You are on page 1of 38

‫ر‬

‫ماسي المهن القانونية والقضائية‬


‫الفوج الرابع‬
‫وحدة القانون الجنائ والسياسة الجنائية‬

‫عرض تحت عنوان‪:‬‬

‫جرائم مواقع التواصل االجتماعي‬

‫من إعداد الطالبات‪:‬‬


‫سهام لفحال‬
‫سلىم ر‬
‫الشيف‬
‫تحت رإشاف الدكتور‪:‬‬ ‫ازبيي‬
‫حنان ر‬
‫بدر الشيف‬ ‫ناهد بيدر‬
‫هند بنحادة‬

‫السنة الجامعية ‪2024/2023‬‬


‫تعتي المحرك‬‫تعد ثورة تكنولوجيا االتصال خطوة عمالقة شهدها العالم ف مسار تطوره‪ ،‬كما ر‬
‫التكنولوج‬
‫ر‬ ‫األساس لمختلف التطورات الالحقة األخرى ر‬
‫والت نعيشها ف الوقت الحال‪ ،‬فاالنفتاح‬
‫و اكتساح الرقمة ف جميع مناج الحياة‪ ،‬أدى إل انتقال المجتمعات من الواقع المادي إل الواقع‬
‫االلكيوئ لتحقيق التواصل االجتماع ربي‬‫ر‬ ‫ر‬
‫االفياض‪ ،‬ومع تزايد االعتماد عىل تقنيات االتصال‬
‫وتشي‬
‫ر‬ ‫أفراد المجتمع عموما و فئة الشباب خصوصا‪ ،‬ظهرت ما يسىم وسائل التواصل االجتماع‪،‬‬
‫الت تتيح التفاعل ربي األشخاص‪ ،‬حيث يشاركون أو يتبادلون‬ ‫األخية إل المنصات ر‬
‫ر‬ ‫هذه الكلمة‬
‫ر‬
‫المعلومات و األفكار ف مجتمعات و شبكات افياضية‪،1‬وقد ظهر أول موقع من مواقع التواصل‬
‫االنينت ف الواليات المتحدة األمريكية عىل شكل‬ ‫ر‬ ‫االجتماع ‪ theglpbe.com‬عىل شبكة‬
‫تجمعات عام ‪ ،1994‬و ف العام نفسه تاله موقع ‪ gerocities‬ومن تم تالههما موقع ‪tripod‬‬
‫سنة ‪ ،1995‬وركزت هذه المواقع عىل ربط لقاءات ربي االفراد للسماح لهم بالتفاعل من خالل‬
‫غرف الدردشة ‪ ،‬و تشارك المعلومات واالفكار الشخصية حول مواضيع مختلفة باستخدام وسائل‬
‫عي الصفحات وف أواخر التسعينيات ‪ ،‬صمم راندي كونرادز ‪Randy conrads‬‬ ‫شخصية ر‬
‫للنش ر‬
‫موقع "كالسمات‪.‬كوم" ‪ Classmates.com‬عام ‪ ، 1995‬و كان الهدف منه مساعدة الزمالء و‬
‫األصدقاء ‪ ،‬الذين جمعتهم الدراسة ف مراحل حياتية معينة وفرقتهم ظروف الحياة ف أماكن‬
‫متباعدة‪ ،‬و كان هذا الموقع يلت رغبة هؤالء األصدقاء والزمالء ف التواصل فيما بينهم ر‬
‫إلكيونيا‪.2‬‬ ‫ر‬
‫كي للملفات و‬ ‫ر‬
‫واستمرت هذه المواقع ف التطور إل أن وصل األمر إل إمكانية مشاركة المشي ر‬
‫أكي من ذلك فقد استغل اإلعالم هذه‬ ‫الصور وتبادل مقاطع الفيديو عيها بشعة فائقة ‪ ،‬بل و ر‬
‫ر‬
‫وغيها‪،‬‬ ‫ر‬
‫منيا ومنصة إعالمية رديفة للموقع االلكيوئ التقليدي و للقناة و اإلذاعة ر‬
‫الشبكات لتمثل ر‬
‫ر‬
‫والت تضم "الفيسبوك"‪" ،‬التويي"‪" ،‬التيكتوك"‪" ،‬مسنجر"‪،‬‬ ‫ويوجد العديد من هذه المواقع حاليا ر‬
‫متمية وتشكل محطات‬ ‫وغيها‪ ،‬وجميعها تقدم خدمات متنوعة و ر‬ ‫حت "الواتساب" ر‬ ‫"انستغرام" و ر‬
‫مهمة ف تطور العمل اإلعالم‪ ،‬وتعد هذه الوسائل أهم ما يمز العرص الحديث عن العصور السابقة‪،‬‬
‫حيث قلصت الفجوة ربي األمم‪ ،‬وسهلت التواصل ربي أفراد المجتمعات‪ ،‬فجعلت بذلك العالم‬
‫عي القارات‪،‬‬ ‫ر‬
‫صغية باعتبار مواقع التواصل االجتماع ال تعيف بالحدود الجغرافية ر‬ ‫ر‬ ‫يبدو كقرية‬
‫المجرمي‬
‫ر‬ ‫غي أن ذلك تجاوز األهداف المنشودة ف استغالل هذه المنصات وتمادى المتطفلون و‬ ‫ر‬
‫و أصحاب النيات السيئة ‪ ،‬فظهر تبعا لذلك نمط جديد من اإلجرام‪ ،‬تجسد ف انتشار الجرائم‬

‫‪ 1‬تعرف موسوعة ويكيبيديا مواقع التواصل اال جتماعي‪ ،‬بأنها تلك المواقع على الشبكة العنكبوتية التي تتيح لمستخدميها وضع صفحة‬
‫شخصية عامة معروفة‪ ،‬وتتيح إمكانية تكوين عالقات شخصية مع المستخدمين االخرين‪ ،‬الذين يقومون بالدخول على تلك الصفحات‬
‫الشخصية‪ .‬كما يمكن تعريفها بتلك الصفحات التي تشمل التفاعل بين االعضاء المشتركين فيها و تهدف إلى توفير مختلف وسائل االهتمام‬
‫و المساعدة على التفاعل بين اال عضاء من خالل المراسلة الفورية‪ ،‬الفيديو‪ ،‬الدردشة‪ ،‬تبادل الملفات‪ ،‬مجموعة للنقاش‪ ،‬البريد االلكتروني و‬
‫المدونات ‪ ...‬أو هي مواقع إلكترونية ذات طابع اجتماعي تقدم واقعا افتراضيا اللتقاء المعارف و االصدقاء واالهل يحاكي الواقع الطبيعي‬
‫من خالل تكوين شبكة من اال صدقاء من كافة أنحاء العالم‪ ،‬أما التعريف االجرائي لمواقع التواصل االجتماعي ‪ ،‬فهو يعبر عن تلك المواقع‬
‫على الشبكة العنكبوتية التي تسمح بتواصل الناس و تبادل معلوماتهم الشخصية أو ط رح نتاجهم الفكري أو العلمي أو وضع صور يرون‬
‫أنها تستحق أن يراها غيرهم‪.‬‬
‫‪ 2‬سناء السرحاني‪ ،‬الجرائم المرتكبة عبر مواقع التواصل اال جتماعي‪ ،‬بحث لنيل شهادة الماستر‪ ،‬ماستر الوسائل البديلة لفض المنازعات‪،‬‬
‫السنة الجامعية ‪ 2017/2018‬ص‪25/24‬‬
‫‪1‬‬
‫تعتي‬ ‫عي منصات مواقع التواصل االجتماع ر‬ ‫ر‬
‫االلكيونية‪ ،‬وخاصة تلك الجرائم ر‬
‫والت ر‬ ‫الت ترتكب ر‬
‫أكي السلبيات ر‬
‫الت خلفتها الثورة المعلوماتية‪ ،‬لكون هذه الجرائم تشمل ف اعتداءاتها قيمة‬ ‫من ر‬
‫جوهرية تخص االفراد والمؤسسات ر‬
‫وحت الدول ف كافة نواج الحياة‪.‬‬
‫ر‬
‫المعلومائ عىل وسيلة‬ ‫وباعتبار جرائم مواقع التواصل االجتماع تحتاج لقيامها توفر المجرم‬
‫االنينت وتتضمن معطيات آلية‪ ،‬فقد صنف القضاء هذه الجرائم ضمن‬ ‫االلكيونية تربطه بشبكة ر‬
‫ر‬
‫بالتأطي والتنظيم‬ ‫ر‬
‫االلكيونية‬ ‫المغرئ قد تصدى للجريمة‬ ‫الجرائم المعلوماتية‪3‬؛وإذا كان ر‬
‫المشع‬
‫ر‬ ‫ر‬
‫القواني الخاصة‪ ،‬فإنه لم يعمد إل وضع إطار واضح أو تعريف محدد‬ ‫ر‬ ‫من خالل مجموعة من‬
‫يبف من اختصاص الفقه والقضاء من جهة‪ ،‬ومن‬ ‫االلكيونية ‪ ،‬وقد أحسن صنعا ألن ذلك ر‬
‫ر‬ ‫للجريمة‬
‫حت ال يقيد نفسه بأفعال و أوصاف حرصية تعرف تطورات الحقة و تنأى بالتال عن‬ ‫جهة ثانية ر‬
‫كبي من طرف الفقه الجنائ‬ ‫العقاب و الردع‪ ،‬و قد حض هذا النوع من الجرائم بالمقابل باهتمام ر‬
‫الذي حاول إحاطتها بتعاريف عديدة تعكس مقاربتها من زوايا مختلفة‪ ،‬فقد عرفها جانب من الفقه‬
‫اآلل ونظم المعلومات‬
‫الت تتطلب إلمام خاص بتقنيات الحاسب ي‬ ‫بأنها ذلك النوع من الجرائم ي‬
‫ام‬ ‫‪4‬‬
‫الرتكابها أو التحقيق فيها ومقاضاة فاعليها ‪ ،‬كما عرفها جانب آخر من الفقه بأنه نشاط إجر ي‬
‫ر‬
‫مباشة أو‬ ‫الرقم و شبكة االنتنت بطريقة‬ ‫اآلل‬
‫ي‬ ‫تستخدم فيه التقنية اإللكتونية الحاسوب ي‬
‫ام المستهدف‪.6‘5‬‬ ‫ر‬
‫غت مباشة كوسيلة لتنفيذ الفعل اإلجر ي‬ ‫ر‬
‫أما جريمة مواقع التواصل االجتماع‪ ،‬فإنها لم تحض بدراسة كافية ولم تلهم الفقه والقضاء‬
‫وغت‬
‫األخية بأنها ذلك السلوك المنحرف ر‬ ‫ر‬ ‫لتقديم تعريف خاص لها‪ ،‬وعليه يمكننا أن نعرف هذه‬
‫االجتماع‪ ،‬بهدف‬ ‫عت شبكة منصات التواصل‬ ‫المشوع الذي يرتكبه المجرم المعلوما يت ر‬‫ر‬
‫ي‬
‫ر‬
‫ر‬
‫بالمجت عليهم أفرادا كانوا أو مؤسسات أو‬
‫ي‬ ‫تحقيق أهداف إجرامية معينة تتمثل يف إلحاق رضر‬
‫غت ر‬ ‫ر‬ ‫هيئات‪ ،‬وسواء كان هذا ر‬
‫مشوعة كنتيجة‬ ‫الضر ماديا أو معنويا أو يتجىل يف كسب أموال ر‬
‫االجتماع‪.‬‬ ‫ر‬
‫ي‬ ‫ام يف جريم مواقع التواصل‬‫للفعل اإلجر ي‬
‫االلكيونية بعدة حقب تاريخية تبعا لتطور تقنيات استخداماتها‪ ،‬فف‬‫ر‬ ‫وقد مرت الجريمة‬
‫المرحلة األول من شيوع استخدام الكمبيوتر ف الستينات ومن ثم السبعينات‪ ،‬ظهرت أول‬
‫معالجات بما يسىم بجرائم الكمبيوتر و اقترصت عىل معالجة المقاالت و المواد الصحافية ر‬
‫الت‬
‫ر‬
‫المعلومائ و االستخدام‬ ‫تدمي أنظمة الكمبيوتر و التجسس‬
‫تناقش التالعب ف البيانات المخزنة و ر‬
‫المشوع للبيانات ف نظم الكمبيوتر‪ ،‬و شهد التاري خ عدة جرائم دشنت لعهد الجريمة‬ ‫ر‬ ‫غي‬‫ر‬
‫المعلوماتية منذ اعتداء بعض الطلبة بكندا عىل األنظمة المعلوماتية و البيانات المخزنة فيها‬
‫بالجامعة سنة ‪ ،1969‬أما بالمغرب فقد ظهرت أول ارهاصات الجريمة المعلوماتية ف بداية‬
‫المغرئ العديد من القضايا المرتبطة‬
‫ر‬ ‫الثمانينات من القرن الماض عندما عرض عىل القضاء‬

‫‪ 3‬حيث عرفت محكمة النقض في قرارها عدد ‪ 1/681‬المؤرخ في ‪ 3‬غشت ‪ 2011‬نظام المعالجة االلية للمعطيات‪" :‬على أنه كل مركب‬
‫يتكون من وحدة أو مجموع وحدات معالجة تتكون من الذاكرة والبرامج والمعطيات وأجهزة الربط واالدخال االخراج‪ ،‬تربط بنها مجموعة‬
‫من العالقات عن طريق تحقيق نتيجة معينة وهي معالجة المعطيات شريطة أن يكون ذلك المركب خاضعا لنظام الحماية‪ ،‬وبما أن حسابات‬
‫مواقع التواصل اال جتماعي التي اخترقها المتهم تخضع للتعريف أعاله‪ ،‬فهي تعتبر أنظمة للمعالجة االلية للمعطيات"‪ .‬أورد في حيثيات‬
‫حكم صادر عن المحكمة االبتدائية بالقنيطرة عدد ‪ 2151‬في ملف رقم ‪ 23/2103/1817‬بتاريخ ‪.2023-12-11‬‬
‫‪ 4‬الدارس عبد هللا عبد لكريم عبد هللا‪.‬‬
‫‪ 5‬الدارس كحلوش علي‪.‬‬
‫‪6‬سناء السرحاني‪ ،‬مرجع سابق ص‪.14‬‬
‫‪2‬‬
‫ر‬
‫بالمشع‬ ‫تشيع مهول‪ ،7‬وهذا ما دفع‬ ‫والت عجز عىل التعامل معها أمام فراغ ر‬
‫بالجريمة المعلوماتية ر‬
‫الجنائ بوضع ترسانة قانونية لسد هذا الفراغ‪ ،‬تتمثل باإلضافة إل مجموعة القانون الجنائ‪ ،‬ف‬
‫قواني خاصة كقانون ‪ 07.03‬المتعلق بجرائم المتعلقة بالمعالجة اآللية للمعطيات‪ ،‬قانون‬ ‫ر‬ ‫عدة‬
‫‪ 103.13‬المتعلق بمحاربة العنف ضد النساء‪ ،‬قانون ‪ 88.13‬المتعلق بالصحافة و ر‬
‫النش‪ ،‬وآخرها‬
‫المغرئ‬ ‫نشي للدستور‬ ‫مشوع قانون ‪ 22.20‬المتعلق بمواقع التواصل االجتماع‪ ،8‬كما ال يفوتنا أن ر‬ ‫ر‬
‫ر‬
‫‪ 2011‬باعتباره القانون األسىم ف بالدنا‪ ،‬الذي كفل الحماية الدستورية والقانونية للحقوق و‬
‫ر‬
‫الحريات الفردية ف الفصل ‪ 24‬حيث نص عىل أنه‪ ":‬لكل شخص الحق يف حماية حياته‬
‫الخاصة‪...‬ال تنتهك شية االتصاالت الشخصية‪ ،‬كيفما كان شكلها‪ ،‬وال يمكن التخيص‬
‫قضات‪ ،‬ووفق‬ ‫نشها‪ ،‬كال أو بعضا‪ ،‬أو باستعمالها ضد أي كان‪ ،‬إال بأمر‬ ‫باالطالع عىل مضمونها أو ر‬
‫ي‬
‫الت ينص عليها القانون‪"..‬‬ ‫ر‬
‫الشوط والكيفيات ي‬
‫عي مواقع التواصل االجتماع يحظ بأهمية‬ ‫وبناء عىل ما سبق‪ ،‬فإن موضوع الجرائم المرتكبة ر‬
‫بالغة نستشفها من عدة نواج‪ ،‬سواء من الناحية العلمية أو من الناحية العملية‪.‬‬

‫تثي شبكات التواصل االجتماع عدة مشاكل قانونية‪ ،‬فقد يساء‬ ‫فمن الناحية العلمية ر‬
‫غي مرئية ف‬
‫األخية جرائم ر‬
‫ر‬ ‫استخدامها فتصبح بذلك مشحا الرتكاب جرائم عن بعد وتكون هذه‬
‫مجرمي بغية توظيفهم الرتكاب جرائم ف العالم المرئ‪،‬‬ ‫افياض‪ ،‬أو تكون محال الستقطاب‬ ‫عالم ر‬
‫ر‬
‫تثيه من إشكاليات عملية كتحديد االختصاص القضائ وكذا القانون الواجب‬ ‫باإلضافة إل ما ر‬
‫التطبيق إذا كانت الجريمة المرتكبة عابرة للحدود‪.‬‬

‫تثي‬
‫تكت جرائم مواقع التواصل االجتماع ر‬
‫عالوة عىل ذلك فإن اإلجراءات المتبعة ف مالحقة مر ر‬
‫حت صدور الحكم‪ ،‬خاصة فيما يتعلق بإثبات‬‫العديد من اإلشكاالت القانونية‪ ،‬بدء من جمع األدلة ر‬
‫عي هذه المواقع وصالحية الدليل الرقىم لإلثبات واألخذ بها من طرف القاض‬ ‫الجرائم المرتكبة ر‬
‫الجنائ‪.‬‬
‫الت يضعها ر‬
‫المشع‬ ‫أما من الناحية العملية‪ :‬فتتمثل ف بيان أسس الحماية القانونية واإلجرائية ر‬
‫المغرئ للحد من االعتداء عىل الخصوصية الشخصية لمستخدم مواقع التواصل االجتماع‪،‬‬ ‫ر‬
‫ر‬
‫المغرئ والتشي ع الدول فيما يتعلق بالتجريم والعقاب‪ ،‬وكذا‬ ‫ر‬
‫وإيضاح الفوارق ربي ما تبناه المشع‬
‫ر‬
‫معرفة مدى كفاية النصوص الجنائية الحالية لمكافحة هذه الجرائم وردع مرتكبيها‪.‬‬

‫‪ 7‬عز الدين الدياني الجرائم المرتكبة عبر المواقع التواصل االجتماعي‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم الماستر في القانون الخاص تخصص القانون‬
‫الجنائي والتعاون الجنائي الدولي السنة الجامعية ‪ 2022/2021‬ص ‪.10‬‬
‫‪ 8‬في ‪ 19‬مارس ‪ ،2020‬وافق مجلس الحكومة على مشروع القانون رقم ‪ 22.20‬بشأن استخدام مواقع االجتماعية أو شبكات البث المفتوحة‬
‫أو الشبكات المماثلة‪ ،‬والذي قدمه وزير العدل‪ .‬وبحسب وزير العدل‪ ،‬فإن النص يهدف إلى سد ثغرة قانونية من أجل مكافحة المعلومات‬
‫الخاطئة بشكل أكثر فاعلية‪ ،‬ومواءمة التشريعات المغربية مع اتفاقية بودابست بشأن الجرائم السيبرانية‪ ،‬التي صادق عليها المغرب‪ ،‬اال ان‬
‫ا‬
‫تحليال قانونياا‬ ‫المشروع تعرض لالنتقاد ففي ‪ 4‬يونيو ‪ ،2020‬قدمت منظمة المادة ‪( 19‬شرق االوسط وشمال أفريقيا) ومنا لحقوق االنسان‬
‫لمشروع القانون المثير للجدل حول مواقع التواصل االجتماعي إلى مقرر االمم المتحدة الخاص المعني بتعزيز وحماية الحق في حرية‬
‫الرأي والتعبير‪ .‬يحتوي النص على العديد من االحكام التي ال تتماشى مع المعايير الدولية بشأن حرية التعبير على االنترنت‪ .‬يمنح سلطات‬
‫مفرطة لمزودي الخدمات واالدارة مع تجريم الدعوات للمقاطعة ونشر "االخبار الزائفة"‪.‬‬
‫وقد طالبت المادة ‪( 19‬شرق االوسط وشمال أفريقيا) ومنا لحقوق االنسان بسحب هذا النص فوراا من قبل الحكومة المغربية‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫تأطت‬
‫ر‬ ‫المغرت‬ ‫ر‬
‫المشع‬ ‫استنادا إل ما سبق‪ ،‬يمكننا طرح اإلشكالية التالية‪ :‬إل أي حد استطاع‬
‫ري‬
‫االجتماع ومواجهتها؟‬
‫ي‬ ‫جرائم مواقع التواصل‬
‫وتنبثق من هذه اإلشكالية مجموعة من الفرضيات ر‬
‫الت تتطلب اإلجابة عنها‪:‬‬

‫عي مواقع التواصل االجتماع األصل فيها أنها تقليدية‪ ،‬لكن الجديد فيها‬
‫*الجرائم المرتكبة ر‬
‫تكت هذه الجرائم‪.‬‬ ‫ر‬ ‫ر‬
‫غي مرئ ونفس الشء ينطبق عىل مر ر‬ ‫هو أن مشح الجريمة أصبح افياضيا ر‬
‫*قصور النصوص القانونية المنظمة لجرائم مواقع التواصل االجتماع‪.‬‬
‫ر‬
‫االلكيوئ يسهل التخلص‬ ‫*إشكالية اإلثبات واستخالص األدلة‪ ،‬وذلك راجع أوال لكون الدليل‬
‫الخية الفنية والتقنية لدى ر‬
‫الشطة القضائية‪.‬‬ ‫منه‪ ،‬ثم من ناحية أخرى راجع للنقص ف ر‬
‫*كيفية التعامل مع جرائم مواقع التواصل االجتماع العابرة للحدود‪.‬‬
‫تكت الجريمة أقل من عدد الجرائم نفسها‪.‬‬
‫*عدد الشكايات ضد مر ر‬
‫لإلجابة عىل كل ما سبق‪ ،‬ارتأينا اعتماد المنهج التحليىل‪ ،‬وذلك بغية تحليل النصوص ر‬
‫التشيعية‬
‫عي مواقع التواصل االجتماع‪ ،‬وكذا المنهج المقارن من خالل‬ ‫الوطنية لبعض الجرائم المرتكبة ر‬
‫نظيتها الدولية‪ ،‬ثم المنهج النقدي أحيانا لتقييم‬
‫واني الوطنية مع ر‬
‫مقارنة بعض مقتضيات الق ر‬
‫ر‬ ‫بعض النصوص الجنائية‪ ،‬واستجالء النواقص ر‬
‫الت تعيي ها‪.‬‬
‫مبحثي‪:‬‬
‫ر‬ ‫وبناء عليه‪ ،‬سنتناول موضوع عرضنا ف‬
‫االجتماع‬
‫ي‬ ‫*المبحث األول‪ :‬صور جرائم مواقع التواصل‬
‫ر‬ ‫*المبحث ر‬
‫االجتماع‬
‫ي‬ ‫الثات‪ :‬اإلثبات والمكافحة يف جرائم مواقع التواصل‬
‫ي‬

‫‪4‬‬
‫االجتماع‬
‫ي‬ ‫المبحث األول‪ :‬صور جرائم مواقع التواصل‬
‫أمرا ر ً‬
‫مثيا للقلق‪ ،‬حيث يمكن أن‬ ‫لنش صور الجرائم ً‬‫عتي استخدام مواقع التواصل االجتماع ر‬ ‫ُ‬
‫ي ر‬
‫ونش األعمال اإلجرامية بشعة واسعة االنتشار‪ ،‬وقد تتخذ هذه‬ ‫ُتستخدم هذه المنصات لتوثيق ر‬
‫الجرائم صور مختلفة من بينها جرائم االعتداء عىل أمن الدولة والنظام العام (المطلب األول)‪،‬‬
‫وجرائم االعتداء عىل األشخاص (المطلب الثائ)‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬جرائم االعتداء عىل أمن الدولة والنظام العام‬


