You are on page 1of 31

‫الّتجارة اإللكترونّية في منظور الفقه اإلسالمي‬

‫اإلسالمي‬
‫الفقه اإلسالمي‬
‫منظور الفقه‬
‫في منظور‬
‫اإللكترونّيّيةة في‬
‫جارة اإللكترون‬
‫الالّتّتجارة‬

‫‪ ‬مقّد مة عن الّت جارة اإللكترونّي ة‬


‫‪ ‬التجارة اإللكترونية هي نوع من التجارة‪ ،‬ال تختلف عن التجارة التقليدية‪ ،‬إال من حيث‬
‫استخدام الوسيلة اإللكترونية‪ ،‬وأركانها كأركان الّت جارة الّت قليدّي ة؛ وهي الّص يغة‪،‬‬
‫والعاقدان‪ ،‬والمعقود عليه‪.‬‬

‫‪ ‬وسائل الّت جارة اإللكترونية‪ :‬هي وسائل االّت صال الحديثة؛ كاإلنترنت‪ ،‬وتطبيقات الهاتف‬
‫المحمول والحاسوب‪ ،‬واألقمار الّص ناعّي ة(‪ ،)Satellites‬وغيرها‪.‬‬

‫إلكترونيا‪ ،‬إما أن تكون ِس َلًع ا ملموسة‪ :‬كالكتب واألجهزة‬


‫ًّ‬ ‫‪ ‬السلع التي يتم التعاقد عليها‬
‫الكهربائية‪ ،‬وإما أن تكون خدمات‪ :‬كاالستشارات (‪ )Consulting‬الطبية‬
‫واالقتصادية‪ ،‬أو سلعًا إلكترونية‪ :‬كالبرامج ونحوها‪.‬‬
‫اإلسالمي‬
‫الفقه اإلسالمي‬
‫منظور الفقه‬
‫في منظور‬
‫اإللكترونّيّيةة في‬
‫جارة اإللكترون‬
‫الالّتّتجارة‬

‫‪ ‬تعريف الّت جارة اإللكترونّي ة‬


‫‪ ‬التجارة اإللكترونية‪ :‬عقد معاوضة بين طرفين باستخدام وسيلة من وسائل الّت كنولوجيا‬
‫الحديثة إلبرام مجموعة متكاملة من الصفقات التجارية (عينّي ة ملموسة‪ ،‬إلكترونّي ة‪،‬‬
‫خدمات) ‪.‬‬

‫من أهّم منافعها وفوائدها‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫سهولة وسرعة توصيل البيانات والمعلومات والمعارف إلى الناس‪.‬‬ ‫‪)1‬‬


‫سهولة االتصاالت بين الناس في األعمال والمعامالت ونحو ذلك‪.‬‬ ‫‪)2‬‬
‫توفير الجهد والوقت والمال‪.‬‬ ‫‪)3‬‬
‫سرعة إبرام االتفاقيات والعقود عن بعد‪.‬‬ ‫‪)4‬‬
‫سرعة عمليات الدفع والقبض‪.‬‬ ‫‪)5‬‬
‫التواءم مع تكنولوجيا العصر‪.‬‬ ‫‪)6‬‬
‫اإلسالمي‬
‫الفقه اإلسالمي‬
‫منظور الفقه‬
‫في منظور‬
‫اإللكترونّيّيةة في‬
‫جارة اإللكترون‬
‫الالّتّتجارة‬

‫‪ ‬ظهور الّتجارة اإللكترونّية ونشأتها‬


‫‪ ‬نشأت التجارة اإللكترونية بعد ظهور الشبكات اإللكترونية والحاسب اآللي‪ ،‬التي يسرت‬
‫تبادل البيانات والمعلومات بين الشركات؛ حيث بدأت الشركات األمريكية الكبرى تولي‬
‫اهتمامًا لهذه األجهزة لما توفره من الجهد‪ ،‬والوقت‪ ،‬والمال الالزم إلدارة الشركات‬
‫الكبرى‪.‬‬

‫‪ ‬وإدراكًا لهذه األهمية‪ ،‬بدأت بعض الشركات األمريكية في بداية السبعينيات من القرن‬
‫الميالدي الماضي في إقامة شبكات إلكترونية تربطها بعمالئها وشركاء أعمالها‪،‬‬
‫وخاصة الشركات الكبرى‪ ،‬عن طريق نظام تبادل البيانات اإللكتروني (‪Electronic‬‬
‫‪ .)Data Interchange‬ثّم توّس عت بعد ذلك‪ ،‬وأصبحت متاحة للمؤّس سات‬
‫الّت جارّي ة‪ ،‬والجامعات‪ ،‬واألفراد‪.‬‬
‫اإلسالمي‬
‫الفقه اإلسالمي‬
‫منظور الفقه‬
‫في منظور‬
‫اإللكترونّيّيةة في‬
‫جارة اإللكترون‬
‫الالّتّتجارة‬

‫‪ ‬مشروعّية الّتجارة اإللكترونّية‬


‫‪ ‬تنوعت األدلة وتضافرت على مشروعّي ة المعامالت‪ ،‬ومنها البيع والّش راء (الّت جارة)‪،‬‬

‫نذكر منها ما يلي‪:‬‬


‫ْۚا‬
‫‪ ‬أّو اًل ‪ :‬أدّلة الكتاب‪ :‬قال تعالى‪ :‬ﵟ‌َو َأَح َّل ‌ٱُهَّلل‌ٱۡل َبۡي َع َو َح َّر َم ٱلِّر َبٰو ﵞ {سورة‬

