You are on page 1of 34

‫درس اإلجراءات الجزائية‪ :‬محاكم‬

‫القضاء‬
‫األستاذ‪ :‬أشرف الماجري‬
‫كلية العلوم القانونية والسياسية واالجتماعية بتونس‬
‫‪2019-2020‬‬
‫الجزء الثالث‪ :‬محاكم القضاء‬
‫المبحث األول‪ :‬شكل تعهد‬
‫محاكم القضاء‬
‫المحاكم الجزائية‬ ‫تعهد‬
‫االدارات‬
‫المخولة‬
‫نيابة‬ ‫إثارة‬
‫عمومية‬ ‫بموجب التخلي الدعوى‬
‫قرار ختم‬ ‫العمومية‬
‫من محكمة‬
‫بحث‬
‫أخرى‬
‫قرار‬ ‫باإلحالة من‬
‫دائرة‬ ‫محكمة إلى‬
‫االتهام‬ ‫أخرى‬
‫المتضرر‬ ‫قيام على‬
‫حسب الفصل‬
‫‪ 69‬المرسوم‬ ‫تعهد‬ ‫المسؤولي‬
‫عدد ‪ 115‬لسنة‬
‫‪( 2011‬مختلف‬ ‫المحكمة‬ ‫ة‬
‫في شأنها)‬ ‫الخاصة‬
‫قرار دائرة‬ ‫قرار ختم‬ ‫متضرر‬ ‫قيام على‬ ‫إدارات‬ ‫نيابة‬
‫االتهام‬ ‫بحث‬ ‫(مرسوم‬ ‫المسؤولية‬ ‫عمومية‬ ‫عمومية‬
‫‪)2011‬‬ ‫الخاصة‬ ‫والفروع‬
‫المالية‬
‫الفصل ‪118‬‬ ‫الفصل ‪106‬‬ ‫الفصل ‪200‬‬ ‫الفصل ‪200‬‬ ‫الفصل ‪200‬‬ ‫حاكم ناحية‬
‫من م ا ج‬ ‫من م ا ج‬ ‫من م ا ج‬ ‫من م ا ج‬ ‫من م ا ج‬

‫الفصل ‪118‬‬ ‫الفصل ‪106‬‬ ‫الفصل ‪69‬‬ ‫الفصل ‪206‬‬ ‫الفصل ‪206‬‬ ‫الفصل ‪206‬‬ ‫مجلس‬
‫من م ا ج‬ ‫من م ا ج‬ ‫من المرسوم‬ ‫من م ا ج‬ ‫من م ا ج‬ ‫من م ا ج‬ ‫جناحي‬
‫عدد ‪115‬‬
‫لسنة ‪2011‬‬
‫الفصل ‪119‬‬ ‫مجلس جنائي‬
‫من م ا ج‬

‫الفصل ‪410‬‬ ‫قاض منفرد‬


‫سادسا من‬
‫المجلة‬
‫التجارية‬
‫الفصل ‪119‬‬ ‫الفصل ‪92‬‬ ‫الفصل ‪86‬‬ ‫قاضي أطفال‬
‫من م ا ج‬ ‫من م ح ط‬ ‫من م ح ط‬
‫مبحث ثان‪ :‬شروط تعهد محاكم القضاء‬
‫فقرة أولى‪ :‬اختصاص المحاكم‬
‫أ‪ -‬اختصاص حكمي‬
‫محكمة‬ ‫قاضي‬ ‫قاض‬ ‫مجلس‬ ‫مجلس‬ ‫حاكم ناحية‬
‫األطفال‬ ‫أطفال‬ ‫منفرد‬ ‫جنائي‬ ‫جناحي‬

‫‪ -‬الجن‪N‬ح أكث‪N‬ر م‪N‬ن ‪ -‬الجنايات‪ - .‬قضاي‪NNNNNN‬ا الجن‪NNNNNNNN‬ح ‪ -‬الجنايات‬ ‫المخالفات‬ ‫‪-‬‬


‫الشيكات‪ .‬والمخال‪NNN‬فا المرتكب‪NN‬ة م‪NN‬ن‬ ‫أل‪N‬ف دينار خطي‪N‬ة‬ ‫الجن‪NNN‬ح إل‪NNN‬ى‬ ‫‪-‬‬
‫قبل أطفال‪.‬‬ ‫‪ -‬قضاي‪NNNNNN‬ا ت‬ ‫وعام س‪NNNNNNNNNN‬جن‬ ‫حدود أل‪NNNNN‬ف‬
‫المرتكب‪NNNN‬ة‬ ‫البناء‬ ‫وجرائ‪NNNN‬م الجرح‬ ‫دينار خطي‪NNN‬ة‬
‫م‪NNN‬ن قب‪NNN‬ل‬ ‫بدون‬ ‫عل‪N‬ى وج‪N‬ه الخط‪N‬أ‬ ‫وعام س‪NNN‬جن‬
‫رخصة أطفال‪.‬‬ ‫والحري‪NNN‬ق غي‪NNN‬ر‬ ‫(عدى‬
‫بي‪NN‬ن ‪ 13‬و‬ ‫العمد‪.‬‬ ‫الجرح عل‪NN‬ى‬
‫‪18‬‬ ‫وج‪NN‬ه الخط‪NN‬أ‬
‫والحري‪NNNNNN‬ق‬
‫غير ا‪N‬لعمد)‬
‫• تخت‪N‬ص المحاك‪N‬م العس‪N‬كرية ف‪N‬ي ‪ 1 :‬ـ الجرائ‪N‬م العس‪N‬كرية ‪ 2‬ـ الجرائ‪N‬م المرتكب‪N‬ة ف‪N‬ي الثكنات أ‪N‬و‬
‫المعس‪NN‬كرات أ‪NN‬و المؤس‪NN‬سات واألماك‪NN‬ن التـي يشغله‪NN‬ا العس‪NN‬كريون لص‪NN‬الح الجي‪NN‬ش والقرى‬
‫المس‪N‬لحة‪ 3 .‬ـ الجرائ‪N‬م التـي ترتك‪N‬ب ض‪N‬د مص‪N‬الح الجي‪N‬ش مباشرة‪ 4 .‬ـ الجرائ‪N‬م التـي منح‪N‬ت‬
‫المحاك‪N‬م العس‪N‬كرية ح‪N‬ق الب‪N‬ت فيه‪N‬ا بموج‪N‬ب األنظم‪N‬ة والقواني‪N‬ن الخاص‪N‬ة (مثال‪ :‬تحال عل‪N‬ى‬
‫المحاك‪N‬م العس‪N‬كرية ذات النظ‪N‬ر القضاي‪N‬ا الت‪N‬ي يكون أعوان قوات األم‪N‬ن الداخل‪N‬ي طرف‪N‬ا فيه‪N‬ا م‪N‬ن‬
‫أج‪N‬ل واقع‪N‬ة جدت ف‪N‬ي نطاق مباشرة العم‪N‬ل وله‪N‬ا مس‪N‬اس بأم‪N‬ن الدول‪N‬ة الداخل‪N‬ي أ‪N‬و الخارج‪N‬ي أ‪N‬و‬
‫بحف‪N‬ظ النظام ف‪N‬ي الطري‪N‬ق العام وبالمحالت العمومي‪N‬ة والمؤس‪N‬سات العمومي‪N‬ة والخاص‪N‬ة وذل‪N‬ك‬
‫أثناء أ‪N‬و إث‪N‬ر االجتماعات العام‪N‬ة والمواك‪N‬ب واالس‪N‬تعراضات والمظاهرات والتجمهر‪ .‬وف‪N‬ي‬
‫هذه الص‪N‬ورة تض‪N‬م المحكم‪N‬ة العس‪N‬كرية وجوب‪N‬ا عوني‪N‬ن تابعي‪N‬ن لنف‪N‬س الهيئ‪N‬ة الت‪N‬ي ينتم‪N‬ي إليه‪N‬ا‬
‫العون الذي يهم‪N‬ه األم‪N‬ر يق‪N‬ع تعيينهم‪N‬ا بقرار م‪N‬ن وزي‪N‬ر الداخلي‪N‬ة الذي راع‪N‬ي ف‪N‬ي ذل‪N‬ك التعيي‪N‬ن‬
‫رتب‪N‬ة ووظيف‪N‬ة العون المظنون في‪N‬ه أ‪N‬و المتهم‪ 5 .).‬ـ الجرائ‪N‬م المرتكب‪N‬ة م‪N‬ن قب‪N‬ل رجال جيوش‬
‫حليف‪N‬ة تقي‪N‬م ف‪N‬ي األراض‪N‬ي التونس‪N‬ية وجمي‪N‬ع الجرائ‪N‬م الماس‪N‬ة بمص‪N‬الح هذه الجيوش إال إذا كان‬
‫بي‪N‬ن حكوماته‪N‬ا وبي‪N‬ن الحكوم‪N‬ة التونس‪N‬ية اتفاقات خاص‪N‬ة تخال‪N‬ف هذه األحكام ويمك‪N‬ن من‪N‬ح هذه‬
‫المحاك‪N‬م بموج‪N‬ب قانون خاص ح‪N‬ق النظ‪N‬ر ف‪N‬ي جمي‪N‬ع أ‪N‬و بع‪N‬ض الجرائ‪N‬م المخل‪N‬ة بأم‪N‬ن الدول‪N‬ة‬
‫الداخل‪N‬ي أ‪N‬و الخارجي‪ 6 .‬ـ جرائ‪N‬م الح‪N‬ق العام المرتكب‪N‬ة م‪N‬ن قب‪N‬ل العس‪N‬كريين‪( .‬نق‪:‬ح العدد ‪6‬‬
‫بالمرس‪::‬وم عدد ‪ 69‬لس‪::‬نة ‪ 2011‬المؤرخ ف‪::‬ي ‪ 29‬جويلي‪::‬ة ‪ 7 )2011‬ـ جرائ‪NN‬م الح‪NN‬ق العام‬
‫المرتكب‪N‬ة ض‪N‬د العس‪N‬كريين أثناء مباشرته‪N‬م للخدم‪N‬ة أ‪N‬و بمناس‪N‬بتها‪( .‬أضي‪:‬ف العدد ‪ 7‬بالمرس‪:‬وم‬
‫عدد ‪ 69‬لس‪:‬نة ‪ 2011‬المؤرخ ف‪:‬ي ‪ 29‬جويلي‪:‬ة ‪ )2011‬وال تخت‪N‬ص المحاك‪N‬م العس‪N‬كرية بالنظ‪N‬ر‬
‫ف‪N‬ي جرائ‪N‬م الح‪N‬ق العام الت‪N‬ي يكون أح‪N‬د أطرافه‪N‬ا غي‪N‬ر عس‪N‬كري باس‪N‬تثناء الحاالت المنص‪N‬وص‬
‫عليها بهذا الفصل‪( ".‬أضيفت بالقانون عدد‪ 56 ‬لسنة ‪ 2000‬المؤرخ في ‪ 13‬جوان ‪.)2000‬‬

‫• ينظر في جريمة الفرار من الجندية قاضي منفرد‪.‬‬


‫• يحاكم أمام المحاكم العسكرية من أجل الجرائم المنصوص عليها بالفصل الخامس من هذه المجلة ‪:‬‬

‫أ ـ الضباط على اختالف رتبهم المستخدمون في الجيش أو القوة المسلحة أو المنتمون إلى قوة عسكرية‬
‫مؤلفة بطريقة قانونية‪،‬‬

‫ب ـ تالمذة األكادميات والمدارس العس‪N‬كرية وضباط الص‪N‬ف ورجال الجي‪N‬ش المنتمون إل‪N‬ى الجي‪N‬ش أ‪N‬و‬
‫القوة المسلحة أو إلى كل قوة عسكرية مؤلفة بطريقة قانونية‪،‬‬

‫ج ـ الضباط المتقاعدون والضباط االحتياطيون وضباط الص‪NNNNNN‬ف االحتياطيون ورجال الجي‪NNNNNN‬ش‬


‫االحتياطيون حي‪N‬ن يدعون للخدم‪N‬ة ف‪N‬ي الجي‪N‬ش أ‪N‬و القوة المس‪N‬لحة أ‪N‬و ف‪N‬ي قوة عس‪N‬كرية مؤلف‪N‬ة بطريق‪N‬ة‬
‫قانونية وذلك منذ وصولهم إلى مراكز التجنيد أو توجيههم إليها‪،‬‬

‫د ـ األشخاص الذي‪N‬ن يس‪N‬تخدمهم الجي‪N‬ش أ‪N‬و القوة المس‪N‬لحة أ‪N‬و ك‪N‬ل قوة عس‪N‬كرية مؤلف‪N‬ة بطريق‪N‬ة قانوني‪N‬ة‬
‫للقيام بحرف‪N‬ة م‪N‬ا زم‪N‬ن الحرب أ‪N‬و زم‪N‬ن حال‪N‬ة الحرب أ‪N‬و عن‪N‬د وجود الجي‪N‬ش أ‪N‬و القوة المس‪N‬لحة ف‪N‬ي منطق‪N‬ة‬
‫أعلنت فيها حالة الطوارئ‪،‬‬

‫هـ ـ الضباط المتقاعدون والمعزولون أ‪N‬و المحالون عل‪N‬ى عدم المباشرة وضباط الص‪N‬ف ورجال الجي‪N‬ش‬
‫المخرجون والمطرودون أ‪N‬و المس‪N‬رحون م‪N‬ن الجي‪N‬ش أ‪N‬و م‪N‬ن القوة المس‪N‬لحة أ‪N‬و م‪N‬ن قوة عس‪N‬كرية أخرى‬
‫إذا كان ارتكاب الجريمة تم أثناء وجودهم في الجيش أو في القوة المسلحة‪،‬‬

