Professional Documents
Culture Documents
آليات حماية المال العام في ظل التشريع الجزائري
آليات حماية المال العام في ظل التشريع الجزائري
1
إلى من ق ال فيهما الرحمان " وبالوالدين إحسانا "
إلى كل أساتذتي
شاشوة صابرينة
2
لقد أنعم اهلل علي كثيرا :إذ هيأ لي إنجاز هذا البحث بإشراف األستاذ المحترم :
" درعي العربي" ،ف أشكره على العناية التي أوالني إياها ،كما أشكره على
3
مقدمـــــــــة
-ظهرت فكرة الدومين العام في فرنسا مع نهاية القرن الثامن عشر ،وصدر مرسوم
1790-11-22المتضمن قانون الدومين الذي أقر بملكية الدولة لهذه األموال الغير قابلة
للتصرف و التقادم.
إال أنه ومغن ذلك التاريخ لم نتوقف هذه الفكرة عن التطور ،بفضل االجتهاد القضائي
لمجلس الدولة الذي كان وراء وضع المبادئ التي تحكمها اليوم ،وعن عبارة األمالك
الوطنية المستعملة في التشريع الجزائري نقابل في القانون الفرنسي مصطلح " الدومين "
والذي يجيز بعض الفقهاء استعماله ألنه األصل ،وألنه أكثر داللة على مضمونه حتى أن
ذلك ظاهر في النص الفرنسي لهذا القانون ،والذي يستعمل مقابل قانون األمالك الوطنية
» « Loi domanialeو إن كانت الترجمة الحرفية للنص العربي تقتضي أن يسمى
» « Loi du domaine nationalبدليل ان نص المادة 2من هذا القانون استعمل
هذه العبارة ويمكن القول ان األمالك الوطنية تقتضي ملكية شخصية عمومية ألموال
المعنية سواء كانت الدولة أو إحدى جماعاتها المحلية ،وسواء كان ذلك في شكل أمالك
وطنية عامة أو أمالك وطنية خاصة.
وفكرة الدومين لم تظهر في فرنسا إال في أواخر القرن الثامن عشر ،حيث لم يكن يعرف
إال ملكية الملك وقد يلخص ذلك عبارة شهيرة للملك لويس الرابع عشر " أنا الدولة" ،ففي
سنة 1790ومباشرة بعد الثورة الفرنسية و القضاء على النظام الملكي صدر قانون
الدومين » « code domanialالذي استعمل عبارة ملكية األمة لتستبدل سنة 1807
بعبارة ملكية الدولة ومنذ ذلك الحين بدأت تظهر في حقل الدومين مفاهيم ومين العام
1
والدومين الوطني.
1معمر قوادري محمد – تطور مفهوم األمالك الوطنية في القانون الجزائري – مجلة األكاديمية للدراسة االجتماعية
واإلنسانية – طبعة – 1122عدد 10ص 12
4
ولم تظهر التفرقة بين الدومين العام و الدومين الخاص في إطار ممتلكات الدولة إال في
القرن التاسع عشر والفضل في ذلك حسب الكثير من الفقهاء يعود للفقيه الفرنسي
"برودرن" عندما عرف الدومين العام على أنه األهوال المخصصة الستعمال الجميع من
ضمن ما يعود للدولة من ممتلكات ،إال أن التمييز الرسمي بين النوعين ظهر بمناسبة سن
فرنسا لقانون الملكية في الجزائر سنة 1851حيث ميز هذا القانون بين الدومين العام و
دومين الدولة والذي حلت محله ال حقا عبارة الدومين الخاص و فيصل التفرقة بين النوعين
يكمن في كون األمالك العمومية تقوم على فكرة التخصيص للمصلحة العامة وهي تتمتع
بنظام أشد من حيث الحماية ،بينما تعتبر األمالك الخاصة للدولة ملكية مدنية تخضع ألحكام
القانون الخاص بشكل عام فتخضع ألحكام ذاتها التى تخضع لها الملكية المدنية مع وجود
قيود معينة اقتضتها طبيعة الدولة.
وقد فرضت التفرقة بين النوعين نفسها اليوم بفضل النتائج المترتبة عنها ذلك أن لكل
منهما نظام قانوني مستقل كما أن لكل منهما جهات قضائية تختص بالنظر في
منازعاته،فالدومين العام يخضع لجملة قواعد غير معروفة في القانون الخاص (القانون
المدني) ،وذلك من حيث التحديد و الحماية الجزائية و االستعمال كما يفصل في منازعاته
عن طريق القضاء اإلداري ،ويخضع الدومين الخاص للقانون الخاص ويفصل في
منازعاته القضاء العادي.
إال أنه ورغم األهمية العملية لهذه التفرقة إال أن بعض الفقهاء سجل نسبية هذا التقسيم
واألسباب التي تقوم عليه على اعتبار أن بعض األمالك الوطنية ضمن هذا القسم أو ذاك ال
تنتمي إلى نظامه القانوني كما هو الشأن بالنسبة ألمالك الغابية ،في حين أنكر البعض هذا
التقسيم جملة كما هو الشأن بالنسبة للعميد "دوجي" ،بينما ذهب فريق أخر إلى القول بتقسيم
ثالثي ميز فيه بين الدومين المخصص لالستعمال العام ،و الدومين المخصص للمرافق
العامة ،والدومين الخاص ،كما هو األمر بالنسبة للفقيه دوفارجي.1
7
الفصل األول :ماهية الدومين العام و آليات المحافظة عليه.
-إن فكرة الدومين العام تعود أصولها إلى القانون الروماني عندما قسما األشياء إلى
عامة يستعملها كل الناس وخاصة يستفيد منها اإلمبراطور فقط ،وقد انتقلت هذه الفكرة
وتجسدت قي القانون الفرنسي بشيء من التفصيل ،تم أخذ المشرع الجزائري هذه األفكار
وصاغها في الدساتير والقوانين ،إال أنه ما يالحظ أن المشرع الجزائري وتبعا للنظام
االقتصادي فإن المفاهيم المتعلقة بالدومين العام قد أخذت عدة تغيرات.
وهذا ما سنحاول إبرازه في هذا الفصل بحيث سنتطرق إلى ماهية الدومين العام في
المبحث األول ،كما قد نتناول آليات المحافظة على الدومين العام في المبحث الثاني وهذا
وفقا لما يلي:
المبحث األول :ماهية الدومين العام.
المطلب األول :مفهوم الدومين العام
المطلب الثاني :قوام ( مشتمالت) الدومين العام وطرق تكوينه و استعماله.
المبحث الثاني :آليات المحافظة على الدومين العام خصائصه
المطلب األول :آليات المحافظة على الدومين العام.
المطلب الثاني :خصائص الدومين العام.
8
المبحث األول :ماهية الدومين العام.
نحاول إعطاء تعريفا فقهيا ،قانونيا و قضائيا للدومين العام و تبيان الفرق بينه وبين
الدومين الخاص ،وكذا موقف ألمشرع الجزائري اعتمادا على النصوص القانونية التي
تحكمه وذلك في مطلب أول ،ثم بيان قوام (مشتمالت) الدومين العام وطرق تكوين
واستعماله وهذا في ظل القوانين والتنظيمات الحالية التي تحكمه.
المطلب األول :مفهوم الدومين العام.
لقد عرف ألنظام القانوني لألمالك الوطنية في الجزائر عدة تطورات منن
االستقالل نظرا لالرتباط الوثيق بين نظام الملكية بصفة عامة والنظام السياسي
واالقتصادي المطلق في البالد ،فمن وحدة فكرة األمالك العامة التي كيفها المشرع في
البداية باعتبار أن الدولة في النظام االشتراكي تتدخل في كل المجاالت والتي أقرها
المشرع بمقتضى القانون ،1 84/16و جاء دستور 1989ليكرس مبدأ التفرقة بين
الدومين العام و الدومين الخاص الذي تملكه الدولة و الجماعات المحلية.2
-1القانون 84/16المتضمن قانون األمالك الوطنية -الصادر بتاريخ -1984-06-30الجريدة الرسمية رقم - 27سنة
-1984الملغى بالقانون 30/90المتضمن قانون األمالك الوطنية -حيث تنص المادة 139منه على أن "تلغى جميع
األحكام المخالفة لهذا القانون و السيما القانون رقم - 84/16المؤرخ في 30يونيو سنة - 1984المتعلق باألمالك الوطنية
العامة و كذلك القانون رقم 84/19المؤرخ في 06نوفمبر سنة -1984المتضمن الموافقة عش األمر رقم -84/02المؤرخ
في 8سبتمبر 1984
- 2شرقى حسان -النظام القانوني لألمالك الوطنية الخاصة — رسالة ماجستير -تخصص إدارة ومؤسسات كلية الحقوق
جامعة بن عكنون -الجزائر — دفعة -2006ص 13
9
الفرع األول :تعريف الدومين العام:
* في الفقه :لقد استند الفقهاء في مجال تحديدهم لمفهوم األمالك الوطنية (المال العام)
في فرنسا على ثالثة اتجاهات نوردها فيما يلي:
-االتجاه األول :يرى أصحاب هذا االتجاه أن أألموال العامة هي تلك األموال
المخصصة الستعمال الجمهور مباشرة كالطرق و األنهار و البحار ،إال أن هذا االتجاه
منتقد كونه يخرج فئة األموال المخصصة للمرافق العامة من دائرة األموال العامة.
-االتجاه الثانــــي :يرى أصحاب هذا االتجاه أن األموال العامة تمثل في األموال
المخصصة للمرافق العامة،إال أن هذا االتجاه أنتقد على أساس أنه أخرج األموال
المخصصة لالستعمال المباشر للجمهور من طائفة األموال العامة و كذلك يعتبر أن األموال
1
العامة تلك المخصصة للمرافق العامة ولو كانت قليلة األهمية.
يحاول أصحاب هذا الرأي تصحيح خطأهم فاعتبروا أن األموال العامة تكون كذلك
إذا كانت ضرورية لتسير المرفق العمومي.
االتجاه الثالــــث :نادى به الفقيه أندري هوريو ( )Andri Hauriouويرى بأن -
صفة المال العام ترتبط أساسا بفكرة التخصيص للنفع العام وبالتالي فإن هذا المعيار هو
معيار مزدوج يجمع بين االستعمال المباشر للجمهور واألموال المخصصة للمرفق
العمومي وبالتالي هذا المعيار أعم و أشمل.2
-بناء على هذه االتجاهات الفقهية التي ظهرت في فرنسا يستكشف أن هناك
معيارين ترصد طبيعة األموال العامة:
- 1أعمر يحياوي -نظرية المال العام — دار الهومه -الجزائر -طبعة -2002ص .21
- 2أعمر يحياوي -نفس المرجع — ص .14
10
العامة التي تعمل عنى تحقيق المنفعة العمومية و الذي نادى به كل دوجي ،بونار وجيز
وهذا المعيار مزدوج (استعمال مباشر +عن طريق المرفق العام )
-2-معيار طبيعة المال العام :وقد نادى بهذا المعيار كل من برودون وديكرون
وفحوى هذا المعيار أنه ميز بين المال العام و المال الخاص أو األموال الخاصة وفي النظر
إلى مدى قابليته للتملك الخاص و بالتالي عدم قابليتها للتصرف فيها 1وال التنازل عنها وال
قابليتها للتقادم وقد استمد هذا المعيار من نص المادة 538من القانون المدني الفرنسي
والتي تنص " تعتبر أمواال عامة الطرق و ألشوارع التي تتكفل بها الدولة وعموما كل
أجواء اإلقليم الفرنسي غير قابلة للتملك الخاص.2
في القانون رقم 84/16المتعلق باألمالك الوطنية لقد نصت المادة 01من هذا
القانون على ما يلي " :تكون األمالك الوطنية من مجموع الممتلكات و الوسائل التي تملكها
المجموعة الوطنية و التي تحوزها في مجموعاتها المحلية في شكل ملكية للدولة طبقا
للميثاق الوطني و الدستور و التشريع الجاري به العمل و الذي يحكم سير الدولة
وتنظيم اقتصادها وتسيير ذممها" ،و يمكن أن نقرأ بعض المالحظات على هذه المادة
هي:3
-1أنه ينشب الدومين العام إلى المجموعة الوطنية بما يثير التساؤل عن الطبيعة القانونية
للمجموعة الوطنية هل هي شخص معنوي عام أم أنها تعني األمة و الشعب (في فرنسا
سمي الدومين العام في المرحلة الملكية بملكية األمة).
-2أنه هذه المادة جعلت من الدولة هي الحائز فقد لألمالك الوطنية مادامت أنها مملوكة
-1غيوم دواللو -هل يجب إلغاء مبدأ عدم قابلية التصرف باألمالك الوطنية الخاصة—مجلة القانون العام — الجزائر
للكتاب -الجزانر -طبعة -2006ص .588
- 2زروقي ليلى،حمدي باشا -المنازعات العقارية — دار الهومه — الجزائر — طبعة -2003ص .90
-3القانون - 84/16السلف النكر.
11
للمجموعة الوطنية فما معنى الحيازة هنا هل هي الحيازة القانونية أم هي مجرد مصطلح
تقني؟
-3أن هذه المادة بعدما نسبت األمالك الوطنية للمجموعة الوطنية و عادت ونسبتها للدولة
" في شكل ملكية للدولة " وهذا ما يوحي أن هناك تطابق بين المجموعة الوطنية ودولة.
-وعلى كل فإن هذا القانون الذي صدر في ظرف اقتصادي كانت الجزائر تتبنى النظام
االشتراكي لم يفرق بين األمالك العامة و األمالك الخاصة و إنما جعلها كلها ملك
المجموعة الوطنية تطبيقا لمعالم و توجهات النظام االشتراكي.
1
*مرحلة ما بعد دستور :0191
لقد صدر دستور 1989و الذي أعلن صراحة عن مبادئ جديدة و التي كان من
بينها التخلي عن النظام االشتراكي و تبني النظام اللبرالي و بالتالي فقد انعكس هذا التحول
في االقتصاد على قانون األمالك الوطنية و عاد المشرع يتبنى االزدواجية في مفهوم
األمالك الوطنية وذلك من خالل:
*في القانون 25/ 90المتضمن قانون التوجيه العقاري :و الذي نصت المادة 25
منه على ما يلي":تتكون األمالك العمومية التي ال نتحمل تملك الخواص إياها حسب
2
طبيعتها أو الغرض المسطر لها أما األمالك الوطنية األخرى فتكون األمالك الخاصة".
-1الدستور الجزائري الصادر بموجب المرسوم الرئاسي رقم -18-89جريدة الرسمية رقم - 09بتاريخ 28
فبراير - 1989ص - 234المعدل بدستور 1996
- 2القانون رقم - 25/90المؤرخ في 18نوفمبر -1990المتضمن قانون التوجيه العقاري -الجريدة الرسمية رقم 49
12
الدولة وجماعاتها اإلقليمية في شكل ملكية عمومية أو خاصة و تتكون هذه األمالك من:
كما نصت المادة 03من نفس القانون على ما يلي" عمال بالمادة 12من هذا القانون
تمثل األمالك الوطنية العمومية األمالك المنصوص عليها في المادة الثانية السابقة التي ال
يمكن أن تكون محل ملكية خاصة تحكم طبيعتها أو غرضها".1
-أما األمالك الوطنية األخرى الغير المصنفة ضمن األمالك العمومية و التي
تؤدي وظيفة امتالكية مالية فتمثل األمالك الوطنية و الخاصة"
وبرجوع إلى المادة 12من نفس القانون نجدها تنص على ما يلي أتتكون األمالك
الوطنية العمومية من الحقوق و األمالك ألمنقولة و العقارية التي يستعملها الجميع
والموضوعة تحت تصرف الجمهور المستعمل إما مباشرة و إما بواسطة مرفق عام
شريطة أن تكيف في هذه الحالة ،" ......كذا األمالك التي تعتبر من قبيل الملكية العمومية
بمفهوم المادة 11من الدستور ،ال يمكن أن تكون األمالك الوطنية العمومية موضوع
تمليك خاص أو موضوع حقوق تمليكية .
-في القانون المدني تنص المادة 688على "تعتبر أمواال للدولة العقارات
و المنقوالت التي تخصص بالفعل أو بمقتضى نص قانوني لمصلحة عامة أو إلدارة أو
مؤسسة عمومية أو الهيئة ذات طابع إداري.2"......
-باستقراء هذه النصوص يمكننا القول أن المشرع الجزائري لم يعط تعريفا دقيقا
وموحدا و شامال لألمالك الوطنية وإنما أعطى مفهوما لها باعتماد معيارين هما:
* المعيار األول هو معيار التخصيص :والذي هو معيار كالسيكي ظهر في الفقه
الفرنسي والذي مفاده أن األمالك الوطنية هي األمالك المخصصة لالستعمال الجمهــــور
- 1القانون رقم - 30/90المتضمن قانون األمالك الوطنية -الجريدة الرسمية رقم - 52المعدل و المتمم بالقانون 14/08
الصادر سنة 2008
2القانون - 07/05المتضمن القانون العدني .
13
إما مباشرة وإما عن طريق المرافق العامة.
* المعيار الثاني ؛ وهو معيار عدم قابئية األمالك الوطنية للتملك الخاص و ال لحقوق
تمليكية ( المادة 01/03قانون األمالك الوطنية و المادة 689ق م). 1
* وهناك معيار حديث وهو معيار" التعداد " أو ما يطلق عليه األمالك الوطنية بحكم
الدستور ومن المنصوص عليها في المادة 17من الدستور،19912و المادة 15و 16من
قانون األمالك الوطنية.
وعليه يمكن أن نعرف الدومين العام(األمالك الوطنية) أو أألموال العامة كما يلي "
هي مجموعة األموال و الحقوق ألعقارية و ألمنقولة و المحددة بموجب القانون أو تلك التي
تملكها الدولة و جماعاتها اإلقليمية إما مباشرة أو عن طريق مرفق عمومي و بصفة
جماعية و مجانية و الغير قابلة للتملك الخاص أما بحكم طبيعتها أو الغرض منها"
تعريف الدومين الخاص :عمال بالمادة 03من القانون 80/90المتعلق باألمالك -
الوطنية و المعدلة بنص المادة 03من القانون 14/08و التي تنص على ما يلي تطبيقا
للمادة 12من هذا القانون تمثل األمالك الوطنية العمومية ( الدومين العام) األمالك
المنصوص عليها في المادة 02أعاله و التي ال يمكن أن تكون محل ملكية خاصة بحكم
طبيعتها أو غرضها".
أما األمالك الوطنية األخرى الغير مصنفة ضمن األمالك العمومية و التي نؤدي -
وظيفة امتالكية ومالية فتمثل األمالك الدومين الخاص (األمالك الوطنية الخاصة).
14
من استقراء نص المادة يتبن لنا أن ؛ألمالك الوطنية الخاصة هي : -
-1تلك األمالك الوطنية الغير مصنفة ضمن األمالك الوطنية العمومية مما يجعلها
تكتسي طابع االستثناء من األمالك الوطنية العمومية لكن في الحقيقة فإن العكس ،فال تكون
أمالك وطنية عمومية إال إذا دعت المنفعة العمومية.
-2إنما تلك األمالك الوطنية التي تكون محل ملكية خاصة ويقصد لها تحقيق منفعة مالية
لإلدارة عكس األمالك الوطنية التي تؤدي منفعة للصالح العام.
ومن خال هذا النص القانوني يمكن القول أن المشرع الجزائري قد اعتمد معيارين
للتمييز بين األمالك الوطنية العامة و األمالك الوطنية الخاصة و هما:
أ — معيار قابلية التملك الخاص :ومفاد هذا المعيار أن األمالك الوطنية الخاصة
هي وحدها التي يمكن أن تكون ملكية األشخاص الخاضعة للقانون العام أما األمالك
الوطنية العمومية فال يجوز بأي حال من األحوال أن تكون محل ملكية خاصة وهذا هو
فحوى المادة 25من قانون التوجيه العقاري و المادة 04من قانون 30/90و التي تكرس
هذا المعيار بقولها " األمالك الوطنية العمومية (الدومين العام) غير قابل للتصرف فيها وال
للتقادم و ال للحجز و يخضع تسييرها .2"..
إذا فاألمالك الوطنية العامة هي األموال المخصصة للنفع العام و يمكن أن نتحول
إلى أموال خاصة إذا رفع عنها هذا التخصص.
و إن مصطلح التصرف الوارد في المادة 04من القانون 30/90ال نعني به أعمال اإلدارة
و التسيير بل تعني به التصرف الناقل للملكية من ملكية الدولة و الجماعات المحلية
15
إلى ملكية الخواص ،فقابلية ألتصرف إذا هي جوهر ألتفرقة بين الدومين العام و الدومين
الخاص ولم يلبث أن هجر هنأ المعيار من طرف الفقهاء.1
ب -المعيار الوظيفي ؛ يقوم هذا المعيار حسب االتجاه الفقهي الغالب على أساس وظيفة
مالية و اقتصادية بعود استغاللها بالربح المادي لإلدارة ،في حين أن الدومين العام وظيفته
نتمثل في تحقيق النفع العام من خالل استعمالها الجماهيري العام بصفة مباشرة أو عن
طريق مرفق عمومي وهي بالتالي تخدم المصلحة العامة في كلتا الحالتين ،وهذا المعيار
يمكن من الفصل بين النشاط اإلداري و النشاط االقتصادي فوظيفة األمالك الوطنية هي
تحقيق مهمة من مهام المرفق ألعام و بالتالي هي وسيلة للنشاط اإلداري ويحق لإلدارة عند
تسييرها استخدام أساليب القانون اإلداري و مظاهر السلطة العامة في حين ال يجوز لها عند
تسييرها لألمالك الخاصة و المخصصة أغراض إمتالكيــــة.2
-2نظام المنازعات
-بالنسبة للقواعد القانونية المطبقة :مادمت األمالك الوطنية الخاصة تؤدي وظيفة مالية
فمن المنطق تخضع لقواعد القانون الخاص ولكونها بعيدة عن تحقيق المنفعة العمومية فال
داعي ألن تحمى بقواعد خاصة أو أن تستعمل اإلدارة المالكة لها امتيازات السلطة العامة
وعليه يمكن القول أن هذه األمالك لها طبيعة قانونية مماثلة لتلك األمالك التي تشكل ذمم
16
األفراد من حيث التصرف فيها ،إذ أنها تخضع لقواعد الملكية الموجودة في القانون المدني
ولكن إذا تعمقنا في دراسة نجد أن هناك تقارب إلى حد التماثل ال إلى التشابه لكون أن هده
يكون أحد أطرافها هو شخص معنوي ( الدولة ،والية ،بلدية ) وبالتالي فوجودها في العالقة
القانونية يستدعي وجودها كطرف ممتاز و بالتالي فإنها تخضع إلى مزيج من قواعد
القانون العام و الخاص أضف إلى ذلك عدم قابلية هذه األموال التقادم و ال الحجز.
أما األمالك الوطنية العامة و التي هي مخصصة للنفع العام فإن قواعد القانون العام
(القانون اإلداري) هي التي تطبق وال يمكن التصرف فيها و التقادم والحجز.1
-2بالنسبة لنظام المنازعات :إذ كانت اإلدارة تسير وتتصرف في الدومين الخاص لتحقيق
أغراض مالية محضة فشأنها في ذلك شأن أفراد القانون الخاص فمن هذا المنطلق هل يمكن
القول بأن المنازعات المتعلقة بالدومين الخاص تخضع الختصاص القضاء العادي؟
اإلجابة تكون بنعم ،لكن في جزء بسيط منها فقط أما الجزء األهم فيخضع الختصاص
القضاء اإلداري ،ذلك أن المشرع الجزائري اعتمد في المادة 800من قانون اإلجراءات
المدنية و اإلدارية على المعيار العضوي العتبار أن النزاع إداريا كمبدأ وهذا معناه أنه كلما
كانت الدولة أو الوالية أو البلدية أو المؤسسات العمومية ذات الطابع اإلداري طرفا في
النزاع كان النزاع إداريا ،وبما أن حق مليكة الدومين الخاص حقا لألشخاص العامة.
17
الدعاوى القضائية المتعلقة باألمالك الوطنية طبقا للقانون" وهذا النص ينصب في تكريس
المعيار العضوي الذي نصت عليه المادة ،1 800من قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية.
