You are on page 1of 8

‫ظاهرة التعريب يف اللغة العربية‬

‫الت ْعـ ُ‬ ‫َّ‬


‫ـريب‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫َّ‬ ‫عريب ُ‬ ‫الت ُ‬ ‫َّ‬
‫العربي ِة بغيرها من اللغات على مستوى املفردات‪ ،‬وهو وسيلة‬ ‫التقاء‬
‫ِ‬ ‫مظاهر‬
‫ِ‬ ‫أحد‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ُّ‬ ‫َّ ٌ‬
‫حياتها‬ ‫مبكر من ِ‬ ‫ٍ‬ ‫وقت‬
‫ٍ‬ ‫في‬ ‫التعريب‬ ‫العربية‬ ‫اللغة‬ ‫وعرفت‬ ‫‪.‬‬‫ة‬‫ِ‬ ‫العربي‬ ‫غة‬ ‫ِ‬ ‫الل‬ ‫اء‬
‫ِ‬ ‫ر‬ ‫إث‬ ‫وسائل‬
‫ِ‬ ‫من‬ ‫ة‬ ‫عبقري‬
‫األمم‬ ‫َ‬ ‫ْ َ ْ‬ ‫الجاه ّلي ِة‪ ،‬ففي هذه‬ ‫تكن َّأمة ُم َ‬ ‫لم ْ‬ ‫ألنها ْ‬
‫الجاهلية اتصلت بمن جاورها من ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫نع ِزلة حتى في‬
‫َ‬
‫االتصال‬ ‫يتبع هذا‬‫الطبيعي ْأن َ‬ ‫ّ‬ ‫وغيرهم‪ ،‬ومن‬ ‫ْ‬
‫ِ‬ ‫واألنباط ِ‬ ‫ِ‬ ‫والسريان‬
‫ِ‬ ‫والروم‬
‫ِ‬ ‫باش‬
‫كالفرس واألح ِ‬ ‫ِ‬
‫عرَبة كثيرة‪،‬‬ ‫ْ‬
‫الجاهلي ُوجدت ألفاظ ُم ّ‬ ‫ّ‬ ‫الشعر‬ ‫األمم‪ .‬ففي‬ ‫الع ّ‬ ‫تكاك لغو ٌي بين َ‬ ‫اح ٌ‬ ‫ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫لغات تلك ِ‬ ‫ربي ِة وبين ِ‬
‫شعوب‬ ‫ٌ‬ ‫ْ‬
‫تعربت‬ ‫تشتد وتنمو عندما‬ ‫ُ‬ ‫التعريب‬ ‫أخذت وتيرة ْ‬ ‫ْ‬ ‫الكريم ألفاظ َم َع ّربة‪ ،‬ثم‬ ‫وفي القر ِآن‬
‫ِ‬
‫َ‬
‫املعاجم‬ ‫بل ألفوا‬ ‫أجدادنا من هذا أبدا ْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫يخجل‬ ‫املتتابعة‪ْ ،‬‬
‫ولم‬ ‫اإلسالمية‬ ‫العصور‬ ‫بأكم ِلها في‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ُ‬
‫والتكميل‬ ‫ُ‬
‫(التذييل‬ ‫ُ‬
‫وكتاب‬ ‫ّ‬
‫واليقي‪،‬‬ ‫لجج‬ ‫ّ‬
‫األججيِّ‬ ‫م‬ ‫الكال‬ ‫من‬ ‫ب‬ ‫ر‬‫املُتخصصة في التعريب‪ ،‬مثل (املُ َع َّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ ْ‬
‫خيل‬‫ِ‬
‫ّ‬
‫الد‬ ‫من‬ ‫العرب‬ ‫كالم‬
‫ِ‬ ‫في‬ ‫فيما‬ ‫الغليل‬
‫ِ‬
‫ُ‬
‫(شفاء‬ ‫ُ‬
‫وكتاب‬ ‫بيتِّ‪،‬‬ ‫ش‬ ‫خيل للب‬ ‫َّ‬
‫اللفظ الد ِ‬ ‫ِ‬ ‫اس ُت ْع ِم َل من‬ ‫ملا ْ‬
‫لغة‬ ‫عرب من ٍ‬ ‫صد املُ َ‬ ‫عرب في القرآن الكريم‪ ،‬ومنه ما َ‬ ‫صد املُ َ‬ ‫كثير‪ ،‬فمنه ما َ َ‬ ‫وغير هذا ٌ‬ ‫فاجي‪ُ ،‬‬ ‫َ ّ‬
‫ر‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ر‬ ‫لجخ ِ‬
‫بعينها‪ ،‬وهكذا‪.‬‬ ‫ِ‬
‫وكانت األلفاظ الدخيلة في العصر الجاهلي قليلة محدودة تتصل باألشياء التِّ لم يعرفها‬
‫ٌ‬
‫معنوي ٍة مثل‪ :‬كوب ‪ -‬مسك ‪-‬‬ ‫َّ‬ ‫أشياء َّ‬
‫مادي ٍة ال‬ ‫َ‬ ‫تدل على‬ ‫ألفاظ ُّ‬ ‫ٍ‬ ‫العرب في حياتهم‪ .‬وهي َمحصورة في‬
‫مرجان ‪ -‬درهم‪ ..‬وتعود قلة الدخيل إلى سببين‪ :‬انغالقهم على أنفسهم‪ ،‬واعتدادهم بأنفسهم‬
‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫ْ‬ ‫َّ ُ ُّ‬
‫فانتقلت إليها ألفاظ جديدة‪،‬‬ ‫غات األخرى؛‬ ‫العربية بالل ِ‬ ‫وبلغتهم‪...‬أما بعد اإلسالم فقد َّاتصلت‬ ‫َّ‬
‫ُ ُّ‬
‫تتعلق كلها باملحسوسات واملاديات؛ مثل أسماء األلبسة واألطعمة والنباتات والحيوان وشؤون‬
‫َّ‬ ‫األصوات ّ‬ ‫الت ُ‬ ‫انعدم َّ‬‫َ‬
‫اكيب‪ .‬يقول ابن منظور في لسان‬ ‫والص ِيغ والتر ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫أثير في‬ ‫املعيشة أو اإلدارة‪ .‬وقد‬
