Professional Documents
Culture Documents
اللغة العربية والحاسوب عند نبيل علي وعبد ذياب العجيلي Arabic Language and Computer for Nabil Ali and Abd Dhiyab Al Ajili
اللغة العربية والحاسوب عند نبيل علي وعبد ذياب العجيلي Arabic Language and Computer for Nabil Ali and Abd Dhiyab Al Ajili
.1إيمان بلحداد
imane.belhaddad@univ-batna.dz
مخبر املوسوعة الجزائرية امليسرة
جامعة باتنة ( 1الجزائر)
.0الدكتورة :زهور شتوح
Chettouh.lettre86@gmail.com
مخبر املوسوعة الجزائرية امليسرة
جامعة باتنة ( 1الجزائر)
امللخص:
يعاجل هذا املقال موضوع اللغة العربية واحلاسوب عند باحثني عربيني بارزين يف جمال اللسانيات احلاسوبية ،ومها :نبيل
علي ،وعبد ذياب العجيلي ،من خالل مؤلفيهما على الرتتيب "اللغة العربية واحلاسوب" و "احلاسوب واللغة العربية".
كما هتدف هذه الدراسة إىل تبيان طريقة تناول كل من هذين الباحثني هلذه القضية ،وإبراز الفروقات بني الدراستني .وقد
استخدمنا املنهج الوصفي يف معاجلة املوضوع ،وعرض القضايا اخلاصة بعالقة اللغة العربية باحلاسوب عند كال منهما ،واملنهج
املقارن للموازنة بني هذين العملني.
وخلص البحث إىل أن اجلهود العربية تسعى للربط بني اللغة العربية واحلاسوب ،لرتقية اللغة العربية ،وتشجيعا الستثمار تقنيات
احلاسوب وبرجمياته يف الدراسات اللغوية العربية ،لتشمل كل فروع اللغة العربية.
الكلمات المفتاحية:
اللغة العربية;اللسانيات ;احلاسوب; نبيل علي; عبد ذياب العجيلي;
ABSTRACT :
This article addresses the topic of the Arabic language and the computer by prominent
Arab researchers in the field of computational linguistics, namely: Nabil Ali and Abd Dhiyab
Al-Ajili, through their authors, respectively, “Arabic Language and Computer” and
“Computer and Arabic Language”.
This study also aims to show how each of these researchers addressed this issue, and to
highlight the differences between the two studies. We have used the descriptive approach to
tackle the topic, presenting issues related to the relationship of the Arabic language with the
computers of both of them, and the comparative approach to balance between these two work.
The research concluded that the Arab efforts seek to link between the Arabic language and the
computer, to upgrade the Arabic language, and to encourage the investment of computer
48
إيمان بلحداد /زهور شتوح اللغة العربية والحاسوب عند نبيل علي وعبد ذياب العجيلي
technologies and software in Arabic language studies, to include all branches of the Arabic
language.
Keywords:Arabic language; linguistics; computer; Nabil Ali; Abd Dhiyab Al-Ajili .
.1مقدمة:
مما ال شك فيه أن احلاسوب يعد أداة العصر احلايل ،فقد متكن من اقتحام العلوم االجتماعية
واإلنسانية ،حلاجتها للتقدم ومواكبة التطورات السارية يف جمال احلاسبات ،وقد اهتمت الدراسات اللغوية اهتماما
كبريا بتقنيات احلاسوب ،ونتج عن ذلك ظهور تطبيقات وبرامج حاسوبية خاصة تعمل يف جمال اللغات الطبيعية
عامة ،وكانت اللغة اإلجنليزية املصدر واألصل األول للربجميات و احلواسيب ،وهذا ما جعل الباحثني العرب
حياولون إدخال اللغة العربية يف جمال احلاسبات ،واقرتحوا تعريب احلاسوب وعتاده وبرجمياته .و"يرى علماء
احلاسوب أن اال رتقاء احلقيقي حلواسيبه الآلية ال أمل فيه ما م تستط تلك الآالت احاكاة أو مماهاة وظافف
1
الذهن اللغوية".
وتتس اللغة العربية بطواعيتها للحاسوب ،نظرا خلصافصها اليت متيزها عن اللغات األخرى ،كخضوعها لقواعد
صرفية وحنوية خاصة ،وطغيان ظاهرة االشتقاق اليت تساه يف توليد األلفاظ وتعددها .هذا فضال عن متيز كتابتها
بتشكيل خاص ،وهو ما يشغله حيز سياقي يتحك يف ضبط الكالم .وكل هذه اخلصافص جتعل اللغة العربية قابلة
للمعاجلة الآلية ،وذلك وفقا للمستويات اللغوية املعروفة ،بداية بالصوت وصوال إىل الداللة.
وتتمثل اإلشكالية املطروحة يف هذا البحث يف السؤالني الآتيني :كيف تناول كل من نبيل علي وعبد ذياب
العجيلي لقضية اللغة العربية واحلاسوب؟ مث ما الفروقات بني إسهاماهتما يف هذه القضية؟
اعتمدنا املنهج الوصفي يف معاجلة املوضوع ،لعرض جهود كل من نبيل علي وعبد ذياب العجيلي يف مسألة
"اللغة العربية واحلاسوب" ،وقد راعينا االختصار واإلجياز يف عرض القضايا اخلاصة بعالقة اللغة العربية واحلاسوب
عند كل منهما ،واملنهج املقارن إلبراز أوجه االتفاق واالختالف بني اجلهدين.
ويروم هذا البحث من خالل النظر يف جهود كل من نبيل علي وعبد ذياب العجيلي يف قضية اللغة العربية
واحلاسوب ،إىل حتديد أوجه االتفاق واالختالف بني الدراستني ،وذلك بعد التطرق أله القضايا املطروحة يف
املوضوع من خالل مؤلفيهما اللغة "العربية واحلاسوب" لنبيل علي ،و"احلاسوب واللغة العربية" لعبد ذياب
العجيلي.
و م نعثر يف حدود علمنا عرب املواق اإللكرتونية أو اجملالت العلمية احملكمة على حبوث ودراسات منشورة هلا صلة
مبوضوع البحث ،هبذا فهذه الدراسة قافمة بذاهتا ،حتاول تسليط الضوء على عالقة اللغة العربية باحلاسوب عند
نبيل علي وعبد ذياب العجيلي ،وإبراز أوجه االتفاق واالختالف بني جهود الباحثني يف هذا اجملال البحثي.
.2كيفية الربط بين مجا الهنداة واللغة:
ملعرفة طريقة الربط بني جمال اهلندسة واللغة ،البد أن نعرف حقيقة كل من اهلندسة واللغة ،للتوصل إىل التطبيقات
اليت ميكن أن جتعل التخاطب بني اإلنسان واحلاسوب أمرا ممكنا.