وبذلك تكون المنازعات المتعلقة بالدومين الخاص في النظام الجزائري على خالف ما هي
عليه في النظام الفرنسي بحيث يعتمد هذا األخير على المعيار الشكلي فمن حيث المبدأ
تخضع منازعات الدومين الخاص الختصاص القضاء العادي إال إذا كنا بصدد عقد إداري،
وهذا هو االستثناء فشكل التصرف هو المعيار الذي يتحدد على أساسه االختصاص
القضائي ،وإذا قلنا اختصاص القضاء اإلداري في النظر في المنازعات المتعلقة بالدومين
الخاص يمثل استثناءا في النظام الفرنسي فذلك يرجع إلى عدم اعتبار عقود الدومين
الخاص عقودا إدارية إال إذا احتوت على بنود غير مألوفة في القانون المشترك ،على
خالف ما هو الحال عليه في النظام الجزائري.
1
شرقي حسان – مرجع سابق – ص 21
18
المطلب الثاني :قوام ( مشتمالت) الدومين العام وطرق تكوينه و استعماله.1
-حيث تنصى ألمادة 17من دستور 1996على مايلي :الملكية العامة هي ملك المجموعة
الوطنية وتشمل باطن األرض،المناجم والمقالع،الموارد الطبيعية للطاقة والثروات المعدنية
الطبيعية والحية في مختلف المناطق األمالك الوطنية البحرية والمياه والغايات كما تشمل
النقل كالسكك الحديدية والنقل البحري والجوي والبريد والمواصالت وأخرى محددة في
القانون ،والقاعدة التي كرسها الدستور هي أن هذه األموال تبقى دائما عمومية هي ملك
للمجموعة الوطنية وعليه فهي ليست ملك للدولة وال يحق لها التصرف فيها وبما أن
المجموعة الوطنية ليست شخص قانوني فإن الدولة هي التي تمثل المجموعة الوطنيه
،وعليه فإن هذه األمالك ال تخضع لقانون األمالك الوطنية بل تخضع إلى قوانينها الخاصة
وال يمكن للدولة التصرف فيها.
الفرع الثاني :الدومين العام بحكم القانون قانون رقم .2 98/02
لقد جاء في المادة األولى من هذا القانون أ تكون األمالك الوطنية( الدومين العام) -
من مجموع الممتلكات والوسائل التي تملكها المجموعة الوطنية والتي تحوزها الدولة
ومجموعاتها المحلية في شكل مليكة للدولة طبقا للميثاق الوطني والدستور الجاري به
العمل الذي يحكم سير الدولة وتنظيم اقتصادها وتسيير ذمتها" ويمكن أن يسجل هذا النص
المالحظات التالية:
— أنه نسب ملكية الدومين العام للمجموعة الوطنية بما يثير التساؤل عما إذا كانت
المجموعة الوطنية شخص من أشخاص القانون العام يتمتع بشخصية قانونية وما يترتب
عنه من تمتعها بالذمة المالية والممثل القانوني ،أم أنها تعني األمة أو الشعب باعتبار ما كان
يأخذ به دستور 1976الساري المفعول وفتها ولقد رأينا في المقدمة أن الدومين العـــــام
-أن األمالك الوطنية والتي نسبت ملكيتها للمجموعة الوطنية توجد في حيازة الدولة
ومجموعاتها المحلية فما الدولة إال حائز مادامت هده األمالك مملوكة للمجموعة الوطنية
إال إذا كان مصطلح الحيازة الوارد في النص ال يقصد به معناه االصطالحي في القانون أو
أن الدولة هي التي تجسد قانونا المجموعة الوطنية وأن هذه األخيرة عبارة عن مصطلح
نفسي على غرار األمة كما هو معروف في فقه القانون الدستوري ،ويتضح ذلك من خالل
ما ورد في المادة 2من أن األمالك الوطنية تسير وتستغل لصالح ولفائدة المجموعة
الوطنية.
-أن هذا النص بعدما جعل من األمالك الوطنية ملكية للمجموعة الوطنية في حيازة الدولة
عاد إلى نسبة مليكتها للدولة في عبارة " في شكل ملكية للدولة " ،بما يوحي بوجود تطابق
وتداخل بين المجموعة الوطنية والدولة ،إال إذا أخطنا في اعتبار ما نكر في المالحظة
أعاله.
-أن النص يستند في إيراد هذا الحكم إلى الميثاق الوطني والدستور والتشريع الجاري به
العمل وبغض النظر عن القيمة المالية للميثاق الوطني فإنه بالرجوع إلى الدستور976ا
نجد أنه ينص في المادة 01/14على أنه "تتحدد ملكية الدولة بأنها الملكية المحوزة من
1
طرف المجموعة الوطنية التي تمثلها الدولة"
-أنماط االكتساب ألخاضعة للقانون العام ،العقد والتبرع والتبادل والتقادم والحيازة
تميز هذا القانون على خالف ما ساد في الفقه والقضاء وحتى التشريع الفرنسي بأن أوجد
تقسيما خماسيا لألمالك الوطنية حيث قسمها في المادة 11منه إلى:
تشتمل طبقا للمادة 01/12على الحقوق والممتلكات المنقولة والعقارية التي تستعمل
من طرف الجميع والموضوعة تحت تصرف العامة المستعملة لها إما مباشرة وإما بواسطة
مرفق من المرافق العمومية شريطة أن تكون في هذا الحالة إما بحكم طبيعتها أو تهيئتها
الخاصة مالئمة حصرا أو أساسا الهدف الخاص بهذا المرفق " وقد أكدت المادة 14ذلك
عندما نصت أن أألمالك العمومية نتكون من األمالك العمومية الطبيعية واألمالك العمومية
الصنيعة ،كما عدد المادتان 15و 16على التوالي هذه األمالك.
ويالحظ أن نص المادة 12المشار إليه أعاله متأثرا بما استقر عليه في فرنسا إعماال
للنص الوارد في مشروع تعديل القانون المدني الفرنسي السابق اإلشارة إليه ،وقد رأينا
الصفقة العمومية للدومين تترتب عن فكرة التخصيص عن طريق القانون وهو ما أخذ به
المشرع الجزائري كما ورد في المادة 13هذا وقد ورد في المادة 36من القانون 84/19
أنه " يمكن أن يترتب تكون األمالك العمومية على عمليتين متميزتين إما تعيين الحدود وإما
التصنيف.
21
-2أمالك وطنية اقتصادية:
وقد ورد في المادة " 17تعتبر من أألمالك أالقتصادية التابعة للمجموعة الوطنية :
الثروات الطبيعية وكنا مجموع الممتلكات ووسائل اإلنتاج واالستغالل ذات الطابع
الصناعي والتجاري و الفالحي والمتعلقة بالخدمات التي تملكها الدولة والمجموعات
المحلية التابعة لها"
المالحظ على النص أنه يدمج هذا الصنف المستحدث المسمى األمالك الوطنية
االقتصادية نوعين من الممتلكات مختلفي النظام القانوني فالثروات الطبيعية كانت تعد في
الفقه والتشربع وكنا ألقضاء الفرنسي من الدومين العام باعتبار طبيعتها ،1بينما تعتبر باقي
المممتلكات المنكورة في النص من الدومين الخاص إذ كانت الدولة تجني من وراء
استغاللها عائدات .وبالرغم من أن الثروات الطبيعية تعد من الملكية العامة إال أن هذا
القانون جعلها من مكونات الملكية االقتصادية بصريح المادتين 17و 19منه.
وبالرجوع إلى أحكام الخاصة بهذه األمالك نجد على سبيل المثال ما ورد تحت الباب
الثاني المعنون " تسيير األمالك االقتصادية" في القسم األول منه عن الثروات الطبيعية
السطحية والجوفية أن المادة 01/ 85تنص على أنه ٠٠يكون استغالل الثروات والموارد
السطحية والجوفية محل دفع إلزامي لألتاوى الخاصة بباطن األرض لفائدة الدولة ،كما ورد
في القسم الثاني منه عن غابات األمالك الوطنية نص المادة 86القاضي بأنه " يرخص
باستغالل الموارد الغابية وحقوق استعمال األراضي الغابية أو ذات المآل الغابي في إطار
القوانين واألنظمة المسيرة للثروة الغابية الوطنية وحماية الطبيعة ،ويترتب عن ذلك مداخل
مالية ينظم تخصيصها طبقا للتشريع المعمول به. 2
22
األمالك الوطنية المستخدمة :
طبقا للمادة 22من قانون األمالك الوطنية 84/16يدخل ضمن األمالك الوطنية
المستخصة العقارات والمنقوالت بمختلف أنواعها المملوكة للدولة والجماعات المحلية غير
المصنفة والغير ألمدرجة ضمن األصناف األخرى من األمالك الوطنية ،باإلضافة إلى
الحقوق والقيم المنقولة المنصوص عليها في المادة 60من هذا القانون ،وأيضا الحقوق
الناتجة عن تجزئة حق الملكية العامة األيلة للدولة وجماعاتها المحلية ولمصالحها
ومؤسساتها العمومية ذات الطابع اإلداري ،إضافة إلى الممتلكات المنهي تخصيصها أو
المخرجة من أصناف األمالك األخرى واألمالك المختلسة من أمالك الدولة والجماعات
المحلية المحتجرة أو المحتلة من غير حق وال عقد والمستردة بالوسائل القانونية.1
كما أن هناك أمالك مستخصة خاصة فقط بالجماعات المحلية تتمثل في الممتلكات
المكتسبة أو المنجزة من أموالها الخاصة أو تلك المتنازل عنها أو األيلة لها بمطلق الملكية
بموجب القانون.
إذ حاولنا البحث عن نظام القانوني لألمالك المدرجة ضمن األمالك الوطنية
المستخصة وبالنظر إلى األحكام المتصلة بمشتمالت هذه األمالك وتسيرها يمكن القول هنا
ايضا أن المشرع أدرج تحت هذا الصنف أمالك عامة هي من قبيل المرافق العمومية ،كما
هو الشأن لمباني المؤسسات العمومية ذات الطبيعة اإلدارية مباني مؤسسات التعليم
والتكوين والبحث ،وأمالك خاصة كما هو الشأن مثال بالنسبة للعقارات المؤجرة للسكن أو
التجارة أو الحرف والتي تنص الكثير من المواد على أن الدولة تجني من ورائها عائدات
ومن ذلك المواد ،120-115-111-110وقد أخضعت المادة 94من هذا القانون بصفة
-بوغزالة محمد ناصر — الملكية العمومية في ظل تحوالت الجزائر االقتصادية و السياسية -المجلة الجزائرية -جامعة
الجزائر كلية الحقوق -عدد خاص -ص .64
2معمر قوادري — نفس المرجع — ص .27
23
صريحة تسيير األمالك المستخصة لكل من القانون العام والتشريع المتعلق بعالقات
القانون الخاص ،و في هذا الصدد تجب اإلشارة إلى تطبيق أحكام القانون المدني في المواد
،106 ،10كما أن هذا القانون تجعل من بعض األمالك المستخصة غير قابلة للتصرف
فيها كما هو الشأن بالنسبة لألمالك العقارية التي لم ينتهي تخصيصها بمفهوم المخالفة لما
ورد في المادة ، 103في حين يمكن التصرف في الكثير من األموال المستخصة كما ورد
في المادة .118
24
وال يوجد أي نص أخر في هذا القانون يمكنه على ضوئه استيضاح النظام القانوني لهذه
األمالك من خالل بيان كيفية تكوينها ومشتمالتها وتسييرها بما يوجب الرجوع في ذلك
للنصوص الخاصة التي تحكم األمالك العسكرية.
لقد خصص القانون 84/16مادة وحيدة وهي المادة 27لما سماه األمالك الوطنية
الخارجية والتي ميز فيها بين نوعين من األمالك:
الثاني :يتعلق بالممتلكات والحقوق المنقولة والعقارية بمختلف أنواعها الواقعة خارج
التراب الوطني المملوكة للدولة أو المخصصة لتمثيليات المؤسسات والمنشآت العمومية في
الخارج ،وقد أخضعها للقانون السائد في مكان إقامتها مع مراعاة المعاهدات الدولية
واالتفاقيات الحكومية المشتركة.1
يالحظ على هذا القسم من األمالك أنه ال يعتبر من األمالك الوطنية إال لجهة المالك
على اعتبار أنها ال تخضع لقانون األمالك الوطنية من حيث نظامها القانوني وتسييرها
والمحافظة عليها مادامت بحكم مكان تواجدها خاضعة للمعاهدات واألعراف الدولة وقانون
الدولة التي توجد على إقليمها.
الفرع الثالث :الدومين العام( األمالك الوطنية العامة) بحكم القانون 30/90المعدل
والمتمم بقانون . 14/08
-أوردها المشرع في نص المادة 14و 15و 11وتنص المادة 14على أنواع األمالك
25
الوطنية العمومية وقسمتها إلى قسمين وهما:
أوال -أمالك وطنية العمومية الطبيعية وهي تلك األمالك الموجودة داخل إقليم الدولة والتي
انشأتها الطبيعة دون أن يتدخل اإلنسان في ذلك وقد ذكرتها المادة 15من القانون 30/90
وهي:
شواطئ البحر ،قعر البحر اإلقليمي وباطنه ،المياه البحرية الداخلية ،طرح البحر
ومحاسره ،مجاري المياه ورفاق المجاري والبحيرات والمساحات المائية األخرى
والمجاالت الموجودة ضمن حدودها كما يعرفها .القانون المتضمن قانون المياه.
-المجال الجوي اإلقليمي :الثروات والموارد الطبيعية السطحية والجوفية المتمثلة في
الموارد المائية لمختلف أنواعها والمحروقات السائلة منها والغانية والثروات المعدنية
الطاقوية والحديدية والمعادن األخرى والمنتوجات المستخرجة من المناجم والمحاجر
والثروات البحرية وكذلك الثروات الغابية الواقعة في كامل مجاالت البرية والبحرية من
التراب الوطني في سطحه أو جوفه أو الجرف القاري والمناطق البحرية الخاضعة للسيادة
الجزائرية أو لسلطتها القارية.1
-أما طروح البحر ومحاسره فقد تناولتها المادة 104من المرسوم السابق الذكر وهي :
1المادة 15من القانون -30/90السالف النكر وكذلك العادة 01من القانون البحري .
محاضرات األستاذ درعي العربي — مرجع سابق .
2الموسوم التنفيذي رقم - 454/91المتضمن تحديد شروط إدارة األمالك الخاصة و العامة التابعة للدولة
وتسييرها ويضبط ذلك-الجريدة الرسمية رقم -59سنة .1991
26
-المحاسر هي القطع األرضية التي يتركها البحر مكشوفة لدى انحساره ولم تبق األمواج
تغمرها في أعلى مستوى تبلغه األمواج.
-أما طروح البحر فهي ما يطرحه البحر وهي قطع األرض التي تتكون من الطمي الذي
يأتي به البحر إلى الساحل ويظهر فوق أعلى مستوى تبلغه األمواج.1
-مجاري المياه ورقاق المجاري الجافة فهو ما نص عليه قانون المياه الصادر تحت رقم
17/83سنة 1983المعدل والمتمم حيث نصت المادة 02منه على ما يلي :تتكون
الملكية العامة للمياه من:2
-المياه الجوفية والمياه الينابيع والمياه المعدنية ومياه الحمامات والمياه السطحية،مياه
البحر التي أزيلت منها المعدنيات من طرف الدولة أو لحسابها من أجل المنفعة العمومية
-مجاري المياه والبحيرات والبرك والسياج والشطوط وكنا األراضي والغايات الموجودة
ضمن حدودها.
-الطمي والرواسب في الحدود المنصوص عليها وهو ما أكلته المادة 108من المرسوم
التنفيذي رقم 454/91 :تحت عنوان األمالك العامة المائية الطبيعية اإلقليمية وهو ما
يعبر عنه باإلقليم الجوي وهي طبقات الجو التي تطو اإلقليمي البحري والبري.
- 2األراضي المعزولة اصطناعيا عن تأثير األمواج :هي تلك األراضي التي نتجت عن
عزل مياه البحر عنها( تجفيف) من أجل تحقيق غاية معينة
- 1السكك الحديدية وتوابعها الضرورية الستغاللها والسكك الحديدية :هي وسيلة من
27
وسائل النقل البري التي تعتبر من الدومين الخاص أما توابعها الضرورية الستغاللها فقد
ذكرتها المادة 127من ألمرسوم التنفيذي 454/91بعبارة (مشتمالت السكة الحديدية
جزء ال يتجزأ من األمالك العامة االصطناعية) وهي تحتوي على:1
-األراضي التي تكون أساس شبكة السكة الحديدية الرص ،الجوانب ،الخنادق ،جدران
الدعم ،المنشآت التقنية ،المباني والتجهيزات التقنية الستغالل الشبكة وانتشارها وكهربتها.
-المحطات بجميع تهيئتها ،مساحات الخزن ،أفنية المحطات والطرق المؤدية لها
المساحات المعدة للوقوف.
وهو نفس الشيء الذي تنص عليه المادة 07من األمر رقم 80/76المؤرخ في أكتوبر
1976المتضمن القانون البحري المعدل والمتمم بقولها ٠٠تشتمل األمالك العمومية
البحرية ضمن حدود المياه اإلقليمية:2
28
-أما الموانى العسكرية فقد نص عليها المرسوم التنفيذي رقم 371/92والذي يحدد
القواعد المطبقة في تسيير األمالك العقارية ألمخصصة لوزارة الدفاع الوطني وذلك في
نص المادتين 03و 04بقولهما:
-القواعد البحرية والتركيبات الميدانية العسكرية وملحقاتها المبينة وغير المبينة "
وكذلك تنص المادة 02/04من المرسوم التنفيذي لسالف النكر رقم 371/92على ما يلي
" يعد من أألمالك العامة العسكرية السيما ما يأتي:
-5الطرق العادية والسريعة وتوابعها :وقد تناولها المرسوم التنفيذي رقم 454/91في
المادة 117تحت عنوان األمالك العامة االصطناعية في مجال الطرق واعتبرها جزء ال
يتجزأ من األمالك العام االصطناعية التابعة للدولة في مجال الطرق وهي الطرق السريعة
1المرسوم التنفيذي رقم — 571/92المتضمن القواعد المطبقة في تسيير األمالك العقارية المخصصة لوزارة الدفاع
الوطني — الجريدة الرسمية رقم — 32سنة . 1992
29
وحسب نص المادة 01من المرسوم رقم 36/85 :المتعلق بتصنيف الطرق على أنه
تعتبر طرق سريعة تلك:1
-الطرق التي تتمثل في اتجاهي المرور على السبيل متمايزة يفصل بعضها عن يعفى
شريط ترابي غير مخصص للمرور أو وسائل أخرى اسثناء.
-الطرق التي ال تتقاطع في مستواها مع أي طريق أخر أو سكة حديدية أو ممر للراجلين.
ذكرت المادة 02من نفس المرسوم " تلحق الطرق السريعة باألمالك العمومية
االصطناعية".2
أما الطرق القانونية فهي تلك الطرق التي حددها قانون المرور.
-1المنشآت الفنية الكبرى والمنشأة األخرى وتوابعها المنجزة لغرض المنفعة العمومية.
-8الحدائق المهيأة.
-9البساتين العمومية.
-12المحفوظات الوطنية.
1المرسوم التنفيذي رقم 29/40الذي يحدد القواعد التي تطبق على الهياكل األساسية الطريقية – الجريدة الرسمية رقم 19
– سنة – 2040ص 124
2المرسوم التنفيذي رقم — 36/89السالف النكر
30
-حقوق التأليف وحقوق الملكية الثقافية األيلة إلى الدومين العام (األمالك الوطنية العمومية
) :وضع حقوق التأليف في متناول الجمهور وبالتالي يصبح من الدومين العام (األمالك
الوطنية العمومية) أي يؤول إلى الدولة،فالمشرع أخذ بفكرة عامة وهي تأقيت حقوق
المؤلف و الحكمة منها هي االنتفاع الجماهيري بالمؤلفات و بالتالي فإن المشرع قد منح مدة
لحماية المؤلفات من االستعمال و بانقضاء هذه المدة يصبح المؤلف ملكا مشتركا و يؤول
إلى الدولة و يجب هنا أن نفرق بين الحق المادي و الحق المعنوي فالحق المادي فقط هو
الذي يحظى بحماية مؤقتة بينما الحق المعنوي فإنه يبقى دائما ،وقد تناول المشرع
الجزائري مدة الحماية في القانون المتعلق بالحقوق المؤلف و الحقوق المجاورة من المادة
54إلى المادة 60و هنا نفرق بين حالتين:1
-إذا كان المؤلف من إنتاج مؤلف واحد فإن هذا المؤلف يستفيد منه طوال حياته و
لفائدة ذويه لمدة 50سنة ابتداء من مطلع السنة الميالدية و بانقضاء 50سنة يؤول
المؤلف إلى الدولة و يصبح من األمالك الوطنية العمومية( المادة ) 54
-أما إذا كان المؤلف مشتركا جماعيا فإن هده الحماية يبدأ حسابها من مطلع السنة
الميالدية التي تلي مباشرة وفاة أخر المشاركين في المؤلف الباقي على قيد
الحياة(المادة .2)54
-22المباني العمومية التي تأوي المؤسسات الوطنية و كذلك العمارات اإلدارية المصممة
أو الهيئات النجاز مرفق عام .
31
الفرع الرابع طرق تكوين واستعمال الدومين العام( األمالك الوطنية أنعامة ).
-يعد موضوعا تكوين واستعمال األمالك الوطنية العمومية ذو أهمية كبيرة وهذا ألن
قواعد تكوين األمالك العمومية هي األساس في وجودها ،كما أن استعمال هذه األمالك
يتطلب وجود نظام قانوني صارم وواضح حتى يتسنى لهذه األمالك تحقيق الغاية المرجوة
منها بصفة فعالة ،ويضمن لها الحماية الالزمة من سوء استعمالها.
-1طرق تكوين الدومين العام ( األمالك الوطنية العامة) :تنص المادة 27من القانون
103/93على أنه" :يمكن أن يتفرع تكوين األمالك الوطنية العمومية عن إجراءين
متميزين مع مراعاة أحكام المواد 35إلى 37أدناه ،واإلجراءين هما:
-وإما التصنيف
وحتى يكون تعيين الحدود والتصنيف مقبولين يجب أن يسبقهما االقتناء باعتباره فعال أو
حدثا معينا يترتب عليه التملك القبلي للملك الذي يجب أن يدرج في األمالك الوطنية
العامة"
إن الملك العمومي قبل إصباغ هذه الصفة عليه ،يجب أن يمر بمرحلة تمهيدية تسمى
عملية االقتناء أو اإلدراج ،وهذه العملية تتم حسب المادة 26من القانون 30/90بإحدى
الوسيلتين ،إما بفعل الطبيعة وإما بالوسائل القانونية ،وهذا حسب طبيعة الملك ذاته ما إذا
كان من األمالك الطبيعية أو االصطناعية ،ويتم االقتناء إما بالطرق العادية لكسب الملكية
مثل البيع ،التبرع ،التبادل ،الحيازة ،وإما بطرق استثنائية مثل نزع الملكية وحق الشفعة.
-نصت المادة 28من القانون 30/90في فقرتها الثانية على أنه" :يثبت اإلدراج في
األمالك الوطنية العمومية بالعملية اإلدارية لتعيين الحدود".
32
وعرفت المادة 29من نفس القانون عملية تعيين الحدود ) (la délimitationبأنها:
" معاينة السلطة المختصة لحدود األمالك الوطنية العمومية الطبيعية وتبين هذه العملية
بالنسبة لشواطئ ألبحر من جهة األرضى وبالنسبة لضفاف األنهار حين تبلغ األمواج أو
المياه المتدفقة أعلى مستواها حدود السفاحات التي يغطيها المد والجزر أو مجاري المياه
والبحيرات.
ولهذه العملية طابع تصريحي ،وال تتم إال بمراعاة حقوق الغير بعد استشارته لزوما لدى
القيام بإجراءات المعاينة.
1
ويبلغ عقد تعيين الحدود للمجاورين وينشر طبقا للتشريع المعمول به"
ونصت المادتين 35و 36من نفس القانون ،على أن الثروات الطبيعية تدرج قانونا
ضمن األمالك الوطنية العمومية بمجرد معاينة وجودها ،كما ألحقت المادة 37منه الغابات
والثروات الغابية ضمن األمالك الوطنية العمومية الطبيعية.
ثانيا :إدراج الدومين العام ( األمالك الوطنية العامة) االصطناعية.
