‫ما بعد‬

‫زلزال‬
‫القــــرن‬
‫‪08‬‬
‫األيـــام‬ ‫العدد ‪ 1051 :‬من ‪ 21‬إلى ‪ 27‬شتنبر ‪2023‬‬

‫الغـالف‬
‫األسبوعية‬
‫‪/alayam24‬‬ ‫‪/alayam24‬‬ ‫‪www.alayam24.com‬‬

‫خصصت للنهوض بالمناطق التي ضربها الزلزال‬

‫أين تبخرت ‪ 50‬مليار درهم‬

‫المرصودة لتنمية ماكشفت‬
‫الفاجعة أن ال تنمية فيه؟‬
‫لم يكن أحد يتوقع حدوث الزلزال العنيف الذي ضرب المملكة في الثامن من شتنبر الجاري‪ ،‬وتجاوز نِطاقه الخمسمائة كيلومتر‪ ،‬لكن الحكومات‬
‫والمجالس المنتخبة المتعاقبة كانت تعرف أن أقاليم الحوز وتارودانت وشيشاوة خارج الزمن التنموي دون أن تفعل شيئا‪ ،‬حتى جاءت الهزة‬
‫األرضية لتظهر للعالم بدائية الحياة في هذه األقاليم‪ ،‬والمؤكد أن مثلها كثير في كل جهات المملكة االثني عشر‪ ،‬لذلك نعود للنبش في‬
‫األسباب التي جعلت هذه األقاليم منكوبة قبل وقوع الزلزال وتداعيات ذلك حاال ومستقبال‪.‬‬

‫إعداد ‪ :‬محمد كريم بوخصاص‬

‫لتصحيح الوضع‪ ،‬حيث جدد خالل اجتماع العمل‬
‫يوم الخميس ‪ 14‬شتنبر‪« ،‬التأكيد على تعليماته‬
‫السامية حتى تكون االستجابة قوية‪ ،‬وسريعة‪،‬‬
‫واستباقية مع احترام كرامة الساكنة‪ ،‬وعاداتهم‬
‫وأعرافهم وتراثهم»‪ ،‬وشدد على أن «اإلجراءات ال‬
‫يجب أن تعمل فقط على إص�لاح األض��رار التي‬
‫خلفها الزلزال‪ ،‬ولكن أيضا إطالق برنامج مدروس‪،‬‬
‫مندمج‪ ،‬وط��م��وح م��ن أج��ل إع���ادة بناء وتأهيل‬
‫المناطق المتضررة بشكل عام‪ ،‬سواء على مستوى‬
‫تعزيز البنيات التحتية أو الرفع من جودة الخدمات‬
‫العمومية»‪.‬‬
‫يظهر بشكل واضح أن التنمية ستكون العنوان‬
‫األبرز للمرحلة المقبلة في المناطق المتضررة من‬
‫الزلزال‪ ،‬والتي كانت تعتمد تاريخيا على الفالحة‬
‫وتربية األغ��ن��ام‪ ،‬رغ��م عائدهما المحدود‪ ،‬إذ لم‬
‫تتجاوز المساحة المزروعة بإقليم الحوز ‪-‬على‬
‫سبيل المثال‪ 73 -‬ألف و‪ 800‬هكتار في الموسم‬
‫الفالحي ‪ ،2019-2018‬بإنتاج ال يتعدى ‪ 452‬ألف‬
‫و‪ 300‬ق��ن��ط��ار‪ .‬وتنخفض المساحة ف��ي إقليم‬
‫شيشاوة إلى ‪ 28700‬هكتار بإنتاج ال يتجاوز ‪125‬‬
‫أل���ف و‪ 500‬ق��ن��ط��ار‪ ،‬ليحتال ال��م��رت��ب��ة الرابعة‬
‫والخامسة على التوالي في جهة مراكش آسفي‬
‫من حيث اإلنتاج وراء كل من آسفي وقلعة السراغنة‬
‫والصويرة‪ .‬فيما تقل المساحة المزروعة في إقليم‬
‫تارودانت عن ‪ 14‬ألف هكتار واإلنتاج عن ‪ 255‬ألف‬
‫قنطار‪.‬‬
‫ويظهر فقر المناطق المتضررة من الزلزال في‬
‫عدد األسر في األقاليم األكثر تضررا (‪)2020‬‬
‫المجموع‬ ‫قروي‬
‫‪133422‬‬ ‫‪108885‬‬
‫‪188918‬‬ ‫‪120251‬‬
‫‪83281‬‬ ‫‪65736‬‬
‫‪Karim88960@hotmail.com‬‬
‫يتردد تساؤل في أذهان كثيرين‪ :‬لماذا كانت هذه‬
‫األقاليم منكوبة قبل وقوع الزلزال؟‬
‫أرقام الهشاشة‬
‫تعاني المناطق المتضررة من الزلزال األشد في‬
‫التاريخ الحديث للمملكة الشريفة من هشاشة‬
‫كبيرة‪ ،‬فأقاليم الحوز وتارودانت وشيشاوة تصنف‬
‫في ذيل ترتيب أقاليم المملكة من حيث التنمية‪،‬‬
‫وتسجل ضمن مناطق «المغرب غير النافع»‪ ،‬والتي‬
‫يغلب عليها الطابع القروي‪ ،‬فالحوز مكون من ‪36‬‬
‫جماعة قروية من أصل أربعين‪ ،‬وتارودانت من ‪81‬‬
‫من أص��ل ‪ ،89‬وشيشاوة من ‪ 31‬من أص��ل ‪،34‬‬
‫يسكنها مجتمعة نحو ‪ 1.9‬مليون نسمة‪ ،‬أزيد من‬
‫‪ 74.5‬في المائة منهم يعيشون في مناطق قروية‬
‫بتعداد سكاني يصل إلى ‪ 1.4‬مليون نسمة‪.‬‬
‫وي��ب��دو ال��وض��ع ف��ي ه��ذه المناطق سوداويا‪،‬‬
‫فالولوج إل��ى الصحة صعب في ظل محدودية‬
‫المراكز الصحية المجهزة‪ ،‬وانخفاض عدد األطباء‪،‬‬
‫فضال عن تدهور حالة المسالك الطرقية وغيابها‬
‫في بعض المناطق‪ ،‬رغم أنها تستقطب عددا كبيرا‬
‫م��ن ال��س��ي��اح ال��ش��غ��وف��ي��ن ب��ال��س��ي��اح��ة الجبلية‬
‫واإليكولوجية‪.‬‬
‫وأم��ام افتقاد ه��ذه المناطق للتنمية الكفيلة‬
‫بضمان السالمة والكرامة التي كان يمكنهما أن‬
‫يخففا ت��أث��ي��رات ال��زل��زال على ال��س��ك��ان‪ ،‬جاءت‬
‫تعليمات ال��م��ل��ك بحثا ع��ن ت��دخ��ل استعجالي‬
‫توزيع الساكنة في األقاليم األكثر تضررا (‪)2020‬‬
‫حضري‬ ‫اإلقليم‬ ‫المجموع‬
‫‪24537‬‬ ‫الحوز‬ ‫‪635748‬‬
‫‪68667‬‬ ‫تارودانت‬ ‫‪852765‬‬
‫‪17545‬‬ ‫شيشاوة‬ ‫‪391923‬‬
‫انهارت بشكل تام‪ ،‬و‪ 80‬ألف درهم لتغطية أشغال‬ ‫الخميس ‪ 14‬شتنبر‪ ،‬وقبل اكتمال أسبوع على‬
‫إعادة تأهيل المساكن التي انهارت جزئيا‪ ،‬وتنتهي‬ ‫وقوع الزلزال العنيف الذي ضرب المملكة‪ ،‬كان‬
‫بإعمار المناطق على أس��اس دفتر للتحمالت‪،‬‬ ‫الملك محمد السادس يوجه تعليماته الدقيقة في‬
‫وبإشراف تقني وهندسي‪ ،‬وبانسجام مع تراث‬ ‫جلسة عمل بالقصر الملكي بالرباط‪ ،‬من أجل تفعيل‬
‫ال��م��ن��ط��ق��ة واح����ت����رام خ��ص��ائ��ص��ه��ا المعمارية‬ ‫البرنامج االستعجالي إلع��ادة إي��واء المنكوبين‬
‫المتفردة‪.‬‬ ‫والتكفل بالفئات األكثر تضررا من زلزال الحوز‪،‬‬
‫ميدانيا‪ ،‬انطلقت عملية اإليواء في أغلب المناطق‬ ‫والذي أمر بإعداده في جلسة العمل األولى التي‬
‫ال��م��ت��ض��ررة م���ن خ��ل�ال ن��ص��ب خ���ي���ام مقاومة‬ ‫ترأسها قبل انتهاء أربعة وعشرين ساعة األولى‬
‫ل�لاض��ط��راب��ات ال��ج��وي��ة‪ ،‬وتجهيزها بالمرافق‬ ‫من وقوع الزلزال‪.‬‬
‫الضرورية‪ ،‬بينما بدت المخيمات التي أقامتها‬ ‫ليست المرة األولى التي تستنفر فيها المملكة‬
‫القوات المسلحة الملكية في أبهى صورة‪ ،‬وهي‬ ‫جهودها لمواجهة التحديات المفجعة‪ ،‬وينزل فيها‬
‫المجهزة باألسرة واألغطية والمرافق الصحية‬ ‫الملك كأعلى سلطة في البالد برمزيته وثقله‪ ،‬فنفس‬
‫والمطاعم التي يجري فيها تقديم الوجبات التي‬ ‫األمر حصل إبان جائحة كورونا وفي لحظات أزمة‬
‫يجري طهيها داخل المخيمات‪ .‬وبالتوازي مع ذلك‪،‬‬ ‫مماثلة‪ ،‬لذلك كانت األنظار شاخصة في انتظار ما‬
‫انطلقت في األيام الماضية عمليات إحصاء واسعة‬ ‫سيتمخض عن اجتماع الملك برئيس الحكومة‬
‫للمنازل المنهارة بشكل كلي أو جزئي لتسجيل‬ ‫ووزراء الداخلية واألوق��اف والمالية واإلسكان‬
‫المواطنين المعنيين بتلقي المساعدات المالية‪،‬‬ ‫والميزانية والمفتش العام للقوات المسلحة‬
‫واس��ت��ؤن��ف��ت ال���دراس���ة ف���ي ع���دد م���ن المناطق‬ ‫الملكية‪.‬‬
‫المتضررة‪ ،‬بعد تجهيزها بخيام خاصة تضم‬ ‫كان ما ُأعلن عنه في بالغ للديوان الملكي عبارة‬
‫ط��اوالت جديدة مع كل اللوجستيك الضروري‬ ‫ع��ن خ��ارط��ة طريق واض��ح��ة إلع���ادة الحياة إلى‬
‫النطالق العملية التعليمية‪ ،‬حتى بدت أفضل من‬ ‫األق��ال��ي��م ال��م��ت��ض��ررة‪ ،‬وم��ن ث��م منحها التنمية‬
‫الحجرات الدراسية المهترئة التي كانت في تلك‬ ‫الضائعة‪ ،‬وال تنتظر سوى التفعيل األمين والجيد‬
‫األقاليم‪ ،‬فيما جرى نقل مئات التالميذ إلى ثانويات‬ ‫من جانب الحكومة‪ ،‬حيث ح��ددت تدابير دقيقة‬
‫بمراكش مع استفادتهم من اإلقامة في الداخليات‪،‬‬ ‫إلعادة التأهيل والبناء في المناطق المتضررة‪،‬‬
‫خاصة الذين يدرسون في األقسام اإلشهادية‪.‬‬ ‫من خالل برنامجين اثنين‪ :‬أولهما يتعلق بإعادة‬
‫وفي الوقت الذي تسخر كل اإلمكانيات الستئناف‬ ‫اإليواء التي تهم نحو ‪ 50‬ألف مسكن انهارت كليا‬
‫الحياة الطبيعية في المناطق المتضررة للزلزال‪،‬‬ ‫أو جزئيا على مستوى األقاليم الخمسة المتضررة‬
‫(الحوز‪ ،‬تارودانت‪ ،‬شيشاوة‪ ،‬مراكش‪ ،‬ورزازات)‪،‬‬
‫من خالل صيغ إيواء مالئمة في عين المكان وفي‬
‫بنيات مقاومة للبرد واالضطرابات الجوية‪ ،‬أو في‬
‫قروي‬ ‫حضري‬ ‫اإلقليم‬ ‫فضاءات استقبال مهيأة وتتوفر على كل المرافق‬
‫الضرورية‪ ،‬على أساس أن تمنح الدولة مساعدة‬
‫‪532536‬‬ ‫‪103212‬‬ ‫الحوز‬ ‫استعجالية بقيمة ‪ 30‬ألف درهم لألسر المعنية‪.‬‬
‫ثانيهما يهم ات��خ��اذ م��ب��ادرات ف��وري��ة إلعادة‬
‫‪566193‬‬ ‫‪286572‬‬ ‫تارودانت‬ ‫اإلعمار‪ ،‬تنطلق من إنجاز عمليات الخبرة وأشغال‬
‫‪317376‬‬ ‫‪74547‬‬ ‫شيشاوة‬ ‫التهيئة وتثبيت األراضي‪ ،‬وتقديم مساعدة مالية‬
‫مباشرة بقيمة ‪ 140‬أل��ف دره��م للمساكن التي‬
‫األيـــام‬
‫‪09‬‬ ‫العدد ‪ 1051 :‬من ‪ 21‬إلى ‪ 27‬شتنبر ‪2023‬‬
‫الغــالف‬
‫األسبوعية‬
‫‪/alayam24‬‬ ‫‪/alayam24‬‬ ‫‪www.alayam24.com‬‬

