مقاصد الحسنة

You might also like

You are on page 1of 321

‫المقاصد الحسنة‬

‫على الِلسنة‬‫ن الحاِديث المشتهرة َ‬ ‫في بيان ك َِثير ِ‬


‫م َ‬
‫تأليف‬
‫المام الحافظ الناقد المؤرخ شمس الدين أبي الخير‬
‫محمد بن عبد الرحمن السخاوي المتوفى‬
‫سنة )‪ (902‬هجرية رحمه الّله‬
‫ورضي عنه‪.‬‬

‫مقدمة الناشر‬

‫بسم الّله الرحمن الرحيم‬


‫الحمد لّله رب العالمين‪ ،‬والصلة والسلم على أشرف المرسلين‪ ،‬سيدنا‬
‫محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين‬
‫وبعككد‪ :‬فككإن الل ّككه سككبحانه‪ ،‬أنككزل كتككابه المككبين‪ ،‬وجعلككه دسككتوَر أحكككامه‬
‫م بيككانه‪ ،‬وبّلغككه للرسككول الميككن‪ ،‬وتعّبككد بككه‬ ‫مه‪ ،‬وأتكك ّ‬ ‫ن‪ ،‬فككأحكم نظككا َ‬ ‫المككتي َ‬
‫صككص‬ ‫ضككحه وخ ّ‬ ‫المسلمين‪ ،‬وأمر الرسككول ببيككانه‪ ،‬فشككرحه عليككه السككلم وو ّ‬
‫مه وقّيد مطلقكه‪ ،‬بكالقول‪ ،‬والفعكل‪ ،‬والتقريكر‪ ،‬بمكا أفاضكه عليكه رّبكه مكن‬ ‫عا ّ‬
‫الوحي البككاطن‪} ،‬ومككا ينطككق عككن الهككوى إن هككو إل ّ وحككي يككوحى{‪ .‬وأمرنككا‬
‫سبحانه باّتباع أمر الرسول ونهيه }وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنككه‬
‫فانتهوا{‪} .‬وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نّزل إليهم{‪،‬‬
‫ولذا كانت السنة النبوية‪ ،‬في المرتبككة الثانيككة مككن الكتككاب فككي الحجيككة‪،‬‬
‫ظ أحكككامه‪ ،‬وأمككر النككبي عليككه‬ ‫ظهككا حفك َ‬‫ف َ‬‫ح ْ‬‫وأصبحت العناية بهككا عنايككة بككه‪ ،‬و ِ‬
‫السلم بإبلغها وسككماعها وإسككماعها‪ ،‬وتوع ّككد مككن كككذب عليككه‪ ،‬فككإن الكككذب‬
‫ضر الّله امرءا ً سمع منككا شككيئا ً فبّلغككه كمككا‬ ‫عليه‪ ،‬ليس كالكذب على غيره‪" :‬ن ّ‬
‫ضر الّله امرءا ً سمع منا حديثا ً فحفظككه حككتى يبلغككه‪ ،‬ومككن كككذب‬ ‫سمعه"‪" ،‬ون ّ‬
‫علي متعمدا ً فليتبوأ مقعده من النار"‬
‫ولذا تنافس العلماء من الصحابة ومن بعدهم‪ ،‬في تحصيل السنة‪ ،‬وطلب‬
‫ة في تحصيل الجر ‪ -‬وقد رحل أبو أيوب النصاري‬ ‫ة للمر‪ ،‬ورغب ً‬ ‫الرواية‪ ،‬طاع ً‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫إلى مصر‪ ،‬ليروي حديثا واحدا‪ ،‬عن عقبة بن عامر الجهني‪.‬‬
‫ورحل جابر بن عبد الّله إلى الشام‪ ،‬ليروي حديثا ً عن عبد الّله بن أنيس‬
‫وكان أصحاب ابككن مسككعود يرحلكون إلككى المدينككة مككن الكوفككة‪ ،‬لسكماع‬
‫السنن‬
‫واهتم العلماء في سائر العصور‪] ،‬ص جك[ بالرواية والسناد‪ ،‬حتى وصلت‬
‫إلينا الشريعة السلمية الغّراء‪ ،‬نقيككة خالصككة‪ ،‬يرويهككا عككن الرسككول الميككن‪،‬‬
‫ي الثقة‪ ،‬وعنه الثقة‪ ،‬إلى عصرنا هذا)‪.(1‬‬ ‫الصحاب ّ‬
‫وهككذا النقككل الصككحيح المتصككل بالثقككات المنككاء‪ ،‬خصوصككية لهككذه المككة‬
‫مدية‪ ،‬لم يكن لسواها من الشرائع السماوية‪ .‬فاليهود‪ ،‬والنصارى‪ ،‬ليككس‬ ‫المح ّ‬
‫لهم من هذا النقل الصحيح المتصل‪ ،‬إلى نبيهم شيء ‪ -‬قككال الحككافظ محمككد‬
‫ضككلها بالسككناد‪،‬‬ ‫فر‪" :‬إن الّله كّرم هذه المككة‪ ،‬وش كّرفها‪ ،‬وف ّ‬ ‫بن حاتم بن المظ ّ‬
‫وليس لحد من المم قديمها وحديثها‪ ،‬إسناد موصكول‪ ،‬إنمكا هكو صكحف فكي‬
‫أيديهم‪ ،‬وقد خلطوا بكتبهم أخَبارهم‪ ،‬فليككس عنككدهم تميكٌز بيككن مكا ن َكَزل مكن‬
‫التوراة والنجيل‪ ،‬وبين ما ألحقوه بكتبهم‪ ،‬من الخبار التي اتخذوها عككن غيككر‬
‫ص الحككديث‬ ‫الثقات‪ .‬وهذه المة الشريفة ‪ -‬زادها الّله شرفا ً ‪ -‬بنبّيهككا‪ ،‬إنمككا تن ُك ُ‬
‫عن الثقة المعروف فككي زمككانه بالصككدق والمانككة‪ ،‬عككن مثلككه‪ ،‬حككتى تتنككاهى‬
‫فظ‪ ،‬فككالحفظ‪ ،‬والضككبط‪،‬‬ ‫أخبارهم‪ ،‬ثم يبحثون أشد البحث‪ ،‬حتى يعرفوا الح َ‬
‫فالضبط‪ ،‬والطول مجالسة لمن فوقه‪ ،‬ممن كان أقصر‪ ،‬ثم يكتبون الحديث‬
‫من عشرين وجها ً وأكثر‪ ،‬حتى يهذبوه من الغلط والزلككل‪ ،‬ويضككبطوا حروفككه‪،‬‬
‫ويعدّوه عد ًّا‪ .‬فهذا من فضل الّله على هذه المة‪.‬‬
‫رها من نعمه" انتهى‬ ‫فنستودع الّله شكر هذه النعمة وغي ِ‬
‫س والخطأ شككرع رسككول الل ّككه صككلى الل ّككه‬ ‫ولصيانة هذه الشريعة من الد ّ‬
‫عليه وسلم‪ ،‬أن نتكلم في حال الرجل‪ ،‬لمصلحة الرواية والخبر‪ ،‬فتكلم عليككه‬
‫السلم بما تتحقق به النصيحة)‪ ،(2‬وتكلم الصحابة في بعض الككرواة والّنقلكة‪،‬‬
‫ونقدوا أخبارهم‪ :‬فتكلم منهم ابن عبككاس‪ ،‬وعبككادة بككن الصككامت‪ ،‬وأنككس بككن‬
‫مالك‪ ،‬والسيدة عائشة‪ ،‬رضي الّله عنهم‪ ،‬وكان القول في الرجال قليككل فككي‬
‫عصرهم‪ ،‬لن الصحابة جميعا ً معدلون بتعديل الل ّككه تعككالى‪ ،‬ول يجككرح الواحككد‬
‫منهم إل بالخطأ والنسيان‪ ،‬وذلك فيهم قليل‪ ،‬لشدة حرصهم وتحريهم‪.‬‬
‫وتكلم من كبار التابعين في الرجال جماعة أيضًا‪ :‬كالشعبي‪ ،‬وابككن المسككيب‪،‬‬
‫وابن سيرين‪ ،‬ولم يوجد في طبقتهم مككن كككان يعتمككد الكككذب‪] ،‬ص د[ وإنمككا‬
‫وجد فيهم‪ ،‬من تقع له أوهام وأغلط‪ ،‬والضعفاء فيهم قليلون‪ ،‬فتكلم العلمككاء‬
‫منهم في الواحد بعد الواحد ممن كان من دعككاة المككذاهب الخارجككة والنحككل‬
‫الغالية‬
‫وفي عصر أوساط التككابعين‪ ،‬فككي أوائل القككرن الثككاني‪ ،‬وجككد فيهككم مككن‬
‫من يقع منه رفع الموقوف ووقف المرفوع‪ ،‬ورواية المرسككل‪ ،‬ومككن‬ ‫الضعفاء َ‬
‫وين العبدي‬ ‫يكثر خطؤه كأبي هارون عمارة بن ج َ‬
‫وكثر في عصر صغار التابعين‪ ،‬في حككدود الخمسككين بعككد المككائة‪ ،‬ظهككور‬
‫الفرق السياسية‪ ،‬والعناصر الفلسفية‪ ،‬وازداد التعصب‪ ،‬فظهر الكذب‪ ،‬ولككزم‬
‫من ذلك أن يتكلم العلماء في الرجال‪ ،‬وأن يتسع النظر في الجرح والتعديل‪،‬‬
‫خصوصا ً وقد كثر بعد ذلك في أتباع التابعين‪ ،‬من يعتمد الكذب فككي عصككرهم‬
‫سَتوائي‪ .‬ثم ابن المبارك‪ ،‬وهشيم‪،‬‬ ‫‪ -‬فنظر شعبة‪ ،‬ومالك‪ ،‬ومعمر‪ ،‬وهشام الد ّ ْ‬
‫وابن عيينة‪ ،‬ومن بعدهم‪ ،‬يحيى بن سعيد القطان وعبد الرحمن بككن مهككدي ‪-‬‬
‫وأول من جمع كلمه في ذلك‪ :‬يحيى بككن سككعيد ثككم تلمككذته مثككل يحيككى بككن‬
‫ديني‪ ،‬وأحمد بن حنبل‪ ،‬ثم تلمككذتهم‪ :‬كالبخككاري ومسككلم‪،‬‬ ‫م ِ‬
‫معين وعلي بن ال َ‬ ‫َ‬
‫وأبي زرعة‪ ،‬وأبي حاتم‪ ،‬ثم تلمذتهم‪ :‬كالترمذي‪ ،‬والنسائي‪ .‬إلككى آخككر عصككر‬
‫الرواية‪ ،‬في حدود الثلثمائة)‪.(3‬‬
‫ودونت الكتب في هذا الفن‪ ،‬مع ما دون من العلوم فككي عصككر التككدوين‪،‬‬
‫وتتابع العلماء في خدمة السنة وعلومها‪ :‬حتى نضج علككم الحككديث‪ ،‬واحككترق‪،‬‬
‫ولم يبق لمتأخر كبير عناية في معرفة السنة‪ ،‬من العلماء‪ ،‬ومعرفة صككحيحها‬
‫من سقيمها‪ ،‬ونبككه العلمككاء علككى مراتككب مككا اشككتهر مككن الحككاديث‪ ،‬وميككزوا‬
‫المكذوب منها عن المقبول‪ ،‬غير أن بعض المتقدمين كان ينص على الحديث‬
‫من رواه لغير التعليم‪ ،‬بالعذاب الشديد في الخرة‪ ،‬والنكككال‬ ‫ذر َ‬ ‫الموضوع‪ ،‬وين ِ‬
‫في الدنيا‪ ،‬كما كان من البخاري فإنه كتب على حككديث موضككوع‪ :‬مككن حككدث‬
‫بهككذا اسككتوجب الضككرب الشككديد‪ ،‬والحبككس الطويككل‪ .‬وروى بعككض العلمككاء‬
‫المحككدثين شككيئا ً فككي كتبهككم مككن الحككاديث الموضككوعة‪ :‬مثككل أبككي ن َُعيككم‪،‬‬
‫مْرقندي‪ .‬من غيككر‬ ‫س َ‬
‫مندة‪ ،‬والحكيم الترمذي‪ ،‬وأبي الليث ال َ‬ ‫والطبراني‪ ،‬وابن َ‬
‫نص على ]ص هك[ وضعها‪ ،‬اعتمادا ً على معرفة الوضع من أسانيد مككا ذكككروه‬
‫منها‪ ،‬فبذكر السند‪ُ ،‬يعرف الوضع‪ ،‬وهذا يبرئ ذمتهم مككن العهككدة علككى راوي‬
‫الحديث ل عليهم)‪.(4‬‬
‫دت فيه الحاديث الضعيفة والمكذوبة من المؤلفككات‪ :‬كتككب‬ ‫ج َ‬‫وأغلب ما وُ ِ‬
‫المعاجم‪ ،‬والمسانيد المختفية‪ ،‬الككتي لككم تشككتهر عنككد العلمككاء‪ ،‬فبقيككت بغيككر‬
‫فحص لمتونها‪ ،‬ولم يتداولها الفقهاء في استنباطهم‪ ،‬فلم ينقدوها‪ :‬مثل كتككب‬
‫وزقَككاني‪ ،‬وابككن عسككاكر‪ ،‬وابككن النجككار‪،‬‬ ‫ج ْ‬‫الخطيككب البغككدادي وأبككي نعيككم وال ُ‬
‫والديلمي‪ ،‬والكثير من أحاديث هككذه الكتككب فككي كتككاب الكامككل لبككن عككدي‪،‬‬
‫سَنة من لم يكتككب المحككدثون حككديثه)‬ ‫وكذلك كان كثير من الحاديث‪ ،‬على أل ِ‬
‫‪ ،(5‬من الوعاظ والمككؤرخين‪ ،‬والصككوفية‪ ،‬وأهككل الهككواء‪ ،‬وقككد خلككط بعضككها‬
‫بأخبككار بنككي إسككرائيل‪ ،‬وكلم الحكمككاء‪ ،‬وأصككبحت هككذه الحككاديث‪ ،‬مصككدَر‬
‫الستشهاد لمذاهب أهل الزيغ والبتداع‪.‬‬
‫غير أن العلماء قد فحصككوا هككذه الحككاديث‪ ،‬وكشككفوا أسككتارها‪ ،‬وخلصككوا‬
‫حفظت السككنة‪ ،‬وبحفظهكا حفظككت أحككام‬ ‫الشريعة منها‪ .‬وتحقق وعد الّله‪ ،‬ف ُ‬
‫القرآن‪} .‬إنا نحكن نزلنكا الكذكر وإنكا لكه لحكافظون{‪ .‬وتكبين بالمؤلفكات فكي‬
‫الرجال الكذابين‪ ،‬وفي الحاديث الموضوعة‪ ،‬مما يذكر فككي الكتككب المدونككة‪،‬‬
‫ن تلك الحككاديث‪ ،‬ول يككزال العلمككاء يتعقبككون‬‫سَنة الناس‪ ،‬أعيا ُ‬ ‫أو يدور على أل ِ‬
‫الروايات في كل عصر‪ ،‬مما يدور على ألسنة الناس ليحذروهم منهككا‪ .‬وإليككك‬
‫بعض هذه المؤلفات فككي الحككاديث الموضككوعة‪ ،‬وفيمككا اشككتهر علككى ألسككنة‬
‫الناس منها ومن غيرها‪.‬‬
‫‪----------------------------‬‬
‫)‪ (1‬مقدمة تحفة الحوذي للمبار كفوري‪.‬‬
‫)‪ (2‬الكفاية للخطيب‪.‬‬
‫)‪ (3‬فتح المغيث للسخاوي‪.‬‬
‫)‪ (4‬الجوبة الفاضلة للكنوي‪.‬‬
‫)‪ (5‬الحطة لحسن صديق خان‪.‬‬
‫‪------------------------------------‬‬

‫المؤلفات في الموضوعات‪:‬‬
‫المؤلفات في الموضوعات على نوعين‪:‬‬
‫صد به مؤلفه‪ ،‬ذكككر الرجككال الكككذابين والضككعفاء‪ ،‬وذك كَر‬ ‫النوع الول ما قَ َ‬
‫جملةٍ من الموضوعات لهككم‪ .‬وكتكب هكذا النككوع ]ص و[ هككي كتككب الضككعفاء‪،‬‬
‫وكتككب الجككرح والتعككديل‪ .‬وهككذا النككوع صككنيع المتقككدمين مككن المحككدثين‪ ،‬إذ‬
‫الموضوع من الضعيف‪ ،‬لنه شر أنواعه‪.‬‬
‫ص علككى‬ ‫صد به مؤلفه ذكَر الحاديث الموضككوعة والن ك ّ‬ ‫النوع الثاني ‪ -‬ما قَ َ‬
‫ب معيككن أو أحككاديث موضككوع‬ ‫أعيانها‪ ،‬إما مطلقا ً من غير التزام أحككاديث كتككا ٍ‬
‫واحد وإما بالتزام ذلك فالموضوعات‪ ،‬علكى الطلق‪ ،‬هكي مكا عرفكت بكذلك‪،‬‬
‫والخاص منها بكتاب معين‪ ،‬قد يفرد بالتأليف‪ ،‬وقد يبقى في كتب التخريج مع‬
‫غيره‪ ،‬وهذا النوع صنيع المتأخرين من المحدثين)‪.(1‬‬
‫ولما كانت رواية الحاديث الموضوعة‪ ،‬وشيوعها‪ ،‬واشككتهارها‪ ،‬مككن غيككر نككص‬
‫عنككي‬‫على وضعها‪ ،‬سببا ً في فساد الدين‪ ،‬وهي الفة في شريعة المسككلمين‪ُ ،‬‬
‫العلمكاء بالتككدوين فيهككا‪ ،‬وكككانت المرجككع الهككام‪ ،‬لمككن يؤلككف‪ ،‬فككي الحككاديث‬
‫المشككتهرة‪ ،‬والمككدد َ لمثككل كتككاب "المقاصككد الحسككنة" فككإن مككا اشككتهر مككن‬
‫م يعمل به‪ ،‬وما اشتهر مكن الضككعيف‪ ،‬إذا لككم يشككتد ضككعفه‪،‬‬ ‫الصحيح‪ ،‬فهو عل ٌ‬
‫ولم يتعارض مككع النككص الصككحيح فالعمكل بكه جكائز‪ ،‬والروايككة لكه تجكوز فككي‬
‫الترغيب والترهيب‪ ،‬والمناقب ونحوها‪ ،‬فتعين الموضوع للهتمام بككه‪ ،‬حككتى ل‬
‫يقع الرجل في وعيد كبيرةِ الكذب على الرسول صلى الل ّككه عليككه وسككلم‪ ،‬أو‬
‫يدخل في دينه البتداع والفضول‪ .‬ولذا نكتب عن بعض هذه المؤلفككات‪ .‬ممككا‬
‫كان منها من النوع الثاني‪ ،‬فإنه المهم والمقصود‪ ،‬وأما النوع الول فبحثه في‬
‫علم الرجال أليق‪.‬‬
‫كتاب الموضوعات‪ :‬لجمككال الككدين أبككي الفككرج‪ ،‬عبككد الرحمككن بككن علككي‬
‫معَ فيه ما ورد من‬ ‫ج َ‬
‫البغدادي المعروف بابن الجوزي‪ ،‬المتوفى سنة )‪َ ،(597‬‬
‫الموضوعات‪ ،‬في كتاب "الكامل" لبن عدي‪ ،‬والضعفاء لبن حبان‪ ،‬والضعفاء‬
‫للعقيلي‪ ،‬والضعفاء لبي الفتح الزدي‪ ،‬وما في تفسير ابن مردوي َككه‪ ،‬ومعككاجم‬
‫الطبراني الثلثة‪ ،‬والفراد للدارقطني‪ ،‬وما في تصككانيف الخطيككب البغككدادي‪،‬‬
‫وابككن شككاهين ومصككنفات أبككي نعيككم‪ ،‬وتاريككخ الحككاكم‪ ،‬وكتككاب الباطيككل‬
‫وزقاني‪ .‬قال السخاوي‪ :‬وَفاَته من الموضككوعات قككدر مككا كتككب)‪ .(2‬وابككن‬ ‫ج ْ‬
‫لل َ‬
‫الجوزي متساهل في الحكم على الحديث بالوضع في هذا الكتاب‪ ،‬وقككد أورد‬
‫فيه ]ص ز[ بعككض الحككاديث الككتي أوردهككا فككي كتككابه "العلككل المتناهيككة فككي‬
‫الحاديث الواهية" وفي كتاب العلل أيضا ً بعض مككا أورده فككي الموضككوعات‪.‬‬
‫وأورد فيه بعض الحاديث الصحيحة والضككعيفة تسككاهل ً منككه‪ .‬قككال ابككن حجككر‬
‫العسككقلني‪ :‬وتسككاهله وتسككاهل الحككاكم أعككدم النفككع بكتابهمككا"‪ -‬فقككد ذكككر‬
‫المحدثون أن ابن الجوزي ذكر في كتابه‪ ،‬حديثا ً مككن صككحيح مسككلم‪ ،‬وحككديثا ً‬
‫من صحيح البخاري‪ ،‬رواية حماد بن شاكر وفيه من تعككاليق صككحيح البخككاري‪،‬‬
‫ومن كتاب خلككق الفعككال لككه‪ ،‬وانتقككد عليككه الحككافظ ابككن حجككر‪ ،‬فككي القككول‬
‫المسدد‪ ،‬أربعة وعشرين حديثًا‪ ،‬مككن مسككند المككام أحمككد‪ ،‬وللسككيوطي ذيككل‬
‫على القول المسدد‪ ،‬ذكر فيه أربعة عشككر حككديثا ً أخككرى‪ ،‬مككن مسككند أحمككد‪،‬‬
‫وللسيوطي أيضًا‪ ،‬كتاب القول الحسن في الذب عن السنن‪ ،‬ذيل به الكتابين‬
‫السابقين‪ .‬ذكر فيه نيفا ً وعشرين حديثا ً ومائة حديث‪ ،‬ليسككت موضكوعة منهكا‬
‫أربعة أحاديث‪ ،‬في سككنن أبككي داود‪ ،‬وثلثككة وعشككرون‪ ،‬فككي جكامع الترمككذي‪،‬‬
‫وحديث في سنن النسائي‪ ،‬وستة عشر حديثا ً في سنن ابن ماجه‪ ،‬ومنهككا مككا‬
‫حبككان‪ ،‬وسككنن الككدارمي ومسككتدرك الحككاكم‪ ،‬وتصككانيف‬ ‫هو فككي صككحيح ابككن ِ‬
‫الككبيهقي)‪ .(3‬ولبراهيككم بككن حسككن الكككوراني شككرح علككى موضككوعات ابككن‬
‫الجوزي ‪ -‬الحاديث الموضوعة‪ ،‬التي يرويها العامة والقصاص على الطرقات‬
‫‪ -‬لمجككد الككدين عبككد السككلم بككن تيميككة‪ ،‬المتككوفى سككنة )‪ (652‬الحككاديث‬
‫الموضوعة لبي العباس أحمككد بككن تيميككة المتككوفى سككنة )‪ ،(728‬نقككل عنهككا‬
‫السيوطي‪ ،‬في ذيل الللكئ ‪ -‬الللكئ المصكنوعة فكي الحكاديث الموضكوعة ‪-‬‬
‫لجلل الدين السيوطي‪ ،‬تناول فيها مواد كتاب ابن الجوزي وزاد فيها‪ ،‬ما ورد‬
‫في تاريخ ابن عساكر‪ ،‬وابن النجككار‪ ،‬ومسككند الفككردوس للككديلمي‪ ،‬وتصككانيف‬
‫أبي الشيخ‪ ،‬وحقق فيها ما تساهل فيه ابككن الجككوزي‪ .‬ولككه عليهككا ذيككل كككبير‪،‬‬
‫معروف بذيل الللئ‪ ،‬وله النكت البديعات‪ ،‬في التعقبككات الككتي أوردهككا علككى‬
‫ابن الجوزي‪.‬‬
‫كتككاب‪ :‬تنزيككه الشككريعة المرفوعككة‪ ،‬عككن الخبككار الشككنيعة الموضككوعة ‪-‬‬
‫للعلمة المحدث المحقق‪ ،‬أبي الحسن علككي بككن محمككد بكن عككراق الكنككاني‪،‬‬
‫الشافعي‪ ،‬المتوفى سنة )‪ (963‬وهو أكمل كتاب‪ ،‬في هذا البككاب‪ ،‬جمككع فيككه‬
‫مجموعات ابن الجوزي‪] ،‬ص ح[ والسيوطي‪ ،‬ورتبككه علككى ترتيبهمككا‪ ،‬وأهككداه‬
‫للسلطان سليمان خان‪ ،‬ويعتبر هذا الكتاب خلصككة جميككع الموضككوعات‪ ،‬مككع‬
‫التحرير والنصاف والتحقيق العلمي‪ ،‬والستقراء التام‪ ،‬وقد حرك الّله الهمككة‬
‫لنشره وإحيائه‪ .‬بطبعه وتصحيحه والتعليق عليه‪ ،‬مني ومككن صككديقي السككتاذ‬
‫المحدث السيد عبد الل ّككه بككن محمككد الصككديق الغمككاري‪ ،‬فاشككتركنا معكا ً فككي‬
‫التعليق عليه‪ ،‬ومراجعة أصوله‪ ،‬بعد أن أحضرنا نسخا ً متعددة منه لمراجعتها‪،‬‬
‫ومن أهم هذه النسخ‪ ،‬نسخة تكرم بها محككدث العصككر‪ ،‬فضككيلة السككيد أحمككد‬
‫الصديق الغماري بعث بها من طنجة‪ ،‬ومحلة ببعض تعاليقه‪ ،‬نسككأل المعونككة‬
‫على إعداده وإتمامه‪ ،‬ونشره‪.‬‬
‫وهذا الكتاب‪ :‬يزيد على كتاب السككيوطي وابككن الجككوزي‪ ،‬مككا جمعككه فيككه‬
‫مؤلفه من كتاب العلل المتناهية لبن الجوزي‪ ،‬وتلخيصككها للككذهبي‪ ،‬وتلخيككص‬
‫موضوعات الجوزقاني للذهبي أيضًا‪ ،‬وما في الميزان للذهبي‪ ،‬وما في لسان‬
‫الميزان‪ ،‬وتخريككج أحككاديث الكشككاف‪ ،‬والمطككالب العاليككة‪ ،‬وتسككديد القككوس‪،‬‬
‫وزهر الفردوس‪ :‬الخمسة للحافظ ابن حجر‪ ،‬وما فككي تخريككج الحيككاء الكككبير‬
‫للعراقي‪ ،‬والمالي له‪ ،‬وتلخيص الموضوعات لبن درباس وغيرهككا)‪ (4‬ولككذلك‬
‫نقول‪ :‬ما رواه عَبادان قرية‪.‬‬
‫كتاب الهبات السَنيات‪ ،‬في الحاديث الموضوعات ‪ -‬والسرار المرفوعة‪،‬‬
‫في الحاديث الموضوعة كلهما لعلي بككن سككلطان القككاري المتككوفى سككنة )‬
‫‪.(1014‬‬
‫الفوائد المجموعة‪ ،‬فككي الحككاديث الموضككوعة ‪ -‬لبككي عبككد الل ّككه محمككد‬
‫الشامي الصالحي المتوفى سنة )‪.(942‬‬
‫الفوائد المجموعة ‪ -‬للقاضي أبي عبككد الل ّككه الشككوكاني اليمنككي المتككوفى‬
‫سنة )‪ .(1250‬وفيه بعض الحاديث الصكحيحة والحسكنة‪ ،‬تقليكدا ً للمتشكددين‬
‫ي اللكنوي ]ص ط[‪.‬‬ ‫في الموضوعات‪ .‬كما ذكره عبد الح ّ‬
‫المغني عن الحفظ والكتاب‪ .‬بقككولهم لككم يصككح شككيء فككي هككذا البككاب ‪-‬‬
‫لضياء الدين‪ ،‬عمر بن بككدر الموصككلي الحنفككي المتككوفى سككنة )‪ .(623‬وذكككر‬
‫ص‬
‫ن عليه مؤاخذات كثيرة في كككل بككاب‪ ،‬وهككو ملخ ك ٌ‬ ‫السخاوي والسيوطي‪ :‬أ ّ‬
‫من موضوعات ابن الجوزي)‪.(5‬‬
‫درر المصككنوعات‪ ،‬فككي الحككاديث الموضككوعات ‪ -‬لمحمككد بككن أحمككد‬ ‫الكك ّ‬
‫فاريني الحنبلي من علماء القرن الثاني عشككر‪ .‬وهككو مختصككر مككن كتككاب‬ ‫س ّ‬
‫ال ّ‬
‫ابن الجوزي‪.‬‬
‫فّتنككي الهنككدي المتككوفى سككنة )‬ ‫تذكرة الموضوعات ‪ -‬لمحمد بن طككاهر ال َ‬
‫‪.(986‬‬
‫الثككار المرفوعككة‪ ،‬فككي الحككاديث الموضككوعة ‪ -‬لبككي الحسككنات عبككد الحككي‬
‫اللكنوي الهندي المتوفى سنة )‪.(1304‬‬
‫اللؤلككؤ المرصككوع‪ ،‬فيمككا قيككل ل أصككل لككه‪ ،‬أو بأصككله موضككوع ‪ -‬لبككي‬
‫المحاسن القاوقجي المتوفى سنة )‪.(1305‬‬
‫تحذير المسلمين‪ ،‬من الحاديث الموضوعة إلككى سكيد المرسككلين ‪ -‬لبككي‬
‫عبد الل ّككه محمككد البشككير ظككافر المككالكي الزهككري المتككوفى سككنة )‪،(1325‬‬
‫ويعتبر من الكتب التي كتبت في الحاديث المشتهرة)‪.(6‬‬
‫ومن المؤلفات فككي الحككاديث الموضككوعة فككي موضككوع واحككد‪ :‬أحككاديث‬
‫المعراج الموضوعة‪ ،‬للفيشي ‪ -‬قلئد المرجان‪ ،‬في الحديث الوارد كككذبا ً فككي‬
‫الباذنجككان‪ ،‬لبراهيككم بككن محمككد النككاجي ‪ -‬أداء مككا وجككب‪ ،‬فككي بيككان وضككع‬
‫الوضاعين‪ ،‬في رجب‪ ،‬لبن دحية أبي الخطاب الندلسككي ‪ -‬وهككو فككي ضككمن‪،‬‬
‫تككبيين العجككب‪ ،‬فككي مككا ورد مككن الحككاديث فككي رجككب‪ ،‬للحككافظ ابككن حجككر‬
‫العسقلني‪.‬‬
‫وكثير من المؤلفككات فككي هككذا البككاب)‪ ،(7‬جككزى الل ّككه العلمككاء العككاملين‪،‬‬
‫ديقين‪ ،‬فككي أعلككى علييككن ]ص‬ ‫ده سبحانه للص ّ‬ ‫وخلفاء سيد المرسلين‪ ،‬بما أع ّ‬
‫ي[‪..‬‬
‫ولتمام الفائدة مما قصدنا نذكر طائفة من الكتب المشتهرة في عصككرنا‬
‫هذا‪ ،‬وهي مشحونة بالموضوعات‪ ،‬من السرائيليات‪ ،‬وغيرها فمن ذلك‪:‬‬
‫كتب الواقدي ‪ -‬كفتوح الشام وغيره ‪ -‬تفسير ابككن عبككاس‪ ،‬المككروي مككن‬
‫دي‪ ،‬ومقاتككل‪ ،‬كمككا ذكككره السككيوطي ‪ -‬نزهككة‬ ‫سك ّ‬‫ذابين‪ ،‬كالكلبي وال ّ‬ ‫طريق الك ّ‬
‫فوري‪ ،‬فإنه مشحون بالموضوعات‪ ،‬وبمككا ل‬ ‫المجالس‪ ،‬ومنتخب النفائس للص ّ‬
‫وي‬ ‫أصل له من الحكايات ‪ -‬وقصص النبياء للثعلبي ‪ -‬ودرة الناصككحين‪ ،‬للخوب َك ِ‬
‫‪ -‬وبدائع الزهور‪ ،‬في وقائع الدهور‪ ،‬لبن إياس‪ ،‬وأخباره إسرائيلية ‪ -‬والككروض‬
‫الفائق‪ ،‬في المواعظ والرقائق‪ ،‬للحريفيش‪ ،‬كما ذكره البيروتي ‪ -‬وكككثير مككن‬
‫ذلك‪ .‬في كتب المناقب ‪ -‬وفضائل البلدان وكتب الملحم‪ ،‬والخككواص الطبيككة‬
‫والروحانية)‪.(8‬‬
‫‪--------------------------‬‬
‫)‪ (1‬الفوائد المجموعة للشوكاني‪.‬‬
‫)‪ (2‬فتح المغيث‪.‬‬
‫)‪ (3‬تدريب الراوي للسيوطي‪.‬‬
‫)‪ (4‬مقدمة تنزيه الشريعة لبن عراق‪.‬‬
‫)‪ (5‬فتح المغيث‪.‬‬
‫)‪ (6‬فتح المغيث‪.‬‬
‫)‪ (7‬الرسالة المستطرفة للكتاني‪.‬‬
‫)‪ (8‬تحذير المسلمين للبشير ظافر‪.‬‬
‫‪-------------------------‬‬
‫المؤلفات في الحاديث المشتهرة‪:‬‬
‫الحديث المشهور عند المحدثين‪ ،‬هو ما رواه ثلثة فأكثر ما لككم يبلككغ حككد‬
‫التككواتر‪ ،‬وهككو المسككتفيض عنككد جماعككة مككن الصككوليين والفقهككاء وبعككض‬
‫المحدثين‪ .‬ويطلق أيضا ً على‪ :‬ما اشتهر علككى اللسككنة مطلقكًا‪ ،‬ولككو كككان لككه‬
‫إسناد واحد‪ ،‬أو كان ل إسناد له‪ .‬والشهرة على هذا النحو ل يلزم منها‪ ،‬صككحة‬
‫الحديث أو ضعفه وقد ألف فيها العلماء‪ :‬لحاجة الناس إليها‪ ،‬لما ذكرنككاه فككي‬
‫أسباب تدوين الحاديث الموضوعة‪ ،‬سابقا‪ .‬وفيها من المؤلفات‪:‬‬
‫التذكرة‪ ،‬في الحاديث المشتهرة‪ .‬لبدر الدين الزركشي المتككوفى سككنة )‬
‫درر المنتثرة‪ ،‬في الحاديث المشتهرة‪ ،‬للسيوطي‪ ،‬لخككص فيككه‬ ‫‪ (794‬هك ‪ -‬وال ّ‬
‫تككذكرة الزركشككي‪ ،‬وزاد عليهككا كككثيرا ً ‪ -‬والللككئ المنثككورة‪ ،‬فككي الحككاديث‬
‫ه الطبع‪ ،‬وليس له أصل في الشككرع‪ .‬للحككافظ ابككن حجككر‬ ‫ف ُ‬
‫المشهورة‪ ،‬مما أل ِ َ‬
‫العسقلني‪ ،‬المتوفى سككنة )‪ (852‬هكك ‪ -‬والبككدر المنيككر‪ ،‬فككي غريككب أحككاديث‬
‫البشير النككذير‪ ،‬لعبككد الوهككاب بككن أحمككد الشككعراني‪ ،‬المتككوفى سككنة )‪،(973‬‬
‫انتخبها من جامع السيوطي‪ ،‬والمقاصد الحسنة‪ ،‬ورتبها على حروف المعجم‪،‬‬
‫وفيها نحو ثلثمائة وألفي حديث ‪ -‬كشف اللتباس‪ ،‬فيما خفي على كككثير مككن‬
‫الناس‪ ،‬ذكر البشير ظافر‪ .‬أن مؤلفه‪ :‬عز الدين الخليلي مككن ]ص ك[ علمككاء‬
‫القرن الحادي عشر‪ .‬وذكككر ابككن جعفككر الكتككاني‪ ،‬أنككه‪ :‬تسككهيل السككبيل إلككى‬
‫كشف اللتباس‪ ،‬ومؤلفه عز الدين محمد بن أحمد الخليلي‪ ،‬المدني القككادري‬
‫مككاز‪ ،‬لبككي الحسككن نككور‬ ‫ماز‪ ،‬علككى الل ّ‬ ‫الشافعي‪ ،‬المتوفى سنة )‪ - (1057‬الغ ّ‬
‫الدين السمهودي المتوفى سنة )‪ (911‬كما ذكككره البشككير ظككافر والكنككاني ‪-‬‬
‫الدرة اللمعة‪ ،‬في بيان كثير من الحاديث الشائعة‪ .‬ذكر الكتاني‪ ،‬أنها مختصر‬
‫المقاصد الحسنة‪ ،‬ولم يذكر مؤلفها‪ ،‬ونسككبها البشككير ظككافر‪ ،‬إلككى أحمككد بككن‬
‫حسن‪ ،‬من الحاديث الدائرة على‬ ‫محمد بن عبد السلم المتوفى ‪ -‬إتقان ما ي َ ُ‬
‫اللسن‪ ،‬لنجم الدين‪ ،‬محمد بن محمكد الَغكزي العكامري الشكافعي‪ ،‬المتكوفى‬
‫سنة )‪ ،(985‬جمع فيككه بيككن كتككاب الزركشككي وكتككاب السككيوطي والمقاصككد‬
‫الحسنة‪ ،‬وزيادات حسنة عليها‪ .‬كشف الخفا‪ ،‬ومزيل اللباس‪ ،‬عما اشتهر من‬
‫الحاديث على ألسنة الناس‪ ،‬للشيخ إسماعيل بن محمككد ال ُْعجلككوني‪ ،‬الشككهير‬
‫جّراحي‪ ،‬المتككوفى سككنة )‪ - (1162‬النوافككح العطككرة‪ ،‬فككي الحككاديث‬ ‫بككال َ‬
‫صكعدي الصكنعاني‪،‬‬ ‫المشتهرة‪ ،‬للقاضي محمد بن أحمد بن جار الّله مشحم ال ّ‬
‫المتككوفى سككنة )‪ ،(1223‬جمككع فيككه‪ ،‬الككدرر للسككيوطي‪ ،‬ومختصككر المقاصككد‬
‫للزرقككاني‪ ،‬وللككديبع‪ ،‬وزاد عليهمككا كككثيرا ً ‪ -‬تحككذير المسككلمين‪ ،‬مككن كككثير مككن‬
‫الحاديث الموضوعة على سيد المرسككلين‪ ،‬لمحمكد البشكير ظكافر الزهككري‪،‬‬
‫وهي في الموضوعات المشهورات‪ ،‬وفيها مقدمة نافعككة ‪ -‬أسككنى المطككالب‪،‬‬
‫في أحاديث مختلفة المراتب‪ ،‬لبككي عبككد الل ّككه‪ ،‬محمككد بككن درويككش‪ ،‬الحككوت‬
‫البيروتي‪ ،‬جمعها ولده أبو زيد عبد الرحمن ‪ -‬ومن أهككم الكتككب المؤلفككة فككي‬
‫هذا الباب‪ ،‬كتاب الحافظ السخاوي‪ ،‬الذي سنفرد الكتابة عليه‪ ،‬لمزيد شككأنه)‬
‫‪.(1‬‬
‫المقاصد الحسنة‪.‬للسخاوي في هذا الباب‪ ،‬المقاصد الحسككنة‪ ،‬فككي بيككان‬
‫كثير من الحككاديث المشككتهرة علككى اللسككنة‪ .‬وهككو كتككاب جككامع‪ ،‬وفيككه مككن‬
‫كات العلمية مككا خل منككه غيككره)‪،(2‬‬ ‫الصناعة الحديثية ما ليس في غيره‪ ،‬والن ّ َ‬
‫مع التحرير والتقككان‪ ،‬قككال ابككن العمككاد الحنبلككي)‪ :(3‬وهككو أجمككع مككن كتككاب‬
‫السيوطي المسمى بالدرر المنتثرة‪ ،‬في الحاديث ]ص ل[ المشككتهرة‪ ،‬وفككي‬
‫كل منهما ما ليككس فككي الخككر‪ .‬ولككذا أصككبح محككط أنظككار العلمككاء‪ ،‬فتنككاولوه‬
‫بالككدرس‪ ،‬والختصككار‪ .‬فاختصككره‪ :‬أبككو الحسككن‪ ،‬علككي بككن محمككد المنككوفي‬
‫المالكي‪ ،‬المتوفى سنة )‪ .(939‬من تلميككذ السككيوطي‪ ،‬فككي كتككابه المسككمى‬
‫"بالوسائل السنية من المقاصد السككخاوية"‪ ،‬والجككامع‪ ،‬والككزوائد السككيوطية‪،‬‬
‫ولعلها اشتبهت بالدرة اللمعة‪ ،‬التي سبق ذكرها‪ ،‬والتي نسبها البشير ظككافر‬
‫إلى أحمد بن محمد المنكوفي‪ ،‬ولكنهكا لعلكي بكن محمكد المنكوفي هكذا‪ ،‬ولكم‬
‫تشتهر بهذا السم‪ ،‬فلككم ينسككبها صككاحب الرسككالة المسككتطرفة إلككى مؤلككف‬
‫معلوم له‪.‬‬
‫هذا‪ ،‬وما زالت المقاصد الحسنة‪ ،‬مرجككع العلمككاء المحققيككن‪ ،‬ولككن تككزال‬
‫كذلك‪ ،‬لتحرير أحكامها وحسن نظامها‪ ،‬فعم النتفككاع بهككا‪ ،‬وذلككك دللككة علككى‬
‫حسكن مقاصكد السكخاوي‪ ،‬جكزاه الّلكه جكزاء العكاملين‪ ،‬وأجكرى عليكه ثكواب‬
‫المنتفعين‪.‬‬
‫ومما زادها حسنًا‪ ،‬ما حباها الّله من الفضل‪ ،‬بتعليق العلمة المحدث أبي‬
‫الفضل‪ .‬العبقري الشيخ عبككد الل ّككه بككن محمككد الصككديق الغمككاري‪ ،‬فلككه علككى‬
‫الكتاب تعليقات وتحريرات‪ ،‬ومكملت‪ ،‬واستدراكات‪ ،‬أكملت النفككع بالكتككاب‪،‬‬
‫ب قريحككة وقككادة وحافظككة واعيككة‪ ،‬وبصككيرة‬ ‫وفضيلة الستاذ المحدث‪ ،‬قد وه َ‬
‫نفاذة‪ .‬قلما تجد في هذا الباب مثَله‪ ،‬أو عبقري كا ً يفككري فَْري َككه‪ ،‬وسككترى‪ ،‬فيمككا‬
‫ف تحريره‪ ،‬وأكمل ما بيض لككه‬ ‫يمر عليك من تعليقاته‪ ،‬أنه حرر ما فات المؤل َ‬
‫المصنف‪ ،‬وزاد ما لم يطبع في النسخة المطبوعة في الهند‪ ،‬مككن أصككل كككان‬
‫يملكه المرتضى الزبيدي وعليه خطه‪ ،‬وأزال الشكوك والغاليط الككتي كككانت‬
‫تعترض القارئ‪ ،‬من رداءة الطباعة الحجرية الهندية‪ ،‬وإليك أمثلة توضككح لككك‬
‫مجهوده‪ ،‬وتوضح لك مزايا هككذه الطبعككة الجديككدة‪ ،‬ممككا يسككتحق بككه الشككاب‬
‫النجيب‪ ،‬السيد محمد نجيب الخانجي‪ ،‬كثير الشكر والثناء‪ ،‬لقيامه بإعادة طبع‬
‫هذا الكتاب ‪ -‬فمن ذلك‪ .‬أنه استدرك على المصنف في حديث البدال رقم )‬
‫‪ .(8‬حككديثا ً مككن روايككة أبككي داود السجسككتاني فككي سككننه وهككو علككى شككرط‬
‫الصحيحين‪ ،‬وبه يتغير الحكم على الحديث ويصير صحيحا ً ل ضعيفا ً كما ذكككره‬
‫المؤلف ‪ -‬وحديث في آداب الكل بيض له المصككنف‪ ،‬ولككم يتكلككم عليككه وهككو‬
‫رقم )‪ (54‬فتكلم عليه الستاذ ‪ -‬وحديث‪ ،‬في خطبة الجمعة‪ ،‬جهككل المصككنف‬
‫أمره‪ ،‬ولم ]ص م[ يجده‪ ،‬فأثبته الستاذ المحدث من تاريخ واسط وهككو رقككم‬
‫)‪ - (72‬وحديث نقص من المطبوعة‪ ،‬فأكمله الغماري من نسككخة مخطوطككة‬
‫يملكها الزبيدي وعليها خطه‪ ،‬وهو حديث‪ ،‬في النية رقككم )‪ .(119‬وكككثير مككن‬
‫ذلك)‪ ،(4‬أجزل الّله له الثواب ونفع بالكتاب‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫)‪ (1‬الرسالة المستطرفة‪.‬‬
‫)‪ (2‬ظفر الماني للكنوي‪.‬‬
‫)‪ (3‬شذرات الذهب‪.‬‬
‫)‪ (4‬نسخة المقاصد الحسنة الجديدة‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬

‫ترجمة الحافظ السخاوي‬


‫]مولده ونشأته[‬
‫هو أبو الخير وأبو عبد الّله‪ ،‬محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن أبي بكككر‬
‫الملقب بشمس الدين‪ ،‬السخاوي الصل‪ ،‬القاهري المولد والنشأة‪ ،‬الشافعي‬
‫المذهب‪ ،‬المام شيخ السلم‪ ،‬وحافظ العصككر‪ ،‬ومفككتي المسككلمين‪ ،‬المككؤرخ‬
‫المحقق‪ ،‬النسابة العمدة‪ ،‬الرحالة الناقد‪ ،‬وارث علوم النبياء‪ ،‬الفككرد الفريككد‪،‬‬
‫ي الفسطاط بمصر ‪ -‬بلد آبككائه‪،‬‬ ‫خا ‪ -‬وهى قرية غرب ّ‬ ‫س َ‬
‫وبيت القصيد ‪ -‬ينسب ل َ‬
‫وهو مولود بالقاهرة‪ ،‬بحارة بهاء الدين‪ ،‬بجككوار مدرسككة الُبلقينككي‪ ،‬فككي شككهر‬
‫ربيع الول من سنة إحدى وثلثين وثمانمائة‪ ،‬وتحول منهككا إلككى سكككن بجككوار‬
‫الحافظ أحمد بن حجر العسككقلني‪ ،‬عنككد بلككوغه الرابعككة مككن عمككره‪ ،‬ودخككل‬
‫المكتب‪ ،‬فحفككظ القككرآن‪ ،‬وجككوده‪ ،‬وحفككظ كككثيرا ً مككن المئون‪ ،‬وقككرأ وسككمع‬
‫وقابل الشيوخ‪ ،‬وروى عن العلماء وحمككل عنهككم كككثيرًا‪ ،‬ولزم شككيخه حككافظ‬
‫الدنيا أحمد بكن حجكر‪ ،‬وظهككرت عبقريتكه‪ ،‬حككتى شكهد لكه شكيخه بكأنه أمثككل‬
‫جمككاعته)‪ (1‬ورحككل إلككى البلد المصككرية‪ ،‬والحجازيككة‪ ،‬وإلككى حلككب‪ ،‬وحمككاة‪،‬‬
‫وبعلبك‪ ،‬ودمشق‪ .‬يروي عن علماء هذه البلد‪ ،‬وتلك المصار‪ ،‬ويعقد مجككالس‬
‫الملء‪ ،‬ويحدث بمروياته ومؤلفاته‪ ،‬وبرع في العلوم النقلية والعقلية‪ ،‬وشككهد‬
‫له العلماء‪ :‬مككن شككيوخه وأقرانككه‪ ،‬بككأنه حجككه وإمككام وحككافظ‪ ،‬وول َككى قككراءة‬
‫الحديث في كثير من المدارس المصرية‪ ،‬وانتهت إليه رياسكة علككم الحككديث‪،‬‬
‫وعلم التاريخ‪ ،‬وصنف كثيرا ً من المصنفات في علوم الحديث والتاريخ‪ ،‬كككانت‬
‫مرجع العلماء وأهل التخصككص‪ ،‬ولككم ينككازعه أحككد فككي إمامككة علمككاء الجككرح‬
‫والتعديل‪ ،‬ونقد الرجال‪ ،‬لما حصله من تلك العلوم‪ ،‬بالرحلككة ولقككاء الشككيوخ‪،‬‬
‫وملزمة الحافظ ابن حجر‪ ،‬حتى أصككبح وارث علمككه‪ ،‬ولككم يغمككط السككخاوي‬
‫حقه إل منافس‪ ،‬حاسد مما يكون عادة بين المعاصرين ]ص ن[‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫)‪ (1‬الضوء اللمع‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬

‫دراساته الولى‪:‬‬
‫بعد أن حفظ القرآن‪ ،‬قرأه بالقراءات على جماعة من العلمككاء‪ ،‬كككالزيني‬
‫رضوان العقبي‪ ،‬والشهاب السكندري‪ ،‬وجعفر السنهوري‪ .‬ثم حفظ كثيرا ً من‬
‫كتككب الفقككه والحككديث وعلككوم العربيككة‪ ،‬فحفككظ عمككدة الحكككام‪ ،‬والتنككبيه‪،‬‬
‫والمنهاج الصلي والنخبة وشرحها وألفية الزين العراقي‪ ،‬وألفيككة ابككن مالككك‪،‬‬
‫وغالب الشاطبية‪ ،‬ومقدمة السككاوي فككي العككروض‪ .‬وغيككر ذلككك‪ ،‬وكككان كلمككا‬
‫حفظ كتابا ً عرضه على شيوخ عصره‪ .‬مثل المحككب بككن نصككر الل ّككه البغككدادي‬
‫الحنبلي‪ ،‬والشمس ابن عمار المالكي‪ ،‬والجمال عبد الّله الزيتوني‪ ،‬وغيرهم)‬
‫‪.(1‬‬
‫ثم قرأ التنبيه على الشمس الونائي‪ ،‬والشككمس الشنشككي‪ ،‬وابككن خضككر‪.‬‬
‫وأخذ الفقه عن العََلم صالح البلقيني‪ ،‬ودرس عليه الروضة والمنهككاج‪ .‬ودرس‬
‫المهذب على الزين البوتيجي‪ ،‬ودرس بعض شرح الحككاوي علككى شككيخه ابككن‬
‫حجر‪ ،‬وحضر كثيرا ً من دروس التقي الشمني في الصلين والمعاني والبيان‪:‬‬
‫وأخككذ الفككرائض والحسككاب‪ ،‬وعلككم الميقككات‪ :‬عككن الشككهاب ابككن المجككدي‪،‬‬
‫والصول على الكمال إمام الكاملية‪ .‬وأخذ الصرف والمنطق عككن العككز عبككد‬
‫السلم البغدادي‪ ،‬وقرأ من القاموس فككي اللغككة علككى المحككب بككن الشككحنة‪،‬‬
‫وشرح ألفية العراقي على الزين السندبيسي‪ ،‬والزين قاسم الحنفي‪ .‬وسككمع‬
‫وروى عن كثير من كبار العلماء‪.‬‬
‫وكانت دراساته العليا في مرحلة التكوين أكثرها على شككيخه ابككن حجككر‪،‬‬
‫فهو الذي تدرب به واختص بمشيخته)‪.(2‬‬
‫‪------------------‬‬
‫)‪ (1‬فهرس الفهارس والثبات للكتاني‪.‬‬
‫)‪ (2‬شذرات الذهب‪.‬‬
‫‪------------------‬‬

‫دراساته العليا‪:‬‬
‫كان ذكاء السخاوي وفطنتككه وحرصككه علككى العلككم‪ ،‬وإقبككاله بهمتككه علككى‬
‫دروس الحافظ ابن حجر‪ ،‬سببا ً في محبة شيخه‪ ،‬ومنزله قريب منككه‪ ،‬فلزمككه‬
‫وشجعه شيخه‪ ،‬فساعده على الحصول على الكتب‪ ،‬وقرأ عليه مصنفاته فككي‬
‫علككوم الحككديث‪ ،‬وغيرهككا كالنخبككة ]ص س[ وشككرحها‪ ،‬وعلككوم الحككديث لبككن‬
‫الصككلح‪ ،‬ومؤلفككاته فككي الرجككال وشككرح الحككديث‪ ،‬والتخريككج‪ ،‬والطبقككات‪:‬‬
‫كككالتقريب‪ ،‬ولسككان الميككزان‪ ،‬وتعجيككل المنفعككة‪ ،‬ومشككتبه النسككبة‪ ،‬وتخريككج‬
‫الرافعي‪ ،‬وتلخيككص مسككند الفككردوس‪ ،‬وتخريككج المصككابيح والمككالي الحلبيككة‪،‬‬
‫والدمشقية وإتحاف المهرة‪ ،‬ومقدمة فتح البككاري‪ ،‬ومنككاقب الليككث‪ ،‬ومنككاقب‬
‫الشافعي‪ ،‬وغالب فتح الباري‪ .‬وقرأ السخاوي بنفسككه بقيككة مؤلفككات شككيخه‪،‬‬
‫فقرأ هذه المؤلفككات الككتي تخكّرج الحككافظ والفقيككه والمككؤرخ‪ ،‬وتككدرب علككى‬
‫شيخه في معرفة العالي والنازل من السانيد‪ ،‬وفي معرفة العلككل والمتككون‪،‬‬
‫وتراجم الرواة‪ ،‬حتى أصبح وارث شيخه في حياته وبعككد ممككاته‪ ،‬ولككم يرتحككل‬
‫إلى الماكن النائية إل بعد وفاة شيخه سنة )‪.(852‬‬
‫وتدرب السخاوي أيضا ً على كثير مككن العلمككاء‪ :‬كككالزين العقككبي‪ ،‬والنجككم‬
‫عمر بن فهد المكي الهاشمي‪ ،‬وغيرهما‪.‬‬

‫رحلته وشيوخه)‪:(1‬‬
‫روى السخاوي عن شيوخ عصره‪ ،‬من المصريين في مصر‪ ،‬ومن غيرهككم‬
‫من الواردين إليها في حياة شكيخه‪ ،‬ككثيرا ً مكن الكدواوين والجكزاء الحديثيكة‪،‬‬
‫سكِندين‬‫وبعد وفاة شيخه‪ ،‬رحل إلى كثير من البلد المصرية‪ ،‬ليسككمع مككن الم ْ‬
‫فيها‪ ،‬فسافر إلى‪ :‬منوف‪ ،‬ودمياط‪ ،‬وفيشككا الصككغرى‪ ،‬وبلككبيس‪ ،‬والمنصككورة‪،‬‬
‫سككور‪ ،‬واسككندرية‪.‬‬ ‫والخانقكاه‪ ،‬والمحلكة‪ ،‬ورشكيد‪ ،‬ودسكوق‪ ،‬وسكمنود‪ ،‬وفِار ْ‬
‫وغيرها‪ .‬فأخذ عن نحو خمسين من العلماء والمسندين في تلك البلد)‪.(2‬‬
‫وروى في مكة‪ ،‬والمدينة‪ ،‬وأخذ فككي الطريككق إليهمككا عككن علمككاء ينبككوع‪،‬‬
‫جدة والطور وجاور بمكة‪ ،‬وبالمدينة مرارًا‪ ،‬لنه حج مككرات‪ ،‬وارتحككل لحلككب‬ ‫و ُ‬
‫فسمع وروى‪ ،‬في غزة‪ ،‬والمجدل‪ ،‬والرملة‪ .‬وإلى بيكت المقكدس‪ ،‬والمجككدل‪،‬‬
‫ونابلس‪ ،‬ودمشق‪ ،‬وبعلبك‪ ،‬وحمص‪ ،‬وحماة‪ ،‬والمعككرة‪ ،‬وجككبرين‪ ،‬وطرابلككس‪،‬‬
‫داِريا‪ .‬ويبلغ عدد ]ص ع[ من سمع منهككم فككي هككذه الككرحلت‪ :‬نحككو‬ ‫والمزة‪ ،‬و َ‬
‫مائة نفس‪ ،‬ويزيد عدد البلدان والماكن التي سمع فيها على الثمككانين‪ ،‬وفككي‬
‫هذه البلدان أملى كثيرا ً من مؤلفاته‪ ،‬ورواها عنه العلماء وأجككازهم وأجككازوه‪،‬‬
‫واجتمككع لككه مككن المرويككات بالسككماع والقككراءة‪ ،‬بمصككر وغيرهككا‪ ،‬مككا يفككوق‬
‫الوصككف‪ .‬فككروى‪ :‬الكتككب السككتة‪ ،‬ومككا التحككق بهككا‪ ،‬والمسككانيد والمعككاجم‪،‬‬
‫والجزاء‪ ،‬وكتب المنككاقب‪ ،‬والربعينيككات‪ ،‬والزهككد لبككن المبككارك‪ ،‬والككدعوات‬
‫للطبراني‪ ،‬وعمل اليوم والليلة لبن السني‪ ،‬والمؤلفات في التفسير‪ ،‬واللغة‪،‬‬
‫والنحو‪ ،‬وغيرها‪ .‬وله فهرست بمروياته تبلغ ثلثة أسفار‪ ،‬وله الثبككت المصككري‬
‫في ثلث مجلدات)‪.(3‬‬
‫فأخذ في مصر‪ :‬عن نحككو أربعمككائة شككيخ منهككم‪ :‬العلككم صككالح بككن عمككر‬
‫البلقينككي‪ ،‬والشككرف المنككاوي‪ ،‬والكمككال إمككام الكامليككة‪ ،‬والتقككى الشككمني‪،‬‬
‫والمين القصرائي‪ ،‬والزين قاسم الحنفي‪ ،‬والمحب بككن الشككحنة‪ ،‬وأبككو بكككر‬
‫قلقشندي‪ ،‬وابن المجدي‪ ،‬والشمس الونائي‪ ،‬وابن خضر‪ ،‬وغيرهككم‪ .‬وسككمع‬ ‫ال َ‬
‫بالحجاز‪ :‬من أبي الفتح المراغي‪ ،‬والبرهان الزمزمي والتقي ابن فهككد‪ ،‬وأبككي‬
‫السعادات ابن ظهيرة‪ ،‬والبدر عبد الّله بن فرحون‪ ،‬ومككن نحككو ثلثيككن شككيخًا‪.‬‬
‫وأفرد تراجم من أخذ عنهككم فككي مصككنف يبلككغ ثلث مجلككدات يسككمى‪ :‬بغيككة‬
‫الراوي فيمن أخككذ عنككه السككخاوي‪ .‬ولككه المتنككان‪ ،:‬بمشكايخ محمككد بكن عبككد‬
‫الرحمن‪ .‬وحضر كثير من شككيوخه مجككالس إملئه‪ ،‬ولككذا يعككدون فككي الككرواة‬
‫عنه‪ ،‬وفككي عككداد شككيوخه‪ .‬فككإن شككيخه الشكمني أشككار عليككه بعقككد مجكالس‬
‫الملء‪ ،‬اقتداء بشيخه ابن حجر‪ ،‬فأملى بمنزله‪ ،‬وبسعيد السعداء‪ ،‬كمككا أملككى‬
‫بمكة‪ ،‬والمدينة‪ ،‬وتزيككد مجككالس إملئه علككى السككتين مجلس كًا‪ :‬حضككرها مككن‬
‫شيوخه وأقرانككه وتلمككذته‪ ،‬بمصككر والحجككاز جماعككة‪ .‬منهككم البهكاء العلقمككي‪،‬‬
‫والنجم ابن فهد‪ ،‬والشمس المشكاطي‪ ،‬والزيككن البكوتيجي‪ ،‬وإمككام الكامليكة‪،‬‬
‫وابككن الشككحنة‪ ،‬والمنككاوي‪ ،‬والشككهاب الحجككازي‪ ،‬والتقككي الجراعككي‪ ،‬والفخككر‬
‫عثمان الديمي‪ ،‬والشرف عبد الحق السنباطي وغيرهم)‪.(4‬‬
‫ودرس الحديث في الكاملية بعد موت الكمال‪ ،‬وفككي الصرغتمشككية بعككد‬
‫المين القصرائي‪ ،‬وفي البرقوقية عقب موت البهاء المشهدي‪ ،‬وفككي غيرهككا‬
‫من المدارس المصرية وكان ل يرغب في القراءة في بيوت المراء‪ ،‬ول في‬
‫تولي القضاء‪ ،‬فكان يتنصل منها ]ص ف[‪.‬‬
‫ولبس رحمه الّله‪ :‬الخرقة مع التلقين‪ .‬من المحيوي حفيد الجمال يوسف‬
‫العجمي وأبي مدين الشمومي‪ ،‬وأبي الفتح الفوي‪ .‬وعمر النبتيتي وغيرهم‪.‬‬
‫وشككغل حيككاته كلهككا بالتككأليف والروايككة والسككماع‪ ،‬حككتى تككوفي بالمدينككة‬
‫المنورة‪ ،‬فككي يكوم الحككد وهككو اليككوم الثككامن والعشككرون مكن شككهر شككعبان‬
‫المعظم من السنة الثانية بعد التسعمائة)‪ 902‬هك( ودفن بالبقيع بجوار المام‬
‫مالك‪ ،‬كما ذكره ابن العماد الحنبلي)‪.(5‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫)‪ (1‬البدر الطالع‪.‬‬
‫)‪ (2‬الضوء اللمع‪.‬‬
‫)‪ (3‬فهرس الفهارس‪.‬‬
‫)‪ (4‬البدر الطالع‪.‬‬
‫)‪ (5‬شذرات الذهب‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬

‫ثناء العلماء عليه‪:‬‬


‫أثنى عليه شيوخه‪ ،‬وفي مقككدمتهم شككيخه ابككن حجككر‪ ،‬وأقرانككه وتلمككذته‬
‫والعلماء بعده‪ ،‬ممككن قككرأ كتبككه ومؤلفككاته‪ ،‬ووصككفوه‪ ،‬بككأنه‪ :‬عمككدة الحفككاظ‪،‬‬
‫وشيخ السلم‪ ،‬وإمام المحدثين‪ ،‬وشيخ السنة‪ ،‬ومفتي المسلمين‪ ،‬ونحو ذلك‬
‫من اللقاب العلمية‪ ،‬والوصاف العليككة‪ ،‬وممككن وصككفه بككذلك‪ :‬الزيككن قاسككم‬
‫الحنفي‪ ،‬والبككدر ابككن القطككان‪ ،‬والتقككي ابككن فهككد‪ ،‬وأبككو ذر الحلككبي‪ ،‬والتقككي‬
‫القلقشككندي‪ ،‬والبلقينككي‪ ،‬والمنككاوي‪ ،‬والسككراج العبككادي‪ ،‬والتقككي الحصككني‪،‬‬
‫والزين زكريا النصاري‪ ،‬والبدر العيني‪ ،‬والمحيوي الكافيككاجي‪ ،‬وابككن ظهيككرة‪،‬‬
‫والشمس القرافي‪ ،‬وغيرهم ممن أنصفه‪ ،‬وعرف له حقه‪.‬‬
‫غير أن بعض المعاصرين له‪ ،‬من أقرانه قد تحركت في نفوسهم الحقككاد‬
‫حسدا ً منهم له على ما ناله من المرتبة العلمية والشهرة العالميككة‪ ،‬فتكلمككوا‬
‫في شأنه‪ ،‬وانتقصوه في علمه‪ ،‬ونقموا منه أمورا ً ومسائل‪ ،‬أصابوا في قليككل‬
‫منها‪ .‬والكمال لّله وحده‪ ،‬والكثير منها مردود عليهم‪ ،‬وذلك عادة القران‪ ،‬في‬
‫كل الزمان)‪.(1‬‬
‫‪--------------------‬‬
‫)‪ (1‬البدر الطالع‪.‬‬
‫‪--------------------‬‬

‫منافسة معاصريه ونقدهم له‪:‬‬


‫تحامل بعض العلماء المعاصرين للسخاوي عليه‪ ،‬للمنافسككة الككتي تكككون‬
‫بيككن القككران‪ ،‬فتكلمككوا فيككه‪ ،‬وألفككوا فككي نقككده والكلم فككي مؤلفككاته‪ ،‬بغيككر‬
‫إنصاف‪ ،‬حسككدا ً منهككم‪] ،‬ص ص[ يتقككدمهم جلل الككدين السككيوطي‪ ،‬ويؤيككده‪،‬‬
‫ديمي‪ ،‬والبرهان البقاعي)‪ ،(1‬وغيرهم‪.‬‬ ‫الحافظ ال ّ‬
‫فككألف السككيوطي مقككامته المعروفككة ‪ -‬بالكككاوي فككي تاريككخ السككخاوي ‪-‬‬
‫والقول المجمل في الرد على المهمل‪ .‬وترجم للسككخاوي‪ ،‬فككي كتككابه‪ :‬نظككم‬
‫العقيان‪ .‬ترجمكة ل تليكق بالسكخاوي‪ ،‬ولكم ينصكفه فيهكا‪ ،‬وطعكن فكي علمكه‪،‬‬
‫صريحا ً في رسالته‪ :‬الدوران الفلكي‪ .‬علي ابن الكركي‪ ،‬وفي رسككالته‪ :‬ألويككة‬
‫صيصي بالقصر‪ .‬ومن تعريضه به قوله‪:‬‬ ‫النصر في خ ّ‬
‫ة * علمي كبحر من المواج متلطم ِ‬ ‫قل للسخاوي إن تعروك مشكل ٌ‬
‫شفا ً من الديم")‪(2‬‬ ‫ديمي غيث الزمان فخذ * "غرفا ً من اليم أو ر َ‬ ‫والحافظ ال ّ‬
‫انتقد السيوطي كتاب السخاوي "الضككوء اللمككع لهككل القككرن التاسككع" ‪-‬‬
‫وذكر أن المؤلف‪ ،‬جرح كثيرا ً من العلماء‪ ،‬وذكر مساوئهم‪ ،‬واحتقرهككم‪ ،‬علككى‬
‫وجه ل يحل‪ ،‬وبغير إنصاف في حكمه عليهككم‪ ،‬حككتى إنككه ذكككر مككا رمككاهم بككه‬
‫الشكعراء فكي أهكاجيهم‪ ،‬مكع أنهكم أئمكة أعلم‪ ،‬ومكن مشكايخ السكلم‪ ،‬مثكل‬
‫شككندي‪ ،‬والمنككاوي‪ ،‬وغيرهككم‪ ،‬وذكككر أن التجريككح‬ ‫البلقينككي‪ ،‬والقايككاتي‪ ،‬والقْلق َ‬
‫للرجال‪ ،‬ل حاجة إليككه فككي هككذه العصككور‪ ،‬بعككد أن دونككت الكتككب فككي رجككال‬
‫السناد‪ ،‬وبعد انتهاء عصر الروايككة‪ ،‬والكلم فكي شكأن مكن ل روايككة لكه‪ ،‬مكن‬
‫الغيبة المحرمة‪ .‬وقول السيوطي بذلك مردود‪ .‬فإن معرفة العدالككة فككي كككل‬
‫عصر‪ ،‬ل بد منها‪ ،‬لقبول قول الفقيككه‪ ،‬والمفككتي‪ ،‬والشككاهد‪ ،‬والمككؤرخ‪ .‬وحككتى‬
‫تقليد العككالم بعكد مكوته‪ ،‬مشككروط بمعرفكة عكدالته‪ ،‬علككى أن علككوم الوائل‪،‬‬
‫ورواياتهم‪ ،‬ل يقوم الحتجاج بها‪ ،‬إل إذا وصلت إلينا من طريق صحيح‪ ،‬يعتمككد‬
‫ل العدل الثقة طبقة عن طبقة)‪ ،(3‬فأمر السيوطي ينتهي بتسجيل الحسد‬ ‫نق َ‬
‫منه على السخاوي‪ ،‬للمنافسة بينهما‪ ،‬وقول المتنافسين ل يقبل فككي بعككض)‬
‫‪] .(4‬ص ق[ قال الشوكاني‪ :‬السخاوي وإن كان إماما ً كبيرًا‪ ،‬غير مدفوع لكنه‬
‫كثير التحامل على أككابر أقرانكه كمكا َيعكرف ذلكك مكن طكالع كتكابه "الضكوء‬
‫اللمع"‪ ،‬فإنه ل يقيم لهم وزنًا‪ ،‬بل ل يسلم غككالبهم مككن الحككط عليككه ‪ -‬وقككال‬
‫أيضًا‪ :‬وليته صان ذلك الكتاب عن الوقيعة في أكابر أقرانه‪ ،‬ولكن ربمككا كككان‬
‫له مقصد صالح‪.‬‬
‫والسيوطي تنقص السخاوي أيضًا‪ ،‬وادعى أنه قاصككر فككي علككم الحككديث‪،‬‬
‫وأن مؤلفاته فيه هي مسودات ظفر بها من تركة شيخه ابككن حجككر‪ ،‬فنسككبها‬
‫إلى نفسه‪.‬‬
‫وهككذه الككدعوى مككردودة أيض كًا‪ .‬فككإن السككخاوي‪ ،‬رجككل ممككارس للعلككوم‬
‫منقولها ومعقولها‪ ،‬وطويل الباع فيها‪ ،‬وهككو وارث علككوم شككيخه‪ ،‬وليككس فككي‬
‫مؤلفاته عبارات تشترك مع عبارات شيخه‪ ،‬وذلك لزم النقككل عنككه‪ ،‬بككل فككي‬
‫مؤلفات السخاوي‪ ،‬كثير مما لم يكمله شيخه‪ ،‬أو بّيض له‪.‬‬
‫وذكر السيوطي أيضًا‪ :‬أن علم السخاوي بالعربية قليل‪ ،‬ووصككفه بالجهككل‬
‫صي " ‪ -‬وهككو مصككدر بمعنككى الخصوصككية ‪ -‬يتعيككن‬ ‫به‪ ،‬فإنه لم يقل بأن "خصي َ‬
‫قصرها وحينما كاتبه السيوطي‪ ،‬وبين له نقول أهككل العربيككة‪ ،‬لككم يرجككع إلككى‬
‫الصواب‪ ،‬في حين أن غيره من العلماء‪ ،‬قد رجعوا عن جواز أن تكككون باليككاء‬
‫الساكنة على أنها مثناة مضافة لما بعدها‪ ،‬فقد رجع‪ :‬أمين الدين القصككرائي‪،‬‬
‫والفخر الديمي‪ ،‬وزين الدين قاسم الحنفي‪ ،‬وسراج الككدين العبككادي‪ ،‬بعككد أن‬
‫كاتبهم السيوطي)‪.(5‬‬
‫وصككحة هككذه الحادثككة‪ ،‬ل تنككزل بالسككخاوي عككن درجككة الحككافظ‪ ،‬لكككن‬
‫السكيوطي ككان حريصكا ً علكى تفكرده بعلكم العربيكة‪ ،‬لتتكم دعكواه بالجتهكاد‪،‬‬
‫ويسلم له القران بأنه مجدد القرن‪ ،‬فقد ذكر)‪ (6‬أنه ل يعلم أحدا ً علككى وجككه‬
‫الرض‪ ،‬أعلم بالعربية منككه‪ ،‬إل أن يكككون الخضككر عليككه السككلم‪ ،‬أو ولي كا ً لل ّككه‬
‫تعالى‪.‬‬
‫وكككذلك الحككافظ السككخاوي ‪ -‬انتقككص السككيوطي‪ ،‬وانتصككر لككه جماعككة‪،‬‬
‫فترجمه السخاوي في الضوء اللمع‪ ،‬ترجمة مظلمة‪ ،‬كمككا يقككول الشككوكاني‪،‬‬
‫وألككف ابككن الُعلّيككف‪] ،‬ص ر[ أحمككد بككن الحسككين‪ ،‬الشككاعر المكككي‪ ،‬كتككاب‬
‫"الشهاب الهككاوي‪ ،‬علككى منشككئ الكككاوي" وكتككاب "المنتقِككد اللككوذعي‪ ،‬علككى‬
‫المجتهد الدعي")‪.(7‬‬
‫واتهمه السخاوي‪ .‬بعدم المعان في كل الفنون‪ ،‬وأنه يقككع فككي التحريككف‬
‫والتصحيف كثيرًا‪ ،‬لنه يعتمد على بطون الدفاتر‪ ،‬وأنه تزّبب " قبككل أن يصككير‬
‫حصرمًا"‪ .‬ووصفه بالبلدة‪ ،‬لنه ل يحسن علم الحساب كما ذكره عن نفسككه‪،‬‬
‫وأن مؤلفاته ليست له‪ ،‬وإنما هي من كتب المتقدمين التي ل عهد لكثير مككن‬
‫المعاصرين بها‪ ،‬قد أخذها من المكتبة المحمودية‪ ،‬فغيككر فيهككا يسككيرًا‪ ،‬وقككدم‬
‫وأخر‪ ،‬ثم نسبها إلى نفسه‪ ،‬وأنه اختلس تصانيف الحافظ ابن حجر‪ ،‬ومسخها‬
‫على غير وجههكا‪ ،‬وأنكه ككان ككثير الوقيعكة فكي شكيوخه فمكن فكوقهم‪ ،‬وأنكه‬
‫متهوس‪ ،‬ومترفع حتى على أمه )‪.(8‬‬
‫وقككد رد هككذه التهككم‪ ،‬العلمككة الشككوكاني)‪ ،(9‬وذكككر أنهككا تحامككل علككى‬
‫السككيوطي‪ ،‬وأن القككران ل يقبككل قككول بعضككهم فككي بعككض‪ ،‬وأن ترجمككة‬
‫السخاوي له بهذه التهم‪ ،‬قد صدرت من خصم له‪ ،‬غير مقبول عليه‪.‬‬
‫وأنت ترى بعد ما ذكرناه لك‪ ،‬من قول أحدهما في الخككر‪ ،‬أن كككثيرا ً مككن‬
‫هذه التهم متبادلة بينهما‪ ،‬والككذي يعرفككه العلمككاء عنهمككا‪ ،‬أن السككخاوي كككان‬
‫متفوقا ً بمعرفة علل الحديث‪ ،‬لكثرة شككيوخه‪ ،‬وقراءاتككه وسككماعاته‪ ،‬وتككدريبه‬
‫بالمدربين المهََرة‪ ،‬وأن السيوطي‪ :‬كككان متفوقكا ً بككالحفظ‪ ،‬ومعرفككة المتككون‪،‬‬
‫والحاطة بها‪ ،‬وأنه امتاز بالوقوف على كثير مككن الروايككات الككتي لككم تشككتهر‬
‫عند العلماء‪ ،‬وبككالوقوف علككى رجالهككا‪ ،‬ممككا جعلككه وحيككدا ً فككي جمككع الجككزاء‬
‫الحديثية‪ ،‬وهي قد أضافت إلى العلم مادة جديدة‪ ،‬إذ بها يصير الضعيف الككتي‬
‫صككه ليككس بمقبككول‪ ،‬وترفككع‬ ‫ص غو َ‬ ‫ل‪ ،‬وهو عند من لككم يغ ك ْ‬‫تعددت طرقه مقبو ً‬
‫السيوطي على السخاوي‪ ،‬وادعاؤه الجتهاد‪ ،‬من بين أقرانه‪ .‬وعدم مزاحمتككه‬
‫لمجالس العلماء‪ ،‬كما زاحككم السككخاوي‪ ،‬هككو السككبب فككي تحامككل السككخاوي‬
‫عليه‪.‬‬
‫مككع أن كلهمككا جيككد فككي فنككه‪ ،‬ومشككارك فككي غيككره‪ ،‬ول يقبككل قككول‬
‫المتنافسين بعضهم في البعض‪] .‬ص ش[‬
‫‪-------------------‬‬
‫)‪ (1‬الرفع والتكميل للكنوي‪.‬‬
‫)‪ (2‬النور السافر‪.‬‬
‫)‪ (3‬مقدمة ميزان العتدال للذهبي‪.‬‬
‫)‪ (4‬جامع بيان العلم لبن عبد البر‪.‬‬
‫)‪ (5‬ألوية النصر للسيوطي‪.‬‬
‫)‪ (6‬الرد على من أخلد إلى الرض للسيوطي‪.‬‬
‫)‪ (7‬الرفع والتكميل للكنوي‪.‬‬
‫)‪ (8‬الضوء اللمع‪.‬‬
‫)‪ (9‬البدر الطالع‪.‬‬