نصت المادة 2/28من قانون األمالك الوطنية في فقرتها الثانية على ما يلي:
"يكون اإلدراج في األمالك الوطنية العمومية االصطناعية على أساس االصطفاف بالنسبة
لطرق المواصالت وعلى أساس التصنيف حسب موضوع العملية المقصودة
بالنسبة ألمالك األخرى"
إن المشرع قد ميز في األمالك الوطنية العمومية االصطناعية بين إدراج الطرق وبين
إدراج األمالك األخرى من غير الطرق.
فبالنسبة لطرق المواصالت ،يتم إدراجها ضمن األمالك الوطنية العمومية على أساس
عملية االصطفاف أو التصفيف )(l’alignementوقد عرفت المادة 30من
القانون 30/90االصطفاف بأنه" :إثبات تعيين الحدود الفاصلة بين الطرق العمومية
والملكيات المجاورة".
1نص المشرع على تكوين االمالك الوطنية العامة الطبيعية في القسم األول من الفصل الثاني من المرسوم التنفيذي
202/02المؤرخ في 12نوفمبر -2002الذي يحدد شروط إدارة األمالك الخاصة والعامة التابعة للدولة وتسييرها
ويضبط كيفيات ذلك وذلك في المواد 211وما بعدها.
33
ويختص الوالي بالطرق الوالئية والوزير المعني بالطرق الوطنية ،وإذا كانت األمالك
المجاورة تابعة لألفراد ،فإنه يتم إدماجها عن طريق نزع الملكية للمنفعة العامة ،وإذا تم
إلغاء التصفيف فإنه يمكن ألفراد استعمال حق الشفعة السترجاع األمالك التي يتم رفع
التخصيص عليها.
أما بالنسبة لباقي األمالك األخرى ،فإنه يتم إدراجها عن طريق ما يسمى عملية
التصنيف) ،(le classementونصت المادة 31من القانون 30/90على أن التصنيف
هو "عمل السلطة المختصة الذي يضفي على الملك المنقول أو العقار طابع األمالك
الوطنية العمومية االصطناعية" ،وتشترط نفس المادة أن يكون الملك المطلوب تصنيفه
ملكا مؤهال ومهيئا للوظيفة المخصص له.1
وتعلق المادة 33من قانون األمالك الوطنية إدراج ملك ما ضمن األمالك الوطنية
العمومية االصطناعية على صدور قرار إداري بذلك ،وال يسري مفعول هذا القرار إال بعد
استالم المنشأة وتهيئتها تهيئة خاصة وفقا لطبيعتها وحسب الغاية منها.2
يخرج الملك من نطاق األمالك الوطنية العمومية بانتهاء تخصيصه ،والتجريد أو
إلغاء التخصيص كما اصطلح عليه المشرع الجزائري ،هو عمل السلطة المختصة الذي
يجرد الملك من طابع الملكية العمومية.
وينتهي التخصيص إما بصدور قرار إداري بإنهاء التخصيص ،ويشترط في القرار
أن يكون من سلطة مختصة أو مؤهلة وهي عموما نفس الهيئة التي أصدرت قرار
التخصيص ،وذلك مراعاة لقاعدة توازي األشكال ،وينتهي تخصيص الملك بنفس الطريقة
التي نشأ بها.
1زروقي ليلى – حمدي باشا عمر – المنازعات العقابية – مرجع سابق ص 00
2هذا ونشير الى أن الفقه والقضاء اكتفى بشأن إدراج الطرق العمومية ضمن األمالك الوطنية العمومية االصطناعية
بفتحها للجمهور دون حاجة الى صدور قرار إداري بذلك ،كذلك بالنسبة للمنقوالت فيكفي اقتناؤها حتى تدخل ضمن
األمالك الوطنية العمومية .
34
وقد ينتهي التخصيص بدون صدور قرار إداري بذلك في حالة عدم وجود حاجة إلى
ذلك ،مثل هالك الملك أو جفاف النهر ،ففي هذه الحاالت ينتهي التخصيصى بصفة تلقائية.1
إن الهدف من اقتناء األمالك الوطنية العمومية وتكوينها هو تمكين الجمهور من
استعمال هذه األمالك واالنتفاع بها وجعلها في خدمة المصلحة العامة وتمكين المرفق
العمومي المخصصة له من أداء مهمته ،وقد حدد المشرع طرق استعمال هده األمالك
بموجب نصوص قانونية وتنظيمية تهدف إلى تحسين استغاللها واالنتفاع بها ،ويتم
استعمال األمالك الوطنية العمومية إما استعماال جماعيا وإما استعماال خاصا.3
تنص المادة 61من القانون 30/90أنه " :يمكن أن يستعمل الجمهور األمالك
الوطنية العمومية(الدومين العام) استعماال مباشرا أو عن طريق مصلحة عمومية في شكل
تسيير بالوكالة أو استغالل بامتياز على أن تكون هده المصلحة قد اختصت بتلك االمالك "
وتنص المادة 02/62من نفس القانون على أنه " :يخضع االستعمال الجماعي
لألمالك الوطنية الذي يمارسه الجمهور لمبادئ الحرية والمساواة والمجانية ،مع مراعاة
بعض الرخص االستثنائية"
إن هذين النصين قد كرسا القواعد العامة والمبادئ التي تحكم استعمال األمالك
الوطنية العمومية التي يمكن تلخيصها فيما يلي:4
— إن هذا النوع من االستعمال يكون مطابقا لهدف التخصيص ،ومثال ذلك استعمال طرق
المواصالت العمومية ،الشواطئ واالستجمام في الغابات.
1انظر المادة 91من قانون األمالك الوطنية – والمادة 04من المرسوم التنفيذي 202/02
2انظر المادة 90من نفس القانون – والمادة 04من نفس المرسوم .
- 3انظر المادة 72من نفس القانون -والمادة 98من نفس المرسوم
4انظر المادة 72من نفس القانون -والمادة 98من نفس المرسوم
35
-استعمال الجمهور لهذه األمالك يمكن أن يكون إما بطريقة مباشرة أو بواسطة المرافق
العامة ،فقد يستعمل الجمهور المرافق العمومية بحرية ودون حاجة إلى رخصة بذلك وال
تملك اإلدارة هنا سوى سلطة التنظيم ،مثل استغالل الشواطئ والطرقات ،وقد يكون هذا
االستغالل بواسطة المرافق العامة مثل استغالل المتاحف وقاعات الحفالت والمستشفيات
والمدارس.
-الحرية في االستعمال :يخول هذا المبدأ للفرد استعمال األمالك بحرية كيفما يشاء
ووقت ما شاء ،مادام أن هذا االستعمال يتفق مع الغرض المخصص له المرفق ويشترط أن
يكون هذا االستعمال عاديا ،مع ضرورة احترام ضوابط االستعمال التي تحددها القوانين
والتنظيمات ،مثل منع السباحة في الشواطئ الملوثة أو في غير أوقات السباحة أو الخضوع
إلى إشارات المرور في الطرق.
-المساواة في االستعمال :وقد نصت على هذا المبدأ المادة 150من المرسوم التنفيذي
،454/91ومقتضاه أن الجميع متساوون في استعمال األمالك الوطنية العمومية.1
غير أن المساواة هنا يجب أن تفهم بمعناها اإليجابي وليس السلبي ،بمعنى أن المساواة
ليست بين جميع المواطنين وإنما بين جميع من تتوفر فيهم نفس الشروط ،أي بين نفس الفئة
من األفراد ،ومثال ذلك المساواة لدخول الجامعات لكل من له شهادة تمكنه من ذلك.
-المجانية في استعمال الدومين العام :األصل أن المواطن ال يدفع إتاوات على استعماله
للمرافق العمومية ،غير أن القانون قد يجيز فرض بعض الرسوم على استعمال بعخن أنواع
األمالك وال شك في أن هذه اإلتاوات تهدف إلى حسن سير المرافق وتوفير موارد تسمح
بصيانتها وحسن استغاللها.2
يعد االستعمال الجماعي لألمالك الوطنية العمومية هو األصل واالستعمال الخاص هو
االستثناء ،ويعد هذا االستعمال غير عادي وال يتطابق مع أهداف تخصيص الملك ،غير أنه
1انظر المادة 72من قانون األمالك الوطنية -والمادة 98من المرسوم التنفيذي .454/91
2انظر المادة 72من نفس القانون -والمادة 98من نفس المرسوم
36
ال يتعارض مع الهدف من التخصيص ،ويكون هذا االستغالل إما عن طريق رخصة أو
بطريقة تعاقدية ويكون بمقابل مالي.
مقتضى االستعمال الخاص للدومين العام هو استحواذ شخص أو فئة معينة من
األشخاص على جزء من األمالك الوطنية العمومية وحرمان بقية األفراد من استعمالها
شريطة أن ال يعيق هذا االستعمال االنتفاع العام والمصلحة العامة 1وقد نص المشرع
الجزائري على شروط هذا النوع من االستعمال في المادة 156من المرسوم التنفيذي
454./91
/1االستعمال الخاص بناء على رخصة االستعمال:
يكون هذا االستعمال بناء على رخصة تمنحها اإلدارة لشخص الستغالل جزء من األمالك
الوطنية العامة ،وتكون هذه الرخصة مؤقتة ،وال ترتب حقوقا امتالكية للمستفيد منها وتكون
بمقابل مالي ،تكون لإلدارة السلطة التقديرية في منح الرخص وكنا في سحبها في حالة عدم
وفاء صاحب الرخصة بااللتزامات المترتبة عليه ،وباستقراء نصوص القانون 30/90
نجد أن هناك نوعين من الرخص:
أ /رخصة الوقوف :نصت عليها المادة 64من القانون ،30/90وعرفتها المادة 163من
المرسوم التنفيذي 454/91على أنها " :الترخيص بشغل قطعة من األمالك العامة
الستعمال الجميع شغال خاصا دون إقامة مشتمالت على أرضيتها وتسلم لمستفيد معين
اسميا".
يسلم الوالي الرخصة بالنسبة للطرق الوطنية والوالئية الواقعة خارج التجمعات السكانية،
ورئيس المجلس الشعبي البلدي بالنسبة للطرق الواقعة داخلها.
ب /رخصة الطريق :نصت عليها المادة 64من القانون ،30/90وعرفتها المادة 164
من المرسوم التنفيذي 454/91بأنها" :الترخيص بشغل قطعة من األمالك العامة
37
المخصصة الستعمال الجميع شغال خاصا مع إقامة مشتمالت في أرضيتها ،وتسلم لفائدة
مستعمل معين ،كما تنجر عنها أشغال تغير أساس األمالك المشغولة" .
إذا فرخصة الطريق هي تصرف من أإلدارة تسمح بموجبه لشخص بشغل جزء من
األمالك العمومية وإقامة منشآت مثبتة على األمالك تؤدي إلى تغبير في أساس األمالك،
ولإلدارة التي منحت الرخصة أن تقوم بسحبها.
/2االستعمال الخاص ذو الطابع التعاقدي:
يقصد به شغل جزء من األمالك العمومية بناء على اتفاق يبرم بين اإلدارة وأحد
األشخاص بهدف ممارسة شغل غير عادي لقطعة من الدومين العام.1
يخضع استعمال األمالك الوطنية العامة في هذه الحالة إلى الشروط الواردة في عقد
االستغالل المبرم بين اإلدارة والمستغل ،وفي هذه الحالة يكون المستغل فى وضع أحسن
من حالة االستغالل بواسطة رخصة ،ألن شروط االستغالل هنا تكون محددة وفقا لدفتر
الشروط ،وهذا يشكل حماية للمستغل من تعسف اإلدارة ،ويجعله في مأمن من سحب
الرخصة ،ألن اإلدارة يمكنها أن تسحب الرخصة في أي وقت باعتبار أنها قرار إداري
قابل للسحب ،2يرتب عقد االستغالل هذا للمستغل حقوقا وواجبات.
يحق لصاحب حق امتياز أو حق شغل جزء من الدومين العام ،أن يقوم باالستغالل
وفقا لشروط العقد ،ويحق له االنتفاع بالملك دون سواه واالستفادة من ناتجه وتحصيل
األتاوى من المستعملين ،وإذا تعلق األمر باألمالك الوطنية العمومية المخصصة لمهمة
مصلحة عمومية ،يمكن لصاحب حق االمتياز أو االستغالل أن يمنح لقاء إيجار لمستأجرين
مؤقتين حق انتفاع بالمساحات أو العقارات المحجوزة حسب ما نصت عليه المادة 65هن
3
القانون 30/90
أما عن األعباء التي تقع على عاتق المستغل فقد حددتها المادة 03من المرسوم
1انظر المادة 91من قانون األمالك الوطنية والمادة 04من المرسوم التنفيذي 202/02
2انظر المادة 91من نفس القانون – والمادة 04من نفس المرسوم .
3انظر المادة 72من نفس القانون -والمادة 98من نفس المرسوم.
38
195/89المؤرخ في 1989/10/17المتعلق باالتفاقية النموذجية لالستعمال الخاص ذي
الطابع التعاقدي لألمالك الوطنية العمومية ،وتتمثل في التزام الشاغل بتنفيذ جميع األعباء
والشروط التي تنص عليها االتفاقية ،ومنها االلتزام بعدم االعتراض على الزيارات التي
يقوم بها األعوان المكلفون بالمراقبة ،وكذلك االلتزام بصيانة الملك الموضوع تحت
تصرفه.1
-لقد وضع المشرع مجموعة من النصوص القانونية والتنظيمية تهدف إلى حماية الدومين
العام (األمالك الوطنية العمومية) من الضياع والتلف ،فإضافة إلى الحماية القضائية التي
تستهدف متابعة وعقاب المعتدين على هذه األمالك والتي سنتناولها في الفصل الثاني ،أورد
المشرع نصوصا وقواعد أخرى تستهدف حماية األمالك العامة قبل حصول االعتداء وهذه
القواعد يمكن أن يطلق عليها " قواعد الحماية الوقائية " أو "قواعد الحماية القبلية " ،ويمكن
تصنيف هذه القواعد إلى صنفين:
الصنف األول :يتمثل في مجموعة من القواعد التي تلزم اإلدارة باتخاذ إجراءات معينة
اتجاه األمالك العامة لتسييرها وحمايتها ،يمكن االصطالح عليها " قواعد الحماية
اإلدارية" ،2وهي عموما تتضمن أعباء على اإلدارة المالكة أو المخصص لها الملك
العمومي ،وتحتوي على أحكام متعلقة بتنظيم تسيير هذه األمالك من أجل تحقيق الغاية من
وجود الملك ،وكنا ضمان رقابة مستمرة تضمن حماية فعالة له.
الصنف الثاني :عبارة عن مبادئ أوردها المشرع في النصوص التي تحكم هذه األمالك في
القانون المدني ،يمكن االصطالح عليها " قواعد الحماية المدنية " ،وهي مبادئ تقليدية
عرفتها األنظمة القانونية لألمالك العامة منن القدم ،ترتكز أساسا على األحكام المتعلقة بعدم
جواز التصرف في أمالك الدومين العام بأي نوع من أنواع التصرفات المعروفة بين
األفراد العاديين ،ويستمر هذا الحظر مادام الملك مصنف بأنه من األمالك الوطنية
1انظر المادة 91من قانون األمالك الوطنية والمادة 04من المرسوم التنفيذي 202/02
2انظر المادة 72من قانون األمالك الوطنية-والمادة 98من المرسوم التنفيذي .454/91
39
العمومية على النحو الذي سبق لنا بيانه في الفصل التمهيدي ،غير أن هذا الحضر ليس
مطلقا إذ أنه تستثنى منه التصرفات التي تقوم بها الهيئات العمومية فيما بينها أو بينها وبين
الخواص طالما أنها ال تخرج الملك العمومي عن طبيعته وال يتعارض مع هدف المرفق
والغاية التي خصص من أجئها ،كما سنبينه الحقا.
إن القانون أوجب على اإلدارة المالكة للمال العام أو المخصص لها أو المسيرة له حمايته،
وذلك باستعمال الوسائل القانونية المخولة لها ،1هذه الوسائل القانونية التي خولها المشرع
لإلدارة لحماية أألمالك الوطنية العمومية تتلخص في:2
-جرد األمالك الوطنية :حتى تتمكن اإلدارة من حماية المال العام يجب عليها معرفته
وحصره.
-إجراءات الرقابة :وتقوم بها الهيآت المختصة بالرقابة وعلى رأسها مديرية أمالك الدولة.
-لوائح الضبط اإلداري :وهي ترمي إلى صيانة وحفظ بعض األموال المعرضة للتلف أو
االستهالك نتيجة استعمالها المستمر ،3وسنتناول هذه القواعد في المطالب الثالثة التالية.
الفرع أول :جرد األمالك الوطنية
نصت المادة 02من المرسوم التنفيذي 455/91على أنه " :يعني الجرد العام لألمالك
الوطنية التسجيل الوصفي والتقويمي لجميع األمالك الخاصة والعامة التابعة للدولة والوالية
والبلدية والتي تحوزها مختلف المنشآت والمؤسسات والهياكل التي تنتمي إليها أو التي
4
تخصص للمؤسسات والهيآت العمومية"
فالجرد إذا ،هو إجراء شامل بالنسبة لجميع األمالك الوطنية الخاصة منها والعمومية إال ما
1انظر المادة 72من قانون األمالك الوطنية -والمادة 98من المرسوم التنفيذي .454/91
- 2انظر المادة 72من نفس القانون – والمادة 98من نفس المرسوم
98من نفس المرسوم. نفس القانون -والمادة 3انظر المادة 72من
نفس القانون – والمادة 98من نفس المرسوم. 4انظر المادة 72من
40
استثني بنص ،وذلك مثل األشياء التي تستهلك باالستعمال مرة واحدة ،أو األشياء غير قابلة
لالستهالك باالستعمال األول والتي ال تتجاوز قيمة شرائها الوحدوية مبلغا بسيطا يحدده
الوزير المكلف بالمالية ،1كما ال يشمل الجرد أمالك وزارة الدفاع.2
وعليه واستنادا إلى أحكام المرسوم التنفيذي 455/91الذي يحدد كيفيات جرد األمالك
الوطنية؛ فإن كل المؤسسات الوطنية يجب عليها أن تمسك دفاتر الجرد كل األمالك
العقارية الموجودة بحوزتها ،سواء كانت مالكة لها أو مخصصة لها.3
ويبين هذا المرسوم أن الجرد يتم بإعداد بطاقة تعزف فيها المؤسسة أو الهيأة اإلدارية
اإلقليمية أو المصلحة التي تحوز العقار وتبين في هذه البطاقة نوع العقار ومحتواه وحدوده
وأصل ملكيته وقيمته والحقوق الواردة عليه ،بالنسبة للعقارات ،أما بالنسبة لجرد المنقوالت
فقد تناولتها المادة 17من المرسوم التنفيذي المذكور.
إن عملية الجرد تقوم بها الوزارات المعنية مع الوزير المكلف بالمالية ،وإذا كان هناك
بعضا من عناصر األمالك العمومية التي تستدعي جردا خاصا وجب اعداد جرد بما يتفق
وخصوصيات هذا العنصر.
إن عملية الجرد ال تنتهي بمجرد تسجيل األمالك في سجالت الجرد ،وإنما يجب متابعة
العملية عن طريق الفحص الدوري للسجالت والمعاينة المستمرة لوجود هذه األمالك
وتدوين كل جديد يطرأ عليها ،وهذا ما نصت عليه المواد 29 ،28 ،27من المرسوم
التنفيذي .455/91
كما نصت المادة 33من نفس المرسوم على ضرورة جرد األمالك الموجودة في الخارج،
41
والتي تملكها الدولة وتستعملها الممثليات الدبلوماسية والقنصلية ،وذلك في بطاقات تعريفية
فيما يخص العقارات ،وفي جرود بالنسبة إلى المنقوالت ،وتقوم الممثليات الدبلوماسية
والقنصلية بهذه العملية تحت إشراف وزارة الخارجية.
بعد انتهاء عمليات الجرد ،فإن مصالح وزارة المالية تعد جدوال عاما لألمالك العقارية كلما
انتهت عطيات الجرود الخاضعة ،وكلما تم إصالح سجالت تدوين محتويات أمالك الدولة،
وهذا حسب ما قضت به المادة 37وما بعدها من المرسوم التنفيذي .455/911
-تنص المادة 24من القانون 30/90على أنه" :تتولى أجهزة الرقابة الداخلية التي تعمل
بمقتضى الصالحيات التي يخولها إياها القانون والسلطة الوصية معا رقابة االستعمال
الحسن لألمالك الوطنية وفقا لطبيعتها وغرض تخصيصها ،وتعمل المؤسسات المكلفة
بالرقابة الخارجية حسب تخصص كل منها وفق الصالحيات التي يخولها إياها التشريع".
من بين السبل التي وضعها المشرع لحماية األمالك الوطنية العمومية أسلوب الرقابة،
بحيث يعد إجراءا سابقا عن كل أشكال الحماية ،وتتم عملية الرقابة هذه بإتباع اإلجراءات
القانونية المحددة لذلك من طرف هيئات أسند إليها المشرع هذه المهمة.
وتتجلى إجراءات الرقابة لألمالك الوطنية العمومية في تسيير و تعيين حدودها ،وتشمل
هذه الرقابة جميع أنواع األمالك الوطنية العمومية سواء كانت طبيعية أو اصطناعية،
ويعتبر هذا النوع من الرقابة ذا طابع وقائي ،وفي سبيل ذلك نص القانون على إنشاء هيئات
إدارية توكل لها مهمة القيام بهذا الدور ،ومن أهم هذه الهيئات مديرية أمالك الدولة.
وفي سبيل اضطالع مديرية أمالك الدولة بمهامها ،نصت المادة 178من المرسوم
التنفيذي 454/91في فقرتها الثانية على ما يلي" :غير أنه عمال بالمادة 134من القانون
30/90نتمتع إدارة األمالك الوطنية بحق دائم في مراقبة ظروف استعمال األمالك
المنقولة والعقارية التابعة للدولة وصيانتها سواء كانت أمالكا خاصة أو أمالكا عمومية
1انظر المادة 91من قانون االمالك الوطنية والمادة 04من المرسوم التنفيذي 202/02
42
1
مخصصة أو مسندة أو موضوعة تحت التصرف"
كما منحت المادة 179من المرسوم التنفيذي 454/91لمديرية أمالك الدولة سلطة التدخل
في تحقيق عمليات اقتناء العقارات أو الحقوق العقارية ،وفي إبرام عقود اإليجار لألمالك
الوطنية ،وفي مختلف العقود واالتفاقيات التي تستهدف استعمال األمالك الوطنية كما
تراقب ظروف اقتناء هذه األمالك ومدى استعمالها المطابق.
والزمت المادة 180من نفس ألمرسوم جميع الهيئات بتبليغ مديرية أمالك الدولة بجميع
القرارات المتعل قة بضبط حدود األمالك الوطنية وإدراج هذه األمالك أو إنشاء ارتفاقات
عليها ،قصد تدوينها في سجالت األمالك الوطنية ،كما تبلغ لها قرارات التخصيص وإنهاء
التخصيص ،ويخول أعوان إدارة أمالك الدولة المكلفون قانونا باإلطالع في عين المكان
على ظروف تسيير األمالك الوطنية المخصصة لمختلف الهيئات العمومية أو التي
تحوزها ،كما يخولون قانونا باإلطالع على مختلف وثائق المحافظة على تلك األمالك،
وفي سبيل ذلك يمكنهم أن يحصلوا على أية وثيقة تتعلق بذلك ،وأن يطلبوا جميع المعلومات
المتعلقة بتسيير األمالك الوطنية ،ويحرر األعوان محاضر بعملهم ويرسلون نسخا منها إلى
السلطة المركزية.2
كما تلعب مديرية أمالك الدولة دورا استشاريا للمصالح العمومية التابعة للدولة،
والمؤسسات العمومية ذات الطابع اإلداري والجماعات المحلية ،وتقدم لها جميع اآلراء
واالستشارات دفاعا عن أمالك الدولة التي تستعملها أو تسيرها أو أوكل إليها المحافظة
عليها ،وهذا ما قضت به المادة 186من المرسوم التنفيذي .454/91
الفرع الثالث :وسائل المحافظة على الدومين العام.
