Professional Documents
Culture Documents
استعداد ••
استعداد
لالسترشاد:
النفسيلالسترشاد: ••
النفسي الشباب: فترة
الشباب: تحديد
فترة ––
تحديد
التلقي مصادر • •
فيفي
ومراحلها
اإلرشادومراحلها
عمليةاإلرشاد
التلقي مصادر
عملية
• • تاريخ علىعلى
تاريخ االطالع - -
االطالع
المسترشد:
المسترشد: عندعند
الشبان -
-الشبان
المرشد: صفات
المرشد: صفات • •
فيفي الشباب طبيعة إدراك ––
الشباب طبيعة إدراك
واستعداداتهم:
واستعداداتهم:
نشاط
ابن بطاقة حالة تشتمل على أـهم
المعلوـمات الالزـم معرـفتها لنجاح
عملية اإلرشاد.
أسباب االـضطرـاب النفسي في رـأي الدين
• من األسباب الرئيسية لالضطرابات واألمراض النفسية من وجهة نظر
الدين ما يلي :
• الذنوب :
• الذنب هو مخالفة القوانين اإللهية واتباع هوى النفس األمارة بالسوء.
وتعتبر الذنوب والخطايا واقتراف اآلثام وارتكاب المعاصي للقلب
كالسموم إن لم تهلكه أضعفته ،وهي ال تصدر إال عن قلب ضعيف
اإليمان فعالً .قال هللا تعالى …" :ومن يكسب إثما ً فإنما يكسبه على
نفسه…" (.النساء ) 111 :وقال تعالى …" :إن الذين يكسبون اإلثم
سيجزون بما كانوا يقترفون ” (االنعام ." ) 120 :
• الضالل :
• إن الضالل عن سبيل هللا والكفر واإللحاد والبعد عن الدين ،ومعصية هللا ورسوله،
وعدم ممارسة العبادـات ،وتشويش المفاهيم الدينية ،يؤدي إلى اضطراب السلوك.
قال هللا تعالى " :من اهتدى فإنما يهتدي لنفسه ومن ضل فإنما يضل عليها "(يونس )
وقال تعالى " :ومن يكفر باهلل ومالئكته وكتبه ورسله واليوم اآلخر فقد ضل ضالالً
بعيداً (النساء) ".
• ومن الضالل اتباع الشيطان الذي يضل أولياءه ويزين لهم أعمالهم مما يؤدي إلى
انحراف السلوك .قال هللا تعالى " :إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا… "( فاطر)
• ومن الضالل اإلعراض عن ذكر هللا مما يؤدي إلى الشقاء .قال تعالى " :
• ومن أعرض عن ذـكري فإن له معيشة ضنكا… "( طه) وقال تعالى " :ومن يعش
عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانا ً فهو له قرين ( ) 36وإنهم ليصدونهم عن
السبيل ويحسبون أنهم مهتدون ( الزخرف) ".
• ومن الضالل الغفلة ،قال هللا تعالى " :وال تكونوا كالذين نسوا هللا فأنساهم أنفسهم
أولئك هم الفاسقون ( الحشر ) " .وقال تعالى " :اقترب للناس حسابهم وهم في
غفلة معرضون (األنبياء." ) 1 :
• ومن الضالل ارتكاب ما حرم هللا قال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم " :اتق
المحارم تكن أعبد الناس "
• الصراع :
أخطر الصراعات لدى اإلنسان هو الصراع بين قوى الخير وقوى الشر فيه .وبين •
الحالل والحرام ،وبين الجانب المالئكي والجانب الحيواني في اإلنسان .فيتأثر بذلك
اطمئنان النفس المطمئنة ويحيلها إلى نفس مضطربة .ونحن نعرف أن الصراع إذا
استحكم صرع اإلنسان وأدى إلى القلق الذي يؤرقه ويخيفه ،والصراع بين الخير
والشر عند اإلنسان دائم ومستمر ،وهو كالصراع بين جيشين مع كل منهما سالحه
فأيهما غلب اآلخر قهره وكان الحكم له ،فالقلب إذا كان ضعيفا ً والفرد شهوانياً،
والحظ قليالً من التوكل والتوحيد ،انتصر الشر على الخير ،وحين ينتصر الشر على
الخير تتسلط الوساوس .
وكم يقابل الفرد من صراعات نتيجة للفرق بين القيم المتعلمة القيم الفعلية والفرق •
بين المثل التي يتبناها الفرد وبين الواقع الفعلي .
ضعف الضمير :ـ •
يقول البعض إن األمراض النفسية ومظاهر سوء التوافق النفسي هي أمراض •
الضمير ،أو هي حيلة هروبية من تأنيب الضمير .ويضاف إلى ضعف الضمير
الضعف األخالقي واالنحراف السلوكي الذي يترتب على ذلك.
• أسباب أخرى :
• هناك أسباب أخرى كثيرة منها األنانية وإيثار الحياة الدنيا والتكالب
عليها ،واتباع الغرائز والشهوات ،والتبرج واإلغراء ،والغيرة
والحقد وحسد الناس على ما آتاهم هللا من فضله ،والشك
واالرتياب (.زهران)
ونفهم إذن كيف ال يسعنا في مجتمعنا العربي اإلسالمي وقد أثبتت ذلك
تجربتنا الطويلة إال أن نتماشى مع هذه القيم الدينية األصيلة التي ال تزال
قائمة في النفوس بشكل من األشكال ،وتعالج عادة الفرد من الصراع الذي
يتخبط فيه انطالقا من هذه المقاييس.
وكثيرا ما يكون المريض يفهم خطابنا هذا وال يفهم كالما آخر مثل الكالم
الغامض المعقد الذي نستخرجه من بعض النظريات شبه العلمية الغربية
المصدر والتي ال تنفك باقية يوما بعد يوم عرضة إلى االنتقاد والمراجعة في
المجتمع الغربي نفسه.
زد على ذلك كشرط تقني أساسي للتشخيص والعالج ،ضرورة فهم •
المريض من الداخل والتماشي معه يعني مع اعتقاداته وقيمه وإجماال
مع قواعد شخصيته األساسية وهو السبيل األفضل لمعاينته الدقيقة
ولتركيز تشخيص مرضه بصفة قويمة ثابتة.
هذا وإن الدين اإلسالمي كثيرا ما يكون وسيلة لتحقيق األمان والسالم •
النفسي وهو إيمان وأخالق وعمل صالح وهو الطريق إلى سيطرة العقل
وإلى المحبة والسبيل القويم إلى القناعة واالرتياح والطمأنينة والسعادة
والسالم.
وقد أكدت التجربة منذ ما يقرب من ثالثين سنة أن اللجوء إلى هذه •
المقاييس يصبح أمرا حتميا وعمال ناجعا في أغلب الحاالت ،وذلك
بالرغم من تطور المجتمع السريع وابتعاد بعض األوساط فيه عن القيم
الدينية األصيلة.
وقد كتب وحلل وألف الكثير من األطباء والعلماء المسلمين في مجال •
السعادة النفسية ،وإن كل المذاهب الفلسفية اإلسالمية التي تعرضت إلى
فهم الروح وتحليل جوهرها وماهيتها قد أتت كما هو معلوم بتعاليم قيمة
لتحقيق االطمئنان لألفراد والجماعات ،عبر الزمان والمكان.
