You are on page 1of 40

‫اآلليات املرصية حلامية حقوق اإلنسان‬

‫تطبيق ًا عىل بعض اجلرائم املستحدثة‬

‫املقدم‪ .‬د‪ .‬حممد أمحد داود‬

‫‪295‬‬
296
‫‪ .1‬اآلليات املرصية حلامية حقوق اإلنسان تطبيق ًا‬
‫عىل بعض اجلرائم املستحدثة‬
‫املقدمـــة‬
‫العالق�ة وثيق�ة بني الس�لم واألم�ن الدوليني من جهة واحترام حقوق‬
‫اإلنس�ان واحلريات األساس�ية للجميع دون متييز من جهة أخرى وقد أرسى‬
‫ميث�اق األم�م املتحدة ( ‪1945‬م) قواعد متتع األف�راد بمجموعة من احلقوق‬
‫املتعلقة بحقوق اإلنس�ان ومل تقترص جهود األمم املتحدة عىل تضمني ميثاقها‬
‫ع�ددا م�ن النص�وص املتعلق�ة بحقوق اإلنس�ان‪ ،‬ب�ل قامت باعتماد العديد‬
‫م�ن الصك�وك واالتفاقي�ات الدولي�ة التي تتضم�ن خمتلف حقوق اإلنس�ان‬
‫وحريات�ه األساس�ية وكان يف مقدم�ة هذه الصك�وك واالتفاقي�ات اإلعالن‬
‫العاملي حلقوق اإلنس�ان عام ( ‪1948‬م) والعهدان الدوليان حلقوق اإلنسان‬
‫لع�ام (‪1966‬م) والعه�د الدويل اخلاص باحلقوق املدنية والسياس�ية والعهد‬
‫الدويل اخل�اص باحلقوق االقتصادي�ة واالجتامعية والثقافي�ة‪ ،‬والربوتوكول‬
‫االختياري األول امللحق بالعهد الدويل الذي تعرتف بموجبه الدولة الطرف‬
‫يف العهد والتي تصبح طرفا يف الربوتوكول باختصاص اللجنة املعنية بحقوق‬
‫اإلنس�ان املنش�أة بموجب العهد يف تسلم ونظر الرس�ائل املقدمة من األفراد‬
‫القاطنين يف والي�ة تلك الدولة والذي�ن يدعون أهنم ضحاي�ا أي انتهاك من‬
‫جانبه�ا ألي حق من احلقوق املق�ررة يف العهد‪ ،‬وقد اعتمدت اجلمعية العامة‬
‫لألم�م املتحدة املنعق�دة يف باري�س يف ‪1948/12/10‬م‪ ،‬االعلان العاملي‬
‫حلقوق االنسان‪ ،‬حيث أيدته ‪ 48‬دوله من بينها مرص وامتنعت ثامين دول عن‬
‫التصوي�ت وقد لعبت مرص بحكم رصيدها التارخيي واحلضاري دورا مؤثرا‬

‫‪297‬‬
‫وبارزا عىل مس�احة العمل الدويل بصفه عامة للمحافظة عىل الس�لم واألمن‬
‫الدويل وإشاعة احرتام حقوق اإلنسان وحرياته األساسية بصفة خاصة حيث‬
‫ش�اركت مرص مش�اركة فعالة يف جلنة إعداد اإلعالن العاملي حلقوق اإلنسان‬
‫الذي بصدوره ترس�خت عاملية حقوق اإلنس�ان وع�دم قابليتها للترصف أو‬
‫التجزئة وادراك ًا ألمهية حقوق االنسان واحرتام هذه احلقوق وضامن توفريها‬
‫ومحايتها لكل فرد عىل االرض فقد اختذت مرص حزمة من اآلليات الداخلية‬
‫تتالءم ومتطلبات االهتامم الدويل بحامية حقوق االنس�ان حيث منحت هذه‬
‫االليات احلق يف احوال معينة يف العمل كآلية رصد ومراقبة وتلقي الشكاوى‬
‫للتحقيق فيها وتوجية املساءلة(‪ )1‬عنها وهذا ما سأعرض له عىل النحو التايل ‪:‬‬
‫ـ اآلليات املرصية الدولية والوطنية يف إقرار مبادئ حقوق اإلنسان‪.‬‬
‫ـ امهية املام رجل األمن بمبادئ حقوق اإلنسان وحدود سلطاته‪.‬‬
‫ـ اجله�ود األمني�ة املرصي�ة حلامي�ة حق�وق االنس�ان يف بع�ض اجلرائ�م‬
‫املستحدثة‪.‬‬
‫ـ مدى مالءمة اجلهود األمنية ملكافحة اجلريمة ومحاية حقوق االنسـان‪.‬‬
‫ـ اخلامتة والتوصيات‪.‬‬
‫‪1. 1‬اآللي�ات املرصي�ة الدولي�ة والوطني�ة يف إقرار‬
‫مبادئ حقوق اإلنسان‬
‫ت�أيت هذه اآللي�ات يف اطار اجله�ود املرصية حلامية حقوق االنس�ان عىل‬
‫املس�توىني الدويل والوطني حيث يتمثل املس�توى االول يف انضامم ومشاركة‬

‫(‪ )1‬س�ناء س�يد خليل‪ ،‬دراس�ة عن النظام القانوين املرصي ومبادئ حقوق اإلنس�ان‪،‬‬
‫مرشوع بناء القدرات يف جمال حقوق اإلنسان القاهرة ‪ 2005‬ص ‪.57‬‬

‫‪298‬‬
‫مصر يف العديد من االتفاقي�ات والربوتوكالت االقليمي�ة والدولية اما عىل‬
‫املس�توى الداخلي فقد متث�ل ذل�ك يف القيام باج�راء التعديالت الدس�تورية‬
‫والقانوني�ة بما يتالءم وتوفير ضامنات اكث�ر حلامية حقوق االنس�ان بجانب‬
‫اآللي�ة القضائية املتمثلة يف مراقبة مدى دس�تورية القوانني واالحكام وتدرج‬
‫درجات التقايض باالضافة اىل انش�اء االجه�زة املختصة لتقوم بدور املراقب‬
‫يف محاية حقوق االنسان (‪.)1‬وذلك عىل النحو التايل ‪:‬‬

‫‪ 1 .1. 1‬عىل املستوى االقليمي‬


‫انضمت مرص إىل العديد من االتفاقيات اإلقليمية اآلتية ‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ اتفاقية منظمة الوحدة األفريقية املتعلقة بمشاكل الالجئني يف أفريقيا‬
‫لعام ‪1969‬م‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ امليث�اق اإلفريق�ي حلقوق اإلنس�ان والش�عوب لع�ام ‪1986‬م‪ ،‬وقد‬
‫حتفظ�ت مصر على امل�ادة ‪ 8‬وامل�ادة ‪ 3/18‬لتعارضها م�ع أحكام‬
‫الرشيعة اإلسالمية‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ امليثاق العريب حلقوق الطفل لعام ‪1983‬م‪.‬‬
‫‪ 4‬ـ امليثاق اإلفريقي حلقوق الطفل ورفاهيته‪.‬‬
‫وهتدف مرص من ذلك ترس�يخ مبادئ حقوق اإلنسان من خالل العمل‬
‫عىل جتميع تلك التجمعات اإلقليمية حول االتفاق عىل تأكيد وتفعيل مبادئ‬
‫حقوق اإلنسان يف القطاع اإلفريقي اهلام‪.‬‬

‫(‪ )1‬امحد الرش�يدي‪ ،‬حقوق اإلنس�ان دراس�ة مقارنة يف النظرية والتطبيق‪ ،‬دار النهضة‪،‬‬
‫عام ‪ 1996‬ص ‪. 190‬‬

‫‪299‬‬
‫ويتض�ح م�ن ذلك حرص مصر عىل مس�ايرة كل تطور ين�ادي بتفعيل‬
‫حقوق اإلنس�ان ومن هنا تبدو االمهيه القص�وى يف رضورة املام كافة اجهزة‬
‫الدولة بصفة عامة بمبادئ حقوق اإلنسان وبصفة خاصة رجال األمن إذ أن‬
‫أجهزة األمن تعترب املحك الرئيسى يف محاية اإلنسان والدفاع عنه‪.‬‬

‫‪ 2. 1. 1‬عىل املستوى الدويل‬


‫من�ذ بداي�ة الق�رن العرشين ومصر تش�ارك املجتمع ال�دويل يف اجلهود‬
‫املبذولة إلقرار مبادئ حقوق اإلنس�ان وحرياته األساس�ية ابتداء من اتفاقية‬
‫حظر الرق والرقيق (‪1926‬م) ثم اتفاقيتي حظر الس�خرة من اتفاقيه منظمه‬
‫العمل الدولية‪ ،‬واتفاقيات العمل الدولية األخرى املتعلقة بتنظيم حق العمل‬
‫والصادر يف إطار منظمة العمل الدولية‪ ،‬وبعد ذلك جاء عرص األمم املتحدة‬
‫لتواصل مرص مشاركتها للمجتمع الدويل نحو إقرارها ملنظومة األمم املتحدة‬
‫والتي جاءت يف مقدمة أهدافها االحرتام والتأكيد عىل حقوق اإلنسان إذ أهنا‬
‫الطري�ق الطبيع�ي لتحقيق األمن والس�لم الدوليني وجتني�ب املجتمع الدويل‬
‫دم�ار احل�روب والنزاع�ات املس�لحة وقد ب�رزت املش�اركة الفاعلة ملرص يف‬
‫االتفاقي�ات الت�ي أعدهت�ا أجهزة األمم املتح�دة ذات الصل�ة حيث انضمت‬
‫مرص إىل االتفاقيات الدولية اآلتية ‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ اتفاقي�ة ال�رق املوقع عليها بجنيف يف س�بتمرب ‪ 1926‬والربوتوكول‬
‫بتعديل اتفاقيه الرق املوقع عليها بجنيف يف ‪ 25‬سبتمرب ‪1926‬م‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ اتفاقي�ة مكافح�ة اب�ادة اجلنس البرشي واجل�زاء عليها ابت�داء من ‪9‬‬
‫ديسمرب ‪1948‬م‪.‬‬

‫‪300‬‬
‫‪ 3‬ـ اتفاقي�ة العمل الدولي�ة «‪ »29‬اخلاصة بالس�خرة والعمل اإلجباري‬
‫جنيف «‪1930‬م»‪.‬‬
‫‪4‬ـ االتفاقية التكميلية البطال الرق وجتارة الرقيق واألعراف واملامرسات‬
‫املشاهبة للرق «جنيف ‪1956‬م »‪.‬‬
‫‪ 5‬ـ اتفاقي�ة العمل الدولي�ة رقم «‪ »1.5‬اخلاصة بتحريم عمل الس�خرة‬
‫جنيف لسنة ‪1957‬م‪.‬‬
‫‪ 6‬ـ االتفاقي�ة الدولية ملكافحة االجتار يف األش�خاص واس�تغالل دعارة‬
‫الغري لسنة ‪1951‬م‪.‬‬
‫‪ 7‬ـ االتفاقي�ة الدولي�ة اخلاص�ة بالقض�اء على التفرق�ة العنرصي�ة بكافة‬
‫أشكاهلا وصورها لسنة ‪1965‬م‪.‬‬
‫‪ 8‬ـ االتفاقية الدولية لتحريم جريمة الفصل العنرصي ‪1973‬م‪.‬‬
‫‪ 9‬ـ االتفاقيـ�ة الدولي�ة اخلاص�ة بوض�ع الالجئين لس�نة ‪1951‬م وق�د‬
‫حتفظت مرص عىل املواد (‪.)24 ،23 ،22 ،12‬‬
‫‪ 10‬ـ بروتوكول تعديل االتفاقية اخلاصة بوضع الالجئني لعام ‪1966‬م‪.‬‬
‫‪ 11‬ـ االتفاقية الدولية اخلاصة باحلقوق السياسية للمرأة لعام ‪1953‬م‪.‬‬
‫‪ 12‬ـ اتفاقي�ة القض�اء عىل كافة أش�كال التمييز ضد امل�رآة لعام ‪1979‬م‬
‫وق�د حتفظت مرص عىل امل�واد ( ‪ /9‬الفقرة الثاني�ة‪ 29 ،16 ،‬الفقرة‬
‫الثانية‪)2 ،‬‬
‫‪ 13‬ـ االتفاقية الدولية للحقوق املدنية والسياسية لعام ‪1966‬م‪.‬‬
‫‪ 14‬ـ االتفاقي�ة الدولية للحقوق االقتصادية واالجتامعية والثقافية لعـام‬
‫‪1966‬م‪.‬‬