49
الصفحة48-84: املجلد 7 :عدد( 1 :مارس )0201 جسور املعرفة ()Djoussour El-maaréfa
إن اهلندسة فن التحك يف النظ ،واحلاسوب بشقيه العتادي والربجمي يقوم على هذا التحك .أما اللغة نظام
معقد متشعب املسالك :كتابة وصوتا وصواتة ،وصرفا وتركيبا ومعجما وداللة وتداوال .ولقد استطاع الباحثون
الغربيون وض برامج حاسوبية لسانية طبقت فيها مجي اخلوارزميات الصورية اليت تتعرفها الآلة ،وقد برزت عدة
برامج جتعل احلوار بني اإلنسان الغريب والآلة ميسرا بلغته الطبيعية ،نذكر منها :الرتمجة الآلية والتوليف الصويت
2
والتعرف البصري على احلروف واملدقق النحوي واإلمالفي ...إخل.
إذن يقتضي العمل يف حقل اهلندسة واللغة تضافر اجلهد اللغوي واحلاسويب عن طريق هتيئة اللغة العربية للمعاجلة
الآلية ،وصياغتها يف شكل قواعد وخوارزميات ،حبيث يتمكن احلاسوب من ختزينها ومعاجلتها ،وبذلك يسهل
تطبيقها عند احلاجة إىل اسرتجاع معلومات أو التلخيص الآيل أو الرتمجة الآلية أو التحليل الآيل أو التصحيح
الآيل...إخل.
.3خصائص اللغة العربية
إن اللغة العربية تتس خبصافص فريدة جعلت منها لغة املنطق والنحو ،إذ من أبرز اخلصافص العربية؛ أن احلرف
العريب تتعدد فيه صيغ الكتابة حسب موق احلرف يف الكلمة (أول الكلمة ،وسطها ،آخرها) ،وكذا مسة التشكيل
وعالمات الرتقي ،وهي مبثابة تنظي للكتابة من ناحية الشكل وهبا يتضح املعىن ويزال اللبس عن اجلمل ،وكما أن
اجتاه كتابتها من اليمني إىل اليسار ،ويف ترتيب اجلملة؛ فالعربية تتميز ببعض احلرية يف ترتيب الكلمات يف اجلملة
عكس اإلجنليزية ،إضافة إىل أهنا لغة صرفية متعددة الصور ،ومن مساهتا أيضا أهنا تقديرية؛ حيث تسقط بعض
مكونات اجلملة اليت تفه تقديريا من املعىن ،هذا فضال عن صفة اإللصاق؛ وتظهر يف حروف العطف وحروف
3
اجلر مما يعقد عملية التحليل الآيل.
كل هذا ساعد يف جعل اللغة العربية اللغة أكثر قدرة على املعاجلة الآلية ،وما حتتاجه يف كل هذا إمنا هو ذلك
التوصيف الدقيق ملكوناهتا وعناصرها وعالقاهتا فيما بينها ،وميثل هذا دور اللغوي أو اللساين املتمكن من اللغة
وفروعها املختلفة ،ومساعدة احلاسويب ليقوم هو الآخر بإنتاج تطبيقات لغوية حاسوبية ،م مراعاة تلك السمات
املميزة ،وإدخاهلا يف شكل معطيات معاجلة ،ليتمكن احلاسوب بعد ذلك من معاجلة آلية ملفردات اللغة وتراكيبها
وفقا للمستوى املطلوب ،وحتديد الربنامج املخصص لعملية التحليل واملعاجلة.
.4عالقة اللغة العربية بالحوابة
بعد ظهور النظرية املعلوماتية ونضجها يف العقد الراب من القرن املاضي ،صارت الضرورة ملحة إلفادة علوم
اللغة منها ،والسيما احلوسبة ،إذ قال ميلكا أفيتشبل " :إن هذه النظرية؛ أي نظرية املعلوماتية طورت الدرس
اللغوي املعاصر بتعاضدها م املناهج املعرفية احلديثة ،مثل اللسانيات البنيوية ،فيما وضحته من أن اللغة نظام
يتشكل من وحدات احددة حتديدا دقيقا ،ويرتبط بعضها ببعض بعالقات متبادلة ،وأن هذه الوحدات احدودة من
حيث العدد ،وليست كبرية ،ولكن توليفاهتا متتد إىل ما ال هناية ،واعتمادا على هذه املقولة جنح علماء الرياضيات
50
إيمان بلحداد /زهور شتوح اللغة العربية والحاسوب عند نبيل علي وعبد ذياب العجيلي
يف تطبيق منهجه التحليلي على اللغة" 4.مبعىن أن اللسانيات البنيوية متثل مدخل للسانيات احلاسوبية ،وبفضلها
ميكن حتديد العالقات بني الوحدات والعناصر اللغوية ،كما أهنا تساعد يف تطبيق املنهج التحليلي بكونه األنسب
لتحليل اللغة وفهمها بشكل أمثل.
5
اعتمد منهج البحث العلمي الذي صار إىل حوسبة اللغة عدة مميزات مهمة ،تربطها عالقات وثيقة هي:
.1العالقة بني املنطوق واملكتوب.
.2العالقة بني الصريح والضمين.
.3العالقة بني اللغة ومفاتيحها الرمزية والرقمية (شيفراهتا).
.4العالقة بني قواعد االستصحاب اللغوي ،أصل الوض ،أصل القاعدة ،العدول عن األصل ،الرد إىل األصل.
.5العالقة بني بالغية اللغة وبالغتها اليت تؤدي إىل تفاق عمليات التناقل املفتاحي الآيل (الشيفري).
.6العالقة بني اللغة واملفتاحية الآلية (التشفري).
.7العالقة بني احلوسبة والوحدات اللغوية املختلفة ( املعجمية ،والصرفية ،والصوتية ،والنحوية ،والداللية،
والرتكيبية) ،ضمن بناها اخلاصة لدى التوليد والتحويل والتوزي ...إخل.
.5منظومتي اللغة العربية والحااوب عند نبيل علي
قام "نبيل علي" بتوضيح طبيعة العالقة املنعكسة بني منظومي اللغة العربية واحلاسوب يف كتابه املشهور "اللغة
العربية واحلاسوب"،و يعد هذا الكتاب أول مؤلف يتناول موضوع اللسانيات احلاسوبية مطبقة على أنظمة اللغة
العربية :صوتا ،صرفا ،حنوا ،معجما .للتأكيد على عالقة اللغة باحلاسوب ،وإخضاع احلاسوب للغة ال العكس ،من
خالل االنطالق من اللغة ،ومن مثة التفصيل يف فروع اللغة العربية ،وبربطها باملعاجلة الآلية.
