Professional Documents
Culture Documents
المحاضرة السّابعة التّجارة الإلكترونيّة
المحاضرة السّابعة التّجارة الإلكترونيّة
اإلسالمي
الفقه اإلسالمي
منظور الفقه
في منظور
اإللكترونّيّيةة في
جارة اإللكترون
الالّتّتجارة
وسائل الّت جارة اإللكترونية :هي وسائل االّت صال الحديثة؛ كاإلنترنت ،وتطبيقات الهاتف
المحمول والحاسوب ،واألقمار الّص ناعّي ة( ،)Satellitesوغيرها.
وإدراكًا لهذه األهمية ،بدأت بعض الشركات األمريكية في بداية السبعينيات من القرن
الميالدي الماضي في إقامة شبكات إلكترونية تربطها بعمالئها وشركاء أعمالها،
وخاصة الشركات الكبرى ،عن طريق نظام تبادل البيانات اإللكتروني (Electronic
.)Data Interchangeثّم توّس عت بعد ذلك ،وأصبحت متاحة للمؤّس سات
الّت جارّي ة ،والجامعات ،واألفراد.
اإلسالمي
الفقه اإلسالمي
منظور الفقه
في منظور
اإللكترونّيّيةة في
جارة اإللكترون
الالّتّتجارة
البقرة.}275:
وقال تعالى :ﵟَٰٓيَأُّيَها ٱَّلِذ يَن َء اَم ُنوْااَل َتۡأ ُك ُلٓو ْاَأۡم َٰو َلُك م َبۡي َنُك م ِبٱۡل َٰب ِط ِل ِإٓاَّل َأن َتُك وَن
ثالًث ا :اإلجماع :وقد أجمع األئّمة على مشروعية البيع (الّت جارة) ،وأنه أحد أسباب التملك.
رابًع ا :العقل :الّت جارة اإللكترونّية من المعامالت اّلتي يحتاج الّن اس إليها في معاشهم؛ إذ
إّن الّن اس محتاجون إلى األعواض والسلع ،والطعام والشراب الذي في أيدي بعضهم ،وال
طريق لهم إليه إال بالبيع والشراء ،لذا فالحاجة ماّسة إلى مشروعّيتها ،فتباح استصحاًبا
لحكم اإلباحة في سائر األشياء الّن افعة.
اإلسالمي
الفقه اإلسالمي
منظور الفقه
في منظور
اإللكترونّيّيةة في
جارة اإللكترون
الالّتّتجارة
البد للعقد من أركان يقوم عليها في الفقه اإلسالمي ،حتى يصح العقد ويتم ،وقد اتفق
الفقهاء -رحمهم هللا تعالى -على أن العقد ال يوجد إال إذا وجد العاقدان ،واإليجاب
والقبول ،والمحل (المعقود عليه) ،ولكنهم يختلفون في اعتبار كل هذه األمور أركانًا على
رأيين:
الرأي األول :البد ألي عقد من ثالثة أركان ،هي( :الصيغة) ،و(العاقدان) ،و(المعقود
عليه)؛ وهذه األركان عند التحقيق تؤول إلى ستة ،فالصيغة (اإليجاب والقبول)،
والعاقدان (البائع والمشتري) ،والمعقود عليه (المبيع والثمن) .وهذا الرأي لجمهور
الفقهاء من المالكية والشافعية والحنابلة .ويعللون رأيهم بأنه ال يتصور قيام أي عقد
الرأي الثاني :ركن العقد واحد ،وهو الّص يغة (اإليجاب والقبول).
وهو رأي فقهاء الحنفية ،ويعللون رأيهم ،بأن ما عدا اإليجاب والقبول من المحل
والعاقدين هي من لوازم اإليجاب والقبول ،ألنه يلزم من وجود اإليجاب والقبول ،وجود
موجب وقابل ،ووجودهما يستلزم وجود محل يظهر فيه هذا االرتباط.
اإلسالمي
الفقه اإلسالمي
منظور الفقه
في منظور
اإللكترونّيّيةة في
جارة اإللكترون
الالّتّتجارة
وشروطها:
أال يطhول الفصل بين اإليجhاب والقبhول بفاص\ل طويل عرًف اُ ،يش\عر منه اإلعراض، .1
أو يكون الفاص\\ل بكالم أجنبي .وعند الجمه\\ور :يجوز ت\\راخي القب\\ول عن
اإليجاب ،ما داما في المجلس ،خالًفا للّش افعّية اّلذين يشترطون الفورّية.
الموافقه بينهما (بعتك السيارة بخمسين ألف رنجت)( ،قبلت بذلك) ،فال يجوز أن .2
يقول :قبلت بثالثين ألًفا.