‫‪301‬‬
‫‪ 15‬ـ اتفاقي�ة مناهضة التعذيب وغريها م�ن رضوب املعاملة أو العقوبة‬
‫القاسية أو الال إنسانية أو املهينة لعام ‪1984‬م‪.‬‬
‫‪ 16‬ـ اتفاقية حقوق الطفل لعام ‪1989‬م‪.‬‬
‫‪ 17‬ـ االتفاقي�ة الدولي�ة ملناهضة الفصل العنرصي يف األلعاب الرياضية‬
‫لعام ‪1985‬م‪.‬‬
‫‪ 18‬ـ االتفاقيـ�ة الدولي�ة حلمـاي�ة حقـ�وق العمـ�ال املهاجري�ن وأفراد‬
‫أرسه�م لعام ‪1990‬م وق�د حتفظت مرص عىل امل�واد ( ‪ 18 ،4‬فقرة‬
‫‪)6‬‬
‫‪ 19‬ـ اتفاقي�ة منظمه العمل الدولية رقم ‪ 138‬لعام ‪1973‬م بش�أن احلد‬
‫األدنى لسن االستخدام‪.‬‬
‫‪ 20‬ـ اتفاقية منظمة العمل الدولية رقم ‪ 182‬لعام ‪1999‬م بش�أن حظر‬
‫أسوأ أشكال عمل األطفال‪.‬‬
‫‪ 21‬ـ الربوتوكول االختياري التفاقية حقوق الطفل بش�أن بيع األطفال‬
‫واستغالهلم يف البغاء لعام ‪2000‬م‪.‬‬
‫‪ 22‬ـ الربوتوك�ول االختي�اري التفاقي�ة حق�وق الطفل بش�أن اشتراك‬
‫األطفال يف النزاعات املسلحة لعام ‪2000‬م‪.‬‬
‫‪23‬ـ الربوتوك�ول امللح�ق باالتفاقي�ة الدولي�ة ملكافحة اجلريم�ة املنظمة‬
‫عبر الوطنية واخل�اص باالجت�ار باألطفال والنس�اء حيث انضمت‬
‫مصر هلذا الربوتوكول بالقرار اجلمه�وري رقم ‪ 295‬لعام ‪2003‬م‬
‫الصادر يف ‪ 4‬نوفمرب ‪2003‬م ونرش باجلريدة الرسمية بالعدد ‪ 37‬يف‬
‫‪ 9‬سبتمرب ‪2004‬م وعمل به اعتبارا من ‪2004/4/4‬م وقد جاءت‬

‫‪302‬‬
‫التحفظ�ات الت�ي أبدهت�ا مرص يف إط�ار االلت�زام بأح�كام الرشيعة‬
‫اإلسلامية اس�تنادا للامدة ‪ 2‬من الدس�تور املرصي والتي تنص عىل‬
‫اعتبار الرشيعة اإلسالمية املصدر الرئييس للترشيع‪.‬‬

‫‪ 3. 1. 1‬عىل املستوى الداخيل‬


‫جي�ري العمل من جانب الدول عموما عىل النص يف دس�اتريها الوطنيه‬
‫او قوانينه�ا األساس�ية على االحكام التي تش�دد عىل محاية حقوق اإلنس�ان‬
‫وحرياته االساس�يه فاملالحظة ان كل دوله م�ن دول العامل تقريبا حترص عىل‬
‫تضمين دس�تورها او قانوهنا االس�ايس احكاما رصحيه تكف�ل محاية حقوق‬
‫اإلنسان واحلريات االساسية‪ .‬وهو ما اكده مؤمتر فينا العاملي حلقوق اإلنسان‬
‫ال�ذي انعقد يف عام ‪ 1993‬حيث اش�اد املؤمتر بامهي�ة الدور الذي تضطلع به‬
‫اآلليات املذكورة من اجل تعزيز حقوق اإلنسان ومحايتها‪ ،‬سواء عىل مستوى‬
‫التصدي لالنتهاكات احلاصلة او عىل مس�توى االس�هام يف نرش ثقافة حقوق‬
‫اإلنسان واحلريات االساسية وتتمثل أهم هذه اآلليات(‪ )1‬يف اآليت ‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ اآلليه الترشيعية‬
‫اعطى الدس�تور املصري ملب�ادئ حقوق االنس�ان وحرياته االساس�ية‬
‫ضامنات دس�تورية مل تع�رف طريقها بعد اىل القوانين الدولية املعنية بحقوق‬
‫االنس�ان والت�ي اقتصرت عىل االلت�زام بتأثيم جرائ�م احلرب وافع�ال ابادة‬
‫االجناس والتعذي�ب والتفرقة العنرصية طبق ًا لالتفاقيتين املعنيتني ( اتفاقية‬

‫(‪ )1‬عىل الصاوي‪ ،‬حقوق االنسان يف القانون واملامرسة‪ ،‬برنامج االمم املتحدة االئتامين‬
‫‪ 2005‬ـ ‪2006‬م‪ ،‬ص ‪219‬‬

‫‪303‬‬
‫العمل الدولية رقم ‪ 105‬اخلاصة بتحريم عمل السخرة جنيف لسنة ‪1957‬م‬
‫ـ االتفاقي�ة الدولي�ة اخلاص�ة بالقضاء عىل التفرق�ة العنرصية بكافة اش�كاهلا‬
‫وصورها لس�نة ‪1965‬م ـ واالتفاقية الدولية ملكافحة االجتار يف االش�خاص‬
‫واس�تغالل دعارة الغري لس�نة ‪1950‬م) وهذه الضامنات انفرد هبا الدس�تور‬
‫املصري لتعك�س بص�دق وواقعي�ة تقدير واحترام مبادئ حقوق االنس�ان‬
‫وحريات�ه وابانت كذل�ك املنزلة التي حتتله�ا تلك املبادئ كقواعد دس�تورية‬
‫يتعني عىل كافة س�لطات الدولة االلتزام هبا عند مدارستها الختصاصاهتا او‬
‫عند تناول املرشع الوطني لالحكام املتعلة املتصلة باملس�ؤولية القانونية سواء‬
‫املدنية او اجلنائية التي يمكن ان ترتتب عليها(‪ ،)1‬وقد ارس�ت املادتان (‪،)53‬‬
‫(‪ )57‬وش�ملهام الب�اب الثال�ث من الدس�تور املرصي عدة قواعد دس�تورية‬
‫وقانونية اساسية متثلت يف اآليت ‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ ان الدفاع عن حقوق االنسان اصبح سبب ًا دستوري ًا من اسباب اللجوء‬
‫الس�يايس اذ اعلنت مرص اىل العامل امجع من خالل دس�تورها‪ ،‬قبوهلا‬
‫ملنح حق االلتجاء السيايس لالجانب املضطهدين بسبب الدفاع عن‬
‫حقوق االنس�ان وعدم تس�ليمهم‪ ،‬وهو االمر الذي جيعل من مرص‬
‫ملاذا امن� ًا للمضطهدين من االجانب بس�بب دفاعه�م عن مبادئ‬
‫حقوق االنس�ان وحرياته االساس�ية‪ ،‬وهو تكري�م تعرب به مرص عن‬
‫وقوفها الدائم وغري املرشوط بجانب نرصة مبادئ حقوق اإلنسان‪،‬‬
‫ليس يف مرص فحسب بل لكل انسان يف بقاع االرض‪.‬‬

‫(‪ )1‬ابراهيم سلامة‪ ،‬املواثيق الدولية حلقوق اإلنس�ان وموق�ف معرفها‪ ،‬برنامج األمم‬
‫املتحدة االئتامين ‪ 2006‬ص ‪. 221‬‬

‫‪304‬‬
‫‪ 2‬ـ ان املشرع ملت�زم بتأثيم كافة االفعال التي تش�كل اعتداء عىل احلرية‬
‫الش�خصية او حرمة احلياة اخلاص للمواطنين وغريها من احلقوق‬
‫واحلريات العامة والتي يكفلها الدس�تور وهو ما يعني إلزام املرشع‬
‫الوطن�ي بتجري�م ه�ذه االفع�ال وتقري�ر عقوب�ات جنائية مناس�بة‬
‫ملرتكبيه�ا وحماكمتهم عنها النزال العقاب هبم وفق ًا للقانون عىل من‬
‫يثبت ارتكابه هلا‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ إن الن�ص على جتريم هذه االفعال س�يتيح للمجن�ي عليه واملرضور‬
‫مطالبة املتهم واملس�ؤول عن احلقوق املدنية بالتعويض عام حلقة من‬
‫رضر نتيج�ة م�ا وقع علي�ة من اعتداء س�واء اثناء املحاكم�ة اجلنائية‬
‫للمته�م او ع�ن طريق القضاء امل�دين وفق ًا الحكام النظ�ام القانوين‬
‫املرصي‪.‬‬
‫‪ 4‬ـ إن تل�ك االفعال املجرمة ال تس�قط عنها الدع�وى اجلنائية أو املدنية‬
‫بميض املدة ويكش�ف ذلك عن حكمة املرشع الدستوري وهدفه يف‬
‫اال تك�ون الظروف واالعتبارات التي قد يش�كل تواجدها خوف ًا أو‬
‫رهب�ة للمجني عليه حتول بينه وبني االبلاغ عنها وعن اجلاين وقت‬
‫وق�وع االعت�داء عليه‪ ،‬س�بب ًا يف ه�روب مرتكبي تل�ك االفعال من‬
‫العقاب اعامال ملبدأ التقادم‪.‬‬
‫‪ 5‬ـ كفال�ة الدول�ة للتعوي�ض ع�ن االرضار الت�ي تلحق بم�ن وقع عليه‬
‫االعت�داء من مثل هذه االفع�ال االمر الذي يضم�ن حقوق املجني‬
‫عليه واملرضور يف مجيع االحوال التي تكتمل فيها االركان القانونية‬
‫للمسؤولية وفق ًا الحكام القانون املرصي‪.‬‬
‫ومؤخ�ر ًا قام�ت مصر باج�راء التعديلات الدس�تورية والقانونية فيام‬

‫‪305‬‬
‫يضمن محاية حقوق اإلنسان والتوسع يف متتع املواطن بقدر كبري من احلقوق‬
‫والضامن�ات وخري دليل على ذلك التعديالت الدس�تورية التي اجرهتا مرص‬
‫على ‪ 34‬م�ادة من الدس�تور حني أعلن ذلك الس�يد رئي�س اجلمهورية امام‬
‫جملس الش�عب والش�ورى أن التعديالت تس�تهدف تعزي�ز خطى االصالح‬
‫والديمقراطي�ه يف البلاد وتعزيز الفصل بني الس�لطات‪ ،‬وتعزيز صالحيات‬
‫الس�لطة الترشيعية وجملس الوزراء وتأكيد حقوق املواطنه وحتقيقا للحد من‬
‫العقوب�ات الس�البة للحرية فقد خط�ت مرص خطوة اجيابي�ه بتخفيف العمل‬
‫بالعقوب�ات الس�البة للحري�ات يف قان�ون العقوبات‪،‬حي�ث ت�م الغاؤه�ا يف‬
‫بعض البنود املجرمة واس�تبداهلا بتغليظ الغرامات املالية كام تم تعديل قانون‬
‫االج�راءات اجلنائي�ة بام خفف من اس�تعامل آلية احلب�س االحتياطي والنص‬
‫على ح�ق املتهمني املحبوسين احتياطي�ا يف ني�ل التعويض امل�ايل عند ثبوت‬
‫براءهتم(‪.)1‬‬
‫‪ 2‬ـ اآلليه القضائية‬
‫وإذا كان م�ا تق�دم ق�در ًا م�ن الضامن�ات اخلاصة الت�ي اقرها الدس�تور‬
‫املصري الدائ�م فيام يتعل�ق بمبادئ حقوق االنس�ان واملدافعين عنها إال ان‬
‫ذل�ك كله مش�مول بالضامن�ة اهلامة املتمثل�ة يف توفري احلامي�ة بمبادئ حقوق‬
‫االنس�ان وحريات�ه االساس�ية اس�تناد ًا لكوهنا نصوص� ًا دس�تورية يف النظام‬
‫القانون�ى املصري وذل�ك عن طري�ق املحكمة الدس�تورية العلي�ا املنوط هبا‬
‫الرقابة عىل دستورية القوانني وتفسري النصوص الترشيعية بأحكام وقرارات‬
‫ملزم�ة لكافة الس�لطات بالدولة ‪ ،‬وهو م�ا يكفل احلصانة الدس�تورية لتلك‬

