You are on page 1of 30

‫الذكاء الوجداني‬

‫“ موعد مع القمة”‬

‫مع‬
‫د‪.‬مصطفى أبوسعد‬
‫‪ -‬دكتوراه في علم النفس التربوي‬
‫– مدرب في التنمية البشرية والتربية اإليجابية‬
‫‪mostafabac1@gawab.com‬‬
‫‪Fax:009654752570‬‬

‫مفاجآت صيف دبي ‪2005‬‬ ‫مع تحيات ‪:‬‬

‫مركز النخبة‬
‫‪1‬‬
‫د‪.‬مصطفى أبوسعد‬ ‫الذكاء الوجداني ‪” :‬موعد مع القمة “‬ ‫مفاجآت صيف دبي ‪2005‬‬
‫ما هو الذكاء الوجداني؟‬

‫أجريت أبحاث خالل ‪ 25‬سنة من قبل ‪ 1000‬مؤسسة على عشرات األلوف من األشخاص وكلها توصلت‬
‫إلى النتيجة نفسها ‪:‬‬
‫“‪ ” .‬إن نجاح اإلنسان يتوقف على مهارات ال عالقة لها بشهاداته وتحصيله العلمي‬

‫الذكاء الوجداني هو عبارة عن مجموعة من الصفات الشخصية والمهارات االجتماعية‬


‫والوجدانية‪  ‬التى تمكن الشخص من تفهم مشاعر و انفعاالت اآلخرين‪ ،‬ومن ثم يكون أكثر‬
‫قدرة علي ترشيد حياته النفسية واالجتماعية انطالقا من هذه المهارات ‪  .‬فالشخص الذي‬
‫يتسم بدرجة عالية من الذكاء الوجداني‪ ،‬يتصف بقدرات ومهارات تمكنه من أن‪:‬‬
‫‪ ‬‬
‫·‪            ‬يتعاطف مع اآلخرين خاصة في أوقات ضيقهم‪.‬‬
‫·‪            ‬يسهل عليه تكوين األصدقاء والمحافظة عليهم‬
‫·‪            ‬يتحكم في االنفعاالت والتقلبات الوجدانية‪.‬‬
‫·‪            ‬يعبر عن المشاعر واألحاسيس بسهولة‪.‬‬
‫·‪            ‬يتفهم المشكالت بين األشخاص و يحل الخالفات بينهم بيسر‪.‬‬
‫·‪            ‬يحترم اآلخرين ويقدرهم‪.‬‬
‫·‪            ‬يظهر درجة عالية من الود والمودة‪  ‬في تعامالته مع الناس‪.‬‬
‫·‪            ‬يحقق الحب والتقدير من الذين يعرفونه ‪.‬‬
‫·‪            ‬يتفهم مشاعر اآلخرين ودوافعهم ويستطيع أن ينظر لألمور من‬
‫‪           ‬وجهات‪  ‬نظرهم‪.‬‬
‫·‪            ‬يميل لالستقالل في الرأي والحكم وفهم األمور‪.‬‬
‫·‪            ‬يتكيف للمواقف االجتماعية الجديدة بسهولة‪.‬‬
‫·‪            ‬يواجه المواقف الصعبة بثقة‪.‬‬
‫·‪            ‬يشعر بالراحة في المواقف الحميمية التي تتطلب تبادل المشاعر‬
‫‪          ‬والمودة‪.‬‬
‫·‪       ‬يستطيع أن يتصدى لألخطاء واالمتهان الخارجي‪.‬‬

‫هو قدرة اإلنسان على التعامل اإليجابي مع نفسه ومع اآلخرين بحيث‪ ‬‬
‫‪.‬يحقق أكبر قدر من السعادة لنفسه ولمن حوله‬
‫‪2‬‬
‫د‪.‬مصطفى أبوسعد‬ ‫الذكاء الوجداني ‪” :‬موعد مع القمة “‬ ‫مفاجآت صيف دبي ‪2005‬‬
‫الذكاء الوجداني‬
‫مصطلحات‬
‫الذكاء هو مجموعة من القدرات العقلية التي تمكن من اكتساب المعرفة و التعلم و حل المشكالت‪ .‬أما‬ ‫•‬
‫االنفعال ‪ ،Emotion‬فيعرفها معجم السمات الوجدانية بأنه "حالة وجدانية حادة و فجائية‪ ،‬مضطربة و غير‬
‫منظمة‪ ،‬تختلف عن الحالة االعتيادية للفرد‪ ،‬تتسم باالستثارة و التنبيه و التوتر و الرغبة في القيام بعمل ما‪،‬‬
‫و لالنفعال مكونات داخلية (فيزيولوجية و شعورية و معرفية)‪ ،‬و خارجية (سلوكية مثل تعبيرات الوجه)‪ ،‬و‬
‫تعتمد هذه الحالة على مواقف معينة‪ ،‬و تستثير ردود أفعال الفرد المتطرفة و التي توجه عادة نحو مصدر‬
‫االنفعال‪ ،‬و يشمل االنفعال بوجه عام مشاعر قوية أو حاالت وجدانية إيجابية أو سلبية"‪ .‬و االنفعاالت تساعد‬
‫الفرد على التكيف أمام مواقف الحياة ذات الصلة بالبقاء‪.‬‬
‫أما الذكاء االنفعالي فهو يجمع بين الجانب العقلي و الجانب االنفعالي للفرد‪ ،‬و يقدم "ماير و سالوفي "‬ ‫•‬
‫ذكاء‪ ،‬و فكرة التفكير بشكل‬‫ً‬ ‫(‪ )1997‬تعريفا ً للذكاء الوجداني‪ ،‬يجمع بين فكرة أن االنفعال يجعل تفكيرنا أكثر‬
‫ذكي نحو حاالتنا االنفعالية‪ ،‬و يركز على القدرة على إدراك و تنظيم االنفعاالت‪ ،‬و التفكير فيها‪ ،‬و هو أن‬
‫"الذكاء الوجادني يشمل القدرة على إدراك االنفعاالت بدقة‪ ،‬و تقييمها‪ ،‬و التعبير عنها‪ ،‬و القدرة على توليد‬
‫االنفعاالت‪ ،‬أو الوصول إليها عندما تيسر عملية التفكير‪ ،‬و القدرة على فهم االنفعال و المعرفة الوجدانية‪ ،‬و‬
‫القدرة على تنظيم االنفعاالت بما يعزز النمو الوجداني و العقلي"‪.‬‬
‫و التعريف المشار إليه يعرف الذكاء الوجداني من خالل مجموعة من القدرات المنفصلة‪ ،‬و لكنها متجانسة‬ ‫•‬
‫مع بعضها‪ ،‬بمعنى أن الفرد قد يكون عالي القدرة في فهم انفعاالت اآلخرين من خالل حساسيته في قراءة‬
‫إشارات الوجه غير اللغوية‪ ،‬و التمييز بين التعابير الصادقة و غير الصادقة مثالً‪ ،‬و لكنه منخفض القدرة في‬
‫تنظيم انفعاالته و التعبير عنها‪ .‬و مفهوم القدرة يشير إلى توقع انتشار األفراد إعتداليا ً على طرفي منحنى‬
‫القدرة‪.‬‬
‫لعله من المناسب هنا أن تقوم بتحديد ما نعنيه هنا بجملة من المصطلحات النفسية ذات الصلة بمفهوم‬ ‫•‬
‫االنفعال الذي عرفناه سابقاً‪ ،‬و تحديداً المزاج‪ ،‬و المشاعر‪ ،‬و العواطف‪ ،‬و الوجدان‪ ،‬و األحاسيس‪.‬‬
‫فالمزاج ‪ Mood‬أو الحالة المزاجية‪ ،‬فهي حالة انفعالية أقل حدة نسبيا ً في شدتها من االنفعال‪ ،‬تحدث لسبب‬ ‫•‬
‫مجهول‪ ،‬و غالبا ً ما يكون مصدرها هرمونات الجسم‪ ،‬في حين أن االنفعال غالبا ً ما يكون معلوم المصدر‪ ،‬و‬
‫يستمر المزاج مدة أطول نسبيا ً من اإلنفعال‪ ،‬الذي يحدث و يختفي بصورة أسرع من المزاج‪ .‬و من الممكن‬
‫أن ينشأ المزاج بعد االنفعال‪ ،‬كما في تحول انفعال الحزن‪ ،‬إذا استمر مدة طويلة و انخفضت حدته‪ ،‬إلى أسى‪.‬‬
‫و يفضل عبدالخالق هنا استخدام مصطلح الحالة االنفعالية الممتدة بدالً من المزاج‪ ،‬و يرى أن المزاج يقابله‬
‫مصطلح ‪ Temperament‬باإلنجليزية‪ ،‬و الذي هو قابلية أو تهيؤ أو ميل الفرد لالستجابة اإلنفعالية‬
‫بطريق معينة مع مواقف الحياة المختلفة‪ ،‬كميل البعض للحساسية و التهيج‪ ،‬أو للهدوء و السكينة‪ ،‬و يبدو أن‬
‫الوراثة لها تأثيرها في مثل هذا االستعداد‪.‬‬
‫أما المشاعر‪ ،Feelings‬فتشير إلى الجانب الحسي من الخبرة اإلنفعالية‪ ،‬كالشعور بالدفء أو الراحة‪ ،‬و‬ ‫•‬
‫بذلك يمكن إعتبارها المكون الحسي لإلنفعال‪ .‬كما يمكن اعتبار المشاعر‪ ،‬بهذا المعني‪ ،‬كلمة مرادفة‬
‫لالحساس‪ .‬العاطفة ‪ ، Sentiment‬من جانب آخر‪ ،‬تعني استعداداً كامنا ً نسبيا ً و مركبا ًمن عدة انفعاالت‬
‫حول موضوع معين‪.‬‬
‫و يمكن اعتبار الوجدان ‪ Affect‬مصطلح عام جامع يشمل على االنفعال‪ ،‬و المشاعر‪ ،‬و المزاج‪ ،‬رغم أن‬ ‫•‬
‫بعض الباحثين يرادف بينها‪ .‬و يمكن القول بأن الوجدان أعم من اإلنفعال‪.‬‬
‫و لقد الحظ الباحث عدة ترجمات عربية إلصطالح ‪ ،Emotional Intelligence‬فإلى جانب "الذكاء‬ ‫•‬
‫االنفعالي"‪ ،‬هناك "الذكاء الوجداني"‪ ،‬و "الذكاء الوجداني "‪ ،‬و "ذكاء المشاعر"‪ .‬و رغم أن الترجمة‬
‫الحرفية للمفهوم هي الذكاء اإلنفعالي‪ ،‬إال أن هذه الترجمة قد يساء فهمها لدى الذين يميلون إلى حصر‬
‫اصطالح "انفعال" في جوانبه غير السارة أو المرضية‪ ،‬كالخوف و الحزن و الغضب ‪ ،‬و حصر اصطالح‬
‫"العواطف" في جوانب االنفعاالت السارة‪ ،‬كالسرور و الحب‪ .‬لذا قد يكون استخدام مصطلح "الذكاء‬
‫الوجداني" أكثر شمولية لجوانب المفهوم السارة و غير السارة و أكثر تقبالً لدى أوساط العامة‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫د‪.‬مصطفى أبوسعد‬ ‫الذكاء الوجداني ‪” :‬موعد مع القمة “‬ ‫مفاجآت صيف دبي ‪2005‬‬
‫نشأة الذكاء الوجداني‬
‫ولد مصطلح الذكاء الوجداني في الواليات المتحدة في التسعينيات إذ الحظ‬
‫الباحثون هناك‪  ‬من خالل أبحاث ودراسات شملت عشرات األلوف من‬
‫األشخاص أن نجاح اإلنسان وسعادته في الحياة ال يتوقفان فقط على‬
‫شهاداته وتحصيله العلمي والتي تعبر عن ذكائه العقلي ‪ IQ  ‬وإنما‬
‫يحتاجان إلى نوع آخر من الذكاء سموه الذكاء الوجداني ‪. EQ‬‬

‫‪:‬الذكاء الوجداني يمكن تعلمه واكتسابه‬


‫ولعل من أهم جوانب التطور إثارة في موضوع الذكاء الوجداني‪ ،‬ما يتعلق بتدريبه وزيادته‬
‫في السلوك‪ .‬فالذكاء الوجداني‪  -‬بعكس الذكاء العقلي‪  ‬ونسبة الذكاء التقليدية‪ -‬ال يخضع‬
‫للوراثة ويمكن اكتسابه وتعلمه‪ .‬وقد كشفت بحوث العلماء في هذا الصدد أن الذكاء الوجداني‬
‫خاصية أو مجموعة من الخصائص يمكن تدريبها وتنميتها من خالل‪  ‬كثير من األساليب التي‬
‫‪.‬تساعد علي تنميته وتقويته في الشخصية‬
‫ومن النصائح التي ينصح بها العلماء في هذا الصدد لمساعدتنا فى الحصول على معدل عال‬
‫من الذكاء الوجداني‪  ،‬أن نحافظ دائما على مشاعر طيبة عند التعامل مع اآلخرين‪ ،‬وأن‬
‫ندرب أنفسنا جيدا على مواجهة األزمات بهدوء‪ ،‬وأن نتصدى لحل الخالفات خاصة تلك التي‬
‫تثور عندما نواجه مختلف التأثيرات السلبية لبيئة اجتماعية تعوق قدراتنا علي النمو السليم‬
‫‪.‬والصحة النفسية‬

‫‪ :‬هناك ميزتان تميزان الذكاء الوجداني عن الذكاء العقلي‬

‫‪ .1‬هامش التطوير في الذكاء الوجداني‬


‫أوسع بكثير من هامش التطوير في‬
‫الذكاء العقلي‬
‫‪2 .‬تأثير الذكاء الوجداني على نجاح اإلنسان أكبر‬
‫‪ 4‬بكثير من تأثير الذكاء العقلي‬
‫د‪.‬مصطفى أبوسعد‬ ‫الذكاء الوجداني ‪” :‬موعد مع القمة “‬ ‫مفاجآت صيف دبي ‪2005‬‬
‫“ الذكاء الوجداني في العمل”‬
‫اليوم أصبح الذكاء الوجداني جزء مهم من فلسفة أي مؤسسة في اختيار‬
‫وتدريب أفرادها ألن الذكاء الوجداني يعلم الناس كيف يعملون معا ً‬
‫للوصول إلى هدف مشترك ‪.‬‬