أن تكhون منجhزة (غ\ير معّلق\ة بش\رط ،أو مؤّقت\ة ب\زمن معّين)؛ ب\ل حال\ّة (عزم .3
بإرادة البيع) ،مؤّبدة؛ ألن األصل في التملك الّتابيد.
اإلسالمي
الفقه اإلسالمي
منظور الفقه
في منظور
اإللكترونّيّيةة في
جارة اإللكترون
الالّتّتجارة
بصيًر ا؛ فال يص\\ح بيع األعمى وال ش\\راؤه عند الّش افعّية ،ألن في ذل\\ك جهال\\ة .3
فاحشة ،فيوكّل َم ن يشتري له أو يبيع .ويصّح ذلك عند الجمهور.
اإلسالمي
الفقه اإلسالمي
منظور الفقه
في منظور
اإللكترونّيّيةة في
جارة اإللكترون
الالّتّتجارة
ِح َز اٍم َ ،ق اَل ُ :قْلُت َ :ي ا أن يكhون موجhوًدا؛ فال يص\ّح بيع المع\دوم .لح\ديث َح ِك يِم ْب ِن .1
َت ِب ْع َم اَلْي َس ِع ْن َد َك » َر ُس وَل ِهَّللا الَّر ُج ُل َي ْس َأُلِني اْلَب ْي َع َو َلْي َس ِع ْن ِد يَ ،أَف َأِبيُع ُه؟ َق اَل :اَل
رواه أبو داود.
أن يكhون متقَّو ًم ا شhرًع ا (أي مباًح ا) ،فال يجوز بيع األش\ياء النجس\ة؛ كالخنزير، .2
والخمر ،والدم...
أن يكhhhون منتفًع ا بhhhه شhhhرًع ا؛ فال يجوز بيع م\\\ا ال منفع\\\ة منه؛ كال\\\ّذ باب، .3
والّصراص\ير ،وآالت الّط رب ،والحيوانات المفترس\ة اّلتي ال يس\تفاد منه\ا؛ واس\تثنى
الّش افعّية م\ا كان له\ا فائ\دة؛ كالفه\د للّص يد ،والفيل للقت\ال ،والق\رد للحراس\ة ،والّنح\ل
للعسل.
اإلسالمي
الفقه اإلسالمي
منظور الفقه
في منظور
اإللكترونّيّيةة في
جارة اإللكترون
الالّتّتجارة
.4أن يكhون مقhدوًر ا على تسhليمه ،فال يجوز بيع الطائر في الّس ماء ،أو اإلب\ل في
الغابة ،أو الّسمك في البحر.
.5أن يكhون ملًك ا للبhائع ،أي ل\ه س\لطان عليه؛ للح\ديث الس\ابق (ال تب\ع م\ا ليس عندك)
أي ما ال تملك.
.6أن يكhون معلوًم ا ،فال يجوز أن تق\ول :بعت\ك ذل\ك الش\يء ال\ذي أملكه (ب\دون تس\ميته
ووصفه ومعرفة الّثمن) أو ...
اإلسالمي
الفقه اإلسالمي
منظور الفقه
في منظور
اإللكترونّيّيةة في
جارة اإللكترون
الالّتّتجارة
والبيع عبر هذه الوسائط يقوم على أساس أنه ليس هناك محل مكاني واحد يجمع
بين الموجب والقابل ،أو بين طرفي العقد .وإبرام هذه العقود ال يتحقق إال إذا
توفر عنصرا اإليجاب والقبول ،سواء كان ذلك عن طريق الحاسب اآللي ،أو أي
وسيلة إلكترونية أخرى .واشتراط توفر عنصري اإليجاب والقبول في العقد
اإللكتروني يستلزم توفر العناصر األخرى ألركان العقد ،من وجود الطرفين،
والمحل (المعقود عليه) .وسوف نتحّد ث عن الّتعاقد اإللكتروني عبر بعض
الوسائل.
اإلسالمي
الفقه اإلسالمي
منظور الفقه
في منظور
اإللكترونّيّيةة في
جارة اإللكترون
الالّتّتجارة
والراديو ،والتّلفاز.
وهي تشتملّ :التليفون ،واللّاسلكيّ ،
يقول الفقهاء املعاصرون :إذا حتّق ق فيه اإلجياب والقبول -مع بقّية األركان والّش روط
بالتليفون كالعقد بني شخصني بعيدين ال يرى
فإنه صحيح ،فالعقد ّ
املطلوبة ّ -
ولكنه يسمعه .والعقد بني املتباعدين يصّح بال خالف.
أحدمها اآلخرّ ،
وعدم الّر ؤية ليس له عالقة بصّح ة العقود ،وبطالهنا؛ ألّن املطلوب يف باب العقود
يقول اإلمام النووي " :لو تناديا وهما متباعدان وتبايعا ،صحّ البيع بال خالف ".