•اإلرشاد الديني
•و الصحة النفسية
•كيف يحقق اإلسالـم الصحة النفسية؟؟؟
تقديم :
اإلرشاد النفسي الديني Religious Psychological Counselingإرشاد شامل التجاهات
واستراتيجيات إرشادية أخرى كثيرة ،حيث نجد له جانبا ً حليليا ً يبرز كيفية
تناوله وتحليله ألسباب وأعراض االضطراب النفسي لدى الشخص ،ومثل ما
يقوم به المرشد النفسي الديني أثناء المقابلة اإلرشادية في الكشف عن
مكبوتات الالشعور ،وتعرفها وإخراجها إلى حيز شعور المسترشد لعالجها ،
كما يحدد المرشد النمو الديني والقيم المؤثرة على المسترشد ،وكيفية اإلفادة
منها في عملية اإلرشاد ،باإلضافة إلى امتالكه جانبا ً إنسانيا ً يبرز في تعامله
مع اإلنسان كوحدة كلية شاملة ،وفي نظرته لصاحب اإلرادة القوية والعقيدة
الصحيحة على أنه مسئول عن اختياراته وأفعاله وأقواله ،مما يجعله متمتعا ً
بالتوافق والصحة النفسية ،باإلضافة إلى الجانب المعرفي المتمثل في تناول
العمليات المعرفية العقلية وآليات التفكير الشامل ،أما الجانب السلوكي في
اإلرشاد النفسي الديني فيتمثل في استخدامه مبادئ وقوانين التعلم وعمليات
عادة التعلم وتغيير وتعديل السلوك لمساعدته على التغلب على اضطراباته
النفسية ،باإلضافة إلى أساليب الترغيب والترهيب من وسائل الثواب والعقاب.
ومن آليات الصحة النفسية التي يوظفها الدين كروافع نفسية ما يلي :
-1الصالة : Prayالصالة وسيلة يلجأ إليها الفرد طلبا ً
لألمن والطمأنينة ،وهو يسير في خضم شدائد الحياة ،
فقد أشار كل من Martin & Carlsonإلى أن الصالة تعد من أقدم
الفنيات التي تستخدم في التدخالت العالجية ،وأضاف
أيضا ً كل من Finne & Malonyأن الصالة كفنية عالجية
مناسبة لخفض القلق ،فيتعلم الفرد منها االسترخاء
الذي يسهم كفنية للعالج النفسي الديني في تخفيف
أزمات الحياة ،وتكوين اتجاهات موجبة للتعامل مع
ظروف الحياة ،باإلضافة إلى أن ما يمكن أن -يتعلمه
الفرد من خالل الصلوات الخمس في اليوم ،واالقتناع
بأن األمور كلها بيد هللا ،يصبح عادة عامة في جميع
مناحي سلوكه ،ويحميه من والتوتر واالنفعاالت الحادة .
• إن حالة االسترخاء وšالهدوء النفسي التي تحدثها
الصالة تساعد على التخلص أيضا ً من القلق الذي يشكو
منه المرضى النفسيون ،فعادة ما تستمر تلك الحالة
بعد االنتهاء من الصالة ،وقد يوšاجه الفرد وهو في هذه
الحالة – االسترخاء – بعض األمور أو المواقف المثيرة
للقلق ،أو قد يتذكرها ،وتكرار تعرض الفرد لهذه
المواقف المثيرة للقلق أو šتذكره لها أثناء وجوده في
حالة االسترخاء والهدوء النفسي عقب الصلوات ،إنما
يؤدي إلى ما يسمى بلغة النظرية السلوكية في عمšلية
اإلرشاد šالنفسي بـ " :اإلنطفاء " التدريجي للقلق ،
وإلى ارتباط هذه المواقف المثيرة للقلق بحالة
االسترخاء والهدوء النفسي ،وبذلك يتخلص الفرد مšن
القلق الذي كانت تثيره هذه المواقف.
• {باإلضافة إلى ذلك ،فإن من أهم
ما تعتمد علية نظرية التحليل
النفسي -إحدى نظريات اإلرشاد
النفسي -أن مجرد إفضاء الفرد
بمشكالته وهمومه والتعبير
عنها إلى شخص أخر يسبب له
راحة نفسية ،من خالل تخفيف
حدة قلقه ،وهذا ما يسمى بـ " :
التفريغ االنفعالي " ،فإذا كانت
حالة اإلنسان النفسية تتحسن إذا
أفضى بمشكالته آلخرين ،فما
بالك بمقدار التحسن الذي يمكن
أن يطرأ عليه إذا أفضى
بمشكالته هلل -سبحانه وتعالى –
{
• وقد أشار كالً من مارتن و كارـلسون
( )Martin & Carlson, 1988إلى أن الصالة
تعد من أقدم الفنيات التي تستخدم في
التدخالت العالجية ،وقد أُشير أيضا ً إلى
أن الصالة هي فنية عالجية مناسبة
لخفض القلق لدى األفراد ,فيتعلم الفرد
منها االسترـخاء الذي يسهم كفنية
للعالج النفسي الروحي (الديني) في
تخفيف أزمات الحياة الصعبة ،وتكوين
اتجاهات جيدة و مناسبة للتعامل مع
ظروف هذه الحياة ،واالقتناع بأن األمر
كله بيد هللا (.)Corey, 2005
-2الوضوء :الوضوء يسبق الصالة و له آثار نفسية
وجسمية وروحية واجتماعية عظيمة ،فهو ليس تطهيراً
للجسد مما قد يكون علق به من درن ،ولكنه أيضا ً تطهير
للنفس وتحريرها من مشاعر الذنب واإلثم والعصيان ،
لقول النبي صلى هللا عليه وسلم " :أرأيتم لو أن نهراً
بباب أحدكم يغتسل منه كل يوم خمس مرات ,هل يبقى من
درنه شيء ؟ قالوا ال يبقى من درنه شيء .قال :فذلك مثل
الصلوات الخمس ,يمحو هللا بهن الخطايا " ( رواه البخاري و مسلم )،
-1اإليمان بالقدر :قال تعالى( :قل لن يصيبنا إال ما كتب هللا لنا هو موالنا
وعلى هللا فليتوكل المؤمنون وهنا ينبغي أن يفسر هذا القول دوما بصفة
إيجابية كحث على قبول المصائب بصدر رحب دون االلتجاء إلى مظاهر
اليأس والوهن واالنهيار أو دون االلتجاء إلى السلوك العدواني المعاكس أو
التهجمات المفرطة التي ال يحمد عقباها ،ودال يعني ذلك االستسالم بل العمل
على أن نتعدى أمرنا ونقفز بعد ذلك إلى األمام لنتغلب على الشدائد
والمصائب.
-2مسئولية االختيار :قال تعالى { :بل اإلنسان على نفسه بصيرة } ،وهنا
تتجلى حرية الفرد في اختيار مواقفه وسلوكه بكل دراية وهو هدف عديد
من العالجات النفسية المعاصرة.
•
-3طلب العلم :قال هللا تعالى( :فتعالى هللا الملك الحق وال تعجل بالقرآن من
قبل أن يقضى إليك وحيه وقل رب زدني علما ) ،ويتضمن ذلك قابلية
المؤمن للتوعية واإلرشاد.
-4الصدق :قال تعالى( :يا أيها الذين آمنوا اتقوا هللا وكونوا مع الصادقين )
والصدق فضيلة هامة جدا يرتكز عليها اطمئنان النفس إلى حد بعيد ،ويقاس
به مدى انهيارها إذا خلفت ذلك ،من ذلك أن بعض األخصائيين في علم
النفس الحديث قد اخترعوا ركائز لقياس مقدرة الفرد على الصدق واإلخالص
استخبار الصدق لهنري باروخ .
