‫‪ ‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ‪‬‬

‫اﻟ ﻗﻴﻢ اﻟﺪو ‪1112 -8623 :‬‬ ‫رﻗﻢ ﻳﺪاع ‪2006 -1257 :‬‬

‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬

‫‪Political culture: patterns and fonctions‬‬

‫اﻟﺪﻛﺘﻮر‪‬‬
‫أﺳﺘﺎذ ﳏﺎﺿﺮ " أ " ‪ -‬ﻛﻠﻴﺔ اﻟﻌﻠﻮم اﻻﻧﺴﺎﻧﻴﺔ و اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‬
‫ﺟﺎﻣﻌﺔ ﳏﻤﺪ ﺧﻴﻀﺮ ‪ -‬ﺑﺴﻜﺮة ‪ /‬اﳉﺰاﺋـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺮ‬

‫‪halilou_nabil@yahoo.fr‬‬

‫ﺗﺎرﯾﺦ اﻟﻘﺑول ‪:‬‬ ‫ﺗﺎرﯾﺦ اﻟﻣراﺟﻌﺔ ‪:‬‬ ‫ﺗﺎرﯾﺦ اﻹرﺳﺎل ‪:‬‬

‫‪2018/06/07‬‬ ‫‪2018/05/06‬‬ ‫‪2018/05/04‬‬

‫‪ ‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ‪‬‬

‫‪www.asjp.cerist.dz/en/PresentationRevue/131‬‬
‫اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ‪ :‬اﻷﻧﻤﺎط واﻟﻮﻇﺎﺋﻒ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪‬‬
‫اﻟﻣﻠﺧص ‪:‬‬

‫ﺗﻌﻛس اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﻣﻧظوﻣﺔ ﺗﻔﺎﻋل اﻷﻓراد ﺑﺻﻔﺗﻬم وﻛﻼء اﺟﺗﻣﺎﻋﯾﯾن ﯾﺗﺑﺎدﻟون اﻟﺗﺄﺛر واﻟﺗﺄﺛﯾر ﻓﯾﻣﺎ ﺑﯾﻧﻬم ﻓﻲ‬
‫إطﺎر أوﺿﺎع اﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ‪ ،‬وﻫذا اﻟﺗﻔﺎﻋل ٕوان ﻛﺎن ﻓﻲ وﺳط اﺟﺗﻣﺎﻋﻲ واﺣد ﻓﻬو ﯾﻧﺑﻌث ﻣن أﻧﻣﺎط ﺣﯾﺎة ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ‪ ،‬وﺑﻐض اﻟﻧظر‬
‫ﻋن اﻟﻣﺳﺗوى اﻟﺗﻌﻠﯾﻣﻲ أو ﻣﺳﺗوى اﻟﺗﻘدم اﻟﺗﻘﻧﻲ أو ﺣﺗﻰ ﻧوع اﻟﻧظﺎم اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ‪ ،‬ﻓﺈن ﻫذﻩ اﻷﻧﻣﺎط ﺗﺄﺧذ ﺻوراً ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻣن‬
‫اﻟﺛﻘﺎﻓﺎت اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ‪ ،‬وﺗﺗﺿﺢ ﻓﻲ اﻟواﻗﻊ ﻓﻲ أﻧﻣﺎط ﻣن اﻟﺗوﺟﻪ ﻧﺣو اﻟﻘﺿﺎﯾﺎ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ واﻟﻌﻣل اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ ﺑﻣﺎ ﯾﺷﻛل ﻣﺟﻣوع‬
‫اﻟﺳﻠوﻛﯾﺎت واﻟﺗوﺟﻬﺎت ﻧﺣو اﻟﺳﻠطﺔ؛ أي ﻣﺎ ﺗﻔﻌﻠﻪ أو ﻣﺎ ﯾﺗوﺟب أن ﺗﻔﻌﻠﻪ‪.‬‬

‫وﻣن ﻫذا اﻟﻣﻧطﻠق ﺳﻧﻘف ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣﻘﺎل ﺑﺎﻟﺗﻌرض ﻷﻫم ﺗﻌرﯾﻔﺎت ﻣﻔﻬوم اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ‪ ،‬إﻟﻰ ﺟﺎﻧب ذﻛر أﻫم أﻧﻣﺎطﻬﺎ‬
‫ووظﺎﺋﻔﻬﺎ‪.‬‬

‫اﻟﻛﻠﻣﺎت اﻟﻣﻔﺗﺎﺣﯾﺔ ‪ :‬اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ ‪ ،‬اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ ‪ ،‬اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ‪ ،‬اﻷﻧﻣﺎط ‪ ،‬اﻟوظﺎﺋف ‪.‬‬

‫‪Abstract:‬‬
‫‪The Political culture reflects the interaction of individuals as social agents‬‬
‫‪who affect and effect between themselves within social situations . Although , this‬‬
‫‪interaction is in a same social environment it comes from different forms of life‬‬
‫‪regardless of the educational level and technical development or even the political‬‬
‫‪system .these types take different images from the political culture it appears in‬‬
‫‪realty the orientation towards the political issues and actions to create sum of‬‬
‫‪behaviors and attitudes towards the government in what should do or not .‬‬
‫‪What we are going to discuss in this article is the most important definitions of‬‬
‫‪the political culture and its types in addition to its functions.‬‬
‫‪Keywords: culture, politics, political culture, patterns, fonctions‬‬

‫ﻣﻘﺪﻣﺔ ‪:‬‬

‫ﳌﺎ ﺎن ﻟ ّﻞ ﻣﺠﺘﻤﻊ ﺧﺼﻮﺻﻴﺔ ﻌﻜﺴ ﺎ ﺛﻘﺎﻓﺘﮫ اﻟﺴﺎﺋﺪة ﺑ ن أﺑﻨﺎﺋﮫ‪ ،‬ﺗﻠﻚ اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟ ﺗﻄﻮر ﺎ‬
‫ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ اﻟﻘﻴﻢ واﳌﻔﺎ ﻴﻢ واﳌﻌﺎرف اﻟ اﻛ ﺴ ﺎ ﻋ ﻣ اﺛﮫ اﻟﺘﺎر وا ﻀﺎري‪ ،‬وواﻗﻌﮫ ا ﻐﺮا‬
‫واﻟ ﻛﻴﺐ ﺟﺘﻤﺎ ‪ ،‬وﻃﺒﻴﻌﺔ اﻟﻨﻈﺎم ﻗﺘﺼﺎدي واﻟﺴﻴﺎ ﻓﻀﻼ ﻋﻦ اﳌﺆﺛﺮات ا ﺎرﺟﻴﺔ اﻟ ﺸ ﻠﺖ‬
‫ﺟﺰء ﻣﻦ ﺛﻘﺎﻓﺘﮫ اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟ‬
‫ﺧ اﺗﮫ واﻧﺘﻤﺎءاﺗﮫ اﳌﺨﺘﻠﻔﺔ ﻣﻦ ﺟ ﺔ‪ ،‬وﳌﺎ ﺎﻧﺖ اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻟ ﻠﻤﺠﺘﻤﻊ ً‬
‫ﺗﺘ ﻮن ﺑﺪور ﺎ ﻣﻦ ﻋﺪة ﺛﻘﺎﻓﺎت ﻓﺮﻋﻴﺔ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻋﻦ ﻌﻀ ﺎ اﻟﺒﻌﺾ‪ ،‬ﺑﺎﺧﺘﻼف ﻣﺤﻞ ﻗﺎﻣﺔ واﳌ ﻨﺔ‬
‫واﳌﺴﺘﻮى ﻗﺘﺼﺎدي وا ﺎﻟﺔ اﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ وﻏ ﺎ ﻣﻦ اﻟﻌﻮاﻣﻞ اﻟ ﺗﻔﺮض ﺬا ﺧﺘﻼف ﻣﻦ ﺟ ﺔ أﺧﺮى‬
‫ﺗﺠﺎ ﺎت و راء اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺑ ن اﳌﻮاﻃﻨ ن ﻧ ﻴﺠﺔ‬ ‫‪ ،‬ﻓﺈن ﻣﺎ ﻳﻤﻜﻦ ﻣﻼﺣﻈﺘﮫ أن ﻨﺎك اﺧﺘﻼف‬
‫ﺧﺘﻼف ﺗﻘﻴﻴﻢ دوار اﻟ أو ﻠﺖ ﻟﻠﻘﻴﺎدات واﳌﺴﺆوﻟ ن‪ ،‬إذ ﻧﺠﺪ اﻟﺒﻌﺾ ﻣ ﻢ ﻟﺪ ﻢ ﺗﻘﻴﻴﻢ اﻳﺠﺎ ﻲ‬
‫اﺗﺠﺎﻩ ﺬﻩ دوار‪ ،‬و ﻮ اﻟﺘﻘﻴﻴﻢ اﻟﺬي ﻣﻦ ﺷﺄﻧﮫ أن ّﻌﺰز أواﺻﺮ اﻟﺜﻘﺔ واﻟﻮﻻء ﻟﻠﺴﻠﻄﺔ‪ ،‬وإ ﺟﺎﻧﺐ‬
‫ﺆﻻء ﻧﺠﺪ اﻟﺒﻌﺾ ﺧﺮ ﻟﺪ ﻢ ﺗﻘﻴﻴﻢ ﺳﻠ أو أ ﻢ ﻏ ﻣﺒﺎﻟ ن ﺑﻤﺎ ﺗﻘﻮم ﺑﮫ اﻟﺴﻠﻄﺔ ﻣﻦ أدوار واﻧﺠﺎزات‬
‫ﺗﺘﺼﻞ ﺑﺎﻟﺘﻨﻤﻴﺔ‪ ،‬و ﻮ اﻟﺘﻘﻴﻴﻢ اﻟﺬي ﻗﺪ ﻳﺆﺛﺮﻋ درﺟﺔ وﻣﺴﺘﻮى اﻟﺜﻘﺔ واﻟﻮﻻء ﻟﻠﺴﻠﻄﺔ‪.‬‬

‫‪209‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‪ ‬اﻟﻌﺪد ‪ -17‬ﺟﻮان ‪ 2018‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ د‪ ,‬ﺣﻠﻴﻠﻮ ﻧﺒﻴﻞ– ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺑﺴﻜﺮة ‪ /‬اﻟﺠﺰاﺋﺮ‬
‫ّإن اﳌﺠﺘﻤﻊ اﻟﺬي ﻳﻀﻢ أﻓﺮادا ﺣﺎﻣﻠ ن ﻟﻘﻴﻢ إﻳﺠﺎﺑﻴﺔ اﺗﺠﺎﻩ دوار ﻟﻠﺴﻠﻄﺔ‪ ،‬و ﻀﻢ أﻓﺮادا ﺣﺎﻣﻠ ن‬
‫ﻟﻘﻴﻢ اﻟﺮﻏﺒﺔ اﻟﻌﻤﻞ ﻋ ﺗﺤﻘﻴﻖ اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ اﳌ ﺸﻮدة‪ ،‬ﻧ ﻴﺠﺔ ﺬا اﻟﺘﻘﻴﻴﻢ ﻳﺠﺎ ﻲ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ وﺻﻔﮫ إﻻ‬
‫ﻛﻤﺎ وﺻﻔﮫ داﻓﻴﺪ ﻣﺎ ﻠﻴﻼﻧﺪ ﺑﻤﺠﺘﻤﻊ ﻧﺠﺎز‪ّ ،‬أﻣﺎ اﳌﺠﺘﻤﻊ اﻟﺬي ﻏﺎﺑﺖ ﻟﺪى ﻏﺎﻟﺒﻴﺔ أﻓﺮادﻩ ﺬﻩ‬
‫اﳌﻘﻮﻣﺎت ﻣﻦ اﻟﻘﻴﻢ ﻓﺤﺎل ووﺿﻊ اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﻓﻴﮫ ﻳﺨﺘﻠﻒ ﻋﻦ اﳌﺠﺘﻤﻊ اﳌﺬ ﻮر آﻧﻔﺎ‪.‬‬
‫ّ‬

‫وﻋ اﻋﺘﺒﺎر أن ﻟ ﻞ ﻣﺠﺘﻤﻊ ﺧﺼﻮﺻﻴﺔ ﻌﻜﺴ ﺎ ﺛﻘﺎﻓﺘﮫ اﻟﺴﺎﺋﺪة ﺑ ن أﻓﺮادﻩ‪ ،‬وأن اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ‬
‫اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻓﻴﮫ ﺗ ﺒﺎﻳﻦ إ ﺛﻘﺎﻓﺎت ﻓﺮﻋﻴﺔ‪ ،‬ﻓﺈﻧﻨﺎ ﺳﻨﻘﻒ ﺬا اﳌﻘﺎل ﻋﻨﺪ ﻣﻮﺿﻮع اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ‬
‫ﺑﺎﻟﺪراﺳﺔ ﻣﻦ ﺧﻼل ﺟﺎﺑﺔ ﻋﻦ اﻟ ﺴﺎؤﻻت ﺗﻴﺔ ‪:‬‬

‫‪ -‬ﻣﺎ اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ؟‬

‫‪ - -‬ﻣﺎ ﺗﺼ ﻴﻔﺎ ﺎ وأ ﻢ أﻧﻤﺎﻃ ﺎ ؟‬
‫‪ -‬ﻣﺎ وﻇﺎﺋﻔ ﺎ ؟‬

‫أوﻻ ‪ :‬ﻣﻔ ﻮم اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ‬

‫ﻗﺒﻞ اﻟﺒﺪء ذﻛﺮ ﺬﻩ اﻟﺘﻌﺮ ﻔﺎت ﻧﺮﺪ أن ﻧﺆﻛﺪ ﺑﺄن ﻣﻔ ﻮم اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ واﺣﺪ ﻣﻦ اﳌﻔﺎ ﻴﻢ‬
‫اﻟ ﺗﻀﺎرﺖ راء وﺿﻊ ﻌﺮ ﻒ ﻣﺤﺪدا ﻟﮫ ‪ ،‬ﻓﺮﻏﻢ ﻣﺎ ﺑﺪا ﻣﻦ ﺴﺎﻃﺔ ﻇ ﻮرﻩ ﻟﻢ ﻳﻠﺒﺚ أن ﻇ ﺮت‬
‫ﻣﺸﻜﻼت ﻣﻌﻘﺪة ﺗﻜﺘﻨﻒ ﻌﺮ ﻔﮫ ‪ ،‬و ﺬا راﺟﻊ إ اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺳﺒﺎب ﻟﻌﻞ أﺑﺮز ﺎ ﺣﺪاﺛﺔ اﳌﻔ ﻮم ﺣﻴﺚ‬
‫ﻟﻢ ﻳﻜﺘﺐ ﻟﮫ اﻟﻈ ﻮر إﻻ أواﺧﺮ ا ﻤﺴ ﻨﺎت ﻓﻘﻂ ﻛﺘﺎﺑﺎت أﳌﻮﻧﺪ ﻋﺎم ‪ ، 1956‬ﺬا إ ﺟﺎﻧﺐ ﻮﻧﮫ‬
‫ﻣﻔ ﻮﻣﺎ ﻣﺮﻛﺒﺎ ﻣﻔ ﻮﻣ ن ﻳ ﺴﻤﺎن ﺑﻘﺪرﻣﻦ ﺴﺎع و ﻋﺪم اﻟﺘﺤﺪﻳﺪ و ﻤﺎ اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ و اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ‪.‬‬

‫و ﺑﻤﺎ أن ﻓﻘﺮﺗﻨﺎ ﺧ ة اﻧ ﺖ ﻣﻦ أن ﻣﻔ ﻮم اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺸﻤﻞ ﻣﻔ ﻮﻣ ن اﺛﻨ ن ﻤﺎ اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ‬

‫و اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺳﻨﺤﺎول ﻗﺒﻞ ﻌﺮ ﻒ اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ أن ﻧﺘﻌﺮض ﳌﻔ ﻮم اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺑﺎﻟﺘﻌﺮ ﻒ و ﻟﻮ ﺑﺼﻮرة‬
‫ﻣﻮﺟﺰة‪.‬‬

‫‪ -1-1‬ﻌﺮﻒ اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ‪:‬‬

‫ﻟﻠﺜﻘﺎﻓﺔ ﻌﺮ ﻔﺎت ﻣﺘﻌﺪدة و ﻣﺘﺒﺎﻳﻨﺔ و ﻣﻦ ﺑﻴ ﺎ ﻌﺮ ﻒ إدوارد ﺗﺎﻳﻠﻮر اﻟﺬي ﻋﺮﻓ ﺎ ﺑﺎ ﺎ ‪ " :‬ذﻟﻚ‬
‫اﻟ ﻞ اﳌﺮﻛﺐ اﻟﺬي ﺸﻤﻞ اﻟﻌﻘﺎﺋﺪ ‪ ،‬اﻟﻔﻦ ‪ ،‬اﻟﻘﺎﻧﻮن ‪ ،‬اﻟﻌﺎدات و اﻟﻘﺪرات ﺧﺮى اﻟ ﻳﻜ ﺴ ﺎ ﺴﺎن‬
‫‪1‬‬
‫ﻛﻌﻀﻮ اﳌﺠﺘﻤﻊ‪.‬‬

‫ذﻟﻚ‬ ‫ﺴﺎن ﺧﻼل اﻟﺘﺎر ﺦ ﺑﻤﺎ‬
‫وﻗﺖ ﻣﻌ ن ﺑﻮﺻﻔ ﺎ ﻣﻮﺟ ﺎت‬
‫ﻤﺎﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﻨﺎس ﻳﺮﺛﻮﻧﮫ ﺟﻴﻼ ﻌﺪ‬
‫و ﻌﺮﻓ ﺎ ﻛﻼﻳﺪﻛﻼﻛ ﻮن ﺑﺄ ﺎ ‪ " :‬أﺳﺎﻟﻴﺐ ا ﻴﺎة اﻟ أﻧﺘﺠ ﺎ‬
‫اﳌﺨﻄﻄﺎت اﻟﻈﺎ ﺮة و اﻟ ﺎﻣﻨﺔ اﻟﺮﺷﻴﺪة و اﻟﻐ اﻟﺮﺷﻴﺪة‪ ،‬و اﻟ ﺗﻮﺟﺪ‬
‫ﺳﻠﻮك ﺴﺎن‪ 2‬و ﻋﺮﻓ ﺎ ﺳﻴﺪ ﻋﻮ ﺲ ﺑﺄ ﺎ ‪ " :‬اﻟ اث ﺟﺘﻤﺎ‬
‫‪3‬‬
‫ﺟﻴﻞ ﻛﺄﻓﺮاد و ﺟﻤﺎﻋﺎت‪.‬‬