‫“ ‪  ‬الذكاء الوجداني في األسرة”‬


‫‪ ‬في دراسة قام بها عالم النفس األمريكي غوتمان على تأثير الذكاء‬
‫الوجداني في نجاح العالقة الزوجية استطاع من خالل مراقبة الطريقة‬
‫التي يتحدث بها الزوجان أثناء الخالف أن يتنبأ باحتمال الطالق بينهما‬
‫خالل ثالث سنوات بنسبة من الدقة وصلت إلى ‪. %97‬‬

‫إن استخدام مبادئ الذكاء ‪    ‬‬


‫الوجداني ‪  ‬يساعد الوالدين على‬
‫إنشاء عالقات قوية مع أبنائهما‬
‫كما يساهم في تنمية الذكاء‬
‫‪   .‬الوجداني عند األبناء‬

‫‪5‬‬
‫د‪.‬مصطفى أبوسعد‬ ‫الذكاء الوجداني ‪” :‬موعد مع القمة “‬ ‫مفاجآت صيف دبي ‪2005‬‬
‫النضج الوجداني ‪ :‬دكتور محمد المهدي‬
‫أ‪w‬همية الذكاء الوجداني ‪:‬‬
‫‪ -1‬يلعب الذكاء الوجداني دوراً هاما ً في توافق الطفل مع والديه‬
‫وإخوته وأقرانه وبيئته بحيث ينمو سويا ً ومنسجما ً مع الحياة‪،‬‬
‫كما أنه يؤدي إلى تحسين ورفع كفاءة التحصيل الدراسي‪.‬‬
‫‪ -2‬يساعد الذكاء الوجداني على تجاوز أزمة المراهقة وسائر‬
‫األزمات بعد ذلك مثل أزمة منتصف العمر بسالم‪.‬‬
‫‪ -3‬يعتبر الذكاء الوجداني عامالً مهما ً في استقرار الحياة‬
‫الزوجية فالتعبير الجيد عن المشاعر وتفهم مشاعر الطرف‬
‫اآلخر ورعايتها بشكل ناضج‪ ،‬كل ذلك يضمن توافقا ً زواجيا ً‬
‫رائعا ً ‪.‬‬
‫‪ -4‬والذكاء الوجداني وراء النجاح في العمل والحياة‪ ،‬فاألكثر‬
‫ذكاءاً وجدانيا ً محبوبون ومثابرون وتوكيديون‪ ،‬ومتألقون‬
‫وقادرون على التواصل والقيادة ومصرون على النجاح‪.‬‬
‫ونظراً لتلك األهمية البالغة للذكاء الوجداني‪ ،‬فقد أوصى علماء‬
‫النفس بتنميته من خالل دروس تعليمية ودورات تدريبية‬
‫وورش عمل بهدف الوصول إلى درجات عالية من الذكاء‬
‫الوجداني‪ ،‬وهو ما نطلق عليه النضج الوجداني‪ ،‬وسوف نتحدث‬
‫عنه اآلن بشيء من التفصيل نظراً ألهميته‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫د‪.‬مصطفى أبوسعد‬ ‫الذكاء الوجداني ‪” :‬موعد مع القمة “‬ ‫مفاجآت صيف دبي ‪2005‬‬
‫‪ :‬المقاييس المختلفة للعمر‬
‫حين نسأل شخصا ً ما‪ :‬ما عمرك ؟ يجيبنا على الفور‪ :‬خمسون سنة (مثالً)‪ .‬هذه اإلجابة‬
‫قاصرة جداً ألنه هنا ذكر عمره الزمني فقط‪ ،‬وهذا العمر الزمني ال يفيدنا كثيراً في‬
‫معرفة أبعاد شخصية من سألناه ألن هناك مقاييس وأبعاد أخرى للعمر (أحيانا ً تكون‬
‫منسجمة مع العمر الزمني وأحيانا ً أخرى ال تنسجم)‪ ،‬نذكرها فيما يلي‪:‬‬

‫‪ -1‬العمر الزمني ( ‪: ) Choronological age‬‬


‫هو عدد السنوات التي عاشها اإلنسان في الحياة ‪.‬‬
‫‪ -2‬العمر العقلي ( ‪: ) Intellectual age‬‬
‫وهو يشير إلى ما إذا كان ذكاء هذا الشخص أقل أو أكثر أو مساوي لعمره الزمني (أي‬
‫الذكاء بالنسبة للعمر الزمني)‪.‬‬
‫‪ -3‬العمر االجتماعي ( ‪: ) Social age‬‬
‫وهو يقارن النمو االجتماعي للشخص بعمره الزمني‪ ،‬بمعنى‪" :‬هل هذا الشخص يتعامل‬
‫مع الناس اجتماعيا ً كما يتوقع لمن هم في مثل عمره الزمني؟"‬
‫‪ -4‬العمر الوجداني ( ‪: ) Emotional age‬‬
‫وهو يقارن النضج الوجداني للشخص بعمره العقلي‪ ،‬بمعنى‪" :‬هل هذا الشخص يتعامل‬
‫مع مشاعره كما يفعل من هم في مثل عمره الزمني؟"‬
‫وهذه األنواع المختلفة من األعمار ال تسير متوازية ومتساوية في أغلب األحوال‪ ،‬فنجد‬
‫بعضها يسبق اآلخر‪ ،‬وكلما كانت المسافة كبيرة بينها كلما أدى ذلك إلى اضطراب‬
‫التوافق فنجد مثالً رجالً قد بلغ الستين من العمر ولكن عالقاته االجتماعية تشبه إلى حد‬
‫كبير عالقات المراهقين‪ ،‬كما أن نضجه الوجداني ال يتعدى نضج األطفال‪.‬‬
‫ونحن ليست لنا سيطرة أو تحكم في عمرنا الزمني‪ ،‬وبالكاد لنا سيطرة ضعيفة على‬
‫عمرنا العقلي‪ ،‬أما عمرنا االجتماعي وعمرنا الوجداني فيمكننا تنميتهما وتحسينهما‬
‫بدرجة كبيرة وصوالً إلى النضج االجتماعي والنضج الوجداني‪.‬‬
‫ولكي نفهم أنفسنا أكثر ونعرف أين نحن من مراحل النضج الوجداني فسوف نستعرض‬
‫خصائص تأخر النضج ثم خصائص النضج‬

‫‪- Jerome Murray (2004) . Are you growing up or just getting older?. An internet article‬‬
‫‪under the title" Emotional Maturity" with modifications .‬‬

‫‪7‬‬
‫د‪.‬مصطفى أبوسعد‬ ‫الذكاء الوجداني ‪” :‬موعد مع القمة “‬ ‫مفاجآت صيف دبي ‪2005‬‬
‫كيف نحسن نضجنا الوجداني؟‬
‫هي رحلة طويلة تبدأ من الطفو‪+‬لة المبكرة وتستمر حتى آخر لحظة في الحياة إذ ليس هناك سقف للنضج‬
‫الوجداني‪ .‬وإليك عزيزي القارئ بعض التو‪+‬صيات‪:‬‬
‫‪ -1‬الوعي بالذات‪:‬‬
‫حاول أن ترى نفسك كما هي ال كما يجب أن تراها‪ ،‬ستواجهك بعض المصاعب حيث أن الدفاعات النفسية‬
‫(مثل الكبت ‪ Repression‬واإلسقاط ‪ Projection‬واإلنكار ‪ Denial‬والتبرير‬
‫‪ ) Rationalization‬ستحول بينك وبين هذه الرؤية الموضوعية‪ ،‬لذلك اسأل الناس المخلصين‬
‫الصادقين من حو‪+‬لك أن يحدثوك عن نفسك بص‪+‬راحة‪ ،‬وتقبل رؤيتهم حتى ولو لم تعجبك‪ .‬تدرب جيداً‬
‫و‪+‬طو‪+‬يالً على قراءة ما يدور بداخلك من أفكار وما يعتمل في نفسك من مشاعر‪.‬‬
‫‪ -2‬تقبل الذات‪:‬‬
‫وتقبل الذات ال يعني موافقتها على ما هي عليه دائما ً وإنما هي مرحلة مهمة يبدأ منها التغيير لألفضل‪.‬‬
‫‪ -3‬ال تحاول السيطرة على اآلخرين‪:‬‬
‫فبدالً من السيطرة والتحكم في اآلخرين حاو‪+‬ل أن تتعاون معهم‪ ،‬وعندما يكون هناك صراع أو خالف مع‬
‫طرف آخر فحاول أن تصل إلى حل يكون الطرفان فيه رابحين‪ ،‬وال تحرص على أن تكون أنت‬
‫الرابح الو‪+‬حيد دائماً‪.‬‬
‫‪ -4‬كن مستعداً لتغيير صالتك االجتماعية‪:‬‬
‫تجنب الناس والمواقف التي تخرج أسوأ ما فيك‪ ،‬واحرص على أن تعرض نفسك للناس وللمو‪+‬اقف التي‬
‫تخرج أحسن ما فيك‪.‬‬
‫‪ -5‬ابحث عن معنى للحياة يتجاوز حدود ذاتك‪:‬‬
‫ذلك المعنى الذي يعطيك منظوراً تلسكوبيا ً واسعا ً للحياة‪ ،‬وليس ذلك المعنى المحدود الضيق الذي ال يتجاوز‬
‫حدود اهتمامك الذاتي‪ .+‬وإذا كان لديك هذا المعنى الكبير الممتد للحياة فإنك ستعمل للخلود وبالتالي‬
‫ستكو‪+‬ن أهدافك عظيمة ومحفزة لقدراتك لكي تنمو بشكل مضطرد‪ .‬وعالمة نجاحك في الوصول إلى‬
‫هذا المعنى هي شعو‪+‬ر ثري وممتلئ بالحياة‪ ،‬ليس حياتك فقط بل أيضا ً حياة اآلخرين‪ ،‬و‪+‬عمارة الكون‪،‬‬
‫ذلك الشعور الجميل ال يحس به إال من وصلو‪+‬ا إلى النضج الوجداني سعيا ً لو‪+‬جه هللا الذي امتدح‬
‫صفات النضج الوجداني في رسوله صلى هللا عليه وسلم قائالً‪:‬‬

‫اس َت ْغف ِْر لَ ُه ْم‬


‫ف َع ْن ُه ْم َو ْ‬ ‫ضوا مِنْ َح ْولِ َك َف ْ‬
‫اع ُ‬ ‫ب اَل ْن َف ُّ‬
‫ِيظ ا ْل َق ْل ِ‬ ‫( َف ِب َما َر ْح َم ٍة مِنَ هَّللا ِ لِ ْن َت لَ ُه ْم َو َل ْو ُك ْن َ‬
‫ت َف ّظا ً َغل َ‬
‫ِب ا ْل ُم َت َو ِّكلِينَ ) صدق هللا العظيم(آل‬ ‫هَّللا‬ ‫هَّللا‬
‫او ْر ُه ْم فِي اَأْل ْم ِر َفِإ َذا َع َز ْم َت َف َت َو َّكلْ َعلَى ِ ِإنَّ َ ُيح ُّ‬ ‫ش ِ‬ ‫َو َ‬
‫عمران‪.)159:‬‬

‫‪- Jerome Murray (2004) . Are you growing up or just getting older?. An internet article‬‬
‫‪under the title" Emotional Maturity" with modifications .‬‬

‫‪8‬‬
‫د‪.‬مصطفى أبوسعد‬ ‫الذكاء الوجداني ‪” :‬موعد مع القمة “‬ ‫مفاجآت صيف دبي ‪2005‬‬
‫الذكاء الوجداني في المدرسة‬
‫في تجربة استمرت لمدة عامين ُأدخلت مادة الذكاء الوجداني ضمن‪ ‬‬
‫البرنامج الدراسي لمجموعة من الطالب ثم تمت متابعة هؤالء الطالب‬
‫‪ :‬لمدة ست سنوات بعد انتهاء التجربة فكانت النتيجة كما يلي‬
‫‪ .‬ازدياد ق‪ww‬درة ا‪ww‬لطالبعلىا‪ww‬لتأق‪w‬لم‪ w‬مع‪ w‬ا‪ww‬لشدة ا‪ww‬لنفسية ‪1-              ‬‬
‫‪.‬ا‪w‬نخفاضن‪ww‬سبة ا ‪w‬إلدمانوا‪ww‬لع‪w‬ادا‪w‬تا‪ww‬لغ‪w‬ذا‪w‬ئية ا‪ww‬لسلبية‪2-                ‬‬
‫‪ .‬ا‪w‬نخفاضن‪ww‬سبة ا‪ww‬لتصرفاتا‪ww‬لع‪w‬دوا‪w‬نية‪3-                ‬‬
‫‪ .‬ا‪w‬نخفاضن‪ww‬سبة ا‪ww‬لتدخين‪4-                ‬‬
‫كما ثبت أيضا ً أن تنمية مهارات الذكاء الوجداني عند المدرسين يساعدهم‬
‫‪ .‬على التواصل مع الطالب بشكل أفضل‬

‫الفهم الجيد للذكاء العاطفى للطفل مفيد لألباء الذين يحاولوا المحافظة‬
‫النظرية على ما هو مهم في تنشأة أطفالهم وبذلك فان الجينات الوراثية‬
‫لنا تمدنا بنظم ونزعة اتجاة الصفات الشخصية و تجاربنا من خالل‬
‫الحياة فى السنوات المبكرة للطفولة‪ .‬األطفال يطوروا جوهر شخصيتهم‬
‫وحسهم بانفسهم و هم يطوروا المنظور االجتماعي والطبيعي للعالم‬
‫ومهارتهم فى قيادة السائدة والضحلة التى تتدعمهم على طول و الحافز‬
‫للنجاح ينبع من الداخل و األطفال يظهرعاطفته لألخرين و القدرة‬
‫‪.‬لألستجابة الوجداني ة طلوعا ً ونزوالً عن األخرين‬