‫البقرة‪.}275:‬‬
‫وقال تعالى‪ :‬ﵟَٰٓيَأُّيَها ٱَّلِذ يَن َء اَم ُنوْا‌اَل ‌َتۡأ ُك ُلٓو ْا‌َأۡم َٰو َلُك م َبۡي َنُك م ِبٱۡل َٰب ِط ِل ِإٓاَّل َأن َتُك وَن‬ ‫‪‬‬

‫ِتَٰج َر ًة َع ن َتَر اٖض ِّم نُك ۚۡم ﵞ {سورة الّن ساء‪.}29:‬‬


‫‪ ‬ثانًي ا‪ :‬أدّلة الّس ّن ة‪َ :‬ع ْن َر اِفِع ْب ِن َخ ِد يٍج ‪َ ،‬قاَل ‪ِ :‬قيَل ‪َ :‬ي ا َر ُسوَل ِهللا‪َ ،‬أُّي اْلَك ْس ِب َأْط َي ُب ؟ َقاَل ‪" :‬‬
‫َعَم ُل الَّر ُج ِل ِبَي ِدِه َو ُك ُّل َب ْي ٍع َم ْبُروٍر " رواه أحمد‪ .‬والّن بّي ‪-‬صلى هللا عليه وسلم‪ -‬قد باشر‬
‫اإلسالمي‬
‫الفقه اإلسالمي‬
‫منظور الفقه‬
‫في منظور‬
‫اإللكترونّيّيةة في‬
‫جارة اإللكترون‬
‫الالّتّتجارة‬

‫‪ ‬مشروعّية الّتجارة اإللكترونّية‬

‫‪ ‬ثالًث ا‪ :‬اإلجماع‪ :‬وقد أجمع األئّمة على مشروعية البيع (الّت جارة)‪ ،‬وأنه أحد أسباب التملك‪.‬‬

‫‪ ‬رابًع ا‪ :‬العقل‪ :‬الّت جارة اإللكترونّية من المعامالت اّلتي يحتاج الّن اس إليها في معاشهم؛ إذ‬
‫إّن الّن اس محتاجون إلى األعواض والسلع‪ ،‬والطعام والشراب الذي في أيدي بعضهم‪ ،‬وال‬
‫طريق لهم إليه إال بالبيع والشراء‪ ،‬لذا فالحاجة ماّسة إلى مشروعّيتها‪ ،‬فتباح استصحاًبا‬
‫لحكم اإلباحة في سائر األشياء الّن افعة‪.‬‬
‫اإلسالمي‬
‫الفقه اإلسالمي‬
‫منظور الفقه‬
‫في منظور‬
‫اإللكترونّيّيةة في‬
‫جارة اإللكترون‬
‫الالّتّتجارة‬

‫ّي‬ ‫اإللكترون‬ ‫عاقد‬‫ّت‬‫ال‬ ‫‪‬‬

‫‪ ‬البد للعقد من أركان يقوم عليها في الفقه اإلسالمي‪ ،‬حتى يصح العقد ويتم‪ ،‬وقد اتفق‬
‫الفقهاء ‪ -‬رحمهم هللا تعالى‪ -‬على أن العقد ال يوجد إال إذا وجد العاقدان‪ ،‬واإليجاب‬
‫والقبول‪ ،‬والمحل (المعقود عليه)‪ ،‬ولكنهم يختلفون في اعتبار كل هذه األمور أركانًا على‬
‫رأيين‪:‬‬

‫‪ ‬الرأي األول‪ :‬البد ألي عقد من ثالثة أركان‪ ،‬هي‪( :‬الصيغة) ‪ ،‬و(العاقدان) ‪ ،‬و(المعقود‬
‫عليه)؛ وهذه األركان عند التحقيق تؤول إلى ستة ‪ ،‬فالصيغة (اإليجاب والقبول)‪،‬‬
‫والعاقدان (البائع والمشتري)‪ ،‬والمعقود عليه (المبيع والثمن)‪ .‬وهذا الرأي لجمهور‬
‫الفقهاء من المالكية والشافعية والحنابلة‪ .‬ويعللون رأيهم بأنه ال يتصور قيام أي عقد‬

‫بدونها‪ ،‬فال بد من تحققها حتى يكون العقد صحيحًا‪.‬‬


‫اإلسالمي‬
‫الفقه اإلسالمي‬
‫منظور الفقه‬
‫في منظور‬
‫اإللكترونّيّيةة في‬
‫جارة اإللكترون‬
‫الالّتّتجارة‬

‫ّي‬ ‫اإللكترون‬ ‫عاقد‬‫ّت‬‫ال‬ ‫‪‬‬

‫‪ ‬الرأي الثاني‪ :‬ركن العقد واحد‪ ،‬وهو الّص يغة (اإليجاب والقبول)‪.‬‬

‫‪ ‬وهو رأي فقهاء الحنفية‪ ،‬ويعللون رأيهم ‪ ،‬بأن ما عدا اإليجاب والقبول من المحل‬

‫والعاقدين هي من لوازم اإليجاب والقبول‪ ،‬ألنه يلزم من وجود اإليجاب والقبول ‪ ،‬وجود‬

‫موجب وقابل‪ ،‬ووجودهما يستلزم وجود محل يظهر فيه هذا االرتباط‪.‬‬
‫اإلسالمي‬
‫الفقه اإلسالمي‬
‫منظور الفقه‬
‫في منظور‬
‫اإللكترونّيّيةة في‬
‫جارة اإللكترون‬
‫الالّتّتجارة‬

