You are on page 1of 7

‫أة عصماني‬ ‫السداسي الخامس تخصص القانون العام‬ ‫سلسلة محاضرات في قانون العالقات الدولية‬

‫رابعا ـــ تعريف القانون القنصلي‬ ‫المحاضرة السادسة‬

‫خامسا ـــ مصادر القانون الدبلوماسي‬


‫والقانون القنصلي‬
‫المحور الثاني‪ :‬مفهوم القانون‬
‫الدبلوماسي‬

‫المحور الثالث‪ :‬مفهوم القانون‬


‫القنصلي‬

‫رابعا ـــ تعريف القانون القنصلي‪:‬‬


‫إضافة إلى تعريف القانون القنصلي الوارد في المحاضرة الرابعة المتعلقة‬
‫بفروع قانون العالقات الدولية فإن القانون القنصلي يتضمن القواعد التالية‪:‬‬

‫‪ -‬القواعد المنظمة للوظيفة القنصلية وتشمل كيفية وإجراءات إقامة العالقات‬


‫القنصلية بما فيها إنشاء البعثات القنصلية مثال‪ :‬المادة ‪ ،04 .03 ،02‬من‬
‫اتفاقية فينا للعالقات القنصلية‪.‬‬
‫‪ -‬قواعد تتضمن أعمال ومهام البعثة القنصلية مثال‪ :‬المادة ‪ 25‬من اتفاقية فينا‬
‫للعالقات القنصلية‪.‬‬
‫‪ -‬الق واعد المنظمة لطاقم البعثة القنصلية من رئيسها إلى موظفيها فتحدد‬
‫درجاتهم‪ ،‬حصاناتهم ‪ ،‬امتيازاتهم‪ ،‬حاالت نهاية مهامهم‪ ،‬وهو ما تم النص‬
‫عليه في الفصل الثاني في المادة ‪ 28‬وما بعدها من اتفاقية فينا للعالقات‬
‫القنصلية‪.‬‬

‫خامسا ـــ مصادر القانون الدبلوماسي والقانون القنصلي‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫ال تخرج مصادر القانون الدبلوماسي والقانون القنصلي عن مصادر القانون‬
‫الدولي التي حدّدتها أحكام المادة ‪ 38‬من النظام األساسي لمحكمة العدل الدولية‬
‫باعتبار القانونين من فروع القانون الدولي العام‪.‬‬
‫نصت المادة ‪ 38‬من النظام األساسي لمحكمة العدل الدولية على ما يلي‪":‬‬
‫‪ 1-‬وظيفة المحكمة أن تفصل في المنازعات التي ترفع إليها وفقا ألحكام القانون‬
‫الدولي‪ ،‬وهي تطبق في هذا الشأن‪:‬‬
‫(أ) االتفاقات الدولية العامة والخاصة التي تضع قواعد معترفا بها صراحة من‬
‫جانب الدول المتنازعة‪.‬‬
‫(ب) العادات الدولية المرعية المعتبرة بمثابة قانون دل عليه تواتر االستعمال‪.‬‬
‫(ج) مبادئ القانون العامة التي أقرتها األمم المتمدنة‪.‬‬
‫(د) أحكام المحاكم ومذاهب كبار المؤلفين في القانون العام في مختلف األمم‪،‬‬
‫ويعتبر هذا أو ذاك مصدرا احتياطيا لقواعد القانون وذلك مع مراعاة أحكام المادة‬
‫‪.59‬‬
‫‪ 2‬ــ ال يترتب على النص المتقدم ذكره أي إخالل بما للمحكمة من سلطة الفصل‬
‫في القضية وفقا لمبادئ العدل واإلنصاف متى وافق أطراف الدعوى على ذلك‪".‬‬
‫بناء عليه تتحدّد مصادر القانون الدبلوماسي والقانون القنصلي في المصادر‬
‫التالية‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ المصادر األصلية‪ :‬تتمثل المصادر األصلية فيما يلي‪:‬‬
‫أ ـ االتفاقيات الدولية‪:‬‬
‫تنظم العالقات الدبلوماسية والعالقات القنصلية اتفاقيات متعددة واتفاقيات ثنائية‬
‫أ‪ - 1.‬االتفاقيات المتعددة (الجماعية)‪ :‬هي معاهدات تبرم بين مجموعة من‬
‫الدول موضوعها تنظيم المسائل المتصلة بربط العالقات الدبلوماسية والعالقات‬
‫القنصلية وتهدف إلى إنشاء امتيازات وتقرير حصانات للبعثات الدبلوماسية‬
‫والبعثات القنصلية‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫وهناك من المعاهدات المتعددة التي تهدف إلى تدوين قواعد قانونية ذات أصل‬
‫عرفي أو تقنين سلوكيات اعتادت الدول على السير بمقتضاها ولكن العرف قد‬
‫تباطأ في إنشائها أو تهدف إلى وضع قواعد قانونية بشكل دائم وذلك قصد تنظيم‬
‫عالقات دولية عامة وهو ما يصطلح عليه بالمعاهدات الشارعة‪.‬‬
‫لعبت المعاهدات الشارعة دورا في مجال تنظيم العالقات الدبلوماسية‬
‫والقنصلية وفي الكشف عن حصانات وامتيازات البعثات الدبلوماسية والقنصلية‪.‬‬
‫حيث تمكنت الجمعية العامة لهيئة األمم المتحدة من إبرام اتفاقيتين‪:‬‬
‫‪ -‬االتفاقية األولى اتفاقية فينا للعالقات الدبلوماسية لعام ‪.1961‬‬
‫‪ -‬االتفاقية الثانية اتفاقية فينا للعالقات القنصلية لعام ‪1963‬‬

