في سـنة ‪ 1221‬الـذي سبق وأن نـص على ضرورة " تـقلـيص الـهوة الـرقـميـة التي تفـصلـنا‬
‫عن البـلدان الـتي تتـحكم في هـذه التـكنولـوجيـات الجديـدة وتجسـيد ترقـية مـجتـمع اإلعالم والمعـرفة السـيما‬
‫من خالل إعداد استراتيجية وسياسة وطنية خاصة بهذا الميدان"‪.‬‬

‫‪-1‬تعتبر الدولة هي المحـرك في كل ما له عالقة بـتطـبيق برنـامج " إ ‪ -‬الجزائر ‪ " 1221‬وتكاد تحمل‬
‫لـوحدهـا وعلى عاتقها مجهود التنمية الذي أفرزه تطبيق السياسات العمومية ذات الصلة بهذه المسألة‪.‬‬

‫‪-1‬أن حصر مدة إنجاز المشروع في غضـون خـمس سنـوات أمـر يصـعب احـت ارمـه إذا ما أخـذنا ب ـعـين‬
‫االع ـتـبــار شـدة ال ـض ـغـوط المـذكـورة في المــلف‪.1‬‬

‫‪-4‬عدم إعطاء السلطة السياسية االهتمام المطلوب على الرغم من كون اإلرادة السياسية تسعى بالدرجة‬
‫األولى إلى ترقية التسيير الجواري الذي تؤدي تكنولوجيا اإلعالم واالتصال في كنفه دو ار هاما‪.‬‬

‫‪-5‬على الرغم من أن المشروع يعتبر مشاركة المواطن الموجه األول لتطور تكنولوجيا االعالم واالتصال‬
‫إال أنه ال يطرح بشكل كاف شرط إقامة نظام وطني تعريفي لكل مواطنة ومواطن‪.2‬‬

‫‪-1‬وعالوة عـلى ذلك يعـتبـر المجلس أنه من األهـميـة مما كـان أن تعـاد صيـاغة المـشروع مع أخـذ‬
‫باالعتبار الجوانب الـثالثة اآلتـية‪:‬‬

‫‪1‬المجلس الوطني االقتصادي واالجتماعي‪ ،‬رأي حول ملف "إ‪-‬الجزائر ‪ ،"1221‬الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية‪ ،‬العدد ‪ ،54‬الصادرة في ‪11‬‬
‫رمضان ‪ ،2412‬الموافق ل ‪ 21‬سبتمبر ‪ ،1229‬ص ‪.12‬‬
‫‪2‬بهلول سمية‪ ،‬دور اإلدارة اإللكترونية في تفعيل أداء الجماعات اإلقليمية في الجزائر‪ ،‬أطروحة مقدمة لنيل شهادة دكتوراه في العلوم القانونية‪ ،‬تخصص‬
‫إدارة محلية‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة باتنة ‪ ،2‬السنة الجامعية ‪ ،1222/1222‬ص ‪.22‬‬

‫‪195‬‬
‫عالقة اإلدارة اإللكترونية بالخدمة العمومية‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫أ ‪-‬من الـنــاحـيـة االس ـتـ ارتـيـج ـيـة فـي ـمـا يـخص غ ـيـاب نـظـرة جــامـعـة م ـنـفـتـحــة عـلى بـاقـي أجـزاء االقـتـصــاد‬
‫وبـرنـامج تنفيذي محدد‪.‬‬

‫ب‪-‬من النـاحية العـملية فـيما يتعـلق بغياب مـسعى تقيـيمي ناجم بدوره عن إسـقاط المسؤولـيات ونغفال‬
‫ضرورة وجود مرحلة تحضيرية إلزالة أهم العراقيل وهذا قبل الشروع في المشروع‪.‬‬

‫ج ‪-‬من ناحـيـة تـخـصيـص الموارد‪ ،‬فحدد ضعف في التناسق بين حجم الموارد الالزمة القتناء‬
‫التجهيزات‪ ،‬وغياب استراتيجية تراعي االقتصاد الوطني‪.1‬‬

‫ثم أدرج المجلس في ختام نقده للمشروع‪ ،‬جملة من التوصيات الخاصة بالضرورة الملحة إلدراج‬
‫وندخال وتطور تكنولوجيا االعالم واالتصال في صميم استراتيجية واضحة موجهة للدولة‪ ،‬وقد شملت‬
‫تلك التوصيات كل المجاالت سواء العملية أو القانونية أو المالية وغيرها من المجاالت التي تقوم عليها‬
‫الدولة‪ ،‬ومن أهم التوصيات التي ركز عليها المجلس هي دعم االقتصاد الوطني نحو اقتصاد معرفي‬
‫قائم على التكنولوجيا حيث يـدعـو إلى تـفـكـيـر يـشـمل الجـوانب المـرتـبـطـة بـتـطـويـر تكـنـولـوجـيـات اإلعالم‬
‫درجها في السـياسات الـعمـوميـة والرؤى األخرى التي قـد تكـون وثيقـة الصـلة بـهذه‬
‫واالتـصـال في بـالدنـا ون ا‬
‫الـقضايـا‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬استراتيجية الجزائر اإللكترونية الجديدة‪.‬‬

‫بعد كل النتائج المحققة في إطار مشروع الجزائر اإللكترونية ‪ ،1221‬ورغم أنه لم يتم تحقيقه كامال‬
‫إال أن الجزائر لم تتوقف عند ذلك الحد بل حاولت السعي إلى التطوير أكثر لمجتمع المعلومات‪ ،‬فقامت‬
‫بجملة من الخطوات واإلجراءات الحديثة التي أدخلت تكنولوجيا اإلعالم واالتصال إلى بيوتنا فعال‪،‬‬

‫‪1‬المجلس الوطني االقتصادي واالجتماعي‪ ،‬رأي حول ملف "إ‪-‬الجزائر ‪ ،"1221‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.12‬‬

‫‪196‬‬
‫عالقة اإلدارة اإللكترونية بالخدمة العمومية‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫وتسهيل الخدمات العمومية على المواطنين وأيضا تسهيل األعمال اإلدارية‪ ،‬وقد كانت و ازرة البريد‬
‫والمواصالت هي الداعم والفاعل في هذا المجال‪.‬‬

‫ف في إطار وضع السياسة العامة للحكومة وبرنامج العمل المخصص لتطوير مجتمع المعلومات‪،‬‬
‫من خالل البنى التحتية ووسائل االتصاالت السلكية والالسلكية واستعمال تكنولوجيات اإلعالم واالتصال‪،‬‬
‫قامت الجزائر بإعداد مخطط وطني لتطوير تكنولوجيات اإلعالم واالتصال‪ ،‬باعتبارها هي البنية التحتية‬
‫األساسية لقيام اإلدارة اإللكترونية‪ ،‬هذا المخطط مبني أساسا على مجموعة من األهداف الرئيسية‪ ،‬وهي‬
‫تهدف إلى تحقيق ما يلي‪:‬‬

‫توطيد أسس الجزائر المستقرة‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫تحقيق الحكم الرشيد‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫مواصلة التنمية البشرية‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫الزيادة في ديناميكيات النمو االقتصادي‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫وباألخص إدخال تكنولوجيا المعلومات إلى كل اإلدارات والبيوت الجزائرية‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫وقد اعتمدت الجزائر على جملة من الخطوات المتتالية لتسهيل عملية التحول الرقمي داخل‬
‫المجتمع‪ ،‬وهي‪:‬‬

‫أوال‪ .‬تعميم التدفق العالي والعالي جدا‪ :‬تعتبر شبكات التدفق السريع والفائق السرعة من الشبكات ذات‬
‫األهمية البالغة سواء بالنسبة للمواطن أو اإلدارة وأيضا بالنسبة للمؤسسات االقتصادية في نقل ومعالجة‬
‫‪1‬‬
‫المعلومات ونرسال الطلبيات‪.‬‬

‫‪ 1‬قريني فارس‪ ،‬واقع البنية التحتية لقطاع تكنولوجيا المعلومات والتصاالت بالجزائر‪ ،‬مجلة إيلي ار للبحوث والدراسات‪ ،‬المجلد ‪ ،24‬العدد ‪ ،22‬الجزائر‪،‬‬
‫‪ ،1229‬ص‪.59‬‬

‫‪197‬‬
‫عالقة اإلدارة اإللكترونية بالخدمة العمومية‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫يرتكز هذا الرهان في الجزائر أساسا على االستثمار في مجموع التكنولوجيات التي تنشأ من المعرفة‬
‫الجديدة والتطبيق المبتكر للمعرفة‪ ،‬كما أن هذا التطور يجب أن يتجلى كذلك من خالل توسيع وتعميم‬
‫الولوج إلى األنترنت الثابت عالي التدفق‪.1‬‬

‫تم العمل أوال على تعميم التدفق العالي والعالي جدا في أغلب واليات الوطن خاصة المناطق التي‬
‫كانت معزولة وآنية فهذا التعميم يعتبر أحد الركائز األساسية للتنمية المرجوة‪ ،‬فهو يمثل تحديا كبي ار‬
‫سواءا في التهيئة العمرانية أو ال تهيئة البينية اإللكترونية‪ ،‬إذ يشكل آلية فعالة لفرض العصرنة على كل‬
‫المؤسسات واإلدارات وجذب المناطق إلخراجها من عزلتها‪ ،‬فبالفعل‪:‬‬

‫‪ -2‬سيسمح توفير شبكة االتصاالت السلكية والالسلكية الفعالة باإلضافة إلى العروض التنافسية للتدفق‬
‫العالي عبر التراب الوطني بزيادة تنافسية المؤسسات وتعزيز استقطابها باإلضافة إلى إنعاش االقتصاد‬
‫المحلي‪.‬‬

‫‪ -1‬إن تطوير تكنولوجيات اإلعالم واالتصال يعزز النفاذ إلى المعرفة ويساهم في تحسين الحياة اليومية‬
‫لألفراد من خالل العمل عن بعد‪ ،‬والقيام باإلجراءات عن بعد (اإلدارة اإللكترونية)‪ ،‬التسوق عبر األنترنت‬
‫والرعاية المنزلية‪...‬‬

‫‪ -1‬إن إدراج شبكات االتصال في مخططات التهيئة العمرانية واإلقليمية المناسبة يقلل من الفجوة الرقمية‬
‫بجميع جوانبها الجغرافية والتكنولوجية واالجتماعية والثقافية‪.‬‬

‫‪ -4‬تساهم تكنولوجيات اإلعالم واالتصال‪ ،‬بصفتها عامال للتماسك اإلقليمي واالجتماعي‪ ،‬مساهمة فعلية‬
‫في توفير الخدمات الفعالة للمواطنين‪.‬‬

‫‪1‬سلمى بشاري‪ ،‬تطوير الرقمنة في الجزائر كآلية لمرحلة ما بعد جائحة كورونا (كوفيد ‪، n 03،vol 36،Reve les cahiers du cread ،)29‬‬
‫الجزائر‪ ،1212 ،‬ص‪.592‬‬

‫‪198‬‬
‫عالقة اإلدارة اإللكترونية بالخدمة العمومية‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫ولهذا الغرض‪ ،‬تم اتخاذ بعض اإلجراءات ذات األهمية البالغة تهدف إلى تعزيز وتكثيف وتنويع‬
‫تكنولوجيات النفاذ وتأمين البنى التحتية ذات التدفق العالي والعالي جدا‪ ،‬ونطالق تراخيص الجيل الثالث‬
‫لمتعاملي الهاتف النقال الثالثة (‪ ،)1221‬ورخص الجيل الرابع للهاتف الثابت (‪ ،)1224‬والجيل الرابع‬
‫للهاتف النقال‪ ،‬وتعميم بسط األلياف البصرية عبر التراب الوطني ونطالق مشروع‪. FTTH1‬‬

‫وقد أشار التقرير الذي نشره البنك الدولي سنة ‪ 1221‬حول نسبة النفاذ لألنترنت عالميا‪ ،‬أن الجزائر‬
‫جاءت في المراتب المتأخرة حيث سجلت المرتبة ‪ 241‬عالميا من مجموع ‪ 121‬دولة ممسوحة‪ ،‬والمرتبة‬
‫التاسعة إفريقيا بنسبة نفاذ ‪ 14‬بالنسبة لكل ‪ 222‬نسمة‪ ،‬كما سجل أيضا أن ‪ %14.1‬من العائالت‬
‫الجزائرية تتوفر على جهاز كمبيوتر منها ‪ %25،2‬مربوطة بشبكة اإلنترنت‪.2‬‬

‫ومن هنا عمدت الدولة على تطوير آليات النفاذ إلى شبكة المعلومات ففيما يتعلق بتطوير شبكة‬
‫النفاذ الهاتفية‪ ،‬فقد ارتفعت نسبة النفاذ من ‪ 5.212‬مليون في سنة ‪ 1221‬إلى ‪ 1.22‬مليون في ‪12‬‬
‫جويلية ‪ ،1225‬أي بزيادة تقدر بـ ‪ %.11‬في حين ارتفع معدل تحديث معدات النفاذ للهاتف‪ ،‬من الوقت‬
‫نفسه‪ ،‬من ‪ %25‬سنة ‪ 1221‬إلى ‪ %41‬في ‪ 12‬جويلية ‪ ،1225‬ويتوقع تحديث شبكة الوصول الهاتفية‬
‫بأكملها مع نهاية سنة ‪ ،1221‬كما ارتفعت قاعدة المعدات الخاصة باألنترنت من ‪ 1.4‬مليون في‬
‫‪ 1221‬إلى ‪ 4.21‬مليون نفاذ مع نهاية شهر جويلية ‪ ،1225‬أي بزيادة نسبة تقدر بـ ‪ ،%12‬إن عملية‬
‫تحديث المعدات وتطوير الشبكة يساهم حتما في زيادة سرعة تصليح األعطال خالل ‪ 14‬ساعة ال‬
‫أكثر‪ ،‬بحيث تم تحديد معدل تصليح األعطال لسنة ‪ 1225‬بـ ‪.3%22‬‬

‫‪1‬موقع و ازرة البريد والمواصالت السلكية والالسلكية‪ ،‬تاريخ االطالع ‪https://www.mpt.gov.dz/ar/content/ ،1212-21-25‬‬
‫‪2‬قريني فارس‪ ،‬واقع البنية التحتية لقطاع تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت بالجزائر‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.11‬‬
‫‪3‬موقع و ازرة البريد والمواصالت السلكية والالسلكية‪/https://www.mpt.gov.dz/ar/content ،1212-22-24 ،‬التدفق‪-‬العالي‪-‬و‪-‬العالي‪-‬‬
‫جدا‬

‫‪199‬‬
‫عالقة اإلدارة اإللكترونية بالخدمة العمومية‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫ثانيا‪ .‬السعي إلى تقليص الفجوة اإللكترونية‪ :‬لقد كان الهدف األول من كل هذه اإلصالحات والعصرنة‬
‫القائمة في البالد هو تقليص الفجوة اإللكترونية وتوسيع العمل عبر اإلنترنت‪ ،‬ألن تعميم استخدام‬
‫تكنولوجيات اإلعالم واالتصال في جميع قطاعات الحياة االقتصادية واالجتماعية لم يمنع من وجود‬
‫فوارق بين المواطنين في النفاذ إلى التكنولوجيات الحديثة والتحكم فيها‪ ،‬فال يزال هذا الفارق الذي يسمى‬
‫"الفجوة الرقمية" موجودا في بلدنا‪ ،‬فنجد أن الفجوة الرقمية بالنسبة للجزائر تفسر من خالل تأخرها‬
‫باألخص في النقاط التالية‪:‬‬

‫األسعار المرتفعة للهواتف الذكية‪ ،‬ضعف الربط الجغرافي باألنترنت عالية التدفق‪ ،‬عدم تطوير تطبيقات‬
‫ذكية للهواتف‪ ،‬عدم توفر آخر التكنولوجيات الحديثة‪ ،‬ضعف في التجارة اإللكترونية‪ ،‬تأخر تطوير‬
‫اإلدارة اإللكترونية‪ ،‬مشاكل األمن السيبرياني‪ ،‬مشاكل تنظيمية وعدم مالئمة التشريعات‪ ،‬ضعف في‬
‫انتاج سلع وخدمات عالية الجودة في قطاع تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت‪.1‬‬

‫ولهذا سعت الحكومة إلى القيام بعدت إجراءات للحد من هذه الفجوة من بينها‪:‬‬

‫‪-2‬خفض سعر اإلنترنت‪ :‬يعد تمكين األسر من الولوج إلى اإلنترنت بأسعار معقولة أحد أهداف مخطط‬
‫العمل الذي ينفذه قطاع البريد والمواصالت السلكية والالسلكية‪ ،‬حيث أطلقت مؤسسة اتصاالت الجزائر‪،‬‬
‫في إطار هذا المخطط‪ ،‬في بداية عام ‪ ،1229‬عملية مضاعفة التدفق للمستخدمين الموصولين باألنترنت‬
‫ليصل إلى واحد ميغابايت‪ ،‬مع خفض األسعار لفائدة زبائنها‪ ،‬بفضل االستثمارات التي تمت لترقية‬
‫وتحديث شبكة االتصاالت الخاصة بها‪ ،‬فلم يتوقف نجاح اتصاالت الجزائر عند تحسين جودة الخدمة‬
‫فحسب‪ ،‬بل وصل إلى توسيع شبكتها في جميع الواليات‪ ،‬والمناطق الريفية والحضرية‪ ،‬وبالتالي الولوج‬
‫العادل والشامل إلى اإلنترنت‪.2‬‬

‫‪1‬سلمى بشاري‪ ،‬تطوير الرقمنة في الجزائر كآلية لمرحلة ما بعد جائحة كورونا (كوفيد ‪ ،)29‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.592‬‬
‫‪2‬موقع و ازرة البريد والمواصالت السلكية والالسلكية‪/https://www.mpt.gov.dz/ar/content ،1212-25-21 ،‬استراتجية‬

‫‪200‬‬
‫عالقة اإلدارة اإللكترونية بالخدمة العمومية‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪ -1‬أنظمة أمن المعلومات‪ :‬عادة ما يقترن االستخدام الواسع لألدوات الرقمية والعمل عن بعد بزيادة‬
‫الهجمات السيبرانية‪ ،‬لذلك فتأمين األنظمة المعلوماتية وخلق تطبيقات لألمن السيبراني يمكن اعتبارها‬
‫كتوجه ضروري لتطوير الرقمنة واستخدامها الواسع في حالة األزمات‪.1‬‬

‫ومن أجل ضمان أمن أنظمة المعلومات داخل هيئات المستخدمين‪ ،‬تم إعداد نظام مرجعي وطني‬
‫ألمن المعلومات‪ ،‬مخصص لرفع الوعي حول المخاطر التي تنطوي عليها ولتحديد القواعد واآلليات‬
‫وأفضل الممارسات في هذا المجال‪ ،‬ويتكون النظام المرجعي ألمن المعلومات من سبعة محاور تتمثل‬
‫في إدارة األصول‪ ،‬أمن المستخدم النهائي‪ ،‬تأمين الشبكات‪ ،‬أمن األنظمة‪ ،‬األمن المادي‪ ،‬مراقبة النظم‪،‬‬
‫إدارة المخاطر والقدرة على العمل بعد الكوارث‪.2‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬البنية التحتية اإللكترونية للجزائر اإل لكترونية الجديدة‪.‬‬

‫إن تطوير منشآت دعم تكنولوجيات اإلعالم واالتصال‪ ،‬بالنظر إلى الدور األساسي الـمتزايد الذي‬
‫تؤديه في تطوير النشاطات االقتصادية‪ ،‬يشكل محو ار هاما في االستراتيجية الحكومية الرامية إلى تجديد‬
‫االقتصاد الوطني‪ ،‬وبالتالي‪ ،‬فإن عمل الحكومة سيرمي إلى ضمان االستعمال األمثل للمنشآت الموجودة‬
‫وننجاز قدرات جديدة تستجيب للمعايير الدولية‪ ،‬كروافد ضرورية لبروز وتطوير اقتصاد رقمي حقيقي‪،3‬‬
‫وذلك باالعتماد على‪.‬‬

‫‪-‬تحسين القدرات التقنية للمؤسسات العمومية تحت الوصاية عبر اقتناء تجهيزات جديدة‪.‬‬

‫‪1‬سلمى بشاري‪ ،‬تطوير الرقمنة في الجزائر كآلية لمرحلة ما بعد جائحة كورونا (كوفيد ‪ ،)29‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.124‬‬
‫‪2‬موقع و ازرة البريد والمواصالت السلكية والالسلكية‪/https://www.mpt.gov.dz/ar/content ،1212-25-21 ،‬األنظمة‪-‬المرجعية‪-‬ألمن‪-‬‬
‫المعلومات‬
‫‪3‬بوابة الو ازرة األولى‪ ،‬السياسات العمومية‪ ،‬ت أ أ والتحول الرقمي‪ ،‬تاريخ االطالع ‪،1212-22-25‬‬
‫‪http://www.premier-ministre.gov.dz/ar/gouvernement/politiques-publiques/tic-transition-numerique‬‬

‫‪201‬‬
‫عالقة اإلدارة اإللكترونية بالخدمة العمومية‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪-‬إنجاز مناطق جديدة في مناطق مختلفة السيما‪ ،‬مناطق الظل‪ ،‬من أجل إيواء التجهيزات الجديدة‪.‬‬

‫‪-‬تكوين ‪24222‬موظف في مجال اإلعالم واالتصال‪.‬‬

‫‪-‬إقامة دورات تكوينية داخل الجزائر وخارجها للتكوين الجيد لإلطارات على مستوى الو ازرات‪.‬‬

‫‪ -‬تزويد المؤسسات بكل األجهزة الخاصة بتقنيات اإلعالم واالتصال من حواسيب وكابالت واألنترنت‬
‫لتسهيل إقامة العصرنة على مستواها‪.‬‬

‫أيضا‪ ،‬تم تحديث اإلطار التنظيمي الذي يحكم قطاع االتصاالت في الجزائر سنة ‪1222‬عن طريق‬
‫إدخال مفاهيم جديدة مثل فتح سوق األ نترنت الثابت والتشارك في استعمال البنى التحتية (التجوال‬
‫المحلي) وقابلية نقل األرقام والحياد التكنولوجي‪ ،‬وفي هذا اإلطار يقوم تعزيز البنى التحتية لالتصاالت‬
‫السلكية والالسلكية على ثالث محاور رئيسية كالتالي‪:‬‬

‫‪-‬استكمال وتحديث شبكة النفاذ عن طريق رفع مستوى البنى التحتية الموجودة ضمن المجال التكنولوجي‬
‫للتكفل بالتطورات التقنية واحتياجات السوق من حيث تنوع الخدمات‪.‬‬

‫‪-‬تطوير البنى التحتية الجديدة عن طريق رفع قدرات شبكة التدفق العالي والعالي جدا (بسط األلياف‬
‫البصرية والجيل الرابع للهاتف الثابت)‪ ،‬بغية توفير الخدمات للمناطق البيضاء‪ ،‬الريفية والمعزولة خاصة‬
‫وكذا تلبية حاجيات السوق‪.‬‬

‫‪-‬تحسين نوعية الخدمات واستقبال الزبائن‪.1‬‬

‫‪1‬موقع و ازرة البريد والمواصالت السلكية والالسلكية ‪/https://www.mpt.gov.dz/ar/content 1212-22-12‬استراتجية‬

‫‪202‬‬
‫عالقة اإلدارة اإللكترونية بالخدمة العمومية‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫أوال‪ .‬مشروع تعميم الخدمة الشاملة لالتصاالت اإللكترونية) ‪: (SUCE‬‬

‫إن األساس القانوني لمشروع تعميم الخدمة الشمولية هو المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،1111-21‬وحقا‬
‫فقد التزمت الحكومة بضمان ذلك للمواطن‪ ،‬من خالل تزويد كل شخص بالقدر األدنى من الخدمة‬
‫المتمثلة في خدمة هاتفية ذات نوعية خاصة‪ ،‬والمكالمات المستعجلة‪ ،‬والنفاذ إلى خدمات األنترنت‬
‫بتدفق يصل على األقل إلى ‪ 521‬كيلوبايت في الثانية‪ ،‬و هذا في إطار احترام مبادئ المساواة‬
‫واالستم اررية والشمولية والقابلية للتكيف‪..‬‬

‫يتيح مشروع تعميم الخدمة الشاملة لالتصاالت اإللكترونية ) ‪ (SUCE‬الذي يعتبر أداة هامة للسياسة‬
‫العامة والتخطيط اإل قليمي ويحترم المصلحة العامة‪ ،‬من ناحية‪ ،‬ضمان التماسك اإلقليمي من خالل‬
‫التوفيق بين تنوع المناطق والحد من عدم المساواة بين المواطنين‪ ،‬وحتى لجميع األفراد الذين يعيشون‬
‫في المناطق النائية والغير مربحة اقتصاديا بالنسبة للمتعاملين‪ ،‬بتوفير وسائل النفاذ إلى خدمات‬
‫االتصاالت اإللكترونية األساسية وعلى األخص االستفادة من خدمات اإلنترنت بأسعار معقولة‪.2‬‬

‫ووفقا ألحكام المرسوم التنفيذي رقم ‪ 141-22‬تشمل الخدمة الشاملة لالتصاالت اإللكترونية على‬
‫الخصوص‪ ،‬ما يأتي‪:‬‬

‫‪ -2‬إيصال المكالمات الطارئة‪،‬‬

‫‪ -1‬التوصيل الهاتفي‪،‬‬

‫‪ -1‬النفاذ إلى خدمات االتصاالت اإللكترونية‪ ،‬والسيما منها الهاتف واألنترنت الثابت والنقال‪ ،‬في‬
‫المناطق غير المغطاة‪ ،‬بسرعة دنيا قدرها ‪ 1‬ميغا بايت‪ /‬ثانية‪،‬‬

‫‪1‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ 111-21‬المؤرخ في ‪ 11‬ربيع الثاني ‪ 2414‬الموافق ‪ 14‬جوان ‪ ،1221‬المعدل والمتمم‪ ،‬المحدد لمحتوى الخدمة الشمولية‬
‫العامة للبريد واالتصاالت للمواصالت السلكية والالسلكية‪ ،‬والرسوم المطبقة عليها وكيفية تمويلها‪ ،‬ج ر‪ ،‬العدد ‪ ،19‬الصادرة في ‪ 19‬جوان ‪.1221‬‬
‫‪2‬موقع و ازرة البريد والمواصالت السلكية والالسلكية‪/https://www.mpt.gov.dz/ar/content ،1212-22-24 ،‬الخدمة‪-‬الشاملة‪2-‬‬

‫‪203‬‬
‫عالقة اإلدارة اإللكترونية بالخدمة العمومية‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪ -4‬الربط البيني لمؤسسات التربية العمومية والمؤسسات العمومية التربوية المتخصصة لألشخاص ذوي‬
‫االحتياجات الخاصة من خالل شبكات خاصة‪ ،‬وأيضا ترتيبات خاصة لفائدة المستعملين النهائيين ذوي‬
‫االحتياجات الخاصة داخل المؤسسات العمومية‪ ،‬تضمن لهم نفاذا معادال لذلك الذي يستفيد منه‬
‫المستعملون النهائيون اآلخرون‪،‬‬

‫‪ -5‬الربط البيني لمؤسسات الصحة العمومية من خالل شبكات خاصة‪،‬‬

‫‪ -1‬إقامة منشآت أساسية قاعدية تسمح بدعم االتصاالت اإللكترونية وتأمينها وديمومتها عبر كامل‬
‫التراب الوطني‪،‬‬

‫‪ -2‬توفير الوسائل المادية الضرورية لبسط مخططات تنظيم النجدة فيما يخص المواصالت السلكية‬
‫والالسلكية‪.1‬‬

‫ثانيا‪ .‬مضاعفة نقاط النفاذ العمومية إلى تكنولوجيات اإلعالم واالتصال واإلنترنت‪:‬‬

‫بذلت الحكومة الجزائرية جهودا ضخمة بغرض بناء وتطوير البنى التحتية لالتصاالت والتي تشكل‬
‫العمود الفقري لمجتمع المعلومات الشامل‪ ،‬وشهدت نهاية عام ‪ 1222‬إطالق أول قمر صناعي جزائري‬
‫لالتصاالت‪ ،‬ألكومسات‪ ،2-‬وهو في الواقع سادس قمر صناعي تطلقه الجزائر منذ عام ‪ ،1221‬وقد‬
‫قطعت بهذا شوطا ال يستهان به في سبيل تعزيز البنى التحتية الوطنية لالتصاالت وتحسين ولوج‬
‫المؤسسات الوطنية إلى سوق االتصاالت‪ ،‬باإلضافة إلى اإلنترنت‪ ،‬سيدعم ألكومسات‪ 2-‬أيضا نقل‬
‫الصوت والخدمات المتعددة الوسائط‪ ،‬ألن تغطيته للقطر الجزائري بأكمله سيخرج المناطق الجنوبية من‬

‫‪1‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ 141-22‬المؤرخ في ‪ 19‬محرم عام ‪ 2442‬الموافق ‪ 9‬اكتوبر سنة ‪ ،1222‬المحدد محتوى ونوعية الخدمة الشاملة للبريد‬
‫والخدمة الشاملة لالتصاالت اإللكترونية والتعريفات المطبقة عليهما وكيفية تمويلهما‪ ،‬ج ر‪ ،‬العدد ‪ ،12‬الصادر في اول صفر ‪ 2442‬الموافق ل‬
‫‪ 22‬أكتوبر ‪.1222‬‬

‫‪204‬‬
‫عالقة اإلدارة اإللكترونية بالخدمة العمومية‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫العزلة التي تسكنها مجموعات سكانية صغيرة ومتفرقة ال يمكن توصيلها بالشبكات األرضية للهاتف‬
‫واإلنترنت‪.‬‬

‫كما سيتيح ألكومسات‪ 2-‬تحقيق الشمولية الرقمية والوصول إلى المعلومات والمعرفة والتكنولوجيات‬
‫الجديدة‪ ،‬وطنيا ونقليميا‪ ،‬كما تم إطالق التطبيقات األولى لهذه التكنولوجيا الجديدة‪ ،‬من خالل مشاريع‬
‫رائدة للتعليم اإللكتروني والصحة اإللكترونية تصبو إلى ربط ‪ 12.222‬مدرسة و‪ 1.222‬مستشفى‪،‬‬
‫بهدف ضمان التعليم والرعاية بتكلفة أقل‪ ،‬كما ستتيح هذه التكنولوجيا‪ ،‬في نهاية المطاف‪ ،‬االستفادة من‬
‫‪1‬‬
‫خدمات اإلنترنت األخرى‪.‬‬

‫ثالثا‪ .‬البنية التحتية لمشروع التدفق العالي والعالي جدا‪:‬‬

‫حتى يتم تطبيق مشروع التدفق العالي والعالي جدا على أرض الواقع تم وضع البنى التحتية الالزمة‬
‫لذلك من خالل‪:‬‬

‫‪ -2‬نشر شبكة األلياف البصرية‪ :‬إن الغرض من نشر شبكة األلياف البصرية هو إيصال تكنولوجيا‬
‫اإلتصال والمعلومات عبر كافة التراب الوطني‪ ،‬من أجل ضمان اتصال دائم ومتطور ليصل كل‬
‫المناطق حتى النائية منها‪.‬‬

‫يتعلق األمر بربط جميع البلديات والتجمعات السكانية الثانوية والمناطق التي يبلغ عدد سكانها‬
‫‪ 2222‬نسمة بالشبكة األساسية الوطنية‪ ،‬وكذا رفع إمكانيات النفاذ للهاتف واألنترنت من خالل برنامج‬
‫ربط ‪ 1222‬منطقة بشبكة األلياف البصرية حيث سبق وأن تم ربط ‪ 912‬منطقة بين سنتي ‪1221‬‬
‫و‪ ،1224‬في حين تمت برمجة ‪ 442‬منطقة أخرى لسنة ‪ ،1225‬وتم ربط ‪ 112‬منطقة من بينها في‬
‫‪ 12‬أوت ‪ ،1225‬وفي ظل االستثمار القطاعي‪ ،‬تم تسجيل مشروع يتضمن تطوير وتعميم األلياف‬

‫‪/https://www.mpt.gov.dz/ar/content‬تعميم‪-‬‬ ‫‪1‬موقع و ازرة البريد المواصالت السلكية والالسلكية‪ :‬تاريخ االطالع ‪1212-22-24‬‬
‫االستخدامات‬

‫‪205‬‬
‫عالقة اإلدارة اإللكترونية بالخدمة العمومية‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫البصرية‪ ،‬خاصة في المناطق التي تفتقر لهذه الشبكة عن طريق ربطها بـ ‪ 2112‬كلم من األلياف‬
‫البصرية في كل من والية أدرار وبسكرة ونليزي والبيض‪.1‬‬

‫وتتواصل الجهود المبذولة لتمديد شبكات اإلتصال باأللياف البصرية في السداسي األول لعام‬
‫‪ ،1229‬والتي بلغ طولها ‪ 221222‬كلم‪ ،‬أما بالنسبة للسداسي األول لسنة ‪ 1212‬فقد بلغ طول األلياف‬
‫المنجزة ب ‪ 222121‬كلم أي بزيادة ‪.%24.29‬‬

‫‪ -1‬نشر شبكة الجيل الرابع للهاتف الثابت‪ :‬عرفت الشبكة القائمة على تكنولوجيا الجيل الرابع للهاتف‬
‫الثابت خالل المرحلة األولى‪ ،‬تركيب محطات الراديو من نوع ‪eNodeB‬لتغطية المقر الرئيسي‬
‫للوالية‪.‬‬

‫النسبة‬ ‫التغطية المحققة‬ ‫األهداف‬ ‫عدد مشتركي الجيل الرابع للهاتف الثابت‬
‫‪%22‬‬ ‫‪22.191‬‬ ‫‪222.222‬‬ ‫‪ 12‬ديسمبر ‪1224‬‬
‫‪--‬‬ ‫‪154.119‬‬ ‫‪--‬‬ ‫‪ 12‬أوت ‪1225‬‬
‫إن توسيع شبكة الجيل الرابع للهاتف الثابت (المرحلة الثانية) يهدف إلى توسع الشبكة عن طريق‬
‫نشر عقدة نفاذ إضافية من أجل تقديم خدمات التدفق العالي والعالي جدا للمشتركين المتواجدين على‬
‫مستوى المناطق الحدودية والجنوبية‪.‬‬

‫ففي هذه المرحلة بلغ عدد الزبائن ‪ 221921‬زبون في ‪ 12‬أوت ‪ ،1225‬في حين يتمثل الهدف‬
‫المسطر لنهاية سنة ‪ 1225‬في توزيع ‪ 2222‬محطة ‪ eNodeB‬لـ ‪ 422222‬نقطة وصول‪.3‬‬

‫‪1‬موقع و ازرة البريد والمواصالت السلكية والالسلكية‪/https://www.mpt.gov.dz/ar/content ،1212-22-24 ،‬التدفق‪-‬العالي‪-‬و‪-‬العالي‪-‬جدا‬


‫‪2‬تقرير التنمية لسوق الهاتف واإلنترنت السداسي األول ‪ ،1212‬و ازرة البريد والمواصالت السلكية والالسلكية‪ ،‬مديرية اإلحصاء الدراسات واالستشراف‪،‬‬
‫ص ‪.2‬‬
‫‪3‬موقع و ازرة البريد والمواصالت السلكية والالسلكية‪/https://www.mpt.gov.dz/ar/content ،1212-22-24 ،‬التدفق‪-‬العالي‪-‬و‪-‬العالي‪-‬جدا‬

‫‪206‬‬
‫عالقة اإلدارة اإللكترونية بالخدمة العمومية‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫تغطي نسبة شبكة الهاتف المحمول للجيلين الثاني والثالث تقريبا كامل السكان‪ ،‬بينما تغطي شبكة‬
‫الجيل الرابع أكثر من نصف السكان مع تسجيل زيادة طفيفة تقدر ب ‪ %2.2‬بين سنتي ‪1222‬‬
‫و‪.1229‬‬

‫أما خالل السداسي األول لعام ‪ ،1212‬فقد بلغ العدد اإلجمالي الشتراكات االنترنت النقال أكثر من‬
‫‪ 11‬مليون اشتراك‪ ،‬أي بارتفاع نسبي طفيف ‪ %2.5‬مقارنة بعام ‪ ،2019‬وهذا بالرغم من انخفاض‬
‫عدد المشتركين للجيل الثالث واالنتقال إلى الجيل الرابع للحصول على تدفقات أفضل‪.1‬‬

‫‪ -1‬مشاريع التعاون‪ :‬عمدت الجزائر إلى اللجوء لمشاريع التعاون مع الدول األخرى من أجل تقوية‬
‫شبكتها المعلوماتية‪ ،‬ومن بين هذه المشاريع‪:‬‬

‫أ‪ -‬مشروع التعاون اإلفريقي‪ :‬في إطار التعاون اإلفريقي من خالل مشروع األلياف البصرية –‪alger‬‬
‫‪zinder – abuja‬في إطار برنامج الشراكة الجديدة من أجل تنمية أفريقيا‪ ، NEPAD‬حيث تم إبرام‬
‫مذكرة تفاهم بين و ازرة البريد وتكنولوجيا اإلعالم واالتصال وو ازرة اإلعالم في الجمهورية الفدرالية النيجيرية‬
‫وهذا في ‪ 21‬مارس ‪ 1221‬بالجزائر‪ ،‬من أجل تحسين خدمات وسائل االتصال السلكية و الالسلكية‬
‫في هذه الدول الثالث‪ ،2‬فهذه المبادرة الجهوية وحتى القارية التي تم اتخاذها في إطار الشراكة الجديدة‪،‬‬
‫تتعلق بمشروع إنجاز وصلة ربط باأللياف البصرية بين الجزائر (الجزائر) وزيندر (النيجر) وأبوجا‬
‫(نيجيريا)‪ ،‬بحيث سيسمح هذا المشروع‪ ،‬القائم على اإلرادة السياسية المشتركة بين رؤساء البلدان الثالثة‪:‬‬
‫الجزائر والنيجر ونيجيريا‪:‬‬

‫أ‪.‬أ‪ -‬توفير بنية تحتية لنقل تكنولوجيات اإلعالم واالتصال عصرية ومتينة لسكان البلدان الثالث والبلدان‬
‫المجاورة‪.‬‬

‫‪1‬تقرير التنمية لسوق الهاتف واإلنترنت السداسي األول ‪ ،1212‬و ازرة البريد والمواصالت السلكية والالسلكية‪ ،‬مديرية اإلحصاء الدراسات واالستشراف‪،‬‬
‫المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.9-2‬‬
‫‪2‬قريني فارس‪ ،‬واقع البنية التحتية لقطاع تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت بالجزائر‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.55‬‬

‫‪207‬‬
‫عالقة اإلدارة اإللكترونية بالخدمة العمومية‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫أ‪.‬ب‪ -‬توحيد الحركة الجهوية‪ ،‬بما في ذلك البلدان المجاورة المعزولة مثل المالي والتشاد والبنين والطوقو‪،‬‬
‫من أجل ايصالها ألوروبا عن طريق الكوابل البحرية لأللياف البصرية المتواجدة حاليا وتلك الجاري‬
‫تركيبها بالجزائر‪.‬‬

‫ستسمح هذه البنية التحتية االستراتيجية التي تمتد على طول ‪ 4522‬كم تقريبا والتي يتواجد نصفها‬
‫في األراضي الجزائرية (الجزائر ‪ -‬عين قزام)‪ ،‬ببناء شبكة إقليمية للمعلومات تربط بين العديد من البلدان‬
‫األفريقية‪ ،‬فالخط الممتد من الجزائر‪ -‬عين قزام إلى غاية حدود النيجر‪ ،‬يعد جزءا ال يتج أز من الشبكة‬
‫األساسية الوطنية لأللياف البصرية التابعة للمتعامل التاريخي اتصاالت الجزائر‪ ،‬وهذا الرابط الذي سبق‬
‫وأن باشر في العمل‪ ،‬سيعزز ويؤمن من خالل وضع حلقات محلية تسمح بضمان استم اررية الخدمة‪،‬‬
‫والتوفير المستمر للربط وكذا التكفل بالحركة الداخلية واإلفريقية‪ ،‬سيما تلك الخاصة بالنيجر ونيجيريا‬
‫والتشاد‪.1‬‬

‫ب‪ -‬إنجاز الربط بين وهران وفالنسيا (أورفال)‪ :‬سيسمح هذا المشروع‪ ،‬الذي باشرت به السلطات العمومية‬
‫في إطار المخطط االستعجالي ‪ ORSEC‬عقب الحوادث التي وقعت سنة ‪ 1222‬والتي تسببت في‬
‫عزل الجزائر عن بقية العالم‪ ،‬بما يلي‪:‬‬

‫ب‪.‬أ‪ -‬توفير حماية فعالة ومضاعفتها (المضاعفة في حالة إعادة وقوع كارثة طبيعية) للرابطين البحريين‬
‫الجزائر‪ -‬بالما (ألبال‪ )1‬في الوسط وعنابة ‪ -‬مرسيليا (‪ )SMW4‬في الشرق‪،‬‬

‫ب‪.‬ب‪ -‬توفير مجموعة متنوعة من نقاط الهبوط على المستوى الدولي‪،‬‬

‫ب‪.‬ج‪ -‬زيادة قدرة المتعامل التاريخي اتصاالت الجزائر في مجال االتصاالت والتدفق العالي لألنترنت‪،‬‬
‫وأن تسجل حضورها في السوق الدولية‪.‬‬

‫‪1‬موقع و ازرة البريد والمواصالت السلكية والالسلكية‪/https://www.mpt.gov.dz/ar/content ،1212-22-24 ،‬التدفق‪-‬العالي‪-‬و‪-‬العالي‪-‬جدا‬

‫‪208‬‬
‫عالقة اإلدارة اإللكترونية بالخدمة العمومية‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫ويشتمل المشروع على الدراسة والتجهيزات والتركيب والدعم على المدى البعيد لنظام الكابل البحري‬
‫وسيتم دمجه مع شبكات االتصاالت السلكية والالسلكية البحرية واألرضية وهذا على مستوى جانبي‬
‫البحر األبيض المتوسط‪ ،‬وبالتالي منح الجزائر وشركائها مرونة كبيرة في الحركة‪.‬‬

‫ج‪ -‬مشروع ميداكس‪ : MEDEX‬إن هذا المشروع الذي يتعلق بربط الشبكة الجزائرية بالنظام البحري‬
‫الدولي‪ ،‬الرابط بين الواليات المتحدة بآسيا عبر البحر األبيض المتوسط‪ ،‬هو حاليا قيد اإلنجاز‪ ،‬سيعزز‬
‫هذا النظام من النطاق الترددي الدولي بمقدار ‪ 122‬جيجابايت ‪ /‬ثانية وسيكون قابال للتوسيع ليبلغ ‪1.1‬‬
‫تيرابايت ‪ /‬ثانية‪.1‬‬

‫د‪ -‬مشروع المخطط االستعجالي ‪ ORSEC‬لالتصاالت السلكية والالسلكية‪ :‬يندرج المخطط االستعجالي‬
‫الوطني ‪ ORSEC‬ضمن نشاطات الدولة لتخطيط وتنظيم الطوارئ لتسيير الكوارث الطبيعية وغيرها‬
‫من الحوادث التي تسبب ضر ار على حياة اإلنسان وخسائر في البنيات التحتية‪ ،‬سيما تلك الناجمة عن‬
‫مخاطر كبيرة‪ ،‬وفقا للمادتين ‪ 44‬و ‪ 45‬من القانون ‪ 12-24‬المؤرخ في ‪ 15‬ديسمبر ‪ 1224‬والمتعلق‬
‫بالوقاية من األخطار الكبرى وتسيير الكوارث‪ ،‬في إطار التنمية المستدامة‪ ،‬يمثل المخطط مجموعة من‬
‫التدابير المكرسة لتطوير وصيانة الشبكة الوطنية لالتصاالت السلكية والالسلكية الناجعة والمؤمنة‬
‫والموضوعة بطريقة تمكن من تفادي أي خلل أو انقطاع‪ ،‬وينبغي أن تستند هذه التدابير على أحدث‬
‫تكنولوجيات اإلعالم واالتصال من أجل التحسين والتنسيق‪ ،‬والوقاية‪ ،‬والتحسيس‪ ،‬وتتمثل أهداف المخطط‬
‫االستعجالي في‪:‬‬

‫د‪.‬أ‪ -‬جاهزية وسائل االتصال الناجعة والمناسبة عند تسيير مخاطر الكوارث الكبرى‪.‬‬

‫د‪.‬ب‪ -‬تنويع نقاط الربط بالشبكات الدولية‪.‬‬

‫‪1‬موقع و ازرة البريد والمواصالت السلكية والالسلكية‪/https://www.mpt.gov.dz/ar/content ،1212-22-24 ،‬تأمين‪-‬البنى‪-‬التحتية‬

‫‪209‬‬
‫عالقة اإلدارة اإللكترونية بالخدمة العمومية‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫د‪.‬ج‪ -‬تأمين مراكز التقاطع االستراتيجية للتبديل واإلرسال‪.‬‬

‫إن المخطط الوطني االستعجالي لالتصاالت السلكية والالسلكية ‪ ORSEC‬منتشر حاليا عبر ثمانية‬
‫مناطق وهي‪ :‬الجزائر العاصمة والشلف ووهران وقسنطينة وسطيف وعنابة وبشار و ورقلة‪ ،‬وهو يضم‬
‫حلين‪ ،‬يقوم الحل األول على نظام ربط مشتركي الالسلكي بحاويات قابلة للنقل أما الثاني فيقوم على‬
‫نظام سلكي‪.‬‬

‫وقد تم إعطاء صيغة جديدة للمشروع إل عادة النظر في تشكيل مخطط تنظيم النجدة لالتصاالت‬
‫السلكية والالسلكية ‪ ،ORSEC‬وتهدف هذه الرؤية الجديدة إلى تحسين وتعزيز المخطط من أجل التكفل‬
‫السريع والفعال أثناء حدوث الكوارث‪ ،‬من خالل حلول تكنولوجية جديدة وتقسيم يقوم على أساس توزيع‬
‫السكان ومساحة المناطق مع األخذ بعين االعتبار وجود البنيات التحتية لالتصاالت السلكية‬
‫والالسلكية‪.2...‬‬

‫‪1‬موقع و ازرة البريد والمواصالت السلكية والالسلكية‪/https://www.mpt.gov.dz/ar/content ،1212-22-24 ،‬تأمين‪-‬البنى‪-‬التحتية‬


‫‪2‬موقع و ازرة البريد والمواصالت السلكية والالسلكية‪/https://www.mpt.gov.dz/ar/content ،1212-22-24 ،‬تأمين‪-‬البنى‪-‬التحتية‬

‫‪210‬‬
‫عالقة اإلدارة اإللكترونية بالخدمة العمومية‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬تطبيق اإلدارة االلكترونية في بعض القطاعات في الجزائر‬

‫سعت الجزائر إلى التطبيق الفعلي لإلدارة اإللكترونية داخل كل قطاعات الدولة‪ ،‬وهذا تحقيقا لبرنامج‬
‫العصرنة المسطر من قبل الو ازرة‪ ،‬وقد تم تأكيد ذلك من خالل االرتقاء الذي شهدته أغلب القطاعات‪،‬‬
‫فقد تطورت بشكل كبير في مجال الرقمنة والتحول الرقمي في أساليب العمل اإلداري‪ ،‬وأيضا في مجال‬
‫الخدمات العامة التي أصبحت بالفعل خدمات إلكترونية مطابقة للمعايير العالمية‪ ،‬ألن التحدي الرئيسي‬
‫لالنتقال إلى مجتمع المعرفة هو خلق قيمة مضافة وتحسين مستويات المعيشة والرفاهية االجتماعية‬
‫لمواطنيها‪.‬‬

‫تعتبر عملية تخفيف اإلجراءات اإلدارية وتقريب اإلدارة من المواطن ضمن المناهج التي باشرتها‬
‫الدولة‪ ،‬فلقد اتخذت جملة من التدابير لتسهيل األمور ورفع عوائق البيروقراطية بهدف تقليص الفجوة‬
‫الموجودة بين اإلدارة والمواطن‪ ،‬وقد قدمت اإلدارة االلكترونية أهم اآلليات لتطوير تلك العالقة وتحسين‬
‫الخدمات العمومية المقدمة للمواطنين‪ ،‬حيث تم وضع تقنيات جديدة داخل اإلدارة لتكييفها مع التقدم‬
‫التكنولوجي‪ ،‬وقد عملت الو ازرات على تجربة اآلليات الحديثة على بلديات معينة وصغيرة كمرحلة أولية‬
‫قبل تعميمها على كل التراب الوطني كما حصل في حالة رقمنة سجل الحالة المدنية‪ ،‬حيث انطلقت‬
‫عملية تجريبية على مستوى بلديتي حسين داي وباب الواد بالجزائر العاصمة‪ ،‬وعندما حققت الغرض‬
‫المرجو تم تعميمها تدريجيا على كامل التراب الوطني‪ ،‬كما حاولت الجزائر وضع استراتيجية شاملة لكل‬
‫المجاالت اإلدارية والوظيفية والتنموية داخل المؤسسات‪ ،‬وكان ذلك من خالل التحكم الجيد في تكنولوجيا‬
‫المعلومات واالستغالل األمثل لها لعصرنة كل القطاعات في الدولة‪ ،‬وسنحاول عرض تجارب بعض‬
‫القطاعات على سبيل المثال ال الحصر والتي نرى بأنها حققت تطورات جد هامة مقارنة بنظيراتها‪،‬‬
‫حيث تم التطرق في المطلب األول لإلدارة االلكترونية بو ازرة البريد والمواصالت السلكية والالسلكية‪ ،‬أما‬
‫المطلب الثاني فقد شمل اإلدارة االلكترونية في قطاع البنوك‪ ،‬وتناول المطلب الثالث اإلدارة اإللكترونية‬
‫في و ازرة الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية‪ ،‬أما اإلدارة اإللكترونية في قطاع التعليم العالي‬

‫‪211‬‬
‫عالقة اإلدارة اإللكترونية بالخدمة العمومية‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫والبحث العلمي فقد تم التطرق إليها في المطلب الرابع‪ ،‬لنخم المبحث باإلدارة اإللكترونية في و ازرة العمل‬
‫والتشغيل والضمان االجتماعي في المطلب الخامس‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬اإلدارة االلكترونية بوزارة البريد والمواصالت السلكية والالسلكية‪.‬‬

‫تعد و ازرة البريد والمواصالت السلكية والالسلكية أهم الروافد الفاعلة في مجال العصرنة والرقمنة‬
‫والسباقة لتطويرها‪ ،‬مع العلم أن الرقمنة هي جزء ال يتج أز من العصرنة‪ ،‬كما تعتبر حجر األساس إلقامة‬
‫اإلدارة اإللكترونية في الجزائر‪ ،‬ألن اإلنترنت وتوفير البنى التحتية الخاصة باإلدارة اإللكترونية من‬
‫اختصاصها‪ ،‬فقد بذلت كل الجهود لوصول الجزائر إلى هذه المرحلة الرقمية في الخدمات واألعمال‬
‫اإلدارية اإللكترونية التي هي عليها اليوم‪ ،‬وذلك من خالل تعاقدها مع المزود األمريكي ‪Lucent‬‬
‫‪ ،Technologies‬بهدف وضع قاعدة للنفاذ إلى األنترنيت موجهة خصيصا للمؤسسات‪.‬‬

‫بالرجوع إلى القانون رقم ‪ 113/6111‬نجده في مادته األولى يحدد القواعد العامة المتعلقة بالبريد‬
‫والمواصالت السلكية والالسلكية ذات النوعية في ظروف موضوعية وشفافة‪ ،‬وبدون تمييز‪ ،‬في مناخ‬
‫تنافسي‪ ،‬مع ضمان المصلحة العامة‪ ،‬ثم نصت المادة ‪ 22‬فيما معناها أنه يحدد عن طريق التنظيم‬
‫محتوى الخدمة العامة للبريد والمواصالت السلكية والالسلكية والتعريفات المطبقة عليها وكيفية تمويلها‬
‫عند االقتضاء من طرف الدولة وبمساهمة المتعاملين‪ ،‬كل ذلك يكون تحت رقابة سلطة الضبط التي‬
‫أنشئت بموجب هذا القانون‪.2‬‬

‫‪1‬القانون ‪ 21/1222‬المؤرخ في ‪ 5‬جمادى األولى ‪ 2412‬الموافق ل ‪ 5‬غشت ‪ ،1222‬يحدد القواعد العامة المتعلقة بالبريد والمواصالت السلكية‬
‫والالسلكية‪ ،‬ج ر‪ ،‬العدد ‪ ،42‬الصادرة في ‪ 1‬جمادى األولى ‪ 2412‬الموافق ل ‪ 1‬غشت ‪.1222‬‬
‫‪2‬المادة ‪ 2‬من القانون ‪ ،21/1222‬نفس المرجع‪.‬‬

‫‪212‬‬
‫عالقة اإلدارة اإللكترونية بالخدمة العمومية‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫لقد أدخلت الخدمة العمومية كمفهوم جديد منذ صدور القانون السابق الذكر إلى القطاع‪ ،‬من أجل‬
‫تقديم األفضل للمواطنين‪ ،‬والبد من اإلشارة أن التعريفات المقررة والتي يدفعها المواطن ماهي إلى نسبة‬
‫صغيرة جدا كمساهمة للتكاليف التي تحتاجها الخدمة‪.‬‬

‫وفيما يخص البنى التحتية الخاصة بخدمات القطاع وفي إطار عصرنة البريد والمواصالت كشف‬
‫الجزئر عن توفير مايلي‪:‬‬
‫ا‬ ‫المدير العام لمؤسسة بريد‬

‫‪-‬عصرنة مكاتب البريد من حيث التجهيازت ونظام التسيير المعلوماتي للخدمات البريدية‪.‬‬

‫‪-‬عصرنة البريد من خالل استبدال أجهزة اإلعالم اآللي المستعملة حاليا بأخرى أكثر مردودية‪.‬‬

‫‪-‬وضع ‪ 122‬جهاز جديد للتوزيع اآللي للنقود من أجل تخفيف الضغط المفروض على بعض مكاتب‬
‫البريد‪.‬‬

‫‪-‬تعزيز استعمال تكنولوجيات اإلعالم واالتصال لتحسين نوعية الخدمات المقدمة للمواطن السيما فيما‬
‫يخص االطالع على الرصيد وتوفير الصكوك البريدية للمواطنين‪.‬‬

‫وفي سنة ‪ ،1225‬تم تسجيل برنامج خاص بصندوق بريد الجزائر من أجل تحويل ‪ 2921‬مكتبا‬
‫بريديا إلى شبكة النفاذ لبروتوكول األنترنت الخاص بالمؤسسة (برنامج تحويل ‪ X 15‬برنامج‬
‫‪ ،)1225/1221‬وذلك من خالل تأمين شبكة الوصول لمكاتب البريد عن طريق الشبكة الخلوية للجيل‬
‫الثالث‪ ،‬وكان الهدف من ذلك‪:‬‬

‫* تحسين نوعية خدمات مكاتب البريد ذات التصنيف ‪.R3/R4‬‬

‫* تطوير شبكة النفاذ الالسلكي المختلفة عن شبكة النفاذ لبروتوكول األنترنت السلكي‪.‬‬

‫* تسهيل النشر بالمقارنة مع شبكات النفاذ الالسلكية‪.‬‬

‫‪213‬‬
‫عالقة اإلدارة اإللكترونية بالخدمة العمومية‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫* تأمين الشبكة السلكية الحالية‪.‬‬

‫وفي إطار المشاريع المحققة لسياسة التحول الرقمي فقد اتخذت الو ازرة عدة إجراءات‪ ،‬سنحاول‬
‫تناولها‪ ،‬حيث تطرق الفرع األول إلنشاء الحظائر التكنولوجية‪ ،‬بينما تطرق الفرع الثاني لمشاريع التعاون‬
‫القطاعي‪ ،‬أما الفرع الثاني فقد خصص لمؤسسة دعم وتطوير الرقمنة‪ ،‬في حين شمل الفرع الرابع‬
‫الخدمات اإللكترونية المقدمة من طرف بريد الجزائر‪ ،‬لنختم المطلب باإلنجازات اإللكترونية المحققة في‬
‫القطاع خالل السداسي األول لسنة ‪.1212‬‬

‫الفرع األول‪ :‬إنشاء الحظائر التكنولوجية‪.‬‬

‫إنشاء الحظائر التكنولوجية في الجزائر هو جزء من استراتيجية وطنية طموحة‪ ،‬تهدف على وجه‬
‫التحديد لإللتحام مع مجتمع المعرفة‪ ،‬ونعطاء أولوية مطلقة لتعزيز الصناعة والبحث واالبتكار في قطاع‬
‫تكنولوجيا اإلعالم واالتصال‪ ،‬ويعود الفضل لظهور هذا النوع من الحظائر للوكالة الوطنية لتعزيز‬
‫وتطوير الحظائر التكنولوجيا وهذا ما كان عامال حاسما لنجاح حديقة التكنولوجيا األول‪ ،‬فضال عن‬
‫الحظائر التكنولوجية األخرى التي هي مسئولة عنها‪ ،‬كل ذلك بهدف وضع الجزائر على درب التقدم‬
‫واالبتكار التكنولوجي‪ ،‬تعمل هذه الحظائر‪ ،‬و"المراكز العصبية" شبكة وطنية للبحث العلمي والتكنولوجي‪،‬‬
‫للرد على متطلبات الترقية والتميز من النسيج الصناعي‪.2‬‬

‫وقد أكدت الو ازرة أن مشاريع إ نجاز المنشآت القاعدية للوكالة الوطنية لترقية وتنمية الحظائر‬
‫التكنولوجية‪ ،‬منها أربع (‪ )4‬حظائر تكنولوجية والحاضنات التي تمت إقامتها في الوطن والتي تهدف‬
‫إلى الرفع من قدرات االستيعاب واالستضافة المخصصة للمؤسسات والمؤسسات الناشئة التي تنشط في‬

‫‪1‬موقع و ازرة البريد والمواصالت السلكية والالسلكية‪/https://www.mpt.gov.dz/ar/content ،1212-22-24 ،‬تطوير‪-‬البريد‬


‫‪2‬موقع و ازرة البريد والمواصالت السلكية والالسلكية‪/https://www.mpt.gov.dz/ar/content ،1212-2-2 ،‬الحظائر‪-‬التكنولوجية‬

‫‪214‬‬
‫عالقة اإلدارة اإللكترونية بالخدمة العمومية‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫تكنولوجيات اإلعالم واالتصال‪ ،‬تمت على أكمل وجه‪ ،‬كما أكدت أن مؤسسة دعم تطوير الرقمية تقوم‬
‫بتسيير حوالي ‪ 1‬ماليير دج من االستثمارات في مختلف مشاريع إنجاز المنشآت واألرضيات المعلوماتية‬
‫لإلدارات والهيئات العمومية‪.1‬‬

‫الوزرة من خالل هذه الحظائر التكنولوجيا على تركيز أعمالها للعمل على تطوير ما يلي‪:‬‬
‫وقد عمدت ا‬

‫‪-‬كثافة الجهات الفاعلة لتكنولوجيات اإلعالم واالتصال لتحفيز األفراد والقدرة التنافسية لمؤسسات‬
‫التكنولوجيا وتأمين االستدامة ونمو المجمعات التكنولوجية‪.‬‬

‫‪ -‬التعاون بين الجهات المعنية لتعزيز القدرات والقدرة التنافسية للشركات الفردية‪ ،‬بهدف التشجيع على‬
‫تبادل الخبرات‪ ،‬والدراية والمهارات‪.‬‬

‫‪-‬االبتكار‪ :‬المقصود هنا هو بمحاباة االبتكار التعاوني من خالل وضع التآزر وتفاعل قدرات االبتكار‬
‫في الشركات‪.‬‬

‫‪-‬تنمية روح المبادرة‪ ،‬لديه أثر اجتماعي واقتصادي‪ ،‬م ع كل آثارها من حيث خلق الثروات‪ ،‬بتنشيط‬
‫األراضي وخلق فرص العمل‪.2‬‬

‫كل هذه األعمال ركزت على تطويرها الحكومة من أجل تطوير الحظائر التكنولوجية‪ ،‬وقد حددت‬
‫األهداف الخاصة للحظائر والتي يتم العمل على تحقيقها في‪:‬‬

‫‪ -‬توفير البنى التحتية لمرافق االستقبال مع جميع الخدمات المرتبطة لجعلها أماكن مميزة في تركيز‬
‫شركات تكنولوجيا اإلعالم واالتصال‪.‬‬

‫‪1‬مشاريع إنجاز منشآت الحظائر التكنولوجية شارية في االتجاه الحسن‪ ،‬وكالة األنباء الجزائرية‪ 24 ،‬ديسمبر ‪ ،1222‬تاريخ االطالع ‪،1212/22/21‬‬
‫‪https://www.aps.dz/ar/sante-science-technologie/63981-2018-12-14-15-59-25‬‬
‫‪2‬موقع و ازرة البريد والمواصالت السلكية والالسلكية‪/https://www.mpt.gov.dz/ar/content ،1212-2-2 ،‬الحظائر‪-‬التكنولوجية‬

‫‪215‬‬
‫عالقة اإلدارة اإللكترونية بالخدمة العمومية‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪ -‬تعزيز االبتكار وروح المبادرة بفضل الحاضنات‪.‬‬

‫‪ -‬جذب االستثمارات األجنبية وتسهيل النقل التكنولوجي‪.‬‬

‫أما أهداف القطاع المرجوة من هذه الحظائر اإللكترونية فقد حددت ب‪:‬‬

‫‪ -‬تقديم الدعم وخدمات عالية الجودة لشركات تكنولوجيا اإلعالم واالتصال لتطوير قدرتها على‬
‫االبتكار وقدرتها التنافسية اإلقليمية والعالمية‪.‬‬

‫‪ -‬زيادة نسبة الشركات الجديدة والفوائد العرضية الموجهة لتكنولوجيا اإلعالم واالتصال من خالل‬
‫توفير المساعدة األولية والمتواصلة لرجال األعمال‪.‬‬

‫‪ -‬تنويع سلسلة القيمة في مجال تكنولوجيا اإلعالم واالتصال‪ ،‬والسماح لها لدمج مختلف القطاعات‬
‫االقتصادية‪.1‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬مشاريع التعاون القطاعي‪.‬‬

‫في إطار تنفيذ اإلدارة اإللكترونية والتطبيقات الشاملة‪ ،‬فقد شرعت و ازرة البريد والمواصالت السلكية‬
‫والالسلكية في إنجاز عدة مشاريع بالتعاون مع الو ازرات األخرى‪ ،‬تتمحور أساسا حول‪:‬‬

‫أوال‪.‬البوابة اإللكترونية للصفقات العمومية (إبرام الصفقات العمومية)‪:‬‬

‫يهدف المشروع إلى وضع حيز التنفيذ نظام رقمنة إجراءات إبرام الصفقات العمومية وفقا ألحكام‬
‫المرسوم الرئاسي رقم ‪ 142-25‬المتعلق بتنظيم الصفقات العمومية وتفويضات المرفق العام‪ ،2‬وستكون‬

‫‪1‬موقع و ازرة البريد والمواصالت السلكية والالسلكية‪/https://www.mpt.gov.dz/ar/content ،1212-2-2 ،‬الحظائر‪-‬التكنولوجية‬


‫‪2‬المرسوم الرئاسي رقم ‪ 142-25‬المؤرخ في ‪ 1‬ذي الحجة ‪ 2411‬الموافق ‪ 21‬سبتمبر ‪ 1225‬المتعلق بتنظيم الصفقات العمومية وتفويضات المرفق‬
‫العام‪ ،‬ج ر‪ ،‬العدد ‪ ،52‬الصادرة في ‪ 1‬ذي الحجة ‪ 2411‬الموافق ‪ 12‬سبتمبر ‪.1225‬‬

‫‪216‬‬
‫عالقة اإلدارة اإللكترونية بالخدمة العمومية‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫هذه األداة تحت إشراف الحكومات المركزية والمحلية والهيئات العامة‪ ،‬حيث يتعين عليها دمج المراحل‬
‫المختلفة المتعلقة بعملية إبرام الصفقات العمومية‪ ،‬السيما اإلعالم‪ ،‬المناقصات‪ ،‬الترشيحات‪ ،‬ونرسال‬
‫عناصر الملف‪ ،‬وعملية االنتقاء واإلرساء‪ ،1‬ورقمنتها داخل البوابة اإللكترونية لتسهيل إبرام الصفقات‬
‫العمومية بصورة إلكترونية وعن بعد‪.‬‬

‫وقد أكدت المادة الثانية من القرار المؤرخ في ‪ 22‬نوفمبر سنة ‪ 21221‬أن الهدف من هذه البوابة‬
‫اإللكترونية التي أطلق عليها تسمية "البوابة" هو السماح بنشر وتبادل الوثائق والمعلومات المتعلقة‬
‫بالصفقات العمومية إلكترونيا‪ ،‬حيث تقوم هذه البوابة على جملة من المبادئ األساسية الالزمة التي‬
‫تحفز المواطنين على التعامل بها‪ ،‬ويقوم النظام المعلوماتي للصفقات العمومية على احترام جملة من‬
‫المبادئ أكدت عليها المادة ‪ 4‬من القرار السابق الذكر‪ ،‬وهي‪:‬‬

‫‪ -2‬سالمة الوثائق المتبادلة بالطريقة اإللكترونية‪ :‬ويكون ذلك بالمحافظة عليها بشكلها اإللكتروني دون‬
‫قابلية المساس بها من أي طرف آخر‪ ،‬مع ضرورة التوقيع اإللكتروني عليها بالطرق المؤمنة القانونية‪.‬‬

‫‪ -1‬سرية الوثائق المتبادلة بالطريقة اإللكترونية‪ :‬ويكون ذلك باالعتماد على نظام ترميز الوثائق‪.‬‬

‫‪ -1‬تأمين أرشفة الوثائق الرقمية بالطريقة اإللكترونية‪.‬‬

‫‪ -4‬توافقية األنظمة المعلوماتية‪ :‬باعتماد معايير ومقاييس تسمح ألنظمة معلوماتية أخرى مختلفة‬
‫بالتواصل من أجل تبادل المعطيات‪.3‬‬

‫‪1‬موقع و ازرة البريد والمواصالت السلكية والالسلكية‪/https://www.mpt.gov.dz/ar/content 1212-2-2 ،‬الحكومة اإللكترونية‪.‬‬


‫‪2‬قرار مؤرخ في ‪ 21‬محرم عام ‪ 2415‬الموافق ل ‪ 22‬نوفمبر ‪ ،1221‬يحدد محتوى البوابة اإللكترونية للصفقات العمومية وكيفيات تسييرها وكيفيات‬
‫تبادل المعلومات بالطريقة اإللكترونية‪ ،‬المنشور في الجريدة الرسمية بتاريخ ‪ 9‬جمادى الثانية عام ‪2415‬ه الموافق لـ ‪ 9‬أفريل سنة ‪1224‬م‪ ،‬ج ر‪،‬‬
‫العدد ‪.12‬‬
‫‪3‬المادة ‪ 4‬من القرار الخاص بمحتوى البوابة اإللكترونية للصفقات العمومية وكيفيات تسييرها وكيفيات تبادل المعلومات بالطريقة اإللكترونية‪ ،‬المرجع‬
‫السابق‪.‬‬

‫‪217‬‬
‫عالقة اإلدارة اإللكترونية بالخدمة العمومية‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫كما حدد الفصل األول من ذات القرار محتوى البوابة وكيفيات تسييرها‪ ،‬حيث نص المشرع على‬
‫المعلومات والوثائق التي تنشرها البوابة كما حدد المعلومات الممكن الحصول عليها‪ ،‬فقد أكدت المادة‬
‫‪1 1‬من القرار السابق الذكر الخاص بالبوابة اإللكترونية للصفقات العمومية بأن هذه البوابة تضمن نشر‬
‫المعلومات والوثائق التالية‪:‬‬

‫‪ -2‬النصوص التشريعية والتنظيمية‪ ،‬واالستشارات القانونية المتعلقة بالصفقات العمومية‪.‬‬

‫‪ -1‬قائمة المتعاملين االقتصاديين الممنوعين والمقصيين من المشاركة في الصفقات العمومية‪.‬‬

‫‪ -1‬البرامج التقديمية لمشاريع المصالح المتعاقدة وقوائم الصفقات المبرمة أثناء السنة المالية السابقة‬
‫وكذا أسماء المؤسسات أو تجمعات المؤسسات المستفيدة منها‪ ،‬وكذا تقاريرهم المتعلقة بالصفقات‬
‫العمومية‪.‬‬

‫‪ -4‬قائمة المؤسسات التي سحبت منها شهادة التصنيف والكفاءة‪.‬‬

‫‪ -5‬األرقام االستداللية لألسعار وكل وثيقة أو معلومة لها عالقة بموضوع البوابة‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫أما أهم الوظائف التي تضمنها البوابة هي اإلمضاء اإللكتروني للوثائق‪.‬‬

‫ثانيا‪ .‬تحديث بوابة المواطن‪:‬‬

‫تعد بوابة المواطن أحد المشاريع األولى التي اعتمدت عليها الو ازرة في بداية رقمنة القطاعات‪ ،‬حيث‬
‫تم إنشاءها سنة ‪ 1222‬بالتعاون مع و ازرة الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية‪ ،‬وقد كان‬
‫الهدف منها هو أن تلبي خدمات المواطن من المنزل دون ما الحاجة للتنقل‪ ،‬كما كانت تشتمل على كل‬

‫‪1‬المادة ‪ 1‬من القرار الخاص بمحتوى البوابة اإللكترونية للصفقات العمومية وكيفيات تسييرها وكيفيات تبادل المعلومات بالطريقة اإللكترونية‪ ،‬المرجع‬
‫السابق‪.‬‬
‫‪2‬المادة ‪ 2‬من القرار الخاص بمحتوى البوابة اإللكترونية للصفقات العمومية وكيفيات تسييرها وكيفيات تبادل المعلومات بالطريقة اإللكترونية‪ ،‬نفس‬
‫المرجع‪.‬‬

‫‪218‬‬
‫عالقة اإلدارة اإللكترونية بالخدمة العمومية‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫الخدمات الخاصة بالخدمة العمومية‪ ،‬إال أن التطور الحاصل وما وصلت إليه الجزائر اليوم تم وضع‬
‫بوابة خاصة بكل خدمة على حدى دون إغفال الدور الهام لبوابة المواطن‪ ،‬وتم العمل على إطالق‬
‫مشروع تحديث بوابة المواطن منذ سنة ‪ 1222‬لجملة من الشروط‪ ،‬من بينها‪:‬‬

‫‪ -2‬إدراج التقنيات الجديدة البارزة التي تسمح بتحسين الصورة المرئية للبوابة‪،‬‬

‫‪ -1‬يقتضي ظهور الهواتف الذكية واألجهزة اللوحية ‪...‬إلخ ونجاحها البارز لدى المواطنين لتكييف‬
‫المحتوى مع هذه المحطات الجديدة‪،‬‬

‫‪ -1‬تتطلب االحتياجات المتغيرة للمرتفقين إعادة النظر في التصميم من خالل تركيزه على المواطن‪،‬‬

‫‪ -4‬إن مضاعفة الخدمات التي تقدمها كل اإلدارات العمومية عبر األنترنت تقتضي وضع "المواطن"‬
‫كبوابة توحيدية لجميع الخدمات اإللكترونية‪.1‬‬

‫تمكن البوابة المواطنين من الحصول على الخدمات إلكترونيا وحتى تقديم االنشغاالت واالستفسارات‪،‬‬
‫كما تضم التشريعات والق اررات والمراسيم الخاصة بالجزائر‪ ،‬كما توفر خدمات للمواطن عن بعد‪ ،‬فتتوفر‬
‫المنصة على مجموعة من الوصالت والروابط المفيدة للمؤسسات الرسمية الجزائرية من دوائر وو ازرات‪،‬‬
‫كما نجد حوالي ‪ 11‬بوابة أخرى فرعية‪ ،‬وهي كالتالي‪:‬‬

‫بوابة الحالة المدنية‪-‬بوابة الحياة المهنية‪-‬بوابة الصحة‪-‬بوابة السياحة واألسفار‪-‬بوابة التعليم والتكوين‪-‬‬
‫بوابة الحقوق والواجبات‪-‬بوابة النقل‪-‬بوابة المؤسسات‪-‬بوابة السكن والعمران‪-‬بوابة عالم الريف‪-‬بوابة‬
‫اإلنترنيت والتكنولوجيا‪ ،‬وكل هذه البوابات تتوفر على شريط أخبار‪ ،‬وقوانين ومراسيم تنظم كل قطاع‬
‫وتتوفر أيضا على مجموعة من الروابط والوصالت لمؤسسات وهيئات خاصة بكل قطاع‪.‬‬

‫‪1‬موقع و ازرة البريد والمواصالت السلكية والالسلكية‪/https://www.mpt.gov.dz/ar/content 1212-22-22 ،‬الحكومة اإللكترونية‬

‫‪219‬‬
‫عالقة اإلدارة اإللكترونية بالخدمة العمومية‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫كما تحتوي أيضا على الخدمات التي يحتاج المواطن االطالع عليها آنيا وهي الجريدة الرسمية‪،‬‬
‫صحيفة السوابق العدلية‪ ،‬مراجعة الحساب الجاري‪ ،‬مسابقات التوظيف العمومي‪ ،‬اإلنترنت والهاتف‪،‬‬
‫كما تتوفر البوابة على شريط خاص بأحوال الطقس لبعض الواليات‪ ،‬وخدمة استطالع الرأي‪.1‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬مؤسسة دعم وتطوير الرقمنة‪.‬‬

‫تم إنشاء الوكالة الوطنية لترقية الرقمنة بموجب المرسوم الرئاسي رقم ‪ 1222-29‬المتضمن إنشاء‬
‫وكالة وطنية لتطوير الرقمنة وتحديد مهامها وتنظيمها وسيرها‪ ،‬تعد هذه الوكالة مؤسسة عمومية ذات‬
‫طابع خاص تتمتع بالشخصية المعنوية واالستقالل المالي‪ ،‬تم إنشائها لدى الوزير األول‪ ،‬وحدد مقرها‬
‫في مدينة الجزائر‪.‬‬

‫تتولى الوكالة مهمة إنجاز كل دراسة خبرة لحساب الحكومة وتقييم مخططات األعمال والبرامج في‬
‫مجال الرقمنة وتقييم فعالية الوسائل واالستثمارات العمومية المسخرة في ميدان الرقمنة‪ ،‬إلى جانب‬
‫االقتراح على الحكومة كل األعمال الرامية إلى تنمية الموارد البشرية والكفاءات الوطنية الالزمة لتطوير‬
‫الرقمنة‪.‬‬

‫تم إنشاء مؤسسة دعم وتطوير الرقمنة )‪ (EADN‬من طرف الو ازرة‪ ،‬حيث تسعى هذه المؤسسة في‬
‫أن تكون عامال محف از لنظم تكنولوجيات اإلعالم واالتصال والرقمنة في الجزائر‪ ،‬بهدف توحيد الموارد‬
‫البشرية و البنى التحتية والمنصات المعلوماتية لإلدارات والهيئات العمومية‪ ،‬وذلك بغرض توفير خدمات‬
‫عمومية ذات جودة لفائدة المواطنين‪ ،..‬وتتمثل مهامها في‪:‬‬

‫‪1‬منال قدواح‪ ،‬مشروع بوابة المواطن اإللكتروني في إطار استراتيجية الحكومة اإللكترونية الجزائرية ‪( 1221‬بين النص والتطبيق)‪ ،‬مجلة العلوم‬
‫اإلنسانية‪ ،‬عدد ‪ ،42‬جوان ‪ ،1222‬المجلد أ‪ ،‬الجزائر‪ ،‬ص ص ‪.51-52‬‬
‫‪2‬المرسوم الرئاسي رقم ‪ 122-29‬المؤرخ في ‪ 19‬ربيع األول عام ‪ 2442‬الموافق ل ‪ 11‬نوفمبر سنة ‪ ،1229‬الذي يتضمن إنشاء وكالة وطنية‬
‫لتطوير الرقمنة وتحديد مهامها وتنظيمها وسيرها‪.‬‬

‫‪220‬‬
‫عالقة اإلدارة اإللكترونية بالخدمة العمومية‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫*عصرنة اإلدارات العمومية من خالل إنشاء منصات معلوماتية هيكلية‪ ،‬ورقمنة اإلجراءات اإلدارية‬
‫ورفعها على األنترنت‪.‬‬

‫* ترشيد اإلنفاق على تكنولوجيا المعلومات الخاصة بالدولة من خالل سياسة توحيد االستثمارات ومواءمة‬
‫التكنولوجيا‪.‬‬

‫* مراقبة إنجاز مركز البيانات الحكومي ووضعه حيز الخدمة‪.‬‬

‫* إنشاء نظم اتخاذ القرار من أجل مراقبة أنجع لإلجراءات الحكومية‪.‬‬

‫* تقليص الفجوة الرقمية وتسهيل بروز مجتمع المعلومات واالقتصاد القائم على المعرفة‪.‬‬

‫* تزويد المواطنين والجهات الفاعلة االقتصادية بقنوات المركزية للوصول إلى اإلدارات‪.‬‬

‫* إنشاء وصالت اتصال من الحكومة إلى الحكومة )‪(G2G‬والحفاظ على ديمومتها وأمنها‪.‬‬

‫* تحديد مؤشرات أداء األنظمة الموضوعة مع ضمان متابعتها وتقييمها‪.‬‬

‫* تقييم تأثير االستثمارات التي تمت في المجال الرقمي‪.‬‬

‫* عصرنة نظم المعلومات الخاصة بالهيئات العمومية وتحديثها وتطويرها‪.‬‬

‫* ضمان قابلية التشغيل البيني لنظم معلومات الهيئات العمومية‪.‬‬

‫* إنجاز وتنفيذ منصات اإلدارة المتكاملة وتخطيط موارد المؤسسة )‪ (ERP‬للهيئات العمومية‪.1‬‬

‫كما تكلف بضمان متابعة تنفيذ االستراتيجية الوطنية لتطوير الرقمنة‪ ،‬وبهذه الصفة تتولى المهام‬
‫التالية‪:‬‬

‫‪1‬و ازرة البريد والمواصالت السلكية والالسلكية‪ ،‬مؤسسة دعم وتطوير الرقمنة‪/https://www.mpt.gov.dz/ar/content 1212-22-22 ،‬الرقمنة‬

‫‪221‬‬
‫عالقة اإلدارة اإللكترونية بالخدمة العمومية‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪-‬إقامة التآزر بين مخططات األعمال وتنسيق أعمال الدوائر الو ازرية والمؤسسات والهيئات الفاعلة في‬
‫مجال الرقمنة‪،‬‬

‫‪-‬إنجاز دراسات استشرافية تتعلق بتطوير الرقمنة وضمان اليقظة التكنولوجية لحساب الوزير األول‪،‬‬

‫‪-‬إبداء الرأي في كل إجراء تشريعي أو تنظيمي في مجال الرقمنة‪،‬‬

‫‪-‬إنجاز كل دراسة خبرة لحساب الحكومة وتقييم مخططات األعمال والبرامج في مجال الرقمنة‪،‬‬

‫‪-‬تقييم فعالية الوسائل واالستثمارات العمومية المسخرة في ميدان الرقمنة‪،‬‬

‫‪-‬اال قتراح على الحكومة‪ ،‬كل األعمال الرامية إلى تنمية الموارد البشرية والكفاءات الوطنية الالزمة‬
‫لتطوير الرقمنة‪،‬‬

‫‪ -‬اقتراح‪ ،‬بالتشاور مع األطراف الفاعلة‪ ،‬كل مبادرة تهدف إلى ترقية المؤسسات الناشئة المبتكرة في‬
‫مجال الرقمنة وتكنولوجيا اإلعالم واالتصال‪،‬‬

‫‪ -‬إعداد تقارير دورية تتعلق بتطور مؤشرات تطوير الرقمنة واتخاذ كل التدابير واألعمال الرامية إلى‬
‫تحسينها‪ ،‬وعرضها على الحكومة‪،‬‬

‫‪-‬اقتراح أدوات التمويل المخصصة لتطوير الرقمنة على الوزير األول‪،‬‬

‫‪-‬اقتراح سياسة التعاون الدولي في مجال الرقمنة على الوزير األول‪،‬‬

‫‪-‬التعاون مع المؤسسات والمنظمات الدولية المماثلة في مجال الرقمنة‪ ،‬طبقا للتشريع والتنظيم المعمول‬
‫بهما‪،‬‬

‫‪222‬‬
‫عالقة اإلدارة اإللكترونية بالخدمة العمومية‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪ -‬تقديم تقارير دورية للوزير األول حول مدى تقدم األعمال والحصائل السنوية ومتعددة السنوات عن‬
‫‪1‬‬
‫نشاطها في مجال تطوير الرقمنة‪.‬‬

‫الفرع الرابع‪ :‬الخدمات اإللكترونية المقدمة من طرف بريد الجزائر‪.‬‬

‫سعت و ازرة البريد والمواصالت السلكية والالسلكية إلى تقديم جملة من الخدمات اإللكترونية للتخفيف‬
‫على المواطن من جهة ولعصرنة القطاع من جهة أخرى تتمثل هذه الخدمات في‪:‬‬

‫أوال‪ .‬السحب اآللي لألموال‪ :‬يتم استخدام بطاقة السحب عن طريق الصراف اآللي للحصول على‬
‫األموال‪ ،‬كما أنها تستخدم في شبابيك المكاتب فهي محمية برقم سري‪ ،‬وتعمل في كل أجهزة الصراف‬
‫الجزائرية‪ ،‬إال أن سقف السحب اليومي يختلف بين ماكنات البريد وماكنات البنوك‪ ،2‬كما تستخدم ل‪:‬‬

‫‪ -2‬االطالع على الرصيد عبر ماكنات الصراف التابعة للبريد الجزائري‪.‬‬

‫‪ -1‬الشراء من المحالت المشتركة في خدمة ‪ CIB‬ويتم التعرف عليها عبر تعليق نفس الشعار على‬
‫واجهة المحل‪.‬‬

‫‪ -1‬شحن هاتفك موبيليس عبر خدمة ( راسيمو ‪.3 ) RACIMO‬‬

‫ثانيا‪ .‬الحوالة اإللكترونية لألموال‪ :‬تستعمل من أجل تحويل األموال بطريقة إلكترونية لشخص آخر‬
‫ليس له حساب وهذه الخدمة تستلزم مكاتب البريد المتصلة بالشبكة‪.‬‬

‫‪1‬المرسوم الرئاسي رقم ‪ ،122-29‬المرجع السابق‪.‬‬


‫‪2‬السحب من صراف البريد الجزائري ال يجب ان يتعدى ‪12222‬دج اسبوعيا وال يجب ان يتعدى ‪12222‬دج في كل عملية سحب وعمولة كل عملية‬
‫‪ 12‬دج‪ ،‬أما السحب من صراف أي بنك جزائري يجب أن ال يتعدى ‪12222‬دج أسبوعيا وال يجب أن يتعدى ‪5222‬دج في كل عملية سحب وعمولة‬
‫كل عملية ‪ 15‬دج‬
‫موسوعة العلوم االقتصادية وعلوم التسيير والتجارة‪ ،‬جميع الخدمات المالية التي يقدمها بريد الجزائر ‪ ،Algerie poste‬تاريخ االطالع ‪-29-12‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪http://iqtissad.blogspot.com/2013/02/algerie-poste.html ،1212‬‬

‫‪223‬‬
‫عالقة اإلدارة اإللكترونية بالخدمة العمومية‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫ثالثا‪ .‬الحساب الجاري عن بعد‪ :‬وتتوافر فيها الخدمات التالية‪:‬‬

‫‪ -2‬خدمة ‪ :2512‬من أجل االطالع على الرصيد أو طلب دفتر الصكوك بموجب مكالمة هاتفية‬
‫للرقم ‪ 2512‬سواء من هاتف ثابت أو موبيليس‪ ،‬كما تمكنك أيضا من‪:‬‬

‫أ‪-‬طلب رقم سري‪.‬‬

‫ب‪-‬طلب مساعدة واالستفسار عن الخدمات النقدية‪.‬‬

‫‪ -1‬خدمة ‪ :eccp‬تتم هذه الخدمة عبر الموقع اإللكتروني‪ www.eccp.poste.dz:‬وتمكن بريد‬


‫الجزائر زبائنها من‪:‬‬

‫أ‪-‬االطالع على الرصيد وطلب دفتر الصكوك عبر اإلنترنت‪.‬‬

‫ب‪-‬كشف العمليات المالية لفترة زمنية معينة‪.‬‬

‫ج‪-‬طلب تغيير الرقم السري‪.‬‬

‫‪ -1‬خدمة رصيدي‪ : RACIDI‬تسمح هذه الخدمة للزبائن باالطالع على رصيد حسابهم الجاري بإرسال‬
‫رقم حسابك ورقم سري إلى الرقم ‪ 121‬من خالل شريحة الهاتف النقال للمتعامل موبيليس‪ ،‬فتصله‬
‫رسالة نصية تحمل رصيد حسابه البريدي الجاري مقابل اقتطاع ‪ 20‬دج من طرف المتعامل موبيليس‬
‫و ‪ 10‬دج من طرف البريد الجزائري لقاء الخدمة‪.1‬‬

‫‪ -4‬خدمة الموزع الصوتي ‪ :12-92‬وهذه الخدمة تسمح لزبائن بريد الجزائر بتعبئة حساباتهم المسبقة‬
‫الدفع لموبيليس أو حساب آخر من حسابهم الجاري البريدي‪ CCP‬بكل مرونة وسهولة االستعمال في‬
‫أي وقت‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫موسوعة العلوم االقتصادية وعلوم التسيير والتجارة‪ ،‬جميع الخدمات المالية التي يقدمها بريد الجزائر ‪ ،Algerie poste‬المرجع السابق‪.‬‬

‫‪224‬‬
‫عالقة اإلدارة اإللكترونية بالخدمة العمومية‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫رابعا‪ .‬البطاقة الذهبية للدفع اإللكتروني‪ :‬أطلق بريد الجزائر بتاريخ ‪ 1221/21/22‬البطاقة الذهبية‬
‫للدفع اإللكتروني‪ ،‬وهي بطاقة خصم صادرة عن بريد الجزائر ومطابقة لمعيار األمان الدولي‪EMV‬‬
‫(يوروباد‪ -‬ماستركارد‪-‬في از)‪ ،‬تحمل الرسم البياني لبريد الجزائر‪ ،‬ويمكن لحامل هذه البطاقة أن يجري‬
‫مختلف العمليات بواسطتها كعملية سحب األموال‪ ،‬العمليات الخاصة بالخدمات البنكية الذاتية‪ ،‬وعمليات‬
‫دفع األموال عبر نهائيات الدفع اإللكتروني‪.1‬‬

‫خامسا‪ .‬خدمة كشف الحساب لبريد الجزائر‪ :‬هي عبارة عن خدمة عبر النت‪ ،‬متوفرة على‬
‫الرابط‪ eccp.poste.dz :‬والتي تسمح ألصحاب الحسابات البريدية الجارية باالستعالم الفوري عن‬
‫العمليات التي تجري على حساباتهم عن طريق رسالة قصيرة ‪.SMS‬‬

‫ويمكن التوصل لهذه الخدمة بعد التسجيل عبر األنترنت‪ ،‬حيث يدخل الزبون رقم هاتفه المحمول‬
‫ويختار اإلشعارات التي يرغب في استقبالها على هاتفه‪ :‬الكشف عن الحساب‪ ،‬الكشف عن بيان‬
‫‪2‬‬
‫العمليات العشر األخيرة‪ ،‬طلب البطاقة المغناطسية‪ ،‬طلب دفتر الصكوك‪.‬‬

‫سادسا‪ .‬تطبيقة ‪:ALGERIE POSTE-MOBILE‬‬

‫قصد التقرب أكثر من المواطن‪ ،‬قام المتعامل العمومي خالل السداسي األول من سنة ‪،1221‬‬
‫بإطالق الخدمة الجديدة‪ ،‬بريد الجزائر المتنقل ‪ALGERIE POSTE-MOBILE‬تعتمد على تطبيق‬
‫قابل للتحميل عن طريق غوغل بالي أو آبل ستور‪ ،‬يسمح تطبيق بريد الجزائر المتنقل بـ‪:‬‬

‫‪ -2‬تحديد مواقع مكاتب البريد‪ /‬الموزعات اآللية األقرب من محل تواجد الزبون والتي تسمح بتحديد‬
‫المكاتب البريد والموزعات اآللية لألوراق النقدية الخمسة األقرب من مكان الزبون‪.‬‬

‫‪1‬بوزيان رحماني جمال‪ ،‬تطبيقات الحكومة اإللكترونية في الجزائر‪ ،‬مجلة االقتصاد الجديد‪ ،‬العدد ‪ ،22‬المجلد ‪ ،22‬الجزائر‪ ،1222 ،‬ص ص ‪-225‬‬
‫‪.221‬‬
‫‪2‬موقع و ازرة البريد والمواصالت السلكية والالسلكية‪ ،‬تاريخ االطالع‪/https://www.mpt.gov.dz/ar/content ،1212-22-24 :‬تطوير‪-‬البريد‬

‫‪225‬‬
‫عالقة اإلدارة اإللكترونية بالخدمة العمومية‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪ -1‬كشف الحساب‪ /‬بيان مصغر‪.‬‬

‫‪ -1‬تتبع اإلرساالت‪ ،‬والتي تسمح بمتابعة طلب بطاقة‪ ،‬أو دفتر صكوك‪ ،‬وأيضا متابعة البريد والطرود‪.‬‬

‫‪ -4‬حساب التعريفات المطبقة على مختلف خدمات بريد الجزائر من البريد والطرود وعمليات الحسابات‬
‫البريدية الجارية‪.‬‬

‫‪ -5‬المتابعة واالستعالم عن اإلصدارات الطوابعية الجديدة‪ ،‬والمجموعات البريدية التذكارية وأيضا إجراء‬
‫‪1‬‬
‫بحوث‪.‬‬

‫الفرع الخامس‪ :‬اإلنجازات اإللكترونية المحققة في القطاع خالل السداسي األول لسنة ‪.6161‬‬

‫لقد حققت و ازرة البريد والمواصالت السلكية والالسلكية مجموعة من اإلنجازات الجيدة خالل السداسي‬
‫األول من سنة ‪ ،1212‬سواء في شق االتصاالت أو الشق البريدي‪ ،‬تتمثل في‪:‬‬

‫أوال‪ .‬شق االتصاالت‪:‬‬

‫تجدر اإلشارة‪ ،‬بالنسبة لهذا الشق‪ ،‬إلى أن القطاع بذل مجهودات كبيرة ترمي إلى تحسين نوعية‬
‫الخدمة وجودة االتصال لفائدة جميع المستخدمين‪ ،‬السيما المواطنين منهم‪ ،‬إضافة إلى تعميم الولوج إلى‬
‫األ نترنت ذات التدفق العالي والعالي جدا‪ ،‬وذلك من خالل تنفيذ برنامج موجه لتطوير البنى التحتية‬
‫الداعمة لتكنولوجيات اإلعالم واالتصال‪ ،‬والتي يمكن تلخيص أهم نتائجها فيما يلي‪:‬‬

‫‪ -2‬في إطار عصرنة البنية التحتية وتحسين الخدمات تتواصل الجهود المبذولة لتمديد شبكات اإلتصال‬
‫باأللياف البصرية‪ ،‬وقد قدرت الزيادة في طول األلياف البصرية المنجزة خالل السداسي األول من سنة‬
‫‪ 1212‬بزيادة ‪ %4.29‬بينما بلغ نطاق األنترنت الدولي خالل نفس السداسي ‪ 21141‬جيغابايت‪/‬ثانية‪،‬‬

‫‪1‬موقع و ازرة البريد والمواصالت السلكية والالسلكية‪/https://www.mpt.gov.dz/ar/content ،1212-22-24 ،‬تطوير‪-‬البريد‬

‫‪226‬‬
‫عالقة اإلدارة اإللكترونية بالخدمة العمومية‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫أي بزيادة قدرها ‪%22‬وهذا التحسن الكبير نتيجة للجهود المبذولة من ناحية تحسين جودة وخدمات‬
‫األنترنت مع زيادة التدفق بزيادة نشر الكابالت الدولية الجديدة وزيادة استغاللها‪ ،1‬وهو ما يوضح جدول‬
‫اإلحصائيات التالي‪.‬‬

‫المصدر‪ :‬تقرير التنمية لسوق الهاتف واإلنترنت في الجزائر س‪.‬أ ‪ ،1212‬ص ‪.2‬‬

‫كما تم تأكيده فعال من خالل الرسم البياني الذي يوضح الزيادة المعتبرة في عدد اشتراكات اإلنترنت‬
‫أي أن الجزائر مكنت عدد أكبر من المواطنين من الحصول على الخدمة‪.‬‬

‫‪1‬و ازرة البريد واالتصاالت السلكية والالسلكية‪ ،‬حوصلة أهم إنجازات قطاع البريد والمواصالت السلكية والالسلكية خالل الفترة الممتدة من ‪ 22‬جانفي‬
‫‪ 1212‬إلى غاية ‪ 12‬ماي ‪ ،1212‬الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‪ ،‬ص ‪.1‬‬

‫‪227‬‬
‫عالقة اإلدارة اإللكترونية بالخدمة العمومية‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪ -1‬بسط ‪ 1412.22‬كم من األلياف البصرية من بين ‪ 22.222‬كم المبرمجة بعنوان سنة ‪،1212‬‬
‫وكذا إنجاز ‪ 52‬وصلة هرتيزية رقمية ‪ FHN‬من بين ‪ 152‬وصلة مبرمجة خالل السنة الجارية‪.‬‬

‫‪ -1‬ربط ‪ 22‬بلديات ومناطق بأقل من ‪ 2222‬نسمة بشبكة االتصاالت من بين ‪ 29‬مبرمجة خالل‬
‫السنة الجارية‪.‬‬

‫‪ -4‬العمل على عصرنة األجهزة الحديثة ورفع سعة تدفق الولوج‪.‬‬

‫‪ -5‬االنتهاء من تركيب التجهيزات على مستوى المراكز التابعة للوكالة الوطنية للذبذبات تحسبا‬
‫إلطالق شبكة بحرية المزمن إطالقها خالل شهر جويلية ‪.1212‬‬

‫‪ -1‬تم اإلطالق الرسمي لخدمات التوقيع والتصديق اإللكتروني يوم ‪ 21‬مارس ‪.1212‬‬

‫‪ -2‬كما تطور عدد المشتركين في استخدام الهاتف النقال‪ ،‬خاصة الجيل الرابع ‪ ،4g1‬ويمثل الرسم‬
‫البياني التالي نسبة التطور الحاصلة‪.‬‬

‫المصدر‪https://www.mpt.gov.dz/ar/content/evolution-internet :‬‬

‫‪1‬و ازرة البريد واالتصاالت السلكية والالسلكية‪ ،‬حوصلة أهم إنجازات قطاع البريد والمواصالت السلكية والالسلكية خالل الفترة الممتدة من ‪ 22‬جانفي‬
‫‪ 1212‬إلى غاية ‪ 12‬ماي ‪ ،1212‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.1‬‬

‫‪228‬‬
‫عالقة اإلدارة اإللكترونية بالخدمة العمومية‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫ثانيا‪ .‬الشق البريدي‪ :‬تم تحقيق اإلنجازات التالية‪:‬‬

‫‪ -2‬فيما يتعلق بترقية الخدمات المالية البريدية تم إتمام الدراسة المتعلقة بوضع منصة للتذاكر اإللكترونية‬
‫الخاصة بمختلف التظاهرات‪ ،‬غير أنه وبالنظر إلى تشعب المشروع‪ ،‬تم وضع خيار الوضع تحت‬
‫تصرف المؤسسات (التي تملك نظام للتذاكر)‪.‬‬

‫‪ -1‬إدراج وحدة للدفع اإللكتروني الخاصة ببريد الجزائر الستكمال التطويرات التقنية التي تسمح بالدفع‬
‫اإللكتروني إليجارات سكنات "عدل"‪.‬‬

‫‪ -1‬إطالق الخدمة المرتبطة بموافقة المؤسسة المعنية التي تم االتصال بها في هذا الشأن للتوقيع‬
‫على اتفاقيات مع و ازرتي التربية الوطنية والتعليم العالي والبحث العلمي من أجل تشجيع الدفع‬
‫اإللكتروني لرسوم االمتحانات وحقوق التسجيل‪.‬‬

‫‪ -4‬استكمال التطويرات التقنية الخاصة بمشروع االعفاء من الرسوم المتعلقة بالخدمات المالية البريدية‬
‫المطبقة على الفئات الهشة‪.‬‬

‫‪ -5‬إطالق خدمة تحصيل فواتير الجزائرية للمياه على مستوى المؤسسات البريدية لفائدة أربع وحدات‬
‫‪1‬‬
‫والئية بكل من أدرار‪ ،‬بسكرة‪ ،‬الجلفة وورقلة‪.‬‬

‫كما تم إبرام اتفاقيات من أجل عصرنة القطاعات األخرى من بينها إبرام اتفاقية لتمويل مشروع‬
‫رقمنة هياكل و ازرة الفالحة والتنمية الريفية و الصيد البحري التي جمعت بين و ازرة الفالحة ا‬
‫ووزرة البريد‬
‫والمواصالت السلكية والالسلكية‪ ،‬حيث تم التوقيع على االتفاقية بالحظيرة التكنولوجية لسيدي عبد الله‬
‫بالعاصمة‪ ،‬و تقضي بتمويل مشروع رقمنة هياكل و ازرة الفالحة وذلك عن طريق "صندوق تملك وتطوير‬
‫تكنولوجيات اإلعالم واالتصال ونعادة توزيع طيف الذبذبات الالسلكية الكهربائية"‪ ،‬لتعزيز المساعي‬

‫‪1‬و ازرة البريد واالتصاالت السلكية والالسلكية‪ ،‬حوصلة أهم إنجازات قطاع البريد والمواصالت السلكية والالسلكية خالل الفترة الممتدة من ‪ 22‬جانفي‬
‫‪ 1212‬إلى غاية ‪ 12‬ماي ‪ ،1212‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.1-1‬‬

‫‪229‬‬
‫عالقة اإلدارة اإللكترونية بالخدمة العمومية‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫الرامية إلى تعميم استعمال تكنولوجيات اإلعالم واالتصال وتهيئة الظروف المالئمة لبروز اقتصاد قوي‬
‫و مستدام يعتمد على الرقمنة كأداة في التسيير والمتابعة‪.1‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬اإلدارة االلكترونية في قطاع البنوك‪.‬‬

‫تعد البنوك من أهم القطاعات االقتصادية وأحد العوامل المهمة لقيام اقتصاد وطني جيد‪ ،‬كما تعتبر‬
‫من أكثر الجهات تأث ار بتكنولوجيا اإلعالم واالتصال وأسرعها تطورا‪ ،‬وقد سارت أغلبية الدول بشكل‬
‫كبير في عصرنة البنوك وتحويلها إلى بنوك إلكترونية أو كما يسميها البعض البنوك المنزلية‪ ،‬وهذا ما‬
‫عمدت إليه الجزائر محاولة منها للرقي باالقتصاد الوطني‪ ،‬واللحاق بركب التكنولوجيا الحديثة‪ ،‬وقد كانت‬
‫التطورات التكنولوجية الحاسمة أهمها الهوية الرقمية التي بدأت في الجزائر عام ‪ 1221‬لتطوير الخدمات‬
‫المالية الرقمية والتي مكنت المؤسسات المالية من التعامل مع العمالء بكفاءة عالية واالمتثال لمتطلبات‬
‫مكافحة غسل األموال وغيرها‪.2‬‬

‫أول اإلنجازات المتخذة من قبل الدولة هو تحديث البنية التحتية الخاصة بالبنوك‪ ،‬حتى تتم عملية‬
‫العصرنة والتحول الرقمي الفعلي بصورة صحيحة وسلسة‪ ،‬األمر الذي ترتب عنه تطبيق أهم نظام وهو‬
‫التشغيل الفعلي لنظام المقاصة عن بعد للدفع المعمم‪ ،‬هذا النظام بالفعل يعتبر واحد من المراحل الكبيرة‬
‫في مشروع نظام الدفع المعمم‪ ،‬وبالتالي فإن الهدف المتوخى من نظام المقاصة عن بعد بصفته عنص ار‬
‫محوريا في مشروع تحديث المنشئات القاعدية لمعالجة الدفع المعمم‪ ،‬هو تسريع مسار معالجة عمليات‬

‫‪1‬وكالة األنباء الجزائرية‪ ،‬اتفاقية لتمويل مشروع رقمنة هياكل و ازرة الفالحة والتنمية الريفية والصيد البحري‪ ،1229-22-1 ،‬تاريخ االطالع ‪-21‬‬
‫‪https://www.aps.dz/ar/economie/79247-2019-11-06-08-43-04 ،1212-22‬‬
‫‪2‬البنك الدول‪ ،‬كيف يمكن للخدمات المالية الرقمية أن تتيح مسا ار نحو االنتعاش االقتصادي في الجزائر‪ ،‬مدونات البنك الدولي‪: 1212-21-12 ،‬‬
‫‪https://blogs.worldbank.org/ar/arabvoices/how-digital-financial-services-can-provide-path-toward-economic-‬‬
‫‪recovery-algeria‬‬

‫‪230‬‬
‫عالقة اإلدارة اإللكترونية بالخدمة العمومية‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫الدفع من البداية إلى النهاية ويعتبر هذا التسريع من المعايير المصرفية الجديدة الخاصة بوسائل الدفع‬
‫السيما‪:‬‬

‫*ا لتزام البنك بآجال المعالجة من البداية إلى النهاية ويترجم هذا باحترام أجل كل مرحلة من معالجة‬
‫العملية‪.‬‬

‫* تحديد قواعد التسيير ما بين البنوك مما يسمح لكل مؤسسة أن تستند إلى فهم مشترك للحقوق‬
‫والمخاطر وااللتزامات التي تطبق على كل مرحلة من مراحل المعالجة‪.‬‬

‫*قواعد المادية الشيكات لغرض تسريع معالجتها فيما يخص ابتكار المنتجات‪ ،‬ونطالق البطاقة الوطنية‬
‫للدفع والسحب ما بين البنوك في إطار عملية تجريبية في الجزائر العاصمة وتعميمها بشكل تدريجي‪،‬‬
‫تعتبر هذه البطاقة الذكية كذلك بطاقة سحب ودفع‪.‬‬

‫* بالتزامن مع إطالق عمليات الدفع والسحب بالبطاقة‪ ،‬نصبت بعض البنوك مثل القرض الشعبي‬
‫الجزائري وسوسيتي جنرال الجزائر موزعات إلكترونية لألوراق النقدية تقبل بطاقات في از ومن ثمة فهي‬
‫تقبل إصدار نقود بالدينار مقابل العملة الصعبة‪ ،‬هذه الموزعات اإللكترونية للنقود (التي يبلغ عددها‬
‫‪ 22‬وهي مرشحة لالرتفاع مع تدخل بنوك أخرى مثل بي أن بي باريبا تتواجد حاليا في الجزائر العاصمة‬
‫ووهران وكذا المطارات الموجودة فيهما‪.1‬‬

‫تجدر اإلشارة أن القرض الشعبي الجزائري يعرض على مستوى بعض وكاالته المجهزة بنهائيات‬
‫الدفع المالي‪ ،‬إمكانية " ‪ " cash advance‬لحاملي بطاقة في از‪ ،‬غير أن البنوك الخارجية مهتمة بشكل‬
‫كبير بتطوير الصيرفة اإللكترونية بشرط االحتكام إلى مراكز تصريح متواجدة بالخارج‪.‬‬

‫‪1‬موقع و ازرة المالية‪ ،‬تاريخ االطالع ‪https://www.mf.gov.dz/index.php/ar/documentation-ar/grands- :1212-21-19‬‬


‫‪dossiers-ar/434-2020-11-10-10-51-40‬‬

‫‪231‬‬
‫عالقة اإلدارة اإللكترونية بالخدمة العمومية‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫*كما أن هناك عروض تطوير استخدام البطاقة بالنسبة للدفع على مستوى نقاط العبور في الطريق‬
‫‪1‬‬
‫السريع وهو مشروع تقوده حاليا الجزائرية لتسيير الطرق السريعة للسيارات والبنك الخارجي الجزائري‪.‬‬

‫وبعد أن حققت الجزائر أهم خطوة أصبح األمر سهال لتطبيق البنوك اإللكترونية على أرض الواقع‪،‬‬
‫فتم العمل على توفير نظام الدفع اإللكتروني أي عن بعد بواسطة البطاقات اإللكترونية وهي نقلة كبيرة‬
‫في االقتصاد الداخلي‪ ،‬لذا ستنصب دراتنا في هذا المطلب على الدفع اإللكتروني في الجزائر في الفرع‬
‫األول‪ ،‬أما الفرع الثاني فقد تطرق للبطاقات البنكية في الجزائر‪ ،‬فيما شمل الفرع الثالث اإلنجازات‬
‫المحققة بالنسبة للدفع اإللكتروني خالل السداسي من سنة ‪.1212‬‬

‫الفرع األول‪ :‬الدفع اإل لكتروني في الجزائر‪.‬‬

‫يعد تطوير الدفع اإللكتروني في الجزائر أحد األهداف الرئيسية لـساتيم ‪ ،SATIM2‬كونها مقدمة‬
‫لهذه الخدمة ومسؤولة عن التصديق التقني لمواقع تجار الويب التي تهدف إلى ممارسة التجارة‬
‫اإللكترونية‪ ،‬فهي تضع جميع الوسائل للدعم التقني للشركات في مشروعهم‪ ،3‬وقد تم إطالق أول نظام‬

‫‪1‬موقع و ازرة المالية‪ ،‬تاريخ االطالع ‪https://www.mf.gov.dz/index.php/ar/documentation-ar/grands- :1212-21-19‬‬


‫‪.dossiers-ar/434-2020-11-10-10-51-40‬‬
‫‪2‬تأسست ‪ SATIM‬عام ‪ 2995‬بمبادرة من المجتمع المصرفي‪ ،‬شركة النقد اآللي و المعامالت التلقائية بين البنوك " ساتيم " هي شركة تابعة لسبعة‬
‫بنوك في الجزائر‪ ، CNEP ،CPA ،BNA ،BDL BEA ،BADR :‬البركة ومؤسسة ‪ CNMA‬للتأمين‪.‬‬
‫إنها المشغل الوحيد للدفع اإللكتروني بين البنوك في الجزائر للبطاقات المحلية والدولية‪ ،‬حيث تعمل كواحدة من األدوات التقنية لدعم برنامج تطوير‬
‫عضوا في شبكة الدفع اإللكترونية بين البنوك الخاصة به‪ ،‬والتي‬
‫ً‬ ‫وتحديث البنوك وخاصة تعزيز وسائل الدفع عن طريق البطاقة‪ ،‬تجمع ساتيم ‪29‬‬
‫تتكون من ‪ 22‬بنكا بما في ذلك ‪ 21‬بنوك عامة و‪ 21‬بنكا خاصا باإلضافة إلى بريد الجزائر‪.‬‬
‫شهدت ساتيم تطو ار كبي ار ونموا مستداما في خدماتها في السنوات األخيرة‪ .‬إلى يومنا هذا‪ ،‬تم توصيل أكثر من ‪ 2152‬جهاز صراف آلي و‪11222‬‬
‫محطة دفع إلكترونية متصلة بخوادمها‪ ،‬إضافة إلى هذا ‪ 22 +‬موقعا تجاريا على الويب يعمل على منصته‪ ،‬ويرجع هذا النمو بشكل أساسي إلى تأثير‬
‫بطاقة البنك التجاري الدولي على العادات الشرائية للمواطنين الجزائريين‪.‬‬
‫‪3‬شركة النقد اآللي والعالقات التلقائية بين البنوك ‪ ،SATIM‬من نحن‪ ،‬تاريخ االطالع ‪https://www.satim.dz/ar/la- ،1212-22-12‬‬
‫‪satim-2/2021-04-21-13-08-37.html‬‬

‫‪232‬‬
‫عالقة اإلدارة اإللكترونية بالخدمة العمومية‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫سحب إلكتروني فيما بين المصارف تحت إشراف ‪ SATIM‬سنة ‪ ،2992‬وصدرت في نفس السنة‬
‫بطاقة للسحب مشتركة ما بين البنوك تمكن حاملها من سحب األموال في حدود المبلغ المسموح به من‬
‫طرف بنك الزبون من كل الموزعات اآللية لألوراق النقدية للبنوك المشتركة في الشبكة‪ ،1‬وقد تمت‬
‫المصادقة على مشروع الدفع اإللكتروني سنة ‪.1222‬‬

‫سعيا لعصرنة القطاع وتحقيق مخطط الرقمنة تم العمل على تحسين تسيير البنوك وفقا لميكانيزمات‬
‫عصرية ونلكترونية‪ ،‬كما تم العمل على تعميم وسائل الدفع اإللكترونية‪ ،‬حيث أصبح تعميم الدفع عبر‬
‫اإلنترنت في الجزائر أكثر من وشيك‪ ،‬وهو ما يفسر نموها الذي ظهر منذ إطالق منصة الدفع اإللكتروني‬
‫من قبل ساتيم في سنة ‪ ،1221‬عن طريق بطاقة ‪ CIB‬على اإلنترنت‪ ،‬وبالتالي السماح للعمالء باإلنفاق‬
‫دون قلق‪ ،‬وتتم المعامالت دون تعقيدات وبأمان تام‪ ،‬كما أكد ذلك قانون التجارة اإللكترونية الصادر‬
‫فرد من‬
‫سنة ‪ ،1222‬ومن مميزات الدفع اإللكتروني ضمان الدفع للتاجر‪ ،‬وتمكين الشركات أو األ ا‬
‫الوصول إلى السوق العالمية‪ ،‬وكذا توفير السيولة في الصندوق‪ ،‬وزيادة المبيعات‪ ،‬تسهيل اإلدارة التجارية‬
‫والمحاسبة للشركة ‪ /‬المتجر‪ ،‬تجنب األوراق النقدية المزيفة‪ ،‬تجنب االضطرار إلى التنقل حامال للنقود‪،‬‬
‫وأخي ار توفير األمان‪ ،‬فإذا فقدت بطاقتك أو سرقت‪ ،‬ال يمكن استخدامها بدون رقم التعريف الشخصي‬
‫‪.PIN2‬‬

‫‪1‬وافي ميلود‪ ،‬داودي محمد‪ ،‬واقع ومتطلبات تفعيل البنوك اإللكترونية –دراسة حالة الجزائر‪ ،-‬مجلة الدراسات التسويقية وندارة األعمال‪ ،‬المجلد ‪،22‬‬
‫العدد ‪ ،22‬الجزائر‪ ،1222 ،‬ص ‪.12‬‬
‫‪2‬شركة النقد اآللي والعالقات التلقائية بين البنوك ‪ ،SATIM‬من نحن‪ ،‬تاريخ االطالع ‪https://www.satim.dz/ar/la- ،1212-22-12‬‬
‫‪satim-2/2021-04-21-13-08-37.html‬‬

‫‪233‬‬
‫عالقة اإلدارة اإللكترونية بالخدمة العمومية‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬البطاقات البنكية في الجزائر‪.‬‬

‫لقد بدأ العمل بالبطاقات البنكية في الجزائر سنة ‪ 2992‬من خالل إصدار أول بطاقة لكنها ال‬
‫تحتوي على شريحة وننما تتضمن فقط المساحة المغناطيسية‪ ،‬حيث كان التعامل يقتصر فقط على‬
‫عمليات السحب‪ ،‬حتى عام ‪ 1225‬أين بدأت عمليات الدفع‪ ،‬وفي‪ 1229‬ظهرت فكرة الدفع عبر‬
‫األنترنت التي ظلت مجرد فكرة إلى غاية عام ‪ 1222‬عندما تم المصادقة على هذا المشروع إال أنه لم‬
‫يدخل حيز التنفيذ إال عام ‪1221‬أين تم تنفيذ أول عملية للدفع عبر األنترنت‪ ،‬وفي نفس السنة ظهرت‬
‫فكرة تسديد الفاتورة من خالل الموزعات اآللية لكنها بقيت فكرة مدروسة ال غير لم تتجسد على أرض‬
‫الواقع‪ ،‬هذا إضافة إلى العديد من البرامج التي تعد قيد اإلنجاز والتي من أهمها برنامج الطريق السيار‬
‫شرق غرب حيث من المتوقع أن يصبح سلوك الطريق شرق غرب بمقابل مالي حسب عدد األمتار‬
‫باستخدام بطاقات تحمل الرمز ‪ ، CIB‬وأحسن مثال على ذلك والية وهران التي طبق فيها هذا البرنامج‬
‫سنة ‪ 1224‬ب‪2‬آالف بطاقة‪ ، CIB‬والنقاش ساري حاليا مع مترو الجزائر لكن لم يتم المصادقة عليه‬
‫بعد‪ ،‬هذا إضافة إلى مشروع شحن الهاتف النقال من خالل الموزعات اآللية‪.1‬‬

‫أعطيت إشارة االنطالق الرسمي لخدمة الدفع اإللكتروني في الجزائر خالل شهر أكتوبر من سنة‬
‫‪ 1221‬مع ‪ 22‬بنكا‪ ،‬منها ‪ 1‬بنوك عمومية على غرار بنك التنمية الريفية والقرض الشعبي الجزائري‬
‫وبنك التنمية المحلية والبنك الوطني الجزائري وبنك الجزائر الخارجي والصندوق الوطني للتوفير‬
‫واالحتياط وخمسة بنوك خاصة هي تراست بنك الجزائر وناتيكسيس الجزائر والشركة العامة للجزائر‬
‫وقولف بنك الجزائر وبنك البركة‪ ،‬وستنضم مؤسسات أخرى قريبا لهذه اآللية الجديدة من الدفع‪ ،‬وقد قدر‬
‫عدد حاملي بطاقات الدفع اإللكتروني بمليون و ‪ 122‬ألف لالستفادة من خدمات الدفع اإللكتروني‪ ،‬كما‬

‫‪1‬سمية عبابسة‪ ،‬وسائل الدفع اإللكتروني في النظام البنكي الجزائري‪ -‬الواقع والمعيقات واآلفاق المستقبلية‪ ،‬مجلة العلوم اإلنسانية‪ ،‬العدد السادس‪،‬‬
‫ديسمبر ‪ ،1221‬الجزائر‪ ،‬ص ‪.151‬‬

‫‪234‬‬
‫عالقة اإلدارة اإللكترونية بالخدمة العمومية‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫أن مؤسسة بريد الجزائر وضعت كافة اآلليات لتوفير هذه الخدمة لزبائنها المقدر عددهم ب‪ 21‬مليون‪،1‬‬
‫أما أنواع البطاقات البنكية التي تعتمد عليها البنوك الجزائرية فهي‪:‬‬

‫أوال‪ .‬البطاقات المحلية‪ :‬هي بطاقات تسمح بعملية السحب والدفع وهي موجهة لكل عمالء البنك‪ ،‬تقدر‬
‫مدة صالحيتها بسنتين‪ ،‬باستثناء البطاقات الموجهة لعمالء البنك الوطني الجزائري ‪ BNA‬فتقدر مدة‬
‫صالحيتها بثالث سنوات‪ ،‬ونميز عموما بين نوعين أساسيين يحمالن نفس الرمز )‪.)CIB‬‬

‫‪ -2‬البطاقة العادية‪ Classique :‬تمنح لفئة عمالء البنوك الذين ال يتجاوز دخلهم حدا معينا‪ ،‬طبعا‬
‫ال يمكننا تحديد المبلغ ألن األمر نسبي يختلف من بنك آلخر‪.‬‬

‫‪ -1‬البطاقة الذهبية‪ Gold :‬يمنح هذا النوع من البطاقات لفئة معينة من عمالء البنوك والذين‬
‫يتجاوز دخلهم مبلغا معينا كامتياز يمنحه البنك للعميل‪.‬‬

‫ثانيا‪ .‬البطاقة الدولية‪ :‬هي بطاقة دولية موجهة للزبائن ذوي الحسابات المفتوحة بالعملة الصعبة أو‬
‫موكلهم‪ ،‬ويمكن أن نميز بين نوعين أساسيين‪:‬‬

‫‪ -2‬بطاقة ‪ :Classique Visa‬يمنح هذا النوع من البطاقات للعمالء الذين لديهم رصيد من العملة‬
‫الصعبة أكبر أو يساوي ‪ 2522‬أورو على أن ال يتعدى سقف السحب لهذه البطاقة ب ‪ 522‬أورو أي‬
‫أن ال يتعدى عدد عمليات السحب في اليوم أربع عمليات‪.‬‬

‫‪ -1‬بطاقة ‪ : Gold Visa‬يمنح هذا النوع من البطاقات للعمالء الذين لديهم رصيد من العملة الصعبة‬
‫أكبر أو يساوي ‪ 5222‬أورو على أن ال يتجاوز عدد عمليات السحب في اليوم الواحد سبع عمليات‪.2‬‬

‫‪1‬آيت شعالل نبيل‪ ،‬البطاقات البنكية وعوائق استخدامها في الجزائر‪ ،‬مجلة الدراسات القانونية واالقتصادية‪-‬المركز الجامعي سي الحواس‪-‬بريكة‪،-‬‬
‫العدد ‪ ،24‬ديسمبر ‪ ،1229‬ص ‪.24‬‬
‫‪2‬سمية عبابسة‪ ،‬وسائل الدفع اإللكتروني في النظام البنكي الجزائري‪-‬الواقع والمعيقات واآلفاق المستقبلية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.154-151‬‬

‫‪235‬‬
‫عالقة اإلدارة اإللكترونية بالخدمة العمومية‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬اإلنجازات المحققة بالنسبة للدفع اإللكتروني خالل السداسي األول لسنة ‪.6161‬‬

‫اإلنجازات المحققة وحصيلة السداسي األول لسنة ‪ 1212‬فيما يخص الدفع اإللكتروني قدرت ب‪:‬‬

‫لقد قدر إجمالي البطاقات البنكية المفعلة ب ‪ 1.241.951‬أي ما يعادل ‪ % 19.29‬من البطاقات‬
‫المتداولة مقابل ‪ % 9.12‬في السداسي األول من سنة ‪.1212‬‬

‫‪-‬عدد البطاقات البنكية ‪ 2.242.215‬بطاقة‪.‬‬

‫‪-‬عدد بطاقات األعمال ‪ 12.921‬بطاقة‪.‬‬

‫‪-‬عدد البطاقات الذهبية ‪ 2.121.122‬بطاقة‪.‬‬

‫كما يبلغ عدد البطاقات البنكية المتداولة دون احتساب البطاقات االئتمانية في از وماستر كارد ب‬
‫‪ 9.444.111‬بطاقة أي ‪ %+21.45‬بالمقارنة مع السداسي األول من سنة ‪.1212‬‬

‫أوال‪ .‬بالنسبة للدفع عبر اإلنترنت‪ ،‬فقد بلغ عدد التجار عبر األنترنت الذين انضموا لمنصة الدفع عبر‬
‫اإلنترنت ‪ % 222.25 +225‬مقارنة بنفس الفترة من السنة الماضية‪.‬‬

‫كما بلغ عدد المعامالت عن طريق البطاقات البنكية عبر اإلنترنت ‪ 1.524.412‬بطاقة أي‬
‫‪ ،+211,91%‬أما عن قيمة المعامالت عبر اإلنترنت فقد بلغت ‪ 4.195.122.214,42‬دج أي‬
‫‪.+211,11%‬‬

‫ثانيا‪ .‬بالنسبة للسحب عن طريق الموزعات اآللية‪ ،‬فقد قدرت الموزعات اآللية التي تضمها الحظيرة‬
‫الوطنية ب ‪ 1.212‬موزعا آليا دون وضع أي موزع جديد منذ سنة ‪.1212‬‬

‫كما بلغ عدد عمليات السحب عبر البطاقات البنكية من الموزعات اآللية ب ‪ 12.122.522‬معاملة‬
‫أي ‪ ، % +22,11‬كما بلغت قيمة المبالغ المسحوبة عبر البطاقات البنكية من الموزعات اآللية ب‬
‫‪ 212.222.121.222‬دج أي ‪.%+12,25‬‬

‫‪236‬‬
‫عالقة اإلدارة اإللكترونية بالخدمة العمومية‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫ثالثا‪ .‬أما بالنسبة للدفع عن طريق نهائيات الدفع اإللكتروني‪ ،‬فقد بلغ عدد النهائيات الموضوعة لدى‬
‫التجار ‪ 12,411‬أي ‪ %12,12+‬مقارنة بالسنة الماضية‪ ،‬كما بلغ عدد المعامالت عبر النهائيات بـ‬
‫‪ 4.242.221‬أي ‪.%512,12+‬‬

‫أما قيمة المبالغ المدفوعة عبر هذه النهائيات بلغت ب ‪ 1.992.192.292,22‬دج أي‬
‫‪.%524.92+‬‬

‫رابعا‪ .‬أما فيما يخص الدفع والسحب‪ ،‬فقد بلغت قيمة المبالغ المدفوعة عن طريق هذه اآللية بـ‬
‫‪ 212.222.121.222‬دج‪ ،‬أما عن معدل المبلغ اإلجمالي المدفوع بالمقارنة مع المبلغ المسحوب‬
‫‪1‬‬
‫فيقدر بـ‪.% 2.42‬‬

‫كما قدر متوسط المعامالت عبر المواقع التجارية الموجودة في منصة الدفع عبر اإلنترنت بلغ ‪119‬‬
‫عملية يوميا‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬اإلدارة اإللكترونية في وزارة الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية‪.‬‬

‫سعت و ازرة الداخلية والجماعات المحلية إلى رقمنة القطاع مجاراة لبرنامج العصرنة الموضوع موضع‬
‫التنفيذ داخل البالد‪ ،‬وقد كانت أول اإلنجازات المحققة هي رقمنة جميع سجالت الحالة المدنية على‬
‫المستوى الوطني ونحداث السجل الوطني اآللي للحالة المدنية‪ ،‬وهو يمثل أكبر إنجاز للجزائر فهو عبارة‬
‫عن قاعدة معطيات مركزية موحدة على المستوى الوطني تضم كل سجالت الحالة المدنية وربط كل‬
‫البلديات وملحقاتها اإلدارية وكذا البعثات الديبلوماسية والدوائر القنصلية به‪ ،‬ولقد مكن هذا اإلنجاز من‪:‬‬

‫‪1‬أخبار قناة النهار‪ ،‬الدفع اإللكتروني‪ ،‬هذه هي الحصيلة السداسي األول لسنة ‪ ،2021‬تاريخ االطالع ‪،1212-29-5‬‬
‫‪https://www.youtube.com/watch?v=HgZWoW7SSxs‬‬

‫‪237‬‬
‫عالقة اإلدارة اإللكترونية بالخدمة العمومية‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪ -‬تمكين المواطن من استخراج كل وثائق الحالة المدنية بصفة آنية من أي بلدية أو ملحقة إدارية عبر‬
‫الوطن دون أن يتكبد عناء التنقل‪.‬‬

‫‪-‬تمكين الجالية الجزائرية المقيمة بالخارج من تقديم طلب الحصول على عقد الميالد الخاص ‪21‬خ‬
‫مباشرة عبر خدمة األنترنيت والحصول عليه من الممثلية الديبلوماسية أو القنصلية المسجل فيها‪.‬‬

‫تتمثل أهم محاور استراتيجية و ازرة الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية في مجال العصرنة‬
‫والتي تقوم على جملة من األهداف أهمها تحسين أداء اإلدارة من خالل تحقيق الفعالية والمالئمة‪ ،‬وكذا‬
‫تقريب اإلدارة من المواطن من خالل الشباك الموحد للبلدية اإللكترونية‪ ،‬وتجسيد الشفافية في تداول‬
‫المعلومات وجعل المواطن فاعال في التنمية أي تجسيد الديمقراطية التشاركية‪ ،‬من خالل هذا المنطلق‬
‫انصبت دراستنا على البلدية اإللكترونية في الفرع األول‪ ،‬بينما تطرق الفرع الثاني إلنجازات و ازرة الداخلية‬
‫والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية في مجال عصرنة القطاع‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬البلدية اإللكترونية‪.‬‬

‫لقد بدأت بوادر البلدية اإللكترونية بالظهور من خالل الخدمات اإللكترونية التي أطلقتها و ازرة‬
‫الداخلية التي كانت في األساس خدمات تقدم على مستوى البلديات التقليدية لكن سعيا من الو ازرة إلى‬
‫عصرنة القطاع عموما وترقية الخدمات اإللكترونية والقضاء على البيروقراطية خاصة تم إطالق هذا‬
‫المشروع‪ ،‬وقد أوضح الوزير بأن "البلدية المستقبلية التي يرجوها المواطن الجزائري هي التي تعتمد على‬
‫وسائل التكنولوجية والتقنية الحديثة للقضاء على كل ما هو ورقي وبيروقراطي وكثرة التنقل والمحسوبية‬
‫‪1‬‬
‫ونضفاء الشفافية أكثر"‪.‬‬

‫‪1‬اإلذاعة الجزائرية‪ ،‬إطالق مشروع "الشباك اإللكتروني" بالعاصمة‪ ،1222-22-24 ،‬تاريخ االطالع ‪،1212-22-21‬‬
‫‪https://www.radioalgerie.dz/news/ar/article/20171114/125865.html‬‬

‫‪238‬‬
‫عالقة اإلدارة اإللكترونية بالخدمة العمومية‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫فيما يتعلق بتعريفها فقد اختلفت التعريفات الفقهية للبلدية اإللكترونية في ظل عدم وجود تعريف‬
‫تشريعي يبين أسسها وعناصرها‪ ،‬ولذلك ذهب البعض إلى القول بأنها‪ ":‬نمط متطور وجديد من اإلدارة‪،‬‬
‫يتم من خالله رفع مستوى األداء والكفاءة اإلدارية وتحسين مناخ العمل لتسهيل كافة الخدمات واألعمال‬
‫التي تقدمها المؤسسات الحكومية للمواطنين‪ ،‬وتحت هذا النمط يتمكن المواطن من إنجاز كافة المعامالت‬
‫الحكومية وحتى إصدار الوثائق الرسمية عبر الوسائط اإللكترونية مثل األنترنت والهواتف الخلوية‬
‫واألرضية بسرعة وفعالية عالية"‪.‬‬

‫كما يرى البعض أنها تتحقق من خالل إدراك حقيقة أن العالم اليوم ومستجداته أصبح يحكم على‬
‫المجتمع بأنه متقدم ومتغير بتوفير عدة شروط أساسية والتي تمثل ركائز البلدية اإللكترونية‪ ،‬وهي‪:‬‬
‫‪1‬‬
‫المسائلة‪ ،‬الشفافية والحكم الراشد‪.‬‬

‫لقد طبق مشروع رقمنة مصلحة الحالة المدنية ألول مرة بالجزائر في والية باتنة بتاريخ ‪ 04‬مارس‬
‫‪ ،2010‬والتي أصدرت في شباكها االلكتروني أول شهادة ميالد رقم ‪ ،221‬ثم شمل هذا المشروع في‬
‫المرحلة األولى بلديات الدار البيضاء وبابا حسن والجزائر الوسطى‪ ،‬ثم تم تعميم المشروع على جميع‬
‫بلديات العاصمة خالل نفس السنة‪ ،‬على أن تعمم الحقا على جميع بلديات الوطن‪.3‬‬

‫وبالتالي فإن هذا الشباك اإللكتروني يهدف للتخفيف من عبء الوثائق اإلدارية حيث سيتم االستغناء‬
‫نهائيا عن شهادة ‪ 21‬س وتعويض أي "نموذج" ورقي بآخر إلكتروني‪ ،‬ويتم هذا المشروع وفق مراحل‪:‬‬

‫في المرحلة األولى يهتم المشروع بالبلدية والخدمات الداخلية المقدمة والشباك الموحد الذي يضم كل‬
‫خدمات البلديات في العموم المقدمة للمواطنين‪ ،‬وبالفعل هذا ما باشرت به الجزائر فقد تم البدأ أوال ببلدية‬

‫‪1‬تبينة حكيم‪ ،‬تطبيقات مشروع البلدية اإللكترونية في الجزائر‪-‬قراءة في بعض نماذج الخدمة العمومية‪ ،‬المجلد الخامس‪-‬العدد الثالث‪-‬السنة سبتمبر‬
‫‪ ،1212‬الجزائر‪ ،‬ص ‪.512‬‬
‫‪2‬عامر هني‪ ،‬نور الدين دخان‪ ،‬الحكومة اإللكترونية والخدمة العمومية‪ ،‬مجلة العلوم االجتماعية واإلنسانية‪ ،‬مجلد ‪ ،2‬عدد ‪ ،24‬سنة ‪ ،1222‬الجزائر‪،‬‬
‫ص ‪.554‬‬
‫‪3‬اإلذاعة الجزائرية‪ ،‬إطالق مشروع "الشباك اإللكتروني" بالعاصمة‪ ،‬المرجع السابق‪.‬‬

‫‪239‬‬
‫عالقة اإلدارة اإللكترونية بالخدمة العمومية‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫الجزائر وسط كمرحلة تجريبية للمشروع حتى التأكد من نتائجه وقد القى الموضوع استحسان المواطنين‬
‫جدا‪.‬‬

‫في المرحلة الثانية ضم المشروع كل من الدائرة‪ ،‬الوالية والمصالح المركزية للو ازرة‪ ،‬كل فيما يخصه‪.‬‬

‫في المرحلة الثالثة يتم إدراج الشباك االفتراضي للخدمات عن طريق األنترنت (بوابة إلكترونية‬
‫وتطبيقات بالهاتف) وندماج الخدمات الخارجية‪ ،1‬وبالفعل هذا ما وصلت إليه الجزائر اليوم فقد أصبحت‬
‫البلدية متوفرة في الهواتف النقالة دون الحاجة للتنقل إليها وهذا ما يأكد نجاح الدولة في تطبيق هذا‬
‫المشروع على أرض الواقع‪ ،‬وقد كانت له أهمية وفضل كبير للتخفيف على المواطنين من جهة توفير‬
‫كل الخدمات اإللكترونية وأيضا تخفيف العبء على اإلدارات العمومية والتحول من إدارة ورقية إلى‬
‫إدارة إلكترونية‪.‬‬

‫أوال‪ .‬الشباك اإللكتروني الموحد‪:‬‬

‫تنفيذا لالستراتيجية القطاعية لعصرنة المرفق العام وتخفيف اإلجراءات اإلدارية أشرف يوم ‪14‬‬
‫ديسمبر ‪ 1212‬وزير الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية على إطالق الخدمة اإللكترونية‬
‫الجديدة التي تسمح للمواطنين بسحب وثائق الحالة المدنية عن بعد‪ ،‬وهي خدمة تمكن المواطن من‬
‫سحب وثائق الحالة المدنية (شهادة الميالد‪ /‬شهادة الزواج‪ /‬شهادة الوفاة) الخاصة به أو بأحد أقاربه‬
‫انطالقا من التطبيق المتاح عبر الموقع اإللكتروني لو ازرة الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية‬
‫‪.www.interieur.gov.dz‬‬

‫‪1‬شليحي الطاهر‪ ،‬قرينعي ربيحة‪ ،‬اإلدارة اإللكترونية ومدى مساهمتها في تحسين الخدمة العمومية بالبلديات "عرض لمشروع البلدية االلكترونية في‬
‫الجزائر"‪ ،‬مجلة اآلفاق علوم اإلدارة واالقتصاد‪ ،‬المجلد ‪ /21‬العدد ‪ ،21‬الجزائر‪ ،1229 ،‬ص‪.292‬‬

‫‪240‬‬
‫عالقة اإلدارة اإللكترونية بالخدمة العمومية‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫حيث تتم الخدمة على مرحلتين‪ ،‬تتعلق األولى بالتعريف بطالب الوثيقة من خالل إدخال المعلومات‬
‫الالزمة والتي تتمثل في‪ :‬رقم التعريف الوطني ورقم الوثيقة البيومترية‪ ،‬البريد اإللكتروني‪ ،‬رقم الهاتف‪،‬‬
‫فيما تختص المرحلة الثانية بتحديد معلومات الوثيقة المراد استخراجها‪.‬‬

‫وبالتالي ترسل للطالب الوثيقة اإللكترونية المطلوبة عبر البريد اإللكتروني الخاص به‪ ،‬والتي تحتوي‬
‫على كافة المعلومات الموجودة في تلك المستخرجة من شبابيك الحالة المدنية ولها نفس القيمة القانونية‪،‬‬
‫كما تحتوي كذلك على رمز االستجابة السريعة ‪ QR Code‬لقراءة كافة المعلومات المتضمنة في الوثيقة‬
‫المؤمنة والغير قابلة للتزوير بفضل التوقيع اإللكتروني‪ ،‬ويمكن التحقق منها عن طريق تطبيق مطور‬
‫من مصالح و ازرة الداخلية‪ ،‬وبالتالي فإن هذا الشباك الذي يضم كل الخدمات التي يحتاجها المواطن‬
‫وكان متعودا على التنقل من أجل طلبها اليوم أصبحت تطلب من المنزل مباشرة‪.1‬‬

‫تجدر اإلشارة إلى أن هذه الخدمة التي تغني المواطن من التنقل إلى مصالح البلدية‪ ،‬متوفرة دوما‬
‫(‪14‬سا‪14/‬سا‪2 ،‬أيام‪ 2/‬أيام)‪ ،‬وأنه بإمكان كل الهيئات واإلدارات االطالع آليا على المعلومات التي‬
‫تحتويها الوثيقة من خالل الحصول على معلومات الحالة المدنية مباشرة من قواعد البيانات مما يعني‬
‫تفادي أخطاء الحجز‪.‬‬

‫يشمل الشباك على كل أنواع الخدمات التي يمكن أن يحتاجها المواطن وفي أغلب المجاالت الحياتية‬
‫نذكر منها‪:‬‬

‫‪ -2‬مجال التعمير والبناء والذي يضمن ‪ 24‬خدمة إلكترونية من بينها‪ :‬رخصة البناء‪ ،‬رخصة الهدم‪،‬‬
‫شهادة التعمير وغيرها‪.‬‬

‫‪ -1‬مجال السكن الذي يضمن ‪ 4‬خدمات إلكترونية‪.‬‬

‫‪1‬و ازرة الداخلية والجماعات المحلية‪ ،‬الخدمة الجديدة الستخراج وثائق الحالة المدنية عن بعد‪ ،‬تاريخ االطالع ‪،1212-29-5‬‬
‫‪https://www.interieur.gov.dz/index.php/ar/‬‬

‫‪241‬‬
‫عالقة اإلدارة اإللكترونية بالخدمة العمومية‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪ -1‬الحالة المدنية‪ :‬التي تضمن طلب تصحيح بيانات الحالة المدنية‪ ،‬وطلب تحديد موعد إلبرام عقد‬
‫الزواج‪ ،‬وأخذ موعد لطلب رخصة الزواج المختلط‪.‬‬

‫‪ -4‬خدمات خاصة بالحياة الجمعوية والسياسية‪ ،‬وتنقل األشخاص والممتلكات‪ ،‬صنع وتركيب لوحات‬
‫ترقيم المركبات‪ ...‬وغيرها من الخدمات‪ ،‬وبالتالي الو ازرة ألمت بكل الخدمات العمومية والخاصة التي‬
‫تخص المواطنين وسهلت عليهم األعمال‪ ،‬لتصبح إلكترونية‪ ..‬وغيرها من الخدمات‪.1‬‬

‫‪ -5‬كما تم وضع موقع خاص بطلب الوثائق البيومترية والمتمثلة في جواز السفر وبطاقة التعريف‬
‫ورخصة السياقة البيومترية‪ ،‬مع تحديد كل اإلجراءات والوثائق الالزمة لطلبها كل واحدة على حدى أو‬
‫تجديدها في حالة اكتسابها من قبل‪ ،‬مع وجوب التسجيل في المنصة اإللكترونية وذلك إلنشاء ملف‬
‫تعريف خاص بك على الموقع‪ ،‬أما إذا كنت قد سجلت بالفعل في الموقع‪ ،‬يمكنك الدخول باستخدام‬
‫البريد اإللكتروني وكلمة المرور الخاصة بك‪.‬‬

‫ثانيا‪ .‬استخراج الوثائق البيومترية‪:‬‬

‫يعد مشروع السجل الوطني اآللي للحالة المدنية قاعدة معطيات وطنية تضم كل البيانات الرقمية‬
‫الخاصة بالمواطنين‪ ،‬كما مكنت الو ازرة إدارات القطاعات األخرى من االطالع عليها‪ ،‬فالنظرة إلى الخدمة‬
‫تغيرت وأصبح سعي الدولة لتبسيط اإلجراءات على المواطنين ونعفاءهم من الوثائق الثبوتية ألنها مقيدة‬
‫لديهم‪ ،‬وبالتالي كانت االنطالقة من قاعدة معطيات موحدة على مستوى الوطن‪ ،‬لكنها خاصة بأعمال‬
‫اإلدارات أي أن المواطن ال يمكنه الحصول على وثائقه منها‪ ،‬بل تم وضع منصة إلكترونية خاصة به‬
‫على مستوى و ازرة الداخلية سميت بمنصة الوثائق البيومترية (جواز السفر‪ ،‬بطاقة التعريف ورخصة‬
‫السياقة)والتي تسمح للمواطن بالحصول على الوثائق التالية‪:‬‬

‫‪1‬موقع و ازرة الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية‪ ،‬تاريخ االطالع ‪/https://interieur.gov.dz/index.php/ar ،1212-2-14‬‬

‫‪242‬‬
‫عالقة اإلدارة اإللكترونية بالخدمة العمومية‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫المصدر‪ :‬موقع و ازرة الداخلية والجماعات المحلية‪.‬‬

‫‪ -2‬بطاقة التعريف الوطنية البيومترية‪:‬‬

‫بعد أن كانت الوثائق الثبوتية للمواطن ومن بينها بطاقة التعريف الوطنية تستخرج من البلديات بعد‬
‫جملة من اإلجراءات ومجموعة ال بأس بها من الوثائق‪ ،‬أصبح كل ذلك اليوم يتم بسهولة وتيسير حتى‬
‫من مصالح البلدية‪ ،‬ففي حالة الطلب ألول مرة يكون من البلدية المعنية لكن في حالة امتالكك لجواز‬
‫سفر بيومتري فيتم الطلب عبر المنصة اإللكترونية للوثائق البيومترية‪ ،‬سواء لطلب بطاقة التعريف أو‬
‫تجديد الوثائق البيومترية‪ ،‬أي تم اختصار اإلجراءات‪ ،‬فطالب الخدمة يضع كل معلوماته في صفحة‬
‫طلب بطاقة التعريف البيومترية ويقوم بإرسال الطلب من مكانه‪ ،‬فالهدف المرجوا هنا هو السعي لتقريب‬
‫اإلدارة من المواطن وتعزيز دور البلدية باعتبارها الخلية األساسية للدولة والمنوطة بتقديم خدمة عمومية‬
‫مرموقة ومتجددة‪.‬‬

‫‪243‬‬
‫عالقة اإلدارة اإللكترونية بالخدمة العمومية‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫وقد تضمن العدد ‪ 15‬من الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية صدور المرسوم‬
‫الرئاسي رقم ‪ ،1241 -22‬ويتعلق األمر بنص يتوج جهود السلطات العمومية الرامية إلى عصرنة الحالة‬
‫المدنية على وجه الخصوص و إصالح المسار واإلجراءات اإلدارية عموما‪.‬‬

‫بالعودة الى أحكام هذا النص‪ ،‬فإن المادة ‪ 5‬منه أكدت أن بطاقة التعريف الوطنية هي عبارة عن‬
‫وثيقة بيومترية تحدد هوية حاملها وتسلم لكل مواطن جزائري بدون شرط السن‪ ،‬وتحدد مدة صـالحـيتها‬
‫بـعـشـر (‪ )22‬سـنـوات لألشـخـاص الـبالـغين تـسع عـشرة (‪ )29‬سنة فـأكـثر‪ ،‬وتحدد بخمس (‪ )5‬سـنوات‬
‫للقصر الذين يقل سنهم عن تسع عشرة (‪ )29‬سنة‪.2‬‬

‫كما يؤكد هذا المرسوم الرئاسي أن إيداع الملفات الخاصة بطلب هذه الوثيقة سيتم على مستوى‬
‫إحدى بلـديات والية اإلقامة بـالنسبة لـلمواطنين المقيمين فـي الـتـراب الـوطــني أو لـدى المـ اركـز الدبـلوماسـية‬
‫والقـنصلـية بالنسبة للمواطنين المسجلين في الخارج‪ ،‬فضال عن ذلك‪ ،‬تجدر االشارة إلى أن هذا النص‬
‫الجديد يؤيد إلغاء ونتالف كل بطـاقـة تعـريف وطـنيـة تم إعـدادها ولم تسحب من قـبل صاحبها في أجل‬
‫ستة أشهر من تـاريخ إش ـعـاره بـالـســحب‪.‬‬

‫من الناحية التقنية‪ ،‬تمثل بطاقة التعريف الوطنية البيومترية قفزة نوعية فيما يخص إدراج‬
‫التكنولوجيات الحديثة لإلعالم واالتصال في األساليب االدارية بما أن هذه األخيرة بيومترية وتحتوي‬
‫على شريحتين‪ ،‬إذ تتضمن الشريحة األولى م ـعـلــومات إداريـة ومعلومات تخص صاحبها‪ ،‬أما ال ـش ـريـحة‬
‫الـثـان ـيــة فتتضمن ت ـطـب ـي ـقـة من أجل التحقق من صاحبها‪.‬‬

‫‪1‬المرسوم الرئاسي رقم ‪ 241 -22‬المـ ــؤرخ في ‪ 22‬أفـريل ‪ ،1222‬المحــدد لك ـيـف ـيـات إعـداد بـطاقة التعـريف الوطـنية وتـسـلـيـمـها وتجديدها‪ ،‬العدد ‪15‬‬
‫من الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‪.‬‬
‫‪2‬المادة ‪ 5‬من المرسوم الرئاسي ‪ ،241-22‬نفس المرجع‪.‬‬

‫‪244‬‬
‫عالقة اإلدارة اإللكترونية بالخدمة العمومية‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫كما وضعت و ازرة الداخلية تطبيقة أخرى خاصة أيضا ببطاقة التعريف الوطنية هي خدمة القراءة‬
‫اآللية لبطاقة التعريف الوطنية البيومترية اإللكترونية وخدمة طلب بطاقة التعريف بعد حصولك على‬
‫جواز السفر البيومتري كما أشرنا سابقا‪.‬‬

‫أ‪ -‬خدمة القراءة اآللية لبطاقة التعريف الوطنية البيومترية اإللكترونية‪.‬‬

‫تتمثل في بوابة إلكترونية عبر األنترنت‪ ،‬مصممة ومطورة من طرف مهندسي و ازرة الداخلية‪ ،‬فهي‬
‫عبارة عن موقع يمكن مستعمليه من قراءة البيانات المخزنة في الشريحة الذكية لبطاقة التعريف الوطنية‬
‫البيومترية اإللكترونية‪ ،‬هذه الخدمة اإللكترونية ستسمح لإلدارات العمومية أو الخاصة وكذا المواطنين‬
‫الحائزين على بطاقة التعريف الوطنية البيومترية من القراءة اإللكترونية لمعطيات البطاقة من بينها لقب‬
‫الزوج للمرأة المتزوجة والعنوان‪ ،‬وموقعها اإللكتروني هو‪:‬‬

‫‪https://macnibe.interieur.gov.dz/WFDefaultAr.aspx#CommentLire‬‬

‫حتى تتمكن من استعمال هذه الخدمة يجب التزود باألجهزة التالية‪:‬‬

‫أ‪.‬أ‪ -‬جهاز كمبيوتر ( عادي أو محمول)‪،‬‬

‫أ‪.‬ب‪ -‬أي قارئ آلي للبطاقات الذكية ذي المواصفات القياسية)‪. (Contactless‬‬

‫أ‪.‬ج‪ -‬تطبيقية التواصل مع البطاقات الذكية عن طريق تحميل وتثبيت البرنامج‪DzaEidCard .‬‬

‫ب‪ -‬خدمة طلب بطاقة التعريف الوطنية‪:‬‬

‫تسمح هذه الخدمة للمواطنين الحائزين على جواز السفر البيومتري من الحصول على بطاقة‬
‫التعريف البيومترية دون التنقل إلى المصالح اإلدارية‪ ،‬ويكون ذلك وفقا لجملة من اإلجراءات لالستفادة‬
‫من هذه الخدمة‪:‬‬

‫ب‪.‬أ‪ -‬أن يكون لديك جواز سفر‪.‬‬

‫‪245‬‬
‫عالقة اإلدارة اإللكترونية بالخدمة العمومية‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫ب‪.‬ب‪ -‬المعلومات التي سيتم طبعها على بطاقة التعريف الوطنية هي نفسها الموجودة على جواز‬
‫السفر البيومتري‪.‬‬

‫ب‪.‬ج‪ -‬يجب تحديد عنوان إقامتك الحالي‪.‬‬

‫ب‪.‬د‪ -‬يجب إدخال رقم الهاتف المحمول‪ ،‬وذلك لكي تتمكن من تلقي رسالة نصبة قصيرة ‪SMS‬‬
‫تعلمك عن تاريخ ومكان استالم بطاقتك‪.‬‬

‫ب‪.‬ه‪ -‬يجب إدخال على صفحة الطلب رقم تعريفك الوطني ورقم جواز سفرك البيومتري لمعاينة‬
‫وتأكيد لقبك‪ ،‬إسمك وعنوانك‪.1‬‬

‫‪ -1‬جواز السفر البيومتري‪:‬‬

‫يمكن لكل مواطن طلب جواز السفر البيومتري الخاص به عبر المنصة اإللكترونية التي وضعتها‬
‫الو ازرة الخاصة بالوثائق البيومترية‪ ،‬هذه المنصة تمكنك من ملء وطباعة استمارة الطلب‪ ،‬وتحميل‬

‫‪1‬و ازرة الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية‪ ،‬الوثائق البيومترية‪ ،‬تاريخ االطالع ‪،1212-22-11‬‬
‫‪https://passeport.interieur.gov.dz/Ar/DemandeCNIBE/Demande%20carte%20national%20d'identit%biom%c3%‬‬
‫‪a9trique%20%c3%a9lectronique‬‬

‫‪246‬‬
‫عالقة اإلدارة اإللكترونية بالخدمة العمومية‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫الصورة الرقمية البيومترية وفقا للمعايير المحددة‪ ،‬وأيضا اختيار مركز التقاط المعلومات وأخذ موعد‬
‫إليداع ملف جواز السفر البيومتري‪ ،‬ونذا كنت قد سجلت مسبقا في الموقع‪ ،‬يمكنك الدخول باستخدام‬
‫البريد اإللكتروني بكلمة المرور الخاصة بك‪.1‬‬

‫لقد حدد القرار المؤرخ في أول صفر عام ‪ 2411‬الموافق ل ‪ 11‬ديسمبر ‪ ،1222‬المواصفات التقنية‬
‫لجواز السفر الوطني البيومتري اإللكتروني‪ ،2‬وقد أكدت المادة الثانية أن جواز السفر البيومتري‬
‫اإللكتروني يضم شريحة إلكترونية من دون صلة تحتوي على الشهادات اإللكترونية للدولة الجزائرية‬
‫وعلى معلومات الحالة المدنية لصاحب الطلب ومعلوماته البيومترية الرقمية من ضمنها صورته الشمسية‬
‫وتوقيعه وبصماته‪.‬‬

‫تاله بعد ذلك القرار المؤرخ في أول صفر عام ‪ 2411‬الموافق ‪ 11‬ديسمبر سنة ‪ 1222‬الذي حدد‬
‫تاريخ بداية تداول جواز السفر الوطني البيومتري اإللكتروني‪ ،‬بحيث أكدت المادة األولى منه أن بداية‬
‫تداوله ستكون إبتداءا من تاريخ ‪ 5‬يناير سنة‪.1221‬‬

‫أما في حالة ضياعه فيتم تجديده وقد حددت المادة ‪3 24‬من القانون ‪ 21-24‬المتعلق بسندات‬
‫ووثائق السفر‪ ،‬الحاالت التي يمكن فيها طلب تجديد جواز السفر وهي‪:‬‬

‫أ‪-‬خالل األشهر الستة السابقة النقضاء مدة صالحيته‪،‬‬

‫ب‪-‬في حالة التأكد من استحالة وضع تأشيرات جديدة على األوراق المخصصة لهذا الغرض‪،‬‬

‫‪1‬و ازرة الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية‪ ،‬الوثائق البيومترية‪ ،‬تاريخ االطالع ‪،1212-22-11‬‬
‫‪https://passeport.interieur.gov.dz/Ar/Inscription/BaBou‬‬
‫‪2‬القرار المؤرخ في أول صفر عام ‪ 2411‬الموافق ل ‪ 11‬ديسمبر ‪ ،1222‬المواصفات التقنية لجواز السفر الوطني البيومتري اإللكتروني‪ ،‬وهو قرار‬
‫صادر عن و ازرة الداخلية والجماعات المحلية يتضمن كل المواصفات الخاصة بالجواز البيومتري‪.‬‬
‫‪3‬المادة ‪ 24‬من القانون ‪ 21-24‬المؤرخ في ‪ 14‬ريع الثاني عام ‪ 2415‬الموافق ل ‪ 14‬فبراير سنة ‪ ،1224‬المتعلق بسندات ووثائق السفر‪ ،‬ج ر‪،‬‬
‫العدد ‪ ،21‬الصادر في ‪ 12‬جمادى األولى ‪ 2415‬الموافق ل ‪ 11‬مارس ‪.1224‬‬

‫‪247‬‬
‫عالقة اإلدارة اإللكترونية بالخدمة العمومية‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫ج‪-‬عند التصريح بفقدانه لألسباب التي حددتها المادة ‪ 21‬منه وهي‪ :‬الضياع‪ ،‬اإلتالف‪ ،‬السرقة‪.‬‬

‫وقد أكدت و ازرة الداخلية والجماعات المحلية لجميع المواطنين األحد ‪ 1221-21-15‬أن التسجيل‬
‫في الصفحة المتعلقة بالطلبات الخاصة بجوزات السفر البيومترية وبطاقة التعريف الوطنية اإللكترونية‬
‫بالموقع اإللكتروني للو ازرة‪ ،‬تتم "بطريقة جيدة"‪ ،‬حيث تم تسجيل ‪ 22112‬طلب على الموقع اإللكتروني‬
‫خالل الفترة الممتدة من ‪ 22‬إلى ‪ 15‬ديسمبر ‪ 1221‬مع إشعار المسجلين بالوصول إلكترونيا‪.‬‬