‫(‪ )1‬عمرو مجعة‪ ،‬منظومة حقوق اإلنس�ان يف أمانة عامة اجلزء الثاين‪ ،‬مكتبة األرسة ‪ 2004‬م‪،‬‬
‫ص ‪.62‬‬

‫‪306‬‬
‫املب�ادئ وحي�ول دون املس�اس هبا ب�أي اداة ترشيعية أدنى مس�توى وحيقق يف‬
‫ذات الوقت توحيد مفهوم نصوص الدستور من خالل جهة قضائية مستقلة‬
‫‪ ،‬بام يوفر استقرار تلك احلقوق ومحايتها‪.‬‬
‫وتت�م تل�ك اآللية م�ن خالل قي�ام القضاء الدس�تورى بمب�ارش ة دوره‬
‫يف الرقاب�ة الدس�تورية بصف�ه عامه وبصف�ة خاصة يف جمال حقوق اإلنس�ان‬
‫ويف يوني�و ‪2007‬م عدل�ت مرص قانون الس�لطة القضائية لضامن اس�تغالل‬
‫الس�لطة القضائيه‪ ،‬وضامن املحاكمة العادلة وق�د خطت مرص خطوة اجيابية‬
‫حيث قامت بتعيني النس�اء قاضيات استكامال لذلك تعني قاضيه يف املحكمه‬
‫الدستورية العليا(‪.)1‬‬
‫‪ 3‬ـ األجهزة املختصة‬
‫وه�ي الت�ي يتم انش�اؤها لتقوم ب�دور املراقب يف جمال حقوق اإلنس�ان‬
‫كانش�اء إدارة خاصة بحقوق اإلنس�ان يتم احلاقها باحدى الوزارات كوزارة‬
‫اخلارجية كام هو موجود يف مرص‪ ،‬او انشاء وزارة مستقلة هلذا الغرض كام هو‬
‫موجود يف دولة املغرب‪ ،‬او انش�اء هيئات حكومية كاملجلس القومي حلقوق‬
‫اإلنس�ان‪ ،‬املجلس القوم�ي للطفولة واالمومة‪ ،‬واملجل�س القومي للمرأة يف‬
‫مصر ‪ ،‬وال خيفى على البال ان املنظمات االهلية غري احلكومي�ة تقوم بدور‬
‫مهم يف جمال تعزيز حقوق اإلنسان وكفالة االحرتام الواجب هلا عىل املستوى‬
‫الوطني‪.‬‬

‫(‪ )1‬عبد احلميد متويل‪ ،‬الوسيط يف القانون الدستوري القاهرة‪ ،‬دار النهضة العربية ص ‪.298‬‬

‫‪307‬‬
‫‪ 2. 1. 1‬أمهية املام رجل األمن بمبادئ حقوق اإلنس�ان‬
‫وحدود سلطاته‬
‫عندم�ا يصب�ح رجل األمن ملما باملب�ادئ احلقوقية اإلنس�انية فان ذلك‬
‫س�وف يولد اجتاه ًا اجيابي ًا طوعي ًا يكون دافعا له اىل حتويل معاملته التي يراها‬
‫معظم اجلامهري اهنا س�يئة اىل معاملة انسانية حتكمها القوانني واملبادئ والقيم‬
‫والتقالي�د(‪ )1‬التي حترتم حقوق اإلنس�ان ومن ثم تتولد العالقة الرش�يدة بني‬
‫رجل األمن واجلامهير بطوائفها املختلفة‪ ،‬وليس معنى ذلك الضامن الكامل‬
‫الحرتام حقوق اإلنس�ان وكرامته فاالمر خمتلف م�ن جمتمع آلخر إذ أن هذه‬
‫الثقاف�ة احلقوقي�ة نس�بية من مكان اىل آخ�ر ومن جمتمع اىل اخ�ر‪ ،‬ولكن تظل‬
‫حقوق اإلنسان وصون كرامته وحريته هي االساس العام يف كل املجتمعات‬
‫يف خمتلف االماكن ومطلب اسايس لكل املواطنني غري قابل للتنازل عنه مهام‬
‫كانت االس�باب‪ ،‬ولكي يس�تطيع رج�ل األمن ان حيدث الت�وازن بني حتقيق‬
‫األمن واملحافظة عىل حقوق اإلنسان فان ذلك يتطلب املامه بمبادئ حقوق‬
‫اإلنس�ان يف أوجه تعامالته املختلفة مع املواطنني(‪ )2‬أما عن حدود س�لطات‬
‫رجل األمن فتكمن يف اآليت ‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ تعترب الوظيفة الرشطية التجسيد الطبيعي لسلطة الدولة يف ان تدافع‬
‫عن نفس�ها دفاع ًا رشعي ًا طبق ًا للنظام القانوين الذي انش�أته من اجل‬
‫تنظي�م خمتل�ف االمور السياس�ية الفرادها ومن ثم فإن�ه يتوجب ان‬

‫(‪ )1‬حمس�ن ع�وض‪ ،‬املعايري الدولية حلقوق اإلنس�ان يف األداء املهن�ي لضباط الرشطة‪،‬‬
‫برنامج األمم املتحدة ‪2006-2005‬م‪ ،‬ص‪.121‬‬
‫(‪ )2‬اس�كندر غطاس‪ ،‬محاية حقوق اإلنس�ان يف التطبيق القضائي الدويل املقارن‪ ،‬من كتاب‬
‫املعايري الدولية حلقوق اإلنسان‪ ،‬الربنامج االئتامين لألمم املتحدة ‪ 2006‬ص ‪.178‬‬

‫‪308‬‬
‫تكون هناك س�لطة ترقب الس�لوك العام يف املجتمع وهذه الس�لطة‬
‫تتمث�ل يف اجهزة األمن بمختلف تكويناهتا لتكون االدارة املس�ؤولة‬
‫عن تنفيذ القانون ولكي تتمكن من اداء هذا الواجب خوهلا القانون‬
‫اس�تعامل الق�وة الداء وظيفته�ا وذل�ك بالقدر الذي يبيح�ه القانون‬
‫باالضاف�ة اىل قي�ام الرشطة بمس�اعدة اهليئ�ات االداري�ة بالدولة يف‬
‫تنفيذ قوانينها وقراراهتا(‪.)1‬‬
‫‪ 2‬ـ ختت�ص الرشطة باملحافظة عىل النظام واألمن العام‪ ،‬واآلداب العامة‬
‫ومحاي�ة االرواح واالم�وال واملمتل�كات العام�ة واخلاص�ة‪ ،‬وعلى‬
‫االخ�ص منع اجلرائم وضبطها‪ ،‬وتكف�ل الطامنينة واألمن وتنفيذ ما‬
‫تفرضه عليها القوانني من واجبات‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ احرتام رجل الرشطة حلقوق االنس�ان املقررة رشع ًا وقانون ًا ومن ثم‬
‫يتوج�ب عىل رجل الرشطة ع�دم خمالفتها‪ ،‬النه يع�د واجب ًا اخالقي ًا‬
‫ورضورة أمنية الغنى عنها لتحقيق األمن واالستقرار‪.‬‬
‫‪ 4‬ـ األم�ن احلقيق�ي اليتحق�ق اال يف ظل الع�دل واملس�اواة واالنصاف‬
‫فاحترام الرشطة حلقوق االنس�ان وحرصها على محاية هذه احلوق‬
‫مها املدخل الصحيح لتحقيق األمن‪.‬‬
‫‪ 5‬ـ تنظ�ر الرشائ�ع السماوية إىل االنس�ان نظ�رة التبجي�ل واالحرتام يف‬
‫كل زم�ان وم�كان ألن االنس�ان يف نظره�ا هو خليف�ه اهلل يف أرضه‬
‫يعمره�ا وينميه�ا‪ ،‬ويس�تخرج كل خرياهت�ا وكنوزه�ا لتعين�ه على‬

‫(‪ )1‬ضاح�ي خلفان متييم‪ ،‬الرشطة وحقوق اإلنس�ان يف املنظ�ور الوطني «بحث تطبيقي»‪،‬‬
‫مقدم إىل جامعة نايف العربية للعلوم األمنية الرياض ‪1422‬هـ ‪2001 -‬م ص ‪.145‬‬

‫‪309‬‬
‫احلي�اه والعيش فيها‪ ،‬وكانت منحة م�ن اهلل اليه اختصه هبا دون بقية‬
‫خلقه(‪ ،)1‬واستأمنه عليها برغبته واختياره‪ ،‬وبذلك كرم اهلل االنسان‬
‫بذاته وجنس�ه مهما تعددت انواع�ه وثقافته املعرفي�ه‪ ،‬واكد التنظيم‬
‫الترشيع�ي املصري على ان حق�وق االنس�ان قيم�ة انس�انية رفيعة‬
‫بمقتضاها يتمتع كل كائن انس�اين بحقوق طبيعته تنبع من انسانيته‪،‬‬
‫وتضم�ن كافة األحكام واملب�ادئ التي تناولته�ا الصكوك واملواثيق‬
‫الدولي�ه املعنية باحرتام حقوق االنس�ان ورجال األمن هم احلارس‬
‫الطبيعي للحقوق واحلريات العامة وهم يؤدون وظيفتهم‪.‬‬
‫‪ 6‬ـ طبقا للدس�تور والقانون فنجد الدستور يف مادته ‪ 184‬ينص عىل ان‬
‫هيئ�ة الرشطة هيئة مدنية نظامية رئيس�ها االعلى رئيس اجلمهورية‪،‬‬
‫وتؤدي الرشطة واجبها وتكفل للمواطنني الطمأنينة واألمن وحفظ‬
‫النظ�ام الع�ام واآلداب العامة‪ ،‬وتتوىل تنفي�ذ القوانني واللوائح عىل‬
‫الوجه املبني بالقانون‪.‬‬
‫‪ 7‬ـ كام نص قانون هيئة الرشطه رقم ‪ 1.9‬لعام ‪ 1971‬يف املاده (‪ )3‬عىل‬
‫ان ختتص هيئة الرشطة باملحافظة عىل النظام واألمن العام واالداب‬
‫‪ ،‬وبحامي�ة االرواح ‪ ،‬واالع�راض واالم�وال وعلى االخ�ص من�ع‬
‫اجلرائم وضبطها‪ ،‬كام ختتص بكفالة الطمأنينة واألمن للمواطنني يف‬
‫كاف�ة املجاالت‪ ،‬وبتنفيذ ما تعرضه القوانني واللوائح وليس بخاف‬
‫ان اجهزة األمن تقوم بحامية النظام واألمن العام وتس�هر عىل تنفيذ‬

‫(‪ )1‬امحد كامل ابو املجد‪ ،‬حقوق االنسان يف االسالم‪ ،‬كتاب املعايري الدولية وضامنات محاية‬
‫حقوق االنس�ان يف الترشيع�ات املرصية‪ ،‬الربنام�ج االئتامين لالم�م املتحدة ‪2006‬م‪،‬‬
‫القاهرة ص ‪. 160‬‬

