Professional Documents
Culture Documents
إدارة الجودة في المصارف الإسلامية
إدارة الجودة في المصارف الإسلامية
القسم :دراسات
شهدت الصيرفة السلمية مواجهات كبيرة تزامنت مع التغيرات والتطورات القتصادية والجتماعية
التي شهدتها المجتمعات السلمية ،وقد برز نتيجة لوعي المستهلك عدد من التحديات ،أبرزها ،ازدياد
.حدة المنافسة ،بالضافة إلى المتطلبات التقنية والقانونية على صعيد المقررات في بازل 2
ومع بروز التطور النوعي في النظمة المصرفية ،والتي شملت تطور الخدمات المصرفية السلمية
بلغت معظم الخدمات المصرفية المقدمة مرحلة النضوج وهو ما أدى إلى تشابه الخدمات المقدمة،
.ربما بتعبير مختلف وبشكل مختلف ،مع احتوائه على نفس المضمون
هذا النضوج وضع أطرا جديدة للمنافسة بين المصارف ،خاصة فيما يتعلق بأنواع الخدمات المقدمة،
وبالتالي ظهر مفهوم جودة الخدمة المصرفية كواحد من أهم المجالت التي يمكن أن تتنافس
المصارف فيما بينها من خلله ,مما يعني توجه عملء المصارف في طلب الخدمات المصرفية ليس
فقط لمجرد المضامين التسويقية التي يحصل عليها من تلك الخدمة ،وإنما لما تتصف به تلك المضامين
من قيم رمزية يبحث عنها العميل وتشكل له جودة أفضل من وجهة نظره ,وضمن هذا السياق ظهرت
:مجالت للتمايز في تقديم الخدمات المصرفية وهو ما يشكل مفهوما لجودة الخدمات المصرفية مثل
.خدمة وحسن استقبال العملء -
.التعاطف مع العملء -
.سرعة النجاز -
.السرية في التعامل -
.أسلوب تقديم الخدمة -
:وترتكز الجودة على اتجاهين وهما
الجودة الداخلية المبنية على أساس تقديم الخدمة وفق مواصفات قياسية صممت على أساسها تلك -
.الخدمة
والجودة الخارجية وهي تركز على مدى اقتناع العميل بمستوى الخدمة المقدمة إليه ،وهنا يفاضل -
.بين العلمات التجارية المختلفة التي من خللها يحصل على خدماته
مفهوم الجودة الخارجية للخدمة المصرفية يصبح مهما كونه يرتكز على متطلبات العملء ،فيتم اختيار
الخدمة بناءا على توقعاتهم ،وبالتالي فان قياس جودة الخدمات المصرفية يجب أن تحدد على أساس
.إيجاد المقاييس التي ترتبط باحتياجات العملء وتعبر عنها
:ويمكن تحديد خمسة أبعاد مختلفة لقياس جودة الخدمات المصرفية السلمية وهي
المادية :وتمثل الجوانب الملموسة والمتعلقة بالخدمة مثل جهوزية مباني المصارف ،والتقنيات 1.
الحديثة المستخدمة فيه ،والتسهيلت الداخلية للبنية ،والتجهيزات اللزمة لتقديم الخدمة ،ومظهر
.الموظفين
المكانية :وتعبر عن قدرة المصرف من وجهة نظر العملء على تقديم الخدمة في الوقت الذي 2.
.يناسب العميل ،وبدقة ترضي طموحه ،وهو ما يعبر عن مدى وفاء المصرف بالتزاماته تجاه العميل
التفاعل :وهو القدرة على التعامل الفعال مع كل متطلبات العملء والستجابة لشكاويهم ،والعمل 3.
على حلها بسرعة وكفاءه بما يقنع العملء بأنهم محل تقدير واحترام من قبل البنك الذي يتعاملون معه.
.إضافة لذلك فان الستجابة تعبر عن المبادرة في تقديم الخدمة من قبل الموظفين بصدر رحب
الثقة :وهي التأكد بان الخدمة المقدمة للعملء تخلو من الخطأ أو الخطر أو الشك شامل الطمئنان 4.
.النفسي والمادي
التجاذب :وهو إبداء روح الصداقة والحرص على العميل وإشعاره بأهميته والرغبة في تقديم 5.