‫‪-1‬رخصة السياقة اإللكترونية‪:‬‬

‫تم البدء في عملية تحويل كل رخص السياقة الورقية برخص سياقة بيومترية‪ ،‬على مستوى كافة‬
‫بلديات الجزائر العاصمة‪ ،‬منذ تاريخ ‪ 11‬جوان ‪ ،1229‬لتمس هذه العملية بلديات مقر واليات الوطن‪،‬‬
‫ابتداءا من تاريخ ‪ 22‬جويلية ‪.1229‬‬

‫كما حرص القطاع على المواصلة في إستراتيجيته الرامية إلى تسهيل اإلجراءات وعصرنة الوثائق‬
‫اإلدارية‪ ،‬فبدأ تعمي م عملية تحويل رخص السياقة الورقية برخص سياقة بيومترية‪ ،‬على كافة بلديات‬
‫الوطن ابتداءا من شهر أوت ‪ ،1229‬ولإلشارة فإن كل شخص يرغب بمتابعة طلب رخصته إلكترونيا‬
‫وطلب تجديد يمكن ذلك من خالل منصة الوثائق البيومترية‪.1‬‬

‫في األخير إن تعميم مشروع الشباك اإللكتروني الموحد للوثائق البيومترية الهادف لتخفيف اإلجراءات‬
‫والوثائق لطالبي جواز السفر‪ ،‬بطاقة التعريف الوطنية‪ ،‬رخصة السياقة البيومترية اإللكترونية وكذا تقليص‬
‫آجال معالجة ومراقبة البيانات عبر جميع بلديات الوطن انطالق من تاريخ ‪ 15‬مارس ‪ 1229‬ليشمل‬

‫‪1‬و ازرة الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية‪ ،‬تاريخ االطالع ‪https://www.interieur.gov.dz/index.php/ar/ ،1212-22-21‬‬

‫‪248‬‬
‫عالقة اإلدارة اإللكترونية بالخدمة العمومية‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫حاليا ‪ 2524‬مقر بلدية وملحقة بلدية مع توسيع العملية بصفة تدريجية ابتداء من ‪ 12‬أفريل ‪1212‬‬
‫لتشمل معالجة طلبات رخصة السياقة البيومترية على أن تعمم الخدمة‪.1‬‬

‫‪ -4‬شهادة الميالد ‪:21‬‬

‫عملت و ازرة الداخلية على وضع موقع إلكتروني خاص باستخراج شهادة الميالد ‪ 21‬عبر اإلنترنت‬
‫دون الحاجة للتنقل سمي بأطلب شهادة ميالدك األصلية ‪ 16‬الخاصة‪ ،‬وموقعها هو‬
‫‪https://demande12s.interieur.gov.dz/Ar/default.aspx‬‬

‫وتعد شهادة الميالد ‪ 21‬الخاصة وثيقة رسمية تحتوي على معلومات الحالة المدنية التي تسمح‬
‫بتشكيل رقم التعريف الوطني لكل الجزائريين‪ ،‬هذا الرقم فريد بالنسبة لكل جزائري‪ ،‬كما أنها وثيقة أصلية‬
‫صادرة عن بلدية الميالد للمعني استنادا إلى سجل الحالة المدنية‪ ،‬ويتم طباعتها من خالل برنامج آلي‬
‫بعد المرور عبر مراحل للتدقيق والمصادقة‪ ،‬كما أنها تتصف باألمان حيث تطبع على ورقة مؤمنة‬
‫باستخدام أساليب متطورة لمنع أي محاولة للتزوير فرقم التعريف الوطني الموجود فيها يسمح بالكشف‬
‫عن أي محاولة استنساخ‪.2‬‬

‫في األخير يظهر لنا جليا أن لمشروع عصرنة اإلدارات المحلية أهدافا استراتيجية هي‪:‬‬

‫‪-‬مكافحة اإلرهاب والجريمة واالنحراف بأكثر نجاعة‪ ،‬بفضل الجهاز المدني للتأكد األوتوماتيكي من‬
‫البصمات‪،‬‬

‫‪1‬اإلذاعة الجزائرية‪ ،‬عصرنة اإلدارة‪ :‬وتيرة متصاعدة في تجسيد المشاريع الموكلة لو ازرة الداخلية‪ ،1229-25-25 ،‬تاريخ االطالع‪-22-24 :‬‬
‫‪https://www.radioalgerie.dz/news/ar/article/20190505/168905.html ،1212‬‬
‫‪2‬و ازرة الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية‪ ،‬تاريخ االطالع ‪،1212-21-11‬‬
‫‪https://demande12s.interieur.gov.dz/Ar/default.aspx‬‬

‫‪249‬‬
‫عالقة اإلدارة اإللكترونية بالخدمة العمومية‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪-‬التقليل من تزوير وثائق الهوية والسفر ووضع حد لتعدد الهويات بفضل التأمين المادي للوسائل‬
‫المستخدمة‪ ،‬وكذا اللجوء إلى إجراءات أكثر فعالية في إصدار والتأكد من هوية أصحاب طلبات الحصول‬
‫على هذه الوثائق‪،‬‬

‫‪ -‬تزويد المواطنين بوثائق محصنة لحمايتهم ضد محاوالت انتحال هويتهم‪،‬‬

‫وهناك أهداف إضافية للمشروع تتمثل في‪:‬‬

‫‪-‬تزويد المواطنين بوثائق مؤمنة ومطابقة للضوابط والمواصفات الدولية‪،‬‬

‫‪-‬العمل على تسهيل تطوير اإلدارة اإللكترونية‪،‬‬

‫‪-‬إدماج وتسهيل إجراءات طلب بطاقة التعريف الوطنية وجواز السفر‪،‬‬

‫‪-‬تحسين وتسهيل التأكد من هوية الراغبين في الحصول على هذه الوثائق بفضل استحداث إجراءات‬
‫واستمارة جديدة‪.1‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬إنجازات وزارة الداخلية والجماعات المحلية في مجال عصرنة القطاع‪.‬‬

‫حققت و ازرة الداخلية والجماعات المحلية العديد من اإلنجازات في إطار العصرنة نذكر أهمها‪:‬‬

‫أوال‪ .‬في مسار تجسيد استراتيجية العصرنة في قطاع الداخلية بناءا على مقاربة شاملة ومتعددة القطاعات‬
‫فقد تم تحقيق‪:‬‬

‫‪-2‬تحقيق تحول رقمي لتحسين اإلتصال وتعميم استخدام تكنولوجيا اإلعالم واالتصال خاصة في إدارات‬
‫المرفق العمومي وتحسين حوكمة القطاع االقتصادي‪.‬‬

‫‪11‬ضريفي نادية‪ ،‬مقران سماح‪ ،‬التوقيع اإللكتروني ودوره في عصرنة اإلدارة العمومية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.225‬‬

‫‪250‬‬
‫عالقة اإلدارة اإللكترونية بالخدمة العمومية‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪-1‬عكفت مصالح و ازرة الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية خالل سنة ‪ 1212‬على تقديم‬
‫عدد من الورشات بهدف تسهيل اإلجراءات اإلدارية وتقريب اإلدارة من المواطن‪.‬‬

‫‪ -1‬إدراج التكنولوجيا الحديثة لإلعالم واالتصال في نمط تسيير حديث لمختلف الملفات الراهنة بهدف‬
‫تسهيل اإلجراءات اإلدارية التي تستدعي متابعة مستمرة وتنسيق متواصل بين المستويين المركزي‬
‫والمحلي‪.‬‬

‫‪-4‬التقدم في إنتاج مختلف الوثائق البيومترية‪.‬‬

‫‪-5‬قدرت مجموع جوازات السفر المنجزة على وجه العموم ‪ ،25.212.122‬أما المنجزة خالل سنة‬
‫‪ 1212‬ب ‪ 251.241‬جواز‪.‬‬

‫‪-1‬قدرت مجموع بطاقات التعريف البيومترية المنجزة ب ‪ ،29.129.141‬أما عدد بطاقات التعريف‬
‫المنجزة خالل سنة ‪ 1212‬ب ‪.229 421 1‬‬

‫‪-2‬كما قدرت مجموع رخص السياقة البيومترية المنجزة ب ‪ ،2.151.122‬أما عدد رخص السياقة‬
‫المنجزة خالل سنة ‪ 1212‬ب ‪.1224.222‬‬

‫ثانيا‪ .‬أما في مجال التسهيالت والخدمات عن بعد لتقريب اإلدارة من المواطن فقد تم‪:‬‬

‫مواصلة لمساعي تقريب اإلدارة من المواطن وتخفيف اإلجراءات اإلدارية‪ ،‬طورت مصالح الو ازرة‬
‫العديد من التطبيقات كما أطلقت عدد من الخدمات عن بعد‪:‬‬

‫‪1‬و ازرة الداخلية والجماعات المحلية‪ ،‬حصيلة نشاطات و ازرة الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية لسنة ‪ :1212‬محور العصرنة‪ ،‬تاريخ‬
‫االطالع ‪https://www.interieur.gov.dz/index.php/ar/ ،1212-29-12‬‬

‫‪251‬‬
‫عالقة اإلدارة اإللكترونية بالخدمة العمومية‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪ -2‬أرضية رقمية خاصة بمعالجة طلبات شهادة الكفاءة بالنسبة للجالية الجزائرية المقيمة بالخارج‪:‬‬
‫سمحت هذه األرضية ل ‪ 12.115‬مقيم بالخارج من إيداع طلبه إلكترونيا‪ ،‬وتمت المعالجة اإللكترونية‬
‫لـ‪ 12.111‬طلب أي ما يعادل ‪.%92.22‬‬

‫‪-1‬خدمة سحب وثائق الحالة المدنية عن بعد‪ :‬سمحت هذه الخدمة باستخراج أكثر من ‪ 111‬ألف وثيقة‬
‫حالة مدنية خالل شهر من انطالقها‪ ،‬وتم تزويد هذه الوثائق المتاحة عن بعد برمز استجابة سريعة‬
‫يسمح بتأمينها‪ ،‬وتسمح هذه الخدمة بتخفيف عبئ التنقل على المواطن وترشيد النفقات العمومية‪ ،‬وذلك‬
‫باقتصاد أكثر من ‪ 212‬ألف مستخرج للحالة المدنية يوميا ما يمثل أكثر من ‪ 11‬مليون ورقة تتم‬
‫طباعتها سنويا واقتصاد غالف مالي لميزانيات البلديات يتجاوز ‪ 222‬مليون دج سنويا‪.‬‬

‫‪ -1‬أرضية رقمية خاصة بتسجيل الجمعيات البلدية ولجان األحياء والتجمعات السكنية عبر الموقع‬
‫‪ ،www.interieur.gov‬سمحت هذه األرضية بتسجيل ‪ 1194‬جمعية وقد تمت معالجة ‪%22.12‬‬
‫من الطلبات اإللكترونية في ظرف ال يتعدى ‪ 22‬أيام من إيداعها‪.‬‬

‫‪ -4‬أرضية رقمية إلجالء الرعايا العالقين بالخارج بسبب فيروس كورونا‪ ،‬بحيث تم إجالء ‪14222‬‬
‫مواطن مقيم بالخارج‪ ،‬فبهدف التأقلم مع األوضاع التي فرضتها جائحة كورونا وقصد تقليص التنقالت‬
‫والتجمعات تم إتاحة تحميل عدد من االستمارات عبر الموقع اإللكتروني للو ازرة على غرار اإلعانات‬
‫المتعلقة بتسيير مخلفات الجائحة‪.1‬‬

‫ثالثا‪ .‬تطوير أنظمة المعلوماتية لعصرنة التسيير المركزي والمحلي حيث تم وضع‪:‬‬

‫‪-2‬نظام معلوماتي وطني خاص بمتابعة ملف تنمية مناطق الظل يسمح ب‪:‬‬

‫أ‪ -‬إحصاء ‪ 21522‬منطقة ظل‪.‬‬

‫‪1‬و ازرة الداخلية والجماعات المحلية‪ ،‬حصيلة نشاطات و ازرة الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية لسنة ‪ :1212‬محور العصرنة‪ ،‬المرجع‬
‫السابق‪.‬‬

‫‪252‬‬
‫عالقة اإلدارة اإللكترونية بالخدمة العمومية‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫ب‪ -‬تدوين المشاريع المسجلة بمناطق الظل‪.‬‬

‫ج‪ -‬متابعة مدى تقدم المشاريع المسجلة لفائدة مناطق الظل‪.‬‬

‫د‪ -‬تسجيل المشاريع المسلمة لفائدة مناطق الظل‪.‬‬

‫‪ -1‬استحداث نظام معلوماتي وطني لمتابعة المدارس االبتدائية‪ ،‬يسمح هذا النظام المحين آنيا ويوميا‬
‫بمتابعة وضعية ‪ 29222‬مدرسة ابتدائية من ناحية الهياكل والتجهيزات‪ ،‬التعداد‪ ،‬اإلطعام والنقل‬
‫المدرسيين‪ ،‬طلب الشغل‪ ،‬وكذا تطبيقا لمتابعة منحة التمدرس سمح بتسليم ‪ 1.2‬مليون منحة بقيمة‬
‫‪ 5222‬دج لمستحقيها‪.‬‬

‫‪-1‬ووفقا لمشروع التعليم اإللكتروني الهادف إلى عصرنة تسيير المؤسسات التربوية وضمان متابعة‬
‫رقمية تمدرس التالميذ‪ ،‬التزمت الو ازرة من خالل خبرتها وتحكمها التقني بـمرافقة مصالح و ازرة التربية‬
‫الوطنية في عملية تنصيب شبكة تربط ‪ 22.222‬مؤسسة تعليمية عبر األقمار الصناعية بمركز‬
‫البيانات التابع لهذه الو ازرة‪.1‬‬

‫‪-4‬نظام معلوماتي خاص بالبطاقية الوطنية لطالبي السكن‪ ،‬حيث يمكن هذا النظام من إحصاء ورقمنة‬
‫طلبات السكن المسجلة في جميع الصيغ‪ ،‬مع إمكانية تحيين الملف بإجراء تقاطعات مع ملفات رقمية‬
‫أخرى كملفات الدخل وملفات الملكية لضمان أفضل استهداف وتحديد األولويات في تخصيص السكنات‪.‬‬

‫‪-5‬تطبيق خاص بعمليات التضامن بمناسبة شهر رمضان المبارك‪ ،‬يسمح بمتابعة تقدم العمليات وتحيين‬
‫قوائم المستفيدين‪ ،‬وقد تم تسليم ‪ 2.2‬مليون منحة‪.‬‬

‫‪-1‬تطبيقات خاصة بالفعالية الطاقوية على المستوى المحلي تعنى بمتابعة عملية تحويل الحظيرة المتنقلة‬
‫من البنزين إلى الغاز الطبيعي‪ ،‬وقد سمحت بتسجيل ‪ 2112‬مركبة محولة‪.‬‬

‫‪1‬اإلذاعة الجزائرية‪ ،‬المرجع السابق‪.‬‬

‫‪253‬‬
‫عالقة اإلدارة اإللكترونية بالخدمة العمومية‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪ -2‬إلى جانب تطبيق خاص بمسح شبكات اإلنارة العمومية عبر األحياء وهو ما سمح بتسجيل إنجاز‬
‫أكثر من ‪ 222‬ألف نقطة مضيئة جديدة‪ ،‬كما تم استبدال أكثر من ‪ 221‬ألف مصباح مستهلك للطاقة‬
‫بمصابيح اقتصادية‪.‬‬

‫‪-2‬تطبيقة إلحصاء األحياء القصديرية‪ ،‬توضح البيانات الجغرافية لهاته األحياء وتساهم في إنشاء ملف‬
‫شامل لألسر التي تعيش فيها ومراقبة عملية القضاء على هذه األماكن مباشرة باستخدام صور األقمار‬
‫الصناعية‪.1‬‬

‫المطلب الرابع‪ :‬اإلدارة اإللكترونية في قطاع التعليم العالي والبحث العلمي‪.‬‬

‫وضعت و ازرة التعليم العالي والبحث العلمي استراتيجية لعصرنة ورقمنة القطاع والتخلص من اإلدارة‬
‫التقليدية للتحول إلى اإلدارات اإللكترونية وتحقيق مخطط الدولة المتمثل في صفر ورقة‪ ،‬وفي ذلك‬
‫عملت الو ازرة على إنشاء مديريتين من أجل عصرنة القطاع تتمثل في‪:‬‬

‫‪-‬مديرية الشبكات وتطوير الرقمنة‪.‬‬

‫‪-‬المديرية العامة للبحث العلمي والتطوير التكنولوجي‪ :‬حيث تكلف المديرية العامة‪ ،‬تحت سلطة الوزير‬
‫المكلف بالبحث العلمي‪ ،‬بتنفيذ السياسة الوطنية للبحث العلمي والتطوير التكنولوجي في إطار جماعي‬
‫ومشترك بين القطاعات‪ ،‬كما هي محددة في القانون رقم‪222 - 92‬المؤرخ في ‪ 11‬غشت سنة‪،2992‬‬
‫المعدل و المتمم ‪.‬‬

‫‪1‬و ازرة الداخلية والجماعات المحلية‪ ،‬حصيلة نشاطات و ازرة الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية لسنة ‪ :1212‬محور العصرنة‪ ،‬المرجع‬
‫السابق‪.‬‬
‫‪2‬القانون رقم‪22 - 92‬المؤرخ في ‪ 11‬غشت سنة‪ ، 2992‬المعدل و المتمم‪ ،‬والمتعلقة بالبرمجة والتقييم والتنظيم المؤسساتي وتطوير الموارد البشرية‬
‫والبحث الجامعي والتطوير التكنولوجي والهندسة والبحث في العلوم االجتماعية واإلنسانية واإلعالم العلمي والتقني والتعاون العلمي وتثمين نتائج البحث‬
‫والهياكل القاعدية والتجهيزات الكبرى وتمويل البرنامج الخماسي‪ ،‬ج ر‪ ،‬العدد ‪ ،11‬الصادرة في ‪ 1‬جمادى األولى ‪.2429‬‬

‫‪254‬‬
‫عالقة اإلدارة اإللكترونية بالخدمة العمومية‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫وتتكون من ‪ 4‬مديريات هي مديرية برمجة البحث والتقييم واالستشراف‪ ،‬مديرية إدارة وتمويل البحث‬
‫العلمي والتطوير التكنولوجي‪ ،‬مديرية التطوير التكنولوجي واالبتكار‪ ،‬مديرية التنمية والمصالح العلمية‬
‫‪1‬‬
‫والتقنية‪.‬‬

‫تتمحور دراستنا في هذا المطلب حول أهم ما حققته و ازرة التعليم العالي والبحث العلمي من عصرنة‬
‫بعد ادخال اإلدارة اإللكترونية إليها‪ ،‬حيث تطرق الفرع األول الستراتيجية الرقمنة لو ازرة التعليم العالي‪،‬‬
‫بينما تطرق الفرع الثاني للرقمنة وتطبيقاتها في مجال البحث العلمي‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬استراتيجية الرقمنة لوزارة التعليم العالي‪.‬‬

‫عملت و ازرة التعليم العالي والبحث العلمي منذ جويلية ‪2020‬على االنتقال الرقمي بما يسمح بمواكبة‬
‫التكنولوجيات الحديثة وكذا القدرة على مجابهة وباء كورونا وما حمله من أعباء على السير الحسن في‬
‫العمل الوزاري وكذا القطاعي‪ ،‬وتم تشكيل محاور عمل لرقمنة القطاع تمثلت باألساس في ثالث وحدات‬
‫يمكن تصنيفها كاآلتي‪:‬‬

‫أوال‪ .‬استراتيجية صفر ورقة‪:‬‬

‫تعتبر هذه اال ستراتيجية أداة الحكومة التي تهدف إلى تقليل التعامل باألوراق اإلدارية وتخفيف‬
‫استهالك مادة الورق‪ ،‬فكان لو ازرة التعليم العالي والبحث العلمي نصيب من هذا المشروع الذي اجتهدت‬
‫في تجسيده من خالل مجموعة من اإلجراءات المتخذة يمكن تلخيصها كاآلتي‪:‬‬

‫‪ -2‬حذف المراسالت الورقية بين مؤسسات التعليم العالي والبحث العلمي وجعلها ‪% 222‬عبر الخط‬
‫‪.en ligne‬‬

‫‪1‬و ازرة التعليم العالي والبحث العلمي‪ ،‬تاريخ االطالع ‪/ https://www.mesrs.dz،1212-2-14‬‬

‫‪255‬‬
‫عالقة اإلدارة اإللكترونية بالخدمة العمومية‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪ -1‬تقليص الوثائق اإل دارية (للترشح في تسجيل الماستر‪ ،‬تنظيم المسابقة الوطنية لاللتحاق بالطور‬
‫الثاني للمدارس العليا‪ ،‬إيداع ملفات الترشح للدكتوراه‪ ،‬مناقشة أطروحة الدكتوراه)‪.‬‬

‫‪ -1‬التسجيل الجامعي للناجحين الجدد بالبكالوريا تم ‪% 222‬عبر الخط‪.‬‬

‫‪https://www.progres.mesrs.dz/webetu‬‬

‫‪ -4‬التسجيل لإليواء والمنح الجامعية بالنسبة لطلبة البكالوريا الجدد تم ‪% 222‬عبر الخط‬
‫‪https://www.progres.mesrs.dz/webonou‬‬

‫‪ -5‬دفع مستحقات التسجيل عن طريق عملية الدفع اإللكتروني‪.‬‬

‫‪ -1‬بوابة التحويل الجامعي عبر الخط ‪https://www.progres.mesrs.dz/webetu‬‬

‫‪ -2‬طلب رخصة إنشاء مؤسسة خاصة للتكوين العالي‪.‬‬

‫‪ -2‬رقمنة عملية إيداع ملف الترشح لمسابقة التكوين في اإلقامة‪.‬‬

‫‪ -9‬رقمنة إجراء انتقاء الخبراء المكلفين بدراسة مشاريع البحث التكويني الجامعي‪.‬‬

‫‪ -22‬رقمنة إجراء ترشح األساتذة للتأهيل الجامعي‪.‬‬

‫‪ -22‬رقمنة تقييم عروض التكوين المقترحة من طرف مؤسسات التكوين العالي التابعة لدوائر و ازرية‬
‫أخرى ولمؤسسات التكوين العالي الخاصة‪.‬‬

‫‪ -21‬رقمنة إجراء إنشاء المؤسسات الفرعية‪.‬‬

‫ثانيا‪ .‬التحول الرقمي حتمية لعصرنة القطاع‪:‬‬

‫فقد أصبح التحول الرقمي إلى اإلدارة اإللكترونية في القطاع ضرورة يفرضها الواقع‪ ،‬ألن الهدف‬
‫األساسي للتحول الرقمي هو‪:‬‬

‫‪256‬‬
‫عالقة اإلدارة اإللكترونية بالخدمة العمومية‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪ -2‬محاربة البيروقراطية‪:‬‬

‫أ‪-‬استحداث أ رضية عبارة عن خارطة جغرافية توضح توفر المناصب المفتوحة للدكتوراه في مختلف‬
‫التخصصات عبر التراب الوطني‪.‬‬

‫ب‪ -‬توثيق الشهادات الجامعية يتم عبر الخط ويمكن تتبع سيرورة العملية بكل بساطة ونمكانية رفع‬
‫تظلمات‪.‬‬

‫ج‪-‬استحداث أرضية لمتابعة تسجيل الطلبة األجانب في الجامعات الجزائرية‪.‬‬

‫د‪-‬استحداث تطبيق رقمي لحجز المواعيد أو رفع التظلمات‪.1‬‬

‫‪ -1‬إضفاء الشفافية‪:‬‬

‫أ‪-‬استحداث تطبيق رقمي يضم ميثاق اآلداب واألخالقيات الجامعية المعدة من طرف لجنة أخالقيات‬
‫المهنة التابعة للو ازرة‪.‬‬

‫ب‪-‬استحداث أرضية لمعاينة مستوى الخدمات الجامعية‪.‬‬

‫ج‪-‬متابعة دائمة وتواصل مباشر عبر صفحة الوزير على مواقع التواصل االجتماعي لرفع الشكاوى‬
‫والتظلمات‪.‬‬

‫د‪-‬اتفاقيات تحسين جودة األنترنت في القطاع‪ ،‬اتفاقية بين مركز البحث في اإلعالم التقني والعلمي‬
‫ومؤسسة اتصاالت الجزائر لرفع تدفق األنترنت عشر مرات‪.‬‬

‫و ازرة التعليم العالي والبحث العلمي‪ ،‬حصيلة إنجازات قطاع التعليم العالي والبحث العلمي‪ ،‬من جويلية ‪ 1212‬إلى جوان ‪ ،1212‬ص ص‬ ‫‪1‬‬

‫‪.224-221‬‬

‫‪257‬‬
‫عالقة اإلدارة اإللكترونية بالخدمة العمومية‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫ثالثا‪ .‬إدماج تكنولوجيا اإلعالم واالتصال في التسيير‪ :‬ويكون ذلك عن طريق‪:‬‬

‫‪ -2‬إعداد دفتر الشروط الخاص باقتناء منصة رقمية وطنية للتحاضر عن بعد خاصة بالقطاع‪.‬‬

‫‪ -1‬مواصلة التنسيق مع و ازرة البريد والمواصالت السلكية والالسلكية لتجسيد العقد المبرم بين مركز‬
‫البحث في اإلعالم العلمي والتقني ( ‪ (CERIST‬ومؤسسة اتصاالت الجزائر لتعميم الشبكة الوطنية‬
‫األكاديمية للرفع من قدرة التدفق بعشرة أضعاف واستحداث نقطة تواجد بالجنوب‪.‬‬

‫‪ -1‬اإلعالن عن المناقصة الموجهة لتدعيم القدرة االستيعابية لمركز المعطيات بالقطاع‪ ،‬مع تسجيل‬
‫عدم جدوى للمناقصة‪.‬‬

‫‪ -4‬عقد ورشات عمل مع السلطة المختصة بالتصديق اإللكتروني لمناقشة كيفيات إدراج تقنية التوقيع‬
‫اإللكتروني للوثائق في النظام المعلوماتي المدمج)‪ ) progres‬والتصديق على الشهادات الجامعية‬
‫‪1‬‬
‫كمرحلة أولية‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬الرقمنة وتطبيقاتها في البحث العلمي‪.‬‬

‫يشهد القطاع حركية علمية في إطار تثمين القدرات البشرية وبناء معطيات حول الباحثين الجزائريين‬
‫داخل البالد وخارجها وكذا الكيانات البحثية والمصالح المشتركة‪ ،‬ومن أهم المنصات الرقمية الخاصة‬
‫بالقطاع هي‪:‬‬

‫أوال‪ .‬منصة ابتكار‪ :‬ابتكار هي إحدى المنصات الرقمية التي أنجزت في إطار عصرنة القطاع وترقية‬
‫أساليب التكوين حيث يستفيد الباحثون األكاديميون‪ ،‬والمؤسسات االقتصادية الباحثة من كيانات البحث‬

‫‪1‬و ازرة التعليم العالي والبحث العلمي‪ ،‬حصيلة إنجازات قطاع التعليم العالي والبحث العلمي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.222‬‬

‫‪258‬‬
‫عالقة اإلدارة اإللكترونية بالخدمة العمومية‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫المجهزة من أجل إنجاز مشاريعهم البحثية‪ ،‬فهي منصة رقمية تتواجد على الواب ويمكن تحميلها على‬
‫الهاتف الذكي‪.‬‬

‫ثانيا‪ .‬منصة الباحث الجزائري ‪:Research.dz‬‬

‫هي بمثابة بنك المعلومات حول الباحثين الجزائريين باإلضافة‬


‫إلى توفير سبل التواصل مع فرق البحث‪ ،‬فهي منصة رقمية‬
‫استحدثت حديثا‪.‬‬

‫ثالثا‪ .‬منصة التعليم عن بعد ‪:MOODLE‬‬

‫وهي منصة تعليم عن بعد تم وضعها للتقريب بين الطلبة واألساتذة وأيضا من أجل إنشاء ووضع‬
‫الدروس عبر الخط‪ ،‬وأول من طبقه فعليا هي جامعة محمد بوضياف المسيلة‪ ،‬والذي يمكن من خالله‪:‬‬

‫‪ -2‬فتح حساب لألساتذة بصفحة الموقع تمكنهم من رفع الدروس والدورات التدريبية ليتسنى للطلبة‬
‫االطالع عليها‪.‬‬

‫‪ -1‬وضع دليل لألساتذة والطلبة يتضمن آلية استخدام أرضية التعليم اإللكتروني‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -1‬تصنيف الصفحة حسب كل تخصص وباللغات‪ :‬العربية‪ ،‬الفرنسية‪ ،‬اإلنجليزية‪.‬‬

‫رابعا‪ .‬منصة ‪:ASJP‬‬

‫وهي منصة عالمية للمقاالت العلمية‪ ،‬تعد بنكا للمقاالت العلمية بالنسبة للباحثين حيث تضم كل‬
‫المجالت المقاالت الجزائرية سواء المصنفة في التصنيف ‪ C‬أو ‪ B‬أو غيرها‪ ،‬وهي تسير من قبل‬
‫المتعامل اإللكتروني ‪.CERISTE‬‬

‫‪1‬شريف مراد‪ ،‬عزوز منير‪ ،‬أثر استخدام التعليم اإللكتروني كأداة لتحسين نظام ضمان جودة التعليم العالي في الجزائر‪ ،‬دراسة حالة جامعة المسيلة‪،‬‬
‫مجلة معارف‪ ،‬قسم العلوم االقتصادية‪ ،‬السنة الثالثة عشرة‪ ،‬العدد ‪ ،14‬جوان ‪ ،1222‬الجزائر‪ ،‬ص ‪.291‬‬

‫‪259‬‬
‫عالقة اإلدارة اإللكترونية بالخدمة العمومية‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫المطلب الخامس‪ :‬اإلدارة اإللكترونية في وزارة العمل والتشغيل والضمان االجتماعي‪.‬‬

‫عمدت و ازرة العمل والتشغيل والضمان االجتماعي هي األخرى إلى إدخال تكنولوجيا المعلومات‬
‫وعصرنة القطاع وذلك منذ سنة ‪ 1222‬حيث ركزت جهودها على تثمين الموارد البشرية وتكوينهم‬
‫ال ستخدام آليات تكنولوجيا المعلومات‪ ،‬كما عمدت أيضا على إعادة تهيئة وعصرنة الهياكل الخاصة‬
‫با لهيئات التابعة لها‪ ،‬وتعميم اإلعالم اآللي ووضع الشبكة العنكبوتية موضع الخدمة للمواطنين‪ ،‬وهذا‬
‫ما سمح بإحداث أنظمة إلكترونية تحقق خدمات للمواطنين وتسهل العمل على إدارات الضمان‬
‫االجتماعي‪.‬‬

‫لذا فقد حاولنا من خالل هذا المطلب دراسة أثر اإلدارة اإللكترونية وتكنولوجيا اإلعالم واالتصال‬
‫على و ازرة العمل والتشغيل والضمان االجتماعي وما تم تحقيقه من رقمنة للقطاع‪ ،‬حيث تم التطرق في‬
‫الفرع األول للخدمات اإللكترونية المقدمة من طرف الصندوق الوطني للتأمين على األجراء‪ ،‬أما الفرع‬
‫الثاني فقد شمل الخدمات اإللكترونية المقدمة من طرف الصندوق الوطني للتأمين عن البطالة‪ ،‬في حين‬
‫تطرق الفرع الثالث إلنجازات قطاع الضمان االجتماعي‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬الخدمات اإللكترونية المقدمة من طرف الصندوق الوطني للتأمين على األجراء‪.‬‬

‫قامت و ازرة الضمان االجتماعي بجملة من الخطوات واإلجراءات التي من أجل عصرنة ورقمنة‬
‫منظومة الضمان االجتماعي‪ ،‬وذلك في سبيل تقريب اإلدارة من المواطن ورقمنة القطاع لتحسين الخدمة‬
‫العمومية‪ ،‬وتوفير فضاءات إلكترونية مخصصة للمؤمنين اجتماعيا تسمح لهم باالطالع على الخدمات‬
‫المقدمة لهم‪ ،‬إلى جانب إجراء آخر يتعلق ببرمجة نظام يترجم فوريا لغة اإلشارة إلى نص مقروء أو‬

‫‪260‬‬
‫عالقة اإلدارة اإللكترونية بالخدمة العمومية‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫العكس لفائدة فئة الصم البكم‪ ،‬وذلك في إطار العناية التي يوليها القطاع لذوي االحتياجات الخاصة‪،1‬‬
‫وتتمثل أهم المنصات التي عمدت الو ازرة على تطويرها ووضعها موضع الخدمة هي‪:‬‬

‫أوال‪ .‬فضاء الهناء‪:‬‬

‫فضاء الهناء الذي وضع سنة ‪ 1222‬لكن تم انطالق تشغيله منذ مدة ليست ببعيدة‪ ،‬هذا الفضاء‬
‫هو جزء من عدة تطبيقات تم تطويرها من أجل تقريب المواطن من اإلدارة دون التنقل إليها‪ ،‬فهو يعطي‬
‫خصوصية للمأمن اجتماعيا‪ ،‬حيث يسمح له بطرح كل اإلشكاالت وطلب رأس مال الوفاة والتصريح‬
‫بالعطل الوطنية وكذا طلب بطاقة الشفاء‪.‬‬

‫مكن الصندوق الوطني للتأمينات االجتماعية لغير األجراء لكل المعنيين من التسجيل على فضاء‬
‫هناء ‪ HANA‬من أجل القيام بالعمليات التالية دون عناء التنقل‪:‬‬

‫‪ -2‬االطالع على ملف المؤمن اجتماعيا‪.‬‬

‫‪ -1‬استخراج شهادة االنتساب‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫‪ -1‬استخراج شهادة األحقية واألداءات …الخ‪.‬‬

‫ثانيا‪ .‬تطبيق التصريح عن بعد‪ :‬يسمح للمأمن له اجتماعيا من التصريح بأعماله وأيضا إمكانية الدفع‬
‫عن بعد الشتراكاته‪ ،‬والحصول على المعلومات اآلنية عبر ال‪ sms‬التي تطلعه عن كل جديد حول‬
‫حالته وملفاته على مستوى الصندوق‪.‬‬

‫‪1‬وكالة األنباء الجزائرية‪ ،‬قطاع العمل بصدد تطوير برامج العصرنة لضمان الجودة في الخدمة العمومية‪ 12 ،‬سبتمبر ‪ ،1229‬تاريخ االطالع‪:‬‬
‫‪https://www.aps.dz/ar/economie/77032-2019-09-28-14-16-07 ،1212-22-22‬‬
‫‪2‬الدراسة والتعليم‪ ،‬التسجيل على فضاء هناء‪ ،‬تاريخ االطالع ‪/https://www.e-onec.com ،1212-22-21‬التسجيل‪-‬على‪-‬فضاء‪-‬هناء‪-‬‬
‫‪/elhanaa-cnas‬‬

‫‪261‬‬
‫عالقة اإلدارة اإللكترونية بالخدمة العمومية‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫ثالثا‪ .‬تطبيقة بطاقة الشفاء‪ :‬إن نظام الشفاء‪ ،‬الذي يعتبر من بين أهم المحاور التي تقوم عليها عمليات‬
‫اإلصالح التي أخذها القطاع على عاتقه‪ ،‬فهو في الواقع ثمرة لجهود حثيثة ومتواصلة‪ ،‬باعتباره نظاما‬
‫عصريا للتسيير‪ ،‬يجمع بين تقنيات اإلعالم اآللي واإللكترونيك واالتصاالت السلكية والالسلكية مرتك از‬
‫على أحدث التكنولوجيات وأدقها‪ ،‬مشكال بذلك همزة وصل بين هيئة الضمان االجتماعي والمؤمن له‬
‫اجتماعيا ومهنيي الصحة‪.‬‬

‫الصندوق الوطني لألجراء كان له األسبقية في اإلنشاء ولهذا سمح له بتكوين منظومة معلوماتية‬
‫ألنه أساس نظام الشفاء الذي يكرس التعامالت اإللكترونية بين صناديق الضمان االجتماعي وكل‬
‫هيئات الضمان التي تتعامل ببطاقة الشفاء‪ ،‬وهذه التطبيقة قيد التطوير‪.1‬‬

‫يعتبر مشروع نظام الشفاء مشروعا طموحا يعتمد على بطاقة ذات شريحة تسمى الشفاء‪ ،‬وتعتبر‬
‫الجزائر السباقة في العمل به قاريا وعربيا‪ ،‬فهو نظام معقد سواء من الناحية التقنية أو العملية أو‬
‫الوظيفية‪ ،‬متعدد األبعاد ذو انعكاسات هيكلية على سير الصندوق وبيئته‪ ،‬تم توزيع أول بطاقة في‬
‫جويلية ‪ ،1222‬وقد كان الهدف منه‪:‬‬

‫‪-2‬تحسين نوعية اآلداءات المقدمة من خالل تبسيط اإلجراءات المنتهجة في الحصول على األداءات‪،‬‬
‫وكذا التعويضات المنتظمة والسريعة‪.‬‬

‫‪-1‬تحسين العالقات فيما بين مقدمي الخدمات الصحية (الصيادلة‪ ،‬األطباء‪ ،‬الهياكل الصحية)‪.‬‬

‫‪-1‬التحكم في التسيير وذلك عن طريق القوة اإلنتاجية والدقة في المراقبة‪ ،‬مع مكافحة كل أشكال الغش‬
‫والتجاوزات‪.‬‬

‫‪1‬مقابلة مع المدير العام و ازرة العمل والضمان االجتماعي‪ ،‬تاريخ االطالع ‪،1212-22-4‬‬
‫‪https://www.youtube.com/watch?v=pxW4WCSwZeQ‬‬

‫‪262‬‬
‫عالقة اإلدارة اإللكترونية بالخدمة العمومية‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫تستخدم البطاقة اإللكترونية الشفاء للقيام بعدة عمليات‪ ،‬حيث تسمح بمراقبة مدة صالحية البطاقة‪،‬‬
‫وكذا مراقبة حقوق المؤمن لهم اجتماعيا في أداءات الضمان االجتماعي‪ ،‬كما وتسمح أيضا بمراقبة‬
‫استهالك المنتجات الصيدالنية‪ ،‬واإلعداد األتوماتيكي للفاتورة اإللكترونية (ورقة العالجات)‪ ،‬مع ضرورة‬
‫التأكد من هوية حامل البطاقة‪ ،‬والتوقيع اإللكتروني للفاتورة ثم إنتاج ونرسال الفواتير اإللكترونية من قبل‬
‫‪1‬‬
‫مهني الصحة إلى الصندوق الوطني للتأمينات االجتماعية للعمال األجراء‪.‬‬

‫رابعا‪ .‬الدفع اإللكتروني‪:‬‬

‫خدمة الدفع اإللكتروني‪ ،‬التي تسمح بتسديد اشتراكات الضمان االجتماعي المصرح بها‪ ،‬عبر بوابة‬
‫التصريح عن بعد‪ ، / teledeclaration.cnas.dz‬المتوفرة فو ار و‪ 14‬ساعة على ‪ 14‬ساعة طيلة أيام‬
‫األسبوع ودون أي تنقل ودون تقديم أي وثيقة‪ ،‬هذه الخدمة توفر ثالث طرق للدفع‪ ،‬إما بواسطة البطاقة‬
‫اإللكترونية بين البنوك ”‪ “CIB‬للدفع اإللكتروني‪ ،‬أو الصيرفة اإللكترونية أو االقتطاع بواسطة تبادل‬
‫البيانات المعلوماتية‪.2‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬الخدمات اإللكترونية المقدمة من طرف الصندوق الوطني للتأمين عن البطالة‪.‬‬

‫عمد الصندوق الوطني للتأمين على البطالة لتقديم جملة من الخدمات اإللكترونية للمواطنين البطالين‬
‫للتسهيل عليهم‪ ،‬منها‪:‬‬

‫‪1‬الصندوق الوطني للتأمينات االجتماعية للعمال األجراء‪ ،‬الشفاء‪ ،‬تاريخ االطالع ‪/https://cnas.dz ،1212-22-21‬الشفاء‪/‬‬
‫‪2‬الشروق أونالين‪ ،‬الحكومة تضع أرباب العمل أمام األمر الواقع تفاديا ألي مبررات‪" ،‬الدفع اإللكتروني" لتحصيل اشتراكات الضمان االجتماعي‬
‫للعمال األجراء‪ ،1221-21-21 ،‬تاريخ االطالع ‪/https://www.echoroukonline.com ،1212-22-21‬الدفع‪-‬اإللكتروني‪-‬لتحصيل‪-‬‬
‫اشتراكات‪-‬الض‬

‫‪263‬‬
‫عالقة اإلدارة اإللكترونية بالخدمة العمومية‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫أوال‪ .‬الخدمات المقدمة لحاملي المشاريع‪:‬‬

‫في إطار تجسيد برنامج الصندوق الوطني للتأمين عن البطالة فيما يخص تحسين الخدمات المقدمة‬
‫للمرتفقين السيما تبسيط اإلجراءات اإلدارية‪ ،‬أطلق الصندوق عبر الموقع االلكتروني‪، www.cnac.dz‬‬
‫أرضية رقمية تسمح لحاملي المشاريع بالتسجيل عن بعد وتمكينهم من إيداع الملفات و الحصول على‬
‫المرافقة الضرورية في مختلف مراحل تطوير المشروع‪ ،‬إضافة إلى باقة من الخدمات األخرى والمتمثلة‬
‫السيما في‪:‬‬

‫‪ -‬ملء استمارة التسجيل وندخال صورة الهوية الخاصة به‪.‬‬

‫–تحميل الوثائق التي تشكل ملفه اإلداري والتقني عبر المنصة‪.‬‬

‫–تحميل وثائق إضافية إذا لزم األمر‪.‬‬

‫–تحميل وصل استالم ملفه عبر المنصة‪.‬‬

‫–التحادث مع مستشاره الميسر من خالل وحدة المراسلة المدمجة على مستوى المنصة‪.‬‬

‫–تنزيل الدراسة التقنية واالقتصادية للمشروع‪ ،‬قبل الذهاب إلى لجنة االختيار والمصادقة والتمويل‪.‬‬

‫–تتبع عبر اإلنترنت‪ ،‬التقدم المحرز في معالجة طلب التسجيل الخاص به ودراسة ملفه‪ ،‬قبل المثول‬
‫أمام لجنة االختيار والمصادقة والتمويل‪.1‬‬

‫كما تقدم منصة ‪ E-CNAC‬باقة من الخدمات الرقمية في تطبيق واحد‪ ،‬حيث يضع الصندوق‬
‫تحت تصرف الراغبين في إنشاء مؤسسة مصغرة تطبيق إلكتروني‪ ، E-CNAC‬الذي يتيح الولوج الفوري‬

‫‪1‬موقع و ازرة العمل والتشغيل والضمان االجتماعي‪ ،‬أرضية رقمية جديدة للصندوق الوطني للتأمين عن البطالة لفائدة حاملي المشاريع‪-22-12 ،‬‬
‫‪ ،1212‬تاريخ االطالع ‪/https://www.mtess.gov.dz/ar ،1212-22-21‬أرضية‪-‬رقمية‪-‬جديدة‪-‬للصندوق‪-‬الوطني‪-‬للتأ‪/‬‬

‫‪264‬‬
‫عالقة اإلدارة اإللكترونية بالخدمة العمومية‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫إلى باقة من الخدمات اإللكترونية الخاصة بجهاز الدعم إلحداث وتوسيع النشطات والمتضمنة‬
‫‪ 25‬خدمات إلكترونية‪ ،‬التالي‪:‬‬

‫‪ -2‬المحاكاة عبر اإلنترنت‪ :‬تسمح هذه الخدمة لحامل المشروع بإجراء محاكاة لحساب‪:‬‬

‫أ‪ -‬هيكل تمويل المشروع‪،‬‬

‫ب‪ -‬مبالغ ومواعيد استحقاقات تسديد القروض الممنوحة من قبل البنك والصندوق الوطني للتأمين عن‬
‫البطالة‪،‬‬

‫ج‪ -‬مبلغ االشتراك في صندوق الكفالة المشتركة لضمان قروض االستثمارات‪،‬‬

‫د‪ -‬مبلغ االشتراك في الصندوق الوطني للضمان االجتماعي لغير األجراء‪.‬‬

‫‪ -1‬خدمة وين انسجل‪ :‬تسمح هذه الخدمة لحامل المشروع بمعرفة مقر الوكالة الوالئية للصندوق الوطني‬
‫للتأمين عن البطالة األقرب إلى مقر إقامته‪.‬‬

‫‪ -1‬خدمة مسار المشروع‪ :‬تقدم هذه الخدمة لصاحب المشروع خطوات مسار إنشاء مؤسسة مصغرة‬
‫على مستوى الصندوق الوطني للتأمين عن البطالة بدءا من فكرة المشروع إلى غاية تجسيده على أرض‬
‫الواقع‪.‬‬

‫‪ -4‬متابعة التسجيل عبر اإلنترنت‪ :‬تسمح هذه الخدمة لصاحب المشروع من متابعة مدى التقدم المحرز‬
‫في معالجة طلب التسجيل عبر المنصة‪ ،‬إضافة إلى إمكانية‪:‬‬

‫أ‪ -‬تلقي إخطارات حول تطور معالجة الملف‪،‬‬

‫ب‪ -‬تحميل الوثائق التي تشكل ملفه اإلداري والتقني‪،‬‬

‫ج‪ -‬تحميل وصل استالم ملفه‪،‬‬

‫‪265‬‬
‫عالقة اإلدارة اإللكترونية بالخدمة العمومية‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫د‪ -‬التحادث مع المستشار المنشط من خالل وحدة المراسلة المدمجة‪،‬‬

‫ه‪ -‬تنزيل الدراسة التقنية واالقتصادية للمشروع‪ ،‬قبل الذهاب إلى لجنة االختيار والمصادقة والتمويل‪.‬‬

‫‪ -5‬متابعة الملف‪ :‬تسمح هذه الخدمة لحامل المشروع بمتابعة جميع مراحل معالجة ملفه من التسجيل‬
‫إلى غاية بدء نشاطه كما تسمح له بتلقي رسائل من الصندوق وضبط مواعيد مع أعوان المرافقة‬
‫والمراقبة‪.1‬‬

‫ثانيا‪ .‬الخدمات المقدمة لصندوق الكاكوبات‪:‬‬

‫في إطار مخطط الرقمنة المسطر من و ازرة العمل والتشغيل والضمان االجتماعي لتبسيط وتسهيل‬
‫اإلجراءات االدارية‪ ،‬تم وضع حيز الخدمة باقة كبيرة من التطبيقات والحلول المعلوماتية تحتوي على‬
‫‪ 11‬منصة توفر ‪ 222‬خدمة‪ ،‬كما استحدث الصندوق الوطني للعطل المدفوعة األجر والبطالة الناجمة‬
‫عن سوء األحوال الجوية لقطاعات البناء واألشغال العمومية والري خدمات رقمية جديدة التي من شأنها‬
‫تحسين الخدمة العمومية للتقرب أكثر فأكثر من المواطن بدون تكليفه عناء التنقل‪ ،‬وهي‪:‬‬

‫‪ -2‬االنتساب عن بعد‪ :‬من بين الخدمات التي تم إطالقها بمناسبة اليوم اإلعالمي الذي نظمته و ازرة‬
‫العمل والتشغيل والضمان االجتماعي‪ ،‬تحت شعار الرقمنة لمحاربة البيروقراطية‪ ،‬خدمة االنتساب عن‬
‫بعد‪ ،‬وهي خدمة جديدة أطلقها الصندوق من أجل تسهيل التعامالت مع مرتفقيه حيث بات اليوم بإمكان‬
‫الراغبين إلنشاء مؤسسة في قطاعات البناء األشغال العمومية والري إرسال ملفات انتسابهم عن بعد‬
‫دون تنقل وذلك عبر بوابة "تصريحاتكم"‪.‬‬

‫‪ -1‬التصريح السنوي لألجور واألجراء‪ :‬ومن بين الخدمات أيضا مقاربة التصريح السنوي لألجور‬
‫واألجراء فألول مرة وبغية تسديد مستحقات عمال قطاعات البناء األشغال العمومية والري في أحسن‬

‫‪1‬موقع و ازرة العمل والتشغيل والضمان االجتماعي‪ ،‬إطالق ‪ 4‬خدمات رقمية لصندوق كاكوبات‪ ،‬تاريخ االطالع ‪،1212-22-21‬‬
‫‪/https://www.mtess.gov.dz/ar‬إطالق‪-24-‬خدمات‪-‬رقمية‪-‬لصندوق‪-‬كاكوبات‪/‬‬

‫‪266‬‬
‫عالقة اإلدارة اإللكترونية بالخدمة العمومية‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫اآلجال تم إطالق خدمة مقاربة المعلومات المرسلة من طرف المستخدم في التصريح السنوي لألجور‬
‫واألجراء مع قاعدة بيانات الصندوق للتحقق من المعلومات المرسلة إليه‪ ،‬وذلك قبل االنطالق الرسمي‬
‫للحملة السنوية لألجور واألجراء المصادف للفاتح من جويلية من كل سنة‪.‬‬

‫‪ -1‬خدمة فضاء العمل‪ :‬خدمة فضاء العمل المتوفرة عبر بوابة تصريحاتكم تمكن العامل من متابعة‬
‫مراحل تسيير عطلته السنوية الجارية وحتى المتعلقة بالحملتين “س‪ ”1-‬ابتداء من التصريح السنوي‬
‫لألجور واألجراء المرسل من طرف مستخدميه إلى غاية دفع أجرته‪ ،‬واالطالع على كشف راتبه‪ ،‬كما‬
‫قام صندوق كاكوبات برقمنة سجل الشكاوي واالقتراحات حيث أصبح بإمكان المنتسبين للصندوق تسجيل‬
‫الشكاوي واالقتراحات واإلدالء برأيهم عن طريق المحطات التفاعلية المتوفرة لدى الوكاالت الجهوية‬
‫باستعمال تطبيق استعالماتكم‪ ،‬حيث تهدف هذه الخدمة للتواصل واالستماع إلى الشكاوي واالقتراحات‬
‫المقدمة من قبل المواطن‪ ،‬ومتابعة مسار الشكاوي واالقتراحات بصفة رقمية ومركزية‪ ،‬والتقليص من‬
‫الشكاوي الكتابية وتعويضها بالرقمية‪.1‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬إنجازات قطاع الضمان االجتماعي‪.‬‬

‫تنفيذا الستراتيجيات العصرنة ومواكبة للتطورات االقتصادية واالجتماعية التي تشهدها الجزائر‬
‫باعتبار أن الرقمنة مهمة جدا إلضفاء الشفافية وكسب ثقة المواطن للقضاء على البيروقراطية‪ ،‬تم‬
‫استحداث جملة من التطبيقات للتسهيل على القطاع ذاته وحتى على القطاعات األخرى كونه قطاع‬
‫يمس كل أجزاء المجتمع‪.‬‬

‫‪1‬موقع و ازرة العمل والتشغيل والضمان االجتماعي‪ ،‬إطالق ‪ 4‬خدمات رقمية لصندوق كاكوبات‪ ،‬تاريخ االطالع ‪،1212-22-21‬‬
‫‪/https://www.mtess.gov.dz/ar‬إطالق‪-24-‬خدمات‪-‬رقمية‪-‬لصندوق‪-‬كاكوبات‪/‬‬

‫‪267‬‬
‫عالقة اإلدارة اإللكترونية بالخدمة العمومية‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫أوال‪ .‬الخدمات اإللكترونية المستحدثة منذ بداية مشروع العصرنة‪:‬‬

‫‪ -2‬توقيع االتفاقيات مع العيادات الخاصة من أجل تمكين المواطنين من الحصول على عناية صحية‬
‫أفضل وتقريب العالج لهم‪ ،‬وذلك لتقريب التكنولوجيا من المأمن لهم‪.‬‬

‫‪ -1‬تطبيق ‪( Mon Offre‬عروض العمل) هذا التطبيق مخصص لطالبي العمل‪ ،‬لتمكينهم من إيجاد‬
‫عروض العمل المناسبة لهم‪.‬‬

‫‪ -1‬تطبيق ‪ NAME‬يسمح هذا التطبيق بتحديد كل المهن الموجودة في الجزائر من خالل المدونة‬
‫الوطنية الجزائرية للمهن والوظائف‪.‬‬

‫‪ -4‬المنصة الرقمية لسير العمالة األجنبية‪.‬‬

‫‪ -5‬نظام معلوماتي رقمي يتوافق مع احتياجات المواطنين المتقاعدين‪ ،‬من خالل فضاء المتقاعد‬
‫للحصول على كل الخدمات التي يحتاجونها‪.‬‬

‫‪ -1‬خدمة التعرف على مالمح الوجه عن طريق قاعدي للصندوق الوطني للتقاعد والتي من شأنها أن‬
‫تجنب المتقاعدين عناء التنقل الستصدار شهادات الحياة من البلديات‪.‬‬

‫‪ -2‬منصة الحساب الفردي للناشط األجير على مستوى الصندوق الوطني لالطالع على مساره المهني‬
‫وفترات وقيمة اشتراكاته والجهات المستخدمة تحضي ار لتقاعده‪.‬‬

‫‪ -2‬خدمة طلب التعويض عن عطلة األمومة عن بعد‪.‬‬

‫‪ -9‬خدمة الحساب اإللكتروني للتقاعد على مستوى الصندوق الوطني للضمان االجتماعي لغير األجراء‪.‬‬

‫‪ -22‬منصة تقديم عناصر التمثيلية النقابية عن بعد للمنظمات النقابية ألرباب العمل والعمال‪.‬‬

‫‪268‬‬
‫عالقة اإلدارة اإللكترونية بالخدمة العمومية‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪ -22‬تطبيق خاص بالهاتف النقال إك ناك الذي يشمل كل الخدمات التي يقدمها الصندوق الوطني‬
‫للتأمين عن البطالة لحاملي المشاريع‪.‬‬

‫‪ -21‬خدمة الحساب الفردي للمستخدم لالطالع على األجر المصرح به واالشتراكات المدفوعة عنه من‬
‫خالل منصة تصريحاتكم‪.‬‬

‫‪ -21‬خدمة االشتراك عن بعد للمستخدمين الجدد‪.‬‬

‫‪ -24‬خدمة محاكات التصريح السنوي عن بعد قبل اعتماد التصريح النهائي لألجور على منصة‬
‫كاكوبات‪.‬‬

‫‪ -25‬تطوير ووضع حيز الخدمة للسجل اإللكتروني الخاص بالشكاوى واالقتراحات على مستوى مصالح‬
‫‪1‬‬
‫الكاكوبات‪.‬‬

‫ثانيا‪ .‬اإلنجازات المحققة خالل سنة ‪:6161‬‬

‫‪-2‬قام الصندوق الوطني للضمان االجتماعي للعمال األجراء بتطوير الخدمات اإللكترونية التالية‪:‬‬

‫أ‪-‬االنتساب وترقيم أرباب العمل (الخدمة قيد االستغالل)‪،‬‬

‫ب‪-‬استخراج وتوثيق شهادات االنتساب (الخدمة قيد االستغالل عبر فضاء الهناء)‪،‬‬

‫ج‪-‬طلب بطاقة الشفاء (الخدمة قيد االستغالل عبر فضاء الهناء)‪،‬‬

‫د‪-‬التصريح بالعطلة المرضية (الخدمة قيد االستغالل عبر فضاء الهناء)‪،‬‬

‫ه‪-‬التصريح عن رأس مال الوفاة (لم يتم استغالل الخدمة بعد)‪،‬‬

‫‪1‬و ازرة العمل‪ :‬إطالق ‪ 22‬تطبيقات ومنصات رقمية جديدة‪ ،‬تاريخ االطالع‪1212-4-2 :‬‬
‫‪https://www.youtube.com/watch?v=Jsz1WWy3vfA‬‬

‫‪269‬‬
‫عالقة اإلدارة اإللكترونية بالخدمة العمومية‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫و‪-‬التبليغ عن طريق الرسالة النصية ‪ SMS‬لالستدعاءات الطبية‪ ،‬تعويضات االدعاءات الطبية‪،‬‬


‫التعويضات اليومية‪ ،‬أخذ مواعيد على مستوى المراكز الجهوية للتصوير الطبي وسحب بطاقة الشفاء‬
‫(الخدمة قيد االستغالل)‪،‬‬

‫‪ -1‬قام الصندوق الوطني للضمان االجتماعي لغير األج ارء ‪ CASNOS‬بالخدمات االلكترونية التالية‪.‬‬

‫أ‪-‬تطوير خدمة إلكترونية لالنتساب لفائدة غير األجراء ( الخدمة قيد االستغالل)‪،‬‬

‫ب‪ -‬وضع نظام معلوماتي للتسيير اإللكتروني للملفات المتعلقة بجراحة القلب مع العيادات الخاصة‬
‫المتعاقدة (الخدمة قيد االستغالل)‪،‬‬

‫‪ -1‬طور الصندوق الوطني للعطل المدفوعة األجر والبطالة الناجمة عن سوء األحوال الجوية لقطاعات‬
‫البناء واألشغال العمومية والري ‪:CACOBATPH‬‬

‫أ‪-‬خدمة إلكترونية تسمح للعمال بمتابعة حساباتهم الفردية ( لم يتم وضعها قيد االستغالل)‪،‬‬

‫ب‪-‬خدمة االقتطاع اآللي لالشتراكات لفائدة المستخدمين المنخرطين في هذه الخدمة ويبقى االنتهاء من‬
‫تطوير مقابل هذا النظام على مستوى البنك الذي تم االتفاق معه إلنجاز هذه العملية‪.‬‬

‫‪ -4‬استحدث الصندوق الوطني للتقاعد ‪ CNR‬التطبيقات التالية‪:‬‬

‫أ‪-‬نظام التعرف على مالمح وجه المتقاعدين عن طريق الهاتف‪ ،‬مما يعفيهم من تقديم شهادة الحياة (لم‬
‫يتم وضعه قيد االستغالل)‪،‬‬

‫ب‪-‬نظام أداء التقاعد عن بعد وسيتم االنتهاء من هذه العملية في غضون سنة ‪،1212‬‬

‫‪ -5‬قام الديوان الوطني ألعضاء المعوقين االصطناعية ولواحقها ‪ ONAAPH‬بتطوير خدمة إلكترونية‬
‫تسمح بأخذ المواعيد (لم يتم وضعه قيد االستغالل)‪،‬‬

‫‪270‬‬
‫عالقة اإلدارة اإللكترونية بالخدمة العمومية‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪ -1‬قام قطاع الضمان االجتماعي بإعداد تقرير حول تبسيط اإلجراءات اإلدارية يرمي إلى رقمنة‬
‫الخدمات‪،‬‬

‫‪ -2‬تحضير ميثاق للواجهة اإللكترونية لقطاع الضمان االجتماعي‪،‬‬

‫‪ -2‬تطوير وتكييف مجموعة أدوات العمل واإلشراف على مستوى الو ازرة‪:‬‬

‫أ‪-‬أرضية نظام تسيير المحتوى ‪ ،TMS‬تشمل التسيير اإللكتروني للمراسالت اإلدارية‪ ،‬االصغاء‬
‫االجتماعي ومتابعة تنفيذ مخطط نشاط القطاع ومتابعة أهم المؤشرات المتعلقة باإلصغاء االجتماعي‬
‫على المستوى الوطني (التطبيق قيد االستغالل)‪،‬‬

‫ب‪-‬تطبيق لمتابعة المخطط االتصالي للقطاع (قيد االستغالل)‪،‬‬

‫ج‪-‬أرضية رقمية آراؤكم الخاصة لسبر اآلراء وجمع االقتراحات ( قيد االستغالل)‪،‬‬

‫د‪-‬تطبيق يسمح بتسيير ومتابعة النشاطات اإلعالمية للهيئات تحت الوصاية‪ ،‬وبتحديد توجهات األجهزة‬
‫اإلعالمية (قيد االستغالل)‪.‬‬

‫‪ -9‬مناطق الظل‪ :‬وضع الصندوق الوطني للتأمينات االجتماعية للعمال األجراء ‪ CNAS‬والصندوق‬
‫الوطني للضمان االجتماعي لغير األجراء ‪ CASNOS‬خدمة الشباك المتنقل للتكفل بانشغاالت‬
‫المواطنين على مستوى مناطق الظل‪.‬‬

‫‪ -22‬المساهمة في مكافحة جائحة كورونا (فيروس كوفيد ‪.)29‬‬

‫أ‪-‬إعداد سيناريوهات لتحديد األثر على التوازنات المالية لهيئات الضمان االجتماعي خاصة وكل الهيئات‬
‫تحت الوصاية عامة‪ ،‬ما سمح بوضع تسهيالت شبه ضريبية مدروسة‪.‬‬

‫‪271‬‬
‫عالقة اإلدارة اإللكترونية بالخدمة العمومية‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫ب‪-‬اتخاذ مجموعة من اإلجراءات لتقليل تنقالت المرتفقين نحو الهيئات التابعة للقطاع‪ ،‬على غرار إلغاء‬
‫زيادات وغرامات التأخير المتعلقة بدفع االشتراكات وتمديد مدة صالحية بطاقة الشفاء دون تحيينها‬
‫ونلغاء المراقبة الطبية الحضورية‪ ،‬إلى غيرها من التدابير‪.‬‬

‫ج‪ -‬تنظيم حملة للتحسيس وشرح الخدمات اإللكترونية المقترحة من طرف القطاع‪ ،‬وتطوير خدمات‬
‫إلكترونية جديدة‪ ،‬على غرار إحصاء المؤسسات المتضررة بسبب الجائحة‪ ،‬واقتراح جدولة دفع‬
‫االشتراكات عن بعد‪.1‬‬

‫ثالثا‪ .‬اإلنجازات المحققة خالل سنة ‪ :6161‬أهم اإلنجازات المحققة تتمثل في‪:‬‬

‫‪ -2‬رقمنة وتطوير الخدمات اإللكترونية عن بعد‪:‬‬

‫أ‪-‬تطوير خدمة التصريح عن بعد خاصة باألمومة ووضعها حيز الخدمة)‪،) CNAS‬‬

‫ب‪-‬االنتهاء من تطوير خدمة التصريح عن بعد لطلب منحة الوفاة ووضعها حيز الخدمة)‪،) CNAS‬‬

‫ج‪-‬االنتهاء من تطوير برنامج {اإلشعار بالرسائل القصرية} مستخدمي صندوق‪، CNAS‬‬

‫د‪-‬االنتهاء من تطوير خدمة تسمح للعامل المنتسب لصندوق ‪ CACOBATPH‬من متابعة حسابه‬
‫الفردي اإللكتروني‪،‬‬

‫ه‪-‬تطوير خدمة محاكاة مطابقة التصريح السنوي لألجور الخاصة بأرباب العمل في قطاعات البناء‬
‫واألشغال العمومية والري )‪،)CACOBATPH‬‬

‫و‪-‬تطوير خدمة االنتساب عن بعد لصندوق‪، CACOBATPH‬‬

‫‪1‬و ازرة العمل والتشغيل والضمان االجتماعي‪ ،‬ملخص حصيلة تنفيذ مخطط عمل الحكومة في قطاع العمل والتشغيل والضمان االجتماعي‪ ،‬الجمهورية‬
‫الجزائرية الديمقراطية الشعبية‪ ،‬سنة ‪ ،1212‬النسخة العربية‪ ،‬ص ص ‪.22-9‬‬

‫‪272‬‬
‫عالقة اإلدارة اإللكترونية بالخدمة العمومية‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫ي‪-‬االنتهاء من تطوير خدمة إلكترونية خاصة بالتعرف على مالمح الوجه إلعفاء المتقاعدين من تقديم‬
‫شهادة الحياة ووضعها حيز الخدمة )‪،)CNR‬‬

‫ن‪-‬تطوير خدمة الحساب الفردي الخاص بالعامل غير المتقاعد على مستوى الصندوق الوطني للتقاعد‬
‫لمتابعة التصريح باألجور والمسار المهني ووضعها حيز الخدمة)‪.) CNR‬‬

‫م‪-‬تطوير نظام لمتابعة ملفات التقاعد)‪،)CNR‬‬

‫ل‪-‬تطوير ووضع حيز الخدمة منصة إلكترونية تسمح بتبادل الوثائق ومرافقة أصحاب المشاريع عن‬
‫بعد)‪،) CNAC‬‬

‫ف‪-‬تطوير تطبيق ‪ CNAC-E‬يشمل أهم الخدمات التي يقدمها الصندوق الوطني للتأمين عن البطالة‪،‬‬

‫ك‪-‬تطوير بوابة إلكترونية لفائدة المنظمات النقابية للتصريح عن بعد بعناصر التمثيلية‪ ،‬تتضمن قوائم‬
‫المعلومات الخاصة بالمنخرطين‪.‬‬

‫‪ -1‬مجال التكوين ‪:‬إعداد برنامج التكوين متعدد السنوات في مجاالت الرقمنة تقنيات اإلعالم واالتصال‬
‫والميادين المرتبطة بمهن القطاع لفائدة مستخدمي القطاع‪ ،‬وتقييم األثر المالي لهذه العملية‪.1‬‬

‫تجدر اإلشارة في األخير أن أغلب القطاعات تسعى للتطور بإدخال تكنولوجيا المعلومات واإلدارة‬
‫اإللكترونية في التسيير الداخلي لها ولتحسين الخدمات المقدمة للمواطنين‪ ،‬لكن البعض اآلخر مازال‬
‫متأخرا‪ ،‬وأهم نقطة تم العمل عليها في السنوات األخيرة منذ إنشاء اللجنة الوطنية المستقلة لمراقبة‬
‫االنتخابات هي محاولة عصرنة العملية االنتخابية حيث ارتقت السلطة الوطنية وحققت نتائج باهرة في‬

‫‪1‬و ازرة العمل والتشغيل والضمان االجتماعي‪ ،‬ملخص حصيلة تنفيذ برنامج عمل قطاع العمل والتشغيل والضمان االجتماعي بعنوان سنة ‪1212‬‬
‫الى غاية ‪ 22‬جوان‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.22‬‬

‫‪273‬‬
‫عالقة اإلدارة اإللكترونية بالخدمة العمومية‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫مجال العصرنة بفضل طاقم المهندسين تعود خبرتهم إلى رقمنة قطاع العدالة منذ المخطط التوجيهي‬
‫لرقمنة العدالة سنة ‪ 1221‬أين كانوا مهندسين في طاقم مركز البحوث المعلوماتية‪ ،‬واآلن هم من يشرفون‬
‫على عصرنة العملية االنتخابية بعد ضمهم في الطاقم الثالثي الذي كونته الهيئة المستقلة لإلشراف على‬
‫الشباب والرقمنة‪ ،‬كما جهزت أيضا بأحسن األجهزة المتطورة وأفضلها‪ ،‬مما أدى الى ترقية وتطور اللجنة‬
‫المستقلة في جانب الرقمنة على مستوى عال جدا يهدف لتحقيق الشفافية‪.‬‬

‫فإدراج التكنولوجيات الحديثة لإلعالم واالتصال في تسيير كامل العملية االنتخابية لإللمام بالجوانب‬
‫المتعلقة بها‪ ،‬السيما التسجيل في القوائم االنتخابية‪ ،‬تسيير وتطهير السجل االنتخابي وكذا إيداع ملفات‬
‫الترشح بصورة إلكترونية عبر المنصة الخاصة بها لرقمنتها داخل القاعدة المركزية الوطنية‪ ،‬تحيين‬
‫القوائم االنتخابية وملفات الترشح لتحديد عدد المترشحين‪ ،‬متابعة العملية االنتخابية ونعالن والنتائج‬
‫وتقديم الطعون‪ ،‬ألن الرقمنة منحت للعملية السرعة في اإلنجاز والفعالية للتمسك والتحكم في المعطيات‬
‫لتحقيق المصداقية والشفافية‪.1‬‬

‫يعتبر تسيير االنتخابات بالوسائل اإللكترونية ضروريا للعملية خاصة لتكريس الحكامة الراشدة‬
‫والديمقراطية‪ ،‬إذ أن ولوج تكنولوجيا المعلومات في التحضير لتسيير االقتراع سمح بتقليص جد معتبر‬
‫لمدة مركزية المعطيات بين المستويين المحلي والمركزي ومن جهة أخرى سمح باالطالع باستمرار على‬
‫نتائج سير كل خطوة من خطوات العملية االنتخابية‪ ،‬فالعصرنة تجعل من هذه العملية أكثر شفافية‬
‫ومصداقية‪ ،‬وتعميقا للديمقراطية الدستورية‪.2‬‬

‫‪1‬محمد شرفي‪ ،‬مقابلة مع رئيس الهيئة الوطنية لمراقبة االنتخابات‪ ،‬تاريخ االطالع ‪https://ina-elections.dz ،1212.22.22‬‬
‫‪2‬الهيئة الوطنية المستقلة لالنتخابات‪ ،‬تاريخ االطالع ‪https://ina-elections.dz ،1212.22.22‬‬

‫‪274‬‬
‫الباب الثاني‪:‬‬

‫اإلدارة اإللكترونية في قطاع‬


‫العدالة بالجزائر‬
‫اإلدارة اإللكترونية في قطاع العدالة بالجزائر‪.‬‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫الباب الثاني‪ :‬اإلدارة اإللكترونية في قطاع العدالة بالجزائر‪.‬‬


‫إن التطورات التكنولوجية المتتالية جعلت من اإلدارة اإللكترونية مطلبا والزما في الحياة اليومية‬
‫للمواطنين واالدارات‪ ،‬حيث شملت كل القطاعات والميادين وسعت إلى رقمنتها والتحول من اإلدارة‬
‫التقليدية البطيئة إلى اإلدارة اإل لكترونية المتسمة بالسرعة وسهولة اإلجراءات‪ ،‬ويعد قطاع العدالة من‬
‫أهم القطاعات التي تأثرت بهذا التحول بسبب بطء إجراءات التقاضي وطلب الكثير من األوراق والملفات‬
‫وبعد المسافة لنصل في األخير إلى طول مدد الفصل في القضايا والملفات القضائية في المحاكم لمدة‬
‫طويلة جدا‪ ،‬وبدأت هذه االجراءات منذ أواخر القرن العشرين في الواليات المتحدة األمريكية‪.‬‬

‫إن الجهاز القضائي كغيره من أجهزة الدولة بادر للتغير والتطور ليواكب متطلبات العصر ولضمان‬
‫الفعاية للفصل في القضايا والنزاعات الجديدة المتعلقة بتكنولوجيا المعلومات المعروضة أمامه‪ ،‬وقد تم‬
‫عصرنته بصورة تدريجية متناسبة واستيعاب األشخاص لتلك اإلجراءات اإللكترونية سواء كانوا موظفين‬
‫أو مواطنين‪ ،‬وقد شهدت األنظمة القضائية العالمية تطو ار ملحوظا خاصة الواليات المتحدة األمريكية‬
‫التي تتربع على عرش التطور السيما في المجال القضائي‪.‬‬

‫إن السمة األولى لإلدارة االلكترونية هي التحول من اإلدارة الورقية المعتمدة بشكل أساسي على‬
‫األوراق والمستندات إلى اإلدارة اإللكترونية التي تقوم على تقنيات االعالم واالتصال‪ ،‬هذا ما عاد بالفائدة‬
‫على النظام القضائي فالتحول من القضاء العادي إلى القضاء اإللكتروني ساهم في تخفيف السندات‬
‫الورقية إ ن لم نقل الغائها بشكل كبير لتحل محلها السندات اإللكترونية بوصفها أسلوبا حديثا ومتطو ار‬
‫للكتابة‪ ،‬وحتى تعتبر هذه السندات ذات حجية قانونية يجب أن تحتوي على توقيع إلكتروني يتماشى مع‬
‫هذا النوع الجديد من السندات لذلك تم وضع قوانين خاص إلنشاء التوقيعات اإللكترونية إلضفاء الحجية‬
‫ل لدعامات غير الورقية في مجال اإلجراءات القضائية‪ ،‬وهذا ما شكل التحدي األكبر واألهم لشكلية‬
‫اإلجراءات القضائية‪ ،‬وبذلك بدأت موجة التعديالت على القوانين في كل الدول في مجال تكنولوجيا‬

‫‪275‬‬
‫اإلدارة اإللكترونية في قطاع العدالة بالجزائر‪.‬‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫المعلومات سعيا لتنظيم مسألة رقمنة إجراءات التنظيم القضائي‪ ،‬واالعتماد على تقنيات الحاسوب اآللي‬
‫واالنترنت في مجال رقمنة تسجيل الدعاوى القضائية‪.‬‬

‫إن ما وصلت إليه الدول الغربية اليوم متطور جدا باعتبارها مهد الحضارة اإللكترونية‪ ،‬فقد أصبحت‬
‫كل إجراءات التقاضي تتم إلكترونيا من رفع الدعوى إلى غاية صدور الحكم القضائي اإللكتروني وتنفيذه‬
‫وهو ما سمي بالتقاضي اإللكتروني‪ ،‬كما تم إيجاد ما يسمى بالمحكمة اإللكترونية والتي يتم من خالل‬
‫موقعها الخاص إقامة كل إجراءات الدعوى القضائية‪ ،‬أما الدول العربية فال زالت تضع الخطوات األولى‬
‫في هذا المجال من خالل إصدار تشريعات إلنشاء القواعد األساسية التي يقوم عليها التقاضي‬
‫اإللكتروني‪ ،‬وأيضا ما تحتاجه من أدوات ومقتضيات‪ ،‬وتعد الجزائر من الدول القليلة التي نصت على‬
‫قانون خاص بالتقاضي االلكتروني وهو قانون عصرنة العدالة‪.‬‬

‫وفقا لما تقدم ستنصب دراستنا في هذا الباب للتعرف أوال على التقاضي اإللكتروني وببيان مقتضياته‪،‬‬
‫ونجراءاته‪ ،‬مع تحديد بدائله على الساحة الدولية‪ ،‬ثم التطرق لعصرنة العدالة في الجزائر ومدى تأثر‬
‫قطاع العدالة بتكنولوجيا اإلعالم واالتصال‪ ،‬كل ذلك وفقا للتقسيم التالي‪:‬‬

‫الفصل األول‪ :‬التقاضي اإللكتروني‪.‬‬

‫الفصل الثاني‪ :‬عصرنة العدالة في الجزائر‪.‬‬

‫‪276‬‬
‫الفصل األول‪:‬‬
‫التقاضي اإللكتروني‪.‬‬
‫التقاضي اإللكتروني‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫الفصل األول‪ :‬التقاضي اإللكتروني‪.‬‬

‫لقد عرفت البشرية في بداية األلفية الجديدة تطو ار هائال في المجال القانوني ويعود الفضل في ذلك‬
‫للثورة المعلوماتية‪ ،‬التي نتج عنها تحول جذري في التقنيات القانونية التقاضي من تقليدية بطيئة في‬
‫الكثير من اإلجراءات إلى نوع جديد تميز بالسرعة وقلة اإلجراءات واختصار الوقت والمكان‪ ،‬جيث‬
‫أطلق عليه تسمية التقاضي اإللكتروني‪.‬‬

‫إن الصورة الجديدة للتقاضي تذهب فيها الجهات القضائية لمحاولة االستفادة من ثورة المعلومات‬
‫ومن تكنولوجيا االتصاالت واإلعالم‪ ،‬وذلك باستخدام وسائل االتصال الحديثة في التقاضي‪ ،‬خاصة‬
‫الحاسب اآللي واإلنترنت‪ ،‬بدءا من إيداع ملف الدعوى واألوراق والمستندات إلكترونيا لدى المحكمة ثم‬
‫تخزينها في موقع المحكمة على دعامات إلكترونية‪ ،‬إال غاية صدور الحكم ونمكانية االطالع عليه من‬
‫خالل الموقع اإللكتروني الخاص بها‪ ،‬كل هذا باالعتماد على وسائل حديثة متطورة تتميز بالحداثة‬
‫والسرعة العالية والدقة في المواعيد والحضور إلكترونيا دون عناء التنقل‪.‬‬

‫لم يتوقف صدى هذا التطور على الدول الغربية فقط بل وصلت تجلياته إلى األنظمة القضائية‬
‫للدول العربية ل دفعها نحو رقمنة أنظمتها القضائية من خالل استحداث تشريعات قانونية إلنشاء متطلبات‬
‫التقاضي اإللكتروني‪ ،‬سعيا للتكريس الفعلي له على أرض الواقع وهو ما تم الوصول إليه فعال‪.‬‬

‫لذا ستنصب دراستنا في المبحث األول للتعرف على التقاضي اإللكتروني وبيان متطلباته وأدواته‪،‬‬
‫مع تحديد إجراءاته‪ ،‬أما المبحث الثاني فسنتناول فيه حجية التقاضي اإللكتروني لتبيان مدى صحة‬
‫المحررات اإللكتروني في التعامالت القضائية واإلثبات‪ ،‬لنختم الفصل بالتحكيم اإللكتروني والوسائل‬
‫البديلة لفض المنازعات في المبحث الثالث‪.‬‬

‫‪277‬‬
‫التقاضي اإللكتروني‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫المبحث األول‪ :‬ماهية التقاضي اإللكتروني‪.‬‬

‫إن مصطلح التقاضي اإللكتروني حديث النشأة وهو يختلف عن التقاضي العادي من خالل الوسائل‬
‫اإللكترونية المعتمدة فيه حيث أصبح االعتماد في التواصل على البريد اإللكتروني واألنترنت‪ ،‬وترجع‬
‫فكرة التحول من التقاضي التقليدي إلى اإللكتروني‪ ،‬إلى النتائج المتحصل عليها عند تطبيق التجارة‬
‫اإللكترونية عالميا وما حققته من نجاح أبهر الجميع فهي تتم عبر موقع ويب إلكتروني ومن خالل نافذة‬
‫إلكترونية‪ ،‬وبالتالي فإن التقاضي اإللكتروني قد طبقت عليه نفس الفكرة‪ ،‬حيث يمكن رفع الدعوى‬
‫اإللكترونية من خالل اإلنترنت عبر نظام إرسال وقبول المستندات اإللكترونية‪ ،‬للتخلص من اإلدارة‬
‫التقليدية البيروقراطية وتطبيق مفهوم اإلدارة اإللكترونية في التقاضي‪.‬‬

‫فالهدف من التقاضي اإللكتروني هو االستفادة من التقنيات العلمية لإلنترنت إلدارة ملف الدعوى‬
‫وتحقيق العدالة بين الخصوم‪ ،‬من خالل االعتماد على السندات اإللكترونية والبرمجة المعلوماتية لكل‬
‫ملفات الدعاوى والسجالت القضائية بدال من التعامالت الورقية‪ ،‬سعيا لتوفير الوقت وتقليل النفقات‬
‫والعمل على تحقيق العدالة‪.‬‬

‫من خالل ما تقدم سنحاول في هذا المبحث ضبط ماهية التقاضي اإللكتروني وذلك من خالل تحديد‬
‫مفهوم التقاضي اإللكتروني في المطلب األول‪ ،‬ثم التعرف على المحكمة اإللكترونية في المطلب الثاني‪،‬‬
‫بعدها تحديد أدوات التقاضي اإللكتروني في المطلب الثالث‪ ،‬وأخي ار بيان إجراءات التقاضي اإللكتروني‬
‫في المطلب الرابع‪.‬‬

‫‪278‬‬
‫التقاضي اإللكتروني‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫المطلب األول‪ :‬مفهوم التقاضي اإللكتروني‪.‬‬

‫حتى نتمكن من التعرف على آليات التقاضي اإللكتروني وكيفية إقامته البد أوال من تحديد تعريف‬
‫له وبيان الخصائص التي تميزه عن التقاضي التقليدي‪ ،‬من هذا المنطلق تناول هذا المطلب تعريف‬
‫التقاضي اإللكتروني في الفرع األول‪ ،‬ثم بيان خصائصه في الفرع الثاني‪ ،‬بينما تطرق الفرع الثالث‬
‫للمحكمة اإللكتروني‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬تعريف التقاضي اإللكتروني‪.‬‬

‫عرف الدكتور خالد ممدوح إبراهيم التقاضي اإللكتروني بأنه‪ ":‬عملية نقل مستندات التقاضي إلكترونيا‬
‫إلى المحكمة عبر البريد اإللكتروني‪ ،‬حيث يتم فحص هذه المستندات بواسطة الموظف المختص‬
‫ون صدار قرار بشأنها بالقبول أو الرفض ونرسال إشعار إلى المتقاضي يفيده علما بما تم بشأن هذه‬
‫المستندات"‪.1‬‬

‫كما عرفه الدكتور حازم محمد الشرعة بأنه‪ ":‬سلطة لمجموعة متخصصة من القضاة النظاميين‬
‫بنظر الدعوى ومباشرة اإلجراءات القضائية بوسائل إلكترونية مستحدثة‪ ،‬ضمن نظام أو أنظمة قضائية‬
‫معلوماتية متكاملة األطراف والوسائل‪ ،‬تعتمد منهج تقنية شبكة الربط الدولية (اإلنترنت) وبرامج الملفات‬
‫الحاسوبية اإللكترونية بنظر الدعوى والفصل فيها وتنفيذ األحكام بغية الوصول لفصل سريع للدعاوى‬
‫والتسهيل على المتقاضين"‪ ،‬وبموجب هذا التعريف فإن التقاضي اإللكتروني يحتاج لقاعدة تشريعية‬

‫‪1‬خالد ممدوح إبراهيم‪ ،‬التقاضي اإللكتروني‪ ،‬الدعوى اإللكترونية ونجراءاتها أمام المحاكم‪ ،‬دار الفكر الجامعي‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،1222 ،‬الطبعة األولى‪،‬‬
‫ص ‪.21‬‬

‫‪279‬‬
‫التقاضي اإللكتروني‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫يستمد القضاة سلطتهم بموجبها لنظر الدعاوى ونصدار الق اررات واألحكام بناءا لهذه اإلجراءات التي‬
‫تحمل صفة اإللزام وبالتالي تتمتع بحجية األحكام‪.1‬‬

‫يقول البعض من الفقه بأنه يقصد بالتقاضي اإللكتروني استخدام وسائل االتصاالت الحديثة في‬
‫التقاضي‪ ،‬لالستفادة من تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت في تسيير التقاضي‪ ،‬ونن هذه االستفادة قد‬
‫تكون جزئية‪ ،‬وهو ما يطلق عليه "التقاضي بوسائل إلكترونية" أو "المحكمة بالوسائل اإللكترونية"‪ ،‬وقد‬
‫تكون كاملة‪ ،‬وهو ما يطلق عليه القضاء اإللكتروني أو "المحكمة اإللكترونية" أو "المحكمة االفتراضية"‬
‫وهي تعني االنتقال من تقديم خدمات التقاضي والمعامالت بشكلها الروتيني الورقي إلى الشكل اإللكتروني‬
‫عبر اإلنترنت‪.2‬‬

‫بالتالي إن التقاضي اإللكتروني يتطلب إنشاء وتصميم وبرمجة نظام قضائي معلوماتي يشمل مواقع‬
‫إلكترونية تقدم خدمات إدارية وقضائية باإلضافة لقاعات محاكمة مجهزة بخطوط االتصال والحواسيب‬
‫والبرامج التي تمكن قضاة المعلومات من نظر الدعاوى ونفهام المتداعين لمضمون الق اررات فتتم عملية‬
‫التقاضي الشاملة من خالله‪ ،3‬ويشمل هذا النظام‪ ،‬المحكمة اإللكترونية والتي هي عبارة عن حيز تقني‬
‫معلوماتي ثنائي الوجود مؤلف من شبكة الربط الدولية إضافة إلى مبنى المحكمة‪ ،‬بحيث يتيح الظهور‬
‫المكاني اإللكتروني لوحدات قضائية وندارية على الشبكة‪ ،‬وتعمل هذه األجهزة على استقبال الطلبات‬
‫القضائية ولوائح الدعاوى وتجهيز برامج الملفات اإللكترونية وتوفير متجدد للمعلومات حول مستجدات‬
‫الدعاوى وق اررات األحكام بما يمثل تواصال دائما مع جمهور المواطنين والمحامين‪ ،‬كما تمكن هذه‬
‫المحكمة أصحاب العالقة المتقاضين ووكالئهم من الترافع ونحضار الشهود وتقديم البيانات واالتصال‬
‫المباشر مع العاملين في المحكمة‪ ،‬في كل وقت ومن أي مكان‪ ،‬كما توفر آليات جديدة ومتطورة لمتابعة‬

‫‪1‬حازم محمد الشرعة‪ ،‬التقاضي اإللكتروني والمحاكم اإللكترونية‪ ،‬كنظام قضائي معلوماتي عالي التقنية وكفرع من فروع القانون بين النظرية والتطبيق‪،‬‬
‫دار الثقافة للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،1222 ،‬ص ‪.52‬‬
‫‪2‬أحمد هندى‪ ،‬التقاضي اإللكتروني الستعمال الوسائل اإللكترونية في التقاضي‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬دار الجامعة الجديدة‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،1224 ،‬ص ‪.22‬‬
‫‪3‬حازم محمد الشرعة‪ ،‬التقاضي اإللكتروني والمحاكم االلكترونية‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.52‬‬

‫‪280‬‬
‫التقاضي اإللكتروني‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫الدعاوى واالطالع على مجريات الجلسات‪ -‬بل وحتى حضور الجلسات حضو ار إلكترونيا‪ -‬واالطالع‬
‫على ق اررات األحكام بكل يسر وسهولة‪.1‬‬

‫يرجع السبب للتحول إلى اإلدارة اإللكترونية في المحاكم لما تواجهه هذه األخيرة أثناء قيامها بوظيفتها‬
‫في إدارة مرفق العدالة من مشكلة حقيقية تمثلت في تراكم أو تزاحم القضايا‪ ،‬وهو ما يظهر بوضوح‬
‫األزمة الحالية التي يمر بها قضاء أغلبية البلدان في الوقت الحاضر‪ ،‬حيث تسببت الزيادة الهائلة في‬
‫عدد القضايا المقدمة أمام المحاكم للفصل فيها إلى حد أطلق عليه الفقه الفرنسي" االنفجار القضائي"‬
‫في إشارة إلى عجز القضاء عن القيام بأداء مهمته على أكمل وجه‪ ،‬والذي يعتبر بحق إنكار للعدالة‪،‬‬
‫وصارت أجهزة العدالة قاصرة على النهوض بأعمالها المتزايدة‪.2‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬خصائص التقاضي اإللكتروني‪.‬‬

‫يتميز التقاضي اإللكتروني بجملة من الخصائص التي يختلف ويتميز بها عن التقاضي بالطرق‬
‫التقليدية‪ ،‬من سرعة وسهولة االتصاالت وتبادل المستندات بين األطراف واختصار الوقت والمكان‪ ،‬كما‬
‫يسهل الحصول على المعلومات‪ ،‬وبالتالي فإن أهم الخصائص الرئيسية المميزة له هي‪:‬‬

‫أوال‪ .‬االعتماد على السندات اإللكترونية واختفاء األوراق في إجراءات التقاضي اإللكتروني‪:‬‬

‫تتميز إجراءات التقاضي اإل لكتروني بالدرجة األولى بعدم وجود أية وثائق ورقية متبادلة في إجراء‬
‫المعامالت‪ ،‬إذ أن كافة اإلجراءات والمراسالت بين طرفي التقاضي تتم إلكترونيا دون استخدام أي‬
‫أوراق‪ ،‬وهو ما يتفق مع الغرض من التقاضي عبر اإلنترنت لخلق مجتمع المعامالت الالورقية‪ ،‬وبالتالي‬

‫‪1‬داديار حميد سليمان‪ ،‬اإلطار القانوني للتقاضي المدني عبر اإلنترنت‪ ،‬دراسة تحليلية مقارنة‪ ،‬دار الثقافة للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪ ،‬الطبعة‬
‫األولى‪ ،1225 ،‬ص ‪.51‬‬
‫‪2‬مصطفى المتولي قنديل‪ ،‬دور األطراف في تسوية المنازعات العقدية‪ ،‬دار الجامعة الجديدة للنشر‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،1225 ،‬ص ص ‪.9-2‬‬

‫‪281‬‬
‫التقاضي اإللكتروني‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫ستحل ال دعائم اإللكترونية محل الدعائم الورقية وهكذا تصبح الرسائل اإللكترونية هي السند القانوني‬
‫الوحيد المتاح لكال الطرفين في حالة نشوء أي نزاع بينهما‪ ،‬ما يثير موضوع أدلة اإلثبات اإللكترونية‬
‫‪1‬‬
‫وأثرها كعائق أمام نمو التقاضي عن بعد‪.‬‬

‫لقد أقر الفقه الحديث بمساواة السند اإللكتروني للسند التقليدي‪ ،‬وأن الصفة اإللكترونية للمستند تعني‬
‫أن العمليات المختلفة التي تتصل به مثل كتابته أو حفظه أو استرجاعه أو نقله تتصل بتقنية تحتوي‬
‫على ما هو كهربي أو رقمي أو مغناطيسي أو السلكي أو بصري أو كهرومغناطيسي أو غيرها من‬
‫الوسائل المشابهة‪ ،2‬كما أصبحت السندات اإللكترونية من ضمن األدلة القانونية بعد االعتراف بالكتابة‬
‫والتواقيع اإللكترونية ونقرار حجية هذه السندات ومساواتها في اإلثبات بالسندات الورقية استنادا إلى‬
‫منهج النظير الوظيفي ‪ ،Functional Equivalent3‬فالمستند اإللكتروني تتبلور فيه حقوق طرفي‬
‫التعاقد‪ ،‬باعتباره المرجع للوقوف على ما اتفق عليه الطرفان وتحديد التزاماتهما القانونية‪ ،‬والتوقيع‬
‫اإللكتروني هو الذي يضفي حجية على هذا المستند‪.4‬‬

‫في مجال التقاضي نجد أن االتجاه الحديث يتجه إلى تبني مفهوم السندات اإللكترونية في اإلجراءات‬
‫القضائية وتفا دي مسألة الشكلية في هذه اإلجراءات‪ ،‬ففي الواليات المتحدة األمريكية أدخلت القواعد‬
‫الفيدرالية لإلجراءات المدنية البيانات اإللكترونية ضمن معنى المحررات (السندات) وأجازت للمتقاضين‬
‫تقديم مستنداتهم في شكل إلكتروني‪ ،5‬وهذا تطور كبير في جانب اإلجراءات القضائية للسعي للتسهيل‬
‫على المتقاضين وأيضا تخفيف اإلجراءات اإلدارية‪ ،‬كما نجد أن المشرع الفرنسي لم يتردد‪ ،‬رغم المخاوف‬
‫من ادخال الكتابة اإللكترونية في مجال األعمال اإلجرائية للتقاضي‪ ،‬حيث تدخل في عام ‪1225‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Alain Bensoussan, Informatique et Télécoms, contracts Réglementations, fixalité, Reseaux, éditions francis‬‬
‫‪lefebvre, 1997, p16.‬‬
‫‪2‬خالد ممدوح إبراهيم‪ ،‬أمن المعلومات اإللكترونية‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،1222 ،‬ص ‪.24‬‬
‫‪3‬داديار حميد سليمان‪ ،‬اإلطار القانوني للتقاضي المدني عبر اإلنترنت‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.11‬‬
‫‪4‬خالد ممدوح إبراهيم‪ ،‬التقاضي اإللكتروني الدعوى اإللكترونية ونجراءاتها أمام المحاكم‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.41‬‬
‫‪5‬محمد مأمون سليمان‪ ،‬التحكيم اإللكتروني‪ ،‬دار الجامعة الجديدة‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،1222 ،‬ص ‪.292‬‬

‫‪282‬‬
‫التقاضي اإللكتروني‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫بنصوص صريحة مؤكدا إتمام األعمال اإلجرائية في شكل إلكتروني من خالل تعديل المادة ‪ 242‬الفقرة‬
‫‪ 2‬بموجب القانون رقم ‪ 2122‬لسنه ‪ 1225‬والذي أصبح نافذ المفعول في ‪.11229/2/2‬‬

‫هكذا أصبح الهدف من المحاكم اإللكترونية استبدال الملفات الورقية (ملف الدعوى) بملفات الدعاوى‬
‫اإللكترونية‪ ،‬وما يوفر المشروع من امكانية حفظ الوثائق اإللكترونية في أشرطة وأسطوانات ‪ CD‬صغيرة‬
‫الحجم وذات سعة تقنية عالية لتخزين الوثائق بما يترتب عليه من رفع الكفاءة وتخفيض التكاليف وتقليل‬
‫مساحات التخزين (أرشيف المحاكم)‪ ،‬إضافة إلى أن المحاكم تنفق سنويا الكثير من المال إلتالف‬
‫الملفات الورقية بصورة آمنة‪ ،‬ثم أن هذه المزية تجعل فقد ملفات الدعاوى أم ار صعبا‪ ،‬إن لم يكن‬
‫مستحيال‪ ،‬لتخزي نها وبرمجتها داخل نظام الحاسوب وعدم إمكان حفظها خطئا‪ ،‬ولسهولة العثور عليها‬
‫عند البحث عن أي ملف من خالل برامج الحاسوب المختلفة‪ ،‬كما وتوفر إمكانية أمن الملفات اإللكترونية‬
‫بصورة واضحة لسهولة اكتشاف أي تغيير أو تحوير فيها واالطالع والوصول إليها بيسر وسهولة‪.2‬‬

‫كما تسهم الوسائل اإللكترونية في ايجاد قواعد للبيانات خاصة بالتشريعات الوطنية سواء السارية أو‬
‫التي تم تعديلها‪ ،‬مما يسمح للقاضي باالطالع على جميع التشريعات وتحديد القانون الواجب التطبيق‬
‫على واقعة النزاع من خالل االستعانة بالكمبيوتر‪ ،‬وأيضا التعرف على أحدث المبادئ القانونية الصادرة‬
‫من محكمة النقض وما أصدرته المحكمة الدستورية العليا من أحكام‪ ،‬كما تسمح بالرقابة والتفتيش‬
‫المتزامن مع سير القضية دون نقل الملفات إلدارة التفتيش القضائي‪.3‬‬

‫ثانيا‪ .‬وجود الوسيط اإللكتروني وعدم الحضور الجسدي في اإلجراءات‪:‬‬

‫يشكل حضور الخصوم إلجراءات المحاكمة الطريقة الطبيعية إلبداء أقوالهم وطلباتهم أمام المحكمة‪،‬‬
‫واألصل أن أطراف الدعوى يحضرون بأنفسهم‪ ،‬إال أن القانون أجاز لهم أن يحضر نيابة عنهم من‬

‫‪1‬األنصاري حسن النيداني‪ ،‬القاضي والوسائل اإللكترونية الحديثة‪ ،‬دار الجامعة الجديدة‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،1229 ،‬ص ‪.122‬‬
‫‪2‬داديار حميد سليمان‪ ،‬اإلطار القانوني للتقاضي المدني عبر اإلنترنت‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.15‬‬
‫‪3‬أحمد هندي‪ ،‬التقاضي اإللكتروني الستعمال الوسائل اإللكترونية في التقاضي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.22‬‬

‫‪283‬‬
‫التقاضي اإللكتروني‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫يوكلونه من المحامين أو غيرهم من ا لوكالء بالخصومة‪ ،‬وال شك أن الحضور سواء أكان حضوريا أو‬
‫بالنيابة‪ ،‬فإنه يحتاج إلى االنتقال والحضور في قاعة المحكمة وتحمل نفقات السفر والمشقة والعناء‬
‫وأخي ار تخصيص الوقت وااللتزام بالحضور‪ ،‬وأن عدم الحضور الشخصي (الجسدي) قد يؤدي إلى إجراء‬
‫المرافعة بحق الخصم غيابيا‪.1‬‬

‫لذلك يعتبر من أهم خصائص التقاضي اإللكترونية أيضا استخدام الوسائط اإللكترونية في التعامالت‬
‫واإلجراءات‪ ،‬فهذا التقاضي ال يختلف من حيث الموضوع أو األطراف عن التقاضي التقليدي بل يتميز‬
‫فقط من حيث طريقة تنفيذه وكونه يتم باستخدام وسائط إلكترونية‪.2‬‬

‫فالوسيط اإللكتروني بين طرفي التقاضي هو جهاز الكمبيوتر والمتصل بشبكة االتصاالت الدولية‬
‫التي تقوم بنقل التعبير عن اإلرادة إلكترونيا لكل من الطرفين المتعاقدين في ذات اللحظة رغم انفصالهم‬
‫مكانيا‪ ،‬وعادة ما تصل الرسالة اإللكترونية في ذات اللحظة إلى الطرف اآلخر إال إذا حدث عطل في‬
‫الشبكة‪ ،‬والرابط الشبكي بينهما هو وسيلة التواصل والدخول من صفحات ضمن موقع إلكتروني على‬
‫خط شبكي عالمي إلى خط شبكي حاسوبي مقيد ‪ LAN‬لها أنظمة حماية معروفة من أشهرها ‪Firewall‬‬
‫تعتبر جدرانا نارية مانعة من اقتحام المخربين والمتطفلين لقواعد البيانات الداخلية الخاصة بالدعاوى‬
‫والمبرزات‪.3‬‬

‫إذا فهذا النظام اإللكتروني يسمح بفتح قنوات اتصال بين المتقاضين والمحكمة من خالل النافذة‬
‫اإللكترونية‪ ،‬حيث يتم قبول مستندات القضية اإللكترونية‪ ،‬ويالحظ أن هذه النافذة تؤدي بصفة أساسية‬

‫‪1‬داديار حميد سليمان‪ ،‬اإلطار القانوني للتقاضي المدني عبر اإلنترنت‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.19‬‬
‫‪2‬خالد ممدوح إبراهيم‪ ،‬التقاضي اإللكتروني الدعوى اإللكترونية ونجراءاتها أمام المحاكم‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.19-12‬‬
‫‪3‬حازم الشرعة‪ ،‬التقاضي اإللكتروني والمحاكم اإللكترونية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.22‬‬

‫‪284‬‬
‫التقاضي اإللكتروني‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫ذات الوظائف التي كانت في التقاضي التقليدي‪ ،‬مع اختالف أن المعلومات المخزنة على دعامة ورقية‬
‫يتم اآلن تخزينها إلكترونيا‪.1‬‬

‫فإذا كان المتداعون يمثلون أنفسهم في المحاكمة وكان القانون المنشئ لهذا النظام يسمح لهم بذلك‬
‫بواسطة موقع النظام فيستطيع كل مدعي الحصول على المعلومات المتعلقة بالنظام وكيفية قيد الدعوى‬
‫واالتصال بالموظفين والتحادث معهم ومعرفة تفاصيل عمل النظام وكيفية رفع الدعاوى ونثبات ما يدعيه‬
‫طالب التسجيل‪ ،‬وبعدها يستطيع الحضور المثول بواسطة الموقع بالدخول إلى صفحة القاضي وقاعة‬
‫المحاكمة في الموقع ويقوم كتبة المواقع بالتأكد من صفته وندخاله إلى قاعة القاضي ليقوم القاضي‬
‫بتحضيره في المحاكمة ومباشرة اإلجراءات على هذا النحو‪ ،‬كذلك األمر بالنسبة للمدعى عليه الحاضر‬
‫ويتم توثيق هذا الحضور تقنيا‪.‬‬

‫بالنسبة للوكالء فقد تم فتح المجال للتخصص في هذا النوع من المحاكمات‪ ،‬فوجود محامي معلومات‬
‫أمر تفرضه طبيعة العملية القضائية اإللكترونية‪ ،‬الذين سيتخصصون في الوسائل التقنية وبكيفية تقديم‬
‫األدلة ودعوة الشهود وسيكون لهم عناوين إلكترونية للتبليغ مثل البريد اإللكتروني على موقع النظام‪.2‬‬

‫ثالثا‪ .‬تحقيق مبدأ العالنية المعلوماتية للجلسات‪:‬‬

‫تعتبر العالنية من أهم المبادئ القانونية التي تقوم عليها االجهزة القضائية الحديثة‪ ،‬وبمقتضى ذلك‬
‫يتم إقامة جلسات المحاكمات ونصدار األحكام في جلسات علنية باستثناء المحاكمات التي تقتضي‬
‫السرية‪ ،‬ذلك ما يسمح لكل فرد بحق الحضور‪ ،‬وهو ما يسهم في المراقبة العامة للعمل القضائي ما يولد‬
‫الشفافية والرقابة الشعبية على أعمال القضاة‪ ،‬لكن التساؤل يثور حول ما إذا كانت هذه الخاصية يمكن‬
‫أن تتحقق على مجريات التقاضي اإللكتروني؟‬

‫‪1‬خالد إبراهيم ممدوح‪ ،‬التقاضي االلكتروني الدعوى اإللكترونية ونجراءاتها أمام المحاكم‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.12-12‬‬
‫‪2‬حازم محمد شرعة‪ ،‬التقاضي اإللكتروني والمحاكم االلكترونية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.21-22‬‬

‫‪285‬‬
‫التقاضي اإللكتروني‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫تولدت الحاجة إلى المحاكم اإللكترونية في قضايا ما يسمى" بالمرافعات المليونية" التي تشمل العديد‬
‫من األطراف وكميات ضخمة من الوثائق باإلضافة إلى العديد من التحقيقات‪ ،‬واألمثلة الحديثة على‬
‫قاعات المحاكم اإللكترونية التي تتصف بهذه الصفات تمثلت في قضية (النفط مقابل الغذاء)‪ ،‬إذ لجأ‬
‫المحامون إلى النسخ الحية والمستندات القانونية من اإلفادات والكشوفات‪ ،‬مع توفير الوقت والمصاريف‬
‫بدال من سحب مستند معين من مجموعة ملفات رئيسية مرفوعة فيستطيع المحامي البحث عن المستند‬
‫في قاعدة بيانات ‪ Data Base‬سجل المحكمة‪ ،‬وعندما يبرز المستند فإنه يمكن عرضه على كل شاشة‬
‫حاسوب مرتبط مع هذه الشبكة‪ ،‬كذلك فإن قاعة المحكمة اإللكترونية في مثل هذه المرافعات تعرض‬
‫المستندات اإللكترونية على شاشات البالزما التلفزيونية إلى الجماهير واإلعالم (الصحف)‪ ،‬وعليه فقط‬
‫أصبح باإلمكان‪ ،‬ومن خالل استعمال السجالت والوثائق اإللكترونية دخول العامة (الجمهور) إلى‬
‫المحكمة‪.1‬‬

‫لكن بالرغم من أن العالنية هي األصل في المحاكمات إال أن هناك أنواعا من الجلسات والمرافعات‬
‫فرض فيها القانون السرية التامة‪ ،‬وهذا ما سعت إليه أيضا المحاكم اإللكترونية من خالل وضع آليات‬
‫وطرق لفرض وتحقيق السرية باالعتماد على تقنية التشفير وأنظمة المفاتيح وكلمات المرور ‪Password‬‬
‫ووجود الجهة القانونية للتصديق اإللكتروني وما يطلق عليه كاتب العدل اإللكتروني ‪Electronic‬‬
‫‪.Notary‬‬

‫لقد تم تكريس هذا النوع من األنظمة في إجراءات التحكيم اإللكتروني التي تعتمد سرية السجالت‬
‫كقاعدة عامة‪ ،‬حيث ذهبت جمعية المحكمين األمريكية ‪ AAA‬في قواعدها الداخلية المنظمة لنظام‬
‫القضاء االفتراضي ‪ V.M.P‬إال أنه ال يجوز لغير األطراف وهيئة التحكيم االطالع على الموقع‬
‫اإللكتروني الخاص بالقضية‪ ،‬كما قضت المحكمة القضائية ‪ Cyber Tribunal‬في الئحتها الداخلية‬
‫بأنه يجب على هيئة التحكيم اإللكترونية المحافظة على سرية المعلومات الخاصة بالمنازعات التي تتم‬

‫‪1‬داديار حميد سليمان‪ ،‬اإلطار القانوني للتقاضي المدني عبر اإلنترنت‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.22‬‬

‫‪286‬‬
‫التقاضي اإللكتروني‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫من خالل هذه المحكمة وذلك عن طريق التشفير ‪ ،Encryption1‬وبذلك أصبحت جلسات التحكيم‬
‫اإللكتروني عبر اإلنترنت تتم في سرية تامة‪ ،‬بحيث ال يجوز االطالع على الحديث الذي يجري خالل‬
‫تلك الجلسات بين األطراف أو بينهم وبين هيئة التحكيم وكذلك المعلومات والمستندات والوثائق‬
‫‪2‬‬
‫اإللكترونية المقدمة خالل تلك الجلسات أيضا إال من قبل أعضاء التحكيم اإللكتروني واألطراف فقط‪.‬‬

‫رابعا‪ .‬السرعة في إجراءات التقاضي واالقتصاد في النفقات‪:‬‬

‫إن العدالة ليست إعطاء كل ذي حق حقه فقط ولكنها إعطاء كل ذي حق حقه في الوقت المناسب‪،‬‬
‫لذلك قيل قديما "العدل البطيء هو والظلم سواء"‪ ،3‬ولهذا سعت التقنيات الحديثة إلى تطوير إجراءات‬
‫التقاضي‪ ،‬إذ ال شك أن العدالة البطيئة وزيادة الرسوم والنفقات قد دعت إلى التفكير في نظام يؤمن‬
‫سرعة وسهولة إجراءات التقاضي من جهة‪ ،‬وتقليل النفقات والمصاريف القضائية من جهة أخرى‪ ،‬وقد‬
‫تحقق ذلك فعليا من خالل نظام التقاضي اإللكتروني‪.‬‬

‫إذا كانت مجانية التقاضي هي األصل‪ ،‬فإن واقع القضاء في العصر الحديث أبعد ما يكون عن‬
‫المجانية‪ ،‬فالدولة تحصل عن كل دعوى رسوما قضائية تحدد غالبا بنسبة معينة من قيمة الدعوى‪ ،‬نظ ار‬
‫أن اإلعفاء من الرسوم القضائية ينجم عنه كثرة المنازعات وزيادة الدعاوى الكيدية‪ ،‬لذلك فقد استقر‬
‫األمر على أن الذي يتحمل مصاريف الدعوى هو الخصم الذي حكم عليه فيها‪ ،‬ولذلك ال تعد الرسوم‬
‫والنف قات التي يدفعها الخصوم معارضة لهذا المبدأ‪ ،‬طالما أن هناك نصوصا قانونية توفر المساعدة‬
‫القضائية لمن يحتاجها ويطلق عليها نظام المعونة القضائية‪.4‬‬

‫‪1‬محمد مأمون سليمان‪ ،‬التحكيم اإللكتروني‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.112-112‬‬


‫‪2‬محمد مأمون سليمان‪ ،‬التحكيم اإللكتروني‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.112‬‬
‫‪3‬طلعت محمد دويدار‪ ،‬اإلعالن القضائي بين قيمة الوقت في الدعوى ومبدأ سلطان اإلرادة في الخصومة‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬دار الجامعة الجديدة‪،‬‬
‫اإلسكندرية‪ ،1222 ،‬ص ‪.1‬‬
‫‪4‬عباس العبود‪ ،‬شرح أحكام قانون أصول المحاكمات المدنية‪ ،‬دار الثقافة للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪ ،1222 ،‬الطبة األولى‪ ،‬ص‪.51‬‬

‫‪287‬‬
‫التقاضي اإللكتروني‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫نتيجة لما يعرفه العالم اليوم من تطور هام في التقنيات ووسائل التعامالت المصرفية‪ ،‬أصبح‬
‫باإلمكان دفع النقود وتحويلها وهو ما يسمى بالنقود الرقمية أو العملة الرقمية‪ ،‬ومن ثم يمكن دفع الرسوم‬
‫القضائية عن طريق إحدى الوسائل الحديثة‪ ،‬ويكون ذلك بإعداد برنامج إلكتروني يرفق مع ملف الدعوى‬
‫اإللكترونية لغرض استيفاء الرسوم القضائية‪.1‬‬

‫أما فيما يتعلق بالسرعة‪ ،‬فإن المحاكم اإللكترونية في هولندا تحل النزاعات في الدعاوى المدنية في‬
‫غضون فترة تتراوح بين ‪ 21-2‬أسبوعا وبتكاليف قليلة من خالل إجراءات قانونية على اإلنترنت‪،‬‬
‫وبعكس التكلفة الكبيرة في التقاضي العادي فإن تكلفة إجراءات التقاضي أمام المحاكم اإللكترونية في‬
‫هذا البلد تتراوح بين ‪ 441‬إلى ‪ 2511‬يورو وهو مبلغ ضئيل ال يضاهي تكلفة التقاضي العادي إذا ما‬
‫عرفنا أن ساعة االستشارة القانونية في مكتب المحامي تتراوح تكلفتها بين ‪ 522-152‬يورو‪.‬‬

‫في إطار التحول نحو النظام اإللكتروني في العمل القضائي لدى بعض البلدان العربية وبغية‬
‫االستفادة من مميزاته‪ ،‬فإنه مع توحيد اإلجراءات ومن خالل ميكنة النظام القضائي في المحاكم المختلفة‬
‫في مصر وهو ما يسمى بنظام الشباك الواحد‪ ،‬فقد أصبح الوقت المستغرق إلقامة الدعوى ‪ 22‬عشر‬
‫دقائق فقط يتم خاللها مراجعة صحيفة الدعوى وحوافظ (ملف) المستندات وتقديم الرسوم وتحديد الجلسة‬
‫والي وم والدائرة (المحكمة) أيضا‪ ،‬وفي حالة االستعالم أو االطالع على الموقع الرسمي للمحكمة‬
‫اإللكترونية فإن الخدمة تقدم بالمجان‪ ،‬أما في حالة الحصول على صورة رسمية من شهادة أو حكم عن‬
‫طريق بوابة الحكومة اإللكترونية فيتم تحصيل رسم الخدمة عن طريق المحكمة اإللكترونية‪.2‬‬

‫‪1‬عصمت عبد المجيد بكر‪ ،‬دور التقنيات الحديثة في تطور العقد‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ 2 ،‬جانفي ‪ ،1225‬ص ‪.512‬‬
‫‪2‬داديار حميد سليمان‪ ،‬اإلطار القانوني للتقاضي المدني عبر اإلنترنت‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.21‬‬

‫‪288‬‬
‫التقاضي اإللكتروني‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬المحكمة اإللكترونية‪.‬‬

‫تشكل المحكمة اإللكترونية نمطا غير مألوف في تسيير المعامالت القضائية ونجراءات التقاضي‬
‫بحيث يتم االنتقال من اإلجراءات الورقية إلى اإلجراءات اإللكترونية‪.‬‬

‫فالتقاضي من خالل المحكمة اإللكترونية هو أساس التقاضي اإللكتروني فهو تنظيم تقني معلوماتي‬
‫يتيح للمتداعين تسجيل دعواهم وتقديم أدلتهم وحضور الجلسات وصدور الحكم كل ذلك من خالل وسائل‬
‫تكنولوجيا اإلعالم واالتصال اإللكترونية والتي هي جزء من هذا النظام المعلوماتي‪ ،‬كما يمكن القضاة‬
‫من التواصل مع المتداعين دون الحاجة لحضورهم الشخصي والمباشر إلجراءات التقاضي من خالل‬
‫هذا النظام‪ ،‬كما تعمل المحكمة اإللكترونية على تحقيق الشفافية وسرعة الحصول على المعلومات‪.‬‬

‫أوال‪ .‬مفهوم المحكمة اإللكترونية‪:‬‬

‫إن فكرة المحكمة اإللكترونية نشأت على خلفية قصور التقاضي العادي عن اللحاق بكمية القضايا‬
‫الكثيرة‪ ،‬وكذا محاولة للتخفيف من اإلجراءات الكثيرة والمكلفة سواء في الوقت أو بعد المسافة‪.‬‬

‫‪ -2‬تعريف المحكمة اإللكترونية‪:‬‬

‫إن المحكمة اإللكترونية أو المحكمة االفت ارضية‪ ،‬هي محكمة ال حضور فيها للخصوم أو ممثليهم‪،‬‬
‫وننما تقدم فيها جميع األوراق والمستندات عبر األنترنت‪ ،‬كما أن المرافعة والتحقيق يتم بذات الطريقة‬
‫وأيضا تبادل المستندات واالطالع عليها ونصدار الحكم والمداولة‪ ،‬إذ هي إعادة إدارة لألداء في مرفق‬
‫العدالة‪ ،‬فإجراءات التقاضي تتم عبر شبكة اإلنترنت بطريقة إلكترونية –سمعية وبصرية عبر شبكة‬
‫دولية مفتوحة لالتصال عن بعد دون الحاجة اللتقاء أطراف النزاع والقضاة في مكان معين‪ ،‬تماما مثل‬
‫التحكيم اإللكتروني‪.1‬‬

‫‪1‬أحمد هندي‪ ،‬التقاضي اإللكتروني الستعمال الوسائل اإللكترونية في التقاضي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.21‬‬

‫‪289‬‬
‫التقاضي اإللكتروني‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫فإذا فكرة المحكمة اإللكترونية تعني االنتقال من تقديم الخدمات والمعامالت بشكلها الروتيني الورقي‬
‫إلى الشكل اإللكتروني عبر األنترنت‪ ،‬وعليه تم تعريفها من ناحيتين‪ :‬الشكلية والموضوعية‪.‬‬

‫فمن الناحية الشكلية عرفت بأنها حيز مخصص يجمع بين المعلوماتية والتقنية يحتوي وحدات إدارية‬
‫وقضائية تعمل من خالل كادر معين يجمع بين القضاة وأعوانهم‪ ،‬يباشر النظر في الدعاوى وتدوين‬
‫إجراءاتها باالعتماد على اآلليات التقنية الحديثة‪.‬‬

‫وفي تعريف آخر جمع بين الشكلية والموضوعية‪ ،‬عرفت بأنها موقع تقني إلكتروني خاص بالمحكمة‬
‫موجود على شبكة األنترنت‪ ،‬يساعد في االتصال بين المحكمة والمتقاضين عن طريق البوابة اإللكترونية‬
‫الخاصة بهذا الموقع ليتم إرسال واستقبال كل ما يتعلق بملف الدعوى والوثائق والمستندات بشكل‬
‫‪1‬‬
‫إلكتروني‪ ،‬فتكون الدعائم اإللكترونية هي األساس في التعامل‪.‬‬

‫إذا فالمحكمة اإللكترونية هي عبارة عن حيز تقني معلوماتي ثنائي الوجود (شبكة الربط الدولية‪+‬‬
‫مبنى المحكمة) يعكس الظهور المكاني اإللكتروني ألجهزة ووحدات قضائية وندارية على الشبكة‪ ،‬تعمل‬
‫هذه األجهزة على استقبال الطلبات القضائية ولوائح الدعاوى وتجهيز برنامج الملفات اإللكترونية وتوفير‬
‫متجدد للمعلومات حول مستجدات الدعاوى وق اررات األحكام بما يمثل تواصال دائما مع جمهور المواطنين‬
‫والمحامين‪ ،‬كما تمكن هذه المحكمة أصحاب العالقة المتقاضين ووكالئهم من الترافع وتحضير الشهود‬
‫وكل إجراءات المحاكمة لكن بشكل إلكتروني‪.2‬‬

‫‪ -1‬تمييز مصطلح المحكمة اإللكترونية عما يشابهها‪:‬‬

‫يتقارب ويتداخل مصطلح المحكمة اإللكترونية مع مصطلحات أخرى متقاربة تتعلق بذات الفكرة‬
‫والغاية‪ ،‬أال وهي رقمنة التقاضي‪ ،‬وأهم هذه المصطلحات‪:‬‬

‫‪1‬نادية أو طالب‪ ،‬المحاكم اإللكتروني‪ ،‬إجراءاتها ومدى قانونية تطبيقها في األردن‪ ،Alaan Publishing ،‬األردن‪ ،1222 ،‬ص‪.25‬‬
‫‪2‬حازم محمد شرعة‪ ،‬التقاضي اإللكتروني والمحاكم اإللكترونية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.59‬‬

‫‪290‬‬
‫التقاضي اإللكتروني‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫أ‪ -‬التقاضي اإللكتروني‪ :‬إن ارتباط مصطلح التقاضي اإللكتروني بالمحكمة اإللكترونية كون كالهما‬
‫حديث النشأة‪ ،‬فإن هناك العديد من الباحثين من يعتبر أن التقاضي اإللكتروني يشمل على المحاكم‬
‫اإللكترونية‪ ،‬ومن جهة مغايرة اعتبر جانب آخر بأن التقاضي اإللكتروني يشمل حوسبة اإلجراءات‬
‫القضائية وتحويلها من إجراءات ورقية تقليدية إلى إجراءات إلكترونية‪.‬‬

‫ولكن الرأي الغالب هو أن المحكمة اإللكترونية تشمل التقاضي اإللكتروني‪ ،‬كون إجراءاته تعتبر‬
‫جزءا من األسس التي تقوم عليها هذه المحكمة‪.‬‬

‫ب‪ -‬التحكيم اإللكتروني‪ :‬يرى العديد من الباحثين بأن التحكيم اإللكتروني هو جزء من المحكمة‬
‫اإللكترونية‪ ،‬لكن في وجهة نظر أخرى فإنه‪ ،‬ونن كان التحكيم والقضاء يتفقا في أنهما جهتان تفصالن‬
‫في النزاعات‪ ،‬لكنهما تختلفان في عدة أمور تتمثل في أن التحكيم أساسه مبدأ سلطان اإلرادة وانعدامها‪،‬‬
‫يعني تحوله لقضاء دولة عادي‪ ،‬باإلضافة إلى أن التقاضي حق مقرر للجميع‪ ،‬وتثبت والية القضاء في‬
‫نظر القضايا والنزاعات جميعها‪ ،‬وتظهر سلطة اإلجبار في المثول أمام القاضي أو الحكم عليه لمن ال‬
‫يستجيب له‪ ،‬وعليه يعتبر من مظاهر سلطة وسيادة الدولة‪ ،‬أما التحكيم فليس بحق مقرر للجميع‪ ،‬وال‬
‫يشمل كافة النزاعات كونه هناك قضايا ال يجوز إحالتها على التحكيم‪ ،1‬وأهم فرق بينهما أن التقاضي‬
‫يتميز بوجوب العالنية في الجلسات‪ ،‬بينما التحكيم فهو يتميز بمبدأ السرية في جلساته‪.‬‬

‫جـ‪ -‬المحكمة الرقمية‪ :‬تعد المحكمة الرقمية هي المحكمة التي تختص بالدعاوى الرقمية وجرائم الشبكات‬
‫وتكنولوجيا المعلومات وقضايا الملكية الفكرية والتجارة اإللكترونية وذلك على غرار محاكم متخصصة‬
‫معينة كمحكمة األسرة ومحكمة الجنايات والمحاكم المدنية‪ ،‬إذ يمكن القول أن المحكمة اإللكتروني هي‬
‫‪2‬‬
‫المختصة في الدعاوى الرقمية سواء الجنائية أو المدنية أو التجارية‪.‬‬

‫‪1‬نادية أبو طالب‪ ،‬المحاكم اإللكتروني‪ ،‬إجراءاتها ومدى قانونية تطبيقها في األردن‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.22-21‬‬
‫‪2‬منال عبد الاله عبد الرحمن‪ ،‬عبد الصبور عبد القوي علي مصري‪ ،‬المحكمة الرقمية والجريمة المعلوماتية‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬مكتبة القانون واالقتصاد‬
‫للنشر والتوزيع‪ ،1221/2/2 ،‬ص ‪.14‬‬

‫‪291‬‬
‫التقاضي اإللكتروني‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫لقد ساوى جانب من الباحثين بين المحكمة اإللكترونية والمحكمة المعلوماتية على غرار ما فعلته‬
‫الباحثة صفاء أوتاني في بحثها المتعلق بالمحكمة اإللكترونية عندما جعلت إحداهما مرادفة لألخرى‪،‬‬
‫بينما يرى جانب آخر بأنهما يختلفان تماما عن بعضهما‪ ،‬كون المحكمة الرقمية تختص بأمر معين مثل‬
‫المحكمة المرورية أو المحكمة العمالية‪ ،‬فوفقا لتعريفها تختص بنظر دعاوى الملكية الفكرية والدعاوى‬
‫الرقمية وجرائم الشبكات وتكنولوجيا المعلومات والتجارة اإللكترونية من خالل الوسائط التقنية اإللكترونية‬
‫الحديثة‪.1‬‬

‫ثانيا‪ .‬مستلزمات إقامة المحكمة اإللكترونية‪:‬‬

‫إن تطبيق نظام المحكمة اإللكترونية يحتاج لجملة من المتطلبات البد من توفرها حتى تكون نشأة‬
‫هذا النظام صحيحة وموافية للغرض الذي تم إنشاؤها من أجله‪ ،‬وتتمثل هذه المتطلبات في‪:‬‬

‫‪ -2‬المتطلبات الفنية‪ :‬إن تطبيق المحكمة اإللكترونية على أرض الواقع وتفعيل دورها يتطلب تجهيز‬
‫البنية التحتية الالزمة والمناسبة لبناء هذا النظام اإللكتروني الكبير‪ ،‬وأهم هذه المتطلبات نجد‪:‬‬

‫أ‪ -‬جهاز الحاسوب‪ :‬الذي يشكل طفرة في حقل التعامل بين األفراد‪ ،‬وهو يعتبر أول وأهم خطوة‪ ،‬كونه‬
‫ال يمكن تسجيل الدعوة أو السير بها بدون توافره‪.‬‬

‫ب‪ -‬إنشاء شبكة داخلي ة‪ ،‬أشبه بأنترنت مصغر يتم ربط جميع األقسام والوحدات وقاعات المحكمة‬
‫ببعضها‪ ،‬فهي شبكة مقيدة على خط االتصال للربط‪ ،‬فيستطيع العاملون في المحكمة من االتصال‬
‫ببعضهم آليا ونرسال ملفات الدعوى والطلبات والوثائق والمذكرات فيما بينهم‪.‬‬

‫بالنسبة لقاعات المحاكم فكل قاعة تمثل شبكة داخلية مصغرة تتألف من محور وموزع خطوط على‬
‫‪2‬‬
‫الحواسيب الموجودة في القاعة‪.‬‬

‫‪1‬نادية أبو طالب‪ ،‬المحاكم اإللكتروني‪ ،‬إجراءاتها ومدى قانونية تطبيقها في األردن‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.22‬‬
‫‪2‬حازم شرعة‪ ،‬التقاضي اإللكتروني والمحاكم اإللكترونية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.12‬‬

‫‪292‬‬
‫التقاضي اإللكتروني‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫جـ‪ -‬إنشاء سجل إلكتروني يحتوي على قواعد بيانات‪ ،‬الذي يعرف بأنه قاعدة بيانات موجودة على‬
‫الشبكة الداخلية لكل محكمة على حدة‪ ،‬ومن خاللها يتم تسجيل الدعوى وبياناتها ونعطائها رقما تسلسليا‬
‫حتى يمكن استخراج ملف الدعوى اإللكترونية من خالل برنامج حاسوبي يحتوي عدة أنواع للحفظ التقني‬
‫أو التكنولوجي‪ ،1‬فهو عبارة عن نظام أرشفة عمل المحاكم يتمثل في مجموعة ملفات مرتبطة ببعضها‬
‫البعض‪ ،‬تشمل أسماء المحاكم القضاة والموظفين وأرقام الدعاوى ومكان وتاريخ قيدها‪ ،‬باإلضافة إلى‬
‫اللوائح والمستندات المرسلة من المحامين والمحاضر الخاصة بالدعوى‪.2‬‬

‫د‪ -‬إنشاء موقع إلكتروني للمحكمة‪ :‬يجب إنشاء وتصميم موقع المحكمة أو الدائرة على األنترنت‪ ،‬الذي‬
‫يعتبر عنوانا إلكترونيا للمحكمة يستطيع من خالله كل صاحب عالقة تنفيذ نوعين من الخدمات‪ ،‬النوع‬
‫األول الحصول على المعلومات بتصفح أوراق الموقع والبحث عن المعلومات وما تم من إجراءات‬
‫بخصوص الدعوى‪ ،‬أو االتصال اإللكتروني المباشر مع الموظفين من خالل ما يمكن تسميته الوسيط‬
‫اإللكتروني القضائي فهو عبارة عن برنامج اتصاالت عالية التقنية تمكن الجمهور المتعامل والمحامين‬
‫من االتصال المباشر مع العاملين والقضاة‪ ،‬بالوصول اآللي إلى مركز الحصول على المعلومة‪.‬‬

‫أما النوع الثاني من الخدمات فهو إنجاز اإلجراءات ومباشرة الدعوى والدخول في التقاضي دون‬
‫حاجة للحضور الشخصي‪ ،‬وأيضا عن طريق الوسيط اإللكتروني والقضائي والربط التقني بملفات‬
‫الدعوى‪.3‬‬

‫‪1‬نادية أبو طالب‪ ،‬المحاكم اإللكتروني‪ ،‬إجراءاتها ومدى قانونية تطبيقها في األردن‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.22‬‬
‫‪2‬أوتاني صفاء‪ ،‬المحكمة اإللكترونية –المفهوم والتطبيق‪-‬مجلة جامعة دمشق للعلوم االقتصادية والقانونية‪ ،‬المجلد ‪ ،12‬العدد ‪ ،1221 ،2‬سوريا‪،‬‬
‫ص ‪.221‬‬
‫‪3‬حازم محمد الشرعة‪ ،‬التقاضي اإللكتروني والمحاكم اإللكترونية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.11-11‬‬

‫‪293‬‬
‫التقاضي اإللكتروني‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫‪ -1‬المتطلبات البشرية‪ :‬يقصد بها الكوادر البشرية التي تشمل الموظفين المختصين فنيا للتعامل باألجهزة‬
‫اإللكترونية والبرامج الخاصة بها‪ ،‬ويمكن تسميتهم‪ ،‬فئة الدعم الفني‪ ،‬نسبة لما يقدمونه من دعم للنظام‬
‫اإللكتروني الذي تقوم عليه المحكمة‪ ،‬وهم‪:‬‬

‫أ‪ -‬قضاة المعلومات‪ :‬هم مجموعة متخصصة من القضاة النظاميين‪ ،‬يباشرون المحاكمات من خالل‬
‫موقع كل منهم لدى المحكمة اإللكترونية من خالل موقعها اإللكتروني على األنترنت ويمكن أن نطلق‬
‫عليه‪ ،‬دائرة المعلوماتية القضائية‪ ،‬ويقوم القضاة بمباشرة اإلجراءات القضائية وتدوينها ضمن ملف‬
‫الدعوى اإللكترونية‪ ،‬ثم يشرع القاضي من خالل موظفين متخصصين حاسوبيا يطلق عليهم اسم كتبة‬
‫المواقع اإللكترونية بتحضير المتداعين أو وكالئهم ومباشرة المحاكمة التي تدون بموجب برنامج حاسوبي‬
‫بالصوت والصورة ويقوم الق اضي باالستماع ألقوالهم ومرافعاتهم ودفاعهم‪ ،‬وتصور هذه العملية وتنقل‬
‫إلى جزئية من موقع الدائرة المعلوماتية القضائية لتمثل علنية المحاكم اإللكترونية ويتم تدوينها تقنيا‪.‬‬

‫ب‪ -‬كتاب المواقع اإللكترونية‪ :‬هم مجموعة من الموظفين الحقوقيين التابعين للمحكمة والمتخصصين‬
‫في تقنيات الحاسوب وتصميم وندارة المواقع اإللكترونية يقومون بالمهام اآلتية‪:‬‬

‫ب‪.‬أ‪ -‬تسجيل الدعاوى ونرسالها مع ما تتضمنه من وثائق وأدلة إثبات‪ ،‬يمكن مسحها عن‬
‫طريق الماسح الضوئي إلرسالها واالحتفاظ باألصل إلرساله إلى المحكمة حالة طلبها له‪.‬‬

‫ب‪.‬ب‪ -‬استيفاء الرسوم إلكترونيا بإحدى وسائل الدفع اإللكتروني‪.‬‬

‫ب‪.‬ج‪ -‬تجهيز جدول مواعيد الجلسات‪.‬‬

‫ب‪.‬د‪ -‬االتصال بأطراف الدعوى وتبليغهم بالحضور وبمواعيد انعقاد الجلسات والتأكد من صفة‬
‫كل منهم سواءا كانوا أطراف الدعاوى أو الشهود وذلك قبل إدخالهم إلى موقع المحكمة‪.1‬‬

‫‪1‬زعزوعة نجاة‪ ،‬المحكمة اإللكترونية بين المفهوم والتطبيق‪ ،‬مجلة البحوث القانونية واالقتصادية‪ ،‬المجلد ‪ ،4‬العدد ‪ ،1‬الجزائر‪ ،1212 ،‬ص ‪.222‬‬

‫‪294‬‬
‫التقاضي اإللكتروني‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫جـ‪ -‬إدارة المواقع والمبرمجين‪ :‬تقوم هذه الفئة بمتابعة اإلجراءات من أقسام مجاورة لتعالج كل عطل أو‬
‫خطأ حال حدوثه‪ ،‬كما تقوم بحماية النظام من الفيروسات والمخربين وكذلك بمساعدة الكتبة في عملهم‬
‫التقني‪.‬‬

‫د‪ -‬المحامون‪ :‬بالنسبة للمحامين فيتوجب عليهم الحصول على دورات مكثفة في علوم الحاسوب ونظم‬
‫االتصال وتصميم البرنامج والمواقع اإللكترونية‪ ،‬ويفترض بالضرورة عليهم تجهيز مكاتبهم بأحدث‬
‫األجهزة والمعدات الحاسوبية التي ستمكنهم من الحضور والترافع ودعوة الشهود وتحضيرهم ألداء الشهادة‬
‫داخل هذا النظام بحيث إن مصطلح محامي معلوماتي يطلق على كل من يحق له تسجيل دعواه والترافع‬
‫‪1‬‬
‫في هذا النوع من المحاكم‪.‬‬

‫‪ -1‬المتطلبات التقنية‪ :‬إن الحماية التقنية تمثل مجموعة من الضمانات التي يتم الرجوع إليها في حال‬
‫طالت آلية عمل المحكمة اإللكترونية أي اختراقات‪ ،‬وتتمثل هذه المتطلبات في‪:‬‬

‫أ‪ -‬تشفير المعلومات والبيانات المداولة عبر الشبكة‪ ،‬بحيث يتم تحويل الكلمات المكتوبة إلى أرقام أو‬
‫صور فنية ال يمكن لقارئها معرفة مضمونها أو المقصود منها إال عن طريق فك الشيفرة‪.‬‬

‫ب‪ -‬تأمين خصوصية المعلومات والبيانات المتداولة‪ ،‬بحيث ال تستخدم في غير الغرض المرخص له‬
‫من صاحبها‪.‬‬

‫جـ‪ -‬تأمين سرية المعلومات والبيانات المتداولة‪ ،‬عن طريق تحقيق الحماية لمحتواها ضد أي تعديل أو‬
‫شطب أو تغيير عند تبادلها‪ ،‬مع ضمان التحقق من شخصية مرسلها ومستقبلها‪ ،‬بمعنى عدم إمكانية‬
‫الحصول على أي معلومات وبيانات تخص الدعوى إال ألطرافها واألشخاص المصرح لهم فقط من‬
‫قضاة ومحامين وموظفين‪ ،‬بحيث يتم في بادئ األمر تزويدهم بكلمة مرور خاصة بهم واسم المستخدم‬

‫‪1‬حازم محمد شرعة‪ ،‬التقاضي اإللكتروني والمحاكم اإللكترونية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.11‬‬

‫‪295‬‬
‫التقاضي اإللكتروني‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫ليتمكنوا من االطالع على تفاصيل الدعوى‪ ،‬وهذا ما يشكل ضمانة لمنع األشخاص غير المرخصين‬
‫من الدخول إلى نظام المعلومات واختراقه واالطالع على ملف الدعوى‪.1‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬موقف التشريعات المقارنة من التقاضي اإللكتروني‪.‬‬

‫إن التقدم العلمي الحديث في مجال تكنولوجيا المعلومات قد مس التشريعات الدولية حيث سعت‬
‫إلى إدخال هذا النظام الجديد ونصدار قوانين تتماشى مع التطورات الحاصلة‪ ،‬حيث شملت هذه‬
‫التشريعات مجال الخدمات واإلجراءات القضائية‪ ،‬أو ما أطلق عليها تشريعات التقاضي اإللكتروني‪،‬‬
‫وقد كانت الواليات المتحدة األمريكية هي السباقة في هذا المجال أين قامت بحوسبة اإلجراءات القضائية‬
‫وأعمالها إلكترونيا‪ ،‬وكان ذلك في أواخر التسعينات من القرن الماضي‪ ،‬لتتبعها بعد ذلك أغلبية دول‬
‫العالم‪ ،‬لذا سنحاول التعرف على موقف عينة من الدول العالمية التي جسدت وبشكل كبير التقاضي‬
‫اإللكتروني في الفرع األول‪ ،‬ثم التطرق لموقف بعض الدول العربية في الفرع الثاني‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬التقاضي اإللكتروني العالمي‪.‬‬

‫كما أشرنا سابقا بعد أن بدأت الواليات المتحدة األمريكية بحوسبة اإلجراءات القضائية وصوال إال‬
‫نظام قضائي إ لكتروني كامل‪ ،‬تبعتها في ذلك أغلبية إن لم نقل كل الدول الغربية‪ ،‬وسنحاول التعرف‬
‫على عينات منها‪:‬‬

‫‪1‬نادية أبو طالب‪ ،‬المحاكم اإللكتروني‪ ،‬إجراءاتها ومدى قانونية تطبيقها في األردن‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.12‬‬

‫‪296‬‬
‫التقاضي اإللكتروني‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫أوال‪ .‬موقف القانون األمريكي‪:‬‬

‫قررت المادة ‪/14‬أ من قانون اإلجراءات المدنية الفيدرالي للواليات المتحدة األمريكية صراحة أنه‪:‬‬
‫يجوز تقديم أي معلومات مخزنة إلكترونيا مشتملة على الكتابة والرسومات البيانية والصور الفوتوغرافية‬
‫والتسجيالت الصوتية أو أي بيانات مخزنة على أي وسيلة إلكترونية بحيث يمكن أن يكون مصد ار‬
‫للمعلومات سواء بصورة مباشرة –عند الضرورة‪-‬أو بعد ترجمتها‪.‬‬

‫بذلك يكون قانون المرافعات ا لفيدرالي األمريكي قد كرس االستفادة من الوسائل اإللكترونية الحديثة‬
‫في اإلجراءات القضائية‪ ،‬حيث أجاز تقديم المستندات اإللكترونية أمام المحاكم‪ ،‬لكنه لم يتعرض لإلعالن‬
‫اإللكتروني من خالل البريد اإللكتروني وتسيير إجراءات التقاضي‪ ،‬بل ترك ذلك لكل والية تنظمها وفقا‬
‫لقانونها الخاص‪ ،1‬وقد سعت كل الواليات في أمريكا للعمل بالنظام اإللكتروني القضائي في محاكمها‪،‬‬
‫وفرضت ذلك من خالل قوانينها الخاص‪ ،‬وأهم واليتين نتطرق إليهما‪:‬‬

‫‪ -2‬والية كاريفونيا‪ :‬ساهمت والية كاريفونيا األمريكية في تطوير اإلجراءات القضائية على ثالثة مراحل‪:‬‬

‫المرحلة األولى بادر خاللها المكتب اإلداري للمحاكم فيها بمشروع محاكم الملفات اإللكترونية وتقنية‬
‫المعايير كبرنامج لتطوير آليات ومعايير التقاضي بواسطة استحداث الملفات اإللكترونية للمحاكم وكان‬
‫ذلك خالل عام ‪ ،1222‬كمرحلة أولية الستخدام المستندات اإللكترونية ونرسال واستقبال بعض إجراءات‬
‫التقاضي في بعض القضايا إلكترونيا‪.‬‬

‫في المرحلة الثانية تم إطالق المشروع التقني بين المحاكم كمخطط لتبادل المعلومات بين هذه‬
‫المحاكم بطريقة موثوقة وآمنة‪ ،‬وتم اعتماد لغة ‪.xhtml‬‬

‫‪1‬أحمد هندى‪ ،‬التقاضي اإللكتروني الستعمال الوسائل اإللكترونية في التقاضي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.45‬‬

‫‪297‬‬
‫التقاضي اإللكتروني‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫أما المرحلة الثالثة وكانت سنة ‪ 1221‬بتبني مجموعة من القواعد القانونية أعدتها اللجنة االستشارية‬
‫لتكنولوجيا الحاكم التابعة للمجالس القضائية لها‪ ،‬وقد أطلق على القانون اسم ‪،rules 2050-2060‬‬
‫والذي كان بمثابة نقلة نوعية لإلجراءات القضائية في والية كاريفونيا‪.1‬‬

‫لقد أجاز هذا القانون استخدام الوسائل اإللكترونية في التقاضي طالما اتفق األطراف على ذلك‪،‬‬
‫فملف القضية هو ملف رقمي إلكتروني‪ ،‬يتم إيداعه لدى المحكمة إلكترونيا‪ ،‬ويتم تخزينه إلكترونيا‪ ،‬كما‬
‫يتم تقديم كافة المستندات إلكترونيا‪ ،‬كما ألزم قانون كاريفونيا المحكمة بتوفير نظام إلكتروني محكم‪،‬‬
‫لإليداع واإلعالن‪ ،‬ولسداد الرسوم إلكترونيا ببطاقة ائتمان أو عن طريق التحويل عبر األنترنت‪.‬‬

‫‪ -1‬والية بنسلفانيا‪ :‬بموجب المادة ‪ 125/4‬من قانون اإلجراءات لوالية بنسلفانيا فإن للمحكمة السماح‬
‫باستخدام اإليداع اإللكتروني للمستندات اإللكترونية‪ ،‬كما يجب عليها في هذه الحالة تحديد اإلجراءات‬
‫والقواعد المتبعة في هذا الشأن كما يتم دفع مصاريف عملية إيداع المستندات عن طريق بطاقات االئتمان‬
‫اإللكترونية المعتمدة لدى المحكمة‪.‬‬

‫إن معرض الحديث عن التجربة اإللكترونية في تطوير اإلجراءات القضائية لوالية بنسلفانيا تستوقفنا‬
‫أمام محكمة المقاطعة الوسطى بمدينة سكرانتون‪ ،‬أين يشهد مبنى وليام أند جي نلسون الفدرالي محكمة‬
‫مجهزة بأحدث الوسائل التقنية لتتم فيها إجراءات التقاضي اإللكتروني فقد جهزت هذه المحكمة بنظام‬
‫مرئي متطور لمستقبالت الحاسوب أطلق عليها الكورت روم ‪ ،1‬كما زودت بوسائل تكنولوجية تمكن‬
‫االدعاء العام وشهود الدفاع من الحضور إلكترونيا‪ ،‬كما جهزت بمونتيرات في كل أرجاء قاعة المحكمة‬
‫وكذلك لدى كل عضو من أعضاء هيئة المحلفين‪ ،‬وفي وسط القاعة جهاز عرض التمثيل المرئي‬

‫‪1‬حازمة شرعة‪ ،‬التقاضي اإللكتروني والمحاكم اإللكترونية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.211-211‬‬

‫‪298‬‬
‫التقاضي اإللكتروني‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫والرقمي لألدلة‪ ،‬كما طورت نظاما للترجمة الفورية للشهود الذين ال يتقنون اإلنجليزية‪ ،‬وغيرها الكثير من‬
‫اإلجراءات المطورة التي تعكس صورة التقاضي اإللكتروني الفعلي فيها‪.1‬‬

‫ثانيا‪ .‬موقف القانون الفرنسي‪:‬‬

‫بدأت مرحلة تبادل المعلومات بين المحامين في باريس عام ‪ ،2924‬ثم بينهم وبين قلم الكتاب‪،‬‬
‫حيث تم اعتماد نظام تيليماتيك باستخدام جهاز الميني تل‪ ،‬وفي سنة ‪2925‬افتتحت نقابة محامي باريس‬
‫مركز الخدمة الخاص بها وأطلق عليه نظام ‪ Avocatel‬كما أنشأت بريدا إلكترونيا لالتصال مع‬
‫المحامين‪ ،‬إلى غاية سنة ‪ 2922‬أين تم توقيع اتفاق بين محكمتي االستئناف باريس وباريس االبتدائية‬
‫مع نقابة المحامين بمحكمة االستئناف باريس للتبادل المعلوماتي عن طريق تيلماتيك بين المحامين‬
‫والمحاكم الجزئية بباريس‪ ،2‬وهذا ما يؤكد بأن مظاهر التقاضي اإللكتروني بدأت في فرنسا منذ القرن‬
‫الماضي‪.‬‬

‫لكن المشرع الفرنسي تريث إلى حلول األلفية الثالثة من أجل أن يحدث القانون ولكي تظهر كلمة‬
‫إلكتروني في تشريعاته‪ ،‬وكانت البداية في التقنين المدني من خالل القانون رقم ‪ 112‬لسنة ‪،1222‬‬
‫الصادر في ‪ 1222-1-21‬حول تعديل قواعد اإلثبات‪ ،‬حيث تمت إعادة صياغة المادة ‪ 2121‬بفقراتها‬
‫األربعة بشكل يرسي القوة الثبوتية للكتابة اإللكترونية والتوقيع اإللكتروني‪ ،‬كما تكرس الفقرة ‪ 1‬من المادة‬
‫‪ 2122‬إمكانية حفظ المحررات الرسمية على دعامة إلكترونية‪.3‬‬

‫بعد قيام المشرع الفرنسي بهذه المحاوالت المتعددة لألخذ بوسائل االتصال الحديثة لتسهيل إجراءات‬
‫التقاضي أمام المحاكم ولتنظيم العمل أمامها‪ ،‬وبعد شيوع استخدام األنترنت في مختلف المجاالت أجاز‬

‫‪1‬حازم شرعة‪ ،‬التقاضي اإللكتروني والمحاكم اإللكترونية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.211-215‬‬
‫‪2‬مصطفى قنديل‪ ،‬النظام القانوني لتبادل أوراق المرافعات بالطريق اإللكتروني وفقا لقانون المرافعات الفرنسي‪ ،‬مجلة الحقوق للبحوث القانونية‬
‫واالقتصادية‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة اإلسكندرية‪ ،2013 ،‬ص ص ‪.2-2‬‬
‫‪3‬داديار حميد‪ ،‬اإلطار القانوني للتقاضي المدني عبر اإلنترنت‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.221‬‬

‫‪299‬‬
‫التقاضي اإللكتروني‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫المشرع استخدام تقنية االتصال اإللكتروني في إعالن الوثائق القضائية والمذكرات واالق اررات والتقارير‪،‬‬
‫حيث قام سنة ‪ 1225‬بتعديل نص المادة ‪ 2/242‬على أن تدخل حيز التنفيذ بدءا من ‪،1229/2/2‬‬
‫أين اشترط إلتمام األعمال القضائية في الشكل اإللكتروني عدة شروط تتمثل في‪:‬‬

‫أوال‪ :‬موافقة المرسل إليه الصريحة الستخدام هذه الوسيلة في االتصال‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬أن تتضمن المراسالت اإلشارة إلى تاريخ وساعة إرسالها وساعة تلقيها‪ ،‬وهو ما أكدت عليه الفقرة‬
‫الثالثة من المادة ‪.242‬‬

‫ثالثا‪ :‬كما يلزم أن يتضمن هذا اإلخطار كافة البيانات التي يفرضها القانون‪ ،‬كوضع توقيع المرسل‬
‫وغيرها من الشروط‪ ،1‬بحيث يجب أن تضمن كل اإلجراءات الفنية المستخدمة هوية األطراف وسالمة‬
‫المستندات المرسلة وسريتها وحمايتها من التغيير وحفظها عند نقلها وتضمن بطريقة أكيدة تاريخ اإلرسال‬
‫وتاريخ االستقبال‪.2‬‬

‫أما في سنة ‪ 1221‬أجاز المشرع الفرنسي اإليداع اإللكتروني لالستئناف والنقض‪ ،‬حيث قرر في‬
‫المادة ‪ 2/912‬أن تودع كافة األوراق القضائية أمام محكمة االستئناف عبر الطريق اإللكتروني ونال‬
‫قضى بعدم قبول االستئناف إذا استخدم إجراء آخر‪ ،‬ونذا تعذر لسبب أجنبي إيداع األوراق عبر الطريق‬
‫اإللكتروني يتم إثبات ذلك بموجب سند كتابي يسلم لقلم الكتاب‪ ،‬كما يتم تسليم اإلشعارات واإلنذارات‬
‫وتكليفات الحضور لمحامي الخصوم عن طريق البريد اإللكتروني ما لم يتعذر ذلك لسبب ال عالقة له‬
‫بالمرسل‪ ،‬ويحدد قرار وزير العدل معدالت التبادل إلكترونيا‪.3‬‬

‫‪1‬أحمد هندي‪ ،‬التقاضي اإللكتروني الستعمال الوسائل اإللكترونية في التقاضي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.42‬‬
‫‪2‬األنصاري حسن النيداني‪ ،‬القاضي والوسائل اإللكترونية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.121‬‬
‫‪3‬أحمد هندي‪ ،‬التقاضي اإللكتروني الستعمال الوسائل اإللكترونية في التقاضي‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص ص ‪.41-42‬‬

‫‪300‬‬
‫التقاضي اإللكتروني‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫ثالثا‪ .‬موقف المشرع األلماني‪:‬‬

‫إن األساس القانوني لعملية اإليداع اإللكتروني في المحاكم األلمانية قد تمت الموافقة عليها‪ ،‬حيث‬
‫قامت و ازرة العدل الفيدرالي والبرلمان األلماني بسن القوانين لضبط المتطلبات الشكلية للقانون الخاص‬
‫وغيرها من األنظمة التابعة لمعامالت التجارة الحديثة في تموز سنة ‪ ،1222‬والذي دخل حيز التنفيذ‬
‫في آب من العام نفسه‪ ،‬وبموجب ما ورد في المادة ‪ 212‬معدلة من هذا القانون فقد تمت مساواة‬
‫السجالت اإللكترونية بالسجالت الورقية‪ ،‬كما أقرت المساواة بين التسليم المطبوع للوثائق والبيانات‬
‫المقدمة في الدعوى الورقية والمقدمة بالشكل اإللكتروني‪ ،‬كما استعاض هذا القانون عن التوقيع اليدوي‬
‫بالتوقيع اإللكتروني‪ ،‬إذ نص على ضرورة إرفاق التوقيع اإللكتروني الموثق المتقدم بالوثيقة اإللكترونية‪.1‬‬

‫أطلقت المحكمة الفيدرالية مشروعا رياديا إليداع الملفات اإللكترونية في عام ‪ ،1222‬وكانت هذه‬
‫المحكمة ومحكمة دعاوى الخزينة في هامبورج األوائل في هذا المجال وذلك بالنسبة للدعاوى المدنية‬
‫عالوة على ذلك فإن طلبات حماية الملكية الفكرية والتي تشمل براءات االختراع والعالمات التجارية‬
‫أصبحت تودع إلكترونيا لمكتب حماية العالمات التجارية وبراءة االختراع األلماني منذ سنة ‪،21221‬‬
‫كما قامت محكمة العدل الفيديرالية بوضع مشروع تجريبي قسم إلى مرحلتين‪:‬‬

‫المرحلة األولى‪ :‬انتهت بنهاية عام ‪ 1221‬أين كان يتم فك جميع المستندات المودعة إلكترونيا تلقائيا‬
‫عبر الموقع اإللكتروني للمحكمة‪ ،‬وتتم طباعتها في ملفات على شكل أوراق‪ ،‬كما يتم توجيه الرسائل‬
‫ال واردة إلى القاضي المسؤول الذي ينظم المسودات ويرد عليها إلكترونيا‪ ،‬بالتالي كانت هناك ملفات‬
‫ورقية إلى جانب الملف اإللكتروني الذي تم إنشاءه وتبادله عبر الموقع اإللكتروني للمحكمة‪.3‬‬

‫‪1‬داديار حميد‪ ،‬اإلطار القانوني للتقاضي المدني عبر اإلنترنت‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.222-221‬‬
‫‪2‬حازم شرعة‪ ،‬التقاضي اإللكتروني والمحاكم اإللكترونية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.252‬‬
‫‪3‬داديار حميد‪ ،‬اإلطار القانوني للتقاضي المدني عبر اإلنترنت‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص ص ‪.229-222‬‬

‫‪301‬‬
‫التقاضي اإللكتروني‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫المرحلة الثانية‪ :‬في سنة ‪ 1221‬تم تحسين النظام في ألمانيا بحيث أصبح التوثيق للوثائق وتوريدها‬
‫وتخزين محاضر الدعوى واألرشفة في المحاكم حاسوبيا إلكترونيا‪.1‬‬

‫كما أذنت محكمة المالية في هامبورغ بالقيام باإليداع اإللكتروني منذ شهر مايو ‪ ،1221‬وتطوير‬
‫إجراءاتها القضائية واستحداث نظام للحفظ واألرشفة اإللكترونية للملفات والمستندات وفقا لبرامج خاصة‬
‫بها‪.2‬‬

‫تجدر اإلشارة أن عملية إرسال البيانات إلكترونيا تتمثل في أن األدلة والوثائق المطلوب إرسالها‬
‫يتوجب ربطها برسالة البريد اإللكتروني مع ترك محتوى الرسالة فارغا ونرسالها إلى العنوان اإللكتروني‬
‫للمحكمة بواسطة خط األس أم تي بي‪ ،‬ويتضمن اإلرسال اسم الملف المرسل ورقم الدعوى إن وجد ونال‬
‫إرسالها تحت مسمى تسجيل جديد كما يتوجب أن تتم المصادقة على البيانات بتوقيع إلكتروني معتمد‬
‫ومشروط وفقا للقانون األلماني‪ ،‬ونذا أراد المحامي إرسال أكثر من وثيقة يتوجب عليه أن يوقع على كل‬
‫وثيقة توقيعا إلكترونيا‪.3‬‬

‫بالتالي فإن الملحوظ على موقف المشرع األلماني من خالل نص المادة ‪ 212‬المعدلة وقواعد‬
‫محكمة العدل الفيدرالية والمحكمة المالية في هامبورغ‪ ،‬أنه لم يتضمن اإلشارة إلى اتفاق صريح مكتوب‬
‫للعمل بالنظام اإللكتروني في المحاكم األلمانية كما هو الحال بالنسبة للمشرع األمريكي والفرنسي المشار‬
‫إليهما سابقا‪ ،‬هذا من ناحية ومن ناحية أخرى بين صيغ البرامج المستخدمة في إجراءات التقاضي‬
‫اإللكتروني صراحة وأجاز تجديد صيغها بمرور الزمن عن طريق اإلعالن في صفحة الويب اإللكترونية‬
‫للمحكمة‪ ،‬باإلضافة توفيره إلجراءات تأمين سالمة ومصداقية المستندات اإللكترونية المتعلقة باإلجراءات‬