‫‪ ‬اﻟﻌﺪد ‪ -17‬ﺟﻮان ‪ 2018‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ‪210‬‬

‫اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ‪ :‬اﻷﻧﻤﺎط واﻟﻮﻇﺎﺋﻒ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ " :‬ﻣﻨﻈﻮﻣﺔ ﻣﺪﻟﻮﻻت ﻳﺘﻘﺎﺳﻤ ﺎ ﻋﺎدة أﻋﻀﺎء ﺟﻤﺎﻋﺔ اﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ و ﺴﺘﺨﺪﻣﻮ ﺎ‬ ‫و اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ‬
‫‪4‬‬
‫ﺗﻔﺎﻋﻼ ﻢ‪.‬‬

‫و ﻋﻤﻮﻣﺎ ﻟﻠﺜﻘﺎﻓﺔ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ا ﺼﺎﺋﺺ أ ﻤ ﺎ ‪:‬‬

‫‪ -‬أ ﺎ ﻧﺘﺎج ﻋﻼﻗﺎت اﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻣﻜ ﺴﺒﺔ و ﺗﺮاﻛﻤﻴﺔ ﻣﻦ ﺟﻴﻞ إ آﺧﺮ‪.‬‬

‫‪ -‬أ ﺎ ﺛﻘﺎﻓﺔ ﺻﻐ ة ﻣﻦ ﺧﻼل ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﺘﻜﻴﻴﻒ‪.‬‬

‫‪ -‬أ ﺎ ﺛﻘﺎﻓﺔ ﺗ ﺎﻣﻠﻴﺔ ﺗ ﺴﻢ ﺑﺎﻟﻮﺣﺪة‪.‬‬

‫‪-2-1‬اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ‪:‬‬

‫ﻋﺮف ﺳﻴﺪ ﻲ ﻓ ﺑﺎ اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺑﺄ ﺎ ‪ " :‬اﳌﻌﺘﻘﺪات و اﻟﺮﻣﻮز اﻟﺘﻌﺒ ﻳﺔ و اﻟﻘﻴﻢ اﻟ ﺗﺤﺪد‬
‫‪5‬‬
‫اﳌﻮﻗﻒ اﻟﺬي ﺗﺤﺪث ﻣﻦ ﺧﻼﻟﮫ ا ﺮﻛﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ‪.‬‬

‫ﻓﺎﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺣﺴﺐ ﺬا اﻟﺘﻌﺮ ﻒ ﻧﻈﺎم اﻟﺘﺤﻜﻢ ﻳﺮﺗﺒﻂ ﺑﻤﻌﺘﻘﺪات ﻳﻤﺘﻠﻜ ﺎ اﻟﻔﺮد ‪،‬و‬
‫ﺗﺮﻛ ﻩ ﻋ اﳌﻌﺘﻘﺪات اﻓ ض ﻓ ﺑﺎ ﻋﺪدا ﻣﻦ ﻌﺎد ﻟﻠﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ اﳌﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﺎ ﻴﺎة اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ‬
‫ﺧﺼﻮﺻﺎ ﺑﺎﻟﺪوﻟﺔ اﻟﻘﻮﻣﻴﺔ ‪ ،‬و ﺗﺒﻌﻴﺔ اﳌﻮاﻃﻦ ﻟﻠﻘﺎﺋﺪ ‪ ،‬و ﺑﺎﳌﺨﺮﺟﺎت ‪ ،‬و اﻟﻌﻤﻠﻴﺎت ﻟﻠﻨﻈﻢ أو ا ﻮﻣﺎت و‬
‫ﻌﻤﻠﻴﺔ ﺻﻨﻊ اﻟﻘﺮار‪.‬‬
‫‪6‬‬
‫و ﻋﺮﻓ ﺎ ﺟﺎﺑﺮﻞ أﳌﻮﻧﺪ ﺑﺄ ﺎ ‪ " :‬ﻧﻤﻂ ﻣﺤﺪد ﻣﻦ اﻟﺘﻮﺟ ﺎت أو ﺗﺠﺎ ﺎت إزاء اﻟ ﺸﺎط اﻟﺴﻴﺎ "‬

‫و ﻟﻘﺪ اﻓ ض أﳌﻮﻧﺪأن اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺗﺘﻤ ﺑﺎﺳﺘﻘﻼل ﻣﻌ ن ‪ ،‬و ﻣﻊ ذﻟﻚ ﻓﺈ ﺎ ﺗﺮﺗﺒﻂ ﺑﺎﻟﺜﻘﺎﻓﺔ‬
‫اﻟﻌﺎﻣﺔ اﳌﺠﺘﻤﻊ ﻷ ﺎ ﺗﻈﻢ ﻧﻤﺎذج ﻟﻠﺘﻮﺟ ﺎت إزاء اﻟﻈﺎ ﺮة اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺗﺘﺠﺎوز ﺣﺪود اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺴﻴﺎ ‪.‬‬
‫ﻌﺪ دراﺳﺔ اﻣ ﻳﻘﻴﺔ و ﺧﻤﺲ دول أﻋﺎد ﻞ ﻣﻦ ﻣ ﮫ ﻟﻼﺗﺠﺎ ﺎت أﳌﻮﻧﺪو ﻓ ﺑﺎ ﻌﺮ ﻔ ﻤﺎ‬
‫ﻟﻠﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ و أﺻﺒﺤﺖ ﺑﺎ ﺎ " ﺗﺠﺎ ﺎت و اﻟﺘﻮﺟ ﺎت اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻟﺪى ﻓﺮاد ﻋﻼﻗ ﻢ ﺑﺎﻟﻨﻈﺎم‬
‫اﻟﺴﻴﺎ ‪ ،‬و ﻳﻀﺎف إ ذﻟﻚ أ ﺎ ﺗﺘﻀﻤﻦ إدرا ﺎت و ﻣﺸﺎﻋﺮو ﺗﻘﻴﻴﻤﺎت ﻓﺮاد‪.7‬‬

‫ان اﻟﺘﻮﺟ ﺎت دراﻛﻴﺔ ﺑﺎﻟ ﺴﺒﺔ إﻟ ﻤﺎ ﺗﺘﻀﻤﻦ ﻣﻌﺮﻓﺔ و ﻣﻌﺘﻘﺪات ﻓﺮاد ﺣﻮل اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺴﻴﺎ‬
‫و ﻋﻤﻠﻴﺎﺗﮫ و ﻗﻴﺎداﺗﮫ ﺑ ﻨﻤﺎ اﻟﺘﻮﺟ ﺎت اﻟﻮﺟﺪاﻧﻴﺔ ﺗﺘﻀﻤﻦ اﳌﺸﺎﻋﺮ إزاء اﻟﻨﻈﺎم ﺎﻻرﺗﺒﺎط و ﻧﺘﻤﺎء أو‬
‫ﻏ اب ﻋﻨﮫ ‪ ،‬أﻣﺎ اﻟﺘﻮﺟ ﺎت اﻟﺘﻘﻴﻴﻤﻴﺔ ﻓ ﺸﻤﻞ ﺣ ﺎم و راء ﺑﺎﻟ ﺴﺒﺔ ﻟﻸﻓﺮاد ﺸﺄن اﻟﻨﻈﺎم‬
‫اﻟﺴﻴﺎ ‪.‬‬

‫و ﻗﺪ أﺻﺒﺤﺖ ﺬﻩ اﻟﺘﻮﺟ ﺎت ﺳﺎس ﻷﻧﻤﺎط اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻟﺪ ﻤﺎ ‪ ،‬و اﻟ ﺳ ﺘﺤﺪث ﻋ ﺎ‬

‫ﻻﺣﻘﺎ ﻣﻦ ﺛﻘﺎﻓﺔ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﻣﻐﻠﻘﺔ ‪ ،‬و رﻋﻮ ﺔ و ﻣﺸﺎرﻛﺔ‪.‬‬

‫‪211‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‪ ‬اﻟﻌﺪد ‪ -17‬ﺟﻮان ‪ 2018‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ د‪ ,‬ﺣﻠﻴﻠﻮ ﻧﺒﻴﻞ– ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺑﺴﻜﺮة ‪ /‬اﻟﺠﺰاﺋﺮ‬
‫ﻛﻤﺎ ﺣﺎول ﺟﺎﺑﺮﻞ أﳌﻮﻧﺪ و ﺑﻨﺠ ﺎﻣﺒﺎول ﻛﺘﺎب " اﻟﺴﻴﺎﺳﺎت اﳌﻘﺎرﻧﺔ وﻗﺘﻨﺎ ا ﺎﺿﺮ" إﻋﻄﺎء‬
‫ﻌﺮ ﻒ ﻟﻠﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺑﺄ ﺎ ‪ " :‬ﺗﻮز ﻌﺎ ﻣﻦ ﻧﻮع ﺧﺎص ﻟﻠﺘﻮﺟ ﺎت اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ‪ ،‬و اﻟﻘﻴﻢ و اﳌﺸﺎﻋﺮ و‬
‫اﳌﻌﻠﻮﻣﺎت و اﳌ ﺎرات ‪ ،‬ﻓﻜﻤﺎ ﺗﺆﺛﺮ ﺗﻮﺟ ﺎت اﻟﻨﺎس ﻋ ﻣﺎ ﺳﻴﻔﻌﻠﻮﻧﮫ ﻓﺈن ﺛﻘﺎﻓﺔ ﻣﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺗﺆﺛﺮﻋ‬
‫ﺗﺼﺮف اﳌﻮاﻃﻨ ن و اﻟﻘﺎدة ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺴﻴﺎ ‪ ،‬و ﻟﻔ ﻢ ﻧﻈﺎم ﺳﻴﺎ ﻣﻌ ن ﻓﺈﻧﮫ ﻣﻦ اﳌﻔﻴﺪ‬
‫ﺗﻄﻮ ﺮ ﺧﺎرﻃﺔ ﻟﻠﻤﻼﻣﺢ اﻟ ﺎﻣﺔ ﻟﺜﻘﺎﻓﺘﮫ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ‪ ،‬و إﺣﺪى اﻟﻄﺮق ا ﺎﺻﺔ ﺑﻮﺿﻊ ﺬﻩ ا ﺎرﻃﺔ‬
‫وﺻﻒ ﺗﻮﺟ ﺎت اﳌﻮاﻃﻨ ن ﻋ اﳌﺴﺘﻮ ﺎت اﻟﺜﻼﺛﺔ ﻟﻠﻨﻈﺎم اﻟﺴﻴﺎ و ‪ :‬اﻟﻨﻈﺎم ‪ ،‬اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ‪،‬‬
‫اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ"‪.‬‬

‫أ ‪ -‬ﻋ ﻣﺴﺘﻮى اﻟﻨﻈﺎم ‪ :‬ﺘﻢ ﺑﻮﺟ ﺎت ﻧﻈﺮ اﳌﻮاﻃﻨ ن و اﻟﻘﺎدة اﳌﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﻘﻴﻢ و ﻧﻈﻤﺔ اﻟ‬
‫ﺗﺠﻌﻞ اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺴﻴﺎ ﻳﺘﻤﺎﺳﻚ ‪ ،‬و ﺑﻄﺮﻘﺔ اﻧﺘﺨﺎب اﻟﻘﺎدة و اﻧﺼﻴﺎع اﳌﻮاﻃﻨ ن ﻟﻠﻘﺎﻧﻮن ‪.‬‬

‫ب‪ -‬ﻋ ﻣﺴﺘﻮى اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ‪ :‬ﻓﻴﻨﺼﺐ ا ﺘﻤﺎﻣ ﺎ ﻋ ﻣﻴﻮل اﳌﻮاﻃﻨ ن ﻟﻠﻤﺸﺎرﻛﺔ‬
‫اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻣﺜﻞ اﻟﺘﻘﺪم ﺑﻤﻄﺎﻟﺐ ‪ ،‬و ﺗﺄﻳﻴﺪ ﻌﺾ ا ﻤﺎﻋﺎت و ﻣﻌﺎرﺿﺔ ﺟﻤﺎﻋﺎت‬
‫أﺧﺮى ‪ ،‬و اﳌﺴﺎ ﻤﺔ ﺑﻤﺨﺘﻠﻒ اﻟﺼﻮر‪.‬‬

‫ج‪ -‬ﻋ اﳌﺴﺘﻮى اﻟﺴﻴﺎ ‪ :‬ﻣﻦ ﺧﻼل ﻣﻌﺮﻓﺔ ﻣﺎ اﻟﺴﻴﺎﺳﺎت اﻟ ﻳﺘﻮﻗﻌ ﺎ اﳌﻮاﻃﻨﻮن و‬
‫‪8‬‬
‫ﺪاف اﻟ ﻳﺠﺐ وﺿﻌ ﺎ و ﻛﻴﻒ ﺳ ﺘﺤﻘﻖ؟‬ ‫اﻟﻘﺎدة ﻣﻦ ا ﻮﻣﺔ ‪ ،‬و ﻣﺎ‬

‫أﻣﺎﻟﻮﺳﻴﺎن ﺑﺎي ‪ lucianpye‬ﻌﺮف اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺑﺄ ﺎ ‪ " :‬ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﺗﺠﺎ ﺎت و اﳌﻌﺘﻘﺪات و‬

‫اﳌﺸﺎﻋﺮ اﻟ ﻌﻄﻲ ﻧﻈﺎﻣﺎ و ﻣﻌ ﻟﻠﻌﻤﻠﻴﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ‪ ،‬و ﺗﻘﺪم ﻗﻮاﻋﺪ ﻣﺴﺘﻘﺮة ﺗﺤﻜﻢ ﺗﺼﺮﻓﺎت أﻋﻀﺎء‬
‫اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺴﻴﺎ ‪.‬‬

‫ﻣﻨﻈﻢ ﻟﻠﺴﻴﺎﺳﺔ و اﻟﺬي ﻳﺘﻤ ﺑﻮﺟﻮد ﻣﺴﺘﻮ ن‬ ‫ﻳﺮى ﻟﻮﺳﻴﺎن ﺑﺄن اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻋﺎﻟﻢ‬
‫‪ :‬ول ‪ :‬ﻳﻤﺜﻠﮫ اﻟﻔﺮد و اﻟ ﺗﺬودﻩ اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺑﺨﻄﻮط ﻣﺮﺷﺪة ﺿﺎﺑﻄﺔ ﻟﻠﺴﻠﻮك اﻟﺴﻴﺎ اﻟﻔﻌﺎل‬
‫‪ ،‬و اﻟﺜﺎ ﻲ ‪ :‬ﺗﻤﺜﻠﮫ ا ﻤﺎﻋﺔ ﺣﻴﺚ ﻌﻄﻲ اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻟ ﻤﺎﻋﺔ ﺑﻨﺎء ﻧﻈﺎﻣﻲ ﻟﻠﻘﻴﻢ و ﻋﺘﺒﺎرات‬
‫اﻟﻌﻘﻼﻧﻴﺔ اﻟ ﺗﺆﻣﻦ ﺑﺘﻤﺎﺳﻚ و ا ﺎم أداء اﳌﺆﺳﺴﺎت و اﻟﺘﻨﻈﻴﻤﺎت ‪ ،‬و ﺑﺬﻟﻚ ﺗﺼﺒﺢ اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ‬
‫‪9‬‬
‫اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﻟ ة ا ﻤﺎﻋﻴﺔ ‪ ،‬و ة ا ﻴﺎة اﻟﻔﺮدﻳﺔ اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺴﻴﺎ ‪.‬‬

‫و إ ﺟﺎﻧﺐ ﺬﻩ اﻟﺘﻌﺮ ﻔﺎت ﻧﺠﺪ ﻌﺮ ﻒ ﻗﺎﻣﻮس اﻛﺴﻔﻮرد ﻟﻠﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺑﺄ ﺎ " ﺗﺠﺎ ﺎت‬
‫و اﻟﻘﻴﻢ اﻟ ﺗﺘﺼﻞ ﻌﻤﻞ ﻧﻈﺎم ﺳﻴﺎ ﻣﺤﺪد ‪ ،‬و ﻌﺪ ﺑﻤﺜﺎﺑﺔ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﻣﺘﻀﻤﻨﺔ و ﻣ ﺎرات ﻣﻜ ﺴﺒﺔ ﻋﻦ‬
‫‪10‬‬
‫ﻋﻤﻞ ﺬا اﻟﻨﻈﺎم ‪ ،‬ﻛﻤﺎ ﺗﺘﻀﻤﻦ اﺗﺠﺎ ﺎت إﻳﺠﺎﺑﻴﺔأو ﺳﻠﺒﻴﺔ ﻧﺤﻮﻩ إ ﺟﺎﻧﺐ أﺣ ﺎم ﺗﻘﻴﻴﻤﻴﺔ ﺸﺄﻧﮫ‬

‫أﻣﺎ ﻓﻴﻠﻴﺒ و ﻋﺮﻓ ﺎ ﺑﺄ ﺎ ‪ " :‬ﺗﺘ ﻮن ﻣﻦ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﳌﻌﺎرف و اﳌﻌﺘﻘﺪات ﺴﻤﺢ ﻟﻸﻓﺮادﺑﺈﻋﻄﺎء‬
‫ﻣﻌ ﻟﻠﺘﺠﺮ ﺔ اﻟﺮوﺗﻴ ﻴﺔ ﻟﻌﻼﻗ ﻢ ﺑﺎﻟﺴﻠﻄﺔ اﻟ ﺗﺤﻜﻤ ﻢ ﻛﻤﺎ ﺴﻤﺢ ﻟﻠﻤﺠﻤﻮﻋﺎت ﺑﺎﺳﺘﺨﺪاﻣ ﺎ ﻛﻤﺮﺟﻊ‬