‫مؤلفات السخاوي‪:‬‬
‫ابتدأ السخاوي في التأليف‪ ،‬قبل أن يكمل العشرين من عمككره‪ ،‬واجتمككع‬
‫له في مؤلفاته التحريككر والعتمككاد‪ ،‬وحسككن الرصككف‪ ،‬وصككحة النقككد‪ ،‬وزادت‬
‫مؤلفاته على أربعمائة مجلد‪ ،‬ذكر أكثرهكا فككي كتكابه "الضكوء اللمككع"‪ .‬وذكككر‬
‫فيها كثيرا ً تلميذه ابككن غككازي فككي فهرسككته ‪ -‬ويغلككب عليهككا فنككون الحككديث‪.‬‬
‫والتاريخ)‪.(1‬‬
‫فلككه فككي علككم الحككديث وأنككواعه‪ ،‬وعلككومه‪ :‬مؤلفككات فككي المشككيخات‪،‬‬
‫والربعينيككات‪ ،‬والمسلسككلت‪ ،‬والفهككارس‪ ،‬والككرحلت‪ ،‬وكتككب فككي الجككرح‬
‫وفي َككات‪ ،‬والطبقككات‪ ،‬والفككراد‪،‬‬ ‫شْرح الحديث‪ ،‬وتاريخ ال َ‬ ‫والتعديل‪ ،‬والتخريج‪ ،‬و َ‬
‫وصنف في كثير من البواب والمسائل‪.‬‬
‫فله في المشيخات‪ :‬العقد الثمين‪ ،‬في مشيخة خطيب المسككلمين‪ .‬يريككد‬
‫به أبا عبد الّله الرشيدي ‪ -‬والفتح القربي‪ ،‬في مشيخة الشهاب العقبي ‪ -‬وله‬
‫في الحديث‪ :‬البلدانيات في مجلد‪ ،‬ترجم فيه الماكن والبلككدان‪ ،‬مرتبككة علككى‬
‫ة‪ ،‬لواح كد ٍ مككن‬‫الحروف‪ ،‬مخرجا ً في كل مكان منها حديثًا‪ ،‬أو شككعرًا‪ ،‬أو حكاي ك ً‬
‫أهلها‪ ،‬أو الواردين عليها ‪ -‬وله الحاديث المسلسلة ‪ -‬وله في التخريج‪ :‬القول‬
‫البار‪ ،‬في تكملة تخريج الذكار‪ ،‬لشيخه ابككن حجككر‪ .‬وتخريككج أحككاديث النككووي‬
‫فة‪ ،‬فيما وقع له من حديث أبككي حنيفككة ‪ -‬ولككه فككي‬ ‫الربعين‪ .‬وله التحفة المني َ‬
‫الككرحلت‪ :‬الرحلككة الحلبيككة‪ ،‬والرحلككة المكيككة‪ ،‬والرحلككة السكككندرية ‪ -‬ولككه‬
‫فهرست مروياته‪ ،‬في ثلثة أسفار‪ ،‬والثبت المصري‪ ،‬في ثلث مجلدات ‪ -‬وله‬
‫بلوغ المل‪ .‬في تلخيص العلل‪ .‬للدارقطني‪ .‬نحو ربعها مع زوائد عليها)‪.(2‬‬
‫وله في علوم الحديث‪ :‬فتح المغيث‪ .‬بشرح ألفية الحديث للعراقككي‪ .‬فككي‬
‫مجلد ضخم‪ .‬ول يعلم مؤلف في هذا الفن مثله‪ .‬ول أكثر تحقيقا ً منه‪ .‬وشككرح‬
‫التقريب للنووي‪ .‬في مجلككد‪ .‬وهككو جي ّككد ومتقككن‪ .‬واليضككاح‪ .‬فككي شككرح نظككم‬
‫العراقي للقتراح‪ ،‬في مجلد‪] .‬ص ت[‬
‫وله في شرح الحديث‪ - :‬القول المفيد‪ ،‬فككي إيضككاح شككرح العمككدة لبككن‬
‫شككرح الترمككذي‪ ،‬لمككا بقككي منككه ممككا لككم‬ ‫دقيق العيد‪ ،‬كتب منككه مككن أولككه‪ .‬و ْ‬
‫يشرحه العراقي‪ ،‬كتب منه أكثر من مجلككدين علككى عككدة أوراق مككن المتككن‪.‬‬
‫وأقرب الوسائل‪ ،‬في شرح الشمائل‪ ،‬للترمذي‪ ،‬كتب منه مجلدًا‪.‬‬
‫وريخ‪ ،‬والتككبرك المسككبوك‪،‬‬ ‫وله في التاريخ‪ - :‬العلن بالتوبيخ‪ ،‬لمن ذم الت ْ‬
‫في الذيل على السلوك للمقريزي‪ ،‬نحو أربعة أسفار‪ .‬والضككوء اللمككع‪ ،‬لهككل‬
‫القرن التاسع‪ ،‬في عشرة أجزاء‪ .‬وفي هذا الكتاب يقككول الشككوكاني)‪ :(3‬لككو‬
‫لم يكن له من التصانيف إل الضوء اللمع‪ ،‬لكككان أعظككم دليككل علككى إمككامته‪.‬‬
‫فإنه ترجم فيه أهل الديار السلمية‪ ،‬وسرد في ترجمة كل أحد‪ :‬محفوظككاته‪،‬‬
‫ومقروءاتككه‪ ،‬وشككيوخه‪ ،‬ومصككنفاته‪ ،‬وأحككواله‪ ،‬ومولككده‪ ،‬ووفككاته‪ ،‬علككى نمككط‬
‫حسككن‪ ،‬وأسككلوب لطيككف‪ ،‬ينبهككر لككه مككن لككديه معرفككة بهككذا الشككأن‪ .‬وذكككر‬
‫الشوكاني‪ :‬أن من قََرنه بالدر الكامنة لشيخه‪ .‬عككرف فضككله‪ ،‬للفككرق بينهمككا‪.‬‬
‫واعتذر عن شيخه‪ .‬بأنه لم يعش فككي المكائة الثامنككة‪ .‬الككتي أرخ لهككا‪ .‬إل نحكو‬
‫سبع وعشرين سنة‪ .‬وأما السخاوي فإنه عاش في المائة التاسعة‪ .‬نحو تسككع‬
‫وستين سنة‪ .‬فشاهد أحوال أهلها‪ .‬وأن ابن حجر لم يترجم إل لمن مات فككي‬
‫القرن الثامن‪ .‬وأما السخاوي‪ .‬فترجم لمن وجد في القرن التاسع‪ .‬ولو مككات‬
‫في القرن العاشر ‪ -‬وللسخاوي‪ .‬كتاب الذيل على قضككاة مصككر‪ .‬لبككن حجككر‪.‬‬
‫في مجلد‪ .‬والذيل على طبقات القراء لبن الجزري‪ .‬في مجلد‪ .‬والذيل علككى‬
‫دول السلم للذهبي‪ .‬وله الشافي مككن اللككم‪ .‬فككي وفَي َككات المككم‪ .‬ذكككر فيككه‬
‫وفيات القرنين الثامن والتاسع‪ .‬في مجلدات ‪ -‬والجواهر والدرر‪ .‬في ترجمككة‬
‫شيخ السلم ابن حجر‪ .‬نحو مجلدين‪ .‬وتاريخ المدنّيين‪ .‬في مجلدين‪ .‬والتاريخ‬
‫المحيط‪ .‬علككى حككروف المعجككم‪ .‬ولككم يسككبق إليككه‪ .‬وعمككدة الصككحاب‪ .‬فككي‬
‫معرفة اللقاب‪ .‬وترتيب طبقات المالكية لبن فرحون‪ .‬والقول المْنككبي‪ .‬فككي‬
‫ترجمة ابن العربي‪ ،‬في مجلد ‪ -‬وله غير ذلك في تراجم الفراد‪] .‬ص ض[‬
‫وله في المسككائل والبككواب ‪ -‬القككول البككديع‪ ،‬فككي الصككلة علككى الحككبيب‬
‫الشفيع‪ .‬والحاديث الصالحة في المصافحة‪ .‬ونظم اللل‪ ،‬في حديث البككدال‪.‬‬
‫والقناعة‪ ،‬مما تحسككن الحاطككة بككه مككن أشككراط السككاعة‪ .‬واسككتجلء ارتقككاء‬
‫الَغككرف‪ ،‬بحككب أقربككاء الرسككول صككلى الّلككه عليككه وسككلم وذوي الشككرف‪.‬‬
‫فَرق الهالكة‪ ،‬والقول المككتين‪ ،‬فككي تحسككين‬ ‫والمقاصد المباركة‪ ،‬في إيضاح ال ِ‬
‫الظن بالمخلوقين‪ .‬والبسككتان‪ ،‬فككي مسككألة الختتككان‪ .‬والصككل الصككيل‪ ،‬فككي‬
‫تحريم النقل من التوراة والنجيل)‪ .(4‬وكتابه المقاصد الحسنة في بيان كثير‬
‫من الحاديث المشتهرة على اللسنة‪ .‬وهو مككن أهككم مؤلفككاته وأعمهككا نفعكًا‪،‬‬
‫وقد استوفينا الكلم عنه فيما مضى‪ .‬وللسخاوي كثير من المؤلفات‪ ،‬غير مككا‬
‫ذكرنككا‪ .‬وكلهككا محككررة متقنككة‪ ،‬عككم النفككع بهككا‪ ،‬وصككارت مرجعككا ً للعلمككاء‬
‫والمحققين‪ ،‬جزى الّله السخاوي بما يجزي به الصديقين‪ ،‬وأعلى درجتككه فككي‬
‫عليين‪ ،‬وأوسع له فككي رمسككه‪ ،‬وسككقى جكد ََثه‪ ،‬وروح روحككه‪ ،‬وأضككاء ضككريحه‬
‫ورضي عنه وأرضاه‪ ،‬آمين‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫)‪ (1‬فهرس الفهارس‪.‬‬
‫)‪ (2‬الضوء اللمع‪.‬‬
‫)‪ (3‬البدر الطالع‪.‬‬
‫)‪ (4‬الضوء اللمع‪.‬‬

‫]متن الكتاب[‬

‫بسم الّله الرحمن الرحيم‬


‫الحمد لّله مميز الخبيث من الطيب‪ ،‬ومحرز الحككديث بنقككاده مكن الخطككأ‬
‫والكذب‪ ،‬والصلة والسلم على أشرف خلقه محمد وعلى آله وأزواجه ومككن‬
‫له صحب‪ ،‬صلة ً وسلما ً نرجو بهما الستقامة للنفس والهل والعقب‪.‬‬
‫وبعد‪ :‬فهذا كتاب رغب إلي فيه بعض الئمككة النجككاب‪ ،‬أبيككن فيككه بككالعزو‬
‫والحكم المعتبر‪ ،‬ما على اللسنة اشتهر‪ ،‬مما يظن إجمال ً أنه مككن الخككبر‪ ،‬ول‬
‫يهتدي لمعرفته إل جهابذة الثر‪ ،‬وقد ل يكون فيه شيء مرفوع‪ ،‬وإنما هو في‬
‫ل‪ ،‬فل أبت بفصل فيككه‬ ‫الموقوف أو المقطوع وربما لم أقف له على أصل أص ً‬
‫ل‪ ،‬غير ملتزم في ذلك الستيفاء ول مقدم على تنقيككص لمتقككدم أو جفككاء‪،‬‬ ‫قو ً‬
‫وإن لم يسلم كلمه من خلل‪ ،‬ول تكلم بما يتضككح بككه زوال العلككل‪ ،‬تأدب كا ً مككع‬
‫الئمة كالزركشي وابن تيمية‪ ،‬فالفضل للسابق‪ ،‬والعدل هو الموافككق‪ ،‬مرتب كا ً‬
‫على حروف المعجم في أول الكلمات‪ ،‬وإن كان ترتيبه على البواب للعارف‬
‫من أكبر المهمات‪ ،‬ولذا جمعت بيككن الطريقككتين‪ ،‬ورفعككت عنككي اللككوم ممككن‬
‫يختار إحدى الجهتين‪ ،‬فبوبت للحككاديث بعككد انتهائهككا‪ ،‬وأشككرت لمظانهككا مككن‬
‫ابتدائها‪ ،‬ولحظت في تسميتها أحاديث ‪ -‬المعنى اللغوي‪ ،‬كما أنككي لككم أقصككد‬
‫في الشهرة القتصار على الصطلح القوي‪ ،‬وهككي مككا يككروى عككن أكككثر مككن‬
‫اثنين في معظم طباقه أو جميعها بدون مين‪ ،‬بل القصد الككذي عزمككت علككى‬
‫إيضاحه وأن أتقنه‪ ،‬ما كان مشككهورا ً علككى اللسككنة مككن العككالم المتقككن فككي‬
‫سبره أو غيره في بلد خاص‪ ،‬أو قوم معينين‪ ،‬أو في جل البلككدان وبيككن أكككثر‬
‫الموجودين‪ ،‬وذلك يشمل ما كان كذلك‪ ،‬وما انفككرد بككه راويككه بحيككث ضككاقت‬
‫مما عداه المسالك‪ ،‬وما ل يوجد له عند أحككد سككند معتمككد‪ ،‬بككل عمككن عككرف‬
‫بالتضككعيف والتلفيككق والتحريككف‪ ،‬ومككا لككم يجيككء كمككا أشككرت إليككه إل عككن‬
‫الصحابة‪ ،‬فمن بعدهم من ذوي الرجاحة والصابة‪ ،‬وما لككم يفككه بككه أحككد مككن‬
‫المعتمدين بالظن الغالب ل اليقين‪ ،‬وربما أنشط لشيء من المعنى‪ ،‬وأضبط‬
‫ما يزول به اللبس بالحسنى‪ ،‬وكان أعظم باعث لي على ]ص ‪ [4‬هذا الجمع‪،‬‬
‫وأهم حاث لعزمي فيما تقر به العين ويلتذ به السمع‪ ،‬كثرة التنازع لنقل ما ل‬
‫يعلم في ديوان‪ ،‬مما ل يسلم عن كذب وبهتان‪ ،‬ونسبتهم إياه إلككى الرسككول‪،‬‬
‫مع عدم خبرتهم بالمنقول‪ ،‬جازمين بإيراده‪ ،‬عككازمين علككى إعككادته وتككرداده‪،‬‬
‫غافلين عن تحريمه‪ ،‬إل بعد ثبوته وتفهيمه‪ ،‬من حافظ متقن في تثبيته‪ ،‬بحيث‬
‫كان ابن عم المصطفى علي بن أبي طالب‪ ،‬ل يقبل الحديث إل ممن حلككف)‬
‫‪ (1‬له من قريب أو مناسب‪ ،‬لن الكذب عليككه صككلى الل ّككه عليككه وآلككه وسككلم‬
‫ليككس كالكككذب علككى غيككره مككن الخلككق والمككم‪ ،‬حككتى اتفككق أهككل البصككيرة‬
‫والبصائر‪ ،‬أنه من أكبر الكبائر‪ ،‬وصرح غيككر واحككد مككن علمككاء الككدين وأئمتككه‪،‬‬
‫بعدم قبول توبته‪ ،‬بل بككالغ الشككيخ أبككو محمككد الجككويني فكفككره وحككذر فتنتككه‬
‫وضرره‪ ،‬إلى غيره من السباب‪ ،‬التي يطول في شأنها النتخاب وسميته‪:‬‬
‫المقاصد الحسنة في بيان كثير من الحاديث المشتهرة على اللسنة‬
‫والّله أسأل أن يسلك بنا طريككق الحككق والعتككدال وأن ل يككترك الحمككق‬
‫المائق يتمادى بالضلل‪ ،‬فيما لم يحققه مع الفحول البطال‪ ،‬وأن يجعككل هككذا‬
‫التأليف خالصا ً لوجهه الكريم‪ ،‬موجبا ً لرضاه العميم‪ ،‬إنككه قريككب مجيككب‪] .‬ص‬
‫‪[5‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫)‪ (1‬روى أحمد وأصحاب السنن والبزار عن علي عليه السلم قال‪ :‬كنككت إذا‬
‫سمعت من رسول الّله صلى الّله عليه وآله وسلم حديثا ً نفعني الّله بما شاء‬
‫منه‪ ،‬وإذا حدثني عنه غيره استحلفته‪ ،‬فككإذا حلككف لككي صككدقته‪ ،‬وأن أبككا بكككر‬
‫حدثني ‪ -‬وصدق أبو بكر ‪ -‬أنه سمع رسول الّله صلى الل ّككه عليككه وآلككه وسككلم‬
‫يقول "ما من رجل يذنب ذنبا ً فيتوضأ ويصلي ركعتين فيستغفر الّله عز وجل‬
‫ال غفر له" حسنه الترمذي وصححه ابن حبان‪ ،‬وله طككرق أوردهككا ابككن كككثير‬
‫في مسند الصديق من كتاب جامع المسانيد‪.‬‬

‫]الباب الول‪ :‬الحاديث بحسب ترتيب الحرف[‬


‫حرف الهمزة‬
‫)‪ (1‬حديث‪ :‬آخر الدواء الكي‪ ،‬كلم معناه أنه بعد انقطاع طرق الشفاء‬
‫يعالج به‪ ،‬ولذا كان أحد ما حمل عليه النهي)‪ (1‬عن الكي وجود طريق مرجو‬
‫الشفاء‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫)‪ (1‬يقصد بالنهي ما رواه أحمد وأبو داود والترمذي بسند قوي عن عمككران بككن حصككين‬
‫قال‪ :‬نهى رسول الّله صلى الّله عليه وآلككه وسككلم عككن الكككي‪ ،‬فاكتوينككا فمككا أفلحنككا ول‬
‫أنجحنا‪ ،‬وهذا النهي محمككول علككى الكراهككة أو خلف الولككى كمككا قككال العلمككاء‪ ،‬لصككحة‬
‫الحاديث بجواز الكي‪.‬‬

‫)‪ (2‬حكديث‪ :‬آفكة الككذب النسككيان‪ ،‬القضكاعي فكي مسككند الشكهاب‪،‬‬


‫والديلمي من حديث جعفر بن محمد عن أبيه عن جككده‪ ،‬ومككن حككديث شككعبة‬
‫عن أبي إسحاق السبيعي عن الحارث العور كلهما عن علي بن أبي طككالب‬
‫رضي الّله عنه مرفوعا ً في حديث بلفككظ‪ :‬آفككة الحككديث الكككذب وآفككة العلككم‬
‫النسككيان‪ ،‬وسككنده ضككعيف إل أنككه صككحيح المعنككى‪ ،‬وللككدارمي فككي مسككنده‬
‫والعسكري في المثال من حديث وكيع عن العمش رفعه معضل ً أو مرس ً‬
‫ل‪:‬‬
‫آفة العلم النسيان وإضاعته أن تحدث به غيككر أهلكه‪ ،‬وللككبيهقي فككي المكدخل‬
‫من حديث أبي العميس)‪ (1‬المسعودي عن القاسم هو ابن عبد الرحمككن بككن‬
‫عبد الل ّككه بكن مسكعود عككن جكده ‪ -‬وبينهمكا انقطكاع ‪ -‬موقوفكًا‪ :‬آفككة الحككديث‬
‫النسيان‪ ،‬وله في الشعب وغيرها وكككذا للخلعككي فككي فككوائده عككن رؤبككة بككن‬
‫العجاج‪ ،‬قال قال لي النسابة البكري‪ :‬للعلم آفة ونكد وهجنككة فككآفته نسكيانه‪،‬‬
‫ونكده الكذب‪ ،‬وهجنته نشره عند غير أهله‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫ّ‬
‫)‪ (1‬بضم العين وفتح الميم‪ .‬اسمه عتبة بن عبككد اللككه بككن عتبككة بككن مسككعود‬
‫الهذلي ثقة من رجال الستة‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬

‫)‪ (3‬حديث‪ :‬آل محمد كل تقي‪ ،‬تمام في فوائده من حديث شيبان بن‬
‫فروخ حدثنا نافع بن هرمز‪ .‬والديلمي من حديث النضر بككن محمككد الشككيباني‬
‫عن يحيى بن سعيد كلهما عن أنس رضي الّله عنه‪ ،‬قال‪ :‬سئل رسككول الل ّككه‬
‫صلى الّله عليه وسلم من آل محمد؟ فقال كل تقي من أمككة محمككد‪ ،‬ولفككظ‬
‫الديلمي فقال‪ :‬آل محمد كل تقي‪ ،‬ثم قككرأ }إن أوليككاؤه إل المتقككون{ وفككي‬
‫الدلئل من حديث ابن الشخير)‪ (1‬ومن حديث شريك عن أبككي إسككحاق ]ص‬
‫‪ [6‬السبيعي)‪ (2‬عن الحارث العور عن علي رضي الّلكه عنكه قكال‪ :‬قلكت يكا‬
‫رسول الّله من آل محمد؟ قال‪ :‬كل تقي‪ ،‬وأسانيدها ضعيفة‪ ،‬ولكن شككواهده‬
‫كثيرة‪ .‬منها في الصككححين قككوله صككلى الل ّككه عليككه وسككلم‪ :‬إن آل أبككي فلن‬
‫ليسوا لي بأولياء إنمكا وليككي الل ّككه وصككالح المكؤمنين‪ ،‬كمكا بينتهككا فكي ارتقكاء‬
‫الغرف‪ ،‬وقد حمل الحليمي حديث الترجمة على كل تقي مككن قرابتككه‪ ،‬ومككن‬
‫الدلة التي استدل بها الككبيهقي علككى أن اسككم الل للقرابككة خاصككة ل لعامككة‬
‫المؤمنين)‪.(3‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫)‪ (1‬بكسر الشين والخاء المشددتين اسمه عبد الّله له صحبة‪ ،‬من مسلمة الفتح عداده‬
‫في البصريين‪.‬‬
‫)‪ (2‬بفتح السين‪.‬‬
‫)‪ (3‬كذابا ً لصل‪ ،‬ولعككل بقيككة الكلم‪ :‬أنككه صككلى اللككه عليككه وسككلم كككان إذا ضككحى أتككى‬
‫ّ‬
‫بكبشين أحدهما عن أمته من شهد لّله بالتوحيد وله بالبلغ وذبح الخككر عككن محمككد وآل‬
‫محمد‪ ،‬فقد استدل الحليمي بهذا الحديث لهذا المعنى أيضًا‪.‬‬

‫)‪ (4‬حديث‪ :‬آية المنافق ثلث إذا حدث كككذب‪ ،‬وإذا وعككد أخلككف‪ ،‬وإذا‬
‫اؤتمن خان‪ ،‬متفق عليه من حديث مالك بن أبي عامر جد مالك بن أنس عن‬
‫أبي هريرة رضي الّله عنه مرفوعا ً بهذا‪.‬‬

‫)‪ (5‬حديث‪ :‬آية من كتاب الّله خير من محمد وآله‪ ،‬لم أقف عليه‪ ،‬وكذا‬
‫فيما قيل شيخي)‪ (1‬من قبلي‪ ،‬ولكن قد رأيته بخط بعض طلبته من أصككحابنا‬
‫في هامش تسديد القوس مجردا ً عن العزو والصحابي‪ ،‬وذلك ل أعتمده مككن‬
‫مثله‪ ،‬وزاد فيه‪ :‬لن القرآن كلم الّله غير مخلوق‪ .‬نعككم فككي فضككائل القككرآن‬
‫من جامع الترمذي من حديث الحميدي قال‪ :‬قال لنا سككفيان بككن عيينككة فككي‬
‫تفسير حديث ابن مسعود‪ :‬ما خلق الّله سبحانه مككن سككماء ول أرض أعظككم‬
‫من آية الكرسي‪ :‬آية الكرسككي كلم الل ّككه وكلم الل ّككه أعظككم خلككق الل ّككه مككن‬
‫السماء والرض‪ ،‬وفككي نسككخة‪ :‬أعظككم ممككا فككي السككماوات والرض‪ ،‬قلككت‪:‬‬
‫وكأنه أشار إلى ما أورده الطبراني من حديث ابن مسعود موقوف كًا‪ :‬كككل آيككة‬
‫في كتاب الّله خيككر ممككا فككي السككماء والرض‪ ،‬ووقفككت علككى أثككر عككن ابككن‬
‫مسعود رضي الّله عنه من قوله أنه كان يقرئ الرجل اليككة ثككم يقككول‪ :‬لهككي‬
‫خير مما طلعت عليه الشمس وما على الرض من شيء‪ ،‬حككتى يقككول ذلككك‬
‫في القرآن كله‪ ،‬وفي لفظ أنه كان إذا علم اليككة قككال‪ :‬خككذها ]ص ‪ [7‬فلهككي‬
‫خير من الدنيا وما فيها‪ .‬أخرجهما ابن الضريس في فضائل القككرآن‪ ،‬وأولهمككا‬
‫عند الطبراني في معجمه الكبير‪ ،‬وأبي عبيد في فضائل القرآن‪ ،‬بلفظ‪ :‬كككان‬
‫يقرئ القرآن فيمر بالية فيقول للرجل‪ :‬خككذها فككوالّله لهككي خيككر ممككا علككى‬
‫الرض من شيء‪ ،‬وأورده بعضهم موهما ً رفعه بلفظ‪ :‬آية من كتاب الّله خيككر‬
‫من الدنيا وما فيها‪ .‬ولبي عبيد أيضا ً من حديث فروة بن نوفل الشجعي عن‬
‫ت أنه قال‪ :‬واعلم أنك لست تتقرب إليه بشيء هو أحككب إليككه‬ ‫خّباب ابن الر ّ‬‫َ‬
‫من كلمه‪ ،‬وفي الول من ثاني حديث المخلص من مرسل محمد بككن علككي‪،‬‬
‫بل هو في مسند الفردوس عن علي رفعككه‪ :‬القككرآن أفضككل مككن كككل شككيء‬
‫دون الّله‪ ،‬قال‪ :‬وفي الباب عن أنس وكأنه يشير إلى مككا أخرجككه مككن حككديثه‬
‫رضي الّله عنه في حديث أوله‪ :‬لقراءة آية من كتاب الل ّككه أفضككل ممككا تحككت‬
‫العرش‪ .‬ولبي الشيخ والديلمي في مسنده معا ً من حديث صهيب رضي الّله‬
‫عنه مرفوعًا‪ :‬لقراءة آية من كتاب الّله أفضل مككن كككل شككيء دون العككرش‪،‬‬
‫وفي المعنى ما رواه عبد الملك بن حبيب من رواية سككعيد بككن سككليم رفعككه‬
‫مرسل ً ‪ -‬مما هو عند الغزالي في الحياء ‪ :-‬مككا مككن شككفيع أعظككم عنككد الل ّككه‬
‫منزلة من القرآن‪ ،‬ل نبي ول ملك ول غيره‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫)‪ (1‬أي لم يقف عليه شيخه الحافظ ابن حجر أيضًا‪.‬‬

‫)‪ (6‬حديث‪ :‬أبخل الناس‪ ،‬في‪ :‬إن أبخل‪.‬‬

‫)‪ (7‬حديث‪ :‬ابدأ بنفسك‪ ،‬مسلم في الزكاة من صحيحه من حديث الليث‬


‫عن أبي الزبير عن جابر رضي الّله عنه‪ ،‬قال‪ :‬أعتق رجل من بني عذرة عبدا ً‬
‫له عن دبر)‪ (1‬فبلغ ذلك النبي صلى الّله عليه وسلم فقال‪ :‬ألك مككال غيككره؟‬
‫فقال‪ :‬ل‪ ،‬فقككال‪ :‬مككن يشككتريه منككي؟ فاشككتراه نعيككم بككن عبككد الل ّككه العككدوي‬
‫بثمانمائة درهم‪ ،‬فجاء بها رسول الّله صلى الّله عليه وسلم فدفعها إليككه‪ ،‬ثككم‬
‫قال‪ :‬ابدأ بنفسك فتصدق عليها فإن فضككل شككيء فلهلككك‪ ،‬فككإن فضككل عككن‬
‫أهلك شيء فلذي قرابتك‪ ،‬فإن فضل عن ذي قرابتككك شككيء فهكككذا وهكككذا‪،‬‬
‫يقول‪ :‬فبين يديك وعن يمينك وعن شمالك‪ ،‬وكذا أخرجه النسككائي وآخككرون‪،‬‬
‫وفي الباب عن جابر بن سمرة عند الطبراني في الكبير من حديث حاتم بككن‬
‫إسماعيل وابن أبي ذئب كلهما عن المهاجر بن مسمار عن عككامر بككن سككعد‬
‫عنه رضي الّله عنه رفعه إذا أنعم الّله على عبد بنعمككة فليبككدأ بنفسككه وأهككل‬
‫بيته‪ ،‬ولفظ ابن أبي ذئب‪ :‬إذا أعطى ]ص ‪ [8‬الّله أحدكم خيرا ً فليبككدأ بنفسككه‬
‫وأهله‪ .‬وهو كذلك ‪ -‬لكن بلفظ ‪ :-‬وأهل بيته‪ ،‬عند مسلم في أول المارة مككن‬
‫صحيحه من حديث حاتم بن إسماعيل فقط‪ ،‬وفي الحروف من السككنن لبككي‬
‫داود من حديث حمزة الزيات عن أبي إسحاق السبيعي عن سكعيد بكن جكبير‬
‫عن ابن عباس عن أبي بن كعب رضي الّله عنه‪ :‬كان النبي صلى الّلككه عليككه‬
‫وسلم إذا دعا بدأ بنفسه‪ ،‬وقال‪ :‬رحمة الّله علينا وعلى موسى الحككديث‪ ،‬بككل‬
‫قلة عن أبي إسحاق فككي قصككة‬ ‫ص َ‬
‫م ْ‬‫هو في صحيح مسلم من حديث َرَقية بن َ‬
‫موسى مع الخضر‪ :‬وكان يعني النبي صلى الّله عليه وسلم إذا ذكر أحدا ً مككن‬
‫النبياء بدأ بنفسه‪ :‬رحمة الّله علينا وعلى أخي كذا‪ ،‬وفي السككنن لسككعيد بككن‬
‫منصور من حديث عروة بن الزبير أن عمر بن الخطاب كان إذا تشككهد قككال‪:‬‬
‫بسم الّله خير السماء‪ ،‬وذكر التشهد وفيككه‪ :‬السككلم علينككا وعلككى عبككاد الل ّككه‬
‫الصالحين‪ ،‬إن أحدكم يصلي فيسلم ول يسلم على نفسه‪ ،‬فابككدؤوا بأنفسكككم‬
‫فإن ذلك قد جمع لكم الملئكة والصالحين‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫)‪ (1‬أي بعد موته‪.‬‬

‫)‪ (8‬حديث‪ :‬البدال‪ ،‬له طرق عن أنس رضي الّله عنه مرفوعا ً بألفاظ‬
‫مختلفة كلها ضعيفة‪ .‬منها للخلل في كرامات الولياء بلفظ‪ :‬البدال أربعككون‬
‫رجل ً وأربعون امرأة كلما مات رجل أبدل الّله رجل ً مكانه‪ ،‬وإذا مككاتت امككرأة‬
‫أبدل الّله مكانها امرأة‪ ،‬ومنها للطبراني في الوسط بلفظ‪ :‬لككن تخلككو الرض‬
‫مكن أربعيككن رجل ً مثككل خليككل الرحمككن عليككه السككلم‪ ،‬فبهككم يسككقون‪ ،‬وبهككم‬
‫ينصرون‪ ،‬ما مات منهم أحد إل أبدل الّله مكانه آخككر‪ ،‬ومنهككا لبككن عككدي فككي‬
‫كامله بلفظ‪ :‬البدلء أربعون‪ ،‬اثنان وعشرون بالشام‪ ،‬وثمانية عشر بككالعراق‪،‬‬
‫كلما مات منهم واحد أبدل الّله مكانه آخر‪ ،‬فإذا جاء المر قبضوا كلهم‪ ،‬فعند‬
‫ذلك تقوم الساعة‪ ،‬وكذا يروى كما عند أحمد فككي المسككند والخلل وغيرهمككا‬
‫عن عبادة بن الصامت رضي الّله مرفوعًا‪ :‬ل يزال في هذه المة ثلثون مثل‬
‫إبراهيم خليل الرحمن كلما مات واحد منهم أبدل الّله عز وجككل مكككانه رج ً‬
‫ل‪،‬‬
‫وفي لفظ للطبراني فككي الكككبير‪ :‬بهككم تقككوم الرض‪ ،‬وبهككم يمطككرون‪ ،‬وبهككم‬
‫ينصرون‪ ،‬ولبي نعيم في الحلية عن ابن عمر رفعه‪ :‬خيار أمتي في كل قككرن‬
‫خمسمائة والبدال أربعون‪ ،‬فل الخمسمائة ينقصون ول الربعون كلمككا مككات‬
‫رجل أبدل الّله مكانه آخر‪ ،‬قالوا‪ :‬يا رسككول الل ّككه دلنككا علككى أعمككالهم؟ قككال‪:‬‬
‫يعفون عمن ظلمهم‪ ،‬ويحسنون إلى من أساء إليهم‪ ،‬ويتواصلون فيمككا أتككاهم‬
‫الّله عز وجل‪ ،‬وفي لفككظ للخلل‪ :‬ل يككزال أربعككون رجل ً يحفككظ ]ص ‪ [9‬الل ّككه‬
‫بهم الرض كلما مات رجل أبدل الّله مكانه آخر وهم في الرض كلهككا‪ ،‬وفككي‬
‫الحلية أيضا ً عن ابن مسعود رضي الّله عنه رفعه‪ :‬ل يككزال أربعككون رجل ً مككن‬
‫أمتي قلوبهم على قلب إبراهيم يدفع الل ّككه بهككم عككن أهككل الرض يقككال لهككم‬
‫البدال‪ ،‬إنهم لم يدركوها بصلة ول بصوم ول بصدقة‪ ،‬قالوا‪ :‬فبم أدركوهككا يككا‬
‫رسول الّله؟ قال‪ :‬بالسخاء والنصيحة للمسلمين‪ ،‬والجملة الخيرة تروى كما‬
‫للطبراني في الجواد وغيره كأبي بكر ابن لل في مكارم الخلق‪ ،‬عن أنككس‬
‫رضي الّله عنه رفعه بلفظ‪ :‬إن بدلء أمتي لم يدخلوا الجنة بصككلة ول صككيام‪،‬‬
‫ولكككن دخلوهككا بسككخاء النفككس وسككلمة الصككدور والنصككح للمسككلمين‪،‬‬
‫وللخرائطي في المكككارم مككن حككديث أبككي سككعيد نحككوه‪ ،‬وبعضككها أشككد فككي‬
‫الضعف من بعض‪ ،‬وآخرها جاء عن فضيل بن عيككاض رحمككه الل ّككه مككن قككوله‬
‫بلفظ‪ :‬لم يدرك عنكدنا مكن أدرك بككثرة صكيام ول صكلة‪ ،‬وانمكا أدرك عنكدنا‬
‫بسخاء النفس وسلمة الصدور والنصح للمة‪ ،‬وأحسن مما تقككدم مككا لحمككد‬
‫من حديث شريح يعني ابن عبيد قال‪ :‬ذكر أهل الشام عند علككي رضككي الل ّككه‬
‫عنه وهو بالعراق فقككالوا‪ :‬العنهككم يككا أميككر المككؤمنين‪ ،‬قككال‪ :‬ل‪ ،‬إنككي سككمعت‬
‫رسول الّله صلى الّله عليه وسككلم يقككول‪ :‬البككدلء يكونككون فككي الشككام وهككم‬
‫أربعون رجل ً كلما مات رجل أبدل الّله مكانه رجل ً يسقي بهم الغيث وينتصككر‬
‫بهم على العداء‪ ،‬ويصرف عن أهل الشككام بهككم العككذاب‪ ،‬ورجككاله مككن رواة‬
‫الصحيح‪ ،‬إل شريحا ً وهو ثقة‪ ،‬وقد سمع ممن هو أقدم مككن علككي‪ ،‬ومككع ذلككك‬
‫فقال الضياء المقدسي‪ :‬إن رواية صفوان بن عبد الّله عن علككي رضككي الل ّككه‬
‫عنه من غير رفع‪ :‬ل تسبوا أهل الشام جما ً غفيككرًا‪ ،‬فككإن فيهككا البككدال‪ ،‬قالهككا‬
‫ثلثًا‪ .‬أولى‪ ،‬أخرجها عبد الككرزاق ومككن طريقككه الككبيهقي فككي الككدلئل ورواهككا‬
‫غيرهما‪ ،‬بل أخرجها الحاكم في مستدركه مما صححه من قككول علككي نحككوه‪،‬‬
‫ورأى بعضهم النبي صلى الّله عليه وسكلم فكي المنكام فقكال لكه‪ :‬أيكن بكدلء‬
‫أمتك؟ فأومأ بيده نحو الشام‪ ،‬وقال‪ :‬فقلت يا رسول الّله؟ أما بككالعراق أحككد‬
‫منهم؟ قال‪ :‬بلى وسمى جماعة‪ ،‬ومما يتقوى به هذا الحديث ويدل لنتشككاره‬
‫بين الئمة قول إمامنا الشافعي رحمه الّله في بعضهم‪ :‬كنا نعده من البدال‪.‬‬
‫وقول البخككاري فككي غيككره‪ :‬كككانوا ل يشكككون أنككه مككن البككدال‪ ،‬وكككذا وصككف‬
‫غيرهما من النقاد والحفاظ والئمة غير واحد بأنهم من البككدال‪ ،‬ويككروى فككي‬
‫حديث مرفوع‪ :‬ثلث من كن فيه فهو مككن البككدال‪ ،‬الرضككا بالقضككاء‪ ،‬والصككبر‬
‫عن المحارم‪ ،‬والغضب ]ص ‪ [10‬لّله‪ ،‬وعن بعضهم قال‪ :‬أكلهم فاقة وكلمهم‬
‫ضرورة‪ ،‬وعن معروف الكرخي قال‪ :‬من قال الّلهم ارحم أمة محمد في كل‬
‫يوم كتبه الّله من البدال‪ ،‬وهو في الحلية بلفظ من قال في كككل يككوم عشككر‬
‫مرات‪ :‬الّلهم أصلح أمة محمد‪ ،‬الّلهم فرج عن أمة محمككد‪ ،‬الّلهككم ارحككم أمككة‬
‫محمد‪ ،‬كتب من البدال‪ ،‬وعن غيره قال‪ :‬علمة البدال أن ل يولككد لهككم‪ ،‬بككل‬
‫يروى في مرفوع معضل‪ :‬علمة أبدال أمتي أنهم ل يلعنون شيئا ً أبككدًا‪ ،‬وقككال‬
‫يزيد بن هارون‪ :‬البدال هم أهككل العلكم‪ ،‬وقكال المكام أحمكد‪ :‬إن لكم يكونكوا‬
‫أصحاب الحككديث فمككن هككم؟ وقككال بلل الخككواص فيمككا روينككاه فككي منككاقب‬
‫الشافعي ورسالة القشيري‪ :‬كنت في تيه بني إسرائيل فككإذا رجككل يماشككيني‬
‫فتعجبت منه وألهمت أنه الخضر‪ ،‬فقلت له‪ :‬بحق الحق مككن أنككت؟ قككال‪ :‬أنككا‬
‫أخوك الخضر‪ ،‬فقلت له‪ :‬أريد أن أسككألك‪ ،‬قككال‪ :‬سككل‪ ،‬قلككت‪ :‬مككا تقككول فككي‬
‫الشافعي‪ ،‬قال‪ :‬هو مككن البككدال‪ ،‬قلككت‪ :‬فمككا تقككول فككي أحمككد‪ ،‬قككال‪ :‬رجككل‬
‫صديق‪ ،‬قلت‪ :‬فما تقول في بشر بككن الحككارث‪ ،‬قككال‪ :‬رجككل لككم يخلككق بعككده‬
‫مثله‪ ،‬قلت‪ :‬فبأي وسيلة رأيتك‪ ،‬قككال‪ :‬ببركككة أمككك‪ ،‬وروينككا فككي تاريككخ بغككداد‬
‫للخطيب عن الكتاني قال‪ :‬النقباء ثلثمائة‪ ،‬والنجباء سبعون‪ ،‬والبدلء أربعون‪،‬‬
‫والخيككار سككبعة‪ ،‬والعمككد أربعككة‪ ،‬والغككوث واحككد‪ ،‬فمسكككن النقبككاء المغككرب‪.‬‬
‫ومسكن النجباء مصر‪ ،‬ومسكن البدال الشام‪ ،‬والخيار سّياحون في الرض‪،‬‬
‫مد ُ في زوايا الرض‪ ،‬ومسكن الغوث مكة‪ ،‬فإذا عرضت الحاجة مككن أمككر‬ ‫والعُ ُ‬
‫العامة ابتهل فيها النقباء‪ ،‬ثم النجباء‪ ،‬ثم البدال‪ ،‬ثم الخيار‪ ،‬ثككم العمككد‪ ،‬فككإن‬
‫أجيبوا وإل ابتهل الغوث‪ ،‬فل تتم مسئلته حككتى تجككاب دعككوته‪ ،‬وفككي الحيككاء‪:‬‬
‫ويقال إنه ما تغرب الشمس من يوم إل ويطوف بهذا البيت رجل من البدال‬
‫ول يطلع الفجر من ليلة إل ويطوف به واحد من الوتاد‪ ،‬وإذا انقطع ذلك كان‬
‫سبب رفعه من الرض‪ ،‬وذكر أثرًا‪ .‬إلى غير ذلك من الثار الموقوفة وغيرها‪،‬‬
‫وكذا من المرفوع مما أفردته واضحا ً بينا ً معلل ً فككي جككزء سككميته نظككم اللل‬
‫في الكلم على البدال)‪] (1‬ص ‪.[11‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫)‪ (1‬وللحافظ السيوطي كتاب الخبر الدال على وجكود النجبكاء والوتكاد والبكدال‪ ،‬أثبكت‬
‫فيه تواتر حديث البدال‪ ،‬وإن لم يسلم له التواتر فالحديث صحيح جزما ً خلفا ً للمؤلككف‪.‬‬
‫ومن طرقه حديث أم سلمة عند أبي داود بإسناد على شرط الصحيحين‪ ،‬رواه في بككاب‬
‫المهدي من كتاب الملحم‪.‬‬

‫)‪ (9‬حديث‪ :‬أبردوا بالطعام‪ ،‬فإن الطعام الحار غير ذي بركة‪ ،‬الطبراني‬
‫في الوسط من حديث هشام بن عمار حدثنا عبد الّله بن يزيككد البكككري عككن‬
‫ابن أبي ذئب عن سعيد المقبري عن أبككي هريككرة رضككي الل ّككه عنككه مرفوعكا ً‬
‫بهذا‪ ،‬وقال‪ :‬لم يروه عن ابن أبي ذئب إل البكري تفرد به هشام‪ ،‬وعنده فككي‬
‫الوسط والصغير معا ً مكن حكديث هشكام عكن البككري المكذكورين قكال) ‪:(1‬‬
‫حدثنا يعقوب بن محمد بن طلحة المدني حدثنا بلل بن أبي هريرة عككن أبيككه‬
‫أن النبي صلى الّله عليه وسلم أتى بصحيفة تفور فرفع يككده منهككا فقككال‪ :‬إن‬
‫الّله عز وجل لم يطعمنا نارًا‪ ،‬وفي لفظ فأسرع يده فيها ثم رفع يده‪ ،‬وقككال‪:‬‬
‫لم يروه عن بلل إل يعقوب ول عنه إل عبد الّله تفرد به هشككام‪ ،‬وبلل قليككل‬
‫الرواية عن أبيه انتهى‪ .‬والبكري ضعفه أبككو حككاتم‪ ،‬لكككن عنككد الككبيهقي بسككند‬
‫ي النبي صككلى الل ّككه عليككه وسككلم يومكا ً بطعككام‬ ‫ُ‬
‫صحيح عن أبي هريرة قال‪ :‬أت َ‬
‫سخن‪ ،‬فقال‪ :‬ما دخل بطنككي طعككام سككخن منككذ كككذا وكككذا قبككل اليككوم‪ ،‬بككل‬
‫للديلمي من حديث عبد الصمد بن سليمان عن قزعة بن سويد عن عبد الّله‬
‫بن دينار عن ابن عمر رضي الّله عنهما رفعه‪ :‬أبردوا بالطعام‪ ،‬فككإن الحككار ل‬
‫بركة فيه‪ ،‬ولبي نعيم في الحلية من حديث يوسف بن أسككباط عككن صككفوان‬
‫بن سليم عن أنس رضي الّله عنه قككال‪ :‬كككان رسككول الل ّككه صككلى الل ّككه عليككه‬
‫وسلم يكره الكي والطعام الحار‪ ،‬ويقككول‪ :‬عليكككم بالبككارد‪ ،‬فككإنه ذو بركككة أل‬
‫وإن الحار ل بركة له‪ ،‬قال‪ :‬وكانت له مكحلة يكتحل بها عند النوم ثلث كا ً ثلث كًا‪،‬‬
‫ولحمد وأبي نعيم أيضا ً من حديث ابن لهيعة عن عقيل عن ابن شككهاب عككن‬
‫عروة بن الزبير أن أسماء رضي الّله عنها كانت إذا ثردت غطته بشيء حتى‬
‫يذهب فوره‪ ،‬ثم تقول‪ :‬إني سمعت رسول الّله صلى الّله عليه وسلم يقككول‪:‬‬
‫هو أعظم للبركة وهو عند كل من أحمد أيضا ً والطبراني من غير هذا الككوجه‪،‬‬
‫وللطبراني في الكبير بسند فيه من لم يسم عن جويرية رضي الّله عنهككا أن‬
‫النبي صلى الّله عليه وسلم كان يكره الطعام‪ ،‬حتى تذهب فورة دخانه‪ ،‬ولككه‬
‫وكذا للبيهقي في الشعب عن خولة ابنة قيس رضككي الل ّككه عنهككا أنهككا جعلككت‬
‫للنبي صلى الّله عليه وسلم حريرة‪ ،‬وقدمتها إليككه‪ ،‬فوضككع يككده فوجككد حرهككا‬
‫فقبضها وقال‪ :‬يا خولة ل نصبر على حر ول برد الحككديث‪ ،‬وفككي لفككظ لحمككد‬
‫س ]ص ‪.[12‬‬‫ح ّ‬‫بسند جيد فأحرقت أصابعه‪ ،‬فقال‪َ :‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫)‪ (1‬يعني البكري‪.‬‬

‫)‪ (10‬حديث‪ :‬أبغض الحلل إلى الّله الطلق‪ ،‬أبو داود في سككننه عككن‬
‫أحمد بن يونس عن معّرف بن واصل عن محارب بن دثككار رفعككه بلفككظ‪ :‬مككا‬
‫أحل الّله شيئا ً أبغض إليه من الطلق‪ ،‬وهذا مرسل‪ ،‬وهو وإن أخرجه الحككاكم‬
‫في مستدركه من جهة محمد بن عثمان ابن أبي شيبة عن أحمككد بككن يككونس‬
‫هذا فوصله بإثبات ابن عمر فيه‪ ،‬ولفظه‪ :‬ما أحل الّله شككيئا ً أبغككض إليككه مككن‬
‫الطلق‪ ،‬فقد رواه ابن المبارك في البر والصلة له‪ ،‬وكذا أبككو نعيككم ‪ -‬الفضككل‬
‫بن دكيككن ‪ -‬كلهمككا عككن معككرف كككالول‪ ،‬ولككذا قككال الككدارقطني فككي عللككه‪:‬‬
‫المرسل فيه أشبه‪ ،‬وكذلك صحح البيهقي إرساله‪ ،‬وقككال‪ :‬إن المتصككل ليككس‬
‫محفوظًا‪ ،‬ورجح أبو حاتم الرازي أيضا ً المرسل‪ ،‬وصنيع أبي داود مشككعر بككه‪،‬‬
‫فإنه قدم الرواية المرسلة‪ ،‬خلفا ً لما اقتضككاه قككول الزركشككي‪ :‬ثككم رواه أبككو‬
‫داود متصل ً عن كثير بن عبيد عن محمد بن خالد الوهككبي عككن معككرف بلفككظ‬
‫الترجمة‪ ،‬وكذا رواه عن كثير ‪ -‬ابن أبي داود وابن أبي عاصككم والحسككين بككن‬
‫إسحاق‪ ،‬كما أخرجه الطبراني عنه لكن رواه ابن ماجه فككي سككننه عككن كككثير‬
‫فجعل بدل معرف عبيد الّله بن الوليككد الوصككافي‪ ،‬وكككذا هككو عنككد تمككام فككي‬
‫فوائده من حديث سليمان بن عبد الرحمن‪ ،‬ومحمد بن مسروق‪ ،‬كلهما عككن‬
‫الوصافي وهو ضعيف‪ ،‬ومن جهته أورده ابككن الجككوزي فككي العلككل المتناهيككة‪،‬‬
‫وله شاهد عند الدارقطني في سكننه مكن حكديث إسكماعيل بكن عيكاش عكن‬
‫حميد بن مالك اللخمي عن مكحول عن معاذ رضي الّله عنه مرفوعًا‪ ،‬بلفظ‪:‬‬
‫يا معاذ! ما خلق الّله شيئا ً أحب إليه من العتاق‪ ،‬ول خلق اّله شيئا ً على وجككه‬
‫الرض أبغض إليه من الطلق‪ ،‬فإذا قال الرجل لمملككوكه‪ :‬أنككت حككر إن شككاء‬
‫الّله فهو حر ل استثناء له‪ ،‬وإذا قال لمرأتككه‪ :‬أنككت طككالق إن شككاء الل ّككه فلككه‬
‫استثناؤه‪ ،‬ول طلق عليه‪ ،‬وهو عند الديلمي في مسنده من جهككة محمككد بككن‬
‫الربيع عن أبيككه عككن حميككد‪ ،‬ولفظككه‪ :‬إن الل ّككه يبغككض الطلق ويحككب العتككاق‪،‬‬
‫ولكنه ضعيف بالنقطاع‪ ،‬فمكحول لم يسمع من معككاذ‪ ،‬بككل وحميككد مجهككول‪،‬‬
‫وقد قيل عنه عن مكحول عن مالكك بكن يخكامر عكن معكاذ‪ ،‬وقيككل عنكه عككن‬
‫مكحول عن خالد بن معدان عن معاذ‪ ،‬وكلها ضعيفة‪ ،‬والحمل فيككه كمككا قككال‬
‫ابن الجوزي على حميد‪ ،‬وفي الباب أيضا ً عككن علككي رضككي الل ّككه عنككه رفعككه‪:‬‬
‫تزوجوا ول تطلقوا‪ ،‬فإن الطلق يهتز منه العرش‪ ،‬أخرجه الديلمي من حديث‬
‫جوبير عن ]ص ‪ [13‬الضككحاك عككن الن ّكّزال عنككه وسككنده ضككعيف‪ ،‬وعككن أبككي‬
‫موسى الشعري)‪ (1‬مرفوعًا‪ :‬ما بككال أحككدكم يلعككب بحككدود الل ّككه يقككول‪ :‬قككد‬
‫طلقت قد راجعت‪ .‬وكأن ذلك حيث لم يكن ما يقتضيه‪ ،‬وعليه يحمل قككولهم‪:‬‬
‫الطلق يمين الفساق‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫)‪ (1‬رواه ابن ماجه وابن حبان‪.‬‬
‫)‪ (11‬حديث‪ :‬أبلغوا حاجة من ل يستطيع إبلغ حاجته‪ ،‬فككإنه مكن أبلككغ‬
‫سلطانا ً حاجككة مككن ل يسككتطيع إبلغهككا إيككاه ثبككت الل ّككه قككدميه يككوم القيامككة‪،‬‬
‫البيهقي في الدلئل من حديث جعفر بن محمد بن علي بن الحسين عن أبيه‬
‫عن جده علي بن الحسين‪ ،‬ومن حككديث مككن لككم يسككم عككن ابككن لبككي هالككة‬
‫كلهما عن الحسن بن علي رضي الّله عنهما قال‪ :‬سألت خالي هند بككن أبككي‬
‫هالة التميمي ‪ -‬وكان وصافا ً ‪ -‬عن حلية النبي صلى الّله عليككه وسككلم‪ ،‬فككذكر‬
‫ل‪ ،‬وفيه أنه صلى الّله عليه وسلم كان يقول‪ :‬ليبلغ الشاهد الغائب‪،‬‬ ‫حديثا ً طوي ً‬
‫وأبلغوني حاجة من ل يستطيع إبلغي حاجته‪ ،‬وذكره‪ ،‬وهككو مككن الككوجه الول‬
‫عندنا في مشيخة ابن شاذان الصغرى‪ ،‬ومن الوجه الثاني في المعجم الكبير‬
‫للطبراني‪ .‬وكذا في الشمائل النبوية للترمذي‪ ،‬لكككن بككدون القصككد منكه هنككا‪،‬‬
‫وأخرجه البغوي وابككن منككده وآخككرون‪ ،‬ورواه الفقيككه نصككر فككي فككوائده مككن‬
‫حديث علي بن أبي طالب رضي الّله عنه مرفوعكًا‪ :‬أبلغككوني‪ .‬وذكككره بزيككادة‬
‫على الصراط‪ ،‬وفي الباب عن عائشة وابككن عمككر رضككي الل ّككه عنهمككا‪ ،‬وهمككا‬
‫بلفظ‪ :‬من كان وصلة لخيه المسلم إلى ذي سلطان في تبليككغ ب كّر أو تيسككير‬
‫عسككير أعككانه الل ّككه علككى إجككازة الصككراط عنككد دحككض القككدام‪ ،‬وهمككا عنككد‬
‫الطبراني‪ ،‬وصحح ثانيهما الحاكم‪ ،‬وابن حبان‪ ،‬ووهم الديلمي في عزوه لفككظ‬
‫الترجمة للطبراني عن أبي الدرداء)‪ ،(1‬فالذي فيه حديث عائشة وابن عمككر‪،‬‬
‫ولكن بلفظ‪ :‬رفعه الّله في الدرجات العلى من الجنة‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫)‪ (1‬وكذا عزاه السيوطي في الجامع الصغير‪ ،‬ولعله قلككد الككديلمي‪ ،‬والككذي روى حككديث‬
‫أبي الدرداء‪ .‬البزار في مسنده‪.‬‬

‫)‪ (12‬حديث‪ :‬ابن أخت القوم منهم‪ ،‬متفق عليه من رواية شعبة عككن‬
‫قتادة عن أنس رضي الّله عنككه مرفوعكا ً فككي حككديث‪ ،‬ولككه طككرق عككن أنككس‬
‫وغيره‪ ،‬منهككا للككبزار عككن عائشككة‪ ،‬وللطككبراني عككن جككبير بككن مطعككم رفعككاه‬
‫مقتصرين عليكه‪ ،‬ومنهكا عككن ]ص ‪ [14‬أبكي مالكك الشكعري‪ ،‬وأبككي موسكى‪،‬‬
‫وعتبة بن غزوان‪ ،‬وعلي بن ركانة‪ ،‬وحديثه عند الديلمي في مسككنده‪ ،‬بلفككظ‪:‬‬
‫يا معشر قريش إن ابن أخت القوم منهم أو مككن أنفسككهم وينظككر فككي قككول‬
‫القائل‪:‬‬
‫وإن ابن أخت القوم مصغي إناؤه * إذا لم يزاحم خاله باب جلمد‪.‬‬

‫)‪ (13‬حديث‪ :‬لبن الذبيحين‪ ،‬الحاكم في المناقب مكن مسكتدركه مكن‬


‫حديث عبيد الّله بن محمد العتبي حدثنا عبككد الل ّككه بكن سككعيد عككن الصككنابحي‬
‫قال‪ :‬حضرنا مجلس معاوية بن أبي سفيان رضي الّله عنهمككا فتككذاكر القككوم‬
‫إسككماعيل وإسككحاق أبنككاء إبراهيككم عليهككم السككلم‪ ،‬فقككال بعضككهم‪ :‬الذبيككح‬
‫إسماعيل‪ ،‬وقال بعضهم‪ :‬بل إسحاق‪ ،‬فقال معاوية رضي الّله عنككه‪ :‬سككقطتم‬
‫على الخبير‪ ،‬كنا عند رسول الّله صلى الّله عليه وسلم‪ ،‬فأتاه أعرابي‪ ،‬فقال‪:‬‬
‫يا رسول الّله‪ ،‬خلفت البلد يابسة‪ ،‬والماء يابسًا‪ ،‬هلككك المككال وضككاع العيككال‪،‬‬
‫فعد علي مما أفاء الّله عليك يا ابن الذبيحين‪ ،‬قال‪ :‬فتبسم رسول الّله صككلى‬
‫الّله عليه وسلم ولم ينكر عليه‪ ،‬فقلنا‪ :‬يا أمير المؤمنين! وما الذبيحان؟ قال‪:‬‬
‫إن عبد المطلب لما أمر بحفر زمزم نككذر لل ّككه إن سككهل لككه أمرهككا أن ينحككر‬
‫بعض ولده‪ ،‬فأخرجهم فأسهم بينهم‪ ،‬فخككرج السككهم لعبككد الل ّككه‪ ،‬فككأراد ذبحككه‬
‫فمنعه أخواله من بني مخزوم‪ ،‬وقكالوا‪ :‬أرض ربكك وافككد ابنكك‪ .‬قكال‪ :‬ففكداه‬
‫بمائة ناقة فهو الذبيح‪ ،‬وإسماعيل الثاني‪ ،‬وهكذا رواه ابككن مردويككه والثعلككبي‬
‫في تفسيريهما‪ ،‬ورواه الخلعككي فككي فككوائده بزيككادة والككد العتككبي بينككه وبيككن‬
‫الصنابحي‪ ،‬وعند الزمخشري في الكشاف‪ :‬أنا ابن الذبيحين‪.‬‬
‫)‪ (14‬حديث‪ :‬أبى الّله أن يرزق عبده المؤمن إل مككن حيككث ل يعلككم‪،‬‬
‫الديلمي من حديث عمر بن راشد عن عبد الرحمن بن حرملة عن سعيد بككن‬
‫المسيب عن أبي هريرة مرفوعا ً بهذا‪ ،‬وابن راشد ضعيف جدًا‪ ،‬ل سككيما وقككد‬
‫رواه القضاعي في مسنده من جهته‪ ،‬فقال‪ :‬حدثنا مالك بن أنس عككن جعفككر‬
‫بن محمد عن أبيه عن جده‪ ،‬قال‪ :‬اجتمع أبو بكر وعمر وأبو عبيدة بن الجراح‬
‫رضي الّله عنهم فتماروا في شيء‪ ،‬فقال لهم علي‪ :‬انطلقوا بنا إلككى رسككول‬
‫الّله صلى الّله عليه وسلم‪ ،‬فلمككا وقفككوا عليككه‪ ،‬قككالوا‪ :‬يككا رسككول الل ّككه‪ ،‬جئنككا‬
‫نسألك عن شيء؟ فقال‪ :‬إن شئتم فاسألوا‪ ،‬وإن شئتم أخككبرتكم‪ ،‬بمككا جئتككم‬
‫له‪ ،‬فقال لهم‪ :‬جئتم تسألوني عن الككرزق؟ ومككن أيككن يككأتي ]ص ‪ [15‬وكيككف‬
‫يأتي؟ أبى الّله‪ ،‬وذكره‪ ،‬ولكن معناه صحيح‪ ،‬ففي التنزيككل‪} :‬ومككن يتككق الل ّككه‬
‫يجعل له مخرجا ً ويرزقه من حيث ل يحتسب{‪ ،‬وللعسكري من حككديث علككي‬
‫بن الحسين عن أبيه عن علي مرفوعًا‪ :‬إنما تكككون الصككنيعة إلككى ذي ديككن أو‬
‫حسب‪ ،‬وجهاد الضعفاء الحج‪ ،‬وجهاد المككرأة حسككن التبعككل لزوجهككا‪ ،‬والتككودد‬
‫نصف اليمان‪ ،‬وما عال امرؤ على اقتصاد‪ ،‬واستنزلوا الرزق بالصدقة‪ ،‬وأبككى‬
‫الل ّككه إل أن يجعككل أرزاق عبككاده المككؤمنين مككن حيككث ل يحتسككبون‪ ،‬وسككنده‬
‫ضعيف‪ ،‬وقد أخرجكه ابككن حبككان فككي الضككعفاء‪ ،‬بككل أورده ابكن الجككوزي فككي‬
‫الموضوعات‪ ،‬ولما أورده البيهقي في الشعب قككال‪ :‬وهككذا حككديث ل أحفظككه‬
‫على هذا الوجه إل بهذا السناد‪ ،‬وهو ضعيف بمرة‪ ،‬وإن صح فمعناه أبى الّلككه‬
‫أن يجعل أرزاقهم من حيث ل يحتسبون‪ ،‬وهو ككذلك فكإن الّلكه تعكالى يكرزق‬
‫عباده من حيث يحتسبون‪ ،‬كالتاجر يرزقه من تجارته‪ ،‬والحارث مككن حراثتككه‪،‬‬
‫وغير ذلك‪ .‬وقد يرزقهم من حيث ل يحتسبون‪ ،‬كالرجل يصيب معدنا ً أو ركازا ً‬
‫أو يموت له قريب فيرثه أو يعطى من غير إشراف نفككس ول سككؤال‪ ،‬ونحككن‬
‫لم نقل إن الّله تعالى ل يرزق أحدا ً إل بجهد وسعي‪ ،‬وإنمكا قلنكا إنككه قكد بيكن‬
‫لخلقه وعباده طرقكا ً جعلهككا أسككبابا ً لهككم إلككى مككا يريككدون‪ ،‬فككالولى بهككم أن‬
‫يسلكوها متوكلين علككى الل ّككه فككي بلككوغ مككا يؤملككونه دون أن يعرضككوا عنهككا‪،‬‬
‫ويجردوا التوكل عنها‪ ،‬وليس في شيء من هذه الحاديث ما يفسد قولنا‪.‬‬

‫)‪ (15‬حديث‪ :‬أبى الّله أن يصح إل كتابه‪ ،‬ل أعرفه‪ ،‬ولكن قد قال الّله‬
‫تعالى }ولو كان من عند غير الّله لوجدوا فيه اختلفا ً كثيرًا{ ولذا قال إمامنككا‬
‫الشافعي رحمه الّله فيما رويناه في منككاقبه لبكي عبككد الل ّككه ابكن شكاكر مكن‬
‫طريق محمد بن عامر عككن البككويطي‪ ،‬قككال‪ :‬سككمعت الشككافعي يقككول‪ :‬لقككد‬
‫ألفت هذه الكتب ولم آل فيها‪ ،‬ول بد أن يوجد فيهككا الخطككأ‪ ،‬لن الل ّككه تعككالى‬
‫يقول }ولو كان من عند غير الّله{ اليككة‪ ،‬فمككا وجككدتم فككي كتككبي هككذه ممككا‬
‫يخالف الكتاب والسنة‪ ،‬فقد رجعت عنه ولبعضهم شعر‪:‬‬
‫كم من كتاب قد تصفحته * وقلت في نفسي أصلحته‬
‫حتى إذا طالعته ثانيا * وجدت تصحيفا فصححته ]ص ‪[16‬‬

‫)‪ (16‬حديث‪ :‬اتبعوا ول تبتدعوا فقد كفيتم‪ ،‬الككدارمي فككي العلككم مككن‬
‫مسنده من حديث حبيب بن أبي ثابت عن أبي عبد الرحمن السلمي عن ابن‬
‫مسعود به من قوله)‪ ،(1‬وكذا أخرجه الديلمي في مسنده وأدلته كثيرة‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫)‪ (1‬فهو موقوف صحيح‪.‬‬

‫)‪ (17‬حديث‪ :‬اتخذوا عند الفقراء أيادي‪ ،‬فإن لهم دولة يوم القيامة‪ ،‬فإذا‬
‫كان يوم القيامة نادى منككاد سككيروا إلككى الفقككراء‪ ،‬فيعتك َ‬
‫ذر إليهككم كمككا يعتككذر‬
‫أحدكم إلى أخيه في الدنيا‪ ،‬أبو نعيم في ترجمة وهب بن منبه من الحلية كما‬
‫عزاه الكديلمي ثكم العراقكي فكي تخريكج الحيكاء‪ ،‬وقكال‪ :‬بسكند ضكعيف عكن‬
‫الحسين بن علي‪ ،‬ولم أره في النسخة التي عندي‪ ،‬وقال شيخنا‪ :‬إنه ل أصككل‬
‫له‪ ،‬نعم في الحلية من حديث إبراهيم بن فارس عن وهب من قوله‪ :‬اتخككذوا‬
‫اليد عند المساكين‪ ،‬فإن لهم يوم القيامة دولة‪ ،‬وفي قضاء الحوائج للنرسككي‬
‫بسند فيه غير واحد من المجهولين عن أبكي عبكد الرحمكن السكلمي التكابعي‬
‫ل‪ :‬اتخذوا عند الفقراء أيادي‪ ،‬فإن لهم دولة‪ ،‬قيل‪ :‬يا رسول الّلككه‪،‬‬ ‫رفعه مرس ً‬
‫وما دولتهم؟ قال‪ :‬ينادي مناد يوم القيامة يا معشر الفقككراء قومككوا فل ينقككى‬
‫فقير إل قام حتى إذا اجتمعوا قيل‪ :‬ادخلوا إلى صككفوف أهككل القيامككة‪ ،‬فمككن‬
‫صنع إليكم معروفا ً فأوردوه الجنة‪ ،‬قال‪ :‬فجعل يجتمع على الرجل كككذا وكككذا‬
‫من الناس‪ ،‬فيقول له الرجل منهم‪ :‬ألم أكسك؟ فيصدقه فيقول له الخر‪ :‬يككا‬
‫فلن ألم أكلم لك؟ قال‪ :‬ول يزالون يخبرونه بما صككنعوا إليككه‪ ،‬وهككو يصككدقهم‬
‫بما صنعوا إليه‪ ،‬حتى يذهب بهم جميعا ً فيدخلهم الجنة‪ ،‬فيقول قوم لم يكونوا‬
‫يصنعون المعروف‪ :‬يا ليتنا كنككا نصككنع المعككروف حككتى نككدخل الجنككة‪ ،‬وبسككند‬
‫رواه)‪ (1‬عن ميمون بن مهران عككن ابككن عبككاس رفعككه‪ :‬إن للمسككاكين دولككة‬
‫قيل‪ :‬يا رسول الّله‪ ،‬وما دولتهم؟ قال‪ :‬إذا كان يوم القيامة قيل لهم‪ :‬انظككروا‬
‫من أطعمكم في الّله تعالى لقمة أو كساكم ثوبا ً أو سككقاكم شككربة فككأدخلوه‬
‫الجنة‪ ،‬وكل هذا باطل كما بينته في بعض الجوبة‪ ،‬وسبق الذهبي وابن تيميككة‬
‫وغيرهما للحكم بذلك‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫ه‪.‬‬
‫)‪ (1‬الصواب‪ :‬وا ٍ‬

‫)‪ (18‬حديث‪ :‬اتركوا الترك ما تركوكم‪ ،‬أبو داود في الملحم من سننه‬


‫من حديث أبي سكينة رجل من المحررين‪ ،‬عن رجل من الصحابة رضي الّله‬
‫عنه عككن النككبي ]ص ‪ [17‬صككلى الل ّككه عليككه وسككلم‪ ،‬قككال‪ :‬دعككوا الحبشككة مككا‬
‫ودعوكم‪ ،‬واتركوا الترك ما تركككوكم‪ ،‬ورواه النسككائي فككي الجهككاد مككن سككننه‬
‫ل‪ ،‬وأوله‪ :‬لما أمر النبي صلى الّله عليه وسلم بحفر الخندق عرضت لككه‬ ‫مطو ً‬
‫صخرة وذكره‪ ،‬وهو عند الطبراني في الكبير والوسط مككن حككديث العمككش‬
‫عن زيد بن وهب وشقيق بن سلمة كلهما عن ابن مسعود رضككي الل ّككه عنككه‬
‫رفعه‪ :‬اتركوا الترك ما تركوكم‪ ،‬فإن أول من يسلب أمتي ما خولهم الّله بنككو‬
‫قَنطوراء‪ ،‬وكذا رواه غسان بن غيلن عن العمش‪ ،‬وله شاهد عند الطككبراني‬
‫من طريق ابن لهيعة عن كعب بن علقمة عن حسان بن كريب عككن ابككن ذي‬
‫الكلع عن معاوية ابن أبي سككفيان رضككي الل ّككه عنهمككا مرفوعكا ً بككه‪ ،‬وبعضككها‬
‫يشهد لبعض‪ ،‬ول يسوغ معها الحكم عليه بالوضع‪ ،‬وقككد جمككع الحككافظ ضككياء‬
‫الدين المقدسي جزءا ً في خروج الترك سمعناه‪ ،‬وسيأتي في‪ :‬إن نوحًا‪ ،‬إنهم‬
‫إخوة يأجوج ومأجوج ولبن حاتم وغيره من طريق سعيد بن بشير عن قتادة‪،‬‬
‫د‪ ،‬علككى‬ ‫قال‪ :‬يأجوج ومككأجوج ثنتككان وعشككرون قبيلككة‪ ،‬بنككى ذو القرنيككن السك ّ‬
‫إحدى وعشرين‪ ،‬وكانت منهم قبيلة في الغزو غائبة وهم التراك‪ ،‬فبقككوا دون‬
‫د‪ ،‬ولبن مردويه من طريق السدي‪ ،‬قال‪ :‬الترك سرية من سرايا يككأجوج‬ ‫الس ّ‬
‫ومأجوج خرجت تغير فجاء ذو القرنين فبنى السد ّ فبقوا خارجا‪ً.‬‬

‫)‪ (19‬حديث‪ :‬اتقوا البرد‪ ،‬فإنه قتل أخاكم أبا الدرداء‪ ،‬ل أعرفه‪ ،‬فإن كان‬
‫واردا ً فيحتاج إلى تأويل فإن أبا الدرداء عاش)‪ (1‬بعد النبي صككلى الل ّككه عليككه‬
‫وسلم دهرًا‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫)‪ (1‬ولم يثبت أنه مات بالبرد‪.‬‬

‫)‪ (20‬حديث‪ :‬اتقوا دعوة المظلوم‪ ،‬أحمد وأبو يعلى في مسنديهما من‬
‫حديث أبي عبد الّله السدي عن أنس رضي الل ّككه عنككه مرفوع كا ً بزيككادة‪ :‬وإن‬
‫كككانت مككن كككافر فككإنه ليككس دونهككا حجككاب‪ ،‬والطككبراني‪ ،‬والككدينوري‪ ،‬ومككن‬
‫طريقهما القضاعي في مسنده من حديث خزيمة بن محمككد بككن عمككارة بككن‬
‫خزيمة بن ثابت عن أبيه عن جده عن خزيمة رضي الل ّككه عنككه رفعككه بزيككادة‪:‬‬
‫فإنها تحمل على الغمام‪ ،‬ويقول الّله جل جلله‪ :‬وعزتي وجللي لنصرنك ولو‬
‫بعد حين‪ ،‬وهما من هذين الوجهين عند الضككياء فككي المختككارة‪ ،‬والحككاكم مكن‬
‫حديث محارب بن دثار عن ابن عمر رضي الّله عنهما مرفوعا ً بزيككادة‪ :‬فإنهككا‬
‫تصعد إلى السماء كأنها الشرار‪ ،‬وصححه على شرط مسلم‪ ،‬ورواه أبو يعلى‬
‫من حديث عطية عن ]ص ‪ [18‬أبي سعيد رضي الّله عنككه رفعككه بلفككظ‪ :‬اتككق‬
‫دعوة المظلوم فإنه ليس بينها وبين الّله حجاب‪ ،‬واتفق الشيخان عليككه بهككذا‬
‫اللفظ من حديث أبي معبد نافككذ عككن مككوله ابككن عبككاس رضككي الل ّككه عنهمككا‬
‫مرفوعا ً في حديث إرسال معاذ رضي الّله عنه إلى اليمن‪ .‬وفككي البككاب عككن‬
‫جماعة‪ .‬فلبي داود والترمذي وحسنه وابن ماجه وغيرهم ‪ -‬مما صككححه ابككن‬
‫خزيمة وابن حبكان ‪ -‬عكن أبكي هريكرة رضكي الّلكه عنكه رفعكه‪ :‬ثلث دعكوات‬
‫يستجاب لهككن ل شككك فيهككن دعككوة المظلككوم‪ ،‬وذكككر الحككديث‪ ،‬زاد بعضككهم‪:‬‬
‫ودعوة المظلوم يرفعها الّله دون الغمام‪ ،‬ويفتح لهككا أبككواب السككماء‪ ،‬ويقككول‬
‫لها الرب بعزتي لنصرنك ولو بعد حين‪.‬‬

‫)‪ (21‬حديث‪ :‬اتقوا ذوي العاهات‪ ،‬لم أقف عليه‪ ،‬ولكن سيأتي من كلم‬
‫الشككافعي فككي حككديث‪ :‬إيككاك والشككقر‪ ،‬مككا يجيككء هنككا‪ .‬وروينككا مككن طريككق‬
‫إسماعيل بن إسحاق عن عبد الرحمن بن سلم الجمحي وعلي بككن المككديني‬
‫ويحيى بن محمد الجاري كلهم عككن إبراهيككم بككن حمككزة عككن الككداوردي عككن‬
‫محمد بن عبد الّله بن عمرو بن عثمان بن عفان عن أبي الزناد عككن العككرج‬
‫عن أبي هريرة رضي الّله عنه أن رسول الّله صلى الّله عليه وسككلم قككال‪ :‬ل‬
‫عدوى‪ ،‬ول هامة‪ ،‬ول صفر‪ ،‬واتقوا المجككذوم كمكا يتقكى السككد‪ ،‬وككذلك قككال‬
‫البخاري‪ :‬روى إبراهيم بن حمزة عن الدراوردي عن محمد بككن أبككي الزنككاد ‪-‬‬
‫يعني محمد بن عبد الرحمن ابن أبي الزناد ‪ -‬عن جده أبي الزناد بككه‪ ،‬وأشككار‬
‫الخطيب إلى تخطئة هذا السناد في موضككعين‪) :‬أحكدهما( روايكة الككدراوردي‬
‫عن ابن أبي الزناد‪) ،‬والثاني( رواية محمد بككن عبككد الرحمككن عككن جككده أبككي‬
‫الزناد فإنه لككم يككدرك جككده‪ ،‬والصككواب مككا تقككدم انتهككى‪ ،‬والمعنككى‪ :‬فككر مككن‬
‫المجذوم فرارك من السد كما ورد فككي بعككض ألفككاظ الحككديث‪ ،‬وهككو متفككق‬
‫عليه عن أبي هريرة مرفوعا ً بمعنككاه‪ ،‬فيمكككن أن يكككون المعنككى باتقككاء ذوي‬
‫العاهات الفرار منها خوفا ً من العدوى ل كما يتوهمه العامة‪ ،‬ثككم إن هككذا فككي‬
‫حق ضعيف اليقين‪ ،‬وإل فقد ورد‪ :‬ل يعدي شيء شيئا ً ول عدوى‪ ،‬ونحككو ذلككك‬
‫كما قرر في محاله ]ص ‪.[19‬‬