‫‪1‬حازم شرعة‪ ،‬التقاضي اإللكتروني والمحاكم اإللكترونية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.251‬‬
‫‪2‬داديار حميد‪ ،‬اإلطار القانوني للتقاضي المدني عبر اإلنترنت‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.229‬‬
‫‪3‬حازم شرعة‪ ،‬التقاضي اإللكتروني والمحاكم اإللكترونية‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.252‬‬

‫‪302‬‬
‫التقاضي اإللكتروني‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫القضائية عبر األنترنت من خالل االعتماد على تقنيات التوقيع اإللكتروني والمعترف به ضمن قانون‬
‫التوقيع اإللكتروني األلماني لعام ‪.12999‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬موقف التشريعات العربية‪.‬‬

‫مواكبة لما سارت عليه الدول الغربية وما وصلت إليه من تطور كبير وصل صداها إلى كل العالم‪،‬‬
‫خاصة بعد دخول تكنولوجيا االتصال والمعلومات للمجال القضائي‪ ،‬سعت الدول العربية أيضا لمجارات‬
‫التطور الحاصل‪ ،‬وسنحاول عرض تجارب بعض الدول للتقاضي اإللكتروني كنماذج‪ ،‬وهي‪:‬‬

‫أوال‪ .‬التجربة في اإلمارات العربية المتحدة (إمارة دبي)‪:‬‬

‫لقد جاء إنشاء بوابة محاكم دبي كنتيجة للسعي الدؤوب من قبل صاحب السمو حاكم دبي للبحث‬
‫عن األفضل ومواكبة التطور في كل الميادين خاصة المجال القضائي‪ ،‬فمنذ عام ‪ 1222‬حتى عام‬
‫‪ 1221‬كانت إمارة دبي في بحث عن األفضل وتقديم األنسب متمثال في مشروع ريادي تحقق واقعا من‬
‫خالل بوابة محاكم دبي اإللكترونية‪.2‬‬

‫تلخص ذلك بإنشاء موقع إلكتروني يستطيع من خالله المستخدمون الحصول باستمرار على‬
‫المعلومات المتوافرة عن الدعاوى المعروضة على المحاكم في دبي‪ ،‬كما يستطيع المستخدمون من‬
‫المحامين والمواطنين والمقيمين في اإلمارة تقديم الطلبات المختلفة المتعلقة بالدعاوى‪ ،‬ومنها تقديم الئحة‬
‫الدعوى للتسجيل ودفع الرسوم إلكترونيا عن طريق أنظمة الدفع اإللكترونية وتقديم الطلبات المستعجلة‬
‫في أي وقت ودون التزام بمواعيد الدوام الرسمية‪ ،‬كما بإمكان الموكلين متابعة الدعاوى الخاصة بهم‬
‫ومعرفة وقائع الجلسات بعد االنتهاء منها دون داع للجوء للمحامين للحصول على المعلومات منهم‪ ،‬كما‬

‫‪1‬داديار حميد‪ ،‬اإلطار القانوني للتقاضي المدني عبر اإلنترنت‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.222‬‬
‫‪2‬حازم شرعة‪ ،‬التقاضي اإللكتروني والمحاكم اإللكترونية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.255‬‬

‫‪303‬‬
‫التقاضي اإللكتروني‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫يستطيعون تسجيل لوائح (عرائض) الطعن باألحكام مباشرة ونرسالها عبر موقع بوابة المحاكم ومعرفة‬
‫نتيجة الطعن حال صدورها من الهيئات المختصة‪.1‬‬

‫مع بداية العام ‪ 1221‬بدأت اإلمارات حملة تحت شعار المحكمة الذكية حيث خصصت لها ماليير‬
‫الدوال ارت‪ ،‬والتي تقوم على محاور أربعة رئيسية تتمثل في‪ :‬نظام القاضي الذكي‪ ،‬نظام المحامي الذكي‪،‬‬
‫نظام التسجيل الذكي‪ ،‬ونظام كاتب العدل‪ ،‬باإلضافة إلى نظام الدفع الذكي وبموجب هذا التنظيم يمكن‬
‫رفع الدعوى عن بعد‪ ،‬كما يتمكن القاضي من متابعة الدعوى عبر األنترنت‪ ،‬بعد أن يتم إيداع صحيفتها‬
‫وملفها إلكترونيا‪ ،‬مع الحفظ اآللي للملف والمستندات‪ ،‬وكذلك يقوم المحامي بمتابعة الدعاوى التي يهتم‬
‫بها ويطلع عليها من خالل موقع المحكمة‪ ،‬مع إمكانية دفع الرسوم والمصاريف في أي وقت ومن أي‬
‫مكان‪.‬‬

‫كما تم وضع نظام إلكتروني خاص بالنيابة العامة في إمارة دبي‪ ،‬فلمقدم الشكوى المتصلة باإلجراءات‬
‫القضائية‪ ،‬أن يسجل شكواه من خالل هذا النظام ليتم إشعاره بطريقة إلكترونية بمحتوى الشكوى والرقم‬
‫المتسلسل الخاص بها‪ ،‬هذا النظام مرتبط إلكترونيا بنظام إدارة القضايا الجنائية اإللكترونية‪.2‬‬

‫ثانيا‪ .‬التجربة األردنية‪:‬‬

‫بدأ تنفيذ مشروع حوسبة المحاكم في األردن ابتداءا من عام ‪ ،1224‬وقد كانت محكمة بداية عمان‬
‫في مبنى قصر العدل الجديد هي االنطالقة األولى لحوسبة اإلجراءات ومحاضر الجلسات بتمويل من‬
‫الوكالة األمريكية لإلنماء الدولي ‪ USAID‬من خالل مشروع سيادة القانون عن طريق برنامج أطلق‬
‫عليه تسمية الميزان‪ ،‬وهو برنامج يعمل على أتمتة عملية التقاضي‪ ،‬وجرى العمل على تعميم التجربة‬
‫على باقي محاكم المملكة البالغ عددها آن ذاك ‪21‬محكمة‪ ،‬حيث جرت حوسبة العمل القضائي واإلداري‬

‫‪1‬داديار حميد‪ ،‬اإلطار القانوني للتقاضي المدني عبر اإلنترنت‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.222‬‬
‫أحمد هندى‪ ،‬التقاضي اإللكتروني الستعمال الوسائل اإللكترونية في التقاضي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.15-14‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪304‬‬
‫التقاضي اإللكتروني‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫في محاكم الشمال والجنوب والشرق وغرب عمان ومحكمة الجنايات الكبرى‪ ،‬ومن ثم االنتقال إلى‬
‫المحافظات القريبة كالزرقاء ومأدبا وبقية المحافظات‪ ،‬وأيضا شملت الحوسبة المحاكم وقصور العدل‬
‫الجديدة في كل من أربد والبلقاء والكرك‪.1‬‬

‫يشمل مشروع األتمتة تجهيز البنية التحتية في المحاكم من سيرفرات وشبكات وأجهزة كمبيوتر‬
‫وملحقاتها‪ ،‬كذلك تركيب وتشغيل نظام محوسب إلدارة الدعوى القضائية (الميزان)‪ ،‬الذي تم شراؤه‬
‫وتعديله خصيصا وفق متطلبات العمل في المحاكم األردنية‪ ،‬بحيث يتم تسجيل وتوثيق وتتبع مراحل‬
‫الدعوى القضائية إلكترونيا خالفا لنظام الملفات الورقية التقليدي‪ ،‬وما قد يعتريه من مشاكل إجرائية‬
‫وفنية‪...‬إلخ‪ ،‬إضافة إلى تدريب العاملين في المحاكم على استخدام هذا النظام‪.2‬‬

‫كما شمل المشروع حوسبة العمل في و ازرة العدل بمختلف جوانبه اإلدارية والمالية والفنية والموارد‬
‫البشرية‪ ،‬وقد تم لهذا الغرض استحداث مديرية متخصصة للمعلومات عوضا عن قسم الحاسوب‪ ،‬ونقرارها‬
‫وندراجها ضمن الهيكل التنظيمي للو ازرة‪.3‬‬

‫ثالثا‪ .‬التجربة في السعودية‪:‬‬

‫لقد قامت إدارة الحاسب اآللي بو ازرة العدل السعودية بتطوير أكثر من ثالثين نظاما تطبيقيا‪ ،‬كما‬
‫شرعت في تفعيل دور الخدمة اآللية عن بعد‪ ،‬حيث سعت في مجال إجراءات العمل إلى تطوير وتوثيق‬
‫األنظمة بنشرها على موقع الو ازرة واألقراص المدمجة‪.‬‬

‫خصصت الو ازرة أربعة أنظمة مهمة في مجال الحاسب اآللي‪ ،‬أهمها النظام الشامل للمحاكم وهو‬
‫ما يسمى بالمحكمة اإللكترونية‪ ،‬يتم بموجب هذا النظام التعامل مع جميع المعامالت الواردة للو ازرة آليا‬

‫‪1‬داديار حميد‪ ،‬اإلطار القانوني للتقاضي المدني عبر اإلنترنت‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.224-221‬‬
‫‪2‬محمد نصر الرواشدة‪ ،‬إدارة الدعوى المدنية في النظام القضائي‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار الثقافة للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪،1222 ،‬‬
‫ص ‪191‬‬
‫‪3‬حازم شرعة‪ ،‬التقاضي اإللكتروني والمحاكم اإللكترونية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.259‬‬

‫‪305‬‬
‫التقاضي اإللكتروني‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫وهو على قسمين‪ ،‬األول إداري ويعنى باإلحاالت واالتصاالت والنماذج وصحائف الدعوى والمواعيد‪،‬‬
‫تم تطبيقه في الرياض وجدة والمدينة المنورة وغيرها‪ ،‬أما القسم الثاني طبق على كافة المحاكم الرئاسية‬
‫‪1‬‬
‫الكبرى وكتابات العدل في مناطق المملكة‪.‬‬

‫رابعا‪ .‬تجربة العراق‪:‬‬

‫إن العمل في العراق نحو االستفادة من تكنولوجيا المعلومات وحوسبة المحاكم في إطار عملية‬
‫التقاضي اإللكتروني بدأ بالفعل من خالل اتفاق التعاون الموقع بين وكالة األمم المتحدة اإلنمائي‬
‫‪ UNDP‬ومجلس القضاء األعلى في العراق ومجلس قضاء إقليم كودستان‪ ،‬وذلك من خالل إنشاء ثالث‬
‫محاكم نموذجية ‪ three pilot courts‬مجهزة بأجهزة الحواسيب اآللية المرتبطة بشبكة األنترنت وهي‬
‫محكمة االستئناف الرصافة في بغداد ومحكمة تحقيق أربيل ومحكمة بداءة البصرة‪.‬‬

‫كما تم إعداد برنامج أطلق عليه ‪)Iraq Court Case Managemant System( ICCMS‬‬
‫أي نظام إدارة دعوى محاكم العراق‪ ،‬وبدأت دورات تدريبية لقضاة هذه المحاكم والموظفين والفنيين بغية‬
‫تطبيق هذه التجربة في المحاكم المذكورة وتعميمها في حالة نجاحها على بقية محاكم العراق‪.2‬‬

‫‪1‬خالد ممدوح إبراهيم‪ ،‬التقاضي االلكتروني الدعوى اإللكترونية ونجراءاتها أمام المحاكم‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.295-294‬‬
‫‪2‬داديار حميد‪ ،‬اإلطار القانوني للتقاضي المدني عبر اإلنترنت‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.222‬‬

‫‪306‬‬
‫التقاضي اإللكتروني‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬أدوات التقاضي اإللكتروني‪.‬‬

‫حتى تتم عملية التقاضي اإللكتروني بكل سهولة ومرونة مع تسهيل اإلجراءات القضائية تم االعتماد‬
‫على خدمتين مهمتين هما البريد اإللكتروني واألرشيف اإللكتروني‪ ،‬وسنحاول التعرف على كل منهما‬
‫على التوالي‪ ،‬حيث تم التطرق في الفرع األول للبريد اإللكتروني كأهم وسيلة من وسائل التقاضي‬
‫اإللكتروني‪ ،‬أما الفرع الثاني فتطرق لألرشيف اإللكتروني‪ ،‬في حين شمل الفرع الثالث الحجية القانونية‬
‫ألدوات التقاضي اإللكتروني‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬البريد اإللكتروني أهم وسيلة من وسائل التقاضي اإللكتروني‪.‬‬

‫يعتبر البريد اإللكتروني من أهم تطبيقات اإلنترنت وأكثرها استخداما من الناحية العملية‪ ،‬وال نبالغ‬
‫إن قلنا أنه يعتبر العمود الفقري لشبكة اإلنترنت‪ ،‬ويرجع السبب في ذلك إلى سرعته الفائقة وسهولة‬
‫استخدامه وتكلفته البسيطة مقارنة بوسائل االتصال الفوري األخرى كالفاكس والتلكس‪ ،1‬ولقد أصبح من‬
‫الممكن عبر البريد اإللكتروني أن يرسل أي شخص إلى آخر رسالة ألغراض تجارية أو تعليمية أو‬
‫حتى لمجرد التسلية‪ ،‬وهي رسائل مكتوبة أو ملفات صوتية أو رسومات وفي أحدث تجلياتها تبادالت‬
‫مرئية بين المرسل والمستقبل تخرج عن نطاق البريد اإللكتروني إلى نطاق ما يعرف باالتصال الفيديوي‪.2‬‬

‫لذلك يعتبر من أهم الوسائل الحديثة التي تستخدم في التقاضي اإللكتروني خاصة في اإلعالن‪،‬‬
‫فهو عبارة عن خط مفتوح على كل أنحاء العالم يستطيع الفرد من خالله إرسال واستقبال كل ما يريد‬
‫من رسائل بالكتابة أو الصوت أو الصورة ‪ ،3‬فهو إذا وثيقة معلوماتية تمكن الشخص من االطالع عليها‬
‫بمجرد اتصاله بشبكة اإلنترنت‪ ،‬كما أن صندوق البريد اإللكتروني يشبه صندوق البريد العادي‪ ،‬مع‬

‫‪1‬خالد ممدوح إبراهيم‪ ،‬التحكيم اإللكتروني في عقود التجارة الدولية‪ ،‬دار الفكر الجامعي‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،1222 ،‬ص ‪.122‬‬
‫‪2‬مناني فراح‪ ،‬أدلة اإلثبات الحديثة في القانون‪ ،‬دار الهدى‪ ،‬الجزائر‪ ،‬عين مليلة‪ ،‬ص ‪.59‬‬
‫‪3‬أحمد هندي‪ ،‬التقاضي اإللكتروني الستعمال الوسائل اإللكترونية في التقاضي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.11‬‬

‫‪307‬‬
‫التقاضي اإللكتروني‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫وجود فارق جوهري يتمثل في أنه في صندوق البريد اإللكتروني توجد الرسائل المرسلة إليك وتلك التي‬
‫سب ق لك إرسالها والرسائل الملغاة ونماذج عامة لصيغ الرسائل باإلضافة إلى قائمة بالعناوين البريدية‬
‫التي تضيفها أو تنشئها في صندوقك حتى ال تعود في كل وقت لطباعة العنوان من جيد‪.1‬‬

‫ويرجع الفضل في ظهور البريد اإللكتروني إلى العالم األمريكي‪ ،‬راي توملينستون ‪Ray‬‬
‫‪ ، Tomliston‬والذي يعتبر وبحق‪ ،‬مخترع البريد اإللكتروني حيث صمم على شبكة اإلنترنت برنامج‬
‫لكتابة الرسائل يسمى ‪ ،Send message‬وذلك بغرض تمكين العاملين بالشبكة من تبادل الرسائل‬
‫فيما بينهم‪ ،‬ثم ما لبث أن اخترع برنامجا آخر سمي ‪ CYPNET‬يسمح بنقل الملفات من جهاز الكمبيوتر‬
‫إلى جهاز آخر‪ ،‬بعدها قام بدمج البرنامجين في برنامج واحد‪ ،‬ونتج عن هذا الدمج ميالد البريد‬
‫اإللكتروني‪ ،‬لت صادفته مشكلة تتمثل في أن الرسالة ال تحمل أي دليل على مكان مرسلها ففكر بابتكار‬
‫رمز ال يستخدمه األشخاص في أسمائهم‪ ،‬يوضع بين اسم المرسل والموقع الذي ترسل منه الرسالة‪،‬‬
‫وكان اختياره للرمز @‪ ،‬وذلك في خريف عام ‪ ،2922‬بذلك أصبح أول عنوان بريد إلكتروني في التاريخ‬
‫‪2‬‬
‫هو ‪.Tomlison@bbn-tenexa‬‬

‫أوال‪ .‬تعريف البريد اإللكتروني‪:‬‬

‫وفقا لما عرفه القانون العربي النموذجي فإن البريد اإللكتروني باللغة األجنبية ‪E.Mail‬‬
‫(‪ ":)Electronic Mail‬هو نظام للتراسل باستخدام شبكات الحاسب وهذا البريد اإللكتروني يستخدم‬
‫كمستودع لحفظ المستندات واألوراق والمراسالت التي تمت معالجتها رقميا في صندوق خاص وشخصي‬
‫للمستخدم وال يمكن الدخول إليه إال عن طريق كلمة المرور ‪.3Password‬‬

‫‪1‬فراح مناني‪ ،‬أدلة اإلثبات الحديثة في القانون‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.59‬‬
‫‪2‬خالد ممدوح إبراهيم‪ ،‬التحكيم اإللكتروني‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.112-112‬‬
‫‪3‬فراح مناني‪ ،‬أدلة اإلثبات الحديثة في القانون‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.12‬‬

‫‪308‬‬
‫التقاضي اإللكتروني‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫كما عرفه القانون األمريكي بشأن خصوصية االتصاالت اإللكترونية الصادر في ‪ 2921‬والمقنن‬
‫في موسوعة القوانين الفدرالية األمريكية (‪ )18UScode,Sec,2510-2711-U.S.C.C‬بأنه‪":‬‬
‫وسيلة اتصال يتم بواسطتها نقل المراسالت الخاصة عبر شبكة خطوط تليفونية عامة أو خاصة‪ ،‬وغالبا‬
‫يتم كتابة ا لرسالة على جهاز الكمبيوتر ثم يتم إرسالها إلكترونيا إلى كمبيوتر مورد الخدمة الذي يتولى‬
‫تخزينها لديه ليتم إرسالها عبر نظام خطوط التلفون إلى كمبيوتر المرسل إليه"‪.1‬‬

‫أما التشريعات العربية فقد شملت فكرة المحرر اإللكتروني بين الورقة المكتوبة والمحرر الرقمي ولم‬
‫يضعوا تعريفا للبريد اإللكتروني‪ ،‬فيما ذهب المشرع المصري في القانون رقم ‪ 225‬لسنة ‪ 1222‬في‬
‫شأن مكافحة جرائم تقنية المعلومات إلى تعريف البريد اإللكتروني بأنه‪ :‬وسيلة لتبادل رسائل إلكترونية‬
‫على عنوان محدد‪ ،‬بين أكثر من شخص طبيعي أو اعتباري‪ ،‬عبر شبكة معلوماتية‪ ،‬أو غيرها من وسائل‬
‫‪2‬‬
‫الربط اإللكتروني من خالل أجهزة الحاسب اآللي وما في حكمها‪.‬‬

‫أما جانب من الفقه فعرفه بأنه‪ ":‬طريقة تسمح بتبادل الرسائل المكتوبة بين األجهزة المتصلة بشبكة‬
‫المعلومات"‪ ،3‬بينما عرفه البعض اآلخر بأنه‪ ":‬مكنة التبادل اإللكتروني غير المتزامن للرسائل بين أجهزة‬
‫الحاسب اآللي"‪.4‬‬

‫‪1‬فراح مناني‪ ،‬أدلة اإلثبات الحديثة في القانون‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.12-12‬‬
‫‪2‬خالد ممدوح إبراهيم‪ ،‬عقود التجارة اإللكترونية في القانون االتحادي لدولة اإلمارات العربية المتحدة رقم ‪ 2‬لسنة ‪ 1221‬بشأن المعامالت والتجارة‬
‫اإللكترونية‪ ،‬دار الفكر الجامعي‪ ،‬ص ‪.21‬‬
‫‪3‬‬
‫‪P.Breese et G. Kaufman, guide juridique de l’internet et du commerce électronique, vuibert, 2000, p 77.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪F. Colantonio, La protection du secret des couriers électroniques en Belgique Aspect technique, des‬‬
‫‪criminology, 2002, p9.‬‬

‫‪309‬‬
‫التقاضي اإللكتروني‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫ثانيا‪ .‬أشكال البريد اإللكتروني‪ :‬يوجد عدة أشكال من البريد اإللكتروني وهي‪:‬‬

‫‪ -2‬البريد اإللكتروني المباشر‪ :‬وهو شكل من أشكال البريد اإللكتروني يتطلب من الشخص المرسل‬
‫االتصال المباشر بجهاز مودم المستقبل‪ ،‬حيث يقوم مودم المرسل بتحويل الرسالة اإللكترونية من لغة‬
‫رقمية إلى نبضات تتجاوب مع خطوط التليفون ويتم تخزينها من طرف المضيف أو مقدم خدمة البريد‬
‫اإللكتروني‪ ،‬الذي يقوم بتوصيلها إلى مودم المستقبل أين يقوم هذا األخير بتحويل هذه النبضات إلى‬
‫صيغة رقمية ويقوم الكمبيوتر المستقبل بمعالجة هذه الرسالة وتحويلها إلى صيغة مقروءة‪.1‬‬

‫‪-1‬البريد اإللكتروني الخاص ‪ :Private E.Mail‬يوجد على هيئتين‪ ،‬األولى نظم البريد اإللكتروني‬
‫الداخلية المشتركة‪ ،‬التي تسمح فقط بالتعامل الداخلي للعاملين والموظفين داخل المؤسسة الواحدة‪،2‬‬
‫للربط بين الوحدات الداخلية في المحكمة خاصة بين أقالم الكتاب وأقالم الحفظ اإللكتروني وأمناء السر‬
‫واالتصال بين أمناء السر والقضاة فيما يتعلق بمتابعة سير القضية واالطالع فو ار على كل إجراء يتخذ‬
‫من الخصوم أو قلم الكتاب‪ ،‬كذلك تداول البيانات الخاصة بالقضية حال إجراءها‪.3‬‬

‫أما الهيئة الثانية فتسمى شبكة إكسترانت ‪ Extranet‬التي تعني إمكانية وجود اتصال شبكي خاص‬
‫بين فروع المؤسسة الواحدة واإلدارات المتنوعة‪ ،4‬بين المحاكم والجهات المعاونة لها‪ ،‬مصلحة الخبراء‪،‬‬
‫أقسام الشرطة‪.5‬‬

‫‪1‬فراح مناني‪ ،‬أدلة اإلثبات الحديثة في القانون‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.11‬‬
‫‪2‬خالد إبراهيم ممدوح‪ ،‬التحكيم اإللكتروني‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.112‬‬
‫‪3‬أحمد هندي‪ ،‬التقاضي اإللكتروني الستعمال الوسائل اإللكترونية في التقاضي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.15‬‬
‫‪4‬خالد ممدوح إبراهيم‪ ،‬التحكيم اإللكتروني‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.112‬‬
‫‪5‬أحمد هندي‪ ،‬التقاضي اإللكتروني الستعمال الوسائل اإللكترونية في التقاضي‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.15‬‬

‫‪310‬‬
‫التقاضي اإللكتروني‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫‪ -1‬مزود خدمات الخط المفتوح‪ :‬يقصد بهذا النوع الثالث‪ ،‬وجود نظام بمقتضاه يقوم مزود الخدمات‬
‫‪ Service provider‬بتقديم كلمة عبور للمشترك ‪ Password‬حيث يمكنه من الدخول إلى النظام‬
‫البريدي لدى مزود الخدمات الذي يقدم هذه الخدمة بمقابل مالي‪.1‬‬

‫‪-4‬مقدم خدمة الدخول إلى اإلنترنت‪ :‬يقصد بهذا النوع أن االتصال باإلنترنت يكون عبر شبكات محلية‬
‫‪ LAN‬تتصل بدورها بشبكات أكبر‪ ،‬حيث يكون لكل منها دور في حركة توزيع أو إرسال البريد اإللكتروني‬
‫وبما يجعل الرسالة قابلة للتوصيل طالما كان هناك مزود خدمة الدخول إلى شبكة اإلنترنت في مناطق‬
‫اإلرسال‪.2‬‬

‫‪-5‬البريد اإللكتروني العادي العام‪ :‬أو شبكة الويب‪ ،‬وهذا النوع يقوم على االتصال مباشرة بشبكة‬
‫اإلنترنت العالمية سواءا من خالل المواقع المجانية للبريد اإللكتروني أو المواقع التي ال يسمح الستخدامها‬
‫إال من خالل اشتراك مسبق للطالب في هذه الخدمة‪.‬‬

‫‪-1‬البريد اإللكتروني الموصي عليه‪ :‬هو عبارة عن خدمة تتم وفق إجراءات تكفل ضمان اإلرسال ضد‬
‫مخاطر الفقد أو السرقة أو التلف‪ ،‬وتوفر للمرسل ‪-‬لقاء مبلغ جزافي يدفعه‪-‬الدليل على إيداع اإلرسال‬
‫لدى هيئة البريد عند الضرورة وبناءا على طلبه‪ ،‬إثبات استالم المرسل إليه‪ ،‬وهذا البريد اإللكتروني‬
‫الموصي عليه اعترف به ونظمه القانون البلجيكي في ‪ 2999/1/9‬والقانون الفرنسي في ‪1224/1/12‬‬
‫ويتميز هذا النوع من البريد بأن المرسل إليه ال يستطيع أن ينفي العلم أو االدعاء بأنه استلم المظروف‬
‫ولكنه كان خاليا‪ ،‬لذلك فإن هذا النوع هو الذي يتم استخدامه في اإلعالن القضائي بمتابعة إدارة‬
‫المحضرين‪.3‬‬

‫‪1‬فراح مناني‪ ،‬أدلة اإلثبات الحديثة في القانون‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.11‬‬
‫‪2‬خالد ممدوح إبراهيم‪ ،‬التحكيم اإللكتروني‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.111‬‬
‫‪3‬أحمد هندي‪ ،‬التقاضي اإللكتروني الستعمال الوسائل اإللكترونية في التقاضي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.11-15‬‬

‫‪311‬‬
‫التقاضي اإللكتروني‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫ثالثا‪ .‬طريقة الحصول على البريد اإل لكتروني‪:‬‬

‫يتم الحصول على عنوان البريد اإللكتروني للمستخدم ‪ user‬بإحدى الوسيلتين‪ ،‬األولى المنح والثانية‬
‫االختيار‪ ،‬ويكمن الفرق بينهما في مدى الحرية التي يتمتع بها مستخدم اإلنترنت في تكوين عنوانه‬
‫البريدي الخاص به‪.‬‬

‫الوسيلة األولى‪ :‬المنح ‪ :Attribution‬فال يكون للمستخدم الحرية في اختيار مكونات عنوان بريده‬
‫اإللكتروني‪ ،‬إذ يتكون العنوان في الغالب من اسم المستخدم إلى جانب اسم مورد الخدمة‪ ،‬وهذه الطريقة‬
‫دائما ما تتوافر لدى الجهات الحكومية والمنظمات الدولية والجامعات واألكاديميات العلمية والشركات‬
‫التي تتولى تخصيص عنوان إلكتروني للعاملين بها‪.1‬‬

‫أما الوسيلة الثانية‪ :‬االختيار ‪ :Election‬فنجد أن مورد الخدمة يترك للمستخدم الحرية الكاملة في‬
‫تكوين العنوان وبالطريقة التي يرغبها‪ ،‬حيث ال يحد من حرية المستخدمة في تشكيل عنوانه اإللكتروني‬
‫إال بعض المقتضيات الفنية والتقنية المتعلقة بعمل الشبكة ومنها عدم السماح بتسجيل اسم مسبق تسجيله‬
‫بواسطة أحد المستخدمين‪ ،‬وقد يكون االشتراك بمقابل وقد يكون مجانا وذلك بغرض الدعاية لبعض‬
‫المواقع لجذب األشخاص إليها مثل موقع‪ ،Yahoo-Hotmail-Google :‬وتتماثل العناوين البريدية‬
‫في شكلها‪ ،‬إذ تتكون من مقطعين يفصل بينهما الرمز@ حيث تكون على الشكل التالي‬
‫‪2‬‬
‫‪.Judgekh66@yahoo.com‬‬

‫‪1‬خالد ممدوح إبراهيم‪ ،‬التحكيم اإللكتروني‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.114‬‬


‫‪2‬فراح مناني‪ ،‬أدلة اإلثبات الحديثة في القانون‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.11‬‬

‫‪312‬‬
‫التقاضي اإللكتروني‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫رابعا‪ .‬أنواع عناوين البريد اإل لكتروني‪:‬‬

‫العنوان اإللكتروني يتخذ إحدى صورتين إما أن يكون عنوان إلكتروني دولي أو عنوان إلكتروني‬
‫وطني‪ ،‬ويختلف كال النوعين عن اآلخر في شروط الحصول عليهما والجهة المختصة بتسجيلهما‪،‬‬
‫ونعرضها على النحو التالي‪:‬‬

‫‪ .1‬النوع األول‪ :‬عناوين البريد اإل لكتروني الدولية‪ :‬ويقصد بها‪ ":‬تلك العناوين التي تشير إلى أنشطة‬
‫دولية عامة ال تنتمي إلى دولة معينة وننما توجه أساسا إلى المستهلكين في كافة دول العالم"‪ ،‬والعناوين‬
‫اإللكترونية منها القديم ومنها الحديث‪ ،‬فالعناوين القديمة تتمثل في سبعة يشير كل منها إلى نشاط معين‬
‫يختلف عن اآلخر المشار إليه سابقا وهي‪ ،edu ، gov،com :‬وأيضا هي‪ mil :‬تشير إلى هيئات‬
‫الدفاع العسكرية‪ Net ،‬تشير إلى الهيئات والمؤسسات التي تعمل في مجال اإلنترنت‪ INT ،‬تشير إلى‬
‫المنظمات المختصة بعقد االتفاقيات الدولية‪.1‬‬

‫إلى جانب العناوين اإللكترونية القديمة توجد عناوين إلكترونية أخرى جديدة‪ ،‬حيث قامت شركة‬
‫‪ IAHC‬في ‪ 4‬فبراير ‪ 2992‬باقتراح مشروع ينص على إنشاء سبعة عناوين أخرى تختلف حسب‬
‫األنشطة‪ ،‬وتتمثل هذه العناوين في اآلتي‪:‬‬

‫أ‪ Firm-‬ويشير إلى الشركات التجارية ومجال األعمال‪.‬‬

‫ب‪ Web-‬يشير إلى األنشطة المتعلقة بشبكة األنترنت‪.‬‬

‫ج‪ Nom-‬يشير إلى األسماء واأللقاب‪.‬‬

‫د‪ arts-‬يشير إلى مجال الثقافة والفنون‪.‬‬

‫ه‪ info-‬يشير إلى مجال المعلوماتية‪.‬‬

‫‪1‬فراح مناني‪ ،‬أدلة اإلثبات الحديثة في القانون‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.19‬‬

‫‪313‬‬
‫التقاضي اإللكتروني‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫و‪ store-‬يشير إلى طلب البضاعة والسلع‪.‬‬

‫ي‪ rec-‬ويشير إلى أنشطة التسلية والترفيه‪.1‬‬

‫‪ .6‬النوع الثاني‪ :‬عناوين البريد اإل لكتروني الوطنية‪ :‬يقصد بالعناوين اإللكترونية الوطنية ‪country‬‬
‫‪ code top level domain‬تلك العناوين التي تنتهي بحرفين يشيران إلى اسم الدولة التي تنتمي إليها‬
‫هذه العناوين‪ ،‬فبالنسبة للعناوين المصرية نجد أنها تنتهي بأول حرفين من كلمة ‪ Egypt‬وهي ‪،eg‬‬
‫واألمريكية تنتهي ب ‪ ،us‬والفرنسية تنتهي ب ‪ ،fr‬واإلنجليزية ب ‪ uk‬والجزائرية ب ‪.dz‬‬

‫غالبا ما تقوم المؤسسات التجارية بتسجيل عناوينها اإللكترونية أوال في مجالها الوطني‪ ،‬فإذا حقق‬
‫هذا التسجيل فائدة لها‪ ،‬تبحث بعد ذلك عن تسجيل آخر دولي أو عام بخاصة في المجال دوت‬
‫كوم ‪.com2‬‬

‫أما الجهة التي تمنح العناوين الدولية أو العامة هي منظمة أمريكية تدعى ايكان ‪ ،ICAAN‬التي‬
‫تكونت سنة ‪ ،2992‬ومهمتها األساسية تقوم على التحكم في األسماء واألرقام وبما يعني ذلك السيطرة‬
‫على آلية المعامالت واالتصاالت عبر اإلنترنت‪ ،‬واألساس التشريعي لها يقوم على مجموعة من‬
‫االتفاقيات الدولية ومنها‪ ،‬الورقة الخضراء ‪ The Green Paper‬ويطلق عليها أيضا اتفاقية تحسين‬
‫إدارة تقنية أسماء وعناوين اإلنترنت‪ ،‬والورقة البيضاء ‪ The White Paper‬والتي تسمى اتفاقية إدارة‬
‫أسماء وعناوين اإلنترنت‪ ،‬ومذكرة التفاهم بين وزارة التجارة األمريكية وااليكان‪ ،‬ولوائح االيكان الصادرة‬
‫بتاريخ ‪ 19‬أكتوبر ‪.ICAAN Bylaws3 2999‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Van Ostveen D, Le choix d’un nom les domains, Droit de marque et noms commerciaux, RDAI, 1998, p 283.‬‬
‫‪2‬خالد ممدوح إبراهيم‪ ،‬التحكيم اإللكتروني‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.112‬‬
‫‪3‬فراح مناني‪ ،‬أدلة اإلثبات الحديثة في القانون‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.22‬‬

‫‪314‬‬
‫التقاضي اإللكتروني‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫خامسا‪ .‬الطبيعة القانونية للبريد اإللكتروني‪:‬‬

‫أثارت مسألة التكييف القانوني لعنوان البريد اإللكتروني خالفا كبي ار في الفقه الذي بذل مجهودا‬
‫لمحاولة التوصل إلى تكييف قانوني صحيحا يخضع له العنوان اإللكتروني‪ ،‬وبالتالي إدراجه تحت تنظيم‬
‫قانوني محدد‪ ،‬فقد ذهب البعض إلى أنه عبارة عن موطن افتراضي لألشخاص الطبيعيين بالنظر إلى‬
‫القسم الثاني من تركيب العنوان والذي يحدد موقع مورد الخدمة على الشبكة‪ ،‬يتشابه مع الموطن أو‬
‫محل اإلقامة الحقيقي لهم‪ ،‬بينما يرى البعض اآلخر أنه عبارة عن اسم‪ ،‬االسم المدني أو االسم التجاري‬
‫للشخص عبر شبكة اإلنترنت ألن القسم األيسر من العنوان يتكون من اسم المستخدم ولقبه‪ ،‬كذلك‬
‫يتشابه العنوان مع االسم من ناحية وظيفة كل منهما‪ ،‬ويذهب فريق ثالث إلى أن البريد اإللكتروني عبارة‬
‫عن بيانات فنية ذات طبيعة شخصية‪.1‬‬

‫على خالف اآلراء السابقة يرى جانب آخر أن العنوان اإللكتروني ال يماثل أو يشابه أي فكرة قانونية‬
‫قائمة‪ ،‬وننما هو فكرة مستقلة بذاتها ويستندون في ذلك إلى أن آراء الفقه وأحكام القضاء قد اختلفت في‬
‫تحديد طبيعتها‪.2‬‬

‫أما اتجاه آخر فذهب إلى اعتبار العنوان اإللكتروني من عناصر الملكية الصناعية‪ ،‬فهو مثل‬
‫العالمة التجارية واالسم والعنوان التجاري والالفتة اإلعالنية‪ ،‬ومن ثم يستفيد من التنظيم القانوني لهذه‬
‫العناصر القائمة ‪ k‬ويعد العنوان بهذا الوصف أحد العناصر المعنوية للمحل التجاري‪ ،‬إذ يشكل الدعامة‬
‫الرئيسية التي تقوم عليها السمعة التجارية واالتصال بالعمالء‪.3‬‬

‫أيا كانت االتجاهات الفقهية المختلفة في تفسير طبيعة عنوان البريد اإللكتروني فإن ذلك ال يعني‬
‫أن عنوان البريد اإللكتروني بال حماية‪ ،‬بل يمكن حمايته عن طريق دعوى حماية عنوان البريد اإللكتروني‬

‫‪1‬أحمد هندي‪ ،‬التقاضي اإللكتروني الستعمال الوسائل اإللكترونية في التقاضي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.15-14‬‬
‫‪2‬فراح مناني‪ ،‬أدلة اإلثبات الحديثة في القانون‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.24‬‬
‫‪3‬خالد ممدوح إبراهيم‪ ،‬التحكيم اإللكتروني‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.141-141‬‬

‫‪315‬‬
‫التقاضي اإللكتروني‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫عن طريق دعوى بحماية العالمة التجارية أو دعوى تقليد العالمة ‪ ،contrefacon‬وأيضا عن طريق‬
‫العالمة المميزة التي تدخل في اختصاص السلطة العامة مثل ذلك حالة استخدام العنوان اإللكتروني‬
‫ألحد النقابات بدون وجه حق أو بدون صفة‪.1‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬األرشيف اإل لكتروني‪.‬‬

‫حتى تنتج البيانات اإللكترونية أثرها في اإلثبات أمام القضاء‪ ،‬يجب أن تحفظ في أرشيفات تسمح‬
‫بالرجوع إليها عند الحاجة‪ ،‬بحيث يتم تخزينها على دعامات إلكترونية موثوق بها‪ ،‬بطريقة ثابتة ال يمكن‬
‫تغييرها إال من جانب المحتفظ بها‪ ،‬وكذا تحديد مدة حفظ هذه البيانات إلكترونيا‪ ،‬هذا ما نص عليه‬
‫القانون المدني الفرنسي‪ ،‬الذي اشترط أن يتم حفظ الوثيقة والتوقيع اإللكترونيين بطريقة تضمن سالمتهما‬
‫من أجل أن يتمتع كل منها بالحجية في اإلثبات‪.‬‬

‫أوال‪ .‬تعريف السجل اإل لكتروني‪:‬‬

‫عرف القانون األمريكي الموحد للتجارة اإللكترونية في المادة ‪ 2/1‬السجل اإللكتروني بأنه‪ ":‬السجل‬
‫الذي يتم إنشائه أو تكوينه أو إرساله أو استالمه أو تخزينه بوسائل إلكترونية"‪ ،‬أما قانون المعامالت‬
‫اإللكترونية الموحد لوالية كونيكنيكت لسنة ‪ ،1221‬فقد توسع في مفهوم السجل اإللكتروني فلم يقصره‬
‫على ما يتم حفظه أو إنشاؤه بواسطة الكمبيوتر وننما مدد مدلوله ليشمل كافة الوسائل اإللكترونية األخرى‬
‫مثل الفاكس والتلكس والبريد اإللكتروني والرسائل التي تتم عبر اإلنترنت‪.2‬‬

‫أما في كندا عرف القانون الموحد لإلثبات اإللكتروني السجل اإللكتروني بأنه‪ ":‬البيانات التي يتم‬
‫تسجيلها أو تخزينها على وسائط أو بواسطة نظام كمبيوتري أو أية وسيلة مشابهة يمكن أن أ‬
‫تقر أو تفهم‬

‫‪1‬فراح مناني‪ ،‬أدلة اإلثبات الحديثة في القانون‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.25‬‬
‫‪2‬خالد إبراهيم ممدوح‪ ،‬أمن المعلومات االلكترونية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.29‬‬

‫‪316‬‬
‫التقاضي اإللكتروني‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫بواسطة شخص أو نظام كمبيوتري أو أية وسيلة مشابهة‪ ،‬وتشمل البيانات المقروءة أو المخرجات‬
‫الكمبيوترية المطبوعة أو أي مخرجات أخرى من هذه البيانات"‪.‬‬

‫كما عرفه قانون المعامالت اإللكترونية إلمارة دبي في المادة ‪ 1‬المخصصة للتعريفات بأنه‪ ":‬سجل‬
‫أو مستند يتم إنشاؤه أو تخزينه أو استخراجه أو نسخه أو إرساله أو إبالغه أو استالمه بوسيلة إلكترونية‬
‫على وسيط ملموس أو على وسيط إلكتروني آخر‪ ،‬ويكون قابال لالسترجاع بشكل يمكن فهمه"‪.1‬‬

‫بالتالي يعرف حفظ السند والتوقيع اإللكترونيين عبر الزمن (األرشفة) بأنه الحفاظ على البيانات‬
‫اإللكترونية في دعامة إلكترونية بطريقة ثابتة ال يمكن تغييرها إال من جانب المحتفظ بها‪ ،‬وهذا ما نص‬
‫عليه القانون المدني الفرنسي الذي اشترط أن يتم حفظ التوقيع اإللكتروني‪ ،‬والوثيقة اإللكترونية بطريقة‬
‫تضمن سالمتها من أجل أن يتمتع كل منها بالحجية في اإلثبات‪.2‬‬

‫والسجل اإللكتروني للمعامالت القضائية واإلدارية‪ ،‬باعتباره وسيلة لحفظ المعلومات المتبادلة بين‬
‫أطراف التعامل وتوثيق البيانات المدونة فيه‪ ،‬يعتبر جزءا أساسيا من نظام التبادل اإللكتروني للبيانات‪،‬‬
‫وكلما كانت سجالت التعامل كافية وكاملة ويمكن االعتماد عليها ويتم تزويدها بعناصر األمان والحماية‬
‫فإن ذلك يساعد على اكتمال نظام تبادل البيانات اإللكترونية‪.3‬‬

‫ينقسم األرشيف اإللكتروني على حسب استخدامه إلى‪:‬‬

‫‪-2‬أرشيف شبه إلكتروني‪ :‬وهو األرشيف الذي تؤدى أعماله يدويا مع االستعانة ببعض اآلالت واألجهزة‬
‫اإللكترونية‪.‬‬

‫‪1‬خالد ممدوح إبراهيم‪ ،‬التقاضي اإللكتروني‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.115-114‬‬


‫‪2‬أحمد عزمي الحروب‪ ،‬السندات الرسمية اإللكترونية‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬دار الثقافة‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،2010 ،‬ص ‪.95‬‬
‫‪3‬خالد ممدوح إب ارهيم‪ ،‬التقاضي اإللكتروني‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص‪.112‬‬

‫‪317‬‬
‫التقاضي اإللكتروني‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫‪-1‬األرشيف المنتج إلكترونيا من األصل‪ :‬أي التسجيالت اإللكترونية والتطبيقات المنشأة بالحاسوب‬
‫بمختلف أشكالها وهذه الوثائق اإللكترونية هي األخرى حدد لها طرق معالجة إلكترونية من حفظ‪ ،‬وبحث‪،‬‬
‫واسترجاع‪ ،‬كغيرها من الوثائق‪.‬‬

‫‪-1‬األرشيف الورقي المرقم‪ :‬وهي الوثائق الورقية التي تم تصويرها عبر الماسح الضوئي ‪scanner‬‬
‫وهذا يتعلق بالوثائق القديمة التي وجب حفظها للمدى الطويل‪ ،‬لربح للحيز المكاني‪ ،‬والمميزات التي‬
‫يقدمها‪.1‬‬

‫بالتالي فإن تعبير األرشيف اإللكتروني‪ ،‬واألرشفة اإللكترونية‪ ،‬تعني إمكانية جمع الوثائق‪ ،‬وفهرستها‬
‫وتصنيفها‪ ،‬أو ترميزها‪ ،‬ومن ثم حفظها بالطرق اإللكترونية المناسبة‪ ،‬بغرض توفيرها وتأمينها إلكترونيا‪،‬‬
‫وعموما فإن األرشفة اإللكترونية تتميز وتتفوق على األرشيف واألرشفة التقليدية الورقية بما يأتي‪:‬‬

‫‪-2‬السرعة والسهولة في استرجاع المعلومات المطلوبة ومتابعتها‪.‬‬

‫‪-1‬تسهيالت أخرى من حيث المكان والوقت‪ ،‬والمرونة الخاصة باالسترجاع‪.‬‬

‫‪-1‬أما من ناحية المؤسسة الحكومية المعنية باألرشيف‪ ،‬فإنه تتوافر إمكانات لتنفيذ وتطبيق األرشفة‬
‫اإللكترونية على مستوى الشبكة الداخلية في اإلدارة‪ ،‬ونمكانية توسيعها في المستقبل‪ ،‬من دون أي مشاكل‬
‫أو عوائق‪ ،‬بحيث يمكن‪ ،‬ولكل مستفيد ومستخدم‪ ،‬استعراض الوثائق‪ ،‬حسب الصالحيات الممنوحة له‬
‫من قبل اإلدارة المعنية بالنظام‪.2‬‬

‫‪1‬أحمد أبو بكر الهوش‪ ،‬األرشفة اإللكترونية األسس النظرية والتطبيقات العلمية‪ ،‬دار حميثر للنشر والترجمة‪ ،1222 ،‬ص ‪.44‬‬
‫‪2‬عامر إبراهيم القندليجي‪ ،‬الحكومة اإللكترونية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.142-142‬‬

‫‪318‬‬
‫التقاضي اإللكتروني‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫ثانيا‪ .‬وظائف األرشيف اإللكتروني‪:‬‬

‫نستطيع أن نحدد الوظائف التي أدخلتها التكنولوجيا المعاصرة لألرشيف واألرشفة اإللكترونية‪ ،‬بما‬
‫يأتي‪:‬‬

‫‪-2‬التحول من الحفظ التقليدي للورق إلى الحفظ الرقمي المحوسب‪ ،‬وهذه تمثل نقلة نوعية في مستوى‬
‫الخدمات المطلوب تأمينها وتقديمها للمستفيدين في مختلف المؤسسات الحكومية‪.‬‬

‫‪-1‬االنتقال من المجال المحلي المحدود إلى المجال العالمي الواسع‪ ،‬من خالل االنفتاح على شبكة‬
‫اإلنترنت العالمية‪.‬‬

‫‪-1‬العمل على حماية الملفات والوثائق من الضياع‪ ،‬والتلف‪ ،‬بسبب التقادم‪ ،‬أو أية أسباب أخرى‪ ،‬وهذا‬
‫كثي ار ما يحدث في األرشيف الورقي التقليدي‪.‬‬

‫‪-4‬تأمين إمكانية البحث عن أي ملف‪ ،‬أو وثيقة وبأكثر من طريقة‪ ،‬مثال ذلك‪ :‬عن طريق أسماء‬
‫األشخاص‪ ،‬أو عن طريق الموضوع‪ ،‬أو بأية طريقة بديلة أخرى غيرها‪.‬‬

‫‪-5‬االسترجاع السريع‪ ،‬والمباشر ألي وثيقة أو ملف‪ ،‬أو مستند‪ ،‬وبطريقة سهلة ومرنة‪ ،‬تعجز الطرق‬
‫التقليدية عن مجاراتها وتحقيقها‪.‬‬

‫‪-1‬إمكانية إعادة تحويل محتوى الوثائق أو الملفات‪ ،‬أو المستندات إلى شكلها الورقي‪ ،‬إذا تطلب األمر‬
‫ذلك‪ ،‬أو حتى تحويلها إلى ملف إلكتروني مستقل‪ ،‬يتم الرجوع إليه عند الحاجة‪.‬‬

‫‪-2‬توفير الحيز المكاني الذي يشغله األرشيف الورقي التقليدي‪ ،‬بملفاته الكثيرة والمتزايدة‪.‬‬

‫‪-2‬إمكانية ربط أجزاء المؤسسة الحكومية بعضها ببعض‪ ،‬مهما تباعدت مؤسساتها ودوائرها‪.‬‬

‫‪319‬‬
‫التقاضي اإللكتروني‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫‪-9‬وأخي ار وليس آخ ار‪ ،‬الرفع واالرتقاء من أداء المؤسسات الحكومية المعنية بأرشيفها اإللكتروني‪.1‬‬

‫ثالثا‪ .‬مميزات األرشيف اإللكتروني‪ :‬يتميز األرشيف اإللكتروني بجملة من الخصائص والمميزات أهمها‪:‬‬

‫‪-2‬تقويم إجراءات العمل ونوعيته وجودته‪ ،‬وتكلفته‪.2‬‬

‫‪-1‬من أهم ايجابيات السجالت اإللكترونية أنها تحتاج إلى حيز مكاني أقل مقارنة بالسجالت الورقية‪.‬‬

‫‪-1‬سيطرة ‪ control‬مناسبة على الكم الهائل والمتدفق من المعلومات‪ ،‬من خالل النظم اإللكترونية‬
‫المحوسبة‪ ،‬فضال عن التحكم والسيطرة على تخزين مثل تلك المعلومات‪ ،‬ومعالجتها‪ ،‬وبشكل يسهل‬
‫استرجاعها واالستفادة منها‪ ،‬من قبل العاملين أو اإلداريين أو أصحاب القرار في الوقت السريع والمناسب‪.‬‬

‫‪-4‬السرعة في تحريك المعلومات ‪ Mobility‬وتناقلها من موقع إلى آخر‪ ،‬وبغض النظر عن البعد‬
‫والمكان الجغرافي المنقولة منها ونليها المعلومات بكل سهولة ودون عناء‪.‬‬

‫‪-5‬إمكانية تحويل ‪ convertibility‬المعلومات‪ ،‬من وسيط إلكتروني إلى وسيط إلكتروني آخر‪ ،‬أو من‬
‫شكل محوسب إلى آخر محوسب‪ ،‬ونعني بذلك القدرة على نقل المعلومات عن طريق النشر اإللكتروني‬
‫من وسيط إلكتروني أو ليزري محدد إلى وسيط مناسب آخر‪.3‬‬

‫‪-1‬إن السجل اإللكتروني يمكن اعتباره كدليل في اإلثبات يقدم إلى المحاكم وذلك في حالة وجود شك‬
‫أو خالف بين األطراف المتعاقدة‪ ،‬مع كفالة حق القاضي في تقدير وتقييم حجية تلك السجالت‬
‫اإللكترونية في اإلثبات‪ ،‬كما يمكن للمحكمة االستعانة بأهل الخبرة الستجالء األمر‪.‬‬

‫‪1‬إبراهيم القندليجي‪ ،‬الحكومة اإللكترونية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.152-152‬‬


‫‪2‬أحمد أبو بكر الهوش‪ ،‬األرشفة اإللكترونية األسس النظرية والتطبيقات العلمية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.45‬‬
‫‪3‬إبراهيم القندليجي‪ ،‬الحكومة اإللكترونية‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.151‬‬

‫‪320‬‬
‫التقاضي اإللكتروني‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫‪-2‬يصعب تغييرها أو تحريفها أو تزويرها مقارنة بالسجالت الورقية‪ ،‬إذ أنه باستخدام التشفير المناسب‬
‫للبيانات يصعب على أي شخص غير المرخص له أن يصل أو يغير أو يزور مستندات محفوظة‬
‫إلكترونيا‪.1‬‬

‫‪-2‬التنسيق بين العمليات اإلدارية المعقدة‪ ،‬وقابليتها للتحكم والرقابة والتوجيه سواء في ظروف الحرب‬
‫أو السلم‪.‬‬

‫‪-9‬تشغيل البيانات اإلحصائية الموجودة وسرعة دراستها وكذلك تحليلها‪.‬‬

‫‪-22‬إمكانية التدريب اإلداري‪ ،‬واتخاذ الق اررات باستخدام النماذج الموجودة‪ ،‬والبيانات الخاصة بها‪.‬‬

‫‪-22‬االعتماد على الحاسب اآللي في دراسة السياسات واالستراتيجيات المختلفة من خالل قواعد البيانات‬
‫المخزنة بها‪ ،‬أو على شبكة المعلومات الدولية‪.‬‬

‫‪-21‬استبعاد المعلومات الزائدة ‪-‬غير المطلوبة‪-‬في العمليات اإلدارية‪.2‬‬

‫‪-21‬ال توجد مركزية أو تحكم في تبادل المعلومات ‪ Dexentralization and no control‬إذ يستعمل‬
‫األقمار االصطناعية للقضاء على المركزية في نشر المعلومات والبيانات‪.‬‬

‫‪-24‬التحول نحو الواقع االفتراضي الذي يزيل حواجز المكان والمسافة وقيود الزمان بين مستخدميه‪.‬‬

‫‪-25‬على المستوى العلمي والبحثي والجامعي فالمصادر اإللكترونية والنشر اإللكتروني يتيحان الفرصة‬
‫أمام الباحثين والجامعيين إلى توجيه الجزء األكبر من جهودهم لعمليات التحليل والتفسير واالستنتاج‬
‫والتنبؤ والكشف عن الظاهرات والمتغيرات الجديدة مع إمكانية الدخول إلى الكثير من مصادر معلومات‬

‫‪1‬خالد ممدوح ابراهيم‪ ،‬أمن المعلومات اإللكترونية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.91‬‬
‫‪2‬عبد الفتاح بيومي حجازي‪ ،‬الحكومة اإللكترونية بين الواقع والطموح‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.124‬‬

‫‪321‬‬
‫التقاضي اإللكتروني‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫األرشيف اإللكتروني للمؤسسات الحكومية‪ ،‬وهو ما يمثل العمود الفقري للعملية البحثية‪ ،‬ما سوف يؤدي‬
‫إلى تطوير المعرفة وتحديثها في المجاالت البحثية المختلفة‪ ،‬وازدهار االبتكار والبحث العلمي‪.1‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬الحجية القانونية ألدوات التقاضي اإللكتروني‪.‬‬

‫يعتبر البريد االلكتروني من أهم وسائل التقاضي اإللكتروني نظ ار لالعتماد عليه في المراسالت‬
‫القضائية ونقل وتبادل السندات والملفات ومن ثم حفظها داخل السجل اإللكتروني‪ ،‬إال أن اإلشكال يثور‬
‫حول مدى حجية كل منهما كدليل لإلثبات القضائي‪.‬‬

‫أوال‪ .‬الحجية القانونية للبريد اإل لكتروني‪:‬‬

‫نظ ار النتشار شبكة األنترنت وتزايد استخدام البريد اإللكتروني في المعامالت التجارية والتصرفات‬
‫نزء هذا التطور الهائل والسريع كان من الضروري الوقوف على كيفية إثبات التصرفات‬
‫القانونية‪ ،‬و ا‬
‫القانونية التي تتم بالبريد اإللكتروني‪ ،‬ومعرفة مدى حجية مخرجات هذه الرسائل في اإلثبات ال سيما في‬
‫ظل القواعد القانونية الحالية لإلثبات‪ ،‬أو بعبارة أخرى مدى إمكانية تطوير النصوص الحالية إلضفاء‬
‫الحجية على الرسائل اإللكترونية السيما الغير ممهورة منها بتوقيع إلكتروني‪ ،2‬لذا وجب التطرق إلى‬
‫حجية البريد اإللكتروني الممهور بتوقيع إلكتروني والغير مذيل به وكذا البريد اإللكتروني الموصى عليه‬
‫بعلم الوصول‪.‬‬

‫‪-2‬حجية البريد اإللكتروني الغير موقع‪ :‬يقصد بالبريد غير الموقع البريد التقليدي الذي يستخدم في‬
‫الحياة اليومية وتختلف حجيته بحسب المجال الذي يستخدم فيه‪ ،‬وعما إذا كان يستخدم في المعامالت‬
‫التجارية أو المدنية على النحو التالي‪:‬‬

‫‪1‬إبراهيم قندليجي‪ ،‬الحكومة اإللكترونية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.154-151‬‬


‫‪2‬فراح مناني‪ ،‬أدلة اإلثبات الحديثة في القانون‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.21‬‬

‫‪322‬‬
‫التقاضي اإللكتروني‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫أ‪ -‬حجية البريد اإللكتروني في المواد التجارية المختلطة‪ :‬فيما يتعلق بالمعامالت والمواد التجارية‪ ،‬يأخذ‬
‫المشرع المصري والفرنسية بمبدأ حرية اإلثبات ‪ liberté de preuve‬في شأن المواد التجارية أيا كانت‬
‫قيمتها وفي شأن التصرفات المدنية التي ال تزيد قيمتها على مبلغ معين‪.1‬‬

‫أما في المواد المختلطة‪ ،‬وهي التصرفات التي يكون فيها أحد طرفيها تاجر يتعاقد ألغراض تجارية‬
‫والطرف اآلخر غير تاجر يتعاقد ألغراضه الشخصية‪ ،‬أو العائلية‪ ،‬فال يستفاد من حرية اإلثبات إال‬
‫غير التاجر في حين يتقيد التاجر بطرق اإلثبات المدنية‪.2‬‬

‫ب‪ -‬حجية البريد اإللكتروني في المواد المدنية‪ :‬ينص قانون اإلثبات على حاالت يخرج فيها عن قاعدة‬
‫وجوب اشتراط الكتابة‪ ،‬وبالتالي جواز إثباتها بجميع الوسائل بما في ذلك البينة والقرائن والخبرة‪ ،‬وهنا‬
‫يكون لرسالة البريد اإللكتروني حجية في هذا النطاق وهذه الحاالت هي االتفاق المسبق بين األطراف‪،‬‬
‫والتصرفات القانونية التي ال تتجاوز النصاب القانوني‪ ،‬وحالة االعتداد برسالة البريد اإللكتروني في‬
‫اإلثبات من خالل االستثناءات على قاعدة وجوب الدليل الكتابي‪.3‬‬

‫‪-1‬حجية البريد اإللكتروني المذيل بالتوقيع اإللكتروني‪:‬‬

‫في إطار تنمية تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت ومواكبة التطور الهائل في استخدامها في كافة‬
‫المجاالت واألنشطة‪ ،‬تم التفكير لتطبيق تكنولوجيا التوقيع اإللكتروني‪ ،‬والذي تكمن أهميته في زيادة‬
‫مستوى األمن والخصوصية في التعامالت‪ ،‬نظ ار لقدرة هذه األخيرة على حفظ سرية المعلومات والرسائل‬
‫المرسلة وعدم قدرة أي شخص آخر على االطالع أو تعديل أو تحريف الرسالة كما يمكنها أن تحدد‬
‫شخصية وهوية المرسل والمستقبل إلكترونيا للتأكد من مصداقية الشخصية مما يسمح بكشف التحايل‬
‫والتالعب‪ ،‬ولعل هذا ما دفع األمم المتحدة متمثلة في لجنة القانون التجاري الدولي‪ ،‬األونسترال‬

‫‪1‬خالد ممدوح إبراهيم‪ ،‬التحكيم اإللكتروني‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.145‬‬


‫‪2‬فراح مناني‪ ،‬أدلة اإلثبات الحديثة في القانون‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.22‬‬
‫‪3‬خالد ممدوح إبراهيم‪ ،‬التحكيم اإللكتروني‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.142‬‬

‫‪323‬‬
‫التقاضي اإللكتروني‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫‪ ،UNICITRAL‬إلى إصدار القانون النموذجي بشأن التجارة اإللكترونية سنة ‪ ،2991‬والقانون النموذجي‬
‫بشأن التوقعات اإللكترونية الصادر سنة ‪ ،1222‬ومعاهدة استخدام وسائل االتصال الحديثة في العقود‬
‫الدولية لسنة ‪ 1225‬وذلك بغرض تنظيم العقود اإللكترونية الدولية ونضفاء الحجية القانونية عليها‪.1‬‬

‫أصدرت أغلبية الدول اليوم قوانينها الخاصة بالتوقيع اإللكتروني على أساس أنه الوسيلة األكثر‬
‫حداثة إلبرام العقود اإللكترونية ونضفاء الحجية على المحررات اإللكترونية ومن أهم هذه القوانين هو‬
‫قانون التوقيع والتصديق اإللكترونيين الجزائري‪ ،‬فالتوقيع اإللكتروني يجعل رسالة البريد اإللكتروني‬
‫الممهورة به تتمتع بحجية كاملة في اإلثبات ال تقل عن حجية المحرر الورقي‪ ،‬بحيث يتعين على‬
‫القاضي أن يعتد بالرسالة اإللكترونية كدليل كتابي كامل دون أن تكون له سلطة تقديرية حياله‪.‬‬

‫‪-1‬حجية البريد اإللكتروني الموصى عليه‪:‬‬

‫عرفه التوجيه األوروبية الصادر في ‪ 25‬ديسمبر ‪ 2992‬بشأن القواعد التي تحكم تنمية السوق‬
‫الداخلي للخدمات البريدية وتحسين جودتها في المادة ‪ 19‬منه بأن ‪ Courrier recommande‬هو‪":‬‬
‫خدمة تتم وفق إجراءات تكفل ضمان اإلرسال ضد مخاطر الفقد أو السرقة أو التلف‪ ،‬وتوفر للمرسل‬
‫لقاء مبلغ جزافي يدفعه‪ ،‬الدليل على إيداع اإلرسال لدى هيئة البريد وكذلك عند الضرورة وبناءا على‬
‫طلبه إلثبات استالم المرسل إليه له"‪.2‬‬

‫بالتالي فإن استخدم البريد الموصي عليه يقدم العديد من الفوائد منها‪ ،‬إثبات عملية اإلرسال حيث‬
‫تتم عن طريق موظف عام‪ ،‬ونثبات عملية االستالم حيث أن موظف البريد المختص يحصل على توقيع‬
‫المرسل إليه ويقوم بإثبات ذلك في سجالته‪ ،‬كما يفيد في إثبات هوية األطراف‪ ،‬ووفقا لذلك فإن البريد‬
‫اإللكتروني الموصي عليه يؤدي نفس وظائف البريد التقليدي‪ ،‬بل إنه أفضل منه في أن البريد التقليدية‬

‫‪1‬فراح مناني‪ ،‬أدلة اإلثبات الحديثة في القانون‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.21‬‬
‫‪2‬خالد ممدوح إبراهيم‪ ،‬التحكيم اإللكتروني‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.152-155‬‬

‫‪324‬‬
‫التقاضي اإللكتروني‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫ال يحمل الدليل على قيام المرسل إليه بقراءته بالرغم من تسلمه له‪ ،‬في حين أن البريد اإللكتروني‬
‫موصي عليه يقدم امكانية إثبات أن المرسل إليه تسلمه وقام بفتحه وقراءته وساعة وتاريخ القراءة‪.1‬‬

‫من أجل ذلك تدخل المشرع الفرنسي بالقانون الصادر في ‪ 12‬يونيو ‪ 1224‬الخاص بالثقة في‬
‫االقتصاد الرقمي‪ ،‬والذي أعطى للحكومة إصدار األوامر الخاصة بتعديل النصوص المطبقة للوصول‬
‫إلى إبرام العقود بالطريقة اإللكترونية‪ ،‬ونعماال لذلك‪ ،‬صدر المرسوم رقم ‪ 1225/124‬في ‪ 21‬يونيو‬
‫‪ ،1225‬والذي سمح بإتمام بعض الشكليات التي يستلزمها القانون بطريق إلكتروني‪ ،‬وأصبح البريد‬
‫اإللكتروني الموصى عليه معترفا به من الناحية التشريعية‪ ،2‬بالتالي يجب على كل التشريعات الدولية‬
‫أن تعدل قوانينها لتنظم البريد اإللكتروني الموصى عليه وتبين حجيته القانونية وقوته في اإلثبات‪.‬‬

‫ثانيا‪ .‬حجية السجل اإللكتروني‪:‬‬

‫أقرت غالبية الدول على األهمية القانونية للسجل اإللكتروني باعتباره الحافظ والمخزن للمحررات‬
‫والمستندات اإللكترونية‪ ،‬لكن التساؤل المطروح ماهي الحجية القانونية لهذا النوع المستحدث من‬
‫السجالت؟‬

‫لقد أقر القانون الفيدرالي األمريكي بشأن التوقيع اإللكتروني الصادر في سنة ‪ 1222‬مبدأ هاما وهو‬
‫التكافؤ بين الرسائل والعقود اإللكترونية والسجالت اإللكترونية الحافظة لها وهو ما يعني االعتراف‬
‫بصحتها وحجيتها‪ ،‬كما أكد على أن السجالت اإللكترونية تعتبر مستوفية للشروط المطلوبة إذا كانت‬
‫تعبر بدقة عن المعلومات المدونة بها‪ ،‬ويمكن لألشخاص المخول لهم الوصول إليها واالطالع عليها‪.‬‬

‫كما أجاز قانون اإلثبات الكندي قبول السجالت الناتجة عن الكمبيوتر واالعتراف بحجيتها إذا‬
‫توافرت شروط معينة‪ ،‬وفي هذا الصدد قضت محكمة استئناف أونتاريو الكندية في قضية مكميالن ‪Mc‬‬

‫‪1‬فراح مناني‪ ،‬أدلة اإلثبات الحديثة في القانون‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.21-25‬‬
‫‪2‬خالد ممدوح إبراهيم‪ ،‬التحكيم اإللكتروني‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.112‬‬

‫‪325‬‬
‫التقاضي اإللكتروني‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫‪ Mullen‬بأنه يشترط لكي تكون سجالت الكمبيوتر مقبولة بوصفها نسخا حقيقية من السجالت‬
‫اإللكترونية أن تكون مستكملة بوصف كامل لنظام السجالت بحيث يتضمن السجل وصفا لإلجراءات‬
‫والعمليات المتعلقة بإدخال البيانات وتخزينها واسترجاعها‪.1‬‬

‫كما أكد المشرع األردني في المادة السابعة من القانون ‪ 25‬لسنة ‪ 1222‬على أن السجل اإللكتروني‬
‫يكون منتجا لآلثار القانونية ذاتها المترتبة على الوثائق والمستندات الخطية‪ ،‬بالتالي فهو اعتراف صريح‬
‫منه على حجية السجل اإللكتروني‪ ،2‬كما نص على أنه يكتسب أثره القانوني‪ ،‬ويكون لهذا السجل صفة‬
‫النسخة األصلية إذا توافرت فيه عدة شروط تتمثل في‪:‬‬

‫‪-2‬أن تكون المعلومات الواردة في ذلك السجل قابلة لالحتفاظ بها وتخزينها بحيث يمكن الرجوع إليها‪.‬‬

‫‪-1‬أن يتم االحتفاظ بالسجل اإللكتروني بالشكل الذي تم إنشاؤه أو إرساله أو تسلمه‪ ،‬أو بأي شكل يسهل‬
‫به إثبات المعلومات والبيانات التي وردت فيه عند إنشاؤه أو إرساله أو تسلمه‪.‬‬

‫‪-1‬أن تدل المعلومات الواردة في السجل على المنشئ والمستلم‪ ،‬وتاريخ ووقت إرساله واستالمه‪.3‬‬

‫إذا بالمقارنة بين القوانين سالفة الذكر يتضح أنها تتفق فيما بينها على أن االعتراف بالسجل‬
‫اإللكتروني كوسيلة لإلثبات يرتبط بتوافر عدة شروط‪:‬‬

‫‪-2‬إمكانية االطالع على المعلومات الواردة بالسجل اإللكتروني‪ ،‬إذ متى تم االتفاق بين األطراف على‬
‫استخدام السجل اإللكتروني كوسيلة لإلثبات فيجب أن تكون المعلومات والبيانات الواردة فيه قد تم‬
‫تسجيلها بدقة وبطريقة واضحة‪ ،‬وهو ما يعني ضرورة أن تكون هذه المعلومات قابلة للقراءة حتى يمكن‬
‫االطالع عليها من األشخاص المخول لهم‪.‬‬

‫‪1‬خالد ممدوح إبراهيم‪ ،‬أمن المعلومات اإللكترونية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.91‬‬
‫‪2‬عصمت عبد المجيد بكر‪ ،‬األرشفة اإللكترونية األسس النظرية والتطبيقات العلمية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.122‬‬
‫‪3‬خالد ممدوح إبراهيم‪ ،‬أمن المعلومات اإللكترونية‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.92‬‬

‫‪326‬‬
‫التقاضي اإللكتروني‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫‪-1‬الحفاظ على سالمة محتويات السجل اإللكتروني‪ ،‬وهو ما يعني أن يتم االحتفاظ بالسجل اإللكتروني‬
‫بالشكل الذي تم إنشاؤه أو إرساله أو تسلمه‪ ،‬وأن تكون المعلومات الواردة في ذلك السجل قابلة لالحتفاظ‬
‫بها وتخزينها بحيث يمكن في أي وقت الرجوع إليها دون أي تعديل أو تغيير أو تحريف‪ ،‬وبطريقة تمنع‬
‫الغير من الوصول إليها‪ ،‬إذ أن حجية السجل اإللكتروني في اإلثبات ترتبط بحفظه بطريقة تكفل سالمته‬
‫حتى يمكن التمسك به كدليل أمام القضاء‪ ،‬في حالة إذا ما قام نزاع بين الطرفين‪.‬‬

‫‪-1‬تعيين جهة محايدة تتولى مباشرة ومتابعة السجل اإللكتروني‪ ،‬باعتبار أن هذه الجهات ذات طابع‬
‫تكنولوجي‪ ،‬فاالحتجاج بالسجل اإللكتروني في اإلثبات يقتضي أن تكون المعامالت اإللكترونية التي‬
‫تمت بين الطرفين قد تم حفظها وتخزينها بدقة‪ ،‬وهو ما يقتضي من الناحية العملية خضوعها لرقابة‬
‫جهة ثالثة موثوق بها وذات طابع تقني‪.1‬‬

‫إذا ما توافرت الشروط الثالثة السابقة قامت قرينة قانونية على صحة السجالت اإللكترونية‪ ،‬ولكنها‬
‫قرينة قابلة إلثبات العكس‪ ،‬إذا ما أثبت أحد الطرفين أن بيانات السجل اإللكتروني قد تغيرت أو حرفت‬
‫أوتم معالجتها إلكترونيا بطريقة عدلت من مضمونها‪ ،‬ويالحظ أيضا على القوانين السابقة أنها لم تحدد‬
‫وسائل تكنولوجية معينة في إنشاء أو حفظ السجل اإللكتروني‪ ،‬ربما تحسبا لما قد يظهر في المستقبل‬
‫من تقنيات حديثة تستخدم في عمليات إنشاء وحفظ وتخزين السجل اإللكتروني‪.2‬‬

‫أما في مجال التقاضي اإللكتروني فقد نظم المشرع الفرنسي في المرسوم رقم ‪ 1225/921‬بشأن‬
‫المحرر الرسمي وحفظه بواسطة المحضرين آلية حفظ المحرر الرسمي اإللكتروني‪ ،‬وقد أوضح في‬
‫المادة ‪ 5‬أن على المحضر القانوني أن يقوم بحفظ المحرر الرسمي اإللكتروني بواسطة نظام معالجة‬
‫وحفظ ونقل المعلومات‪ ،‬وأن يكون النظام معتمدا من قبل الحجرة القومية للمحضرين القانونيين‪ ،‬وأن‬

‫‪1‬محمد محمد أبو زيد‪ ،‬تحديث قانون اإلثبات‪-‬مكانة المحررات اإللكترونية بين األدلة الكتابية‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،1221 ،‬ص ‪.215‬‬
‫‪2‬خالد ممدوح إبراهيم‪ ،‬عقود التجارة اإللكترونية في القانون االتحادي لدولة اإلمارات العربية المتحدة رقم ‪ 2‬لسنة ‪ 1221‬بشأن المعامالت والتجارة‬
‫اإللكترونية‪ ،‬دار الفكر الجامعي‪ ،‬ص ‪.212‬‬

‫‪327‬‬
‫التقاضي اإللكتروني‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫يضمن هذا النظام خصوصية المحرر وتكامل محتواه وسالمته من التعرض ألي تبديل أو تحريف أو‬
‫تلف‪.1‬‬

‫يجمع الفقه على أن حجية الدليل اإللكتروني يتوقف على حفظ هذا الدليل بشكل يؤدي إلى ثباته‬
‫على الصورة التي نشأ فيها‪ ،‬وضمان سالمته وعدم العبث به أو تلفه‪ ،‬وبالتالي استرجاعه في وقت‬
‫الحاجة إليه وعند الضرورة وبالتالي فإن حجية المحرر والتوقيع اإللكترونيين تستمد من الحفظ اآلمن‬
‫لهما‪ ،2‬ويكون ذلك من خالل السجل اإللكتروني‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬إجراءات التقاضي اإللكترونية‪.‬‬

‫يتم التقاضي اإللكتروني عن طريق رفع دعوى إلكترونية‪ ،‬بحيث تشمل إجراءات التقاضي اإللكتروني‬
‫إقامة الدعوى اإللكترونية ونجراء المرافعات إلكترونيا‪.‬‬

‫تعرف الدعوى القضائية اإللكترونية بأنها‪ ":‬سلطة االلتجاء إلى القضاء للحصول على تقرير حق‬
‫موضوعي أو حمايته‪ ،‬تتم عبر وسائط إلكترونية من خالل شبكة األنترنت‪ ،‬وتعتمد الدعوى اإللكترونية‬
‫على ضمان صحة المعلومات القضائية في عريضة الدعوى بشكلها اإللكتروني دون االعتماد على‬
‫الرسائل الورقية‪ ،‬وذلك لغرض إقامة الدعوى والسير في الخصومة باستخدام الوسائط واألساليب والشبكات‬
‫اإللكترونية ومنها األنترنت‪ ،3‬بالتالي فإن إقامة الدعوى اإللكترونية يتم وفقا لجملة من اإلجراءات نتطرق‬
‫لها على التوالي‪ ،‬الفرع األول إجراءات رفع الدعوى اإللكترونية‪ ،‬والفرع الثاني المرافعة ونظر الدعوى‬
‫اإللكترونية‪ ،‬الفرع الثالث شمل الحكم اإللكتروني‪ ،‬والفرع الرابع تناول الطعن في األحكام اإللكترونية‪.‬‬

‫‪1‬يوسف أحمد النوافلة‪ ،‬االثبات االلكتروني في المواد المدنية والمصرفية‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬دار الثقافة للنشر والتوزيع‪ ،‬األردن‪ ،‬الطبعة األولى‪،1221 ،‬‬
‫ص ص ‪.225-224‬‬
‫‪2‬يوسف أحمد النوافلة‪ ،‬االثبات االلكتروني في المواد المدنية والمصرفية‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص ص ‪.222-222‬‬
‫‪3‬عصمت عبد الحميد بكر‪ ،‬األرشفة اإللكترونية األسس النظرية والتطبيقات العلمية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.529‬‬

‫‪328‬‬
‫التقاضي اإللكتروني‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫الفرع األول‪ :‬إجراءات رفع الدعوى اإللكترونية‪.‬‬

‫يستلزم لرفع الدعوى اإللكترونية جملة من الشروط الفنية وأخرى موضوعية الزمة وهي‪:‬‬

‫أوال‪ .‬الشروط الموضوعية لرفع الدعوى اإللكترونية‪:‬‬

‫تعتبر صحيفة افتتاح الدعوى هي األساس الذي تقوم عليه كل إجراءاتها‪ ،‬ويترتب على عدم إعالنها‬
‫عدم انعقاد الخصومة بين طرفيها ولذلك فقد استلزم المشرع اتخاذ إجراءات معينة الستيفاء البيانات‬
‫المطلوبة فيها تحقيقا لهذه الضمانة‪ ،‬حيث تشتمل عريضة الدعوى اإللكترونية وجوبا على البيانات‬
‫التالية‪:‬‬

‫‪-2‬اسم المدعي ولقبه ومهنته أو وظيفته وموطنه واسم من يمثله ولقبه ومهنته أو وظيفته ومهنته وصفته‬
‫وموطنه‪.‬‬

‫‪-1‬اسم المدعى عليه ولقبه ومهنته أو وظيفته وموطنه فإن لم يكن له موطن معلوم فآخر موطن كان‬
‫له‪.‬‬

‫‪-1‬تاريخ تقديم صحيفة افتتاح الدعوى‪.‬‬

‫‪-4‬المحكمة المرفوعة أمامها الدعوى‪.‬‬

‫‪-5‬بيان موطن مختار للمدعي في البلدة التي بها مقر المحكمة إن لم يكن له موطن فيها‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪-1‬وقائع الدعوى وطلبات المدعي وأسانيدها‪.‬‬

‫لقد تم االعتماد على أنظمة وبرامج تقنية للتدوين التلقائي أو األوتوماتيكي لبيانات عريضة الدعوى‬
‫من خالل ملء فراغات معينة من المتقاضي تظهر على شاشة الحاسوب عند تحرير عريضة الدعوى‬

‫‪1‬خالد ممدوح إبراهيم‪ ،‬التقاضي اإللكتروني‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.15‬‬

‫‪329‬‬
‫التقاضي اإللكتروني‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫بحيث يمكن تفادي األخطاء والنواقص في هذه البيانات‪ ،‬كما ويمكن تقديم نسخ (‪ )copy‬من عريضة‬
‫الدعوى ونرسالها عبر اإلنترنت إلى الموقع اإللكتروني للمحكمة ليتسنى تبليغ المدعى عليهم بهذه‬
‫العريضة في حال تعددهم مع إرفاق نسخ المستندات وصور األوراق موقعة عليها من المدعي ويتم‬
‫‪1‬‬
‫توقيع عريضة الدعوى اإللكترونية والمستندات واألوراق المرفقة معها بواسطة التوقيع اإللكتروني‪.‬‬

‫بعد أن تقدم الصحيفة مشتملة على هذه البيانات يقوم قلم الكتاب بقيدها في السجل اإللكتروني‬
‫المخصص لقيد صحف الدعاوى‪ ،‬وذلك بعد إرفاق ما يفيد تسديد الرسوم المقررة قانونا أو اإلعفاء منها‪،‬‬
‫وصور من الصحيفة بقدر عدد المدعى عليهم فضال عن صورتين لقلم الكتاب‪ ،‬وأصول المستندات‪،‬‬
‫ومذكرة شارحة للدعوى وصور منها‪ ،2‬وهنا نعني بالصور النسخ اإللكترونية عن الصحيفة‪.‬‬

‫ثانيا‪ .‬الشروط الفنية لرفع الدعوى اإللكترونية‪:‬‬

‫تعني المعايير واألنظمة المستخدمة إلرسال واستقبال مستندات التقاضي اإللكتروني وألجهزة الالزمة‪.‬‬

‫‪-2‬المعيار المستخدم في إرسال مستندات التقاضي اإللكتروني‪ :‬يمكن رفع الدعوى من خالل نظام‬
‫إرسال وقبول المستندات اإللكترونية ‪Electronic Documents Acceptance and Routing‬‬
‫‪ System‬والذي هو عبارة عن نظام إلكتروني خاص يسمح بفتح قنوات اتصال بين المتقاضين والمحكمة‬
‫من خالل النافذة اإللكترونية عبر موقع الويب أو البريد اإللكتروني للمحكمة‪ ،‬حيث يتم قبول مستندات‬
‫الدعوى بطريقة إلكترونية وباستخدام لغة الكومبيوتر ‪ ،XML‬وبمواصفات قانونية من أجل إنشاء نظام‬
‫‪3‬‬
‫رفع الدعوى إلكترونيا‪ ،‬بشكل يؤدي إلى توحيد نظم إدارة الدعوى بين المحاكم المختلفة‪.‬‬

‫يالحظ أن النافذة اإللكترونية الموجودة بالموقع اإللكتروني للمحكمة تؤدي بصفة أساسية ذات‬
‫الوظائف التي كانت تؤدى في نظام التقاضي التقليدي‪ ،‬مع اختالف أن المعلومات المخزنة على دعامة‬

‫‪1‬داديار حميد سليمان‪ ،‬اإلطار القانوني للتقاضي المدني عبر األنترنت‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.245‬‬
‫‪2‬خالد ممدوح إبراهيم‪ ،‬التقاضي اإللكتروني‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.15‬‬
‫‪3‬داديار حميد سليمان‪ ،‬اإلطار القانوني للتقاضي المدني عبر األنترنت‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص ص ‪.242-242‬‬

‫‪330‬‬
‫التقاضي اإللكتروني‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫ورقية يتم تخزينها على دعائم إلكترونية‪ ،‬وكذلك إحالل نظام التصديق اإللكتروني محل الطرق التقليدية‬
‫في توثيق المستندات‪.‬‬

‫‪ -1‬ما يحتاجه المتقاضي للقيام برفع الدعوى إلكترونيا‪ :‬من أجل قيام المتقاضي برفع الدعوى إلكترونيا‬
‫فإن ذلك يستلزم أن يكون لديه جهاز كمبيوتر متصل بشبكة اإلنترنت‪ ،‬وأن يوجد على الجهاز برنامج‬
‫مستعرض للمواقع اإللكترونية مثل برنامج‪ ،Netscape Navigator‬وبرنامج اكسبلورر ‪،Explorer‬‬
‫وبرنامج قراءة الملفات ‪ ،Adope Acrobat Reader‬وبرنامج تاف ‪ TIFF‬لقراءة الصور التي يتم‬
‫‪1‬‬
‫إدخالها عبر الماسح الضوئي‪ ،‬باإلضافة إلى جهاز الماسح الضوئي ‪.Scanner‬‬

‫‪ -1‬الخطوات الالزمة لرفع الدعوى اإللكترونية‪ :‬أما عن الخطوات الالزمة لرفع الدعوى إلكترونيا فإنه‬
‫من خالل الموقع اإللكتروني للمحكمة المختصة‪ ،‬حيث تظهر على الشاشة صفحة الويب عليها قائمة‬
‫اختيارات (إصدار معين) يستطيع المتقاضون والمحامون الدخول إليها بواسطة ملء البيانات من خاللها‬
‫وتحديد نوع الدعوى والطلبات التي يمكن تحديد الرسوم عليها وسدادها بموجب بطاقات الدفع اإللكترونية‪،‬‬
‫وبعد ذلك تأتي مرحلة تحميل المستندات التي يرغب الخصم في إرفاقها بالدعوى فيتم الضغط على‬
‫األيقونة الخاصة بمسح المستندات بواسطة الماسح الضوئي‪ ،2‬ثم توضع هذه المستندات والملفات في‬
‫سجل بيانات إلكتروني‪ ،‬وهو سجل مصمم خصيصا لنظام التقاضي اإللكتروني ويمكن تعديله لمواجهة‬
‫متطلبات المحكمة‪ ،3‬ويتم توقيع الدعوى إلكترونيا عن طريق التوقيع اإللكتروني‪.‬‬

‫بمجرد ضغطة واحدة على الفأرة فإن صحيفة الدعوي ترسل مباشرة إلى قلم كتاب المحكمة عبر قناة‬
‫مؤمنة ومحمية بنظام تشفير معين وخاص ‪ ،212 bite encryption‬وعندما يتم قبول الدعوى توثق‬
‫إلكترونيا ثم يتم إرسالها إلى الموظف المختص بخدمة المعالجة اآللية‪.‬‬

‫‪1‬خالد ممدوح ابراهيم‪ ،‬التقاضي اإللكتروني‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.11-12‬‬


‫‪2‬احمد هندي‪ ،‬التقاضي اإللكتروني الستعمال الوسائل اإللكترونية في التقاضي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.11‬‬
‫‪3‬داديار حميد‪ ،‬اإلطار القانوني للتقاضي المدني عبر األنترنت‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.242‬‬

‫‪331‬‬
‫التقاضي اإللكتروني‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫عند وصول صحيفة الدعوى والمستندات إلى المحكمة المختصة يقوم الموظف المختص بفحص‬
‫الصحيفة والمستندات ويقرر قبولها أو رفضها‪ ،‬وفي الحالتين يرسل رسالة بالبريد اإللكتروني إلى‬
‫المتقاضي أو المحامي يفيده بالقبول أما في حالة عدم القبول فإن الموظف يحدد له سبب ذلك وبيان‬
‫اإلجراء الصحيح الواجب إتباعه لقبول العريضة والمستندات مرة أخرى‪ ،1‬فالتطور التقني الحاصل اليوم‬
‫وتطور البرامج الخاصة بالتقاضي اإللكتروني جعلت من عملية القبول والرفض تتم تلقائيا من قبل النظام‬
‫األوتوماتيكي للقلم اإللكتروني للمحكمة فيتم اعتماد تلك األوراق في اليوم ذاته والوقت الذي دخلت فيه‬
‫إلى النظام المعلوماتي للمحكمة ومن هنا يتم احتساب المواعيد القانونية‪.‬‬

‫للتوضيح فإن خدمة ملفات الدعاوى اإللكترونية تتيح لألفراد إمكانية تقديم المستندات إلكترونيا في‬
‫‪2‬‬
‫أي وقت وعلى مدار ‪ 14‬ساعة يوميا و‪ 2‬أيام في األسبوع‪.‬‬

‫‪-4‬سداد الرسوم‪ :‬لقد تطورت في اآلونة األخيرة طرق السحب واإليداع وحركة المال في العالم‪ ،‬بدءا من‬
‫بطاقات االعتماد التي مارستها الشركات في أمريكا مثل الفي از كارت والماستر كارت مرو ار بأجهزة (اإلي‬
‫تي أم) كخدمة مقيدة مقتصرة على البنوك وصوال إلى الدفع اإللكتروني‪ ،3‬الذي أصبح اليوم الخيار‬
‫األفضل لتسديد الرسوم القضائية الكثيرة والمتعددة‪ ،‬حيث أصبح في إمكان المتقاضين سداد المصاريف‬
‫والرسوم من خالل طرق الوفاء اإللكترونية وهي وسائل الدفع اإللكتروني المستخدمة في المعامالت‬
‫اإللكترونية التي من أهمها‪:‬‬

‫أ‪-‬السداد اإللكتروني عن طريق بطاقات االئتمان المصرفية (النقود اإللكترونية)‪.‬‬

‫ب‪-‬بواسطة النقود الرقمية ‪.Digital cash‬‬

‫‪1‬خالد إب ارهيم ممدوح‪ ،‬التقاضي اإللكتروني‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.11-11‬‬


‫‪2‬داديار حميد‪ ،‬اإلطار القانوني للتقاضي المدني عبر األنترنت‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.252‬‬
‫‪3‬حازم محمد شرعة‪ ،‬التقاضي اإللكتروني والمحاكم اإللكترونية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.11‬‬

‫‪332‬‬
‫التقاضي اإللكتروني‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫ج‪-‬باستخدام المحفظة اإللكترونية ‪.Software Wallet‬‬

‫د‪-‬األوراق التجارية اإللكترونية‪.‬‬

‫ه‪-‬التحويل اإللكتروني لألموال ‪.Electronic funds transfer E.F.T‬‬

‫و‪-‬الوسائط اإللكترونية الجديدة‪.1‬‬

‫تكون مصاريف الدعوى محددة سلفا عن طريق برنامج مبرمج مسبقا ‪ pre-programmed‬داخل‬
‫النظام وتدفع الرسوم مباشرة إلى المحكمة عند إرسال المستندات باستخدام أحد وسائل الدفع اإللكتروني‪.‬‬

‫يكون ذلك من خالل إعداد برنامج حاسوبي يرفق مع ملف برنامج الدعوى‪ ،‬حيث يتم إدخال بيانات‬
‫لقيم الدعاوى ونسبة الرسوم‪ ،‬فإذا استوفى الرسم القانوني بقيمته الصحيحة تظهر البيانات الدالة على‬
‫ذلك والتي تشير بقيمة الرسم وما تم دفعه وكيفية الدفع‪ ،‬ونذا لم تدفع الرسوم أو كانت ناقصة يخطر‬
‫البرنامج كل من يريد فتح ملف الدعوى بأن هناك خلال يتعلق بقيمة الرسم‪ ،‬فإن لم يدفع الرسم أو كان‬
‫ناقصا يشعر البرنامج القاضي أو المراقب بأن الرسم المستوفي ناقص ويشير تلقائيا إلى القيمة‬
‫الصحيحة‪ ،‬فبفضل هذا البرنامج تستطيع أجهزة الرقابة الداخلية التابعة لو ازرة العدل والعامة التابعة لديوان‬
‫المحاسبة أو هيئة مكافحة الفساد من بسط الرقابة على استيفاء الرسوم ودخولها إلى الخزينة العامة‬
‫للدولة‪ ،‬كما يتضمن هذا البرنامج قاعدة بيانات لكيفية الدفع وكيفية استحصال الرسوم‪ ،‬ثم تحفظ نسخة‬
‫منه في ملف الدعوى ونسخة في وحدة التسجيل ونسخة لوحدة الرقابة في كل محكمة‪ ،2‬ونعني بالنسخ‬
‫هنا النسخ اإللكترونية‪.‬‬

‫‪1‬ابراهيم ممدوح خالد‪ ،‬التحكيم اإللكتروني‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.112‬‬


‫‪2‬حازم محمد شرعة‪ ،‬التقاضي اإللكتروني والمحاكم اإللكترونية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.12-11‬‬

‫‪333‬‬
‫التقاضي اإللكتروني‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫ثالثا‪ .‬حوسبة الدعوى اإللكترونية‪:‬‬

‫برمجة الدعوى اإللكترونية أو حوسبة الدعوى هي طريقة جديدة لتقديم البيانات وتحديد مواعيد‬
‫الجلسات وتقديم الدفوع ضمن جدول جلسات منتظم ومحدد مسبقا لكل دعوى‪ ،‬ولعل من مميزات هذا‬
‫عمر محددا‬
‫ا‬ ‫النوع من الدعاوى أن برنامج ملف الدعوى خاضع حاسوبيا لوقت محدد أي أن للدعوى‬
‫بواسطة توقيت مبرمج يبتدئ من لحظة مباشرة المحاكمة وتدوين اإلجراءات وينتهي بمضي فترة معينة‬
‫كشهرين للدعاوى الصلحية مثال وأربعة شهور للدعاوى البدائية بحيث يتوقف البرنامج إلكترونيا وال يسمح‬
‫بإضافة أي محاضر تقنية أو مبر ازت بعد مضي هذا الوقت‪ ،‬األمر الذي يقيد كل أطراف الدعوى سواء‬
‫الهيئة الحاكمة أو المتداعين ووكالئهم أو الكتبة المساعدين بالوقت المحدد لعمر ملف الدعوى ويمنع‬
‫من المماطلة والتأجيل بال سبب‪ ،‬ومن الممكن عرض وتنفيذ هذا النوع من الدعاوى إذا طبق التقاضي‬
‫اإللكتروني الشامل لدى المحاكم النظامية‪.1‬‬

‫يتواصل أطراف الدعوى وتحت إشراف القاضي ويتبادلون الوثائق مع بعضهم البعض حسب‬
‫االستدعاءات والردود والمذكرات القانونية واألوامر والق اررات واألحكام‪ ،‬بحيث أن جميع هذه الوثائق‬
‫باإلضافة إلى جلسات المحاكمة والمحاضر والمستندات القانونية المقدمة من قبل األطراف ستشكل‬
‫السجل الرسمي للقضية‪.2‬‬

‫تبرمج الدعاوى بواسطة الحاسوب اآللي ومواعيد الجلسات تعينها المحاكم وأوقات انعقادها في كل‬
‫دعوى بالتنسيق مع مواعيد جلسات مكاتب المحامين فيما بينهم‪ ،‬ومواعيد الجلسات أمام المحاكم المختلفة‪،‬‬
‫ويتوجب على المدعي من خالل هذا الجدول تحديد الوقائع التي يرغب بإثباتها وما هي البيانات التي‬
‫سيقدمها إلثبات ادعائه في حال إنكار المدعى عليه بما جاء في الئحة الدعوى واقتراح مواعيد زمنية‬
‫محددة بذلك‪ ،‬وكذلك يتوجب على المدعى عليه أن يقدم دفوعه وفقا لجدول تقديم الدفوع والذي يبين هو‬

‫‪1‬حازم محمد شرعة‪ ،‬التقاضي اإللكتروني والمحاكم اإللكترونية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.12‬‬
‫‪2‬داديار حميد سليمان‪ ،‬اإلطار القانوني للتقاضي المدني عبر األنترنت‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.251‬‬

‫‪334‬‬
‫التقاضي اإللكتروني‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫اآلخر من خالله ماهية الطلبات والدفوع التي يرغب في تقديمها وتقديم التفصيل حول كل تلك الدفوع‬
‫واألدلة كل ذلك بجدول عرض لمواعيد يقوم باقتراحها على المحكمة‪ ،‬ليصبح لدينا برنامج قضائي‬
‫إلكتروني واضح المعالم لكل دعوى وبناءا عليه تكون الدعوى محددة زمنيا بالتاريخ واليوم لما سيتم من‬
‫إجراءات تمنع المماطلة وتأخير الفصل في الدعوى‪.1‬‬

‫لقد تم التطبيق الفعلي لجدول جلسات المرافعات اليومية في مختلف محاكم دبي من خالل برمجتها‬
‫بواسطة الحاسوب اآللي وعرضها في شاشات إلكترونية معلقة باألماكن والجدران الرئيسية والبارزة في‬
‫بنايات المحاكم ومتاحة لالطالع عليها عبر الموقع اإللكتروني لمحاكم دبي من خالل بوابتها اإللكترونية‬
‫على األنترنت‪.‬‬

‫رابعا‪ .‬التبليغات القانونية‪:‬‬

‫إن التطورات الحاصلة في مجال وسائل االتصاالت والمعلوماتية أظهرت وسائل اتصال فورية يكون‬
‫بمقدورها إجراء اتصاالت في غضون لحظات معدودة من شتى بقاع المعمورة‪ ،‬بحيث بات باإلمكان‬
‫توظيفها في مجال إجراء التبليغات القضائية‪ ،‬لتحل فيما بعد محل الوسائل التقليدية‪ ،‬على الرغم من أن‬
‫الوسائل التقليدية توفر ضمانات كافية لحماية حقوق األطراف‪ ،‬إال أن ذلك ال يعني تجاهل تلك الوسائل‬
‫الحديثة والتي تعتمد بشكل أساسي على تقنية االتصال والحوسبة واألنظمة اإللكترونية‪.2‬‬

‫يقصد بالتبليغ القضائي إعالم الشخص المطلوب تبليغه باألوراق القضائية وبما يتخذ ضده من‬
‫إجراءات طبقا للشكل الذي حدده القانون‪ ،3‬فالطريقة التقليدية للتبليغ هي األصل وهي من أكثر الطرق‬
‫انتشا ار في األنظمة القضائية‪ ،‬أما التبليغات اإللكترونية هي اعتماد وسائل جديدة وحديثة للتبليغ ال لتحل‬

‫‪1‬فاروق سعد‪ ،‬المحاكمات والتحكيم عن بعد‪ ،‬دار صادر للمنشورات الحقوقية‪ ،‬بيروت‪ ،1221 ،‬ص ص ‪.11-12‬‬
‫‪2‬داديار حميد سليمان‪ ،‬اإلطار القانوني للتقاضي المدني عبر األنترنت‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.222...251‬‬
‫‪3‬عباس عبودي‪ ،‬التبليغ القضائي بواسطة الرسائل اإللكترونية ودورها في حسم الدعوى المدنية‪ ،‬مجلة الرافدين للحقوق‪ ،‬العدد الثالث‪ ،‬كلية القانون‪،‬‬
‫جامعة الموصل‪ ،‬العراق‪ ،2992 ،‬ص ‪.12‬‬

‫‪335‬‬
‫التقاضي اإللكتروني‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫مكان التبليغ بالطريقة التقليدية وننما لتساعد في عملية إتمامه ولتقلل من النزاعات القانونية على صحة‬
‫التبليغ‪ ،‬كما تعد وسيلة تواصل مع الخصوم المتداعين في الدعوى ونعالمهم بمستجدات اإلجراءات‬
‫والدعاوى‪.1‬‬

‫فيقصد بالتبليغ اإللكترونية استخدام الرسائل اإللكترونية المستخرجة من التقنيات العلمية الحديثة‬
‫إلعالم الشخص المطلوب تبليغه باألوراق القضائية وبما يتخذ ضده من إجراءات‪ ،‬خالل وقت قصير‬
‫ال يتجاوز ثواني معدودات ونن بعدت المسافة بين المحكمة وذلك الشخص‪ ،2‬ويعد من التبليغات‬
‫اإللكترونية التبليغ بواسطة الرسائل المستخرجة من الفاكس والتلكس‪ ،‬والبريد اإللكتروني والتبليغ بواسطة‬
‫الهاتف المحمول أو الخلوي (الموبايل) سواء من خالل المكالمات الصوتية المسجلة أو الرسائل النصية‬
‫‪ SMS‬بعد أن يقدم طالب التبليغ صورة من عقد اشتراك الموقع في ما بين الشركة المزودة للخدمة‪ ،‬فإذا‬
‫توفر ربط تقني بين البريد اإللكتروني والهاتف الخلوي فإن طريقة التبليغ تعتبر أكثر فاعلية‪ ،‬كما يعتبر‬
‫التسجيل الصوتي للمكالمات واإلشعار بوصول رسالة البريد اإللكتروني بيانا بكيفية وقوع التبليغ‪.3‬‬

‫فعملية التبليغ بواسطة المحضرين بالتنقل إلى عنوان المطلوب تبليغه ستختلف بالشكل والمضمون‪،‬‬
‫بحيث سيتم االستعانة بوسائل تكنولوجية لتحديد الموقع باالشتراك في جوجل ايرث الشهري لوحدة‬
‫التبليغات اإللكترونية‪ ،‬فيستطيع المواطن أو محامي المعلومات تزويد وحدة التبليغات بعنوان المطلوب‬
‫تبليغه بواسطة األقمار الصناعية من خالل خدمة جوجل ايرث أو أي خدمة مشابهة لها‪ ،‬كما ويستطيع‬
‫المراقبون ضمن وحدة التبليغات التأكد من حصول عملية التبليغ وتوثيق هذه العملية بواسطة صور‬
‫‪4‬‬
‫األقمار الصناعية‪.‬‬

‫‪1‬حازم محمد شرعة‪ ،‬التقاضي اإللكتروني والمحاكم اإللكترونية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.25-24‬‬
‫‪2‬عباس العبودي‪ ،‬التبليغ القضائي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.41‬‬
‫‪3‬داديار حميد‪ ،‬اإلطار القانوني للتقاضي المدني عبر األنترنت‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.222‬‬
‫‪4‬محمد شرعة حازم‪ ،‬التقاضي اإللكتروني والمحاكم اإللكترونية‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.21‬‬

‫‪336‬‬
‫التقاضي اإللكتروني‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫إذا يقتضي األمر أن يصبح في قلم كل محكمة دائرة خاصة للتبليغ بواسطة الحاسوب اآللي‪ ،‬ليقوم‬
‫المباشرون (المبلغون) بإبالغ المحامين ونيصال تبليغاتهم إلى كتاب القضاة الذين بدورهم يستقبلون‬
‫المحاضر والدعاوى واللوائح والمذكرات ويودعون ملفاتها‪ ،‬ويرسلون نسخا عنها لتبليغ المحامين واألطراف‬
‫بالطريقة نفسها التي وصلتهم‪.1‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬المرافعة ونظر الدعوى اإللكترونية‪.‬‬

‫تبدأ الخصومة بالمطالبة القضائية‪ ،‬وتنعقد بتبليغ عريضة الدعوى وبعد ذلك يبدأ السير بالخصومة‪،‬‬
‫وتعقد المحكمة أثناء سيرها جلسة أو جلسات تسمى جلسات المرافعة يحضر فيها الخصوم أو وكالؤهم‪،‬‬
‫فإذا غاب أحدهم أثر غيابه على سير الخصومة‪ ،‬فللمرافعة أهميتها حيث تعتبر التطبيق الحقيقي لمبدأ‬
‫المواجهة‪ ،‬إذ يتمكن عن طريقها كل خصم من مواجهة خصمه بما لديه من ادعاءات وأدلة اإلثبات‪،‬‬
‫وهو ما يؤدي في النهاية إلى المساعدة على كشف الحقيقة الواضحة أمام المحكمة‪ ،‬ولهذا يكون طبيعيا‬
‫أن يحرص كل مشرع على كفالة الحق في المرافعة‪.‬‬

‫إن الوقوف على سير الخصومة القضائية عبر األنترنت يستلزم بحث ومعالجة المرافعة ونظر‬
‫الدعوى أو سماعها على الخط‪ ،‬لبيان مسألة الحضور والغياب عن المرافعة وكذلك الوكالة في الخصومة‬
‫اإللكترونية‪.‬‬

‫أوال‪ .‬قواعد الحضور والغياب في المرافعة اإللكترونية‪:‬‬

‫األصل أن القانون يوجب على الخصوم الحضور في الجلسة المحددة لنظر الدعوى رعاية لمصلحتهم‬
‫وتمكينهم من ممارسة حقوق الدفاع‪ ،‬والقاعدة أن غياب أحد الخصوم ال يمنع المحكمة من نظر الدعوى‬

‫‪1‬داديار حميد‪ ،‬اإلطار القانوني للتقاضي المدني عبر األنترنت‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.222-222‬‬

‫‪337‬‬
‫التقاضي اإللكتروني‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫والحكم فيها‪ ،‬وذلك حتى ال يؤدي تهرب الخصم أو إهماله إلى عرقلة سير العدالة‪ ،‬غير أن هذا ال يعني‬
‫أن حضور الخصوم كغيابهم ال يؤثر على سير الخصومة‪ ،‬بل ترتب قوانين المرافعات المقارنة على‬
‫غياب الخصمين أو أحدهما أثر على سيرها يتمثل بترك الدعوى أو شطبها أو إسقاطها أو إج ارء المرافعة‬
‫‪1‬‬
‫الغيابية‪.‬‬

‫أصبح بفضل التقنيات العلمية إمكانية الحضور االفتراضي لجلسات المرافعة في التقاضي‬
‫اإللكتروني‪ ،‬حيث يتم إجراء المرافعة إلكترونيا على الخط ‪ Online‬وتحقيق مبدأ الوجاهية أي العالنية‬
‫المعلوماتية من خالل تلك التقنيات ومنها تقنية ‪ vidéo Conférence‬وتعقد الجلسات بهذه الطريقة‬
‫اإللكترونية سمعيا وبصريا‪ ،‬كما لو تم عقد الجلسة بحضور األطراف شخصيا إلى قاعة المرافعة‪.2‬‬

‫حيث يوفر نظام التقاضي اإللكتروني مدخال ومستوعبا ورابطا شبكيا بينهما‪ ،‬فالمدخل هو صفحة‬
‫رئيسية لموقع النظام على اإلنترنت يستطيع المتداعون والوكالء وجمهور المراجعين الدخول إليه وتحديد‬
‫نوع الخدمة أو اإلجراء المراد تنفيذه‪ ،‬والمستوعب هو وحدات من األجهزة اإلدارية والقضائية التي تستقبل‬
‫جمهور المراجعين وبرامج حاسوبية تتولى عملية التوثيق التقني لكل إجراء‪ ،‬والرابط الشبكي بينهما هو‬
‫وسيلة التواصل والدخول من صفحات ضمن موقع إلكتروني على خط شبكي عالمي إلى خط شبكي‬
‫حاسوبي مقيد (‪ )LAN‬لها أنظمة حماية معروفة من أشهرها (‪ )FIREWALL‬تعتبر جدرانا نارية مانعة‬
‫من اقتحام المخربين والمتطفلين لقواعد البيانات الداخلية الخاصة بالدعاوى والمبرزات‪ ،‬وعليه فال يشترط‬
‫الحضور الشخصي للخصوم إلى مكان المحكمة حيث يستطيع المتداعون تسجيل الدعاوى وتمثيل‬
‫‪3‬‬
‫المتداعين من أي مكان فيه جهاز حاسوب متصل بشبكة الربط الدولية (األنترنت)‪.‬‬

‫‪1‬داديار حميد سليمان‪ ،‬اإلطار القانوني للتقاضي المدني عبر األنترنت‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.291‬‬
‫‪2‬عصمت عبد المجيد بكر‪ ،‬دور التقنيات العلمية في تطور العقد (دراسة مقارنة)‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،1225 ،‬ص ‪.515‬‬
‫‪3‬حازم محمد شرعة‪ ،‬التقاضي اإللكتروني والمحاكم اإللكترونية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.22‬‬

‫‪338‬‬
‫التقاضي اإللكتروني‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫حتى تتم المرافعة في التقاضي اإللكتروني ال بد من وجود اتفاق مسبق بين الوكيل بالخصومة‬
‫المحامي وبين المحكمة للقيام بعملية التسجيل اإللكتروني للدعوى ونجراء المرافعة اإللكترونية‪ ،1‬وعليه‬
‫يمكن للوكيل بالخصومة تسجيل الدعوى إلكترونيا وحضور المرافعة اإللكترونية نيابة عن موكله حيث‬
‫تعد الجلسة اإللكترونية مرافعة حضورية في حق ذلك الخصم‪ ،‬وبما أن الفرض الغالب أن الوكالء‬
‫بالخصومة هم من المحامين فإن التشريعات الحديثة في مجال التقاضي اإللكتروني قد أكدت على‬
‫ضرورة أن يكون المحامي مسجال في األنظمة التقنية الخاصة بالتسجيل اإللكتروني للدعوى ليتمكن من‬
‫دخول موقع المحكمة ويستطيع متابعة الدعوى وتقديم المستندات والترافع اإللكتروني عن بعد بواسطة‬
‫األنترنت‪.2‬‬

‫ثانيا‪ .‬نظام الجلسة‪:‬‬

‫يباشر القاضي المرافعة اإللكترونية من خالل المحضر اإللكتروني الذي يظهر فيه صوت وصورة‬
‫القاضي وصوت وصورة المدعى أو وكيله و صوت وصورة المدعى عليه أو وكيله والشهود ويتم التخزين‬
‫التلقائي لمجريات الجلسة حيث ال يوجد كاتب ضبط لتدوين محضر الجلسة‪ ،‬يباشر القاضي إدارة‬
‫الجلسة عبر الموقع اإللكتروني من خالل جلوسه في قاعة المحكمة أمام الجمهور في حالة المرافعة‬
‫العلنية أو حتى في مكتبه الخاص في السرية التي يتم منع الجمهور من الدخول إلى الموقع اإللكتروني‬
‫للمحكمة لحضورها‪ ،‬وتكون قاعة المحكمة مزودة بشاشات عريضة مرتبطة بأجهزة الحاسوب اآللي التي‬
‫تجعل باإلمكان حضور المتداعين عبر األنترنت كما يتم االستماع إلى الشهود والخبراء إلجراء المرافعة‬
‫إلكترونيا على الخط وتدوين محاضر الجلسات التي تتخذ فيها إجراءات التقاضي كافة التقنيات بواسطة‬
‫أجهزة الحاسب اآللي‪.3‬‬

‫‪1‬عصمت عبد المجيد بكر‪ ،‬األرشفة اإللكترونية األسس النظرية والتطبيقات العلمية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.515‬‬
‫‪2‬داديار حميد سليمان‪ ،‬اإلطار القانوني للتقاضي المدني عبر األنترنت‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.292-291‬‬
‫‪3‬حازم محمد الشرعة‪ ،‬التقاضي اإللكتروني والمحاكم اإللكترونية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.22‬‬

‫‪339‬‬
‫التقاضي اإللكتروني‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫بالتالي فإن ملف الدعوى اإللكترونية عبارة عن برنامج حاسوبي ذي قدرة على تخزين المرافعة‬
‫اإللكترونية بواسطة تقنية الحاسوب المتطورة‪ ،1‬ويستطيع األطراف نسخ الملف ورقيا وعلى نفقتهم أو‬
‫الحصول على نسخة من الملف المسجل والمخزن تقنيا أو إرساله إليهم عبر البريد اإللكتروني‪.‬‬

‫ثالثا‪ .‬الدفوع‪:‬‬

‫فيما يتعلق بالدفوع الشكلية يمكن تفاديها نظ ار لطبيعة الدعوى اإللكترونية وتسجيلها وفق تقنيات‬
‫علمية وأنظمة ال تسمح بذلك‪ ،‬على اعتبار أن طبيعة نظام التسجيل اإللكتروني للدعوى وحوسبة بيانات‬
‫العريضة ال تسمحان تلقائيا بقبول أي دعوى ال تدخل في االختصاص المكاني للمحكمة أو إقامة أكثر‬
‫من دعوى واحدة يتحد فيها األطراف والموضوع والسبب‪ ،‬أو إثارة مسألة بطالن إجراءات التبليغ القضائي‬
‫إلنجازه من النظام اإللكتروني للمحكمة ذاتها مع توفير الضمانات الكافية لكل هذه المسائل‪.2‬‬

‫أما فيما يتعلق بالدفوع الموضوعية والدفع بعد قبول الدعوى‪ ،‬فإنه يمكن تقديمهما إلكترونيا عبر‬
‫األنترنت من خالل البرمجة اإللكترونية لملف الدعوى وعن طريق جدول الطلبات الخاصة بالمدعى‬
‫عليه التي يجب من خاللها على ادعاء المدعي الرد عليها‪ ،‬حيث من الممكن إثارة أي دفع موضوعي‬
‫له صلة مباشرة بموضوع الدعوى‪ ،‬كانقضاء الدين أو اإلبراء أو سقوط الحق‪ ،‬بل أكثر من ذلك يمكن‬
‫للنظام اإللكتروني للمحكمة أن يثير مسألة سبق الفصل في الدعوى أو حجية األحكام الباتة من تلقاء‬
‫نفسه في حالة تسجيل وأرشفة كافة الق اررات القضائية اإللكترونية‪.3‬‬

‫‪1‬داديار حميد‪ ،‬اإلطار القانوني للتقاضي المدني عبر األنترنت‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.121‬‬
‫‪2‬عصمت عبد الحميد بكر‪ ،‬دور التقنيات الحديثة في تطور العقد‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.511‬‬
‫‪3‬داديار حميد‪ ،‬اإلطار القانوني للتقاضي المدني عبر األنترنت‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.121‬‬

‫‪340‬‬
‫التقاضي اإللكتروني‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬الحكم اإللكتروني‪.‬‬

‫يقصد بالحكم القضائي اإللكتروني القرار الصادر من محكمة مختصة في دعوى رفعت إليها عبر‬
‫األنترنت‪ ،‬ومحرر بواسطة تقنيات الحاسوب اآللي التي تعتمد على الكتابة والتوقيع اإللكترونيين في‬
‫تدوينه على وسيط (دعامة) إلكتروني‪ ،‬متاح لالطالع عليه من خالل الموقع اإللكتروني للمحكمة عبر‬
‫األنترنت‪ ،1‬وال يخت لف الحكم التقليدي عن الحكم اإللكتروني من حيث مفهومهما بل فقط من حيث‬
‫الكتابة والتوقيع وطريقة إصداره وتبليغ األطراف‪ ،‬وبناء على ذلك فإن الحكم اإللكتروني يتميز عن الحكم‬
‫القضائي بميزتين أساسيتين هما‪:‬‬

‫أوالهما‪ :‬صدور الحكم من خالل إجراءات إلكترونية عبر األنترنت ابتداء من ختام المرافعة ونجراء‬
‫المداولة والنطق بالحكم‪ ،‬وانتهاءا بتبليغه أو اإلعالن عنه من خالل إتاحة االطالع عليه عبر الموقع‬
‫اإللكتروني للمحكمة‪.‬‬

‫ثانيهما‪ :‬كون الحكم اإللكتروني محرر بواسطة تقنيات الحاسوب اآللي التي تعتمد على الكتابة والتوقيع‬
‫اإللكترونيين عبر وسيط إلكتروني بدال من الوثائق والمحررات الورقية‪.‬‬

‫يجب اإلشارة أن القاعة العامة للمداولة يجب أن تكون سرية في كل القضايا سواء اإللكترونية أو‬
‫التقليدية‪ ،‬مع اختالف طفيف في القضايا اإللكترونية وهو إمكانية إقامتها إلكترونيا‪ ،‬حيث يجتمع القضاة‬
‫افتراضيا‪ ،‬ويتداولون عبر الرسائل اإللكترونية‪ ،‬بعد التدخل التشريعي‪ ،‬مع توفير حماية السرية وسبل‬
‫األمان التقنية‪ ،‬وبعد االنتهاء إلى حكم محدد‪ ،‬يتم كتابته وتوقيعه إلكترونيا‪ ،‬على جهاز الحاسب اآللي‬
‫مباشرة عن طريق التوقيع اإللكتروني المعتمد من القاضي‪.2‬‬

‫‪1‬محمد مأمون سليمان‪ ،‬التحكيم اإللكتروني‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.421‬‬


‫‪2‬أحمد هندى‪ ،‬التقاضي اإللكتروني والمحاكم اإللكترونية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.14‬‬

‫‪341‬‬
‫التقاضي اإللكتروني‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫أما بالنسبة إلجراءات صدور الحكم فيتولى القاضي الخاص بالقضية تالوة منطوق الحكم علنا بعد‬
‫تدوين مسودته وكتابته إلكترونيا‪ ،‬ويظهر القاضي أو هيئة المحكمة على الخط مباشرة لتالوة منطوق‬
‫الحكم علنا‪ ،‬ويعد أطراف الدعوى مبلغين قضائيا تلقائيا بمجرد عرض جلسة النطق بالحكم من خالل‬
‫الموقع اإللكتروني للمحكمة لسهولة متابعتها من األطراف‪ ،‬ويمكنهم االطالع عليه ومعرفته بالصوت‬
‫‪1‬‬
‫والصورة كما يمكن سحب نسخة محررة وموقعة منه بعد تنظيم نسخة الحكم األصلي‪.‬‬

‫لقد أقرت القوانين الحديثة مبدأ المساواة بين السندات الكتابية الورقية والسندات اإللكترونية من حيث‬
‫القيمة القانونية‪ ،‬وعلى األخص في مجال اإلثبات‪ ،‬سواء من خالل الجهود الدولية واإلقليمية بإقرار‬
‫المعاهدات والقوانين النموذجية والتوجيهات التشريعية أو من خالل تعديل قوانين اإلثبات التقليدية أو‬
‫تشريع قوانين خاصة بالتجارة والمعامالت اإللكترونية‪ ،2‬والحكم القضائي البد أن تتوفر فيه الشروط التي‬
‫يجب توافرها في الحكم القضائي التقليدي خاصة ما يتعلق بالبيانات الواجب ذكرها فيه‪ ،‬وأيضا منطوق‬
‫الحكم والعلل واألسباب والمواد القانونية التي استند الحكم إليها أي تسبيب الحكم والحكم بمصاريف‬
‫الدعوى على الخصم المحكوم عليه‪.‬‬

‫أما فيما يتعلق بحفظ الحكم القضائي ونمكانية استرجاعه فقد تكفلت بذلك التقنيات العلمية الحديثة‪،‬‬
‫حيث نصت المادة أ من قانون األونيسترال النموذجي بشأن التجارة اإللكترونية لعام ‪ 2991‬على أنه‪":‬‬
‫عندما يشترط القانون أن تكون المعلومات مكتوبة‪ ،‬تستوفي رسالة البيانات ذلك الشرط إذا تيسر االطالع‬
‫على البيانات الواردة فيها على نحو يتيح استخدامها بالرجوع إليها الحقا"‪ ،‬كما نصت المادة ‪ 4‬من‬
‫القانون العربي االسترشادي للمعامالت والتجارة اإللكترونية على أنه‪ ":‬إذا تطلب القانون أن يتم أي‬

‫‪1‬عصمت عبد الحميد بكر‪ ،‬دور التقنيات الحديثة في تطور العقد‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.519-512‬‬
‫‪2‬عالء حسين مطلق التميمي‪ ،‬المستند اإللكتروني‪ ،‬عناصره وتطوره‪ ،‬مدى حجيته في االثبات‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،1222 ،‬ص ‪.25‬‬

‫‪342‬‬
‫التقاضي اإللكتروني‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫إجراء مما نص عليه في هذا القانون عن طريق مستند مكتوب فإن استيفاء ذلك من خالل استعمال‬
‫‪1‬‬
‫رسالة البيانات أو أكثر يكون صحيحا‪.‬‬

‫الفرع الرابع‪ :‬الطعن في األحكام اإللكترونية‪.‬‬

‫يمكن القول بأن الطعن اإللكتروني عبارة عن وسيلة قانونية يقرها المشرع في إطار عملية التقاضي‬
‫اإللكتروني لمراجعة األحكام القضائية اإللكترونية التي يشوبها الخطأ أو العيب‪ ،‬فمن الناحية التقنية يعد‬
‫الطعن اإللكتروني عبارة عن برنامج حاسوبي يتم إدراجه ضمن آلية التقاضي اإللكتروني الشامل يتيح‬
‫للمحكوم عليهم إمكانية إعادة النظر في األحكام القضائية اإللكترونية الصادرة بحقهم بقصد تعديلها أو‬
‫إلغائها بواسطة عريضة الطعن اإللكتروني التي يتم إرسالها إلى الموقع اإللكتروني للمحكمة التي أصدرت‬
‫الحكم أو المحكمة األعلى منها درجة بشرط أن تكون هي األخرى لها موقع إلكتروني خاص بها خالل‬
‫المدة المحددة قانونا عن طريق حوسبة بيانات عريضة الطعن اإللكتروني واإلجراءات المتعلقة بتقديمها‬
‫والمدة المعينة قانونا لقبولها‪.‬‬

‫إذ يمكن بموجب هذا البرنامج تقديم الطعن في األحكام القضائية اإللكترونية بشكل فوري وسريع‬
‫من خالل ملء الفراغات المتعلقة ببيانات عريضة الطعن التي تظهر بمجرد فتح صفحة أو ملف الطعن‬
‫ليتولى البرنامج تنظيم مسألة دفع الرسم ونجراء التبليغ اإللكتروني خالل المدة المحددة قانونا بحيث يكون‬
‫البرنامج الحاسوبي مزود بآلية الرفض والقبول التلقائي األوتوماتيكي ألي عريضة مقدمة خارج المدة‬
‫القانونية المحددة أو عدم تضمنها للبيانات الواجبة ذكرها فيها‪.2‬‬

‫‪1‬عصمت عبد الحميد بكر‪ ،‬دور التقنيات الحديثة في تطور العقد‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.519‬‬
‫‪2‬داديار حميد‪ ،‬اإلطار القانوني للتقاضي المدني عبر األنترنت‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.129‬‬

‫‪343‬‬
‫التقاضي اإللكتروني‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫فمثال تقديم الطعن إلى المحكمة األعلى درجة من المحكمة مصدرة الحكم وهي محكمة االستئناف‬
‫فالغاية من ذلك هو إعادة النظر في الحكم اإللكتروني الصادر من حيث الوقائع والقانون بقصد فسخه‬
‫كليا أو جزءا منه عن طريق تعديله ونصدار حكم جديد‪.‬‬

‫أهم نقطة في الطعن على األحكام اإللكترونية أن تكون جهة الطعن تحتوي على موقع إلكتروني‬
‫خاص بها يكون له صلة شبكية مع المحكمة المصدرة للحكم أيا كان نوع الطعن عاديا أو غير عادي‪،‬‬
‫فالتواصل بينهما يتم عن طريق الموقع وتبادل المستندات يكون عن طريق البريد اإللكتروني‪.1‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬مقتضيات حجية التقاضي اإللكتروني‪.‬‬

‫إن التعامل بالوسائل اإللكترونية وتبادل المستندات اإللكترونية خاصة في نظام هو أصال يتعلق‬
‫بحقوق وحريات األفراد يحتاج إلى وجود تقنيات تضفي الحجية والقيمة القانونية على تلك المستندات‬
‫اإللكترونية‪ ،‬فمفهوم المحرر في العادة يرتبط بالدعامة التي يثبت عليها والتي هي الورق‪ ،‬وحصوله على‬
‫المصداقية يكون من خالل الحفاظ على محتواه كما هو‪ ،‬بينما األمر يختلف في المحرر اإللكتروني‬
‫فالمحافظة على ما ورد في المحرر الرقمي رغم انتقاله وتحويله من قاعدة بيانات إلكترونية إلى قاعدة‬
‫أخرى صعب جدا‪ ،‬فحتى تتم كل إجراءات التعامل اإللكتروني بصورة صحيحة البد من إيجاد وسيلة‬
‫التي تكفل سالمة وصحة المستندات من أي تحريف أو تعديل‪ ،‬وهنا تظهر وظيفة التوقيع اإللكتروني‬
‫فالمصادقة على صحة البيانات تتم بصورة فعلية من خالل منظومة التوقيع اإللكتروني‪ ،‬والتي ال تكون‬
‫مكتملة وتحقق غاية اإلثبات القانوني إال بوجود آلية أخرى هي التصديق اإللكتروني التي تأكد بها‬
‫انتساب المحرر فعال لصاحبه‪.‬‬

‫‪1‬حازم محمد شرعة‪ ،‬التقاضي اإللكتروني والمحاكم اإللكترونية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.22‬‬

‫‪344‬‬
‫التقاضي اإللكتروني‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫فالمعامالت اإللكترونية تتم على دعامة إلكترونية غير ملموسة‪ ،‬يصعب التحقق من شخصية‬
‫المتعامل مع اإلدارة‪ ،‬وكذا يصعب بيان الحجية القانونية لهذه المستندات‪ ،‬لذا وضعت القوانين المقارنة‬
‫هذه التقنيتين إلضفاء الحجية على المحررات اإللكترونية‪ ،‬وبالتالي سنحاول من خالل هذا المبحث‬
‫التعرف على التوقيع اإللكترونية وبيان حجيته في المطلب األول‪ ،‬ثم التطرق إلى التصديق اإللكتروني‬
‫في المطلب الثاني‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬التوقيع اإل لكتروني‪.‬‬

‫ال تعد الكتابة دليال كامال في اإلثبات‪ ،‬إال إذا كانت موقعة‪ ،‬فالتوقيع هو العنصر الثاني من عناصر‬
‫الدليل الكتابي المعد أصال لإلثبات‪ ،‬وبما أن الواقع العملي اتجه إلى إدخال طرق ووسائل حديثة ونتيجة‬
‫النتشار نظم المعلومات اإللكترونية أصبح التوقيع اليدوي ال يتماشى مع هذا التطور لذا كان من‬
‫الضروري إيجاد بديل عنه يلبي ويقوم بمهامه بشكل إلكتروني وهو التوقيع اإللكتروني‪.‬‬

‫من هذا المنطلق ستنصب دراستنا على تعريف التوقيع اإللكتروني في الفرع األول‪ ،‬ثم بيان صوره‬
‫في الفرع الثاني‪ ،‬وتحديد شروطه في الفرع الثالث‪ ،‬لنختم المطلب بموقف التشريعات المقارنة حول حجية‬
‫التوقيع اإللكتروني في الفرع الرابع‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬تعريف التوقيع اإل لكتروني‪.‬‬

‫نظر ألهمية التوقيع اإللكتروني في مجال التعامالت اإللكترونية‪ ،‬فإن الفقه والقانون قد أوجدوا العديد‬
‫ا‬
‫من التعريفات له وهي‪:‬‬

‫‪345‬‬
‫التقاضي اإللكتروني‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫أوال‪ .‬التعريفات القانونية‪:‬‬

‫عرفت المادة ‪ 1‬من قانون األونيسترال النموذجي بشأن التوقيعات اإللكترونية التوقيع اإللكتروني‬
‫بأنه‪ ":‬بيانات في شكل إلكتروني مدرجة في رسالة بيانات أو مضافة إليها أو مرتبطة بها منطقيا‪ ،‬يجوز‬
‫أن تستخدم لتعيين هوية الموقع بالنسبة إلى رسالة البيانات ولبيان موافقة الموقع على المعلومات الواردة‬
‫في رسالة البيانات"‪.‬‬

‫كما عرفته المادة ‪ 1‬من التوجيه األوروبي الصادر في ‪ 21‬ديسمبر ‪ 2999‬بأنه‪ ":‬بيان يأخذ الشكل‬
‫اإللكتروني ويرتبط أو يتصل بشكل منطقي بمعطيات إلكترونية أخرى‪ ،‬والذي يمكن أن يخرج بشكل‬
‫موثق"‪.‬‬

‫ما يالحظ على هذه التعريفات أنها تطرقت إلى التوقيع اإللكتروني من وجهة نظر فنية باعتباره‬
‫وسيلة تكنولوجية لألمان والسرية أو بمعنى آخر هذه التعريفات لم تتعرض لآلثار القانونية للتوقيع‬
‫اإللكتروني‪ ،1‬أما المشرع الفرنسي ففي تعريفه للتوقيع اإللكتروني قد بين اآلثار القانونية له‪ ،‬حيث نصت‬
‫المادة ‪ 4/2121‬من القانون المدني الفرنسي المعدلة بالقانون رقم ‪ 1222/112‬الصادر في ‪ 21‬مارس‬
‫‪ ،1222‬بأنه‪ ":‬التوقيع الذي يميز هوية صاحبه ويضمن عالقته بالواقعة التي تم إجرائها ويؤكد شخصية‬
‫صاحبه وصحة الواقعة المنسوبة إليه"‪ ،‬وهو ما يعني أنه إذا ما تم التوقيع في شكل إلكتروني وجب‬
‫استخدام طريقة موثوق بها لتمييز هوية صاحبه‪ ،‬والجدير بالذكر‪ ،‬أن هذه المادة ال تطبق فقط على‬
‫العقود المدنية اإللكترونية بل يمكن تطبيقها على العقود اإلدارية‪.‬‬

‫أما في الواليات المتحدة األمريكية فقد نص القانون الفيدرالي على أنه يقصد بالتوقيع اإللكتروني‪" :‬‬
‫أي رمز أو وسيلة بصرف النظر عن التقنية المستخدمة إذا ما تم نسبته إلى شخص يرغب في توقيع‬
‫مستند"‪ ،‬وأصدرت عدة واليات أمريكية قوانين أخرى تتعلق بالتوقيع اإللكتروني مثل والية يوتا ‪utah‬‬

‫‪1‬ماجد راغب الحلو‪ ،‬تأليف رحيمة الصغير ساعد نمديلي‪ ،‬العقد اإلداري اإللكتروني‪ ،‬دار الجامعة الجديدة‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،1222 ،‬ص ‪.22‬‬

‫‪346‬‬
‫التقاضي اإللكتروني‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫وكاليفورنيا ‪ california‬وجورجيا ‪ Georgia‬وفلوريدا ‪ ،Florida‬كما عرف قانون سنغافورة التوقيع‬


‫اإللكتروني بأنه‪ ":‬أي حروف أو كتابة أو أرقام أو رموز أخرى في شكل رقمي ملحق أو مرتبط بسجل‬
‫إلكتروني ارتباطا منطقيا بنية توثيق هذا السجل أو الموافقة عليه"‪.1‬‬

‫أما في القوانين والنظم العربية‪ ،‬فإن القانون المصري رقم ‪ 25‬لسنة ‪ 1224‬الخاص بتنظيم التوقيع‬
‫اإللكتروني وننشاء هيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات‪ ،‬قد تأثر كثي ار بتعريف القانون النموذجي‬
‫للتوقيع اإللكتروني الذي أصدرته لجنة القانون التجاري الدولي لألمم المتحدة‪ ،‬حيث عرفته في المادة‬
‫األولى منه بأنه‪ ":‬التوقيع اإللكتروني ما يوضع على محرر إلكتروني ويتخذ شكل حروف أو أرقام أو‬
‫رسوم أو إشارات أو غيرها‪ ،‬ويكون له طابع منفرد يسمح بتحديد شخص الموقع وتمييزه عن غيره"‪ ،‬وما‬
‫يالحظ على هذا القانون أنه قد ربط بين اآلثار الفنية والتقنية للتوقيع اإللكتروني وكذا آثاره القانونية‪،‬‬
‫لكن مع ذلك لم يبين وظيفته في توثيق التصرفات القانونية كما فعل القانون الفرنسي‪.2‬‬

‫أما قانون التجارة والمبادالت اإللكترونية التونسي الصادر عام ‪ 1222‬والذي كانت له الريادة بين‬
‫القوانين العربية في مجال التجارة اإللكترونية وما يرتبط بها من أمور أخرى مثل التوقيع اإللكتروني‪،‬‬
‫هذا القانون وردت فيه أحكام التوقيع اإللكتروني متفرقة في عدة نصوص‪ ،‬فقد أصر المشرع التونسي‬
‫أال يضع تعريفا للتوقيع اإللكتروني مكتفيا بتنظيم أحكامه فقط‪ ،‬فجاء تعريفه مجزءا بين تلك التعريفات‪.‬‬

‫أما قانون المعامالت اإللكترونية األردني رقم ‪ 25‬لسنة ‪ ،1222‬فقد عرف التوقيع اإللكتروني من‬
‫خالل المادة ‪ 1‬بأنه‪ ":‬البيانات التي تتخذ هيئة حروف أو أرقام أو رموز أو إشارات أو غيرها وتكون‬
‫مدرجة بشكل إلكتروني أو رقمي أو ضوئي أو أي وسيلة أخرى مماثلة في رسالة معلومات أو مضافة‬

‫‪1‬خالد ممدوح إبراهيم‪ ،‬أمن المعلومات اإللكترونية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.222-222‬‬
‫‪2‬راغب ماجد‪ ،‬رحيمة الصغير‪ ،‬العقد اإلداري اإللكتروني‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.21‬‬

‫‪347‬‬
‫التقاضي اإللكتروني‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫عليها أو مرتبطة بها ولها طابع يسمح بتحديد هوية الشخص الذي وقعها ويميزه عن غيره من أجل‬
‫توقيعه وبغرض الموافقة على مضمونه"‪.1‬‬

‫أما المشرع الجزائري ففي بادئ األمر لم يضع تعريفا للتوقيع اإللكتروني بل تمت اإلشارة إليه وتحديد‬
‫حجيته فقط‪ ،‬وذلك في القانون رقم ‪ 22/25‬الصادر ‪ 1225/21/12‬المتضمن تعديل القانون المدني‬
‫بإضافة ثالث مواد‪ ،‬وهي المواد رقم ‪ 111‬مكرر‪ 111 ،‬مكرر‪ ،2‬والمادة ‪ ،112‬وقد جاء نص المادة‬
‫‪2 111‬مكرر ‪ 2‬على أنه‪ ":‬يعتبر اإلثبات بالكتابة في الشكل اإللكتروني كاإلثبات بالكتابة على الورق‬
‫بشرط إمكانية التأكد من هوية الشخص الذي أصدرها‪ ،‬وأن تكون معدة ومحفوظة في ظروف تضمن‬
‫سالمتها"‪ ،‬فهذا تأكيد من المشرع على حجية التوقيع اإللكتروني بشرط توافر الشروط الالزمة المنصوص‬
‫عليها‪ ،‬لكن بعد صدور القانون ‪ 24-25‬المتعلق بالتوقيع والتصديق اإللكترونيين‪ ،‬وضع المشرع تعريفا‬
‫خاصا بالتوقيع اإللكتروني وذلك في المادة الثانية الفقرة األولى التي نصت على أن‪ :‬التوقيع اإللكتروني‬
‫بيانات في شكل إلكتروني‪ ،‬مرفقة أو مرتبطة منطقيا ببيانات إلكترونية أخرى‪ ،‬تستعمل كوسيلة للتوثيق‪.‬‬

‫ثانيا‪ .‬التعريفات الفقهية‪:‬‬

‫تأكيدا للتعريفات القانونية فقد حاول الفقه إعطاء بعض التعريفات للتوقيع اإللكتروني ومنها‪.‬‬

‫يعرفه الفقه الفرنسي بأنه‪ ":‬عبارة عن مجموعة من األرقام تنجم عن طريق عملية حسابية مفتوحة‬
‫باستخدام الكود الخاص"‪ ،3‬كما عرف بأنه‪ ":‬ذلك التوقيع الناتج عن إتباع إجراءات محددة تؤدي في‬
‫النهاية إلى نتيجة معينة معروفة مقدما‪ ،‬ويكون مجموع هذه اإلجراءات هو البديل الحديث للتوقيع‬
‫بمفهومه التقليدي أو ما يسميه البعض توقيع إجرائي"‪.4‬‬

‫‪1‬أحمد عاشور الحديدي‪ ،‬أثر التكنولوجيا الحديثة على الوسائل القانونية لجهة اإلدارة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.222‬‬
‫‪2‬المادة ‪ 111‬مكرر ‪ 2‬من القانون ‪ 22/25‬الصادر ‪ 1225/21/12‬المتضمن تعديل القانون المدني‪.‬‬
‫‪3‬أحمد عاشور‪ ،‬أثر التكنولوجيا الحديثة على الوسائل القانونية لجهة اإلدارة‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.221‬‬
‫‪4‬عبد الفتاح بيومي حجازي‪ ،‬التوقيع اإللكتروني في النظم القانونية المقارنة‪ ،‬دار الفكر الجامعي‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬لطبعة األولى‪ ،1225 ،‬ص ‪.25‬‬

‫‪348‬‬
‫التقاضي اإللكتروني‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫أما الفقه العربي فيعرفه بأنه‪ ":‬مجموعة من اإلجراءات والوسائل التي يتاح استخدامها‪ ،‬عن طريق‬
‫الرموز أو األرقام ليتم إخراجها على شكل رسالة إلكترونية تتضمن عالمات مميزة للموقع من غيره‬
‫ومشفرة بإحدى طرق التشفير‪ ،‬ويتم تداول الرسائل اإللكترونية من خالل الوسائل اإللكترونية"‪.1‬‬

‫بينما عرفه البعض اآلخر بأنه‪ ":‬عبارة عن حروف أو أرقام أو رموز أو إشارات لها طابع منفرد‬
‫تسمح بتحديد شخص صاحب التوقيع وتمييزه عن غيره‪ ،‬وهو الوسيلة الضرورية للمعامالت اإللكترونية‬
‫‪2‬‬
‫في إبرامها وتنفيذها‪ ،‬والمحافظة على سرية المعلومات والرسائل"‪.‬‬

‫كما يرى البعض أنه‪ ":‬إجراء معين يقوم به الشخص المراد توقيعه على المحرر سواء كان هذا‬
‫اإلجراء على شكل رقم أو إشارة إلكترونية معينة أو شفرة خاصة‪ ،‬المهم في األمر أن يحتفظ بالرقم‬
‫والشفرة بشكل آمن وسري تمنع استعماله من قبل الغير‪ ،‬وتعطي الثقة في أن صدور هذا التوقيع يفيد‬
‫بأنه فعال صدر عن صاحبه أي حامل الرقم أو الشفرة‪ ،‬لهذا يمكن تسمية التوقيع اإللكتروني بالتوقيع‬
‫االجرائي"‪.3‬‬

‫يرى البعض بوجه عام أنه كل وسيلة تقوم بوظيفتي التوقيع وهما تعيين صاحبها تعيينا ال لبس فيه‬
‫وانصراف إرادته نهائيا إلى االلتزام بما وقع عليه تعد بمثابة توقيع وعليه فإن استحداث أي وسيلة تقنية‬
‫حديثة تحل محل التوقيع التقليدي بمفهومه القديم وفي نفس الوقت تقوم بوظيفتي التوقيع التقليدي دون‬
‫أي إخالل بهما فهي تعد توقيعا قانونيا ال لبس فيه"‪.4‬‬

‫بالتالي يتضح أنه ال يوجد تعريف جامع مانع للتوقيع اإللكتروني‪ ،‬ويرجع السبب إلى اختالف‬
‫التقنيات المستخدمة فيه‪ ،‬ونلى التطور السريع والمتالحق في مجال التكنولوجيا مما أدى إلى تعدد‬

‫‪1‬قارة مولود‪ ،‬التوثيق اإللكتروني‪ ،‬شكله ونجراءاته‪ ،‬مجلة األستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية ‪-‬المجلد ‪ ،21‬العدد ‪ ،21‬ديسمبر ‪،1212‬‬
‫ص ‪.2542‬‬
‫‪2‬ماجد راغب الحلو‪ ،‬رحيمة الصغير ساعد نمديلي‪ ،‬العقد اإلداري اإللكتروني‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص‪.24-21‬‬
‫‪3‬محمد أمين الرومي‪ ،‬النظام القانوني للتوقيع اإللكتروني‪ ،‬دار الكتب القانونية‪ ،‬مصر‪ ،1222 ،‬ص ‪.25‬‬
‫‪4‬منير محمد الجنبيهي‪ ،‬ممدوح محمد الجنبيهي‪ ،‬التوقيع اإللكتروني وحجيته في اإلثبات‪ ،‬دار الفكر الجامعي‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،1224 ،‬ص ‪.42‬‬

‫‪349‬‬
‫التقاضي اإللكتروني‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫التعاريف والمفاهيم‪ ،‬إال أنها جاءت متقاربة في مفهومها محددة للغرض منه بأنه أحد وسائل اإلثبات‬
‫مما يكفل الحماية القانونية لصاحبه‪.‬‬

‫كما يتضح من هذه التعريفات‪ ،‬أن التوقيع اإللكتروني يقوم بذات الوظيفة التي يقوم بها التوقيع‬
‫التقليدي‪ ،‬بل إن جانب من الفقه ذهب أبعد من ذلك واعتبر التوقيع اإللكتروني يوفر أمنا أكثر مما يوفره‬
‫التوقيع التقليدي العتماده بشكل كبير على نظام التشفير الذي ال يعلم به إال صاحبه‪ ،‬وأن التوقيع‬
‫التقليدي يسهل تزويره أو اقتطاعه عن السند الذي يتضمنه‪ ،‬وذلك عكس التوقيع اإللكتروني الذي ال‬
‫يمكن تزويره أو اقتطاعه ألنه يعد جزءا من السند الذي تم تشفيره‪.1‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬صور التوقيع اإل لكتروني‪.‬‬

‫لقد أفرزت لنا المعامالت اإللكترونية أشكاال مختلفة ومتعددة من التوقيع اإللكتروني‪ ،‬فدراسة أنواعه‬
‫تعني دراسة طرق توثيق المعامالت اإللكترونية‪ ،‬وتتنوع صوره بحسب الطريقة أو األسلوب الذي يتم به‪،‬‬
‫من أهم الصور المعروفة حاليا هي‪:‬‬

‫أوال‪ .‬التوقيع الرقمي‪:‬‬

‫بدأ يستخدم التوقيع الرقمي في المعامالت البنكية حيث نجد البطاقات البنكية ‪Smart card‬‬
‫وبطاقات الموندكس ‪ Mondex-card‬التي تحتوي على رقم سري يستطيع حامل البطاقة من خاللها‬
‫القيام بكافة العمليات البنكية من خالل جهاز الصراف اآللي ‪ ،ATM‬ثم تطور استخدام هذا التوقيع وبدأ‬
‫يستخدم كأسلوب موثوق به في الرسائل المتبادلة إلكترونيا‪.‬‬

‫‪1‬عباس عبودي‪ ،‬التبليغ القضائي بواسطة الرسائل اإللكترونية ودورها في حسم الدعوى المدنية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.11-15‬‬

‫‪350‬‬
‫التقاضي اإللكتروني‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫يقصد بالتوقيع الرقمي‪ ":‬بيانات أو معلومات متصلة بمنظومة بيانات أخرى أو صياغة منظومة في‬
‫صورة شفرة"‪ ،‬يتم تحويل المحرر المكتوب باستخدام العمليات الحسابية من أسلوب الكتابة العادية إلى‬
‫معادلة رياضية وتحويل التوقيع إلى أرقام‪ ،‬وحتى يكتمل المحرر من الناحية القانونية‪ ،‬فإنه يجب وضع‬
‫التوقيع عليه وهو ما يحدث بإضافة األرقام إلى المعادلة الرياضية حيث يكتمل المحرر ويتم حفظه في‬
‫جهاز الكمبيوتر‪.1‬‬

‫فهو عبارة عن أرقام مطبوعة لمحتوى المعاملة التي يتم التوقيع عليها بالطريقة نفسها‪ ،‬وتتم الكتابة‬
‫الرقمية للتوقيع ولمحتوى المعاملة عن طريق التشفير ‪ La cryptographie‬الذي يتم باستعمال مفاتيح‬
‫سرية وطرق حسابية معقدة تسمى "لوغاريتمات" لتتحول إلى رسائل رقمية غير مقروءة وغير مفهومة‬
‫مالم يتم فك تشفيرها ممن يملك مفاتيح ذلك التشفير‪.2‬‬

‫يعد من أهم صور التوقيع اإللكتروني نظ ار لما يتمتع به من قدرة فائقة على تحديد هوية أطراف‬
‫العقد تحديدا دقيقا وممي از‪ ،‬إضافة لتمتعه بدرجة عالية من الثقة واألمان في استخدامه وتطبيقه عند إبرام‬
‫العقود‪ ،‬لكونه يعتمد على التشفير المماثل وغير المماثل وهما‪:‬‬

‫‪ -2‬التشفير المماثل‪ :‬هو الذي يقوم على فكرة مفتاح واحد متبادل بين الطرفين‪ ،‬يستخدم من المرسل‬
‫قصد تشفير الرسالة‪ ،‬كما يستعمل من المرسل إليه قصد استعادة الرسالة في شكلها الواضح‪ ،‬ويعمل في‬
‫بيئة منعزلة بسبب المخاطر الحقيقية التي تحيط بعملية توزيع هذا المفتاح بين الطرفين‪ ،‬ونمكانية تلقيه‬
‫من قبل الغير‪.‬‬

‫‪ -1‬التشفير غير المماثل‪ :‬وهو الذي يعتمد على زوج من المفاتيح غير المتماثلة األول يكون معروفا‬
‫للجميع‪ ،‬والثاني يخص صاحبه‪ ،‬ويحتفظ به س ار عن طريقه يشفر رسالته‪.‬‬

‫‪1‬خالد إبراهيم ممدوح‪ ،‬أمن المعلومات اإللكترونية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.212-212‬‬
‫‪2‬راغب ماجد الحلو‪ ،‬رحيمة الصغير‪ ،‬العقد اإلداري اإللكتروني‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.21‬‬

‫‪351‬‬
‫التقاضي اإللكتروني‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫أكثر التوقيعات الرقمية شيوعا القائمة على ترميز المفاتيح‪،‬‬

‫‪-‬المفاتيح العمومية ‪Public keys‬‬

‫‪-‬المفاتيح الخاصة ‪Privat keys‬‬

‫يقرها دون أن يستطيع إدخال أي‬


‫المفاتيح العامة هي التي تسمح لكل من يهتم بقراءة الرسالة أن أ‬
‫تعديل عليها‪ ،‬فإذا وافق على مضمونها وأراد إبداء قبوله بشأنها وضع توقيعه عليها من خالل مفتاحه‬
‫الخاص وعليه تعود تلك الرسالة إلى مرسلها مزيلة بالتوقيع‪ ،1‬أي هناك مفتاحين مختلفين أحدهما للتشفير‬
‫واآلخر لفك الشفرة‪ ،‬وميزة هذه الطريقة أنه لو عرف أحد المفتاحين فال يمكن معرفة المفتاح اآلخر‬
‫حسابيا‪.2‬‬

‫يمكن إيجاز مزايا التوقيع الرقمي كما يلي‪:‬‬

‫‪-2‬التوقيع الرقمي يؤدي إلى إقرار المعلومات التي يتضمنها السند أو يهدف إليها صاحب التوقيع‪.‬‬

‫‪-1‬التوقيع الرقمي دليل على الحقيقة‪ ،‬بدرجة أكثر من التوقيع التقليدي‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫‪-1‬التوقيع الرقمي وسيلة مأمونة لتحديد هوية الشخص الذي قام بالتوقيع‪.‬‬

‫ثانيا‪ .‬التوقيع بالقلم اإل لكتروني‪Pen.OP :‬‬

‫معناه نقل التوقيع اإللكتروني المكتوب بخط اليد على المحرر إلى الملف المراد نقل هذا المحرر‬
‫إليه باستخدام جهاز إسكانير‪ ،‬وعليه ينقل المحرر موقعا عليه من صاحبه إلى شخص آخر باستخدام‬
‫شبكة اإلنترنت‪ ،4‬وهذه الطريقة عبارة عن قلم إلكتروني ‪ pen-computer signatures‬يمكنه الكتابة‬

‫‪1‬منير محمد الجنبيهي‪ ،‬ممدوح محمد الجنبيهي‪ ،‬التوقيع اإللكتروني وحجيته في اإلثبات‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.42‬‬
‫‪2‬عبد الفتاح بيومي حجازي‪ ،‬التوقيع اإللكتروني في النظم القانونية المقارنة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.11-12‬‬
‫‪3‬عبد الفتاح بيومي حجازي‪ ،‬التوقيع اإللكتروني في النظم القانونية المقارنة‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص ص ‪.12-11‬‬
‫‪4‬منير محمد الجنبيهي‪ ،‬ممدوح محمد الجنبيهي‪ ،‬التوقيع اإللكتروني وحجيته في اإلثبات‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.45‬‬

‫‪352‬‬
‫التقاضي اإللكتروني‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫على شاشة الكمبيوتر عن طريق برنامج هو المسيطر والمحرك لكل هذه العملية ويقوم هذا البرنامج‬
‫بوظيفتين أساسيتين لهذا النوع من التوقيعات‪ ،‬األولى هي خدمة التقاط التوقيع ‪The signature‬‬
‫‪ ،capture service‬والثانية هي خدمة التحقق من صحة التوقيع ‪The signature verification‬‬
‫‪.service1‬‬

‫أما فيما يتعلق بالوظيفة األولى‪ ،‬فيقوم الشخص بإدخال بياناته عن طريق بطاقته الخاصة التي يتم‬
‫وضعها فتظهر على شاشة الحاسب اآللي مجموعة من التعليمات يتبعها الشخص‪ ،‬ثم تظهر رسالة‬
‫أخرى تطالب بتوقيعه باستخدام القلم اإللكتروني على مربع داخل الشاشة‪ ،‬وبمجرد تنفيذ الموقع هذه‬
‫التعليمات يرى توقيعه على الشاشة بذات الشكل الذي كتبه‪ ،‬عندئذ يقوم البرنامج بقياس خصائص معينة‬
‫للتوقيع من حيث الحجم والشكل والنقاط والخطوط وااللتواءات ودرجة الضغط على القلم‪ ،‬ويقوم الموقع‬
‫بالضغط على مفاتيح معينة تظهر له على الشاشة بأنه موافق أو غير موافق على هذا التوقيع‪ ،‬فإذا‬
‫تمت الموافقة على التوقيع يتولى البرنامج جمع البيانات الخاصة بالتوقيع ويدمجها مع شكل التوقيع‬
‫الموافق عليه ويقوم بتشفيرها واالحتفاظ بها لحين الحاجة إليها مرة أخرى‪.‬‬

‫بالنسبة للوظيفة الثانية والمتمثلة في التحقق من صحة التوقيع‪ ،‬فإنه يرجع إلى البرنامج الذي تم‬
‫حفظ التوقيع فيه‪ ،‬حيث يقوم البرنامج بإجراء مقارنة بين خصائص التوقيع المكتوب على الشاشة وبين‬
‫التوقيع المحفوظ على قاعدة البيانات‪ ،2‬أي أنها تقارن المعلومات مع التوقيع المخزن وترسلها إلى برنامج‬
‫الكمبيوتر الذي يعطي اإلشارة فيما إن كان التوقيع صحيحا أم ال‪.3‬‬

‫إال أن تلك الطريقة تواجه الكثير من المعوقات تتمثل في عدم الثقة حيث يمكن للمستقبل أن يحتفظ‬
‫بهذا التوقيع الموجود على المحرر ووضعه على أي مستند آخر لديه دون وجود أي طريقة يمكن من‬

‫‪1‬خالد ممدوح إبراهيم‪ ،‬أمن المعلومات اإللكترونية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.211‬‬


‫‪2‬أحمد عاشور الحديدي‪ ،‬أثر التكنولوجيا الحديثة على الوسائل القانونية لجهة اإلدارة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.225-224‬‬
‫‪3‬عبد الفتاح بيومي‪ ،‬التوقيع اإللكتروني في النظم القانونية المقارنة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.14‬‬

‫‪353‬‬
‫التقاضي اإللكتروني‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫خاللها التأكد من أن صاحب هذا التوقيع هو الذي وضعه على هذا المستند وقام بإرساله إلى هذا‬
‫الشخص وعليه فإن تلك الطريقة مأخوذ ضدها انعدام الثقة وبالتالي يقلل من حجية التوقيع اإللكتروني‪،1‬‬
‫لكننا نرى أن هذه المشكلة يمكن حلها عن طريق شيئين‪ ،‬هما تكنولوجيا المفتاح العام القائمة على‬
‫التشفير‪ ،‬ونيجاد جهة تصديق معتمدة من قبل السلطة التنفيذية يمكن الرجوع إليها للتحقيق مقدما من‬
‫شخصية منشئ التوقيع قبل البدء في التعامل معه‪.‬‬

‫ثالثا‪ .‬التوقيع البيومتري‪:‬‬

‫إن التوقيع البيومتري باستخدام الخواص الذاتية أو الطبيعية كإجراء للتوثيق يقوم بصفة أساسية على‬
‫الخواص الفيزيولوجية والطبيعية والسلوكية لإلنسان‪ ،‬مثال ذلك بصمة اإلصبع ‪ finger printing‬ومسح‬
‫شبكية العين ‪ retinal scans‬ونبرت الصوت ‪ ،recognition2‬وتتم هذه الطريقة بتخزين بصمة‬
‫الشخص داخل دائرة اإللكترونية للجهاز الذي يتم التعامل معه‪ ،‬بحيث ال يتم الدخول إال عند وضع‬
‫بصمة األصبع المتفق عليها أو بصمة الشفاه أو بنطق كلمات معينة‪ ،‬وال يتم التعامل بها إال عندما‬
‫يتأكد الجهاز من عملية المطابقة التامة‪ ،3‬وهذه البيانات الذاتية يتم تشفيرها حتى ال يستطيع أي شخص‬
‫الوصول لها ومحاولة العبث بها أو تغييرها‪ ،‬ذلك أن طرق التوثيق البيومترية ‪methods biometric‬‬
‫‪ outhentication‬التي تستخدم عبر شبكة األنترنت بدون تشفير يمكن مهاجمتها وتغييرها‪ ،‬حيث يمكن‬
‫أن ينتحل شخص آخر شخصية المستخدم‪ ،4‬وهذه الطريقة تعد من أهم الطرق التي تحقق األمان‬
‫للحاسبات ألنها ال تسمح بالدخول لمن هم غير مسموح لهم الدخول‪.5‬‬

‫‪1‬منير محمد الجنبيهي‪ ،‬ممدوح محمد الجنبيهي‪ ،‬التوقيع اإللكتروني وحجيته في اإلثبات‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.45‬‬
‫‪2‬خالد ممدوح إبراهيم‪ ،‬أمن المعلومات اإللكترونية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.214-211‬‬
‫‪3‬ضريفي نادية‪ ،‬مقران سماح‪ ،‬التوقيع اإللكتروني ودوره في عصرنة اإلدارة العمومية‪ ،‬مجلة الدراسات القانونية والسياسية‪ ،‬المجلد ‪ ،21‬العدد ‪،21‬‬
‫جوان ‪ ،1212‬ص ‪.222‬‬
‫‪4‬خالد ممدوح إبراهيم‪ ،‬أمن المعلومات اإللكترونية‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص ص ‪.214-211‬‬
‫‪5‬منير محمد الجنبيهي‪ ،‬ممدوح محمد الجنبيهي‪ ،‬التوقيع اإللكتروني وحجيته في اإلثبات‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.41‬‬