‫‪ ‬اﻟﻌﺪد ‪ -17‬ﺟﻮان ‪ 2018‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ‪212‬‬

‫اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ‪ :‬اﻷﻧﻤﺎط واﻟﻮﻇﺎﺋﻒ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ ،‬و ذﻟﻚ ﻣﻦ ﺧﻼل ﻌﺒﺌﺔ ﺣﺪ أد ﻰ‬ ‫ﻟﻠﺘﻌﺮ ﻒ ﻮ ﺎ ‪ ،‬ﻓ ﻟ ﻞ ﻣ ﻢ ﺑﺘﺤﺪﻳﺪ ﻣﻮﻗﻌﮫ اﳌﺠﺎل اﻟﺴﻴﺎ‬
‫‪11‬‬
‫ﻣﻦ اﳌﻌﺎﻟﻢ اﻟﻮاﻋﻴﺔ أو اﻟﻐ واﻋﻴﺔ اﻟ ﺗﺮﺷﺪﻩ ﺳﻠﻮﻛﮫ "‬

‫اﳌﺠﺘﻤﻊ ‪ ،‬و اﻟ‬ ‫ﻛﻤﺎل اﳌﻨﻮ اﻟﺬي رأى ﺑﺄن اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺗﻤﺜﻞ " ﺗﻠﻚ اﻟﻘﻴﻢ اﻟﺴﺎﺋﺪة‬
‫‪12‬‬
‫ﺗﺘﺼﻞ ﻌﻼﻗﺔ أﻓﺮادﻩ ﺑﺎﻟﻨﻈﺎم اﻟﺴﻴﺎ ﺑﺼﻮرة ﻣﺒﺎﺷﺮة أو ﻏ ﻣﺒﺎﺷﺮة "‬
‫إن اﺳﺘﻌﺮاﺿﻨﺎ ﻟ ﺬﻩ اﻟﺘﻌﺮ ﻔﺎت اﳌﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺟﻌﻠﻨﺎ ﻧﻘﻒ ﻣﻦ ﺧﻼﻟ ﺎ ﻋ ﻋﺪة‬
‫ﻣﻼﺣﻈﺎت و اﺳﺘ ﺘﺎﺟﺎت أوﻟ ﺎ أﻧﮫ ﻨﺎك ﺟﻤﻠﺔ ﻣﻦ اﳌﻔﻜﺮﻦ ﺗﻨﻈﺮ ﻟﻠﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎر ﺎ ﻐﻠﺐ‬
‫ﻋﻠ ﺎ اﻟﺮؤ ﺔ اﳌﻌﻴﺎر ﺔ أو اﳌﻌﺮﻓﻴﺔ ‪ ،‬و ﺗﺮﻛﺰ ﻋ ﺟﺎﻧﺐ اﻟﻘﻴﻢ و اﳌﻌﺎﻳ ‪ ،‬و ﺗﺠﺎ ﺎت ﻟﺪى ﻓﺮد ﻣﺎ‬
‫اﳌﺠﺘﻤﻊ ﻋﻼﻗﺎﺗﮫ ﺑﺎﻟﻨﻈﺎم اﻟﺴﻴﺎ ‪ ،‬و ﻣﻦ ﺑ ن ﺆﻻء اﳌﻔﻜﺮ ﻦ ﻧﺠﺪ ﻌﺮ ﻒ ﻟﻮﺳﻴﺎن ﺑﺎي ‪ ،‬ﺻﺎﻣﻮ ﻞ‬
‫ﺑﻴ و ﻓﻴﻠﻴﺐ ﺑﺮو و ﻏ ﻢ‪.‬‬

‫و إ ﺟﺎﻧﺐ ﺬﻩ اﻟﺰاو ﺔ ﻣﻦ اﳌﻌﺎ ﺔ ﻧﺠﺪ ﻓﺌﺔ أﺧﺮى ﻣﻦ اﻟﺒﺎﺣﺜ ن ﻳﻨﻈﺮون إ اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ‬
‫ﻣﻦ ا ﺎﻧﺐ اﳌ ﺎري ﺣﻴﺚ ﺗﺮﻛﺰ ﻋ اﻟﺴﻠﻮك ﻟﺪى ﻓﺮد ﻣﺎ اﺗﺠﺎﻩ اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺴﻴﺎ و ﻳﻤﺜﻞ ﺬﻩ اﻟﻔﺌﺔ ﻞ‬
‫ﻣﻦ ﺳﻴﺪ ﻲ ﻓ ﺑﺎ و ﺟﺎﺑﺮﻞ أﳌﻮﻧﺪ و دﻳﻨ ﺲ ﺎﻓﺎﻧﺎ و ﻏ ﻢ‪.‬‬

‫ﻴﻠﮫ أﻳﻀﺎ ﻣﻦ ﺧﻼل ﺬﻩ اﻟﺘﻌﺮ ﻔﺎت أن اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻌﻄﻴﻨﺎ ﻴ ﻞ اﻟﻨﻄﺎق‬ ‫و ﻣﺎ ﻳﻤﻜﻦ‬
‫اﻟﺴﻴﺎ و ﻣﻀﻤﻮﻧﮫ ﺑﻨﻔﺲ ﺳﻠﻮب اﻟﺬي ﺗﻘﺪم ﺑﮫ اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﻋﻤﻮﻣﺎ ﺑﺼﻮرة اﻟ اﺑﻂ و اﻟﺘ ﺎﻣﻞ ا ﻴﺎة‬
‫ﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ‪ ،‬و ذﻟﻚ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎر اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺟﺰء ﻻ ﻳﺘﺠﺰأ ﻣﻦ اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ‪ ،‬و ﻣﺎ ﻳﻨﻄﺒﻖ ﻋ‬
‫ﺧ ة ﻳﻨﻄﺒﻖ ﻋ و ‪.‬‬

‫و ﻛﺬﻟﻚ أن اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻣﻜ ﺴﺒﺔ ﻣﻦ ﺧﻼل ﺟﻤﻠﺔ ﻣﻦ ﻣﺼﺎدر اﻟﺘ ﺸﺌﺔ ﻣﺜﻞ ﺳﺮة‪ ،‬اﳌﺪرﺳﺔ‬
‫و ﻏ ﺎ ﻣﻦ اﳌﺼﺎدر ﺧﺮى ‪.‬‬
‫ﻛﻤﺎ أﻧﮫ ﻳﻤﻜﻨﻨﺎ أن ﺴﺘ ﺘﺞ ﺑﺄن اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ذات ﺻﻠﺔ و ﻋﻼﻗﺔ وﺛﻴﻘﺔ ﺑﺎﻟﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻴﺔ إذ‬
‫ﻳﺆﻛﺪ اﳌﻔ ﻮم اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻲ اﳌﺴﺎواة و ﻳﻔ ض اﻟﻌﻘﻼﻧﻴﺔ ‪ ،‬و ﻣﻮاﺟ ﺔ اﻟﻘﻴﻢ اﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ اﻟﺴﻠﺒﻴﺔ و ﺗﺤﻘﻴﻖ‬
‫اﻟﺘﻮاﻓﻖ و إﺗﺎﺣﺔ اﳌﺸﺎرﻛﺔ اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ أﻣﺎم أﻓﺮاد اﳌﺠﺘﻤﻊ ﻐﺾ اﻟﻨﻈﺮﻋﻦ ﺧﺘﻼﻓﺎت اﻟﻠﻐﻮ ﺔ‬
‫و اﻟﺪﻳ ﻴﺔ و ﻏ ﺎ ‪...‬‬

‫و ﺬﻩ اﻟﻨﻘﻄﺔ ﻳﻤﻜﻨﻨﺎ اﻟﻮﺻﻮل إ اﺳﺘ ﺘﺎج آﺧﺮ ﻣﻔﺎدﻩ وﺟﻮد ارﺗﺒﺎط وﺛﻴﻖ أﻳﻀﺎ ﺑ ن اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ‬
‫اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ و اﻟﻮ ‪ ،‬ﺣﻴﺚ أن ﺬا ﺧ ﻣ ﻢ ﺟﺪا و ﻋﻨﺼﺮ ﻣﺤﻮري ﺸﻜﻴﻞ اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ‬
‫ﻌﺪ ﺑﻤﺜﺎﺑﺔ اﳌﻨﺎخ اﻟﻌﺎﻃﻔﻲ اﻟﺬي ﻳﺤﺪد اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑ ن‬ ‫اﳌﺠﺘﻤﻊ ﻷن ﺬا اﻟﻮ‬ ‫ﻧﻔﺴ ﺎ ﻟﺪى أي ﻓﺮد‬
‫ﻟﻨﺎ ذﻟﻚ‪.‬‬ ‫و ﻌﺮ ﻒ ﺻﺎﻣﻮ ﻞ ﺑﻴ ‪ ،‬ﻻري داﻳﻤﻮﻧﺪ ﻟﻠﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻳﻮ‬ ‫ﻓﺮاد و اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺴﻴﺎ‬

‫‪213‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‪ ‬اﻟﻌﺪد ‪ -17‬ﺟﻮان ‪ 2018‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ د‪ ,‬ﺣﻠﻴﻠﻮ ﻧﺒﻴﻞ– ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺑﺴﻜﺮة ‪ /‬اﻟﺠﺰاﺋﺮ‬
‫ﻋﻤﻮﻣﺎ ﻣﻦ ﺧﻼل ﺬﻩ اﻟﺘﻌﺮ ﻔﺎت واﻟﺘﻌﻠﻴﻘﺎت ﻠ ﺎ ﻳﻤﻜﻨﻨﺎ ﺗﺤﺪﻳﺪ ﻋﻨﺎﺻﺮ ﻣﻔ ﻮم اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ‬
‫اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻋ اﻟﻨﺤﻮ اﻟﺘﺎ ‪:‬‬

‫‪ -‬ﺗﻤﺜﻞ اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ اﻟﻘﻴﻢ و ﺗﺠﺎ ﺎت واﻟﺴﻠﻮﻛﻴﺎت واﳌﻌﺎرف اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻷﻓﺮاد‬
‫اﳌﺠﺘﻤﻊ‪.‬‬
‫‪ -‬اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺛﻘﺎﻓﺔ ﻓﺮﻋﻴﺔ‪ .‬ﻓ ﺟﺰء ﻣﻦ اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ ﺗﺆﺛﺮ ﻓﻴﮫ وﺗﺘﺄﺛﺮ ﺑﮫ‪،‬‬
‫وﻟﻜ ﺎ ﻻ ﺴﺘﻄﻴﻊ أن ﺸﺬ ﻋﻦ ذﻟﻚ ﻃﺎر اﻟﻌﺎم ﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﳌﺠﺘﻤﻊ‪.‬‬
‫‪ -‬ﺗﺘﻤ اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺑﺄ ﺎ ﻣﺘﻐ ة‪ .‬ﻓ ﻻ ﻌﺮف اﻟﺜﺒﺎت اﳌﻄﻠﻖ‪ ،‬و ﺘﻮﻗﻒ ﻢ وﻣﺪى اﻟﺘﻐ‬
‫ﺑ ﻴﺔ ﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ و ﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ واﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ‪ ،‬ودرﺟﺔ‬ ‫ﻋ ﻋﺪة ﻋﻮاﻣﻞ ﻣﻦ ﺑﻴ ﺎ ‪ :‬ﻣﺪى وﻣﻌﺪل اﻟﺘﻐ‬
‫ا ﺘﻤﺎم اﻟﻨﺨﺒﺔ ا ﺎﻛﻤﺔ ﺑﻘﻀﻴﺔ ﺬا اﻟﺘﻐﻴ ﺛﻘﺎﻓﺔ اﳌﺠﺘﻤﻊ‪ ،‬وﻣﺪى رﺳﻮخ ﺬﻩ اﻟﻘﻴﻢ ﻧﻔﻮس ﻓﺮاد‪.‬‬
‫‪ -‬ﺗﺨﺘﻠﻒ اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺑ ن ﻣﺠﺘﻤﻊ وآﺧﺮ ﻛﻤﺎ ﺗﺨﺘﻠﻒ ﻣﻦ ﻓﺮد ﻵﺧﺮ داﺧﻞ اﳌﺠﺘﻤﻊ‪ .‬ﺬا‬
‫ﺧﺘﻼف ﺗﻔﺮﺿﮫ ﻋﻮاﻣﻞ ﻣﻌﻴﻨﺔ ﺎﻷﺻﻞ وﻣﺤﻞ ﻗﺎﻣﺔ واﳌ ﻨﺔ واﳌﺴﺘﻮى ﻗﺘﺼﺎدي وا ﺎﻟﺔ اﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ‪.‬‬

‫ﺛﺎﻧﻴﺎ ‪ :‬أﻧﻤﺎط اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ‬

‫ﺗﺮﺗﺒﻂ اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺑﺄﻓﺮاد اﳌﺠﺘﻤﻊ أﻳﺎ ﺎﻧﺖ ﻣﺴﺘﻮ ﺎ ﻢ أو ﻓﺌﺎ ﻢ ‪ ،‬و اﻟﺬﻳﻦ ﻳﻜ ﺴﺒﻮن‬
‫ﺧ ا ﻢ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ‪ ،‬و ﻣﻦ ﻨﺎ ﻓﺈن اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻻ ﺑﺪ أن ﺗﻨﻄﻮي ﻋ ﻗﺪر ﻣﻦ ﻋﺪم ﺗﺠﺎ ﺲ ﻣﻊ‬
‫ﻣﺮاﻋﺎة ﺧﺘﻼف ﻣﻦ ﻣﺠﺘﻤﻊ إ آﺧﺮ درﺟﺔ ﻋﺪم اﻟﺘﺠﺎ ﺲ اﻟ ﺗﻔﺮﺿﮫ و ﺧﺘﻼﻓﺎت ا ﻴﻠﻴﺔ أو‬
‫ﻗﻠﻴﻤﻴﺔ أو اﻟﺪﻳ ﻴﺔ أو اﳌ ﻨﻴﺔ‪.‬‬

‫و إذا ﺎﻧﺖ اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻌﺪ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﺑﻤﺜﺎﺑﺔ ﺛﻘﺎﻓﺔ ﻓﺮﻋﻴﺔ اﻃﺎر اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ‬
‫ﻓﺈﻧﮫ اﻃﺎر اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ اﻟﺴﺎﺋﺪة ﻣﺠﺘﻤﻊ ﻣﺎ ﻳﻤﻜﻦ اﻟﺘﻤﻴ ﺑ ن ﻋﺪد ﻣﻦ اﻟﺜﻘﺎﻓﺎت اﻟﻔﺮﻋﻴﺔ ‪،‬‬
‫ﻛﻤﺎ أن ﺧﺘﻼف و ﻋﺪم اﻟﺘﺠﺎ ﺲ ﺑ ن أﻓﺮاد اﳌﺠﺘﻤﻊ ﻳﺆدي ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ إ اﺧﺘﻼف و ﺗﻨﻮع ﺛﻘﺎﻓ ﻢ‬
‫ﻢ ﻣﻤ ا ﺎ ﻣﻦ ﺧﺘﻼﻓﺎت اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ اﻟﻔﺮﻋﻴﺔ‬ ‫اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ‪ ،‬و ﺑﺎﻟﺘﺎ ﺗ ﺒﺎﻳﻦ اﻟﺪول و اﳌﺠﺘﻤﻌﺎت‬
‫‪13‬‬
‫اﻟﺪﻳﻦ و ا ﺲ و اﻟﻠﻐﺔ ‪.‬‬

‫و ﻜﺬا ﻓﺈن ا ﺪﻳﺚ ﻋﻦ ﺛﻘﺎﻓﺔ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﻋﺎﻣﺔ ﻳﻮ ﺑﺘﻌﺪد أﻧﻤﺎط اﻟﻮ و ﺗﺠﺎ ﺎت و اﻟﻘﻴﻢ ‪،‬و‬
‫ﻣﻦ ﺛﻢ اﻟﺴﻠﻮك اﳌﻮﺟﻮد داﺧﻞ ﻓﺮاد اﻧﻔﺴ ﻢ اﻟﺬﻳﻦ ﺸ ﻠﻮن ﺬا اﳌﺠﺘﻤﻊ ‪،‬و ﻋ ذﻟﻚ ﺳﻨﺤﺎول أن‬
‫ﻧﻀﻊ ﺟﻤﻠﺔ ﻣﻦ اﻟﺘﺼ ﻴﻔﺎت ﻟﻠﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻋ اﻟﻨﺤﻮ اﻟﺘﺎ ‪:‬‬

‫‪-1-2‬اﻟﺘﺼ ﻴﻒ ﺗﺒﻌﺎ ﻟﻠﺴﻤﺎت ﺳﺎﺳﻴﺔ ﻟ ﻤﺎﻋﺔ ‪/‬اﳌﺠﺘﻤﻊ‪:‬‬

‫ﻗﺪ ﺗ ﻨﻮع اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺑ ﻨﻮع ﻗﺎﻟﻴﻢ و اﻟﻨﻮع و اﻟﺪﻳﻦ و ﺟﻴﺎل و اﻟﺴﻼﻟﺔ ‪ ،‬ﻛﻤﺎ أ ﺎ‬
‫ﻗﺪ ﺗﺨﺘﻠﻒ ﺑﺎﺧﺘﻼف اﳌﻮﻗﻊ ﺟﺘﻤﺎ ﻷ ﺎ ﺎ ‪ ،‬و ﺳﻨﻌﺮض ﻓﻴﻤﺎﻳ ﻟﺒﻌﻀ ﺎ‪:‬‬

‫‪ ‬اﻟﻌﺪد ‪ -17‬ﺟﻮان ‪ 2018‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ‪214‬‬

‫اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ‪ :‬اﻷﻧﻤﺎط واﻟﻮﻇﺎﺋﻒ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫اﻟﺘﺼ ﻴﻒ ﺗﺒﻌﺎ ﻟﻠﻨﻮع ‪:‬‬