‫‪310‬‬
‫القوانين واللوائ�ح(‪ )1‬وتعمل جاهدة عىل من�ع وضبط اجلرائم التي‬
‫تعك�ر األمن للمواطنني وهذه مهمة ليس�ت باليسيره اذ ان البعض‬
‫يته�م االجهزه األمنية وهي تقوم بوظائفها التي كفلها هلا الدس�تور‬
‫والقان�ون بانته�اكات حقوق اإلنس�ان بينام يرى القلي�ل أن ذلك ال‬
‫يعتبر انته�اكا اذ ان هذا العم�ل الذي تقوم به اجه�زة األمن انام هو‬
‫محاي�ة حلقوق اآلخرين لتوفري اقىص درج�ة حلامية امنهم وممتلكاهتم‬
‫وحفاظ�ا عىل النظ�ام العام والس�كينة العامة التي ه�ي احتياج مهم‬
‫ل�كل املواطنني‪ .‬ولكي يس�تطيع رج�ال األمن ان يقوم�وا بوظيفتهم‬
‫فقد منحهم القانون س�لطات متنوعة يستطيعون بموجبها ان ينفذوا‬
‫القوانين واللوائ�ح وتقترص هذه الس�لطات يف القبض عىل املتهمني‬
‫واحتج�از املش�تبه فيه�م‪ ،‬وتفتي�ش املن�ازل واالماك�ن واملمتلكات‬
‫اخلاص�ة واس�تعامل القوة يف احلدود املرشوعة وهذه الس�لطات نص‬
‫عليه�ا القان�ون ومصدرها القان�ون ويتحتم عىل رج�ال األمن عدم‬
‫اس�اءة اس�تخدام ه�ذه الس�لطات او التج�اوز يف اس�تعامهلا وان يتم‬
‫االستفاده منها طبقا ملا حدده الدستور والقانون(‪.)2‬‬

‫(‪ )1‬دراس�ة بعن�وان ( حق�وق اإلنس�ان وال�دور األمن�ي يف تفعيلها ) ص�ادرة عن كلية‬
‫الدراسات العليا بأكاديمية الرشطة عام ‪2000‬م‪ ،‬ص ‪70‬ـ ‪.71‬‬
‫(‪ )2‬إبراهي�م حام�د طنط�اوي‪ ،‬س�لطات الضبط القضائ�ي‪ ،‬طبعة ع�ام ‪1997‬م‪ ،‬ناس‬
‫للطباعة ص ‪.141‬‬

‫‪311‬‬
‫‪ 3. 1. 1‬اجله�ود األمنيـ�ة املرصيـ�ة حلاميـ�ة حقـ�وق‬
‫االنسـان يف بعض اجلرائم املستحدثة‬
‫‪ 1‬ـ اجلرائم االقتصادية‬
‫دخل�ت يف اط�ار العل�وم اجلنائي�ة يف العصر احلدي�ث عب�ارة (اجلريم�ة‬
‫االقتصادية) وذلك بعد التطور الذي حدث يف االنشطة االقتصادية عىل املستوى‬
‫الوطني أو الدويل ‪ ،‬وبعد صدور القوانني املختلفة التي تعالج أمور االقتصاد(‪.)1‬‬
‫واجلريم�ة االقتصادية هي كل فع�ل غري مرشوع يرض باالقتصاد القومي‬
‫أو بعبارة اخرى كل فعل موجه ضد االنتاج أو الفالحة أو الثروة الوطنية‪.‬‬
‫وق�د يك�ون م�ن املفي�د االش�ارة بال�ذات إىل بع�ض االنش�طة الض�ارة‬
‫باالقتص�اد مم�ا مل يكن مألوف ًا يف ميدان اجلريمة م�ن قبل ‪ ،‬أو ازدادت خطورته‬
‫حالي ًا‪ ،‬يعد ذلك اش�د االعتداءات عىل حق االنس�ان يف اخلصوصية والرسية‬
‫والتي متثل الكيان الداخيل له‪.‬‬
‫أ ـ جرائم احلاسب اآليل‬
‫ازداد يف االربعني س�نة االخرية اس�تخدام احلاسب اآليل (الكمبيوتر)‬
‫يف كل بلاد الع�امل ‪ ،‬وأصبح�ت اهليئ�ات واحلكوم�ات واألف�راد يشترون‬
‫من�ه املاليين كل ع�ام م�ن رشكات خمتلفة تنتج�ه أو تبيع�ه ‪ ،‬واذا كان قد بدأ‬
‫اس�تخدامه الغراض العمل يف اول االمر إال انه أصبح يس�تخدم يف البيوت‬
‫اخلاصة الغراض خاصة أيض ًا(‪.)2‬‬

‫(‪ )1‬عب�د الرؤوف مهدي‪ ،‬املس�ؤولية اجلنائية عن اجلرائم االقتصادية ‪1976‬م‪ ،‬منش�أة‬
‫املعارف‪ ،‬االسكندرية ص ‪.37‬‬
‫(‪)2‬هدى قش�قوش ‪ ،‬جرائم احلاس�ب اآليل ‪ ،‬دار النهضة العربية س�نة ‪1992‬م‪ ،‬ص ‪37‬‬
‫وما بعدها‪.‬‬

‫‪312‬‬
‫وعىل الرغم من أن احلاس�ب اآليل يمثل طف�رة حضارية كربى يف عاملنا‬
‫احلدي�ث إال ان ي�د االجرام قد امتدت الي�ه فجعلت منه احيان� ًا طامة كربى‬
‫على املنتفعين منه وعىل احلق�وق التي خيتزهن�ا واملعلومات التي تس�تند اليها‬
‫بي�وت االقتص�اد وامل�ال وغريها م�ن املؤسس�ات االقتصادي�ة ‪ ،‬واصبحت‬
‫هناك مس�ميات جديدة تطلق عىل االجرام املتصل بعمل احلاس�ب اآليل مثل‬
‫فريوس الكمبيوتر ‪ ،‬أو تعسف الكمبيوتر‪ ،‬أو القرصنة االلكرتونية أو اجلرائم‬
‫اإلعالمية‪ ..‬الخ‪.‬‬
‫وازدادت خط�ورة جرائ�م احلاس�ب اآليل نتيج�ة زي�ادة أنظمة تش�غيل‬
‫احلاس�ب وضخامته�ا ووجود املنظمات التي تعم�ل بنظام الوقت املشترك‬
‫وتتعامل مع آالف املس�تخدمني يف مناطق ش�تى وتس�تخدم وس�ائل اتصال‬
‫متع�ددة لنق�ل البيانات واملعلوم�ات‪ ،‬حتى انه اصبح هن�اك ثغرات كبرية يف‬
‫مثل هذه االنظمة وشبكات تبادل ونقل املعلومات يمكن من خالهلا نفاذ يد‬
‫املجرمين لتدمري املعلومات أو تغيريه�ا أو ادخال معلومات مزورة أو مزيفة‬
‫عليها أو وقف التعامل هبا أو العبث بمحتوياهتا وبراجمها ونظام تشغيلها‪.‬‬
‫وال تقترص جرائم احلاسب اآليل عىل هذه العملية فقط بل توجد جرائم‬
‫أخرى مثل‪:‬‬
‫‪1‬ـ جرائم رسقة البيانات واملعلومات التي خيتزهنا احلاسب سواء أكانت‬
‫معلوم�ات ش�خصيه أو ختص العم�ل أو النش�اط الع�ام للدولة أو‬
‫نشاط اهليئات أو املؤسسات‪ ،‬مالية كانت أو جتارية أو علمية ويمثل‬
‫ذلك اعتداء عىل حق االنسان يف اخلصوصبة‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ جرائ�م تعدي�ل الربامج والبيانات ‪ ،‬وذلك ع�ن طريق أنظمة التأمني‬
‫اخلاصة بنظم املعلومات القائمة عىل اس�تخدام احلاس�بات وادخال‬

‫‪313‬‬
‫تعديلات على الربامج والبيان�ات ‪ ،‬مما يرتتب عليه ارضار جس�يم‬
‫بحق�وق الغري ‪ ،‬كتغيري الدرجات العلمية للدارسين ‪ ،‬وتغيري نتائج‬
‫االمتحان�ات أو االنتخاب�ات أو االس�تفتاءات أو تغيير املؤهلات‬
‫العلمية‪.‬‬
‫‪3‬ـ تغيري الربامج وإجراءات التش�غيل‪ ،‬وهي الربامج واالجراءات التي‬
‫تضعها الشركات املنتجة التي دفعت تكاليف تصميمها وانتاجها ‪،‬‬
‫وهذا يمثل ارضار ًا بالذمة املالية الصحاب هذه الرشكات‪.‬‬
‫‪ 4‬ـ جرائ�م االختالس ورسقة االرصدة باس�تخدام احلاس�ب اآليل عن‬
‫طريق التالعب يف بيانات االرصدة املختزنة يف احلاسب ‪ ،‬وتبلغ قيمة‬
‫االموال املختلس�ة يف البنوك التي تس�تخدم احلاس�بات اإللكرتونية‬
‫ضع�ف قيم�ة االم�وال املختلس�ة يف البنوك الت�ي ال تس�تخدم هذا‬
‫احلاسب‪.‬‬
‫‪ 5‬ـ رسقة ازمنة احلاسب اآليل ‪ ،‬وحيدث ذلك يف الدول التي هبا منظامت‬
‫لتش�غيل البيان�ات عن طريق نظام الوقت املشترك حي�ث يتم ربط‬
‫املشتركني بخط�وط اتص�ال س�لكية أو الس�لكية تس�تخدم لنق�ل‬
‫البيانات واملعلوم�ات‪ ،‬وتتم الرسقة يف هذه األحوال باالتصال غري‬
‫املرشوع باحلاس�ب اآليل واستخدامه يف تشغيل البيانات خلسة دون‬
‫احلصول عىل ترصيح بذلك من ذوى الشأن‪.‬‬
‫‪ 6‬ـ رسق�ة برنام�ج خم�زون عىل هيئة ك�روت مثقبة أو بك�رات االرشطة‬
‫املمغنط�ة أو الصحائف الورقية املطبوعة والت�ي حتتوي عىل بيانات‬
‫خاص�ة ببع�ض االف�راد‪ ،‬مما يعد اعت�داء عىل حق االنس�ان يف رسية‬
‫املعلومات التي حيرص عىل االحتفاظ هبا يف رسيرته‪.‬‬

‫‪314‬‬
‫‪ 7‬ـ رسقة النسخ احلاوية لالسامء والعناوين‪.‬‬
‫‪ 8‬ـ افتع�ال معلومات غير حقيقية للحصول عىل ش�يكات قابلة للدفع‬
‫بطري�ق غري مشروع إرضار ًا بالذمة املالية لالفراد التي تنس�ب هذه‬
‫الشيكات هلم‪.‬‬
‫‪ 9‬ـ التحايل عىل احلاسب حتى يعجز عن اضافة التعديالت التي تدخل‬
‫عىل حساب إحدى الرشكات أو االفــراد‪.‬‬
‫‪ 10‬ـ االئتلاف العم�د لوح�دات تش�غيل املعلوم�ات بطري�ق الرضب‬
‫بأدوات ثقيلة أو اش�عال حريق أو تفجري ش�حنات ناسفة أو العبث‬
‫بلوح�ات مفاتي�ح وأزرار التش�غيل‪ ،‬وكله�ا معقدة الرتكي�ب بالغة‬
‫احلساسية حتتوي عىل كم هائل من املعلومات‪.‬‬
‫واذا كان ال يوج�د يف مصر بيانات مس�جلة عن جرائ�م الكمبيوتر فان‬
‫ذلك ال يعني اهنا مل تقع ‪ ،‬اذ من املعروف أن البنوك أو املؤسس�ات املالية التي‬
‫تقع فيها مثل هذه اجلرائم تتعمد عدم االبالغ عنها حتى ال تفقد ثقة اجلمهور‬
‫فيها ‪ ،‬وهلذا الس�بب ال يوجد يف كل بالد العامل احصاءات موثوق فيها بش�أن‬
‫ه�ذه اجلرائم وليس عدم وجود احص�اء دقيق جلرائم الكمبيوتر راجع ًا لعدم‬
‫ابالغ املؤسسات التي تستخدمه عن هذه اجلرائم ولكن يرجع ايض ًا إىل قعود‬
‫املجني عليهم من االش�خاص عن االبالغ إذ يفضلون الس�كوت عىل إفشاء‬
‫أرسارهم‪.‬‬
‫وق�د بادرت كثري من الدول بوض�ع ترشيعات خاصة ملكافحة جرائم‬
‫احلاس�ب اآليل‪ ،‬مثل الواليات املتحدة واملانيا والدانامرك والسويد واسرتاليا‬
‫والنمس�ا وكندا والصني واسبانيا وفنلندا وفرنسا وايطاليا واليابان والنرويج‬
‫وهولن�دا والربتغ�ال وس�ويرسا واململكة املتح�دة‪ ،‬وذلك ايامن� ًا منها بمدى‬

