You are on page 1of 12

‫خطة البحث‪:‬‬

‫المبحث األول‪ :‬األحكام المتعلقة بالبعثة الدبلوماسية‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬اعتماد أعضاء البعثة الدبلوماسية‪.‬‬


‫‪.‬المطلب الثاني‪ :‬وظائف المبعوث الدبلوماسي‬

‫المبحث الثاني‪ :‬اقرار الحصانة للمبعوث الدبلوماسي و قيام المسؤولية‬


‫عن انتهاك قواعد الحماية للبعثة الدبلوماسية‪.‬‬

‫المطلب االول‪ :‬اقرار الحصانة للمبعوث الدبلوماسي‪.‬‬


‫المطلب الثاني‪ :‬قيام مسؤولية انتهاك قواعد الحماية البعثات الدبلوماسية‪.‬‬
‫مقدمة‪:‬‬

‫يحظى الميدان الدبلوماسي عامة و موضوع المبعوث الدبلوماسي خاصة منذ وقت‬
‫بعيد باهتمام كبير من طرف الدول وفقهاء القانون الدولي‪ ،‬مما نتج عنه تبّن ي‬
‫تشریعات دولية تنظم عمل المبعوث الدبلوماسي ولعل اهم ما استقر عليه القانون‬
‫الدولي التوقيع على اتفاقية فيينا للعالقات الدبلوماسية سنة ‪ ,1961‬و من ابرز‬
‫المسائل التي یثيرها هذا الموضوع من حيث تصنيف المبعوثين الدبلوماسيين‬
‫ودرجاتهم ومعایيرهذا التصنيف‪ ،‬خاصة إذا علمنا أّن الدولة الواحدة توجد بها بعثات‬
‫دبلوماسية لعدد معتبر من الدول‪ ،‬وكل بعثة من هذه البعثات تحتوي على عدد كبير‬
‫من األشخاص الذین یعملون بها حيث یكلفون بمهام مختلفة ومتمّيزة من شخص‬
‫آلخر‪.‬‬
‫كما أن المكانة الحساسة التي يحظى بها المبعوث الدبلوماسي و البعثة ككل تثير‬
‫نقطة في غاية االهمية اال وهي الحصانة القضائية الجزائية و امكانية محاسبة و‬
‫مسائلة المبعوث الدبلوماسي خاصة ان تعارض عمله مع التشريعات الداخلية للدولة‬
‫و من جهة أهمية حصانة المقر و المسؤولية المترتبة عن انتهاك قواعد الحماية‬
‫الدبلوماسية ‪.‬‬
‫و على اثر ما تقدم تطرح االشكالية التالية‪:‬‬
‫ما هي القواعد التي تحكم البعثة الدبلوماسية؟ و كيف تقرر الحصانة للبعثة و‬
‫المسؤولية المترتبة عن انتهاكها؟‬
‫المبحث األول‪ :‬األحكام المتعلقة بالبعثة الدبلوماسية‪.‬‬
‫المطلب األول‪ :‬اعتماد أعضاء البعثة الدبلوماسية‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬اجراءات اعتماد البعثة الدبلوماسية‬
‫عّر فت اتفاقية فيينا " للعالقات الدبلوماسية لعام ‪ 1961‬في مادتها األولى الفقرة(د)‪،‬‬
‫األعضاء الدبلوماسيين للبعثة الدائمة بأنهم أعضاء البعثة الذین لهم الصفة‬
‫الدبلوماسية"‪1.‬اتفاقية فيينا‬
‫يقصد بتبادل التمثيل الدبلوماسي أن تتفق دولتان على إقامة عالقات دبلوماسية بينهما‬
‫وذلك بأن ترسل كل منهما بعثة دبلوماسية إلى االخرى على أن يقوم التبادل‬
‫الدبلوماسي بالرضا بين الدولتيين و االتفاق المسبق هو األمر الذي أكدته المادة‬
‫الثانية من اتفاقية فيينا للعالقات الدبلوماسية لعام ‪ 1961‬بنصها على‪" :‬تقام العالقات‬
‫الدبلوماسية وتنشأ البعثات الدبلوماسية الدائمة بالرضا المتبادل ‪ ،‬ويحدد االتفاق‬
‫نوعية البعثة وعدد أفرادها‪.‬‬