‫‪9‬‬
‫د‪.‬مصطفى أبوسعد‬ ‫الذكاء الوجداني ‪” :‬موعد مع القمة “‬ ‫مفاجآت صيف دبي ‪2005‬‬
‫معدل الذكاء الوجداني لطفلك‬
‫‪ ‬‬

‫كيف‬
‫ممكن‪  ‬ان نكون األفضل بكوننا أباء (ولسنا معلمين ! ) لتحسين‬

‫ي‬
‫معدل الذكاء الوجداني بتشكيل الذكاء العاطفى فى سلوكنا‬

‫ة مساعدة‬
‫بطريقة أخرى‪ .‬األباء الذين فى مقدرتهم مساعدة األطفال ذو‬
‫الذكاء العاطفى العالى هم ‪:‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪     .1‬منتبهين جيداً لمشاعر ابنائهم ومساعدتهم فى فهم‬
‫مشاعرهم‬

‫أطفالنا بت‬
‫‪        · .2‬مساعدة اطفالهم فى فهم ومعرفة مشاعر األخريين‬
‫‪        · .3‬تحديد االهداف الطفالهم·‪    ‬‬
‫‪     .4‬مساعدة اطفالهم في تطوير نظرتهم التفاؤلية للحياة·‪ ‬‬
‫‪        .5‬اإلمداد بالروابط والحدود واالتجاهات حتى يصبح أطفالنا‬
‫أعضاء مسئولة في المجتمع·‪    ‬‬

‫حسين معد‬
‫‪    ‬مساندة عملية تطوير الكفاءة و الثقة بالنفس و المثابرة‬
‫ضرورى للنجاح‪  ‬فى المهمات مع التدريب اللطيف والتدقيق‪.‬‬
‫في العادة هذه اكثر الطرق فعالية لمساعدة األطفال‪ .‬تجاهل‬
‫العواطف يكون عادة للتغلب علي المخاوف التي تتقبل جميع‬
‫االنفعاالت‪،‬او االنفعال السلبي لردود أفعال األطفال لن تفيد‬
‫األطفال الذين يطوروا إحساسهم بأنفسهم ومهارات هم‬
‫محتاجين لها للنجاح‪.‬يوجد كثير من الكتابات الرائجة المتاحة‬ ‫ل ذكائهم ا‬
‫عن مبادئ معدل الذكاء العاطفى‪ .‬الوالدين البد ان يختاروا وان‬
‫يبحثوا عن كتب التي تكون مبينة على أبحاث حقيقية‪ ،‬الطريقة‬
‫الهندسية لتنمية معدل الذكاء الوجداني للطفل تكون على‬
‫األرجح إيجابية‪ .‬أحسن نصيحة للوالدين يمكن ان تكون هي‬
‫لوجداني ؟‬

‫قضاء وقت أقل فى التركيز على ما يجب أن يكون عليه أطفالنا‬


‫ووقت اكبر في إمتاع ومساعدة أطفالنا بصورة متفائلة ‪،‬و‬
‫التوقعات الكبيرة ( الواقعية) ‪ ،‬والتوجيه اللطيف للنجاح‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫د‪.‬مصطفى أبوسعد‬ ‫الذكاء الوجداني ‪” :‬موعد مع القمة “‬ ‫مفاجآت صيف دبي ‪2005‬‬
‫أبعاد الذكاء الوجداني‬
‫‪:‬الذكاء الوجداني يبنى على األتى‬
‫‪     .1‬معرفة‪  ‬العواطف الفرد‬
‫‪            ‬المعرفة الشخصية أو القدرة على معرفة المشاعر كما تحدث هى حجر‬
‫الزاوية للذكاء العاطفى ‪ ‬‬
‫‪            ‬أن نكون علي عالم بأمزجتنا‪ ،‬أفكارنا‪ ،‬و مشاعرنا عن أمزجتنا هذا‬
‫ضرورى ألدارة العواطف‪.‬‬
‫‪     .2‬إدارة العواطف‬
‫‪        ‬إ دارة المشاعر هكذا تؤدى إلى سلوك مالئم َيكون مهارة طبيعية التى تبنى‬
‫الوعى الشخصى‬
‫‪     .3‬التحفيز النفسى‬
‫‪   ‬المواجهه واألصرار لمواجهة القلق والخوف و العقبات يترتكز علي اإلنجاز‬
‫المنفرد‪.‬‬
‫‪          ‬صدق انك تمتلك الرغبة الدارة األحداث الرئيسية والتنبؤات الحاسمة‬
‫للنجاح فى الحياة والمدرسة‪.‬‬
‫‪     .4‬مالحظة عواطف األخرين‬
‫‪         ‬بالتأكيد بناء على المعرفة الشخصية للعواطف و تطبيقها عمليا ً على‬
‫األخريين هى المهارة الوجداني ة ‪ ‬األساسية للنجاح فى التفاعل الداخلى‪.‬‬
‫‪     .5‬التعامل في العالقات الشخصية‬
‫‪         ‬فن العالقات هو على نطاق موسع يقاس بواسطة كيفية التأثير على‬
‫األخريين وكيفية قدرتنا على التعرف و األستجابة لهذا األحساس بسلوك مالئم‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫د‪.‬مصطفى أبوسعد‬ ‫الذكاء الوجداني ‪” :‬موعد مع القمة “‬ ‫مفاجآت صيف دبي ‪2005‬‬
‫ما هي االنفعاالت الوجدانية؟‬
‫االنفعاالت الوجدانية هي التعبير الذي ال يزال علماء النفس والفلسفة ينتقدونه منذ قرابة‬
‫القرن‪ ،‬وفي أدق معناه الحرفي يعرف قاموس أوكسفورد اصطالح ‪ emotion‬بأنه حاالت‬
‫اضطراب في الدفاع والمشاعر والعواطف وأي حالة ذهنية عميقة أو انفعالية ‪ ،‬ويأخذ المؤلف‬
‫هذه الكلمة على انها اشارة الى المشاعر واالفكار الخاصة بها والحالتين النفسية والبيولوجية‬
‫وحاالت من النزوع الطبيعي للتحرك أو العمل‪ .‬وهناك المئات من االنفعاالت العاطفة مع مزيج‬
‫خاص بها وتنوعات والطفرات والمضايقات‪ .‬وهناك الكثير من العناوين الفرعية لالنفعاالت‬
‫اكثر ما لدى الباحثين والعلماء من كلمات مرادفة لها أو تشرحها‪.‬‬
‫ويواصل الباحثون جدلهم حول اي بالضبط االنفعاالت التي يمكن اعتبارها أولية أو يجادلون‬
‫ما اذا كانت هناك انفعاالت عاطفية أولية‪ .‬ويفترض بعض المنظرين عائالت أساسية على‬
‫الرغم من ان الجميع ال يشاطرون الرأى‪ .‬وفيما يلي التعريفات المرشحة الرئيسية وبعض‬
‫اعضاء عائالتها‪ :‬الغضب‪ :‬االثارة والحنق واليأس والنبض والضيق والحيرة والعداء ويجوز‬
‫ان تكون حاالت مرضية مثل الكراهية والعنف‪.‬‬
‫الحزن‪ :‬األسي‪ ،‬والحزن الشديد وعدم البهجة والكآبة واالنقباض والرعب والذعر‪.‬‬
‫االنبساط‪ :‬السعادة‪ ،‬المتعة‪ ،‬الخالص الفرحة والمتعة والتسلية‪.‬‬
‫الحب‪ :‬القبول‪ ،‬الصداقة والثقة‪ ،‬واللطف العشق واالفتتان‪.‬‬
‫المفاجأة‪ :‬الصدمة‪ ،‬المفاجأة والدهشة والتعجب‪.‬‬
‫االشمئزاز‪ :‬االزدراء‪ ،‬الغثيان‪ ،‬االحتقار‪ ،‬التجنب‪ ،‬الخجل‪ :‬الذنب‪ ،‬االرباك واألسى‪ ،‬الندم‪،‬‬
‫االذالل‪ ،‬إماثة الجسد‪ .‬للتأكد من ذلك فإن هذه القائمة ال تحل كل قضية ازاء كيفية فرز‬
‫العواطف واالنفعاالت‪ ،‬وعلى سبيل المثال ما هي قضية الخليط مثل الحسد الذي يحتوي على‬
‫مزيج من الغضب والحزن والخوف‪ ،‬والواقع فإنه ال وجود الجابات شافية‪ ،‬وال يزال النقاش‬
‫العلمي حول كيفية تصنيف العواطف االنفعالية قائماً‪ .‬ولكن لم يظهر نموذج علمي للعقلية‬
‫االنفعالية التي توضح ان ما نقوم به يمكن ان يدفعنا بصورة انفصالية اال في السنوات‬
‫االخيرة‪ ،‬وهي كيف يمكن ان نكون عقالنيين في لحظة وغير عقالنيين أو منطقيين في‬
‫لحظات اخرى‪ .‬والشعور الذي تكون لالنفعاالت حاالتها المنطقية المتعلقة بها وكيف يكون لها‬
‫منطقها‪.‬‬
‫ويقدم عدد من العلماء قائمة من االدلة العلمية المختلفة ويوفرون قائمة من السمات التي‬
‫تميز االنفعاالت الوجداني ة عن بقية الحياة الذهنية‬

‫‪12‬‬
‫د‪.‬مصطفى أبوسعد‬ ‫الذكاء الوجداني ‪” :‬موعد مع القمة “‬ ‫مفاجآت صيف دبي ‪2005‬‬
‫مكونات الذكاء الوجداني‬

‫فهم اآلخرين‬ ‫فهم الذات‬


‫إدرا?ك مشاعر ا??آلخرين‪ 12-‬‬ ‫إدرا?ك ا??لمبادئوا??لقيم? وا??ألهدا?ف‪1-‬‬
‫إدرا?ك مشاعر ا??لذا?ت‪2-‬‬
‫التعامل اإليجابي مع‬
‫اآلخرين‬
‫ا??لتع?اطف‪13-‬‬ ‫ا?ستخدا?م? ا??لحدسب??شكل ص??حيح ‪3-‬‬
‫ا??لتعبير عنا??لمشاعر ‪14-‬‬ ‫التعامل اإليجابي مع الذات‬
‫ا??لتوا?صل مع? ا??آلخرين‪15-‬‬ ‫ا??لتفاؤل ‪4-‬‬
‫ا??لخالفا??لبناء ‪16-‬‬ ‫ا??لمرونة ‪5-‬‬
‫ا??لثقة ب??ا??آلخرين‪17-‬‬ ‫ا??لمبادرة وتحمل ا??لمسؤولية ‪6-‬‬
‫ا??لتحكم? ب??ا??لمشاعر ‪7-‬‬
‫ا??لثقة ب??ا??لنفس‪8-‬‬
‫ا??لتصميم? ‪9-‬‬
‫ا ?إلبدا?ع ‪10-‬‬
‫ت‬‫ي‬ ‫ع‬‫ل‬ ‫ا‬ ‫د‪.‬ياسر‬ ‫ا ?النسجام? ا??لدا?خلي‪11-‬‬
‫ي‬

‫‪13‬‬
‫د‪.‬مصطفى أبوسعد‬ ‫الذكاء الوجداني ‪” :‬موعد مع القمة “‬ ‫مفاجآت صيف دبي ‪2005‬‬
‫من مكونات الذكاء الوجداني ‪1‬‬

‫إدراك مشاعر اآلخرين ‪:‬‬

‫• هي قدرتك على اإلحساس بما يشعر به اآلخرون من خالل كلماتهم ولغة أجسادهم ‪.‬‬

‫التعاطف ‪:‬‬

‫•هي قدرتك على تفهم مشاعر اآلخرين وإشعارهم بذلك‬

‫التعبير عن المشاعر ‪:‬‬

‫• هي قدرتك على إظهار مشاعرك لآلخرين وأن تجعل ذلك جزءاً أساسيا ً من تفاعالتك اليومية مع الناس ‪.‬‬

‫التواصل مع اآلخرين ‪:‬‬

‫• هي قدرتك على إنشاء شبكة من العالقات مع اآلخرين بحيث تجد في هذه العالقات نفسك بشكل‬
‫حقيقي وكامل وتستطيع أن تعبر عن اهتمامك باآلخرين وتقديرك لهم وأن تشاركهم آالمك وآمالك ‪.‬‬

‫في العالقات االجتماعية‬

‫‪ -‬التعاطف مع اآلخرين يعتمد على تفهم اإلنسان لمشاعره الخاصة ‪.‬‬

‫• عدم تفهم اإلنسان لمشاعر اآلخرين يؤدي إلى المفاجآت في التعامل معهم ‪.‬‬

‫– يجب عدم الحكم على مشاعر اآلخرين وإبداء الرأي فيها وإنما تفهمها واحترامها كما هي ‪.‬‬

‫– عندما نطلب من اآلخرين أن يشعروا مثلنا ونربط تقبلنا لهم بذلك فنحن نمحو هويتهم ونعتدي على حقهم في‬
‫الوجود كأشخاص مستقلين عنا ‪.‬‬

‫– إن تفهم اآلخرين واحترام مشاعرهم سيدفعهم إلى مبادلتنا هذا التفهم‬


‫واالحترام‬
‫* قانون الصدى ‪:‬‬
‫‪14‬‬
‫د‪.‬مصطفى أبوسعد‬ ‫الذكاء الوجداني ‪” :‬موعد مع القمة “‬ ‫مفاجآت صيف دبي ‪2005‬‬
‫من مكونات الذكاء الوجداني ‪2‬‬
‫د‪.‬ياسر‬ ‫•الخروج من الصندوق‬ ‫‪:‬‬
‫ي‬ ‫ت‬‫ي‬ ‫ع‬‫ل‬ ‫ا‬
‫م‬ ‫ال‬
‫ش‬
‫ال‬ ‫هدا‬
‫ول‬