‫عدد رؤوس الماشية التي كانت تملكها األسر‪ ،‬ففي‬

‫إقليم الحوز المكون من حوالي ‪ 133‬ألف أسرة‬
‫(‪ 109‬آالف أسرة في الوسط القروي)‪ ،‬نجد أن عدد‬
‫رؤوس األبقار باإلقليم لم يتجاوز ‪ 61‬ألفا و‪400‬‬
‫رأس‪ ،‬وهو ما يعني أن أسرة واحدة من كل أسرتين‬
‫تتوفر على بقرة واحدة‪ ،‬بينما يصل عدد رؤوس‬
‫األغنام إلى ‪ 287‬ألفا و‪ 500‬رأس ورؤوس الماعز‬
‫‪ 161‬ألفا و‪ 200‬رأس‪ ،‬وفق أحدث تصنيف لسنة‬
‫‪ ،2020‬وتنخفض األرقام في إقليم تارودانت (‪120‬‬
‫ألف أسرة في الوسط القروي) إلى ‪ 112‬ألفا و‪900‬‬
‫رأس من األبقار و‪ 325‬ألفا و‪ 300‬رأس من األغنام‬
‫و‪ 261‬ألفا و‪ 600‬رأس من الماعز‪.‬‬
‫وفي إقليم شيشاوة الذي تسكن جماعاته القروية‬
‫حوالي ‪ 66‬ألف أسرة‪ ،‬ال يتجاوز عدد رؤوس األبقار‬
‫‪ 39‬ألفا و‪ ،300‬و‪ 480‬ألفا و‪ 200‬رأس من األغنام‬
‫و‪ 141‬ألفا و‪ 800‬رأس من الماعز‪.‬‬
‫وفي ما يخص الحيوانات التي تعتبر رأسماال‬
‫رئيسيا لألسر في القرى‪ ،‬تبدو األقاليم المتضررة‬
‫من الزلزال فقيرة في هذا الجانب‪ ،‬إذ ال يتجاوز‬
‫عدد الخيول في إقليم الحوز كامال ‪ 2300‬حصان‪،‬‬
‫والبغال ‪ 1200‬بغل‪ ،‬والحمير ‪ 22‬ألفا و‪ 200‬حمار‪،‬‬
‫ونفس األمر بالنسبة إلى شيشاوة التي تبدو في‬
‫أفضل ح��ال على مستوى الحمير‪ ،‬حيث يصل‬
‫عددها إلى ‪ 27‬ألفا و‪ 400‬حمار‪ ،‬والبغال ‪2500‬‬
‫بغل‪ ،‬بينما ال يتجاوز عدد خيولها الـ‪ .1200‬وعلى‬
‫نفس المنوال‪ ،‬تبرز تارودانت التي تتوفر على‬
‫‪ 2200‬ح��ص��ان و‪ 1200‬ب��غ��ل و‪ 29‬أل��ف��ا و‪600‬‬
‫حمار‪.‬‬

