Professional Documents
Culture Documents
بحث حول أسس القانون الاداري
بحث حول أسس القانون الاداري
األسس التاريخية :لقد انطلق القانون اإلداري أساسا من خلفية تاريخية فهو فرنسي المنشأ فقد كان تعسف المحاكم الفرنسية القضائية
التي كانت تتدخل في الشؤون االدارية وعرقلتها وهو ما أدى الى انعدام للثقة في القضاء العادي حينما يتدخل في الوظيفة االدارية مما
جعل الثورة تقوم في فرنسا عام 1789وانجر عنها الفصل بين القضاء العادي والقضاء اإلداري حيث تم استحداث قضاة
متخصصين في المجال اإلداري وبعد ذلك تم تحريم التدخل من طرف القضاء العادي في الشؤون االدارية وبالتالي تم الفصل التام
بينهما .ومن أمثلة االندماج بين اإلدارة العامة والقضاء العادي وبقي حتى بعد الفصل بينهما التداخل الموجود بين القانون المدني
والقانون اإلداري مثال القوة القاهرة الموجودة في القانون المدني والقانون اإلداري ولكن القانون اإلداري هناك تحفظ كذلك بالنسبة
للمسؤولية االدارية المبادئ نفسها في المسؤولية المدنية لكي يبقى هناك تحفظ بالنسبة للقانون اإلداري فالخطأ ال يكون شخصي بل
.خطأ مرفقي
لقد حاول الكثير من الفقهاء أيجاد فصل تام بين التداخل بين القانون اإلداري والقانون العادي فظهر على اثر ذلك معياران هما
معيار السلطة العامة :وهو معيار مراده التمييز بين أعمال السلطة العامة وأعمال اإلدارة العامة وهو معيار عضوي مرتكز عن
اإلدارة في حد ذاتها ال أعمالها ويعتبر معيار قديما جدا وحضي باهتمام المؤلف إدوارد ال فيريا ر الذي حاول أن يجعل منه نظرية
أساسية يفصل على أساسه ما هو إداري وما هو عادي حيث يرى بأن الدولة تتضمن أعمال تستند إلى فكرة السلطة العامة والقيام
هاته األعمال تعمد الدولة إلى إصدار أوامر وقرارات مرتكزة على سلطتها العامة وتدخل هنا فيما يسمى بالقانون اإلداري فلهذه
النشاطات التي تحكمها اإلدارة عندما ترتكز على معيار السلطة العامة أما إذا كانت ال تعمل وفق السلطة العامة فتتصرف كما
.يتصرف الفرد العادي في معامالته العادية كاإليجار البيع … فهي تخضع للقانون الخاص المدني
وهو معيار مادي إذ يرتكز على إعمال اإلدارة ونشاطاتها ( يرتكز على المرفق العام ) حيث يقصد بالمرفق
العام كل مشروع تديره الدولة بنفسها أو تحت إشرافها إلشباع الحاجات العامة بان يحقق المصلحة العامة وقد اعتبر هذا المعيار
كأساس للقانون اإلداري ومعيار الختصاص القضاء اإلداري بداية من منتصف القرن 19ويرجع معظم الفقهاء امثال هوريو –
موريس – فكرة المرفق العام الى قرار بالنكو الشهير 1874الذي أصدرته محكمة التنازع الفرنسية في 08/02/1873والتي حكم
القضاء إزاءها بان العمل يكون إداريا اذا اتصل بالمرفق العام ويختص القضاء االداري بالنظر والفصل في منازعاته مطبقا في ذلك
قواعده التي تختلف عن قواعد القانون الخاص ويعتبر الفقيه ليون ديجي مؤسس مدرسة المرفق العام وقد ناصره العديد من الفقهاء
مثل جاستون .جيز .بونار .روالند وقد بنى ديجي مدرسته على اساس رفضه لفكرة الشخصية المعنوية فكرة السيادة والسلطة العامة
على الرغم من الدور الذي لعبته فكرة المرفق العام في بناء وتأسيس القانون اإلداري فان عوامل التطور قد ادت الى حدوث لهذه
الفكرة واحدثت بها خلال بحيث اصبحت عاجزة على ان تكون االساس الوحيد للقانون االداري فتحولت الى فكرة مطاطية غير كافية
.في تأسيس القانون اإلداري وتحديد نطاق تطبيقه ومجال إختصاصه اإلداري ولعل هذه األزمة لها أسبابها
:أسباب األزمة
تظافر عوامل التطور في الحياة العامة اإلقتصادية واإلجتماعية بسبب تقدم الحياة والحروب وظهور الدولة المتقدمة والدولة
اإلشتراكية وإهتزاز األساس الفلسفي واإلديولوجي الذي كانت عليه فكرة المرفق العام والتطور الذي أصاب المرفق العام ذاتها أدى
:مظاهر األزمة
تطور فكرة المرفق العام كأساس ومعيار لقانون اإلداري :حيث أصبحت هذه الفكرة قاصرة وعاجزة على أن تحتوي وتشمل كل-
فكرة المرفق العام الفضفاضة شديدة اإلتساع إذ أن ربط القانون اإلداري بفكرة المرافق العامة أصبحت تدخل ضمن موضوعات-
وأنشطة غير إدارية بطبعتها مثل إدخال عقود اإلدارة العامة المدنية في نطاق تطبيق القانون اإلداري وهذا أمر غير منطقي إذ أن
.القانون اإلداري يطبق على العقود اإلدارية ال على عقود اإلدارة المدنية التي تخلو من مظاهر السلطة العامة وأساليب اإلدارة العامة
المدرسة المختلطة
وقد ظهرت على إثر اإلنتقادات الموجهة للمدرستين السابقتين حيث حاول التوفيق بينهما وتسعى هذه المدرسة إلى تعريف القانون
اإلداري اللجوء إلى مفهوم السلطة العامة وقد حاول بعض المألفين أمثال فيدال ريفور وبينوا تجديد هذا المفهوم الحديث مع التميز
القديم بين أعمال السلطة العامة وأعمال اإلدارة ويرى هؤالء أن اإلدارة يمكنها العمل بطريقين إما إستعمال السلطة العامة وإما
إستعمال نفس الطرق التي إستعملها األفراد ويصف فيديل أن القانون اإلداري هو قانون السلطة العامة إال أن األستاذ ريفور وبينوا
.يرفض هذه الفكرة ويعتبر أن المرفق العام هو المعيار الرئيسي الذي من خالله يعرف القانون اإلداري
ويعتبر هذا األساس حديث حلى محل إعتبار تاريخي ومبرر المنطقي وينطلق ها األساس من حيث أن نظرية القانون اإلداري نظرية
مستقلة في قواعدها عن قواعد القانون اإلداري العادي وبالتالي الفصل بين القضاء اإلداري والقضاء العادي وذلك أن المحاكم العادية
ال يمكنها معرفة دقة وخصوصية نشاط اإلدارة كما يصعب عليها معرفة العالقات بين األجزاء اإلدارية ولتشعب نشاطاتها مثل العقود
والقرارات اإلدارية وبالتالي كان ال بد من إيجاد قضاء إداري متخصص مستقل عن القضاء العادي فالمحاكم العادية المدنية والتجارية
ال يمكن لها من حيث الكفاءة والمقدرة أن تستوعب وتسيطر على أحكام ومبادئ وقواعد نظرية القانون اإلداري إلختالف ها األخير
.عن مبادئ وقواعد القانون الخاص التي يختص بتطبيقها ويستوعبها القانون العادي