‫و ـ أسرى الحرب‪،‬‬

‫ز ـ المدنيون بصفتهم فاعلين أصليين في هذه الجرائم أو مشاركين‪    ‬فيها‪،‬‬


‫أثر ترابط الجرائم على االختصاص‪:‬‬ ‫•‬
‫يمك‪NN‬ن اإلذن بض‪NN‬م اإلجراءات لبعضه‪N‬ا ف‪NN‬ي ص‪NN‬ورة ارتباط الجرائ‪NN‬م‪ ،‬أ‪NN‬ي مت‪NN‬ى وقع‪NN‬ت‬ ‫•‬
‫الجرائ‪N‬م م‪N‬ن عدة أشخاص مجتمعي‪N‬ن ول‪N‬و ل‪N‬م يك‪N‬ن له‪N‬م غرض واح‪N‬د أ‪N‬و مت‪N‬ى وقع‪N‬ت م‪N‬ن‬
‫عدة أشخاص ول‪N‬و ف‪N‬ي أزمن‪N‬ة وأمكن‪N‬ة مختلف‪N‬ة لك‪N‬ن بناء عل‪N‬ى س‪N‬ابقية اتفاق بينه‪N‬م أ‪N‬و مت‪N‬ى‬
‫وق‪N‬ت ول ف‪N‬ي ص‪N‬ورة عدم تعدد المجرمي‪N‬ن للحص‪N‬ول عل‪N‬ى م‪N‬ا يمك‪N‬ن ب‪N‬ه ارتكاب جرائ‪N‬م‬
‫أخرى أ‪N‬و لتس‪N‬هيل انجازه‪N‬ا أ‪N‬و إلتمام وقوعه‪N‬ا أ‪N‬و إلعان‪N‬ة مرتكبيه‪N‬ا عل‪N‬ى التفص‪N‬ي م‪N‬ن‬
‫العقاب‪ ،‬أ‪NN‬و ف‪NN‬ي غيره‪NN‬ا م‪NN‬ن األحوال المشابه‪NN‬ة له‪NN‬ا إذا اقتض‪NN‬ت الظروف لزوم توحي‪NN‬د‬
‫التتبع‪.‬‬
‫وإذا كان‪NN‬ت األفعال المرتبط‪NN‬ة راجع‪NN‬ة بالنظ‪NN‬ر لمحاك‪NN‬م مختلف‪NN‬ة الدرجات بس‪NN‬بب نوع‬ ‫•‬
‫الجريمة أو صفة مرتكبيها فالنظر في تلك الجريمة يكون للمحكمة األعلى درجة‪.‬‬
‫لكن إذا كانت األفعال من قسم واحد من أقسام الجرائم فالمحكمة التي لها حق النظر في‬ ‫•‬
‫إحدى الجرائ‪NN‬م المذكورة له‪NN‬ا ح‪N‬ق النظ‪N‬ر ف‪NN‬ي األخرى بدون التفات إل‪NN‬ى أحكام الفص‪NN‬ل‬
‫‪.129‬‬
‫ويتحت‪N‬م ض‪N‬م اإلجراءات لبعضه‪N‬ا بعض‪N‬ا ف‪N‬ي الص‪N‬ورة الواردة بالفص‪N‬ل ‪ 55‬م‪N‬ن المجل‪N‬ة‬ ‫•‬
‫الجنائية‪.‬‬
‫أثر االستجالب على أحكام االختصاص‪:‬‬ ‫•‬
‫لمحكم‪N‬ة التعقي‪N‬ب بناء عل‪N‬ى طل‪N‬ب م‪N‬ن وكي‪N‬ل الدول‪N‬ة العام أ‪N‬ن تأذن ف‪N‬ي الجنايات و الجن‪N‬ح‬ ‫•‬
‫والمخالفات بس‪N‬حب القضي‪N‬ة م‪N‬ن أي‪N‬ة محكم‪N‬ة تحقي‪N‬ق أ‪N‬و قضاء وبإحالته‪N‬ا عل‪N‬ى محكم‪N‬ة‬
‫أخرى من الدرجة نفسها وذلك مراعاة لمصلحة األمن العام أو لدفع شبهة جائزة‪.‬‬
‫التعديل بين الحكام‪:‬‬ ‫•‬
‫يت‪N‬م التعدي‪N‬ل بي‪N‬ن الحكام إذا وقع‪N‬ت جريم‪N‬ة وتعهدت به‪N‬ا محكمتان باعتبار أنه‪N‬ا م‪N‬ن أنظار‬ ‫•‬
‫ك‪N‬ل منهم‪N‬ا أ‪N‬و قررت المحكمتان خروجه‪N‬ا ع‪N‬ن أنظارهم‪N‬ا أ‪N‬و قررت محكم‪N‬ة عدم أهليته‪N‬ا‬
‫للنظ‪N‬ر ف‪N‬ي قضي‪N‬ة أحاله‪N‬ا عليه‪N‬ا حاك‪N‬م التحقي‪N‬ق أ‪N‬و دائرة االتهام ونش‪N‬أ عم‪N‬ا ذك‪N‬ر نزاع ف‪N‬ي‬
‫مرج‪N‬ع النظ‪N‬ر عط‪N‬ل س‪N‬ير العدال‪N‬ة م‪N‬ن جراء إحراز القراري‪N‬ن المتناقضي‪N‬ن الص‪N‬ادرين ف‪N‬ي‬
‫القضية نفسها قوة ما اتصل به القضاء‪.‬‬
‫تنظ‪N‬ر محكم‪N‬ة التعقي‪N‬ب ف‪N‬ي مطال‪N‬ب التعدي‪N‬ل بي‪N‬ن الحكام وتتعه‪N‬د به‪N‬ا بناء عل‪N‬ى طل‪N‬ب وكي‪N‬ل‬ ‫•‬
‫الدول‪NNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNN‬ة العام لدى المحكم‪NNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNNN‬ة المذكورة‪.‬‬
‫وتقرر إحال‪N‬ة القضي‪N‬ة عل‪N‬ى المحكم‪N‬ة الت‪N‬ي تراه‪N‬ا مختص‪N‬ة بالنظ‪N‬ر وتبط‪N‬ل األعمال الت‪N‬ي‬
‫أجرته‪NNNNNNNNNNNNNNNNNN‬ا المحكم‪NNNNNNNNNNNNNNNNNN‬ة المنتزع‪NNNNNNNNNNNNNNNNN‬ة منه‪NNNNNNNNNNNNNNNNNN‬ا القضية‪.‬‬
‫وإذا قررت محكمتان خروج القضي‪N‬ة ع‪N‬ن أنظارهم‪N‬ا فاإلحال‪N‬ة يج‪N‬ب أ‪N‬ن تق‪N‬ع عل‪N‬ى محكم‪N‬ة‬
‫أخرى‬
‫ب‪ -‬اختصاص ترابي‬

‫محكمة ا‪NN‬لمكانا‪NN‬لذيب‪NNN‬ه‪3/ N‬‬ ‫محكمة ا‪NN‬لجه‪N‬ة ا‪NN‬لتي‪1/‬‬


‫محلإ‪N‬قامته‪ N‬ا‪NN‬ألخير‬ ‫ارتكبتب‪NNN‬ه‪N‬ا ا‪NN‬لجريمة‬
‫المحكمة التي تعهدت‬
‫أوال تبت في القضية‬