‫وحسب د‪ .‬سهيل حسين الفتالوي‪ ،‬فإّن اتفاقية فيينا لعام‪ 1961‬لم تحدد درجات‬
‫الموظفين وال األشخاص الذین یتمتعون بالصفة الدبلوماسية‪ .‬إنما تركت ذلك إلى‬
‫أحكام القوانين الوطنية لكل دولة باعتبارها مسألة داخلية تهمها بالدرجة األولى‬
‫ومع ما تقدم فإّن ه یمكن الكالم عن معيار مشترك بين كافة الدول لتحدید" الصفة‬
‫الدبلوماسية" ألشخاص البعثة الدائمة‪ ،‬مستمد من العادة والممارسة الدوليتين‪ ،‬والتي‬
‫بموجبها نستطيع اعتبار " موظفين دبلوماسيين" مجموعة من األشخاص المسجلين‬
‫في دليل صادر عن وزارة خارجية الدولة المستقبلة ‪ -‬یطلق عليه‪ -‬القائمة‬
‫الدبلوماسية [ ‪ ]Liste Diplomatique‬إدراج أي اسم في هذه القائمة یكون بناء‬
‫على طلب الدولة المعتمدة‪ ،‬وموافقة الدولة المعتمد لدیها‪ ،‬إال في حالة إذا رأت الدولة‬
‫المعتمد لدیها أّن إدراج هذا االسم فيه إخالل بالنظام المّت بع في مراتب األشخاص‬
‫المدرجين في هـذه الـقائـمة‪ ،‬بأن تكـون مرتـبة هذا الشخص دون مرتبة األخـرین‪2.‬‬
‫مودي صفحة ‪13‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬تشكيل البعثة الدبلوماسية‪.‬‬
‫لقد استقر الشأن فيما يتعلق بأفراد البعثة الدبلوماسية على ثالثة أصناف من الموظفين‬
‫يختلفون من حيث الصفة ومن حيث المراتب‪ ،‬فهناك صنف يتمتع بما يسمى "الصفة‬
‫الدبلوماسية "ويشمل هذا الصف‪ :‬رئيس البعثة الدبلوماسية ‪,‬الموظفون‪ ،‬االداريون‪،‬‬
‫والفنيون‪ ,‬وصنف آخر يتمتع بهذه الصفة ويشمل‪ :‬مستخدمي البعثة‪ ،‬والخدم‬
‫الخصوصيين‪ 1 .‬وليد عمران ص‪24‬‬
‫رئيس البعثة‪ :‬هو الشخص الذي له مسؤولية إدارة البعثة الدبلوماسية‬ ‫أ‪-‬‬
‫ویخضع لتوجيهاته جميع منتسبي البعثة‪ ،‬عّر فته الفقرة األولى من المادة‬
‫األولى من اتفاقية فيينا لعام ‪ 1961‬بقولها‪ ":‬یقصد بتعبير رئيس البعثة‬
‫الشخص الـذي تكلفه الدولة المعتمدة بالتصرف بهذه الصفة"‪ 2.‬اتفاقية فيينا‬
‫و في الجزائر السفير هو من يرأس البعثة الدبلوماسية و ذلك وفقا لنص المادة‬
‫‪ 15‬من المرسوم الرئاسي رقم ‪ 406-02‬الذي يحدد صالحيات سفراء‬
‫الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‪.‬‬
‫ينقسم رؤساء البعثات إلى الفئات الثالث التالية‪:‬‬
‫الفـئة االولى ‪ :‬السفراء أو القاصدون الرسولين المعتمدون لدى رؤساء الدول‪،‬‬
‫ورؤساء البعثات االخرون ذوو الرتبة المماثلة‪.‬‬
‫الفـئة الثانية ‪ :‬المندوبون ‪ ،‬والوزراء المفوضون والقاصدون الرسولين والوكالء‬
‫المعتمدون لدى رؤساء الدول‪.‬‬
‫الفـئة الثالثة‪ :‬القائمون باالعمال المعتمدون لدى وزارة الخارجية‪. 3‬وليد عمران‬
‫ص‪26‬‬