‫‪354‬‬
‫التقاضي اإللكتروني‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫فالتوقيع البيومتري يقوم على التحقق من شخصية المتعامل من خالل االعتماد على الصفات‬
‫الجسدية والسلوكية للفرد لتمييزه وتحديد هويته‪ ،‬إذ يقوم هذا التوقيع على حقيقة علمية مفادها أن لكل‬
‫شخص صفاته الجسدية الخاصة به‪ ،‬والتي تختلف عن شخص آخر‪ ،‬وتتمتع هذه الصفات بالثبات‬
‫النسبي مما يجعل لها قد ار كبي ار من الحجة في اإلثبات‪.1‬‬

‫يمكن أن نالحظ سلبيات وعيوب هذا التوقيع‪ ،‬إذ من الممكن أن تخضع الذبذبات الحاملة للصوت‬
‫أو صورة بصمة األصابع أو شبكة العين للنسخ ونعادة االستعمال‪ ،‬كما يمكن إدخال تعديالت عليها من‬
‫جانب قراصنة الحاسب اآللي عن طريق فك الشفرة الخاصة بها‪ ،‬باإلضافة إلى أن هذا النوع من التوقيع‬
‫ذو تكلفة عالية‪ ،‬نظ ار الرتفاع أسعار األجهزة التشغيلية المرافقة له‪ ،‬األمر الذي يجعله قاص ار على بعض‬
‫االستخدامات المحددة‪.2‬‬

‫بينما يرى جانب آخر من الفقه أن ارتباط هذه الخواص الفيزيائية والطبيعية والسلوكية باإلنسان‬
‫تسمح بتميزه عن غيره بشكل موثوق به إلى أقصى الحدود‪ ،‬وهو ما يتيح استخدامه في التوقيع على‬
‫العقود اإللكترونية‪.3‬‬

‫رابعا‪ .‬التوقيع باستخدام بطاقة اال ئتمان الممغنطة ذات الرقم السري‪:‬‬

‫مما ال شك فيه أن هذه الصورة للتوقيع االلكتروني هي األكثر شيوعا لدى الجمهور في المجال‬
‫التجاري والمعامالت البنكية‪ ،‬فال يتطلب استخدامها كثي ار من العناية أو الخبرة‪ ،‬بل يمكن لكل شخص‬

‫‪1‬سامح عبد الواحد التهامي‪ ،‬التعاقد عبر شبكة اإلنترنت‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬دار الكتب القانونية‪ ،‬القاهرة‪ ،2009 ،‬ص ‪.121‬‬
‫‪2‬أحمد عاشور الحديدي‪ ،‬أثر التكنولوجيا الحديثة على الوسائل القانونية لجهة اإلدارة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.221‬‬
‫‪3‬خالد ممدوح إبراهيم‪ ،‬أمن المعلومات اإللكترونية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.214‬‬

‫‪355‬‬
‫التقاضي اإللكتروني‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫استعمالها‪ ،‬كما أنها ال تستلزم أن يملك الشخص جهاز حاسب آلي‪ ،‬أو أن يكون جهازه متصال بشبكة‬
‫اإلنترنت‪.1‬‬

‫فنتيجة تطور تكنولوجيا االتصاالت والمعلومات وازدياد التعامل بأسلوب التجارة اإللكترونية ظهرت‬
‫البطاقات الممغنطة البنكية التي تستخدم عن طريق ماكينة الصراف اآللي ‪ ،ATM‬تحتوي هذه البطاقات‬
‫على شريط تسجيل مغناطيسي للمعلومات مثل اسم المستخدم ورقم الهوية وتاريخ صالحية البطاقة ورقم‬
‫تعريف الشخصية ‪ ،personal identification‬أما ذاكرة البطاقة فتحتوي على نظام دفاعي للحماية‬
‫‪ brute force attacks‬ألنه بعد إجراء عدة محاوالت غير ناجحة لكي يخمن المستخدم الرقم السري‬
‫‪ PIN‬فإن العملية ال تتم‪ ،‬كما أن البطاقة يمكن سحبها بواسطة ماكينة الصرف‪ ،2‬هذه البطاقة يصدرها‬
‫البنك أو المؤسسة االئتمانية لعمالئها بغرض تخفيف الضغط عليها‪ ،‬إذ بدال من ذهاب العميل إلى‬
‫البنك لسحب المبالغ النقدية‪ ،‬فإنه يقوم بهذه العملية عن طريق الصراف اآللي باتباع إجراءات معينة‬
‫التي تم االتفاق عليها بينه وبين الجهة المصدرة للبطاقة‪.3‬‬

‫تتميز هذه الصورة من صور التوقيع اإللكتروني باإلضافة إلى سهولتها وبساطتها بقدر كبير من‬
‫األمان والثقة‪ ،‬ذلك أن العملية القانونية ال تتم إال إذا اقترن إدخال البطاقة في الجهاز بإدخال الرقم‬
‫السري الخاص بالعميل‪ ،‬والذي يتم إعداده وتسليمه للعميل بطريقة محكمة السرية بحيث ال يستطيع أن‬
‫يعلمه أحد سواه‪ ،‬كما أنه في حالة فقدان البطاقة أو سرقتها‪ ،‬أو نسيان الرقم السري أو فقده‪ ،‬يتم تجميد‬
‫كل العمليات التي تتم بواسطتها بمجرد إخبار البنك بذلك‪ ،‬وال شك في صالحية هذا النوع من التوقيع‬
‫كدليل إثبات لما يتمتع به من وسائل تأمين هامة تؤكد الثقة في التوقيع وانتسابه إلى مصدره‪ ،‬فقد أقر‬

‫‪1‬ثروت عبد الحميد‪ ،‬التوقيع اإللكتروني‪ ،‬ماهيته‪-‬صوره ومخاطره‪ ،‬وكيفية مواجهة مدى حجيته في اإلثبات‪ .‬اإلسكندرية‪ :‬دار الجامعة الجديدة‪،‬‬
‫‪ ،1222‬ص ‪.51‬‬
‫‪2‬خالد ممدوح إبراهيم‪ ،‬أمن المعلومات اإللكترونية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.214‬‬
‫‪3‬أحمد عاشور الحديدي‪ ،‬أثر التكنولوجيا الحديثة على الوسائل القانونية لجهة اإلدارة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.222‬‬

‫‪356‬‬
‫التقاضي اإللكتروني‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫القضاء بذلك واعترف له بالحجية الكاملة في اإلثبات‪ ،1‬حيث اعترف القضاء الفرنسي مبك ار بهذه الطريقة‬
‫من التوقيع لكونه يحاط بالضمانات نفسها الموجودة في التوقيع اليدوي التقليدي‪ ،‬واستند إلضفاء الحجية‬
‫القانونية لهذا التوقيع على االتفاقيات التي تبرم بين األطراف‪ ،‬والتي تتضمن على ذلك صراحة‪.2‬‬

‫خامسا‪ .‬التوقيع الخطي بالماسح الضوئي ‪:scanner‬‬

‫لقد أنشئ هذا الماسح الضوئي خصيصا لنقل الصورة الفوتوغرافية والوثائق األصلية كما هي على‬
‫الدعامات اإللكترونية الموجودة على جهاز الكمبيوتر‪ ،‬وتحقيقا لنفس هذا الهدف العملي أمكن نقل‬
‫التوقيع الخطي كما هو إلى وثيقة موجودة على الجهاز لكي يتم توقيعها لإلقرار بمضمونها‪ ،‬ونذا كان‬
‫األمر يبدو سهال هكذا من الناحية النظرية إال أن مثل هذا التوقيع ال يحقق األمان الكافي من الناحية‬
‫العملية‪ ،‬فال يوجد أدنى شك من إمكانية وضعه على أية وثيقة عندما يقوم المتعاقد بسوء نية بحفظ‬
‫نسخة من التوقيع المصور بالماسح‪ ،‬وهذا يعني وجود عملية تزوير‪ ،‬ولذلك فقد استقر الوضع على عدم‬
‫االعتماد على مثل هذا التوقيع لكي يصبح دليال ذو حجية قانونية في اإلثبات‪.3‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬شروط التوقيع االلكتروني‪.‬‬

‫اشترطت التشريعات لتمتع التوقيع اإللكتروني بحجية في اإلثبات جملة من الشروط لصحته‬
‫وموثوقيته‪ ،‬التي نصت عليها المادة السادسة من القانون النموذجي الموحد في الفقرة الثالثة منها‪،4‬‬
‫ويمكن شرحها على التوالي‪:‬‬

‫‪1‬ثروت عبد الحميد‪ ،‬التوقيع اإللكتروني‪ ،‬ماهيته‪-‬صوره ومخاطره‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.52-52‬‬
‫‪2‬ماجد راغب الحلو‪ ،‬رحيمة الصغير‪ ،‬العقد اإللكتروني‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.25-24‬‬
‫‪3‬سعيد السيد قنديل‪ ،‬التوقيع اإللكتروني‪-‬ماهيته‪-‬صوره‪-‬حجيته في اإلثبات بين التداول واالقتباس‪ ،‬دار الجامعة الجديدة‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،1221 ،‬ص‪.11‬‬
‫‪4‬المادة ‪ 1‬الفقرة ‪ 1‬من قانون األونيستيرال‪.‬‬

‫‪357‬‬
‫التقاضي اإللكتروني‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫أوال‪ .‬ارتباط التوقيع اإللكتروني بالموقع وحده دون غيره‪:‬‬

‫وفقا لهذا الشرط فإن التوقيع اإللكتروني يجب أن يتميز بارتباطه بالشخص الذي وقعه ويحدد هويته‬
‫وحده‪ ،‬فلك ل شخص توقيع يميزه وينفرد به عن غيره‪ ،‬هذا باإلضافة إلى أنه شرط لحجية التوقيع‬
‫اإللكتروني فهو وظيفة أيضا من الوظائف التي يؤديها‪ ،1‬وهو ما أكده المشرع الفرنسي في المادة ‪2121‬‬
‫من القانون المدني‪.‬‬

‫يتحقق ذلك من الناحية الفنية متى استند هذا التوقيع إلى منظومة تكوين بيانات إنشاء التوقيع‬
‫اإللكتروني مؤمنة على النحو الوارد في المواد (‪ )4،1،1‬من الالئحة التنفيذية لقانون التوقيع اإللكتروني‬
‫المصري وتوافرت إحدى الحالتين اآلتيتين‪:‬‬

‫‪-2‬أن يكون هذا التوقيع مرتبطا بشهادة تصديق إلكتروني معتمدة ونافذة المفعول‪.‬‬

‫‪-1‬أن تكون شهادة التصديق من جهة تصديق إلكتروني محض لها ومعتمدة‪.2‬‬

‫ثانيا‪ .‬سيطرة الموقع وحده دون غيره على الوسيط اإللكتروني‪:‬‬

‫مفادها أن يتم إنشاء التوقيع اإللكتروني بواسطة أدوات تكون خاصة بالشخص الموقع وأن تكون‬
‫خاضعة لسيطرته وحده دون غيره‪ ،‬من ذلك مفتاح التوقيع الرقمي الخاص‪ ،‬ففي حالة إحداث توقيع بهذا‬
‫المفتاح يجب أن تكون أدواته خاصة بالموقع حتى يضمن أن يكون متمي از‪.3‬‬

‫ففي فرنسا تشترط المادة ‪ 4/2121‬من قانون التوقيع اإللكتروني الصادر سنة ‪ 1222‬أن يتم التوقيع‬
‫باستخدام وسيلة آمنة لتحديد هوية الموقع تضمن صلته بالمستند الذي وقع عليه‪ ،‬وقد أوضح قرار مجلس‬

‫‪1‬يوسف أحمد النوافلة‪ ،‬اإلثبات االلكتروني في المواد المدنية والمصرفية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.22‬‬
‫‪2‬مناني فراح‪ ،‬أدلة اإلثبات الحديثة في القانون‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.25‬‬
‫‪3‬عيسى غسان ربضي‪ ،‬قواعد الخاصة بالتوقيع اإللكتروني‪ ،‬دار الثقافة للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪ ،2012 ،‬ص ‪.221‬‬

‫‪358‬‬
‫التقاضي اإللكتروني‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫الدولة الصادر في ‪ 12‬مارس ‪ 1222‬في المادة ½ بأن التوقيع اإللكتروني يكون صحيحا إذا تم بوسيلة‬
‫‪1‬‬
‫تحت السيطرة المباشرة للموقع وحده دون غيره‪.‬‬

‫ثم حدد المشرع المصري طريقة سيطرة الموقع على أداة التوقيع وحده في المادة ‪ 22‬من الالئحة‬
‫التنفيذية لقانون التجارة اإللكترونية التي نصت على أنه‪ :‬تتحقق من الناحية الفنية والتقنية سيطرة الموقع‬
‫وحده دون غيره على الوسيط اإللكتروني المستخدم من عملية تثبيت التوقيع اإللكتروني عن طريق حيازة‬
‫الموقع ألداة حفظ المفتاح الشفري الخاص‪ ،‬متضمنة البطاقة الذكية المؤمنة والكود السري المقترن بها‪.‬‬

‫ثالثا‪ .‬ارتباط التوقيع اإللكتروني بالمحرر اإللكتروني بطريقة تكشف أي تغيير الحق على بيانات‬
‫المحرر أو على التوقيع ذاته‪.‬‬

‫إن الحفاظ على صحة المحرر والتوقيع اإللكتروني بنفس الصورة التي صدر فيها من مصدرها‬
‫حتى وصوله إلى المرسل هي أهم شرط لصحة التوقيع اإللكتروني‪ ،‬أي عدم تعرضه ألي تغيير أو‬
‫تعديل أو تب ديل أو تالعب في مضمونه ألن قيمة المحرر اإللكتروني ناجمة عن التوقيع اإللكتروني‬
‫نفسه ونال فال قيمة له‪.2‬‬

‫لقد اهتمت التشريعات التي نظمت اإلثبات اإللكتروني اهتماما كبي ار ببيانات المحرر اإللكتروني‬
‫وبيانات إنشاء التوقيع اإللكتروني‪ ،‬فقد اشترط قانون التجارة اإللكترونية البحريني لتقديم محرر إلكتروني‬
‫أو حفظه أن تبقى البيانات التي يتضمنها كاملة دون أن يط أر عليها أي تغيير منذ إنشائها في وضعه‬
‫النهائي‪ ،‬ويتم التأكد من ذلك بواسطة ما أسماه المشرع بيانات التحقق من التوقيع وهي بيانات تستعمل‬
‫للتحقق من صحة التوقيع اإللكتروني‪ ،‬كالرموز أو مفاتيح التشفير العامة‪.3‬‬

‫‪1‬أحمد عاشور الحديدي‪ ،‬أثر التكنولوجيا الحديثة على الوسائل القانونية لجهة اإلدارة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.222-221‬‬
‫‪2‬يوسف أحمد النوالفة‪ ،‬اإلثبات االلكتروني في المواد المدنية والمصرفية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.22-21‬‬
‫‪3‬غسان عيسى ربضي‪ ،‬قواعد الخاصة بالتوقيع اإللكتروني‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.222‬‬

‫‪359‬‬
‫التقاضي اإللكتروني‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫يمكننا اإلشارة إلى أن المرسوم ‪ 12‬مارس ‪ 1222‬في فرنسا بشأن نظام الحفاظ على صحة التوقيع‬
‫اإللكتروني والبيانات اإللكترونية نص في المادة ‪ 5‬منه على تنظيم إصدار شهادة تفيد بصحة التوقيع‬
‫اإللكتروني والكتابة اإللكترونية تصدر من جهة مختصة تؤكد فيها أنه قد حفظ التوقيع اإللكتروني‬
‫بطريقة صحيحة من لحظة اإلرسال إلى لحظة التصديق‪ ،1‬وهي هيئة التصديق اإللكتروني‪.‬‬

‫أما المشرع الجزائري فقد كان صريحا في نص المادة ‪ 2‬من القانون ‪ 24-25‬المتعلق بالتوقيع‬
‫والتصديق اإللكترونيين‪ ،‬على أن التوقيع اإللكتروني الموصوف له نفس القيمة القانونية والثبوتية مثله‬
‫مثل التوقيع الكتابي‪ ،‬مهما كانت صفة الشخص الموقع أكان طبيعيا أو معنويا‪ ،‬وهذا اعتراف واضحا‬
‫منه بالقيمة القانونية للتوقيع اإللكتروني كدليل لإلثبات في حالة قيام أي نزاع‪ ،‬لتحدد المادة ‪ 2‬منه‬
‫المتطلبات الواجب توفرها فيه والمتمثلة في‪:‬‬

‫‪ -2‬أن ينشأ على أساس شهادة تصديق إلكتروني موصوفة‪،‬‬

‫‪ -1‬أن يرتبط بالموقع دون سواه‪،‬‬

‫‪ -1‬أن يمكن تحديد هوية الموقع‪،‬‬

‫‪ -4‬أن يكون مصمم بواسطة آلية مؤمنة خاصة بإنشاء التوقيع اإللكتروني‪،‬‬

‫‪ -5‬أن يكون منشأ بواسطة وسائل تكون تحت التصرف الحصري للموقع‪،‬‬

‫‪ -1‬أن يكون مرتبطا بالبيانات الخاصة به‪ ،‬بحيث يمكن الكشف عن أي تغييرات الحقة لهذه البيانات"‪.‬‬

‫ما يالحظ من هذه المادة أنها تحتوي على نفس الشروط الواجب توفرها في توقيع اإللكتروني حتى‬
‫يعتد به كحجية في اإلثبات والتي نصت عليها المادة السادسة من القانون النموذجي الموحد للتوقيع‬
‫اإللكتروني ومختلف القوانين الصادرة في مجال التجارة اإللكترونية‪.‬‬

‫‪1‬أحمد عاشور الحديدي‪ ،‬أثر التكنولوجيا الحديثة على الوسائل القانونية لجهة اإلدارة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.221‬‬

‫‪360‬‬
‫التقاضي اإللكتروني‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫كما حدد المشرع المتطلبات الواجب توافرها في اآللية المؤمنة إلنشاء التوقيع اإللكتروني في المادة‬
‫‪ ،122‬حتى يتم إنشائه والتحقق منه وعدم تعرضه ألي تغيير أو تحريف‪ ،‬وهي‪:‬‬

‫‪ -2‬يجب أن يتضمن بواسطة الوسائل التقنية واإلجراءات المناسبة على األقل ما يأتي‪:‬‬

‫أ‪ -‬أال يمكن عمليا مصادفة البيانات المستخدمة إلنشاء التوقيع اإللكتروني إال مرة واحدة‪ ،‬وأن يتم‬
‫ضمان سريتها بكل الوسائل التقنية المتوفرة وقت االعتماد‪.‬‬

‫ب‪ -‬أال يمكن إيجاد البيانات المستعملة إلنشاء التوقيع اإللكتروني عن طريق االستنتاج وأن يكون هذا‬
‫التوقيع محميا من أي تزوير عن طريق الوسائل التقنية المتوفرة وقت االعتماد‪.‬‬

‫جـ‪ -‬أن تكون البيانات المستعملة إلنشاء التوقيع اإللكتروني محمية بصفة موثوقة من طرف الموقع‬
‫الشرعي من أي استعمال من قبل اآلخرين‪.‬‬

‫‪ -1‬يجب أن ال تعدل البيانات محل التوقيع وأن ال تمنع أن تعرض على الموقع قبل عملية التوقيع‪.‬‬

‫الفرع الرابع‪ :‬موقف التشريعات المقارنة حول حجية التوقيع اإل لكتروني‪.‬‬

‫لقد ظهر االهتمام الدولي بتسهيل االعتراف بالقيمة القانونية للتسجيالت التي تتم من خالل نظام‬
‫معلوماتي منذ عهد بعيد‪ ،‬فقد نصت المادة ‪ 1/24‬من اتفاقية هامبورج المبرمة في ‪ 1‬مارس ‪2922‬‬
‫على أن التوقيع على سند الشحن يمكن أيضا أن يتم في شكل رمز أو شعار أو أية وسيلة ميكانيكية‬
‫أو إلكترونية‪ ،‬بدال من المستندات الورقية التقليدية‪ ،2‬وأيضا نصت االتفاقية الخاصة بمسؤولية متعهدي‬

‫‪1‬المادة ‪ 22‬من القانون ‪ 24-25‬المؤرخ في ‪ 22‬ربيع الثاني عام ‪ 2411‬الموافق أول فبراير سنة ‪ 1225‬يحدد القواعد العامة المتعلقة بالتوقيع‬
‫والتصديق اإللكترونيين‪ ،‬الصادر بالجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪ ،21‬ص ‪.2‬‬
‫‪2‬ثروت عبد الحميد‪ ،‬التوقيع اإللكتروني‪ ،‬ماهيته‪-‬صوره ومخاطره‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.242‬‬

‫‪361‬‬
‫التقاضي اإللكتروني‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫محطات النقل الطرفية ‪ Terminal‬في التجارة الدولية (فيينا‪ )2992‬في المادة ‪ 4/4‬على أنه يجوز أن‬
‫يكون التوقيع الالزم في شكل توقيع بخط اليد أو طباعة بالصورة المطابقة أو بأي وسيلة أخرى‪.1‬‬

‫بالتالي تختلف حجية التوقيع اإللكتروني وقوته كدليل في اإلثبات من نظام قانوني إلى آخر‪ ،‬بحسب‬
‫ما إذا كانت تقليدية أم حديثة‪ ،‬وسنحاول التطرق إلى كل من التشريعات الوطنية والدولية على السواء‪:‬‬

‫أوال‪ .‬موقف قانون األونيست ارل النموذجي حول حجية التوقيعات اإللكترونية‪:‬‬

‫نجد بأن التشريعات الوطنية الحديثة واالتفاقيات الدولية أجازت أن يكون التوقيع الالزم بأي شكل‬
‫آخر مثل الخاتم أو التثقيب أو الصورة المطابقة لألصل أو بوسائل إلكترونية‪ ،‬كما ال يميز بين المحر ارت‬
‫اإللكترونية والمحررات الورقية من حيث الحجية في اإلثبات ما دامت النتيجة القانونية المترتبة عن‬
‫استخدام التوقيع اإللكتروني الموثوق به على رسالة البيانات المنقولة عبر شبكة األنترنت هي نفس‬
‫النتيجة المترتبة على استخدام التوقيع الخطي على المحرر الورقي‪ ،‬وبالتالي تترتب عليه جميع اآلثار‬
‫القانونية التي تترتب على التوقيع الخطي‪ ،‬كما أنه يعتبر حجة في اإلثبات إذا توافرت فيه كافة الشروط‬
‫المنصوص عليها قانونا‪.2‬‬

‫نصت المادة ‪ 1‬فقرة ‪ 2‬من قانون األونيسترال النموذجي الخاص بالتوقيع اإللكتروني على أنه‪":‬‬
‫عندما يشترط القانون وجود توقيع من شخص يستوفي ذلك الشرط بالنسبة إلى رسالة بيانات إذا استخدم‬
‫توقيع إلكتروني موثوق بالقدر المناسب للغرض الذي أنشئت أو أبلغت من أجله رسالة البيانات بما في‬
‫ذلك أي اتفاق ذي صلة"‪ ،‬تتجلى أهمية هذه المادة باعتبارها إحدى األحكام األساسية في القانون‬
‫النموذجي الموحد ويقصد بها توفير إرشاد بشأن الكيفية التي يمكن بها استيفاء معيار الموثوقية‪ ،‬وينبغي‬
‫أن يوضع في االعتبار لدى تفسير هذه المادة أن الغرض من ذلك الحكم هو ضمان إذا كانت هناك‬

‫‪1‬خالد إبراهيم ممدوح‪ ،‬أمن المعلومات اإللكترونية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.222‬‬
‫‪2‬أحمد عاشور الحديدي‪ ،‬أثر التكنولوجيا الحديثة على الوسائل القانونية لجهة اإلدارة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.211‬‬

‫‪362‬‬
‫التقاضي اإللكتروني‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫أية نتيجة قانونية ستترتب على استخدام التوقيع الخطي فينبغي أن تترتب نفس النتيجة على استخدام‬
‫التوقيع اإللكتروني الموثوق‪ ،‬وعند إعداد هذا القانون النموذجي أعرب عن أري مفاده أن مشروع المادة‬
‫‪ 1‬ينبغي أن يكون له غرض مزدوج هو إثبات ما يلي‪:‬‬

‫‪-2‬أنه ستترتب آثار قانونية على تطبيق طرق التوقيع اإللكترونية المسلم بموثوقيتها‪.‬‬

‫‪-1‬من الناحية األخرى أنه لن تترتب تلك اآلثار القانونية على استخدام طرق أقل موثوقية‪.‬‬

‫يتم قياس موثوقية التوقيع اإللكتروني بمدى قيام التوقيع بأداء وظائفه األساسية‪ ،‬وألن التوقيع‬
‫اإللكتروني يمكن أن يتم بطرق مختلفة ونن نوع التكنولوجيا المستخدم في إنشائه قد يؤثر على درجة‬
‫الموثوقية التي سيتمتع بها هذا التوقيع‪ ،‬مع الوضع في االعتبار أن تحديد نوع التكنولوجيا المستعملة‬
‫يخضع في كثير من األحيان التفاق الطرفين‪ ،‬وعلى ذلك وفي مجال الحديث عن موثوقية التوقيع‬
‫اإللكتروني يرى األستاذان منير محمد الجنبيهي وممدوح محمد أن موثوقية التوقيع اإللكتروني هو‬
‫مجموع عدة عناصر حددها قانون األونيسترال في مواده وهي كاآلتي‪:‬‬

‫‪-2‬موثوقية التوقيع التي تعرضت له المادة السادسة‪.‬‬

‫‪-1‬سلوك الموقع وهو ما تعرضت له المادة الثامنة‪.‬‬

‫‪-1‬سلوك مقدم خدمات التوثيق وهو ما تعرضت له المادة التاسعة‪.‬‬

‫‪-4‬درجة الجدارة بثقة التي تعرضت لها المادة العاشرة‪.‬‬

‫‪-5‬سلوك الطرف المعول وهو ما تعرضت له المادة الحادية عشر كلها من القانون األونيسترال‪.1‬‬

‫‪1‬منير محمد الجنبيهي‪ ،‬ممدوح محمد الجنبيهي‪ ،‬التوقيع اإللكتروني وحجيته في اإلثبات‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.12..52‬‬

‫‪363‬‬
‫التقاضي اإللكتروني‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫ثانيا‪ .‬موقف التوجيه األوروبي‪:‬‬

‫لقد كان قانون األونيسترال النموذجي مصدر إلهام المشرع األوروبي‪ ،‬الذي قام بإعداد مشروع التوجيه‬
‫األوروبي حول اإلطار العام للتوقيع اإللكتروني وعمليات التشفير‪ ،‬بهدف ضمان األمن والثقة في‬
‫المبادالت اإللكترونية‪ ،‬وقد صدر هذا المشروع عام ‪ ،2999‬وأوجب على الدول األعضاء اتخاذ‬
‫اإلجراءات الالزمة إلدماج أحكامه في قوانينها الداخلية في مدة أقصاها ‪ 22‬شه ار من تاريخ نفاذه وهو‬
‫ما يوافق ‪ 29‬يوليو ‪ ،11222‬وكان ذلك ألن العديد من الدول األوروبية بدأت في إصدار تشريعات‬
‫تتعلق بالتوقيع اإللكتروني المستخدم في التعامالت التجارية واإلدارية والمدنية‪ ،‬وقد خشي االتحاد‬
‫األوروبي من وجود فروقات واختالفات بين تلك القوانين‪ ،‬لذلك سعى إلى إيجاد أساس موحد للوصول‬
‫إلى توحيد تلك التشريعات‪ ،‬فأصدر التوجيه الخاص بالتوقيع اإللكتروني للوصول إلى هذه الغاية‪.2‬‬

‫من حيث نطاق التطبيق حددته المادة األولى والتي تؤكد تيسير استخدام التوقيع اإللكتروني في‬
‫المعامالت وضمان االعتراف القانوني به كدليل إثبات‪ ،‬وفيما يتعلق باآلثار القانونية له فإن الحيثية رقم‬
‫‪ 21‬تؤمن لألشخاص حرية االختيار إذ تجيز لألطراف االتفاق على شروط قبول التوقيع اإللكتروني في‬
‫اإلثبات‪ ،‬في الحدود التي يرسمها قانونهم الوطني‪ ،‬فإذا لم يكن هناك اتفاق بين األطراف على مدى‬
‫الحجية المعترف بها له‪ ،‬فإن التوجيه األوربي يجعل هذه الحجية منوطة بتوافر شروط التوقيع اإللكتروني‬
‫المذكورة سابقا‪ ،‬كما تمثل المادة ‪ 5‬باإلضافة إلى المالحق جوهر التوجيه األوروبي حيث تحدد األثر‬
‫القانوني الذي يترتب على إصدار التوقيع اإللكتروني‪ ،3‬فوفقا للفقرة الثانية من المادة الخامسة فإن الدول‬
‫األعضاء في االتحاد األوروبي يجب عليها مراعاة أن التأثير القانوني للتوقيع اإللكتروني‪ ،‬وقبوله كحجة‬
‫في اإلثبات القانوني ال يمكن أن يرفض لألسباب التالية‪:‬‬

‫‪1‬ثروت عبد الحميد‪ ،‬التوقيع اإللكتروني‪ ،‬ماهيته‪-‬صوره ومخاطره‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.252-252‬‬
‫‪2‬أحمد عاشور الحديدي‪ ،‬أثر التكنولوجيا الحديثة على الوسائل القانونية لجهة اإلدارة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.214‬‬
‫‪3‬ثروت عبد الحميد‪ ،‬التوقيع اإللكتروني‪ ،‬ماهيته‪-‬صوره ومخاطره‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص ص ‪.212...252‬‬

‫‪364‬‬
‫التقاضي اإللكتروني‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫‪-2‬ألن التوقيع قد قدم في شكل إلكتروني‪.‬‬

‫‪-1‬ألنه لم يوضع على شهادة معتمدة‪.‬‬

‫‪-1‬ألنه لم يوضع على شهادة معتمدة ومسلمة من أحد مقدمي خدمات التصديق على الشهادات‬
‫المعتمدين‪.‬‬

‫‪-4‬ألنه لم ينشأ بنص يأمر بإنشاء هذا التوقيع‪.1‬‬

‫غير أننا نالحظ أن االعتراف بحجية التوقيع اإللكتروني في هذه المادة ال يتساوى مع االعتراف‬
‫القانوني المقرر في الفقرة األولى من المادة الخامسة‪ ،‬والذي يتم بقوة القانون‪ ،‬حيث يجب على من‬
‫يتمسك بالتوقيع اإللكتروني الذي ال تتوفر فيه المتطلبات الواردة في المالحق الثالث األولى للتوجيه‬
‫األوروبي‪ ،‬أن يقيم الدليل أمام المحكمة على جدارة التقنية المستخدمة في إنشاء واصدار التوقيع‪ ،2‬ألن‬
‫الفقرة الثانية لم تستخدم مصطلح التوقيع اإللكتروني المقدم‪ ،3‬وبناء عليه‪ ،‬يمكن تطبيق المادة على‬
‫التوقيع اإللكتروني البسيط قبل اعتماده من قبل مقدمي خدمات التصديق المعتمدين لدى الدولة‪ ،‬ومعنى‬
‫ذلك‪ ،‬أنه يتعين قبول هذا التوقيع اإللكتروني البسيط كدليل لإلثبات‪ ،‬ولكن يجب أن نأخذ في االعتبار‬
‫أنه عند حدوث ازدواجية في هذه الحالة بين توقعين إلكترونيين أحدهما بسيط‪ ،‬واآلخر مقدم‪ ،‬فتكون‬
‫األولوية لهذا األخير لتمتعه بعناصر أمان يمكن أن تمنحه هذه األولوية‪.4‬‬

‫ثالثا‪ .‬موقف المشرع الفرنسي حول مدى حجية التوقيع اإل لكتروني‪:‬‬

‫إن التشريع الفرنسي قد جاء في صورة تعديل للنصوص المتعلقة باإلثبات الواردة في القانون المدني‬
‫ونضافة نصوص جديدة‪ ،‬بما يجعلها متوافقة مع تقنيات المعلوماتية‪ ،‬وشيوع اللجوء إلى التوقيع‬

‫‪1‬سعيد السيد قنديل‪ ،‬التوقيع اإللكتروني‪-‬ماهيته‪-‬صوره‪-‬حجيته في اإلثبات بين التداول واالقتباس‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.54‬‬
‫‪2‬ثروت عبد الحميد‪ ،‬أثر التكنولوجيا الحديثة على الوسائل القانونية لجهة اإلدارة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.211‬‬
‫‪3‬التوقيع اإللكتروني المتقدم وهو ما يعرف بأنه‪ ":‬توقيع يتطلب صلة منفردة بالموقع"‪.‬‬
‫‪4‬سعيد السيد قنديل‪ ،‬التوقيع اإللكتروني‪-‬ماهيته‪-‬صوره‪-‬حجيته في اإلثبات بين التداول واالقتباس‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.55‬‬

‫‪365‬‬
‫التقاضي اإللكتروني‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫اإللكتروني‪ ،‬ولم يشأ المشرع الفرنسي أن ينظم حجية التوقيع اإللكتروني في اإلثبات ضمن تشريع‬
‫خاص‪ ،1‬حيث نصت المادة ‪ 4/2121‬من القانون المدني على أن‪ ":‬التوقيع ضروري إلتمام العقد‬
‫القانوني‪ ،‬ولتحديد هوية من وضعه‪ ،‬كما يكشف عن رضاء األطراف بااللتزامات الناشئة عن العقد‪،....،‬‬
‫حينما يكون التوقيع اإللكتروني فإنه يمكن من استخدام طريقة جاهزة لتحديد الهوية بما يضمن ارتباطه‬
‫بالعقد الذي وضع عليه التوقيع‪.2"....‬‬

‫ثم تناولت المادة ‪ 1/1/2144‬من نفس القانون الحالة التي يكون فيها التوقيع إلكترونيا حيث نصت‬
‫على‪" :‬عندما يكون التوقيع إلكترونيا‪ ،‬فهو يشكل في العادة ثقة في مطابقة التصرف وضمانا لعالقته‬
‫باألفعال التي يمسها‪ ،‬والثقة في هذا التصرف مفترضة حتى اإلثبات المعاكس‪ ،‬وعندما ينشأ التوقيع‬
‫اإللكتروني‪ ،‬فإن تحديد هوية الموقع أمر آمن واكتمال التصرف مضمون‪ ،‬في ضوء شروط محددة بقرار‬
‫من مجلس الدولة"‪ ،‬يالحظ على هذا النص أنه ذهب إلى أبعد من موقف القضاء عندما أقر بصالحية‬
‫التوقيع اإللكتروني وشرعيته حتى في حالة غياب أي اتفاقيات سابقة تتعلق باإلثبات‪.3‬‬

‫رغم أن القانون الفرنسي حول التوقيع اإللكتروني قد صدر بهدف جعل القانون الوطني منسجما مع‬
‫أحكام التوجيه األوروبي في هذا الشأن‪ ،‬إال أنه يتجاوز ذلك‪ ،‬ويذهب إلى مدى أبعد‪ ،‬حيث ال يكتفي‬
‫بوضع تعريف للتوقيع عموما‪ ،‬وتحديد القواعد المنظمة للتوقيع اإللكتروني بصفة خاصة‪ ،‬بل نجد بأنه‬
‫يعدل في قواعد اإلثبات الكتابي نفسه‪ ،‬ومن ناحية أخرى‪ ،‬فإنه يخول للموظف العام امكانية إنشاء وحفظ‬
‫األوراق الرسمية على دعامة إلكترونية‪ ،‬غير أن تطبيق هذه الفقرة معلق لحين صدور مرسوم يحدد‬
‫الشروط الواجب توفرها إلنشاء وحفظ المستندات اإللكترونية على دعامة إلكترونية‪.4‬‬

‫‪1‬ثروت عبد الحميد‪ ،‬التوقيع اإللكتروني‪ ،‬ماهيته‪-‬صوره ومخاطره‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.221‬‬
‫‪2‬عيسى ربضي غسان‪ ،‬قواعد الخاصة بالتوقيع اإللكتروني‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.221‬‬
‫‪3‬سعيد السيد قنديل‪ ،‬التوقيع اإللكتروني‪-‬ماهيته‪-‬صوره‪-‬حجيته في اإلثبات بين التداول واالقتباس‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.52-52‬‬
‫‪4‬ثروت عبد الحميد‪ ،‬التوقيع اإللكتروني‪ ،‬ماهيته‪-‬صوره ومخاطره‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.224‬‬

‫‪366‬‬
‫التقاضي اإللكتروني‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫رابعا‪ .‬موقف المشرع األمريكي‪:‬‬

‫اعترف المشرع األمريكي بحجية المحررات اإللكترونية والتوقيع اإللكتروني‪ ،‬دون أن يعلق هذا األثر‬
‫على الحصول على موافقة شخص ما‪ ،‬أو ترخيص من جهة معينة‪ ،‬لكنه ال يطبق على العقود والمحررات‬
‫الخاضعة لنصوص القانون اآلتية‪:‬‬

‫‪-2‬التشريعات الخاصة بإنشاء أو تنفيذ الوصايا‪ ،‬وقوانين الميراث وتقسيم التركات والنصوص المنظمة‬
‫للتأمينات العينية‪.‬‬

‫‪-1‬التشريعات الخاصة بالتبني‪ ،‬والطالق‪ ،‬والحالة العائلية‪.‬‬

‫‪-1‬نصوص القانون التجاري الموحد (فيما عدا استثناءات قليلة تضمنها المادة ‪ 1‬والتي تنظم أحكام بيع‬
‫الضرائب)‪.‬‬

‫‪-4‬أوراق المحاكم‪.‬‬

‫‪-5‬األوراق المتعلقة بإلغاء وننهاء المنافع العامة‪.‬‬

‫‪-1‬بعض المحررات الخاصة بإثبات اتفاقات االئتمان أو اإليجار ألغراض السكن‪.‬‬

‫‪ -2‬األوراق الخاصة بإلغاء أو إنهاء التأمين على الحياة أو التأمين الصحي‪ ،‬أو إلغاء االستفادة منه‪.‬‬

‫‪-2‬المحررات المتعلقة بالترخيص بإنتاج بعض األشياء التي تحتاج إلى موافقة إدارية مسبقة‪.‬‬

‫‪-9‬الوثائق الخاصة بأوراق اليانصيب‪ ،‬والسموم‪ ،‬واألشياء الخطرة‪.1‬‬

‫‪1‬ثروت عبد الحميد‪ ،‬التوقيع اإللكتروني‪ ،‬ماهيته‪-‬صوره ومخاطره‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.229-222‬‬

‫‪367‬‬
‫التقاضي اإللكتروني‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫خامسا‪ .‬موقف التشريعات العربية من مدى حجية التوقيع اإل لكتروني‪:‬‬

‫سعت الدول العربية من خالل تشريعاتها الداخلية إلى إدخال هذه التقنية الحديثة ونضفاء الحجية‬
‫عليها‪.‬‬

‫‪ -2‬القانون المصري‪ :‬لقد أكد المشرع المصري في قانون التوقيع اإللكتروني أنه إذا كان التوقيع على‬
‫المحرر الرسمي متكامل الشروط القانونية من حيث صدوره من موظف في حدود وظيفته واختصاصه‬
‫المكاني والزماني كان له حجية مطلقة ال يطعن بها إال بالتزوير‪ ،1‬فقد خص في المادة الرابعة عشر‬
‫على أن للتوقيع اإللكتروني في نطاق المعامالت التجارية واإلدارية والمدنية ذات الحجية المقررة‬
‫للتوقيعات في أحكام قانون اإلثبات في المواد المدنية والتجارية إذا روعي في إنشائه ونتمامه الشروط‬
‫المنصوص عليها في هذا القانون والضوابط الفنية والتقنية التي تحددها الالئحة التنفيذية الخاصة به‪،2‬‬
‫وهنا نجد أن المشرع قد ذكر على سبيل الحصر ال المثال نطاق المعامالت التي يكون للتوقيع اإللكتروني‬
‫فيها ذات الحجية للتوقيعات التقليدية وهي المعامالت المدنية والتجارية واإلدارية وأخرج بذلك المعامالت‬
‫األخرى من النطاق التوقيعات اإللكترونية‪.3‬‬

‫‪ -1‬القانون األردني‪ :‬أضفى المشرع األردني حماية قانونية على مخرجات الحاسب اآللي أيا كان نوعها‬
‫فقد أعطت المادة ‪ 11‬الفقرة ب حجية كاملة للتوقيع اإللكتروني في اإلثبات بشرط أن يكون موثقا وفق‬
‫اإلجراءات والشروط‪ ،‬بحيث إذا تحقق ذلك يكون للتوقيع اإللكتروني األثر القانوني الكامل في اإلثبات‬
‫لزمه لصاحبه وصالحيته في اإلثبات‪ ،4‬والمادة ‪/11‬ب أكدت‬
‫مساواة بحجية التوقيع العادي من حيث إ ا‬
‫على‪ ":‬إذا لم يكن السجل اإللكتروني أو التوقيع اإللكتروني موثوقا ليس له أي حجية"‪ ،‬كما ساوت‬

‫‪1‬أحمد عاشور الحديدي‪ ،‬أثر التكنولوجيا الحديثة على الوسائل القانونية لجهة اإلدارة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.215‬‬
‫‪2‬األنصاري حسن النيداني‪ ،‬القاضي والوسائل اإللكترونية الحديثة‪ ،‬دار الجامعة الجديدة للنشر‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،1229 ،‬ص ‪.42‬‬
‫‪3‬منير محمد الجنبيهي‪ ،‬ممدوح محمد الجنبيهي‪ ،‬التوقيع اإللكتروني وحجيته في اإلثبات‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.11‬‬
‫‪4‬أحمد عاشور الحديدي‪ ،‬أثر التكنولوجيا الحديثة على الوسائل القانونية لجهة اإلدارة‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.211‬‬

‫‪368‬‬
‫التقاضي اإللكتروني‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫المادتين ‪ 2‬و ‪ 22‬من نفس القانون بين حجية التوقيع التقليدي وحجية التوقيع اإللكتروني فقد نصت‬
‫المادة ‪/2‬أ على أنه‪ ":‬يعتبر التوقيع اإللكتروني منتجا لآلثار ذاتها المترتبة على التوقيع الخطي بموجب‬
‫أحكام التشريعات النافذة من حيث إلزامه لألطراف وصالحيته من حيث اإلثبات"‪.1‬‬

‫‪ -1‬قانون إمارة دبي‪ :‬تنص المادة الخامسة من القانون الصادر بإمارة دبي على أنه‪ ":‬يسري هذا القانون‬
‫على السجالت والتوقيعات اإللكترونية ذات العالقة بالمعامالت والتجارة اإللكترونية ويستثنى أحكام هذا‬
‫القانون‪ ،"...‬ونرى بأن قصر الحجية في اإلثبات للتوقيعات اإللكترونية على بعض أنواع المعامالت‬
‫دون البعض اآلخر هو نوع من التقصير ال لزوم له إذ يعد تناقضا ال داعي له فطالما اعترف القانون‬
‫بالتوقيع اإللكتروني وقرر له حجية في اإلثبات مثله مثل التوقيع التقليدي فليس هناك أي داع في قصر‬
‫الحجية على بعض أنواع المعامالت دون أخرى‪.2‬‬

‫‪ -4‬القانون التونسي‪ :‬القاعدة أنه ال اجتهاد مع صراحة النص‪ ،‬فقد نص قانون المبادالت والتجارة‬
‫اإللكترونية التونسي المرقم ‪ 21‬لسنة ‪ 1222‬في المادة ‪ 4‬ف ‪ 2‬على أنه‪ ":‬يعتمد قانونا حفظ الوثيقة‬
‫اإللكترونية كما يعتمد حفظ الوثيقة الكتابية"‪ ،‬وهذا يعني مساواة الوثيقة الموقعة بالتوقيع التقليدي أو‬
‫الكتابي بتلك الموقعة بالتوقيع اإللكتروني‪ ،‬وطالما أن القانون قد أصبغ حجية كاملة على التوقيع‬
‫اإللكتروني‪ ،‬فإن هذه الحجية تعادل تماما حجية التوقيع المكتوب على المحررات المكتوبة‪.3‬‬

‫‪ -5‬القانون العراقي‪ :‬أكد المشرع العراقي على حجية التوقيع اإللكتروني في المادة ‪ 5‬من قانون التوقيع‬
‫اإللكتروني والمعامالت اإللكترونية لسنة ‪ 1221‬التي أكدت على أن يحوز التوقيع اإللكتروني الحجية‬
‫في اإلثبات إذا كان معتمدا من جهة التصديق وتوافرت فيه الشروط التي وفر بها المشرع العراقي‬
‫الحماية القانونية للتوقيع اإللكتروني من أي اختراق أو تعديل أو تالعب‪ ،‬وذلك عندما اشترط أن يكون‬

‫‪1‬عيسى غسان الربضي‪ ،‬قواعد الخاصة بالتوقيع اإللكتروني‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.224‬‬
‫‪2‬منير محمد الجنبيهي‪ ،‬ممدوح محمد الجنبيهي‪ ،‬التوقيع اإللكتروني وحجيته في اإلثبات‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.11‬‬
‫‪3‬عبد الفتاح بيومي حجازي‪ ،‬التوقيع اإللكتروني في النظم القانونية المقارنة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.122‬‬

‫‪369‬‬
‫التقاضي اإللكتروني‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫التوقيع مرتبط بالموقع وحده‪ ،‬أي يجب أن يصدر من قبل الموقع ال غيره‪ ،‬كما يجب أن يكون عمل‬
‫الوسيط اإللكتروني تحت سيطرة الموقع نفسه وأن يراعى به اإلجراءات التي ترفضها الو ازرة‪.1‬‬

‫يتضح من عرضنا للنصوص القانونية المختلفة أن التشريعات قد أولت اإلثبات اإللكتروني اهتماما‬
‫كبي ار حيث ساوت بين التوقيع التقليدي والتوقيع اإللكتروني وأقرت له حجية متساوية معه متى استوفى‬
‫الشروط المحددة قانونا‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬التصديق اإل لكتروني‪.‬‬

‫حتى تتوافر المصداقية في التعامالت اإللكترونية بصفة خاصة‪ ،‬يجب أن تكون موقعة إلكترونيا‬
‫لكن هذا الشرط ليس كافيا وحده إلضفاء الحجية القانونية بل البد من وجود جهة قانونية خاصة‬
‫بالتصديق على مدى صحة هذا التوقيع تقوم بتقديم شهادات إلكترونية تثبت صحة التوقيع اإللكتروني‬
‫باعتبار أنه تم في فضاء إفتراضي إلكتروني‪ ،‬فهذه الشهادات تفيد باستيفاء التوقيع للشروط الالزمة‬
‫العتماده وارتباطه وحمايته للمستند من أي تغيير أو تحريف‪ ،‬لذلك فقد فرضت كل الدول في تشريعاتها‬
‫الخاصة بالتعامالت اإللكترونية وجوب إيجاد هيئة لتوثيق التوقيعات اإللكترونية من أجل التحقق من‬
‫هوية الموقع‪.‬‬

‫من هذا المنطلق تناولت دراسة هذا المطلب تعريف التصديق اإللكتروني في الفرع األول‪ ،‬ثم بيان‬
‫شروط ممارسة خدمة المصادقة اإللكترونية في الفرع الثاني‪ ،‬أما الفرع الثالث فقد تطرق اللتزامات‬
‫ومسؤولية مقدم خدمات التصديق اإللكتروني‪ ،‬في حين حدد الفرع الرابع إجراءات تصديق التوقيع‬
‫اإللكتروني‪ ،‬لنتم المطلب بشهادة التوثيق (شهادة التصديق اإللكتروني) في الفرع الخامس‪.‬‬

‫‪1‬أحمد عاشور الحديد‪ ،‬أثر التكنولوجيا الحديثة على الوسائل القانونية لجهة اإلدارة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.212‬‬

‫‪370‬‬
‫التقاضي اإللكتروني‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫الفرع األول‪ :‬تعريف التصديق اإللكتروني‪.‬‬

‫أكدت المادة ‪ 4/2121‬من القانون الفرنسي على ضرورة أن تكون الوسيلة المستخدمة في التوقيع‬
‫اإللكتروني موثوقا بها لكي تضمن صلة الموقع اإللكتروني مع جهة معينة يحددها القانون من شأنها‬
‫أن تشهد بصحة التوقيع وتحدد بدقة هوية الموقع"‪.‬‬

‫عرفته الفقرة األولى من المادة السابعة من قانون األونسترال النموذجي بشأن التجارة اإللكترونية‬
‫لسنة ‪ 2991‬بأنه‪ ":‬كل شخص طبيعي أو معنوي‪ ،‬سواء كان عاما أو خاصا‪ ،‬تعينه الدولة المختصة‪،‬‬
‫ليحدد التوقيعات اإللكترونية التي تتوافر فيها الشروط المنصوص عليها في المادة السادسة من هذا‬
‫القانون"‪.1‬‬

‫كما نظم التوجيه األوروبي رقم ‪ 99/91‬جهات التوثيق اإللكتروني تحت مسمى أعم هو مقدم خدمة‬
‫التوثيق‪ ،‬وألزم الدول األعضاء في االتحاد األوروبي بالترخيص لقيام جهات خاصة يعهد إليها اعتماد‬
‫التوقيعات اإللكترونية عن طريق شهادات تصدرها تفيد استفتاء التوقيع الرقمي للشروط الالزمة العتماده‪،‬‬
‫وارتباطه بالمستند الذي يرد عليه من تأمينه ضد أي تعديل أو تغيير في مضمونه‪.‬‬

‫فالجهة التي تتولى التصديق تقوم بالعملية من خالل مستخدم أو مستخدمين للتحقق من المفتاح‬
‫العام والشهادة المعطاة ومعنى ذلك أن وظيفتها تعد إثباتا لوجود عالقة بين شخص طبيعي أو معنوي‬
‫وبين المفتاحين المستخدمين في الرسالة (العام والخاص)‪ ،‬ووفقا للتوجيهات‪ ،‬فإن الغير الذي يتولى‬
‫عملية التصديق يطلق عليهم مقدمو خدمات التصديق ‪Prestataires de services de‬‬
‫‪ certification‬ويرمز إليهم بالمختصر ‪.PSC2‬‬

‫‪1‬عباس العبودي‪ ،‬التبليغ القضائي بواسطة الرسائل اإللكترونية ودورها في حسم الدعوى المدنية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.292‬‬
‫‪2‬سعيد السيد قنديل‪ ،‬التوقيع اإللكتروني‪-‬ماهيته‪-‬صوره‪-‬حجيته في اإلثبات بين التداول واالقتباس‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.21‬‬

‫‪371‬‬
‫التقاضي اإللكتروني‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫عرفته المادة الثانية من قانون المبادالت التجارة اإللكترونية رقم ‪ 21‬لسنة ‪ 1222‬التونسي بأنه‪":‬‬
‫كل شخص طبيعي أو معنوي يحدث ويسلك ويتصرف في شهادات المصادقة ويجري خدمات أخرى‬
‫ذات عالقة باإلمضاء اإللكتروني"‪ ،‬كما عرفته المادة األولى من قانون المعامالت اإللكترونية رقم ‪19‬‬
‫لسنة ‪ 1221‬لمملكة البحرين‪ ،‬بأنه‪ ":‬الشخص الذي يصدر شهادات التحقق من الهوية ألغراض‬
‫التوقيعات اإللكترونية‪ ،‬أو الذي يزود الجمهور بخدمات أخرى‪ ،‬تتعلق بهذه الشهادات‪ ،‬وأن هذه المهمة‪،‬‬
‫قد تتوالها جهة عامة أو خاصة ونذا تولت جهة خاصة هذه المهمة فإنها البد من خضوعها لمجموعة‬
‫من الشروط والضوابط التي تضعها الجهات الرسمية‪ ،‬كما تحدد التشريعات ذات العالقة واجبات ومهام‬
‫مزود خدمات التصديق"‪.1‬‬

‫كما عرف المشرع المصري في مشروع قانون التوقيع اإللكتروني جهة التصديق بأنها‪ ":‬الشخص‬
‫الطبيعي أو االعتباري المرخص له من جهة الترخيص بإصدار شهادات تصديق إلكترونية أو تقديم أي‬
‫خدمات متعلقة بالتوقيع اإللكتروني"‪.‬‬

‫يعرف مقدم خدمات التصديق إذا بأنه جهة أو منظمة عامة أو خاصة‪ ،‬تستخرج شهادات‬
‫إلكترونية والشهادة هذه تؤمن صالحية الموقع وحجية توقيعه وكذلك الغاية من هوية الموقع‪ ،‬وتوقع هذه‬
‫الشهادة من شخص له الحق في مزاولة هذا العمل‪ ،‬كما تمكن أيضا من معرفة المفتاح العام‪ ،‬وبمعنى‬
‫آخر فإن شهادة التصديق يمكن أن تشكل بطاقة هوية إلكترونية تم وضعها بواسطة شخص مستقل عن‬
‫العقد ومحايد‪.2‬‬

‫يعرف التصديق أو التوثيق أيضا بأنه‪ ":‬وسيلة فنية آمنة للتحقق من صحة التوقيع أو المحرر‪،‬‬
‫حيث يتم نسبه إلى شخص أو كيان معين عبر جهة موثوق بها أو طرف محايد يطلق عليهم مقدم‬

‫‪1‬عباس العبودي‪ ،‬التبليغ القضائي بواسطة الرسائل اإللكترونية ودورها في حسم الدعوى المدنية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.292‬‬
‫‪2‬سعيد السيد قنديل‪ ،‬التوقيع اإللكتروني‪-‬ماهيته‪-‬صوره‪-‬حجيته في اإلثبات بين التداول واالقتباس‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.25‬‬

‫‪372‬‬
‫التقاضي اإللكتروني‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫خدمات التصديق أو مورد خدمات التوثيق‪ ،1‬فكاتب العدل اإللكتروني‪ ،‬شخص ثالث‪ ،‬يكون في الغالب‬
‫جهة حيادية تقنية عامة أو خاصة‪ ،‬تصدر شهادات توثيق إلكترونية عن طريق سجل إلكتروني‪ ،‬يتضمن‬
‫مجموعة من المعلومات‪ ،‬تتعلق بطالب الشهادة والجهة المانحة لها وتاريخ صالحيتها‪ ،‬وقد اختلفت‬
‫التشريعات التي نظمت الكاتب العدل اإللكتروني في التسمية التي تطلق عليه‪ ،‬فأطلق عليه تسميات‬
‫متعددة نذكر منها‪ :‬مزود خدمات التصديق ومزود خدمات التصديق اإللكترونية‪ ،‬وأطلق عليه مشروع‬
‫قانون التجارة اإللكترونية المصري لسنة ‪ 1222‬جهة اعتماد التوقيع اإللكتروني‪ ،‬كما أطلق عليه المشرع‬
‫األردني جهة مختصة مرخصة أو معتمدة إلثبات نسبة التوقيع اإللكتروني‪ ،‬وأطلق عليه المشرع البحريني‬
‫مزود خدمة شهادات التصديق‪ ،‬أما قانون التوقيع اإللكتروني المصري الجديد فأطلق عليه التصديق‬
‫اإللكتروني‪.2‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬شروط ممارسة خدمة المصادقة اإللكترونية‪.‬‬

‫هي الشروط الواجب توفرها في مزود خدمات التصديق اإللكتروني والمتمثلة في‪:‬‬

‫أوال‪ .‬أن يكون متمتعا باألهلية الالزمة للتعاقد‪ :‬إن كاتب العدل اإللكتروني إذا كان شخصا طبيعيا‪،‬‬
‫فيجب أن يكون بالغا سن الرشد وهي تمام الثامنة عشرة‪ ،‬وفي هذه الحالة يكون كامل األهلية ويحق له‬
‫مباشرة جميع أنواع التصرفات‪ ،‬سواء كانت نافعة نفعا محضا أم دائرة بين النفع والضرر أم ضارة ضر ار‬
‫محضا‪ ،‬ويجب كذلك أن ال يشوب إرادته عيب من عيوب اإلرادة أو يعتريه عارض من العوارض التي‬
‫تؤدي إلى انعدام تمييزه أو إضعافه‪ ،‬أما الشخص المعنوي أو االعتباري فيعترف بها للجماعات والهيئات‬
‫المتعددة في ذات الوقت‪ ،‬والتي يعاملها القانون معاملة األشخاص الطبيعية‪ ،‬ويسمح لها عن طريق‬

‫‪1‬أحمد يوسف عاشور الحديدي‪ ،‬أثر التكنولوجيا الحديثة على الوسائل القانونية لجهة اإلدارة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.222‬‬
‫‪ 2‬عباس العبودي‪ ،‬تحديات اإلثبات بالسندات اإللكترونية ومتطلبات النظام القانوني لتجاوزها‪ ،‬منشورات الحلبي الحقوقية‪ ،‬الطبعة األولى‪،1222 ،‬‬
‫ص‪.295‬‬

‫‪373‬‬
‫التقاضي اإللكتروني‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫ممثليها بأن تملك وتتعاقد وترفع الدعاوى وترفع ليها‪ ،‬كما يقر لها بوجود حقوق وأموال وذمة خاصة‬
‫مستقلة عن أموال األفراد الذين يدخلون في تكوينها‪ ،‬أو الذين يديرون شؤونها‪ ،1‬والبد من االعتراف بهذه‬
‫األهلية من السلطة المختصة في الدولة لالعتراف بالشخصية المعنوية لها‪ ،‬وقد نصت المادة ‪ 22‬من‬
‫القانون رقم ‪ 21‬لسنة ‪ 1222‬للمبادالت والتجارة اإللكترونية التونسية على أنه يجب أن تتوفر في‬
‫الشخص الطبيعي أو الممثل القانوني للشخص المعنوي ا‬
‫الرغب في الحصول على ترخيص لممارسة‬
‫نشاط الكاتب العدل اإللكتروني‪ ،‬الشروط التالية‪:‬‬

‫‪-2‬أن يكون من ذوي الجنسية التونسية منذ خمس أعوام على األقل‪.‬‬

‫‪-1‬أن يكون مقيما بالبالد التونسية‪.‬‬

‫‪-1‬أن يكون متمتعا بحقوقه المدنية والسياسية وفقا للسوابق العدلية‪.‬‬

‫‪-4‬أن يكون حاصال على األقل على شهادة األستاذية أو ما يعادلها‪.‬‬

‫‪-5‬أن ال يتعاطى نشاطا مهنيا آخ ار‪.2‬‬

‫ثانيا‪ .‬أن يحصل على ترخيص معتمد‪ ،‬سواء أكان من جهة رسمية أم غير رسمية‪:‬‬

‫تبنى التوجيه األوروبي مبدأ عاما يقضي بجعل نظام التوثيق اإللكتروني اختياريا‪ ،‬ويقصد بنظام‬
‫االختياري‪ ،‬كل ترخيص يصدر لتحديد الحقوق وااللتزامات الخاصة بتوريد خدمة التوثيق والتي تمنح‬
‫بناءا على طلب من مقدم خدمات التوثيق‪ ،‬بواسطة هيئة عامة أو خاصة يعهد إليها بتحديد هذه الحقوق‬
‫وااللتزامات والتأكد من احترامها‪ ،‬ومراقبتها إذا كان مقدم خدمة التوثيق مؤهال أم ال لمراعاة الحقوق‬
‫المحددة في التراخيص طوال المدة الالزمة للحصول على موافقة الهيئة المختصة‪ ،3‬فيشترط في كاتب‬

‫‪1‬عبد الفتاح بيومي حجازي‪ ،‬التوقيع اإللكتروني في النظم القانونية المقارنة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.241-245‬‬
‫‪2‬عباس العبودي‪ ،‬تحديات اإلثبات بالسندات اإللكترونية ومتطلبات النظام القانوني لتجاوزها‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.121-121‬‬
‫‪3‬ثروت عبد الحميد‪ ،‬التوقيع اإللكتروني‪ ،‬ماهيته‪-‬صوره ومخاطره‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.211-211‬‬

‫‪374‬‬
‫التقاضي اإللكتروني‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫العدل اإللكتروني‪ ،‬أن يحصل على ترخيص معتمد من جهة حكومية أو غير حكومية‪ ،‬فالكاتب العدل‬
‫اإللكتروني يكون بمثابة هيئة تقنية‪ ،‬حيادية خاصة والسندات التي يصدرها تكون سندات عادية إذا ما‬
‫أنشأ بتنظيم اتفاقي بين مستخدمي وسائل االتصال الفوري كاإلنترنت عند التعامل بين األفراد‪ ،‬أما إذا‬
‫تدخلت الدولة في إنشائه فإنه يكون هيئة تقنية عامة والسندات التي يصدرها تكون سندات رسمية‪ ،‬وقد‬
‫أكدت المادة ‪ 14‬من قانون المعامالت اإللكترونية األردني‪ ،‬على اعتماد شهادة التوثيق التي تصدر من‬
‫الكاتب العدل اإللكتروني‪ ،‬إذا كانت صادرة عن جهة مرخصة أو معتمدة‪ ،‬أو مؤسسة أو هيئة مفوضة‬
‫قانونا بذلك أو صادرة عن جهة وافق أطراف السند اإللكتروني على اعتمادها‪.1‬‬

‫في حين نجد أن مشروع قانون االتحاد السويسري المتعلق بالتوقيع اإللكتروني قد منح مقدمي‬
‫خدمات التصديق اإللكتروني الحرية المطلقة في ممارستهم لهذا العمل دون حاجة لحصولهم على‬
‫ترخيص أو تفويض من جانب الدولة‪ ،‬وعليه ينبغي أن يكون الترخيص الذي يحصل عليه كاتب العدل‬
‫اإللكتروني موثوقا به بحيث يؤدي إلى االطمئنان إليه بالقدر الذي يتناسب مع الغرض الذي تم فيه‬
‫إنشاء السند اإللكتروني والظروف التي أحاطت به وما اتفق عليه األشخاص الذين يحتجون به‪ ،2‬ولكي‬
‫يحصل مقدم خدمة التصديق على ترخيص مزاولة هذه المهنة فهناك متطلبات وظيفية يجب أن تتوافر‬
‫فيه‪ ،‬حددتها التوجيهات األوروبية المتعلقة بالتوقيع اإللكتروني من خالل الملحق الثاني بها فيجب أن‬
‫يتوافر في الشخص القائم بهذه الوظيفة بعض المواصفات ومن بينها‪:‬‬

‫‪-2‬ضرورة أن يملك هذا الشخص معرفة فنية وخاصة في هذا المجال‪ ،‬باإلضافة إلى تمتعه بالخبرة‬
‫الالزمة والمؤهلة للقيام بخدمة التصديق‪.‬‬

‫‪1‬عباس العبودي‪ ،‬تحديات اإلثبات بالسندات اإللكترونية ومتطلبات النظام القانوني لتجاوزها‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.124-121‬‬
‫‪2‬سعيد السيد قنديل‪ ،‬التوقيع اإللكتروني‪-‬ماهيته‪-‬صوره‪-‬حجيته في اإلثبات بين التداول واالقتباس‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.22-22‬‬

‫‪375‬‬
‫التقاضي اإللكتروني‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫‪-1‬يجب أن يطبق هذا الشخص في مجال عمله اإلجراءات والطرق اإلدارية سواء من الناحية اإلدارية‬
‫أو الفنية في ضوء المعايير المعترف بها في هذا المجال‪.1‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬التزامات ومسؤولية مقدم خدمات التصديق اإل لكتروني‪.‬‬

‫هناك واجبات عديدة أوردها القانون في شأن مزود خدمات التصديق‪ ،‬وهناك المسؤولية التي تترتب‬
‫عن األفعال التي يقوم بها والتي نعرضها على التوالي‪:‬‬

‫أوال‪ .‬التزامات مزود خدمات التصديق‪:‬‬

‫‪ -2‬أن يتصرف حسب البيانات المقدمة له‪ :‬ذلك أنه ال يجوز له إضافة أو تعديل مضمون البيانات‬
‫المقدمة له من قبل أصحاب الشأن لكي يصدر لهم شهادات تصديق‪ ،‬وهذا ما يطلق عليه –معالجة‬
‫البيانات اإللكترونية‪ -‬إذ يحظر عليه هذه المعالجة‪ ،‬وننما فقط ملزم بإصدار منظومة إلكترونية كافية‬
‫لعمل التوقيع اإللكتروني‪ ،‬أو منظومة الزمة للتأكد من صحة هذا التوقيع‪ ،‬ثم يصدر الشهادات اإللكترونية‬
‫التي تؤكد صحة البيانات والمعلومات التي سبق وأن قدمت له من ذوي الشأن‪.2‬‬

‫‪ -1‬يجب على الكاتب العدل اإللكتروني أن يضع تحت تصرف الطرف الذي يريد أن يحتج بشهادة‬
‫التوثيق اإللكترونية‪ ،‬الوسائل المعقولة التي يتمكن بواسطتها من التحقق بأن الموقع المحدد هويته بشهادة‬
‫التوثيق‪ ،‬كان يسيطر عليه بالفعل وقت التوقيع وعلى اإلدارة التقنية الالزمة إلجرائه‪ ،‬وأنها كانت وقت‬
‫التوقيع سارية المفعول ولم تتعرض لما يثير الشبهة‪ ،‬فضال عن ذلك يجب عليه أن يوفر له عند‬

‫‪1‬سعيد السيد قنديل‪ ،‬التوقيع اإللكتروني‪-‬ماهيته‪-‬صوره‪-‬حجيته في اإلثبات بين التداول واالقتباس‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.22-22‬‬
‫‪2‬عبد الفتاح حجازي‪ ،‬التوقيع اإللكتروني في النظم القانونية المقارنة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.125‬‬

‫‪376‬‬
‫التقاضي اإللكتروني‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫االقتضاء الطريقة المستخدمة في تعيين هوية الموقع والقيود التي ترد على قيمة أو موضوع التصرفات‬
‫التي تم توثيق السند اإللكتروني من أجلها‪.1‬‬

‫‪ -1‬يتعين كذلك أن يبين مزود خدمة المصادقة ما إذا كانت هناك وسيلة لإلبالغ عن إلغاء شهادة‬
‫المصادقة من عدمها‪ ،‬وذلك ألن إلغاء الشهادة قد يضر المتعاملين بها ما لم يتم إخطارهم أو إبالغهم‬
‫بهذا اإللغاء‪ ،‬كذلك البد من سهولة اإلبالغ بطريقة إلكترونية تتفق وطبيعة الشهادة اإللكترونية ذاتها‪.2‬‬

‫‪ -4‬على كاتب العدل اإللكتروني أن يثبت في شهادة المصادقة اإللكترونية‪ ،‬حدود المسؤولية المدنية‬
‫وفقا لقانونه الوطني‪ ،‬ذلك وأنه يسأل عن تعويض األضرار الناشئة عن إخالله بواجباته القانونية‪ ،‬فضال‬
‫عن ذلك عليه أن يأخذ بعين االعتبار‪ ،‬النفقات الالزمة إلصدار شهادة التوثيق وطبيعة المعلومات التي‬
‫تضمنتها ومدى مساهمة خطأ المضرور في إحداث الضرر‪.‬‬

‫‪ -5‬يجب عليه أن يلتزم الحياد‪ ،‬اتجاه المتعاملين‪ ،‬فال يكون له أي مصلحة‪ ،‬سواء كانت مالية أو غير‬
‫مالية في التصرف القانوني الذي أنشأ السند اإللكتروني من أجله‪ ،‬وينبغي أن يمسك سجال إلكترونيا‪،‬‬
‫لما أصدره من شهادات توثيق وأن يحتفظ به لمدة مناسبة‪ ،‬إذ قد يطلب منه إقامة الدليل أمام القضاء‬
‫على صحة المعلومات التي وردت في السند اإللكتروني‪ ،‬بعد مدة طويلة إلنشائه‪.3‬‬

‫‪ -1‬أعطى التوجيه األوروبي في المادة (‪ )1 ،4/1‬منه لمزود خدمات التصديق الحق في تحديد نطاق‬
‫مسؤوليته‪ ،‬وذلك بوضع بعض الشروط التي تمثل قيودا على استخدام الشهادة‪ ،‬مثل تحديد مدة سريانها‪،‬‬
‫أو وضع سقف (حد أعلى) لقيمة الصفقات التي يمكن استخدام الشهادة والتوقيع في إبرامها‪ ،‬ولكن‬
‫يشترط لصحة هذه القيود أن يكون بوسع الغير العلم بها‪ ،‬وهو ما يمكن أن يتم بكافة الطرق الممكنة‪.4‬‬

‫‪1‬عباس عبودي‪ ،‬تحديات اإلثبات بالسندات اإللكترونية ومتطلبات النظام القانوني لتجاوزها‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.122-122‬‬
‫‪2‬عبد الفتاح حجازي‪ ،‬التوقيع اإللكتروني في النظم القانونية المقارنة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.122‬‬
‫‪3‬عباس عبودي‪ ،‬تحديات اإلثبات بالسندات اإللكترونية ومتطلبات النظام القانوني لتجاوزها‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص ص ‪.129-122‬‬
‫‪4‬ثروت عبد الحميد‪ ،‬التوقيع اإللكتروني‪ ،‬ماهيته‪-‬صوره ومخاطره‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.211‬‬

‫‪377‬‬
‫التقاضي اإللكتروني‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫‪ -2‬يتعين على مزودو خدمات المصادقة اإللكترونية وأعوانهم المحافظة على سرية المعلومات التي‬
‫عهدت إليهم في إطار تعاطي أنشطتهم باستثناء تلك التي رخص صاحب الشهادة كتابيا أو إلكترونيا‬
‫في نشرها أو اإلعالم بها أو في الحاالت المنصوص عليها في التشريع الجاري به العمل‪ ،‬والترخيص‬
‫بإفشاء هذه المعلومات أو البيانات قد يكون تنفيذا ألمر قانوني‪ ،‬كما لو صدر حكم قضائي بذلك أو إذا‬
‫صرح صاحب الشأن نفسه لمزود الخدمة بأنه ال حرج عليه إن أفضى بهذه البيانات أو المعلومات وقام‬
‫بإفشائها‪ ،‬ففي هذه الحالة يتمتعون بسبب إباحة يرفع عنهم المساءلة‪ ،‬وقد عاقب القانون التونسي جنائيا‬
‫على عملية إفشاء األسرار وذلك ألنها تشكل جريمة جنائية‪ ،1‬ونصت المادة ‪ 12‬من قانون المعامالت‬
‫اإللكترونية األردني بمعاقبة أي جهة تمارس أعمال توثيق المستندات بغرامة ال تقل عن ‪ 52‬ألف دينار‪،‬‬
‫‪2‬‬
‫إذا أفشت أسرار أحد عمالئها أو خالفت األنظمة والتعليمات‪.‬‬

‫ثانيا‪ .‬مسؤولية مزود خدمات التصديق‪:‬‬

‫يمكن الحديث عن مسؤولية مقدم خدمة التصديق‪ ،‬عندما يخل القائم بهذه الخدمة بأحد االلتزامات‬
‫المفروضة عليه‪ ،‬هذه المسؤولية تكون في غاية األهمية عندما يوجد خطأ في الشهادة‪ ،3‬وتتمثل في‪:‬‬

‫*في حالة حدوث أضرار‪ ،‬فإن مقدم خدمات التوثيق يعتبر مسؤوال في مواجهة كل شخص أولى ثقته‬
‫في التوقيع اإللكتروني‪ ،‬بناء على الثقة المشروعة في الشهادات الصادرة عنه‪ ،‬وبصفة خاصة‪:‬‬

‫‪ .2‬بشأن صحة البيانات الواردة في الشهادة من تاريخ تسليمها‪.‬‬


‫‪ .1‬بشأن ارتباط التوقيع بشخص صاحبه‪ ،‬في الحاالت التي يستخدم فيها مفتاح مزدوج للتوقيع‪،‬‬
‫وتحتفظ الهيئة المشرفة بإحدى نسخه‪.‬‬

‫‪1‬عبد الفتاح حجازي‪ ،‬التوقيع اإللكتروني في النظم القانونية المقارنة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.211..259‬‬
‫‪2‬عباس عبودي‪ ،‬تحديات اإلثبات بالسندات اإللكترونية ومتطلبات النظام القانوني لتجاوزها‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.129‬‬
‫‪3‬سعيد السيد قنديل‪ ،‬التوقيع اإللكتروني‪-‬ماهيته‪-‬صوره‪-‬حجيته في اإلثبات بين التداول واالقتباس‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.91‬‬

‫‪378‬‬
‫التقاضي اإللكتروني‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫‪ .1‬بشأن اغفال تسجيل ونشر القرار الخاص بإلغاء شهادة التوقيع أو إبطالها على قائمة يمكن‬
‫االطالع عليها هاتفيا‪.1‬‬

‫لكي يضمن صحة المعلومات التي تحتويها الشهادة‪ ،‬فيمكن أن يطلب مقدم الخدمة عند تسجيلها‬
‫ضرورة وجود ما يفيد صحتها وبشكل خاص ما يتعلق بتحديد هوية الموقع سواء كان إثبات شخصية‬
‫وير ماديا‬
‫أو أية ايصاالت يتحقق بها من ذلك‪ ،‬وعند حدوث أي تزوير من صاحب الشأن سواء كان تز ا‬
‫أو معنويا‪ ،‬فال يكون مقدم خدمة التصديق مسؤوال عن البيانات المسجلة في الشهادة‪ ،‬لذا يجب على‬
‫صاحب الشهادة المعتمدة أن يخطر مقدم خدمة التصديق بكل تغيير يتعلق بأي من البيانات التي‬
‫تحتويها الشهادة ونال كان هو المسؤول عن صحتها‪ ،‬وحيث أن المسؤولية عن صحة هذه البيانات تحدد‬
‫بوقت معين‪ ،‬فيجب أن يتم وبشكل دقيق تحديد تاريخ وساعة وضع البيان‪.2‬‬

‫نصت المادة ‪ 11‬من القانون التونسي على أنه‪ ":‬يكون مزود خدمات المصادقة اإللكترونية مسؤوال‬
‫عن كل ضرر حصل لكل شخص وثق عن حسن نية في الضمانات المنصوص عليها بالفصل ‪22‬‬
‫من هذا القانون"‪ ،‬وهذا النص يضع أساس المسؤولية المدنية بالتعويض قبل ‪-‬مزود خدمات المصادقة‬
‫اإللكترونية‪-‬والذي يخل بأحد االلتزامات العقدية المفروضة على عاتقه‪.‬‬

‫كما نصت المادة ‪ 4/14‬من قانون إمارة دبي على أنه‪ ":‬إذا حدثت أية أضرار نتيجة لعدم صحة‬
‫الشهادة أو نتيجة ألي عيب فيها يكون ‪-‬مزود خدمات التصديق‪-‬مسؤوال عن الخسائر التي يتكبدها‪:‬‬

‫‪-‬كل طرف تعاقد مع مزود خدمات التصديق حول تقديم الشهادة‪.‬‬

‫‪-‬أي شخص اعتمد بصورة معقولة على الشهادة التي أصدرها مزود خدمات التصديق"‪.3‬‬

‫‪1‬ثروت عبد الحميد‪ ،‬التوقيع اإللكتروني‪ ،‬ماهيته‪-‬صوره ومخاطره‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.215‬‬
‫‪2‬سعيد السيد قنديل‪ ،‬التوقيع اإللكتروني‪-‬ماهيته‪-‬صوره‪-‬حجيته في اإلثبات بين التداول واالقتباس‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.95‬‬
‫‪3‬عبد الفتاح حجازي‪ ،‬التوقيع اإللكتروني في النظم القانونية المقارنة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.122-222‬‬

‫‪379‬‬
‫التقاضي اإللكتروني‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫تجدر اإلشارة إلى أن مشروع االتحاد السويسري المتعلق بالتوقيع اإللكتروني‪ ،‬أقر بأنه لكي تقع‬
‫المسؤولية على عاتق القائمين على هذه الخدمة يجب أن يقوم الموقع صاحب المفتاح الخاص بإثبات‬
‫أن مقدم خدمة التصديق قد استعمل مفتاحه الخاص بدون رضائه مع إثباته في الوقت نفسه أنه قد بذل‬
‫العناية الالزمة للحفاظ على عدم معرفة أي شخص من الغير لمفتاحه الخاص‪ ،‬ووفقا للمذكرة الشارحة‬
‫والمرفقة مع المشروع‪ ،‬فإن مقدم خدمة التصديق يكون مسؤوال أيضا في حالة تأخيره إلغاء أو تعديل في‬
‫الشهادة عندما يطلب هذا الوقف أو التعديل الموقع صاحب المفتاح الخاص‪.1‬‬

‫الفرع الرابع‪ :‬إجراءات تصديق التوقيع اإل لكتروني‪.‬‬

‫يتم تصديق التوقيع اإللكتروني لدى الجهات المختصة بناءا على طلب العمالء‪ ،‬إذ يجب على‬
‫الجهة أو الشخص ال ارغب بتوثيق توقيعه اإللكتروني التوجه إلى جهة التصديق المرخص لها‪ ،‬لكي‬
‫تصدر له شهادة تصديق مقابل دفع مبلغ معين من المال كرسم‪ ،‬ويكون الطلب مرفقا باألو ارق والمستندات‬
‫الثبوتية المتعلقة بهوية الشخصية للموقع والنواحي المالية‪...‬إلخ‪.‬‬

‫يمكن أن يقوم الشخص الراغب في تصديق توقيعه بإرسال الطلب واألوراق عبر الفاكس أو البريد‬
‫اإللكتروني إلى جهة التوثيق إن سمحت بذلك‪ ،‬وتقوم جهة التصديق بمراجعة ومطابقة األوراق مع جواز‬
‫السفر والهوية الشخصية‪ ،‬التي تؤكد هويته‪ ،‬حيث تتولى مهمة التأكد من صحة هذه البيانات المقدمة‬
‫إليها عبر ممارستها عناية معقولة لضمان صحة كل ما سيتم ذكره من بيانات جوهرية خاصة بالموقع‬
‫في شهادة التصديق اإللكتروني‪.2‬‬

‫‪1‬سعيد السيد قنديل‪ ،‬التوقيع اإللكتروني‪-‬ماهيته‪-‬صوره‪-‬حجيته في اإلثبات بين التداول واالقتباس‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.92-91‬‬
‫‪2‬أحمد عاشور الحديدي‪ ،‬أثر التكنولوجيا الحديثة على الوسائل القانونية لجهة اإلدارة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.212‬‬

‫‪380‬‬
‫التقاضي اإللكتروني‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫تبدأ إجراءات إصدار التوقيع الرقمي بتقديم البيانات الالزمة من طالب توثيق التوقيع إلى جهة‬
‫التصديق مع بيان األشخاص المخولين بالتوقيع ليصدر لكل منهم مفتاح خاص‪ ،‬وبعد إصدار المفتاح‬
‫الخاص يتم تثبيت نصف هذا المفتاح بجهاز الحاسب اآللي لطالب توثيق التوقيع‪ ،‬أما النصف اآلخر‬
‫من المفتاح‪ ،‬فيتم تثبيته ببطاقة إلكترونية ذكية‪ ،‬لذلك فإن المفتاح الخاص الذي يستخدم في التوقيع ال‬
‫يمكن استخدامه إال من جهاز حاسب آلي واحد فقط‪ ،‬حتى يمكن التأكد من أن التوقيع الرقمي صادر‬
‫بالفعل من صاحبه‪ ،‬ويحتفظ الموقع بالمفتاح الخاص لديه‪ ،‬وال يطلع عليه أحدا بل يكون سريا‪ ،‬أما‬
‫المفتاح العام والذي تحتفظ به عادة جهة التوثيق وتقوم بإرساله عن طريق البريد اإللكتروني إلى كل من‬
‫رغب في التعامل مع صاحب التوقيع‪.1‬‬

‫خالل هذه المرحلة يقوم كاتب العدل أو الموظف العام‪ ،‬أو الشخص المكلف بالخدمة العامة أو‬
‫الموثق‪ ،‬حسب أري بعض التشريعات العربية واألجنبية باستخدام مفتاحه الخاص أو ما يسمى المفتاح‬
‫الشفري الجذري‪ ،‬لكي يتأكد من أن جميع عمليات التوقيع والتوثيق تمت بسالم وفي ظل ظروف إلكترونية‬
‫آمنة يقوم حينها بوضع توقيعه على السند مؤكدا بهذا التوقيع صحة المعلومات الواردة فيه‪ ،‬أو في رسالة‬
‫المعلومات ومضفيا عليه في نفس الوقت الصبغة الرسمية من أجل االحتجاج به أمام القضاء‪ ،‬فيقوم‬
‫بوضع توقيعه‪ ،‬ومن ثم ضغط وتشفير السند أو رسالة المعلومات‪ ،‬ونرساله إلى كاتب العدل في الجهة‬
‫المقابلة‪ ،‬الذي يكون له الدور التكميلي من أجل إتمام عملية المصادقة على صحة مضمون السند أو‬
‫رسالة المعلومات‪ ،‬بحيث يعمل على فك التشفير من خالل مفتاحه الشفري الخاص وبعدها وضع توقيعه‬
‫على السند أو رسالة المعلومات‪ ،‬وبتوقيع كاتبي العدل يحوز السند أو رسالة المعلومات المصادق عليها‪،‬‬
‫والموقعة من قبلهم الحجية القانونية كسند رسمي إلكتروني‪.2‬‬

‫‪1‬ماجد راغب الحلو‪ ،‬رحيمة الصغير‪ ،‬العقد اإللكتروني‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.29-22‬‬
‫‪2‬أحمد عزمي الحروب‪ ،‬السندات الرسمية اإللكترونية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.22-21‬‬

‫‪381‬‬
‫التقاضي اإللكتروني‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫تستخدم التوقيعات الرقمية ما يسمى الترميز بالمفتاح العمومي الذي كثيار ما ينهض على استخدام‬
‫دوال خوارزمية إلنتاج مفتاحين مختلفين ولكنهما مرتبطين رياضيا والمفاتيح هي أعداد ضخمة يحصل‬
‫عليها باستخدام سلسلة من الصيغ الرياضية المطبقة على أعداد أولية ويستخدم أحد هذين المفتاحين في‬
‫إنشاء توقيع رقمي أو في تحويل بيانات ألي صيغة غير مفهومة في ظاهرها‪ ،‬ويستخدم المفتاح الثاني‬
‫وكثير ما يشار إلى أجهزة‬
‫ا‬ ‫للتحقق من صحة توقيع رقمي أو إعادة رسالة بيانات إلى صيغتها األصلية‬
‫وبرمجيات الحاسب التي تستخدم مثل هذين المفتاحين بعبارة جامعة هي نظم الترميز أو بعبارة أكثر‬
‫تحديدا هي نظم ترميز غير متناظرة‪.‬‬

‫يحصل المتلقي من سلطة التصديق(أو عن طريق منشئ الرسالة) على شهادة تؤكد صحة التوقيع‬
‫الرقمي الوارد على رسالة المرسل وتحتوي على المفتاح العمومي واسم المرسل (وربما أيضا على‬
‫معلومات إضافية) موقعا عليها من جانب سلطة التصديق‪.1‬‬

‫آخر مرحلة هي حفظ السند الرسمي اإللكتروني المصادق عليه من طرف كاتب العدل في سجالت‬
‫كاتب العدل أو موظف التصديق للمحافظة عليها من التلف‪ ،‬وعدم مساسها أو العبث بها حتى ال تكون‬
‫عرضة للتزوير‪ ،‬والمقصود بذلك اإلبقاء على السند والتوقيع بنفس الصورة التي صدر فيها من مصدرها‬
‫حتى وصوله إلى المرسل إليه‪ ،2‬وذلك حتى يكون لذلك السند الرسمي حجية في اإلثبات ليكون دليال‬
‫كامال فيه‪ ،‬فالحفاظ على صحة السند والتوقيع اإللكتروني من الناحية الفنية يتم من خالل استخدام‬
‫أسلوب الضغط اإللكتروني ‪ condence‬أو ‪ ،hash‬وتعني ضغط البيانات اإللكترونية بحيث تأخذ‬
‫مساحة أقل من مساحتها العادية‪ ،‬وتتم بواسطة استخدام برنامج معين مخصص لذلك‪ ،‬هذا البرنامج‬
‫يقوم بتحويل البيانات اإللكترونية إلى مجموعة من األرقام أو الحروف تختلف في شكلها عن البيانات‬
‫األصلية المضغوطة‪ ،‬لكنها تحتوي على نفس هذه البيانات بحيث إذا أعيدت عملية فك الضغط‬

‫‪1‬منير محمد الجنبيهي‪ ،‬ممدوح محمد الجنبيهي‪ ،‬التوقيع اإللكتروني وحجيته في اإلثبات‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.254...219‬‬
‫‪2‬احمد عزمي الحروب‪ ،‬السندات الرسمية اإللكترونية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.91‬‬

‫‪382‬‬
‫التقاضي اإللكتروني‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫اإللكتروني عادت البيانات األصلية إلى نفس شكلها السابقة قبل عملية الضغط‪ ،‬ويقوم المرسل بعملية‬
‫الضغط اإللكتروني للحفاظ على صحة التوقيع بواسطة مفتاحه الخاص‪ ،‬أما عملية فك الضغط‬
‫اإللكتروني فتتم بواسطة المفتاح العام للمرسل‪.1‬‬

‫الفرع الخامس‪ :‬شهادة التوثيق (شهادة التصديق اإل لكتروني)‪.‬‬

‫يتمثل االلتزام الرئيسي للقائم بخدمة التصديق اإللكتروني في تقديمه لصاحب الشأن شهادة تصديق‬
‫إلكترونية تحقق الغرض من وظيفته وهو التصديق على التوقيع اإللكتروني المستخدم في صفقة معينة‬
‫بما يجعل هذا التصديق إق ار ار بمضمون الصفقة‪ ،‬إذ تعتبر شهادة التوثيق جوهر عمل جهات التصديق‬
‫اإللكتروني لكونها عطي الثقة واألمان الستكمال المعامالت اإللكترونية‪ ،2‬ولقد عرفت التوجيهات الشهادة‬
‫بأنها‪ ":‬شهادة إلكترونية توصل إلى معطيات متعلقة بالتحقق من الموقع وتؤكد هوية هذا الشخص"‪،3‬‬
‫كما عرفت أيضا بأنها‪ ":‬الشهادة التي تصدر من الجهة المرخص لها بالتصديق وتثبت االرتباط بين‬
‫الموقع وبيانات إنشاء التوقيع والمحرر اإللكتروني"‪ ،‬وعرفها قانون التوجيه األوروبي في المادة الخامسة‬
‫والسادسة منه‪ ،‬بأنها‪ ":‬شهادة تصدرها الجهة المصرح لها من قبل الجهة المسؤولة في الدولة ويوضح‬
‫فيها‪ ،‬إنه عند مارجعة السندات اإللكترونية‪ ،‬يحدد شخصية مصدره ويستوفي الشروط الالزمة للثقة فيه‬
‫وأدائه لوظيفته"‪ ،‬كما عرفتها الفقرة ج من المادة الثانية من القانون الموحد للتواقيع اإللكترونية الصادر‬
‫عن لجنة األمم المتحدة لعام ‪ 1222‬بأنها‪ ":‬رسالة بيانات أو سجل آخر يؤكد االرتباط بين الموقع‬
‫وبيانات إنشاء التوقيع"‪.4‬‬

‫‪1‬احمد عزمي الحروب‪ ،‬السندات الرسمية اإللكترونية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.95‬‬
‫‪2‬قارة مولود‪ ،‬التوثيق اإللكتروني‪ ،‬شكله ونجراءاته‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.2554‬‬
‫‪3‬سعيد السيد قنديل‪ ،‬التوقيع اإللكتروني‪-‬ماهيته‪-‬صوره‪-‬حجيته في اإلثبات بين التداول واالقتباس‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.92‬‬
‫‪4‬عباس العبودي‪ ،‬التبليغ القضائي بواسطة الرسائل اإللكترونية ودورها في حسم الدعوى المدنية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.129‬‬

‫‪383‬‬
‫التقاضي اإللكتروني‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫كما عرفها المشرع الجزائري في القانون ‪ 241-25‬المتعلق بالتوقيع والتصديق اإللكترونيين في‬
‫المادة الثانية الفقرة السابعة منه بأنها‪ ":‬وثيقة في شكل إلكتروني تثبت الصلة بين بيانات التحقق من‬
‫التوقيع اإللكتروني والموقع"‪.‬‬

‫لكي يكون للشهادة قيمة قانونية وحجية في اإلثبات يجب أن تشمل على البيانات التالية‪:‬‬

‫‪ -2‬تحديد اسم وبيانات الجهة المصدرة للوثيقة اإللكترونية بشكل واضح‪ ،‬ويهدف هذا الشرط إلى التأكد‬
‫من مشروعية جهة التوثيق‪ ،‬وهل أن هذه الجهة‪ ،‬التزمت بمبدأ الحياد التقني لكاتب العدل اإللكتروني‬
‫الذي اعتمدته التشريعات التي أخذت بهذه الوثيقة؟ بوصفها جهة موثوق بها ويتم ضبط مواصفاتها‬
‫التقنية استنادا إلى الجهة التي أصدرت الترخيص إليها‪.2‬‬

‫‪ -1‬هوية صاحب الشهادة‪ ،‬وذلك ببيان اسمه ولقبه وصناعته ومحل إقامته والبيانات األخرى التي تشير‬
‫إلى أنه صاحب هذه الشهادة‪.‬‬

‫‪ -1‬يجب أ ن تشمل على عنوان صاحب التوقيع وبيان وضعه المالي وذلك لتوضيح ما يتعلق بوجود‬
‫أحكام أو دعاوى قضائية‪ ،‬بشأن إعساره أو إفالسه فضال عن ذكر رقم إضبارته الضريبية‪.‬‬

‫‪ -4‬عناصر التدقيق في إمضاء صاحب الشهادة‪ ،‬يقصد بها العناصر التي تتضمن بالرجوع إليها‪ ،‬التأكد‬
‫من ضمان صحة التوقيع اإللكتروني لصاحب الشهادة‪.3‬‬

‫‪ -5‬مجاالت استعمال الشهادة‪ ،‬ويقصد بها الغرض الذي ألجله صدرت هذه الشهادة‪ ،‬سواء كانت‬
‫تصديقا على منظومة إحداث توقيع إلكتروني‪ ،‬أو تصديقا على صحة هذا التوقيع‪ ،‬فالشهادات الصادرة‬

‫القانون ‪ 24-25‬المؤرخ في ‪ 22‬ربيع الثاني عام ‪ 2411‬الموافق ألول فبراير سنة ‪ ،1225‬يحدد القواعد العامة المتعلقة بالتوقيع والتصديق‬ ‫‪1‬‬

‫اإللكترونيين‪ ،‬الجريدة الرسمية عدد ‪.21‬‬


‫‪2‬عباس العبودي‪ ،‬التبليغ القضائي بواسطة الرسائل اإللكترونية ودورها في حسم الدعوى المدنية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.129‬‬
‫‪3‬عبد الفتاح بيومي حجازي‪ ،‬التوقيع اإللكتروني في النظم القانونية المقارنة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.222‬‬

‫‪384‬‬
‫التقاضي اإللكتروني‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫عن مزود الخدمة كثيرة ومتنوعة حسب أغراضها‪ ،‬وال بد لها من نظام فني يحكم شروط إصدارها‪ ،‬وهو‬
‫منظم بالفعل بقرار من الوزير المخول له ذلك‪ ،1‬أي تحديد مدى مسؤولية مزود خدمة التصديق وحدودها‪.‬‬

‫‪ -1‬يجب ترقيم شهادة التوثيق‪ ،‬ترقيما كوديا خاصا‪ ،‬وذلك عن طريق وضع رقم ‪2‬خاص معتمد من قبل‬
‫الكاتب العدل اإللكتروني‪ ،‬الذي يتولى إصدار المفتاح الخاص والذي ال يمكن لغير صاحبه من أن‬
‫يعدل صيغة السند اإللكتروني‪.‬‬

‫‪ -2‬يجب أيضا أن تتضمن على توقيع مزود خدمة التصديق اإللكتروني (جهة التصديق) التي أصدرت‬
‫الشهادة‪ ،‬للتأكيد على موافقته ومصادقته على صحة البيانات ومحتوى السند اإللكتروني‪.‬‬

‫‪ -2‬يجب أن تتضمن شهادة التوثيق على مدة صالحيتها في الحاالت التي يلزم ذلك فيها‪ ،‬وذلك لتأمين‬
‫صحة هذه السندات ضد أي تعديل غير مصرح به من صاحب التوقيع خالل مدة الصالحية‪ ،‬مما‬
‫يتضمن عدم استخدام هذه السندات ضد مصالح األشخاص الذين أصدروها والمتعاملين بها‪ ،3‬وهي‬
‫غالبا ما تتراوح بين سنة وسنتين‪.‬‬

‫يالحظ بالنسبة لهذه البيانات أن بعضها يكون إجباريا ال غنى عنه في أية شهادة تصديق مثل‬
‫المفتاح العام للموقع‪ ،‬اسمه‪ ،‬التوقيع اإللكتروني من قبل الموقع‪ ،‬التوقيع اإللكتروني لمقدم خدمة‬
‫التصديق‪ ،‬وأخي ار مدة صالحية الشهادة‪ ،‬أما باقي البيانات فهي اختيارية وال يترتب على إغفال أي منها‬
‫بطالن الشهادة وعدم صالحيتها للغرض الذي سلمت من أجله‪.4‬‬

‫‪1‬عبد الفتاح بيومي حجازي‪ ،‬التوقيع اإللكتروني في النظم القانونية المقارنة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.222‬‬
‫‪2‬المقصود بالترقيم أي تحديد المفتاح العام الذي يمكن من خالله الوصول إلى المفتاح الخاص للموقع الذي يخضع للرقابة في األخير‬
‫‪3‬عباس العبودي‪ ،‬التبليغ القضائي بواسطة الرسائل اإللكترونية ودورها في حسم الدعوى المدنية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.112-112‬‬
‫‪4‬سعيد السيد قنديل‪ ،‬التوقيع اإللكتروني‪-‬ماهيته‪-‬صوره‪-‬حجيته في اإلثبات بين التداول واالقتباس‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.92‬‬

‫‪385‬‬
‫التقاضي اإللكتروني‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫المبحث الثالث‪ :‬التحكيم اإللكتروني ووسائل فض المنازعات‪.‬‬

‫نجم عن التعامالت الخاصة بالتجارة الدولية القائمة من خالل شبكة األنترنت زيادة التعاقدات‬
‫اإللكترونية ما نتج عنه عدد هائل من المنازعات والخالفات ما بين المتعاقدين ذات الطبيعة اإللكترونية‪،‬‬
‫ونظ ار لما يثار من جانب االختصاص القضائي المتعلق بالقضايا واختيار المنبر الذي ستجرى من‬
‫خالله تسوية المنازعات وغيرها من األمور الكثيرة التي تثير إشكاالت للفصل فيها‪ ،‬ما دفع الباحثين‬
‫والمهتمين للبحث ونيجاد طرق بديلة عن التقاضي العادي مالءمة لفض المنازعات وتتماشى مع طبيعتها‬
‫اإللكترونية‪ ،‬مع الحرص على توفير األمان والسرية لحماية حقوق المتنازعين‪ ،‬تتم عبر الوسائل‬
‫اإللكترونية وتحقق الحل بطريقة أسرع وأكثر فاعلية حيث تتم بطريقة إلكترونية باستخدام الوسائل‬
‫التكنولوجية في تبادل المعلومات واالتصاالت‪ ،‬أهم هذه الوسائل هي التحكيم اإللكتروني الذي أصبح‬
‫اليوم بديال عن التقاضي اإللكتروني في المنازعات الدولية‪ ،‬وكذا الوساطة اإللكترونية والمفاوضات‬
‫المباشرة التي يلجأ إليها أطراف النزاع إليجاد حلول دون الحاجة للجوء ال للتحكيم أو القضاء‪.‬‬

‫لذا ستتمحور دراستنا في هذا المبحث حول التحكيم اإللكتروني كأهم صورة للتقاضي اإللكتروني‬
‫الدولي في المطلب األول‪ ،‬ثم بيان الوسائل البديلة للفصل في المنازعات في المطلب الثاني‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬التحكيم اإل لكتروني كأهم صورة للتقاضي اإللكتروني الدولي‪.‬‬

‫يثير استخدام شبكات االتصال اإللكترونية في إنجاز العقود الدولية عدة مسائل مرتبطة باالختصاص‬
‫القضائي بمنازعاتها من حيث تحديد منبر تسوية النزاع وأيضا تحديد معايير تحديد المحكمة المختصة‪،‬‬
‫ومن الغني عن البيان أن إنجاز العقود الدولية عبر شبكة األنترنت يفترض اختراقها الحواجز اإلقليمية‬
‫بين الدول‪ ،‬األمر الذي يجعلها مجاال خصبا لتنازع االختصاص القضائي بمنازعاتها‪ ،‬لذلك اتجه الفكر‬
‫نحو إيجاد آليات حديثة أيضا تكون بديلة للتقليدية لتسوية تلك المنازعات تفاديا لالصطدام بالطابع‬

‫‪386‬‬
‫التقاضي اإللكتروني‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫اإلقليمي والمادي لمعايير فض التنازع القضائي‪ ،‬وأحدث هذه اآلليات وأهمها تطو ار هو التحكيم‬
‫اإللكتروني‪.‬‬

‫لقد كانت الفكرة في إنشاء مركز متخصص لفضل المنازعات بواسطة اإلنترنت في عام ‪،2991‬‬
‫عندما قام مركز تحكيم ‪ ،cybersettle‬بتأسيس موقع إلكتروني لهذه الغايات‪ ،‬حيث قام المركز بتضمين‬
‫الموقع اإللكتروني بسائر ما يحتاجه المحتكمون من أدوات إلحالة نزاعهم للتحكيم مع تبادل الطلبات‬
‫والوثائق وعقد الجلسات على الخط ‪ ،On Line‬وقد القى هذا المشروع إقباال هائال وخصوصا من قبل‬
‫متنازعي التجارة اإللكترونية‪ ،‬لما لمسوه من تحقيق للغايات التي ينشدونها من توفير وسيلة لفضل النزاع‬
‫تماثل الوسيلة التي نجم عنها الخالف وهي شبكة اإلنترنت‪ ،‬لتحذو مراكز أخرى نفس الحذو في عرض‬
‫خدمات فض النزاعات إلكترونيا‪.1‬‬

‫لذا تم التطرق في هذا المطلب لماهية التحكيم اإللكتروني في الفرع األول‪ ،‬ثم إبرام اتفاق التحكيم‬
‫اإللكتروني في الفرع الثاني‪ ،‬أما الفرع الثالث فقد تناول إجراءات التحكيم اإللكتروني‪ ،‬في حين شمل‬
‫الفرع الرابع تنفيذ حكم التحكيم‪ ،‬أما الفرع الخامس فقد تطرق للنظام القانوني للتحكيم اإللكتروني‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬ماهية التحكيم اإللكتروني‪.‬‬

‫أمام عجز القضاء عن اللحاق بالطفرة اإللكترونية وتوفير وسائل سريعة لفض المنازعات اإللكترونية‪،‬‬
‫النزعات‪ ،‬ولثقة المتنازعين بالتحكيم‬
‫غدت الحاجة ملحة للبحث عن سبل أكثر فاعلية لحل هذا النوع من ا‬
‫سعت مراكز التحكيم لتوفير وسيلة أكثر نجاعة لفض المنازعات الناتجة عن التعامالت اإللكترونية مع‬
‫المحافظة على متطلباتها السرعة والثقة واالئتمان‪ ،‬فكان نتيجة هذه الجهود التحكيم اإللكتروني‪.‬‬

‫‪1‬محمد إبراهيم أبو الهيجاء‪ ،‬التحكيم اإللكتروني‪ ،‬الوسائل اإللكترونية لفض المنازعات‪-‬الوساطة والتوفيق‪-‬التحكيم‪-‬المفاوضات المباشرة‪ ،‬دار الثقافة‬
‫للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،1229 ،‬ص ص ‪.42-42‬‬

‫‪387‬‬
‫التقاضي اإللكتروني‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫أوال‪ .‬تعريف التحكيم اإللكتروني‪:‬‬

‫ال يختلف تعريف التحكيم اإللكتروني عن التحكيم التقليدي‪ ،‬إال من خالل الوسيلة التي تتم فيها‬
‫إجراءات التحكيم في العالم االفتراضي‪ ،‬فال وجود للورق والكتابة التقليدية أو الحضور المادي لألشخاص‬
‫حتى أن األحكام قد يحصل عليها األطراف موقعة وجاهزة بطريق إلكتروني باستخدام التوقيع‬
‫اإللكتروني‪.1‬‬

‫يمكن تعريف التحكيم اإللكتروني بأنه التحكيم الذي تتم إجراءاته عبر شبكة األنترنت‪ ،‬وفق قواعد‬
‫خاصة دون الحاجة إلى التقاء أطراف النزاع والمحكمين في مكان واحد‪ ،2‬كما يمكن تعريفه أيضا بأنه‬
‫التحكيم الذي تتم إجراءاته عبر شبكة اتصاالت دولية بطريقة سمعية بصرية ودون الحاجة إلى التواجد‬
‫المادي ألطراف النزاع والمحكمين في مكان معين‪.‬‬

‫كما عرفه البعض بأنه ذلك التحكيم الذي يتفق بموجبه األطراف على إخضاع منازعاتهم الناشئة‬
‫عن صفقات أبرمت غالبا‪ ،‬بوسائل إلكترونية‪ ،‬إلى شخص ثالث ليفصل فيها بموجب سلطة مستندة من‬
‫اتفاق أطراف النزاع‪ ،‬وباستخدام وسائل اتصال حديثة تختلف عن الوسائل التقليدية المستخدمة في‬
‫التحكيم التقليدي‪.3‬‬

‫لقد عنيت التشريعات الدولية بهذا النوع من التحكيم‪ ،‬وأشارت إليه في العديد من النصوص‬
‫والتوصيات أهمها نص المادة األولى من التوجيه األوروبي رقم ‪ 1222/12‬في شأن بعض المظاهر‬
‫القانونية لخدمة مجتمع المعلومات والتجارة اإللكترونية على أنه‪ ":‬تسمح الدول األعضاء لموردي خدمات‬

‫‪1‬بن حليمة ليلى‪ ،‬عاشور سليم‪ ،‬خصوصية التحكيم االلكتروني في حل منازعات التجارة االلكترونية‪ ،‬مجلة األستاذ الباحث للدراسات القانونية‬
‫والسياسية‪ ،‬المجلد ‪ ،24‬العدد ‪ ،22‬السنة ‪ ،1229‬ص ‪.221‬‬
‫‪2‬عصام عبد الفتاح مطر‪ ،‬التحكيم اإللكتروني‪ ،‬ماهيته‪ ،‬إجراءاته‪ ،‬وآلياته في تسوية منازعات التجارة اإللكترونية‪ ،‬والعالمات التجارية وحقوق الملكية‬
‫الفكرية‪ ،‬دار الجامعة الجديدة‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،1229 ،‬ص ‪.41‬‬
‫‪3‬خالد ممدوح إب ارهيم‪ ،‬التحكيم اإللكتروني‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.149-142‬‬

‫‪388‬‬
‫التقاضي اإللكتروني‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫المعلومات والمتعاملين معهم بتسوية منازعاتهم بعيدا عن أروقة المحاكم‪ ،‬وباستخدام الوسائل التكنولوجية‬
‫المعروضة في العالم اإللكتروني وفي مجتمع المعلومات لفض المنازعات"‪.1‬‬

‫ثانيا‪ .‬أنواع التحكيم اإللكتروني‪:‬‬

‫توجد ثالثة أنواع للتحكيم اإللكتروني وهي‪:‬‬

‫‪ -2‬التحكيم غير الملزم ‪ ،Non binding arbitration‬وهو الذي ال تتمتع فيه الق اررات التحكيمية بقوة‬
‫ملزمة‪ ،‬على عكس الق اررات التحكيمية الصادرة في خصومة تحكيم تجري بطريقة تقليدية‪.‬‬

‫‪ -1‬التحكيم الملزم المشروط‪ ،‬وهو التحكيم الذي يتمتع فيه أحد الطرفين أو كالهما بحرية قبول القرار‬
‫التحكيمي الصادر أو رفضه خالل فترة محددة‪ ،‬يصبح الحكم بعدها ملزما إذا لم يتم رفضه من قبل أحد‬
‫األطراف أو إذا أعلن الطرفان قبولهما له‪.‬‬

‫‪ -1‬التحكيم غير الملزم بطبيعته‪ ،‬وهو التحكيم الذي ال يستهدف إصدار حكم تحكيمي يلزم الطرفين‬
‫على غرار الحكم الصادر من المحاكم الوطنية‪.2‬‬

‫ثالثا‪ .‬مزايا ومعوقات التحكيم اإل لكتروني‪:‬‬

‫يترتب على األخذ بنظام التحكيم اإللكتروني واعتماده لفض المنازعات جملة من المزايا‪ ،‬وكذا جملة‬
‫من السلبيات التي تترتب عن األخذ به‪ ،‬نتطرق إليها على التوالي‪:‬‬

‫‪ -2‬مميزات التحكيم اإللكتروني‪ :‬مميزات هذا النوع من التحكيم كثيرة ومرتبطة بالعقود اإللكترونية بطريقة‬
‫تميزه عن اللجوء إلى المحاكم الوطنية وحتى عن التحكيم التقليدي‪ ،‬ومن هذه المميزات‪:‬‬

‫‪1‬عصام عبد الفتاح مطر‪ ،‬التحكيم اإللكتروني‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.41‬‬
‫‪2‬سامح عبد الباقي أبو صالح‪ ،‬التحكيم التجاري اإللكتروني‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،1224 ،‬ص‪.12‬‬

‫‪389‬‬
‫التقاضي اإللكتروني‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫أ‪-‬اللجوء إلى التحكيم اإللكتروني يجنب أطراف العقد عدم مسايرة القانون والقضاء للعقود اإللكترونية‬
‫سواء قانونيا أو قضائيا‪ ،‬حيث أنه يجنبهم عدم االعتراف القانوني بهذه العقود أو صعوبة تحديد القانون‬
‫الواجب التطبيق‪ ،‬وتحديد المحكمة المختصة‪ ،‬وهذا األمر ليس باألمر اليسير وفقا للقضاء العادي عند‬
‫إحالة النزاع إليه‪.‬‬

‫ب‪-‬إن أهم ميزة للتحكيم اإللكتروني هو سرعة الفصل في النزاع‪ ،‬وهذه الميزة تفوق كثي ار ما يجري به‬
‫تداول هذه المنازعات في أروقة المحاكم الوطنية من بطء وتكديس للقضايا خاصة مع ازدياد عقود‬
‫التجارة اإللكترونية‪ ،‬حتى أنه يفوق كثي ار سرعة الفصل في المنازعات عند اللجوء للتحكيم التجاري العادي‬
‫الذي يتطلب مدة أطول بكثير مما يتطلبه التحكيم اإللكتروني‪.1‬‬

‫ج‪-‬كما يتميز بالسرية‪ ،‬ويجنب األطراف سلبيات طرح نزاعاتهم أمام الجمهور على عكس المحاكم العادية‬
‫التي تخضع لمبدأ عالنية المحاكمة‪.‬‬

‫د‪-‬عدم التزام األطراف باالنتقال من بلد إلى آخر من أجل حضور الجلسات وتبادل الوثائق والمستندات‬
‫بحيث يتم تبادل المستندات في التحكيم إلكترونيا بطريقة فورية وآنية على شبكة المعلومات أو الفاكس‬
‫عنصر جوهريا في‬
‫ا‬ ‫أو البريد اإللكتروني أو أي وسيلة أخرى‪ ،‬األمر الذي يتالءم مع كون الوقت‬
‫المعامالت االقتصادية‪.‬‬

‫نظر لسهولة اإلجراءات حيث يتم تقديم المستندات واألوراق بالبريد اإللكتروني‪،‬‬
‫ه‪-‬سرعة إصدار األحكام ا‬
‫ويمكن االتصال المباشر بالخبراء أو تبادل الحديث معهم عبر األنترنت‪ ،2‬وذلك من خالل الواجهة‬
‫الخاصة التي صممت من قبل المحكم أو مركز التحكيم اإللكتروني لتقديم البيانات والحصول على‬
‫األحكام موقعة من المحكمين‪.‬‬

‫‪1‬خالد ممدوح إبراهيم‪ ،‬التحكيم اإللكتروني‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.152‬‬


‫‪2‬عبد الفتاح مطر عصام‪ ،‬التحكيم اإللكتروني‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.54‬‬

‫‪390‬‬
‫التقاضي اإللكتروني‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫و‪-‬وجود اتفاقية دولية بشأن االعتراف وتنفيذ أحكام المحكمين‪ ،‬وهي اتفاقية نيويورك الخاصة باالعتراف‬
‫بأحكام المحكمين وتنفيذها لعام ‪.12952‬‬

‫ي‪-‬قلة التكلفة وذلك بما يتناسب مع حجم العقود اإللكترونية المبرمة التي ال تكون في الغالب األعم‬
‫كبيرة بل متواضعة‪ ،‬وتستخدم أحيانا نظم الوسائط المتعددة التي تتيح استخدام الوسائل السمعية والبصرية‬
‫في عقد جلسات التحكيم على الخط المباشر لألطراف والخبراء‪ ،‬وهذا ما يقلل من نفقات السفر واالنتقال‪.‬‬

‫ن‪-‬يهدف المحكم إلى تحقيق مصالح وأهداف المجتمع الدولي والوسائل التي يمكن له استعمالها الحترام‬
‫وحماية مصالح الطرف الضعيف أو المستهلكين تكون أكثر من تلك الممنوحة للقاضي الوطني‪ ،‬حيث‬
‫يمكن للمحكم أن يختار ضمن عدة قوانين ليحدد القانون الذي يحقق األهداف الحمائية للطرف الضعيف‬
‫أو المستهلك‪.2‬‬

‫‪ -1‬معوقات التحكيم اإللكتروني‪ :‬على الرغم من الم ازيا المتعددة للتحكيم اإللكتروني‪ ،‬إال أنه توجد بعض‬
‫المشكالت والمعوقات التي تعترضه‪ ،‬تتمثل في اآلتي‪:‬‬

‫أ‪ -‬المعوقات القانونية والتقنية‪:‬‬

‫أ‪.‬أ‪ -‬تتصل العوائق الفنية‪ ،‬وباألخص في مجال إجراءات التقاضي المتخصصة‪ ،‬بدرجة توافق األنظمة‪،‬‬
‫واختالف األمان والسرية في االتصاالت اإللكترونية‪ ،‬وتداول الوثائق‪ ،‬وتنظيم جلسات االستماع عبر‬
‫األنترنت‪ ،‬وصحة البيانات والتوثيق‪ ،‬ذلك أنه من األمور التي تعوق تقدم التحكيم اإللكتروني اختراق‬
‫السرية لعملية التحكيم عبر األنترنت من قبل القراصنة ‪ Hackers‬أو المخربين ‪ Crackers‬وهو ما‬
‫يهدد ضمان سرية العملية التحكيمية‪.3‬‬

‫‪1‬خالد ممدوح إبراهيم‪ ،‬التحكيم اإللكتروني‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.151‬‬


‫‪2‬عبد الفتاح مطر عصام‪ ،‬التحكيم اإللكتروني‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.55-54‬‬
‫‪3‬خالد ممدوح إبراهيم‪ ،‬التحكيم اإللكتروني‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص ص ‪.154-151‬‬

‫‪391‬‬
‫التقاضي اإللكتروني‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫أ‪.‬ب‪ -‬أما المعوقات القانونية تقسم إلى ثالثة فئات‪ ،‬األولى المعوقات المصاحبة التفاقات التحكيم من‬
‫حيث وجود النزاع وتوثيقه وخضوعه للتحكيم‪ ،‬والثانية هي المعوقات ذات الصلة باإلطار اإلجرائي من‬
‫حيث االلتزام والموثوقية ومكان التحكيم‪ ،‬والثالثة هي المعوقات ذات الصلة بق اررات التحكيم من حيث‬
‫المتطلبات الرسمية والطبيعية اإللزامية والسياسة العامة وسياسة اإلنفاذ‪.1‬‬

‫ب‪ -‬عدم مواكبة النظم القانونية الحالية للتطور السريع الحاصل في مجال التجارة اإللكترونية‪ :‬حيث‬
‫يالحظ أن النظم القانونية ال تشرع هذه المعامالت والتجارة اإللكترونية في قوانينها‪ ،‬إضافة إلى جمود‬
‫القواعد القانونية الموجودة في كثير من دول العالم المتعلقة بإجراءات التحكيم بالوسائل اإللكترونية‪،‬‬
‫وعدم تعديل التشريع الموجود لالعتراف بأحكام التحكيم اإللكترونية‪ ،‬وهنا ثار التساؤل عن مدى صحة‬
‫إجراءات التسوية بالوسائل اإللكترونية‪ ،‬ومدى االعتراف بالحكم التحكيمي اإللكتروني‪ ،‬كذلك هناك مسألة‬
‫هامة تتعلق بتحديد مكان التحكيم‪ ،‬والذي يترتب عليه آثار كثيرة ومهمة‪ ،‬فما هو المكان الذي يعتبر أنه‬
‫مكان التحكيم‪ ،‬هل هو مكان المحكم الفرد أو مكان المورد؟‪ ،‬وال شك أن كل هذه المسائل جميعها تتطلب‬
‫تدخال تشريعيا من جانب الدولة إضافة إلى االتفاقيات الدولية‪.2‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬إبرام اتفاق التحكيم اإل لكتروني‪.‬‬

‫نظ ار لألهمية العملية التي يقوم عليها التحكيم اإللكتروني لفض منازعات التجارة واألعمال الدولية‬
‫اإللكترونية‪ ،‬فإنه يجب أن يساير نظامه القانوني المتطلبات المفروضة في االتفاقيات والمعاهدات الدولية‬
‫الخاصة به وتنفيذ األحكام األجنبية‪ ،‬وهذه المتطلبات تتمثل في الشكل والموضوع الخاص بالتحكيم‬
‫االفتراضي في كل منازعة يتم النظر إليها ابتداءا من اتفاق التحكيم إلى غاية تنفيذ حكم التحكيم‪.‬‬

‫‪1‬محمد عبد الوهاب‪ ،‬مجتمع المعلومات العالمي وفض المنازعات عبر األنترنت‪ ،‬فجر جديد لعمليات فض المنازعات‪ ،‬جريدة التحكيم التجاري‪،‬‬
‫‪ ،1224‬ص ‪.251‬‬
‫‪2‬عصام عبد الفتاح مطر‪ ،‬التحكيم اإللكتروني‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.52‬‬

‫‪392‬‬
‫التقاضي اإللكتروني‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫نقطة االختالف بين التحكيم اإللكتروني والتحكيم العادي في مجال اتفاق التحكيم‪ ،‬تتمثل في‬
‫مشروعية اتفاق التحكيم المبرم إلكترونيا خاصة وأن معظم القوانين تتطلب الكتابة في اتفاق التحكيم‬
‫وهذا غير موجود السيما في عقود خدمات المعلومات اإللكترونية التي تتم بشكل كامل في نطاق العالم‬
‫اإللكتروني وليس فيها أي كتابة على دعامة مادية بل تكون بشكل إلكتروني فقط‪.1‬‬

‫أوال‪ .‬تعريف اتفاق التحكيم اإللكتروني‪:‬‬

‫يعرف اتفاق التحكيم بأنه‪ ":‬هو ذلك االتفاق الذي بمقتضاه يتعهد األطراف بأن يتم الفصل في‬
‫المنازعات الناشئة بينهم أو المحتمل نشوؤها من خالل التحكيم‪ ،‬ويكون اتفاق التحكيم دوليا إذا كانت‬
‫المنازعات تتعلق بمصالح التجارة الدولية"‪.2‬‬

‫كما أشارت المادة ‪ 22‬من قانون األمم المتحدة التجاري الدولي لعام ‪ 2925‬إلى أن اتفاق التحكيم‬
‫هو اتفاق بين الطرفين على أن يحيال إلى التحكيم جميع أو بعض المنازعات التي نشأت أو قد تنشأ‬
‫بينهما بشأن عالقة قانونية محددة تعاقدية كانت أو غير تعاقدية‪.‬‬

‫أما المشرع الجزائري فقد عرف اتفاق التحكيم في قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية في المادة‬
‫‪ 2222‬على أنه‪ ":‬اتفاق التحكيم هو االتفاق الذي يقبل األطراف بموجبه عرض نزاع سبق نشوؤه على‬
‫التحكيم"‪.3‬‬

‫التفاق التحكيم صورتان هما شرط التحكيم ومشارطة التحكيم‪ ،‬حيث يعرف شرط التحكيم ‪clause‬‬
‫‪ compromissoire‬بأنه‪ ":‬الشرط الذي يرد في العقد بإحالة المنازعات المستقبلية حول ذلك العقد إلى‬
‫التحكيم"‪ ،‬أما مشارطة التحكيم ‪ ،compromis‬فيقصد بها‪ ":‬االتفاق الذي يبرمه طرفا العقد األصلي بعد‬

‫‪1‬عصمت عبد المجيد بكر‪ ،‬دور التقنيات العلمية في تطور العقد‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.551‬‬
‫‪2‬خالد ممدوح إبراهيم‪ ،‬التحكيم اإللكتروني‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.124‬‬
‫‪3‬القانون رقم ‪ 29 /22‬المؤرخ في ‪ 22‬صفر ‪ 2419‬الموافق ل ‪ 1222 /21/ 15‬المتضمن قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية‪ ،‬الجريدة الرسمية‬
‫للجمهورية الجزائرية‪ ،‬العدد ‪ ،12‬الصادرة في ‪ 22‬ربيع الثاني ‪ 2419‬الموافق ل ‪ 11‬أبريل ‪.1222‬‬

‫‪393‬‬
‫التقاضي اإللكتروني‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫وقوع النزاع الخاص بذلك العقد ويحيالن بموجبه نزاعهما إلى التحكيم"‪ ،1‬فالفرق بين شرط التحكيم‬
‫ومشارطة التحكيم إذن هو أن األول يتعلق بنزاع مستقبلي محتمل‪ ،‬في حين تتعلق المشارطة بنزاع أكيد‬
‫وقع فعال ويفترض في الحالة األخيرة أن يتضمن االتفاق ماهية النزاع الذي سيعرض على هيئة التحكيم‪.2‬‬

‫يعرف اتفاق التحكيم اإللكتروني بأنه اتفاق يتفق بموجبه األطراف على إحالة النزاع بشكل اختياري‬
‫إلى طرف ثالث محايد (مقدم خدمة التسوية اإللكترونية) لتعيين شخص أو عدة أشخاص (هيئة التحكيم‬
‫اإللكتروني) لتسوية النزاع باستخدام وسائل االتصال الحديثة وفقا لقواعد تنظيمية مالئمة لموضوع النزاع‬
‫وأسلوب التسوية‪ ،‬وذلك إلصدار حكم ملزم لألطراف‪ ،‬أما في حالة التحكيم المؤسسي‪ ،‬فيكون عقد‬
‫التحكيم بين مركز التحكيم من جهة وبين أطراف النزاع من جهة ثانية‪ ،‬وبالتالي فإن المحكمين ليسوا‬
‫طرفا في عقد التحكيم في هذه الحالة‪ ،‬وذلك لتنظيم عملية التحكيم من خالل قواعد وتعليمات المركز‬
‫وحسب عقد اتفاق المحكمين‪.3‬‬

‫بالتالي فإن التحكيم اإللكتروني تنطبق عليه نفس القواعد المخصصة للتحكيم التقليدي إنما االختالف‬
‫في الوسيلة التي استحدثت مع التطور التكنولوجي فقط‪ ،‬كما أن صورتي التحكيم المتمثلتين في شرط‬
‫التحكيم ومشارطة التحكيم ال تثيران مشكلة في مجال التحكيم اإللكتروني إلمكان إجرائها بين األطراف‬
‫إلكترونيا ب الشكل المتعارف عليه في كثير من دول العالم سواء في شكل شرط بالعقد الذي أثير النزاع‬
‫بشأنه أو باتفاق الحق عن طريق شكل عقد‪.4‬‬

‫‪1‬خالد ممدوح إبراهيم‪ ،‬التحكيم اإللكتروني‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.121-125‬‬


‫‪2‬عصام عبد الفتاح مطر‪ ،‬التحكيم اإللكتروني‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.24‬‬
‫‪3‬عصمت عبد المجيد بكر‪ ،‬دور التقنيات العلمية في تطور العقد‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.555‬‬
‫‪4‬عصام عبد الفتاح مطر‪ ،‬التحكيم اإللكتروني‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.22‬‬

‫‪394‬‬
‫التقاضي اإللكتروني‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬النظام القانوني للتحكيم اإل لكتروني‪.‬‬

‫إن النجاح الذي حققه التحكيم اإللكتروني على الساحة الدولية‪ ،‬كان ثمرته لما لمسه المتنازعون من‬
‫تحقيق سريع للغايات المرغوبة‪ ،‬خاصة بتوفير وسيلة لفض النزاع تماثل الوسيلة التي نجم عنها هذا‬
‫الخالف‪ ،‬وحتى يقوم التحكيم اإللكتروني ويحقق الغرض المرجو منه‪ ،‬فهو يحتاج إلى جملة من الشروط‬
‫تلزم لصحة اتفاق التحكيم وهي الشروط الموضوعية والشكلية‪ ،‬ونستعرضها على النحو التالي‪:‬‬

‫أوال‪ .‬الشروط الموضوعية المتعلقة بالتحكيم اإل لكتروني‪ :‬إن اتفاق التحكيم هو عقد‪ ،‬وهو كأي عقد‬
‫البد أن ينشأ التزامات على عاتق أطرافه‪ ،‬ولذلك ال بد أن تتوافر فيه الشروط الموضوعية الالزمة لصحة‬
‫هذه االلتزامات‪ ،‬والمتمثلة في التراضي واألهلية والمحل والسبب والتي سنتناولها على التوالي‪:‬‬

‫‪ -2‬التراضي‪ :‬هو تطابق اإليجاب والقبول كتعبيرين عن إرادتي طرفي العقد‪ ،‬أي قبول األطراف لجعل‬
‫التحكيم طريقا لتسوية أي نزاع ينشب بينهم‪ ،‬ويلزم لتوافر الرضا إلكترونيا أن توجد اإلرادة في كل من‬
‫الطرفين وأن تتجه إلى إحداث األثر القانوني‪ ،‬ويشترط أن تكون اإلرادة جدية وحقيقية غير صورية أي‬
‫إرادة جادة وغير هازلة‪ ،‬بيد أن القانون ال يعتد بها إذا كانت داخل النفس‪ ،‬فالبد أن تخرج اإلرادة التي‬
‫قصدت قبول التحكيم طريقا لتسوية النزاع من صاحبها إلى العالم الخارجي‪ ،‬ويكون ذلك من خالل‬
‫المظاهر المادية الدالة على الكالم أو كتابة أو إشارة أو غيرها‪.1‬‬

‫يتميز اإليجاب اإللكترونية عن التقليدي في أنه يتم باستخدام وسيط إلكتروني ومن خالل شبكة‬
‫اإلنترنت‪ ،‬وهذه الميزة جعلته يتمتع بخصوصية تثير جملة من المشكالت النوعية بسبب خطورة اآلثار‬
‫المترتبة عليه‪ ،‬إذ أن مجرد النقرة ‪ click‬على الفأرة بقبول مطابق يعني موافقة القابل على إب ارم العقد‬
‫اإللكتروني‪ ،‬وهذه الخصوصية التي يتميز بها اإليجاب اإللكتروني قد أصابت القبول أيضا حيث أصبح‬
‫يتم في البيئة اإللكترونية‪ ،‬فقد أصبح مجرد الضغط على زر القبول الموجود على لوحة المفاتيح‪ ،‬أو‬

‫‪1‬رضوان هاشم حمدون‪ ،‬نحو النظام القانوني للتحكيم اإللكتروني‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.42‬‬

‫‪395‬‬
‫التقاضي اإللكتروني‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫الضغط على خانة القبول ‪ Accept‬الموجودة على شاشة الكمبيوتر‪ ،‬يعني موافقة العميل وقبوله بشروط‬
‫العقد‪.1‬‬

‫فاألصل في التعبير أنه ال يخضع لشكل معين‪ ،‬فللمتعاقد أن يفصح عن إرادته بالطريقة التي يريدها‬
‫بشرط أن يكون لها نفس المدلول عند الطرف اآلخر‪ ،‬فكل ما يدل على وجود اإلرادة يصلح قانونا‬
‫للتعبير عنها‪ ،‬وقد أقرت اتفاقية األمم المتحدة بشأن عقد البيع الدولي للبضائع التعاقد عن طريق وسائل‬
‫االتصال الفوري‪ ،‬فأجازت اإليجاب والقبول بالهاتف أو التلكس‪ ،‬وأضافت االتفاقية العبارة األخيرة لتشتمل‬
‫كل ما قد تأتي به التكنولوجيا الحديثة لالتصال منها االتصال عن طريق الشبكة اإللكترونية‪ ،‬ويمكن‬
‫أن ندرج أهم الطرق اإللكترونية للتعبير عن اإلرادة والمستخدمة في اتفاق التحكيم وهي البريد اإللكتروني‬
‫‪ ،E-mail‬موقع الشبكة ‪ ،Web‬وسائل التحدث والمشاهدة عبر اإلنترنت ‪،Video-conference‬‬
‫التعبير عن اإلرادة عبر التنزيل عن بعد ‪.Downloading2‬‬

‫كما يجب أيضا أن تكون إرادة األطراف سليمة خالية من عيوب الرضا (الغلط والتدليس واإلكراه‬
‫واالستغالل)‪ ،‬فسالمة رضا الطرفين مطلب ضروري لقيام اتفاق التحكيم‪ ،‬والتحقق من وجود الرضا‬
‫وعدم وجوده وما يتعلق بصحته أو فساده إنما هي أمور تخضع للقانون الذي يحكم اتفاق التحكيم ذاته‪،‬‬
‫والذي تجدر اإلشارة إليه حقا في هذا النطاق أن هناك مبدأ يقضي باستقالل شرط التحكيم عن العقد‬
‫األصلي‪ ،‬أي أن إبطال العقد األصلي لعيب من عيوب اإلرادة ال يعني ذلك إبطال شرط التحكيم المحتوي‬
‫عليه العقد بناءا على ذلك العيب‪ ،‬كما أن إبطال شرط التحكيم لعيب من عيوب اإلرادة ال يعني ذلك‬
‫إبطال العقد األصلي المحتوي على ذلك الشرط بناءا على هذا العيب‪.3‬‬

‫‪1‬خالد إبراهيم ممدوح‪ ،‬التحكيم اإللكتروني‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.21-22‬‬


‫‪2‬رضوان هاشم حمدون‪ ،‬نحو النظام القانوني للتحكيم اإللكتروني‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.42-42‬‬
‫‪3‬خالد إبراهيم ممدوح‪ ،‬التحكيم اإللكتروني‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص ص ‪.191-191‬‬

‫‪396‬‬
‫التقاضي اإللكتروني‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫‪ -1‬محل اتفاق التحكيم وقابليته للتحكيم‪ :‬يتعين أن يكون محل النزاع قابال للتسوية بطريقة التحكيم‪،‬‬
‫حيث أن التحكيم هو استثناء من األصل العام مؤداه اختصاص قضاء الدولة بالفصل في كافة المنازعات‬
‫باعتبارها صاحب الوالية العامة في تحقيق الحماية للحقوق والمراكز القانونية‪ ،‬فالتحكيم يتحدد نطاقه‬
‫بمنازعات معينة ال يتعداها‪ ،‬وهي تلك التي يجوز فيها الصلح فقط‪.1‬‬

‫فال يجوز التحكيم سواء العادي أو اإللكتروني في المسائل التي ال يجوز فيها الصلح ومعظمها‬
‫مسائل متعلقة بالنظام العام لكونها ذات صلة بالنظام االجتماعي وأسسه القانونية واالقتصادية‬
‫واالجتماعية واألسرية والدينية‪ ،‬وعلى ذلك ال يمكن إجراء التحكيم في المسائل اآلتية‪:‬‬

‫أ‪-‬المسائل الجنائية‪.‬‬

‫ب‪-‬مسائل األحوال الشخصية‪.‬‬

‫ج‪-‬المسائل المتعلقة بالحقوق السياسية‪.2‬‬

‫أما المشرع الجزائري نص في المادة ‪ 441‬من قانون اإلجراءات المدنية اإلدارية‪ 3‬على أنه‪ ":‬ال‬
‫يجوز التحكيم في االلتزام بالنفقة في حقوق اإلرث‪ ،‬والحقوق المتعلقة بالمسكن والملبس‪ ،‬وال في المسائل‬
‫المتعلقة بالنظام العام أو حالة األشخاص وأهليتهم"‪ ،‬وبالتالي المشرع حصر وحدد المسائل التي ال يجوز‬
‫التحكيم فيها بموجب القانون‪.‬‬

‫‪1‬عصام عبد الفتاح مطر‪ ،‬التحكيم اإللكتروني‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.92‬‬
‫‪2‬رضوان هاشم حمدون‪ ،‬نحو النظام القانوني للتحكيم اإللكتروني‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.49‬‬
‫‪3‬القانون رقم ‪ ،29 /22‬المرجع السابق‪.‬‬

‫‪397‬‬
‫التقاضي اإللكتروني‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫أما الحاالت التي يمكن إجراء التحكيم فيها‪:‬‬

‫* يجوز إجراء التحكيم سواء كانت العالقة بين الطرفين تعاقدية أو غير تعاقدية‪ ،‬فإذا كانت العالقة‬
‫تعاقدية وضع شرط التحكيم في العقد أو في اتفاق مستقل عن العقد حسب رغبة األطراف‪.‬‬

‫* يجوز إجراء التحكيم بين األفراد‪ ،‬وبين الشركات‪ ،‬وبين األفراد مع الشركات‪ ،‬وبين أشخاص مع‬
‫أشخاص القانون الخاص (أفراد طبيعيين أو أشخاص معنويين)‪.‬‬

‫* يجوز التحكيم في المسائل التجارية بصفة أساسية‪ ،‬ويجوز كذلك في المسائل المدنية التي ال يحول‬
‫النظام العام دون النظر فيها‪.1‬‬

‫بصفة عامة يجوز التحكيم في العالقات االقتصادية بالمعنى الواسع سواء في مجاالت الصناعة أو‬
‫التجارة أو الزراعة أو السياحة أو الخدمات‪ ،‬سواء تعلق األمر بالمشروعات االستراتيجية أو بمشروعات‬
‫تقوم على تداول الثروات‪ ،‬سواء تعلق األمر بقاعدة القانون التجاري أو القوانين المدنية المعروفة وغيرها‪.2‬‬

‫‪ -1‬األهلية‪ :‬نصت المادة ‪ 22‬من القانون ‪ 12‬لسنة ‪ 2994‬على أنه‪ ":‬ال يجوز االتفاق على التحكيم‬
‫إال للشخص الطبيعي أو االعتباري الذي يملك التصرف في حقوقه‪ "..‬ويستفاد من هذا النص أن األهلية‬
‫المطلوبة لصحة اتفاق التحكيم هي أهلية التصرف بالنسبة للحق المتفق على التحكيم فيه وليس أهلية‬
‫اختصام‪.3‬‬

‫كما نصت المادة ‪ 221‬من قانون المرافعات الفرنسي على اشتراط تحقق األهلية في أطراف اتفاق‬
‫التحكيم حيث نصت على أنه‪ ":‬يجوز لكل شخص االتفاق على التحكيم بشأن الحقوق التي يملك‬
‫التصرف فيها"‪ ،‬فال يكفي أن تكون للشخص أهلية للتعاقد بل البد أن يكون أهال للتصرف في الحق‬

‫‪1‬عصام عبد الفتاح مطر‪ ،‬التحكيم اإللكتروني‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.92‬‬
‫‪2‬رضوان هاشم حمدون‪ ،‬نحو النظام القانوني للتحكيم اإللكتروني‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.52-49‬‬
‫‪3‬خالد إبراهيم ممدوح‪ ،‬التحكيم اإللكتروني‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.192‬‬

‫‪398‬‬
‫التقاضي اإللكتروني‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫موضوع النزاع‪ ،‬ويرى البعض إن بحث األهلية ال ضرورة له إذ تتم العملية التحكيمية عن طريق اإلنترنت‬
‫بواسطة مراكز كبرى تحرص على الدقة في شتى الجوانب وخصوصا األمور األساسية فيها ويبقى مجال‬
‫البحث في األهلية القانونية لفريقي النزاع‪.1‬‬

‫لقد انقسم الفقه حول طبيعة البطالن المترتب عن نقص األهلية‪ ،‬فذهب اتجاه إال أنه رضي بالتحكيم‬
‫فمن ال يملك التصرف فإن عقد التحكيم يكون باطال مطلقا‪ ،‬وتكون إجراءات التحكيم باطلة بطالنا مطلقا‬
‫يتعلق بالنظام العام‪ ،‬بينما ذهب أري آخر إلى أن البطالن الناشئ عن نقص األهلية هو بطالن نسبي‬
‫ال يتعلق النظام العام‪.‬‬

‫لم تتعرض اتفاقية نيويورك بشأن االعتراف وتنفيذ أحكام المحكمين األجنبية إلى مسألة القانون‬
‫الواجب التطبيق على األهلية بل تركت محاكم الدول المختلفة تطبق قواعد التنازع المعمول بها في كل‬
‫دولة‪ ،‬ولعل السبب في عدم وضع قواعد موحدة بخصوص أهلية أطراف التحكيم تكمن في تخوف‬
‫نظر لتعذر وضع نصوص موحدة والختالف‬
‫واضعي االتفاقية من الدخول في مسألة تنازع التكييف‪ ،‬و ا‬
‫قواعد اإلسناد لذا فقد أثروا ترك تقدير أهلية أطراف اتفاق التحكيم للقانون الذي تشير إليه قاعدة التنازع‬
‫في قانون الدولة المطلوب إليها تنفيذه‪.2‬‬

‫‪ -4‬السبب‪ :‬إن االتفاق على التحكيم اإللكتروني يجد سببه في إرادة األطراف واستبعاد طرح النزاع على‬
‫القضاء وتفويض األمر للمحكمين وهذا هو سبب مشروع دائما‪ ،‬وال يتصور عدم مشروعيته إال إذا ثبت‬
‫أن المقصود بالتحكيم التهرب من أحكام القانون الذي سيتعين تطبيقه لو طرح النزاع على القضاء‪ ،‬نظ ار‬
‫لما يتضمنه القانون من التزامات يراد التحلل منها‪ ،‬وهو ما يمثل حالة من حاالت الغش نحو القانون‬

‫‪1‬رضوان هاشم حمدون‪ ،‬نحو النظام القانوني للتحكيم اإللكتروني‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.42-41‬‬
‫‪2‬خالد إبراهيم ممدوح‪ ،‬التحكيم اإللكتروني‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص‪.191-192‬‬

‫‪399‬‬
‫التقاضي اإللكتروني‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫فيكون التحكيم وسيلة غير مشروعة يراد بها االستفادة من حرية األطراف أو حرية المحكمين في تحديد‬
‫القانون الواجب التطبيق‪ ،‬وال يختلط السبب الغير المشروع بالمحل غير الممكن أو غير المشروع‪.1‬‬

‫ثانيا‪ .‬وثيقة التحكيم اإل لكتروني‪:‬‬

‫تشترط معظم القوانين الوطنية واالتفاقات الدولية أن يكون اتفاق التحكيم مكتوبا حتى يكون صحيحا‪،‬‬
‫وأبعد من ذلك يشترط أحيانا أن يكون موثقا ومشه ار في السجالت الرسمية‪ ،‬إال أن استخدام وسائل‬
‫االتصال الحديثة كالفاكس والبريد اإللكتروني في إبرام العقود واالتفاقيات يثير التساؤل عن معنى الكتابة‬
‫المطلوبة في تحرير بنود اتفاق التحكيم عندما يستخدم األطراف تلك الوسائل‪ ،‬أو عندما يستخدم الطرفان‬
‫وسائل االتصال اإللكترونية في إجراءات التحكيم‪.2‬‬

‫استنادا لما سلف فال وجود لما يمنع من أن تكون الكتابة محررة على دعامة إلكترونية طالما تحقق‬
‫نفس الهدف‪ ،‬فالمهم هو أن يتم حفظ البيانات المتداولة إلكترونيا بحيث يمكن االحتفاظ بها والرجوع إليها‬
‫يطر عليها أي تعديل أو تحريف‪ ،‬ولذلك نص قانون األونيسترال النموذجي للتحكيم‬
‫عند الخالف دون أن أ‬
‫التجاري الدولي لعام ‪ 2925‬على أن‪ ":‬شرط الكتابة يتحقق في أي وثيقة موقعة من الطرفين أو في‬
‫تبادل الرسائل أو التلكسات أو البرقيات أو غيرها من وسائل االتصال السلكية والالسلكية ما دامت توفر‬
‫تدوينا أو تسجيال لالتفاق (مثل األسطوانات المدمجة والشرائط الممغنطة)‪ ،‬فالنص بهذه الصياغة أتاح‬
‫إمكانية تحقق شرط الكتابة في تبادل البيانات اإللكترونية أو في البريد اإللكتروني‪.3‬‬

‫قانون المرافعات المدنية الفرنسي الصادر في ‪ 2922/5/21‬والمتعلق بالتحكيم الدولي ال يتطلب‬


‫أية شروط شكلية في اتفاق التحكيم‪ ،‬ومن ثم فيجوز أن يأخذ اتفاق التحكيم شكل الكتابة العادية أو‬
‫الكتابة اإللكترونية‪ ،‬ويؤكد ذلك ما ورد بالتقنين المدني الفرنسي المعدل سنة ‪ ،1222‬فقد نصت المادة‬

‫‪1‬رضوان هاشم حمدون‪ ،‬نحو النظام القانوني للتحكيم اإللكتروني‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.52‬‬
‫‪2‬عصام عبد الفتاح مطر‪ ،‬التحكيم اإللكتروني‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.92‬‬
‫‪3‬خالد إبراهيم ممدوح‪ ،‬التحكيم اإللكتروني‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.195-194‬‬

‫‪400‬‬
‫التقاضي اإللكتروني‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫‪ 1/2121‬على أنه‪ ":‬يعتد بالكتابة المتخذة في الشكل اإللكتروني كدليل شأنها شأن الكتابة على دعامة‬
‫ورقية بشرط أن يكون في اإلمكان بالضرورة تعيين الشخص الذي صدرت منه وأن تعد وتحفظ في‬
‫ظروف من طبيعتها ضمان سالمتها"‪.1‬‬

‫هذا ما دفع المنظمات الدولية إلى محاولة إصدار اتفاقات التي تأخذ بالتفسير الموسع للكتابة‪ ،‬ومنها‬
‫مشروع تطوير قانون التحكيم التجاري الدولي‪ ،‬الجاري إعداده من قبل لجنة األونيسترول باألمم المتحدة‬
‫والذي نص على أنه‪ ":‬يتعين أن يكون اتفاق التحكيم كتابيا وتشمل الكتابة أي شكل يوفر سجال ملموسا‬
‫لالتفاق أو يكون في المتناول على نحو آخر بصفته رسالة بيانات بحيث يمكن استعماله في إشارة‬
‫الحقة"‪ ،‬وهو ما يدل على أن اتفاقات التحكيم يمكن أن تبرم بوسيلة أخرى ليس لها شكل المستندات‬
‫الورقية كاالتصاالت اإللكترونية مثال‪.‬‬

‫ثانيا‪ .‬القانون الواجب التطبيق‪:‬‬

‫تعتبر مسألة تحديد القانون الواجب التطبيق على اتفاق التحكيم اإللكتروني من المسائل الهامة ألن‬
‫هذا القانون هو الذي يحكم وجود اتفاق التحكيم وصحته ونفاذه وآثاره وتحديد ما يرتبه من حقوق‬
‫والتزامات ألطراف االتفاق‪ ،‬ونفرق في هذا الصدد بين حالة اتفاق األطراف على تحديد القانون الواجب‬
‫التطبيق‪ ،‬وحالة عدم االتفاق على ذلك‪ ،2‬على النحو التالي‪:‬‬

‫‪ -2‬حالة اتفاق األطراف على تحديد القانون الواجب التطبيق‪ :‬يسلم البعض من الفقه أن أطارف اتفاق‬
‫التحكيم يتمتعون بالحرية الكاملة في تحديد القانون الواجب التطبيق على موضوع النزاع محل التحكيم‬
‫وهو ما يسمى بقانون اإلرادة‪ ،3‬وهو ما أكدت عليه المادة ‪ 2/5‬من اتفاقية نيويورك لتحديد القانون‬

‫‪1‬عصام عبد الفتاح مطر‪ ،‬التحكيم اإللكتروني‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.92‬‬


‫‪2‬خالد ممدوح إبراهيم‪ ،‬التحكيم اإللكتروني‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.192-192-191‬‬
‫‪3‬عصام عبد الفتاح مطر‪ ،‬التحكيم اإللكتروني‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.442‬‬

‫‪401‬‬
‫التقاضي اإللكتروني‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫الواجب التطبيق على اتفاق التحكيم‪ ،‬التي قضت في هذا الشأن بتطبيق قانون اإلرادة الذي تخضع له‬
‫‪1‬‬
‫سائر العقود الدولية فإذا تخلفت اإلرادة طبق قانون محل صدور حكم التحكيم‪.‬‬

‫‪ -1‬حالة عدم اتفاق األطراف على تحديد القانون الواجب التطبيق‪ :‬يثور اإلشكال في حالة عدم اتفاق‬
‫األطراف على القانون الواجب التطبيق على اتفاق التحكيم‪ ،‬حيث يوجد جانب يرجح إعطاء المحكم‬
‫وهيئة التحكيم سلطة تحديد القانون الواجب التطبيق‪.‬‬

‫أما جانب آخر يرى أن قواعد القانون الموضوعي اإللكتروني الدولي للمعامالت عبر اإلنترنت هي‬
‫القواعد الواجبة التطبيق على موضوع التحكيم اإللكتروني‪ ،2‬وذلك تبعا لما تقتضيه قابلية تطبيقه على‬
‫موضوع النزاع‪ ،‬ويجوز لهيئة التحكيم‪ ،‬إذا اتفق طرفا التحكيم صراحة على تفويض الصلح‪ ،‬أن تفصل‬
‫في موضوع النزاع على مقتضى قواعد العدالة واالنصاف‪.3‬‬

‫‪ -1‬الفرق بين القانون الواجب التطبيق على اإلجراءات والقانون الواجب التطبيق على موضوع التحكيم‪:‬‬

‫أ‪ -‬القانون الواجب التطبيق على اإلجراءات‪ :‬تبدو أهمية اختيار القانون أو الئحة التحكيم الواجب‬
‫التطبيق على اإلجراءات في األثر المترتب على ذلك االختيار من حيث تحديد نظام أدلة اإلثبات‪،‬‬
‫والوسائل الفنية التي تسمح بتأكيد احترام مبادئ السرية والمواجهة بين الخصومة وحقوق الدفاع‪ ،‬وال تثور‬
‫أي مشكلة في ظل وجود لوائح تحكيم تنص على اتباع إجراءات إلكترونية من ذلك الئحة تحكيم المحكمة‬
‫اإللكترونية‪ ،‬والئحة تحكيم المنظمة العالمية للملكية الفكرية لحل المنازعات الخاصة بأسماء الدومين‪،‬‬
‫وكذلك ما قررته هيئة التحكيم األمريكية من إجراءات تحكيمية لحل المنازعات التي تقع بين مشغلي‬
‫األنظمة ومستخدمي الخدمات اإللكترونية‪.4‬‬

‫‪1‬خالد ممدوح إبراهيم‪ ،‬التحكيم اإللكتروني‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.122‬‬


‫‪2‬عصام مطر‪ ،‬التحكيم اإللكتروني‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.442‬‬
‫‪3‬عصمت عبد المجيد بكر‪ ،‬دور التقنيات العلمية في تطور العقد‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.515‬‬
‫‪4‬خالد ممدوح إبراهيم‪ ،‬التحكيم اإللكتروني‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.124‬‬

‫‪402‬‬
‫التقاضي اإللكتروني‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫يتم االستناد إلى القواعد اإلجرائية المنصوص عليها في اللوائح واألنظمة الداخلية لهيئات التحكيم‬
‫المنتظم‪ ،‬في حالة انعدام اختيار األطراف القانون الواجب التطبيق على إجراءات التحكيم‪ ،‬ولو لم تر‬
‫هيئة التحكيم مالئمة تطبيق قانون مكان إجراء التحكيم‪ ،‬أو القانون الواجب التطبيق على الموضوع أو‬
‫أي قانون آخر قد تكون له القابلية للتطبيق‪.1‬‬

‫ب‪ -‬القانون الواجب التطبيق على موضوع التحكيم‪ :‬في إطار التحكيم اإللكتروني نجد أن نظام المحكمة‬
‫اإللكترونية ينص على أنه إذا لم يتفق أطراف الن ازع على تحديد القانون المطبق على موضوع النزاع‬
‫تقوم المحكمة باختيار القانون الذي يرتبط به النزاع بأوثق صلة‪ ،‬وذلك في المادة ‪ 2/22‬من نظامها‬
‫باستثناء الحالة التي يكون أحد أطرافها مستهلكا‪ ،‬ففي هذه الحالة يجري تطبيق قانونه الوطني وهذا ما‬
‫نصت عليه المادة ‪ 1/22‬من نظام المحكمة‪ ،‬على أنه يجب على المحكمة وفقا لنص المادة ‪ 1/22‬أن‬
‫تضع في اعتبارها شروط العقد واألعراف السائدة في األنترنت‪ ،‬ونن كان مازال الوقت مبك ار على القول‬
‫بوجود عادات وأع ارف سائدة تحكم عالم األنترنت والفضاء اإللكتروني‪.2‬‬

‫الفرع الرابع‪ :‬إجراءات التحكيم اإل لكتروني‪.‬‬

‫يتم في التحكيم اإللكتروني إتباع إجراءات التحكيم العادية‪ ،‬ويضاف إليها باتفاق األطراف قواعد‬
‫إضافية خاصة بالتحكيم اإللكتروني‪ ،‬لعل أبرزها كيفية التواصل بين المتخاصمين والمحكمين عن بعد‬
‫عبر شبكة األنترنت‪ ،‬وكيفية تقديم المستندات إلكترونيا وأهمية الحفاظ على سرية المعلومات التجارية‬
‫الصناعية التي تهم األطراف موضوع النزاع على أنه يجوز لألطراف تحديد إجراءات التحكيم اإللكتروني‬
‫ضمن اتفاق التحكيم‪.‬‬

‫‪1‬عصام عبد الفتاح مطر‪ ،‬التحكيم اإللكتروني‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.411‬‬
‫‪2‬خالد ممدوح إبراهيم‪ ،‬التحكيم اإللكتروني‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.121‬‬

‫‪403‬‬
‫التقاضي اإللكتروني‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫أوال‪ .‬تعيين واختيار المحكمين في التحكيم اإل لكتروني‪:‬‬

‫من المسلم به أن إرادة األطراف في اتفاق التحكيم هي المرجع األساسي في شأن اختيار وتشكيل‬
‫هيئة التحكيم‪ ،‬بحيث إذا اتفق األطراف على طريقة معينة الختيار المحكمين فإنه يتعين االلتزام بهذا‬
‫االتفاق ويعبر عن ذلك بمبدأ "سمو اتفاق التحكيم"‪ ،‬وذهب بعض الفقه إلى أنه يمكن تشكيل المحكمة‬
‫التحكيمية المختصة أو تسمية المحكمين بأحد األساليب الثالثة بيانهم كاآلتي‪:‬‬

‫‪ -2‬تسمية المحكمين باتفاق األطراف‪ ،‬حيث تعتبر إرادة األطراف هي المرجع في شأن اختيار هيئة‬
‫التحكيم‪.‬‬

‫‪ -1‬تسمية المحكمين من قبل الغير برضاء األطراف‪ ،‬وذلك كقبول األطراف تعيين المحكمين بالرجوع‬
‫إلى لوائح هيئة من هيئات التحكيم‪.‬‬

‫‪ -1‬قيام كل طرف بتسمية محكم على أن يقوم المحكمان المختاران من قبل الطرفين باختيار محكم‬
‫ثالث‪ ،‬ويعد هذا األسلوب هو األكثر شيوعا في التحكيم‪.1‬‬

‫المحكم في هيئة التحكيم اإللكترونية‪ ،‬نجد بأن قواعد تعيينه ال تختلف عن القواعد التقليدية سواء‬
‫من حيث الكفاءة‪ ،‬التخصص‪ ،‬الحيادية واالستقاللية التي يتمتع بها المحكم التقليدي‪ ،‬فيجب توافرها‬
‫أيضا في المحكم في هيئة التحكيم اإللكترونية‪ ،‬إال أن األمر يختلف في نوعية التخصص بحكم ما‬
‫استجد من معامالت إلكترونية‪ ،‬حيث أن المحكم اإللكتروني في الغالب يقوم بتسوية منازعات خاصة‬
‫ومتعلقة بالتجارة اإللكترونية‪ ،‬لذلك يتطلب أن يكون على درجة من الخبرة العالية في المجاالت‬
‫المعلوماتية واإللكترونية‪.‬‬

‫‪1‬حسام الدين فتحي ناصف‪ ،‬التحكيم اإللكتروني في منازعات التجارة الدولية‪ ،‬دراسة في ضوء االتفاقيات الدولية ولوائح هيئات التحكيم الدولية‬
‫والقوانين المقارنة‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،1225 ،‬ص ‪.41‬‬

‫‪404‬‬
‫التقاضي اإللكتروني‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫فنجد مكتب ‪ BBB On Line‬يضع على موقعه عبر اإلنترنت قائمة من المحكمين المتخصصين‪،‬‬
‫والتي يتم اختيارهم من قبل األطراف حسب طبيعة الن ازع ‪-‬من ضمنها المنازعات الناشئة عن المعامالت‬
‫اإللكترونية‪ ،-‬وهذه القوائم تتضمن أسماء المحكمين ومؤهالتهم‪ ،‬ونوع خبراتهم وتخصصاتهم‪ ،‬والتي يتم‬
‫على أساسها االختيار تبعا لطبيعة النزاع‪.1‬‬