‫محكمة ا‪NN‬لمكانا‪NN‬لذي‪4/‬‬ ‫محكمة مقر‪ N‬ا‪NN‬لمظنون‪2/‬‬


‫وجد ف‪NNN‬يه‪N‬‬ ‫ف‪NNN‬يه‪N‬‬
‫فقرة ثانية‪ :‬قبولية الدعوى‬
‫أ‪ -‬قبولية الدعوى العمومية‬
‫تفسير‬ ‫سبب السقوط‬
‫وفي ذلك احترام لمبدأ شخصية العقوبة (العقوبة ال تورث)‬ ‫موت المتهم‬
‫عام في المخالفات وثالثة سنوات في الجنح وعشرة سنوات في الجنايات‬ ‫مرور الزمن‬
‫ويعلقها كل‪ N‬مانع قانوني (حصانة‪ /‬العته بعد ارتكاب الجريمة بشرط أن ال‬
‫يكون موقوفا‪ )..‬أو مادي (كارثة طبيعية‪ /‬حرب‪ )...‬ويقطعها اجراء بحث أو‬
‫تحقيق ‪....‬ال تسقط جريمة التعذيب بمرور الزمن (يراجع في ذلك جميع الصور‬
‫التي وقع التعرض لها سابقا في الدرس‪.‬‬
‫يصدر عن السلطة التشريعية ويمحو الجريمة والعقاب ‪.‬‬ ‫العفو العام‬
‫يمحو الجريمة والعقاب بما يحول دون التتبع تطبيقا لمبدأ شرعية ا‪N‬لجرا‪N‬ئم‬ ‫نسخ النص الجزائي‬
‫والعقوبات‪.‬‬
‫ال يمكن اعادة تتبع من حكم ببراءته من أجل نفس األفعال ولو بوصف قانوني‬ ‫اتصال القضاء‬
‫آخر‪.‬‬
‫كالجرائم الديوانية واالقتصادية والجبائية ‪...‬‬ ‫الصلح‬
‫كجريمة الزناء مثال‪.‬‬ ‫الرجوع في الشكاية‬
‫• تنقس‪N‬م شروط القيام عل‪N‬ى المس‪N‬ؤولية الخاص‪N‬ة ال‪N‬ى شروط موضوعي‪N‬ة و شروط اجرائي‪N‬ة‬
‫بالنس‪NN‬بة للشروط الموضوعي‪NN‬ة يتطل‪NN‬ب القيام عل‪NN‬ى المس‪NN‬ؤولية الخاص‪NN‬ة ضرورة وجود‬
‫جريم‪::‬ة بالنس‪NN‬بة للطبيع‪NN‬ة االجرائي‪NN‬ة للجريم‪NN‬ة فإن‪NN‬ه يمك‪NN‬ن إثارة الدعوى العمومي‪NN‬ة م‪NN‬ن‬
‫المتضرر مهم‪N‬ا كان‪N‬ت طبيع‪N‬ة الجريم‪N‬ة س‪N‬واء كان‪N‬ت مخالف‪N‬ة أ‪N‬و جنح‪N‬ة أ‪N‬و جناي‪N‬ة فعبارة‬
‫الفصل ‪ 36‬م‪.‬إ‪.‬ج جاءت مطلقة و المشرع لم يحدد نوع معين من الجرائم التي يمكن فيها‬
‫إثارة الدعوى العمومي‪N‬ة م‪N‬ن القائ‪N‬م عل‪N‬ى المس‪N‬ؤولية الخاص‪N‬ة‪ .‬و لك‪N‬ن ف‪N‬ي ص‪N‬ورة الجناي‪N‬ة‬
‫يكون المتضرر مج‪NN‬برا عل‪NN‬ى طل‪NN‬ب احال‪NN‬ة القضي‪NN‬ة عل‪NN‬ى التحقي‪NN‬ق أل‪NN‬ن القانون اقتض‪NN‬ى‬
‫وجوبي‪N‬ة التحقي‪N‬ق ف‪N‬ي الجنايات و ل‪N‬م ين‪N‬ص عل‪N‬ى وجوبي‪N‬ة التحقي‪N‬ق ف‪N‬ي الجنايات و الجن‪N‬ح اال‬
‫ف‪N‬ي ص‪N‬ور خاص‪N‬ة‪( ،‬نف‪N‬س الح‪N‬ل كلم‪N‬ا كان التحقي‪N‬ق وجوبي‪N‬ا)‪ .‬و تبع‪N‬ا لذل‪N‬ك فإن‪N‬ه ف‪N‬ي ص‪N‬ورة‬
‫ّ‬
‫ينص ‪N‬القانون عل‪NN‬ى وجوبي‪NN‬ة التحقي‪NN‬ق ف‪NN‬ي شأنه‪NN‬ا يبق‪NN‬ى‬ ‫المخالف‪NN‬ة أ‪NN‬و الجنح‪NN‬ة‪ ،‬الت‪NN‬ي ل‪NN‬م‬
‫للمتضرر الخيار إم‪N‬ا طل‪N‬ب االحال‪N‬ة عل‪N‬ى التحقي‪N‬ق أ‪N‬و عرضه‪N‬ا مباشرة عل‪N‬ى المحكمة‪ .‬فيم‪N‬ا‬
‫يخ‪N‬ص الطبيع‪N‬ة المادي‪N‬ة للجريم‪N‬ة أ‪N‬ي ركنه‪N‬ا المادي او المعنوي و اهدافه‪N‬ا و اشخاص‪N‬ها‬
‫فالجرائ‪N‬م العس‪N‬كرية وجرائ‪N‬م األطفال والجرائ‪N‬م الس‪N‬ياسية والجرائ‪N‬م االقتص‪N‬ادية ال يمك‪N‬ن‬
‫مبدئيا إثارة الدعوى العمومية على المسؤولية الشخصية فيها‪.‬‬
‫• عل‪N‬ى أن‪N‬ه ال يكف‪N‬ى وجود جريم‪N‬ة ب‪N‬ل يج‪N‬ب أ‪N‬ن ينت‪N‬ج ع‪N‬ن هذه الجريم‪N‬ة ضرر شخص‪N‬ي‬
‫ومباشر‪.‬‬
‫فقرة ثالثة‪ :‬شروط القيام بالحق الشخصي‬
‫من حيث االختصاص‪ :‬االختصاص في الدعوى المدنية يتحدد بالرجوع إلى أحكام الفصول ‪ 21‬وما بعدها‬ ‫•‬
‫من م‪ .‬م‪ .‬م‪ .‬ت وال يمكن المطالبة بالدعوى المدنية إال إذا كانت المحكمة الجزائية مختصة بالنظر في‬
‫الدعوى المدنية لذلك فإنه ال يمكن المطالبة بالغرم لدى حاكم الناحية في مادة الجنح أو المخالفات إذا تجاوز‬
‫المبلغ المطلوب مقدار ما ينظر فيه ابتدائيا في الدعاوى المدنية‪.‬‬
‫م‪:‬ن حي‪:‬ث القبولي‪:‬ة‪ :‬يج‪N‬ب أ‪N‬ن يكون القيام م‪N‬ن شخ‪N‬ص تتوف‪N‬ر في‪N‬ه األص‪N‬لية والص‪N‬فة والمص‪N‬لحة الت‪N‬ي يج‪N‬ب أ‪N‬ن‬ ‫•‬
‫تكون مشروع‪:‬ة (مثال المس‪N‬تفيد م‪N‬ن شي‪N‬ك الط‪N‬ي قبل‪N‬ه عل‪N‬ى وج‪N‬ه الضمان رغ‪N‬م علم‪N‬ه بخلوه م‪N‬ن الرص‪N‬يد ال‬
‫يمكن‪N‬ه المطالب‪N‬ة بالتعوي‪N‬ض ع‪N‬ن الضرر بس‪N‬بب مشاركت‪N‬ه ف‪N‬ي الجريم‪N‬ة األص‪N‬لية ) وشخص‪:‬ية ومباشرة (هن‪N‬ا‬
‫المقص‪N‬ود أ‪N‬ن تكون المص‪N‬لحة خاص‪N‬ة لك‪N‬ن قب‪N‬ل المشرع ح‪N‬ق القيام بالح‪N‬ق الشخص‪N‬ي للدفاع ع‪N‬ن المص‪N‬لحة‬
‫الجماعي‪NN‬ة م‪NN‬ن ذل‪NN‬ك تخوي‪NN‬ل الجمعيات ح‪NN‬ق التقاض‪NN‬ي والقيام بالح‪NN‬ق الشخص‪NN‬ي إذا ارتكب‪NN‬ت األفعال ض‪NN‬د‬
‫منخرطيه‪N‬ا أ‪N‬و منتس‪N‬بيها بشرط الحص‪N‬ول عل‪N‬ى تكلي‪N‬ف كتاب‪N‬ي ص‪N‬ريح م‪N‬ن الشخ‪N‬ص المعن‪N‬ي باألم‪N‬ر عمال‬
‫بالفص‪N‬ل ‪ 37‬فقرة ‪ 2‬جدي‪N‬د م‪N‬ن م‪ .‬ا‪ .‬ج والفص‪N‬لين ‪ 13‬و‪ 14‬م‪N‬ن المرس‪N‬وم عدد ‪ 88‬لس‪N‬نة ‪ 2011‬المؤرخ ف‪N‬ي ‪24‬‬
‫سبتمبر ‪ )2011‬وحالة‪.‬‬
‫أ‪:‬ن ال تكون الدعوى العمومي‪:‬ة ق‪:‬د س‪:‬قطت بمرور الزم‪:‬ن وه‪:‬ي قاعدة وحدة أج‪:‬ل س‪:‬قوط الدعويي‪:‬ن‪ ،‬والت‪:‬ي‬ ‫•‬
‫رغ‪:‬م وجود اختالف فقه‪:‬ي وقضائ‪:‬ي حوله‪:‬ا فإنه‪:‬ا ال تتعل‪:‬ق س‪:‬وى بدعوى التعوي‪:‬ض الت‪:‬ي تقدم ف‪:‬ي آ‪:‬ن واح‪:‬د‬
‫م‪:‬ع الدعوى العمومي‪:‬ة‪ ،‬بخالف الدعوى المدني‪:‬ة المنفردة الت‪:‬ي تخضع آلجال السقوط والقطع الواردة بم‪ .‬ا‪.‬‬
‫ع‪.‬‬
‫كما ال يمكن القيام بالحق الشخصي ألول مرة لدى محكمة االستئناف‪.‬‬ ‫•‬
‫مبحث ثالث‪ :‬اإلجراءات لدى محاكم القضاء‬
‫فقرة أولى‪ :‬إجراءات االستدعاء للجلسة‬
‫‪ -‬يكون بالطريق‪N‬ة االداري‪N‬ة أ‪N‬و بواس‪N‬طة عدل منف‪N‬ذ أ‪N‬و بواس‪N‬طة ك‪N‬بير حراس الس‪N‬جن بالنس‪N‬بة‬
‫للمته‪N‬م الموقوف وبطل‪N‬ب م‪N‬ن النياب‪N‬ة العمومي‪N‬ة أ‪N‬و القائ‪N‬م بالح‪N‬ق الشخص‪N‬ي أ‪N‬و ك‪N‬ل ادارة خول‬
‫لها قانونا الحق في ذلك‬
‫‪ -‬يتضم‪NNNN‬ن المحكم‪NNNN‬ة المتعهدة ومكان وس‪NNNN‬اعة وتاري‪NNN‬خ الجلس‪NNNN‬ة وص‪NNNN‬فة المس‪NNNN‬تدعى‬
‫(مته‪N‬م‪/‬مسؤول مدن‪N‬ي‪ /‬شاهد) واذا كان االس‪N‬تدعاء بطلب من القائ‪N‬م بالحق الشخص‪N‬ي (بع‪N‬د‬
‫قبول مطل‪N‬ب قيام‪N‬ه الكتاب‪N‬ي) فيتضم‪N‬ن اس‪N‬مه ولقب‪N‬ه وحرفت‪N‬ه ومقره األص‪N‬لي أ‪N‬و المختار‬
‫واالس‪N‬تدعاء الموج‪N‬ه إل‪N‬ى الشاه‪N‬د ين‪N‬ص في‪N‬ه عل‪N‬ى أ‪N‬ن عدم حضوره أ‪N‬و امتناع‪N‬ه م‪N‬ن أداء‬
‫الشهادة أ‪NN‬و تزويره‪NN‬ا يعاق‪NN‬ب علي‪NN‬ه كم‪NN‬ا ي‪NN‬بين باالس‪NN‬تدعاء اس‪NN‬م المكل‪NN‬ف بالتبلي‪NN‬غ وص‪NN‬فته‬
‫وتاريخ التبليغ‪.‬‬
‫‪ -‬األج‪N‬ل بي‪N‬ن يوم توجي‪N‬ه االس‪N‬تدعاء واليوم المعي‪N‬ن للحضور بالجلس‪N‬ة ثالث‪N‬ة أيام عل‪N‬ى األق‪N‬ل‬
‫واذا كان المس‪N‬تدعى قاطن‪N‬ا خارج تراب الجمهوري‪N‬ة يكون األج‪N‬ل ثالثي‪N‬ن يوم‪N‬ا (يوم توجي‪N‬ه‬
‫االس‪N‬تدعاء ال يحتس‪N‬ب ب‪N‬ل ينطل‪N‬ق الحس‪N‬اب م‪N‬ن اليوم الموال‪N‬ي وكذل‪N‬ك يوم الجلس‪N‬ة ال يحتس‪N‬ب‬
‫ب‪NN‬ل اليوم الس‪NN‬ابق له‪NN‬ا أ‪NN‬ي الحس‪NN‬اب يكون خمس‪NN‬ة أيام أ‪NN‬و اثنان وثالثون يوم‪NN‬ا م‪NN‬ن يوم‬
‫االس‪N‬تدعاء ال‪N‬ى يوم الجلس‪N‬ة)‪ ،‬وأثيرت مس‪N‬ألة االس‪N‬تدعاء ف‪N‬ي الدعوى المدني‪N‬ة أمام المحاك‪N‬م‬
‫الت‪N‬ي اختلف‪N‬ت بي‪N‬ن تط‪N‬بيق أحكام م‪ .‬م‪ .‬م‪ .‬ت‪ ،‬فيكون أج‪N‬ل االس‪N‬تدعاء ‪ 21‬يوم‪N‬ا‪ ،‬أ‪N‬و تط‪N‬بيق‬
‫أحكام الفصل ‪ 136‬من م‪ .‬ا‪ .‬ج على اعتبار أن عباراته وردت مطلقة‪.‬‬
‫يس‪N‬لم االس‪N‬تدعاء ال‪N‬ى المس‪N‬تدعى نفس‪N‬ه أ‪N‬و وكيل‪N‬ه أ‪N‬و خادم‪N‬ه أ‪N‬و لم‪N‬ن يكون س‪N‬اكنا مع‪N‬ه بشرط أ‪N‬ن يكون مميزا‬ ‫‪-‬‬
‫وبشرط االمضاء وعن‪N‬د االمتناع أ‪N‬و عدم القدرة ين‪N‬ص عل‪N‬ى ذل‪N‬ك وف‪N‬ي ص‪N‬ورة االمتناع م‪N‬ن القبول فيس‪N‬لم‬
‫إلى عمدة المكان أو رئيس مركز الشرطة أو الحرس في المكان‪.‬‬
‫في صورة المتهم الفار يمكن للمحكمة أن تصدر بطاقة جلب وتضع مكاسبه تحت االئتمان‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫يمكن أن يكون االستدعاء بالطريقة الديبلوماسية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫ق‪N‬د يبلّ‪N‬غ االس‪N‬تدعاء لشخ‪N‬ص المتّه‪N‬م فيعل‪N‬م بموع‪N‬د الجلس‪N‬ة ومكانه‪N‬ا وبينم‪N‬ا يكون مس‪N‬تعدا للحضور بجلس‪N‬ة‬ ‫•‬
‫يحل‪NN‬طارئ يحول دون‪NN‬ه والحضور‪ ،‬ومثال ذل‪NN‬ك حص‪NN‬ول فيضانات أ‪NN‬و مرض أقعده ع‪NN‬ن‬ ‫ّ‬ ‫المحاكم‪NN‬ة‬
‫الحركة‪ .‬فه‪N‬ل أ‪N‬ن المحكم‪N‬ة تقض‪N‬ي ف‪N‬ي الدعوى دون األخ‪N‬ذ بعي‪N‬ن االعتبار العذر القهري الذي يتم ‪ّN‬س ك ب‪N‬ه‬
‫نائب المتهم ؟‬
‫ص‪ N‬الفص‪N‬ل ‪ )(109‬م‪N‬ن قانون المرافعات الجنائي‪N‬ة التونس‪N‬ي لس‪N‬نة ‪ 1921‬عل‪N‬ى أ‪N‬ن‪ N‬المحكم‪N‬ة ال تتوق‪N‬ف‬ ‫لق‪N‬د ن ّ‬ ‫•‬
‫عل‪N‬ى عدم حضور المتّه‪N‬م الذي بلغ‪N‬ه االس‪N‬تدعاء شخص‪N‬يا وتص‪N‬در ضده حكم‪N‬ا يعت‪N‬بر حضوري‪N‬ا م‪N‬ا ل‪N‬م يثب‪N‬ت‬
‫ص علي‪N‬ه‬ ‫بواس‪N‬طة محامي‪N‬ه أ‪N‬ن غياب‪N‬ه ع‪N‬ن الجلس‪N‬ة نات‪N‬ج ع‪N‬ن قوة قاهرة‪ .‬وهذا الن‪N‬ص يشب‪N‬ه إل‪N‬ى ح‪N‬د ك‪N‬بير م‪N‬ا ن ‪ّN‬‬
‫الفص‪N‬ل ‪ 410‬م‪ .‬ا‪ .‬ج‪ .‬فرنس‪N‬ية‪ ،‬الذي جاء ب‪N‬ه أ ّن‪ N‬المته‪N‬م الواق‪N‬ع اس‪N‬تدعاؤه بطريق‪N‬ة قانوني‪N‬ة يج‪N‬ب أ‪N‬ن يحض‪N‬ر‬
‫م‪N‬ا ل‪N‬م يق ّدم عذرا يمك‪N‬ن قبول‪N‬ه م‪N‬ن قب‪N‬ل المحكم‪N‬ة المس‪N‬تدع‪N‬ى أمامه‪N‬ا وعل‪N‬ى هذا األس‪N‬اس فإ ّن‪ N‬المحكم‪N‬ة تكون‬