م تركيزه على منظومة الصرف العريب ،حيث يقول" :إن ميكنة العمليات الصرفية بالنسبة للغة العربية تعد
مدخال أساسيا وقامسا مشرتكا ملعظ نظمها الآلية ،كما يشري إىل مدى جناحها يف تعريب نظ املعلومات
واملعارف ،يتوقف بالدرجة األوىل على ما نستطي أن حنققه على جبهة الصرف ،أما على الصعيد التقين ،فتعد
معاجلة الصرف العريب آليا مطلبا أساسيا مليكنة عمليات حتليل النصوص املكتوبة واملنطوقة وفهمها ،وتوليدها
ذاتيا ،عالوة على كونه أساسا ال غىن عنه مليكنة املعاج ،واسرتجاع املعلومات ،وحتليل مضمون النصوص".6
وكان تأريخ صدوره ألول مرة سنة 1811م ،7وفيه حاول الباحث الربط بني اللغة العربية واحلاسوب ،وجتلى
ذلك يف الفصلني األول والثاين املوسومني ب" :منظومة اللغة العربية من منظور احلاسوب" و "منظومة احلاسوب
من منظور اللغة العربية" ،ويتحدد هذا من خالل النظ اللغوية الداخلية واخلارجية والعالقات بينها يف جداول
ملخصة وخمططات ورسوم ،وأرى أهنا أحسن طريقة لتثبيت املعلومة وتسهيل فهمها للقارئ العريب أكثر.
51
الصفحة48-84: املجلد 7 :عدد( 1 :مارس )0201 جسور املعرفة ()Djoussour El-maaréfa
فهذا الكتاب ميثل القاعدة األساسية للبحث العريب يف جمال اللسانيات احلاسوبية ،وهبذا وصفه هناد املوسى:
" بأنه خطوة واسعة واثقة ،تنتظ مشروعا مستوعبا لتأسيس اللسانيات احلاسوبية يف العربية ،على أساس نظري
وتطبيقي يف آن واحد معا".8
فألول مرة جيم باحث عريب يف مؤلف واحد –خاصة وأنه تقين ومهندس -بني اجلانب النظري للسانيات
احلاسوبية والبعد التطبيقي له ،وذلك يف خمتلف املستويات اللغوية؛ بداية باملعاجلة الآلية للغة العربية بصفة عامة ،مث
املعاجلة الآلية ملنظومة الكتابة العربية ،تليه املعاجلات الآلية ملنظوميت الصرف العريب والنحو العريب ،والكالم
العريب ،لتأيت ميكنة املعج العريب.
لقد تطرق "نبيل علي" إىل قضية اللغة العربية واحلاسوب يف كتابه للتأكيد على الرتابط بينهما ،وجعلهما يف
الفصلني األول والثاين:
فأما الفصل األول فكان موسوما ب ـ "منظومة اللغة العربية من منظور احلاسوب" ذكر فيها بنية املنظومة اللغوية
وخصافصها ،كما فصل يف خصافص منظومة اللغة العربية بصفة خاصة ،وأخريا اقرتح منطلقات لتحديث النظرة
إىل منظومة العربية .وسنتعرض إىل هذه العناصر باإلجياز بعد توضيح اللغة العربية يف املنظور اهلندسي.
إن اللغة العربية يف املنظور اهلندسي الآيل هي منظومة من اخلوارزميات ،تنطلق من مستوى األصوات وصوال
9
ملستوى الداللة؛ فالصوت العريب ذبذبات تنطلق وتتكون يف منطقة ما من الدماغ البشري ،مث تنتج على اللسان.
وقد أدرك اللسانيون العرب أمهية هندسة اللغة العربية ،والدور الريادي هلا لذلك كان ينبغي بناء اجليل الراب من
احلاسبات واجليل اخلامس الذي يعمل بكفاءة أكثر 10.ويعين هذا أن األساس اخلوارزمي هو جوهر العمل يف
منظومة اللغة العربية ،ومتتاز بشموليتها اللغوية ،التساعها وضمها مجي املستويات اللغوية :الصوت والصرف
والنحو واملعج والداللة.
1.5بنية المنظومة اللغوية:
يرى "نبيل علي" أن اللغة ميكن أن تفكك إىل عدة منظومات فرعية داخل اإلطار الكلي للمنظومة األمشل يربط
بينها عالقات داخلية تبادلية ،وتتمثل يف العناصر الآتية:
-جمموعة العالقات اخلارجية ملنظومة اللغة ،ومن أه املنظومات اخلارجية :منظومة الرتبية ،واملنظومة
11
النفسية ،واملنظومة الفيزيولوجية ،واملنظومة الثقافية ،واملنظومة التقنية.
-املكونات الداخلية للمنظومة اللغوية وتشمل املنظومات اللغوية :منظومة الصوتيات ،منظومة الصرف ،منظومة
12
النحو ،منظومة الداللة،منظومة املعج ،منظومة املقاميات.
-جمموعة العالقات الداخلية اليت تربط بني املنظومات اللغوية الفرعية ،وقد أكد "نبيل علي" يف طبيعة العالقات
الداخلية أن عناصر املنظومة اللغوية تعمل بصورة متوازية ومتزامنة ومتناسقة ،وكل عنصر مستعد لاللتحام م أي
13
من املعطيات ،وقادر على التعامل .
52
إيمان بلحداد /زهور شتوح اللغة العربية والحاسوب عند نبيل علي وعبد ذياب العجيلي
ويتضح أن اللغة العربية تتميز عن لغات العا م ملا هلا من مسات تتكامل يف بنياهنا العام ابتداء من الصوت وصوال
إىل الداللة واملعج ،وقد وصفها نبيل علي بقوله "اللغة العربية أعقد اللغات "السامية" ،وأغناها صوتا وصرفا
ومفردات".15
وكل هذه اخلصافص اللغوية جعلت منها لغة معقدة ،ال يفهمها إال املل بكل جوانب اللغة؛ قوانني األصوات
والتآلف وخمرجاهتا وصفاهتا ،وقواعدها الصرفية والنحوية ،وفه معاين الكلمات وفقا لسياقاهتا ومقاماهتا ،وحسن
انتقاء األلفاظ املعربة عن دقة املعىن.
3.5منطلقات تحديث النظرة إلى منظومة العربية:
16
من أه املقرتحات اليت صاغها "نبيل علي" كمنطلقات لتحديث العربية ما يلي:
-طرح العربية يف إطار النظريات اللغوية احلديثة ،منها :النظرية التوليدية ،والنحو الوظيفي املعجمي.
-إبراز عنصر الداللة والرتكيز على العالقات الداخلية ملنظومة العربية.
-إعادة متحيص ظاهرة التشكيل من منظور الفافض اللغوي.
53
الصفحة48-84: املجلد 7 :عدد( 1 :مارس )0201 جسور املعرفة ()Djoussour El-maaréfa
54
إيمان بلحداد /زهور شتوح اللغة العربية والحاسوب عند نبيل علي وعبد ذياب العجيلي
وعرفت أنظمة التعريب معضالت يف الكتابة من اليمني إىل اليسار خبالف اللغات الالتنية اليت تكتب من
اليسار إىل اليمني ،وإمكانية إدخال نص عريب ضمن الكتابة اإلجنليزية أو الفرنسية ،وإمكانية إدخال نص إجنليزي
19
أو فرنسي ضمن النص العريب.