-لمجابهة األخطار التي تحدق باألمالك الوطنية العمومية ،أوجب القانون على المستعملين
والمنتفعين بهذه األمالك أن يراعوا في استعمالها القوانين والتنظيمات الجاري بها العمل،
43
وحتلهم مسؤولية األضرار الناجمة عن سوء االستعمال أو سوء التسيير 1كما أوجب على
اإلنارة التي تسير أو تستعمل األمالك العمومية أن تسهر على حمايتها والمحافظة عليها
وفقا ألحكام الدستور والقوانين والتنظيمات السارية المفعول.2
حتى يتسنى لإلدارة المحافظة على األمالك الوطنية خولها القانون وسيلتان لذلك ،الوسيلة
األولى قانونية والثانية مادية.3
-تتمثل هذه الوسائل فيما لإلدارة من حق في إصدار لوائح تظيمية هي عبارة عن لوائح
الضبط اإلداري ،وهذه اللوائح تختلف عن قرارات الضبط اإلداري التي تستهدف المحافظة
على النظام العام (األمن العام ،الصحة والسكينة العامة) ،حيث إن لوائح الضبط اإلداري
التي تصدرها اإلدارة في مجال المحافظة على األمالك الوطنية تختلف في مضمونها عن
قرارات الضبط اإلداري ،كونها تستهدف حماية األمالك الوطنية من األخطار التي تهددها،
ولذلك فهي تسمى لوائح ضبط الصيانة ،4غير أن هذا ال ينزع عنها صفة لوائح الضبط
اإلداري ،ويلزم األفراد بتنفيذها تحت طائلة عقوبات جزائية 5وهذا ما يجعل لوائح ضبط
الصيانة تقترب من لوائح الضبط اإلداري.
لقد خول قانون األمالك الوطنية الجهة اإلدارية المكلفة بالمحافظة على األمالك الوطنية
سلطة سن قواعد تنظيمية تستهدف المحافظة على هذه األمالك ،وفي ذلك نصت المادة 68
من القانون 30/90على أنه" :يشكل نظام المحافظة ،إلى جانب نظام استعمال األمالك
الوطنية ،عنصرا من عناصر نظام األمالك الوطنية يستهدف ضمان المحافظة على
األمالك الوطنية العمومية بموجب تشريع مالئم مرفق بعقوبات جزائية.
ولضمان المحافظة المادية على بعض توابع األمالك الوطنية ،تخول السلطة اإلدارية
44
1
المكلفة بالمحافظة على األمالك الوطنية العمومية صالحية سن قواعد تنظيمية"...
-تتمثل في االلتزام الذي يفرضه القانون على اإلدارة للقيام بواجب الصيانة الدورية
لألمالك الوطنية التي تملكها أو التي خصصت لها ،وقد نصت المادة 67من القانون
30/90على أنه :أيترتب على حماية األمالك الوطنية نوعان من التبعات هما:
-أعباء الجوار لصالح األمالك الوطنية العمومية ،التي يقصد بها ،أعباء القانون العام
االرتفاقات اإلدارية المنصوص عليها لفائدة الطرق العمومية مثل ارتفاقات الطريق
ومصبات الخنادق ،والرؤية والغرس ،والتقليم ،وتصريف المياه ،ومكس األسواق،
واالرتكاز ،أو أعباء أخرى ينص عليها القانون.
-االلتزام بصيانة األمالك الوطنية العمومية ،وتفرضه القواعد القانونية الخاصة التي
تخضع لها الهيأة أو المصلحة المسيرة ،وكذلك الجماعة العمومية المالكة في حالة القيام
بإصالحات كبيرة ،ويتم ذلك وفق الشروط المنصوص عليها في التخطيط الوطني وحسب
اإلجراءات المتعلقة بها".
يمكن القول إن االلتزام بالصيانة هو واجب يفرضه القانون على اإلدارة ،يقتضي منها
تخصيص مبالغ مالية من ميزانيتها ترصد لصيانة األمالك الوطنية ،وتقوم باإلصالحات
إما بواسطة أجهزتها الفنية أو عن طريق التعاقد مع األشخاص والمؤسسات الخاصة
المؤهلة
يختلف التزام اإلدارة بصيانة الملك العمومي باختالف عالقتها بالملك ،حيث تلتزم
اإلدارة المالكة بأشغال الصيانة الكبرى ،بينما تلتزم اإلدارة المخصص لها الملك بأشغال
الصيانة العادية والترميمات ،وهذا ما قضت به المادة .202/67
2انظر المادة 91من قانون األمالك الوطنية – والمادة 04من المرسوم التنفيذي 202/02
45
المطلب الثاني :خصائص الدومين العام :
-نص المشرع الجزائري على هذه القواعد في القانون المدني ،وكرسها بنصوص
خاصة أخرى ،وهذا النوع من الحماية يتمثل في مجموعة من المبادئ واألحكام في مجملها
تتفق وطبيعة الدومين العام ،ومن خالل هده المبادئ تبرز جليا الفروق الموجودة بين
األمالك الوطنية العمومية وملكية الخواص.1
نصت المادة 689من القانون المدني على أنه" :ال يجوز التصرف في أموال الدولة أو
حجزها أو تملكها بالتقادم ،غير أن القوانين التي تخصص هذه األموال إلحدى المؤسسات
المشار إليها في المادة 688تحدد شروط إدارتها وعند االقتضاء شروط عدم التصرف
2
فيها"
من خالل نص هذه المادة يتضح بأن المشرع قد أرسى ثالثة قواعد أساسية لضمان حماية
األمالك الوطنية ،يمكن أن يصطلح عليها "قواعد الحماية المدنية" وهي :قاعدة عدم جواز
التصرف في األمالك الوطنية ،قاعدة عدم جواز تملكها بالتقادم وقاعدة عدم جواز الحجز
عليها.
كما أكد قانون األمالك الوطنية هذه المبادئ ،حيث نص في المادة 04منه أن األمالك
الوطنية غير قابلة للتصرف فيها وال للتقادم وال الحجز ،وأضافت المادة 66من نفس
القانون على أنه :تستمد القواعد العامة لحماية األمالك العمومية مما يأتي :مبادئ عدم قابلية
التصرف ،عدم قابلية التقادم وعدم قابلية الحجز".3
وفيما يلي نحاول التطرق إلى هذه المبادئ و الخصائص كاألتي :
الفرع األول :عدم جواز التصرف في الدومين العام .
-إن هذا المبدأ قد أقرت به مختلف تشريعات الدول ،ويقصد به إخراج األمالك العامة
من دائرة التعامل فيها.
1انظر المادة 91من قانون األمالك الوطنية – والمادة 04من المرسوم التنفيذي 202/02
2انظر المادة 91من قانون األمالك الوطنية – والمادة 04من المرسوم التنفيذي 202/02
3انظر المادة 91من نفس القانون – والمادة 04من نفس المرسوم
46
وإذا كانت العبارات المستعملة في نص المادتين 689من القانون المدني و 66هن القانون
،30/90قد توحيان بأنه ال يجوز التصرف بشكل مطلق في األمالك العمومية ،إال أن
المقصود في الحقيقة هو عدم جواز إجراء التصرفات المدنية الخاضعة للقانون الخاص
كالبيع والهبة والتبادل ،أما التصرفات األخرى التي تتالءم وطبيعة األمالك الوطنية
العمومية مثل الترخيص باستغاللها فال يشملها هذا المبدأ.1
كما سبق البيان عند التطرق إلى فكرة تكوين األمالك الوطنية العمومية ،فإن معيار اكتساب
الملك صفة العمومية هو تخصيصه ،لذلك يمكن القول أن مبدأ عدم جواز التصرف في
األم الك الوطنية العمومية جاء خصوصا لحماية فكرة التخصيص ،فال شك أن التصرف
في الملك العمومي يرفع عنه التخصيص وهذا أمر ال يستقيم وال يتفق مع طبيعة األمالك
العمومية.2
إن هذه القاعدة مقررة أساسا لصالح المرافق العامة ،ومن أجل تحقيق الغرض الذي تم من
أجله تخصيص الملك ،وهذا يعتبر قيدا على اإلدارة المالكة أو المسيرة لهذا الملك 3إذ ال
يجوز لها نقل ملكية الملك العمومي بأي نوع من أنواع التصرفات الناقلة للملكيه ،وذلك
تحت طائلة البطالن المطلق للتصرف.4
غير أن هذا المبدأ ليس مطلقا ،ألنه كما رأينا مرتبط بفكرة التخصيص ،فإذا تم رفع
التخصيص عن الملك فإنه يفقد صفته كملك وطني عمومي ،وبالتالي جاز التصرف فيه
ويمكن القول أن قاعدة عدم جواز التصرف في األمالك الوطنية العمومية هي قاعدة نسبية
وليست مطلقة ،خاصة بعد رجوع المشرع الجزائري في دستور 1989إلى تبني فكرة
ازدواجية المال العام ،وعليه وجب التفرقة بين األمالك الوطنية العامة والخاصة ،إذ أن هذه
األخيرة ال تخضع لهذا المبدأ ،وهذا ما كرسه القانون 30/90المتضمن قانون األمالك
الوطنية والقانون 25/90المتضمن قانون التوجيه العقاري.
1انظر المادة 91من قانون األمالك الوطنية – والمادة 04من المرسوم التنفيذي 202/02
2انظر المادة 91من نفس القانون – والمادة 04من نفس المرسوم
3انظر المادة 91من نفس القانون – والمادة 04من نفس المرسوم
4انظر المادة 91من نفس القانون – والمادة 04من نفس المرسوم
47
كما تجدر اإلشارة إلى أن التصرفات التي تقع على األمالك الوطنية من قبل الهيئات المالكة
أو المسيرة أو المخصص لها الملك فيما بينها تعتبر سليمة طالما أنها ال تتعارض مع فكرة
التخصيص للمنفعة العامة ،وبذلك يجوز انتقال الملك العام من الدولة إلى أحد أألشخاص
العامة والعكس.
ومن اآلثار الناتجة عن مبدأ عدم جواز التصرف في الدومين العام ( األمالك الوطنية
العمومية) كذلك ننكر ما يلي:
-عدم خضوع األمالك الوطنية العمومية ( الدومين العام)إلجراءات نزع الملكية من أجل
المنفعة العامة ما دام الملك لم يخرج عن طبيعته.
-عدم إمكانية حصول األفراد على امتيازات على األمالك الوطنية العمومية.1
إن عدم جواز التصرف في األمالك الوطنية العامة يعد من النظام العام ،وبالتالي فإنه
يجوز لكل ذي مصلحة سواء اإلدارة صاحبة الصفة في التقاضي باسم الملك أو األفراد
وعلى العموم كل من له مصلحة في الدفع بعدم صحة التصرف وهذا حماية للملك العام.
الفرع الثاني :عدم جواز تملك الدومين العام بالتقادم.
-تعتبر قاعدة عدم جواز تملك الدومين العام ( األمالك الوطنية العام ) بالتقادم نتيجة
مباشرة لقاعدة عدم جواز التصرف فيها التي سبق بيانها ،تعد بمثابة ركيزة ثانية يتم
االعتماد عليها لحماية األمالك العمومية ،وهي تهدف إلى منع األشخاص من االستفادة من
قاعدة التقادم المكسب المعروفة في القانون المدني.
غير أنه من حيث الفعالية في حماية األمالك العمومية ،فإن هده القاعدة تبدو أهم من
قاعدة عدم جواز التصرف في المال العام ،ألن خطر التعدي على األمــــالك الوطنيـــــة
1انظر المادة 91من قانون األمالك الوطنية – والمادة 04من المرسوم التنفيذي 202/02
48
عن طريق وضع اليد عليها من قبل األفراد يدو أشد تهديدا من تصرف اإلدارة في هذه
األمالك.1
بالمقابل فإن لإلدارة الحق في استرجاع األمالك التي تم االستيالء عليها مهما طالت مدة
وضع اليد عليها.2
وتجدر اإلشارة هنا أن المشرع الجزائري في المادة 689من القانون ألمدني ال يميز بين
األمالك الوطنية العامة والخاصة ،وبالتالي فإن قاعدة عدم جواز تملك األمالك الوطنية
بالتقادم حسب هذا النص تنطبق على الدومين العام و الخاص ،غير أننا نقول أنه إذا كان
هذا النص ينسجم مع النظام االشتراكي الذي كان يتبناه المشرع الجزائري قبل ،1989
فإنه أصبح ال يتفق وال يتالءم مع التقسيم الجديد للملكية الذي جاء به دستور 1989وجسده
قانون التوجيه العقاري 25/90في المواد 24 ،23و 25منه وكنا القانون 30/90
المتضمن قانون األمالك الوطنية في مادته الثانية ،حيث أصبحت األمالك الوطنية مقسمة
إلى عمومية وخاصة ،وبالتالي فإن قاعدة عدم جواز تملكها بالتقادم تنصرف إلى األمالك
العمومية دون الخاصة.
لعل أهم أثر لهذا المبدأ هو استحالة كسب األفراد ملكية أمالك وطنية عمومية بوضع
أيديهم عليها لمدة من الزمن بطريق التقادم المكسب ،وقد جرى قضاء المحكمة العليا على
تطبيق هذا المبدأ بصرامة ،حيث أقرت في الكثير من قراراتها عدم خضوع األمالك التابعة
للدومين العام للتقادم المكسب.
غير أن المالحظة التي يمكن استنتاجها من خالل استقراء المواد التي نصت على مبدأ
عدم جواز اكتساب األمالك العامة بالتقادم ،أنها نصت فقط على طريق واحد من طرق
كسب الملكية ،ولم تطرق إلى باقي الطرق مثل االلتصاق وقاعدة الحيازة في المنقول بحسن
نية سند الحائز.
حيث أنه وال شك أن هذه القاعدة تمتد إلى الطرق األخرى لكسب الملكية ،ومن ذلك نجد
1انظر المادة 91من قانون األمالك الوطنية – والمادة 04من المرسوم التنفيذي 202/02
2انظر المادة 91من نفس القانون – والمادة 04من نفس المرسوم
49
ما نصت عليه المادة 780من القانون المدني التي قضت بأن مالكي األراض.
المالصقة للمياه الراكدة كمياه البحيرات والبرك ال يملكون األراضي التي تنكشف عنها هذه
المياه ،كما نصت المادة 781من نفس القانون على أن " :األراضي التي يحولها النهر ض
مكانها أو ينكشف عنها والجزر التي تتكون من مجراه تكون ملكيتها خاضعة للقوانين
الخاصة بها" ،وبذلك نقول إن القاعدة التي تقضي بأن األشياء األقل أهمية تندمج في
األموال األكثر أهمية التي تلتصق بها ال تنطبق بالنسبة لألمالك الوطنية العامة. 1
الفرع الثالث :مبدأ عدم جواز الحجز على الدومين العام.
-من مظاهر الحماية المقررة لحماية المال العام كذلك ،قاعدة عدم جواز الحجز
عليه ،وتؤسس هذه القاعدة على أساس منطقي مقتضاه أن إتباع سبيل التنفيذ الجبري ضد
األشخاص العامة غير ممكن لتعارضه مع المصلحة العامة ،وهي القاعدة الثالثة التي أقرها
القانون المدني وقانون األمالك الوطنية.
تعتبر هذه القاعدة نتيجة لقاعدة عدم جواز التصرف في الدومين العام ،ذلك أنه إذا كان
نقل ملكية األمالك الوطنية إلى الغير بإحدى التصرفات القانونية مثل البيع والهبة والمبادلة
غير جائز لتعارض ذلك مع تخصيص المال للمنفعة العامة ،فإنه من باب أولى أن يمنع نقل
ملكية هذه األمالك عن طريق التنفيذ الجبري عليها ،والعلة في ذلك واضحة إذ أن التنفيذ
الجبري يؤدي حتما إلى نقل ملكية الملك العمومي إلى ذمة طالب التنفيذ ،وهذا غير جائز
ألنه سيؤدي ال محالة إلى التعارض مع المنفعة العامة وتعطيل أداء المرفق المخصص له
الملك.
إذا كان من المتفق عليه بين الفقه والقضاء عدم جواز الحجز على األموال العامة للدولة،
فإنه قد وقع الخالف في الفقه والقضاء المصري والفرنسي حول جواز أو عدم جواز الحجز
على األموال الخاصة للدولة ،فهناك رأيان األول يجيز والرأي الثاني يمنع ذك.2
1ذلك مع مراعاة ما نصت عليه المادة 994من القانون المدني التي نصت على أن" :األرض التي تتكون من طمي يجلبه
النهر بطريقة تدريجية غير محسوسة تكون ملكا للمالك المجاورين ".
2انظر المادة 91من قانون األمالك الوطنية – والمادة 04من المرسوم التنفيذي 202/02
50
في الجزائر ورغم وجود تمييز بين الدومين العام والخاص ،واختالف المبادئ التي تحكم
كال منها ،يمكن القول أن مبدأ عدم جواز الحجز على األموال انعامة ينطبق على كل من
الدومين العام والخاص 1ذلك أن مبدأ عدم جواز الحجز على األمالك الوطنية يجد أساسا له
في فرضية مالءة ذمة الدولة ،إذ أن التنفيذ الجبري على أمالكها قد يزعزع الثقة المفترضة
في تصرفات الدولة ومرافقها ،ألن الدولة كما يصطلح عليها أنها " مدين شريف" ومن جهة
أخرى فإن التنفيذ الجبري يهدف إلى حماية مصلحة خاصة وذلك على حساب مصلحة
عامة ،ومن البديهي أنه ال يمكن تقديم المصلحة الخاصة على العامة.
إن ما يمكن قوله على مبدأ عدم جواز الحجز على الدومين العام ( األمالك الوطنية )هو أنه
مكمل لمبدأ عدم جواز التصرف فيها كما أسلفنا ،وكنتيجة لذلك فإنه ال يجوز ألفراد ترتيب
حقوق عينية تبعية على األمالك الوطنية مثل الرهن الرسمي أو الحيازي أو حق
التخصيص ضمانا للديون التي لألفراد على الدولة أو إحدى هيئاتها 2والعلة في ذلك أن
الرهن يهدف إلى تفضيل دائن على آخر ،ويفترض في المدين عدم قدرته على الوفاء بجميع
ديونه أو بعضها ،وهذا ال يتالءم مع فرضية مالءة ذمة الدولة التي يفترض فيها قدرتها
على الوفاء بجميع ديونها.
إن هذه القاعدة من النظام العام يجوز للقاضي إثارتها من تلقاء نفسه ،كما يجوز لكل ذي
مصلحة التمسك بها ،ولذلك يمكن القول أنه ال يجوز للمكلفين بالتنفيذ مباشرة إجراءات
التنفيذ الجبري ضد اإلدارة.
1انظر المادة 91من قانون األمالك الوطنية – والمادة 04من المرسوم التنفيذي 202/02
2انظر المادة 91من قانون األمالك الوطنية – والمادة 04من المرسوم التنفيذي 202/02
51
الفصل الثاني :اآلليات القضائية لحماية الدومين العام
تناولنا في الفصل األول ماهية الدومين العام وآليات المحافظة عليه غير أن هذه اآلليات
والقواعد ال تكفي وحدها إلضفاء حماية فعالة الدومين العام (األمالك الوطنية) ،ولكنها
تعتبر كما رأينا وسائل حماية وقائية ن ألنها في حقيقة ال تعد ضمانة كافية لهذه االمالك من
التعدي.
لذلك فإن المشرع قد أقر أساليب حماية أخرى تكون غالبا الحقة لوقوع االعتداء ،وذلك
عن طريق رفع األمر إلى الجهات القضائية المختصة إذا لم تفض األساليب الوقائية إلى
نتيجة ،وهنا يبدو لنا جليا دور القضاء في توفير الحماية الالزمة لألمالك الوطنية العمومية،
ويكون تدخل القضاء بطريقتين:
األولى :عن طريق مختلف الدعاوى التي ترفع إليه ،سواء من قبل الهيئة المالكة أو
المخصص لها الملك العمومي أو من قبل األشخاص المستغلين أو من غيرهم.
الثانية :عن طريق المتابعات الجزائية الناجمة عن جرائم االعتداء على األمالك الوطنية
العمومية ،وهو ما يمكن أن يصطلح عليه بالحماية الجزائية.
ولذلك ارتأينا التطرق إلى موضوع الحماية القضائية لألمالك الوطنية العمومية في هذا
الفصل وذلك في مبحثين ،نخصص المبحث األول إلى أنواع الدعاوى المدنية التي تستهدف
حماية هذه األمالك ،ثم في مبحث ثاني نتناول الحماية الجزائية لها.
-نتناول في هذا المبحث الدعاوى المدنية الرامية الى حماية أمالك الدومين العام،
وسنتطرق من خالله الى األشخاص والهيئات الذين لهم الصفة في تمثيل األمالك الوطنية
العمومية أمام القضاء ،وكذا الجهات القضائية المختصة في الفصل في هذه الدعاوى في
مطلب أول ،ثم نحاول في مطلب ثاني استعراض بعض أنواع هذه الدعاوى.
52
المطلب األول :الصفة في تمثيل الدومين العام أمام القضاء وجهات القضاء المختصة.
يثور التساؤل حول الجهات التي لها الصفة في تمثيل أمالك الدومين العام أمام
الجهات القضائية سواء بصفتها مدعى عليها ،1وكذلك بالنسبة للجهة القضائية المختصة في
الفصل في المنازعات المتعلقة بحماية هذه األمالك ،وكذا بالنسبة للجهة القضائية المختصة
في الفصل في المنازعات المتعلقة بحماية هذه األمالك ،وكذا المعايير التي يتم بموجبها
توزيع االختصاص.
باستقراء النصوص التي تناولت مسألة تمثيل أمالك الدومين العام أمام القضاء ،نجد أن
القانون 03/93المتضمن قانون األمالك الوطنية وكذا المرسوم التنفيذي 151/91
المتضمن تحديد شروط إدارة األمالك الخاصة والعامة التابعة للدولة وتسييرها ويضبط
كيفيات ذلك ،قد وزعا االختصاص في التمثيل أمام القضاء بين أربع جهات وهي :الوزير
الكلف بالمالية وبعض الوزراء اآلخرين ،الوالي ،رئيس المجلس الشعبي البلدي ،وأخيرا
مديرية أمالك الدولة.
تنص المادة 39من القانون 03/93على أنه " :يتولى الوزراء المعنيون والوالة
ورؤساء المجالس البلدية والسلطات المسيرة األخرى تمثيل الدولة والجماعات اإلقليمية في
الدعاوى القضائية المتعلقة باألمالك الوطنية طبقا للصالحيات التي تخولها إياهم القوانين
والتنظيمات".
وأضافت المادة 13من نفس القانون أنه "يتولى الوزير المكلف بالمالية والوالي ورئيس
المجلس الشعبي البلدي تمثيل الدولة والجماعات اإلقليمية في الدعاوى القضائية المتعلقة
1خاصة في بعض أنواع األمالك التي نص المشرع على أنها ملك للمجموعة الوطنية ،مثل ما نص عليه المشرع
الدستوري في المادتين 29و 24منه ،ويطرح التساؤل حول من له الصفة في تمثيل المجموعة الوطنية أمام القضاء طالما
أنها ال تعتبر من بين األشخاص المعنوية.
53
باألمالك الوطنية طبقا للقانون".1
وأشارت المادة 181من المرسوم التنفيذي 151/91إلى أنه يمكن لوزير المالية أن
يتصرف وحده أو يشترك مع الوزير أو الوزراء المختصين في تسيير األمالك التي تتكون
منها األمالك العمومية التابعة للدولة في الدعوى التي ترفع في شأن هذه األمالك.
كما أنه يمكن للوزير المكلف بالمالية أن يكلف موظفي إدارة األمالك الوطنية الذين
يخولهم بتمثيله قانونا في الدعاوى القضائية ،وذلك حسب ما قضت به المادة 0/181من
نفس المرسوم.
باستقراء مجمل هذه النصوص يمكننا القول أن الوزير المكلف بالمالية قد منحه المشرع
اختصاصا عاما في تمثيل الدولة في جميع الدعاوى القضائية الرامية إلى حماية األمالك
الوطنية العمومية ،ويعد هذا االختصاص شامال لكافة األمالك الوطنية العمومية التابعة
للدولة بمفهوم المادة 32من القانون ،03/93ويمكن للوزير المكلف بالمالية أن يشرك
معه الوزير المختص بقطاع معين في الدعاوى المتعلقة بأمالك عمومية تابعة أو مخصصة
لهذا القطاع ،ومثال ذلك أن ترفع دعوى من قبل وزير المالية رفقة وزير الثقافة في
الدعاوى الرامية إلى حماية بعض المنشآت الثقافية التابعة لألمالك الوطنية العمومية.2
غير أن التساؤل المطروح هو ما مدى إمكانية مثول وزير آخر من غير الوزير المكلف
بالمالية أمام القضاء سواء بصفته مدعيا أو مدعى عليه أمام القضاء في شأن الدعوى
المتعلقة بأمالك عمومية تابعة لقطاعه ،دون أن يكون مرفوقا في الدعوى بالوزير المكلف
بالمالية.