‫رجل يجلس في مقعده في الطائرة و إلى جانبه مقعد فارغ ‪.‬هو ال يريد ألحد أن يجلس في‬
‫المقعد المجاور له و يزعجه ‪,‬يضع حقيبته في المقعد المجاور و يمسك بجريدة و يبدأ‬
‫بقراءتها ‪.‬تزدحم الطائرة بالركاب و هم يبحثون عن مقعد يجلسون فيه‪ ,‬يسترق النظر إلى‬
‫الناس من خلف الجريدة و يفردها اكثر ليجعل الناس ال يرغبون في الجلوس في المقعد‬
‫‪ .‬المجاور له‬

‫‪:‬الموقف‬
‫إنه يهتم بحاجته فقط و يعتبر حاجات اآلخرين أقل أهمية ‪ ,‬إنه ينظر إلى اآلخرين كمشكلة أو‬
‫‪ .‬تهديد له‬
‫‪:‬المشاعر‬
‫‪ .‬هو يشعر بالقلق و الضيق و التوتر و الغضب من اآلخرين الذين يمكن أن يجلسوا بجواره‬

‫ال‬ ‫‪:‬‬
‫يحدث خطأ غي حجز المقاعد لزوجين في طائرة ‪ ,‬فال يجلسان بجانب‬ ‫م‬
‫بعضهما و فيما المضيف يبحث عن حل لهذه المشكلة تتقدم امرأة‬ ‫ث‬ ‫ل‬‫ا‬‫شه د‬
‫و تعرض على أحد الزوجين و تبادله المكان‬ ‫بجانبها مقعد فارغ‬
‫اني‬
‫‪ .‬ليجلس الزوجان بجانب بعضهما‬

‫‪:‬الموقف‬
‫‪.....................................................................................‬‬
‫‪:‬المشاعر‬
‫‪.‬لقد شعرت بالغبطة و االرتياح بسبب تلبيتها لحاجات اآلخرين‬
‫‪15‬‬
‫د‪.‬مصطفى أبوسعد‬ ‫الذكاء الوجداني ‪” :‬موعد مع القمة “‬ ‫مفاجآت صيف دبي ‪2005‬‬
‫‪:‬‬‫م‬ ‫بقل‬
‫التعاطف ‪ :‬فن اإلحساس باآلخر‬ ‫إ‬ ‫و‬ ‫ايك‬
‫ه‬
‫ي رن‬
‫ست‬

‫‪    ‬متى نستطيع أن نقول بالفعل لشخص آخر "أنا أفهمك" أو "أشعر بما تحس به" أو "أفهم ما‬
‫يدور بداخلك" ‪ ...‬عندما نكون حساسين‪ .‬التعاطف ‪ Empathy‬هو أكثر من مجرد المشاركة‬
‫الوجدانية ‪ - Sympathy‬إنه القدرة على اإلصغاء و التبصر بهدف التعرف على أفكار و مشاعر‬
‫اآلخر‪ .‬و تعد هذه القدرة مولودة و ليست مكتسبة و مع ذلك فإننا قليال ما نستخدمها‪.‬‬
‫"أشعر بخوفكم ‪ ،" I can feel your pain‬قالها بل كيلنتون بعيون مغرورقة بالدمع في حديث‬
‫مع أسرة إحدى ضحايا انفجار‪ .‬و في هذه الجملة‪ ،‬الني كان ينطق بها بصور مختلفة في مناسبات‬
‫مشابهة‪ ،‬يعتقد المراقبون و المحللون أنهم اكتشفوا سر الرئيس السابق للواليات المتحدة األمريكية‪،‬‬
‫و الذي يتمثل في الموهبة الخاصة بمنح الناس الشعور بأنه يفهمهم‪ .‬حتى أن معارضوه السياسيون‬
‫وصفوه بالجذاب المتعاطف‪ ،  empathically Charmer‬و بأنه منفتح على اآلخر (و ليس‬
‫على النساء فحسب)‪ ،‬و يبحث عن التقارب الجسدي و ينظر بعمق في عينيه‪ ،‬و يشد على يديه‬
‫بحرارة و يبث له ‪ :‬أنا مصغ لك بالفعل‪ ،‬أنا مهتم بمشكلتك و يبدو أن كلينتون كان يستخدم هذه‬
‫القدرة أو المهارة حسب الحاجة في مقابالته الشخصية‪.‬‬
‫‪    ‬و لكن هل هذا الشعور هو التعاطف ‪ Empathy‬أم مشاركة وجدانية ‪ Sympathy‬الذي يتم‬
‫الخلط بينه و بين المفهوم األشمل و األوسع التعاطف (التماهي الوجداني ) في كثير من األحيان؟‬
‫‪    ‬التعاطف أكثر من مجرد اإلحساس العفوي باآلخر‪ ،‬الذي يغمرنا أو يستحوذ علينا استنادا لمشاعر‬
‫اآلخر‪ ،‬و قد يدفع أعيننا لذرف الدموع‪ .‬فالمشاركة الوجدانية هي مجرد مرحلة سابقة للتعاطف‪.‬‬
‫فعندما نشارك اآلخر وجدانيا نتذكر كيف "يكون" الحزن أو السعادة أو الحنق إننا نتقاسم هذه‬
‫الخبرات و يمكننا لهذا أن نعزي أنفسنا‪ ،‬أن نفرح أو نتوتر‪ .‬و هكذا ينشأ بين الناس تشارك مصبوغ‬
‫باالنفعال أو المشاعر‪ ،‬إال أنه من حيث المبدأ تشارك سطحي‪.‬‬
‫‪    ‬إال أن التعاطف أكثر من مجرد التشارك الوجداني‪ .‬إنه يصف القدرة على فهم خبرات اآلخر و‬
‫االستجابة بناء على هذا الفهم بالشكل المناسب‪.‬‬
‫‪    ‬التعاطف ليس مجرد المشاركة في المشاعر فحسب إنه يحاول فهم ما هو كامن خلف هذه‬
‫المشاعر‪ .‬لهذا يشترط التعاطف اإلصغاء الدقيق و المالحظة الدقيقة‪ .‬فإذا أردنا أن نكون متعاطفين‬
‫فإننا نريد أن تفهم بدقة ما الذي يجري في اآلخر‪ .‬لهذا نحاول أن نرى العالم بعيون "أن نرتدي‬
‫حذائه"‪ .‬و هذا التبديل للمنظور (و التخلي العابر عن منظورنا) يفتح لنا تفهما يتجاوز المشاركة‬
‫الوجدانية آلخر‪ .‬و بمجرد نستطيع "قراءة" ما الذي يفكر فيه اآلخر و يحسه و ما ينويه و ما هي‬
‫الدوافع و العقد التي دفعه وهو موقفه نحونا‪ ،‬عندئذ يمكننا أن نتعاطف معه‪ .‬و هذا يعني ‪ :‬ما‬
‫نستطيع عندئذ مساعدته – أو حتى حماية أنفسنا من نواياه و مخططاته‪ .‬إذ أنه يمكن استخدام‬
‫التعاطف لصالح اآلخر أو إللحاق الضرر به‪ .‬فمن يعرف بشكل جيد ما "يدور" في رأس المحيطين‬
‫به فإنه ال يستطيع نصحه أو حمايته فحسب و إنما توجيهه و استغالله‪.‬‬
‫‪    ‬و يعرف باحث التعاطف وليم إكس ‪ William Ickes‬القدرة التعاطفية على النحو التالي ‪:‬‬
‫االحتضان التعاطفي (من الذات نحو اآلخرين) ليس أكثر من شكل من قراءة األفكار الذي نمارسه في‬
‫حياتنا اليومية ‪ ...‬إنه على ما يبدو ثاني أكبر اإلنجازات القادر عليها دماغنا‪ ،‬حيث أن الوعي نفسه‬
‫هو اإلنجاز األكبر" ‪...‬‬
‫‪16‬‬
‫د‪.‬مصطفى أبوسعد‬ ‫الذكاء الوجداني ‪” :‬موعد مع القمة “‬ ‫مفاجآت صيف دبي ‪2005‬‬
‫هل العاطفة ذكاء؟‬ ‫م‬ ‫ل‬ ‫ق‬ ‫ب‬ ‫‪:‬‬ ‫ي‬‫ص جلب‬
‫خال‬

‫منذ مائة عام تم الكشف عن طرق لتحديد الذكاء عند الناس وأصبحت طرقا يعتد بها وتقرر بواسطتها‬
‫مصائر الناس وأنا شخصيا ً أتذكر أنني أردت التقدم إلى وظيفة في أوروبا فخضعت لهذا االمتحان‬
‫ولفت نظري دقته في اكتشاف مواهب اإلنسان إلى درجة أن عقلي بدأ يشتغل على ثالثة محاور فمن‬
‫جهة كان البد من التركيز على اللغة التي هي ليست اللغة األم بالنسبة لي فكان الحديث باللغة‬
‫األلمانية‪ .‬وثانيا ً حصر الذهن لإلجابة على األسئلة التي تعتمد الذاكرة والنباهة والبديهة‪ .‬وثالثا ً أمتعني‬
‫الفحص فبدأت أسخر ذاكرتي لحفظ طرائقه‪ .‬ولكن المفاجأة أن علم النفس بدأ يكتشف بحراً غنيا ً لم يتم‬
‫كشفه عند اإلنسان‪ .‬فقد عمد (هوارد جاردنر ‪ )Haward Gardner‬العالم السيكولوجي بكلية‬
‫التربية بجامعة هارفارد إلى بلورة مفهوم جديد للذكاء صدر ذلك في كتاب بعنوان (أطر العقل‬
‫‪ ) Frames of Mind‬حيث رأى أن المدرسة السابقة التي أسسها (ستافورد ـ بينيه ‪Staford-‬‬
‫‪ )Binet‬ال تتناول إال حيزاً من اكتشاف شخصية اإلنسان ومهاراته‪ .‬وظهر واضحا ً ومن خالل‬
‫إحصائيات مدروسة أنه ليس كل من نال فوق ‪ 120‬من فحص الذكاء المرموز له (‪ )IQ‬سيكون ناجحا ً‬
‫في الحياة‪ .‬والجانب الجديد الذي كشف النقاب عنه جاردنر هو أن ذكاء اإلنسان ليس ثالث زوايا من‬
‫المنطق والعمليات الحسابية أو البراعة اللفظية بل هناك حسب ما كشف عنه جاردنر ما ال يقل عن‬
‫سبعة جداول معرفية تكشف ذكاء اإلنسان وأهمها الجدول االجتماعي أي النجاح في بناء العالقات‬
‫اإلنسانية وكما جاء في كتابه‪( :‬إن الذكاء في العالقات المتبادلة بين الناس هو القدرة على فهم‬
‫اآلخرين وما الذي يحركهم وكيف يمارسون عملهم وكيف يتعاون معهم) وفيما يتعلق بذكاء الشخصية‬
‫االجتماعية وتميزها حدد أربع مواصفات‪( :‬القيادة والمقدرة على تنمية العالقات‪ .‬والمحافظة على‬
‫األصدقاء‪ .‬والقدرة على حل الصراعات‪ .‬والمهارة في التحليل االجتماعي) ويقول جاردنر إن الفروع‬
‫السبعة من الذكاء ليست إال حقوالً بدائية الكتشاف مواهب اإلنسان وهناك في الواقع أكثر من عشرين‬
‫بوابة الكتشاف الذكاء اإلنساني‪ .‬والذكاء األكاديمي ال يعد المرء لتقلبات الحياة المخيفة والذكاء الفعلي‬
‫كما يقول صاحب كتاب الذكاء الوجداني (دانيل جولمان) هو أن‪( :‬تكون قادرا على حث نفسك‬
‫باستمرار في مواجهة اإلحباطات والتحكم في النزوات وتأجيل إحساسك بإشباع النفس وإرضائها‬
‫والقدرة على تنظيم حالتك النفسية ومنع األسى أو األلم من شل قدرتك على التفكير وأن تكون قادرا‬
‫على التعاطف والشعور باألمل)‪ .‬ومن األمور التي أظهرت صحة هذه النظرة أن خمسة أطفال من‬
‫المتفوقين في فحص الذكاء ونالوا فيه ‪ 125‬ـ ‪ 133‬لم يحظ إال واحد منهم بتفوقه في ثالثة مجاالت‪.‬‬
‫وتفوق واحد منهم فقط في التفاهم االجتماعي‪ .‬ولكن مشكلة هذا الكشف الجديد أنه غامض بعض‬
‫الشيء وليس له اختبارات واضحة كما أنه لم يفرز هذا الذكاء عن (المعرفة واللغة) فلم يصل إلى لب‬
‫المشكلة كما يقول جولمان‪ .‬ولقد حاول تلميذ جاردنر وهو (بيتر سالوفي) أن يعين خمسة أشكال من‬
‫هذا الذكاء هي الوعي بالنفس وإدارة العواطف ومنها القدرة على تهدئة النفس وتحفيز النفس أي‬
‫توجيه العواطف في خدمة هدف ما والتحكم في االنفعاالت والتقمص الوجداني أي التعرف على‬
‫عواطف اآلخرين‪ .‬وأخيرا توجيه العالقات اإلنسانية وتطويع عواطف اآلخرين‪ ،‬ومن يؤت الحكمة فقد‬
‫أوتي خيرا كثيرا‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫د‪.‬مصطفى أبوسعد‬ ‫الذكاء الوجداني ‪” :‬موعد مع القمة “‬ ‫مفاجآت صيف دبي ‪2005‬‬
‫كيف تكون سيد نفسك‬
‫إن القدرة على التحكم بالنفس تؤدي إلى السعادة والنجاح في الحياة‬

‫مبادئ عامة حول العواطف‬

‫وظيفة العواطف حماية اإلنسان من األخطار والحفاظ على وجوده ‪.‬‬ ‫•‬
‫تلعب العواطف دورها اإليجابي حينما تأتي في الوقت المناسب وبالشدة‬ ‫•‬
‫المناسبة ولفترة مناسبة ‪.‬‬
‫نحن ال نستطيع أن نقرر عواطفنا لكننا نستطيع أن نقرر ماذا نفعل حيالها‪.‬‬ ‫•‬
‫التركيبة الوجداني ة لإلنسان وراثية ولكن كيفية التعامل معها مكتسبة ‪.‬‬ ‫•‬
‫إن التحكم في العواطف ال يعني تجاهلها أو كبتها ‪.‬‬ ‫•‬