‫ثانيا‪ .‬سير إجراءات التحكيم اإل لكتروني‪:‬‬

‫تمر الخصومة التحكيمية بعدة مراحل ونجراءات هي‪:‬‬

‫‪ -2‬تقديم طلب التحكيم‪ :‬يتم افتتاح إجراءات التحكيم بتقديم طلب التحكيم وفي هذا الصدد نجد أن المادة‬
‫‪ 2/4‬من الئحة غرفة التجارة الدولية بباريس المعدلة سنة ‪ 2922‬تنص على أنه‪ ":‬طلب التحكيم يوجهه‬
‫المدعي إلى األمانة العامة‪ ،‬السكرتارية‪ ،‬التي تتولى بدورها إخطار كل من المدعي والمدعى عليه‬
‫باستالم الطلب في تاريخه"‪ ،2‬وتستلزم المواثيق الدولية والوطنية عدة شروط في هذا الطلب‪:‬‬

‫ا‪-‬الشرط االول أن يكون مكتوبا وذلك بصرف النظر عن الصورة التي يأخذها كإعالن على يد المحضر‪،‬‬
‫أو إعالن بالبريد للحضور أمام المحكم‪.‬‬

‫ب‪-‬الشرط الثاني يتمثل في تقديم الطلب خالل الميعاد المتفق عليه بين الطرفين‪.‬‬

‫ج‪-‬أما الشرط الثالث فيتعلق بالبيانات الواجب توافرها في الطلب‪ ،‬حيث يتضمن الطلب نوعين من‬
‫البيانات‪ ،‬األولى تتعلق بطرفي الدعوى من حيث االسم والعنوان للمدعي والمدعى عليه‪ ،‬والثانية تتعلق‬
‫بموضوع الدعوى وشمل وقائعها والمسائل المختلف عليها بين الطرفين وطلبات المدعي باإلضافة إلى‬
‫غير ذلك من البيانات التي يكون اتفاق التحكيم قد أوجب ذكرها في هذا البيان‪.3‬‬

‫‪1‬صفاء فتوح جمعة‪ ،‬العقد اإلداري اإللكتروني‪ ،‬دار الفكر والقانون للنشر والتوزيع‪ ،1224 ،‬الطبعة األولى‪ ،‬ص ‪.121‬‬
‫‪2‬خالد ممدوح إبراهيم‪ ،‬التحكيم اإللكتروني‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.129‬‬
‫‪3‬عصام عبد الفتاح مطر‪ ،‬التحكيم اإللكتروني‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.442-419‬‬

‫‪405‬‬
‫التقاضي اإللكتروني‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫‪ -1‬اإلعالنات والتبليغات واإلخطارات‪ :‬تنص المادة ‪ 1/1‬من الئحة غرفة التجارة الدولية بباريس أن‬
‫هذا اإلخطار يجوز أن يتم عبر اإلنترنت ‪ On Line‬حيث جاء نص المادة على أنه‪ ":‬اإلخطار أو‬
‫اإلعالن يمكن أن يتم من خالل التسليم باإليصال‪ ،‬أو بخطاب موصى عليه‪ ،‬أو فاكس‪ ،‬أو التلكس‪ ،‬أو‬
‫برقية‪ ،‬أو بأي وسيلة أخرى لالتصال تسمح بتقديم دليل على إرساله"‪.1‬‬

‫تقرر الئحة المحكمة اإللكترونية أن يرسل الطلب إلى األمانة العامة على نموذج وهو ما يعني‬
‫دعامة مستندية إلكترونية خاصة‪ ،‬وترسل األمانة العامة ‪-‬خالل يومين‪-‬إفادة باالستالم واإلخطار‬
‫للمدعى عليه بوجود الدعوى‪ 2‬إلكترونيا أيضا‪.‬‬

‫‪ -1‬إدارة جلسات التحكيم اإللكتروني‪ :‬قد يثور التساؤل حول إذا كان من المقبول إدارة جلسات التحكيم‬
‫في الشكل اإللكتروني‪ ،‬ومما ال شك فيه أن الوسائل التكنولوجية المتاحة في هذا المجال‪ ،‬عبر شبكة‬
‫األنترنت‪ ،‬تسمح بتبادل النصوص ‪ textes‬والصور ‪ image‬واألصوات بشكل فوري ولحظي بين‬
‫األطراف‪ ،‬كما أن تقنية البريد اإللكتروني تسمح بنقل المستندات والبيانات عبر األنترنت‪ ،3‬باإلضافة‬
‫إلى أن المؤتمرات المرئية تعد ‪-‬بال شك‪-‬إجراءا يتعلق بالجلسة حيث يتواجد األطراف بماديتهم‪ ،‬وهذه‬
‫التقنية تسمح بنقل الصوت والصورة والفيديو بطريقة فورية ويكفي الستخدامها أن يكون الكمبيوتر مزودا‬
‫بميكروفون وكامي ار فيديو‪ ،‬كما يمكنك كذلك أن تلجأ للمؤتمرات اإللكترونية انطالقا من موقع يخصص‬
‫لتلك المهمة‪ ،‬وهذا ما يمكن أن يتحقق في إطار مؤسسة تحكيم مع نقل الصورة أو دون نقلها‪ ،‬كما أن‬
‫إتمام إجراءات التحكيم في الشكل اإللكتروني ال يخل بالمبادئ األساسية للتحكيم ومنها مبدأ احترام‬

‫‪1‬خالد ممدوح إبراهيم‪ ،‬التحكيم اإللكتروني‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.129‬‬


‫‪2‬عبد الفتاح مطر‪ ،‬التحكيم اإللكتروني‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.441‬‬
‫‪3‬خالد ممدوح إبراهيم‪ ،‬التحكيم اإللكتروني‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص ص ‪.121-121‬‬

‫‪406‬‬
‫التقاضي اإللكتروني‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫حقوق الدفاع ومبدأ المواجهة‪ ،‬ذلك أن المداولة المرئية باستخدام تقنية ‪ video-conference‬تلبي‬
‫مقتضيات احترام حقوق الدفاع واحترام مبدأ الوجاهة بين أطراف الخصومة‪.1‬‬

‫‪ -4‬تبادل األدلة بين أطراف النزاع‪ :‬حيث أن المحكمة اإللكترونية تقبل األدلة اإللكترونية‪ ،‬وقد نصت‬
‫المادة ‪ 1/4‬من الئحة المحكمة اإللكترونية على أنه‪ ":‬يتعين على أطراف العملية التحكيمية والسكرتارية‬
‫ومحكمة التحكيم‪ ،‬إرسال كل البالغات المكتوبة واإلخطارات بالبريد اإللكتروني على الموقع اإللكتروني‬
‫الخاص بالقضية"‪ ،‬وكذلك نرى نفس النهج في الئحة التحكيم المستعجلة التي أقرتها المنظمة العالمية‬
‫لحماية الملكية الفكرية ‪ W.I.P.O‬حيث جاءت في المادة ‪/4‬أ على أنه‪ ":‬كل إخطار أو أي بالغ يمكن‬
‫أو يجب أن يتم طبقا لالئحة الحالية أو يرسل بالفاكس أو البريد اإللكتروني أو أي وسيلة لإلبالغ يسمح‬
‫بإقامة الدليل عليه"‪.2‬‬

‫كما تضمنت الئحة تحكيم القاضي االفتراضي أنه بقبول المدعى عليه للخصومة ينعقد االختصاص‬
‫للمحكم االفتراضي للفصل في النزاع‪ ،‬ويلتزم المحكم بالرد على طلبات الخصوم خالل ‪ 21‬ساعة من‬
‫تاريخ إيداع الشكوى‪.‬‬

‫يستفاد مما سبق أنه عقب تقديم المدعي لطلب التحكيم مرفقا به كافة المستندات واألدلة على صحة‬
‫ادعائه يخطر بها المدعى عليه‪ ،‬فإذا قبل التحكيم فإن من حقه أن يرد على ادعاءات المدعي ونفيها‪،‬‬
‫وتقديم األدلة والمستندات التي تفيد عدم صحة ادعاءات المدعي‪.3‬‬

‫‪ -5‬إنشاء موقع إلكتروني‪ :‬خاص بكل قضية‪ ،‬ولتسهيل إجراءات التحكيم‪ ،‬تجمع أغلب األنظمة القائمة‬
‫في مجال حل المنازعات بطرق إلكترونية على ضرورة إنشاء موقع إلكتروني خاص بكل نزاع‪ ،‬ويتميز‬
‫هذا الموقع بعدم استطاعة أي أحد الدخول إليه إال أطراف اتفاق التحكيم أو وكالئهم ومحكمة التحكيم‪،‬‬

‫‪1‬حسام الدين فتحي ناصف‪ ،‬التحكيم اإللكتروني‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.59..55‬‬
‫‪2‬رضوان هاشم حمدون الشريفي‪ ،‬نحو النظام القانوني للتحكيم اإللكتروني‪ ،‬دار الجامعة الجديدة‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،1221 ،‬ص ‪.21‬‬
‫‪3‬عبد الفتاح مطر‪ ،‬التحكيم اإللكتروني‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.442-441‬‬

‫‪407‬‬
‫التقاضي اإللكتروني‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫وذلك بموجب أرقام سرية‪ ،‬وتجمع في داخل هذا الموقع طلب التحكيم والمستندات واإلعالنات الخاصة‬
‫بالنزاع محل اتفاق التحكيم‪.1‬‬

‫إن الهدف من إنشاء هذا الموقع اإللكتروني‪ ،‬تسهيل مهمة إجراء التحكيم وتمكين أطراف خصومة‬
‫التحكيم من إيداع وتقديم الطلبات والمستندات تحت بصر هيئة التحكيم التي تتولى النظر في النزاع كما‬
‫يوفر هذا النظام إمكانية استالم المستندات في أي وقت يوميا حتى في أيام العطل واإلجازات الرسمية‬
‫طوال ‪ 14‬ساعة ومن أي مكان بالعالم عبر شبكة األنترنت‪.2‬‬

‫ثالثا‪ .‬حكم التحكيم وآثاره‪:‬‬

‫يصدر حكم التحكيم بعد شهرين من فض المحاكمة وانتهاء اإلجراءات ما لم تط أر ظروف استثنائية‬
‫تحول دون ذلك مع توضيحها لألفراد‪ ،‬ويشترط أن يصدر كتابة وتكفي األغلبية لصدوره مع التوقيع عليه‬
‫من الرئيس واألعضاء‪ ،‬وذكر أري العضو المخالف إن لم يكن الحكم باإلجماع‪ ،3‬كل هذا يكون بعد‬
‫انتهاء هيئة التحكيم من سماع االدعاء والدفاع والشهود‪ ،‬مع فحص وسائل اإلثبات المقدمة من طرف‬
‫األطراف ونغالق الجلسات‪.‬‬

‫يمكن تعريف حكم التحكيم بأنه‪ ":‬كل الق اررات الصادرة عن المحكم والتي تصدر بشكل قطعي في‬
‫المنازعة المعروضة على هيئة التحكيم‪ ،‬سواءا كانت ق اررات كلية تفصل في موضوع المنازعة ككل‪ ،‬أو‬
‫ق اررات جزئية تفصل في شق منها‪ ،‬سواء تعلقت هذه الق اررات بموضوع المنازعة أو بموضوع االختصاص‬
‫أو بمسألة تتعلق باإلجراءات طالما أدت بالمحكم إلى الحكم بإنهاء الخصومة"‪.‬‬

‫ال يختلف تعريف حكم التحكيم اإللكتروني عن حكم التحكيم عموما‪ ،‬إال في مسألة أن حكم التحكيم‬
‫اإللكتروني يتم عبر شبكة األنترنت وهذا الوسيط محدد باتفاقيات وبروتوكوالت دولية لتبادل المستندات‬

‫‪1‬خالد ممدوح إبراهيم‪ ،‬إبرام العقد اإللكتروني‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬دار الفكر الجامعي‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪ ،1222 ،‬ص ‪.21‬‬
‫‪2‬رضوان هاشم حمدون الشريفي‪ ،‬نحو النظام القانوني للتحكيم اإللكتروني‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.25‬‬
‫‪3‬عبد الفتاح مطر‪ ،‬التحكيم اإللكتروني‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.422‬‬

‫‪408‬‬
‫التقاضي اإللكتروني‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫والمعلومات‪ ،‬ولذلك فحكم التحكيم اإللكتروني يعني كافة الق اررات الصادرة عن هيئة التحكيم عبر شبكات‬
‫االتصال كاإلنترنت‪ ،‬سواءا كانت ق اررات نهائية أو ق اررات مؤقتة تمهيدية أو جزئية‪.1‬‬

‫تقتضي طبيعة األمر أن يبذل المحكم عنايته لكي يأتي الحكم مطابقا للمهمة التحكيمية ‪-‬فالمطلوب‬
‫إذا هو معاملة الطرفين على قدم المساواة‪ ،‬ونتاحة الفرصة لهم لعرض قضاياهم‪ ،‬وأال يتجاوز المهمة‬
‫التحكيمية فيعرضها لإلبطال لذلك يجب أال يظهر ميال ألي طرف‪ ،‬ويجب أن يراعى في حكمه قانون‬
‫مكان التحكيم بأحكامه اإللزامية‪ ،‬حتى ال يعرض حكمه التحكيمي لعيب يفضي إلى إبطاله في بلد‬
‫التحكيم‪ ،2‬ويتضمن قرار التحكيم باإلضافة للحكم‪:‬‬

‫‪-2‬تاريخ ومكان صدور الحكم‪.‬‬

‫‪-1‬أجور المحكمين والخبراء وأية نفقات أخرى استلزمتها عملية التحكيم‪.‬‬

‫‪-1‬تسبيب القرار ما لم يتفق األطراف على عدم التسبيب‪.‬‬

‫‪-4‬وتقوم هيئة التحكيم بتزويد المركز بالقرار ليتم تسليمه لألطراف ويعتبر الحكم ملزما لهم بمجرد‬
‫االستالم‪.3‬‬

‫فيما يتعلق بتوقيع حكم التحكيم اإللكتروني‪ ،‬فإنه من البديهي أن التوقيع اليدوي سيكون غير مالئم‬
‫كوسيلة لتوقيع الحكم‪ ،‬ولذلك فإن حكم التحكيم اإللكتروني يتم توقيعه باستخدام التوقيع اإللكتروني‪ ،‬وهذا‬
‫ما أقرته المادة ‪ 54‬من الئحة المنظمة العالمية للملكية الفكرية‪ ،‬حيث نصت على أن الحكم يجب أن‬
‫يمهر بالتوقيع اإللكتروني للمحكم أو هيئة التحكيم‪.‬‬

‫‪1‬رضوان هاشم حمدون الشريفي‪ ،‬التحكيم اإللكتروني‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.22-22‬‬
‫‪2‬سمير دنون‪ ،‬العقود اإللكترونية في إطار تنظيم التجارة اإللكتروني‪ ،‬المؤسسة الحديثة للكتاب‪ ،‬لبنان‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،1221 ،‬ص ‪.129‬‬
‫‪3‬عصام عبد الفتاح مطر‪ ،‬التحكيم اإللكتروني‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.422‬‬

‫‪409‬‬
‫التقاضي اإللكتروني‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫بعد صدور الحكم وتوقيعه باستخدام التوقيع اإللكتروني‪ ،‬يتم إبالغه إلى أطراف الخصومة‪ ،‬وفي‬
‫هذا الصدد تنص المادة ‪ 4/15‬من الئحة المحكمة اإللكترونية على أنه‪ ":‬تتولى السكرتارية نشر الحكم‬
‫على موقع القضية ‪ ،au site de l’affaire‬وتبليغه لألطراف بكل وسيلة ممكنة"‪ ،‬ولما كان هذا النص‬
‫قد جاء مطلقا‪ ،‬فإنه من المتصور أن يتم إبالغ الحكم بأي وسيلة إلكترونية والتي منها البريد اإللكتروني‪.1‬‬

‫أما إمكانية المحكم بالحكم بعقوبة جزائية‪ ،‬أو حتى بالحبس‪ ،‬فإن منطق األمور القول بأنه إذا كان‬
‫العقد التحكيمي قد أجازها والطرفان أعطوا المحكم هذه السلطة يصبح القانون هو الذي يعطي السلطة‪،‬‬
‫ألن العقد شريعة المتعاقدين‪ ،‬فيصبح العقد جائ از ومن سلطة المحكمين إنزال مثل هذه العقوبات التي‬
‫لها طابع جزائي‪ ،‬كما يمكنه أيضا أن يحكم بالتنفيذ العيني ونعادة الحال إلى ما كانت عليه‪ ،‬وقد يصدر‬
‫حكم ال يلزم أي طرف بأي تعويض بل يكتفي بإعالن أري المحكمين في النزاع‪ ،‬ألن الطرف المدعى‬
‫عليه والمدعي لم يطالبا بذلك‪ ،‬كمثال قد ورد في حكم أرامكو الشهير الذي اكتفى ببيان أري المحكمين‬
‫في النزاع الناشب بين المملكة العربية السعودية وشركة أوناسيس ووقف عند هذا الحد‪.2‬‬

‫إن علم األطراف بصدور حكم التحكيم يبدأ من تاريخ قبولهم لذلك الحكم لكي يكون هذا التاريخ هو‬
‫تاريخ تقديم طلبات التصحيح‪ ،‬وطلبات تفسير الحكم وكذلك تاريخ طلب الطعن بالبطالن على الحكم‪،‬‬
‫فإمكانية تقديم مثل تلك الطلبات هي السبب الذي من أجله تحدد بوضوح الطريقة التي يتم فيها إبالغ‬
‫الحكم لألطراف في النصوص الخاصة بالتحكيم الدولي‪ ،‬ويجب توفير آليات تحول دون العبث بحكم‬
‫التحكيم أو تحريفه أثناء نقله إلكترونيا‪ ،‬كي يضمن وصول التحكيم إلى األطراف كما صدر حرفيا عن‬
‫الهيئة‪ ،‬حيث يتعين العمل على توفير وسائل فنية تمنع من إمكانية إطالع من ليس له الحق على‬
‫الحكم‪ ،‬وذلك ألن المساس بهذه الضمانات يهدد سالمة نظام التحكيم اإللكتروني‪.‬‬

‫‪1‬خالد ممدوح ابراهيم‪ ،‬التحكيم اإللكتروني‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.122‬‬


‫‪2‬سمير دنون‪ ،‬العقود اإللكترونية في إطار تنظيم التجارة اإللكترونية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.122-129‬‬

‫‪410‬‬
‫التقاضي اإللكتروني‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫بالنسبة إلى حجية حكم التحكيم على مستوى التحكيم اإللكتروني توجد بعض األحكام التحكيمية‬
‫التي ال تتمتع بحجية األمر المقضي به ومثال ذلك التحكيم الذي يجري وفقا لالئحة موحدة لمنظمة‬
‫االيكان‪ ،‬والتي تقرر تعليق تنفيذ حكم التحكيم على عدم قيام أحد الطرفين بالرجوع إلى المحاكم الوطنية‬
‫خالل العشرة أيام التالية إلعالنهم بحكم التحكيم األمر الذي يعني عدم تمتع القرار التحكيمي بقوة إلزامية‬
‫في مواجهة أطراف الخصومة ويأخذ بهذا التوجه القضاء األمريكي الذي يجيز لألطراف ليس فقط تحديد‬
‫نطاق القوة الملزمة لحكم التحكيم بل استبعادها كليا‪.1‬‬

‫من المتعارف عليه أن لصدور القرار التحكيمي أثران هما‪:‬‬

‫‪-2‬أولهما رفع يد المحكم عن الدعوى أي انتهاء مهمة الهيئة التحكيمية‪.‬‬

‫‪-1‬وثانيهما أي األثر الثاني للقرار أو الحكم التحكيمي‪ ،‬هو تمتعه بقوة القضية المقضية‪ ،‬أي أنه بمجرد‬
‫صدوره ال يمكن أن تعرض المسألة التي فصل فيها أمام القضاء‪ ،‬وال أمام أي هيئة تحكيمية أخرى‬
‫للفصل فيها ثانية‪.‬‬

‫هذا ما يطلق عليه اآلثار القانونية للقرار التحكيمي‪.2‬‬

‫الفرع الخامس‪ :‬تنفيذ حكم التحكيم‪.‬‬

‫إن الثمرة الحقيقية للتحكيم تتمثل في الحكم الذي يصل إليه المحكمون‪ ،‬هذا الحكم لن يكون له أي‬
‫قيمة قانونية أو عملية إذا ظل مجرد عبارات مكتوبة غير قابلة للتنفيذ‪ ،‬فتنفيذ حكم التحكيم يمثل أساس‬
‫ومحور نظام التحكيم نفسه‪ ،‬وتتحدد به مدى فاعليته كأسلوب لفض وتسوية المنازعات‪ ،‬ولعل هذا ما‬

‫‪1‬هاشم رضوان حمدون الشريفي‪ ،‬نحو النظام القانوني للتحكيم اإللكتروني‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.91..94‬‬
‫‪2‬عصام عبد الفتاح مطر‪ ،‬التحكيم اإللكتروني‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.122‬‬

‫‪411‬‬
‫التقاضي اإللكتروني‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫يدفعنا إلى التساؤل حول مدى إمكانية تنفيذ حكم التحكيم اإللكتروني الصادر عن محكمة تحكيم إلكترونية‬
‫في ظل قواعد وضعت أصال لتنطبق على حكم التحكيم التقليدي؟‬

‫تجدر اإلشارة إلى أنه في مجال التجارة الدولية ال يوجد جانب عملي في التحكيم تفوق أهميته أهمية‬
‫النفاذ الدولي ألحكام التحكيم‪ ،‬فالثقة في أحكام التحكيم واالطمئنان إلى نفاذها يؤثر بال شك من الناحية‬
‫العملية على التجارة الدولية‪ ،‬وذلك أن انعدام الثقة يؤدي إلى تزايد المخاطر مما يكون له أثر سلبي على‬
‫نظام التحكيم ذاته‪ ،‬وانعكاسات سيئة على حركة التجارة الدولية‪ ،1‬ألن الودية التي يلتزم بها أطراف‬
‫التحكيم تدفع األطراف للجوء إلى التحكيم اإللكتروني دائما باعتباره أسلوبا متطو ار لفض المنازعات‪،‬‬
‫وتنفيذ أحكامه طوعية أو اختيارا‪.‬‬

‫األصل أن تنفيذ حكم التحكيم يتم بالتراضي بين أطراف خصومة التحكيم الذين ارتضوا حكم هيئة‬
‫التحكيم دون اللجوء إلى القضاء العادي‪ ،‬وهو ما تأكده الئحة غرفة التجارة الدولية في باريس في المادة‬
‫‪ 1/12‬منها التي تقرر أن كل حكم تحكيم ملزم ألطرافه ويتعهد األطراف بتنفيذ الحكم الصادر دون‬
‫تأخير ويعتبروا أنهم تنازلوا عن كافة طرق الطعن الممنوحة لهم قانونا‪ ،‬ومع ذلك فإنه يمكن الخروج‬
‫على األصل السابق إذا أبدى أحد الطرفين عدم رضاه بتنفيذ حكم التحكيم الصادر فالطرف المستفيد‬
‫من ذلك الحكم يمكنه اللجوء إلى قضاء دولة التنفيذ طالبا األمر بالتنفيذ الجبري للحكم‪ ،2‬وفي ما يتعلق‬
‫بالحصول على أمر بتنفيذ الحكم التحكيمي‪ ،‬فإن اتفاقية نيويورك الخاصة بتنفيذ أحكام التحكيم األجنبية‬
‫واالعتراف بها لعام ‪ 2952‬تنص على أن‪ ":‬على من يطلب االعتراف والتنفيذ أن يقدم مع الطلب‪:‬‬

‫‪-‬أصل الحكم الرسمي أو صورة من األصل تجمع الشروط المطلوبة الرسمية للسند‪.‬‬

‫‪-‬أصل االتفاق المنصوص عليه في المادة الثانية‪ ،‬أو صورة تجمع الشروط الرسمية للسند‪.3‬‬

‫‪1‬عصام عبد الفتاح مطر‪ ،‬التحكيم اإللكتروني‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.422-421‬‬
‫‪2‬رضوان هاشم حمدون‪ ،‬نحو النظام القانوني للتحكيم اإللكتروني‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.92‬‬
‫‪3‬خالد إبراهيم ممدوح‪ ،‬التحكيم اإللكتروني‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.452‬‬

‫‪412‬‬
‫التقاضي اإللكتروني‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫فإذا كان ذلك المقتضى ال يثير أية مشكالت في التحكيم العادي فإن األمر ال يسير على نفس‬
‫المنوال في مجال التحكيم اإللكتروني وذلك لسببين‪:‬‬

‫* يرجع إلى نظام المعلوماتية التي ال تميز بين األصل والصورة‪.‬‬

‫* يرجع إلى الصعوبات التي تثيرها رسمية المستند اإللكتروني‪.1‬‬

‫لقد أكد جانب من االتجاهات في هذا الصدد أنه يمكن أن تماثل الوثيقة اإللكترونية األصل‪ ،‬ويتم‬
‫التنفيذ بمقتضاها إذا توافر شرطان هما‪:‬‬

‫* يتعين وجود ضمان إمكان التشغيل فيما يخص كمال المعلومة‪.‬‬

‫* يتعين أن تكون المعلومة يمكن الكشف عنها للشخص المقدمة إليه‪.‬‬

‫كما يقرر أن اقتضاء كمال المعلومة يتم استفاؤه بمجرد بقاء المعلومة كاملة دون إتالف أو تشويه‪ ،‬وأن‬
‫مستوى إمكانية التشغيل يتم تقديره بالنظر إلى موضوع المعلومة‪.2‬‬

‫إذا فإن التنفيذ الطوعي ألحكام التحكيم اإللكتروني أمر مرغوب فيه‪ ،‬إذ أن أهم أهدافه هي تعزيز‬
‫الثقة في التجارة اإللكترونية‪ ،‬وباألخص ثقة المستهلك‪ ،‬فالطرف القوي الذي يصدر حكم التحكيم ضده‬
‫ولصالح مستهلك قد يقوم بتنفيذ الحكم على الرغم من عدم رضائه‪ ،‬وذلك ألنه يسعى أن يبقى شخصا‬
‫موثوقا به في سوق التجارة اإللكترونية‪ ،‬ولكن في حالة عدم التنفيذ الطوعي يتعين على التنظيم الذاتي‬
‫للتحكيم اإللكتروني‪ ،‬أن يوفر للمحتكمين آلية إجبار على التنفيذ تقوم مقام سلطات التنفيذ في التحكيم‬
‫الدولي‪ ،‬أو أن يوفر حوافز خاصة للمحكوم عليه تدفعه نحو التنفيذ الطوعي لحكم التحكيم‪.‬‬

‫‪1‬رضوان هاشم حمدون‪ ،‬نحو النظام القانوني للتحكيم اإللكتروني‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.99‬‬
‫‪2‬عصام عبد الفتاح مطر‪ ،‬التحكيم اإللكتروني‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.429‬‬

‫‪413‬‬
‫التقاضي اإللكتروني‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫تتعدد آليات التنفيذ الجبرية التي يمكن لمجتمع التجارة اإللكترونية أن يوفرها لضمان تنفيذ أحكام‬
‫التحكيم اإللكتروني‪ ،‬وتشمل هذه اآلليات‪ ،‬خدمات التعهد بالتنفيذ‪ ،‬وصناديق تمويل األحكام‪ ،‬وربط مراكز‬
‫التحكيم اإللكتروني بمصدري بطاقات االئتمان‪ ،‬تنفيذ الحكم عن طريق المسجل (جهة التنفيذ)‪.1‬‬

‫أوال‪ .‬حفظ حكم التحكيم اإل لكتروني‪ :‬يتميز حفظ حكم التحكيم التقليدي ببقاء المعلومات المحفوظة على‬
‫دعائم ورقية لفترة طويلة من الزمن‪ ،‬لذا أصبح التحكيم التقليدية يأخذ مكانة مرموقة كدعامة لحفظ الحكم‬
‫لدى قلم كتابة المحكمة متى تمت مراعاة االشتراطات الخاصة بالحفظ‪ ،2‬لكن السؤال المطروح هو كيف‬
‫يتم حفظ أحكام التحكيم اإللكتروني؟‬

‫نصت المادة الثالثة من اتفاقية نيويورك والمادة ‪ 15‬من القانون النموذجي على أن النسخة الصالحة‬
‫للتنفيذ هي النسخة األصلية أو النسخة الرسمية‪ ،‬وكذلك نصت الئحة تحكيم المحكمة اإللكترونية في‬
‫المادة ‪ 4/15‬منها‪ ":‬يكون الحكم منشو ار على موقع القضية‪ ،"..‬وقد علق البعض على هذا النص بتقريره‬
‫أن مضمون هذا النص ال يواجه مشكلة حفظ أو تخزين الحكم على المدى الطويل وأنه يمكن التغلب‬
‫على هذه المشكلة بالرجوع إلى قواعد القانون النموذجي للتجارة اإللكترونية لعام ‪ ،2991‬حيث نصت‬
‫المادة ‪ 22‬من هذا القانون على اآلتي‪ ":‬عندما يقضي القانون باالحتفاظ بالمستندات أو السجالت أو‬
‫المعلومات بعينها يتحقق الوفاء بهذا المقتضى إذا تم االحتفاظ برسائل البيانات شريطة مراعاة الشروط‬
‫التالية‪:‬‬

‫‪ -2‬تيسير االطالع على المعلومات الواردة على نحو استخدامها في الرجوع إليها الحقا‪.‬‬

‫‪ -1‬االحتفاظ برسائل البيانات بالشكل الذي أنشئت أو أرسلت أو استلمت به‪ ،‬أو بشكل يمكن إثبات أنه‬
‫يمثل بدقة المعلومات التي أنشئت أو أرسلت أو اشتملت‪.‬‬

‫‪1‬حسام الدين فتحي ناصف‪ ،‬التحكيم اإللكتروني‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.12‬‬
‫‪2‬رضوان هاشم حمدون‪ ،‬نحو النظام القانوني للتحكيم اإللكتروني‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.222‬‬

‫‪414‬‬
‫التقاضي اإللكتروني‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫‪ -1‬االحتفاظ بالمعلومات‪ ،‬إن وجدت‪ ،‬والتي تمكن من معرفة منشئ رسالة البيانات وجهة وصولها‪،‬‬
‫وتاريخ ووقت إرسالها واستالمها‪.‬‬

‫‪ -4‬ال ينسحب االلتزام باالحتفاظ بالمستندات أو السجالت أو المعلومات وفقا للفقرة ‪ 2‬على أية معلومات‬
‫يكون الغرض الوحيد منها هو التمكين من إرسال الرسالة أو استالمها"‪ ،1‬وهو ما عملت به معظم الدول‬
‫العربية وأخذت به المادة ‪ 5‬من نظام التعامالت اإللكترونية في السعودية لعام ‪ ،1222‬والمادة ‪ 4‬من‬
‫قانون المبادالت اإللكترونية التونسي رقم ‪ 21‬سنة ‪ ،1222‬والمادة ‪ 2‬من قانون إمارة دبي رقم ‪ 1‬لسنة‬
‫‪.1221‬‬

‫وال شك أن مراعاة كل تلك المقتضيات مرجعه ألجهزة التحكيم باعتبار أن إحدى مهامها حفظ الحكم‬
‫وضمان كماله‪ ،‬ومن هنا تبدو أهمية اختيار أطراف التحكيم لمؤسسة التحكيم باعتبارهم أصحاب‬
‫المصلحة في تفضيل مؤسسة هامة ذات خبرة تملك أفضل الوسائل لحفظ الحكم وتأكيد سريته ونقامة‬
‫الدليل على محتواه دون منازعة كلما كان ذلك ممكنا‪.2‬‬

‫ثانيا‪ .‬رسوم التحكيم اإللكتروني‪:‬‬

‫أوضحتها الئحة مركز التحكيم ووسائط الويبو التي يلتزم بها المحكمون بداية من تقديم طلب التحكيم‬
‫ونهاية بالحصول على حكم التحكيم اإللكتروني‪ ،‬وتتنوع هذه الرسوم بين رسوم التسجيل‪ ،‬والرسوم‬
‫اإلدارية‪ ،‬ورسوم المحكمين‪.‬‬

‫‪ -2‬ففيما يتعلق برسوم التسجيل‪ ،‬يتم تقديرها بحسب المبلغ المتنازع عليه‪ ،‬فإذا لم يكن المبلغ محددا‪،‬‬
‫يتعين دفع مبلغ ‪ 2222‬دوالر مع طلب التحكيم ويتم دفع نفس المبلغ إذا كان موضوع النزاع ليس ماليا‪.‬‬

‫‪1‬عصام عبد الفتاح مطر‪ ،‬التحكيم اإللكتروني‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.494‬‬
‫‪2‬رضوان هاشم حمدون‪ ،‬نحو النظام القانوني للتحكيم اإللكتروني‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.221‬‬

‫‪415‬‬
‫التقاضي اإللكتروني‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫‪ -1‬وفيما يتعلق بالرسوم اإلدارية‪ ،‬فيلتزم بها المدعي‪ ،‬وتستحق هذه الرسوم خالل ‪ 12‬يوما من تاريخ‬
‫إرسال طلب التحكيم‪ ،‬ونذا قام المدعى عليه أو المحتكم ضده بتقديم ادعاء مقابل‪ ،‬أو طلب زيادة مبلغ‬
‫النزاع المرفوع أمام هيئة التحكيم‪ ،‬فإنه يلتزم بأداء الرسوم اإلدارية على هذا االدعاء المقابل‪ ،‬وفي حالة‬
‫التأخير عن أداء الرسوم اإلدارية يمنح من تأخر عن أدائها مدة ‪ 25‬يوما من تاريخ اإلخطار الكتابي‬
‫ألدائها‪ ،‬ونال اعتبر راجعا عن ادعاءه أو ادعائه المقابل أو عن الزيادة فيها‪.1‬‬

‫‪ -1‬وفيما يتعلق برسوم المحكمين‪ ،‬فإنها تحتسب على أساس مجموع مبلغ النزاع‪ ،‬ونذا كان هناك ادعاء‬
‫مقابل فإنه يضاف لمجموع مبلغ النزاع‪ ،‬وتشمل تلك الرسوم واألتعاب والنفقات التي تطلبها النزاع‬
‫والتعقيدات التي واجهت ذلك بعد قيام المركز باستشارة المحكمين وفريق النزاع بمقدار الرسوم والتي‬
‫تكون ضمن حدي الرسوم األدنى واألقصى وفقا لجدول الرسوم المطبق وقت بدء التحكيم مالم يتفق‬
‫المحكمون وأطراف الن ازع على خالف ذلك‪.2‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬وسائل بديلة للفصل في المنازعات‪.‬‬

‫إن الوسائل البديلة لتسوية المنازعات يتم اللجوء إليها من طرف األفراد تفاديا من بطء إجراءات‬
‫المحاكم وخوفا من ضياع الحقوق‪ ،‬أيضا محاولة لحل النزاع بطرق ودية بعيدا عن أروقة المحاكم‪،‬‬
‫والطرق اإللكترونية لفض المنازعات ال تختلف عن الوسائل التقليدية سوى أنها تتم باستخدام وسيلة من‬
‫وسائل االتصال اإللكترونية عن بعد وبرضا األطراف دون الحاجة للتنقل أو االلتزام بالمواعيد‪.‬‬

‫شملت دراسة هذا المطلب الوساطة اإللكترونية في الفرع األول‪ ،‬ثم المفاوضات المباشرة في الفرع‬
‫الثاني‪.‬‬

‫‪1‬عبد الصبور عبد القوي علي مصري‪ ،‬التنظيم القانوني للتحكيم اإللكتروني‪ ،‬مكتبة القانون واالقتصاد للنشر والتوزيع‪ ،1221 ،‬الرياض‪ ،‬ص ‪.255‬‬
‫‪2‬عصام عبد الفتاح مطر‪ ،‬التحكيم اإللكتروني‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.491‬‬

‫‪416‬‬
‫التقاضي اإللكتروني‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫الفرع األول‪ :‬الوساطة اإللكترونية‪.‬‬

‫تعد الوساطة من الوسائل الودية لفض المنازعات‪ ،‬حيث يقوم أطراف النزاع بالعمل مع الوسيط‬
‫(‪ ،)Mediator‬وهو الذي يقدم النصح واإلرشاد‪ ،‬مع طرح االحتماالت التي قد يرتئي طرفا النزاع قبولها‬
‫دون أي ضغط أو إكراه من الوسيط لفض النزاع القائم بينهما‪.1‬‬

‫أوال‪ .‬تعريف الوساطة اإللكترونية‪:‬‬

‫عرفت الفقرة الثالثة من المادة األولى من قانون األونيسترال النموذجي للتوفيق التجاري الدولي‬
‫الوساطة بأنها‪ :‬أية عملية‪ ،‬سواء أشير إليها بتعبير التوفيق أو الوساطة أو بتعبير آخر ذي مدلول‬
‫مماثل‪ ،‬يطلب فيها الطرفان إلى شخص آخر أو أشخاص آخرين (الموفق أو الموفقين)‪ ،‬مساعدتهما في‬
‫سعيهما للتوصل إلى تسوية ودية لنزاعهما الناشئ‪ ،‬عن عالقة تعاقدية أو عالقة قانونية أخرى أو المتصل‬
‫بتلك العالقة‪ ،‬وال يكون للموفق الصالحية لفرض حل النزاع على الطرفين‪.‬‬

‫كما عرفتها المادة األولى من نظام المركز العربي لتسوية المنازعات بأنها‪ :‬الوسيلة التي يتم بموجبها‬
‫السعي لفض النزاع دون أية سلطة للوسيط أو الموفق لفرض ق ارره في النزاع‪ ،‬وذلك عن طريق تقريب‬
‫وجهات النظر ونبداء اآلراء االستشارية التي تتيح الوصول للحل بهذه الوسيلة‪.2‬‬

‫بينما عرفها محمد ابراهيم أبو الهيجاء بأنها‪ :‬عبارة عن عملية تطوعية يوافق طرفا النزاع من خاللها‬
‫على العمل مع شخص محايد لحل النزاع القائم بينهما‪ ،‬مع منح كامل السلطة للمتنازعين في قبول‬
‫الوساطة أو رفضها‪ ،‬وانصراف عمل الوسيط وبذل جهوده صوب نقاط الخالف واقتراح سبل الحل‪،3‬‬

‫‪1‬محمد إبراهيم أبو الهيجاء‪ ،‬التحكيم االلكتروني الوسائل االلكترونية لفض المنازعات‪ ،‬الوساطة والتوفيق‪ ،‬التحكيم‪ ،‬المفاوضات‪ ،‬دار الثقافة للنشر‬
‫والتوزيع‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،1222 ،‬ص ‪.11‬‬
‫‪2‬محمد أحمد علي المحاسنة‪ ،‬تنازع القوانين في العقود اإللكترونية‪ ،‬نحو إيجاد منظومة للقواعد الموضوعية الموحدة‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬المنهل‪،1221 ،‬‬
‫ص ‪.122‬‬
‫محمد إبراهيم أبو الهيجاء‪ ،‬التحكيم اإللكتروني الوسائل اإللكترونية لفض المنازعات‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.11‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪417‬‬
‫التقاضي اإللكتروني‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫ونظ ار ألن الوساطة محل الدراسة هي وساطة تتم عن بعد‪ ،‬فإنه يمكن تعريفها بأنها‪ :‬عملية تتم بشكل‬
‫فوري ومباشر على شبكة اإلنترنت‪ ،‬وتهدف إلى تسهيل التعاون والتفاوض بين األطراف المتنازعة‪،‬‬
‫للتوصل إلى حل عادل يقبله أطراف النزاع‪.‬‬

‫بالتالي فالوساطة اإللكترونية آلية لحل المنازعات‪ ،‬بمقتضاها يحاول األطراف إدارة حل المنازعة‬
‫التي تنشب بينهم من خالل تدخل شخص ثالث محايد ونزيه ال يتمتع بسلطة قضائية‪ ،‬بواسطة استخدام‬
‫وسائل االتصال الحديثة وعلى رأسها شبكة األنترنيت‪ ،‬حيث يقوم أطراف النزاع بالعمل مع الوسيط الذي‬
‫يقدم النصح واإلرشاد مع طرح احتماالت التي قد يتقبلها أطراف النزاع‪ ،‬والذي يقود األطراف إلى اتفاق‬
‫يحل المنازعة‪.1‬‬

‫ال تختلف الوساطة اإللكترونية عن الوساطة التقليدية في شيء سوى أنها تتم من خالل استخدام‬
‫وسيلة من الوسائل اإللكترونية‪ ،‬حيث يكون الوسيط واألطراف المتنازعة متواجدون عادة في دول مختلفة‬
‫يجتمعون ويتحاورون عن بعد باستخدام وسيلة االتصال الحديثة والتي غالبا ما تكون شبكة األنترنت‬
‫بخالف ما يجري عليه العمل في الوساطة التقليدية‪ ،‬حيث يجتمع كل من الوسيط واألطراف المتنازعة‬
‫‪2‬‬
‫وجها لوجه وفي إقليم دولة واحدة‪.‬‬

‫ثانيا‪ .‬خصائص الوساطة اإللكترونية‪:‬‬

‫سعيا وراء منح الثقة للمتنازعين للجوء إلى الوساطة كطريق بديل عن القضاء لفض المنازعات‪ ،‬أن‬
‫دأبت مراكز الوساطة اإللكترونية على العمل صوب توفير مرتكزات الثقة واألمان مع السرعة في فض‬
‫المنازعات المحالة إليها من قبل المتنازعين‪ ،‬وقد حققت الوساطة اإللكترونية كوسيلة لفض المنازعات‬
‫عن بعد نجاحا هائال لما تمتاز به من خصائص ومزايا عديدة ومن أبرزها‪:‬‬

‫‪1‬بن حليمة ليلى‪ ،‬عاشور سليم‪ ،‬خصوصية التحكيم االلكتروني في حل منازعات التجارة االلكترونية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.224‬‬
‫‪2‬محمد أحمد علي المحاسنة‪ ،‬تنازع القوانين في العقود اإللكترونية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.129-122‬‬

‫‪418‬‬
‫التقاضي اإللكتروني‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫‪ -2‬فعالية األدوات المستخدمة في الوساطة اإللكترونية‪ ،‬والتي تصاحب سير النزاع منذ لحظة إحالته‬
‫لحين الفصل فيه‪ ،‬وضمان تسجيل المناقشات التي تجري بين طرفي النزاع في برامج مستقلة على شبكة‬
‫األنترنت وفي كل مراحلها‪.1‬‬

‫‪ -1‬توفير قنوات اتصال آمنة خالل سير الوساطة الممتدة منذ االتفاق عليها حتى توقيع اتفاق التسوية‬
‫الملزم ‪.Binding Settlement Agreement‬‬

‫‪ -1‬توفير قاعدة بيانات متكاملة تشمل سير عملية الوساطة وكيفية اإلثبات وتقديم الطلبات‪ ،‬إلى جانب‬
‫أمثلة متعددة ألنواع القضايا‪.‬‬

‫‪ -4‬توفير قائمة بأسماء الوسطاء والدورات التي تلقوها والتي تؤهلهم لنظر النزاع‪ ،‬مع ترك حرية االختيار‬
‫للمتنازعين‪.‬‬

‫‪ -5‬تمتاز بالمرونة وعدم التقيد بإجراءات مرسومة‪ ،‬واستغالل الوقت‪ ،‬والحصول على الحلول السريعة‪.2‬‬

‫‪ -1‬إرسال رسائل إلكترونية ‪ E-mail‬لطرفي النزاع إلخطارهم باألوقات ومواعيد جلسات الوساطة‪.‬‬

‫‪ -2‬سرية البيانات المقدمة للوسيط من قبل المتنازعين وحفظها دون إفشاء‪.‬‬

‫‪ -2‬المرونة في القواعد اإلجرائية المتبعة خالل عملية الوساطة‪ ،‬حيث يترك لألطراف اختيار القواعد‬
‫التي تناسبهم والقائمة على الحيادية والشفافية واحترام القانون‪.‬‬

‫‪ -9‬حفظ كامل المستندات‪ ،‬والوثائق والطلبات وتخزينها ‪ ،text file‬مع إلغاء ما تم تخزينه إذا ما رغب‬
‫فريقا النزاع عن االستمرار قدما في عملية الوساطة‪.‬‬

‫‪1‬فراس كريم وهند فايز أحمد‪ ،‬الوساطة في المنازعات اإللكترونية‪ ،‬مجلة المحقق الحلي للعلوم القانونيـة والسياسية‪ ،‬العدد‪ ،21 :‬السنة السادسة‪ ،‬مجلة‬
‫جامعة بابل‪ ،‬العراق‪ ،‬ص ‪.152‬‬
‫‪2‬محمد أحمد علي المحاسنة‪ ،‬تنازع القوانين في العقود اإللكترونية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.111‬‬

‫‪419‬‬
‫التقاضي اإللكتروني‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫‪ -22‬العمل على تزويد المحكمة بنسخة من االتفاق الموقع عليه من قبل المتنازعين إذا ما رفض أي‬
‫‪1‬‬
‫طرف تنفيذ ما تم االتفاق عليه‪.‬‬

‫ثالثا‪ .‬الشروط التي يجب توافرها عند اختيار الوسيط‪:‬‬

‫إلى جانب المزايا التي تنفرد بها الوساطة عن غيرها من وسائل فض المنازعات وما توفره من‬
‫مقومات الثقة لدى المتنازعين‪ ،‬فإن مراكز الوساطة لم تكتف بما سبق بيانه‪ ،‬حيث أنها وضعت شروطا‬
‫ومعايير البد من توافرها مجتمعة في شخص الوسيط أثناء الوساطة وهي‪:‬‬
‫ا‬

‫‪ -2‬الحيدة ‪ :Impartoality‬تعد الحيدة عنوانا للوساطة‪ ،‬وعليه يتعين على الوسيط أن يقوم بقيادة‬
‫وتحريك عملية الوساطة بحيدة تامة‪ ،‬فإن لم يتمكن من تحقيق ذلك فإن عليه االنسحاب في أي مرحلة‬
‫تسبق صدور القرار النهائي من مراحل الوساطة‪ ،‬وقد أكدت على هذا الشرط العديد من القوانين المنظمة‬
‫لعملية الوساطة‪ ،‬كالمادة السابعة من قواعد الوساطة الصادرة عن المنظمة الدولية للملكية الفكرية‬
‫(الويبو)‪ ،‬التي نصت على‪:‬‬

‫‪The mediator shall be neueral impartial and indepenenet‬‬

‫وأكدت عليها أيضا الفقرة الخامسة من المادة الخامسة من قانون األونيسترال النموذجي للتوفيق التجاري‬
‫الدولي‪.‬‬

‫‪ -1‬اإلختصاص ‪ :Expert‬يجب أن يكون الوسيط متخصصا ومؤهال تماما‪ ،‬مع تدريبه تدريبا جيدا‬
‫يعينه على قيادة عملية الوساطة والتي يقتنع من خاللها طرفا النزاع بجدارته‪ ،‬وفي حال أن لم يكن أهال‬
‫لذلك‪ ،‬فعليه االعتذار عن قبول نظر النزاع أو عن االستمرار فيه‪.‬‬

‫‪1‬محمد إبراهيم أبو الهيجاء‪ ،‬التحكيم اإللكتروني الوسائل اإللكترونية لفض المنازعات‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.12-12‬‬

‫‪420‬‬
‫التقاضي اإللكتروني‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫هذا ويعد االختصاص من المزايا التي انفردت بها الوساطة عن القضاء‪ ،‬فالقاضي ال يشترط أن‬
‫يكون متخصصا في موضوع النزاع الذي ينظر فيه‪ ،‬وبذلك يقترب الوسيط من الخبير الذي تعينه‬
‫المحكمة لتقدير قيمة التعويضات مثال‪ ،‬إال أن رأي الخبير ال يعد ملزما للمحكمة بينما قرار الوسيط‬
‫عندما يصدر يكون ملزما لألطراف وللمحكمة‪.1‬‬

‫‪ -1‬القدرة على تسوية النزاع‪ :‬يتعين على الوسيط أن يدرك تماما بأن كل نزاع البد وأن تكون له نهاية‪،‬‬
‫وأن االدعاء بأن الطريق مسدود أمام طرفي النزاع ليس سوى وهم وخيال ال يمكن التسليم به‪ ،‬فكل نزاع‬
‫البد أن تكون له حلول مرضية تمثل بداية مرحلة جديدة بين أطرافه‪ ،‬يستطيع الوسيط التوصل إليها‬
‫بفضل ما يملكه من براعة وخبرة ومعرفة في المجال القانوني األكاديمي والعملي‪ ،‬تمكنه من قيادة عملية‬
‫الوساطة وتحقيق الغاية المرجوة منها بجدارة وكفاءة عالية‪.‬‬

‫‪ -4‬الخبرة القانونية‪ :‬غالبا ما يكون الوسيط الذي تم اختياره من طرفي النزاع على درجة عالية من الخبرة‬
‫والمعرفة القانونية‪ ،‬لما لذلك من أثر كبير في تحقيق راحة األطراف وثقتهم بجدارة الوسيط للتوصل إلى‬
‫‪2‬‬
‫حل مرضي لهما ينتهي به النزاع‪.‬‬

‫‪ -5‬السرية (‪ :)Confidentiality‬انطالقا من صيانة خصوصيات المتنازعين فإنه يتعين على الوسيط‬


‫المحافظة على مجريات الوساطة وما تم خاللها من تبادل للوثائق والطلبات سرا‪ ،‬ما لم يسمح له طرفا‬
‫النزاع صراحة بالنشر‪ ،‬أو أن يقوم بذلك تنفيذا للقانون‪ ،‬هذا وقد جرى العرف عند النشر على استخدام‬
‫أسماء غير حقيقية‪ ،‬إلى جانب إجراء تعديل في موضوع النزاع‪.‬‬

‫‪ -1‬الشفافية (‪ :)Transparency‬إلى جانب ما تقدم من شروط يتعين توافرها في الوسيط حتى يكون‬
‫صالحا لنظر الوساطة هنالك شرط آخر يلخص كامل الشروط وهو شرط الشفافية‪ ،‬وما ينطوي عليه‬

‫محمد إبراهيم أبو الهيجاء‪ ،‬التحكيم اإللكتروني الوسائل اإللكترونية لفض المنازعات‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.11‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪2‬محمد أحمد علي المحاسنة‪ ،‬تنازع القوانين في العقود اإللكترونية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.112-119‬‬

‫‪421‬‬
‫التقاضي اإللكتروني‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫من وضوح في شخص الوسيط وقيادته لعملية الوساطة مع توضيحه لهذه المراحل جميعا حتى الرسوم‪،‬‬
‫المصاريف‪ ،‬النفقات‪ ،‬الخبرة الفنية والصعوبات التي واجهت ‪-‬أو قد تواجه ‪-‬سير عملية الوساطة‪،‬‬
‫واضعا بذلك طرفي النزاع أمام الصورة الحقيقية للعملية التي أقدما عليها لفض النزاع الناشب بينهما‪،‬‬
‫من خالل شبكة اإلنترنت‪.1‬‬

‫رابعا‪ .‬آلية الوساطة اإللكترونية ‪:Process‬‬

‫تجري آلية الوساطة اإللكترونية من خالل مجموعة من اإلجراءات التي تتم بطرق إلكترونية على‬
‫الموقع الشبكي التابع للمركز‪ ،‬وقد قامت مراكز الوساطة والتوفيق (‪ )Conciliation‬اإللكترونية بتحديد‬
‫إجراءات رفع ونظر النزاع عن طريق قنواتها المعدة لذلك‪ ،‬فبمجرد الدخول لموقع المركز الرئيسي ‪-‬‬
‫المنتهي عادة ب ( ‪ ،)com ،org‬يجد الشخص نفسه أمام الخدمات التي يقدمها المركز وآلية تقديم كل‬
‫خدمة‪ ،‬دون حاجة لمهارات أو مؤهالت خاصة لذلك‪ ،‬وعليه حتى نتمكن من توضيح آلية الوساطة‬
‫اإللكترونية البد من التطرق إلى النقاط التالية‪:‬‬

‫‪ -2‬تقديم طلب لتسوية النزاع إلى مركز الوساطة‪ :‬وفقا لحكم المادة الثالثة من قواعد الوساطة الصادرة‬
‫عن المنظمة الدولية للملكية الفكرية (الويبو)‪ ،‬فإن على كل من يرغب من طرفي النزاع بتسوية نزاعه‬
‫عن طريق اللجوء للوساطة اإللكترونية‪ ،‬أن يقوم بتعبئة طلب الوساطة المعد مسبقا من قبل المركز‬
‫والمنشور على الموقع اإللكتروني التابع للمركز‪ ،‬والذي يجب أن يتضمن البيانات التالية‪:‬‬

‫أ‪-‬أسماء طرفي النزاع وعناوينهم‪ ،‬الهاتف‪ ،‬الفاكس‪ ،‬البريد اإللكتروني‪ ،‬أو أية وسائل اتصال أخرى ذات‬
‫صلة بطرفي النزاع‪ ،‬أو من يمثل الطرف مقدم طلب الوساطة‪.‬‬

‫ب‪-‬نسخة من اتفاق اللجوء للوساطة‪ ،‬في حالة اتفاق الطرفين على تسوية النزاع عن طريق الوساطة‪.‬‬

‫محمد إبراهيم أبو الهيجاء‪ ،‬التحكيم اإللكتروني الوسائل اإللكترونية لفض المنازعات‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.14-11‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪422‬‬
‫التقاضي اإللكتروني‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫ج‪-‬بيان ملخص عن موضوع النزاع وطبيعته‪.1‬‬

‫باستالم المركز للطلب وقبوله بعد القيام بدراسته‪ ،‬يتم إرسال تأكيد لمقدم الطلب يخطره بأنه قد تم‬
‫استالم الطلب وقبول النزاع‪ ،‬ثم يقوم المركز بعدها باالتصال بالطرف اآلخر وتزويده بنسخة من طلب‬
‫الوساطة المقدم‪ ،‬باإلضافة لنموذج جواب بعد السؤال عن الرغبة في فض النزاع من خالل الوساطة‪،‬‬
‫إذا كان الجواب بالرفض تنتهي إجراءات الوساطة بعد أن يبذل المركز جهوده في إقناع المجاوب بجدوى‬
‫الوساطة في فض النزاع‪ ،‬أما إذا كان الجواب بالقبول فعليه بعد إرسال موافقته للمركز بتعبئة النموذج‬
‫الذي تم تزويده به ونرساله للمركز مع دفع رسوم الوساطة لتبدأ بذلك عملية الوساطة فعليا‪ ،‬حيث يقوم‬
‫المركز بتزويد فريقي النزاع بقائمة بأسماء الوسطاء ومؤهالت كل منهم ليقوما باختيار الوسيط الذي‬
‫سيوضح لهما آلية سير النزاع وسؤالهما عن الطريقة التي يفضالنها لعقد جلسات الوساطة ‪ -‬البريد‬
‫اإللكتروني ‪ E-Mail‬أو المخاطبة من خالل غرفة االجتماعات ‪ ،chat conference room‬أو‬
‫المؤتمر المصور ‪ video conferencing‬ورسائل الدعوى ‪ - Instant Message‬وعما إذا كانت‬
‫لهم أية اعتراضات على الوسيط‪.2‬‬

‫‪ 1‬المادة الثالثة من قواعد الوساطة الصادرة عن المنظمة الدولية للملكية الفكرية على الموقع ‪ http://www.wipo.int‬التي نصت على ما يلي‪:‬‬
‫‪(a) Une partie à une convention de médiation qui souhaite introduire une procédure‬‬
‫‪de médiation soumet par écrit au Centre une demande de médiation. Elle en adresse simultanément copie‬‬
‫‪à l’autre partie.‬‬
‫‪(b) Doivent figurer dans la demande de médiation ou y être joints‬‬
‫‪(i) les noms, adresses et numéros de téléphone et de télécopie et les adresses électroniques des parties au‬‬
‫‪litige et du représentant de la partie qui soumet la demande de médiation, ou toute autre indication‬‬
‫;‪permettant de communiquer avec eux‬‬
‫‪(ii) une copie de la convention de médiation; et‬‬
‫‪(iii) une brève description de la nature du litige.‬‬
‫‪ 2‬محمد إبراهيم أبو الهيجاء‪ ،‬التحكيم اإللكتروني الوسائل اإللكترونية لفض المنازعات‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.11-15‬‬

‫‪423‬‬
‫التقاضي اإللكتروني‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫لقد حددت المادة الرابعة الفقرة الثانية‪ 1‬من قانون األونيسترال النموذجي للتوفيق التجاري اإللكتروني‬
‫مدة انتظار قبول الطرف اآلخر للوساطة ب ‪ 12‬يوما تبدأ من اليوم الذي أرسلت فيه الدعوة للجوء إلى‬
‫عملية الوساطة لتسوية النزاع‪ ،‬مالم تتضمن الدعوة مدة أقل أو أكثر من ذلك‪.2‬‬

‫فإذا كانت هذه هي اإلجراءات التي يتبعها المركز عند تقديم طلب الوساطة من قبل أحد طرفي‬
‫النزاع‪ ،‬فإن الوضع يكون مختلفا حتما عند قيام طرفي النزاع بإرسال طلب اللجوء للوساطة معا‪ ،‬والذي‬
‫يجب أن يتضمن البيانات الشخصية السابقة الذكر‪ ،‬حيث سيكتفي المركز في هذه الحالة عند استالمه‬
‫للطلب بإرسال تأكيد إلى طرفي النزاع يخطرهما من خالله باستالم طلب الوساطة والتاريخ المحدد لبداية‬
‫عملية الوساطة‪.3‬‬

‫‪ -1‬دفع الرسوم‪ :‬إن أهم ميزة للوساطة أنها عملية مدفوعة األجر‪ ،‬حيث أنها تتم مقابل دفع رسوم معينة‬
‫يتحملها طرفي النزاع لقاء قبول المركز النظر في النزاع من خالل الوساطة‪ ،‬وأن عدم دفع الرسوم يكون‬
‫سببا في رفض الوساطة وعدم إتمام المركز لها‪.‬‬

‫أما أتعاب الوسيط‪ ،‬فهي تتراوح ما بين ثالث مئة إلى ستة مائة دوالر في الساعة‪ ،‬أو ألف وخمس‬
‫مئة إلى ثالثة آالف وخمس مئة دوالر في اليوم‪ ،‬ويتم تحديدها من قبل المركز بعد التشاور مع الوسيط‬
‫وطرفي النزاع‪ ،‬على أن يراعي عند احتسابها قيمة النزاع موضوع الوساطة ومدى تعقيده‪ ،‬وأية ظروف‬
‫أخرى ذات صلة بالنزاع‪ ،‬هذا ما لم يتفق الوسيط والمتنازعان على خالف ذلك‪ ،‬وهناك عدة أنواع من‬
‫المراكز للوساطة كل والقيمة التي يحددها ومنها‪:‬‬

‫‪1‬المادة ‪ 4‬من قانون األونيسنترال النموذجي للتوفيق التجاري الدو لسنة ‪1221‬على الموقع‪:‬‬
‫‪http://www.uncitral.org/uncitral/ar/uncitral_texts/arbitration/2002Model_conciliatio n.html‬‬
‫‪2‬الموقع الرسمي لمركز الوساطة ‪http://www.squaretrade.com/cnt/jspnp/odr.jsp;jsessionid :trade square‬‬
‫‪3‬محمد أحمد علي المحاسنة‪ ،‬تنازع القوانين في العقود اإللكترونية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.111-112‬‬

‫‪424‬‬
‫التقاضي اإللكتروني‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫أ‪ -‬مركز الوساطة ( ‪ :) Square trade‬تقدم رسوم الوساطة‪ ،‬لدى المركز بقيمة المبلغ المتنازع‬
‫عليه‪ ،‬حيث يستوفي المركز أربعين دوالر إذا كان المبلغ المتنازع عليه ال تزيد قيمته عن ألف دوالر‪،‬‬
‫أما إذا زادت قيمته عن الحد المذكور‪ ،‬فإن الرسوم التي يتقاضاها المركز في هذه الحالة هي ‪5*42‬‬
‫‪ %‬من قيمة النزاع‪ ،‬على أن ال يتجاوز الرسم أكثر من ألفين وخمس مائة دوالر‪ ،‬هذه هي أهم القواعد‬
‫المتبعة لتحديد رسوم الوساطة أمام مركزي الوساطة ( الويبو)‪ ،‬و(‪.1)Square trade‬‬

‫ب‪ -‬أما مركز بيع ‪ Elance‬فيستوفي المركز مبلغ ‪ 12‬دوال ار كرسوم للوساطة إذا كان مبلغ النزاع ال‬
‫يتجاوز ‪ 2222‬دوالرا‪ ،‬ويضيف ‪ %2‬كرسم إضافي إذا تجاوز المبلغ المذكور مبلغ ‪ 1522‬دوالر‪ ،‬مع‬
‫إعفاء مقدم الطلب من دفع رسم التسجيل البالغ ‪ 12‬دوالرا‪.‬‬

‫ج‪ -‬أما مركز ‪ Sony‬لبيع اإللكترونيات فقد تم إعفاء المتنازعين مع هذا المركز من أداء الرسوم‪ ،‬حيث‬
‫يؤدي مركز البيع الرسوم الحقا‪.2‬‬

‫‪ -1‬إجراء الوساطة‪ :‬بعد موافقة فريقي النزاع على الوسيط واإلجراءات‪ ،‬يتم االنتقال للمرحلة التالية من‬
‫الوساطة‪ ،‬وهي مناقشة موضوع النزاع ونثارة نقاط الخالف الجوهرية‪ ،‬وذلك بعد أن يقوم الوسيط بإرسال‬
‫بريد إلكتروني لكل من طرفي النزاع‪ ،‬يتضمن كلمة المرور ‪ password‬الخاص بكل منهما‪ ،‬والذي‬
‫يخول لهما الدخول لصفحة النزاع المعدة على موقع المركز‪ ،‬باإلضافة لتحديد ميعاد جلسات الوساطة‪،‬‬
‫ليتم االنتقال للمرحلة ما قبل األخيرة من الوساطة بعقد جلسات الوساطة وبحث المدى الذي يمكن أن‬
‫يذهب إليه المتنازعان في طلباتهم سعيا وراء التوصل لحل مرض للطرفين‪ ،‬ليقوم الوسيط بعدها بصياغة‬

‫‪1‬الموقع الرسمي لمركز الوساطة ‪http://www.squaretrade.com/cnt/jspnp/odr.jsp;jsessionid :square trade‬‬


‫محمد إبراهيم أبو الهيجاء‪ ،‬التحكيم اإللكتروني الوسائل اإللكترونية لفض المنازعات‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.42‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪425‬‬
‫التقاضي اإللكتروني‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫اتفاق التسوية النهائي والملزم ‪ Binding settlement Agreement‬وعرضه على المتنازعين للتوقيع‬
‫عليه‪.1‬‬

‫ويجوز ألي من الطرفين أن يقرر في أي وقت االنسحاب من إجراءات الوساطة‪ ،‬ويترتب على هذا‬
‫االنسحاب إغالق ملف القضية مع إمكانية إعادة فتحه مجددا‪ ،‬لكن يتعين اإلشارة أن اإلجراء المتبع‬
‫‪2‬‬
‫إلعادة فتح ملف القضية يختلف باختالف سبب إغالقها‪.‬‬

‫‪ -4‬آثار الوساطة اإللكترونية‪ :‬تنتهي الوساطة اإللكترونية بإحدى الحاالت اآلتية‪:‬‬

‫أ‪ -‬الوصـول إلى فـض النـزاع وديـا‪ :‬فـإذا توصـل الوسـيط إلى تسـوية سـلمية للنـزاع وتمـت المصـادقة‬
‫على اتفاق التسوية من قبل طرفي النزاع تنتهي عملية الوسـاطة في لحظـة المصـادقة علـى اتفـاق التسـوية‪،‬‬
‫بحيـث يعتـبر هـذا االتفـاق بعـد المصـادقة عليـه ملزمـا وواجـب النفـاذ قانونيـا وبمثابـة حكم قطعي ال يخضع‬
‫ألي طريق من طرق الطعن‪.‬‬

‫ب‪ -‬عـدم التوصـل إلى حــل النـزاع وديـا‪ :‬وهــي حالـة عــدم التوصـل لتسـوية وديــة للنـزاع ألســباب‬
‫عديدة منها ما ورد في المادة ‪11‬من قـانون األونسـنترال النمـوذجي للتوفيـق التجـاري الـدولي‬
‫كاآلتي‪:3‬‬

‫ب‪.‬أ‪ -‬إصدار الموفق بعد التشاور مع طرفي النزاع إعالنـا يبـين فيـه أنـه ال يوجـد مـا يسـوغ‬
‫القيام بمزيد من جهود التوفيق في تاريخ صدور اإلعالن‪.‬‬

‫‪1‬سعاد صقيعة‪ ،‬الوساطة اإللكترونية كوسيلة بديلة لحل منازعات التجارة اإللكترونية‪ ،‬مجلة الشريعة واالقتصاد‪ ،‬المجلد التاسع‪ ،‬اإلصدار الثاني لسنة‬
‫‪ ،1212‬العدد الثامن عشر‪ ،‬ديسمبر ‪ ،1212‬ص ص ‪.15-14‬‬
‫‪2‬محمد أحمد علي المحاسنة‪ ،‬تنازع القوانين في العقود اإللكترونية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.112‬‬
‫‪3‬سعاد قصعة‪ ،‬الوساطة اإللكترونية كوسيلة بديلة لحل منازعات التجارة اإللكترونية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.12‬‬

‫‪426‬‬
‫التقاضي اإللكتروني‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫ب‪.‬ب‪ -‬إصـدار طـرفي النـزاع إعالنـا موجهـا إلى الطـرف اآلخـر أو األطـراف األخـرى ونلى الموف ــق في‬
‫‪1‬‬
‫حال ــة تعيين ــه يفي ــد بانته ــاء إجـ ـراءات التوفي ــق في ت ــاريخ ص ــدور اإلعـالن‪.‬‬

‫عنـد انتهـ اء عمليـة الوسـاطة يجـب علـى الوسـيط بغـض النظـر عـن النتيجـة الـتي آلـت إليهـا‬
‫الوســاطة إيجابيــة كانــت أم ســلبية‪ ،‬أن يرســل فــو ار إخطــا ار مكتوبــا إلى المركــز يبلغــه فيــه بواقعــة انتهــاء‬
‫الوساطة والتاريخ الذي انتهت فيه‪ ،‬وأن يرسل نسخة من ذلك اإلخطـار معنونـة باسـم المركـز إلى طـرفي‬
‫النزاع‪ ،‬وبتلقي المركز لإلخطار يتعـين عليـه المحافظـة علـى مـا ورد بـه مـن معلومـات وأن ال يكشـف‬
‫ألي شخص عن وجود عملية الوساطة لديه‪ ،‬أو عن النتيجة التي آلت إليها مـا لم يكـن مفوضـا بـذلك‬
‫مـن قبل طرفي النزاع‪.‬‬

‫كمــا ي تعــين عليــه أن يعيــد إلى طــرفي الن ـزاع المــذكرات والمســتندات الــتي قــدموها أثنــاء عمليــة‬
‫الوساطة‪ ،‬وال يجـوز لـه االحتفـاظ بـأي صـور عنهـا تحـت طائلـة المسـاءلة القانونيـة‪.2‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬المفاوضات المباشرة‪.‬‬

‫القت المفاوضات المباشرة المبتكرة من قبل مراكز الوساطة والتحكيم اإللكترونية كوسيلة لفض‬
‫المنازعات عن بعد نجاحا واسعا واقباال هائال من قبل المتنازعين لما لمسوه من فعالية في حل منازعاتهم‪،‬‬
‫مع المحافظة على عالقات العمل الودية في نفس الوقت‪ ،‬ويؤيد ذلك إحدى الدراسات التي قام بها أحد‬
‫مراكز الوساطة اإللكترونية‪ ،‬والتي أعلن من خاللها أن نسبة ‪ %22‬من حجم المنازعات التي تم التفاوض‬
‫حولها عن طريق المركز قد تم حلها بالمفاوضات المباشرة‪.‬‬

‫‪1‬أنظر المادة ‪ 22‬من قانون األونيسترال النموذجي للتوفيق التجاري الدولي لسنة ‪:1221‬‬
‫‪http://www.uncitral.org/uncitral/ar/uncitral_texts/arbitration/2002Model_conciliatio n.html‬‬
‫‪2‬فراس كريم شيعان وهند فائز‪ ،‬الوساطة في المنازعات اإللكترونية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.112‬‬

‫‪427‬‬
‫التقاضي اإللكتروني‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫تقوم عملية المفاوضات المباشرة على طرفي النزاع‪ ،‬إذ يقومان باالتصال فيما بينهما‪ ،‬إما عبر‬
‫األنترنت (‪ )Telephone Conference‬أو من خالل صفحة تابعة لموقع فض المنازعات‬
‫اإللكترونية‪.1‬‬

‫تلعب المفاوضات المباشرة دو ار هاما في تسوية منازعات التجارة اإللكترونية‪ ،‬حيث أنها تعطي‬
‫لطرفي النزاع فرصة لحل نزاعهما بأنفسهما‪ ،‬دونما أدنى تدخل من أي طرف ثالث أو جهة أخرى سواء‬
‫كانت جهة وساطة أو تحكيم أو قضاء‪ ،‬على نحو يتفادى االدعاءات واإلجراءات القانونية التي قد‬
‫يتخذها طرفي النزاع لحل المشكلة‪ ،‬فضال عما تحققه من ميزة المحافظة على سمعة األطراف المتنازعة‪،‬‬
‫زد على ذلك ما تمتاز به عملية المفاوضات المباشرة من توفير للوقت والمال‪ ،‬فالمراكز ال تأخذ مقابال‬
‫لتوفير أدوات التواصل الالزمة للمتفاوضين سواء تم حل النزاع من قبلهم أم فشلوا في ذلك‪ ،‬كل ذلك‬
‫يكشف عن جدوى ومدى فاعلية هذه الوسيلة في تسوية منازعات التجارة اإللكترونية‪.2‬‬

‫أوال‪ .‬إجراءات المفاوضات المباشرة‪:‬‬

‫يتبع المعنيان اإلجراءات التالية‪:‬‬

‫‪ -2‬تبدأ عملية التفاوض بإرسال طلب إلى المركز من طرفي النزاع يعلنان فيه رغبتهما في فض النزاع‬
‫القائم بينهما من خالل المفاوضات ويشتمل الطلب على االسم والعنوان ورقم الهاتف والبريد اإللكتروني‬
‫مع ملخص عن موضوع النزاع وأسبابه‪ ،‬ونذا قدم أحد الطرفين طلبا فيقوم المركز بإرسال كتاب إلى‬
‫الطرف اآلخر لمعرفة رغبته في التفاوض أم ال‪ ،‬خالل مدة معينة يحددها المركز‪ ،‬وفي حالة رفض‬
‫الطلب أو عدم ورود جواب خالل تلك المدة تنتهي عملية المفاوضات المباشرة‪ ،‬أما في حالة الموافقة‬
‫فتستمر عملية التفاوض‪.‬‬

‫‪1‬محمد إبراهيم أبو الهيجاء‪ ،‬التحكيم االلكتروني الوسائل االلكترونية لفض المنازعات‪ ،‬الوساطة والتوفيق‪ ،‬التحكيم‪ ،‬المفاوضات‪ ،‬المرجع السابق‪،‬‬
‫ص ‪.12‬‬
‫‪2‬محمد أحمد علي المحاسنة‪ ،‬تنازع القوانين في العقود اإللكترونية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.112‬‬

‫‪428‬‬
‫التقاضي اإللكتروني‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫‪ -1‬يقوم مركز الوساطة اإللكترونية بتزويد كل من المتفاوضين باسم مرور ‪ Password‬يسمح لهما‬
‫من خالله بالدخول لصفحة النزاع والتفاوض بعدها على موضوع النزاع بغية الوصول لحل سلمي يفضيان‬
‫فيه النزاع‪ ،‬دون تدخل من المركز‪.1‬‬

‫‪ -1‬يتقيد الطرفان بإنهاء المفاوضات خالل فترة ال تتجاوز مدة معينة يقوم المركز بتحديدها‪ ،‬وبانتهاء‬
‫هذه المدة يتم إغالق صفحة التفاوض إلكترونيا مع منح طرفي النزاع مدة إضافية في حال تقديم أسباب‬
‫تبرر ذلك‪.‬‬

‫‪ -4‬يجوز في حالة عدم توصل األطراف إلى حل لفض النزاع االتفاق على إحالة النزاع إلى الوساطة‬
‫اإللكترونية‪.2‬‬

‫لقد أخذت أغلب المراكز بهذا النظام من المفاوضات‪ ،‬وفي سابقة من نوعها أقام بنك فنلندا المركزي‬
‫نظاما خاصا لفض أي نزاع سواء مع العمالء أو مع أي من البنوك األخرى إلكترونيا‪ ،‬عندما أسس‬
‫‪ SYSTEM-ESETTLE‬في عام ‪ ،1222‬حيث يجري االتصال مع البنك من خالل شبكة األنترنت‪،‬‬
‫في حال أن وقع النزاع‪ ،‬والعمل على حله من خالل المفاوضات المباشرة‪ ،‬وهو نفس االتجاه الذي ذهبت‬
‫إليه منظمة التجارة العالمية ‪ World trade Organization-WTO‬عندما أسست هيئة متخصصة‬
‫لفض لمنازعات الناشبة بين أعضائها ‪ DSB‬والتي يبدأ عملها عندما تفشل المفاوضات بين المتنازعين‬
‫‪3‬‬
‫في حل النزاع ولجوئهم للهيئة للنظر في النزاع والفصل فيه‪.‬‬

‫‪1‬محمد إبراهيم أبو الهيجاء‪ ،‬التحكيم االلكتروني الوسائل االلكترونية لفض المنازعات‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.11-12‬‬
‫‪2‬عصت عبد الحميد بكر‪ ،‬دور التقنيات العلمية في تطور العقد‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.592-592‬‬
‫‪3‬‬
‫‪James Barnes, Terry Morehead Dworkin, Eric L.Richards –Dispute under the WTO System International Law‬‬
‫‪–LAW for BUSINESS- New York 1990, p947.‬‬

‫‪429‬‬
‫التقاضي اإللكتروني‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫ثانيا‪ .‬نقاط االختالف بين المفاوضات المباشرة والوساطة اإللكترونية‪:‬‬

‫‪-2‬التوجيه (‪ :)conduct‬في الوساطة يتم توجيه المتنازعين من قبل الوسيط‪ ،‬الذي يقوم بتحريك عملية‬
‫الوساطة وتناول النقاط التي يرتئي أهميتها في فض النزاع‪ ،‬بينما تخلو المفاوضات المباشرة من أي‬
‫توجيه أو تحريك للعملية من قبل أية أطراف خارجية محايدة‪ ،‬حيث يقوم فريقا النزاع بتحريك وتوجيه‬
‫النزاع بأنفسهم‪.‬‬

‫‪-1‬الفاعلية (‪ :)Activity‬في الوساطة غالبا ما يكون التفاعل أكبر بين المتنازعين‪ ،‬لما يلعبه الوسيط‬
‫من دور واسع لخلق هذا التفاعل‪.‬‬

‫‪-1‬مراقبة اإلجراءات (‪ :)Control‬تخضع عملية الوساطة لرقابة كل من الوسيط والمركز‪ ،‬حيث يتم‬
‫تبادل الوثائق والمستندات من خاللهما‪ ،‬بينما في المفاوضات المباشرة يترك المتنازعون دون رقابة من‬
‫أحد‪.‬‬

‫‪-4‬الرسوم (‪ :)Fee‬تستوفي المراكز بدل تقديم خدمة الوساطة رسوما عند تسجيل الطلب وبدء الوساطة‬
‫باإلضافة للنفقات األخرى‪ ،‬بينما ال تستوفي أية رسوم على المفاوضات المباشرة‪ ،‬حيث إنها تقدم خدمة‬
‫االتصال من خالل مواقعها مجانا‪.‬‬

‫‪-5‬طلب المساعدة (‪ :)Assistance‬يمنح فريقا النزاع الحق في طلب العون من خالل الوساطة‪ ،‬حيث‬
‫لهم طلب إجراء الخبرة الفنية‪ ،‬وسماع الشهود‪ ،‬وغيرها‪ ،‬مع حرمان المتنازعين من خالل المفاوضات‬
‫المباشرة من هذا الحق‪.‬‬

‫‪-1‬الوقت (‪ :)Time‬يمنح المتنازعون من خالل الوساطة وقتا أطول لفض النزاع من الوقت الممنوح‬
‫للمفاوضات المباشرة‪.1‬‬

‫‪1‬محمد إبراهيم أبو الهيجاء‪ ،‬التحكيم اإللكتروني الوسائل اإللكترونية لفض المنازعات‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.42‬‬

‫‪430‬‬
‫التقاضي اإللكتروني‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫ثالثا‪ .‬نقاط التشابه بين المفاوضات المباشرة والوساطة اإللكترونية‪:‬‬

‫‪-2‬االنسحاب (‪ :)withdraw‬في كل من الوساطة والمفاوضات المباشرة يتمتع المتنازعون بحق‬


‫االنسحاب من العملية دون إبداء أية أسباب وذلك قبل توقيع اتفاق التسوية النهائي والملزم‪.‬‬

‫‪-1‬سلطة إصدار الق اررات (‪ :)Authority‬يتمتع المتنازعون في كل من الوساطة والمفاوضات المباشرة‬


‫بالسلطة المطلقة في قبول الحل المنهي للنزاع‪ ،‬دون سلطة إجبار أو إلزام من أحد‪.‬‬

‫‪-1‬إحالة النزاع‪ :‬يقوم المتنازعون في كل من الوساطة والمفاوضات المباشرة بالعمل على إحالة نزاعهم‬
‫طواعية وبكامل إرادتهم الحرة دون سلطة إجبار تلزمهم بذلك‪.1‬‬

‫‪1‬محمد إبراهيم أبو الهيجاء‪ ،‬التحكيم اإللكتروني الوسائل اإللكترونية لفض المنازعات‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.41‬‬

‫‪431‬‬
‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫عصرنة العدالة في الجزائر‬


‫عصرنة العدالة في الجزائر‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫الفصل الثاني‪ :‬عصرنة العدالة في الجزائر‪.‬‬

‫إن من متطلبات المجتمع اليوم تجسيد عدالة أساسها خدمة قضائية تقوم على قواعد الشفافية‪ ،‬من‬
‫خالل االستغالل األمثل لتكنولوجيا اإلعالم واالتصال الحديثة‪ ،‬من خالل عصرنة القطاع ورقمنة‬
‫مستلزماته‪ ،‬والتي تعتبر من ضمن جوهر األهداف التي تسعى الو ازرة لتحقيقها على أرض الواقع‪ ،‬لتمكين‬
‫المواطن من الحصول على الخدمات بسهولة ويسر‪ ،‬وتبسيط العمل القضائي على القاضي وموظفي‬
‫العدالة ومساعديها باالستعانة بالوسائل التقنية الحديثة للقيام بالمهام واألعمال اإلدارية والقضائية وتقديم‬
‫الخدمات على أحسن وجه‪.‬‬

‫إن السعي إلى عصرنة العدالة ال تتأتى بمجرد تزويد الجهات القضائية باألجهزة المتطورة الحديثة‬
‫وشبكات األنترنت داخل النشاط القضائي‪ ،‬بل تستلزم إعادة النظر في الهيكلة والتنظيم والمناهج المتبعة‪،‬‬
‫وتحقيقا لذلك‪ ،‬تبنت الو ازرة استراتيجية لتحقيق األهداف تساير متطلبات إصالح العدالة‪ ،‬بداية من‬
‫التنظيم الجديد لإلدارة المركزية لو ازرة العدل التي تضمن استحداث مديرية عامة لعصرنة العدالة‪ ،‬حيث‬
‫كان الهدف من استحداثها إقامة عدالة رقمية وفقا ألسس عالمية حديثة‪.‬‬

‫يحظى قطاع العدالة باهتمام كبير وخاص من قبل الدولة‪ ،‬من خالل وضع السياسة العامة الرامية‬
‫إلى إصالح وعصرنة جميع هياكلها ومؤسساتها‪ ،‬لمسايرة التحوالت الكبيرة التي يعرفها المجتمع الجزائري‬
‫في مختلف جوانب الحياة‪ ،‬ولقد تمكن قطاع العدالة‪ ،‬من قطع أشواط معتبرة‪ ،‬في مجال استخدام‬
‫تكنولوجيات اإلعالم واالتصال‪ ،‬والتحول نحو العالم الرقمي‪ ،‬إذ تم تجسيد عديد المشاريع بغية الوصول‬
‫إلى عدالة عصـرية بالمعايير الدولية‪ ،‬السيما في مجال تسهيل اللجوء إلى القضاء لكافة شرائح المجتمع‪،‬‬
‫بتبســيط وتحسين اإلجـ ـراءات القضائيــة‪ ،‬وترقية أساليب التسيير القضائي واإلداري وكذا توفيــر وتطوير‬
‫الخدمــات القضائيــة عـن بعـد لفائدة المواطن والمتقاضي ومساعدي العدالة‪ ،‬وقد جعل رئيس الجمهورية‬
‫من إصالح العدالة أولوية وطنية بالنظر إلى األهمية التي تضطلع بها دستوريا‪ ،‬لمواصلة تدعيم مسار‬

‫‪432‬‬
‫عصرنة العدالة في الجزائر‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫اإلصالحات للوصول إلى األهداف المسطرة‪ ،‬مدعمة باآلليات الكفيلة لتجسيدها‪ ،‬ولتحقيق هذه الغاية‬
‫السامية فقد ارتكزت اإلصالحات على المحاور األساسية اآلتية‪:‬‬

‫‪ -‬تعزيز مصداقية القضاء وثقة المواطنين‪،‬‬

‫‪ -‬ترقية الموارد البشرية‪،‬‬

‫‪ -‬عصرنة العدالة‪،‬‬

‫‪-‬تدعيم الهياكل القضائية وتزويدها بوسائل العمل العصرية‪،‬‬

‫‪ -‬إصالح السجون وأنسنة ظروف االحتباس وتثمين إعادة االدماج‪.‬‬

‫لقد سمحت الجهود المبذولة في هذا المجال‪ ،‬بإنجاز وتطوير شبكة اتصال داخلي خاصة بقطاع‬
‫العدالة‪ ،‬تربط اإلدارة المركزية بكافة الجهات القضائية والمؤسسات العقابية وكذا الهيئات تحت الوصاية‬
‫بواسطة األلياف البصـرية‪ ،‬والتي تعد بمثابة بنية تحتية وقاعدة مادية ضرورية الستغالل مختلف األنظمة‬
‫المعلوماتية المطورة من طرف كفاءات القطاع‪.‬‬

‫من هذا المنطلق تم التطرق في هذا الفصل إلى أهم ما جاءت به و ازرة العدل في مجال تكنولوجيا‬
‫المعلومات وعصرنة القطاع‪ ،‬حيث تم تحديد المستلزمات الضرورية إلقامة نظام إلكتروني قضائي في‬
‫المبحث األول‪ ،‬ثم بيان األنظمة المعلوماتية في قطاع العدالة في المبحث الثاني‪ ،‬وأخي ار تحديد أساليب‬
‫عصرنة قطاع السجون في المبحث الثالث‪.‬‬

‫‪433‬‬
‫عصرنة العدالة في الجزائر‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫المبحث األول‪ :‬مستلزمات عصرنة العدالة‪.‬‬

‫تسهر و ازرة العدل على تكريس قواعد ومبادئ المحاكمة العادلة وفقا للمعايير الدولية‪ ،‬وحماية حقوق‬
‫الدفاع‪ ،‬وتحديث مراجعة التشريعات وفقا للمستجدات وتعزيز استقاللية القضاء‪ ،‬من أجل الوصول‬
‫لتحقيق برنامج إصالح قطاع العدالة‪ ،‬والذي من أهم محاوره عصرنة العدالة ورقمنة كل إجراءاتها‪.‬‬
‫لضمان حقوق األفراد وحرياتهم من خالل التطبيق الفعال للقانون بما يتسق مع األحكام الدستورية‬
‫والقانونية‪ ،‬ولكي تقوم بهذا الدور على الوجه األكمل فإنه يتعين أن يرتكز عملها على مبادئ المشروعية‬
‫والمساواة والحياد‪ ،‬وأن يتحلى القضاة بهذه المبادئ واحترامها‪.‬‬

‫فبالرغم من الخطوات التي قطعتها و ازرة العدل في مسار العصرنة لحماية الحريات الفردية والجماعية‬
‫ومكافحة الجريمة بكافة أشكالها‪ ،‬اال ان المسار ال يزال طويال للوصول الى األهداف السطرة‪.‬‬

‫يعود تاريخ بداية مسار إصالح العدالة في الجزائر إلى شهر أكتوبر سنة ‪ ،2999‬أين نصبت اللجنة‬
‫الوطنية إلصالح العدالة من طرف السيد رئيس الجمهورية‪ ،‬والتي تمثلت مهمتها في إعداد تشخيص‬
‫دقيق لوضعية القطاع واقتراح التدابير والحلول المناسبة إلرساء نظام قضائي قوي ومتطور يساير‬
‫األنظمة الحديثة‪ ،‬وخاصة قادر على االستجابة لمتطلعات المواطن وتحقيق خدمة عامة بيسر سعيا‬
‫للمساهمة في بناء دولة القانون‪ ،‬وبعد سبعة أشهر من التنصيب قدمت اللجنة الوطنية النتائج والتوصيات‬
‫المتوصل إليها‪ ،‬فعمدت الحكومة ضمن برنامجها الحكومي إلى إعداد مشروع التحول الرقمي إلصالح‬
‫العدالة مع األخذ باالعتبار كل التوصيات واالقتراحات المقدمة من قبل المجلس االقتصادي لتفاديها‪،‬‬
‫تحقيقا لمتطلبات المجتمع وأيضا بهدف تسريع إدخال تكنولوجيا المعلومات للقطاع لتحقيق مشروع‬
‫ال عصرنة الذي أساسه هو تقديم خدمة عامة سهلة والقضاء على عامل الزمان والمكان‪ ،‬وقد كان ذلك‬
‫ببرمجة جملة من المشاريع الفنية للقطاع على المدى المتوسط والطويل‪ ،‬على اعتبار أن موضوع عصرنة‬
‫العدالة يعتبر محو ار مهما من محاور إصالح العدالة الذي فرضته و ازرة العدل‪.‬‬

‫‪434‬‬
‫عصرنة العدالة في الجزائر‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫تهدف دراستنا في هذا المبحث للتعرف على البنية القاعدية التي اعتمدتها الو ازرة إلقامة إدارة‬
‫إلكترونية داخل القطاع‪ ،‬من خالل مراجعة المنظومة التشريعية في المطلب األول‪ ،‬من ثم تنمية الموارد‬
‫البشرية‪ ،‬وتهيئة المنشآت القاعدية في المطلب الثاني‪ ،‬والتطرق إلى الهيئات المكلفة بعصرنة العدالة في‬
‫الجزائر في المطلب الثالث‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬مراجعة المنظومة التشريعية‪.‬‬

‫إن المنظومة التشريعية تعد أساس إقامة األنظمة الحالية‪ ،‬فكل مشروع إلصالح الدولة بعد أن يكون‬
‫فكرة يتكفل المشرع الجزائري بإضفاء الصبغة القانونية عليه ليتم تطبيقه على أرض الواقع حتى ال يبقى‬
‫مجرد حبر على ورق‪ ،‬وهذا بالفعل ما حصل في مجال عصرنة العدالة حيث نص المشرع الجزائري في‬
‫أغلبية القوانين الوطنية على تعديالت تدفع الجزائر نحو التحول من التعامل الورقي التقليدي إال التعامالت‬
‫اإللكترونية في كافة المجاالت‪.‬‬

‫تتمثل األهداف المتوخاة في المجال القانوني‪ ،‬من أجل تكييف التشريع الوطني مع المقاييس العالمية‬
‫وعلى الخصوص تبني المعايير الدولية في مجال حقوق اإلنسان‪ ،‬وتكييفه مع مقتضيات التطور‬
‫االقتصادي واالجتماعي‪ ،‬والقانوني‪ ،‬ونرى أن نظرة المشرع إلصالح العدالة خاصة من خالل تعديل‬
‫المنظومة التشريعية تم بطريقة تدريجية تمثلت في إدخال الوسائل واألدوات اإللكترونية إلى تعامالت‬
‫المواطنين من خالل التجارة اإللكترونية والتعليم عن بعد مع إحداث األدوات التي تيسر فيما بعد‬
‫التعامالت القضائية وأهم هذه األدوات البريد اإللكتروني‪ ،‬أي أن المشرع كان متأنيا في إجراء اإلصالحات‬
‫التشريعية بصورة تسمح بتكيف المواطن معها‪.‬‬

‫‪435‬‬
‫عصرنة العدالة في الجزائر‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫تناول هذا المطلب دراسة مراجعة المنظومة التشريعية‪ ،‬لذا تم التطرق لمراجعة المنظومة القانونية‬
‫المتعلقة بالحريات والحقوق في الفرع األول‪ ،‬ثم مراجعة التشريع المتعلق بتكريس دولة الحق والقانون في‬
‫الفرع الثاني‪ ،‬في حين تطرق الفرع الثالث للقوانين والمراسيم الصادرة المتعلقة بالعصرنة‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬مراجعة المنظومة القانونية المتعلقة بالحريات والحقوق‪.‬‬

‫إن مراجعة المنظومة القانونية المتعلقة بتأطير الحريات والحقوق األساسيـة واستقالليــة القضاء وتحسين‬
‫أداء الجهاز القضائي‪ ،‬بما يسمح بتقريب العدالة من المواطن وجعلها أكثر نجاعة وسرعة‪ ،‬وتم في هذا‬
‫اإلطار تعديل القوانين التالية‪:‬‬

‫*قانون رقم ‪ 11-19‬المؤرخ في ‪ 12‬ديسمبر ‪ 6119‬يعدل و يتمم األمر ‪ 152 /22‬المؤرخ في‬
‫‪ 12‬يونيو ‪ 1922‬المتضمن قانون اإلجراءات الجزائية‪:1‬‬

‫مواصلة للجهود التي تبذلها الدولة لحماية المال العام‪ ،‬تم تعزيز وتدعيم اإلطار القانوني لمكافحة‬
‫اإلجرام والفساد عن طريق إلغاء األحكام ذات اآلثار السلبية على تحريك الدعوى العمومية وممارستها‬
‫من قبل النيابة العامة وكذا إلغاء األحكام التي فرضت قيودا على أداء الشرطة القضائية وعملها‪.‬‬

‫ووفقا لألمر ‪ 251-11‬الصادر في ‪ 2‬جوان ‪ 2911‬المعدل والمتمم تم إحداث المادة ‪ 194‬المتضمنة‬


‫تجريم األفعال المتعلقة بالمساس بأنظمة المعالجة اآللية للبيانات‪.‬‬

‫‪1‬قانون رقم ‪ 22-29‬المؤرخ في ‪ 22‬ديسمبر ‪ 1229‬يعدل ويتمم األمر ‪ 255 /11‬المؤرخ في ‪ 22‬صفر ‪ 2121‬الموافق ل ‪ 22‬يونيو ‪2911‬‬
‫المتضمن قانون اإلجراءات الجزائية (جريدة رسمية عدد ‪.)22‬‬

‫‪436‬‬
‫عصرنة العدالة في الجزائر‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫*قانون رقم ‪ 16-12‬المؤرخ في ‪ 66‬يونيو ‪ 6112‬يعدل ويتمم األمر ‪ 155 /22‬المؤرخ في ‪12‬‬
‫يونيو ‪ 1922‬المتضمن قانون العقوبات‪.1‬‬

‫تم إستحداث المواد ‪ 16‬و‪ 47‬من األمر ‪ 255-11‬الصادر في ‪ 2‬جوان ‪ 2911‬المعدل المتضمنة‬
‫آليات المتابعة والتحقيق في جرائم المساس بأنظمة المعالجة اآللية للبيانات‪.‬‬

‫*القانون رقم ‪ 19 /12‬المؤرخ في ‪ 6112 /16/ 65‬المتضمن قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية‪:2‬‬

‫تم تعديل قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية بموجب القانون رقم ‪ 29-22‬المؤرخ في ‪ 15‬فيفري‬
‫‪ ،1222‬حيث بادرت و ازرة العدل بإعداد وتحضير أضخم نص تشريعي‪ ،‬كحصيلة إيجابية لإلصالحات‬
‫الجارية في العدالة‪ ،‬الذي يعد بحق‪ ،‬وبشهادة الخبراء والمختصين الوطنيين واألجانب‪ ،‬من أرقى القوانين‬
‫اإلجرائية الحديثة‪ ،‬هذا القانون الذي جاء بقواعد تفصيلية‪ ،‬إذا فقد تضمن جملة من اإلصالحات‬
‫المستوحاة من القوانين المقارنة الحديثة وهي‪:‬‬

‫‪-‬تبسيط إجراءات اللجوء الى القضاء‪.‬‬

‫‪-‬تدعيم القضاء اإلداري‪.‬‬

‫‪-‬تبني طرق بديلة لتسوية المنازعات‪.3‬‬

‫كما استحدثت المواد ‪ 323‬مكرر إلى ‪ 327‬من األمر ‪ 52-25‬الصادر في ‪ 26‬سبتمبر ‪2925‬‬
‫المعدل والمتمم‪ ،4‬وهي في القسم المتعلق بأدلة اإلثبات المتضمنة اإلرساء القانوني للتوقيع اإللكتروني‪.‬‬

‫‪1‬قانون رقم ‪ 21-21‬المؤرخ في ‪ 24‬رمضان عام ‪ 2412‬الموافق ل ‪ 11‬يونيو ‪ 1221‬يعدل ويتمم األمر ‪ 251 /11‬المؤرخ في ‪ 22‬صفر ‪2121‬‬
‫الموافق ل ‪ 22‬يونيو ‪ 2911‬المتضمن قانون العقوبات (جريدة رسمية عدد ‪.)12‬‬
‫‪2‬القانون رقم ‪ 29 /22‬المؤرخ في ‪ 22‬صفر ‪ 2419‬الموافق ل ‪ 1222 /21/ 15‬المتضمن قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية‪ ،‬الجريدة الرسمية‬
‫للجمهورية الجزائرية‪ ،‬العدد ‪ ،12‬الصادرة في ‪ 22‬ربيع الثاني ‪ 2419‬الموافق ل ‪ 11‬أبريل ‪.1222‬‬
‫‪3‬بلعيز الطيب‪ ،‬اإلنجاز والتحدي‪ ،‬دار القصبة للنشر‪ ،‬الجزائر‪ ،1222 ،‬ص ‪.52‬‬
‫‪4‬األمر ‪ 52-25‬الصادر في ‪ 12‬رمضان عام ‪ 2195‬الموافق ل ‪26‬سبتمبر ‪ 2925‬المتضمن القانون المدني المعدل والمتمم‪ ،‬ج ر‪ ،‬العدد ‪.14‬‬

‫‪437‬‬
‫عصرنة العدالة في الجزائر‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫*القانون رقم ‪ 12-11‬المؤرخ في ‪ 66‬ماي ‪ 6111‬يعدل ويتمم األمر رقم ‪ 52-21‬المؤرخ في ‪15‬‬
‫أغشت سنة ‪ 1921‬المتعلق بالمساعدة القضائية‪ ،1‬ندرج أهم التعديالت فيما يلي‪:‬‬

‫• تجسيد مبدأ المساواة بين المواطنين في اللجوء إلى القضاء‪ ،‬من خالل توسيع مجال االستفادة من‬
‫المساعدة القضائية لألشخاص الذين لهم موارد غير كافية للمطالبة بحقوقهم‪ ،‬قصد ضمان حقهم في‬
‫الدفاع المكفول في الدستور‪.‬‬

‫• تكييف األمر السالف الذكر مع القانون رقم ‪ 29-22‬المؤرخ في ‪ 15‬فبراير سنة ‪ ،1222‬المتضمن‬
‫قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية‪ ،‬الذي ينص على إلزامية تمثيل الخصوم أمام المجلس القضائي من‬
‫طرف محام‪.‬‬

‫• توسيع مجال االستفادة من المساعدة القضائية التي تمنح بقوة القانون إلى المعوقين وضحايا جرائم‬
‫االتجار باألشخاص وباألعضاء وتهريب المهاجرين واإلرهاب‪ ،‬نظ ار لخطورة هذه الجرائم و تجريمها في‬
‫التشريع الوطني‪.‬‬

‫• إفادة األجنبي المقيم بصورة قانونية على اإلقليم الوطني والذي ال تسمح له موارده من المطالبة‬
‫بحقوقه أمام القضاء من أحكام المساعدة القضائية‪ ،‬تطبيقا لالتفاقيات الدولية المصادق عليها من قبل‬
‫بالدنا‪.‬‬

‫• تت كفل الدولة بدفع أتعاب المحامي أو الموثق أو المحضر القضائي المعينين في إطار المساعدة‬
‫القضائية‪ ،‬قصد تحسين الخدمات المقدمة من قبلهم في هذا المجال‪.2‬‬

‫‪1‬القانون رقم ‪ 21-22‬المؤرخ في ‪ 11‬ماي ‪ 1222‬يعدل ويتمم األمر رقم ‪ 52-22‬المؤرخ في ‪ 14‬جمادى الثانية ‪ 2192‬الموافق ل ‪ 25‬أغشت سنة‬
‫‪ 2922‬المتعلق بالمساعدة القضائية (جريدة رسمية عدد ‪،)19‬‬
‫‪2‬القانون رقم ‪ ،21-22‬نفس المرجع‪.‬‬

‫‪438‬‬
‫عصرنة العدالة في الجزائر‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬مراجعة التشريع المتعلق بتكريس دولة الحق والقانون‪.‬‬

‫إن مراجعة التشريع تهدف أساسا إلى تكريس أهم المبادئ التي تقوم عليها دولة الحق والقانون‪،‬‬
‫فدولة القانون هي الدولة التي تمكن المواطنين من معرفة حقوقهم وواجباتهم بصفة ال لبس فيها‪ ،‬وتسهل‬
‫عليهم اللجوء إلى مرفق القضاء دون أي عائق‪ ،‬كلما دعت الحاجة إلى ذلك‪ ،‬بغية الحصول على حكم‬
‫قضائي‪ ،‬يضع حدا النتهاك حق يملكه‪ ،‬أو تمكينه من حق يطالب به‪ ،‬والغرض الفعلي من كل هذه‬
‫اإلصالحات هي تسهيل اإلجراءات القضائية على المواطن حتى ال تضيع حقوقه نظ ار لبطء إجراءات‬
‫الجهات القضائية التقليدية‪.‬‬

‫أوال‪ .‬إعادة النظر في التنظيم القضائي‪:‬‬

‫تم إلغاء قانون التنظيم القضائي الذي يعود لسنة ‪ 2915‬واستبداله بالقانون العضوي رقم ‪22-25‬‬
‫المؤرخ في ‪ 22‬جويلية ‪ ،1225‬الذي كرس مبدأ ازدواجية القضاء المنصوص عليه دستوريا وحدد‬
‫كيفيات تنظيم وسير الجهات القضائية‪ ،‬فالتوجهات الكبرى للتنظيم القضائي الجديد استمدت من‬
‫التوصيات األ ساسية للجنة الوطنية إلصالح العدالة والتي كان أهم موضوع تمحورت حوله هو تحسين‬
‫‪1‬‬
‫طرق اللجوء إلى القضاء‪.‬‬

‫ثانيا‪ .‬مطابقة التشريع مع الواقع االجتماعي واالقتصادي‪:‬‬

‫تم العمل على تعديل العديد من القوانين حتى تساير الواقع االجتماعي واالقتصادي للمجتمع‪ ،‬من‬
‫بينها‪:‬‬

‫‪1‬و ازرة العدل‪ ،‬إصالح العدالة الحصيلة واآلفاق‪ ،‬الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‪ ،‬فيفري ‪ ،1225‬ص ‪.12‬‬

‫‪439‬‬
‫عصرنة العدالة في الجزائر‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫*قانون رقم ‪ 15-12‬المؤرخ في ‪ 13‬ماي ‪ 6112‬يعدل ويتمم األمر رقم ‪ 52-25‬المؤرخ في ‪62‬‬
‫سبتمبر ‪ 1925‬المتضمن القانون المدني‪ ،1‬وتتعلق أهم التعديالت بـ‪:‬‬

‫• إقرار الكتابة اإللكترونية كوسيلة إثبات على غرار الكتابة على الورق‪ ،‬ونقرار التوقيع اإللكتروني‪.‬‬

‫آخر تعديل لهذا القانون كان سنة ‪ 1222‬من خالل القانون ‪ 21-22‬المعدل للقانون السابق الذكر‪.‬‬

‫*القانون رقم ‪ 16-15‬المؤرخ في ‪ 2‬فبراير ‪ 6115‬يعدل ويتمم األمـر رقم ‪ 59-25‬المؤرخ في ‪62‬‬
‫سبتمبر ‪ 1925‬المتضمـن القانون التجاري‪.2‬‬

‫أضفى هذا القانون نوعا من المرونة على التعامالت التجارية وذلك وفقا لجملة من اإلصالحات‬
‫أهمها‪:‬‬

‫•مطابقة بعض أحكام القانون التجاري مع التشريع الخاص المعمول به وذلك بالنص على الوسائل‬
‫اإللكترونية لمواكبة التطور الذي يعرفه النظام المالي‪.‬‬

‫•تكريس بعض طرق ووسائل الدفع اإللكترونية (التحويل واالقتطاع وبطاقة الدفع وتبيان شروط‬
‫استعمالها)‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬إصدار القوانين والمراسيم المتعلقة بالعصرنة‪.‬‬

‫في إطار مواصلة سلسلة االصالحات التي شهدها قطاع العدالة فيما يتعلق بالعصرنة‪ ،‬بادرت‬
‫و ازرة العدل بعدة مشاريع تهدف إلى ترقية أداء مرفق القضاء وتحسين الخدمات العمومية وكذا تقريب‬

‫‪1‬قانون رقم ‪ 25-22‬المؤرخ في ‪ 15‬ربيع الثاني ‪ 2412‬الموافق ل ‪ 21‬ماي ‪ 1222‬يعدل ويتمم األمر رقم ‪ 52-25‬المؤرخ في ‪ 11‬سبتمبر ‪2925‬‬
‫المتضمن القانون المدني‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪.44‬‬
‫‪2‬القانون رقم ‪ 21-25‬المؤرخ في ‪ 1‬فبراير ‪ 1225‬يعدل ويتمم األمـر رقم ‪ 59-25‬المؤرخ في ‪ 12‬رمضان ‪ 2195‬الموافق ل ‪ 11‬سبتمبر ‪2925‬‬
‫المتضمـن القانون التجاري الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪.22‬‬

‫‪440‬‬
‫عصرنة العدالة في الجزائر‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫العدالة من المواطن وذلك باستعمال تقنيات تكنولوجيا االعالم واالتصال الحديثة‪ ،‬وفي هذا السياق تم‬
‫إصدار ترسانة من القوانين والمراسيم وهي‪:‬‬

‫أوال‪ .‬القوانين‪:‬‬

‫*القانون ‪ 13-15‬المؤرخ في ‪ 11‬ربيع الثاني عام ‪ 1132‬الموافق أول فبراير سنة ‪ ،6115‬الذي‬
‫يحدد القواعد العامة المتعلقة بعصرنة العدالة‪.1‬‬

‫إن الهدف األساسي من استصدار هذا القانون هو عصرنة طرق سير قطاع العدالة وتطوير أنظمته‬
‫للتحول من قطاع ورقي إلى إدارة رقمية إلكترونية‪ ،‬وقد ركز هذا القانون خصوصا على وضع منظومة‬
‫معلوماتية مركزية خاصة بالو ازرة‪ ،‬وأيضا تجسيد التبادل الرقمي للوثائق والملفات القضائية بين الجهات‬
‫القضائية مع بعضها وبينها وبين المواطن‪ ،‬كما نص أيضا على استخدام المحاكمات عن بعد في‬
‫اإلجراءات القضائية والتي تم االعتماد عليها بصورة فعلية سنة ‪ 1212‬و‪ 1212‬خالل فترة جائحة‬
‫كورونا‪.‬‬

‫*القانون ‪ 11-15‬المؤرخ في ‪ 11‬ربيع الثاني عام ‪ 1132‬الموافق ألول فبراير سنة ‪ ،6115‬يحدد‬
‫القواعد العامة المتعلقة بالتوقيع والتصديق اإللكترونيين‪.2‬‬

‫يهدف هذا القانون إلى تحديد القواعد العامة المتعلقة بالتوقيع والتصديق اإللكترونيين‪ ،‬وقد حاول‬
‫المشرع أوال تعريف كل منهما‪ ،‬ثم حدد كيفية تطبيق كل تقنية واآلليات الواجب توافرها لنجاح ذلك‪،‬‬
‫والسلطات المختصة بها‪ ،‬يعد هذا القانون هو األساس الذي بموجبه تم وضع هذه التقنيات موضع‬
‫التنفيذ فعال‪.‬‬

‫‪1‬القانون ‪ 21-25‬المؤرخ في ‪ 22‬ربيع الثاني عام ‪ 2411‬الموافق أول فبراير سنة ‪ ،1225‬الذي يحدد القواعد العامة المتعلقة بعصرنة العدالة‪،‬‬
‫الجريدة الرسمية عدد ‪.21‬‬
‫‪2‬القانون ‪ 24-25‬المؤرخ في ‪ 22‬ربيع الثاني عام ‪ 2411‬الموافق ألول فبراير سنة ‪ ،1225‬يحدد القواعد العامة المتعلقة بالتوقيع والتصديق‬
‫اإللكترونيين‪ ،‬الجريدة الرسمية عدد ‪.21‬‬

‫‪441‬‬
‫عصرنة العدالة في الجزائر‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫حيث تم انشاء مركز شـخصنة الشـريحة لإلمضاء اإللكتروني و سلطة التصديق اإللكتروني‪ ،‬وتمكين‬
‫كافة المتدخلين في نشاط القطاع من إمهار الوثائق اإلدارية والمحررات القضائية بتوقيع إلكتروني‬
‫موثوق‪ ،‬بهدف إتـاحة الخدمات القضائية عن بعد‪.‬‬

‫*القانون ‪ 13-12‬المؤرخ في ‪ 11‬ربيع الثاني عام ‪ 1132‬الموافق ‪ 11‬يناير سنة ‪ 6112‬يعدل‬


‫ويتمم األمر رقم ‪ 21-61‬المؤرخ في ‪ 13‬ذي الحجة عام ‪ 1329‬الموافق ‪ 19‬فبراير سنة ‪1921‬‬
‫والمتعلق بالحالة المدنية‪.1‬‬

‫تم بموجب هذا القانون رقمنة سجل الحالة المدنية وتمكين كل اإلدارات العمومية من الولوج إليه‬
‫لتسهيل األعمال والتخفيف على المواطنين من كثرة الوثائق في الملفات اإلدارية‪.‬‬

‫*القانون رقم ‪ 13-12‬مؤرخ في ‪ 11‬رمضان عام ‪ 1132‬الموافق ‪ 19‬يونـيو سنة ‪ 2016‬يـتعلق‬


‫باسـتعـمال الـبـصـمة الوراثية في اإلجراءات الـقـضائية والتعرف على األشخاص‪.2‬‬

‫تم استصدار هذا القانون بهـدف تكريس ال ـبـص ـمـة الــو ارثـيــة في اإلجـراءات ال ـقـضــائـيـة ونجراءات‬
‫التعـرف على األشخاص المفـقودين أو مجهولي الهوية‪ ،‬وقد تم وضع منصة إلكترونية مخصصة تضم‬
‫كل البصمات الوراثية الخاصة بالجانب القضائي يتم اللجوء إليها أثناء اإلجراءات والتحريات القضائية‪.‬‬

‫‪1‬القانون ‪ 21-22‬المؤرخ في ‪ 22‬ربيع الثاني عام ‪ 2412‬الموافق ‪ 22‬يناير سنة ‪ 1222‬يعدل ويتمم األمر رقم ‪ 22-12‬المؤرخ في ‪ 21‬ذي الحجة‬
‫عام ‪ 2129‬الموافق ‪ 29‬فبراير سنة ‪ 2922‬والمتعلق بالحالة المدنية‪.‬‬
‫‪2‬القانون رقم ‪ 21-21‬مؤرخ في ‪ 24‬رمضان عام ‪ 2412‬الموافق ‪ 29‬يونـيو سنة ‪ 2016‬يـتعلق باسـتعـمال الـبـصـمة الوراثية في اإلجراءات الـقـضائية‬
‫والتعرف على األشخاص‪ ،‬الجريدة الرسمية الجزائرية‪ ،‬العدد ‪ ،12‬الصادرة في ‪ 22‬رمضان ‪ 2412‬الموافق ل ‪ 11‬يونيو ‪.1221‬‬

‫‪442‬‬
‫عصرنة العدالة في الجزائر‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫*قانون رقم ‪ 11-19‬المتضمـن القواعد الخاصة للوقايــة من الجرائم المتصلة بتكنولوجيات اإلعالم‬
‫واالتصال ومكافحتها‪.1‬‬

‫تم وضع هذا القانون بهدف تحديد القواعد الخاصة للوقاية من الجرائم المتصلة بتكنولوجيا اإلعالم‬
‫واالتصال ومكافحتها‪ ،‬نظ ار لالنتشار الواسع لها‪ ،‬والتي نقصد بها الجرائم التي يسهل ارتكابها عن طريق‬
‫منظومة معلوماتية أو نظام لالتصاالت اإللكترونية‪.‬‬

‫ثانيا‪ .‬المراسيم‪:‬‬

‫*المرسوم الرئاسي رقم ‪ 312-19‬المؤرخ في ‪ 69‬ربيع األول عام ‪ 1111‬الموافق ل ‪ 62‬نوفمبر‬


‫سنة ‪ ،6119‬الذي يتضمن إنشاء وكالة وطنية لتطوير الرقمنة وتحديد مهامها وتنظيمها وسيرها‪.‬‬

‫تم استحداث الوكالة الوطنية لتطوير الرقمنة سنة ‪ ،1229‬وقد حددت المادة ‪ 5‬من هذا المرسوم‬
‫أهدافها الرئيسية‪ ،‬بحيث تتكلف بتصميم عناصر االستراتيجية الوطنية لتطوير الرقمنة واقتراحها على‬
‫الحكومة بالتشاور مع الدوائر الو ازرية والمؤسسات والقطاع االقتصادي والمجتمع المدني‪ ،‬كما تتكلف‬
‫بمتابعة تنفيذ االستراتيجية الوطنية لتطوير الرقمنة‪ ،‬وننجاز دراسات استشرافية تتعلق بتطوير الرقمنة‬
‫وضمان اليقظة التكنولوجية لحساب الوزير األول ونبداء الرأي في كل إجراء تشريعي أو تنظيمي في‬
‫مجال العصرنة‪.2‬‬

‫‪1‬قانون رقم ‪ 24-29‬المؤرخ في ‪ 24‬شعبان ‪ 2412‬الموافق ل ‪ 5‬غشت ‪ 1229‬المتضمـن القواعد الخاصة للوقايــة من الجرائم المتصلة بتكنولوجيات‬
‫اإلعالم واالتصال ومكافحتها‪ ،‬الجريـدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪.42‬‬
‫‪-2‬المرسوم الرئاسي رقم ‪ 122-29‬المؤرخ في ‪ 19‬ربيع األول عام ‪ 2442‬الموافق ل ‪ 11‬نوفمبر سنة ‪ ،1229‬الذي يتضمن إنشاء وكالة وطنية‬
‫لتطوير الرقمنة وتحديد مهامها وتنظيمها وسيرها‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪ ،24‬الصرة في ‪ 4‬ربيع الثاني ‪ ،2442‬الموافق ألول ديسمبر ‪.1229‬‬

‫‪443‬‬
‫عصرنة العدالة في الجزائر‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫*المرسوم التنفيذي رقم ‪ 652-92‬المؤرخ في ‪ 3‬جمادى األولى عام ‪ 1119‬الموافق ل ‪ 65‬غشت‬


‫سنة ‪ ،1992‬يضبط الشروط وكيفيات إقامة خدمات "األنترنات" واستغاللها‪.1‬‬

‫عدل هذا المرسوم بموجب مرسوم تنفيذي رقم ‪ 122-1222‬المؤرخ في ‪ 24‬أكتوبر سنة‪،1222‬‬
‫الذي جاء به المشرع الجزائري ألول مرة لتنظيم التعامل باألنترنت في النشاطات االقتصادية‪ ،‬وقد حدد‬
‫فيه كيفية التعامل باألنترنت واالعتماد على التقنيات الحديثة لرقمنة اإلدارات‪.‬‬

‫*مرسوم تنفيذي رقم ‪ 325-61‬مؤرخ في ‪ 2‬ديسمبر ‪ 6161‬يحدد شروط اإلعفاء من تقديم شهادة‬
‫الجنسية وصحيفة السوابق القضائية في الملفات اإلدارية‪.2‬‬

‫نص مشروع هذا المرسوم على إعفاء الـمواطنين من تقديم شهادة الجنسية وصحيفة السوابق القضائية‬
‫في الـملفات الـمودعة لدى جميع اإلدارات العمومية‪ ،‬وبالتالي‪ ،‬فإن هذا اإلجراء الـمسهل أصبح ممكنا‬
‫بفضل ربط مختلف اإلدارات العمومية بقواعد البيانات الخاصة بقطاع العدالة‪.‬‬

‫*المرسوم التنفيذي رقم ‪ 119-16‬المؤرخ في ‪ 12‬ديسمبر ‪ ،6116‬يتضمن إنشاء مراكز جهوية‬


‫لألرشيف القضائي وتحديد كيفيات تنظيمها وسيرها‪.3‬‬

‫لقد كان الغرض من هذا المرسوم هو العمل على إدخال تكنولوجيا اإلعالم واالتصال لألرشيف‬
‫القضائي من أجل رقمنته‪ ،‬لالستغالل األمثل للوسائل الحديثة في تنظيمه والتخلص من األرشيف الورقي‪.‬‬

‫‪1‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ 152-92‬المؤرخ في ‪ 1‬جمادى األولى عام ‪ 2429‬الموافق ل ‪ 15‬غشت سنة ‪ ،2992‬يضبط الشروط وكيفيات إقامة خدمات‬
‫"األنترنات" واستغاللها‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪ ،11‬المعدل بموجب مرسوم تنفيذي رقم ‪ 122-1222‬المؤرخ في ‪ 24‬أكتوبر سنة‪.1222‬‬
‫‪2‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ 115-12‬مؤرخ في ‪ 11‬ربيع الثاني ‪ ،2441‬الموافق ل ‪ 2‬ديسمبر ‪ 1212‬يحدد شروط اإلعفاء من تقديم شهادة الجنسية‬
‫وصحيفة السوابق القضائية في الملفات اإلدارية‪ ،‬ج ر‪ ،‬رقم ‪.24‬‬
‫‪3‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ 429-21‬المؤرخ في‪ 14‬محرم ‪ ،2414‬الموافق ل ‪ 22‬ديسمبر ‪ ،1221‬يتضمن إنشاء مراكز جهوية لألرشيف القضائي‬
‫وتحديد كيفيات تنظيمها وسيرها‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪ ،12‬الصادر في ‪ 12‬محرم ‪ 2414‬الموافق ل ‪ 21‬ديسمبر ‪.1221‬‬

‫‪444‬‬
‫عصرنة العدالة في الجزائر‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫*المرسوم التنفيذي رقم ‪ 16-12‬المؤرخ في ‪ 66‬مارس ‪ ،6112‬الذي يحدد الشروط وكيفيات‬


‫تحصيل الغرامات والمصاريف القضائية من قبل الجهات القضائية‪.‬‬

‫أكد هذا المرسوم على أن يتولى مهمة تحصيل الغرامات والمصاريف القضائية موظف من األمانة‬
‫العامة يعين بقرار من وزير العدل وتحت إشراف النيابة العامة‪ ،‬من خالل قاعدة المعطيات الوطنية‬
‫التي تنشأ على مستوى و ازرة العدل‪ ،‬وتوضع تحت تصرف الجهات القضائية والمصالح التابعة لو ازرة‬
‫المالية أي مصلحة الضرائب‪.1‬‬

‫ثالثا‪ .‬التعليمات‪:‬‬

‫*التعليمة الوزارية المشتركة المؤرخة في ‪ 16‬رجب ‪ 11131‬الموافق ل ‪ 61‬جوان ‪ ،6111‬التي‬


‫تحدد اإلجراءات التنظيمية الخاصة بطلب وسحب القسيمة رقم ‪ 13‬من صحيفة السوابق القضائية‬
‫لدى الممثليات الدبلوماسية والقنصلية الجزائرية بالخارج‪.2‬‬

‫تعد من اهم الخدمات العامة المقدمة لفئة الجالية المقيمة بالخارج‪ ،‬حيث تمكنهم من الحصول على‬
‫صحيفة السوابق القضائية عن طريق األنترنت بطلبها من الموقع الخاص بالممثليات‪.‬‬

‫‪1‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ 21-22‬المؤرخ في ‪ 11‬جمادى الثاني عام ‪ 2412‬الموافق ل ‪ 11‬مارس ‪ ،1222‬الذي يحدد الشروط وكيفيات تحصيل‬
‫الغرامات والمصاريف القضائية من قبل الجهات القضائية‪ ،‬الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية‪ ،‬العدد ‪ ،29‬الصادرة في ‪ 12‬جمادى الثاني ‪2412‬‬
‫الموافق ل ‪ 11‬مارس ‪.1222‬‬
‫‪2‬التعليمة الو ازرية المشتركة المؤرخة في ‪ 21‬رجب ‪ 22412‬الموافق ل ‪ 14‬جوان ‪ ،1222‬التي تحدد اإلجراءات التنظيمية الخاصة بطلب وسحب‬
‫القسيمة رقم ‪ 21‬من صحيفة السوابق القضائية لدى الممثليات الدبلوماسية والقنصلية الجزائرية بالخارج‪ ،‬الجريدة الرسمية العدد ‪ ،41‬الصادرة في ‪1‬‬
‫شعبان ‪ ،2412‬الموافق ل ‪ 24‬جويلية ‪.1222‬‬

‫‪445‬‬
‫عصرنة العدالة في الجزائر‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬تنمية الموارد البشرية‪ ،‬وتهيئة المنشآت القاعدية‪.‬‬

‫عملت الو ازرة بعد وضع التعديالت الالزمة على المنظومة التشريعية إلى إقامة إدارة إلكترونية‬
‫قضائية على أرض الواقع لكن حصول ذلك يحتاج إلى كفاءات عالية في مجال اإلعالم واالتصال‬
‫وأيضا توفير كل األجهزة والمستلزمات التقنية الالزمة لتهيئة المنشآت القضائية‪ ،‬لذا سنحاول من خالل‬
‫هذا المطلب تسليط الضوء على أهم ما يتعلق بتطوير العنصر البشري للو ازرة وكذا البنية التحتية‬
‫والتجهيزات التي تم توفيرها‪ ،‬حيث تطرق الفرع األول لتنمية الموارد البشرية‪ ،‬أما الفرع الثاني فقد شمل‬
‫تهيئة المنشآت القاعدية‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬تنمية الموارد البشرية‪.‬‬

‫بالنظر للدور الهام المنوط بالعنصر البشري من قضاة وموظفين‪ ،‬فقد لقي الجانب البشري األهمية‬
‫الالزمة في مختلف برامج و ازرة العدل سواء تعلق األمر بالعمل القضائي والمرفقي أو من جانب التكوين‬
‫لمواجهة التحديات الناتجة عن التحوالت التي عرفتها الجزائر على جميع األصعدة (االجتماعية‪،‬‬
‫االقتصادية‪ ،‬السياسية‪ )… ،‬وما أفرزته تكنولوجيا اإلعالم من تقنيات حديثة‪ ،‬هذا عالوة على تطور‬
‫اإلجرام وظهور جرائم جديدة على رأسها الجرائم المترتبة عن تطور تقنيات اإلعالم واالتصال‪.‬‬

‫إن الهدف من كل ذلك هو الوصول إلى عدالة فعالة ذات مصداقية تستجيب لتطلعات المجتمع‬
‫الجزائري لتحقيق العدالة والمساواة‪ ،‬في العمل القضائي أو الخدمات المرفقية التي يقدمها القطاع‪ ،‬حيث‬
‫يبلغ عدد الموظفين المسيرة حياتهم المهنية من طرف مديرية موظفي كتابة الضبط واإلداريين حالية‬
‫‪ 22529‬موظفا من مختلف األسالك والرتب منهم ‪ 22221‬امرأة‪ ،‬أي بنسبة ‪ ،61.55%‬ولمواجهة‬
‫حجم النشاط المتزايد من جهة وتنفيذ برنامج تقريب العدالة من المواطن ورفع الضغط على بعض‬
‫الجهات القضائية واستحداث مصالح جديدة عمدت مديرية الموظفين إلى اعتماد صيغ جديدة في التسيير‬

‫‪446‬‬
‫عصرنة العدالة في الجزائر‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫بغية ترشيد الموارد البشرية وحسن استغاللها من خالل عصرنة أساليب العمل والتسيير اإلداري باستغالل‬
‫الوسائل التكنولوجية الحديثة‪ ،1‬نخص بالذكر ما يلي‪:‬‬

‫–رقمنة الملفات اإلدارية للموظفين‪.‬‬

‫–تعميم استعمال البريد اإللكتروني دون سواه‪.‬‬

‫–تعميم استعمال التوقيع اإللكتروني‪.‬‬

‫– إنجاز البطاقة المهنية البيومترية للموظفين‪ ،‬والتي تمكن حاملها من االطالع على ملف مساره المهني‬
‫واستخراج بعض الوثائق التي تخصه‪.‬‬

‫–تطبيقة خاصة بخريطة توزيع الموظفين على مختلف الجهات القضائية‪ ،‬بغية ترشيد أداء العنصر‬
‫البشري‪.‬‬

‫–استحداث تطبيقة جديدة خاصة بتسيير المسار المهني للموظفين مع تمديد العمل بها على المستوى‬
‫المحلي لتحيين المعلومات المتغيرة باستمرار‪.‬‬

‫– تطبيقة خاصة باإلحصائيات بغية تحقيق تسيير استشرافي وتوقعي يقوم على معطيات علمية دقيقة‪.‬‬

‫أوال‪ .‬تكوين القضاة‪:‬‬

‫يخضع القضاة لثالثة أنواع من التكوين وهي التكوين القاعدي والمستمر والمتخصص‪ ،‬للحصول‬
‫على قضاة بكفاءة عالية فعال‪ ،‬ويعد التخصص االول هو األهم والقاعدة لبناء قضاء جيد في الدولة‬
‫حيث تمت إعادة النظر في سياسة التكوين القاعدي للطلبة القضاة من خالل مراجعة شروط توظيفهم‬
‫ونظام تكوينهم مع رفع مدة التكوين ومراجعة برامج التكوين القاعدي بما يكفل إلمام الطلبة القضاة‬
‫بالمعارف القانونية والقضائية‪ ،‬وتشبعهم بأخالقيات مهنة القضاء‪ ،‬تعزيز تدريس اللغات األجنبية وتقنيات‬

‫‪1‬موقع و ازرة العدل‪ ،‬اإلنجازات واآلفاق‪ ،‬تاريخ االطالع ‪/ https://www.mjustice.dz/ar/realisations-2:1212/22/11‬‬

‫‪447‬‬
‫عصرنة العدالة في الجزائر‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫اإلعالم اآللي‪ ،‬التركيز على التربصات الميدانية الكتساب المهارات العملية الكفيلة بتأهيل القاضي‬
‫لممارسة المهام القضائية باقتدار‪ ،‬والتي تولت إعداده لجنة‪ ،‬تحت رئاسة السيد األمين العام‪ ،‬باالستعانة‬
‫بخبراء أجانب وجزائريين‪ ،‬وأدرج فيه المستجدات المحتوات في المدارس والجامعات ذات الشهرة العالمية‪،‬‬
‫وزيادة الحجم الساعي للغة االنجليزية‪ ،‬وكذا مواد مهمة كالتحكيم الدولي‪ ،‬الجرائم اإللكترونية‪ ،‬التعاون‬
‫القضائي الدولي‪ ،‬اللجان المختصة ذات العالقة في المجال القانوني و القضائي و الجريمة (في األمم‬
‫المتحدة) و الهيئات الدولية ذات العالقة‪.‬‬

‫وحظيت المدارس التكوينية القطاعية (المدرسة العليا للقضاء والمدرسة الوطنية لمستخدمي أمانة‬
‫الضبط) بدعم لعصرنة وتحديث أساليب التسيير اإلداري والتكوين على مستواها وكذا لتحسين جانب‬
‫التأطير بها‪.1‬‬

‫كما تم وفقا لبرنامج التعاون الثنائي بين فرنسا والجزائر والذي أخذ به في ‪ 1221‬و‪ 1222‬من أجل‬
‫تكوين القضاة ومكوني المدارس العليا التابعة لقطاع العدالة‪.2‬‬

‫ثانيا‪ .‬تكوين الموظفين‪:‬‬

‫تماشيا مع المتطلبات الجديدة لمرفق القضاء‪ ،‬ونضافة لما تحقق في إطار التكوين القاعدي‪ ،‬جرى‬
‫العمل على تنمية مهارات الموظفين للتحكم في أجهزة اإلعالم اآللي واللغات األجنبية‪.3‬‬

‫* التكوين اإللزامي‪ :‬وهو التكوين المنصوص عليه في القانون األساسي لمستخدمي أمانات الضبط أو‬
‫القانون األساسي لموظفي األسالك المشتركة‪ ،‬ويشمل عدة أنماط‪ ،‬أهم األنماط التي شملتها إصالحات‬
‫العصرنة هي‪:‬‬

‫‪1‬موقع و ازرة العدل‪ ،‬اإلنجازات واآلفاق‪ ،‬تاريخ االطالع ‪/ https://www.mjustice.dz/ar/realisations-2:1212/22/12‬‬


‫‪2‬و ازرة العدل‪ ،‬اصالح العدالة الحصيلة واآلفاق‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.51‬‬
‫‪3‬بلعيز الطيب‪ ،‬إصالح العدالة في الجزائر‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.254‬‬

‫‪448‬‬
‫عصرنة العدالة في الجزائر‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪-1‬التكويـن المتخصص (القاعدي) ‪:‬استفاد منه ‪ 239‬موظفا‬

‫تم الشـروع في مراجعة الق اررات الو ازرية المشتركة المتضمنة مختلف أنماط التكوين السيما من حيث‬
‫إعادة النظر في عدد الوحدات‪ ،‬الحجم الساعي‪ ،‬مدة التكوين‪ ،‬بغرض ضمان تكوين قاعدي ذو جودة‬
‫وفعالية‪.‬‬

‫أ‪-‬التكويـن المتخصص على أساس المسابقة الخارجية‪ :‬يتابع حاليا ‪ 241‬متربص تكوينا قاعديا بملحقة‬
‫المدرسة الوطنية لمستخدمي أمانات الضبط بالحراش‪ ،‬منهم‪ 22 :‬أمين قسم ضبط‪ 22،‬أمين ضبط‪45،‬‬
‫معاون أمين ضبط‪ ،‬لمدة سنة بالنسبة لرتبتي أمين قسم ضبط ومعاون أمين ضبط‪ ،‬وسنتين بالنسبة لرتبة‬
‫أمين ضبط‪.‬‬

‫كما سيتم هذه السنة تكوين ‪ 111‬متربص‪ ،‬منهم‪ 212 :‬أمين قسم ضبط‪ 14 ،‬أمين ضبط‪12 ،‬‬
‫معاون أمين ضبط‪ ،‬بعد اإلعالن عن النتائج النهائية لمسابقة التوظيف الخارجي‪.1‬‬

‫ب‪-‬التكويـن المتخصص على أساس الشهادة‪ :‬تثمينا للشهادات المتحصل عليها خالل المسار المهني‬
‫للموظفين بعد توظيفهم يتم العمل على ترقيتهم بشرط أن يتابعوا تكوينا مسبقا لاللتحاق بالرتبة الجديدة‪،‬‬
‫وفي هذا الصدد تابع ‪ 222‬موظف تكوين للترقية إلى رتبة أمين ضبط لمدة سنتين (دفعة ‪ 12‬سبتمبر‬
‫‪ ) 1222‬بملحقة المدرسة الوطنية لمستخدمي أمانات الضبط بالحراش‪ ،‬كما تم برمجة خالل هذه السنة‬
‫تكوين ‪ 124‬موظفا لترقيتهم إلى رتبة أمين قسم ضبط لمدة سنة‪ ،‬يتم التكوين بشكل تناوبي (أسبوع في‬
‫الشهر) ضمانا لحسن سير المرفق القضائي‪.‬‬

‫للعلم‪ ،‬يتم حاليا بالتنسيق مع مصالح المديرية العامة للوظيفة العمومية واالصالح االداري‪ ،‬إعداد‬
‫مشروع تكييف برامج التكوين المتخصص للترقية على أساس الشهادة باعتماد نمط التكوين عن بعد‪.‬‬

‫‪1‬موقع و ازرة العدل‪ ،‬اإلنجازات واآلفاق‪ ،‬تاريخ االطالع ‪/ https://www.mjustice.dz/ar/realisations-2:1212/22/12‬‬

‫‪449‬‬
‫عصرنة العدالة في الجزائر‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪-6‬التكوين التكميلي قبل الترقية االختيارية ‪:‬استفاد منه ‪ 1193‬موظفا‬

‫خالل هذه السنة (‪ )1212‬تم اعتماد “التكوين عن بعد ”وهذا في سياق عصرنة العدالة‪ ،‬حيث تم‬
‫إنشاء أرضية إلكترونية تكوينية مخصصة لذلك تحت اإلشراف البيداغوجي للمدرسة الوطنية لمستخدمي‬
‫أمانات الضبط‪ ،‬وفي هذا الصدد يتابع ‪ 142‬مستخدم أمانة الضبط (‪ 52‬أمين قسم ضبط و‪ 292‬أمين‬
‫ضبط) دفعة ‪ 1‬أكتوبر ‪ ،1229‬تكوينهم قبل الترقية عن بعد‪ ،‬كما تم برمجة تكوين لفائدة ‪ 229‬مستخدم‬
‫أمانة الضبط‪.‬‬

‫باإلضافة إلى برمجة تكوين عن بعد لفائدة ‪ 211‬موظف من األسالك المشتركة‪ ،‬لمدة تتراوح من ستة‬
‫(‪ )1‬أشهر إلى تسعة (‪ )9‬أشهر‪ ،‬باستعمال أرضية إلكترونية مخصصة لذلك تحت اإلشراف البيداغوجي‬
‫لجامعة التكوين المتواصل‪.1‬‬

‫ثالثا‪ .‬بـرنـامـج الــتـكـــويـن الـمـســتـمـر وتحسين المستوى وتجديد المعلومات‪:‬‬

‫في هذا اإلطار عمدت الو ازرة المكلفة على إقامة دورات للتكويـن المستمر بالمدرسة الوطنية‬
‫لمستخدمي أمانات الضبط‪ ،‬حيث جرت ‪ 22‬دورات للتكوين المستمر لفائدة موظفيها في مواضيع عملية‬
‫حديثة تشمل‪ :‬الدفع بعدم دستورية القوانين ودور أمين الضبط‪ ،‬التسيير المالي والصفقات العمومية‪،‬‬
‫تنظيم ورقمنة األرشيف القضائي‪ ،‬تكوين المكونين في استعمال التكنولوجيات الحديثة‪ ،‬التكنولوجيات‬
‫ذات المصدر المفتوح‪ ،‬مع اإلشارة أن المستفيدين من هذه الدورات سيقومون بعد التكوين بتأطير زمالئهم‬
‫على المستوى المحلي‪.‬‬

‫كما تم إعداد برنامج تكويني على المستوى المحلي حسب احتياجات كل جهة قضائية عن طريق‬
‫إلقاء محاضرات أو أيام تكوينية في شكل ورشات عمل‪ ،‬تحت اإلشراف البيداغوجي للمدرسة‪.‬‬

‫‪1‬موقع و ازرة العدل‪ ،‬اإلنجازات واآلفاق‪ ،‬تاريخ االطالع ‪/ https://www.mjustice.dz/ar/realisations-2:1212/22/12‬‬

‫‪450‬‬
‫عصرنة العدالة في الجزائر‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫أما التكوين في مجال التعاون الدولي فقد تم برمجة رحلتين دراسيتين لفائدة الموظفين في إطار‬
‫برنامج دعم قطاع العدالة ‪ ، PASJA-JCI‬األولى خالل شهر مارس ‪ 1212‬إلى المدرسة الوطنية‬
‫لكتابة الضبط الفرنسية بديجون فرنسا حول موضوع “التكوين عن بعد” لفائدة ثالثة (‪ )1‬موظفين‪ ،‬والثانية‬
‫إلى مدرسة كتابة الضبط بجمهورية رومانيا لفائدة خمسة (‪ )25‬موظفين‪.1‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬تدعيم المنشآت القضائية‪.‬‬

‫شهد قطاع العدالة قفزة نوعية في مجال المنشآت والوسائل القاعدية مباشرة بعد تصنيف العدالة‬
‫كأولوية في الدولة‪ ،‬ويترجم ذلك من خالل اإلمكانيات المالية المعتبرة والبرامج والمشاريع التي منحت‬
‫للقطاع في إطار تجسيد إصالح العدالة‪ ،‬من بينها تم بالتعاون مع اللجنة األوروبية على توقيع اتفاقية‬
‫تمويل مشروع دعم مسار إصالح العدالة بتاريخ ‪ 4‬أكتوبر ‪ ،1224‬الذي حددت مدة إنجازه بأربعة‬
‫سنوات ومول من طرف اللجنة األوروبية بمبلغ قدره ‪ 25‬مليون أورو في شكل هبة‪ ،‬خصص إلنجاز‬
‫عدة أنشطة أهمها عصرنة القطاع والذي دخل حيز التنفيذ في بداية ‪ ،1225‬هذا المشروع كان في بداية‬
‫إصالح العدالة في الجزائر‪.‬‬

‫توالت عمليات اإلصالح وحاولت الدولة تسخير كل اإلمكانيات الالزمة مما مكن من تدعيم الهياكل‬
‫القضائية الموجودة من خالل تهيئة وتوسيع المقرات الموجودة وتزويدها بوسائل العمل الحديثة‬
‫اإللكترونية‪ ،‬كما تم تشييد بنايات جديدة أنجزت وفقا لمعايير عصرية‪ ،‬أين أخذت باالعتبار الجانب‬
‫الوظيفي والمؤسساتي للقطاع‪.‬‬

‫‪1‬موقع و ازرة العدل‪ ،‬اإلنجازات واآلفاق‪ ،‬تاريخ االطالع‪/ https://www.mjustice.dz/ar/realisations-2 1212-22-12 :‬‬

‫‪451‬‬
‫عصرنة العدالة في الجزائر‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫كما جرى العمل على تنفيذ عدة عمليات تهدف إلى تزويد الجهات القضائية والمصالح اإلدارية‬
‫التابعة لو ازرة العدل بالتجهيزات الضرورية‪ ،‬أثاث الئق ومعدات متنوعة كأجهزة اإلعالم اآللي‪ ،‬واألجهزة‬
‫الموزعة ‪ ،Serveurs‬ومحطات األرشيف‪ ،‬وغيرها من المعدات الضرورية‪.‬‬

‫تجدر اإلشارة أن االعتمادات الخاصة ببرنامجي تنمية واليات الجنوب والهضاب العليا تم استغاللها‬
‫في عمليات تدعيم الهياكل القضائية والعقابية بهذه المناطق‪ ،‬من خالل إعادة تهيئة مقرات المحاكم‬
‫والمؤسسات العقابية وتجهيزها‪ ،‬وكذا توفير وسائل حديثة لالتصال‪ ،‬وهو ما ساهم في إعطاء وجه الئق‬
‫‪1‬‬
‫لمرافق العدالة‪ ،‬وفي حسن أداء الخدمة المطلوبة للمواطن حيثما كان‪.‬‬

‫إن إدخال تكنولوجيا اإلعالم واالتصال ليس فقط من أجل إدخال هذه اآللية في األعمال واإلج ارءات‬
‫والملفات القضائية‪ ،‬بل يفترض بالضرورة أن تصاحبها جهود منظمة لمراجعة ونعادة النظر في الهيكلة‬
‫والمناهج المتبعة‪ ،‬وتعزيزات للتكنولوجيا الحديثة‪ ،‬لتحسين سير المرفق ونضفاء الشفافية على العمل‬
‫القضائي‪ ،‬وفي إطار تطبيق هذا البرنامج تم اقتناء المعدات الالزمة لمنشآت الجهات القضائية‪:‬‬

‫‪-‬اقتناء أجهزة اإلعالم اآللي لمعظم المجالس القضائية والمحاكم‪.‬‬

‫‪-‬اقتناء أجهزة اإلعالم اآللي لإلدارة المركزية‪.‬‬

‫‪-‬إنشاء مراكز معلوماتية لألرشيف القضائي اإللكتروني‪.‬‬

‫‪-‬تم برمجة وننجاز وتجهيز الشبكة المعلوماتية الوطنية للو ازرة‪.‬‬

‫‪-‬تنفيذ نظام اإلعالم المتخصص والتحاور االفتراضي‪.2‬‬

‫‪1‬بلعيز الطيب‪ ،‬إصالح العدالة في الجزائر‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.291-291‬‬


‫‪2‬و ازرة العدل‪ ،‬إصالح العدالة الحصيلة واآلفاق‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.49-42‬‬

‫‪452‬‬
‫عصرنة العدالة في الجزائر‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪-‬كما تم االعتماد على الهاتف بالكامي ار ‪ IP‬والذي هو عبارة عن هاتف داخلي فيه كامي ار لالتصال‬
‫تستطيع من خالله رأيت من تحدثه من أي جهة قضائية سواء كان مجلس قضائي أو محكمة أو الو ازرة‬
‫أو أي مصلحة من الو ازرة‪ ،‬ويعمل هذا الهاتف عن طريق الشبكة األنترانات وهو مجاني‪ ،‬أي أنه شبكة‬
‫داخلية تعمل باألنترانات وهي مؤمنة‪ ،‬وكان الهدف من العمل به لترشيد النفقات في العمل وتسهيلها‪.1‬‬

‫طبق كل ذلك ضمن مساعي الو ازرة من أجل توفير التجهيزات الالزمة لعصرنة القطاع‪ ،‬ووفقا لذلك‬
‫تم إبرام جملة من الصفقات وذلك طبقا ألحكام المادة ‪ 252‬من المرسوم الرئاسي رقم ‪ 142-25‬المؤرخ‬
‫في ‪ 21‬ذي الحجة ‪ 2411‬الموافق ‪ 21‬سبتمبر ‪ 1225‬المتضمن تنظيم الصفقات العمومية وتفويضات‬
‫المرفق العام‪ ،‬حيث أعلنت و ازرة العدل‪ ،‬المديرية العامة للمالية والوسائل‪ ،‬عن قائمة صفقات أبرمت‬
‫خالل‪:‬‬

‫‪ -1‬السنة المالية ‪ 6112‬والتي تتضمن ما يلي‪:‬‬

‫‪-‬صفقة مبرمة مع مؤسسة “اتصاالت الجزائر” قصد عصرنة الشبكة القطاعية وذلك باقتناء وتركيب‬
‫ووضع حيز خدمة الشبكة البصرية لتجهيز شبكة االتصاالت والتجهيزات الهاتفية ‪ IP‬لفائدة و ازرة العدل‪،‬‬

‫‪-‬صفقة مبرمة مع مؤسسة ”‪ “SPA CETIC‬متعلقة باقتناء ‪ 2222‬جهاز إعالم آلي مكتبي لرقمنة‬
‫السجالت واألحكام القضائية وسجالت الحالة المدنية على مستوى المجالس القضائية‪،‬‬

‫‪ -‬صفقة مبرمة بين مع مؤسسة ”‪ “ORSIMA‬متعلقة باقتناء ‪ 222‬موزع لرقمنة السجالت واألحكام‬
‫القضائية وسجالت الحالة المدنية على مستوى المجالس القضائية‪،‬‬

‫‪1‬د‪.‬ب‪ ،‬مقابلة مع قاضية من مديرية العصرنة‪ ،‬بتاريخ ‪.1212-22-22‬‬

‫‪453‬‬
‫عصرنة العدالة في الجزائر‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪ -‬صفقة مبرمة مع مؤسسة ”‪ “HB TECHNOLOGIE‬متعلقة باقتناء وتركيب التجهيزات الخاصة‬


‫ببطاقة الشريحة اإللكترونية ‪ PKI‬وبرامج لوضعها تحت حيز خدمة مركز التشخيص مع سلطة الضبط‬
‫لو ازرة العدل واإلمضاء اإللكتروني‪،‬‬

‫‪-‬صفقة مبرمة مع مؤسسة “اتصاالت الجزائر” قصد التكفل بتسوية خدمات الخطوط الخاصة الموجهة‬
‫لفائدة و ازرة العدل لسنة ‪.12211‬‬

‫‪ -1‬الصفقات المبرمة خالل السنة المالية ‪ 6112‬والتي تتضمن ما يلي‪:‬‬

‫‪-‬صفقة مبرمة مع مؤسسة ”‪ “EURL ZED MEDIA‬متعلقة باقتناء ‪ 22‬ماسحات ضوئية لرقمنة‬
‫السجالت‪ ،‬األحكام القضائية وسجالت الحالة المدنية على مستوى المجالس القضائية‪،‬‬

‫‪ -‬صفقة مبرمة مع مؤسسة “اتصاالت الجزائر” متعلقة بتأمين شبكة ‪ WAN‬الخاصة بو ازرة العدل‪،‬‬

‫‪ -‬صفقة مبرمة مع مؤسسة ”‪ ” SARL SAGA‬متعلقة باقتناء وتركيب تجهيزات النسخ لفائدة محاكم‬
‫أميزور‪ ،‬سيدي عيش‪ ،‬خراطة وتازمالت التابعة لمجلس قضاء بجاية‪،‬‬

‫‪ -1‬الصفقات المبرمة خالل السنة المالية ‪ 6112‬والتي تتضمن ما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬صفقة مبرمة مع مؤسسة “بريد بطل الجزائر” متعلقة بالتكفل بخدمات توزيع البريد السريع داخل‬
‫وخارج الوطن لفائدة و ازرة العدل‪،‬‬

‫‪ -‬صفقة مبرمة مع مؤسسة ”‪ “SGMEFRANCE‬متعلقة باقتناء أساور إلكترونية ونظام التموقع لوضع‬
‫نظام للمراقبة اإللكترونية‪،‬‬

‫‪1‬موقع و ازرة العدل‪ ،‬اإلنجازات واآلفاق‪ ،‬تاريخ االطالع‪/ https://www.mjustice.dz/ar/realisations-21212-22-29 :‬‬

‫‪454‬‬
‫عصرنة العدالة في الجزائر‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪ -‬صفقة مبرمة مع مؤسسة ”‪ “ORSIMA‬متعلقة باقتناء أجهزة معلوماتية (‪ 522‬جهاز إعالم آلي‬
‫مكتبي)‪،‬‬

‫‪ -‬صفقة مبرمة بين و ازرة العدل‪ ،‬المديرية العامة للمالية والوسائل ومؤسسة “اتصاالت الجزائر”‬
‫متعلقة بالتكفل بخدمات الهاتف والفاكس والتلكس لفائدة و ازرة العدل‪،1‬‬

‫‪-‬صفقة مبرمة مع مؤسسة ”‪ “ORSIMA‬متعلقة باقتناء‪ ،‬تركيب ووضع حيز الخدمة مصفوفتي تخزين‬
‫في إطار رقمنة الق اررات‪ ،‬األحكام وسجالت الحالة المدنية على مستوى المجالس القضائية‪،‬‬

‫‪-‬صفقة مبرمة مع مؤسسة ”‪ “ORSIMA‬متعلقة باقتناء تجهيزات إعالم آلي‪ ،‬في حصتين (‪ 522‬موزع‬
‫و‪ 5222‬جهاز إعالم آلي مكتبي)‪،‬‬

‫‪ -1‬الصفقات المبرمة خالل السنة المالية ‪ 6119‬والتي تتضمن ما يلي‪:‬‬

‫كامير إلنجاز مشروع المحاضرة‬


‫ا‬ ‫‪ -‬صفقة مبرمة مع ”‪ “SARL PROTECH NET‬متعلقة باقتناء ‪42‬‬
‫السمعية البصرية‪،‬‬

‫‪ -‬صفقة مبرمة مع ”مؤسسة اتصاالت الجزائر” متعلقة بالتكفل بخدمات الخطوط المخصصة على‬
‫مستوى و ازرة العدل لسنة ‪،1229‬‬

‫*أما بالنسبة للبرامج التقديرية للمشاريع المزمع إطالقها فهي‪:‬‬

‫‪-1‬البرنامج التقديري المزمع إطالقه خالل السنة المالية ‪:6161‬‬

‫‪-‬اقتناء التجهيزات التقنية الخاصة بالتأمين (كاشف المعادن‪ ،‬كاشف الحرائق والمولد الكهربائي)‪،‬‬

‫‪-‬اقتناء األجهزة المعلوماتية (المموجات الكهربائية‪ ،‬السكانير والطابعات)‪،‬‬

‫‪1‬موقع و ازرة العدل‪ ،‬اإلنجازات واآلفاق‪ ،‬تاريخ االطالع‪/ https://www.mjustice.dz/ar/realisations-21212-22-29 :‬‬

‫‪455‬‬
‫عصرنة العدالة في الجزائر‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪-‬اقتناء األجهزة األمنية (المراقبة المرئية)‪،‬‬

‫‪-‬تركيب الشبكات الخاصة بالمعلوماتية‪،‬‬

‫‪-‬اقتناء لوازم مكتبية وبرنامج مضاد للفيروسات لفائدة و ازرة العدل‪.1‬‬

‫‪-6‬البرنامج التقديري للمشاريع المزمع إطالقها خالل السنة المالية ‪:6161‬‬

‫‪ -‬دراسة إلنشاء المركز الوقائي ألنظمة اإلعالم اآللي بالجلفة‪.‬‬

‫‪-‬اقتناء آالت النسخ لفائدة الجهات القضائية‪.‬‬

‫‪-‬اقتناء أجهزة المراقبة المرئية لفائدة الجهات القضائية‪.‬‬

‫‪-‬إصالحات كبرى ونعادة تأهيل لفائدة الجهات القضائية‪.‬‬

‫كما تم العمل بالدرجة األولى على مد األلياف البصـرية‪ ،‬والتي تعد بمثابة بنية تحتية وقاعدة مادية‬
‫ضرورية الستغالل مختلف األنظمة المعلوماتية المطورة من طرف كفاءات القطاع‪.2‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬هيئات عصرنة العدالة في الجزائر‪.‬‬

‫مسايرة للتطورات الحاصلة على الصعيد الدولي وبعد ظهور تكنولوجيا اإلعالم واالتصال واكتساحها‬
‫لكل مجاالت الحياة سعيا للتخفيف على المواطنين وتوفير خدمات عامة ميسرة‪ ،‬وحتى يتم تطبيق هذا‬
‫النظام الجديد داخل قطاع العدالة على أفضل وجه وفقا للمعايير الدولية بادرت و ازرة العدالة إلى إنشاء‬
‫مديرية خاصة هي مديرية العصرنة التي أسندت إليها مهمة عصرنة كل القطاع ومواكبة كل التطورات‬

‫‪1‬موقع و ازرة العدل‪ ،‬اإلنجازات واآلفاق‪ ،‬تاريخ االطالع‪/ https://www.mjustice.dz/ar/realisations-21212-22-29 :‬‬


‫‪2‬موقع و ازرة العدل‪ ،‬تاريخ االطالع ‪/ https://www.mjustice.dz/ar/realisations-2 ،1212-22-29‬‬

‫‪456‬‬
‫عصرنة العدالة في الجزائر‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫المستجدة‪ ،‬وأوكلت مهمة مراقبة أعمالها إلى المفتشية العامة للقطاع‪ ،‬من هذا المنطلق تم التطرق لمديرية‬
‫عصرنة العدالة في الفرع األول‪ ،‬ثم التطرق للمفتشية العامة لو ازرة العدل في الفرع الثاني‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬مديرية عصرنة العدالة‪.‬‬

‫ت سهر على عصرنة القطاع وندخال تكنولوجيا اإلعالم واالتصال داخل الجهات القضائية للتحول‬
‫نحو اإلدارة الرقمية حيث تسمح بتسهيل العمل القضائي‪ ،‬وكذا تسهيل الخدمات العمومية وتقريبها من‬
‫المواطنين‪ ،‬فهي تتولى مهمة القيام بعصرنة النظام القضائي من حيث تنظيمه وسيره الداخلي وعالقاته‬
‫مع المحيط الوطني والدولي‪ ،‬وتتكلف بهذه الصفة‪ ،‬بما يأتي‪:‬‬

‫‪ -‬اقتراح األعمال والوسائل الضرورية من أجل ترقية تنظيم العدالة وعصرنتها ومتابعة إنجاز ذلك‪،‬‬

‫‪-‬ضمان ضبط مقاييس اإلجراءات والوثائق والمستندات المستعملة في الجهات القضائية وفي اإلدارة‪،‬‬

‫‪-‬ضمان ترقية استعمال أداة اإلعالم اآللي وتكنولوجيات اإلعالم واالتصال‪.‬‬

‫تضم هذه المديرية مديريتين تساعدانها على تنفيذ المخططات التي تضعها والخاصة طبعا برقمنة‬
‫القطاع وهما‪:‬‬

‫أوال‪ .‬مديرية اإلعالم اآللي وتكنولوجيات اإلعالم واالتصال‪:‬‬

‫تتولى هذه المديرية مهمة ترقية تنظيم قطاع العدالة وعصرنته‪ ،‬بإدخال اإلعالم اآللي وتعميمه‬
‫بالرجوع إلى المقاييس الدولية وكذا وضع شبكات عصرية لتبادل المعلومات بين مختلف هياكل القطاع‪،‬‬
‫وتكلف بهذه الصفة‪ ،‬بما يأتي‪:‬‬

‫‪-‬ضمان ترقية استعمال المعلوماتية وتكنولوجيات اإلعالم واالتصال في كل مستويات قطاع العدالة‪،‬‬

‫‪457‬‬
‫عصرنة العدالة في الجزائر‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪-‬تحديد الحاجات من التجهيزات وتطبيقات اإلعالم اآللي وضمان متابعة إنجازها وصيانتها‪.‬‬

‫‪-‬متابعة تطور تكنولوجيات اإلعالم‪،‬‬

‫‪-‬إدخال المعايير العصرية في مجال الهاتف والدخول لألنترنت ووضع شبكة أنترانات خاصة بقطاع‬
‫العدالة‪،‬‬