‫‪315‬‬
‫اخلطورة واالرضار التي ترتتب عىل تلك اجلرائم وما متثله من انتهاكات عىل‬
‫حقوق االنسان‪.‬‬
‫وم�ن املع�روف أن جرائم الكمبيوتر من اجلرائم الت�ي يصعب اثباهتا يف‬
‫ح�ق مرتكبيه�ا‪ ،‬الهن�ا تتم ع�ادة دون أن ترتك أث�ر ًا عىل مرتكبيه�ا ‪ ،‬فهي تتم‬
‫باصدار تعليامت للحاس�ب دون دليل مادي على الفاعل ‪ ،‬أو بالتنصت عىل‬
‫وسائل االتصال أو نسخ الربامج والبيانات دون ترك اية اثار تدل عىل وقوع‬
‫الفاعل هلذا السبب ال تكتشف جرائم احلاسب غالب ًا إال مصادفة حينام يظهر‬
‫الث�راء فج�أة عىل أحد املش�تبه فيهم التصال�ه باحلاس�ب أو بالعاملني فيه‪ ،‬أو‬
‫حينام تضبط بطريق الشبهة شيكات أو مستندات مالية أو شهادات علمية أو‬
‫وثائق تأمينية تدور الشبهة حول صحتها‪.‬‬
‫وال تق�ع جرائ�م احلاس�ب اآليل اال م�ن اش�خاص ذوي كف�اءة عالي�ة‬
‫ودراية بشؤون احلاسب‪ ،‬ولذلك يصعب البحث عن مرتكبيها بني املجرمني‬
‫املحرتفين العاديين بل إن املؤسس�ات الصحفي�ة أو غريها مم�ا توقع جرائم‬
‫احلاس�ب ارضار ًا هبا ال تتعاون عىل اثبات وقوع اجلريمة‪ ،‬بل هي تتستر عىل‬
‫اجلن�اة وأدل�ة جرائمه�م ‪ ،‬وتقصد بذل�ك اتقاء فق�دان الثقة فيه�ا من جانب‬
‫عمالئها‪.‬‬
‫ب ـ بطاقات االئتامن‬
‫أش�هر بطاق�ات االئتمان البنكية ‪ ،‬ه�ي البطاقات الت�ي تصدرها البنوك‬
‫واملؤسس�ات املالية االخرى بأسماء عمالئها(‪ ، )1‬فيستخدمها هؤالء العمالء‬

‫(‪ )1‬عمر سامل‪ ،‬احلامية املدنية البطاقات الوفاء (دراسة مقارنة)‪ ،‬دار النهضة العربية سنة‬
‫‪1995‬م‪ ،‬ص ‪ 40‬وما بعدها‪.‬‬

‫‪316‬‬
‫اما يف رصف مبالغ من حس�اهبم يف البنوك أو املؤسس�ات املذكورة عن طريق‬
‫الصناديق أو الشبابيك االتوماتيكية التابعة هلا واملوجوده يف اماكن متفرقه يف‬
‫املدن ‪ ،‬واما عن طريق التقدم هبذه البطاقات إىل املحال التجارية لرشاء السلع‬
‫أو اخلدمات فيحصلون عليها بمقتىض البطاقة‪ ،‬وحيصل املحل التجاري عىل‬
‫ثمن الس�لعة أو اخلدمة من البنك أو املؤسس�ة املالية الت�ي أصدرت البطاقه‪،‬‬
‫وس�واء أكان األمر متعلق ًا برصف مبلغ من النقود أو برشاء س�لعة من السلع‬
‫أو اخلدم�ات فإن مبلغ النقود الذي حصل عليه حامل البطاقه من الصندوق‬
‫األتوماتيك�ي أو قيم�ة الس�لعة التي اشتراها ختص�م من حس�ابه املوجود يف‬
‫البنك أو املؤسس�ه املالية‪ ،‬ويتم استخدام هذه البطاقات يف العامل‪ ،‬ويصدرها‬
‫ال يص�در بنك مصر (كارت مصرـ والكارت‬ ‫بع�ض البن�وك املرصي�ة‪ ،‬فمث ً‬
‫الش�خىص) الذي يتيح الرصف من الصناديق األوتوماتكيه‪ ،‬وكروت ماسرت‬
‫كارد الت�ي يت�م التعامل هبا مع املحال التجاري�ة واخلدمية وهي ثالث فئات‪:‬‬
‫س�تاندرد ماستر كارد‪ ،‬وبيزنيس ماسرت كارد‪ ،‬وجولد ماستر كارد‪ ،‬والنوع‬
‫األول لعام�ة الن�اس‪ ،‬والث�اين ألصح�اب ومدي�ري الشركات والعاملين‬
‫يف املس�توىات اإلداري�ة العليا‪ ،‬والثال�ث يتعلق بح�دود رصف عالية غري أن‬
‫املجرمني قد اس�تغلوا فرصة هذا النوع م�ن االئتامن يف بعض الدول وأخذوا‬
‫حيتال�ون م�ن خالل�ه للحصول عىل مبال�غ طائلة تص�ل يف الع�ام الواحد إىل‬
‫مايبلغ ملياري دوالر وهو مايعترب خر ًقا حلق اإلنسان يف حرية تداول أوراقه‬
‫املالية واستثامرها(‪.)1‬‬
‫واه�م وس�يلة لالحتي�ال يف ه�ذا الص�دد ه�ي احلصول على البطاقة‬

‫(‪ )1‬راج�ع يف ذل�ك ن�دوة الص�ور املس�تحدثة جلرائم بطاق�ات الدفع االلكرتوين س�نة‬
‫‪1997‬م‪ ،‬التي نظمها مركز بحوث الرشطة بأكاديمية الرشطة ‪ ،‬القاهرة‪.‬‬

‫‪317‬‬
‫الصادرة باس�م ش�خص معني من البنك أو املؤسس�ة املالية بطريق الرسقة أو‬
‫العثور عليها إذا كانت ضائعة ( وغالب ًا ما يكون ذلك أثناء إرسال البطاقة إىل‬
‫صاحبها بالربيد )‪ ،‬أو استعامل بطاقة مزيفة أو مزورة‪ ،‬أو احلصول عىل البطاقة‬
‫بطري�ق االحتيال من اجله�ة التي أصدرهتا ويظل حام�ل البطاقة املرسوقه أو‬
‫الضائع�ة أو املزيف�ة يس�تخدمها يف احلص�ول عىل امل�ال بطريق غير مرشوع‬
‫حت�ى يتنبه صاح�ب البطاقة إىل أهنا رسقت أو فق�دت أو حتى يتنبه البنك أو‬
‫املؤسسة التي أصدرهتا إىل االعرتاض عىل املسحوب بموجبها‪ ،‬بل قد حيدث‬
‫أن يدعي صاحب البطاقة بس�وء نية أهن�ا رسقت أو فقدت‪ ،‬وذلك كمحاولة‬
‫من�ه لعدم خصم ما رصف من حس�ابه منذ تاريخ الرسق�ة املزعومة أو تاريخ‬
‫الفق�د املزعوم‪ ،‬وتتخذ بعض البنوك أو املؤسس�ات املالية بعض اإلجراءات‬
‫للح�د من اخلس�ائر النامجة عن اس�تعامل بطاقات مرسوق�ة أوضائعة‪ ،‬ومثال‬
‫ذل�ك أن حيدد ألصحاب املحال التجارية احلد األقىص لقيمة الس�لع املقدمة‬
‫حلاملي كل بطاق�ة أو لقيمة اخلدم�ة املؤداة له‪ ،‬أو أن تعمم نشرات دورية أو‬
‫غري دورية بأرقام البطاقات ولكن من املؤسف أن عمل نرشات يستغرق وقت ًا‬
‫طويالً‪ ،‬ثم إن إبالغها للجهات صاحبة الشأن قد يستغرق وقت ًا أطول خاصة‬
‫إذا كانت يف خارج الدولة التي تعد فيها النرشات‪.‬‬
‫ولتف�ادي مثل ه�ذا التأخري قامت بعض البنوك أو املؤسس�ات املالية يف‬
‫الواليات املتحدة باس�تعامل قناة البث بالذبذبات القصرية‪ ،‬بل حتاول جهات‬
‫أخرى إبالغ النرشات بطريق التلفزيون أو األقامر الصناعية‪.‬‬
‫أم�ا فيام يتعلق بالبطاقات املرسوقة أثناء نقله�ا بالربيد فإن اجلهات التي‬
‫تصدر البطاقات تلجأ يف معظم األحيان إىل إبالغ العمالء تليفوني ًا أو السلكي ًا‬
‫بإرس�ال البطاقات إليهم وتطالبهم بإعالمه�ا بوصوهلا‪ ،‬حماولة منها للحفاظ‬
‫عىل حقوق هؤالء األفراد‪.‬‬

‫‪318‬‬
‫وكثري ًا ما حيدث أن ترسق بطاقات قبل تس�جيل األرقام أو قبل تسجيل‬
‫أسماء أصحاهبا عليها‪ ،‬وهنا يصبح العثور عىل مثل هذه البطاقات شاق ًا جد ًا‬
‫ألن�ه اليع�رف أي أرقام أو أية أسماء قد كتبت عليه�ا‪ ،‬وألجل ذلك تفرض‬
‫دائ ًام رقابة صارمه عىل إعداد وطبع البطاقات املشار إليها‪.‬‬
‫وقد اختذت اجلهات التي تصدر البطاقات االئتامنية وس�ائل شتى حلامية‬
‫ه�ذه البطاقات بحي�ث يصبح تزييفها صعب� ًا‪ ،‬منها أرقام تعري�ف اهليئة التي‬
‫تصدرها أو عالمات تقرأ باألشعة حتت احلمراء‪ ،‬وختم واضح الطباعة دقيق‬
‫التفاصيل‪ ،‬أو صورة مركبة عىل نامذج أوراق مؤسسة اإلصدار وماسرت كارد‬
‫تيرس اكتشاف التزييف‪.‬‬
‫ومن الغريب أن ملزيفي البطاقات وس�ائلهم يف معرفة أرقام احلسابات‪،‬‬
‫إذ يستطيعون احلصول عليها يف الفنادق واملطاعم ورشكات تأجري السيارات‬
‫وغريه�ا من اجلهات الت�ي يتم التعامل معها بالبطاقه‪ ،‬ب�ل أحيان ًا حيصلون –‬
‫بطريق الرشاء عىل صور منس�وخة بالكربون لاليصاالت التي يوقعها حاملو‬
‫البطاقات عند حصوهلم عىل سلعة أو خدمة‪.‬‬
‫جـ ـ تزييف النقد‬
‫يش�كل تزيي�ف النقد أو تزوي�ره ظاهرة خطيرة جد ًا بالنس�بة القتصاد‬
‫الدول س�واء أكانت هي ال�دول املصدرة للنقد أو املتعامل�ة به‪ .‬ويمثل أيضا‬
‫أرضار ًا بالذمة املالية للفرد فهي متثل غش� ًا وخداع ًا له حيث حيصل عىل نقود‬
‫مزيفة مقابل سلع وخدمات تقدمها حلامل هذه األوراق املزيفة(‪.)1‬‬