‫التحكم بالعواطف يعني ‪:‬‬


‫‪ .1‬قراءتها ‪.‬‬
‫‪ .2‬معرفة تأثيرها على أفكارك وأقوالك وتصرفاتك ‪.‬‬
‫‪ .3‬تحييد تأثيرها السلبي عليك وذلك إما ‪:‬‬
‫• بتغيير العاطفة نفسها عن طريق تغيير طريقة النظر إلى الموضوع‬
‫• بالقيام بسلوك ما لتحييد األثر السلبي لهذه العاطفة ‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫د‪.‬مصطفى أبوسعد‬ ‫الذكاء الوجداني ‪” :‬موعد مع القمة “‬ ‫مفاجآت صيف دبي ‪2005‬‬
‫قراءة العواطف‬

‫الخطوة األولى نحو التحكم بالعواطف هي قراءتها فالذين‬


‫يجهلون قراءة عواطفهم يعيشون تحت رحمتها‪.‬‬

‫المشاعر اإليجابية‬ ‫المشاعر السلبية‬


‫التشجيع‬ ‫اإلحباط‬
‫التفاؤل‬ ‫التشاؤم‬
‫االحترام‬ ‫عدم االحترام‬
‫األمان‬ ‫الخوف‬
‫االسترخاء‬ ‫التوتر‬
‫االندفاع‬ ‫الملل‬
‫االستقاللية‬ ‫االعتماد على اآلخرين‬
‫اإلنصاف‬ ‫الظلم‬
‫الفخر‬ ‫الشعور بالذنب‬
‫اإلثارة‬ ‫االكتئاب‬
‫التواصل‬ ‫الوحدة‬
‫االهتمام‬ ‫التجاهل‬
‫التفهم‬ ‫سوء الفهم‬

‫‪19‬‬
‫د‪.‬مصطفى أبوسعد‬ ‫الذكاء الوجداني ‪” :‬موعد مع القمة “‬ ‫مفاجآت صيف دبي ‪2005‬‬
‫األسئلة الذكية‬
‫األشخاص األذكياء عاطفيا ً يعرفون كيف يطرحون األسئلة الذكية عاطفيا ً التي تحرك‬
‫مشاعرهم اإليجابية وتوجههم في االتجاه الصحيح ‪.‬‬

‫إن وضع المشكلة ضمن أسئلة اإلطار السلبي يؤدي إلى الشعور بالعجز‬ ‫•‬
‫وإلقاء اللوم على اآلخرين وإضاعة الفرص ‪.‬‬
‫– ما هي المشكلة ؟‬

‫أسئلة اإلطار السلبي ‪:‬‬


‫– لماذا لدي هذه المشكلة ؟‬
‫– منذ متى لدي هذه المشكلة ؟‬
‫– كيف تحد هذه المشكلة من إمكانياتي ؟‬
‫– من السبب في وجود هذه المشكلة ؟‬
‫– كيف تحول هذه المشكلة بيني وبين تحقيق ما أرغب فيه ؟‬
‫– ما أسوأ وقت عشت خالله هذه المشكلة ؟‬

‫* إن وضع المشكلة ضمن أسئلة اإلطار اإليجابي يدفع اإلنسان إلى السير في‬ ‫•‬
‫االتجاه الذي يريده ويحمله المسئولية ويعطيه الكثير من الخيارات ‪:‬‬
‫• ماذا أريد ؟نحن نصنع عاداتنا‬
‫• ثم تقوم عاداتنا بصنعنا‬
‫• متى أريد تحقيق ذلك ؟‬ ‫أسئلة اإلطار اإليجابي‬
‫• بعد الحصول على ما أريده ما الذي سيتحسن في حياتي ؟‬
‫• ما هي المصادر المتاحة لمساعدتي على الوصول إلى ما أريد ؟‬
‫• كيف أستخدم اإلمكانات التي لدي أحسن استخدام؟‬
‫• ما هي التحديات التي يمكن أن تواجهني ؟‬
‫• ما هي أفضل طريقة لمواجهة هذه التحديات ؟‬
‫• ما الذي يجب القيام به اآلن للحصول على ما أريد ؟‬

‫‪20‬‬
‫د‪.‬مصطفى أبوسعد‬ ‫الذكاء الوجداني ‪” :‬موعد مع القمة “‬ ‫مفاجآت صيف دبي ‪2005‬‬
‫مركز المشاعر القوية‬
‫اللوزة في اجسام البشر هي مجموعة من الهياكل المتداخلة تقع فوق جذع الدماغ قرب قاع الحلقة‬
‫الحوفية‪ ..‬وهناك لوزتان‪ .‬واحدة على كل جانب من الدماغ تقع باتجاه جانب الرأس‪ .‬وتعد اللوزة‬
‫متخصصة في المسائل االنفصالية الوجداني ة‪ ،‬فإذا بترت اللوزة عن باقي الدماغ‪ ،‬تكون النتيجة عدم‬
‫القدرة على االحساس باالحداث المهمة الوجداني ة وتسمى هذه الحالة احيانا بـ «العمى المؤثر»‪.‬‬
‫ويؤدي فقد اللوزة الى االفتقار ألي تفاعل عاطفي‪ .‬فعلى سبيل المثال خضع شاب لعملية استؤصلت‬
‫خاللها اللوزة من دماغه‪ ،‬فأصبح ال يبدي اي رغبة في االختالط بالناس‪ ،‬وفضل الجلوس في عزلة‬
‫بدون اي اتصال مع البشر‪ .‬وبينما كان قادرا بصورة مثالية على التخاطب والتحادث مع اآلخرين‪ ،‬إال‬
‫انه لم يعد قادرا على التمييز بين اصدقائه وأقاربه‪ ،‬ولم يعد يتعرف حتى على والدته‪ ،‬وبقي غير‬
‫مبال بضيق اآلخرين‪ .‬وتعمل اللوزة لمخزن الذكريات االنفعالية‪ ،‬ولذلك فهي ذات اهمية بوظيفتها‪.‬‬
‫فالحياة بدون لوزة الدماغ مجردة من المعاني الشخصية‪.‬‬
‫ودعنا نتذكر ذلك الوضع عندما يتحول الذكي الى مغفل‪ ،‬لقد حدث بدقة عندما طعن الطالب النجيب‬ ‫•‬
‫جاسون استاذ الفيزياء في المرحلة الثانوية باستخدام ساطور المطبخ‪ ،‬ولكن الحقائق ذكرت في‬
‫التقرير الذي افاد ان جاسون الطالب الحاصل على ترتيب مستوى رفيع في مدرسة بكلورال سبرنيغ‬
‫بوالية فلوريدا كان همه وأمله الوحيد هو دخول كلية الطب‪ ،‬اي ان حلمه كان الدخول الى كلية الطب‬
‫بجامعة هارفرد‪ ،‬لكن استاذ مادة الفيزياء ديفيد بولوجروتو منحه ‪ 80‬درجة في االختبار‪ .‬وعندما‬
‫اعتقد جاسون ان الدرجة مجرد «‪ » B‬احس ان امله قد خاب فحمل ساطورا الى المدرسة وفي‬
‫مواجهة مع بولوجروتو في مختبر الفيزياء طعن الطالب استاذه في عظمة الترقوة قبل ان يتمكن‬
‫اخرون من السيطرة على الموقف‪ .‬وحكم قاض على الطالب جاسون بالبراءة‪ ،‬وقال ان الطالب‬
‫اصيب بالجنون خالل الحادث وأقسم ‪ 4‬أطباء نفسانيون وعلماء نفس على انه اصيب باضطراب‬
‫نفسي خالل الشجار‪ ،‬وزعم جاسون انه كان يخطط لالنتحار بسبب نتيجة االختبار‪ .‬وذهب الى استاذه‬
‫البالغه بأنه سيقتل نفسه بسبب هذه الدرجة السيئة‪ .‬ولكن االستاذ بولوجروتو روى قصة مختلفة‪:‬‬
‫«اعتقد انه كان يحاول االجهاز علي بالكامل النه اصيب بغضب شديد نتيجة للدرجة السيئة‪.‬‬
‫بعد نقله الى مدرسة خاصة‪ ،‬تخرج جاسون بعد عامين وكان االول في فصله‪ .‬وبعد ان حصل على‬ ‫•‬
‫درجات عالية تخرج بمرتبة الشرف وكان استاذه ديفيد بولوجروتو ال يزال يشتكي بأن طالبه السابق‬
‫لم يعتذر قط عما فعله او حتى يتحمل المسئولية عن الحادث‪.‬‬
‫والقضية اآلن كيف لطالب شديد الذكاء ومتميز ان يقوم بعمل اخرق مثل ذلك‪ ،‬عمل ال يقوم به سوى‬ ‫•‬
‫مجنون؟ االجابة هي ان الذكاء االكاديمي ليس له عالقة بالحياة الوجداني ة‪ .‬فاالشخاص من ذوي‬
‫الذكاء المتوقد يمكن ان يكونوا ضعفاء بصورة مذهلة في توجيه حياتهم الخاصة‪ .‬والحقيقة ان هناك‬
‫استثناءات واسعة النطاق من القاعدة القائلة ان اصحاب الذكاء الرفيع يتوقعون النجاح‪ ،‬بل ان هناك‬
‫الكثير من االستثناءات اكثر من الحاالت التي تنسجم مع القاعدة‪ .‬وفي احسن الحاالت فإن الذكاء‬
‫يسهم بنسبة ‪ %20‬بالعوامل التي تحدد النجاح في الحياة‪ .‬ويترك ‪ %80‬لعوامل اخرى‪ ،‬وكما الحظ‬
‫احد الباحثين فإن الغالبية العظمى من العناصر التي تكمن وراء ارتفاع المكانة في المجتمع تحددها‬
‫عوامل ليس لها صلة بالذكاء وتتراوح ما بين الطبقة االجتماعية الى الحظ‪.‬‬
‫وحتى كبار المفكرين‪ ،‬امثال ريتشارد هيرنشتين وتشارلز موريه‪ ،‬ال يعلقون الكثير من‬ ‫•‬
‫االهمية على الذكاء واالخيران يعترفان بأنه يجوز ان طالبا بدرجات مقبول في‬
‫الرياضيات‪ ،‬بدال من التوجه كي يصبح عالما ً رياضيا ً فإنه يدير مشروعه الخاص به‬
‫فيصبح سيناتورا او يجمع الماليين من الدوالرات‪ ،‬ولذلك ال ينبغي ان يفقد احالمه‪ ،‬ان‬
‫الصلة بين درجات االختبار وتلك االنجازات تتضاءل في ضوء شمولية السمات االخرى‬
‫التي يبعث فيها الحياة‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫د‪.‬مصطفى أبوسعد‬ ‫الذكاء الوجداني ‪” :‬موعد مع القمة “‬ ‫مفاجآت صيف دبي ‪2005‬‬
‫قــراءة في كالذكاء الوجداني ‪:‬‬
‫تــاب‬
‫دانييل جولمان‬ ‫‪      ‬‬
‫عن سلسلة عالم المعرفة صدر كتاب (الذكاء الوجداني ) ‪ ،‬محتويا ً على ثالثة أقسام مع مقدمة يقدم‬
‫المؤلف في هذا الكتاب طريقا ً جديداً للنظر في جذور أسباب أمراض األسر والمجتمعات‪ ،‬ويدعو‬
‫‪.‬فيه إلى ثقافة العقل والقلب معا ً‬
‫قام المؤلف في هذا الكتاب برحلة تأمل علمي ثاقب في عواطف اإلنسان‪ ،‬نفهم منها معنى الذكاء‪،‬‬
‫‪.‬وكيفية ارتباطه بالعاطفة‪ ،‬ونطلع عبر صفحاته على مملكة المشاعر وتأثيرها في مسار حياتنا‬
‫اعتمد المؤلف على األبحاث الطبية والدراسات التي أجريت على الدماغ البشري خالل العقدين‬
‫الماضيين‪ ،‬ليخرج بآخر اكتشافات تركيبة المخ الوجداني ة التي تفسر كيف تهيمن قبضة‬
‫العاطفة القوية على العقل المفكر‪ ،‬وكيف تكشف تراكيب المخ المتداخلة المتحكمة في لحظات‬
‫الغضب والخوف أو الحب عن كثير من الحقائق‪ ،‬وأن النقص في الذكاء الوجداني أساس الكثير‬
‫‪.‬من مشاكل كل فرد منا‪ ،‬ألنه يدمر الذهن ويهدد الصحة الجسمانية بأخطار جسيمة‬
‫ويجيب المؤلف عن السؤال المهم‪ :‬ما هذه المشاعر اإلنسانية؟ وما مكانها في المخ؟ وهل ما ورثناه‬
‫من طباع قدر محتوم‪ ،‬أم أن دوائر المخ العصبية دوائر مرنة يمكن أن تتعلم وتتغذى‪ ،‬وتقوى‬
‫‪.‬وفقا ً للبنية التي يتأسس عليها ذكاؤنا الوجداني منذ الطفولة؟‬
‫أما أكثر الحقائق إثارة للقلق في هذا الكتاب فهي ذلك المسح البحثي الشامل الذي يكشف كيف بات‬
‫جيل األطفال الحالي في العالم كله أكثر غضبا ً وجنوحا ً وقلقا ً واندفاعا ً وعنفا ً‪ ..‬فهل الذكاء‬
‫‪ .‬الوجداني يقدم عالجاً؟‬
‫‪.‬الجواب في صفحات هذا الكتاب الشيق‬
‫في المقدمة يستشهد المؤلف بقول ألرسطو في كتابه ( األخالق إلى نيقو ماخوس)‪( :‬أن يغضب أي‬
‫إنسان‪ ،‬فهذا أمر سهل‪ ..‬لكن أن تغضب من الشخص المناسب‪ ،‬وفي الوقت المناسب‪،‬‬
‫‪.‬وباألسلوب المناسب‪ ..‬فليس هذا باألمر السهل)‬
‫ثم يذكر المؤلف حادثة كان شاهداً عليها قبل عشرين عاما ً والتي انحفرت في ذهنه ودعته إلى تأليف‬
‫‪..‬هذا الكتاب‬
‫تتلخص تلك الحادثة بصعود المؤلف إلى إحدى الحافالت حيث شد انتباهه سائقها وهو يرحب به‬
‫وترتسم على وجهه ابتسامة دافئة حيث ح ّياه بود‪ ،‬وقد انتبه المؤلف إلى أن السائق كان يرحب‬
‫بكل راكب حين صعوده‪ ..‬بينما ارتسم على وجوه الركاب المزاج الكئيب فلم تكن تلقى تحيته وداً‬
‫‪.‬إال من قليل منهم‬
‫ولكن مع تقدم الحافلة ببطء في مسيرها واستمرار السائق بتحية الركاب والتعليق على ما تمر عليه‬
‫الحافلة من أسواق‪ ،‬ودور سينما‪ ..‬حدث تحول بطيء وسحري داخل الحافلة‪ ،‬ومع الوقت انتقلت‬
‫عدوى ابتهاجه بما يتمتع به من إمكانات ثرية إلى الركاب‪ ..‬ونزل كل فرد في محطته وقد خلع‬
‫عن وجهه ذلك القناع المتجهم الذي صعد به‪ .‬وعندما كان السائق يودع كالً منهم بقوله‪ :‬إلى‬
‫‪..‬اللقاء‪ ..‬يوما ً سعيداً‪ ..‬كان الرد يأتيه بابتسامة جميلة على الوجوه‬