‫الموظفون الدبلوماسيون‪ :‬تضم هذه الفئة ثالث مجموعات وهي‪:‬‬ ‫ب‪-‬‬
‫المستشارون‪ :‬یأتون بعد رئيس البعثة‪ ،‬وهم معاونوه أثناء حضوره‪ ،‬ونوابه‬ ‫أ‪-‬‬
‫أثناء غيابه السيما المستشار األول‪.‬‬
‫السكرتيریون‪ :‬وهم على درجات‪ :‬سكرتير األول‪ ،‬وثان‪ ،‬وثالث‪ .‬هؤالء‬ ‫ب‪-‬‬
‫السكرتيریون یقومون بتهيئة وتحضير التقاریر الدبلوماسية وإرسالها إلى‬
‫الجهات المعنية‬
‫الملحقون‪ :‬وهم موظفون دبلوماسيون اختصاصيون في عدة ميادین‪،‬‬ ‫ت‪-‬‬
‫ینتدبون من وزرات مختلفة إلى وزارة الخارجية مؤقتا‪4.‬مودي ص ‪14‬‬
‫‪.‬المطلب الثاني‪ :‬وظائف المبعوث الدبلوماسي‬
‫‪.‬الفرع األول‪ :‬المهام التمثيلية‬
‫بمعنى أن وجود البعثة الدبلوماسية الموفدة على إقليم الدولة المستقبلة ‪ ,‬يعبر بحد‬
‫ذاته عن صفة التمثيل‪ ,‬و الذي يظهر من خالل مشاركة البعثة الدبلوماسية في بعض‬
‫مظاهر أشكال الحياة العامة للدولة المضيفة كاألعياد الوطنية‪ ,‬االستقباالت‪..‬الخ‪ ,‬اذا‬
‫كانت وظيفة التمثيل هي إحدى أقدم الوظائف الدبلوماسية‪ ,‬إال أنا البعثة الدبلوماسية‬
‫لم تعد تمثل رئيس الدولة أو الحكومة حصرا‪ ,‬بل هي اليوم تمثل الدولة بكاملها و‬
‫تعمل باسمها‪.‬عبد الحكيم سليمان ‪1‬‬
‫وهذا يعني قيام رئيس البعثة أومن يقوم مقامه بتبليغ المعلومات والمواقف الرسمية‬
‫ووجهات نظر ومصالح حكومته لحكومات الدول المعتمد لديها والقيام باالتصاالت‬
‫الرسمية وغير الرسمية نيابة عن حكومته بالمسؤولين في الدولة المعتمد لديها‪2.‬‬
‫عمران ص ‪29‬‬
‫‪.‬الفرع الثاني‪ :‬المهام التفاوضية‬
‫أوًال ‪ :‬المفاوضات الرسمية و غير الرسمية ‪ :‬و هي تلك التي تتم عبر لقاءات يقوم‬
‫خاللها كل طرف بسبر أغوار الطرف اآلخر و معرفة آراء كل طرف ‪ ,‬وهي ال‬
‫ينتج عنها أي نتائج قانونية ملزمة ألي من طرفي المباحثات ‪ ,‬هذا بالنسبة‬
‫للمفاوضات شبه الرسمية‪ ,‬أما المفاوضات الرسمية ‪ ,‬فهي التي تتسم باسم الدولتين‬
‫المتفاوضتين ‪ ,‬و تعتبر بداية اإللزام القانوني و الرسمي ‪ ,‬و يمكن أن تتم كتابيا أو‬
‫‪.‬شفهيا‬
‫ثانيًا ‪ :‬المساعي الحميدة ‪ :‬وهي وسيلة تقضي إشراك دولة ثالثة في المفاوضات‬
‫وذلك بتقديم مساعدتها أو مشورتها للطرفين المتفاوضين بصورة حيادية ‪ ,‬وينتهي‬
‫دور الدولة القائمة بالمساعي الحميدة ‪ ,‬فور موافقة الطرفين بالرجوع إلى‬
‫‪.‬المفاوضات‬
‫ثالثا ‪ :‬الوساطة ‪ ،‬إن الفرق األساسي بين المساعي الحميدة و الوساطة هو أن حالة‬
‫األولى تحاول الدولة إقناع الطرفين بالرجوع إلى المفاوضة بعد أن انقطعت بسبب‬
‫من األسباب و بينما نجد في حالة الوساطة ان هذه الدولة تشترك في حل الخالف‬