‫أزمة وفرصة !‬

‫المؤكد أن الحوز وتارودانت وشيشاوة كانت‬

‫للطابق األرض��ي)‪ ،‬من أجل توفير أزيد من ‪340‬‬
‫م��س��ك��ن��ا‪ ،‬ف��ي��م��ا ب��ل��غ��ت ع���دد ال��رخ��ص المسلمة‬
‫بتارودانت كلها ‪ 600‬رخصة‪ ،‬ألجل بناء ‪1083‬‬
‫مسكنا بمساحة ‪ 133‬ألف متر مربع مسقفة و‪43‬‬
‫ألفا مساحة مبنية‪.‬‬
‫المسلمة في إقليم شيشاوة في نفس السنة ‪179‬‬
‫رخصة‪ ،‬همت حوالي ‪ 46‬ألف متر مربع مسقفة‬
‫(أي تضم إضافة إلى المساحة المبنية مساحات‬
‫سقوف الطوابق األخرى التي ُت َكون نفس البناية)‪،‬‬
‫و‪ 19‬ألف متر مربع مبنية (المساحة المغطاة‬
‫تعيش خارج الزمن التنموي‪ ،‬على غرار أقاليم‬
‫أخرى‪ ،‬بتعبير الباحث في االقتصاد رشيد أوراز‬
‫في حوار مع «األيام»‪ ،‬وذلك رغم قربها الجغرافي‬
‫من مدينتي مراكش وأك��ادي��ر األكثر استقطابا‬
‫وعماالت بالمملكة ال تتوفر على معلومات رسمية‬ ‫للسياح في المملكة‪ ،‬لكن يبقى أمل الساكنة في أن‬
‫بشأن رخص البناء المسلمة‪ ،‬وفق جدول إحصائي‬ ‫تتحول أزمة الزلزال إلى «فرصة» للتنمية‪.‬‬
‫للمندوبية السامية للتخطيط لسنة ‪ ،2020‬وذلك‬ ‫وتزداد الحاجة لتحقيق هذا الهدف وضعية هذه‬
‫إلى جانب شفشاون وموالي يعقوب والرحامنة‬ ‫األقاليم التي كانت بعيدة عن طريق النمو‪ ،‬لدرجة‬
‫وطرفاية‪ ،‬بينما لم يصل مجموع رخص البناء‬ ‫أن إقليم ال��ح��وز يصنف ضمن خمسة أقاليم‬

‫منها قروية مشكلة من دواوير متناثرة‪ ،‬حوالي ‪92‬‬

‫ألف تلميذ ينحدر معظمهم من المجال القروي (أزيد‬
‫من ‪ 81‬ألف تلميذ)‪ ،‬يؤطرهم ‪ 3495‬أستاذا‪.‬‬
‫وال يختلف الوضع في تارودانت عن الحوز رغم‬
‫‪1‬‬
‫التعليم‬
‫ارتفاع عدد سكانه‪ ،‬إذ ينخفض اإلقبال على التعليم‬
‫األولي التقليدي مسجال ‪ 5656‬تلميذا يؤطرهم ‪366‬‬
‫مربيا‪ ،‬بينما يرتفع نوعا ما في التعليم األولي‬
‫العصري (‪ 10344‬تلميذا‪ ،‬نصفهم إناث‪ ،‬يؤطرهم‬
‫‪ 275‬مربيا)‪ ،‬لكن االعتماد على الفرعيات في التعليم‬
‫االبتدائي بالحوز يبقى هو نفسه بتاردوانت المشكلة‬
‫من ‪ 89‬جماعة جلها قروية‪ ،‬إذ ال تتوفر بنيتها‬

‫وت��ارودان��ت تكشف عن ضعف واض��ح في البنية‬
‫التحتية المدرسية باإلقليمين‪ ،‬فإن المشهد يبدو‬
‫أكثر قتامة في إقليم شيشاوة الذي يأتي في المرتبة‬
‫الثالثة من حيث التضرر من تداعيات الزلزال األليم‪،‬‬
‫والمشكل من ‪ 33‬جماعة قروية من أصل ‪ 35‬جماعة‪،‬‬
‫إذ تفيد المعطيات المتوفرة أن عدد أبنائه الذين‬
‫يتابعون دراستهم في التعليم األولي التقليدي ال‬
‫يتعد ‪ 1707‬تلميذا يؤطرهم ‪ 107‬مربيا‪ ،‬و‪ 7388‬في‬
‫التعليم األولي العصري يؤطرهم ‪ 347‬مربيا‪ ،‬في‬
‫حين يتوفر على ‪ 502‬فرعية مقابل ‪ 156‬مدرسة‬
‫ابتدائية ُيدَرس بها ‪ 2635‬أستاذا حوالي ‪ 58‬ألفا‬
‫تلميذ‪ ،‬فيما ال يتجاوز عدد ثانوياته اإلعدادية ‪21‬‬
‫إعدادية يشتغل بها ‪ 579‬أستاذا يؤطرون حوالي‬
‫من ‪ 16‬ألف تلميذ‪ ،‬وينخفض العدد إلى ‪ 12‬ثانوية‬
‫في السك الثانوي التأهيلي‪ ،‬ثمانية منها في الوسط‬
‫القروي‪ ،‬يشتغل بها ‪ 383‬أستاذا‪ ،‬لتأطير ‪7249‬‬
‫تلميذا‪.‬‬
‫آفة الفرعيات!‬
‫التحتية سوى على ‪ 281‬مدرسة ابتدائية (‪237‬‬
‫مدرسة في العالم القروي)‪ ،‬في حين يرتفع عدد‬
‫الفرعيات بها إلى ‪ 857‬فرعية‪ ،‬يتابع دراسته بها‬
‫حوالي ‪ 114‬ألف تلميذ (أزيد من ‪ 82‬ألفا بالعالم‬
‫القروي)‪ ،‬يخضون لتأطير ‪ 5284‬أستاذا‪.‬‬
‫ونظرا للهشاشة التي تعيشها األسر في اإلقليمين‪،‬‬ ‫يقترن التعليم ب��ج��ودة ال��ح��ي��اة‪ ،‬لكن األقاليم‬
‫يبقى التعليم العمومي هو الملجأ الوحيد لها‪ ،‬وهو‬ ‫المتضررة من الزلزال تشهد مفارقة عجيبة‪ ،‬إذ رغم‬
‫ما يفسره عدد المدارس الخصوصية الموجودة‬ ‫أنها تفتقد لمقومات العيش السليم وتسجل أعلى‬
‫بهما‪ ،‬إذا ال يتجاوز ع��دده��ا السبعة ف��ي الحوز‬ ‫معدالت الفقر على الصعيد الوطني‪ ،‬فإن أسرها‬
‫(تستقطب ‪ 1563‬تلميذا فقط)‪ ،‬و‪ 28‬مدرسة في‬ ‫تشجع أبناءها على التعليم في سن مبكرة‪ ،‬باعتباره‬
‫تارودانت (تضم ‪ 4343‬تلميذا)‪.‬‬ ‫استثمارا للخروج من وضعية الهشاشة‪ ،‬قبل أن‬
‫وبخصوص التعليم الثانوي اإلع��دادي‪ ،‬يتوفر‬ ‫تصطدم بضعف البنية التحتية المدرسية‪ ،‬التي‬
‫إقليم الحوز كامال (تقدر مساحته بحوالي ‪6200‬‬ ‫تساهم ف��ي انخفاض ع��دد التالميذ المتابعين‬
‫كيلومتر مربع) على ‪ 31‬ثانوية إعدادية فقط‪26 ،‬‬ ‫للدراسة من مستوى إلى آخر‪.‬‬
‫التأهيلي‪ ،‬إذ ال يتجاوز عدد الثانويات التأهيلية‬ ‫س بها ‪ 980‬أستاذا‬ ‫منها في الوسط القروي‪ُ ،‬يد ِ َّر ُ‬ ‫وتعطي المعطيات الخاصة بالموسم الدراسي‬
‫في ت��ارودان��ت ‪ ،29‬إح��دى عشر منها في الوسط‬ ‫حوالي ‪ 30‬ألف تلميذ‪ 21 ،‬ألفا منهم في الوسط‬ ‫م��ا قبل ال��م��اض��ي (‪ ،)2021-2020‬كما نشرتها‬
‫القروي‪ ،‬يشتغل بها ‪ 1130‬أستاذا ألجل تعليم ‪25‬‬ ‫القروي‪ ،‬بينما يتوفر إقليم تارودانت على ‪ 46‬ثانوية‬ ‫المندوبية السامية للتخطيط في نشرة خاصة‪ ،‬فكرة‬
‫ألف تلميذ‪ ،‬في حين ينخفض عددها إلى ‪ 13‬في‬ ‫إعدادية ُيدَرس بها ‪ 1560‬أستاذا حوالي ‪ 43‬ألف‬ ‫عن اإلشكاالت التي تعيشها أقاليم الزلزال في ما‬
‫الحوز‪ ،‬نصفها في الوسط القروي (‪ 6‬مؤسسات)‪،‬‬ ‫تلميذ‪ ،‬فيما ينحصر عدد اإلعداديات الخصوصية‬ ‫يخض التعليم‪ ،‬والمرتبطة أساسا باصطدام الرغبة‬
‫يشتغل بها ‪ 627‬أس��ت��اذا وي���درس بها ‪ 14‬ألف‬ ‫في ثالثة في الحوز (يدرس بها ‪ 158‬تلميذا) وتسعة‬ ‫في التعلم بقلة الفضاءات المجهزة لهذا الغرض‪،‬‬
‫تلميذ‪.‬‬ ‫في تارودانت‪ ،‬يدرس بها ‪ 967‬تلميذا‪ .‬وينخفض‬ ‫ففي الوقت الذي بلغ عدد التالميذ المسجلين في‬
‫ورغ��م أن األرق��ام الخاصة بالتعليم في الحوز‬ ‫عدد المؤسسات التعليمية في التعليم الثانوي‬ ‫التعليم األول��ي التقليدي بإقليم الحوز ‪10324‬‬
‫تلميذا‪ ،‬نصفهم إناث (‪ 5251‬تلميذة)‪ ،‬يؤطرهم ‪377‬‬
‫مربيا‪ ،‬وفي التعليم األولي العصري ‪ 8921‬تلميذا‬
‫شيشاوة‬ ‫تارودانت‬ ‫الحوز‬ ‫نصفهم إناث (‪ 4458‬تلميذة)‪ ،‬يؤطرهم ‪ 410‬مربين‪،‬‬
‫‪ 156‬مدرسة‬ ‫‪ 281‬مدرسة‬ ‫‪ 182‬مدرسة‬ ‫التعليم االبتدائي‬ ‫نجد أن التعليم االب��ت��دائ��ي يقوم على الدراسة‬
‫بالفرعيات التي كان يفترض أن تكون قد انتهت‪،‬‬
‫‪ 502‬فرعية‬ ‫‪ 857‬فرعية‬ ‫‪ 537‬فرعية‬ ‫الفتقادها ف��ي ال��غ��ال��ب لكل ال��ش��روط الضرورية‬
‫‪ 21‬إعدادية‬ ‫‪ 46‬إعدادية‬ ‫‪ 31‬إعدادية‬ ‫الثانوي اإلعدادي‬ ‫للتحصيل الجيد‪ ،‬إذ يصل عددها إلى ‪ 537‬مقابل‬
‫‪ 182‬مدرسة ابتدائية فقط‪ .‬و َيدرس بالتعليم االبتدائي‬
‫‪ 12‬ثانوية‬ ‫‪ 29‬ثانوية‬ ‫‪ 13‬ثانوية‬ ‫الثانوي التأهيلي‬ ‫في إقليم الحوز المكونة من أربعين جماعة‪36 ،‬‬
 ‫ما بعد‬
‫زلزال‬
‫القــــرن‬
‫‪10‬‬
‫األيـــام‬ ‫العدد ‪ 1051 :‬من ‪ 21‬إلى ‪ 27‬شتنبر ‪2023‬‬

