Professional Documents
Culture Documents
Ltlym Lthnwy Rwy Nqdy 0
Ltlym Lthnwy Rwy Nqdy 0
رؤية نقدية
)1مفهوم التعليم الثانوي وأهميته:
ميكن إعطاء هذه املرحلة تعريفا إجرائيا ،و هو التعليم الذي يتوسط النظام التعليمي
الرمسي ،ويقابل مرحلة املراهقة ،وميتد من انتهاء املرحلة االبتدائية وينتهي عند مدخل
التعليم العايل ،بغض النظر عما إذا كان النظام التعليمي يقدمه يف وحدة متماسكة أو
يقسمه إىل وحدتني منفصلتني ..مها :
املرحلة املتوسطة وتقابل مرحلة املراهقة املبكرة
املرحلة الثانوية ،وتقابل من مراحل النمو مرحلة املراهقة الوسطى.وهي جمال البحث
يف هذه الورقة ،ومدهتا ثالث سنوات ،ويهدف التعليم الثانوي عموما اىل اإلعداد
العام للحياة ،واإلعداد العلمي ملواصلة التعليم اجلامعي .
وبناء عليه فإن التعليم الثانوي ميثل أمهية كبرية من كونه :
-يغطي مرحلة بناء الذات وتكوين الشخصية السوية ،فالفرتة العمرية من 18 – 15
متثل :مرحلة اإلعداد اجلاد للمواطن ،وحتقيق األهداف الرئيسية للتعليم
اجلماهريي.وهي مرحلة تغطي فرتة حرجة من حياة الشباب وما يصاحب ذلك من
تغريات يف البناء واإلدراك والسلوك .
-ارتباط هذه املرحلة مبشكالت اجملتمع ،فكثريا ما تكون مشكالت الفرد املراهق
امتدادا ملشكالت البيئة اليت حتيط به ،وانعكاسا لألحداث واألفكار واألزمات اليت
حتدث يف اجملتمع .
تعترب مرحلة عبورية ،إذ هي مرحلة متصلة مبا يسبقها وما بعدها ،وبالتايل فهي -
مرحلة تتطلب دقة وعناية يف التخطيط .
قبل إنشاء اململكة مل يكن هناك نظام تعليمي حمدد للمراحل التعليمية حىت ميكن أن تتبني
موقع التعليم الثانوي منها ،غري ان تاريخ التعليم يوضح وجود مدارس أنشأها العثمانيون أو
اهلامشيون أو مدارس أنشئت جبهود املواطنني آنذاك ،ومن تلك املدارس :
املدرسة الصولتية ،أنشأها أحد علماء اهلند بدعم من سيدة هندية امسها (صولت
النساء) ،وذلك عام 1291هـ
املدرسة الفخرية ،أنشأها أحد أساتذة املدرسة الصولتية ،الشيخ عبداحلق قاري .عام
1296هـ
مدارس الفالح ( :مدرستان ) وأنشأها احلاج حممد علي زينل عام 1323هـ
املدارس اهلامشية :أسسها الشريف احلسني بن علي عام 1334هـ ،بدأت باملدرسة
اخلريية التحضريية ،مث مدرستني أوليتني ،مث املدرسة الراقية وهي أعلى ،مث املدرسة العالية وهي
مدرسة ثانوية .
وعلى سبيل املثال فاملدرسة الصولتية ،مدهتا أربعة عشرة سنة ،حتتوي على أربع مراحل
تعليمية ،تأخذ التقسيم التايل :حتضريية 4سنوات ،ابتدائية 4سنوات ،ثانوية 4سنوات ،
عالية سنتان .وهذه األخرية تقابل التعليم اجلامعي حاليا .
أما أول مدرسة ثانوية أنشئت يف عهد الدولة السعودية احلالية فكانت ممثلة يف املعهد
العلمي السعودي الذي افتتح يف مكة املكرمة عام 1345هـ( )1926ومدة الدراسة فيه أربع
سنوات ألعداد معلمي املرحلة االبتدائية ،مث زيدت الدراسة فيه اىل مخس سنوات عام 1366
هـ وكان الطالب الناجح من السنة الثالثة مينح شهادة تسمى (شهادة القسم التجهيزي ) أما بعد
اجتياز السنة اخلامسة فيمنح شهادة قسم املعلمني الثانوي .
