Professional Documents
Culture Documents
ّ
املحير. ..جاك دريدا
عائشة
:هذا العرض تم تحضيره و تقديمه من طرف
هادين
حياته بالتفصيل 01
يقف اسم جاك دريدا بين أهم فالسفة القرن العشرين ،وعلى الرغم من أن أهم ما ُيذكر له هو تطويره نظرية التفكيك في فهم
ٌ ُ ٌ النصوص الكتابية ،إلى أن له ما يزيد عن األربعين ً
كتابا ،إضافة إلى مئات املقاالت التي كانت تنشر في دورية ،Tel Quelوهي دورية
ً ُ
كانت تعني بالنظريات التجريبية .خلف دريدا إرثا ال يمكن نسيانه في الفلسفة .ومن أهم مؤلفاته Of Grammatologyأو “في علم
الكتابة” و Writing and Differenceأو “الكتابة واالختالف”.
وأهم نظرياته هي نظرية التفكيك ،والتي لها من النقاد ما لها من املعجبين .وتناولت نظرياته العديد من العلوم املحورية
عدد ٌ
كبير من كاألنطولوجيا وعلم املعرفة والعلوم االجتماعية وعلم الجمال واألخالق والفن والهندسة املعمارية واملوسيقى .تأثر به ٌ
معاصريه.
تقديم
شهدت نهاية الستينيات في فرنسا ثورة حقيقية في جميع مجاالت الفكر والعلوم اإلنسانية،
وتحديدا بعد أحداث مايو 1968الطالبية .ستعرف هذه األحداث التاريخية الموشومة في
ذاكرة الفرنسيين وغيرهم ظهور مذهب التفكيك الذي ارتبط بصفة أساسية بالفيلسوف
والمفكر الفرنسي جاك دريدا .وتسعى التفكيكية باعتبارها منهجا في التفكير والنقد إلى
تفكيك األسس والثوابت الميتافيزيقية والمطلقة .التفكيكية هي سالح معرفي رصين هدفه
إعادة قراءة النصوص الفلسفية والفكرية بطريقة نقدية شاملة وجديدة بعيدا عن الوالءات
المجانية لألفكار التي اعتبرت لمدة طويلة مسلمات ال ينبغي زعزعتها أو نقدها أو إلغاؤها
بصفة نهائية .التفكيكية هي ثورة جريئة على ثوابت األفكار التي عمرت طويال دون أن تتم
.خلخلتها بواسطة جهاز مفاهيمي ونقدي صارم
حياتـهـ 01.
بـ ـ ـ ـا ـ ـلتفصيل
جاك دريدا حياة الفيلسوف ّ
املحير
بدايات جاك دريدا
ُ
شخصت إصابته بسرطان ا—لبنكرياس قبل وفاته في 9تشرين
األول /أكتوبر عام .2004
ا ـ ـ ـملـدرــسة اـ ـ ـلتي 02.
ي ـنــتمياـ ـ ـيلـه ـ ــا
رــائد اـ ـ ـلتفكيكية" ..مــاذا تـ ـ ـ ـ ـعــرفعنجاكدرــيدا اـ ـ ـ نإلــسان؟"
ّ
للتفكيكية، —ملؤسس األب ا ّ
الفرنسيَ ،
ّ عد جاك دريدا ،الفيلسوف ُي ّ
ِ
يتحدى أسس نسق من التحليل مثير للجدال ّ والتفكيكية هي ٌ
ّ
ّ
التفكيكية باعتبارها التقليديّ .
يطور دريدا ّ الفكر الغر ّبي
املوجهة حيال هتك االفتراضات النقدية ّ
ّ اتيجية من املساءلة إستر ّ
ّ
الداخلية في اللغة َ
الالمساءلة والتناقضات ّ
امليتافيزيقية
ُّ ً ّ ّ
الفلسفية واألدبية .وكثيرا ما تنطوي التفكيكية على ٍ
طريق
املركزة (- )decentering للقراءة التي تعتني ،هي نفسها ،بنزع ْ
لكل املراكز .حيث يكشف دريدا ،في —الية ّوبكشف الطبيعة اإلشك ّ
األساسي أال وهو كتاب "في علم الكتابة" ،بالتفصيل، ّ عمله
ّ ّ َ
خالفه الفلسفي األساسي بشأن التفكيك .فالتفكيك ،على هذا
ّ
الغربي عن نقدية تساعد على تأويل الفكر النحو ،هو ممارسة ّ
يقدم أساس اتبي الذي ّ الثنائي" التر ّ
ّ طريق قلب أو إزاحة "التقابل
هذا الفكر.