‫‪22‬‬
‫د‪.‬مصطفى أبوسعد‬ ‫الذكاء الوجداني ‪” :‬موعد مع القمة “‬ ‫مفاجآت صيف دبي ‪2005‬‬
‫‪:‬ويعلق المؤلف على هذه الحادثة بقوله‬
‫لقد انطبع هذا الموقف في ذاكرتي قرابة عشرين عاماً‪ ،‬وكنت وقتها قد انتهيت رأسا ً من إعداد‬
‫رسالتين لنيل الدكتوراه في علم النفس‪ ..‬لكن الدراسات السيكولوجية في تلك األيام لم تكن تبدي‬
‫‪..‬اهتماما ً يذكر بالكيفية التي يمكن أن يحدث بها مثل هذا التحول‬
‫إذ لم يكن العلم السيكولوجي يعرف سوى القليل‪ ،‬وربما لم يكن يعرف شيئا ً أصالً‪ ،‬عن آليات‬
‫العاطفة‪ ..‬ومع ذلك فكلما تخيلت انتشار (فيروس) المشاعر الطيبة بين ركاب الحافلة الذي البد‬
‫أنه سرى عبر المدينة‪ ،‬بدءاً من ركاب تلك الحافلة‪ ،‬اعتبرت ذلك السائق مصلحا ً يجوب المدينة‬
‫( أو باعث السالم في مجموعة من البشر) بمقدرته السحرية على التخفيف من حالة التجهم‬
‫الشديد البادي على وجوه الركاب‪ ،‬فإذا بقلوبهم تتفتح قليالً‪ ،‬ويتحول التجهم المرسوم على‬
‫‪:‬الوجوه إلى ابتسامة‪ ،‬وفي تناقض صارخ مع هذه الحادثة تنبئنا بعض فقرات الصحف بما يلي‬

‫أ‪w‬حد ا‪ww‬لمرا‪w‬هقيني‪ww‬طلقا‪ww‬لنار علىج‪w‬مه‪w‬ور أ‪w‬حد ا‪ww‬لنواديف‪www‬يمدينة مانه‪w‬اتنويصيبث‪ww‬مانية منا‪ww‬لصبية أل‪w‬ن‪-‬‬


‫‪..‬ك‪w‬را‪w‬مته‪ w‬أهينتك‪w‬ما ت‪ww‬صور‬
‫ج‪w‬اء ف‪www‬يت‪ww‬قرير ح‪w‬ولض‪ww‬حايا ج‪w‬را‪w‬ئم‪ w‬ما ق‪ww‬بلس‪ww‬نا‪ww‬لثانية عشرة‪ ،‬أ‪w‬ن‪ % 75‬منص‪ww‬بية هذه‪ w‬ا‪ww‬لمرحلة ‪-‬‬
‫ا‪ww‬لسنية هم‪ w‬ض‪ww‬حايا آ‪w‬بائهم‪ w‬أو أزواج أمه‪w‬اتهم‪ ..w‬وف‪w‬ي‪ %50‬منا‪ww‬لحا‪ww‬التا‪ww‬لواردة ف‪www‬يا‪ww‬لتقرير ي‪ww‬قول‬
‫ا ‪w‬آلباء أ‪w‬نهم‪ w‬ل‪w‬م‪ w‬ي‪ww‬فعلوا ش‪ww‬يئا ً س‪ww‬وىمحاولة أداء وا‪w‬جبهم‪ w‬ف‪www‬يت‪ww‬ربية أوالدهم‪ ،w‬ب‪ww‬مع‪w‬اق‪w‬بتهم‪w‬‬
‫‪..‬ب‪ww‬ا‪ww‬لضربح‪w‬يني‪ww‬خا‪ww‬لفونأوا‪w‬مرهم‪w‬‬
‫ت منخ‪w‬ال‪w‬لإ‪w‬شع‪w‬ا ‪w‬لا‪ww‬لنار ف‪www‬يهنوهنن‪ww‬ائمات‪ ..‬وقد ا‪w‬عترفا‪ww‬لشاب‪-‬‬ ‫وشابأ‪ww‬لمانيي‪ww‬قتل خ‪w‬مسن‪ww‬ساء ت‪ww‬ركيا ‪،‬‬
‫أ‪w‬ثناء محاكمته‪ ،w‬وهو عضو ف‪www‬يمجموعة ن‪ww‬ازية ج‪w‬ديدة‪ ،‬ب‪ww‬أنه‪ w‬ف‪www‬شلف‪www‬يا‪ww‬لحصولعلىعمل‪ ،‬وأ‪w‬نه‪w‬‬
‫‪.‬ي‪ww‬تع‪w‬اطىا‪ww‬لخمور‪ ،‬وأ‪w‬نه‪ w‬ي‪ww‬ح ّملا‪ww‬ألجانبمسؤولية ح‪w‬ظه‪ w‬ا‪ww‬لسيء‬
‫لقد أصبحت أخبار الصحف تحمل لنا كل يوم مثل هذه التقارير حول انهيار الحس الحضاري وفقدان‬
‫اإلحساس باألمان‪ ،‬بما يشبه موجة من الدوافع النفسية المتدنية اآلخذة في االستفحال‪ ..‬غير أن‬
‫هذه األخبار تعكس في النهاية إحساسنا المتزايد بانتشار هذه االنفعاالت غير المحكومة على‬
‫صعيد حياتنا الخاصة‪ ،‬وحياة اآلخرين المحيطين بنا‪ ..‬وليس هناك أحد بيننا بمنأى عن ذلك المد‬
‫‪..‬المتفلت من االنفجار االنفعالي‪ ،‬إذ هو يصيب مختلف مناحي حياتنا بشكل أو بآخر‬
‫في المقدمة يستشهد المؤلف بقول ألرسطو في كتابه (األخالق إلى نيقو ماخوس)‪( :‬أن يغضب أي‬
‫إنسان‪ ،‬فهذا أمر سهل‪ ..‬لكن أن تغضب من الشخص المناسب‪ ،‬وفي الوقت المناسب‪،‬‬
‫‪.‬وباألسلوب المناسب‪ ..‬فليس هذا باألمر السهل)‬
‫ثم يذكر المؤلف حادثة كان شاهداً عليها قبل عشرين عاما ً والتي انحفرت في ذهنه ودعته إلى تأليف‬
‫‪..‬هذا الكتاب‬
‫تتلخص تلك الحادثة بصعود المؤلف إلى إحدى الحافالت حيث شد انتباهه سائقها وهو يرحب به‬
‫وترتسم على وجهه ابتسامة دافئة حيث ح ّياه بود‪ ،‬وقد انتبه المؤلف إلى أن السائق كان يرحب‬
‫بكل راكب حين صعوده‪ ..‬بينما ارتسم على وجوه الركاب المزاج الكئيب فلم تكن تلقى تحيته وداً‬
‫‪.‬إال من قليل منهم‬
‫ولكن مع تقدم الحافلة ببطء في مسيرها واستمرار السائق بتحية الركاب والتعليق على ما تمر عليه‬
‫الحافلة من أسواق‪ ،‬ودور سينما‪ ..‬حدث تحول بطيء وسحري داخل الحافلة‪ ،‬ومع الوقت انتقلت‬
‫عدوى ابتهاجه بما يتمتع به من إمكانات ثرية إلى الركاب‪ ..‬ونزل كل فرد في محطته وقد خلع‬
‫عن وجهه ذلك القناع المتجهم الذي صعد به‪ .‬وعندما كان السائق يودع كالً منهم بقوله‪ :‬إلى‬
‫‪..‬اللقاء‪ ..‬يوما ً سعيداً‪ ..‬كان الرد يأتيه بابتسامة جميلة على الوجوه‬
‫‪23‬‬
‫د‪.‬مصطفى أبوسعد‬ ‫الذكاء الوجداني ‪” :‬موعد مع القمة “‬ ‫مفاجآت صيف دبي ‪2005‬‬
‫‪:‬ويعلق المؤلف على هذه الحادثة بقوله‬
‫لقد انطبع هذا الموقف في ذاكرتي قرابة عشرين عاماً‪ ،‬وكنت وقتها قد انتهيت رأسا ً من إعداد‬
‫رسالتين لنيل الدكتوراه في علم النفس‪ ..‬لكن الدراسات السيكولوجية في تلك األيام لم تكن تبدي‬
‫‪..‬اهتماما ً يذكر بالكيفية التي يمكن أن يحدث بها مثل هذا التحول‬
‫إذ لم يكن العلم السيكولوجي يعرف سوى القليل‪ ،‬وربما لم يكن يعرف شيئا ً أصالً‪ ،‬عن آليات‬
‫العاطفة‪ ..‬ومع ذلك فكلما تخيلت انتشار (فيروس) المشاعر الطيبة بين ركاب الحافلة الذي البد‬
‫أنه سرى عبر المدينة‪ ،‬بدءاً من ركاب تلك الحافلة‪ ،‬اعتبرت ذلك السائق مصلحا ً يجوب المدينة‬
‫( أو باعث السالم في مجموعة من البشر) بمقدرته السحرية على التخفيف من حالة التجهم‬
‫الشديد البادي على وجوه الركاب‪ ،‬فإذا بقلوبهم تتفتح قليالً‪ ،‬ويتحول التجهم المرسوم على‬
‫‪:‬الوجوه إلى ابتسامة‪ ،‬وفي تناقض صارخ مع هذه الحادثة تنبئنا بعض فقرات الصحف بما يلي‬

‫بواعث الفعل‪:‬‬
‫إن كل االنفعاالت في جوهرها هي دوافع ألفعالنا‪ ..‬هي الخطط الفورية للتعامل مع الحياة التي غرسها‬
‫‪..‬التطور في كياننا اإلنساني‬
‫‪..‬ويلعب كل انفعال في سجلنا الوجداني دوراً فريداً‪ ،‬كما توضحه البصمات البيولوجية المتميزة‬
‫وقد تمكن الباحثون اليوم بالوسائل العلمية الجديدة البالغة التقدم التي استطاعت أن ترى الجسم‬
‫والمخ من الداخل بدقة من اكتشاف مزيد من تفاصيل الكيفية الفسيولوجية التي تجهز بها العاطفة‬
‫‪:‬الجسم بمختلف أنواع االستجابات‪ ،‬وعلى سبيل المثال‬
‫في حالة الغضب يتدفق الدم إلى اليدين ليجعلهما قادرتين بصورة أسهل على القبض على سالح أو‬
‫ضرب عدو‪ ..‬وتتسارع ضربات القلب‪ ،‬وتندفع دفقة من الهرمونات مثل هرمون (األدرينالين) فيتولد‬
‫‪.‬كم من الطاقة القوية تكفي القيام بعمل عنيف‬
‫وفي حالة الخوف‪ :‬يندفع الدم إلى أكبر العضالت حجماً‪ ،‬مثل عضالت الساقين‪ ،‬فيسهل الهرب‪،‬‬
‫‪..‬ويصبح الوجه أبيض اللون شاحبا ً ألن الدم يهرب منه‬
‫وفي حالة الدهشة؛ ترفع الحواجب لتسمح بنظرة شاملة أوسع‪ ،‬وتسمح بدخول مزيد من الضوء إلى‬
‫الشبكية‪ ،‬وهذا يوفر مزيداً من المعلومات حول ما حدث دون توقع وأثار الدهشة‪ ،‬ويكشف حقيقة ما‬
‫‪.‬يجري بالضبط‪ ،‬بما يساعد على اختيار أفضل فعل مناسب للموقف‬
‫في هذا القسم األول من الكتاب؛ كانت رحلة المؤلف مع آخر اكتشافات لتركيبة المخ الوجداني ة‪،‬‬
‫‪..‬والتي تقدم تفسيراً لتلك اللحظات األكثر تحييراً في حياتنا والتي تهيمن فيها‪ ،‬مشاعرنا على عقولنا‬
‫إن فهم التفاعل بين تراكيب المخ يكشف عن الكثير فيما يتعلق بكيفية تعلمنا للعادات الوجداني ة التي‬
‫يمكن أن تقوض أفضل أهدافنا‪ ،‬وكذلك ما الذي بوسعنا أن نفعله للسيطرة على انفعاالتنا الوجداني ة‬
‫‪.‬الهدامة والمسببة لإلحباط؟‬
‫في القسم الثاني من الكتاب يرينا المؤلف كيف تدخل معطياتنا العصبية في تشكيل المهارة األساسية‬
‫لممارسة الحياة والتي نسميها (الذكاء الوجداني ) أي أن نكون قادرين مثالً على التحكم في نزعاتنا‬
‫‪.‬ونزواتنا‪ ،‬وأن نقرأ مشاعر اآلخرين اليومية ونتعامل بمرونة في عالقاتنا مع اآلخرون‬
‫هذا النموذج المسهب لمعنى أن يكون المرء (ذكياً) يضع العواطف في بؤرة القدرات الشخصية في‬
‫‪..‬التعامل مع الحياة‬

