‫ثانيًا ‪ :‬نظرية العالقات اإلنسانية ‪:‬‬

‫لق د أدت الش كلية والرس مية والجم ود ال ذي اتص فت به ا االتجاه ات اإلداري ة‬
‫الس ابقة إلى ردود أفع ال من المهتمين بظ واهر الس لوك اإلداري ومن بينهم‬
‫األميركي ة م اري ب اركرفوليت (‪ )M.P.Foliett‬ال تي ك انت من أوائ ل ال ذين‬
‫أدرك وا أهمي ة العوام ل اإلنس انية في العملي ة اإلداري ة ‪ ،‬وق د آمنت ف وليت ب أن‬
‫القض ية األساس ية في التنظيم ات اإلداري ة تكمن في تط وير عالق ات إنس انية‬
‫متوازنة داخل هذه التنظيمات ‪ .‬غير إن تأثير أفكار فوليت لم تكن بقوة التأثير‬
‫ال ذي أحدثت ه دراس ات وتج ارب (الت ون م ايو) (‪ )E.Mayo‬وزمالئ ه ح ول‬
‫السلوك اإلداري للعاملين في واحد من اكبر المصانع في مدينة شيكاغو ‪.‬‬
 ‫نظرية العالقات اإلنسانية‬
‫‪‬ترك زت دراس ات م ايو وزمالئ ه حول عوام ل وأس باب الرضا‬
‫ال وظيفي ل دى الع املين ‪ ،‬وكش فت الدراس ة إن ت أثير الجماع ة‬
‫وزمالء العم ل وع اداتهم وأفك ارهم وأحاسيس هم تعت بر عوام ل‬
‫على درجة كبيرة من األهمية في سير العملية اإلدارية ‪.‬‬
‫‪‬وك انت النتيج ة ال تي خ رج به ا م ايو من تجربت ه إن اإلدارة‬
‫عملية اجتماعية أكثر من كونها عملية ميكانيكية رسمية ‪ ،‬وهذه‬
‫العملي ة االجتماعي ة تتك ون وتتفاع ل بت أثير العالق ات الشخص ية‬
‫غ ير الرس مية بين جماع ات الع املين وعلى ه ذا ف أن تلبي ة‬
‫حاج اتهم االجتماعي ة تص بح مح ور الس لوك اإلداري دون‬
‫اإلضرار بجوانب السلوك اإلداري للمؤسسة ‪.‬‬
 ‫نظرية العالقات اإلنسانية‬
‫‪‬أدى ه ذا الط رح للس لوك اإلداري فيم ا بع د إلى اهتم ام علم اء‬
‫النفس وعلماء االجتماع بالجوانب اإلنسانية لعمليات اإلنتاج ‪،‬‬
‫ولم تعد الفاعلية االقتصادية التي روج لها تايلور ‪ ،‬أو التقسيم‬
‫اإلداري الجامد الذي اقترحه فايول ‪ ،‬أو البيروقراطية اإلدارية‬
‫الس لطوية ال تي طرحه ا في بر هي مح ور وأس اس العم ل‬
‫اإلداري ‪ ،‬ب ل العالق ات اإلنس انية والتفاع ل االجتم اعي بين‬
‫األف راد وتلبي ة حاج اتهم النفس ية واالجتماعي ة إلى ج انب‬
‫الحاج ات المادي ة ب الطبع وتع اونهم في س بيل تحقي ق أه داف‬
‫المؤسسة اإلدارية التي ينتمون إليها ‪.‬‬
 ‫نظرية العالقات اإلنسانية‬
‫‪‬ويع د شس تر بارن ارد (‪ )C.Barnard‬أح د دع اة المنهج‬
‫التعاوني اإلنساني في اإلدارة ‪ ،‬فقد أضاف عمله ُبعدًا قويًا‬
‫ع زز ه ذا االتج اه اإلداري إذ رك ز على أهمي ة تنمي ة‬
‫العالق ات اإلنس انية في مواق ف العم ل واإلنت اج ‪ ،‬وي ؤمن‬
‫ه ذا االتج اه ب ان زي ادة اإلنت اج تعتم د على ارتف اع ال روح‬
‫المعنوي ة ل دى الع املين وتوف ير الحري ة لهم وتنمي ة روح‬
‫الجماع ة والتع اون‪ .‬له ذا ف أن ه ذه النظري ة ربطت بين‬
‫اإلنتاجية وأساليب القيادة والتوجيه اإلداري وكذلك توفير‬
‫الطمأنين ة واالس تقرار والرض ا ال وظيفي بالنس بة لألف راد‬
‫العاملين في المؤسسة ‪.‬‬
 ‫ثالثًا‪ :‬االتجاه نحو نظريات السلوك‬
‫التنظيمي في اإلدارة ‪:‬‬
‫‪‬إذا ك ان نهج اإلدارة الرس مية ق د أهم ل عنص ر العالق ات‬
‫االجتماعي ة ‪ ،‬ف أن نهج العالق ات اإلنس انية ق د أهم ل ب دوره‬
‫عنصر التنظيم والبناء الرسمي لإلدارة بتركيزه المبالغ فيه‬
‫على عالقات العمل الخصوصية وغير الرسمية ‪.‬‬
‫‪‬لق د جم ع ه ذا االتج اه الجدي د تحت مظل ة الس لوك اإلداري‬
‫التنظيمي جمي ع االتجاه ات الس ابقة وأض اف إليه ا بعض‬
‫األفكار والمبادئ والحقائق التي كشفت عنها الدراسات في‬
‫مج االت علم النفس وعلم االجتم اع وعلم دراس ات اإلنس ان‬
‫والعلوم السياسية واالقتصادية ‪.‬‬
 ‫السلوك التنظيمي في اإلدارة‬
‫‪‬يع د ه ذا االتج اه الجدي د امت دادًا طبيعي ًا لنظري ة العالق ات‬
‫اإلنس انية ‪ ،‬إذ يق رر أن مص لحة المؤسس ة ومص لحة األف راد‬
‫يجب أن تكون متطابقة ‪ .‬يؤمن هذا االتجاه بأن الروح المعنوية‬
‫وتنمي ة العالق ات اإلنس انية بين الع املين هي أم ور ال يمكن‬
‫توفيرها بسهولة ‪ ،‬بل يرى إنها تخضع للبحث العلمي والتفسير‬
‫الموضوعي ؛ لذلك يمكن إيجادها وإثارتها بالحفز والتعزيز أي‬
‫بت أثير مكاف أة الع املين وتلبي ة المزي د من حاج اتهم كلم ا اق تربوا‬
‫من مستويات إنتاجية أعلى ‪ .‬وتقترح هذه النظرية استخدام كافة‬
‫أنواع الحوافز المادية والمعنوية لحفز العاملين بإرادتهم الحرة‬
‫نح و التع اون والتواص ل آخ ذه في االعتب ار إيج اد ن وع من‬
‫الت وازن في ظ روف العم ل بين الج وانب اإلنس انية والج وانب‬
‫الرسمية للقرار اإلداري ‪.‬‬