-ومن أه املنطلقات لدف جهود التطوير يف جماالت عتاد احلاسوب وبرجمياته التنسيق على مستوى الوطن
العريب يف إنشاء صناعة عربية للعناصر األساسية يف عتاد احلاسوب ،وتشجي اجلهود اخلاصة بالرتمجة الآلية لربامج
20
التطبيقات اإلجنليزية.
.6درااة اللغة العربية بوااطة الحااب عند عبد ذياب العجيلي
لنتعرف على اللغة العربية واحلاسوب كما تناوهلا "عبد ذياب العجيلي" يف كتابه "احلاسوب واللغة
العربية" ،وقبل الولوج إىل العالقة بني هذين النظامني ميكننا أن نعرف باملؤلف ونقف عند قيمته العلمية.
صدر كتاب "احلاسوب واللغة العربية" لعبد ذياب العجيلي يف سنة 1886م ،21كون مؤلفه ينتمي إىل قس
احلاسوب اإللكرتوين فكان أه ما تناوله هي التطبيقات اللسانية احلاسوبية يف اللغة العربية ،انطالقا من لغة الذكاء
االصطناعي (برولوج) ،وهتت مبعاجلة اللغة العربية يف مستوياهتا التحليلية والرتكيبية والنحوية والصرفية والداللية
واألسلوبية واهلجافية ،كما حتدث عن الرتمجة الفورية ،ليخت كتابه بتطبيقات متنوعة كالتحليل احلريف والتطبيق
22
النحوي والرتمجة الآلية.
وهو كما يقول هناد املوسى ":خطوة جزفية إجيابية حنو معاجلة مسافل متنوعة من العربية بلغة برولوج
،Prologوهو ميثل جهدا محيدا يف هذا االجتاه البيين (اللسانيات احلاسوبية)".23
-لقد أشار "العجيلي" يف الفصل األول من كتابه إىل دراسة اللغة العربية بوساطة احلاسب ،من خالل توضيح
أمهية اللغة العربية ،وإبراز عالقة احلاسب باللغة ،وأه التحديات اليت تواجه حوسبة اللغة العربية ،كما وض
متطلبات دراسة اللغة العربية بوساطة احلاسب وصوال ملعاجلتها آليا وأه التطبيقات اخلاصة هبا.
1.6أهمية اللغة العربية:
-يؤكد "العجيلي" على أمهية اللغة العربية ،وضرورة تعلمها ،إذ هي الركيزة األساسية يف نشر تعالي اإلسالم
واالبتعاد عن اخلطأ ،وهلذا أثىن الرسول صلى اهلل عليه وسل على املرء الذي يتوخى الدقة يف أصول اللغة فقال:
"رح اهلل امرءا أصلح من لسانه" .كما دعا اإلسالم إىل دراستها وإتقاهنا ،فقد ورد يف احلديث الشريف" :أعربوا
24
القرآن والتمسوا غرافبه".
2.6عالقة الحااب باللغة:
أما يف عالقة احلاسب باللغة ،فما يثبت هذه الصلة هو بداية عصر احلاسب اإللكرتوين ،وذلك من خالل
احملاوالت املستمرة منذ األربعينات لتحوير قواعد اللغات من الشكل الوصفي األديب إىل الشكل العلمي
55
الصفحة48-84: املجلد 7 :عدد( 1 :مارس )0201 جسور املعرفة ()Djoussour El-maaréfa
الدقيق ،والذي ميكن برجمته حسب اإلمكانيات اليت يوفرها احلاسب لكل حقبة ،مث م التطور برزت لغات برجمة
25
عالية املستوى ،وهذا ما جيعل احلاسوب أكثر قدرة على الفه .
أما الدراسات اللغوية فتكاد املدارس اللغوية على تعدد مناهجها وأهدافها تتفق اليوم على استخدام الآلة يف هذه
الدراسات قد بات ضرورة من ضرورات البحث اللغوي على خمتلف مستوياته الصوتية الصرفية والرتكيبية واملعجمية
26
والداللية.
كما أن دخول اللغات احلية عا م احلاسبات أثر واضح يف زيادة اإلقبال على استخدام احلاسب يف مجي
احلقول ،وتت عملية التخاطب بني اإلنسان والآلة عن طريق لغة مشرتكة بينهما ،ومنه كلما كانت لغة التخاطب
قريبة من لغة اإلنسان كان اجلهد أقل واأللفة أكرب .27وهلذا اجتهد الباحثون يف اهلندسة احلاسوبية يف وض منوذج
من الكفاية البشرية على احلاسوب هبدف توفري أسباب احلوار بني اإلنسان والآلة ،إال أن نصيب اللغة العربية من
28
هذه البحوث قليل وال يشمل إال بعض القطاعات اجلزفية اليت ال حتتاج إىل خربة لسانية كبرية
3.6تطبيقات اللغة العربية في الحااب:
لقد ذكر "العجيلي" أه الربامج التطبيقية يف جمال اللغة العربية منسق الكلمات Word Processor؛
29
حبيث يظهر البعد اللغوي يف هذا الربنامج يف تزويده بوسافل آلية الكتشاف األخطاء اإلمالفية.
4.6متطلبات درااة اللغة العربية بوااطة الحااب:
يستدعي دراسة اللغة العربية بوساطة احلاسب معرفة القواعد اللغوية وتصريف الكالم ،وكذا دراسة الكلمات
واجلمل والطرق الالزمة لرتكيبها للحصول على معىن مقبول. 30كما نبه احمد احلناش إىل أن العمل يف هندسة
اللغة العربية يتطلب التمكن من نوعني متكاملني من املعرفة اللسانية العميقة وصفا وتصنيفا مبختلف جزفيات
النظام اللغوي يف ضوء أحدث النظريات اللسانيات املعاصرة ،وخاصة اللسانيات الصورية ،واإلملام باملعرفة
31
احلاسوبية ذات الصلة مبعاجلة اللغات الطبيعية ،وخاصة يف اجلانب الربجمي.
5.6مستلزمات تحليل اللغة العربية آليا:
يتطلب دراسة اللغة العربية وحتليلها آليا معرفة تركيبة اللغة ومفرداهتا وطريقة وض هذه املفردات يف سياق
معني ،باإلضافة إىل معرفة معاين املفردات وطرق استعماهلا يف الكالم 32.وميكن متثيل أه املستلزمات دراسة اللغة
العربية يف املخطط الآيت:
56
إيمان بلحداد /زهور شتوح اللغة العربية والحاسوب عند نبيل علي وعبد ذياب العجيلي
57
الصفحة48-84: املجلد 7 :عدد( 1 :مارس )0201 جسور املعرفة ()Djoussour El-maaréfa
.7الفروقات بين جهود الباحثين –نبيل علي وعبد ذياب العجيلي -في قضية اللغة العربية والحااوب
سنحاول توضيح أوجه االتفاق واالختالف بني جهود نبيل علي وعبد ذياب العجيلي ،وذلك من منطلق عدة
أبعاد منها :مضمون الدراسة ،وأهدافها ،وأسلوب الكتابة ،ومنهجية التناول أو الدراسة ،أه النتافج املتوصل
إليها.