‫(‪ )1‬حممد ابو زيد حممد‪ ،‬بحث بعنوان « الضوابط التنظيمية للحقوق واحلريات العامة»‬
‫منشور بمجلة كلية الدراسات العليا‪ ،‬العدد الثالث‪ ،‬يوليو ‪2000‬‬

‫‪319‬‬
‫وتعتبر جرائ�م تزوي�ر وتزيي�ف العمل�ة املعدني�ة أو الورقي�ة يف معظم‬
‫األحوال جرائم دولية‪ ،‬وذلك ألن من مصلحة املزورين أو املزيفني أو الذين‬
‫يس�تعملون العمالت املزيفه أو املزورة أو يدخلون يف التداول أن ينش�طوا يف‬
‫بلدان غري البلدان التي وقع التزوير أو التزييف فيها‪.‬‬
‫ومن البيانات التي حصلت عليها املنظمة الدولية للرشطة اجلنائية س�نة‬
‫‪1986‬م‪ ،‬اتض�ح أن الدوالر األمريكي كان أكثر العملات تزويرا أو تزييف ًا‬
‫س�واء بالنس�بة لعدد القضايا ومقدار األوراق املضبوطة أو بالنس�بة حلاالت‬
‫التزيي�ف التي ترسبت إىل التداول العامل�ي‪ .‬حيث إنه يمثل عملة عاملية كثرية‬
‫الت�داول عرب ال�دول مما جيعل فرص�ة الوقوع يف اجلريمة كثيرة احلدوث من‬
‫جانب األفراد املعتدى عليهم عن طريق تقديم هذه العملة املزيفة هلم مقاب ً‬
‫ال‬
‫لس�لع وخدمات يقدموهنا حلاميل هذه األوراق املزيفة مم�ا خرق ًا للذمة املالية‬
‫هلم‪.‬‬
‫وأكث�ر ما يكون التزيي�ف يف األوراق ذات القيمة الكبيرة‪ ،‬مثل الورقة‬
‫ذات املائ�ة دوالر‪ ،‬أو ذات املائتي فرنك فرنيس‪ ،‬أو ذات املائة مارك‪ ،‬أو ذات‬
‫اخلمسني لرية إيطالية‪.‬‬
‫وقد أصبح واضح ًا أن تزييف العملة يرتبط عىل الصعيد العاملي بأنشطة‬
‫إجرامية أخرى مثل هتريب املخدرات والقوادة واإلجرام العنيف‪.‬‬
‫ويعم�ل «االنرتب�ول» من�ذ قيام�ه س�نة ‪1923‬م‪ ،‬على مكافح�ة جرائم‬
‫تزيي�ف العملة والوقاية منها وكان ل�ه دوره البارز يف اعداد االتفاقية الدولية‬
‫بش�أن مكافح�ة تزييف النقد التي وقع عليها يف عه�د عصبة األمم يف جنيف‬
‫يف ‪ 26‬أبريل ‪1929‬م‪ ،‬وأنش�أت مركز (تزييف النقد) يف الهاي‪ ،‬وهو املركز‬
‫الذي تتجمع فيه البيانات الدقيقة عن العمالت املزيفة والذي يمكن الرجوع‬

‫‪320‬‬
‫إليه يف الناحيه الفنية املتصلة بالتزييف ومع مرور الوقت أصبحت اإلنرتبول‬
‫بمثاب�ة الوكال�ة املركزية الدولية ملكافحة تزييف النق�د‪ ،‬فهي التي تتوىل مركز‬
‫حتلي�ل وبث املعلومات التي تس�هل هذه املكافحة وهي املرجع بش�أن وقائع‬
‫التزييف املكتشفة‪ ،‬سواء تعلق ذلك بالتحاليل يف املخترب أو تسجيل وتصنيف‬
‫املعلوم�ات أو حتد رموز دولية‪ ،‬أو توصيف وب�ث التوصيفات‪ ،‬ثم هي تدير‬
‫بنك ًا للمعلومات حول مس�تندات القيمة األصلية (عمالت ورقية أو معدنية‬
‫ش�يكات س�فر‪ ،‬ش�يكات بنكي�ة) إذ تس�جلها وتصنفه�ا وتذي�ع أوصافه�ا‪،‬‬
‫وتص�در اإلنرتبول حالي ًا جملة (تزويرات وتزييفات بلغات مخس هي األملانية‬
‫واالنجليزي�ة والعربية واألس�بانية والفرنس�ية)‪ ،‬وتتضم�ن اخلصائص الفنية‬
‫لوقائ�ع التزوير املكتش�فة وخصائص األوراق األصلية ملائة ومخسين دولة‪،‬‬
‫وأوراقا ً نقدية مل تعد مس�تعملة وش�يكات سفر أصلية‪ ،‬وهو ما يفيد الرشطة‬
‫املحلية يف الكش�ف عن اجلرائم النقدي�ة املرتكبة‪ ،‬وهو ما يعد واجب ًا عليها يف‬
‫احلفاظ عىل حق الفرد يف امللكية وعدم وقوعه يف جرائم النصب‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ جرائم البيئة‬
‫يتعاظم يف العرص احلديث االهتامم بالبيئة بعد أن امتدت اليها يد االنسان‬
‫بطريقه غري مألوفة من قبل بالتدمري واالتالف ‪ ،‬حتى اصبحت حياة االنسان‬
‫نفسه يف خطر نتيجة لذلك‪.‬‬
‫وهك�ذا ب�دأ الع�امل يف أواخ�ر الق�رن العرشين يعق�د املؤمت�رات ويضع‬
‫االتفاقي�ات ويصدر الترشيعات التي تس�تهدف محاية البيئ�ة التي يعيش فيها‬
‫االنسان‪ ،‬والذي من حقه العيش يف حياة خالية من التلوث‪.‬‬
‫واملضار التي تقع عىل البيئة سواء أكانت يف اجلو أو يف املاء أو يف االرض‬

‫‪321‬‬
‫ال للتجريم‪ ،‬وقامت مؤسس�ات‬‫أو على الكائنات بكافة أنواعها أصبحت حم ً‬
‫وهيئات وأجهزة خمتلفة تسعى مجيع ًا إىل مكافحة جرائم البيئة‪.‬‬
‫أ ـ االجتار يف النفايات السامة‬
‫أصب�ح موض�وع هتري�ب النفايات ‪ ،‬الس�امة التي تتخل�ص منها الدول‬
‫الصناعي�ة الكبرى إىل الدول النامية أم�ر ًا بالغ اخلطورة عىل احلي�اة البيئية يف‬
‫ه�ذه ال�دول االخرية‪ ،‬وه�ي دول ال تتواف�ر فيها ع�اد ًة اإلمكان�ات الالزمة‬
‫لكش�ف ومراقب�ة حترك النفايات عبر أراضيها(‪ ، )1‬اذ ال يوج�د لدهيا أجهزة‬
‫أو خمتبرات أو ك�وادر مدربة أو قوانين بيئة مالئمة ‪ ،‬يضاف إىل ذلك فس�اد‬
‫منتشر يف بعض هذه ال�دول بني املس�ؤولني والعاملني فيها‪ ،‬ووس�ائل غش‬
‫ملتوي�ة وتكالب عىل مج�ع الثروات دون مراعاة ملصلح�ة عامة ‪ ،‬األمر الذي‬
‫ييرس دخول االطنان من النفايات الس�امة ترد اليها مغلفة تغليف ًا جيد ًا‪ ،‬حتت‬
‫مس�ميات عديدة متنوعة ثم يكش�ف م�ا هبا دون مب�االة ليتدفق يف االرايض‬
‫النائبة أو الصحاري الواسعة أو يف البحريات البعيدة‪.‬‬
‫واملعروف أن جتارة النفايات تتدفق من الدول الغربية غالب ًا ومن الدول‬
‫الصناعية الكربى عاد ًة عىل الدول النامية ‪ ،‬وخصوص ًا يف أفريقيا ‪ ،‬ويتوس�ط‬
‫يف ه�ذه التجارة وس�طاء يدفع هلم يف الطن الواح�د أحيان ًا ثالثة آالف دوالر‬
‫ليحملوه إىل الدول املستوردة الفقرية بخمسني دوالر ًا فقط‪.‬‬
‫والسبب يف تصدير النفايات هو أن الدول املصدرة ال تستطيع التخلص‬
‫منها‪.‬‬

‫(‪ )1‬طارق خرض‪ ،‬ورقة عمل بعنوان (اسرتداد النفايات اخلطرة إحدى جرائم االعتداء‬
‫عىل البيئ�ة) مقدمة لندوة (جرائم البيئة) بمركز بحوث الرشطة باكاديمية الرشطة‬
‫يونيو ‪2000‬م‪.‬‬

‫‪322‬‬
‫وكان ينبغ�ي حس�ب االص�ل أن تعالج مث�ل هذه امل�واد معاجلة خاصة‬
‫تتخل�ص هبا من الس�موم ‪ ،‬ولك�ن تكلفة معاجلتها أكرب م�ن تكلفة تصديرها‬
‫بعيد ًا يف دول أخرى‪.‬‬
‫وم�ن املؤس�ف أن بعض ه�ذه النفايات تلق�ى يف البح�ار املفتوحة دون‬
‫مب�االة بخطره�ا على االحياء املائي�ة ‪ ،‬وكثري ًا ما منعت س�فن م�ن عبور قناة‬
‫السويس يشتبه يف محلها نفايات واردة من أوروبا‪.‬‬
‫وم�ن املؤس�ف كذلك ان ‪ 23‬دول�ة فقط من العامل صدق�ت عىل اتفاقية‬
‫ب�ازل حتى أوائل س�نة ‪1993‬م‪ ،‬وهي االتفاقية التي تعال�ج التحكم يف نقل‬
‫النفاي�ات عرب احلدود وكيفي�ة التخلص منها ‪ ،‬ويعترب جهاز ش�ؤون البيئة يف‬
‫مصر هو املختص بش�ؤون البيئ�ة وينبغي عليه ب�ذل اجلهد الكثير من اجل‬
‫احلفاظ عىل بيئة نظيفة خالية متام ًا من تلك النفايات التي متثل أش�د االرضار‬
‫عىل حياة االنسان‪.‬‬
‫ب ـ تعريض البيئة ملخاطر االشعاع النـووي‬
‫مل يثب�ت حتى اآلن أن تعريض البيئة لالش�عاع النووى ق�د وقع عمد ًا ‪،‬‬
‫وانما الذي حيدث ه�و االمهال يف صيانة وادارة املفاعلات النووية فيترسب‬
‫منه�ا االش�عاع الذري ويصي�ب البيئة كله�ا بام فيه�ا من االنس�ان واحليوان‬
‫والنبات والرتبة واملياه‪.‬‬
‫وربما كان اول ح�ادث م�ن هذا الن�وع هو ح�ادث حمطة تولي�د الطاقة‬
‫النووي�ة يف (ث�رى ماي�ل أيالن�د) يف الواليات املتح�ده يف م�ارس ‪1979‬م‪،‬‬
‫وترتب عىل ترسب االش�عاع النووي منه إخالء املنطقة املحمية به من مائتي‬
‫ألف شخص‪.‬‬
‫ث�م جاءت بع�د ذلك كارث�ة (بوبال) يف اهلند س�نة ‪1984‬م‪ ،‬ث�م كارثة‬
‫تشرينوبيل يف االحتاد السوفيتي سنة ‪1986‬م وهي الكارثة التي امتد رضرها‬