‫)‪ (22‬حديث‪ :‬اتقوا زلة العالم‪ ،‬العسكري في المثال‪ ،‬والكديلمي مكن‬


‫رواية كثير بن عبد الّله بن عمرو بن عوف عن أبيه عن جده رضي الل ّككه عنككه‬
‫مرفوعا ً به بزيادة‪ :‬وانتظروا فيئته‪ ،‬يعني رجوعه‪ ،‬وهككو عنككد الحلككواني أيض كًا‪،‬‬
‫وللدارمي في مسنده عن زياد بن جرير‪ ،‬قال قال لككي عمككر‪ :‬يهككدم السككلم‬
‫زلة العالم‪ ،‬وللطبراني عن أبي الدرداء مرفوعًا‪ :‬مما أخاف علككى أمككتي زلككة‬
‫عالم‪ ،‬وجدال منافق‪ ،‬وللبيهقي من حديث مجاهككد عككن ابككن عمككر رفعككه‪ :‬إن‬
‫أشد ما أتخوف على أمككتي ثلث زلككة عككالم‪ ،‬وجككدال منككافق بككالقرآن‪ ،‬ودنيككا‬
‫تقطع أعناقكم فاتهموها على أنفسكم‪ ،‬وقيل عن عبد الّله بن عمرو بدل ابن‬
‫عمر‪ ،‬قال البيهقي‪ :‬والول أصح‪.‬‬

‫)‪ (23‬حديث‪ :‬اتقوا فراسة المؤمن‪ ،‬فانه ينظر بنور الّله‪ ،‬الترمذي في‬
‫التفسير‪ ،‬والعسكري في المثال‪ ،‬كلهما من حديث عمرو بككن قيككس الملئي‬
‫عن عطية العوفي عن أبي سعيد الخدري رضكي الّلكه عنكه مرفوعكا ً ثكم قكرأ‬
‫}إن في ذلك ليات للمتوسمين{‪ ،‬وقال الترمذي‪ :‬إنه غريب‪ .‬وقككد روي عككن‬
‫بعض أهل العلم فككي تفسككير للمتوسككمين‪ ،‬قككال‪ :‬للمتفرسككين‪ ،‬وكككذا أخرجككه‬
‫الهروي‪ ،‬والطبراني‪ ،‬وأبو نعيم في الطب النبوي‪ ،‬وغيرهم من حككديث راشككد‬
‫بن سعد عن أبي أمامة رضي الّله عنه مرفوعًا‪ ،‬ويروى عن ابككن عمككر وأبككي‬
‫هريرة رضي الّله عنهما أيضًا‪ ،‬بل هو عند الطبراني‪ ،‬وأبي نعيككم‪ ،‬والعسكككري‬
‫من حديث وهب بن منبه عن طاوس عن ثوبان رضي الّله عنه رفعككه بلفككظ‪:‬‬
‫احذروا دعوة المسلم وفراسته‪ ،‬فإنه ينظر بنور الل ّككه‪ ،‬وينطككق بتوفيككق الل ّككه‪،‬‬
‫ولكن قد قال الخطيب عقب حديث أبي سككعيد‪ :‬المحفككوظ مككا رواه سككفيان‬
‫عن عمرو ابن قيس قال‪ :‬كان يقال اتقوا فراسة المككؤمن‪ ،‬فككإنه ينظككر بنككور‬
‫الّله‪ ،‬انتهى‪.‬‬
‫وعند العسكري من حديث ابن المبارك عكن عبكد الرحمكن بكن يزيكد بكن‬
‫جابر عن عمير بن هانئ عن أبي الككدرداء رضككي الل ّككه عنككه مككن قككوله‪ :‬اتقككوا‬
‫فراسة العلماء‪ ،‬فإنهم ينظرون بنور الّله‪ ،‬إنه شيء يقذفه الل ّككه فككي قلككوبهم‪،‬‬
‫وعلى ألسنتهم‪ ،‬وكلهككا ضككعيفة‪ ،‬وفككي بعضككها مككا هككو متماسككك‪ ،‬ل يليككق مككع‬
‫وجوده الحكم على الحديث بالوضع)‪] (1‬ص ‪ ،[20‬ل سيما وللبزار والطبراني‬
‫وغيرهما كأبي نعيم في الطب بسند حسن عن أنس رضي الل ّككه عنككه رفعككه‪:‬‬
‫إن لّله عبادًا‪ ،‬يعرفون الناس بالتوسم‪ ،‬ونحككوه قككول النككبي صككلى الل ّككه عليككه‬
‫وسلم لعمران بن حصين رضكي الّلكه عنهمكا وقكد أخكذ بطكرف عمكامته مكن‬
‫ورائه‪ :‬واعلم أن الّله يحب الناظر الناقد)‪ (2‬عند مجيء الشبهات‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫)‪ (1‬بل هو حديث حسن كما قال الحافظ الهيثمي وغيره‪.‬‬
‫)‪ (2‬وفككي روايككة‪ :‬البصككر النافككذ‪ ،‬وبقيككة الحككديث‪ :‬ويحككب العقككل الكامككل عنككد نككزول‬
‫الشهوات‪ ،‬ويحب السماحة ولو على تمرات‪ ،‬ويحب الشجاعة ولو على قتككل حيككة‪ ،‬وهككو‬
‫حديث ضعيف‪.‬‬

‫)‪ (24‬حديث‪ :‬اتقوا النار ولو بشق تمرة‪ ،‬الشيخان عن عدي بن حاتم‪،‬‬
‫والحاكم عن ابن عباس‪ ،‬وأحمد عن عائشة‪ ،‬والديلمي عن أبي بكككر الصككديق‬
‫رضي الّله عنه‪ ،‬بزيادة‪ :‬فإنها تقيم المعوج‪ ،‬وتسد الخلل‪ ،‬وتدفع ميتة السككوء‪،‬‬
‫وتقع من الجائع موقعها من الشبعان‪ ،‬قال‪ :‬وفي الباب عن أبي هريرة‪ ،‬وكككذا‬
‫فيه عن جماعة آخرين‪.‬‬

‫)‪ (25‬حديث‪ :‬اتق شر من أحسنت إليه‪ ،‬ل أعرفه‪ ،‬ويشبه أن يكون من‬
‫كلم بعض السلف‪ ،‬وليككس علككى إطلقككه‪ ،‬بككل هككو محمككول علككى اللئام غيككر‬
‫الكرام‪ ،‬فقد قال علي بن أبي طالب كما في ثاني عشككر وحككادي المجالسككة‬
‫للدينوري‪ :‬الكريم يلين إذا استعطف‪ ،‬واللئيم يقسو إذا ألطف‪ ،‬وعن عمر بككن‬
‫الخطاب قال‪ :‬ما وجدت لئيما ً إل قليل المروءة‪ ،‬وفككي التنزيكل‪} :‬ومكا نقمكوا‬
‫منهم إل أن أغناهم الّله ورسوله من فضله{‪ ،‬وقال أبو عمرو بككن العلء أحككد‬
‫الئمة يخاطب بعض أصحابه‪" :‬كككن مككن الكريككم علككى حككذر إذا أهنتككه‪ ،‬ومككن‬
‫اللئيم إذا أكرمته‪ ،‬ومن العاقل إذا أحرجتككه‪ ،‬ومككن الحمككق إذا رحمتككه‪ ،‬ومككن‬
‫الفاجر إذا عاشرته‪ ،‬وليس من الدب أن تجيب من ل يسألك‪ ،‬أو تسأل من ل‬
‫يجيبك‪ ،‬أو تحدث من ل ينصت لك"‪ .‬وفي السرائيليات يقول الّله عككز وجككل‪:‬‬
‫من أساء إلى من أحسن إليه فقد بدل نعمتي كفككرًا‪ ،‬ومككن أحسككن إلككى مككن‬
‫أساء إليه فقد أخلص لي شكرًا‪ ،‬وعند البيهقي فككي الشككعب عككن محمككد بككن‬
‫حاتم المظفري قال‪ :‬اتق شر من يصحبك لنائلة‪ ،‬فانها إذا انقطعككت عنككه لككم‬
‫يعذر ولم يبال ما قال وما قيل فيه‪ ،‬وللككدينوري فككي عشككري المجالسككة مككن‬
‫طريق ابن عائشة عن أبيه قال‪ :‬قال بعككض الحكمككاء‪ :‬ل تضككع معروفككك ]ص‬
‫‪ [21‬عند فاحش‪ ،‬ول أحمق‪ ،‬ول لئيم‪ ،‬ول فاجر‪ ،‬فإن الفاجر يرى ذلك ضككعفًا‪،‬‬
‫والحمق ل يعرف قدر ما أتيت‪ ،‬فارزق معروفك أهله تحصل به شكرا ً انتهى‪،‬‬
‫وفي المرفوع ما يشهد للخير‪.‬‬

‫)‪ (26‬حديث‪ :‬الثنان فما فوقهما جماعة‪ ،‬ابن ماجه‪ ،‬والدارقطني في‬
‫سننيهما‪ ،‬والطحاوي في شرح معاني الثار‪ ،‬وأبو يعلى في مسنده‪ ،‬والحككاكم‬
‫في صحيحه كلهم من حديث الربيع بن بدر بن عمرو عن أبيه عن جده عمرو‬
‫بن جراد السعدي عن أبي موسى الشعري رضي الّله عنه رفعه بهككذا‪ ،‬وهككو‬
‫ضعيف لضعف الربيع‪ ،‬لكن في الباب عن أنس عند البيهقي‪ ،‬وعن الحكم بن‬
‫عمير عند البغوي في معجمه‪ ،‬وعن عبد الّله بن عمرو عنككد الككدارقطني فككي‬
‫أفراده‪ ،‬وعن أبي أمامة عند الطبراني في الوسط‪ ،‬وفككي لفككظ لحمككد عنككه‬
‫أنه صلى الّله عليه وسككلم رأى رجل ً يصككلي وحككده‪ ،‬فقككال‪ :‬أل رجككل يتصككدق‬
‫على هذا فيصلي معه‪ ،‬فقام رجل فصلى معه‪ ،‬فقال‪ :‬هذان جماعة‪ ،‬والقصككة‬
‫المذكورة دون قوله "هذان جماعة" أخرجها أنو داود والترمذي من وجه آخر‬
‫صحيح‪ ،‬وعككن أبككي هريككرة وآخريككن‪ ،‬واسككتعمله البخككاري ترجمككة‪ ،‬وأورد فككي‬
‫الباب ما يؤدي معناه‪ ،‬فاستفيد كما قال شيخنا مككن ذلككك ورود هككذا الحككديث‬
‫في الجملة‪.‬‬

‫)‪ (27‬حديث‪ :‬اجتماع الخضر وإليككاس عليهمككا السككلم كككل عككام فككي‬
‫الموسم‪ ،‬ابن شاذان في مشيخته الصغرى عن أبي إسحاق المزكي‪ ،‬كما هو‬
‫في فوائد تخريج الدارقطني من جهة ابن خزيمة‪ ،‬ثم من طريق الحسككن بككن‬
‫رزين عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس رضي الّله عنهمككا ل أعلمككه إل‬
‫مرفوعًا‪ ،‬قال‪ :‬يلتقي الخضر وإلياس ككل عككام بالموسككم بمنككى‪ ،‬فيحلكق كككل‬
‫واحد منهمككا رأس صكاحبه ويتفرقككان عككن هككؤلء الكلمككات وذكرهككا)‪ (1‬وكككذا‬
‫يروى عن مهدي بن هلل عككن ابككن جريككج نحككوه‪ ،‬وهككو منكككر مككن الككوجهين‪،‬‬
‫وثانيهما أشد وهاء‪ ،‬وكذا من الواهي فككي ذلككك مككا أخرجككه الحككارث بككن أبككي‬
‫اسامة في مسنده عن أنس رفعه‪ ،‬وعند عبد الّله بن أحمد فككي زوائد الزهككد‬
‫وغيره من حديث عبد العزيز بن أبي رواد‪ ،‬قال‪ :‬يجتمع الخضككر وإليككاس ]ص‬
‫‪ [22‬ببيت المقدس في شهر رمضان من أولككه إلككى آخككره‪ ،‬ويفطككران علككى‬
‫الكرفس‪ ،‬ويوافيان الموسككم كككل عككام‪ ،‬وهككو معضككل‪ ،‬ومثلككه مككا يككروى عككن‬
‫الحسن البصري‪ ،‬قال‪ :‬وكل إلياس بالفيافي‪ ،‬والخضككر بككالبحور‪ ،‬وقككد أعطيككا‬
‫الخلد في الدنيا إلى الصيحة الولى‪ ،‬وإنهما يجتمعككان فككي موسككم كككل عككام‪،‬‬
‫إلى غير ذلك مما هو ضعيف كله‪ ،‬مرفوعه وغيره‪ ،‬وأودع شككيخنا رحمككه الل ّككه‬
‫في الصابة له أكثره بل ل يثبت منه شيء‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫)‪ (1‬وهي‪ :‬بسم الّله ما شاء الّله ل قوة إل بالّله‪ ،‬ما شاء الّله ل يصرف السككوء إل الل ّككه‪،‬‬
‫ما شاء الّله ما كان من نعمة فمن الّله‪ ،‬ما شاء الّله ل حول ول قوة إل بالّله‪.‬‬

‫)‪ (28‬حديث‪ :‬أحب السماء إلى الّله عبد الّله وعبد الرحمن‪ ،‬مسلم من‬
‫حديث عبيد الّله بن عمر عن نافع عن ابن عمر رضي الّله عنهما رفعه بهذا‪.‬‬

‫)‪ (29‬حديث‪ :‬أحب البقاع إلى الّله مساجدها‪ ،‬وأبغض البلد إلككى الل ّككه‬
‫أسواقها‪ ،‬مسلم من حديث عبد الرحمن بن مهككران مككولى أبككي هريككرة عككن‬
‫موله به مرفوعا ً بلفظ "البلد" ولحمد وأبككو يعلككى والككبزار والحككاكم وصككحح‬
‫إسناده والطبراني‪ ،‬كلهم عن جبير بن مطعم أنه صلى الّله عليكه وسكلم لمكا‬
‫سئل عن خير البقاع وشرها قال‪ :‬ل أدري‪ ،‬حتى نزل جبريل‪ .‬الحديث‪ ،‬ولبككن‬
‫حبان والحاكم وصححه عن ابن عمر نحوه‪ ،‬وفي الباب عن واثلة بلفظ‪ :‬شككر‬
‫المجالس السواق والطرق‪ ،‬وخير المجكالس المسكاجد وإن لككم تجلككس فكي‬
‫المسجد فالزم بيتك‪.‬‬

‫)‪ (30‬حديث‪ :‬أحب الدين إلى الّله الحنيفية السمحة‪ ،‬في‪ :‬إني بعثت‪.‬‬

‫)‪ (31‬حديث‪ :‬أحبوا العرب لثلث‪ ،‬لني عربي‪ ،‬والقرآن عربككي‪ ،‬وكلم‬
‫أهل الجنة عربككي‪ ،‬الطككبراني فككي معجميككه الكككبير والوسككط‪ ،‬والحككاكم فككي‬
‫مستدركه‪ ،‬والبيهقي في الشككعب‪ ،‬وتمككام فككي فككوائده‪ ،‬وآخككرون‪ ،‬كلهككم مكن‬
‫حديث العلء بن عمرو الحنفي حدثنا يحيى بن يزيد الشعري عن ابككن جريككج‬
‫عن عطاء عن ابن عباس رضي الّله عنهما رفعككه بهككذا‪ .‬وابككن يزيككد والككراوي‬
‫عنه ضعيفان‪ ،‬وقد تفردا به كما قاله الطبراني والبيهقي‪ ،‬ومتابعة محمككد بككن‬
‫الفضل التي أخرجها الحاكم أيضا ً من جهته عن ابن جريج ل يعتككد بهككا‪ ،‬فككابن‬
‫الفضككل ل يصككلح للمتابعككة ول يعتككبر بحككديثه للتفككاق علككى ضككعفه واتهككامه‬
‫بالكذب‪ ،‬ولكن لحديث ابن عبككاس شككاهد رواه الطككبراني أيضكا ً فككي معجمككه‬
‫الوسط من رواية شبل بن العلء بن عبد الرحمككن عككن أبيككه عككن جككده عككن‬
‫]ص ‪ [23‬أبي هريرة مرفوعًا‪ :‬أنا عربي‪ ،‬والقككرآن عربككي‪ ،‬وكلم أهككل الجنككة‬
‫عربي‪ ،‬وهو مع ضعفه أيضا ً أصح من حديث ابككن عبككاس‪ .‬وأخككرج أبككو الشككيخ‬
‫في الثواب بسند ضعيف عن عطاء بن أبي ميمونة عن أبي هريككرة مرفوع كًا‪:‬‬
‫أحبوا العرب وبقاءهم‪ ،‬فإن بقاءهم نور في السلم‪ ،‬وإن فناءهم ظلمككة فككي‬
‫السلم‪ ،‬وفي حب العرب أحاديث كثيرة أفردها بالتككأليف العراقككي)‪ ،(1‬منهككا‬
‫ما في الفراد للدارقطني عن ابن عمر رفعه‪ :‬حب العككرب إيمككان‪ ،‬وبغضككهم‬
‫نفاق‪ ،‬وعن أنس مثله بزيادة أخرجه الككديلمي‪ ،‬وعكن الكبراء أخرجككه الكبيهقي‬
‫في الشعب‪ ،‬ولكنه قال‪ :‬إن المحفوظ من حديث البراء معنككاه فككي النصككار‪،‬‬
‫قال‪ :‬وإنما يعرف هذا المتن من حديث الهيثككم بككن حمككاد)‪ (2‬عككن ثككابت عككن‬
‫أنس‪ ،‬يعني كما أخرجه الديلمي‪ ،‬ومنها ما للبيهقي أيضا ً مككن حككديث زيككد بككن‬
‫جبير عن داود بن الحصين عن أبي رافع عن أبيه عن علي مرفوعًا‪ :‬مككن لككم‬
‫يعرف حق عترتي والنصار‪ ،‬فهو لحد ثلث‪ ،‬إما منافق‪ ،‬وإما لزينة‪ ،‬وإما لغير‬
‫طهور‪ ،‬يعني حملته أمه على غير طهور‪ ،‬وقال‪ :‬زيد غير قوي في الرواية‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫)‪ (1‬وتأليفه مطبوع‪ ،‬وللسيد مصطفى البكري في ذلك تأليف أيضًا‪.‬‬
‫)‪ (2‬كذا فككي النسككخة الهنديككة والصككواب‪ :‬جمككاز‪ ،‬الحنفككي القاضككي‪ ،‬مككتروك‪ ،‬ذكككر فككي‬
‫الكذابين‪.‬‬

‫)‪ (32‬حديث‪ :‬احترسوا من النككاس بسككوء الظككن‪ ،‬أحمككد فككي الزهككد‪،‬‬


‫والبيهقي في السككنن وغيرهككا‪ ،‬كلهمككا مككن قككول مطككرف بككن عبككد الل ّككه بككن‬
‫الشخير أحد التابعين‪ ،‬زاد البيهقي أنه يروى عككن أنككس مرفوعكًا‪ ،‬وهككو كككذلك‬
‫عند الطبراني في الوسط‪ ،‬والعسكري في المثال من وجهين عن بقية عككن‬
‫معاوية بن يحيى عن سليمان بن مسلم عن أنس وقال أولهما‪ :‬إنككه ل يككروى‬
‫عن أنس إل بهذا السناد‪ ،‬تفرد به بقية‪ ،‬هذا وقد أخرجه تمام في فوائده من‬
‫حديث إبراهيم بن طهمان عن أبان بن أبي عياش عككن أنككس مرفوعكا ً أيضكًا‪،‬‬
‫بل رواه أيضا ً من جهة محمود بن محمد بن الفضل الرافقي عككن أحمككد ابككن‬
‫أبي غانم الرافقي عن الفريابي عككن الوزاعككي عككن حسككان بككن عطيككة عككن‬
‫طاوس عن ابن عباس عن رسول الّله صلى الّله عليه وسلم‪ :‬أنه من حسككن‬
‫ظنه بالناس كثرت ندامته‪ ،‬ومن هذا الككوجه أورده ابككن عسككاكر فككي تككاريخه‪،‬‬
‫ولبي الشيخ ومن طريقه الديلمي ]ص ‪ [24‬في مسنده عككن علككي بككن أبككي‬
‫طالب رضي الّله عنه من قوله‪ :‬الحزم سوء الظن‪ ،‬وأخرجككه القضككاعي فككي‬
‫ل‪ .‬وكلهككا ضككعيفة‪،‬‬ ‫مسند الشككهاب عككن عبككد الرحمككن بككن عككائذ رفعككه مرسك ً‬
‫وبعضها يتقوى ببعض‪ ،‬وقد أفردته في جزء‪ ،‬وأوردت الجمع بينهما وبين قوله‬
‫تعالى }اجتنبوا كثيرا ً من الظن{ وما أشبهها مما هو فككي الحككديث كالحككديث‬
‫التي في المؤمن‪ ،‬وكحديث عائشة‪ :‬من أساء بأخيه الظن فقككد أسككاء بربككه‪،‬‬
‫لن الّله يقول }اجتنبوا{ الية‪.‬‬

‫)‪ (33‬حديث‪ :‬احثوا في وجوه المداحين التراب‪ ،‬مسلم‪ ،‬وأحمد‪ ،‬وأبككو‬


‫داود‪ ،‬وغيرهم عن المقداد بن السود مرفوعا ً به‪.‬‬

‫)‪ (34‬حديث‪ :‬احذروا صفر الوجوه‪ ،‬الديلمي في مسنده من حديث رجاء‬


‫بن نوح البلخي عن زيد بن الحباب عن عمران بن جرير عن عكرمة عن ابن‬
‫عباس مرفوعا ً به بزيادة‪ :‬فإنه إن لم يكن من علة أو سهر فإنه من غل فككي‬
‫قلوبهم للمسلمين‪ ،‬وأورده هو وأبوه بل سككند عككن أنككس مرفوع كا ً بلفككظ‪ :‬إذا‬
‫رأيتم الرجل أصفر الوجه من غير مرض ول عبادة فككذاك مككن غككش السككلم‬
‫في قلبه‪ ،‬وقال شيخنا‪ :‬إنه لم يقف له على أصل عنه‪ ،‬وإن ذكره ابككن القيككم‬
‫في الطب النبوي له فذاك بغير سند‪ ،‬قلت‪ :‬قد ذكره أبو ُنعيم في الطب من‬
‫حديث حماد بن المبارك)‪ (1‬عككن السككري بككن إسككماعيل عككن الوزاعككي عككن‬
‫رجل عن أنس رفعه مثله سواء‪ ،‬وفي ثالث عشر المجالسككة)‪ (2‬مكن طريككق‬
‫ابن جريج عن مجاهد في قول الّله تعالى }سككيماهم فككي وجككوههم مككن أثككر‬
‫السجود{ قال‪ :‬ليس بالندب‪ ،‬ولكن صفرة الوجوه والخشوع‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫)‪ (1‬وهو مجهول‪.‬‬
‫)‪ (2‬لحمد بن مروان المالكي الدينوري‪.‬‬

‫)‪ (35‬حديث‪ :‬أحق ما أخذتم عليه أجرا ً كتاب الّله‪ ،‬في‪ :‬إن أحق‪.‬‬

‫)‪ (36‬حديث‪ :‬أحلت لنا ميتتان ودمان‪ ،‬السمك والجراد‪ ،‬والكبد والطحال‪،‬‬
‫الشككافعي‪ ،‬وأحمككد‪ ،‬وابككن مككاجه‪ ،‬والككدارقطني‪ ،‬والككبيهقي‪ ،‬مككن حككديث عبككد‬
‫الرحمن بن زيككد بككن أسككلم عككن أبيككه عككن ابككن عمككر رفعككه بهككذا‪ ،‬وهككو عنككد‬
‫الدارقطني أيضا ً من ]ص ‪ [25‬حديث سليمان بن بلل عن زيد بن أسككلم بككه‬
‫موقوفًا‪ ،‬وقال‪ :‬أنه أصح‪ ،‬وكذا صحح الموقوف أبو زرعة وأبو حاتم‪ ،‬ومع ذلك‬
‫فحكمهما الرفع)‪.(1‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫)‪ (1‬ولشقيقنا الصغر السيد عبد العزيز الصديق جزء في تصحيح هذا الحديث أجاد فيه‪.‬‬

‫)‪ (37‬حديث‪ :‬إحياء أبوي النبي صلى الّله عليه وسلم حتى آمنا به‪ ،‬أورده‬
‫السهيلي عن عائشة‪ ،‬وكذا الخطيب في السككابق واللحككق‪ ،‬وقككال السككهيلي‪:‬‬
‫إن في إسناده مجاهيل‪ ،‬وقككال ابككن كككثير‪ :‬إنككه حككديث منكككر جككدًا‪ ،‬وإن كككان‬
‫ممكنا ً بالنظر إلى قدرة الّله تعالى‪ ،‬لكككن الككذي ثبككت فككي الصككحيح يعارضككه‪،‬‬
‫وفي الوسيط للواحدي عند قوله تعالى }ول تسككأل عككن أصككحاب الجحيككم{‪.‬‬
‫قال‪ :‬قرأ نافع تسأل بفتح المثناة الفوقانيككة‪ ،‬وجككزم اللم علككى النهككي للنككبي‬
‫صلى الّله عليه وسكلم‪ ،‬وذلكك أنكه سكأل جبريككل عكن قكبر أبيكه وأمككه‪ ،‬فككدله‬
‫عليهما‪ ،‬فذهب إلى القبرين‪ ،‬ودعككا لهمككا‪ ،‬وتمنككى أن يعككرف حككال أبككويه فككي‬
‫الخرة‪ ،‬فنزلت‪ .‬وما أحسن قول حافظ الشام ابن ناصر الدين‪:‬‬
‫حبا الّله النبي مزيد فضل * على فضل وكان به رؤوفا‬
‫فأحيا أمه وكذا أباه * ليمان به فضل لطيفا‬
‫فسلم فالقديم بذا قدير * وإن كان الحديث به ضعيفا‬
‫وقد كتبت فيه جزءًا‪ ،‬والذي أراه الكف عن التعرض لهذا اثباتا ً ونفيًا)‪.(1‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫)‪ (1‬كل‪ .‬بل نجزم بنجاتهما يوم القيامة لعدة وجوه ودلئل‪ ،‬بّينها السيوطي فككي رسككائله‬
‫في هذا الموضوع‪ ،‬بيانا ً شكافيًا‪ ،‬أزال ككل شككبهة‪ ،‬فرضكي الّلكه عنككه وأرضكاه‪ ،‬أمكا علكي‬
‫القاري فله رسالة يؤكد فيها أنهما في النار‪ ،‬وهي منه جرأة مذمومة‪.‬‬

‫)‪ (38‬حديث‪ :‬اخبر)‪ (1‬تقله‪ ،‬أبو يعلى فككي مسككنده‪ ،‬والعسكككري فككي‬
‫المثال‪ ،‬والطبراني في الكبير‪ ،‬ثلثتهم من حديث بقية بن الوليد عن أبي بكر‬
‫بن أبي مريم عن عطية بن قيكس‪ ،‬وقكال الطكبراني فكي روايتكه عكن عطيكة‬
‫المذبوح‪ ،‬ثم اتفقوا عن أبي الدرداء‪ ،‬رفعه بككه‪ ،‬وكككذا أخرجككه ابككن عككدي فككي‬
‫كامله من جهككة بقيككة بلفككظ‪ :‬وجككدت النككاس اخككبر تقلككه‪ ،‬ورواه الحسككن بككن‬
‫سفيان ومن طريقه أبككو ُنعيككم فككي الحليككة مكن حككديث ]ص ‪ [26‬بقيككة أيضكا ً‬
‫بككاللفظ الول‪ ،‬لكنككه قككال‪ :‬عككن أبككي عطيككة المككذبوح‪ ،‬ورواه الطككبراني فككي‬
‫حْيوة شريح بن يزيد عن أبككي‬ ‫الكبير‪ ،‬والعسكري في المثال‪ ،‬من حديث أبي َ‬
‫بكر ابن أبي مريم عن سعيد بن عبد الّله الفطس وسفيان المذبوح‪ ،‬كلهمككا‬
‫عن أبي الدرداء أنه كان يقول‪ :‬ثق بالناس رويكدًا‪ ،‬ويقكول اخكبر تقلكه‪ ،‬وكلهكا‬
‫ضعيفة‪ ،‬فابن أبي مريم وبقية ضعيفان‪ ،‬ورواه العسكري من جهة حوثرة بككن‬
‫محمد حدثنا سفيان عن سعيد بن حسان عن مجاهد قال‪ :‬وجدت الناس كمكا‬
‫قيل‪ ،‬أخبر من شئت تقله‪ ،‬ومن شواهده مككا اتفككق عليككه الشككيخان عككن ابككن‬
‫عمر مرفوعًا‪ :‬الناس كإبل مائة ل تجد فيها راحلككة‪ ،‬وقككد بينككت معناهمككا فككي‬
‫الجزء المشار اليه)‪ (2‬قريبًا‪ ،‬وقوله تقله من القلى‪ :‬البغض‪ ،‬يقال قله يقليه‪،‬‬
‫قل وقلى‪ ،‬إذا أبغضه‪ ،‬وهو بالضم والفتح معًا‪ ،‬لكن قال الجكوهري‪ :‬إذا فتحكت‬
‫مككددت وتقله لغككة طيككء‪ ،‬يقككول‪ :‬جككرب النككاس فإنككك إذا جربتهككم قليتهككم‬
‫وتركتهم‪ ،‬لما يظهككر لكك مكن بكواطن سكرائرهم‪ ،‬لفظكه لفكظ المككر ومعنكاه‬
‫الخبر‪ ،‬أي من جربهم وخبرهم أبغضهم وتركهككم‪ ،‬والهككاء فككي تقلككه للسكككت‪،‬‬
‫ومعنى نظككم الحككديث وجككدت النككاس مقككول ً فيهككم هككذا القككول‪ ،‬وقككد أخككرج‬
‫ق‪ ،‬وهكو عنكد أبكي ُنعيكم فكي‬ ‫الطبراني عن ابن عمر رفعه‪ :‬يا أبا بكر تنق وَتو ّ‬
‫المعرفة عن شيبان غير منسوب‪ ،‬وللخرائطي في المكارم من حديث يحيككى‬
‫بن المختار عن الحسن قال‪ :‬تنقكوا الخكوان والصكحاب والمجكالس‪ ،‬وأحبكوا‬
‫هونًا‪ ،‬وأبغضوا هونًا‪ ،‬فقد أفرط أقوام في حب أقوام فهلككوا‪ ،‬وأفكرط أقكوام‬
‫في بغض أقوام فهلكوا‪ ،‬إن رأيت دون أخيك سترا ً فل تكشفه‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫)‪ (1‬أي اختبر الشخص تبغضه‪.‬‬
‫)‪ (2‬في حديث احترسوا من الناس بسوء الظن‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬

‫)‪ (39‬حديث‪ :‬اختلف أمتي رحمة‪ ،‬البيهقي فكي المكدخل مكن حكديث‬
‫سليمان ابن أبي كريمة عن جويبر عن الضحاك عن ابككن عبككاس‪ ،‬قككال‪ :‬قككال‬
‫رسول الّله صلى الّله عليه وسلم‪ :‬مهما أوتيتم من كتاب الل ّككه فالعمككل بككه ل‬
‫عذر لحد في تركه‪ ،‬فإن لم يكن في كتاب الّله فسنة مني ماضككية‪ ،‬فككإن لككم‬
‫تكن سنة مني فما قال أصحابي‪ ،‬إن أصككحابي بمنزلككة النجككوم فككي السككماء‪،‬‬
‫فأيما أخككذتم بككه اهتككديتم‪ ،‬واختلف أصككحابي لكككم رحمككة‪ ،‬ومككن هككذا الككوجه‬
‫أخرجه الطككبراني‪ ،‬والككديلمي فككي مسككنده بلفظككه سككواء‪ ،‬وجويككبر ]ص ‪[27‬‬
‫ضعيف جدًا‪ ،‬والضحاك عن ابككن عبككاس منقطككع‪ ،‬وقككد عككزاه الزركشككي إلككى‬
‫كتاب الحجة لنصر المقدسي مرفوعا ً من غير بيككان لسككنده‪ ،‬ول صككحابيه)‪،(1‬‬
‫وكذا عزاه العراقي لدم بن أبي إياس في كتاب العلككم والحكككم بككدون بيككان‬
‫بلفظ‪ :‬اختلف أصحابي رحمة لمتي‪ ،‬قال‪ :‬وهو مرسل ضعيف‪ ،‬وبهذا اللفككظ‬
‫ذكره البيهقي في رسالته الشعرية بغير إسناد‪ ،‬وفي المدخل له مككن حككديث‬
‫سفيان عن أفلح بن حميد عن القاسم بن محمد قال‪ :‬اختلف أصحاب محمد‬
‫صلى الّله عليه وسلم رحمة لعباد الّله‪ ،‬ومن حدبث قتككادة أن عمككر بككن عبككد‬
‫العزيز كككان يقككول‪ :‬مككا سككرني لككو أن أصككحاب محمككد صككلى الل ّككه عليككه لككم‬
‫يختلفوا‪ ،‬لنهم لو لم يختلفوا لم تكن رخصة‪ ،‬ومن حديث الليث بن سعد عككن‬
‫يحيى بن سعيد قال‪ :‬أهل العلككم أهككل توسككعة‪ .‬ومككا بككرح المفتككون يختلفككون‬
‫فيحل هذا ويحرم هذا فل يعيب هذا على هذا إذا علم هذا‪ ،‬وقككد قككرأت بخككط‬
‫شيخنا‪ :‬إنه يعني هذا الحديث حديث مشهور علككى اللسككنة‪ ،‬وقككد أورده ابككن‬
‫الحككاجب فككي المختصككر فككي مبككاحث القيككاس بلفككظ‪ :‬اختلف أمككتي رحمككة‬
‫للناس‪ ،‬وكثر السؤال عنه‪ ،‬وزعم كثير من الئمة أنه ل أصل لككه‪ ،‬لكككن ذكككره‬
‫الخطابي في غريب الحديث مسكتطردًا‪ ،‬وقكال‪ :‬اعكترض علكى هكذا الحكديث‬
‫رجلن‪ ،‬أحدهما ماجن‪ ،‬والخر ملحد‪ ،‬وهما إسحاق الموصلي وعمرو بن بحككر‬
‫الجاحظ‪ ،‬وقال جميعًا‪ :‬لو كان الختلف رحمة لكان التفاق عذابًا‪ ،‬ثم تشككاغل‬
‫الخطابي برد هذا الكلم‪ ،‬ولم يقع في كلمه شفاء في عككزو الحككديث‪ ،‬ولكنككه‬
‫أشعر بأن له أصل ً عنده‪ ،‬ثم ذكر شيخنا شيئا ً مما تقدم في عزوه‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫)‪ (1‬نصر المقدسي ذكره بغير إسناد أيضا‪ً.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫)‪ (40‬حديث‪ :‬أخذنا فالك من فيك‪ ،‬أبو داود في سننه من حديث وهيب‬
‫عن سهيل عن رجل عن أبي هريرة أن رسول الّله صككلى الل ّككه عليككه وسككلم‬
‫سمع كلمة فأعجبته‪ ،‬فقال‪ :‬وذكره‪ ،‬وللعسكككري فككي المثككال‪ ،‬والخلعككي فككي‬
‫فوائده من حديث محمد بن يونس حدثنا عون بن عمككارة حككدثنا السككري بككن‬
‫يحيى عن الحسن عن سمرة بن جندب‪ ،‬قال‪ :‬كككان رسككول الل ّككه صككلى الل ّككه‬
‫عليه وسلم يعجبه الفال الحسن‪ ،‬فسمع عليا ً يوما ً وهو يقككول‪ :‬هككذه خضككرة‪،‬‬
‫فقال‪ :‬يا لبيك قد أخذنا فالك من فيك فاخرجوا بنا إلى خضرة‪ ،‬قال‪ :‬فخرجوا‬
‫إلى خيبر فما سل فيها سيف إل سيف علي بن أبي طالب رضككي الل ّككه عنككه‪،‬‬
‫زاد العسكري حتى فتح الّله عز وجل‪ ،‬وله شاهد عند البزار في مسككنده‪ ،‬ثككم‬
‫]ص ‪ [28‬الديلمي من حديث نافع عن ابن عمر مرفوع كا ً فككي حككديث‪ ،‬وثبككت‬
‫أنه صلى الّله عليه وسلم كان يعجبه الفال فككي الحككديث المتفككق عليككه عككن‬
‫أنس بلفككظ‪ :‬ويعجبنككي الفككال الصككالح‪ ،‬والكلمككة الحسككنة‪ ،‬وعككن أبككي هريككرة‬
‫بلفظ‪ :‬وخيرها الفال‪ ،‬قالوا‪ :‬وما الفال؟ قال‪ :‬الكلمة الطيبة الصالحة يسمعها‬
‫أحدكم‪ ،‬وقككال العسكككري‪ :‬إن العككرب كككانت تتفككاءل بالكلمككة الحسككنة‪ ،‬مثككل‬
‫قولهم للمقبل يا واجد‪ ،‬وللمسافر يا سالم‪ ،‬فلما أراد النبي صككلى الل ّككه عليككه‬
‫وسلم‪ ،‬أن يخرج إلى خيبر‪ ،‬وسمع عليا ً يقككول مككا قككال‪ ،‬تفككاءل‪ .‬وكككان النككبي‬
‫صلى الّله عليه وسلم يتفاءل ول يتطيككر‪ ،‬يعنككي كمككا ثبككت قككال‪ :‬وانشككد ابككن‬
‫العرابي‪:‬‬
‫أل ترى الظباء في أصل السلم * والنعم الرتاع في جنب العلم‬
‫سلمة ونعمة من النعم‬
‫فاشتق السلمة من السلم‪ ،‬والنعمة من النعم‪ ،‬ومن كلمات بعض الصككوفية‪:‬‬
‫ألسنة الخلق أقلم الحق‪ ،‬وقول العامة‪ :‬مضت بأقوالها‪.‬‬

‫)‪ (41‬حديث‪ :‬أخروهن من حيث أخرهن الّله‪ ،‬قال الزركشككي‪ :‬عككزوه‬


‫للصككحيحين غلككط‪ ،‬قلككت‪ :‬وككذا مكن عكزاه لكدلئل النبككوة للككبيهقي مرفوعكًا‪،‬‬
‫ولمسند رزين‪ ،‬ولكنه في مصنف عبد الككرزاق‪ ،‬ومككن طريقككه الطككبراني مككن‬
‫قول ابن مسعود في حديث أولككه‪ :‬كككان فككي بنككي إسككرائيل الرجككل والمككرأة‬
‫يصلون جميعًا‪ .‬الحديث‪ ،‬وفي الباب عن أبي هريرة مرفوعا ً في خير صككفوف‬
‫الرجال والنساء وشرها‪ ،‬وغيره من الحاديث ول نطيككل بهككا‪ ،‬وأشككار لبعضككها‬
‫شيخنا في مختصر تخريج الهداية‪.‬‬

‫)‪ (42‬حديث‪ :‬اخشوشنوا‪ ،‬في‪ :‬تمعددوا‪.‬‬

‫)‪ (43‬حديث‪ :‬أخفوا الختان وأعلنوا النكاح‪ ،‬ل أصل للول‪ ،‬واسككتحباب‬
‫الوليمة لما يروى فيه‪ ،‬وكذا قول سالم ختنني أبي يعني ابن عمر أنا ونعيمككًا‪،‬‬
‫فذبح علينا كبشًا‪ ،‬فلقد رأيتنا وأنا لنجدل به على الصككبيان أن ذبككح لنككا كبشكًا‪،‬‬
‫وقد بوب له البخاري في الدب المفرد‪ :‬الدعوة في الختان‪ ،‬وكذا بوب‪ :‬اللهو‬
‫في الختان‪ ،‬وذكر حديثا ً كله مما يشهد للعلن به‪ ،‬وروى الككبيهقي عككن جككابر‬
‫عن النبي صلى الّله عليه وسلم‪] ،‬ص ‪ [29‬أنككه عككق عككن الحسككن والحسككين‬
‫وخنتهما لسبعة أيام‪ ،‬وأما الثاني فسيأتي في محله‪ ،‬وما نقله ابن الحككاج فككي‬
‫مدخله من اختصاص الخفاء بالناث‪ ،‬فالمعنى عليه والعرف يشهد له‪ ،‬ولكككن‬
‫ورد عن عائشة رضي الّله عنها إظهاره فيه أيضًا‪.‬‬

‫)‪ (44‬حديث‪ :‬أخوك البكري ول تأمنه‪ .‬أبو داود في سننه‪ ،‬وأحمد فككي‬
‫مسنده‪ ،‬وغيرهما‪ ،‬عن عمرو بن الفغوا الخزاعي فككي قصككة‪ ،‬ورواه مقتصككرا ً‬
‫خرمة مرفوعًا‪.‬‬‫م ْ‬
‫عليه العسكري في المثال من حديث المسور بن َ‬

‫)‪ (45‬حديث‪ :‬أدبني ربي فأحسن تأديبي)‪ ،(1‬العسكري في المثال من‬


‫جهة السدي عن أبي عمارة عن علي رضي الّله عنه‪ ،‬قال‪ :‬قدم بنو نهككد بككن‬
‫زيد على النبي صلى الّله عليه وسلم‪ ،‬فقالوا‪ :‬أتيناك من غوري تهامة‪ ،‬وذكككر‬
‫خطبتهم‪ ،‬وما أجابهم به النبي صلى الّله عليه وسلم‪ ،‬قال‪ :‬فقلنا‪ :‬يا نبي الّله‪،‬‬
‫نحن بنو أب واحد‪ ،‬ونشأنا في بلد واحد‪ ،‬وإنك لتكلم العرب بلسان مككا نفهككم‬
‫أكثره‪ ،‬فقال‪ :‬إن الّله عز وجل أدبني فأحسن أدبي‪ ،‬ونشأت في بني سعد بن‬
‫بكر‪ ،‬وسنده ضعيف جدًا‪ ،‬وإن اقتصر شيخنا على الحكككم عليككه بالغرابككة فككي‬
‫بعض فتاويه‪ ،‬ولكن معناه صحيح‪ ،‬وكذا جزم ابككن الثيككر بحكككايته فككي خطبككة‬
‫النهاية وغيرها‪ ،‬ل سيما وفي تاريخ أصبهان لبي ُنعيم بسند ضعيف أيضًا‪ ،‬من‬
‫حديث ابن عمر قال‪ :‬قال عمر‪ :‬يا نككبي الّلكه‪ ،‬مكا لكك أفصككحنا؟ فقكال النككبي‬
‫صلى الّله عليه وسلم‪ :‬جاءني جبريل فلقنني لغة أبككي إسككماعيل‪ ،‬بككل أخككرج‬
‫أبو سعد ابن السمعاني في أدب الملء بسند منقطع‪ ،‬فيه من لم أعرفه عن‬
‫عبد الّله أظنه ابن مسعود رضي الّله عنه قال‪ :‬قال رسككول الل ّككه صككلى الل ّككه‬
‫عليه وسلم‪ :‬إن الّله أدبني فأحسن تأديبي‪ ،‬ثم أمرني بمكارم الخلق‪ ،‬فقال‪:‬‬
‫خذ العفو‪ ،‬وأمر بالمعروف‪ ،‬وأعرض عن الجاهلين‪ ،‬ولثابت السرقسطي فككي‬
‫الدلئل‪ ،‬بسند واه‪ ،‬من حديث جد محمد بن عبد الرحمن الزهري‪ ،‬قال‪ :‬قككال‬
‫رجل من بني سليم للنبي صلى الّله عليه وسككلم‪] :‬ص ‪ [30‬يككا رسككول الل ّككه‪،‬‬
‫أيدالك الرجل امرأته‪ ،‬قال‪ :‬نعم‪ ،‬إذا كان ملفجًا‪ ،‬قال‪ :‬فقككال لككه أبككو بكككر‪ :‬يككا‬
‫رسول الّله‪ ،‬ما قال لك‪ ،‬قال‪ :‬قال لي أيماطل الرجل امرأته‪ ،‬قلت‪ :‬نعككم‪ ،‬إذا‬
‫كان مفلسًا‪ ،‬قال‪ :‬فقال أبو بكر‪ :‬ما رأيت أفصح منك‪ ،‬فمن أدبككك يككا رسككول‬
‫الّله؟ قال‪ :‬أدبني ربي‪ ،‬ونشأت في بني سعد‪ .‬وبالجملككة فهككو كمككا قككال ابككن‬
‫تيمية‪ :‬ل يعرف له إسناد ثابت‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫)‪ (1‬قرأته مسندا ً بإسككناد ضككعيف‪ ،‬فككي كتككاب الربعيككن‪ ،‬المنسككوب للقطككب‬
‫الكككبير أحمككد الرفككاعي‪ ،‬لكنككي غيككر واثككق مككن صككحة مككا ينسككب إليككه مككن‬
‫المؤلفات‪ ،‬لنها من صنع أبي الهدى الصيادي الذي كان يكتككب مؤلفككات فككي‬
‫مناقب الرفاعي‪ ،‬وينسبها إلى علماء في القككرن الثككامن الهجككري أو قبلككه أو‬
‫بعده‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬

‫)‪ (46‬حديث‪ :‬ادرؤوا الحدود بالشبهات‪ ،‬الحارثي في مسند أبي حنيفة له‬
‫من حديث مقسم عن ابن عباس به مرفوعًا‪ ،‬وكذا هو عند ابككن عككدي أيض كًا‪،‬‬
‫وفي ترجمة الحسين بن علي بن أحمد الخياط المقري من الذيل لبي سككعد‬
‫بن السمعاني من روايته عنه عن أبي منصور محمد بككن أحمككد بككن الحسككين‬
‫النديم الفارسي‪ ،‬أنا جناح بن نذير حككدثنا أبككو عبككد الل ّككه ابككن بطككة العكككبري‪،‬‬
‫حدثنا أبو صالح محمد بن أحمد بن ثابت‪ ،‬حدثنا أبككو مسككلم إبراهيككم بككن عبككد‬
‫الصمد‪ ،‬حدثنا محمد بن أبي بكر المقدسي حدثنا محمككد بككن علككي الشككامي‪،‬‬
‫حدثنا أبو عمران الجوني عن عمر بن عبد العزيككز فككذكر قصككة طويلككة فيهككا‪:‬‬
‫قصة شيخ وجدوه سكران‪ ،‬فأقام عمر عليه الحد ثمانين‪ ،‬فلما فكرغ قكال‪ :‬يكا‬
‫عمر ظلمتني فإنني عبد فاغتم عمر ثم قال‪ :‬إذا رأيتككم مثككل هككذا فككي هيئتككه‬
‫وسمته وفهمه وأدبه فاحملوه على الشبهة‪ ،‬فإن رسول الّله صلى الّله عليككه‬
‫وسلم قال‪ :‬ادرؤوا الحدود بالشبهة‪ ،‬قال شيخنا‪ :‬وفككي سككنده مككن ل يعككرف‪،‬‬
‫ولبن أبي شيبة من طريق إبراهيم النخعي عن عمككر قككال‪ :‬لن أخطككئ فككي‬
‫الحدود بالشبهات‪ ،‬أحب إلي من أن أقيمها بالشبهات‪ ،‬وكذا أخرجه ابن حككزم‬
‫في اليصال له بسند صحيح‪ ،‬وعند مسدد مككن طريككق يحيككى بككن سككعيد عككن‬
‫عاصم عن أبي وائل عن ابن مسعود أنه قال‪ :‬ادرؤوا الحدود عككن عبككاد الل ّككه‬
‫عز وجل‪ ،‬وكذا أشار إليه البيهقي من حديث الثوري عن عاصم بلفظ‪ :‬ادرؤوا‬
‫الحدود بالشبهات‪ ،‬ادفعوا القتل عن المسلمين ما استطعتم‪ ،‬وقال‪ :‬أنه أصح‬
‫ما فيه‪ ،‬وفي الباب ما أخرجككه الترمككذي والحككاكم والككبيهقي وأبككو يعلككى مككن‬
‫طريق الزهري عن عروة عن عائشة مرفوعًا‪ :‬ادرؤوا الحدود عن المسككلمين‬
‫ما استطعتم‪ ،‬فإن كان له مخرج فخلوا سككبيله‪ ،‬فككإن المككام أن يخطككئ فككي‬
‫العفو خير من أن يخطئ في العقوبة‪ ،‬وفككي سكنده يزيكد بكن أبككي زيكاد وهككو‬
‫ضعيف‪ ،‬ل سيما وقد رواه وكيع عنه موقوفًا‪ ،‬وقال الترمذي‪ :‬أنه أصككح‪ ،‬قككال‪:‬‬
‫وقد روي عن غير واحد من الصحابة أنهم ]ص ‪ [31‬قالوا ذلك‪ ،‬وقال البيهقي‬
‫في السنن‪ :‬رواية وكيع أقرب إلى الصواب‪ ،‬قال‪ :‬ورواه رشككدين عككن عقيككل‬
‫عككن الزهككري‪ ،‬ورشككدين ضككعيف أيضكًا‪ :‬وروينككاه عككن علككي مرفوعكًا‪ :‬ادرؤوا‬
‫الحدود‪ ،‬ول ينبغي للمام أن يعطل الحدود‪ ،‬وفيه المختار بن نافع‪ ،‬وهو منكككر‬
‫الحديث كما قاله البخاري‪ ،‬وروي عن عقبة ومعاذ موقوفكًا‪ ،‬وُأخكرج عكن ابكن‬
‫ماجه من جهة إبراهيم بن الفضل وهو ضعيف عن سعيد بن أبككي سككعيد عككن‬
‫أبي هريرة رفعه‪ :‬ادفعوا الحدود ما وجدتم له مدفعًا‪.‬‬

‫)‪ (47‬حديث‪ :‬ادفنوا موتاكم وسط قوم صالحين‪ ،‬فإن الميت يتأذى بجار‬
‫السوء‪ ،‬كما يتأذى الحي بجار السوء‪ ،‬أبككو ُنعيككم فككي الحليككة‪ ،‬والخليلككي‪ ،‬مككن‬
‫حديث سليمان بن عيسى حدثنا مالك عن عمه نافع بن مالكك عكن أبيكه عكن‬
‫أبي هريرة مرفوعا ً بهذا‪ ،‬وسليمان متروك‪ ،‬بل اتهم بالكذب والوضككع‪ ،‬ولكككن‬
‫لم يزل عمل السلف والخلف على هذا‪ ،‬وما يروى في كون الرض المقدسة‬
‫ل تقدس أحدا ً إنما يقدس المرء عمله)‪ (1‬قد ل ينافيه‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫)‪ (1‬ليس بثابت في المرفوع‪ ،‬ثم حديث الترجمة في الجار الصالح الذي ينفع‬
‫جاره بالشفاعة ونحوها‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬

‫)‪ (48‬حديث‪ :‬أد المانة إلى من ائتمنك‪ ،‬ول تخن من خانككك‪ ،‬أبككو داود‬
‫والترمذي من رواية شربك وقيس بن الربيع كلهما عن أبي صالح‪ ،‬والحارث‬
‫من رواية الحسن كلهما عككن أبككي هريككرة‪ ،‬وقككال الترمككذي‪ :‬حسككن غريككب‪،‬‬
‫وأخرجه الدارمي في مسنده‪ ،‬والدارقطني‪ ،‬والحاكم‪ ،‬وقال‪ :‬إنه صحيح علككى‬
‫شرط مسلم‪ ،‬كلهم عن شريك بهذا‪ ،‬وفي البككاب عككن جماعككة مككن الصككحابة‬
‫كأنس عند الطبراني فككي الكككبير والصككغير برجككال ثقككات‪ ،‬وعككن أبككي أمامككة‬
‫بإسناد فيه مقال‪ ،‬ولكن قككد أعككل ابككن حككزم حككديث أبككي هريككرة‪ ،‬وكككذا ابككن‬
‫القطان والبيهقي‪ ،‬وقال أبو حاتم‪ :‬إنه منكر‪ ،‬وقال الشافعي‪ :‬إنه ليس بثككابت‬
‫عند أهله‪ ،‬وقال أحمد‪ :‬هذا حديث باطل‪ ،‬ل أعرفه عن النبي صلى الل ّككه عليككه‬
‫وسلم من وجه صحيح‪ ،‬قال ابن ماجه‪ :‬وله طكرق سكتة كلهكا ضكعيفة‪ ،‬قلكت‪:‬‬
‫لكن بانضمامها يقوى الحديث‪ ،‬وعن محمد بن كعب عككن ابككن عبككاس رفعككه‪:‬‬
‫إن عيسى عليه السلم قككام فككي بنككي إسككرائيل‪ ،‬فقككال‪ :‬يككا بنككي إسككرائيل ل‬
‫تظلموا ظالمًا‪ ،‬ول تكافئوا ظالمًا‪ ،‬فيبطل فضلكم عند ربكم‪ ،‬وعن قتادة فككي‬
‫قككوله }ولمككن انتصككر بعككد ظلمككه{ قككال‪ :‬هككذا فيمككا يكككون بيككن النككاس مككن‬
‫القصاص‪ ،‬فأما لو ظلمك رجل لكم يحكل لكك أن تظلمكه‪] ،‬ص ‪ [32‬أخرجهمكا‬
‫العسكري‪ ،‬وقال‪ :‬هذا مذهب الحسن‪ ،‬وخالفه الشافعي‪ ،‬فإنه قال‪ :‬إذا كككانت‬
‫زوج أبي سكفيان وككانت القيكم علكى ولكدها لصكغرهم بكأمر زوجهكا أذن لهكا‬
‫رسول الّله صلى الّله عليه وسلم لما شكت إليه‪ ،‬أن تأخذ من ماله ما يكفيها‬
‫بالمعروف‪ ،‬فمثلها الرجل يكون له الحككق علككى الرجككل يمنعككه إيككاه‪ ،‬فلككه أن‬
‫يأخذ من ماله حيث وجده بوزنه أو كيله فإن لككم يكككن لككه مثككل كككانت قيمتككه‬
‫دنانير أو دراهم‪ ،‬فإن لم يجد له باع ع ََرضه واستوفى من ثمنه حقه‪ ،‬ثم حمل‬
‫النهي على الزائد على استيفاء حقككه معلل ً بككأنه قككد خككانه ومككن هككذا مسككألة‬
‫الظفر)‪.(1‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫)‪ (1‬هي أن يظفر الشخص بمال مثل ً لخر‪ ،‬وللظافر على صاحب المال حق‪،‬‬
‫فهل يأخذ من المال الذي ظفر به حقه؟‪.‬‬
‫)‪ (49‬حديث‪ :‬إذا آخى الرجل الرجل فليسأله عن اسككمه واسككم أبيككه‬
‫وممن هو فإنه أوصل للمودة‪ ،‬الترمككذي فككي الزهككد مككن جككامعه مككن حككديث‬
‫عمران بن مسلم القصير عن سعيد بن سليمان الربعي عن أبي مودود يزيد‬
‫بن نعامة السهمي البصري به مرفوعًا‪ ،‬وقال‪ :‬إنه غريب)‪ ،(1‬ل نعرفه إل من‬
‫هذا الوجه‪ ،‬ول نعرف ليزيد سماعا ً من النبي صلى الل ّككه عليككه وسككلم انتهككى‪،‬‬
‫وجزم أبو حاتم بأنه ل صحبة له‪ ،‬وخلط البخاري في إثباتها له‪ ،‬وكذا قال ابككن‬
‫حبان‪ :‬إن له صحبة‪ ،‬وقال البغوي‪ :‬اختلف فيها‪ ،‬غير أن أبا بكر ابن أبي شيبة‬
‫أخرج حديثه في مسنده‪ ،‬قال الترمذي‪ :‬ويروى عن ابن عمر مرفوع كا ً نحككوه‪،‬‬
‫ول يصح إسناده انتهى‪ ،‬ويروى كما فككي مسككند الفككردوس عككن أنككس رفعككه‪:‬‬
‫ثلثة من الجفاء‪ ،‬وذكر منها عدم معرفة المرء اسم من يواخيه‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫)‪ (1‬يعني‪ :‬ضعيف‪ ،‬وهككذا مككراده إذا وصككف الحككديث بالغرابككة‪ ،‬أمككا إذا قككال‪:‬‬
‫حسن غريب‪ ،‬أو صحيح غريب‪ ،‬فمراده التفرد ل الضعف‪.‬‬

‫)‪ (50‬حديث‪ :‬إذا أتاكم كريم قوم فأكرموه‪ ،‬ابن ماجه في سككننه مككن‬
‫حديث سعيد بن مسلمة عن محمد بن عجلن عن نافع عن ابككن عمككر رفعككه‬
‫بهذا‪ .‬وسنده ضعيف‪ ،‬لكن روى الطبراني في الوسط من حديث حصين بككن‬
‫عمر الحمسي عن إسماعيل ابن أبي خالككد عككن قيككس بككن أبككي حككازم عككن‬
‫جرير البجلي‪ ،‬قال‪] :‬ص ‪ [33‬لما بعث النككبي صككلى الل ّككه عليككه وسككلم أتيتككه‪،‬‬
‫فقال‪ :‬ما جاء بككك؟ قلككت‪ :‬جئت لسككلم فككألقى إلككي كسككاءه وقككال‪ :‬وذكككره‪،‬‬
‫وحصين فيه ضعف‪ ،‬وله طريق آخر عند الطككبراني فككي الوسككط‪ ،‬والصككغير‪،‬‬
‫بسند ضعيف‪ ،‬وآخر عند البزاز في مسنده من حديث الجريري وهككو ضككعيف‬
‫مر عن جريككر‪ ،‬قككال‪ :‬أتيككت النككبي صككلى‬ ‫أيضًا‪ ،‬عن ابن بريدة عن يحيى بن يعْ َ‬
‫الّله عليه وسلم فبسط لي رداءه وقال لي‪ :‬اجلس على هذا‪ ،‬فقلت‪ :‬أكرمك‬
‫الّله كما أكرمتني‪ ،‬فقال صلى الّله عليه وسلم وذكره‪ ،‬وقال‪ :‬إنه غريب بهككذا‬
‫السناد‪ ،‬ويحيى بن يعمر ل نعلككم روى عككن جريككرا ً إل هككذا‪ ،‬وللعسكككري فككي‬
‫المثال‪ ،‬وابن شاهين‪ ،‬وابن السكن‪ ،‬وأبي ُنعيم‪ ،‬وابن منككده‪ ،‬فككي كتبهككم فككي‬
‫الصحابة‪ ،‬وأبي سككعد فككي شككرف المصككطفى‪ ،‬والحكيككم الترمككذي‪ ،‬وآخريككن‪،‬‬
‫كلهم من طريق صابر بن سالم بن حميد بن يزيككد بكن عبككد الل ّككه بككن ضكمرة‬
‫حدثني أبي عن أبيه حدثني يزيد بككن عبككد الل ّككه‪ ،‬حككدثتني أخككتي أم القصككاف‪،‬‬
‫قالت‪ :‬حدثني أبي عبد الّله بن ضمرة أنككه بينمككا هككو قاعككد عنككد رسككول الل ّككه‬
‫صلى الّله عليه وسلم في جماعة من أصحابه‪ ،‬إذ قككال لهكم‪ :‬سككيطلع عليكككم‬
‫من هذه الثنية خير ذي يمن‪ ،‬فإذا هم بجرير بن عبد الّله‪ .‬فذكر قصككة طولهككا‬
‫بعضهم‪ ،‬وفيه‪ :‬فقالوا‪ :‬يا نبي الّله‪ ،‬لقد رأينا منك له ما لم نره لحككد؟ فقككال‪:‬‬
‫نعم‪ ،‬هذا كريم قوم فإذا أتاكم‪ ،‬وذكره‪ ،‬وليس عند ابن السكن حدثتني أختي‪،‬‬
‫وسنده مجهول‪ ،‬وللعسكري فقط من حديث مجالد عكن الشكعبي عكن عكدي‬
‫بن حاتم رضي الّله عنه أنه لما دخل على النبي صلى الّله عليه وسلم ألقككى‬
‫إليه وسادة فجلس على الرض وقال‪ :‬أشهد أنك ل تبغي علوا ً في الرض ول‬
‫فسادًا‪ ،‬وأسلم‪ ،‬ثم قال رسول الّله صلى الل ّككه عليككه وسككلم وذكككره‪ ،‬وسككنده‬
‫ضعيف أيضًا‪ ،‬وللدولبي في الكنككى مككن حككديث عبككد الرحمككن بككن خالككد بككن‬
‫عثمان عن أبيه عن جده عثمان عن جده محمد بن عثمان بككن عبككد الرحمككن‬
‫عن أبيه عثمان عن جده أبي راشد عبد الرحمن بن عبد‪ ،‬قككال‪ :‬قككدمت علككى‬
‫النبي صلى الّله عليه وسلم في مائة راجل من قككومي‪ ،‬فككذكر حككديثًا‪ ،‬وفيككه‪:‬‬
‫أن النبي صلى الّله عليه وسلم أكرمه وأجلسه وكساه ورفع رداءه ودفع إليه‬
‫عصاه وأنه أسلم‪ ،‬فقككال لككه رجككل مككن جلسككائه‪ :‬يككا رسككول الل ّككه‪ ،‬إنككا نككراك‬
‫أكرمت هذا الرجككل؟ فقككال‪ :‬إن هككذا شككريف قككوم‪ ،‬وإذا أتككاكم شككريف قككوم‬
‫فأكرموه‪ ،‬ولبي داود في المراسيل وسككنده صككحيح مككن حككديث طككارق عككن‬
‫ل‪ ،‬وليككس بشككيء‬ ‫ل‪ :‬إذا أتاكم‪ ،‬وذكككره‪ ،‬وقككال‪ :‬روي متصك ً‬ ‫الشعبي رفعه مرس ً‬
‫انتهى‪ ،‬وفي الباب عن جابر‪ ،‬وابن عباس‪ ،‬ومعاذ‪ ،‬وأبي ]ص ‪ [34‬قتادة‪ ،‬وأبي‬
‫هريرة‪ ،‬وآخرين‪ ،‬منهم أنككس وهككو عنككد الحككاكم فككي المعرفككة‪ ،‬والككتيمي فككي‬
‫ترغيبه من حديث معبد بن خالد بككن أنككس عككن جككده‪ ،‬وبهككذه الطككرق يقككوى‬
‫الحكديث‪ ،‬وإن ككانت مفرداتهككا كمكا أشككرنا إليكه ضككعيفة‪ ،‬ولكذا انتقكد شككيخنا‬
‫وشيخه رحمهما الّله الحكم عليه بالوضع‪.‬‬

‫)‪ (51‬حديث‪ :‬إذا أحببتموهم فأعلموهم‪ ،‬وإذا أبغضتموهم فتجنبوهم‪ ،‬أما‬


‫الشق الول فهو معنى الحديث الذي بعده‪ ،‬ولذا قال صلى الّله عليككه لمعككاذ‪:‬‬
‫إني أحبك)‪ ،(1‬وأما الثاني فل أعلمه‪ ،‬وليس هو بصحيح على الطلق‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫)‪ (1‬فقل دبر كل صلة‪ :‬الّلهم أعني علككى ذكككرك‪ ،‬وشكككرك‪ ،‬وحسككن عبادتككك‪ .‬رواه أبككو‬
‫داود وغيره‪ ،‬ونرويه مسلسل ً بقول كل راو إني أحبك فقل‪ ،‬وهو حديث صحيح‪.‬‬

‫)‪ (52‬حديث‪ :‬إذا أحب الرجل أخاه فليخبره أنه يحبه‪ ،‬البخاري في الدب‬
‫المفرد‪ ،‬وأبككو داود واللفككظ لككه‪ ،‬والترمككذي‪ ،‬والنسككائي‪ ،‬وآخككرون‪ ،‬كلهككم مككن‬
‫حديث ابن عبيد عن المقدام بن معدي كرب به مرفوعًا‪ ،‬ولفظ البخككاري‪ :‬إذا‬
‫أحب أحدكم أخاه فليعلمه أنككه أحبككه‪ ،‬ولفككظ الترمككذي‪ :‬فليعلمككه إيككاه‪ .‬وقككال‬
‫النسائي "ذلك" بدل‪ :‬إياه‪ ،‬وصححه ابن حبان‪ ،‬والحاكم‪ ،‬وقكال الترمكذي‪ :‬إنكه‬
‫حسن صحيح غريب‪ ،‬زاد بعضهم‪ :‬ثم ليزره‪ ،‬ول يكونن أول قاطع‪ ،‬وفي لفككظ‬
‫للطبراني والبيهقي في الشعب عن ابن عمر فليخبره فككإنه يجككد مثككل الككذي‬
‫يجده له‪ ،‬وفي آخر عند غيره عن أبي ذر فليأته في منزله فليخبره أنه يحبككه‪،‬‬
‫وفي الباب عن أنس وأبي سعيد وآخرين منهم مككن لككم يسككم‪ ،‬أخككرج حككديثه‬
‫البخاري في الدب المفرد من حديث مجاهد‪ ،‬قال‪ :‬لقيني رجل من الصككحابة‬
‫فأخذ بمنكبي من ورائي قال‪ :‬أما إني أحبك‪ ،‬قال‪ :‬أحبككك الككذي أحببتنككي لككه‪،‬‬
‫فقال‪ :‬لول أن رسول الّله صلى الّله عليه وسلم قال‪ :‬إذا أحب الرجل الرجل‬
‫خطبة‪ ،‬قال‪ :‬أمككا إن‬ ‫ي ال ِ‬
‫فليخبره أنه أحبه ما أخبرتك‪ ،‬قال‪ :‬ثم أخذ يعرض عل ّ‬
‫عندنا جارية إل أنها عوراء‪.‬‬

‫)‪ (53‬حديث‪ :‬إذا أراد الل ّككه إنفككاذ قضككائه وقككدره سككلب ذوي العقككول‬
‫عقولهم‪ ،‬حتى ينفذ فيهم قضاؤه وقدره‪ ،‬أبو ُنعيككم فككي تاريككخ أصككبهان‪ ،‬ومككن‬
‫طريقه الديلمي في ]ص ‪ [35‬مسنده من حديث سعيد بن سليمان بن حرب‬
‫عن أبيه عن عكرمة عن ابن عباس به مرفوعًا‪ ،‬وكذا أخرجه الخطيب وغيره‬
‫بلفظ‪ :‬إن الّله إذا أحب نفاذ أمر‪ ،‬وذكره‪ ،‬وأعله الخطيب بلحق بن الحسين‪،‬‬
‫وقال‪ :‬إنه كذاب يضع انتهى‪ ،‬وسعيد أيضا ً متروك‪ ،‬وعند البيهقي في الشككعب‬
‫من حديث المنهال بن عمر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس من قككوله‪ :‬إن‬
‫القدر إذا جاء حال دون البصر‪ ،‬قال‪ :‬ورواه عكرمة عن ابكن عبككاس قككال‪ :‬إذا‬
‫جاء القضاء ذهب البصر‪ ،‬وعن نافع بن الزرق في معناه‪ :‬أرأيت الهدهد كيف‬
‫يجيء فينقر الرض‪ ،‬فيصيب موضع الماء‪ ،‬ويجيء إلككى الفككخ وهككو ل يبصككره‬
‫حتى يقع في عنقه‪ ،‬وعنككد الترمككذي‪ :‬إذا جككاء القككدر عمككي البصككر‪ ،‬وإذا جككاء‬
‫الحين غطى العين‪ ،‬وحديث ابن عباس معزو للحاكم بلفظ‪ :‬إذا نككزل القضككاء‬
‫عمي البصر‪ ،‬فينظر‪ ،‬وفككي البككاب عككن ابككن عمككر‪ ،‬وعلككي‪ ،‬وفككي حككديثه مككن‬
‫الزيادة‪ :‬فإذا مضى أمره رد إليهم عقولهم‪ ،‬وبعث الندامككة‪ ،‬وأنشككد أبككو عمككر‬
‫الزاهد غلم ثعلب لنفسه‪:‬‬
‫إذا أراد الّله أمرًابامرئ * وكان ذا رأي وعقل وبصر‬
‫وحيلة يعملها في كل ما * يأتي به محتوم أسباب القدر‬

‫أغواه الجهل وأعمى عينه * فسله عن عقله سل الشعر‬


‫حتى إذا أنفذ فيه حكمه * رد عليه عقله ليعتبر‬
‫)‪ (54‬حديث‪ :‬إذا أكلتم فأفضلوا)‪.(1‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫)‪ (1‬لم يتكلم عليه المؤلف‪ ،‬وهو حديث ل أصل له‪.‬‬

‫)‪ (55‬حديث‪ :‬إذا انتصف شعبان فل صوم حتى رمضان‪ ،‬أحمد والدارمي‬
‫والربعة‪ ،‬وصححه ابن حبان وأبو عوانة وغيرهما‪ ،‬والككدينوري فككي المجالسككة‬
‫كلهم من حديث العلء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة بككه مرفوع كًا‪،‬‬
‫وله شاهد عند الطبراني في الوسط‪ ،‬والبيهقي في الخلفيات‪ ،‬والككدارقطني‬
‫في الفراد‪ ،‬من غير جهة العلء‪ ،‬فأخرجوه من جهة المنكككدر بككن محمككد عككن‬
‫أبيه عن عبد الرحمن والد العلء‪ ،‬وقد أفردت فيه جزءًا‪.‬‬

‫)‪ (56‬حديث‪ :‬إذا بليتم فاستتروا‪ ،‬يأتي في‪ :‬من أتى من هذه القاذورات‬
‫شيئًا‪.‬‬

‫)‪ (57‬حديث‪ :‬إذا جئت يا معاذ أرض الحصيب ‪ -‬يعني من اليمن ‪ -‬فهرول‪،‬‬
‫فإن ]ص ‪ [36‬بها الحور العين‪ ،‬ل أعرفه)‪ ،(1‬وفي القاموس‪ :‬وكزب َي ْككر موضككع‬
‫باليمن فاقت نساؤه حسنًا‪ ،‬ومنه إذا دخلت أرض الحصيب فهرول‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫)‪ (1‬ولوائح الوضع ظاهرة عليه‪.‬‬

‫)‪ (58‬حديث‪ :‬إذا حج رجل بمال من غير حله فقال‪ :‬لبيك الّلهم لبيك قال‬
‫الّله عز وجل‪ :‬ل لبيك ول سعديك‪ ،‬هذا مردود عليك‪ ،‬الديلمي من حديث أبي‬
‫الغصن الدجين بن ثابت عن أسلم مولى عمر عن عمر رفعه بهذا‪ ،‬والدجين)‬
‫‪ (1‬ضعيف‪ ،‬وله شاهد عند البزار بسند ضعيف أيضا ً عككن أبككي هريككرة رفعككه‪:‬‬
‫م هذا البيت من الكسب الحرام شخص في غير طاعة الل ّككه‪ ،‬فككإذا أهككل‬ ‫من أ ّ‬
‫ووضع رجله في الغرز أو الركككاب‪ ،‬وانبعثككت بككه راحلتككه‪ ،‬وقككال‪ :‬لبيككك الّلهككم‬
‫لبيك‪ ،‬نادى مناد من السماء ل لبيك ول سعديك‪ ،‬كسبك حرام‪ ،‬وزادك حككرام‪،‬‬
‫وراحلتك حرام‪ ،‬فارجع مأزورا ً غير مأجور‪ ،‬وأبشر بما يسوؤك‪ ،‬الحديث‪ .‬وهككو‬
‫عند الخلعي من هذا الوجه‪ ،‬بلفظ‪ :‬من تيمم بكسككب حككرام حاج كًا‪ ،‬كككان فككي‬
‫غير طاعة الّله‪ ،‬حتى إذا وضع رجله في الغرز وبعث راحلته‪ ،‬قال‪ :‬لبيك الّلهم‬
‫لبيك‪ ،‬ينادي مناد من السماء ل لبيك ول سعديك‪ ،‬كسبك حرام‪ ،‬وثيابك حرام‪،‬‬
‫وراحلتك حرام‪ ،‬وزادك حرام‪ ،‬فارجع مذموما ً غير مأجور‪ ،‬أبشر بما يسككوؤك‪،‬‬
‫الحديث‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫)‪ (1‬قال ابن هدى‪ :‬قد روي لنا عن يحيى بن معين أنه قال‪ :‬الدجين هو جحا‪،‬‬
‫وهذا لم يصح عنه‪.‬‬

‫)‪ (59‬حديث‪ :‬إذا حدثتم عني بحديث يوافق الحق فصدقوه‪ ،‬وخذوا به‪،‬‬
‫حدثت به أو لم أحدث‪ ،‬الدارقطني في الفراد‪ ،‬والعقيلي في الضككعفاء‪ ،‬وأبككو‬
‫جعفر بن البختري في الجزء الثالث عشر من فوائده‪ ،‬من حديث محمككد بككن‬
‫عون الزيادي حدثنا أشعث بن نزار)‪ (1‬عن قتادة عن عبد الّله بن شقيق عن‬
‫أبي هريرة به مرفوعًا‪ ،‬وقال الككدارقطني‪ :‬إن أشككعث تفككرد بككه انتهككى‪ ،‬وهككو‬
‫شديد الضعف‪ ،‬والحديث منكر جدًا‪ ،‬استنكره العقيلككي‪ ،‬وقككال‪ :‬إنككه ليككس لككه‬
‫إسناد يصح‪ ،‬قلككت‪ :‬فمككن طرقككه مكا عنككد الطككبراني فكي الكككبير مكن حككديث‬
‫ضين عن سالم بن عبد الّله بن عمر عن أبيه مرفوعًا‪ :‬سئلت اليهككود عككن‬ ‫الوَ ِ‬
‫]ص ‪ [37‬موسى فأكثروا فيه‪ ،‬وزادوا ونقصوا حتى كفروا‪ ،‬وسككئلت النصككارى‬
‫عن عيسى فككأكثروا فيككه‪ ،‬وزادوا ونقصككوا حككتى كفككروا‪ ،‬وإنككه ستفشككو عنككي‬
‫أحاديث فما أتاكم من حديثي فاقروؤا كتاب الّله واعتبروا‪ ،‬فمككا وافككق كتككاب‬
‫الّله فأنا قلته‪ ،‬وما لم يوافق كتاب الّله فلم أقله‪ ،‬وقد سئل شككيخنا عككن هككذا‬
‫الحديث‪ ،‬فقكال‪ :‬إنكه جكاء مكن طكرق ل تخلكو مكن مقكال‪ ،‬وقكد جمكع طرقكه‬
‫البيهقي في كتاب المدخل)‪ (2‬ومعناه إن ثبت أن يحمل قوله ‪ -‬يعنككي الككوارد‬
‫في بعض طرقه ‪ -‬وإل فاتركوه على أن هنككاك حككذفا ً تقككديره‪ ،‬وإل إن خككالف‬
‫فاتركوه‪ ،‬فقد دخل في الشق الول وهو قوله إن وافق ما يوافككق نصكًا‪ ،‬ومككا‬
‫يوافق استنباطا ً أو ما يوافق خصوصًا‪ ،‬وما يوافق عمومًا‪ ،‬لقوله تعككالى }ومككا‬
‫أتاكم الرسول فخذوه{ فما ثبت عككن الرسككول فهككو مككأخوذ عككن الل ّككه‪ ،‬بكأمر‬
‫القرآن انتهى‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫)‪ (1‬كذا في النسخة الهندية‪ ،‬والصواب‪ :‬بككراز بضككم البككاء الموحككدة وهككو‬
‫الهجيمي‪.‬‬
‫)‪ (2‬واسككتوعبت طرقككه فككي كتككاب البتهككاج بتخريككج أحككاديث المنهككاج‬
‫للبيضاوي‪ ،‬وبينت بطلنه من جميع طرقككه‪ ،‬وأورده ابككن الجككوزي فككي‬
‫الموضوعات‪ ،‬بلفظ‪ :‬إذا حدثتم عني بحديث يوافكق الحكق فخككذوا بكه‪،‬‬
‫حدثت به أو لم أحدث به‪ ،‬وحاول السيوطي أن يتعقبه فلم يصب‪.‬‬