والجواب حسب رأينا أن أنه ال يوجد مانع من ذلك ،طالما أن الملك العمومي الذي رفعت
في شأنه الدعوى مخصص للوزارة التي يسيرها ،كما أنه هو المختص في تسيير األمالك
- 1خاصة في بعض أنواع األمالك التي نص المشررع علرى أنهرا ملرك للمجموعرة الوطنيرة ،مثرل مرا نرص عليره المشررع
الدستوري في المادتين 29و 24منه ،ويطرح التساؤل حرول مرن لره الصرفة فري تمثيرل المجموعرة الوطنيرة أمرام القضراء
طالما أنها ال تعتبر من بين األشخاص المعنوية.
- 2خاصة في بعض أنواع األمالك التي نص المشررع علرى أنهرا ملرك للمجموعرة الوطنيرة ،مثرل مرا نرص عليره المشررع
الدستوري في المادتين 29و 24منه ،ويطرح التساؤل حرول مرن لره الصرفة فري تمثيرل المجموعرة الوطنيرة أمرام القضراء
طالما أنها ال تعتبر من بين األشخاص المعنوية
54
العمومية التابعة لقطاعه طبقا للمادة 118من المرسوم التنفيذي ،151/91غير أن
اختصاص أي وزير آخر من غير الوزير المكلف بالمالية محصور فقط في األمالك التابعة
لوزارته أو المخصصة لها.
/2اختصاص الوالي:
باعتبار أن الوالي كما يطلق عليه أنه شخص ذو قبعتين ،فتارة يتصرف بصفته ممثال
للدولة ،وتارة أخرى بصفته ممثال للوالية ،لذلك يمكن القول عنه أنه صاحب اختصاص
مزدوج ،ولذلك منحه المشرع الصفة في تمثيل الدولة أمام القضاء في شأن الدعاوى
المرفوعة أمام القضاء دفاعا عن أمالك وطنية عمومية تابعة للدولة ،وذلك ما يستفاد من
نصوص المواد 13 ،39من القانون 03/93وكذا المادة 2/181من المرسوم التنفيذي
،151/91ومن جهة أخرى فإن الوالي مكلف بالدفاع عن األمالك الوطنية العمومية
التابعة لواليته.1
غير أن الوالي في ممارسته لهذا االختصاص محكوم بمبدأ اإلقليمية ،أي أنه ال يملك
صفة التقاضي في شأن أمالك وطنية عمومية سواء تابعة للدولة أو الوالية والتي تكون
واقعة خارج إقليم الوالية.
من خالل نصي المادتين 39و 13من القانون 03/93يتضح أن نفس المبادئ التي
قلناها بالنسبة للوالي تنطبق على رئيس المجلس الشعبي البلدي ،حيث أن اختصاص هذا
- 1خاصة في بعض أنواع األمالك التي نص المشررع علرى أنهرا ملرك للمجموعرة الوطنيرة ،مثرل مرا نرص عليره المشررع
الدستوري في المادتين 29و 24منه ،وي طرح التساؤل حرول مرن لره الصرفة فري تمثيرل المجموعرة الوطنيرة أمرام القضراء
طالما أنها ال تعتبر من بين األشخاص المعنوية
55
األخير إقليمي بحيث ال يتعدى دائرة اختصاص البلدية ،وهو كذلك مسؤول عن تمثيل الدولة
أمام القضاء في الدعاوى المتعلقة باألمالك الوطنية العمومية سواء بصفته مدعيا أو مدعى
عليه.
تنص المادة 185من المرسوم التنفيذي 151/91على أنه" :تختص إدارة األمالك
الوطنية وحدها بمتابعة الدعاوى المتعلقة بصحة عقود اقتناء األمالك العقارية أو تأجيرها،
والح قوق العقارية وحقوق المحال التجارية التي تبرمها بمقتضى المادة 151من القانون
11/82المؤرخ في 03ديسمبر سنة 1982المذكورة أعاله ،وصحة شروطها المالية
على أن تكون المصلحة العمومية التابعة للدولة أو المؤسسة العمومية ذات الطابع اإلداري
التي أبرمت هذه العقود لفائدتها ممثلة في الدعوى قانونا."1
يتضح من خالل هذا النص أن المشرع منح مديرية أمالك الدولة صفة التقاضي في
شأن األمالك الوطنية في أنواع معينة من التصرفات عددتها نص هذه المادة وهي:
وعليه يمكننا القول أن أعوان مديرية أمالك الدولة لهم اختصاص عام في معاينة جميع
أنواع المساس باألمالك الوطنية العمومية وليس فقط تلك المنصوص عنها بالمادة 185من
- 1خاصة في بعض أنواع األمالك التي نص المشررع علرى أنهرا ملرك للمجموعرة الوطنيرة ،مثرل مرا نرص عليره المشررع
الدستوري في المادتين 29و 24منه ،ويطرح التساؤل حرول مرن لره الصرفة فري تمثيرل المجموعرة الوطنيرة أمرام القضراء
طالما أنها ال تعتبر من بين األشخاص المعنوية.
56
المرسوم التنفيذي .151/91
فإذا تعلق األمر بالتقاضي أمام المحكمة العليا أو مجلس الدولة أو محكمة التنازع ،فإن
المدير العام لألمالك الوطنية هو المؤهل في تمثيل الدولة في هذه المنازعات ،أما بشأن
القضايا المرفوعة أمام المحاكم أو المجالس فيكون تمثيل الدولة فيها من قبل المدير الوالئي
لألمالك الوطنية.1
من جهة أخرى منح المشرع مديرية أمالك الدولة دورا استشاريا للهيئات اإلدارية
والجماعات المحلية وتقدم لها اآلراء واالستشارات دفاعا عن أمالك الدولة التي تستعملها
أو تسيرها هذه الهيئات وذلك تطبيقا لنص المادة 181من المرسوم التنفيذي .151/91
/0االختصاص المحلي :ال يطرح االختصاص المحلي إشكاالت عملية وذلك ألن
االختصاص يتحدد بموقع العقار إذا كان النزاع يتعلق بعقار أو حقوق عينية عقارية تابعة
لألمالك الوطنية العمومية ،أو بموطن المدعى عليه إذا كان األمر يتعلق بالدعاوى المنقولة
طبقا للمادة 38من قانون اإلجراءات المدنية ،وفي ذلك نصت المادة 0/118من المسوم
التنفيذي 151/91على أنه " :تشكل الخالفات الناشئة عن شغل األمالك العامة المخصصة
لالستعمال المشترك بين الجمهور شغال خاصا ،منازعات من صميم صالحيات القضاء
- 1خاصة في بعض أنواع األمالك التي نص المشررع علرى أنهرا ملرك للمجموعرة الوطنيرة ،مثرل مرا نرص عليره المشررع
الدستوري في المادتين 29و 24منه ،ويطرح التساؤل حرول مرن لره الصرفة فري تمثيرل المجموعرة الوطنيرة أمرام القضراء
طالما أنها ال تعتبر من بين األشخاص المعنوية.
- 2خاصة في بعض أنواع األمالك التي نص المشررع علرى أنهرا ملرك للمجموعرة الوطنيرة ،مثرل مرا نرص عليره المشررع
الدستوري في المادتين 29و 24منه ،ويطرح التساؤل حرول مرن لره الصرفة فري تمثيرل المجموعرة الوطنيرة أمرام القضراء
طالما أنها ال تعتبر من بين األشخاص المعنوية.
57
ومن اختصاص الجهة القضائية المختصة إقليميا ،نظرا ألهمية المكان الذي يوجد فيه مرفق
األمالك العامة المشغول".
يكون من اختصاص الغرف اإلدارية (في انتظار تنصيب المحاكم اإلدارية) -
الدعاوى التي يكون أحد طرفيها البلدية أو إحدى المؤسسات العمومية ذات الطابع اإلداري
المحلية أو مديرية أمالك الدولة.
يؤول االختصاص إلى الغرف اإلدارية الجهوية إذا كانت الدعوى مرفوعة من أو -
ضذ الوالي.
ويكون من اختصاص مجلس الدولة الدعاوى التي تكون مرفوعة من أو ضد إحدى -
الهيئات اإلدارية المركزية.
المطلب الثاني :بعض أنواع الدعاوى الرامية إلى حماية الدومين العام
يمكن تقسيم الدعاوى الرامية إلى حماية األمالك الوطنية العمومية إلى ثالث أنواع،
النوع األول يتعلق بالدعاوى الرامية إلى التشكيك في الملكية ،والنوع الثاني فيتمثل في
الدعاوى الناشئة عن استغالل األمالك الوطنية العمومية إما بناء على رخصة استغالل أو
عقد امتياز ،أما النوع الثالث فيشمل دعاوى أخرى قد تنتج عن سوء استغالل هذه األمالك
أو شغلها بطريقة غير قانونية.
غير أن ما تجدر اإلشارة إليه أن الدعاوى الرامية إلى حماية أمالك الدومين العام كثيرة
وال يمكن حصرها نظرا لتعدد األخطار المحدقة بها ،ولذلك فإننا سوف نكتفي بذكر البعض
منها وفقا للتقسيم التالي:
1خاصة في بعرض أنرواع األمرالك التري نرص المشررع علرى أنهرا ملرك للمجموعرة الوطنيرة ،مثرل مرا نرص عليره المشررع
الدستوري في المادتين 29و 24منه ،ويطرح التساؤل حرول مرن لره الصرفة فري تمثيرل المجموعرة الوطنيرة أمرام القضراء
طالما أنها ال تعتبر من بين األشخاص المعنوية.
58
الفرع أوال :الدعاوى الرامية إلى التشكيك في الملكية ودعاوى تعيين الحدود
يمكن تقسم هذه الدعاوى إلى نوعين:
59
صحة جميع االتفاقيات التي تتعلق باقتناء األمالك الوطنية وتسييرها أو التصرف -
فيها ،وتطبيق الشروط المالية لهذه االتفاقيات".
إن المالحظ في هذا النوع من المنازعات أنها قد ترفع من قبل الهيئة المالكة أو المخصص
لها الملك ضد الشخص المعتدي الذي يدعي أن الملك أو الحق ملك له ،1كما قد ترفع من
الشخص ضد هذه الهيئات.
تبعا لذلك فإنه يعد من قبيل التشكيك في الملكية محاولة اكتساب عقار تابع لألمالك
الوطنية العمومية عن طريق إعداد عقد شهرة ،ال سيما أن هذا األخير من شروط إعداده أن
يكون واقعا على عقار ليس له مالك ،2وكذلك الشأن بالنسبة إلعداد شهادة الحيازة.3
:/5المنازعات المتعلقة بتعيين الحدود:
وهي دعاوى ال ترمي إلى التشكيك في الملكية برمتها ،وإنما يقع التشكيك فقط في
جزء منها وهو الجزء الواقع على حدود األمالك الوطنية العمومية ،وهذا النوع من
المنازعات عموما يكون في مرحلة اقتناء الهيئة للملك العمومي خصوصا عند مرحلة
تعيين الحدود ،وتنص المادة 111من المرسوم التنفيذي 151/91على أنه " :يمكن
الطعن في قرارات ضبط الحدود المذكورة في هذا القسم باستعمال وسائل القانون طبقا
للتشريع المعمول به".
يستنتج من خالل هذا النص أن الطعن المقصود به هنا هو الطعن باإللغاء في قرار
تعيين الحدود ،4وذلك باعتبار أنه قرار إداري ،وإذا صدر حكم بإلغاء القرار فإن الهيئة
اإلدارية ملزمة بإعادة الحدود إلى ما كانت عليه.
60
الفرع ثانيا :المنازعات الناشئة عن استعمال واستغالل أمالك الدومين العام
سبق لنا القول أن استعمال واستغالل أمالك الدومين العام يتم بطريقتين ،إما بناء على
رخصة أو بموجب عقد امتياز يبرم بين الهيئة اإلدارية والمستغل ،غير أن هذا النوع من
االستغالل قد تنشأ عنه نزاعات ،خاصة وأن الهيئة اإلدارية تملك سلطة سحب الرخصة أو
فسخ العقد إذا ما تبين لها أن االستغالل كان غير موافق للشروط وأن المستغل قد اعتدى
على األمالك التي يستغلها أو أهمل الصيانة الواجبة لها.
/1المنازعات الناشئة عن االستعمال بناء على رخصة :تتمثل رخص استغالل األمالك
العامة في رخصتي الطريق والوقوف ،واللتان تمنحهما السلطة اإلدارية المختصة وهو ما
يسمى "االستعمال وحيد الطرف" ،ومن خصائص هذا االستعمال أنه مؤقت وقابل لإللغاء
بدافع المنفعة العامة أو بسبب حفظ النظام ويجب أن ال يتعارض هذا االستعمال مع
تخصيص الملك ،ويكون هذا االستغالل بمقابل مالي.
غير أن السلطة اإلدارية يمكنها سحب هذه الرخصة وفقا لما نصت عليه المادة 111من
المرسوم التنفيذي ،1 151/91غير أن صاحب الرخصة ال يمكنه المطالبة بالتعويض إذا
كان سبب السحب مشروعا أو بعد انتهاء المدة ،أما إذا كان السحب قبل انتهاء مدة
االستغالل أو كان السبب غير مشروع فإن صاحب الرخصة يستفيد من تعويض مقابل
للضرر الالحق به.
ويعد من األسباب المشروعة لسحب الرخصة مثال تغيير المستغل لطبيعة النشاط المسموح
به أو إهماله واجب صيانة الملك ،ويتم سحب الرخصة بصدور قرار إداري من الهيئة التي
أصدرته دون اللجوء على القضاء ،غير أن المستفيد من الرخصة يمكنه الطعن باإللغاء في
هذا القرار.
/5المنازعات الناشئة عن االستغالل ذي الطابع التعاقدي :يمكن استغالل جزء من
األمالك الوطنية العمومية استغالال خاصا ذي طابع تعاقدي بناء على عقود شغل أو امتياز،
أو بمعنى آخر هو تنازل الدولة عن تسيير بعض مرافقها لفائدة الخواص ،ويكون ذلك إما
- 1غير أن السلطة اإلدارية ال تملك سلطة سحب رخصة األضرحة ،وتبقى لها السلطة التنظيمية فقط فري مجرال المقرابر
طبقا للمادة 2/290من المرسوم التنفيذي .202/02
61
بناء على أحكام تشريعية أو دفاتر شروط.
ويشترط في هذا النوع من االستغالل أن يكون مؤقتا ،وتملك اإلدارة حرية التعاقد
وحق الفسخ بدافع المنفعة العامة أو لتقصير أو إهمال من صاحب حق االمتياز ،وهذا كله قد
ينشئ منازعات يعود الفصل فيها إلى جهات القضاء ،حيث تنص المادة 118من المرسوم
التنفيذي 151/91على أنه ":يبقى شغل األمالك العامة المخصصة الستعمال الجمهور
شغال خاصا له طابع تعاقدي ،شغال مؤقتا وقابال للنقض ،وتملك اإلدارة التي رخصت به
حق إلغائه بدافع المنفعة العامة ،وحرية إبرام العقد أو رفض إبرامه ،أو االعتراض على
تجديده بدافع المنفعة العامة ،ما عدا الحاالت التي ينص عليها القانون.
يحق لشاغل األمالك العامة شغال خاصا ذا طابع تعاقدي أن يحصل على تعويض إذا غيرت
اإلدارة عقد الشغل أو ألغته ،قبل انقضاء األجل المتفق عليه ،غير أنه يرفض الحق في
التعويض إذا فسخ العقد بسبب خرق الشاغل بنودا تعاقدية أو لعدم امتثاله إياها على الوجه
األكمل ،ويبطل هذا الحق أيضا ،إذا كان اإللغاء ناجما عن إجراء عام يقضي إلغاء
تخصيص مرفق األمالك العامة المشغول إلغاء كامال.
تشكل الخالفات الناشئة عن شغل األمالك العامة المخصصة لالستعمال المشترك بين
الجمهور شغال خاصا ،منازعات من تمام صالحيات القضاء ومن اختصاص الجهة
القضائية المختصة إقليميا ،نظرا ألهمية المكان الذي يوجد فيه مرفق األمالك العامة
المشغول".
من خالل هذا النص يمكن استنتاج بعض المنازعات التي قد تنشأ بين المستغل والهيئة
اإلدارية والتي يمنح المشرع اختصاص الفصل فيها للقضاء ،1ونذكر منها ،منازعات فسخ
عقد االستغالل ،منازعات التعويض عن الفسخ ،وقد تكون الهيئة اإلدارية مدعية أو مدعى
عليها في هذه الدعاوى ،أي بمعنى أن الهيئة اإلدارية هي التي تلجأ إلى القضاء من أجل
فسخ العقد ،أو العكس.
-1غي ر أن السلطة اإلدارية ال تملك سلطة سحب رخصة األضرحة ،وتبقى لها السلطة التنظيميرة فقرط فري مجرال المقرابر
طبقا للمادة 2/290من المرسوم التنفيذي .202/02
62
الفرع ثالث :أنواع أخرى من الدعاوى
كما سبق لنا القول فإن المنازعات المتعلقة بأمالك الدومين العام ال يمكن حصرها بسب
كثرتها ،لذلك سوف نحاول ذكر بعض أنواع هذه الدعاوى فقط ومنها
-الدعاوى المرفوعة من اإلدارة ضد الشاغل بدون سند.1
-الدعاوى المتعلقة باقتناء األمالك الوطنية العمومية.2
-المنازعات الناتجة عن مسؤولية األضرار المترتبة عن استعمال األمالك والثروات
واستغاللها وحراستها بمفهوم المادة 31من القانون .03/93
-المنازعات الناشئة عن عدم احترام أعباء الجوار المقررة لصالح األمالك الوطنية
العمومية ،واالرتفاقات المقررة لها ،وكذا مخافة واجب الصيانة المقرر لهذه األمالك طبقا
لنص المادة 11من القانون .03/93
-الدعاوى المتعلقة بتحصيل األتاوى الناتجة عن استغالل جزء من األمالك الوطنية
العمومية بمفهوم المواد 11 ،13و 121من القانون .303/93
المبحث الثاني:الحمايــة الجزائيــة الدومين العام
يقصـد با لحمايـة الجزائيـة لألمـالك العموميـة ،تلك العقوبـات الـتي يقررهـا القانـون
لألعمـال اإلجراميـة التي تشكل اعتداءا على األموال العامة ،ومعلوم أن الجزاءات
الجزائية يوقعها القاضي الجزائي وبذلك يكون هذا األخير حارسا ً لألموال العامة.
وكمـا سبق ذكره ،فإن االستعمال العام يشكل الصيغة األساسية لنوعية االستعمال لغالبية
عناصر األموال العامة وهو ما يعرضها لالحتكاك المستمر بسلوكيات الجماهير ،مما يزيد
في تعدد مصادر األخطار التي تهددها ،وهذا ما يحتم ضرورة وضع نظام قانوني يكفل لها
حماية أشد من النظام الذي يحمي األمالك الخاصة ،هـذا النظام يشمل إلى جانب النصوص
العقابية التي تخص المساس باألمالك الوطنية العمومية التي تضمنها قانون العقوبات،
-1غير أن السلطة اإلدارية ال تملك سلطة سحب رخصة األضرحة ،وتبقى لها السلطة التنظيميرة فقرط فري مجرال المقرابر
طبقا للمادة 2/290من المرسوم التنفيذي .202/02
-2غير أن السلطة اإلدارية ال تملك سلطة سحب رخصة األضرحة ،وتبقى لها السلطة التنظيميرة فقرط فري مجرال المقرابر
طبقا للمادة 2/290من المرسوم التنفيذي .202/02
- 3غيررر أن السررلطة اإلداريررة ال تملررك سررلطة سررحب رخصررة األضرررحة – وتبقررى لهرا السررلطة التنظيميررة فقررط فرري مجررال
المقابر طبقا للمادة 2/290من المرسوم التنفيذي 202/02
63
نصوصا أخرى جاءت في القوانين الخاصة التي تحكم مختلف مكونات األمالك العمومية،
والتي حددت اإلجراءات والجهات المنوط بها معاينة المخالفات الماسة بهذه األمالك.
لذلك سنتطرق في مطلب أول إلى الجهات المنوط بها معاينة المخالفات الماسة باألمالك
الوطنية العمومية ومتابعة مرتكبيها وفقا ً لقانون اإلجراءات الجزائية ،وكذا وفقا ً للقوانين
الخاصة التي تحكمها ،ثم نتطرق في مطلب ثان إلى النصوص العقابية التي تخص هذه
األمالك وفقا ً لقانون العقوبات وكذا وفقا ً للقوانين الخاصة.
المطلب األول:الضبط القضائي في مجال الدومين العام ومتابعة مرتكبي الجرائم الماسة
به
تحدد قواعد اإلجراءات الجزائية سبل المطالبة بتطبيق القانون على كل من أخل بنظام
الجماعة بارتكابه للجريمة ،فيحدد األجهزة القضائية واختصاصاتها واإلجراءات المتبعة
في مختلف مراحل المتابعة الجزائية التي ترمي إلى تطبيق القانون على من خرق أحكامه
عن طريق اإلجراءات األولية التي تقوم بها الضبطية القضائية ،وعن طريق الدعوى
العمومية.1
وكمـا أسلفنا الذكر ،فإنه نظراً لتعدد مصادر األخطار التي تهدد األمالك الوطنية
العمومية فقد خصها المشرع بحماية خاصة ،وأناط مهمة معاينة المخالفات إلى بعض
الفئات التي منح لها مهام الضبطية القضائية في هذا المجال ،فقد نصت المادة 108من
القانون 03/93على أنه يتم معاينة المخالفات المنصوص عليها في المادة 101ومالحقتها
طبقا ً للقواعد واإلجراءات المقررة في قانون اإلجراءات الجزائية.
وبالرجوع إلى قانون اإلجراءات الجزائية ،فقد نصت المادة 11منه على أنه يشمل
الضبط القضائي:
/1ضباط الشرطة القضائية.
/2أعوان الضبط القضائي.
/0الموظفون واألعوان المنوط بهم قانونا ً بعض مهام الضبط القضائي.
بينما ع ّددت المادة 21الموظفين واألعوان المكلفين ببعض مهام الضبط القضائي المتمثل
- 1عبد هللا اوهايبية ،شرح قانون اإلجراءات دار للطباعة والنشر والتوزيع طبعة 1110ص 10
64
في البحث والتحري ومعاينة جنح ومخالفات قانون الغابات وتشريع الصيد ونظام السير
وجميع األنظمة التي عينوا فيها.
كما نصت المادة 21من ذات القانون ،على أن يباشر الموظفون وأعوان اإلدارات
والمصالح العمومية بعض سلطات الضبط القضائي التي تناط بهم بموجب قوانين خاصة
وفقا لألوضاع والحدود المبينة بتلك القوانين ،ويكونون خاضعين في مباشرتهم مهام
الضبط القضائي الموكلة إليهم ألحكام المادة الثالثة عشر من هذا القانون.1
وعلـى هـذا فسنحاول التطرق إلى أعوان الضبط القضائي ذووا االختصاص العام
المنصوص عليهم في قانون اإلجراءات الجزائية ،ثم نتطرق إلى أحكام الضبط القضائي
المنصوص عليها في بعض القوانين الخاصة التي تحكم األمالك الوطنية ،وأخيراً نتطرق
إلى متابعة الجرائم الواردة على األمالك الوطنية العمومية.
الفرع أوالا :الضبط القضائي ذو االختصاص العام وفقا ا لقانون اإلجراءات الجزائية
الضبط القضائي هو مجموع اإلجراءات التي يتخذها ضباط الشرطة القضائية
وأعوانهم في البحث عن الجرائم ومرتكبيها ،وجمع االستدالالت التي تلزم التحقيق
والدعوى إلثبات التهمة عليهم مالم يبدأ فيها تحقيق قضائي.2
ويناط الضبط القضائي وفقا ً للمادة 12من قانون اإلجراءات الجزائية لرجال القضاء،
والضباط واألعوان المبنيين في قانون اإلجراءات الجزائية ،ويتولى وكيل الجمهورية إدارة
الضبط القضائي تحت إشراف النائب العام.3
والضبط القضائي ذو االختصاص العام هو :الضبط الذي يختص بالتحري والبحث عن
جميع الجرائم التي يقررها قانون العقوبات والقوانين المكملة له ،ومن ذلك الجرائم الواقعة
على األمالك الوطنية العمومية.