‫‪323‬‬
‫إىل معظ�م الدول االوروبية عىل مس�افة آالف االميال وترتب عليها خس�ائر‬
‫فادحة يف بيئة اوروبا الرشقية‪.‬‬
‫ومنذ ذلك الوقت تسن الدول الترشيعات املختلفة للوقاية من االرضار‬
‫املحتمل�ة م�ن حمطات تولي�د الطاق�ة النووية‪ ،‬ب�ل ان بعض ال�دول قد رأت‬
‫ع�دم قي�ام مثل هذه املحطات يف اراضيها عىل الرغ�م من رضورهتا للصناعة‬
‫والزراع�ة والطاقة‪ ،‬ترتب عىل صدور الترشيعات املختلفة يف هذا الش�أن أن‬
‫ظه�رت ما يطل�ق عليها جرائ�م املفاعالت النووي�ة ‪ ،‬ايامن ًا منه�ا بأمهية حياة‬
‫االفراد واحلفاظ عليهم من كل ما يمثل اعتدا ًء عىل صحتهم‪.‬‬
‫وربما كان�ت اهم امله�ام التي تلق�ى عىل عات�ق الرشطة عن�د انفجار أحد‬
‫املفاعلات النووية أو ترسب االش�عاع النووي منه ه�ي اخالء املناطق املحيطة‬
‫به من س�كاهنا‪ ،‬وقد تتس�ع هذه املناطق آلالف االميال ويصل عدد س�كاهنا إىل‬
‫املاليين الذي�ن يصبحون يف حاجة إىل الوقاية الرسيعة من اهلالك وس�ط موجة‬
‫عالية من الذعر واالضطراب اجلامهريي الذي قد يدفع اجلامهري ـ طلب ًا للنجاه إىل‬
‫أنواع من الس�لوك التلقائي الشاذ أو االجرامي ‪ ،‬وخصوص ًا اذا تعذر تسكينهم‬
‫أو ايواؤهم وامدادهم بالغذاء والغطاء وحاجاهتم املعيشية الرضورية‪.‬‬
‫وهنا تصبح مهمة الرشطة صعبة للغاية فهي التي تواجه غضبة اجلمهور‬
‫إذا مل جي�د العناية الكافية يف مثل هذه االحوال ‪ ،‬وهي التي تتحمل مس�ؤولية‬
‫محاية النفس واملال اذا ما تعقدت األمور‪.‬‬
‫وملا كان النشاط االجرامي أو االرهايب الذي يسود العامل أحيانا قد يمتد‬
‫إىل املفاعالت النووية بقصد احداث التخريب أو التدمري أو احداث مأس�اة‬
‫ال نووي ًا‬
‫أو كارثة كربى ال تبقي وال تذر ‪ ،‬فان واجب الدول التي تنشئ مفاع ً‬
‫أو اكثر ان تضع يف اعتبارها األول كيفية محاية مثل هذا املفاعل ضد أي نشاط‬
‫إجرامي فردي أو مجاعي‪.‬‬

‫‪324‬‬
‫جـ ـ تلويث املياه‬
‫بع�د الث�ورة الصناعية الكبرى يف العامل احلدي�ث وما ترت�ب عليها من‬
‫رضورة ترصيف نفايات الصناعة وخملفات االنتاج الزراعي واحليواين بعيد ًا‬
‫عن البحار والبحريات واالهنار التي يستخدمها االنسان(‪.)1‬‬
‫وبعد ان اتسعت وتعددت مرشوعات الرصف الصحي يف املدن والقرى‬
‫وم�ا ترت�ب عىل ذلك م�ن رضورة البحث عن وس�ائل معاجل�ة مياه الرصف‬
‫الصحي أو احتوائه يف أماكن بعيدة عن االستخدامات البرشية‪.‬‬
‫وبعد ان اتس�ع إىل اقىص حد اس�تخدام املبيدات احلرشية حلامية الزراعة‬
‫وم�ا ترت�ب عىل ذلك من رضورة البحث عن وس�يلة مأمون�ة لترصيف املياة‬
‫امللوث�ة بع�د ري االرض بما حتمل�ة من اث�ار تلك املبي�دات واث�ار املركبات‬
‫الكميائية االخرى الضارة التي تفرزها الرتبة بعد الري ‪ ،‬وماله من تأثري عىل‬
‫املنتجات الزراعية وهي بدورها هلا أشد التأثري عىل صحة الفرد‪.‬‬
‫وبع�د ان اتض�ح ان مياه البحريات واالهنار يف كثير من الدول تتعرض‬
‫للتلوث نتيجة ترصيف املياه امللوثة املشار اليها يف جمارى االهنار والبحريات‪.‬‬
‫بع�د ذل�ك كله كان م�ن الضرورى احلفاظ على صالحية املي�اه املعدة‬
‫للرشب أو الري أو حياة االسامك والكائنات البحرية االخرى من التلوث‪.‬‬
‫وهك�ذا تص�در الترشيع�ات يف معظم ال�دول حلامية املياه م�ن التلوث ‪،‬‬
‫وخصوص ًا يف الدول التي تعترب االهنار والبحريات رشيان حياهتا‪.‬‬

‫(‪ )1‬صلاح هاش�م مجعة‪ ،‬املس�ؤولية الدولية عن املس�اس بسلامة البيئ�ة البحرية‪ ،‬دار‬
‫النهضة العربية ص ‪ 29‬وما بعدها ‪.‬‬

‫‪325‬‬
‫وكان�ت مصر (التي تعترب النيل رشي�ان حياهتا) من أوائ�ل الدول التي‬
‫تص�در الترشيع�ات حلامية املس�طحات املائي�ة‪ ،‬والتي انش�أت رشطة خاصة‬
‫لذل�ك ه�ي رشطة املس�طحات املائي�ة‪ ،‬لتنفي�ذ الترشيعات الص�ادرة يف هذا‬
‫الشأن ‪ ،‬وهي ترشيعات تضع عقوبات جنائية عىل خمالفة احكامها ‪ ،‬ومن هنا‬
‫كان املصطلح اجلديد (جرائم امليــاه)‪.‬‬
‫وكان القان�ون رقم ‪ 196‬لس�نة ‪1953‬م‪ ،‬ه�و أول قانون ينظم رصف‬
‫املخلف�ات الس�ائلة من املحلات التجارية والصناعية يف جم�اري املياه ‪ ،‬وهو‬
‫القانون الذي اجاز رصف املخلفات الس�ائلة لعمليات الرصف الصحي إىل‬
‫املجاري املائية بعد احلصول عىل ترخيص من وزارة االشغال العمومية‪.‬‬
‫وبع�د ذلك صدر القانون ‪ 93‬لس�نة ‪1962‬م‪ ،‬بش�أن رصف املخلفات‬
‫السائلة‪ ،‬ثم أعقبه القانون ‪ 48‬لسنة ‪1982‬م‪ ،‬يف شأن محاية هنر النيل واملجاري‬
‫املائي�ة من التلوث‪ ،‬فحظر الق�اء املخلفات الصلبة أو الس�ائلة أو الغازية من‬
‫العقارات واملحال واملنش�آت التجارية والصناعية والسياحية ومن عمليات‬
‫الرصف الصحي وغريها يف جماري املياه عىل كامل مساحتها وأطواهلا اال بعد‬
‫احلص�ول عىل ترخيص من وزارة الري يف احلاالت ووفق الضوابط واملعايري‬
‫التي يصدر هبا قرار من وزير الري بناء عىل اقرتاح وزير الصحة‪.‬‬
‫وحظ�رت املادة ‪ 4‬م�ن القانون الترصي�ح بإقامة أية منش�آت ينتج عنها‬
‫خملفات ترصف يف جماري املياه‪.‬‬
‫وألزم�ت املادة اخلامس�ة ملاك العائامت الس�كنية والس�ياحية وغريها‬
‫املوجودة يف جمرى النيل وفرعيه بإجياد وس�يلة لعلاج خملفاهتا أو جتميعها يف‬
‫اماكن حمددة والقائها يف جماري الرصف الصحي‪.‬‬
‫ث�م نصت امل�اده ‪ 16‬عىل عقوبات اجلرائ�م التي تق�ع باملخالفة للقانون‬
‫وهي احلبس والغرامة‪.‬‬

‫‪326‬‬
‫وعلى الرغ�م من وج�ود النص�وص الترشيعية التي حتمي املس�طحات‬
‫املائي�ة يف مصر ‪ ،‬ف�إن هذه النص�وص مل توضع موض�ع التنفيذ املالئ�م ‪ ،‬إما‬
‫بس�بب انع�دام الوعي أو ضع�ف الوعي لدى مجه�ور بأمهية صيان�ة املياه أو‬
‫الالمب�االة بمخالف�ة القان�ون ‪ ،‬وام�ا لضعف الرقاب�ة من جانب الس�لطات‬
‫االداري�ة املس�ؤولة وضعف امكاناهت�ا لتطبيق القانون عىل م�ن خيالفه‪ ،‬االمر‬
‫الذي ترتب عليه تعرض املسطحات املائية لتلوث خطري‪ ،‬وبالتايل التأثري عىل‬
‫املنتجات الزراعية وصحة االنسان‪.‬‬

‫‪4. 1‬م�دى مالءمة اجله�ود األمنية ملكافحة اجلريمة‬


‫ومحاية حقوق االنسان‬
‫ولعل�ه من االنص�اف القول ب�أن التجربة املرصية يف جم�ال منع اجلريمة‬
‫وحسر معدالهتا ق�د حققت انج�ازات اصبحت مثال اعج�اب وتقدير من‬
‫كافة اهليئات واملؤسس�ات بمختلف مس�توياهتا االقليمية والدولية‪ ..‬ويرجع‬
‫ذل�ك يف حقيقته إىل قدر االحس�اس الواعي منها بأمهي�ة توفري احلامية األمنية‬
‫للمجتمع املرصي وماهلا من انعكاسات اجيابية عىل املواطن املرصي ‪ ،‬وذلك‬
‫من خالل حتقيق معادلة يف غاية الصعوبة أال وهي حتقيق األمن واالمان جلميع‬
‫أفراد املجتمع دون أدنى مساس أو انتهاك حلقوق وحريات أي فرد من أفراد‬
‫املجتمع املرصي وهي ماتنادي به كافة الدول واجلمعيات واملؤسسات املعنية‬
‫بحق�وق االنس�ان(‪ ،)1‬واملتأمل بإمعان يف االستراتيجية املرصي�ة يف جمال منع‬

‫(‪ )1‬راج�ع بحث� ًا بعن�وان ح�ق املواطن يف األم�ن‪ ،‬صادر ع�ن املركز القوم�ي للبحوث‬
‫االجتامعية واجلنائية ‪.‬‬

‫‪327‬‬
‫اجلريم�ة يدرك بجالء ارتكازها عىل العديد من االس�س الت�ي يمكن إمجاهلا‬
‫فيام ييل‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ إجراء الدراسات العميقة لالحاطة بكافة العوامل املؤثرة يف الظاهرة‬
‫االجرامية‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ وضع اخلطط الكفيلة بإجهاض دورة الس�لوك االجرامي واحليلولة‬
‫دون اكتامل عنارصها‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ الرتكيز عىل القيم الفكرية واملبادئ اخللقية املوجهة للسلوك اإلنساين‬
‫السوي‪.‬‬
‫‪ 4‬ـ حس�ن تطبيق مقومات السياس�ة اجلنائية املعارصة بشكل حيول دون‬
‫استفحال الظاهرة االجرامية‪.‬‬
‫‪ 5‬ـ االهتامم باملؤسس�ات العقابية وأعامل منهج التفريد دون انتقال الفن‬
‫االجرامى بني املذنبني‪.‬‬
‫‪ 6‬ـ االهتمام برس�الة االعلام األمن�ي والرتكيز على دوره يف جمال منع‬
‫وضب�ط اجلريمة وهو ال�دور الذي تقوم به عىل اكم�ل وجه االدارة‬
‫العام�ة لالعلام والعالق�ات ب�وزارة الداخلي�ة من خالل وس�ائل‬
‫االعالم بكافة صورها سواء كانت مرئية أو مسموعة أو مقروءة(‪.)1‬‬
‫‪ 7‬ـ حتديث املعلومة األمنية ‪ ،‬والعمل عىل تنويع مصادرها‪.‬‬
‫‪ 8‬ـ االهت�ام باجلمهور وتش�جيعه على اداء دوره األمن�ي باعتباره رجل‬
‫األمن األول‪.‬‬

‫(‪ )1‬حمم�ود الكايبي‪ ،‬رشح قانون هيئة الرشط�ة‪ ،‬الطبعة االوىل ‪1968 ،‬م‪ ،‬ص ‪ 47‬وما‬
‫بعدها‪.‬‬