‫)‪ (60‬حديث‪ :‬إذا حدث الرجل بالحديث ثم التفت فهي أمانة‪ ،‬أبو داود‬
‫في سننه‪ ،‬والعسكري في المثال من حديث يحيككى بككن آدم‪ ،‬والترمككذي فككي‬
‫جامعه‪ ،‬وابن أبي الدنيا في الصمت من حديث ابن المبارك‪ ،‬وأبككو يعلككى فككي‬
‫وار‪ ،‬وهو وأحمد من حديث يزيد بككن هككارون‪،‬‬ ‫س ّ‬ ‫مسنده من حديث َ‬
‫شَبابة ابن َ‬
‫وأحمد فقط من حديث أبي عامر العقدي‪ ،‬وأبو الشيخ من حديث عاصككم بككن‬
‫علي‪ ،‬كلهم عككن ابككن أبككي ذئب هككو محمككد بككن عبككد الرحمككن‪ ،‬وكككذا أخرجككه‬
‫الطيالسي في مسنده عنه عن عبد الرحمن بن عطككاء عككن عبككد الملككك بككن‬
‫جابر بن عتيك عن جابر بن عبد الّله مرفوعا ً بككه‪ ،‬وألفككاظهم متقاربككة‪ ،‬وقككال‬
‫الترمذي‪ :‬إنه حسن‪ ،‬إنما نعرفه من حديث ابن أبي ذئب‪ ،‬قلككت‪ :‬وكككأنه عنككى‬
‫لفظا ً خاصًا‪ ،‬وإل فقد أخرجه أحمد أيضا ً عن أبي سلمة الخزاعي وموسى بن‬
‫داود‪ ،‬كلهما عن سليمان بن بلل عن ابن عطككاء هككذا‪ ،‬مككع أنككه اختلككف فيككه‬
‫على ابن أبي ذئب‪ ،‬فالجمهور كما تقككدم‪ ،‬ورواه الككبزار فككي مسككنده‪ ،‬فجعككل‬
‫شيخه فيه عبد الرحمن بن جابر‪ ،‬قال البزار‪ :‬وهذا عندي غير عبد الملككك بككن‬
‫جابر بن عتيك‪ ،‬قال‪ :‬ول نعلم روى عن جابر غير هككذا الحككديث‪ ،‬وأيض كا ً فككابن‬
‫عطاء قد اختلف فيه‪] ،‬ص ‪ [38‬فوثقه جماعة‪ ،‬ولينه آخرون‪ ،‬وقال البخككاري‪:‬‬
‫فيه نظر‪ ،‬فإمكا أن يككون الترمككذي اعتمككد تكوثيقه‪ ،‬أو حسككنه لشككاهده الككذي‬
‫أخرجه أبو يعلى في مسنده بسند ضعيف أيضا ً من حديث مالك بن دينار عن‬
‫أنس به مرفوعًا‪ ،‬وقد أورد الحديث الضككياء أيض كا ً فككي المختككارة لهككذا أيض كًا‪،‬‬
‫وقال العقيلي في ترجمة حسين بن عبد الّله بن ضككميرة لمككا سككاق لككه عككن‬
‫أبيه عن جده عن علي رفعه‪ :‬المجالس بالمانة‪ ،‬وهذا قد جاء عككن جككابر بككن‬
‫عتيك بلفظ‪ :‬إذا حدث الرجل ثم التفت فهي أمانة‪.‬‬

‫)‪ (61‬حديث‪ :‬إذا حضر الِعشاء والَعشاء فابدوؤا بالَعشاء‪ ،‬قال العراقي‬
‫في شرح الترمذي‪ :‬إنه ل أصل له في كتب الحديث بهذا اللفظ‪ ،‬قال تلميككذه‬
‫شيخنا في فتح الباري‪ :‬لكن رأيت بخط الحافظ قطب الدين ‪ -‬يعني الحلبي ‪-‬‬
‫أن ابن أبي شيبة أخككرج عككن إسككماعيل‪ ،‬يعنككي ابككن عليككة عككن ابككن إسككحاق‬
‫حدثني عبد الّله بن رافع عن أم سلمة مرفوعًا‪ :‬إذا حضككر الَعشككاء وحضككرت‬
‫الِعشاء فابدؤوا بالَعشاء‪ ،‬فإن كككان ضككبطه فككذاك‪ ،‬وإل فقككد رواه أحمككد فككي‬
‫مسنده عن إسماعيل‪ ،‬بلفظ‪ :‬وحضرت الصلة‪ ،‬ثم راجعت مصككنف ابككن أبككي‬
‫شيبة‪ ،‬فرأيت الحديث فيه كما أخرجه أحمد‪ ،‬وأصل الحديث في المتفق عليه‬
‫بلفظ‪ :‬إذا وضع الَعشاء وأقيمت الصلة فابدؤوا بالَعشاء‪ ،‬ولما أورده الصغاني‬
‫في مشارقه‪ :‬حكى أنه رأى النبي صلى الّله عليه وسلم فككي منككامه‪ ،‬وسككأله‬
‫عن صحته‪ ،‬فقال‪ :‬نعم‪ ،‬هو صحيح‪.‬‬
‫)‪ (62‬حديث‪ :‬إذا دخل الضيف على قوم دخل برزقه‪ ،‬وإذا خرج خككرج‬
‫بمغفرة ذنوبهم‪ ،‬الديلمي من حديث معروف بن حسككان‪ ،‬حككدثنا زيككاد العلككم‬
‫عن الحسن عن أنس مرفوعكا ً بهككذا‪ ،‬وسككنده ضككعيف‪ ،‬ولككه شككاهد عنككد أبككي‬
‫الشيخ من حديث عزة ابنة أبي قرصافة عن أبيها مرفوعًا‪ :‬إذا أراد الّله بقوم‬
‫خيرا ً أهدى إليهم هدية‪ ،‬قالوا‪ :‬يا رسول الّله‪ ،‬وما تلك الهديككة؟ قككال‪ :‬الضككيف‬
‫ينزل برزقه‪ ،‬ويرتحل وقد غفر الّله لهل المنزل‪ ،‬وكذا أخرجككه الككديلمي مككن‬
‫حديث إسحاق بن نجيح عن عطككاء الخراسككاني عككن أبككي ذر رفعككه‪ :‬الضككيف‬
‫يأتي برزقه‪ ،‬ويرتحل بذنوب القوم‪ ،‬يمحص عنهم ذنككوبهم‪ ،‬ومككن حككديث عبككد‬
‫الّله بن همام عن أبي الدرداء مرفوعا ً مثلككه‪ ،‬لكككن بلفككظ‪ :‬أهككل الككبيت‪ ،‬بكدل‬
‫القوم دون ما بعده‪ ،‬وفي رواية‪ :‬ويرتحل وقكد غفكر لهكل المنكزل‪] ،‬ص ‪[39‬‬
‫وحديث أبي ذر عند الديلمي‪ ،‬وكذا له عككن ابككن عبككاس رفعككه أيض كًا‪ :‬أكرمككوا‬
‫الضيف وأقروا الضيف‪ ،‬فإنه أول من يقدم برزقه جبريل مع رزق أهل البيت‪،‬‬
‫وفي الفراد للدارقطني من حديث هشكام بكن عكروة عككن أبيكه عكن عائشكة‬
‫رفعه‪ :‬إذا نزل الضيف بالقوم نزل برزقه‪ ،‬وقال‪ :‬غريب‪.‬‬

‫)‪ (63‬حديث‪ :‬إذا رأيتم الحريق فكبروا‪ ،‬فإنه يطفئه‪ ،‬الطبراني في الدعاء‬
‫من حديث عبد الرحمن بن الحارث عن عمرو بن شعيب عن أبيككه عككن جككده‬
‫مرفوعا ً بهذا‪ ،‬وهو عند البيهقي فكي الكدعوات مكن طريكق كامكل بكن طلحكة‬
‫حدثنا ابن لهيعة حدثنا عمرو به بلفظ‪ :‬استعينوا على إطفاء الحريق بككالتكبير‪،‬‬
‫وعي‬ ‫وللطبراني في الدعاء‪ ،‬وفي الوسط‪ ،‬من حديث أيككوب بككن نككوح المط ك ّ‬
‫حدثنا أبي حدثنا محمد بن عجلن عن سعيد بن أبي المقبري عن أبي هريككرة‬
‫رفعه‪ ،‬بلفظ‪ :‬أطفئوا الحريق بالتكبير‪ ،‬وقال‪ :‬لم يروه عن ابن عجلن إل نككوح‬
‫تفرد به ابنه‪ ،‬قلت‪ :‬ويشهد له ما رواه ابن السني عن أنس وجابر رضي الل ّككه‬
‫عنهما مرفوعًا‪ :‬إذا وقعت كبيرة أو هاجت ريح عظيمة فعليكم بالتكبير‪ ،‬فككإنه‬
‫يجلي العجاج السود‪.‬‬

‫)‪ (63‬حديث‪ :‬إذا رأيتم الرجل يتعاهد المساجد فاشهدوا له باليمان‪ ،‬فإن‬
‫الّله يقكول }إنمكا يعمكر مسكاجد الّلكه{ اليكة‪ ،‬أحمكد بكن حنبكل‪ ،‬وابكن منيكع‪،‬‬
‫والترمذي‪ ،‬وابن ماجه‪ ،‬والدارمي‪ ،‬وابن مردويه‪ ،‬من حديث أبككي الهيثككم عككن‬
‫أبي سعيد مرفوعا ً بهككذا‪ ،‬وقككال الترمككذي‪ :‬إنككه حسككن غريككب‪ ،‬وصككححه ابككن‬
‫خزيمة‪ ،‬وابن حبكان‪ ،‬والحككاكم‪ ،‬وفكي لفكظ الكديلمي عكن معكاذ بكن جبككل بكه‬
‫حّرجوا أن تشهدوا له أنه مؤمن‪.‬‬ ‫مرفوعًا‪ :‬إذا رأيتم الرجل يلزم المسد فل ت َ َ‬

‫)‪ (65‬حديث‪ :‬إذا سميتم فعبدوا‪ ،‬الديلمي عن معاذ بن جبل به مرفوعًا‪،‬‬


‫ومسدد ومن طريقه الطبراني في معجمه الكبير حدثنا أبككو أميككة ابككن يعلككى‬
‫عن أبيه عن عبد الملك بن أبي زهير الثقفي عككن أبيككه مرفوع كا ً بهككذا‪ ،‬وعنككد‬
‫مسلم كما تقدم في‪ :‬أحب‪ ،‬من حديث عبيد الّله بن عمر عن نككافع عككن ابككن‬
‫عمر رفعه‪ :‬أحب السماء إلى الّله عبد الّله وعبد الرحمن‪ ،‬وللطكبراني بسكند‬
‫ضعيف عن ابن مسعود رفعه‪ :‬أحب السماء إلى الل ّككه مككا تعبككد لككه‪ ،‬وأمككا مككا‬
‫يذكر على اللسنة من‪ :‬خير السماء ما حمكد ومككا عبككد فمككا علمتككه)‪] .(1‬ص‬
‫‪[40‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫)‪ (1‬بل ل أصل له‪.‬‬

‫)‪ (66‬حديث‪ :‬إذا صدقت المحبة سقطت شروط الدب‪ ،‬هو من كلم‬
‫المبّرد‪ ،‬بلفظ‪ :‬إذا صحت المودة سقط التكليككف والتعمككل‪ ،‬وأورده الخطككابي‬
‫في العزلة في باب ترك الكثار من الصدقاء‪ ،‬وفي الرسككالة للقشككيري عككن‬
‫الجنيد‪ :‬إذا سقطت المحبة سقط آدابها‪.‬‬
‫)‪ (67‬حديث‪ :‬إذا صليتم علي فعمموا‪ ،‬لم أقف عليه بهذا اللفظ‪ ،‬ويمكن‬
‫أن يكون بمعنى‪ :‬صلوا علي وعلى أنبياء الّله‪ ،‬فإن الّله بعثهم كما بعثني‪ ،‬وقد‬
‫بينته في القول البديع‪.‬‬

‫)‪ (68‬حديث‪ :‬إذا ضرب أحدكم فليجتنب الوجه‪ ،‬البخكاري مكن طريكق‬
‫همام‪ ،‬والنسائي من طريق عجلن‪ ،‬كلهما عن أبي هريرة مرفوعا ً بككه‪ ،‬وهككو‬
‫من الوجه الول عند الطبراني بلفظ‪ :‬إذا ضربتم فاتقوا الوجه‪ ،‬فإن الّله خلق‬
‫آدم علككى صككورته‪ ،‬ومككن الككوجه الثككاني عنككد ابككن منيككع بلفككظ‪ :‬إذا ضككربتم‬
‫المملوكين فل تضربوهم على وجوههم‪.‬‬

‫)‪ (69‬حديث‪ :‬إذا طلع النجم صباحا ً رفعت العاهة عن كل بلدة‪ ،‬أبو داود‬
‫مكن جهكة عطكاء بكن أبكي ربكاح عكن أبكي هريكرة رفعكه بهكذا‪ ،‬وككذا أخرجكه‬
‫الطبراني في ترجمة أحمد بن محمد بن يعقوب من معجمه الصكغير‪ ،‬بلفكظ‪:‬‬
‫إذا ارتفع النجم رفعت العاهة عن كل بلد‪ ،‬وهككو عنككد أبككي حنيفككة عككن عطككاء‬
‫ورواه عسل)‪ (1‬بن سكفيان عكن عطككاء بلفكظ‪ :‬مكا طلكع النجككم صكباحا ً قكط‬
‫ويقوم عاهة إل رفعت أو خفت‪ ،‬كما لمسدد‪ ،‬وفي لفظ عنه أخرجه أحمد‪ :‬ما‬
‫طلع النجم قط وفي الرض من العاهة شيء إل رفع والنجم الثريككا‪ ،‬ولحمككد‬
‫والبيهقي من حديث عثمان بن عبد الّله بن سراقة عن ابن عمر‪ ،‬قككال‪ :‬نهككى‬
‫رسول الّله صلى الّله عليه وسلم عن بيع الثمككار حككتى تككؤمن عليهككا العاهككة‪،‬‬
‫قيل أو قلت‪ :‬ومتى ذلك يا أبا عبد الرحمن؟ قال‪ :‬إذا طلعت الثريا‪ ،‬وطلوعها‬
‫صباحا ً يقع في أول فصل الصيف‪ ،‬وذلك عنككد اشككتداد الحككر فككي بلد الحجككاز‬
‫وابتداء نضج الثمار‪ ،‬والمعتبر في الحقيقة النضج‪ ،‬وطلككوع النجككم علمككة لككه‪،‬‬
‫وقد بينه في الحديث بقوله‪ :‬ويتبين الصفر من الحمر‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫)‪ (1‬بكسر أوله وسكون ثانيه‪ ،‬وقيل بفتح أوله وثانيه‪ ،‬هو التميمي‪ ،‬ضعيف‪.‬‬

‫)‪ (70‬حديث‪ :‬إذا طنت أذن أحدكم فليذكرني‪ ،‬وليصل علي‪ ،‬وليقل ذكر‬
‫الّله ]ص ‪ [41‬بخير من ذكرني بخير‪ ،‬الطبراني وابن السني في عمككل اليككوم‬
‫والليلة‪ ،‬والخرائطككي فككي المكككارم‪ ،‬وآخككرون عككن أبككي رافككع مرفوعكا ً بهككذا‪،‬‬
‫وسنده ضعيف‪ ،‬بل قال العقيلي‪ :‬إنه ليس له أصل‪ ،‬ونحوه ما عزاه السهيلي‬
‫وغيره للدارقطني من حديث مالك بن مغول عن الشعبي عن مسككروق عككن‬
‫عائشة مرفوعًا‪ :‬إن الّله أعطاني نهرا ً يقال له الكوثر في الجنة ل يدخل أحككد‬
‫أصبعيه في أذنيه إل سمع خرير ذلك النهر‪ ،‬قال‪ :‬فقلت يا رسول الّله‪ ،‬وكيف‬
‫ذلك؟ قال‪ :‬أدخلي أصبعيك في أذنيككك وشككدي‪ ،‬والككذي تسككمعين منهمككا مككن‬
‫خرير الكوثر‪ ،‬وهو عند ابن جرير في تفسيره عن أبي كريب عككن وكيككع عككن‬
‫أبي جعفر الرازي عن ابن أبي نجيح عن عائشة من قولها‪ ،‬قالت‪ :‬مككن أحككب‬
‫أن يسمع خرير الكوثر‪ ،‬فليجعل أصبعيه في أذنيككه‪ ،‬وهككذا مككع وقفككه منقطككع‪،‬‬
‫وقد رواه بعضهم عن ابن أبي نجيح عن رجل عنها‪ ،‬ول يثبت‪ .‬قال العماد ابن‬
‫كثير‪ :‬ومعناه من أحب أن يسمع خرير الكككوثر أي نظيككره ومككا يشككبهه ل أنككه‬
‫يسمعه بعينه‪ ،‬بل شبهت دويه بدوي ما تسمع إذا وضع النسككان أصككبعيه فككي‬
‫أذنيه والّله أعلم‪.‬‬

‫)‪ (71‬حديث‪ :‬إذا قضى الّله لعبد أن يموت بأرض جعل له إليها حاجة‪،‬‬
‫الترمذي فككي القككدر مككن جككامعه‪ ،‬وعبككد الل ّككه بككن أحمككد فككي زوائد المسككند‪،‬‬
‫وغيرهما من حديث أبي إسحاق السككبيعي عككن مطككر بككن عكككامس مرفوعكا ً‬
‫بهذا‪ ،‬وقال الترمككذي‪ :‬إنككه حسككن غريككب‪ ،‬ول يعككرف لمطككر غيككره‪ ،‬وصككححه‬
‫الحاكم‪ ،‬وهو عند الترمذي أيضا ً من حديث أبي المليح ابككن أسككامة عككن أبككي‬
‫عزة رفعه بلفظه سواء‪ ،‬وتككردد الككراوي هككل قككال‪ :‬إليهككا أو بهككا؟ وقككال‪ :‬إنككه‬
‫صحيح‪ ،‬وكذا صححه ابن حبان والحاكم‪ ،‬وهو عنده بلفظين أولهما‪ :‬إذا قضككى‬
‫الّله لرجل موتا ً ببلدة جعل له بها حاجككة‪ ،‬والخككر‪ :‬مككا جعككل الل ّككه أجككل رجككل‬
‫بأرض إل جعلككت لككه فيهككا حاجككة‪ ،‬ورواه أحمككد والطيالسككي فككي مسككنديهما‪،‬‬
‫ولفظه‪ :‬إن الّله عز وجل إذا أراد قبض عبد بأرض جعل له بها حاجككة‪ ،‬ولفككظ‬
‫أحمد‪ :‬إذا أراد الّله قبض روح عبد بأرض جعل له فيها أو قال بها حاجة‪ ،‬وفي‬
‫الباب عن عروة بن مضرس مرفوعًا‪ :‬إذا أراد الّله قبض عبد بأرض جعككل لككه‬
‫إليها حاجة‪ ،‬أخرجه البيهقي في الشعب‪ ،‬وعككن ابككن مسككعود أخرجككه الحككاكم‬
‫من حديث إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم عنه مرفوعككًا‪] ،‬ص‬
‫‪ [42‬بلفظ‪ :‬إذا كان أجل أحدكم بأرض أوثبته له إليها حاجة‪ ،‬فككإذا بلككغ أقصككى‬
‫أثره فتوفاه وتقول الرض يوم القيامة‪ :‬يا رب هكذا مكا اسكتودعتني‪ ،‬وبلفكظ‪:‬‬
‫جعلت له إليها حاجة فتوفاه الّله بها فتقككول الرض‪ ،‬وبلفككظ‪ :‬إذا كككانت ميتككة‬
‫أحدكم بأرض أتيح له الحاجة‪ ،‬فيقصد إليها فتكون أقصى أثر منه فيقبض فيها‬
‫فتقول الرض يوم القيامة هذا ما استودعتني‪ ،‬وهو عند ابن ماجه في الزهككد‬
‫من سننه‪ ،‬وروينا في الجزء الول من المجالسة للككدينوري ممككا يشككهد لهككذا‬
‫المعنى من طريق أبي قلبة الجرمي قال‪ :‬كان رجل يقول الّلهم صككل علككى‬
‫ملك الشمس فيكثر ذلك‪ ،‬فاستأذن ملك الشمس ربه عز وجل أن بنزل إلكى‬
‫الرض فيزوره‪ ،‬فنزل إلى الرض ثككم أتككى الرجككل‪ ،‬فقككال‪ :‬إنككي سككألت الل ّككه‬
‫تعالى النزول إلككى الرض مكن أجلككك‪ ،‬فمكا حاجتككك؟ فقككال‪ :‬بلغنككي أن ملككك‬
‫الموت صديق لك فاسأله أن ينسئ في أجلككي ويخفككف عنككي المككوت‪ ،‬قككال‪:‬‬
‫فحمله معه فأقعده مقعده من الشمس‪ ،‬وأتى ملك المككوت فككأخبره‪ ،‬فقككال‪:‬‬
‫من هو‪ ،‬قال‪ ::‬فلن ابن فلن‪ ،‬فنظر ملك الموت في اللككوح معككه‪ ،‬فقككال‪ :‬إن‬
‫هذا ل يموت حتى يقعد مقعدك من الشككمس‪ ،‬قككال‪ :‬فقككد قعككد مقعككدي مككن‬
‫الشمس‪ ،‬فقال‪ :‬توفته رسلنا وهو ل يفرطون‪ ،‬فرجع ملككك الشككمس فوجككده‬
‫قد مات‪.‬‬

‫)‪ (72‬حديث‪ :‬إذا قلت لصاحبك يوم الجمعة أنصت والمام يخطب فقد‬
‫لغوت‪ ،‬متفق عليه عن أبي هريرة‪ ،‬وفي لفظ لمسلم‪ :‬أنصككت يككوم الجمعككة‪،‬‬
‫ولبن خزيمة في صحيحه‪ ،‬ولبي داود وغيرهما من حديث عبد الّله بن عمكرو‬
‫بن العاص رفعككه فككي حككديث‪ :‬ومككن لغككا وتخطككى الرقككاب كككانت لككه ظهككرًا‪،‬‬
‫ولحمد عن علي مرفوعًا‪ :‬من قال صه فقد تكلم‪ ،‬ومن تكلككم فل جمعككة لككه‪،‬‬
‫وعزى ابن دقيق العيد للترمذي قوله‪ :‬ومن لغا فل جمعة له‪ ،‬ومككا رأيككت هككذا‬
‫في جامعه)‪ (1‬وبسطت هذا كله في جزء مفرد‪ ،‬وغفل المبتدع ‪ -‬بككإيراد هككذا‬
‫بين يدي الجطيب يوم الجمعة مع إدراجه فيه انصككتوا ‪ -‬عككن لفككظ مككن هككذه‬
‫الثلثة وهو أصرح‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫)‪ (1‬وجدته بهذا اللفظ في تاريخ واسط لبحشل من حديث ابن عباس بسند فيه مجالد‪،‬‬
‫ولم يقف عليه المؤلف‪.‬‬

‫)‪ (73‬حديث‪ :‬إذا كبر ولدك واخيه‪ ،‬الطبراني في الوسط‪ ،‬وأبو ُنعيم في‬
‫المعرفة‪ ،‬والدارقطني في الفراد عن أبي جبيرة بككن الضككحاك رفعككه‪ :‬الولككد‬
‫سبع سنين سيد ]ص ‪ [43‬وأمير‪ ،‬وسبع سنين عبككد وأسككير‪ ،‬وسككبع سككنين أخ‬
‫ووزير‪ ،‬فإن رضيت مكانته وإل فاضرب على جنبككه‪ ،‬فقككد أعككذرت فيمككا بينككك‬
‫وبينه‪ ،‬وسنده ضعيف‪ .‬وللبيهقي في الشعب من حديث خالد بككن معككدان أنككه‬
‫قال‪ :‬من حق الولد على والده أن يحسن أدبه وتعليمه‪ ،‬فإذا بلغ اثنتي عشرة‬
‫سنة فل حق له‪ ،‬وقد وجب حق الوالد على ولككده‪ ،‬فككإن هككو أرضككاه فليتخككذه‬
‫شريكًا‪ ،‬وإن لم يرضه فليتخذه عككدوًا‪ ،‬وللككدارقطني فككي الفككراد وغيككره مككن‬
‫حديث أبي العطوف الجراح بن منهال)‪ (1‬عن الزهري عن سليمان بككن أبككي‬
‫رافع ‪ -‬وقال بعضهم أبو سليم مولى أبي رافع ‪ -‬عككن أبيككه‪ ،‬قلككت‪ :‬يككا رسككول‬
‫الّله‪ ،‬لولدنا حككق كحقنككا‪ ،‬فككذكر مككن حقهككم علككى أبيهككم تعليككم كتككاب الل ّككه‪،‬‬
‫والرمي‪ ،‬والسباحة‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫)‪ (1‬متروك‪ ،‬ذكر في الكذابين‪.‬‬

‫)‪ (74‬حديث‪ :‬إذا كتب أحدكم كتابا ً فليتربه فإنه أنجح للحاجة‪ ،‬الترمذي‬
‫في الستئذان من جامعه‪ ،‬من حديث حمزة عن أبي الزبير عككن جككابر رفعككه‬
‫بهذا‪ ،‬وقال‪ :‬إنه منكككر‪ ،‬ل نعرفككه عككن أبككي الزبيككر إل مككن هككذا الككوجه‪ ،‬قككال‪:‬‬
‫وحمزة ‪ -‬وهو عندي ابن عمرو النصيبي ‪ -‬ضعيف في الحككديث‪ ،‬وقككد أخرجككه‬
‫ابن ماجه في الدب من سننه من حديث بقية أنككا أبككو أحمككد الدمشككقي عككن‬
‫أبي الزبير لكن بلفظ‪ :‬تربوا صحفكم‪ ،‬فإنه أنجح لها‪ ،‬لن التراب مبارك‪ ،‬وأبو‬
‫أحمد قال البيهقي‪ :‬هو من مشايخ بقية المجهولين‪ ،‬وروايتككه منكككرة‪ ،‬وأشككار‬
‫بذلك إلى هذا الحديث‪ ،‬وكذا قال أبو طالب‪ :‬سألت أحمككد يعنككي عنككه فقككال‪:‬‬
‫هذا حديث منكر‪ ،‬وما روى بقية عن المجهولين ل يكتب‪ ،‬وروينككا فككي الجككامع‬
‫للخطيب مككن حكديث عبككد الوهككاب الحجككي‪ ،‬قككال‪ :‬كنككت فككي مجلككس بعككض‬
‫المحدثين ويحيى بن معين إلى جنبي‪ ،‬فكتبككت صككحفًا‪ ،‬فككذهبت لتربككه فقككال‬
‫لي‪ :‬ل تفعل فإن الرضة تسرع إليه‪ ،‬قال‪ :‬فقلت له‪ :‬الحديث عن النبي صلى‬
‫الّله عليه وسلم أتربوا الكتاب فإن التراب مبارك‪ ،‬وهو أنجككح للحاجككة‪ ،‬قككال‪:‬‬
‫ذلك إسناد ل يساوي فلسًا‪ ،‬وفي الباب مككا أخرجككه ابككن منيككع‪ ،‬والحسككن بككن‬
‫سككفيان فككي مسككنديهما‪ ،‬وأبككو ُنعيككم فككي المعرفككة‪ ،‬وابككن قككانع فككي معجككم‬
‫الصحابة‪ ،‬من حديث هشام بن زياد أبي المقداد عن الحجاج بن يزيد عن أبيه‬
‫مرفوعًا‪ :‬تربوا الكتاب أنجح له‪ ،‬وهشام وحجككاج ضككعيفان‪ ،‬وأخرجككه الككديلمي‬
‫في مسنده من جهة ابن جهضم بسنده إلى ابن عباس قال مثله‪ ،‬والطبراني‬
‫في الوسط‪ ،‬من ]ص ‪ [44‬حديث إبراهيم بن أبي عبلككة سككمعت أم الككدرداء‬
‫تخبر عن أبي الدرداء مرفوعًا‪ :‬إذا كتب أحدكم إلى إنسان فليبدأ بنفسه‪ ،‬وإذا‬
‫كتب فليترب كتابه‪ ،‬فهو أنجح‪ .‬وكلها ضعيفة‪.‬‬

‫)‪ (75‬حديث‪ :‬إذا كفن أحدكم أخاه فليحسن كفنه‪ ،‬مسلم‪ ،‬وأبككو داود‪،‬‬
‫والنسائي‪ ،‬من حديث ابن جريج أخبرني أبو الزبير أنه سمع جابرا ً عككن النككبي‬
‫صلى الّله عليه وسلم بهذا‪ ،‬وهو عند الحارث بن أبي أسامة‪ ،‬وأحمد بن منيككع‬
‫ي‪،‬‬
‫في مسنديهما‪ ،‬من جهة زكريا ابن إسحاق عن أبي الزبيككر‪ ،‬بلفككظ‪ :‬إذا ول ِك َ‬
‫وذكره‪ ،‬بزيادة‪ :‬فإنهم يبعثون في أكفانهم‪ ،‬ويتزاورون في أكفانهم‪ ،‬ورواه أبو‬
‫نصر السجزي في البانة من رواية إبراهيم بن معاوية‪ ،‬بلفظ‪ :‬أحسنوا أكفان‬
‫موتاكم فإنهم يتباهون ويتزاورون‪ ،‬وفي الباب عن جماعة‪ ،‬منهككم أبككو قتككادة‪،‬‬
‫أخرجه الترمذي من حديث محمد بن سيرين عنه رفعه‪ :‬إذا ولى أحدكم أخاه‬
‫فليحسن كفنه‪ ،‬وقال‪ :‬إنه حسككن غريككب‪ ،‬قككال‪ :‬وفيككه عككن جككابر‪ ،‬وقككال ابككن‬
‫المبارك‪ :‬قال سلم بن أبككي مطيككع‪ :‬هككو الصككفاء وليككس بككالمرتفع) ‪ ،(1‬وعككن‬
‫عمر‪ :‬أحسنوا أكفان موتاكم فإنهم يبعثون فيها يوم القيامة‪ ،‬أخرجه سعيد بن‬
‫منصور وعن معاذ بن جبل نحوه‪ ،‬وهما موقوفان‪ ،‬ويمكن الجمككع بيككن بعثهككم‬
‫في أكفانهم‪ ،‬وبين ما ثبت أنهم يحشرون عككراة‪ ،‬بككأنهم يقومككون مككن القبككور‬
‫بثيابهم‪ ،‬ثم عنككد الحشككر يكونككون عككراة‪ ،‬علككى أن الككبيهقي حمككل حككديث أن‬
‫الميت يبعث في ثيابه التي يموت فيها‪ .‬على العمككل‪ ،‬ثككم جككوز علككى ظككاهره‬
‫الجمع بما قدمته‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫)‪ (1‬يعني أن المراد بإحسانه صفاؤه ونظافته ل ارتفاع قيمته‪.‬‬

‫)‪ (76‬حديث‪ :‬إذا كنتم ثلثة فل يتناجى اثنككان دون الثككالث‪ ،‬فككإن ذلككك‬
‫يحزنه‪ ،‬متفق عليه عن ابن عمر‪.‬‬
‫)‪ (77‬حديث‪ :‬إذا كنت على الماء فل تبخل بالماء‪ ،‬لم أقف عليه‪ ،‬ولكن‬
‫في الوسط للطككبراني عككن عائشككة رضككي الل ّككه عنهككا مرفوع كًا‪ :‬مككن سككقى‬
‫مسلما ً شربة من ماء حيث يوجد الماء فكأنما أعتككق رقبككة‪ ،‬أو فككي موضككع ل‬
‫يوجد فيه الماء فكأنما أحياه‪ ،‬ونحوه في الفراد للدارقطني من حديث حميككد‬
‫الطويل عن أنس مرفوعًا‪ :‬من سقى الماء في موضع يقدر فيه علككى المككاء)‬
‫‪] .(1‬ص ‪[45‬‬
‫‪------------------‬‬
‫)‪ (1‬وبقيته‪ :‬فكأنما أعتق رقبة‪.‬‬

‫)‪ (78‬حديث‪ :‬إذا لم تستح فاصنع ما شئت‪ ،‬البخاري من حديث منصور‬


‫حراش عن أبي مسعود البككدري مرفوع كًا‪ :‬إن ممككا‬ ‫بن المعتمر عن رْبعي بن ِ‬
‫أدرك الناس من كلم النبوة الولى إذا لم‪ .‬وذكره‪ ،‬وقيل فيه عن حذيفة بدل‬
‫أبي مسعود والمحفوظ الول‪ ،‬وقد توبع ربعي عليه من مسروق وغيككره‪ ،‬بككل‬
‫في الباب عككن أبككي الطفيككل كمككا عنككد الطككبراني فككي الوسككط مككن حككديثه‬
‫مرفوعًا‪ ،‬بلفظ‪ :‬كان يقال إن مما أدرك‪ ،‬وذكره‪ ،‬وعكن ابكن عبكاس كمكا عنكد‬
‫ابن عدي ومن جهته الدمياطي وقككال‪ :‬إنككه غريككب‪ ،‬ومككع ترجيككح حككديث أبككي‬
‫مسعود‪ ،‬قال شيخنا‪ :‬إنه ليس ببعيد أن يكون ربعي سمعه منككه ومككن حذيفككة‬
‫جميعًا‪.‬‬

‫)‪ (79‬حديث‪ :‬إذا مات العالم)‪ (1‬انثلم في السلم ثلمة‪ ،‬ول يسدها شيء‬
‫إلى يككوم القيامككة‪ ،‬الزبيككر بككن بكككار فككي الموقفيككات‪ ،‬عككن محمككد بككن سككلم‬
‫الجمحي عن علي بن أبي طالب من قوله‪ .‬وهو معضل‪ ،‬وله شواهد منها مككا‬
‫رواه أبو بكر ابن لل من حديث جابر مرفوعًا‪ :‬موت العالم ثلمة في السلم‬
‫ل يسدها اختلف الليل والنهار‪ ،‬والطككبراني مككن حككديث أبككي الككدرداء رفعككه‪:‬‬
‫موت العالم مصيبة ل تجككبر‪ ،‬وثلمككة ل تسكد‪ ،‬ومكوت قبيلككة أيسككر مككن مكوت‬
‫عالم‪ ،‬وهو نجم طمس‪ ،‬ومنها عن ابن عمر أخرجه الديلمي بلفظ‪ :‬مككا قبككض‬
‫الّله عالما ً إل كان ثغرة فككي السككلم ل تسككد‪ ،‬وعككن آخريككن وثبككت كمككا فككي‬
‫صحيح الحاكم من حديث عطاء عن ابن عباس في قوله تعككالى }أولككم يككروا‬
‫أنا نأتي الرض ننقصكها مكن أطرافهكا{ قكال‪ :‬مكوت علمائهكا‪ ،‬وللكبيهقي مكن‬
‫حديث معروف بن خربوذ عن أبككي جعفككر أنككه قككال‪ :‬مككوت عككالم أحككب إلككى‬
‫إبليس من موت سبعين عابدًا‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫)‪ (1‬العالم هو المجتهد‪ ،‬أما المقلد فهو عامي‪ ،‬وإن حمل شهادات عليا‪.‬‬

‫)‪ (80‬حديث‪ :‬إذا وزنتم فأرجحوا‪ ،‬ابن ماجه من حديث شعبة عن محارب‬
‫بن دثار عن جابر مرفوعا ً بهذا‪ ،‬ومن طريقه أورده الضياء في المختككارة‪ ،‬بككل‬
‫أصله في الصحيح في قصة بعير جابر‪ :‬وزن لي فأرجح‪ ،‬وفي لفظ‪ :‬وزن لككي‬
‫دراهككم فأرجحهككا‪ ،‬وفككي آخككر‪ :‬فقضككاني وزادنككي‪ ،‬وروى أبككي داود والترمككذي‬
‫والنسائي وابن ماجه والدارمي وآخرون مككن حككديث وكيككع عككن الثككوري عككن‬
‫سماك بن حرب عن سويد بن قيس‪ ،‬قال‪ :‬جلبت أنا ومخرمة العبدي بزا ً من‬
‫هجر فجاءنا رسول الّله صلى الل ّككه عليككه وسككلم فسككاومنا سككراويل‪ ،‬وعنككدنا‬
‫وّزان يزن بالجر‪ ،‬فقال له النبي صلى الل ّككه عليككه ]ص ‪ [46‬وسككلم‪ :‬يككا وّزان‬
‫زن وأرجح‪ ،‬وكذا رواه قيس بن الربيع عن سماك وخالفهما شعبة فقال‪ :‬عن‬
‫سماك‪ ،‬قال‪ :‬سمعت مالكا ً أبا صفوان بن عميرة يقول‪ :‬بعت من رسول الّله‬
‫صلى الّله عليه وسلم رجل سراويل قبل الهجرة‪ ،‬فوزن لي فأرجح‪ ،‬أخرجهككا‬
‫كككذلك النسككائي وابككن مككاجه وغيرهمككا‪ ،‬ورجككح أبككو داود الول‪ ،‬وكككذا قككال‬
‫النسائي‪ :‬إنه أشبه بالصواب من حككديث شككعبة‪ ،‬وقككال الترمككذي‪ :‬إنككه حسككن‬
‫صحيح‪ ،‬وصححه ابن حبان‪ ،‬وجعلهما الحاكم واحدًا‪ ،‬فقككال‪ :‬أبككو صككفوان كنيككة‬
‫سويد بن قيككس‪ ،‬وهكو صككحابي مكن النصكار‪ ،‬والحككديث صكحيح علكى شكرط‬
‫مسلم‪ ،‬والرواية المسمى فيها بمالك بن عميرة ترد عليه‪ ،‬والصنيع الول هككو‬
‫المعتمد‪ ،‬وقد بسطت الكلم عليه في بعض الجوبة‪ ،‬وفككي البككاب عككن أنككس‬
‫وغيره‪.‬‬

‫)‪ (81‬حديث‪ :‬إذا وسع الّله فأوسعوا‪ ،‬البخاري من حديث حماد بن زيد‬
‫عن أيوب عن محمد بن سيرين عن أبككي هريككرة‪ ،‬فككذكر حككديثا ً مرفوعكًا‪ ،‬ثككم‬
‫قال‪ :‬إن رجل ً سأل عمر بن الخطاب‪ ،‬فذكره‪ ،‬وهو عند ابن حبان من طريككق‬
‫إسماعيل بن علية عن أيوب‪ ،‬فأدرج الموقوف في المرفوع‪ ،‬ولم يككذكر عمككر‬
‫والول أصح‪ ،‬ل سيما وقد وافق حماد بن زيد عليككه كككذلك حمككاد بككن سككلمة‪،‬‬
‫فرواه عن أيوب وهشام وحبيب وعاصم‪ ،‬كلهم عن ابن سيرين‪ ،‬أخرجككه ابككن‬
‫حبان أيضًا‪ ،‬بل أخرج مسككلم حككديث ابككن عليككة فاقتصككر علككى المتفككق علككى‬
‫رفعه‪ ،‬وحذف الباقي وهو من حسن تصرفه‪ ،‬ولبي ُنعيككم وابككن لل وغيرهمككا‬
‫عن ابن عمر مرفوعًا‪ :‬إن المؤمن من أخذ عن الّله أدبا ً حسنا ً إذا وسع عليككه‬
‫وسع على نفسه‪.‬‬

‫)‪ (82‬حديث‪ :‬إذا وعد أحدكم فل يخلف‪ ،‬أحمد بن منيككع والحسككن بككن‬
‫سفيان وأبو يعلى في مسانيدهم وآخككرون‪ ،‬منهككم الحككاكم فككي صككحيحه عككن‬
‫أنس مرفوعا ً به في حديث‪ ،‬وله طرق بينتها في جزء "التماس السعد"‪.‬‬

‫)‪ (83‬حديث‪ :‬إذا وقع القضاء عمي البصر‪ ،‬تقدم معناه في‪ :‬إذا أراد الّله‪.‬‬

‫)‪ (84‬حديث‪ :‬اذكروا محاسن موتاكم‪ ،‬وكفوا عن مساويهم‪ ،‬أبو داود في‬
‫الدب والترمذي في الجنائز من حديث معاويككة بككن هشككام عككن عمككران بككن‬
‫أنس المكي ]ص ‪ [47‬عن ابن عمر رفعه بهذا‪ ،‬وقككال الترمككذي والطككبراني‪:‬‬
‫إنه غريب‪ ،‬وقال الحاكم‪ :‬إنه صحيح السناد ولم يخرجاه‪ ،‬وفي البخككاري عككن‬
‫مجاهد عن عائشككة مرفوعكًا‪ :‬ل تسككبوا المككوات‪ ،‬فككإنهم قككد أفضككوا إلككى مككا‬
‫قدموا‪ ،‬ولبي داود مككن حككديث وكيككع عككن هشككام بككن عككروة عككن أبيككه عنهككا‬
‫مرفوعًا‪ :‬إذا مات صاحبكم فدعوه ل تقعوا فيه‪ ،‬وكذا هو عند الطيالسي فككي‬
‫مسنده عن عبد الّله بن عثمان عن هشام‪ ،‬وللنسائي من حديث منصككور بككن‬
‫صفية عن أمه عنها‪ ،‬قككالت‪ :‬ذكككر عنككد النككبي صككلى الل ّككه عليككه وسككلم هالككك‬
‫بسوء‪ ،‬فقال‪ :‬ل تككذكروا هلكككاكم إل بخيككر‪ ،‬وفككي البككاب عككن غيككر واحككد مككن‬
‫الصحابة‪.‬‬

‫)‪ (85‬حديث‪ :‬اذكروا الفاجر‪ ،‬يأتي في‪ :‬ل غيبة لفاسق‪.‬‬

‫)‪ (86‬حديث‪ :‬أربع ل يشبعن من أربع‪ :‬أرض من مطر‪ ،‬وأنثى من ذكر‪،‬‬


‫وعين من نظر‪ ،‬وعالم من علم‪ ،‬الحاكم في تاريككخ نيسككابور‪ ،‬وأبككو ُنعيككم فككي‬
‫الحلية‪ ،‬كلهما من حديث سليمان التيمي عن ابككن سككيرين عككن أبككي هريككرة‬
‫رفعه به‪ ،‬وراويه عككن الككتيمي محمككد بككن الفضككل بككن عطيككة‪ ،‬اتهككم بالكككذب‬
‫والوضع‪ ،‬وأورده العقيلي في الضعفاء وغيره من جهة محمد بن الحسككن بككن‬
‫زبالة عن عبد الّله بن محمد بن عجلن عن أبيككه عككن جككده عككن أبككي هريككرة‬
‫كذلك‪ ،‬وابن زبالة كذبه ابن معين في إحدى الروايتين عنككه‪ ،‬وقككال النسككائي‪:‬‬
‫إنه متروك الحديث‪ ،‬ورواه ابن عدي في كامله من جهة عبد السلم بن عبككد‬
‫القدوس عن هشام عن عروة عن أبيككه عككن عائشككة‪ ،‬وقككال‪ :‬إنككه منكككر عككن‬
‫هشام لم يروه غيره‪ ،‬قال ابككن طككاهر‪ :‬رواه عككن هشككام حسككين بككن علككوان‬
‫الكوفي وكان يضع الحديث‪ ،‬ولعل عبد السكلم سككرقه منككه‪ ،‬وقككد ذكككره مكن‬
‫هككذه الطككرق ابككن الجككوزي فككي الموضككوعات‪ ،‬ولبعضككه شككواهد كحككديث‪:‬‬
‫منهومان ل يشبعان‪ :‬طالب علم‪ ،‬وطالب دنيا‪ ،‬وحديث ل يشبع عالم من علم‬
‫حتى يكون منتهاه الجنة‪.‬‬
‫)‪ (87‬حديث‪ :‬أرحم أمتي بأمتي أبو بكر‪ ،‬وأشدهم في أمر الّله عمككر‪،‬‬
‫وأصدقهم حياًء عثمان‪ ،‬وأعلمهم بالحلل والحرام معاذ بككن جبككل‪ ،‬وأفرضككهم‬
‫ي‪ ،‬ولكككل أمككة أميككن وأميككن هككذه المككة أبككو عبيككدة‪،‬‬ ‫ُ‬
‫زيد بن ثابت وأقرأهم أب ّ‬
‫الترمذي من حديث داود العطار ومعمككر قرنهمككا عككن قتككادة عككن أنككس عككن‬
‫النبي مرفوعا ً به‪ ،‬وقال‪ :‬غريب‪ ،‬ل نعرفه من حديث قتادة إل من هذا الككوجه‪،‬‬
‫انتهى‪ .‬ورواية داود في طريقها ]ص ‪ [48‬سفيان بن وكيع وهو ضعيف‪ ،‬ورواه‬
‫ل‪ ،‬قال الدارقطني‪ :‬وهو أصح‪ ،‬ثم رواه‬ ‫عبد الرزاق عن معمر عن قتادة مرس ً‬
‫الترمذي من طريق الحذاء عن أبي قلبة عن أنس مرفوعا ً نحوه‪ ،‬وقال‪ :‬إنككه‬
‫حسن صحيح‪ ،‬وهو المشهور‪ .‬ومن الككوجه الثككاني أخرجككه أحمككد والطيالسككي‬
‫في مسنديهما‪ ،‬والنسائي وابن ماجه وآخرون‪ ،‬منهككم الضككياء فككي المختككارة‪،‬‬
‫وصححه ابن حبان‪ ،‬والحاكم‪ ،‬والترمذي‪ ،‬وفي لفظ للحاكم‪ :‬أفرض أمتي زيد‪،‬‬
‫وصححها أيضًا‪ ،‬والحديث أعل بالرسال‪ ،‬وسماع أبي قلبة من أنككس صككحيح‪،‬‬
‫إل أنه قيل‪ :‬إنه لم يسمع منه هذا‪ ،‬وقد ذكر الدارقطني فككي العلككل الختلف‬
‫فيه على أبي قلبة ورجككح هككو وغيككره كككالبيهقي والخطيككب فككي المككدرج أن‬
‫الموصول منه ذكر أبي عبيككدة والبككاقي مرسككل‪ ،‬ورجككح ابككن المككواق وغيككره‬
‫رواية الموصول‪ ،‬وليس عند واحد منهككم‪ :‬وأقضككاهم علككي‪ ،‬وفككي البككاب عككن‬
‫جابر عند الطبراني في ترجمة علي بن جعفر من معجمه الصغير وعككن أبككي‬
‫سعيد عند قاسم بن أصبغ عن ابن أبي خيثمة‪ ،‬وعنككد العقيلككي فككي الضككعفاء‬
‫عن علي بن عبد العزيز‪ ،‬كلهما عككن أحمككد بككن يككونس عككن سككلم عككن زيككد‬
‫العمي عن أبي الصديق عنه‪ ،‬وزيد وسلم ضعيفان‪ ،‬وعن ابن عمككر عنككد ابككن‬
‫عدي في ترجمة كوثر بن حكيم وهو متروك‪ ،‬ولككه طريككق أخككرى فككي مسككند‬
‫أبي يعلى من طريق ابن البيلماني عن أبيه عنككه‪ ،‬وأورده ابككن عبككد الككبر فككي‬
‫الستيعاب من طريق أبي سعد البقال عن شيخ من الصحابة يقال له محجن‬
‫أو أبو محجن‪ ،‬قلت‪ :‬وقد اختص الصديق رضي الّله عنه بما لككم يزاحمككه فيككه‬
‫غيره من سائر الصحابة‪ ،‬ولذا من قدم غيكره عليكه فقكد أزرى بسكائرهم‪ ،‬ول‬
‫متمسك في هذا الحديث له كما بينته في بعض تصانيفي‪.‬‬

‫)‪ (88‬حديث‪ :‬ارحموا من في الرض يرحمكم من في السماء‪ ،‬البخاري‬


‫في الدب المفرد‪ ،‬وأبو داود والترمذي وآخرون‪ ،‬كلهم من حديث ابككن عيينككة‬
‫عن عمرو بن دينار عن أبي قابوس عن عبد الّله بن عمرو مرفوعا ً بهذا‪ ،‬في‬
‫حديث‪ .‬وقال الترمذي‪ :‬إنه حسن صحيح‪ ،‬وصححه الحاكم‪ ،‬وكان ذلك باعتبككار‬
‫ماله من المتابعات والشواهد‪ ،‬وإل فأبو قابوس لم يرو عنه سككوى ابكن دينكار‬
‫ولم يوثقه سوى ابكن حبككان علكى قاعككدته فككي توثيكق مكن لككم يجككرح‪ ،‬ومكن‬
‫شواهده ما رواه أحمد وعبد في مسنديهما والطبراني وآخككرون مككن طريككق‬
‫حبان بن زيد الشرعبي عكن عبكد الّلكه بكن عمكر مرفوعكًا‪] :‬ص ‪ [49‬ارحمكوا‬
‫ترحموا‪ ،‬واغفروا يغفر لكم)‪ ،(1‬إلى غيره مما أوضحته في غيككر موضككع‪ ،‬بككل‬
‫أفردت لحاديث الرحمة تصنيفًا‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫)‪ (1‬له بقية‪ ،‬وهو من رواية عبد الّله بن عمرو‪ ،‬وسبق في الصفحة السابقة‪:‬‬
‫عبد الّله بن عمر خطأ‪.‬‬

‫)‪ (89‬حديث‪ :‬ارحموا من الناس ثلثة‪ ،‬عزيز قوم ذل‪ ،‬وغني قوم افتتقر‪،‬‬
‫وعالما ً بين جهككال‪ ،‬العسكككري فككي المثككال‪ ،‬والسككليماني فككي الضككعفاء مككن‬
‫حديث زيد بن أبي الزرقاء عن عيسى بن طهمان عن أنس به مرفوعا ً بهككذا‪،‬‬
‫وقال ثانيهما‪ :‬إن الحمل فيه على عيسى‪ ،‬وكذا أورده ابن حبككان فككي ترجمككة‬
‫عيسى‪ ،‬وقال‪ :‬إنه يتفرد بالمناكير عن أنكس ككأنه يكدلس عكن أبكان بكن أبكي‬
‫عياش‪ ،‬ويزيد الرقاشي عنه‪ ،‬ل يجوز الحتجاج بخبره‪ ،‬وهو عند الخطيب مككن‬
‫حديث جعفر بن هارون الواسطي عن سككمعان بككن مهككدي عككن أنككس رفعككه‬
‫مثله‪ ،‬لكن بلفظ‪ :‬فقيها ً يتلعب به الصبيان والجهال‪ ،‬وسمعان مجهول ل يكاد‬
‫يعرف ألصقت به نسخة مكذوبة‪ ،‬ورواه القضاعي مككن حككديث عبككد الل ّككه بككن‬
‫الوليد العدني‪ ،‬حدثنا الثوري عن مجاهد عن ابن مسككعود مرفوعكا ً بكه بلفككظ‪:‬‬
‫وعالما ً يلعب به الحمقككى والجهككال‪ ،‬ومجاهككد قككال أبككو زرعككة‪ :‬إنككه عككن ابككن‬
‫مسعود مرسل‪ ،‬ورواه ابن حبان في الضعفاء من حديث نوح بن الهيثككم عككن‬
‫وهب بن وهب أحد الكذابين عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس مرفوعا ً‬
‫مثله‪ ،‬بلفظ‪ :‬وعالم يتلعب بككه الصككبيان‪ ،‬ويككروى عككن أبككي هريككرة أيضكًا)‪،(1‬‬
‫ولكن الحديث عند ابن الجوزي في الموضوعات‪ ،‬وقال‪ :‬إنما يعرف مكن كلم‬
‫الفضيل بن عياض‪ ،‬وساقه مككن جهككة الحككاكم‪ ،‬قككال‪ :‬سككمعت إسككماعيل بككن‬
‫محمد بن الفضل يقككول‪ :‬سككمعت جككدي يقككول‪ ،‬سككمعت سككعيد ابككن منصككور‬
‫يقول‪ ،‬قال الفضيل بن عياض‪ :‬ارحموا عزيز قككوم ذل‪ ،‬وغنيكا ً افتقككر‪ ،‬وعالمكا ً‬
‫بين جهال‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫)‪ (1‬رواه الديلمي‪.‬‬

‫)‪ (90‬حديث‪ :‬الرز ليس بثابت‪ ،‬وسيأتي في‪ :‬لو كان‪ ،‬من اللم‪.‬‬

‫)‪ (91‬حديث‪ :‬الرضون سبع‪ ،‬في كل أرض نبي كنبيكم‪ ،‬البيهقي في بدء‬
‫الخلق من السماء والصككفات لككه مككن طريككق عطككاء بككن السككائب عككن أبككي‬
‫الضحى عن ابن عباس في قوله عز وجل }الّله الككذي خلككق سككبع سككماوات‬
‫ومن الرض مثلهن{ ]ص ‪ [50‬قال‪ :‬سبع أرضين في كل أرض نككبي كنككبيكم‪،‬‬
‫وآدم كآدم‪ ،‬ونوح كنوح‪ ،‬وإبراهيم كككإبراهيم‪ ،‬وعيسككى كعيسككى‪ ،‬ومككن طريككق‬
‫عمرو بن مرة عن أبي الضحى به بلفكظ‪ :‬فككي كككل أرض نحكو إبراهيكم عليكه‬
‫السلم‪ ،‬وقال البيهقي عقبه‪ :‬إسناد هذا صككحيح عككن ابككن عبككاس‪ ،‬وهككو شككاذ‬
‫بمرة‪ ،‬ل أعلم لبي الضحى عليه متابعكًا‪ ،‬وقككال ابككن كككثير ‪ -‬بعككد عككزوه لبككن‬
‫جرير بلفظ‪ :‬في كل أرض من الخلق مثككل مككا فككي هككذه حككتى آدم كككآدمكم‪،‬‬
‫وإبراهيم كإبراهيمكم ‪ :-‬فهو محمول إن صح نقله عنككه‪ ،‬أي عككن ابككن عبككاس‬
‫على أنه أخذه عن السرائليات‪ ،‬وذلك وأمثاله‪ ،‬إذا لم يخبر بككه ويصككح سككنده‬
‫إلى معصوم فهو مردود على قائله‪.‬‬

‫)‪ (92‬حديث‪ :‬الرض المقدسة ل تقدس أحدًا‪ ،‬وإنما يقدس المرء عمله‪،‬‬
‫مالك في الموطأ عككن يحيككى بككن سككعيد‪ ،‬أن أبككا الككدرداء كتككب إلككى سككلمان‬
‫الفارسككي‪ :‬أن هلككم إلككى الرض المقدسكة‪ ،‬فكتككب إليككه سككلمان‪ :‬إن الرض‪،‬‬
‫وذكره‪ ،‬وهو مع كونه موقوفا ً منقطع‪ ،‬لكنه في تاسع المجالسة للدينوري من‬
‫حديث يحيى بن سعيد عن عبد الّله بن هبيرة‪ ،‬قال‪ :‬كتب أبو الدرداء‪ ،‬وذكككره‬
‫بزيادة‪ :‬وأرض الجهاد‪.‬‬

‫)‪ (93‬حديث‪ :‬ارض من الدنيا بالقوت‪ ،‬فإن القوت لمن يمككوت كككثير‪،‬‬
‫العسكري من جهة الخليل بكن عمككر حككدثنا صككالح المككري عككن الحسككن عككن‬
‫سمرة مرفوعًا‪ ،‬بلفظ‪ :‬يا ابن آدم ارض‪ ،‬وذكره‪ ،‬وفي معناه قال الخليككل بككن‬
‫أحمد شعر‪:‬‬
‫يكفي الفتى خَلق وقوت * ما أكثر القوت لمن يموت‪.‬‬

‫)‪ (94‬حديث‪ :‬الرمد ل يعاد‪ ،‬في‪ :‬ثلث‪ ،‬من المثلثة‪.‬‬

‫)‪ (95‬حديث‪ :‬الرواح جنود مجندة‪ ،‬ما تعارف منها ائتلف‪ ،‬وما تناكر منها‬
‫اختلف‪ ،‬مسلم فككي الدب مككن صككحيحه مككن حككديث عبككد العزيككز بككن محمككد‬
‫الدراوردي‪ ،‬عن سهيل عن أبيه‪ ،‬ومن حديث جعفر بككن برقككان عككن يزيككد بككن‬
‫الصم‪ ،‬كلهما عككن أبككي هريككرة بكه مرفوعكًا‪ ،‬وهككو عنككد البخككاري فككي الدب‬
‫المفرد من حديث سليمان بن بلل عن سهيل‪ ،‬بل علقه في بدء الخلككق عككن‬
‫الليث‪ ،‬ويحيى بن أيوب‪ ،‬كلهما عن يحيى بن سعيد عككن عمككرة عككن عائشككة‬
‫عن رسول الّله صلى الّله عليككه وسككلم وذكككره‪ ،‬ووصككله ]ص ‪ [51‬عنهككا فككي‬
‫الدب المفرد له‪ ،‬وكككذا روينككاه مككن جهككة ابككن أبككي داود بسككنده إلككى الليككث‬
‫ولفظه‪ :‬عن عمرة‪ ،‬قالت‪ :‬كانت امرأة مكيككة بطالككة تضككحك النسككاء وتغنككي‪،‬‬
‫وكانت بالمدينة امرأة مثلها فقدمت المكية المدينة‪ ،‬فلقيت المدينة فتعارفتا‪،‬‬
‫فدخلتا على عائشة فتعجبت من اتفاقهمككا‪ ،‬فقككالت عائشككة للمكيككة‪ :‬عرفككت‬
‫هذه؟ قالت‪ :‬ل‪ ،‬ولكن التقينككا فتعارفنككا‪ ،‬فضككحكت عائشككة‪ ،‬وقككالت‪ :‬سككمعت‬
‫رسول الّله صلى الّله عليه وسككلم‪ ،‬وذكرتككه‪ ،‬وأخرجككه أبككو يعلككى بنحككوه مككن‬
‫حديث يحيى بن أيوب‪ ،‬وعند الزبير بن بكار في المزاح والمفاكهة من حديث‬
‫علي بن أبي طالب اللهبي عن ابن شهاب عن عروة عن عائشككة‪ ،‬أن امككرأة‬
‫كانت بمكة تدخل على نسككاء قريككش تضككحكهن‪ ،‬فلمككا هككاجرت ووسككع الل ّككه‬
‫تعالى دخلككت المدينكة‪ ،‬قكالت عائشكة‪ :‬فكدخلت علكي فقكالت لهكا فلنكة‪ :‬مكا‬
‫أقدمك؟ قالت‪ :‬إليكن‪ ،‬قلت‪ :‬فأين نزلككت؟ قككالت‪ :‬علككى فلنككة‪ ،‬امككرأة كككانت‬
‫تضحك بالمدينة‪ ،‬قالت عائشة‪ :‬ودخل رسككول الل ّككه صككلى الل ّككه عليككه وسككلم‪،‬‬
‫فقال‪ :‬فلنة المضحكة عندكم؟ قالت عائشة‪ :‬نعم‪ ،‬فقال‪ :‬فعلى مككن نزلككت؟‬
‫قالت‪ :‬على فلنة المضككحكة‪ ،‬قككال‪ :‬الحمككد لل ّككه إن الرواح‪ ،‬وذكككره‪ ،‬وأفككادت‬
‫هذه الرواية سبب هذا الحديث‪ ،‬وفي الباب عككن سككلمان وابككن عبككاس وابككن‬
‫عمر وابن مسعود وعلي وعمر وأبي الطفيل‪ ،‬ول نطيككل بإيرادهككا لكككن لفككظ‬
‫حديث ابككن مسككعود منهككا عنككد العسكككري فككي المثككال مككن حككديث إبراهيككم‬
‫م كما‬ ‫الهجري عن أبي الحوص عنه رفعه‪ :‬الرواح جنود مجندة‪ ،‬تلتقي فتتشا ّ‬
‫م الخيل‪ ،‬فما تعارف منها ائتلف‪ ،‬وما تنككاكر منهككا اختلككف‪ ،‬فلككو أن رجل ً‬ ‫تتشا ّ‬
‫مؤمنا ً جاء إلى مجلس فيه مائة منافق وليس فيه إل مؤمن واحد‪ ،‬لجاء حككتى‬
‫يجلس إليه‪ ،‬ولو أن منافقا ً جاء إلى مجلس فيه مككائة مككؤمن‪ ،‬وليككس فيككه إل‬
‫منافق لجاء حتى يجلس إليه‪ ،‬وللديلمي بل سند عن معاذ بكن جبككل مرفوعكًا‪:‬‬
‫لو أن رجل ً مؤمنا ً دخل مدينة فيها ألف منافق ومؤمن واحد لشم روحككه روح‬
‫ذلك المؤمن‪ ،‬وعكسه‪ ،‬ويشهد لمعنى الحديث حديث‪ :‬المرء على دين خليله‪،‬‬
‫وسيأتي في الميم‪ ،‬وفي الحلية لبي نعيم في ترجمة أويس أنه لما اجتمع به‬
‫هرم بن حيان العبدي ‪ -‬ولم يكن لقيه قبل وخاطبه أويككس باسككمه ‪ -‬قككال لككه‬
‫هرم‪ :‬من أين عرفت اسمي واسكم أبكي فكوالّله مكا رأيتكك قكط ول رأيتنكي؟‬
‫قال‪ :‬عرف روحي روحك حين كلمت نفسي نفسككك‪ ،‬لن الرواح لهككا أنفككس‬
‫كأنفس الجساد‪] ،‬ص ‪ [52‬وإن المؤمنين يتعارفون بروح الّله وإن نككأت بهككم‬
‫الدار ووفت بهم المنازل‪ ،‬ولبعضهم يقول‪:‬‬
‫إن القلوب لجناد مجندة * قول الرسول فمن ذا فيه يختلف‬
‫فما تعارف منها فهو مؤتلف * وما تناكر منها فهو مختلف‬
‫وقال آخر‪:‬‬
‫بيني وبينك في المحبة نسبة * مستورة عن سر هذا العالم‬
‫نحن اللذان تحاببت أرواحنا * من قبل خلق الّله طينة آدم‬

‫)‪ (96‬حديث‪ :‬ازهد في الدنيا يحبك الّله‪ ،‬وازهد فيما في أيدي النككاس‬
‫يحبوك‪ ،‬ابن ماجه في الزهد من سننه‪ ،‬والطبراني في الكبير‪ ،‬وأبو ُنعيم فككي‬
‫الحلية‪ ،‬وابن حبان في روضة العقلء‪ ،‬والحاكم فككي صككحيحه‪ ،‬والككبيهقي فككي‬
‫الشعب‪ ،‬وآخرون‪ ،‬كلهم من حديث خالد بن عمرو القرشي عن الثككوري عككن‬
‫أبي حازم عن سهل بن سعد الساعدي‪ ،‬قال‪ :‬جاء رجل إلى النبي صلى الّلككه‬
‫عليه وسلم‪ ،‬فقال‪ :‬يا رسول الّلكه‪ ،‬دلنكي علكى عمكل إذا عملتككه أحبنكي الّلكه‬
‫وأحبني الناس‪ ،‬فقال‪ :‬ازهد‪ ،‬وذكره‪ ،‬وقال الحاكم‪ :‬إنه صحيح السناد‪ ،‬وليككس‬
‫كذلك‪ ،‬فخالد مجمع على تركه بل نسب إلى الوضع‪ ،‬لكن قد رواه غيره عككن‬
‫الثوري‪ ،‬بل أخرجه أبو ُنعيم في الحلية أيضا ً من حديث منصككور بككن المعتمككر‬
‫عن مجاهد عن أنس رفعه نحوه‪ ،‬ورجاله ثقات‪ ،‬لكن في سككماع مجاهككد مككن‬
‫أنس نظر‪ ،‬وقد رواه الثبات فلم يجاوزوا به مجاهدًا‪ ،‬وكذا يروى مككن حككديث‬
‫ل‪ ،‬وبالجملة فقد حسن هذا‬ ‫حراش‪ ،‬عن الربيع بن خيثم رفعه‪ :‬مرس ً‬ ‫ربعي بن ِ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫الحديث النووي‪ ،‬ثم العراقي رحمهما الله‪ ،‬وكلم شيخنا رحمه الله‪ ،‬ينازع فيه‬
‫كما بينته في تخريج الربعين‪.‬‬

‫)‪ (97‬حديث‪ :‬أسأل الل ّككه العظيككم‪ ،‬رب العككرش العظيككم‪ ،‬أن يعافيككك‬
‫ويشفيك في الدعاء للمريض‪ ،‬هو عند المام أحمككد‪ ،‬وابككن منيككع‪ ،‬وأبككي داود‪،‬‬
‫والترمككذي وحسككنه‪ ،‬والنسككائي فككي عمككل اليككوم والليلككة‪ ،‬وابككن حبككان فككي‬
‫صحيحه‪ ،‬والحاكم‪ ،‬وقال‪ :‬صحيح على شرط البخاري‪ ،‬كلهم عككن ابككن عبككاس‬
‫رفعه‪ :‬من عاد مريضا ً لم يحضككر ]ص ‪ [53‬أجلككه‪ ،‬فقككال عنككده سككبع مككرات‪:‬‬
‫أسأل الّله العظيم‪ ،‬رب العرش العظيككم أن يشككفيك‪ ،‬ليككس عنككد أحككد منهككم‬
‫"يعافيك"‪ ،‬وهي مستفيضة على اللسنة‪ ،‬بل ربما يقتصر عليها‪ ،‬ولم أرها في‬
‫شيء من الكتب‪ ،‬نعم في الدعاء للطبراني‪ ،‬بلفكظ‪ :‬مكن دخكل علككى مريككض‬
‫فقال‪ :‬أسأل الّله العظيم‪ ،‬رب العرش العظيم‪ ،‬أن يعافيك‪ ،‬إل عوفي مككا لككم‬
‫يحضر أجله‪ ،‬وكذا هو عند أبي ُنعيم في عمل اليككوم والليلككة‪ ،‬وفككي آخككره أن‬
‫بعض رواته رفعه مرة ووقفه مرتين‪ ،‬هذا كما ترى اقتصر فيه علككى العافيككة‪،‬‬
‫وقد وقعتا مجتمعتين في نسخ عدة الحصن الحصككين لبككن الجككزري العافيككة‪،‬‬
‫لكككن ملحقككة بالهككامش‪ ،‬وجككوزت غلطهككا فإنهككا ليسككت فككي أصككله الحصككن‬
‫الحصين‪.‬‬

‫)‪ (98‬حديث‪ :‬استاكوا عرضًا‪ ،‬وادهنوا غبكًا‪ ،‬واكتحلككوا وتككرًا‪ ،‬قككال ابككن‬
‫الصلح‪ :‬بحثت عنه فلم أجد له أصل ً ول ذكرا ً في شككيء مككن كتككب الحككديث‪،‬‬
‫قال‪ :‬وقد عقد البيهقي بابا ً في الستياك عرضًا‪ ،‬ولم يذكر فيه حديثا ً يحتج به‪،‬‬
‫يشير بذلك إلى ما أخرجه أبو داود فككي مراسككيله‪ ،‬والككبيهقي مككن جهتككه مككن‬
‫حديث محمد بن خالد القرشي عن عطاء ابن أبي ربككاح‪ ،‬قككال‪ :‬قككال رسككول‬
‫الّله صلى الّله عليه وسلم‪ :‬إذا شربتم فاشربوا مصًا‪ ،‬وإذا اسككتكتم فاسككتاكوا‬
‫عرضًا‪ ،‬وعند البيهقي‪ ،‬والبغوي‪ ،‬والعقيلي‪ ،‬وابن عدي‪ ،‬وابن منده‪ ،‬وابن قانع‪،‬‬
‫والطبراني‪ ،‬من حديث َثبيت بن كثير وهو ضعيف عككن يحيككى بككن سككعيد عككن‬
‫سعيد بن المسيب عن بهز قال‪ :‬كان النكبي صكلى الّلكه عليكه وسكلم يسكتاك‬
‫عرضًا‪ ،‬ويشرب مصًا‪ ،‬يتنفس ثلثًا‪ ،‬ويقول‪ :‬هككو أهنككأ وأمككرأ وأبككرأ‪ ،‬وذكككر أبككو‬
‫ُنعيم في الصحابة ما يدل على أن بهزا ً هو ابن حكيم بككن معاويككة القشككيري‪،‬‬
‫وعلى هذا فهو منقطع‪ ،‬وهو من رواية الكابر عن الصاغر‪ ،‬وحكى ابككن منككده‬
‫ما يؤيد ذلك أن مخيس بن تميم رواه عن بهز بن حكيم عن أبيككه عككن جككده‪،‬‬
‫لكن قد اختلف في رواية بهز الولككى علككى راويهككا يحيككى بككن سككعيد‪ ،‬فقككال‪:‬‬
‫َثبيت كما تقدم‪ ،‬ورواه علي بن ربيعة القرشكي المكدني عنكه عكن سكعيد بكن‬
‫المسيب فقكال‪ :‬عكن ربيعكة بكن أكثكم بكدل بهكز أخرجكه الكبيهقي والعقيلكي‪،‬‬
‫وسنده ضعيف جدًا‪ ،‬بل قال ابن عبد البر‪ :‬ربيعة قتل بخيبر فلم يدركه سعيد‪،‬‬
‫وقال في التمهيد‪ :‬ل يصحان مككن جهككة السككناد‪ ،‬ورواه أبككو ُنعيككم فككي كتككاب‬
‫السواك من حديث عائشة‪ ،‬قالت‪ :‬كان رسول الّله صلى ]ص ‪ [54‬الّله عليككه‬
‫ل‪ ،‬وفي سنده عبد الل ّككه بككن الحكيككم وهككو‬ ‫وسلم يستاك عرضا ً ول يستاك طو ً‬
‫متروك‪ ،‬والجملة الثانية من أصل الحديث عند أحمد‪ ،‬وأبككي داود‪ ،‬والنسككائي‪،‬‬
‫والترمذي مما صححه هككو وابككن حبككان‪ ،‬وغيرهككم‪ ،‬مككن حككديث عبككد الل ّككه بككن‬
‫مغفل‪ ،‬قال‪ :‬نهى رسول الل ّككه صككلى الل ّككه عليككه وسككلم عككن الترجككل إل غبكًا‪،‬‬
‫فككل رفعككه‪ :‬الترجيككل غب كا ً فصككاعدًا‪،‬‬ ‫وللديلمي من حديث الحسن عن ابككن مغَ ّ‬
‫والجملة الثالثة عند أبي داود وغيره من حديث سعيد عن أبي هريككرة رفعككه‪:‬‬
‫من اكتحل فليوتر‪ ،‬من فعل فقد أحسن‪ ،‬ومن ل فل حرج‪.‬‬

‫)‪ (99‬حديث‪ :‬استتمام المعروف أفضل من ابتدائه‪ ،‬فككي‪ :‬تمككام‪ ،‬مككن‬


‫المثناة‪.‬‬
‫)‪ (100‬حديث‪ :‬استعن بيمينك‪ ،‬الترمذي في العلم من جامعه من حديث‬
‫الخليل بن مرة عن يحيى بن أبي صالح عن أبي هريرة‪ ،‬قال‪ :‬كان رجكل مكن‬
‫النصار يجلس إلى النبي صلى الّله عليه وسلم فيسمع من النبي صككلى الل ّككه‬
‫عليه وسلم الحديث فيعجبه ول يحفظكه‪ ،‬فشككا ذلكك إلكى النكبي صكلى الّلكه‬
‫عليه وسلم‪ ،‬فقال‪ :‬يكا رسككول الل ّككه‪ ،‬إنككي أسككمع منككك الحككديث فيعجبنككي ول‬
‫أحفظه‪ ،‬فقال رسول الّله صلى الّله عليه وسلم‪ :‬استعن بيمينك‪ ،‬وأومأ بيككده‬
‫للخط‪ ،‬وقال عقبه‪ :‬ليس إسناده بذاك القائم‪ ،‬ثم نقل عن شيخه البخاري أن‬
‫الخليل منكر الحديث‪ ،‬هذا مع أنه اختلف عليككه فيككه‪ ،‬فقيككل عنككه كمككا تقككدم‪،‬‬
‫وقيل عنه عن أبي صالح السمان بدل يحيى بن أبي صالح عن أبيه عككن أبككي‬
‫هريرة‪ ،‬أخكرج الخيكر الخطيكب فكي جكامعه مكن حكديث الليكث عكن الخليكل‬
‫باللفظ الول‪ ،‬والبيهقي في المدخل من حديث عبد الّله بن عبد الّله المككوي‬
‫والليث فرقهما كلهما عن الخليل عن يحيى بن أبي صالح عن أبيه عككن أبككي‬
‫هريرة أن رجل ً شكا إلى النبي صلى الّله عليه وسككلم سككوء الحفككظ‪ ،‬فقككال‪:‬‬
‫استعن بيمنيك‪ ،‬قال‪ :‬ورواه خصيب بن جحدر وهو ضعيف يعني بالكذب‪ ،‬عككن‬
‫أبككي صككالح عككن أبككي هريككرة انتهككى‪ .‬وهككو مككن جهتككه كككذلك عنككد الككبزار‪،‬‬
‫والعسكري‪ ،‬ولفظه‪ :‬قال رجل‪ :‬يا رسول الل ّككه! إنككي ل أحفككظ شككيئًا‪ ،‬فقككال‪:‬‬
‫استعن بيمينك على حفظك‪ ،‬وفي لفظ له‪ :‬شكا رجل إلى النككبي صككلى الل ّككه‬
‫عليه وسلم سوء الحفظ‪ ،‬فقال‪ :‬استعن بيمينك‪ ،‬أي اكتب‪ ،‬بل عند الطككبراني‬
‫في الوسط من حديث ]ص ‪ [55‬الخصيب أيضًا‪ ،‬فقال عن عبد الّله ابن أبككي‬
‫بكر بن أنس بن مالك عن جده عن أنككس بككن مالككك‪ ،‬قككال‪ :‬شكككا رجككل إلككى‬
‫النبي صلى الّله عليه وسلم سوء الحفظ‪ ،‬فقال‪ :‬استعن بيمينك‪ ،‬وفي فضككل‬
‫العلم للمرهبي بسند واه من جهة محمد بن عبيد الّله ابن أبي رافع عن أبيككه‬
‫عن جده‪ ،‬قال‪ :‬قلت يا رسول الّله‪ ،‬إنا نسكمع منكك أحكاديث فأسكتعين بيكدي‬
‫على قلبي؟ قال‪ :‬نعم‪ ،‬وكانت له صحيفة تسمى الصادقة‪ ،‬ومن حككديث عمككر‬
‫بن قيس المكي عن الزهري مرسل ً أن النبي صلى الّله عليه وسلم أذن في‬
‫أن تكتب الحاديث‪ ،‬وبالجملة ففي الذن في الكتابككة أحككاديث‪ .‬منهككا مككا عنككد‬
‫الطبراني وأبي ُنعيم في الحليككة وغيرهمككا عككن ابككن عمككرو مرفوع كًا‪ ،‬بلفككظ‪:‬‬
‫قيدوا العلم بالكتاب‪ ،‬وعند العسكري مككن حككديث عبككد الحميككد بككن سككليمان‬
‫حدثنا عبد الّله بن المثنى عن ثمامة عن أنس مرفوعًا‪ :‬مككا قيككد العلككم بمثككل‬
‫الكتابككة‪ ،‬وقككال ل ُك َ‬
‫وين راويككه عككن عبككد الحميككد إنككه لككم يرفعككه غيككره‪ ،‬وقككال‬
‫العسكري‪ :‬ما أحسبه من كلم النبي صلى الل ّككه عليككه وسككلم‪ ،‬وأحسككب عبككد‬
‫الحميد وهم فيه‪ ،‬وإنه من قول أنككس‪ ،‬فقككد روى عبككد الل ّككه بككن المثنككى عككن‬
‫ثمامة‪ ،‬قال‪ :‬كان أنس يقول لبنيه‪ :‬يا بني قيككدوا العلككم بالكتككاب‪ ،‬قككال‪ :‬فهككذا‬
‫علة للحديث)‪.(1‬‬
‫‪------------------‬‬
‫)‪ (1‬صحت أحاديث في المر بكتابة الحديث‪ ،‬منها حديث‪ :‬اكتبككوا لبككي شككاه‪،‬‬
‫وهو في صحيح مسلم‪.‬‬

‫)‪ (101‬حديث‪ :‬استعيذي بالّله من شر هذا ‪ -‬يعني القمر ‪ -‬فإنه الغاسق‬


‫إذا وقب‪ ،‬قاله لعائشكة‪ .‬الترمككذي وصككححه مكن حكديثها‪ ،‬وبكه ينتقكد تضكعيف‬
‫النووي له‪.‬‬