ويتكون جهاز الضبط القضائي ذو االختصاص العام من ضباط الشرطة القضائية
وأعوانهم ،فوفقا ً لنص المادة 15من قانون اإلجراءات الجزائية يتمتع بصفة ضابط
الشرطة القضائية:
-1عبد هللا اوهايبية ،شرح قانون اإلجراءات الجزائية دار هومة للطباعة والنشر والتوزيع طبعة 1110ص 10
-2عبد هللا اوهايبية ،نفس المرجع ص نفسها
-3عبد هللا اوهايبية ،نفس المرجع ص نفسها.
65
/1رؤساء المجالس الشعبية البلدية.
/2ضباط الدرك الوطني.
/0محافظو الشرطة.
/1ضباط الشرطة.
/5ذوو الرتب في الدرك ورجال الدرك الذين أمضوا في سلك الدرك ثالث سنوات على
األقل ،و الذين تم تعيينهم بموجب قرار مشترك صادر عن وزير الدفاع الوطني ووزير
العدل بعد موافقة لجنة خاصة.
/1مفتشو األمن الوطني الذين قضوا في خدمتهم بهذه الصفة ثالث سنوات على األقل
وعينوا بموجب قرار مشترك صادر عن وزير العدل ووزير الداخلية والجماعات المحلية
بعد موافقة لجنة خاصة.
/1ضباط وضباط الصف التابعين للمصالح العسكرية لألمن الذين تم تعيينهم خصيصا ً
بموجب قرار مشترك بين وزير الدفاع ووزير العدل.
بينما عددت المادة 19من قانون اإلجراءات الجزائية أعوان الضبط القضائي
بنصها على أنه" 1:يع ّد من أعوان الضبط القضائي موظفو مصالح الشرطة وذوو الرتب
في الدرك الوطني ورجال الدرك الوطني ومستخدمو مصالح األمن العسكري الذين ليست
لهم صفة ضباط الشرطة القضائية ".
واالختصاص العام لعضو الضبط القضائي يخوله سلطة مباشرة جميع الصالحيات
بشأن جميع أنواع الجرائم حتى تلك التي تدخل في نطاق االختصاص الخاص الذي
سنتطرق له فيما بعد ،ألن هذا األخير ال يقيد االختصاص العام ،وهذا ما أكدته المحكمة
العليا في عدة قرارات.2
وعلى هذا فإنه لضباط الشرطة القضائية المذكورين أنفا ً بمساعدة أعوانهم ،أن يقوموا
بإثبات الجرائم الواقعة على األمالك الوطنية العمومية بمختلف أنواعها ،سواء تلك الواردة
في قانون العقوبات ،أو تلك الواردة في النصوص الخاصة التي تحكم هذه األمالك ،وذلك
-2عبدهللا أوهايبية ،شرح قانون اإلجراءات الجزائية الجزائري ،المرجع السابق ،ص .129
66
وفقا لمقتضيات المادة 108من قانون األمالك الوطنية.1
ويقـوم أعضاء جهاز الضبط القضائي بمهامهم وفقا ً لإلجراءات المحددة في قانون
اإلجراءات الجزائية ،ويحررون محاضر بأعمالهم ،ويبادرون بدون تمهل إلى إخطار
وكيل الجمهورية بالجنايات والجنح التي تصل إلى علمهم ،وترسل المحاضر الخاصة
بالمخالفات واألوراق المرفقة بـهـا إلى وكيل الجمهورية ،وينوّ ه في تلك المحاضر عن صفة
الضابط الذي حررها.2
ويثبـت ألعضاء الضبطية القضائية اختصاصهم المخول لهم قانونا في نطاق إقليمي
محدد يسمى بدائرة االختصاص المكاني ،ويتحدد مدى هذا االختصاص بحسب الصفة
وبحسب الجهة التي ينتمي إليها ضابط أو عون الشرطة القضائية.3
فبالنسبة لضباط الشرطة القضائية وأعوانهم المنتمين إلى األمن الوطني أو الدرك
الوطني ،يتحدد اختصاصهم بدائرة الحدود التي يباشرون فيها مهامهم ،4أما بالنسبة لضباط
الشرطة القضائية من مصالح األمن العسكري فإنه وفقا ً لنص المادة 1/11من قانون
اإلجراءات الجزائية فإن اختصاصهم يكون على كافة التراب الوطني.
ولم يحدد القانون ضوابطا ً النعقاد االختصاص للضبطية القضائية ،وعليه يجب
،5
العودة إلى القواعد العامة المحددة لهذه الضوابط في تحديد االختصاص المحلي للقضاء
وهي تلك التي اعتمدها المشرع لتجديد سبل انعقاد االختصاص لوكيل الجمهورية من
جهة ،6وقاضي التحقيق من جهة أخرى.7
1عبدهللا أوهايبية ،شرح قانون اإلجراءات الجزائية دار هومة للطباعة والنشر والتوزيع طبعة 1110ص 10
2عبد هللا اوهايبية – مرجع نفسه – ص نفسها
3تنص المادة 2/29من قانون اإلجراءات الجزائية على أنه" :يمارس ضباط الشرطة القضائية اختصاصهم المحلي فري
الحدود التي يمارسون فيها مهامهم".
4تنص المادة 2/29من قانون اإلجراءات الجزائية على أنه" :يمارس ضباط الشرطة القضائية اختصاصهم المحلي فري
الحدود التي يمارسون فيها مهامهم".
67
ثانيـا ا :الضبط القضائي ذو االختصاص الخاص وفقا ا لقانون اإلجراءات الجزائية وبعض
النصوص الخاصة بالدومين العام.
إضافة إلى ضباط الشرطة القضائية وأعوانهم ذوو االختصاص العام الذين يناط بهم البحث
والتحري عن الجرائم الماسة باألمالك الوطنية العامة بصفتها تدخل ضمن جرائم قانون
العقوبات والقوانين المكملة له ،فقد أناط المشرع مهمة التحري عن الجرائم الماسة بهذه
األمالك لبعض الطوائف من األعوان والموظفين ،وخولهم بعض سلطات الضبطية
القضائية ،التي تحدد بنطاق الوظيفة التي يباشرون فيها عملهم العادي أو اإلداري ،1ولذلك
يجب أن يقتصر عملهم على ضبط الجرائم ومعاينتها دون أن يتعدى ذلك إلى اتخـاذ أي
إجراء من اإلجراءات التي فيها مساس للحرية الفردية لألشخاص.2
وقد ورد النص على هذا الصنف من الضبط القضائي في قانون اإلجراءات الجزائية،
وذلك في المواد من 21إلى 25منه التي تناولت الضبط في مجال الغابات وتشريع الصيد
ونظام السير ،إضافة إلى المادة 21التي أحالت إلى القوانين الخاصة ،وباعتبار الغابات
جزء من األمالك الوطنية العمومية ،سنتناول الضبط القضائي في هذا المجال على ضوء
قانون اإلجراءات الجزائية وقانون الغابات ،3ثم نتطرق إلى الضبط القضائي من خالل
بعض النصوص الخاصة التي تحكم األمالك الوطنية العامة.
/0الضبط القضائي في مجال الغابات:
نصت المادة 21من قانون اإلجراءات الجزائية على أن يقوم رؤساء األقسام والمهندسون
واألعوان الفنيون والتقنيون المختصون في الغابات وحماية األراضي واستصالحها
بالبحث والتحري ومعاينة جنح ومخالفات قانون الغابات وإثباتها في محاضر ضمن
الشروط المحددة في النصوص الخاصة.
وعليه فإن هذا النص يحيل على ما تضمنه قانون الغابات في مادتيه 12و 12مكرر،
حيث تنص األولى على أن يتولى الضبط الغابي أعوان الشرطة القضائية وكذا الهيئة التقنية
الغابية المنصوص عليها في قانون اإلجراءات الجزائية ،وتنص الثانية على أنه يتمتع كذلك
68
بصفة ضابط الشرطة القضائية ،الضباط المرسمين التابعين للسك النوعي إلدارة الغابات
والمعينين بموجب قرار وزاري مشترك صادر عن وزير العدل والوزير المكلف بالغابات،
ونصت المادة 12مكرر 2منه على أنه يعد من أعوان الضبط القضائي ،الضباط وضباط
الصف التابعين للسلك النوعي إلدارة الغابات الذين لم تشملهم المادة 12مكرر ،وتحدد
المواد 11 ،11 ،10من قانون الغابات شروط ممارسة مهام الضبط القضائي الغابي وهي
االنتماء إلى إحدى الفئات المحددة ،أداء اليمين ،ارتداء الزي الرسمي والتقيد بأحكام قانون
اإلجراءات الجزائية.
مـن خـالل هـذه النصـوص يمكن القول أن المشرع قد أحاط مهمة الضبط الغابي بعناية
خاصة ،حيث بين بوضوح القائمين عليها وحدود اختصاصاتهم النوعية واإلقليمية ،وذلك
تفاديا لتداخل الصالحيات فيما بينهم ،وكذا تحديد مسؤوليات كل فرد منها.1
/5الضبـط القضائـي فـي مجـال الميـاه:
تعتبر المياه إحدى أهم مشتمالت األموال الوطنية العامة ،ونظراً ألهميتها فقد أفردها
المشرع بحماية خاصة تضمنها قانون المياه الصادر بموجب األمر رقم 12/35المتضمن
قانون المياه ،2وقد تطرق القانون المذكور إلى مسألة الضبط القضائي في هذا مجال ،وأنشأ
شرطة خاصة سميت "شرطة المياه" وذلك بموجب المادة 1/159منه التي نصت على
أنه" :تنشأ شرطة للمياه تتكون من أعوان تابعين لإلدارة المكلفة بالموارد المائية" ،وأضافت
المادة 113منه على أنه يمارس أعوان شرطة المياه صالحياتهم طبقا لقانونهم األساسي
وألحكام قانون اإلجراءات الجزائية السيما المادة 0/11والمادة 21منه.
كما نصت المادة 111من قانون المياه على أنه تكون المخالفات المتعلقة بقانون المياه
محل بحث ومعاينة يقوم بها ضباط الشرطة القضائية وكذا أعوان شرطة المياه ،ونصت
المادة 111من نفس القانون على أن أعوان شرطة المياه مؤهلون لتقديم كل شخص متلبس
بتهمة المساس باألمالك الوطنية العمومية للمياه أمام وكيل الجمهورية أو ضابط الشرطة
القضائية المختص.
69
/3الضبـط القضائـي فـي مجـال الجرائـم المتعلقـة بالساحـل:
تعتبر السواحل جزءاً هاما ً من األمالك الوطنية العمومية ،وقد صدرت العديد من
النصوص الخاصة التي تحميها ومن أهمها القانون 32/32المتعلـق بحمايـة الساحل
وتنميته ،1والقانون 32/30المحدد للقواعد العامة لالستعمال واالستغالل السياحيين
للشواطئ ،2وقد تطرق هذين النصين لمسألة الضبط القضائي في هذا المجال ،حيث نصت
المادة 01من القانون 32/32على أنه يؤهل للبحث ومعاينة وإثبات مخالفات أحكام هذا
القانون والنصوص المتخذة لتطبيقه ،ضباط الشرطة القضائية وأعوانها وكذا أسالك
المراقبة الخاضعة لقانون اإلجراءات الجزائية ،وكذا مفتشو البيئة.
ونصت المادة 08منه على أنه تثبت مخالفة أحكام هذا القانون والنصوص المتخذة
لتطبيقه بمحاضر تبقى حجيتها قائمة إلى أن يثبت خالف ذلك ،ويجب أن يرسل العون الذي
عاين المخالفة المحاضر تحت طائلة البطالن في أجل خمسة أيام إلى وكيل الجمهورية
المختص إقليميا ،وأن يبلغ نسخة منها إلى السلطة اإلدارية المختصة.
بينما نصت المادة 09من القانون 32/30على أنه" :يؤهل للبحث ومعاينة مخالفات
أحكام هذا القانون:
-ضباط وأعوان الشرطة القضائية.
-مفتشوا السياحة.
-مفتشوا األسعار والتحقيقات االقتصادية.
-مفتشوا البيئة.
ويحرر األعوان المؤهلين قانونا ً محاضر عند معاينة المخالفات ،ويبقى هذا
المحضر ذات حجية إلى غاية إثبات العكس ،ويرسل إلى الجهة المختصة إقليميا ً في أجل
خمسة عشر يوما".3
/8الضبـط القضائـي فـي مجـال الطـرق العموميـة:
تعتبر الطرق من أهم األمالك العمومية التي أحاطها المشرع بحماية خاصة في قانون
70
العقوبات وفي قانون المرور ،وفي مجال الضبط القضائي ،نصت المادة 103من القانون
11/31المعدل والمتمم بالقانون 11/31المتعلق بقانون المرور على أنه تتم معاينة
المخالفات المنصوص عليها في هذا القانون بموجب محضر يحرر من طرف:
-ضباط الشرطة القضائية.
-الضباط وذوو الرتب وأعوان الدرك الوطني
محافظو الشرطة والضباط ذوو الرتب وأعوان األمن الوطني.
وتنص المادة 101من نفس القانون على أنه يمكن لمهندسي األشغال العمومية ورؤساء
المناطق واألعوان التقنيين في الغابات وحماية األراضي واستصالحها ،معاينة المخالفات
عندما ترتكب على المسالك الغابية المفتوحة للسير العمومي.
كما تنص المادة 102منه على أنه يمكن لمهندسي وتقنيي األشغال العمومية دون
المساس بالحق المخول لجميع الموظفين و األعوان المذكورين في المادة 103منه ،معاينة
األضرار التي تلحق بالمسالك العمومية ،وإعداد محضر عن األعمال التخريبية المرتكبة
بحضورهم ،بينما نصت المادة 100على اختصاص األعوان المذكورين في المادة 103
بمعاينة المخالفات المنصوص عليها في هذا القانون بموجب محضر وهذا:
-عند اقترانـها بالمخالفات المتعلقة بسالمة األمالك العمومية الخاصة بالطرق.
-عندما تكون مرتكبة في موقع الورشات الواقعة على المسلك العمومي أو بجوارها وينتج
عنها أو يمكن أن ينتج ضرر.
إن اهتمام المشرع بتجديد الجهات المنوط بها مهام الضبط القضائي ،السيما بموجب
التعديالت التي مست قانوني الغابات والمياه ،تبين العناية التي يوليها لهذا المجال وألهميته،
فتوسيع مهام الضبط القضائي إلى بعض الفئات من الموظفين المختصين في بعض
المجاالت بصفتهم أكثر دراية بالمجاالت التي يعملون بها ،يعتبر أفضل طريق للكشف عن
المخالفات التي تخص أهم األمالك العمومية مما يؤدي إلى توفير حماية أفضل لهذه
األمالك.
الفرع ثالث :متابعة الجرائم الواقعة على األمالك الوطنية العمومية
يتولـد عـن الجريمة حقين ،حق الجماعة في توقيع العقاب ،وحق المضرور في التعويض
71
عن الضرر الذي لحقه بسبب تلك الجريمة.1
فالحـق فـي العقـاب ينشـأ بمجرد ارتكاب الجريمة ،ووسيلة تحقيقه هي الدعوى العمومية
التي تباشرها النيابة العامة وذلك كأصل عام ،2وعليه فبعد إحالة األعوان المؤهلين لمعاينة
أنواع المساس باألمالك الوطنية الملف للنيابة وفقا ً لقواعد قانون اإلجراءات الجزائية تقوم
النيابة بالتصرف في المحاضر وفقا ً للقواعد العامة في مجال اإلجراءات الجزائية.
وإن كان تحريك الدعوى العمومية من اختصاص النيابة العامة ،فإنه ووفقا ً للمادة 12
من قانون اإلجراءات الجزائية التي تجيز للمدعي المدني تحريك الدعوى العمومية ،يمكن
للمدير الوالئي ألمالك الدولة تحريك الدعوى العمومية بإيداع شكوى مصحوبة بادعاء
مدني. .3
ويكون التأسيس كطرف مدني أثناء مرحلة التحقيق أو قبل الجلسة أو خالل الجلسة وقبل
إبداء النيابة لطلباتها وفقا ً للقواعد العامة ،ويكون حق التأسس كطرف مدني للجهة التي
يتبعها الملك المعتدي عليه أو للطرف الـذي يسمـح له القانون بذلك ،ومثال ذلك ما نصت
عليه المادة 15من قانون الغابات التي تنص على أنه تمارس الشرطة الغابية كل األعمال
المتعلقة بدعوى التعويض عن المخالفات في المجال الغابي طبقا ً لقانون اإلجراءات
الجزائية.
أما الحق في التعويض عن الضرر الذي سببته الجريمة ،فوسيلة تحقيقه هي الدعوى
المدنية ويمكن المطالبة به أمام القاضي الجزائي عن طريق الدعوى المدنية التبعية.
كما يمكن ذلك للجهة المخصص لها الملك باعتبارها مسيرة له ،وعليها القيام بكل ما
يكفل حماية الملك العمومي ومن ذلك المطالبة بالتعويض عن الضرر الالحق به جراء
االعتداء عليه.
كما تخول بعض النصوص الخاصة ذلك لبعض الجهات ،ومثال ذلك ما نصت عليه المادة
12من القانون المتعلق باالستعمال واالستغالل السياحيين للشاطئ ،التي تنص على أنه:
"يمكن لكل جمعية مؤسسة قانونا ً تبادر بقوانينها األساسية إلى حماية الشواطئ ،وتتأسس
72
كطرف مدني فيما يخص المخالفات ألحكامه".
المطلب الثاني:الجرائم الواقعة على الدومين العام وفقا ا لقانون العقوبات وبعض القوانين
الخاصة
الجريمة هي كل عمل غير مشروع يقع على اإلنسان في نفسه أو ماله أو عرضه ،أو على
المجتمع ومؤسساته ونظمه السياسية واالقتصادية ،أو على الحيوان.1
كمـا تعـرف أنها كل نشاط خارجي لإلنسان يفرض له القانون عقابا ،ويقصـد بالنشاط هنا
الفعـل اإليجـابي أو السلبي أي االمتنـاع.2
ولكون األمالك الوطنية بصفة عامة تؤدي وظيفة هامة في الحياة السياسية واالقتصادية
للمجتمع ،فإن المشرع تدخل لحمايتها من األعمال الغير مشروعة المضرة بها ،وهذا
بموجب قانون العقوبات وكذا مختلف النصوص التي تخص كل نوع من األمالك الوطنية.
وتتعدد القواعد القانونية في قانون العقوبات التي تحمي األمالك الوطنية ،فباعتبار
المنقوالت والعقارات من مشتمالت هذه األمالك ،فهي محمية بموجب النصوص التي
تحمي الملكية العقارية والمنقولة بصفة عامة ،كما نجد أن بعض المواد تجعل من كون
المال ملكا ً عموميا ً ظرفا ً مشدداً للعقوبة ،بينما نجد نصوصا ً أخرى تقتصر على حماية
األمالك الوطنية ،وهو الحال بالنسبة لمخالفات الطرق.
أما بالنسبة للنصوص الخاصة فهي كثيرة ومتعددة ونجدها في مختلف القوانين الخاصة
المنظمة لكل صنف من أصناف الملكية العمومية ،وعليه فسنحاول في هذا المطلب التطرق
إلى بعض النصوص التي تناولت هذه الحماية بصفة مباشرة أو غير مباشرة ،لنتطرق فيما
بعد إلى النصوص العقابية التي تضمنتها بعض النصوص الخاصة.
الفرع األول :الجرائم الواقعة على الدومين العام وفقا لقانون العقوبات
أحال قانون األمالك الوطنية في مجال محاربة الجرائم الماسة باألمالك الوطنية العمومية
والخاصة على أحكام قانون العقوبات ،حيث نصت المادة 101من القانون 03/93على
أنه" :يعاقب على كل أنواع المساس باألمالك الوطنية كما يحددها هذا القانون طبقا لقانون
73
العقوبات"
وبالرجوع إلى قانون العقوبات ،1نجد أن المواد الخاصة بقمع التعدي على األموال العامة
متناثرة في مواضع متفرقة من أبوابه مما يصعّب اإلحاطة بكل هذه المواد.
فهناك من المواد التي تطرقت في هذا القانون إلى جرائم تخص أمالكا ً عمومية
بصفة مباشرة ،كما هو الحال بالنسبة للجرائم الواقعة على الطرق العمومية ،وهناك من
المواد التي تخص حماية الملكية أو األمالك بصفة عامة ،وباعتبار األمالك الوطنية
العمومية أمالكا ً مملوكة للدولة أو الوالية أو البلدية فهي معنية بهذه الحماية ،كما نجد بعض
مواده تتعلق بحماية الشيء العمومي أو الخاص بصفة عامة من تصرفات الموظف
العمومي القائم عليها ،وهو ما كانت تنص عليه المواد 119وما يليها من قانون العقوبات،
والتي ألغيت وحولت مضامينها إلى نصوص قانون الوقاية من الفساد ومكافحته الصادر
سنة ،22331وعليه فلإلمام بأهم هذه النصوص نتناولها للتقسيم التالي.
/0جرائـم التعـدي علـى الملكيـة:
تنص المادة 12من قانون األمالك الوطنية على أنه" :تتكون األمالك الوطنية العمومية
من الحقوق واألمالك المنقولة والعقارية التي يستعملها الجميع والموضوعة تحت تصرف
الجمهور المستعمل لـهـا مباشرة وإما بواسطة مرفق عام وتكون الدولة أو الوالية أو البلدية
هي المالك حسب كل حالة".
وعليه فإن الملكية الوطنية العمومية تشمل األمالك المنقولة والعقارية ،ولذلك فهي
محمية بموجب النصوص الحامية للملكية بغض النظر عن طبيعتها ،كما أن صفة الملكية
العمومية قد تكون ظرفا ً مشدداً للعقوبة.
وبالرجوع إلى قانون العقوبات ،فقد تضمن العديد من النصوص التي تجرم االعتداء على
الملكية ،وهذا بغض النظر عن المالك.3
ففي مجال االعتداء على الملكية العقارية نصت المادة 081منه على أنه ،4يعاقب
74
بالحبس من سنة إلى خمس سنوات وبغرامة من 2333إلى 23.333دج كل من انتزع
عقاراً مملوكا ً للغير ،وذلك خلسة أو بطرق التدليس ،وتشدد العقوبة بموجب الفقرة الثانية
من نفس المادة إذا كان انتزاع الملكية وقع ليالً بالتهديد أو بالعنف أو بطريقة التدليس أو
الكسر من عدة أشخاص أو مع حمل سالح ،فتكون العقوبة الحبس من سنتين إلى عشر
سنوات ،والغرامة من 13.333إلى 03.333دج
باستقراء نص هذه المادة فإن الركن المادي في هذه الجريمة يتمثل في انتزاع عقار
مملوك للغير ،مع اقتران ذلك بالخلسة و التدليس.1
وبذلك فإن الركن المادي في هذه الجريمة يستوجب قيام الجاني بسلوك إيجابي وهو فعل
االنتزاع ،أي األخذ بالقوة دون رضا المالك ،وأن يرد هذا االنتزاع على عقار ،وال يهم في
ذلك أن تكون ملكية العقار عامة أو خاصة ،2وبذلك تكون األمالك الوطنية العمومية معنيّة
بالحماية بموجب هذا النص.
كما يشترط أن يكـون هـذا االنتـزاع بطريق الخلسـة والتدليس ،بينما نص المشرع
الفرنسي على الخلسـة والغش " "fraudeوليس التدليس" ."le dol
إضافة إلى النص العام الذي تضمنته المادة 081من قانون العقوبات في مجال حماية
الملكية العقارية ،فقد نصت المادة 111على جريمة نقل أو إزالة الحدود ،والتي تنص على
أنه" :كل من ردم حفرة أو هدم سوراً مهما كانت المواد التي صنع بها أو قطع أو اقتلع
سياجا ً أخضر أو أخشابا ً جافة منه أو نقل أو ألغى أنصاب الحدود أو أية عالمات أخرى
غرست لفصل الحدود بين مختلف األمالك ،يعاقب بالحبس من شهرين إلى سنة وبغرامة
من 533إلى 1333دج.
أما في مجال حماية الملك نفسه ،فقد نصت المادة 095من قانون العقوبات أنه" :كل
من وضع النار عمداً في مبان أو مساكن أو غرف أو خيم أو أكشاك ولو متنقلة أو معدة
للسكن...غير مملوكة لمرتكب الجريمة ،يعاقب باإلعدام".