‫المحتج‪ N‬ب‪N‬ه وذل‪N‬ك حت‪N‬ى تكف‪N‬ل للمتّه‪N‬م محاكم‪N‬ة عدال‪N‬ة‪ ،‬إ‪N‬ذ م‪N‬ن غي‪N‬ر‬
‫ّ‬ ‫ملزم‪N‬ة بالنظ‪N‬ر ف‪N‬ي مدى جديّ‪N‬ة العذر‬
‫المنطق‪N‬ي إلزام المتّه‪N‬م المري‪N‬ض بالحضو‪N‬ر إلبداء أوج‪N‬ه دفاع‪N‬ه وه‪N‬و عاج‪N‬ز ع‪N‬ن الحضور ومتابع‪N‬ة م‪N‬ا‬
‫يجري ف‪N‬ي الجلس‪N‬ة‪ ،‬وهذا م‪N‬ا حدى بالمشرّع الفرنس‪N‬ي إل‪N‬ى وض‪N‬ع ح ‪ّN‬ل خاص بالمري‪N‬ض الذي ال يس‪N‬تطيع‬
‫الحضور أمام المحكم‪N‬ة والت‪N‬ي له‪N‬ا أ‪N‬ن تأم‪N‬ر بقرار خاص ومس‪N‬بب س‪N‬ماع المتّه‪N‬م ف‪N‬ي منزل‪N‬ه أ‪N‬و ف‪N‬ي الس‪N‬جن‬
‫إ‪N‬ن كان محبوس‪N‬ا وذل‪N‬ك ع‪N‬ن طريق قاض‪N‬ي يعيّ‪N‬ن للغرض ويحضر معه كات‪N‬ب ويحرر محضرا باستجواب‬
‫المتّهم‪.‬‬
‫• أم‪N‬ا م‪ .‬ا‪ .‬ج‪ .‬التونس‪N‬ية فل‪N‬م تورد حالّ خاص‪N‬ا بغياب المتّه‪:‬م لعذر قهري ولك‪N‬ن يمك‪N‬ن القول‬
‫أن‪N‬ه ف‪N‬ي ص‪N‬ورة حضور نائ‪N‬ب المته‪N‬م بجلس‪N‬ة المحاكم‪N‬ة وتقديم‪N‬ه لم‪N‬ا يفي‪N‬د أ‪N‬ن مو ّكل‪N‬ه ال‬
‫يس‪NN‬تطيع الحضور بجلس‪NN‬ة المحاكم‪NN‬ة لوجود ق ّوة قاهرة منعت‪NN‬ه ع‪NN‬ن الحضور‪ ،‬واقتنع‪NN‬ت‬
‫المحكم‪N‬ة بوجاه‪N‬ة هذا الدف‪N‬ع فإنه‪N‬ا تكون ملزم‪N‬ة بإجاب‪N‬ة طل‪N‬ب تأجي‪N‬ل النظ‪N‬ر ف‪N‬ي الدعوى‬
‫وهذا م‪NN‬ا ذهب‪NN‬ت إلي‪NN‬ه محكم‪NN‬ة التعقي‪NN‬ب التونس‪NN‬ية حي‪NN‬ث اعت‪NN‬برت عل‪NN‬ى أ‪NN‬ن "تقدي‪NN‬ر العذر‬
‫الشرع‪NN‬ي بم‪NN‬ا ف‪NN‬ي ذل‪NN‬ك الوثيق‪NN‬ة الطبي‪NN‬ة لت‪NN‬برير تخلّ‪NN‬ف المته‪NN‬م راج‪NN‬ع الجتهاد محكم‪NN‬ة‬
‫الموضوع الت‪N‬ي عليه‪N‬ا ف‪N‬ي ص‪N‬ورة عدم األخ‪N‬ذ به‪N‬ا أ‪N‬ن تعلّ‪N‬ل رأيه‪N‬ا بم‪N‬ا ه‪N‬و كاف وإال كان‬
‫حكمه‪N‬ا ضعي‪N‬ف المس‪N‬تند ومس‪N‬تهدفا للنق‪N‬ض"(قرار تعقي‪N‬بي جزائ‪N‬ي عدد ‪ 10652‬مؤرخ ف‪N‬ي‬
‫‪ 20‬فيفري ‪ 1974‬ن م ت لسنة ‪ 1975‬ص ‪).79‬‬
‫• وتكمن أهميّ‪N‬ة آجال الحضور ف‪N‬ي أنها "تم ّك‪N‬ن الشخ‪N‬ص م‪N‬ن التّمت ّع‪ N‬بحي‪N‬ز زمني كاف حت‪N‬ى يتم ّك‪N‬ن من إعداد‬
‫ق‪ N‬ال ّدفاع‪ ،‬وم‪N‬ا ي‪N‬برز أه ّميّ‪N‬ة األج‪N‬ل الممنوح للمته‪N‬م‪،‬‬
‫وتنظي‪N‬م دفاع‪N‬ه" خدم‪N‬ة لمص‪N‬الحه وضمان‪N‬ا لممارس‪N‬ته لح ّ‬
‫وتمدي‪N‬د طل‪N‬ك األج‪N‬ل بالمنس‪N‬بة للمقي‪N‬م خارج التراب التونس‪N‬ي‪ ،‬لإلعداد الجيّ‪N‬د ه‪N‬و تكريس‪N‬ه ف‪N‬ي العدي‪N‬د م‪N‬ن‬
‫النّص‪N‬وص ال ّدوليّ‪N‬ة الّت‪N‬ي تعن‪N‬ى بالمحاكم‪N‬ة العادل‪N‬ة‪ ،‬وكذل‪N‬ك بالقانون التّونس‪N‬ي الّذي ارتأ‪N‬ى التشبّ‪N‬ث بالمعايي‪N‬ر‬
‫ال ّدوليّة في المجال بإعطاء الشخص ما يلزم من الوقت إلعداد دفاعه على الوجه األمثل‪.‬‬
‫ونظرا أله ّميّ‪N‬ة آجال الحضور فق‪N‬د تكفّ‪N‬ل المشرع ف‪N‬ي أغل‪N‬ب األحيان بتحديده‪N‬ا‪ ،‬وأوج‪N‬ب احترامه‪N‬ا‪ ،‬ذل‪N‬ك‬ ‫•‬
‫أن‪N‬عدم احترام هذه اآلجال يجع‪NN‬ل الحك‪NN‬م خارق‪NN‬ا للقانون‪ ،‬كم‪NN‬ا أ‪NN‬ن ترك أج‪NN‬ل للحضور وإلعداد وس‪NN‬ائل‬ ‫ّ‬
‫الدفاع يبق‪N‬ى بدون معن‪N‬ى إذا ل‪N‬م يخول للمته‪N‬م ونائب‪N‬ه ح‪N‬ق االطالع عل‪N‬ى مظروفات المل‪N‬ف وأدل‪N‬ة اإلدان‪N‬ة‬
‫حتى يتمكن من الرد عليها دفاعا عن مصالحه‪.‬‬
‫• ح‪N‬ق االطالع شام‪N‬ل لكاف‪N‬ة األطراف أ‪N‬و األشخاص المعني‪N‬ة بممارس‪N‬ة ح‪N‬ق الدفاع‪( ،‬راج‪N‬ع مثال الفص‪N‬ل ‪24‬‬
‫م‪NNN‬ن القانون عدد ‪ 36‬لس‪NNN‬نة ‪ 2015‬المؤرخ ف‪NNN‬ي ‪ 15‬س‪NNN‬بتمبر ‪ 2015‬المتعل‪NNN‬ق بإعادة تنظي‪NNN‬م المنافس‪NNN‬ة‬
‫واألس‪N‬عار‪ ،‬رائ‪N‬د رس‪N‬مي عدد ‪ 78-77‬الص‪N‬ادر بتاري‪N‬خ ‪ 25‬و‪ 29‬س‪N‬بتمبر ‪ ،2015‬ص ‪ ).2772‬وي‪N‬برز ذل‪N‬ك‬
‫ّ‬
‫ملف‪N‬‬ ‫بوضوح ص‪N‬لب الفص‪N‬ل ‪ 89‬م‪N‬ن مجل‪N‬ة حماي‪N‬ة الطف‪N‬ل الّذي أوج‪N‬ب عل‪N‬ى قاض‪N‬ي األطفال أ‪N‬ن يض‪N‬ع‬
‫القضيّ‪N‬ة لالطالع بكتاب‪N‬ة المحكم‪N‬ة عل‪N‬ى ذ ّم‪N‬ة كافّ‪N‬ة األطراف بم‪N‬ا ف‪N‬ي ذل‪N‬ك النّياب‪N‬ة العموميّ‪N‬ة والمتضرّر‪ ،‬كم‪N‬ا‬
‫فرض المشرع أ‪N‬ن يت‪N‬م التنص‪N‬يص بمحاض‪N‬ر الحج‪N‬ز الديواني‪N‬ة‪ ،‬حس‪N‬ب الفص‪N‬ل ‪ 1-303‬م‪N‬ن مجل‪N‬ة الديوان‪N‬ة‪،‬‬
‫عل‪N‬ى بيانات ها ّم‪N‬ة حتّ‪N‬ى يتم ّك‪N‬ن ذي ال ّشبه‪N‬ة م‪N‬ن ممارس‪N‬ة حقّ‪N‬ه ف‪N‬ي االطالع‪ ،‬وم‪N‬ن ذل‪N‬ك "إعالم ذي الشبه‪:‬ة‬
‫بس‪:‬بــب الحجـــز و تاريخــه ومكان وقوعه‪:‬ا‪ ،‬طبيع‪:‬ة األشياء المحجوزة وعدده‪:‬ا أ‪:‬و وزنه‪:‬ا‪ ،‬حضور‬
‫ذي الشبه‪:‬ة عن‪:‬د وص‪:‬ف تل‪:‬ك األشياء أ‪:‬و التن‪:‬بيه علي‪:‬ه بالحضور‪ ،"...‬كم‪N‬ا أن‪N‬ه ال يمك‪N‬ن لتدابي‪N‬ر الحماي‪N‬ة أ‪N‬ن‬
‫تنال م‪N‬ن ح‪N‬ق ذي الشبه‪N‬ة أ‪N‬و القائ‪N‬م بالح‪N‬ق الشخص‪N‬ي ف‪N‬ي جريم‪N‬ة إرهابي‪N‬ة ف‪N‬ي االطالع عل‪N‬ى مضمون‬
‫المحاضر وغيرها من أوراق الملف (راجع الفصل ‪ 77‬من قانون اإلرهاب)‪.‬‬
‫• وألج‪N‬ل الحضور أهمي‪N‬ة أيض‪N‬ا ذل‪N‬ك أنه‪N‬ا تخول للمته‪N‬م الح‪N‬ق ف‪N‬ي إناب‪N‬ة محام للدفاع عن‪N‬ه اختياري‪N‬ا‬
‫ف‪N‬ي المخالفات والجن‪N‬ح ووجوبي‪N‬ا ف‪N‬ي الجنايات عل‪N‬ى أ‪N‬ن فرض واج‪N‬ب إناب‪N‬ة محام ق‪N‬د يؤدي‬
‫بالنس‪N‬بة للبع‪N‬ض م‪N‬ن ضعاف الحال إل‪N‬ى المس‪N‬اس بضمانات ح‪N‬ق الدفاع ع‪N‬ن مص‪N‬الحهم مت‪N‬ى‬
‫عجزوا ع‪NN‬ن توفي‪NN‬ر الموارد المالي‪NN‬ة الالزم‪NN‬ة‪ ،‬لذل‪NN‬ك واس‪NN‬تجابة من‪NN‬ه لم‪NN‬ا ورد باالتّفاقيات‬
‫ق‪ N‬ف‪N‬ي محاكمــة عادلــــة والّت‪N‬ي تح ّ‬
‫ث‪ N‬ال ّدول‬ ‫والتّوص‪N‬يات ال ّدوليّ‪N‬ة‪ ،‬الّت‪N‬ي تعم‪N‬ل عل‪N‬ى تكري‪N‬س الح ّ‬
‫عل‪N‬ى اتّخاذ الوس‪N‬ائل الالّزم‪N‬ة لتقدي‪N‬م المس‪N‬اعدة لمحدودي ال ّدخ‪N‬ل والّذي‪N‬ن تعوزه‪N‬م القدرة عل‪N‬ى‬
‫االس‪N‬تعانة بمحام‪N‬ي لل ّدفاع عنه‪N‬م‪ ،‬ك ّرس‪ N‬المش ّرع التّونس‪N‬ي مؤس‪ ّN‬ستي اإلعان‪N‬ة العدليّ‪N‬ة –س‪N‬ـواء‬
‫أمـام القضاء العدل‪NN‬ي (القانون عدد ‪ 52‬لس‪NN‬نة ‪ 2002‬المؤرّخ ف‪NN‬ي ‪ 3‬جوان ‪ 2002‬المتعل‪NN‬ق‬
‫باإلعان‪N‬ة العدلي‪N‬ة‪ ،‬رائ‪N‬د ال ّرس‪N‬مي للجمهوريّ‪N‬ة التّونس‪N‬يّة عدد ‪ 46‬بتاري‪N‬خ ‪ 4‬جوان ‪ ،2002‬كم‪N‬ا ت‪N‬م‬
‫تنقيحه وإتمام‪N‬ه بالقانون ‪ 27‬لسنة ‪ 2007‬مؤرخ في ‪ 7‬ماي ‪ 2007‬رائد رسمي عدد ‪ 38‬لسنة‬
‫‪ 2007‬ص‪N‬ادر ف‪N‬ي ‪ 11‬ماي ‪ .2007‬وتمن‪N‬ح اإلعان‪N‬ة العدلي‪N‬ة طبق‪N‬ا للفص‪N‬ل ‪ 1‬م‪N‬ن نف‪N‬س القانون "‪...‬‬
‫لك ‪ّN‬ل شخ‪N‬ص ط‪N‬بيعي طالب‪N‬ا أ‪N‬و مطلوب‪N‬ا وذل‪N‬ك ف‪N‬ي ك ‪ّN‬ل طور م‪N‬ن أطوار القضيّة‪ .‬كم‪N‬ا يمك‪N‬ن أ‪N‬ن‬
‫بالحق‪ N‬الشخص‪N‬ــي وطال‪N‬ب إعادة النّظ‪N‬ر وكذل‪N‬ك ف‪N‬ي الجن‪N‬ح‬ ‫ّ‬ ‫تمن‪N‬ح ف‪N‬ي الما ّدة الجزائيّ‪N‬ة للقائ‪N‬م‬
‫المس‪N‬توجبة لعقاب بال ‪ّN‬س جن ال يق ‪ّN‬ل ع‪N‬ن ثالث‪N‬ة أعوام بشرط أ‪N‬ن ال يكون طال‪N‬ب اإلعان‪N‬ة العدليّ‪N‬ة‬
‫ف‪N‬ي حال‪N‬ة عود قانون‪N‬ي و تبق‪N‬ى الجنايات خاضع‪N‬ة ألحكام التّس‪N‬خير الجاري به‪N‬ا العمل‪ .‬ويمك‪N‬ن‬
‫ق‪ N‬الطّعن‪ ".‬وت ّم‪N‬ت إضاف‪N‬ة إمكانيّ‪N‬ة‬‫من‪N‬ح اإلعان‪N‬ة العدليّ‪N‬ة لتنفيـــــذ األحكــــــــــام ولممارس‪N‬ة ح ّ‬
‫التمتّ‪N‬ع باإلعان‪N‬ة العدليّ‪N‬ة ف‪N‬ي القضاي‪N‬ا الجنائيّ‪N‬ة المعقّب‪N‬ة بعــد تنقيح‪ ) 2007‬والتّس‪N‬خير‪ ،‬ف‪N‬ي قضاي‪N‬ا‬
‫األطفال (راجع الفصول ‪ 2-77‬و‪ 93‬من مجلة حماية الطفل) والقضايا الجنائية‪.‬‬
‫فقرة ثانية‪ :‬االثبات في المادة الجزائية‬
‫‪ -‬المبدأ‪ :‬االثبات حر والقضاء يكون حسب الوجدان‪.‬‬
‫‪ -‬االستثناء‪ :‬االثبات يكون بطريقة محددة (مثال‪ :‬جريمة السياقة تحت تأثير حالة كحولية‪ N‬ال تثبت اال باختبار)‬
‫‪ -‬ضرورة تمكين الخصوم من مناقشة األدلة والحجج تحقيقا لمبدأ المواجهة‬
‫‪ -‬االعتراف كغيره من وسائل االثبات يخضع الجتهاد القاضي‬
‫‪ -‬المحاض‪N‬ر والتقاري‪N‬ر معتمد‪N‬ة ال‪N‬ى أ‪N‬ن يثب‪N‬ت م‪N‬ا يخالفه‪N‬ا بالشهادة أ‪N‬و بالكت‪N‬ب وبع‪N‬ض المحاض‪N‬ر ال يمك‪N‬ن اثبات مخالفته‪N‬ا اال‬
‫بالزور مثال محاضر الغابات الممضاة من قبل عونين‪.‬‬
‫‪ -‬الدلي‪N‬ل الواح‪N‬د ال يكف‪N‬ي ب‪N‬ل يج‪N‬ب أ‪N‬ن تتعدد القرائ‪N‬ن وتتظاف‪N‬ر وأ‪N‬ن تكون قوي‪N‬ة ومنضبط‪N‬ة فمت‪N‬ى اعتراه‪N‬ا الش‪N‬ك فس‪N‬رت لص‪N‬الح‬
‫المتهم واذا تعددت أدلة البراءة وأدلة اإلدانة رجح بينها وجدان القاضي‪.‬‬
‫‪ -‬إذا لزم إلثبات جريم‪N‬ة إثارة مس‪N‬ائل أولي‪N‬ة ذات ص‪N‬بغة مد‪N‬ني‪N‬ة فإن‪N‬ه يجوز للمحكم‪N‬ة أ‪N‬ن تحك‪N‬م طبق‪N‬ا لقواع‪N‬د القانون المدن‪N‬ي ف‪N‬ي‬
‫تل‪N‬ك المس‪N‬ائل بشرط أ‪N‬ن يكون لتل‪N‬ك المحاك‪N‬م ح‪N‬ق النظ‪N‬ر فيه‪N‬ا مدني‪N‬ا أم‪N‬ا إذا ل‪N‬م تك‪N‬ن مختص‪N‬ة فوج‪N‬ب عليه‪N‬ا تأجي‪N‬ل النظ‪N‬ر إل‪N‬ى‬
‫ص‪N‬دور حك‪N‬م بات ف‪N‬ي المس‪N‬ألة التوقيفي‪N‬ة وال تقب‪N‬ل المس‪N‬ألة األولي‪N‬ة إذا ظه‪N‬ر أن القص‪N‬د منه‪N‬ا مجرد المماطل‪N‬ة ولم‪ N‬يك‪N‬ن له‪N‬ا تأثي‪N‬ر‬
‫خاص ومباش‪NN‬ر عل‪N‬ى التتبع‪ .‬ويضرب أج‪N‬ل للقائ‪N‬م‪ N‬بالح‪N‬ق الشخص‪NN‬ي أ‪N‬و المظنون في‪N‬ه ليتمك‪N‬ن م‪NN‬ن عرض المس‪N‬ألة عل‪N‬ى‬
‫المحكم‪N‬ة المختص‪N‬ة‪ . N‬وإذا انقض‪N‬ى ذ‪N‬لك األج‪N‬ل ولم يفع‪N‬ل يس‪N‬تأنف التتبع‪ .‬وال يوق‪N‬ف النظ‪N‬ر ف‪N‬ي الجريم‪N‬ة إذا كانت تتعل‪N‬ق بأفعال‬
‫من قبيل العنف أو العصيان‪.‬‬