‫الغـالف‬
‫األسبوعية‬
‫‪/alayam24‬‬ ‫‪/alayam24‬‬ ‫‪www.alayam24.com‬‬

‫الصحية)‪ ،‬يشتغل بها ‪ 74‬طبيبا فقط إلى حدود‬

‫‪ 48( 2020‬أطباء عامون و‪ 26‬اختصاصيون)‪،‬‬

‫‪2‬‬
‫وهو ما يعني توفير طبيب واحد لكل ‪ 8600‬نسمة‬
‫باإلقليم !!‬
‫وال يختلف ضعف العرض الصحي بالحوز‬
‫كثيرا عن إقليم تارودانت‪ ،‬حيث يتوفر على ‪8‬‬

‫الصحة‬
‫مراكز صحية حضرية و‪ 80‬مراكز صحية قروية‬
‫و‪ 28‬مستوصفا قرويا‪ ،‬إضافة إلى مستشفيين‬
‫اثنين‪ ،‬يزاول بها ‪ 125‬طبيبا (‪ 71‬عامون‪ ،‬و‪54‬‬
‫اختصاصيون)‪ ،‬وذلك بمعدل طبيب واحد لكل‬
‫‪ 6824‬مواطن‪.‬‬
‫وي���زداد العرض الصحي ت��ده��ورا في إقليم‬
‫شيشاوة الذي يتوفر على ‪ 3‬مراكز صحية حضرية‬
‫و‪ 33‬مراكز صحية قروية و‪ 22‬مستوصفا قرويا‬ ‫الف َتات من األطباء‬
‫ُ‬
‫ومستشفى واحد فقط‪.‬‬
‫وتظهر صورة الصحة المنكوبة في األقاليم‬
‫الثالثة أكثر وضوحا عند النظر في عدد ِ‬
‫األسرة‬
‫واألسرة‬
‫ِ‬
‫المتوفرة في مستشفياتها العمومية‪ ،‬حيث ال‬
‫يتجاوز عددها إلى حدود سنة ‪ 68 ،2020‬سريرا‬ ‫يعتبر النهوض بالمنظومة الصحية مطلبا‬
‫في إقليم الحوز و‪ 310‬في تارودانت و‪ 59‬في‬ ‫ملحا في كل جهات المملكة‪ ،‬في ظل حالة العجز‬
‫شيشاوة !!‬ ‫البنيوي الكمي والنوعي في الموارد البشرية‬
‫وم���ن المعطيات ال��ت��ي ت���دل ع��ل��ى أن صحة‬ ‫ال��ت��ي يعانيها ال��ق��ط��اع‪ ،‬وع���دم تكافؤ العرض‬
‫مواطني األقاليم الثالثة توجد في ذيل أولويات‬ ‫الصحي‪ ،‬وضعف حكامة المنظومة‪ ،‬لكن وضع‬
‫وزارة الصحة‪ ،‬أن العرض الصحي الموجود في‬ ‫الصحة يبدو أكثر سوداوية في األقاليم المتضررة‬
‫بعض األقاليم األقل عددا من حيث السكان أفضل‬ ‫من ال��زل��زال‪ ،‬تؤكده المعطيات التي جمعتها‬
‫بكثير منها‪ ،‬والسبب فقط أنها توجد جغرافيا‬ ‫االستفادة من عمليات التشخيص والفحص‬ ‫بإمكانها استقبال المرضى والجرحى أو النساء‬
‫والعالجات المستعجلة التي تتطلبها حالتهم‬ ‫ال��ل��وات��ي ف��ي ف��ت��رة ال��وض��ع م��ع تمكينهم من‬ ‫«األيام» والتي تكشف عن ضعف كبير في البنية‬
‫في «المغرب النافع!»‪ ،‬ويمكن أخذ إقليم القنيطرة‬ ‫التحتية الصحية في أقاليم الحوز وتارودانت‬
‫الذي ال يتجاوز عدد سكانه ‪ 431‬ألف نسمة كمثال‪،‬‬ ‫وشيشاوة مقارنة بأقاليم أخرى‪.‬‬
‫إذ يتوفر على ‪ 28‬مركزا صحيا حضريا و‪22‬‬ ‫شيشاوة‬ ‫تارودانت‬ ‫الحوز‬ ‫ويتجاوز عدد سكان الحوز ‪ 636‬ألف نسمة‪،‬‬
‫م��رك��زا صحيا ق��روي��ا و‪ 11‬مستوصفا قرويا‪،‬‬ ‫لكن اإلقليم ال يتوفر سوى على ‪ 39‬مركزا صحي‬
‫أسرة يصل إلى ‪ 518‬سرير‪،‬‬ ‫ومستشفيين بمجموع ِ‬ ‫‪ 3‬مراكز ﺻحية حضرية‬ ‫‪ 8‬مراكز ﺻحية حضرية‬ ‫العرﺽ الﺼحي ‪ 5‬مراكز ﺻحية حضرية‬
‫قرويا (مؤسسات تحت إشراف طبيب‪ ،‬تتواجد‬
‫وعدد أطباء يصل إلى ‪ 239‬طبيبا (‪ 122‬عامون‬ ‫‪ 33‬مراكز ﺻحية قروية‬ ‫‪ 80‬مراكز ﺻحية قروية‬ ‫‪ 39‬مركز ﺻحي قروي‬
‫بمقر جماعة قروية‪ ،‬وتقوم إضافة إلى العالجات‬
‫و‪ 117‬اختصاصيون)‪ ،‬وذلك بمعدل طبيب واحد‬ ‫‪ 22‬مستوﺻﻒ قروي‬ ‫‪ 28‬مستوﺻﻒ قروي‬ ‫‪ 42‬مستوﺻﻒ قروي‬
‫األساسية بأنشطة حماية صحة األم والطفل‬
‫لكل ‪ 1800‬مواطن‪.‬‬ ‫‪ 1‬مستشفى‬ ‫‪ 2‬مستشفى‬ ‫‪ 1‬مستشفى‬
‫والفحوصات الطبية وتأطير المستوصفات‬
‫صحيح أن عدد أسرة المستشفيات قد ارتفع‬ ‫‪ 59‬سريرا‬ ‫‪ 310‬سريرا‬ ‫‪ 68‬سريرا‬ ‫عدد األسرة‬ ‫التابعة لها)‪ ،‬و‪ 42‬مستوصفا قرويا (مؤسسات‬
‫قليال بعد جائحة كورونا في إط��ار خطة دعم‬ ‫صحية توفر اإلسعافات األولية فقط‪ ،‬لكن بدون‬
‫العرض الصحي في مواجهة كوفيد‪ ،-19‬لكن‬ ‫‪ 125‬طبيبا )‪ 71‬عامون‪ ،‬و‪ 54‬اختﺼاﺻيون( ‪-‬‬ ‫‪ 48) 74‬عامون و‪ 26‬اختﺼاﺻيون(‬ ‫عدد األﻃﺒاﺀ‬
‫طبيب يشرف عليها)‪ ،‬وخمسة مراكز صحية‬
‫الراجح أن األقاليم المتضررة من الزلزال لن يكون‬ ‫‪-‬‬ ‫طبيب واحد لكل ‪6824‬‬ ‫طبيب واحد لكل ‪ 8600‬نسمة‬ ‫الﻤعدﻝ‬ ‫حضرية‪ ،‬ومستشفى واح��د (مؤسسة صحية‬