بينما نصت المادة 091على أن يعاقب بالحبس المؤقت من 13إلى 23سنة كل من
75
وضع النار في األموال التالية:
-مبان أو مساكن أو غرف أو خيم أو أكشاك ولو متنقلة أو بواخر أو سفن أو مخازن أو
ورش إذا كانت غير مسكونة أو غير مستعملة للسكن.
-مركبات أو طائرات ليس بها أشخاص.
-غابات أو حقول."...
ونصت المادة 091مكرر على أنه" :إذ كانت المخالفات المشار إليها في المادتين
095و 091تتعلق بأمالك الدولة فتطبق عقوبة اإلعدام" ،وبذلك يكون صنف الملكية
عمومية ظرفا ً مشددا للعقوبة في هذه الجريمة.
ويعتبر كون األمالك عمومية ظرفا ً مشددا للعقوبة كذلك في جريمة "التخريب عن طريق
مواد متفجرة" ،المنصوص عليها في المادة 133التي تقرر العقوبات المقررة للجرائم
المنصوص عليها في المواد من 095إلى ،099وذلك لكل من يخرب عمدا مبان أو
مساكن أو غرفا ً...وعلى العموم أية أشياء منقولة أو ثابتة من أي نوع ،كليا ً أو جزئيا ً أو
يشرع في ذلك بواسطة لغم أو أية مادة متفجرة أخرى.
إن كون األمالك عمومية ظرفا مشددا للعقوبة يؤكد على تشدد المشرع في حماية الملكية
العمومية ،وهذا نظراً لالعتبارات التي سبق ذكرها في بداية هذا المبحث ،وهو ما جاء
أيضا ً في بعض النصوص القانونية الخاصة ،ومثال ذلك ما تضمنته المادة 53من المرسوم
التشريعي 131/91التي تنص على جريمة تشييد بناء دون رخصة ،إذ تقرر عقوبة
1333دج إذا كان تشييد البناية دون رخصة على أرض خاصة ،وعقوبة 1533دج إذ
كان التشييد على أرض تابعة لألمالك الوطنية الخاصة ،أو ملكية خاصة تابعة للغير،
وعقوبة 2333دج إذا كان التشييد على أرض تابعة لألمالك العمومية.
إلى جانب النصوص اآلنفة الذكر ،فإن أحكام المادتين 091و 098المعاقبة لكل من
تسبب في إحداث ضرر بالغير بسبب وضعه النار في أموال مملوكة له أو للغير وامتدت
النار إلى ملك الغير بعقوبة السجن من 35إلى 13سنوات ،وكذا المادة 135التي تعاقب
من تسبب في ضرر لحق ملك الغير بسبب حريق ناتج عن عدم احتياطه أو عدم انتباهه أو
76
إهماله أو عدم مراعاة األنظمة ،بعقوبة حبس من ستة أشهر إلى ثالث سنوات ،وغرامة من
13.333إلى 23.333دج ،فإن هذه العقوبات تنطبق على األمالك العمومية إذا مسها
ضرر بسبب األعمال المذكورة بصفتها أمالكا ً للغير.
كذلك األمر بالنسبة للمادتين 131التي تعاقب على جرم التخريب العمدي لجزء من ملك
الغير ،1والمادة 131التي تعاقب على تخريب أو إتالف أموال الغير المنصوص عليها في
ً.2
المادة 191كليا ً أو جزئيا
/5الجرائم المتعلقة بالطرق وبعض المنشآت العمومية:
يخص قانون العقوبات بعض مشتمالت األمالك الوطنية العمومية بحماية خاصة ،وتعد
الطرق العمومية والمنشآت التي تكملها كالجسور أكثر هذه األمالك حماية بالنظر إلى عدد
النصوص التي تطرقت إليها ،ولعل هذه العناية ترجع إلى األهمية والمصلحة العامة التي
تؤديها الطرق ،وكذا في كونها أكثر األمالك الوطنية استعماالً من قبل الجمهور استعماالً
مباشراً.
فبالنسبة للطرق العمومية وبعض المنشآت األخرى ،نصت المادة 131من قانون
العقوبات على أنه" :يعاقب باإلعدام كل من هدم أو شرع في ذلك بواسطة لغم أو أية مادة
متفجرة أخرى طرقا ً عمومية أو سدوداً أو خزانات أو طرقا ً أو جسور أو منشآت تجارية أو
صناعية أو حديدية أو منشآت الموانئ أو الطيران أو استغاللها أو مركبا ً لإلنتاج أو كل بناية
ذات منفعة عامة".
وتعتبر جل المنشآت التي عددتها هذه المادة أمالكا ً وطنية عمومية ،باستثناء المنشآت
التجارية والصناعية ومركبات اإلنتاج ،ولعل إدراجها في هذه المادة كان في ظل االقتصاد
االشتراكي حيث كانت هذه المنشآت عمومية في غالبيتها وتؤول ملكيتها للدولة ،حيث لم
يكن هناك فرق بين الملكية الوطنية العمومية والخاصة.
ويعاقب على هذه الجريمة باإلعدام وهي أشد عقوبة لما في هذه األفعال من خطورة
على االقتصاد الوطني وكذا أمن مستعملي هذه المنشآت.
77
كما تنص المادة 131على أن كل من وضع عمداً آالت متفجرة في طريق عام أو خاص
يعاقب بالسجن المؤقت من 13إلى 23سنة ،وإذا وضعت اآللة بقصد القتل فيعتبر إيداعها
شروعا ً في القتل ويعاقب عليه بهذه الصفة.1
وتنص المادة 130على ظرف مشدد للجريمتين المنصوص عليهما في المادتين 131و
132وهو تسبب الفعل في إحداث وفاة شخص فتغلظ العقوبة إلى اإلعدام ،وتكون العقوبة
السجن المؤبد إذا نتج عن العمل اإلجرامي جرحا ً أو عاهة مستديمة.
والمالحظ أن نص المادة 130تبقى بدون موضوع بالنسبة إلى الجريمة المنصوص
عليها في المادة 131لكون هذه الجريمة يعاقب عليها باإلعدام في كل الحاالت.
أما المادة 138فتقرر عقوبة السجن من 35إلى 13سنوات لكل من وضع شيئا ً في
طريق أو ممر عمومي من شأنه أن يعيق سير المركبات وذلك بقصد التسبب في ارتكاب
حادث مرور أو عرقلة المرور.2
المالحظ في هذه الجريمة أن المشرع ال يحمي الملك العمومي المتمثل في الطريق
العمومي في حد ذاته ،ولكن يهدف إلى حماية مستعملي الملك العمومي ،باعتبار الطريق
من أكثر األمالك العمومية استعماالً من قبل الجمهور.
كما يتضمن قانون العقوبات جملة من الجرائم التي تخص الطرق العمومية ،فقد نصت
المادة 111مكرر على جريمة إعاقة الطريق العام ،وهذا بوضع مواد أو أشياء كيفما كانت
من شأنها منع أو اإلنقاص من حرية المرور أو جعلها غير مأمونة وعقوبتها الغرامة من
133إلى 1333دج ،وعقوبة جوازية بالحبس من 13أيام إلى شهرين.
ونصت المادة 155على عقوبة الغرامة من 133دج إلى 533دج وعقوبة حبس
جوازية لمدة خمسة أيام على األكثر لكل من:
-أتلف أو خرب الطرق العمومية أو اغتصب جزءا منها بأية طريقة.
-كل من أخذ حشائش أو أتربة أو حجارة من الطرق العمومية دون ترخيص.
أما المادة 112فقد جاءت لحماية مستعملي الطريق العمومي ،وهذا بنصها على عقوبة
78
الغرامة من 03إلى 133دج وكذا عقوبة الحبس لمدة ثالثة أيام على األكثر لكل من:
-كان ملزما بإنارة جزء من الطريق العام وأهمل ذلك
-كل من أهمل إنارة المواد أو الحفر التي يحدثها في الشوارع.
-كل من أهمل تنفيذ اللوائح التنظيمية المتعلقة بالطرق العمومية.
-كل من ألقى أو وضع أقذاراً أو كناسات أو مياه قذرة أو أية مواد أخرى في الطريق.
كما تضمن قانون المرور رقم ،11/31المعدل والمتمم بالقانون رقم 11/31نصوصا ً
عقابية للمعتدين على الطرق العمومية وذلك في مواده من 11إلى 82منه وهي:
-عبور أجزاء من طرق غير صالحة أو جسور ذات حمولة محدودة ،وعقوبتها الغرامة من
1533إلى 5333دج.
-تنظيم سباقات العدو دون رخصة ،وعقوبته من 53.333إلى 153.333دج.
-وضع شيء على مسلك مفتوح لحركة المرور أو حافته قصد عرقلة حركة المرور
وعقوبتها وفقا لنص المادة 138من قانون العقوبات تصل إلى حد اإلعدام إذا تسبب في
وفاة شخص.
وهي اعتداءات تمس االستعمال المباشر للطرق ،إضافة إلـى ذلك نص نفس القانون
على الجرائم التي تمس الطريق نفسه وتتمثل في:
-وضع ممهل على مسلك مفتوح لحركة المرور دون ترخيص من الوالي ،وعقوبته الحبس
من شهرين إلى ستة أشهر وغرامة من 25.333إلى 133.333دج.
-إلحاق ضرر بالمسلك العمومي أو ملحقاته بسبب الخطأ أو التهاون وعقوبتها الغرامة من
1533إلى 5333دج.
-إلحاق ضرر بالمسلك العمومي نتيجة أشغال حفر وعقوبتها الغرامة من 5333دج إلى
13.333دج.
/3الجرائم الماسة باألمالك العمومية بغرض المساس بأمن الدولة
وهي الجرائم المنصوص عليها خاصة في المواد 81 ،11و 81مكرر من قانون
العقوبات.
فالنسبة للمادة 11والتي تعاقب على جرائم الخيانة والتجسس التي تعتبر من الجنايات
79
ضد أمن الدولة ،والتي تقرر عقوبة اإلعدام لمرتكبها ،نصت على تقرير هذه العقوبة في
الفقرة الثالثة لكل جزائري وكل عسكري أو بحار في خدمة الجزائر ،يسلم قوات جزائرية
أو أرض أو مدن أو حصون أو منشآت أو مراكز أو مخازن أو مستودعات حربية أو عتاد
أو ذخائر أو مياه أو سفن أو مركبات للمالحة الجوية مملوكة للجزائر أو مخصصة للدفاع
عنها إلى دولة أجنبية أو إلى عمالئها ،وكذلك األمر بالنسبة لكل من قام بإتـالف أو إفسـاد
األمالك المذكورة إذ ا كان ذلك بقصد اإلضرار بها ،وذلك بموجب الفقرة الرابعة من نفس
المـادة.
والمالحظ أن الفعل المادي في هذه الجريمة يرد على أحد األمالك المذكورة آنفاً ،وهي
في أغلبها منشآت ووسائل مخصصة للدفاع الوطني ،وذلك بتسليمها إلى دولة أجنبية أو إلى
عمالئها أو إتالفها أو إفسادها بقصد اإلضرار بها ،ومعلـوم أن المنشـآت ووسائـل الدفاع
المخصصة لحماية التراب الوطني براً أو بحراً أوجواً هي أمالك وطنية عمومية
.
اصطناعية
كما نصت المادة 81التي جاءت في قسم جنايات التقتيل والتخريب المخلة بالدولة ،على
أنه يعاقب باإلعدام كل من يرأس عصابات مسلحة أو يتولى فيها مهمة أو قيادة ما ،وذلك
بقصد اإلخالل بأمن الدولة بارتكاب إحدى الجنايات المنصوص عليها في المادتين 111و
،281أو بقصد اغتصاب أو نهب أو تقسيم األمالك العمومية والخصوصية أو بقصد
مهاجمة أو مقاومة القوة العمومية التي تعمل ضد مرتكبي هذه الجنايات.
أما المادة 81مكرر والتي جاءت في قسم الجرائم الموصوفة بأفعال إرهابية أو
تخريبية ،فقد نصت على أنه يعتبر فعالً إرهابياً أو تخريبيا ً في مفهوم األمر ،3كل فعل
يستهدف أمن الدولة والوحدة الوطنية والسالمة الترابية و استقرار المؤسسات وسيرها
العادي عن طريق أي عمل غرضه ما يأتي:
-عرقلة حركة المرور أو حرية التنقل في الطرق أو التجمهر أو االعتصام في الساحات
- 1المادة 99من قانون العقوبات تنص :يعاقب باإلعدام ،االعتداء الذي يكون الغرض منه إما القضاء على نظام الحكم أو
تغييره ،وإما تحريض المواطنين أو السكان على حمل السالح ضد سلطة الدولة أو ضد بعضهم البعض ،وإما بالمساس
بوحدة التراب الوطني.
- 2المادة 42تنص :كل من يرتكب اعتداء يكون الغرض منه نشر التقتيل أو التخريب في منطقة أو أكثر يعاقب باإلعدام.
80
عمومية.
-االعتداء على وسائل المواصالت والنقل والملكيات العمومية أو الخاصة أو االستحواذ
عليها أو احتاللها دون مسوغ قانوني.
-االعتداء على المحيط أو إدخال مادة أو تسريبها في الجو أو في باطن األرض أو إلقائها
عليها أو في المياه بما فيها المياه اإلقليمية من شأنها جعل صحة اإلنسان أو الحيوان أو البيئة
في خطر.
ونصت المادة 81مكرر 1على العقوبات التي يتعرض لها مرتكب األفعال المذكورة في
المادة 81مكرر.
ويتمثل الفعل المادي لهذه الجريمة في استهداف أمن الدولة والوحدة الوطنية والسالمة
الترابية و استقرار المؤسسات وسيرها العادي عن طريق عمل غرضه اإلتيـان بعمل من
األعمال التي عددتها المادة ،وهي أعمال إما تمس باالستعمال الجماهيري المباشر لبعض
عناصر األمالك العمومية ،أو االعتداء على هذه األمالك التي عددتها المادة في حد ذاتها.
/8جرائم اختالس المال العام وإتالفه:
قبل صدور األمر 31/31المؤرخ في 38مارس 2331المتعلق بالوقاية من الفساد
ومكافحته ،كانت المواد 119و 119مكرر و 119مكرر ،1تعاقب على اختالس األموال
العمومية والخاصة بالنسبة لألولى ،واإلهمال المسبب لضرر لألموال العمومية والخاصة
بالنسبة للثانية ،والتعسف في استعمال المال العام بالنسبة للثالثة ،وبصدور األمر 31/31
ألغيت المادتين 119و 119مكرر 1بموجب المادة 11منه 2،وعوضتا بموجب المادة
12من نفس األمر بالمادة 29منه ،بينما بقيت المادة 119مكرر سارية المفعول.
وعليه سنتطرق إلى هذه الجرائم وفقا ً للتقسيم الجديد الذي جاء به األمر .31/31
في البداية نشير أنه ثار جدل فقهي حول مدى ارتباط تجريم االختالس بحماية األموال
العامة من عدمه 3،وقد استقر الرأي الراجح على أن المصلحة المحمية من وراء تجريم هذا
1المادة 42من قانون العقوبات تنص :كل ن يرتكب اعتداء يكون الغرض منه نشر التقتيل أو التخريب في منطقة أو أكثر
يعاقب باإلعدام.
- 2المادة 42تنص :كل من يرتكب اعتداء يكون الغرض منه نشر التقتيل أو التخريب في منطقة أو أكثر يعاقب باإلعدام
3المادة 42تنص :كل من يرتكب اعتداء يكون الغرض منه نشر التقتيل أو التخريب في منطقة أو أكثر يعاقب باإلعدام.
81
الفعل يختلف باختالف محل االختالس ،فإذا كان المال عاما ً فإن الجريمة تأخذ صورة
عدوان من الموظف على المال العام ،وهو ما يشكل خيانة الموظف لألمانة التي حملته
الدولة إياه ،أما إذا انصب فعل االختالس على أموال خاصة ،فإن الجريمة تشكل إساءة إلى
ثقة المواطنين في الدولة ،وهو الرأي الذي نشاطره باعتبار فعل االختالس يرد على المال
العام والخاص.
قبل صدور األمر 31/31كانت المادة 119تنص على جريمة االختالس والتبديد اللتان
يرتكبها الموظف العمومي أو أحد األشخاص الذين ذكرتهم المادة في حق المال العام أو
الخاص ،بينما كانت المادة 119مكرر 1تنص على استعمال أموال الدولة أو الجماعات
المحلية أو الهيئات الخاضعة للقانون العام ألغراض شخصية أو لفائدة الغير ،وبصدور
األمر 31/31عوضت المادتين بالمادة 29منه ،والتي تنص على أنه يعاقب بالحبس من
سنتين إلى عشر سنوات وبغرامة من 233.333إلى 1333.333دج ،1كل موظف
عمومي يختلس أو يتلف أو يبدد أو يحتجز عمداً وبدون وجه حق أو يستعمل على نحو غير
شرعي لصالحه أو لصالح أي كيان أخر ،أية ممتلكات أو أموال أو أوراق مالية عمومية أو
خاصة أو أية أشياء أخرى ذات قيمة عهد إليها بحكم وظيفته أو بسببها.
وبالتالي فوفقا ً للنص الجديد ،فإن المشرع أصبح ال يفرق بين األموال العامة والخاصة
بعد أن كان يقتصر التجريم في نص المادة 119مكرر 1على ورود الفعل على المال
العام ،وعليه أصبح يكفي لقيام الجريمة إتيان الركن المادي المتمثل في فعل االختالس أو
اإلتالف أو التبديد أو االحتجاز أو االستعمال على نحو غير شرعي لمال عام أو خاص أو
أية ممتلكات ،مع توافر الركن المعنوي وهو القصد الجنائي العام الذي يقتضي العلم
واإلرادة.
أما المادة 119مكرر التي لم تلغ ،فتنص على جريمة اإلهمال التي يرتكبها القاضي أو
الموظف أو الضابط العمومي أو األشخاص الذين كانت تشير إليهم المادة 119الملغاة
وهذا بنصها على أنه" :يعاقب بالحبس من ستة أشهر إلى ثالث سنوات ،وبغرامة من
53.333إلى 233.333دج ،كل قاضي أو موظف أو ضابط عمومي أو كل شخص
1المادة 42تنص :كل من يرتكب اعتداء يكون الغرض منه نشر التقتيل أو التخريب في منطقة أو أكثر يعاقب باإلعدام.
82
ممن أشارت إليهم المادة 119من هذا القانون تسبب بإهماله الواضح في سرقة أو اختالس
أو إتالف أو ضياع أموال عمومية أو خاصة أو أشياء تقوم مقامها أو وثائق أو سندات أو
عقود أو أموال وضعت تحت يده سواء بمقتضى وظيفته أو بسببها ".
وبالتالي فهذه الجريمة تصنف ضمن الجرائم غير العمدية ،1ولقيامها يجب أن تتوفر
أركانها وهي:
-صفة الجاني الذي يجب أن يكون ممن عددتهم المادة.
-الركن المادي ويتكون من السلوك المجرم المتمثل في اإلهمال الواضح الذي يرد على
محل الجريمة ،وهو مال عام أو خاص يؤدي إلى إحداث ضرر مادي به.
-العالقة السببية بين السلوك والضرر الناجم عنه.2
الفرع ثاني :الجرائم الواقعة على الدومين العام وفقا لبعض القوانين الخاصة
تتضمن كل النصوص الخاصة بكل نوع من أنواع األمالك الوطنية نصوصا عقابية تقرر
جزاءات للمعتدين على هذه األمالك ،وسنحاول التطرق إلى أهم هذه النصوص وذلك
بتقسيمها إلى طوائف حسب القوانين التي تضمنتها ،وهذا على سبيل المثال ال الحصر،
وذلك نظراً لتعدد هذه النصوص وكثرتها:
/0مخالفات نظام الغابات:
الغابة هي وسط للحياة يشكل مجموعة من األنظمة البيئة" المتناسقة فيما
بينها( ،)écosystèmeواإلنسان هو أحد عناصرها ،وللغابة وظيفة اقتصادية،
إيكولوجية واجتماعية كبيرة.3
تعتبر الثروة الغابية من أهم مشتمالت األمالك الوطنية العمومية الطبيعية ،وذلك استناداً
إلى نص المادة 15من القانون 03/93المتضمن قانون األمالك الوطنية ،وهي تتمثل في
الثروات الغابية الواقعة في كامل المجاالت البرية والبحرية من التراب الوطني سواء في
سطحه أو في جوفه ،وهي من األموال األكثر عرضة لخطر االعتداء عليها من طرف
األفراد نظراً لكونها من األموال المخصصة لالستعمال الجماهيري العام ،ولذلك كان من
- 1المادة 42تنص :كل من يرتكب اعتداء يكون الغرض منه نشر التقتيل أو التخريب في منطقة أو أكثر يعاقب باإلعدام.
- 2المادة 42تنص :كل من يرتكب اعتداء يكون الغرض منه نشر التقتيل أو التخريب في منطقة أو أكثر يعاقب باإلعدام.
- 3المادة 42تنص :كل من يرتكب اعتداء يكون الغرض منه نشر التقتيل أو التخريب في منطقة أو أكثر يعاقب باإلعدام.
83
الضروري أن يتدخل المشرع لتوفير الحماية الالزمة لهذا النوع من األمالك ألن زوالها أو
تدهورها يكون سببا ً في ذهاب وانقراض كائنات حيوانية ونباتية بكتريولوجية وعضوية
كثيرة ال حصر لها.
ولما كان قانون األمالك الوطنية يحيلنا إلى قانون العقوبات بشأن حماية األمالك الغابية،
فإن النص الخاص الذي يضفي الحماية الجزائية على هذا النوع من األمالك -فضالً عن
قانون العقوبات -هو القانون 12/81المعدل والمتمم بالقانون 23/91المتضمن النظام
العام للغابات ،حيث تنص المادة 11منه على أنه" :عالوة على المخالفات المنصوص
عليها في قانون العقوبات ،تحدد األحكام المنصوص عليها في القانون ،المخالفات التي
تمس التشريع الغابي ".
وبالتالي فباإلضافة إلى نص المادة 091من قانون العقوبات وما يليها والتي سبق
التطرق إ ليها ،والتي تشكل حماية للغابات بوصفها من األمالك العمومية ،فقد نص قانون
العقوبات في بعض موارده على الجرائم الماسّة باألشجار واألخشاب وهي من مكونات
للغابة.1
أما بالنسبة لقانون الغابات رقم 12/81المعدل بموجب القانون ،23/91فقد نص في
الفصل الثاني منه تحت عنوان المخالفات على الجرائم الماسة بالغابات وهذا في المواد من
12إلى 88منه ،ونذكر منها:
-قطع أو قلع األشجار.
-جمع الحطب.
-نزع أو حيازة الفلين بطريق الغش
استغالل األحجار ،الرمل ،المعادن والتربة دون رخصة.
-الحرث أو الزراعة أو تربية النحل دون ترخيص.
-إحياء األرض دون ترخيص.
-نزع النباتات المثبتة للكثبان الرملية.
-البناء في األمالك الغابية دون رخصة.
- 1المادة 42تنص :كل من يرتكب اعتداء يكون الغرض منه نشر التقتيل أو التخريب في منطقة أو أكثر يعاقب باإلعدام.
84
-الرعي في المساحات الغابية.
-حرق النباتات والحطب أو التبن أو إشعال النار.
-قلع الحلفاء أو حرق طبقات الحلفاء.
ما يمكنه مالحظته بالنسبة لهذه المخالفات أنها بسيطة بالنسبة لنصوص قانون العقوبات
الخاصة بالجرائم الواردة على األمالك الغابية التي تعد أكثر صرامة ،والتي تصل عقوبتها
في بعض الجرائم إلى حد اإلعدام ،رغم جسامة وخطورة األضرار التي تلحق بالمنشآت
الغابية ،1حيث تتراوح تلك العقوبات بين الغرامات المالية التي تصل إلى 53.333دج في
جريمة البناء في األمالك الغابية أو بالقرب منها دون رخصة والحبس من شهرين إلى سنة
واحدة على أكثر تقدير وهي عقوبات بسيطة ال تحقق الردع العام.
/5مخالفات األمالك المائية العامة:
تعتبــر المـوارد المائيـة من مشتمالت األمالك الوطنية العمومية بنص المادة 15من
القانون 03/93المنظم لألمالك الوطنية ،ونظراً ألهميتها الحيوية واالستراتيجية في توفير
حاجات السكان واالقتصاد فقد أحاطها المشرع بعناية خاصة ،وجسد القضاء هذه الحماية
في أكثر من قرار متى كانت الموارد المائية محل نزاع.