‫‪24‬‬
‫د‪.‬مصطفى أبوسعد‬ ‫الذكاء الوجداني ‪” :‬موعد مع القمة “‬ ‫مفاجآت صيف دبي ‪2005‬‬
‫انفالت األعصاب‪:‬‬
‫الشك في أن ما يثير الفضول لفهم قوة العواطف وتأثيرها في حياتنا العقلية‪،‬‬
‫تلك اللحظات المثيرة للمشاعر‪ ،‬والتي نندم عليها بعد أن ينقشع عنها غبار‬
‫االنفعال‪ ،‬ونتذكرها فيما بعد‪..‬‬

‫اعرف نفسك‪:‬‬
‫الشك في أن وصية سقراط التي تقول (اعرف نفسك) تتحدث عن حجر الزاوية في الذكاء‬
‫‪..‬الوجداني ‪ ،‬الذي هو وعي اإلنسان بمشاعره وقت حدوثها‬
‫وقد يبدو للوهلة األولى أن مشاعرنا واضحة‪ ..‬ولكن قدراً أكبر من التفكير والتأمل يذكرنا بأننا‬
‫‪..‬جميعا ً غافلون عما شعرنا به تجاه شيء ما في الحقيقة‪ ،‬أو يوقظ فينا هذه المشاعر فيما بعد‬
‫وقد استخدم علماء النفس مصطلحا ً ثقيالً اسمه (ما بعد المعرفة) إشارة إلى الوعي بعملية‬
‫‪..‬التفكير واستخدموا مصطلح (ما بعد االنفعال) ليشير إلى تأمل اإلنسان النفعاالته‬
‫لكن المؤلف يفضل مصطلح (الوعي بالذات) بمعنى االنتباه إلى الحاالت الداخلية التي يعيشها‬
‫اإلنسان وبهذا الوعي التأملي للنفس‪ ،‬يقوم العقل بمالحظة ودراسة الخبرة نفسها بما فيها من‬
‫‪.‬انفعاالت‬
‫والواقع أن مراقبة الذات ‪ -‬على أحسن الفروض ‪ -‬تحقق إدراكا ً رصينا ً للمشاعر المضطربة‬
‫والمتقدمة‪ ،‬إنها في أقل تقدير تقدم نفسها في صورة ظاهرية وبسيطة‪ ،‬وكأنها عائدة لتوها‬
‫من خبرة ما‪ ..‬هي مجرى يوازي الوعي‪ ،‬أي ما بعد توزع االنتباه في مجرى الوعي‬
‫الرئيسي‪ ،‬أو بجانبه‪ ،‬مدركة الحدث الجاري أكثر من انضمامها إلى هذه المشاعر‪ ،‬وضياعها‬
‫فيها‪ ..‬وهذا هو الفرق ‪ -‬مثالً ‪ -‬بين أن تكون غاضبا ً غضبا ً شديداً من شخص ما‪ ،‬وأن تدرك‬
‫‪..‬بفكرك الذاتي التأملي قائالً‪( :‬أنا أشعر بالغضب) حتى وأنت في حالة هذا الغضب‬

‫‪25‬‬
‫د‪.‬مصطفى أبوسعد‬ ‫الذكاء الوجداني ‪” :‬موعد مع القمة “‬ ‫مفاجآت صيف دبي ‪2005‬‬
‫اعرف نفسك‪:‬‬
‫وعلى الرغم من التمييز المنطقي بين أن نكون مدركين لمشاعرنا‪ ،‬وأن نعمل على‬
‫تغييرها‪ ،‬نجد أن جون ماير العالم السيكولوجي بجامعة هامبشير‪ ،‬الذي وضع نظرية‬
‫الذكاء الوجداني ‪ ،‬قد اكتشف أن الوعي بالمشاعر والقيام باألفعال من أجل األهداف‬
‫العملية كلها عادة جنبا ً إلى جنب ويداً بيد‪ ..‬ذلك ألن مجرد إدراكنا أن المزاج سيء‪ ،‬فهذا‬
‫معناه الرغبة في التخلص منه والتعرف على الحالة النفسية شيء متميز عما نبذله من‬
‫جهود حتى ال نقوم بفعل ما بدافع انفعالي‪.‬‬
‫واكتشف ماير أن الناس يميلون إلى اتباع أساليب متميزة للعناية بعواطفهم والتعامل‬
‫معها‪:‬‬
‫‪:‬الوعي بالنفس‬
‫إن أولئك البشر الذين يدركون حالتهم النفسية في أثناء معايشتها‪ ،‬عندهم بصورة‬
‫متفهمة بعض الحنكة فيما يخص حياتهم االنفعالية‪ ..‬ويمثل إدراكهم الواضح النفعاالتهم‬
‫أساسا ً لسماتهم الشخصية‪ ..‬هم شخصيات استقاللية واثقة من إمكاناتها‪ ،‬ويتمتعون‬
‫بصحة نفسية جيدة‪ ،‬ويميلون أيضا ً إلى النظر للحياة نظرة إيجابية‪ .‬وعندما يتكدر‬
‫مزاجهم ال يجترونها وال تستبد بأفكارهم‪ ،‬هم أيضا ً قادرون على الخروج من مزاجهم‬
‫السيء في أسرع وقت ممكن‪ ..‬باختصار تساعدهم عقالنيتهم على إدارة عواطفهم‬
‫وانفعاالتهم‪..‬‬
‫‪:‬الغارقون بانفعاالتهم‬
‫هؤالء األشخاص هم من يشعرون غالبا ً بأنهم غارقون في انفعاالتهم‪ ،‬عاجزون عن‬
‫الخروج منها‪ ،‬وكأن حالتهم النفسية قد تملكتهم تماماً‪ .‬هم أيضا ً متقلبو المزاج‪ ،‬غير‬
‫مدركين تماما ً لمشاعرهم إلى الدرجة التي يضيعون فيها ويتيهون عن أهدافهم إلى حد‬
‫ما‪ ،‬ومن ثم فهم قليالً ما يحاولون الهرب من حالتهم النفسية السيئة‪ ،‬كما يشعرون‬
‫بعجزهم عن التحكم في حياتهم الوجداني ة‪ ..‬إنهم أناس مغلوبون على أمرهم‪ ،‬فاقدو‬
‫السيطرة على عواطفهم‪..‬‬
‫‪:‬المتقبلون لمشاعرهم‬
‫هؤالء على الرغم من وضوح رؤيتهم بالنسبة لمشاعرهم‪ ،‬فإنهم يميلون لتقبل حالتهم‬
‫النفسية‪ ،‬دون محاولة تغييرها‪ ،‬ويبدو أن هناك مجموعتين من المتقبلين لمشاعرهم‪:‬‬
‫المجموعة األولى‪ :‬تشمل من هم عادة في حالة مزاجية جيدة‪ ،‬ومن ثم ليس لديهم دافع‬
‫لتغييرها‪ ..‬والمجموعة الثانية تشمل من لهم رؤية واضحة لحالتهم النفسية ومع ذلك‬
‫حين يتعرضون لحالة نفسية سيئة‪ ،‬يتقبلونها كأمر واقع‪ ،‬وال يفعلون أي شيء لتغييرها‬
‫على الرغم من اكتئابهم‪ .‬وهذا النموذج من المتقبلين يدخل في إطار المكتئبين الذين‬
‫استكانوا لليأس‪..‬‬
‫‪26‬‬
‫د‪.‬مصطفى أبوسعد‬ ‫الذكاء الوجداني ‪” :‬موعد مع القمة “‬ ‫مفاجآت صيف دبي ‪2005‬‬
‫عبيد العاطفة‪:‬‬
‫منذ عصر أفالطون‪ ،‬ظل اإلحساس بتفوق النفس وقدرتها على مواجهة العواصف الوجداني ة الناتجة عن‬
‫ضربات القدر بدالً من االستسالم لها لكي نصبح عبيداً للعاطفة‪ ،‬ظل هذا اإلحساس فضيلة تستحق اإلشادة‬
‫بها دائماً‪..‬كانت الكلمة اليونانية لهذه الفضيلة هي (سوفروزايم ‪) sophrozyme‬أي االنتباه والذكاء في‬
‫إدارة حياتنا‪ :‬بمعنى اإلتزان والحكمة‪ ..‬أما الرومان والكنيسة المسيحية القديمة فقد أطلقوا عليها اسم‬
‫(‪ ) temprrantia‬أي ضبط النفس‪ ،‬أو كبح جماح اإلفراط في االنفعال‪ ،‬والهدف من ذلك تحقيق التوازن‬
‫الوجداني وليس قمع العاطفة‪ ،‬ألن لكل شعور قيمته وداللته‪ ..‬فالحياة من دون عاطفة تصبح أرضا ً حيادية‬
‫قاحلة ومملّة‪ ،‬منقطعة ومنعزلة عن ثراء الحياة نفسها‪..‬والمطلوب‪ ،‬كما الحظ (أرسطو) انفعال يناسب‬
‫الظرف ذاته‪ ،‬فعندما يكبت االنفعال تماما ً فإن ذلك يؤدي إلى الفتور والعزلة‪ ،‬وعندما يخرج عن إطار‬
‫االنضباط والسيطرة ويصبح بالغ التطرف‪ ،‬واإللحاح‪ ،‬فإنه يتحول إلى حالة مرضية‪ ،‬تحتاج إلى العالج مثل‬
‫االكتئاب المؤدي إلى الشلل‪ ،‬والقلق الساحق‪ ،‬والغضب الكاسح‪ ،‬والتهيج المجنون‪..‬‬
‫وال شك في أن مفتاح سعادتنا الوجداني ة يكمن في ضبط انفعاالتنا المزعجة بصورة دائمة‪ ،‬هذا؛ ألن‬
‫التطرف المتزايد والمكثف في العواطف لفترة طويلة يؤدي إلى تقويض استقرارنا‪.‬ومن الطبيعي أال نشعر‬
‫طوال الوقت بنوع واحد من االنفعال‪ ..‬والواقع أن هناك الكثير مما يقال عما تسهم به المعاناة البناءة في‬
‫الحياة اإلبداعية والروحانية‪ ،‬ألن المعاناة تهذب الروح‪..‬وال شك في أن تقلبات الدهر بما فيها من سعادة‬
‫وتعاسة تعطي الحياة نكهة خاصة‪ ،‬وإن كانت تحتاج إلى التوازن‪..‬وما يحدد اإلحساس بالسعادة ‪ -‬بحساب‬
‫القلب ‪ -‬هو معدل العواطف اإليجابية والسلبية‪ .‬وهذه ‪ -‬على األقل ‪ -‬هي الحكمة التي خرجت بها دراسات‬
‫عن طبائع مئات الرجال والنساء‪ ،‬وحاالتهم النفسية التي مرت عليهم‪ ،‬وسجلوا انفعاالتهم في تلك األوقات‪..‬‬
‫مثل هؤالء ال يحتاجون إلى تجنب المشاعر غير السارة لإلحساس بالرضا عن حياتهم‪ ،‬لكنهم ال يتركون‬
‫أنفسهم تحت رحمة مشاعرهم العاصفة دون كبح جماحها حتى ال تحل محل حالتهم النفسية المبتهجة‪ ،‬وثمة‬
‫أناس يتعرضون لنوبات عارمة من الغضب واالكتئاب‪ ،‬ويمكن ألولئك الناس أن يشعروا بالرضا نحو حياتهم‬
‫إذا ما تناوبتهم بقدر متساو فترات من الفرح واالبتهاج‪..‬‬