‫‪ -‬السهر على االستخدام الحسن للشبكات المعلوماتية وتوسيع استعمالها‪،‬‬

‫‪-‬السهر على ترقية استعمال أحدث الوسائل المرتبطة بتكنولوجيات االتصال الجديدة المتعلقة بنشاط‬
‫العدالة‪.1‬‬

‫تضم هذه المديرية أيضا مديريتين فرعيتين‪ ،‬هما‪:‬‬

‫‪-1‬المديرية الفرعية ألنظمة اإلعالم اآللي‪ :‬تكلف هذه المديرية بما يأتي‪:‬‬

‫‪-‬إعداد المخطط الرئيسي إلدخال اإلعالم اآللي إلى قطاع العدالة‪،‬‬

‫‪-‬تقييم تكلفة عملية إدخال اإلعالم اآللي إلى القطاع والوسائل المرافقة‪،‬‬

‫‪-‬تحضير دفاتر الشروط المتعلقة بالدراسات واإلنجازات الواجب تحقيقها‪،‬‬

‫‪-‬إجراء تقييم للقدرة الوظيفية ألنظمة اإلعالم اآللي مع أهداف القطاع‪،‬‬

‫‪-‬وضع اآلليات الكفيلة بضمان الصيانة الفعالة لتجهيزات اإلعالم اآللي‪،‬‬

‫‪-‬السهر على إقامة تكنولوجيات اإلعالم واالتصال‪.2‬‬

‫‪1‬موقع و ازرة العدل‪ ،‬الهيكل التنظيمي للمديرية العامة لعصرنة العدالة‪ ،‬تاريخ االطالع ‪https://www.mjustice.dz/wp- 1212-25-25‬‬
‫‪content/themes/twentynineteen/orgchart/pdfAR/dgmj_org_5.pdf‬‬
‫‪2‬موقع و ازرة العدل‪ ،‬الهيكل التنظيمي للمديرية العامة لعصرنة العدالة‪ ،‬تاريخ االطالع ‪https://www.mjustice.dz/wp- 1212-25-25‬‬
‫‪content/themes/twentynineteen/orgchart/pdfAR/dgmj_org_6.pdf‬‬

‫‪458‬‬
‫عصرنة العدالة في الجزائر‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪ -6‬المديرية الفرعية لتطبيقات اإلعالم اآللي‪ :‬والتي تكلف بما يأتي‪:‬‬

‫‪-‬اقتناء ونعداد برامج إدخال اإلعالم اآللي على المهام المرجعية‪،‬‬

‫‪-‬ترقية إدخال المعلوماتية بصفة تدريجية فيما يخص إعداد الوثائق القضائية وغير القضائية‪،‬‬

‫‪-‬توفير شروط الوصول إلى بنوك المعطيات القانونية الداخلية والخارجية‪،‬‬

‫‪-‬ضمان متابعة برامج وتطبيقات اإلعالم اآللي وتنفيذها‪،‬‬

‫‪-‬المساهمة في تأسيس بنك معطيات معلوماتي لصالح القطاع‪،‬‬

‫‪-‬تنظيم شبكات جمع المعلومات ونقلها واستغاللها وتخزينها وتوزيعها‪.1‬‬

‫ثانيا‪ .‬مديرية االستشراف والتنظيم‪:‬‬

‫تتولى هذه المديرية إنجاز ك ل دراسة تتعلق بقطاع العدالة‪ ،‬وبتصور تنظيم النظام القضائي وكذا‬
‫مناهج العمل‪ ،‬قصد السير الحسن لجهاز العدالة‪ ،‬وتكلف بهذه الصفة بما يأتي‪:‬‬

‫‪ -‬القيام بتصور المخطط العام لتنظيم الجهاز القضائي حسب المعايير التي تراعي‪ ،‬على الخصوص‬
‫تمركز السكان والدور االقتصادي للمناطق بالرجوع إلى المقاييس الدولية‪،‬‬

‫‪-‬إجراء التقييم المستمر للمرفق العام للعدالة ومناهج العمل القضائي واإلداري‪،‬‬

‫‪ -‬تحليل المعطيات المتعلقة بسير الجهات القضائية والمؤسسات العقابية‪ ،‬بالتنسيق مع المصالح‬
‫المعنية‪.2‬‬

‫‪1‬موقع و ازرة العدل‪ ،‬الهيكل التنظيمي للمديرية العامة لعصرنة العدالة‪ ،‬تاريخ االطالع ‪https://www.mjustice.dz/wp- 1212-25-25‬‬
‫‪content/themes/twentynineteen/orgchart/pdfAR/dgmj_org_7.pdf‬‬
‫‪2‬موقع و ازرة العدل‪ ،‬الهيكل التنظيمي للمديرية العامة لعصرنة العدالة‪ ،‬تاريخ االطالع ‪https://www.mjustice.dz/wp- 1212-25-25‬‬
‫‪content/themes/twentynineteen/orgchart/pdfAR/dgmj_org_2.pdf‬‬

‫‪459‬‬
‫عصرنة العدالة في الجزائر‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫تضم هذه المديرية أيضا مديريتين فرعيتين هما‪:‬‬

‫‪ -1‬المديرية الفرعية لالستشراف‪ :‬والتي تتكلف بما يأتي‪:‬‬

‫‪ -‬القيام بتصور المخطط العام لتنظيم الجهاز القضائي‪،‬‬

‫‪ -‬تحديد مصادر المعلومات الواجب جمعها وتركيزها ومعالجتها ونشرها‪ ،‬وطبيعة هذه المعلومات‬
‫ونوعيتها وحجمها‪،‬‬

‫‪ -‬إبداء توصيات لرفع مستوى نجاعة الهياكل ومالءمتها ومتابعة تطبيقها‪،‬‬

‫‪ -‬اقتراح ك ل التدابير الكفيلة بترشيد إجراءات العمل وتبسيطها وتخفيض تكلفتها والرفع من مردودية‬
‫المستخدمين‪،‬‬

‫‪-‬ضبط مقاييس اإلجراءات والمستندات والوثائق المستعملة في الهياكل القضائية واإلدارية وضمان‬
‫تنسيقها‪،‬‬

‫‪-‬تحديد المعايير في مجال الموارد البشرية والوسائل المادية والمالية المخصصة لمختلف الهياكل‪،‬‬

‫‪-‬المشاركة في تصور البطاقيات التقنية لإلنجازات الجديدة في إطار عصرنة قطاع العدالة والسجون‪.1‬‬

‫‪ -6‬المديرية الفرعية للتنظيم‪ :‬وتتكلف بما يأتي‪:‬‬

‫‪-‬القيام بالتدقيق والدراسات حول تنظيم مصالح إدارة العدالة وهياكلها‪،‬‬

‫‪-‬القيام بكل دراسة مقارنة تسمح بتقدير نجاعة النظام القضائي بالنسبة للمقاييس الدولية‪،‬‬

‫‪1‬موقع و ازرة العدل‪ ،‬الهيكل التنظيمي للمديرية العامة لعصرنة العدالة‪ ،‬تاريخ االطالع ‪https://www.mjustice.dz/wp- 1212-25-25‬‬
‫‪content/themes/twentynineteen/orgchart/pdfAR/dgmj_org_3.pdf‬‬

‫‪460‬‬
‫عصرنة العدالة في الجزائر‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪-‬مساعدة الهيئة المكلفة بتنشيط ومتابعة إصالح العدالة في مهمتها‪.1‬‬

‫ثالثا‪ .‬التوجهات الرئيسية للمديرية‪:‬‬

‫لهذه المديرية توجهات رئيسية خاصة بها تعتبر بمثابة المحاور الرئيسية التي يقوم عليها عملها‬
‫وتسعى إلى تطبيقها ووضعها موضع التنفيذ على أرض الواقع‪ ،‬وأهم هذه التوجهات الرئيسية هي‪:‬‬

‫‪ -2‬تحسين الخدمة العمومية‪ :‬إن الهدف المنشود من عصرنة قطاع العدالة هو التوجه إلى خدمة‬
‫الصالح العام‪ ،‬من خالل ضمان استفادة أكبر عدد ممكن من المواطنين من الخدمات التي توفرها‬
‫تكنولوجيا اإلعالم واالتصال‪ ،‬والتحفيز على تحصيل أفضل النتائج التي تمكن من تثمين خطوات‬
‫العصرنة كخيار ال رجعة فيه‪.2‬‬

‫‪ -1‬ضمان اتصال دائم ومتطور‪ :‬إن نجاح أي مشروع ال يستكمل نتائجه بمنأى عن اإلعالم والتحسيس‬
‫به‪ ،‬وبالتالي إشراك المعنيين به في بواعثه ودواعيه‪ ،‬وهو ما تم توخيه باللجوء إلى استعمال وسائل حديثة‬
‫وعصرية لالتصال على مستوى اإلدارة المركزية لو ازرة العدل‪ ،‬وعلى مستوى الجهات القضائية وضمان‬
‫تأمينها‪ ،‬مساهمة في تدعيم تفتح القطاع على المحيط‪ ،‬وترقية محيط ثقافي مناسب ألداء عصري‪.‬‬

‫‪ -1‬التوجه نحو نظام إعالمي شفاف في متناول الجميع‪ :‬لم تقتصر عملية اإلصالح على تحسين‬
‫اآلليات‪ ،‬وننما شملت كذلك ما يسهم لالقتصاد في الوسائل المادية والموارد المالية‪ ،‬والرفع من مستوى‬
‫المعرفة والكفاءة المهنية لدى العاملين بالقطاع‪ ،‬واختيار المناهج والتنظيم وفق مقاييس محددة‪ ،‬وقد‬
‫اعتمدت أسلوب التدرج في إنجاز المشاريع كخيار تكميلي لها‪.‬‬

‫‪1‬موقع و ازرة العدل‪ ،‬الهيكل التنظيمي للمديرية العامة لعصرنة العدالة‪ ،‬تاريخ االطالع ‪https://www.mjustice.dz/wp- 1212-25-25‬‬
‫‪content/themes/twentynineteen/orgchart/pdfAR/dgmj_org_4.pdf‬‬
‫‪2‬بلعيز الطيب‪ ،‬إصالح العدالة في الجزائر‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.221‬‬

‫‪461‬‬
‫عصرنة العدالة في الجزائر‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪ -4‬استغالل التكنولوجيا األكثر حداثة وبطريقة آمنة‪ :‬إن إدخال التكنولوجيا الحديثة واستعمالها في قطاع‬
‫العدالة تم بمراعاة خصوصية وحساسية بعض المعطيات والمعلومات التي يتحكم مرفق العدالة في‬
‫صالحية حفظها أو تسليمها أو إصدارها‪ ،‬وهو ما تم الحرص بشأنه على استعمال وسائل تقنية حديثة‪،‬‬
‫تكفل أكبر قدر من أمن المعلومات‪ ،‬وأعلى مستوى من االتقان‪ ،‬بإدخال أنظمة معلوماتية على درجة‬
‫عالية من الدقة تضمن أمن المعلومات‪.1‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬المفتشية العامة لوزارة العدل‪.‬‬

‫تعمل ا لمفتشية العامة كجهاز رقابة‪ ،‬تابعة لو ازرة العدل تحت السلطة المباشرة للسيد وزير العدل‪،‬‬
‫حافظ األختام‪ ،‬وقد عرفت هذه المفتشية عدة تغييرات في التنظيم والهيكلة‪.‬‬

‫بالنظر إلى مقتضيات برنامج إصالح العدالة‪ ،‬وما فرضته المهام الجديدة لوزير العدل‪ ،‬حافظ‬
‫األختام‪ ،‬أعيد النظر في دور المفتشية العامة وصالحياتها كجهاز رقابة ومتابعة لنشاط الجهات القضائية‪،‬‬
‫بموجب المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،111-25‬المؤرخ في ‪ 21‬سبتمبر ‪ ،1225‬الذي ألغى نظام المفتشيات‬
‫الجهوية‪ ،‬وأعاد تحديث أنماط التفتيش بإقرار الرقابة الفجائية‪ ،‬ومركزية المفتشية العامة بإعادة هيكلتها‬
‫كما يلي‪ :‬مفتش عام‪ ،‬يساعده ‪ 14‬مفتشا‪ ،‬مدير دراسات‪ ،2‬ثم تم رفع عدد المفتشين إلى ‪ 12‬مفتشا‬
‫بموجب المرسوم التنفيذي رقم ‪ 122-21‬المؤرخ في ‪ 25/29/1221‬المعدل للمرسوم التنفيذي رقم ‪-25‬‬
‫‪.111‬‬

‫كما تكلف المديرية بنوعين من المهام القضائية األولى هي المهام العادية والثانية هي المهام‬
‫اإللكترونية التي تتوالها المديرية لفرض الرقابة على كل أعمال الجهات القضائية اإللكترونية‪ ،‬وهي‪:‬‬

‫‪1‬بلعيز الطيب‪ ،‬إصالح العدالة في الجزائر‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.221‬‬


‫‪2‬موقع و ازرة العدل‪ ،‬المفتشيات‪ ،‬المفتشية العامة‪ ،‬تاريخ االطالع ‪/https://www.mjustice.dz/ar/inspections-2 1212-25-14‬‬

‫‪462‬‬
‫عصرنة العدالة في الجزائر‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫أوال‪ .‬مهام المفتشية في الرقابة على أعمال الوزارة العادية‪:‬‬

‫تعتبر جهاز رقابة ومتابعة لنشاط الجهات القضائية‪ ،‬إذ تتولى مهمة مراقبة سير مختلف الجهات‬
‫القضائي‪ ،‬قصد‪:‬‬

‫‪-‬الوقاية من أي تقصير يحتمل حدوثه‪،‬‬

‫‪-‬المساهمة في تنشيط حركية العمل القضائي وضمان ديمومته‪،‬‬

‫‪-‬تفعيل الخدمات المرفقية وترقية األداء القضائي المرفقي‪،‬‬

‫‪-‬المساهمة في توحيد مناهج العمل بصفة عامة والتحكم في تسيير الدعوى القضائية بصفة خاصة‪،‬‬

‫‪-‬رصد االختالالت الوظيفية واقتراح الحلول المناسبة لها‪ ،‬وكذا مواطن الضعف في آليات أداء العمل‬
‫وفي تقييمه ونزالة العراقيل‪،‬‬

‫‪1‬‬
‫‪-‬المساهمة في تجسيد سياسة اإلصالح الجارية في تطوير وتحديث المنظومة القانونية والقضائية‪.‬‬

‫ثانيا‪ .‬مهام المفتشية في المجال االلكتروني‪:‬‬

‫تعد أهم وظيفة تقوم بها المفتشية منذ إنشائها هي مراقبة األعمال القضائية إال أن التطور الذي‬
‫حصل أضاف إلى مهامها نوعا جديدا من الرقابة‪ ،‬وهي الرقابة على أمن المحررات القضائية اإللكترونية‪،‬‬
‫فمراقبة صحة المحررات اإللكترونية الصادرة عن الجهات القضائية‪ ،‬وكذا مراقبة مدى تأمينها وسريتها‪،‬‬
‫يعد من صميم صالحيات التفتيش القضائي‪.‬‬

‫‪1‬عكا عبد الحكيم‪ ،‬دور التفتيش القضائي في الرقابة على أمن المحررات القضائية االلكترونية‪ ،‬و ازرة العدل‪ ،‬الجزائر‪ ،‬ص ‪.22‬‬

‫‪463‬‬
‫عصرنة العدالة في الجزائر‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫فخصوصية هذا النوع من المحررات وطبيعتها االفتراضية‪ ،‬تحتم الخروج عن الوسائل التقليدية‬
‫للرقابة (وسائل التفتيش المعروفة)‪ ،‬واعتماد آليات تقنية متطورة للتأكد من صحتها ومدى تأمينها‪ ،‬كما‬
‫يتطلب من جهة أخرى‪ ،‬إلمام المفتش القضائي بمعارف تقنية وخضوعه لتكوين خاص في هذا المجال‪.1‬‬

‫لذا كان لزاما على و ازرة العدل توفير التكوينات الالزمة لقضاة المفتشية خاصة في مجال التقنيات‬
‫اإللكترونية الحديثة التي أدخلت إلى الو ازرة‪ ،‬للقيام بمهمة الرقابة على األعمال والمحررات اإللكترونية‬
‫على أكمل وجه وذلك من خالل‪:‬‬

‫‪ -‬السهر على تعميم عملية التوقيع اإللكتروني وحسن سيرها‪ ،‬من خالل مراقبة مدى التزام المعنيين‪،‬‬
‫(قضاة‪ ،‬أمناء ضبط)‪ ،‬بتوقيع كافة المحررات الصادرة عنهم (أحكام قضائية‪ ،‬شهادات الجنسية‪،)....،‬‬
‫كل في مجال اختصاصه‪،‬‬

‫‪-‬مراقبة مدى التزام المعنيين‪ ،‬باستعمال الشرائح المشخصنة للتوقيع اإللكتروني‪ ،‬ضمن اإلطار القانوني‬
‫المحدد لهم‪ ،‬وعدم الخروج عنه‪ ،‬تفاديا ألي خرق أو سوء استعمال‪،‬‬

‫‪-‬المساهمة في إعداد برامج تكوين تقني للقضاة والموظفين المعنيين بعملية التوقيع اإللكتروني‪،‬‬

‫‪-‬إجراء التفتيشات الميدانية الضرورية للرقابة‪،‬‬

‫‪ -‬إجراء عمليات فحص بعدية‪ ،‬للتوقيعات اإللكترونية‪ ،‬التي تم إمهار المحررات القضائية اإللكترونية‬
‫بها‪ ،‬والتأكد من التصديق عليها‪.2‬‬

‫‪1‬عكا عبد الحكيم‪ ،‬دور التفتيش القضائي في الرقابة على أمن المحررات القضائية االلكترونية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.21‬‬
‫‪2‬عكا عبد الحكيم‪ ،‬دور التفتيش القضائي في الرقابة على أمن المحررات القضائية االلكترونية‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.21‬‬

‫‪464‬‬
‫عصرنة العدالة في الجزائر‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫تعد من بين األهداف األساسية للمفتشية‪ ،‬هو تجسيد النظرة الجديدة لتوجيهات وتعليمات السيد وزير‬
‫العدل‪ ،‬في سياسة االصالح الجارية لتطوير وتحديث المنظومة القانونية والقضائية ومدها بأساليب‬
‫العمل العصرية‪ ،‬لترجمتها إلى قيم وسلوكات إيجابية‪ ،‬غايتها خدمة المتقاضي والمواطن‪.1‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬األنظمة المعلوماتية في قطاع العدالة‪.‬‬

‫إن الترابط الشديد بين اإلصالح والعصرنة يبرز الدور واألهمية الكبيرة لهذا األخير داخل‬
‫االستراتيجية المركزية لقطاع العدالة‪ ،‬فعصرنة القطاع تعد جزءا من برنامج اإلصالح القضائي‪ ،‬لذلك‬
‫فإن إعادة تنظيم اإلدارة المركزية للتكفل كليا بإنجاز برنامج اإلصالح وتطوير وعصرنة القطاع سواءا‬
‫داخليا على مستوى العمل القضائي أو خارجيا على مستوى الخدمات‪ ،‬أدى إلى استحداث مديرية خاصة‬
‫بالعصرنة لمواكبة هذا التطوير الحاصل واإلشراف عليه‪ ،‬أيضا العمل على عصرنة الو ازرة والجهات‬
‫القضائية‪ ،‬ويسعى هذا التوجه االستراتيجي إلى تحقيق األهداف الكبرى واألعمال التالية‪:‬‬

‫‪-‬يتعلق األمر بالدرجة األولى بمواكبة قطاع العدالة بعصر تكنولوجيا اإلعالم واالتصال‪.‬‬

‫‪ -‬إن إدخال هذه التكنولوجيا في قطاع العدالة ليس هدفا في حد ذاته بل وسيلة للوصول إلى عدالة في‬
‫متناول المواطن بأكثر فعالية وسرعة ومنح القاضي الوسائل التقنية إلتمام مهامه على أحسن وجه‪.‬‬

‫‪ -‬إن إدخال هذه التكنولوجيا وخاصة اإلعالم اآللي ليس فقط من أجل إدخالها في األعمال واإلجراءات‬
‫والملفات القضائية‪ ،‬بل يفترض بالضرورة أن تصاحبها جهود منظمة لمراجعة ونعادة النظر في الهيكلة‬
‫والمناهج الحالية‪ ،‬لتتمكن فعال من إعطاء أكثر فعالية لهذه التعزيزات التكنولوجية الحديثة وتفترض‬
‫وتشترط على الخصوص في نفس الوقت بروز عقلية جديدة لتتناسب مع هذا التزاوج بين المعرفة‬

‫‪1‬من موقع و ازرة العدل‪ ،‬تاريخ االطالع‪ 12 ،‬ماي ‪ ،1212‬على الساعة ‪/ https://www.mjustice.dz/ar/inspections-2:22:12‬‬
‫‪/https://www.mjustice.dz/ar/inspections-2‬‬

‫‪465‬‬
‫عصرنة العدالة في الجزائر‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫واإلعالم واآللي وذلك في ظل الشفافية وحسن سير المرفق العام ويضاف هذا التوجه على الجهود‬
‫المبذولة من قبل‪.1‬‬

‫من خالل ما تقدم تناول هذا المبحث دراسة األنظمة المعلوماتية لقطاع العدالة‪ ،‬حيث تطرق المطلب‬
‫األول لألنظمة المعلوماتية المعتمدة من قبل الو ازرة العدل‪ ،‬فيما شمل المطلب الثاني أنظمة تسيير‬
‫اإلدارة‪ ،‬بينما تطرق المطلب الثالث ألنظمة دعم اتخاذ القرار والتخطيط االستراتيجي‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬األنظمة المعلوماتية المعتمدة من قبل وزارة العدل‪.‬‬

‫هي مجموع األنظمة التي سعت مديرية العصرنة لوضعها من أجل تطوير أنظمة تسيير اإلدارة‬
‫ودعم اتخاذ الق اررات والتخطيط االستراتيجي‪ ،‬وذلك بتمديد شبكة تكنولوجيا المعلومات القطاعية وتطوير‬
‫نظم المعلومات ‪ AXIS‬على قواعد البيانات المركزية‪ ،‬وقد أكدت المادة األولى‪ 2‬من قانون عصرنة‬
‫العدالة ‪ 21-25‬في الفقرة األولى منه على أنه‪ ":‬يـهدف هذا الـقانـون إلى عصرنـة سير قطاع العدالة‬
‫من خالل‪:‬‬

‫‪-‬وضع منظومة معلوماتية مركزية لو ازرة العدل"‪.‬‬

‫من هذا المنطلق تطرق الفرع األول للشبكة القطاعية لو ازرة العدل‪ ،‬أما الفرع الثاني فقد تطرق ألنظمة‬
‫تكنولوجيا المعلومات ‪ ،AXES‬بينما تناول الفرع الثالث نظام صحيفة السوابق القضائية‪ ،‬ليشمل الفرع‬
‫الرابع دمج تقنية التصديق والتوقيع اإللكترونيين في المجال القضائي‪ ،‬في حين تطرق الفرع الخامس‬
‫للمركز االحتياطي ألنظمة اإلعالم اآللي‪.‬‬

‫‪1‬و ازرة العدل‪ ،‬إصالح العدالة الحصيلة واآلفاق‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.12-19‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Ministere de la justice, MODERNISATION AU SERVICE DE LA QUALITE DE LA JUSTICE, Décembre‬‬
‫‪2015.‬‬

‫‪466‬‬
‫عصرنة العدالة في الجزائر‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫الفرع األول‪ :‬الشبكة القطاعية لوزارة العدل‪.‬‬

‫مراعاة لخصوصية وحساسية المعطيات والمعلومات التي يتم تداولها في قطاع العدالة‪ ،‬قامت و ازرة‬
‫العدل بإنشاء شبكة قطاعية مشكلة من شبكات محلية داخلية على مستوى كل الجهات القضائية تضمن‬
‫االتصال اإللكتروني والتبادل الفوري والمؤمن للمعطيات بين مختلف مصالح القطاع وفق نظام‬
‫األنترانات‪.1‬‬

‫تشكل الشبكة القطاعية‪ ،‬التي تمت برمجتها في شهر سبتمبر ‪ 1224‬وشرع العمل في إنجازها في‬
‫نوفمبر سنة ‪ ،1225‬قاعدة تحتية قابلة للتوسع في التطبيقات المعلوماتية التي تجري تنميتها باستمرار‪،‬‬
‫العتبارات تأخذ في نفس الوقت‪ ،‬النوعية واإلتقان‪ ،‬إلى جانب الضمانات الضرورية لألمن المعلوماتي‬
‫خاصة فيما يتعلق بالشبكة الداخلية (األنترانيت – ‪ )Intranet‬لقطاع العدالة‪ 2،‬فتعتبر هذه الشبكة‬
‫الداخلية بمثابة ا لبريد اإللكتروني الداخلي للو ازرة والذي هو موجه أساسا إلى االتصال الداخلي لتسهيل‬
‫العمل المشترك بين مختلف مصالح الجهات القضائية بحيث يسمح بالتعامل والتواصل الداخلي لتبادل‬
‫المراسالت والملفات وكل الوثائق بين الجهات القضائية سواءا اإلدارة المركزية لو ازرة العدل ومؤسساتها‬
‫التابعة لها أو مع الجهات القضائية أو المؤسسات تحت الوصائية أو المؤسسات العقابية‪ ،‬إذا فهي‬
‫الوسيط بين كل هذه المؤسسات أوال للتسريع من وتيرة العمل القضائي‪ ،‬وأيضا للتخفيف من إجراءات‬
‫العمل التقليدي الورقي‪.3‬‬

‫تتشكل هذه الشبكة القطاعية من شبكات داخلية على مستوى كل المحاكم والمجالس القضائية‬
‫والمحكمة العليا والمؤسسات العقابية مربوطة ببعضها البعض وهي تعمل على درجة عالية من الدقة‬

‫‪1‬بواشري أمينة‪ ،‬سالم بركاهم‪ ،‬اإلصالح اإلداري في الجزائر عرض تجربة مرفق العدالة (‪ ،)1222-2999‬المجلة العلمية لجامعة الجزائر ‪ ،1‬المجلد‬
‫‪ ،1‬العدد ‪ ،22‬جانفي ‪ ،1222‬الجزائر‪ ،‬ص ص ‪.122-122‬‬
‫‪2‬الطيب بلعيز‪ ،‬إصالح العدالة في الجزائر‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.222‬‬
‫‪3‬و ازرة العدل‪ ،‬إصالح العدالة الحصيلة واآلفاق‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.11‬‬

‫‪467‬‬
‫عصرنة العدالة في الجزائر‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫والتسيير الجيد لها‪ ،‬والسرعة في عمليات إرسال والرد على المعلومات المستقبلة والخدمة معا‪ ،‬كما تعد‪،‬‬
‫قاعدة لنشر وتسيير التطبيقات المعلوماتية التي أنجزت‪ ،‬ومنها برنامج تسيير الملف القضائي‪ ،‬تسيير‬
‫شريحة المحبوسين‪ ،‬نظام األوامر بالقبض‪ ،‬ونظام تسيير األرشيف القضائي‪...‬إلخ‪ ،‬إذ تركز عليها كافة‬
‫تطبيقات اإلعالم اآللي المنجزة والتي يخطط إلنجازها‪ ،‬واألهداف التي تحققت من ذلك تتمثل في‪:‬‬

‫‪-‬التبادل الفوري والمؤمن للمعطيات عبر مختلف مصالح القطاع‪ ،‬لخدمة المواطن وتسهيل حصوله على‬
‫المعلومات والخدمات في ظرف قياسي‪،‬‬

‫‪-‬االطالع على قواعد البيانات المنشأة من طرف قطاع العدالة‪،‬‬

‫‪ -‬القضاء على العزلة ببعض الجهات القضائية والمؤسسات العقابية‪ ،‬وتسهيل ظروف العمل بواسطة‬
‫االطالع على فعاليات الملتقيات المحلية والوطنية والدولية واالجتماعات والتكوين عن بعد‪.1‬‬

‫‪-‬االطالع على جميع قواعد البيانات المتاحة من طرف قطاع العدالة‪ ،‬للحصول على خدمة أفضل‬
‫وأسرع للمواطنين‪.2‬‬

‫لقد شرع في وضع الشبكات المحلية على مستوى موقعين تجريبيين هما مجلس قضاء الجزائر‬
‫ووهران سنة ‪ 2004‬وتوسعت بعد ذلك إلى المواقع المتبقية‪ ،3‬لتكون معممة آن ذاك في ‪ 244‬هيئة‬
‫قضائية في ديسمبر ‪ 1224‬ثم توسعت بعد ذلك إلى الجهات القضائية المتبقية والمؤسسات العقابية‬
‫خالل الفصل األول من عام ‪.41225‬‬

‫وفي سنة ‪ 2006‬تدعمت كل الجهات القضائية وكذا المؤسسات العقابية بشبكات محلية كما تم‬
‫توسيع ربط هذه الشبكات المحلية الخاصة بالمحاكم‪ ،‬المجالس‪ ،‬المحكمة العليا‪ ،‬مجلس الدولة باإلدارة‬

‫‪1‬الطيب بلعيز‪ ،‬إصالح العدالة في الجزائر‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص‪.229-222‬‬


‫‪2‬‬
‫‪Modarnisation au service de la qualite de la justice ;Ministere de la justice ;décembre 2015 ; p p 6-7.‬‬
‫‪3‬بواشري أمينة‪ ،‬سالم بركاهم‪ ،‬اإلصالح اإلداري في الجزائر عرض تجربة مرفق العدالة (‪ ،)1222-2999‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.122-122‬‬
‫‪4‬و ازرة العدل‪ ،‬إصالح العدالة الحصيلة واآلفاق‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.11‬‬

‫‪468‬‬
‫عصرنة العدالة في الجزائر‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫المركزية منذ بداية ‪ ،2007‬وأخي ار في إطار التعاون مع اللجنة األوروبية تم الربط بشبكة موازية تسمى‬
‫شبكة النجدة تعمل باألقمار الصناعية بتقنية ‪VSAT‬موازاة مع الشبكة الخطية وتسمح باالتصال بأي‬
‫شخص كان من أي موقع لإلدالء بشهادته‪ ،‬انتهى المشروع سنة ‪.1229‬‬

‫في إطار التحسين المستمر لمرفق القضاء وتجسيدا ألحكام القانون رقم‪ 21/25‬المؤرخ في فيفري‬
‫‪ 2015‬المتعلق بعصرنة العدالة تم إعادة هيكلة شبكة االتصال القطاعية وذلك من خالل االعتماد‬
‫ونرساء قواعد معطيات وطنية مركزية مع تعزيز الحماية لهذه القواعد وذلك بهدف تطوير األنظمة‬
‫المعلوماتية وتعميم االستفادة من خدمات قضائية نوعية عن بعد لفائدة المواطنين والمتقاضين ومختلف‬
‫الشركاء(محامين‪ ،‬محضرين قضائيين‪ ،‬إدارات عمومية ‪....‬الخ)‪.1‬‬

‫إذا كل مصالح و ازرة العدل تتواصل مع بعضها البعض عن طريق الشبكة القطاعية التي هي عبارة‬
‫عن بريد داخلي للو ازرة‪ ،‬أو ما يسمى األنترانت لتبادل المراسالت واإلرساليات والتقارير وكل ما تحتاجه‬
‫بين اإل دارة المركزية التي هي و ازرة العدل والجهات القضائية والمؤسسات تحت الوصاية والمؤسسات‬
‫‪2‬‬
‫العقابية‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬أنظمة تكنولوجيا المعلومات ‪.AXES‬‬

‫عمدت و ازرة العدل باالعتماد على المهندسين التقنيين المختصين في مجال تكنولوجيا اإلعالم‬
‫واالتصال إلى إقامة أنظمة إلكترونية تساعد على تسهيل األعمال اإلدارية في القطاع بوضع شبكات‬
‫وطنية لتمكين التواصل بين الجهات القضائية وأيضا إنشاء قواعد بيانات مركزية موحدة الخاصة بسحب‬
‫الوثائق الثبوتية التي يحتاجها المواطن عبر األنترنت‪ ،‬وأهم هذه األنظمة‪:‬‬

‫‪1‬بواشري أمينة‪ ،‬سالم بركاهم‪ ،‬اإلصالح اإلداري في الجزائر عرض تجربة مرفق العدالة (‪ ،)1222-2999‬نفس المرجع‪ ،‬ص ص ‪.122-122‬‬
‫أ‪.‬ع‪ ،‬مقابلة مع قاضية من مديرية العصرنة‪ ،‬بتاريخ ‪.1212-22-22‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪469‬‬
‫عصرنة العدالة في الجزائر‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫أوال‪ .‬إنجاز منصة أنترنت ‪:ISP‬‬

‫منذ نوفمبر ‪ 1221‬تم تزويد قطاع العدالة بممول للدخول إلى عالم األنترنيت ذات نوعية خاصة‬
‫بالقطاع‪ ،‬تلبي األهداف الخاصة باإلدارات والهيئات القضائية وكل مؤسسة معنية‪ ،‬وتسمح له بإنشاء‬
‫وتسيير ذاتي التصاالته اإللكترونية وتعميم الوصول إلى المعلومة لكل موظفي العدالة‪ ،1‬وقد قام القطاع‬
‫بتجهيز نفسه بمنصة تمكنه من إدارة وتأمين جميع اتصاالته وتعامالته اإللكترونية على الويب بأمان‬
‫وسرية تامة‪ ،‬تستضيف هذه المنصة اليوم‪:‬‬

‫‪ -2‬الموقع اإللكتروني الخاص بو ازرة العدل الذي يمكن الوصول إليه عبر األنترنت من خالل‬
‫العنوان‪ ،www.mjustice.dz‬باإلضافة إلى المواقع اإللكترونية الخاصة بالمحاكم والمجالس و المحكمة‬
‫العليا و مجلس الدولة وكل الجهات القضائية األخرى التابعة لقطاع العدالة‪.‬‬

‫يهدف موقع الو ازرة إلى تطوير المعلومات العامة للمواطنين‪ ،‬فهو يحتوي حاليا على مجموعة متنوعة‬
‫من المعلومات حول التنظيم والمهام والبرامج وأنشطة القطاع وكيفية الوصول إلى تقديم الخدمات‬
‫العامة‪ ،2‬فهو فضاء إعالمي متخصص‪ ،‬وقد تم إنشاء هذا الموقع في أواخر نوفمبر ‪ 1221‬على أرضية‬
‫‪.3ISP‬‬

‫ومن خالل موقع الويب الخاص بوزارة العدل‪ ،‬يمكن للمواطن‪:‬‬

‫‪-‬االستفسار عن أموال النفقة‪.‬‬

‫‪-‬تحميل استمارة طلب االستفادة من اإلتاوات المالية من صندوق النفقة‪.‬‬

‫‪-‬الوصول إلى خدمة المصادقة على المستندات اإللكترونية المسحوبة عبر األنترنت‪.‬‬

‫‪1‬و ازرة العدل‪ ،‬إصالح العدالة الحصيلة واآلفاق‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.12‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Modarnisation au service de la qualite de la justice, P 7.‬‬
‫‪3‬و ازرة العدل‪ ،‬إصالح العدالة الحصيلة واألفاق‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.12‬‬

‫‪470‬‬
‫عصرنة العدالة في الجزائر‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪-‬طلب وسحب صحيفة السوابق القضائية رقم ‪ 1‬عبر األنترنت‪.‬‬

‫‪-‬طلب وسحب شهادة الجنسية الجزائرية عبر األنترنت‪.‬‬

‫‪-‬تمكنك من مراجعة نافذة األعمال عن طريق جهازك‪.‬‬

‫‪-‬تقديم طلب للحصول على مستخرج يثبت تواجدك في سجون االستعمار أثناء فترة حرب التحرير عبر‬
‫‪1‬‬
‫األنترنت‪.‬‬

‫كما تم إعداد عناوين البريد اإللكتروني الخاصة بالقطاع على مستوى الموقع اإللكتروني الرسمي‬
‫لو ازرة العدل وهي‪:‬‬

‫‪-‬عنوان البريد اإللكتروني ‪ infocasier@mjustice.dz‬الذي يتيح إمكانية الرد على أسئلة المواطنين‬
‫المتعلقة بخدمة طلب وسحب صحيفة السوابق العدلية رقم ‪ 1‬عبر األنترنت‪.‬‬

‫‪-‬عنوان البريد اإللكتروني ‪ infonationalite@mjustice.dz‬الذي يسمح باإلجابة على تساؤالت‬


‫واستفسارات المواطنين حول طلب وسحب شهادة الجنسية عبر األنترنت‪.‬‬

‫‪-‬عنوان البريد اإللكتروني ‪ contact@mjustice.dz‬الذي يتيح خدمة الرد في وقت قياسي على‬
‫أسئلة المواطنين‪.‬‬

‫‪-1‬كما تم إنشاء "بوابة القانون" ضمن هذا الموقع‪ ،‬موجهة للمحترفين من رجال القانون والقضاء‪ ،‬تهدف‬
‫إلى تقديم معلومات قانونية‪ ،‬والتعريف بالتشريع والتنظيم واالجتهاد القضائي للمحكمة العليا ومجلس‬
‫الدولة واالتفاقيات والمعاهدات الدولية على الصعيدين الوطني والدولي‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Modarnisation au service de la qualite de la justice, P 8.‬‬

‫‪471‬‬
‫عصرنة العدالة في الجزائر‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫في هذا اإلطار‪ ،‬شرع العمل على تنمية وتحسين المجموعة التشريعية والتنظيمية للجريدة الرسمية‬
‫الصادرة منذ سنة ‪ ،2911‬إذ زود بمحرك بحث تلقائي‪ ،‬مع إمكانية النسخ على قرص مضغوط‪ ،‬انطلق‬
‫‪1‬‬
‫العمل به في شهر يونيو ‪ ،1225‬واكتمل إنجازه في شهر مارس ‪.1222‬‬

‫كما تم العمل على تخصيص المساحات لكل خدمة جديدة أو إنجاز أو موضوع وقضية موضوعية‬
‫جديدة تتعلق بقطاع العدالة‪.2‬‬

‫ثانيا‪ .‬تطوير أنظمة تكنولوجيا المعلومات ‪ AXES‬في قواعد البيانات المركزية من أجل تعميم العمل‬
‫عن بعد‪:‬‬

‫في إطار أحكام القانون ‪ 21-25‬المؤرخ في ‪ 2‬فيفري ‪ 1225‬المتعلق بعصرنة قطاع العدالة‪ ،‬فإن‬
‫مركزية قواعد البيانات يشكل هدفا للعصرنة‪ ،‬وما يتعلق بتأثيرها على نوعية الخدمة العمومية اإللكترونية‬
‫المقدمة للمواطنين‪ ،‬فهي مسجلة في إطار المشاريع التي تهدف إلى تحسين الخدمة العامة للعدالة‪ ،‬كما‬
‫أنها أيضا أداة استراتيجية لتنظيم ونشر أنظمة تكنولوجيا المعلومات القضائية‪ ،‬لالنتقال السريع إلى العمل‬
‫عن بعد‪ ،‬وتتمثل أهداف مركزية قواعد البيانات في‪:‬‬

‫‪ -‬الوصول المباشر في الوقت الحقيقي إلى قاعدة بيانات واحدة تدمج ملفات من جميع الواليات‬
‫القضائية‪.‬‬

‫‪ -‬التجهيز اآللي للمعامالت على أساس مركزي واحد‪.‬‬

‫‪ -1‬مركزية قواعد بيانات شهادة الجنسية‪:‬‬

‫بعد التكفل بمركزية قواعد البيانات الخاصة بشهادة الجنسية منذ ‪ ،1224.22.12‬تم توفير خدمات‬
‫جديدة للمواطنين أهمها تمكينهم من الحصول على شهادة الجنسية من جميع الجهات القضائية بمجرد‬

‫‪1‬بلعيز الطيب‪ ،‬إصالح العدالة في الجزائر‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.225‬‬


‫‪2‬‬
‫‪Modarnisation au service de la qualite de la justice, P 7.‬‬

‫‪472‬‬
‫عصرنة العدالة في الجزائر‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫تقديم وثيقة الهوية الوطنية‪ ،‬ومع ذلك‪ ،‬وللمرة األولى‪ ،‬يتعين على المواطن تقديم الوثائق المطلوبة‬
‫الستخراج شهادة الجنسية وهي شهادة ميالد األب والجد أو األم والجد‪ 1،‬إلى أن الو ازرة اليوم تسعى‬
‫لتقديم الشهادات دون الحاجة إلى تقديم السندات الثبوتية وذلك بعد إدخال قاعدة البيانات الخاصة بالحالة‬
‫المدنية داخل الجهات القضائية تمكنها من إيجاد وثائق األفراد الطالبة للشهادة الجنسية دون الحاجة‬
‫لطلب الوثائق الورقية‪.‬‬

‫‪ -6‬مركزية قاعدة بيانات السجل العدلي‪:‬‬

‫بفضل قاعدة البيانات التي بدأت العمل بها في ‪ ،1224.21.15‬أصبحت الخدمات الجديدة متاحة‬
‫للمواطنين‪ ،‬وهي‪:‬‬

‫‪-‬إصدار صحيفة السوابق القضائية رقم ‪ 1‬من السجل العدلي‪ ،‬في وقت قياسي من أي جهة قضائية‪.‬‬

‫‪-‬المعالجة السريعة لملفات المتهمين‪.‬‬

‫‪-‬المعالجة اآللية للتأهيل الكامل‪.‬‬

‫‪-‬تغذية قاعدة بيانات الضبطية القضائية‪.‬‬

‫باإلضافة إلى ذلك‪ ،‬فإنه يوفر لإلدارات العامة إمكانية االطالع الفوري والحصول على النشرة رقم‬
‫‪ 1‬من السجل العدلي‪ ،‬من الجهات القضائية‪ ،‬من أجل استكمال الملفات اإلدارية‪ ،‬هذا النهج مكن‬
‫اإلدارات العمومية من ارسال طلبات الحصول على الصحيفة ‪ 1‬من السجل العدلي للجهات القضائية‬
‫عبر البريد اإللكتروني الخاص بالو ازرة‪.2‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Modarnisation au service de la qualite de la justice, P 9.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Modarnisation au service de la qualite de la justice, P 9.‬‬

‫‪473‬‬
‫عصرنة العدالة في الجزائر‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪ -3‬إنشاء قاعدة بيانات مركزية لرقمنة السجالت التاريخية‪:‬‬

‫يتكون هذا النهج من إنشاء قاعدة بيانات مركزية رقمية لسجالت االعتقال أثناء حرب التحرير‬
‫الوطنية على مستوى اإلدارة المركزية لو ازرة العدل‪ ،‬من خالل الشبكة المعلوماتية‪ ،‬وهي تسمح لإلدارات‬
‫للوصول إلى هذه القاعدة المركزية‪.‬‬

‫كما تسمح للمواطنين الراغبين بالحصول على شهادة ثبوتية العتقالهم خالل حرب التحرير الوطنية‬
‫بالحصول على شهادة اعتقالهم من أي جهة قضائية‪.‬‬

‫‪ -1‬مركزية قواعد بيانات مذكرات التوقيف واخطارات الكف عن البحث‪:‬‬

‫قاعدة البيانات هذه وضعت وبدأ العمل بها منذ ‪ 15‬فبراير ‪ ،1224‬وهي تدخل في إطار تكريس‬
‫مبدأ احترام الحقوق والحريات الفردية‪ ،‬ولضمان النشر األوسع لمذكرات االعتقال واخطارات وقف البحث‬
‫الحالية‪ ،‬على مستوى الجهات القضائية وخدمات الشرطة القضائية‪.‬‬

‫باإل ضافة إلى ذلك‪ ،‬فهي تشكل أداة إدارة فعالة يتم توفيرها ألجهزة الشرطة القضائية للسماح لهم‬
‫باالطالع على أوامر القبض ومذكرات الكف عن البحث الصادرة عن الجهات القضائية‪ ،‬بشكل مباشر‬
‫‪1‬‬
‫في الوقت الالزم لذلك‪.‬‬

‫‪ -5‬وضع تطبيقة مخصصة لإلدارة اآللية لطلبات الحصول على الجنسية الجزائرية من خالل مرسوم‬
‫التجنس‪:‬‬

‫يتكون هذا التطبيق من أداة معالجة ومراقبة مركزية آلية لطلبات الحصول على الجنسية الجزائرية‪،‬‬
‫كما أنه يجعل من الممكن‪:‬‬

‫‪-‬تقليص زمن معالجة الملفات‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Modarnisation au service de la qualite de la justice, P 9-10.‬‬

‫‪474‬‬
‫عصرنة العدالة في الجزائر‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪-‬تبسيط اإلجراءات الحالية‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫الحصول على احصائيات عن طلبات اكتساب الجنسية الجزائرية‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬نظام صحيفة السوابق القضائية‪.‬‬

‫كأول خطوة في هذا المجال شهد يوم الخامس من شهر فبراير الفين واربعة (‪) 1224 /21/25‬‬
‫تدشين إنجاز هام لخدمة المواطن‪ ،‬يتمثل في وضع مشروع المركز الوطني لصحيفة السوابق القضائية‬
‫حيز التنفيذ‪ ،‬وذلك قبل ثالثة أشهر من التاريخ المحدد لالستالم‪ ،‬وهو يعد بمثابة رجعية حقيقية لمفهوم‬
‫اإلصالح وعصرنة العدالة في نظر المواطنين‪ ،‬إذ أصبح بإمكان المواطن استخراج البطاقة رقم ‪ 1‬من‬
‫أي محكمة من المحاكم عبر التراب الوطني‪ ،‬وفي وقت قياسي‪ ،‬بغض النظر عن مكان بلدية ميالده‪.‬‬

‫كما تعلق األمر باإلدارات العمومية المعنية التي أصبح بإمكانها الحصول على المعلومة مباشرة‬
‫من المحكمة لتكوين الملفات التي تتعلق بنشاطاتها في آجال قصيرة‪ ،‬أو كان األمر متعلقا بالجهات‬
‫القضائية نفسها‪ ،‬إذ ساعد هذا النظام على المعالجة السريعة والفعالة لملفات المساجين من طرف قضاة‬
‫التحقيق أو وكالء الجمهورية‪ ،‬خاصة في الحاالت التي تقتضي اتخاذ ق اررات فورية وحساسة‪ ،‬كاتخاذ‬
‫قرار بالحبس المؤقت أو اإلفراج‪.‬‬

‫تدعيما لهذه األهداف‪ ،‬تم انجاز تطبيقة جديدة وضعت حيز التنفيذ في شهر نوفمبر ‪ ،1225‬تسمح‬
‫للجزائريين المولودين بالخارج من سحب مستخرج صحيفة السوابق القضائية الخاصة بهم من أي جهة‬
‫قضائية داخل التراب الوطني‪.2‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Modarnisation au service de la qualite de la justice, P 10.‬‬
‫‪2‬الطيب بلعيز‪ ،‬إصالح العدالة في الجزائر‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.222-229‬‬

‫‪475‬‬
‫عصرنة العدالة في الجزائر‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫لقد تم إنجاز نظام صحيفة السوابق القضائية بداية بوضع قاعدة بيانات على مستوى كل جهة‬
‫قضائية لكن بعد ذلك تم توحيدها على مستوى الو ازرة فأصبحت صحيفة السوابق القضائية على المستوى‬
‫الوطني ممركزة وموحدة أي أن أي تحيين أو تعديل أو إضافة من الجهات القضائية يكون مباشرة على‬
‫المستوى المركزي‪ ،1‬فعند وضع قاعدة المعطيات المركزية تم جمع كل المعطيات المتعلقة بالصحيفة‬
‫القضائية‪ ،‬لكل األشخاص المدينين ومن لهم سوابق أو الغير مدينين تم جمع صحائفهم بصورة إلكترونية‬
‫في قاعدة معطيات واحدة وطنية‪ ،‬أين أصبح باإلمكان الولوج إليها من أي محكمة أو جهة قضائية في‬
‫التراب الوطني للمراقبة والتأكد‪.2‬‬

‫كانت تلك هي الخطوة األولى من خطوات العصرنة التي بادرت بها و ازرة العدل في بداية انطالق‬
‫مشروع إصالح العدالة إلى أن العصرنة لم تتوقف عند ذلك الحد‪ ،‬بل تم وضع نظام إلكتروني خاص‬
‫باستصدار الصحيفة القضائية من أي مكان كنت فيه وفقط عن طريق األنترنت أي القضاء على عامل‬
‫الزمن والتنقل‪ ،‬وقد كان إنجاز هذا النظام للمساهمة في إصالح العدالة وتحديثها‪ ،‬فهو يقدم خدمة عامة‬
‫متميزة ‪ ،‬أيضا وكآليات إلكترونية جديدة أصبح من الممكن طلب استخراج صحيفة السوابق القضائية رقم‬
‫‪ 1‬للمواطنين المقيمين داخل الوطن أو المغتربين‪ ،‬من الجهات القضائية في كل أقطار الوطن‪ 3‬ومن‬
‫القنصليات والممثليات الدبلوماسية بالنسبة للمواطنين المغتربين‪.‬‬

‫واصلت الو ازرة محاوالتها لعصرنة هذا النظام على مدار سنوات‪ ،‬سعيا لتمكين المواطنين من‬
‫استخراج الصحيفة عبر األنترنت من مكان اإلقامة دون الحاجة للتنقل إلى الجهات القضائية‪ ،‬وذلك‬
‫بالتوجه إلى أقرب جهة قضائية أمامك وطلب التسجيل في النظام‪ ،‬فيتم منحك صك فيه كلمة المرور‬
‫واسم المستخدم التي تسمح لك بالولوج والحصول على الصحيفة القضائية على شكل ‪ PDF‬يمكنك‬

‫‪1‬د‪.‬ب‪ ،‬مقابلة مع قاضية في المديرية العامة للعصرنة‪ ،‬بتاريخ ‪.1212-22-22‬‬


‫‪ 2‬األمين العام للمديرية العامة للعصرنة‪ .‬مقابلة‪ ،‬بتاريخ ‪.1212-22-22‬‬
‫‪3‬‬
‫‪Ministere de la justice. Modernization au service de la qualite de la justice. Republiqye algerienne democratique‬‬
‫‪et populaire. Ministere de la justice. Décembre 2015. P 4.‬‬

‫‪476‬‬
‫عصرنة العدالة في الجزائر‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫نسخها وحفظها لديك‪ ،‬لكن مؤخ ار أصبح حتى تقديم طلب االستفادة من استخراج صحيفة السوابق‬
‫القضائية يتم إلكترونيا عبر األنترنت فقط من مكانك دون الحاجة للتنقل أبدا بل تقدم الطلب وتمأل‬
‫استمارة التسجيل‪ ،‬وفي نهاية التسجيل تتمكن من الحصول على صحيفتك القضائية من المنزل موقعة‬
‫إلكترونية بخاصية التوقيع اإللكتروني‪.‬‬

‫الفرع الرابع‪ :‬دمج تقنية التصديق والتوقيع اإللكترونيين في المجال القضائي‪.‬‬

‫حتى تتم عملية إصدار الوثائق عبر األنترنت بصورة صحيحة وناجعة والوثائق تكون مفعلة البد‬
‫أن تكون موقعة إلكترونيا أي بنفس الصورة التي تصدر فيها تلك الوثائق‪ ،‬لذا تم التوجه نحو العمل‬
‫بتقنيتي التوقيع والتصديق اإللكتروني منذ صدور القانون ‪ 24-25‬الخاص بهما‪ ،‬والتوقيع اإللكتروني‬
‫في و ازرة العدل يتم عن طريق قيام القاضي أو أمين الضبط باإلمضاء عن طريق التوقيع بالقلم‬
‫اإللكتروني بواسطة الجهاز الخاص بذلك ليحفظ هذا التوقيع بعد ذلك داخل شريحة ذاكرة في مخزن‬
‫معلومات خاص (فالش ديسك) والذي أطلق عليه اسم التوكن ويتم وضعه في الموزع الموجود في‬
‫الجهة القضائية أي أن القاضي أو أمين الضبط يقوم بالتوقيع مرة واحدة فقط وبعد ذلك يتم االعتماد‬
‫على توقيعه اإللكتروني عند الحاجة كإصدار الوثائق الخاصة بالمواطنين مثال‪.1‬‬

‫تعد و ازرة العدل هي السباقة الستخدام تقنية التوقيع اإللكتروني في الجزائر انطالقا من الوثائق التي‬
‫تسمح بصدورها إلكترونيا‪ ،‬كل ذلك في إطار استخدام تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت في المجال‬
‫القضائي‪ ،‬كما وضعت و ازرة العدل عملية جديدة للدمج بين تقنية التوقيع والتصديق اإللكترونيين‪ ،‬وذلك‬
‫بهدف‪:‬‬

‫ق‪.‬ك‪ ،‬مقابلة مع موظف في مديرية العصرنة‪ ،‬بتاريخ ‪.1212/22/12‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪477‬‬
‫عصرنة العدالة في الجزائر‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪-‬تقوية وتعميق عملية تحديث العدالة لتحسين أداء الخدمة العامة للقطاع‪.‬‬

‫‪-‬تعميم استخدام تقنيات المعلومات واالتصاالت‪.‬‬

‫‪ -‬تسهيل الوصول إلى الخدمات القضائية عن بعد لفائدة المواطنين والمتقاضين والشركاء (المحامين‪،‬‬
‫المحضرين‪ ..،‬الخ)‪.‬‬

‫وهنا نموذج لكيفية التأكد من صالحية اإلمضاء اإللكترونية والمصادقة اإللكترونية عليه‪:‬‬

‫المصدر‪ :‬عكا عبد الحكيم‪ ،‬دور التفتيش القضائي في الرقابة على أمن المحررات القضائية‬
‫اإللكترونية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.33‬‬

‫‪478‬‬
‫عصرنة العدالة في الجزائر‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫إن تطبيق تقنية التوقيع اإللكتروني على أرض الواقع استلزمت جملة من الخطوات الضرورية لذلك‬
‫وهي‪:‬‬

‫أوال‪ .‬وضع مركز لتخصيص الرقاقة الخاصة بالتوقيع اإللكتروني‪:‬‬

‫هذا المركز مجهز بأحدث األجهزة المتطورة واآلمنة‪ ،‬وهدفه هو‪:‬‬

‫‪-‬توطيد وتعميق عملية تحديث الخدمة العامة لقطاع العدالة‪ ،‬من خالل االستخدام األمثل لتقنيات‬
‫المعلومات واالتصاالت‪.‬‬

‫‪-‬السماح بإضفاء الطابع المادي على كل اإلجراءات واإلجراءات القانونية‪.‬‬

‫‪ -‬إضفاء الطابع الشخصي على مفاتيح المتحدثين (القاضي‪ ،‬مسجل‪ ).....،‬في النظام‪.‬‬

‫‪-‬لضمان مراقبة جودة البطاقة اإللكترونية‪.‬‬

‫‪-‬إلدارة أنظمة وقواعد البيانات الخاصة بمركز التخصيص‪.‬‬

‫‪-‬إلجراء التدريبات واإلجراءات المساعدة للمستخدمين‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪-‬لضمان تطوير وندارة نظام الرقائق اإللكترونية‪.‬‬

‫‪-‬وضع حلول تقنية لتلبية احتياجات أصحاب المصلحة في األنظمة‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫‪-‬إعداد التقارير والتقييمات الخاصة بمجاالت التطبيق أو النشاط‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Modernization au service de la qualite de la justice, P 10.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Akka abdelhakim. Centre de personnalisation de la puce pour la signature électronique. Mise en place de la‬‬
‫‪soulution technique: PKI pour la personnalisation des puces. Republique algerienne democratique et populaire.‬‬
‫‪Ministere de la justice. P8.‬‬

‫‪479‬‬
‫عصرنة العدالة في الجزائر‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪ -1‬مهام مركز تخصيص الرقاقة الخاصة بالتوقيع االلكتروني‪:‬‬

‫خدمة اإلنتاج‪ :‬يسمح بالتخصيص اإللكتروني للرقاقة‪.‬‬

‫خدمة مراقبة الجودة‪ :‬تتيح التحقق اإللكتروني للشريحة والبيانات المخزنة بداخلها‪.‬‬

‫خدمة تكنولوجيا المعلومات (البحث والتطوير)‪ :‬تتيح اإلشراف وضمان األداء الجيد والسليم لألنظمة‬
‫المختلفة ألجل تخصيص الرقاقة‪.‬‬

‫خدمة الشحن‪ :‬وهي المسؤولة عن شحن مفاتيح التوقيع اإللكتروني إلى جميع الجهات القضائية على‬
‫‪1‬‬
‫المستوى الوطني‪.‬‬

‫‪ -6‬الخصائص التقنية للرقاقة‪:‬‬

‫‪-‬المعالجة الدقيقة التالمسية ‪ JCOP v2.4.2‬من ‪.NXP‬‬

‫‪-‬تتوافق مع معايير ‪.ISO/CEI 7816-3, 4, 8, 9.‬‬

‫‪-‬يدمج آلية افتراضية ‪.JAVAtm‬‬

‫‪-‬جزء من عائلة ‪ SmartMX‬من المتحكمات اآلمنة من ‪.NXP‬‬

‫‪-‬وحدة حاصلة على شهادة ‪ FIPS 140-2‬بمستوى سياسة األمان التي تتطلبها وحدات التشفير‪.‬‬

‫‪-‬شريحة معالجة دقيقة معتمدة من ‪ EAL 5+‬وفقا لنظام اعتماد المعايير المشتركة‪.‬‬

‫‪-‬معتمدة من ‪VISA‬و‪ MasterCard‬و‪.EMVCo‬‬

‫هذه المواصفات جعلت هذه الرقاقة منصة مثالية مجهزة للتطبيقات التالية‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫‪e de la justice par l’intégration des TIC. P34.‬بطاقة التع‪Akka abdelhakim. Consolidation de la réform‬‬

‫‪480‬‬
‫عصرنة العدالة في الجزائر‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫بطاقة التعريف الوطنية اإللكترونية‪ /‬جواز السفر الرقمي‪ /‬البطاقة الصحية‪ /‬بطاقة التوقيع اإللكتروني‪/‬‬
‫الدفع الجزئي‪ /‬التنقل‪ /‬الوصول المادي والمنطقي‪ /‬المعامالت المتنقلة‪.1‬‬

‫من أجل ضمان التوافق العكسي مع االحتياجات المستقبلية للو ازرة العدل‪ ،‬يتم توجيه الخيار التقني‬
‫نحو شرائح من نوع ‪ Javacard‬التي يمكنها استضافة العديد من التطبيقات الصغيرة حسب االحتياجات‪،‬‬
‫فبنية النظام األساسي ا لمفتوح لهذا النوع من الشرائح يسمح بتواجد العديد من التطبيقات على نفس‬
‫الدعامة‪.‬‬

‫كما يجب أن تحتوي هذه الرقاقة على توقيع إلكتروني فريد‪ ،‬ويتم توفير هذا التوقيع الخاص من‬
‫خالل لوحة التوقيع البيومترية للرقاقة اإللكترونية‪ ،‬كما تتيح لوحة التوقيع إمكانية إدخال التوقيع مباشرة‬
‫بحيث يتم تسجيله وحفظه فقط في الشريحة‪ ،‬مما يزيد من أمان األخير‪ ،‬ويلعب الجهاز اللوحي هنا دو ار‬
‫هاما ألنه يقوم بمسح التوقيعات بدقة عالية‪ ،‬إذا فال يمكن استنساخ أي بطاقة دون علم صاحبها‪ ،‬فهو‬
‫الوحيد الذي يمتلك البطاقة الكاملة والتي تحتوي على المفاتيح والشهادة والتوقيع الخاص به‪.‬‬

‫‪ -3‬تجعل الرقاقة الشخصية من الممكن‪ :‬توقيع وتسليم المستندات واألعمال القضائية إلكترونيا (السجل‬
‫العدلي‪ ،‬شهادة الجنسية‪... ،‬إلخ) والتي يمكن قبولها كدليل بنفس حجية المستند الورقي‪ ،‬كما أنه يتيح‬
‫تبادل المستندات اإللكترونية‪:‬‬

‫‪-‬بين الجهات القضائية‪ :‬البريد‪ ،‬والوثائق اإلجرائية‪ ،‬وما إلى ذلك‪.‬‬

‫‪ -‬بين الجهات القضائية وخدمات الشرطة القضائية‪ :‬تعليمات من النيابة العامة‪ ،‬واألوامر‪ ،‬ومقتطفات‬
‫من األحكام‪ ،‬وعمليات البحث غير المباشرة‪... ،‬إلخ‪.2‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Akka abdelhakim. Centre de personnalisation de la puce pour la signature électronique. P22-25.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪e de la justice par l’intégration des TIC. P42-52.‬بطاقة التع‪Akka abdelhakim. Consolidation de la réform‬‬

‫‪481‬‬
‫عصرنة العدالة في الجزائر‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫ثانيا‪ .‬التوقيع اإللكتروني‪:‬‬

‫بعد أن عرفت المادة ‪ 1‬الفقرة األولى من القانون ‪ 21-25‬المتعلقة بالتوقيع والتصديق اإللكترونيين‬
‫بأنه "بيانات في شكل إلكتروني مرفقة أو مرتبطة منطقيا ببيانات إلكترونية أخرى‪ ،‬تستعمل كوسيلة‬
‫توثيق"‪ ،‬تلتها الفقرة الثالثة من نفس المادة والتي حددت ماهية آليات إنشاءه حيث نصت على أنه‪":‬‬
‫جهاز أو برنامج معلوماتي معد لتطبيق بيانات إنشاء التوقيع اإللكتروني"‪.‬‬

‫بالتالي فإن التوقيع اإللكتروني يتم عبر مجموعة من األدوات بواسطة ‪ Taken‬وهي‪:‬‬

‫‪ :SignPDF-‬لتوقيع المستندات من نوع ‪.PDF‬‬

‫‪ :MJSign-‬لتوقيع مستندات الـ‪ Word‬مع البرامج المساعدة له‪.‬‬

‫‪ :SignBatchPDF-‬التوقيع بواسطة ‪( Batch‬خادم التوقيع)‪.‬‬

‫‪ :MJSignPad-‬تكامل التوقيع اليدوي‪.‬‬

‫يتم تخصيص نوعية التوقيع وفقا لمواصفات المستخدم‪.1‬‬

‫‪ -1‬البنية التحتية للمفتاح العام لوزارة العدل الجزائرية‪ :‬لقد عرفت المادة ‪ 1‬الفقرة من القانون ‪-25‬‬
‫‪ 21‬التشفير بالمفتاح العمومي على أنه‪ :‬عبارة عن سلسلة من األعداد تكون موضوعة في متناول‬
‫الجمهور بهدف تمكينهم من اإلمضاء اإللكتروني‪ ،‬وتدرج في شهادة التصديق اإللكتروني‪.‬‬

‫فو ازرة العدل لها مفتاح تشفير خاص بها للتوقيع اإللكتروني على أساس أنها هي سلطة المصادقة‬
‫عليه هنا في الجزائر نظ ار لعدم وجود سلطة تصديق لحد اآلن‪ ،‬وبالتالي تم االعتماد على و ازرة العدل‬

‫‪1‬‬
‫‪AKKA abdelhakim. Solution PKI de ministére de la justice. Mise en place de la soulution technique: PKI pour la‬‬
‫‪personnalisation des puces. Republique algerienne democratique et populaire. Ministere de la justice. P25.‬‬

‫‪482‬‬
‫عصرنة العدالة في الجزائر‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫لتصديق التواقيع الرقمية خاصة المعتمدة منها في إجراءات التقاضي اإللكتروني‪ ،‬وكذا الوثائق الثبوتية‬
‫التي أصبحت تمنح عبر األنترنت‪.‬‬

‫تتطلب البنية التحتية للمفاتيح العمومية التابعة لو ازرة العدل الجزائرية خادمين للشهادات‪:‬‬

‫*الخادم األول وهو جذر البنية التحتية‪ :‬تم اعتماده ذاتيا باستخدام ‪ ،HSM‬نتحدث هنا عن الجذر أي‬
‫المركز ألن الشهادات تدار على شكل شجرة‪ ،‬وهي سلطة مستقلة تماما عن مجال وشبكة اإلدارة النشطة‪،‬‬
‫لذا يجب وضع هذه السلطة في مكان آمن لمنع أي سرقة للمفتاح الخاص بها‪.‬‬

‫*الخادم الثاني‪ ،‬الموثوق به من طرف المركز‪ ،‬سيصدر شهادات للشبكة‪.1‬‬

‫‪ -6‬التحقق من التوقيع االلكتروني‪ :‬يخضع التوقيع اإللكتروني للتحقق من صحته في البيئة‬


‫اإللكترونية‪ ،‬وقد أوضح المشرع الجزائري في القانون ‪ 21-25‬على وجود بيانات للتحقق من صحة‬
‫التوقيع اإللكتروني وهي رموز ومفاتيح التشفير العمومية أو أي بيانات أخرى‪ ،‬المستعملة من أجل‬
‫التحقق من صحته‪ ،2‬كما أن آلية التحقق هي عبارة عن جهاز أو برنامج معلوماتي معد لتطبيق بيانات‬
‫التحقق من التوقيع اإللكتروني‪.3‬‬

‫بالنسبة للمتطلبات الواجب توافرها في اآللية الموثوقة للتحقق من التوقيع اإللكتروني هي‪:‬‬

‫‪ -‬أن تتوافق البيانات المستعملة للتحقق من التوقيع اإللكتروني من البيانات المعروضة عند التحقق من‬
‫التوقيع اإللكتروني‪.‬‬

‫‪-‬أن يتم التحقق منه بصفة مؤكدة وأن تكون نتيجة هذا التحقق معروضة عرضا صحيحا‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪AKKA abdelhakim. Solution PKI de ministére de la justice. P 7.‬‬
‫‪2‬المادة ‪ 1‬الفقرة الثالثة من القانون ‪ ،24/25‬المرجع السابق‪.‬‬
‫‪3‬المادة ‪ 1‬الفقرة السادسة من القانون ‪ ،24/25‬نفس المرجع‪.‬‬

‫‪483‬‬
‫عصرنة العدالة في الجزائر‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪-‬أن يكون مضمون البيانات الموقعة‪ ،‬إذا اقتضى األمر‪ ،‬محددا بصفة مؤكدة عند التحقق من التوقيع‬
‫اإللكتروني‪.‬‬

‫‪-‬أن يتم التحقق بصفة مؤكدة من موثوقية وصالحية شهادة التصديق اإللكتروني المطلوبة عند التحقق‬
‫من التوقيع اإللكتروني‪.‬‬

‫‪-‬أن يتم عرض نتيجة التحقق وهوية الموقع بطريقة واضحة وصحيحة‪.1‬‬

‫كما أكد المشرع أن تتكفل الهيئة الوطنية المكلفة باعتماد آليات إنشاء التوقيع اإللكتروني والتحقق‬
‫منه من التأكد من مطابقة اآللية المؤمنة إلنشائه مع اآللية الموثوقة للتحقق منه‪.2‬‬

‫إن التحقق من التوقع اإللكتروني يتم بصورتين‪:‬‬

‫*التحقق عبر األنترنت‪ :‬حيث يتم التحقق عبر اإلنترنت باالعتماد على البرامج واآلليات التالية‪:‬‬

‫‪-‬تكامل الخوادم ‪ OCSP‬مع ‪ CRL‬في ‪.PKI Windows‬‬

‫‪-‬يمكن لبرنامج ‪ Word/Acrobat‬التحقق من التوقيع اإللكتروني‪.‬‬

‫‪-‬أداة التحقق من التوقيع التابعة لو ازرة العدل‪.3‬‬

‫*التحقق دون أنترنت‪ :‬وهو التحقق خارج إطار اإلنترنت ويتم بواسطة أداة‪ MDJ‬للتحقق من صحة‬
‫التوقيع اإللكتروني‪.‬‬

‫‪1‬المادة ‪ 21‬من القانون ‪ ،21-25‬المرجع السابق‪.‬‬


‫‪2‬المادة ‪ 24‬من القانون ‪ ،21-25‬نفس المرجع‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪AKKA abdelhakim. Solution PKI de ministére de la justice. P23.‬‬

‫‪484‬‬
‫عصرنة العدالة في الجزائر‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪ -3‬حلول ومميزات التوقيع االلكتروني‪ :‬يعد هذا التوقيع هو التوقيع اإللكتروني البيومتري للرقاقة‬
‫اإللكترونية‪ ،‬ويجب أن تحتوي كل شريحة شخصية على توقيع فريد من نوعه لمالكه ويتم تأكيد ذلك‬
‫عبر" لوح التوقيع البيومتري للرقاقة اإللكترونية"‪ ،‬إذا تتمثل مميزات التوقيع اإللكتروني في‪:‬‬

‫‪-‬المصادقة‪ :‬التأكيد على أن المستند قد أرسله الشخص المحدد‪،‬‬

‫‪-‬النزاهة‪ :‬االتساق بين البيانات المرسلة والمستلمة‪،‬‬

‫‪-‬السرية‪ :‬حماية ضد أي محاولة قرصنة‪،‬‬

‫‪-‬عدم المعارضة‪ :‬إثبات موثوق به يثبت إرسال البيانات من قبل المرسل‪.1‬‬

‫ثالثا‪ .‬هيئة التصديق اإللكتروني‪:‬‬

‫عرفها المشرع الجزائري في المادة الثانية الفقرة ‪ 222‬تحت مسمة الطرف الثالث الموثوق بأنه شخص‬
‫معنوي يقوم بمنح شهادات تصديق إلكتروني موصوفة‪ ،‬وقد يقدم خدمات أخرى متعلقة بالتصديق‬
‫اإللكتروني لفائدة المتد خلين في الفرع الحكومي‪ ،‬إذا فهي كيان يصدر الشهادات اإللكترونية الخاصة‬
‫بصحة التوقيع اإللكتروني‪ ،‬ويقوم هذا الكيان ب‪:‬‬

‫‪-‬تقديم الشهادات الرقمية للتوقيعات اإللكترونية لمقدمي طلبات الحصول عليها‪.‬‬

‫‪-‬تقوم سلطة التصديق (و ازرة العدل) بالتوقيع على الشهادات التي تصدرها‪.‬‬

‫‪-‬هي مسؤولة عن عملية التصديق بأكملها‪ ،‬من ناحية‪ ،‬حاملي الشهادات الذين أصدرت لهم‪ ،‬ومن ناحية‬
‫أخرى أمام أي شخص يثق ويمنح ثقته للشهادات التي أصدرتها‪.3‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Akka abdelhakim. Consolidation de la réforme de la justice par l’intégration des TIC. P32.‬‬
‫‪2‬المادة ‪ 22/1‬من القانون ‪ ،21-25‬المرجع السابق‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪Akka abdelhakim. Centre de personnalisation de la puce pour la signature électronique. P13.‬‬

‫‪485‬‬
‫عصرنة العدالة في الجزائر‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪ -1‬سلطات التصديق اإللكتروني‪ :‬نص المشرع الجزائري في القانون ‪ 21-25‬على وجود ثالثة أنواع‬
‫من سلطات التصديق‪ ،‬كما سماها هيئات التصديق اإللكتروني‪ ،‬وهي‪:‬‬

‫أ‪ -‬السلطة الوطنية للتصديق اإللكتروني‪ :‬تنشأ السلطة الوطنية للتصديق اإللكتروني من طرف الوزير‬
‫األول وهي سلطة إدارية مستقلة تتمتع بالشخصية المعنوية واالستقالل المالي‪ ،1‬تسير هذه السلطة عن‬
‫طريق مجلس يتكون من ‪ 5‬أعضاء يعينهم رئيس الجمهورية من ذوي الكفاءات العالية في مجال تكنولوجيا‬
‫اإلعالم واالتصال‪ ،‬وتحدد عهدة أعضائه بـ ‪ 4‬سنوات قابلة للتجديد مرة واحدة‪ ،2‬تكلف هذه السلطة بترقية‬
‫استعمال التوقيع والتصديق اإللكترونيين وتطويرهما وضمان موثوقيتهما‪ ،‬وهي تتولى المهام التالية‪:‬‬

‫‪-‬إعداد سياستها للتصديق اإللكتروني والسهر على تطبيقها‪ ،‬بعد الحصول على الرأي اإليجابي من قبل‬
‫الهيئة المكلفة بالموافقة‪.‬‬

‫‪ -‬الموافقة على سياسات التصديق اإللكتروني الصادرة عن السلطتين الحكومية واالقتصادية للتصديق‬
‫اإللكتروني‪.‬‬

‫‪-‬إبرام اتفاقيات االعتراف المتبادل على المستوى الدولي‪.‬‬

‫‪ -‬اقتراح مشاريع تمهيدية لنصوص تشريعية أو تنظيمية تتعلق بالتوقيع اإللكتروني أو التصديق‬
‫اإللكتروني على الوزير األول‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫‪-‬القيام بعملية التدقيق عن طريق الهيئة الحكومية المكلفة بالتدقيق‪.‬‬

‫‪1‬المادة ‪ 21‬من القانون ‪ ،21-25‬المرجع السابق‪.‬‬


‫‪2‬المادة ‪ 29‬من القانون ‪ ،21-25‬نفس المرجع‪.‬‬
‫‪3‬المادة ‪ 22‬من القانون ‪ ،21-25‬المرجع السابق‪.‬‬

‫‪486‬‬
‫عصرنة العدالة في الجزائر‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫ب‪ -‬السلطة الحكومية للتصديق اإللكتروني‪ :‬تنشأ هذه السلطة من طرف الوزير المكلف بالبريد‬
‫وتكنولوجيا اإلعالم واالتصال‪ ،‬وهي تتمتع باالستقالل المالي والشخصية المعنوية‪ ،1‬وتتكفل هذه السلطة‬
‫بمتابعة ومراقبة نشاط التصديق اإللكتروني لألطراف الثالثة الموثوقة‪ ،‬وكذا توفير خدمات التصديق‬
‫اإللكتروني لفائدة المتدخلين في الفرع الحكومي‪ ،‬فهي تتولى المهام التالية‪:‬‬

‫‪-‬إعداد سياستها حول التصديق اإللكتروني وعرضها على السلطة للموافقة عليها والسهر على تطبيقها‪.‬‬

‫‪-‬الموافقة على سياسات التصديق الصادرة عن األطراف الثالثة الموثوقة والسهر على تطبيقها‪.‬‬

‫‪-‬االحتفاظ بشهادات التصديق اإللكتروني المنتهية الصالحية‪ ،‬والبيانات المرتبطة بمنحها من قبل‬
‫الطرف الثالث الموثوق‪ ،‬بغرض تسليمها إلى السلطات القضائية المختصة‪.‬‬

‫‪-‬نشر شهادة التصديق اإللكتروني للمفتاح العمومي للسلطة‪.‬‬

‫‪ -‬إرسال كل المعلومات المتعلقة بنشاط التصديق اإللكتروني إلى السلطة دوريا أو بناء على طلب منها‪.‬‬

‫‪-‬القيام بعملية التدقيق على مستوى الطرف الثالث الموثوق‪ ،‬عن طريق الهيئة الحكومية المكلفة بالتدقيق‬
‫‪2‬‬
‫طبقا لسياسة التصديق‪.‬‬

‫جـ‪ -‬السلطة االقتصادية للتصديق اإللكتروني‪ :‬تعين هذه السلطة من طرف السلطة المكلفة بضبط‬
‫البريد والمواصالت السلكية والالسلكية‪ ،3‬وتكلف بمتابعة ومراقبة مؤيدي خدمات التصديق اإللكتروني‬
‫الذين يقدمون خدمات التوقيع والتصديق اإللكترونيين لصالح الجمهور‪ ،‬كما تتولى في هذا اإلطار إضافة‬
‫إلى المهام الموكلة للسلطات األخرى عدة مهام إضافية‪ ،‬أهمها‪:‬‬

‫‪1‬المادة ‪ 11‬من القانون ‪ ،21-25‬المرجع السابق‪.‬‬


‫‪2‬المادة ‪ 12‬من القانون ‪ ،21-25‬نفس المرجع‪.‬‬
‫‪3‬المادة ‪ 19‬من القانون ‪ ،21-25‬نفس المرجع‪.‬‬

‫‪487‬‬
‫عصرنة العدالة في الجزائر‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪-‬إعداد سياستها للتصديق اإللكتروني وعرضها على السلطة الموافقة عليها والسهر على تطبيقها‪.‬‬

‫‪ -‬منح التراخيص لمؤيدي خدمات التصديق اإللكتروني بعد موافقة السلطة‪ ،‬والموافقة على سياستها‬
‫والسهر على تطبيقها‪.‬‬

‫‪ -‬السهر على وجود منافسة فعلية ونزيهة باتخاذ التدابير الالزمة لترقية أو استعادة المنافسة بين مؤديي‬
‫خدمات التصديق اإللكتروني‪.‬‬

‫‪-‬التحكيم في النزاعات القائمة بين مؤديي خدمات التصديق اإللكتروني فيما بينهم أو مع المستعملين‪.‬‬

‫‪-‬إصدار التقارير واالحصائيات العمومية وكذا التقرير السنوي الذي يتضمن وصف نشاطاتها مع احترام‬
‫مبدأ السرية‪.1‬‬

‫‪ -6‬الشهادة اإللكترونية (الشهادة الرقمية)‪:‬‬

‫الشهادة اإللكترونية هي ملف إلكتروني يحتوي على بيانات شخصية عن حامل الشهادة‪ ،‬وهي وثيقة‬
‫هوية إلكترونية‪ ،2‬فهي نموذج للثقة القائمة على التسلسل الهرمي للشهادة مع السلطة الجذرية التي‬
‫تصدر شهادات التوقيع اإللكتروني للوثائق اإللكترونية‪ ،‬يتم إصدارها من قبل سلطة التصديق (و ازرة‬
‫العدل) والتي تؤكد صحة المعلومات الواردة فيها وكذلك االرتباط بين هوية صاحبها والمفتاح العام‬
‫المتضمن فيها‪.‬‬

‫أكد المشرع الجزائري في القانون ‪21-25‬على أن شهادة التصديق اإللكتروني يجب أن تتوافر فيها‬
‫المتطلبات التالي‪:‬‬

‫‪1‬المادة ‪ 12‬من القانون ‪ ،21-25‬المرجع السابق‪.‬‬


‫‪2‬‬
‫‪Modernization au service de la qualite de la justice .P 11.‬‬

‫‪488‬‬
‫عصرنة العدالة في الجزائر‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪-‬أن تمنح من طرف ثالث موثوق أو من قبل مؤدي خدمات التصديق اإللكتروني‪ ،‬طبقا لسياسة التصديق‬
‫اإللكتروني الموافق عليها‪.‬‬

‫‪-‬أن تمنح للموقع دون سواه‪.‬‬

‫‪-‬كما أكدت على ضرورة تضمنها على الخصوص لـ‪:‬‬

‫*إشارة تدل على أنه تم منح هذه الشهادة على أساس أنها شهادة تصديق إلكتروني موصوفة‪.‬‬

‫*تحديد هوية الطرف الثالث الموثوق أو مؤدي خدمات التصديق اإللكتروني المرخص له المصدر‬
‫لشهادة التصديق اإللكتروني وكذا البلد الذي يقيم فيه‪.‬‬

‫‪-‬اسم الموقع أو االسم المستعار الذي يسمح بتحديد هويته‪.‬‬

‫‪-‬إمكانية إدراج صفة خاصة للموقع عند االقتضاء‪ ،‬وذلك حسب الغرض من استعمال شهادة التصديق‬
‫اإللكتروني‪.‬‬

‫*بيانات تتعلق بالتحقق من التوقيع اإللكتروني‪ ،‬وتكون موافقة لبيانات إنشاء التوقيع اإللكتروني‪.‬‬

‫*اإلشارة إلى بداية ونهاية مدة صالحية هذه الشهادة‪.‬‬

‫*رمز تعريف التصديق اإللكتروني‪.‬‬

‫*التوقيع اإللكتروني الموصوف لمؤدي خدمات التصديق اإللكتروني أو للطرف الثالث الموثوق الذي‬
‫يمنح شهادة التصديق اإللكتروني‪.‬‬

‫*حدود استعمال شهادة التصديق اإللكتروني عند االقتضاء‪.‬‬

‫*حدود قيمة المعامالت التي قد تستعمل من أجلها شهادة التصديق اإللكتروني‪ ،‬عند االقتضاء‪.‬‬

‫‪489‬‬
‫عصرنة العدالة في الجزائر‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫*اإلشارة إلى الوثيقة التي تثبت تمثيل شخص طبيعي أو معنوي آخر‪ ،‬عند االقتضاء‪.‬‬

‫‪ -3‬مميزات الشهادة اإللكترونية‪:‬‬

‫تعد الشهادة اإللكترونية هي الدليل الذي يثبت سالمة وصحة ومدى حجية التوقيع اإللكتروني وهي‬
‫تتمتع بجملة من المميزات‪ ،‬هي‪:‬‬

‫‪-‬تعميم التوقيعات اإللكترونية في جميع الوثائق والملفات اإللكترونية‪.‬‬

‫‪-‬إضفاء الطابع المادي على الوثائق الصادرة حاليا على الورق‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫‪-‬لتبادل المعلومات التي يحتمل أن تكون حساسة في سرية تامة بفضل تشفير البيانات‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫‪-‬كل شهادة اسمية وغير قابلة للتحويل فال يمكن استعارتها أو استبدالها‪.‬‬

‫وهذا نموذج للمعلومات التي تتضمنها الشهادة اإللكترونية عند فحص اإلمضاء اإللكتروني‪:‬‬

‫‪1‬المادة ‪ 25‬من القانون ‪ ،21-25‬المرجع السابق‪.‬‬


‫‪2‬‬
‫‪Modernization au service de la qualite de la justice .P 11.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪Akka abdelhakim. Consolidation de la réforme de la justice par l’intégration des TIC. P31.‬‬

‫‪490‬‬
‫عصرنة العدالة في الجزائر‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫المصدر‪ :‬عكا عبد الحكيم‪ ،‬دور التفتيش القضائي في الرقابة على أمن المحررات القضائية‬
‫اإللكترونية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.12‬‬

‫رابعا‪ .‬إنشاء آلية تشريعية جديدة (تسجيل عالمة وزارة العدل للتوقيع والتصديق اإللكتروني)‪:‬‬

‫كجزء من التكامل بين تقنية التصديق والتوقيع اإللكترونيين‪ ،‬شرعت و ازرة العدل في تطوير إطار‬
‫قانوني يتعلق بتحديث وعصرنة قطاع العدل وهو القانون رقم ‪ 21-25‬المؤرخ في ‪22/21/1225‬‬
‫المتعلق بعصرنة العدالة‪ ،‬نص هذا القانون صراحة على أن المستندات اإلجرائية والوثائق القضائية‬
‫الصادرة من مصالح و ازرة العدل والمؤسسات التابعة لها والجهات القضائية‪ ،‬أن تكون مشتملة على‬
‫التوقيع اإللكتروني‪.1‬‬

‫‪1‬‬
‫‪. Modernization au service de la qualite de la justice .P 12.‬‬

‫‪491‬‬
‫عصرنة العدالة في الجزائر‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫تكريسا للحماية القانونية لألنظمة الرقمية وبرامج التوقيع االلكتروني‪ ،‬وفي إطار تطبيق أحكام اتفاقية‬
‫باريس المؤرخة في ‪ 12‬مارس ‪ 2221‬لحماية الملكية الصناعية التي انضمت إليها الجزائر عام ‪،2911‬‬
‫واألمر ‪ 25-21‬المؤرخ في ‪ 22/29/1221‬المتعلق بحق المؤلف والحقوق المجاورة له‪ ،‬تم تسجيل‬
‫البرامج واألنظمة المعدة كجزء من حل ‪ PKI‬الخاص بالتوقيع االلكتروني‪.‬‬

‫في هذا السياق شرعت وزارة العدل في اإلجراءات التالية‪:‬‬

‫‪-‬تسجيل العالمة الرسمية لو ازرة العدل على مستوى المعهد الوطني الجزائري للملكية الفكرية ‪INAPI‬‬
‫المودعة على شريحة إلكترونية‪ ،‬بهدف حظر جميع االستخدامات غير المشروعة‪.‬‬

‫‪-‬الحماية الدولية من خالل المعهد الوطني للملكية الصناعية ‪ ،INAPI‬بالتعاون مع مصالح و ازرة‬
‫الخارجية‪ ،‬وفقا التفاقية باريس المذكورة أعاله‪.‬‬

‫‪-‬الحماية القانونية لبرامج وأنظمة التوقيع اإللكتروني على مستوى المكتب الوطني لحقوق والمؤلف‬
‫والحقوق المجاورة لها‪ ،‬وفقا ألحكام األمر ‪.25-21‬‬

‫إن تكريس هذه الحماية القانونية عملية فريدة من نوعها بموجب اعتماد و ازرة العدل على تقنية التوقيع‬
‫اإللكتروني وبالتالي إلزامية استخدام العالمة الرسمية لو ازرة العدل على شريحة التوقيع اإللكتروني‪.1‬‬

‫الفرع الخامس‪ :‬المركز االحتياطي ألنظمة اإلعالم اآللي‪.‬‬

‫من أجل حماية كل األنظمة المعمول بها والمعتمدة في و ازرة العدل‪ ،‬سعت الو ازرة إلى وضع مركز‬
‫احتياطي في القليعة سمي المقر االحتياطي ألنظمة اإلعالم اآللي الخاص بو ازرة العدل والذي دخل‬
‫حيز الخدمة في ‪ 1‬مارس ‪ ،1225‬فكل قواعد البيانات المركزية وأنظمة األرشيف وكل األنظمة‬

‫‪1‬‬
‫‪. Modernization au service de la qualite de la justice .P 11.‬‬

‫‪492‬‬
‫عصرنة العدالة في الجزائر‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫المعلوماتية تم وضع نسخة منها في هذا المركز االحتياطي حماية لها في حالة وقوع حوادث أو كوراث‬
‫طبيعية أو غيرها من الظروف التي يمكن أن تعرقل سير العمل القضائي‪ ،‬وتمس باستم اررية الخدمات‬
‫العمومية المقدمة م ن قبل القطاع‪ ،‬بالتالي فإن الموقع االحتياطي يسمح باستئناف العمل سواء داخل‬
‫الو ازرة أو الجهات القضائية بصورة فورية وآنية‪.‬‬

‫كما أن أي تعديل في الو ازرة أو أي أنظمة جديدة يتم بدأ عمل بها وكذا أي وثائق تتم رقمنتها أو‬
‫أرشفتها أي كل ما يخص أعمال القطاع الجديدة يتم إرسال نسخة منها للمركز مباشرة وبصورة دورية‬
‫عن طريق ال ‪ ،mise a joure‬لكي يكون مركز البيانات االحتياطي ‪ Backup‬محدث‪.1‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬أنظمة تسيير اإلدارة‪.‬‬

‫عمدت الو ازرة إلى وضع أنظمة إلكترونية خاصة بتسيير اإلدارة وذلك باالستغالل األمثل للشبكة‬
‫القطاعية والوسائل المتطورة الحديثة العصرية لمراعاة احتياجات القطاع وفق تخطيط محكم ودقيق‪ ،‬وقد‬
‫تمثلت هذه األنظمة في الشباك الموحد الذي تم التطرق له في الفرع األول‪ ،‬و‪ le Gad‬نظام التسيير‬
‫اإللكتروني للوثائق الذي شمله الفرع الثاني‪ ،‬أما أنظمة تسيير الموارد البشرية فتطرق لها الفرع الثالث‪،‬‬
‫وشمل الفرع الرابع أنظمة تسيير األوامر‪ ،‬وأخي ار تطرق الفرع الخامس لنظام تسيير األرشيف التاريخي‪.‬‬

‫‪1‬د‪.‬ب‪ ،‬مقابلة مع قاضية من مديرية العصرنة‪ ،‬بتاريخ ‪.1212-22-22‬‬

‫‪493‬‬
‫عصرنة العدالة في الجزائر‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫الفرع األول‪ :‬الشباك الموحد‪.‬‬

‫الشباك الموحد هو التقنية التي تربط كل الخدمات اإللكترونية التي تسهل التسيير الداخلي لألعمال‬
‫القضائية والخدمات المقدمة المتواجدة في كل الجهات القضائية سواء المحكمة أو المجلس القضائي‪،‬‬
‫مجلس الدولة‪ ،‬المحكمة العليا‪ ،‬المحكمة اإلدارية‪ ،‬كما أنه يربط كل الجهات القضائية مع بعضها‬
‫وزرة العدل‪ ،‬يعد التسيير داخل للشباك منظما جدا حيث‬
‫بالتنسيق مع مديرية اإلعالم واالتصال داخل ا‬
‫يكون العمل أوتوماتيكيا آليا من مصلحة إلى أخرى‪ ،‬فنجد أنه مقسم إلى‪ :‬الطعون‪ ،‬متابعة مآل القضية‪،‬‬
‫تسجيل القضايا الجزائية أو المدنية وغيرها‪...‬‬

‫لكل جهة قضائية تطبيقة على مستواها لفتح الشباك الموحد لكن كل العمل القضائي يتم على نفس‬
‫النظام اآللي فهو عبارة عن قاعدة معطيات مركزية من المحكمة إلى القمة‪ ،‬كما أن هذا الشباك مقسم‬
‫على شقين في كل مستوى الشق المدني والشق الجزائي‪.‬‬

‫‪-‬فنجد أن صندوق شباك المحكمة يحتوي على‪:‬‬

‫*خانة البحث واالطالع على القضايا المدنية‪ ،‬وأيضا الجزائية‪.‬‬

‫*خانة البحث واالطالع على القضايا المدنية والجزائية بالمجلس‪.‬‬

‫*البحث واالطالع على الطعون الجزائية والمدنية بالمحكمة العليا‪.‬‬

‫‪-‬كما يحتوي صندوق شباك المجلس على‪:‬‬

‫*خانة البحث واالطالع على قضايا المجلس‪،‬‬

‫*الطعون الجزائية في المحكمة العليا‪،‬‬

‫‪494‬‬
‫عصرنة العدالة في الجزائر‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫*البحث واالطالع على القضايا المدنية والجزائية بالمجلس‪.1‬‬

‫أوال‪ .‬تطبيقة الملف القضائي‪:‬‬

‫انطلق العمل بهذه التطبيقة سنة ‪ ،1221‬وقد بدأت رويدا رويدا وتم إثرائها مع الوقت‪ ،‬فكما نعلم أن‬
‫الملف القضائي متشعب وفيه العديد من الفروع‪ ،‬وعدة أقسام يتم صعوده عبر درجات التقاضي للمجلس‬
‫ثم المحكمة العليا‪ ،‬وفي الجانب المدني والجنائي واإلداري‪ ،‬أي أنه يضم الكثير‪ ،‬وهو أكبر نظام حاليا‪.‬‬

‫تدعيما للشفافية والموضوعية في األداء‪ ،‬تم إنجاز نظام التسيير والمتابعة اآللية للملف القضائي‪،‬‬
‫هذا النظام (البرنامج المعلوماتي) له بعد استراتيجي هام‪ ،‬سمح لقطاع العدالة بتجاوز الطرق التقليدية‬
‫في تسيير العمل القضائي‪ ،‬واالنتقال إلى طرق وأساليب حديثة تمكن من التحكم في الملف القضائي‬
‫ومتابعته آليا‪ ،‬وقد حقق مزايا كثيرة أهمها‪:‬‬

‫‪-‬السرعة في تسيير الملفات القضائية ومتابعة مآلها‪.2‬‬

‫‪ -‬إيجاد السيولة أكثر في تسيير المنازعات‪ ،‬بفضل التسيير والمتابعة المعلوماتية للملفات القضائية من‬
‫تاريخ إيداع القضية إلى يوم النطق بالحكم‪.‬‬

‫‪ -‬الشفافية والموضوعية في الجدولة وتصفية القضايا من خالل التمكن بسرعة من معرفة الملفات لكل‬
‫المتدخلين بما فيهم المواطن المعني ومحاميه‪ ،‬عن طريق االستشارة اآللية أو الشباك اإللكتروني‪.‬‬

‫‪-‬إضفاء تنوير أحسن على ق اررات السياسة العامة عن طريق تقديم إحصائيات موثوقة ومنتظمة تمكن‬
‫من توضيح االتجاهات الكبرى للمنازعات وخصوصياتها في مختلف المجاالت المدنية‪ ،‬الجنائية‬
‫واإلدارية‪.3‬‬

‫‪1‬ن‪.‬ل‪ ،‬مقابلة مع رئيسة مكتب في مديرية عصرنة العدالة‪ ،‬بتاريخ ‪.1212-22-22‬‬


‫‪2‬الطيب بلعيز‪ ،‬إصالح العدالة في الجزائر‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.221-222‬‬
‫‪3‬و ازرة العدل‪ ،‬إصالح العدالة الحصيلة واآلفاق‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.11-11‬‬

‫‪495‬‬
‫عصرنة العدالة في الجزائر‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫هذه كانت أول المشاريع التي بدأت بها العصرنة‪ ،‬فتم بناءه إلى غاية النقطة التي هو عليها حاليا‪،‬‬
‫وقد كانت االنطالقة بنظام إعالمي ف قط يعلم المواطن عن مسار ملفه " مسجل‪ ،‬مؤجل‪ ،‬صدر فيه‬
‫حكم"‪ ،‬إلى أن أصبح نظاما معلوماتيا متكامال ومتشعبا لتسيير الملف القضائي‪ ،‬ينظم كل مجاالت‬
‫القضية من دخولها إلى غاية الحكم فيها ورجوعها في حالة الطعن بالنقض وغيرها‪ ،‬كما تم إضافة‬
‫نماذج لألوامر التي يقوم بها قا ضي التحقيق‪ ،‬وتم توحيد األحكام بمعنى أن نموذج الحكم موحد على‬
‫مستوى كل الجهات القضائية‪ ،‬والهدف من ذلك هو توحيد العمل القضائي اإلداري على مستوى الو ازرة‬
‫وكل الجهات القضائية التابعة لها‪.‬‬

‫بالنسبة لملف القضية فيتم تسييره إلكترونيا في كل مراحله القضائية‪ ،‬في حين أن الملف الورقي‬
‫الخاص بتلك القضية نفسها فال يتم رقمنته أو رفعه على التطبيقة عن طرق الماسح الضوئي مثال ال‪،‬‬
‫بل يبقى ورقيا لكن نتابع مساره إلكترونيا فقط في كل الدرجات القضائية‪.‬‬

‫اآلن أصبح العمل بهذه التطبيقة يتم على المستوى الوطني وذلك عن طريق النظام الرقمي الداخلي‬
‫الخاص بقطاع العدالة وهو اآلنترانات بحيث يتم العمل بهذا النظام في الجانبين اإلداري والقضائي‪.1‬‬

‫أيضا بالنسبة للقضاء على الملفات الورقية قدمت الو ازرة للجهات القضائية كل اإلمكانات والمعدات‬
‫الالزمة لذلك وهي جهاز السكانير وتطبيقة خاصة ‪ la Gad‬الخاصة بتسيير ملفات الو ازرة لبدأ عملية‬
‫ترقيم األرشيف حتى يصبح إلكترونيا ككل‪ ،‬وقد ركز العمل على الملفات القضائية ما بعد ‪،1222‬‬
‫فتمت رقمنتها عن طريق الماسح الضوئي ثم إدخال كل البيانات إلى النظام القضائي اإللكتروني‪ ،‬هذا‬
‫المشروع تم البدأ فيه ومازال قيد التنفيذ‪ ،‬وقد تم ترقيم الملفات الجديدة ويتم العمل اآلن على رقمنة‬
‫األحكام القديمة التي قبل ‪ ،1222‬فقبل دخولنا لنظام التسيير الرقمي للوثائق كان المحامي يذهب‬
‫الستخراج الحكم بالتقادم أمام أمانة الضبط‪ ،‬وهي تبحث عنه في األرشيف وتمنحه له لنسخه فقط‪ ،‬لكن‬

‫‪1‬مقابلة مع األمين العام بمديرية العصرنة‪.1212-22-22 ،‬‬

‫‪496‬‬
‫عصرنة العدالة في الجزائر‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫اآلن بعد رقمنة كل ا ألحكام والملفات الورقية عن طريق جهاز السكانير ونضافتهم إلى قاعدة البيانات‬
‫أصبح بإمكان أي محام استخراجها من أي جهة قضائية إلكترونيا‪ ،‬هذا بالنسبة للمحاكم العادية‪.1‬‬

‫وبالمقارنة‪ ،‬يمكن لمستخدم القضاء في كل من األردن والمغرب‪ ،‬أن يطلع انطالقا من محطات‬
‫إلكتروني ة داخل المحكمة‪ ،‬على حالة تقدم ملفه بمجرد استعمال بعض المراجع (بيانات القضية‪ ،‬ورقم‬
‫‪2‬‬
‫الملف وأسماء األطراف‪ ،‬وغيرها)‪.‬‬

‫ثانيا‪ .‬مزايا تطبيقة الملف القضائي‪:‬‬

‫تسمح هذه التطبيقة بتسيير ومتابعة الملف القضائي بدأ من تسجيل الملف سواء في الشق المدني‬
‫أو الجزائي أو اإلداري إلى غاية البت النهائي فيها‪ ،‬كما تسمح بـ‪:‬‬

‫‪ -2‬إطالع المواطن على مآل قضيته عبر الشباك الموحد الموجود على مستوى كافة الجهات القضائية‪.‬‬

‫‪ -1‬االطالع على الشباك الموحد اإللكتروني للمحكمة العليا ومجلس الدولة انطالقا من المجالس‬
‫القضائية‪.‬‬

‫‪ -1‬تسجيل الطعون بالنقض عن بعد أمام المحكمة العليا في المادة الجزائية والمدنية على مستوى‬
‫المجالس القضائية‪.‬‬

‫‪ -4‬المواطن بمجرد تسجيل قضيته في الصندوق ت صدر له استمارة فيها اسم المستخدم وكلمة المرور‬
‫لتمكينه من الولوج إلى الموقع واالطالع على مآل قضيته أمام الجهات القضائية عبر اإلنترنت‪.‬‬

‫‪ -5‬الحصول على إحصائيات محينة ودقيقة حول النشاط القضائي‪.‬‬

‫‪1‬د‪.‬ب‪ ،‬مقابلة مع قاضية من مديرية العصرنة‪ ،‬بتاريخ ‪.1212-22-22‬‬


‫‪ 2‬مار آوس آورنارو‪ ،‬مدير مديرية الجوار‪ ،‬مشروع يوروميد للعدالة الثاني‪ ،‬الوصول إلى العدالة والمساعدة القضائية في البلدان المتوسطية الشريكة‪،‬‬
‫مشروع ممول من اإلتحاد األوروبي‪ ،‬المديرية العامة للتنمية والتعاون‪ ،‬المفوضية األوروبية‪ ،‬ص ‪.51...54‬‬

‫‪497‬‬
‫عصرنة العدالة في الجزائر‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪ -1‬تسريع الوتيرة في معالجة القضايا‪.‬‬

‫‪ -2‬ربح الوقت‪ ،‬توحيد العمل القضائي والنماذج القضائية‪.1‬‬

‫لقد حقق هذا النظام مزايا كثيرة منها‪:‬‬

‫‪-‬السرعة في تسيير الملفات القضائية ومتابعة مآلها‪،‬‬

‫‪-‬إضفاء الشفافية والموضوعية في جدولة القضايا وتصنيفها‪،‬‬

‫‪-‬تمكين جميع األطراف‪ ،‬من محامين ومتقاضين من االطالع على سير الدعوى ونجراءاتها ومآلها عن‬
‫طريق هذا الشباك اإللكتروني الموحد المتواجد حاليا في كل محكمة ومجلس قضائي‪،‬‬

‫‪ -‬الدقة في رسم سياسة قطاع العدالة بفضل الحصول على احصائيات دقيقة وموثوقة وبصفة منتظمة‪،‬‬
‫مما يمكن من حصر وتوضيح منحى المنازعات وتنوعها وخصوصياتها على كل المستويات‪.‬‬

‫هذا اإلنجاز الضخم انطلق العمل به كمرحلة تجريبية بمجلس قضاء وهران في شهر مايو سنة‬
‫‪ ، 1225‬ثم مجلس قضاء الجزائر في شهر غشت من نفس السنة‪ ،‬وبعد نجاح التجربة وبفعالية كبيرة‪،‬‬
‫تم تعميم العمل به عبر كافة الجهات القضائية من المحاكم إلى المجالس القضائية عبر كافة التراب‬
‫الوطني‪ ،‬ثم للمحكمة العليا ومجلس الدولة وهو يعمل بانتظام في جميع مصالح هذه الجهات القضائية‬
‫‪2‬‬
‫ومتحكم فيها بصفة كلية ودقيقة‪.‬‬

‫م‪.‬ل‪ ،‬مقابلة مع رئيسة مكتب اإلعالم واالتصال لدى و ازرة العدل‪ ،‬بتاريخ ‪.1212-22-22‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪2‬بلعيز الطيب‪ ،‬إصالح العدالة في الجزائر‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.221‬‬

‫‪498‬‬
‫عصرنة العدالة في الجزائر‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫الفرع الثاني‪ le Gad :‬نظام التسيير اإللكتروني للوثائق‪.‬‬

‫بدأت الرقمنة على مستوى الو ازرة برقمنة كل الوثائق اإلدارية‪ ،‬كما تم رقمنة السجالت الورقية الخاصة‬
‫بالقطاع‪ ،1‬علما أن قطاع العدالة يستغل الورق كثيرا‪ ،‬إلى أنه حاليا يوجد ‪ 222‬سجل على مستوى‬
‫المحاكم تم رقمنة ‪ % 52‬منها فأصبحت سجالت رقمية بترقيم آلي‪ ،‬إذا فالعصرنة غيرت كل الموازين‪،‬‬
‫أيضا بالنسبة للسجالت القضائية فنجد أن السجل الورقي مثال يتم فتحه فيكون مرقما من ‪ 2‬إلى ‪،122‬‬
‫بينما في السجل اإللكتروني ال‪ ،‬فترقيم السجل يبدأ من ‪ 2‬وينتهي عند أي رقم يصل إليه السجل في‬
‫نهاية السنة القضائية‪ ،‬أي قد يصل إلى الصفحة ‪ 222.222‬أو أكثر أو أقل‪.‬‬

‫كما أن تأشيرة الملف في السجل الورقي تكون في نهاية السجل أي عدد أوراقه معروفة بينما في‬
‫السجل اإللكتروني فال‪ ،‬فميزة التأشيرة هنا أننا نضعها عند غلق السجل وليس فتحه‪ ،‬إذا ففي السجل‬
‫اإللكتروني ال يتم وضعها إال في نهاية السنة ‪ 21-12‬من كل سنة‪.2‬‬

‫بالتالي فإن هدف الو ازرة من وضع هذا النظام قصد االستغالل األمثل ألرشيف القطاع والمساهمة‬
‫في تجسيد مبدأ اإلدارة اإللكترونية‪ ،‬ويكون ذلك من خالل اإلعتماد على األدوات الحديثة لحفظ وتسيير‬
‫الوثائق القضائية واإلدارية‪ ،‬مع وجوب تصنيفها وترتيبها كأنها مأرشفة يدويا وكذا توفير أنظمة الحماية‬
‫الخاصة التي تمنع تخريبها أو زوالها‪.‬‬

‫‪1‬د‪.‬ب‪ ،‬مقابلة مع قاضية من مديرية العصرنة‪ ،‬بتاريخ ‪.1212-22-22‬‬


‫‪2‬مقابلة مع األمين العام للمديرية العامة للعصرنة‪ ،‬بتاريخ ‪.1212-22-22‬‬

‫‪499‬‬
‫عصرنة العدالة في الجزائر‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬أنظمة تسيير الموارد البشرية‪.‬‬

‫يضمن هذا النظام اإلدارة والمراقبة اآللية لمهن القضاة وموظفي العدالة (الشفافية وموضوعية‬
‫‪1‬‬
‫الترقية) وكذلك إنتاج جميع اإلحصاءات المفيدة لتخطيط تنمية الموارد البشرية في القطاع‪.‬‬

‫أوال‪ .‬نظام تسيير الموارد البشرية‪:‬‬

‫يشكل نظام تسيير الموارد البشرية أداة لتطوير وعصرنة أساليب تسيير المسار المهني للقضاة‬
‫وسائر موظفي قطاع العدالة‪ ،‬من أمناء ضبط وموظفي األسالك المشتركة‪ ،‬فهو يسمح باالنتقال من‬
‫مرحلة االعتماد على التوثيق والكتابة إلى مرحلة التسيير اآللي‪ ،‬وهو بذلك يساهم في‪:‬‬

‫‪-‬حسن سير الموارد البشرية للجهات القضائية‪،‬‬

‫‪-‬التحكم في ملفات القضاة والموظفين‪،‬‬

‫‪ -‬المساعدة على اتخاذ الق اررات المتعلقة بتسيير المسار المهني للقضاة وموظفي قطاع العدالة‪،‬‬

‫‪-‬إعطاء احصائيات دقيقة الستغاللها في التخطيط وفي تطوير الموارد البشرية للقطاع‪.‬‬

‫ثانيا‪ .‬نظام تسيير فئة مساعدي العدالة‪:‬‬

‫يتضمن هذا النظام قاعدة معطيات تجمع أهم المعلومات المتعلقة بمساعدي القضاء‪ ،‬بمختلف‬
‫األصناف‪ ،‬من خبراء‪ ،‬محضرين قضائيين‪ ،‬وموثقين‪ ،‬ومحامين‪ ،‬ومحافظي البيع بالمزايدة‪ ،‬ومترجمين‪،‬‬
‫كما يسمح أيضا بالتحكم في التعيينات وحركة التنقالت‪ ،‬وأماكن ممارسة العمل‪ ،‬والتحكم في المتابعات‬
‫التأديبية والجزائية عند االقتضاء‪.2‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Modarnisation au service de la qualite de la justice ,p 6.‬‬
‫‪2‬الطيب بلعيز‪ ،‬إصالح العدالة في الجزائر‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.225‬‬

‫‪500‬‬
‫عصرنة العدالة في الجزائر‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫ثالثا‪ .‬البطاقة المهنية البيومترية‪:‬‬

‫هي بطاقة تخص كل موظفي العدالة في مجال تسيير الموارد البشرية‪ ،‬فجميع مستخدمي قطاع‬
‫العدالة قضاة أو موظفين أو مسؤولين كلهم يحملون هذه البطاقة‪ ،‬حيث يتم االعتماد عليها بإدخالها إلى‬
‫الحاسوب لالطالع على المسار المهني للمعني على أساس أنها تحتوي على شريحة فيها كل المعلومات‪،‬‬
‫لكن بشرط وجود تطبيقة خاصة بها في حاسوبك للتمكن من إدخالها وقراءة محتواها‪ ،‬تمكن هذه البطاقة‬
‫حاليا المستخدمين من استخراج شهادة العمل الخاصة بهم إلكترونيا‪ ،‬ويجري العمل على إضافة خدمة‬
‫استخراج كشوف العمل عبر األنترنت بدون االنتقال لإلدارة من خالل البطاقة البيومترية فقط‪.1‬‬

‫الفرع الرابع‪ :‬أنظمة تسيير األوامر‪.‬‬

‫عمدت و ازرة العدل على وضع قواعد بيانات خاصة باألوامر الصادرة عن قاضي الحكم أو قاضي‬
‫التحقيق حتى تتمكن الجهات األمنية (األمن‪ ،‬الدرك) من متابعة العمل بعد االطالع عليها إلكترونيا‪،‬‬
‫وهي‪:‬‬

‫أوال‪ .‬نظام التسيير اآللي ألوامر القبض واخطارات الكف عن البحث‪:‬‬

‫هي األوامر الصادرة في الجلسات من قاضي الحكم أو األوامر بالقبض التي يصدرها قاض التحقيق‪،‬‬
‫إلحضار المتهم الفار‪ ،‬فيتم وضع األمر مباشرة في قاعدة البيانات البيومترية الوطنية الخاصة بأوامر‬
‫القبض واخطارات الكف عن البحث بعد توقيعها إلكترونيا من طرف القاضي المختص‪ ،‬ليتم االطالع‬
‫عليها من قبل الضبطية القضائية‪ ،‬هنا أتيح للضبطية القضائية االطالع عليها عن بعد‪.‬‬

‫‪1‬س‪.‬ك‪ ،‬مقابلة مع قاضية في مديرية العصرنة‪ ،‬بتاريخ ‪.1212-22-22‬‬

‫‪501‬‬
‫عصرنة العدالة في الجزائر‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫األمر بالقبض يجب أن يخطر به حتى تبدأ عمليات البحث عن المجرمين والمشتبه بهم‪ ،‬حتى‬
‫مصالح األمن في المطارات لها صالحية االطالع على قاعدة البيانات الخاصة بأوامر القبض ألنها‬
‫صنف من الضبطية القضائية‪.‬‬

‫بعد تنفيذ األمر بالقبض يتم اإلخطار بالكف عن البحث حتى ال يتم القبض على شخص قد تم‬
‫إخطار الكف عن البحث لصالحه‪ ،‬وهي تدخل في إطار حماية حقوق اإلنسان وحرياته‪.1‬‬

‫ثانيا‪ .‬نظام التسيير اآللي ألوامر المنع من مغادرة التراب الوطني‪:‬‬

‫هناك أيضا قاعدة بيانات وطنية مركزية موحدة يتم االطالع عليها من طرف الضبطية القضائية‬
‫للتعرف على الممنوعين من السفر‪ ،2‬وهي أوامر تصدر عن قضاة الحكم أو قاض التحقيق ويتم وضعها‬
‫في قاعدة البيانات الوطنية ونمضائها إلكترونيا‪.‬‬

‫الفرع الخامس‪ :‬نظام تسيير األرشيف التاريخي‪.‬‬

‫أنجز هذا النظام من أجل المحافظة على الذاكرة الوطنية‪ ،‬والتكفل بأرشيف أولئك الذين رهنوا أنفسهم‬
‫إبان حرب التحرير المجيدة‪ ،‬من أجل استقالل الجزائر‪ ،‬وكانوا محل اعتقال في سجون االستعمار‪.‬‬

‫يسمح هذا النظام بتقديم خدمة مرفقية لهذه الشريحة أو لذويها‪ ،‬ويضمن أيضا الحفاظ على السجالت‬
‫المحفوظة بو ازرة العدل من اإلتالف بفعل عاملي الزمن واالستعمال المضطرد‪ ،3‬أي أنه يرمي إلى‬

‫‪1‬د‪.‬ب‪ ،‬مقابلة مع قاضية من مديرية العصرنة‪ ،‬المرجع السابق‪.‬‬


‫‪2‬د‪.‬ب‪ ،‬مقابلة مع قاضية من مديرية العصرنة‪ ،‬نفس المرجع‪.‬‬
‫‪3‬الطيب بلعيز‪ ،‬إصالح العدالة في الجزائر‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.224‬‬

‫‪502‬‬
‫عصرنة العدالة في الجزائر‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫تحسين ظروف حفظ األرشيف وتسييره من خالل االستعانة باألدوات الحديثة التي تضمن في نفس‬
‫الوقت حماية أكبر وكذا تجعل عمليات البحث واالسترجاع تتم بسرعة وفعالية‪.1‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬أنظمة دعم اتخاذ القرار والتخطيط االستراتيجي‪.‬‬

‫إن التنظيم األمثل لقطاع العدالة استلزم توفير أنظمة لتحديد اإلحصائيات الدقيقة للنشاط القضائي‬
‫والتي تساعد على اتخاذ الق اررات لرسم السياسات‪ ،‬كما تحتاج الجهات القضائية إلى نظام يساعدها‬
‫للفصل في النزاعات القائمة أمامها بطريقة إلكترونية‪ ،‬إذا تتمثل هذه األنظمة في البطاقة القضائية (الفرع‬
‫األول)‪ ،‬الجدول التحليلي (الفرع الثاني)‪ ،‬والمحاكمات المرئية (الفرع الثالث)‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬البطاقة القضائية‪.‬‬

‫يعد مشروع الخريطة القضائية الذي انطلق في سنة ‪ ،1225‬أداة مساعدة في عمليات إنشاء جهات‬
‫قضائية جديدة‪ ،‬وفي عقلنة توزيع ال قضاة‪ ،‬بناءا على التشخيص المقدم في الجدول التحليلي لمعطيات‬
‫النشاط وحجمه‪ ،‬وهذه اآللية تمكن من تحقيق ما يلي‪:‬‬

‫‪-‬توزيع الموارد البشرية‪ ،‬من القضاة وموظفي أمانة الضبط‪ ،‬واألعوان المتخصصين توزيعا عقالنيا على‬
‫الجهات القضائية‪.‬‬

‫‪-‬تمكين المجلس األعلى للقضاء من إعداد مخطط الحركة السنوية للقضاة في آجال قصيرة وبموضوعية‪.‬‬

‫‪-‬تصنيف الجهات القضائية حسب معايير ومقاييس معتمدة عالميا‪.‬‬

‫‪1‬و ازرة العدل‪ ،‬إصالح العدالة الحصيلة واآلفاق‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.14‬‬

‫‪503‬‬
‫عصرنة العدالة في الجزائر‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪-‬تحديد االحتياجات الجديدة من الموارد البشرية‪ ،‬وكذا التوزيع الجغرافي للهياكل القضائية حسب مقاييس‬
‫علمية تضمن تغطية قضائية عادلة‪.‬‬

‫لقد استلم المشروع خالل شهر يونيو من سنة ‪ ،1221‬واعتمادا عليه صار باإلمكان معرفة‬
‫االحتياجات من القضاة والموظفين على مستوى الجهات القضائية‪ ،1‬فهو نظام آلي يتألف من أداة لدعم‬
‫التخطيط لصنع القرار وتطوير قطاع العدالة من أجل إضفاء الطابع العقالني على سياسات التسويات‬
‫الجديدة للمحاكم والمؤسسات العقابية وكذلك على سياسات تدريب القضاة وموظفي القطاع‪.2‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬الجدول التحليلي‪.‬‬

‫يعتبر أداة مساعدة على اتخاذ القرار‪ ،‬فهو وسيلة للتنظيم العقالني إذ يوفر في آن واحد‪ ،‬مؤشرات‬
‫تحليلية للتطورات الحاصلة في القطاع‪ ،‬وقراءة شاملة لمختلف المعطيات المتعلقة بالهياكل القضائية‬
‫والوسائل المادية‪ ،‬ومعلومات دقيقة ومحينة حول الموارد البشرية والمالية‪ ،‬وحجم النشاط القضائي وطبيعة‬
‫ونوعية الجرائم المقترفة‪ ،‬والمعطيات اإلحصائية‪ ،‬وبذلك فهو يشكل أداة تسمح بتقييم مدى إنجاز أهداف‬
‫السياسة العام للقطاع‪.‬‬

‫لقد شرع في تصميم وننجاز الجدول التحليلي في شهر ديسمبر سنة ‪ 1221‬واستكملت الطبعة‬
‫األولى منه في شهر فبراير ‪ ،31224‬إذا فهو نظام يسمح بـ‪:‬‬

‫‪-‬توفير جميع اإلحصاءات المتعلقة بهذا القطاع‪ ،‬مما ييسر وضع ميزانية عامة ووضعها موضع‬
‫استراتيجية مستقبلية‪.‬‬

‫‪1‬الطيب بلعيز‪ ،‬إصالح العدالة في الجزائر‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.222-222‬‬


‫‪2‬‬
‫‪Modernization au service de la qualite de la justice .P 6.‬‬
‫‪3‬الطيب بلعيز‪ ،‬إصالح العدالة في الجزائر‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص ص ‪.222-221‬‬

‫‪504‬‬
‫عصرنة العدالة في الجزائر‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪-‬تقديم أرقام رئيسية عن القطاع على المستوى المركزي وكذلك على مستوى الجهات القضائية‬
‫والمؤسسات العقابية‪.‬‬

‫بعد وضع جدول الج ارئم‪ ،‬تم استحداث هيكل جديد ونشره على الصعيد المحلي (محاكم‪-‬مجالس)‬
‫وعلى المستوى المركزي (قاعدة بيانات مركزية) من أجل تقديم احصائيات دقيقة عن القضايا الجنائية‪.1‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬نظام المحاكمات المرئية‪.‬‬

‫إن األساس القانوني لهذا اإلجراء هو القانون ‪ 21-25‬المتعلق بعصرنة العدالة في المواد من ‪24‬‬
‫إلى ‪ ،21‬وقد وضعته و ازرة العدل موضع التنفيذ ليس فقط في مجال محاكمة المتهمين بل وحتى لسماع‬
‫الشهود حماية لحقوق الدفاع وتطبيقا للمحاكمة العادلة‪.‬‬

‫كذلك التعديل األخير لقانون اإلجراءات الجزائية لسنة ‪ 1212‬نص هو اآلخر على المحاكمات عن‬
‫بعد ونظمها في الحاالت القصوى أي الضرورة الملحة دون أخذ رأي المتهم من أجل المصلحة العامة‬
‫‪2‬‬
‫وضرورة الصحة العمومية مثل ما حدث خالل فترة جائحة كورونا‪.‬‬

‫لم يقدم المشرع الجزائري تعريفا واضحا للمحادثات المرئية عن بعد لكن اكتفى بذكر شروط‬
‫استعمالها‪ ،‬ووفقا للمادة ‪ 24‬من القانون ‪ 21-25‬فإذا استدعى بعد المسافة ومن أجل السير الحسن‬
‫للعدالة يتم سماع الشهود واألطراف عن طريق المحادثات عن بعد‪ ،‬وفقا لإلجراءات المنصوص عليها‬
‫في قانون اإلجراءات الجزائية‪ ،‬كما يجب التأكد من سرية الوسيلة المستعملة وأمانتها‪ ،‬كما أكد المشرع‬
‫على تسجيل كل ما تم عبر المحادثات عن بعد في دعامات ترفق مع ملف اإلجراءات‪ ،‬أي حفظ‬
‫التصريحات في دعامة إلكترونية‪ ،‬وأيضا كتابة كل التصريحات على محضر يوقع من طرف القاضي‬

‫‪1‬‬
‫‪MODERNISATION AU SERVICE DE LA JUSTICE, P 6.‬‬
‫‪2‬د‪.‬ب‪ ،‬مقابلة مع قاضية في مديرية العصرنة‪ ،‬بتاريخ ‪.1212-22-22‬‬

‫‪505‬‬
‫عصرنة العدالة في الجزائر‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫المكلف بالملف وأمين الضبط‪ ،‬وذلك حفاظا على أمانة التحقيقات وسالمة الملفات حتى لو ضاعت‬
‫الدعامة اإللكترونية توجد الورقية‪ ،‬وقد حدد المشرع الحاالت التي يتم فيها اللجوء إلى هذه اآللية وهي‪:‬‬

‫‪-‬يمكن لقاضي التحقيق اللجوء إليها الستجواب وسماع شخص وفي إجراء مواجهات بين عدة أشخاص‪.‬‬

‫‪-‬يمكن لجهة الحكم أن تلجأ الى المحادثات عن بعد لسماع الشهود واألطراف المدنية والخبراء‪.‬‬

‫‪ -‬يمكن لجهة الحكم المختصة بقضايا الجنح أن تلجأ إليها أيضا لتلقي تصريحات متهم محبوس إذا‬
‫وافق هو والنيابة العامة على ذلك‪.1‬‬

‫مع ضرورة اإلشارة أن االستماع واالستجواب والمواجهة باستعمال هذه التقنية تتم بمقر المحكمة‬
‫األقرب من مكان إقامة المعني لتلقي تصريحاته‪ ،‬مع وجوب حضور وكيل الجمهورية المختص إقليميا‬
‫الذي بدوره يتحقق من هوية المعني ويحرر محض ار عن ذلك‪.‬‬

‫أما إذا كان الشخص المسموع إليه محبوسا فتتم المحادثة عن بعد من المؤسسة العقابية التي يوجد‬
‫فيها وفقا لإلجراءات المقررة قانونا‪.2‬‬

‫أما بالنسبة لسماع الشاهد والذي نعني به أي طرف خبير‪ ،‬فهي ليست شهادة إلكترونية بل يأتي‬
‫ويقف أمام القاضي لإلدالء بشهادته باعتباره طرفا في الملف بعد استدعائه من طرف المحكمة‪ ،‬كما‬
‫يمكنه أيضا التوجه إلى أي جهة قضائية قريبة له ألنه مثال يمكن أن يكون في وهران واالستماع يكون‬
‫في الجزائر العاصمة فيتوجه إلى قاضي تحقيق محكمة وهران ويطلب شهادة عن بعد عن طريق‬
‫المحاكمات االفتراضية ليتم االستماع إلى شهادته‪ ،‬وهي أيضا نوع من أنواع حماية الشهود وتخفيف‬
‫عبء السفر وطول المسافة عليهم‪.3‬‬

‫‪1‬المادة ‪ 25‬من القانون ‪ ،21-25‬المرجع السابق‪.‬‬


‫‪2‬القانون ‪ 21-25‬المتعلق بعصرنة العدالة‪ ،‬نفس المرجع‪.‬‬
‫‪3‬المادة ‪ 25‬من القانون ‪ ،21-25‬نفس المرجع‪.‬‬

‫‪506‬‬
‫عصرنة العدالة في الجزائر‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫لقد تم االعتماد على هذه التقنية الحديثة في جلسات المحاكم بتوفير العتاد الالزم من قاعات مجهزة‬
‫بأحدث التقنيات الالزمة للمحادثات المرئية وأيضا تأهيل وتدريب موظفين متخصصين لهذه التقنية‪،‬‬
‫ونظ ار لما خلفته جائحة كورونا على كل العالم أصبح لزاما تطبيق هذه التقنية على أرض الواقع بعد‬
‫توقف كل النشاطات وتعطل العمل القضائي الذي أدى إلى ضياع حقوق المتقاضين‪ ،‬وبذلك بدأ اللجوء‬
‫إلى هذا النوع من المحاكمات بصورة الزمة للمحافظة على المحاكمة العادلة بحضور المتهمين وأطراف‬
‫الخصومة‪ ،‬وبهذا تمت المحافظة على حقوق المواطنين من جهة ومسايرة العمل القضائي من جهة‬
‫أخرى‪ ،‬فاألهداف المرجوة من هذا اإلجراء‪:‬‬

‫‪-‬تسهيل اإلجراءات القانونية لصالح المواطن‪.‬‬

‫‪-‬تنظيم التجارب عن بعد‪.‬‬

‫‪-‬تجنب نقل المعتقل أو الشاهد من بلدة إلى أخرى لسماعه أو محاكمته‪.‬‬

‫‪-‬اإلدارة الجيدة لقطاع العدالة‪.‬‬

‫‪-‬يمكن للمحكمة أيضا استخدام مؤتمر الفيديو لسماع الشهود واألطراف المدنية والخبراء‪.‬‬

‫‪-‬تسهيل اإلجراءات القانونية وتقريب العدل من المواطن‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫تم وضع هذا االجراء موضع الخدمة ابتداءا من الربع األول لسنة ‪.1225‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Ministere de la justice, MODERNISATION AU SERVICE DE LA QUALITE DE LA JUSTICE, P35.‬‬

‫‪507‬‬
‫عصرنة العدالة في الجزائر‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫المبحث الثالث‪ :‬الخدمات اإللكترونية الموجهة للجمهور‪.‬‬

‫تعد الخدمة النوعية المحاطة بالضمانات الضرورية الهدف الرئيسي لعصرنة القطاع لتحقيق خدمة‬
‫عمومية قضائية رقمية‪ ،‬فكل البنى التحتية اإللكترونية من شبكة قطاعية وقواعد بيانات مركزية و ‪...‬إلخ‬
‫التي وضعتها الو ازرة في مجال تسيير العمل القضائي تهدف باألساس إلى تقديم خدمات إلكترونية عن‬
‫بعد تخدم الصالح العام على قدر من المساواة والشفافية والموضوعية‪.‬‬

‫سعت و ازرة العدل إلى وضع مواقع ومنصات إلكترونية تمكن المواطنين من الحصول على الخدمات‬
‫دون الحاجة للتنقل إلى مقر الجهات القضائية‪ ،‬ويجب اإلشارة أن أهم الخدمات اإللكترونية تقدم من قبل‬
‫المحاكم والمجالس القضائية‪ ،‬أما الو ازرة والقنصليات فانفردت كل واحدة باستصدار وتقديم نوع أو نوعين‬
‫من الخدمات والشهادات فقط‪.‬‬

‫إن أهم الخدمات اإللكترونية لو ازرة العدل تقدمها المحاكم والمجالس القضائية باعتبارها الجهات‬
‫القضائية األكثر تعامال مع المواطنين وهي التي تطرق لها المطلب األول‪ ،‬أما الخدمات الممنوح‬
‫إختصاص تقديمها لجهات معينة أي التي تنفرد بها جهات قضائية دون أخرى تم التطرق لها في‬
‫المطلب الثاني‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬الخدمات اإللكترونية المشتركة بين المحاكم والمجالس القضائية‪.‬‬

‫يعد إدخال تكنولوجيا اإلعالم واالتصال لقطاع العدالة وسيلة للوصول إلى عدالة في متناول الجميع‬
‫بسرعة ودرجة عالية من الفاعلية‪ ،‬على هذا األساس تم وضع جملة من الخدمات اإللكترونية عبر‬
‫األنترنت أغلبها خدمات مشتركة بين المحاكم والمجالس القضائية لتلبية احتياجات المواطنين‪ ،‬أي يمكن‬
‫الحصول عليها بالتسجيل في الموقع اإللكتروني للمحكمة أو المجلس القضائي الموجودين داخل اإلقليم‬
‫الجغرافي لوالية إقامتك‪ ،‬دون إغفال الخدمات اإللكترونية المقدمة من طرف الو ازرة والقنصليات‪.‬‬

‫‪508‬‬
‫عصرنة العدالة في الجزائر‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫تجدر اإلشارة أن الخدمات المقدمة من طرف الو ازرة والجهات القضائية التابعة لها تستلزم أن يتوجه‬
‫المواطن للجهة القضائية األقرب إليه لتسجيل نفسه فيها حتى يتمكن من الولوج إلى المنصة الخاصة‬
‫بالو ازرة واالستفادة من الخدمات اإللكترونية كما أشرنا مسبقا‪.1‬‬

‫بعد التسجيل األول للمواطن أي بعد تقديمه رقم الهاتف الشخصي ومأل االستمارة المقدمة له يتحصل‬
‫على رقم سري أولي للدخول إلى األرضية اإللكترونية‪ ،‬أما الرقم الثاني الذي يمكنه من الدخول إلى‬
‫الباب التالي للحصول على الخدمات اإللكترونية مباشرة الموجودة في الموقع (الجنسية‪ ،‬التجنس‪ ،‬صحيفة‬
‫القضائية‪ ،‬وغيرها) فيتم إرساله له عبر رسالة نصية تحمل الرقم السري واسم المستخدم‪ ،‬فالتأمين هنا‬
‫يكون مزدوج لهذا تم وضع رقمين سريين األول يمنحه له موظف الجهة القضائية بمجرد تسجيله واآلخر‬
‫يصله عبر الهاتف عن طريق ال‪ ،sms2‬وبالتالي تتمثل الخدمات المقدمة والتي تم التطرق لها في هذا‬
‫المطلب‪:‬‬

‫النيابة اإللكترونية في الفرع األول‪ ،‬وصحيفة السوابق القضائية في الفرع الثاني‪ ،‬ونسخ من عقود‬
‫المحاكم الشرعية في الفرع الثالث‪ ،‬ونسخة من مرسوم التجنس في الفرع الرابع‪ ،‬وسحب األحكام من‬
‫طرف المحامين في الفرع الخامس‪ ،‬وآخرها التصحيح اإللكتروني لألخطاء الواردة في سجالت الحالة‬
‫المدنية في الفرع السادس‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬النيابة اإللكترونية‪.‬‬

‫النيابة اإللكترونية هي عبارة عن واجهة للتعامل مع النيابات ووسيط بين المواطن والنيابة‪ ،3‬تسمى‬
‫بالشكوى عبر األنترنت‪ ،‬فعوض التنقل إلى المحكمة نقوم برفع الشكوى إلكترونيا عن طريق تطبيقة‬

‫‪1‬د‪.‬ب‪ ،‬مقابلة مع قاضية من مديرية العصرنة‪ ،‬المرجع السابق‪.‬‬


‫‪2‬س‪.‬ك‪ ،‬مقابلة مع قاضية من مديرية العصرنة‪ ،‬المرجع السابق‪.‬‬
‫‪3‬مقابلة مع األمين العام لمديرية العصرنة‪ ،‬المرجع السابق‪.‬‬

‫‪509‬‬
‫عصرنة العدالة في الجزائر‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫النيابة اإللكترونية التي أتاحتها و ازرة العدل عبر موقعها الخاص‪ ،‬ونراقب مآلها‪ ،‬فنحدد المحكمة ونرسل‬
‫الشكوى‪ ،‬ثم يقوم وكيل الجمهورية بدراستها وفقا للسلطة التقديرية المخولة له‪ ،‬ومن خالل الواجهة الخاصة‬
‫به (كل وكيل جمهورية على مستوى المجلس له واجهة خاصة به)‪ ،‬ليقرر ما يجب القيام به إما أن‬
‫يعطي تعليمات أو يأمر الضبطية القضائية بسماع شخص أو يرسل للمعني استدعاء أو إخطا ار لسماعه‪،‬‬
‫أي على حسب السلطة التقديرية للنيابة‪ ،‬كما يرسل له ويمكنه من االطالع على مآل شكواه أيضا‬
‫إلكترونيا‪ ،1‬أو يطلب من المعنى الوثائق الثبوتية لتدعيم شكواه‪ ،‬أي أنه يأخذ كل اإلجراءات المناسبة‬
‫قبل مرحلة جدولة القضية وتحديد معاد للجلسة‪ ،‬ووكيل الجمهورية هنا يوجه المعني هل هي قضية‬
‫تستدعي تدخل النيابة أم هو نزاع مدني فقط‪ ،‬أو يوجهك إلى القسم العقاري‪ ،‬وفي حالة عدم تدخل النيابة‬
‫يتم حفظ الشكوى وتبليغه بمقرر الحفظ‪ ،‬أي يتم فرز الملفات‪.‬‬

‫الشكوى يمكن أن تكون من أي والية فهي ال تستدعي الحضور الشخصي ألنها إلكترونية‪ ،‬وبعد‬
‫النظر فيها يتم الرد عليه أحيانا أنه يجب الحضور الشخصي لتأكيد الشكوى‪ ،‬ألن هناك أمور تستلزم‬
‫الحضور الشخصي‪ ،‬أو يتم مباشرة قبول الشكوى ويتم إرسالها إلى الضبطية القضائية لسماع ‪ x‬و‪y‬‬
‫المقدمة الشكوى ضدهم‪ ،‬ونذا تمت جدولة القضية وتحديد الجلسة يتم موافاتك الحقا باالستدعاء‪ ،‬لكن‬
‫‪2‬‬
‫الحضور المادي ضروري في الجلسات‪.‬‬

‫بالنسبة للخطوات المتبعة لرفع شكوى عن طريق النيابة اإللكترونية فهي‪:‬‬

‫يمكن لكل شخص طبيعي أو معنوي (اإلدارات والمؤسسات‪ ،‬الشركات الخاصة والجمعيات‪ )… ،‬تقديم‬
‫شكوى أو عريضة أمام النيابة إلكترونيا‪ ،‬باتباع الخطوات التالية‪:‬‬

‫‪1‬د‪.‬ب‪ ،‬مقابلة مع قاضية في مديرية العصرنة‪ ،‬بتاريخ ‪.1212-22-22‬‬


‫‪2‬مقابلة مع األمين العام لمديرية عصرنة العدالة‪ ،‬المرجع السابق‪.‬‬

‫‪510‬‬
‫عصرنة العدالة في الجزائر‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪ -‬يتم الولوج إلى أرضية النيابة اإللكترونية المخصصة لهذا الغرض‪ ،‬والمتاحة عبر البوابة اإللكترونية‬
‫لو ازرة العدل‪ ،‬ثم النقر على خانة “تسجيل شكوى أو عريضة‪”.‬‬

‫‪ -‬بعدها يتوجب ملء استـمـارة “تسجيل شكوى‪/‬عريضة عن بعد”‪ ،‬بإدخال البيانات الشخصية الخاصة‬
‫بهويته كاملة‪ ،‬وعنوان إقامته‪ ،‬ورقم هاتفه المحمول‪ ،‬وكذا عنوان بريده اإللكتروني‪ ،‬إن وجد‪ ،‬والنقر على‬
‫الزر ”‪ ،“OK‬الذي يظهر في نافذة تأكيد المعلومات المدخلة فتظهر مباشرة‪ ،‬نافذة تبين إرسال رمز‬
‫التأكيد‪ ،‬الذي يصله في هاتفه المحمول‪ ،‬وكذا عبر بريده اإللكتروني‪.‬‬

‫‪ -‬فور تلقيه رمز التأكيد المذكور‪ ،‬يصبح بإمكانه إدراج البيانات المتعلقة بالشكوى‪ ،‬وذلك باتباعه اآلتي‪:‬‬

‫‪-‬بعد إدراج رمز التأكيد المرسل إليه ثم النقر على زر “التالي”‪ ،‬إلدخال البيانات الخاصة‬
‫بالشكوى‪/‬العريضة‪ ،‬والمتمثلة في‪ :‬اختيار الجهة القضائية الموجه إليها الشكوى‪/‬العريضة‪ ،‬تحديد نوع‬
‫الشكوى‪/‬العريضة وندخال مضمونها‪ ،‬تحميل المرفقات‪ ،‬أي وثائق اإلثبات المدعمة للشكوى‪/‬العريضة‪،‬‬
‫إن وجدت‪ ،‬وأخي ار النقر عل الزر تسجيل‪.‬‬

‫‪-‬فيتم تحويل هذه الشكوى‪/‬العريضة‪ ،‬بصفة آلية إلى ممثل نيابة الجهة القضائية الموجة إليها‬
‫الشكوى‪/‬العريضة (وكيل الجمهورية بالمحكمة أو النائب العام بالمجلس القضائي) التخاذ اإلجراء‬
‫المناسب والتصرف فيها‪ ،‬بعد ذلك‪ ،‬تظهر للمعني نافذة تؤكد تسجيل الشكوى بنجاح‪ ،‬ويظهر له وصل‬
‫التسجيل يحتوي على اسم المستخدم وكلمة المرور‪ ،‬قابلة للطباعة‪ ،‬ويتعين على مقدم الشكوى االحتفاظ‬
‫به للولوج بعد ذلك‪ ،‬وفي أي وقت يريده‪ ،‬إلى فضاء “مآل شكوى أو عريضة ”عبر رابط أرضية النيابة‬
‫اإللكترونية‪ ،‬لالطالع على مآل شكواه‪ ،‬كما يتم إعالم المعني بمآل شكواه أيضا عبر رسالة نصية قصيرة‬
‫)‪(SMS‬و‪/‬أو عبر بريده اإللكتروني‪.1‬‬

‫‪1‬موقع و ازرة العدل‪ ،‬تاريخ االطالع ‪https://www.mjustice.dz/ar:1212-22-12‬‬

‫‪511‬‬
‫عصرنة العدالة في الجزائر‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬صحيفة السوابق القضائية‪.‬‬

‫أول خطوات عصرنة الخدمات القضائية بدأت بوضع قاعدة بيانات مركزية على مستوى المركز‬
‫وهي قاعدة بيانات وطنية موحدة وبيومترية تضم السجل العدلي القضائي على مستوى وطني ممركز‬
‫وموحد‪ ،‬وأي تحيين من قبل الجهات القضائية يتم آليا على مستوى القاعدة المركزية ألنها قاعدة بيانات‬
‫واحدة‪ ،‬ما سمح بإمكانية سحب الصحيفة القضائية واالطالع عليها من أي مكان عبر األنترنت‪ ،1‬وهذا‬
‫نتيجة التنسيق التقني في مجال رقمنة الحالة المدنية بين مصالح و ازرة العدل ومصالح و ازرة الخارجية‬
‫والجماعات المحلية أين أصبحت القاعدتان المركزيتان (الحالة المدنية والسجل العدل) متالزمتين في‬
‫العمل القضائي‪ ،‬بحيث يتم التأكد من هوية المعني بالصحيفة القضائية من خالل سجله المدني‪ ،‬وعلى‬
‫هذا األساس تغيرت النظرة للخدمات وأصبح السعي لإلعفاء النهائي من الوثائق‪.2‬‬

‫كما تم حديثا استحداث خدمة الحصول على الصحيفة القضائية موقعة ومصادق عليها من طرف‬
‫و ازرة العدل عبر األنترنت دون الحاجة لالنتقال إلى أي جهة قضائية‪ ،‬بشرط التسجيل المسبق في البوابة‬
‫اإللكترونية للخدمات القضائية الخاصة بالو ازرة‪.‬‬

‫أوال‪ .‬سحب صحيفة السوابق القضائية (القسيمة رقم ‪ )3‬الموقعة إلكترونيا عبر األنترنت‪:‬‬

‫مكنت هذه التطبيقة المواطنين منذ الربع األول لعام ‪ 1225‬من الحصول على هاته الخدمة إلكترونيا‬
‫دون ما الحاجة للذهاب إلى المحكمة‪ ،‬وذلك بفضل تسجيلها وتخزينها في قاعدة البيانات المركزية‬
‫الخاصة بالسجل العدلي‪ ،3‬وتتمثل اإلجراءات المتبعة الستخراجها إلكترونيا بـ‪:‬‬

‫‪1‬د‪.‬ب‪ ،‬مقابلة مع قاضية من مديرية عصرنة العدالة‪ ،‬بتاريخ ‪.1212-22-22‬‬


‫‪2‬مقابلة مع األمين العام لمديرية العصرنة‪ ،‬بتاريخ ‪.1212-22-22‬‬
‫‪3‬‬
‫‪Ministere de la justice, MODERNISATION AU SERVICE DE LA QUALITE DE LA JUSTICE, P13.‬‬

‫‪512‬‬
‫عصرنة العدالة في الجزائر‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫يمكن لكل جزائري أو أجنبي مقيم بالجزائر‪ ،‬أن يطلب ويتلقى‪ ،‬عن طريق األنترنت‪ ،‬القسيمة – رقم‬
‫‪ – 1‬من صحيفة السوابق القضائية الخاصة به‪ ،‬متى كانت خالية من أي عقوبة‪ ،‬وذلك بقيامه مرة‬
‫واحدة فقط‪ ،‬بالخطوات اآلتية‪:‬‬

‫‪ -2‬بداية يجب أن يتقرب المواطن من شباك أي مجلس قضائي أو محكمة عبر التراب الوطني‪ ،‬مرفقا‬
‫بالوثائق الثبوتية التالية‪:‬‬

‫– بطاقة رسمية للهوية‪.‬‬

‫– شهادة ميالد‪.‬‬

‫‪ -‬رقم الهاتف المحمول الشخصي‪.‬‬

‫– ما يثبت اإلقامة بصفة قانونية بالنسبة لألجانب المقيمين بالجزائر‪.‬‬

‫‪ -1‬بعد استالم أمين الضبط المستند الورقي المقدم‪ ،‬يقدم له صك يحتوي على اللقب واالسم الشخصيين‪،‬‬
‫واسم المستخدم وكلمة مرور شخصيين وسريين‪.‬‬

‫‪-1‬بعدها يتلقى عبر هاتفه المحمول‪ ،‬خالل ثمان وأربعين (‪ )42‬ساعة الموالية‪ ،‬رسالة نصية‬
‫قصيرة (‪ )SMS‬بها اسم مستخدم وكلمة مرور شخصيان آخران‪ ،‬جديدان وسريان‪ ،‬للمحافظة على سرية‬
‫الخدمة‪ ،‬وفور تلقيه السم المستخدم وكلمة المرور الجديدين عبر هاتفه المحمول‪ ،‬يصبح بإمكانه الولوج‬
‫إلى خدمة طلب وتلقي صحيفة السوابق القضائية عن طريق األنترنت‪ ،1‬على موقع و ازرة العدل‪ ،‬وذلك‬
‫بإتباعه اآلتي‪:‬‬

‫– الدخول إلى البوابة‪https://portail.mjustice.dz :‬‬

‫‪1‬د‪.‬ب‪ ،‬مقابلة مع قاضية من مديرية العصرنة‪ ،‬المرجع السابق‪.‬‬

‫‪513‬‬
‫عصرنة العدالة في الجزائر‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫– إدراج اسم المستخدم وكلمة المرور المرسلين عبر ‪.SMS‬‬

‫– النقر على زر الدخول لظهور عدة روابط المتواجدة في بوابة الو ازرة‪.‬‬

‫‪ -‬النقر على الرابط بعنوان “سحب صحيفة السوابق القضائية”‪.‬‬

‫– بالنقر على هذا الرابط‪ ،‬تظهر “نافذة” مطلوب فيها إدخال اسم المستخدم وكلمة المرور‪ ،‬المسجلين‬
‫بالمستند الورقي (الصك الورقي) المسلم من طرف أمين الضبط‪.‬‬

‫– بعدها يتم النقر على زر التحميل لتظهر مباشرة على شاشة الحاسوب القسيمة رقم ‪ 1‬لصحيفة السوابق‬
‫القضائية‪ ،‬في شكل “‪ ”PDF‬موقعة إلكترونيا وعليها “كود أبار” (‪ )Code à barres‬قابلة للسحب‬
‫‪1‬‬
‫والطباعة‪.‬‬

‫ثانيا‪ .‬السماح للمواطنين الجزائريين المقيمين بالخارج من سحب الصحيفة رقم ‪ 3‬من السجل القضائي‬
‫موقعة إلكترونيا عبر األنترنت‪ :‬فبفضل التوقيع االلكتروني سمحت و ازرة العدل من تقديم خدمة جديدة‬
‫عن بعد لفائدة الجزائريين المقيمين بالخارج‪ ،‬هذا اإلجراء دخل حيز التنفيذ في ‪ 12‬أكتوبر ‪ ،1225‬ويتم‬
‫حاليا تكييفه في جميع أنحاء العالم‪ ،‬وذلك بهدف‪:‬‬

‫‪-‬تسهيل الحصول على صحيفة السوابق القضائية رقم ‪ 1‬عبر األنترنت‪.‬‬

‫‪1‬موقع و ازرة العدل‪ ،‬تاريخ االطالع ‪https://www.mjustice.dz/ar:1212-22-12‬‬


‫يجب معرفة أن‪:‬‬
‫أ“ ‪-‬العقوبات المقيدة في صحيفة السوابق القضائية ال يمكن أن تشكل بأي صفة مانعا لتوظيف األشخاص الذين تتعلق بهم لدى اإلدارات أو‬
‫المؤسسات العمومية ما لم تتنافى الجريمة المرتكبة مع الوظيفة المراد شغلها‪.‬‬
‫كما ال يمكن أن تشكل عائقا لممارسة نشاط اجتماعي او اقتصادي او نشاط في مؤسسات القطاع الخاص ما لم ينص القانون على خالف‬
‫ذلك”…‪”.‬م ‪ 125‬مكرر ق ا ج”‬
‫ب ‪-‬يمكن كل شخص أن يحاط علما بالبيانات المدونة في القسيمة رقم ‪ 21‬من صحيفة سوابقه القضائية بناء على طلب يوجه إلى النائب العام أو‬
‫الى وكيل الجمهورية ألي جهة قضائية أو الى القاضي المكلف بالمصلحة المركزية لصحيفة السوابق القضائية‪ ،‬إذا كان المعني مولودا بالخارج‪ ،‬ال‬
‫تسلم بأي حال من األحوال للمعني نسخة من القسيمة رقم ‪.21‬‬

‫‪514‬‬
‫عصرنة العدالة في الجزائر‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪-‬تبسيط إجراءات الحصول على المستند لمعالجة مشكلة الطرد‪.‬‬

‫‪-‬تعميم الخدمات القانونية لفائدة المقيمين بالخارج‪.1‬‬

‫‪-‬تكريس آليات اإلعالم واالتصال الحديثة في المجال القضائي‪.‬‬

‫‪-‬اعفاء المقيمين بالخارج من السفر إلى القنصليات تفاديا لمشاكل بعد المسافة‪.‬‬

‫أما بالنسبة لإلجراءات المتبعة للحصول على هذه الخدمة فهي‪ :‬لكي يستفيد المواطنون األجانب‬
‫من هذه الخدمة الجديدة يجب اتباع اإلجراءات التالية‪:‬‬

‫‪-‬أوال يجب أن يحضر الشخص المعني إلى القنصلية مصحوبا بوثائق تثبت هويته‪ ،‬حيث يقوم المندوب‬
‫الدبلوماسي بتسجيل بياناته‪ ،‬ثم يقوم بإرسالها إلكترونيا إلى التطبيق المخصص لهذا الغرض على مستوى‬
‫الو ازرة‪.‬‬

‫‪-‬بعد ذ لك‪ ،‬ترسل و ازرة العدل اسم المستخدم وكلمة المرور إلكترونيا إلى المندوب الدبلوماسي‪ ،‬الذي‬
‫يقدمهما إلى الشخص المعني‪ ،‬ليتلقى بعد ذلك خالل ‪ 42‬ساعة اسم مستخدم ثان وكلمة مرور جديدة‬
‫للسماح له بالوصول إلى شبكة األنترانت الخاصة بو ازرة العدل وسحب صحيفة السوابق القضائية الخاصة‬
‫‪2‬‬
‫به موقعة إلكترونيا‪.‬‬

‫ثالثا‪ .‬صحيفة السوابق القضائية للشخص المعنوي‪:‬‬

‫تم استحداث وتوفير مستخرج صحيفة السوابق القضائية للشخص المعنوي مؤخرا‪ ،‬من خالل تمكين‬
‫أغلبية المؤسسات العمومية مثل السجل التجاري‪ ،‬و ازرة الداخلية‪ ،‬و ازرة الدفاع‪ ،‬المديرية العامة لألمن‬
‫وغيرها‪ ،‬من استخراج الصحيفة القضائية عبر األنترنت فلهم حق االطالع واالستخ ارج من قاعدة البيانات‬

‫‪1‬‬
‫‪MODERNISATION AU SERVICE DE LA JUSTICE, P 15.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪MODERNISATION AU SERVICE DE LA JUSTICE, P 29-30.‬‬

‫‪515‬‬
‫عصرنة العدالة في الجزائر‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫المركزية‪ ،1‬أي تم االستغناء عن الطريق التقليدية باإلرسال بناء على طلب إلى النيابة العامة‪ ،‬إلى‬
‫القضاة ووزير الداخلية ووزير المالية ووزير التجارة واإلدارات والمؤسسات العمومية التي تتلقى عروض‬
‫الصفقات العمومية‪ ،‬وبالتالي فإن المؤسسات العمومية واإلدارات بإمكانها الحصول على نسخة موقعة‬
‫إلكترونيا من قاعدة البيانات المركزية الخاصة بالو ازرة‪.‬‬

‫كما كان يسلم المستخرج أيضا للممثل القانوني للشخص المعنوي أو من ينوبه بعد التأكد من هويته‬
‫وصفته هذا ما أكدته المادة ‪ 154‬من قانون اإلجراءات الجزائية‪ ،2‬أما اآلن فأصبحت كل التعامالت تتم‬
‫إلكترونيا أوال من أجل التخفيف على المواطنين من عبئ استخراجها وتكملة الملف المطلوب‪ ،‬وثانيا‬
‫لتسهيل أعمال اإلدارات وتسريعها‪.‬‬

‫أهم خطوة قامت بها الو ازرة للوصول إلى هذه النتيجة هي أن األرضية اإللكترونية لشبكة و ازرة العدل‬
‫هي شبكة قط اعية مربوطة بواسطة األلياف البصرية وتدفقها عالي جدا يتناسب مع كل المتطلبات‪،3‬‬
‫ألن كل قواعد البيانات هي موجودة على مستوى األرضية الرسمية لو ازرة العدل‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬نسخ من عقود المحاكم الشرعية‪ ،‬ونسخة من مرسوم التجنس‪.‬‬

‫يتم استخراج نسخ من عقود المحاكم الشرعية‪ ،‬ونسخة من مرسوم التجنس‪ ،‬طبقا لـ‪:‬‬

‫أوال‪ .‬نسخ من عقود المحاكم الشرعية‪:‬‬

‫هي العقود القديمة جدا التي كانت خالل الفترة االنتقالية بعد استقالل الجزائر أين لم توجد بعد‬
‫المحاكم بالمعنى القانوني‪ ،‬هذه الوثائق كانت في األرشيف الورقي لو ازرة العدل وللحصول عليها البد‬

‫‪1‬د‪.‬ب‪ ،‬مقابلة مع قاضية بمديرية العصرنة‪ ،‬بتاريخ ‪.1212-22-22‬‬


‫‪2‬موقع و ازرة العدل‪ ،‬تاريخ االطالع‪https://www.mjustice.dz/ar :1212-22-12 :‬‬
‫‪3‬د‪.‬ب‪ ،‬مقابلة مع قاضية في مديرية العصرنة‪ ،‬نفس المرجع‪.‬‬

‫‪516‬‬
‫عصرنة العدالة في الجزائر‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫من تقديم طلب للو ازرة فهي المعنية الوحيدة بتقديمها‪ ،‬أما اآلن فال‪ ،‬بفضل اإلدارة اإللكترونية ورقمنة‬
‫األرشيف القضائي تم رقمنها عن طريق نسخها بأجهزة السكانير وجمعها في قاعدة بيانات وطنية‪،‬‬
‫‪1‬‬
‫وبالتالي يمكنك الحصول عليها من أي محكمة أو مجلس قضائي عبر التراب الوطني‪.‬‬

‫وبالتالي يمكن لكل مواطن أو ذوي حقوق استخراج نسخ عن عقود المحاكم الشرعية المتعلقة بحالة‬
‫األشخاص وتصرفاتهم ضمن عالقاتهم الشخصية‪ ،‬من زواج وطالق ووصايا وفرائض …إلخ‪ ،‬والتي تم‬
‫تحريرها خالل الفترة (‪ )2925-2912‬شهر فبراير‪ ،‬من و ازرة العدل أو أي جهة قضائية (محاكم‬
‫ومجالس قضائية)‪.‬‬

‫وللحصول عليها‪ ،‬يتعين اإلدالء بالبيانات الشخصية والبيانات الخاصة بالعقد وتحديد الجهة التي‬
‫سيتم فيها استالمها‪ ،‬ضمن االستمارة اإللكترونية‪ ،‬حيث يتم سحب نسخة العقد من الجهة التي اختير‬
‫استالمها منها‪ ،‬في أجل خمسة عشر يوما من تاريخ مأل االستمارة اإللكترونية‪.‬‬

‫‪-‬يتم استالم المستخرج بعد تقديم نسخة لبطاقة الهوية الوطنية لطالب المستخرج والتوقيع على استالمه‬
‫وذلك دون دفع مصاريف‪.2‬‬