‫)‪ (102‬حديث‪ :‬استعينوا بطعام السحر على طعام النهار والقيلولة على‬
‫قيام الليل‪ ،‬ابن ماجه في سننه‪ ،‬وابن أبي عاصم‪ ،‬والحاكم في صحيحه‪ ،‬مككن‬
‫حديث أبي عامر العقدي حدثنا زمعة بككن صكالح عككن سككلمة بككن وهككرام عككن‬
‫عكرمة عن ابن عباس رفعه بهذا‪ ،‬وكذا رواه محمد نصر في قيام الليككل لككه‪،‬‬
‫والطبراني في معجمه الككبير مكن حككديث إسككماعيل بكن عيكاش عكن زمعكة‬
‫بلفظ‪ :‬استعينوا بقائلة النهكار علكى قيكام الليكل‪ ،‬وبأكلكة السكحر علكى صكيام‬
‫النهككار‪ ،‬وهككو عنككد الككبزار فككي مسككنده مككن هككذا الككوجه‪ ،‬وأورده الضككياء فككي‬
‫المختارة‪ ،‬فهو عنده حجة‪ ،‬وكذا صححه الحاكم‪ ،‬لكنه قال‪ :‬زمعة وسككلمة لككم‬
‫يحتج بهما الشيخان‪ .‬وهو كذلك‪ ،‬أما زمعة فلنه كان مع صدقه ضعيفا ً لخطئه‬
‫ووهمه‪ ،‬ولذا لم يخرج له مسلم إل مقرونًا‪ ،‬وأما سلمة فلضعفه‪ ،‬إمككا مطلقكا ً‬
‫وإما ]ص ‪ [56‬في خصككوص مكا يرويكه عنككه زمعكة‪ ،‬وهكو الظككاهر فقكد وثقكه‬
‫جماعة‪ ،‬والحاديث في المر بالسحور في الصحيح وغيره‪ ،‬بل عند البزار في‬
‫مسنده مككن حككديث قتككادة‪ :‬سككمعت أنسكا ً يقككول‪ :‬ثلث مككن أطككاقهن أطككاق‬
‫الصوم من أكل قبل أن يشرب وتسحر وقال‪ ،‬معنى قككال نككام بالنهككار‪ ،‬وكككذا‬
‫جاء المر بالقائلة في حديث عند الطبراني من حككديث يزيككد ابككن أبككي خالككد‬
‫الدالني عن إسحاق بن عبد الّله بن أبككي طلحككة عككن أنككس مرفوعكا ً لفظككه‪:‬‬
‫قيلوا فإن الشياطين ل تقيككل‪ ،‬وقككال‪ :‬لككم يككروه عككن أبككي خالككد إل كككثير بككن‬
‫مروان)‪ (1‬ولمحمد بن نصر في قيام الليل له مككن حككديث مجاهككد قككال‪ :‬بلككغ‬
‫عمر أن عامل ً له ل يقيل فكتب إليه‪ :‬أما بعد فقل‪ ،‬فككإن الشككياطين ل تقيككل‪،‬‬
‫ومن حديث إسماعيل بن عياش عن إسحاق ابن أبي فروة أنه قككال‪ :‬القائلككة‬
‫من عمل أهل الخير‪ ،‬وهي مجمة للفؤاد‪ ،‬مقواة على قيام الليل‪ ،‬ومن حديث‬
‫الفيض بن إسحاق سمعت الفضككل بككن الحسككن ‪ -‬ومككر بقككوم فككي السككوق ‪-‬‬
‫فرأى منهم ما رأى‪ ،‬فقال‪ :‬أما يقيل هؤلء‪ ،‬قككالوا‪ :‬ل‪ ،‬قككال‪ :‬إنككي لرى ليلهككم‬
‫ليل سوء‪ ،‬ومن جهة عبد الرحمن ابن أبي ليلى عن خوات بن جبير أنه قككال‪:‬‬
‫نوم أول النهار حمق‪ ،‬ووسطه خلق‪ ،‬وآخره خرق‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫)‪ (1‬وهو ضعيف‪ ،‬ذكر في الكذابين‪،‬‬

‫)‪ (103‬حديث‪ :‬استعينوا على إنجاح حوائجكم بالكتمان‪ ،‬فإن كككل ذي‬
‫نعمة محسود‪ ،‬الطبراني في معاجيمه الثلثة‪ ،‬وعنه وعن غيره أبو ُنعيككم فككي‬
‫الحلية من حديث سعيد بن سككلم العطككار عككن ثكور بكن يزيككد عكن خالكد بكن‬
‫معككدان عككن معككاذ بككن جبككل)‪ (1‬رفعككه بهككذا‪ ،‬وكككذا أخرجككه ابككن أبككي الككدنيا‪،‬‬
‫والككبيهقي فككي الشككعب‪ ،‬والعسكككري فككي المثككال‪ ،‬والخلعككي فككي فككوائده‪،‬‬
‫والقضاعي في مسنده‪ ،‬وسعيد كذبه أحمد وغيره‪ ،‬وقال فيه العجلي‪ :‬ل بأس‬
‫به‪ ،‬ولكن قد أخرجه العسكري أيضا ً من غير طريقه بسند ضككعيف أيضكا ً عككن‬
‫وكيع عن ثور‪ ،‬ولفظه‪ :‬اسككتعينوا علككى طلككب حككوائجكم بكتمانهككا‪ ،‬فككإن لكككل‬
‫نعمة حسدة‪ ،‬ولو أن امرءا ً كان أقوم من قدح لكان له من الناس غامز‪ ،‬وهو‬
‫مع ذلك منقطع‪ ،‬فخالد لم يسمعه من معاذ‪ ،‬وله طريق أخككرى عنككد الخلعككي‬
‫من فوائده من حديث مروان الصفر عكن النكزال بكن سكبرة عكن علكي ]ص‬
‫‪ [57‬رفعه‪ :‬استعينوا علككى قضككاء الحككوائج بالكتمككان لهككا‪ ،‬ويسككتأنس لككه بمككا‬
‫أخرجه الطبراني في الوسط من حديث ابن عباس مرفوعًا‪ :‬إن لهل النعككم‬
‫حسادا ً فاحذروهم‪ ،‬وفي البككاب عككن جماعككة‪ ،‬ذكككر عككدة منهككم الزيلعككي فككي‬
‫سورة النبياء من تخريجه)‪ ،(2‬والحاديث الواردة في التحدث بالنعم محمولة‬
‫على ما بعد وقوعها فل تكون معارضة لهذه‪ ،‬نعم إن ترتب على التحككدث بهككا‬
‫ده فالكتمان أولى‪.‬‬ ‫حس ُ‬
‫‪-------------------‬‬
‫)‪ (1‬له طريق آخر من حديث أبي هريرة‪ .‬رواه السهمي في تاريخ جرجان‪.‬‬
‫)‪ (2‬لحاديث الكشاف‪ ،‬وهو تخريج واسع مفيد‪.‬‬

‫)‪ (104‬حديث‪ :‬استعينوا على إطفاء الحريق بالتكبير‪ ،‬في‪ :‬إذا رأيتم‪.‬‬

‫)‪ (105‬حديث‪ :‬استعينوا على كل صنعة بصالح أهلها‪ ،‬قد يستأنس لككه‬
‫بقوله صلى الّله عليه وسلم‪ :‬ما كان من أمر دنياكم فإليكم‪.‬‬
‫)‪ (106‬حديث‪ :‬استغنوا عن الناس ولو بشوص السككواك‪ ،‬الككبزار فككي‬
‫مسنده‪ ،‬والطبراني في معجمه الكبير‪ ،‬والعسكري فككي المثككال‪ ،‬والقضككاعي‬
‫في مسنده‪ ،‬من حديث العمش عن سعيد بن جبير عن ابن عباس مرفوعككا ً‬
‫بهذا‪ ،‬ورجاله ثقات‪ ،‬وفككي لفككظ أورده العسكككري بكدون إسككناد‪ ،‬لكككن رفعككه‪،‬‬
‫استغنوا عن الناس ولو عن قصمة السواك‪ ،‬وهو بقاف وصاد مهملككة‪ ،‬أي مككا‬
‫انكسر منه إذا استيك به‪ ،‬ومن هنا لما قيل لبن عائشة‪ :‬ما شوص السككواك؟‬
‫قال‪ :‬أما ترى الرجل يستاك قيبقى في أسنانه شظية من السواك‪ ،‬فل ينتفككع‬
‫بها في الدنيا لشيء‪ ،‬والحككاديث فككي القناعككة والتعفككف عككن النككاس مفككردة‬
‫بالتأليف‪ ،‬ومن أقربهككا لمعنككى هككذا الحككديث‪ ،‬حككديث‪ :‬لن يأخككذ أحككدكم حبل ً‬
‫فيأتي بحزمة حطب على ظهره فيكف به نفسه خير له من أن يسأل الناس‬
‫أعطوه أو منعوه‪.‬‬

‫)‪ (107‬حديث‪ :‬استفت قلبك ولو أفتاك الناس وأفتوك‪ ،‬أحمد والدارمي‬
‫وأبو يعلى في مسانيدهم‪ ،‬والطبراني في الكبير‪ ،‬وأبو ُنعيم فككي الحليككة‪ ،‬مككن‬
‫حديث أيوب بن عبد الّله بن مكرز عن وابصة به مرفوعكًا‪ ،‬فككي حككديث وفككي‬
‫الباب عن النواس وواثلة وغيرهما‪] .‬ص ‪[58‬‬

‫)‪ (108‬حديث‪ :‬استفرهوا ضحاياكم‪ ،‬فإنها مطاياكم على الصراط‪ ،‬أسنده‬


‫الديلمي من طريق ابن المبارك عن يحيى بن عبيد الل ّككه عككن أبيككه عككن أبككي‬
‫هريرة رفعه بهذا‪ ،‬ويحيى ضعيف جدًا‪ ،‬ووقع في النهايككة لمككام الحرميككن ثككم‬
‫فككي الوسككيط ثككم فككي العزيككز)‪ :(1‬عظمككوا ضككحاياكم فإنهككا علككى الصككراط‬
‫مطاياكم‪ ،‬وقال الول معناه‪ :‬إنها تكون مراكب للمضحين‪ ،‬وقيل‪ :‬إنها تسككهل‬
‫الجواز على الصراط‪ ،‬لكن قد قال ابن الصلح‪ :‬إن هذا الحديث غير معككروف‬
‫ول ثابت فيما علمناه‪ .‬وقال ابن العربي في شرح الترمذي‪ :‬ليس فككي فضككل‬
‫الضحية حديث صحيح‪ ،‬ومنها قوله‪ :‬إنها مطاياكم إلى الجنة‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫)‪ (1‬للرافعي وهو الشرح الكبير عند الشافعية‪.‬‬

‫)‪ (109‬حديث‪ :‬السلم يعلو ول يعلى‪ ،‬الدارقطني في النكاح من سننه‪،‬‬


‫والروياني في مسنده‪ ،‬ومن طريقه الضياء في المختارة‪ ،‬كلهما مككن طريككق‬
‫حشَرج‪ ،‬حدثني أبي‬ ‫حشَرج بن عبد الّله بن َ‬ ‫فري‪ ،‬حدثنا َ‬‫شباب بن خياط الُعص ُ‬ ‫َ‬
‫عككن جككدي عككن عايككذ بكن عمككرو المزنككي رفعككه بهككذا‪ ،‬ورواه الطككبراني فككي‬
‫الوسط‪ ،‬والبيهقي في الكدلئل عكن عمكر‪ ،‬وأسكلم بكن سكهل)‪ (1‬فكي تاريكخ‬
‫واسط عن معاذ‪ ،‬كلهما به مرفوعًا‪ ،‬وعلقه البخاري في صحيحه‪،‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫ح َ‬
‫شل‪ ،‬وكتابه تاريخ واسط قرأته وقيدت منه فوائد‪.‬‬ ‫)‪ (1‬الحافظ‪ ،‬يلقب َبب ْ‬

‫)‪ (110‬حككديث‪ :‬اسككمح يسككمح لككك‪ ،‬أحمككد‪ ،‬والطككبراني فككي الصككغير‬


‫والوسط‪ ،‬والعسكري‪ ،‬كلهم من جهة الوليد بن مسككلم عككن ابككن جريككج عككن‬
‫عطاء بن أبي رباح عن ابن عباس رفعه بهذا‪ ،‬ورجاله ثقات‪ ،‬ورواه تمام فككي‬
‫فوائده من حديث حفص بن غياث عن ابن جريج في حديث طويل‪ ،‬بككل رواه‬
‫من حديث ابن عياش عن ابن جريج‪ ،‬وقال‪ :‬إنه خطككأ مككن راويككه‪ ،‬والصككواب‬
‫الوليد ل ابككن عيككاش‪ ،‬وقككد أفككرد الحككافظ أبككو محمككد ابككن الكفككاني طرقككه‪،‬‬
‫وحسنه العراقي‪ ،‬ولم يصب من حكم عليه بالوضع‪ ،‬وفي معناه ما رويناه في‬
‫المجالسكة مكن طريكق عكوف‪ ،‬قكال‪ :‬أخككذ الحسككن شككعرة فككأعطى الحجكام‬
‫درهمين‪ ،‬فقيل له‪ :‬يكفيك دانق‪ ،‬فقال‪ :‬ل تدنقوا يدنق عليكم‪.‬‬
‫)‪ (110‬حديث‪ :‬اسمعوا وأطيعوا وإن استعمل عليكم عبد حبشي كأن‬
‫]ص ‪ [59‬رأسه زبيبة‪ ،‬البخاري في الحكام من صحيحه من حديث شعبة عن‬
‫أبي التياح يزيد بن حميد عن أنس مرفوعا ً به‪.‬‬

‫)‪ (112‬حديث‪ :‬اسمعي يا جارة‪ ،‬هو كلم قاله الحجاج المسكين لنس‬
‫رضي الّله عنه حين شكا منه‪ :‬إنما مثلي ومثلك كقول الذي قال‪ :‬إياك أعنككي‬
‫واسمعي يا جارة‪.‬‬

‫)‪ (113‬حديث‪ :‬أسوأ‪ ،‬في‪ :‬إن أسوأ‪.‬‬

‫)‪ (114‬حديث‪ :‬اشتدي أزمة تنفرجي‪ ،‬العسكري في المثال‪ ،‬والديلمي‪،‬‬


‫والقضاعي‪ ،‬كلهم من حديث أمية بن خالد حدثنا الحسككين بككن عبككد الل ّككه بككن‬
‫ضميرة عن أبيه عن جده عن علي‪ ،‬قال‪ :‬كان رسككول الل ّككه صككلى الل ّككه عليككه‬
‫وسلم يقول‪ ،‬وذكره‪ ،‬والحسين كذاب‪ ،‬والمككراد‪ :‬ابلغككي فككي الشككدة النهايككة‪،‬‬
‫حتى تنفرجي‪ ،‬وذلك أن العرب كانت تقول‪ :‬إن الشككدة إذا تنككاهت انفرجككت‪،‬‬
‫قلت‪ :‬وقد عمل أبو الفضل يوسف بن محمد النصككاري عككرف بككابن النحككوي‬
‫لفظ هذا الحديث مطلع قصيدة في الفرج بديعة في معناها‪ ،‬وشككرحها بعككض‬
‫المغاربة فكي مجلكد حافكل‪ ،‬ولخكص منكه غيكر واحكد مكن العصكريين شكرحًا‪،‬‬
‫وعارضها الديب الجليل أبو عبككد الل ّككه محمككد بككن أحمككد بككن محمككد بككن أبككي‬
‫القاسم الّتجاني‪ ،‬ولكن إنما إبتدئها بقوله‪:‬‬
‫ل بد لضيق من فرج * بخواطر علمك ل تهج‬
‫وذكر أبو موسى المككديني فككي ذيككل الغريككبين)‪ (1‬مككن جمعككه أن المككراد‬
‫بقولهم في هذا المثل‪ :‬أزمة امرأة اسمها أزمة أخذها الطلق فقيل لها ذلككك‪،‬‬
‫أي تصبري يا أزمة حتى تنفرجي عن قريب بالوضككع‪ ،‬قككاله مغلطككاي أي فككي‬
‫حاشية أسد الغابة انتهى‪ ،‬وليس في الذيل التصريح بما يدل على صحتها‪ ،‬بل‬
‫قال فيه عقب هذا ذكره بعض الجهال‪ ،‬وهذا باطل‪ ،‬زاد بعضهم أن الذي قال‬
‫لها ذلك هو النبي صلى الّله عليه وسلم‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫)‪ (1‬وفي النسخة الهندية‪ :‬العرش‪.‬‬

‫)‪ (115‬حديث‪ :‬اشتد غضب الّله على من ظلم من ل يجد ناصرا ً غيككر‬
‫]ص ‪ [60‬الّله‪ ،‬أسنده القضاعي والككديلمي مككن حككديث الطككبراني مككن جهككة‬
‫شريك عن أبي إسحاق السبيعي عن الحارث العور عن علككي رفعككه بلفككظ‪:‬‬
‫يقول الّله‪ ،‬اشتد غضبي‪ ،‬وذكره‪ ،‬والعور كذاب)‪.(1‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫)‪ (1‬غلط المؤلف رحمه الّله‪ ،‬فلم يكن العور كذابًا‪ ،‬وان قيل فيه ذلككك زورًا‪ ،‬ولشككقيقنا‬
‫السيد عبد العزيز كتاب "الباحث عن أسباب الطعن في الحارث " مفيد جدًا‪.‬‬

‫)‪ (116‬حديث‪ :‬أشد الناس بلء النبياء‪ ،‬ثم المثل‪ ،‬فالمثل‪ ،‬الترمذي في‬
‫الزهد من جامعه من حديث عاصم بن بهدلة عن مصعب بن سككعد عككن أبيككه‬
‫قال‪ :‬قلت يا رسككول الل ّككه‪ ،‬أي النككاس أشككد بلء؟ قككال‪ :‬النبيككاء‪ ،‬ثككم المثككل‪،‬‬
‫فالمثل‪ ،‬فيبتلى الرجل على حسب دينكه‪ ،‬فكإن ككان دينككه صكلبا ً اشكتد بلؤه‪،‬‬
‫وإن كان في دينه رقة‪ ،‬ابتلي على حسب دينه‪ ،‬فمككا يككبرح البلء بالعبككد حككتى‬
‫يككتركه يمشككي علككى الرض ومككا عليككه خطيئة‪ ،‬وكككذا هككو عنككد النسككائي فككي‬
‫الكبرى‪ ،‬وعند ابن ماجه فكي الفتككن مكن سككننه‪ ،‬والكدارمي فككي الرقككاق مكن‬
‫مسنده)‪ ،(1‬وأخرجه أحمد بن حنبل‪ ،‬وابن منيع‪ ،‬وأبو يعلككى‪ ،‬وابككن أبككي عمككر‬
‫في مسانيدهم‪ ،‬كلهم من حديث عاصم‪ ،‬وهو عند مالك في الموطأ وآخريككن‪،‬‬
‫وقال الترمذي‪ :‬إنه حسن صحيح‪ ،‬وصححه ابن حبان‪ ،‬والحاكم‪ ،‬وأخرجه أيضا ً‬
‫من حديث العلء ابن المسيب عن مصككعب‪ ،‬وللطككبراني مكن حكديث فاطمككة‬
‫رفعككه‪ :‬أشككد النككاس بلء النبيككاء‪ ،‬ثككم الصككالحون‪ ،‬الحككديث‪ ،‬وأورده الغزالككي‬
‫بلفظ‪ :‬البلء موكل بالنبياء‪ ،‬ثم الولياء‪ ،‬ثم المثل‪ ،‬فالمثل‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫)‪ (1‬عد سنن الدارمي مسندا ً مما انتقد على ابن الصلح كما في اللفية‪.‬‬

‫)‪ (117‬حديث‪ :‬اشفعوا تؤجروا‪ ،‬الشيخان من حديث ب َُريد بن عبد الّله‬


‫ابن أبي بردة‪ ،‬عن جده عن أبي موسى‪ ،‬قال‪ :‬كككان رسككول الل ّككه صككلى الل ّككه‬
‫عليه وسككلم إذا جكاء السككائل أو طلبككت إليككه حاجككة‪ ،‬قككال‪ :‬اشككفعوا تككؤجروا‪،‬‬
‫ويقضي الّله على لسان نككبيه مككا شككاء‪ ،‬وفككي لفككظ لبككي داود‪ :‬اشككفعوا لككي‬
‫لتؤجروا‪ ،‬وليقض الّله على لسان نبيه ما شاء‪ ،‬وهككي موضككحة لمعنككى روايككة‬
‫الصحيحين‪ ،‬ولبي داود والنسائي من حديث همام بن منبه عن معاوية رضي‬
‫الّله عنه أنه قال‪ :‬إن الرجل ليسألني الشيء فككأمنعه كككي تشككفوا فتككؤجروا‪،‬‬
‫وإن رسول الّله صلى الّله عليه ]ص ‪ [61‬وسلم قال‪ :‬اشفعوا تؤجروا‪ ،‬وفككي‬
‫الباب عن جماعة‪ ،‬وروى الككبيهقي مكن طريككق المزنككي عككن الشكافعي قكال‪:‬‬
‫الشفاعات زكاة المرّوات‪.‬‬

‫)‪ (118‬حديث‪ :‬أشهد أني رسول الّله‪ ،‬قال الرافعي‪ :‬المنقول أن النبي‬
‫صلى الّله عليه وسلم كان يقول في تشهده‪ :‬أشهد أني رسككول الل ّككه انتهككى‪،‬‬
‫قال شيخنا في تلخيص تخريجه‪ :‬ول أصككل لككذلك كككذلك‪ ،‬بككل ألفككاظ التشككهد‬
‫متواترة عنه صلى الّله عليه وسلم وأنه كان يقول أشككهد أن محمككدا ً رسككول‬
‫الّله‪ ،‬وعبده ورسوله‪ ،‬وللربعة من حديث ابككن مسككعود فككي خطبككة الحاجككة‪:‬‬
‫وأشهد أن محمد رسول الّله‪ ،‬نعم فككي البخككاري عككن سككلمة بككن الكككوع لمكا‬
‫خفت أزواد القوم‪ ،‬فذكر الحديث في دعاء النبي صلى الّله عليه وسككلم‪ ،‬ثككم‬
‫قال‪ :‬أشهد أن ل إله إل الّله وأني رسول الّله‪ ،‬وله شاهد عند مسلم عن أبي‬
‫هريرة‪ ،‬وفي مغازي موسى بن عقبة معضكل ً كمككا أورده الككبيهقي فككي قكدوم‬
‫وفد ثقيف مككن دلئل النبككوة‪ :‬أن الوفككد المككذكور قككالوا أمرنككا أن نشككهد أنككه‬
‫رسول الّله ول يشهد به في خطبته‪ ،‬فلما بلغككه قككولهم قككال‪ :‬فككإني أول مككن‬
‫شهد أني رسول الّله‪ ،‬وفي البخاري فكي الرطكب والتمكر مكن الطعمكة فكي‬
‫قصة جداد نخل جابر واستيفاء غرمائه ‪ -‬بل وفضل له من التمر ‪ -‬قوله صلى‬
‫الّله عليه وسلم حين بشره جابر بذلك‪ :‬أشهد أني رسول الّله‪.‬‬

‫)‪ (119‬حديث‪ :‬اصف النية ونم حيث شئت) ‪ ،(1‬كلم يشبه أن يكون في‬
‫معناه ما في الحلية لبي ُنعيم من جهة نافع بن جبير بككن مطعككم أن سككلمان‬
‫الفارسي كان يلتمس مكانا ً يصلي فيه‪ ،‬فقالت له علجة‪ :‬التمس قلبا طاهرًا‪،‬‬
‫وصل حيث شئت‪ ،‬وفي لفظ فيها أيضكا ً عككن ميمككون بككن مهككران قككال‪ :‬نككزل‬
‫حذيفة وسلمان الفارسي على نبطية فقال لها‪ :‬هل ههنا مكككان نصككلي فيككه؟‬
‫فقالت النبطية‪ :‬طهر قلبك فقال أحدهما للخر‪ :‬خذها حكمة من قلب كككافر‪،‬‬
‫انتهى‪ .‬ول بد من تأويله‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫)‪ (1‬وجدت هذا الحديث في نسخة عليها خط السيد مرتضى الزبيدي‪.‬‬

‫)‪ (120‬حديث‪ :‬أصل كل داء البردة‪ ،‬أبو ُنعيم‪ ،‬والمستغفري معًا‪ ،‬فككي‬
‫الطب النبوي والدارقطني في العلل‪ ،‬كلهم من طريككق تمككام بككن نجيككح عككن‬
‫الحسن البصري عن أنس رفعه بهذا‪ .‬وتمام ضعفه الدارقطني وغيره‪ ،‬ووثقه‬
‫ابن معين وغيره‪ ،‬ولبي ]ص ‪ُ [62‬نعيم أيض كا ً مككن حككديث ابككن المبككارك عككن‬
‫السائب بن عبد الّله عن علي بن زحر عن ابكن عبكاس مرفوعكا ً مثلكه‪ ،‬ومككن‬
‫حديث عمرو بن الحارث عن دراج أبي السمح عن أبككي سككعيد رفعككه‪ :‬أصككل‬
‫كل داء من البردة‪ ،‬ومفرداتها ضككعيفة‪ ،‬وقككد قككال الككدارقطني عقككب حككديث‬
‫أنس من علله‪ :‬وقد رواه عباد بن منصور عن الحسن مككن قككوله وهككو أشككبه‬
‫بالصككواب‪ ،‬وجعلككه الزمخشككري فككي الفككايق مككن كلم ابككن مسككعود‪ ،‬قككال‬
‫الدارقطني في كتاب التصحيف‪ :‬قككال أهككل اللغككة‪ :‬رواه المحككدثون بإسكككان‬
‫الراء والصواب البردة يعني بالفتح وهي التخمة‪ ،‬لنها تبرد حرارة الشهوة‪ ،‬أو‬
‫لنها ثقيلة على المعدة بطيئة الذهاب من برد إذا ثبت وسكن‪ ،‬وقككد أورد أبككو‬
‫ُنعيم مضموما ً لهذه الحاديث حديث الحارث بن فضيل عن زياد بن مينكا عككن‬
‫أبي هريرة رفعه‪ :‬استدفئوا من الحر والبرد‪ ،‬وكذا أورده المستغفري ‪ -‬مع ما‬
‫عنده منها ‪ -‬حديث إسحاق بن نجيح عن أبكان عكن أنككس رفعكه‪ :‬إن الملئكككة‬
‫لتفرح بارتفاع البرد عن أمككتي‪ ،‬أصككل كككل داء الككبرد‪ ،‬وهمككا ضككعيفان‪ .‬وذلككك‬
‫منهما شاهد لما حكى عن اللغويين في كون المحدثين رووه بالسكون‪.‬‬

‫)‪ (121‬حديث‪ :‬أصل كل داء الرضى عن النفس‪ ،‬فكي كلم ككثير مكن‬
‫السلف معناه مما أورده القشيري في الرسالة كثيرا ً منه‪ ،‬كقول أبككي عمككرو‬
‫بن نجيد الذي سمعه سبطه أبو عبد الرحمن السككلمي شككيخ القشككيري‪ :‬آفككة‬
‫العبد رضاه عن نفسه بما هو فيه وقككول ذي النككون‪ :‬علمككة الصككابة مخالفكة‬
‫النفس والهوى‪ ،‬وقول ابن عطاء‪ :‬أقرب شيء إلى مقت الّلككه وبلئه النفككس‬
‫وأحوالها‪ ،‬وأشككد مكن ذلككك مطالعككة العككواض علككى أفعالهككا)‪ ،(1‬وقككول أبككي‬
‫حنيفة‪ :‬من لم يتهم نفسه على دوام الوقات ولم يخالفها في جميع الحككوال‬
‫ولم يجرهكا إلكى مكروههكا فكي سكائر أيكامه ككان مغكرورًا‪ ،‬ومكن نظكر إليهكا‬
‫باستحسان شيء منها فقد أهلكها‪ ،‬وكيف يصككح لعاقككل الرضككى عككن نفسككه‪،‬‬
‫والكريم ابن الكريم يقول }وما أبرئ نفسي إن النفس لمارة بالسوء{‪ ،‬قال‬
‫القشككيري‪ :‬وسككئل المشككليخ عككن السككلم‪ ،‬فقككالوا‪ :‬ذبككح النفككوس بسككيوف‬
‫المخالفة‪ ،‬بل عنده من حديث محمد بن المنكدر عن جككابر مرفوع كًا‪ :‬أخككوف‬
‫ما أخاف على أمتي اتباع الهوى‪ ،‬وطول المل‪ ،‬فأما اتباع الهوى فيضككل عككن‬
‫الحق‪ ،‬وأما طول المل فينسي الخرة‪ ،‬وفي التنزيل }ول تتبع الهوى فيضلك‬
‫عن سبيل الّله{‪ ،‬وسيأتي الحككديث‪ :‬عككدوك نفسككك الككتي بيككن جنبيككك‪ ،‬وفككي‬
‫رواية‪ :‬زوجتك التي تضاجعك وما ملكت يمينك ]ص ‪.[63‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫)‪ (1‬أي يتطلعون إلى العوض عما فعلوا‪.‬‬

‫)‪ (122‬حديث‪ :‬اصنع المعروف إلى من هو أهله‪ ،‬وإلى من ليس أهله‪،‬‬


‫فإن أصبت أهله فهو أهله‪ ،‬وإن لم تصب أهله فأنت من أهله‪ ،‬القضاعي مككن‬
‫حديث سعيد بن مسلمة عن جعفر بن محمد عن أبيه عككن جككده رفعككه بهككذا‪.‬‬
‫وهككو مرسككل‪ ،‬وكككذا أخرجككه الككدارقطني فككي المسككتجاد‪ ،‬وقككد أوردت مككن‬
‫الحاديث في هذا المعنى جملة في كتابي "الجواهر المجموعة")‪.(1‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫)‪ (1‬وانظر حديث‪ :‬اتق شر من أحسنت إليه‪ ،‬وتقدمت عبارة في ص ‪ 21‬س ‪ 2‬نصككوبها‬
‫هنا بمكا يكأتي‪ :‬لكه واللئيككم سككبخة ل تنبككت ول تثمككر ولككن إذا وجككدت المكؤمن فككأزرعه‬
‫معروفك تحصد به شكرًا‪.‬‬

‫)‪ (123‬حديث‪ :‬أطفئوا الحريق بالتكبير‪ ،‬في‪ :‬إذا رأيتم‪.‬‬

‫)‪ (124‬حديث‪ :‬اطلبوا الخير عند حسان الوجوه‪ ،‬في‪ :‬التمسوا‪.‬‬

‫)‪ (125‬حديث‪ :‬اطلبوا العلم ولو بالصين‪ ،‬فإن طلب العلم فريضة على‬
‫كل مسلم‪ ،‬البيهقي في الشعب‪ ،‬والخطيب فككي الرحلككة وغيرهككا‪ ،‬وابككن عبككد‬
‫البر في جامع العلككم‪ ،‬والككديلمي‪ ،‬كلهككم مككن حككديث أبككي عاتكككة طريككف بككن‬
‫سلمان‪ ،‬وابن عبد البر وحده من حديث عبيد بن محمد عككن ابككن عيينككة عككن‬
‫الزهري كلهما عن أنس مرفوعا ً به‪ ،‬وهو ضعيف من الوجهين‪ ،‬بل قككال ابككن‬
‫حبان‪ :‬إنه باطل ل أصل له‪ ،‬وذكره ابن الجككوزي فككي الموضككوعات‪ ،‬وسككتأتي‬
‫الجملة الثانية في الطاء معزوة لبن ماجه وغيره مع بيان حكمها‪.‬‬
‫)‪ (126‬حديث‪ :‬اظلل الغمامة له صلى الّله عليه وسلم‪ ،‬ذكره القاضي‬
‫عياض في الشفاء وغيره لرواية‪ :‬أن خديجة ونساءها رأينه لما قككدم وملكككان‬
‫يظلنه‪ ،‬فذكرت ذلك لميسككرة‪ ،‬فأخبرهككا أنككه رأى ذلككك منككذ خككرج معككه فككي‬
‫سفره‪ ،‬ويروى أن حليمة رأت غمامة تظله وهو عندها‪ ،‬وروي ذلك عككن أخيككه‬
‫من الرضاعة‪ ،‬ومن ذلككك أنككه نككزل فككي بعككض أسككفاره تحككت شككجرة يابسككة‬
‫فاعشوشب ما حولها وأينعت هي فأشرفت وتدلت عليه أغصانها بمحضر من‬
‫رآه‪ ،‬ومال فيء الشجرة إليه في الخبر الخر حتى أظلته‪ ،‬وما ذكر أنه ل ظل‬
‫لشخصه في شمس ول قمر لنككه كككان نككورًا‪ ،‬وإن الككذباب كككان ل يقككع علككى‬
‫جسده ول ثيابه‪ ،‬انتهى‪ ،‬ووقع في خروجه مع عمه إلككى الشككام وقصككة بحيككرا‬
‫الراهب مما أورده ابن إسحاق معضل ً ففيها‪ :‬فلما نزلككوا قريب كا ً مككن صككومعة‬
‫بحيرا صنع لهم طعاما ً ككثيرا ً وذلكك فيمكا يزعمكون عكن شكيء رآه وهكو فكي‬
‫صومعته‪ ،‬يزعمون أنه رأى رسول الّله صلى الّله عليه وسلم حيككن ]ص ‪[64‬‬
‫أقبلوا وعمامة تظله من بين القوم‪ ،‬ثم أقبلوا فنزلوا في ظككل شككجرة قريب كا ً‬
‫منه‪ ،‬فنظر إلى الغمامة حين أظلته الشجرة وتقصرت أغصان الشجرة علككى‬
‫رسول الل ّككه صككلى الل ّككه عليككه وسككلم حيككن اسككتظل تحتهككا‪ ،‬القصككة‪ .‬ووصككله‬
‫البيهقي في الدلئل وأبو بكر الخرائطي واللفظ له من طريق قراد أبي نككوح‬
‫حدثنا يونس عن أبي إسحاق السبيعي عن أبي بردة بن أبي موسى عن أبيه‪،‬‬
‫قال‪ :‬خرج أبو طالب إلى الشام‪ ،‬ومعككه النككبي صككلى الل ّككه عليككه وسككلم فككي‬
‫أشياخ من قريش‪ ،‬فلما أشرفوا علككى الراهككب‪ ،‬يعنككي بحيككرا‪ ،‬هبطككوا فحلككوا‬
‫رحالهم‪ ،‬فخرج إليهم الراهب ‪ -‬وكانوا قبل ذلك يمرون به فل يخرج إليهم ول‬
‫يلتفت ‪ -‬قال‪ :‬فنزل وهم يحلون رحالهم‪ ،‬فجعل يتخللهم حتى جكاء فأخككذ بيككد‬
‫رسول الّله صلى الّله عليه وسلم‪ ،‬وقككال‪ :‬هككذا سككيد العككالمين‪ ،‬زاد الككبيهقي‬
‫ورسول رب العالمين ابتعثه الّله رحمة للعككالمين‪ ،‬فقككال لككه أشككياخ قريككش‪:‬‬
‫وما علمك‪ ،‬فقال‪ :‬إنكم حين أشرفتم من الثنية لككم يبككق شككجر ول حجككر‪ ،‬إل‬
‫خر سككاجدًا‪ ،‬ول يسككجدون إل لنككبي‪ ،‬وإنككي أعرفككه بخككاتم النبككوة أسككفل مككن‬
‫غضروف كتفه‪ ،‬ثم رجع فصنع لهم طعامًا‪ ،‬فلما أتاهم به وكان هو فككي رعيككة‬
‫البل فقال‪ :‬أرسلوا إليه‪ ،‬فأقبل وغمامة تظله‪ ،‬فلما دنا من القوم وجدهم قد‬
‫سبقوه إلى الشجرة‪ ،‬فلما جلس صلى الّله عليه وسلم مككال فيككء الشككجرة‬
‫عليه‪ ،‬فقال‪ :‬انظككروا إلككى فيككء الشككجرة مككال عليككه‪ ،‬الحككديث‪ ،‬وهكككذا رواه‬
‫الترمذي عن أبي العباس الفضل بن سهل العرج عن قراد أبي نوح‪ ،‬وهكككذا‬
‫رواه غير واحد من الحفاظ من حديث أبي نوح قككراد‪ ،‬واسككمه عبككد الرحمككن‬
‫بن غزوان‪ ،‬وهو ممن خرج له البخاري‪ ،‬ووثقككه جماعككة مككن الئمككة الحفككاظ‪،‬‬
‫ولم أر فيه جرحًا‪ ،‬ومع هذا ففي حديثه هذا غرابككة‪ ،‬ولككذا قككال الترمككذي‪ :‬إنككه‬
‫حسن غريب‪ ،‬ل نعرفه إل من هذا الكوجه‪ ،‬وقككال عبككاس الككدوري‪ :‬ليكس فكي‬
‫الدنيا أحد يحدث به غيره‪ ،‬وقد سمعه منه أحمد وابن معين لغرابته‪ ،‬وانفراده‬
‫به‪ ،‬حكاه البيهقي وابن عساكر‪ ،‬وأبو موسى إمككا أن يكككون تلقككاه مككن النككبي‬
‫صلى الل ّككه عليككه وسككلم فيكككون أبلككغ‪ ،‬أو مككن بعككض كبككار الصككحابة‪ ،‬أو كككان‬
‫مشهورا ً أخذه بطريق الستفاضة‪ ،‬وبالجملة فلككم تككذكر الغمامككة فككي حككديث‬
‫أصح من هذا‪ ،‬وقد استدل بذلك لجواز اظلل المحرم‪ ،‬ولكن لم يكن الظلل‬
‫ملزما ً له صلى الّله عليه وسلم‪ .‬فقد وقع اظلل أبي بكر له صلى الّله عليككه‬
‫وسلم حين قدم المدينة في الهجرة لما أصابت الشمس رسككول الل ّككه صككلى‬
‫الّله عليه وسلم‪ ،‬وأن أبا بكر أقبل حتى جلل عليه بردائه‪ ،‬بككل ثبككت أنككه كككان‬
‫بالجعرانة ومعككه ثكوب قككد أظككل عليككه‪ ،‬وإنهككم كككانوا إذا أتكوا ]ص ‪ [65‬علككى‬
‫شجرة ظليلة تركوها للنبي صلى الّله عليه وسلم‪ ،‬ونحككو ذلككك ممككا ل نطيككل‬
‫بتخريجه‪ ،‬وكله مما يتأكد به كونه لم يكن دائمًا‪ ،‬وكذا يشهد له صنيع القاضي‬
‫عياض حيث صدر ما سلف مما عزي إليه باظلل الّله له بالغمام في سفره‪،‬‬
‫وإن كان في أثنائه ما ليس صريحا ً فيه‪ ،‬والّله أعلم‪.‬‬
‫)‪ (127‬حديث‪ :‬أعطى يوسف عليه السلم شطر الحسن‪ ،‬مسلم في‬
‫صحيحه عن شيبان بن فروخ‪ ،‬حدثنا حماد بن سلمة‪ ،‬حدثنا ثابت البنككاني عككن‬
‫أنس‪ :‬فذكر حديث السراء مرفوعًا‪ ،‬وفيه‪ :‬فإذا أنا بيوسكف صكلى الّلكه عليكه‬
‫وسلم‪ ،‬إذا هو قد أعطي شطر الحسن‪ ،‬وأخرج أبو يعلككى فككي مسككنده لفككظ‬
‫الترجمة فقط منه عن شيبان‪ ،‬ورويناه كذلك في الكنجروديات‪ ،‬وأخرجه أبككو‬
‫ُنعيم في الحلية من حديث شيبان‪ ،‬بلفككظ‪ :‬أتيككت علككى يوسككف‪ ،‬وقككد أعطككي‬
‫شطر الحسن‪ ،‬وكذا رواه أحمد في مسنده‪ ،‬وابن أبي شيبة في مصنفه عككن‬
‫عفان عن حماد بن سلمة‪ ،‬والحاكم من طريق عفان‪ ،‬وقال‪ :‬إنه صحيح علككى‬
‫شرط مسلم‪ ،‬ولم يخرجاه‪ ،‬وقد علمت تخريج مسلم لككه‪ ،‬زاد بعضككهم‪ :‬وأمككه‬
‫شطر الحسكن‪ ،‬وزاد آخكر‪ :‬ومكن سكواه شكطره‪ ،‬ولسكحاق بكن راهكويه مكن‬
‫حديث شعبة عككن أبككي إسككحاق قككال‪ :‬قككال أبككو الحككوص عككن عبككد الل ّككه بككن‬
‫مسعود‪ :‬أوتي يوسف وأمه ثلث الحسن‪ ،‬وسنده أيضا ً صحيح‪.‬‬

‫)‪ (128‬حديث‪ :‬اعقلها وتوكل‪ ،‬الترمذي في الزهد‪ ،‬وفي العلل‪ ،‬والبيهقي‬


‫في الشعب‪ ،‬وأبو ُنعيم في الحلية‪ ،‬وابن أبي الدنيا فككي التوكككل‪ ،‬مككن حككديث‬
‫المغيرة بن أبي قرة السدوسي سمعت أنسكا ً يقكول‪ :‬قكال رجكل‪ :‬يكا رسكول‬
‫الّله‪ ،‬أعقلها وأتوكل‪ ،‬أو أطلقها وأتوكل؟ قال‪ :‬اعقلهككا وتوكككل‪ ،‬يعنككي الناقككة‪.‬‬
‫وقال الترمذي‪ :‬قال عمرو بن علي يعني الفلس شيخه قال يحيى بن سككعيد‬
‫القطان‪ :‬إنه منكر‪ ،‬ثم قال الترمذي‪ :‬وهو غريب ل نعرفه من حديث أنككس إل‬
‫من هذا الوجه‪ ،‬وإنما أنكره القطان من حديث أنس‪ ،‬وقد روي عن عمرو بن‬
‫أمية الضمري عن النبي صلى الّله عليه وسلم نحوه‪ ،‬يشككير إلككى مككا أخرجككه‬
‫ابن حبان في صحيحه‪ ،‬وأبو ُنعيم من حديث جعفر بن عمرو بن أمية عن أبيه‬
‫قال‪ :‬قال رجل للنبي صلى الّله عليككه وسككلم‪ :‬أرسككل نككاقتي وأتوكككل؟ قككال‪:‬‬
‫اعقلها وتوكل‪ ،‬ورواه الطبراني في الكبير‪ ،‬والبيهقي في الشعب‪ ،‬وجعل فككي‬
‫روايتهما ]ص ‪ [66‬القائل عمرا ً نفسه‪ ،‬وكذا هو عند أبي القاسم بككن بشككران‬
‫في أماليه‪ ،‬وأخرجه البيهقي كذلك من حديث جعفر‪ ،‬لكن مرس ً‬
‫ل‪ ،‬قككال‪ :‬قككال‬
‫عمرو بن أمية‪ :‬يا رسول الّله‪ ،‬وذكره‪ .‬وهككو عنككد الطككبراني مككن حككديث أبككي‬
‫هريرة بلفظ‪ :‬قيدها وتوكل‪.‬‬

‫)‪ (129‬حديث‪ :‬أعلنوا النكاح واجعلوه فكي المسكاجد‪ ،‬واضكربوا عليكه‬


‫بالككدف‪ ،‬الترمككذي وضككعفه‪ ،‬وابككن مككاجه‪ ،‬وابككن منيككع‪ ،‬وغيرهككم عككن عائشككة‬
‫مرفوعا ً بهذا‪ ،‬وهو حسن‪ ،‬فراويه عند الترمذي وإن كان ضعيفا ً فإنه قد توبككع‬
‫كما فككي ابكن مكاجه وغيكره‪ ،‬وفكي البككاب عكن جماعككة‪ ،‬وفكي لفكظ‪ :‬وأخفكوا‬
‫خطبة‪ ،‬وبه تمسك من أبطل نكاح السر‪.‬‬ ‫ال ِ‬

‫)‪ (130‬حديث‪ :‬أعمار أمتي ما بين الستين إلى السبعين‪ ،‬وأقلهم مككن‬
‫يجوز ذلك‪ ،‬الترمذي وابن مككاجه وآخككرون مككن حككديث محمككد بككن عمككرو بككن‬
‫علقمة‪ ،‬عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة به مرفوعًا‪ ،‬وصككححه‬
‫ابن حبان‪ ،‬والحاكم‪ ،‬وقال‪ :‬إنه على شرط مسلم‪ ،‬وقال الترمذي‪ :‬إنه حسككن‬
‫غريب من حديث محمد بن عمرو عن أبي سلمة‪ ،‬وقد روي عن أبككي هريككرة‬
‫من غير هذا الوجه‪ ،‬ومن ذلك ما رواه هو مككن حككديث كامككل أبككي العلء عككن‬
‫أبي صالح عن أبي هريرة مرفوعا ً بلفظ‪ :‬عمر أمتي من ستين إلككى سككبعين‪،‬‬
‫وقال أيضًا‪ :‬إنه حسن غريب من حديث أبي صالح عن أبي هريرة‪ ،‬وقككد روي‬
‫من غير وجه عن أبي هريرة‪ ،‬ومن ذلك ما رواه ابن عساكر من طريق شككيخ‬
‫مدني عن سعيد المقككبري عككن أبككي هريككرة رفعككه‪ ،‬بلفككظ‪ :‬أقككل أمككتي أبنككاء‬
‫السبعين‪ ،‬وفي لفظ لحمككد والترمككذي وابككن مككاجه وأبككي يعلككى والعسكككري‬
‫والقضاعي والرامهرمزي وغيرهم مرفوعًا‪ :‬معترك المنايا ما بين الستين إلى‬
‫السبعين‪ ،‬وفي لفظ لبن منيع والرامهرمكزي‪ :‬مكن عمكره الّلكه سكتين سكنة‪،‬‬
‫فقد أعذر إليه في العمر يريد }أولم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر‪ ،‬وجاءكم‬
‫النذير{‪ ،‬وللعسكري من حديث عبد الل ّككه بككن محمككد القرشككي)‪ (1‬عككن أبيككه‪،‬‬
‫قال رجل لعبد الملك بن مروان‪ :‬كم تعد يا أمير المؤمنين‪ ،‬فبكى‪ ،‬وقككال‪ :‬إنككا‬
‫في معترك المنايا‪ ،‬هذه ثلث وستون‪ ،‬فمات لها‪ ،‬وللرامهرمزي عن وهب بن‬
‫منبه في قوله تعالى }وقد بلغت من الكبر عتيا{ قال‪ :‬قال هذه المقالة وهو‬
‫ابن ستين أو خمس وستين سنة‪ ،‬وأصككل الحككديث فككي البخككاري مككن حككديث‬
‫سهل بن سعد‪ ،‬ويروى في هذا الباب عن ابككن عمككر‪ ،‬وأنككس‪ ،‬لفككظ أحككدهما‪:‬‬
‫أقل أمتي من يبلغ السبعين‪ ،‬ولفظ الخر‪ :‬حصاد أمتي مككا بيككن السككتين إلككى‬
‫السبعين‪] ،‬ص ‪ [67‬ولعمر ابن أبي حسين المكي‪ ،‬عن عطاء عن ابن عبككاس‬
‫مرفوعًا‪ :‬إذا كان يوم القيامة نودي أين أبناء الستين‪ ،‬وهككو العمكر الككذي قككال‬
‫الّلككه }أولككم نعمركككم مككا يتككذكر فيككه مككن تككذكر وجككاءكم النككذير{ أخرجككه‬
‫الرامهرمزي والطبراني كما بينت أكثر ذلك في المسلسلت‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫)‪ (1‬هو ابن أبي الدنيا‪.‬‬

‫)‪ (131‬حديث‪ :‬العمال بالخواتيم‪ ،‬البخكاري فككي القككدر مكن صكحيحه‬


‫مترجما ً عليه‪ :‬العمل بالخواتيم‪ ،‬من حديث أبي غسان‪ ،‬حدثني أبو حككازم عككن‬
‫سهل بن سعد الساعدي‪ ،‬أن رجل ً من أعظم المسلمين غَناء عن المسككلمين‬
‫في غزوة غزاها مع النبي صلى الّله عليه وسلم‪ ،‬فنظر النبي صلى الّله عليه‬
‫وسلم إليه‪ ،‬فقال‪ :‬من أحب أن ينظر إلى رجل من أهل النار‪ ،‬وذكر الحديث‪،‬‬
‫وفي آخره‪ :‬وإنما العمال بالخواتيم‪ ،‬واتفقا عليه من حديث يعقوب بككن عبككد‬
‫الرحمن القاري‪ ،‬عن أبي حازم‪ ،‬لكن بدون محل الحاجة منه‪ ،‬وفي الباب عن‬
‫معاوية‪ ،‬أخرجه ابن حبان في صحيحه‪ ،‬من حديث الوليد بن مسككلم‪ ،‬وصككدقة‬
‫بن خالد‪ ،‬قال واللفظ لولهما‪ :‬حدثنا ابن جابر هو عبد الرحمككن بككن يزيككد بككن‬
‫جابر‪ ،‬سمعت أبا عبد رب يقول‪ :‬سمعت معاوية يقول‪ :‬قال النبي صلى الّلككه‬
‫عليه وسلم‪ :‬إنما العمال بخواتيمها كالوعككاء‪ ،‬إذا طككاب أعله طككاب أسككفله‪،‬‬
‫وإذا خبث أعله خبث أسفله‪ ،‬ولفظ الخر‪ :‬إنما العمككال كالوعككاء‪ ،‬إذا طككاب‪.‬‬
‫وذكره‪ ،‬وكذا هو بهذا اللفظ عند ابن ماجه في سننه‪ ،‬والعسكري من حككديث‬
‫الوليد بن مسلم‪ ،‬وعند أحمد في مسنده من حككديث ابككن المبككارك عككن ابككن‬
‫جابر وعن عائشة أخرجه ابككن حبككان فككي صككحيحه‪ ،‬وابككن عككدي فككي كككامله‪،‬‬
‫بلفظ‪ :‬إنما العمال بالخواتيم‪ ،‬وعن علي أخرجه الطبراني فككي حككديث فيككه‪:‬‬
‫وصاحب الجنة مختوم لككه بعمككل أهككل الجنككة‪ ،‬وإن عمككل أي عمككل‪ ،‬العمككال‬
‫بخواتيمها‪ ،‬وعن أنس أخرجه أحمككد وابككن منيككع وأبككو يعلككى فككي مسككانيدهم‪،‬‬
‫والترمذي وصححه هو وابن خزيمة وابن حبان والحاكم مرفوعًا‪ :‬إذا أراد الّله‬
‫بعبد خيرا ً استعمله قبل موته‪ ،‬قككالوا‪ :‬وكيككف يسككتعمله؟ قككال‪ :‬يككوفقه لعمككل‬
‫صالح قبل موته‪ ،‬ثم يقبضه عليه‪ ،‬وأولككه عنككد أحمككد‪ :‬ل تعجبككوا لعمككل عامككل‬
‫حككتى تنظككروا بككم يختككم لككه؟ وهككو علككى شككرط الشككيخين‪ ،‬وعككن أبككي عَنبككة‬
‫الخولني أخرجه أحمد والطبراني وأبو الشيخ مرفوعًا‪ :‬إذا أراد الّله بعبد خيرا ً‬
‫عسله‪ ،‬يفتح له عمل ً صالحا ً بين يدي مككوته‪ ،‬والعسككل طيككب الثنككاء‪ ،‬وأخرجككه‬ ‫َ‬
‫ً‬
‫الطبراني من حديث أبي أمامة مختصرا‪ ،‬وأخرج البزار من حديث ابككن عمككر‬
‫حديثا ً فيه‪ :‬ذكككر الكتككابين‪ .‬وفككي آخككره‪ :‬العمككل بخككواتيمه‪ ،‬العمككل بخككواتيمه‪،‬‬
‫وللعسكري من حديث وهيب بن خالد ]ص ‪ [68‬عن حميد عن أنس مرفوعًا‪:‬‬
‫ل يضركم أل تعجبوا من أحد حتى تنظروا بم يختم لككه‪ ،‬وفككي سككياق ألفاظهككا‬
‫مع استيفاء ما في معناها تطويل‪ ،‬وروينا عن معاوية بن قرة قال‪ :‬بلغنككي أن‬
‫أبا بكر الصديق رضي الّله عنه كان يقول‪ :‬الّلهككم اجعككل خيككر عمككري آخككره‪،‬‬
‫وخير عملي خواتمه‪ ،‬وخير أيامي يوم ألقاك‪ ،‬بككل هككو مككن دعككائه صككلى الل ّككه‬
‫عليه وسلم‪ ،‬كما للطبراني في الوسط عن أنس)‪ (1‬وله طرق‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫)‪ (1‬بإسناد وجيد‪.‬‬
‫)‪ (132‬حديث‪ :‬العمال بالنيات‪ ،‬متفق عليه لكن بزيادة "إنما"‪ ،‬وابككن‬
‫حبان في صحيحه بدونها كلهم عن عمر)‪.(1‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫)‪ (1‬وهو صحيح غريب‪ ،‬وقد تواتر معناه من طككرق اسككتوعبتها فككي "البتهككاج بتخريككج‬
‫أحاديث المنهاج"‪.‬‬

‫)‪ (133‬حديث‪ :‬أعينوا الشاري‪ ،‬ل أصل له بهذا اللفظ‪ ،‬نعم عند الديلمي‬
‫عن أنس رفعه‪ :‬أل بلغوا الباعة والسوقة‪ :‬أن كثرة السوم في بضككائعهم مككن‬
‫قلة الرحمة‪ ،‬وقساوة القلب‪ ،‬ارحم من تبيعه‪ ،‬وارحم من تشتري منه‪ ،‬فإنمككا‬
‫المسلمون أخوة‪ ،‬ارحم الناس يرحمك الّله‪ ،‬من ل يرحم ل يرحم‪.‬‬

‫)‪ (134‬حديث‪ :‬اغد عالما ً أو متعلما ً أو مستمعا ً أو محبًا‪ ،‬ول تكن الخامس‬
‫فتهلك‪ ،‬البيهقي في الشعب وغيرها‪ ،‬وابككن عبككد الككبر مككن حككديث عطككاء بككن‬
‫مسلم الخفاف عن خالد الحذاء عن عبد الرحمن ابن أبي بكرة عككن أبيككه بككه‬
‫مرفوعًا‪ ،‬وفيه قال عطاء‪ :‬قال لي مسعر بن كدام‪ ،‬يا عطككاء زدتنككا فككي هككذا‬
‫الحديث زيادة لم تكن في أيدينا‪ ،‬قال ابن عبد البر‪ :‬الخامسة معاداة العلمككاء‬
‫وبغضهم‪ ،‬ومن لم يحبهم فقد أبغضهم أو قارب وفيككه الهلك‪ ،‬والحككديث عنككد‬
‫الطبراني وأبي ُنعيم وآخرين‪ ،‬وعند البيهقي في آخره‪ :‬يا عطاء! ويل لمن لم‬
‫يكن فيه واحدة منهن‪ .‬وقال الككبيهقي‪ :‬إن عطككاء تفككرد بهككذا الحككديث‪ ،‬وإنمككا‬
‫يروى عن ابن مسعود وأبي الدرداء من قولهما‪ ،‬ولفظ أبي الدرداء متبعا ً بدل‬
‫مستمعًا‪.‬‬

‫)‪ (135‬حديث‪ :‬افتضحوا فاصطلحوا‪ ،‬هو من المثال السائرة‪ ،‬وقد رواه‬


‫الخطابي في العزلة من طريق محمد بن حاتم المظفري به‪.‬‬

‫)‪ (136‬حديث‪ :‬أفضل الجهاد كلمة عدل عند سلطان جائر أو أمير جائر‪،‬‬
‫أبو داود في الملحكم مكن سكننه مكن حكديث محمكد بكن جحكادة عكن عطيكة‬
‫العوفي عن أبي سعيد ]ص ‪ [69‬الخدري مرفوعا ً بهككذا‪ ،‬ورواه الترمككذي فككي‬
‫الفتن من جامعه من هذا الوجه‪ ،‬بلفظ‪ :‬إن من أعظم الجهككاد‪ ،‬وذكككره بككدون‬
‫أو أمير جائر‪ ،‬وقال‪ :‬إنه حسن غريب‪ ،‬وهو عند ابككن مككاجه فككي الفتككن أيض كا ً‬
‫باللفظ الول بدون أو أمير جائر‪ ،‬وأخرجه ابن ماجه أيضا ً من حديث حماد بن‬
‫سلمة عن أبي غالب عن أبي أمامة‪ ،‬قككال‪ :‬عككرض لرسككول الل ّككه صككلى الل ّككه‬
‫عليه وسككلم رجككل عنكد الجمكرة الولككى‪ ،‬فقككال‪ :‬يكا رسكول الل ّككه‪ ،‬أي الجهكاد‬
‫أفضل‪ ،‬فسكت عنه‪ ،‬فلما رمى الجمرة الثانية سأله فسكت عنه فلمككا رمككى‬
‫جمرة العقبة‪ ،‬ووضع رجله في الَغرز ليركب‪ ،‬قال‪ :‬أين السككائل‪ ،‬قككال‪ :‬أنككا يكا‬
‫رسول الّله‪ ،‬قال‪ :‬كلمة حكق عنككد ذي سكلطان جكائر‪ ،‬وأخرجككه الككبيهقي فككي‬
‫الشعب‪ ،‬قال‪ :‬وله شاهد مرسل بإسناد جيد‪ ،‬ثم ساق ما أخرجه النسائي في‬
‫البيعة من سننه من جهة علقمة بن مرثد عن طارق بن شككهاب‪ ،‬قككال‪ :‬سككئل‬
‫رسول الّله صلى الّله عليه وسلم أي الجهاد أفضل؟ قككال‪ :‬كلمككة عككدل عنككد‬
‫ل)‪ ،(1‬وكذا في الباب‬ ‫إمام جائر‪ ،‬وطارق له وؤية فقط‪ ،‬فلذا كان حديثه مرس ً‬
‫عن واثلة وآخرين‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫)‪ (1‬لكنه مرسل صحابي‪ ،‬فهو حجة على الراجح عند الجمهور‪.‬‬

‫)‪ (137‬حديث‪ :‬أفضل طعام الدنيا والخرة اللحم‪ ،‬في‪ :‬سيد‪.‬‬

‫)‪ (138‬حديث‪ :‬أفضل العبادات أحمزها‪ ،‬قال المزي‪ :‬هو مككن غككرائب‬
‫الحاديث‪ ،‬ولم يروى في شيء من الكتب الستة‪ ،‬انتهى‪ ،‬وهككو منسككوب فككي‬
‫النهاية ‪ -‬لبن الثير‪ -‬لبن عباس‪ ،‬بلفظ‪ :‬سكئل رسكول الل ّككه صكلى الّلكه عليككه‬
‫وسلم‪ :‬أي العمال أفضل؟ قال‪ :‬أحمزها‪ ،‬وهككو بالمهملككة والككزاي أي أقواهككا‬
‫وأشككدها‪ ،‬وفككي الفككردوس ممككا عككزاه لعثمككان بككن عفككان مرفوع كًا‪ :‬أفضككل‬
‫العبادات أخفها‪ ،‬فيجمع بينهما على تقدير ثبوتهما بأن القكوة والشكدة بكالنظر‬
‫لتبين شروط الصحة ونحوها فيها‪ ،‬والخفة بالنظر لعككدم الكثككار بحيككث تمككل‪،‬‬
‫ولكن الظاهر أن لفظ الثاني العيادة بالتحتانية ل بالموحدة ويروى عككن جككابر‬
‫رفعه‪ :‬أفضل العيادة أجككرا ً سككرعة القيككام مككن عنككد المريككض‪ ،‬وفككي فضككائل‬
‫العباس لبن المظفر من حديث هود بن عطاء سمعت طاوسا ً يقول‪ :‬أفضككل‬
‫العيادة ما خف منها‪ ،‬ومن الثار في تخفيف العيككادة ‪ -‬ممككا هككو فككي سككادس‬
‫المجالسة للدينوري من جهة شيبان ‪ -‬عن أبي هلل‪ ،‬قال‪ :‬عاد قوم بكككر بككن‬
‫عبككد الل ّككه المزنككي فأطككالوا الجلككوس‪ :‬فقككال لهككم بكككر‪ :‬إن المريككض ليعككاد‬
‫والصحيح يزار‪ ،‬ومن جهة الصمعي قال‪ :‬عاد قككوم مريض كا ً فككي بنككي يشكككر‪،‬‬
‫فأطالوا عنده‪ ،‬فقال لهم‪ :‬إن ككان لكككم فككي الككدار حكق فخككذوه‪ ،‬ومكن جهكة‬
‫الصمعي أيضا ً قال‪] :‬ص ‪ [70‬مرض أبككو عمككرو بككن العلء فككأتى أصككحابه إل‬
‫رجل منهم ثم جاءه بعد ذلك‪ ،‬فقال‪ :‬إني أريد أن أسامرك الليلة‪ ،‬فقال‪ :‬أنككت‬
‫معافى وأنكا مبتلككى‪ ،‬فالعافيكة ل تكدعك تسكهر‪ ،‬والبلء ل يكدعني أنكام‪ ،‬والل ّككه‬
‫أسأل أن يسوق إلى أهل العافية الشكر‪ ،‬وإلى أهل البلء الصبر‪.‬‬

‫)‪ (139‬حديث‪ :‬أفطر الحاجم والمحجوم‪ ،‬يروى كما علقه البخاري بصيغة‬
‫التمريض عن الحسن عن غير واحد مرفوعًا‪ ،‬ثم قال‪ :‬وقال لي عياش‪ :‬حدثنا‬
‫عبد العلى حدثنا يونس عن الحسن مثلكه‪ ،‬فقيكل لكه عكن النكبي صكلى الّلكه‬
‫عليه وسلم؟ قال‪ :‬نعم‪ ،‬ثم قال‪ :‬الّله أعلم‪ ،‬وهذا بعينكه قكد رواه فكي تكاريخه‬
‫ومن جهته البيهقي في سننه فقال)‪ :(1‬حدثني عيككاش‪ ،‬وذكككره‪ ،‬وبككه يسككتدل‬
‫على أن البخاري إذا قال‪ :‬قال لككي يكككون محمككول ً علككى السككماع‪ ،‬وللككبيهقي‬
‫أيضًا‪ ،‬وكذا النسائي من حديث علي بن المككديني عككن المعتمككر بككن سككليمان‬
‫عن أبيه عن الحسن عن غير واحد من أصحاب النبي صلى الّله عليككه وسككلم‬
‫قال‪ ،‬وذكره‪ ،‬قال علي بن المديني رواه يونس عن الحسن عكن أبكي هريكرة‬
‫ورواه قتادة عن الحسن عن ثوبان‪ ،‬ورواه عطاء ابككن السككائب عككن الحسككن‬
‫عن معقل بن يسار‪ ،‬ورواه مطر عن الحسن عن علي‪ ،‬قال الككبيهقي‪ :‬ورواه‬
‫أشعث عن الحسن عن أسامة‪ ،‬قال شيخنا‪ :‬ورواه قتككادة أيضكا ً عككن الحسككن‬
‫حّرة عن الحسن عككن‬ ‫عن علي أخرجه عبد الرزاق عن معمر عنه‪ ،‬ورواه أبو ُ‬
‫غيككر واحككد مككن الصككحابة‪ ،‬ورواه أبككو داود والنسككائي وابككن مككاجه وآخككرون‪،‬‬
‫كالحارث من حديث شداد وثوبان مرفوعا ً في حديث‪ ،‬وقال أحمد والبخككاري‪:‬‬
‫إنه عن ثوبان أصح‪ ،‬وصححه عن شداد إسحاق ابككن راهُككوَيه وصككححهما مع كا ً‬
‫البخككاري متبعكا ً لبككن المككديني‪ ،‬ورواه الترمككذي عككن رافككع بكن خديككج‪ ،‬ورواه‬
‫غيرهم عن آخرين‪ ،‬وتأوله بعض العلمككاء المرخصككين فككي الحجامككة علككى أن‬
‫معناه‪ :‬إن تعرضا للفطار‪ ،‬أما المحجوم فللضعف‪ ،‬وأما الحاجم فلنه ل يأمن‬
‫من أن يصل إلى جوفه شيء بالمص‪ ،‬ولكن قد جزم الشافعي بأنه منسوخ‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫)‪ (1‬يعني البخاري‪.‬‬

‫)‪ (140‬حديث‪ :‬القتصاد في النفقة نصف المعيشة‪ ،‬والتودد إلى الناس‬


‫نصف العقل‪ ،‬وحسن السؤال نصف العلم‪ ،‬البيهقي في الشعب‪ ،‬والعسكككري‬
‫في المثككال‪ ،‬وابككن السككني‪ ،‬والككديلمي مكن طريقككه‪ ،‬والقضكاعي‪ ،‬كلهككم مكن‬
‫حديث مخيس بن تميم عن حفص بن عمر‪ ،‬حدثنا إبراهيكم بكن عبكد الّلكه بكن‬
‫الزبير عن نافع عن ابن عمر مرفوعكا ً بهكذا‪ ،‬وضككعفه الككبيهقي)‪ ،(1‬ولككن لكه‬
‫شاهد عند العسكري من حديث خلد بن عيسى عن ثابت ]ص ‪ [71‬عن أنس‬
‫رفعه‪ :‬القتصاد نصككف العيككش‪ ،‬وحسككن الخلككق نصككف الككدين‪ ،‬وكككذا أخرجككه‬
‫الطبراني وابن لل‪ ،‬ومن شواهده أيضا ً مككا للعسكككري مككن حككديث أبككي بلل‬
‫الشعري‪ ،‬حدثنا عبد الّله بن حكيم المدني عككن شككبيب بككن بشككر عككن أنككس‬
‫رفعه‪ :‬السؤال نصف العلم‪ ،‬والرفككق نصككف المعيشككة‪ ،‬ومككا عككال امككرؤ فككي‬
‫اقتصاد‪ ،‬وللديلمي من جهة الحاكم‪ ،‬ثم من حديث عمر بن صككبح عككن يككونس‬
‫بن عبيد عن الحسن عن أبي أمامككة رفعككه‪ :‬السككؤال نصككف العلككم‪ ،‬والرفككق‬
‫نصف المعيشة‪ ،‬وما عال من اقتصد‪ ،‬وللقضاعي ومن قبله أحمد والطككبراني‬
‫من حديث إبراهيم الهجري عن أبي الحوص عن ابن مسعود رفعه‪ :‬مكا عكال‬
‫من اقتصد‪ ،‬وللطبراني عن عبد الّله بن سرجس مرفوعًا‪ :‬التودد‪ ،‬والقتصككاد‪،‬‬
‫والسمت الحسن‪ ،‬جزء من أربعة وعشرين جزءا ً من النبككوة‪ ،‬وللككديلمي عككن‬
‫أنس مرفوعًا‪ :‬التدبير نصف المعيشككة‪ ،‬والتككودد نصككف العقككل‪ ،‬والهككم نصككف‬
‫الهككرم‪ ،‬وقلككة العيككال أحككد اليسككارين‪ ،‬ورواه الككبيهقي مككن قككول ميمككون بككن‬
‫مهران‪ ،‬ولفظه‪ :‬التككودد إلككى النككاس نصككف العقككل‪ ،‬وحسككن المسككألة نصككف‬
‫الفقه‪ ،‬ورفقك في معيشككتك تكفككي عنككك نصككف الموؤنككة‪ ،‬ولبككن حبككان فككي‬
‫صحيحه في حديث طويل عن أبي ذر أن النبي صلى الل ّككه عليككه وسككلم قككال‬
‫له‪ :‬يا أبا ذر‪ ،‬ل عقككل كالتككدبير‪ ،‬ول ورع كككالكف‪ ،‬ول حسككب كحسككن الخلككق‪،‬‬
‫وهذا اللفظ عند البيهقي في الشككعب‪ ،‬وللعسكككري مككن جهككة أبككي روق عككن‬
‫الضحاك عن ابن عباس مرفوعًا‪ :‬ما عال مقتصد‪ ،‬ومن حديث سكين بن عبد‬
‫العزيز عن الهجري عن أبي الحوص عن ابن مسعود مرفوع كًا‪ :‬ل يعيككل أحككد‬
‫على قصد‪ ،‬ول يبقى على سرف كثيٌر‪ ،‬ومن حديث عثمان بن عمر بككن خالككد‬
‫بن الزبير عن أبيه عن علي بن الحسين عن أبيه علي مرفوعًا‪ :‬التودد نصككف‬
‫الدين‪ ،‬وما عال امرؤ قط علككى اقتصككاد‪ ،‬واسككتنزلوا الككرزق بالصككدقة‪ ،‬ومككن‬
‫حديث يونس بن عبيد عن الحسن عن أنس رفعه‪ :‬رأس العقل بعككد اليمككان‬
‫بالّله التودد إلى الناس‪ ،‬وأهل التككودد لهككم درجككة فككي الجنككة‪ ،‬ونصككف العلككم‬
‫حسن المسألة‪ ،‬والقتصاد في المعيشة والرفق تكفي نصف الموؤنككة‪ ،‬وذكككر‬
‫حديثًا‪ ،‬وجاء في القتصكاد قكوله صكلى الّلكه عليكه وسكلم‪ :‬السكمت الحسكن‪،‬‬
‫والهدى‪ ،‬والقتصاد‪ ،‬جزء من أربعة وعشرين جزءا ً من النبوة‪ ،‬وفي لفظ مككن‬
‫ستة وأربعين‪ ،‬وفي حديث يروى مرفوعًا‪ :‬من فقه الرجل أن يصلح معيشته‪،‬‬
‫وقد عقد البيهقي فككي الشككعب للقتصككاد فككي النفقككة بابكًا‪ ،‬وقككوله‪ :‬مككا عككال‬
‫مقتصد‪ ،‬أي ما افتقر من أنفق قصدًا‪ ،‬ولم يجاوزه إلى السراف ]ص ‪.[72‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫)‪ (1‬لن مخيسا ً وشيخه مجهولن‪.‬‬

‫)‪ (141‬حديث‪ :‬القربون أولى بالمعروف‪ ،‬ما علمته بهذا اللفظ‪ ،‬ولكن‬
‫قال النبي صلى الّله عليه وسلم لبي طلحة‪ :‬أرى أن تجعلهككا فككي القربيككن‪،‬‬
‫رواه البخاري من حديث مالك عن إسحاق بن عبد الّله عن أنس قال‪ :‬وقككال‬
‫ثابت عن أنس‪ :‬قال النبي صلى الّله عليه وسلم لبي طلحة‪ :‬اجعلككه لفقككراء‬
‫أقاربك‪ ،‬وقال النصاري‪ :‬حدثني أبي عن ثمامة عن أنس مثككل حككديث ثككابت‪:‬‬
‫اجعلها لفقراء قرابتككك ترحككم‪ ،‬هككذا كلككه إذا أوقككف أو أوصككى لقككاربه‪ ،‬وفككي‬
‫التنزيل }قل ما أنفقتم من خيكر فللوالكدين وللقربيكن{‪ ،‬و}كتكب عليككم إذا‬
‫حضر أحدكم الموت إن ترك خيرا ً الوصية للوالدين والقربين بالمعروف{‪.‬‬

‫)‪ (142‬حديث‪ :‬أقضاكم علي‪ ،‬المل ّ في سيرته عن ابن عباس في حديث‬


‫مرفوع أوله‪ :‬أرحم أمتي بأمتي أبو بكر‪ ،‬ورواه عبككد الككرزاق عككن معمككر عككن‬
‫ل‪ :‬أرحم أمتي بأمتي أبكر‪ ،‬وأقضككاهم علككي‪ .‬الحككديث‪ ،‬وهككو‬ ‫قتادة رفعه مرس ً‬
‫موصول عندنا في فوائد أبي بكر بن العباس بن نجيح من حديث أبككي سككعيد‬
‫الخدري مثله‪ ،‬وقد تقدم عن أنس مثله‪ ،‬بدون الشاهد منككه هنككا فككي‪ :‬أرحككم‪،‬‬
‫ولكن يروى في المرفوع عن أنس أيضًا‪ ،‬أقضى أمتي علككي‪ ،‬أخرجككه البغككوي‬
‫في شرح السنة والمصككابيح‪ ،‬وعككزى المحككب الطكبري فككي الريكاض النضككرة‬
‫للحاكم من المرفوع عن معاذ بن جبل في حديث أوله‪ ،‬يا علي تخصم الناس‬
‫بسبع‪ ،‬وذكر منها‪ ،‬وأبصرهم بالقضية‪ ،‬وأورده ابن الجوزي فكي الموضكوعات‪،‬‬
‫ونحوه عند أبي ُنعيم فككي الحليككة عككن أبككي سككعيد رفعككه‪ :‬يككا علككي لككك سككبع‬
‫خصال‪ ،‬ل يحاجك فيها أحد‪ ،‬وكلها واهية‪ ،‬وأثبت منها كلها أنه صلى الّله عليككه‬
‫وسلم بعث عليا ً قاضيا ً إلى اليمن‪ ،‬قال‪ :‬يا رسول الّله‪ ،‬بعثتني أقضككي بينهككم‪،‬‬
‫وأنا شاب ل أدري ما القضاء‪ ،‬فضرب رسول الّله صلى الّله عليه وسلم فككي‬
‫صدره‪ ،‬وقال‪ :‬الّلهم اهده وثبت لسانه‪ ،‬قال‪ :‬فوالذي فلق الحبككة مككا شككككت‬
‫في قضاء بين اثنين‪ ،‬رواه أبو داود‪ ،‬والحاكم‪ ،‬وابن ماجه‪ ،‬والبزار‪ ،‬والترمذي‪،‬‬
‫من طرق عن علي أحسنها رواية البزار عن عمرو بن مرة عن عبد الل ّككه بككن‬
‫سلمة عن علي‪ ،‬وفي إسككناده عمككرو بككن أبككي المقككدام‪ ،‬واختلككف فيككه علككى‬
‫خت َككري‪ ،‬قكال‪ :‬حككدثني مكن سكمع‬ ‫عمرو بن مرة‪ ،‬فرواه شعبة عنه عن أبي الب َ ْ‬
‫عليًا‪ ،‬أخرجه أبو يعلى وسنده صحيح‪ ،‬لول هذا المبهم‪ ،‬ومنهم من أخرجه عن‬
‫أبي البختري عن علي‪ ،‬أخرجه ابككن مككاجه‪ ،‬والككبزار‪ ،‬والحككاكم‪ ،‬وهككو منقطككع‪،‬‬
‫ومنها ]ص ‪ [73‬رواية البزار عن حارثككة بككن مضككرب عككن علككي‪ ،‬قككال‪ :‬وهككذا‬
‫أحسن أسككانيده‪ ،‬ومنهككا‪ ،‬وهككو أشككهرها‪ ،‬روايككة أبككي داود وغيككره مكن طريككق‬
‫حَنش بن المعتمر عن علي‪ ،‬وأخرجهككا النسككائي فككي الخصككائص‪،‬‬ ‫سماك عن َ‬
‫والحاكم‪ ،‬والبزار‪ ،‬وقد رواه ابن حبان من رواية سماك‪ ،‬عن عكرمة عن ابككن‬
‫عباس عن علي‪ ،‬وهذه الطرق يقوي بعضها ببعككض‪ ،‬نعككم روى البخككاري فككي‬
‫البقرة من صحيحه‪ ،‬وأبو ُنعيم في الحلية‪ ،‬كلهما من جهة حككبيب عككن سككعيد‬
‫بن جبير عن ابن عباس‪ ،‬قال‪ :‬قال عمر بن الخطاب رضككي الل ّككه عنككه‪ :‬عل ك ّ‬
‫ي‬
‫ي وآخرين‪ ،‬وللحاكم في مستدركه عن ابن‬ ‫ي أقرأنا‪ ،‬ونحوه عن أب ّ‬‫أقضانا‪ ،‬وأب ّ‬
‫مسعود قال‪ :‬كنا نتحدث أن أقضى أهل المدينة علي‪ ،‬وقال‪ :‬إنه صحيح‪ ،‬ولككم‬
‫يخرجاه‪ ،‬قلت‪ :‬ومثل هذه الصيغة حكمها الرفع على الصحيح)‪.(1‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫)‪ (1‬قضاء علي‪ ،‬وعلمه‪ ،‬وشجاعته‪ ،‬من المتواترات‪ ،‬فليس في الصحابة من يفوقه فككي‬
‫ذلك‪.‬‬