‫تحليل ثورة الغضب‪:‬‬


‫يبدو أن الغضب هو أكثر الحاالت تصلبا ً وعناداً من بين كل الحاالت التي يرغب الناس في الهروب منها‪ ،‬فقد‬
‫انتهت (تايس) من دراستها إلى أن الغضب هو أسوأ الحاالت النفسية التي يصعب السيطرة عليها‪ .‬والغضب‬
‫هو أكثر هذه الحاالت غواية وخطأ على العواطف السلبية‪ ،‬ذلك ألن المونولوج الداخلي الذي يحث على‬
‫الغضب والمبرر أخالقياً‪ ،‬يمأل عقل الغاضب بالذرائع المقنعة ليصب جام غضبه‪ ..‬والغضب ليس مثل الحزن‪،‬‬
‫ألنه انفعال يولد الطاقة والتنبه‪ ..‬فالغضب لديه قدرة على اإلغواء والحفز‪ ،‬وربما كان هذا هو السبب في‬
‫األفكار الشائعة عنه بأنه يصعب التحكم فيه أو أنه ال ينبغي كظمه‪ ..‬بل أكثر من ذلك‪ ،‬أن التنفيس بالغضب‬
‫يطهر النفس وهو في مصلحة الغاضب‪ ،‬أما الرأي اآلخر المضاد للرأي السالف والذي قد يكون رد فعل على‬
‫الصورة الكئيبة التي يرسمها الرأيان اآلخران‪ ،‬فيتمثل في القول إن الغضب يمكن الحيلولة دون حدوثه‬
‫‪.‬تماما ً‬
‫والواقع أن تسلسل األفكار الغاضبة الذي يؤجج الغضب‪ ،‬من الممكن أن يكون هو نفسه مفتاح أقوى الوسائل‬
‫للتخفيف من شدة الغضب‪ ،‬وذلك بوضع حد لألفكار التي توقد نار الغضب في مهدها‪ ..‬وكلما طال الوقت الذي‬
‫نجتر فيه األسباب التي أثارت غضبنا‪ ،‬وجدنا (أسبابا ً طيبة) نلفقها ونخترعها لنبرر بها ألنفسنا أسباب‬
‫غضبنا‪ ،‬لكن إذا نظرنا لألمور بشكل مختلف فسوف تهدأ هذه النيران المشتعلة‪ .‬وهذا ما انتهت إليه (تايس)‬
‫‪..‬في بحثها فقد وجدت أن إعادة وضع موقف ما إيجابيا ً في إطاره‪ ،‬كان أكثر السبل الفعالة لوقف الغضب‬
‫في القسم الثالث من الكتاب يبحث المؤلف في بعض االختالفات األساسية المترتبة على هذه القدرات مثل‪:‬‬
‫كيف يمكن بهذه القدرات أن نصون عالقتنا األكثر أهمية أو كيف يفسد االفتقار إلى هذه القدرات تلك‬
‫العالقات‪ ..‬وكيف تسبغ قوى السوق التي تعيد تشكيل حياتنا العملية أهمية غير مسبوقة على الذكاء‬
‫الوجداني من أجل تحقيق النجاح في العمل‪ .‬وكيف تتسبب العواطف المسمومة في تهديد صحتنا الجسدية‬
‫وإصابتها بالمخاطر‪ ،‬تماما ً كما يفعل اإلفراط في التدخين‪ ،‬في الوقت الذي يمكن للتوازن الوجداني أن يحمي‬
‫‪..‬صحتنا وسعادتنا على حد سواء‬
‫‪27‬‬
‫د‪.‬مصطفى أبوسعد‬ ‫الذكاء الوجداني ‪” :‬موعد مع القمة “‬ ‫مفاجآت صيف دبي ‪2005‬‬
‫األعداء الحميمون‪:‬‬
‫إذا نظرنا اليوم إلى معدالت الطالق‪ ،‬فسنجد أنها أصبحت معدالت سنوية ثابتة بدرجة أو بأخرى‪..‬‬
‫لكن هناك طريقة أخرى لحساب معدالت الطالق تشير إلى قفزة خطيرة في هذه المعدالت‪ ،‬إذا نظرنا‬
‫إلى الخالفات الخطيرة التي تنشأ بين المتزوجين حديثا ً وتنتهي أخيراً بالطالق‪ ..‬وعلى الرغم من‬
‫‪.‬ثبات معدالت الطالق اإلجمالية‪ ،‬فإن خطر الطالق قد انتقل إلى الزيجات الحديثة‬
‫وإذا ناقشنا هذا التصاعد في حاالت الطالق‪ ،‬فسنجد أنه يرجع بدرجة كبيرة إلى انخفاض في مستوى‬
‫الذكاء الوجداني ‪ ،‬وتراجع الضغوط االجتماعية‪ ،‬المتمثلة في وصمة العار التي تلحق بالمطلق أو‬
‫المطلقة‪ ،‬أو في اعتماد الزوجات االقتصادي على أزواجهن‪ ،‬الذي ظل سببا ً في بقائهن معهم حتى لو‬
‫كانوا أسوأ األزواج‪ .‬أما بعد أن أصبحت الضغوط االجتماعية ال تمثل العامل الذي يبقي على العالقة‬
‫الزوجية‪ ،‬فقد باتت العالقة الوجداني ة بين الزوج والزوجة أهم وأخطر العوامل التي تبقي على‬
‫‪..‬الزواج‪ ،‬إذا أراد كل من الزوجين الرتباطهما أن يدوم‬

‫الــــنقد البــــــارع ‪:‬‬


‫‪!.‬يقدم هاري لفنسون المحلل السيكولوجي‪ ،‬النصيحة التالية حول (فن النقد) الذي يتضافر مع فن اإلطراء‬
‫كن محدداً‪ :‬التقط حدثا ً له داللة‪ ،‬هدفا ً يوضح مشكلة رئيسية تحتاج إلى التغيير‪ ،‬أو نموذجا ً يمثل عدم الكفاءة‪ ،‬مثل‬
‫عدم القدرة على أداء أجزاء معينة من العمل بصورة جيدة‪ ..‬هذا ألن ما يثبط معنويات اإلنسان هو أن يسمع أنه أخطأ‬
‫في عمل شيء ما دون أن يعرف على وجه التحديد ما هذا الخطأ لكي يعمل على تصحيحه‪ ..‬فالبد من التركيز على‬
‫‪..‬التحديد‬
‫‪!..‬تذكر الشيء الجيد الذي فعله اإلنسان‪ ،‬وما فعله بالتحديد بصورة ضعيفة‪ ،‬وكيف يمكن تغييره؟‬
‫قدم حالً ‪ :‬فالنقد مثل كل تغذية مركزة مفيدة‪ ،‬يجب أن يشير إلى طريقة تحدد المشكلة تماماً‪ ،‬وإال فسوف تترك المتلقي‬
‫في حالة إحباط ومعنويات منخفضة ودون دافع للقيام بعمل‪ ،‬ألن النقد قد يفتح الباب إلى إمكانات وبدائل لم يتبين‬
‫الشخص نفسه وجودها‪ ،‬أو يثير ‪ -‬ببساطة ‪ -‬الحساسية بأوجه النقص التي تستلزم االنتباه‪ ،‬وما يجب أن يصاحبه من‬
‫‪.‬اقتراحات حول أسلوب االهتمام بهذه المشاكل‬
‫كن حاضراً ‪ :‬ألن النقد مثل المديح‪ ،‬أكثر فعالية حين يقال وحينما يوجه للشخص نفسه على انفراد‪ ..‬ونحن نالحظ أن‬
‫أولئك الناقدين غير المريحين يوجهون دائما ً نقدهم سلبا ً أو إيجابا ً من على بعد‪ ،‬كما لو أنهم يزيحون عبئا ً عن‬
‫‪.‬أنفسهم‬
‫‪..‬كن حساساً‪ :‬هذه دعوة للتعاطف مع اآلخر‪ ،‬ليكون متناغما ً مع ما تقوله‪ ،‬وكيف يكون وقعه على الشخص المتلقي‬
‫يقدم ليفنسون أيضا ً بعض النصائح الوجداني ة في آخر األمر لمن يتلقون النقد قائالً‪ :‬يجب أن ينظر اإلنسان إلى النقد‬
‫كمعلومة لها قيمتها حول كيفية تحسين العمل وليس بوصفه هجوما ً شخصياً‪ ،‬واألمر اآلخر أن تراقب حافزك إلى‬
‫‪..‬اتخاذ موقف دفاعي بدالً من تحمل المسؤولية‬
‫وأخيراً ينصح ليفنسون الجميع أن ينظروا إلى النقد بوصفه فرصة للناقد والمنتقد للعمل معا ً بهدف حل المشكلة‪،‬‬
‫‪..‬وليس بوصفه حالة خصومة بينهما‬

‫‪28‬‬
‫د‪.‬مصطفى أبوسعد‬ ‫الذكاء الوجداني ‪” :‬موعد مع القمة “‬ ‫مفاجآت صيف دبي ‪2005‬‬
‫جـــذور التعصب‪:  ‬‬
‫تعتبر حاالت التعصب نوعا ً من التعلم الوجداني الذي يجري في تيار الحياة منذ وقت مبكر‪ ،‬مكونا ً‬
‫ردود أفعال يصعب استئصالها كلية‪ ..‬يحدث هذا أيضا حتى مع من يشعرون وهم شباب بخطأ‬
‫االقتناع بهذه األفكار المتعصبة‪..‬‬
‫ويفسر هذه الحقيقة توماس بيتجرو المتخصص في السيكولوجيا االجتماعية‪ ،‬بجامعة كاليفورنيا‪،‬‬
‫والذي درس مشكلة التعصب على مدى عقود قائالً‪ :‬قد يحدث في وقت متأخر من حياتك أن تغير‬
‫تعصبك هذا‪ ،‬لكنك ستكتشف أنه من السهل عليك كثيراً أن تغير من معتقداتك الفكرية عن تغيير‬
‫مشاعرك العميقة‪..‬‬
‫وتأتي جزئيا ً األفكار النمطية الشائعة التي تكرس التعصب من آليات أكثر حيادية في العقل الذي‬
‫يجعل كل أنواع األفكار النمطية مؤكدة بذاتها‪ .‬هذا ألن الناس عموما ً على استعداد سريع لتذكر‬
‫اللحظات التي تؤيد األفكار من هذا النوع‪ ،‬بينما ينزعون إلى إسقاط اللحظات التي تتحدى هذه‬
‫األفكار‪..‬‬

‫التوتر ‪ :‬قلق أكثر من الالزم و في غير محله‪:  ‬‬


‫موسع نشره عام ‪1993‬م حول العالقة‬ ‫ّ‬ ‫الحظ السيكولوجي (بروس ماكوين) بجامعة بيل في بحث‬
‫بين التوتر والمرض‪ ،‬الحظ مجموعة كبيرة من التأثيرات‪ ..‬وجد أن وظيفة المناعة قد تغيرت إلى‬
‫درجة يتسارع فيها العامل المسبب للسرطان‪ ،‬وزادت سرعة التأثر بالعدوى الفيروسية كما تفاقم‬
‫تكون الصفائح المسببة لتصلب الشرايين وتجلط الدم المؤدي إلى الذبحة الصدرية‪ .‬كما عجل القلق‬
‫أيضا ً ببداية مرض السكر وأثر في نتيجة عالجه‪ ،‬وزاد من نوبات الربو‪ ..‬وقد يؤدي التوتر أيضا‬
‫إلى حدوث قرحة في المعدة‪ ،‬ويفاقم أعراض التهاب غشاء القولون المخاطي‪ ،‬والتهاب األمعاء‪..‬‬
‫ويتعرض المخ ذاته نتيجة لتأثير التوتر المستمر‪ ،‬لإلجهاد الشديد الذي يضر (قرن آمون) وبالتالي‬
‫‪..‬يضر الذاكرة نفسها‬
‫‪:‬في الكلمة األخيرة التي جاءت ختاما لهذا الكتاب الرائع يقول المؤلف‬
‫بينما كنت على وشك االنتهاء من هذا الكتاب‪ ،‬لفت انتباهي بعض األخبار الصحافية المثيرة للقلق‪،‬‬
‫‪.‬تعلن أن األسلحة أصبحت أول أسباب الموت في أمريكا‬
‫أما الخبر الثاني فقد جاء فيه أن معدل الجريمة في العام الماضي ارتفع إلى ‪ %3‬أما مصدر‬
‫االنزعاج األكبر فقد أورده الخبر الذي تنبأ على لسان أحد علماء الجريمة‪ ،‬بأننا نعيش اآلن فترة‬
‫هجوع تسبق عاصفة إجرامية ستهب علينا في العقد القادم‪ ..‬والسبب في رأيه أن الجرائم التي‬
‫يرتكبها المراهقون في سن الرابعة عشرة والخامسة عشرة في تصاعد مستمر‪ ..‬هذه المجموعة‬
‫السنية ستبلغ من العمر في العقد القادم الثامنة عشرة إلى الرابعة والعشرين‪ ،‬أي العمر الذي تصل‬
‫‪..‬فيه جرائم العنف إلى الذروة لدى المنخرط في العمل اإلجرامي‬

‫‪29‬‬
‫د‪.‬مصطفى أبوسعد‬ ‫الذكاء الوجداني ‪” :‬موعد مع القمة “‬ ‫مفاجآت صيف دبي ‪2005‬‬
‫التوتر ‪ ,‬قلق أكثر من الالزم و في غير محله‪:  ‬‬
‫وتبدو نذر الشر في مقال ثالث‪ ،‬وفقا ً ألرقام وزارة العدل األمريكية التي تبين نسبة األحداث المتهمين‬
‫بارتكاب جرائم القتل‪ ،‬والهجوم الخطر والسطو‪ ،‬واالغتصاب‪ ،‬حيث أوضحت أن هذه النسبة قفزت في‬
‫الفترة من العام ‪1988‬م إلى العام ‪1992‬م من ‪ %68‬إلى ‪.%80‬‬
‫هؤالء المراهقون هم أول جيل ال يملك فقط المسدسات‪ ،‬بل من السهل عليه الحصول على األسلحة‬
‫األوتوماتيكية‪ ،‬تماما ً كما كان من السهل على جيل آبائهم الحصول على المخدرات‪ ..‬هذا الكم من‬
‫األسلحة التي في حوزة المراهقين‪ ،‬يعني أن الخالفات التي كانت في الماضي تؤدي إلى القتال‬
‫باأليدي‪ ،‬يمكن اليوم أن تؤدي بالفعل إلى استخدام الرصاص‪ .‬وكما أشار خبير آخر إلى أن هؤالء‬
‫المراهقين ليسوا باألخالق التي تدفعهم إلى تجنب المشاجرات‪..‬‬
‫ومن األسباب التي تجعل هؤالء المراهقين يفتقرون إلى المهارات األساسية في الحياة‪ ،‬أننا مجتمع لم‬
‫يعبأ بالتأكد من أن كل طفل أمريكي قد تعلم األساسيات في التعامل مع الغضب‪ ،‬أو حل الصراعات حالً‬
‫إيجابيا ً‪ ،‬كما أننا لم نعبأ بتعليمهم التعاطف الوجداني مع اآلخرين‪ ،‬والسيطرة على االندفاع‪ ،‬أو أية‬
‫كفاءة عاطفية من الكفاءات الجوهرية‪ ..‬ومع إهمالنا تعليم أطفالنا الدروس الوجداني ة وتركها‬
‫للمصادفات‪ ،‬فقد خاطرنا بفقدنا الفرص المتاحة التي تقدمها عملية نضج المخ المادي البطيء‪،‬‬
‫لمساعدة األطفال على تنمية مخزون عاطفي سليم وصحي‪..‬‬

‫و بعـــــد‪:  ‬‬
‫الكتاب بأقسامه الخمسة تلك قدم رحلة رائعة وشيقة داخل النفس اإلنسانية مستفيداً من‬
‫‪..‬أحدث الدراسات والنتائج العلمية‬
‫وهو كتاب جدير بالقراءة‪ ،‬ومحاولة اإلستفادة مما ورد فيه على مدار ‪ 365‬صفحة من‬
‫‪..‬القطع الوسط‬

‫مع تحيات‬ ‫واآلن أشكر‬


‫هللا سبحانه‬
‫د‪.‬مصطفى‬ ‫وتعالى‬

‫أبوسعد‬

‫‪30‬‬
‫د‪.‬مصطفى أبوسعد‬ ‫الذكاء الوجداني ‪” :‬موعد مع القمة “‬ ‫مفاجآت صيف دبي ‪2005‬‬

You might also like