‫ﻧﻄﺎق اﳌﺠﺘﻤﻊ اﻟﻮاﺣﺪ ﻳﻤﻜﻨﻨﺎ اﻟﺘﻤﻴ ﺑ ن اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻟﻠﺮﺟﻞ و اﳌﺮأة ‪،‬و ﻳﺮﺟﻊ‬
‫اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﺒﺎﺣﺜ ن اﻟﺘﻤﻴ ﺬا اﺳ ﻨﺎدا إ ﻓﻜﺮة اﻟﺘﻘﺴﻴﻢ ﺟﺘﻤﺎ ﻟﻠﻌﻤﻞ ‪ ،‬و اﻋﺘﺒﺎر أن‬
‫اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺷﺎن رﺟﺎ إ ﺣﺪ ﻛﺒ ‪،‬و إن اﳌﺮأة ﺑﺤﻜﻢ ﻃﺒﻴﻌ ﺎ ﺗﺘﻤ ﺑﺜﻘﺎﻓﺔ أﻗﻞ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ‬
‫ﻣﻌﺪﻻت اﳌﺸﺎرﻛﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺑﻤﺨﺘﻠﻒ إزاء اﻟﺴﻠﻄﺔ ﺸ ﻞ ﻳﻔﻮق اﻟﺮﺟﺎل‪ ، 14‬و ﻣﻦ ﺛﻢ ﻋﺘﻤﺎد‬
‫اﳌﻄﻠﻖ ﻋ اﻟﺴﻠﻄﺔ اﳌﺸﻜﻼت اﻟ ﺗﻮاﺟﮫ اﳌﺠﺘﻤﻊ ‪ ،‬ﻛﻤﺎ أرﺟﻊ اﻟﺒﻌﺾ ﺬا اﻟﺘﻤﻴ ﻟ ﻮن اﳌﺮأة‬
‫اﻛ ﻣﺤﺎﻓﻈﺔ ﻣﻦ اﻟﺮﺟﺎل ﻣﻊ ﻣﻴﻠ ﺎ ﻟ ﻴﺺ اﻟﺴﻠﻄﺔ و اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻌ ﺎ ﻣﻦ ﻣﻨﻈﻮر أﺧﻼ ‪.‬‬

‫إن ﻣﺎ ﻗﻴﻞ ﺣﻮل ﺗﻤ اﳌﺮأة ﺑﺤﻜﻢ ﻃﺒﻴﻌ ﺎ أﻗﻞ ﺛﻘﺎﻓﺔ ﻣﻦ اﻟﺮﺟﺎل ﺣﻴﺚ ﻣﻌﺪﻻت اﳌﺸﺎرﻛﺔ‬
‫اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺑﻤﺨﺘﻠﻒ أﺷ ﺎﻟ ﺎ ﻳﻨﻄﺒﻖ ﺸ ﻞ ﻛﺒ ﻋ ﻣﺠﺘﻤﻌﺎﺗﻨﺎ اﻟﻌﺮﻴﺔ ‪،‬ﺣﻴﺚ ﻳﺮى ﻌﺾ اﻟﺒﺎﺣﺜ ن أن‬
‫ﻧﺘﺨﺎﺑﺎت ‪،‬و إن ﺣﺼﻠﺖ‬ ‫اﳌﺮأة ﻟﻢ ﺗﺤﺼﻞ ﻋ ﺣﻘﻮﻗ ﺎ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺎﻣﻠﺔ ﻛﺤﻖ اﳌﺸﺎرﻛﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ‬
‫ﻋ ذﻟﻚ ﻓﺪور ﺎ ﻳﺒﻘﻰ ﻣﺤﺼﻮر ﻮ ﺎ ﻧﺎﺧﺒﺔ ﻓﻘﻂ ﻣﺜﻞ ﻣﺎ ﻮ اﻟﺸﺄن اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ دول ا ﻠﻴﺞ ‪ ،‬و‬
‫اﳌﺮأة‬ ‫ﻟﻌﻞ اﻟ ﻮ ﺖ واﺣﺪة ﻣﻦ أﺑﺮز ﺗﻠﻚ اﻟﺪول ﺣ أﻧﮫ ﻻ ﺗﺰال اﻟﺘﺤﻔﻈﺎت ﻣﻮﺟﻮدة ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑ‬
‫ﺳﻮاء ﻟﺸﻐﻞ ﻣﻨﺎﺻﺐ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﻋﻠﻴﺎ ‪ ،‬أو ﺣ اﻟ ﺷﻴﺢ اﻧﺘﺨﺎﺑﺎت ﻧﻴﺎﺑﻴﺔ أو ﻣﺤﻠﻴﺔ ‪،‬و ﻣﺎ دام ا ﺪﻳﺚ‬
‫ﻋﻦ ﻣﻌﺪﻻت اﳌﺸﺎرﻛﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻟﻠﻤﺮأة اﻟﻌﺮﻴﺔ ﻓﺈﻧﮫ ﻻﺑﺪ ﻣﻦ ﺷﺎرة أن ا ﺰاﺋﺮ ﻗﻄﻌﺖ أﺷﻮاﻃﺎ ﻛﺒ ة‬
‫ﺬا اﳌﺠﺎل ‪ ،‬ﻓﺎﳌﺮأة ا ﺰاﺋﺮﺔ ﻟ ﺎ ﺣﻖ ﻧﺘﺨﺎب ﻣﻨﺬ ﻓ ة ‪.‬ﻛﻤﺎ إن ﺻﻼﺣﺎت اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻓﺘﺤﺖ ﻟ ﺎ‬
‫ﺑﻮاب أﻣﺎم ﺣﻖ اﻟ ﺷﻴﺢ و ﺣﻖ اﻟ ﺷﻴﺢ و ﺷﻐﻞ ﳌﻨﺎﺻﺐ ﻗﻴﺎدﻳﺔ اﻟﺴﻠﻄﺔ‪.‬‬

‫‪ -‬اﻟﺘﺼ ﻴﻒ ﺗﺒﻌﺎ ﻟﻼﻧﺘﻤﺎء ﻗﻠﻴﻤﻲ‪:‬‬

‫و ﻨﺎ ﻳﺘﻢ اﻟﺘﺼ ﻴﻒ ﺣﺴﺐ اﻟﺮﻗﻌﺔ ا ﻐﺮاﻓﻴﺔ اﻟ ﻌ ﺶ ﻓ ﺎ أ ﻞ ذﻟﻚ ﻗﻠﻴﻢ ﻓﻴﻮﺟﺪ ﻧﻮﻋ ن‬

‫ﻣﻦ اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﻤﺎ‪ :‬ﺛﻘﺎﻓﺔ أ ﻞ ا ﻀﺮ و ﻢ ﺳ ﺎن اﳌﺪن و ﺛﻘﺎﻓﺔ اﻟﺮ ﻔﻴ ن و ﻢ ﺳ ﺎن اﻟﻘﺮى ‪،‬و ذﻟﻚ‬
‫ﻗﺎﺋﻤﺎ ﻋ أﺳﺎس أن أ ﻞ اﳌﺪن ﻢ أﻛ ﺗﻤﺪﻧﺎ و أﻛ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺑﺎ ﻴﺎة اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻣﻦ ﺧﻼل ﻣﻌﺮﻓ ﻢ‬
‫ﺑﺎﻟﻨﻈﺎم اﻟﺴﻴﺎ و ﻣﺨﺮﺟﺎﺗﮫ و ﺗﺄﺛﺮ ﻢ ﺑﮫ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﻣﻊ أ ﻞ اﻟﻘﺮﺔ ﻛﻤﺎ أن ﺳ ﺎن اﳌﺪن أﻛ ا ﺘﻤﺎﻣﺎ‬
‫‪15‬‬
‫ﺑﻘﻀﺎﻳﺎ اﳌﺠﺘﻤﻊ و أﻛ ﻣﻴﻼ إ ﺧﺬ ﺑﺎ ﺪﻳﺪ‪.‬‬

‫ﻛﻤﺎ ﺗﺮﺟﻊ ﺳﻠﻮى اﻟﻌﺎﻣﺮي ﺬا اﻟﺘﻤﺎﻳﺰ ﻋ ﺻﻌﻴﺪ اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ وﺟﻮد درﺟﺔ ﻣﻦ‬
‫‪16‬‬
‫اﻟﻘﺼﻮر ﻣﺴﺘﻮى اﳌﻌﺮﻓﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ‪،‬و ﺘﻤﺎم اﻟﺴﻴﺎ ﻟﺪى ﻣﻮاﻃ اﻟﺮ ﻒ ﺑﻤﻮاﻃ ا ﻀﺮ‪.‬‬

‫ﺬا اﻟﺸﺄن أن اﻟﺘﻤﺎﻳﺰ ﺑ ن اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ا ﻀﺮﺔ و اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﺮ ﻔﻴﺔ ﻟ ﺲ‬ ‫ﻣﻤﺎ ﺳﺒﻖ ﻳﻤﻜﻨﻨﺎ اﻟﻘﻮل‬
‫ﺣﺪﻳﺎ ﻛﻤﺎ أﻧﮫ ﻟ ﺲ ﺗﺎﻣﺎ ذﻟﻚ أن ﺛﻤﺔ ﺗﺄﺛ ﻣﺘﺒﺎدل ﺑﻴ ﻤﺎ ﺑﻔﻌﻞ اﻟ ﺮة و ﻋﻼم ‪ ،‬ﻣﺮ اﻟﺬي ﻳﺆدي إ‬
‫ﻣﻈﺎ ﺮ ﻟ ﻴﺎة ا ﻀﺮﺔ ﻌﺮﻓ ﺎ اﻟﻘﺮﺔ و ﻣﻼﻣﺢ ﻟ ﻴﺎة اﻟﺮ ﻔﻴﺔ ﺗﺒﺪو اﳌﺪن ‪،‬ﻓﻔﻲ اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﺪول‬
‫اﻟﻨﺎﻣﻴﺔ ﺗﻢ اﻟﺘﺤﻀﺮ ﻓ ﺎ ﺑﺼﻮرة ﻋﺸﻮاﺋﻴﺔ ﻣﻤﺎ أﻓ إ ﻇ ﻮر ﺗﺠﻤﻌﺎت ر ﻔﻴﺔ داﺧﻞ اﳌﺮاﻛﺰ ا ﻀﺮﺔ‬

‫‪215‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‪ ‬اﻟﻌﺪد ‪ -17‬ﺟﻮان ‪ 2018‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ د‪ ,‬ﺣﻠﻴﻠﻮ ﻧﺒﻴﻞ– ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺑﺴﻜﺮة ‪ /‬اﻟﺠﺰاﺋﺮ‬
‫ﺗﺤﻜﻤ ﺎ ﻧﻔﺲ اﻟﻘﻴﻤﺔ اﻟﺮ ﻔﻴﺔ إ ﺣﺪ ﻛﺒ ‪،‬و ﻳﻄﻠﻖ ﻋﻠ ﻢ اﺳﻢ اﻟﻘﺮو ن اﳌﺘﺤﻀﺮ ﻦ و ﻢ اﻟﺬﻳﻦ‬
‫‪17‬‬
‫ﻌ ﺸﻮن اﳌﺪﻳﻨﺔ دون أن ﻳﺘﻤﺜﻠﻮا أﺳﻠﻮب ﺣﻴﺎ ﺎ و ﻗﻴﻤ ﺎ اﳌﻐﺎﻳﺮة ﻟﻄﺒﻴﻌ ﻢ اﻟﺮ ﻔﻴﺔ ‪.‬‬

‫‪ -‬اﻟﺘﺼ ﻴﻒ ﺗﺒﻌﺎ ﻟﻠﺴﻦ‪:‬‬

‫ﻗﺪ ﻳﻘ ن اﻟﺘﻐ ﺟﺘﻤﺎ ﺑﻈ ﻮر ﻓﺠﻮات ﺛﻘﺎﻓﻴﺔ ﺑ ن ﺟﻴﺎل ‪،‬ﻓﺎ ﻴﻞ اﻟﻘﺪﻳﻢ ﻳﺼﻞ ﻣﺤﺎﻓﻈﺎ ﻋ‬
‫اﻟﻘﻴﻢ اﻟﻘﺪﻳﻤﺔ ﺑ ﻨﻤﺎ ﻳﺠﺪ ا ﻴﻞ ا ﺪﻳﺪ ﻧﻔﺴﮫ واﻗﻌﺎ ﺗﺤﺖ ﺗﺄﺛ ﻗﻮى و ﻋﻮاﻣﻞ اﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺟﺪﻳﺪة‪،‬‬
‫إﺿﺎﻓﺔ إ اﺧﺘﻼف ﻣﺴﺘﻮى اﻟﺪاﻓﻌﻴﺔ و ﻃﺒﻴﻌﺔ اﻟﻘﻴﻢ و ﺗﺠﺎ ﺎت ﺑ ن ﻓﺌ اﻟﻜﺒﺎر اﻟﺴﻦ و اﻟﺸﺒﺎب‪ ،‬و‬
‫ﺬا ﻣﻦ ﺷﺄﻧﮫ أن ﻳﺆدي إ اﺧﺘﻼف ﻣﺴﺘﻮى اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ اﻟﺴﺎﺋﺪة ﻟﺪى اﻟﺸﺒﺎب ﻋ ﺎ ﻟﺪى ﻛﺒﺎر‬
‫اﻟﺴﻦ ‪،‬و ذﻟﻚ ﺑﻔﻌﻞ اﻟﺘﻐ ات ﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ و ﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ا ﺎدﺛﺔ اﳌﺠﺘﻤﻊ اﻟﺬي ﻳﻀﻢ ﺗﻠﻚ اﻟﻔﺌﺎت‬
‫‪،‬ﻓﻌﺎدة ﻛﺒﺎر اﻟﺴﻦ ﻣﺎ ﻳ ﺴﻤﻮن ﺑﺎﳌﻴﻞ ﻟﻠﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ‪ ،‬ﺣﻴﺚ ﻳﺮﻓﻀﻮن اﻟﻘﻴﻢ ا ﺪﻳﺪة ﻟﺘﻌﺎرﺿ ﺎ ﻣﻊ اﻟﻘﻴﻢ‬
‫‪18‬‬
‫اﳌﺘﺄﺻﻠﺔ ﻟﺪ ﻢ ‪،‬أﻣﺎ اﻟﺸﺒﺎب ﻓﻴﻤﻴﻠﻮن ﻏﺎﻟﺒﺎ إ اﻟﺘﻐﻴ و ﻣﻦ ﺛﻢ ﻳ ﻮﻧﻮن أﻛ اﺳﺘﺠﺎﺑﺔ ﻟﻠﻘﻴﻢ ا ﺪﻳﺪة‪.‬‬

‫‪-2-2‬اﻟﺘﺼ ﻴﻒ ﺗﺒﻌﺎ ﻻﺧﺘﻼف اﳌﻮﻗﻊ ﺟﺘﻤﺎ ‪:‬‬

‫اﳌﻮاﻗﻊ ﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺑ ن ﻓﺮاد ﻣﻦ أ ﻢ ﻋﻮاﻣﻞ ﺧﺘﻼف اﻟ ﻳﻤﻜﻦ ﺑﻤﻮﺟ ﺎ‬ ‫ﻳﻤﺜﻞ ﺧﺘﻼف‬
‫ﺗﺼ ﻴﻒ اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ أي ﻣﺠﺘﻤﻊ ﻣﺎ إ ﻧﻮﻋ ن ﻣﻦ اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻷﻓﺮادﻩ ﻓ ى اﻟﺒﻌﺾ أﻧﮫ‬
‫ﻳﻤﻜﻦ اﻟﺘﻤﻴ وﻓﻘﺎ ﻟﺬﻟﻚ ﺑ ن ﺛﻘﺎﻓﺔ اﻟﺼﻔﻮة و ﺛﻘﺎﻓﺔ ا ﻤﺎ ‪،‬و ﺸ اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﻟﻠﺼﻔﻮة إ اﻟﻘﻴﻢ و‬
‫ﺗﺠﺎ ﺎت‪ ،‬و ﻣﻦ ﺛﻢ ﻣﻌﺎﻳ و أﻧﻤﺎط اﻟﺴﻠﻮك ﻷوﻟﺌﻚ اﻟﺬﻳﻦ ﻳﻤﺎرﺳﻮن ﺗﺄﺛ ا ﻣﺒﺎﺷﺮا ﻋ ﻣﺨﺮﺟﺎت‬
‫اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺴﻴﺎ ‪ ،‬أي أن اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻟﻠﺼﻔﻮة ﺗﺮﺗﺒﻂ ﺑﺎﻟﻀﺮورة ﺑﺎﻟﻌﻨﺎﺻﺮ اﻟﻘﻴﺎدﻳﺔ ﻟﻸدوار و‬
‫ﺑ ﻴﺔ و اﻟﻌﻤﻠﻴﺎت و اﻟﺘﻔﺎﻋﻼت اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻟ ﻤﺎ ‪ ،‬أﻣﺎ اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻟ ﻤﺎ ﻓﺈ ﺎ ﺸ إ‬
‫‪19‬‬
‫ﺴﻖ اﻟﻘﻴﻢ و ﺗﺠﺎ ﺎت اﻟﺴﺎﺋﺪة ﺑ ن اﻟﺴ ﺎن ﺑﺼﻔﺔ ﻋﺎﻣﺔ‪.‬‬
‫‪ -‬اﻟﺘﺼ ﻴﻒ ﺗﺒﻌﺎ ﻟﻠﺘﺼ ﻴﻒ ﺛ ‪:‬‬
‫اﻟﺪول اﻟﻨﺎﻣﻴﺔ ﻣﻦ وﺟﻮد‬ ‫اﻟﺪول اﳌﺘﻘﺪﻣﺔ أم‬ ‫ﻻ ﻳﺨﻠﻮ ﻣﺠﺘﻤﻊ ﻣﻦ اﳌﺠﺘﻤﻌﺎت ﺳﻮاء ﺎن‬
‫ﻌﺪدﻳﺔ اﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ إﺛ ﻴﺔ ﺗ ﻮن ﻧﺎﺗﺠﺔ ﻋﻦ اﻟﺘﻌﺪد اﻟﺴﻼ أو اﻟﻌﺮ ‪ ،‬و اﻟﺬي ﻳﺆدي ﺑﻄﺒﻴﻌﺔ ا ﺎل إ‬
‫وﺟﻮد ﺟﻤﺎﻋﺎت ذات ﺗﻤﺎﻳﺰ ﻟ ﺲ ﻓﻘﻂ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ ‪،‬و اﻟﻌﺎدات و اﻟﺘﻘﺎﻟﻴﺪ اﻟﻨﻈﻢ ﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ‪،‬ﺑﻞ إن‬
‫ﺬا اﻟﺘﻤﺎﻳﺰ ﻇﺎ ﺮ أﻳﻀﺎ ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﻘﻴﻢ و اﻟﺮﻣﻮز اﳌﻌ ة ‪،‬ﺑﻤﺎ ﻓ ﺎ اﻟﻘﻴﻢ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻛﻘﻴﻤﺔ اﳌﻮاﻃﻨﺔ ‪ ،‬ﻻ‬
‫‪20‬‬
‫ﺳﻴﻤﺎ ﻣﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺒﻌﺪ ﻧﺘﻤﺎء اﻟﻘﻮﻣﻲ أو اﻟﺸﻌﻮر ﺑﺎﻟ ﻮ ﺔ اﳌﺸ ﻛﺔ ﺑ ن أﺑﻨﺎء اﳌﺠﺘﻤﻊ‪.‬‬