‫‪ .‬بصورة أكتر جدية وفاعلية إلى أن تصل األطراف إلى نهائي‬
‫رابعًا ‪ :‬لجان التحقيق الدولية ‪ ,‬ومهمتها هو حصرالموضوع المختلف عليه و بما أن‬
‫اللجنة ال تنتمي إلى أحد الطرفين المتنازعين فهي من المفروض أن تكون نزيهة‬
‫‪.‬فيما تجمع من معلومات دقيقة في توصياتها‬
‫خامسًا ‪ :‬التحكيم ‪ ,‬و هو يتم تأليف هيئة تحكيمية يكون واجبها دراسة موضوع‬
‫‪.‬الخالف و إطاء تقريرها على ضوء الحقائق و احترام القانون‬
‫و أهمية هذه الوظيفة تكمن فيما يمكن أن تؤديه للدولتين من نتائج على صعيد‬
‫العالقات بينهما ذلك أن للبعثة الدبلوماسية الحق في دراسة كل مظاهر الحياة‬
‫الداخلية للدولة المضيفة‪ 2.‬عبد الحكيم سليمان‬
‫المبحث الثاني‪ :‬اقرار الحصانة للمبعوث الدبلوماسي و قيام مسؤولية‬
‫انتهاك قواعد الحماية البعثات الدبلوماسية‪.‬‬
‫المطلب االول‪ :‬اقرار الحصانة للمبعوث الدبلوماسي‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬األساس القانوني للدفع بالحصانة القضائية الجزائية‪.‬‬
‫من أهم نتائج الحصانة القضائیة هو عدم خضوع المبعوث الدبلوماسي للقضاء‬
‫الجنائي في الدولة المستقبلة‪ ،‬حیث تعتبر الحصانة الجنائیة مظهرا من مظاهر‬
‫الحرمة الشخصیة للمبعوث الدبلوماسي‪ ,‬فلو أجیز السلطات الدولة الموفد إلیها أن‬
‫تتخذ إجراءات القبض والحبس والمحاكمة وٕا یقاع العقوبات ضد المبعوثین‬
‫الدبلوماسیین في حالة وقوع جریمة من أحدهم أو مجرد االشتباه به في ذلك‪،‬‬
‫ألصبحوا تحت رحمة الحكومات الموفدین إلیها وبالتالي عدم تمكنهم من احتفاظهم‬
‫باستقاللهم للقیام بمهامهم‪ ,‬فالحصانة الجنائیة التي یتمتع بها المبعوث الدبلوماسي هي‬
‫حصانة مطلقة بحیث ال یحق للدولة الموفد إلیها وتحت أي ظرف محاكمة أو معاقبة‬
‫المبعوث الدبلوماسي بواسطة محاكمها الجنائیة‪ ،‬فضال عن ذلك فان هذه الحصانة‬
‫تعد من القواعد المتعلقة بالنظام العام و بالتالي فهي ضروریة للمحافظة علي‬
‫العالقات السلیمة بین الدول‪ 1.‬قارة الربح ص‪72‬‬
‫وبالتالي فربط الحصانة الجزائية بالحصانة القضائية الجزائية قد لقي قبوال عند‬
‫اغلب الفقه و القانون بالنظر للمزايا الجمة التي يحتويها‪ 2.‬زبيري مارية ص‪16‬‬
‫و بالتالي فان الطبيعة القانونية للحصانة القضائية الجزائية يعود الى‪:‬‬
‫الحصانة الجزائیة استثناء من قاعدة إقلیمیة القانون الجزائي‪ :‬حسب رأى بعض‬
‫الكتاب فان الحصانة القضائیة في األمور الجزائیة التي یتمتع بها المبعوث‬
‫الدبلوماسي تعتبر قیدا علي االختصاص القانوني للدولة‪ ،‬بحیث ال یسري قانونها‬
‫الجزائي علي من توفرت فیهم صفة معینة حتى وأن ارتكبوا على إقلیمها أفعاال تعد‬