1.7أوجه االتفاق:
-يسعى الباحثان -نبيل علي وعبد ذياب العجيلي -من خالل مؤلفيهما إىل تسهيل التواصل واحلوار بني اإلنسان
واحلاسوب ،وهلذا جند "نبيل علي" يف مدخل الكتاب يتحدث عن دواف البحث ،وحتديدا يف الدواف التقنية من
خالل السعي إىل التعامل باللغات الطبيعية للتحاور م احلاسوب ،وذلك بالتفكري يف استخدام اللغات الطبيعية
(البشرية) ،من أجل احو األمية املعلوماتية يف اجملتم العريب .فيقول" :أدى التوس يف تطبيقات احلاسوب من
ناحية ،وانشار احلواسيب امليكرية يف املكاتب واملنازل من ناحية أخرى ،إىل ظهور حاجة ملحة إىل إسقاط مجي
احللقات الوسيطة اليت تفصل بني املستخدم وآلته اجلديدة ،وهذا بدوره قد دف بشدة إىل التفكري يف استخدام
اللغات البشرية (الطبيعية) ذاهتا يف التحاور م الآلة مباشرة".39
ويضيف "العجيلي" يف مقدمة كتابه فيقول" :إذ سعينا إىل وض األسس الرفيسة يف كتاب باللغة العربية جلعل
التخاطب بني اإلنسان والآلة (احلاسب) ممكنا".40
ومنه فامتالك ناصية احلوار بني اإلنسان والآلة باللغة العربية ميثل إحدى األولويات اليت جيب أن توض نصب عني
الباحث اللغوي اخلبري بطريقة تصمي اخلوارزميات اللغوية وفق نظرية لسانية وصفية يشتغل يف إطارها ،إال أن هذا
يتطلب العمل يف إطار مرجعية علمية ذات طاب لساين صوري .أما املهندس احلاسويب فيأيت دوره يف املرتبة
41
الثانية ،فهو جمرد منفذ للعمليات احلاسوبية اللغوية اليت يضعها اللغوي".
وهذا يدل أن عمل اللغوي يأيت أوال بإجياد لغة مشرتكة بني اإلنسان واحلاسوب ،مث يلي ذلك دور املهندس الذي
يتوىل تطبيق ما مت معاجلته تنظرييا.
وبالتايل العمل يف جمال اللغة واحلاسوب خيض لتالح التنظري اللغوي ،مث جتسيد ذلك يف جهار احلاسوب يف
شكل خوارزميات متعلقة باللغة ،وهذا ما يثبت عدم إمكانية اشتغال كل منهما مبعزل عن الآخر ،بل جيب
42
التعاون املستمر يف بناء صرح الربامج اللغوية ذات التوجهات املختلفة :علمية وتعليمية.
-أما بالنسبة ملضمون اجلهدين فهو دراسة عن اللغة العربية واحلاسوب ،باالنطالق من اللغة العربية ملعاجلتها آليا
يف الفصول الالحقة –وهذا فيما خيص احتوى الكتاب ككل -وبالتايل فهي متهيد لعملية حوسبة اللغة
العربية ،ويتضح ذلك من خالل قول "نبيل علي" يف متهيد كتابه" :أما عن مضموهنا فهي دراسة عن اللغة
واحلاسوب ،ال العكس ،أي ليست عن احلاسوب واللغة ،والفرق كبري بني االثنني ،فنحن ننطلق من هنا من اللغة
العربية كمدخل أساسي ،لنناقش اللغة وفروعها أوال على مستوى اللسانيات متهيدا لتناول أمور معاجلتها
58
إيمان بلحداد /زهور شتوح اللغة العربية والحاسوب عند نبيل علي وعبد ذياب العجيلي
آليا ،وعرض التطبيقات اليت تنبثق من هذه املعاجلة" .43بينما دراسة عبد ذياب العجيلي تعد "احاولة ملعاجلة اللغة
العربية بوساطة احلاسب اإللكرتوين باستخدام أساسيات الذكاء االصطناعي".44
-وأسلوب كتابة كل من نبيل علي وعبد ذياب العجيلي ميتاز باألسلوب العلمي الواضح ،باستخدام املصطلحات
العلمية الدقيقة املستحدثة اخلاصة مبجالني متالمحني مها اللغة واحلاسبات.
2.7أوجه االختالف:
بالنظر إىل هيكل الدراسة جلهود الباحثني جند أن "نبيل علي" تناول قضية اللغة العربية واحلاسوب بالتفصيل
يف منظوميت اللغة العربية واحلاسوب ،كل واحدة على حدة يف فصلني منفصلني ومن منظور املنظومة املقابلة
هلا ،إلبراز العالقة املنعكسة بينهما ،ففي فصل منظومة اللغة العربية من منظور احلاسوب ركز على تبيان بنية
املنظومة اللغوية واللغة العربية خاصة ،وخصافصها وصوال إىل اقرتاح منطلقات تسه يف حتديث النظرة إىل منظومة
العربية .ويف الفصل الثاين تناول احلاسوب من منظور اللغة العربية ،وضح فيه اإلطار العام ملنظومة احلاسوب،
واالجتاهات الرفيسة لتطوير نظ احلواسيب واملعلومات ،واألبعاد اللغوية ملنظومة احلاسوب من منظور عريب ،وأخريا
وقف عند تصورات ومنطلقات لدف جهود التطوير والبحث يف تعريب عتاد احلاسوب وبرجمياته .يف حني عبد
ذياب العجيلي درس القضية بإبراز مكانة اللغة العربية وأمهيتها ،والوسافل اليت تساعد يف معاجلتها آليا ،باإلضافة
إىل التحديات اليت تواجه معاجلة اللغة العربية حاسوبيا.
-وفيما يتعلق مبنهجية التناول فقد تعرض نبيل علي إىل العناصر املكونة ملنظوميت اللغة العربية
واحلاسوب ،ليثبت الصلة والتداخل بني اللغة العربية واحلاسوب يف عل جام بينهما وهو "اللسانيات احلاسوبية.
أما العجيلي فقد أوضح عالقة احلاسب باللغة يف مبحث خاص ،ليؤكد أن إمكانية التخاطب بني اإلنسان والآلة
تت عن طريق لغة مشرتكة بينهما.