‫‪ -‬تطور آليات البح‪N‬ث ع‪N‬ن الجرائ‪N‬م م‪N‬ن خالل آليات التحري الخاص‪N‬ة (االختراق واعتراض االتص‪N‬االت والمراقب‪N‬ة الس‪N‬معية‬
‫البصرية‪ N‬في اطار قانون االرهاب وقانون االتجار باألشخاص)‪.‬‬
‫‪ -‬الدلي‪N‬ل ال يعتم‪N‬د اال مت‪N‬ى كان مشروع‪N‬ا (االعترافات واالقوال والتص‪N‬ريحات المنتزع‪N‬ة تح‪N‬ت التعذي‪N‬ب باطل‪N‬ة ‪ /‬الجريم‪N‬ة‬
‫المثارة ‪/‬ال يمك‪N‬ن اعتماد تص‪N‬ريحات المته‪N‬م ف‪N‬ي إطار إجراءات الص‪N‬لح بالوس‪N‬اطة وقب‪N‬ل إثارة الدعوى العمومي‪N‬ة‪ /‬مفهوم‬
‫الجريمة المثارة وتمييزه عن الكمين‪)...‬‬
‫‪ -‬كل هذه العناصر وقع التعرض لها سابقا في الدرس (يراجع اإلثبات أمام قاضي التحقيق)‬
‫فقرة ثالثة‪ :‬ترتيب الكالم في الجلسة‬
‫المرافعات علني‪N‬ة (االس‪N‬تثناء س‪N‬رية للمحافظ‪N‬ة عل‪N‬ى النظام العام واألخالق) وبمحض‪N‬ر ممث‪N‬ل‬
‫النيابة العمومية والخصوم ويديرها الرئيس ويحفظ النظام بالجلسة‪.‬‬
‫يبتدأ بسماع الشاكي اذا كان حاضرا ولم يكن قائما بالحق الشخصي‪.‬‬
‫الشهود (مترجم إذا كان ال يتقن اللغة العربية أو أصما أو أبكما) والخبراء والتجريح فيهم‪.‬‬
‫يس‪N‬تنطق المته‪N‬م والمس‪N‬ؤول مدني‪N‬ا وعن‪N‬د االقتضاء تعرض عل‪N‬ى الشهود والخص‪N‬وم األشياء‬
‫المحجوزة‪.‬‬
‫إلقاء األسئلة ال يكون اال عن طريق الرئيس‬
‫تجري المكافحات‪.‬‬
‫القائم بالحق الشخصي يقدم ملحوظاته بنفسه أو بواسطة محام‪.‬‬
‫ممث‪N‬ل النياب‪N‬ة يلق‪N‬ي أس‪N‬ئلة ع‪N‬ن طري‪N‬ق الرئي‪N‬س ويقدم طلبات‪N‬ه وللمته‪N‬م والمس‪N‬ؤول المدن‪N‬ي ح‪N‬ق‬
‫الرد‪.‬‬
‫نائب المتهم والمسؤول المدني‪.‬‬
‫في الجنائي البداية تكون بتالوة قرار دائرة االتهام والنهاية تكون إعذار المتهم‪.‬‬
‫• خصوصية اإلجراءات المتعلقة بمحاكمة الطفل‪:‬‬
‫• ‪ ‬قاض‪NN‬ي األطفال أ‪NN‬و محكم‪NN‬ة األطفال يقضيان بع‪NN‬د تالوة تقري‪NN‬ر ممث‪NN‬ل النياب‪NN‬ة العمومي‪NN‬ة‬
‫وس‪N‬ماع الطف‪N‬ل ووالدي‪N‬ه أ‪N‬و المقدم علي‪N‬ه أ‪N‬و حاضن‪N‬ه والمتضرر والشهود والخ‪N‬براء المأذون‬
‫باالس‪N‬تعانة به‪N‬م ومحاميه‪ .‬ويمكنهم‪N‬ا عل‪N‬ى س‪N‬بيل االس‪N‬ترشاد س‪N‬ماع م‪N‬ن شملت‪N‬ه القضي‪N‬ة م‪N‬ن‬
‫الفاعلي‪N‬ن األص‪N‬ليين والمشاركي‪N‬ن الذي‪N‬ن بلغوا س‪N‬ن الثماني‪N‬ة عش‪N‬ر عاما‪ .‬ويمكنهم‪N‬ا أيض‪N‬ا إعفاء‬
‫الطف‪NN‬ل م‪NN‬ن الحضور بالجلس‪NN‬ة إذا اقتض‪NN‬ت‪  ‬مص‪NN‬لحته ذل‪NN‬ك وف‪NN‬ي هذه الص‪NN‬ورة ينوب عن‪NN‬ه‬
‫محاميه أو وليه أو مقدمه وعند التعذر من يعتمده من الرشداء‪.‬‬
‫• ‪ ‬ك‪NN‬ل قضي‪NN‬ة يحك‪NN‬م فيه‪NN‬ا منفردة وبغي‪NN‬ر حضور متهمي‪NN‬ن ف‪NN‬ي قضاي‪NN‬ا أخرى‪ .‬وال يمك‪NN‬ن أ‪NN‬ن‬
‫يحض‪N‬ر الجلس‪N‬ة إال شهود القضي‪N‬ة وأقارب الطف‪N‬ل أ‪N‬و مقدم‪N‬ه أ‪N‬و نائبـه الشرعـي أ‪N‬و حاضنـه‬
‫أ‪N‬و مـن اعتمـده م‪N‬ن الرشـداء أ‪N‬و الخبـراء والمحامـون أ‪N‬و ممثلـو المص‪N‬الح أ‪N‬و ممثل‪N‬و‬
‫المؤسسات المهتمة بالطفل ومندوبو الحرية المحروسـة‪.‬‬
‫• إشكالية ترافع المحامي عن المتهم الغائب‪:‬‬
‫• ودرج جريان عم‪N‬ل المحاك‪N‬م وفق‪N‬ه قضاء محكم‪N‬ة التعقي‪N‬ب عل‪N‬ى حرمان محام‪N‬ي المته‪N‬م‬
‫الغائ‪N‬ب ع‪N‬ن الجلس‪N‬ة م‪N‬ن ح‪N‬ق التراف‪N‬ع ف‪N‬ي حق‪N‬ه دفاع‪N‬ا ع‪N‬ن مص‪N‬الحه‪ ،‬فيكتف‪N‬ي بتس‪N‬جيل‬
‫حضوره بالجلس‪N‬ة ال غي‪N‬ر‪ ،‬وتتعلّ‪N‬ق هذه الفرضيّ‪N‬ة المته‪N‬م الّذي عيّ‪N‬ن محام لكنّ‪N‬ه لس‪N‬بب أ‪N‬و‬
‫آلخ‪N‬ر ل‪N‬م يتم ّك‪N‬ن م‪N‬ن الحضور بجلس‪N‬ات المحاكم‪N‬ة‪ ،‬وبالتّال‪N‬ي فه‪N‬ي ال تشم‪N‬ل المتّه‪N‬م الغائ‪N‬ب‬
‫الّذي يفترض أنّ‪N‬ه ل‪N‬م يعل‪N‬م باإلجراء المتّخ‪N‬ذ ض ّده إ‪N‬ذ ه‪N‬و ل‪N‬م يبلغ‪N‬ه االس‪N‬تدعاء شخص‪N‬يّا‪،‬‬
‫فكيف له أن يعيّن محام وهو ال يعلم أصال بوجود المحاكم؟‬
‫إن‪ N‬ال ّرجوع للنّص‪N‬وص الواردة بمجلّ‪N‬ة اإلجراءات الجزائيّ‪N‬ة يؤ ّك‪N‬د عدم تعرّ ض المشرّع‬ ‫• ّ‬
‫التّونس‪N‬ي ص‪N‬راحة لمس‪N‬ألة عدم تمكي‪N‬ن محام‪N‬ي المتّه‪N‬م م‪N‬ن حقّ‪N‬ه ف‪N‬ي التّراف‪N‬ع وال ّدفاع ع‪N‬ن‬
‫مو ّكل‪N‬ه الّذي ل‪N‬م يحض‪N‬ر إجراءات المحاكم‪N‬ة لك‪N‬ن جرى العم‪N‬ل لدى س‪N‬ائر المحاك‪N‬م أنّه‪N‬ا ال‬
‫تم ّك‪N‬ن المحام‪N‬ي ف‪N‬ي هذه الحال‪N‬ة م‪N‬ن التّراف‪N‬ع فيكتف‪N‬ي بتس‪N‬جيل حضوره‪ .‬ويؤس‪ ّN‬س البع‪N‬ض‬
‫ذل‪N‬ك عل‪N‬ى م‪N‬ا أورده الفص‪N‬ل ‪ 141‬م‪N‬ن م‪ .‬إ‪ .‬ج‪ .‬م‪N‬ن وجوب حضور المته‪N‬م الواق‪N‬ع تتبع‪N‬ه م‪N‬ن‬
‫أج‪N‬ل جناي‪N‬ة أ‪N‬و جنح‪N‬ة تس‪N‬توجب العقاب بالس‪N‬جن شخص‪N‬يا وم‪N‬ن حق‪N‬ه ف‪N‬ي أ‪N‬ن يني‪N‬ب عن‪N‬ه محام‬
‫ف‪N‬ي غي‪N‬ر تل‪N‬ك الص‪N‬ور وعل‪N‬ى أحكام الفص‪N‬ل ‪ 143‬م‪N‬ن نف‪N‬س المجل‪N‬ة الّذي نظّ‪N‬م أعمال الجلس‪N‬ة‬
‫ورتّ‪N‬ب إعطاء الكلم‪N‬ة ألطراف القضيّة‪" .‬واس‪N‬تنتج بعضه‪N‬م م‪N‬ن هذا التّرتي‪N‬ب ف‪N‬ي إعطاء‬
‫نص ‪N‬عل‪NN‬ى‬‫ّ‬ ‫الكلم‪NN‬ة إل‪NN‬ى المحام‪NN‬ي ال يتراف‪NN‬ع إالّ إذا كان المتّه‪NN‬م حاضرا م‪NN‬ا دام المشرّع‬
‫استنطاق المتّهم قبل إعطاء الكلمة للمحامي"‪.‬‬
‫• لق‪N‬د أس‪ ّN‬س فق‪N‬ه القضاء المن‪N‬ع عل‪N‬ى أحكام الفص‪N‬ل ‪ 141‬م‪N‬ن م‪ .‬إ‪ .‬ج‪ .‬وعل‪N‬ى التّرتي‪N‬ب الوارد ف‪N‬ي‬
‫ّ‬
‫للنص‪ N‬يتجاوز ب‪N‬ه‬ ‫ّ‬
‫موس‪N‬عا‬ ‫الفص‪N‬ل ‪ 143‬م‪N‬ن نف‪N‬س المجل‪N‬ة وه‪N‬و م‪N‬ن هذه الجه‪N‬ة يك ّرس تأويال‬
‫الحدود الّت‪NN‬ي أورده‪NN‬ا المشرّ ع ذل‪NN‬ك أن‪NN‬ه يبدو أ‪NN‬ن غاي‪NN‬ة المشرع م‪NN‬ن إقرار وجوبي‪NN‬ة الحضور‬
‫بالفص‪NN‬ل ‪ 141‬المذكور تتمث‪NN‬ل ف‪NN‬ي ضمان ص‪NN‬دور أحكام حضوري‪NN‬ة وتجن‪N‬ب األحكام الغيابي‪N‬ة‬
‫وأيض‪N‬ا ف‪N‬ي ضمان تنفي‪N‬ذ العقاب ف‪N‬ي ص‪N‬ورة ص‪N‬دور حك‪N‬م بالنفاذ العاج‪N‬ل أ‪N‬و حك‪N‬م نهائ‪N‬ي ولي‪N‬س‬
‫حرمان محام‪N‬ي المته‪N‬م م‪N‬ن الحضور والتراف‪N‬ع خاص‪N‬ة أ‪N‬ن حضور المحام‪N‬ي ال يمك‪N‬ن بأ‪N‬ي حال‬
‫أ‪N‬ن يؤث‪N‬ر ف‪N‬ي وص‪N‬ف الحك‪N‬م الذي يمك‪N‬ن أ‪N‬ن يكون غيابي‪N‬ا مت‪N‬ى ل‪N‬م يحض‪N‬ر المته‪N‬م ول‪N‬م يثب‪N‬ت بلوغ‬
‫االس‪N‬تدعاء إلي‪N‬ه شخص‪N‬يا‪ ،‬كم‪N‬ا أ‪N‬ن الفص‪N‬ل ‪ 143‬م‪N‬ن م‪ .‬إ‪ .‬ج‪ .‬ق‪N‬د أورد ترتيب‪N‬ا لتقدي‪N‬م الملحوظات‬
‫م‪N‬ن قب‪N‬ل أطراف النزاع الجزائ‪N‬ي ال غي‪N‬ر دون أ‪N‬ن يرت‪N‬ب عل‪N‬ى ذل‪N‬ك جزاء حرمان محام‪N‬ي المته‪N‬م‬
‫م‪N‬ن الحضور والتراف‪N‬ع شخص‪N‬يا‪ ،‬وه‪N‬ي قراء‪N‬ة تس‪N‬تند باألس‪N‬اس عل‪N‬ى ضمان ح‪N‬ق الدفاع كمبدأ‬
‫ولعل‪ N‬ذل‪N‬ك م‪N‬ا دف‪N‬ع محكم‪N‬ة التّعقي‪N‬ب‬‫ّ‬ ‫عام توجيه‪N‬ي وتص‪N‬حيحي وكح‪N‬ق أس‪N‬اسي ف‪N‬ي آ‪N‬ن واح‪N‬د‪،‬‬
‫التّونس‪N‬يّة إلدخال بع‪N‬ض المرون‪N‬ة عل‪N‬ى هذا المن‪N‬ع‪ ،‬حي‪N‬ث اعت‪N‬برت "أ‪N‬ن ال شي‪N‬ء يمن‪N‬ع المحام‪N‬ي‬
‫من تقديم مرافعته في شكل تقرير كتابي"‪.‬‬
‫• وبال ّرغ‪N‬م م‪N‬ن هذا التط ّور فإ ّن‪ N‬محكم‪N‬ة التّعقي‪N‬ب ل‪N‬م تم ّك‪N‬ن المحام‪N‬ي م‪N‬ن التّراف‪N‬ع شفويّ‪N‬ا عل‪N‬ى المتّه‪N‬م‬
‫الغائ‪N‬ب م ّم‪N‬ا يمك‪N‬ن أ‪N‬ن يحرم األخي‪N‬ر م‪N‬ن أح‪N‬د أه ّم‪ N‬ضمانات ح‪N‬ق الدفاع ف‪N‬ي المحاكم‪N‬ة الجزائيّ‪N‬ة‪،‬‬
‫ولك‪N‬ن م‪N‬ن المؤس‪N‬ف أ ّن‪ N‬المحاك‪N‬م التّونس‪N‬يّة م‪N‬ا زال‪N‬ت إل‪N‬ى اآل‪N‬ن تص‪ّ N‬ر عل‪N‬ى عدم تمكي‪N‬ن المحام‪N‬ي‬
‫م‪N‬ن التّراف‪N‬ع ف‪N‬ي مغي‪N‬ب المتّه‪N‬م‪ ،‬ب‪N‬ل أنّه‪N‬ا ترف‪N‬ض حتّ‪N‬ى قبول التّقاري‪N‬ر م‪N‬ن المحام‪N‬ي وتكتف‪N‬ي‬
‫بتس‪N‬جيل حضوره‪ .‬وق‪N‬د انتق‪N‬د عدي‪N‬د الفقهاء إص‪N‬رار المحاك‪N‬م التّونس‪N‬يّة عل‪N‬ى من‪N‬ع المحام‪N‬ي م‪N‬ن‬
‫ق مو ّكله الّذي لم يحضر "بما يمسّ من عدالة وشفافيّة المحاكمة"‪.‬‬ ‫التّرافع في ح ّ‬
‫• وف‪NN‬ي المقاب‪NN‬ل عرف فق‪NN‬ه القضاء األوروب‪NN‬ي تط ّورا ها ّم‪NN‬ا حي‪NN‬ث س‪NN‬مح مؤ ّخرا بدفاع‬
‫المحام‪N‬ي ع‪N‬ن المتّهمي‪N‬ن غي‪N‬ر الحاضري‪N‬ن‪ ،‬حي‪N‬ث م ّك‪N‬ن محام‪N‬ي المتّه‪N‬م الّذي ل‪N‬م يحض‪N‬ر م‪N‬ن‬
‫ق‪ N‬المشرّع أ‪N‬ن يح ّد م‪N‬ن الغياب غي‪N‬ر الم‪N‬ب ّرر للمتّه‪N‬م فإ ّن‪N‬‬‫التّراف‪N‬ع ف‪N‬ي حقّ‪N‬ه‪ ،‬فإذا كان م‪N‬ن ح ّ‬
‫لحق‪ N‬ال ّدفاع‪،‬‬
‫ّ‬ ‫الحق‪ N‬ف‪N‬ي االس‪N‬تعانة بمحام كتكري‪N‬س‬ ‫ّ‬ ‫ذل‪N‬ك ال يمك‪N‬ن أ‪N‬ن يكون عل‪N‬ى حس‪N‬اب‬
‫الحق‪ N‬األس‪N‬اسي ف‪N‬ي أ‪N‬ن يتمتّ‪N‬ع ال ّشخ‪N‬ص بدفاع فعل‪N‬ي حتّ‪N‬ى ف‪N‬ي ص‪N‬ورة‬ ‫ّ‬ ‫"باعتبار أس‪N‬بقيّة‬
‫غياب العذر ال ّشرع‪NN‬ي"‪ ،‬وه‪NN‬و نف‪NN‬س الموق‪NN‬ف الّذي اتّخذت‪NN‬ه ال ّدوائ‪NN‬ر المجتمع‪NN‬ة لمحكم‪NN‬ة‬
‫التّعقي‪N‬ب الفرنس‪N‬يّة تماشي‪N‬ا منه‪N‬ا م‪N‬ع مقتضيات الما ّدة ال ‪ّN‬س ادسة م‪N‬ن االتّفاقيّ‪N‬ة األوربيّ‪N‬ة وفق‪N‬ه‬
‫قضاء المحكمة األوربيّة لحقوق اإلنسان‪ ،‬لتتالى بعدها القرارات المؤ ّكدة للمبدأ‪.‬‬
‫‪• CEDH, arrêts Van Pelt c/ France, 23 mai 2000 ; paragraphes 64 et‬‬
‫‪67. Voir : Commaret (D-N), La défense du prévenu absent, RSC,‬‬
‫‪Octobre /Décembre 2003 ; Chronique de jurisprudence, p. 810.  ‬‬
‫‪• Cass. Crim. Assemblée plénière, arrêt de 2 mars 2000 ; Voir :‬‬
‫‪Commaret (D-N), La défense du prévenu absent, Op.cit., p. 810.‬‬
‫‪ ‬‬
‫فقرة رابعة‪ :‬البطاقات التي تصدر عن المحكمة‬