‫جرائم وذلك وفقا للنصوص الجزائیة‪.‬‬
‫الحصانة القضائیة الجنائیة مانعة من موانع العقاب ‪:‬حیث ذهب أنصار هذا الرأي‬
‫إلى أن الحصانة القضائیة الجزائیة التي یتمتع بها المبعوث الدبلوماسي ال تؤثر في‬
‫عناصر الجریمة أو تمس بأركانها حیث یبقي الفعل الغیر مشروع مجرما قانونا غیر‬
‫أن الحصانة القضائیة تعتبر مانعة من تطبیق العقوبة التي نص علیها القانون‪.‬‬
‫الحصانة الجزائیة قید علي االختصاص القضائي ‪ :‬یذهب رأي هذا االتجاه إلي أن‬
‫الحصانة الجزائیة التي یتمتع بها المبعوث الدبلوماسي تعتبر قیدا على االختصاص‬
‫القضائي‪ ،‬بحیث تخرج الجرائم التي یرتكبها المبعوث الدبلوماسي عن الوالیة‬
‫القضائیة لمحاكم الدولة المستقبلة وأن بحث مجال هذه الحصانة وحدودها لیس في‬
‫قانون العقوبات وٕا نما یدخل في نطاق قانون أصول المحاكمة الجزائیة وهي ال تكاد‬
‫تكون مقررة لمانع إجرائي یحول دون اتخاذ اإلجراءات ضد أي شخص یتمتع‬
‫بصفة الدبلوماسیة حتى وٕا ن ارتكب جریمة على إقلیم هذه الدولة وبهذا فهي لیست‬
‫استثناء على قاعدة إقلیمیة القانون الجزائي بل هي استثناء من والیة القضاء‪ 1.‬قارة‬
‫ربح ص‪ 77‬ص‪78‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬حرمة مقر البعثة الدبلوماسية‪.‬‬
‫لدار البعثة الدبلوماسية حرمة خاصة و ذلك وفقا لما اوردته المادة ‪ 22‬من اتفاقية‬
‫فيينا للعالقات الدبلوماسية‪ ،‬فال يجوز دخولها أو اقتحامها أو تفتيشها إال بموافقة‬
‫رئيس البعثة‪.‬‬
‫ويشمل مقر الدبلوماسية جميع المباني التي تستعملها البعثة وما حولها من حدائق‬
‫تابعة لها وأماكن مخصصة إليواء سيارتها‪ ،‬سواء كانت البعثة تشغل هذه االماكن‬
‫عن طريق التملك أو عن طريق االيجار‪ .‬ويقع على الدولة المعتمدة لديها البعثة‬
‫االلتزام باتخاذ كافة االجراءات الالزمة للحيلولة دون تعرض مقر البعثة للضرر أو‬
‫للنيل من كرامتها‪ .‬وقد نصت المادة ‪ 55‬من اتفاقية فيينا على‪ " :‬تتمتع مباني البعثة‬
‫بالحرمة‪ .‬و ليس لممثلي الحكومة المعتمد لديها الحق في دخول مباني البعثة إال إذا‬
‫وافق على ذلك رئيس البعثة ‪ .‬و على الدولة المعتمد لديها التزام خاص باتحاذ كافة‬
‫الوسائل الالزمة لمنع اقتحام أو اضرار بمباني البعثة و بصيانة امن البعثة‪ ,‬أما‬
‫بالنسبة لمرتـكـبي الجرائم السياسية فإن االمر محل خالف حيث ذهب البعض إلى‬
‫جواز إيواء هؤالء داخل مقر البعثة فيما لو خيف على حياتهم إذا ما تم تسليمهم‬
‫للحكومة المعتمدة لديها البعثة‪ ،‬وهو ما يعرف بحق اللجوء الدبلوماسي‪ ،‬وعلى الرغم‬
‫من وقوع تطبيقات عديدة لهذا الحق في أنحاء مختلفة من العالم وفي مناسبات‬