‫ر‬
‫اإللكيوئ‬ ‫حيث سنتطرق ف الفقرة األول لجريمة االعتداء عىل أمن الدولة (جريمة اإلرهاب‬
‫نموذجا) عىل أن نخصص الفقرة الثانية للجرائم الماسة بالنظام العام‪.‬‬
‫ر‬
‫وت كجريمة من الجرائم الماسة بأمن الدولة‬ ‫الفقرة األول‪ :‬اإلرهاب االلكت ي‬
‫اإللكيوئ اآلن هو الهاجس الذي تعيشه معظم الدول ويتخوف منه األفراد‪،‬‬ ‫ر‬ ‫يعتي اإلرهاب‬
‫ر‬
‫وتحظ بجذب انتباه الناس عىل اختالف مستوياتهم وميوالتهم ومواقع وجودهم عىل ظهر‬
‫األرض‪ ،‬ورغم أن اإلرهاب قديم قدم التاري خ‪ 9‬إال أن أنه ف الوقت الحاض اتخذ بعدا جديدا ر‬
‫مثيا‬
‫ً‬
‫للقلق‪ ،‬خصوصا بعد انتشار التنقية الحديثة بصورة مذهلة بشكل مكن اإلرهابيون من تنفيذ‬
‫عمليات دموية مدمرة بأقل مجهود ودون تمكن الجهات األمنية من منعهم ابتداء أو ضبطهم بعد‬
‫ذلك‪.‬‬
‫ر‬ ‫ر‬
‫اإللكيوئ عبارة عن عملية تتمثل يف توظيف شبكة اإلنتنت بوسائلها المختلفة‬ ‫فاإلرهاب‬
‫ر‬
‫والخدمات اإللكتونية المرتبطة من خاللها ف ر‬
‫نش وبث واستقبال وإنشاء المواقع والخدمات‬ ‫ي‬
‫الت تسهل انتقال وتروي ج المواد الفكرية المغذية للتطرف الفكري وخاصة المحرضة عىل‬ ‫ي‬
‫الت تتبت وتشجع كل ما من شأنه توسيع دائرة تروي ج مثل‬ ‫ر‬
‫العنف أيا كان الشخص أو الجماعة ي‬
‫هذه األفكار المتطرفة‪ٍ 10‬وتلعب مواقع التواصل االجتماع دور ر‬
‫كبي ف تنفيذ اإلرهابيون لعملياتهم‬
‫كبي‬ ‫اإللكيوئ من ربي أخطر الجرائم ر‬ ‫ر‬ ‫المدمرة‪ .‬وبالتال تعد جريمة اإلرهاب‬
‫الت تمس وبشكل ر‬
‫بالدولة وتزعزع أمنها‪.‬‬
‫ً‬
‫إال أن القانون الدول لم يعظ تعريفا واضحا ومنهجا مفيدا للتعامل مع هذا النوع من اإلرهاب‪،‬‬
‫اإلنينت دول العالم بأشه أصبح من‬ ‫الذي يمكن اعتباره أداة إرهابية خطية جدا‪ ،‬فمع دخول ر‬
‫ر‬
‫الصعوبة بمكان ضبط وكشف هذه الجرائم نظرا لكونها عابرة للحدود‪ ،‬وتتسم بشعة فائقة ف‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫االنتشار دون رقابة من الدولة ‪ ،‬مما جعل هذا النوع من اإلرهاب يمثل تهديدا حقيقيا يهدد أمن‬
‫بتدمي أساليب الدفاعات الوطنية واالقتصادية‬
‫ر‬ ‫وسالمة المجتمع الدول كله‪ ،‬عن طريق التهديد‬

‫ۗ‬ ‫ۗ‬ ‫‪ 9‬يقول هللا تعالى ‪":‬‬


‫سورة اإلسراء اآلية ‪ ،33‬وقال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم ‪":‬ال يحل لمسلم أن يروع مسلما" األلباني‪.‬‬
‫‪ 10‬الموقع الرسمي للجزيرة‪،‬‬
‫‪https://www.aljazeera.net/blogs/2019/3/22/%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B1%D9%87%D8‬‬
‫‪%A7%D8%A8-‬‬
‫‪%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%84%D9%83%D8%AA%D8%B1%D9%88%D9%86%D9%8A‬‬
‫‪-%D9%81%D9%8A-%D8%B3%D9%8A%D8%A7%D9%82-‬‬
‫‪ %D9%85%D8%AC%D8%B2%D8%B1%D8%A9‬تاريخ االطالع ‪ 2024/3/7‬على الساعة ‪.7:49‬‬
‫‪5‬‬
‫اليامج المعلوماتية وإتالف مختلف‬
‫لتدمي ر‬
‫ر‬ ‫والفيوسات‬
‫ر‬ ‫للدول والعوائد المالية باستخدام الخطط‬
‫واليامج المعلوماتية ألي دولة مهما كانت شيتها‪.11‬‬
‫البيانات ر‬
‫ونشها من خالل الشبكة‬ ‫ر‬
‫اإللكيونية نجد تبادل المعلومات اإلرهابية ر‬ ‫ومن ربي مظاهر الجريمة‬
‫ر‬
‫تدمي المواقع والبيانات اإللكيونية والنظم‬ ‫ر‬
‫المعلوماتية‪ ،‬إنشاء المواقع اإلرهابية اإللكيونية‪،‬‬
‫ر‬
‫ر‬ ‫ر‬
‫اإللكيوئ‪ ،‬التجسس اإللكيوئ‪.‬‬ ‫المعلوماتية‪ ،‬التهديد ر‬
‫واليوي ع‬
‫ر‬
‫المعلومائ‪ ،‬كوسيلة للقيام بأفعال‬ ‫ويعتي قانون ‪ 03-03‬أول قانون تضمن إشارة ضيحة لإلجرام‬
‫ر‬
‫الخطي العام بواسطة‬
‫ر‬ ‫ر‬
‫إرهابية لها عالقة عمدية بمشوع فردي أو جماع يهدف إل المس‬
‫التخويف‪.‬‬
‫ر‬
‫اإللكيونية ف‬ ‫نشي عىل أن المغرب وقع عىل «اتفاقية بودابست» لمحاربة الجريمة‬
‫ويجب أن ر‬
‫اليوتوكول اإلضاف الثائ الملحق باتفاقية‬
‫ماي ‪ 2022‬ف المؤتمر الدول حول التوقيع عىل ر‬
‫‪12‬‬
‫(الشق األوسط)‬ ‫بودابست» بمدينة ر‬
‫اسياسبورغ الفرنسية ر‬
‫ر‬
‫اإللكيوئ ال تختلف ف أركانها عن جريمة اإلرهاب بالمعت التقليدي‪ ،‬إال من‬ ‫إن جريمة اإلرهاب‬
‫الت تستخدم ف ارتكابها‪ ،‬فه تقوم عىل ركن قانوئ ثم ركن مادي وآخر‬ ‫حيث الوسيلة واألداة ر‬
‫معنوي‪.‬‬

‫أوال‪ :‬الركن القانوئ‬


‫اإللكيوئ وأثر ذلك عىل أمن واستقرار‬ ‫ر‬ ‫المغرئ لخطورة انتشار اإلرهاب‬ ‫و قد فطن ر‬
‫المشع‬
‫ر‬
‫مشوع القانون المتعلق باإلرهاب عىل المجلس‬ ‫المجتمع المغرئ‪ ،‬وقد ظهر ذلك مع عرض ر‬
‫ر‬
‫الوزاري بتاري خ ‪ 16‬يناير ‪ ،2003‬حيث وردت ألول مرة اإلشارة إل إمكانية ارتكاب أفعال إجرامية‬
‫المغرئ رقم‪-03‬‬
‫ر‬ ‫إرهابية عن طريق المعالجة اآللية للمعطيات‪ ،13‬وما يلفت النظر هو أن القانون‬
‫ر‬
‫المعلومائ كوسيلة للقيام‬ ‫يشي بشكل ضي ح لإلجرام‬ ‫‪ 03‬المتعلق باإلرهاب يعد أول ر‬
‫مغرئ ر‬
‫ر‬ ‫تشي ع‬
‫الخطي بالنظام العام‬
‫ر‬ ‫بمشوع فردي أو جماع يهدف إل المس‬ ‫بأفعال إرهابية لها عالقة عمدية ر‬
‫اليهيب أو العنف‪.‬‬‫بواسطة التخويف أو ر‬

‫‪ 11‬محمد أبو المجد محمد سليم ‪.‬بحث لنيل شهادة الماستر بعنوان المساهمة والتحريض على االرهاب االلكتروني عبر وسائل التواصل‬
‫اال لكتروني في الشريعة والقانون‪ .‬جامعة المنصورة كلية الحقوق الدراسات العليا قسم الشريعة االسالمية سنة ‪ 2021‬ص ‪.9‬‬
‫‪12‬‬

‫‪https://aawsat.com/home/article/3642276/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%BA%D8%B1%D8‬‬
‫‪%A8-%D9%8A%D9%88%D9%82%D9%91%D8%B9-%D8%B9%D9%84%D9%89-‬‬
‫‪%C2%AB%D8%A7%D8%AA%D9%81%D8%A7%D9%82%D9%8A%D8%A9-‬‬
‫‪%D8%A8%D9%88%D8%AF%D8%A7%D8%A8%D8%B3%D8%AA%C2%BB-‬‬
‫‪%D9%84%D9%85%D8%AD%D8%A7%D8%B1%D8%A8%D8%A9-‬‬
‫‪%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%B1%D9%8A%D9%85%D8%A9-‬‬
‫‪%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%84%D9%83%D8%AA%D8%B1%D9%88%D9%86%D9%8A‬‬
‫‪ %D8%A9‬تاريخ الزيارة ‪ 2024/03/12‬على الساعة ‪9:33‬‬
‫‪ 13‬جد أن الفقه الفرنسي عرف نظام المعالجة االلية للمعطيات بأنه كل مركب يتكون من وحدة أو مجموعة وحدات معالجة والتي تتكون‬
‫كل منها من الذاكرة والبرامج والمعطيات وأجهزة الربط والتي يربط بينها مجموعة من العالقات التي عن طريقها تحقق نتيجة معينة وهي‬
‫معالجة المعطيات على أن يكون هذا المركب خاضع لنظام الحماية الفنية‬
‫‪6‬‬
‫‪14‬‬
‫المغرئ المتعلق بمكافحة اإلرهاب ‪ 03-03‬و تحديدا ف الفصل ‪، 218-2‬‬
‫ر‬ ‫وباستقراء القانون‬
‫ر‬
‫المغرئ عاقب عىل استعمال وسائل إلعالم ومنها إللكيونية ف إلشادة بأعمال‬ ‫المشع‬‫نجد أن ر‬
‫ر‬
‫سنتي إل ست سنوات وبغرامة ربي‬‫ر‬ ‫اإلرهابية‪ ،‬وقد حدد الفصل المذكور العقوبة ف الحبس من‬
‫‪15.‬‬
‫‪ 10‬أالف و‪ 200‬ألف درهم‬
‫وقد جاء ف هذا الصدد ف التقرير السادس لرئاسة النيابة العامة لسنة ‪ ،2022‬أن عدد‬
‫المتابعي باإلشادة ف جريمة اإلرهاب قد بلغ ‪ 86‬شخص‪.‬‬
‫ر‬ ‫األشخاص‬
‫ثانيا‪ :‬الركن المادي‬
‫يتكون الركن المادي للجريمة من ثالثة عناض أساسية وتتمثل ف السلوك اإلجرام النتيجة‬
‫اإلجرامية العالقة السببية تربط ربي الفعل والنتيجة‪ ،‬فإذا اكتملت هذه العناض كما نص عليها‬
‫القانون تسىم جريمة تامة‪ .‬ولكن أحيانا ال تكتمل عناض الركن المادي فقد يبدل الجائ نشاطه‬
‫ر‬
‫ويأئ سلوكا إجراميا دون أن رتيتب عليه النتيجة وهو ما يسىم بالجريمة الناقصة‪.‬‬
‫ر‬
‫اإللكيوئ أن‬ ‫واليوي ع ر‬
‫وتفيض ف جريمة اإلرهاب‬ ‫ويتمثل السلوك اإلجرام ف أعمال التهديد ر‬
‫وتييره‬ ‫يقوم الجائ بالتنويه بالعمل اإلرهائ‪ ،‬وتحبيذ و تثمينه واعتباره عمال ايجابيا ر‬
‫ومشوعا‪ ،‬بل ر‬ ‫ر‬
‫‪16‬‬
‫عي مجموعة من الوسائل المستعملة ه نفسها المشار إليها ف الفصل ‪ 72‬من قانون الصحافة‬ ‫ر‬
‫ر‬
‫والنش رقم ‪17 .88.13‬‬

‫حي النتيجة اإلجرامية تتمثل ف إيذاء األشخاص وإلقاء الرعب بينهم أو تعريض حياتهم‬ ‫ف ر‬
‫وأمنهم للخطر‪ ،‬أو إلحاق الرصر بالمجتمع‪ .‬والرابطة السببية تتمثل ف أن يكون السلوك هو الذي‬
‫أدى إل تحقيق النتيجة المراد الوصول إليها‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬الركن المعنوي‬


‫ال يكف لتقري ر المسئولية الجنائية أن يصدر عن الجائ سلوك إجرام بل البد أن يتوافر ركن‬
‫معنوي‪ ،‬وهو الحالة النفسية للجائ وقت ارتكاب الجريمة‪ ،‬حيث ال تقوم الجريمة بدونه‪ ،‬فالبد‬
‫ر‬
‫اإللكيوئ من الجرائم‬ ‫من توافر اإلرادة لدى الجائ وقت ارتكاب الجريمة‪ ،‬وجريمة اإلرهاب‬
‫المقصودة وال رت يلزم توافر القصد الجنائ الرتكابها بشقيه ؛ القصد العام الذي يتكون من ارادة‬
‫الت يحددها‬‫الت تهدف إل تحقيق عمل يجرمه القانون مع علمه بكل العناض ر‬ ‫الفاعل او الجائ ر‬
‫القانون الجنائ‪ ،‬وكذلك قصد خاص وهو الهدف الذي يرم إليه الجائ من الفعل وهو تعريض‬

‫‪ 14‬الفصل ‪ 218.2‬من مجموعة القانون الجنائي" يعاقب بالحبس من سنتين إلى ست سنوات وبغرامة تتراوح بين ‪ 10.000‬و ‪200.000‬‬
‫درهم‪ ...‬يعاقب بنفس العقوبة كل من قام بالدعاية‪ ،‬أو اال شادة أو الترويج لفائدة شخص أو كيان أو تنظيم أو عصابة أو جماعة‪ ،‬إرهابية‬
‫بإحدى الوسائل المنصوص عليها في الفقرة االولى من هذه المادة‬
‫‪ 15‬سناء السرحاني‪ .‬رسالة لنيل شهادة الماستر في القانون الخاص (ماستـر‪ :‬الوسائل البديلة لفض المنازعات) تحت عنوان الجرائم المرتكبة‬
‫عبر مواقع التواصل االجتماعي‪ .‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية ‪-‬فاس‪ . 2018-2017.‬ص‪ 51‬و‪.52‬‬
‫‪ 16‬القانون رقم ‪ 88.13‬المتعلق بالصحافة والنشر الصادر بظهير شريف رقم ‪ 1.16.122‬صادر في ‪ 6‬ذي القعدة ‪ 10( 1437‬أغسطس‬
‫‪ )2016‬الصادر بالجريدة الرسمية عدد ‪ 15( 6491‬أغسطس ‪ )2016‬ص ‪.5966‬‬
‫‪ 17‬مراد بنار‪ .‬رسالة لنيل شهادة الماستر في القانون الخاص تخصص العلوم الجنائية واالمنية تحت عنوان “الجرائم المرتكبة عبر الوسائط‬
‫االلكتروني" بجامعة القاضي عياض كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية بمراكش‪ .‬سنة ‪.2018/2017‬ص‪.63‬‬
‫‪7‬‬
‫سالمة المجتمع وأمنه للخطر وإلقاء الرعب ربي الناس‪ ،18‬وبالتال فالمسلك الذهت والنفش هو‬
‫ر‬
‫اإللكيونية‪.‬‬ ‫األساس ف تكوين الركن المعنوي لجريمة اإلرهاب‬
‫*صور جريمة اإلرهاب اإللكتونية‪:‬‬

‫اإلنينت بطرق‬ ‫ان التنظيمات اإلرهابية تستخدم وسائل التواصل االجتماع وغيها من منصات ر‬
‫ر‬
‫عديدة‪ ،‬ال سيما ألغراض االتصاالت‪ ،‬وجمع المعلومات االستخباراتية‪ ،‬وتبادل المعلومات‪،‬‬
‫وغي ذلك من استخدامات‪ .‬وف عام ‪ 2014‬أشار أحد التقارير الصادرة عن‬ ‫والتجنيد‪ ،‬والتدريب‪ ،‬ر‬
‫مركز "سيمون ويزنتال‪ ،" Simon Wiesenthal‬ومقره "لوس أنجلوس" إل أن هناك ر‬
‫أكي من‬
‫إلكيوئ وحساب عىل مواقع التواصل االجتماع‪ ،‬تروج لإلرهاب ف‬ ‫ثالثي ألف منتدى وموقع ر‬
‫ر‬
‫الواليات المتحدة األمريكية وخارجها ويالحظ أن العديد من الجماعات اإلرهابية ف وسائل‬
‫التواصل االجتماع‪ ،‬تعيد توجيه األشخاص نحو منتدياتها‪ ،‬وتكشف باستمرار عن صفحات‬
‫وحسابات أعضاء هذه الجماعات والمجموعات عىل منصات التواصل االجتماع‪ ،‬مثل‪ :‬الفيس‬
‫ر‬
‫بوك‪،‬وتويي‪.‬‬
‫وتتواصل العديد من التنظيمات اإلرهابية والمتطرفة مع بعضها البعض فيما يتعلق بالمشاركات‬
‫المستخدمي البارزين لوسائل‬
‫ر‬ ‫ويعتي تنظيم الدولة اإلسالمية‪ 19 ،‬وحركة الشباب‪ ،20‬من‬
‫ر‬ ‫الدعائية‪،‬‬
‫الصي‪ ،‬وبعض‬ ‫ر‬
‫التواصل االجتماع‪ ،‬وخاصة عىل تويي‪ ،‬عالوة عىل ذلك‪ ،‬فإن مسلح اإليجور ف‬
‫ر‬
‫المستخدمي الوسائل‬ ‫التنظيمات المتطرفة المسلحة ف تايالند والقوقاز وغيهم‪ ،‬يعتيان من ر‬
‫أكي‬
‫ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬
‫التواصل االجتماع‪.‬‬
‫ر‬
‫اإللكيونية ف مواقع التواصل االجتماع‬ ‫اإللكيوئ صورة صور جرائم اإلرهاب‬ ‫ر‬ ‫ويعتي التهديد‬
‫ر‬
‫ر‬
‫عي اإلنينت من التهديد بالقتل لشخصيات سياسية‬ ‫حيث تعددت األساليب اإلرهابية ف التهديد ر‬
‫بتفجيات ف مراكز سياسية أو تجمعات رياضية‪ ،‬ثم التهديد بإطالق رفيوسات إلتالف‬ ‫ر‬ ‫إل التهديد‬
‫ر‬
‫اإللكيوئ ما قام به شاب أمريك يدع (جاهابر‬ ‫األنظمة المعلوماتية ف العالم‪ ،‬ومن أمثلة التهديد‬
‫عاما‪ ،‬حيث هدد مدير رشكة (مايكروسوفت ) بنسف ر‬ ‫ً‬
‫الشكة إذا لم يتم دفع‬ ‫جويل) البالغ ‪18‬‬
‫ر‬
‫ماليي دوالر‪ ،‬وبعد القبض عليه‪ ،‬عيوا ف حاسوبه اآلل عىل ملفات رقمية عدة تحتوي‬ ‫خمسة‬
‫ر‬
‫ر‬
‫عي اإلنينت‪.21‬‬‫عىل معلومات عن تصنيع القنابل تم إنزالها ر‬
‫اهقي‪،‬‬ ‫ر‬
‫اإلرهائ عىل استخدام األلعاب االلكيونية للتواصل مع االطفال والمر ر‬
‫ر‬ ‫ثم اعتمد تنظيم‬
‫ف محاولة لتجنيدهم ف صفوفهم‪ ،‬وسط تصاعد الدعوات إل الحد من هذه الظاهرة والتحذير‬

‫‪ 18‬محمد أبو المجد محمد سليم‪ .‬مرجع سابق‪.‬ص ‪.13‬‬


‫‪ 19‬الدولة االسالمية‪ ،‬تنظيم مسلَّح كان يعرف سابقاا بـ الدولة االسالمية في العراق والشام أو داعش‪ ،‬وهو ال ُمس َّمى الذي أطلقته قناة العربية‬
‫اختصارا لالسم القديم‪ .‬يتَّبع التنظيم فكر وعقيدة جماعات سلفية جهادية‪ ،‬وشكَّل خالل الفترة الممتدة بين ‪ 2014‬و‪ 2017‬شبه دولة سابقة‬ ‫ا‬
‫غير معترف بها دولياا‪.‬‬
‫‪ 20‬حركة "الشباب المجاهدين" فصيل صومالي مسلح له أسماء كثيرة أبرزها حرك ة الشباب الصومالية‪ ،‬والشباب أو المجاهدون‪ ،‬وحركة‬
‫المجاهدين‪ ،‬وحركة الشباب االسالمي‪ ،‬والشباب الجهادي‪ .‬صنفت الواليات المتحدة االميركية التنظيم عام ‪ 2006‬ضمن قائمة المنظمات‬
‫االرهابية التي تشكل تهديدا ألمن العالم‪ ،‬ورصدت مبالغ كبيرة لمن يدلي بمعلومات عن أبرز قادتها‪ ،‬ومنهم القيادي "أبو الزبير"‪.‬‬
‫‪ 21‬هشام بشير‪ .‬مقال تحت عنوان" االرهاب االلكتروني في ظل ثورة المعلومات" من موقع‬
‫‪https://araa.sa/index.php?view=article&id=244:2014-06-13-16-21-‬‬
‫‪ 131&Itemid=294&option=com_content‬تاريخ الزيارة ‪11‬مارس‪ 2024‬في الساعة ‪.5:01‬‬
‫‪8‬‬
‫من مخاطرها‪ ،‬حيث يتم التجنيد باستخدام اللعبة عن طريق تصميم شخصيات وأعالم‪ ،‬وإضافة‬
‫‪22‬‬
‫أصوات وتبديل الشعارات‬
‫نشي عىل انه انتقلنا لمحكمة االستئناف بالرباط (لكونها المحكمة المختصة ف‬
‫إال أنه يجب أن ر‬
‫ر‬
‫قضايا اإلرهاب) للحصول عىل قرارات قضائية ف موضوع الجرائم اإلرهاب االلكيونية اال أنه نظرا‬
‫لخطورة هذا الموضوع وعدم تقديم المساعدة من الجهة المختصة لم نستطيع الحصول عىل‬
‫قرارات قضائية لنعزز بها موضوعنا‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬جرائم االعتداء عىل النظام العام‪ -‬جرائم السب و القذف نموذجا‪-‬‬
‫عي أزمنتها المتعددة ومراحل‬ ‫والتعبي من أهم القضايا ر‬
‫الت الزمت اإلنسانية ر‬ ‫ر‬ ‫تعتي حرية الرأي‬
‫ر‬
‫حت أصبحت جزء من‬ ‫البشية من أجلها‪ ،‬ر‬
‫الت ناضلت ر‬ ‫تطورها المختلفة‪ ،‬فه من أثمن المطالب ر‬
‫عي مختلف العصور واألزمنة‪ ،‬وأضحت من الحقوق األساسية ر‬
‫الت يتمتع بها‬ ‫البشي ر‬‫النضال ر‬
‫االنسان‪ ،‬فه حق موضوع تحظ بأهمية خاصة ف المجتمعات الديمقراطية وتعد رشط أساسيا‬
‫ر‬
‫لرف المجتمع وانفتاحه‪.‬‬

‫والتعبي ومنها‬ ‫اعيفت بالحق ف الحرية الرأي‬ ‫التشيعات الحديثة قد ر‬ ‫لذلك نجد أن مختلف ر‬
‫ر‬
‫ارتف به إل مصارف الحقوق الدستورية‪ ،‬حيث يكفل الفصل ‪ 25‬من‬ ‫التشي ع المغرئ الذي ر‬ ‫ر‬
‫ر‬
‫والتعبي بجمع أشكالها كما يكفل أيضا حرية اإلبداع‪. 23‬‬
‫ر‬ ‫الدستور حرية الفكر والرأي‬
‫أما حرية الصحافة فه أيضا مضمونة بموجب الفصل ‪ 28‬من الدستور‪ ،‬وال يمكن تقييدها بأي‬
‫التعبي‪ ،‬ر‬
‫ونش األخبار واألفكار واآلراء‪ ،‬بكل‬ ‫ر‬ ‫شكل من األشكال الرقابة القبيلة‪ ،‬وللجميع الحق ف‬
‫غي قيد‪ ،‬ماعدا ما ينص عليه القانون ضاحة‪.‬‬‫حرية‪ ،‬ومن ر‬
‫المغرئ نجده يطلق العنان لحرية الصحافة وال يقيدها إال بما‬ ‫وباستقراء مقتضيات ر‬
‫التشي ع‬
‫ر‬
‫له مساس بالنظام العام أو المقدسات أو حرية اآلخرين وكرامتهم‪ .‬وهو بذلك ينسجم مع ما تقره‬
‫الت صادق عليها المغرب وعىل رأسها العهد الدول للحقوق‬ ‫به المواثيق الدولية وحقوق االنسان ر‬
‫المدنية والسياسية‪.24‬‬

‫والتعبي وضمان ممارستها ال يجب أن يتجاوز الحدود‬ ‫ر‬


‫االعياف بحرية الرأي‬ ‫غي أن هذا‬
‫ر‬ ‫ر‬
‫الغي واالعتداء عىل سمعته وكرامته‪ ،‬حيث هنا يصبح‬
‫المسموح بها ليصل إل المساس بحرية ر‬
‫ضبط هذا األمر واجبا‪ ،‬خاصة عندما يكون مجال ممارسة هذه الحرية هو وسائل التواصل‬
‫الت تستعمل من طرف جميع رشائح المجتمع‪ ،‬ومنهم من يطلق العنان لحريته ر‬
‫حت‬ ‫االجتماع ر‬
‫يقع تحت طائلة التجريم والعقاب بسب المساس بحرية اآلخرين‪.‬‬

‫‪ 22‬سناء السرحاني‪ .‬مرجع سابق‪ .‬ص‪.51‬‬


‫‪ 23‬الفصل ‪ 25‬من الدستور المغربي الذي ينص على " حرية الفكر والرأي والتعبير مكفولة بكل أشكالها ‪.‬‬
‫حرية االبداع والنشر والعرض في مجاالت االدب والفن والبحث العلمي والتقني مضمونة ‪".‬‬

‫‪ 24‬تنص المادة ‪ 19‬من العهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية " لكل انسان الحق في اعتناق االراء دون مضايقة ولكل انسان الحق في‬
‫حرية التعبير ‪" ......‬‬