‫‪ -‬اﻟﺘﺼ ﻴﻒ ﻋ أﺳﺎس ﻧﺘﻤﺎء اﻟﻮﻃ ‪:‬‬

‫ﺗﻤﺜﻞ دﻳﺎن ﻣ ﻮﻧﺎ ﻣ ﻤﺎ ﻣﻦ ﻣ ﻮﻧﺎت اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ ‪،‬و ﺟﻤﻴﻊ دﻳﺎن ﻋﺎﻣﺔ ﻻ ﺗﺨﻠﻮ ﻣﻦ‬
‫ﻓ ﺎ ﻣﻦ ﺧﻼل ﻣﺎ ﺗﺪﻋﻮ إﻟﻴﮫ ﻣﻦ ﻗﻴﻢ و ﻣﻌﺎﻣﻼت إﻻ أن ﻌﺾ‬ ‫ﻣﻀﺎﻣ ن ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﺗﻤﺜﻞ اﳌﺠﺎل اﻟﺴﻴﺎ‬

‫‪ ‬اﻟﻌﺪد ‪ -17‬ﺟﻮان ‪ 2018‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ‪216‬‬

‫اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ‪ :‬اﻷﻧﻤﺎط واﻟﻮﻇﺎﺋﻒ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ﻗﻴﻤ ﺎ ﻗﺪ ﺗ ﻮن ذات أﺛﺎر ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﺗﺨﺘﻠﻒ ﺑﺎﺧﺘﻼف اﻟﺪﻳﻦ اﻟﺬي ﻳﺘﻀﻤﻦ ﺗﻠﻚ اﻟﻘﻴﻢ و اﺧﺘﻼف ﻣﺬا ﺒﮫ و‬
‫ﺗﺄو ﻼﺗﮫ ‪ ،‬ﻣﺮ اﻟﺬي ﺴﻔﺮ ﻋﻦ ﺛﻘﺎﻓﺎت ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﻓﺮﻋﻴﺔ ﻗﺪ ﺗﺨﺘﻠﻒ ﺑﺎﺧﺘﻼف ﻧﺘﻤﺎء اﻟﺪﻳ ﺎﻟﺜﻘﺎﻓﺔ‬
‫‪21‬‬
‫اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻟﻸﻗﺒﺎط ﻣﺼﺮﻣﺜﻼ‪.‬‬

‫ﻋﻤﻮﻣﺎ ﻳﻤﻜﻦ اﻟﻘﻮل ﺑﺄن اﻟﺘﺼ ﻴﻒ ﻋ أﺳﺎس ا ﻤﺎﻋﺔ ‪ /‬اﳌﺠﺘﻤﻊ ﻟﮫ ﻣﻦ ﻤﻴﺔ ﻣﺎ ﺗﺬﻛﺮ إﻻ أﻧﮫ‬
‫ﻳﺘﺠﺎ ﻞ ﻣﻀﻤﻮن اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ذاﺗﮫ ‪ ،‬ﻓﻘﺪ ﺗﺘﻤﺎﻳﺰ ﺛﻘﺎﻓﺔ ﺟﻤﺎﻋﺔ ﻣﺎ ﺑﻔﻌﻞ اﻟﺘﻤﻴ اﻟﺬي ﻳﻤﺎرس ﺿﺪ‬
‫أ ﺎ ﺎ دون أن ﻳ ﻮن ﻨﺎك ﺗﻤﺎﻳﺰا ﻣﻠﻤﻮﺳﺎ ﻣﻀﻤﻮ ﺎ ﻋﻦ ﻣﻀﻤﻮن اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ اﻟﺴﺎﺋﺪة‬
‫اﳌﺠﺘﻤﻊ ‪ ،‬و ﻣﻦ ﺛﻢ ﻓﺈن ﺘﻤﺎم ﺬا اﻟﻨﻮع ﻣﻦ اﻟﺘﺼ ﻴﻔﺎت ﻳﺰداد اﻃﺎر ﺗﻨﺎول ﻣﻮﺿﻮع اﻟﺘ ﺎﻣﻞ‬
‫ﻣﺠﺘﻤﻊ ﻣﺎ و ﻓﻌﺎﻟﻴﺘﮫ‬ ‫اﻟﻮﻃ و ﺑﻨﺎء ﻣﺔ ‪ ،‬إﻻ أﻧﮫ ﻗﺪ ﻻ ﻳﻔﻴﺪ ﻛﺜ ا ﺗﻨﺎول ﻃﺒﻴﻌﺔ اﻟﺒﻨﺎء اﻟﺴﻴﺎ‬
‫ﻣﻮاﺟ ﺔ اﻟﺴﻠﻄﺔ ‪.‬‬

‫‪-3-2‬اﻟﺘﺼ ﻴﻒ ﺗﺒﻌﺎ ﳌﻀﻤﻮن اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ‬

‫ﻧﻄﺎق اﻟﺘﺒﺎﻳﻦ‬ ‫ﺟﻮاﻧﺐ أﺧﺮى ﻣﻤﺎ ﻳﺪور‬ ‫ﻳﺄ ﻲ ﺗﺼ ﻴﻒ اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ وﻓﻘﺎ ﳌﻀﻤﻮ ﺎ ‪،‬ﻟﻴﻮ‬
‫ا ﺎدث ﺑ ن اﻟﻜﺜ ﻣﻦ ﻋﻠﻤﺎء اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ‪ ،‬و ﺧﺘﻼف أو اﻟﺘﻨﻮع ﺗﺼ ﻴﻒ اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ وﻓﻘﺎ‬
‫ﳌﻀﻤﻮ ﺎ ﺣﻴﺚ ﻳﺘﻤﺜﻞ ﺬا اﳌﻀﻤﻮن اﻟﻘﻴﻢ و ﺗﺠﺎ ﺎت و اﳌﻌﺮﻓﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ و ﻟﻌﻞ ﻣﻦ أ ﻢ‬
‫اﻟﺘﺼ ﻴﻔﺎت ﻣﺎ ﻳ ‪:‬‬

‫‪ -‬ﺗﺼ ﻴﻒ أﳌﻮﻧﺪ و ﻓ ﺑﺎ‪:‬‬

‫ﺟﺎءت دراﺳﺔ أﳌﻮﻧﺪ و ﻓ ﺑﺎ اﳌﻮﺳﻮﻣﺔ "ﺑﺎﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ اﳌﺪﻧﻴﺔ " ﻛﻤﺤﺎوﻟﺔ ﻟﻺﺟﺎﺑﺔ ﻋﻦ ﻋﺪة‬
‫ﺴﺎؤﻻت ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﻄﺒﻴﻌﺔ اﻟﻔﺮد ‪،‬و ﻣﻦ ﺣﻮﻟﮫ اﻃﺎر اﳌﺠﺘﻤﻊ اﻟﺬي ﻌ ﺶ ﻓﻴﮫ‪،‬و ﻣﻦ أ ﻢ ﺬﻩ‬
‫اﻟ ﺴﺎؤﻻت ﻳﺄ ﻲ اﻟ ﺴﺎؤل ‪:‬ﻋﻦ ﻣﺎ ﻧﻈﺮة اﻟﻔﺮد و ﺗﻮﺟ ﺎﺗﮫ إزاء اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺴﻴﺎ و ﻣﺪﺧﻼﺗﮫ و ﻣﺨﺮﺟﺎﺗﮫ؟‬
‫و ﻟﻘﺪ اﻋﺘﻤﺪ أﳌﻮﻧﺪ و ﻓ ﺑﺎ ﻋ أر ﻌﺔ ﺟﻮاﻧﺐ ﻟﻘﻴﺎس و ﻣﻌﺮﻓﺔ اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ‪،‬و ﻣﻦ ﺬﻩ‬
‫ا ﻮاﻧﺐ اﻟﻨﻈﺎم ﻛ ﻞ ﻣﻦ ﺧﻼل ﻣ ﻮﻧﺎﺗﮫ و ﻋﻨﺎﺻﺮﻩ ﻛﺬﻟﻚ ﺟﺎﻧﺐ اﳌﺪﺧﻼت ‪ ،‬و اﻟ ﺸﻤﻞ ﻓﺮاد و‬
‫ا ﻤﺎﻋﺎت و اﻟﺒ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ‪ ،‬و ﻣﻦ ﺬﻩ ا ﻮاﻧﺐ ﻛﺬﻟﻚ اﳌﺨﺮﺟﺎت و اﻟ ﺗﺘﻀﻤﻦ ﻗﺪرة ﻓﺮاد و‬
‫‪22‬‬
‫ﻓﺎﻋﻠﻴ ﻢ ا ﻴﺎة اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ووﺳﺎﺋﻞ اﺗﺼﺎﻟ ﻢ ﻣﻊ اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺴﻴﺎ ‪.‬‬

‫ﺬﻩ اﳌﺘﻐ ات أو ا ﻮاﻧﺐ ر ﻌﺔ ﺗﻤﻜﻦ اﻟﻔﺮد ﻣﻦ ا ﻜﻢ ﻋ ﻣﺪى ﻓﺎﻋﻠﻴﺔ اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺴﻴﺎ‬

‫ﺧﺪﻣﺔ اﻟﺼﺎ اﻟﻌﺎم ‪ ،‬ﺑﺤﻴﺚ ﻳﻤﻜﻦ ﻗﻴﺎﺳ ﺎ ﺑﺎﺳﺘﺨﺪام اﻟﻮﺳﺎﺋﻞ ﻣ ﻳﻘﻴﺔ و ﺑﻨﺎءا ﻋ اﺳﺘﺠﺎﺑﺔ‬
‫اﳌﻮاﻃﻨ ن ﺸ ﻞ إﻳﺠﺎ ﻲ ﻟﻠﻨﻈﺎم اﻟﺴﻴﺎ ‪.‬‬

‫ﻗﺎم أﳌﻮﻧﺪ و ﻓ ﺑﺎ ﺑﻮﺿﻊ ﺛﻼث أﻧﻤﺎط ﻟﻠﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻣﻌﺘﻤﺪﻳﻦ ﺗﺼ ﻴﻔ ﻢ ﻟ ﺬﻩ ﻧﻤﺎط ﻋ‬

‫ﻌﺪ ﻣ ﻢ ﻳﺘﻤﺜﻞ اﻟﺒﻌﺪ درا ﻲ أو اﻟﺒﻌﺪ اﳌﻌﺮ ﻟﻸﻓﺮاد‪،‬ﺣﻴﺚ ﺗﺤﺪدت ﺬﻩ ﻧﻤﺎط ﻃﺒﻘﺎ ﻷر ﻌﺔ‬

‫‪217‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‪ ‬اﻟﻌﺪد ‪ -17‬ﺟﻮان ‪ 2018‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ د‪ ,‬ﺣﻠﻴﻠﻮ ﻧﺒﻴﻞ– ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺑﺴﻜﺮة ‪ /‬اﻟﺠﺰاﺋﺮ‬
‫ﻣﺘﻐ ات ‪:‬ﻛﻴﻔﻴﺔ رؤ ﺔ اﳌﻮاﻃﻨ ن ﻟﻨﻈﺎﻣ ﻢ اﻟﺴﻴﺎ ﺸ ﻞ ﻋﺎم ‪،‬و ﺗﻘﻴﻴﻤ ﻢ ﻟﻮﻇﺎﺋﻒ اﳌﺪﺧﻼت‪،‬و رؤ ﺔ‬
‫اﺳﺘﺠﺎﺑ ﻢ ﳌﺨﺮﺟﺎت اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺴﻴﺎ ‪ ،‬و ﻧﻈﺮة اﳌﻮاﻃﻦ ﻟﺪورﻩ اﻟﻨﻈﺎم ﻛﻤﺸﺎرك ﺳﻴﺎ ‪،‬و ﺗﺘ‬
‫ا ﺪول ﻲ‪:‬‬ ‫ﺬﻩ ﻧﻤﺎط اﻟﺜﻼﺛﺔ ﻟﻠﺜﻘﺎﻓﺔ اﳌﺪﻧﻴﺔ ﻋﻨﺪ أﳌﻮﻧﺪ و ﻓ ﺑﺎ ﻛﻤﺎ ﻮ ﻣﻮ‬

‫اﻟﺮؤ ﺔ ﻛﻤﺸﺎرك‬ ‫وﻇﺎﺋﻒ‬ ‫وﻇﺎﺋﻒ‬ ‫اﻟﻨﻈﺎم ﻛ ﺪف‬ ‫ﺗﻮز ﻊ اﻟﺘﻮﺟ ﺎت‬

‫ﺸﺎط‬ ‫اﳌﺨﺮﺟﺎت‬ ‫اﳌﺪﺧﺪﻻت‬ ‫ﻋﺎم‬ ‫ﻓﺮاد‬

‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫ﺛﻘﺎﻓﺔ ﻣﺤﺪودة‬

‫‪0‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪1‬‬ ‫ﺛﻘﺎﻓﺔ رﻋﻮ ﺔ‬

‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫ﺛﻘﺎﻓﺔ ﻣﺸﺎرﻛﺔ‬

‫أﻧﻤﺎط اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﳌﺪﻧﻴﺔ ﻋﻨﺪ أﳌﻮﻧﺪ و ﻓ ﺑﺎ‬ ‫ﺟﺪول ﻳﻮ‬

‫‪ -‬درﺟﺔ ﺻﻔﺮ ﻌ ﻋﺪم وﺟﻮد اﺳﺘﺠﺎﺑﺔ‪.‬‬

‫‪ -‬درﺟﺔ واﺣﺪ ﻌ وﺟﻮد اﺳﺘﺠﺎﺑﺔ‪.‬‬
‫‪ -‬اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ اﳌﺤﺪودة‪:‬‬
‫ﻳﻘﺼﺪ ﺬا اﻟﻨﻮع ﻣﻦ اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ أن اﻟﻨﺎس ﻻ ﻌﺮﻓﻮن إﻻ اﻟﻘﻠﻴﻞ ﺟﺪا ﻣﻦ ﺪاف أو‬
‫اﻟﻐﺎﻳﺎت اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ‪،‬ﻛﻤﺎ ا ﻢ ﻻ ﺴﺘﻄﻴﻌﻮن ﺗﻘﺪﻳﻢ أي ﻧﻮع ﻣﻦ ﺣ ﺎم اﻟ ﻴﺤﺔ ﻋ ﺬﻩ ﺪاف أو‬
‫اﻟﺴﻴﺎﺳﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟ ﺗﻮﺟﺪ ﻣﺠﺘﻤﻌ ﻢ‪ ،‬ﻛﻤﺎ أن ﺆﻻء اﻟﻨﺎس ﻻ ﺴﺘﻄﻴﻌﻮن ﺗﻘﺪﻳﻢ أي ﻧﻮع ﻣﻦ‬
‫اﻟﺘﺄﻳﻴﺪ أو اﳌﻌﺎرﺿﺔ ﻣﻦ اﻟﺴﻴﺎﺳﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ‪ ،‬أو ﺣ إ اﻟﻘﻴﺎدات اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ اﻟ ﺗﻮﺟﺪ اﻟ ﺴﻖ‬
‫اﻟﺴﻴﺎ ‪ ،‬ﻛﻤﺎ ﻌﻜﺲ ﺬا اﻟﻨﻤﻂ ﻣﻦ اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﺑﺄ ﺎ ﻣﺠﺮد ﺗﺠﻤﻊ ﺴﻴﻄﺮ ﻋ ﻋﺘﻘﺎدات اﻟ‬
‫ﺗﺮﺗﺒﻂ ﻌﺪد ﻣﻦ اﻟﺜﻘﺎﻓﺎت اﳌﺤﻠﻴﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ اﳌﻌﺰوﻟﺔ اﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺎ و ﻣﺆﺳﺴﺎﺗﻴﺎ‪ ،‬و اﻟ ﺗﻮﺟﺪ‬
‫اﳌﺠﺘﻤﻌﺎت اﻟﻘﺒﻠﻴﺔ أو اﻟﺒﺪاﺋﻴﺔ ‪،‬ﻛﻤﺎ أن ﺬا اﻟﻨﻮع ﻣﻦ اﻟﺜﻘﺎﻓﺎت ﻻ ﻳﻤﻜﻦ أن ﻳ ﺘﺞ ﻋﻨﮫ ﻣﺎ ﺴ‬
‫ﺑﺎﻟﺜﻘﺎﻓﺎت اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ‪،‬ﻛﻤﺎ أن ﺬا اﻟﻨﻮع ﻣﻦ اﻟﺜﻘﺎﻓﺎت ﻳﻈ ﺮ اﳌﺠﺘﻤﻌﺎت ا ﺪﻳﺪة اﻟ ﺗﻈﻢ‬
‫ﻣﺠﺎﻻت ﻏ ﻣﺘﺠﺎ ﺴﺔ‬