إنشاء العقد.
يدل على الرّضا بصورة واضحة مفهومة،
فاألساس يف العقود هو :صدور ما ّ
اللفظ ّالذي
يتم من خالل ّ
متحقق يف ّالتليفون ،حيث إّن ّالتعبري عن الّر ضا ّ
وذلك ّ
الصوت فحسب.
االتفاق بني الفقهاء ،وما ّالتليفون إال وسيلة لتوصيل ّ
حمل ّهو ّ
الطرفين والتّعبير عنه،
تحقق الرّضا بين ّ
األساسية يف العقود هي ّ
ّ والقاعدة
والخالصة
الشاطيب – " إنّما هو وسيلة إىل حتصيل املعىن املراد ،واملعىن هو
اللفظ – كما يقول ّ
إّن ّ
املقصود ." ....ومن هنا فما ّالتليفون إلّا آلة معتربة عرفًا لتوصيل تلك الوسيلة –
اللفظ – إىل مسع اآلخر ،واملقصود هو رضا الّطرفني ،فإذا تراضيا ،فيكون العقد
ّ
املربم من خالله مقبوًال شرعًا بتوّفر بقّية األركان والّش روط.
اإلسالمي
الفقه اإلسالمي
منظور الفقه
في منظور
اإللكترونّيّيةة في
جارة اإللكترون
الالّتّتجارة
زمنية بني صدور ّالتعبري عن اإلرادة إجيابًا وقبوًال ،ووصوله إىل علم
تنقضي فرتة ّ
زمنية ،ولذلك يعتبر العقد بينهما من حيث زمن
اآلخر ،فال تفصل بينهما فرتة ّ
انعقاده وسماعه ،كما لو كان بني حاضرين.
كل واحد من المتعاقدين بالتليفون
ويشبه العقد بني غائبين من ناحية أّن مكان ّ •
يثبت خيار المجلس (الحكمي) في العقد ّالذي يجري بالتّليفون ،مع مراعاة
حدث بالتّليفون.
أن التّفرّق يحصل بمجرّد انتهاء التّ ّ
ّ
الصحيح املّتفق عليه " َعْن َح ِكيِم ْبِن ِح َز اٍم َ ،عِن الَّنِّيِب - أما ّالتفرقة الواردة يف احلديث ّ
َص َّلى اُهلل َعَلْيِه َو َس َّلَم َ -قاَل « :اْلَبِّيَعاِن ِباْلِخ َياِر َما َلْم َيَتَف َّر َقا "... ،فلم يرد تفسريها
يف الّش رع ،والّتفّر ق ليس له حّد معنّي يف الّلغة ،وبالّتايل فريجع يف تفسريها إىل
العرف ،كما هو احلال يف القبض ،واحلرز.
اإلسالمي
الفقه اإلسالمي
منظور الفقه
في منظور
اإللكترونّيّيةة في
جارة اإللكترون
الالّتّتجارة
فلو عرض أحد من خالل الرّاديو أو التّلفاز عرضًا خاصًا ببيع شيء معيّن ،أو
فإن
املعرفة للمعقود عليه بشكل يزيل الجهالة عنهّ ،
إجيار ،وأوضح المواصفات ّ
هذا اإليجاب مقبول ،ويبقى قائمًا إىل أن يتقدّم آخر فيقبله ،وحينئذ يتمّ العقد.
اإلسالمي
الفقه اإلسالمي
منظور الفقه
في منظور
اإللكترونّيّيةة في
جارة اإللكترون
الالّتّتجارة
الراديو؛ وذلك
وكذلك ميكن إجراء ّالتعاقد اخلاص من خالل شخصني عن طريق ّ
األساسي في العقد هو صدور اإليجاب والقبول ،ووصول ّ
كل ّ ألن الر كن
ّ
كل واحد منهما ما طلبه منه
منهما إىل علم الآخر بصورة معتربة شرعًا ،وفهم ّ
والسيما يف اإلجيابات
ّ الراديو ،والتّلفاز،
يتحقق من خالل ّ
كله ّالآخر ،وهذا ّ
املوجّهة للجمهور.