‫االتفاقيتان هما ثمرة جهود طويلة للجنة القانون الدولي التي أنشأت عام‬
‫‪ 1949‬ونجحت في إعداد مشروع تقنين شامل للقواعد العرفية الخاصة بالعالقات‬
‫الدبلوماسية والقنصلية بعد أن فشلت عصبة األمم في الفترة ما بين ‪ 1925‬إلى ‪1928‬‬
‫من أجل جعل موضوع العالقات الدبلوماسية من بين المسائل التي يمكن بحثها‬
‫بقصد تدوينها وتقنينها في المؤتمر الذي انعقد في الهاي عام ‪.1930‬‬
‫يذكر أن المعاهدتين قد كشفتا عن قواعد سبق أن استقرت عن طريق العرف‬
‫الدولي لتضفي عليها االتفاقيتان صفة الوضوح والدقة كما وضعت قواعد قانونية‬
‫تهدف إلى تنظيم العالقات الدبلوماسية والقنصلية بشكل دائم وتم ّكنت من حسم‬
‫العديد من الخالفات بشأنها‪.‬‬
‫وقد كانت هناك محاوالت إلقرار بعض قواعد التمثيل الدبلوماسي والقنصلي‬
‫ترجع إلى القرن ‪ 17‬وتتمثل في‪:‬‬
‫معاهدة وستفاليا لعام ‪ 1648‬والتي أقرت قاعدة تبادل البعثات الدبلوماسية‬
‫الدائمة‪ :‬ف بعد االنتقال إلى مرحلة الدبلوماسية الدائمة منذ القرن ‪ 15‬برزت الحاجة‬
‫لتقنين القواعد الناظمة للعالقات الدبلوماسية فكانت معاهدة وستفاليا التي أخذت‬
‫بمبدأ التوازن األوروبي أقرت تبادل البعثات الدبلوماسية الدائمة‪.‬‬
‫اتفاقية فينا لعام ‪ :1815‬أبرمت في إطار مؤتمر فينا وقد وضعت هذه االتفاقية‬
‫أول نظام لترتيب المبعوثين الدبلوماسيين وتحديد أسبقيتهم فرتبت السفراء‬
‫ومبعوثي البابا في الدرجة األولى والوزراء والمفوضين ومن في حكمهم في‬
‫الدرجة الثانية والقائمين باألعمال في الدرجة الثالثة‬