‫العرب‪ ":‬تعريب االسم األججيِّ أن تتفوه به العرب على منهاجها‪ :‬تقول‪:‬عربته العرب‪ ،‬وأعربته‬
‫وتعرب بعد هجرته أي صار‬ ‫تشبه بالعرب‪َّ ،‬‬ ‫أيضا"‪ ]1[(.‬ويقول الجوهري في الصحاح‪":‬تعرب؛ أي‪َّ :‬‬ ‫ً‬
‫إعرابيا‪...‬وعرب لسانه بالضم عربة أي صار عربيا‪ ،‬وأعرب كالمه‪ ،‬إذا لم يجحن في اإلعراب‬
‫‪...‬وتعريب االسم األججيِّ‪ :‬إن تتفوه به العرب على منهاجها"‪]2[(.‬‬

‫‪1‬‬
‫ُ‬ ‫ً‬ ‫والت ُ‬ ‫َّ‬
‫عريب عند اللغويين القدامى بإعطاء تعريف للفظ التعريب نقال عن العرب‪ ،‬حيث‬
‫َّ ُ ُ َّ‬ ‫ُي ُّ‬
‫األج َج ِيِّ إلى‬
‫اللفظ ْ‬
‫ِ‬ ‫سمون اللفظ األججيِّ الذي أدخلته في لغتها ُم ْع َرًبا ُوم َع َّرًبا‪ ،‬والتعريب نقل‬
‫منه ِاج َها؛ كما قال الجوهري‪ ،‬فما أمكن حمله على‬ ‫العرب على َ‬ ‫ُ‬ ‫العربي ِة‪ ،‬وليس الز ًما ْأن َّ‬
‫تتفو َه به‬ ‫َّ‬
‫َ‬ ‫تلقوه‪ ،‬إال َّ‬ ‫تكل ُموا به كما ُّ‬ ‫ٌ َّ‬ ‫نظيره حملوه‪ْ ،‬‬
‫العرب ليس‬ ‫ِ‬ ‫عند‬ ‫األججيِّ‬ ‫العلم‬ ‫أن‬ ‫نظير‬ ‫له‬ ‫يكن‬ ‫لم‬ ‫فإن‬
‫دخيلة على اللغة العربية من لغات‬ ‫ٍ‬ ‫كلمات‬
‫ٍ‬ ‫جديدة ُت ُ‬
‫قابل‬ ‫ٍ‬ ‫كلمات‬
‫ٍ‬
‫ُ‬
‫إيجاد‬ ‫والت ُ‬
‫عريب هو‬ ‫ُبمعرب‪َّ .‬‬
‫ٍ‬
‫اللغويّ‬ ‫ُّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُّ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬
‫عملية ثر ٍاء لغوي ت ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬
‫أجنبية؛ أي‪ :‬أنها َّ‬
‫ِ‬ ‫أصيلة من‬
‫ٍ‬ ‫هود‬
‫غة‪ ,‬وتحتاج ِلج ٍ‬ ‫تجديد الل ِ‬ ‫ِ‬ ‫سهم في‬ ‫ٍ‬
‫عريب له دو ٌر ٌ‬ ‫والت ُ‬ ‫الحديث بلغة أخرى في صميم لغتنا األم‪َّ .‬‬ ‫َ‬ ‫للتنقيب في اللغة‪ ,‬لكي ال ُ‬ ‫َّ‬
‫كبير‬ ‫ٍ‬ ‫نقبل‬ ‫ِ‬
‫َّ‬ ‫ً‬
‫شتى‬ ‫غربية في َّ‬
‫صطجحات َّ ٍ‬
‫ٍ‬ ‫يضطلع به علم املصطجح لكي نحقق هويتنا العربية؛ بدال من الت ُّرن ِم ُبم‬ ‫ُ‬
‫جاالت ثقافاتنا الصناعية واألدبية والسياسية‪.‬‬ ‫َم ِ‬
‫ُ‬
‫‪َّ -‬أما املعنى االصطالحي للتعريب فقد استعمل ألربعة معان‪:‬‬
‫تم هذا النقل دون‬ ‫سواء َّ‬ ‫األول‪ :‬التعريب هو نقل الكلمة األجنبية ومعناها إلى اللغة العربية‪ٌ :‬‬
‫تم نقل اللفظ األجنبِّ إلى اللغة العربية من‬ ‫تغيير في الكلمة أم بعد إجراء تغيير وتعديل عليها‪ ،‬وإذا َّ‬
‫(دخيال ‪ ،‬وإذا وقع عليه التغيير ُس ِ ّيِّ ُ(م َّ‬ ‫ً‬
‫عرًبا ‪ ،‬ومن أمثلة الدخيل ألفاظ‬ ‫دون تغيير ُس ِ ّيِّ‬
‫‪:‬األوكسجين‪ ،‬والنتروجين‪ ،‬والنيترون‪ ،‬ومن أمثلة املعرب ألفاظ‪ :‬التليفون والتلغراف([‪ . ]5‬ويطلق‬
‫على العملية كلها مصطجح‪":‬االقتراض اللغوي أو االستعارة اللغوية" وهي عملية تمارسها اللغات‬
‫ً‬
‫الحية باستمرار إذ تقترض اللغة ألفاظا معينة من لغات أخرى للتعبير عن مفاهيم جديدة لم‬
‫يعهدها الناطقون بتلك اللغة من قبل ‪.‬‬
‫الثاني‪ :‬التعريب بمعنى الترجمة‪ :‬فقد اخذ التعريب في العصر العباس ِّ والعصر الحديث‬
‫مفهوما آخر هو‪ :‬نقل فكرة أو مفهوم من لغة إلى أخرى‪ ،‬أو نقل معنى نص من لغة أجنبية إلى‬ ‫ً‬
‫اللغة العربية‪ ،‬وقد يتألف هذا النص من فقرة أو كتاب كامل‪ ،‬والتعريب بهذا املعنى يكون مرادفا‬
‫للفظ (الترجمة ([‪. ]6‬‬