‫ّي‬ ‫اإللكترون‬ ‫عاقد‬‫ّت‬‫ال‬ ‫‪‬‬


‫الّر كن األّو ل‪ :‬الّصيغة (وهي اإليجاب والقبول)‬ ‫‪‬‬

‫وشروطها‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫أال يط‪h‬ول الفصل بين اإليج‪h‬اب والقب‪h‬ول بفاص\ل طويل عرًف ا‪ُ ،‬يش\عر منه اإلعراض‪،‬‬ ‫‪.1‬‬
‫أو يكون الفاص\\ل بكالم أجنبي‪ .‬وعند الجمه\\ور‪ :‬يجوز ت\\راخي القب\\ول عن‬
‫اإليجاب‪ ،‬ما داما في المجلس‪ ،‬خالًفا للّش افعّية اّلذين يشترطون الفورّية‪.‬‬
‫الموافقه بينهما (بعتك السيارة بخمسين ألف رنجت)‪( ،‬قبلت بذلك)‪ ،‬فال يجوز أن‬ ‫‪.2‬‬
‫يقول‪ :‬قبلت بثالثين ألًفا‪.‬‬
‫أن تك‪h‬ون منج‪h‬زة (غ\ير معّلق\ة بش\رط‪ ،‬أو مؤّقت\ة ب\زمن معّين)؛ ب\ل حال\ّة (عزم‬ ‫‪.3‬‬
‫بإرادة البيع)‪ ،‬مؤّبدة؛ ألن األصل في التملك الّتابيد‪.‬‬
‫اإلسالمي‬
‫الفقه اإلسالمي‬
‫منظور الفقه‬
‫في منظور‬
‫اإللكترونّيّيةة في‬
‫جارة اإللكترون‬
‫الالّتّتجارة‬

‫ّي‬ ‫اإللكترون‬ ‫عاقد‬‫ّت‬‫ال‬ ‫‪‬‬


‫الّر كن الّثاني‪ :‬العاقدان‬ ‫‪‬‬

‫وشروطهما‪ ،‬أن يكون كّل منهما‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫مكّلفا رشيًدا (يحسن الّتصّر ف في األشياء)‪.‬‬ ‫‪.1‬‬

‫مختاًر ا مريًدا‪.‬‬ ‫‪.2‬‬

‫بصيًر ا؛ فال يص\\ح بيع األعمى وال ش\\راؤه عند الّش افعّية‪ ،‬ألن في ذل\\ك جهال\\ة‬ ‫‪.3‬‬
‫فاحشة‪ ،‬فيوكّل َم ن يشتري له أو يبيع‪ .‬ويصّح ذلك عند الجمهور‪.‬‬
‫اإلسالمي‬
‫الفقه اإلسالمي‬
‫منظور الفقه‬
‫في منظور‬
‫اإللكترونّيّيةة في‬
‫جارة اإللكترون‬
‫الالّتّتجارة‬

‫ّي‬ ‫اإللكترون‬ ‫عاقد‬‫ّت‬‫ال‬ ‫‪‬‬


‫الّر كن الّث الث‪ :‬المحّل (المعقود عليه)‪ :‬الّثمن والمثّمن (المبيع)‬ ‫‪‬‬

‫وشروط كّل منهما‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫ِح َز اٍم ‪َ ،‬ق اَل ‪ُ :‬قْلُت ‪َ :‬ي ا‬ ‫أن يك‪h‬ون موج‪h‬وًدا؛ فال يص\ّح بيع المع\دوم‪ .‬لح\ديث َح ِك يِم ْب ِن‬ ‫‪.1‬‬
‫‌َت ِب ْع ‌َم ا‌َلْي َس ‌ِع ْن َد َك »‬ ‫َر ُس وَل ِهَّللا الَّر ُج ُل َي ْس َأُلِني اْلَب ْي َع َو َلْي َس ِع ْن ِد ي‪َ ،‬أَف َأِبيُع ُه؟ َق اَل ‪‌:‬اَل‬
‫رواه أبو داود‪.‬‬
‫أن يك‪h‬ون متقَّو ًم ا ش‪h‬رًع ا (أي مباًح ا)‪ ،‬فال يجوز بيع األش\ياء النجس\ة؛ كالخنزير‪،‬‬ ‫‪.2‬‬
‫والخمر‪ ،‬والدم‪...‬‬
‫أن يك‪hhh‬ون منتفًع ا ب‪hhh‬ه ش‪hhh‬رًع ا؛ فال يجوز بيع م\\\ا ال منفع\\\ة منه؛ كال\\\ّذ باب‪،‬‬ ‫‪.3‬‬
‫والّصراص\ير‪ ،‬وآالت الّط رب‪ ،‬والحيوانات المفترس\ة اّلتي ال يس\تفاد منه\ا؛ واس\تثنى‬
‫الّش افعّية م\ا كان له\ا فائ\دة؛ كالفه\د للّص يد‪ ،‬والفيل للقت\ال‪ ،‬والق\رد للحراس\ة‪ ،‬والّنح\ل‬
‫للعسل‪.‬‬
‫اإلسالمي‬
‫الفقه اإلسالمي‬
‫منظور الفقه‬
‫في منظور‬
‫اإللكترونّيّيةة في‬
‫جارة اإللكترون‬
‫الالّتّتجارة‬

‫ّي‬ ‫اإللكترون‬ ‫عاقد‬‫ّت‬‫ال‬ ‫‪‬‬

‫‪ .4‬أن يك‪h‬ون مق‪h‬دوًر ا على تس‪h‬ليمه‪ ،‬فال يجوز بيع الطائر في الّس ماء‪ ،‬أو اإلب\ل في‬
‫الغابة‪ ،‬أو الّسمك في البحر‪.‬‬

‫‪ .5‬أن يك‪h‬ون ملًك ا للب‪h‬ائع‪ ،‬أي ل\ه س\لطان عليه؛ للح\ديث الس\ابق (ال تب\ع م\ا ليس عندك)‬
‫أي ما ال تملك‪.‬‬