‫‪9‬‬
‫فالمتصفح لصفحات المواقع التواصل االجتماع‪ ،‬سيالحظ بسهولة مدى انتشار حاالت لسوء‬
‫التعبي‬
‫ر‬ ‫استعمال هذه المواقع بحيث يتجاوز فيها بعد األشخاص الحدود المسموح بيها ف حرية‬
‫وينغمسون ف ارتكاب جرائم السب والقذف عي ر‬
‫االنينيت أو الهاتف سواء عن طريق المكالمات او‬ ‫ر‬
‫‪25‬‬
‫وغيها ‪ ،‬فمن أجل البحث‬ ‫الرسائل أو مواقع التواصل االجتماع مثل الفيس بوك‪ ،‬الواتس آب ر‬
‫أكي عدد ممكن من المشاهدات أصبح بعض األشخاص ال‬ ‫عن الشهرة بهدف الحصول عىل ر‬
‫غيهم بدون أخالق‬ ‫يميون ربي المباح والمحظور ‪ ،‬وال يضعون حدود لكالمهم فينهشون ف كرامة ر‬ ‫ر‬
‫المحامي إثر إصابته‬
‫ر‬ ‫ر‬
‫ضمي‪ ،‬كما حدث مثال بالنسبة للسيدة الت قامت بمهاجمة نقيب لهيئة‬ ‫ر‬ ‫وال‬
‫معتية ذلك عقاب إلهيا له ‪ ،‬ووجهت له ولزمالئه وابال من السب والشتم‬
‫ر‬ ‫بمرض كورونا المستجد‬
‫نشت مقطع فديو عىل قناتها ف اليوتيوب يتضمن ذلك ‪ ،‬مما‬ ‫بسبب مهنة المحاماة ‪ ،‬حيث ر‬
‫أدى إل متابعتها بتهمة إهانة محام بسبب قيامه بم هامه وإهانة هيئة منظمة وتوزي ع وقائع كاذبة‬
‫والتشهي بيهم ‪ ،‬وقد أدانتها المحكمة بناء عىل ذلك بسنة‬
‫ر‬ ‫بقصد المس بالحياة الخاصة لألشخاص‬
‫واحدة حبسا نافذا وغرامة مالية قدرها ‪ 500‬درهم‪.26‬‬
‫عي المواقع التواصل‬ ‫ر‬
‫وعليه فإن جرائم السب والشتم تعد من أكي الجرائم ارتكابا وسهولة ر‬
‫االجتماع‪ ،‬إذ أنها ترتكب بمجرد الضغط عىل أزرار الحاسوب أو الهاتف النقال دون الحاجة إل‬
‫يبف جالسا ف ميله أو ف أحد المقاه‬ ‫بذل مجهود عضىل ف التنقل من مكان إل آخر‪ ،‬فالجائ ر‬
‫وشف‬ ‫وإرادته تتجه إل ارتكاب جرائم القذف والسب بواسطة عبارات تمس وتخدش كرامة ر‬
‫المغرئ جريمة القذف ف الفصل ‪ 442‬من مجموعة القانون‬ ‫ر‬
‫المشع‬ ‫المجت عليه ‪.‬وقد عرف‬
‫ر‬
‫الجنائ عىل أنه " يعد قذفا ادعاء واقعة أو نسبتها إل شخص أو هيئة ‪ ،‬إذا كانت هذه الواقعة‬
‫الت نسبت إليها "‪ ،‬وجريمة السب ف الفصل ‪ 443‬من‬ ‫ر‬
‫تمس شف أو اعتبار الشخص أو هيئة ي‬
‫تحقت أو قدح ال يتضمن نسبة أي‬ ‫ر‬ ‫تعبت شائن أو عبارة‬
‫نفس القانون ويقصد به " يعد سبا كل ر‬
‫والنش‪ ،‬كما نص عىل عقوبتهم ف‬‫ر‬ ‫واقعة معينة " وهما نفس التعارف الوارد ف قانون الصحافة‬
‫ظهي ‪ 1.58.378‬المؤرخ ف ‪ 3‬جمادى األول‬ ‫الفصل ‪ 444‬من نفس القانون الذي يحيل عىل ر‬
‫المعتي بمثابة قانون الصحافة ‪.27‬‬
‫ر‬ ‫نوني ‪1958‬‬
‫‪ 1378‬موافق ‪ 15‬ر‬

‫‪ 25‬نجيب ميالد ‪ ،‬مقال حول ارتفاع جرائم السب والقذف عبر االنترنيت منشور على الموقع االلكتروني ‪.‬‬
‫‪..https/. www.alpawabhnews.com /3730016‬‬
‫‪ 26‬ـ حكم صادر عن المحكمة االبتدائية بمراكش بتاريخ ‪ 01‬يونيو ‪ 2020‬في الملف الجنحىي ‪.2020 /3712‬‬
‫‪ 4‬ـ راجع مقتضيات الفرع الرابع في حماية الشرف والحياة الخاصة لألفراد بالفصل الثاني من قانون الصحافة والنشر الجديد رقم ‪88.13‬‬
‫الصادر في ‪ 15‬أغسطس ‪ 2016‬بالجريدة الرسمية عدد ‪ 6491‬سالف الذكر ‪،‬وهي كالتالي ‪:‬‬
‫تنص المادة ‪ 83‬من قانون الصحافة والنشر على أنه " يقصد في مدلول هذا القانون ب‪:‬‬
‫القدف" يعد قذفا ادعاء واقعة أو نسبتها إلى شخص أو هيئة‪ ،‬إذا كانت هذه الواقعة تمس شرف أو اعتبار الشخص أو هيئة التي نسبت إليها‬
‫"ويقصد بالسب كل تعبير شائن أو مشين أو عبارة تحقيق حاطة من الكرامة أو قدح ال يتضمن نسبة أية واقعة معينة‪.‬‬
‫وتنص المادة ‪ 84‬من نفس القانون على أنه يعاقب من ‪ 100.000‬إلى ‪ 200.000‬درهم‪ .‬عن كل قذف يرتكب بإحدى الوسائل المبينة في‬
‫المادة ‪ ،‬في حق المجالس أو الهيئات القضائية أو المحاكم أو الجيوش البرية أو البحرية أو الجوية أو الهيئات المؤسسة أو المنظمة أو‬
‫اال دارات العمومية بالمغرب ‪.‬أو في حق وزير أو عدة وزراء من أجل مهامهم أو صفاتهم أو في حق موظف أو أحد رجال أو أعوان السلطة‬
‫العمومية أو كل شخص مكلف بمصلحة أو مهمة عمومية مؤقتة كانت أو مستمرة أو مساعد قضائي أو شاهد من جراء تأدية شهادته ‪.‬يعاقب‬
‫بغرامة من ‪ 5.000‬إلى ‪ 20.000‬درهم على السب الموجه بنفس الوسائل إلى الهيئات واالشخاص المنصوص عليهم في الفقرة االولى‬
‫أعاله" كما تنص المادة ‪ 85‬من نفس القانون يعاقب بغرامة من ‪ 10.000‬إلى ‪ 100.000‬درهم عن القدف الوجه إلى االفراد بإحدى‬
‫الوسائل المبينة في المادة ‪ 72‬ويعاقب بغرامة من ‪ 10.000‬إلى ‪ 50.000‬درهم السب الموجه إلى االفراد ‪.‬‬
‫المادة ‪ " 86‬ال تقبل أي دعوى بالقذف أو السبا ل ناتج عن نشر بيان صحيح صادر عن حسن نية حول المرافعات القضائية بالجلسات‬
‫العلنية للمحاكم وال عن المدكرات أو المحررات المدلى بيها امام المحاكم ‪".....‬‬

‫‪10‬‬
‫تقليديتي‪ 28‬و يمثالن اعتداء عىل‬
‫ر‬ ‫جريمتي‬
‫ر‬ ‫وتتفق جريمة القذف مع جريمة السب ف أن كالهما‬
‫رشف أو اعتبار الشخص المجت عليه‪ ،‬وتختلفان اختالفا أساسيا ف كون أن جريمة القذف تتحقق‬
‫بإسناد واقعة محددة إل المقذوف‪ ،‬بخالف السب الذي ال يشمل عىل اسناد واقعة محددة‪ ،‬وال‬
‫المشع ف السب أن يتضمن العبارات الثالثة مجتمعة ‪ :‬اإلهانة‪ ،‬االحتقار‪ ،‬الشتم بل‬ ‫يشيط ر‬ ‫ر‬
‫التعبي ‪.‬‬
‫ر‬ ‫يكف استعمال تناوبا إلضفاء صيغة السب عىل العبارة أو‬
‫المشع المغرئ يعاقب عىل ر‬
‫نش‬ ‫والنش نجد أن ر‬
‫ر‬ ‫وبالرجوع إل المادة ‪ 83‬من قانون الصحافة‬
‫ر‬
‫النش بصيغة الشك أو كان موجه إل‬‫حت لو ورد هذا ر‬ ‫مباشة أو عن طريق النقل ر‬ ‫القذف أو السب ر‬
‫النش بكيفية ضيحة ولكن يمكن تعرف عليها من‬ ‫شخص أو هيئة لم يعينها أو لم يحددها هذا ر‬
‫خالل العبارات الواردة ف الخطب أو صياح أو تهديدات أو المكتوبات أو المطبوعات أو الملصقات‬
‫تعتي الوقائع المثارة ف تعريف‬
‫المضامي المنشورة أو المبثوثة أو المذاعة‪ ،‬وال ر‬
‫ر‬ ‫المجرمة وكذا‬
‫موجهة لتحريك دعوى القذف إال إذا كانت وقائع يعاقب عليها القانون‪.‬‬

‫العاديي واعتبارهم‪ .‬بل قد ترتكب‬


‫ر‬ ‫فجرائم السب والقذف ال تمس فقط كرامة األشخاص‬
‫إلساءة للدين اإلسالم أو تمس بالحياة الخاصة لشخص الملك أو ول العهد‪ ،‬فبالرجوع للفصل‬
‫ر ر‬
‫سنتي‬ ‫‪ 179‬من القانون الجنائ نجده ينص عىل ما يىل " يعاقب بالحبس من ستة أشهر إل‬
‫ر ر‬
‫العقوبتي ‪ ،‬كل من ارتكب قذفا أو‬ ‫وبغرامة من ‪ 20.000‬إل ‪ 200.000‬درهم أو إحدى ر ر‬
‫هاتي‬
‫التوقت‬
‫ر‬ ‫وال العهد ‪ ،‬أو أخل بواجب‬
‫سبا أو مسا بالحياة الخاصة ‪ ،‬لشخص الملك أو لشخص ي‬
‫واالحتام لشخص الملك" ‪.‬‬

‫ويعاقب بالحبس من ثالثة أشهر إل سنة وبغرامة من ‪ 10.000‬إل ‪ 100.000‬درهم أو بأحد‬


‫ر ر‬
‫العقوبتي ‪ ،‬كل من ارتكب قذفا أو سبا أو مسا بالحياة الخاصة ‪،‬ألعضاء األشة المالكة‬ ‫ي‬‫هات ر ر‬
‫ر‬
‫المشار إليهم يف الفصل ‪ 168‬من هذا القانون ‪".‬‬
‫وتضاعف العقوبة إذا ارتكب القذف أو السب اإلساءة للدين اإلسالم أو المس بالحياة الخاصة‬
‫ر‬
‫واالحيام لشخص‬ ‫التوقي‬ ‫لشخص الملك أو لول العهد أو ألعضاء األشة المالكة‪ ،‬أو إخالل بواجب‬
‫ر‬
‫الملك‪ ،‬بواسطة الخطب أو الصياح أو التهديدات المفوه بها والملصقات المعروضة عىل أنظار‬
‫العموم أو بواسطة كل وسيلة تحقق رشط العلنية بما فيها الوسائل التواصل االجتماع ‪.29‬‬
‫وعليه لقيام جرائم السب والقدف يتطلب تحقيق عالوة عىل الركن القانوئ توفر الركن المادي‬
‫و الركن المعنوي‪.‬‬

‫الركن المادي لجرائم السب والقدف‬

‫سورة األنعام اآلية ‪ 108‬ولقوله صلى هللا عليه وسلم‪:‬‬ ‫‪ 28‬قال هللا تعالى ‪":‬‬
‫اجتنبوا السبع الموبقات‪ .‬وفيه ‪ :‬وقذف المحصنات الغافالت المؤمنات‪ .‬متفق عليه‬
‫‪ . 29‬المادة ‪ 71‬من قانون الصحافة والنشر ‪.‬الذي ينص على ما يلي " تطبق أحكام المادتين ‪ 104‬و‪ 106‬أدناه إذا تضمنت إحدى المطبوعات‬
‫أو المطبوعات الدورية أو إحدى الصحف االلكترونية إساءة للدين اال سالمي أو النظام الملكي أو تحريضا ضد الوحدة الترابية للمملكة ‪،‬‬
‫أو قدفا أو سبا أو مسا بالحياة الخاصة لشخص الملك أو لشخص والي العهد أو ألعضاء االسرة المالكة ‪ ،‬أو إخالال بواجب التوقير‬
‫واالحترام لشخص الملك ‪. "...‬‬
‫‪11‬‬
‫ففيما يخص الركن المادي لجريمة السب فيتمثل ف كل سلوك يصدر عن الجائ ويكون منطويا‬
‫تحقيا‪،‬‬
‫ر‬ ‫لشف المجت عليه أو اعتباره‪ ،‬وبكل عبارة تتضمن قدحا أو‬‫بأي وجه من الوجوه عىل خدش ر‬
‫يمي السب عن القدف كما دكرنا سابقا‬ ‫دون أن يكون موضوعه واقعة مسندة أو معينة‪ ،‬وهدا ما ر‬
‫سكي ‪ ،‬فاسق ‪ ...‬أما‬
‫ومن صور السب اسناد عيب إل المجت عليه بوصفه أو نعته بأنه مقامر ‪ ،‬ر‬
‫الركن المادي ف جريمة القدف فيتحقق بتوفر عنرصين هما فعل االدعاء وموضوع االدعاء ‪ ،‬حيث‬
‫التعبي عن فكرة أو معت فحواه نسبة واقعة إل شخص أو هيئة‪ ،‬ولهدا وصف‬ ‫ر‬ ‫أن األول يقصد به‬
‫الغي‪ ،‬والعنرص‬
‫والتعبي يعت الكشف عما يدور بالدهن لك يعلم به ر‬
‫ر‬ ‫التعبي "‬
‫ر‬ ‫القدف بأن " جريمة‬
‫الت نسبت‬ ‫الثائ الدي هو موضوع االدعاء يعت ادعاء واقعة تمس رشف أو اعتبار الشخص الهيئة ر‬
‫إليها‪ ،‬وال يكف أن تكون هده الواقعة شائنة ‪ ،‬وإنما يجب أن تكون واقعة معينة ومحددة عىل نحو‬
‫يمكن إقامة الدليل عليه ال أن تكون ف صورة مرسلة مطلقة ‪.30‬‬
‫الركن المعنوي لجرائم السب والقدف‬
‫فالركن المعنوي لجريمة السب فيثمل ف كونه من جرائم العمدية تتطلب لقيامها ثبوت القصد‬
‫فيتعي علم المتهم بمعت األلفاظ ر‬
‫الت‬ ‫ر‬ ‫الجنائ وهو قصد عام تندرج تحته عنرصا اإلرادة والعلم‪،‬‬
‫لشف المجت عليه واعتباره‪ ،‬وأن يعلم المتهم‬ ‫صدرت عنه ادراكه ما يتضمنه المعت من خدش ر‬
‫بعلنية نشاطه وأن تتجه إرادته إل النطق بعبارات السب أو تسجيلها كتابة أو إل إذاعة عبارات‬
‫السب وإتاحة العلم بها لجمهور الناس‪.‬‬

‫يتعي أن تكون نشاط المعتدي إراديا أي أن تتجه إرادته إل الطعن بالعبارات‬‫ومن حيث إرادة ر‬
‫تبي أنها كانت زلت لسان‪،‬‬ ‫الماسة ر‬
‫بالشف المعتدي عليه أو كرامته‪ ،‬فإن كان مكرها عىل دلك كما لو ر‬
‫يعتي القصد متوفرا‬
‫بالشف فال ر‬ ‫غي المعت الدي يتضمن المساس ر‬ ‫أو أنه كان يؤيد بها معت أخر ر‬
‫لديه ‪.31‬‬

‫ويتحقق الركن المعنوي ف جريمة القدف بتوفر القصد الجنائ الدي يتكون هو األخر من‬
‫عنرصين‪ ،‬يتمثل العنرص األول ف علم القاذف بحقيقة األمور ر‬
‫الت يسندها إل المجت عليه‪.‬‬
‫عي المواقع‬ ‫والعنرص الثائ يتمثل ف انرصاف إرادته إل إذاعة األمور المضمنة للقذف ر‬
‫ونشها ر‬
‫التواصل االجتماع‪.‬‬
‫المطلب ر‬
‫الثات‪ :‬جرائم االعتداء عىل األشخاص‬
‫ي‬
‫من خالل تتبع رئاسة النيابة العامة للملفات المتعلقة بهذه الجرائم‪ ،‬لوحظ استعمال وسائل‬
‫التواصل االجتماع من قبيل "فايسبوك" و "يوتيوب" وكذا تطبيق التواصل الفوري "واتساب"‬
‫الرتكاب جرائم متعلقة بالمس بالحياة الخاصة لألفراد‪ ،‬وذلك عن طريق ر‬
‫نش تدوينات أو صور أو‬
‫مقاط ع صوتية أو مقاطع فيديو‪ ،‬وقد عرف هذا النوع من الجرائم ارتفاعا طفيفا سنة ‪ ،2022‬ال‬

‫‪ 30‬مراد بنار‪ ،‬رسالة لنيل ديبلوم الماستر في القانون الخاص تخصص العلوم الجنائية واالمنية ‪ ،‬الجرائم المرتكبة عبر الوسائط االلكترونية‪،‬‬
‫‪2017‬ـ‪ 2018‬ص‪.88‬‬
‫‪ 31‬مراد بنار مرجع سابق ص‪. 91‬‬

‫‪12‬‬
‫‪33‬‬
‫يتجاوز ‪ 1%‬مقارنة بالسنة الماضية لها‪ ،32‬وتتعدد صور جرائم األشخاص ربي التحرش الجنش‬
‫االلكيوئ‪ 34‬والتحريض عىل ارتكاب جناية أو جنحة‪ 35‬والنصب‪ 36‬والشقة‪ 37‬عن طريق‬ ‫ر‬ ‫ر‬
‫واالبياز‬
‫االنينت و إرسال روابط مزيفة بغرض خرق األنظمة و انتحال الهوية‪ 38‬وقرصنة المعطيات‬ ‫ر‬
‫التشهي‪ ...39‬ونظرا لتعددها‬
‫ر‬ ‫الشخصية‪ ،...‬ثم جرائم االعتداء عىل الصور والمحادثات وجرائم‬
‫والمتابعي فيها‪،‬‬ ‫ر‬
‫االكي ارتفاعا من حيث عدد القضايا‬ ‫الجريمتي‬ ‫فسنقترص ف هذا المطلب عىل‬
‫ر‬ ‫ر‬
‫االلكيوئ(الفقرة الثانية)‪ ،‬حيث احتلت‬ ‫ر‬ ‫وهما جرائم التشهي (الفقرة األول)‪ ،‬و جريمة ر‬
‫االبياز‬ ‫ر‬
‫والتشهي المرتبة األول‪ ،‬بلغ فيها عدد القضايا المسجلة لسنة‬
‫ر‬ ‫جرائم االعتداء عىل الحياة الخاصة‬
‫ر‬
‫االلكيوئ ف المرتبة الثانية‬ ‫‪ 1709 ،2022‬قضية توب ع خاللها ‪ 2005‬شخص‪ ،‬ر‬
‫وتأئ جرائم ر‬
‫االبياز‬
‫ر‬
‫ب‪ 299‬قضية من نفس السنة توب ع خاللها ‪ 349‬شخص‪ ،‬ويوضح الجدول ف الملحق باف القضايا‬
‫المتابعي خالل سنة ‪.402022‬‬
‫ر‬ ‫وعدد‬
‫التشهت‬
‫ر‬ ‫الفقرة األول‪ :‬جرائم‬
‫التشهي سنعمد أوال إل اإلشارة لجريمة االعتداء عىل الحياة الخاصة‬
‫ر‬ ‫قبل التطرق لجريمة‬
‫التشهي(ثانيا)‪.‬‬
‫ر‬ ‫باعتبارها مرتبطة مع جريمة‬
‫الصورة ‪41‬‬
‫أوال‪ :‬االعتداء عىل الحياة الخاصة باالعتماد عىل‬
‫األخي‬
‫ر‬ ‫المغرئ السلوك المراد تجريمه ف الفصل ‪ 1-447‬من ق‪ .‬ج‪ ،‬حيث نص هذا‬ ‫حدد ر‬
‫المشع‬
‫ر‬
‫الشوط ر‬
‫الت يقوم فيها االعتداء عىل حق الشخص ف صورته‪ ،‬فتتجىل بذلك ف قيام الفاعل‬ ‫عىل ر‬
‫ر‬
‫بتثبيت أو تسجيل أو بث أو توزي ع صورة شخص أثناء تواجده يف مكان خاص دون موافقته‬
‫عمدا وبأية وسيلة كانت‪ ،‬وذلك عىل غرار ر‬
‫المشع الفرنش الذي جرم ف المادة ‪ 22642-1‬من‬

‫‪ 32‬حسب التقرير السادس للنيابة العامة ‪ ،2022‬تم تسجيل ‪ 1706‬قضية توبع بمقتضاها ‪ 2064‬شخصا خالل سنة ‪.2021‬‬
‫‪ 33‬الفصل ‪ 11-503‬ق ج‪.‬‬
‫‪ 34‬الفصل ‪ 538‬ق ج‪.‬‬
‫‪ 35‬المادة ‪ 71‬قانون الصحافة والنشر والفصل ‪ 1-299‬ق ج‪.‬‬
‫‪ 36‬الفصل ‪ 540‬ق ج‪.‬‬
‫‪ 37‬الفصل ‪ 505‬وما يليه من ق ج‪.‬‬
‫‪ 38‬جاء في حكم صادر عن المحكمة اال بتدائية بالقنيطرة‪ ":‬وحيث إن المتهم أبان ووضح من خالل اعترافاته المتواترة ال تمهيديا وال أمام‬
‫المحكمة الوسيلة المستعملة في قرصنة واخترق حسابات ضحاياه وذلك عن طريق إرسال رابط صفحة مزيفة‪ ،‬وبمجرد النقر عليه وإدخال‬
‫القن السري للضحية واسم المستعمل ترسل له هاته المعطيات بواسطة ذلك الموقع‪ ،‬ويصبح هو المتحكم في حساباتهم الشخصية‪ ،‬وبالتالي‬
‫يكون قد استعمل وسائل احتيالية متمثلة في إرسال رابط صفحة مزيفة من أجل الولوج إلى أنظمة المعالجة االلية الخاصة بضحاياه‪.‬‬
‫وحيث لما ولج المتهم إلى الحسابات الشخصية لضحاياه وقام بتغيير القن الشخصي ليمنع ولوجهم لصفحاتهم‪ ،‬ليكون هو المتحكم المباشر‬
‫والوحيد بحسابات ضحاياه‪ ،‬باالضافة إلى انه كان يتعمد انتحال هويات الضحايا باستعمال حساباتهم المخترقة وذلك من أجل اصطياد‬
‫ضحايا آخرين من ضمن قائمة أصدقائهم عبر مواقع التواصل االجتماعي ‪ ،‬تكون قد تحققت االركان التكوينية لجنحتي الدخول إلى نظام‬
‫المعالجة االلية للمعطيات عن طريق اال حتيال وتغيير المعطيات المدرجة به وكدا تغيير طريقة إرسال معطيات مدرجة بنظام المعالجة االلية‬
‫عن طريق االحتيال ‪ ،‬حتى ولو كان ذلك الهدف المتوخى من فعل الدخول مجرد فضول أو حب االطالع وبالتالي يتعين مؤاخذته وإدانته‬
‫من أجل ذلك طبقا للفصل ‪ 607-3‬و ‪ 607-6‬من مجموع القانون الجنائي"‪ .‬ملف جنحي رقم ‪ 1817/2103/23‬بتاريخ ‪2023/12/11‬‬
‫حكم غير منشور‪.‬‬
‫‪ 39‬الفصول ‪ 447-1.2.3‬ق ج‪.‬‬
‫‪ 40‬رئاسة النيابة العامة‪ ،‬التقرير السادس ‪ ،2022‬ص ‪.428/429/427-426‬‬
‫‪ 41‬أضفى القانون الجنائي الفرنسي حمايته بمقتضى المواد ‪ 1-226‬و‪ 2-226‬و‪ 9-226‬و‪ 8-226‬من القانون الجنائي‪ .‬إذ أضفى الحماية‬
‫الجنائية للحقوق الشخصية‪ ،‬ووضع عقوبات تتالءم مع المساس الخطير الذي أضحت تتعرض له عناصر الحياة الخاصة‪ .‬وأما المشرع‬
‫المغر بي فقد استحدث نصوصا تجريميه‪ ،‬بموجب التعديل الذي لحق مجموعة القانون الجنائي المغربي لسنة ‪ 2018‬وذلك بإضافة الفصول‬
‫‪ 1-447‬و‪ 2-447‬و‪ 3-447‬من القانون الجنائي التي تجرم أفعال االعتداء على الحياة الخاصة لألشخاص‪.‬‬
‫‪42‬‬
‫‪Art.226-1 :" Est puni d'un an d'emprisonnement et de 45 000 euros d'amende le fait, au moyen‬‬
‫‪d'un procédé quelconque, volontairement de porter atteinte à l'intimité de la vie privée d'autrui‬‬
‫‪13‬‬
‫للغي‪ ،‬وذلك‬
‫القانون الجنائ الفرنش االعتداء العمدي وبأي وسيلة كانت عىل الحياة الخاصة ر‬
‫بااللتقاط أو بالتسجيل أو بالنقل‪ ،‬بدون موافقة صاحب الشأن‪ ،‬صورة شخص‪ ،‬ف مكان خاص‪،‬‬
‫الشوط ر‬
‫والت تمثل األركان المادية لها وه‬ ‫ولهذا تقتض خصوصية هذه الجريمة‪ ،‬توافر بعض ر‬
‫كالتال‪:‬‬
‫‪-1‬تثبيت أو تسجيل أو بث أو توزي ع صورة شخص‪.‬‬
‫‪-2‬توافر وسيلة ر يف ارتكاب الفعل‪.‬‬
‫‪-3‬صورة شخص أثناء تواجده ر يف مكان خاص‪.‬‬
‫‪-4‬ارتكاب الفعل دون موافقة صاحب الصورة‪.‬‬