‫‪328‬‬
‫‪ 9‬ـ حتقيق اقىص قدر من التوازن املنش�ود بني مقتضيات العدالة اجلنائية‬
‫واعتبارات اجلريمة الفردية‪.‬‬
‫‪10‬ـ متكني اليات العدالة اجلنائية من حسن القيام بدورها دون تسويف‬
‫أو مماطلة‪.‬‬
‫‪ 11‬ـ فتح باب التوبة النصوحة لكل جاد للحيلولة دون تورطه يف املزيد‬
‫من اجلرائم‪.‬‬
‫‪ 12‬ـ تكثيف التواجد األمني الفعال يف مناطق االلتهاب االجرامي‪.‬‬
‫‪ 13‬ـ تركيز اسرتاتيجية املواجهة األمنية عىل خطط منع اجلريمة للحيلولة‬
‫ابتداء دون امتامها‪.‬‬
‫‪ 14‬ـ تعمي�ق قن�وات االتصال والتعاون الدويل لتب�ادل اخلربات األمنية‬
‫وحتقيق خطة التكامل املعلوماتية‪.‬‬
‫‪ 15‬ـ حتدي�ث كاف�ة وس�ائل وأدوات العمل الرشطي لتحقيق الس�يطرة‬
‫األمنية املانعة للجريمة‪.‬‬
‫‪ 16‬ـ تعق�ب ج�ذور االجرام ومص�ادر امتامه وفق ًا ملا تشير اليه الدالئل‬
‫الكافية الدالة عليه‪.‬‬
‫‪ 17‬ـ وض�ع خطط الرعاية الالحقة الكفيلة بمنع تورط املفرج عنهم يف‬
‫املزيد من اجلرائم اجلديدة‪.‬‬
‫ومما س�بق يتضح أن أهم ما يميز املنظور األمني املرصي الستراتيجية‬
‫منع اجلريمة هو رعاية كافة حقوق االنسان الواردة يف االعالن العاملي حلقوق‬
‫االنسان وعدم انتهاكها أو املساس هبا‪.‬‬

‫‪329‬‬
‫‪ 5 . 1‬اخلامتة والتوصيات‬
‫‪ 1‬ـ اخلامتة‬
‫وختام ًا هلذه الورقة البحثية فانني قد عرضت لآلليات الدولية والوطنية‬
‫املتعلقة بحامية حقوق اإلنس�ان ثم المهي�ة ان يكون رجل األمن مل ًام بمبادئ‬
‫حقوق اإلنسان‪ ،‬ومعرفة حدود السلطة التي يتمتع هبا يف مبارشة عمله الشاق‬
‫املتمث�ل يف محاية اإلنس�ان والدف�اع عن امنه وكل ما من ش�أنه ان يعكر صفو‬
‫الشعور هبذا األمن‪ ،‬وانه قد استمد هذه السلطة من خالل الدستور والقانون‬
‫ال�ذي ه�و اوالً وقب�ل كل يشء حيكم العالق�ة بني رجال األم�ن واملواطنني‪،‬‬
‫وايامن ًا من احلكومة املرصية بامهية احرتام االنس�ان وحرياته فقد كانت مرص‬
‫من اوائل الدول التي سامهت بجهد مميز يف االنشاء والتصديق عىل العديد من‬
‫االتفاقيات واملعاهدات االقليمية والدولية املهتمة بحقوق االنسان وانشئت‬
‫اآللي�ات الوطنية التي تضم�ن تنفيذ وتطبيق تلك االتفاقي�ات التي صادقت‬
‫عليها‪ ،‬ومع التطور الذي نلمس�ه يف فن واس�اليب ارت�كاب اجلرائم ووجود‬
‫ان�واع حديث�ة من اجلرائ�م مل يكن هلا وجود م�ن قبل ومل تتناول�ه الترشيعات‬
‫والقوانني جاءت اسرتاتيجية وزارة الداخلية املرصية لتؤكد انه ليس من سبيل‬
‫لتحقيق محاية حقوق االنس�ان اال الصدق يف االداء واالخالص يف العطاء‪..‬‬
‫وااللتزام يف كل التعامالت بالرشيعة وسيادة القانون وحسن معاملة اجلامهري‬
‫والتف�اين يف تقديم اخلدمات واملس�اعدات للمواطنني واحلفاظ عىل كرامتهم‬
‫واحرتام حقوق االنسان وصون حرياته االساسية‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ التوصيات‬
‫‪ 1‬ـ العم�ل عىل املواءمة بين تطبيق حقوق االنس�ان ومحايتها من خالل‬
‫الفهم الرش�يد للمفاهيم احلديثة للحريات االساسية بام ال يتعارض‬

‫‪330‬‬
‫مع ترفيق األمن‪ ،‬وذلك من خالل نرش ثقافة التعبري وكيفية ممارس�ه‬
‫تل�ك احلقوق باملفاهي�م الصحيحة عن طريق تدري�س مادة حقوق‬
‫االنسان امتداد ًا من املدارس يف صفوفها االعدادية وحتي اجلامعات‬
‫بجميع مراحلها‪.‬‬
‫‪2‬ـ العم�ل على رضورة تطبيق القوانين عىل مجيع اف�راد املجتمع وعدم‬
‫التمييز بينهم الي سبب كان حتى تتم املساواة بني اجلميع يف احلقوق‬
‫والواجبات‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ االهتامم بمعرفة األمن‪ ،‬وتوفري كل االحتياجات واالمكانات املادية‬
‫والبرشية ملواكبة التطور اهلائل يف اس�اليب ارتكاب اجلرائم املنتهكة‬
‫ألمن االنسان‪.‬‬
‫‪ 4‬ـ إع�داد وثيق�ة يف اطار الدس�تور والقانون توضح حق�وق وحريات‬
‫االفراد يف املجتم�ع ومدى التزام رجل الرشطة هبا ويتم التوعية من‬
‫خالل وسائل االعالم املختلفة املرئية واملسموعة واملقروءة‪.‬‬

‫‪331‬‬
‫املراجـــع‬
‫اب�و املجد‪ ،‬امحد كامل‪2006،‬م‪ ،‬حقوق االنس�ان يف االسلام‪ ،‬كتاب املعايري‬
‫الدولي�ة وضامنات محاية حقوق االنس�ان يف الترشيع�ات املرصية‪،‬‬
‫الربنامج االئتامين لالمم املتحدة القاهرة ص ‪.16‬‬
‫متيي�م‪ ،‬ضاحي خلف�ان‪1422 ،‬هـ ‪2001 -‬م‪ ،‬الرشطة وحقوق اإلنس�ان يف‬
‫املنظ�ور الوطني «بحث تطبيق�ي»‪ ،‬مقدم إىل جامع�ة نايف العربية‬
‫للعلوم األمنية الرياض‪ ،‬ص ‪.145‬‬
‫مجعة‪ ،‬صالح هاش�م‪ ،‬املسؤولية الدولية عن املس�اس بسالمة البيئة البحرية‪،‬‬
‫دار النهضة العربية ص ‪ 29‬وما بعدها‪.‬‬
‫مجع�ة‪ ،‬عم�رو‪2004،‬م‪ ،‬منظومة حقوق اإلنس�ان يف مائة ع�ام اجلزء الثاين‪،‬‬
‫مكتبة األرسة‪ ،‬ص ‪.62‬‬
‫خضر‪ ،‬ط�ارق‪2000،‬م‪ ،‬ورق�ة عمل بعن�وان (استرداد النفاي�ات اخلطرة‬
‫اح�دي جرائم االعتداء على البيئة) مقدم�ة لندوة (جرائ�م البيئة)‬
‫بمركز بحوث الرشطة باكاديمية الرشطة‪.‬‬
‫خليل‪ ،‬س�ناء س�يد‪2005 ،‬م‪ ،‬دراس�ة عن النظام القان�وين املرصي ومبادئ‬
‫حقوق اإلنس�ان‪ ،‬مشروع بناء الق�درات يف جمال حقوق اإلنس�ان‬
‫القاهرة ‪ ،‬ص ‪.57‬‬
‫راج�ع يف ذل�ك ندوة الصور املس�تحدثة جلرائ�م بطاقات الدف�ع اإللكرتوين‬
‫‪1997‬م‪ ،‬الت�ي نظمه�ا مركز بح�وث الرشط�ة بأكاديمية الرشطة‪،‬‬
‫القاهرة‪.‬‬
‫راجع بحث ًا بعنوان حق املواطن يف األمن‪ ،‬صادر عن املركز القومي للبحوث‬
‫االجتامعية واجلنائية‪.‬‬

‫‪332‬‬
‫الرشيدي‪1996،‬م‪ ،‬امحد‪ ،‬حقوق اإلنسان دراسة مقارنه يف النظرية والتطبيق‪،‬‬
‫دار النهضة‪ ،‬ص ‪.19‬‬
‫سالمة‪ ،‬ابراهيم‪2006 ،‬م‪ ،‬املواثيق الدولية حلقوق اإلنسان وموقف معرفها‪،‬‬
‫برنامج األمم املتحدة االئتامين‪ ،‬ص ‪.221‬‬
‫دراسة بعنوان (حقوق اإلنسان والدور األمني يف تفعيلها)‪2000،‬م‪ ،‬صادرة‬
‫عن كلية الدراسات العليا بأكاديمية الرشطة ‪ ،‬ص ‪ 70‬ـ ‪.71‬‬
‫س�امل‪ ،‬عمر‪1995 ،‬م‪ ،‬احلامية املدني�ة البطاقات الوفاء (دراس�ة مقارنة)‪ ،‬دار‬
‫النهضة العربية‪ ،‬ص ‪ 40‬وما بعدها‪.‬‬
‫الص�اوي‪ ،‬عىل‪2006 - 2005 ،‬م‪ ،‬حقوق االنس�ان يف القانون واملامرس�ة‪،‬‬
‫برنامج االمم املتحدة االئتامين‪ ،‬ص ‪.219‬‬
‫طنطاوي‪ ،‬إبراهيم حامد‪1997 ،‬م‪ ،‬سلطات الضبط القضائي‪ ،‬ناس للطباعة‬
‫ص ‪.141‬‬
‫عوض‪ ،‬حمسن‪2006 - 2005 ،‬م‪ ،‬املعايري الدولية حلقوق اإلنسان يف األداء‬
‫املهني لضباط الرشطة‪ ،‬برنامج األمم املتحدة ‪ ،‬ص‪.121‬‬
‫غط�اس‪ ،‬اس�كندر‪2006،‬م‪ ،‬محاي�ة حق�وق اإلنس�ان يف التطبي�ق القضائ�ي‬
‫الدويل املقارن‪ ،‬من كتاب املعايري الدولية حلقوق اإلنسان‪ ،‬الربنامج‬
‫االئتامين لألمم املتحدة‪ ،‬ص ‪. 178‬‬
‫قشقوش‪ ،‬هدي‪1992 ،‬م‪ ،‬جرائم احلاسب االلكرتوين‪ ،‬دار النهضة العربية‪،‬‬
‫ص ‪ 37‬وما بعدها‪.‬‬
‫الكايب�ي‪ ،‬حمم�ود ‪1968 ،‬م‪ ،‬رشح قانون هيئة الرشط�ة‪ ،‬الطبعة االوىل‪ ،‬ص‬
‫‪ 47‬وما بعدها‪.‬‬

‫‪333‬‬
‫مت�ويل‪ ،‬عب�د احلميد‪ ،‬الوس�يط يف القانون الدس�توري القاه�رة‪ ،‬دار النهضة‬
‫العربية ص‪.298‬‬
‫حمم�د‪ ،‬حممد ابو زيد‪2000 ،‬م‪ ،‬بحث بعن�وان «الضوابط التنظيمية للحقوق‬
‫واحلري�ات العامة » منش�ور بمجلة كلية الدراس�ات العليا‪ ،‬العدد‬
‫الثالث‪.‬‬
‫مهدي‪ ،‬عبد الرؤوف‪1976 ،‬م‪ ،‬املس�ؤولية اجلنائية ع�ن اجلرائم االقتصادية‬
‫منشأة املعارف‪ ،‬االسكندرية ص ‪.37‬‬

‫‪334‬‬

You might also like