‫‪ .6‬أن يك‪h‬ون معلوًم ا‪ ،‬فال يجوز أن تق\ول‪ :‬بعت\ك ذل\ك الش\يء ال\ذي أملكه (ب\دون تس\ميته‬
‫ووصفه ومعرفة الّثمن) أو ‪...‬‬
‫اإلسالمي‬
‫الفقه اإلسالمي‬
‫منظور الفقه‬
‫في منظور‬
‫اإللكترونّيّيةة في‬
‫جارة اإللكترون‬
‫الالّتّتجارة‬

‫ّي‬ ‫اإللكترون‬ ‫عاقد‬‫ّت‬‫ال‬ ‫‪‬‬


‫فهذه األركان تنطبق على العقود التي تبرم عبر الوسائط اإللكترونية؛ ألّن ها تنتمي‬ ‫‪‬‬
‫إلى زمرة العقود التي تتم عن ُبعد‪ ،‬أو ما يسمى (بيع المسافات) ‪ ،‬وهي نوع من‬
‫البيوع‪ ،‬كالبيع عبر الهاتف‪ ،‬والتلغراف (البرق) السلكي والالسلكي‪ ،‬والفاكس‪،‬‬
‫والراديو‪ ،‬والتلفزيون‪ ،‬والقمر الصناعي‪.‬‬

‫والبيع عبر هذه الوسائط يقوم على أساس أنه ليس هناك محل مكاني واحد يجمع‬ ‫‪‬‬
‫بين الموجب والقابل‪ ،‬أو بين طرفي العقد‪ .‬وإبرام هذه العقود ال يتحقق إال إذا‬
‫توفر عنصرا اإليجاب والقبول‪ ،‬سواء كان ذلك عن طريق الحاسب اآللي‪ ،‬أو أي‬
‫وسيلة إلكترونية أخرى‪ .‬واشتراط توفر عنصري اإليجاب والقبول في العقد‬
‫اإللكتروني يستلزم توفر العناصر األخرى ألركان العقد‪ ،‬من وجود الطرفين‪،‬‬
‫والمحل (المعقود عليه)‪ .‬وسوف نتحّد ث عن الّتعاقد اإللكتروني عبر بعض‬
‫الوسائل‪.‬‬
‫اإلسالمي‬
‫الفقه اإلسالمي‬
‫منظور الفقه‬
‫في منظور‬
‫اإللكترونّيّيةة في‬
‫جارة اإللكترون‬
‫الالّتّتجارة‬

‫‪ ‬القسم األول‪ :‬الوسائل الحديثة لنقل اللّفظ‪:‬‬

‫والراديو‪ ،‬والتّلفاز‪.‬‬
‫‪ ‬وهي تشتمل‪ّ :‬التليفون‪ ،‬واللّاسلكي‪ّ ،‬‬

‫إنشاء العقود عبر (التّليفون)‪:‬‬ ‫‪.a‬‬

‫كل واحد منهما كالم الآخر‬


‫‪ ‬ال خيفى أن ّالتليفون ينقل كالم املتحدّث بدقّة‪ ،‬فيسمع ّ‬
‫بوضوح‪ ،‬وال خيتلف الكالم من خالله عن الكالم بدون واسطة‪ ،‬سوى عدم رؤية‬
‫أحدمها الآخر‪ ،‬ووجود فاصل بينهما‪ ،‬وإن كان العلم احلديث قد استطاع إجياد‬
‫الصوت والصورة معًا‪.‬‬
‫األجهزة ّاليت تنقل ّ‬
‫اإلسالمي‬
‫الفقه اإلسالمي‬
‫منظور الفقه‬
‫في منظور‬
‫اإللكترونّيّيةة في‬
‫جارة اإللكترون‬
‫الالّتّتجارة‬

‫ما حكم العقد اّلذي ُينشأ من خالل ( الّتليفون )؟‬ ‫‪‬‬

‫يقول الفقهاء املعاصرون‪ :‬إذا حتّق ق فيه اإلجياب والقبول ‪ -‬مع بقّية األركان والّش روط‬
‫بالتليفون كالعقد بني شخصني بعيدين ال يرى‬
‫فإنه صحيح‪ ،‬فالعقد ّ‬
‫املطلوبة ‪ّ -‬‬
‫ولكنه يسمعه‪ .‬والعقد بني املتباعدين يصّح بال خالف‪.‬‬
‫أحدمها اآلخر‪ّ ،‬‬
‫وعدم الّر ؤية ليس له عالقة بصّح ة العقود‪ ،‬وبطالهنا؛ ألّن املطلوب يف باب العقود‬ ‫‪‬‬

‫هو مساع اإلجياب والقبول‪ ،‬أو إدراكهما بأّية وسيلة كانت‪.‬‬


‫فإذا احتمل فيه التّزوير‪ ،‬وّالنزاع حول ذلك‪ ،‬فالقضاء هو الفيصل‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫اإلسالمي‬
‫الفقه اإلسالمي‬
‫منظور الفقه‬
‫في منظور‬
‫اإللكترونّيّيةة في‬
‫جارة اإللكترون‬
‫الالّتّتجارة‬

‫يقول اإلمام النووي‪ " :‬لو تناديا وهما متباعدان وتبايعا‪ ،‬صحّ البيع بال خالف "‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫يؤثر يف‬ ‫أيًض ا وجود السّاتر بني العاقدين ال ّ‬


‫يؤثر حتّى يف خيار اجمللس‪ ،‬فكيف ّ‬ ‫‪‬‬

‫إنشاء العقد‪.‬‬
‫يدل على الرّضا بصورة واضحة مفهومة‪،‬‬
‫فاألساس يف العقود هو‪ :‬صدور ما ّ‬ ‫‪‬‬