‫متنوعة فإن أغلبية الدول قد نازعت في شرعية الملجأ الدبلوماسي حيث نصت في‬
‫المادة ‪ 41‬من اتفاقية فيينا في فقرتها الثالثة على أنه " يجب أال تستخدم دار البعثة‬
‫بأية طريقة تتنافى مع وظائف البعثة كما هي مبينة في هذه االتفاقية أو غيرها من‬
‫قواعد القانون الدولي العام أوفي أية اتفاقية خاصة نافذة بين الدول المعتمدة والدولة‬
‫المعتمد لديها"‪ .‬والرأي الغالب في الفقه الدولي يذهب إلى تأييد هذا االتجاه أيضًا‪.‬‬
‫‪1‬وليد عمران ص‪41‬ص‪40‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬قيام مسؤولية انتهاك قواعد الحماية البعثات الدبلوماسية‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬التعويض كأثر لقيام المسؤولية عن االنتهاك‪.‬‬
‫هو إحدى طرق إصالح الضرر‪ ،‬حيث أن االصالح هو االثر الرئيسي للمسؤولية‬
‫الدولية والذي يعد أحد المبادئ االساسية التي أكد عليها القضاء الدولي في الكثير من‬
‫المناسبات‪ ،‬منها قضية شورزو ‪Chorzow‬في ‪ 13/09/1928‬حيث قررت محكمة‬
‫العدل الدولية الدائمة أنه '' ‪ ...‬من مبادئ القانون الدولي‪ ،‬بل من قبيل النظرية العامة‬
‫للقانون أن أي إخالل بالتزام يضع على عاتق صاحبه واجب االصالح ‪ ...‬و سبق‬
‫للمحكمة أن قررت أن االصالح ينتج بالضرورة عن عدم التوفيق في تنفيذ االتفاقية‪،‬‬
‫دون الحاجة إلى النص على ذلك في تلك االتفاقية'' ‪ 1.‬محمد بوسلطان ص ‪158‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬شروط التعويض‪.‬‬
‫قبل البحث عن مدى توافر شروط رفع دعوى التعويض يجب التأكد من وجود‬
‫مصلحة مشروعة مسها الضرر الذي لحق و مس بممثليها الدبلوماسيين أو إحدى‬
‫مقرات بعثاتها الدبلوماسية ‪ ،‬و القاعدة العامة هنا أنه ال دعوى بدون مصلحة‪ ،‬النه‬
‫في توافر المصلحة المشروعة التي يحميها القانون يفترض عدم سقوط المسؤولية‬
‫الدولية‪ .‬لكن هذه الحماية ال تتم إال بتوافر شروط محددة تتمثل فيما يلي‪:‬‬
‫وجود عالقة قانونية بين الشخص و الدولة المتمثلة في رابطة الجنسية‪ ،‬أي‬ ‫‪-1‬‬
‫أن يتمتع الشخص المضار بجنسية الدولة التي تباشر الحماية الدبلوماسية‪،‬‬
‫ويجب أن يثبت أن للشخص الطبيعي‪ ،‬أو أللشخاص المعنوية كانوا يتمتعون‬
‫بجنسية الدولة المدعية وقت حدوث الفعل المرتب للمسؤولية‪.‬‬
‫استنفاذ جميع طرق الطعن الداخلية‪ ،‬أي أن يستنفذ رعايا الدولة المطالبة‬ ‫‪-2‬‬
‫بالحماية كافة وســـــــائل التقاضي الداخلية‪.‬‬
‫لسلوك السليم للمتضرر ويعبر عنه عادة بشرط االيادي النظيفة‪ ،‬أي أن ال‬ ‫‪-3‬‬
‫يكون قد صدر من الشخص المضار ما يعتبر مخالفة للقانون الدولي‪.‬‬
‫‪2‬بوعمارة وافي ص‪81‬ص‪.82‬‬
‫‪:‬الخاتمة‬