ّ
وتمثل هذه السلسلة درا—سة لدريدا وملفهومه عن التفكيك .في
جلبت ما بعد الحداثة إلى الواجهة ملوضعة دريدا في ُ البداية،
ّ
السيناريو الفلسفي املناسب .وفي الجزء الثاني ،تعاملت مع
دريدا ،ومع أ—عظم إنجازته كتاب "في علم الكتابة" الذي يعطينا
بالتفصيل منهج التفكيك ،وبالتالي تطبيقه على أسياد طاعنين في
العمر ،أعني سوسير وليفي شتراوس ورسو وفيك—و وكونديالك.
ُ
وسيناقش وحلل ،في هذا القسم ،منهج ا—لتفكيك لدى دريدا. ُ
تخص ًّ ُ ً
صا، أيضا األسباب بشأن ملاذا قد تبدي الفلسفة ،باعتباره
نص ّ
انيتها غير القابلة مثل هذه املقاومة إلصرار دريدا على ّ
ضربا من ضروب التهديد على إن عمله قد يطرح ً لالختزال :إذ ّ
أخيرا ،أن الفلسفية .وسأحاولً ،ّ ّ
السبقية امليثاقات واالفتراضات
أقيم فلسفة التفكيك من منظور بعض االعتراضات واالنتقادات ّ
ا—لتي ُو ّجهت لها.
ما بعد الحداثة
مصطلح معقد ،أو مجموعة من األفكار، ٌ ما بعد الحداثة هي
ّ
كحقل للدراسة األكاديمية منذ منتصف والتي ظهرت فحسب
ٍ
الثمانينيات .وما بعد الحداثة ،في استعمالها الواسع ،هي ّ
منتشر في تشكيلة من السياقات ،مثل ا—لهندسة ٌ مصطلح
ّ
املعمارّية والرسم واملوسيقى والشعر والروا—ية ،إلخ ،ألشياء يبدو
ّ
تعددية الحال كذلك -بواسطة ُ ّأنها ذات صلة ببعض -إذا كان
وبرغبة غامضة تفعل فعلها مع ادعاءات ٍ هادئة من األساليب
ُ ّ
—لحداثوية العليا .ومن ناحية فلسفية ،تتقاسم ما بعد ّ الثقافة ا
ّ
الحداثة شي ا ما من نقد القيم األنوارية ومزاعم الحقيقة التي ًئ
تتقاطع ً
ُ ّ
جماعوية ليبر ّ ّ ّ
أيضا الية .كما قدمها مفكرون ذوو ٍ
نزعة
الجدد مثل ريتشارد رورتي الذي ر ّحب بنهاية مع البراغماتيين ُ
ًّ
امتيازيا يقول الحقيقة ً
خطابا اضي للفلسفة بوصفها ا—لدور االفتر ّ
ّ
ويبلغها.
ّ
الحداثي والفن ما بعد ّ وهناك نقطة أخرى من االتصال مع ا—ألدب
في االنهماك الحالي ،فيم—ا بين الفالسفة ،بثيمات االنعك—اسيةّ
ً
موضوعا الذاتي ة أو باأللغاز الحاصلة بسبب سماح اللغة ألن تصبح ّ
املحير .إلى هذاالبالغي ّ ّ نوع من الخطاب ّ
الخاص بها في لفحصها
خالصا مماّ ً النظر إلى ما بعد الحداثة باعتبارها تطوراً ٍ —لحد ،يمكن ّ ا ّ
ّ
الفلسفي في اآلونة اللساني" الذي ّميز التفكيرّ ُي ّ
سمى بـ"املنعرج
األخيرة.