‫اللفظ ّالذي‬
‫يتم من خالل ّ‬
‫متحقق يف ّالتليفون‪ ،‬حيث إّن ّالتعبري عن الّر ضا ّ‬
‫وذلك ّ‬
‫الصوت فحسب‪.‬‬
‫االتفاق بني الفقهاء‪ ،‬وما ّالتليفون إال وسيلة لتوصيل ّ‬
‫حمل ّ‬‫هو ّ‬
‫الطرفين والتّعبير عنه‪،‬‬
‫تحقق الرّضا بين ّ‬
‫األساسية يف العقود هي ّ‬
‫ّ‬ ‫والقاعدة‬ ‫‪‬‬

‫بأية وسيلة مفهومة‪.‬‬


‫وإظهاره ّ‬
‫اإلسالمي‬
‫الفقه اإلسالمي‬
‫منظور الفقه‬
‫في منظور‬
‫اإللكترونّيّيةة في‬
‫جارة اإللكترون‬
‫الالّتّتجارة‬

‫أن العرف له دور أساسيّ يف باب العقود؛ لقاعدة (العادة حمكّمة)‪.‬‬


‫‪ ‬كما ّ‬

‫والخالصة‬

‫الشاطيب – " إنّما هو وسيلة إىل حتصيل املعىن املراد‪ ،‬واملعىن هو‬
‫اللفظ – كما يقول ّ‬
‫إّن ّ‬
‫املقصود‪ ." ....‬ومن هنا فما ّالتليفون إلّا آلة معتربة عرفًا لتوصيل تلك الوسيلة –‬
‫اللفظ – إىل مسع اآلخر‪ ،‬واملقصود هو رضا الّطرفني‪ ،‬فإذا تراضيا‪ ،‬فيكون العقد‬
‫ّ‬
‫املربم من خالله مقبوًال شرعًا بتوّفر بقّية األركان والّش روط‪.‬‬
‫اإلسالمي‬
‫الفقه اإلسالمي‬
‫منظور الفقه‬
‫في منظور‬
‫اإللكترونّيّيةة في‬
‫جارة اإللكترون‬
‫الالّتّتجارة‬

‫‪ ‬كيفية اعتبار المجلس وخياراته في التّعاقد بالتّليفون‪:‬‬


‫بالتليفون حكمي‪ ،‬إذ ال يوجد يف الواقع اتّحاد حقيقيّ‬
‫‪ ‬مجلس العقد يف ّالتعاقد ّ‬
‫جمللس ّالتعاقد‪ ،‬ومن هنا فالمجلس قائم ما دام املتحدّثان ّمتصلني من خالل‬
‫ّالتليفون‪ ،‬ومل ُيغلقاه‪ ،‬حتّى ولو حتّد ثا أثناء العقد يف أمور أخرى طالت أم قصرت ‪-‬‬
‫عند اجلمهور‪ ،‬خالًفا للّش افعّية اّلذين يشرتطون عدم الفصل بينهما ‪ .-‬وحقّ الفسخ‬
‫قائم بينهما‪ ،‬إذ بإمكان ّ‬
‫كل منهما أن يفسخ العقد ما دام احلديث موصوًال‬
‫حق الفسخ قد‬
‫فإن ّ‬
‫بالتليفون‪ ،‬ومل يقطع اخلّط ‪ّ ،‬أما بعد بعد متام اإلجياب والقبول‪ّ ،‬‬
‫ّ‬
‫انتهى إذ حصل ّالتفارق‪ ،‬فال جيوز الفسخ‪ ،‬إاّل إذا كان بينهما خيار‪.‬‬
‫اإلسالمي‬
‫الفقه اإلسالمي‬
‫منظور الفقه‬
‫في منظور‬
‫اإللكترونّيّيةة في‬
‫جارة اإللكترون‬
‫الالّتّتجارة‬

‫كالتعاقد بني غائبني يف مجيع‬


‫كالتعاقد بني حاضرين‪ ،‬وال ّ‬
‫بالتليفون ليس ّ‬
‫ّالتعاقد ّ‬ ‫•‬

‫بكل واحد منهما‪.‬‬


‫إن له شبهًا ّ‬
‫الوجوه‪ ،‬حيث ّ‬
‫فهو مثل ّالتعاقد بني الحاضرين من ناحية ّ‬
‫أن أحدمها يسمع الآخر مباشرة‪ ،‬وال‬ ‫•‬

‫زمنية بني صدور ّالتعبري عن اإلرادة إجيابًا وقبوًال‪ ،‬ووصوله إىل علم‬
‫تنقضي فرتة ّ‬
‫زمنية‪ ،‬ولذلك يعتبر العقد بينهما من حيث زمن‬
‫اآلخر‪ ،‬فال تفصل بينهما فرتة ّ‬
‫انعقاده وسماعه‪ ،‬كما لو كان بني حاضرين‪.‬‬
‫كل واحد من المتعاقدين بالتليفون‬
‫ويشبه العقد بني غائبين من ناحية أّن مكان ّ‬ ‫•‬

‫مختلف عن الآخر‪ ،‬تفصل بينهما مسافة‪.‬‬


‫اإلسالمي‬
‫الفقه اإلسالمي‬
‫منظور الفقه‬
‫في منظور‬
‫اإللكترونّيّيةة في‬
‫جارة اإللكترون‬
‫الالّتّتجارة‬