‫كالما‬‫الثالث‪ :‬التعريب هو استعمال اللغة العربية لغة لإلدارة في فروع املعرفة املختلفة‪ً :‬‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫اسة وتدر ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫وتأليفا‪ ،‬لذلك عربت حكومات الدول العربية بعد استقاللها في‬ ‫يسا وترجمة‬ ‫وكتابة ودر‬
‫العصر الحديث اإلدارات واملؤسسات االقتصادية والتعليمية بعد أن كانت فرنسية أو انكليزية أو‬
‫ايطالية‪ ،‬فنشأ شعور بأهمية إحياء دور اللغة العربية في التعليم وجعلها لغة العلم وتدريس‬

‫‪2‬‬
‫العلوم ‪،‬فنشأت حركة التعريب في مصر في القرن التاسع عشر‪ ،‬ومن ثم في سوريا والعراق في‬
‫القرن العشرين بعدها توالت حركات التعريب في بلدان الوطن العربي مثل تونس والجزائر‬
‫واملغرب واألردن والسودان وغيرها([‪ ... ]7‬وهذا يعنِّ أن مفهوم التعريب في بداية عهد االستقالل‬
‫ينصرف إلى تعريب اإلدارة‪َّ ،‬أما اآلن فإنه ينصرف إلى تعريب التعليم بمراحله املختلفة‪ ،‬ولكن‬
‫البلدان العربية لم تكن تسير بخطى واحدة في هذا املجال فبعضها مض ى إلى تعريب التعليم حتى‬
‫بلغ املرحلة الجامعية‪ ،‬في حين أن بعضها اآلخر ال يزال مزدوجا للغته في مراحل تعليمه االبتدائي‬
‫والثانوي ‪ ،‬مثل بعض بلدان املغرب العربي‪.‬‬
‫الرابع‪ :‬هو اتخاذ قطر بأكمله اللغة العربية لغة حضارية له‪ ":‬أي تصبح لغة التخاطب‬
‫والكتابة السائدة فيه‪ ،‬ممثلة للثقافة العربية واإلسالمية‪]8[( .‬‬
‫وينقسم التعريب عن طريق التغيير في اللفظ املعرب إلى أربعة أنواع‪:‬‬
‫أ‪ -‬إبدال حرف صامت بآخر صامت(لكام‪:‬لجام استبدلت الكاف بالجيم‪،‬وصرد بسرد السين‬
‫بدل الصاد ‪.‬‬
‫َ‬
‫ب‪ -‬إبدال حركة صائت بحركة صائت ( شطرنج‪ِ :‬شطرنج‪َ ،‬دستور‪ُ :‬دستور ‪.‬‬
‫ج‪ -‬زيادة حرف ونحوه ( رنده‪ :‬أرندج زيدت األلف واستبدلت الهاء جيما ‪.‬‬
‫د‪ -‬حذف حرف أو أكثر ( سابور أصلها شاه بور‪ ،‬وبريد أصله ُب َريدة ‪.‬‬
‫ورتين‪ ،‬هما‪:‬‬ ‫ص ْ‬ ‫فق التغيير واإللحاق إلى ُ‬ ‫وينقسم اللفظ املُعرب َو َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫العربية نحو آجر وفرند‪ ،‬والذي‬ ‫ِ‬ ‫باألبنية‬
‫ِ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫تغير وهو نوعان‪ :‬الذي تغي َر ولم ُيجحق‬ ‫‪ -‬األولى‪ :‬املُ ُ‬
‫هم‪.‬‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫العربية نحو‪ِ :‬در ٍ‬
‫ِ‬ ‫األبنية‬
‫ِ‬ ‫بأحد‬
‫وألحق ِ‬ ‫تغير ِ‬
‫ُ‬ ‫َّ‬
‫بأبنيتهم نحو خراسان‬ ‫املتغير وهو نوعان كذلك‪ :‬الذي لم يتغي ْر ولم يجحقوه ِ‬ ‫ِ‬
‫‪ -‬الثانية‪ُ :‬‬
‫غير‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫لم ْ‬ ‫وكركم وقهرمان‪ ،‬والذي ْ‬
‫العربية نحو خ ّرم‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫األبنية‬
‫ِ‬ ‫بأحد‬
‫وألحق ِ‬ ‫يتغير ِ‬ ‫ْ‬
‫ّ‬ ‫ى‬ ‫ُ‬ ‫بعض الدارسين ْأن ُ‬ ‫ُ‬ ‫وحاو َل‬
‫الصوتي وتغييرا ِته‪ ،‬فكان‬
‫ِ‬ ‫ستو‬ ‫امل‬ ‫على‬ ‫املعرب‬ ‫للفظ‬ ‫قعدوا‬ ‫ي‬
‫النحو‪:‬‬ ‫ُ‬
‫األمر على هذا‬
‫ِ‬
‫بحركة‪ :‬فقالوا ‪ُ :‬دستور وأصلها الفارس ُِّّ َدستور‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫حركة‬
‫ٍ‬ ‫ُ‬
‫إبدال‬ ‫‪1‬‬
‫بحرف‪ :‬فقالوا ‪َ :‬جورب وأصلها كورب‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫حرف‬ ‫إبدال ٍ‬ ‫ُ‬ ‫‪2‬‬