‫)‪ (143‬حديث‪ :‬أقيلوا ذوي الهيئات عثراتهم إل في الحدود‪ ،‬أحمد‪ ،‬وأبو‬


‫داود‪ ،‬والنسائي‪ ،‬وابن عدي‪ ،‬والعسكري‪ ،‬والعقيلككي‪ ،‬مككن حككديث عمككرة عككن‬
‫عائشة به مرفوعًا‪ ،‬وقال العقيلي‪ :‬له طككرق ل يثبككت منهككا شككيء‪ ،‬وهككو عنككد‬
‫الشافعي وابن حبان في صحيحه‪ ،‬وكذا ابن عدي والعسكري أيضًا‪ ،‬والككبيهقي‬
‫من حديث عائشة‪ ،‬بلفظ‪ :‬زلتهم دون ما بعككده‪ ،‬وفككي سككند العسكككري وابككن‬
‫حبان أبو بكر بن نافع‪ ،‬وقد نص أبو زرعة على ضعفه في هذا الحديث‪ ،‬وفككي‬
‫الباب عن ابن عمر رواه أبو الشيخ في كتاب الحدود بسند ضعيف‪ ،‬وعن ابن‬
‫مسعود رفعه بلفظ‪ :‬تجاوزوا عن ذنككب السككخي‪ ،‬فككإن الل ّككه يأخككذ بيككده‪ ،‬عنككد‬
‫عثراته‪ ،‬رواه الطبراني في الوسط‪ ،‬وعن عائشة أيض كا ً عنككد العسكككري مككن‬
‫حديث المثنى أبي حاتم عن عبيد الّله بن العيزار عن القاسم عنهككا مرفوع كًا‪،‬‬
‫بلفظ‪ :‬تهادوا تككزدادوا حبكًا‪ ،‬وهككاجروا تورثككوا أبنككاءكم مجككدًا‪ ،‬وأقيلككوا الكككرام‬
‫عثراتهم‪ ،‬قال الشافعي عقب حديث عائشة‪ :‬وسمعت من أهككل العلككم ممككن‬
‫يعرف الحديث‪ ،‬يقول‪ :‬يتجافى للرجل ذي الهيئة عن عثرته ما لم يكككن حككدًا‪،‬‬
‫قال‪ :‬وذوو الهيئات الذين يقالون عثراتهم الذين ليسوا يعرفون بالشككر فيككزل‬
‫أحدهم الزلة‪ ،‬وقال الماوردي‪ :‬في عثراتهم وجهان‪ ،‬أحدهما الصغائر‪ ،‬والثاني‬
‫أول معصية‪ ،‬زل فيها مطيع ]ص ‪.[74‬‬

‫)‪ (144‬حديث‪ :‬أكثر أهل الجنة البله‪ ،‬الككبيهقي فككي الشككعب‪ ،‬والككبزار‬
‫والديلمي في مسنديهما‪ ،‬والخلعي في فوائده‪ ،‬كلهم مككن حككديث سككلمة بكن‬
‫روح بن خالد‪ ،‬قال‪ :‬قال عقيل‪ :‬حدثني ابن شهاب عن أنككس أن رسككول الل ّككه‬
‫صلى الّله عليه وسلم قال‪ ،‬وذكره‪ ،‬وسلمة فيه لين‪ ،‬ولم يسمع من جد أبيككه‬
‫عقيل‪ ،‬إنمككا أخككذ مككن كتبككه‪ ،‬وعككد هككذا الحككديث فككي أفككراده‪ ،‬لكككن هككو عنككد‬
‫القضككاعي مككن حككديث يحيككى بككن أيككوب‪ ،‬حككدثنا عقيككل بككه‪ ،‬وروينككاه فككي‬
‫الكنجروديات من طريق محمككد بككن العلء البلككي عككن يككونس بككن يزيككد عككن‬
‫الزهري‪ ،‬وقال العسكري‪ :‬إنه غريب مككن حككديث الزهككري‪ ،‬وهككو مككن حككديث‬
‫يونس عنه أغرب ل أعلمه إل من هذا الوجه‪ ،‬وله شككاهد عنككد الككبيهقي أيض كا ً‬
‫من حديث مصعب بن ماهان عن الثوري عن محمد بككن المنكككدر عككن جككابر‪،‬‬
‫وقال عقبة‪ :‬إنه بهذا السناد منكر‪ ،‬وجاء عن سهل بن عبد الّله التسَتري فككي‬
‫تفسيره‪ :‬هم الذين ولهت قلوبهم وشغلت بالّله عز وجل‪ ،‬وعككن أبككي عثمككان‬
‫قال‪ :‬هو البله في دنياه‪ ،‬الفقيه في دينه‪ ،‬وعن الوزاعككي قككال‪ :‬هككو العمككى‬
‫عن الشر‪ ،‬البصير بالخير‪ ،‬أخرجها البيهقي في الشعب‪.‬‬

‫)‪ (145‬حديث‪ :‬أكثر من يموت من أمتي بعد كتاب الّله وقضائه وقدره‬
‫بالنفس‪ ،‬البزار من حديث عبد الرحمن بن جابر عن أبيه جككابر بككه مرفوع كًا‪،‬‬
‫ورجاله ثقات‪ ،‬وقال الككبزار‪ :‬يعنككي بكالعين‪ ،‬وعنكد الطكبراني فككي الككبير مكن‬
‫حديث علي بن عروة وهو كذاب‪ ،‬عن عبد الملك عن داود بن أبي عاصم عن‬
‫أسماء ابنة عميس قالت‪ :‬سمعت رسول الّله صلى الّله عليككه وسككلم يقككول‪:‬‬
‫نصف ما يحفر لمتي من القبور من العين‪.‬‬

‫)‪ (146‬حديث‪ :‬أكثروا ذكر الّله حتى يقولوا مجنون‪ ،‬أحمد وأبككو يعلككى‬
‫والبيهقي في الشعب وغيرها من حديث ابن وهب عن عمرو بن الحارث عن‬
‫دراج أبي السمح عن أبي الهيثم عن أبي سعيد به مرفوعًا‪ ،‬وصححه الحككاكم‪،‬‬
‫وللبيهقي من حديث عمرو بن مالك عن أبي الجككوزاء رفعككه مرسككل‪ .‬أكككثروا‬
‫ذكر الّله حتى يقول المنافقون إنكم مراؤون‪.‬‬

‫)‪ (147‬حديث‪ :‬أكثروا ذكر هادم اللذات‪ ،‬يعني الموت‪ ،‬أحمد والترمذي‬
‫]ص ‪ [75‬والنسائي وابن ماجه من حديث محمد بكن عمكرو عكن أبكي سكلمة‬
‫عن أبي هريرة به مرفوعًا‪ ،‬وصححه ابن حبككان والحككاكم وابككن السكككن وابككن‬
‫طاهر‪ ،‬وأعله الدارقطني بالرسال‪ ،‬ولفظه عند العسكككري فكي المثكال‪ :‬مكر‬
‫رسول الّله صلى الّله عليه وسلم بمجلس من مجالس النصار وهم يمزحون‬
‫ويضحكون‪ ،‬فقال‪ :‬أكثروا ذكر هادم اللذات‪ ،‬فإنه لم يذكر في كككثير إل قللككه‪،‬‬
‫ول فككي قليككل إل كككثره‪ ،‬ول فككي ضككيق إل وسككعه‪ ،‬ول فككي سككعة إل ضككيقها‪،‬‬
‫أخرجه البيهقي‪ ،‬وفي الباب عن جماعة منهم أبو سعيد ولفظه‪ :‬دخل رسككول‬
‫شرون)‪ ،(1‬فقال‪ :‬أما إنكم‬ ‫الّله صلى الّله عليه وسلم المسجد فرأى ناسا ً يك ِ‬
‫لو أكثرتم ذكر هادم اللذات‪ ،‬فأكثروا ذكر هادم اللذات الموت‪ ،‬وإنه لككم يككأت‬
‫على القبر يوم إل وهو يقول‪ :‬أنا بيت الوحدة‪ ،‬وبيت الغربة‪ ،‬أنا بيت الككتراب‪،‬‬
‫أنا بيت الدود‪ ،‬ولفظه عنكد العسككري‪ :‬دخكل النكبي صكلى الّلكه عليكه وسكلم‬
‫مصلى فرأى ناسا ً يكشرون‪ ،‬فقال‪ :‬أما إنكم لككو أكككثرتم ذكككر هككادم اللككذات‪،‬‬
‫فأكثروا من ذكر هادم اللذات‪ .‬وأنس ولفظه عنده أيضًا‪ :‬أكثروا ذكر المككوت‪،‬‬
‫فإنكم إن ذكرتموه في غنى كككدره عليكككم‪ ،‬وإن ذكرتمككوه فككي ضككيق وسككعه‬
‫عليكم‪ ،‬الموت القيامة‪ ،‬إذا مات أحدكم فقد قامت قيامته‪ ،‬يككرى مككا لككه مككن‬
‫خير وشر‪ ،‬وفي لفظ لنس عند ابن أبي الدنيا في الموت بسند ضعيف جككدًا‪:‬‬
‫أكثروا من ذكر الموت‪ ،‬فإنه يمحص الذنوب‪ ،‬ويزهككد فككي الككدنيا‪ ،‬وفككي لفككظ‬
‫للبيهقي‪ :‬أن النبي صككلى الل ّككه عليككه وسككلم مككر بقككوم يضككحكون ويمزحككون‪،‬‬
‫فقال‪ :‬أكثروا من ذكر هادم اللذات‪ ،‬وابن عمر وهو عند البيهقي في الشككعب‬
‫من حديث عبد الّله بن عمر العمري عن نافع عنه مرفوعًا‪ :‬أكثروا ذكر هككادم‬
‫اللذات‪ ،‬فإنه ل يكون في كثير إل قلله‪ ،‬ول في قليككل إل أكككثره‪ ،‬إلككى غيرهككا‪،‬‬
‫وعن مالك بكن دينككار قككال‪ :‬قكال معبككد الجهنككي‪ :‬بعكض مصكلحة القلكب ذكككر‬
‫غرب التمني‪ ،‬ويهككون المصككائب‪ ،‬ويحككول‬ ‫الموت‪ ،‬يطرد فضول المل‪ ،‬ويكف َ‬
‫بين القلب وبين الطغيان‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫)‪ (1‬بفتح الياء وكسر الشين المخففة‪ ،‬أي يضحكون‪.‬‬

‫ي في الليلة الزهراء‪ ،‬واليوم الغر‪ ،‬فإن‬ ‫)‪ (148‬حديث‪ :‬أكثروا الصلة عل ّ‬


‫ي‪ ،‬الطككبراني فككي الوسككط مككن حككديث أبككي مككودود عبككد‬
‫صلتكم تعرض عل ّ‬
‫العزيز ابن أبي سليمان المدني‪ ،‬عن محمد بن كعب القرظي عن أبي هريرة‬
‫رفعه بهذا‪ ،‬وقال‪ :‬ل يروى عن محمد عن أبي هريرة إل بهذا السناد‪ ،‬تفرد به‬
‫بهذا أبو مودود‪ ،‬وله شككواهد بينتهككا فككي "القككول البككديع"‪ ،‬منهككا مككا رواه ابككن‬
‫بشكوال بسكند ضكعيف أيضكا ً عكن ]ص ‪ [76‬عمكر بكن الخطكاب مرفوعكا ً بكه‬
‫بزيادة‪ :‬فأدعو لكككم وأسككتغفر‪ ،‬والليلككة الزهككراء ليلككة الجمعككة‪ ،‬واليككوم الغككر‬
‫يومها‪.‬‬

‫)‪ (149‬حديث‪ :‬أكذب الناس الصباغون والصواغون‪ ،‬ابن ماجه وأحمد‬


‫وغيرهما عن أبككي هريككرة بككه مرفوعكًا‪ ،‬وسككنده مضككطرب‪ ،‬وكككذا أورده ابككن‬
‫الجوزي في العلل المتناهية‪ ،‬وقال‪ :‬إنه ل يصح‪ ،‬وللديلمي بسند ضعيف أيضا ً‬
‫عن أبي سعيد أنه صلى الّله عليه وسلم قككال‪ :‬أكككذب النككاس الصككناع‪ ،‬يعنككي‬
‫بضم الصاد المهملة‪ ،‬ثم نون مشككددة‪ ،‬ثككم نككون مهملككة‪ ،‬وكككذا روى إبراهيككم‬
‫الحربي في غريبه من طريق أبي رافع الصائغ‪ ،‬قككال‪ :‬كككان عمككر رضككي الل ّككه‬
‫عنه يمازحني فيقول‪ :‬أكذب الناس الصواغ‪ ،‬يقككول اليككوم وغككدًا‪ ،‬فأشككار إلككى‬
‫السبب في كونهم أكذب الناس‪ ،‬وهو المطل والمواعيككد الكاذبككة‪ ،‬ونحككوه مككا‬
‫يروى عن أبي هريرة أنه رأى قوما ً يتعادون‪ ،‬فقككال‪ :‬مككا لهككم؟ فقككالوا‪ :‬خككرج‬
‫الدجال‪ ،‬فقال‪ :‬كذبة كذبها الصواغون‪ ،‬ويككروى الصككياغون أعنككي باليككاء علككى‬
‫قيام‪ ،‬على أنه قد قيككل‪ :‬إنككه ليككس المككراد بالصككواغين‬ ‫لغة الحجاز كالديار وال ُ‬
‫صاغة الحلي‪ ،‬ول بالصباغين صباغة الثيككاب‪ ،‬بككل أراد الككذين يصككبغون الكلم‪،‬‬
‫ويصوغونه‪ ،‬أي يغيرونه‪ ،‬ويزينونه‪ ،‬يقال صاغ شعرًا‪ ،‬وصككاغ كلم كًا‪ ،‬أي وضككعه‬
‫وزينه‪ ،‬وإلى نحو هذا جنح أبو عبيد القاسككم بككن سككلم‪ ،‬فقككال‪ :‬الصككياغ الككذي‬
‫يزيد في الحديث من عنده ويزينه به انتهى‪ ،‬وقد بسطت هذا في محل آخر‪.‬‬

‫)‪ (150‬حديث‪ :‬إكرام الميت دفنه‪ ،‬لم أقف عليه مرفوعًا‪ ،‬وإنما أخرجه‬
‫ابن أبي الدنيا في الموت له من جهة أيوب السختياني‪ .‬قال‪ :‬كان يقال‪ :‬مككن‬
‫كرامة الميت على أهله تعجيله إلككى حفرتككه‪ ،‬وقككد عقككد الككبيهقي لسككتحباب‬
‫تعجيل تجهيككزه إذا بككان مككوته بابكًا‪ ،‬وأورد فيككه مككا رواه أبككو داود مككن حككديث‬
‫وح مرفوعكًا‪ :‬ل ينبغكي لجيفكة مسكلم أن تحبكس بيكن ظهرانكي‬ ‫ح َ‬
‫حصين بن وَ ْ‬
‫ً‬
‫أهله‪ ،‬الحديث‪ .‬وللطبراني من حديث ابن عمر مرفوعا‪ :‬إذا مككات أحككدكم فل‬
‫تحبسوه‪ ،‬وأسرعوا به إلى قبره‪ ،‬وفي لفظ له‪ :‬من مات في بكرة فل تقيلوه‬
‫إل في قككبره‪ ،‬ومككن مكات عشككية فل يكبيتن إل فككي قككبره‪ ،‬ويشكهد لهككذا كلككه‬
‫حديث‪ :‬أسرعوا بالجنازة‪ ،‬وأهل مكة في غفلة عن هككذا‪ ،‬فككإنهم غالبكا ً يجيئون‬
‫بالميت بعد الظهر أو وقت التسبيح في السحر‪ ،‬وقد يكون مات قبل الوقتين‬
‫بكثير‪ ،‬فيضعونه عند باب الكعبككة حككتى يصككلي العصككر أو الصككبح‪ ،‬ثككم يصككلي‬
‫عليه‪.‬‬

‫)‪ (151‬حديث‪ :‬أكرم المجالس ما استقبل به القبلة‪ ،‬أبو يعلى والطبراني‬


‫]ص ‪ [77‬في الوسط‪ ،‬عن ابن عمر مرفوعا ً بهذا‪ ،‬وفيه حمزة بن أبي حمزة‬
‫متروك‪ ،‬وكذا رواه ابن عدي‪ ،‬وأبو ُنعيم في العيككن مككن تاريككخ أصككبهان‪ ،‬وهككو‬
‫عند الطبراني في الكبير من حديث ابن عباس مرفوعا ً بلفظ‪ :‬إن لكل شيء‬
‫شرفًا‪ ،‬وإن شرف المجالس ما استقبل به القبلة‪ ،‬وفي سنده هشام بن زياد‬
‫أبو المقدام وهو أيضا ً متروك‪ ،‬ومن جهتككه وجهككة مصككادق بككن زيككاد المككديني‬
‫كلهما عن محمككد بككن كعككب القرظككي عككن ابككن عبككاس‪ ،‬أورده الحككاكم فككي‬
‫صحيحه في حديث طويل‪ ،‬وقال‪ :‬إنه صحيح‪ ،‬ولم أستجز إخلء هككذا الموضككع‬
‫منه‪ ،‬فقد جمكع أدابكا ً ككثيرة انتهكى‪ ،‬وأخرجكه أبكو داود والعقيلكي وابكن سكعد‬
‫ل‪ ،‬ولفظه‪ :‬أشرف المجالس‪ ،‬والراوي له عككن مصكادق واهككي الحككديث‪،‬‬ ‫مطو ً‬
‫فل يغتر بروايتككه‪ ،‬وأبككو المقككدام هككو المشككهور بهككذا الحككديث‪ ،‬وهككو مشككهور‬
‫الضعف‪ ،‬وللطبراني في الوسط من حديث أبي هريرة رفعه‪ :‬إن لكل شيء‬
‫سيدًا‪ ،‬وإن سيد المجالس قبالة القبلة‪ ،‬وسنده حسككن‪ ،‬وقككد قككال ابككن حبككان‬
‫في كتاب "وصكف التبككاع‪ ،‬وبيككان البتككداع"‪ :‬إنككه خككبر مرفككوع‪ ،‬تفككرد بكه أبكو‬
‫المقدام عن محمد بن كعب عن ابن عبككاس‪ ،‬وقككد كككانت أحككواله صككلى الل ّككه‬
‫عليه وسلم في مواعظ الناس‪ ،‬أن يخطب لها وهو مستدبر القبلة‪ ،‬كذا قككال‪،‬‬
‫وما استدل به ل ينهض للحكم بالوضع)‪ (1‬إذ استدباره صلى الّله عليه وسككلم‬
‫القبلة ليكون مستقبل لمن يعلمه أو يعظه‪ ،‬ممككن بيككن يككديه ل سككيما مككع مككا‬
‫أوردته من طرقه‪ .‬وقد ترجم البخككاري فككي الدب المفككرد‪ :‬اسككتقبال القبلككة‪،‬‬
‫وأورد من حديث سفيان بن منقذ عن أبيه‪ ،‬قال‪ :‬كان أكثر جلككوس عبككد الل ّككه‬
‫بن عمر وهو مستقبل القبلة‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫)‪ (1‬كثيرا ً ما يحكم ابن حبان بوضككع الحككديث لمجككرد مخككالفته لحككديث صككحيح‪ ،‬وكككذلك‬
‫الجوزقاني‪ ،‬وقد عاب الحفاظ ذلك منهم الذهبي وابن حجر‪.‬‬

‫)‪ (152‬حديث‪ :‬أكرموا حملة القرآن‪ ،‬فمن أكرمهم فقد أكرمني‪ ،‬ومن‬
‫أكرمني فقد أكرم الّله عز وجل‪ ،‬الوائلي في البانة له‪ ،‬والديلمي في مسنده‬
‫من طريق خلف الضرير عن وكيع عن العمش عن زائدة عن عاصم عن ِزر‬
‫عن عبد الّله بن عمرو قال‪ :‬سمعت رسول الّله صلى الّله عليه وسلم يقككول‬
‫بهذا‪ ،‬زاد الكديلمي‪ :‬أل فل تنقصكوا حملكة القكرآن حقكوقهم‪ ،‬فكإنهم مكن الّلكه‬
‫بمكان‪ ،‬كاد حملة القرآن أن يكونوا أنبياء‪ ،‬إل أنهم ل يوحى إليهم‪ ،‬وقككال‪ :‬إنككه‬
‫غريب جدا ً من رواية الكابر عن الصاغر انتهى‪ ،‬وفيه من ل يعككرف وأحسككبه‬
‫غير صحيح ]ص ‪.[78‬‬

‫)‪ (153‬حديث‪ :‬أكرموا الخبز‪ ،‬البغوي في معجم الصحابة‪ ،‬وعنه المخلص‬


‫من حديث ثور بن يزيد عن عبد الّله بن يزيد عن أبيككه مرفوع كا ً بزيككادة‪ :‬فككإن‬
‫الّله أنزل معه بركات من السماء‪ ،‬وأخرج لككه بركككات مككن الرض‪ ،‬وكككذا هككو‬
‫عند أبي ُنعيم في المعرفة مككن جهككة البغككوي‪ ،‬ورواه تمككام فككي فككوائده مككن‬
‫حديث إبراهيم ابن أبي عبلة عن عبد الّله بن يزيد عككن عبككد الل ّككه بككن عمككرو‬
‫رفعه بنحوه‪ ،‬ورواه الطبراني‪ ،‬وعنه أبو ُنعيم في الحلية مككن طريككق إبراهيككم‬
‫المذكور‪ ،‬فقال‪ :‬سمعت عبد الّله بن أم حرام النصاري‪ ،‬يقول‪ :‬قككال رسككول‬
‫الل ّككه صككلى الل ّككه عليككه وسككلم‪ ،‬وذكككره‪ ،‬بلفككظ‪ :‬فككإن الل ّككه سككخر لككه بركككات‬
‫السماوات والرض‪ ،‬وهو عند البزار والطبراني وغيرهما بزيادة‪ :‬ومن يتبع مككا‬
‫يسقط من السفرة غفر له‪ ،‬وكككل هككذه الطككرق ضككعيفة مضككطربة‪ ،‬وبعضككها‬
‫أشد في الضعف من بعض‪ ،‬وله طرق أيضا ً كذلك‪ ،‬منهكا‪ :‬مكا رواه ابككن قتيبكة‬
‫في كتاب تفضيل العرب من جهة ميمون بن مهران‪ ،‬عن ابككن عبككاس‪ ،‬قككال‪:‬‬
‫ول أعلمه إل رفعه‪ ،‬قال‪ :‬أكرموا الخبز فإن الّله سخر له السماوات والرض‪،‬‬
‫ويروى عن ابن عباس أيضا ً مما رفع‪ :‬ما استخف قوم بحق الخبز‪ ،‬إل ابتلهم‬
‫الّله بالجوع‪ ،‬ومنها ما رواه المخلككص وتمككام وغيرهمككا مككن حككديث نميككر بككن‬
‫الوليد بن نمير بن أوس الدمشقي عن أبيه عن جده عن أبي موسككى رفعككه‪:‬‬
‫أكرموا الخبز‪ ،‬فإن الّله سخر له بركات السككماوات والرض والحديككد والبقككر‬
‫وابن آدم‪ ،‬إلى غير ذلك مما أوردته واضككحا ً معلل ً فككي جككزء مفككرد)‪ ،(1‬وفككي‬
‫الجملة خير طرقه السناد الول على ضعفه‪ ،‬ول يتهيككأ الحكككم عليككه بالوضككع‬
‫مع وجوده‪ ،‬ل سيما وفي المستدرك للحاكم من طريككق غككالب القطككان عككن‬
‫كريمة ابنة همام عن عائشة أن النبي صلى الّله عليككه وسككلم‪ ،‬قككال‪ :‬أكرمككوا‬
‫الخبز‪ ،‬حسب‪ ،‬قال شيخنا‪ :‬فهذا شاهد صككالح‪ ،‬قلككت‪ :‬ومككن كلمككات بعضككهم‪:‬‬
‫الحنطة إذا ديست اشتكت إلى ربها‪ ،‬ومنه يكون القحككط‪ ،‬وقككال آخككر‪ :‬الخككبز‬
‫يباس ول يداس‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫)‪ (1‬ولشقيقنا الحافظ أبي الفيض جزء "رفع الرجز باكرام الخبز" استوعب فيه طرقككه‪،‬‬
‫وانفصل على صحة حديث عائشة عند الحاكم‪.‬‬
‫)‪ (154‬حديث‪ :‬أكرموا الشهود‪ ،‬فإن الّله يستخرج بهم الحقوق‪ ،‬ويدفع‬
‫بهم الظلم‪ ،‬العقيلي في الضعفاء‪ ،‬والنقاش في القضاة والشككهود‪ ،‬والككديلمي‬
‫في مسنده‪ ،‬رواه من جهة ابن جهضم‪ ،‬كلهم من طريق عبد الصمد بن علككي‬
‫بن عبد الّله بن عباس عن أبيه عن جده ابن عبككاس رفعككه بهككذا‪ ،‬وفككي لفككظ‬
‫لحدهم‪ :‬فإن الّله يحيي‪ ،‬بدل يستخرج‪ ،‬وقال العقيلكي‪ :‬إنكه ل يعكرف إل مكن‬
‫رواية عبد الصمد‪ ،‬وتفرد ]ص ‪ [79‬به‪ ،‬إبراهيم بن عبد الصمد بن موسى عن‬
‫أبيه عن إبراهيم بن محمد المام عنه‪ ،‬ولم ينفرد به إبراهيككم‪ ،‬فقككد قككال ابككن‬
‫طاهر في التذكرة‪ :‬إنه رواه ابن أبي مسرة أيضا ً عن عبد الصمد بن موسككى‬
‫ومن طريقه أخرجه النقاش‪ ،‬بككل رواه مككن طريككق إبراهيككم بككن عبككد العزيككز‬
‫الهاشمي حدثنا عمي حدثنا عبد الصمد بن علي‪ ،‬ثككم إن فككي روايككة الككديلمي‬
‫جعله عن عبد الصمد بن موسى عن عبد الكريم بن محمد‪ ،‬بدل إبراهيم بككن‬
‫محمد‪ ،‬وبالجملة فقد قال العقيلي‪ :‬إنه غير محفوظ‪ ،‬بل صرح الصغاني بككأنه‬
‫موضوع‪ ،‬ولم يستدرك ذلك العراقي‪.‬‬

‫)‪ (155‬حديث‪ :‬أكرموا الضيف‪ ،‬في‪ :‬إذا دخل‪.‬‬

‫)‪ (156‬حديث‪ :‬أكرموا عمتكم النخلة‪ ،‬فإنها خلقت من فضلة طينة آدم‪،‬‬
‫وليس من الشجر شجرة أكرم على الّله من شجرة ولدت تحتهككا مريككم ابنككة‬
‫عمران فأطعموا نساءكم الوّلد الرطب‪ ،‬فإن لم يكن رطب فتمككر‪ ،‬أبككو ُنعيككم‬
‫في الحلية‪ ،‬واللفظ له‪ ،‬والرامهرمزي في المثككال‪ ،‬وأبككو يعلككى فككي مسككنده‪،‬‬
‫كلهم من حديث مسرور بن سعيد التميمي عن الوزاعي عن عروة بن رويم‬
‫عن على مرفوعا ً بهذا‪ ،‬ومن هذا الوجه أخرجككه أبككو يعلككى فككي مسككنده لكككن‬
‫بلفظ‪ :‬نزلت‪ ،‬بدل‪ ،‬ولدت‪ ،‬وبلفظ‪ :‬فإنها خلقت مككن الطيككن الككذي خلككق منككه‬
‫آدم‪ ،‬وليس من الشجر يلقكح غيرهكا‪ ،‬وككذا أخرجكه المسكتغفري فكي الطكب‬
‫النبوي وغيره‪ ،‬وهككو عنككد عثمككان الككدارمي فككي الطعمككة‪ ،‬بزيككادة‪ :‬وأطعمككوا‬
‫نفساءكم الرطب‪ ،‬فإن لم يكككن رطككب فككالتمر‪ ،‬وهككي الشككجرة الككتي نزلككت‬
‫مريم ابنة عمران تحتها‪ ،‬وفي سنده ضعف وانقطاع‪ ،‬وفي الباب حديث‪ :‬نعم‬
‫المال النخل‪ ،‬الراسخات في الوحل المطعمات في المحل)‪ (1‬وقد تكلم في‬
‫معناه الرامهرمزي‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫)‪ (1‬رواه القضاعي في مسنده الشهاب‪ ،‬من حديث علي عليه السلم‪.‬‬

‫)‪ (157‬حديث‪ :‬أكرموا الغرباء‪ ،‬في‪ :‬الغرباء‪.‬‬

‫)‪ (158‬حديث‪ :‬أكل الرطب بالقثاء‪ ،‬واستعانته بيديه جميعًا‪ ،‬أحمد عن‬
‫عبد الّله بن جعفر‪ ،‬قال‪ :‬آخر ما رأيت رسول الّله صلى الّله عليه وسلم فككي‬
‫إحدى يديه رطبات‪ ،‬وفي أخرى قثاء‪ ،‬يأكل من هذه‪ ،‬ويعض من هذه‪ ،‬وأصككل‬
‫أكله القثاء بالرطب‪ ،‬في المتفق عليه عن ابن جعفر أيضا ً ]ص ‪.[80‬‬

‫)‪ (159‬حديث‪ :‬أكل الطين حرام على كل مسلم‪ ،‬أسنده الديلمي عن‬
‫أنس مرفوعًا‪ ،‬وساق أيضكا ً بل سكند عكن جكابر مرفوعكًا‪ :‬أككل الطيكن يكورث‬
‫النفاق‪ ،‬وعن علي مرفوعكًا‪ :‬أكككل الطيككن‪ ،‬وقلكم الظككافر بالسكنان‪ ،‬وقككرض‬
‫اللحية من الوسواس‪ ،‬وفي ذلك تصنيف لبي القاسككم ابككن منككدة)‪ ،(1‬ولكككن‬
‫قال البيهقي‪ :‬إنه روى في تحريمه أحاديث ل يصح منهككا شككيء‪ ،‬وتبعككه غيككره‬
‫في ذلك‪ ،‬وهو كذلك‪ ،‬ومن الواهي فيه ما عنككد الككدارقطني فككي الفككراد مككن‬
‫حديث يحيى بن هاشم عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة مرفوع كًا‪ :‬يككا‬
‫حميراء ل تأكلي الطين‪ ،‬فإنه يصفر اللون‪ ،‬وأسنده الديلمي من حككديث زيككاد‬
‫العلم عن هشام‪ ،‬ولفظه‪ :‬يا حميراء ل تأكلي الطين‪ ،‬فإن فيه ثلث خصككال‪،‬‬
‫يورث الداء‪ ،‬ويعظم البطن‪ ،‬ويصفر اللون‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫)‪ (1‬وقفت عليه‪ ،‬وأحاديثه موضوعة أو واهية‪ ،‬ومن الموضوع في هذا المعنى حككديث‪:‬‬
‫من أكل الطين فقد أعان على قل نفسه‪ ،‬وهو في الجامع الصغير‪.‬‬

‫)‪ (160‬حديث‪ :‬الكل في السوق دناءة‪ ،‬الطبراني وابن عدي في كامله‪،‬‬


‫عن أبي أمامة مرفوعًا‪ ،‬وسنده ضعيف‪ ،‬ويعارضه حديث ابن عمر‪ :‬كنككا نأكككل‬
‫على عهد رسول الّله صلى الّله عليه وسككلم ونحككن نمشكي‪ ،‬ونشككرب ونحككن‬
‫قيام‪ ،‬أخرجه الترمذي وصححه‪ ،‬وابن مكاجه‪ ،‬وابككن حبككان‪ ،‬إل أن يحمككل ذلكك‬
‫على أكله مع غيره على سماط‪ ،‬ومن طريف ما يحكى أنه شوهد مككن يأكككل‬
‫في الطريق‪ ،‬فليم‪ ،‬فقال‪ :‬قد تاقت نفسي للكل‪ ،‬ومعي خبز‪ ،‬فل أمطلها لن‬
‫مطل الغني ظلم‪.‬‬

‫)‪ (161‬حديث‪ :‬التمسوا الخير عند حسان الوجوه‪ ،‬الطبراني من حديث‬


‫خصيفة عن أبيه عن جده مرفوعا ً بهذا‪ ،‬وكذا هو عند أبي يعلككى وهككو‬ ‫يزيد بن ُ‬
‫مشهور‪ ،‬له طريق عن أنس‪ ،‬وجابر‪ ،‬وعائشة‪ ،‬وابن عباس‪ ،‬وابن عمر‪ ،‬ويزيد‬
‫القسملي‪ ،‬وأبي بكرة‪ ،‬وأبي هريرة‪ ،‬ولفظ أكثرهم‪ :‬اطلبوا الخير عند حسككان‬
‫الوجوه‪ ،‬ولفظ القسلمي‪ :‬إذا طلبتم الحاجات فاطلبوها إلى الحسان الوجوه‪،‬‬
‫وفككي لفككظ‪ :‬اطلبككوا الحككوائج والخيككر‪ ،‬وفككي آخككر‪ :‬اطلبككوا‪ .‬وقككال العراقككي‪:‬‬
‫وكلهما عند العسكري‪ ،‬وعند بعضهم من الزيادة‪ :‬فإن قضى حاجتككك قضككاها‬
‫بوجه طلق‪ ،‬وإن ردك ردك بوجه طلق‪ ،‬فرب حسن الككوجه ذميمككه عنككد ]ص‬
‫‪ [81‬طلب الحاجة‪ ،‬ورب دميم الوجه حسنه عند طلب الحاجة‪ ،‬ونحككوه‪ ،‬قيككل‬
‫لبن عباس‪ :‬كم من رجل قبيح الوجه قضاء للحوائج‪ ،‬قال‪ :‬إنمككا يعنككي حسككن‬
‫الوجه عند الطلب‪ ،‬وككذا زاد آخكر‪ :‬وسكموا بخيكاركم‪ ،‬وإذا أتكاكم كريكم قكوم‬
‫فأكرموه‪ ،‬وطرقه كلها ضعيفة‪ ،‬وبعضها أشد في ذلك من بعض‪ ،‬وأحسنها مككا‬
‫أخرجه تمام في فوائده وغيره من جهة سفيان الثوري عن طلحة بن عمرو‪،‬‬
‫عن عطاء ابن أبى رباح عن ابن عباس رفعه بلفظ‪ :‬التمسوا الخير‪ ،‬وكذا مككا‬
‫أخرجه البخاري في تاريخه‪ ،‬قال‪ :‬حدثني إبراهيم هو ابن المننككر حككدثنا معككن‬
‫حدثنا عبد الرحمن بن أبي بكر المليكي عن امرأته خيرة ابنة محمد بن ثابت‬
‫بن سباع عن أبيها عن عائشة‪ ،‬فالمليكي صدوق‪ ،‬لكنه ينفرد بما ل يتابع عليه‬
‫مما ل يحتمل‪ ،‬حتى قيل فيه‪ :‬إنه متروك‪ ،‬وكذا كان طلحككة مككتروك الحككديث‪،‬‬
‫وقيل‪ :‬عنه أيضا ً عن عطاء عن أبي هريرة بدل ابن عبككاس إل أن ذاك أثبككت‪،‬‬
‫وبالجملة فلم يتهم واحد منهككم بكككذب‪ ،‬بككل توبككع المليكككي فككرواه أبككو يعلككى‬
‫الموصلي في مسنده‪ ،‬حدثنا داود بن رشيد حككدثنا إسككماعيل عككن خيككرة بككه‪،‬‬
‫وكذا أخرج الطبراني حديث ابن عبككاس مككن جهككة مجاهككد عنككه‪ ،‬وقككال‪ :‬أراه‬
‫رفعه‪ ،‬ورجاله موثقون‪ ،‬إل عبد الّله بن خراش بن حوشب مككع أن ابككن حبككان‬
‫وثقه‪ ،‬ولكنه قال‪ :‬ربما أخطأ وضككعفه غيككره‪ ،‬ومككع هككذا ل يتهيككأ الحكككم علككى‬
‫المتن بالوضع كما أشار إليه شيخنا‪ ،‬ومن الشعار القديمة في معنى ذلك مككا‬
‫يروى عن ابن عباس أنه قال‪ :‬قال الشاعر‪:‬‬
‫ائت شرط النبي إذ قال يوما * فابتغوا الخير في صباح الوجوه‬
‫ولبن رواحة أو حسان كما رواه العسكري‪:‬‬
‫قد سمعنا نبينا قال قول * هو لمن يطلب الحوائج راحة‬
‫اغتدوا واطلبوا الحوائج ممن * زين الّله وجهه بصباحة‬
‫وأنشد ابن عائشة أبياتًا‪ ،‬أحدها‪:‬‬
‫وجهك الوجه لو سألت به المز * ن )المككزن( مككن الحسككن والجمككال اسككتهل‬
‫]ص ‪.[82‬‬
‫ثانيها‪:‬‬
‫عن الدجى حتى ترى الليل ينجلي‬ ‫وجوه لو أن المدلجين اعتشوا بها * صد ْ‬
‫ثالثها‪:‬‬
‫دل على معروفه وجهه * بورك هذا هاديا من دليل‬
‫وأنشد غيره‪:‬‬
‫يدل على معروفه حسن وجهه * وما زال حسن الوجه إحدى الشواهد‬
‫ويروى ‪ -‬كما للعسكري ‪ -‬عن أبي إسحاق عن رجل من جهينة رفعه‪ :‬شر مككا‬
‫أعطي الرجل قلب سوء في صورة حسنة‪ ،‬وللبزار من حديث قتادة عن عبد‬
‫ي بريككدا ً فككأبردوه حسككن الككوجه‪،‬‬
‫الّله بن بريدة عن أبيه رفعه‪ :‬إذا أبردتككم إل ك ّ‬
‫حسن السم‪ ،‬وقال‪ :‬ل نعلم رواه بهذا السناد إل قتادة‪ ،‬وله أيضا ً من حككديث‬
‫عمر بن أبي خثعم عن يحيى بن أبي كثير عككن أبككي سككلمة عككن أبككي هريككرة‬
‫ل‪ ،‬فابعثوه حسن الوجه‪ ،‬حسن السم‪ ،‬وقال أيضًا‪:‬‬ ‫مرفوعًا‪ :‬إذا بعثتم إل ّ‬
‫ي رج ً‬
‫ل نعلمه روي عن أبي هريرة إل بهذا السناد‪ ،‬قلت‪ :‬وأحدهما يقوي الخر‪.‬‬

‫)‪ (162‬حديث‪ :‬التمسوا الرزق بالنكاح‪ ،‬الثعلبي في تفسيره‪ ،‬والديلمي‬


‫من حديث مسلم بن خالد عن سعيد بككن أبككي صككالح عككن ابككن عبككاس رفعككه‬
‫بهذا‪ ،‬ومسلم فيه لين وشيخه‪ ،‬ولكن لكه شكاهد أخرجكه الكبزار‪ ،‬والكدارقطني‬
‫في العلل‪ ،‬والحاكم‪ ،‬وابن مردويه‪ ،‬والديلمي‪ ،‬كلهم من روايككة أبككي السككائب‪،‬‬
‫سلم بن جنادة عن أبي أسككامة عككن هشككام عككن أبيككه عككن عائشكة مرفوعكًا‪:‬‬
‫تزوجوا النساء‪ ،‬فإنهن يأتين بالمال‪ ،‬قال الحاكم‪ :‬تفككرد بككه سككلم‪ ،‬وهككو ثقككة‪،‬‬
‫ل‪ ،‬وهككو كمككا قككال‪ ،‬فقككد‬‫سككلم يرويككه مرسك ً‬
‫وقال البزار والدارقطني وغيككره‪َ :‬‬
‫أخرجه أبو بكر ابن أبي شككيبة عككن أبككي أسككامة فلككم يككذكر عائشككة‪ ،‬وكككذلك‬
‫أخرجه أبو داود في المراسيل عن أبي توبة عن أبي أسامة‪ ،‬ول ينتقد عليهككم‬
‫بما أخرجه أبو القاسم حمزة بككن يوسككف السككهمي فككي تاريككخ جرجككان مككن‬
‫ل‪ ،‬فالحسككين متهككم بالكككذب‪ ،‬ل‬ ‫رواية الحسين بن علوان عككن هشككام موصككو ً‬
‫اعتبار بمتابعه‪ ،‬وفي الباب ما رواه الثعلككبي مككن روايككة الككدراوردي عككن ابككن‬
‫عجلن‪ :‬أن رجل ً أتى النبي صلى الّله عليه وسلم فشكا إليه الحاجة‪ ،‬والفقر‪،‬‬
‫فقال‪ :‬عليك ]ص ‪ [83‬بالباءة‪ ،‬ولعبد الرزاق عن معمككر عككن قتككادة‪ ،‬أن عمككر‬
‫قال‪ :‬عجبت لرجل ل يطلب الغنى بالباءة‪ ،‬والّله تعالى يقول فككي كتككابه }إن‬
‫يكونوا فقراء يغنهم الّله من فضله{ وعن هشككام بككن حسككان‪ ،‬عككن الحسككن‪،‬‬
‫عن عمر نحوه‪ ،‬وقد قال القفال في محاسن الشريعة‪ :‬وقد وعد الل ّككه تعككالى‬
‫على النكاح‪ ،‬فقال تعالى‪} :‬وأنكحوا اليككامى منكككم والصككالحين مككن عبككادكم‬
‫وإمائكم إن يكونوا فقراء يغنهم الّله من فضله{‪ ،‬وفي المعنى ما في صككحيح‬
‫ابن حبان والحاكم عن أبي هريرة مرفوعًا‪ :‬ثلثة حككق علككى الل ّككه أن يغنيهككم‪،‬‬
‫وفي لفظ‪ :‬عونهم‪ ،‬وذكر منهم الناكح ليستعفف‪ ،‬ولبن منيع عن أبككي هريككرة‬
‫رفعه‪ :‬حق على الّله عون من نكح يريد العفاف عما حرم الل ّككه‪ ،‬وفككي البككاب‬
‫عن أبي أمامة وجابر ولفظه كما للحارث بن أبي أسامة فككي مسككنده رفعككه‪:‬‬
‫ثلثة من أدان فيهن‪ ،‬ثم مات ولم يقض‪ ،‬قضى الّله عنه‪ ،‬وذكر‪ :‬رجككل يخككاف‬
‫على نفسه الفتنة في العزوبة‪ ،‬واستعفف بدين‪ ،‬ول يعارض هذا ما يروى من‬
‫حديث هشام بن عبد الّله بن عكرمة المخزومككي حككدثنا هشككام)‪ (1‬عككن أبيككه‬
‫عن عائشة مرفوعًا‪ :‬التمسوا الرزق في خبايا الرض‪ ،‬يعني الككزرع)‪ ،(2‬ولككذا‬
‫قال عروة بن الزبير‪ :‬عليكم بالزرع‪ ،‬وكان يتمثل بهذه البيات‪:‬‬

‫لعل الذي أعطى العزيز بقدره * وذا خشب أعطى وقد كان زردقا‬
‫سيؤتيك ماء واسعا ً ذا قرارة * إذا ما مياه الناس غاضت تدفقا‬
‫تتبع خبايا الرض وادع مليكها * لعلك يوما ً أن تجاب فترزقا‬
‫‪-------------------‬‬
‫)‪ (1‬هو ابن عروة‪.‬‬
‫ً‬
‫)‪ (2‬وفي الحديث أيضا إرشاد إلى استخراج ما في باطن الرض من المعادن المختلفة‪.‬‬

‫)‪ (163‬حديث‪ :‬التمسككوا الرفيككق قبككل الطريككق‪ ،‬والجككار قبككل الككدار‪،‬‬


‫الطبراني في الكبير‪ ،‬وابن أبي خيثمككة‪ ،‬وأبككو الفتككح الزدي‪ ،‬والعسكككري فككي‬
‫المثال‪ ،‬والخطيب في الجامع‪ ،‬من حككديث أبككان بككن المحككبر عككن سككعيد بككن‬
‫معروف بن رافع بن خديج عن أبيه عن جده رفعه بهذا‪ ،‬وابن المحبر متروك‪،‬‬
‫وهو وسعيد ل تقوم بهما حجة‪ ،‬ولككن لكه شكاهد رواه العسككري فقكط‪ ،‬مكن‬
‫حديث عبد الملك بن سعيد الخزاعي عن جعفر بن محمد عن أبيه‪ ،‬عن آبككائه‬
‫عن علي قال‪ :‬خطب رسول الّله صلى الّله عليه وسلم وذكككر حككديثا ً طككويل ً‬
‫وفككي آخككره‪ :‬الجككار‪ ،‬ثككم الككدار‪ ،‬الرفيككق‪ ،‬ثككم الطريككق‪ ،‬وهككو عنككد ]ص ‪[84‬‬
‫الخطيب في جامعه باختصار‪ ،‬من حديث محمككد بككن مسككلم عككن أبككي جعفككر‬
‫محمد بن علي عن أبيه علي بن الحسين عن أبيه الحسين بن علي عن أبيككه‬
‫علي عن النبي صلى الّله عليه وسلم أنه قال‪ :‬الجار قبل الدار‪ ،‬والرفيق قبل‬
‫الطريق‪ ،‬والزاد قبل الرحيل‪ ،‬وللخطيب أيضا ً من طريق عبد الّله بككن محمككد‬
‫اليمامي عن أبيه عن جده قال‪ :‬قال خفاف بن ندبة‪ :‬أتيت رسول الّله صككلى‬
‫الّله عليه وسلم فقلكت‪ :‬يكا رسكول الّلكه‪ ،‬علكى مكن تكأمرني أن أنكزل أعلكى‬
‫قريش‪ ،‬أم على النصار‪ ،‬أم أسلم‪ ،‬أم غفار‪ ،‬فقككال‪ :‬يككا خفككاف‪ ،‬ابتككغ الرفيككق‬
‫قبل الطريق‪ ،‬فإن عرض لك أمر لم يضرك‪ ،‬وإن احتجت إليككه نفعككك‪ ،‬وكلهككا‬
‫ضعيفة‪ ،‬ولكن بانضمامها تقوى‪ ،‬وفي قوله تعالى حكايككة عككن السككيدة آسككية‬
‫}رب ابن لي عندك بيتا ً في الجنة{ ما يشير إلى الجملة الثانية‪.‬‬

‫)‪ (164‬حديث‪ :‬ألسنة الخلق أقلم الحق‪ ،‬ل أصل له‪ ،‬نعم هو من كلم‬
‫بعض الصوفية‪ ،‬ويمكن أن يكون معناه‪ :‬الفال الموكل بالمنطق‪ ،‬وقككد مضككى‬
‫في‪ :‬أخذنا فالك من فيك‪.‬‬

‫)‪ (165‬حديث‪ :‬الّلهم اجعلنا من المفلحين‪ ،‬ابن السني في عمل اليوم‬


‫والليلة‪ ،‬ومن طريقه الديلمي في مسنده من حككديث نصككر بككن طريككف أبككي‬
‫جزى القصاب عن عاصم بن بهدلة عن أبي صالح ذكوان عن معاوية بن أبككي‬
‫سفيان قال‪ :‬كان رسول الّله صلى الّله عليه وسلم إذا سمع المككؤذن يقككول‪:‬‬
‫حي على الفلح‪ ،‬قال‪ :‬الّلهم اجعلنا من المفلحين‪ ،‬وأبو جزى متروك عندهم‪،‬‬
‫والراوي عنه‪ ،‬وهو أبو قتادة عبد الّله بن واقد الحراني‪ ،‬قال البخاري‪ :‬تركوه‪،‬‬
‫وقد أخرج أحمككد والطككبراني مككن روايككة حمككاد بككن سككلمة عككن عاصككم بهككذا‬
‫السناد‪ ،‬أنه قال كما قال المؤذن إلى قكوله‪ :‬أشكهد أن محمكدا ً رسكول الّلكه‪،‬‬
‫وزاد الطبراني من رواية أبان العطار عن عاصم‪ :‬ثم صمت‪ ،‬فظهر بككذلك أن‬
‫الذي زاده نصر لم يتابع عليه‪.‬‬

‫)‪ (166‬حديث‪ :‬الّلهم أحيني مسكينًا‪ ،‬وأمتني مسكينًا‪ ،‬واحشرني فككي‬


‫زمرة المساكين‪ ،‬ابن ماجه من حديث أبي خالد الحمر عككن يزيككد بكن سككنان‬
‫عن ابن المبارك عن عطاء بن أبي رباح عن أبي سعيد الخدري‪ ،‬قككال‪ :‬أحبككوا‬
‫المساكين‪ ،‬فإني سمعت رسول الّله صلى الّله عليه وسلم يقول في دعككائه‪،‬‬
‫وذكره‪] ،‬ص ‪ [85‬ورواه الطبراني في الدعاء من حديث أبي فككروة يزيككد بككن‬
‫محمد بن يزيد بن سنان الرهاوي‪ ،‬حدثني أبي عن أبيه هو يزيد بن سنان عن‬
‫عطككاء بككدون واسككطة بيككن يزيككد وعطككاء وبككدون قككول أبككي سككعيد‪ ،‬وبلفككظ‪:‬‬
‫وتوفني‪ ،‬ويزيد بن سنان ضعيف عندهم‪ ،‬لكككن قككد رواه الطككبراني أيضكا ً مككن‬
‫جهة خالد بن يزيد بن أبي مالك عن أبيه عن عطاء‪ ،‬بلفظ‪ :‬الّلهم توفني إليك‬
‫فقيرًا‪ ،‬ول توفني غنيًا‪ ،‬واحشرني في زمكرة المسكاكين يكوم القيامكة‪ ،‬وخالكد‬
‫الكثر على تضعيفه‪ ،‬وكان الحاكم اعتمد توثيقه فإنه قد أخككرج هككذا الحككديث‬
‫من جهته في الرقاق من مستدركه بزيادة‪ :‬وإن أشقى الشككقياء مككن اجتمككع‬
‫عليه فقر الدنيا‪ ،‬وعذاب الخرة‪ ،‬وقككال‪ :‬صككحيح السككناد ولككم يخرجككاه‪ ،‬وكككذا‬
‫رواه البيهقي في الشعب‪ ،‬بلفظ‪ :‬يا أيها الناس ل يحملنكككم العسكر‪ ،‬علككى أن‬
‫تطلبوا الرزق من غير حله‪ ،‬فإني سمعت رسول الّله صلى الّله عليككه وسككلم‬
‫يقول‪ ،‬وذكره بالزيادة‪ ،‬وهو عند أبي الشيخ‪ ،‬ومن جهته الككديلمي بككدون قككول‬
‫أبي سعيد‪ ،‬وله شواهد‪ ،‬فرواه الترمذي في الزهد من جامعه‪ ،‬والككبيهقي فككي‬
‫الشعب‪ ،‬من حديث ثابت بن محمد العابد الكوفي حدثنا الحارث بن النعمككان‬
‫الليثي عن أنس أن رسول الّله صلى الل ّككه عليككه وسككلم‪ ،‬قككال‪ :‬الّلهككم أحينككي‬
‫مسكككينًا‪ ،‬وأمتنككي مسكككينًا‪ ،‬واحشككرني فككي زمككرة المسككاكين يككوم القيامككة‪،‬‬
‫فقالت عائشة‪ :‬لم يا رسول الّله؟ قككال‪ :‬إنهككم يككدخلون الجنككة قبككل أغنيككائهم‬
‫بأربعين خريفًا‪ ،‬يا عائشة‪ ،‬ل تردي المسككاكين‪ ،‬ولككو بشككق تمككرة‪ ،‬يككا عائشككة‪،‬‬
‫أحبي المساكين وقربيهم‪ ،‬فإن الّله يقربككك يككوم القيامككة‪ ،‬وقككال‪ :‬إنككه غريككب‬
‫انتهى‪ ،‬والحارث قال البخاري وغيره‪ :‬إنه منكر الحديث‪ ،‬وتردد فيه ابن حبككان‬
‫فذكره في الثقات وفي الضككعفاء‪ ،‬ورواه الطككبراني فككي الككدعاء مككن حككديث‬
‫بقية بن الوليد حدثنا الهقل بن زياد عن عبيد بن زياد‪ ،‬سمعت جنادة بكن أبككي‬
‫أمية‪ ،‬يقول‪ :‬حدثنا عبادة بن الصامت‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول الّله صلى الل ّككه عليككه‬
‫وسككلم‪ :‬الّلهككم أحينككي مسكككينًا‪ ،‬وتككوفني مسكككينًا‪ ،‬واحشككرني فككي زمككرة‬
‫المساكين‪ ،‬ورجاله موثوقون‪ ،‬وبقيككة قككد صككرح بالتحككديث‪ ،‬ومككع وجككود هككذه‬
‫الطريق وغيرها مما تقدم ل يحسن الحكككم عليككه بالوضككع)‪ (1‬ل سككيما وفككي‬
‫الباب عن أبي قتادة ]ص ‪.[86‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫)‪ (1‬بل هو حديث حسن‪.‬‬

‫)‪ (167‬حديث‪ :‬الّلهم استر عوراتنا‪ ،‬وآمن روعاتنا‪ ،‬أحمد في مسنده عن‬
‫أبي عامر العقدي عن الزبير بن عبد الّله عن ربيح بن أبي سعيد الخدري عن‬
‫أبيه‪ ،‬قال‪ :‬قلنا يوم الخندق‪ :‬يا رسول الّله‪ ،‬هل من شيء نقوله؟ فقككد بلغككت‬
‫القلوب الحناجر‪ ،‬قال‪ :‬نعم الّلهم‪ ،‬وذكره‪ ،‬قككال‪ :‬فضككرب الل ّككه وجككوه أعككدائه‬
‫بالريح فهزمهم الّله بالريح‪ ،‬وهو عند الديلمي في مسنده من جهة أبي عامر‪،‬‬
‫فقال‪ :‬عن ربيح بن عبد الرحمن بن أبي سعيد عككن أبيككه عككن جككده‪ ،‬وذكككره‪،‬‬
‫ورواه الطبراني في الدعاء من حديث قيس بن الربيع عن مجككزأة بككن زاهككر‬
‫عن إبراهيم بن فلن عن أبيه‪ ،‬وكانت له صككحبة‪ ،‬قككال‪ :‬سككمعت النككبي صككلى‬
‫الّله عليه وسلم يقول‪ :‬الّلهم‪ ،‬وذكره بزيادة‪ :‬واقض عنككي دينككي‪ ،‬وربيككح فيككه‬
‫لين‪ ،‬وقال البخاري‪ :‬إنه منكر الحديث‪ ،‬وإبراهيم مجهول‪ ،‬وعنككد الككبزار بسككند‬
‫ضعيف عن ابن عباس‪ ،‬قال‪ :‬كان النبي صلى الّله عليه وسككلم يقككول‪ :‬الّلهككم‬
‫إني أسألك العفو والعافية في دينككي‪ ،‬ودنيككاي‪ ،‬وأهلككي‪ ،‬ومككالي‪ .‬الّلهككم اسككتر‬
‫عورتي‪ ،‬وآمن روعتي‪ ،‬واحفظني من بين يككدي‪ ،‬ومككن خلفككي‪ ،‬وعككن يمينككي‪،‬‬
‫وعن شمالي‪ ،‬ومن فوقي‪ ،‬وأعوذ بك أن أغتال من تحتي‪ ،‬وله شاهد عند أبي‬
‫داود في سننه‪ ،‬من حديث جبير بن أبي سليمان بن جبير بن مطعم‪ ،‬سككمعت‬
‫ابن عمر يقككول‪ :‬لككم يكككن رسككول الل ّككه صككلى الل ّككه عليككه وسككلم يككدع هككؤلء‬
‫الدعوات حين يمسي‪ ،‬وحيككن يصككبح‪ :‬الّلهككم إنككي أسككألك العافيككة فككي الككدنيا‬
‫والخرة‪ ،‬الّلهككم إنككي أسككألك العفككو‪ ،‬وذكككره بزيككادة‪ :‬الّلهككم‪ ،‬قبككل احفظنككي‪،‬‬
‫وبزيادة يعني الخسف في آخره)‪ ،(1‬وبلفظ‪ :‬وأعوذ بعظمتك أن أغتال‪ ،‬وفككي‬
‫لفظ بالجمع‪ :‬عوراتي وآمن روعاتي‪ ،‬وصححه الحككاكم‪ ،‬وعنككد أبككي ُنعيككم فككي‬
‫الحلية من حديث مصعب السلمي‪ ،‬حدثني ثلثة منهم الحسككن بككن علككي أن‬
‫رسول الّله صلى الّله عليه وسلم‪ ،‬كككان يككدعو يقككول‪ :‬الّلهككم أقلنككي عككثرتي‪،‬‬
‫وآمن روعتي‪ ،‬واستر عورتي‪ ،‬وانصرني على من بغى علي‪ ،‬وأرني فيه ثأري‪،‬‬
‫وللطبراني في الكبير من حديث خباب الخزاعي‪ ،‬سمعت رسول الل ّككه صككلى‬
‫الّله عليه وسلم يقول‪ :‬الّلهم استر عورتي‪ ،‬وآمن روعتي‪ ،‬واقض عني دينككي‪.‬‬
‫وفرق الطبراني‪ ،‬ثم أبو ُنعيم بين خباب هذا وخبككاب بككن الرت‪ ،‬وحككديثه هككذا‬
‫من رواية مجزأة بن ثور عن إبراهيم بن خباب عن أبيه ]ص ‪.[87‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫)‪ (1‬يعني أن الغتيال من تحت هو الخسف‪ ،‬وهو تفسير من الككراوي‪ ،‬والحككديث شككامل‬
‫للخسف ولغيره كاللغم الرضي مث ً‬
‫ل‪.‬‬

‫)‪ (168‬حديث‪ :‬الّلهم أعز السلم بأحب هذين الرجلين إليك‪ ،‬بأبي جهل‬
‫أو بعمر بن الخطاب‪ ،‬أحمد في مسنده‪ ،‬والترمككذي فككي جككامعه‪ ،‬وابككن سككعد‬
‫في الطبقات‪ ،‬والبيهقي في الدلئل‪ ،‬كلهم من جهة خارجة بككن عبككد الل ّككه بكن‬
‫سليمان بن زيد بن ثابت عن نافع عن ابن عمر مرفوعا ً به‪ ،‬وقككال الترمككذي‪:‬‬
‫إنه حسن صحيح غريب من حديث ابن عمر‪ ،‬وصححه ابن حبان‪ ،‬وقد أخرجككه‬
‫أبو ُنعيم في الحلية من حديث مبشر بن إسماعيل الحلبي عن نوفل بن أبككي‬
‫الفرات الحلبي‪ ،‬عن عمر هو ابن عبد العزيز عن سالم عن أبيككه‪ ،‬قككال‪ :‬قككال‬
‫النبي صلى الّله عليه وسلم‪ :‬الّلهم أعز السلم بأحب الرجلين إليك‪ ،‬عمككر أو‬
‫بأبي جهل‪ .‬وللترمذي من حديث النضر أبي عمر عن عكرمة عن ابن عبككاس‬
‫أن النبي صلى الّله عليه وسلم‪ ،‬قال‪ :‬الّلهم أعز السلم بأبي جهل بن هشام‬
‫أو بعمر‪ .‬قال‪ :‬فأصبح فغدا عمر علككى رسككول الل ّككه صككلى الل ّككه عليككه وسككلم‬
‫فأسلم‪ .‬وقال‪ :‬غريب من هذا الوجه‪ .‬وقد تكلم بعضهم في النضر‪ ،‬وهو يروي‬
‫مناكير من قبل حفظه‪ ،‬وللحاكم في صحيحه من حديث يحيى بككن زكريككا بككن‬
‫أبي زائدة عن مجالد بن سعيد عن الشعبي عككن مسككروق عككن ابككن مسككعود‬
‫مرفوعًا‪ :‬الّلهم أيد السلم بعمر بن الخطاب أو بأبي جهل بن هشام‪ ،‬فجعككل‬
‫الّله دعوة رسول الّله صلى الّله عليه وسلم لعمر‪ ،‬فبني عليه ملككك السككلم‬
‫وهدم الوثان به‪ ،‬وقككال‪ :‬إن مجالككدا ً انفككرد بككه عككن الشككعبي‪ ،‬وللككبيهقي فككي‬
‫الدلئل من حديث إسحاق بن إبراهيم الحنيني‪ ،‬قال‪ .‬ذكر أسامة بن زيككد بككن‬
‫أسلم عن أبيه عن جده قال‪ :‬قال لنككا عمككر‪ :‬أتحبككون أن أعلمكككم كيككف كككان‬
‫إسلمي‪ ،‬فذكر القصة‪ ،‬وفيها أنه جاء بيتككه‪ ،‬وكككان فيككه أختككه وزوجهككا‪ ،‬ومعككه‬
‫آخران فاختفوا في البيت إل أخته‪ ،‬فلما أسلم خرجوا إليه متبككادرين وكككبروا‪،‬‬
‫وقالوا‪ :‬أبشر يا ابن الخطاب‪ ،‬فإن رسول الّله صلى الّله عليه وسلم دعا يوم‬
‫الثنين‪ ،‬فقال‪ :‬الّلهم أعز دينك بأحب الرجلين إليك‪ ،‬إما أبو جهل بككن هشككام‪،‬‬
‫وإما عمر بن الخطاب‪ ،‬وإنا نرجو أن تكون دعوة رسول الّله صلى الّله عليككه‬
‫وسلم لككك‪ ،‬فأبشككر‪ ،‬وذكككر تمككام القصككة‪ .‬ومككن حككديث إسككحاق بككن يوسككف‬
‫الزرق‪ ،‬حدثنا القاسم بن عثمككان البصككري عككن أنككس نحككوه‪ ،‬وأنككه كككان فككي‬
‫البيت أخته وزوجها ورجل من المهاجرين وهو ]ص ‪ [88‬خبككاب‪ ،‬وأنككه تككوارى‬
‫منه‪ ،‬فلما علم بإسلمه ظهر‪ ،‬وقال‪ :‬أبشر يا عمر‪ ،‬فإني أرجو أن تكون دعوة‬
‫رسول الّله صلى الّله عليه وسلم ليلة الخميس‪ :‬الّلهم أعز السلم بعمر بككن‬
‫الخطاب أو بعمرو بن هشككام‪ ،‬الحككديث‪ .‬وللبغككوي فككي معجككم الصككحابة مككن‬
‫طريق الضحاك الشيباني عن ربيعة السعدي رفعككه‪ :‬الّلهككم أعككز الككدين بككأبي‬
‫جهل بن هشام أو بعمر بن الخطاب‪ ،‬ولبن سككعد فككي الطبقككات مككن حككديث‬
‫عبد الرحمن بن خولة‪ ،‬عن سعيد بن المسيب قال‪ :‬كككان رسككول الل ّككه صككلى‬
‫الّله عليه وسلم إذا رأى عمر بن الخطاب أو أبا جهل بن هشام‪ ،‬قككال‪ :‬الّلهككم‬
‫اشدد دينك بأحبهما إليك‪ ،‬فشد دينه بعمر بن الخطاب‪ ،‬ومن حككديث داود بككن‬
‫الحصين والزهري‪ ،‬قال‪ :‬أسلم عمر بعد أن دخل رسول الّله صلى الل ّككه عليككه‬
‫وسلم دار الرقم‪ ،‬وبعد أربعين أو نيف وأربعين بين رجال ونساء قككد أسككلموا‬
‫قبله‪ ،‬وقد كان رسول الّله صلى الّله عليككه وسككلم قككال بككالمس‪ :‬الّلهككم أيككد‬
‫السلم بأحب الرجلين إليك‪ ،‬عمكر بكن الخطكاب أو عمكرو بكن هشكام‪ ،‬فلمكا‬
‫أسلم عمر نزل جبريل عليه السلم‪ ،‬فقال‪ .‬يا محمد! استبشككر أهككل السككماء‬
‫بإسلم عمر‪ ،‬وللحاكم في مستدركه من حديث شبابة بن سككوار وسككعيد بككن‬
‫سليمان كلهما‪ ،‬واللفظ لولهما عن المبارك بكن فضككالة عككن عبيككد الل ّككه بكن‬
‫عمر‪ ،‬عن نافع عن ابن عمر‪ ،‬عن ابن عباس‪ ،‬رفعه‪ :‬الّلهم أيد الدين بعمر بن‬
‫الخطاب‪ ،‬ولفظ الخر‪ ،‬الّلهم أعز السلم بعمر‪ ،‬وقككال‪ :‬إنككه صككحيح السككناد‪،‬‬
‫ولم يخرجاه‪ ،‬ثم ساق له شاهدا ً من حديث الماجشون ابن أبككي سككلمة‪ ،‬عككن‬
‫هشام بن عروة‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن عائشة‪ ،‬أن النبي صلى الّله عليه وسلم قككال‪:‬‬
‫الّلهم أعز السلم بعمر بن الخطاب خاصة‪ ،‬وقككال‪ :‬إنككه صككحيح علككى شككرط‬
‫الشيخين‪ ،‬ولم يخرجاه‪ ،‬وكذا وقع عنده الماجشون عن هشام‪ ،‬وقد رواه ابن‬
‫ماجه في سننه‪ ،‬وابن حبان في صحيحه‪ ،‬كلهما مكن حككديث عبككد الملككك بكن‬
‫الماجشون‪ ،‬حدثني مسلم بن خالد الزنجي عن هشكام بكه‪ ،‬ولبكن سكعد مكن‬
‫ل‪ :‬الّلهم أعز الككدين بعمككر‪ ،‬فككي طككرق‬ ‫حديث أشعث عن الحسن رفعه مرس ً‬
‫سوى هذه‪ ،‬وما زعمه أبو بكر النارنجي من نقله عن عكرمة‪ ،‬أنككه سككئل عككن‬
‫قوله‪ :‬الّلهم أيد السلم‪ ،‬فقال‪ :‬معاذ الّله‪ ،‬دين السلم أعز من ذلككك‪ ،‬ولكنككه‬
‫قال‪ :‬الّلهم أعز عمر بالدين أو أبا جهل‪ ،‬فأحسبه غير صحيح‪.‬‬

‫)‪ (169‬حديث‪ :‬الّلهم أعني على ديني بدنياي‪ ،‬وعلى آخرتي بتقواي‪] ،‬ص‬
‫‪ [89‬الطبراني في الدعاء من حديث عبد الّله بن عبككد الرحمككن بككن إبراهيككم‬
‫المدني‪ ،‬حدثنا أبي عن محمد بن المنكدر‪ ،‬عن جابر مرفوعا ً بككه فككي حككديث‪،‬‬
‫وعبد الرحمن المدني هو القاص‪ ،‬ضعفه الدارقطني وغيره‪ ،‬وأخرجه الديلمي‬
‫مسلسل ً من جهة علي بن أمية‪ ،‬وموسى بن سهل‪ ،‬كلهما عن الربيع حكاجب‬
‫المنصور عن جعفر بن محمد بن الصادق‪ ،‬حككدثني أبككي عككن أبيككه عككن جككده‪،‬‬
‫على‪ :‬أن النبي صلى الّله عليه وسلم‪ ،‬كان إذا حزبككه أمككر دعككا بهككذا الككدعاء‪،‬‬
‫وذكره‪ ،‬وفيه‪ :‬الّلهم أعني على ديني بالدنيا‪ ،‬وعلى آخرتككي بككالتقوى‪ ،‬وسككنده‬
‫أضعف من الذي قبله‪.‬‬

‫)‪ (170‬حديث‪ :‬الّلهم إنك أخرجتني من أحب البقاع إلي‪ ،‬فأسكني بأحب‬
‫البلد إليك‪ ،‬فأسكنه الّله المدينة‪ ،‬الحككاكم فككي الهجككرة مككن مسككتدركه‪ ،‬وأبككو‬
‫سعد في شرف المصطفى من حديث الحسن بن سككفيان عككن أبككي موسككى‬
‫النصاري عن سعيد بن أبي سعيد المقبري‪ ،‬حدثني أخككي هككو عبككد الل ّككه عككن‬
‫أبيه عن أبي هريرة مرفوعا ً به‪ ،‬وقال الحاكم عقبه‪ :‬رواته مككدنيون مككن بيككت‬
‫أبي سعيد المقبري انتهى‪ ،‬وعبد الّله ضعيف جدًا‪ ،‬وهذا الحديث من منكراته‪،‬‬
‫وكذا قال ابن عبد البر‪ :‬ل يختلف أهل العلم في نكككارته ووضككعه‪ ،‬وقككال ابككن‬
‫حزم‪ :‬هو حديث ل يسند‪ ،‬وإنما هو مرسل مككن جهككة محمككد بككن الحسككن بككن‬
‫زبالة وهو هالك‪.‬‬

‫)‪ (171‬حديث‪ :‬الّلهم بارك لمتي في بكورها‪ ،‬الربعة‪ ،‬وحسنه الترمذي‪،‬‬


‫وصححه ابن حبان‪ ،‬من حديث صخر بن وداعة الغامدي‪ ،‬أن النبي صلى الّلككه‬
‫عليه وسلم‪ ،‬قال‪ ،‬وذكره‪ ،‬وزاد‪ :‬وكككان إذا بعككث سككرية أو جيشكًا‪ ،‬بعثهككم أول‬
‫النهار‪ ،‬قال‪ :‬وكان صخر تاجرًا‪ ،‬فكان يبعث في تجارته في أول النهار‪ ،‬فأثرى‬
‫وكثر ماله‪ ،‬ولبن ماجه عن أبي هريرة‪ ،‬والطبراني في الوسط‪ ،‬عن عائشككة‬
‫مرفوعًا‪ :‬الّلهم بككارك لمككتي فككي بكورهككا يككوم الخميككس‪ ،‬ولفككظ الطككبراني‪:‬‬
‫واجعله يوم)‪ (1‬الخميس‪ ،‬ولفظه في رواية منها‪ :‬قال رسول الّله صلى الّلككه‬
‫عليه وسلم‪ :‬اغدوا في طلب العلم‪ ،‬فإني سكألت ربكي أن يبكارك لمكتي فكي‬
‫بكورها‪ ،‬ويجعل ذلككك يككوم الخميككس‪ ،‬ورواه الككبزار عككن ابككن عبككاس وأنككس‪،‬‬
‫بلفظ‪ :‬الّلهم بككارك لمككتي فككي بكورهككا يككوم خميسككها‪ ،‬وفككي لفككظ ]ص ‪[90‬‬
‫للطبراني من حديث ابن عبككاس‪ :‬بككاكر حاجنككا‪ ،‬فككإن النككبي صككلى الل ّككه عليككه‬
‫وسلم‪ ،‬قال‪ ،‬وذكره‪ ،‬وكلهككا مكا عككدا الول ضكعاف‪ ،‬وفككي البكاب عكن بريكدة‪،‬‬
‫وجابر‪ ،‬وعبد الّله بن سلم‪ ،‬وابن عمر‪ ،‬وعلي‪ ،‬وعمران بن حصين‪ ،‬ونَبيط بن‬
‫شريط‪ ،‬وأبي بكرة‪ .‬وقال شيخنا‪ :‬ومنها مككا يصككح‪ ،‬ومنهككا مككا ل يصككح‪ ،‬وفيهككا‬
‫الحسن والضعيف‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫)‪ (1‬وكذا رواه السهمي من حديث أنس‪ ،‬إل أنه قال‪ :‬واجعل ذلك يوم الثنين‪.‬‬

‫)‪ (172‬حديث‪ :‬الّلهم خر لي واختر لي‪ ،‬الترمذي‪ ،‬والبيهقي في الشعب‪،‬‬


‫من حديث زنفل بن عبد الّله‪ ،‬عن عبد الّله بن أبي مليكة‪ ،‬عككن عائشككة‪ ،‬عككن‬
‫أبي بكر الصديق‪ ،‬أن النبي صلى الل ّككه عليككه وسككلم كككان إذا أراد أمككرا ً قككال‪:‬‬
‫وذكره‪ ،‬وقال‪ :‬غريب ل نعرفه إل من حككديث زنفككل‪ ،‬وهككو ضككعيف عنككد أهككل‬
‫الحديث‪ ،‬وهو عند أبي يعلى وآخرين‪.‬‬
‫)‪ (173‬حديث‪ :‬الّلهم ل تؤمنا مكرك‪ ،‬ول تنسنا ذكككرك‪ ،‬ول تهتككك عنككا‬
‫سترك‪ ،‬ول تجعلنا من الغافلين‪ ،‬الككديلمي فككي مسككنده مككن حككديث معككروف‬
‫الكرخي‪ ،‬عن بكر بن خنيس‪ ،‬حدثنا سفيان الثوري‪ ،‬عن عمرو بن دينككار‪ ،‬عككن‬
‫ابن عباس‪ ،‬عن النبي صلى الّله عليه وسلم‪ ،‬قال‪ :‬من قككال عنككد منككامه هككذا‬
‫الدعاء بعث الّله إليه ملكا ً في أحب الساعات إليه فيوقظه‪ ،‬وذكره بزيادة‪.‬‬

‫)‪ (174‬حديث‪ :‬الّلهم ل خير إل خيرك‪ ،‬ول طير إل طيرك‪ ،‬ول إله غيرك‪،‬‬
‫حبلي‪ ،‬عككن‬ ‫أحمد من حديث ابن لهيعة عن ابن هبيرة عن أبي عبد الرحمن ال ُ‬
‫عبد الّله بن عمرو مرفوعًا‪ :‬من ردته الطيرة عن حاجة فقد أشرك‪ ،‬قالوا‪ :‬يككا‬
‫رسول الّله‪ ،‬ما كفككارة ذلككك‪ ،‬قككال‪ :‬أن يقككول أحككدكم‪ ،‬وذكككره‪ ،‬وكككذا أخرجككه‬
‫الطبراني وغيككره‪ ،‬وفككي البككاب عككن بريككدة‪ ،‬أخرجككه الككبزار‪ ،‬ولفظككه‪ :‬ذكككرت‬
‫الطيرة عند رسول الّله صلى الّله عليه وسلم‪ ،‬فقككال‪ :‬مككن أصككابه مككن ذلككك‬
‫شيء ول بد‪ ،‬فليقل‪ :‬الّلهم‪ ،‬وذكره مقدما ً الجملككة الثانيككة‪ ،‬وعككن أبككي هريككرة‬
‫أخرجه البزار أيضا ً مرفوعا ً بلفظ‪ :‬ل طائر إل طائرك‪ ،‬ثلث مرات‪.‬‬

‫)‪ (175‬حديث‪ :‬الّلهم ل راد ّ لما قضيت‪ ،‬في الذكر عقب الصكلة‪ ،‬فكي‬
‫الواو ]ص ‪.[91‬‬

‫ل‪ ،‬وأنت إن شئت جعلت‬ ‫)‪ (176‬حديث‪ :‬الّلهم ل سهل إل ما جعلته سه ً‬


‫سري‪ ،‬وابن حبان في‬ ‫ل‪ ،‬العدني في مسنده من حديث بشر بن ال ّ‬ ‫الحزن سه ً‬
‫صحيحه من حديث سهل بن حماد أبي عتككاب الككدلل‪ ،‬والككبيهقي‪ ،‬ومككن قبلككه‬
‫الحاكم‪ ،‬ومن طريقه الديلمي في مسنده من حديث عبككد الل ّككه بككن موسككى‪،‬‬
‫وابن السني في عمل اليوم والليلة‪ ،‬والبيهقي في الدعوات من طريككق أبككي‬
‫داود الطيالسي‪ ،‬كلهم عن حماد بن سلمة عن ثككابت عككن أنككس رفعككه بهككذا‪،‬‬
‫وكذا رواه القعني عن حماد بن سلمة‪ ،‬لكنه لككم يككذكر أنس كًا‪ ،‬ولفظككه‪ :‬وأنككت‬
‫تجعل الحزن إذا شئت سككه ً‬
‫ل‪ ،‬ول يككؤثر فككي وصككله‪ ،‬وكككذا أورده الضككياء فككي‬
‫المختارة وصححه غيره‪.‬‬