وقد نصت المادة 15من قانون األمالك الوطنية على أنه" :تخضع الموارد المائية،
وعلى العموم جميع األمالك الوطنية العمومية المائية ،كما عرفها القانون بسبب طبيعتها
الحيوية واالستراتي جية في توفير احتياجات السكان واالقتصاد لنظام خاص في الحماية
والتسيير واالستعمال وفقا ً للتشريع المعمول به السيما قانون المياه".
وقد حددت المادتين 31و 11من القانون 12/35المتعلق بالمياه مكونات األمالك
الطبيعية واالصطناعية للمياه ،وتضمن ذات القانون كيفيات استغالل الموارد المائية وكذا
سبل المحافظة عليها ،وجرم األفعال التي تشكل تعديا ً عليها وحدد العقوبات المقابلة لها،
وذلك في الفصل الثاني من الباب التاسع منه ،تحت عنوان المخالفات والعقوبات ،حيث
حددت الجزاءات الجزائية المقررة لالعتداءات على الملكية العامة للمياه ،نذكر منها ما
يلي:
85
-عدم التبليغ عن اكتشاف المياه الجوفية ،وعقوبتها الغرامة من 5333إلى 13.333دج،
طبقا للمادتين 35و.111
-البناء والغرس وكل تصرف يضر بصيانة الوديان والبحيرات والبرك والسبخات
والشطوط ،وعقوبتها الغرامة من 53.333إلى 133.333دج ،طبقا للمادتين 12و111
-استخراج مواد الطمي بأية وسيلة ،وإقامة مرامل في مجاري الوديان ،وعقوبتها الحبس
من سنة إلى خمس سنوات ،والغرامة من 23.333إلى 2.333.333دج ،طبقا للمادتين
11و.118
-عرقلة التدفق الحر للمياه السطحية ،وعقوبتها الحبس من شهرين إلى ستة أشهر،
والغرامة من 53.333إلى 133.333دج ،طبقا للمادتين 15و.119
-إنجاز آبار أو حفر جديدة أو أي تغييرات للمنشآت ،وعقوبتها الحبس من ستة أشهر إلى
ثالث سنوات ،والغرامة من 53.333إلى 1.333.333دج ،طبقا للمادتين 02و.113
-رمي النفايات التي ال تشكل خطر التسمم أو ضرر باألمالك الوطنية العمومية للماء،
وعقوبتها الغرامة من 13.333إلى 133.333دج ،طبقا للمادتين 11و.111
إضافة إلى نصوص جزائية أخرى كثيرة أوردها القانون 12/35ال يتسع المجال
لذكرها جميعا.
/3مخالفات األمالك البحرية العامة:
تعتبر شواطئ البحر ،قعر البحر اإلقليمي وباطنه ،المياه البحرية الداخلية طرح البحر
ومحاسره ،الثروات البحرية...من األمالك الوطنية العمومية الطبيعية طبقا ً للمادة 15من
القانون 03/93المتعلق باألمالك الوطنية ،وقد خص المشرع مجال األمالك البحرية
بعناية خاصة ،وهذا نظراً ألهمية هذه األمالك واتساع رقعتها ،1وكذا األخطار المعرضة
لها وتتجلى هذه العناية في كثرة النصوص التي تطرقت إليها ،ومثال ذلك قانون البيئة،
القانون البحري ،القانون المتعلق بالصيد البحري وتربية المائيات ،القانون 32/32المتعلق
بحمايــة الساحل وتنميته ،القانون 32/30المحدد للقواعد العامة لالستعمال واالستغالل
السياحيين للشاطئ.
86
وسوف نتطرق إلى دراسة النصوص العقابية الواردة في القانونين األخيرين ،لكونهما
من أهم النصوص التي تحمي الشواطئ التي تعتبر أكثر األمالك البحرية عرضة
لالعتداءات ،كما أنها أمالك عمومية مفتوحة لالستعمال الجماهيري المباشر كعينة فقط.
وقبل هذا نشير إلى أن القانون 11-31المتعلق بالصيد البحري وتربية المائيات ،تضمن
عددا هاما من النصوص العقابية المتعلقة بالمخالفات الماسة بنظام الصيد وتربية المائيات،
والتي تهدف إلى حماية األحياء البحرية وبذلك حماية الثروات البحرية.
أما بالنسبة للقانون 32/32المتعلق بحماية الساحل وتثمينه ،فقد نص في مادته األولى
أنه يهدف إلى تحديد األحكام الخاصة المتعلقة بحماية الساحل وتثمينه ،ونص في مادته
الثامنة أن القانون يهدف إلى حماية المنطقة الشاطئية التي تضم ،الشاطئ الطبيعي ،الجزر
والجزيرات ،المياه البحرية الداخلية ،سطح البحر اإلقليمي وباطنه.1
وقد حدد ذات القانون أدوات تسيير الساحل ،وأقر بموجب الباب الثالث منه على أحكام
جزائية لمخالفة أحكامه ،وهذه العقوبات نجملها فيما يلي:
-إقامة نشاط صناعي جديد على الساحل ،باستثناء األنشطة الصناعية والمرفئية ذات
األهمية الوطنية التي تنص عليها أدوات تهيئة اإلقليم ،وعقوبتها الحبس من ثالثة أشهر إلى
سنة ،وغرامة من 133.333إلى 033.333دج.
-استخراج مواد من الشاطئ دون رخصة أو من مناطق محمية ،بموجب المادة 23من
نفس القانون ،وعقوبتها الحبس من سنة إلى سنتين ،وغرامة من 233.333إلى
2333.333دج.
-السير بالعربات في الضفة الطبيعية ،وعقوبتها الغرامة من 1333إلى 2333دج.
-البناء أو إنجاز منشآت في المناطق الشاطئية التي تكون فيها التربة هشة ،وعقوبتها
الحبس من ستة أشهر إلى سنة ،وغرامة من 133.333إلى 533.333دج.
ويمكن للجهة القضائية أن تقرر مصادرة اآلالت واألجهزة والمعدات المستعملة في
ارتكاب المخالفة في الحاالت السابقة ،كما يمكن للجهة القضائية المختصة أن تأمر بإعادة
87
األماكن إلى حالتها األصلية على نفقة المحكوم عليه.1
المالحظ على العقوبات المقررة في هذا القانون أنها كلها عقوبات جنحية ،وذلك باستثناء
مخالفة السير على الضفة الطبيعية ،كما أن عقوبة الغرامة فيها جد مهمة.
أما بالنسبة للقانون 32/30المحدد للقواعد العامة لالستعمال واالستغالل السياحي
للشاطئ ،فقد نصت المادة الثانية منه أن القانون يهدف إلى:
-حماية وتثمين الشاطئ قصد استفادة المصطافين منه بالسباحة واالستحمام والخدمات
المرتبطة بها.
-توفير شروط تنمية منسجمة للشواطئ تستجيب لحاجات المصطافين من حيث النظافة
والصحة واألمن وحماية البيئة.
-تحسين خدمات إقامة المصطافين...الخ.
وبالتالي فالقانون يهدف إلى حماية حسن االستعمال الجماهيري لهذا النوع من
الملكية العامة ،فحدد شروط وكيفيات استغالل الشواطئ ،وأقر بموجب الفصل الرابع منه
أحكاما ً جزائية تتعلق بمخالفة أحكامه ،فقد أقرت المادة 15منه على سحب حق االمتياز من
صاحبه إذا لم يحترم دفتر الشروط وذلك دون اإلخالل بالمتابعات الجزائية ،2ويمكن إجمال
المخالفات الواردة بهذا القانون كما يلي:
-االستغالل السياحي دون حق امتياز ،وعقوبتها الحبس من ثالثة أشهر إلى سنة ،والغرامة
من 133.333إلى 033.333دج.
-استخراج الرمل والحصى والحجارة من الشاطئ ،وعقوبتها من الحبس ستة أشهر إلى
سنتين ،والغرامة من 233.333إلى 2333.333دج.3
استعمال أي مركبة سواء كانت بمحرك أو شراعية أو كل آلة بحرية في المجال المحدد
للسياحة ،وعقوبتها الغرامة من 23.333إلى 13.333دج.
-إنجاز أشغال مخالفة لشروط مخطط تهيئة الشاطئ ،وعقوبتها الغرامة من 13.333إلى
133.333دج.
88
-ممارسة الصيد بالغوص تحت الماء بجوار الشواطئ خالل موسم االصطياف ،وعقوبتها
الغرامة من 23.333إلى 53.333دج.
89
خاتمـــــة
من خالل هذا العرض ،رأينا أن المشرع اعتمد في حماية الدومين العام على أسلوبين،
األول يتضمن أحكام وقائية ،وهي تستهدف الحيلولة دون وقوع االعتداء على هذه األمالك،
سواء من قبل الجهة المالكة أو المخصص لها الملك أو من قبل الغير.
أما األسلوب الثاني فيحتوي على قواعد وأحكام الحقة لوقوع االعتداء ،هذا األسلوب
يظهر من خالله الدور البارز الذي يلعبه القضاء في توفير هذه الحماية ،وذلك من خالل
مختلف الدعاوى التي ترفع إليه ،والتي يتوزع اختصاص الفصل فيها عموما بين القضاء
اإلداري والقضاء الجزائي.
لقد سعى المشرع إلى إعطاء حماية فعالة لمختلف أصناف الملكية العمومية ،ومن
مظاهر ذلك كثرة النصوص المنظمة لمختلف أصنافها ،والتي من خاللها منح المشرع
الصفة في معاينة مختلف أنواع المساس بهذه األمالك لجهات كثيرة ،سواء في أسلوب
الحماية الوقائية أو القضائية ،وهذا ما يتجلى في منح المشرع صفة الضبط لكثير من
األعوان في هذا المجال هذا من جهة ،ومن جهة ثانية فقد منح المشرع صفة التمثيل أمام
القضاء في الدعاوى التي ترفع أمام الجهات القضائية بصدد حماية األمالك العمومية إلى
جهات كثيرة كما سبق لنا بيانه.
غير أن المالحظ عمليا ،أن مختلف عناصر األمالك العمومية عرضة العتداءات كثيرة
لم يحل تشدد المشرع دون وقوعها ،والسب في ذلك حسب رأينا هو كثرة النصوص وكذا
تعدد الجهات المسيرة لهذه األمالك ،مما أوجد نوعا من التداخل في صالحيات هذه
الجهات.
إن المشرع الجزائري من خالل بعض القوانين الحديثة ،يتجه إلى توسيع دائرة تدخل
الخواص في تسيير األمالك الوطنية العمومية ،وذلك عن طريق مختلف طرق الشغل
الخاص ألمالك الدومين العام ،وهذا تماشيا مع توجه االقتصاد الحر الذي تبناه المشرع منذ
نهاية الثمانينيات ،والتساؤل الذي يطرح نفسه هنا هو ،هل أن أساليب الحماية التي سبق
بيانها تبقى كافية لتوفير حماية فعّالة ألمالك الدومين العام باعتماد هذا النمط من التسيير.
90
وأخيرا نقول أن الحماية األفضل ألمالك الدومين العام حسب رأينا ،ال تتحقق بالنصوص
القانونية وحدها مهما تشدد المشرع فيها ،بل إن الحماية الحقيقية تكمن في وعي جمهور
المستعملين لهذه األمالك بأهمية األدوار التي تلعبها في حياتهم ،مما يحتم على كل فرد أن
يكون حاميا لها.
91
قائمــة المراجــع
أوال :المؤلفـــات
أ) باللغة العربية :
-إبراهيم عبد العزيز شيحا ،أصول القانون اإلداري ،أموال اإلدارة العامة وامتيازاتها،
منشأة المعارف ،اإلسكندرية ،مصر ،بدون سنة طبع.
-احسن بوسقيعة ،الوجيز في القانون الجزائي العام ،الديوان الوطني لألشغال التربوية،
طبعة .2332
-الفاضل خمار ،الجرائم الواقعة على العقار ،دار هومة للطباعة والنشر والتوزيع ،طبعة
.2331
-اعمر يحياوي ،منازعات أمالك الدولة ،دار هومة للطباعة والنشر والتوزيع ،طبعة
.2335
-بن رقية بن يوسف ،أهم النصوص التشريعية والتنظيمية المتعلقة باإليجار المدني
والتجاري -اجتهادات المحكمة العليا -الديوان الوطني لألشغال التربوية ،الطبعة الثانية،
.2332
_ جندي عبد الملك ،الموسوعة الجنائية ،الجزء الثالث ،دار العلم للجميع ،بيروت ،لبنان،
بدون سنة طبع.
-حمدي باشا عمر ،محررات شهر الحيازة ،دار هومة للطباعة والنشر والتوزيع.2331 ،
-حمدي باشا عمر ،حماية الملكية العقارية الخاصة ،دار هومة للطباعة والنشر والتوزيع،
.2332
-حمدي باشا عمر ،القضاء العقاري ،في ضوء أحدث القرارات الصادرة عن مجلس
الدولة والمحكمة العليا ،دار هومة للطباعة والنشر والتوزيع ،طبعة .2332
-حمدي باشا عمر ،مجمع النصوص التشريعية والتنظيمية المتعلقة بالعقار ،دار هومة
للطباعة والنشر والتوزيع ،طبعة .2331
-ذيب عبد السالم ،عقد اإليجار المدني ،دراسة نظرية وتطبيقية من خالل الفقه واجتهاد
المحكمة العليا ،الديوان الوطني لألشغال التربوية ،الجزائر ،الطبعة األولى.2331 ،
92
-زروقي ليلى ،التقنينات العقارية ،الجزء األول ،العقار الفالحي ،الديوان الوطني لألشغال
التربوية ،الطبعة الثانية.2331 ،
-زروقي ليلى ،حمدي باشا عمر ،المنازعات العقارية ،دار هومة للطباعة والنشر
والتوزيع ،طبعة .2330
-سليمان محمد الطماوي ،مبادئ القانون اإلداري ،الكتاب الثالث ،أموال اإلدارة العامة
وامتيازاتها -دراسة مقارنة -دار الفكر العربي ،مصر.1919 ،
-عمر بن سعيد ،االجتها د القضائي وفقا ألحكام القانون المدني ،دار الهدى ،عين مليلة،
الجزائر ،طبعة .2331
-عبد العزيز السيد الجوهري ،محاضرات في األموال العامة ،دراسة مقارنة ،ديوان
المطبوعات الجامعية ،الجزائر ،الطبعة الثانية.1981 ،
-عبد الرزاق أحمد السنهوري ،الوسيط في شرح القانون المدني ،الجزء ،38حق الملكية،
دار إحياء التراث العربي ،بيروت ،لبنان.1911 ،
-عبد هللا اوهايبية ،شرح قانون اإلجراءات الجزائية ،دار هومة للطباعة والنشر والتوزيع،
طبعة .2335
-محمد فاروق عبد الحميد ،المركز القانوني للمال العام ،دراسة مقارنة ،ديوان المطبوعات
الجامعية ،الجزائر.1981 ،
-محمد أنس قاسم جعفر ،النظرية العامة ألمالك اإلدارة واألشغال العمومية ،الطبعة
الثالثة ،ديوان المطبوعات الجامعية الجزائر.1981 ،
-محمد زهير جرانة ،حق الدولة واألفراد على األموال العامة ،مصر.1910 ،
-نصر الدين هنوني ،الوسائل القانونية والمؤسساتية لحماية الغابات في الجزائر ،الديوان
الوطني لألشغال العمومية ،طبعة .2331
ب) باللغة الفرنسية :
Ahmed Rahmani, Les biens publics en droit Algérien, Les
éditions internationales,1996.
93
ثانيا :أطروحــات
-بوزكري محمد ،دليوم مسعود ،النظام القانوني المطبق على األمالك الوطنية ،مذكرة
تخرج لنيل شهادة الدراسات العليا في المصرفة ،المعهد الوطني للمالية ،القليعة ،الجزائر،
.1991
-زروق النواري ،بن مخلوف فارس ،حماية األمالك الوطنية في التشريع الجزائري،
مذكرة تخرج لنيل شهادة الليسانس ،معهد العلوم القانونية واإلدارية ،جامعة فرحات عباس،
سطيف ،دفعة .99/95
ثالثا :مجـــالّت القضائية
-بلحاج العربي ،تنظيم الضبط القضائي في مرحلة الخصومة الجنائية في قانون
اإلجراءات الجزائية الجزائري ،المجلة الجزائرية للعلوم القانونية واالقتصادية والسياسية،
العدد األول.1991 ،
-مجمع النصوص الصادرة عن المديرية العامة لألمالك الوطنية بوزارة المالية لسنة
.1992/1991
-المجلة القضائية ،عدد 13لسنة .1992
-المجلة القضائية ،عدد ،31لسنة .1990
-المجلة القضائية ،عدد 31لسنة .1991
-المجلة القضائية ،عدد 13لسنة .1995
-نشرة القضاة ،العدد .30
-نشرة القضاة ،العدد .11
رابعا :النصوص القانونية
/0نصوص تشريعية :
الدستور الجزائري لسنة -1989الصادر بموجب المرسوم الرئاسي رقم 18/89الجريدة
الرسمية رقم – 39بتاريخ 28فبراير – 1989ص – 210المعدل بدستور . 1991
الدستور الجزائري لسنة – 1991المعد والمتمم لدستور – 1989الصادر بمرسوم
رئاسي رقم – 108/91الجريدة الرسمية رقم – 11بتاريخ 31ديسمبر . 1991
94
-األمر ،151/11مؤرخ في 38يونيو ،1911يتضمن قانون اإلجراءات المدنية،
معدل ومتمم.
-األمر ،155/11مؤرخ في 38يونيو ،1911يتضمن قانون اإلجراءات الجزائية،
معدل ومتمم.
-األمر 151/11مؤرخ في 38يونيو ،1911يتضمن قانون العقوبات ،معدل ومتمم.
-األمر ،58/15مؤرخ في 21سبتمبر ،1915يتضمن القانون المدني ،معدل ومتمم.
-القانون ،12/81مؤرخ في 20جوان ،1981المتضمن النظام العام للغابات ،معدل
بالقانون ،23/91المؤرخ في 32ديسمبر .1991
-القانون 11/81مؤرخ في ،1981/31/03يتضمن قانون األمالك الوطنية.
-القانون ،25/93مؤرخ في 18نوفمبر ،1993يتضمن قانون التوجيه العقاري.
-القانون ،03/93مؤرخ في 31ديسمبر ،1993يتضمن قانون األمالك الوطنية.
-القانون ،11/91مؤرخ في 21أفريل ،1991يحدد القواعد المتعلقة بنزع الملكية
للمنفعة العامة.
-المرسوم التشريعي ،31/91المؤرخ في ،1991/35/18يتعلق بشروط اإلنتاج
المعماري وممارسة مهنة المهندس المعماري.
-القانون ،11/31مؤرخ في 19أوت ،2331المتضمن قانون المرور ،معدل ومتمم.
-القانون ،32/32مؤرخ في 35فبراير ،2332يتعلق بحماية الساحل وتثمينه.
-القانون ،32/30مؤرخ في 11فبراير ،2330يحدد القواعد العامة لالستعمال
واالستغالل السياحيين للشواطئ.
-األمر 12/35مؤرخ في 31أوت سنة 2335يتضمن قانون المياه.
-القانون 31/31مؤرخ في 23فيفري ،2331المتضمن الوقاية من الفساد ومكافحته.
/3نصوص تنظيميـة:
-المرسوم ،211/81المؤرخ في 32سبتمبر ،1981المتعلق برخصة استخراج
الموارد والثروات الطبيعية من األمالك الوطنية.
-المرسوم ،195/89المؤرخ في 11أكتوبر ،1989يتعلق باالتفاقية النموذجية
95
لالستغالل الخاص ذي الطابع التعاقدي لألمالك الوطنية.
-المرسوم التنفيذي ،151/91مؤرخ في 20نوفمبر ،1991يحدد شروط إدارة األمالك
الخاصة والعامة التابعة للدولة وتسييرها ويضبط كيفيات ذلك.
-المرسوم التنفيذي 155/91مؤرخ في 20نوفمبر ،1991يتعلق بجرد األمالك
الوطنية.
/0تعليمات الصادرة عن مديرية األمالك الوطنية :
-تعليمة رقم 215صادرة عن المديرية العامة لألمالك الوطنية ،مؤرخة في
1991/31/20متعلقة باألحكام التنظيمية الجديدة لألمالك الوطنية.
-تعليمة رقم 198مؤرخة في 1991/32/21متعلقة بتسيير األمالك الوطنية العمومية.
-تعليمة رئاسية رقم 35مؤرخة في ،1995/30/31متعلقة بمحاربة التوسع العمراني
على حساب األراضي الفالحية.
96
الـفـهــــــرس
الصفحة الموضوع:
اإلهــــــــــداء
كلمة شكر :
18 مقـــدمة..........................................................................................
19 الفصل األول :ماهية الدومين العام وآليات المحافظة عليه ...................................
11 المبحث األول :ماهية الدومين العام (األمالك الوطنية العامة) ...............................
11 المطلب األول :مفهوم الدومين العام ...........................................................
01 الفرع األول :تعريف الدومين العام ...........................................................
08 الفرع الثاني :موقف المشرع الجزائري ......................................................
08 الفرع الثالث :التفرقة بين الدومين العام والدومين الخاص والنتائج المترتبة عن هذه التفرقة
01 المطلب الثاني :قوام (مشتمالت) الدومين العام وطرق تكوينه واستعماله ....................
01 الفرع األول :الدومين العام بحكم الدستور ............................................ 1991
01 الفرع الثاني :الدومين العام بحكم القانون ...........................................81 /11
52 الفرع الثالث :الدومين العام بحكم القانون 03/93المعدل والمتمم بقانون ......... 11/38
35 الفرع الرابع :طرق تكوين واستعمال الدومين العام .........................................
31 المبحث الثاني :آليات المحافظة على الدومين العام وخصائص ...............................
81 المطلب األول :آليات المحافظة على الدومين العام ............................................
81 الفرع األول :جرد الدومين العام ..............................................................
85 الفرع الثاني :الرقابة كوسيلة الدومين العام ..................................................
10 الفرع الثالث :المحافظة على الدومين العام ...................................................
11 أوال :الوسائل القانونية ..........................................................................
82 ثانيا :الوسائل المادية ...........................................................................
82 المطلب الثاني :خصائص الدومين العام ......................................................
82 الفرع األول :عدم جواز التصرف في الدومين العام .........................................
97
89 الفرع الثاني :عدم جواز تملك الدومين العام ...................................................
21 الفرع الثالث :مبدأ عدم جواز الحجز على الدومين العام ......................................
25 الفصل الثاني :اآلليات القضائية لحماية الدومين العام .......................................
25 المبحث األول :الدعاوي الرامية الى حماية الدومين العام ..................................
23 المطلب األول :الصفة في تمثيل الدومين العام أمام القضاء وجهات القضاء المختصة ...
23 الفرع األول :الهيئات المؤهلة لتمثيل الدومين العام أمام القضاء ............................
25 الفرع الثاني :االختصاص القضائي ..........................................................
29 المطلب الثاني :بعض أنواع الدعاوي الرامية الى حماية الدومين العام ....................
29 الفرع األول :الدعاوي الرامية الى التشكيك في الملكية ودعاوي تعيين الحدود ............
20 الفرع الثاني :المناوعات الناشئة عن استعمال واستغالل أمالك الدومين العام .............
23 الفرع الثالث :أنواع أخرى من الدعاوي .....................................................
23 المبحث الثاني :الحماية الجزائية للدومين العام ..............................................
28 المطلب األول :الضبط القضائي في مجال الدومين العام ومتابعة مرتكبي الجرائم الماسة به
22 الفرع األول :الضبط القضائي ذو االختصاص العام وفقا لقانون اإلجراءات الجزائية .....
الفرع الثاني :الضبط القضائي ذو االختصاص الخاص وفقا لقانون اإلجراءات الجزائية
29
وبعض النصوص الخاصة بالدومين العام ...................................................
55 الفرع الثالث :متابعة الجرائم الواقعة على الدومين العام ....................................
المطلب الثاني :الجرائم الواقعة على الدومين العام وفقا لقانون العقوبات وبعض القوانين
53
الخاصة .............................................................................................
58 الفرع األول :الجرائم الواقعة على الدومين العام وفقا لقانون العقوبات ........................
الفرع الثاني :الجرائم الواقعة على الدومين العام وفقا لبعض القوانين الخاصة 92 ...............
الخاتمــــــة15 ....................................................................................... :
قائمة المراجع18 .................................................................................... :
98