‫ثانيا‪ .‬نسخة من مرسوم التجنس‪:‬‬

‫يمكن سحب نسخة طبق األصل من مرسوم التجنس بالجنسية الجزائرية‪ ،‬لصاحبها‪ ،‬آنيا‪ ،‬عبر الموقع‬
‫اإللكتروني لو ازرة العدل‪ ،‬وذلك بعد قيام المعني‪ ،‬مرة واحدة فقط‪ ،‬بالتقرب شخصيا من شباك أي محكمة‬
‫(جهة قضائية) عبر التراب الوطني‪ ،‬مرفوقا بالوثائق المطلوبة منه ليقدم له صك يتضمن اللقب واالسم‬
‫الشخصيين‪ ،‬مع اسم المستخدم وكلمة المرور‪.‬‬

‫‪1‬س‪.‬ك‪ ،‬مقابلة مع قاضية في مديرية العصرنة‪ ،‬بتاريخ ‪.1212-22-22‬‬


‫‪2‬موقع و ازرة العدل‪ ،‬تاريخ االطالع‪https://www.mjustice.dz/ar :1212-22-12 :‬‬

‫‪517‬‬
‫عصرنة العدالة في الجزائر‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫يتلقى بعد ذلك وخالل ثمان وأربعين )‪(48‬ساعة الموالية رسالة نصية قصيرة)‪ (SMS‬عبر هاتفه‬
‫المحمول‪ ،‬بها اسم مستخدم وكلمة مرور آخران‪ ،‬جديدان وسريان‪ ،1‬أين يصبح بإمكانه الولوج إلى خدمة‬
‫سحب نسخة طبق األصل من مرسوم التجنس بالجنسية الجزائرية عن طريق األنترنت‪ ،‬عبر موقع و ازرة‬
‫‪ ،‬بإدراج اسم المستخدم وكلمة المرور المرسلين‬ ‫العدل ‪https://portail.mjustice.dz‬‬
‫عبر ‪ ،SMS‬ثم الدخول إلى الرابط الخاص بطلب سحب نسخة طبق األصل من مرسوم التجنس‪ ،‬ليتم‬
‫إدخال اسم المستخدم وكلمة المرور‪ ،‬المسجلين بالمستند الورقي المسلم من طرف أمين الضبط‪ ،‬عندئذ‬
‫تظهر على شاشة الحاسوب النسخة المطابقة ألصل مرسوم التجنس بالجنسية الجزائرية لصاحبها‪ ،‬في‬
‫شكل ‪ PDF‬موقعة إلكترونيا وعليها ‪ Code à barres‬قابلة للطباعة والسحب‪.2‬‬

‫الفرع الرابع‪ :‬سحب األحكام من طرف المحامين‪.‬‬

‫تم االنطالق في هذه التقنية منذ ‪ 11‬مايو ‪ ،1225‬وهي تهدف أساسا إلى‪:‬‬

‫‪ -‬تحسين أداء النظام القضائي من خالل تبسيط إجراءات الحصول على المستندات القانونية اتجاه‬
‫الخصوم‪.‬‬

‫‪-‬تعميم استخدام تقنية التوقيع اإللكتروني‪.‬‬

‫‪-‬السماح للمحامين بسحب النسخة العادية من األحكام واألحكام الموقعة إلكترونيا عبر األنترنت‪.‬‬

‫‪-‬استيعاب التدفق إلى المحاكم‪.‬‬

‫‪-‬تشجيع العمل عن بعد‪.3‬‬

‫‪1‬د‪.‬ب‪ ،‬مقابلة مع قاضية من مديرية العصرنة‪ ،‬بتاريخ ‪.1212-22-22‬‬


‫‪2‬موقع و ازرة العدل‪ ،‬تاريخ االطالع‪https://www.mjustice.dz/ar :1212-22-12 :‬‬
‫‪3‬‬
‫‪Ministere de la justice, MODERNISATION AU SERVICE DE LA QUALITE DE LA JUSTICE, P 15.‬‬

‫‪518‬‬
‫عصرنة العدالة في الجزائر‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪-‬المرونة في اإلجراءات القضائية‪.‬‬

‫إذا فالمحامون لديهم خدمة استخراج النسخة العادية عبر األنترنت من أحكام وق اررات قضائية صادرة‬
‫عن الجهات القضائية‪ ،‬فهي إذا قاعدة بيانات خاصة باألحكام موجودة على مستوى كل جهة قضائية‪،‬‬
‫لكن لم يتم بعد جمع كل األحكام فيها‪.‬‬

‫يقوم المحامي بالتقدم إلى المحكمة لتسجيل نفسه للحصول على الخدمات اإللكترونية عن بعد‪،‬‬
‫ويكون ذلك على مستوى المكتب الخاص بالمحامين الموجود في كل محكمة‪ ،‬هذه الخدمة تكون مقررة‬
‫للمحامي الذي لديه عالقة بالقضية ومتؤسس فيها‪ ،‬أما المحامين اآلخرين فال يمكنهم االطالع على‬
‫‪1‬‬
‫األحكام لعدم ارتباطهم بالقضية‪.‬‬

‫لقد أصبحت هذه التقنية اآلن متوفرة على مستوى كل الجهات القضائية وليس فقط المحكمة فحتى‬
‫الق اررات واألحكام الصادرة عن المحكمة العليا ومجلس الدولة الموقعة إلكترونيا يمكن سحبها انطالقا‬
‫للقررات دون الحاجة للتنقل إلى‬
‫من المجالس القضائية وفقا لهذه التقنية‪ ،‬وهنا نتكلم عن النسخة العادية ا‬
‫مقر الجهة القضائية المصدرة لها‪.‬‬

‫بالتالي يمكن للمحامي المسجل بإحدى المنظمات الجهوية للمحامين عبر التراب الوطني‪ ،‬أن يسحب‬
‫النسخ العادية لألحكام والق اررات واألوامر والمحررات القضائية الخاصة بموكليه‪ ،‬آنيا‪ ،‬عبر الموقع‬
‫اإللكتروني لو ازرة العدل‪ ،‬وذلك بعد قيامه‪ ،‬مرة واحدة فقط‪ ،‬بنفس الخطوات المذكورة في الوثائق‬
‫اإللكترونية السابقة‪ ،‬فيتقرب المحامي شخصيا من أمانة الضبط لدى أي جهة قضائية عبر التراب‬
‫الوطني‪ ،‬مرفوقا ببطاقته المهنية‪ ،‬ورقم هاتفه المحمول‪.‬‬

‫المحامي غير المدرج ضمن التطبيقة المعدة لالستفادة من هذه الخدمة اإللكترونية عن بعد‪ ،‬أو المدرج‬
‫بها بمعطيات غير مطابقة للمعلومات الخاصة به‪ ،‬تسلم له استمارة على مستوى أمانة الضبط لملئها‬

‫‪1‬س‪.‬ك‪ ،‬مقابلة مع قاضية من مديرية العصرنة‪ ،‬بتاريخ ‪.1212-22-22‬‬

‫‪519‬‬
‫عصرنة العدالة في الجزائر‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫بالمعلومات المطلوبة أو الصحيحة‪ ،‬والعودة مرة ثانية‪ ،‬في الموعد الذي يحدده له أمين الضبط الستكمال‬
‫الخطوات التالية لحصوله على اسم المستخدم والرقم السري الخاص به‪.1‬‬

‫بعد استكمال كل الخطوات السابقة يصبح بإمكانه الولوج إلى خدمة سحب النسخ العادية لألحكام‬
‫والق اررات واألوامر والمحررات القضائية الخاصة بموكليه‪ ،‬عن طريق األنترنت‪ ،‬عبر موقع و ازرة العدل‪.‬‬
‫وذلك بإتباعه الخطوات التالية‪:‬‬

‫فبعد دخوله إلى البوابة ‪ ،https://portail.mjustice.dz‬يقوم بإدراج اسم المستخدم وكلمة المرور‬
‫المرسلين عبر‪ ، SMS‬ثم الدخول إلى النافذة الثانية‪ ،‬والتي مطلوب فيها إدخال اسم المستخدم وكلمة‬
‫المرور‪ ،‬المسجلين بالمستند الورقي المسلم من أمين الضبط‪ ،‬ثم النقر على زر الـ “الدخول” لفتح صفحة‬
‫االستمارة المطلوب فيها تحديد الجهة القضائية والغرفة‪/‬القسم ونوع الوثيقة وطبيعة القضية ورقم القضية‪،‬‬
‫وأخي ار النقر على زر “التحميل”‪ ،‬لتبدو مباشرة على شاشة الحاسوب الوثيقة القضائية المطلوبة‪ ،‬في‬
‫شكل ”‪“PDF‬موقعة إلكترونيا وعليها – كود أبار )‪ – (Code à barres‬قابلة للطباعة والسحب‪.2‬‬

‫يتم العمل بهذا النهج حاليا وقد بدأ كمرحلة أولية على مستوى ثالثة مواقع تجريبية هي قسنطينة‪،‬‬
‫تيبازة‪ ،‬تلمسان‪ ،‬ليتم تعميمها الحقا في جميع الواليات القضائية‪.3‬‬

‫‪1‬د‪.‬ب‪ ،‬مقابلة مع قاضية من مديرية العصرنة‪ ،‬المرجع السابق‪.‬‬


‫‪2‬موقع و ازرة العدل‪ ،‬تاريخ االطالع‪https://www.mjustice.dz/ar :1212-22-12 :‬‬
‫‪3‬‬
‫‪Ministere de la justice, MODERNISATION AU SERVICE DE LA QUALITE DE LA JUSTICE, P22.‬‬

‫‪520‬‬
‫عصرنة العدالة في الجزائر‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫الفرع الخامس‪ :‬التصحيح اإللكتروني لألخطاء الواردة في سجالت الحالة المدنية‪.‬‬

‫تصحيح الحالة المدنية في القديم كان يتطلب العديد من اإلجراءات بينما حاليا يمكن تقديمه في ‪5‬‬
‫قنوات وهي المحكمة أو البلدية أو القنصلية إذا كان مقيما بالخارج‪ ،‬أو يقدم للو ازرة أو المجالس القضائية‪،‬‬
‫كل هذه الطلبات يتم صبها في قاعدة معطيات واحدة ليتم النظر فيها‪.‬‬

‫أيضا في حالة طلب تصحيح إلكتروني لخطأ في سجل الحالة المدنية ويكون الخطأ ماديا يتم‬
‫االرسال من المحكمة إلى البلدية بطريقة إلكترونية‪ ،‬ألنه من المفروض حاليا البلديات هي التي تسترجع‬
‫أوامر التصحيح أي يوافوك بالتصحيح بعد إخطارك بأنه قد تم إرسال أمر التصحيح إليهم فيما يخص‬
‫ذلك الخطأ وأن قد تم تصحيحه من قبلهم‪ ،‬وتقدم لك نسخة من العقد المصحح‪ ،‬وبالتالي تم تبسيط‬
‫‪1‬‬
‫المسار أي يكون بطلب إلكتروني ثم ترفق الوثائق وتصب في المحكمة‪.‬‬

‫إن طلب تصحيح األخطاء الواردة في سجل الحالة المدنية (شهادة الميالد‪ ،‬الزواج أو الوفاة) يجب‬
‫أن يرفق حسب الحالة بالوثائق الالزمة‪ ،‬ويتم تقديمه مباشرة على مستوى المحاكم‪ ،‬ولالستفادة من هذه‬
‫الخدمة عبر اإلنترنت‪ ،‬يجب القيام مرة واحدة فقط‪ ،‬بنفس الخطوات المتبعة الستخراج الوثائق السابقة‬
‫الذكر فيتعين عليه التقرب من شباك أي محكمة أو مجلس قضائي عبر التراب الوطني‪ ،‬مرفوقا ببطاقة‬
‫رسمية للهوية‪ ،‬وشهادة ميالد‪ ،‬ورقم هاتفه المحمول الشخصي‪ ،‬ثم يستلم من أمين الضبط‪ ،‬مستندا ورقيا‪،‬‬
‫يتضمن اللقب واالسم الشخصيين‪ ،‬واسم المستخدم وكلمة مرور شخصيين‪ ،‬ليتلقى بعد ذلك رسالة نصية‬
‫قصيرة )‪ (SMS‬عبر هاتفه المحمول‪ ،‬خالل ثمان وأربعين (‪ )42‬ساعة الموالية‪ ،‬بها اسم مستخدم وكلمة‬
‫مرور شخصيان آخران‪ ،‬جديدان وسريان‪ ،‬وهنا يصبح بإمكانه الولوج إلى خدمة التصحيح اإللكتروني‬
‫‪2‬‬
‫لألخطاء الواردة في سجالت الحلة المدنية‪ ،‬على موقع و ازرة العدل‪https://portail.mjustice.dz‬‬

‫م‪.‬م ‪ ،‬مقابلة مع األمين العام لمديرية العصرنة‪ ،‬بتاريخ ‪.1212-22-22‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪2‬موقع و ازرة العدل‪ ،‬تاريخ االطالع ‪https://www.mjustice.dz/ar :1212-22-12‬‬

‫‪521‬‬
‫عصرنة العدالة في الجزائر‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫مع ا لعلم أنه بعد الحكم سواءا بالتصحيح لألخطاء الواردة في السجل الحالة المدنية أم ال يتم إبالغ‬
‫الشخص بالحكم من نفس المنصة اإللكترونية الخاصة بخدمة التصحيح‪.1‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬الخدمات اإللكترونية التي تنفرد بها جهات قضائية دون أخرى‪.‬‬

‫خصت و ازرة العدل بعض الجهات القضائية باستصدار بعض الوثائق الخاصة بالمواطنين إلكترونيا‬
‫عبر األنترنت بصورة منفردة دون الجهات القضائية األخرى وأيضا بعض العمليات اإللكتروني‪ ،‬وهذا‬
‫يرجع إلى خصوصية هذه الوثائق والخدمات أي أنه ال يمكن أن تمنح لكل الجهات حتى تصدرها فهي‬
‫تحتاج أن تصدر من الجهات القضائية المخولة قانونا وصاحبة السلطة إلصدارها‪ ،‬وتتمثل هذه الخدمات‬
‫في‪:‬‬

‫الخدمات التي تنفرد بها المجالس القضائية والو ازرة تطرق لها الفرع األول والخدمات التي تنفرد بها‬
‫المحاكم والقنصليات تطرق لها الفرع الثاني‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬الخدمات التي تنفرد بها المجالس القضائية والوزارة‪.‬‬

‫خصت الو ازرة المجالس القضائية والو ازرة فقط بالحق في استصدار مستخرج الوجود بسجون االحتالل‬
‫أثناء ثورة التحرير نظ ار ألهمية المستخرج وخصوصيته‪ ،‬كما أوكلت الو ازرة جزءا من صالحياتها للمجالس‬
‫القضائية بتفويضها صالحية القيام بخدمة التصديق على الوثائق القضائية اإللكترونية لتخفيف العبء‬
‫على الو ازرة‪ ،‬وهذه الخدمات هي‪:‬‬

‫‪1‬س‪.‬ك‪ ،‬مقابلة مع قاضية من مديرية العصرنة‪ ،‬المرجع السابق‪.‬‬

‫‪522‬‬
‫عصرنة العدالة في الجزائر‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫أوال‪ .‬مستخرج الوجود بسجون االحتالل إبان ثورة التحرير الوطني‪:‬‬

‫تنفرد كل من المجالس القضائية والو ازرة بتقديم خدمة استصدار مستخرج الوجود بسجون االحتالل‬
‫إبان ثورة التحرير الوطني‪ ،‬حيث يمكن لكل مواطن سجن إبان الثورة التحريرية )‪(1954-1962‬أو‬
‫ذوي حقوقه‪ ،‬الحصول على مستخرج وجوده بالسجن خالل تلك الفترة‪ ،‬من المديرية الفرعية للوثائق‬
‫والمحفوظات بو ازرة العدل أو أي مجلس قضائي‪ ،‬وذلك بإتباع الخطوات التالية‪:‬‬

‫‪-‬يتعين أوال اإلدالء بالمعلومات المطلوبة في االستمارة اإللكترونية‪.‬‬

‫‪-‬يتم سحب المستخرج أمام الجهة التي اختير استالمه منها‪ ،‬في أجل ثمان وأربعين )‪(48‬ساعة من‬
‫تاريخ ملء االستمارة اإللكترونية‪.‬‬

‫‪-‬يتم استالم المستخرج بعد تقديم نسخة من بطاقة الهوية الوطنية لطالب المستخرج والتوقيع على‬
‫استالمه وذلك دون دفع مصاريف‪.‬‬

‫ثانيا‪ .‬التصديق على الوثائق الموجهة إلى الخارج‪:‬‬

‫تعد و ازرة العدل هي السلطة الوطنية التي تتولى التصديق على الوثائق اإللكترونية خاصة‬
‫القضائية منها‪ ،‬وسعيا إلى تخفيف العبء على المواطنين بالدرجة األولى وتوزيع العمل القضائي على‬
‫الجهات القضائية لتخفيف الضغط على الو ازرة‪ ،‬فوضت و ازرة العدل سلطتها في التصديق للمجالس‬
‫القضائية‪ ،‬وذلك في إطار منح اختصاص المصادقة على الوثائق الموجهة للخارج إلى السادة النواب‬
‫العامين على مستوى كافة المجالس القضائية قصد إعفاء المواطنين من التنقل إلى مقر وزارة العدل‪.1‬‬

‫‪1‬موقع و ازرة العدل‪ ،‬تاريخ االطالع ‪https://www.mjustice.dz/ar :1212-22-22‬‬

‫‪523‬‬
‫عصرنة العدالة في الجزائر‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬الخدمات التي تنفرد بها المحاكم والقنصليات‪.‬‬

‫نأكد دائما أن الهدف من كل هذه الخدمات اإللكترونية هو إيصال الخدمة العامة للمواطن بكل يسر‬
‫وسهولة للقضاء على عاملي الزمان والمكان‪ ،‬ولذا فقد منحت المحكمة والقنصليات والممثليات أيضا‬
‫وبصورة منفردة صالحية استصدار جملة من الخدمات اإللكترونية دون الجهات القضائية األخرى‪،‬‬
‫وهي‪:‬‬

‫‪-‬شهادة الجنسية‪:‬‬

‫تستخرج شهادة الجنسية الجزائرية من أي محكمة عبر التراب الوطني أو ممثلية دبلوماسية وطنية‬
‫بالخارج أو عبر األنترنت‪ ،‬حيث‪:‬‬

‫أوال‪ .‬يمكن استخراج شهادة الجنسية الموقعة إلكترونيا لصالح المواطنين‪ ،‬وقد أتيحت هذه الخدمة‬
‫للمواطنين اعتبا ار من الربع األول من عام ‪ 1225‬للحصول على هذه الشهادة إلكترونيا دون ما الحاجة‬
‫الى المثول أمام المحكمة‪ ،‬وذلك بفضل رقمنة السجل الخاص بها في قاعدة البيانات الرقمية‪.‬‬

‫ثانيا‪ .‬يمكن استخراجها أيضا من أي ممثلية دبلوماسية أو قنصلية اعتبا ار من مايو ‪ 1225‬ويتجسد هذا‬
‫النهج الجديد من خالل تقديم الخدمات الدبلوماسية والقنصلية تحت إشراف و ازرة الشؤون الخارجية‪،‬‬
‫بواسطة واجهة بحث آلية تتضمن قاعدة بيانات شهادة الجنسية‪ ،‬هذا من أجل‪:‬‬

‫‪-‬السماح لمواطنينا بالخارج ولألجانب المقيمين في الجزائر من سحب شهادة الجنسية‪.‬‬

‫‪-‬تحسين اإلجراء من أجل الحصول على الشهادة في وقت قياسي‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪-‬تقليل أوقات معالجة الطلبات‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Ministere de la justice, MODERNISATION AU SERVICE DE LA QUALITE DE LA JUSTICE, P 13-15.‬‬

‫‪524‬‬
‫عصرنة العدالة في الجزائر‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫ثالثا‪ .‬إجراءات استخراج شهادة الجنسية عبر األنترنت‪:‬‬

‫يمكن لكل جزائري‪ ،‬مقيم داخل الوطن أو خارجه‪ ،‬أن يطلب ويتلقى شهادة الجنسية الجزائرية الخاصة‬
‫به آنيا‪ ،‬عبر الموقع اإللكتروني لو ازرة العدل‪ ،‬شرط قيامه‪ ،‬ولو مرة واحدة فقط‪ ،‬بالخطوات المتبعة في‬
‫كل الخدمات اإللكترونية السابقة من‪:‬‬

‫‪ -‬التقرب شخصيا لشباك أي محكمة عبر التراب الوطني‪ ،‬مرفوقا بـبطاقة رسمية لهويته الشخصية‪ ،‬رقم‬
‫هاتفه المحمول الخاص‪ ،‬ووثائق الحالة المدنية أو المستندات المطلوبة الستصداره شهادة الجنسية‬
‫الجزائرية‪.‬‬

‫‪-‬بعدها يستلم من أمين الضبط‪ ،‬مستندا ورقيا‪ ،‬يتضمن اللقب واالسم الشخصيين‪ ،‬واسم المستخدم‬
‫وكلمة المرور‪ ،‬ليتلقى رسالة نصية قصيرة (‪ )SMS‬عبر هاتفه المحمول‪ ،‬خالل (‪ )42‬ساعة الموالية‪،‬‬
‫بها اسم مستخدم وكلمة مرور آخران‪ ،‬جديدان وسريان‪ ،‬أين يصبح بإمكانه الولوج إلى خدمة الطلب‬
‫وتلقي شهادة الجنسية الجزائرية عن طريق األنترنت‪ ،‬بالدخول إلى‬
‫البوابة‪ ،https://portail.mjustice.dz :‬وندراج اسم المستخدم وكلمة المرور المرسلين عبر ‪SMS‬‬
‫والدخول إلى رابط طلب وتلقي شهادة الجنسية الجزائرية‪ ،‬واستكمال كل اإلجراءات لتبدو أخي ار شهادة‬
‫جنسيته على شاشة الحاسوب‪ ،‬في شكل “‪ ”PDF‬موقعة إلكترونيا وعليها كود أبار ( ‪Code à‬‬
‫‪1‬‬
‫‪ )barres‬قابلة للطباعة و السحب‪.‬‬

‫رابعا‪ .‬أهمية اإلجراءات الحديثة لطلب شهادة الجنسية اإللكترونية‪:‬‬

‫‪-‬إنشاء قاعدة بيانات مركزية خاصة بشهادة الجنسية منذ يناير ‪.1224‬‬

‫‪1‬موقع و ازرة العدل‪ ،‬تاريخ االطالع ‪https://www.mjustice.dz/ar :1212-22-22‬‬

‫‪525‬‬
‫عصرنة العدالة في الجزائر‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪-‬حضور المواطن إلزامي فقط عند تقديم طلبه األول للتسجيل في المنصة اإللكترونية الخاصة‬
‫بالخدمات اإللكترونية لقطاع العدالة‪.‬‬

‫‪-‬ملف الخدمة يتم تقديمه عند التسجيل األول فقط‪.‬‬

‫‪-‬خدمة التوصيل مجانية (قانون المالية ‪.)1225‬‬

‫خامسا‪ .‬األهداف المرجوة من هذه الخدمة‪:‬‬

‫‪-‬دمج التوقيع والتصديق اإللكترونيين في المجال القضائي‪.‬‬

‫‪-‬تسهيل الحصول على شهادة الجنسية الموقعة إلكترونيا (توفي ار للوقت والتكلفة) بسحب بسيط عبر‬
‫األنترنت‪.‬‬

‫‪-‬تقليل تنقالت المواطنين إلى الجهات القضائية‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪-‬يساهم في سرعة تكوين بعض الملفات اإلدارية‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬الخدمات القانونية اإللكترونية المستحدثة في قطاع العدالة‪.‬‬

‫من أجل استعمال قواعد البيانات المركزية لتحسين التشغيل عن بعد لألنظمة اآللية‪ ،‬وعلى وجه‬
‫الخصوص أنظمة السجل العدلي وشهادة الجنسية‪ ،‬وبفضل التوقيع اإللكتروني تقدم و ازرة العدل خدمات‬
‫إلكترونية مستحدثة‪.‬‬

‫من هذا المنطلق اشتمل المطلب على اإلشعارات عبر ‪ SMS‬والبريد اإللكتروني في الفرع األول‪،‬‬
‫وتطرق الفرع الثاني لمركز النداء‪ ،‬بينما تناول الفرع الثالث نظام ‪ sjdj‬وبوابة القانون الجزائرية‪ ،‬أما الفرع‬

‫‪1‬‬
‫‪Ministere de la justice, MODERNISATION AU SERVICE DE LA QUALITE DE LA JUSTICE, P34.‬‬

‫‪526‬‬
‫عصرنة العدالة في الجزائر‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫الرابع فتطرق لتطبيقة التكوين عن بعد‪ ،‬واالعتماد على المحادثات المرئية‪ ،‬بينما شمل الفرع الخامس‬
‫قاعدة بيانات مركزية للبصمة الوراثية ‪ ،ADN‬وأخي ار تطرق الفرع الخامس للمشاريع القطاعية واإلنجا ازت‬
‫المحققة من طرف الو ازرة‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬اإلشعارات عبر ‪ SMS‬والبريد اإللكتروني‪.‬‬

‫تم االعتماد على التبليغ عن طريق اشعارات ‪ SMS‬وكذا التعامل وتبادل الوثائق بواسطة البريد‬
‫اإللكترونية‪ ،‬وذلك وفق‪:‬‬

‫أوال‪ .‬اإلشعارات عبر ‪:SMS‬‬

‫يتم استخدامه لتبليغ ونعالم المواطنين واستدعاءهم في التحقيق وفي كل تعامالتهم مع الجهات‬
‫القضائية‪ ،‬إذا فقد كانت أول وسيلة تم استخدامها للتبليغ هي الرساالت النصية القصيرة ‪SMS‬فمن سنة‬
‫‪ 1225‬إلى سنة ‪ 1221‬تم التعامل مع ثالث جهات لالتصال ‪ ، djz ، Oredoe،Mobilis‬وذلك‬
‫بموجب عقود‪.‬‬

‫إن التبليغ الذي نعني به عند استعمال ‪ sms‬هو ليس التبليغ الرسمي القانوني لألحكام‪ ،‬وانما هو‬
‫مجرد إعالم المواطن فقط للتقدم أمام قاضي التحقيق أي هو مجرد إخطارات واستدعاءات ألن التبليغ‬
‫القانوني يجب أن يكون بموجب وثيقة وحكم ويبلغ من طرف المحضر القضائي‪ ،1‬فهي إذا االخطار‬
‫واالبالغ عن اإلجراءات القانونية بالوسائل اإللكترونية‪ ،‬هذه الخدمة جزء من إجراءات تسهيل وتسيير‬
‫وتحسين اإلجراءات اإلدارية‪ ،‬بحيث تسمح ب‪:‬‬

‫‪-‬إرسال االستدعاءات إلى المتقاضين من طرف المحاكم‪.‬‬

‫‪1‬د‪.‬ب‪ ،‬مقابلة مع قاضية من مديرية العصرنة‪ ،‬المرجع السابق‪.‬‬

‫‪527‬‬
‫عصرنة العدالة في الجزائر‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪-‬استدعاء المتقاضين عن طريق الرسائل القصيرة‪ ،‬عوضا عن إرسال استدعاء قانوني فعلي مادي‪.‬‬

‫‪-‬إبالغ المواطن برسالة نصية قصيرة حول مجريات سير قضيته‪.‬‬

‫هذا اإلجراء اختياري‪ ،‬مالم يتقدم المواطن على الفور إلى المحكمة بعد تلقيه للرسالة النصية القصيرة‪،‬‬
‫أما من حيث التكاليف‪ ،‬فهذا اإلجراء الجديد للمحكمة يسمح بتوفير نفقات السفر وتسهيل الوصول إلى‬
‫‪1‬‬
‫المعلومات القضائية في وقت قياسي‪.‬‬

‫ثانيا‪ .‬البريد االلكتروني‪:‬‬

‫يعد البريد اإللكتروني أهم وسيلة إلكترونية للتواصل اليوم وقد عمدت و ازرة العدل إلى إدخالها في‬
‫األعمال القضائية‪ ،‬حيث أصبحت كل الجهات القضائية تتواصل مع بعضها عن طريقه‪ ،‬كما وفرت‬
‫و ازرة العدل للمواطنين إمكانية التواصل معها عن طريق البريد اإللكتروني أو ما يسمى باألنترنت‬
‫‪ M.justice‬وهو موجه للمواطنين‪ ،‬الذي يكفل لهم تقديم شكاويهم في كل المجاالت للو ازرة وترد عليهم‬
‫هي أيضا عن طريق البريد اإللكتروني‪ ،‬حيث توجد خلية لالتصال هي التي تتولى استقبال الشكاوى‬
‫ونرسالها إلى الجهات القضائية المختصة بها‪ ،‬فإذا كانت شكوى متعلقة بمجال العصرنة ترسل إلى‬
‫مديرية العصرنة ونذا كانت متعلقة بالشؤون القضائية ترسل إليهم‪ ،‬ثم يتم الرد على المعني‪ ،‬إذا فهي‬
‫قاعدة بيانات واحد يصب فيها كل البريد اإللكتروني ثم توزعه على الجهات المختصة‪.2‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Ministere de la justice, MODERNISATION AU SERVICE DE LA QUALITE DE LA JUSTICE, P‬‬
‫‪2‬د‪.‬ب‪ ،‬مقابلة مع قاضية من مديرية العصرنة‪ ،‬المرجع السابق‪.‬‬

‫‪528‬‬
‫عصرنة العدالة في الجزائر‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬مركز النداء‪.‬‬

‫إن استحداث وسائل من شأنها تقريب الخدمة العمومية لقطاع العدالة من المواطن هو حتما من‬
‫بين اآلفاق التي ينبغي أن تتحقق في إطار عصرنة العدالة‪ ،‬وذلك لتحقيق هدفين رئيسيين في آن واحد‬
‫وهما‪:‬‬

‫‪-‬االصغاء للمواطن‪.‬‬

‫‪-‬إعطاء أحسن صورة في تمثيل الخدمة العمومية‪.‬‬

‫‪-‬وأيضا كانت من أهم األهداف لوضع هذا المركز هو تقديم خدمات لمختلف الجهات القضائية ومختلف‬
‫اإلدارات العمومية‪ ،‬وأيضا من أجل التحسيس وتوعية المواطنين‪.‬‬

‫يمثل هذا المركز واجهة حيوية للمعلومات ومساهمة المواطن‪ ،‬وكذا قطب جامع للكفاءات للعدالة‬
‫اإللكترونية‪ ،‬إذن فهو الحل الشامل ‪ IP %222‬و‪ %222‬جزائري‪ ،‬وقد تم استحداثه ليساعد بصفة‬
‫جوهرية في سير نظام المعلومات على مستوى الجهات القضائية من خالل شبكة األنترنت لو ازرة العدل‪،‬‬
‫وتتمثل أهم عناصر مركز النداء في‪:‬‬

‫‪-‬العناصر البشرية والمهنية‪،‬‬

‫‪-‬العناصر المادية واللوجيستية‪،‬‬

‫‪-‬العناصر التنظيمية‪،‬‬

‫‪-‬والتواصل عن بعد‪.1‬‬

‫الفرق بين الخطوات الواجب إتباعها قبل وضع المركز وبعد وضعه‪:‬‬

‫‪1‬عكا عبد الحكيم‪ ،‬مركز النداء لو ازرة العدل‪ ،‬انشاء مركز النداء(‪" )CALL CENTER‬على مستوى و ازرة العدل"‪ ،‬و ازرة العدل الجزائرية‪ ،‬الجزائر‪،‬‬
‫ص‬

‫‪529‬‬
‫عصرنة العدالة في الجزائر‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪. 2‬قبل وضع مركز النداء‪ :‬كان على المواطن بشكل إلزامي إرسال خطاب إلى خلية االتصال على‬
‫مستوى و ازرة العدل لالستفسار عن األمور الواقعة في اهتمامه‪.‬‬

‫يخضع المواطن لوقت استجواب طويل إلى حد ما‪.‬‬

‫‪.1‬بعد وضع المركز‪ :‬يسمح هذا المركز باالتصال بالمواطنين والمتقاضين للتعرف على أعمالهم‪ ،‬وكذلك‬
‫الطلبات المتعلقة بالخدمات عبر األنترنت من خالل الرقم األخضر المخصص لهذه العملية‪.1‬‬

‫يسمى بالرقم األخضر ‪ 22-22‬حيث يمكن المواطن من االتصال مجانا بأي مصلحة من مصالح‬
‫و ازرة العدل أو المجالس القضائية‪ ،‬وعند االتصال تسمع الخيارات المقدمة من المركز وتختار الخدمة‬
‫التي تريدها‪ ،‬ثم يجيب عليك الموظف المختص لإلجابة على تساؤالتك‪.2‬‬

‫أما األهداف التي وضع المركز من أجلها فهي‪:‬‬

‫‪-‬االستماع إلى المواطنين‪،‬‬

‫‪-‬إعطاء صورة أفضل للخدمة العمومية‪.‬‬

‫‪-‬تقريب الخدمة العمومية للمواطنين‪.‬‬

‫‪-‬تقديم الخدمات لمختلف السلطات‪ ،‬واإلدارات البعيدة‪.‬‬

‫يعتبر مركز االتصال مناسبا تماما ليكون بمثابة نواة لنظام معلومات لصالح الجهات القضائية من‬
‫خالل شبكة األنترانت التابعة لو ازرة العدل‪ ،‬كما يقوم تسجيل صوتي باللغتين العربية والفرنسية بإعالم‬
‫ونرشاد المواطنين بشأن الخطوات واإلجراءات التي يجب إتباعها الستخدام هذه الخدمة‪ ،‬حيث يتولى‬

‫‪1‬‬
‫‪Ministere de la justice, MODERNISATION AU SERVICE DE LA QUALITE DE LA JUSTICE, P27.‬‬
‫‪2‬س‪.‬ك‪ ،‬قاضية في مديرية العصرنة‪ ،‬المرجع السابق‪.‬‬

‫‪530‬‬
‫عصرنة العدالة في الجزائر‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫المشغلون المدربون تدريبا خاصا مسؤولية الرد على الطلبات ونبالغها وتوجيهها وشرحها ومعالجتها‬
‫‪1‬‬
‫واالستجابة لشكاوى المواطنين‪ ،‬وقد تم وضع هذا اإلجراء في الخدمة منذ الربع األول من عام ‪.1225‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬نظام ‪ sjdj‬وبوابة القانون الجزائرية‪.‬‬

‫تعد هذه الخدمتين أيضا من أهم الخدمات اإللكترونية المستحدثة وهي‪:‬‬

‫أوال‪ .‬نظام ‪ sjdj‬الجانب الخاص بتحصيل الغرامات والمصاريف القضائية‪:‬‬

‫في القديم كانت مصالح إدارة الضرائب هي المختصة بتحصيل الغرامات والرسوم القضائية‪ ،‬فإذا‬
‫كان عندك حكم فيه غرامة تتجه إلى الضرائب لتسديد المبلغ المفروض عليك‪ ،‬بينما بموجب عصرنة‬
‫قطاع العدالة تم وضع نظام جديد خاص وهو نظام ‪ sjdj‬الخاص بتحصيل الغرامات والمصاريف‬
‫ا لقضائية من طرف الجهات القضائية‪ ،‬فأصبحت كل جهة قضائية مختصة بتحصيل الغرامات‬
‫والمصاريف القضائية الخاصة بها‪ ،‬كما يمكنك التسديد من أي جهة قضائية كنت فيها ألن قاعدة‬
‫البيانات الخاصة بالسداد هي قاعدة بيانات واحدة خاصة بالغرامات والرسوم وتكون آلية‪ ،‬إذ تستند على‬
‫نظام آلي متكامل وقاعدة معطيات وطنية‪ ،‬إذا بمجرد إصدار الجهة القضائية الحكم يتوجه المعني‬
‫للجهة القضائية للسداد‪ ،‬مع إقرار التحفيزات في مجال تنفيذ األحكام القضائية‪ ،‬لتمكين المعنيين‬
‫من االستفادة من نظام الدفع بالتقسيط ومن نسبة تخفيض المبالغ المستحقة في حالة التسديد الطوعي‪.2‬‬

‫فو ازرة العدل اليوم تسعى إلى تحسين وسائل التحصيل من خالل اعتماد آلية تحصيل الغرامات‬
‫والمصاريف القضائية من طرف الجهات القضائية‪ ،‬فحتى بالنسبة للمحامي عند تسجيله الستئناف في‬
‫المجلس عن طريق المنصة اإللكترونية الخاصة بالو ازرة وبعد تعيينه للوالية والغرفة وملء العريضة‪،‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Ministere de la justice, MODERNISATION AU SERVICE DE LA QUALITE DE LA JUSTICE, P28.‬‬
‫‪2‬د‪.‬ب‪ ،‬مقابلة مع قاضية من مديرية العصرنة‪ ،‬المرجع السابق‪.‬‬

‫‪531‬‬
‫عصرنة العدالة في الجزائر‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫وتصويرها عبر جهاز السكانير ونرسالها إلى الكاتب المسؤول عن العملية في المجلس‪ ،‬أي أنه يقوم‬
‫بالتسجيل كأنه في المحكمة فعال‪ ،‬وبعد انتهائه من كل خطوات تسجيل استئنافه تظهر له على واجهة‬
‫المنصة مالحظة لتسديد الرسوم القضائية‪ ،‬وهنا يجب أن يمتلك المحامي حساب ‪ ccp‬لدى بريد الجزائر‬
‫فالو ازرة تتعامل مع بريد الجزائر فقط حاليا‪ ،‬كما يجب أن يمتلك بطاقة ذهبية حتى يتمكن من التسديد‬
‫إلكترونيا المبلغ الذي يتم تحديده مسبقا‪ ،‬أي كل قضية والرسم المحدد لها‪.1‬‬

‫ثانيا‪ .‬بوابة القانون الجزائرية‪:‬‬

‫تعلم و ازرة العدل أنه بإمكان المتخصصين في العلوم القانونية وذوي المهن القانونية والمواطنين‬
‫بشكل عام االطالع على الق اررات الصادرة عن المحكمة العليا المنشورة في أعداد “مجلة المحكمة العليا”‬
‫إبتداء من سنة ‪ 2929‬إلى غاية ‪ 1229‬أي ما يشمل ‪ 12‬سنة من الق اررات بما في ذلك المقاالت‬
‫العلمية والدراسات ذات الصلة بالقانون والقضاء‪.‬‬

‫كما يمكن االطالع عليها كذلك بالدخول إلى الموقع الرسمي للمحكمة العليا ‪coursupreme.dz‬‬
‫والنقر على “منشورات” في عمود المهام وتحميل عدد أو عدة أعداد من المجلة‪.‬‬

‫كما يجد القارئ في متناوله “دليل البحث في مجلة المحكمة العليا” الذي وضعته المحكمة العليا‬
‫حيز العمل خالل شهر فبراير الجاري وهو يتضمن جميع مبادئ الق اررات المنشورة منذ العدد األول‬
‫يتضمن هذا‬ ‫الصادر سنة ‪ 2929‬إلى غاية اإلصدار األخير المتمثل في العدد الثاني لسنة ‪،1229‬‬
‫الدليل ترتيبا أبجديا لمواضيع المبادئ القانونية المنشورة‪ ،‬ويشكل بذلك أداة عمل هامة لممتهني العمل‬
‫القضائي والباحثين والجامعيين وكل المهتمين بالشؤون القانونية‪.‬‬

‫‪1‬م‪.‬م‪ ،‬مقابلة مع األمين العام لمديرية عصرنة العدالة‪ ،‬المرجع السابق‪.‬‬

‫‪532‬‬
‫عصرنة العدالة في الجزائر‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫قررات‬
‫باإلضافة إلى ذلك يتيح موقع األنترنت للمحكمة العليا االطالع‪ ،‬عبر شريط المهام‪ ،‬على ا‬
‫المحكمة العليا مصنفة حسب الغرف وحسب المواضيع بما في ذلك لجنة التعويض والغرف المجتمعة‬
‫والغرف المختلطة‪.‬‬

‫وبالنسبة لعالم التجارة واألعمال‪ ،‬يمكن االطالع على الق اررات الصادرة عن الغرفة التجارية والبحرية‬
‫والغرفة االجتماعية مرتبة حسب المواضيع‪ ،‬مما يسمح بإعطاء رؤية عن التطبيقات القضائية لألحكام‬
‫القانونية وهو ما يساهم في التعريف أكثر بالقانون الجزائري لفائدة المتعامل االقتصادي الجزائري‬
‫واألجنبي‪.1‬‬

‫الفرع الرابع‪ :‬تطبيقة التكوين عن بعد‪ ،‬واالعتماد على المحادثات المرئية‪.‬‬

‫من أهم اإلنجازات المحققة في قطاع العدالة في السنوات األخيرة هي وضع تطبيقة خاصة بالتكوين‬
‫عن بعد‪ ،‬هذه التطبيقة هي عبارة عن أرضية إلكترونية تكوينية مخصصة لتكوين كل مستخدمي القضاء‬
‫وتحت اإلشراف البيداغوجي للمدارس الوطنية الخاصة بو ازرة العدل (المدرسة الوطنية ألمناء الضبط‪،‬‬
‫والمدرسة الوطنية للقضاء) التي يتم من خاللها تكوين القضاة وأمناء الضبط وكل أسالك القضاء‬
‫إلكترونيا‪.‬‬

‫كما تم االعتماد على تقنية المحادثات المرئية خاصة خالل فترة كوفيد ‪ 29‬أين كانت التحركات‬
‫غير ممكنة‪ ،‬وبالتالي قامت الو ازرة ومن أجل عدم توقف تكوين الطلبة والموظفين بإقامة المحاضرات‬
‫الخاصة بالطلبة عن بعد وكذا تنظيم جلسات العمل الخاصة بو ازرة العدل‪ ،‬والدورات التكوينية للموظفين‬

‫‪1‬بوابة القانون الجزائرية‪ ،‬تاريخ االطالع ‪/https://droit.mjustice.dz 1212/29/22‬‬

‫‪533‬‬
‫عصرنة العدالة في الجزائر‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫لعدم تعطيل العمل القضائي‪ ،‬من خالل تقنية الصوت والصورة داخل تطبيقة التكوين بالنسبة للفئات‬
‫الخاصة بها‪ ،‬أو من خالل تطبيقة السكايب أو الزوم بالنسبة لألعمال اإلدارية والقضائية‪.1‬‬

‫الفرع الخامس‪ :‬قاعدة بيانات مركزية للبصمة الوراثية ‪.ADN‬‬

‫لقد عرفت المادة الثانية من القانون ‪ 21-21‬البصمة الوراثية في الفقرة األولى منها بأنها تسلسل‬
‫في المنطقة غير المشفرة من الحمض النووي‪ ،‬لتلحق بعدها الفقرة الرابعة من نفس المادة وتعريف‬
‫المنطقة غير المشفرة على أنها مناطق من الحمض النووي ال تشفر لبروتين معين‪ ،‬وقد خول لوكالء‬
‫الجمهورية وقضاة التحقيق وقضاة الحكم الحق في األمر بأخذ عينات بيولوجية ونجراء تحاليل وراثية‬
‫عليها وفقا لإلجراءات المنصوص عليها‪.2‬‬

‫بينما عرفت البصمة الوراثية وفقا للخبراء الجزائريين بأنها هي المعطيات اإللكترونية الموجودة على‬
‫الشفرة الوراثية وليس العينات (الدم‪ )... ،‬هذه لم ينظمها القانون بعد بل الزالت خاضعة لتنظيم الضبطية‬

‫‪1‬د‪.‬ب‪ ،‬مقابلة مع قاضية من مديرية العصرنة‪ ،‬المرجع السابق‪.‬‬


‫‪2‬لقد حدد القانون ‪ 21-21‬في المادة الخامسة األشخاص القابلة ألخذ عينات بيولوجية منهم للحصول على البصمات الوراثية من خالل التحاليل‬
‫الوراثية وقد حصرهم المشرع في‪:‬‬
‫‪-2‬األشخاص المشتبه فيهم ارتكابهم جناية أو جنح ضد أمن الدولة أو األشخاص أو اآلداب العامة أو األموال أو النظام العمومي أو الجرائم المنصوص‬
‫عليها في قانون مكافحة المخدرات أو قانون مكافحة تبييض األموال وتمويل اإلرهاب أو أي جناية أو جنحة أخرى ارتأتها الجهات القضائية‪،‬‬
‫‪-1‬األشخاص المشتبه فيهم الرتكابهم اعتداءات على األطفال أو المحكوم عليهم نهائيا من أجل هذه األفعال‪،‬‬
‫‪-1‬ضحايا الجرائم‪،‬‬
‫‪-4‬األشخاص اآلخرين المتواجدين بمكان الجريمة‪ ،‬لتمييز آثارهم عن آثار المشتبه فيهم‪،‬‬
‫‪-5‬المحبوسين المحكوم عليهم نهائيا بعقوبة سالبة للحرية تتجاوز ‪ 1‬سنوات الرتكابهم جنايات أو جنح المشار إليها في الفئة األولى‪.‬‬
‫‪ -1‬األشخاص الذين ال يمكنهم اإلدالء بمعلومات حول هويتهم بسبب سنهم أو بسبب حادث أو مرض مزمن أو إعاقة أو خلل نفسي أو أي خلل في‬
‫قواهم العقلية‪،‬‬
‫‪-2‬المتوفين مجهولي الهوية‪،‬‬
‫‪-2‬المفقودين أو أصولهم أو فراعهم‪،‬‬
‫‪-9‬المتطوعين‪.‬‬

‫‪534‬‬
‫عصرنة العدالة في الجزائر‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫القضائية هم المكلفون بتخزينها عندهم إلى غاية التصرف فيها بأمر من القاضي‪ ،‬والبيانات الوراثية أين‬
‫ما طلب القاضي بإجراء خبرة وراثية‪ ،‬فهو يأمر المصالح العلمية للضبطية القضائية سواءا الدرك أو‬
‫الشرطة العلمية مثال مخبر بوشاوي الخاص بالدرك‪ ،‬ومخبر لبيار في بن عكنون التابع للشرطة‪ ،‬كما‬
‫توجد مخابر جهوية في قسنطينة ووهران يعتبرون كخبراء للقضاء‪ ،‬بإجراء التحاليل الخاصة بالبصمات‬
‫الوراثية سواءا في المجال المدني مثال قضايا األسرة كإثبات النسب‪ ،‬أو الجزائي في مسرح الجريمة‪،‬‬
‫لهذا صدر القانون الخاص بالبصمة الوراثية سنة ‪ ،1221‬الذي جاء بمصلحة على مستوى و ازرة عدل‬
‫هي التي تحفظ كل هذه البيانات‪.1‬‬

‫إذا فقد تم وضع هيئة على مستوى و ازرة العدل وتحت وصايتها لتخزين البصمات الوراثية داخل‬
‫قاعدة بيانات مركزية هذه القاعدة المركزية هي قاعدة بيانات وطنية معترف بها قانونا‪ ،‬وتتكون هذه‬
‫الهيئة من قضاة وخبراء ومديرها قاض يتولى تقديم التراخيص ليتم إدخال هذه البصمة إلى قاعدة‬
‫المعطيات المركزية أم ال‪ ،‬وهو الذي يقرر تنحية البصمة من القاعدة المركزية بعد مرور السنوات المقررة‬
‫قانونا‪ ،‬أما بالنسبة للمعني فيمكنه طلب رفعها بناءا على طلب منه بعد ‪ 12‬سنة وفقا للنصوص‬
‫القانونية‪.2‬‬

‫في البداية كانت كل جهة أمنية لها قاعدة خاصة بها لكن بعد ذلك عمدت و ازرة العدل من أجل‬
‫حماية حقوق االنسان بجمعهم في قاعدة بيانات واحدة يحفظها قاض يكون مسؤوال عليها‪ ،‬أي أن الهيئة‬
‫المركزية عمدت إلى الدمج بين قاعدتي البيانات الخاصة باألمن والدرك في قاعدة بيانات موحدة‪ ،‬وليس‬
‫من حقهم االحتفاظ بأي بصمة وراثية بل البد من إرسالها إلى قاعدة البيانات المركزية فبمجرد إيجادها‬
‫والبحث فيها ينتهي حقهم باالحتفاظ بها أو تسجيلها لديهم‪ ،3‬وقد أكد المشرع أنه يتم تحويل المعطيات‬

‫‪1‬د‪.‬ب‪ ،‬مقابلة مع قاضية من مديرية العصرنة‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬


‫‪2‬م‪.‬م‪ ،‬مقابلة مع األمين العام لمديرية العصرنة‪ ،‬المرجع السابق‪.‬‬
‫‪3‬د‪.‬ب‪ ،‬قاضية من مديرية العصرنة‪ ،‬نفس المرجع‪.‬‬

‫‪535‬‬
‫عصرنة العدالة في الجزائر‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫الخاصة بالبصمات المتواجدة على مستوى تلك المصالح األمنية إلى قاعدة المعطيات المركزية خالل‬
‫مدة أقصاها سنة واحدة من تاريخ دخولها للخدمة أي من تاريخ إيجادها وحفظها‪ ،‬ذلك حتى تكون قاعدة‬
‫بيانات موحدة حامية لحقوق اإلنسان‪ ،1‬ويسمح القاضي بإتاحة االطالع عليها إلجراء المقاربات في‬
‫حالة طلبها من طرف الجهات القضائية أو هيئات الضبطية القضائية (األمن‪ ،‬الدرك‪ ،)..‬ليتم استعمالها‬
‫في المقاربات بين األشخاص الموجودين في مسرح الجريمة مع البصمات المخزنة في القاعدة المركزية‬
‫من أجل معرفة هل هذا الشخص له سوابق قضائية من قبل؟ هل ارتكب جريمة؟‪ ،‬أي هي مخصصة‬
‫للتعرف على الخلفية القضائية لألشخاص‪ ،‬والجدير بالذكر أن فرنسا أيضا أخذت بنفس النظام الخاص‬
‫‪2‬‬
‫بالبصمة الوراثية التي تعتمد عليه الجزائر‪.‬‬

‫إذا فإن هذه المصلحة تكلف بتشكيل وندارة وحفظ القاعدة الوطنية للبصمات الوراثية المتحصل عليها‬
‫من خالل التحليل الوراثي للعينات البيولوجية‪ ،‬وهي تعمل على تسجيل هذه البصمات في القاعدة الوطنية‬
‫بسعي من النيابة العامة المختصة‪ ،‬أين يتم حفظ بصمات األشخاص المحددين في المادة ‪ 5‬من القانون‬
‫‪ ،21-21‬و يتم إنشاء بـطـاقيـة خـاصـة لكل فـئـة من الـفئـات المذكورة‪ ،‬وكذا بطاقية خاصة باألدلة‬
‫الجنائية‪ ،‬أي أن مهمة هذه المصلحة هي أرشفة الملفات الخاصة بالبصمات الوراثية وذلك باستحداث‬
‫نظام معلوماتي بيومتري وطني لتشمل جميع بصمات المتابعين قضائيا ونزالء المؤسسات العقابية‪ ،‬من‬
‫أجل المساهمة في التعرف على الهوية في وقت قياسي ونضفاء المرونة والسـرعة على اإلجراءات‬
‫القضائية وكذا تسهيل عملية تسيير المؤسسات العقابية وتفادي حاالت انتحال الشخصية‪.3‬‬

‫يجب التأكيد أن القاضي المسؤول عن المصلحة يتولى جملة من األعمال قبل حفظ البصمات في‬
‫القاعدة المركزية‪ ،‬وهي‪:‬‬

‫‪1‬المادة ‪ 29‬من القانون ‪ ،21-21‬المرجع السابق‪.‬‬


‫‪2‬د‪.‬ب‪ ،‬مقابلة مع قاضية من مديرية العصرنة‪ ،‬المرجع السابق‪.‬‬
‫‪3‬موقع و ازرة العدل‪ ،‬تاريخ االطالع ‪/https://www.mjustice.dz/ar/modernisation-2-2-2 :1212-22-12‬‬

‫‪536‬‬
‫عصرنة العدالة في الجزائر‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪-‬التأشير على المعطيات الوراثية قبل تسجيلها في القاعدة الوطنية للبصمات الوراثية‪،‬‬

‫‪-‬السهر على تسجيل المعطيات في القاعدة الوطنية للبصمات الوراثية وضمان حفظها‪،‬‬

‫‪-‬اإلشراف على إجراء عمليات المقاربة‪.‬‬

‫دون إغفال أن كل شخص تؤخذ منه عينة البد أن يعلم بكل ما سيترتب بعد ذلك وعن شروط‬
‫تسجيلها وحفظها‪ ،‬فتسجيل المعطيات والبصمات الوراثية في القاعدة الوطنية الخاصة بها يستلزم إرفاقها‬
‫بالبيانات التالية‪:‬‬

‫‪-‬هوية صاحب البصمة الوراثية إذا كان معروفا‪ ،‬تاريخ ومكان الوقائع وطبيعة الجريمة المرتكبة‪ ،‬رقم‬
‫القضية أو ملف اإلجراءات‪ ،‬وبيانات تتعلق بالحجز الذي يحتوي على العينات أو اآلثار البيولوجية‪.1‬‬

‫الهدف من حفظ البصمات الوراثية هو التحديد الدقيق لألشخاص المحفوظة بصماتهم تحديدا وافيا‬
‫كافيا دون الخلط بينهم‪ ،‬لتكون المعلومات دقيقة في حال الرجوع إليها حتى ال يتم تزويرها‪.‬‬

‫في األخير تجدر اإلشارة أن أقصى مدة لحفظ البصمة الوراثية في قاعدة المعطيات المركزية هي‬
‫‪ 42‬سنة كأقصى حد‪ ،‬وال يمكن أن تتجاوز‪:‬‬

‫‪-‬خمسة وعشرون سنة بالنسبة لألصول وفروع األشخاص المفقودين‪،‬‬

‫‪-‬خمسة وعشرون سنة بالنسبة لألشخاص المشتبه فيهم المتابعين المستفيدين من أمر بانتفاء وجه‬
‫الدعوى أو حكم بالبراءة نهائي‪،‬‬

‫‪ -‬أربعين سنة بالنسبة للمحكوم عليهم من تاريخ نفاذ الحكم نهائيا والمفقودين واألشخاص المتوفين‬
‫مجهولي الهوية‪.2‬‬

‫‪1‬المادة ‪ 21‬من القانون ‪ ،21-21‬المرجع السابق‪.‬‬


‫‪2‬المادة ‪ 24‬من القانون ‪ ،21-21‬نفس المرجع‪.‬‬

‫‪537‬‬
‫عصرنة العدالة في الجزائر‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫بالتالي فإن المشرع قد حدد كل الشروط واإلجراءات المتبعة والمتعلقة بتخزين البصمة الوراثية للحفاظ‬
‫عليها من جهة ولحماية حق كل شخص ألنها هي الدليل الذي يحدد مرتكبي الجريمة فعال‪.‬‬

‫الفرع السادس‪ :‬المشاريع القطاعية واإلنجازات المحققة‪.‬‬

‫عملت و ازرة العدل على إقامة جملة من المشاريع وتحقيق مجموعة من اإلنجازات في القطاع أهمها‪:‬‬

‫أوال‪ .‬المشاريع المنجزة في إطار تعزيز التعاون القطاعي‪:‬‬

‫سعيا لتعزيز التعاون بين القطاعات من أجل توحيد قاعدة المعطيات المركزية على مستوى القطاعات‬
‫األخرى لتسهيل الخدمات على المواطنين‪ ،‬بادرت و ازرة العدل بجملة من المشاريع في إطار التعاون‬
‫القطاعي أهمها‪:‬‬

‫‪ -1‬الربط اآللي للمركز الوطني للسجل التجاري بواجهة البحث في قاعدة المعطيات الوطنية لصحيفة‬
‫السوابق القضائية لالطالع وسحب) القسيمتين رقم ‪ 2‬و‪ ( 3‬الممضاة إلكترونيا الخاصة بطالبي‬
‫السجل التجاري‪.‬‬

‫تم العمل على الربط بين المركز الوطني للسجل التجاري وقاعدة المعطيات الوطنية لتمكينهم من‬
‫الحصول على صحيفة السوابق القضائية إلكترونية عبر األنترنت‪ ،‬سعيا لتحسين نوعية الخدمة العمومية‪،‬‬
‫لتمكين مصالح المركز من الحصول على الصحيفة رقم ‪ 1‬ورقم ‪ 1‬ممضاة إلكترونيا للراغبين بالحصول‬
‫على السجل التجاري لتخفيف اإلجراءات وتبسيطها عليهم‪.‬‬

‫‪538‬‬
‫عصرنة العدالة في الجزائر‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪ -6‬الربط اآللي لكل المديريات والجهات األمنية بواجهة البحث الخاصة بقاعدة المعطيات الوطنية‬
‫لأل وامر بالقبض واإلخطارات بالكف عن البحث الصادرة عن الجهات القضائية‪.‬‬

‫هي أنظمة تسيير األوامر التي أشرنا إليها مسبقا حيث عمدت الو ازرة إلى ربط المديرية العامة‬
‫لألمن الوطني وقيادة الدرك الوطني ومديرية القيادة العسكرية بالقاعدة المركزية الخاصة بأوامر‬
‫القبض واإلخطار بالكف عن البحث لألشخاص المشتبه بهم والمتابعين قضائيا لتسهيل األعمال سواء‬
‫القضائية أو األمنية‪.‬‬

‫كما خولت لها الحق في استصدار واالطالع على صحيفة السوابق القضائية رقم ‪ 1‬و‪ 1‬لكل‬
‫األشخاص المشتبه فيهم أو المتهمين‪ ،‬تكون ممضاة إلكترونيا وذلك منذ سنة ‪ ،1225‬حيث تم‬
‫تكريس استخدام تقنية اإلمضاء اإللكتروني في المجال القضائي ما سمح بتطوير تقنيات العمل سواء‬
‫القضائي أو األمني أو الخدمات اإللكترونية عن بعد‪.‬‬

‫‪ -3‬الربط اآللي للمعهد الوطني لألدلة الجنائية وعلم اإلجرام لبوشاوي بتطبيقة البريد اإللكتروني‬
‫الداخلي لوزرة العدل‪:‬‬

‫تم الشروع في تجسيد عملية الربط اآللي للمعهد الوطني لألدلة الجنائية وعلم اإلجرام باالعتماد‬
‫على تقنية البريد اإللكتروني الداخلي لو ازرة العدل وبروتوكول نقل الملفات ‪ FTP‬لتبادل الوثائق‬
‫وتقارير الخبرة الطبية ممضاة إلكترونيا بين المصالح المختصة للمعهد والجهات القضائية‪.1‬‬

‫‪1‬بواشري أمينة‪ ،‬سالم بركاهم‪ ،‬اإلصالح اإلداري في الجزائر عرض تجربة مرفق العدالة (‪ ،)2999-1222‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.112‬‬

‫‪539‬‬
‫عصرنة العدالة في الجزائر‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪ -1‬الربط اآللي مع وزارة الداخلية وأغلب الو ازرات في الدولة‪.‬‬

‫تم العمل مؤخ ار على الربط اآللي لو ازرة الداخلية وو ازرة التضامن واألسرة وو ازرة العمل وو ازرة السياحة‬
‫والصناعة وو ازرة المالية باالعتماد على الربط بقواعد المعطيات المركزية التي يحتاجونها لتخفيف وثائق‬
‫الملفات على المواطنين‪.‬‬

‫ثانيا‪ .‬أهم إنجازات قطاع العدالة في مجال العصرنة لسنة ‪:6161‬‬

‫تعد الرقمنة من أهم محاور مخطط عمل الحكومة لسنة ‪ ،1212‬وفي هذا اإلطار بادرت و ازرة العدل‬
‫بإنجاز عدة عمليات الهدف منها الربح في الوقت والجهد والمال لألطراف والدفاع والخزينة العمومية‬
‫ووصل عددها إلى ما يزيد عن ‪ 12‬عملية أي بمعدل أكثر من عملية واحدة شهريا وأهمها‪:‬‬

‫‪ -‬تجسيد نظام النيابة اإللكترونية من خالل تمكين المواطنين من تقديم شكاويهم عن بعد إلى مختلف‬
‫نيابات الجمهورية‪ ،‬ويشمل ذلك الجالية الجزائرية بالخارج‪ ،‬وقد حقق هذا المشروع نتائج فاقت التوقعات‬
‫منذ األيام األولى لوضعه حيز التنفيذ‪،‬‬

‫‪-‬تعميم استعمال تقنية المحاكمة المرئية عن بعد في إجراءات التحقيق والمحاكمة وهو األمر الذي مكن‬
‫مختلف الجهات القضائية من االستمرار في العمل رغم التحديات التي فرضتها جائحة كوفيد ‪29‬‬
‫وضمنت لجميع المواطنين حقهم في التقاضي‪،‬‬

‫‪ -‬توفير النظام اآللي الذي يمكن مصالح البريد من التكفل بتوزيع التكليفات بالحضور والتبليغات في‬
‫المادة الجزائية لضمان فعالية أفضل للقضاء الجزائي وتقليص مصاريف الخزينة العمومية وقد حققت‬
‫هذه العملية نتائج جيدة في مراحلها التجريبية‪،‬‬

‫‪ -‬إدراج التحيينات الالزمة على النظام اآللي لتسيير الملف القضائي بما يضمن ربح الوقت والجهد‬
‫والمال‪،‬‬

‫‪540‬‬
‫عصرنة العدالة في الجزائر‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪-‬توفير قاعدة معطيات مركزية خاصة بتنفيذ األحكام والق اررات القضائية‪،‬‬

‫‪-‬إنجاز الشق الخاص بو ازرة العدل المتعلق بالنظام اآللي لتسيير إجراءات البحث والتحري (عملية‬
‫قطاعية مشتركة مع و ازرة الدفاع الوطني وو ازرة الخارجية)‪،‬‬

‫‪-‬توفير نظام يسمح للمترشحين من التسجيل عن بعد في مسابقات التوظيف وتقليص عدد الوثائق‬
‫المطلوبة عند التسجيل اآللي‪،‬‬

‫‪ -‬إعداد مرسوم رئاسي يتعلق بشروط اإلعفاء من تقديم شهادتي الجنسية والسوابق العدلية في الملفات‬
‫اإلدارية لضمان تخفيف العبء على المواطن أثناء تعامله مع اإلدارة‪،‬‬

‫‪-‬تعزيز استخدام تكنولوجيات المعلومات واالتصال الحديثة في الصفقات العمومية من خالل البوابة‬
‫اإللكترونية للصفقات لضمان المزيد من الشفافية‪،‬‬

‫‪-‬استحداث ‪ 22‬تطبيقة آلية تخص مراقبة تسيير الجهات القضائية‪،‬‬

‫‪-‬إعداد مشروع تمهيدي لقانون يعدل ويتمم األمر رقم ‪ 52-22‬المؤرخ في ‪ 25‬غشت ‪ 2922‬والمتعلق‬
‫بالمساعدة القضائية‪،‬‬

‫‪-‬إنجاز قاعدة معطيات خاصة بأوامر اإلكراه البدني وهي في انتظار تجسيدها مع المصالح المختصة‪،1‬‬

‫‪-‬توفير آلية إ لكترونية إلرسال اإلخطارات بالطالق وأوامر تصحيح عقود الحالة المدنية إلى البلديات‬
‫وهي في انتظار تجسيدها ميدانيا‪،‬‬

‫‪-‬مواصلة رقمنة الملف القضائي في جميع مراحله‪ ،‬بما في ذلك التبادل اإللكتروني للعرائض خارج‬
‫الجلسات‪،‬‬

‫‪1‬موقع و ازرة العدل‪ ،‬تاريخ االطالع ‪/https://www.mjustice.dz/ar ،1212-22-21‬حصيلة‪-‬النشاطات‪-‬المقررة‪-‬بعنوان‪-‬تنفيذ‪-‬م‪/‬‬

‫‪541‬‬
‫عصرنة العدالة في الجزائر‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪-‬توفير إمكانية تتبع مآل القضايا‪ ،‬واالطالع على منطوق الحكم عبر البوابة اإللكترونية لو ازرة العدل‪،‬‬

‫‪-‬إنشاء أرضية للتكوين عن بعد والعمل بها لتجسيد التعليم عن بعد‪،‬‬

‫‪-‬تكريس آلية إرسال تقارير الخبرة ممضاة إلكترونيا وتبادل الوثائق بصفة الكترونية‪ ،‬بين الجهات‬
‫القضائية والمصالح العلمية للضبطية القضائية‪،‬‬

‫‪ -‬اعتماد آلية إرسال الوثائق واإلجراءات القضائية بالطريق اإللكتروني‪ ،‬قصد تمكين الجهات القضائية‬
‫من إرسال االستدعاءات إلكترونيا‪ ،‬عوضا عن إرسالها بالطرق القانونية التقليدية‪ ،‬ونعالم المتقاضي‬
‫بمآل قضيته‪ ،‬وبمختلف المعلومات التي تخصه بواسطة مجرد رسائل نصية قصيرة‪،‬‬

‫‪-‬استحداث نظام آلي يرمي إلى محاربة ظاهرة اختطاف األطفال‪ ،‬يمكن من اإلعالن عن إنذار بحالة‬
‫اختطاف األطفال عبر مختلف وسائل اإلعالم‪ ،‬قصد النشـر الواسع للمعلومة بصفة آنية وعن بعد‪ ،‬وكذا‬
‫المساعدة في إجراءات البحث والتحري من طرف كافة شرائح المجتـمع‪،1‬‬

‫‪-‬وضع نظام آلي للتحقق من الهوية البيوميترية من خالل إنشاء قاعدة للمعطيات المركزية تضم كافة‬
‫البصمات الخاصة بالمتقاضين‪.‬‬

‫‪1‬موقع و ازرة العدل‪ ،‬تاريخ االطالع ‪/https://www.mjustice.dz/ar :1212-22-21‬حصيلة‪-‬النشاطات‪-‬المقررة‪-‬بعنوان‪-‬تنفيذ‪-‬م‪/‬‬

‫‪542‬‬
‫عصرنة العدالة في الجزائر‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫المبحث الرابع‪ :‬عصرنة إدارة السجون‪.‬‬

‫خطت بالدنا خطوات هامة في مجال حماية حقوق االنسان وتدعيمها‪ ،‬بتجسيد المبادئ التي تكفل‬
‫هذه الحماية حتى ونن كان االنسان يقضي فترة عقوبته‪ ،‬ذلك أن نزيل المؤسسة العقابية له من الحقوق‬
‫ما لغيره من باقي المواطنين‪ ،‬باستثناء ما كان منها مرتبطا بتقييد حريته بموجب القانون أو بأمر أو حكم‬
‫أو قرار قضائي‪ ،‬وبالتالي فقد عرفت المنظومة العقابية نقلة نوعية وجملة من اإلصالحات مست اإلطار‬
‫التشريعي لتطبيق السياسة العقابية وتدعيم حقوق المحبوسين وأنسنة ظروف الحبس وتجسيد المبادئ‬
‫الفضلى لسياسة إعادة اإلدماج االجتماعي‪ ،‬وبذلك تم تبني سياسة عقابية حديثة مراعية لوضعية‬
‫المحبوسين‪ ،‬ومتوافقة مع المعاهدات واالتفاقيات الدولية والمعايير الجديدة‪ ،‬خاصة تلك المتعلقة بحسن‬
‫معاملة المحبوسين‪ ،‬وهو ما استلزم العمل على‪:‬‬

‫‪-‬مراجعة أسس السياسة العقابية المنتهجة بالمؤسسات العقابية‪،‬‬

‫‪-‬تدعيم حقوق المحبوسين وأنسنة ظروف االحتباس‪،‬‬

‫‪-‬ترقية أساليب ومناهج إصالح المحبوسين‪،‬‬

‫‪-‬ترقية الموارد البشرية إلدارة السجون‪،‬‬

‫‪-‬تحسين وتدعيم أمن وسير المؤسسات العقابية وعصرنة أساليب تسييرها‪.‬‬

‫تفعيال لما تمت المبادرة به في هذا المجال‪ ،‬أوصت الندوة الوطنية إلصالح العدالة المنعقدة يومي‬
‫‪ 12‬و‪ 19‬مارس سنة ‪ 1225‬بالعمل على تقديم مزيد من األعمال واإلنجازات اإليجابية الرامية إلى‬
‫تطوير القطاع ودعم حقوق المحبوسين وأنسنة ظروف االحتباس بالمؤسسة العقابية‪ ،‬وذلك ما جرى‬
‫العمل على تحقيقه على أرض الواقع‪ ،‬حيث تعد المديرية العامة إلدارة السجون ونعادة اإلدماج والتي تم‬
‫تنظيمها بموجب المرسوم التنفيذي رقم ‪ 191-24‬المؤرخ في ‪ 12‬شوال عام ‪ 2415‬الموافق ل ‪4‬‬

‫‪543‬‬
‫عصرنة العدالة في الجزائر‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫ديسمبر ‪ 1224‬المتضمـن تنظيـم المديريـة العامـة إلدارة السجـون ونعادة اإلدماج‪ ،‬هي اإلطار المسير‬
‫للمؤسسات العقابية‪ ،‬تساعدها في عملها كل من المفتشية العامة لمصالح السجون باعتبارها هيئة مراقبة‬
‫مكلفة بمهمة السهر على التفتيش وتقييم جودة العمل في كافة المؤسسات العقابية والمراكز المتخصصة‬
‫للنساء ولألحداث وكذا مؤسسات البيئة المفتوحة ‪...‬إلخ وكل المصالح والهيئات التابعة إلدارة‬
‫السجون‪ ،‬وأيضا المصالح الخارجية التي تعمل على مساعدة ومتابعة المفرج عنهم لعدم عودتهم‬
‫لإلجرام‪ ،‬بالتعاون مع السلطات القضائية والجماعات المحليــة والمصالح األخرى المختصة للدولة‬
‫والمؤسسات والهيئات العمومية‪ ،‬لتطبيق برامج إعادة اإلدماج االجتماعي للمحبوسين‪.‬‬

‫كما تم إدراج آليات جديدة لتطبيق برامج إعادة التربية ونعادة اإلدماج االجتماعي من خالل إنشاء‬
‫لجنة و ازرية مختلطة لتنسيق نشاطات إعادة التربية ونعادة اإلدماج االجتماعي للمساجين مع لجنة تطبيق‬
‫العقوبات على مستوى كل مؤسسة ولجنة ترتيب العقوبات لدى و ازرة العدل والمصالح الخارجية إلعادة‬
‫االدماج بمساعدة المصالح القضائية إلنجاز التحقيقات االجتماعية المتعلقة بالمنحرفين ومتابعة‬
‫المساجين المستفيدين من العقوبات البديلة للحبس‪ ،‬بهدف مد يد المساعدة للمساجين إلعادة إدماجهم‬
‫اجتماعيا‪.‬‬

‫فيما يتعلق بعصرنة قطاع السجون تم إبرام اتفاقية مع برنامج األمم المتحدة اإلنمائي لدعم القطاع‬
‫وذلك لالستفادة من الخبرة الدولية في مجاالت العمل والتسيير وضمان احترام قواعد الحد األدنى لمعاملة‬
‫المساجين كما ترمي إلى تأمين التوازن بين وظيفة األمن ونعادة اإلدماج والعقوبة‪ ،‬باإلضافة إلى‬
‫االستعمال األمثل لوسائل تكنولوجيا المعلومات لترقية أساليب التسيير الداخلي وحتى االعتماد على‬
‫األدوات المتطورة لحفظ األمن داخل المؤسسات العقابية‪ ،‬فما يهمنا في بحثنا هو أثر تكنولوجيا المعلومات‬
‫على عصرنة قطاع السجون في الجزائر وكيف تم االعتماد عليها في تسيير الجمهور العقابي‪ ،‬ولذا‬
‫حاولنا أن نشمل الموضوع بالدراسة وفقا لـ‪ ،‬اإلطار القاعدي لعصرنة السجون في المطلب األول‪،‬‬

‫‪544‬‬
‫عصرنة العدالة في الجزائر‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫التقنيات المستحدثة في التسيير في المطلب الثاني‪ ،‬واألنظمة المستحدثة في إطار حماية حقوق االنسان‬
‫في المطلب الثالث‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬اإلطار القاعدي لعصرنة السجون‪.‬‬

‫سعت المديرية العامة إلدارة السجون من خالل برنامج اإلصالح المسطر من طرف الدولة إلى‬
‫إدخال اإلدارة اإللكترونية داخل المؤسسات العقابية‪ ،‬لكن هذه الخطوة المهمة تحتاج إلى بنية قاعدية‬
‫قوية تقوم على تحديث المنظومة التشريعية لتبيان طرق استخدام هذه التقنيات الحديثة وأيضا تكوين‬
‫جيد لمهندسين في هذا المجال‪ ،‬وكذا االعتماد على أجهزة أمنية حديثة داخل المؤسسات العقابية‪.‬‬

‫من هذا المنطلق تم التطرق لمراجعة المنظومة التشريعية في الفرع األول‪ ،‬وشمل الفرع الثاني تكوين‬
‫الموظفين في مجال تكنولوجيا اإلعالم واالتصال‪ ،‬في حين تطرق الفرع الثالث األجهزة المتطورة المعتمدة‬
‫للحفاظ على أمن المؤسسات العقابية‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬مراجعة المنظومة التشريعية‪.‬‬

‫عمدت الو ازرة إلى وضع جملة من النصوص القانونية لتحقيق عصرنة المؤسسات العقابية على‬
‫أرض الواقع‪ ،‬وتطبيق مبادئ المعاملة الحسنة للمحبوسين‪ ،‬وهي‪:‬‬

‫‪545‬‬
‫عصرنة العدالة في الجزائر‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫أوال‪ .‬القوانين‪:‬‬

‫*القانون ‪ 15/11‬المؤرخ في ‪ 2‬فبراير ‪ 6115‬والمتضمن قانون تنظيم السجون وإعادة اإلدماج‬


‫االجتماعي للمحبوسين‪.1‬‬

‫يهدف هذا القانون إلى تكريس القواعد األساسية الالزمة إلرساء سياسة عقابية صحيحة قائمة على‬
‫محاربة السلوك اإلجرامي وجعل العقوبة وسيلة وأداة لحماية المجتمع عن طريق إعادة تربية واإلدماج‬
‫االجتماعي للمحبوسين‪.‬‬

‫*القانون ‪ 11-12‬المؤرخ في ‪ 31‬يناير ‪ ،6112‬المتمم للقانون ‪ 11-15‬المتضمن قانون تنظيم‬


‫السجون وإعادة االدماج االجتماعي للمحبوسين‪.2‬‬

‫إن الهدف من وضع هذا القانون هو أوال تتميم أحكام القانون ‪ ،24-25‬حيث يضيف له فصل آخر‬
‫تحت عنوان الوضع تحت المراقبة اإللكترونية أي السوار اإللكتروني‪.‬‬

‫سعى هذا القانون إلى تحديد كل قواعد تنظيم وسير العمل بالسوار اإللكتروني في الجزائر كعقوبة حديثة‬
‫بديلة للعقوبات السالبة للحرية‪.‬‬

‫‪1‬القانون ‪ 24-25‬المؤرخ في ‪ 1‬فبراير ‪ 1225‬الموافق ل ‪ 12‬ذي الحجة ‪ 2415‬والمتضمن القانون تنظيم السجون ونعادة اإلدماج االجتماعي‬
‫للمحبوسين‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪ 21‬المؤرخة في ‪ 9‬ربيع الثاني ‪ 2411‬الموافق ل ‪ 22‬مايو ‪.1225‬‬
‫‪2‬القانون ‪ 22-22‬المؤرخ في ‪ 21‬جمادى األولى عام ‪ 2419‬الموافق ل ‪ 12‬يناير ‪ ،1222‬المتمم للقانون ‪ 24-25‬المؤرخ في ‪ 1‬فبراير ‪1225‬‬
‫الموافق ل ‪ 12‬ذي الحجة ‪ 2415‬والمتضمن القانون تنظيم السجون ونعادة اإلدماج االجتماعي للمحبوسين‪ ،‬الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية‪،‬‬
‫العدد ‪.25‬‬

‫‪546‬‬
‫عصرنة العدالة في الجزائر‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫*القانون ‪ 13-15‬المؤرخ في أول فبراير ‪ 6115‬والذي يتعلق بعصرنة العدالة‪:1‬‬

‫أكد المشرع الجزائري من خالل قانون العصرنة على إمكانية إستخدام المحادثات المرئية أثناء‬
‫اإلجراءات القضائية حيث تجرى المحادثة من المؤسسة العقابية المتواجد فيها المحبوس وهذا وفقا لما‬
‫جاء في المادة ‪ 21‬الفقرة ‪ 1‬من هذا القانون‪.‬‬

‫ثانيا‪ .‬المراسيم‪:‬‬

‫*المرسوم التنفيذي رقم ‪ 131-15‬المؤرخ في ‪ 12‬نوفمبر ‪ ،6115‬يحدد وسائل االتصال عن بعد‬


‫وكيفيات استعمالها من المحبوسين‪.2‬‬

‫يعني استعمال وسائل االتصال عن بعد في هذا المرسوم هو تمكين المحبوسين المحكوم عليهم‬
‫نهائيا أو الطاعنين بالنقض من استخدام الهاتف لالتصال بعائلتهم وأقاربهم ومحاميهم‪ ،‬أي األشخاص‬
‫الذين حددهم قانون ‪ 24-25‬والذين لهم الحق في زيارته‪.‬‬

‫تعد كل هذه النصوص القانونية تأكيدا على ما تم التركيز عليه في مشروع إصالح السجون في‬
‫الجزائر من العمل على تكريس مبادئ المعاملة الحسنة للمحبوسين أي التجسيد الفعلي إلصالح العدالة‬
‫ككل‪.‬‬

‫‪1‬القانون ‪ 21-25‬المؤرخ في ‪ 22‬ربيع الثاني عام ‪ 2411‬الموافق أول فبراير سنة ‪ ،1225‬الذي يحدد القواعد العامة المتعلقة بعصرنة العدالة‪،‬‬
‫الجريدة الرسمية عدد ‪.21‬‬
‫‪2‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ 412-25‬المؤرخ في ‪ 1‬شوال عام ‪ 2411‬الموافق ل ‪ 2‬نوفبر ‪ ،1225‬يحدد الوسائل االتصال عن بعد وكيفيات استعمالها‬
‫من المحبوسين‪ ،‬الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية‪ ،‬العدد ‪ ،24‬الصادرة في ‪ 22‬شوال ‪ 2411‬الموافق ل ‪ 21‬نوفمبر ‪.1225‬‬

‫‪547‬‬
‫عصرنة العدالة في الجزائر‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬تكوين الموظفين في مجال تكنولوجيا اإلعالم واالتصال‪.‬‬

‫عمدت المديرية العامة إلدارة السجون إلى التكوين الجيد لموظفيها مع ما تتطلبه العصرنة من إدخال‬
‫تكنولوجيا المعلومات إلى اإلدارات سواء المركزية أو داخل المؤسسات العقابية‪ ،‬وقد عقدت عدة اتفاقيات‬
‫في هذا المجال‪.‬‬

‫كما قامت المديرية بتوظيف مهندسين مختصين في اإلعالم اآللي لإلشراف على التطبيقات‬
‫وتطويرها‪ ،‬حيث تم االعتماد على دفعتين من المهندسين برتبة ضباط لتطوير التطبيقات وهي تعد سابقة‬
‫من نوعها على اعتبار أن القطاع ولسنوات عديدة يعتمد على ضباط أو أعوان للقيام بذلك‪.1‬‬

‫كما تم إعادة النظر في نظام التكوين القاعدي لموظفي إعادة التربية وذلك بمراجعة البرامج‬
‫البيداغوجية بما يضمن الجانب االحترافي‪ ،‬وندخال الوسائل والتقنيات الحديثة في التكوين خاصة بوضع‬
‫مواد لتعلم اإلعالم اآللي وتقنياته لتسيير التطبيقات اإللكترونية‪ ،‬مع مواصلة وتكثيف دورات التكوين‬
‫المستمر والتكوين التخصصي بما يضمن تعميم التكوين لفائدة كافة الموظفين‪.2‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬األجهزة المتطورة المعتمدة للحفاظ على أمن المؤسسات العقابية‪.‬‬

‫اعتمدت المديرية العامة إلدارة السجون على جملة من التجهيزات الحديثة والتي تهدف إلى المحافظة‬
‫على األمن داخل المؤسسات العقابية‪ ،‬حيث تم تجهيزها بـ‪:‬‬

‫‪-‬أجهزة اإلعالم اآللي وتوابعها‪.‬‬

‫‪-‬شبكات هاتفية و أجهزة ‪. IP Phone‬‬

‫ق‪.‬ك‪ ،‬مديرية العصرنة‪ ،‬بتاريخ ‪.1212-22-21‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪2‬و ازرة العدل‪ ،‬الندوة الوطنية حول إصالح العدالة‪ ،‬الديوان الوطني لألشغال التربوية‪ ،‬الجزائر‪ 12 ،‬و‪ 19‬مارس ‪ ،1225‬ص ص ‪.122-122‬‬

‫‪548‬‬
‫عصرنة العدالة في الجزائر‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪-‬أجهزة االتصال‪.‬‬

‫‪-‬تجهيزات حديثة‪ ،‬خاصة األمنية منها‪ ،1‬أهمها‪:‬‬

‫أوال‪ .‬اعتمـاد آليـة المراقبة المرئية للمؤسسـات العقابيـة‪:‬‬

‫بهدف تعزيز آليات المراقبة واألمن‪ ،‬ونضفاء الشفافية وترقية أساليب تسيير المؤسسات العقابية‪،‬‬
‫تبنت و ازرة العدل مشروع تزويد كافة الهياكل القاعدية المتواجدة عبر التراب الوطني‪ ،‬بتقنية المراقبة‬
‫المرئية‪.‬‬

‫يساعد هذا النظام على تحقيق المتابعة والمراقبة المرئية بالصوت والصورة من غرفة اإلدارة عن‬
‫طريق الكمبيوتر أو الكمبيوتر الشخصي أو شاشة التليفزيون بواسطة كاميرات مراقبة حديثة جدا‪ ،‬ويعتبر‬
‫من األنظمة المتطورة التي تمكن من متابعة سير العمل في المؤسسات العقابية ومراقبة األماكن‬
‫الحساسة‪ ،‬هاته التقنية الحديثة‪ ،‬تنجز ويشرف عليها مهندسو وتقنيو و ازرة العدل‪ ،‬وقد شرع في اعتمادها‬
‫عمليا ألول مرة في مؤسسة إعادة التربية والتأهيل بالقليعة في ‪ 2‬أكتوبر ‪ ،1222‬ثم بعدها مؤسسة إعادة‬
‫التربية والتأهيل بالحراش‪ ،‬كما يجري العمل على توفيرها مستقبال لمؤسسات عقابية أخرى‪.2‬‬

‫ثانيا‪ .‬االعتماد على جهاز كشف المعادن‪:‬‬

‫بداية كان كل من يدخل المؤسسة العقابية يتم تفتيشه من قبل أعوان األمن عند الباب الرئيسي قبل‬
‫الدخول‪ ،‬لكن بعد المشاكل التي صادفتها المؤسسات العقابية من جانب رفض المحامين للخضوع‬
‫للتفتيش وخوفا من إدخال أي أغراض تساعد على هروب المحبوس‪ ،‬تم االعتماد على جهاز السكانير‬
‫الذي يمرر عبره كل الزوار والمحامين أغراضهم قبل الدخول لزيارة المحبوس‪.‬‬

‫‪1‬المديرية العامة إلدارة السجون‪ ،‬عصرنة قطاع السجون‪ ،‬تاريخ االطالع ‪http://dgapr.mjustice.dz/?q=node/190 ،1212-22-22‬‬
‫‪ 2‬كرازدي سارة‪ ،‬كرازدي إسماعيل‪ ،‬أثر التكنولوجيا الحديثة على العدالة في الجزائر‪ ،‬مجلة الباحث للدراسات األكاديمية‪ ،‬العدد ‪ ،2‬العدد ‪ ،2‬جانفي‬
‫‪ ،1212‬ص ص ‪.214-211‬‬

‫‪549‬‬
‫عصرنة العدالة في الجزائر‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫كما تم االعتماد على الباب الذكي الذي يكشف المعادن وكل األشياء الصلبة وبعض المواد األخرى‬
‫وذلك بمرور كل من يدخل المؤسسة العقابية عبره ابتداءا من مدير المؤسسة وضباطها وأعوانها وكل‬
‫العاملين فيها إلى المحامين والزوار‪.‬‬

‫ثالثا‪ .‬تطبيقة البصمات البيومترية‪:‬‬

‫كما تم االعتماد على أجهزة التعرف على البصمات البيومترية وهنا يجب أن نفرق بين البصمة‬
‫البيومتري والبصمة الوراثية‪ ،‬البصمة الوراثية هي التي تحتوي على البنية الجينية التي تحدد هوية كل‬
‫شخص دون غيره بينما البصمة البيومترية فهي بمجرد دخول المحبوس إلى المؤسسة العقابية يتم‬
‫تبصيمه بواسطة جهاز خاص مثل السكانير يقوم بنسخ البصمات الخاصة بكل شخص وندخالها إلى‬
‫النظام الرقمي‪ ،‬للتعرف على كل شخص فيما بعد‪.1‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬التقنيات الحديثة للتسيير‪.‬‬


‫مسايرة لبرنامج اإلصالح الذي عمدت إليه الو ازرة وخاصة محور عصرنة العدالة الذي شمل حتى‬
‫إدارة السجون باعتبارها جزءا من القطاع‪ ،‬فقد تم العمل على إدخال التقنيات الحديثة لتكنولوجيا اإلعالم‬
‫واالتصال واالعتماد عليها في التسيير‪ ،‬حيث أدرجت واستعملت هذه التقنيات الحديثة من خالل إنشاء‬
‫شبكة وطنية معلوماتية‪ ،‬تربط كل المؤسسات العقابية بالمجالس القضائية والو ازرة وكل الجهات القضائية‪.‬‬
‫لذا سنحاول التعرف على هذه التقنيات والتطبيقات الحديثة وفقا للتقسيم المعتمد للمطلب‪ ،‬حيث‬
‫تطرق الفرع األول لتطبيقات اإلدارة اإللكترونية‪ ،‬بينما تطرق الفرع الثاني ألنظمة تسيير المؤسسات‬
‫العقابية‪.‬‬

‫‪1‬ق‪.‬ك‪ ،‬مديرية العصرنة‪ ،‬بتاريخ ‪.1212-22-21‬‬

‫‪550‬‬
‫عصرنة العدالة في الجزائر‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫الفرع األول‪ :‬تطبيقات اإلدارة المركزية‪.‬‬


‫نظمت المديرية العامة إلدارة السجون ونعادة اإلدماج ‪ DGAPR‬بموجب المرسوم التنفيذي رقم ‪-24‬‬
‫‪ ،191‬حيث تدار هذه المديرية من طرف المدير العام إلدارة السجون ونعادة االدماج يساعده مدير عام‬
‫و‪ 4‬مديري دراسات وتلحق بها مفتشية مصالح السجون‪ ،‬كما تضم ‪ 5‬مديريات‪.1‬‬
‫بموجب إدخال اإلدارة اإللكترونية إلى قطاع العدالة عموما والمديرية العامة إلدارة السجون خصوصا‬
‫فقد تم االعتماد على مجموعة من التطبيقات لتسهيل العمل اإلداري وتسيير الجانب الخاص بالمساجين‪،‬‬
‫وفي هذا اإلطار وضعت المديرية العديد من التطبيقة لتسهيل العمل بين اإلدارات المركزية والمصالح‬
‫التابعة لها والمؤسسات العقابية‪ ،‬تعمل هذه التطبيقات من خالل الشبكة القطاعية الخاص بو ازرة العدل‬
‫بالبريد اإللكتروني وهو نظام أنترانت يسمح بتبادل الرسائل والمعطيات في أسرع وقت‪ ،‬بين اإلدارة‬
‫المركزية والمؤسسات العقابية‪.‬‬
‫على المستوى المركزي تم تسيير عمل كل مديرية بواسطة هذه التطبيقات‪ ،‬وكما أشرنا تضم المديرية‬
‫العامة ‪ 5‬مديريات ساهمت التطبيقة في تسهيل عملها والحصول على االحصائيات الالزمة الخاصة‬
‫بالقطاع والتقارير اليومية والشهرية لسير العمل والتي يتم من خاللها تقدير مستوى عمل المديريات‬
‫وعالقتها مع المؤسسات العقابية لتلبية كل احتياجات المديرية من منشآت وموظفين‪...‬إلخ‪ ،‬هذه‬
‫المديريات هي‪:‬‬
‫أوال‪ .‬مديرية شروط الحبس‪ :‬تتولى بواسطة التطبيقات اإللكترونية الخاصة بتسييرها المهام التالية‪:‬‬
‫‪-‬متابعة الوضعيات الجزائية للمحبوسين‪ ،‬والسهر على تسييرهم ومسك الفهرس المركزي لإلجرام‬
‫واستغالله‪ ،‬وكذا متابعة نشاطات كتابات الضبط القضائية للمؤسسة العقابية‪.‬‬

‫‪1‬المادة ‪ 1‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 191-24‬المؤرخ في ‪ 12‬شوال ‪ 2415‬الموافق ل ‪ 4‬ديسمبر ‪ 1224‬يتضمن التنظيم المديرية العامة إلدارة‬
‫السجون ونعادة اإلدماج‪.‬‬

‫‪551‬‬
‫عصرنة العدالة في الجزائر‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪ -‬تراقب ظروف الحبس في المؤسسات العقابية والمراكز المتخصصة إلعادة تأهيل األحداث والورشات‬
‫الخارجية‪.‬‬
‫‪-‬تراقب سير المراكز المتخصصة إلعادة تأهيل األحداث واألجنحة المخصصة لألحداث بالمؤسسات‬
‫العقابية وأخذ أية مبادرة قصد ضمان المعالجة المالئمة لألحداث والفئات ذات االحتياجات الخاصة‪.‬‬
‫تضم هذه المديرية ‪ 4‬مديريات فرعية هي المديرية الفرعية لتطبيق العقوبات‪ ،‬والمديرية الفرعية‬
‫لمعاملة المسجون‪ ،‬المديرية الفرعية للوقاية والصحة‪ ،‬والمديرية الفرعية لحماية األحداث والفئات الضعيفة‬
‫وهي أحدث المديريات في القطاع‪ ،‬لكل مديرية تطبيقاتها الخاصة بتسييرها‪.1‬‬
‫ثانيا‪ .‬مديرية أمن المؤسسات العقابية‪ :‬تتولى هذه المديرية العمل على تنظيم كل المؤسسات العقابية‬
‫ووفقا للتطبيقات التي وضعتها الو ازرة الخاصة بعملها‪ ،‬حيث تتولى مهمة السهر على وقاية وأمن‬
‫المؤسسات العقابية وبهذه الصفة‪:‬‬
‫‪-‬إعداد برامج الوقاية من األخطار في المؤسسات العقابية‪.‬‬
‫‪-‬تشرف على مخططات األمن والتدخل ومراقبة المساجين في المؤسسات العقابية وفي ورش العمل في‬
‫الوسط المغلق والمفتوح وفي الورشات الخارجية‪ ،‬وتقييم نجاعتها‪.‬‬
‫‪-‬تصادق على مخططات التدخل في حالة األزمات بالتنسيق مع مصالح األمن المعنية األخرى‪.‬‬
‫‪-‬تسهر على احترام تسيير المعلومات المتعلقة بأمن المؤسسات واألماكن واألشخاص وحماية المعطيات‪.‬‬
‫‪-‬تسهر على األمن والنظام وحفظ اآلداب في المؤسسات العقابية كما تقوم بإجراء تحريات عند االقتضاء‪.‬‬
‫‪-‬تسهر على ضمان السير الحسن لوسائل اإلعالم واالتصال في المؤسسات العقابية‪.‬‬
‫‪-‬تسهر على ضمان تسيير األسلحة وتجهيزات األمنية الموضوعة تحت تصرف المؤسسات العقابية ‪.‬‬

‫‪1‬المادة ‪ 4‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،191-24‬المرجع السابق‪.‬‬

‫‪552‬‬
‫عصرنة العدالة في الجزائر‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫تضم هذه المديرية مديريتين فرعيتين هما‪ :‬المديرية الفرعية للوقاية والمعلومات‪ ،‬والمديرية الفرعية‬
‫لألمن الداخلي للمؤسسات العقابية‪.1‬‬
‫ثالثا‪ .‬مديرية البحث وإعادة االدماج االجتماعي للمحبوسين‪ :‬تتولى هذه المديرية المبادرة بإعداد برامج‬
‫إعادة اإلدماج وتتابع تطبيقها‪ ،‬بهذه الصفة‪:‬‬
‫‪-‬تسهر على تنفيذ برامج نشاط اإلدماج االجتماعي للمحبوسين‪.‬‬
‫‪-‬تتولى تنفيذ برامج التعليم والتكوين المهني وكل النشاطات الثقافية والرياضية والترفيهية‪.‬‬
‫‪-‬السهر على ترقية عمل المحبوسين في الوسط المغلق والمفتوح‪.‬‬
‫‪-‬تشجيع البحث العلمي في مختلف المجاالت المتعلقة بالوسط العقابي‪.‬‬
‫‪-‬تنشيط التعاون مع هيئات البحث العلمي ووسائل اإلعالم وجمعيات المجتمع المدني‪.‬‬
‫تضم هذه المديرية أربع مديريات فرعية وهي‪ :‬المديرية الفرعية لتكوين وتشغيل المحبوسين‪ ،‬المديرية‬
‫الفرعية لبرامج اإل دماج االجتماعي للمحبوسين‪ ،‬المديرية الفرعية للبحث العقابي‪ ،‬والمديرية الفرعية‬
‫لإلحصائيات‪ ،‬تسير هذه المديرية وكل المديريات الفرعية التابعة لها بواسطة تطبيقات خاصة بها‪.2‬‬
‫رابعا‪ .‬مديرية الموارد البشرية والنشاط االجتماعي‪ :‬تتولى هذه المديرية ضمان تأطير مصالح إدارة‬
‫السجون وما تحتاجه من العناصر البشرية وسير الموارد البشرية الموضوعة تحت تصرفها‪ ،‬باالعتماد‬
‫على اإلحصائيات والتقارير المقدمة من خالل البريد اإللكتروني الداخلي وتطبيقاتها اإللكترونية حيث‬
‫تسهر على‪:‬‬
‫‪-‬تسهر على ترشيد استعمال الموارد البشرية‪.‬‬
‫‪-‬تتولى تسيير المسار المهني لموظفي إدارة السجون واألسالك األخرى الموضوعة تحت تصرفها‪.‬‬
‫‪-‬السهر على تطبيق برامج التكوين األولي والتكوين المستمر‪.‬‬

‫‪1‬المادة ‪ 5‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،191-24‬المرجع السابق‪.‬‬


‫‪2‬المادة ‪ 1‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،191-24‬المرجع السابق‪.‬‬

‫‪553‬‬
‫عصرنة العدالة في الجزائر‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪-‬تتابع تسيير الشؤون االجتماعية للموظفين التابعين إلدارة السجون وترقية النشاط االجتماعي‪.‬‬
‫‪-‬تقدير االحتياجات من المستخدمين الضرورية لضمان سير المصالح المركزية والمؤسسات العقابية‪.‬‬
‫‪-‬تنظيم التوظيف الخارجي لمختلف الرتب الخاصة بإدارة السجون‪.‬‬
‫‪-‬تنظيم المسابقات الداخلية واالمتحانات المهنية‪.‬‬
‫‪-‬القيام بتقدير االحتياجات في التكوين وتحيين المستوى الخاص لمستخدمي إدارة السجون‪.‬‬
‫‪-‬إعداد مخططات تكوين بالتعاون مع مؤسسات خاصة‪.‬‬
‫تضم هذه المديرية ‪ 1‬مديريات فرعية وهي‪ :‬المديرية الفرعية للتوظيف والتكوين‪ ،‬المديرية الفرعية‬
‫لتسيير الموظفين‪ ،‬المديرية الفرعية للنشاط االجتماعي‪.1‬‬
‫خامسا‪ .‬مديرية المالية والمنشآت والوسائل‪ :‬تتولى هذه المديرية تزويد المصالح المركزية إلدارة السجون‬
‫والم صالح الخارجية التابعة لها بالمنشآت األساسية والوسائل المادية الضرورية لسيرها وفقا للتقارير‬
‫اإللكترونية المتضمنة احتياجات كل مصلحة‪ ،‬وبهذه الصفة‪:‬‬
‫‪-‬إعداد برامج المنشآت الواجب إنجازها وضمان تنفيذها ومراقبتها‪.‬‬
‫‪-‬تقديرات الميزانية الضرورية لسير وتجهيز مجموع الهياكل التابعة إلدارة السجون‪.‬‬
‫‪-‬تسيير االعتمادات المالية المخصصة في إطار مزانيتي التسيير والتجهيز‪.‬‬
‫‪-‬تحديد الحاجات وتقدر حجمها فيما يخص التجهيز والوسائل العامة الضرورية لسير المصالح‪.‬‬
‫‪-‬تسيير األموال المنقولة والعقارية وحظيرة السيارات‪.‬‬
‫تضم هذه المديرية ‪ 4‬مديريات فرعية وهي‪ :‬المديرية الفرعية للميزانية والمحاسبة‪ ،‬المديرية الفرعية‬
‫للمنشآت القاعدية‪ ،‬المديرية الفرعية لإلعالم اآللي‪ ،‬المديرية الفرعية الخاصة بالوسائل‪.2‬‬
‫أما أهم التطبيقات وتقنيات االتصال التي وضعت لفائدة اإلدارة المركزية هي‪:‬‬

‫‪1‬المادة ‪ 2‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،191-24‬نفس المرجع‪.‬‬


‫‪2‬المادة ‪ 2‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،191-24‬نفس المرجع‪.‬‬

‫‪554‬‬
‫عصرنة العدالة في الجزائر‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫تطبيقة تطبيق العقوبات‪.‬‬ ‫•‬


‫تطبيقة اإلحصائيات‪.‬‬ ‫•‬
‫تطبيقة األحداث المحبوسين‪.‬‬ ‫•‬
‫تطبيقة الحوادث األمنية‪.‬‬ ‫•‬
‫تطبيقة التكوين والعمل‪.‬‬ ‫•‬
‫تطبيقة التحويالت‪.‬‬ ‫•‬
‫تطبيقة استخراج الوضعيات الجزائية‪.‬‬ ‫•‬
‫تطبيقة تسيير الموارد البشرية‪ :‬تسمح بمتابعة المسار المهني للموظفين‪.‬‬ ‫•‬
‫تطبيقة رقمنة األرشيف‪ ،‬تسمح باالنتقال من الشكل الورقي إلى الشكل الرقمي في حفظ وتسيير‬ ‫•‬
‫األرشيف‪ ،‬كما أنها تساهم في تخزين البيانات والمعلومات على وسيط إلكتروني لمدة طويلة‪.‬‬
‫المحاكمة المرئية عن بعد‪.‬‬ ‫•‬
‫تطبيقة البصمة الوراثية للمحبوسين‪ ،‬يسجل في هذا الصدد معاينة السيد وزير العدل حافظ األختام‬ ‫•‬
‫السابق‪ ،‬الطيب لوح‪ ،‬خالله زيارته الميدانية لمؤسسة إعادة التربية والتأهيل الحراش في ‪،1222.22.12‬‬
‫لقاعدة البيانات الخاصة بالبصمة الوراثية التي تحوي آليا البصمات والمعلومات الخاصة بالمحبوسين‬
‫وكذا مركز المراقبة المرئية‪ ،‬كما تحادث واستمع بالمناسبة‪ ،‬النشغاالت بعض المحامين والمحبوسين‪.1‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬أنظمة تسيير المؤسسات العقابية‪.‬‬


‫عمدت المديرية العامة إلدارة السجون أيضا لوضع أنظمة إلكترونية على مستوى المؤسسات العقابية‬
‫لعصرنة أساليب تسييرها‪ ،‬حيث ضمت كل مصلحة من مصالحها واألقسام الخاصة بكل مصلحة على‬
‫تطبيقات معلوماتية خاصة بها‪.‬‬

‫‪1‬المديرية العامة إلدارة السجون‪ ،‬عصرنة إدارة السجون‪ ،‬تاريخ االطالع ‪http://dgapr.mjustice.dz/?q=node/190 ،1212-29-11‬‬

‫‪555‬‬
‫عصرنة العدالة في الجزائر‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫أوال‪ .‬نظام التسيير والمتابعة اآللية للمساجين والتطبيقات المساعدة له‪:‬‬


‫يشكل نظام التسيير والمتابعة اآللية لفئة المحبوسين أداة مهمة لرسم وتنفيذ سياسة فعالة في مجال‬
‫إعادة إدماج نزالء المؤسسات العقابية‪ ،‬فهو يسمح بالتحكم في تسيير ومتابعة وضعيات المساجين‬
‫وتوزيعهم حسب درجة الخطورة االجرامية‪ ،‬كما يمكن من تحديد مسار كل محبوس‪ ،‬بداية من أسباب‬
‫وظروف حبسه وسلوكه أثناء فترة حبسه إلى غاية إطالق سراحه‪ ،‬كما يساعد على التخطيط في إنجاز‬
‫مؤسسات عقابية جديدة تتماشى والمعايير المعتمدة عالميا‪ ،‬بما يوفره من تسهيالت تمكن من‪:‬‬
‫‪-‬إعداد وتسيير ومراقبة برامج المكافأة على حسن السيرة التي جاء بها اإلصالح‪ ،‬وهي ترمي إلى تحفيز‬
‫االستفادة من إجراءات اإلفراج المشروط‪ ،‬والحرية النصفية‪ ،‬وأعمال الورشات‪.‬‬
‫‪ -‬إعطاء احصائيات دقيقة حول تسيير المساجين‪ ،‬بما يمنح معطيات صحيحة تمكن من اتخاذ ق اررات‬
‫بإنجاز منشآت جديدة‪ ،‬أو تخصيص بعض المؤسسات‪ ،‬بالنظر إلى درجة خطورة المساجين‪ ،‬وكذا فيما‬
‫يتعلق بمضمون برامج التكوين ونعادة توزيع موظفي إعادة التربية‪.1‬‬
‫لقد وضعت تطبيقة لتسيير الجمهور العقابي‪ ،‬تربط المؤسسات العقابية بالو ازرة‪ ،‬تتولى هذه التطبيقة‬
‫متابعة المحبوس منذ دخوله إلى المؤسسة العقابية بموجب أمر أو حكم أو قرار باإليداع ويجب أن يكون‬
‫هذا األمر أو الحكم أو القرار محدد التاريخ وممضي من الجهة األمنية التي أحضرته‪ ،‬ليتم عرضه أوال‬
‫على كاتب الضبط القضائي الذي يقوم بإنشاء ملف له على قاعدة البيانات الخاصة بالمؤسسات العقابية‬
‫فهي قاعدة ممركزة على مستوى القمة‪ ،‬يتضمن هذا الملف اسمه ولقبه ورقمه وكل المعلومات والوثائق‬
‫الخاصة به‪ ،‬ثم يتم عرضه على كاتب ضبط المحاسب الذي يتولى تحديد وضبط كل ممتلكات المسجون‬
‫ويقوم بإدخالها وتخزينها في ملفه اإللكتروني‪ ،‬وبالتالي كل نزيل في المؤسسة العقابية له ملف إلكتروني‬
‫خاص به‪.‬‬

‫‪1‬الطيب بلعيز‪ ،‬إصالح العدالة في الجزائر‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.221‬‬

‫‪556‬‬
‫عصرنة العدالة في الجزائر‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫بعدها يتم تبصيم السجين بأصابعه العشرة عن طريق أداة إلكترونية لمسح البصمة ونقلها للحاسوب‬
‫وكذا أخذ صورة له وفقا للمقاسات المحددة في النظام الرقمي‪ ،‬وهنا يكون ملف السجين كامال‪ ،‬دون أن‬
‫ننسى وجوب تحديد مدة العقوبة ونهايتها‪ ،‬ألنه في حالة حصول عفو يتولى النظام إنقاص مدة العفو‬
‫من مدة الحبس من كلها أو جزء منها أي أنه نظام ذكي جدا‪ ،‬وقد سهل العمل اإلداري في المؤسسات‬
‫العقابية كثي ار‪ ،1‬فهو يتيح‪:‬‬
‫تتبع ملفات نزالء المؤسسات العقابية وتوزيعهم حسب درجة الخطورة اإلجرامية‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫تحديد مسار كل نزيل خالل فترة العقوبة السالبة للحرية منذ تاريخ إيداعه المؤسسة إلى غاية‬ ‫‪‬‬

‫إطالق سراحه‪.‬‬
‫إعداد برامج فردية إلعادة التربية واإلدماج االجتماعي‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫تسهيل تسيير إجراءات العفو‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫الحصول على بطاقة خاصة بكل نزيل تتضمن المعلومات األساسية الجزائية منها والعقابية‬ ‫‪‬‬

‫الستغاللها في اإلجراءات المتعلقة بنظام تكييف العقوبة‪.‬‬


‫االطالع اآلني على وضعية النزالء‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫متابعة الوضعية الصحية للنزالء‪.2‬‬ ‫‪‬‬

‫بالتالي يحدد هذا النظام مسار كل سجين بداية من أسباب وظروف حبسه‪ ،‬مرو ار بسلوكه أثناء فترة‬
‫الحبس إلى غاية إطالق سراحه‪ ،‬وقد تم انجاز وتعميم نظام تسيير ومتابعة شريحة المحبوسين‬
‫سنة ‪ 6112‬وتزامنت العملية مع إجراء تكوين لفائدة ‪ 211‬عون‪ ،‬حول كيفية استعمال هذا النظام‪،‬‬
‫الذي هو في تطور مستمر‪ ،‬تلبية االحتياجات الجديدة‪ ،3‬وبالتالي فإنشاء بطاقة وطنية للمحبوسين يسهل‬
‫عملية البحث بطريقة سريعة للوصول إلى اإلحصائيات المتعقلة باإلجرام وسن الجانحين مما يعطي‬

‫‪1‬ق‪.‬ك‪ ،‬مديرية العصرنة‪ ،‬بتاريخ ‪.1212-2-2‬‬


‫‪2‬المديرية العامة إلدارة السجون‪ ،‬تاريخ االطالع ‪http://dgapr.mjustice.dz/?q=node/190 1212-29-11‬‬
‫‪3‬و ازرة العدل‪ ،‬عصرنة قطاع العدالة‪ ،‬تاريخ االطالع ‪http://research1514.blogspot.com/2015/02/blog-post.html 1212-29-11‬‬

‫‪557‬‬
‫عصرنة العدالة في الجزائر‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫رؤية أوضح للهيئات على مستوى المركزي لدراسة طلبات العفو والتحويالت وكذلك من أجل السعي إلى‬
‫تطبيق برامج تساهم في إعادة اإلدماج االجتماعي للمساجين‪.1‬‬
‫كما أنجزت شبكة محلية على مستوى المؤسسات العقابية‪ ،‬أين تم ربط مختلف المصالح فيما بينها‪،‬‬
‫من خالل تطبيقة التسيير العقابي التي تعد هي أساس كل التطبيقات لتتفرع عنها مجموعة من التطبيقات‬
‫كل واحدة حسب المصلحة التي يتم العمل فيها‪ ،‬وأهم هذه التطبيقات هي‪:‬‬
‫‪ -1‬تطبيقة كتابة الضبط القضائية‪ :‬إن مصلحة كتابة الضبط القضائية هي أهم مصلحة في المؤسسة‬
‫العقابية ألنها تكلف بـ‪:‬‬
‫‪-‬ضمان نظامية الحبس‪.‬‬
‫‪-‬متابعة الوضعيات الجزائية للمحبوسين‪.‬‬
‫‪-‬مسك السجالت والوثائق الخاصة بالمصلحة‪.‬‬
‫‪-‬متابعة المحبوسين في مختلف األنظمة‪.‬‬
‫‪-‬تسيير الجمهور العقابي‪.2‬‬
‫إذا فهذه المصلحة هي التي تتكفل بالمحبوسين منذ دخوله إلى غاية خروجه من المؤسسة العقابية‪،‬‬
‫من خالل إنشاء ملف إلكتروني للمحبوس‪ ،‬إذا هذه التطبيقة تتولى المهام التالية‪:‬‬
‫‪-‬متابعة حجز مختلف البيانات المتعلقة بالمسجون‪.‬‬
‫‪-‬حجز المعلومات عند دخول المسجون‪.‬‬
‫‪-‬تحيين الوضعية الجزائية (استئناف‪ ،‬تجديد الحبس‪ ،‬احكام قضائية‪-‬العفو)‪.‬‬

‫‪1‬الطيب بلواضح‪ ،‬الذهبي حليفة‪ ،‬الخدمات االلكترونية المتاحة في مجال عصرنة العدالة الجزائرية‪ ،‬مجلة الدراسات القانونية والسياسية‪ ،‬المجلد ‪،21‬‬
‫العدد‪ ،22‬جانفي ‪ ،1212‬ص ‪.242‬‬
‫‪2‬القرار الوزاري المؤرخ في ‪ 22‬جمادى الثانية عام ‪ 2412‬الموافق ألول يونيو سنة ‪ ،1222‬يحدد كيفيات تنظيم التكوين التكميلي قبل الترقية لاللتحاق‬
‫ببعض الرتب التابعة لألسالك الخاصة بإدارة السجون ومدته ومحتوى البرامج المتعلقة به‪ ،‬الجريدة الرسمية العدد ‪ 15‬المؤرخ في ‪ 11‬ذو القعدة عام‬
‫‪ 2412‬الموافق ل ‪ 12‬أكتوبر سنة ‪.1222‬‬

‫‪558‬‬
‫عصرنة العدالة في الجزائر‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫لإلشارة فإن كل مصلحة تحتوي على العديد من األقسام الموزعة عليهم المهام لتسيير المصالح‬
‫بنجاعة‪ ،‬وكل قسم له تطبيقة خاصة به‪ ،‬أي أن لكل قسم في مصلحة الضبط القضائي تطبيقة خاصة‬
‫لتسييره‪ ،‬نذكر أهمها‪:‬‬
‫أ‪ -‬تطبيقة االحصائيات‪ :‬تتولى هذه التطبيقة المهام التالية‪:‬‬
‫‪-‬تصنيف المساجين حسب الجنس‪ ،‬وحسب الجنسية‪.‬‬
‫‪-‬نقل المعلومات والبيانات المقيدة في سجل الرقابة باألرقام‪.‬‬
‫‪-‬إدخال حركة المساجين الداخلين والخارجين خالل اليوم‪.‬‬
‫‪-‬إجراء عملية إحصاء الداخلين والخارجين خالل األسبوع وعند نهاية كل شهر‪.‬‬
‫‪-‬دراسة إحصائية حسب كل تهمة(استئناف‪ ،‬تجديد حبس‪ ،‬أحكام قضائية‪ ،‬العفو)‪.‬‬
‫ب‪ -‬تطبيقة الرقن‪ :‬تتولى هذه التطبيقة المهام التالية‪:‬‬
‫‪-‬إعداد مختلف اإلرساليات الخاصة بالمصلحة (جداول إرسال‪ ،‬إرساليات‪.)... ،‬‬
‫‪-‬إعداد قوائم شهرية للمساجين حسب الحالة‪.‬‬
‫‪-‬إعداد الوضعية الجزائية‪.‬‬
‫‪-‬إعداد شهادة وجود في السجن‪.‬‬
‫‪-‬تحيين القوائم اإلسمية حسب الوضعية الجزائية‪.1‬‬
‫‪ -6‬تطبيقة كتابة الضبط المحاسبة‪ :‬تندرج هذه التطبيقة ضمن مصلحة كتابة ضبط المحاسبة‪ ،‬حيث‬
‫تتكفل هذه المصلحة بكل ما يتعلق بممتلكات المحبوس وتحويالت األموال واألموال الخاصة به‪ ،‬ومن‬
‫أهم مهامها‪:‬‬
‫‪-‬مراقبة تدوين المدخوالت والمصروفات وتسجيل الحواالت المالية المرسلة من طرف أهالي المحبوسين‪،‬‬
‫والتي تكون خالل المدة المحددة في النظام الداخلي للمؤسسة وهي ما يطلق عليها القنوة أو الكانتينة‬

‫‪1‬ق‪.‬ك‪ ،‬مديرية العصرنة‪ ،‬بتاريخ ‪.1212-2-2‬‬

‫‪559‬‬
‫عصرنة العدالة في الجزائر‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫التي تم رفع قيمتها إلى ‪ 452‬دج خالل فترة كورونا لصعوبة التنقل والزيارات‪ ،‬تتمثل هذه القنوة في‬
‫المؤونة النقدية للمحبوس والتي يمكنه اقتناء كل مستلزماته بها من خالل تدوين ما يحتاجه في بطاقة‬
‫ورقية خاصة التي تقدم للمختص بذلك‪.‬‬
‫‪-‬حفظ وتسيير ودائع المحبوسين‪.‬‬
‫‪-‬تقييد عمليات السحب وااليداع في الخزينات العمومية‪.‬‬
‫‪-‬تسيير بريد المحبوسين‪.1‬‬
‫بعد عصرنة العمل اإلداري تم وضع هذه التطبيقة اإللكترونية الخاصة بكتابة الضبط المحاسبة التي‬
‫تتولى المهام التالية‪:‬‬
‫‪-‬حجز مكاسب المحبوس عند الدخول والخروج‪.‬‬
‫‪-‬حجز األشياء الثمينة والودائع عند الدخول والخروج‪.‬‬
‫‪-‬حجز الحواالت‪.‬‬
‫‪-‬حجز المعلومات الخاصة بالرسائل الداخلة والخارجة‪.‬‬
‫‪-‬حجز المعلومات الخاصة بالطرود البريدية الواردة‪.‬‬
‫‪-‬تقديم االحصائيات الخاصة بالمكتب‪.‬‬
‫‪-‬كما يمكن أن يكلف برقن البريد الخاص بالمصلحة‪.2‬‬
‫‪ -3‬تطبيقة االحتباس‪ :‬فضال عن المهام الموكلة لمصلحة االحتباس في المرسوم التنفيذي رقم ‪21/229‬‬
‫المؤرخ في ‪ 1221/21/22‬يمكن أن يتولى المهام التالية‪:‬‬
‫‪-‬تصنيف المساجين وتوجيههم‪.‬‬
‫‪-‬ضبط تعداد الموظفين وانضباطهم في أماكن الحبس‪.‬‬

‫‪1‬قرار وزاري مشترك مؤرخ في ‪ 22‬جمادى الثانية عام ‪ 2412‬يونيو سنة ‪ ،1222‬المرجع السابق‪.‬‬
‫‪2‬ق‪.‬ك‪ ،‬مديرية العصرنة‪ ،‬بتاريخ ‪.1212-2-2‬‬

‫‪560‬‬
‫عصرنة العدالة في الجزائر‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪-‬ضبط مناداة المحبوسين‪.‬‬


‫‪-‬مسك سجالت المصلحة‪.‬‬
‫‪-‬مسك لوحة التحكم الخاصة بالمساجين‪.‬‬
‫‪-‬ضبط وضعية المساجين عن طريق جهاز اإلعالم اآللي حسب األجنحة والقاعات‪.1‬‬
‫لمصلحة االحتباس تطبيقة خاصة بها يتم من خاللها حجز المعلومات الخاصة بها‪ ،‬والتي تتمثل‬
‫في‪:‬‬
‫‪-‬تحيين توزيع المساجين على القاعات واألجنحة‪.‬‬
‫‪-‬القيام برقن محاضر السماع الخاصة بالمساجين‪.‬‬
‫‪-‬تقييد حركة المساجين من ونلى (الورشات الخارجية‪ ،‬المحكمة‪ ،‬المستشفى‪ ،‬الداخلون الجدد‪ ،‬المفرج‬
‫عنهم)‪.‬‬
‫‪-‬تدوين مختلف المخالفات التي يرتكبها المسجون‪.‬‬
‫‪ -1‬تطبيقة الزيارات‪ :‬تتولى تطبيقة الزوار المهام التالية‪:‬‬
‫‪-‬يتم تدوين فيها كل الزوار للمؤسسات العقابية من محامية وأهالي المساجين‪،‬‬
‫‪-‬إعداد قائمة المساجين المطلوبين لمقابلة المحامين‪،‬‬
‫‪-‬حجز كل المعلومات المتعلقة بالتطبيقة‪.‬‬
‫‪ -5‬تطبيقة إعادة اإلدماج‪ :‬تهتم هذه التطبيقة بالتسيير الرقمي لمصلحة إعادة اإلدماج‪ ،‬وتسمى تطبيقة‬
‫التكوين والعمل التي تتولى المهام التالية‪:‬‬
‫‪-‬حجز مختلف المعلومات الخاصة بالمصلحة‪.‬‬
‫‪-‬إعداد القوائم االسمية للمساجين الذين يتابعون التكوين والتعليم‪.‬‬
‫‪ -‬ضبط قائمة المساجين العاملين بالورشات الداخلية والخارجية وتحيينها‪.‬‬

‫‪1‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،21/229‬المرجع السابق‪.‬‬

‫‪561‬‬
‫عصرنة العدالة في الجزائر‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪-‬تحضير الملفات الخاصة بالمساجين المقترحين للعمل بالورشات الخارجية والحرية النصفية‪.‬‬
‫‪-‬إعداد االحصائيات الشهرية والسنوية للمصلحة‪.1‬‬
‫دون إغفال دور مصلحة اإلدماج التي تولى المهام التالية‪:‬‬
‫‪-‬تنفيذ مقررات لجنة تطبيق العقوبات الخاصة ببرامج إعادة إدماج المحبوسين‪.‬‬
‫‪-‬متابعة تطبيق برامج تعليم وتكوين المحبوسين‪.‬‬
‫‪-‬تنسيق أنشطة إعادة إدماج بين المحبوسين والهيئات المختلطة‪.‬‬
‫‪-‬تنظيم محاضرات ذات طابع تربوي وديني وثقافي‪.‬‬
‫‪-‬تسيير المكتبة‪.‬‬
‫‪-‬إذاعة برامج تلفزيونية (قسم القناة المصغرة) ومتابعة النشاطات اإلعالمية‪.‬‬
‫‪-‬تنظيم ورشات العمل التربوي‪.‬‬
‫‪ -2‬تطبيقة العيادة‪ :‬تدخل هذه التطبيقة ضمن مصلحة الصحة والمساعدة االجتماعية‪ ،‬وتكلف هذه‬
‫األخيرة بالمهام التالية‪:‬‬
‫‪-‬تنظيم التكفل الصحي والنفسي للمحبوسين‪.‬‬
‫‪-‬السهر على تنفيذ إجراءات الوقاية من األوبئة واألمراض (العزل الصحي)‪.‬‬
‫‪-‬تنظيم ومراقبة وتقييم نشاط الموظفين التابعين للمصلحة‪.‬‬
‫‪-‬التكفل بالمشاكل االجتماعية للمحبوسين‪.‬‬
‫‪-‬تسيير شؤون المصلحة‪ ،‬وتنظيم حركة المساجين بالعيادة‪.2‬‬
‫تعتبر أهم تطبيقة في هذه المصلحة هي تطبيقة العيادة التي تتولى المهام التالية‪:‬‬
‫‪-‬حجز البيانات الخاصة بالملفات الطبية‪.‬‬

‫‪1‬ق‪.‬ك‪ ،‬مديرية العصرنة بتاريخ ‪.1212-2-2‬‬


‫‪2‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،21/229‬المرجع السابق‪.‬‬

‫‪562‬‬
‫عصرنة العدالة في الجزائر‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪-‬متابعة وتسجيل جميع عمليات الفحص التي تتم داخل المؤسسة أو خارجها‪.‬‬
‫‪-‬متابعة ملفات المساجين المحولين من ونلى المؤسسة‪.‬‬
‫‪-‬ضبط حصيلة نشاط المصلحة‪.1‬‬
‫‪ -2‬تطبيقة األمن‪ :‬تعد هذه التطبيقة تابعة لمصلحة األمن حيث تتولى تسيير التقارير واألوامر مع‬
‫الجهات المركزية وتتولى المهام التالية‪:‬‬
‫‪-‬تنظيم العمل اليومي للموظفين والسهر على االنضباط‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪-‬تسيير الوسائل والعتاد األمني‪.‬‬
‫‪-‬جمع المعلومات التي تمس بأمن المؤسسة‪.‬‬
‫‪-‬متابعة حركة دخول وخروج المساجين‪.‬‬
‫‪-‬السهر على التوزيع العقالني للموظفين داخل المؤسسة‪.‬‬
‫‪-‬ضبط قائمة المساجين الخطرين‪.‬‬
‫‪-‬إعداد التقارير بكل المعلومات الواردة إليه‪.‬‬
‫ثانيا‪ .‬تطبيقة تسيير الموارد البشرية(خاصة بالموظفين)‪:‬‬
‫عمدت المديرية العامة أيضا من خالل مهندسيها في مجال تكنولوجيا اإلعالم واالتصال إلى وضع‬
‫تطبيقة خاصة بتسيير المسار المهني للموظفين‪ ،‬حيث حولت هذه التطبيقة الوظيفة اإلدارية الروتينية‬
‫إلى نظام معلوماتي له دور استراتيجي أكثر شمولية‪ ،‬وتتمثل أهم المهام المقدمة في‪:‬‬
‫‪-‬دعم متابعة كشوف الرواتب‬
‫‪-‬إدارة عملية إلتحاق الموظفين الجدد بالمؤسسة العقابية‪.‬‬
‫‪-‬تتبع أداء الموظفين‪ ،‬وجداول الحضور واالنصراف‬

‫‪1‬ق‪.‬ك‪ ،‬مديرية العصرنة‪ ،‬بتاريخ ‪.1212-2-2‬‬


‫‪2‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،21/229‬نفس المرجع‪.‬‬

‫‪563‬‬
‫عصرنة العدالة في الجزائر‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪-‬دعم التقويم‪Calendar‬‬
‫‪-‬إدارة المزايا الخاصة بالموظفين‪. Benefits management‬‬
‫‪-‬إعداد ملفات كاملة لكل الموظفين‪.‬‬
‫‪-‬تقسيم الموظفين إلى شرائح على حسب الرتب والمهام والمؤسسات العقابية التابعة لها‪.1‬‬
‫‪-‬دعم نظام الدوريات‪ ،‬وتلقائية التغيير بينها‪.‬‬
‫‪-‬كشوف المرتبات تفصيلية‪.‬‬
‫‪-‬وضع لوائح االجازات والمكافآت‪.‬‬
‫‪-‬تقارير حركة الغياب واالجازات والتأخير‪.2‬‬
‫ثالثا‪ .‬تطبيقة مصلحة المقتصدة(المخازن)‪:‬‬
‫أوال تعد مصلحة المقتصدة هي المكلفة بالمخازن أي المخزونات والمواد الغذائية‪ ،‬كما تتولى تحضير‬
‫الميزانية وضمان تنفيذها‪ ،‬تضم هذه المصلحة ‪ 1‬أقسام هي قسم الميزانية والمحاسبة‪ ،‬قسم الوسائل‬
‫العامة‪ ،‬قسم اإلطعام وتسيير المواد الغذائية‪ ،‬وكل قسم له تطبيقة معلوماتية خاصة بتسييره كلها تابعة‬
‫للتطبيقة الرئيسية وهي تطبيقة مصلحة المقتصدة‪.‬‬
‫تتولى تطبيقة المقتصدة المهام التالية‪:‬‬
‫‪-‬تسيير الممتلكات المنقولة والعقارية‪.‬‬
‫‪-‬تسيير المخزونات والمواد الغذائية‪.3‬‬
‫‪-‬وضع تقديرات الميزانية في مجال التسيير والتجهيز‪.‬‬
‫‪-‬مسك المحاسبة المتعلقة بااللتزامات وأوامر الصرف ونفقات التسيير‪.‬‬

‫‪1‬ق‪.‬ك‪ ،‬مديرية العصرنة بتاريخ ‪.1212-2-2‬‬


‫‪ ،DEFEX‬برنامج ادارة الموارد البشرية وندارة الموظفين المرتبات– الحوافز– الضرائب– التأمينات‪ ،‬تاريخ االطالع ‪،1212-29-22‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪/https://dexef.com/software/dexef-hr‬‬
‫‪3‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،21/229‬المرجع السابق‪.‬‬

‫‪564‬‬
‫عصرنة العدالة في الجزائر‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪-‬مسك محاسبة يومية لحركة المواد الغذائية‪.‬‬


‫‪-‬تسيير مخزونات المواد الغذائية للمؤسسة العقابية‪.‬‬
‫‪-‬تقسيم حاجات المؤسسة وتزويدها بالوسائل المادية الضرورية لحسن تسييرها‪.1‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬األنظمة المستحدثة في إطار حماية حقوق االنسان‪.‬‬


‫إن أهم المبادئ التي اعتمدت عليها و ازرة العدالة خالل عصرنتها للقطاع وخاصة جانب إدارة السجن‬
‫هو حماية حقوق اإلنسان‪ ،‬التي تعد أهم ما تم النص والتأكيد عليه في االتفاقيات والمعاهدات الدولية‬
‫منذ القدم وبعد مصادقة الجزائر على هذه االتفاقيات أصبحت تخضع للمعايير الدولية لمراقبة وحماية‬
‫حقوق االنسان وخاصة حقوق نزالء المؤسسات العقابية‪ ،‬من أهم هذه االتفاقيات اتفاقية نيلسون مونديال‬
‫لحسن معاملة المساجين‪ ،‬أين أصبح نزالء المؤسسات العقابية يتمتعون بمجموعة من الحقوق كغيرهم‬
‫من األشخاص باستثناء الحق في الحرية فقط‪ ،‬فبعد أن كانوا يخضعون لسوء المعاملة في السجون‬
‫القديمة اآلن ال بل أصبحوا يتمتعون بالحق في التعليم والتكوين الترفيه والثقافة‪ ...‬وغيرها‪ ،‬كما تم‬
‫االعتماد على أساليب حديثة إلعادة اإلدماج االجتماعي للمسجون وتهيئته للعودة إلى المجتمع بصورة‬
‫بعيدة عن اإلجرام ويكون ذلك من خالل الخبراء واألطباء النفسيين الذين اعتمدت عليهم مديرية إدارة‬
‫السجون في هذه النقطة‪.‬‬

‫بعد إدخال تكنولوجيا اإلعالم واالتصال في العمل القضائي وندارة السجون وأنظمة تسييرها تم‬
‫استحداث جملة من األساليب الجديدة لحماية حقوق نزالء المؤسسات العقابية‪ ،‬ومن أهم هذه األنظمة‬
‫المستحدثة‪ :‬عقد الجلسات باستعمال الفيديو لحماية حقوق المتهم (الفرع األول)‪ ،‬السوار اإللكتروني‬
‫كعقوبة بديلة جديدة تعتمد على األنظمة الحديثة (الفرع الثاني)‪ ،‬التعليم عن بعد للمحبوسين‪( .‬الفرع‬
‫الثالث)‪.‬‬

‫‪1‬ق‪.‬ك‪ ،‬مديرية العصرنة بتاريخ ‪.1212-2-2‬‬

‫‪565‬‬
‫عصرنة العدالة في الجزائر‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫الفرع األول‪ :‬عقد الجلسات باستعمال الفيديو لحماية حقوق المتهم‪.‬‬

‫بفضل االستعمال الممنهج والمكثف لتقنيات المعلومات واالتصال التي تعزز عملية تحديث العدالة‬
‫لخدمة أفضل للجهاز القضائي‪ ،‬تم وضع نمط جديد من االتصاالت اإللكترونية‪ ،‬هذا اإلجراء الجديد‬
‫هو جزء من عملية عالمية تسمح باستعمال تكنولوجيا المعلومات واالتصال الجديدة في المجال القضائي‪،‬‬
‫وال سيما في استجواب وسماع أطراف المحاكمة‪.1‬‬

‫إن التكنولوجيات الحديثة فتحت المجال للمحاكم من أجل تطوير الطرق المنظمة للجلسات عن بعد‪،‬‬
‫وقد حددت في القضايا التي يكون فيها المتقاضين خطرين‪ ،‬معتقلين أو المحتجزين في ظروف ال تسمح‬
‫بمثولهم أمام المحكمة‪ ،‬تفاديا لصعوبات والمخاطر التي يمكن أن تواجههم أثناء نقلهم مباشرة‪ ،‬وفي نفس‬
‫السياق‪ ،‬قد يكون إحضار شهود للمثول شخصيا أمام جهة قضائية بعيدة‪ ،‬مكلفا جدا‪ ،‬لذلك أصبح‬
‫استعمال الفيديو ‪ vidéo conforme‬في الجلسات أم ار ضروريا ومفيدا‪ ،‬كذلك تمكن الفئات الضعيفة‬
‫لالستفادة من هذه الفرص التي يتيحها عصرنة العدالة‪ ،‬كاألحداث الذين يتجنبون عبء المواجهات‬
‫المباشرة‪.2‬‬

‫لقد بادرت الجزائر باستخدام هذه التقنية الحديثة والمتطورة مع ظهور قانون عصرنة العدالة سنة‬
‫‪ 1225‬إال أنها لم تعرف استعماال كبي ار إال أثناء المرحلة التي مر بها العالم منذ أواخر سنة ‪1229‬‬
‫إلى غاية ‪ 1212‬بسبب جائحة كوفيد ‪ 29‬ما دفع الدولة للتطبيق الفعلي لهذه التقنية على أرض الواقع‬
‫حماية لحقوق المتقاضين من الضياع‪.‬‬

‫بما أن المحاكمة العادلة تعد ركنا ونجراءا جوهريا في الجلسة‪ ،‬لكنه اختل بسبب جائحة كورونا‬
‫وسعيا من الدولة للحفاظ على األمن العام والصحة العامة وأيضا دون االخالل بالحقوق والحريات حتى‬
‫ال تضيع‪ ،‬تم تكريس المحاكمات عن بعد بين المؤسسات العقابية والجهات القضائية في محاكمة‬

‫‪1‬‬
‫‪Ministere de la justice, MODERNISATION AU SERVICE DE LA QUALITE DE LA JUSTICE, P35.‬‬
‫‪2‬مار آوس آورنارو‪ ،‬الوصول إلى العدالة والمساعدة القضائية في البلدان المتوسطية الشريكة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.51‬‬

‫‪566‬‬
‫عصرنة العدالة في الجزائر‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫الخبرء واألطراف‪،‬‬
‫المتهمين وبين الجهات القضائية بعضها ببعض في حالة االستماع إلى الشهود و ا‬
‫وذلك من خالل قاعات مجهزة‪ ،‬عن طريق تقنية السكايب ويكون ذلك وفقا للبرنامج الذي تحدده الجهة‬
‫القضائية‪ ،‬كما يمكن للقاضي أن يقيم محاكمة عن بعد بفتح مجموعة من المؤسسات العقابية عبر‬
‫السكايب في الجلسة التي تظهر على شاشة تلفاز كبيرة مقسمة إلى خانات كل خانة تشمل مؤسسة‬
‫عقابية وتتم المحاكمة‪ ،‬كل متهم يحين دوره في التكلم واالدالء بأقواله يتم تكبير خانة مؤسسته العقابية‬
‫لكي يكون واضحا للقاضي وبالتالي هنا حافظة و ازرة العدل أوال على المحاكمة العادلة وثانيا على‬
‫الحضور في الجلسات والدفاع عن حقوقهم‪.‬‬

‫إن طلب المحاكمات االفتراضية وفقا للقانون يكون اختياريا أي يخضع لطلب المتهم وقبوله لكن‬
‫وفقا للتعديل الجديد أصبح إلزاميا وخاضعا للسلطة التقديرية للقاضي هل يحاكمه عن بعد أو حضوريا‪،‬‬
‫وقد لوحظ كثي ار خالل فترة الكوفيد أن المتهمين هم من أصبحوا يطالبون بالمحاكمة عن بعد بدل االنتظار‬
‫في حين ممكن أن يحكم عليه بالبراءة فلماذا االنتظار إذا‪ ،‬بهذا زاد الطلب على المحاكمات االفتراضية‪،‬‬
‫‪1‬‬
‫كما أجريت العديد من المحاكمات الجزائية التي تم الفصل فيها عن بعد‪.‬‬

‫تعتبر هذه الطريقة المستحدثة من الطرق التي تضمن حقوق اإلنسان ألن المسجون بدل أن ينقل‬
‫إلى الصحراء لمحاكمته‪ ،‬أوال المسافة طويلة جدا أي تعب ومشقة السفر‪ ،‬وثانيا يمر على عدة وحدات‬
‫أمن تابعة إلدارة السجون كل واحدة تسلمه لألخرى على حسب حدود اختصاصها إلى غاية الوصول‬
‫لمكان محاكمته‪ ،‬وعند وصوله يكون قد فاته موعد الجلسة والقاضي قد فصل فيها‪ ،‬ألن القاضي يؤجل‬
‫كل مرة لكن نظ ار لتأخر وصول المتهم يحكم في القضية‪ ،2‬وبالتالي هذا األسلوب المستحدث يسمح‬

‫‪1‬م‪.‬م‪ ،‬مقابلة مع األمين العام لمديرية العصرنة‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬


‫‪2‬س‪.‬ك‪ ،‬مقابلة مع قاضية من مديرية العصرنة‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬

‫‪567‬‬
‫عصرنة العدالة في الجزائر‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫بمحاكمته في أقرب اآلجال وبذلك ربح للوقت والمال ألن تحويل المحبوسين فيه تكاليف وأعباء للخزينة‬
‫العمومية من تسخير للقوة العمومية وما إليه من اإلجراءات المعقدة‪.1‬‬

‫كما أن سماع المتهم كان في الحاالت العادية يخضع لرأيه هل تريد التنقل لسماعك أم عن بعد‬
‫بينما في الحاالت االستثنائية وجدو بأن رأيه ال يهم وضرورة إقامة محاكمة عن بعد إذا اقتضت الضرورة‬
‫ذلك‪ ،‬أي الغاية عدم إلزامية أخذ رأيهم في هذه الحاالت‪.‬‬

‫للتأكيد فإن هذه المحاكمات عن بعد يمكن أن تتم دوليا أو داخليا فقد تمت ‪ 4‬محاكمات دولية من‬
‫بينها مع فرنسا وكانت سنة ‪ 1221‬و‪ ،21222‬فأول محاكمة دولية فقد تمت بتاريخ ‪1221/22/22‬‬
‫بمجلس قضاء المسيلة أين تم االستماع للشاهد بمجلس قضاء "نانتير" الفرنسية‪ ،‬كما تم تنظيم عدة‬
‫محاكمات وطنية عن بعد وكانت األولى بتاريخ ‪ 22‬أكتوبر ‪ 1225‬بمحكمة القليعة‪.3‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬السوار اإللكتروني كعقوبة بديلة جديدة تعتمد على األنظمة الحديثة‪.‬‬

‫إن السياسة العقابية الحديثة التي تبناها المشرع الجزائري في ظـل القانون ‪ 25/24‬تقوم على وضع‬
‫عقوبات بديلة محل تقييد الحرية لمحاولة إدماج المتهم في المجتمع قبل فترة وجيزة من انتهاء مدة حكمه‬
‫وقد تعددت العقوبات البديلة لكن أحدثها والمتعلق بجانب العصرنة واالعتماد على التقنيات اإللكترونية‬
‫هو السوار اإللكتروني‪.‬‬

‫لقد أدرج المشرع الجزائري نظام الوضع تحت المراقبة اإللكترونية كنظام جديد لتكييف العقوبة في‬
‫المواد ‪ 252‬مكرر إلى ‪ 252‬مكرر ‪ 21‬من القانون ‪ 22-22‬المتمم لقانون تنظيم السجون ونعادة‬

‫‪1‬الطيب بلواضح‪ ،‬الذهبي حليفة‪ ،‬الخدمات االلكترونية المتاحة في مجال عصرنة العدالة الجزائرية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.841‬‬
‫‪2‬د‪.‬ب‪ ،‬مقابلة مع قاضية في العصرنة‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪3‬أمينة بواشري‪ ،‬سالم بركاهم‪ ،‬اإلصالح اإلداري في الجزائر عرض تجربة مرفق العدالة (‪ ،)2999-1222‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.115-111‬‬

‫‪568‬‬
‫عصرنة العدالة في الجزائر‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫اإلدماج االجتماعي للمحبوسين‪ ،‬حيث يهدف هذا النظام إلى الوقاية من العودة للجريمة وندماج المفرج‬
‫عنهم اجتماعيا‪.‬‬

‫يقصد بالوضع تحت المراقبة اإللكترونية إلزام المحكوم عليه باإلقامة في منزله أو محل إقامته خالل‬
‫ساعات محددة‪ ،‬وبحيث يتم متابعة ذلك عن طريق المراقبة اإللكترونية‪ ،‬ويتحقق ذلك من الناحية الفنية‬
‫بوضع أداة إرسال على يد المحكوم عليه تشبه الساعة‪ ،‬وتسمح لمراكز المراقبة من كمبيوتر مركزي‬
‫بمعرفة ما إذا كان المحكوم عليه موجودا في المكان والزمان المحددين من الجهة القائمة على التنفيذ أم‬
‫ال‪.1‬‬

‫يمكن لكل شخص محكوم عليه نهائيا (محبوس أو غير محبوس) بعقوبة ال تتجاوز ‪ 21‬سنوات أو‬
‫في حالة كانت العقوبة المتبقية ال تتجاوز هذه المدة أن يتقدم بطلب االستفادة من هذا النظام شريطة‬
‫أن يكون قد سدد المصاريف والغرامات القضائية المحكوم بها عليه‪ ،‬وقد استفاد من هذا النظام ‪129‬‬
‫محبوسا‪.2‬‬

‫عرف المشرع الجزائري نظام الوضع تحت المراقبة من خالل القانون ‪ 22-22‬المتمم للقانون ‪-25‬‬
‫‪ 24‬المتعلق بتنظيم السجون ونعادة االدماج االجتماعي للمحبوسين بأنه‪ ":‬الوضع تحت المراقبة‬
‫اإللكترونية هي إجراء يسمح بقضاء المحكوم عليه كل العقوبة أو جزء منها خارج المؤسسة العقابية"‪،‬‬
‫بالتالي يتمثل الوضع تحت المراقبة اإللكترونية في حمل الشخص المحكوم عليه‪ ،‬طيلة المدة المذكورة‬
‫في المادة ‪ 252‬مكرر ‪ ،2‬لسوار إلكتروني يسمح بمعرفة تواجده مكان تحديد اإلقامة في مقرر الوضع‬
‫الصادر عن قاضي تطبيق العقوبات‪.‬‬

‫‪1‬عمر سالم‪ ،‬المراقبة االلكترونية طريقة حديثة لتنفيذ العقوبة السالبة للحرية خارج السجن‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة ‪ ،1222‬الطبعة األولى‪ ،‬ص‬
‫‪.22‬‬
‫‪2‬نظام الوضع تحت المراقبة االلكترونية‪ ،‬المديرية العامة إلدارة السجون ونعادة االدماج‪ ،‬تاريخ االطالع ‪ 22‬جوان ‪،1212‬‬
‫‪=http://dgapr.mjustice.dz/?q‬نظام‪-‬الوضع‪-‬تحت‪-‬المراقبة‪-‬اإللكترونية‬

‫‪569‬‬
‫عصرنة العدالة في الجزائر‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫كما عرفه المركز العربي للبحوث القانونية في القرار رقم ‪ 852‬على أنه‪ ":‬جهاز إلكتروني يثبت‬
‫في شكل سوار إما في معصم المحكوم أو كاحله وتستعمل كبديل عن عقوبة السجن قصير المدة أو‬
‫‪1‬‬
‫كإجراء تحفظي لمراقبة المتهم المفرج عنه"‪.‬‬

‫إن السوار اإللكتروني المعمول به في الجزائر هو‪ ":‬قطعة معدنية تحيط كاحل المحكوم عليه‪،‬‬
‫وتتكون من جزئين‪ ،‬األول به شريحة هاتف نقال وأنظمة لتحديد المواقع‪ ،‬والثاني بطارية لشحن السوار‪،‬‬
‫ويرفق السوار بلوحة تحكم منقولة تضبطه والهاتف النقال يحملها المتهم معه‪ ،‬تتضمن تطبيقا خاصا‬
‫تسهل عمل مصالح المراقبة والضبطية القضائية‪ ،‬من خالل تحديد المواقع المسموحة والممنوعة عنه‪،‬‬
‫ويمكن لصاحب السوار من خاللها االتصال بأعوان المراقبة‪ ،‬يفتح السوار بصفة أوتوماتيكية عبر مفتاح‬
‫‪2‬‬
‫مخصص لذلك‪ ،‬ومن خصائص هذا السوار أنه يبث ذبذبات إلكترونية تسمح بتحديد مكان حامله‪.‬‬

‫الوضع تحت المراقبة اإللكترونية هو حصول المحكوم عليه على حرية جزئية ونكماله لعقوبته بشرط‬
‫وضع السوار اإللكتروني طيلة المدة المقررة‪ ،‬فيجب أن تكون العقوبة السالبة للحرية ال تتجاوز ‪ 1‬سنوات‬
‫أو أن المدة المتبقية من العقوبة ال تتجاوزها‪ ،‬يقرر هذه الوضعية قاضي تطبيق العقوبات من تلقائه أو‬
‫بناءا على طلب المحكوم عليه شخصيا أو طلب محاميه‪.3‬‬

‫كما أكد المشرع على أن الوضع تحت هذا النظام ال يتأكد إال بعد أخذ رأي كل من النيابة العامة‬
‫ولجنة تطبيق العقوبات ثم استصدار مقرر الوضع تحت المراقبة اإللكترونية‪ ،‬مؤدى ذلك أنه تتم المراقبة‬
‫اإللكترونية بوجوب توفر ثالثة عناصر وهي‪:‬‬

‫‪1‬عبد الهادي درار‪ ،‬نظام المراقبة االلكترونية في ظل تطورات النظم اإلجرائية الجزائية بموجب األمر ‪ ،21-25‬مجلة الدراسات والبحوث القانونية‪،‬‬
‫العدد الثالث‪ ،‬الجزائر‪ ،‬ص ‪.245‬‬
‫‪2‬نبيلة صدراتي‪ ،‬الوضع تحت المراقبة االلكترونية كنظام جديد لتكييف العقوبة (دراسة في ضوء القانون رقم ‪ 22-22‬المتمم لقانون تنظيم السجون‬
‫ونعادة االدماج االجتماعي للمحبوسين‪ ،‬مجلة الدراسات والبحوث القانونية‪ ،‬العدد التاسع‪ ،‬جوان ‪ ،1222‬الجزائر‪ ،‬ص ‪.212‬‬
‫‪3‬المادة ‪ 252‬مكرر ‪ 2‬من قانون ‪ ،22-22‬المرجع السابق‪.‬‬

‫‪570‬‬
‫عصرنة العدالة في الجزائر‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪-‬جهاز إرسال يضعه الخاضع للمراقبة‪.‬‬

‫‪-‬جهاز استقبال موضوع في مكان اإلقامة‪،‬‬

‫‪-‬جهاز كمبيوتر مركزي يسمح بتعقب المحكوم عليه عن بعد‪.‬‬

‫ما تجد اإلشارة إليه في هذه النقطة األخيرة أن المشرع الجزائري قد أقر بأن المنظومة اإللكترونية‬
‫الالزمة لتنفيذ هذا اإلجراء والقيام بمراقبته تتكون من موظفين مؤهلين وتابعين لو ازرة العدل‪ ،1‬بينما شروط‬
‫االستفادة من الوضع تحت المراقبة اإللكترونية هي‪:‬‬

‫–أن يكون الحكم نهائيا‪،‬‬

‫–أن يثبت المعني مقر سكن أو إقامة ثابتا‪،‬‬

‫–أال يضر حمل السوار اإللكتروني بصحة المعني‪،‬‬

‫–أن يسدد المعني مبالغ الغرامات المحكوم بها عليه‪.‬‬

‫كما يجب األخذ باالعتبار الحالة العائلية والصحية للمحكوم عليه أو النشاط المهني أو الدراسي أو‬
‫التكوين‪ ،2‬أي أن طلب الوضع تحت المراقبة اإللكترونية يمنح للمحكوم عليهم القابلين لالندماج في‬
‫المجتمع والمعدين لإلصالح ونعادة التأهيل داخل المؤسسات العقابية‪ ،‬أي تأثروا ببرنامج اإلصالح‬
‫الموضوع من قبل الو ازرة والمطبقة من طرف المؤسسات العقابية‪.‬‬

‫بعد خروج المحكوم عليه للمجتمع فإنه يخضع لجملة من القيود في تحركاته‪ ،‬حيث يتمتع قاضي‬
‫تطبيق العقوبات بسلطة تقديرية ممنوحة وفقا للقانون ‪ 22-22‬إلخضاع الشخص الموضوع تحت المراقبة‬
‫اإللكترونية لتدبير أو أكثر‪ ،‬وهي‪:‬‬

‫‪1‬المادة ‪ 252‬مكرر ‪ 2‬الفقرة الثالثة‪ ،‬من القانون ‪ ،22-22‬نفس المرجع‪.‬‬


‫‪2‬المادة ‪ 252‬مكرر ‪ ،4‬من القانون ‪ ،22-22‬المرجع السابق‪.‬‬

‫‪571‬‬
‫عصرنة العدالة في الجزائر‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪-‬ممارسة نشاط مهني أو متابعة أو تكوين مهني‪،‬‬

‫‪-‬عدم ارتياد بعض األماكن‪،‬‬

‫‪-‬عدم االجتماع ببعض المحكوم عليهم‪ ،‬بما في ذلك الفاعلين األصليين أو الشركاء في الجريمة‪،‬‬

‫‪-‬عدم االجتماع ببعض األشخاص‪ ،‬السيما الضحايا والقصر‪،‬‬

‫‪-‬االلتزام بشروط التكفل الصحي أو االجتماعي أو التربوي أو النفسي التي تهدف إلى إعادة إدماجه‬
‫اجتماعيا‪،‬‬

‫‪ -‬إلزام المحكوم عليه باالستجابة إلى استدعاءات قاضي تطبيق العقوبات أو السلطة العمومية التي‬
‫يعينها هذا األخير‪.1‬‬

‫لقاضي تطبيق العقوبات الحرية في تحديد االلتزامات الواجبة على المحكوم عليه الواقع تحت نظام‬
‫المراقبة اإللكترونية ل اللتزام بها‪ ،‬بحيث تتم مراقبته تحت إشراف القاضي المسؤولة طبعا ومن قبل‬
‫المصالح الخارجية التابعة إلدارة السجون المكلفة بإعادة إدماج المحبوسين داخل المجتمع‪ ،‬ويكون ذلك‬
‫عن طريق الزيارات الميدانية والمراقبة بالهاتف‪ ،‬لترسل إلى قاضي العقوبات التقارير الدورية عن إجراءات‬
‫المراقبة ‪ ،‬وفي حالة مخالفة المحكوم عليه لاللتزامات المقررة له يتم تبليغ القاضي مباشرة من طرف‬
‫المصالح الخارجية في حالة خرقه للمواقيت‪ ،2‬فتتوقف عقوبته ويتم إعادته للسجن وحرمانه من هذه‬
‫الحرية المؤقتة مرة أخرى‪ ،3‬كما يلتزم بالمثول الفوري إذا تم استدعاءه من قبل القاضي المكلف أو‬
‫السلطة العمومية المرخص لها ذلك‪ ،‬وهذا لتقييد حرية المحكوم عليه وندراكه أن حريته مازالت مقيدة‬
‫ومازال شبه محبوس لكن بامتياز الحرية المؤقتة التي منحها إياه القانون‪.‬‬

‫‪1‬المادة ‪ 252‬مكرر ‪ 1‬من القانون ‪ ،22-22‬المرجع السابق‪.‬‬


‫‪2‬المادة ‪ 252‬مكرر ‪ 2‬من القانون ‪ ،22-22‬نفس المرجع‪.‬‬
‫‪3‬د‪.‬ب‪ ،‬مقابلة مع قاضية من مديرية العصرنة‪ ،‬المرجع السابق‪.‬‬

‫‪572‬‬
‫عصرنة العدالة في الجزائر‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫كما أكدت المادة ‪ 252‬مكرر ‪ 22‬على أن المشرع قد منح قاضي تطبيق العقوبات السلطة التقديرية‬
‫لمنح المراقبة اإللكترونية أو حرمان المحكوم عليه منها كما له سلطة إلغاء مقرر وضع تحت المراقبة‬
‫اإللكترونية خالل منتصف المدة المقررة لها في حالة‪:‬‬

‫‪ -‬عدم احترام المحكوم عليه لاللتزامات المفروضة عليه قانونا دون وجود سبب مقنع‪،‬‬

‫‪-‬اإلدانة الجديدة‪،‬‬

‫‪-‬طلب المعني‪.‬‬

‫ففي حالة ارتكاب المحكوم عليه لمخالفات تأثر على النظام العام واألمن العام خول القانون للنائب‬
‫العام أن يطلب من لجنة تطبيق العقوبات إلغاء هذا اإلجراء ونعادته إلى المؤسسة العقابية إلكمال فترة‬
‫عقوبته هناك‪ ،‬وللجنة ‪ 22‬أيام كأقصى مدة من تاريخ االخطار للفصل في الطلب بمقرر غير قابل‬
‫للطعن‪ ،‬في هذه الحالة وبعد إعادة المحكوم إليه إلى المؤسسة العقابية تحتسب المدة التي قضاها خارج‬
‫‪1‬‬
‫المؤسسة تحت نظام المراقبة اإللكترونية ضمن المدة المقررة في عقوبته كأنه قضاها محبوسا‪.‬‬

‫في بداية وضع السوار اإللكتروني كان بديال عن الرقابة القضائية أي أن قاضي التحقيق عوض‬
‫ما يضع شخص مشتبه فيه تحت الرقابة القضائية ويلزم عليه اإلمضاء عند كتابة الضبط كل أسبوع‬
‫ومنعه من مغادرة الوطن والعديد من الشروط األخرى‪ ،‬ارتأت و ازرة العدل استبدال الرقابة القضائية‬
‫بالرقابة اإللكترونية عن طريق السوار اإللكتروني‪ ،‬فعوض اإلمضاء‪ ،‬توجد هناك الضبطية التي تراقب‬
‫كل تحركاته من خالل نظام آلي ‪ GPS‬لمتابعة السوار اإللكتروني‪ ،‬كما يتم تحديد نطاق جغرافي معين‬
‫يجب أن ال يخرج عنه المتهم ونال يتم اإلنذار لدى الضبطية القضائية ووكيل الجمهورية ويتم التدخل‬
‫فو ار باإلجراءات الالزمة‪ ،2‬إذا لقاضي التحقيق السلطة التقديرية في تقرير إما الوضع تحت الرقابة‬