.8منطلقات تطوير البحوث اللسانية الحااوبية العربية
تعددت حبوث اللسانيني العرب يف جمال اللسانيات احلاسوبية ،وهي جهود تتنوع بني الفردية والعمل
اجلماعي ،وفيها توصل كل باحث إىل نتافج تقتضي تفعيلها ميدانيا ،لكن الظاهر أهنا م حتظ باالهتمام من قبل
مؤسسات الدولة –وخاصة يف الوطن العريب ،-فاملالحظ أن" اللغويات احلاسوبية" ال تزال البحوث فيه يف املرحلة
التمهيدية مقارنة بالبحوث الغربية ،اليت شهدت تقدما فافقا يف جماالهتا ،بشقيها النظري والتطبيقي ،وقد ركزوا على
التطبيقي منه ،وذلك لتيسري البحوث وخاصة املتعلقة منها باللغات وفروعها ،ويف هذه الظروف يقتضي تكاتف
اجلهود وتوحدها إلجناز مشاري لسانية حاسوبية عربية وإلعطاء اللغة العربية حقها ،ويكفيها شرفا ومكانة أهنا لغة
القرآن الكرمي ،والعمل على التنوي يف البحوث بني النظري والتطبيقي ،وعلى مؤسسات الدولة التابعة للجامعات
توفري اإلمكانات املادية الالزمة على األقل إلجناز البحوث والتجارب التطبيقية ،بفتح خمابر جمهزة بالضرورات اليت
تسمح باحلصول على نتافج مقبولة ودقيقة يف جمال املعاجلة الآلية خاصة منها الصوتيات ،وهو العل الذي كان من
59
الصفحة48-84: املجلد 7 :عدد( 1 :مارس )0201 جسور املعرفة ()Djoussour El-maaréfa
املفروض أن يدرس يف جامعاتنا بطرق وأدوات مستحدثة ،يسعى فيه األستاذ إىل متكني طلبته -قبل كل شيء –
إىل متييز خمارج األصوات بعد معرفتها ،بشكل صحيح ،ومن مثة النطق الصحيح ،ويف ذلك حتقيق ألهداف
العربية.
وميكن أن نقرتح آليات اسرتاتيجية تساعد يف تطوير البحث يف حقل اللسانيات احلاسوبية ،نوجزها فيما يلي:
-1تكوين الطلبة اجلامعيني ختصص األدب العريب ،يف جمال اإلعالم الآيل واملعلوماتيات.
-2فتح ختصصات جديدة يف اللسانيات احلاسوبية ،واملعاجلة الآلية للغة العربية ،وحتفيز الطلبة الذين مييلون هلذا
التخصص ،وتشجيعه على البحث العلمي فيه ،وتوفري لديه اإلمكانات البشرية واملادية الالزمة؛ من أساتذة يف
ذات التخصص ،حىت من خارج الوطن لالسفادة من خربهت يف امليدان ،والنهوض بالبحوث اللسانية احلاسوبية.
كما ال ننسى جتهيز املخابر بكل ما يساعد الطلبة واألساتذة على إجناز حبوثه وتطبيق الربامج والتحقق من
صحة النتافج.
-3نشر الوعي بعصر العوملة يف تثمني كل حيقق منوا يف البحث العلمي وحوسبة العربية ،جلعل الباحثني العرب
يكونون على استعداد وحذق يف املنتجات الغربية سواء أكانت معرفية أم مادية (أجهزة وبرجميات) ،وهبذا على كل
باحث عريب أن يعمل على محاية اخلصوصية العربية وإعطاءها حقها يف البحوث احلديثة ،ودحض كل اإلدعاءات
الباطلة بقول اللغة العربية لغة عاجزة أمام التطور العلمي ،وال تصلح للحوسبة وغري قابلة ألن تصبح لغة
للحاسوب.
-4تضافر اجلهود اليت جتم املختصني يف اجملال اللساين اللغوي واحلاسويب ،لتعريب املعلوماتيات واحلاسوب
وبرجمياته ،للنهوض باللغة العربية من جهة ،ودحض الآراء املدعية بعجز اللغة العربية أمام احلاسوب.
-5اإلفادة من البحوث املكتوبة باللغات األجنبية –وخاصة اإلجنليزية -لتوفرها أحدث البحوث يف جمال
الدراسات اللغوية ،وتشجي العمل الرتمجي بني فئات الطالب والباحثني واألساتذة العرب ،لالطالع على كل
البحوث املنتجة من الدول الغربية ،واحاولة االستثمار فيها بإعداد حبوث ومشاري تتناول هندسة اللغة العربية
و تطبيقات للربجميات اخلاصة هبا بطرق سهلة.
-6التعاون يف إعداد حبوث ودراسات ختص توصيف حاسويب ملختلف مستويات اللغة العربية؛ من
األصوات ،والصرف ،والنحو ،والداللة ،واملعج .بالرتكيز على البحوث التطبيقية واعتماد أحدث التقنيات
التطبيقية والربامج احلاسوبية املتطورة للوصول إىل نتافج دقيقة قابلة للتعمي واعتبارها مناذج تطبيقية حاسوبية
ناجحة يف امليدان ،ومن مثة استثمارها يف ميدان التعليمية ليصبح تعليما إلكرتونيا يصلح تطبيقه يف كل زمان
ومكان ،وقابليته لتحقيق أفضل النتافج والكفاءات املستهدفة من األنشطة املقدمة.
-7ترسيخ اهلوية القومية والعربية يف ظل التقانات املفروضة من الغرب.
60
إيمان بلحداد /زهور شتوح اللغة العربية والحاسوب عند نبيل علي وعبد ذياب العجيلي
-1حتقيق التكامل بني اجلانب النظري والتطبيقي يف البحوث اخلاصة باللغويات احلاسوبية واملعاجلة الآلية للغة
العربية خاصة.
-8جتسيد آليات احو األمية املعلوماتية يف اجملتم العريب؛ بتوفري لغات برجمة عربية ،وفتح تكوينات يف جمال
املعلوماتيات ولغات الربجمة خاصة ملختلف الفئات العمرية باألخص الطلبة اجلامعيني ،لتمكينه من إجناز حبوث
نظرية والتطبيق عليها بربامج حاسوبية مناسبة.
-11الدعوة لتبين مشروع يقوم على دراسة بيبلوغرافية حلصر كل جهود الباحثني العرب يف اللسانيات احلاسوبية
وفروعها ،وكذا البحوث املرتمجة إىل اللغة العربية ،ويف ذلك تفاديا للتكرار ،ودعوة للتقدم يف هذا اجملال اجلديد.
-11البحث عن سبل متكني احلاسوب من التفكري والفه واحلدس ،بتزويده بعدة الذكاء االصطناعي ،وتوصيف
دقيق لكل الظواهر اللغوية العربية بدراسات حتليلية لكل عناصرها يف خمتلف املستويات اللغوية ،وإدخاهلا كقاعدة
بيانات يف احلاسوب تعمل مبحركات حبث أكثر دقة وتطور.