‫اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﺪول‬ ‫‪،‬و اﻟ ﻣﻦ اﻟﺼﻌﺐ ﺧﻠﻖ ﻧﻮع ﻣﻦ اﻟﺘ ﺎﻣﻞ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻴ ﺎ ‪،‬و ﺬا ﻣﺎ ﻇ ﺮ أﻳﻀﺎ‬
‫‪23‬‬
‫اﳌﺘﻘﺪﻣﺔ ﻣﺮاﺣﻞ ﺸﺄ ﺎ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ و ‪.‬‬

‫‪ ‬اﻟﻌﺪد ‪ -17‬ﺟﻮان ‪ 2018‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ‪218‬‬

‫اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ‪ :‬اﻷﻧﻤﺎط واﻟﻮﻇﺎﺋﻒ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ﻛ ﻞ ﺑﻤﻌ اﳌﺪﺧﻼت و اﳌﺨﺮﺟﺎت ﻌﺪ ﺴﻴﻄﺎ ﺟﺪا إ‬ ‫و ﻋﻠﻴﮫ ﻓﺎدراك ﻓﺮاد ﻟﻠﻨﻈﺎم اﻟﺴﻴﺎ‬
‫درﺟﺔ ﻌﺪام‪.‬‬

‫‪ -‬اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ اﻟﺘﺎ ﻌﺔ أواﻟﺮﻋﻮ ﺔ ‪:‬‬

‫ﺬا اﻟﻨﻤﻂ ﻣﻦ اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﻳ ﻮن ﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ دراك إﻳﺠﺎﺑﻴﺎ ‪ ،‬ﺑﺤﻴﺚ ﻳﺪرك ﻓﺮاد اﻟﻨﻈﺎم ﻣﻦ ﺟﺎﻧﺐ‬
‫اﳌﺨﺮﺟﺎت و ﺗﺬﺑﺬب ﻣﻦ ﺟﺎﻧﺐ اﳌﺪﺧﻼت ‪،‬أﻣﺎ ﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ اﳌﺸﺎﻋﺮ و اﻟﺘﻘﻴﻴﻢ ﻓﺈن ﻓﺮاد ﻗﺪ ﻳ ﻮﻧﻮن‬
‫ﻣﺆ ﺪﻳﻦ أو ﻣﻌﺎرﺿ ن أﻣﺎ ﺳﻠﻮﻛ ﻢ ﻓﻌﺎدة ﻣﺎ ﻳ ﻮن ﺳﻠﺒﻴﺎ ﻧﻈﺮا ﻟﻌﺪم ﻗﺪر ﻢ أو ﺷﻌﻮر ﻢ ﻌﺪم ﺗﺄﺛ ﻢ‬
‫ﻋ اﻟﻨﻈﺎم‪ ،‬ﻓﺎﻟﻜﺜ ﻣﻦ ﺆﻻء ﻻ ﺸﺎر ﻮن ﻣﺸﺎرﻛﺔ ﻓﻌﻠﻴﺔ اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ‪،‬ﺑﺤﻴﺚ ﻳﻨﺼﺎﻋﻮن‬
‫ﺸ ﻞ ﺳﻠ ﻟ ﻮﻣﺔ و اﳌﺴﺆوﻟ ن و اﻟﻘﻮاﻧ ن ‪،‬و ﻧﻔﺲ اﻟﻮﻗﺖ ﻻ ﻳﺼﻮﺗﻮن و ﻻ ﻳﺘﺪﺧﻠﻮن اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ‪.‬‬

‫‪ -‬اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ اﳌﺸﺎرﻛﺔ‪:‬‬

‫و اﻟﺒ اﻟ‬ ‫ﻳ ﻮن ﻓﺮاد ﻣﺜﻞ ﺬا اﻟﻨﻤﻂ ﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ دراك ﻋ و ﺑﻤﻌﺮﻓﺔ اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺴﻴﺎ‬
‫ﺗﺤﺘﻮ ﺎ دوار اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ‪ ،‬ﺣﻴﺚ ﻳﻘﻮﻣﻮن ﺑﺪور ﻓﻌﺎل ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﺘﺄﺛ ﺑﺎﻟﻨﻈﺎم اﻟﺴﻴﺎ ﺑﻄﺮق ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ‬
‫ﻧﺘﺨﺎﺑﺎت أو اﳌﻈﺎ ﺮات أو ﺗﻘﺪﻳﻢ ﺣﺘﺠﺎﺟﺎت اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ‪،‬ﻛﻤﺎ ﺸﻌﺮون ﺑﺎﻟﻔﺠﺮ‬ ‫ﺎﳌﺴﺎ ﻤﺔ‬
‫ﺑﻤﻮاﻃﻨ ﻢ و ﺑﻮﺟﻮد ﻧﻈﺎم ﺳﻴﺎ ﻳ ﻴﺢ ﻟ ﻢ اﳌﺸﺎرﻛﺔ ‪.‬‬

‫و ﺑﺈﻳﺠﺎز ﻳﻤﻜﻦ اﻟﻘﻮل ﺑﺄن ﻣﻔ ﻮم اﳌﺸﺎرﻛﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻳﻤﻜﻦ أن ﻳﺘﺤﺪد ﻣﻊ ﻣﺎ ﺴ ﺑﺎﻟﺘﻮﻗﻌﺎت‬

‫اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻴﺔ و ﻣﻌﺮﻓﺔ إ أي ﺣﺪ ﻳﻤﻜﻦ أن ﺗﻘﻮم اﻟﻨﻈﻢ ا ﻮﻣﻴﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻟﻼﺳﺘﺠﺎﺑﺔ ﻟﺘﻐﻄﻴﺔ‬
‫ﻓﺮاد اﻟﺬﻳﻦ ﻳ ﺘﻤﻮن إﻟ ﺎ اﳌﺠﺘﻤﻊ ‪،‬و ذﻟﻚ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎر ﻢ أﻋﻀﺎء ﻣﺸﺎر ﻮن ﻓﻴﮫ‬ ‫اﺣﺘﻴﺎﺟﺎت و ﻣﺼﺎ‬
‫ﺑﺼﻮرة ﻓﻌﺎﻟﺔ ‪.‬‬
‫ﻟﻘﺪ ﺣﺮص أﻣﻮﻧﺪ و زﻣﻴﻠﮫ ﻋ ﺗﺤﺪﻳﺪ أن ﻟ ﻞ ﻧﻤﻂ ﺛﻘﺎ ﻟﮫ ﻋﻼﻗﺔ ﻣﻊ ﻧﻤﻂ و ﺑﻨﺎء ﺳﻴﺎ‬
‫‪،‬ﻓﺎﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﺮﻋﺎﺋﻴﺔ ﺗﺮﺗﺒﻂ ﺑ ﻨﺎء اﺟﺘﻤﺎ ﺗﻘﻠﻴﺪي ‪،‬أﻣﺎ ﺛﻘﺎﻓﺔ ا ﻀﻮع اﻟﺴﻴﺎ ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑ ﻨﺎء ﺴﻠﻄﻲ ‪،‬‬
‫ﺣ ن ﺛﻘﺎﻓﺔ اﳌﺸﺎرﻛﺔ ﺗﺮﺗﺒﻂ ﺑﺼﻮرة ﺗﻠﻘﺎﺋﻴﺔ ﺑ ﻨﺎء اﻟﻨﻈﻢ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻴﺔ‪ ،‬و ﻻ ﺳﻴﻤﺎ أن ﻋﻨﺼﺮ‬
‫اﳌﺸﺎرﻛﺔ ﻌﺘ ﺟﺰء ﺎم اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻴﺔ ﺑ ﻞ ﻣﻌﺎﻧ ﺎ‪ ،‬ﻛﻤﺎ أ ﺎ ﻌﺘ ﻋﻨﺼﺮ ﻣﻦ ﻋﻨﺎﺻﺮ اﳌﻮاﻃﻨﺔ‬
‫‪،‬ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إ ذﻟﻚ أن اﻟﺘﻤﺎﺛﻞ ﺑ ن اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ و اﻟﺒﻨﺎء اﻟﺴﻴﺎ ﻣﻦ ﺷﺄﻧﮫ أن ﻳﺆدي إ اﺳﺘﻘﺮار‬
‫اﻟﻨﻈﺎم و ﺗﺎﻣ ن وﺟﻮدﻩ ‪،‬و إن ﺎﻧﺖ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﺘﻤﺎﺛﻞ ﻻ ﺗﻨﻄﺒﻖ ﺑﺼﻮرة ﻠﻴﺔ ﻷن ذﻟﻚ ﻣﺮﺗﺒﻂ ﻌﻤﻠﻴﺔ‬
‫اﻟﺘﺠﺎ ﺲ داﺧﻞ اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ اﻟﻮاﺣﺪة ‪ ،‬و ﻟﻜﻦ ﺬا ﻻ ﻳﻤﻜﻦ وﺟﻮدﻩ ﻣﻦ اﻟﻨﺎﺣﻴﺔ اﻟﻮاﻗﻌﻴﺔ ‪،‬ﻛﻤﺎ أن‬
‫ﻋﻨﺎﺻﺮ اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺑﻤﻔ ﻮﻣ ﺎ اﻟﻌﺎم ﻻ ﻌﻜﺲ أن اﻟﺜﻘﺎﻓﺎت اﻟﻘﺪﻳﻤﺔ ﻳﻤﻜﻦ اﻧﺪﺛﺎر ﺎ ﻠﻴﺎ و ﺗﺤﻞ ﻣﺤﻠ ﺎ‬
‫اﻟﺜﻘﺎﻓﺎت ا ﺪﻳﺪة ‪،‬و ﻣﻦ ﺛﻢ ﻓﺈن ﻞ ﺛﻘﺎﻓﺔ ﻗﺎﺋﻤﺔ ﻣﺎ إﻻ ﺧﻠﻴﻂ ﻣﻦ اﻟﺜﻘﺎﻓﺎت اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ اﻟﺜﻼﺛﺔ‬
‫إﻻ أﻧﻤﺎط ﻣﺜﺎﻟﻴﺔ ﻣﺠﺮدة ‪.‬‬ ‫اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ و ذﻟﻚ ﺑ ﺴﺐ ﻣﺘﻨﻮﻋﺔ‪ ،‬و ﺬا ﻣﺎ ﻳﺠﻌﻞ ﺬﻩ ﻧﻤﺎط ﻣﺎ‬

‫‪219‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‪ ‬اﻟﻌﺪد ‪ -17‬ﺟﻮان ‪ 2018‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ د‪ ,‬ﺣﻠﻴﻠﻮ ﻧﺒﻴﻞ– ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺑﺴﻜﺮة ‪ /‬اﻟﺠﺰاﺋﺮ‬
‫و أﻣﺎم ﺬا ﻟﻢ ﻳﺠﺪ ﻌﺾ اﻟﺒﺎﺣﺜ ن إﻻ أن ﻳﺮى أﻧﮫ ﻳﻤﻜﻦ ا ﻤﻊ ﺑ ن ﻧﻤﻄ ن ﻣﺨﺘﻠﻔ ن ﻣﻦ أﻧﻤﺎط‬
‫اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ‪،‬و ﺬا ﻣﺎ ﺴﻤﺢ ﺑﺈﻧﺘﺎج ﺛﻼﺛﺔ أﻧﻤﺎط أﺧﺮى ﺎﻻ ﻲ‪:‬‬

‫‪ -‬اﻟﻨﻤﻂ اﻟﺮﻋﻮي – اﳌﺸﺎرك‪:‬‬

‫ﺬا اﻟﻨﻤﻂ ﻳﻤﻜﻦ ﺗﻘﺴﻴﻢ اﳌﻮﻃﻨ ن إ ﺟﻤﺎﻋﺎت ﻣﺘﺒﺎﻳﻨﺔ ﺣﺴﺐ درﺟﺔ اﻟﻮ و‬ ‫و‬
‫و اﻟ ﺸﺎط اﻟﺴﻴﺎﺳﻴ ن‪،‬‬ ‫اﻟ ﺸﺎط اﻟﺴﻴﺎ ‪ ،‬ﻓﺜﻤﺔ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﺗ ﺴﻢ ﺑﺪرﺟﺔ ﻋﺎﻟﻴﺔ ﻣﻦ اﻟﻮ‬
‫ﺑ ﻨﻤﺎ ﻌﺎ ﻲ اﻟﺒﻘﻴﺔ ﺸ ﻞ ﻋﺎم ﻣﻦ ا ﻤﻮل و اﻟﺴﻠﺒﻴﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ‪.‬‬

‫‪ -‬اﻟﻨﻤﻂ اﳌﺤﺪود – اﻟﺮﻋﻮي ‪:‬‬

‫و ﻓﻴﮫ ﻳ ﺘﻌﺪ اﳌﻮاﻃﻦ ﻋﻦ ارﺗﺒﺎﻃﺎﺗﮫ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ اﳌﺤﻠﻴﺔ ﻃﺒﻘﺎ ﻟﻨﻤﻂ اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﻀﻴﻘﺔ‪ ،‬و‬
‫ﻳﺒﺪأ ﺗﻄﻮ ﺮ ﻧﻮع ﻣﻦ اﻟﻮﻻء و رﺗﺒﺎط ﺑﺒﻌﺾ اﳌﺆﺳﺴﺎت ا ﻮﻣﻴﺔ اﳌﺘﺨﺼﺼﺔ‪ ،‬و ﻨﺎ ﻳﻈﻞ‬
‫إﺣﺴﺎس اﻟﻔﺮد ﺑﺎﻟ ﺰ و ﻋﺪم اﻟﻘﺪرة ﻋ ﻣﻤﺎرﺳﺔ اﻟﺘﺄﺛ اﻟﺴﻴﺎ ﺳﺎﺋﺪا ﻣﻊ اﻟﻘﺪرة ﻋ‬
‫ﺗﺤﺪﻳﺪ أي دور ﻗﻮﻣﻲ ﻟﻸﺣﺰاب اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ و ﺟﻤﺎﻋﺎت اﳌﺼﺎ ‪.‬‬

‫‪ -‬اﻟﻨﻤﻂ اﳌﺤﺪود – اﳌﺸﺎرك‪:‬‬

‫ﺬا اﻟﻨﻤﻂ اﻟﺜﻘﺎ ﻣﺤﻠﻴﺔ ﺑﺎﻷﺳﺎس)ﻣﺜﻞ اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﻘﺒﻠﻴﺔ و‬ ‫ﻌﺘ اﳌﺆﺳﺴﺎت اﳌﺪﺧﻼت‬
‫اﻟﻄﺎﺋﻔﻴﺔ ‪،‬و اﻟﻔﺮدﻳﺔ ( ﺣ ن ﺗ ﻮن ﻣﺆﺳﺴﺎت اﳌﺨﺮﺟﺎت ا ﻮﻣﻴﺔ ﻗﺪ ﺣﻘﻘﺖ ﻗﺪرا ﻣﻌﻘﻮﻻ ﻣﻦ اﻟﺘﻄﻮر‬
‫ﻴﻊ رﺳ ﻟﻠﻤﺸﺎرﻛﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ا ﻤﺎ ﺮﺔ ﺷ ﻞ ﻋﻘﺪ اﳌﺆﺗﻤﺮات و اﻟﺘﺠﻤﻌﺎت و‬ ‫‪،‬ﻣﻊ وﺟﻮد‬
‫ﻧﺘﺨﺎﺑﺎت‪.‬‬

‫و ﻋ ذﻟﻚ ﻳﻔ ض أﳌﻮﻧﺪ و ﻓ ﺑﺎ أن اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺗﻤﻜﻨﻨﺎ ﻣﻦ ﺗﻮﻗﻊ اﺣﺘﻤﺎﻻت و إﻣ ﺎﻧﻴﺎت‬

‫‪24‬‬
‫ﻟﻠﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻴﺔ و ﺳﺘﻘﺮار ﺗﻤﺎﺳﻚ و ﻓﺎﻋﻠﻴﺔ اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺴﻴﺎ ‪.‬‬

‫ﺛﺎﻟﺜﺎ ‪ : :‬وﻇﺎﺋﻒ اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ‪:‬‬

‫ﻟﻠﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ أ ﻤﻴﺔ ووﻇﺎﺋﻒ ﻣﺘﻌﺪدة ﺴﺘﻄﻴﻊ ﻣﻦ ﺧﻼﻟ ﺎ اﻟﺒﺎﺣﺜ ن اﳌﺘﺨﺼﺼ ن ﻋﻠﻢ‬
‫ﺟﺘﻤﺎع اﻟﺴﻴﺎ و ﻏ ﻢ ﻣﻦ اﳌ ﺘﻤ ن ﺑﺪراﺳﺔ ﺬﻩ اﻟﻘﻀﻴﺔ اﻟﻜﺸﻒ ﻋﻦ اﻟﻜﺜ ﻣﻦ ﺪاف اﻟﻌﺎﻣﺔ‬
‫ﻟﻠﻨﻈﺎم اﻟﺴﻴﺎ ‪ ،‬و ﻣﻦ أ ﻢ ﺬﻩ اﻟﻮﻇﺎﺋﻒ ﻣﺎ ﻳ ‪:‬‬

‫‪-1-3‬اﻟﺘﻌﺮف ﻋ ﻃﺒﻴﻌﺔ اﻟﺒﻨﺎءات و اﻟﻨﻈﻢ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ‪:‬‬

‫اﻟﺬي ﻳﻮﺟﺪ‬ ‫إن دراﺳﺔ اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺴﺎﻋﺪ ﻋ ﻓ ﻢ ﻣ ﻮﻧﺎت و ﻋﻨﺎﺻﺮ اﻟﺒﻨﺎء اﻟﺴﻴﺎ‬
‫أي ﻣﺠﺘﻤﻊ ﻣﻦ اﳌﺠﺘﻤﻌﺎت ‪ ،‬و ﺬا ﻣﺎ ﺳﺎﻋﺪ ﻞ ﻣﻦ " أﳌﻮﻧﺪ و ﻓ ﺑﺎ " ﻣﺜﻼ دراﺳ ﻢ ﻟﻠﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ‬