ّ ّ
‘’السبيل ا—أليسر لبدء التفكير في ما بعد الحداثة يتمثل في التفكير
في الحداثة نفسها ،وهي الحركة التي يبدو أن ما بعد الحداثة نمت
عليها وانبثقت منها’’
ّ
تتحدى ما بعد الحداثة على وجه الخصوص الثقافة األوروبية التي ّ
تشكلها منذ عصر ّ ّ
النهضة ،والتي ُو ِضعت من خالل القرن أخذت
ً ً
السابع عشر وعصر األنوار ،والتي ال تزال خطابا مشتركا بالنسبة
تتحدى ما وبية .إذ ّ اطية األور ّ إلى معظم موا—طني املجتمعات الديمقر ّ
ّ
السياسية وفي ّ
النظرية بعد الحداثة ،في الفلسفة وفي ّ
الفن وفي
الواقعية ّ
ّ َ
برمتها ،والتمثيلوي العلم والسوسيولوجيا ،ثقافة
واإلمبيرقوية .وبالتالي ،يمضي ّ ّ
واإلنسانوية، (،)representationism
الشخصي واالجتماعيّ ّ —لحداثي إلى أساس التعريف ّ النقد ما بعد ا
ّ
واملؤسساتي نفسه. ّ
ّ
الفلسفي في ألول ّ
مرة إلى املعجم دخل مصطل—ح "ما بعد الحداثة" ّ
ّ
عام ،١٩٧٩وذلك مع نشر جان بورديارد لكتابه الشرط ما بعد
ٌ ّ
الحداثي .وما بعد الحداثة مرتبطة بموجة املفكرين من أمثال جاك
دريدا وجوليا كريستيفا وبولندا بارثس وجيل دولوز وفليكس
كل املعرفة -غوتاري وميشيل فوكو .وتنزع ما بعد الحداثة إلى رؤية ّ
النفس ،وإلخ ،باعتبارهاالتاريخ واألنثربولوجيا واألدب وعلم ّ
ّ َ
املعرفة ال ّ نصانية .يعني هذا ّ
ّ
تتكون من املفاهيم فحسب ،وإنما أن
أيضا من الك—لمات .والحال أ ّ—ن ا—لك—لمات ،مثل كلمة "ميناء" -التي قد ً
تدل على معان تعني ً
أيضا ّإم ا "النبيذ" أو "امليناء" ،-يمكن أن ّ
مختلفة .لقد وعدت ما بعد الحداثة بتزويد الفلسفة وا—ألنثربولوجيا
السبيل األيسرولعل ّ
علميّ .
األدبي وحقول أخرى بأساس ّ ّ ّ
والنقد
ّ ٍ
لبدء التفكير في ما بعد الحداثة يتمثل في التفكير في الحداثة
نفسها ،وهي الحركة التي يبدو أن ما بعد الحداثة نمت عليها
ٌ ٌ َ وانبثقت منهاّ .
جامع النفجار أساليب مصطلح إن الحداثة هي
النصف األول من القرن الفن والفلسفة في ّ ونزعات جديدة في ّ
املميزة بوصفها عصر العقل العشرين ،وهي الحقبة ّ
َ حاولت الحداثة ،والتي بدأت ًّ
فكريا مع عصر التنوير ،أن تصف
ّ
وموضوعية .فقد افترضت ّ
وإمبيريقية ّ
عقالنية َ
العالم بطريقة
ُ ً ّ ُ
الحدا—ثة أن هناك حقيقة ينبغي الكشف عنها ،وهي وسيلة لإلجابة
ّ
ّ
عقالنية .ال عن األسئلة التي يطرحها الشرط البشر ّي ،بوسائل
ّ ً
اليقينيات تبدي ما بعد الحداثة مثل هذه الثقة ،متجاوزة
وعد بها العقل .حيث ُينظر إلى العقل نفسه باعتباره التحتانية التي َ
ّ
"أبرشيا" بطريقته .فليس لدى ًّ محد ًدا ،وباعتبارها شكاًل تار ًّ
يخيا ّ
ّ ّ ًّ اًل ّ
األفضلية فيما يتعلق عقالنيا لتقييم الحداثية سبي الذات ما بعد
ّ ّ ّ
بأحكام الحقيقة واألخالقية والتجربة االستطيقية أو املوضوعية.
اـهم مـؤـلفاتـهـ 03.
مـعـ ش ـ ـرـحه ـ ــا
رــائد اـ ـ ـلتفكيكية" ..مــاذا تـ ـ ـ ـ ـعــرفعنجاكدرــيدا اـ ـ ـ نإلــسان؟"
كاتبا غزير اإلنتاج ،فقد ّألف أكثر من ً 40
كتابا .وتشمل كان دريدا ً
كتاباته كتاب "في علم الكتابة" ،و"الكتابة واالختالف" ،و"الكالم
عدد من النزعات ّ
املهمة والظواهر" ،و"هوامش الفلسفة" .وهناك ٌ
ً
تحديدا التي تكمن وراء مقاربة دريدا— للفلسفة ،وبشكل أ—كثر
ّ
سماها "التفكيكية"، للتقاليد الغربية للفكر .فمن خالل مقاربة ّ
ّ ً
أساسيا في طبيعة التقليد امليتافيز ّ ً َ
الغربي. يقي افتتح دريدا بحثا
ما الذي يحاول دريدا قوله لنا؟
مشكلة اللوغوسـنتريسم (مركزية اللوغوس/التعريف اللغوي)
نحاول اإلجابة عن هذا السؤال من خالل التركيز على الجزء األول
من كتاب دريدا "عن الغراماتولوجيا" (دراسة أنظم—ة الكتابة)
( ،)١٩٦٧الذي نعتقد أ—نه يعطينا الشيفرة التي نستطيع من خاللها
فهم ّ
بقية كتاباته.