- 5التسامح :قال هللا تعالى (وال تستوي الحسنة وال السيئة ادفع بالتي هي
أحسن فإذا الذي بينك وبينه كأنه ولي حميم } ،والتسامح من الفضائل
الهامة الطمئنان النفس ونيل االرتياح .
-6األمانة :قال تعالي( :إن هللا يأمركم أن تؤدوا األمانات إلى أهلها وإذا
حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل إن هللا نعما يعظكم به إن هللا كان سميعا
بصيرا ) .
•
-7الرحمة :قال رسول هللا " : rالراحمون يرحمهم الرحمن ارحموا من
في األرض يرحمكم من في السماء " وهذه الخصال الحميدة لها وزن كبير
في سلوك األفراد األسوياء والمرضى في آن واحد ،ولنذكر هنا بطاعة
الوالدين والعناية بهما وبضرورة حسن معاملة األولياء ألبنائهم ولذويهم
على أسس المحبة والرحمة.
-8التعاون :قال هللا تعالى( :وتعاونوا على البر والتقوى ) وقال أيضا( :إنما
المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم واتقوا هللا لعلكم ترحمون ،وقال:
(والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن
المنكر ويقيمون الصالة ويؤتون الزكاة ويطيعون هللا ورسوله أولئك
سيرحمهم هللا إن هللا عزيز حكيم ) وقال رسول هللا ": rال يؤمن أحدكم حتى
يحب ألخيه ما يحب لنفسه " وفي ذلك أعظم العبر وأسمى التعاليم للتوافق
األسري واالجتماعي الذي ترتكز عليه قواعد الصحة النفسية.
•
-9القناعة :وهي من أفضل الخصال البشرية التي تنهي عن التناطح
العنيف نحو تحقيق السعادة المادية التي ال حد لها ،والتشبع بقيم التنافس
القاسي الذي ال رحمة فيه ألحد والذي يتصف به من سوء الحظ عديد من
مظاهر المجتمعات العصرية المرتكزة على قاعدة االستهالك شرقا وغربا،
وقد ازدادت في هذه المجتمعات األمراض النفسية في الكم والكيف كما هو
معروف.
أما القناعة فهي تعالج االضطرابات النفسية الناجمة عن الحقد والغيرة
وكراهية الغير المنافس ،ومن جهة أخرى السلوك المنحرف الناتج عن
اإلحباط وما ينتج عنه من سوء التوافق الفردي مع الذات ومع الغير ،وإن
كان المسلم يحمد هللا فليس لغرض غير .غرض السعادة الروحية
واالطمئنان وقبول حالته بصدر رحب مع المالحظ أن ذلك ال يعني االستسالم
والفشل والركود في الذل والخسارة والخصاصة بل إن القيم األخالقية
اإلسالمية تشجع كما هو معروف من جهة أخرى على اإلقدام واإلزعاج
واالبتكار لكن بدون أن تستعمل في ذلك وسائل القهر والعنف والحيل
الظالمة والرذائل المكروهة بصفة عامة.
•
-10الصبر :قال تعالى( :يا أيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر والصالة إن هللا مع
الصابرين ) ( ....وبشر الصابرين ) ،ويا لها من عبرةـ فائقة في هذا الصدد حيث
تتكاثر األمثلة في مجال الطب النفسي التي تبرهن على أهمية الصبر والتحكم في
النفس على هذا األساس.
-11العفة :قال تعالى ( :وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فإن
الجنة هي المأوى ) ومن هنا يتجنب الفرد الشر والرذائل على مختلف أنواعها.
-12القوة والصحة :قال رسول هللا " : rالمؤمن القوي خير وأحب إلى هللا من
المؤمن الضعيف " ..وقال " :إن هللا لم يضع داء إال وضع له دواء ".
وفي ذلك تشجيع على تقوية النفس وتسييرها نحو اإلقدام والشجاعة ومزيد من
الفاعلية والتفاؤل للخير مستقبال وكذلك بقصد تجنب كل بوادر اليأس واالنهيار.
هذا وينبغي للطبيب النفسي المسلم المعاصر أن يفهم كل هذه التعاليم والقيم في
مظاهرها اإليجابية الفاضلة وفي غاية من االتزان واالعتدال ،ليتمكن من تحقيق
التوافق النفسي والرقي البشري للفرد والجماعات في كل المجاالت .
• ومن هنا نستخلص في آخر األمر قوة مفعول العالجات
التقليدية النفسية التي تستعمل إلى يومنا هذا في كل األقطار
العربية اإلسالمية في زوايا األولياء الصالحين ،ومن طرف
المعالجين التقليديين غير األطباء الذين يبرهنون أحيانا على
مهارة مدهشة وعلى تحكم دقيق في أساليب عالجاتهم
الروحانية هذه بينما يعجز بعض األطباء المحدثين ،على أن
هؤالء المعالجين يتصفون أحيانا بالشعوذة والتدجيل من سوء
الحظ وعلى الطبيب المعاصر الماهر أن يغربل ما بين
الفضائل والرذائل وما بين اللب والقشور ،ويستخلص من كل
هذه الطرق العبرة والمفاهيم الصحيحة ليركز المريض على
أساس إيجابي انطالقا من اعتقاداته األصلية وفي فائدته أوال
وبالذات.
يلعب الوـضوء و الصالـة دورـا فاـعال نشاط
في تحقيق الصحة النفسية للمسلم.
وـضح ذلك بإيجاز.
كيف يحقق الصوـم الصحة النفسية للمسلم؟؟
كان لعلماء النفس المسلمين رـأيا جليا
في بيان أـهمية الدين كرـافعة
للصحة النفسية للمسلم.
تحدث عن هذـه اآلرـاء في نقاط محددـة.
الوسائل وـالفنيات
المستخدـمة في
اإلرشاد الديني
• تقديم:
اإلرشاد النفسي الديني طريقة توجيهية وإرشاد وعالج وتربية •
وتعليم ،وتقوم على معرفة الفرد لنفسه ولربه ولدينه والقيم والمبادئ
الدينية واألخالقية .
وهدف اإلرشاد النفسي الديني كما ذكرنا تحرير الشخص المضطرب •
من مشاعر اإلثم والخطيئة التي تهدد طمأنينته وأمنه النفسي، فنيات
ومساعدته على تقبل ذاته وتحقيق وإشباع الحاجة إلى األمن والسالم
النفسي. اإلرشاد
ويحتاج اإلرشاد النفسي الديني إلى المرشد المؤمن ذي البصيرة • النفسي
القادر على اإلقناع واإليحاء والمشاركة االنفعالية ،الذي يتبع تعاليم
دينه ويحترم األديان السماوية األخرى.
الديني
ويمكن أن يمارس اإلرشاد الديني كل من المرشد النفسي والمربي •
وعلماء الدين ،وحبذا لو كان ذلك في شكل فريق متكامل.
إن اإلرشاد النفسي الديني عملية يشترك فيها المرشد والمسترشد، •
والمرشد يتناول مع المسترشد موضوع االعتراف والتوبة
واالستبصار ،ويشتركان معا ً في عملية تعلم واكتساب اتجاهات وقيم،
والمسترشد يلجأ إلى هللا بالدعاء مبتغيا ً رحمته ،مستغفراً إياه ذاكراً
صابراً على كل حال ،متوكالً على هللا مفوضا ً أمره إليه.