‫المغرئ دقيقا عندما استعمل مصطلح‬ ‫ر‬


‫المشع‬ ‫بالنسبة للركن المادي األول‪ ،‬فقد كان‬
‫ر‬
‫"التثبيت‪ "43‬عوض مصطلح "االلتقاط" ‪ ،44‬حيث إذا نظر الفرد إل صورة شخص وهو ف مكان‬
‫خاص ال يريد أن يراه أحد‪ ،‬فإن هذا السلوك ال يدخل تحت العقوبات الجنائية المنصوص عليها‬
‫ف هذا الباب ألن الوسيلة المستخدمة (العيون أو المنظ ار) ال يمكنها تثبيت صورة الشخص عىل‬
‫أساس دعم المعلومات مثل األجهزة والتقنيات الحديثة‪.‬‬

‫أما "التسجيل" فيعت حفظها عىل مادة معدة لهذا الغرض‪ ،‬بأي وسيلة كان نوعها لمشاهدتها‬
‫فيما بعد أو إذاعتها‪ ،‬ويدخل ف نطاق التسجيالت التخزين داخل الحاسوب أو الهاتف أو عىل موقع‬
‫شبكة ر‬
‫االنينت‪.‬‬

‫وبخصوص مصطلح "البث"‪ ،‬فيعت نقل أو إرسال الصورة من مكان الفاعل إل مكان آخر‪ ،‬مما‬
‫يشكل اتساع قاعدة الجمهور المتتبع لتك الصورة‪ .‬يعت أن يعمل الفاعل عىل توسيع إفشاء الصورة‬
‫باف األشخاص أي تحويل الصورة من موضع إل آخر‪.‬‬ ‫الت حصل عليها مع ر‬‫ر‬

‫وتمكي األشخاص من الحصول عىل‬ ‫ر‬ ‫النش والمشاركة عىل صعيد واسع‬‫أما "التوزي ع" فيعت ر‬
‫تلك الصور‪ ،‬ويعد الموزع ف هذه الحالة مساهما ف الجريمة إن لم يكن هو الفاعل األصىل‪ ،‬كما‬
‫تمكي شخص يوجد ف مكان مختلف عن المكان الخاص‪ ،‬الذي يوجد فيه المجت‬ ‫ر‬ ‫يعت التوزي ع‬
‫ر‬
‫عليه من االطالع عىل صورته ‪ ،45‬وهو ما اشيطته المحكمة االبتدائية بسطات ف حكم لها ومما جاء‬
‫ف حيثياته"‪ ...‬إنه لقيام الجنحة المنسوبة للمتهمة فال بد من توافر أهم عنض فيها أال وهو بث‬
‫يقتض وضع تلك الصور أو األقوال رهن إشارة‬ ‫ر‬ ‫أو توزي ع صور أو أقوال‪ ...‬والبث والتوزي ع‬
‫ي‬
‫ر‬ ‫ر‬
‫تنتف العناض التكوينية لفصل المتابع‬
‫ي‬ ‫العموم بأية وسيلة كانت‪ ،‬وحيث إنه يف نازلة الحال‬

‫‪(…) -2° En fixant, enregistrant ou transmettant, sans le consentement de celle-ci, l'image‬‬


‫")‪d'une personne se trouvant dans un lieu privé. (….‬‬
‫‪ 43‬تبيث الصورة يعني تركيزها بسرعة خاطفة تم أخذها عن طريق جهاز لكي يتم استعمالها مستقبال بغرض تحقيق مصلحة أو فائدة وهو‬
‫ما ال تستطيع العين البشرية المجردة وحدها أن تقوم به‪ ،‬وعليه ال تتم المعاقبة على التجسس البصري سوى إذا كان مثبتا في الصورة‪.‬‬
‫‪ 44‬وفق قانون العقوبات المصري (المادة ‪ )309‬فإن السلوك الذي يقوم عليه الركن المادي بشأن الصور هو عنصر االلتقاط أو النقل‪ ،‬عكس‬
‫المشرعين المغربي والفرنسي‪ ،‬حيث يتمثل السلوك في التثبيت أو النقل أو التسجيل‪.‬‬
‫‪ 45‬خالد لخليفي‪ ،‬الحق في الحياة الخاصة بين المقاربة الفقهية والحماية الجنائية‪ ،‬أطروحة لنيل الدكتوراه في القانون الخاص‪ ،‬جامعة سيدي‬
‫محمد بن عبد هللا بفاس‪ ،‬السنة الجامعية ‪ 2024/2023‬ص ‪298-297‬‬
‫‪14‬‬
‫عت تطبيق واتساب‪ 46‬وأن هذا‬ ‫مادام أن كل ما قامت به المتهمة هو إرسال رسائل للمشتكية ر‬
‫غتها وإل‬ ‫يعتت ال بثا وال توزيعا مادام أن الرسائل وجهت للمشتكية وحدها دون ر‬ ‫الفعل ال ر‬
‫واقعت البث أو التوزي ع تبف عناض فصل المتابعة‬
‫ي‬ ‫رقمها الخاص‪...،‬وحيث إنه أمام عدم تحقق‬
‫ر ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬
‫ويتعي‬ ‫غت ثابتة يف حقها‬
‫غت متوافرة يف النازلة وبالتبعية تبف الجنحة المنسوبة للمتهمة ر‬
‫ر‬
‫‪47 ..‬‬
‫ه األصل " ‪.‬‬ ‫التضي ح ربتاءتها باعتبارها ي‬
‫وبخصوص الركن الثائ الالزم توافره لقيام الجريمة‪ ،‬فهو يكمن ف توافر وسيلة الرتكاب فعل‬
‫التثبيت أو البث أو التوزي ع‪ ،‬حيث ورد مقصود المصطلح ف الفصل ‪ 447.1‬ق ج‪ ،‬بما تدل عليه‬
‫الت تتضمن ف داللتها آالت التصوير‬ ‫عبارة "بأية وسيلة بما رف ذلك األنظمة المعلوماتية" ر‬
‫ي‬
‫ر‬
‫الفوتوغرافية أو الهواتف أو الحواسب‪ ،‬فالمشع لم يحدد وسيلة معينة بذاتها ف ارتكاب الجريمة‪،‬‬
‫مما يعت توسيع نطاق الحماية الجنائية‪ ،‬وبالتال فإن االعتداء يتحقق بأي وسيلة تقنية‪ ،‬وهذا ما‬
‫ذهبت إليه المحكمة االبتدائية بابن احمد حيث جاء ف حيثيات الحكم‪" :‬حيث إن الثابت من‬
‫الملك أثناء قيامهم بعملهم‬ ‫محض الضابطة القضائية أن المتهم قام بتسجيل عناض الدرك‬ ‫ر‬
‫ي‬
‫ر‬
‫الت كان عىل‬
‫بواسطة هاتفه النقال المحجوز بمناسبة ضبط مخالفة يف حق سائق السيارة ي‬
‫ر‬
‫المباش حينها من طرف أفراد الدورية‬ ‫الشء الذي من شأنه أن يمس بشية البحث‬ ‫متنها ‪ ،..‬ر‬
‫ي‬
‫الجنات‪،48"..‬‬ ‫صي المذكورين‪ ..‬وحيث إنه طبقا للفصل ‪ 447-1‬من القانون‬ ‫رف حق الشخ ر ر‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫ر‬
‫وتشمل أيضا العبارة الواردة ف فصل ‪1-447‬جميع األجهزة والتقنيات الحديثة الت قد تظهر ف‬
‫المغرئ للتطور العلىم المذهل والشي ع ف مجال‬ ‫ر‬
‫المشع‬ ‫المستقبل‪ ،‬مما يعكس مسايرة‬
‫ر‬
‫التكنولوجيا‪ ،49‬ونفس األمر تم إقراره بالنسبة للمادة ‪1-22650‬ف بندها الثالث من قانون العقوبات‬
‫الفرنش‪.‬‬

‫أما بخصوص الركن الثالث المكون لعناض الجريمة يتمثل ف "المكان الخاص" فقد أوجبت‬
‫ر‬
‫التشيعات المقارنة ف هذه الجريمة‪ ،‬أن يتم ذلك حال وجود المعت باألمر ف مكان خاص‪ ،‬وتطبيقا‬
‫لذلك‪ ،‬فال يبسط القانون الحماية لمن يوجد ف مكان عام‪ ،‬إذا ما تم تصوريه أو نقلت صورته أو‬
‫سجلت ألن المعيار هنا هو وجود المجت عليه ف مكان خاص‪ ،51‬وهو ما ذهب إليه ر‬
‫المشع الجنائ‬
‫الفرنش‪ 52‬والمرصي‪،53‬وتبعا لذلك ال تقوم الجريمة إذا وجد الضحية بمكان عام‪ ،‬وهو ما أكدته‬

‫‪ 46‬تجدر االشارة أن بث الصور الخاصة بالغير عبر خاصية "‪ " statut‬التي تقدمها مواقع التواصل االجتماعي مثل الواتساب والفايسبوك‬
‫وغيرهما‪ ،‬تعتبر من قبيل ركني البث والتوزيع وذلك إلمكانية االطالع عليها من طرف العموم‪.‬‬
‫‪ 47‬المحكمة االبتدائية بسطات‪ ،‬ملف جنحي عدد ‪ 13593/2102/22‬صادر بتاريخ ‪ 2023/12/14‬حكم غير منشور‪.‬‬
‫‪ 48‬المحكمة االبتدائية بابن احمد‪ ،‬ملف جنحي تلبسي رقم ‪ 2023/2103/123‬بتاريخ ‪ ،02/02/2023‬حكم غير منشور‪.‬‬
‫‪ 49‬اال ان مصطلح الوسيلة أوسع من مصطلح االجهزة التي جاء بيها المشرع المصري في المادة ‪ 309‬من ق ج م‪ .‬ما يطرح تساؤال حول‬
‫مدى اعتبار اال دوات التي يستخدمها الفنان للرسم من الوسائل التي تقوم عليها جريمة االعتداء على الصورة خاصة إذا كان الرسم متقنا‬
‫ودقيقا وفي اعتقدنا ال يمكن اعتب ار الرسم صورة وذلك لكون مصطلح الصور يرتبط بفعل االلتقاط عبر جهاز مخصص لذلك‪ ،‬اما ما ينتج‬
‫عن أدوات الرسم يسما رسما وليس صورة‪.‬‬
‫‪50‬‬
‫‪Art.226-1 paragraphe3 :"… 3° En captant, enregistrant ou transmettant, par quelque moyen‬‬
‫‪que ce soit, la localisation en temps réel ou en différé d'une personne sans le consentement de‬‬
‫"…‪celle-ci‬‬
‫‪ 51‬حتى لو كان في وضع طبيعي كمن يجلس بكامل مالبسه في وضع طبيعي في مكان خاص‪ ،‬ورغم ذلك تقوم الجريمة ألن االساس هو‬
‫التقاط الصورة أو تسجيلها أو نقلها للشخص وهو في مكان خاص ال يجوز دخوله اال بإذنه‪.‬‬
‫‪ 52‬البند الثاني من الفصل ‪ 1-226‬ق ج ف‪ ،‬والذي تمت االشارة اليه سابقا‪.‬‬
‫‪ 53‬المادة ‪ 309‬مكرراا ‪ 1-‬ق ج المصري‪ ":‬يعاقب بالحبس مدة ال تزيد على سنة كل من اعتدي على حرمة الحياة الخاصة للمواطن‪ .‬وذلك‬
‫بأن ارتكب أحد االفعال االتية في غير االحوال المصرح بها قانونا ا أو بغير رضاء المجني عليه‪.‬‬
‫(أ) ‪...‬‬
‫‪15‬‬
‫تي موضوع القضية‬ ‫الكامت ر ر‬
‫ر‬ ‫المحكمة االبتدائية بالقنيطرة حيث جاء ف أحد أحكامها "‪ ..‬وحيث إن‬
‫ر‬
‫مثبتتان خارج نافذة شقة المتهم‪ ،‬وتطالن عىل الشارع العام كما هو ثابت بموجب محض‬
‫الشط المتعلق بتثبيت أو‬ ‫المفوض القضات المقدم من طرف المتهم والمشتكية‪ ،‬مما يجعل ر‬
‫ي‬
‫ر‬ ‫ر‬
‫تسجيل أو بث أو توزي ع صورة شخص أثناء تواجده يف مكان خاص‪ ،‬المنصوص عليه يف الفصل‬
‫ر‬
‫غت متحقق يف النازلة‪ ،‬ذلك أن الشارع العام وباب العمارة ال يمكن‬ ‫الجنات ر‬
‫ي‬ ‫‪ 1-447‬من القانون‬
‫ر‬
‫غت قائمة يف حقه‪ 54"..‬كما‬ ‫اعتبارهما مكانا خاصا‪ ،‬مما تبف معه العناض المكونة لهذه الجنحة ر‬
‫جاء ف حكم آخر صادر عن المحكمة االبتدائية بسطات‪ " :‬و حيث إن الثابت من وثائق الملف‬
‫أن مسك الهاتف و القيام بالتصوير و تسجيل فيديو من طرف المتهمة ‪..‬تم أمام المحل الذي‬
‫ر‬ ‫ر ر‬
‫المدت و هو يعد مكانا عاما ويعد جزء ال يتجزأ من الشارع الذي يطلع‬ ‫ي‬ ‫المطالبي بالحق‬ ‫يسته‬
‫ر‬
‫عليه كافة عموم الناس وأن مقتضيات فصل المتابعة تستلزم لتحقق الركن المادي للجريمة أن‬
‫ر ر‬
‫المطالبي‬ ‫متل‬‫يتم التسجيل رف مكان خاص كان يتم التسجيل داخل قاعة التدريبات أو داخل ر ر‬
‫ي‬
‫ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬
‫بريئي من‬ ‫ر‬ ‫المتهمي‬
‫ر‬ ‫غت الثابت من وثائق الملف مما يبف معه‬ ‫المدت‪ ،‬وهو األمر ر‬ ‫ي‬ ‫بالحق‬
‫المنسوب إليهما‪.56’55"..‬‬
‫ويعد ارتكاب الفعل "دون موافقة صاحب الصورة" رشطا أساسيا ف تكوين الركن الرابع‪ ،‬حسب‬
‫الفصل ‪ 1-447‬ق ج الفقرة الثانية‪ ،‬ألن موافقة المجت عليه يبيح الفعل ويخرجه من نطاق‬
‫الخصوصية إل نطاق العلنية‪ ،‬وبالتال ال تقوم الجريمة آنذاك‪ ،‬وهذا ما ذهبت إليه غرفة الجنح‬
‫االستئنافية بالقنيطرة حيث جاء ف قرار لها‪ ":‬وعند االستماع إل المتهمة من طرف الضابطة‬
‫القضائية أكدت بأنها قامت بتصوير االشخاص الظاهرين بالمقطع بموافقتهم‪ .‬وحيث أن‬
‫الجنات‪ ،‬يستلزم قيام الفاعل بتصوير‬
‫ي‬ ‫التشهت بمفهوم الفصل ‪ 447/2‬من القانون‬
‫ر‬ ‫تحقق جريمة‬
‫ر‬ ‫ر‬
‫أشخاص دون موافقتهم وهو ما ال يتحقق يف نازلة الحال‪...‬واعتبارا لكون األصل يف االنسان‬
‫التاءة حت يثبت العكس‪ ،‬فإن الحكم المستأنف حينما خلص إل عدم ثبوت العناض التكوينية‬ ‫ر‬
‫ر‬
‫للجنحة موضوع المتابعة يف حق المتهمة يكون قد صادف الصواب‪ ،57"..‬وهو استثناء من‬
‫القاعدة الجنائية ر‬
‫الت تفيد أن رض المجت عليه ال يعد سببا من أسباب اإلباحة ف القانون الجنائ‪،‬‬
‫وعلة ذلك أن معظم الجرائم تشكل اعتداء عىل حقوق األفراد ذات أهمية اجتماعية‪ ،‬ووضع ر‬
‫المشع‬
‫الحماية يفرض عقوبات وذلك للحفاظ عىل البعد االجتماع لحقوق األشخاص‪ ،‬وال يملك الفرد‬
‫التنازل عن أي حق ذو أهمية اجتماعية ألن ذلك يشكل مساسا بحق المجتمع‪ ،58‬وتطبيقا لذلك‬
‫فال يمكن تخويل الشخص سلطة التنازل عن حقه ف الحياة الخاصة ‪ ،‬لكن الرصورة االجتماعية‬

‫(ب) التقط أو نقل بجهاز من االجهزة أيا ا كان نوعه صورة شخص في مكان خاص‪"..‬‬
‫‪ 54‬المحكمة االبتدائية بالقنيطرة‪ ،‬ملف جنحي عادي عدد ‪ 2023/2102/907‬بتاريخ ‪ 2024/01/17‬حكم غير منشور‪.‬‬
‫‪ 55‬المحكمة االبتدائية بسطات‪ ،‬ملف جنحي عدد ‪ 2023/2101/1772‬بتاريخ ‪ 2023/1/12‬حكم غير منشور‪.‬‬
‫‪ 56‬وهذا ال يعني تنازل الشخص عن حرمة الحياة الخاصة حيث من حقه االعتراض على التقاط صورته‪ ،‬وفي هذا الصدد يميز االتجاه‬
‫المعيار الشخصي بين فرضيتين اال ولى أن يكون المكان عام بغض النظر عمن تواجد فيه‪ ،‬وفي هذا الصدد ال يلزم الملتقط الصورة الحصول‬
‫على إذن الموجودين بالمكان ما دام ان التصوير كان عرضيا وغير مقصود استنادا إلى المبدأ الذي أقره القضاء الفرنسي هو جواز التصوير‬
‫في االماكن العامة أما الفرضية الثانية حين تكون سمات الوجه االنسان هي الموضوع االساسي للصورة‪ ،‬في هذه الحالة يكون االلتقاط‬
‫الصورة قائما على االذن‪.‬‬
‫‪ 57‬غرفة الجنح االستئنافية بالقنيطرة‪ ،‬قرار عدد ‪ 1721‬في ملف عدد ‪ 3064/2602/2023‬بتاريخ ‪ 2023/7/10‬قرار غير منشور‪.‬‬
‫‪ 58‬خاصة ان قاعدة الجمهور يمكن أن تشمل كل الفئات بما فيها االطفال والقاصرين‪.‬‬
‫‪16‬‬
‫أيضا تقتض ر‬
‫احيام اإلرادة والحرية الفردية ومن ثم فال عقاب عىل المساس بالحياة الخاصة‬
‫يعتيها خاصة وشية‪.59‬‬
‫الغي وال ر‬
‫األخي يريد أن يشاركها مع ر‬
‫ر‬ ‫للشخص إذا كان هذا‬
‫وكما هو وارد قانونا وفقها وقضاء‪ ،‬فإن أية جريمة ال تتحقق أركانها إال بتوفر الركن المعنوي‪ ،‬هذا‬
‫يعتي ركنا أساسيا ف تشكيل الجريمة‪ ،‬فجريمة تثبيت أو تسجيل أو بث أو توزي ع صورة‬ ‫األخي ر‬
‫ر‬
‫شخص أثناء تواجده ف مكان خاص دون موافقته ال تخرج عن نطاق الجرائم العمدية‪ ،‬حيث يتخذ‬
‫فيها الركن المعنوي صورة القصد الجنائ العام‪ ،‬الذي ال يتطلب لتحقيق ضورة توافر نية محددة‬
‫المشع مصطلح " كل من قام عمدا " الذي يعت أن الجريمة ال تقوم‬ ‫لدى الفاعل حيث استعمل ر‬
‫غي العمدي‪.60‬‬ ‫ف حالة الخطأ ر‬
‫وعليه‪ ،‬فإن القصد الجنائ بعنرصي العلم واإلرادة يجب أن يكونا متوفرين لقيام الركن المعنوي‪،‬‬
‫الت يأتيها وه تثبيت أو تسجيل أو بث أو توزي ع صورة شخص‬ ‫أي أن يعلم الجائ بأن األفعال ر‬
‫أثناء تواجده ف مكان خاص دون موافقته‪ ،‬وهو ما جاء ف حكم عن المحكمة االبتدائية ابن احمد‬
‫الجنات ‪..‬وحيث إن المتهم‬
‫ي‬ ‫حيث جاء ف التعليل‪.. ":‬و حيث إنه طبقا للفصل ‪ 447-1‬من القانون‬
‫قد وجه إرادته عن علم وحرية لتحقيق وقائع مجرمة مع علمه بذلك وهو ما يفش قصده‬
‫ر‬
‫الجنات‪ ،‬وحيث إنه بذلك تكون كافة العناض التكوينية للجنحة موضوع المتابعة قائمة يف حق‬ ‫ي‬
‫المتهم ‪61 "..‬‬

‫والجدير باإلشارة أن نفس األركان السالفة الذكر تشي ف حالة األقوال والمحادثات الخاصة‬
‫والشية وهذا ما جاء ف الفقرة األول من الفصل ‪ 162 -447‬من ق ج‪.‬‬

‫التشهت‬
‫ر‬ ‫ثانيا‪ :‬جريمة‬
‫التشهي جريمة مستحدثة‪ ،‬وإنما كانت موجودة بالمجتمعات من قبيل ادعاء وقائع‬ ‫ر‬ ‫ال يعد‬
‫بشف الضحية‪ ،63‬لكن نتيجة للتطور الحاصل ف‬ ‫ونشها‪ ،‬بهدف المس ر‬ ‫ونسبتها لألشخاص ر‬
‫ر‬
‫االلكيونية المختلفة فقد‬ ‫االلكيوئ وخاصة بمواقع التواصل االجتماع والمواقع‬ ‫ر‬ ‫الميدان‬
‫نشها‪ ،‬مما أثر بشكل واضح وجىل عىل الحياة‬ ‫أصبحت هذه الجريمة سهلة االرتكاب نظرا لسهولة ر‬
‫لشء‬ ‫ر‬
‫االلكيونية ال ر‬ ‫التشهي بهم بمواقع التواصل االجتماع أو المنصات‬ ‫عي‬
‫ر‬ ‫الخاصة لألشخاص ر‬
‫نش االدعاءات بالصفحات الخاصة للزيادة من‬ ‫عي ر‬
‫إال لغاية المس بسمعتهم أو تحقيق أرباح مالية ر‬
‫نسبة المشاهدات أو ما أصبح يطلق عليه "البوز"‪.64‬‬

‫‪ 59‬ياسين الكعيوش‪ ،‬العناصر التكوينية لجريمة انتهاك الحق في الصورة‪ https://www.maroclaw.com/ ،‬تاريخ االطالع‬
‫‪ 2024/3/6‬على الساعة ‪19.11‬‬
‫‪ 60‬خالد لخليفي‪ ،‬مرجع سابق ص ‪.300‬‬
‫‪ 61‬المحكمة االبتدائية ابن أحمد‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ 62‬الفصل ‪ ":1-447‬يعاقب بالحبس من ستة أشهر إلى ثالث سنوات وغرامة من ‪ 2.000‬إلى ‪ 20.000‬درهم كل من قام عمدا‪ ،‬وبأي‬
‫وسيلة بما في ذلك االنظمة المعلوماتية‪ ،‬بالتقاط أو تسجيل أو بث أو توزيع أقوال أو معلومات صادرة بشكل خاص أو سري دون موافقة‬
‫أصحابها‪.‬‬
‫يعاقب بنفس العقوبة‪ ،‬من قام عمدا وبأي وسيلة‪ ،‬بتثبيت أو تسجيل أو بث أو توزيع صورة شخص أثناء تواجده في مكان خاص دون‬
‫موافقته"‪.‬‬
‫" سورة‬ ‫‪ 63‬قال هللا تعإلى "‬
‫النور االية ‪.19‬‬
‫‪ 64‬خالد لخليفي‪ ،‬مرجع سابق ص‪.353‬‬
‫‪17‬‬
‫المغرئ إل سن‬ ‫وإنه صونا ولحماية الحق ف الحياة الخاصة لألشخاص‪ ،‬فقد عمد ر‬
‫المشع‬
‫ر‬
‫غي مسبوق‪ ،‬وذلك ف قانون الصحافة‬‫انتشت بشكل ر‬‫الت ر‬ ‫مقتضيات زجرية للتصدي لهذه الظاهرة ر‬
‫التشهي بهم قصد اإلساءة ر‬
‫لشفهم‬ ‫ر‬ ‫ر‬
‫والنش من خالل حماية الحياة الخاصة لألفراد ف حال ما تم‬
‫والنش‪ ،‬كما نصت المادة ‪ 6664‬من نفس‬‫ر‬ ‫واعتبارهم وذلك وفقا للمادة ‪ 6589‬من قانون الصحافة‬
‫وتحقي‬ ‫الت تتضمن إساءة‬ ‫ر‬
‫واإللكيونية ر‬ ‫القانون عىل منع كل إشهار ف الصحافة المكتوبة‬
‫ر‬
‫غي القانوئ أو ألهداف إشهارية‪ ،‬إضافة لتنصيصه‬ ‫لألشخاص لمعطياتهم قصد االستعمال ر‬
‫بالفصل ‪ 2-447‬ق ج‪ ،‬عىل تجريم بث أو توزي ع ادعاءات كاذبة‪ ،‬بقصد المساس بالحياة الخاصة‬
‫التشهي بهم‪ ،‬وذلك ف إطار القانون رقم ‪ 13.10367‬المتعلق بمحاربة العنف ضد‬
‫ر‬ ‫لألشخاص أو‬
‫ر‬
‫والنش‪.‬‬ ‫النساء والقانون ‪ 13.8868‬الخاص بالصحافة‬
‫يتعي باإلضافة لتوفر الركن القانوئ المشار اليه أعاله‪ ،‬البد من‬
‫التشهي فانه ر‬
‫ر‬ ‫ولتحقق جريمة‬
‫توفر الركن المادي والمعنوي‪ ،‬فالركن المادي لهذه الجريمة يقوم عىل السلوك االجرام المحدد ف‬
‫ر‬
‫عي قيام المتهم باختالق ادعاءات أو وقائع كاذبة ال وجود لها يف الواقع‬
‫الفصل ‪ 447.2‬من ق ج ر‬
‫النش‪ 69‬إل تعميم االدعاءات الكاذبة‬ ‫عي وسائل ر‬‫والعمل عىل بثها أو توزيعها‪ ،‬أي أن يعمد الجائ ر‬
‫عي بثها أو توزيعها‪ ،‬وتبعا لذلك أصدرت المحكمة االبتدائية بالقنيطرة حكما‬ ‫ف مواجهة الضحية ر‬
‫ر‬
‫يقض بمؤاخذة المتهم بما نسب إليه معللة حكمها بما يىل‪ ":‬وحيث أن المتهم بنشه لمقال‬
‫بصفحته يتهم من خالله المشتكية بتهريب سمك االنقليس المعروف باسم "نكوال" إل دولة‬
‫اسيوية بأثمنة خيالية‪ ،‬وباستعمال شباك ممنوعة لصيد السمك المذكور وخرق فتات الراحة‬
‫البيولوجية المعتمدة‪ ،‬دون التأكد من صحة المعلومات المضمنة بالمقال‪ ،‬يكون الغرض منها‬
‫التشهت فقط بالمشتكية‪ ،‬مما يجعل جنحة بث وتوزي ع وقائع كاذبة طبقا للفصل ‪ 2-447‬من‬ ‫ر‬
‫ر‬ ‫ر‬
‫ويتعي ادعاءات التضي ح بمؤاخذته‬ ‫ر‬ ‫الجنات‪ ،‬ثابتة يف حقه لتوافر عناضها التكوينية‪،‬‬
‫ي‬ ‫القانون‬
‫من أجلها"‪.70‬‬
‫غت محدد من الناس من‬ ‫ر ر‬
‫تمكي عدد ر‬ ‫كما أن الركن المادي لهذه الجريمة يتحقق وجوبا برصورة‬
‫العلم أو االطالع عىل االدعاءات الكاذبة ‪ ،‬يستوي بعد ذلك أن تكون اإلذاعة قد تمت عن طريق‬
‫الصحافة أو عن طريق اإلعالنات أو التلفزيون أو ر‬
‫االنينيت‪ ،‬وهو التوجه الذي سارت عليه المحكمة‬