‫يثبت خيار المجلس (الحكمي) في العقد ّالذي يجري بالتّليفون‪ ،‬مع مراعاة‬ ‫‪‬‬

‫حدث بالتّليفون‪.‬‬
‫أن التّفرّق يحصل بمجرّد انتهاء التّ ّ‬
‫ّ‬
‫الصحيح املّتفق عليه " َعْن َح ِكيِم ْبِن ِح َز اٍم ‪َ ،‬عِن الَّنِّيِب ‪-‬‬ ‫أما ّالتفرقة الواردة يف احلديث ّ‬
‫َص َّلى اُهلل َعَلْيِه َو َس َّلَم ‪َ -‬قاَل ‪« :‬اْلَبِّيَعاِن ِباْلِخ َياِر َما َلْم َيَتَف َّر َقا‪ "... ،‬فلم يرد تفسريها‬
‫يف الّش رع‪ ،‬والّتفّر ق ليس له حّد معنّي يف الّلغة‪ ،‬وبالّتايل فريجع يف تفسريها إىل‬
‫العرف‪ ،‬كما هو احلال يف القبض‪ ،‬واحلرز‪.‬‬
‫اإلسالمي‬
‫الفقه اإلسالمي‬
‫منظور الفقه‬
‫في منظور‬
‫اإللكترونّيّيةة في‬
‫جارة اإللكترون‬
‫الالّتّتجارة‬

‫التّعاقد بالرّاديو والتّلفاز‪:‬‬ ‫‪.a‬‬

‫‪ ‬فلو عرض أحد من خالل الرّاديو أو التّلفاز عرضًا خاصًا ببيع شيء معيّن‪ ،‬أو‬

‫فإن‬
‫املعرفة للمعقود عليه بشكل يزيل الجهالة عنه‪ّ ،‬‬
‫إجيار‪ ،‬وأوضح المواصفات ّ‬

‫هذا اإليجاب مقبول‪ ،‬ويبقى قائمًا إىل أن يتقدّم آخر فيقبله‪ ،‬وحينئذ يتمّ العقد‪.‬‬
‫اإلسالمي‬
‫الفقه اإلسالمي‬
‫منظور الفقه‬
‫في منظور‬
‫اإللكترونّيّيةة في‬
‫جارة اإللكترون‬
‫الالّتّتجارة‬

‫الراديو؛ وذلك‬
‫‪ ‬وكذلك ميكن إجراء ّالتعاقد اخلاص من خالل شخصني عن طريق ّ‬
‫األساسي في العقد هو صدور اإليجاب والقبول‪ ،‬ووصول ّ‬
‫كل‬ ‫ّ‬ ‫ألن الر كن‬
‫ّ‬
‫كل واحد منهما ما طلبه منه‬
‫منهما إىل علم الآخر بصورة معتربة شرعًا‪ ،‬وفهم ّ‬
‫والسيما يف اإلجيابات‬
‫ّ‬ ‫الراديو‪ ،‬والتّلفاز‪،‬‬
‫يتحقق من خالل ّ‬
‫كله ّ‬‫الآخر‪ ،‬وهذا ّ‬
‫املوجّهة للجمهور‪.‬‬

‫خاصًا – أي مل يكن موجّهًا إىل اجلمهور – فال بدّ أن ّيتصل به‬


‫• فإذا كان اإلجياب ّ‬
‫احلنفية واحلنابلة ولو طال‪،‬‬
‫ومقيدًا بدوام اجمللس عند ّ‬
‫افعية‪ّ ،‬‬
‫الش ّ‬
‫القبول فورًا عند ّ‬
‫املالكية‪.‬‬
‫وبعدم اإلعراض عنه عند ّ‬
‫اإلسالمي‬
‫الفقه اإلسالمي‬
‫منظور الفقه‬
‫في منظور‬
‫اإللكترونّيّيةة في‬
‫جارة اإللكترون‬
‫الالّتّتجارة‬

‫يستمر إىل أن ّيتصل به‬


‫ّ‬ ‫فإنه ال ينتهي‪ ،‬بل‬
‫وأما اإلجياب العام املوجّه إىل اجلمهور‪ّ ،‬‬ ‫•‬

‫القبول‪ ،‬أو حيدث عارض يقطعه‪.‬‬

‫ج‪-‬التّعاقد باللّاسلكي‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫حكم جهاز اللّاسلكي (اهلاتف احملمول) كالّتليفون؛ ألّن الكالم يتّم عن طريقه‬ ‫‪‬‬

‫بوضوح‪ ،‬فيأخذ حكمه يف مجيع ما تقّد م‪.‬‬


‫اإلسالمي‬
‫الفقه اإلسالمي‬
‫منظور الفقه‬
‫في منظور‬
‫اإللكترونّيّيةة في‬
‫جارة اإللكترون‬
‫الالّتّتجارة‬

‫ضوابط ينبغي التّنبيه عليها‪:‬‬


‫أوًال‪ :‬ال شك أنّ العقود تتمّ بال خالف عن طريق الّتليفون أو الّر اديو أو الّتلفاز أو‬
‫الصوت‪،‬‬
‫الاّل سلكي‪ ،‬ولكنّ التّعاقد بها مع ذلك يبقى معه احتمال التّزوير وتقليد ّ‬
‫الصوت ليس له‪ ،‬فعليه‬
‫أن ّ‬‫ولذلك فاألصل هو انعقاد العقد‪ ،‬ولكن إذا ّادعى أحدمها ّ‬
‫«البينة على‬
‫األدلة ّالتي تقنع القضاء‪ّ ،‬الذي هو الفيصل‪ ،‬ف ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ّ‬
‫إثبات ذلك من خالل ّ‬
‫املدعي‪ ،‬واليمني على من أنكر»‪.‬‬
‫ّ‬
‫بالتلفون وحنوه تصحّ فيما ال يشترط فيه القبض الفوري‪ّ ،‬أما إذا بيع‬ ‫ثانيًا‪ّ :‬‬
‫إن العقود ّ‬
‫بالتلفون أو اهلاتف‪.‬‬
‫ربوي مبثله فال يصحّ العقد ّ‬
‫ّ‬
‫اإلسالمي‬
‫الفقه اإلسالمي‬
‫منظور الفقه‬
‫في منظور‬
‫اإللكترونّيّيةة في‬
‫جارة اإللكترون‬
‫الالّتّتجارة‬