يرى أبو النور ( ) )1996أنه توجد العديد من الفنيات الخاصة بالعالج
النفسي الديني التي لها أثر فعال في عالج النفس اإلنسانية من اضطراباتها
المختلفة ،وهذه الفنيات تستمد منهجها وإجراءاتها من الكتاب والسنة ،
وهي عديدة ومتنوعة ،وتتناول العالج بالتوحيد ،باألدعية واألذكار ،
باالستغفار ،بالصبر ،بالصالة ،بالتخيل ،باالسترخاء ،باألضداد ،وتلك
الفنيات يمكن اعتبارها فنيات معرفية سلوكية في آن واحد ،وتركز على
أفكار المريض واتجاهاته المرضية المختلة وظيفيا ً وتمده بالمهارات التي
تساعده على ممارسة السلوكيات المتكيفة .يشير) Worthington ( 1989إلى أن
اختيار المعالج أو المرشد النفسي للفنيات اإلرشادية في عملية اإلرشاد
النفسي الديني يتوقف على شروط مهمة وهي:
&أن يعرف المرشد أن استخدام أي فنية عالجية إنما تساعد في تحقيق
التعزيز اإليجابي للناحية الدينية للعميل .
&أن يستخدم المرشد الفنيات الموجودة في الدين الذي يؤمن به ،
باإلضافة إلى الفنيات األخرى ،مثل :فنيات التحليل النفسي ،أو
السلوكية ،أو
المعرفية ،أو الوجودية وغيرها.
&االندماج الديني Religious Involvementأي المشاركة الدينية
بين المعالج والعميل التي تؤدي إلى العالقة القوية
وإزالة الفوارق بينهما.
• هذا ما يميز اإلرشاد النفسي الديني عن اإلرشاد النفسي االنتقائي أو
التكاملي ،كأسلوب وصفي متكامل منظم لمزيج من الفنيات المختلفة ،التي
ينتقل خاللها المرشد حسب ظروف المسترشد صاحب المشكلة ،الذي يأتي
للعالج االنتقائي بمجموعة من االضطرابات النفسية الناتجة عن مشكالت
متعددة ؛ األمر الذي يحتم على المرشد مواجهتها بعالجات متعـددة
الوسائل ،مع التركيز على استدامة العالج ؛ باستخدام األبعاد السبعة
للشخصية ، BASIC– IDهي :السلوك ،والوجدان ،واإلحساس ،والتخيل ،
والمعرفة ،والعالقات الشخصية ،والعقاقير ولذا تشير ) Qulsoom Inayat(2001إلى
أن اإلرشاد النفسي التكاملي Integrative Counselingيعد وسيلة من وسائل
اإلرشاد النفسي الذي يتعامل مع العميل داخل اإلطار الطبيعي واالجتماعي
له ،ولكن اإلرشاد النفسي اإلسالمي ينتفع من المبادئ األساسية لإلرشاد
التكاملي ،ويضيف إليها بعداً جديداً ،وهو العالقة بين العميل وخالقه .
ويرى ابن القيم أن أساليب العالج الديني هي األساليب اإليمانية
المعروفة من محاسبة النفس والتوبة واإلنابة والرجوع إلى هللا
والدعاء والذكر والعبادات ،وقد أورد الكثير من هذه الجوانب في
كتبه ،مثل :مدارج السالكين ،والوابل والصيب من الكلم
الطيب ،وإغاثة اللهفان ،وطريق الهجرتšين وباب السعادتين ،
والجواب الكافي (الداء والدعاء) ،والطب النبوي000وغيرها .
• ومن خالل المراجعة المسحية للدراسات السابقة حول اإلرشاد النفسي
الديني في خفض قلق المستقبل – على حد علم الباحث – عرضت تلك
الدراسات لعديد من الفنيات :كاألدعية واألذكار ،والوضوء ،والصالة ،
والتوحيد ،وقراءة القرآن الكريم ،وأمثلة من حياة الرسول صلى هللا
عليه وسلم ،وأسفرت عن فعاليتها في عالج النفس اإلنسانية من
اضطراباتها المختلفة ؛ ألنها تستمد منهجها وإجراءاتها من القرآن
الكريم والسنة النبوية ،ويمكن استخدام بعض هذه الفنيات في إطار
الفنيات النفسية التي نادت بها نظريات اإلرشاد النفسي الحديثة ؛ لتدعيم
تلك الفنيات النفسية بالمحتوى الديني ؛ لتعرف مدى فعاليتها في تخفيف
قلق المستقبل المهني.
• وعلى الرغم مما في القرآن الكريم من معلومات كثيرة وشاملة عن
النفس اإلنسانية ،أكثر مما في العلوم الدنيوية األخرى ،فليس في
القرآن الكريم " نظرية نفسية " مخططة مبوبة ذات فصول وتفصيالت ،
ولكن هذه المعلومات المنبثقة في ثنايا القرآن الكريم يمكن أن تستوحى
في استخالص نظرية شاملة عن النفس .و يشير محمود إبراهيم عبد
العزيز فرج إلى أنه ال توجد فنيات محددة لإلرشاد النفسي الديني ،ولكن
المرشد النفسي يستخدم الفنيات التي يتميز بها اإلرشاد النفسي الديني أو
الموجودة في اإلرشاد الدنيوي Secular Counselingفهو يستخـدم
العالج التحليلي ،والسلوكي ،والمعرفي ،واإلرشاد النفسي الديني .
• وأخيرا عند ذكرـ األساليب والفنيات التي
يستخدمها المرشد في اإلرشاد الديني قد نجد
تشابها ً بينها وبين بعض األساليب
المستخدمة في بعض النظرـيات الغرـبية
كالسلوكية وغيرها ولكن ال بد أن ندرك أن
هذه األساليب كانت موجودة قبل السلوكيون
وقبل التحليليون وقبل غيرهم وهي وإن
نسبت لهم لكن ال يرجع الفضل في إيجادها
لهم وال لهم السبق في استخدامها بل نجد في
المصادر اإلسالمية ما يبين أنه استخدمها
وعالج بها ومنها:
-1االعتراف :ـ •
نظرية االعتراف بالذنب وظلم النفس أمام هللا نظرية قرآنية .وضرب القرآن الكريم •
مثالً من االعتراف بالذنب بما صدر عن آدم وحواء عليهما السالم عند مخالفتهما
أمر هللا ،إذ قاال كما جاء في قوله تعالى " :ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا
وترحمنا لنكون من الخاسرين"( األعراف )23 :وذكر في قصة سيدنا يونس عليه السالم،
قال هللا تعالى " :وذا النون إذ ذهب مغاضبا ً فظن أن لن نقدر عليه فنادى في
الظلمات أن ال إله إال أنت سبحانك إني كنت من الظالمين (األنبياء ) 87 :فاستجبنا له
ونجيناه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين ".
واالعتراف يتضمن شكوى النفس من النفس طلبا ً للخالص وللغفران .إن االعتراف •
فيه إفضاء اإلنسان بما في نفسه إلى هللا ،وهو يزيل مشاعر الخطيئة واإلثم
ويخفف من عذاب الضمير ،ويطهر النفس المضطربة ويعيد إليها طمأنينتها
،ويظهر مفهوم الذات الخاص حيث يكشف الفرد عن ( عورته النفسية ) بقصد
اإلرشاد.