‫‪ 65‬المادة ‪ ": 89‬يعد تدخال في الحياة الخاصة كل تعرض لشخص يمكن التعرف عليه وذلك عن طريق اختالق ادعاءات أو إفشاء وقائع أو‬
‫صور فوتوغرافية أو أفالم حميمية ألشخاص أو تتعلق بحياتهم الخاصة ما لم تكن لها عالقة وثيقة بالحياة العامة أو تأثير على تدبير الشأن‬
‫العام‪.‬‬
‫يعاقب على هذا التدخل إذا تم نشره دون موافقة الشخص المعني باالمر أو دون رضاه المسبقين بالعقوبة المنصوص عليها في الفقرة الثانية‬
‫من المادة ‪ 85‬أعاله المتعلقة بالسب‪.‬‬
‫وفي حالة تم النشر بدون موافقة ورضى مسبق ين وبغرض المس بالحياة الخاصة لألشخاص والتشهير بهم يعاقب بالعقوبة المنصوص عليها‬
‫في الفقرة االولى من المادة ‪ 85‬أعاله المتعلقة بالقذف‪ .‬مع بقاء الحق في التعويض المنصوص عليه في المادة ‪ 87‬أعاله"‪.‬‬
‫‪ 66‬المادة ‪":64‬مع مراعاة حرية االبداع‪ ،‬يمنع كل إشهار في الصحافة المكتوبة أو االلكترونية يتضمن‪:‬‬
‫‪ )......( -‬استعماال غير قانوني للمعطيات الشخصية وألهداف إشهارية"‪.‬‬
‫‪ 67‬ظهير شريف رقم ‪ ،1.18.19‬صادر في ‪ 5‬جمادى االخرة ‪ 22(1439‬فبراير ‪ ،)2018‬بتنفيذ القانون ‪ 103.13‬المتعلق بمحاربة‬
‫العنف ضد النساء‪.‬‬
‫‪ 68‬القانون رقم ‪ 88.13‬المتعلق بالصحافة والنشر‪ ،‬الصادر بظهير شريف رقم ‪ ،1.16.122‬صادر في ‪ 6‬ذي القعدة ‪ 10( 1437‬غشت‬
‫‪.)2016‬‬
‫‪ 69‬والمالحظ في هذا الصدد أن المشرع المغربي لم يحدد وسيلة لذلك حيث أكد على أي وسيلة بما في ذلك االنظمة االلكترونية أي باستخدام‬
‫االنظمة المعلوماتية‪ ،‬ووسائل التواصل اال جتماعي‪ ،‬وبالتالي فالتشهير الشفوي ال يشكل الركن المادي للجريمة موضوع الدراسة اذ يلزم أن‬
‫يكون التشهير عن طريق البث أو التوزيع‪.‬‬
‫‪ 70‬المحكمة االبتدائية بالقنيطرة‪ ،‬حكم عدد ‪ ،469‬ملف جنحي عادي رقم ‪ 409/2102/23‬بتاريخ ‪ 2023/5/2‬حكم غير منشور‪.‬‬
‫‪18‬‬
‫االبتدائية بسطات حيث حكمت ربياءة المشتك بها‪ ،‬و عدم مؤاخذتها بما نسب إليه‪ ،‬وذلك لكون‬
‫غتها وإل رقمها الخاص‪ ،71‬كما أصدرت المحكمة‬ ‫الرسائل وجهت للمشتكية وحدها دون ر‬
‫االبتدائية برشيد حكما يقض ربياءة المشتك به حيث جاء ف حيثياته ما يىل‪ ":‬وحيث إن المحكمة‬
‫محض تفري غ المحادثات موضوع المتابعة‪ ،‬يتضح أن المتهم لم يذكر اسم‬ ‫ر‬ ‫بعد اطالعها عىل‬
‫ر‬ ‫ر ر‬
‫الت أوردها ‪ ..‬تم تدوينها ضمن مجموعة مغلقة‬ ‫المدت ‪ ...‬كما أن العبارات ي‬
‫ي‬ ‫المطالبي بالحق‬
‫ر ر‬
‫بالمنخرطي ولم يقم بتدوينها علنا بإحدى‬ ‫بحساب أنشأ بتطبيق الواتساب وهو حساب خاص‬
‫التشهت والمساس بالحياة الخاصة لألشخاص‬ ‫ر‬ ‫االجتماع حت تكون لديه نية‬
‫ي‬ ‫وسائل التواصل‬
‫غت قائمة علما أنه لم يثبت أنه مسؤول عن تشيب تلك العبارات‬ ‫وبذلك فصفة العلنية ر‬
‫ر‬ ‫ر ر‬
‫المطالبي بالحق المدت" ‪72‬‬
‫ي‬ ‫موضوع الشكايات من التطبيق المغلق إل علم‬
‫ونفس التوجه ذهب إليه ر‬
‫المشع الفرنش من خالل المادة ‪ 273-226‬من ق ج الفرنش باعتباره‬
‫التشهي‪ ،‬كما نص عىل ذلك أيضا ر‬
‫المشع المرصي ف‬ ‫ر‬ ‫اإلذاعة للجمهور رشطا جوهريا لقيام جريمة‬
‫المادة ‪ 309‬مكرر أ‪.742‬‬
‫والت تكتمل بتوافر القصد‬ ‫التشهي ه من الجرائم العمدية ر‬
‫ر‬ ‫وبخصوص الركن المعنوي‪ ،‬فجريمة‬
‫الجنائ العام‪ 75‬وذلك بعلمه بمضمون األركان المادية للجريمة وانرصاف إرادته إل ارتكابها‪ ،‬كما‬
‫المشع ف الفصل ‪ 2-447‬ق ج‪ ،‬تحقق قصد جنائ خاص يتمثل ف نية المساس بالحياة‬ ‫يتطلب ر‬
‫التشهي به‪ ،‬لذلك ال تتحقق هذه الجريمة إذا‬‫ر‬ ‫الخاصة للشخص صاحب األقوال والصور أو نية‬
‫انعدم هذا القصد‪ ،‬وهو ما أكدته المحكمة االبتدائية برشيد‪ ،‬حيث جاء ف حيثيات أحد أحكامها‪":‬‬
‫ر‬ ‫ر‬
‫جنات خاص يتمثل‬ ‫ي‬ ‫الجنات تحقق قصد‬
‫ي‬ ‫المشع يف الفصل ‪ 447/2‬من القانون‬ ‫وحيث يتطلب‬
‫ر‬
‫التشهت به لذلك ال‬
‫ر‬ ‫يف نية المساس بالحياة الخاصة للشخص صاحب األقوال والصور أو نية‬
‫الجنات الخاص الذي يتحدث‬ ‫ي‬ ‫تتحقق الجريمة إذا انعدام هذا القصد‪ ،‬وحيث أن هذا القصد‬
‫ر‬ ‫عنه ر‬
‫غت قائم يف نازلة الحال حيث لم يثبت أن المتهم كان يقصد المس بالحياة الخاصة‬ ‫المشع ر‬
‫الت وردت فيها‬ ‫ر‬ ‫ر ر‬
‫التشهت بهم بالنظر إل السياق والظروف العامة ي‬ ‫ر‬ ‫المدت أو‬
‫ي‬ ‫للمطالبي بالحق‬
‫تلك العبارات ‪ ...‬وحيث أمام انتفاء العناض التكوينية للفصل موضوع المتابعة‪ ،‬فال يسع‬
‫‪77 76 ..‬‬
‫للمحكمة سوى التضي ح ربتاءة المتهم من المنسوب إليه براءة يقينية " ‘‬
‫المغرئ ف الفصل ‪ 1-447‬ألزم الحكم بالعقوبة الحبسية‬ ‫ر‬
‫فالمشع‬ ‫أما بخصوص العقوبة‪،‬‬
‫ر‬
‫والغرامة وذلك من سنة واحدة إل ثالث سنوات وغرامة من ‪ 2000‬إل ‪ 20.000‬درهم‪ ،‬والمالحظ‬

‫‪ 71‬المحكمة االبتدائية بسطات‪ ،‬مرجع سابق‬


‫‪ 72‬المحكمة االبتدائية ببرشيد‪ ،‬ملف جنحي تلبسي عدد ‪ 182/2103/2023‬صدر بتاريخ ‪ 12/6/2023‬حكم غير منشور‪.‬‬
‫‪73‬‬
‫‪Art.266-2 :" Est puni des mêmes peines le fait de conserver, porter ou laisser porter à la‬‬
‫‪connaissance du public ou d'un tiers ou d'utiliser de quelque manière que ce soit tout‬‬
‫"‪enregistrement ou document obtenu à l'aide de l'un des actes prévus par l'article 226-1.‬‬
‫‪ 74‬مادة ‪ 309‬مكرر(أ) (‪":)2‬يعاقب بالحبس كل من أذاع أو سهل إذاعة واستعمل ولو في غير عالنية تسجيال أو مستنداا متحصالا عليه‬
‫بإحدى الطرق المبينة بالمادة السابقة أو كان ذلك بغير رضاء صاحب الشأن"‬
‫‪ 75‬القصد العام‪ :‬إرادة ارتكاب الجريمة على ما عرفها القانون‪ ،‬فهو يقوم على ذات العناصر المتطلبة في فكرة القصد الجرمي وهما‪ :‬العلم‬
‫واالرادة‪ ،‬أما القصد الخاص‪ :‬هو الذي يتطلب المشرع فيه باالضافة للعصرين السابقين صدور االرادة عن دافع معين وهو استهداف تحقيق‬
‫غاية يحددها القانون‪.‬‬
‫‪ 76‬المحكمة االبتدائية برشيد‪ ،‬مرجع سابق‬
‫‪ 77‬وتجدر االشارة إلى أن جريمة التشهير ال تهم فقط االشخاص الطبيعيين‪ ،‬بل قد تطال االشخاص المعنوية أيضا ذلك أن المشرع جاء‬
‫بعبارة "الشخص" وهي تطلق على االفراد الطبيعيين والمؤسسات على حد السواء‪.‬‬
‫‪19‬‬
‫ر‬
‫االلكيونية‪ 78‬أو أي‬ ‫المشع لم ينص عىل عقوبات تكميلية وخاصة مصادرة الوسيلة‬ ‫مما سبق أن ر‬
‫المشع عاقب عىل البث أو التوزي ع اللذان‬‫وسيلة اعتمدها المتهم ف ارتكابه للجريمة‪ ،‬خاصة و أن ر‬
‫مشع الجنائ أن ينص ف الفصول‬ ‫يستلزمان توفر آلة ر‬
‫الكيونية‪ ،‬وتبعا لما سبق‪ ،‬فقد كان عىل ال ر‬
‫المجرمة لالعتداء عىل الحياة الخاصة عىل ضورة مصادرة األجهزة أو الوسيلة المستعملة ف فعل‬
‫االعتداء‪ ،‬وذلك لكونها تعد سببا لالعتداء‪ ،‬وأيضا أن ينص عىل محو كل التسجيالت والصور‬
‫الت استعملها الجائ ف ارتكاب‬ ‫ر‬
‫االلكيونية ر‬ ‫الت تخص الضحية من الوسيلة‬ ‫والفيديوهات ر‬
‫جريمته‪.79‬‬
‫وبخصوص تشديد العقوبة فقد حرص ر‬
‫المشع الحاالت المحددة لذلك ف الفصل ‪380 -447‬‬
‫المشع نفس أسباب ظروف التشديد لكافة الجرائم المنصوص عليها ف الفصول‬ ‫ق ج‪ ،‬وقد خص ر‬
‫‪ 1-447‬و‪ 2-447‬من ق ج‪.‬‬
‫ر‬
‫وت ‪81‬‬ ‫ر‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬جريمة االبتاز االلكت ي‬
‫بالرجوع للمادة ‪ 1082-312‬من القانون الجنائ الفرنش‪ ،‬نجده قد عرف ر‬
‫االبياز بانه هو القيام‬
‫عن طريق التهديد بالكشف أو نسب حقائق من شأنها اإلضار ر‬
‫بالشف أو السمعة‪ ،‬للحصول عىل‬
‫توقيع أو ر‬
‫اليام أو تنازل‪ ،‬أو إفشاء ش‪ ،‬أو تسليم أموال أو قيم أو ممتلكات‪.‬‬
‫ر‬
‫االلكيونية‪ ،‬أسلوب من أساليب الضغط واإلكراه المعنوي‪ ،‬يمارسه‬ ‫عي الوسائل‬ ‫ر‬
‫ويعد االبياز ر‬
‫الجائ عىل المجت عليه لتحصيل مكاسب مادية‪ ،‬أو تحقيق رغبات جنسية‪ ،‬وف حاالت معينة‬

‫‪ 78‬لكن باستقراء للفصل ‪ 89‬من القانون الجنائي‪ ،‬يمكن للقاضي الجنائي أن يأمر بمصادرة االدوات واالشياء التي استعملت في االعتداء‬
‫على الحياة الخاصة وذلك كتدبير وقائي‪ .‬وهذا ما أكدته المحكمة االبتدائية بالقنيطرة حيث جاء في أحد أحكامها‪ ":‬ان الفصل ‪.... 447-1‬‬
‫وحيث لما أصبح المتهم يتواصل مع بعض من تلك الفتيات التي وجد صور هن في حساباتهن المخترقة‪ ،‬ويهددهن تحقق في حال عدم إجراء‬
‫محادثات فيديو جنسية معه أو إرسالهن صور وفيديوهات مماثلة‪ ،‬تكون قد تحققت اال ركان التكوينية لجريمتي التحرش الجنسي وتثبيت‬
‫وتسجيل صورة شخص دون موافقته وبالتالي يتعين متابعته وإدانته من أجل ذلك‪ ،‬وحيث إن الهاتف المحجوز كان يستعمله المتهم في‬
‫اال فعال المجرمة أعاله وبالتالي يتعين مصادرته لفائدة أمالك الدولة‪ "..‬ملف جنحي عدد ‪ 1817/2103/23‬صادر بتاريخ ‪2023/12/11‬‬
‫حكم غير منشور‪.‬‬
‫‪ 79‬وذلك على غرار كل من المشرع المصري في المادة ‪ 309‬من قانون العقوبات المصري والمشرع االماراتي في المادة ‪ 378‬من قانون‬
‫عقوباته‪.‬‬
‫‪ 80‬الفصل‪" :3-447‬يعاقب بالحبس من سنة واحدة إلى خمس سنوات وغرامة من ‪ 5.000‬إلى ‪ 50.000‬درهم‪ ،‬إذا ارتكبت االفعال‬
‫المنصوص عليها في الفصلين ‪ 447-1‬و‪ 447-2‬في حالة العود وفي حالة ارتكاب الجريمة من طرف الزوج أو الطليق أو الخاطب أو‬
‫أحد الفروع أو أحد االصول أو الكافل أو شخص له والية أو سلطة على الضحية أو مكلف برعايتها أو ضد امرأة بسبب جنسها أو ضد‬
‫قاصر‪".‬‬
‫‪ 81‬تتعدد اشكال جريمة االبتزاز االلكتروني بتعدد طبيعة أهداف عملية االبتزاز‪ ،‬ويمكن االشارة إلى التي هيمنت على الواقع وتتمثل في‪:‬‬
‫‪-‬هدف االبتزاز المادي‪ :‬الغاية منه الحصول على ميزة مادية‪ ،‬أي ربح مالي أو الحصول على المبالغ المالية‪ ،‬وفي حالة إعالن الضحية‬
‫رفضها لالنصياع لجاني‪ ،‬سيكون هناك تهديد بالنشر الصور والتسجيالت الخاصة بها على وسائل التواصل االجتماعي والمواقع االلكترونية‪.‬‬
‫‪-‬هدف االبتزاز السياسي‪ :‬يسعى االبتزاز السياسي إلى تحقيق مكاسب سياسية على حساب الضحية التي وقعت فريسة المبتز‪ ،‬ألن هذا النوع‬
‫من المجرمين يسعى البحث عن الهفوات والعيوب السياسية المرتبطة بالحياة الخاصة التي يمكن أن يرتكبها الضحية‪.‬‬
‫‪-‬هدف االبتزاز الجنسي‪ :‬يسعى الجاني من خالل هذا الشكل من االبتزاز اال لكتروني استغالل الضحية على مستوى الجنس عبر مواقع‬
‫التواصل االجتماعي حيث ينهج عدة طرق منها نزع محتوى جنسي من الضحية باالجبار‪ ،‬واجبارها على إقامة عالقة جنسية أو سرقة‬
‫محتوى خاص من الصور أو فيديو خاص بالضحية والتهديد بنشره‪ ،‬ويعتبر الدافع الجنسي السمة الغالبة في جرائم االبتزاز‪ ،‬باعتباره أكثر‬
‫أنواع االبتزاز تحققا ا عن طريق قيام الجاني بتهديد المجني عليه بفضح أمره أو إفشاء سره‪.‬‬
‫‪82‬‬
‫‪Art.312-10 :"Le chantage est le fait d'obtenir, en menaçant de révéler ou d'imputer des‬‬
‫‪faits de nature à porter atteinte à T'honneur ou à la considération, soit une signature, un‬‬
‫‪engagement ou une renonciation, soit la révélation d'un secret, soit la remise de fonds, de‬‬
‫‪valeurs ou d'un bien quelconque.‬‬
‫‪Le chantage est puni de cinq ans d'emprisonnement et de 75 000 euros d'amende".‬‬
‫‪20‬‬
‫يسيطر الجائ عىل الضحية ويسلبها إرادتها‪ ،‬ويدفعها إل ارتكاب عدة جرائم كالشقة والفساد‬
‫واإلجهاض واالتجار ف المخدرات‪..83‬‬
‫ر‬
‫االلكيونية ف الفصل ‪ 84538‬بالباب‬ ‫عي الوسائط‬ ‫ر‬ ‫ر‬
‫المغرئ جريمة االبياز ر‬
‫ر‬ ‫المشع‬ ‫ولقد جرم‬
‫ر‬
‫التاسع‪ ،‬المعنون بالجنايات والجنح المتعلقة باألموال ف الفرع األول الخاص بالشقات وانياع‬
‫العاش‪ ،‬المتعلق المس بنظم المعالجة اآللية للمعطيات من‬‫ر‬ ‫األموال‪ ،‬والفصل ‪ 60785-3‬بالباب‬
‫والنش الجديد رقم ‪ 88.13‬بالفصل‬ ‫ر‬ ‫مجموعة القانون الجنائ‪ ،‬والمادة ‪ 89‬من قانون الصحافة‬
‫الثالث ف حماية الحياة الخاصة والحق ف الصورة‪ ،‬والفصل ‪ 447‬مكرر الفصول ‪ 1‬و‪ 2‬و‪ 3‬من‬
‫القانون ‪ 103.13‬المعدل والمتمم لمجموعة القانون الجنائ‪.‬‬

‫عي‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬


‫هذا بالنسبة للركن القانوئ لجريمة االبياز االلكيوئ‪ ،‬أما الركن المادي لجريمة االبياز ر‬
‫المباش عن طريق االتصال بواسطة‬ ‫ر‬ ‫االلكيونية‪ ،‬فيتحقق بالتهديد ر‬
‫مباشة سواء بالقول‬ ‫ر‬ ‫الوسائط‬
‫غي ر‬
‫مباشة‪،‬‬ ‫ر‬
‫عي وسائل االتصال بالصوت والصورة عىل شبكة انينت‪ ،‬أو بطريقة ر‬ ‫مكالمة هاتفية أو ر‬
‫ر‬ ‫ر‬
‫الييد االلكيوئ من قبل المبي للضحية‪،‬‬ ‫بإرسال رسالة التهديد والوعيد كتابة بواسطة الهاتف أو ر‬
‫وذلك بغية الحصول عىل المال أو أي رسء آخر أو إكراه عىل ارتكاب جرائم أخرى كالشقة أو الدعارة‬
‫نش المعلومات الشية المتحصل عليها‪.‬‬ ‫أو االتجار ف المخدرات‪ ،....‬خوفا من ر‬

‫وبالرجوع للفصل ‪ 538‬من القانون الجنائ فإنه يحدد ركنا ماديا ثانيا يتمثل ف الحصول عىل‪:‬‬
‫أشي إليه ف الفصل ‪ 87537‬من‬ ‫"المال" أو "األوراق المالية"‪ ،‬أو "توقيع أو تسليم ورقة‪ ،"86‬وما ر‬
‫القانون الجنائ ف منطوقه يتطرق إل "محرر" أو "عقد" أو "سند" أو "أي ورقة أخرى تتضمن‬
‫أو تثبت ر‬
‫التاما أو تضفا أو إبراء"‪ ،‬وهذا التعدد واالختالف ف طبيعة الوسائل المادية المطلوبة ف‬
‫المشع المغرئ إل جعل جريمة ر‬
‫االبياز ف باب الشقة‪ ،‬ألن الجائ يسع‬ ‫ا ر‬
‫البياز وف وظائفها‪ ،‬دفع ر‬
‫ر‬
‫إل االستيالء عىل مال المجت عليه‪ ،88‬عىل اعتبار أن الحصول عىل رسء يكون بطريق التسليم عن‬
‫االبياز بمفهوم الفصل ‪ 538‬من‬‫الشء بالقوة فال حديث عن ر‬ ‫طريق التهديد‪ ،‬فإن أخذ الجائ ر‬
‫القانون الجنائ بل يدخل ف فعل الشقة باإلكراه أو العنف‪.‬‬