‫قد وصلها إال الفتات‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫متقدمة جدا‪ ،‬بالنظر إلى كونه ليس ضمن األقاليم‬ ‫الثاني من حيث الخسائر البشرية والمادية من‬ ‫مراكش آسفي‪ ،‬وراء كل من مراكش (عاصمة السياحة‬
‫المحظوظة في المغرب والتي ُتفرد لها مخططات‬ ‫الزلزال سوى ب�‪ 1406‬سرير منها موزعة على ‪661‬‬ ‫بالمملكة) والصويرة‪ ،‬حيث يضم ‪ 147‬مؤسسة إليواء‬
‫التنمية‪ ،‬حيث جاء وراء كل مراكش وأكادير والدار‬ ‫غرفة ب�‪ 36‬مؤسسة لإيواء‪ ،‬وذل��ك رغم إمكانياته‬ ‫السياح‪ ،‬توفر ‪ 2517‬غرفة‪ ،‬بمجموع أسرة يصل إلى‬
‫البيضاء وطنجة‪-‬أصيلة وإفران وفاس وورزازات‬ ‫الطبيعية‪ .‬فيما يتوفر إقليم شيشاوة الذي احتل‬ ‫‪ 5953‬سرير‪ ،‬وذلك في أحدث إحصاء يعود إلى يناير‬
‫وبركان والرباط والصويرة‪ ،‬بينما يوجد إقليمي‬ ‫المرتبة الثالثة من حيث الخسائر المسجلة بسبب‬ ‫‪.2021‬‬
‫تارودانت وشيشاوة في مراتب متأخرة‪.‬‬
‫وحسابيا‪ ،‬توجد بالحوز ‪ 15‬فندقا موزعة بين‬
‫واحد من «خمس نجوم» وخمسة فنادق من صنف‬
‫الزلزال على خمس مؤسسات لإيواء السياحي فقط‪،‬‬
‫أسرة في حدود‬ ‫بمجموع غرف ال يتجاوز ‪ 33‬وعدد ِ‬
‫‪ 66‬سرير‪.‬‬
‫ويساهم في جعل الحوز قبلة سياحية‪ ،‬تنوع‬
‫تضاريسه التي يغلب عليها الطابع الجبلي‪ ،‬حيث‬
‫تشكل الجبال ثالثة أرب��اع مساحته‪ ،‬ضمنها قمة‬
‫السياحة‬
‫«أربع نجوم» وثالثة من فئة «ثالث نجوم» واثنين من‬ ‫تفسر تدفق السياح إلى المناطق‬ ‫ليست هناك قاعدة ّ‬ ‫توبقال أعلى قمة جبلية في سلسلة جبال األطلس‬
‫«نجمتين» وأربعة فنادق من «نجمة واحدة»‪ ،‬إضافة‬ ‫البة‪ ،‬لكن الشك أن توفرها على‬ ‫التي تتمتع بطبيعة خ ّ‬ ‫التي يصل ارتفاعها إلى ‪ 4165‬مترا‪ ،‬فضال عن قربه‬

‫الحوز في المقصورة‬
‫إلى ‪ 68‬دور ضيافة و‪ 45‬منزال مجهزا إليواء السياح‬ ‫بنية تحتية قوية‪ ،‬خاصة ما يرتبط بالمسالك الطرقية‬ ‫من عاصمة النخيل مراكش التي ال يبعد عنها سوى‬
‫و‪ 13‬نزال (أوبيرج) وثالثة فنادق عائلية وإقامتين‬ ‫ومؤسسات اإلي���واء‪ ،‬يساهم في رف��ع جاذبية تلك‬ ‫ب�‪ 40‬كيلومترا‪ ،‬والتي تتوفر على أكبر طاقة إيوائيه‬
‫سياحيتين ونادي فندقي واحد‪ ،‬لكن األرقام تنخفض‬ ‫المناطق‪ ،‬لذلك يسود اقتناع بعدم استفادة األقاليم‬ ‫أسرة يصل إلى ‪ 73‬ألفا و‪76‬‬ ‫في المملكة بمجموع ِ‬
‫في تارودانت الذي يتوفر على ‪ 14‬فندقا (فندق واحد‬
‫من خمس نجوم‪ ،‬أربعة من أربع نجوم‪ ،‬واحد من ثالث‬
‫الثالثة المتضررة من الزلزال (الحوز‪ ،‬وتارودانت‪،‬‬
‫وش��ي��ش��اوة) م��ن ب��رام��ج لتنمية ق��درات��ه��ا م��ن أجل‬
‫سريرا موزعة على ‪ 1707‬مؤسسة لإيواء السياحي‬
‫(تضم ‪ 40‬ألف و‪ 657‬غرفة)‪.‬‬ ‫األولى بدون تنمية‬
‫نجوم‪ ،‬وخمس من نجمة واحدة)‪ ،‬و‪ 18‬دار للضيافة‪،‬‬ ‫استقطاب أكبر عدد من السياح‪ ،‬وعدم ارتهانها على‬ ‫وف��ي ال��وق��ت ال��ذي تصنف جهة م��راك��ش آسفي‬
‫و ُن ُزلين‪ ،‬وخمسة منازل لإيواء السياحي‪ ،‬وتزداد‬ ‫الوقت الذي يستقطعه السياح الذين يأتون خصيصا‬ ‫باألولى من حيث الطاقة اإليوائية‪ ،‬بفضل البنية‬
‫انخفاضا في إقليم شيشاوة الذي ال يتوفر على أي‬ ‫إلى مراكش لزيارة األقاليم المجاورة لها‪.‬‬ ‫التحتية التي توفرها مراكش أساسا‪ ،‬نجد أن جهة‬ ‫يعتبر الحوز حيث كانت ب��ؤرة ال��زل��زال إقليما‬
‫وحدة فندقية مصنفة‪ ،‬ويضم أربع منازل للضيافة‬ ‫حاليا‪ ،‬يحتل إقليم الحوز المرتبة الحادية عشرة‬ ‫سوس ماسة المحاذية لها تأتي في المرتبة الثانية‬ ‫سياحيا بامتياز‪ ،‬يحتل المرتبة الثالثة على مستوى‬
‫ودار ضيافة واحدة‪.‬‬ ‫في ع��دد أس��رة اإلي���واء التي يوفرها‪ ،‬وه��ي مرتبة‬ ‫بأزيد من ‪ 45‬ألف سرير‪ ،‬لكن ال يساهم إقليم تارودانت‬ ‫عدد مؤسسات اإليواء المتواجدة فوق ترابه في جهة‬