-12اقرتاح مشروع لغوي شامل لكل الظواهر اخلاصة باللغة العربية يف سجل معجمي تارخيي حاسويب ،يض كل
الكلمات واملصطلحات العربية برتتيب معني يسهل على الباحث الطلبة إمكانية احلصول على التحليل اللغوي
املراد بأسهل طريقة وأقل جهد ووقت ممكنني.
-13الرتكيز على البحوث الداللية لدف اللبس الداليل ،وتوصيف كل ما يتعلق باملفردات
واستخداماهتا ،والسياق ،وحاال ت املخاطب ،وكل ما يتعلق باللفظة ،وطبيعة املفرادات أهي مصطلح أم
مفردة ،ونوعها علمية أو أدبية ،حىت جيعل احلاسوب قادرا على فه دالالت األلفاظ وحتديد معىن اللفظ انطالقا
من السمات املميزة لأللفاظ ،وهذا يستدعي توصيفا دقيقا يضمن عدم وقوع اللبس الداليل من تقدير
احملذوف ،وتشكيل الكلمات بشكل صحيح ...إخل ،وهذا ال يتحقق إال بتوصيف دقيق لبنية اللغة العربية يف
مستوياهتا املختلفة.
-14احلفاظ على الرتاث العريب بتخزينه بشكل داف يف معاج تضمن استمرارها ،وتسهيل استفادة الطلبة
والباحثني منها ،كما هو "مشروع الذخرية العربية احملوسبة" الذي يستخدم التقنيات احلديثة يف حفظ النصوص
العربية والكتب واملقاالت ،ويف ذلك مسايرة لركب التطور ،واختصارا للوقت واجلهد ،ومتكني املادة املعرفية لكل
مطل أو باحث عما يريده.
.9خاتمة:
وصفوة القول أن التطور يف جمال العلوم واللغات كان بفضل إدخال تقنيات احلاسوب ،وهو ما جعل اللغة العربية
تطمح إلدخال احلاسوب يف الدراسات اللغوية العربية ،فنتج عن ذلك استحداث املصطلحات وطريقة تناول
موضوع الدراسة ،وهذا ما أدى إىل ظهور عل جديد جيم بني اللغة واحلاسوب ،يف عل يهت بدراسة اللغة دراسة
علمية ،واختاذ احلاسوب وسيلة ملعاجلتها آليا وهو عل اللسانيات احلاسوبية .وقد أكد على الصلة والتداخل بني
61
الصفحة48-84: املجلد 7 :عدد( 1 :مارس )0201 جسور املعرفة ()Djoussour El-maaréfa
هذين العضوين –اللغة العربية واحلاسوب -العديد من الباحثني واملتخصصني يف اللسانيات احلاسوبية واملهندسني
وعلى رأسه نبيل علي ،وعبد ذياب العجيلي ،فقد خصصا فصال من كتاهبما لتناول العالقة بني اللغة العربية
واحلاسوب ،وكان فيها نبيل علي أول من خاض يف هذا املوضوع الذي فصل يف القضية بطريقة علمية فذة م
يسبقه باحث ،ومتعن فيها بالفصل بني املنظومة اللغوية العربية واملنظومة احلاسوبية ومركباهتما .وهبذا نوصي بضرورة
البحث يف فه حقيقة اللغة العربية واحلاسوب ،للتمكن من استنباط طبيعة العالقة بينهما ،ومن مثة يسهل عليا
اخلوض يف حقل اللسانيات احلاسوبية الذي جيم بني اللغة واحلاسوب.
.11قائمة المراجع:
_ بلقاس اليويب ،اللسانيات احلاسوبية :مفهومها وجماالت تطبيقاهتا ،مكناسة :جملة كلية الآداب والعلوم اإلنسانية ،مكناس،
العدد.1881 ،12
_ سلوى السيد محادة ،املعاجلة الآلية للغة العربية معناها ومبناها ،جملة فكر الثقافة ،جامعة طيبة – املدينة املنورة.2116،
_ طارق عبد احلكي أمهان ،اللسانيات احلاسوبية ومشكلة حوسبة اللغة العربية "خطوة باجتاه احلل" ،حبث مقدم يف مقرر
اللسانيات والدراسات الصوتية ،قس اللغة العربية جبامعة إدلب ،الدراسات اللغوية ،كلية الآداب والعلوم اإلنسانية ،جامعة إدلب،
د.ت.
_ عبد اهلل أبو هيف ، ،مستقبل اللغة العربية :حوسبة املعج العريب ومشكالته اللغوية والتقنية منوذجا ،جملة الرتاث العريب،
دمشق ،العدد ( ،)84،83آذار وحريزان.2114
_ فتحي باهي وعظامو-متيش أمال هباء ،اللسانيات احلاسوبية العربية واق وآفاق ،جملة دراسات وأحباث يف العلوم اإلنسانية
واالجتماعية ،جامعة اجللفة ،جملد ،11عدد 1مارس 2118م.
_ احمد احلناش ،لسانيات اجليل الراب وجمتم املعرفة ،جملة التواصل اللساين ،مج.2113 ،15
_ نفيزة نبال معل أمحد ،هندسة اللغة العربية :مطلب قومي وهدف اسرتاتيجي ،جملة .2117 ،Arabiyat
_ احمد زكي خضر ،احلروف العربية واحلاسوب ،جمم اللغة العربية األردين1886 /6/22 ،م.
_ ميلكا أفيتش ،اجتاهات البحث اللساين ،تر :عبد العزيز مصلوح ،ووفاء كامل فايد ،املشروع القومي للرتمجة ،اجمللس األعلى
للثقافة ،القاهرة1886 ،
_ نبيلة قدور ،اللغة العربية :من املنطق الرياضي إىل احلوسبة ،جملة العلوم االجتماعية ،جملد ،15عدد.2111 ،27
_نبيل علي ،اللغة العربية واحلاسوب ،مؤسسة تعريب ،الكويت.1811 ،
_هناد املوسى ،اللغة العربية واحلاسوب لنبيل علي (مراجعة) ،اجمللة العربية للعلوم اإلنسانية ،جامعة الكويت ،العدد ،31اجمللد،11
1881
_ هناد املوسى ،العربية حنو توصيف جديد يف ضوء اللسانيات احلاسوبية ،دار الفارس للنشر والتوزي ،ط 1عمان-األردن،
2111
_ هادي هنر ،دراسات يف اللسانيات ،مثار التجربة ،عا م الكتاب احلديث ،أربد –األردن ،ط2111 ،1م.
_ احمد احلناش ،احاضرات يف اللغة العربية واحلاسوب (قراءة سريعة يف اهلندسة اللسانية العربية) أو مقاربة سريعة يف اهلندسة
اللسانية العربية ،جامعة اإلمارات العربية املتحدة ،كلية العلوم اإلنسانية واالجتماعية ،قس اللغة العربية وآداهبا ،أكتوبر2112م.