غري أن البداية احلقيقية للتعليم الثانوي مبفهومه احلديث الذي يعد الستكمال الدراسات
اجلامعية ،فقد كان يف عام 1355هـ بافتتاح مدرسة حتضري البعثات يف مكة املكرمة ،ومدة
الدراسة فيها ثالث سنوات ،يلتحق فيها من محل شهادة املعهد العلمي السعودي ،مث زادت
مدة الدراسة فيها إىل مخس سنوات عام 1364هـ وقسمت إىل قسمني :مرحلة الكفاءة الثانوية
ومدهتا ثالث سنوات ،واملرحلة الثانوية وهي سنتان ،مث زادت سنة لتصبح الدراسة الثانوية
ثالث سنوات .
ويف عام 1378هـ ُقسمت املرحلة الثانوية إىل قسمني مها :املرحلة املتوسطة ،
واملرحلة الثانوية ومدة كل منهما ثالث سنوات ،وهو ما يعترب بداية نظام التعليم احلديث القائم
حاليا يف اململكة العربية السعودية .
أما التعليم الثانوي للبنات فقد تأخر -تبعا لتأخر تعليم املرأة يف اململكة -حىت عام
1385هـ حينما محل لواء ه القطاع األهلي ،فافُتِتح يف مدرسةُ الزهراء مبكة املكرمة أول
الفصول الثانوية للبنات .
ويتصل به التدريس بكونه مهنة للمدرس وانتماء أخالقي قبل أن يكون انتماء معيشي ،
والنقطة اليت أود ان أثريها هي :مقدار اخلربة اليت يتمتع هبا معلم هذه املرحلة ،واالختبارات
اليت خضع هلا ليكون مؤهال للتدريس والرتبية ،فما يزال هناك حتفظ على أن ينتقل الطالب
اجلامعي بعد خترجه بشهر أو شهرين وعمره 22سنة ليصبح مدرسا وصانعا للجيل القادم
والذين ال يفصله عنهم عمريا سوى سنوات قليلة .
إن تلك الضغوط وهي غالبا من غري املؤهلني علميا وفكريا ( صحفيون مثال) تؤثر
سلبا على قرار املخطط الرتبوي ،ومتثل التجارب الشخصية للكتاب واإلعالميني
أساسا يعولون عليها يف مناقشة قضايا الرتبية والتعليم ومن مث يصدرون أحكامهم على
القضايا العامة واملؤثرة يف التعليم ويتبعهم العامة والرعاع يف اجملتمع ،فعلى سبيل
املثال :جتارب املدرسة الشاملة واملطورة ونظام الساعات يف اجلامعات ،واألستاذ
اجلامعي واخلبري األجنيب ،وتطوير العلوم الدينية ..اخل
وما تبعه من تكدس الطالب يف الفصول ،ومن مث ازدياد الشعور بعدم االرتياح إىل اجلو
املدرسي و التقاليد املدرسية ،والنتيجة ضعف يف التحصيل لشرحية من املتعلمني الغري قادرة
على التجاوب مع هذا اجلو ،وضعف يف األداء أيضا من قبل املعلمني الذين ال يستطيعون
التفاعل داخل هذا النوع من البيئات .
كما يتصل بذلك موضوع يف غاية األمهية أال وهو التكامل بني أنواع التعليم الثانوي ،أو
تقليص حجم االنفصام ما بني التعليم الثانوي العام والتعليم الثانوي املهين و الفين ،إذ ال
تزال األنظمة تقيد حرية االنتقال بني مسارات التعليم املختلفة ،بل وتكرس دونية العمل
الفين واملهين يف الوقت الذي حيتاج فيه اجملتمع اىل حشود من املؤهلني فنيا ومهنيا ،هذا من
ناحية ،وحشود أخرى تتخرج من الثانويات تود لو أن بيدها صنعة تقتات منها ،أليست
مفارقة أن ُ يرتك املتعلم يأكل من خشاش أرض تنطوي على مقدرات هائلة من العمل
واالنتاج.
وأخريا فال بد أن يتّو ج الشعور بعدم االرتياح الذي يسود حول أمناط التعليم الثانوي ،
والشعور بأن املدرسة الثانوية ال تزال على وظيفتها التقليدية ،تعد الكتبة واإلداريني
واملنخرطني يف التعليم اجلامعي ،البد ان يتوج ذلك بصيغ جديدة للتعليم الثانوي خيطط هلا
جبدارة ،وأن تنبع كل خطة من االقتناع الشخصي أو الرأي الفردي لتصبح خطة وطنية
شاملة ،وأن يتم استنبات التجربة يف بيئتها وتربتها ،فإن أرَض جنٍد ال تنبُت األرَّز.