‫للمحكمة أن تصدر بطاقة جلب أو بطاقة إيداع إذا كان المتهم محاال بحالة فرار‪.‬‬ ‫•‬
‫يمك‪N‬ن للمجل‪N‬س الجناح‪N‬ي أ‪N‬و لحاك‪N‬م الناحي‪N‬ة أ‪N‬ن يؤيدا بطاق‪N‬ة اإليداع الص‪N‬ادرة ع‪N‬ن النياب‪N‬ة‬ ‫•‬
‫العمومية‪.‬‬
‫يمك‪N‬ن للمجل‪N‬س الجناح‪N‬ي أ‪N‬و لحاك‪N‬م الناحي‪N‬ة أ‪N‬ن يص‪N‬در بطاق‪N‬ة إيداع بالس‪N‬جن إذا أحي‪N‬ل‬ ‫•‬
‫المته‪N‬م عليه‪N‬ا موقوف‪N‬ا بموج‪N‬ب قرار مس‪N‬تقل ف‪N‬ي إبقاء المته‪N‬م تح‪N‬ت مفعول بطاق‪N‬ة اإليداع‬
‫على اعتبار أن المتهم يصبح بحالة سراح بتاريخ مثوله أمام المحكمة‪.‬‬
‫يمك‪N‬ن للمحكم‪N‬ة أ‪N‬ن تص‪N‬در بطاق‪N‬ة إيداع بالس‪N‬جن ض‪NN‬د المحكوم علي‪N‬ه غيابي‪NN‬ا بالنفاذ‬ ‫•‬
‫العاج‪NN‬ل بع‪NN‬د قبول اعتراض‪NN‬ه شكال‪ ،‬عل‪NN‬ى اعتبار أ‪NN‬ن قبول االعتراض شكال يلغ‪NN‬ي‬
‫الحكم الغيابي‪.‬‬
‫يمك‪NN‬ن للمحكم‪NN‬ة أ‪NN‬ن تص‪NN‬در بطاق‪NN‬ة إيداع بالس‪NN‬جن ض‪NN‬د المحكوم ف‪NN‬ي ص‪NN‬ورة الحك‪NN‬م‬ ‫•‬
‫بالتخلي أيضا‪.‬‬
‫مبحث رابع‪ :‬الحكم‬
‫‪ ‬وصف الحكم‬
‫حكم حضوري‪ :‬صدر بمحضر المتهم‪.‬‬
‫حك‪N‬م معت‪N‬بر حضوري‪ :‬حك‪N‬م ص‪N‬در ض‪N‬د مته‪N‬م بلغ‪N‬ه االس‪N‬تدعاء شخص‪N‬يا أ‪N‬و حض‪N‬ر بجلس‪N‬ة س‪N‬ابقة أ‪N‬و حض‪N‬ر بالجلس‪N‬ة ووق‪N‬ع إخراج‪N‬ه منه‪N‬ا بع‪N‬د‬
‫إحداث تشويش بها‪.‬‬
‫حك‪N‬م غياب‪N‬ي‪ :‬ص‪N‬در ضد مته‪N‬م لم يبلغه االستدعاء شخصيا (يفتح الحق في االعتراض‪ :‬الذي يت‪N‬م قبول‪N‬ه شكال اذا قدم في أجل عشرة أيام من‬
‫تاري‪N‬خ العل‪N‬م بالحك‪N‬م ول‪N‬م يس‪N‬قط العقاب المحكوم ب‪N‬ه واذا كان االعتراض عل‪N‬ى الشقي‪N‬ن المدن‪N‬ي والجزائ‪N‬ي وج‪N‬ب عل‪N‬ى المعترض اس‪N‬تدعاء‬
‫القائم بالحق الشخصي)‬