يعتمد دريدا في هذا الكتاب على أفكار اللغوي السويسري فرديناند
سوسور ( ،)١٩١٣-١٨٥٧الذي يقول إن الك—لمات تستمد معناها
من الك—لمات األخرى ،وإن املعاني تنتج من خالل ا—الختالف ال
التشابه .على سبيل املثال ،نالحظ أن املثلث يختلف عن املربع ،ال
يرتبط أي منهما في عقولنا بشك—ل قياسي مطلق ،بل إننا بدال من
نعرفهم من خالل اختالفهم عن بعضهم بعضا .وباملثل ،ال ذلك ّ
ّ
يمكننا تتبع معاني الكلم—ات إلى معيار ذهبي معين .إذا كنا نريد أن
نعرف معنى كلمة ما فنحن نبحث عنها في القاموس ،ا—لذي ّ
يعرفها
من خالل كلمات أخرى .إذا أردنا أن نعرف ما الذي تعنيه هذه
الكلمات األخرى ،فعلينا أن نبحث عنها هي أيضا في القاموس،
وهكذا دواليك إلى ما ال نهاية ،أو على األقل حتى نتوصل إلى كلمات
.نعتقد أننا نفهمه—ا سابقا
ولكن ال يوجد أي ارتباط طبيعي بين الكلمة (سوسير يطلق عليها
مصطلح "الدالة" ،على سبيل املثال الكلمة املكتوبة أو املنطوقة
"الكلب") ،والفكرة أو املفهوم الذي تمثله الك—لمة (املدلولة؛ أو
املفهوم العام "كلب") .تتألف الدالالت من العالقة بين الداالت
واملدلوالت .العالقة بين الداالت واملدلوالت هي ممارسة أو معيار تم
بناؤه بمرور الوقت ،وهو يستمر في التطور ،وهو بالطبع يختلف بين
مختلف اللغات .لفهم الروابط ،أي لفهم معنى الكلمات ،يجب أن
نتعلم هذه املمارسة إذن.
إن الكتابة التي تحاول املحاججة بقضية ما ،مثل الكتابة
الفلسفية ،غالبا ما تحاول اختزال املعاني إلى تعاريف محددة.
ولكن هذه التعريفات تعتمد بدورها على الدالة وعالقته مع
ا—ملدلولة .إن الدافع من وراء ذلك هو الرغبة في الوصول إلى نقطة
املعين .يصف دريدا هذا النوع من الرغبة محورية لفهم املفهوم ّ
بمركزية اللوغوس ،وهو ما يعني محاولة الوصول إلى اللوغوس أو
التعريف النهائي ملفهوم ما ،والذي قد يطلق عليه البعض "املعرفة
الحقيقية".
قد يبدو في بادئ األمر أن مركزية اللوغوس هي مركزية املعاني
الشفاهية .ففي األصل ،اعتمدت الفلسفة الغربية على الكالم بدال
من الكتابة .لم يقم سقراط بكتابة أي كتاب ،بل كان الفالسفة في
فضل الفالسفة، حينه يجادلون الناس في األسواق .في وقت الحقّ ،
بمن فيهم أرسطو ،الكالم على الكتابة .فالكالم بطريقة أو بأخرى
أ—قرب إلى تفكير املتحدث من النصوص التي قد يكتبها .لكن دريدا
يجادل ضد هذا التفضيل بإسهاب في كتابه "عن الغراماتولوجيا".
لن أركز على هذه الحجة ولكنني أريد التركيز على اقتراحات دريدا
حول تفسير النصوص.
تعتمد الفلسفة على اللغة ،لكنها تفترض باستمرار مركزية
اللوغوس وو—جود املعاني الثابتة للمفاهيم -أي التعاريف
ّ
املحددة -بشكل متاح لنا .ولكن ألن الدالة (الكلمة) واملدلولة
(املعنى املفاهيمي) لها استقاللية أكثر مما قد نريد أن ّ
نقر
بها ،ال يوجد دائما معنى واحد ثابت ،لذا فإن النصوص
.لديها أكثر من تأويل واحد
_ جاك دريدا
.للطاملا تظاهرت بالتظاهر
_ جاك دريدا
حلمت ً
دوما بقلم يكون
.كالحقنة
_ جاك دريدا
ً ً ً
تحدثت دوما لغة وحيدة ولم
.تكن لغتي
_ جاك دريدا
علمني التحليل النفسي أنه
يمكن ألشخاص أن يكونوا
أحياء رغم موتهم ،خالفا لكثير
من
.األحياء
_ جاك دريدا
شكرا على
حسن
انتباهكم