‫‪ 83‬مراد بنار‪ ،‬الجرائم المرتكبة عبر الوسائط االلكترونية ‪-‬جريمتي االبتزاز والتحرش الجنسي نموذجا‪ -‬مجلة قانونية "القضية "‪ ،‬دار االفاق‬
‫المغربية‪ ،‬عدد ‪ 2019‬ص ‪.171‬‬
‫‪ 84‬ينص الفصل ‪ 538‬من م‪ .‬ق‪ .‬ج على أنه‪ " :‬من حصل على مبلغ من المال‪ ،‬أو االوراق المالية أو على توقيع أو على تسليم ورقة مما‬
‫أشير إليه في الفصل السابق‪ ،‬وكان ذلك بواسطة التهديد بإفشاء أو نسبة أمور شائنة‪ ،‬سواء كان التهديد شفويا أو كتابيا‪ ،‬يعاقب بالحبس من‬
‫سنة إلى خمس سنوات وغرامة من مائتين إلى ألفي درهم"‪.‬‬
‫‪ 85‬ينص الفصل ‪ 607-3‬من م‪ .‬ق‪ .‬ج على أنه‪" :‬يعاقب بالحبس من شهر إلى ثالثة أشهر وبالغرامة من ‪ 2.000‬إلى ‪ 10.000‬درهم أو‬
‫بإحدى هاتين العقوبتين فقط كل من دخل إلى مجموع أو بعض نظام للمعالجة االلية للمعطيات عن طريق االحتيال‪.‬‬
‫ويعاقب بنفس العقوبة من بقي في نظام للمعالجة االلية للمعطيات أو في جزء منه‪ ،‬كان قد دخله عن طريق الخطأ وهو غير مخول له حق‬
‫دخوله‪ ..‬تضاعف العقوبة إذا نتج عن ذلك حذف أو تغيير المعطيات المدرجة في نظام للمعالجة االلية للمعطيات أو اضطراب في سيره"‪.‬‬
‫‪ 86‬يقصد باالوراق المالية السندات واالسهم سواء الصادرة عن الشركات أو من قبل الدولة‪ ،‬بينما يقصد بالتوقيع أو التسليم أي شيء يمكن‬
‫صياغته من حيث العقود واتفاقيات االلتزامات والعقود بما في ذلك االلكترونية أو المعلوماتية ويتطلب من التهديد غاية يسعى الجاني من‬
‫خاللها الحصول على أموال‪ ،‬أو التوقيع أو تسليم ورقة‪.‬‬
‫‪ 87‬الفصل ‪ 537‬ق ج‪ ":‬من انتزع توقيعا أو حصل على محرر أو عقد أو سند أو أية ورقة أخرى تتضمن أو تثبت التزاما أو تصرفا أو‬
‫إبراء‪ ،‬وكان ذلك بواسطة القوة أو العنف أو االكراه‪ ،‬فإنه يعاقب بالسجن من خمس سنوات إلى عشر"‪.‬‬
‫‪ 88‬ولإلشارة إلى القانون المصري في المادة ‪ 326‬من قانون العقوبات‪ ،‬أثبت الركن المادي للجريمة بالحصول بغير حق على مبلغ من‬
‫النقود أو ما في حكمه‪ ،‬ويخرج من ذلك إذا كان الغرض من التهديد هو حمل من وجه إليه على عمل أو امتناع عن عمل ألن ذلك ال يعتبر‬
‫من قبيل الحصول على شيء‪.‬‬
‫‪21‬‬
‫االلكيونية أن يكون المجت عليه هو المتعرض ر‬
‫لالبياز‬ ‫ر‬ ‫عي الوسائط‬ ‫ر‬
‫واألصل ف جريمة االبياز ر‬
‫وهو المستهدف من طرف الجائ إللحاق الرصر به ماديا ومعنويا‪ ،‬لكن يمكن تصور وقوع هذه‬
‫حت إذا تعرض ر‬
‫لالبياز أحد أقارب الضحية كأمه أو أخته‪.89‬‬ ‫الجريمة ر‬
‫ر‬
‫االلكيوئ من العلم أي علم الجائ‬ ‫إضافة للركن المادي‪ ،‬يتكون الركن المعنوي لجريمة ر‬
‫االبياز‬
‫بأن ما يصدر عنه من أفعال تشكل تهديدا للضحية‪ ،‬وعلمه بأن محل االعتداء ليس له الحق فيه‪،‬‬
‫كما تتطلب هذه الجريمة قصد جنائ خاص يتمثل ف نية تملك الجائ مال الضحية أو استغالله‬
‫غي أنه أحيانا قد يكون الباعث رشيفا‪ ،‬كاالنتقام من المجت‬
‫جنسيا أو دفعه الرتكاب جرائم أخرى‪ ،‬ر‬
‫بشء ال يمكن حدوثه أو ال‬ ‫عليه العتدائه عىل عرضه‪ ،‬ويخرج عن ذلك‪ ،‬إذا هدد الجائ الضحية ر‬
‫‪90.‬‬
‫يملكه‬
‫االلكيوئ ضورة توفر جميع‬ ‫ر‬ ‫المشع ألزم ف جريمة ر‬
‫االبياز‬ ‫انطالقا مما سبق‪ ،‬يمكننا القول أن ر‬
‫األركان لقيامها‪ ،‬وهذا ما ذهب عليه القضاء أيضا‪ ،‬حيث جاء ف حكم صادر عن المحكمة االبتدائية‬
‫بالقنيطرة أنه ‪.. ":‬وحيت إنه تبعا لما ذكر أعاله فان قيام المتهم بتسجيل فيديوهات مجموعة‬
‫نشها فيخضعون‬ ‫التشهت بهم‪ ،‬وعدم ر‬ ‫ر‬ ‫من األشخاص‪ ،‬ومطالبتهم بمبالغ مالية مقابل عدم‬
‫لرغباته ويسلمونه مبالغ مالية‪ ،‬مع علمه بأن الفعل مجرم ومعاقب عليه وبذلك اقتنعت‬
‫المحكمة بأن جنحة الحصول عىل مبالغ مالية بواسطة التهديد بإفشاء أو نسبة أمور شائنة‬
‫بعد إعادة التكييف لجنحة محاولة الحصول عىل مبالغ مالية بواسطة التهديد بإفشاء أو نسبة‬
‫أمور شائنة ثابتة رف حقه مما ر ر‬
‫يتعي التضي ح بإدانته من أجلها‪.91 "...‬‬ ‫ي‬
‫االبياز ومما جاء‬‫كما جاء ف حكم آخر صادر عن نفس المحكمة يقض بياءة المتهم من تهمة ر‬
‫ر‬
‫ر‬ ‫ف حيثياته‪ ..":‬بخصوص جنح التهديد ر‬
‫بنش أمور شائنة وتزوير وثائق معلوماتية تسبب يف‬
‫ر‬
‫للغت واستعمالها والبقاء يف نظام المعالجة اآللية للمعطيات وحيث إن المتهم أنكر‬ ‫إلحاق رضر ر‬
‫ارتكابه هذه الجنح خالل جميع أطوار البحث وكذا أمام المحكمة مضحا أنه لم يعرض أي من‬
‫مال جراء ما قام به من أفعال‪ ،‬وحيث أن الفصل‬ ‫ر‬
‫مال ولم يتلق أي مقابل ي‬ ‫ضحاياه ألي ابتاز ي‬
‫‪ ... 538‬وحيث إن إنكار المتهم لما سبق ال يوجد ما يفنده خاصة وأن الملف خال من أي وسيلة‬
‫بنش صورهم وفيديوهاتهم‬ ‫إثبات تفيد أنه تحصل عىل مبالغ مالية جراء تهديد ضحاياه ر‬
‫ر ر‬
‫ويتعي التضي ح‬ ‫غت مجرم‬ ‫وبالتال يبف معه عنض البقاء المقتن باالحتيال ر‬ ‫الشخصية‪...‬‬
‫ي‬
‫الجنات‪،‬‬
‫ي‬ ‫ربتاءته منه‪ ،‬طبقا لمبدأ ال عقوبة وال جريمة إال بنص طبقا للفصل ‪ 3‬من القانون‬
‫التاءة والشك يفش لصالح المتهم طبقا لمقتضيات الفصل األول‬ ‫وحيث إعماال لمبدأ قرينة ر‬
‫يتعي معه التضي ح بتاءته من هذه الجنح ‪92 "...‬‬
‫ر‬ ‫لقانون المسطرة الجنائية‪ ،‬مما ر ر‬
‫ر‬
‫االلكيوئ استنادا إل الفصل‬ ‫المشع المغرئ جريمة ر‬
‫االبياز‬ ‫وبخصوص العقوبة‪ ،‬فقد عاقب ر‬
‫ر‬
‫ر‬
‫العاش المتعلق بالمس ينظم‬ ‫المغرئ‪ ،‬والفصل ‪ 3-607‬من الباب‬ ‫‪ 538‬من القانون الجنائ‬
‫ر‬
‫ر‬
‫والنش الجديد‬ ‫المعالجة اآللية للمعطيات من نفس القانون والمادة ‪ 89‬من قانون الصحافة‬

‫‪ 89‬مراد بنار مرجع سابق ص ‪.173‬‬


‫‪ 90‬مراد بنار مرجع سابق ص ‪.179/178‬‬
‫‪ 91‬المحكمة االبتدائية بالقنيطرة‪ ،‬ملف جنحي تلبسي عدد ‪ 2023/2098‬بتاريخ ‪ ،2023/12/27‬حكم غير منشور‪.‬‬
‫‪ 92‬المحكمة االبتدائية بالقنيطرة‪ ،‬ملف جنحي رقم ‪ 2023/2103/1817‬صادر بتاريخ ‪ 2023/12/11‬حكم غير منشور‪.‬‬
‫‪22‬‬
‫المغرئ لجريمة‬ ‫بالفصل الثالث ف حماية الحياة الخاصة والحق ف الصورة‪ ،‬حيث رتب ر‬
‫المشع‬
‫ر‬
‫االبياز خالل الفصل ‪ 538‬من مجموعة القانون الجنائ عقوبة الحبس من سنة إل خمس سنوات‬ ‫ر‬
‫المغرئ ألزم الحكم بالعقوبة‬ ‫مائتي إل ألف درهم والمالحظ ف هذا الصدد أن ر‬
‫المشع‬ ‫ر‬ ‫وغرامة من‬
‫ر‬
‫الحبسية إضافة للغرامة معا‪ .‬كما أن ر‬
‫المشع خول للقاض الجنائ الحكم عىل المتهم بالحرمان من‬
‫واحد أو ر‬
‫أكي من الحقوق المشار إليها ف الفصل ‪ 4093‬من ق ج‪.‬‬

‫بالغي عىل مواقع التواصل االجتماع‬


‫ر‬ ‫نش الصور والفيديوهات الخاصة‬ ‫وبعد توال حوادث ر‬
‫المشع المغرئ ر‬
‫اليسانة‬ ‫دون الحصول عىل موافقة من الضحية وذلك بغرض اإلساءة‪ ،‬فقد عزز ر‬
‫ر‬
‫القانونية بالقانون رقم ‪ 103.13‬المتعلق بمحاربة العنف ضد النساء‪ ،‬من خالل ثالث تعديالت‬
‫المغرئ لم يجرم‬ ‫عىل الفصل ‪ 447‬من القانون الجنائ‪ ،‬لكن المالحظ ف هذا الصدد أن ر‬
‫المشع‬
‫ر‬
‫من خالل هذه النصوص المستحدثة الت هديد بإفشاء الوقائع أو الصور والمحادثات الماسة بالحياة‬
‫الخاصة لألشخاص‪ ،‬األمر الذي يحيل لزاما عىل النيابات العامة متابعة المتهم وفقا لمقتضيات‬
‫ر‬
‫بالنش‬ ‫المشع الفرنش الذي عاقب عىل التهديد‬ ‫الفصل ‪ 538‬من القانون الجنائ‪ ،‬وذلك عكس ر‬
‫كجريمة مستقلة من خالل الفصل ‪ 1194 -312‬من ق ج الفرنش‪ ،‬وذلك كحماية إضافية للحق ف‬
‫المغرئ إفراد نص جنائ‬ ‫الحياة الخاصة لألشخاص‪ ،‬وعىل أساس ما سبق‪ ،‬وجب عىل ر‬
‫المشع‬
‫ر‬
‫يجرم التهديد باإلفشاء سواء للصور أو المحادثات الخاصة‪.95‬‬
‫ر‬
‫االلكيوئ‪ ،‬صار‬ ‫بنش الصور أو المحادثات الخاصة عن طريق ر‬
‫االبياز‬ ‫ونظرا لخطورة التهديد ر‬
‫المشع الجنائ المغرئ‪ ،‬تجريم التهديد ر‬
‫بنش الصور والمحادثات الخاصة لما لألمر‬ ‫الزما اليوم عىل ر‬
‫ر‬
‫كثي من األحيان للرضوخ لطلبات المتهم‬‫من خطورة تمس الحياة الخاصة لألفراد وتدفعهم ف ر‬
‫والت تكون جنسية ف بعض األحيان‪ ،‬وذلك عىل غرار التهديد بارتكاب جناية الذي جاء ف الفصل‬ ‫ر‬
‫‪ 96425‬و ما يليه من ق ج‪..‬‬

‫‪ 93‬الفصل ‪ 40‬ق ج‪":‬يجوز للمحاكم‪ ،‬في الحاالت التي يحددها القانون‪ ،‬إذا حكمت بعقوبة جنحية أن تحرم المحكوم عليه‪ ،‬لمدة تتراوح بين‬
‫سنة وعشر سنوات من ممارسة حق أو عدة حقوق من الحقوق الوطنية أو المدنية أو العائلية المنصوص عليها في الفصل ‪ 26‬يجوز أيضا‬
‫للمحاكم تطبيق مقتضيات الفقرة االولى من هذا الفصل إذا حكمت بعقوبة جنحية من أجل جريمة إرهابية"‬
‫الفصل ‪":26‬التجريد من الحقوق الوطنية يشمل‪:‬‬
‫‪ - 1‬عزل المحكوم عليه وطرده من جميع الوظائف العمومية وكل الخدمات واالعمال العمومية‪.‬‬
‫‪ - 2‬حرمان المحكوم عليه من أن يكون ناخبا أو منتخبا وحرمانه بصفة عامة من سائر الحقوق الوطنية والسياسية ومن حق التحلي بأي‬
‫وسام‬
‫‪ - 3‬عدم االهلية للقيام بمهمة عضو محلف أو خبير‪ ،‬وعدم اال هلية ألداء الشهادة في أي رسم من الرسوم أو الشهادة أمام القضاء اال على‬
‫سبيل االخبار فقط‪.‬‬
‫‪ - 4‬عدم أهلية المحكوم عليه ألن يكون وصيا أو مشرفا على غير أوالده‪.‬‬
‫‪ - 5‬الحرمان من حق حمل السالح ومن الخدمة في الجيش والقيام بالتعليم أو إدارة مدرسة أو العمل في مؤسسة للتعليم كأستاذ أو مدرس‬
‫أو مراقب‪.‬‬
‫والتجريد من الحقوق الوطنية عندما يكون عقوبة أصلية‪ ،‬يحكم به لزجر الجنايات السياسية ولمدة تتراوح بين سنتين وعشر سنوات ما لم‬
‫تنص مقتضيات خاصة على خالف ذلك"‪.‬‬
‫‪94‬‬
‫‪Art.312-11 :" Lorsque l'auteur du chantage a mis sa menace à exécution, la peine est‬‬
‫‪portée à sept ans d'emprisonnement et à 100 000 euros d'amende".‬‬
‫‪ 95‬خالد الخليفي‪ ،‬مرجع سابق ص ‪.351‬‬
‫‪ 96‬الفصل ‪ ":425‬من هدد بارتكاب جناية ضد االشخاص أو االموال‪ ،‬وذلك بكتابة موقع عليها أو بدون توقيع‪ ،‬أو صورة أو رمز أو عالمة‪،‬‬
‫يعاقب بالحبس من سنة إلى ثالث سنوات وغرامة من مائتين إلى خمسمائة درهم"‪.‬‬
‫‪23‬‬
‫ر‬ ‫المبحث ر‬
‫االجتماع‬
‫ي‬ ‫التواصل‬ ‫مواقع‬ ‫ائم‬
‫ر‬ ‫ج‬ ‫الثات‪ :‬إثبات والمكافحة ي‬
‫ف‬ ‫ي‬
‫ف ظل تزايد استخدام مواقع التواصل االجتماع‪ ،‬أصبحت الجرائم المرتبطة بهذه‬
‫تكبي‬ ‫ر‬
‫تكبي وجمع األدلة ضد هؤالء المر ر‬
‫المنصات أكي انتشارا وتعقيدا‪ ،‬ويشكل تحديد هوية المر ر‬
‫حي يتطلب مواجهة هذه الظواهر تعزيز‬ ‫ً‬
‫تحديا ر ً‬
‫كبيا للسلطات القانونية (المطلب األول)‪ ،‬ف ر‬
‫الجهود لمكافحتها (المطلب الثائ)‪ ،‬و ذلك بتعزيز القدرات التقنية للتحقيق والتعاون الدول ف‬
‫تبادل المعلومات واألدلة‪.‬‬
‫ر‬
‫االجتماع‬
‫ي‬ ‫المطلب األول‪ :‬اإلثبات يف جرائم مواقع التواصل‬
‫الت يقوم عليها ضح العدالة الجنائية‪ ،‬فبواسطته‬ ‫يعتي ميدان اإلثبات الجنائ من أهم الركائز ر‬ ‫ر‬
‫الت توفرت ف الدعوى‪ ،‬حيث تظهر أهمية اإلثبات‬ ‫تتكون القناعة لدى المحكمة من خالل األدلة ر‬
‫إن لم نقل خطورته‪،‬و خصوصا بالنسبة للمتابعة بخرق القانون الجائ أمام القضاء الذي يدرس‬
‫القضية و يناقشها بصورة مجردة بحيث تكون غايته ه الوصول إل الحقيقة من أجل تكوين‬
‫قناعته إما بإصدار حكم باإلدانة أو اإلعفاء أو ا رلياءة‪ ،‬فالمبدأ ف اإلثبات ف الميدان الجنائ هو‬
‫ر‬
‫اإللكيونية‪ ،‬لكن‬ ‫الحرية و ذلك طبقا للفصل‪ 286‬من ق‪.‬م‪.‬ج‪ ،97‬فهذا أيضا ما ينطبق عىل الجرائم‬
‫يثار تساؤل حول خصوصية اإلثبات ف هذه الجرائم خاصة ة أنه يواجه مجموعة من‬
‫الصعوبات(الفقرة الثانية) و كذلك مدى مقبولية الدليل الرقىم ف إثبات هذه الجرائم(الفقرة‬
‫األول)‬
‫ر‬
‫الرقم يف اإلثبات‬
‫ي‬ ‫الفقرة األول‪ :‬الدليل‬
‫مشوعية و مقبولية الدليل الرقىم (ثالثا) البد من التطرق إل‬ ‫قبل التطرق إل تحديد ر‬
‫تعريفه(أوال) ثم إبراز صوره(ثانيا)‬
‫أوال‪ :‬تعريف الدليل الرقىم‬

‫يعرف الدليل الرقىم بأنه الدليل المأخود من أجهزة الكومبيوتر و هو يكون ف شكل نبضات‬
‫ميغناطيسية أو كهربائية ممكن تجميعها و تحليلها باستخدام برامج و تطبيقات ر‬
‫الكيونية و‬
‫تكنولوجية‪ ،‬و ه مكون رقىم لتقديم معلومات ف أشكال متنوعة من النصوص المكتوبة أو الصورة‬
‫‪98‬‬
‫أو األصوات أو أشكال و الرسوم و ذلك من أجل اعتماده إما أجهزة إنقاذ أو تطبيق القانون‬
‫ر‬
‫اإللكيوئ ما هو إال معلومات يقبلها العقل و المنطق و يعتمدها‬ ‫وف تعريف آخر " الدليل‬
‫ر‬
‫العلم‪ ،‬يتم الحصول عليها بإجراءات علمية قانونية بيجمة المعلومات و البيانات المخزنة ف‬
‫الحاسوب و ملحقاته‪ ،‬و شبكات االتصال و يمكن استخدامها ف أي مرحلة من مراحل التحقيق و‬
‫‪99‬‬
‫المحاكمة إلثبات حقيقة فعل أو رسء له عالقة بالجريمة‬

‫‪" 97‬يمكن إثبات الجرائم بأي وسيلة من وسائل االثبات ما عدا االحوال التي يقتضي فيها القانون خالف ذلك‪"......‬‬
‫‪ 98‬مراد بنار‪ ،‬الجرائم المرتكبة في الوسائط اال لكترونية‪ ،‬رسالة لنيل شهادة الماستر في القانون الخاص‪ ،‬السنة الجامعية ‪2017-2018‬‬
‫ص‪.149 :‬‬
‫‪99‬حياة البشيري‪ ،‬دور الدليل االكتروني في االثبات الجنائي‪ ،‬بحث نهاية التكوين المعهد العالي للقضاء ‪ 2017-2015‬ص‪.9 :‬‬
‫‪24‬‬
‫السابقي أنهما اقترصا فقط عىل مفهوم الدليل‬
‫ر‬ ‫التعريفي‬
‫ر‬ ‫وما يمكن مالحظته من خالل‬
‫ر‬
‫اإللكيوئ المستمد أساسا من جهاز الحاسب اآلل دون األدلة اإللكيونية األخرى المستمدة من‬ ‫ر‬
‫غي الحاسوب اآلل و الهواتف الذكية و اللوحات‬ ‫الهاتف‪ ،‬و ر‬
‫الت يمكن أن تكون لها مصادر متعددة ر‬
‫ر‬
‫اإللكيونية و أجهزة التخزين‪ ،‬و بالتال فأي آلة رقمية أخرى يمكن أن تكون مصدرا لهذا الدليل‪،‬‬
‫ر‬
‫اإللكيوئ شامل لجميع األجهزة و ليس فقط الحاسب اآلل‪.‬‬ ‫وعليه فيجب أن يكون تعريف الدليل‬
‫ر‬
‫اإللكيوئ الذي تخلفه‬ ‫ر‬
‫اإللكيوئ بأنه ذلك األثر‬ ‫ومن خالل ما سبق يمكن تعريف الدليل‬
‫اإللكيونية‪ ،‬سواء كان هذا األثر ر‬
‫إلكيوئ ناتج عن جهاز الحاسب اآلل أو الهاتف المحمول‬ ‫ر‬ ‫الجريمة‬
‫ر‬
‫اإللكيونية و يمكن من معرفة‬ ‫يبي الجريمة‬ ‫ر‬
‫أو أي آلة إلكيونية أخرى من شأنها أن تخلف دليل ر‬
‫مرتكبيها‪.‬‬
‫ر‬
‫اإللكيوئ‬ ‫ثانيا‪ :‬صور الدليل‬
‫اإللكيوئ مجموعة من الصور و ه ر‬
‫كاآلئ‪:‬‬ ‫ر‬ ‫يتخذ الدليل‬
‫الصورة الرقمية‪ :‬ه عبارة عن تجسيد الحقائق المرئية حول الجريمة‪ ،‬و ف العادة تتقدم‬ ‫✓‬
‫ر‬
‫الصورة ف شكل رقىم أو ورف أو ف شكل مرئ باستخدام الشاشة المرئية‪ ،‬و الصورة الرقمية تمثل‬
‫تكنولوجيا بديلة الصورة التقليدية‪.‬‬
‫التسجيالت الصوتية‪ :‬و ه التسجيالت ر‬
‫الت يتم ضبطها و تخزينها بواسطة اآللة الرقمية‪،‬‬ ‫✓‬
‫و تمثل المحادثات الصوتية عىل الهاتف و ر‬
‫االنينيت ‪100‬‬

‫بغرفتي بتاري خ ‪ ،2013-04-29‬قضت‬ ‫ر‬ ‫بهذا الخصوص جاء ف قرار محكمة النقض‪101‬الصادر‬
‫برفض طلب النقض باعتبار أن محكمة االستئناف بفاس عللت قرارها عدد ‪ 2012 _851‬تعليال‬
‫سليما‪ ،‬و الذي قضت فيه بإدانة المتهمة من أجل جنحة التعريض عن الدعارة عىل مكالمات صوتية‬
‫مسجلة بالهاتف النقال المحجوز‪ ،‬باعتبارها محرضا و محرضا له‪ ،‬ينسجم مع مقتضيات الفصل ‪502‬‬
‫من القانون الجنائ من أجل جنحة الخيانة الزوجية‪ ,‬بستة أشهر حبسا نافذا و أدائه لفائدة المطالب‬
‫بالحق المدئ تعويضا إجماليا قدره ‪ 100.000‬درهم‪.‬‬
‫النصوص المكتوبة‪ :‬وتشمل النصوص ر‬
‫الت تتم كتبتها بواسطة اآللة الرقمية و منها الرسائل‬ ‫✓‬
‫الييد‬
‫عي ر‬‫عي مواقع التواصل االجتماع (الفيسبوك‪ ،‬الواتساب‪ ،‬االنستغرام‪ )...‬و كذلك الرسائل ر‬ ‫ر‬
‫ر‬
‫اإللكيوئ‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬مقبولية ر‬
‫ومشوعية الدليل الرقىم‬
‫ر‬
‫اإللكيوئ(ب) البد من التطرق إل مدى قبول القاض‬ ‫الشوع ف تحديد ر‬
‫مشوعية الدليل‬ ‫قبل ر‬
‫هذا الدليل(أ)‬

‫‪100‬مراد بنار‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.10 :‬‬


‫‪ 101‬قرار محكمة النقض‪،‬بتاريخ‪ ،2023/04/29‬ملف عدد ‪ 13827-3-20116‬منشور على الموقع ‪، hppt:// cieersja. Com‬‬
‫تاريخ االطال‪ 13– 03-2024‬على الساعة ‪.23:30‬‬
‫‪25‬‬
‫القاض و قبوله الدليل الرقىم‬ ‫أ‪.‬‬

‫المشع بمبدأ حرية اإلثبات حيث أمد القاض الجائ بحرية واسعة ف اإلثبات‪ ،‬إذ جعله‬ ‫أخد ر‬
‫الت يمارسها القاض تجاه‬ ‫يعتي الخطوة اإلجرائية ر‬ ‫حرا ف قبول األدلة من عدمها‪ ،‬فقبول األدلة ر‬
‫األدلة ف الدعوى قبل تقديرها‪ ،‬لكن هذا األمر يتعلق بالدليل الجنائ العادي‪ ،‬أما بالنسبة للدليل‬
‫افياض و لذلك‬ ‫الجنائ الرقىم فهو يختلف كليا عن الدليل الجنائ العادي‪ ،‬ألنه يكون ف وسط ر‬
‫فمجرد الحصول عىل الدليل الرقىم و تقديمه للقضاء ال يعت اعتماده كدليل لإلدانة‪ ،‬إذ من‬
‫خصائص الدليل الرقىم أنه ذو طبيعة فنية تمكن من العبث ف مضمونه عىل نحو يرصف الحقيقة‬
‫غي المختص إدراك ذلك العبث‪ ،‬و عن تقدير الدليل الرقىم فإنه ال يعود إال‬ ‫دون أن يكون ف قدرة ر‬
‫لقاض الموضوع وحده و هذه العملية ه جوهر عمل القاض الجنائ اتجاه ذلك الدليل‪ ،‬فه‬
‫عملية ذهنية يعتمد فيها القاض عىل المنطق و عىل وعيه و إدراكه لكافة أدلة الدعوى الجنائية‪،‬‬
‫فالقاض الجنائ هو ف نهاية المطاف الذي يقوم بتنسيق ربي األدلة المختلفة إثباتا و نفيا و‬
‫بالياءة أو اإلدانة‪.102‬‬
‫يستخلص منها ف النهاية مجتمعة عقيدته سواء ر‬
‫فالخية تحتل دورا مهما ف التثبت من صالحية الدليل الرقىم‪ ،‬ف حالة بقاء الشكوك‬
‫ر‬ ‫و عليه‬
‫الت تؤثر عىل عقيدة القاض بخصوص سالمة الدليل الذي سبق خضوعه الختبارات فنية بعد‬ ‫ر‬
‫تقديمه أمام القاض الجنائ‪ ،‬و هذا ما جاء ف حيتياث حكم المحكمة االبتدائية‪ "103‬نتيجة ر‬
‫الخية‬
‫الت خلصت إل أن المعت باألمر يعمل عىل مشاركة‬‫التقنية المجرات عىل الهاتف الخاص بالمتهم ة ر‬
‫عي تطبيق‬‫الصفحة الفيسبوكية "س‪.‬ب" مع معارفه المدونة أسمائهم بذاكرة الهاتف النقال ر‬
‫تشهيا للطرف المشتك‪".......‬‬
‫ر‬ ‫الواتساب و ر‬
‫الت كانت تحمل إساءة و‬
‫ب‪ .‬ر‬
‫مشوعية الدليل الرقىم‬