‫‪3‬‬
‫‪ Aix la chapelle‬عام ‪ :1818‬أعقب مؤتمر فينا‬ ‫بروتوكول اكس الشبيل‬
‫مؤتمر اكس الشبيل الذي أسفر عن إبرام بروتوكول قضى بإضافة درجة رابعة‬
‫هي درجة السفراء المقيمين لتأتي بعد درجة الوزراء المفوضين وتسبق القائم‬
‫باألعمال‪.‬‬
‫تشكل اتفاقية فينا لعام ‪ 1815‬وبروتوكول اكس الشبيل ‪ 1818‬تقنين جزئي‬
‫للقواعد الدبلوماسية باعتبارهما نظمتا مسألة األسبقية بين أعضاء البعثة إضافة إلى‬
‫األحكام لخاصة برؤساء البعثات الدبلوماسية‪.‬‬
‫أما عن العالقات القنصلية فتم إبرام اتفاقية جماعية اإلقليمية‪ :‬هي اتفاقية هافانا‬
‫للمبعوثين القنصليين التي عقدت في ‪ 20‬فبراير ‪ 1928‬بين الدول األمريكية أهم هاته‬
‫االتفاقيات وتألفت من ديباجة و ‪ 25‬مادة‪.‬‬
‫بعد إنشاء هيئة األمم المتحدة أشرفت الجمعية العامة لهيئة األمم المتحدة على‬
‫إبرام االتفاقيات التالية‪:‬‬
‫اتفاقية فينا لعام ‪ 1961‬المتعلقة بالعالقات الدبلوماسية انضمت الجزائر إلى‬
‫اتفاقية فينا للعالقات الدبلوماسية عام بموجب المرسوم الرئاسي رقم ‪ 84-64‬في ‪02‬‬
‫مارس ‪.1964‬‬
‫انضمت الجزائر إلى اتفاقية فينا‬ ‫‪1963‬‬ ‫اتفاقية فينا للعالقات القنصلية لعام‬
‫للعالقات القنصلية بتاريخ ‪ 02‬مارس ‪.1964‬‬
‫اتفاقية فينا المتعلقة بالبعثات الخاصة المعتمدة عام ‪.1969‬‬
‫اتفاقية حول الوقاية من المخالفات المرتكبة ضد المتمتعين بحماية دولية بما‬
‫فيهم األعوان الدبلوماسيين وقمعها المبرمة عام ‪.11973‬‬
‫اتفاقية حول تمثيل الدول في عالقاتها مع المنظمات الدولية المعتمدة عام‬
‫‪.1975‬‬
‫وبخصوص االتفاقيات اإلقليمية والثنائية فقد نصت المادة ‪ 73‬من اتفاقية فينا‬
‫للعالقات القنصلية على ما يلي‪ ":‬ليس في هذه االتفاقية ما يحول دون عقد اتفاقيات‬
‫بين الدول كتأكيد أو إكمال أو تطوير أحكامها أو توسيع حقل تطبيقها"‪ .‬حيث‬

‫انضمت الجزائر إليها بموجب المرسوم الرئاسي رقم ‪ 289-96‬في ‪.1996/09/02‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪4‬‬
‫‪11‬‬ ‫أبرمت االتفاقية األوربية حول الوظائف القنصلية المعقودة في باريس في‬
‫ديسمبر ‪ 1967‬تعالج الوظائف القنصلية‪.‬‬
‫ولم تتضمن اتفاقية فينا للعالقات الدبلوماسية مثل هذا النص ولكن هذا ال يمنع‬
‫من إبرام اتفاقيات إقليمية أو ثنائية تتصل بتنظيم العالقات الدولية طالما انه ال يوجد‬
‫نص صريح يمنع ذلك‪.‬‬
‫أ‪ 2.‬ـــ االتفاقيات الثنائية‪:‬‬
‫في الحاالت التي يقصد بها تعديل األحكام العامة للعالقات الدولية فان‬
‫االتفاقيات الثنائية تلعب دورا هاما وملحوظا في إنشاء قواعد قانونية ذات صلة‬
‫بالعالقات الدبلوماسية والقنصلية‪ ،‬إذ يقتصر دورها على تقرير تبادل التمثيل‬
‫الدبلوماسي بين الدولتين أو يكون الغرض منها رفع درجة التمثيل الدبلوماسي‬
‫القائم بينها وقد يقصد من االتفاق االعتراف للممثل الدبلوماسي أو القنصل بقدر من‬
‫الحصانات واالمتيازات اكبر من القدر الذي تنص عليه القواعد العامة في‬
‫االتفاقيات الشارعة‪.‬‬
‫ومن بين االتفاقيات الثنائية التي أبرمتها الجزائر اتفاقية مع تونس المتعلقة‬
‫بالعالقات الدبلوماسية والقنصلية بتاريخ ‪ 1963/07/26‬ونفذت بالجزائر بموجب‬
‫المرسوم رقم ‪ 450-63‬في ‪ .1963/11/14‬االتفاقية المبرمة بين الجزائر والمغرب‬
‫وهي االتفاقية الدبلوماسية القنصلية المبرمة في ‪ 15‬مارس ‪ 1963‬دخلت حيز النفاذ‬
‫بموجب المرسوم الرئاسي رقم ‪ 116-63‬المؤرخ في ‪ 17‬ابريل ‪.1963‬‬
‫كما ينبغي اإلشارة إلى أهمية االتفاقيات التي تبرمها المنظمات الدولية‬
‫بخصوص تقرير حصانات مقراتها وموظفيها وتعرف باتفاقيات المقر حيث تعد‬
‫مرجعا هاما لدراسة الحصانات واالمتيازات الدبلوماسية بالنسبة للمنظمات الدولية‪.‬‬
‫بناء عليه تكون االتفاقيات الدولية من المصادر األصلية لتنظيم قواعد العالقات‬
‫الدبلوماسية والقنصلية إلى جانب مصادر أخرى كالعرف الدولي‪.‬‬
‫ب ـــ العرف الدولي‪:‬‬
‫حتى وقت قريب كانت القواعد التي تحكم العالقات الدبلوماسية والقنصلية‬
‫قواعد في مجملها عرفية إضافة إلى التقاليد القائمة بين الدول‪ ،‬وتصدر القاعدة‬
‫العرفية عن عدد من المواقف تسمى السوابق ثم يصبح هذا السلوك قاعدة معترف‬
‫بها نتيجة حاجة المجتمع الدولي إلعمالها وااللتزام بأحكامها‪.‬‬
‫‪5‬‬
‫وإذا كان القانون الدبلوماسي والقنصلي ولفترة طويلة قانونين عرفين فان هذا‬
‫الوضع بدأ يتغير تدريجيا وذلك منذ اتفاقية فينا ‪ 1815‬وبروتوكول اكس الشبيل‬
‫‪ 1818‬فكانت هناك مبادرات لتدوين القانون الدبلوماسي فكانت البداية بضبط‬
‫التسلسل الهرمي ألعضاء السك الدبلوماسي‪ ،‬وبعد التوقيع على اتفاقيتي فينا‬
‫للعالقات الدبلوماسية والقنصلية أصبح كل من القانون الدبلوماسي والقنصلي‬
‫قانونين مدونين ذا أصل عرفي‪ ،‬وهذا ال يعني إقصاء دور العرف كمصدر أساسي‬
‫من مصادر القانون الدبلوماسي والقنصلي‪ .‬وهو ما أقرته ديباجة اتفاقية فينا لعام‬
‫‪ 1961‬جاء فيها"‪...‬وإذ تؤكد ضرورة استمرار قاعد القانون الدبلوماسي العرفي في‬
‫تنظيم المسائل التي تنظما صراحة أحكام هذه االتفاقية" ويذكر أن اتفاقية ‪1963‬‬
‫للعالقات القنصلية واتفاقية البعثات الخاصة لسنة ‪ 1969‬تبنت نفس الصياغة في‬
‫ديباجتها‪.‬‬
‫ج ـ المبادئ العامة للقانون‪:‬‬