‫تم الّتقابض بينهما‪ ،‬كأن يكون لكلّ واحد منهما وكيل بالتّسليم عند اآلخر‪ ،‬أو‬
‫‪ ‬إلّا إذا ّ‬
‫عن طريق بطاقة اخلصم املباشر يف حال الّش راء بالّنقود عند بعض الفقهاء‪ ،‬إذا كان لدى‬
‫دل على اشرتاط القبض الفوري‬
‫املشرتي وكيل عند البائع يقبض الّذ هب‪ .‬وقد ّ‬
‫الصحيح املتّفق‬
‫األحاديث الصّحيحة الثابتة‪ ،‬وإمجاع العلماء من حيث املبدأ‪ ،‬منها احلديث ّ‬
‫َّذ‬ ‫ال‬ ‫وا‬ ‫ي‬ ‫ِب‬‫َت‬ ‫اَل‬‫«‬ ‫‪:‬‬ ‫َل‬ ‫ا‬‫َق‬ ‫َّل‬ ‫عليه‪َ ،‬أيِب ِعيٍد ا ْد ِر ِّي ‪َ ،‬أَّن وَل اِهلل َّلى ا َل ِه‬
‫ُع َه َب‬ ‫َص ُهلل َع ْي َو َس َم‬ ‫َر ُس‬ ‫َعْن َس ُخْل‬
‫ِبالَّذ َه ِب ‪َ ،‬و اَل اْلَو ِر َق ِباْلَو ِر ِق ‪ِ ،‬إاَّل َو ْز ًنا ِبَو ْز ٍن ‪ِ ،‬م ْثاًل ِمِبْثٍل ‪َ ،‬س َو اًء ِبَسَو اٍء »‪.‬‬
‫‪ ‬ويف ص ــحيح مس ــلم َعْن ُعَب اَدَة ْبِن الَّص اِمِت ‪َ ،‬ق اَل ‪َ :‬ق اَل َر ُس وُل اِهلل َص َّلى اُهلل َعَلْي ِه َو َس َّلَم ‪:‬‬
‫ْل‬ ‫«الـَّذ ِبالـَّذ ِب ‪ ،‬اْلِف َّض ُة ِباْلِف َّض ِة‪ ،‬اْل ُّر ِباْل ِّر ‪ ،‬الَّش ِع ِبالَّش ِعِري ‪ ،‬الَّت ِبالَّت ِر ‪ ،‬اْلِم‬
‫َو ْم ُر ْم َو ُح‬ ‫َو ُب ُب َو ُري‬ ‫َه ُب َه َو‬
‫َك‬ ‫وا‬ ‫ي‬‫ِب‬‫َف‬ ‫‪،‬‬ ‫ُف‬ ‫ا‬ ‫اَأْل‬ ‫ِذِه‬ ‫َف‬‫َل‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫َذ‬ ‫ِإ‬ ‫َف‬ ‫‪،‬‬ ‫ِب اْلِم ْلِح ‪ِ ،‬م ْثاًل ِمِبْث ٍل ‪ ،‬ا ِب اٍء ‪ ،‬ا ِب ٍد‬
‫ُع ْي َف‬ ‫ْص َن‬ ‫ْخ َت ْت َه‬ ‫َس َو ًء َس َو َي ًد َي‬
‫ِش ْئُتْم ‪ِ ،‬إَذا َك اَن َيًد ا ِبَيٍد »‪.‬‬
‫اإلسالمي‬
‫الفقه اإلسالمي‬
‫منظور الفقه‬
‫في منظور‬
‫اإللكترونّيّيةة في‬
‫جارة اإللكترون‬
‫الالّتّتجارة‬

‫وكذلك احلكم يف عقد الّس لم حيث يجب تسليم الثمن ( رأس مال الّس لم ) في‬ ‫‪‬‬

‫مجلس العقد‪ ،‬خالفًا للمالكّية‪ ،‬حيث أجازوا تأخريه ثالثة أّيام‪ ،‬ولكنهم اختلفوا‬
‫فيما لو تأّخ ر تسليمه أكثر من ثالثة أّيام بدون اشرتاط الّتأخري‪ ،‬حيث ذهب‬
‫بعضهم إىل فساده‪ ،‬وبعضهم إىل صّح ته‪ ،‬أّم ا إذا كان الّتأخري عن الّثالثة باشرتاط‪،‬‬
‫فقد فسد العقد باالتفاق‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬إّن جملس العقد بالّتليفون والاّل سلكي وحنومها‪ ،‬ينتهي بانتهاء احملادثة كما سبق‪،‬‬
‫إاّل إذا كان هناك خيار شرط‪ ،‬أو كان العقد يتّم من خالل املزايدة‪.‬‬
‫اإلسالمي‬
‫الفقه اإلسالمي‬
‫منظور الفقه‬
‫في منظور‬
‫اإللكترونّيّيةة في‬
‫جارة اإللكترون‬
‫الالّتّتجارة‬