‫أكثر‪ :‬فقالوا ‪ :‬فهرس وأصلها فهرست‪.‬‬ ‫حرف ْأو َ‬ ‫‪ 3‬إسقاط ٍ‬

‫‪3‬‬
‫حرف ‪ :‬فقالوا‪ :‬ديباج وأصلها ديبا‪.‬‬ ‫‪ 4‬زيادة ٍ‬
‫معرب نموده‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫معرب بالوده وأنموذج‬ ‫ُ‬ ‫إبدال حرفين بحرفين أو أكثر‪ :‬فقالوا‪ :‬فالوذج‬ ‫ُ‬ ‫‪5‬‬
‫معرب نشابور‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫آخر‪ :‬فقالوا‪ :‬نيسابور‬ ‫صوت وزيادة َ‬ ‫ٍ‬ ‫إبدال‬ ‫ُ‬ ‫‪6‬‬
‫الكلمة‬ ‫التقاء الساكنين في‬ ‫َ‬ ‫معرب ‪ pars‬فغيروا‬ ‫ُ‬ ‫املقطعي‪ :‬فقالوا‪ :‬فا ِرس‬ ‫ّ‬ ‫النظام‬ ‫تغيير في‬ ‫ٌ‬ ‫‪7‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫التقاء ‪ rs‬من‬ ‫َ‬ ‫واضح في‬ ‫ٌ‬ ‫التقاء ساكنين‪ ،‬كما هو‬ ‫َ‬ ‫ُّ‬
‫املقطعي‬ ‫يقبل ُ‬
‫نظامها‬ ‫ألن العربية ال ُ‬ ‫األجنبية‪ّ ،‬‬
‫ِ‬
‫األجنبية‪.‬‬
‫ِ‬ ‫الكلمة‬
‫ِ‬
‫ُّ‬ ‫ّ‬ ‫‪ 8‬قبو ُل‬
‫األصل‬ ‫ِ‬ ‫تغيير‪ :‬فقالوا‪ :‬كركم وخرم وخراسان كما هي في‬ ‫ٍ‬ ‫الغريبة بدو ِن ِ‬
‫أي‬ ‫ِ‬ ‫الكلمة‬
‫ِ‬
‫ّ‬
‫األجنبِّ‪.‬‬
‫ِ‬
‫ربي‪،‬‬ ‫ّ َ ّ‬ ‫اللغات األخرى‬ ‫الصرفي ّ‬ ‫ّ‬ ‫وعلى املستوى‬
‫الصرفي الع ِ‬ ‫ِ‬ ‫للنظام‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫طوعوا ما اقترضوه من‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫عربة‪ ،‬واشتقوا‬ ‫الكلمات امل ِ‬ ‫ِ‬ ‫والتنكير إلى‬‫ِ‬ ‫والتعريف‬
‫ِ‬ ‫والتذكير‬
‫ِ‬ ‫للتأنيث‬
‫ِ‬ ‫العالمات امل َميزة‬ ‫ِ‬ ‫فأضافوا‬
‫من ِد ْر َهم‪ .‬وما‬ ‫هم ُت ْ‬ ‫الفعل َد ْر ْ‬ ‫َ‬ ‫التعريف‪ ،‬واشتقوا‬ ‫الم‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫بإدخال ِ‬
‫ِ‬ ‫الديباج‬ ‫واألسماء‪ ،‬فقالوا‪:‬‬ ‫األفعال‬
‫الباص بتعريف كلمة ‪ bus‬املُ َعربة بـ باص‪ْ ،‬‬ ‫َ‬
‫وتلفن ُت‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫فهم يقولون‪:‬‬ ‫اليوم‪ْ ،‬‬ ‫َ‬ ‫العرب يفعلون هذا‬ ‫ُ‬ ‫زالت‬
‫والعجيب ّأن ُع َ‬ ‫ُ‬
‫القدماء ق ْد تنبهوا ِلهذا ِكله‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫األفاضل من‬ ‫َ‬ ‫لماءنا‬ ‫ُ‬ ‫املشتقة من ‪ ،telephone‬وهكذا‪.‬‬
‫الع َر ُب‬ ‫أج َرْته َ‬ ‫قد ْ‬ ‫‪":‬إن ما أعر َب (أي‪ُ :‬ع ّر َب من أجناس األججمية ْ‬ ‫جنِّ في الخصائص ّ‬ ‫ابن ّ‬ ‫فقال ُ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫فرند‪ ...‬وجميع ما ْتدخله ُ‬ ‫صرفون في َ‬ ‫ْ َ ْ‬ ‫َ‬
‫الم‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫الع ِلم نحو‪...‬‬ ‫كالمها؛ أال تراهم ي ِ‬ ‫مجرى أصو ِل ِ‬
‫قلت‪:‬‬ ‫علي‪ :‬إذا َ‬ ‫الصرف ومن ِعه َم ْجراها"‪ .‬وور َد في الخصائص كذلك‪":‬وقال أبو ّ‬ ‫التعريف‪..‬فجرى في‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫كالم العرب"([‪. ]9‬‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫طاب الخشكنان‪ ،‬فهذا من ِ‬
‫من‬ ‫العربي ْ‬ ‫ّ‬ ‫اللفظ‬ ‫ُ‬
‫أحكام‬ ‫عليه‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫تج‬ ‫أصبح عربيا ْ‬ ‫َ‬ ‫أججمية‬ ‫ألفاظ‬ ‫من‬ ‫الع ُ‬
‫رب‬ ‫ّإن ما َع ّر ْبته َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫يذهب إلى هذا‬ ‫ُ‬ ‫أحك ٍام‪ ،‬كما‬ ‫من ْ‬ ‫إعراب وتعريف وإضافة وتذكير وتأنيث وتثنية وجمع وغير ذلك ْ‬ ‫ْ‬
‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫بية‬ ‫َ‬ ‫باستعمال ما َع ّربوه‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫السيد ُ‬ ‫ُ‬
‫األلفاظ العر ِ‬ ‫ِ‬ ‫استعمال‬ ‫ِ‬ ‫أجدادنا‬ ‫املغربي‪ ،‬وكما أقره‬ ‫القادر‬
‫ِ‬ ‫عبد‬
‫الكريم‪.‬‬ ‫الجاهلي‪ ،‬وفي القر ِآن‬ ‫ّ‬ ‫الشعر‬ ‫األمر في‬‫تماما‪ .‬هكذا كان ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫فإن‬ ‫فأهم ما يميز العربية‪ ،‬في هذا املستوى‪ ،‬ظاه َرة اإلعراب‪ ،‬وعليه ّ‬ ‫وعلى املستوى النحو ّي ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫قليل‪ ،‬في هذه‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ّ‬
‫الظاهرة فعلماؤنا اعتبروه عربيا‪ ،‬وقد َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫عر َب إذا‬ ‫اللفظ املُ ّ‬
‫مر بنا قبل ٍ‬ ‫ِ‬ ‫خضع لهذه‬
‫كالم‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬
‫أستاذه‪ ،‬أنك إذا قلت‪ :‬طاب الخشكنان‪ ،‬فهذا من ِ‬ ‫ِ‬ ‫علي‬
‫املقالة‪ ،‬عن ابن جنِّ يروي عن أبي ٍ‬ ‫ِ‬
‫عددا من‬ ‫ّ‬
‫اب عليه‪ .‬ومن باب النحو كذلك املمنوع من الصرف‪ ،‬ولذلك فإن ً‬ ‫ُ‬ ‫العرب‪ ،‬إل ْجرائك اإلعر َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬

‫‪4‬‬
‫العرب بذلك‬ ‫ُ‬ ‫وع ِلم ّي ِتها‪ ،‬فاعتبرها‬ ‫لع َدم َتمكنها من العربية َ‬ ‫الص ْرف َ‬ ‫األلفاظ املُ َع ّربة ُمن َع ْت من ّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫جمل‬ ‫الصرف‪ .‬ومن هذا الباب كذلك ما َ‬ ‫ُ‬ ‫عربية ْ‬
‫العربية من ٍ‬ ‫ِ‬ ‫دخل إلى‬ ‫ِ‬ ‫املمنوع من‬ ‫ِ‬ ‫أحكام‬ ‫عليها‬ ‫جرت‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫أو تر َ‬
‫لغة اقت ِرضت‪ ،‬أو قد نعرف‪ ،‬كما هو الحال عن‬ ‫أي ٍ‬ ‫ِ‬ ‫من‬ ‫نعرف‬ ‫أن‬ ‫ن‬ ‫دو‬ ‫فيها‬ ‫فاستقرت‬ ‫اكيب‬
‫ُ‬
‫الفرنسية‪.‬‬
‫ِ‬ ‫اإلنجليزية أو‬
‫ِ‬ ‫رض ْت من‬ ‫اقت َ‬ ‫بعض الدارسين أنها‬ ‫بعض التراكيب التِّ ر ّج َح ُ‬
‫ِ‬
‫ّ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬
‫العربي‬
‫ِ‬ ‫وعلى املستوى الداللي‪ ،‬فقد اقترضت العربية األلفاظ املعربة‪ ،‬ثم ألحقتها بنسبها‬
‫أكان هذا‬ ‫سواء َ‬ ‫ٌ‬ ‫العربية‪،‬‬ ‫اللفظية‬ ‫الثروة‬ ‫أص ّليا من‬ ‫فأصبحت ُجزءا ْ‬ ‫ْ‬ ‫فأكسبتها معنى التصق بها‪،‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫كان هذا باملعنى‬ ‫قب َل انتسابها إلى العربية أم َ‬ ‫كانت األلفاظ املُعربة تحمله ْ‬ ‫األصلي الذي ِ‬ ‫ّ‬ ‫باملضمو ِن‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اللفظ‪.‬‬ ‫أعطته العربية لهذا‬ ‫ْ‬ ‫الجديد الذي‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫سية بمعنى‬ ‫ْ‬
‫العربية من الفار ِ‬ ‫ِ‬ ‫وفدت إلى‬ ‫"الديوان" التِّ‬ ‫ِ‬ ‫الجلية في هذا الباب كلمة‬ ‫ِ‬ ‫األمثلة‬
‫ِ‬ ‫ومن‬
‫دخلت بها إلى‬ ‫ْ‬ ‫غير تلك التِّ‬ ‫دالالت كثيرة َ‬ ‫ُ‬
‫تكتسب‬ ‫َ‬
‫اليوم‬ ‫الدفتر‪ ،‬غير أنها‬ ‫الصحف‪ ،‬أو‬ ‫ُمجتمع‬
‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ْ‬ ‫الكتاب الذي َي ْج ُ‬ ‫َ‬ ‫العربية ُ‬