‫توزيع ﻣﺆسساﺕ اإليواﺀ السياﺣي في األقاليم‬ ‫ﺃسرة‬

‫ترتيﺐ األقاليم والعﻤاالﺕ ﻣﻦ ﺣيﺚ عدد ِ‬
‫الﻤتضررة ﻣﻦ الﺰلﺰاﻝ‬ ‫اإليواﺀ السياﺣي‬

‫تارودانت شيشاوة‬ ‫الحوز‬ ‫طبيعة مﺆسسات اإليواﺀ‬ ‫عدد األسرة‬ ‫الجهة‬ ‫اإلقليم‪ /‬العمالة‬ ‫الترتيب‬
‫‪-‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪4‬‬ ‫فندﻕ نجمة واحدة‬ ‫‪73076‬‬ ‫مراكﺶ ﺁسفي‬ ‫مراكﺶ‬ ‫‪1‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪2‬‬ ‫فندﻕ نجمتين‬ ‫‪40707‬‬ ‫سوﺱ ماسة‬ ‫أكادير‪-‬إداونتان‬ ‫‪2‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪3‬‬ ‫فندﻕ ‪ 3‬نجوم‬ ‫الدار البيضاﺀ سﻄات ‪21200‬‬ ‫الدار البيضاﺀ‬ ‫‪3‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪5‬‬ ‫فندﻕ ‪ 4‬نجوم‬
‫‪13975‬‬ ‫الشمال‬ ‫طنجة أﺻيلة‬ ‫‪4‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫فندﻕ ‪ 5‬نجوم‬
‫‪13850‬‬ ‫فاﺱ مكناﺱ‬ ‫إفران‬ ‫‪5‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪1‬‬ ‫نادي فندقي‬
‫‪10286‬‬ ‫فاﺱ مكناﺱ‬ ‫فاﺱ‬ ‫‪6‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪2‬‬ ‫إقامات سياحية وفندقية‬
‫‪7293‬‬ ‫درعة تافيﻼلت‬ ‫ورزازات‬ ‫‪7‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪3‬‬ ‫فنادﻕ عاﺋلية‬
‫‪1‬‬ ‫‪18‬‬ ‫‪68‬‬ ‫دور الضيافة‬ ‫‪6762‬‬ ‫الشرﻕ‬ ‫بركان‬ ‫‪8‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪13‬‬ ‫نزل )أوبيرﺝ(‬ ‫الرباﻁ سﻼ القنيﻄرة ‪6544‬‬ ‫الرباﻁ‬ ‫‪9‬‬
‫‪4‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪45‬‬ ‫منازل إيواﺀ‬ ‫‪6481‬‬ ‫مراكﺶ ﺁسفي‬ ‫الﺼويرة‬ ‫‪10‬‬
‫‪5‬‬ ‫‪36‬‬ ‫‪147‬‬ ‫المجموع‬ ‫‪5953‬‬ ‫مراكﺶ ﺁسفي‬ ‫الحوز‬ ‫‪11‬‬
‫األيـــام‬
‫‪11‬‬ ‫العدد ‪ 1051 :‬من ‪ 21‬إلى ‪ 27‬شتنبر ‪2023‬‬
‫الغــالف‬
‫األسبوعية‬
‫‪/alayam24‬‬ ‫‪/alayam24‬‬ ‫‪www.alayam24.com‬‬