‫تصدر األحكام عادة ابتدائية عدى في المخالفات فإنها تصدر نهائية‪.‬‬


‫االحكام الص‪N‬ادرة ع‪N‬ن حكام الناحي‪N‬ة ف‪N‬ي المخالفات وتل‪N‬ك الص‪N‬ادرة ع‪N‬ن المحاك‪N‬م االبتدائي‪N‬ة بوص‪N‬فها محاك‪N‬م اس‪N‬تئناف ألحكام حكام النواح‪N‬ي‬
‫الراجعين لها بالنظر وعن محاكم االستئناف تكون نهائية‬
‫االحكام الت‪N‬ي ل‪N‬م تع‪N‬د تقب‪N‬ل الطع‪N‬ن بات‪N‬ة مثال حك‪N‬م ابتدائ‪N‬ي فوت المتهم عل‪N‬ى نفسه في‪N‬ه آجال الطع‪N‬ن باالس‪N‬تئناف أ‪N‬و حك‪N‬م نهائ‪N‬ي فوت عل‪N‬ى نفس‪N‬ه‬
‫أجل الطعن بالتعقيب أو قرار تعقيبي قضى برفض التعقيب شكال أو أصال أو بالنقض بدون إحالة‪.‬‬
‫‪ ‬درجة الحكم‪:‬‬
‫حكم ابتدائي‪ :‬وهي األحكام الصادرة في الجنح عن حاكم الناحية والمجلس الجنائية بالمحكمة االبتدائية وأيضا األحكام الصادرة في‬ ‫‪.1‬‬
‫الجنايات عن المجلس الجنائي بالمحكمة االبتدائية‪ ،‬وهذه األحكام تقبل الطعن باالستئناف‪.‬‬
‫حك‪:‬م نهائ‪:‬ي‪ :‬وه‪N‬ي األحكام الص‪N‬ادرة ع‪N‬ن حاك‪N‬م الناحي‪N‬ة ف‪N‬ي المخالفات واألحكام الص‪N‬ادرة ع‪N‬ن المحكم‪N‬ة االبتدائي‪N‬ة بوص‪N‬فها محكم‪N‬ة‬ ‫‪.2‬‬
‫اس‪N‬تئناف ألحكام حكام النواح‪N‬ي الراجعي‪N‬ن له‪N‬ا بالنظ‪N‬ر ف‪N‬ي الجن‪N‬ح واألحكام الص‪N‬ادرة ع‪N‬ن محكم‪N‬ة االس‪N‬تئناف ع‪N‬ن المحكم‪N‬ة االبتدائي‪N‬ة‬
‫بمجلسها الجنائي والجناحي (الجنح التي تختص بها المحكمة االبتدائية بمجلسها الجناحي)‪ ،‬وهي أحكام تقبل الطعن بالتعقيب‬
‫ونمي‪:‬ز الحك‪:‬م االبتدائ‪:‬ي والحك‪:‬م النهائ‪:‬ي ع‪:‬ن الحك‪:‬م البات وه‪:‬و الحك‪:‬م الذي ل‪:‬م يع‪:‬د قابال للطع‪:‬ن بأ‪:‬ي وس‪:‬يلة م‪:‬ن الوس‪:‬ائل العادي‪:‬ة أ‪:‬و‬ ‫•‬
‫غير العادية‬
‫‪ ‬المفاوضة والتأمل‪:‬‬
‫‪ - 1‬التأم‪N‬ل‪ :‬نتحدث ع‪N‬ن التأم‪N‬ل ف‪N‬ي الص‪N‬ور الت‪N‬ي يكون فيه‪N‬ا الحك‪N‬م ص‪N‬ادرا ع‪N‬ن قاض واح‪N‬د ولي‪N‬س‬
‫ع‪N‬ن هيئ‪N‬ة حكمي‪N‬ة م‪N‬ن ذل‪N‬ك الحك‪N‬م الص‪N‬ادر ع‪N‬ن قاض‪N‬ي الناحي‪N‬ة أ‪N‬و ع‪N‬ن القاض‪N‬ي المنفرد أ‪N‬و‬
‫القاضي المنفرد بالمحكمة العسكرية‪.‬‬
‫‪ - 2‬المفاوض‪N‬ة‪ :‬نتحدث ع‪N‬ن المفاوض‪N‬ة عندم‪N‬ا يكون الحك‪N‬م ص‪N‬ادرا ع‪N‬ن هيئ‪N‬ة حكمي‪N‬ة س‪N‬واء كان‪N‬ت‬
‫ثالثي‪N‬ة ف‪N‬ي الجن‪N‬ح أ‪N‬و خماس‪N‬ية ف‪N‬ي الجنايات وتكون س‪N‬رية ويج‪N‬ب أال يبق‪N‬ى له‪N‬ا أث‪N‬ر كتاب‪N‬ي ويص‪N‬در‬
‫الحك‪N‬م بأغلبي‪N‬ة األص‪N‬وات وتبتدئ المفاوض‪N‬ة برأ‪N‬ي أق‪N‬ل األعضاء أقدمي‪N‬ة ويبدي رئي‪N‬س الجلس‪N‬ة‬
‫رأيه أخيرا وإذا تكون أكثر من رأيين فإن الحاك‪N‬م األقل أقدمية ملزم باالنضمام إلى أحد اآلراء‬
‫الواق‪N‬ع إبداؤه‪N‬ا وتكون األغلبي‪N‬ة ف‪N‬ي األحكام الص‪N‬ادرة باإلعدام أ‪N‬و الس‪N‬جن بقي‪N‬ة العم‪N‬ر أربع‪N‬ة‬
‫أص‪N‬وات عل‪N‬ى األق‪N‬ل‪ ،‬أم‪N‬ا بالنس‪N‬بة لقضاي‪N‬ا األطفال فإن‪N‬ه األعضاء غي‪N‬ر القضاة يكون له‪N‬م رأ‪N‬ي‬
‫اس‪NN‬تشاري‪ ،‬وق‪NN‬د اعت‪NN‬بر جزء هام م‪NN‬ن الفقهاء أ‪NN‬ن المفاوض‪NN‬ة وس‪NN‬ريتها ضمان‪NN‬ة لحياد القضاة‬
‫وإبعاد له‪N‬م ع‪N‬ن الضغ‪N‬ط الذي يمك‪N‬ن أم‪N‬ن يتس‪N‬لط عليه‪N‬م جراء رأيه‪N‬م‪ ،‬وبمجرد حص‪N‬ول األغلبي‪N‬ة‬
‫تحرر الئح‪N‬ة ف‪N‬ي الحك‪N‬م ومس‪N‬تنداته يمضيه‪N‬ا الحكام الذي شاركوا ف‪N‬ي المفاوض‪N‬ة وال تكتس‪N‬ي‬
‫صبغتها النهائية إال بعد التصريح بها بجلسة علنية بحضور جميع الحكام الذين أمضوها‪.‬‬
‫• إذا تعذر عل‪NN‬ى أح‪NN‬د الحكام لمان‪NN‬ع ص‪NN‬حي خطي‪NN‬ر الحضور بجلس‪NN‬ة التص‪NN‬ريح بع‪NN‬د المفاوض‪NN‬ة‬
‫واإلمضاء فإن‪N‬ه يق‪N‬ع التص‪N‬ريح بمحض‪N‬ر البقي‪N‬ة‪ ،‬أم‪N‬ا إذا ل‪N‬م يم‪N‬ض الحاك‪N‬م المتغي‪N‬ب الئح‪N‬ة الحك‪N‬م أ‪N‬و‬
‫كان السبب المانع يتعلق بزوال صفته فإنه يجب حل المفاوضة وإعادة الترافع في القضية‬
‫• األحكام الصادرة عن محاكم القضاء‪:‬‬
‫التخل‪:‬ي ‪ :‬إذا ظه‪N‬ر أ‪N‬ن الجريم‪N‬ة م‪N‬ن خص‪N‬ائص محكم‪N‬ة أخرى تص‪N‬در المحكم‪N‬ة حكم‪N‬ا بخروج القضي‪N‬ة ع‪N‬ن أنظاره‪N‬ا وتنه‪N‬ي‬ ‫‪‬‬
‫أوراقها إلى ممثل النيابة العمومية ولها أن تصدر بطاقة إيداع ضد المتهم أو تأذن باإلفراج عنه مؤقتا بضمان أو بدونه‪.‬‬
‫عدم س‪:‬ماع الدعوى ‪ :‬إذا رأ‪N‬ت أ‪N‬ن الفعل‪N‬ة ال تتكون منه‪N‬ا جريم‪N‬ة أ‪N‬و أن‪N‬ه ال يمك‪N‬ن نس‪N‬بتها للمته‪N‬م أ‪N‬و أنه‪N‬ا غي‪N‬ر ثابت‪N‬ة وللمحكم‪N‬ة‬ ‫‪‬‬
‫ف‪N‬ي ص‪N‬ورة تعهده‪N‬ا بموج‪N‬ب قيام عل‪N‬ى المس‪N‬ؤولية الخاص‪N‬ة أ‪N‬ن تحك‪N‬م عل‪N‬ى القائ‪N‬م به‪N‬ا بخطي‪N‬ة قدره‪N‬ا خمس‪N‬ون دينارا‪ ،‬دون أ‪N‬ن‬
‫يمن‪N‬ع ذل‪N‬ك تتبع‪N‬ه عن‪N‬د االقتضاء م‪N‬ن أج‪N‬ل اإلدعاء بالباط‪N‬ل‪ ،‬وف‪N‬ي ص‪N‬ورة وجود قيام بالح‪N‬ق الشخص‪N‬ي تتخل‪N‬ى ع‪N‬ن النظ‪N‬ر ف‪N‬ي‬
‫الدعوى المدنية‪.‬‬
‫بطالن اإلجراءات‪ :‬مادة اإلجراءات الجزائية تعرف أربعة نظريات أساسية في خصوص بطالن اإلجراءات وهي‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫البطالن القانون‪N‬ي ‪ :‬وه‪N‬ي النظري‪N‬ة الت‪N‬ي تقوم عل‪N‬ى أس‪N‬اس أ‪N‬ن المشرع وحده مخول لتحدي‪N‬د اإلجراء الذي يترت‪N‬ب ع‪N‬ن مخالفت‪N‬ه‬ ‫•‬
‫البطالن وكنتيجة لذلك فإنه ال بطالن بدون نص وما يعاب عل‪N‬ى هذه النظرية ه‪N‬و أنها ال تأخذ بعين االعتبار إمكانية قص‪N‬ور‬
‫التشريع‪ ،‬باعتباره عمال بشريا‪ ،‬على تحديد جميع اإلجراءات التي يمكن أن يترتب على مخالفتها جزاء البطالن‪.‬‬
‫البطالن الجوهري أ‪N‬و الذات‪N‬ي ‪ :‬وه‪N‬ي النظري‪N‬ة الت‪N‬ي تعط‪N‬ي للقاض‪N‬ي س‪N‬لطة تقديري‪N‬ة واس‪N‬عة‪ ،‬بشرط التعلي‪N‬ل‪ ،‬ف‪N‬ي تحدي‪N‬د البطالن‬ ‫•‬
‫بناء عل‪N‬ى جس‪N‬امة الخط‪N‬أ أ‪N‬و المس‪N‬اس باإلجراءات وبالنظام العام واإلجراءات األس‪N‬اسية ومص‪N‬لحة المته‪N‬م الشرعي‪N‬ة‪ ،‬وم‪N‬ا‬
‫يعاب على هذه النظرية االختالفات التي يمكن أن تحصل بين المحاكم في تحديد اإلجراء الباطل ونطاق ذلك البطالن‪.‬‬
‫البطالن المؤس‪N‬س عل‪N‬ى الضرر ‪ :‬وه‪N‬ي النظري‪N‬ة الت‪N‬ي تعت‪N‬بر أ‪N‬ن البطالن جزاء ال يمك‪N‬ن توقيع‪N‬ه طالم‪N‬ا ل‪N‬م يثب‪N‬ت المتمس‪N‬ك ب‪N‬ه‬ ‫•‬
‫الضرر الذي أص‪N‬ابه م‪N‬ن وراء المس‪N‬اس باإلجراء المطلوب إبطال‪N‬ه‪ ،‬وم‪N‬ا يعاب عل‪N‬ى هذه النظري‪N‬ة أنه‪N‬ا ل‪N‬م تأخ‪N‬ذ بعي‪N‬ن االعتبار‬
‫أ‪NN‬ن المس‪NN‬اس يمك‪NN‬ن أ‪NN‬ن يتعل‪NN‬ق بإجراء يه‪NN‬م النظام العام‪ ،‬أ‪NN‬ي مجموع المبادئ الت‪NN‬ي يوليه‪NN‬ا المشرع أهمي‪NN‬ة قص‪NN‬وى‪ ،‬أ‪NN‬و‬
‫اإلجراءات األساسية وليس بمصلحة المتهم أو المتضرر من اإلجراء عموما‪.‬‬
‫البطالن المطل‪N‬ق أ‪N‬و الشكل‪N‬ي ‪ :‬وه‪N‬ي النظري‪N‬ة الت‪N‬ي تعت‪N‬بر أ‪N‬ن ك‪N‬ل قاعدة إجرائي‪N‬ة يق‪N‬ع خرقه‪N‬ا يترت‪N‬ب عنه‪N‬ا بطالن اإلجراء‬ ‫•‬
‫وجوب‪N‬ا‪ ،‬وه‪N‬ي النظري‪N‬ة الت‪N‬ي يعت‪N‬بر مناص‪N‬روها أنه‪N‬ا األكث‪N‬ر احترام‪N‬ا لمبدأ الشرعي‪N‬ة اإلجرائي‪N‬ة‪ ،‬وم‪N‬ا يعاب عل‪N‬ى هذه النظري‪N‬ة‬
‫أنه‪N‬ا ق‪N‬د تؤدي إل‪N‬ى اإلفالت م‪N‬ن العقاب عل‪N‬ى اعتبار أنه‪N‬ا ال تمي‪N‬ز بي‪N‬ن اإلجراء التوجيه‪N‬ي أ‪N‬و االس‪N‬ترشادي ال غي‪N‬ر وبي‪N‬ن‬
‫اإلجراء الجوهري واألساسي‪.‬‬
‫• ولئ‪N‬ن كان‪N‬ت ص‪N‬ياغة الفص‪N‬ل ‪ 199‬م‪N‬ن م‪ .‬إ‪ .‬ج ال تمي‪N‬ز بي‪N‬ن البطالن الوجوب‪N‬ي والبطالن االختياري‪،‬‬
‫وجعل‪N‬ت البطـــــالن وجوبي‪N‬ا ف‪N‬ي كــل األحوال س‪N‬واء كــان اإلخالل ماس‪N‬ــــا بالنظام العـــــــام أ‪N‬و‬
‫باإلجــــراءات األس‪N‬اسيــــة أ‪N‬و بمص‪N‬لحة المته‪N‬م الشرعي‪N‬ة‪ ،‬فق‪N‬د أك‪N‬د جزء م‪N‬ن الفق‪N‬ه أ‪N‬ن بطالن اإلجراء‬
‫يكون وجوبي‪N‬ا إذا تعل‪N‬ق بالنظام العام واختياري‪N‬ا إذا تعل‪N‬ق بمص‪N‬لحة المته‪N‬م الشرعي‪N‬ة‪ ،‬ذل‪N‬ك أ‪N‬ن "المتّه‪N‬م ال‬
‫يمك‪N‬ن أ‪N‬ن يطل‪N‬ب بطالن العم‪N‬ل اإلجرائ‪N‬ي لضرر شخص‪N‬ي إالّ إذا أثب‪N‬ت الخل‪N‬ل الّذي أص‪N‬ابه والضّرر‬
‫والعالق‪N‬ة الس‪ّN‬ببيّة بي‪N‬ن هذا وذاك"‪ ،‬و"تأثي‪N‬ر األخي‪N‬ر عل‪N‬ى وجدان القاض‪N‬ي"‪"،‬فالخل‪N‬ل ف‪N‬ي هذه الحال‪N‬ة يج‪N‬ب‬
‫ق‪ N‬ال ّدفاع دون المس‪N‬اس بطبيع‪N‬ة العم‪N‬ل ومميّزات‪N‬ه"‪،‬‬ ‫أ‪N‬ن يتعلّ‪N‬ق بمص‪N‬لحة المتّه‪N‬م أ‪N‬ي بجان‪N‬ب م‪N‬ن جوان‪N‬ب ح ّ‬
‫وه‪N‬و م‪N‬ا يؤدي إل‪N‬ى فه‪N‬م مفاده أ‪N‬ن ح‪N‬ق الدفاع يتعل‪N‬ق بمص‪N‬لحة المته‪N‬م الشرعي‪N‬ة‪ ،‬إال أ‪N‬ن ذل‪N‬ك التقس‪N‬يم‬
‫يخال‪N‬ف ص‪N‬ريح الفص‪N‬ل المذكور الذي ل‪N‬م يمي‪N‬ز بي‪N‬ن حاالت البطالن‪ ،‬بخالف الفص‪N‬ل ‪ 14‬م‪N‬ن م‪ .‬م‪ .‬م‪.‬‬
‫ت‪ ،‬وجعل البطالن في كل األحوال وجوبيا‪.‬‬
‫• األس‪N‬اس المعتم‪N‬د للتميي‪N‬ز بي‪N‬ن البطالن الوجوب‪N‬ي والبطالن االختياري يتمث‪N‬ل ف‪N‬ي رب‪N‬ط محتوى الفص‪N‬ل‬
‫‪ 199‬م‪N‬ن م‪ .‬ا‪ .‬ج بأحكام الفص‪N‬ل ‪ 218‬م‪N‬ن م‪ .‬ا‪ .‬ج‪ ،‬الذي اقتض‪N‬ى أن‪N‬ه "إذا كان الحك‪N‬م ص‪N‬ادرا ف‪N‬ي األص‪N‬ل‬
‫ورأ‪N‬ت محكم‪N‬ة االس‪N‬تئناف أ‪N‬ن هناك بطالن‪N‬ا ف‪N‬ي اإلجراءات فإنه‪:‬ا تص‪:‬حح ذ‪:‬ل‪:‬ك البطالن وتحك‪:‬م ف‪:‬ي‬
‫األص‪:‬ل‪ ،‬وإذا كان الحك‪N‬م قابال لإلبطال فإ‪N‬ن محكم‪N‬ة االس‪N‬تئناف تتعه‪N‬د باألص‪N‬ل وتب‪N‬ت في‪N‬ه"‪ ،‬وه‪N‬و أس‪N‬اس‬
‫قاب‪N‬ل للنقاش‪ ،‬ذل‪N‬ك أ‪N‬ن مقتضيات الفص‪N‬ل المذكور ل‪N‬م تتعرض ص‪N‬راحة للتميي‪N‬ز بي‪N‬ن البطالن الوجوب‪N‬ي‬
‫والبطالن االختياري وإنم‪N‬ا فق‪N‬ط تعلق‪N‬ت بتعه‪N‬د محكم‪N‬ة االس‪N‬تئناف باألص‪N‬ل وبته‪N‬ا ف‪N‬ي الحك‪N‬م ف‪N‬ي ص‪N‬ورة‬
‫وجود خل‪N‬ل ف‪N‬ي إجراءات الحك‪N‬م الص‪N‬ادر ع‪N‬ن محكم‪N‬ة البداي‪N‬ة موج‪N‬ب للبطالن بع‪N‬د تص‪N‬حيح ذل‪N‬ك الخل‪N‬ل‬
‫اإلجرائ‪N‬ي إعماال لدوره‪N‬ا كمحكم‪N‬ة درج‪N‬ة ثاني‪N‬ة وتطبيق‪N‬ا للمفعول االنتقال‪N‬ي لالس‪N‬تئناف‪ ،‬فالخل‪N‬ل الموج‪N‬ب‬