‫مع بين دفتيه أشعارا‪ ،‬كقولنا ديوان املتنبِّ أو ديوان شوقي‬ ‫نذكر منها‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫كثير‪ٌ .‬‬ ‫وغير هذا املعنى ٌ‬ ‫وهكذا‪ُ ،‬‬
‫أجنبية‬
‫ٍ‬ ‫ألفاظ‬
‫ٍ‬ ‫تزدحم به لغتنا املعاصرة من‬ ‫التعريف ما‬ ‫ِ‬ ‫وغنِّ عن‬
‫الظاهرة كلمة‬ ‫مثل على هذه‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫ِ‬ ‫وأيسر ٍ‬ ‫األصلية‪،‬‬
‫ِ‬ ‫لغتها‬‫العربية أو من ِ‬ ‫ِ‬ ‫دالالت من‬ ‫ٍ‬ ‫اكتسبت‬
‫ُ‬ ‫يكاد ٌ‬ ‫الديمقراطية التِّ ال ُ‬
‫سلطانها‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ألسنة العرب املعاصرين ينجو من‬ ‫ِ‬ ‫لسان من‬ ‫ِ‬
‫هضم هذا‬ ‫ياتها في‬ ‫بل َح ُ‬ ‫بالدخيل‪ْ ،‬‬ ‫تفس ُد َّ‬ ‫يقول رمضان عبد التواب‪":‬وفي رأيي ّأن اللغة ال ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬
‫تعد َم ِزّية وخصيصة لها‪ ،‬إذا هي صاغ ْته على‬ ‫األجنبِّ‪ُ ،‬‬
‫ِ‬
‫ّ‬ ‫الكالم‬
‫ِ‬ ‫تمثل‬
‫لغة ما على ِ‬ ‫الدخيل؛ ألن َمقدرة ٍ‬
‫ّ‬
‫ِ‬
‫العلم‪ ،‬وال‬ ‫والتعريب ضرور ٌي‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬
‫لحياة ِ‬ ‫ِ‬ ‫روحها"([‪، ]10‬‬ ‫أوز ِانها‪ ،‬وصبته في قوالبها‪ ،‬ونفخت فيه من ِ‬
‫وص ْ‬ ‫بحروف معانيها وأفعالها َ‬ ‫خوف منه على كيان اللغة‪ ،‬فإنما اللغة قائمة ُ‬ ‫َ‬
‫وبيانها‬ ‫ونحوها‪ِ ،‬‬ ‫ِ‬ ‫ها‬ ‫ف‬
‫ِ‬ ‫ر‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫فكس َيتْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫قد التجأت إليها‪ِ ،‬‬ ‫غريبة عنها‪ِ ،‬‬ ‫ٍ‬ ‫مفردات‬
‫ٍ‬ ‫وخصائصها التِّ تمتاز بها‪ ،‬ال ببضع‬ ‫ِ‬ ‫وشعرها‪،‬‬ ‫ِ‬
‫ْ‬
‫الئها‪ ،‬حتى أصبحت منها ْ‬
‫وعليها‪.‬‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫بط ِ‬ ‫وطليت ِ‬ ‫سائها‪ِ ،‬‬ ‫ِبك ِ‬
‫نظرا النفجار املعرفة والثورة‬ ‫َّأما في العصر الحديث فقد زادت الحاجة إلى التعريب‪ً ،‬‬
‫أقر‬ ‫مما ساعد على زيادة استخدام املصطجحات الحضارية والعلمية‪ .‬وقد َّ‬ ‫العلمية والتقنية‪َّ ،‬‬
‫مجمع اللغة العربية بالقاهرة بالحاجة املاسة إلى التعريب وغيره من وسائل تنمية الثورة اللغوية‬
‫حرصا على اللغة‬ ‫ً‬ ‫قيد التعريب بالضرورة‪،‬‬ ‫عند نقل تلك املصطجحات العلمية إلى العربية‪ّ ،‬إال َّأن ُه َّ‬
‫العربية‪ ،‬لغة القرآن الكريم والتراث األدبي‪ ،‬حتى ال يفقد طبائعها وخصائصها‪ ،‬وتضيع في خضم‬

‫‪5‬‬
‫أمواج تيار األلفاظ األجنبية‪ .‬ولهذا فقد أجاز املجمع استعمال بعض األلفاظ األججمية عند‬
‫ُ َّ‬
‫الضرورة بعد تعريبها على طريقة العرب‪ .‬وال ضير للتعريب كما يقول األمير مصطفى الشهابى كلما‬
‫عربي ٍة ُت ُ‬
‫كلمة َّ‬ ‫الع ُ‬ ‫َّ‬
‫تعذ َر ُ‬ ‫ُ َّ‬ ‫َّ‬
‫الكلمات األجنبية‪ ،‬أو تعذر إيجاد‬ ‫ِ‬ ‫قابل‬ ‫ثور على ٍ‬ ‫مست الحاجة إليه‪ ،‬وكلما‬
‫كلمة عربية تفيد معناها بوسائل االشتقاق املعروفة([‪ . ]11‬أو كما يقول محمد هيثم الخياط‬
‫أشد ججمية من الكلمات الدخلية‪ ،‬أو يكون اللفظ‬ ‫حين تكون الكلمات العرابية األصلية املقترحة ّ‬
‫ّ‬
‫من األلفاظ التِّ اكتسبت صفة العاملية بدخوله كما في لغات العالم أو ُج ِلها([‪. ]12‬‬
‫ٌ‬
‫وكان ملجمع اللغة العربية بالقاهرة موقف من مصطجحات الحضارة‪ ،‬فقد مال إلى أن يسجل‬