‫الشء الذي دفعه إل سن قانون ‪-07‬‬ ‫المشع المغرئ‪ ،‬ر‬ ‫ر‬


‫اإللكيونية نفسها عىل ر‬ ‫فرضت الجريمة‬
‫ر‬
‫‪ 03‬سنة ‪ 2007‬بشأن مكافحة جرائم المس بالنظم المعالجة اآللية للمعطيات الواردة بمنظومة‬
‫ر‬
‫اإللكيوئ"اإليميل" نظاما‬ ‫الييد‬
‫القانون الجنائ‪ ،‬و أصبحت المحاكم المغربية مستقرة عىل اعتبار ر‬
‫للمعالجة اآللية للمعطيات‪ ،‬إذ قضت محكمة االستئناف بالرباط ف المغرب ف أحد‬
‫ر‬
‫قراراتهابتاري خ‪ 2010/01/31‬إل أن النظام المعلومائ لوزارة الطاقة و المعادن ر‬
‫يعتي فعال معالجة‬
‫ر‬
‫معلومائ ه‬ ‫ر‬
‫اإللكيونية(‪ )boit email‬ألي نظام‬ ‫آلية للمعطيات و قضت ف قرارها أن العلبة‬
‫‪104‬‬
‫جزء ال يتجزأ من ذلك النطام‬
‫األخي خالل‬
‫ر‬ ‫المشع المغرئ عىل ر‬
‫مشوعية الدليل الرقىم عن طريق إصداره‬ ‫تبعا لذلك نص ر‬
‫ر‬
‫السنة الجارية مجموعة القانون الجنائ و صيغة محينة بتاري خ ‪ 12‬مارس ‪ 2018‬قد نص الفصل‬
‫‪ 447‬مكرر ‪ 1‬إل ‪ 447‬مكرر ‪ 2‬منه عىل عقوبات حبسية رتياوح ربي ستة أشهر إل خمس سنوات‬
‫وغرامات مالية رتياوح ربي ‪ 2000‬إل ‪ 20.000‬درهم‪ ،‬و نص الفصل ‪ 447‬مكرر ‪ 3‬عن عقوبات‬

‫‪ 102‬مليكة أبوديار‪،‬االثبات الجنائي في الجرائم االلكترونية‪ ،‬مقال منشور بالمجلة االلكترونية لألبحاث القانونية ‪ 2018‬العدد ‪ 2‬ص‪.104 :‬‬
‫‪ 103‬حكم غير منشور صادر عن المحكمة االبتدائية برشيد‪ ،‬ملف جنحي تلبسي عدد ‪ ،2023/2103/311‬بتاريخ ‪.2023/04/27‬‬
‫‪ 104‬مليكة أبوديار ‪ ،‬مرجع سابق ص‪.111 :‬‬
‫‪26‬‬
‫الفصلي الذكورين اعاله ف حالة العود و ف ارتكاب‬
‫ر‬ ‫مضاعفة ف ارتكاب األفعال المنصوص عليها ف‬
‫الجريمة من طرف الزوج أو الطليق أو الخاطب أو أحد الفروع أو احد الفصول أو الكافل أو شخص‬
‫له والية أو سلطة عىل الضحية أو المكلف برعايتها‪ ،‬أو ضد امرأة بسبب جنسها أو ضد قاض‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬صعوبات اإلثبات‬


‫الت تواجه أجهزة العدالة الجنائية‪ ،‬و‬‫بعد اإلثبات الجنائ باألدلة الرقمية من أهم التحديات ر‬
‫ر‬
‫اإللكيونية أمر ليس‬ ‫اإللكيونية‪ ،‬حيث أن اكتشاف الجريمة‬‫ر‬ ‫يزداد اإلثبات صعوبة ف الجريمة‬
‫حت ف حال اكتشاف وقوع هذه الجريمة و اإلبالغ عنها‪ ،‬فإن إثباتها أمر يحيط به‬ ‫بالسهل‪ ،‬و لكن ر‬
‫غي تقليدية‪ ،‬حيث تقع خارج إطار الواقع‬ ‫ر‬
‫الكثي من الصعاب‪ ،‬فالجريمة اإللكيونية تتم ف بيئة ر‬
‫ر‬
‫ر‬
‫المادي الملموس‪ ،‬لتقوم أركنها ف بيئة الحاسوب و االنينت‪ ،‬مما يجعل األمور تزداد تعقيدا لدى‬
‫سلطات األمن و أجهزة التحقيق و المالحقة‪.105‬‬
‫تلف بالغ عن وقوع جريمة ر‬
‫الكيونية‪ ،‬و بعد‬ ‫فف ما يتعلق بإجراء المعاينة ف جميع األحوال عند ر‬
‫التأكد من البيانات الرصورية ف البالغ يتم االنتقال إل مشح الجريمة لمتابعته‪ ،‬و مصطلح الجريمة‬
‫اإللكيونية يختلف طبعا عن الجريمة التقليدية‪ ،‬و دون الخوض ف أوجه الخالف‪ ،‬فإن البعض‬ ‫ر‬
‫ر‬
‫اإللكيونية و ذلك لندرة تخلف آثار مادية عقب ارتكاب‬ ‫يرى أن أهمية المعاينة تتضاءل ف الجريمة‬
‫هذه الجريمة ‪.106‬‬
‫غي تلبسية‪ ،‬األمر الذي يؤدي إل‬ ‫ر‬
‫باإلضافة إل أن الجريمة اإللكيونية ف جميع األحيان تكون ر‬
‫ضعف أهمية المعاينة‪.‬‬

‫أما ف ما يتعلق بإجراء التفتيش فهو يعد إجراء من إجراءات التحقيق يهدف إل البحث عن‬
‫أشياء تتعلق بالجريمة يقوم به موظف مختص طبقا إلجراءات مقررة قانونا‪ ،‬و قد يتطلب األمر ف‬
‫تكت هذه الطائفة من الجرائم‬
‫الكثي من األحيان ولوج البنية المعلوماتية بحثا عن الدليل وكشف مر ر‬
‫ر‬
‫غي‬‫الكثي من األحيان أنه ر‬
‫ر‬ ‫‪ ،‬و مع ذلك فإن التفتيش و ما ف حكمه ف نطاق هذه البنية ينظر إليه ف‬
‫ر‬ ‫ر‬
‫مجد لما يكتنفه من صعوبات أثناء تنفيذه و بالذات ما يتم ف الفضاء االفياض(ف بيئة االنينت)‪،‬‬
‫مقارنة بالجرائم التقليدية باعتبار أن تفتيش نظم المعالجة اآللية من أخطر المراحل‪ ،‬ألنه يكون‬
‫إلكيونية ليس لها مظهر محسوس خارجيا‪،‬‬ ‫عىل طابع غي مادي‪ ،‬و ال يعدو إال أن يكون معلومات ر‬
‫ر‬
‫و التفتيش ينصب عىل الجانب المادي و المنطق‪. 107‬‬

‫وتتجىل صعوبات اإلثبات أيضا ف تحديد هوية الجناة ألنه أمر صعب للغاية‪ ،‬إذ يمكن‬
‫للمتعمدين استخدام عناوين وبروتوكول مخادعة‪ ،‬والشبكات الخاصة ر‬
‫االفياضية وتقنيات التصيد‬
‫االحتيال وكلها تخف هوية وموقع هؤالء الجناة‪.108‬‬
‫ر‬
‫اإللكيونية أثارت محدودية إثباتها ف البحث والتحقيق‬ ‫باإلضافة إل أن هذه الجرائم‬
‫واالختصاص والضبط‪ ،‬ألنها أحدثت فضاء جديد عابر للحدود وال ر‬
‫يعيف بسيادة القانون الداخىل‬

‫‪ 105‬سناء السرحاني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.93‬‬


‫‪ 106‬مليكة أبوديار‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.105/104:‬‬
‫‪ 107‬مراد بنار‪ ،‬مرجع سابق ‪ ,‬ص‪.158:‬‬
‫‪108‬خالد الخليفي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.526‬‬
‫‪27‬‬
‫وف ذات السياق خلف قصورا ف تحديد جهات االختصاص وف إتباع اإلجراءات القانونية المخولة‬
‫ر‬
‫اإللكيونية‪ .‬ألن الجريمة يتم ارتكابها ف مكان تنعدم فيه الحدود الجغرافية‬ ‫تطبيقها عىل الجرائم‬
‫حي ارتكاب الجريمة‪.109‬‬
‫والسيادية للدولة‪ ،‬مما ينتج عنه المحدودية ف تحديد ر‬
‫يعتي أمر‬
‫كبية ف فحص جميع البيانات‪ ،‬إذ ر‬ ‫من الناحية العملية يواجه المحققون تحديات ر‬
‫مكلفا وستغرق ف هذا وقتا طويال‪ ،‬وبالتال فإن للجائ فرصة طمس دليل إدانته ومحوه ف زمن‬
‫قصي‪ ،‬وعليه فإن ضخامة حجم البيانات محل الفحص‪ ،‬وتعقد إجراءات ضبط األدلة عند وقوع‬ ‫ر‬
‫ر‬
‫الجريمة يشكالن أبرز مظاهر ضعف الدليل اإللكيوئ‪ ،‬وصعوبة اإلثبات‪ ،‬إذ أن سلوك إجراءات‬
‫كثي من األحيان إل ضياع هذا الدليل ‪.110‬‬
‫المسطرة العادية قد يؤدي ف ر‬
‫الشطة وجهات التحقيق والقضاء‬ ‫الخية الفنية والتقنية لدى ر‬
‫ر‬ ‫باإلضافة إل ذلك فإن نقص‬
‫ر‬
‫اإللكيونية‪ ،‬ذلك أن هذا النوع من الجرائم يتطلب تدريب‬ ‫يشكل عائق أساس أمام إثبات الجريمة‬
‫وتأهيل هذه الجهات ف مجال تقنيات وكيفية جمع األدلة و التفتيش و المالحقة ف بيئة الحاسوب‬
‫و ر‬
‫االنينت‪. 111‬‬
‫ر‬
‫باالنينيت و‬ ‫من أبرز الصعوبات كذلك ر‬
‫الت تواجه اإلثبات‪ ،‬هناك غياب قواعد إجرائية متعلقة‬
‫بمواقع التواصل االجتماع‪ ،‬و بجميع النصوص الجنائية المتعلقة باألدلة و اإلثبات و وسائلها‬
‫المتعلقة باالستقراء والبحث و التحقيق المعتمدة ف إطار اإلجراءات الجنائية و ر‬
‫الت تعد قواعد‬
‫معي‪ ،‬اتسمت فيه الجريمة بطابعها البدائ و التقليدي‪،‬‬ ‫تقليدية سنت ف إطار تاريح دقيق ر‬
‫وبالتال فإنه من الطبيع أن تكون أحكامها قاضة عن مواكبة التطور الذي عرفته الجريمة خاصة‬
‫ر‬
‫اإللكيوئ‪ ،‬بما ف ذلك مواقع التواصل االجتماع ‪.112‬‬ ‫ف ما يتعلق بمجالها‬
‫الت أثارت أوجه قصور قانونية تتعلق بشكل‬ ‫ر‬
‫اإللكيونية ر‬ ‫باإلضافة إل السمة الدولية للجريمة‬
‫الت لها اختصاص التحقيق و البحث و التحري ف الجريمة‪ ،‬هل‬ ‫أساس من خالل تحديد الدولة‪ ،‬ر‬
‫الت ترصرت مصالحها من جراء هذا اإلعتداء؟‪113‬‬ ‫الت وقع فيها النشاط اإلجرام‪ ،‬أو ر‬
‫ه ر‬

‫االجتماع‬ ‫التواصل‬ ‫مواقع‬ ‫ائم‬


‫ر‬ ‫ج‬ ‫مكافحة‬ ‫‪:‬‬ ‫المطلب ر‬
‫الثات‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫ر‬
‫اإللكيونية مجرد مفهوم أو خيار جديد لكنه قد أصبح واقعا وضورة‬ ‫لم تعد مكافحة الجرائم‬
‫ال غت عنها ف مجال مكافحة الجرائم بصفة عامة و الجرائم الرقمية بصفة خاصة‪ ،‬و قد ساعد‬
‫التكنولوج الشي ع و االنتشار الواسع ر‬
‫لإلنينت و الحاسب اآلل ظهور و تطور أنماط ارتكاب‬ ‫ر‬ ‫التطور‬
‫تتمي بحداثة األسلوب و شعة التنفيذ و سهولة اإلخفاء و‬
‫الت ر‬ ‫الت أصبحت من الجرائم ر‬ ‫الجريمة ر‬
‫القدرة عىل محو اآلثار‪ ،‬و تعددت صورها و أشكالها و تعددت الحدود ووصفت بالعالمية‪.‬‬
‫ر‬
‫اإللكيونية عرفت انتشارا واسعا ف كل دول العالم من بينها المملكة المغربية‪ ،‬إذ‬ ‫فالجريمة‬
‫ر‬
‫حقيف عندما وضعت أمامها قضايا تتعلق بالجرائم المعلوماتية‪،‬‬ ‫المغرئ ف محك‬ ‫أصبح القضاء‬
‫ر‬

‫‪109‬خالد الخليفي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.527 :‬‬


‫‪ 110‬حياة البشيري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.19 :‬‬
‫‪ 111‬سناء السرحاني ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.94‬‬
‫‪ 112‬خالد الخليفي ‪،‬مرجع سابق‪،‬ص‪.531 :‬‬
‫‪ 113‬خالد الخليفي‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪.530‬‬
‫‪28‬‬
‫تشيع ف مجال مكافحة الجريمة المعلوماتية‬ ‫وأمام هذه اإلشكالية‪ ،‬و خاصة أمام وجود فراغ ر‬
‫تشيعات حديثة‪ ،‬أو إضافة نصوص أخرى لمجموعة القانون‬ ‫المشع المغرئ إل سن ر‬ ‫اضطر ر‬
‫ر‬
‫غي‬
‫تشيعية ر‬‫الجنائ تتالءم و خصوصية الجريمة المعلوماتية‪ ،‬و بالفعل شهد العقد الحال طفرة ر‬
‫معهودة شملت عموم كل ما يتعلق بالتكنولوجيات الحديثة و اإلعالم و االتصال‪.114‬‬
‫التشيعات أو النصوص المستحدثة لمكافحة الجرائم‬‫و لكن ما يهمنا ف هذا الصدد تلك ر‬
‫عي مواقع التواصل االجتماع عىل المستوى الوطت (الفقرة األول) والدول(الفقرة‬
‫المرتكبة ر‬
‫الثانية)‬
‫ر‬
‫الوطت‬ ‫الفقرة األول‪ :‬عىل المستوى‬
‫ي‬
‫الشعية الجنائية‪ ،‬اضطر ر‬
‫المشع‬ ‫أمام خصوصية الجريمة المعلوماتية‪ ،‬و انسجاما مع مبدأ ر‬
‫تشي ع يتالءم و طبيعة هذه الجرائم‪ ،‬و ذلك بعد أن أبان الواقع عن أزمة واضحة‬‫المغرئ إل سن ر‬
‫ر‬
‫ف تكييف هذه األفعال المستجدة طبقا للقواعد التقليدية للقانون الجنائ‪ ،‬و هكذا عرفت الساحة‬
‫تشيعية مرتبطة‬‫األخية صدور عدة نصوص قانونية ر‬ ‫ر‬ ‫السني‬
‫ر‬ ‫التشيعية عىل المستوى الوطت ف‬ ‫ر‬
‫التشي ع الجنائ الموضوع ‪،‬‬ ‫بمكافحة ظاهرة الجريمة المعلوماتية‪ ،‬و ذلك سواء عىل مستوى ر‬
‫الت جاءت متضمنة بعض األحكام الزجرية المتعلقة‬ ‫والتشي ع اإلجرائ‪ ،‬و من ضمن النصوص ر‬ ‫ر‬
‫بمكافحة الجريمة المعلوماتية‪.‬‬

‫وف هذا الصدد صدر قانون ‪ 03.07‬القاض بتتميم مجموعة القانون الجنائ ف ما يتعلق‬
‫بالجرائم المتعلقة بالنظم المعالجة اآللية للمعطيات‪ ،115‬كما عمل عىل تحديد أنواع الجرائم‬
‫ر‬
‫العاش من الجزء األول من الكتاب الثالث لمجموعة القانون‬ ‫ر‬
‫اإللكيونية‪ ،‬لتدمج ف إطار الباب‬
‫الجنائ باعتبارها أحكام متممة‪ ،‬و ذلك ف الفصول من ‪ 3-607‬إل ‪.11-607‬‬

‫الذاتيي تجاه معالجة المعطيات‬


‫ر‬ ‫باإلضافة إل قانون ‪ 11609.08‬المتعلق بحماية األشخاص‬
‫الت تحدد بعض السلوكات‬‫ذات الطابع الشخض‪ ،‬و ذلك بالرجوع إل المواد من ‪ 61‬إل ‪ 66‬ر‬
‫الذاتيي تجاه معالجة المعطيات ذات الطابع‬
‫ر‬ ‫اإلجرامية الماسة بمتطلبات حماية األشخاص‬
‫الشخض‪.‬‬
‫ر‬
‫اإللكيونية بالرجوع إل الباب الثالث من‬ ‫و القانون رقم ‪ 117 53.05‬المتعلق بتبادل المعطيات‬
‫القسم الثائ من هذا القانون ‪ ،‬الذي تضمن عدة أحكام ذات طابع زجري الغاية منها زجر و معاقبة‬
‫الت تنطوي عىل المساس بعدة حقوق من خالل اإلخالل ر‬
‫بالشوط و‬ ‫بعض األفعال الجرمية ر‬
‫ر‬
‫اإللكيوئ للمعطيات ذات الطابع القانوئ ‪.118‬‬ ‫الضوابط ر‬
‫التشيعية المتعلقة بالتبادل‬

‫‪ 114‬سناء الرحيمي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.85 :‬‬


‫‪115‬قاونون ‪ 03.07‬بتتميم مجموعة القانون الجنائي في ما يتعلق بالجرائم المتعلقة بنظم المعالجة االلية للمعطيات‪ ،‬الصادر بتنفيذه الظهير‬
‫الشريف رقم ‪ 1.03.197‬بتاريخ ‪ 11‬نوفمبر‪ ،2003‬منشور بالجريدة الرسمية عدد ‪ 500171‬مؤرخة في ‪ 22‬ديسمبر ‪ ،2003‬ص‬
‫‪.4282‬‬
‫‪ 116‬القانون رقم ‪ 09.08‬المتعلق بحماية اال شخاص الذاتيين اتجاه معالجة المعطيات ذات الطابع الشخصي‪ ،‬الصادر بتنفيذه الظهير الشريف‬
‫رقم ‪ 1.09.15‬بتاريخ ‪ 18‬فبراير ‪ 2009‬عدد ‪ ،5711‬مؤرخة في ‪ 23‬فبراير ‪ ،2009‬ص‪.552:‬‬
‫‪ 117‬القانون رقم ‪ 53.05‬التعلق بالتبادل االلكتروني للمعطيات القانونية و الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم ‪ 129.1.07‬بتاريخ ‪30‬‬
‫نونبر ‪ ،2007‬و المنشور بالجريدة الرسمية عدد ‪ 5584‬المؤرخة في ‪ 06‬دجنبر ‪،2007‬ص‪.3879:‬‬
‫‪ 118‬من بين هذه االفعال نذكر " جريمة االدالء عمدا بتصاريح كاذبة أو تسليم وثائق مزورة إلى مقدم خدمات المصادقة إللكترونية"‬
‫‪29‬‬
‫بالبش ومن خالله نجد ر‬
‫المشع يجرم جميع‬ ‫ر‬ ‫وقانون رقم ‪ 27.14119‬المتعلق بمكافحة االتجار‬
‫أشكال االتجار بالب رش المحدد بواسطة الفصل ‪ 448-1‬بما ف ذلك حمية جميع أشكال االستغالل‬
‫الغي و االستغالل عن طريق المواد اإلباحية بما ف ذلك وسائل‬
‫الجنش السيما استغالل دعارة ر‬
‫ر‬
‫االستغالل عن طريق المواد اإلباحية بما ف ذلك وسائل االتصال والتواصل المعلومائ‪.‬‬

‫المشع ف إطاره يتناول‬‫ر‬ ‫والقانون رقم ‪ 120 03.03‬المتعلق بمكافحة اإلرهاب‪ ،‬الذي نجد‬
‫ر‬
‫اإللكيونية المرتبطة بأفعال إرهابية‬ ‫مجموعة من األحكام القانونية ر‬
‫الت لها عالقة بمكافحة الجرائم‬
‫ومن ضمن تلك األحكام تنصيصه عىل اعتبار الجرائم المتعلقة بالنظم المعالجة اآللية للمطيات‬
‫بمشوع فردي أو جماع يهدف إل المس‬ ‫بمثابة أفعال إرهابية وذلك كلما كان لها عالقة عمدا ر‬
‫اليهيب أو العنف‪.‬‬‫الخطي بالنظام العام بواسطة تخويف أو ر‬
‫ر‬
‫باإلضافة إل القانون رقم ‪ 121103.13‬المتعلق بمحاربة العنف ضد المرأة وذلك من خالل‬
‫يعتي مرتكب جريمة التحرش الجنش ويعاقب بالحبس‬
‫الفصلي ‪ ، 503-1-1‬بحيث نص عىل أنه ر‬‫ر‬
‫العقوبتي ف‬
‫ر‬ ‫هاتي‬
‫من شهر واحد إل ستة أشهر وغرامة من ‪ 2000‬إل ‪10.000‬درهم أو بإحدى ر‬
‫الحاالت التالية‬
‫غيها ‪،‬بأفعال أو أقوال أو إشارات ذات طبيعة جنسية أو ألغراض‬
‫‪ -1‬ف الفضاءات العمومية أو ر‬
‫جنسية‪.‬‬
‫إلكيونية أو تسجيالت أو ذات طبيعة جنسية أو‬ ‫‪ -2‬بواسطة رسائل مكتوبة أو هاتفية أو ر‬
‫ألغراض جنسية ‪.‬‬

‫عي مواقع التواصل االجتماع يمكن أن تدخل‬


‫من خالل هذا النص يمكن القول أن التحرش ر‬
‫ضمن هذه الحاالت‪.‬‬

‫الدول‬
‫ي‬ ‫الفقرة الثانية‪ :‬عىل المستوى‬
‫اإللكيونية عامة و جرائم مواقع التواصل‬‫ر‬ ‫تتجسد الجهود المبذولة لمواجهة الجرائم‬
‫االجتماع خاصة‪ ،‬خاصة أمام االنتشار الواسع لهذه الجرائم باعتبارها جرائم عابرة للحدود ‪ ،‬ف‬
‫تكثف المجهودات عىل الصعيد الدول من أجل التصدي لهذه الجرائم‪ ،‬و ذلك بسبب ما‬
‫األخية من خطورة بالغة من جهة‪ ،‬و بما تمتاز به من طابع كوئ من حيث‬ ‫ر‬ ‫تنطوي عليه هذه‬
‫جانب االمتداد الجغراف من جهة أخرى‪.‬‬

‫و من هذا المنطلق توجت جهود الدول و المنظمات الدولية عىل مستوى و ضع إطار قانوئ‬
‫الميمة ربي الدول‬
‫تنظيىم لمكافحة الجرائم المعلوماتية‪ ،‬بصدور مجموعة من االتفاقيات ر‬

‫‪ 119‬القانون رقم ‪27.14‬المتعلق بمكافحة االتجار بالبشر‪ ،‬الصادر بتنفيذ الظهير الشريف رقم ‪ 1.16.127‬بتاريخ ‪ 25‬أغسطس‬
‫‪،2016‬المنشور بالجريدة الرسمية عدد ‪ ،6501‬الصادرة بتاريخ ‪ 19‬سبتمبر ‪ ،2016‬ص‪6644‬‬
‫‪ 120‬القانون رقم ‪ 03.03‬المتعلق بمكافحة االرهاب‪،‬الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم ‪ ،1.03.140‬بتاريخ ‪ 28‬ماي ‪ ،2003‬المنشور‬
‫بالجريدة الرسمية عدد ‪ ،5112‬الصادر بتاريخ ‪ 29‬ماي ‪ ،2003‬ص ‪.1755‬‬
‫‪ 121‬الظهير الشريف رقم ‪ 1.18.19‬صادر في ‪ 05‬جمادى االخرة ‪ 1439‬الموافق (‪22‬فبراير ‪ )2018‬بتنفيذ رقم ‪ 103.13‬المتعلق‬
‫بمحاربة العنف ضد النساء‪.‬‬
‫‪30‬‬
‫كاتفاقية بودابيست(أ) و اتف اقية الكاط المنعقدة بمراكش(ب) واالتفاقية العربية لمكافحة‬
‫جرائم تقنية المعلومات(ج)‬
‫أ‪ .‬اتفاقية بودابيست ‪:‬‬
‫ر‬
‫اإللكيونية عن‬ ‫الت ترم إل مكافحة الجرائم‬‫تعتي اتفاقية بودابيست ‪ 122‬من أهم االتفاقات ر‬
‫ر‬
‫طريق التعاون الدول‪ ،‬تم إبرامها بتاري خ ‪ 23/11/2001‬من طرف دول األعضاء ف مجلس أوربا‪،‬‬
‫ر‬
‫المعلومائ‪ ،‬و تنسيق‬ ‫المحلي باألمن‬ ‫و ذلك بوضع سياسة جنائية موحدة تمكن من مالحظة‬
‫ر‬
‫الت تستخدم عن طريق استخدام‬ ‫التعاون القضائ و خاصة عىل مستوى التحقيق ف الجرائم ر‬
‫إلكيونية ‪ ،‬و تناولت هذه االتفاقية كل ما يتعلق بجرائم الحاسوب و ر‬
‫االنينيت سواء ما‬ ‫وسيلة ر‬
‫الت تستخدم ف ارتكابها الشبكات‬ ‫يتعلق ضد الشبكات و المعلومات‪ ،‬أو الجرائم التقليدية ر‬
‫المعلوماتية‪123‬‬