ولذلك يجب على المرشد مساعدة المسترشد على االعتراف بخطاياه وتفريغ ما •
بنفسه من انفعاالت ومشاعر اإلثم المهددة .ويتقبل المرشد ذلك في حياد .ويتبع
االعتراف التكفير عن اإلثم والرجوع إلى الفضيلة.
- 2التوبة : •
هي طريق المغفرة ،وأمل المخطئ الذي ظلم نفسه وانحرف سلوكه •
وحطمته الذنوب وهو في حالة جهالة ،أي اندفاع وطغيان شهوة ،وصحا
ضميره .قال هللا تعالى " :إنما التوبة على هللا للذين يعملون السوء
بجهالة ثم يتوبون من قريب فأولئك يتوب هللا عليهم "( النساء)والتوبة
تحرر المذنب من آثامه وخطاياه وتشعره بالتفاؤل والراحة النفسية .قال
رسول هللا صلى هللا عليه وسلم " :التائب حبيب الرحمن ،والتائب من
الذنب كمن ال ذنب له" (.ابن ماجة) والتوبة تؤكد الذات وتجعل الفرد
يتقبل ذاته من جديد بعد أن كان يحتقرها .ونحن نعرف أن " كل ابن آدم
خطاء وخير الخطائين التوابون " ( ابن ماجة ) قال هللا تعالى " :إن هللا
يحب التوابين ويحب المتطهرين " (.البقرة) وقال تعالى " :وهو الذي
يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات ويعلم ما تفعلون " (.الشورى)
والتوبة لها أركان ثالثة :علم وحال وفعل،
فالعلم هو معرفة ضرر الذنب المخالف ألمر هللا. •
والحال هو الشعور بالذنب. •
والفعل هو ترك الذنوب والنزوع نحو فعل الخير. •
• والتوبة ال بد أن يتبعها تغيير السلوك المنحرف إلى
سلوك سوي صالح .قال هللا تعالى " :كتب ربكم على
نفسه الرحمة أنه من عمل منكم سوءاً بجهالة ثم تاب
من بعده وأصلح فأنه غفور رحيم " (.االنعام ) ومن
شروط التوبة العزـم على عدم العودة إلى المعاصي
والذنوب .قال هللا تعالى " :يا أيها الذين آمنوا توبوا إلى
هللا توبة نصوحا ً عسى ربكم أن يكفر عنكم سيئاتكم
ويدخلكم جنات تجري من تحتها األنهار"(التحرـيم) وفي
الحديث القدسي قال هللا عز وجل" :أنا عند ظن عبدي
بي ،وأنا معه حيث يذكرني ،وهللا أفرح بتوبة عبده ،من
أحدكم يجد ضالته بالفالة ،ومن تقرب إلي شبراً ،تقربت
إليه ذراعاً ،ومن تقرب إلي ذرـاعاً ،تقربت إليه باعاً،
وإذا أقبل إلي يمشي أقبلت إليه أهرول"(.ابن ماجة )
• - 3االستبصار :
• هو الوصول بالفرد إلى فهم أسباب شقائه النفسي ومشكالته
النفسية والدوافع التي أدت إلى ارتكاب الخطيئة والذنوب ،وفهم
المسترMشد لنفسه وطبيعته اإلنسانية ومواجهتها ،وفهم ما بنفسه
من خير ومن شر ،وتقبل المفاهيم الجديدة ،والمثل الدينية العليا.
ويتضمن هذا نمو الذات التي تحكم السلوك السوي لإلنسان في
ضوء بعدين رئيسيين :البعد الرأسي الذي يحدد عالقة اإلنسان
بربه ،والبعد األفقي الذي يحدد العالقة بين اإلنسان وأخيه
اإلنسان .قال هللا تعالى " :بل اإلنسان على نفسه بصيرة" (.القيامة)
• - 4التعلم :
• ويتضمن تغير السلوك نتيجة خبرة التوجيه واإلرشاد واكتساب
مهارات وقيم واتجاهات جديدة .ومن خالل ذلك يتم تقبل اآلخرين،
والقدرة على ترويض النفس وعلى ضبط الذات وتحمل
المسئوليات ،والقدرة على تكوين عالقات اجتماعية مبنية على
الثقة المتبادلة والقدرة على التضحية وخدمة اآلخرين ،واتخاذ
أهداف واقعية مشروعة في الحياة مثل القدرة على الصمود وعلى
العمل واإلنتاج .وهكذا يتم تكوين وتنمية النفس اللوامة أو الضمير
أو األنا األعلى كسلطة داخلية أو رقيب نفسي على السلوك .ويتم
تطهير النفس وإبعادها عن الرغبات المحرمة وغير األخالقية
وغير االجتماعية .ويستقيم سلوك الفرد بعد أن يتبع السيئات
الحسنات فتمحوها ،وتطمئن النفس المطمئنة .قال هللا تعالى " :إن
الحسنات يذهبن السيئات " (.هود) وقال تعالى " :يا أيتها النفس
المطمئنة * ارجعي إلى ربك راضية مرضية * فادخلي في عبادي
* وادخلي جنتي " (.الفجر)
- 5الدعاء :ـ
• هو سؤال هللا القريب المجيب واالستعانة يه والتضرع إليه وااللتجاء
إليه في كشف الضر عند الشدائد .قال هللا تعالى " :وإذا سألك عبادي
عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا
بي لعلهم يرشدون " ( .البقرة .)186:وقال رسول هللا صلى هللا عليه
وسلم " :إذا سألت فاسأل هللا ،وإذا استعنت فاستعن باهلل "( أحمد 2756 :
• وفي الدعاء سمو روحي يقوي الفرد باإليمان .وهو عالج أكيد للنفس
التي أشرفت على الهالك حين يطلب اإلنسان العون من القوي القادر
فيشعر بالطمأنينة والسكينة ويزول عنه الخوف ويتخلص مما هو فيه
من الهم والتوتر والضيق والقلق .قال هللا تعالى " :وقال ربكم ادعوني
أستجب لكم…" ( .غافر )60 :
(الحشر.)9 : • " ويؤـثرـون على أنفسهم ولو كان بهم خصاـصة"
.2ـ التنفيس االنفعالي.
• مثال" :إن العين لتدمع وإن القلب ليحزMن .......قالوا :أتبكي يا
رMسول هللا وقد نهيتنا عن البكاء؟! قال :هذه رحمة جعلها هللا في
قلوب المؤمنين"( أحمد ) 21332 :
3ـ العبادات كعالج نفسي.
• مثال" :إن الصالة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر هللا أكبر"
(العنكبوت".)45 :واستعينوا بالصبر والصالة وإنها لكبيرة إال
على الخاشعين" (البقرة".)45 :إن اإلنسان خلق هلوعاً ..إال
المصلين" (المعارج 19 :ـ .)26
4ـ ضبط النفس وـقوـة اإلرـادـة :.مثال" :ليس الشديد بالصرـعة إنما
الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب"(.النووي" )،قل للمؤمنين
يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم"
5ـ االسترـخاء.
• مثال" :إذا غضب أحدكم وهو واقف فليجلس وإن كان جالسا ً فليتكئ"(.
أحمد ) 20901 :
"إذا غضب أحدكم فليتوضأ"(.أحمد ) 17579 : •
6ـ استخدـاـم حديث النفس.