‫تواجه الدول في إطار ربط عالقاتها الدبلوماسية والقنصلية مسائل ال تجد لها‬
‫حال في أحكام االتفاقيات ذات الصلة وكذا القواعد العرفية الدولية فيلجأ إلى‬
‫االعتماد على المبادئ العامة للقانون المبنية على فكرة العدالة واإلنصاف‪ ،‬من‬
‫بين أهم تلك المبادئ‪ :‬مبدأ المساواة في السيادة بين الدول‪ ،‬مبدأ عدم التدخل في‬
‫الشؤون الداخلية للدول‪ ،‬مبدأ حل المنازعات الدولية بالطرق السلمية‪ ،‬مبدأ‬
‫حسن النية في تنفيذ االلتزامات الدولية‪ ،‬مبدأ المعاملة بالمثل إلى غير ذلك من‬
‫المبادئ المقررة والمعمول بها في القانون الدولي‪.‬‬

‫‪ 2‬ـ المصادر االحتياطية‪ :‬تتمثل المصادر االحتياطية أو ما يصطلح عليه أيضا‬


‫بالمصادر التفسيرية في األتي‪:‬‬

‫أ ــ أحكام المحاكم‬

‫تش ّكل أحكام المحاكم خاصة تلك الصادرة عن محكمة العدل الدولية أو‬
‫هيئات التحكيم الدولية مصدرا تفسيريا للقانون الدبلوماسي والقنصلي فللدولة‬
‫عرض منازعاتها المتصلة بعالقاتها مع دولة أخرى أمام محكمة العدل الدولية أو‬
‫هيئة التحكيم الدولية كما وللمحكمة أن تصدر أراء استشارية تفسر فيها قواعد‬
‫العالقات الدولية الدبلوماسية أو القنصلية فتحدد الجهة التي خرقت االلتزام الدولي‬
‫وتقرر التعويض على الدولة التي تسببت في إلحاق ضرر بالدولة األخرى‪.‬‬
‫‪6‬‬
‫ب ــ ومذاهب كبار المؤلفين‪:‬‬

‫تش ّكل آراء ومواقف فقهاء القانون الدولي مصدرا تفسيريا ألحكام وقواعد‬
‫القانون الدبلوماسي والقنصلي وقد ساهم فقهاء القانون الدولي بآرائهم ومواقفهم في‬
‫توضيح األحكام الغامضة وتطوير القواعد الناظمة للوظيفة الدبلوماسية والقنصلية‪.‬‬

‫إن قواعد العالقات الدبلوماسية والقنصلية المقررة سواء في االتفاقيات‬


‫الدولية أو األعراف الدولية تبقى قابلة للتطور تبعا لتطور العالقات الدولية خاصة‬
‫في ظل التطور التكنولوجي والتقني الحالي‪.‬‬

‫‪7‬‬

You might also like