الخدمة حسب حاجاته
أهمية قياس جودة الخدمات المقدمة من قبل البنوك السلمية تكمن في تقييم مخاطر السوق ،ولكي
تتمكن الدارة بشكل عام من معرفة الموقع التنافسي في بيئتها بهدف مساعدة تلك الدارة على
النطلق لرفع مستوى خدماتها ،بهدف زيادة حصتها السوقية ،والتي تقود إلى تعظيم ربحيتها خاصة
وأن البيئة التي تعمل فيها البنوك السلمية في الوطن السلمي تساعدها على تحقيق ذلك سيما أن
.عددا كبيرا من المواطنين ل يرغب في التعامل مع البنوك التجارية غير السلمية من منطلق ديني
مجموعة من الجراءات
ولتحقيق هذه الغاية على المصارف السلمية أن تتخذ مجموعة من الجراءات لتحسين جودة خدماتها
لكي تكون منافسا قويا للمصارف التقليدية ،والعمل باستمرار على تحسين وتنويع تلك الخدمات بما
.يلئم رغبات وتطلعات عملئها من خلل فهم توجهات وتوقعات العملء
:ويمكن تصنيف خمسة مستويات لجودة الخدمات المصرفية يمكن تحديدها بالتي
الجودة المتوقعة من قبل العملء والتي تمثل مستوى الجودة من الخدمات المصرفية التي يتوقعون 1.
.أن يحصلوا عليها من المصرف الذي يتعاملون معه
الجودة المدركة ،وهي ما تدركه إدارة المصرف في نوعية الخدمة التي تقدمها لعملئها والتي تعتقد 2.
.أنها تشبع حاجاتهم ورغباتهم بمستوى عال
الجودة الفنية ،وهي الطريقة التي تؤدي بها الخدمة المصرفية من قبل موظفي المصرف والتي 3.
.تخضع للمواصفات النوعية للخدمة المصرفية المقدمة
الجودة الفعلية التي تؤدى بها الخدمة والتي تعبر عن مدى التوافق والقدرة في استخدام أساليب تقديم 4.
الخدمة بشكل جيد يرضي العملء ،أي بعبارة أخرى كيف يرفع موظفي البنك من مستوى توقع
.العملء للحصول على الخدمة المصرفية
الجودة المرجوة للعملء ،أي مدى الرضا والقبول الذي يمكن أن يحصل عليه المصرف من 5.
.عملئه عن تلقيهم لتلك الخدمات
ولتحسس الوجهة على المصارف السلمية التزود بالمعلومات الضرورية التي تمكنها من معرفة
مستوى الخدمات المقدمة لعملئها من وجهة نظرهم ،وليس من وجهة نظر المصرف ،للتمكن من
اتخاذ كل ما هو ضروري لتلفي النواقص ومعالجة الخلل من خلل تحسين نوعية الخدمات وترشيد
القرارات التي تتخذها الدارة ،بما يساهم في احتفاظ المصارف بعملئها الحاليين ،وجذب عملء جدد،
.مع ما يؤدي إليه ذلك من نتائج إيجابية على مجمل أداء البنوك السلمية
تسعى المصارف السلمية إلى تقديم خدماتها وفقا لقواعد الشريعة السلمية ،ومن هذا المنطلق هي
مركز جذب لعدد كبير من عملء المصارف التقليدية ،الذين يجدون حرجا دينيا في التعامل في الفائدة,
ودليل نجاح المصارف السلمية في تصميم خدماتها المصرفية بما يتناسب واحتياجات عملئها خلل
العقدين الماضيين ،هو نمو عدد فروع البنوك السلمية في العالم ،والتركيز على مفاهيمها كعامل
.جاذب ومؤثر في الصناعة المصرفية
سبل الرقي
وبالتالي ،فإن قياس أداء المصارف السلمية ،وتقويم فاعليتها ،واختبار جودة خدماتها ،وتلمّس
واكتشاف جوانب القصور فيها ،يعد أحد السبل الهامة للرقي ،والتطوير ،والنهوض ،من أجل تحقيق
.أهداف التنمية والمساهمة الفاعلة في القتصاد الوطني
لذا فإن هناك ضرورة لقياس جودة الخدمات التي تقدمها البنوك السلمية تحقيقا للهداف ،من وجهة
نظر عملئها وتحديد أبعادها ،ومحاولة معرفة توجهات العملء نحو الخدمات المصرفية السلمية،
وذلك لتصويب قرارات إدارات البنوك السلمية لتطوير وتحسين خدماتها بما يساهم في تطوير
.أعمال هذه المصارف
قد تكمن اليجابية بأن نمطية الخدمات التي تقدمها المصارف بشكل عام ،تدفعها إلى تحسين الخدمات
بما يلئم حاجات عملئها للفوز برضاهم وولئهم بهدف تنمية حصتة في السوق ،وصول لتعظيم
.الربحية
وقد تعرضت الخدمات المصرفية السلمية للتطور التدريجي النوعي والكمي إل أنها في نفس الوقت
لم تسلم من النتقادات من قبل العديد من عملئها ،لذا فإن قياس جودة الخدمات التي تقدمها البنوك