• مثال" :فإن سابه أحد أو شاتمه فليقل :إني صائم" (.أحمد ) 7276 :
"إذا حدثتك نفسك قائلة :من خلق هللا؟ فقل :آمنت باهلل" (.أحمد :
) 7708
• 7ـ استخدـاـم الموـعظة التي تقوم على تحليل الموقف وما يترتب
عليه ومساعدة الفرد على الحكم على السلوك وتغييره.
مثال :قصة الرسول مع الشاب الذي جاء يستأذنه في الزنا. •
8ـ استخدام التعزيز من خالل :الثواب ـ المدح ـ تنمية التعزيز •
الداخلي بطلب األحر من هللا.
مثال" :من قتل قتيالً فله سلبه"( أحمد " ) 22161 :من أحيا •
أرضا ً ميتة فهي له"( أحمد ") 13916 :إن هللا يحب المحسنين"
(آل عمران " )134:وهللا مع الصابرين"(البقرة)153:
9ـ استخدام أسلوب العقاب إلبطال السلوك السلبي أو إضعافه. •
مثال" :الزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة وال •
تأخذكم بهما رأفة في دين هللا" (النور.)2 :
" والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما جزا ًء بما كسبا نكاالً من عند •
هللا" (النساء.)38 :
10ـ استخدام أسلوب اإلهمال واإلعراض إلطفاء السلوك السلبي. •
مثال" :والالتي تخافون نشوزهم فعظوهن واهجروهن في المضاجع •
واضربوهن" (النساء.)34 :
11ـ الكف بالنقيض (استخدام استجابة قوبة مضادة الستجابة مؤلمة). •
مثال ......" :فأصابكم غما ً بغم لكيال تحزنوا على ما فاتكم وال ما •
أصابكم" (آل عمران.)153 :
12ـ إزالة الحساسية التدريجي. •
مثال :كيفية تحريم الربا وتحريم الخمر. •
13ـ وقف الخواطر. •
مثال" :وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ باهلل من إنه هو السميع •
العليم" "األعراف( .)200 :الشناوي ) 131 : 2001 ،
• وقد عرف اإلمام الغزالي الخاطر
'بما يخطر على القلب ' فينبه بعد أن كان غافالً
عنه ،ويحرك اإلرادة في الفعل .فالخاطر
يحرك الرغبة .والرغبة تحرك العزم .
والعزم يحرك النية .والنية تحرك األعضاء .
فالخواطر مبدأ األفعال الظاهرة والباطنة .
• واتفق ابن القيم مع الغزالي في تفسير األفعال بالخواطر ،فقال في
غض البصر :
'إن النظرة تولد الخطرة ،ثم تولد الخطرة فكرة ،ثم تولد الفكرة
شهوة ،ثم تولد الشهوة إرادة ،تقوى فتصير عزيمة ،فيقع الفعل' .
• وتفسير السلوك بالخواطر وما يقع فيها من إرادة كاألتي :
• الخاطر يولد فكرة .
والفكرة تظهر حاجة أو رغبة .
• والحاجة تولد اإلرادة .
• واإلرادة تثير الدافع .
• والدافع يحرك السلوك ،أو االستجابة أو الفعل .
وهذا التخيل يتفق مع ما تقول به نظرية دوافع
السلوك بالحاجات في علم النفس الحديث .
والتي تفترض أن المثيرات الخارجية
والداخلية تثير حاجة ،والحاجة تثير دافعا ً ،
والدافع يحرك إلى سلوك وسيلي ،لتحقيق
األهداف التي تشبع الحاجات .
• وال يمكن لنا فهم الناس والتنبؤ بسلوكاتهم إال
إذا عرفنا دوافعهم والحاجات التي تشبعها:
< املثريات اخلارجية وادلاخلية >> احلاجة>> ادلافع>>السلوك.
• من خالل ما سبق نرى أن اإلرشاد اإلسالمي
يتسع لكل طريقة يفكر فيها الكاتب المسلم ولكن
فقط عندما نطبقها كمرشدين مسلمين ينبغي أن
نستخدمها في إطار المنهج اإلسالمي القائم على
وجود عقيدة صحيحة والقيام بواجب العبادة
وشرط المعاملة ،وإن لم نطبق هذه الطرق في
هذا اإلطار فإن النتيجة ستكون كما يحدث في
الغرب :ظاهر فيه الشفاء وباطن فيه انحراف
جديد سرعان ما يظهر مرة أخرى.
ما الدالالت النفسية لكل فنية مما يلي:
.1االـعترـاف؟
نش
.2االستغفار و التوـبة؟؟
اط
.3الدعاء؟؟
يتسع اإلرشاد الديني لكل فنية
من شأنها أن تساـهم في تحقيق
الشفاء النفسي للمريض
اإلرشاد النفسي الديني
وـنظريات اإلرشاد النفسي المعاـصر .
• تمهيد
• ال ينكر أحد أهمية النظرية في االرMشاد النفسي حيث أنها
تمثل خريطة واضحة المعالم أمام المرشد فهي تساعده في
الطريقة التي يتعامل بها مع المسترشد وقد تعددت
النظرMيات حيث حملت كل نظرية اتجاها ً معينا ً وفما يلي
عرض مختصر ألهم مكونات النظريات الغربية في
االرشاد ومقارنتها باالرشاد النفسي الديني
-1اإلرشاد الديني والنظرية التحليلية
• يرى المعالج بالتحليل النفسي أن اإلنسان ينطلق من جوانب ترتبط بالشر حتى
السلوك الذي يبدو أنه خير هو حيل دفاعية تنطلق من رغبات شهوانية محرمة لذا
فإن هدفه األساسي هو مساعدة المريض على استحضار المخزونات الموجودة في
الالشعور إلى حيز الشعور والتعامل معها ويعتمد المعالج على التداعي الحر
وتشجيع التحويل من المريض للمعالج والتعامل مع مواد ال شعورية وبالذات
األحالم ،ومنطلق هذه النظرية مؤداه أن سلوك اإلنسان محكوم بغريزتي الجنس
والعدوان ومحورهما الشر ووجود رغبات محرمة تعارضهما ضوابط المجتمع
واألخالق ،لذا ترى هذه النظرية أن الصراع دائم بين مكونات "الهو" المعبر عن
الشهوات و"األنا األعلى" المعبر عن القيم والضمير و"األنا" كجانب تنظيمي
بينهما ،وكذلك الصراع بين الالشعور بما يحتويه من مكبوتات وبين الشعور
ومحاوله هذه المكبوتات الخروج من الالشعور الذي ال يملك حتى الفرد مفاتيحه لذا
يحاول المعالج خالل رحلة العالج الطويلة هو مساعدة المريض على استحضار ما
في الالشعور إلى حيز الشعور ويتعرف عليه من خالل المعالج وتفسيراته.
(الشناوي)96 :1991 :
• تعليق:ـ
• اإلرشاد الديني ال يقبل هذا المنطلق فاإلنسان ليس شريرMاً
بل في فطرMته الخير والشر "وهديناه النجدين" (البلد) .كما
أن الصراع في اإلنسان بين الخير والشر وليس مع
مكونات افتراضية وهمية قال بها فرويد ولم يستطيع
التدليل عليها كما أن الصراع وحل الصراع في اإلسالم
يتم في مستوى الوعي والشعور وأنه ال يحتاج هذا الوقت
الخارق الذي يأخذه المعالج السيكودينامي بل قد يأخذ
لحظات فقط إذا غلب جانب الخير فيه.