‫‪1‬القانون ‪ ،22-22‬المرجع السابق‪.‬‬


‫‪2‬م‪.‬م‪ ،‬مقابلة مع األمين العام لمديرية عصرنة العدالة‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬

‫‪573‬‬
‫عصرنة العدالة في الجزائر‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫القضائية أو اإللكترونية ونما اإليداع في السجن‪ ،1‬ففي إطار الصالحيات القانونية المخولة لقاضي‬
‫التحقيق المنصوص عليها في المادة ‪ 215‬مكرر من قانون اإلجراءات الجزائية في مسائل الضبط‬
‫القضائي ولضمان حسن سير إجراءات التحقيق تم االعتماد على تقنية السوار اإللكتروني في مجال‬
‫التحقيق القضائي‪ ،‬لطلب استخدام جهاز المراقب ة اإللكتروني على المتهم (السوار اإللكتروني)‪ ،‬أي أنه‬
‫يهدف إلى استبدال الحبس المؤقت من خالل‪:‬‬

‫‪-‬تعزيز الحقوق والحريات الفردية‪،‬‬

‫‪-‬ضمان االمتثال لاللتزامات التي ألزم بها المتهم‪،‬‬

‫‪-‬المساهمة في إعادة دمج المتهم في المجتمع‪،‬‬

‫‪-‬ضبط ومتابعة حركات المتهم من قبل الدوائر المختصة لتحديد إقامته‪.2‬‬

‫لكن فيما بعد رفضت بعض الجهات ذلك وتم استعماله كبديل لعقوبة الحبس‪ ،‬إال أن السوار‬
‫اإللكتروني حتى يحقق نجاحا في الجزائر البد من توفير اإلمكانيات الالزمة له‪ ،‬فالبد من وجود شركات‬
‫لمتابعة ومراقبة السوار وصيانته‪ ،‬ألن مراقبته وصيانته ذو تكلفة عالية جدا قد تتخطى قيمة السوار في‬
‫حد ذاته‪.‬‬

‫إذا فالسوار اإللكتروني موجود على أرض الواقع وحتى صفقات استعماله موجودة‪ ،‬لكن العمل به‬
‫واالنطالقة الفعلية لم تبدأ تماما‪ ،‬فهو وضع لحماية حقوق االنسان‪ ،‬لذلك اعتبر من العقوبات البديلة‪.3‬‬

‫بأخذ ذلك في االعتبار‪ ،‬بدأت و ازرة العدل المرحلة التحضيرية من االختبارات الفنية مع مشغلي‬
‫الهاتف (‪ )mobilis. Djezzy. Ooredoo‬والتي كانت مفيدة‪ ،‬كما تم تثبيت واجهة مخصصة لتطبيق‬

‫‪1‬د‪.‬ب مقابلة مع قاضية في مديرية العصرنة‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬


‫‪2‬‬
‫‪Ministere de la justice, MODERNISATION AU SERVICE DE LA QUALITE DE LA JUSTICE, P16.‬‬
‫‪3‬م‪.‬م‪ ،‬مقابلة مع األمين العام لمديرية عصرنة العدالة‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬

‫‪574‬‬
‫عصرنة العدالة في الجزائر‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫السوار اإللكتروني على مستوى موقع إنقاذ األنظمة الكومبيوتر (الموجود في كوليا) حيث تم إجراء‬
‫االختبارات الفنية األولى بنجاح‪ ،‬من خالل الوصول إلى الموقع بواسطة روابط خارجية آمنة‪.1‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬التعليم عن بعد للمحبوسين‪.‬‬

‫ت جد اإلشارة أوال إلى أن عملية التعليم عن بعد لنزالء المؤسسات العقابية جاء تماشيا مع المعايير‬
‫الدولية الموضوعة في االتفاقيات الدولية التي صادقت عليها الجزائر والمتعلقة بالمعاملة الحسنة‬
‫للمساجين‪ ،‬حيث يمكن اعتباره أهم هدف فيها‪ ،‬وقد تكفل بهذه المهمة الديوان الوطني للتعليم والتكوين‬
‫عن بعد‪ ،‬فأهم المهام الموكلة إليه‪ ،‬هي‪:‬‬

‫‪-‬منح تعليم مطابق للبرامج الدراسية بالمراسلة أو باستعمال تكنولوجيا اإلعالم واالتصال‪.‬‬

‫‪-‬تطبيق كل الطرق والوسائل المناسبة للتعليم والتكوين عن بعد خاصة باستعمال تكنولوجيا اإلعالم‬
‫واالتصال‪.‬‬

‫‪-‬إقامة عالقة تبادل وتعاون مع الهيئات والمؤسسات األجنبية ذات الصلة بنشاطها‪.‬‬

‫‪ -‬ضمان كل تكوين تكميلي أو خاص يدخل ضمن إطار تجديد المعارف والترقية االجتماعية والمهنية‪.2‬‬

‫في إطار تنفيذ اتفاقية التعاون المبرمة بين و ازرة التربية الوطنية وو ازرة العدل بتاريخ ‪ 14‬ديسمبر‬
‫‪ 1221‬في مجال التربية والتعليم‪ ،‬ومن أجل رفع المستوى التعليمي والتكويني داخل المؤسسات العقابية‪،‬‬
‫تم العمل على تطبيق التعليم عن بعد داخل المؤسسات العقابية شريطة أن يلتزم كل طرف في االتفاقية‬
‫بالمهام الموكلة إليه وهي‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Ministere de la justice, MODERNISATION AU SERVICE DE LA QUALITE DE LA JUSTICE, P25.‬‬
‫‪2‬موقع الديوان الوطني للتكوين عن بعد‪ ،‬تاريخ االطالع ‪/http://www.onefd.edu.dz :1212/22/12‬‬

‫‪575‬‬
‫عصرنة العدالة في الجزائر‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫أوال‪ .‬المهام الموكلة للديوان الوطني للتعليم والتكوين عن بعد‪ :‬يتولى هذا الديوان المهام التالية‪:‬‬

‫‪-‬منح تعليم وتكوين عن بعد لفائدة المحبوسين قصد إعادة إدماجهم‪.‬‬

‫‪-‬المساهمة في تكوين المؤطرين قصد تحسين أدائهم‪.‬‬

‫‪-‬توفير سندات تعليمية مطابقة للبرامج الرسمية‪.‬‬

‫‪-‬إفادة المحبوسين المتعلمين من خالل الديوان في مجال التكوين المستمر عن طريق الفروض الم ارقبة‪.‬‬

‫‪ -‬إمكانية إفادة المحبوسين المتعلمين من خدمات إضافية السيما منها تنظيم حصص تدعيمية وفق‬
‫برنامج يحدده الديوان‪.‬‬

‫‪-‬إجراء امتحان المستوى لفائدة المحبوسين المتعلمين‪.‬‬

‫‪-‬تسليم شهادة المستوى لصالح المحبوسين المتعلمين الناجحين في امتحانات إثبات المستوى‪.1‬‬

‫ثانيا‪ .‬المديرية العامة إلدارة السجون وإعادة اإلدماج‪:‬‬

‫أما المديرية العامة إلدارة السجون ونعادة اإلدماج فتتولى عن طريق المؤسسات العقابية وبالذات‬
‫مصلحة اإلدماج‪ ،‬ما يلي‪:‬‬

‫‪-‬استقصاء وتصنيف المحبوسين حسب الشعب والمستويات التعليمية والتكوينية وتحضير ملفاتهم‬
‫اإلدارية‪.‬‬

‫‪-‬إعداد القوائم االسمية النهائية وفق النموذج المحدد من طرف الديوان‪.‬‬

‫‪1‬اتفاقية ثنائية بين المديرية العامة إلدارة السجون ونعادة اإلدماج والديوان الوطني للتعليم والتكوين عن بعد‪ ،‬في مجال توفير التعليم عن بعد لفائدة‬
‫المحبوسين‪ ،‬بتاريخ ‪ 14‬ديسمبر ‪ ،1221‬الصادرة بتاريخ ‪ 19‬جويلية ‪.1222‬‬

‫‪576‬‬
‫عصرنة العدالة في الجزائر‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪-‬تسليم القوائم النهائية وملفات المحبوسين المتعلمين للمركز الجهوي للتعليم والتكوين عن بعد حسب‬
‫القطاع الجغرافي قبل تاريخ ‪ 12‬أكتوبر من كل سنة‪.‬‬

‫‪-‬تبليغ المراكز الجهوية للتعليم والتكوين عن بعد بالمحبوسين المتعلمين المفرج عنهم والمحولين إلى‬
‫مؤسسات عقابية أخرى قصد متابعة مسارهم الدراسي‪.‬‬

‫‪-‬تسديد مصاريف حقوق تسجيل وتكاليف الخدمات عند االقتضاء قبل تاريخ ‪ 12‬نوفمبر من كل سنة‬
‫بواسطة حوالة جماعية بالنسبة لكل مؤسسة عقابية‪.1‬‬

‫تتولى فيما بعد المراكز الجهوية للتعليم والتكوين عن بعد والمؤسسات العقابية جملة من المهام‬
‫المشتركة التي تسعى من خاللها إلعالم المحبوسين ببداية السنة الدراسية لاللتحاق بها لمن يرغب بذلك‪،‬‬
‫وتكلف بـ‪:‬‬

‫‪-‬تنظيم أيام تحسيسية ونعالمية لفائدة المحبوسين تحضي ار لكل موسم دراسي‪.‬‬

‫‪-‬ضمان المتابعة المستمرة للمسار الدراسي للمحبوسين المتعلمين‪.‬‬

‫‪-‬تنظيم إجراء امتحان المستوى وتوفير الشروط الالزمة له‪.‬‬

‫بالتالي فإن هذه االتفاقية ساهمة في إكمال تعليم نزالء المؤسسات العقابية رغم تقييد حرياتهم‪ ،‬وتجدر‬
‫اإلشارة أن امتحانات إثبات المستوى تجرى على موقع الديوان الوطني للتكوين والتعليم عن بعد من‬
‫خالل منصة االمتحانات والفروض اإللكترونية‪ ،‬حيث تجهز المؤسسات العقابية بقاعات إعالم آلي لهذه‬
‫االمتحانات‪ ،‬فيتم الدخول إلى التطبيقة وندخال اسم ولقب المحبوس الممتحن في منصة الفروض لتظهر‬
‫لك األسئلة التي يتم اإلجابة عليها بواسطة الحاسوب اآللي الخاص بكل واحد مع وجود حراسة من‬
‫داخل المؤسسة (األعوان والضباط)‪.‬‬

‫‪1‬المادة ‪ 1‬من االتفاقية الثنائية بين المديرية العامة إلدارة السجون ونعادة اإلدماج والديوان الوطني للتعليم والتكوين عن بعد‪ ،‬المرجع السابق‪.‬‬

‫‪577‬‬
‫عصرنة العدالة في الجزائر‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫بعد انتهاء االمتحا ن أو الفرض تمنح التطبيقة المترشح النقطة والنتيجة فورا‪ ،‬وبالتالي فإن مديرية‬
‫إدارة السجون هي التي تشرف على تنظيم دورات االمتحانات بالتعاون مع الديوان الوطني للتكوين‬
‫والتعليم عن بعد‪.‬‬

‫أما فيما يخص امتحاني الطور المتوسط ‪ Bem‬والطور الثانوي ‪ BAC‬فإن و ازرة التربية هي التي‬
‫تتكفل بها وتكون االمتحانات كتابية‪ ،‬وحتى الحراسة يتم تعيين أساتذة للحراسة داخل المؤسسات العقابية‪.1‬‬

‫‪1‬ق‪.‬ك‪ ،‬المديرية العامة للعصرنة‪ ،‬بتاريخ‪.1212/22/22 ،‬‬

‫‪578‬‬
‫الخاتمة‬
‫الخاتمة‬

‫الخاتمة‪:‬‬

‫بعد دراستنا المستفيضة لدور اإلدارة اإللكترونية في تحسين الخدمة العمومية بصفة عامة وأثرها‬
‫على قطاع العدالة بصفة خاصة‪ ،‬توصلنا إلى أن ما أحدثته الثورة المعلوماتية من تطورات علمية‬
‫تكنولوجية في المجتمعات اإلنسانية بعد ظهور العولمة والرقمنة لم تقتصر على الجوانب االقتصادية‬
‫وحدها وننما امتدت إلى مجال العالقات االجتماعية والسياسية والقانونية والسيما المعامالت اإلدارية‪ ،‬قد‬
‫ساهمت في ظهور نوع من المعامالت تتم عن بعد بواسطة أجهزة الحاسوب ومن خالل شبكة األنترنت‬
‫العمالقة التي عملت على إازلة الحدود الجغرافية وجعلت من العالم قرية إلكترونية صغيرة اختصرت‬
‫فيها عاملي الزمان والمكان بواسطة اإلدارة االلكترونية‪.‬‬

‫إن إصالح اإلدارة من خالل إدخال تكنولوجيات االعالم واالتصال حقق تحوال جذريا على مستواها‪،‬‬
‫حيث تم التحول من اإلدارة التقليدية الورقية التي تتسم بالبطء في اإلجراءات والروتين والبيروقراطية إلى‬
‫اإلدارة اإللكترونية التي تقوم على االستعمال األمثل لتقنيات اإلعالم واالتصال من أجل تحقيق الحركية‬
‫والمرونة في العمل اإلداري وتسهيل التعامالت اإلدارية وكذا تسريع تقديم الخدمات عن بعد‪ ،‬كل ذلك‬
‫أدى الى تقليص الفجوة التنظيمية القائمة بين اإلدارة وموظفيها وبين اإلدارة والمواطن‪ ،‬وتحقيق أهداف‬
‫اإلدارات بشفافية ووضوح‪.‬‬

‫تقوم اإلدارة اإللكترونية بالدرجة األولى على شبكة األنترنت التي تعد العصب األساسي لقيامها على‬
‫اعتبار أنها المزود األكبر للمعلومات على مستوى العالم اليوم‪ ،‬ومن ثم تستلزم توفير شبكات عالية‬
‫الجودة سواء الداخلية الخاصة بالعمل اإلداري الداخلي بين اإلدارات أو في اإلدارة نفسها أو المنصات‬
‫المخصصة للتعامل مع األفراد‪ ،‬وكذا توفير األجهزة المتطورة ونظم المعلومات والكفاءات البشرية المؤهلة‪،‬‬
‫كل هذا يتوقف أساسا على سن المنظومة التشريعية الخاصة بتطبيقها‪ ،‬فبدون تشريع نصوص صريحة‬
‫لتطبيقها على أرض الواقع تبقى مجرد أفكار نظرية‪.‬‬

‫إن إقامة إدارة إلكترونية فعالة يستلزم توفير كل متطلباتها لضمان الحصول على الخدمات العامة‪،‬‬
‫وتعد هذه األخيرة هي الهدف الرئيسي للعمل اإلداري للمؤسسات العمومية‪ ،‬حيث تستهدف تحقيق النفع‬

‫‪576‬‬
‫الخاتمة‬

‫العام وتلبية كل متطلبات المجتمع مع التركيز على عناصر االستم اررية‪ ،‬المساواة‪ ،‬الشفافية والمجانية‬
‫في تقديمها‪ ،‬وفقا ألسلوبين إما من طرف الدولة نفسها أو من القطاع الخاص لكن تحت إشراف ورقابة‬
‫الدولة‪ ،‬وبالرغم من ذلك مازالت تعاني من العديد من السلبيات التي تقف أمام التطبيق الجيد للخدمات‪،‬‬
‫فتحسين مستوى الخدمات العمومية أصبحت تشكل رهانا كبي ار للدولة‪.‬‬

‫سعيا من الدول لتجسيد خدمات عامة رشيدة وتحقيق التنمية تم إدخال اإلدارة اإللكترونية للقيام بكل‬
‫الخدمات واألعمال في الدولة وفقا لمعايير الحكم الراشد العالمية التي ترتكز على الشفافية والمساءلة‬
‫والمصداقية والعدالة ومكافحة الفساد والعدل في تقديم الخدمات العامة‪ ،‬أي التحول من الخدمات التقليدية‬
‫إلى الخدمات اإللكترونية التي يستفيد المواطن منها في أي مكان وزمان دون الحاجة للتقيد بالمواعيد‬
‫واألماكن‪ ،‬وهو ما يظهر العالقة والتأثير المتبادل بين الخدمة العامة واإلدارة اإللكترونية‪ ،‬حيث أصبحت‬
‫هذه الخدمات يتم الحصول عليها عن طريق التواصل اإللكتروني مع اإلدارات المختصة‪ ،‬ما جعل العالم‬
‫اليوم يقيس درجة تقدم الدول بما تقدمه من خدمات إلكترونية لتسهيل الحصول على المعلومات‬
‫واإلجراءات وكذا سرعة إنجاز المعامالت‪ ،‬وبالتالي فاإلدارة االلكترونية ترفع من فعالية المرفق العام‬
‫باعتبارها المحرك األساسي لتطوره خاصة بالتخلص من التعامل الورقي واالعتماد على التبادل‬
‫اإللكتروني‪ ،‬تحقيقا لجودة الخدمة العامة‪.‬‬

‫لقد أصبحت الخدمات اإللكترونية أسلوبا جديدا للتعامل بين األفراد والمؤسسات العامة أو الخاصة‪،‬‬
‫فتطبيق الرقمنة التي تسعى المجتمعات المعلوماتية اليوم لتحقيقها من خالل نشر التعامل واالتصال‬
‫اإللكتروني في جميع مجاالت الحياة المختلفة‪ ،‬راجع للدمج بين التقنية الحديثة والكفاءة البشرية ما أدى‬
‫الى بروز مجتمع رقمي تتسم حياته بالسهولة والسرعة والدقة في تقديم الخدمات العامة وننجاز األعمال‬
‫متجاو از بذلك كل سلبيات اإلدارة التقليدية‪.‬‬

‫لقد ساعدت اإلدارة االلكترونية على إعادة النظر في العالقة القائمة بين اإلدارة والموظفين من خالل‬
‫تحديد المهام بدقة ونش اركهم في األعمال التنظيمية لرفع الكفاءة والفعالية للعمليات واإلجراءات داخل‬
‫قطاعات الدولة والتقليل من الفساد االداري‪ ،‬ونعادة النظر في العالقة بين اإلدارة والمواطن بتطبيق‬

‫‪577‬‬
‫الخاتمة‬

‫التواصل االفتراضي الذي يهدف أساسا لتحسين االستجابة وتحقيق الفاعلية عند تقديم الخدمات العامة‬
‫االستمررية والسرعة‬
‫ا‬ ‫الرشيدة وفقا لمقوماتها األساسية المتمثلة في التواصل اآلني والشفافية والديمومة و‬
‫لربح الوقت بهدف تكريس الرقابة والشفافية والقضاء على المحاباة والرشوة والمحسوبية‪ ،‬فال سبيل لترشيد‬
‫الخدمة العامة إلى بالتحول للنموذج اإللكتروني الخدمي وما يمنحه من امتيازات وتسهيالت‪.‬‬

‫عمدت الجزائر لألخذ بهذا النظام وجعل الخدمات االلكترونية كأولوية من خالل العمل على إدخال‬
‫مشروع التطور التكنولوجي ضمن أولويات مشاريع التنمية خاصة منذ وضع مشروع استراتيجية الجزائر‬
‫اإللكترونية سنة ‪ 1222‬والذي لم يتم اكماله‪ ،‬لكنها لم تتوقف بل واصلت مسيرتها في اإلصالح مع‬
‫األخذ بالتوصيات المقدمة من قبل المجلس االقتصادي‪ ،‬وبالفعل تم تكريس إدارة إلكترونية مازالت في‬
‫بداية انطالقتها لكنها قطعت أشواطا كبيرة تجسيدا لبرنامج اإلصالح المسطرة من قبل الحكومة وتحت‬
‫إشراف و ازرة البريد والمواصالت السلكية والالسلكية التي عملت على نشر األلياف البصرية إليصال‬
‫شبكة األنترنت ألكبر عدد ممكن من المناطق‪ ،‬وتوفير البنى القاعدية الخاصة بالتدفق العالي والعالي‬
‫جدا للخدمات اإللكترونية‪.‬‬

‫نتج عن إدخال اإلدارة اإللكترونية عصرنة أغلب قطاعات الدولة ورقمنة الخدمات‪ ،‬وقد انصبت‬
‫د ارستنا على القطاعات التي فطعت أشواطا كبير مقارنة بنظيراتها في عصرنة مرافقها وخدماتها المقدمة‬
‫للمواطنين‪ ،‬وأهم ما ترتب عن ذلك ظهور البلدية اإللكترونية لطلب شهادة الميالد والوفاة والزواج وطلب‬
‫بطاقة التعريف الوطنية‪...‬إلخ عبر الشباك الموحد الخاص بذلك‪ ،‬كما تم عصرنة البنوك بإدخال وسائل‬
‫الدفع اإللكترونية لتسهيل التعامالت البنكية التجارية‪ ،‬وعمدت و ازرة التعليم العالي والبحث العلمي بالدرجة‬
‫األولى على توفير التعليم عن بعد ووضع منصات خاصة بالمجالت العلمية واألطروحات‪ ،‬أما في فترة‬
‫جائحة كورونا فقد تم االعتماد على المنصات التعليمية التابعة للو ازرة لتقديم الدروس عن بعد‪ ،‬وأخي ار‬
‫وليس آخ ار عمدت و ازرة الضمان االجتماعي إلى وضع كل خدماتها الخاصة باألجراء وغير األجراء في‬
‫موقعها اإللكتروني‪ ،‬كل هذا يعكس التطور المستمر والعصرنة في الجزائر بعد إدخال اإلدارة اإللكترونية‬
‫إلى مجال تقديم الخدمات العامة‪.‬‬

‫‪578‬‬
‫الخاتمة‬

‫يعد قطاع العدالة من أوائل القطاعات التي أولت أهمية كبيرة للجانب التكنولوجي والمعلوماتي في‬
‫أعمالها سواء على المستوى المحلي أو العالمي‪ ،‬ولذا ارتكزت دراستنا على دور اإلدارة اإللكترونية‬
‫لعصرنة العدالة‪ ،‬حيث أن تكنولوجيا اإلعالم واالتصال واالعتماد على اإلدارة اإللكترونية داخل القطاع‬
‫سمحت بالتحول من التقاضي العادي التقليدي الذي يعتمد على الورق بشكل كبير إلى التقاضي‬
‫اإللكتروني الذي أساسه شبكة األنترنت واألجهزة المتطورة لنظم المعلومات مع العمل على رقمنة أغلب‬
‫السجالت الورقية والقيام بكل األعمال والتعامالت إلكترونيا‪ ،‬حيث يسمح هذا النظام الجديد للمتقاضين‬
‫ومحاميهم من تسجيل الدعوى عبر المنصة الخاصة به ومتابعة مآل القضية للوصول أخي ار إلى إمكانية‬
‫إجراء محاكمات عن بعد في حالة تعذر الحضور للجلسة للمحافظة على عالنية الجلسة ونلزامية‬
‫الحضور‪.‬‬

‫بما أن اإلجراءات القضائية التقليدية أساسها الدعامة الورقية التي تجسد الوجود المادي لها‪ ،‬وباعتبار‬
‫أن الكتابة ال تعد دليال كامال لإلثبات إال إذا كانت موقعة بالتوقيع اليدوي‪ ،‬فالتقاضي اإللكتروني اليوم‬
‫يتم إثباته عبر المستند اإللكتروني والتوقيع اإللكتروني‪ ،‬فالمستند اإللكتروني يتبلور فيه حقوق طرفي‬
‫التعاقد‪ ،‬فهو المرجع لما اتفق عليه الطرفان وتحديد التزاماتهما القانونية‪ ،‬والتوقيع اإللكتروني هو الذي‬
‫يضفي حجية على هذا المستند‪.‬‬

‫إن ظهور التعامالت التجارية اإللكترونية عبر األنترنت على الساحة الدولية كانت سببا لظهور‬
‫منازعات دولية خاصة بها وخوفا من اللجوء للجهات القضائية التي تستغرق وقتا طويال إلصدار الحكم‬
‫مع العلم أن المسائل التجارية تتميز بالسرعة والمرونة‪ ،‬كان لزاما إيجاد وسيلة أخرى تكون أكثر سالسة‬
‫ومال ائمة لطبيعة هذه النزاعات‪ ،‬هنا ظهرت فكرة التحكيم اإللكتروني كبديل للتقاضي اإللكتروني على‬
‫الساحة الدولية‪ ،‬لما يوفره للمتعاملين من مزايا التي تنبع من طبيعة البيئة التي يجري فيها التحكيم‬
‫ومجا ارة للطبيعة الخاصة التعامالت‪ ،‬فهو يتمتع بمزايا كثيرة من أهمها السرعة الكبيرة في فصل المنازعات‬
‫والسرية العالية وضآلة النفقات واالستعانة بمحكمين أكثر حيدة وخبرة‪.‬‬

‫‪579‬‬
‫الخاتمة‬

‫سعت الجزائر إلى عصرنة منظومتها القضائية منذ بداية دخول األنترنت إلى الجزائر‪ ،‬إذ كانت من‬
‫بين األهداف الرئيسية لبرنامج اإلصالح الموضوع من قبل اللجنة الوطنية‪ ،‬حيث عمدت في البداية إلى‬
‫للوزرة والتي تربط كل هيئات‬
‫وضع أنظمة إلكترونية معلوماتية للتسيير الداخلي أهمها الشبكة القطاعية ا‬
‫القطاع ببعضها سواء الو ازرة في حد ذاتها والجهات القضائية والمؤسسات العقابية والمؤسسات تحت‬
‫الوصاية‪ ،‬وكذا ربط الجهات القضائية ببعضها البعض‪ ،‬ومن ثم تم العمل على وضع قواعد بيانات‬
‫مركزية وطنية خاصة بكل من شهادة الجنسية وصحيفة السوابق القضائية واألرشيف التاريخي ومذكرات‬
‫التوقيف والكف عن البحث والبصمات الوراثية وغيرها للعمل على توحيد العمل القضائي‪ ،‬ليتم الحقا‬
‫ربط القطاعات األخرى بهذه القواعد كجهات الضبطية القضائية وقطاع الضمان االجتماعي ‪.....‬الخ‪،‬‬
‫حيث ساعدت هذه األنظمة المتطورة على رفع كفاءة العمل القضائي واإلداري للقطاع بما سهل عصرنة‬
‫الخدمات ونجراءات الدعوى‪.‬‬

‫بدأت مسيرة العصرنة في الجزائر فيما يتعلق بالخدمات القضائية المقدمة منذ سنة ‪ 1221‬عندما‬
‫تم وضع أول قاعدة معطيات خاصة بصحيفة السوابق القضائية‪ ،‬ثم تم وضع أضخم نظام حالي وهو‬
‫تطبيقة الملف القضائي التي تسمح للمتقاضي بمتابعة مآل قضيتهم منذ رفع الدعوى إلى غاية الفصل‬
‫فيها وصدور الحكم‪ ،‬ثم توالت اإلنجازات إال أنها كانت بوتيرة بطيئة جدا إلى غاية صدور القانون ‪-25‬‬
‫‪ 21‬المتعلق بعصرنة العدالة‪ ،‬والقانون ‪ 24-25‬المتعلق بالتوقيع والتصديق اإللكترونيين اللذان أضفيا‬
‫على المنظومة القضائية الطابع اإللكتروني‪ ،‬حيث حدد قانون عصرنة العدالة القواعد الالزمة لتطبيق‬
‫تقاضي إلكتروني في المنظومة الجزائرية‪ ،‬وكذا إضفاء الحجية القانونية على كل المستندات اإللكترونية‬
‫بتوفير التوقيع االلكتروني ووضع هيئة خاصة للتصديق اإللكتروني على كل الوثائق اإللكترونية والمتمثلة‬
‫في و ازرة العدل التي عمدت على تفويض هذه الصالحية للمجالس القضائية فقط‪ ،‬وبالتالي كان الهدف‬
‫من هذا القانون األخير هو إضفاء الحجية القانونية والشفافية على العمل القضائي‪.‬‬

‫كما تم وضع منصات إلكترونية لتقديم الخدمات القضائية إلكترونيا كطلب استخراج صحيفة السوابق‬
‫القضائية موقعة إلكترونيا وطلب التصحيح اإللكتروني لألخطاء الواردة في سجل الحالة المدنية واستخراج‬

‫‪580‬‬
‫الخاتمة‬

‫مرسوم التجنس‪...‬إلخ عبر شبكة األنترنت من أي مكان وفي أي وقت‪ ،‬وكذا االطالع على مآل القضايا‬
‫وتلقي االستدعاءات والتبليغات بنفس الطريقة اإللكترونية‪ ،‬وصوال إلى وضع المنصة اإللكترونية الخاصة‬
‫بالنيابة اإللكترونية التي تسمح بتقديم شكوى عن بعد وكذا المنصة الخاصة بتبادل العرائض والمذكرات‬
‫إلكترونيا بين المحامين عن بعد خالل سنة ‪ ،1212‬كل هذا من أجل تسهيل اللجوء للعدالة‪ ،‬فأصبحت‬
‫الخدمة القضائية تتميز بالسرعة والشفافية والجودة والنوعية‪ ،‬لتحقيق الفصل السريع للن ازعات في اآلجال‬
‫القصيرة‪ ،‬كما ساهمة األرضيات اإللكترونية التابعة للو ازرة على تقليص اإلجراءات وتبسيطها للمواطنين‪.‬‬

‫أخذت الجزائر كغيرها من دول العالم بالتقاضي اإللكتروني خاصة في فترة جائحة كورونا أين تم‬
‫العمل بهذه التقنية إلبقاء التواصل مستم ار بين الجهات القضائية والمحامين من مرحلة رفع الدعوى‬
‫ومتابعة مآل القضية وتبادل المستندات والمذكرات وصوال إلى إجراء المحاكمات عن بعد عن طريق‬
‫آلية المحاكمات المرئية التي استحدثها القانون عصرنة العدالة ‪ ،21-25‬حيث تتم المحاكمة بين الجهات‬
‫القضائية والمؤسسات العقابية عن طريق تقنية السكايب دون ما الحاجة لنقل المحبوس بل من القاعة‬
‫المعدة خصيصا لذلك داخل المؤسسات العقابية‪ ،‬كما يمكن للقاضي فتح شاشات لعدة مؤسسات عقابية‬
‫في جلسة واحدة وكذا سماع الشهود والخبرة أيضا بواسطة نفس التقنية من أي مكان في العالم‪.‬‬

‫بحكم أن إدارة السجون هي جزء ال يتج أز من المنظومة القضائية فقد مستها ثورة عصرنة العدالة‪،‬‬
‫حيث تمت رقمنة األعمال اإلدارية الخاصة باإلدارة المركزية والمؤسسات العقابية وذلك باستحداث‬
‫تطبيقات إلكترونية إدارية تسمح بالقيام بكل أعمالها وكذا التواصل مع الجهات المركزية‪ ،‬كما تمت رقمنة‬
‫ملفات نزالء المؤسسات العقابية وتتبع قضاياهم في أي مؤسسة من خالل قاعدة البيانات الخاصة بهم‪،‬‬
‫دون إغفال ما تم العمل عليه لتوفير أنسنة ظروف االحتباس ونعادة التربية والتأهيل للمسجون ونعادة‬
‫إدماجه في المجتمع‪ ،‬كما تم وضع أساليب عقابية وفقا لمعايير دولية مبنية على االتفاقيات الدولية‬
‫الخاصة بحسن معاملة المساجين التي تسمح بمنح جزء من الحرية للمسجون كل هذا تطبيقا لمسار‬
‫اإلصالح الموضوع من قبل الو ازرة‪.‬‬

‫‪581‬‬
‫الخاتمة‬

‫من أهم اآلليات اإللكترونية المعتمدة إلعادة إدماج المساجبن في المجتمع هي تقنية السوار‬
‫اإللكتروني التي تقوم على منح الحرية للمسجون وفقا لمدة عقوبته لكن بقيود يحددها قاض تطبيق‬
‫العقوبات للسماح له باالندماج داخل المجتمع‪ ،‬كما تم االعتماد على التعلم عن بعد لصالح المساجين‬
‫الراغبين بإكمال دراستهم‪.‬‬

‫االقتراحات‪:‬‬

‫من خالل ما قدمناه في دراستنا الخاصة بدور اإلدارة اإللكترونية في تحسين الخدمة العمومية قطاع‬
‫العدالة أنموذجا تم تسجيل االقتراحات التالية‪:‬‬

‫*على الدولة تدعيم اإلدارات العمومية للتكريس الفعلي لإلدارة اإللكترونية في جميع القطاعات‬
‫والمؤس سات العمومية من خالل توفير البنية األساسية الالزمة لتحقيق خدمات عامة قائمة على ركائز‬
‫الحكم الراشد في الدولة‪.‬‬

‫*السعي لتجاوز كل العوائق والسلبيات اإلدارية والتنظيمية واالجتماعية والمادية والتكنولوجية واألمنية‬
‫التي تقف أمام التطبيق الفعلي لإلدارة اإللكترونية بوضع استراتيجية خاصة بالولوج إلى شبكة األنترنت‪.‬‬

‫* عصرنة كل األعمال اإلدارية والخدمات المقدمة للرقي بالدولة من جهة ولتحقيق مبادئ اإلدارة‬
‫اإللكترونية من ديمقراطية ومساواة وشفافية في الخدمات العامة‪.‬‬

‫*وضع خطط واستراتيجيات تتماشى والمعايير العالمية للعصرنة‪ ،‬مع تثمين دور العنصر البشري كفاعل‬
‫في عملية التحول‪ ،‬من خالل اشراك العاملين في التخطيط وتنفيذ برامج اإلدارة‪.‬‬

‫*توفير شبكة أنترنت عالية التدفق لتشجيع ترشيد الخدمات العامة باعتبارها العمود الفقري لقيام اإلدارة‬
‫اإللكترونية في الدولة‪.‬‬

‫‪582‬‬
‫الخاتمة‬

‫* العمل أكثر على إقامة بنية قاعدية صلبة من خالل وضع ميزانيات وغطاء مالي خاص لتوفير الوسائل‬
‫اإللكترونية وتصميم وتطوير برامج وتطبيقات خاصة بالعمل الداخلي لإلدارة تحقيقا للرقمنة الفعلية لكل‬
‫اإلدارات العمومية‪ ،‬وكذا العمل على توفير أماكن الولوج لألنترنت لتمكين المواطن من الحصول على‬
‫الخدمات في أي مكان وزمان كان للقضاء على األمية الرقمية‪.‬‬

‫* إنشاء جهات خاصة لتحديث المواقع اإللكترونية واإلشراف عليها‪ ،‬باالستعانة بمهندسين في مجال‬
‫اإلعالم واالتصال‪.‬‬

‫*العمل على ترقية الخدمات اإللكترونية الخاصة األجهزة الكبرى لتقديم خدمة عمومية للمواطن‪ ،‬مثل‬
‫الخدمات االلكترونية الخاصة بمجال الحالة المدنية ومجال الخدمات القضائية التي مازالت تعاني من‬
‫الركود‪.‬‬

‫* إقامة دورات تكوينية خاصة باستعمال تكنولوجيا اإلعالم واالتصال لكل موظفي اإلدارات العمومية‬
‫لتدريبهم على االستخدام األفضل للتكنولوجيات المتطورة لرفع الكفاءة ومردودية العمل اإلداري بما‬
‫يتماشى ومتطلبات اإلدارة وكذا التطورات الحاصلة في نظم المعلومات على المستوى العالمي‪.‬‬

‫* تطوير اإلدارة حسب المتغيرات والتطورات الدولية والعالمية إللغاء صفة الجمود المتوارثة من اإلدارات‬
‫التقليدية واألخذ بإدارة إلكترونية تتماشى مع متطلبات ومستجدات العصر وتتطور وفقا لذلك‪.‬‬

‫* ضرورة العمل على نشر الثقافة اإللكترونية بتوعية المواطنين بالخدمات اإللكترونية المتوافرة على‬
‫مستوى اإلدارات العمومية للقضاء على الفجوة الرقمية بين اإلدارة والمواطن‪ ،‬وذلك من خالل الترويج‬
‫لها بواسطة حمالت توعوية في وسائل اإلعالم ونقامة ملتقيات ودورات وندوات خاصة بالموضوع‪ ،‬وكذا‬
‫توعيتهم عن كيفية العمل باألرضيات اإللكترونية‪.‬‬

‫*العمل على وضع آليات لتأمين شبكات االتصال للقضاء على المخاوف التي تتملك المستخدمين حول‬
‫إمكانية اختراق المنظومة المعلوماتية بالتزوير وتخريب للشبكات وسرقة للمعلومات السرية‪ ...‬إلخ‪.‬‬

‫‪583‬‬
‫الخاتمة‬

‫* ضرورة األخذ بعين االعتبار التجارب األجنبية والعربية في مجال تطبيق اإلدارة اإللكترونية ومدى‬
‫تحقيقها للخدمة العمومية كمرجع لتجنب السلبيات التي وقعت فيها تلك الدول واألخذ باألمور اإليجابية‪.‬‬

‫* العمل أكثر على توسيع مفهوم الدفع اإللكتروني في الجزائر داخل كل المجاالت وباألخص في دفع‬
‫مصاريف التقاضي إلكترونيا‪ ،‬نظ ار للترابط القائم بين قطاعات الدولة‪.‬‬

‫* توفير التوعية الالزمة للمواطنين من خالل نشر الوعي القانوني والقضائي للتقاضي اإللكتروني‬
‫وأهميته ومميزاته وما يحققه من عدالة باعتباره مصطلح جديد في المجتمع الجزائري‪ ،‬وذلك من خالل‬
‫إقامة حملة إعالمية خاصة به في وسائل اإلعالم المختلفة وكذا إقامة الندوات والملتقيات العلمية وخاصة‬
‫العمل على جعله مادة تدرس في الجامعات داخل كلية الحقوق نظ ار لألهمية البالغة التي يتميز بها فهو‬
‫يعد مستقبل التقاضي‪ ،‬وكذا إنشاء مخابر وفرق بحث علمية لدراسة الموضوع وتقديم بحوث ومقاالت‬
‫مفصلة عنه‪.‬‬

‫* وجوب توفير اآلليات الضرورية إلنشاء وتطبيق التوقيع اإللكتروني في كل المعامالت اإللكترونية‬
‫لتحقيق المساواة بين المحررات الورقية واإللكترونية الصادرة من الو ازرة والجهات القضائية لتحقيق حجيتها‬
‫في اإلثبات‪.‬‬

‫* ضرورة تعيين جهات التصديق الخاصة بالو ازرة على أرض الواقع‪ ،‬فبالرغم من أن المشرع الجزائري‬
‫حددها في قانون العصرنة ‪ 21-25‬سواء السلطة الوطنية لدى الوزير األول‪ ،‬أو السلطة الحكومية لدى‬
‫وزير االتصاالت السلكية والالسلكية وأخي ار السلطة االقتصادية على مستوى السلطة المكلفة بضبط‬
‫البريد‪.‬‬

‫*ضرورة استصدار تشريعات أخرى أكثر إلماما بموضوع التقاضي اإللكترونية لسد الفراغ القانوني الناتج‬
‫عن التطورات الحاصلة على كل األصعدة‪ ،‬تكون أكثر تفصيال لمراحله وكل اإلجراءات اإللكترونية‬
‫الخاصة به لتجسيد تقاضي إلكتروني وفقا للمبادئ العالمية لحماية حقوق المتقاضين من الضياع وكذا‬
‫تحقيق مبادئ المحاكمات العادلة من عالنية ونلزامية الحضور‪.‬‬

‫‪584‬‬
‫الخاتمة‬

‫*وجوب إقامة تطبيقة خاصة بالتحريات األولية التي تسمح بتبادل المحاضر والملفات الخاصة بالتحريات‬
‫األولية عن بعد بين جهات الضبطية القضائية عبر هذه التطبيقة إلكترونيا‪.‬‬

‫*العمل على التطبيق الفعلي لمشروع تبادل المذكرات والعرائض بين المحامين على مستوى المجالس‬
‫القضائية في القضايا المدنية والتجارية وغيرها التي تستلزم إلزامية التمثيل بمحامي‪ ،‬من خالل التبادل‬
‫عن بعد لكل ملفات القضية إلى غاية يوم الجلسة التي تستوجب الحضور‪.‬‬

‫* السعي إلى إقامة مصانع خاصة لتوفير سوار إلكتروني محلي بتكلفة تتماشى مع ميزانية الدولة وكذا‬
‫ضمان صيانته في حالة حدوث أي خلل أو عطل فيه‪ ،‬مع ضرورة توفير آليات التواصل الفعالة التي‬
‫تضمن مراقبة كل تحركات واضع السوار‪ ،‬وذلك لتمكين تطبيق هذه الطريقة البديلة عن عقوبة الحبس‬
‫بصورة كاملة‪.‬‬

‫* االعتماد على مهندسين وخبراء في تكنولوجيا اإلعالم واالتصال للتعامل بالتطبيقات اإللكترونية‬
‫الموضوعة من قبل الو ازرة على مستوى المؤسسات العقابية والعمل على تطويرها وننشاء قواعد بيانات‬
‫حسب االحتياجات الخاصة للقطاع‪.‬‬

‫* جعل السلطة التقديرية لتطبيق المراقبة اإللكترونية لقاضي الحكم أو قاضي تطبيق العقوبات‪ ،‬ألن‬
‫خبرته تسمح له بتحديد هل األسباب المقدمة موضوعية أم ال‪.‬‬

‫* العمل على التجسيد أكثر لفكرة المحاكمات عن بعد والتي بدأ العمل بها بصورة فعلية مؤخ ار في ظل‬
‫جائحة كورونا وما رتبته من آثار إيجابية خاصة من جانب تسريع الفصل في النزاعات بين األفراد مهما‬
‫كان مكان تواجدهم‪.‬‬

‫* السعي إلدخال تقنية التحكيم اإللكتروني لحل المنازعات التجارية الدولية التي تكون الج ازئر طرفا فيها‬
‫ألنها أصبحت أنجع وأحسن الطرق المسايرة للطبيعة الخاصة لذلك النوع من التعامالت‪.‬‬

‫‪585‬‬
‫المرفقات‬
586
587
588
589
590
591
592
593
594
595
596
597
598
599
‫قائمة المصادر والمراجع‬
‫قائمة المراجع والمصادر‪.‬‬

‫قائمة المراجع والمصادر‪:‬‬

‫الوثائق الرسمية‪:‬‬

‫أوال‪ .‬الدساتير‪:‬‬

‫‪ .2‬دستور الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية الصادر في ‪ 2‬ديسمبر ‪ 2991‬ج‪،‬ر رقم ‪،21‬‬
‫المعدل بالقانون رقم ‪ 22-21‬المؤرخ في ‪ 21‬مارس ‪ 1221‬الجريدة الرسمية رقم ‪ 24‬المؤرخ في ‪2‬‬
‫مارس ‪.1221‬‬

‫ثانيا‪ .‬القوانين‪:‬‬

‫‪ .2‬القانون رقم‪22 - 92‬المؤرخ في ‪ 11‬غشت سنة‪ ، 2992‬المعدل و المتمم‪ ،‬والمتعلقة بالبرمجة والتقييم‬
‫والتنظيم المؤسساتي وتطوير الموارد البشرية والبحث الجامعي والتطوير التكنولوجي والهندسة والبحث‬
‫في العلوم االجتماعية واإلنسانية واإلعالم العلمي والتقني والتعاون العلمي وتثمين نتائج البحث والهياكل‬
‫القاعدية والتجهيزات الكبرى وتمويل البرنامج الخماسي‪ ،‬ج ر‪ ،‬العدد ‪ ،11‬الصادرة في ‪ 1‬جمادى‬
‫األولى ‪.2429‬‬
‫‪ .1‬القانون ‪ 21/1222‬المؤرخ في ‪ 5‬جمادى األولى ‪ 2412‬الموافق ل ‪ 5‬غشت ‪ ،1222‬يحدد القواعد‬
‫العامة المتعلقة بالبريد والمواصالت السلكية والالسلكية‪ ،‬ج ر‪ ،‬العدد ‪ ،42‬الصادرة في ‪ 1‬جمادى‬
‫األولى ‪ 2412‬الموافق ل ‪ 1‬غشت ‪.1222‬‬
‫‪ .1‬القانون رقم ‪ 21-22‬المؤرخ في ‪ 11‬ماي ‪ 1222‬يعدل ويتمم األمر رقم ‪ 52-22‬المؤرخ في ‪14‬‬
‫جمادى الثانية ‪ 2192‬الموافق ل ‪ 25‬أغشت سنة ‪ 2922‬المتعلق بالمساعدة القضائية (جريدة رسمية‬
‫عدد ‪،)19‬‬

‫‪600‬‬
‫قائمة المراجع والمصادر‪.‬‬

‫‪ .4‬القانون رقم ‪ 21-25‬المؤرخ في ‪ 1‬فبراير ‪ 1225‬يعدل ويتمم األمـر رقم ‪ 59-25‬المؤرخ في ‪12‬‬
‫رمضان ‪ 2195‬الموافق ل ‪ 11‬سبتمبر ‪ 2925‬المتضمـن القانون التجاري الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد‬
‫‪.22‬‬
‫‪ .5‬القانون ‪ 21-25‬المؤرخ في ‪ 22‬ربيع الثاني عام ‪ 2411‬الموافق أول فبراير سنة ‪ ،1225‬الذي يحدد‬
‫القواعد العامة المتعلقة بعصرنة العدالة‪ ،‬الجريدة الرسمية عدد ‪.21‬‬
‫‪ .1‬القانون ‪ 24-25‬المؤرخ في ‪ 1‬فبراير ‪ 1225‬الموافق ل ‪ 12‬ذي الحجة ‪ 2415‬والمتضمن القانون‬
‫تنظيم السجون ونعادة اإلدماج االجتماعي للمحبوسين‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪ 21‬المؤرخة في ‪9‬‬
‫ربيع الثاني ‪ 2411‬الموافق ل ‪ 22‬مايو ‪.1225‬‬
‫‪ .2‬القانون رقم ‪ 21-25‬المؤرخ في ‪ 1‬فبراير ‪ 1225‬يعدل ويتمم األمـر رقم ‪ 59-25‬المؤرخ في ‪12‬‬
‫رمضان ‪ 2195‬الموافق ل ‪ 11‬سبتمبر ‪ 2925‬المتضمـن القانون التجاري الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد‬
‫‪.22‬‬
‫‪ .2‬القانون ‪ 21-21‬المؤرخ في ‪ 12‬محرم عام ‪ 2412‬الموافق ‪ 12‬فبراير ‪ 1221‬المتضمن القانون‬
‫التوجيهي للمدينة‪ ،‬ج ر‪ ،‬العدد ‪ ،25‬االدرة في ‪ 21‬صفر ‪ 2412‬الموافق ل ‪ 21‬مارس ‪.1221‬‬
‫‪ .9‬القانون رقم ‪ 25-22‬المؤرخ في ‪ 15‬ربيع الثاني ‪ 2412‬الموافق ل ‪ 21‬ماي ‪ 1222‬يعدل ويتمم‬
‫األمر رقم ‪ 52-25‬المؤرخ في ‪ 11‬سبتمبر ‪ 2925‬المتضمن القانون المدني‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد‬
‫‪.44‬‬
‫‪ .22‬القانون رقم ‪ 29 /22‬المؤرخ في ‪ 22‬صفر ‪ 2419‬الموافق ل ‪ 1222 /21/ 15‬المتضمن قانون‬
‫اإلجراءات المدنية واإلدارية‪ ،‬الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية‪ ،‬العدد ‪ ،12‬الصادرة في ‪ 22‬ربيع‬
‫الثاني ‪ 2419‬الموافق ل ‪ 11‬أبريل ‪.1222‬قانون رقم ‪ 24-29‬المؤرخ في ‪ 24‬شعبان ‪ 2412‬الموافق‬
‫ل ‪ 5‬غشت ‪ 1229‬المتضمـن القواعد الخاصة للوقايــة من الجرائم المتصلة بتكنولوجيات اإلعالم‬
‫واالتصال ومكافحتها‪ ،‬الجريـدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪.42‬‬

‫‪601‬‬
‫قائمة المراجع والمصادر‪.‬‬

‫‪ .22‬القانون ‪ 22-22‬المؤرخ في ‪ 12‬رجب ‪ 2411‬الموافق ‪ 11‬يونيو ‪ 1222‬المتعلق البلدية‪ ،‬ج ر‪،‬‬


‫العدد ‪ ،12‬الصادرة في أول شعبان ‪ 2411‬الموافق ‪ 1‬يوليو ‪.1222‬‬
‫‪ .21‬القانون ‪ 22-21‬المؤرخ في ‪ 12‬ربيع األول ‪ ،2411‬الموافق ل ‪ 12‬فبراير ‪ 1221‬المتعلق‬
‫بالوالية‪ ،‬ج ر‪ ،‬العدد ‪ ،21‬الصادرة في ‪ 2‬ربيع الثاني ‪ 2411‬الموافق ل ‪ 19‬فبراير ‪.1221‬‬
‫‪ .21‬القانون رقم ‪ 22-24‬المؤرخ في ‪ 21‬شوال ‪ 2415‬الموافق ل ‪ 9‬غشت ‪ ،1224‬يعدل ويتمم‬
‫األمر رقم ‪ 12-22‬المؤرخ في ‪ 21‬ذي الحجة ‪ 2129‬الموافق ل ‪ 29‬فبراير ‪2922‬المتعلق بالحالة‬
‫المدني‪ ،‬ج ر‪ ،‬العدد ‪ ،49‬الصادر في ‪ 14‬شوال ‪ ،2415‬الموافق ل ‪ 12‬غشت ‪.1224‬‬
‫‪ .24‬القانون ‪ 21-24‬المؤرخ في ‪ 14‬ريع الثاني عام ‪ 2415‬الموافق ل ‪ 14‬فبراير سنة ‪،1224‬‬
‫المتعلق بسندات ووثائق السفر‪ ،‬ج ر‪ ،‬العدد ‪ ،21‬الصادر في ‪ 12‬جمادى األولى ‪ 2415‬الموافق ل‬
‫‪ 11‬مارس ‪.1224‬‬
‫‪ .25‬القانون ‪ 21-25‬المؤرخ في ‪ 22‬ربيع الثاني عام ‪ 2411‬الموافق أول فب ارير سنة ‪ ،1225‬الذي‬
‫يحدد القواعد العامة المتعلقة بعصرنة العدالة‪ ،‬الجريدة الرسمية عدد ‪.21‬‬
‫‪ .21‬القانون ‪ 24-25‬المؤرخ في ‪ 22‬ربيع الثاني عام ‪ 2411‬الموافق ألول فبراير سنة ‪ ،1225‬يحدد‬
‫القواعد العامة المتعلقة بالتوقيع والتصديق اإللكترونيين‪ ،‬الجريدة الرسمية عدد ‪.21‬‬
‫‪ .22‬القانون رقم ‪ 21-21‬مؤرخ في ‪ 24‬رمضان عام ‪ 2412‬الموافق ‪ 29‬يونـيو سنة ‪ 2016‬يـتعلق‬
‫باسـتعـمال الـبـصـمة الوراثية في اإلجراءات الـقـضائية والتعرف على األشخاص‪ ،‬الجريدة الرسمية‬
‫الجزائرية‪ ،‬العدد ‪ ،12‬الصادرة في ‪ 22‬رمضان ‪ 2412‬الموافق ل ‪ 11‬يونيو ‪.1221‬‬
‫‪ .22‬قانون رقم ‪ 21-21‬المؤرخ في ‪ 24‬رمضان عام ‪ 2412‬الموافق ل ‪ 11‬يونيو ‪ 1221‬يعدل‬
‫ويتمم األمر ‪ 251 /11‬المؤرخ في ‪ 22‬صفر ‪ 2121‬الموافق ل ‪ 22‬يونيو ‪ 2911‬المتضمن قانون‬
‫العقوبات (جريدة رسمية عدد ‪.)12‬‬

‫‪602‬‬
‫قائمة المراجع والمصادر‪.‬‬

‫‪ .29‬القانون ‪ 21-22‬المؤرخ في ‪ 22‬ربيع الثاني عام ‪ 2412‬الموافق ‪ 22‬يناير سنة ‪ 1222‬يعدل‬


‫ويتمم األمر رقم ‪ 22-12‬المؤرخ في ‪ 21‬ذي الحجة عام ‪ 2129‬الموافق ‪ 29‬فبراير سنة ‪2922‬‬
‫والمتعلق بالحالة المدنية‪.‬‬
‫‪ .12‬القانون ‪ 22-22‬المؤرخ في ‪ 21‬جمادى األولى عام ‪ 2419‬الموافق ل ‪ 12‬يناير ‪ ،1222‬المتمم‬
‫للقانون ‪ 24-25‬المؤرخ في ‪ 1‬فبراير ‪ 1225‬الموافق ل ‪ 12‬ذي الحجة ‪ 2415‬والمتضمن القانون‬
‫تنظيم السجون ونعادة اإلدماج االجتماعي للمحبوسين‪ ،‬الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية‪ ،‬العدد ‪.25‬‬
‫‪ .12‬قانون رقم ‪ 22-29‬المؤرخ في ‪ 22‬ديسمبر ‪ 1229‬يعدل ويتمم األمر ‪ 255 /11‬المؤرخ في‬
‫‪ 22‬صفر ‪ 2121‬الموافق ل ‪ 22‬يونيو ‪ 2911‬المتضمن قانون اإلجراءات الجزائية (جريدة رسمية عدد‬
‫‪.)22‬‬

‫ثالثا‪ .‬النصوص التنظيمية‪:‬‬

‫‪ .1‬األوامر‪:‬‬

‫‪ .2‬األمر ‪ 52-25‬الصادر في ‪ 12‬رمضان عام ‪ 2195‬الموافق ل ‪26‬سبتمبر ‪ 2925‬المتضمن القانون‬


‫المدني المعدل والمتمم‪ ،‬ج ر‪ ،‬العدد ‪.14‬‬

‫‪ .6‬المراسيم‪:‬‬

‫‪ .2‬المرسوم الرئاسي رقم ‪ 142-25‬المؤرخ في ‪ 1‬ذي الحجة ‪ 2411‬الموافق ‪ 21‬سبتمبر ‪1225‬‬


‫المتعلق بتنظيم الصفقات العمومية وتفويضات المرفق العام‪ ،‬ج ر‪ ،‬العدد ‪ ،52‬الصادرة في ‪ 1‬ذي‬
‫الحجة ‪ 2411‬الموافق ‪ 12‬سبتمبر ‪.1225‬‬
‫‪ .1‬المرسوم الرئاسي ‪ 21-21‬المؤرخ في ‪ 11‬ربيع األول ‪ 242‬الموافق ل ‪ 2‬يناير ‪ 1221‬يتضمن‬
‫إنشاء المرصد الوطني للمرفق العام‪ ،‬ج ر‪ ،‬العدد ‪ ،21‬الصادرة في ‪ 21‬ربيع األول ‪ 2412‬الموافق ل‬
‫‪ 21‬يناير ‪.1221‬‬

‫‪603‬‬
‫قائمة المراجع والمصادر‪.‬‬

‫‪ .1‬المرسوم الرئاسي رقم ‪ 241-22‬المؤرخ في ‪ 12‬رجب ‪ ،2412‬الموافق ل ‪ 22‬أبريل ‪،1222‬‬


‫المحــدد لك ـيـف ـيـات إعـداد بـطاقة التعـريف الوطـنية وتـسـلـيـمـها وتجديدها‪ ،‬ج ر‪ ،‬العدد ‪ ،15‬الصادرة ‪11‬‬
‫رجب ‪ 2412‬الموافق ل ‪ 29‬أفريل ‪.1222‬‬
‫‪ .4‬المرسوم الرئاسي رقم ‪ 241 -22‬المـ ــؤرخ في ‪ 22‬أفـريل ‪ ،1222‬المحــدد لك ـيـف ـيـات إعـداد بـطاقة‬
‫التعـريف الوطـنية وتـسـلـيـمـها وتجديدها‪ ،‬العدد ‪ 15‬من الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية الديمقراطية‬
‫الشعبية‪.‬‬
‫‪ .5‬المرسوم الرئاسي رقم ‪ 122-29‬المؤرخ في ‪ 19‬ربيع األول عام ‪ 2442‬الموافق ل ‪ 11‬نوفمبر‬
‫سنة ‪ ،1229‬الذي يتضمن إنشاء وكالة وطنية لتطوير الرقمنة وتحديد مهامها وتنظيمها وسيرها‪ ،‬الجريدة‬
‫الرسمية‪ ،‬العدد ‪ ،24‬الصرة في ‪ 4‬ربيع الثاني ‪ ،2442‬الموافق ألول ديسمبر ‪.1229‬‬
‫‪ .1‬المرسوم الرئاسي رقم ‪ 122-29‬المؤرخ في ‪ 19‬ربيع األول عام ‪ 2442‬الموافق ل ‪ 11‬نوفمبر‬
‫سنة ‪ ،1229‬الذي يتضمن إنشاء وكالة وطنية لتطوير الرقمنة وتحديد مهامها وتنظيمها وسيرها‪.‬‬
‫‪ .2‬المرسوم رقم ‪ 212-22‬المؤرخ في ‪ 12‬ذي القعدة ‪ 2422‬الموافق ل ‪ 4‬يوليو ‪ 2922‬ينظم‬
‫العالقة بين اإلدارة والمواطن‪ ،‬الصادر في الجريدة الرسمية العدد ‪ ،12‬سنة ‪.2922‬‬
‫‪ .2‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ 152-92‬المؤرخ في ‪ 1‬جمادى األولى عام ‪ 2429‬الموافق ل ‪ 15‬غشت‬
‫سنة ‪ ، 2992‬يضبط الشروط وكيفيات إقامة خدمات "األنترنات" واستغاللها‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد‬
‫‪ ،11‬المعدل بموجب مرسوم تنفيذي رقم ‪ 122-1222‬المؤرخ في ‪ 24‬أكتوبر سنة‪.1222‬‬
‫‪ .9‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ 111-21‬المؤرخ في ‪ 11‬ربيع الثاني ‪ 2414‬الموافق ‪ 14‬جوان ‪،1221‬‬
‫المعدل والمتمم‪ ،‬المحدد لمحتوى الخدمة الشمولية العامة للبريد واالتصاالت للمواصالت السلكية و‬
‫الالسلكية‪ ،‬والرسوم المطبقة عليها و كيفية تمويلها‪ ،‬ج ر‪ ،‬العدد ‪ ،19‬الصادرة في ‪ 19‬جوان ‪.1221‬‬

‫‪604‬‬
‫قائمة المراجع والمصادر‪.‬‬

‫‪ .22‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ 412-25‬المؤرخ في ‪ 1‬شوال عام ‪ 2411‬الموافق ل ‪ 2‬نوفبر ‪،1225‬‬


‫يحدد الوسائل االتصال عن بعد وكيفيات استعمالها من المحبوسين‪ ،‬الجريدة الرسمية للجمهورية‬
‫الجزائرية‪ ،‬العدد ‪ ،24‬الصادرة في ‪ 22‬شوال ‪ 2411‬الموافق ل ‪ 21‬نوفمبر ‪.1225‬‬
‫‪ .22‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ 429-21‬المؤرخ في‪ 14‬محرم ‪ ،2414‬الموافق ل ‪ 22‬ديسمبر ‪،1221‬‬
‫يتضمن إنشاء مراكز جهوية لألرشيف القضائي وتحديد كيفيات تنظيمها وسيرها‪ ،‬الجريدة الرسمية‪،‬‬
‫العدد ‪ ،12‬الصادر في ‪ 12‬محرم ‪ 2414‬الموافق ل ‪ 21‬ديسمبر ‪.1221‬‬
‫‪ .21‬المرسوم التنفيذي ‪ 291-24‬المؤرخ في ‪ 5‬رمضان ‪ 2415‬الموافق ل ‪ 1‬يوليو ‪ ،1224‬يحدد‬
‫صالحيات المدير العام للوظيفة العمومية واإلصالح اإلداري‪ ،‬ج ر‪ ،‬العدد ‪ ،42‬الصادرة في ‪ 2‬مضان‬
‫‪ 2415‬الموافق ل ‪ 1‬يوليو ‪.1224‬‬
‫‪ .21‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ 21-22‬المؤرخ في ‪ 11‬جمادى الثاني عام ‪ 2412‬الموافق ل ‪ 11‬مارس‬
‫‪ ،1222‬الذي يحدد الشروط وكيفيات تحصيل الغرامات والمصاريف القضائية من قبل الجهات‬
‫القضائية‪ ،‬الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية‪ ،‬العدد ‪ ،29‬الصادرة في ‪ 12‬جمادى الثاني ‪2412‬‬
‫الموافق ل ‪ 11‬مارس ‪.1222‬‬
‫‪ .24‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ :129-22‬المؤرخ في ‪ 22‬محرم عام ‪ 2419‬الموافق ‪ 9‬أكتوبر سنة‬
‫‪ ،1222‬المتمم للمرسوم التنفيذي ‪ 221-22‬المؤرخ في ‪ 1‬جمادى الثانية عام ‪ 2412‬الموافق ‪ 5‬مارس‬
‫سنة ‪ 1222‬الذي يحدد مضمون الخدمة العامة للبريد والمواصالت السلكية والالسلكية والتعريفات‬
‫المطبقة لها وكيفية تمويلها‪.‬‬
‫‪ .25‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ 141-22‬المؤرخ في ‪ 19‬محرم عام ‪ 2442‬الموافق ‪ 9‬اكتوبر سنة‬
‫‪ ،1222‬المحدد محتوى ونوعية الخدمة الشاملة للبريد والخدمة الشاملة لالتصاالت اإللكترونية‬
‫والتعريفات المطبقة عليهما وكيفية تمويلهما‪ ،‬ج ر‪ ،‬العدد ‪ ،12‬الصادر في اول صفر ‪ 2442‬الموافق‬
‫ل ‪ 22‬أكتوبر ‪.1222‬‬

‫‪605‬‬
‫قائمة المراجع والمصادر‪.‬‬

‫‪ .21‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ 115-12‬مؤرخ في ‪ 11‬ربيع الثاني ‪ ،2441‬الموافق ل ‪ 2‬ديسمبر ‪1212‬‬


‫يحدد شروط اإلعفاء من تقديم شهادة الجنسية وصحيفة السوابق القضائية في الملفات اإلدارية‪ ،‬ج ر‪،‬‬
‫رقم ‪.24‬‬

‫‪ .3‬الق اررات‪:‬‬

‫‪ .2‬القرار الوزاري المؤرخ في ‪ 22‬جمادى الثانية عام ‪ 2412‬الموافق ألول يونيو سنة ‪ ،1222‬يحدد‬
‫كيفيات تنظيم التكوين التكميلي قبل الترقية لاللتحاق ببعض الرتب التابعة لألسالك الخاصة بإدارة‬
‫السجون ومدته ومحتوى البرامج المتعلقة به‪ ،‬الجريدة الرسمية العدد ‪ 15‬المؤرخ في ‪ 11‬ذو القعدة‬
‫عام ‪ 2412‬الموافق ل ‪ 12‬أكتوبر سنة ‪.1222‬‬
‫‪ .1‬القرار المؤرخ في أول صفر عام ‪ 2411‬الموافق ل ‪ 11‬ديسمبر ‪ ،1222‬المواصفات التقنية لجواز‬
‫السفر الوطني البيومتري اإللكتروني‪ ،‬وهو قرار صادر عن و ازرة الداخلية والجماعات المحلية يتضمن‬
‫كل المواصفات الخاصة بالجواز البيومتري‪.‬‬
‫‪ .1‬قرار مؤرخ في ‪ 21‬محرم عام ‪ 2415‬الموافق ل ‪ 22‬نوفمبر ‪ ،1221‬يحدد محتوى البوابة اإللكترونية‬
‫للصفقات العمومية وكيفيات تسييرها وكيفيات تبادل المعلومات بالطريقة اإللكترونية‪ ،‬المنشور في‬
‫الجريدة الرسمية بتاريخ ‪ 9‬جمادى الثانية عام ‪2415‬ه الموافق ل ‪ 9‬أفريل سنة ‪1224‬م‪ ،‬ج ر‪،‬‬
‫العدد ‪.12‬‬

‫‪ .1‬التعليمات‪:‬‬

‫‪ .2‬التعليمة الو ازرية المشتركة المؤرخة في ‪ 21‬رجب ‪ 22412‬الموافق ل ‪ 14‬جوان ‪ ،1222‬التي تحدد‬
‫اإلجراءات التنظيمية الخاصة بطلب وسحب القسيمة رقم ‪ 21‬من صحيفة السوابق القضائية لدى‬
‫الممثليات الدبلوماسية والقنصلية الجزائرية بالخارج‪ ،‬الجريدة الرسمية العدد ‪ ،41‬الصادرة في ‪1‬‬
‫شعبان ‪ ،2412‬الموافق ل ‪ 24‬جويلية ‪.1222‬‬

‫‪606‬‬
‫قائمة المراجع والمصادر‪.‬‬

‫‪ .5‬الجريدة الرسمية‪:‬‬

‫‪.2‬المجلس الوطني االقتصادي واالجتماعي‪ ،‬رأي حول ملف "إ‪-‬الجزائر ‪ ،"1221‬الجريدة الرسمية‬
‫للجمهورية الجزائرية‪ ،‬العدد ‪ ،54‬الصادرة في ‪ 11‬رمضان ‪ ،2412‬الموافق ل ‪ 21‬سبتمبر ‪.1229‬‬

‫‪ .2‬اإلتفاقيات‪:‬‬

‫‪.2‬اتفاقية ثنائية بين المديرية العامة إلدارة السجون ونعادة اإلدماج والديوان الوطني للتعليم والتكوين عن‬
‫بعد‪ ،‬في مجال توفير التعليم عن بعد لفائدة المحبوسين‪ ،‬بتاريخ ‪ 14‬ديسمبر ‪ ،1221‬الصادرة بتاريخ‬
‫‪ 19‬جويلية ‪.1222‬‬

‫‪Books :‬‬ ‫الكتب‪:‬‬

‫‪ .2‬أحمد أبو بكر الهوش‪ ،‬األرشفة اإللكترونية األسس النظرية والتطبيقات العلمية‪ ،‬دار حميثر للنشر‬
‫والترجمة‪.1222 ،‬‬
‫‪ .1‬أحمد عزمي الحروب‪ ،‬السندات الرسمية اإللكترونية‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬دار الثقافة‪ ،‬الطبعة األولى‪،‬‬
‫‪.2010‬‬
‫‪ .1‬أحمد محمد المصري‪ ،‬مفاهيم اإلدارة العامة بالدول العربية‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية واإلدارية‪،‬‬
‫جامعة اإلمارات سابقا‪ ،‬مؤسسة شباب الجامعة للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬اإلسكندرية‪.2991 ،‬‬
‫‪ .4‬أحمد محمد غنيم‪ ،‬اإلدارة اإللكترونية‪ ،‬آفاق الحاضر وتطلعات المستقبل‪ ،‬بدور دار الطبع‪،‬‬
‫‪.1224‬‬
‫‪ .5‬أحمد هندى‪ ،‬التقاضي اإللكتروني الستعمال الوسائل اإللكترونية في التقاضي‪ ،‬دراسة مقارنة‪،‬‬
‫دار الجامعة الجديدة‪ ،‬اإلسكندرية‪.1224 ،‬‬

‫‪607‬‬
‫قائمة المراجع والمصادر‪.‬‬

‫‪ .1‬أحمد يوسف دودين‪ ،‬إدارة االعمال الحديثة (وظائف المنظمة)‪ ،‬دار اليازوري العلمية للنشر‬
‫والتوزيع‪ ،‬عمان‪ 29 ،‬يوليو ‪.1222‬‬
‫‪ .2‬أحمد يوسف عاشور الحديدي‪ ،‬أثر التكنولوجيا الحديثة على الوسائل القانونية لجهة اإلدارة‪ ،‬دار‬
‫الفكر الجامعي‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬ط ‪.1222 ،2‬‬
‫‪ .2‬أسامة محمد عبد العليم‪ ،‬عمر أحمد أبو هاشم الشريف‪ ،‬هشام محمد بيومي‪ ،‬اإلدارة اإللكترونية‪:‬‬
‫مدخل إلى اإلدارة التعليمية الحديثة‪ ،‬دار المناهج‪.1221 ،‬‬
‫‪ .9‬األنصاري حسن النيداني‪ ،‬القاضي والوسائل اإللكترونية الحديثة‪ ،‬دار الجامعة الجديدة‪،‬‬
‫اإلسكندرية‪.1229 ،‬‬
‫‪ .22‬األنصاري حسن النيداني‪ ،‬القاضي والوسائل اإللكترونية الحديثة‪ ،‬دار الجامعة الجديدة للنشر‪،‬‬
‫اإلسكندرية‪.1229 ،‬‬
‫‪ .22‬المؤذن محمد صالح‪ ،‬مبادئ التسويق‪ ،‬دار الثقافة للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،1222 ،‬الطبعة‬
‫الرابعة‪.‬‬
‫‪ .21‬إيمان عبد المحسن زكي‪ ،‬الحكومة االلكترونية‪ ،‬مدخل إداري متكامل‪ ،‬المنظمة العربية للتنمية‬
‫اإلدارية‪ ،1229 ،‬القاهرة‪.‬‬
‫‪ .21‬بشير العالق‪ ،‬االتصال في المنظمات العامة بين النظرية والممارسة‪ ،‬دار اليازوري للنشر‬
‫والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬الطبعة األولى‪.1229 ،‬‬
‫‪ .24‬بلعيز الطيب‪ ،‬اإلنجاز والتحدي‪ ،‬دار القصبة للنشر‪ ،‬الجزائر‪.1222 ،‬‬
‫‪ .25‬ثابت عبد الرحمن ادريس‪ ،‬المدخل الحديث في اإلدارة العامة‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪،‬‬
‫‪.1222‬‬
‫‪ .21‬ثروت عبد الحميد‪ ،‬التوقيع اإللكتروني‪ ،‬ماهيته‪-‬صوره ومخاطره‪ ،‬وكيفية مواجهة مدى حجيته‬
‫في اإلثبات‪ .‬اإلسكندرية‪ :‬دار الجامعة الجديدة‪.1222 ،‬‬

‫‪608‬‬
‫قائمة المراجع والمصادر‪.‬‬

‫‪ .22‬حازم محمد الشرعة‪ ،‬التقاضي اإللكتروني والمحاكم اإللكترونية‪ ،‬كنظام قضائي معلوماتي عالي‬
‫التقنية وكفرع من فروع القانون بين النظرية والتطبيق‪ ،‬دار الثقافة للنشر والتوزيع‪ ،‬الطبعة األولى‪،‬‬
‫‪.1222‬‬
‫‪ .22‬حسام الدين فتحي ناصف‪ ،‬التحكيم اإللكتروني في منازعات التجارة الدولية‪ ،‬دراسة في ضوء‬
‫اإلتفاقيات الدولية ولوائح هيئات التحكيم الدولية والقوانين المقارنة‪ ،‬دار النهضة العربية‪.1225 ،‬‬
‫‪ .29‬حسين محمد الحسن‪ ،‬اإلدارة اإللكترونية‪ ،‬المفاهيم الخصائص المتطلبات‪ ،‬مؤسسة الوراق للنشر‬
‫والتوزيع‪ ،‬عمان‪.1222 ،‬‬
‫‪ .12‬حمد بن عبد الرحمن الشميمري‪ ،‬عبد الرحمن بن أحمد هيجان‪ ،‬بشرى بنت بدير المرسى غنام‪،‬‬
‫مبادئ إدارة االعمال األساسيات واالتجاهات الحديثة‪ ،‬الكبعة العاشرة‪ ،‬مكتبة العبيكان للنشر‪ ،‬الرياض‪،‬‬
‫‪.1224‬‬
‫‪ .12‬خالد ممدوح إبراهيم‪ ،‬إبرام العقد اإللكتروني‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬دار الفكر الجامعي‪ ،‬اإلسكندرية‪،‬‬
‫مصر‪.1222 ،‬‬
‫‪ .11‬خالد ممدوح إبراهيم‪ ،‬التحكيم اإللكتروني في عقود التجارة الدولية‪ ،‬دار الفكر الجامعي‪،‬‬
‫اإلسكندرية‪ ،‬الطبعة األولى‪.1222 ،‬‬
‫‪ .11‬خالد ممدوح إبراهيم‪ ،‬التقاضي اإللكتروني‪ ،‬الدعوى اإللكترونية ونجراءاتها أمام المحاكم‪ ،‬دار‬
‫الفكر الجامعي‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬الطبعة األولى‪.1222 ،‬‬
‫‪ .14‬خالد ممدوح إبراهيم‪ ،‬أمن الحكومة اإللكترونية‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪.1222 ،‬‬
‫‪ .15‬خالد ممدوح إبراهيم‪ ،‬أمن المعلومات اإللكترونية‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪.1222 ،‬‬
‫‪ .11‬خالد ممدوح إبراهيم‪ ،‬عقود التجارة اإللكترونية في القانون االتحادي لدولة اإلمارات العربية المتحدة‬
‫رقم ‪ 2‬لسنة ‪ 1221‬بشأن المعامالت والتجارة اإللكترونية‪ ،‬دار الفكر الجامعي‪.‬‬

‫‪609‬‬
‫قائمة المراجع والمصادر‪.‬‬

‫‪ .12‬خالد ممدوح إبراهيم‪ ،‬عقود التجارة اإللكترونية في القانون االتحادي لدولة اإلمارات العربية المتحدة‬
‫رقم ‪ 2‬لسنة ‪ 1221‬بشأن المعامالت والتجارة اإللكترونية‪ ،‬دار الفكر الجامعي‪.‬‬
‫‪ .12‬اريس وفاء‪ ،‬نظام التسيير باألهداف في المؤسسات العامة بين النظرية والتطبيق‪ ،‬دار اليازوري‬
‫العلمية للنشر والتوزيع‪ 1 ،‬أوت ‪.1212‬‬
‫‪ .19‬رضوان هاشم حمدون الشريفي‪ ،‬نحو النظام القانوني للتحكيم اإللكتروني‪ ،‬دار الجامعة الجديدة‪،‬‬
‫اإلسكندرية‪.1221 ،‬‬
‫‪ .12‬سامح عبد الباقي أبو صالح‪ ،‬التحكيم التجاري اإللكتروني‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬دار النهضة العربية‪،‬‬
‫‪.1224‬‬
‫‪ .12‬سامح عبد ال واحد التهامي‪ ،‬التعاقد عبر شبكة اإلنترنت‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬دار الكتب القانونية‪،‬‬
‫القاهرة‪.2009 ،‬‬
‫‪ .11‬سعاد الشرقاوي‪ ،‬القانون اإلداري وتحرير االقتصاد‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪.2994 ،‬‬
‫‪ .11‬سعد غالب ياسين‪ ،‬مبادئ نظم المعلومات‪ ،‬دار اليازوري للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪.‬‬
‫‪ .14‬سعيد السيد قنديل‪ ،‬التوقيع اإللكتروني‪-‬ماهيته‪-‬صوره‪-‬حجيته في اإلثبات بين التداول واالقتباس‪،‬‬
‫دار الجامعة الجديدة‪ ،‬اإلسكندرية‪.1221 ،‬‬
‫‪ .15‬سمية بو مروان‪ ،‬الحكومة االلكترونية ودورها في تحسين أداء اإلدارات الحكومية‪ :‬دراسة مقارنة‪،‬‬
‫مكتبة القانون واالقتصاد‪ ،‬الرياض‪.‬‬
‫‪ .11‬سمير دنون‪ ،‬العقود اإللكترونية في إطار تنظيم التجارة اإللكتروني‪ ،‬المؤسسة الحديثة للكتاب‪،‬‬
‫لبنان‪ ،‬الطبعة األولى‪.1221 ،‬‬
‫‪ .12‬سنان الموسوي‪ ،‬اإلدارة المعاصرة األصول والتطبيقات‪ ،‬دار مجدالوي للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪،‬‬
‫األردن‪ ،‬الطبعة األولى‪.1224 ،‬‬

‫‪610‬‬
‫قائمة المراجع والمصادر‪.‬‬

‫‪ .12‬صدام الخمايسة‪ ،‬الحكومة اإللكترونية الطريق نحو اإلصالح اإلداري‪ ،‬عالم الكتب الحديثة للنشر‬
‫والتوزيع‪ ،‬ط‪.1221 ،2‬‬
‫‪ .19‬صفاء فتوح جمعة‪ ،‬العقد اإلداري اإللكتروني‪ ،‬دار الفكر والقانون للنشر والتوزيع‪ ،1224 ،‬الطبعة‬
‫األولى‪.‬‬
‫‪ .42‬صفاء فتوح جمعة‪ ،‬مسؤولية الموظف العام في إطار تطبيق نظام اإلدارة اإللكترونية‪ ،‬دار الفكر‬
‫والقانون للنشر والتوزيع‪ ،‬المنصورة‪ ،‬مصر‪ ،‬الطبعة األولى‪.2014 ،‬‬
‫‪ .42‬صفوان المبيضين‪ ،‬مقدمة في الحكومة االلكترونية‪ ،‬دار اليازوري العلمية للنشر والتوزيع‪ ،‬األردن‪،‬‬
‫‪.1212‬‬
‫‪ .41‬عامر‪ ،‬طارق عبد الرؤوف‪ ،‬التعليم اإللكتروني والتعليم االفتراضي‪ ،‬المجموعة العربية للتدريب‬
‫والنشر‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪ ،‬الطبعة األولى‪.1225-1224 ،‬‬
‫‪ .41‬عباس العبودي‪ ،‬تحديات اإلثبات بالسندات اإللكترونية ومتطلبات النظام القانوني لتجاوزها‪،‬‬
‫منشورات الحلبي الحقوقية‪ ،‬الطبعة األولى‪.1222 ،‬‬
‫‪ .44‬عبد الحميد‪ ،‬محمود النعيمي‪ ،‬مبادىء اإلدارة العامة‪ ،‬دون بلد النشر‪ ،‬منشورات ‪، ELGE‬‬
‫‪.1997‬‬
‫‪ .45‬عبد الصبور عبد القوي علي مصري‪ ،‬التنظيم القانوني للتحكيم اإللكتروني‪ ،‬مكتبة القانون‬
‫واالقتصاد للنشر والتوزيع‪ ،‬الرياض‪.1221 ،‬‬
‫‪ .41‬عبد العظيم بن محسن الحمدي‪ ،‬الحكم الرشيد في صدر الدولة اإلسالمية واالتجاهات المعاصرة‪،‬‬
‫دراسة مقارنة‪ ،‬مؤسسة أبرار مؤسسون وموزعون‪ ،‬صنعاء‪ ،‬الطبعة األولى‪.1222 ،‬‬
‫‪ .42‬عبد الغاني بسيوني‪ ،‬القانون اإلداري‪ ،‬منشأة المعارف‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر ‪.2992‬‬
‫‪ .42‬عبد الفتاح بيومي حجازي‪ ،‬التوقيع اإللكتروني في النظم القانونية المقارنة‪ ،‬دار الفكر الجامعي‪،‬‬
‫اإلسكندرية‪ ،‬لطبعة األولى‪.1225 ،‬‬

‫‪611‬‬
‫قائمة المراجع والمصادر‪.‬‬

‫‪ .49‬عبد الفتاح بيومي حجازي‪ ،‬الحكومة اإللكترونية بين الواقع والطموح‪ ،‬دراسة متأصلة في شأن‬
‫اإلدارة اإللكترونية التنظيم والبناء‪ ،‬دار الفكر الجامعي‪ ،‬مصر‪.1222 ،‬‬
‫‪ .52‬عبد الفتاح بيومي حجازي‪ ،‬النظام القانوني لحماية الحكومة اإللكترونية‪ ،‬دار الفكر الجامعي‪،‬‬
‫مصر‪.1221 ،‬‬
‫‪ .52‬عصام عبد الفتاح مطر‪ ،‬التحكيم اإللكتروني‪ ،‬ماهيته‪ ،‬إجراءاته‪ ،‬وآلياته في تسوية منازعات‬
‫التجارة اإللكترونية‪ ،‬والعالمات التجارية وحقوق الملكية الفكرية‪ ،‬دار الجامعة الجديدة‪ ،‬اإلسكندرية‪،‬‬
‫‪.1229‬‬
‫‪ .51‬عصام عبد الفتاح مطر‪ ،‬الحكومة اإللكترونية بين النظرية والتطبيق‪ ،‬دار الجامعة الجديدة‪،‬‬
‫األ ازريطة‪.1222 ،‬‬
‫‪ .51‬عصمت عبد المجيد بكر‪ ،‬دور التقنيات الحديثة في تطور العقد‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬دار الكتب‬
‫العلمية‪ 2 ،‬جانفي ‪.1225‬‬
‫‪ .54‬عكا عبد الحكيم‪ ،‬دور التفتيش القضائي في الرقابة على أمن المحررات القضائية االلكترونية‪،‬‬
‫و ازرة العدل‪ ،‬الجزائر‪.‬‬
‫‪ .55‬عكا عبد الحكيم‪ ،‬مركز النداء لو ازرة العدل‪ ،‬انشاء مركز النداء(‪" )CALL CENTER‬على‬
‫مستوى و ازرة العدل"‪ ،‬و ازرة العدل الجزائرية‪ ،‬الجزائر‪.‬‬
‫‪ .51‬عالء حسين مطلق التميمي‪ ،‬المستند اإللكتروني‪ ،‬عناصره وتطوره‪ ،‬مدى حجيته في االثبات‪،‬‬
‫دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪.1222 ،‬‬
‫‪ .52‬عالء عبد الرزاق السالمي‪ ،‬نظم إدارة المعلومات‪ ،‬المنظمة العربية للتنمية اإلدارية‪ ،‬القاهرة‪،‬‬
‫‪.1221‬‬
‫‪ .52‬عمار عوابدي‪ ،‬القانون اإلداري‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪ ،‬ج‪ ،2‬ط‪.1‬‬
‫‪ .59‬عمر أحمد أبو هاشم الشريف‪ ،‬أسامة محمد عبد العليم‪ ،‬هشام محمد بيومي‪ ،‬اإلدارة االلكترونية‪:‬‬
‫مدخل الى اإلدارة التعليمية الحديثة‪ ،‬دار المناهج للنشر والتوزيع‪ ،‬الطبعة األولى‪.1221 ،‬‬

‫‪612‬‬
‫قائمة المراجع والمصادر‪.‬‬

‫‪ .12‬عمر سالم‪ ،‬المراقبة االلكترونية طريقة حديثة لتنفيذ العقوبة السالبة للحرية خارج السجن‪ ،‬دار‬
‫النهضة العربية‪ ،‬القاهرة ‪ ،1222‬الطبعة األولى‪.‬‬
‫‪ .12‬عيسى غسان ربضي‪ ،‬قواعد الخاصة بالتوقيع اإللكتروني‪ ،‬دار الثقافة للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪،‬‬
‫األردن‪.2012 ،‬‬
‫‪ .11‬فاروق سعد‪ ،‬المحاكمات والتحكيم عن بعد‪ ،‬دار صادر للمنشورات الحقوقية‪ ،‬بيروت‪.1221 ،‬‬
‫‪ .11‬ماجد راغب الحلو‪ ،‬تأليف رحيمة الصغير ساعد نمديلي‪ ،‬العقد اإلداري إللكتروني‪ ،‬دار الجامعة‬
‫الجديدة‪ ،‬اإلسكندرية‪.1222 ،‬‬
‫‪ .14‬ماجد راغب الحلو‪ ،‬علم اإلدارة العامة ومبادئ الشريعة العامة‪ ،‬جامعة اإلسكندرية‪ ،‬دار الجامعة‬
‫الجديدة للنشر‪.1222 ،‬‬
‫‪ .15‬مار آوس آورنارو‪ ،‬مدير مديرية الجوار‪ ،‬مشروع يوروميد للعدالة الثاني‪ ،‬الوصول إلى العدالة‬
‫والمساعدة القضائية في البلدان المتوسطية الشريكة‪ ،‬مشروع ممول من اإلتحاد األوروبي‪ ،‬المديرية‬
‫العامة للتنمية والتعاون‪ ،‬المفوضية األوروبية‪.‬‬
‫‪ .11‬محمد إبراهيم أبو الهيجاء‪ ،‬التحكيم اإللكتروني‪ ،‬الوسائل اإللكترونية لفض المنازعات‪-‬الوساطة‬
‫والتوفيق‪-‬التحكيم‪-‬المفاوضات المباشرة‪ ،‬دار الثقافة للنشر والتوزيع‪ ،‬الطبعة األولى‪.1229 ،‬‬
‫‪ .12‬محمد إبراهيم أبو الهيجاء‪ ،‬التحكيم االلكتروني الوسائل االلكترونية لفض المنازعات‪ ،‬الوساطة‬
‫والتوفيق‪ ،‬التحكيم‪ ،‬المفاوضات‪ ،‬دار الثقافة للنشر والتوزيع‪ ،‬الطبعة الثانية‪.1222 ،‬‬
‫‪ .12‬محمد أحمد علي المحاسنة‪ ،‬تنازع القوانين في العقود اإللكترونية‪ ،‬نحو إيجاد منظومة للقواعد‬
‫الموضوعية الموحدة‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬المنهل‪.1221 ،‬‬
‫‪ .19‬محمد الصيرفي‪ ،‬اإلدارة اإللكترونية‪ ،‬دار الفكر الجامعي‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬ط ‪.1221 ،2‬‬
‫‪ .22‬محمد الفاتح محمود بشير المغربي‪ ،‬التخطيط اإلداري‪ ،‬االكاديمية الحديثة للكتاب الجامعي‪،‬‬
‫السودان‪.‬‬

‫‪613‬‬
‫قائمة المراجع والمصادر‪.‬‬

‫‪ .22‬محمد الفاتح محمود بشير المغربي‪ ،‬الرقابة اإلدارية" رؤية تأصيلية"‪ ،‬األكاديمية الحديثة للكتاب‬
‫الجامعي‪ ،‬البحرين‪ ،‬المنامة‪.1212 ،‬‬
‫‪ .21‬محمد أمين الرومي‪ ،‬النظام القانوني للتحكيم اإللكتروني‪ ،‬دار الفكر الجامعي‪ ،‬اإلسكندرية‪،‬‬
‫الطبعة األولى‪.1221 ،‬‬
‫‪ .21‬محمد أين الرومي‪ ،‬النظام القانوني للتوقيع اإللكتروني‪ ،‬دار الكتب القانونية‪ ،‬مصر‪.1222 ،‬‬
‫‪ .24‬محمد سليمان الطماوي‪ ،‬مبادئ علم اإلدارة العامة‪ ،‬مطبعة جامعة عين شمس‪ ،‬الطبعة السابعة‪،‬‬
‫‪.1222‬‬
‫‪ .25‬محمد سمير أحمد‪ ،‬اإلدارة اإللكترونية‪ ،‬دار الميسرة للنشر والتوزيع والطباعة‪ ،‬الطبعة األولى‪،‬‬
‫‪.1229‬‬
‫‪ .21‬محمد صادق إسماعيل‪ ،‬الحكومة اإل لكترونية وتطبيقاتها في الدول العربية‪ ،‬العربي للنشر‬
‫والتوزيع‪ ،‬القاهرة‪ ،‬الطبعة األولى‪.1222 ،‬‬
‫‪ .22‬محمد عبد العظيم‪ ،‬التسويق المتقدم‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪.1222 ،‬‬
‫‪ .22‬محمد عساد‪ ،‬اإلدارة الفعالة‪ ،‬بيروت‪ ،‬مكتبة لبنان‪ ،‬ناشرون‪. 2003،‬‬
‫‪ .29‬محمد مأمون سليمان‪ ،‬التحكيم اإللكتروني‪ ،‬دار الجامعة الجديدة‪ ،‬اإلسكندرية‪.1222 ،‬‬
‫‪ .22‬محمد محمد أبو زيد‪ ،‬تحديث قانون اإلثبات‪-‬مكانة المحررات اإللكترونية بين األدلة الكتابية‪،‬‬
‫دار النهضة العربية‪.1221 ،‬‬
‫‪ .22‬محمود عبد الفتاح رضوان‪ ،‬اإلدارة االلكترونية وتطبيقاتها الوظيفية‪ ،‬المجموعة العربية للتدريب‬
‫والنشر‪ ،‬القاهرة‪ ،‬الطبعة األولى‪.1221 ،‬‬
‫‪ .21‬محمود محمد حافظ‪ ،‬نظرية المرفق العام‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪ ،‬الطبعة األولى‪،‬‬
‫‪.2914‬‬

‫‪614‬‬
‫قائمة المراجع والمصادر‪.‬‬

‫‪ .21‬مدحت محمد أبو نصر‪ ،‬الحوكمة الرشيدة فن إدارة المؤسسات عالية الجودة‪ ،‬المجموعة العربية‬
‫للتدريب والنشر‪ ،‬القاهرة‪.1225 ،‬‬
‫‪ .24‬مزهر شعبان العاني‪ ،‬شوقي ناجي جواد‪ ،‬اإلدارة اإللكترونية‪ ،‬دار الثقافة للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪،‬‬
‫الطبعة األولى‪.1224 ،‬‬
‫‪ .25‬مصطفى السيد دبوس‪ ،‬تثمين خدمات الدولة في إطار ما يقدمه المرفق العام من خدمات‪ ،‬المركز‬
‫العربي للنشر والتوزيع‪ ،‬مصر‪ ،‬القاهرة‪.‬‬
‫‪ .21‬مصطفى المتولي قنديل‪ ،‬دور األطراف في تسوية المنازعات العقدية‪ ،‬دار الجامعة الجديدة‬
‫للنشر‪ ،‬اإلسكندرية‪.1225 ،‬‬
‫‪ .22‬مصطفى يوسف الكافي‪ ،‬الحكومة االلكترونية في ظل الثورة العلمية التكنولوجية المعاصرة‪،‬‬
‫سلسلة االقتصاد اإللكتروني‪ ،‬دار ومؤسسة رسالن للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬سوريا‪ ،‬دمشق‪.2009 ،‬‬
‫‪ .22‬منال عبد الاله عبد الرحمن‪ ،‬عبد الصبور عبد القوي علي مصري‪ ،‬المحكمة الرقمية والجريمة‬
‫المعلوماتية‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬مكتبة القانون واإلقتصاد للنشر والتوزيع‪.1221/2/2 ،‬‬
‫‪ .29‬مناني فراح‪ ،‬أدلة اإلثبات الحديثة في القانون‪ ،‬دار الهدى‪ ،‬الجزائر‪ ،‬عين مليلة‪.‬‬
‫‪ .92‬منير محمد الجنبيهي‪ ،‬ممدوح محمد الجنبيهي‪ ،‬التوقيع اإللكتروني وحجيته في اإلثبات‪ ،‬دار‬
‫الفكر الجامعي‪ ،‬اإلسكندرية‪.1224 ،‬‬
‫‪ .92‬موفق حديد محمد‪ ،‬اإلدارة المبادئ النظريات والوظائف‪ ،‬دار حامد للنشر‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬عمان‪،‬‬
‫األردن‪.1222 ،‬‬
‫‪ .91‬نادية أو طالب‪ ،‬المحاكم اإللكتروني‪ ،‬إجراءاتها ومدى قانونية تطبيقها في األردن‪Alaan ،‬‬
‫‪.1222 ،Publishing‬‬
‫‪ .91‬نجم عبود نجم‪ ،‬اإلدارة اإللكترونية‪ ،‬االستراتيجية والوظائف والمشكالت‪ ،‬دار المريخ للنشر‪،‬‬
‫الرياض‪.1224 ،‬‬

‫‪615‬‬
‫قائمة المراجع والمصادر‪.‬‬

‫‪ .94‬هنادي نظير‪ ،‬إدارة المنظمات غير الربحية‪ ،‬دار ابن النفيس للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪،‬‬
‫‪.1222‬‬
‫‪ .95‬هيثم حمود الشبلي‪ ،‬ومروان محمد النسور‪ ،‬إدارة المنشآت المعاصرة‪ ،‬دار الصفاء للنشر والتوزيع‪،‬‬
‫الطبعة األولى‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪.1229 ،‬‬
‫‪ .91‬و ازرة العدل‪ ،‬إصالح العدالة الحصيلة واالفاق‪ ،‬الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‪ ،‬فيفري‬
‫‪.1225‬‬
‫‪ .92‬و ازرة العدل‪ ،‬إصالح العدالة الحصيلة واآلفاق‪ ،‬الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‪ ،‬فيفري‬
‫‪.1225‬‬
‫‪ .92‬و ازرة العدل‪ ،‬الندوة الوطنية حول إصالح العدالة‪ ،‬الديوان الوطني لألشغال التربوية‪ ،‬الجزائر‪،‬‬
‫‪ 12‬و‪ 19‬مارس ‪.1225‬‬
‫‪ .99‬وفاء محمود أحمد الببواتي‪ ،‬المقابل المالي في العقود اإلدارية‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬المركز العربي‬
‫للنشر والتوزيع‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪ ،1222 ،‬الطبعة األولى‪.‬‬
‫‪ .222‬ياسين سعد غالب‪ ،‬اإلدارة اإللكترونية وآفاق تطبيقاتها العربية‪ ،‬معهد اإلدارة العامة‪ ،‬الرياض‪،‬‬
‫‪.1225‬‬
‫‪ .222‬يوسف أحمد النوافلة‪ ،‬االثبات االلكتروني في المواد المدنية والمصرفية‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬دار الثقافة‬
‫للنشر والتوزيع‪ ،‬الطبعة األولى‪.1221 ،‬‬

‫البحوث العلمية‪:‬‬

‫أوال‪ .‬األطروحات‪:‬‬

‫‪ .2‬بهلول سمية‪ ،‬دور الغدارة اإللكترونية في تفعيل أداء الجماعات اإلقليمية في الجزائر‪ ،‬أطروحة مقدمة‬
‫لنيل شهادة الدكتوراه‪ ،‬تخصص إدارة محلية‪ ،‬جامعة باتنة ‪ ،2‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪-1222 ،‬‬
‫‪.1222‬‬

‫‪616‬‬
‫قائمة المراجع والمصادر‪.‬‬

‫‪ .1‬كرازدي إسماعيل‪ ،‬العولمة والحكم نحو حكم عالمي ومواطنة عالمية‪ ،‬أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه‬
‫في العلوم السياسية‪ ،‬العالقات الدولية‪ ،‬جامعة الحاج لخضرن باتنة ‪ ،2‬السنة الجامعية ‪-1222‬‬
‫‪.1221‬‬

‫ثانيا‪ .‬المذكرات‪:‬‬

‫‪ .2‬بلخير آسيا‪ ،‬إدارة الحكمانية ودورها في تحسين األداء النموي –بين النظرية والتطبيق‪ -‬الجزائر‬
‫أ نموذجا‪ ،‬رسالة ماجستير في العلوم السياسية والعالقات الدولية‪ ،‬فرع رسم السياسات العامة‪ ،‬كلية‬
‫العلوم السياسية‪ ،‬جامعة يوسف بن خدة‪ ،‬الجزائر‪.1222-1221 ،‬‬
‫‪ .1‬عشور عبد الكريم‪ ،‬دور اإلدارة االلكترونية في ترشيد الخدمة العمومية في الواليات المتحدة األمريكية‬
‫والجزائر‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماجستير‪ ،‬في العلوم السياسية والعالقات الدولية‪ ،‬تخصص الديمقراطية‬
‫والرشادة‪ ،‬جامعة قسنطينة‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪.1222-1229 ،‬‬
‫‪ .1‬قنان نهاد‪ ،‬المفهوم األوروبي للخدمة العامة وتأثيره على المرفق العمومي في الجزائر‪ ،‬مذكرة لنيل‬
‫شهادة الماجيستر في القانون العام فرع اإلدارة العامة‪ ،‬القانون وتسيير اإلقليم‪ ،‬جامعة قسنطينة ‪،2‬‬
‫كلية الحقوق‪ ،‬السنة االمعية ‪.1221-1221‬‬

‫ثالثا‪ .‬المجالت العلمية‪:‬‬

‫‪ .2‬أحمد بناني‪ ،‬جلول معزوزي‪ ،‬مريم بناني‪ ،‬التعليم اإللكتروني في الجزائر الراهن والمستقبل‪ ،‬مجلة‬
‫الدراسات في العلوم اإلنسانية واإلجتماعية‪ ،‬المجلد ‪ ،21‬العدد ‪.22‬‬
‫‪ .1‬العربي بوعمامة‪ ،‬رقاد رحيمة‪ ،‬االتصال العمومي واإلدارة االلكترونية‪ :‬رهانات ترشيد الخدمة العمومية‪،‬‬
‫مجلة الدراسات والبحوث االجتماعية‪ ،‬جامعة الشهيد حمة لخضر‪ ،‬الوادي‪ ،‬العدد ‪ 24/21‬ديسمبر‬
‫‪.1222-1225‬‬

‫‪617‬‬
‫قائمة المراجع والمصادر‪.‬‬

‫‪ .1‬الطيب بلواضح‪ ،‬الذهبي حليفة‪ ،‬الخدمات االلكترونية المتاحة في مجال عصرنة العدالة الجزائرية‪،‬‬
‫مجلة الدراسات القانونية والسياسية‪ ،‬المجلد ‪ ،21‬العدد‪ ،22‬جانفي ‪.1212‬‬
‫‪ .4‬آمال حنفاوي‪ ،‬حكيمة بوغديري‪ ،‬مستوى تطور الحكومة اإللكترونية في الدول العربية‪ ،‬مجلة‬
‫اإلستراتيجية والتنمية‪ ،‬العدد ‪ 1‬مكرر‪ ،‬الجزء الثاني‪ ،‬الجزائر‪.‬‬
‫‪ .5‬أوتاني صفاء‪ ،‬المحكمة اإللكترونية –المفهوم والتطبيق‪-‬مجلة جامعة دمشق للعلوم االقتصادية‬
‫والقانونية‪ ،‬المجلد ‪ ،12‬العدد ‪ 2‬ن ‪ ،1221‬سوريا‪.‬‬
‫‪ .1‬آيت شعالل نبيل‪ ،‬البطاقات البنكية وعوائق استخدامها في الجزائر‪ ،‬مجلة الدراسات القانونية‬
‫واالقتصادية‪-‬المركز الجامعي سي الحواس‪-‬بريكة‪ ،-‬العدد ‪ ،24‬ديسمبر ‪.1229‬‬
‫‪ .2‬بواشري أمينة‪ ،‬سالم بركاهم‪ ،‬اإلصالح اإلداري في الجزائر عرض تجربة مرفق العدالة (‪-2999‬‬
‫‪ ،)1222‬المجلة العلمية لجامعة الجزائر ‪ ،1‬المجلد ‪ ،1‬العدد ‪ ،22‬جانفي ‪ ،1222‬الجزائر‪.‬‬
‫‪ .2‬بوبكر صبرينة‪ ،‬دور اإلدارة االلكترونية في تفعيل أداء الخدمة العمومية –قطاع العدالة نموذجا‪،-‬‬
‫مجلة الباحث في العلوم القانونية والسياسية‪ ،‬الجزائر‪ ،‬العدد الثاني‪.1229 ،‬‬
‫‪ .9‬بوزيان رحماني جمال‪ ،‬تطبيقات الحكومة اإللكترونية في الجزائر‪ ،‬مجلة االقتصاد الجديد‪ ،‬العدد ‪،22‬‬
‫المجلد ‪ ،22‬الجزائر‪.1222 ،‬‬
‫بن حليمة ليلى‪ ،‬عاشور سليم‪ ،‬خصوصية التحكيم االلكتروني في حل منازعات التجارة‬ ‫‪.22‬‬
‫االلكترونية‪ ،‬مجلة األستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية‪ ،‬المجلد ‪ ،24‬العدد ‪ ،22‬السنة ‪.1229‬‬
‫تبينة حكيم‪ ،‬تطبيقات مشروع البلدية االلكترونية في الجزائر‪-‬قراءة في بعض نماذج الخدمة‬ ‫‪.22‬‬
‫العمومية‪ ،‬المجلد الخامس‪-‬العدد الثالث‪-‬السنة سبتمبر ‪ ،1212‬الجزائر‪.‬‬
‫خلوف عقيلة‪ ،‬الحكم الراشد ودوره في تفعيل المشاركة المجتمعية في إدارة الميزانية العامة للدولة‪،‬‬ ‫‪.21‬‬
‫مجلة االقتصاد الجديد‪ ،‬الجزائر‪ ،‬العدد ‪ ،21‬المجلد ‪.1222-22‬‬

‫‪618‬‬
‫قائمة المراجع والمصادر‪.‬‬

‫زبير عياش‪ ،‬سمية عبابسة‪ ،‬الصيرفة اإللكترونية كمدخل لعصرنة وتطوير البنوك اإللكترونية‪،‬‬ ‫‪.21‬‬
‫مجلة العلوم اإلنسانية‪ ،‬العدد ‪ ،41‬ديسمبر ‪ ،1221‬المجلد أ‪ ،‬الجزائر‪.‬‬
‫زعزوعة نجاةـ‪ ،‬المحكمة اإللكترونية بين المفهوم والتطبيق‪ ،‬مجلة البحوث القانونية واالقتصادية‪،‬‬ ‫‪.24‬‬
‫المجلد ‪ ،4‬العدد ‪ ،1‬الجزائر‪.1212 ،‬‬
‫سالمي رشيد‪ ،‬أسماء قاسمية‪ ،‬ترشيد الخدمة العمومية من خالل استخدام تكنولوجيا المعلومات‬ ‫‪.25‬‬
‫واالتصال‪ ،‬العدد الثالث والخاص بفعاليات المؤتمر الدولي‪ :‬المؤسسة بين الخدمة العمومية وندارة‬
‫الموارد البشرية‪ ،‬مجلة التنمية وندارة الموارد البشرية‪ ،‬الجزائر‪ ،‬العدد األول‪ ،‬رقم ‪.1225 ،1‬‬
‫سعاد صقيعة‪ ،‬الوساطة اإللكترونية كوسيلة بديلة لحل منازعات التجارة اإللكترونية‪ ،‬مجلة‬ ‫‪.21‬‬
‫الشريعة واالقتصاد‪ ،‬المجلد التاسع‪ ،‬اإلصدار الثاني لسنة ‪ ،1212‬العدد الثامن عشر‪ ،‬ديسمبر ‪.1212‬‬
‫سلمى بشاري‪ ،‬تطوير الرقمنة في الجزائر كآلية لمرحلة مابعد جائحة كورونا (كوفيد ‪Reve ،)29‬‬ ‫‪.22‬‬
‫‪ ، n 03،vol 36،les cahiers du cread‬الجزائر‪.1212 ،‬‬
‫سمية عبابسة‪ ،‬وسائل الدفع اإللكتروني في النظام البنكي الجزائري‪-‬الواقع والمعيقات واآلفاق‬ ‫‪.22‬‬
‫المستقبلية‪ ،‬مجلة العلوم اإلنسانية‪ ،‬العدد السادس‪ ،‬ديسمبر ‪ ،1221‬الجزائر‪.‬‬
‫سيف الدين إلياس حمدتو‪ ،‬التحكيم اإللكتروني‪ ،‬مجلة العلوم القانونية‪ ،‬العدد ‪ ،1‬جوان (يونيو)‪،‬‬ ‫‪.29‬‬
‫‪.1222‬‬
‫شريف مراد‪ ،‬عزوز منير‪ ،‬أثر استخدام التعليم اإللكتروني كأداة لتحسين نظام ضمان جودة‬ ‫‪.12‬‬
‫التعليم العالي في الجزائر‪ ،‬دراسة حالة جامعة المسيلة‪ ،‬مجلة معارف‪ ،‬قسم العلوم االقتصادية‪ ،‬السنة‬
‫الثالثة عشرة‪ ،‬العدد ‪ ،14‬جوان ‪ ،1222‬الجزائر‪.‬‬
‫شليحي الطاهر‪ ،‬قرينعي ربيحة‪ ،‬اإلدارة االلكترونية ومدى مساهمتها في تحسين الخدمة العمومية‬ ‫‪.12‬‬
‫بالبلديات "عرض لمشروع البلدية االلكترونية في الجزائر"‪ ،‬مجلة اآلفاق علوم اإلدارة واالقتصاد‪ ،‬المجلد‬
‫‪ /21‬العدد ‪ ،21‬الجزائر‪.1229 ،‬‬

‫‪619‬‬
‫قائمة المراجع والمصادر‪.‬‬

‫ضريفي نادية‪ ،‬مقران سماح‪ ،‬التوقيع اإللكتروني ودوره في عصرنة اإلدارة العمومية‪ ،‬مجلة‬ ‫‪.11‬‬
‫الدراسات القانونية والسياسية‪ ،‬المجلد ‪ ،21‬العدد ‪ ،21‬جوان ‪.1212‬‬
‫ضريفي نادية‪ ،‬عبد الوهاب دراج‪ ،‬الحكم الراشد كأساس لإلصالح وترقية الخدمة العمومية المحلية‬ ‫‪.11‬‬
‫في الجزائر‪ ،‬مجلة العلوم القانونية واالجتماعية‪ ،‬المجلد الرابع‪ ،‬العدد الثاني‪ ،‬جوان ‪.1229‬‬
‫طروبيا ندير‪ ،‬الحكومة اإللكترونية ومحاولة تأسيس المبدئي لإلدارة اإللكترونية في الجزائر (تحليل‬ ‫‪.14‬‬
‫للواقع واستشراف للمستقبل)‪ ،‬مجلة البشائر االقتصادية‪ ،‬المجلد الرابع‪ ،‬العدد ‪.1‬‬
‫‪REVUE DES‬‬ ‫طكوش صبرينة‪ ،‬فاضل صباح‪ ،‬واقع الحكم الراشد في الجزائر‪،‬‬ ‫‪.15‬‬
‫‪.Décembre 2018 ،N01 ،VOL17 ،SCIENCES COMMERCIALES‬‬
‫عامر هني‪ ،‬نور الدين دخان‪ ،‬الحكومة اإللكترونية والخدمة العمومية‪ ،‬مجلة العلوم االجتماعية‬ ‫‪.11‬‬
‫واإلنسانية‪ ،‬مجلد ‪ ،2‬عدد ‪ ،24‬سنة ‪ ،1222‬الجزائر‪.‬‬
‫عباس عبودي‪ ،‬التبليغ القضائي بواسطة الرسائل اإللكترونية ودورها في حسم الدعوى المدنية‪،‬‬ ‫‪.12‬‬
‫مجلة الرافدين للحقوق‪ ،‬العدد الثالث‪ ،‬كلية القانون‪ ،‬جامعة الموصل‪.2992 ،‬‬
‫عبد الهادي درار‪ ،‬نظام المراقبة االلكترونية في ظل تطورات النظم اإلجرائية الجزائية بموجب‬ ‫‪.12‬‬
‫األمر ‪ ،21-25‬مجلة الدراسات والبحوث القانونية‪ ،‬العدد الثالث‪ ،‬الجزائر‪.‬‬
‫فراس كريم وهند فايز أحمد‪ ،‬الوساطة في المنازعات اإللكترونية‪ ،‬مجلة المحقق الحلي للعلوم‬ ‫‪.19‬‬
‫القانونيـة والسياسية‪ ،‬العدد‪ ، 21 :‬السنة السادسة‪ ،‬مجلة جامعة بابل‪ ،‬العراق‪.‬‬
‫قارة مولود‪ ،‬التوثيق اإللكتروني‪ ،‬شكله ونجراءاته‪ ،‬مجلة األستاذ الباحث للدراسات القانونية‬ ‫‪.12‬‬
‫والسياسية ‪-‬المجلد ‪ ،21‬العدد ‪ ،21‬ديسمبر ‪.1212‬‬
‫قريني فارس‪ ،‬واقع البنية التحتية لقطاع تكنولوجيا المعلومات والتصاالت بالجزائر‪ ،‬مجلة إيلي ار‬ ‫‪.12‬‬
‫للبحوث والدراسات‪ ،‬المجلد ‪ ،24‬العدد ‪ ،22‬الجزائر‪.1229 ،‬‬

‫‪620‬‬
‫قائمة المراجع والمصادر‪.‬‬

‫كرازدي سارة‪ ،‬كرازدي إسماعيل‪ ،‬أثر التكنولوجيا الحديثة على العدالة في الجزائر‪ ،‬مجلة الباحث‬ ‫‪.11‬‬
‫للدراسات األكاديمية‪ ،‬العدد ‪ ،2‬العدد ‪ ،2‬جانفي ‪ ،1212‬الجزائر‪.‬‬
‫مبارك لسلوس‪ ،‬اإلدارة الرشيدة للجماعات المحلية بين الزامية الخدمة العامة وحتمية التوازن‬ ‫‪.11‬‬
‫المالي‪ ،‬إدارة‪ ،‬مجلة المدرسة الوطنية لإلدارة‪ ،‬المجلد ‪ ،12‬العدد ‪ ،1222-1‬العدد ‪ ،42‬الجزائر‪.‬‬
‫محمد عبد الوهاب‪ ،‬مجتمع المعلومات العالمي وفض المنازعات عبر األنترنت‪ ،‬فجر جديد‬ ‫‪.14‬‬
‫لعمليات فض المنازعات‪ ،‬جريدة التحكيم التجاري‪.1224 ،‬‬
‫مسيردي سيد أحمد‪ ،‬سعيدي خديجة‪ ،‬مشروع الجزائر االلكترونية‪ :‬واقع وتحديات‪ ،‬مجلة اإلدارة‬ ‫‪.15‬‬
‫والتنمية للبحوث والدراسات‪ ،‬العدد الرابع‪ ،‬الجزائر‪.‬‬
‫مشتي أمال‪ ،‬التجارة اإللكترونية في الجزائر‪ ،‬مجلة البحوث والدراسات القانونية والسياسية‪ ،‬العدد‬ ‫‪.11‬‬
‫الثالث عشر‪ ،‬الجزائر ‪.22‬‬
‫منال قدواح‪ ،‬مشروع بوابة المواطن اإللكتروني في إطار استراتيجية الحكومة اإللكترونية الجزائرية‬ ‫‪.12‬‬
‫‪( 1221‬بين النص والتطبيق)‪ ،‬مجلة العلوم اإلنسانية‪ ،‬عدد ‪ ،42‬جوان ‪ ،1222‬المجلد أ‪ ،‬الجزائر‪.‬‬
‫مهدي مراد‪ ،‬يحياوي نصيرة‪ ،‬اإلدارة اإللكترونية وعالقتها بتفعيل جودة الخدمة العمومية‪-‬دراسة‬ ‫‪.12‬‬
‫حالة بريد الجزائر‪ ،-‬مجلة اآلفاق للدراسات االقتصادية‪ ،‬العدد الثالث‪.‬‬
‫مهند حمد أحمد الجبوري‪ ،‬هلو محمد صالح عبد الصمد‪ ،‬التحكيم التجاري الدولي والقانون‬ ‫‪.19‬‬
‫الواجب التطبيق –عقود االستثمار أنموذجا‪ ،‬مجلة النوافة‪ ،‬العدد ‪.15‬‬
‫نبيلة صدراتي‪ ،‬الوضع تحت المراقبة االلكترونية كنظام جديد لتكييف العقوبة (دراسة في ضوء‬ ‫‪.42‬‬
‫القانون رقم ‪ 22-22‬المتمم لقانون تنظيم السجون ونعادة االدماج االجتماعي للمحبوسين‪ ،‬مجلة الدراسات‬
‫والبحوث القانونية‪ ،‬العدد التاسع‪ ،‬جوان ‪ ،1222‬الجزائر‪.‬‬
‫وافي ميلود‪ ،‬داودي محمد‪ ،‬واقع ومتطلبات تفعيل البنوك اإللكترونية –دراسة حالة الجزائر‪،-‬‬ ‫‪.42‬‬
‫مجلة الدراسات التسويقية وندارة األعمال‪ ،‬المجلد ‪ ،22‬العدد ‪ ،22‬الجزائر‪ ،1222 ،‬ص ‪.12‬‬

‫‪621‬‬
‫قائمة المراجع والمصادر‪.‬‬

‫واقع التجارة اإللكترونية في الجزائر بين التأطير القانوني وتحديات التطبيق‪ ،‬دراسة تحليلية‪،‬‬ ‫‪.41‬‬
‫مجلة األبحاث االقتصادية‪ ،‬جامعة البليدة ‪ ،21‬العفرون‪ ،‬الجزائر‪ ،‬مجلد ‪ ،24‬العدد ‪.22‬‬

‫رابعا‪ .‬المقابالت‪:‬‬

‫‪ .2‬أ‪.‬ع‪ ،‬مقابلة مع قاضية من مديرية العصرنة‪ ،‬بتاريخ ‪.1212-22-22‬‬


‫‪ .1‬س‪.‬ك‪ ،‬مقابلة مع قاضية من مديرية العصرنة‪.1212-22-22 ،‬‬
‫‪ .1‬د‪.‬ب‪ ،‬مقابلة مع قاضية من مديرية العصرنة‪ ،‬بتاريخ ‪.1212-22-22‬‬
‫‪ .4‬ق‪.‬ك‪ ،‬مديرية العصرنة‪ ،‬بتاريخ ‪.1212-22-21‬‬
‫‪ .5‬ن‪.‬ل‪ ،‬مقابلة مع رئيسة مكتب في مديرية عصرنة العدالة‪ ،‬بتاريخ ‪.1212-22-22‬‬
‫‪ .1‬مقابلة مع األمين العام بمديرية العصرنة‪.1212-22-22 ،‬‬
‫‪ .2‬م‪.‬ل‪ ،‬مقابلة مع رئيسة مكتب اإلعالم واالتصال لدى و ازرة العدل‪ ،‬بتاريخ ‪.1212-22-22‬‬

‫خامسا‪ .‬التقارير‪:‬‬

‫‪ .2‬طلبة السنة الرابعة فرع إدارة عامة الدفعة التسعة والثالثون‪ ،‬ملتقى الحكم الراشد في اإلدارة العمومية‪،‬‬
‫المدرسة الوطنية لإلدارة‪ ،‬و ازرة الداخلية والجماعات المحلية‪ ،‬الجزائر‪ ،‬السنة الجامعية ‪-1225‬‬
‫‪.1221‬‬
‫‪ .1‬الجمعية العامة لألمم المتحدة‪ ،‬تقرير مفوضة األمم المتحدة السامية لحقوق اإلنسان عن دور الخدمة‬
‫العامة كعنصر أساسي من عناصر الحكم الرشيد في مجال تعزيز حقوق اإلنسان وحمايتها‪ ،‬مجلس‬
‫حقوق االنسان الدورة الخامس والعشرون‪.1221 ،‬‬
‫‪ .1‬تقرير التنمية لسوق الهاتف واإلنترنت السداسي األول ‪ ،1212‬و ازرة البريد والمواصالت السلكية‬
‫والالسلكية‪ ،‬مديرية اإلحصاء الدراسات واالستشراف‪.‬‬

‫‪622‬‬
‫قائمة المراجع والمصادر‪.‬‬

‫‪ .4‬تقرير التنمية لسوق الهاتف واإلنترنت السداسي األول ‪ ،1212‬و ازرة البريد والمواصالت السلكية‬
‫والالسلكية‪ ،‬مديرية اإلحصاء الدراسات واالستشراف‪.‬‬
‫‪ .5‬و ازرة التعليم العالي والبحث العلمي‪ ،‬حصيلة إنجازات قطاع التعليم العالي والبحث العلمي‪ ،‬من جويلية‬
‫‪ 1212‬الى جوان ‪.1212‬‬
‫‪ .1‬و ازرة العمل والتشغيل والضمان االجتماعي‪ ،‬ملخص حصيلة تنفيذ مخطط عمل الحكومة في قطاع‬
‫العمل والتشغيل والضمان االجتماعي‪ ،‬الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‪ ،‬سنة ‪ ،1212‬النسخة‬
‫العربية‪.‬‬

‫سادسا‪ .‬المؤتمرات‪:‬‬

‫‪ .2‬أحمد شرف الدين‪ ،‬التوقيع اإللكتروني‪ ،‬قواعد اإلثبات ومقتضيات األمان في التجارة اإللكترونية‪،‬‬
‫ورقة عمل مقدمة لمؤتمر التجارة اإللكترونية‪ ،‬جامعة الدول العربية‪ ،‬نوفمبر ‪.1222‬‬
‫‪ .1‬حسين محمد الحسن‪ ،‬اإلدارة اإللكترونية‪ ،‬المفاهيم‪ ،‬الخصائص‪ ،‬المتطلبات‪ ،‬المؤتمر الدولي للتنمية‬
‫اإلدارية‪ ،‬المملكة العربية السعودية‪ ،‬نوفمبر‪.1229 ،‬‬
‫‪ .1‬واعر وسيلة‪ ،‬دور الحكومة اإللكترونية في تحسين جودة الخدمات الحكومية" حالة و ازرة الداخلية‬
‫والجماعات المحلية‪-‬الجزائر–"‪ ،‬بحث مقدم للملتقى الدولي ‪ 11‬حول إدارة الجودة الشاملة بقطاع‬
‫الخدمات‪ ،‬جامعة قسنطينة‪ ،‬ديسمبر ‪.1222‬‬
‫‪ .4‬وفاء رايس‪ ،‬ليلى بن عيسى‪ ،‬الحكم الراشد كآلية لمعالجة الفساد في اإلدارة العمومية الجزائرية‪،‬‬
‫الملتقى العلمي الدولي حول‪ :‬آليات حوكمة المؤسسات ومتطلبات تحقيق التنمية المستدامة‪ ،‬ورقلة‪،‬‬
‫الجزائر‪ 11 – 15 ،‬نوفمبر ‪.1221‬‬

‫‪623‬‬
‫قائمة المراجع والمصادر‪.‬‬

‫سابعا‪ .‬روابط من شبكة األنترنت‪:‬‬

‫‪ ،DEFEX .2‬برنامج إدارة الموارد البشرية وندارة الموظفين المرتبات– الحوافز– الضرائب–‬
‫التأمينات‪ ،‬تاريخ االطالع ‪/https://dexef.com/software/dexef-hr ،1212-29-22‬‬
‫‪ .1‬أخبار قناة النهار‪ ،‬الدفع االلكتروني‪ ،‬هذه هي الحصيلة السداسي األول لسنة ‪ ،2021‬تاريخ‬
‫االطالع ‪https://www.youtube.com/watch?v=HgZWoW7SSxs ،1212-29-5‬‬
‫‪ .3‬اإلذاعة الجزائرية‪ ،‬تاريخ االطالع ‪،1212-22-21‬‬
‫‪https://www.radioalgerie.dz/news/ar/article/20171114/125865.html‬‬
‫‪ .4‬األمم المتحدة حقوق االنسان‪ ،‬مكتب مفوض السامي‪ ،‬نبذة عن الحكم الراشد‪ ،‬تاريخ االطالع ‪1‬‬
‫جويلية ‪،1212‬‬
‫‪https://www.ohchr.org/AR/Issues/Development/GoodGovernance/Pages‬‬
‫‪/AboutGoodGovernance.aspx‬‬
‫‪ .5‬البنك الدول‪ ،‬كيف يمكن للخدمات المالية الرقمية أن تتيح مسا ار نحو االنتعاش االقتصادي في‬
‫الجزائر‪ ،‬مدونات البنك الدولي‪:1212-21-12 ،‬‬
‫‪https://blogs.worldbank.org/ar/arabvoices/how-digital-financial-‬‬
‫‪services-can-provide-path-toward-economic-recovery-algeria‬‬
‫‪ .1‬الدراسة والتعليم‪ ،‬التسجيل على فضاء هناء‪ ،‬تاريخ االطالع ‪،1212-22-21‬‬
‫‪/https://www.e-onec.com‬التسجيل‪-‬على‪-‬فضاء‪-‬هناء‪/elhanaa-cnas-‬‬
‫‪ .2‬الشروق أونالين‪ ،‬الحكومة تضع أرباب العمل أمام األمر الواقع تفاديا ألي مبررات‪" ،‬الدفع‬
‫اإللكتروني" لتحصيل اشتراكات الضمان االجتماعي للعمال األجراء‪ ،1221-21-21 ،‬تاريخ‬
‫‪/https://www.echoroukonline.com‬الدفع‪-‬اإللكتروني‪-‬‬ ‫‪،1212-22-21‬‬ ‫االطالع‬
‫لتحصيل‪-‬اشتراكات‪-‬الض‬

‫‪624‬‬
‫قائمة المراجع والمصادر‪.‬‬

‫‪ .2‬الصندوق الوطني للتأمينات االجتماعية للعمال األجراء‪ ،‬الشفاء‪ ،‬تاريخ االطالع ‪،1212-22-21‬‬
‫‪/https://cnas.dz‬الشفاء‪/‬‬
‫‪ .9‬المديرية العامة إلدارة السجون‪ ،‬عصرنة قطاع السجون‪ ،‬تاريخ االطالع ‪،1212-22-22‬‬
‫‪http://dgapr.mjustice.dz/?q=node/190‬‬
‫‪ .22‬الموقع الرسمي لمركز الوساطة ‪:square trade‬‬
‫‪ttp://www.squaretrade.com/cnt/jspnp/odr.jsp;jsessionid‬‬
‫‪ .22‬بوابة القانون الجزائرية‪ ،‬تاريخ االطالع ‪/https://droit.mjustice.dz 1212/29/22‬‬
‫‪ .21‬بوابة الو ازرة األولى‪ ،‬السياسات العمومية‪ ،‬ت أ أ والتحول الرقمي‪ ،‬تاريخ االطالع ‪-22-25‬‬
‫‪http://www.premier-ministre.gov.dz/ar/gouvernement/politiques- ،1212‬‬
‫‪publiques/tic-transition-numerique‬‬
‫‪ .21‬شركة النقد اآللي والعالقات التلقائية بين البنوك ‪ ،SATIM‬من نحن‪ ،‬تاريخ االطالع ‪-12‬‬
‫‪https://www.satim.dz/ar/la-satim-2/2021-04-21-13-08- ،1212-22‬‬
‫‪37.html‬‬
‫‪ .24‬غزال‪ ،‬عادل‪ .‬الحكومة اإللكترونية في الجزائر والنفاذ إلى مجتمع المعلومات‪ ،‬الملتقى الوطني‬
‫الثامن حول‪ :‬مستقبل ثقافة المعلومات واالتصال لدى الشباب في الجزائر‪ :‬بين صناعة المجتمع‬
‫الجماهيري ومجتمع المعرفة والمعلومات من تنظيم جمعية الروافد الثقافية بالتعاون مع قسم علم‬
‫المكتبات والتوثيق بجامعة باتنة يومي ‪-29/22‬نوفمبر‪ ،1224-‬الموقع‬
‫‪/https://adelghezzal.wordpress.com/2014/12/18‬‬
‫‪ .25‬قانون األونيسترال النموذجي للتوفيق التجاري الدولي لسنة ‪:1221‬‬
‫‪http://www.uncitral.org/uncitral/ar/uncitral_texts/arbitration/2002Model_con‬‬
‫‪ciliatio n.html‬‬

‫‪625‬‬
‫قائمة المراجع والمصادر‪.‬‬

‫‪ .21‬قواعد الوساطة الصادرة عن المنظمة الدولية للملكية الفكرية على الموقع‪،‬‬


‫‪http://www.wipo.int‬‬
‫‪ .22‬مدونة قواعد السلوك الوظيفي وأخالقيات الوظيفة العامة‪ ،‬تاريخ االطالع ‪ 1 :‬جويلية ‪،1212‬‬
‫‪https://www.mit.gov.jo/EBV4.0/Root_Storage/EN/EB_HomePage/modawe‬‬
‫‪nt.pdf‬‬
‫‪ .22‬مشاريع انجاز منشآت الحظائر التكنولوجية شارية في االتجاه الحسن‪ ،‬وكالة األنباء الجزائرية‪،‬‬
‫‪ 24‬ديسمبر ‪ ،1222‬تاريخ االطالع ‪https://www.aps.dz/ar/sante- ،1212/22/21‬‬
‫‪science-technologie/63981-2018-12-14-15-59-25‬‬
‫‪ .29‬معرفة‪ ،‬اإلدارة اإللكترونية‪ ،‬تاريخ االطالع ‪https://www.marefa.org/ ،1212-29-12‬‬
‫‪ .12‬مقابلة مع المدير العام و ازرة العمل والضمان االجتماعي‪ ،‬تاريخ االطالع ‪،1212-22-4‬‬
‫‪https://www.youtube.com/watch?v=pxW4WCSwZeQ‬‬
‫‪ .12‬موسوعة العلوم االقتصادية وعلوم التسيير والتجارة‪ ،‬جميع الخدمات المالية التي يقدمها بريد‬
‫الجزائر ‪ ،Algerie poste‬تاريخ االطالع ‪،1212-29-12‬‬
‫‪http://iqtissad.blogspot.com/2013/02/algerie-poste.html‬‬
‫‪:1212/22/12‬‬ ‫االطالع‬ ‫تاريخ‬ ‫بعد‪،‬‬ ‫عن‬ ‫للتكوين‬ ‫الوطني‬ ‫الديوان‬ ‫‪ .66‬موقع‬
‫‪/http://www.onefd.edu.dz‬‬
‫‪ .11‬موقع ازرة البريد والمواصالت السلكية والالسلكية‪ ،‬تاريخ االطالع ‪،1212-21-25‬‬
‫‪https://www.mpt.gov.dz/ar/content/‬‬
‫‪ .14‬موقع و ازرة العدل‪ ،‬اإلنجازات واآلفاق‪ ،‬تاريخ االطالع ‪:1212/22/11‬‬
‫‪/https://www.mjustice.dz/ar/realisations-2‬‬

‫‪626‬‬
‫قائمة المراجع والمصادر‪.‬‬

‫‪ .15‬موقع و ازرة العدل‪ ،‬تاريخ االطالع ‪،1212-22-29‬‬


‫‪/ https://www.mjustice.dz/ar/realisations-2‬‬
‫‪ .11‬موقع و ازرة العمل والتشغيل والضمان االجتماعي‪ ،‬تاريخ االطالع ‪،1212-22-21‬‬
‫‪/https://www.mtess.gov.dz/ar‬‬
‫‪ .12‬نظام الوضع تحت المراقبة االلكترونية‪ ،‬المديرية العامة إلدارة السجون ونعادة االدماج‪ ،‬تاريخ‬
‫االطالع ‪ 22‬جوان ‪=http://dgapr.mjustice.dz/?q ،1212‬نظام‪-‬الوضع‪-‬تحت‪-‬المراقبة‪-‬‬
‫اإللكترونية‬
‫‪ .12‬و ازرة البريد واالتصاالت السلكية والالسلكية‪ ،‬حوصلة أهم إنجازات قطاع البريد والمواصالت‬
‫السلكية والالسلكية خالل الفترة الممتدة من ‪ 22‬جانفي ‪ 1212‬إلى غاية ‪ 12‬ماي ‪،1212‬‬
‫الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‪https://www.aps.dz/ar/economie/79247- .‬‬
‫‪2019-11-06-08-43-04‬‬
‫‪ .19‬و ازرة التعليم العالي والبحث العلمي‪ ،‬تاريخ االطالع ‪،1212-2-14‬‬
‫‪/https://www.mesrs.dz‬‬
‫‪ .12‬و ازرة الداخلية والجماعات المحلية‪ ،‬الخدمة الجديدة الستخراج وثائق الحالة المدنية عن بعد‪،‬‬
‫تاريخ االطالع ‪https://www.interieur.gov.dz/index.php/ar/،1212-29-5‬‬
‫‪ .12‬و ازرة العمل‪ :‬تاريخ االطالع‪،1212-4-2 :‬‬
‫‪https://www.youtube.com/watch?v=Jsz1WWy3vfA‬‬
‫‪ .11‬وكالة األنباء الجزائرية‪ ،‬اتفاقية لتمويل مشروع رقمنة هياكل و ازرة الفالحة والتنمية الريفية‬
‫والصيد البحري‪ ،1229-22-1 ،‬تاريخ االطالع ‪،1212-22-21‬‬
‫‪https://www.mf.gov.dz/index.php/ar/documentation-ar/grands-dossiers-‬‬
‫‪.ar/434-2020-11-10-10-51-40‬‬

‫‪627‬‬
.‫قائمة المراجع والمصادر‬

‫ قطاع العمل بصدد تطوير برامج العصرنة لضمان الجودة في الخدمة‬،‫ وكالة األنباء الجزائرية‬.11
،1212-22-22 :‫ تاريخ االطالع‬،1229 ‫ سبتمبر‬12 ،‫العمومية‬
https://www.aps.dz/ar/economie/77032-2019-09-28-14-16-07

:‫ المراجع باللغة األجنبية‬.‫ثانيا‬

:‫ المراجع باللغة الفرنسية‬.1

BOOKS‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬:‫الكتب‬-‫أ‬

1. Akka abdelhakim. Centre de personnalisation de la puce pour la signature


électronique. Mise en place de la soulution technique: PKI pour la
personnalisation des puces. Republique algerienne democratique et
populaire. Ministere de la justice.
2. Akka abdelhakim. Consolidation de la réform‫بطاقة التع‬e de la justice par
l’intégration des TIC.
3. Alain Bensoussan, Informatique et Télécoms, contracts Réglementations,
fixalité, Reseaux, éditions francis lefebvre, 1997.
4. F. Colantonio, La protection du secret des couriers électroniques en Belgique
Aspect technique, des criminology, 2002.
5. Ministere de la justice, MODERNISATION AU SERVICE DE LA
QUALITE DE LA JUSTICE, Décembre 2015.

628
.‫قائمة المراجع والمصادر‬

6. Ministere de la justice. Modernization au service de la qualite de la justice.


Republiqye algerienne democratique et populaire. Ministere de la justice.
Décembre 2015.
7. Modarnisation au service de la qualite de la justice ;Ministere de la
justice ;décembre 2015 .
8. P.Breese et G. Kaufman, guide juridique de l’internet et du commerce
électronique, vuibert, 2000.
9. Van Ostveen D, Le choix d’un nom les domains, Droit de marque et noms
commerciaux, RDAI, 1998.

Periodicals : ‫الدوريات‬-‫ب‬

1. Kamel Benel kadi, gouvernement électronique en Algérie : la langue marche


vers le numérique, article publie au journal el Watan, 3 mai 2008.

:‫ المراجع باللغة اإلنجليزية‬-2

Books : :‫الكتب‬

2. Fredrick Taylor, shop management, New 629ork Horper and Borthers.


3. Adrain Plamer. (1994). Principles of service marketing. McGraw-Hill
Publishing CO.
4. Ejan Mackaay; Daniel Ppulin And Pierre Trudel; The Electronic Super
Highway; The Shape of Technology and Law to come; Klwuer Law
International; Edition 1995.
5. Enecclo paodinn of scial Scienes. Maomilom Co. New Vol X 1933.

629
.‫قائمة المراجع والمصادر‬

6. James Barnes, Terry Morehead Dworkin, Eric L.Richards –Dispute under the
WTO System International Law –LAW for BUSINESS- New York 1990.
7. Kotler, p, Armstrong (2004). Principles of marketingprentice-hall,N,J.
8. Robert C.Nickerson, Business and information systems, prentice Hall, New
Jersey, 2001.
9. Stanton L (1997) Marking Niche Marketing Work McGraw-Hill. New York:
77.

Review‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬.‫المجالت‬

1. Banjamin Roberti, And Levinson Eliot Aframe Work For managing It-
Enabled change,1993, solan management Review, V34 N4.

630
‫الفهرس‬
‫الفهرس‬

‫الفهرس‪:‬‬

‫خطة البحث‪.‬‬

‫‪22‬‬ ‫مقدمة‪.‬‬

‫‪21‬‬ ‫الباب األول‪ :‬تأثير اإلدارة اإللكترونية على الخدمة العمومية‪.‬‬

‫‪22‬‬ ‫الفصل األول‪ :‬اإلطار المعرفي لإلدارة اإللكترونية والخدمة العمومية‪.‬‬

‫‪12‬‬ ‫المبحث األول‪ :‬ماهية اإلدارة اإللكترونية‪.‬‬

‫‪12‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬مفهوم اإلدارة اإللكترونية‪.‬‬

‫‪12‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬تعريف اإلدارة العامة‪.‬‬

‫‪14‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬تعريف اإلدارة اإللكترونية‪.‬‬

‫‪12‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬نشأة اإلدارة اإللكترونية ومراحل تحولها‪.‬‬

‫‪12‬‬ ‫الفرع الرابع‪ :‬إيجابيات وأهداف اإلدارة اإللكترونية‪.‬‬

‫‪41‬‬ ‫الفرع الخامس‪ :‬معوقات اإلدارة اإللكترونية‪.‬‬

‫‪45‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬خصائص وأنماط اإلدارة اإللكترونية‪.‬‬

‫‪45‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬خصائص اإلدارة اإللكترونية‪.‬‬

‫‪51‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬أنماط اإلدارة اإللكترونية‪.‬‬

‫‪11‬‬ ‫المطلب الثالث‪ :‬عناصر اإلدارة اإللكترونية‪.‬‬

‫‪14‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬األجهزة العلمية المتطورة ونظم المعلومات‪.‬‬

‫‪631‬‬
‫الفهرس‬

‫‪12‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬شبكة األنترنت‪.‬‬

‫‪21‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬شبكات االتصاالت الداخلية ‪.‬‬

‫‪22‬‬ ‫الفرع الرابع‪ :‬العنصر البشري المؤهل وصناع المعرفة‬

‫‪21‬‬ ‫الفرع الخامس‪ :‬تشريعات اإلدارة اإللكترونية‪.‬‬

‫‪21‬‬ ‫الفرع السادس‪ :‬المتطلبات اإلدارية واألمنية والمالية لإلدارة اإللكترونية‪.‬‬

‫‪22‬‬ ‫المطلب الرابع‪ :‬وظائف اإلدارة اإللكترونية‪.‬‬

‫‪29‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬التخطيط اإللكتروني‪.‬‬

‫‪92‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬التنظيم اإللكتروني‪.‬‬

‫‪95‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬القيادة اإللكترونية‪.‬‬

‫‪92‬‬ ‫الفرع الرابع‪ :‬الرقابة اإللكترونية‪.‬‬

‫‪221‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬ماهية الخدمة العمومية‪.‬‬

‫‪225‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬مفهوم الخدمة العمومية‪.‬‬

‫‪225‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬التعريف األوروبي للخدمة العمومية‪.‬‬

‫‪222‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬التعريف الفقهي للخدمة العمومية‪.‬‬

‫‪222‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬األساس القانوني للخدمة العمومية في الجزائر‪.‬‬

‫‪221‬‬ ‫الفرع الرابع‪ :‬خصائص الخدمات العمومية‪.‬‬

‫‪221‬‬ ‫الفرع الخامس‪ :‬مبادئ الخدمات العامة‪.‬‬

‫‪632‬‬
‫الفهرس‬

‫‪229‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬تصنيفات الخدمة العمومية وطرق إدارتها‪.‬‬

‫‪229‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬أنواع الخدمة العمومية‪.‬‬

‫‪211‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬طرق إدارة الخدمات العامة‪.‬‬

‫‪211‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬نظم الخدمة العامة‪.‬‬

‫‪212‬‬ ‫الفرع الرابع‪ :‬منظمات الخدمة العامة‪.‬‬

‫‪211‬‬ ‫الفرع الخامس‪ :‬مشكالت أداء الخدمة العامة على أرض الواقع‪.‬‬

‫‪214‬‬ ‫المطلب الثالث‪ :‬الحكم الراشد والخدمة العامة‪.‬‬

‫‪215‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬تعريف الحكم الراشد‬

‫‪212‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬معايير الحكم الراشد‬

‫‪242‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬مكونات الحكم الراشد‬

‫‪244‬‬ ‫الفرع الرابع‪ :‬الحكم الراشد والخدمة العامة في خضم حقوق اإلنسان‬

‫‪249‬‬ ‫المطلب الرابع‪ :‬الحكم الراشد في اإلدارات العمومية الجزائرية‪.‬‬

‫‪249‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬أبعاد الحكم الراشد في الجزائر‪.‬‬

‫‪252‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬أسس الحكم الراشد في اإلدارات العمومية الجزائرية‪.‬‬

‫‪251‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬مقاييس الحكم الراشد في اإلدارة العمومية الجزائرية‪.‬‬

‫‪211‬‬ ‫الفصل الثاني‪ :‬عالقة اإلدارة اإللكترونية بالخدمة العمومية‪.‬‬

‫‪214‬‬ ‫المبحث األول‪ :‬دور اإلدارة االلكترونية في تطوير الخدمة العمومية‪.‬‬

‫‪633‬‬
‫الفهرس‬

‫‪215‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬اإلدارة االلكترونية كآلية لترقية الخدمة العمومية‪.‬‬

‫‪215‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬الخدمات اإللكترونية التي تقدم للمواطنين‪.‬‬

‫‪212‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬دور اإلدارة اإللكترونية في تفعيل الخدمة العمومية‪.‬‬

‫‪219‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬إنجاز الخدمات المرفقية إلكترونيا‪.‬‬

‫‪221‬‬ ‫الفرع الرابع‪ :‬أبعاد الخدمات اإللكترونية‪.‬‬

‫‪225‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬نماذج دولية عن دور اإلدارة اإللكترونية في تطوير الخدمة العامة‪.‬‬

‫‪221‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬تجارب الدول المتقدمة‪.‬‬

‫‪221‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬تجارب الدول العربية‪.‬‬

‫‪222‬‬ ‫المطلب الثالث‪ :‬اإلدارة اإللكترونية وتحسين الخدمة العمومية في الجزائر‪.‬‬

‫‪292‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬مشروع الجزائر اإللكترونية‪.‬‬

‫‪291‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬استراتيجية الجزائر اإللكترونية الجديدة‪.‬‬

‫‪121‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬البنية التحتية اإللكترونية للجزائر اإللكترونية الجديدة‪.‬‬

‫‪122‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬تطبيقات اإلدارة االلكترونية في بعض القطاعات في الجزائر‪.‬‬

‫‪121‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬اإلدارة االلكترونية بوزارة البريد والمواصالت السلكية والالسلكية‪.‬‬

‫‪124‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬إنشاء حظائر تكنولوجية‪.‬‬

‫‪122‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬مشاريع التعاون القطاعي‪.‬‬

‫‪112‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬مؤسسة دعم وتطوير الرقمنة‪.‬‬

‫‪634‬‬
‫الفهرس‬

‫‪111‬‬ ‫الفرع الرابع‪ :‬الخدمات اإللكترونية المقدمة من طرف بريد الجزائر‪.‬‬

‫‪111‬‬ ‫الفرع الخامس‪ :‬اإلنجازات اإللكترونية المحققة في القطاع خالل السداسي األول لسنة‬
‫‪.1212‬‬

‫‪112‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬اإلدارة اإل لكترونية في قطاع البنوك‪.‬‬

‫‪111‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬الدفع اإللكتروني في الجزائر‪.‬‬

‫‪114‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬البطاقات البنكية في الجزائر‪.‬‬

‫‪111‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬اإلنجازات المحققة بالنسبة للدفع اإللكتروني خالل السداسي من سنة‬
‫‪.1212‬‬

‫‪112‬‬ ‫المطلب الثالث‪ :‬اإلدارة اإللكترونية في وزارة الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة‬
‫العمرانية‪.‬‬

‫‪119‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬البلدية اإللكترونية‪.‬‬

‫‪152‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬إنجازات و ازرة الداخلية والجماعات المحلية في مجال عصرنة القطاع‪.‬‬

‫‪154‬‬ ‫المطلب الرابع‪ :‬اإلدارة اإللكترونية في قطاع التعليم العالي والبحث العلمي‪.‬‬

‫‪155‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬استراتيجية الرقمنة لو ازرة التعليم العالي‪.‬‬

‫‪152‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬الرقمنة وتطبيقاتها في البحث العلمي‪.‬‬

‫‪112‬‬ ‫المطلب الخامس‪ :‬اإلدارة اإللكترونية في وزارة العمل والتشغيل والضمان االجتماعي‪.‬‬

‫‪112‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬الخدمات اإللكترونية المقدمة من طرف الصندوق الوطني للتأمين على‬
‫األجراء‪.‬‬

‫‪635‬‬
‫الفهرس‬

‫‪111‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬الخدمات اإللكترونية المقدمة من طرف الصندوق الوطني للتأمين عن‬
‫البطالة‪.‬‬

‫‪112‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬إنجازات قطاع الضمان االجتماعي‪.‬‬

‫‪125‬‬ ‫الباب الثاني‪ :‬اإلدارة اإللكترونية في قطاع العدالة بالجزائر‪.‬‬

‫‪122‬‬ ‫الفصل األول‪ :‬التقاضي اإللكتروني‪.‬‬

‫‪122‬‬ ‫المبحث األول‪ :‬ماهية التقاضي اإللكتروني‪.‬‬

‫‪129‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬مفهوم التقاضي اإللكتروني‪.‬‬

‫‪129‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬تعريف التقاضي اإللكتروني‪.‬‬

‫‪122‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬خصائص التقاضي اإللكتروني‪.‬‬

‫‪129‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬المحكمة اإللكترونية‪.‬‬

‫‪191‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬موقف التشريعات المقارنة من التقاضي اإللكتروني‪.‬‬

‫‪191‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬موقف التشريعات الغربية‬

‫‪121‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬موقف التشريعات العربية‬

‫‪122‬‬ ‫المطلب الثالث‪ :‬أدوات التقاضي اإللكتروني‪.‬‬

‫‪122‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬البريد اإللكتروني أهم وسيلة من وسائل التقاضي اإللكتروني‪.‬‬

‫‪121‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬األرشيف اإللكتروني‪.‬‬

‫‪112‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬الحجية القانونية ألدوات التقاضي اإللكتروني‪.‬‬

‫‪636‬‬
‫الفهرس‬

‫‪112‬‬ ‫المطلب الرابع‪ :‬إجراءات التقاضي اإللكترونية‪.‬‬

‫‪112‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬إجراءات رفع الدعوى اإللكترونية‪.‬‬

‫‪112‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬المرافعة ونظر الدعوى اإللكترونية‪.‬‬

‫‪142‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬الحكم اإللكتروني‪.‬‬

‫‪141‬‬ ‫الفرع الرابع‪ :‬الطعن في األحكام اإللكترونية‪.‬‬

‫‪144‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬مقتضيات حجية التقاضي اإللكتروني‪.‬‬

‫‪145‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬التوقيع اإللكتروني‪.‬‬

‫‪145‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬تعريف التوقيع اإللكتروني‪.‬‬

‫‪152‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬صور التوقيع اإللكتروني‪.‬‬

‫‪152‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬شروط التوقيع االلكتروني‪.‬‬

‫‪112‬‬ ‫الفرع الرابع‪ :‬موقف التشريعات المقارنة حول حجية التوقيع اإللكتروني‪.‬‬

‫‪122‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬التصديق اإللكتروني‪.‬‬

‫‪122‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬تعريف التصديق اإللكتروني‪.‬‬

‫‪121‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬شروط ممارسة خدمة المصادقة اإللكترونية‪.‬‬

‫‪121‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬التزامات ومسؤولية مقدم خدمات التصديق اإللكتروني‪.‬‬

‫‪122‬‬ ‫الفرع الرابع‪ :‬إجراءات تصديق التوقيع اإللكتروني‪.‬‬

‫‪121‬‬ ‫الفرع الخامس‪ :‬شهادة التوثيق (شهادة التصديق اإللكتروني)‪.‬‬

‫‪637‬‬
‫الفهرس‬

‫‪121‬‬ ‫المبحث الثالث‪ :‬التحكيم اإللكتروني ووسائل فض المنازعات‪.‬‬

‫‪121‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬التحكيم اإللكتروني كأهم صورة للتقاضي اإللكتروني الدولي‪.‬‬

‫‪122‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬ماهية التحكيم اإللكتروني‪.‬‬

‫‪191‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬إبرام اتفاق التحكيم اإللكتروني‪.‬‬

‫‪192‬‬ ‫الفرع الثالث‪ .‬إجراءات التحكيم اإللكتروني‪.‬‬

‫‪425‬‬ ‫الفرع الرابع‪ :‬تنفيذ حكم التحكيم‪.‬‬

‫‪422‬‬ ‫الفرع الخامس‪ :‬النظام القانوني للتحكيم اإللكتروني‪.‬‬

‫‪421‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬الوسائل البديلة للفصل في المنازعات‪.‬‬

‫‪422‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬الوساطة اإللكترونية‪.‬‬

‫‪412‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬المفاوضات المباشرة‪.‬‬

‫‪411‬‬ ‫الفصل الثاني‪ :‬عصرنة العدالة في الجزائر‪.‬‬

‫‪414‬‬ ‫المبحث األول‪ :‬مستلزمات عصرنة العدالة‪.‬‬

‫‪415‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬مراجعة المنظومة التشريعية‪.‬‬

‫‪411‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬مراجعة المنظومة القانونية المتعلقة بالحريات والحقوق‪.‬‬

‫‪419‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬مراجعة التشريع المتعلق بتكريس دولة الحق والقانون‪.‬‬

‫‪442‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬إصدار القوانين والمراسيم المتعلقة بالعصرنة‪.‬‬

‫‪445‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬تنمية الموارد البشرية‪ ،‬وتهيئة المنشآت القاعدية‪.‬‬

‫‪638‬‬
‫الفهرس‬

‫‪441‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬تنمية الموارد البشرية‪.‬‬

‫‪452‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬تدعيم المنشآت القضائية‪.‬‬

‫‪451‬‬ ‫المطلب الثالث‪ :‬هيئات عصرنة العدالة في الجزائر‪.‬‬

‫‪451‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬مديرية عصرنة العدالة‪.‬‬

‫‪412‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬المفتشية العامة لو ازرة العدل‪.‬‬

‫‪414‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬األنظمة المعلوماتية في قطاع العدالة‪.‬‬

‫‪415‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬األنظمة المعلوماتية المعتمدة من قبل الوزارة العدل‪.‬‬

‫‪411‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬الشبكة القطاعية لو ازرة العدل‪.‬‬

‫‪419‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬أنظمة تكنولوجيا المعلومات ‪.AXES‬‬

‫‪424‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬نظام صحيفة السوابق القضائية‪.‬‬

‫‪421‬‬ ‫الفرع الرابع‪ :‬دمج تقنية التصديق والتوقيع اإللكترونيين في المجال القضائي‪.‬‬

‫‪492‬‬ ‫الفرع الخامس‪ :‬المركز االحتياطي ألنظمة اإلعالم اآللي‪.‬‬

‫‪492‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬أنظمة تسيير اإلدارة‪.‬‬

‫‪492‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬الشباك الموحد‪.‬‬

‫‪491‬‬ ‫الفرع الثاني‪ le Gad :‬نظام التسيير اإللكتروني للوثائق‪.‬‬

‫‪492‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬أنظمة تسيير الموارد البشرية‪.‬‬

‫‪492‬‬ ‫الفرع الرابع‪ :‬أنظمة تسيير األوامر‪.‬‬

‫‪639‬‬
‫الفهرس‬

‫‪499‬‬ ‫الفرع الخامس‪ :‬نظام تسيير األرشيف التاريخي‪.‬‬

‫‪522‬‬ ‫المطلب الثالث‪ :‬أنظمة دعم اتخاذ القرار والتخطيط االستراتيجي‪.‬‬

‫‪522‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬البطاقة القضائية‪.‬‬

‫‪522‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬الجدول التحليلي‪.‬‬

‫‪521‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬نظام المحاكمات المرئية‪.‬‬

‫‪525‬‬ ‫المبحث الثالث‪ :‬الخدمات اإللكترونية الموجهة للجمهور‪.‬‬

‫‪525‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬الخدمات اإللكترونية المشتركة بين المحاكم والمجالس القضائية‪.‬‬

‫‪521‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬النيابة اإللكترونية‪.‬‬

‫‪529‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬صحيفة السوابق القضائية‪.‬‬

‫‪521‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬نسخ من عقود المحاكم الشرعية ونسخة من مرسوم التجنس‪.‬‬

‫‪525‬‬ ‫الفرع الرابع‪ :‬سحب األحكام من طرف المحامين‪.‬‬

‫‪522‬‬ ‫الفرع الخامس‪ :‬التصحيح اإللكتروني لألخطاء الواردة في سجالت الحالة المدنية‪.‬‬

‫‪529‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬الخدمات اإللكترونية التي تنفرد بها جهات قضائية دون أخرى‪.‬‬

‫‪529‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬الخدمات التي تنفرد بها المجالس القضائية والو ازرة‪.‬‬

‫‪512‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬الخدمات التي تنفرد بها المحاكم والقنصليات‪.‬‬

‫‪511‬‬ ‫المطلب الثالث‪ :‬الخدمات القانونية اإللكترونية المستحدثة في قطاع العدالة‪.‬‬

‫‪514‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬اإلشعارات عبر ‪ SMS‬والبريد االلكتروني‪.‬‬

‫‪640‬‬
‫الفهرس‬

‫‪511‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬مركز النداء‬

‫‪512‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬نظام ‪ sjdj‬وبوابة القانون الجزائرية‬

‫‪512‬‬ ‫الفرع الرابع‪ :‬تطبيقة التكوين عن بعد‪ ،‬واالعتماد على المحادثات المرئية‪.‬‬

‫‪512‬‬ ‫الفرع الخامس‪ :‬قاعدة بيانات مركزية للبصمة الوراثية ‪.ADN‬‬

‫‪515‬‬ ‫الفرع السادس‪ :‬المشاريع القطاعية واإلنجازات المحققة‪.‬‬

‫‪519‬‬ ‫المبحث الرابع‪ :‬عصرنة إدارة السجون‬

‫‪541‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬اإلطار القاعدي لعصرنة السجون‬

‫‪541‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬مراجعة المنظومة التشريعية‬

‫‪544‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬تكوين الموظفين في مجال تكنولوجيا اإلعالم واالتصال‬

‫‪545‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬األجهزة المتطورة المعتمدة للحفاظ على أمن المؤسسات العقابية‪.‬‬

‫‪542‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬التقنيات الحديثة للتسيير‬

‫‪542‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬تطبيقات اإلدارة المركزية‬

‫‪551‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬أنظمة تسيير المؤسسات العقابية‬

‫‪512‬‬ ‫المطلب الثالث‪ :‬األنظمة المستحدثة في إطار حماية حقوق االنسان‪.‬‬

‫‪511‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬عقد الجلسات باستعمال الفيديو لحماية حقوق المتهم‪.‬‬

‫‪515‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬السوار اإللكتروني كعقوبة بديلة جديدة تعتمد على األنظمة الحديثة‪.‬‬

‫‪521‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬التعليم عن بعد للمحبوسين‪.‬‬

‫‪641‬‬
‫الفهرس‬

‫‪521‬‬ ‫الخاتمة‬
‫‪521‬‬ ‫المرفقات‬
‫‪122‬‬ ‫قائمة المراجع والمصادر‬
‫‪112‬‬ ‫الفهرس‬

‫‪642‬‬

You might also like