‫)‪ (177‬حديث‪ :‬الّلهم ل عيش إل عيش الخرة‪ ،‬الشيخان عن أنس‪ ،‬وفي‬


‫الباب عن سهل‪.‬‬

‫)‪ (178‬حديث‪ :‬أمرت أن أحكم بالظاهر‪ ،‬والّله يتولى السرائر‪ ،‬اشتهر‬


‫بين الصوليين والفقهاء‪ ،‬بل وقع في شرح مسام للنووي في قوله صلى الّله‬
‫عليه وسلم‪ :‬أني لم أومر أن أنقب عن قلوب الناس‪ ،‬ول أشككق بطككونهم‪ ،‬مككا‬
‫نصه معناه‪ ،‬إني أمرت بالحكم الظاهر‪ ،‬والّله يتولى السرائر‪ ،‬كما قال صككلى‬
‫الّله عليه وسلم انتهى‪ ،‬ول وجود له في كتب الحديث المشهورة‪ ،‬ول الجزاء‬
‫المنثورة‪ ،‬وجزم العراقي بأنه ل أصل له‪ ،‬وكذا أنكره المزي وغيره‪ ،‬نعم فككي‬
‫صحيح البخاري عن عمر‪ :‬إنما نأخذكم الن بمككا ظهككر لنكا مككن أعمككالكم‪ ،‬بكل‬
‫وفي الصحيح من حديث أبي سعيد رفعه‪ :‬إني لم أومر أن أنقب عككن قلككوب‬
‫ي فلعككل‬‫الناس‪ ،‬وفي المتفق عليه من حديث أم سككلمة إنكككم تختصككمون إل ك ّ‬
‫بعضكم أن يكون ألحن بحجته من بعككض‪ ،‬فأقضككي لككه علككى نحككو مككا أسككمع‪،‬‬
‫فمن قضيت له بشيء من حق أخيه‪ ،‬فل يأخذ منه شيئًا‪ ،‬قال ابككن كككثير‪ :‬إنككه‬
‫يؤخذ معناه منه‪ ،‬وقد ترجم له النسائي في سننه‪ ،‬باب الحكم بالظاهر‪ ،‬وقال‬
‫إمامنا ناصر السنة أبو عبد الّله الشافعي رحمه الّله عقب إيككراده فككي كتككاب‬
‫الم‪ :‬فأخبرهم صكلى الل ّككه عليككه وسككلم أنككه إنمكا يقضككي بالظكاهر‪ ،‬وأن أمككر‬
‫السرائر إلى الّله‪ ،‬والظاهر كما قال شيخنا رحمه الّله‪ ،‬أن بعض مككن ل يميككز‬
‫ظن هذا حديثا ً آخر منفصل ً عن ]ص ‪ [92‬حديث أم سككلمة فنقلككه كككذلك‪ ،‬ثككم‬
‫قلده من بعده‪ ،‬ولجل هذا يوجد في كتب كككثير مككن أصككحاب الشككافعي دون‬
‫غيرهم‪ ،‬حتى أورده الرافعي في القضاء‪ ،‬ثم رأيككت فككي الم بعككد ذلككك‪ ،‬قككال‬
‫الشافعي‪ :‬روي أنه صلى الّله عليه وسلم‪ ،‬قال‪ :‬تككولى الل ّككه منكككم السككرائر‪.‬‬
‫ودرأ عنكم بالبينات‪ ،‬وكذا قال ابن عبد البر فككي التمهيككد‪ :‬أجمعككوا أن أحكككام‬
‫الدنيا على الظاهر‪ ،‬وأن أمر السرائر إلى الّله‪ ،‬وأغرب إسماعيل بن علي بن‬
‫إبراهيم بن أبي القاسم الجنزوي في كتابه إدارة الحكككام‪ ،‬فقكال‪ :‬فيمككا نقككل‬
‫عنه مغلطاي ‪ -‬ممككا وقككف عليككه ‪ :-‬إن هككذا الحككديث ورد فككي قصككة الكنككدي‬
‫ت علككي‬ ‫والحضرمي اللذين اختصما في الرض‪ ،‬فقال المقضككى عليككه‪ :‬قضككي َ‬
‫والحق لي‪ ،‬فقال صلى الّله عليه وسلم‪ :‬إنما أقضككي بالظككاهر‪ ،‬والل ّككه يتككولى‬
‫السككرائر‪ ،‬قككال شككيخنا‪ :‬ولككم أقككف علككى هككذا الكتككاب‪ ،‬ول أدري أسككاق لككه‬
‫إسماعيل المذكور إسنادا ً أم ل‪ ،‬قلت‪ :‬وسيأتي في‪ :‬المسككلمون عككدول‪ ،‬مككن‬
‫قول عمر‪ :‬إن الّله تعالى تولى عنكم السرائر‪ ،‬ودفع عنكم بالبينات‪.‬‬

‫)‪ (179‬حديث‪ :‬أمرنا رسول الّله صلى الّله عليه وسلم أن ننزل الناس‬
‫منازلهم‪ ،‬مسككلم فككي مقدمككة صككحيحه بل إسككناد تعليقكًا‪ ،‬فقككال‪ :‬ويككذكر عككن‬
‫عائشة‪ ،‬قالت‪ :‬أمرنا‪ ،‬وذكره‪ ،‬ووصله أبو ُنعيم في المسككتخرج وغيككره‪ ،‬كككأبي‬
‫داود في سننه‪ ،‬وابن خزيمة في صحيحه‪ ،‬والبزار وأبي يعلى في مسككنديهما‪،‬‬
‫والكبيهقي فكي الدب‪ ،‬والعسككري فكي المثكال وغيرهكم‪ ،‬كلهكم مكن طريكق‬
‫ميمون ابن أبي شبيب قال‪ :‬جاء سائل إلى عائشة رضي الّله عنهككا‪ ،‬فككأمرت‬
‫له بكسرة‪ ،‬وجاء رجل ذو هيئة فأقعككدته معهككا‪ ،‬فقيككل لهككا‪ :‬لككم فعلككت ذلككك؟‬
‫قالت‪ :‬أمرنا‪ ،‬وذكره‪ ،‬ومنهم من اختصر هذا‪ ،‬ولفظ أبي ُنعيم في الحليككة‪ :‬أن‬
‫عائشة كانت في سفرة فأمرت لناس من قريش بغداء‪ ،‬فمر رجككل غنككي ذو‬
‫هيئة‪ ،‬فقالت‪ :‬ادعوه‪ ،‬فنزل فأكل ومضى‪ ،‬وجككاء سككائل فككأمرت لككه بكسككرة‪،‬‬
‫فقالت‪ :‬إن هذا الغني لم يجمل بنا إل ما صنعناه به‪ ،‬وإن هذا السككائل سككأل‪،‬‬
‫فأمرت له بما يترضاه‪ ،‬وإن رسول الّله صلى الّله عليكه وسكلم وذككره‪ ،‬وقكد‬
‫صحح هذا الحديث الحاكم‪ ،‬وغيره‪ ،‬وتعقب بالنقطاع وبالختلف علككى روايككة‬
‫في رفعه ووقفه كما بسطت ذلك في أول ترجمة شيخنا مع اللمام بمعنككاه‪،‬‬
‫وما ورد عن غير عائشة من الصحابة ]ص ‪ [93‬رضككي الل ّككه عنهككم فككي ذلككك‬
‫كحديث معاذ‪ ،‬وحديثه عنككد الخرائطككي فككي المكككارم مرفوع كًا‪ ،‬بلفككظ‪ :‬أنككزل‬
‫الناس منككازلهم مكن الخيككر والشككر‪ ،‬وأحسككن أدبهككم علككى الخلق الصككالحة‪،‬‬
‫وجابر وحديثه مرفوع في جزء الغسككولي بلفككظ‪ :‬جالسككوا النككاس علككى قككدر‬
‫أحسككابهم‪ ،‬وخككالطوا النككاس علككى قككدر أديككانهم‪ ،‬وأنزلككوا النككاس علككى قككدر‬
‫منازلهم‪ ،‬وداروا الناس بعقولكم‪ ،‬وعلي بن أبي طالب وحككديثه موقككوف فككي‬
‫تذكرة الغافل لبي النرسي بلفظ‪ :‬من أنزل الناس منازلهم رفع المؤونة عن‬
‫نفسه‪ ،‬ومن رفع أخاه فوق قككدره اجككتر عككداوته‪ ،‬وبالجملككة فحككديث عائشككة‬
‫حسن‪.‬‬

‫)‪ (180‬حديث‪ :‬أمرنا أن نكلم الناس على قدر عقولهم‪ ،‬الديلمي مككن‬
‫طريق أبي عبد الرحمن السلمي‪ ،‬حدثنا محمد بن عبد الّله بن قريككش حككدثنا‬
‫الحسن بن سفيان‪ ،‬حدثنا إسماعيل بن محمد الطلحككي حككدثنا عبككد الل ّككه بككن‬
‫أبي بكر‪ ،‬عن أبي معشر‪ ،‬عن عكرمة‪ ،‬عن ابن عباس مرفوعا ً بهككذا‪ ،‬وسككنده‬
‫ضعيف‪ ،‬وقد عزاه شيخنا لمسند الحسن بن سفيان مككن حككديث ابككن عبككاس‬
‫بلفظ‪ :‬أمرت أن أخاطب الناس على قدر عقولهم‪ ،‬قال‪ :‬وسنده ضعيف جدًا‪،‬‬
‫ورواه أبو الحسن التميمي من الحنابلة في العقل له بسنده عن ابككن عبككاس‬
‫أيضا بلفظ‪ :‬بعثنا معاشر النبياء نخاطب الناس على قدر عقولهم‪ ،‬وله شاهد‬
‫ل‪ :‬إنا معاشر النبياء أمرنا‬ ‫من حديث مالك عن سعيد بن المسيب رفعه مرس ً‬
‫وذكره‪ ،‬بل عند البخاري في صكحيحه عكن علكي موقوفكًا‪ :‬حكدثوا النكاس بمكا‬
‫يعرفون‪ ،‬أتحبون أن يكذب الّله ورسوله‪ ،‬ونحوه ما أخرجه مسلم في مقدمة‬
‫صحيحه عن ابن مسعود‪ ،‬قال‪ :‬ما أنت بمحدث قوما ً حككديثا ً ل تبلغككه عقككولهم‬
‫إل كان لبعضهم فتنة‪ ،‬وللعقيلي في الضعفاء‪ ،‬وابن السككني‪ ،‬وأبككي ُنعيككم فككي‬
‫الرياضة‪ ،‬وآخرين عن ابن عباس مرفوعًا‪ :‬ما حككدث أحككدكم قوم كا ً بحككديث ل‬
‫يفهمونه إل كان فتنة عليهم‪ ،‬وعند أبي ُنعيم‪ ،‬ومن طريقه الديلمي من حديث‬
‫حماد بن خالد عن ابن ثوبان عن عمه عن ابن عباس رفعه‪ :‬ل تحككدثوا أمككتي‬
‫من أحاديثي إل ما تحتمله عقككولهم فيكككون فتنككة عليهككم‪ ،‬فكككان ابككن عبككاس‬
‫يخفي أشياء من حديثه ]ص ‪ [94‬ويفشككيها إلككى أهككل العلككم‪ ،‬وللككديلمي فككي‬
‫مسنده عن ابن عباس‪ ،‬رفعه‪ :‬يا ابن عباس‪ ،‬ل تحدث قومكا ً حككديثا ً ل تحتملككه‬
‫عقولهم‪ ،‬وللبيهقي في الشعب من حديث عبد الرحمن بن عائذ عن المقدام‬
‫بن معدي كرب مرفوعًا‪ :‬إذا حدثتم الناس عن ربهم فل تحدثوهم بمككا يعككزب‬
‫عنهم‪ ،‬ويشق عليهم‪ ،‬وصح عن أبي هريرة قككوله‪ :‬حفظككت عككن النككبي صككلى‬
‫الّله عليه وسلم وعائين‪ ،‬فأما أحدهما فبثثته‪ ،‬وأما الخر فلو بثثته لقطع منككي‬
‫هذا البلعوم‪ ،‬وللديلمي في مسنده من حككديث ابككن عبككاس مرفوعكًا‪ :‬عككاقبوا‬
‫أرقاءكم على قدر عقولهم‪ ،‬وكذا أخرجه الدارقطني في الفككراد مككن حككديث‬
‫عبيد بن نجيح‪ ،‬عن هشام بككن عككروة‪ ،‬عككن أبيككه عككن عائشككة مرفوعكا ً مثلككه‪،‬‬
‫وللحاكم وقال‪ :‬صحيح على شككرط الشككيخين عككن أبككي ذر مرفوع كًا‪ :‬خككالقوا‬
‫الناس بأخلقهم‪ ،‬الحديث‪ ،‬ولبككي الشككيخ عككن ابككن مسككعود مرفوع كًا‪ :‬خككالط‬
‫الناس بما يشتهون‪ ،‬ودينك فل تكلنه ونحكوه عكن علكي رفعكه‪ :‬خكالق الفكاجر‬
‫مخالقة‪ ،‬وخالص المؤمن مخالصة‪ ،‬ودينك ل تسلمه لحد‪ ،‬وفي حككديث أولككه‪:‬‬
‫خالطوا الناس على قدر إيمانهم‪.‬‬

‫)‪ (181‬حديث‪ :‬أمر بتصغير اللقمة في الكل)‪ ،(1‬وتدقيق المضغ‪ ،‬قال‬


‫النووي‪ :‬ل يصح‪ ،‬قلت‪ :‬ويرد شقه الثاني رغبككة بعككض السككلف فككي السككويق‪،‬‬
‫وقوله بين شرب السويق ومضككغ الفككتيت‪ ،‬قككراءة خمسككين آيككة‪ ،‬فككي أشككباه‬
‫لهذا‪ ،‬ويمكن أن يكون موافقا ً للطب فيما يحتاج إلى المضغ‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫)‪ (1‬يشهد له حديث‪ :‬ما مل ابن آدم وعاءا ً شرا ً من بطنه‪ ،‬حسب ابن آدم لقيمات يقمن‬
‫صلبه‪ ،‬الحديث‪ ،‬فيؤخذ منه استحباب تصغير اللقمة‪.‬‬

‫)‪ (182‬حديث‪ :‬أمير النحل علي‪ ،‬ل أصل له‪ ،‬وإن وقككع فككي كلم ابككن‬
‫سيده في المحكم‪ :‬اليعسوب أمير النحككل‪ ،‬ثككم كككثر حككتى سككموا كككل رئيككس‬
‫يعسككوبًا‪ ،‬ومنككه حككديث‪ :‬علككي هككذا يعسككوب قريككش‪ ،‬وكككذا فككي المثككال‬
‫للرامهرمزي‪ :‬علي يعسوب المؤمنين‪ ،‬أي سيدهم‪ ،‬وهككو عنككد الطككبراني مككن‬
‫حديث أبي ذر وسلمان‪ ،‬وعند الديلمي مككن حككديث الحسككن بككن علككي‪ ،‬قككال‪:‬‬
‫دمها ويحككامي عنهككا‪ ،‬قككال‪:‬‬
‫وقال ثعلب‪ :‬اليعسوب الذكر من النحككل الككذي يقك ُ‬
‫علي أنا يعسوب المؤمنين‪ ،‬رواه الديلمي في مسنده عنه مرفوع كًا‪ :‬يككا علككي‬
‫إنك لسيد المسلمين ويعسوب المؤمنين‪ ،‬الحديث ]ص ‪.[95‬‬

‫)‪ (183‬حديث‪ :‬أنا ابن الذبيحين‪ ،‬في‪ :‬ابن الذبيحين‪.‬‬

‫)‪ (184‬حديث‪ :‬أنا أعرفكم بالّله‪ ،‬وأخوفكم منه‪ ،‬قال شيخنا‪ :‬صككحيح‪،‬‬
‫يعني فقد ترجم البخاري في صحيحه‪ ،‬قول النبي صلى الّله عليككه وسككلم أنككا‬
‫أعلمكم بالّله‪ ،‬وأورده من حديث عبدة عن هشام عن أبيه عن عائشة قالت‪:‬‬
‫كان رسول الّله صلى الّله عليكه وسككلم إذا أمرهكم أمرهككم مكن العمكال مكا‬
‫يطيقون‪ ،‬قالوا‪ :‬إنا لسنا كهيئتك يا رسول الّله؟ إن الّله قد غفر لك مككا تقككدم‬
‫من ذنبك وما تأخر‪ ،‬فيغضب حتى يعرف الغضككب فككي وجهككه‪ ،‬ثككم يقككول‪ :‬إن‬
‫أتقاكم وأعلمكم بالّله أنا‪ ،‬ولفظ الترجمة لبي ذر‪ :‬أنا أعرفكم‪ ،‬بدل أعلمكككم‪،‬‬
‫وكأنه مذكور بالمعنى‪ ،‬حمل ً على ترادفهما هنا‪ ،‬قال شيخنا‪ :‬وهككو ظككاهر هنككا‪،‬‬
‫وعليه عمل المصنف‪ ،‬وللبخاري أيضا ً في باب من لم يكواجه النككاس بالعتككاب‬
‫من الدب من حديث مسلم عككن مسككروق عككن عائشككة‪ ،‬قككالت‪ :‬صككنع النككبي‬
‫صلى الّله عليه وسلم شيئا ً فترخص فيككه فتنككزه عنككه قككوم فبلككغ ذلككك النككبي‬
‫صلى الّله عليه وسلم فخطب فحمد الّله‪ ،‬ثم قككال‪ :‬مككا بككال أقككوام يتنزهككون‬
‫عن الشيء أصنعه‪ ،‬فوالّله إني لعلمهم بالّله عز وجككل وأشككدهم لككه خشككية‪،‬‬
‫وللحاكم من حديث عمارة بن أبي حفصة عن عكرمككة عككن عائشككة مرفوعكا ً‬
‫داهم للمانة‪.‬‬‫في حديث‪ :‬قد علموا أني أتقاهم لّله‪ ،‬وأ ّ‬

‫)‪ (185‬حديث‪ :‬أنا أفصح من نطق بالضاد‪ ،‬معناه صحيح‪ ،‬ولكن ل أصل‬
‫له كما قاله ابن كثير‪.‬‬

‫)‪ (186‬حديث‪ :‬أنا جليس من ذكرني‪ ،‬الككديلمي بل سككند عككن عائشككة‬


‫مرفوعا ً بهذا‪ ،‬وعند البيهقي في الذكر من شعب اليمان مككن جهككة الحسككين‬
‫ي بككن كعككب قككال‪:‬‬ ‫ُ‬
‫بن حفص عن سفيان عن عطاء بن أبي مروان حدثني أب ك ّ‬
‫قال موسى عليه السلم‪ :‬يا رب أقريب أنت فأناجيك‪ ،‬أو بعيد فأناديك‪ ،‬فقال‬
‫له‪ :‬يا موسى؟ أنا جليس من ذكرني‪ ،‬ونحوه عند أبي الشيخ في الثككواب مككن‬
‫جهة عبد الّله بن عمير عن كعب‪ ،‬وهو في سابع عشر المجالسة مكن حكديث‬
‫ثور بن يزيد عن عبيدة قال‪ :‬لمككا كلككم الل ّككه عككز وجككل موسككى عليككه الصككلة‬
‫والسلم يككوم الطككور كككان علككى موسككى جبككة مككن صككوف‪] ،‬ص ‪ [96‬مخلككل‬
‫بالعيدان‪ ،‬محزوم وسطه بشريط ليف‪ ،‬وهو قائم على جبل‪ ،‬وقد أسند ظهره‬
‫إلى صخرة من الجبل‪ ،‬فقال الّله‪ :‬يا موسى إني قككد أقمتككك مقام كا ً لككم يقككم‬
‫أحد قبلك‪ ،‬ول يقومه أحد بعدك‪ ،‬وقربتك نجيًا‪ ،‬قال موسى‪ :‬إلهي ولم أقمتني‬
‫هذا المقام؟ قال‪ :‬لتواضعك يا موسى‪ ،‬قال‪ :‬فلما سمع لذاذة الكلم من ربككه‬
‫نادى موسى‪ :‬إلهي أقريب فأناجيككك أم بعيككد فأناديككك‪ ،‬قككال‪ :‬يككا موسككى‪ ،‬أنككا‬
‫جليس من ذكرني‪ ،‬وللبيهقي في موضع آخر عن شعبة من جهة أبي أسككامة‪،‬‬
‫قال‪ :‬قلت لمحمد بن النضر‪ :‬أما تستوحش من طككول الجلككوس فككي الككبيت‪،‬‬
‫فقال‪ :‬ما لي أستوحش وهو يقول‪ :‬أنا جليس من ذكرنككي‪ ،‬وكككذا أخرجككه أبككو‬
‫الشيخ من جهة حسين الجعفي قال‪ :‬قككال محمككد بككن النضككر الحككارثي لبككي‬
‫الحوص‪ :‬أليس تروي أنه قال‪ :‬أنا جليس مكن ذكرنكي؟ فمكا أرجكو بمجالسكة‬
‫الناس‪ ،‬وعند البيهقي معناه في المرفوع من حديث إسماعيل بككن عبككد الل ّككه‬
‫عن كريمة ابنة الحسحاس المزنية عن أبي هريرة‪ :‬سمعت أبا القاسم صككلى‬
‫الّله عليه وسككلم يقككول‪ :‬إن الل ّككه عككز وجككل قككال‪ :‬أنككا مككع عبككدي مككا ذكرنككي‬
‫وتحركت بي شفتاه‪ ،‬قال‪ :‬ورواه الوزاعي عن أبي هريرة موقوفا ً ومرفوعككا ً‬
‫ورواية كريمة أصح)‪.(1‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫)‪ (1‬بل في الصحيحين حديث‪ :‬أنا عند ظن عبدي بي‪ ،‬وأنا معككه إذا ذكرنككي‪ ،‬وسككها عنككه‬
‫المؤلف‪.‬‬

‫)‪ (187‬حديث‪ :‬أنا عند ظن عبدي‪ ،‬متفق عليه من حديث العمش عن‬
‫أبي صالح عن أبي هريرة مرفوعا ً عن الّله عز وجككل فككي حككديث‪ ،‬وللككبيهقي‬
‫من حديث سالم بن عامر عن أبي هريرة مرفوعًا‪" :‬يككا أيهككا النككاس أحسككنوا‬
‫الظن برب العالمين‪ ،‬فإن الرب عند ظن عبده"‪ ،‬ومن حديث رجككل مككن ولككد‬
‫عبادة بن الصامت عن أبي هريرة رفعه‪ :‬أمر الّله عز وجل بعبدين إلى النككار‪،‬‬
‫فلما وقف أحدهما على شفتها التفكت‪ ،‬فقككال‪ :‬أمكا والّلكه إن كككان ظنكي بكك‬
‫لحسنًا؟ فقال الّله عز وجل‪ :‬ردوه فأنا عند ظنك بكي فغفككر لكه‪ ،‬وفككي لفككظ‪:‬‬
‫ردوه أنا عند حسككن ظككن عبككدي بككي‪ ،‬ولبككي الشككيخ عككن أبككي هريككرة أيضكا ً‬
‫مرفوعًا‪ :‬العبد عند ظنه بككالّله‪ ،‬ولبككن أبككي الككدنيا "حسككن الظككن بككالّله" فككي‬
‫تأليف‪.‬‬

‫)‪ (188‬حديث‪ :‬أنا عند المنكسرة قلوبهم من أجلي‪ ،‬جرى ذكككره فككي‬
‫البداية للغزالي ]ص ‪.[97‬‬
‫)‪ (189‬حديث‪ :‬أنا مدينة العلم‪ ،‬وعلي بابها‪ ،‬الحاكم في المناقب مككن‬
‫مستدركه‪ ،‬والطبراني في معجمه الكبير‪ ،‬وأبو الشيخ ابككن حيككان فككي السككنة‬
‫له‪ ،‬وغيرهم‪ ،‬كلهم من حديث أبي معاوية الضرير عن العمككش‪ ،‬عككن مجاهككد‬
‫عن ابن عبككاس مرفوعكا ً بككه بزيككادة‪ :‬فمككن أتككى العلككم فليككأت البككاب‪ ،‬ورواه‬
‫الترمذي في المناقب من جامعه‪ ،‬وأبو ُنعيم في الحلية‪ ،‬وغيرهما مكن حكديث‬
‫علي أن النبي صلى الّله عليه وسلم قال‪ :‬أنا دار الحكمة‪ ،‬وعلككي بابهككا‪ ،‬قككال‬
‫الدارقطني في العلل عقب ثانيهما‪ :‬إنه حككديث مضككطرب غيككر ثككابت‪ ،‬وقككال‬
‫الترمذي‪ :‬إنه منكر‪ ،‬وكككذا قككال شككيخه البخلككري‪ ،‬وقككال‪ :‬إنككه ليككس لككه وجككه‬
‫صحيح‪ ،‬وقال ابن معين فيما حككاه الخطيكب فكي تاريكخ بغكداد‪ :‬إنكه ككذب ل‬
‫أصل له‪ ،‬وقال الحاكم عقب أولهما‪ :‬إنه صحيح السناد‪ ،‬وأورده ابككن الجككوزي‬
‫من هككذين الككوجهين فككي الموضككوعات‪ ،‬ووافقككه الككذهبي وغيكره علكى ذلكك‪،‬‬
‫وأشار إلى هذا ابن دقيق العيد‪ ،‬بقوله‪ :‬هككذا الحككديث لككم يثبتككوه‪ ،‬وقيككل‪ :‬إنككه‬
‫باطل‪ ،‬وهو مشعر بتوقفه فيما ذهبوا إليه من الحكم بكذبه‪ ،‬بل صرح العلئي‬
‫بالتوقف في الحكم عليه بذلك‪ ،‬فقال‪ :‬وعندي فيككه نظككر‪ ،‬ثككم بيككن مككا يشككهد‬
‫لكون أبي معاوية راوي حديث ابن عباس حدث به‪ ،‬فزال المحذور ممككن هككو‬
‫دونه‪ ،‬قال‪ :‬وأبو معاوية ثقة حافظ محتج بككأفراده كككابن عيينككة وغيككره‪ ،‬فمككن‬
‫حكم على الحديث مع ذلك بالكذب‪ ،‬فقد أخطأ‪ ،‬قال‪ :‬وليس هو مككن اللفككاظ‬
‫المنكككرة الككتي تأباهككا العقككول‪ ،‬بككل هككو كحككديث‪ :‬أرحككم أمككتي بككأمتي‪ ،‬يعنككي‬
‫الماضي‪ ،‬وهو صنيع معتمد‪ ،‬فليس هذا الحديث بكككذب‪ ،‬خصوصكا ً وقككد أخككرج‬
‫الديلمي في مسنده بسند ضعيف جدًا‪ ،‬عن ابن عمر مرفوعًا‪ :‬علككي بككن أبككي‬
‫طالب باب حطةٍ فمن دخل فيه كان مؤمنًا‪ ،‬ومن خرج منه كان ككافرًا‪ ،‬ومككن‬
‫حديث أبي ذر رفعه‪ :‬علي باب علمي ومبين لمتي ما أرسلت به مككن بعككدي‪،‬‬
‫حبه إيمان‪ ،‬وبغضه نفاق‪ ،‬والنظر إليه رأفة‪ ،‬ومن حديث ابن عباس رفعه‪ :‬أنككا‬
‫ميككزان العلككم‪ ،‬وعلككي كفتككاه‪ ،‬والحسككن والحسككين خيككوطه‪ ،‬الحككديث‪ ،‬وأورد‬
‫صاحب الفردوس وتبعه ابنه المذكور بل إسككناد عككن ابككن مسككعود رفعككه‪ :‬أنككا‬
‫مدينة العلم‪ ،‬وأبو بكر أساسها‪ ،‬وعمر حيطانها‪ ،‬وعثمان سقفها‪ ،‬وعلي بابهككا‪،‬‬
‫وعن أنس مرفوعًا‪ :‬أنا مدينة العلم‪ ،‬وعلي بابهككا‪ ،‬ومعاويككة حلقتهككا‪] ،‬ص ‪[98‬‬
‫وبالجملة فكلها ضعيفة‪ ،‬وألفاظ أكثرها ركيكة‪ ،‬وأحسنها حككديث ابككن عبككاس‪،‬‬
‫بل هو حسن)‪ ،(1‬وقد روى الترمذي أيضكا ً والنسككائي‪ ،‬وابككن مككاجه‪ ،‬وغيرهككم‬
‫من حديث حبشي بن جنادة مرفوعًا‪ :‬علي مني‪ ،‬وأنا من علي‪ ،‬ل يؤدي عنككي‬
‫إل أنا أو علي‪ ،‬وليس فكي هكذا كلكه مكا يقكدح فكي إجمكاع أهكل السكنة‪ ،‬مكن‬
‫الصحابة والتابعين‪ ،‬فمن بعدهم على أن أفضل الصحابة بعد النبي صلى الل ّككه‬
‫عليه وسلم على الطلق‪ ،‬أبو بكر‪ ،‬ثم عمر رضي الّله عنهما‪ ،‬وقككد قككال ابككن‬
‫عمر رضي الّله عنهما‪ :‬كنا نقول ورسول الّله صككلى الل ّككه عليككه وسككلم حككي‪:‬‬
‫أفضل هذه المة بعد نبيها أبو بكر‪ ،‬وعمر‪ ،‬وعثمان‪ ،‬فيسمع ذلك رسككول الل ّككه‬
‫صلى الّله عليه وسلم فل ينككره‪ ،‬بكل ثبكت عكن علكي نفسكه أنكه قكال‪ :‬خيكر‬
‫الناس بعد رسول الّله صلى الّله عليه وسلم أبو بكر‪ ،‬ثم عمر‪ ،‬ثم رجل آخر‪،‬‬
‫فقال له ابنه محمد بن الحنفية‪ :‬ثم أنككت يكا أبككت‪ .‬فكككان يقكول‪ :‬مككا أبككوك إل‬
‫رجل من المسلمين‪ .‬رضي الّله عنهم‪ ،‬وعن سائر الصحابة أجمعين‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫)‪ (1‬بل صحيح جدا ً لعدة وجوه‪ ،‬بينها شقيقنا الحافظ أبو الفيض في "فتح الملككك العلككي‬
‫بصحة حديث باب مدينة العلم علي" لم يؤلف مثله‪.‬‬

‫)‪ (190‬حديث‪ :‬أنا من الّله‪ ،‬والمؤمنون مني‪ ،‬قال شككيخنا‪ :‬إنككه كككذب‬
‫مختلق‪ ،‬وقال بعض الحفاظ‪ :‬ل يعككرف هككذا اللفككظ مرفوعكًا‪ ،‬لكككن ثبككت فككي‬
‫الكتاب والسنة أن المؤمنين بعضهم من بعض‪ ،‬وفي السنة قككوله صككلى الل ّككه‬
‫عليه وسلم لحي الشعريين‪ :‬هم مني‪ ،‬وأنا منهككم‪ .‬وقككوله لعلككي‪ :‬أنككت منككي‪،‬‬
‫وأنا منك‪ .‬وللحسين‪ :‬هذا مني‪ ،‬وأنا منه‪ .‬وكلككه صككحيح‪ .‬بككل عنككد الككديلمي بل‬
‫إسناد عن عبد الّله بن جراد مرفوعًا‪ :‬أنا من الّله عز وجل‪ ،‬والمؤمنون منككي‪،‬‬
‫فمن آذى مؤمنا ً فقد آذاني‪ ،‬الحديث‪.‬‬

‫)‪ (191‬حديث‪ :‬أنا والتقياء من أمتي بريئون من التكلف‪ ،‬قال النووي‪:‬‬


‫ليس بثابت انتهى‪ .‬وقد أخرجه الدارقطني في الفراد من حككديث الزبيككر بككن‬
‫العوام مرفوعًا‪ :‬أل إني بريء من التكلككف وصككالحوا أمككتي‪ ،‬وسككنده ضككعيف‪،‬‬
‫وأورده الغزالي في الحياء‪ ،‬بلفظ‪ :‬أنا وأتقياء أمتي برآء من التكليككف‪ ،‬وقككال‬
‫سلمان كما عند أحمد والطبراني في معجمه الكبير والوسط‪ ،‬وأبو ُنعيم في‬
‫الحلية وغيرها لمن استضافه‪ :‬لول أنا نهينا عن التكلككف لتكلفككت لكككم‪ .‬وإلككى‬
‫هذا أشار شيخنا بقوله‪] .‬ص ‪ [99‬روي مرفوعا ً من حديث سلمان‪ ،‬والصككحيح‬
‫عنه من قوله‪ ،‬وقال عمر رضي الّله عنه كما أخرجه البخاري عن أنس عنككه‪:‬‬
‫نهينا عن التكلف‪.‬‬

‫)‪ (192‬حديث‪ :‬أنا يعسوب المؤمنين‪ ،‬في‪ :‬أمير النحل‪.‬‬

‫)‪ (193‬حديث‪ :‬إنا أمة أمية‪ ،‬ل نكتب ول نحسب‪ ،‬متفق عليه من حديث‬
‫سعيد بن عمرو القرشي عن ابن عمر مرفوعا ً به‪.‬‬

‫)‪ (194‬حديث‪ :‬إنا لنكشر في وجوه أقوام‪ ،‬وإن قلوبنا لتلعنهم‪ ،‬وهو في‬
‫أبي الدرداء من الحلية)‪.(1‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫)‪ (1‬من كلم أبي الدرداء‪ ،‬وعلقه البخاري في باب المداراة من صحيحه‪ ،‬ورواه ابن أبي‬
‫الدنيا والدينوري في المجالسة وغيرهما‪.‬‬

‫)‪ (195‬حديث‪ :‬انتظار الفرج عبادة‪ ،‬الترمذي في الدعوات من جامعه‪،‬‬


‫وابن أبي الدنيا في الفرج‪ ،‬والبيهقي في الشككعب‪ ،‬والعسكككري فككي المثككال‪،‬‬
‫والديلمي في مسنده‪ ،‬كلهم من حديث حماد بن واقكد سكمعت إسكرائيل بكن‬
‫يونس عن أبي إسحاق الهمداني عن أبي الحوص عن ابن مسعود مرفوعككًا‪:‬‬
‫سلوا الّله من فضله‪ ،‬فإن الّله يحككب أن يسكأل مككن فضككله‪ ،‬وأفضككل العبككادة‬
‫انتظار الفرج‪ ،‬وقال البيهقي عقبه‪ :‬تفكرد بكه حمكاد‪ ،‬وليكس بكالقوي‪ ،‬وحسكن‬
‫شيخنا إسناده‪ ،‬لكن قال الترمذي عقبككه‪ :‬هكككذا روى حمككاد بككن واقككد وليككس‬
‫بالحافظ‪ ،‬ورواه أبو ُنعيم عن إسرائيل عككن حكيككم بككن جككبير عككن رجككل عككن‬
‫النبي صلى الّله عليه وسلم‪ ،‬قال‪ :‬وحديث أبككي ُنعيككم أشككبه أن يكككون أصككح‪،‬‬
‫وله طرق منها‪ :‬ما رواه ابن أبي الدنيا‪ ،‬والبيهقي من طريقه‪ ،‬والككديلمي مككن‬
‫حديث علي بن الحسين عن أبيه عن جده علي بن أبي طالب رفعككه‪ :‬انتظككار‬
‫الفرج من الّله عبادة‪ ،‬ومن رضي بالقليل من الرزق رضي الّله منككه بالقليككل‬
‫من العمل‪ ،‬ومنها ما رواه العسكككري فككي المثككال‪ ،‬والقضككاعي‪ ،‬مككن حككديث‬
‫عمرو بن حميد حدثنا الليث عككن نككافع عككن ابككن عمككر رفعككه‪ :‬انتظككار الفككرج‬
‫بالصبر عبادة‪ ،‬ومنها ما أشار إليه الخليلي في الرشاد بقوله‪ :‬تفككرد بككه بقيككة‬
‫عن مالك‪ ،‬عن الزهري‪ ،‬عن أنس‪ ،‬قال‪ :‬ورواه بعضهم عن بقية مرس ً‬
‫ل‪ ،‬وهككو‬
‫أشبه‪ ،‬وكذا أخرجه البيهقي من حديث ُنعيم بن حماد عن بقية عن مالك عككن‬
‫الزهري‪ ،‬رفعه‪ :‬العبادة انتظار الفرج من الّله عز ]ص ‪ [100‬وجل‪ ،‬وقال‪ :‬إنه‬
‫مرسل‪ ،‬ثم ساق من جهة سليمان بن سلمة الخبائري عن بقية متصل ً بلفظ‪:‬‬
‫انتظار الفككرج عبككادة‪ ،‬وقككال‪ :‬إن الول أولككى‪ ،‬ومنهككا مككا أورده الككبيهقي مككن‬
‫حديث قيس بن الربيع عن حكيم بن جبير‪ ،‬عن سعيد بن جبير عن ابن عباس‬
‫رفعه‪ :‬أفضل العبككادة توقككع الفككرج‪ ،‬وأخرجككه القضككاعي مككن حككديث حنظلككة‬
‫المكي‪ ،‬عن مجاهد عن ابن عباس رفعه‪ :‬انتظار الفرج بالصبر عبككادة‪ ،‬ومنهككا‬
‫ما أورده الحكيم الترمذي في الصل الثككامن والخمسككين‪ (1)،‬بلفككظ‪ :‬الحيككاء‬
‫زينة‪ ،‬والتقى كرم‪ ،‬وخير الركب الصبر‪ ،‬وانتظار الفرج من الّله عبادة‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫)‪ (1‬بل في الصل السابع والخمسين ومائة من نوادر الصول‪.‬‬

‫)‪ (196‬حديث‪ :‬أنت ومالك لبيك‪ ،‬ابن مككاجه مككن حككديث يوسككف بككن‬
‫إسحاق عن محمد بن المنكدر‪ ،‬عن جابر‪ ،‬أن رجل ً قككال‪ :‬يككا رسككول الل ّككه‪ ،‬إن‬
‫لي مال ً وولدًا‪ ،‬وإن أبي يريد أن يجتاح مالي‪ ،‬فقال‪ :‬وذكره‪ ،‬وكذا أخرجه مككن‬
‫هذا الوجه الطحاوي‪ ،‬وبقي بن مخلد‪ ،‬والطبراني في الوسككط‪ ،‬ورواه الككبزار‬
‫من حديث هشام بن عروة عن محمد بن المنكدر‪ ،‬وقال‪ :‬إنككه إنمككا روي عككن‬
‫ل‪ ،‬يعني بدون جابر‪ ،‬وصححه ابن القطككان مككن هككذا الككوجه‪ ،‬ولككه‬ ‫هشام مرس ً‬
‫طريق أخرى عند البيهقي فككي الككدلئل‪ ،‬والطككبراني فككي الوسككط والصككغير‪،‬‬
‫فيها ذكر سبب هذا الحديث‪ ،‬روياه من طريق المنكدر بن محمد بن المنكككدر‬
‫عن أبيه‪ ،‬عن جابر‪ ،‬قال‪ :‬جاء رجل إلى النبي صلى الّله عليكه وسكلم‪ ،‬فقكال‪:‬‬
‫يا رسول الّله‪ ،‬إن أبي أخذ مالي‪ ،‬فقال النبي صلى الّله عليككه وسككلم‪ :‬اذهككب‬
‫فأتني بأبيك‪ ،‬فنزل جبريل على النبي صلى الّله عليه وسككلم‪ ،‬فقككال‪ :‬إن الل ّككه‬
‫عز وجل يقرئك السلم ويقول لك‪ :‬إذا جاءك الشيخ فسككله عككن شككيء قككاله‬
‫في نفسه ما سمعته أذناه‪ ،‬فلما جاء الشيخ قكال لكه النكبي صكلى الل ّككه عليكه‬
‫وسلم‪ :‬ما بال ابنك يشكوك؟ تريد أن تأخذ ماله! قال‪ :‬سله يككا رسككول الل ّككه؟‬
‫هل أنفقته إل على إحدى عماته‪ ،‬أو خالته‪ ،‬أو على نفسي؟ فقال النبي صلى‬
‫الّله عليه وسلم‪ :‬إيه دعنا من هذا‪ ،‬أخبرني عككن شككيء قلتككه فككي نفسككك مككا‬
‫سمعته أذناك‪ ،‬فقال الشيخ‪ :‬والّله يا رسول الّله ما يزال الّله يزيدنا بك يقينًا‪،‬‬
‫لقد قلت في نفسي شيئا ً ما سمعته أذنككاي‪ ،‬فقككال‪ :‬قككل وأنككا أسككمع‪ ،‬فقككال‪:‬‬
‫قلت ]ص ‪:[101‬‬
‫غذوتك مولودا ومنتك يافعا ً * تعل بما أجني عليك وتنهل‬
‫إذا ليلة ضافتك بالسقم لم أبت * لسقمك إل ساهرا ً أتململ‬
‫ي تهمل‬‫كأني أنا المطروق دونك بالذي * طرقت به دوني فعين ّ‬
‫تخاف الردى نفسي عليك وإنها * لتعلم أن الموت وقت مؤجل‬
‫فلما بلغت السن والغاية التي * إليها مدى ما كنت فيك أؤمل‬
‫جعلت جزائي غلظة وفظاظة * كأنك أنت المنعم المتفضل‬
‫فليتك إذ لم ترع حق أبوتي * فعلت كما الجار المجاور يفعل‬
‫تراه معدا للخلف كأنه * برد على أهل الصواب موكل‬
‫قال‪ :‬فحينئذ أخذ النبي صلى الّله عليه وسلم بتلبيب ابنه وقال‪ :‬أنككت ومالككك‬
‫لبيك‪ ،‬والمنكدر ضعفوه من قبل حفظه‪ ،‬وهو في الصككل صككدوق‪ ،‬لكككن فككي‬
‫السند إليه من ل يعرف‪ ،‬وهو عند الزمخشري في السراء من كشافه بلفظ‪:‬‬
‫شكا رجل إلى رسول الّله صلى الّله عليه وسلم أباه‪ ،‬وأنه يأخذ مككاله‪ ،‬فككدعا‬
‫به‪ ،‬فإذا شيخ يتوكأ على عصككى‪ ،‬فسككأله فقككال‪ :‬إنككه كككان ضككعيفا ً وأنككا قككوي‪،‬‬
‫فقيرا ً وأنا غني‪ ،‬فكنت ل أمنعه شيئا ً من مالي‪ ،‬واليوم أنا ضعيف‪ ،‬وهو قككوي‪،‬‬
‫وأنا فقير‪ ،‬وهو غني‪ ،‬وهو يبخككل علككي بمككالي‪ ،‬فبكككى عليككه الصككلة والسككلم‬
‫وقال‪ :‬ما من حجر ول مدر يسمع هذا إل بكى‪ ،‬ثككم قككال للولككد‪ :‬أنككت ومالككك‬
‫لبيك‪ ،‬وقككال مخرجككه لككم أجككده‪ ،‬فقككال شككيخنا أخرجككه‪ ،‬وبيككض‪ ،‬فككي معجككم‬
‫الصحابة من طريق‪ ،‬وبيض قلت‪ :‬وكأنه رام ذكر الككذي قبلككه‪ ،‬والحككديث عنككد‬
‫البزار في مسنده من حديث سعيد بن المسيب عن عمر أن رجل ً أتى النككبي‬
‫صلى الّله عليه وسلم فقال‪ :‬إن أبي يريد أن يأخذ مالي؟ قككال‪ :‬وذكككره وهككو‬
‫منقطع‪ ،‬وللطبراني في الكبير والوسط‪ ،‬وكذا مككن حككديث الحسككن البصككري‬
‫عن سمرة رفعه‪ :‬قال لرجل وذكره‪ ،‬وكذا أخرجه الطبراني فككي الثلثككة مككن‬
‫حديث إبراهيم بن يزيد النخعي عن علقمة بن قيس عككن ابككن مسككعود‪ ،‬وهككو‬
‫وأبو يعلى عن ابن عمر قال‪ :‬جاء رجككل إلككى النككبي صككلى الل ّككه عليككه وسككلم‬
‫يستعدي على والده‪ ،‬قال‪ :‬أنه أخذ مني مالي‪ ،‬فقال له رسول الّله صلى الّله‬
‫عليه وسلم‪ :‬أما علمت أنك ومالك من كسب أبيك‪ .‬وابككن مككاجه مككن طريككق‬
‫حجاج بن أرطأة عن ]ص ‪ [102‬عمرو بن شعيب عن أبيككه عككن جككده‪ ،‬قككال‪:‬‬
‫جاء رجل إلى النبي صلى الّله عليه وسلم‪ ،‬فقال‪ :‬إن أبي اجتاج مالي‪ ،‬قككال‪:‬‬
‫أنت ومالك لبيك‪ ،‬إن أولدكم من أطيب كسبكم فكلككوا مككن أمككوالكم‪ ،‬وكككذا‬
‫أخرجه أحمد من حديث حجاج‪ ،‬بل أخرجه هو وابن الجارود في المنتقى مككن‬
‫حديث عبيد الّله بن الخنككس‪ ،‬وهككو والطحككاوي مككن حككديث حسككين المعلككم‪،‬‬
‫كلهما عن عمرو بن شككعيب بككه‪ ،‬فككي طككرق سككواها‪ .‬منهككا لبككن حبككان فككي‬
‫صحيحه من حديث عبد الّله بككن كيسككان عككن عطككاء عككن عائشككة‪ ،‬والحككديث‬
‫قوي‪.‬‬

‫)‪ (197‬حديث‪ :‬انصر أخاك ظالما ً أو مطلومًا‪ ،‬البخاري من جهة معتمر‬


‫بن سليمان‪ ،‬عن حميد عن أنس مرفوعًا‪ ،‬وبقيته‪ :‬قال‪ :‬يككا رسككول الل ّككه‪ ،‬هككذا‬
‫ينصره مظلومًا‪ ،‬فكيكف ينصكره ظالمكًا؟ قكال‪ :‬يأخكذ فكوق يكديه‪ ،‬وفكي لفكظ‬
‫لغيره‪ :‬يمنعه من الظلم فذاك نصرك إياه‪ ،‬ولفظ الترجمة عند البخاري أيضكا ً‬
‫من حديث هشيم عن حميد الطويل‪ ،‬وعبيد الّله بن أبي بكر بن أنككس سككمعا‬
‫أنسا ً به‪ ،‬بل أخرجه في الكراه من حديث عبيككد الل ّككه فككزاد‪ :‬فقككال رجككل‪ :‬يككا‬
‫رسول الّله‪ ،‬أنصره إذا كان مظلومكا ً أفرأيككت إذا كككان ظالمكا ً كيككف أنصككره؟‬
‫قال‪ :‬تحجزه أو تمنعه من الظلم فإن ذلك نصره‪ ،‬والحديث عنككد مسككلم مككن‬
‫وجه آخر‪ ،‬وفيه بيان سببه فرواه في الدب من حديث زهير عككن أبككي الزبيككر‬
‫عن جككابر‪ ،‬قككال‪ :‬اقتتككل غلمككان‪ ،‬غلم مككن المهككاجرين‪ ،‬وغلم مككن النصككار‪،‬‬
‫فنادى المهاجري يال المهاجرين‪ ،‬ونادى النصاري يال النصار‪ ،‬فخرج رسككول‬
‫الّله صلى الّله عليه وسكلم فقكال‪ :‬مكا هككذا دعككوى أهككل الجاهليكة‪ ،‬قككالوا‪ :‬يكا‬
‫رسول الّله أل إن غلمين اقتتل فكسع أحدهما الخر‪ ،‬فقال‪ :‬ل بككأس ولينصككر‬
‫الرجل أخاه‪ ،‬ظالما ً أو مظلومًا‪ ،‬إن كان ظالما ً فلينهه‪ ،‬فإنه له نصر‪ ،‬وإن كان‬
‫مظلومًا‪ ،‬فلينصره‪.‬‬

‫)‪ (198‬حديث‪ :‬أنصف من بالحق اعترف‪ ،‬لم أعرفه هكذا‪ ،‬ولكن روى‬
‫أحمد والحاكم في مستدركه من حديث السود بككن سككريع رضككي الل ّككه عنككه‪،‬‬
‫قال‪ُ :‬أتي النبي صلى الّله عليه وسلم بأعرابي أسير‪ ،‬قككال‪ :‬أتككوب إلككى الل ّككه‪،‬‬
‫ول أتوب إلى محمد صلى الل ّككه عليككه وسككلم‪ ،‬فقككال النككبي صككلى الل ّككه عليككه‬
‫وسلم‪ :‬عرف الحق لهله ]ص ‪.[103‬‬

‫)‪ (199‬حديث‪ :‬انظروا إلى من أسفل منكم‪ ،‬ول تنظروا إلى من فوقكم‪،‬‬
‫فإنه أجدر أن ل تزدروا نعمة الل ّككه عليكككم‪ ،‬متفككق عليككه مككن حككديث العككرج‪،‬‬
‫ومسلم من حديث همام وأبي صالح‪ ،‬ثلثتهككم عككن أبككي هريككرة بككه مرفوع كًا‪،‬‬
‫وفي لفظ لمسكلم‪ :‬إذا نظكر أحكدكم إلكى مكن فضكله الّلكه عليكه فكي المكال‬
‫والخلق‪ ،‬فلينظر إلى من هو أسفل منه ممن فضل عليه‪ ،‬ولحمد وابن حبككان‬
‫في أثناء حديث عن أبي ذر‪ :‬أوصاني خليلي صلى الّله عليه وسككلم أن أنظككر‬
‫إلى من هو دوني‪ ،‬ول أنظر إلى من فوقي‪.‬‬

‫)‪ (200‬حديث‪ :‬أنفق أنفق عليك‪ ،‬متفق عليه من حديث أبي الزناد عن‬
‫العرج عن أبي هريرة مرفوعًا‪ ،‬قال‪ :‬قال الّله عز وجككل أنفككق أنفككق عليككك‪،‬‬
‫وقال‪ :‬يد الّله ملى ل تغيضها نفقة‪ .‬الحديث‪ ،‬فالبخككاري مككن حككديث شككعيب‪،‬‬
‫ومسلم من حديث ابن عيينة‪ ،‬كلهما عن أبكي الزنككاد‪ ،‬وهككو عنككد مسكلم مكن‬
‫حديث معمر عن همام بن منبه عن أبي هريرة مرفوعًا‪ :‬إن الّله تعككالى قككال‬
‫لي أنفق أنفق عليك‪.‬‬

‫ل‪ ،‬الطبراني في‬ ‫)‪ (201‬حديث‪ :‬أنفق بلل ول تخش من ذي العرش إقل ً‬
‫الكبير‪ ،‬والبزار في مسنده‪ ،‬من حكديث عاصكم بكن علكي‪ ،‬والطكبراني فقكط‪،‬‬
‫وكذا القضاعي في مسنده‪ ،‬من حديث مالك بن إسماعيل‪ ،‬كلهما عن قيككس‬
‫بن الربيع عن أبي حصين عن يحيى بن وئاب عن مسروق عن ابككن مسككعود‪،‬‬
‫قال‪ :‬دخل النبي صلى الّلكه عليككه وسككلم علككى بلل‪ ،‬وعنككده صككبر مكن تمككر‪،‬‬
‫فقال‪ :‬ما هذا يا بلل؟ قال‪ :‬يا رسول الّله ذخرته لككك‪ ،‬ولضككيفانك‪ ،‬قككال‪ :‬أمككا‬
‫تخشى أن يفور لها بخار من جهنم‪ ،‬أنفق يا بلل‪ ،‬وذكره‪ ،‬قككال الككبزار‪ :‬هكككذا‬
‫رواه جماعة عن قيس‪ ،‬وخالفهم يحيى بن كثير عنه‪ ،‬فقال‪ :‬عن عائشككة بككدل‬
‫ابن مسعود انتهككى‪ ،‬وتككابعه طلحككة بككن مصككرف عككن مسككروق عككن عائشككة‪،‬‬
‫أخرجه العسكري في المثال‪ ،‬من طريق مفضل بن صالح عن العمش عككن‬
‫طلحة به‪ ،‬ولفظها‪ :‬قالت‪ :‬قال رسول الّله صلى الّله عليه وسلم‪ :‬أطعمنككا يككا‬
‫بلل‪ ،‬فقال‪ :‬يا رسول الّله ما عندي إل صبر من تمككر خبككأته لككك‪ ،‬فقككال‪ :‬أمككا‬
‫تخشى أن يقذف به في نار جهنم‪ ،‬أنفق يا بلل؟ ول تخككش مككن ذي العككرش‬
‫ل‪ ،‬وقيل عككن مسككروق عككن بلل‪ ،‬أخرجككه الككبزار مككن طريككق محمككد بككن‬ ‫إقل ً‬
‫الحسن السككدي‪ ،‬عككن إسككرائيل عككن أبككي إسككحاق عككن مسككروق عككن بلل‪،‬‬
‫ولفظه‪ :‬دخل النبي صلى ]ص ‪ [104‬الّله عليه وسلم وعنده صبر من المال‪،‬‬
‫ل‪ ،‬ومكن هكذا الكوجه أخرجكه‬ ‫فقال‪ :‬أنفق بلل ول تخش مكن ذي العككرش إقل ً‬
‫الطبراني‪ ،‬بلفظ‪ :‬أنفق يا بلل‪ ،‬وقال البزار‪ :‬لم يقككل عككن بلل إل محمككد بكن‬
‫الحسن‪ ،‬وقيل عككن مسككروق مرسكل ً بككدون صككحابي‪ ،‬وفككي البككاب عككن أبككي‬
‫هريرة‪ ،‬أخرجه البزار من حديث موسى بن داود عن مبارك بككن فضككالة عككن‬
‫يونس بن عبيد عن محمد بن سيرين عن أبي هريككرة أن رسككول الل ّككه صككلى‬
‫الّله عليه وسلم دخل على بلل‪ ،‬وعنده صبر من تمر‪ ،‬فقال‪ :‬مككا هككذا؟ قككال‪:‬‬
‫أدخره‪ ،‬فقال‪ :‬أما تخشككى أن يككرى لككه بخككار فككي نككار جهنككم‪ ،‬أنفككق بلل‪ ،‬ول‬
‫ل‪ ،‬وقككال‪ :‬تفككرد بككه مبككارك) ‪ ،(1‬وكككذا أخرجككه‬ ‫تخككش مككن ذي العككرش إقل ً‬
‫الطبراني في الكبير من حديث موسى بن داود‪ ،‬وإسناده حسن‪ ،‬لكن خولف‬
‫مبارك فرواه بشر بن الفضل‪ ،‬ويزيككد بكن زريككع‪ ،‬كلهمككا عكن يكونس مرسكل ً‬
‫بدون أبي هريرة‪ ،‬وكككذلك اختلككف علككى عككوف ابككن أبككي جميلككة فككي وصككله‬
‫وإرساله‪ ،‬فأخرجه البيهقي في الشعب من حككديث عثمككان بككن الهيثككم حككدثنا‬
‫عوف عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة أن رسول الّله صككلى الل ّككه عليككه‬
‫وسلم دخل على بلل‪ ،‬وعنده صبرة من تمر‪ ،‬فقككال‪ :‬مككا هككذا يككا بلل؟ قككال‪:‬‬
‫تمر ذخرته‪ ،‬فقال‪ :‬أما تخشى يا بلل أن يكون له بخار في نككار جهنككم‪ ،‬أنفككق‬
‫ل‪ ،‬قككال‪ :‬وخككالفه روح بككن عبككادة‪ ،‬فككرواه‬ ‫بلل‪ ،‬ول تخش من ذي العرش إقل ً‬
‫عن عوف‪ ،‬عن ابن سيرين‪ ،‬قال‪ :‬دخل رسول الل ّككه صككلى الل ّككه عليككه وسككلم‬
‫ل‪ ،‬ثككم سككاقه كككذلك‪ ،‬وكككذا‬ ‫على بلل‪ ،‬فوجد عنده تمرا ً ادخره‪ ،‬فككذكره مرسك ً‬
‫اختلف فيه علي بن عون‪ ،‬فقال‪ :‬معاذ بن معاذ‪ ،‬ومحمككد بككن أبككي عككدي عنككه‬
‫ل‪ ،‬وأخرجه الطبراني والبيهقي في الككدلئل مككن حككديث‬ ‫عن ابن سيرين مرس ً‬
‫ل‪ ،‬فلفككظ الككبيهقي‪ :‬أنفككق‬ ‫بكار بن محمد السيريني حدثنا ابن عككون بككه متص ك ً‬
‫بلل‪ ،‬ولفظ الخر‪ :‬أنفق يككا بلل‪ ،‬ولككم يختلككف علككى هشككام بككن حسككان فككي‬
‫وصله‪ ،‬فأخرجه أبو يعلى‪ ،‬والطككبراني‪ ،‬مككن حككديث حككرب بككن ميمككون حككدثنا‬
‫ل‪،‬‬‫هشام‪ ،‬فلفكظ أبكي يعلكى‪ :‬أنفكق يكا بلل‪ ،‬ول تخكافن مكن ذي العكرش إقل ً‬
‫ولفظ الطبراني‪ :‬ول تخش‪ ،‬وما يحكككى علككى لسككان كككثيرين فككي لفككظ هككذا‬
‫الحديث‪ ،‬وإنه بلل‪ .‬ويتكلفون في توجيهه لكونه نهيا ً عككن المنككع وبغيككر ذلككك‪،‬‬
‫فشيء لم أقف له على أصل‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫)‪ (1‬قال الحافظ في زوائد البزار‪ :‬إسناده حسن‪.‬‬

‫)‪ (202‬حديث‪ :‬إنما العمال بالنيات‪ ،‬في‪ :‬العمال ]ص ‪.[105‬‬

‫)‪ (203‬حديث‪ :‬أنفق ما في الجيب يأتيك ما في الغيب‪ ،‬هو معنى‪ :‬أنفق‬


‫أنفق عليك‪ ،‬وقوله تعالى }وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه{‪.‬‬

‫)‪ (204‬حديث‪ :‬إنما بعثت لتمم مكارم الخلق‪ ،‬أورده مالك في الموطأ‬
‫بلغا ً عن النبي صلى الّله عليه وسلم‪ ،‬وقال ابككن عبككد الككبر‪ :‬هككو متصككل مككن‬
‫وجوه صحاح عككن أبكي هريككرة وغيكره مرفوعكًا‪ ،‬منهكا مكا أخرجككه أحمكد فككي‬
‫مسنده‪ ،‬والخرائطي في أول المكككارم‪ ،‬مككن حككديث محمككد بككن عجلن‪ ،‬عككن‬
‫القعقاع بن حكيم‪ ،‬عن أبي صككالح‪ ،‬عككن أبككي هريككرة مرفوعكًا‪ ،‬بلفككظ‪ :‬صككالح‬
‫الخلق‪ ،‬ورجاله رجال الصحيح‪ ،‬والطبراني في الوسط‪ ،‬بسند فيه عمككر بككن‬
‫إبراهيم القرشي‪ ،‬وهو ضعيف عن جابر مرفوعًا‪ :‬إن الّله بعثني بتمام مكككارم‬
‫الخلق‪ ،‬وكمال محاسن الفعال‪ ،‬ومعناه صحيح‪ ،‬وقككد عككزاه الكديلمي لحمككد‬
‫عن معاذ‪ ،‬وما رأيته فيه‪ ،‬والذي رأيته فيه عن أبي هريرة‪.‬‬

‫)‪ (205‬حديث‪ :‬إنما بقي من الدنيا بلء وفتنة‪ ،‬أحمد‪ ،‬والرامهرمزي في‬
‫المثال‪ ،‬واللفظ لهما‪ ،‬وابن ماجه بلفظ‪ :‬لم يبق‪ ،‬كلهما من طريق أبككي عبككد‬
‫رب الدمشقي الزاهد عن معاوية رفعه بهذا‪ ،‬وصححه ابن حبان‪.‬‬

‫)‪ (206‬حديث‪ :‬إنما حر جهنم على أمتي كحر الحمام‪ ،‬الطبراني فككي‬
‫الوسط‪ ،‬من حديث شعيب بن طلحة بن عبد الّله بن عبد الرحمككن بككن أبككي‬
‫بكر الصديق‪ ،‬حدثني أبي عن أبيه‪ ،‬عن جده عن أبيه‪ ،‬عن أبي بكككر الصككديق‪،‬‬
‫رفعه بهذا‪ ،‬ورجاله موثوقون‪ ،‬إل أنككه نقككل عككن الككدارقطني فككي شككعيب أنككه‬
‫متروك‪ ،‬والكثر على قبوله‪ ،‬قال فيه أبو حاتم‪ :‬ل بأس به‪ ،‬ووثقه ابككن حبككان‪،‬‬
‫ولم أر هككذه الترجمككة فككي الوشككي المعلككم‪ ،‬ول فككي تلخيصككه‪ ،‬وفككي الفككراد‬
‫للدارقطني من حديث محمد بن عبد الّله الحنفككي‪ ،‬عككن عبككدان عككن خارجككة‬
‫عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس رفعه‪ :‬إن حظ أمتي من النار طككول‬
‫بلئها تحت التراب‪ ،‬وبيض له الديلمي في مسنده‪.‬‬

‫)‪ (207‬حديث‪ :‬إنما السلطان ظل الّله ورمحه في الرض‪ ،‬أبو الشيخ‪،‬‬


‫والبيهقي‪ ،‬والديلمي‪ ،‬وعباس الترقفي وآخرون عن أنس مرفوعًا‪ :‬إذا مككررت‬
‫ببلدة ليس فيها سلطان فل تدخلها‪ ،‬إنما السككلطان‪ ،‬وذكككره‪ ،‬لفككظ الخريككن‪،‬‬
‫وفي لفظ للديلمي وأبي ُنعيم وغيرهما من جهككة قتككادة عككن أنككس مرفوع كًا‪:‬‬
‫السلطان ظل الّله ]ص ‪ [106‬ورمحه في الرض‪ ،‬فمن نصحه ودعا لككه فقككد‬
‫اهتدى‪ ،‬ومن دعا عليه ولم ينصحه ضل‪ ،‬وهما ضعيفان‪ ،‬لكن فككي البككاب عككن‬
‫أبي بكر‪ ،‬وعمر‪ ،‬وابن عمر‪ ،‬وأبي بكككرة‪ ،‬وأبككي هريككرة‪ ،‬وغيرهككم‪ ،‬كمككا بينتهككا‬
‫واضحة في جزء "رفع الشكوك في مفاخر الملوك"‪.‬‬

‫)‪ (208‬حديث‪ :‬إنما شفاء العي السؤال‪ ،‬ابن مككاجه مككن حككديث عبككد‬
‫الحميد بن حبيب ابن أبي العشرين‪ ،‬حدثنا الوزاعي عن عطاء ابن أبي رباح‪،‬‬
‫سمعت ابن عباس يخبر أن رجل ً أصابه جرح في رأسه على عهد رسول الّله‬
‫صلى الّله عليككه وسككلم‪ ،‬ثككم أصككابه احتلم‪ ،‬فككأمر بالغتسككال فاغتسككل فكككن‬
‫فمات‪ ،‬فبلغ ذلك النبي صلى الّله عليه وسلم‪ ،‬فقال‪ :‬قتلوه‪ ،‬قتلهم الّله‪ ،‬أولم‬
‫يكن شفاء العي السؤال‪ ،‬قال عطاء‪ :‬وبلغنا أن رسول الّله صككلى الل ّككه عليككه‬
‫وسلم قال‪ :‬لو غسل جسده وترك رأسه‪ ،‬حيث أصابه الجرح بككه‪ ،‬هكككذا رواه‬
‫بدون واسطة بين الوزاعي وعطاء‪ ،‬وحكككى ابككن أبككي حككاتم عككن أبيككه وأبككي‬
‫زرعة في رواية ابن أبي العشرين هذا‪ ،‬إثبككات إسككماعيل بككن مسككلم بينهمككا‪،‬‬
‫وكذا أثبت الواسطة لكن مع إبهامها محمد بن شعيب‪ ،‬أخبرني الوزاعي أنككه‬
‫بلغه عن عطككاء بككه‪ ،‬أخرجككه أبككو داود‪ ،‬ولفظككه‪ :‬أصككاب رجل ً جككرح فككي عهككد‬
‫رسول الّله صلى الّله عليه وسلم‪ ،‬ثم احتلم فأمر بالغتسال فاغتسل فمات‪،‬‬
‫فبلغ ذلك رسول الّله صلى الّله عليه وسلم‪ ،‬فقككال‪ :‬قتلككوه قتلهككم الل ّككه‪ ،‬ألككم‬
‫يكن شفاء العي السؤال‪ ،‬وهكذا رواه أحمد والككدارمي فككي مسككنديهما‪ ،‬عككن‬
‫أبي المغيرة‪ ،‬والدارقطني من حديثه‪ ،‬وكذا هو والحاكم فككي مسككتدركه‪ ،‬مككن‬
‫حديث الوليد بن يزيككد والككدارقطني فقككط مككن حككديث يحيككى بككن عبككد الل ّككه‪،‬‬
‫ثلثتهم عن الوزاعي‪ ،‬وللدارقطني أيضا ً من طريق عبد الرزاق عن رجل عن‬
‫عطاء‪ ،‬وتابعهم على الواسطة إسماعيل بن سككماعة‪ ،‬ورواه بككدونها الحككاكم‪،‬‬
‫والدارقطني أيضا ً من طريق هقل بن زياد عن الوزاعككي قككال‪ :‬قككال عطككاء‪،‬‬
‫والدارقطني فقط من حديث أيوب بن سويد عكن الوزاعكي‪ ،‬والحكاكم فقكط‬
‫من حديث بشر بن بكر حدثني الوزاعي حدثنا عطاء بكه‪ ،‬وقكال الحكاكم‪ :‬قكد‬
‫أقام بشر إسناده‪ ،‬وهو ثقككة مككأمون‪ ،‬قلككت‪ :‬وإقككامته لككه مككن جهككة تصككريحه‬
‫بالتحديث بحيث ثبت اتصاله بل واسطة‪ ،‬ثم إن الوزاعي لكم ينفكرد بكه‪ ،‬فقكد‬
‫رواه ابن الجارود في المنتقككى‪ ،‬والحككاكم أيضكا ً فككي صككحيحه‪ ،‬وابككن خزيمككة‪،‬‬
‫وعنه ابن حبان في صحيحهما‪ ،‬من جهة الوليد بن عبيد الل ّككه‪ ،‬ابككن أبككي ربككاح‬
‫عن عمه عطاء‪ ،‬ولكن الوليد ضعفه الدارقطني‪ ،‬ولككم يخككرج لككه فككي الكتككب‬
‫الستة مع إيراد ]ص ‪ [107‬الضياء في المختارة لحديثه هذا‪ ،‬بكل وفكي البككاب‬
‫عن جابر وعلي)‪.(1‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫)‪ (1‬حديث جابر رواه أبو داود‪ ،‬وحديث علي رواه القضاعي في مسنده‪.‬‬

‫)‪ (209‬حديث‪ :‬إنما الطلق لمن أخذ بالساق‪ ،‬ابن ماجه من حديث ابن‬
‫لهيعة عن موسى بن أيوب الغافقي عن عكرمة عككن ابككن عبككاس قككال‪ :‬أتككى‬
‫النبي صلى الّله عليه وسلم رجل فقال‪ :‬يا رسول الّله سككيدي زوجنككي أمتككه‪،‬‬
‫وهو يريد أن يفرق بيني وبينهككا‪ ،‬قككال‪ :‬فصككعد رسككول الل ّككه صككلى الل ّككه عليككه‬
‫وسلم المنبر‪ ،‬فقال‪ :‬يا أيها الناس ما بال أحدكم يزوج عبده أمته‪ ،‬ثم يريد أن‬
‫يفرق بينهما‪ ،‬إنما‪ ،‬وذكره‪ ،‬وهو عند الدارقطني من طريق ابككن لهيعككة بككدون‬
‫ذكر ابن عباس‪ ،‬ولكن قد أخرجه بإثباته من حديث بقيككة‪ ،‬حككدثنا أبككو الحجككاج‬
‫المهدي عن موسى ولفظهما‪ :‬إنما يملك الطلق من أخذ بالساق‪.‬‬

‫)‪ (210‬حديث‪ :‬إنما العلم بالتعلم‪ ،‬الطبراني في الكبير‪ ،‬وأبو ُنعيم في‬
‫الحليككة‪ ،‬والعسكككري‪ ،‬كلهككم مككن طريككق محمككد بككن الحسككن بككن أبككي يزيككد‬
‫الهمداني‪ ،‬حدثنا الثوري عن عبد الملك بن عمير عن رجاء بن حْيوة عن أبككي‬
‫الدرداء رفعه‪ :‬إنما العلم بالتعلم‪ ،‬والحلم بككالتحلم‪ ،‬ومككن يتحككر الخيككر يعطككه‪،‬‬
‫ومن يتوق الشر يوقه‪ ،‬لم يسكن الدرجات العلككى ول أقككول لكككم مككن الجنككة‬
‫من استقسم أو تطير طيرا ً يرده من السفر‪ ،‬وابن الحسن كذاب‪ ،‬ولكككن قككد‬
‫رواه البيهقي في المدخل من جهة هلل بن العلء عن أبيه عن عبيد الّله بككن‬
‫عمرو عن عبد الملك بن عمير به موقوفا ً على أبي الدرداء‪ ،‬وفي الباب عككن‬
‫أنس رفعه مثلكه‪ ،‬أخرجكه العسكككري مكن حككديث محمكد بكن الصكلت‪ ،‬حكدثنا‬
‫عثمان البزي عن قتادة عنه مرفوعا ً به‪ ،‬وعن معاوية مرفوعًا‪ :‬يا أيهككا النككاس‬
‫إنما العلم بالتعلم‪ ،‬والفقه بالتفقه‪ ،‬ومن يرد الّله به خيرا ً يفقهككه فككي الككدين‪،‬‬
‫وإنما يخشى الّله من عباده العلماء‪ ،‬أخرجه الطبراني في الكبير‪ ،‬وابككن أبككي‬
‫عاصم في العلم له‪ ،‬كلهما من حديث عتبة بن أبي حكيككم عمككن حككدثه عككن‬
‫معاوية بهذا‪ ،‬وجككزم البخككاري بتعليقككه فقككال‪ :‬وقككال النككبي صككلى الل ّككه عليككه‬
‫وسلم‪ :‬من يرد الّله به خيرا ً يفقهه في الدين‪ ،‬وقال‪ :‬إنما العلككم بككالتعلم‪ ،‬مككع‬
‫أن في إسناده من لم يسم‪ ،‬لمجيئه من طريق أخرى‪ ،‬وعن شككداد بككن أوس‬
‫أن رجل ً قال‪ :‬يا رسول الّله‪ ،‬ماذا يزيد في العلم؟ قككال‪ :‬التعلككم‪ ،‬أخرجككه أبككو‬
‫ُنعيم في الحلية من حديث طويل‪ ،‬وفي سنده عمككر بككن صككبح‪ ،‬وهككو كككذاب‪،‬‬
‫وعن ابن مسعود أنه كان يقول‪ :‬فعليكم بهذا القرآن فكإنه مأدبكة الّلكه‪ ،‬فمكن‬
‫اسككتطاع منكككم أن يأخككذ مككن مأدبككة الل ّككه فليفعككل‪ ،‬فإنمككا العلككم ]ص ‪[108‬‬
‫بالتعلم‪ ،‬أخرجه البزار موقوفا ً فككي حككديث طويككل‪ ،‬ورجككاله موثوقككون‪ ،‬وعنككد‬
‫البيهقي في المدخل من طريق علي بن القمر‪ ،‬والعسكري من حككديث أبككي‬
‫الزعراء‪ ،‬كلهما عن أبي الحوص عنه قال‪ :‬إن الرجككل ل يولككد عالم كًا‪ ،‬وإنمككا‬
‫العلم بالتعلم‪ ،‬وللعسكري فقط من حديث حمككاد عككن حميككد الطويككل‪ ،‬قككال‪:‬‬
‫كان الحسن يقول‪ :‬إذا لم تكن حليما ً فتحلم‪ ،‬وإذا لم تكن عالما ً فتعلم‪ ،‬فقلما‬
‫تشبه رجل بقوم إل كان منهم‪ ،‬ومن حديث زافر عن عمرو بن عامر البجلي‪،‬‬
‫قال‪ :‬قال الحسن‪ :‬هو والّله أحسن منك رداءًا‪ ،‬وإن كان رداؤك حككبرة‪ ،‬رجككل‬
‫رداه الّله الحلم‪ ،‬فإن لم يكن حلم ل أبالك فتحلم‪ ،‬فإنه من تشبه بقوم لحككق‬
‫بهم‪.‬‬

‫)‪ (211‬حديث‪ :‬إنما يرحم الّله من عباده الرحماء‪ ،‬متفق عليه عن أسامة‬
‫بن زيد مرفوعًا‪ ،‬وقد جمعت في هذا المعنى جزءًا‪.‬‬

‫)‪ (212‬حديث‪ :‬إنما يعرف الفضل لهل الفضل ذو الفضل‪ ،‬العسكري‬


‫في المثال‪ ،‬والخلعي في تاسع فوائده‪ ،‬واللفظ لولهمككا‪ ،‬مككن طريككق محمككد‬
‫بن زكريا الغلبي حدثنا العباس بن بكار حدثنا عبد الّله بن المثنككى عككن عمككه‬
‫ثمامة عن أنس قال‪ :‬بينما النبي صلى الّله عليه وسلم في المسجد إذ أقبككل‬
‫علي فسلم‪ ،‬ثكم وقكف ينظكر موضكعا ً يجلكس فيكه‪ ،‬فنظكر النكبي فكي وجكوه‬
‫أصحابه أيهم يوسع له‪ ،‬وكان أبو بكر رضي الّله عنه عككن يمينككه فككتزحزح لككه‬
‫عن مجلسه‪ ،‬وقال‪ :‬ههنا يا أبا الحسن‪ ،‬فجلككس بيككن النككبي صككلى الل ّككه عليككه‬
‫وسلم وبين أبي بكر‪ ،‬فعرف السرور في وجه النبي صلى الّله عليككه وسككلم‪،‬‬
‫وقال‪ :‬يا أبا بكر‪ ،‬إنما يعرف‪ ،‬وذكره‪ ،‬وهو عند الديلمي في مسنده مككن جهككة‬
‫حسين بن الفضل حدثنا مككأمون بككن سككعيد بككن يوسككف حككدثنا سككليمان عككن‬
‫سليم عن أبي سعيد رفعه‪ :‬يا أبا بكر إنما يعرف الفضل لككذوي الفضككل أهككل‬
‫الفضل‪ ،‬وفي ترجمة العباس من تاريخ دمشق من حديث عائشككة‪ ،‬أن النككبي‬
‫صلى الّله عليه وسلم كان جالسا ً مع أصحابه‪ ،‬وبجنبه أبو بكر وعمككر‪ ،‬فأقبككل‬
‫العباس فأوسع له أبو بكر‪ ،‬فجلس بين النبي صلى الّله عليه وسلم وبين أبي‬
‫بكر‪ ،‬فقككال النككبي صككلى الّلكه عليككه وسككلم‪ ،‬وذككره وهمكا ضككعيفان‪ ،‬ومعنكاه‬
‫صحيح‪ ،‬ول يخدش في إجماع المسلمين على تقديم أبككي بكككر وفضككله علككى‬
‫سائر الصحابة رضي الّله عنهم أجمعين‪.‬‬