‫الخياء‬
‫ر‬ ‫كبي من‬‫تم إبرام هذه االتفاقية بفرنسا‪ ،‬فقد تم صياغة المعاهدة من طرف عدد ر‬
‫المختصي ف القانون ف مجلس أوربا بمساعدة دول أخرى ال سيما الواليات المتحدة األمريكية‪ ،‬و‬
‫ر‬
‫ر‬
‫بعد تشاورات عديدة ربي الحكومات و أجهزة الشطة‪ ،‬و قطع الكمبيوتر عىل مستوى العالم‪ ،‬هذا‬
‫نوفمي ‪.1242001‬‬
‫ر‬ ‫ما أدى ف النهاية إل التوقيع عليها من قبل ‪ 30‬دولة بتاري خ ‪23‬‬
‫اليوتوكول‬‫و المغرب وقع هو اآلخر عىل هذه االتفاقية إذ انضم إليها حديثا‪ ،‬بتوقيعه عىل ر‬
‫ر‬
‫اإللكيونية‪ ،‬و ذلك ف بداية أكتوبر‬ ‫اإلضاف الثائ الملحق باتفاقية بودابيست‪ ،‬لمحاربة الجريمة‬
‫‪ ،2018‬حيث أصبحت المملكة المغربية رسميا بلدا عضوا ف اإلتفاقية المذكورة ‪. 125‬‬
‫تدابي ر‬
‫تشيعية‬ ‫ر‬ ‫تتكون هذه االتفاقية من ‪ 48‬مادة و أكدت االتفاقية عىل الحاجة إل اتخاذ‬
‫لمكافحة جرائم الكومبيوتر و مخاطرها عىل الدول‪ ،‬كما تضمنت عدة توصيات لدول األعضاء‬
‫اعتيت مرجعا‪.‬‬
‫لمكافحة الجريمة المعلوماتية ‪ ،‬و ر‬
‫ب‪ .‬اتفاقية الكاط المنعقدة ف مراكش بتاري خ ‪ 15‬أبريل ‪:1994‬‬

‫عالجت هذه االتفاقية و خاصة ف المادة ‪ 61‬حماية حقوق الملكية الفردية المتعلقة بالتجارة‪،‬‬
‫و فرضت عىل الدول األعضاء وضع عقوبات للجرائم الرامية إل تزوير العالمات و القرصنة ر‬
‫الت‬
‫األورئ ف تطبيق مواد هذه‬ ‫غالبا ما تتم عن طريق شبكة ر‬
‫االنينت‪ ،‬و قد رشعت دول اإلتحاد‬
‫ر‬

‫‪ 122‬تضمنت أربع فصول ‪:‬‬


‫الفصل االول‪ :‬تعريف المصطلحات االساسية في نص المادة ‪. 1‬‬
‫الفص الثاني‪ :‬جاء تحت عنوان الخطوات الواجب اتخاذها على الصعيد الوطني و هي بنقسم إلى أقسام‪.‬‬
‫القسم االول‪ :‬يضم من ‪2‬إلى ‪ 13‬التي تعالج النصوص الموضوعية لجرائم الحاسوب‪.‬‬
‫القسم الثاني‪ :‬يضم المواد من ‪ 14‬إلى ‪ 21‬و تتعلق بالقواعد االجرائية ‪.‬‬
‫القسم الثالث‪ :‬يضم المادة ‪ 22‬يتعلق باالختصاص‪.‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬جاء تحت عنوان التعاون الدولي من المادة ‪ 23‬إلى المادة ‪.35‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬تضمن االحكام الختامية من المادة ‪ 36‬إلى ‪.48‬‬
‫‪ 123‬سناء السرحاني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.103 :‬‬
‫‪ 124‬فريد ناشف‪ ،‬آليات التعاون الدولي في مكافحة الجرائم االلكترونية‪ ،‬مقال منشور بتاريخ ‪ 03/06/2022‬في مجلة البحوث و الحقوق‬
‫و العلوم السياسية‪ ،‬المجلد ‪ 08‬العدد‪ 01‬سنة ‪ ، 2022‬ص‪ ،450-430 :‬ص‪.443 :‬‬
‫‪ 125‬تقرير منشور‬
‫‪31‬‬
‫االتفاقية ابتداءا من ‪ 2004/02/29‬تاري خ صدور األمر المتعلق باإلجراءات الالزمة لغرض ر‬
‫احيام‬
‫‪126‬‬
‫اليوير و القرصنة‬‫حقوق الملكية الفكرية و مواجهة مرتكت جرائم ر‬
‫ر‬
‫ج‪ .‬االتفاقية العربية لمكافحة جرائم تقنية المعلومات‪:‬‬

‫ف إطار الجهود المبذولة عىل مستوى التنظيم الدول‪ ،‬بادرت الدول العربية إل وضع اتفاقية‬
‫عربية لمكافحة جرائم تقنية المعلومات بهدف تعزيز التعاون ربي الدول العربية و تدعيمه ف مجال‬
‫ر‬
‫المشيك‬ ‫مكافحة جرائم تقنية المعلومات‪ ،‬و وافق عليها وزراء الداخلية و العدل ف اجتماعها‬
‫دجني ‪ ،2012‬و تهدف إل‬‫ر‬ ‫المنعقد بمقر األمانة العامة بجامعة الدول العربية بالقاهرة بتاري خ ‪21‬‬
‫مضامي هذه اآلخرة‬
‫ر‬ ‫تعزيز التعاون ربي الدول العربية ف مجال مكافحة هذه الجرائم‪ ،‬حيث جاءت‬
‫مطابقة ألحكام اتفاقية بودابيست خاصة عىل مستوى القواعد اإلجرائية‪.127‬‬
‫ر‬
‫اإللكيونية ليس فقط من خالل إبرام االتفاقات‬ ‫و يظهر التعاون الدول لمكافحة الجريمة‬
‫الدولية‪ ،‬و إنما أيضا من خالل التعاون القضائ و األمت‪.‬‬

‫فبالنسبة للتعاون القضائ فيتخذ مجموعة من المظاهر‪ ،‬إال أننا سنقترص فقط عىل ذكر‬
‫أساسي و هما كالتال‪:‬‬
‫ر‬ ‫مظهرين‬
‫الت تطلبها سلطة قضائية أو أمنية‬ ‫✓ تبادل المعلومات‪ :‬و يشمل تقديم المعلومات و الوثائق ر‬
‫الت وجهت إل رعاياها ف الخارج ‪ ،‬و اإلجراءات‬ ‫مت كانت بصدد جريمة ما‪ ،‬عن االتهامات ر‬ ‫أجنبية‪ ،‬ر‬
‫الت اتخذت ضددهم‪ ،‬و قد يشمل التبادل أيضا السوابق القضائية للجناة‪ ،‬تتعرف من خالله‬ ‫ر‬
‫الجهات القضائية عىل الماض الجنائ للفرد الحال إليها‪ ،‬لتقرير األحكام الخاصة بالعود ووقف‬
‫ر‬
‫اإللكيونية) أقرت االتفاقية األوربية‬ ‫غيها من اإلجراءات ‪ .‬و ف هذا اإلطار (الجرائم‬
‫تنفيذ العقوبة‪ ،‬و ر‬
‫االفياضية تبادل المعلومات ف المادة ‪ 23‬منها ‪ ،‬بنصها ضاحة عىل وجوب توافر‬ ‫ر‬ ‫حول الجريمة‬
‫أكي قدر من السهولة و‬ ‫التعاون الدول ربي دول األطراف و تعميقه‪ ،‬و تقليل العوائق بما يوفر ر‬
‫الشعة لتبادل المعلومات ربي األطراف‪: 128‬‬
‫المجرمي‪:129‬‬
‫ر‬ ‫✓ تسليم‬

‫تلخص هذه الصورة من صور التعاون الدول لمواجهة الجريمة عامة و المعلوماتية خاصة ف‬
‫الت يتواجد عىل إقليمها المتهم بارتكاب إحدى الجرائم العابرة للحدود‪ ،‬كجرائم‬ ‫قيام الدولة ر‬
‫تشيعا يسمح بذلك‪ ،‬و إال تسليمه لدولة أخرى مختصة من‬ ‫ر‬
‫االنينت بمحاكمة هذا المتهم إذا كان ر‬
‫أجل محاكمته‪ ،‬و الغرض من ذلك هو الحيلولة دون إفالت المتهم من العقاب ر‬
‫مت كان القانون‬
‫المجرمي‬
‫ر‬ ‫الداخىل للدولة المتواجدة عىل إقليمها ال يسمح لها بمحاكمته‪ ،‬و قد كانت مسألة تسليم‬
‫ر‬
‫اإللكيونية موضوع العديد من االتفاقيات و المعاهدات الدولية أهمها‬ ‫ف مجال مكافحة الجرائم‬

‫‪ 126‬سناء السرحاني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.104 :‬‬


‫‪ 127‬سناء الرحيمي ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪.106:‬‬
‫‪ 128‬فريد ناشف‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.441 :‬‬
‫‪ 129‬يعرف تسليم المجرمين بأنه االجراء الذي تسلم بموجبه دولة استنادا إلى معاهدة‪ ،‬أو تأسيسا على المعاملة بالمثل عادة إلى دولة أخرى‬
‫شخصا تطلبه الدولة اال خيرة التهامه أو أنه محكوم عليه بعقوبة جنائية و تشترط معظم الدول للتعليم التجريم المزدوج للسلوك الذي يطالب‬
‫بالتسليم ألجله و أن يكون معاقبا عليه بموجب قوانين الدولة طالبة التسليم‪ ،‬و الدولة المطلوب إليها‪.‬‬
‫‪32‬‬
‫األورئ بشأن مشاكل اإلجراءات‬ ‫معاهدة بودابيست لمكافحة جرائم ر‬
‫األنينت‪ ،‬و توصيات المجلس‬
‫ر‬
‫بتمي ‪.1995130‬‬‫المتعلقة بتكنولوجيا المعلومات من خالل التوصية رقم (‪ )95/13‬بتاري خ ‪ 11‬س ر‬
‫هذا ف ما يتعلق بمظاهر التعاون الدول القضائ‪ ،‬أما ف ما يتعلق بمظاهر التعاون األمت‬
‫فتتجسد ف ‪:‬‬
‫ر‬
‫الجنائية(األنيبول)‪:131‬‬ ‫➢ المنظمة الدولية ر‬
‫للشطة‬

‫للشطة الجنائية نظاما خاصة للتعاون‪ ،‬و يتجىل ف إنشاء مكتب مركزي‬ ‫أرست المنظمة الدولية ر‬
‫و طت داخل جميع الدول األعضاء ف هذه المنظمة‪ ،‬يعد نقطة االتصال مع اإلدارات األجنبية ر‬
‫الت‬
‫تجري التحقيقات خارج حدودها و ترتكز المنظمة اهتمامها عىل ستة مجاالت إجرامية أعطتها‬
‫األولوية ه الفساد ‪ ،‬المخدرات المنظم‪ ،‬اإلجرام المال و المرتبط بالتكنولوجيا المتقدمة‪،‬‬
‫البش‪ ،‬و تهدف هذه المنظمة‬ ‫المجرمون الفارون‪ ،‬تهديد السالمة العامة و اإلرهاب و االتجار ف ر‬
‫الشطة ف الدول األطراف و عىل نحو فعال ف مكافحة‬ ‫إل تأكيد و تشجيع التعاون ربي أجهزة ر‬
‫الجريمة من تجميع البيانات و المعلومات المتعلقة بالمجرم و الجريمة و ذلك عنة طريق المكاتب‬
‫الوطنية ر‬
‫للشطة الدولية المجودة ف أقاليم الدولة المنضمة إليها‪ .‬و تتبادل ف ما بينها‪ ،‬باإلضافة‬
‫الشطة ف دول األطراف‪ ،‬و مدها بالمعلومات‬ ‫المجرمي بمساعدة أجهزة ر‬
‫ر‬ ‫إل التعاون ف ضبط‬
‫المتوفرة لديها عىل إقليمها و خاصة بالنسبة للجرائم المتشبعة ف عدة دول و منها جرائم‬
‫ر‬
‫األنينت ‪132‬‬

‫رشطة الويب الدولية ‪:‬‬ ‫➢‬


‫أنشئت هذه المنظمة األمنية ف الواليات المتحدة األمريكية عام ‪ 1986‬ر‬
‫لتلف شكاوى‬
‫إلكيونيا و البحث عن األدلة ضدهم و تقديمهم‬ ‫مستخدم الشبكة و مالحقة الجناة و القراصنة ر‬
‫متخصصي من هيئات إنقاذ القانون و المؤسسات‬
‫ر‬ ‫للمحاكمة‪ ،‬و يضم فريق العمل هذه المنظمة‬
‫فنيي من ‪ 61‬دولة حول العالم و نظرا التساع نشاط هذه‬ ‫متطوعي ر‬
‫ر‬ ‫الحكومية و ضباط ر‬
‫الشطة و‬
‫المنظمة و ما تقوم به من إجراءات بالتعاون مع وكاالت انقاد القانون فيدول األعضاء‪ ،‬فإن ذلك‬
‫الت ترتكب من خالل شبكة ر‬
‫االنينت عىل‬ ‫يسهل األمر لفريق العمل‪ ،‬بتتبع األنشطة اإلجرامية ر‬
‫عي شبكة‬
‫الت تحكم حركة مرور المعلومات ر‬ ‫مستوى العالم‪ ،‬و ف إطار مسألة الضوابط القانونية ر‬
‫االنينت‪ ،‬فهناك من يرى أنه من الرصوري وضع ضوابط و قواعد بحيث ال تؤدي إل المساس‬ ‫ر‬
‫بالحريات العامة ف تبادل المعلومات و حقوق اإلنسان من ناحية ‪ ،‬و إال تستخدم الشبكة ألغراض‬
‫نش مواد إباحية تشء إل المجتمع من ناحية أخرى‪133.‬‬ ‫إجرامية ‪ ،‬أو ر‬

‫‪ 130‬فريد ناشف‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.442:‬‬


‫‪ 131‬االنتربول هي اختصار لكلمة الشرطة الدولية باالنجليزية ‪ International Police‬و االسم الكامل لها هو منظمة الشرطة الجنائية‬
‫الدولية و هي أكبر منظمة شرطة دولية أنشئت في عام ‪ ،1923‬مكونة من قوات الشرطة و مقرها الرئيسي في مدينة لبون بفرنسا ‪ ،‬و قد‬
‫انضم إليها المغرب سنة ‪.1957‬‬
‫‪ 132‬سناء السرحاني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪99 :‬و‪.100‬‬
‫‪ 133‬فريد ناشف‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.439:‬‬
‫‪33‬‬
‫من خالل ما سبق‪ ،‬يمكن القول‪ :‬إن جرائم مواقع التواصل االجتماع من بي ر‬
‫أكي الجرائم‬ ‫ر‬
‫المستحدثة خطورة‪ ،‬و ذلك لكون هذه الجرائم تختلف عن الجرائم التقليدية‪ ،‬سواء من حيث‬
‫الت ترتكب ف فضاءات التواصل‬‫الفضاء الذي ترتكب فيه أو من حيث طبيعة مرتكبيها‪ ،‬فالجرائم ر‬
‫الت أفرزتها الثورة المعلوماتية‪ ،‬رغم التسهيالت ر‬
‫الت قدمتها‬ ‫االجتماع مشكلة من المشكالت ر‬
‫لإلفراد و المجتمعات‪.‬‬

‫فالمكافحة والتصدي لهذا النمط الجديد من الجرائم ال يتحقق فقط بتطبيق النصوص‬
‫التقليدية عىل بعض هذه الجرائم‪ ،‬بل عىل ر‬
‫المشع تطوير ترسانته القانونية وعدم االقتصار عىل‬
‫القواني ر‬
‫الت همت تجريم األنشطة الماسة بالنظم المعالجة اآللية للمعطيات‪ ،‬واالعتداءات‬ ‫ر‬ ‫بعض‬
‫تبف قاضة عن اإلحاطة بمختلف مظاهر هذه‬ ‫الت ر‬ ‫القواني المشتتة ر‬ ‫غي ذلك من‬
‫ر‬ ‫اإلرهابية‪ ،‬إل ر‬
‫الجريمة‪.‬‬
‫وف نفس السياق وفيما يتعلق باإلثبات‪ ،‬يعد من أهم التحديات ر‬
‫الت تواجه األجهزة األمنية‪،‬‬
‫الخية‬
‫ر‬ ‫الكبي ف‬
‫ر‬ ‫ذلك أن اكتشاف مرتكب هذه الجرائم أمر ليس بالسهل‪ ،‬وخاصة أمام النقص‬
‫الشطة وجيهات االدعاء والقضاء‪ ،‬ف مواجهة حداثة أساليب ارتكاب هذا‬ ‫الفنية والتقنية لدى ر‬
‫النوع من الجرائم وشعة تنفيذها وشعة محو آثارها‪ ،‬هذه الخصائص العامة تقتض أن تكون‬
‫كبية من المعرفة بأنظمة الحاسب اآلل‪.‬‬
‫جهات التحري و التحقيق بل والمحاكمة عىل درجة ر‬
‫ر‬
‫المقيحات ر‬
‫الت نراها قد تكون حال لمواجهة هذه‬ ‫نقيح بعض‬‫وأمام كل هذا‪ ،‬يمكننا أن ر‬
‫مقيح وهو ضورة وضع نصوص قانونية واضحة وخالية من الغموض لتحقيق‬ ‫الصعوبات‪ ،‬أول ر‬
‫األمن الرقىم لألشخاص‪ ،‬والمؤسسات‪ ،‬والدول‪.‬‬
‫باإلضافة إل ضورة تأهيل وتكوين رجال ر‬
‫الشطة وأفراد النيابة العامة والقضاة عىل كيفية‬
‫التدابي ر‬
‫التشيعية ف ميدان اإلثبات‬ ‫ر‬ ‫التعامل مع هذا النوع من الجرائم‪ ،‬فضال عن ضورة اتخاذ‬
‫واألدلة والقواعد المسطرية‪.‬‬

‫حت تتالءم مع طبيعة وخصائص‬ ‫فضال عن ر‬


‫االليام بتعديل مواد المسطرة الجنائية المغربية ر‬
‫عي مواقع التواصل االجتماع‪ ،‬بالقدر الذي يسمح ببيان األحكام الالزم إتباعها‪.‬‬
‫الجرائم المرتكبة ر‬
‫وكذلك تعزيز التعاون الدول لمكافحة هذه الجرائم‪ ،‬ويتطلب األمر تطوير ر‬
‫اسياتيجيات قوية‬
‫الشكات المالكة للمنصات‬‫لجمع األدلة الرقمية وتحديد الجناة‪ ،‬باإلضافة إل التعاون ربي ر‬
‫والسلطات القانونية لتعزيز األمن الرقىم ومنع حدوث المزيد من الجرائم عىل وسائل التواصل‬
‫االجتماع‪.‬‬

‫المتعاملي مع هذه المنصات بخطورة الجرائم‬


‫ر‬ ‫أيضا استغالل اإلعالم السمع البرصي لتوعية‬
‫الت قد تطالهم ف حالتهم إقدامهم عىل ارتكابها‪ ،‬كما يتم إحطاتهم‬‫عيها و العقوبات ر‬ ‫المرتكبة ر‬
‫بجميع اإلجراءات الالزم اتبعها ف حالة كانوا ضحايا لتلك الجرائم واطالعهم عىل الحماية المقدمة‬
‫لهم‪.‬‬

‫‪34‬‬
‫فضال عن االستفادة من تجارب الدول المتقدمة ف مجال مكافحة الجرائم المعلوماتية قصد‬
‫تعزيز وسائل المكافحة المطبقة بالمغرب‪.‬‬

‫‪35‬‬
‫الكتب والمجالت‬
‫*القرآن الكريم‬
‫ر‬
‫االبياز والتحرش الجنش‬ ‫ر‬
‫جريمت‬ ‫ر‬
‫االلكيونية ‪-‬‬ ‫عي الوسائط‬
‫* مراد بنار‪ ،‬الجرائم المرتكبة ر‬
‫نموذجا‪ -‬مجلة قانونية "القضية "‪ ،‬دار االفاق المغربية‪ ،‬عدد ‪2019‬‬

‫المقاالت‬
‫*نجيب ميالد ‪ ,‬مقال حول ارتفاع جرائم السب والقذف عي ر‬
‫االنينيت منشور عىل الموقع‬ ‫ر‬
‫االلكيوئ ‪htbs/www.alpwabhnews.com 373016‬‬ ‫ر‬
‫ر‬
‫اإللكيونية‬ ‫ر‬
‫اإللكيونية‪ ،‬مقال منشور بالمجلة‬ ‫*مليكة أبوديار‪ ،‬اإلثبات الجنائ ف الجرائم‬
‫لألبحاث القانونية ‪ 2018‬العدد ‪2‬‬
‫ر‬
‫اإللكيونية‪ ،‬مقال منشور بتاري خ‬ ‫*فريد ناشف‪ ،‬آليات التعاون الدول ف مكافحة الجرائم‬
‫‪ 03/06/2022‬ف مجلة البحوث و الحقوق و العلوم السياسية‪ ،‬المجلد ‪ 08‬العدد‪ 01‬سنة ‪، 2022‬‬
‫ص‪450-430 :‬‬
‫الصورة‪،‬‬ ‫ف‬ ‫الحق‬ ‫انتهاك‬ ‫لجريمة‬ ‫التكوينية‬ ‫ياسي الكعيوش‪ ،‬العناض‬
‫ر‬ ‫*‬
‫‪/https://www.maroclaw.com‬‬
‫الرسائل واألطروحات الجامعية‬
‫*خالد لخليف‪ ،‬الحق ف الحياة الخاصة ربي المقاربة الفقهية والحماية الجنائية‪ ،‬أطروحة لنيل‬
‫الدكتوراه ف القانون ا لخاص‪ ،‬جامعة سيدي محمد بن عبد هللا بفاس‪ ،‬السنة الجامعية ‪2024/2023‬‬
‫ر‬
‫الماسي‬ ‫عي المواقع التواصل االجتماع‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم‬
‫*عز الدين الديائ الجرائم المرتكبة ر‬
‫ف القانون الخاص تخصص القانون الجنائ والتعاون الجنائ الدول السنة الجامعية ‪2022 /2021‬‬
‫ر‬
‫الماسي بعنوان المساهمة والتحريض عىل‬ ‫*محمد أبو المجد محمد سليم‪ ،‬بحث لنيل شهادة‬
‫ر‬
‫االلكيوئ ف ر‬
‫الشيعة والقانون‪ .‬جامعة المنصورة كلية الحقوق‬ ‫عي وسائل التواصل‬ ‫ر‬
‫االرهاب االلكيوئ ر‬
‫الدراسات العليا ‪.2021‬‬
‫ر‬
‫ماسي ف القانون‬ ‫ر‬
‫االلكيونية‪ ،‬رسالة لنيل شهادة ال‬ ‫*مراد بنار‪ ،‬الجرائم المرتكبة ف الوسائل‬
‫الخاص‪ ،‬بجامعة القاض عياض كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية بمراكش ‪2017 -2018‬‬
‫ر‬
‫الماسي ف‬ ‫عي مواقع التواصل االجتماع‪ ،‬رسالة لنيل شهادة‬
‫*سناء الشحائ‪ ،‬الجرائم المرتكبة ر‬
‫القانون الخاص‪ ،‬سنة ‪2018 -2017‬‬
‫*حياة البشيي‪ ،‬دور الدليل اإلأل ر‬
‫كيوئ ف اإلثبات الجنائ‪ ،‬بحث نهاية التكوين المعهد العال‬ ‫ر‬
‫للقضاء ‪2017 -2015‬‬

‫‪36‬‬
‫مقدمة ‪1 .........................................................................................................‬‬

‫المبحث األول‪ :‬صور جرائم مواقع التواصل االجتماع ‪5 ...............................................‬‬

‫المطلب األول‪ :‬جرائم االعتداء عىل أمن الدولة والنظام العام ‪5 .........................................‬‬
‫االلكيوئ كجريمة من الجرائم الماسة بأمن الدولة ‪5 ........................‬‬ ‫ر‬ ‫الفقرة األول‪ :‬اإلرهاب‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬جرائم االعتداء عىل النظام العام‪ -‬جرائم السب و القذف نموذجا‪9 ................ -‬‬
‫المطلب الثائ‪ :‬جرائم االعتداء عىل األشخاص ‪12 ........................................................‬‬
‫التشهي ‪13 ............................................................................‬‬
‫ر‬ ‫الفقرة األول‪ :‬جرائم‬
‫ر‬
‫االلكيوئ ‪20 ................................................................‬‬ ‫الفقرة الثانية‪ :‬جريمة ر‬
‫االبياز‬

‫المبحث الثائ‪ :‬إثبات والمكافحة ف جرائم مواقع التواصل االجتماع ‪24 ............................‬‬

‫المطلب األول‪ :‬اإلثبات ف جرائم مواقع التواصل االجتماع ‪24 ........................................‬‬


‫الفقرة األول‪ :‬الدليل الرقىم ف اإلثبات ‪24 ................................................................‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬صعوبات اإلثبات ‪27 .........................................................................‬‬
‫المطلب الثائ‪ :‬مكافحة جرائم مواقع التواصل االجتماع ‪28 ...........................................‬‬
‫الفقرة األول‪ :‬عىل المستوى الوطت ‪29 ....................................................................‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬عىل المستوى الدول ‪30 ....................................................................‬‬

‫خاتمة ‪34 ........................................................................................................‬‬

‫‪37‬‬

You might also like