السلمية من خلل دراسة علمية ميدانية أصبح مطلبا مهما ،وذلك لتلمس جوانب القصور والضعف
.في هذه الخدمة
حيث أنه ومن ناحية مبدئية نرى أن أغلب المتعاملين مع البنوك السلمية تتراوح أعمارهم بين 41و
،50ومعظمهم من المتزوجين ،ويمارسون العمال الحرة ،حيث يتوجه عدد كبير من الناس للتعامل
مع المصارف ذات الصيغة السلمية لعتبارات دينية في الغالب ،وقلما يهتم الجيل الشاب في الغالب
ضمن المؤثرات الغربية بتطبيق الشريعة ،مما يعطي مؤشرا على أن المصارف السلمية إذا ما
استمرت في دراسة مستوى الخدمات المقدمة لعملئها والعمل على تلفي الثغرات فإن ذلك سيزيد من
.حصتها في السوق المصرفية
وقد يلحظ استمرار تعامل عدم الراضين عن الخدمات بسبب المعطى الديني أو بسبب التزامهم
بالتعامل مع البنوك السلمية كون أن المؤسسات التي يعملون بها توطن رواتبهم لديها ،ولكن عدم
الرضى ،قد يؤثر على تفاعل العميل مع الخدمات ،وبالتالي يصبح تعامله مقتصرا على الحد الدنى
من الخدمات ،مما ينعكس على ربحية المصرف ،بالضافة إلى سهولة تحول العميل إلى مصرف آخر
.عندما تسنح له الفرصة
ن من قبل عملء البنوك السلمية عن الجودة الكلية للخدمات التي
وبشكل عام فإن هناك انطباع متد ّ
.تقدمها المصارف السلمية مع محدودية القدرة التفسيرية للتغير في الجودة الكلية للخدمة المصرفية
تحسين الخدمات
:وقد تكون أفضل العوامل لتحسين نوعية الخدمات تتمثل في
.إيجاد أوقات دوام للبنك مناسبة لعملء المصرف -
.حسن استقبال وحسن توجيه العميل بالوقت المناسب -
.سمعة جيدة للموظفين ،وتحليهم بأخلق وأدبيات ،ومعرفة بأصول التواصل -
.دقة ووضوح كشوفات البنك المقدمة للعملء -
.تقديم خدمات جيدة في مجال استفسار وأسئلة العملء -
.إعطاء أهمية كبيرة لسرية معاملت العملء -
رغم وجود انطباع إيجابي عن جودة الخدمات المصرفية السلمية في الجوانب المادية الملموسة
والتفاعل والتجاذب .فقلما نرى نفس درجة إرضاء العملء في اطار المكانية والثقة ،مما يدل أن على
.المصارف السلمية العمل لتحسين هاتين الناحيتين في مجال تقديم الخدمة
ويمكن بشكل عام اقتراح عدد من التوصيات التي يمكن الخذ بها لرفع كفاءة وتحسين الخدمات التي
:تقدمها المصارف السلمية ومنها
ضرورة الستعانة بالساليب والتوجهات التسويقية الحديثة في التعامل مع العملء لتطوير الخدمات 1.
.المصرفية السلمية
تفصيل الخدمة حسب نوعية العملء بشكل يتناسب مع المضامين الديموغرافية والتقليدية للعملء2. ،
.ويمكن من خللها استهداف وتجزئة السوق وتوجيه النشطة التسويقية المناسبة لكل فئة
تطوير التكنولوجيا المستخدمة في تقديم الخدمات ،وعلى سبيل المثال العمل على نشر عدد أكبر من 3.
أجهزة الصراف اللي ،إضافة إلى استمرار مراقبة توفر النقدية الكافية لهذه الجهزة وكذلك مراقبة
.العطال التي تحصل لهذه الجهزة بهدف تأمين تشغيلها باستمرار
.الستجابة السريعة وتلبية مطالب العملء كعوامل تؤثر في جودة الخدمات المصرفية 4.
تكثيف الدراسات التي تعنى بمعرفة خصائص توجهات المجتمع والبيئة الجتماعية التي يوجد بها 5.
المصرف ،وخاصة الفئات التي يكون لديها ميل أكبر للتعامل مع المصارف السلمية ،بما يساعد في
.تصميم برامج مصرفية ملئمة لكل فئة من العملء
الهتمام بالجوانب المادية للمصرف كالمباني الحديثة والمكان المنظم المريح وهذه العوامل لها أثر 6.
.كبير في نظر العملء عند تقويم جودة الخدمة
وضع استراتيجيات لتطوير الخدمات المصرفية السلمية لمواجهة تحديات المنافسة من المصارف 7.
التقليدية على صعيد وطني ،بالضافة إلى المنافسة العالمية في الصناعة المصرفية خاصة في ظل
.ظروف التحاق كثير من الدول السلمية والعربية بمنظمة التجارة العالمية
ومن المهم ،الهتمام بالعنصر البشري ،فهو واجهة المصرف ،وضرورة الهتمام ببرامج التدريب 8.
وإعادة التدريب والتأهيل في مجال العمل المصرفي السلمي ،لوجود ضعف لدى العاملين في
المصارف السلمية في مجال أدائهم في تقديم الخدمات