-2اإلرشاد الديني والنظرية السلوكية
يرى المرشد في هذه النظرية أن اإلنسان خالي من الخير والشر في طبيعته فسلوك •
اإلنسان (والذي يعبر عن شخصيته) هو استجابات مقابل مثيرات ،ويهدف المرشد
في هذه النظرية إلى تعليم المرضى سلوكيات جديدة وإبطال سلوكيات غير
مرغوبة ،ويفترض المرشدون السلوكيون أن السلوك السوي وغير السوي إنما هو
مكتسب نتيجة العالقة مع أحداث البيئة سواء كانت مثيرات قبل السلوك أو معززات
وعقاب تقع بعد السلوك أو نتيجة مالحظة أحداث تقع أمامه وقد أطلقوا على النوع
األول (اإلشراط الكالسيكي) وعلى الثاني (اإلشراط اإلجرائي) وعلى الثالث (التعلم
بالمالحظة) وتقوم طرق اإلرشاد السلوكي على تحليل الروابط بين السلوك وما
يؤثر فيه من مدعمات أو عقاب أو سلوكيات يقوم بها اآلخرون ويالحظها الفرد ثم
التدخل بنا ًء على ذلك والذي قد يكون كالتالي:
أ ـ غرس سلوك جيد. •
ب ـ تقوية سلوك ضعيف موجود. •
ج ـ إضعاف سلوك أو إلغائه بالعقاب. •
د ـ وقف السلوك بإلغاء التدعيم من خالل اإلطفاء. •
هـ ـ أو بعرض نماذج سلوكية جيدة يالحظها الشخص (.الشناوي)1991، •
• تعليق:ـ
• أخطأت هذه النظرية في اعتبارها اإلنسان خالي من الخير والشر
فاإلسالم يعتبر أن الخير والشر موجودان في طبيعة اإلنسان" .فألهمها
فجورها وتقواها" (الشمس )7 :واعتبارها أن الخير والشر من صنع
البشر وصنع البيئة التي يعيش فيها الفرد وبالتالي فقدت المعيار الذي
يحتكم له الفرد وجعلته معياراً متغيراً ليس له ثبات وال استقرار ،كما
أسرفت في اهتمامها بدور األحداث الالحقة أو السابقة مما جعل
اإلنسان وكأنه آلة أمام تلك األحداث كما أنها اختزلت طاقات اإلنسان
وقدراته واعتبرت أنه يمكن تعميم التجارب التي أجريت على فئران
المختبرات والقطط والكالب على اإلنسان متجاهلة المميزات الهائلة
والجذرية التي يمتاز بها اإلنسان على الحيوان .فاهلل يقول" :ولقد
كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات"
(اإلسراء .)70 :كما أن األساليب التي يستخدمها السلوكيون لتعديل السلوك
هي جيدة لكن ليس بمعزل عن الجوانب العقلية وخصائص الفرد والتي
يجب أن تؤخذ بعين االعتبار.
-3اإلرشاد الديني واالتجاه العقالني االنفعالي
• يرى أصحاب االتجاه العقالني االنفعالي أن االضطراب النفسي ينشأ
نتيجة اضطراب التفكير من حيث :كيف ينظر المرء للحوادث؟ ما هو
تفسيره لها؟ ما هي خبرته المعرفية من قبل؟ وكان "إلبرت أليس" أهم
رواد هذا االتجاه الذي يرى أن ما يعانيه الفرد من انفعاالت مكدرة
كالقلق والحزن ال تنتج عما وقع له من أحداث قريبة تبدو في الظاهر
وكأنها أسباب هذه االنفعاالت ،وإنما هو نتيجة ألفكار خاطئة موجودة
لدى هذا الشخص حول األحداث التي وقعت ،وهو "أي إلبرت أليس"
يرى أن العالج يكمن في التعرف على الجانب غير العقالني في التفكير
ثم مهاجمته وتوضيح عدم عقالنيته يلي ذلك إحالل األفكار الصحيحة
أي العقالنية مكانه ثم يكون بعد ذلك ما قد يكون من أساليب تعديل
السلوك ( .الشناوي)1991،
• تعليق:ـ
• ال شك أن الحديث عن وجود عقالنية وال عقالنية في تفكير اإلنسان هو
أمر جيد وجميل ولكن ما هو معيار العقالنية الذي يحاكم "إلبرت
إيليس" إليه أفكار الناس فيصنف أن هذا التفكير عقالني وهذا غير
عقالني؟! الحقيقة أنه ال يوجد معيار موضوعي ثابت ولكن يوجد معيار
شخصي وقد يكون المعيار من المعالج يحاول به أن يبرز للمسترشد ال
عقالنية أفكاره و" إلبرت إيليس" نفسه عرف عنه ادعاؤه بأن الدين
جانب من العوامل التي تنمي األفكار الالعقالنية ،لذا فإن وجاهة الفكرة
ال تلبث أن تضيع في خضم غياب المعيار في تحديد ما هو خير وما هو
شر .أما في اإلرشاد الديني فإن المعيار واضح وهو متمثل في القرآن
الكريم .حيث يقول القرآن الكريم" :وأن هذا صراطي مستقيما ً فاتبعوه
وال تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله " (األنعام).
-4اإلرشاد الديني و(نظرية الجشطلت)
• يرى أصحاب هذه النظرية أن االضطراب النفسي ينشأ عن انشغاالت
المرء بأحداث لم تتم في الماضي أو أحداث لم تقع في المستقبل وعدم
معايشة الحاضر وعدم تقدير المسئولية وعدم المالمسة المباشرة لما
يمر به من خبرات لذا فهدف المعالج في هذه النظرية هو زيادة الوعي
لدى الفرد بحيث يتمكن الفرد من مالمسة خبراته والواقع الذي يعيش
فيه وتعتمد هذه النظرية في تحقيق هذا الهدف جملة من األساليب
تهدف إلى استحضار قدرات الفرد ليشعر بما حوله ويالمسه وبالتالي
يزداد إدراكه لواقعه وما يجري حوله وتقل انشغاالته التي ال فائدة من
ماض ضاع فيه شيء أو مستقبل يتخوف مما فيه تخوفا ً ورائها حول ٍ
كبيراً ،لذا يتخذ "بيرلز" من مبدأ "هنا واآلن" مبدأً أساسيا ً في العالج
حيث يستهدف زيادة وعي الفرد بما يقع حوله في المكان والزمان
وعدم تشتيت انتباهه بالبحث في الماضي أو المستقبل ،ويوافق "بيرلز"
"فرويد" على أهمية غريزة الجنس في سلوك اإلنسان ويضيف لها
غريزة أولية هي "الجوع" ويدعو إلى إشباع هذه الحاجات لتنمو
الشخصية بشكل سليم ( .الشناوي)101 :1991،
• تعليق:ـ
مما ال ريب في أن كثيراً من األمراض النفسية ترجع إلى
انشغاالت بأمور ال يملك اإلنسان حيالها شيئا ً سوا ًء من حيث
القدرة على منعها أو عدمه .ولكن "بيرلز" نراه يهتم بالجوانب
البيولوجية تاركا ً وراءه الجوانب الروحية العليا ،بل حتى حين
يهتم بالمسؤولية كجانب عام في بناء الشخصية نجده يقول:
"وإن الفرد المثالي لن يتحمل مسؤولية فرد آخر" أي أن كل فرد
عليه مسؤولية نفسه فقط وهذا تخلي عن مسؤوليات مهمة أكبر
كالمسؤولية عن الوالدين والزوجة واألوالد والمجتمع قال تعالى:
"يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم ناراً" (التحريم.)5 :
-5اإلرشاد الديني ونظرية العالج بالواقع
•
يرى "وليام جالسر" أن الطفل يولد ولديه حاجة لتكوين هوية وأنه
يرتبط بهذه الحاجة حاجتان فرعيتان هما الحاجة للحب والحاجة للشعور
باألهمية وأن الشخص قد يطور هوية نجاح أو هوية فشل وذلك من
خالل اندماجه مع اآلخرين وإشباع الحب واألهمية ،ويعتبر "جالسر" أن
االضطراب النفسي هو تكوين هوية فشل وهي راجعة عن ابتعاد الفرد
عن الواقع والمسؤولية واالستقامة لذا فهدف العالج في هذه النظرية
هو الوصول بالمسترشد إلى تحقيق هوية نجاح من خالل إدماجه مع
شخص له مثل هذه الهوية كالمرشد مثالً في عالقة تتسم بالحب وسعيا ً
به نحو تنمية المسؤولية ومالمسة الواقع واتباع الطريق الصحيح
(االستقامة) ومن خالل خطة واقعية يدرك فيها الفرد مسؤولياته عن
أعماله وإصالح حياته ( .الشناوي)106 :1991،
• تعليق:ـ
ال شك أن نظرية العالج بالواقع وأن "جالسر" من
القالئل الذين ألمحوا إلى أهمية الدين واألخالق في
اإلرـشاد النفسي ولكن الخلل في هذه النظرية هو افتقادها
إلى المعيار الموضوعي في الحكم .فجالسرـ يبين أهمية
"اتباع الطريق الصحيح" واالستقامة ولكن ما هو معيارـ
هذه االستقامة؟ ال يوجد سوى المعيار الشخصي والذي
قد ال يكون موجوداً عند المرشد نفسه وهذه مشكلة.