‫قصة الصندوق العجيب الذي كان أخنوش اآلمر بصرفه‬

‫أرقام جافة !‬
‫منذ والدته‪ ،‬رافق هذا البرنامج لغط كبير‪ ،‬حتى‬
‫أنه كاد يفجر أزمة سياسية في قانون مالية ‪،2016‬‬
‫حين تفاجأ رئيس الحكومة األسبق عبد اإلله بن‬
‫كيران بالمادة ‪ 30‬من القانون المالية التي تخول‬
‫لعزيز أخنوش (الذي كان وزير الفالحة) صفة اآلمر‬
‫بالصرف في صندوق التنمية القروية‪ ،‬بعد سحبها‬
‫منه‪ ،‬وكان حينها الصندوق يسيل اللعاب كونه‬
‫يتوفر على ميزانية ضخمة تقدر بـ‪ 50‬مليار درهم‪،‬‬
‫وقد سبق البن كيران أن تحدث عن هذا المشكل‬
‫أكثر م��ن م��رة‪ ،‬خصوصا أن أخ��ن��وش ب��دا كأنه‬
‫استحوذ بتواطؤ مع وزير االقتصاد والمالية آنذاك‬
‫محمد بوسعيد على الصندوق دون استشارته رغم‬
‫أنه كان رئيسهما‪.‬‬
‫اآلن‪ ،‬أصبحت قصة استغباء أخنوش البن كيران‬
‫من الماضي‪ ،‬فبرنامج تقليص الفوارق االجتماعية‬
‫والمجالية بالعالم القروي يشارف على نهايته‪،‬‬
‫بينما تكتفي الحكومة الحالية بإعالن األرقام جافة‬
‫دون تفصيالت لقياس أثرها‪ ،‬إذ اكتفت وزارة‬
‫الداخلية قبل أي��ام فقط باإلعالن ـ في ما يشبه‬
‫الحصيلة ‪ -‬عن وضعها ‪ 7‬مخططات عمل جهوية‬
‫سنوية لتنمية المجال القروي والمناطق الجبلية‪،‬‬
‫بقيمة إجمالية تناهز ‪ 49.92‬مليار درهم‪ ،‬أي بنسبة‬
‫‪ 99‬ف��ي المائة م��ن المبلغ اإلج��م��ال��ي للبرنامج‪،‬‬
‫وتوزعت مصادر التمويل‪ ،‬حسب وزارة الداخلية‪،‬‬
‫بين المجالس الجهوية (‪ 21.45‬مليار درهم)‪،‬‬
‫وصندوق التنمية القروية والمناطق الجبلية‬
‫والقطاعات الوزارية المعنية (‪ 19.9‬مليارات درهم)‪،‬‬
‫والتنسيقية الوطنية للمبادرة الوطنية للتنمية‬
‫البشرية (‪ 4.21‬مليار درهم)‪.‬‬
‫العجيب أن قطاع تأهيل وبناء الطرق والمسالك‬
‫القروية استنزف ثلثي ميزانية البرنامج‪ ،‬كما‬
‫اطلعت عليه «األيام»‪ ،‬بما يعادل ‪ 34‬مليار درهم‪،‬‬
‫لكن الطرق الرابطة بين بعض الدواوير بأقاليم‬
‫الحوز وتارودانت وشيشاوة غير موجودة أو في‬
‫حالة مهترئة‪ ،‬بينما صرفت ‪ 5‬مليارات درهم على‬
‫قطاع التعليم ال��ذي مازالت الجماعات القروية‬
‫باألقاليم المتضررة تفتقد للمدارس وتعتمد على‬
‫الفرعيات‪ ،‬فيما وجهت ملياري درهم لتأهيل قطاع‬
‫الصحة ال��ذي م��ازال منكوبا بالقرى والمناطق‬
‫النائية‪.‬‬
‫الجبلية‪ ،‬عبر شق الطرق والمسالك وبناء منشآت‬
‫الولوج‪ ،‬فإن وضعية الجماعات القروية الـ‪36‬‬
‫بالحوز والـ ‪ 81‬بتارودانت و‪ 31‬بشيشاوة تؤكد‬
‫أن ال ش��يء تحقق ف��ي ه��ذا ال��ج��ان��ب‪ ،‬فالقوات‬
‫المسلحة الملكية اضطرت إلى استعمال المروحيات‬
‫والطائرات للوصول إلى بعض الدواوير النائية‪،‬‬
‫ليس ألن الطرق تضررت بفعل الزلزال‪ ،‬بل ألنها لم‬
‫تكن موجودة أصال !!‬
‫العجيب‪ ،‬أن حصيلة البرنامج الذي يشارف على‬
‫نهايته تكشف عن تشييد أو صيانة أو إعادة تأهيل‬
‫أزيد من ‪ 12454‬كيلومتر من الطرق والمسالك‬
‫القروية‪ ،‬لكن ال تظهر البيانات المفصلة أسماء‬
‫هذه المسالك وما إن كانت األقاليم المتضررة قد‬
‫وصلها حقها من ذلك‪ ،‬وكل ما هو معلن أن جهة‬
‫مراكش آسفي (تضم الحوز وشيشاوة) قد استفادت‬
‫من بناء ‪ 1229‬كيلومترا من الطرق إلى حدود‬
‫‪ 2021‬بنسبة تحقيق لألهداف بلغت ‪ 78‬في المائة‪،‬‬
‫وإعادة تأهيل ‪ 460‬كيلومترا من الطرق والمسارات‬
‫والطرق القروية بنسبة تحقق بلغت ‪ 87‬في المائة‪،‬‬
‫لكن دون أثر في الواقع‪.‬‬
‫لم يكن ل��زل��زال بشدة ‪ 7‬درج��ات على مقياس‬
‫ريشتر أن يترك المناطق التي ضربها دون أن تنهار‬
‫مبانيها وت��ت��ض��رر بنيتها التحتية‪ ،‬لكن كلفة‬
‫الخسائر تصبح باهظة عندما تتحرك األرض من‬
‫تحت منطقة بنيتها التحتية مهترئة أصال‪ ،‬فحينها‬
‫خس َف بشكل كامل‪ ،‬وهو ما حدث بالفعل‬ ‫يمكن أن ُت َ‬
‫في عدد من الدواوير النائية بإقليم الحوز حيث‬
‫كانت بؤرة زلزال الثامن من شتنبر األليم‪ ،‬والتي‬
‫ك��ان��ت تتميز بمساكنها الطينية والتقليدية‬
‫والعشوائية‪ ،‬وطرقها غير المعبدة‪ ،‬وافتقادها ألدنى‬
‫شروط السالمة والكرامة‪.‬‬
‫وبقدر ما كان عنف الزلزال مفاجئا‪ ،‬كانت مشاهد‬
‫الجماعات القروية المتضررة من الزلزال والتي‬
‫يظهر أنها كانت منكوبة قبل ال��ه��زة األرضية‬
‫صادمة‪ ،‬تعيد طرح السؤال عن أسباب عدم استفادة‬
‫األقاليم ذات الطبيعة القروية من حقها من التنمية‬
‫والذي جعلها تبدو كما لو أنها خارج التاريخ في‬
‫مغرب تضاهي عاصمته عواصم أوروبية ويتوفر‬ ‫ٍ‬
‫على البراق وشبكة طرق هي األقوى في القارة‪.‬‬
‫المؤكد‪ ،‬أن أقاليم الحوز وتارودانت وشيشاوة‬
‫وورزازات وأزيالل ليست الوحيدة التي لم تصلها‬
‫التنمية‪ ،‬فغيرها الكثير في كل جهات المملكة‪ ،‬لكن‬
‫الوضعية العامة لهذه األقاليم تخرج النقاش‬
‫ف��ي ‪ ،2015‬م��ع توجيه الملك خطابا خصص‬ ‫للسطح حول نجاعة برنامج انطلق منذ ‪2017‬‬
‫للنهوض بالعالم القروي‪ ،‬حيث جهزت حكومة عبد‬ ‫ويفصلنا عن نهايته أقل من أربعة أشهر (سينتهي‬
‫اإلل��ه ابن كيران التي كانت في سنتها األخيرة‬ ‫في دجنبر ‪ ،)2023‬يستهدف تقليص الفوارق‬
‫برنامجا لتنمية المناطق القروية بميزانية ‪50‬‬ ‫المجالية واالجتماعية فيما يخص البنيات التحتية‬
‫مليار دره��م‪ ،‬يتحمل صندوق التنمية القروية‬ ‫لفك العزلة والولوج إلى الخدمات االجتماعية‬
‫وال��م��ن��اط��ق الجبلية ‪ 23.3‬م��ل��ي��ار دره���م منها‪،‬‬ ‫األساسية‪ ،‬بهدف تمويل مشاريع البنية التحتية‬
‫والمجالس الجهوية ‪ 20‬مليار درهم‪ ،‬والمبادرة‬ ‫في الجماعات القروية والجهات النائية‪ ،‬والذي‬
‫الوطنية للتنمية البشرية ‪ 4‬مليارات درهم‪ ،‬والمكتب‬ ‫رصدت له استثمارات مالية عمومية ضخمة بلغت‬
‫الوطني للكهرباء والماء ‪ 2.56‬مليار درهم‪.‬‬ ‫‪ 50‬مليار درهم‪.‬‬
‫أعلن في ذلك الوقت‪ ،‬أن الهدف الرئيسي لهذا‬ ‫وتزداد الصدمة والحيرة في نفس الوقت‪ ،‬حين‬
‫البرنامج هو تلبية حاجيات الساكنة القروية‬ ‫يظهر أن الرجل الذي امتلك مفاتيح صندوق هذا‬
‫وتحسين ظروف عيشها‪ ،‬لكن أنين ساكنة أقاليم‬ ‫رف نفقاته) ليس سوى‬ ‫وص ِ‬
‫بض موارده َ‬ ‫البرنامج ( َق ِ‬
‫الحوز وتارودانت وشيشاوة القروية الذي سمعه‬ ‫عزيز أخنوش رئيس الحكومة الحالي ووزير‬
‫المغاربة ومشاهد الحياة البدائية التي رصدتها‬ ‫الفالحة السابق‪ ،‬والذي سيتكلف بإعادة إعمار‬
‫عدسات العالم ألزيد من ‪ 1.9‬مليون نسمة باألقاليم‬ ‫وتنمية المنطقة بعد وقوع الزلزال !!!‬
‫الثالثة كشف أن ظروف العيش في الحضيض‪.‬‬
‫وإذا كان البرنامج يقدم نفسه في المقام األول ـ‬ ‫برنامج بدون أثر !‬
‫وفق ما هو مبين في موقعه الرسمي ‪ -‬على أنه‬
‫يستهدف فك العزلة عن الجماعات القروية في كل‬ ‫انطلق التحضير لهذا البرنامج الذي يعتبر األهم‬
‫المناطق ال��ه��ش��ة‪ ،‬وع��ل��ى ال��خ��ص��وص المناطق‬ ‫الذي يستهدف العالم القروي في تاريخ المغرب‬