‫‪ ‬اﻟﻌﺪد ‪ -17‬ﺟﻮان ‪ 2018‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ‪220‬‬

‫اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ‪ :‬اﻷﻧﻤﺎط واﻟﻮﻇﺎﺋﻒ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ﻞ ﻣﻦ ﺑﺮ ﻄﺎﻧﻴﺎ و اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة و ﻏ ﺎ ﻣﻦ اﻟﺪول اﻟﻜﺸﻒ ﻋﻦ ﻧﻮﻋﻴﺔ اﻟﺒﻨﺎءات اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ‪ ،‬و إ‬
‫أي ﺣﺪ ﺗﺘﻤﺎﺛﻞ ﺬﻩ اﻟﺒﻨﺎءات ﻣﻊ اﻟﺜﻘﺎﻓﺎت اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ذا ﺎ‪.‬‬

‫ﻓﺎﻟﺒﺎﺣﺚ أﳌﻮﻧﺪ اﻓ ض أن اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺗﺘﻤ ﺑﺎﺳﺘﻘﻼل ﻣﻌ ن ‪ ،‬و أﻛﺪ ﻣﻊ ذﻟﻚ أ ﺎ ﺗﺮﺗﺒﻂ‬
‫ﺑﺎﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ اﳌﺠﺘﻤﻊ ‪ ،‬ﻷ ﺎ ﺗﻀﻢ ﻧﻤﺎذج ﻟﻠﺘﻮﺟ ﺎت إزاء اﻟﻈﺎ ﺮة اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺗﺘﺠﺎوز ﺣﺪود اﻟﻨﻈﺎم‬
‫اﳌﻜﺴﻴﻚ ‪ ،‬اﳌﺎﻧﻴﺎ ‪ ،‬إﻳﻄﺎﻟﻴﺎ ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إ‬ ‫اﻟﺴﻴﺎ ‪ ،‬و ﻣﻦ ﺧﻼل دراﺳﺎﺗﮫ اﳌﻴﺪاﻧﻴﺔ ﻤﺲ دول و اﻟ‬
‫اﻟﺪوﻟﺘ ن اﳌﺬ ﻮرﺗ ن ﺳﺎﺑﻘﺎ أﺷﺎر إ أن اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻟﻠﻨﻈﻢ ﻧﺠﻠﻮﺳﻜﺴﻮﻧﻴﺔ ﻣﺘﺠﺎ ﺴﺔ و ﻋﻠﻤﺎﻧﻴﺔ‬
‫‪ ،‬و ﻷورو ﺎ اﻟﻘﺎر ﺔ ﺗ ﻮن ﺛﻘﺎﻓﺔ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﺗ ﺴﻢ ﺑﺎﻟ ﺸﺮذم ‪ ،‬و ﻟﻠﻨﻈﻢ ﻣﺎ ﻗﺒﻞ اﻟﺼﻨﺎﻋﻴﺔ ﺗ ﻮن ﺛﻘﺎﻓﺔ‬
‫‪25‬‬
‫ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﻣﺨﺘﻠﻄﺔ ‪ ،‬و ﻟﻠﻨﻈﻢ اﻟﺸﻤﻮﻟﻴﺔ ﺗ ﻮن ﺛﻘﺎﻓﺔ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﺗﻮﻟﻴﻔﻴﺔ و ﺗﺮﻛﻴ ﻴﺔ‪.‬‬

‫‪-2-3‬ﺗﺤﻠﻴﻞ اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑ ن اﳌﻮاﻃﻨ ن و اﻟﺴﻠﻄﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ‪:‬‬

‫ﻌﻜﺲ ﻧﻮﻋﻴﺔ اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﻟﺪى اﳌﻮاﻃﻨ ن ﻣﺪى ﺗﻮﻗﻌﺎ ﻢ ﻣﻦ اﻟﺴﻠﻄﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ‪،‬و ﻣﺎ ﻳ ﺒ أن ﺗﻘﻮم‬
‫ﺑﮫ اﻟﺴﻠﻄﺔ ﺗﻠﺒﻴﺔ ا ﺎﺟﺎت اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ اﻟ ﻳﺘﻄﻠﻊ إﻟ ﺎ ﺆﻻء اﳌﻮاﻃﻨ ن ‪ ،‬ﻓﺎﳌﻮاﻃﻨ ن ذات اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ‬
‫اﳌﺸﺎرﻛﺔ ﺴﺘﻄﻴﻊ أن ﻳﺤﻔﺰوا اﻟﺴﻠﻄﺔ ﻋ ﺗﻠﺒﻴﺔ ﺣﺎﺟﻴﺎ ﻢ ﻣﻦ ﺧﻼل ﻣﺸﺎرﻛ ﻢ اﻟﻔﻌﺎﻟﺔ اﻟ ﺸﻄﺔ ‪ ،‬و‬
‫ذﻟﻚ ﻋ ﻋﻜﺲ اﳌﻮاﻃﻨ ن ذات اﳌﺸﺎرﻛﺔ اﻟﻀﻴﻘﺔ و اﻟﺮﻋﺎﺋﻴﺔ‪.‬‬

‫‪-3-3‬دراﺳﺔ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﳌﺸﺎرﻛﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ و ﻛﻴﻔﻴﺔ ﺗﺤﺪﻳ ﺎ‬

‫إن اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻌﺘ اﻟﻌﻨﺼﺮ ﺳﺎ ﻟﺘﻄﻮ ﺮ ﻋﻤﻠﻴﺎت اﳌﺸﺎرﻛﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ‪ ،‬و ﻻ ﺳﻴﻤﺎ أن‬
‫ﺴﺎﻋﺪ ﻋ ﺧﻠﻖ ﻧﻮع ﻣﻦ اﻟﺪاﻓﻌﻴﺔ و اﻟﻌﻤﻞ ‪ ،‬و ﻧﻤﻮ اﻟ ﺸﺎط‬ ‫ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﺘﺤﺪﻳﺚ اﻟﺜﻘﺎ اﻟﺴﻴﺎ‬
‫اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻲ اﻟﻔﻌﺎل ا ﻴﺎة اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ‪ ،‬و ﺬا ﻟﻦ ﻳﺤﺪث إﻻ ﻣﻦ ﺧﻼل وﺟﻮد ﻧﻮع ﻣﻦ اﻟﻮ اﻟﺴﻴﺎ‬
‫ﻟﺪى أﻓﺮاد اﳌﺠﺘﻤﻊ‪.‬‬
‫ﺼﻴﺔ اﻟﻘﻮﻣﻴﺔ‬ ‫‪-4-3‬ﺧﻠﻖ اﻟ‬

‫إن ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺘﻤﺎم ﺑﺎﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺴﺎ ﻢ ﺗﻄﻮ ﺮ ﺳﺒﻞ اﳌﺸﺎرﻛﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ و ﺗﻄﻮ ﺮ ﺎ ﻣﻦ‬
‫اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﳌﺤﺪودة أو اﻟﻀﻴﻘﺔ إ اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﳌﺸﺎرﻛﺔ ‪ ،‬ﻷن وﺟﻮد اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﳌﺤﺪودة أو اﻟﻀﻴﻘﺔ ﻌﻜﺲ‬
‫ﻋﻤﻮﻣﺎ درﺟﺎت اﻟﺘﺠﺎ ﺲ اﻟﺜﻘﺎ و اﻟﺴﻴﺎ ‪ ،‬و ﻌﻜﺲ أﻳﻀﺎ أﻧﻤﺎط ﻣﻦ اﻟﻼﻣﺒﺎﻻة اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ و ﻋﺪم‬
‫اﳌﺸﺎرﻛﺔ وﺿﻊ اﻟﻘﺮارات اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺳﻮاء ﻋ اﳌﺴﺘﻮى اﳌﺤ أو اﻟﻘﻮﻣﻲ ‪ ،‬و ﺬا ﻣﺎ ﻳﺆﺛﺮ ﺑﺼﻮرة‬
‫ﺳﻠﺒﻴﺔ ﻋ ﻇ ﻮر اﻟ ﺼﻴﺔ اﻟﻘﻮﻣﻴﺔ اﻟ ﺗﻈ ﺮ ﻧﻮﻋﻴﺔ داء اﻟﺴﻴﺎ و ﺟﺘﻤﺎ ﻟﺪى أﻓﺮاد اﳌﺠﺘﻤﻊ‬
‫ﺪاف اﻟﻌﺎﻣﺔ‪.‬‬ ‫ﺗﺠﺎﻩ ﻗﻀﺎﻳﺎ ﻢ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ و ﺗﺤﻘﻴﻖ اﳌﺼﺎ و‬

‫‪-5-3‬اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ و ﺣﻘﻮق اﳌﻮاﻃﻨﺔ‬

‫‪221‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‪ ‬اﻟﻌﺪد ‪ -17‬ﺟﻮان ‪ 2018‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ د‪ ,‬ﺣﻠﻴﻠﻮ ﻧﺒﻴﻞ– ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺑﺴﻜﺮة ‪ /‬اﻟﺠﺰاﺋﺮ‬
‫ﻠﻤﺎ ﺗﺤﺴ ﺖ ﻣﺴﺘﻮ ﺎت اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺑﻤﻔ ﻮﻣ ﺎ اﻟﻌﺎم و اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺑﻤﻔ ﻮﻣ ﺎ اﻟﺴﻴﺎ ‪ ،‬ﻠﻤﺎ اﺳﺘﻄﺎع‬
‫اﳌﻮاﻃﻦ أن ﻳﺤﺼﻞ ﻋ ﻛﺤﻘﻮﻗﮫ اﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ و اﳌﺪﻧﻴﺔ ‪ ،‬ﻓﺎﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺴﺘﻄﻴﻊ أن ﺗﺰﺪ اﻟﻮ اﻟﻔﺮدي و‬
‫ا ﻤﺎ ي ﻧﺤﻮ أ ﻤﻴﺔ ا ﺼﻮل ﻋ ﺬﻩ ا ﻘﻮق و اﳌﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠ ﺎ و ﺗﺤﻘﻴﻖ درﺟﺎت ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ ﻣﻦ‬
‫ﺷﺒﺎع اﻟﻨﻔ و اﻟﻌﺎﻃﻔﻲ و اﻟﻮﺟﺪا ﻲ ﻟﺪى اﳌﻮاﻃﻨ ن ﻋﻦ ﻃﺮ ﻖ ﺗﻠﺒﻴﺔ ﺣﺎﺟﻴﺎ ﻢ ﺳﺎﺳﻴﺔ ‪ ،‬و ﻣ ﺎ ﺣﻖ‬
‫ا ﺼﻮل ﻋ اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ اﻟ ﺗﺆ ﻠ ﻢ إ أداء وﻇﺎﺋﻔ ﻢ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ اﻟ ﺗﺘﻤﺜﻞ ﺣﻘﻮق‬
‫ﻧﺘﺨﺎﺑﺎت و اﳌﻌﺎرﺿﺔ أو اﳌﻈﺎ ﺮات ‪ ،‬و ﺳﺘﻔﺎدة ﻣﻦ اﳌﺸﺎرﻛﺔ ﺣﺰاب اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ اﻟ ﺴ ﻢ ﺟﻤﻴﻌﺎ‬
‫ﺧﻠﻖ روح اﳌﻮاﻃﻨﺔ اﻟ ﺗﺘﻤﺜﻞ ﻋﺪد ﻣﻦ ا ﻘﻮق و اﻟﻮاﺟﺒﺎت و اﳌﺴﺆوﻟﻴﺎت‪.‬‬

‫‪-6-3‬اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ و اﻟﺘﺤﺪﻳﺚ و اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ اﻟﺸﺎﻣﻠﺔ ‪:‬‬

‫ﻣﻤﺎ ﻻ ﺷﻚ ﻓﻴﮫ أن ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ اﻟﺴﻴﺎ ﻌﺘ ﺟﺰء ﻣﻦ ﻣ ﻮﻧﺎت اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ اﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ و اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ‬
‫و اﻟ ﺑﻮ ﺔ اﻟ ﺴ اﻟﻔﺮد ﻻﻛ ﺴﺎ ﺎ ‪ ،‬ﺑﺎﻋﺘﺒﺎرﻩ ﻋﻀﻮ اﳌﺠﺘﻤﻊ ‪ ،‬و ﺬا ﻣﺎ ﺗﺤﺮص ﻋﻠﻴﮫ أﻳﻀﺎ اﻟﻨﻈﻢ‬
‫اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ اﳌﺘﻘﺪﻣﺔ أو اﻟ ﺴ إ ﺗﻄﻮ ﺮ و ﺗﺤﺪﻳﺚ ﻣﺠﺘﻤﻌﺎ ﺎ و ﺟﻤﺎ ﺎ ‪ ،‬ﻓﺎﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻣﺎ‬
‫إﻻ ﺟﺰء ﻣﻦ اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ‪ ،‬و اﻟ ﺴ ﻢ ﺟﻤﻴﻌ ﺎ ﻋﻤﻠﻴﺎت اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ اﻟﺸﺎﻣﻠﺔ ‪ ،‬و اﻟ ﺸﻤﻞ أﻳﻀﺎ‬
‫‪26‬‬
‫أﻧﻤﺎط ﻣﺘﻌﺪدة ﻣﺜﻞ اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ و ﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ و اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ‪.‬‬

‫إ ﺟﺎﻧﺐ ﻣﺎ ذﻛﺮ ﻣﻦ وﻇﺎﺋﻒ ﻳﻀﻴﻒ ﺎﻳ آﻳﻠﻮ أن وﻇﻴﻔﺔ اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺗﺘﻤﺜﻞ ﺗﻮﺟﻴﮫ و‬
‫دﻋﻢ اﻟﺴﻠﻮك اﻟﺴﻴﺎ ﺣﻴﺚ أن ﻐﻠﻐﻞ اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻞ أوﺟﮫ ﺣﻴﺎة ﻓﺮاد ﺑﻤﺎ ﻓ ﻢ ﺳﻠﻮﻛ ﻢ‬
‫اﻟﺴﻴﺎ ‪ ،‬و اﻟﺬي ﻻ ﺴﺘﻄﻴﻌﻮن ﻓ ﻤﮫ ﻓ ﻤﺎ ﺎﻣﻼ اذا ﻟﻢ ﻌﺎ ﻮﻧﮫ ﺛﻘﺎﻓﻴﺎ ‪،‬و ﻳﺤﺪدون ﻣﻮﻗﻌﮫ‬
‫اﻟﺴﻴﺎق اﻟﺜﻘﺎ وﺳﻊ ‪ ،‬و ﻮ ﻣﺎ ﻳﺠﻌﻠ ﻢ أﻗﺪر ﻋ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﻛﻴﻒ أن ﺳﻠﻮﻛ ﻢ اﻟﺴﻴﺎ ﻳ ﺸﺎﺑﮫ أو‬
‫ﺛﻘﺎﻓﺔ أﺧﺮى ‪.27‬‬ ‫ﻳﺨﺘﻠﻒ ﻣﻊ اﻟﺴﻠﻮك اﻟﺴﻴﺎ‬
‫ﻣﻦ ﺧﻼل ﺬا ﻠﮫ ﻳﻤﻜﻦ أن ﺴﺘﻌﺮض وﻇﺎﺋﻒ اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ اﻟﻨﻘﺎط اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ ‪:‬‬

‫‪ -‬ﺗﻘﺪﻳﻢ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﻘﻴﻢ واﻟﺼﻴﻎ اﻟﻌﻘﻼﻧﻴﺔ اﻟ ﺗﻀﻤﻦ اﻟﺘﻤﺎﺳﻚ اﻟﺪاﺧ ﻟﻠﺒ ‪ ،‬واﳌﺆﺳﺴﺎت‪،‬‬
‫واﳌﻨﻈﻤﺎت اﻟ ﻌﻤﻞ إﻃﺎر ﺎ ﻓﺮاد‪.‬‬
‫ﺣﺸﺪ و ﻌﺒﺌﺔ‬ ‫‪ -‬اﻟﺘﻌﺒ ﻋﻦ اﳌﻄﺎﻟﺐ واﳌﺼﺎ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ و ﺳﺘﺠﺎﺑﺔ إﻟ ﺎ؛ ﳌﺎ ﻟ ﺎ ﻣﻦ ﺗﺄﺛ‬
‫ﺧﺼﻮﺻﺎ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﻣﺮ ﺑﺎ ﻮاﻧﺐ ﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ وا ﻴﺎﺗﻴﺔ ﻷﻓﺮاد اﳌﺠﺘﻤﻊ‪،‬‬ ‫ً‬ ‫اﻟﻘﻄﺎﻋﺎت ﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‪،‬‬
‫واﻟﺘﺤﻮل ﻣﻦ ا ﻮاﻧﺐ اﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ‪ ،‬و ﺳ ﺒﺪال ﺎ ﺟﺪﻳﺪة أﻛ اﺳﺘﺠﺎﺑﺔ ﻟﺘﻠﻚ اﳌﺼﺎ ‪.‬‬
‫ﻋﻤﻠﻴﺎت ﺸﺮ اﻟﻮ اﻟﺴﻴﺎ ‪ ،‬وﺗﻮﺳﻴﻊ اﳌﺸﺎرﻛﺔ‪ ،‬وإرﺳﺎء وﺟ ﺎت ﻧﻈﺮ ﺟﺪﻳﺪة ﻟﺪى‬ ‫‪ -‬اﻟﺘﺄﺛ‬
‫ا ﻤ ﻮر‪ ،‬و ﻌﺰ ﺰ ﻧﻮﻋﻴﺔ ا ﻴﺎة اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ و ﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ‪.‬‬
‫‪ -‬ﺗﻮﺣﻴﺪ ﻃﺮ واﳌﺆﺳﺴﺎت اﳌﺨﺘﻠﻔﺔ ﻟ ﻲ ﺗﻮاﺟﮫ اﻟﺘﺤﺪﻳﺎت واﳌﺴﺘﺠﺪات اﻟ ﺗﺘﻌﺮض ﻟ ﺎ ﻣ ّﻮﻧﺎت‬
‫اﻟﺪوﻟﺔ‪.‬‬