‫مظانها‪ ،‬ثم يهذبها ويقر منها ما يرتضيه‪ ،‬وما ال سبيل إلى‬ ‫ما شاع من هذه األلفاظ‪ ،‬ويجمعها من ّ‬
‫ِ‬
‫ً‬
‫جهودا‬ ‫إقراره يدعه للزمن‪ ،‬لكي يصجح من شأنه‪ ،‬ويقوم من عوجه‪ .‬وقد كرست للمجامع العربية‬
‫ؤدي إلى تطوير اللغة للوفاء‬ ‫بأن هذا املوقف ُي ّ‬ ‫إيمانا منها َّ‬‫كبيرة لخدمة املصطجحات العلمية‪ ،‬وذلك ً‬
‫ِ‬
‫مما يدخل ضمن أهداف املجامع‪ ،‬وملعاونة‬ ‫بحاجات العالم‪ ،‬واملتطلبات العصرية املختلفة؛ َّ‬
‫حتى يمكن السير في طريق تعريب العلم‪،‬‬ ‫العلماء والباحثين على التأليف العليِّ باللغة العربية؛ َّ‬
‫والدراسة العلمية باللغة العربية‪.‬‬
‫مقصور على ما ورد في عصور االستشهاد اللغوي‪َّ .‬أما ما‬ ‫ٌ‬ ‫وقد رأى بعض العلماء أن التعريب‬
‫أكد ّأن املعرب‬ ‫سيى ُم َّول ًدا‪ .‬كما ّ‬ ‫ورد بعد عصر االحتجاج من الكلمات ذات األصل األججيِّ ُفي َّ‬
‫ماع([‪ ، ]13‬وال‬ ‫دليل على اقتصاره على َّ‬
‫الس‬ ‫كلمة‪ ،‬وقلته ٌ‬ ‫ألف ٍ‬ ‫الصحيح ال يزيد عدده في اللغة على ِ‬
‫ِ‬
‫اجعا إلى خشيتهم‬ ‫يجوز ملولدين أن يعربوا كالقدماء‪ .‬وقد يكون تبنِّ أولئك العلماء لهذا املوقف ر ً‬
‫من طغيان الكلمات األججمية على الفصحى‪.‬‬
‫كثيرا من األلفاظ املعربة في املصطجحات املختلفة‬ ‫أقر ً‬ ‫ولكن مجمع اللغة العربية بالقاهرة َّ‬
‫التِّ عالجها‪ ،‬كما أباح االشتقاق من هذه الكلمات‪ ،‬فشاع استخدام األلفاظ املعربة في‬
‫وات َ‬
‫فق‬ ‫املصطجحات‪ ،‬وزوال الحرج من املواقف على معربات لم يقرها العرب األقدمون([‪َّ . ]14‬‬
‫يضم علماء اللغة البارزين من مختلف الجنسيات على ضرورة‬ ‫لماء أعضاء هذا املجمع الذي ّ‬ ‫ُ‬
‫الع ُ‬
‫تنمية الثورة اللغوية العربية‪ ،‬وتطويعها ألداء املتطلبات الفكرية والحضارية للعرب في العصر‬
‫الحديث‪ ،‬وكذلك على صحة استعمال مصطجحات العلوم العرابية القديمة‪ ،‬على الرغم من أنها‬

‫‪6‬‬
‫مولدة‪ ،‬كما اتفق علماء املجمع أيضا على قبول األساليب املولدة‪ ،‬مادامت خاضعة لتراكيب‬
‫الجمل العرابية‪.‬‬
‫ُ‬
‫عالمات يعرف بها األلفاظ املعربة في اللغة العربية استنتجها من‬ ‫ٍ‬ ‫وذكر اإلمام السيوطي‬
‫مقارنة نسج األلفاظ العربية بنسج هذه األلفاظ املعربة‪ ،‬وهي([‪: ]15‬‬
‫‪ .1‬النقل بأن ينقل ذلك أحد أئمة العربية‪.‬‬
‫‪ .2‬خروجها عن أوزن األسماء العربية نحو ِإ ْي َرْي َسم‪ ،‬فإن مثل هذا الوزن مفقود في أبنية األسماء في‬
‫اللسان العربي‪.‬‬
‫َ‬
‫ثم راء نحو ن ْر َجس‪ ،‬فإن ذلك ال يكون في كلمة عربية‪.‬‬ ‫‪ .3‬أن يكون أولها نون ّ‬
‫ٓ‬
‫‪ .4‬أن يكون اخرها زاي بعد دال نحو املهندز‪ .‬فإن ذلك ال يكون في كلمة عربية‪.‬‬
‫ّ‬
‫والجص‪.‬‬ ‫‪ .5‬اجتماع الصاد والجيم نحو الصولجان‪،‬‬
‫خلو الكلمات الرباعية والخماسية من حروف الذالقة وهي الباء والراء والفاء وامليم والنون‪،‬‬ ‫‪ّ .6‬‬
‫نحو عقجش‪ .‬فإنه متى كانت عربية فال بد أن يكون فيها شيئ منها‪ ،‬نحو َس َف ْرجل‪ ،‬جحمرش‪.‬‬
‫ُّ‬ ‫َّ َّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫خيلة إلى اللغة العربية حتى تتوارى إلى‬ ‫األجنبي ِة الد ِ‬ ‫األلفاظ‬
‫ِ‬ ‫بعض‬‫ِ‬ ‫استعمال‬ ‫يشيع‬ ‫وقد‬
‫جانبها األلفاظ العربية األصلية ويندر استعماله‪ .‬ومن أمثلة ذلك استعمال العرب "اإلبريق" مكان‬