-6اإلرشاد الديني ونظرية العالج بالمعنى
• يرى "فرنكل" صاحب نظرية العالج بالمعنى أن االضطراب النفسي
ناتج عن فقدان الشخص معنى لحياته وهو ما أطلق عليه "الفراغ
الوجودي" ( .الشناوي)113 :1991،
تعليق:ـ
هذه النظرية توضح الحال النفسي الذي وصل له اإلنسان في الغرب
عندما تخلى عن الدين فخلت حياته من كل معنى ومن كل قيمة تبرر
وجود هذا اإلنسان في هذه األرض ،ثم ما هو الهدف الذي سيضعه
فرنكل للمسترشد وما هو المعنى الذي سيكسبه لحياته ال شك أنها
أهداف ومعاني أرضية ال تصلح أن تكون أهدافا ً حقيقية ولذلك سيخف
المسترشد ثم ال يلبث أن يعود من جديد .أما اإلسالم فقد جعل هدفا ً
عظيما ً ومعنا ً رائعا ً للحياة فقال" :وما خلقت الجن واإلنس إال
ليعبدون" (الذاريات59 :
-7اإلرشاد الديني ونظرية الذات
• ترى هذه النظرية أن اإلنسان موجه بالخير وأن الشر طارئ
عليه فهو قادم من عمل المجتمع ممثالً في معارضات من لهم
أهمية في حياة الفرد وخاصة في طفولة وأن المرء لو ترك
لكيانه الذاتي فإن حكمه على خبرـاته سيكون سليما ً وال يضطرب
نفسيا ً بينما تجاوبه لتقويمات المجتمع وشروط األهمية التي
يطرحها المجتمع هو الذي يدفعه إلى إنكار بعض خبراته مما
ينشئ القلق والمرض النفسي وأن الفرد هو الذي ينبغي أن يضع
معاييره من داخله.
• فهذه النظرية ترى أن االضطراب النفسي لدى الفرد يأتيه نتيجة افتقاره
لعالقة آمنة مع األشخاص ذوي األهمية في حياته والذين يحتاج إلى
موافقتهم ورضاهم عن تصرفاته .وأن المعالج عليه توفير عالقة آمنة
للمسترشد خالية من التهديد الذي اعتاد أن يستقبله ممن حوله مما
جعله يرفض ذاته فتعيد له هذه العالقة اآلمنة القدرة على التعامل مع
خبراته تساعده على تحقيق ذاته ويرى "روجرز" أن اإلنسان لديه
دافع قوي هو دافع "تحقيق الذات" وهذا له حاجتان فرعيتان هما:
الحاجة إلى التقدير الذاتي والحاجة إلى تقدير من اآلخرين وهذه
األخيرة ال يحصل عليها بسهولة وإنما يطالبه اآلخرون بشروط مقابل
إعطاءه تقديرهم ،سمى "روجرز" هذه بـشروط األهمية" التي
يستقبلها من الوالدين ثم من األشخاص المهمين بالنسبة له .
• ويرجع "روجرز" االضطراب إلى محاولة الفرد الوفاء بشروط األهمية
ولو على حساب اهتماماته وخبراته وذاته مما ينشئ االضطراب لذا
على المرشد رفع شروط األهمية في العملية اإلرشادية.
( الشناوي)116 :1991،
• التعليق:ـ
• ال شك أن اإليجابية تظهر خالل هذا االتجاه اإلنساني لهذه
النظرية إال أن الخيرية التي يراها "روجرز" هي تصور شخص
فإنه يبرر وجود الشر في اإلنسان إلى عمل المجتمع التي تبنى
على أساس القيم واألخالق والدين بل يتطرف "روجرز" فيقرر
أن معايير المجتمع تلك هي التي تعرقل نموه النفسي ،وال شك
أن روجرز ومدرسته لهم الفضل في إبراز الجانب الوجداني في
اإلنسان ونادوا بالعودة إلى إنسانية اإلنسان إال أنه أخطأ عندما
جعل اإلنسان هو الخصم وهو الحكم هو الفاعل للسلوك وهو
الذي يضع معايير القبول ومعايير الخير والشر وهذه دعوة إلى
الفوضى وال شك حيث لن يكون هناك معياراً ثابتا ً نحتكم له بل
معايير شخصية ال ضابط لها وال حاكم ،كما يربط "روجرز" حياة
اإلنسان كفرد غايته األولى واألخيرة هي تحقيق ذاته ومعايشة
الخبرات التي تحقق رضاه عن نفسه ،أما ما يوافق اآلخرين فهذا
ال يهم بل هو سبب مرضه وكأنه يرى كما فرويد أن الصحة
النفسية هي التحرر من قيود المجتمع
• تعليق عام على النظرـيات:ـ
• من خالل كل ما سبق يرى الكاتب أن أي نظرية ال تأخذ
الدين في حسابها حين تتحدث عن اإلنسان وعن سلوكه
وعن اضطراب هذا السلوك وكيفية إصالحه هي بغيرـ
شك نظرية قاصرـة غير موضوعية محكومة بذاتية
واضعيها وفلسفتهم وفرق كبير أن يكون مصدرـ معرفتنا
ربانيا ً يتنزـل به الوحي أو سنة نبوية تتبع هذا الوحي
وبين أن يكون مصدر هذه المعرفة حول النفس مجرد
مقولة بشرـية ال أساس لها بل ربما يكون صاحبها
مضطربا ً نفسيا ً أو مدمنا ً للمخدرـات أو صاحب شخصية
بالغة التقصير.
في ضوء درـاستك لنظريات
اإلرشاد
المعاـصرـة بين ما يلي : نشاط