‫‪ ‬اﻟﻌﺪد ‪ -17‬ﺟﻮان ‪ 2018‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ‪222‬‬

‫اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ‪ :‬اﻷﻧﻤﺎط واﻟﻮﻇﺎﺋﻒ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ﺧﺎﺗﻤﺔ ‪:‬‬

‫إن ا ﺪﻳﺚ ﻋﻦ ﺗﻮﻗﻌﺎت و ﺗﻄﻠﻌﺎت ﻓﺮاد ﻧﺤﻮ اﻟﺴﻠﻄﺔ إ ﺟﺎﻧﺐ ا ﺪﻳﺚ ﻋﻦ اﻟﺘﻘﻴﻴﻤﺎت‬
‫ﻳﺠﺎﺑﻴﺔ و اﻟﺴﻠﺒﻴﺔ ﻋﻦ ﻣﺎ ﻳﺨﻄﻂ ﻟﮫ ﻹﻧﺠﺎزﻩ و ﺗﺠﺴﻴﺪﻩ و ﻣﺎ ﻳ ﺗﺐ ﻋﻦ ﺬا اﻟﺘﻘﻴﻴﻢ ﻣﻦ ر ﻋﻦ‬
‫داء ا ﻮﻣﻲ ﻣﻦ ﻋﺪﻣﮫ ﻳﺘﻀﻤﻦ إﺷﺎرات ﳌﺎ ﻌ ﻋﻨﮫ ﻣﻔ ﻮم اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ اﻟ ﺗﺤﺪد ﻗﻴﻤﺔ أداء‬
‫اﻟﺴﻠﻄﺔ و درﺟﺔ اﻟﻘﺒﻮل ﺑﮫ أو اﺳ ﺒﻌﺎدﻩ‪ ،‬ﻛﻤﺎ ﺗﺘﻀﻤﻦ أﺷ ﺎل اﻟﺘﻔﻜ و اﻟﺸﻌﻮر ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﺘﻄﻮرات‬
‫اﻟﺴﺎﺋﺪة ﺣﻮل أﻧﻤﺎط اﻟﻘﻴﺎدة و ا ﻜﻢ و ﺴﻴ اﻟﺸﺄن اﻟﻌﺎم اﳌﺤ و اﻟﻮﻃ و اﻟﺘﻤﺜﻼت اﳌﺮﺗﺒﻄﺔ‬
‫ﺑﺎﻟﺴﻠﻄﺔ و اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺎ‪.‬‬

‫واﻧﻄﻼﻗﺎ ﻣﻦ ﺬا ﻓﺈن ﻣﺎ ﻳﺠﺐ أن ﺴ إﻟﻴﮫ اﻟﺴﻠﻄﺔ ﺑﻤﺨﺘﻠﻒ أﺷ ﺎﻟ ﺎ أﺛﻨﺎء اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﻷي أداء‬

‫ﻮ أن ﺗﺠﻌﻞ ﻣﺎ ﺗﺨﻄﻂ ﻟﮫ ﻳﺘﻤﺎ و ﺗﻄﻠﻌﺎت و ﺗﻮﻗﻌﺎت أﻓﺮاد اﳌﺠﺘﻤﻊ أﻧﻔﺴ ﻢ ‪،‬و ﻳﻜﻤﻦ اﻟﺴ ﺐ‬
‫ذﻟﻚ أن ﺗﻄﺎﺑﻖ ﺬﻩ ا ﻄﻂ و ﺗﻮﻗﻌﺎت ﺆﻻء ﻓﺮاد ﺸ ﻞ أﺣﺪ اﳌﻘﻮﻣﺎت و اﳌﺘﻄﻠﺒﺎت اﻟ ﻻ ﺑﺪ ﻣ ﺎ‬
‫ﻣﻦ أﺟﻞ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﻣﺎ ﻳﺨﻄﻂ ﻟﮫ ﻋ أرض اﻟﻮاﻗﻊ دون ﻋﻘﺒﺎت أو ﺻﻌﻮ ﺎت‪،‬ﻛﻤﺎ أن ﺬا اﻟﺘﻄﺎﺑﻖ ﻌﺘ‬
‫أداة ﻣﻦ أدوات ﺗﺬﻟﻴﻞ و ﺗﻘﺰﻢ اﻟﺼﻌﻮ ﺎت اﻟ ﻗﺪ ﺗﻮاﺟﮫ ﺬا داء ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺗﻨﻔﻴﺬﻩ‪ ،‬و ﺬا اﻟﺘﻄﺎﺑﻖ‬
‫ﻳﻀﻤﻦ ﺗﻘﻴﻴﻤﺎ اﻳﺠﺎﺑﻴﺎ و ﺗﻔﺎﻋﻼ و ﺗﺠﺎو ﺎ ﻣﻦ ﻃﺮﻓﺄﻓﺮاد اﳌﺠﺘﻤﻊ‪ ،‬أﻣﺎإذا ﺎن ﻣﺮ ﻏ ﻛﺬﻟﻚ و ﻮ ﻣﺎ ﻌ‬
‫أن ﻣﺎ ﻳﺨﻄﻂ ﻟﮫ ﻻ ﻳﺘﻤﺎ ﻣﻊ ﺗﻮﻗﻌﺎت ﻓﺮاد ﻓﺈن ﺴﺐ ﺗﺠﺴﻴﺪﻩ ﻋ أرض اﻟﻮاﻗﻊ ﺑﺪون ﻋﻘﺒﺎت و‬
‫ﻣﺸﺎ ﻞ ﺿ ﻴﻞ ﺟﺪا ‪،‬ﻛﻤﺎ أن ﺗﻘﻴﻴﻤﮫ ﺳﻴﺼﻄﺒﻎ ﺑﺎﻟﺼﺒﻐﺔ اﻟﺴﻠﺒﻴﺔ و ﻋﺪم اﻟﺮ ﻋﻨﮫ‪.‬‬

‫اﻟ ﻮاﻣﺶ ‪:‬‬

‫‪ 1‬اﺣﻤﺪ ﺳﻠﯿﻤﺎن أﺑﻮزﯾﺪ ‪ ،‬ﻋﻠﻢ اﻻﺟﺘﻤﺎع اﻟﺴﯿﺎﺳﻲ " اﻷﺳﺲ و اﻟﻘﻀﺎﯾﺎ ﻣﻦ ﻣﻨﻈﻮر ﻧﻘﺪي" دار اﻟﻤﻌﺮﻓﺔ اﻟﺠﺎﻣﻌﯿﺔ ‪،‬‬
‫ﻣﺼﺮ ‪ ، 2006 ،‬ص ‪.164‬‬
‫‪2-The new encyclopedia Britannica in 30 valves (vol n° 19) encyclopedia‬‬
‫‪britonica.int N.Y: William Benton ,publisher1978.p925.‬‬
‫‪3‬ﺳﯿﺪ ﻋﻮﯾﺲ و آﺧﺮون ‪ :‬ﻣﻌﺠﻢ اﻟﻌﻠﻮم اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﯿﺔ ‪ :‬اﻟﮭﯿﺌﺔ اﻟﻤﺼﺮﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻜﺘﺎب ‪ :‬اﻟﻘﺎھﺮة ‪ ، 1975 ،‬ص‬
‫‪.547‬‬
‫‪4‬ﻏﻲ ھﺮﻣﯿﮫ‪ ،‬ﻓﻠﯿﺐ ﺑﺮو و آﺧﺮون ‪ ،‬ﻣﻌﺠﻢ ﻋﻠﻢ اﻟﺴﯿﺎﺳﺔ و اﻟﻤﺆﺳﺴﺎت اﻟﺴﯿﺎﺳﯿﺔ ‪ ،‬ﺗﺮﺟﻤﺔ ھﯿﺜﻢ اﻟﻠﻤﻊ ‪ ،‬اﻟﻤﺆﺳﺴﺔ‬
‫اﻟﺠﺎﻣﻌﯿﺔ ﻟﻠﻨﺸﺮ ﻟﺒﻨﺎن ‪ ،‬ط‪ ، 2005 ، 1‬ص ‪.165‬‬
‫‪5-Sidney verba :culture and political development (NEW JERSEY .university .‬‬
‫‪1965).P513.‬‬
‫‪-6-Gabriel A.Almound .cooperative political systems. The journal of politics vol.18‬‬
‫‪No 3.August 1965.P 396‬‬
‫‪7‬‬
‫‪Gabriel A. Almond, Sidney yerba. The civic culture (Boston little Brown and‬‬
‫‪compant .1965 .P12.‬‬
‫ﺟﺎﺑﺮﯾﻞ أﻟﻤﻮﻧﺪ ﺑﻨﺠﮭﺎﻣﺒﺎول ‪ :‬اﻟﺴﯿﺎﺳﺎت اﻟﻤﻘﺎرﻧﺔ ﻓﻲ وﻗﺘﻨﺎ اﻟﺤﺎﺿﺮ "ﻧﻈﺮة ﻋﺎﻟﻤﯿﺔ" ﺗﺮﺟﻤﺔ ھﺸﺎم ﻋﺒﺪ ﷲ ‪8 ،‬‬
‫اﻟﻄﺒﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ‪ ،‬اﻟﺪار اﻷھﻠﯿﺔ ﻟﻠﻨﺸﺮ ‪ ،‬اﻷردن ‪ ، 1998 ،‬ص ‪.70 ، 69‬‬

‫‪223‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‪ ‬اﻟﻌﺪد ‪ -17‬ﺟﻮان ‪ 2018‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ د‪ ,‬ﺣﻠﻴﻠﻮ ﻧﺒﻴﻞ– ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺑﺴﻜﺮة ‪ /‬اﻟﺠﺰاﺋﺮ‬
‫‪9-Lucian pye. Political culture .international encyclopedia of the social sciences ,‬‬
‫‪1968 , vol 12 , P218.‬‬
‫‪10-Lain mclean : concise dictionary of politics ( oxford , university press , 1966) P‬‬
‫‪379.‬‬
‫‪11‬ﻓﻠﯿﺐ ﺑﺮو ‪ :‬ﻋﻠﻢ اﻻﺟﺘﻤﺎع اﻟﺴﯿﺎﺳﻲ ‪ ،‬ﺗﺮﺟﻤﺔ ﻋﺮب ﺣﺎﻣﯿﻼ ‪ ،‬اﻟﻤﺆﺳﺴﺔ اﻟﺠﺎﻣﻌﯿﺔ ‪ ،‬ﺑﯿﺮوت ‪،‬ط‪، 1998 ، 1‬‬
‫ص ‪.213 ،‬‬
‫‪12‬ﻛﻤﺎل ﻣﺤﻤﻮد اﻟﻤﻨﻮﻓﻲ ‪ :‬اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﺴﯿﺎﺳﯿﺔ ﻟﻠﻔﻼﺣﯿﻦ اﻟﻤﺼﺮﯾﯿﻦ ‪ ) :‬رﺳﺎﻟﺔ اﻟﺪﻛﺘﻮراه ﻓﻲ اﻟﻌﻠﻮم اﻟﺴﯿﺎﺳﯿﺔ (‬
‫ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﻘﺎھﺮة ‪، 1978‬‬
‫‪13‬ﻋﺒﺪ اﻟﺴﻼم ﻋﻠﻲ ﻧﻮﯾﺮ ‪ :‬اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﺴﯿﺎﺳﯿﺔ ﻟﻠﻤﻌﻠﻢ اﻟﻤﺼﺮي " دراﺳﺔ ﻣﯿﺪاﻧﯿﺔ ﻟﻤﻌﻠﻤﻲ ﻣﺮﺣﻠﺔ اﻟﺘﻌﻠﯿﻢ اﻷﺳﺎﺳﻲ "‬
‫‪ ) ،‬رﺳﺎﻟﺔ دﻛﺘﻮراه ﻓﻲ اﻟﻔﻠﺴﻔﺔ اﻟﺴﯿﺎﺳﯿﺔ (‪،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﻘﺎھﺮة ‪،‬ﻣﺼﺮ‪،1998،‬ص ‪.8،10‬‬
‫‪14-M.KentJennings : Gender roles and inequalities in political participation :results‬‬
‫)‪prom oneight – nation study the western political quarterly ,vol 36 N 03 ( Sept 1983‬‬
‫‪pp 364,367.‬‬
‫‪ 15‬ﻛﻤﺎل ﻣﺤﻤﻮد اﻟﻤﻨﻮﻓﻲ ‪،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪،‬ص ‪232،263‬‬
‫‪16‬ﺳﻠﻮى اﻟﻌﺎﻣﺮي‪:‬اﻟﻮﻋﻲ اﻟﺴﯿﺎﺳﻲ ﺑﺎﻷﺣﺰاب و اﻟﻤﻤﺎرﺳﺔ اﻟﺤﺰﺑﯿﺔ ﻟﺪى ﻋﯿﻨﺔ ﻣﻦ اﻟﺮﯾﻔﯿﯿﻦ – ﻣﺆﺗﻤﺮ اﻟﻘﺮﯾﺔ‬
‫اﻟﻤﺼﺮﯾﺔ اﻟﻮاﻗﻊ و اﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ‪ 12-10،‬أﻓﺮﯾﻞ ‪،1994‬اﻟﻘﺎھﺮة ‪،‬اﻟﻤﺮﻛﺰ اﻟﻘﻮﻣﻲ ﻟﻠﺒﺤﻮث اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﯿﺔ و اﻟﺠﻨﺎﺋﯿﺔ‪ ،‬ط‬
‫‪، 2‬ص ‪.564 – 557‬‬
‫‪17‬ﻣﺎﺟﺪة ﺳﯿﺪ ﺣﺎﻓﻆ ‪:‬دراﺳﺎت ﻓﻲ ﻋﻠﻢ اﻻﺟﺘﻤﺎع اﻟﺤﻀﺮي ‪،‬ﻣﻜﺘﺒﺔ ﺳﻌﯿﺪ رأﻓﺖ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻋﯿﻦ اﻟﺸﻤﺲ ‪،‬اﻟﻘﺎھﺮة‬
‫‪،‬ﻣﺼﺮ ‪،1978 ،‬ص ‪.155‬‬
‫‪18‬ﻛﻤﺎل اﻟﻤﻨﻮﻓﻲ ‪ :‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ‪،‬ص ‪.26‬‬
‫‪19‬ﻣﺠﺎھﺪ ﺻﺎﻟﺢ ﺳﻌﺪ اﻟﺸﻌﺒﻲ‪،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ‪،‬ص ‪.53‬‬
‫‪20‬ﻋﺒﺪ اﻟﺴﻼم ﻋﻠﻲ ﻧﻮﯾﺮ‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ‪،‬ص ‪.35‬‬
‫‪21‬ﻣﺠﺎھﺪ ﺻﺎﻟﺢ ﺳﻌﺪ اﻟﺸﻌﺒﻲ‪،‬ﻣﺮﺟﻌﺴﺎﺑﻖ‪،‬ص ‪.53‬‬
‫‪22‬ﻣﺤﻤﺪ زاھﻲ اﻟﻤﻐﯿﺮﺑﻲ ‪:‬ﻗﺮاءات ﻓﻲ اﻟﺴﯿﺎﺳﺔ اﻟﻤﻘﺎرﻧﺔ ) ﻗﻀﺎﯾﺎ ﻣﻨﮭﺠﯿﺔ و ﻣﺪاﺧﯿﻞ ﻧﻈﺮﯾﺔ (‪،‬ﻣﻨﺸﻮرات ﺟﺎﻣﻌﺔ‬
‫ﻗﺎرﯾﻮﻧﺴﻲ ‪،‬ﺑﻨﻐﺎزي ‪،‬ﻟﯿﺒﯿﺎ‪،1994،‬ص ‪.224،225‬‬
‫‪23‬ﻋﺒﺪ ﷲ ﻣﺤﻤﺪ ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ ‪ :‬ﻋﻠﻢ اﻻﺟﺘﻤﺎع اﻟﺴﯿﺎﺳﻲ‪،‬ﻣﺮﺟﻌﺴﺎﺑﻖ‪،‬ص ‪.437،438‬‬
‫‪24‬ﻋﺒﺪ اﻟﻐﻔﺎر رﺷﺎد اﻟﻘﺼﺒﻲ‪:‬اﻟﺘﻄﻮر اﻟﺴﯿﺎﺳﻲ و اﻟﺘﺤﻮل اﻟﺪﯾﻤﻘﺮاطﻲ ‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ‪،‬ص ‪.168‬‬
‫‪25‬ﻋﺒﺪ اﻟﻐﻔﺎر رﺷﺎد اﻟﻘﺼﺒﻲ – اﻟﺘﻄﻮر اﻟﺴﯿﺎﺳﻲ و اﻟﺘﺤﻮل اﻟﺪﯾﻤﻘﺮاطﻲ ‪ ،‬اﻟﻜﺘﺎب اﻷول " اﻟﺘﻨﻤﯿﺔ اﻟﺴﯿﺎﺳﯿﺔ و ﺑﻨﺎء‬
‫اﻷﻣﺔ " اﻟﻄﺒﻌﺔ اﻟﺜﺎﻧﯿﺔ ‪ ، 2006 ،‬اﻟﻘﺎھﺮة ‪ ،‬ص ‪'".187 ،‬‬
‫‪26‬ﻋﺒﺪ ﷲ ﻣﺤﻤﺪ ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﺎن ‪ ،‬ﻋﻠﻢ اﻻﺟﺘﻤﺎع اﻟﺴﯿﺎﺳﻲ ‪ ،‬دار اﻟﻨﮭﻀﺔ اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ ‪ ،‬ﺑﯿﺮوت ‪ ،‬ط‪ ، 2001 ، 1‬ص ‪،‬‬
‫‪.442 ، 440‬‬
‫‪27-Heinz eulou ,politics .self and society variation (Cambridge . Massachusetts‬‬
‫‪university)press 1983 p 45.‬‬

‫‪ ‬اﻟﻌﺪد ‪ -17‬ﺟﻮان ‪ 2018‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ‪224‬‬