‫من خالل استعراضنا لموضوع القانون الدبلوماسي‪ :‬ترتيب المبعوثين‪ ,‬حصانتهم‬


‫‪.‬القضائية الجزائية‪ ,‬حصانة المقر‬
‫عرجنا الى االهمية التي يحظى بها المبعوث الدبلوماسي بصفته الممثل الدائم و‬
‫الرسمي لدولته حيث يعتبر كمظهر لسيادة الدولة و لقيامه بالمهام المخولة له منحت‬
‫له ما يسمى بالحصانة من أجل السير الحسن للعالقات الدولية و دوام العالقة الودية‪.‬‬
‫و لعل أهم ما تطرقنا له في موضوعنا هي الحصانة القضائية الجزائية حيث انه من‬
‫النتائج المستخلصة تعد من أهم أنواع الحصانات القضائیة التي یتمتع بها المبعوث‬
‫الدبلوماسي وهي ضروریة ألنها تسهل له ممارسة أعمال وظیفته بعیدا عن مراقبة‬
‫سلطات الدولة التي یعمل فیها وتضمن استقالله و عدم التأثیر علیه اال انها من جهة‬
‫بغض النظر عن افعال الممثليين الدبلوماسيين اال انها تكون العلة من ضياع حق‬
‫‪. .‬المتضرر في التعويض جراء الفعل‬
‫‪:‬قائمة المصادر و المراجع‬
‫‪:‬المصادر‬
‫اتفاقیة فیینا للعالقات الدبلوماسیة لسنة ‪ 1961‬التي أقرها مؤتمر األمم المتحدة‬
‫المنعقد في فیینا في ‪ 18‬أفریل ‪ 1961‬والتي انضمت إلیها الجزائر بموجب‬
‫‪.‬المرسوم الرئاسي رقم ‪ 84/64‬في مارس ‪4/1964‬‬

‫‪ :‬المراجع‬

‫‪:‬الكتب‬
‫محمد بو سلطان‪ ,‬مبادءئ القانون الدولي العام‪ ,‬الجزء األول‪ ,‬ديوان المطبوعات‬
‫‪.‬الجامعية‪ ,‬الجزائر‪1994 ,‬‬

‫‪:‬الرسائل الجامعية‬
‫مودي مد األمين‪ ,‬المبعوث الدبلوماسي‪ ,‬مدكرة نيل شهادة الماجستير‪ ,‬فرع القانون‬
‫‪.‬الدبلوماسي‪ ,‬جامعة الجزائر‪ ,‬يوسف بن خدة‪2008-2007 ,‬‬
‫مارية زبيري‪ ,‬الحصانة القضائية الجزائية‪ ,‬مدكرة لنيل شهادة الماجستير‪ ,‬في‬
‫‪.‬القانون الدولي الجنائي‪ ,‬جامعة أم بواقي‪2010-2009 ,‬‬
‫وليد عمران‪ ,‬الوسائل المنظمة للعالقات الخارجية‪ ,‬مدكرة مقدمة لنيل شهادة‬
‫‪.‬الماستر‪ ,‬في القانون الدولي العام‪ ,‬جامعة قسنطينة‪2014-2013 ,1‬‬
‫بوعمارة وافي‪ ,‬بوربابة حسين‪ ,‬حماية البعثات الدبلوماسية ف القانون الدولي‪,‬‬
‫مدكرة لنيل شهادة الماستر في القانون الدولي االنساني‪ ,‬جامعة عبد الرحمان ميرة‪,‬‬
‫‪.‬بجاية‪2014-2013 ,‬‬
‫قارة الربح‪,‬ميهوبي خديجة‪ ,‬الحصانة القضائية للمبعوث الدبلوماسي‪ ,‬رسالة لنيل‬
‫شهادة الماستر في القانون الدولي لحقوق االنسان‪ ,‬جامعة اكلي محند الحاج بويرة‪,‬‬
‫‪2015-2014.‬‬
‫‪:‬مقاالت و بحث الكترونية‬

‫‪:‬عبد الحكيم سليمان وادى‪ ,‬وظائف البعثات الدبلوماسية‪ ,‬مجلة دنيا الوطن‪ ,‬الرابط‬
‫‪https://pulpit.alwatanvoice.com/articles/2013/03/15/288371.html‬‬

You might also like