‫رشيد أوراز الباحث في المعهد المغربي لتحليل السياسات‪:‬‬

‫كفى من هدر الماليير في الصناديق الحكومية‬

‫الضخمة التي ال يظهر عائدها على مستوى التنمية‪،‬‬
‫والتي ال تساهم في حل المشاكل التي أحدثت ألجلها‬
‫مثل البطالة والفقر وضعف الدخل‪.‬‬
‫تشير تقارير دولية إلى أن كلفة الزلزال‬
‫ع��ل��ى ال��م��س��ت��وى االق��ت��ص��ادي ستكون‬
‫باهظة‪ ،‬وقد يصل حجم الخسائر إلى ‪9‬‬
‫مليارات أورو‪ ،‬في ظل وضعية اقتصادية‬
‫صعبة تعيشها المملكة ف��ي العامين‬
‫األخيرين‪ ،‬ألن يؤثر ذلك على وضعية‬
‫إع��ادة اإلعمار أم أن الحل سيكون في‬
‫حجم التبرعات التي ستوجه للصندوق‬
‫الجديد؟‬
‫> االقتصاد المغربي يعاني قبل وقوع الزلزال من‬
‫مشاكل مرتبطة أساسا بتأثيرات أزمة كوفيد‪-19‬‬
‫التي م��ازال شبحها يخيم على قطاعي السياحة‬
‫واالستثمار‪ ،‬والش��ك أن ال��زل��زال سيضيف أعباء‬
‫إضافية إلى المالية العمومية للدولة‪ ،‬وربما يعيق‬
‫تنفيذ ب��رام��ج وم��ش��اري��ع تأهيل المنطقة وإعادة‬
‫إعمارها‪.‬‬
‫إن االقتصاد الوطني يعيش مشاكل هيكلية سبق‬
‫أن بسطها مشروع النموذج التنموي الجديد‪ ،‬مرتبطة‬
‫أساسا بضعف الرأسمال البشري والتعليم والصحة‬
‫والبنية التحتية‪ ،‬وهي كلها مشاكل متراكمة تتسبب‬
‫في خسائر اقتصادية سنوية فادحة‪ ،‬أو دعنا نقول‬
‫إنها تفرمل النشاط والدينامية االقتصادية للبالد‪،‬‬
‫لذلك يتوقع أن يمتد تأثير ال��زل��زال إل��ى النشاط‬
‫االق��ت��ص��ادي‪ ،‬وم��ن المحتمل أن يؤخر الكثير من‬
‫البرامج‪ ،‬في وقت ال يمكن التعويل على ما يمكن أن‬
‫يأتي م��ن مساعدات م��ن ال��خ��ارج‪ ،‬ألن ال���دول تمر‬
‫بمراحل من األزم��ة تحد من فعالية اقتصاداتها‬
‫ونشاطها‪.‬‬
‫من مشكل توزيع التنمية‪ ،‬إال أنني مقتنع أنه يعاني‬
‫من مشكل آخر‪ ،‬وهو عجز نموذج االقتصادي على‬
‫خلق الثروة ورفع معدالت النمو االقتصادي حتى‬
‫تصل ثماره إلى كل المناطق والفئات االجتماعية‪،‬‬
‫وهو ما يفسر أن بعض المناطق تعيش خارج الزمن‬
‫التنموي في المغرب وأخرى تستفيد إلى حد ما‪.‬‬
‫إن المناطق التي يمكن أن َن ِصفها بـ»المهمشة»‬
‫و»الهامشية» لها مشاكل مركبة على مستوى البنية‬
‫التحتية والتعليم والصحة وإدماج النساء والشباب‬
‫في الدورة االقتصادية‪ ،‬وهو ما يخلق تحديات هيكلية‬
‫من الصعب معالجتها بين عشية وضحاها‪ ،‬إذ تحتاج‬
‫إلى مجهودات تنموية وجذب لالستثمارات وتنويع‬
‫للنشاط االق��ت��ص��ادي‪ ،‬وه��و ح��ال ع��دد م��ن مناطق‬
‫المملكة‪ ،‬وق��د أظهر ال��زل��زال حجم ال��ف��وارق بين‬
‫المناطق الحضرية والقروية‪ ،‬وهو ما يفرض إعادة‬
‫النظر في كيفية تنزيل السياسات العمومية في هذه‬
‫الفضاءات الهامشية‪.‬‬
‫من بين األسئلة التي تفرض نفسها‬
‫بقوة‪ ،‬وتحتاج إلى وقفة تأمل‪ ،‬هو صندوق‬
‫تنمية العالم القروي الذي رصدت له ‪50‬‬
‫مليار درهم‪ ،‬وكان اآلمر بالصرف فيه هو‬
‫> رشيد أوراز‬ ‫رئيس الحكومة الحالي عزيز أخنوش‬
‫منذ كان وزيرا للفالحة‪ ،‬هل فشلنا في‬
‫تنمية العالم القروي خصوصا أن الصور‬
‫ذل��ك‪ ،‬لكن السياسات العمومية في المغرب ـ مع‬ ‫التي ظهرت ف��ي المناطق المتضررة‬
‫األسف ‪ -‬أهملت هذين الفاعلين الرئيسيين واتجهت‬ ‫تكشف عن أنها كانت تفتقد قبل وقوع‬
‫نحو التعويل على الصناديق الحكومية والبرامج‬ ‫الزلزال ألدنى مقومات العيش؟‬
‫والسياسات الحكومية‪ ،‬رغ��م أن دوال أخ��رى لها‬ ‫> شخصيا‪ ،‬ال أعول على الصناديق والسياسات‬
‫صناديق سيادية أكبر مما لدى المغرب فشلت في‬ ‫الحكومية التدخلية للقضاء على الفقر‪ ،‬ألن مآلها‬
‫معالجة مشاكل التنمية‪.‬‬ ‫يكون الفشل دائما‪ ،‬فالمطلوب في نظري‪ ،‬هو التعويل‬
‫ل��ذل��ك‪ ،‬ينبغي ال��ت��وق��ف ع��ن ص��رف الميزانيات‬ ‫على الرأسمال الخاص والمجتمع المدني لتحقيق‬
‫أطلق الملك في جلسة عمل عددا من‬
‫التعليمات من أجل انطالق برنامج اإليواء‬
‫في أفضل الظروف‪ ،‬وأيضا مخطط إعادة‬
‫إعمار المناطق المتضررة من الزلزال‪،‬‬
‫كيف ترى ما أعلن عنه حتى اآلن؟ وأليس‬
‫ذلك كفيال بتغيير وجه المنطقة؟‬
‫> أعتقد أنه يكون هناك فرق بين ما يتم تسطيره‬
‫من برامج وما ينجز على أرض الواقع‪ ،‬لكن أتمنى‬
‫أن تخصص الدولة في أوقات األزمات والكوارث كل‬
‫إم��ك��ان��ي��ات��ه��ا وم�����وارده�����ا ال��ب��ش��ري��ة واإلداري�������ة‬
‫والبيروقراطية لكي يتم تنزيل الجزء األكبر مما‬
‫يسطر من برامج‪ ،‬ألن انتظارات المواطنين تصبح‬
‫كبيرة جدا‪ ،‬وكلما كنا في وقت األزمة كلما كان هناك‬
‫تركيز وضغط كبيرين من أجل تحقيق ما تم تسطيره‬
‫في هذه المخططات والبرامج‪ ،‬وكلما ابتعدنا زمنيا‬
‫الصعبة ويتأخر تنزيل‬ ‫عن األزمة يتم تناسي الظرفية ّ‬
‫البرامج‪.‬‬
‫من هذا المنطلق‪ ،‬أتوقع أن جزءا من المشاريع‬
‫سيجري تنفيذها ال محالة‪ ،‬ألنها عامل أساسي‬
‫لضمان االستقرار في منطقة األطلس الكبير والحوز‬
‫الشاسعة‪ ،‬بل واستقرار المملكة بأكملها‪.‬‬
‫الحقيقة ال��ت��ي نعرفها جميعا أن‬
‫األقاليم المتضررة كانت «منكوبة» قبل‬
‫وق���وع ال��زل��زال‪ ،‬حيث أن��ه��ا تعاني من‬
‫الهشاشة وارتفاع معدالت الفقر‪ ،‬لماذا‬
‫لم تنل هذه األقاليم –وغيرها الكثير في‬
‫كل الجهات ‪ -‬حقها من التنمية لعقود؟‬
‫> هناك مشكل حقيقي ف��ي ال��م��غ��رب‪ ،‬وه��و أن‬
‫اإلمكانيات المالية للدولة وأيضا حجم اقتصادها‬
‫يجعالنها غير ق��ادرة على أن توصل التنمية لكل‬
‫المناطق‪ .‬ورغم أن كثيرين يرون أن المغرب يعاني‬