‫وعلى ضوء هذا‪:‬‬


‫إذا اّتصل شخص عرب الّتلفون مبن يدير املَزاد‪ ،‬فعرض عليه قبوله مببلغ كذا‪ّ ،‬مث أغلق الّتلفون‪،‬‬
‫فقد صّح العقد على ذلك املبلغ‪ ،‬وال ينبغي للمشرتي فسخه‪ ،‬وألّنه إذا مل يلزم به يؤّدي‬
‫اإلضرار بالبائع‪ ،‬ألّنه أهنى املزاد ألجله‪ ،‬فإذا مل يلزم‪ ،‬فحينئٍذ يؤّدي إىل اإلضرار به بال شك‪.‬‬
‫وعقد المزايدة عقد صحيح إذا ّمت بالّش روط الّش رعية وهذا مذهب مجهور أهل العلم ومما‬
‫استدلوا به حديث َأَنِس ْبِن َم اِلٍك ‪َ ،‬أَّن َر ُس وَل الَّلِه ‪َ-‬ص َّلى الَّلُه َعَلْيِه َو َس َّلَم ‪َ -‬ب اَع ِح ْلًسا َو َقَد ًح ا‪،‬‬
‫َو َقاَل ‪َ« :‬م ْن َي ْش َت ِر ي َه َذ ا الِح ْلَس َو الَقَد َح »‪َ ،‬فَقاَل َر ُج ٌل‪َ :‬أَخ ْذ ُتُهَم ا ِبِد ْر َه ٍم ‪َ ،‬فَقاَل الَّن ِبُّي َص َّلى ُهَّللا‬
‫َع َلْي ِه َو َس َّلَم ‪َ‌« :‬م ْن ‌َي ِز يُد ‌َع َلى‌ِد ْر َه ٍم ‪َ‌،‬م ْن ‌َي ِز يُد ‌َع َلى‌ِد ْر َه ٍم ؟»‪َ ،‬فَأْع َط اُه َر ُج ٌل ِد ْر َهَم ْي ِن ‪َ :‬فَب اَع ُهَم ا‬

‫ِم ْن ُه ‪ .‬رواه الرّت مذي وحّس نه‪.‬‬


‫اإلسالمي‬
‫الفقه اإلسالمي‬
‫منظور الفقه‬
‫في منظور‬
‫اإللكترونّيّيةة في‬
‫جارة اإللكترون‬
‫الالّتّتجارة‬

‫القسم الثاني‪ :‬الوسائل الحديثة لنقل المكتوب مباشرة‬


‫تشــمل هــذه الوســائل الربقي ـّة‪ ،‬ك ـالتَِّلكس‪ ،‬والفــاكس‪ ،‬حيث تطـ ّـورت هــذه الوســائل بشــكل‬
‫رهيب‪ ،‬فأصـبح من مقـدور اإلنسـان أن ينقـل مـا كتبـه حرفًّيا أو طبـق األصـل خالل ثـوان‪ ،‬أو‬
‫دقائق معدودة إىل اجلهاز الآخر مهما كان بعيدًا‪.‬‬

‫‪.a‬مجلس العقد‪:‬‬

‫جملس العقــد بالنّســبة للتّعاقــد هبذه الوســائل وغريهــا هــو مجلس وص‪d‬ولها‪ ،‬فــإذا وصــل وقــرأه‬
‫وقال‪ :‬قبلت‪ ،‬أو كتب املوافقة فقد انعقد العقد‪.‬‬
‫قال الكاسـاين‪ « :‬وأمـّا الكتابـة فهي أن يكتب الرّجـل إىل الرّجـل‪ :‬أمـّا بعـد‪ ،‬فقـد بعت عبـدي‬
‫فالنـًا منـك بكـذا‪ ،‬فبلغـه الكتـاب فقـال يف جملسـه‪ :‬اشـرتيت‪ ،‬انعقـد الـبيع؛ ألنّ خطـاب الغـائب‬
‫كتابه‪ ،‬فكأنّه حضر بنفسه‪ ،‬وخاطب باإلجياب وقبل الآخر يف اجمللس ‪.»...‬‬
‫اإلسالمي‬
‫الفقه اإلسالمي‬
‫منظور الفقه‬
‫في منظور‬
‫اإللكترونّيّيةة في‬
‫جارة اإللكترون‬
‫الالّتّتجارة‬

‫ب‪ -‬وقت تمام العقد‪:‬‬

‫والتِلكس والفاكس بمجرّد القبول الصادر‬


‫يتم العقد بالكتابة‪ ،‬ومنها الربق َّ‬
‫ّ‬

‫الشخص املوجّه إليه‪ ،‬ويعتبر مجلس وصول المكتوب مجلس العقد‪ ،‬بل يعترب‬
‫من ّ‬

‫املكتوب نفسه مبثابة حضور املوجب الكاتب نفسه‪.‬‬


‫اإلسالمي‬
‫الفقه اإلسالمي‬
‫منظور الفقه‬
‫في منظور‬
‫اإللكترونّيّيةة في‬
‫جارة اإللكترون‬
‫الالّتّتجارة‬

‫القواعد التي تجيز التعاقد عبر وسائل االتصال الحديثة ال تشمل‪:‬‬

‫‪.1‬الّص رف‪ ،‬أي مبادلة العمالت؛ الشرتاط التقابض‪.‬‬

‫‪.2‬الّس لم؛ الشرتاط تعجيل رأس املال‪ ،‬إاّل إذا ّمت الّتوكيل يف الّص رف والّس لم‪.‬‬

‫وقد نّص على ما تقّد م جممع الفقه اإلسالمي‪.‬‬


‫اإلسالمي‬
‫الفقه اإلسالمي‬
‫منظور الفقه‬
‫في منظور‬
‫اإللكترونّيّيةة في‬
‫جارة اإللكترون‬
‫الالّتّتجارة‬

‫ضوابط الّتجارة اإللكترونّية‬

‫‪‬أاّل تشتمل على الّر با والغرر واجلهالة والّظلم والقمار وغريها من احملاذير‪.‬‬
‫‪‬أاّل يبيع البائع ما ال ميلك‪.‬‬
‫‪‬أاّل يبيع املشرتي ما اشرتاه قبل قبضه‪.‬‬

‫ومن آداب ( أخالقيات ) التج‪dd‬ارة االلكترونية‪ :‬الّص دق‪ ،‬األمان ــة‪ ،‬اإلحس ــان‪ ،‬الوف ــاء‪،‬‬
‫العدل‪ ،‬وغريها من اآلداب‪.‬‬

You might also like