‫"التامورة"‪ ،‬و"امليزاب" مكان "املثعب"‪ ،‬و"املسك" مكان "املشموم"‪ ،‬و"الجاسوس" مكان‬
‫"السمسق" و"الباذنجان" مكان "الحدج"‪ ،‬و"الرصاص" مكان‬ ‫"الناطس"‪ ،‬و"الياسمين" مكان ّ‬
‫"الصرفان"([‪. ]16‬‬
‫املعربة‪ :‬الفردوس؛ أي‪ :‬البستان‪ ،‬والقسطاس؛ أي‪ :‬امليزان‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫‪ -‬ومن أمثلة األلفاظ الرومية‬
‫والقنطار؛ أي‪ :‬اثنا عشر ألف أوقية‪ ،‬والقسطال أي الغبار‪ ،‬وقومس أي األمير‪ ،‬واإلسفنط وهو‬
‫ضرب من الخمر‪.‬‬
‫‪ -‬ومن أمثلة األلفاظ السريانية املعربة‪ :‬فجج من فالغا‪:‬أي‪ :‬الفقير‪ ،‬والتأمور؛أي‪ :‬موضوع السر‪،‬‬
‫والدربخة؛أي‪ :‬اإلصغاء إلى الش ِّء‪.‬‬
‫‪ -‬ومن أمثلة األلفاظ الفارسية املعربة‪ :‬البستان‪ ،‬والبهرمان؛ أي‪ :‬لون أحمر‪ ،‬والقرمز؛ أي‪ :‬دود‬
‫ّ‬
‫يصبغ به‪ ،‬والقيروأن؛أي‪:‬الجماعة وأصله كاروان‪ ،‬والسراويل‪ ،‬والبط؛ أي‪:‬الطائر املعروف‪،‬‬
‫والجاموس‪،‬واملغنطيس‪ ،‬وللصولجان‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫الصيق؛أي‪ :‬الغبار‪ ،‬وأصله صديقا‪ ،‬والجداد؛ أي‪ :‬الخيوط‬ ‫ّ‬ ‫‪ -‬ومن األلفاظ النبطية املعربة‪:‬‬
‫املعقدة وأصله كداد‪.‬‬
‫‪ -‬ومن أمثلة األلفاظ الحبشية املعربة‪ :‬الهرج؛ أي‪ :‬القتل‪ .‬ومن أمثلة األلفاظ الهندية املعربة‪:‬‬
‫َ‬
‫االهل ْيناج([‪. ]17‬‬
‫ِ‬
‫‪ -‬ومن أمثلة األلفاظ اليونانية املعربة‪ :‬فلسفة‪ ،‬وترياق‪ ،‬وقولنج؛ أي‪ :‬نوع من املرض‪ ،‬قبرس؛ أي‪:‬‬
‫أجواد النحاس‪.‬‬
‫‪ -‬ومن أمثلة األلفاظ الالتينية املعربة‪ :‬بالط‪ ،‬وامبراطور‪ ،‬ودوق‪ ،‬وكونت‪ ،‬وقنصل‪ ،‬وبارحة‪ ،‬وبوق‪،‬‬
‫وكردوسة؛ أي‪ :‬طائفة من الخيل([‪. ]18‬‬
‫‪ -‬ومن أمثلة األلفاظ األجنبية املعاصرة املعربة‪ :‬السينما‪ّ ،‬‬
‫والتلفون‪ ،‬والتلفزيون أو التلفاز‪،‬‬
‫والتلغراف‪ ،‬ورادار‪،‬و املورفيم‪ ،‬واأللوفون‪ ،‬والسجارة‪ ،‬واستوديو‪ ،‬وبوتيك وما إلى ذلك‪.‬‬
‫غير َّأن بعض اللغويين العرب أطلقوا على مثل هذه األلفاظ اسم "التغريب" أي نقل اللفظ‬
‫أو التعبير األجنبِّ إلى العربية كما هو في لغته بغير تغيير دون أن تكون اللغة في حاجة إليه([‪. ]19‬‬
‫ً‬
‫وعاملت العرب األلفاظ املعربة معاملة األلفاظ العربية في االشتقاق منها؛ فمثال كلمة "لجام"‬
‫اشتق منها العربية‪ :‬ألجم تججم والفرس مججم‪ ،‬ومثل "تلفون" اشتق منها في العربية تلفن‪ ،‬ومثل‬
‫تعرف تلك األلفاظ‪ ،‬وتضاف ويضاف‬ ‫"تلفيزيون" اشتق منها في العربية تلفز وتلفزة‪ ،‬وكذلك قد ّ‬
‫إليها‪ ،‬وتثنى وتجمع‪ ،‬وتذكر وتؤنث وفق أوزان العرب وقوالبها‪.‬‬
‫وبالتعريب نستطيع إدخال ألفاظ أججمية إلى اللغة العربية كما في قولك‪( :‬بدروم وهو‬
‫القبو أو السرداب‪( .‬كبوت غطاء السيارة األمامي‪( .‬سندويتش شطيرة‪ ،‬أو فطيرة‪(.‬كتشب‬
‫طماطم‪ ،‬أو بندورة‪(.‬كمبيوتر حاسب آلي‪ ،‬أو حاسوب‪(.‬تلفزيون تلفاز‪ ،‬أو رائي أو مرناة‪(.‬تلفون‬
‫هاتف‪ .‬فاكس‪ :‬فقس‪(.‬ماصة طاولة‪(.‬بريك كابح السيارة‪( .‬دركسيون مقود السيارة‪...‬فهذا تعريب‬
‫أللفاظ شتى من كالم األعاجم‪ ،‬عربناه بإدخال مرادفه‪ ،‬أو ما يدل عليه‪ ،‬على اللغة العربية‪،‬‬
‫فأصبح ً‬
‫عربيا‪.‬‬

‫‪8‬‬

You might also like