حكم جهاز اللّاسلكي (اهلاتف احملمول) كالّتليفون؛ ألّن الكالم يتّم عن طريقه
تم الّتقابض بينهما ،كأن يكون لكلّ واحد منهما وكيل بالتّسليم عند اآلخر ،أو
إلّا إذا ّ
عن طريق بطاقة اخلصم املباشر يف حال الّش راء بالّنقود عند بعض الفقهاء ،إذا كان لدى
دل على اشرتاط القبض الفوري
املشرتي وكيل عند البائع يقبض الّذ هب .وقد ّ
الصحيح املتّفق
األحاديث الصّحيحة الثابتة ،وإمجاع العلماء من حيث املبدأ ،منها احلديث ّ
َّذ ال وا ي ِبَت اَل« : َل اَق َّل عليهَ ،أيِب ِعيٍد ا ْد ِر ِّي َ ،أَّن وَل اِهلل َّلى ا َل ِه
ُع َه َب َص ُهلل َع ْي َو َس َم َر ُس َعْن َس ُخْل
ِبالَّذ َه ِب َ ،و اَل اْلَو ِر َق ِباْلَو ِر ِق ِ ،إاَّل َو ْز ًنا ِبَو ْز ٍن ِ ،م ْثاًل ِمِبْثٍل َ ،س َو اًء ِبَسَو اٍء ».
ويف ص ــحيح مس ــلم َعْن ُعَب اَدَة ْبِن الَّص اِمِت َ ،ق اَل َ :ق اَل َر ُس وُل اِهلل َص َّلى اُهلل َعَلْي ِه َو َس َّلَم :
ْل «الـَّذ ِبالـَّذ ِب ،اْلِف َّض ُة ِباْلِف َّض ِة ،اْل ُّر ِباْل ِّر ،الَّش ِع ِبالَّش ِعِري ،الَّت ِبالَّت ِر ،اْلِم
َو ْم ُر ْم َو ُح َو ُب ُب َو ُري َه ُب َه َو
َك وا يِبَف ، ُف ا اَأْل ِذِه َفَل ا ا َذ ِإ َف ، ِب اْلِم ْلِح ِ ،م ْثاًل ِمِبْث ٍل ،ا ِب اٍء ،ا ِب ٍد
ُع ْي َف ْص َن ْخ َت ْت َه َس َو ًء َس َو َي ًد َي
ِش ْئُتْم ِ ،إَذا َك اَن َيًد ا ِبَيٍد ».
اإلسالمي
الفقه اإلسالمي
منظور الفقه
في منظور
اإللكترونّيّيةة في
جارة اإللكترون
الالّتّتجارة
وكذلك احلكم يف عقد الّس لم حيث يجب تسليم الثمن ( رأس مال الّس لم ) في
مجلس العقد ،خالفًا للمالكّية ،حيث أجازوا تأخريه ثالثة أّيام ،ولكنهم اختلفوا
فيما لو تأّخ ر تسليمه أكثر من ثالثة أّيام بدون اشرتاط الّتأخري ،حيث ذهب
بعضهم إىل فساده ،وبعضهم إىل صّح ته ،أّم ا إذا كان الّتأخري عن الّثالثة باشرتاط،
فقد فسد العقد باالتفاق.
ثالثا :إّن جملس العقد بالّتليفون والاّل سلكي وحنومها ،ينتهي بانتهاء احملادثة كما سبق،
إاّل إذا كان هناك خيار شرط ،أو كان العقد يتّم من خالل املزايدة.
اإلسالمي
الفقه اإلسالمي
منظور الفقه
في منظور
اإللكترونّيّيةة في
جارة اإللكترون
الالّتّتجارة
.aمجلس العقد:
جملس العقــد بالنّســبة للتّعاقــد هبذه الوســائل وغريهــا هــو مجلس وصdولها ،فــإذا وصــل وقــرأه
وقال :قبلت ،أو كتب املوافقة فقد انعقد العقد.
قال الكاسـاين « :وأمـّا الكتابـة فهي أن يكتب الرّجـل إىل الرّجـل :أمـّا بعـد ،فقـد بعت عبـدي
فالنـًا منـك بكـذا ،فبلغـه الكتـاب فقـال يف جملسـه :اشـرتيت ،انعقـد الـبيع؛ ألنّ خطـاب الغـائب
كتابه ،فكأنّه حضر بنفسه ،وخاطب باإلجياب وقبل الآخر يف اجمللس .»...
اإلسالمي
الفقه اإلسالمي
منظور الفقه
في منظور
اإللكترونّيّيةة في
جارة اإللكترون
الالّتّتجارة
الشخص املوجّه إليه ،ويعتبر مجلس وصول المكتوب مجلس العقد ،بل يعترب
من ّ
.2الّس لم؛ الشرتاط تعجيل رأس املال ،إاّل إذا ّمت الّتوكيل يف الّص رف والّس لم.
أاّل تشتمل على الّر با والغرر واجلهالة والّظلم والقمار وغريها من احملاذير.
أاّل يبيع البائع ما ال ميلك.
أاّل يبيع املشرتي ما اشرتاه قبل قبضه.
ومن آداب ( أخالقيات ) التجddارة االلكترونية :الّص دق ،األمان ــة ،اإلحس ــان ،الوف ــاء،
العدل ،وغريها من اآلداب.