‫للبطالن يتعل‪N‬ق بالحك‪N‬م االبتدائ‪N‬ي وإجراءات‪N‬ه وتص‪N‬حيح اإلجراء م‪N‬ن قب‪N‬ل محكم‪N‬ة االس‪N‬تئناف يكون ف‪N‬ي‬
‫إطار دورها كمحكمة درجة ثانية وتحقيقا للمفعول االنتقالي لالستئناف‪.‬‬
‫• إ‪N‬ن هذا الفه‪N‬م ألحكام الفص‪N‬ل ‪ 199‬م‪N‬ن م‪ .‬ا‪ .‬ج وعالقت‪N‬ه بالفص‪N‬ل ‪ 218‬م‪N‬ن نف‪N‬س المجل‪N‬ة‬
‫ه‪NN‬و الذي تبنت‪NN‬ه محكم‪NN‬ة التعقي‪NN‬ب ف‪NN‬ي قراره‪NN‬ا عدد ‪ 64068‬بتاري‪NN‬خ ‪ 18‬جوان ‪2018‬‬
‫ليعود لها الفض‪N‬ل ف‪N‬ي إمكانية إنهاء الجدل حول اعتماد الفص‪N‬ل ‪ 218‬من م‪ .‬ا‪ .‬ج للتدلي‪N‬ل‬
‫عل‪NN‬ى تميي‪NN‬ز المشرع بي‪NN‬ن البطالن الوجوب‪NN‬ي والبطالن االختياري ف‪NN‬ي إطار الفص‪NN‬ل‬
‫‪ 199‬م‪NN‬ن نف‪NN‬س المجل‪NN‬ة‪ ،‬لك‪NN‬ن دون تفص‪NN‬يل أ‪NN‬و إس‪NN‬هاب ف‪NN‬ي شرح أس‪NN‬انيدها القانوني‪NN‬ة‬
‫بالشك‪N‬ل المطلوب‪ ،‬أي‪N‬ن اعت‪N‬برت أن‪N‬ه "وحي‪:‬ث أن‪N‬ه م‪N‬ن الثاب‪N‬ت م‪N‬ن ن‪N‬ص الفص‪N‬ل المذكور‬
‫(أ‪N‬ي الفص‪N‬ل ‪ 218‬م‪ .‬ا‪ .‬ج) أ‪N‬ن مبن‪N‬ى البطالن ف‪N‬ي الحالتي‪N‬ن ه‪N‬و الخل‪N‬ل ف‪N‬ي إجراءات‬
‫الحك‪N‬م والت‪N‬ي يمك‪N‬ن للمحكم‪N‬ة تالفيه‪N‬ا بتحدي‪N‬د مرم‪N‬ى البطالن وتجاوزه‪N‬ا ث‪N‬م الحك‪N‬م ف‪N‬ي‬
‫األص‪N‬ل أم‪N‬ا إذا تعل‪N‬ق األم‪N‬ر ببطالن إجراءات التتب‪N‬ع‪ ،‬وه‪N‬ي األعمال الوالئي‪N‬ة الس‪N‬ابقة‬
‫للمحاكم‪N‬ة ف‪N‬ي األص‪N‬ل‪ ،‬فإ‪N‬ن الخل‪N‬ل فيه‪N‬ا ال يمك‪N‬ن تالفي‪N‬ه بالتص‪N‬حيح الحق‪N‬ا لكون‪N‬ه يم‪N‬س‬
‫بمص‪N‬لحة المته‪N‬م الشرعي‪N‬ة وبالنظام العام اإلجرائ‪N‬ي ف‪N‬ي التتب‪N‬ع المتعل‪N‬ق أس‪N‬اسا بضمان‬
‫الحقوق األساسية للمظنون فيهم عند مباشرة أعمال التتبع ضدهم"‪.‬‬
‫إ‪N‬ن أ‪N‬برز م‪N‬ا يمك‪N‬ن مالحظت‪N‬ه ف‪N‬ي خص‪N‬وص تط‪N‬بيق محكم‪N‬ة التعقي‪N‬ب ألحكام الفص‪N‬ل ‪ 199‬م‪N‬ن م‪ .‬ا‪.‬‬ ‫•‬
‫ج أ‪N‬ن المحكم‪N‬ة تج‪N‬د بع‪N‬ض الص‪N‬عوبة ف‪N‬ي تحدي‪N‬د أس‪N‬اس بطالن العم‪N‬ل أ‪N‬و الحك‪N‬م أ‪N‬و اإلجراء عموم‪N‬ا‬
‫وص‪N‬وال لتدقي‪N‬ق الخل‪N‬ل ف‪N‬ي األحكــام المتعلقـــــــــة بالنظـــــــــــام العــــــــــام أ‪N‬و باإلجراءات‬
‫األس‪N‬اســـــــــية أ‪N‬و بمص‪N‬لحة المته‪N‬م الشرعي‪N‬ة وه‪N‬ي ص‪N‬عوبة تتعل‪N‬ق أس‪N‬اسا بغياب تعري‪N‬ف دقي‪N‬ق‬
‫لتلك المفاهيم المتغيرة من حيث محتواها والملتبسة من حيث عناصرها‪.‬‬
‫وق‪NN‬د اعت‪NN‬برت محكم‪NN‬ة التعقي‪NN‬ب ف‪NN‬ي قراره‪NN‬ا التعقي‪NN‬بي الجزائ‪NN‬ي عدد ‪ 76887‬و‪77149‬‬ ‫•‬
‫مؤرخ ف‪N‬ي ‪ 14‬ماي ‪ 2019‬أن‪N‬ه" وحي‪N‬ث إ‪N‬ن عدم تحري‪N‬ر الباح‪N‬ث لمحض‪N‬ر حج‪N‬ز ال‪N‬مادة المخدرة‬
‫موضوع ال‪N‬جريم‪NN‬ة‪ ،‬يمث‪::‬ل خرق‪::‬ا لنص‪::‬وص ته‪::‬م النظام العام والقواع‪::‬د اإلجرائي‪::‬ة األس‪::‬اسية‬
‫ولمص‪:‬لحة المته‪:‬م الشرعي‪:‬ة بم‪N‬ا يجع‪N‬ل ا‪N‬إلجراءات المقام‪N‬ة بدون‪N‬ه والمس‪N‬تندة إلي‪N‬ه م‪N‬ن محاض‪N‬ر‬
‫واختبارات وتحالي‪NN‬ل مخبري‪NN‬ة واس‪NN‬تنطاقات ومكافحات وتتب‪NN‬ع ومحاكمة‪...‬باطل‪NN‬ة قانون‪NN‬ا عمال‬
‫بأحكام الفصل ‪ 199‬م إ ج‪".‬‬
‫ورغ‪NN‬م اإلقرار بص‪NN‬عوبة تحدي‪NN‬د مفاهي‪NN‬م النظام العام واإلجراءات األس‪NN‬اسية ومص‪NN‬لحة المته‪NN‬م‬ ‫•‬
‫الشرعي‪N‬ة‪ ،‬فإ‪N‬ن ذل‪N‬ك ال يمن‪N‬ع م‪N‬ن ضرورة رجوع القضاء التونس‪N‬ي إل‪N‬ى م‪N‬ا توص‪N‬لت إلي‪N‬ه الدراس‪N‬ات‬
‫الفقهي‪N‬ة وا‪N‬ألحكام القضائي‪N‬ة التونس‪N‬ية والمقارن‪N‬ة قص‪N‬د التوص‪N‬ل لتحدي‪N‬د اإلجراءات الجوهري‪N‬ة‪،‬‬
‫والتي سيقع تفصيل أهمها‪:‬‬
‫أن‪ N‬أس‪N‬اس فكرت‪N‬ه"ه‪N‬ي المص‪N‬لحة العا ّم‪N‬ة وهذا‬ ‫أم‪N‬ا بالنس‪N‬بة للنظام العام‪ ،‬فق‪N‬د أك‪N‬د جزء م‪N‬ن الفق‪N‬ه ّ‬ ‫•‬
‫األس‪N‬اس متغيّ‪N‬ر حس‪N‬ب مفهوم ك ‪ّN‬ل دول‪N‬ة لفكرة المص‪N‬لحة العا ّم‪N‬ة وحدوده‪N‬ا بداي‪N‬ة ونهاي‪N‬ة"‪ ،‬لك‪N‬ن ق‪N‬د ال‬
‫يكف‪N‬ي األخ‪N‬ذ بالمص‪N‬لحة العا ّم‪N‬ة "دون االعتماد عل‪N‬ى م‪N‬ا يولي‪N‬ه المجتم‪N‬ع لبع‪N‬ض القي‪N‬م كحقوق ال ّدفاع‬
‫والمس‪N‬اواة بي‪N‬ن المتقاضي‪N‬ن م‪N‬ن األهمي‪N‬ة‪ ،‬إ‪N‬ذ ال ب ّد للقاض‪N‬ي أ‪N‬ن يتحلّ‪N‬ى بم‪N‬ا يج‪N‬ب م‪N‬ن الح ‪ّN‬‬
‫س لت‪N‬بيين م‪N‬ا‬
‫هو من ا‪N‬لنّظام العا ّم وما هي القيمة المحميّة ودرجة تعلّق المجتمع بها"‪.‬‬
‫• وأ ّم‪N‬ا بالنس‪N‬بة لإلجراءات األس‪N‬اسيّة‪ ،‬أ‪N‬و ال ّشك‪N‬ل الجوهري‪ ،‬فه‪N‬ي تتمث‪N‬ل ف‪N‬ي "تل‪N‬ك األشكال األس‪N‬اسيّة‬
‫الّت‪N‬ي‪ ،‬ول‪N‬و س‪N‬كت القانون عنه‪N‬ا فإن‪N‬ه ال يمك‪N‬ن فه‪N‬م وجود وأس‪N‬اس العم‪N‬ل بدونه‪N‬ا‪ ،‬فه‪N‬ي بهذا المعن‪N‬ى‬
‫تل‪N‬ك األشكال الّت‪N‬ي تعط‪N‬ي العم‪N‬ل ص‪N‬فته المميّزة وط‪N‬بيعته‪ ،‬والّت‪N‬ي بدونه‪N‬ا يمك‪N‬ن تقريب‪N‬ا القول ّ‬
‫بأن‪N‬‬
‫العم‪NN‬ل غي‪NN‬ر موجود"‪ ،‬وتدليال عل‪NN‬ى ذل‪NN‬ك وتبس‪NN‬يطا للفكرة ضرب األس‪NN‬تاذ "تيس‪NN‬يي" مثال يتعل‪NN‬ق‬
‫باالس‪NN‬تدعاء الـذي يكــــــون خاليـــــــا مــــن بيــــان اس‪NN‬ــــم المطلـــــــوب أ‪NN‬و موضوع‬
‫ال ّدعوى‪ ،‬فالص‪N‬فة األس‪N‬اسية ف‪N‬ي اإلجراء ترتب‪N‬ط "بم‪N‬ا يمث‪N‬ل كن‪N‬ه وجوده وبم‪N‬ا ه‪N‬و الزم لتحقي‪N‬ق‬
‫موضوعه"‪ ،‬وترتبط اإلجراءات األساسية"بحسن سير اإلجراءات على خالف النّظام العا ّم الّذي‬
‫يرتبط بحسن سير تنظيم العدالة‪ ،‬وهي "تتبوأ درجة بين مصلحة الخصوم والنظام العام"‪.‬‬
‫• وأما بالنسبة لمصلحة المته‪N‬م الشرعي‪N‬ة فإنه يتمثل في الخلل الذي يتعلّ‪N‬ق حسب البعض بجان‪N‬ب م‪N‬ن‬
‫ق‪ N‬ال ّدفاع دون المس‪N‬اس بطبيع‪N‬ة العم‪N‬ل ومميّزات‪N‬ه"‪ ،‬وه‪N‬و فه‪N‬م وق‪N‬ع تجاوزه‪ ،‬ضرورة أن‪N‬ه‬ ‫جوان‪N‬ب ح ّ‬
‫"ل‪N‬و نظرن‪N‬ا إل‪N‬ى ح‪N‬ق الدفاع م‪N‬ن زاوي‪N‬ة األطراف فإن‪N‬ه يتعل‪N‬ق بمص‪N‬الحهم الشخص‪N‬ية والشرعي‪N‬ة‪ ،‬ول‪N‬و‬
‫نظرن‪N‬ا إلي‪N‬ه م‪N‬ن زاوي‪N‬ة المحكم‪N‬ة فإن‪N‬ه يه‪N‬م النظام العام‪ ،‬ألن‪N‬ه يمث‪N‬ل الضمان‪N‬ة األه‪N‬م للمحاكم‪N‬ة العادل‪N‬ة‪،‬‬
‫وه‪N‬و م‪N‬ا يعن‪N‬ي أ‪N‬ن ح‪N‬ق الدفاع يتبوأ منزل‪N‬ة بي‪N‬ن المنزلتي‪N‬ن‪ ،‬كم‪N‬ا ال يمك‪N‬ن تص‪N‬ور وجود المحاكم‪N‬ة أ‪N‬و‬
‫اإلجراءات بوج‪N‬ه عام ف‪N‬ي غياب‪N‬ه‪ ،‬وه‪N‬ي خص‪N‬ائص ترتب‪N‬ط أس‪N‬اسا باإلجراءات األس‪N‬اسية‪ ،‬خاص‪N‬ة‬
‫وأن‪N‬ه ال يمك‪N‬ن اعتبار أ‪N‬ن ح‪N‬ق الدفاع ه‪N‬و م‪N‬ن متعلقات النظام العام‪ ،‬ذل‪N‬ك أ‪N‬ن الطرف أ‪N‬و األطراف‬
‫أ‪N‬و الشخ‪N‬ص يمك‪N‬ن أ‪N‬ن يتخل‪N‬ى ع‪N‬ن ممارس‪N‬ته‪ ،‬إال أنه‪N‬م مت‪N‬ى تمس‪N‬كوا بتل‪N‬ك الممارس‪N‬ة فيمك‪N‬ن له‪N‬م‬
‫مواجه‪N‬ة الكاف‪N‬ة ب‪N‬ه"‪ ،‬وه‪N‬و م‪N‬ا يؤدي إل‪N‬ى فه‪N‬م مفاده أ‪N‬ن جزء م‪N‬ن ضمانات ح‪N‬ق الدفاع‪ ،‬كالح‪N‬ق ف‪N‬ي‬
‫الوق‪NN‬ت الكاف‪NN‬ي إلعداد وس‪NN‬ائل الدفاع والح‪NN‬ق ف‪NN‬ي الرد مثال‪ ،‬ه‪NN‬ي الت‪NN‬ي تتعل‪NN‬ق بمص‪NN‬لحة المته‪NN‬م‬
‫الشرعية ال حق الدفاع كمفهوم شامل‪.‬‬
‫• وق‪N‬د اس‪N‬تقر فق‪N‬ه القضاء عل‪N‬ى رف‪N‬ض إبطال قرارات دائرة االتهام التص‪N‬ال القضاء به‪N‬ا بموج‪N‬ب عدم‬
‫الطع‪NN‬ن فيه‪NN‬ا بالتعقي‪NN‬ب وباعتبار أ‪NN‬ن لتل‪NN‬ك القرارات مفعول تطهيري‪ ،‬م‪NN‬ن ذل‪NN‬ك القرار التعقي‪N‬بي‬
‫الجزائ‪NNNN‬ي عدد ‪ 75316‬بتاري‪NNNN‬خ ‪ 30‬جانف‪NNNN‬ي ‪ 2019‬والقرار التعقي‪NNNN‬بي الجزائ‪NNNN‬ي عدد‬
‫‪ 2017/45850‬بتاري‪N‬خ ‪ 25‬أكتوبر ‪ 2018‬أي‪N‬ن اعت‪N‬برت أ‪N‬ن "وحي‪N‬ث إ‪N‬ن قرار دائرة االتهام‬
‫‪N‬ف األحكام‪ّ ،‬‬
‫فإن ‪N‬عدم الطع‪NN‬ن في‪NN‬ه‪ ،‬أ‪NN‬و انتفاء إمكاني‪NN‬ة ذل‪NN‬ك بالنس‪NN‬بة للجن‪NN‬ح‬ ‫بارتقائ‪NN‬ه لص‪ّ N‬‬
‫والمخالفات(مبدئي‪N‬ا)‪ ،‬يكس‪N‬به قوة م‪N‬ا اتص‪N‬ل ب‪N‬ه القضاء‪ ،‬واتص‪N‬ال القضاء ب‪N‬ه يجعل‪N‬ه محموال‬
‫عل‪N‬ى الص‪N‬حة ومطابق‪N‬ة القانون‪ ،‬وك ‪ّN‬ل م‪N‬ا تس‪N‬رب إلي‪N‬ه م‪N‬ن عي‪N‬ب إجرائ‪N‬ي يص‪N‬بــــح غيــــــــر‬
‫طهّ‪N‬ر بالتال‪N‬ي أعمال دائرة االتهام االخالالت مت‪N‬ى‬ ‫قابــــل للمراجعـــــــة أ‪N‬و التعدي‪N‬ل‪ ،‬فتُ َ‬
‫تواجدت‪ ،‬وتص‪N‬حح م‪N‬ا كان معتال منه‪N‬ا"‪ ،‬لك‪N‬ن م‪N‬ا يعاب عل‪N‬ى فق‪N‬ه القضاء أن‪N‬ه ال يمي‪N‬ز بي‪N‬ن‬
‫الحف‪NN‬ظ القانون‪NN‬ي الذي يتص‪NN‬ل ب‪NN‬ه القضاء والحف‪NN‬ظ المادي‪ ،‬الذي ال يمك‪NN‬ن أ‪NN‬ن يتص‪NN‬ل ب‪NN‬ه‬
‫القضاء‪.‬‬
‫•‬
‫• وفي كل األحوال تحدد المحكمة نطاق البطالن‪.‬‬
‫‪ ‬اإلدان‪:‬ة‪ :‬ف‪N‬ي ص‪N‬ورة ثبوت التهم‪N‬ة أ‪N‬و الته‪N‬م تص‪N‬در المحكم‪N‬ة حكمه‪N‬ا باإلدان‪N‬ة ويمكنه‪N‬ا عن‪N‬د‬
‫االقتضاء أ‪N‬ن تأذن بالتنفي‪N‬ذ الوقت‪N‬ي بغ‪N‬ض النظ‪N‬ر ع‪N‬ن االس‪N‬تئناف أ‪N‬و االعتراض (م‪N‬ن ذل‪N‬ك‬
‫ف‪N‬ي الجرائ‪N‬م المجلس‪N‬ية الت‪N‬ي يكون فيه‪N‬ا الحك‪N‬م ص‪N‬ادرا بالتنفي‪N‬ذ الوقت‪N‬ي عمال بالفص‪N‬ل ‪295‬‬
‫م‪N‬ن م‪ .‬ا‪ .‬ج)‪ ،‬كم‪N‬ا يمكنه‪N‬ا أ‪N‬ن تأذن بتأجي‪N‬ل تنفي‪N‬ذ العقاب ويفرج ف‪N‬ي تل‪N‬ك الص‪N‬ورة ع‪N‬ن‬
‫المته‪N‬م حاال بغ‪N‬ض النظ‪N‬ر ع‪N‬ن االس‪N‬تئناف كم‪N‬ا يمكنه‪N‬ا أ‪N‬ن تأذن بإبدال العقاب البدن‪N‬ي‬
‫بالعم‪NN‬ل لفائدة المص‪NN‬لحة العام‪NN‬ة أ‪NN‬و التعوي‪NN‬ض الجزائ‪NN‬ي وإذا كان المته‪NN‬م موقوف‪NN‬ا ف‪NN‬ي‬
‫الص‪N‬ورة األخيرة فإن‪N‬ه ال يفرج عن‪N‬ه إال بع‪N‬د خالص مبل‪N‬غ التعوي‪N‬ض الجزائ‪N‬ي‪ ،‬وتب‪N‬ت ف‪N‬ي‬
‫الدعوى المدني‪N‬ة ف‪N‬ي ص‪N‬ورة وجود قيام بالح‪N‬ق الشخص‪N‬ي وف‪N‬ي ص‪N‬ورة الحك‪N‬م بالغرم‬
‫يمكنه‪N‬ا أ‪N‬ن تأذن بنش‪N‬ر الحك‪N‬م كال أ‪N‬و بعض‪N‬ا بجريدة أ‪N‬و بعدة جرائ‪N‬د يعينه‪N‬ا الحك‪N‬م ويكون‬
‫ذلك على نفقة المحكوم عليه وتعين بالحكم مصاريف النشر‪.‬‬

You might also like