62
إيمان بلحداد /زهور شتوح اللغة العربية والحاسوب عند نبيل علي وعبد ذياب العجيلي
.11الهوامش:
.1انظر :بلقاس اليويب ،اللسانيات احلاسوبية :مفهومها وجماالت تطبيقاهتا ،مكناسة :جملة كلية الآداب والعلوم اإلنسانية ،مكناس ،العدد،12
،1881ص.44
.2احمد احلناش ،احاضرات يف اللغة العربية واحلاسوب (قراءة سريعة يف اهلندسة اللسانية العربية) أو مقاربة سريعة يف اهلندسة اللسانية العربية ،جامعة
اإلمارات العربية املتحدة ،كلية العلوم اإلنسانية واالجتماعية ،قس اللغة العربية وآداهبا ،أكتوبر2112م ،ص.3
ومبناها ،جملة فكر الثقافة ،جامعة طيبة – املدينة املنورة. .3ينظر :سلوى السيد محادة ، 2116 ،املعاجلة الآلية للغة العربية معناها
. 4ميلكا أفيتش ،تر :عبد العزيز مصلوح ،ووفاء كامل فايد ،اجتاهات البحث اللساين ،املشروع القومي للرتمجة ،اجمللس األعلى للثقافة ،القاهرة،
،1886ص.432
.5ينظر :عبد اهلل أبو هيف ،مستقبل اللغة العربية :حوسبة املعج العريب ومشكالته اللغوية والتقنية منوذجا ،جملة الرتاث العريب ،جملة فصلية تصدر عن
احتاد الكتاب العرب ،دمشق ،العدد ( ،)83،84آذار وحريزان2114.
.6نبيل علي ،اللغة العربية واحلاسوب ،مؤسسة تعريب ،الكويت ،1811 ،ص.287
.7صدر عن مؤسسة تعريب سنة 1811م.
.8هناد املوسى ،كتاب اللغة العربية واحلاسوب لنبيل علي (مراجعة) ،اجمللة العربية للعلوم اإلنسانية ،جامعة الكويت ،العدد ،31اجمللد،1881 ،11
ص.251
.9انظر :احمد احلناش ،لسانيات اجليل الراب وجمتم املعرفة ،جملة التواصل اللساين ،مج.2113 ،15
.10انظر :نفيزة نبال معل أمحد ،هندسة اللغة العربية :مطلب قومي وهدف اسرتاتيجي ،جملة ،2117 ،Arabiyatص.83
2117م ،ص.83
.11انظر :نبيل علي ،اللغة العربية واحلاسوب ،ص.33
.12انظر :املصدر نفسه ،ص.33
.13انظر :نبيل علي ،اللغة العربية واحلاسوب ،ص.31
.14انظر :املصدر نفسه ،ص.61-61
.15املصدر نفسه ،نبيل علي ،ص.61
.16انظر :املصدر نفسه ،ص.15-14
.17انظر :املصدر نفسه ،ص.81
.18انظر :املصدر نفسه ،ص.111-111
.19احمد زكي خضر ،احلروف العربية واحلاسوب ،جمم اللغة العربية األردين1886 /6/22 ،م،ص.6
.20انظر :املصدر نفسه ،ص.111
.21صدر هذا الكتاب سنة 1886م ،عن جامعة الريموك –إربد (األردن).
.22نبيلة قدور ،2111 ،اللغة العربية :من املنطق الرياضي إىل احلوسبة ،جملة العلوم االجتماعية ،جملد ،15عدد ،27ص.221
.23هناد املوسى ، 2111 ،العربية حنو توصيف جديد يف ضوء اللسانيات احلاسوبية ،دار الفارس للنشر والتوزي ،ط 1عمان-األردن ،ص45
.24انظر :عبد ذياب العجيلي ،احلاسوب واللغة العربية ،ص.13
.25انظر :املصدر نفسه ،ص.14
.26انظر :هادي هنر ،دراسات يف اللسانيات ،مثار التجربة ،عا م الكتاب احلديث ،أربد –األردن ،ط2111 ،1م ،ص.57
.27انظر :املصدر نفسه ،ص.14
.28املرج السابق :احمد احلناش ،ص.6
.29انظر :املصدر نفسه ،ص.16
.30انظر :املصدر نفسه ،ص.16
63
الصفحة48-84: املجلد 7 :عدد( 1 :مارس )0201 جسور املعرفة ()Djoussour El-maaréfa
.31انظر :احمد احلناش ،احاضرات يف اللغة العربية واحلاسوب (قراءة سريعة يف اهلندسة اللسانية العربية) أو مقاربة سريعة يف اهلندسة اللسانية العربية،
جامعة اإلمارات العربية املتحدة ،كلية العلوم اإلنسانية واالجتماعية ،قس اللغة العربية وآداهبا ،أكتوبر2112م ،ص.2
.32انظر :املصدر نفسه ،ص.17
.33انظر :الصدر نفسه ،ص.15
.34انظر :فتحي باهي وعظامو -متيش أمال هباء ،اللسان يات احلاسوبية العربية واق وآفاق ،جملة دراسات وأحباث يف العلوم اإلنسانية واالجتماعية،
جامعة اجللفة ،جملد ،11عدد 1مارس 2118م ،ص.381
.35املصدر نفسه ،ص.15
.36انظر :املرج السابق :فتحي باهي وعظامو -متيش أمال هباء ،اللسانيات احلاسوبية العربية واق وآفاق ،ص.381
.37انظر :طارق عبد احلكي أمهان ،اللسانيات احلاسوبية ومشكلة حوسبة اللغة العربية "خطوة باجتاه احلل" ،حبث مقدم يف مقرر اللسانيات
والدراسات الصوتية ،قس اللغة العربية جبامعة إدلب ،الدراسات اللغوية ،كلية الآداب والعلوم اإلنسانية ،جامعة إدلب ،د.ت ،ص.21-18
.38انظر :نبيل علي ،اللغة والعربية واحلاسوب ،تعريب1811 ،م ،ص.18-11
.39املصدر السابق :نبيل علي ،اللغة العربية واحلاسوب ،ص.5
.40املصدر السابق:عبد ذياب العجيلي ،احلاسوب واللغة العربية ،ص.3
.41احمد احلناش ،احاضرات يف اللغة العربية واحلاسوب (قراءة سريعة يف اهلندسة اللسانية العربية) أو مقاربة سريعة يف اهلندسة اللسانية العربية ،ص.6
.42انظر :املرج نفسه ،ص.6
.43املصدر السابق ،نبيل علي ،اللغة العربية واحلاسوب ،متهيد الكتاب.
.44املصدر السابق :عبد ذياب العجيلي ،احلاسوب واللغة العربية ،ص.3
64