‫)‪ (213‬حديث‪ :‬إنما اليمين حنث أو ندم‪ ،‬في‪ :‬الحلف ]ص ‪.[109‬‬

‫)‪ (214‬حديث‪ :‬إني بعثت بالحنيفية السمحة‪ ،‬الديلمي من حديث عبد‬


‫الرحمن بن أبي الزناد عن أبيه عن عائشة في حديث الحبشة ولعبهم ونظككر‬
‫عائشة إليهم‪ ،‬قالت‪ :‬فقال رسول الّله صلى الّله عليه وسلم‪ :‬لتعلم يهككود أن‬
‫في ديننا فسحة وإني بعثت‪ .‬وذكره‪ ،‬وهكذا هو عنككد أحمككد فككي مسككنده مككن‬
‫حديث ابن أبي الزناد عن أبيه قال‪ :‬قال لككي عككروة‪ :‬أن عائشككة قككالت‪ :‬قككال‬
‫رسول الّله صلى الّله عليه وسلم يومئذ ‪ -‬تعني يوم الحبشة لتعلككم وذكككره ‪-‬‬
‫ي بن كعب‪ ،‬وأسعد بككن‬ ‫ُ‬
‫بلفظ‪ :‬إني أرسلت‪ ،‬وسنده حسن‪ ،‬وفي الباب عن أب ّ‬
‫عبد الّله الخزاعي)‪ ،(1‬وجابر‪ ،‬وابن عمر‪ ،‬وأبي أمامة‪ ،‬وأبي هريرة‪ ،‬وغيرهم‪،‬‬
‫وترجم البخاري في صحيحه‪ ،‬أحب الدين إلى الّله الحنيفية السككمحة‪ ،‬وسككاق‬
‫في الدب المفرد من طريق داود بن الحصين عن عكرمة عككن ابككن عبككاس‪:‬‬
‫قيل لرسول الّله صلى الّله عليه وسككلم‪ :‬أي الديككان أحككب إلككى الل ّككه؟ قككال‪:‬‬
‫الحنيفية السمحة‪ ،‬وله طرق‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫)‪ (1‬حديثه رواه الحاكم‪ ،‬وابن عساكر في تاريخهما‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬

‫)‪ (215‬حديث‪ :‬إن أبخل الناس من بخل بالسلم‪ ،‬أبو يعلى‪ ،‬وعنه ابن‬
‫حبان في صحيحه‪ ،‬والسككماعيلي‪ ،‬ومككن طريقككه الككبيهقي فككي الشككعب‪ ،‬مككن‬
‫رواية إسماعيل بن زكريا عن عاصم الحول عن أبي عثمان النهدي عن أبككي‬
‫هريرة موقوفًا‪ :‬إن أبخل التاس من بخل بالسلم‪ ،‬وأعجككز النككاس مككن عجككز‬
‫عن الدعاء‪ ،‬ورواه الطبراني في الوسككط والككدعاء‪ ،‬والككبيهقي فككي الشككعب‪،‬‬
‫من حديث حفص بن غياث عن عاصم به مرفوعًا‪ ،‬بلفككظ‪ :‬أعجككز النككاس مككن‬
‫عجز عن الدعاء‪ ،‬وأبخل الناس من بخل بالسلم‪ ،‬وقال‪ :‬ل يككروى عككن النككبي‬
‫إل بهذا السناد‪ ،‬ورجاله رجال الصحيح‪ ،‬وفي لفظ عككن أبككي هريككرة‪ :‬البخيككل‬
‫كل البخيل‪ ،‬وله عن أبي هريرة طريق آخر‪ ،‬رواه البيهقي فككي الشككعب‪ ،‬مككن‬
‫جهة كنانة مولى صفية عنه‪ ،‬وذكره في حديث موقوفا ً بجملة الترجمة فقككط‪،‬‬
‫وفي الباب عن عبد الّله بن مغفل رفعه‪ :‬أعجز الناس من عجز عككن الككدعاء‪،‬‬
‫وأبخل الناس من بخل بالسلم‪ ،‬أخرجككه الطككبراني فككي الككدعاء‪ ،‬مككن حككديث‬
‫عوف عن الحسن عنه مرفوعا ً به‪ ،‬وكذا أخرجه العسكككري بزيككادة‪ :‬إن أسككوأ‬
‫الناس سرقة الذي يسرق من صلته‪ ،‬وعككن جككابر أن رجل ً أتككى النككبي صككلى‬
‫الّله عليه وسككلم‪ ،‬فقككال‪ :‬إن لفلن فككي حككائطي عككذقًا‪ ،‬وإنككه ]ص ‪ [110‬قككد‬
‫آذاني وشق علي مككان عكذقه‪ ،‬فأرسكل إليكه رسكول الّلكه صكلى الّلكه عليكه‬
‫وسلم‪ ،‬فقال‪ :‬بعني عذقك الذي فككي حككائط فلن‪ ،‬قككال‪ :‬ل‪ ،‬قككال‪ :‬فهبككه لككي‪،‬‬
‫قال‪ :‬ل‪ ،‬قال‪ :‬فبعنيه بغدق في الجنة‪ ،‬قال‪ :‬ل‪ ،‬فقال رسول الل ّككه صككلى الل ّككه‬
‫عليه وسلم‪ :‬ما رأيت الذي هو أبخككل منككك إل الككذي يبخككل بالسككلم‪ ،‬أخرجككه‬
‫أحمد‪ ،‬والبزار في مسنديهما‪ ،‬والبيهقي في الشعب‪ ،‬وعن أنس رفعه‪ :‬بخيككل‬
‫الناس من بخل بالسلم‪ ،‬أخرجه أبو ُنعيم في الحلية‪.‬‬

‫)‪ (216‬حديث‪ :‬إن ابن آدم لحريص على ما منع‪ ،‬الطبراني‪ ،‬ومن طريقه‬
‫الديلمي‪ ،‬من جهة يوسف بن عطية عن هارون بن كثير عككن زيككد بككن أسككلم‬
‫عن أبيه عن ابن عمر مرفوعًا‪ .‬وسككنده ضككعيف‪ ،‬وقككوله ابككن أسككلم تحريككف‪،‬‬
‫والصواب سالم‪ ،‬وحينئذ فالثلثككة مجهولككون‪ ،‬لقككول أبككي حككاتم عقككب حككديث‬
‫هارون عن زيد بن سالم عكن أبكي أمامكة هكذا باطكل ل أعكرف مكن السكناد‬
‫سوى أبي أمامة انتهى‪ ،‬ويوسف أيضا ً ضعيف‪.‬‬

‫)‪ (217‬حديث‪ :‬إن أحدكم يأتيه الّله برزق عشرة أيام في يوم واحد‪ ،‬فإن‬
‫هو حبس عاش تسعة أيام بخير‪ ،‬وإن هو وسع وأسرف قتر عليه تسعة أيككام‪،‬‬
‫أسنده الديلمي عن أنس‪ ،‬وفي التنزيل‪} :‬وكان بين ذلك قوامًا{‪.‬‬

‫)‪ (218‬حديث‪ :‬إن أحق ما أخذتم عليه أجرا ً كتاب الّله‪ ،‬البخككاري فككي‬
‫الطب من صحيحه‪ ،‬من حديث عبد الّله بن عبيد الّله بن أبي مليكة عككن ابككن‬
‫عباس به مرفوعًا‪ ،‬في قصة اللديغ الككذي رقككاه أحككد النفككر)‪ (1‬مككن الصككحابة‬
‫رضي الّله عنهم بفاتحة الكتاب على شاء شرطها‪ ،‬فككبرأ وكككره منككه أصككحابه‬
‫ذلك‪ ،‬وقالوا له‪ :‬أخذت على كتاب الّله أجرًا‪ ،‬فقال‪ ،‬وذكككره‪ ،‬وعلقككه البخككاري‬
‫في الجازة جازما ً به‪ ،‬فقال‪ :‬وقال ابككن عبككاس عككن النككبي صككلى الل ّككه عليككه‬
‫وسلم‪ :‬أحق ما أخذتم عليه أجرا ً كتاب الّله‪ ،‬وفككي الطككب بصككيغة التمريككض‪،‬‬
‫فقال‪ :‬ويذكر عن ابن عباس‪ ،‬عن النبي صككلى الل ّككه عليككه وسككلم‪ ،‬وإنمككا أورد‬
‫هذه الجملة كذلك مع إيراده للحديث متصل ً في صحيحه لروايته لها بككالمعنى‬
‫كما أفاده العراقي في تقييده‪ ،‬ويروى ]ص ‪ [111‬كما لبي ُنعيم فككي الحليككة‬
‫عن أبي هريرة مرفوعًا‪ :‬من أخذ أجرا ً على القرآن فذاك حظه مككن القككرآن‪،‬‬
‫ولبي ُنعيم أيضا ً ومن جهته الديلمي عن ابن عباس مثله‪ ،‬بلفظ‪ :‬فقككد تعجككل‬
‫حسناته في الدنيا‪ ،‬فيحمل إن ثبت على من تعين عليه التعليم‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫)‪ (1‬هو أبو سعيد الخدري‪ ،‬وانظر كتابنا "كمال اليمان في التككداوي بككالقرآن" رددنككا بككه‬
‫على بعض أعداء السنة من مبتدعة الزهريين‪.‬‬

‫)‪ (219‬حديث‪ :‬إن أسوأ الناس سرقة الذي يسرق من صلته‪ ،‬قالوا‪ :‬يا‬
‫رسول الّله‪ ،‬وكيف يسرق من صلته؟ قال‪ :‬ل يتم ركوعها ول سجودها‪ ،‬أحمد‬
‫والدارمي في مسنديهما‪ ،‬من حككديث الوليككد بككن مسككلم عككن الوزاعككي عككن‬
‫يحيى بن أبي كثير عن عبد الّله بن أبي قتادة عن أبيه مرفوعا ً به‪ ،‬وفي لفظ‬
‫بحذف‪ :‬إن‪ ،‬وصححه ابن خزيمة‪ ،‬والحككاكم‪ ،‬وقككال‪ :‬إنككه علككى شككرطهما ولككم‬
‫يخرجاه‪ ،‬لرواية كاتب الوزاعي له عنه عن يحيى عككن أبككي سككلمة عككن أبككي‬
‫هريرة‪ ،‬ورواه أحمد أيضا ً والطيالسي في مسنديهما‪ ،‬من حديث علي بن زيد‬
‫عن سعيد بن المسيب عن أبي سعيد الخدري به مرفوعًا‪ ،‬ورواية أبي هريرة‬
‫عند ابن منيع‪ ،‬وفي الباب عن عبد الّله بن مغفل كمككا مضككى قريب كا ً فككي‪ :‬إن‬
‫أبخل‪ ،‬وعن النعمان بن مرة عند مالك مرس ً‬
‫ل‪ ،‬في آخرين‪.‬‬

‫)‪ (220‬حديث‪ :‬إن السود إذا جاع سرق‪ ،‬وإذا شبع زنى‪ ،‬الطبراني في‬
‫الوسط‪ ،‬من حككديث عائشككة مرفوع كا ً بككه بزيككادة‪ :‬وإن فيهككم لخلككتين صككدق‬
‫السماحة‪ ،‬والبخل‪ ،‬وهو عند ابن عدي في كامله‪ ،‬ومن طريقككه ابككن الجككوزي‬
‫في الموضوعات‪ ،‬بلفظ‪ :‬الزنجي إذا جاع سرق‪ ،‬وإذا شككبع زنككى‪ ،‬ولككه شككاهد‬
‫عنده في الكبير‪ ،‬من حديث عوسجة عن ابككن عبككاس‪ ،‬قككال‪ :‬قيككل يككا رسككول‬
‫الّله‪ ،‬ما يمنع حبش بني المغيرة أن يأتوك إل أنهم يخشون أن تردهككم‪ ،‬قككال‪:‬‬
‫ل خير في الحبش‪ ،‬إذا جككاعوا سككرقوا‪ ،‬وإن شككبعوا زنككوا‪ ،‬وإن فيهككم لخلككتين‬
‫حسنتين‪ :‬إطعام الطعام‪ ،‬وبأس عند البأس‪ ،‬ورواه البزار بلفككظ‪ :‬ل خيككر فككي‬
‫الحبش‪ ،‬إن شبعوا زنكوا‪ ،‬وإن فيهكم لخصككلتين‪ :‬إطعكام الطعكام‪ ،‬وبكأس عنككد‬
‫البأس‪ ،‬وعند الطبراني في الكبير عن أم أيمن‪ ،‬قالت‪ :‬سككمعت رسككول الل ّككه‬
‫صلى الّله عليه وسلم يقول‪ :‬إنما السككود لبطنككه وفرجككه‪ ،‬وكككذا أخرجككه مككن‬
‫حديث يحيى بن أبي سليمان عن عطككاء عككن ابككن ]ص ‪ [112‬عبككاس بلفككظ‪:‬‬
‫ذكر السودان عند النبي صلى الّله عليه وسلم فقال‪ :‬دعوني مككن السككودان‪،‬‬
‫فإن السود لبطنه وفرجه‪ ،‬وبعضها يؤكد بعضًا‪ ،‬بل سند البزار حسككن‪ ،‬ولبككي‬
‫ُنعيم فيما أسنده الديلمي من طريقه عككن أبككي رافككع مرفوعكًا‪ :‬شككر الرقيككق‬
‫الزنج‪ ،‬إذا شبعوا زنوا‪ ،‬وقد اعتمد هذا الحديث إمامنا الشككافعي‪ ،‬فروينككا فككي‬
‫مناقبه للبيهقي من طريق المزني قال‪ :‬كنككت مككع الشككافعي فككي الجككامع‪ ،‬إذ‬
‫دخل رجل يدور على النيام‪ ،‬فقال الشافعي للربيع‪ :‬قم فقل له ذهب لك عبد‬
‫أسود مصاب بإحدى عينيه‪ ،‬قال الربيع‪ :‬فقمت إليككه فقلككت لككه‪ ،‬فقككال‪ :‬نعككم‪،‬‬
‫فقلت له تعاله‪ ،‬قال‪ :‬فجاء إلى الشافعي‪ ،‬فقككال‪ :‬أيككن عبككدي؟ فقككال‪ :‬تجككده‬
‫في الحبس‪ ،‬فذهب الرجل فوجده فككي الحبككس‪ ،‬فقككال المزنككي‪ :‬فقلككت لككه‪:‬‬
‫أخبرنا فقد حيرتنا‪ ،‬فقال‪ :‬نعم‪ ،‬رأيت رجل ً دخل من باب المسككجد يككدور بيككن‬
‫النيام‪ ،‬فقلت‪ :‬يطلب هاربًا‪ ،‬ورأيته يجيء إلى السككودان دون الككبيض‪ ،‬فقلككت‪:‬‬
‫هرب له عبد أسود‪ ،‬ورأيته يجيء إلى ما يلي العين اليسرى‪ ،‬فقلككت‪ :‬مصككاب‬
‫بإحدى عينيه‪ ،‬قلت‪ :‬فما يدريك أنه في الحبس‪ ،‬فقككال‪ :‬ذكككرت الحككديث فككي‬
‫العبيد‪ :‬إن جاعوا سرقوا‪ ،‬وإن شبعوا زنوا‪ ،‬فتككأولت أنككه فعككل أحككدهما فكككان‬
‫كذلك‪.‬‬

‫)‪ (221‬حديث‪ :‬إن بلل ً كان يبدل الشين في الذان سينًا‪ .‬قال المزي‬
‫فيما نقله عن البرهان السفاقسي‪ :‬إنه اشتهر على ألسنة العككوام‪ .‬ولككم نككره‬
‫في شيء من الكتب‪ .‬وسيأتي في‪ :‬سين‪ .‬من السين المهملة‪.‬‬

‫)‪ (222‬حديث‪ :‬إن حسن العهد من اليمان‪ .‬في‪ :‬حسن العهد‪.‬‬

‫)‪ (223‬حديث‪ :‬إن رحمتي تغلب غضبي‪ ،‬متفق عليه من حديث مغيرة‬
‫بن عبد الرحمن الحزامي عن أبي الزناد عن العوج عككن أبككي هريككرة رفعككه‬
‫قال‪ :‬لما قضى‪ ،‬ولفظ آخر لمسلم‪ :‬لما خلق الل ّككه الخلككق‪ ،‬كتككب فككي كتككابه‪،‬‬
‫فهو عنده فوق العرش‪ ،‬إن رحمتي غلبت‪ .‬ولفظ مسلم‪ :‬تغلب غضككبي‪ .‬وهككو‬
‫عند البخاري فقط من حديث مالك عن أبي الزناد‪ ،‬بلفظ‪ :‬إن رحمتي سبقت‬
‫غضبي‪ ،‬وهو عند مسلم من حديث ابن عيينة عن أبي الزناد‪ ،‬بلفظ‪ :‬قال الّله‬
‫سبقت رحمتي غضبي‪ ،‬وممن رواه عن أبي هريرة أبو صالح وعطاء بن ميناء‬
‫]ص ‪.[113‬‬
‫)‪ (224‬حديث‪ :‬إن الرزق ليطلب العبد كما يطلبه أجله‪ ،‬البيهقي في‬
‫الشعب‪ ،‬وأبو الشيخ في الثواب‪ ،‬والعسكري في المثال‪ ،‬مككن حككديث الوليككد‬
‫بن مسلم حدثنا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر عن إسككماعيل بككن عبيككد الل ّككه‬
‫عن أم الدرداء عن أبي الدرداء به مرفوعًا‪ ،‬وهو عنككد الطككبراني‪ ،‬وأبككي ُنعيككم‬
‫في الحلية‪ ،‬وكذا رواه القضاعي من هككذا الككوجه‪ ،‬بلفككظ‪ :‬الككرزق أشككد طلب كا ً‬
‫للعبد من أجلككه‪ ،‬ورواه الككدارقطني فككي عللككه مرفوعكا ً وموقوفكًا‪ ،‬وقككال‪ :‬إن‬
‫الموقوف هو الصواب‪ ،‬وكذا أورده البيهقي في الشعب موقوف كًا‪ ،‬وقككال‪ :‬إنككه‬
‫أصككح‪ ،‬قككال‪ :‬وروي عككن عطيككة عككن أبككي سككعيد بمعنككاه مرفوعكًا‪ ،‬وهككو عنككد‬
‫الطبراني في الوسط من حديث علي بن زيد عككن فضككيل بككن مككرزوق عككن‬
‫عطية‪ ،‬ولفظه‪ :‬لو فر أحدكم من رزقه لدركه كما يدركه أجلككه‪ ،‬ولبككي ُنعيككم‬
‫في الحلية من حديث جابر مرفوعًا‪ :‬لككو أن ابككن آدم يهككرب مككن رزقككه‪ ،‬كمككا‬
‫يهرب من الموت لدركه رزقه كما يدركه المككوت‪ ،‬وكككذا أخرجككه العسكككري‪،‬‬
‫ولبي الشيخ والككبيهقي مكن حككديث محمكد بكن المنكككدر عككن جكابر رفعكه‪ :‬ل‬
‫تستبطئوا الرزق‪ ،‬فإنه لم يكن عبد يموت حككتى يبلغككه آخككر الككرزق‪ ،‬فككأجملوا‬
‫في الطلب‪ ،‬ولبي الشيخ من حديث ابن جريج‪ ،‬عن أبككي الزبيككر‪ ،‬عككن جككابر‪،‬‬
‫مرفوعا ً بنحوه‪ ،‬وحديث ابن المنكدر عند العسكري مككن حككديث الثككوري عنككه‬
‫بلفظ‪ :‬لو أن ابن آدم يهرب من رزقه كما يهرب مككن المككوت لدركككه رزقككه‪،‬‬
‫كما يدركه الموت‪ ،‬وله من حديث جهم بن مسعدة الفزاري حدثنا أبي حككدثنا‬
‫ابن أبي ذئب‪ ،‬عن نافع عن ابن عمر رفعه‪ :‬والككذي بعثنككي بككالحق إن الككرزق‬
‫ليطلب أحدكم‪ ،‬كما يطلبه أجله‪ ،‬ومن حديث يوسف بن السككفر حككدثنا عبككدة‬
‫بن أبي لبابة‪ ،‬عن شقيق عن ابن مسعود مرفوعًا‪ :‬إنه ليس أحد بأكسب مككن‬
‫أحككد‪ ،‬قككد كتككب الل ّككه النصككيب والجككل‪ ،‬وقسككم المعيشككة والعمككل‪ ،‬والككرزق‬
‫مقسوم‪ ،‬وهو آت ابن آدم‪ ،‬على أي سيرة سارها‪ ،‬ليككس تقكوى تقكي بكزائده‪،‬‬
‫ول فجور فاجر بناقصه‪ ،‬وبينه وبينه ستر‪ ،‬وهو في طلبه‪ ،‬ومن حديث ابن أبي‬
‫نجيح عن مجاهد عن ابن عباس عن ثوبان مرفوعًا‪ :‬إن الككدعاء يككرد القضككاء‪،‬‬
‫وإن البر يزيد في العمر‪ ،‬وإن العبككد ليحككرم الككرزق بالككذنب يصككيبه‪ ،‬ثككم قككرأ‬
‫رسول الّله صلى الّله عليه وسلم ]ص ‪} [114‬إنا بلوناهم كما بلونا أصككحاب‬
‫الجنة إذ أقسموا ليصرمنها مصبحين ول يستثنون{ وبعضها يقوي بعضًا‪ ،‬قككال‬
‫البيهقي عقب أولها‪ :‬والمراد به والّله أعلم‪ ،‬أن ما قدر له مككن الككرزق يككأتيه‪،‬‬
‫فل يجاوز الحد فككي طلبككه‪ ،‬يعنككي كمككا جككاء فككي الحككديث الخككر‪ :‬اتقككوا الل ّككه‬
‫وأجملوا في الطلب‪ ،‬وللديلمي بسند ضعيف عككن جككابر مرفوع كًا‪ :‬إن للرزاق‬
‫حجبا ً فمن شاء أن يهتك ستره بقلة حياء‪ ،‬ويأخذ رزقه فعل‪ ،‬ومكن شكاء بقكاء‬
‫حيائه وترك رزقه محجوبا ً عنه حتى يأتيه رزقه على مكا كتككب الل ّككه لكه فعككل‪،‬‬
‫وقوله في حديث ابن مسعود‪ :‬ول فجور فاجرٍ بناقصه‪ ،‬يعارض ظاهره ظككاهر‬
‫حديث‪ :‬إن الرجل ليحرم الرزق بالذنب يصيبه‪ ،‬كما بينته مع الجمع في مكان‬
‫آخر‪.‬‬

‫)‪ (225‬حديث‪ :‬إن الرفق ل يكون في شيء إل زانه‪ ،‬ول نزع من شيء‬
‫إل شانه‪ ،‬مسلم في صحيحه‪ ،‬من حديث شعبة عككن المقككدام بككن شككريح بككن‬
‫هانئ عن أبيه عن عائشة مرفوعا ً بهذا‪ ،‬ومن وجككه آخككر‪ ،‬عككن شككعبة بزيككادة‪:‬‬
‫ركبت عائشة بعيرًا‪ ،‬فكانت فيه صعوبة‪ ،‬فجعلت تردده‪ ،‬فقال لها رسول الّله‬
‫صلى الّله عليه وسلم‪ :‬عليك بالرفق‪ ،‬ثككم ذكككر مثلككه‪ ،‬وأخرجككه البخككاري فككي‬
‫الدب المفرد من حديث شعبة بلفككظ‪ :‬كنككت علككى بعيككر فيككه صككعوبة‪ ،‬فقككال‬
‫النبي صلى الّله عليه وسلم‪ :‬عليك بالرفق‪ ،‬فإنه ل يكون في شككيء إل زانككه‪،‬‬
‫ول ينزع من شيء إل شانه‪ ،‬وهو عنكد أحمككد وآخريكن‪ ،‬ورواه العسككري مكن‬
‫حديث عبد الرزاق عن معمر عككن هشككام بككن عككروة عككن أبيككه عككن عائشككة‪،‬‬
‫ولفظه‪ :‬مكا كككان الرفكق فكي قكوم إل نفعهككم‪ ،‬ول ككان الخكرق فكي قككوم إل‬
‫ضرهم‪ ،‬ومن حديث عمران بن حطككان عككن عائشككة مككا يككأتي فككي‪ :‬لككو كككان‬
‫الفحش‪ ،‬وله أيضا ً مككن جهككة حجككاج بككن سككليمان الرعينككي قككال‪ :‬قلككت لبككن‬
‫لهيعة‪ :‬كنت أسمع عجائز المدينكة يقلكن‪ :‬إن الرفكق فكي المعيشكة خيكر مكن‬
‫بعض التجارة‪ ،‬فقال‪ :‬حدثني محمكد بكن المنكككدر عكن جكابر رفعكه بكه‪ ،‬ومكن‬
‫حديث عبدة عن هشام بن عروة عن أبيه قال‪ :‬مكتوب فككي التككوراة‪ ،‬الرفككق‬
‫]ص ‪ [115‬رأس الحكمة‪ ،‬وأثر عروة عند أبي الشيخ من هككذا الككوجه بلفككظ‪:‬‬
‫بلغني أنه مكتوب في التوراة‪ ،‬وأخرجه ابن أبي عاصم‪ ،‬وحديث جابر أخرجككه‬
‫البزار‪ ،‬وفي الباب عن أبي أمامة‪ ،‬وكذا أخرج الطبراني عككن جريككر مرفوعكًا‪:‬‬
‫الرفق زيادة بركة‪ ،‬وللعسكري والقضاعي من حديث عبد الرحمككن ابككن أبككي‬
‫بكر بن أبي مليكة عن القاسم بن محمد عككن عائشككة مرفوع كًا‪ :‬مككن أعطككي‬
‫حظه من الرفق فقد أعطي حظه من خير الدنيا والخرة‪ ،‬ومككن حككرم حظككه‬
‫من الرفق‪ ،‬فقد حرم حظه من خير الدنيا والخرة‪ ،‬وهو عند العسكري فقكط‬
‫من حديث ابن أبي مليكة أيضا ً عن عائشة بل واسطة‪ ،‬ولفظككه‪ :‬إذا أراد الل ّككه‬
‫بأهل بيت خيرا ً أدخل عليهم الرفق‪ ،‬وللقضاعي من حككديث يعلككى بكن مملككك‬
‫عن أم الدرداء‪ ،‬عن أبي الدرداء‪ ،‬مرفوعا ً مثله‪ ،‬وللعسكري مككن حككديث عبككد‬
‫الرزاق عن معمر عن ثابت عن أنس مرفوعًا‪ ،‬ما كان الرفق في شككيء قككط‬
‫إل زانه‪ ،‬ول كان الخرق في شيء قط إل شانه‪ ،‬ومن حديث عبد الرحمن بن‬
‫هلل عن جرير رفعه‪ :‬من يحرم الرفق يحرم الخير كله‪ ،‬وروي الككبيهقي فككي‬
‫مناقب الشافعي من طريق محمد ابن الشافعي‪ ،‬قال‪ :‬رآني أبي وأنككا أعجككل‬
‫في بعض المر‪ ،‬فقككال‪ :‬يككا بنككي رفقكًا‪ ،‬رفق كًا‪ ،‬فككإن العجلككة تنقككص العمككال‪،‬‬
‫وبالرفق تدرك المال‪ ،‬وقد سمعت عبد الرحمكن بكن أبكي بكككر هكو المليككي‬
‫يقول‪ :‬سمعت الزهري يقول‪ :‬سمعت عروة يقول‪ :‬سمعت أبا هريككرة رفعككه‪:‬‬
‫إن الّله رفيق يحب الرفق‪ ،‬ويعطي عليه ما ل يعطي على العنف‪.‬‬

‫)‪ (226‬حديث‪ :‬إن ساقي القوم آخرهم‪ ،‬في‪ :‬ساقي القوم‪.‬‬

‫)‪ (227‬حديث‪ :‬إن في معاريض الكلم مندوحة عن الكذب‪ ،‬البخاري في‬


‫الدب المفرد‪ ،‬من طريق قتككادة‪ ،‬عككن مطككرف بككن عبككد الل ّككه قككال‪ :‬صككحبت‬
‫عمران بن حصين من الكوفة إلى البصرة‪ ،‬فما أتى عليه يوم إل أنشككدنا فيككه‬
‫شككعرا ً وقككال‪ :‬إن‪ ،‬وذكككره‪ .‬وأخرجككه الطككبري فككي التهككذيب‪ ،‬والككبيهقي فككي‬
‫الشعب‪ ،‬والطبراني في الكككبير‪ ،‬ورجككاله ثقككات‪ ،‬وهككو عنككد ابككن السككني مككن‬
‫طريق الفضل بن سهل حككدثنا سككعيد بككن أوس حككدثنا شككعبة عككن قتككادة بككه‬
‫مرفوعًا‪ ،‬وكذا قال ]ص ‪ [116‬الككبيهقي‪ :‬رواه داود بككن الزبرقككان عككن سككعيد‬
‫عن أبي عروبة‪ ،‬عن قتادة‪ ،‬لكن عن زرارة بكن أوفكى عكن عمكران مرفوعكًا‪،‬‬
‫قال‪ :‬والموقوف هو الصحيح‪ ،‬وكذا وهى المرفوع ابككن عككدي‪ ،‬قككال الككبيهقي‪:‬‬
‫وروي من وجه آخر ضعيف‪ ،‬يعني جدا ً مرفوعًا‪ ،‬يشير إلى ما أخرجه أيضا ً من‬
‫طريق أبي بكر بن كامل في فوائده من حديث علي مرفوعًا‪ ،‬وكككذا هكو عنككد‬
‫أبي ُنعيم‪ ،‬ومن طريقه الديلمي‪ ،‬من جهة يعقوب بن إبراهيم بن سككعد حككدثنا‬
‫أبو موسى عن عطاء بن السائب حدثنا عبد الّله بن الحارث‪ ،‬عن علي رفعه‪:‬‬
‫إن في المعاريض ما يكفي الرجل العاقل عن الكذب‪ ،‬وبالجملة فقككد حسككن‬
‫العراقككي هككذا الحككديث‪ ،‬وقككال عككن سككند ابككن السككني‪ :‬إنككه جيككد‪ ،‬ورد علككى‬
‫الصغاني حكمه عليه بالوضع)‪ ،(1‬وللبخاري أيضا ً في الدب المفرد‪ ،‬والبيهقي‬
‫فككي الشككعب‪ ،‬مككن طريككق أبككي عثمككان النهككدي‪ ،‬عككن عمككر‪ ،‬قككال‪ :‬أمككا فككي‬
‫المعاريض ما يكفي المسلم من الكذب‪ ،‬ورواه العسكري من حككديث محمككد‬
‫بن كثير عن ليث عن مجاهد‪ ،‬قال‪ :‬قال عمر بن الخطاب‪ :‬إن في المعككاريض‬
‫لمندوحة للرجل المسككلم الحككر عككن الكككذب‪ ،‬وأشككار إلككى أن حكمككه الرفككع‪،‬‬
‫وقال‪ :‬المعاريض ما حادت به عن الكذب‪ ،‬والمندوحة السعة‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫)‪ (1‬والصغاني يجازف فكي الحككم بالوضكع‪ ،‬ولشكقيقنا السككيد عبكد العزيككز رسكالة فكي‬
‫التعقيب عليه‪ ،‬أجاد فيها‪.‬‬
‫)‪ (228‬حديث‪ :‬إن لبراهيم الخليل‪ ،‬ولبي بكر الصديق لحية في الجنة‪،‬‬
‫لم يصح أن للخليل ول للصديق لحية في الجنة‪ ،‬ول أعككرف ذلككك فككي شككيء‬
‫من كتب الحديث المشهورة‪ ،‬ول الجزاء المنثورة‪ ،‬قاله شيخنا‪ ،‬قككال‪ :‬وعلككى‬
‫تقدير وروده فيظهر لككي أن الحكمككة فككي ذلككك‪ .‬أمككا فككي حككق الخليككل عليككه‬
‫السلم فلكونه منزل ً منزلة الوالد للمسلمين‪ ،‬لنه الذي سماهم بهذا السككم‪،‬‬
‫وأمروا باتباع ملته‪ .‬وأما في حق الصديق رضي الّله عنه فينتزع من نحككو مككا‬
‫ذكر في حق الخليل‪ ،‬فإنه كالوالد للمسلمين‪ .‬إذ هو الفاتح لهم باب الككدخول‬
‫إلى السلم‪ .‬لكن أخرج الطبراني بسند ضعيف من حديث ابن مسعود‪ :‬أهككل‬
‫الجنة جرد مرد‪ ،‬إل موسى عليه السلم‪ ،‬فككإن لككه لحيككة تضككرب إلككى سككرته‪.‬‬
‫وذكر القرطبي في تفسيره أن ذلك ورد في حق هارون أخيككه أيض كًا‪ .‬ورأيككت‬
‫بخط بعض أهل العلم أنه ورد في حق آدم ول أعلم شيئا ً من ذلككك ثابت كا ً ]ص‬
‫‪.[117‬‬

‫)‪ (229‬حديث‪ :‬إن لجواب أهل الكتاب حقا ً كرد السلم‪ ،‬الديلمي مكن‬
‫حديث أبي جعفر‪ ،‬والقضككاعي مككن حككديث العبككاس بكن ذريككح عككن الشككعبي‪،‬‬
‫كلهما عن ابن عباس مرفوعا ً بهذا‪ ،‬وهو عند ابن لل‪ ،‬ومن طريقه الديلمي‪،‬‬
‫من حديث جوبير عن الضحاك عن ابن عبككاس‪ ،‬بككل وأخككرج أبككو ُنعيككم‪ ،‬ومككن‬
‫طريقه الديلمي‪ ،‬من جهة الحسن بن المثنى عككن حميككد الطويككل عككن أنككس‬
‫رفعه‪ :‬رد جواب أهل الكتاب حق كرد السلم‪ ،‬ول يثبت رفعه‪ ،‬بككل المحفككوظ‬
‫كما قال ابن تيمية وقفه‪ .‬وقال القضاعي)‪ (1‬عقبه‪ :‬ليكس بكالقوي‪ .‬قكال ابكن‬
‫عبد البر‪ :‬قال الزبير بن بكار‪ :‬كتب إلى المغيرة يستبطئني كتبي فكتبت إليككه‬
‫شعرًا‪:‬‬
‫ما غير النأي ودا ً كنت تعهده * ول تبدلت بعد الذكر نسيانا‬
‫ول حمدت إخاءا ً من أخي ثقة * إلجعلتك فوق الحمد عنوانا‬
‫‪-------------------‬‬
‫)‪ (1‬بل نقله عن شيخه الحافظ عبد الغني بن سعيد‪.‬‬

‫ل‪ ،‬متفق عليه‪ ،‬من حديث سلمة بن‬ ‫)‪ (230‬حديث‪ :‬إن لصاحب الحق مقا ً‬
‫كهيل‪ ،‬سمعت أبا سلمة بن عبككد الرحمكن‪ ،‬يحكدث عكن أبككي هريكرة أن رجل ً‬
‫تقاضى رسول الّله صلى الّله عليه وسلم فككأغلظ‪ ،‬فهككم بككه أصككحابه‪ ،‬فقككال‪:‬‬
‫دعوه‪ .‬فإن‪ ،‬وذكره‪ ،‬وهو من غرائب الصحيح‪ .‬قال‪ :‬البزار‪ :‬ل يروى عككن أبككي‬
‫هريرة إل بهذا السناد‪ ،‬ومداره على سلمة بن كهيل‪ ،‬وقككد صككرح يعنككي‪ ،‬كمككا‬
‫في رواية البخاري بأنه سمعه من أبي سلمة بمنى‪ ،‬وذلك في الحج‪.‬‬

‫)‪ (231‬حديث‪ :‬إن الل ّككه طيككب ل يقبككل إل طيبكًا‪ ،‬مسككلم‪ ،‬والترمككذي‪،‬‬
‫والدارمي‪ ،‬وأحمد‪ ،‬وآخرون‪ ،‬من حديث عدي بن ثابت عن أبي حازم عن أبي‬
‫هريرة مرفوعا ً بهذا في حديث‪ ،‬وأخرج الترمذي وغيره من حديث مهاجر بككن‬
‫مسمار‪ ،‬عن عامر بن سعيد بن أبي وقاص عن أبيه مرفوع كًا‪ :‬إن الل ّككه طيككب‬
‫يحب الطيب‪ ،‬نظيف يحب النظافة‪ ،‬كريم يحككب الكككرم‪ ،‬جككواد يحككب الجككود‪،‬‬
‫وذكر حديثا ً ]ص ‪.[118‬‬

‫)‪ (232‬حديث‪ :‬إن الّله كتب الغيرة على النساء‪ ،‬والجهاد على الرجال‪،‬‬
‫فمن صبر منهن كان لها أجر الشهيد‪ ،‬البزار‪ ،‬والطبراني‪ ،‬من حديث عبيد بككن‬
‫الصباح الكوفي حدثنا كامل أبو العلء عن الحكم يعني ابن عتيبة عن إبراهيم‬
‫عن علقمة عن عبد الّله بن مسعود‪ ،‬قال‪ :‬كنت جالسا ً مع رسول الل ّككه صككلى‬
‫الّله عليه وسلم‪ ،‬ومعه أصحابه‪ ،‬إذ أقبلت امرأة عريانة‪ ،‬فقام إليها رجل مككن‬
‫القوم‪ ،‬فألقى عليها ثوبا ً وضمها إليه‪ ،‬فتغير وجه رسول الّله صلى الل ّككه عليككه‬
‫وسلم‪ ،‬فقال بعض أصحابه‪ :‬أحسككبها امرأتككه‪ ،‬فقككال النككبي صككلى الل ّككه عليككه‬
‫وسلم‪ :‬أحسبها غيَرى‪ ،‬إن الّله تبككارك وتعككالى كتككب‪ ،‬وذكككره‪ ،‬قككال الككبزار‪ :‬ل‬
‫نعلمه إل من هذا الوجه بهذا السناد‪ ،‬وعبيككد ليككس بككه بككأس‪ ،‬وكامككل كككوفي‬
‫مشهور‪ ،‬على أنه لم يشاركه أحد في هذا الحديث انتهى‪ ،‬وقككد ضككعف عبيككدا ً‬
‫أبو حاتم‪.‬‬

‫)‪ (233‬حديث‪ :‬إن الّله لما خلق العقل قال له‪ :‬أقبل‪ ،‬فأقبل‪ ،‬ثم قال له‪:‬‬
‫أدبر‪ ،‬فأدبر‪ ،‬فقال‪ :‬وعزتي وجللي ما خلقت خلقكا ً أشكرف منكك‪ ،‬فبككك آخككذ‪،‬‬
‫وبك أعطي‪ ،‬قال ابن تيمية وتبعه غيره‪ :‬إنه كذب موضوع باتفاق انتهى‪ ،‬وفي‬
‫زوائد عبد الّله بن المام أحمد على الزهد لبيه عن علي بن مسلم عن سيار‬
‫بن حاتم‪ ،‬وهو ممن ضعفه غير واحد‪ ،‬وكان جماعا ً للرقائق‪ ،‬وقال القواريري‪:‬‬
‫إنه لم يكن له عقل‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا جعفر بن سليمان الضبعي‪ ،‬حدثنا مالككك بككن‬
‫ل‪ :‬لمككا خلككق الل ّككه العقككل‪ ،‬قككال لككه‪:‬‬
‫دينار عن الحسن البصري مرفوعا ً مرس ً‬
‫أقبل‪ ،‬فأقبل‪ ،‬ثم قال له‪ :‬أدبر‪ ،‬فأدبر‪ ،‬ثم قال‪ :‬ما خلقت خلقا ً أحب إلي منك‪،‬‬
‫بك آخذ‪ ،‬وبك أعطي‪ ،‬وأخرجه داود بككن المحككبر فككي كتككاب العقككل لككه حككدثنا‬
‫صالح المري عن الحسن به بزيادة‪ :‬ول أككرم علكي منكك‪ ،‬لنكي بكك أعكرف‪،‬‬
‫وبك أعبد‪ ،‬والباقي مثله‪ ،‬وفي الكتككاب المشككار إليككه لككداود مككن هككذا النمككط‬
‫أشياء‪ ،‬منها‪ :‬أول مككا خلككق الل ّككه العقككل‪ ،‬وذكككره‪ .‬وابككن المحككبر كككذاب‪ ،‬قككال‬
‫شيخنا‪ :‬والوارد في أول ما خلق الّله‪ ،‬حديث‪ :‬أول ما خلككق الل ّككه القلككم‪ ،‬وهككو‬
‫أثبت من حديث العقل ]ص ‪.[119‬‬

‫)‪ (234‬حديث‪ :‬إن الّله لم يجعل شفاءكم فيما حرم عليكم‪ ،‬أحمد في‬
‫الشربة‪ ،‬والطبراني في الكبير‪ ،‬وابن أبي شككيبة فككي مصككنفه‪ ،‬وآخككرون مككن‬
‫طريق منصور‪ ،‬وأحمد ومسدد في مسنديهما‪ ،‬مككن طريككق العمككش‪ ،‬كلهمككا‬
‫عن شقيق أبي وائل‪ ،‬قال‪ :‬اشككتكى رجككل داء فككي بطنككه‪ ،‬فنعككت لككه السكككر‬
‫فأتينا عبد الّله بن مسعود‪ ،‬فسألناه‪ ،‬فقال‪ :‬إن الّله‪ ،‬وذكره موقوفًا‪ ،‬وهو عند‬
‫الحاكم في صحيحه من حديث العمش‪ ،‬وعنككد الطككبراني أيض كًا‪ ،‬والطحككاوي‬
‫من جهة عاصم‪ ،‬كلهما عن أبي وائل‪ ،‬ورواه العمش أيضًا‪ ،‬عككن مسككلم بككن‬
‫صبيح عن مسروق‪ ،‬قال‪ :‬قال ابن مسعود‪ :‬ل تسقوا أولدكككم الخمككر‪ ،‬فككإنهم‬
‫ولدوا علكى الفطكرة‪ ،‬فكإن الّلكه‪ ،‬وذككره‪ ،‬وهككذا رواه إبراهيكم الحربكي فكي‬
‫غريب الحديث له‪ ،‬من حديث يحيى عككن مسككروق بنحككوه‪ ،‬وطرقككه صككحيحة‪.‬‬
‫ولذا علقه البخاري في صحيحه بصيغة الجزم‪ ،‬فقال‪ :‬وقال ابن مسككعود فككي‬
‫السكر‪ :‬إن الّله‪ ،‬وذكره‪ .‬ولبن حبان فككي صككحيحه عككن أبككي يعلككى وهككو فككي‬
‫مسنده‪ ،‬والبيهقي من حديث حسان بن مخارق عن أم سلمة‪ ،‬قككالت‪ :‬نبككذت‬
‫نبيذا ً في كوز‪ ،‬فدخل النبي صلى الّله عليه وسلم وهو يغلي‪ ،‬فقال‪ :‬ما هككذا؟‬
‫قالت‪ :‬اشتكت ابنة لي‪ ،‬فُنعت لها هذا‪ ،‬فقال‪ :‬إن الّله لم يجعل شفاءكم فككي‬
‫ما حرم عليكم‪ ،‬لفظ البيهقي‪ ،‬ولفظ ابن حبان‪ :‬إن الل ّككه لككم يجعككل شككفاءكم‬
‫في حرام)‪.(1‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫)‪ (1‬وانظر كتابنا "واضح البرهكان علكى تحريكم الخمكر فكي القكرآن" ففيكه هكذا البحكث‬
‫بتوسع‪.‬‬

‫)‪ (235‬حديث‪ :‬إن الّله نقل لذة طعام الغنياء إلى طعام الفقراء‪ ،‬حكم‬
‫عليه شيخنا بالوضع‪.‬‬

‫)‪ (236‬حديث‪ :‬إن الّله ل يعذب بقطع الرزق‪ ،‬هو بمعناه عند الطبراني‬
‫فككي الصككغير مككن حككديث أبككي سككعيد الخككدري رفعككه‪ :‬إن الككرزق ل تنقصككه‬
‫المعصية‪ ،‬ول تزيككده الحسككنة‪ ،‬وتككرك الككدعاء معصككية‪ ،‬وعنككد العسكككري مككن‬
‫حديث ابن مسعود رفعه‪ :‬ليس أحد بأكسب من أحد‪ .‬وقد كتب الّله النصككيب‬
‫والجل‪ ،‬وقسم المعيشة والعمل‪ ،‬والرزق مقسككوم‪ ،‬وهككو آت علككى ابككن آدم‪،‬‬
‫على أي سيرة سارها‪ ،‬ل تقوى تقككي بككزائده‪ ،‬ول فجككور فككاجر بناقصككه‪ ،‬بينككه‬
‫وبينه ستر ]ص ‪ [120‬وهو في طلبه‪ .‬وسككنده ضككعيف‪ .‬وهككو فككي فككوائد أبككي‬
‫علي عبد الرحمن بن محمد النيسابوري رواية أبي بكر بن زيرك عنه‪ ،‬أخبرنككا‬
‫أحمد بن محمد بن غالب‪ ،‬حدثنا أحمككد بكن محمككد‪ ،‬حككدثنا مالككك القاضككي)‪(1‬‬
‫حدثنا أبو المطاع أحمد بن عصككمة الجوزجككاني حككدثنا عبككد الجبككار بكن أحمككد‬
‫السجستاني‪ .‬بمصر حدثنا أبو دعامة إسماعيل بن علي بن الحكم‪ .‬وكككان قككد‬
‫أربى على المائة بسر من رأى‪ .‬حدثني أبكو العتاهيكة‪ ،‬حكدثني العمكش‪ ،‬عكن‬
‫أبي وائل عن ابن مسعود‪ ،‬قال‪ :‬قال النبي صككلى الل ّككه عليككه وسككلم‪ :‬الككرزق‬
‫يأتي العبد في أي مسيرة سار ل تقوى متق بزائده‪ ،‬ول فجور فاجر بناقصككه‪،‬‬
‫بينه وبين العبد ستر‪ ،‬والرزق طالبه)‪ .(2‬قال‪ :‬وأنشد أبو العتاهية لنفسككه مككع‬
‫الحديث‪:‬‬
‫ورزق الخلق مجلوب إليهم * مقادير يقدرها الجليل‬
‫فل ذو المال يرزقه بعقل * ول بالمال تنقسم العقول‬
‫وهذا المال يرزقه رجال * مباذيل قد اختبروا فسيلوا‬
‫كما تسقي سباخ الرض يوما * ويصرف عن كرائمها السيول‬
‫وأصله عند ابن أبي الدنيا مرفوعًا‪ :‬إن الرزق ليطلب العبد كما يطلبككه أجلككه‪،‬‬
‫ويدل على اشككتهار هككذا مككا يحكككى أن كسككرى غضككب علككى بعككض مرازبتككه‪،‬‬
‫فاستؤمر في قطع عطائه‪ ،‬فقال‪ :‬نحط من مرتبتككه‪ ،‬ول ننقككص مككن وصككلته‪،‬‬
‫فإن الملوك تؤدب بالهجران‪ ،‬ول تعاقب بالحرمان‪ .‬ولكن قد يعارض بمككا ورد‬
‫في الزنا‪ :‬أنه يككورث الفقككر‪ ،‬كمككا سككيأتي‪ .‬وبمككا فككي النسككائي‪ ،‬وابككن مككاجه‪،‬‬
‫وأحمد‪ ،‬وأبي يعلى‪ ،‬وابن منيع‪ ،‬والطبراني‪ ،‬كلهم عن ثوبان مرفوعككا ً حككديث‪:‬‬
‫إن الرجل ليحرم الرزق بالذنب يصيبه‪ ،‬وكذا يروى عن ابن مسعود رفعه‪ :‬إن‬
‫الرجل ليذنب الذنب فيحرم به الشيء من الرزق‪ ،‬وقككد كككان هيككئ لككه‪ .‬وإنككه‬
‫ليذنب فينسى به الباب من العلم‪ ،‬وقد كان علمه‪ .‬وإنه ليذنب الككذنب فيمنككع‬
‫به قيام الليل‪ ،‬وفي لفظ‪ :‬إياكم والمعاصي‪ ،‬فإن العبد ليدنب الذنب‪ ،‬وذكككره‪،‬‬
‫وفي الحلية لبي ُنعيم من طريق سعيد بن المسككيب عككن عثمككان رفعككه‪ :‬إن‬
‫الصبحة تمنع الرزق ]ص ‪ [121‬وسيأتي في الصاد‪ ،‬ولبي الشيخ في طبقات‬
‫الصبهانيين عن أبي هريككرة مرفوعكًا‪ :‬الكككذب ينقككص الككرزق‪ ،‬وكككذا هككو فككي‬
‫مشيخة أبي بكر النصاري‪ ،‬وفي مسند الفردوس في أوله‪ :‬بر الوالدين يزيككد‬
‫في العمر‪ ،‬وللديلمي عن أنس رفعككه‪ :‬إذا تككرك العبككد الككدعاء للوالككدين فككإنه‬
‫ينقطع عن الولد الرزق في الدنيا‪ ،‬ونحوه قول وهيب بككن الككورد لمككن سككأله‪:‬‬
‫أيجد طعم العبادة من عصى الّله سككبحانه‪ ،‬قككال‪ :‬ل‪ ،‬ول مككن هككم بالمعصككية‪،‬‬
‫وكذا بما اشتهر مما لم أقف عليككه‪ ،‬ومعنككاه صككحيح‪ :‬المعاصككي تزيككل النعككم‪،‬‬
‫حتى قال أبو الحسن الكندي القاضي مما أنشده البيهقي من جهته‪:‬‬
‫إذا كنت في نعمة فارعها * فإن المعاصي تزيل النعم‬
‫وقد يدل على المعنى ما يروى أنه صلى الّله عليه وسلم‪ ،‬دخل على عائشككة‬
‫فرأى كسرة ملقاة فمسحها‪ ،‬فقال‪ :‬يا عائشة‪ ،‬أحسني جوار نعم الل ّككه‪ ،‬فإنهككا‬
‫قلما نفرت عن أهل بيت‪ ،‬فكادت أن ترجع إليهم‪ ،‬ويروى من حديث عائشككة‪،‬‬
‫وأنس‪ ،‬وغيرهما‪ .‬وقد سبق ذكره في‪ :‬أكرموا الخبز‪ ،‬بل أوسعت الكلم على‬
‫هذا الحديث في بعض الجوبة‪ ،‬وجمعت بينهما على تقدير تساويهما‪.‬‬
‫وفي تاسع المجالسككة للككدينوري عككن الفضككيل بككن عيككاض فككي قككوله }خيككر‬
‫الرازقين{ قال‪ :‬المخلوق يرزق‪ ،‬فإذا سخط قطع رزقه‪ ،‬والّله تعالى يسككخط‬
‫فل يقطع رزقه‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫)‪ (1‬في الهندية‪ :‬بكر القضاعي‪.‬‬
‫)‪ (2‬هذا حديث موضوع‪ ،‬وأبو دعامة ل يعرف‪ ،‬قاله الذهبي والحافظ‪.‬‬

‫)‪ (237‬حديث)‪ :(1‬إن الّله ل يهتك عبده أول مرة‪ ،‬بل عند الديلمي في‬
‫الفردوس مما لم يسنده ولده عن أنس مرفوعًا‪ :‬إن الّله ل يهتككك سككتر عبككد‬
‫فيه مثقال ذرة من خير‪ ،‬وفي الستر أحاديث كثيرة منهككا‪ :‬قككوله تعككالى‪ :‬إنككي‬
‫سترتها عليك في الدنيا‪ ،‬وإني أغفرهككا لككك اليككوم‪ ،‬ونحككوه عككن أنككس رفعككه‪:‬‬
‫يقول الّله عز وجل إني أعظم عفوا ً من أن أسككتر علككى عبككدي ثككم أفضككحه‪،‬‬
‫أخرجه الديلمي‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫)‪ (1‬هذا الحديث وجدته في نسخة الزبيدي‪.‬‬

‫)‪ (238‬حديث‪ :‬إن الّله يبعث لهذه المة على رأس كل مائة سنة من‬
‫يجدد لها دينها‪ ،‬أبو داود في الملحم من سننه من حديث ابن وهب‪ ،‬أخككبرني‬
‫سعيد بن أبي أيوب عن شراحيل بن يزيد المعافري عن أبي علقمة‪ ،‬واسككمه‬
‫مسلم بن يسار الهاشمي عن أبي هريرة فيما أعلم عككن رسككول الل ّككه صككلى‬
‫الّله عليه وسلم بهذا‪ ،‬وقال بعده‪ :‬رواه عبد الرحمن بن شككريح السكككندراني‬
‫عن شراحيل فلم يجككز بكه شككراحيل‪] ،‬ص ‪ [122‬يعنككي عضككله‪ ،‬وقككد أخرجككه‬
‫الطبراني في الوسككط كككالول وسككنده صككحيح‪ ،‬ورجككاله كلهككم ثقككات‪ ،‬وكككذا‬
‫صححه الحاكم‪ ،‬فإنه أخرجه فككي مسككتدركه مككن حككديث ابككن وهككب‪ ،‬وسككعيد‬
‫الذي رفعه أولى بالقبول لمرين‪ :‬أحدهما‪ :‬أنه لم يختلككف فككي تككوثيقه بخلف‬
‫عبد الرحمن فقد قال فيه ابكن سكعد‪ :‬إنكه منككر الحكديث‪ ،‬والثكاني‪ :‬أن معكه‬
‫زيادة علم على من قطعه‪ ،‬وقوله فيما أعلم ليس بشك فككي وصككله‪ ،‬بكل قككد‬
‫جعل وصله معلوما ً له‪ ،‬وقد اعتمد الئمة هذا الحككديث‪ ،‬فروينككا فككي المككدخل‬
‫للبيهقي بإسناده إلى المام أحمد‪ ،‬أنه قال بعد ذكره إياه‪ :‬فكككان فككي المككائة‬
‫الولى عمر بن عبد العزيز‪ ،‬وفي الثانية الشافعي‪ ،‬وكذا قال محمد بككن علككي‬
‫بن الحسين سمعت بعض أصككحابنا يقككول‪ :‬كككان‪ ،‬وذكرهمككا‪ ،‬زاد غيككره‪ :‬وفككي‬
‫الثالثة أبو العباس بن سريج‪ ،‬وفي الرابعة أبككو الطيككب سككهل الصككعلوكي‪ ،‬أو‬
‫أبو حامد السفراييني‪ ،‬وفي الخامسة حجة السلم الغزالي‪ ،‬وفي السادسككة‬
‫الفخر الرازي‪ ،‬أو الحافظ عبد الغني‪ ،‬وفي السككابعة ابككن دقيككق العيككد‪ ،‬وفككي‬
‫الثامنة البلقيني‪ ،‬أو العراقي‪ ،‬وفي التاسعة المهدي ظنًا)‪ .(1‬أو المسيح عليككه‬
‫الصلة والسلم‪ .‬فالمر قد اقترب‪ ،‬والحال قد اضطرب‪ ،‬فنسأل الل ّككه حسككن‬
‫الخاتمة‪ ،‬قال العماد ابن كثير‪ :‬وقد ادعى كل قككوم فككي إمككامهم‪ ،‬أنككه المككراد‬
‫بهذا الحديث‪ ،‬والظاهر‪ ،‬والّله أعلم‪ ،‬أنه يعم حملة العلم من كل طائفة‪ ،‬وكل‬
‫صنف من أصناف العلماء‪ ،‬من مفسرين‪ ،‬ومحدثين‪ ،‬وفقهاء‪ ،‬ونحاة‪ ،‬ولغويين‪،‬‬
‫إلى غير ذلك من الصناف‪ ،‬والّله أعلم‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫)‪ (1‬رجا السيوطي أن يكون هو مجدد المائة التاسعة‪ ،‬وليس بمككدفوع عككن ذلككك‪ ،‬وذكككر‬
‫كثيرون أن مجدد اللف هو الشيخ أحمد بابا السوداني‪ ،‬أما عيسى والمهككدي فسككيكونان‬
‫في آخر الزمان حسبما تواترت به الحاديث‪.‬‬

‫)‪ (239‬حديث‪ :‬إن الّله يبغض السائل الملحف‪ ،‬أبو ُنعيم‪ ،‬ومن طريقه‬
‫الديلمي‪ ،‬من طريق ورقاء عن العمش عككن أبككي صككالح‪ ،‬عككن أبككي هريككرة‪،‬‬
‫رفعه به‪ ،‬ورواه الديلمي أيضا ً من جهة موسى بككن عبككد الرحمككن الصككنعاني‪،‬‬
‫عن ابن جريج عن عطاء‪ ،‬عن ابن عباس رفعه مثله‪ ،‬قككال‪ :‬وفككي البككاب عككن‬
‫أنس‪ ،‬وأبي أمامة‪ ،‬وكذا في المرفوع‪ :‬ل يزال العبد يسأل النككاس وهككو غنككي‬
‫يلحف وجهه‪ ،‬فما يكون له عند الّله وجه‪.‬‬

‫)‪ (240‬حديث‪ :‬إن الّله يحب إذا عمل أحدكم العمل أن يتقنه‪ ،‬أبو يعلى‪،‬‬
‫والعسكري‪ ،‬من حديث بشر بن السري عن مصعب بن ثابت عن هشككام بككن‬
‫عروة عن ]ص ‪ [123‬أبيه عن عائشة رفعه بهذا‪ ،‬ورواه العسكري بهذا فقط‬
‫من طريق الفضل بن موسى عن مصعب به‪ ،‬بلفظ‪ :‬أن يحكمككه‪ .‬ولبككن أبككي‬
‫خيثمة‪ ،‬والبغوي‪ ،‬وابن قانع عنه‪ ،‬وابن السكن‪ ،‬وابن شاهين‪ ،‬والطبراني‪ ،‬مككن‬
‫طريق قطبة بن العلء بن منهال عن أبيه عن عاصم بن كليب عن أبيككه‪ ،‬أنككه‬
‫خرج مع أبيه إلى جنازة شهدها رسول الّله صلى الّله عليه وسككلم‪ ،‬وأنككا غلم‬
‫أعقل‪ ،‬فقال النبي صلى الل ّككه عليككه وسككلم‪ :‬يحككب الل ّككه العامككل إذا عمككل أن‬
‫يتقن‪ ،‬ورواه زائدة عن عاصم فقال‪ :‬عن أبيه عككن رجككل مككن النصككار‪ ،‬قككال‪:‬‬
‫خرجت مع أبي بكر‪ ،‬فذكر الحديث‪ ،‬وصنيع الئمة يقتضي ترجيحها‪ .‬فقد جزم‬
‫أبو حاتم والبخاري وآخرون بأن كليبا ً تابعي‪ .‬وكذا ذكره أبو زرعة وابككن سككعد‬
‫وابن حبان في ثقات التابعين‪ ،‬وحينئذ فمن ذكره في الصحابة كابن عبد الككبر‬
‫وغيره فيه نظر‪ ،‬قال العسكري‪ :‬فأخككذ قككول النككبي صككلى الل ّككه عليككه وسككلم‬
‫بعض الشعراء المتقدمين فقال‪:‬‬
‫وما عليك أن تكون أعلما * إذا تولى عقد شيء أحكما‬
‫قال‪ :‬ومما ينسب إلى الحنف‪:‬‬
‫وما عليك أن تكون أزرقا * إذا تولى عقد شيء أوثقا‬

‫)‪ (241‬حديث‪ :‬إن الّله يحب الشاب التائب‪ ،‬أبو الشيخ عن أنس مرفوعا ً‬
‫به‪ ،‬والديلمي عن ابن عمر مرفوعًا‪ :‬إن الّله يحب الشاب التائب الككذي يفنككي‬
‫شبابه في طاعة الّله‪ ،‬وللطبراني في الوسط مككن حككديث الحسككن بككن أبككي‬
‫جعفر عن ثابت عكن أنككس رفعكه‪ :‬خيكر شككبابكم مكن تشككبه بكهكولكم‪ ،‬وشككر‬
‫كهولكم من تشبه بشبابكم‪ ،‬ولتمام في فوائده‪ ،‬والقضاعي في مسنده‪ ،‬مككن‬
‫حديث ابن لهيعة حككدثنا أبككو عشككانة عككن عقبككة بككن عككامر مرفوعكًا‪ :‬إن الل ّككه‬
‫ليعجب من الشاب الذي ليست له صبوة‪ ،‬وكذا هو عنككد أحمككد‪ ،‬وأبككي يعلككى‪،‬‬
‫وسنده حسن‪ ،‬وضعفه شيخنا في فتاويه لجل ابن لهيعة‪ ،‬وروينهككا فككي جككزء‬
‫أبي حاتم الحضرمي من حديث العمش عن إبراهيم قككال‪ :‬كككان يعجبهككم أن‬
‫يكون للشباب صبوة‪.‬‬

‫)‪ (242‬حديث‪ :‬إن الّله يحب كل قلب حزين‪ ،‬الطبراني‪ ،‬والقضاعي‪ ،‬من‬
‫حديث أبي بكر ابن أبي مريم‪ ،‬حدثنا ضمرة بكن حككبيب عككن أبكي الككدرداء بكه‬
‫مرفوعا ً ]ص ‪.[124‬‬

‫)‪ (243‬حديث‪ :‬إن الّله يحب الملحين في الدعاء‪ ،‬الطبراني في الدعاء‪،‬‬


‫وأبو الشيخ‪ ،‬والقضاعي‪ ،‬مكن حككديث بقيكة عكن الوزاعككي عككن الزهككري عكن‬
‫عروة عن عائشة مرفوعا ً بهذا‪.‬‬

‫)‪ (244‬حديث‪ :‬إن الّله يدعو الناس يوم القيامة بأمهاتهم‪ ،‬سترا ً منه على‬
‫عباده‪ ،‬الطبراني في الكبير‪ ،‬من حديث إسحاق بن بشر أبي حذيفة‪ ،‬عن ابن‬
‫جريج‪ ،‬عن عبد الّله بن أبي مليكة عن ابككن عبككاس مرفوعكا ً بككه فككي حككديث‪،‬‬
‫وفي الباب عن أنس رفعه‪ ،‬بلفظ‪ :‬يدعى الناس‪ ،‬وذكره‪ ،‬وعن عائشة‪ ،‬وكلهككا‬
‫ضعاف‪ ،‬وقد أورده ابن الجوزي في الموضوعات‪ ،‬ويعارضه ما رواه أبككو داود‬
‫يسند جيككد عككن أبككي الككدرداء رفعككه‪ :‬إنكككم تككدعون يككوم القيامككة بأسككمائكم‪،‬‬
‫وأسماء آبائكم‪ ،‬فحسنوا أسماءكم‪ ،‬بل عنككد البخككاري فككي صككحيحه عككن ابككن‬
‫عمر مرفوعًا‪ :‬إذا جمع الّله الولين والخرين يوم القيامة يرفع كل غادر لواء‪،‬‬
‫فيقال هذه غدرة فلن ابن فلن‪ ،‬نعككم حككديث التلقيككن بعككد الككدفن) ‪ .(1‬وإنككه‬
‫يقال له يا ابن فلنة‪ ،‬فإن لم يعرف اسمها‪ ،‬فيا ابن حواء‪ ،‬ويا ابككن أمككة الل ّككه‪،‬‬
‫مما يستأنس به لهذا‪ .‬كما بينت ذلك مككع الجمككع فككي "اليضككاح والتككبين عككن‬
‫مسألة التلقين"‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫)‪ (1‬رواه الطبراني وغيره عن أبي أمامة‪ ،‬وهو حديث صالح‪ ،‬جرى عليه عمل الئمة‪.‬‬

‫)‪ (245‬حديث‪ :‬إن الّله يكره الحبر السمين‪ ،‬البيهقي في الشعب‪ ،‬من‬
‫حديث محمد بن ذكوان‪ .‬عن رجل عن كعب من قككوله‪ ،‬بلفككظ‪ :‬يبغككض‪ .‬وزاد‪:‬‬
‫حمين‪ .‬وقيل في تأويل الجملة الزائدة‪ :‬هم الذين يكثرون أكل‬ ‫وأهل البيت الل ِ‬
‫لحوم الناس‪ .‬قال البيهقي‪ :‬وهو حسن‪ ،‬لكن ظاهره الكثار مككن أكككل اللحككم‪،‬‬
‫وقرانه بالجملة الخرى كالدللة على ذلك‪ ،‬ولبي ُنعيم فككي الحليككة مكن جهكة‬
‫سيار‪ ،‬حدثنا جعفر‪ ،‬سمعت مالك بن دينار يقول‪ :‬قرأت في الحكمة‪ :‬إن الل ّككه‬
‫يبغض كل حبر سمين‪ .‬وكذا قال الغزالي في الحياء مكا نصكه‪ :‬وفكي التكوراة‬
‫مكتوب‪ :‬إن الله يبغض الحبر السمين‪ ،‬وفي الكشاف‪ ،‬والبغككوي‪ ،‬والقرطككبي‪،‬‬
‫وغيرها‪ ،‬عند قوله تعالى في النعام }وما قدروا الّله حق قدره{ أن مالك بن‬
‫الصيف من أحبار اليهود ورؤسككائهم‪ ،‬قككال لككه رسككول الل ّككه صككلى الل ّككه عليككه‬
‫وسلم‪ :‬أنشدك بالذي أنزل التوراة على موسى‪ ،‬هل تجد فيها إن الّله يبغككض‬
‫الحبر السمين‪ ،‬وكان حبرا ً سمينًا‪ ،‬فغضب وقككال‪ :‬والل ّككه مككا أنككزل الل ّككه علككى‬
‫بشر من شيء ]ص ‪ .[125‬وهذا أخرجه الواحدي في أسباب النزول لككه مككن‬
‫طريق سعيد بن جبير أن النبي صلى الّله عليه وسلم قال لمالك بن الصيف‪،‬‬
‫فذكره‪ ،‬وكذلك أخرجه الطبري في تفسيره من رواية جعفر بن أبي المغيككرة‬
‫ل‪ ،‬وعزاه القرطبي أيضا ً للحسن البصري‪ .‬وعند أبي‬ ‫عن سعيد بن جبير مرس ً‬
‫ُنعيم في الطككب النبككوي لككه مككن طريككق بشككر العككور‪ ،‬قككال‪ :‬قككال عمككر بككن‬
‫الخطاب رضي الّله عنه‪ :‬إياكم والبطنة في الطعام والشراب‪ ،‬فإنها مفسككدة‬
‫للجسد‪ ،‬مورثة للفشل‪ ،‬مكسكلة عكن الصككلة‪ ،‬وعليككم بالقصككد فيهمكا‪ ،‬فككإنه‬
‫أصلح للجسد‪ ،‬وأبعد مككن السككرف‪ ،‬وإن الل ّككه ليبغككض الحككبر السككمين‪ .‬ونقككل‬
‫الغزالي عن ابن مسعود أنه قال‪ :‬إن الّله يبغض القاري السككمين‪ .‬بككل عككزاه‬
‫أبو الليث السمرقندي في بسككتانه لبككي أمامككة البككاهلي مرفوعكًا‪ ،‬ولكككن مككا‬
‫علمته في المرفوع‪ ،‬نعم عند أحمد والحككاكم فككي مسككتدركه‪ ،‬والككبيهقي فككي‬
‫الشعب‪ ،‬من حديث جعدة الجشمي‪ ،‬أنككه صككلى الل ّككه عليككه وسككلم نظككر إلككى‬
‫رجل سمين فأومأ إلى بطنه بأصبعه‪ .‬وقال‪ :‬لو كان هذا فككي غيككر هككذا لكككان‬
‫خيرا ً لك‪ ،‬وسنده جيد‪ .‬وقد أفردت لهذا الحديث جزءا ً فيه نفائس‪.‬‬
‫وقد أورد البيهقي في مناقب الشافعي من طريق الحسككين بككن إدريككس‬
‫الحلواني عنه أنه قال‪ :‬ما أفلح سمين قط إل أن يكككون محمككد بككن الحسككن‪.‬‬
‫فقيل له‪ :‬ولم؟ قال‪ :‬لنككه ل يعككدو العاقككل مككن إحككدى حككالتين‪ :‬إمككا أن يهتككم‬
‫لخرته ومعاده‪ ،‬أو لدنياه ومعاشه‪ ،‬والشحم مع الهككم ل ينعقككد‪ ،‬فككإذا خل مككن‬
‫المعنيين صار في حد البهائم فينعقد الشحم‪ .‬ثم قال الشككافعي رحمككه الل ّككه‪:‬‬
‫كان ملك في الزمان الول وكان مثقل ً ككثير اللحككم‪ ،‬ل ينتفكع بنفسكه‪ ،‬فجمكع‬
‫ل‪ ،‬فما قدروا لكه‬ ‫المتطببين وقال‪ :‬احتالوا لي حيلة تخفف عني لحمي هذا قلي ً‬
‫ب‪ ،‬متطبككب‪ ،‬منجككم‪ ،‬فبعككث إليككه‬ ‫على صفة‪ ،‬قال‪ :‬فنعت له رجل عاقككل‪ ،‬أديك ٌ‬
‫فأشخص‪ ،‬فقال‪ :‬تعككالجني ولككك الغنككى‪ ،‬قككال‪ :‬أصككلح الل ّككه الملككك‪ ،‬أنككا رجككل‬
‫متطبككب‪ ،‬منجككم‪ ،‬دعنككي أنظككر الليلككة فككي طالعككك‪ ،‬أي دواء يوافككق طالعككك‬
‫فأشفيك‪ ،‬فغدا عليه‪ ،‬فقال‪ :‬أيها الملك المان‪ ،‬قال‪ :‬لك المككان‪ ،‬قككال‪ :‬رأيككت‬
‫طالعك يدل على أن عمرك شهر‪ ،‬فإن أحببت حتى أعالجك‪ ،‬وإن أردت بيككان‬
‫ذلك فاحبسني عندك‪ ،‬فإن كان لقولي حقيقة فخل عني‪ ،‬وإل فككاقتص منككي‪،‬‬
‫قال‪ :‬فحبسه الملك‪ ،‬ثم احتجب عن النككاس‪ ،‬وجلككس وحككده مغتمكا ً مككا يرفككع‬
‫رأسه يعد أيامه كلما انسلخ يوم ازداد غمًا‪ ،‬حتى هزل وخككف لحمككه‪ ،‬ومضككى‬
‫لذلك ثمانية وعشرون يومًا‪ ،‬فبعث إليه فأخرجه‪ ،‬فقال‪ :‬ما ترى؟ فقككال‪] :‬ص‬
‫‪ [126‬أعز الّله الملك‪ ،‬أنا أهككون علككى الل ّككه مككن أن أعلككم الغيككب‪ ،‬والل ّككه مككا‬
‫أعرف عمري‪ ،‬فكيف أعرف عمرك‪ ،‬إنه لككم يكككن عنككدي دواء إل الغككم‪ ،‬فلككم‬
‫أقدر أن أجلككب إليككك الغككم إل بهككذه الحيلككة‪ .‬فككأذابت شككحم الكلككى‪ ،‬فأجككازه‬
‫وأحسن إليه‪.‬‬

‫طال‪ .‬قال الزركشي لم أجككده‬ ‫)‪ (246‬حديث‪ :‬إن الّله يكره الرجل الب ّ‬
‫انتهى‪ .‬وفي معناه ما أخرجه سعيد بن المنصور في سككننه عككن ابككن مسككعود‬
‫من قوله‪ :‬إني لكره الرجل فارغا ً ل في عمككل الككدنيا‪ ،‬ول فككي الخككرة‪ ،‬وهككو‬
‫عند أحمد‪ ،‬وابن المبارك‪ ،‬والبيهقي‪ ،‬كلهم فككي الزهككد‪ .‬وابككن أبككي شككيبة مككن‬
‫طريق المسيب بن نافع‪ ،‬قككال‪ :‬قككال ابكن مسككعود‪ :‬إنكي لمقككت الرجكل أراه‬
‫فارغا ً ليس في شيء من عمل دنيا ول آخرة‪ .‬وأورده الزمخشري في سورة‬
‫سب َْهلل‪ .‬ل في عمل دنيككا‬‫النشراح عن عمر بلفظ‪ :‬إني لكره أن أرى أحدكم َ‬
‫ول في عمل آخرة‪ .‬وللبيهقي في الشعب من طريق عروة بن الزبيككر‪ ،‬قككال‪:‬‬
‫يقال ما شر شيء‪ .‬قال‪ :‬البطالة في العالم‪ ،‬وأخرج الطككبراني فككي معجميككه‬
‫الكبير والوسط‪ ،‬وابن عككدي فككي كككامله‪ ،‬مككن حككديث أبككي الربيككع السككمان‪،‬‬
‫أشعث بن سعيد‪ ،‬وهو متروك عن عاصككم بككن عبيككد الل ّككه‪ ،‬وهككو ضككعيف عككن‬
‫سالم‪ ،‬عن أبيه مرفوعًا‪ :‬إن الّله يحب المككؤمن المحككترف‪ .‬ولبككن مككاجه فككي‬
‫الزهد من سننه من حديث موسى بن عبيككدة‪ ،‬أخككبرني القاسككم بككن مهككران‪،‬‬
‫عن عمران بكن حصككين‪ :‬إن الل ّككه يحككب عبكده المككؤمن الفقيكر المتعفككف أبكا‬
‫العيال‪ ،‬وكذا أخرجه الطبراني‪ ،‬وللديلمي من حديث زيككد بككن علككي عككن أبيككه‬
‫عن جده‪ ،‬الحسين عن علي رفعه‪ :‬إن الّله يحب أن يرى عبده تعبا ً في طلب‬
‫الحلل‪ .‬ومفرداتها ضعاف‪ ،‬ولكن بانضمامها تقوى‪ .‬وقد قككال ابككن وهككب كمككا‬
‫في ترجمته من الحلية‪ :‬ل يكون البطال من الحكماء‪ .‬وسيأتي فككي‪ :‬نعمتككان‪،‬‬
‫ما يجيء هنا‪.‬‬

‫)‪ (247‬حديث‪ :‬إن الّله يكره العبد المتميز على أخيه‪ .‬ل أعرفه‪ ،‬وسيأتي‬
‫في‪ :‬ل خير في صحبة من ل يرى لك من الود مثل ما ترى له‪ ،‬ثم رأيكت فكي‬
‫جزء تمثال النعل الشريف‪ ،‬لبي اليمن ابن عساكر في الكلم على الثرة مككا‬
‫نصه‪ :‬ويؤيده ما روي أنه صلى الّله عليككه وسككلم‪ ،‬أراد أن يمتهككن نفسككه فككي‬
‫شيء‪ ،‬قالوا‪ :‬نحن نكفيك يا رسول الّله؟ قال‪ :‬قد علمت أنكم تكفوني ولكككن‬
‫أكره أن أتميز عليكم‪ ،‬فإن الّله يكره من عبده أن يراه متميزا ً على أصحابه‪.‬‬
‫صلى الّله عليه وسلم‪ ،‬وشرف وكرم ]ص ‪.[127‬‬

‫)‪ (248‬حديث‪ :‬إن الّله يكره الرجل المطلق الذواق‪ ،‬ل أعرفه كذلك‪،‬‬
‫ولكن قد مضى حديث‪ :‬أبغض الحلل إلى الّله الطلق‪ ،‬ويأتي حديث‪ :‬ل أحب‬
‫الذواقين ول الذواقات‪.‬‬

‫)‪ (249‬حديث‪ :‬إن لّله أهلين من الناس‪ ،‬قالوا‪ :‬يا رسول الّله‪ ،‬من هم؟‬
‫قال‪ :‬هم أهل القرآن‪ ،‬أهل الّله وخاصته‪ ،‬النسائي وابن مككاجه فككي سككننيهما‪،‬‬
‫وأحمد والدارمي في مسنديهما‪ ،‬من حديث عبد الرحمن بن بديل بن ميسرة‬
‫العقيلي‪ ،‬عن أبيه عن أنس‪ ،‬به مرفوعًا‪ ،‬وصححه الحاكم‪ ،‬وقال‪ :‬إنه روي من‬
‫ثلثة أوجه‪ ،‬عن أنس هذا مثلها‪.‬‬

‫)‪ (250‬حديث‪ :‬إن لّله ملئكة تنقل الموات‪ ،‬لم أقف عليه‪ ،‬ولكن قككد‬
‫نقل إلينا عن العز يوسككف الزرنككدي أبككي السككادة الزرنككديين المككدنيين‪ ،‬وهككو‬
‫ممن لم يمت بالمدينة‪ ،‬أنه رؤي فككي النككوم وهككو يقكول‪ :‬للككرائي سككلم علككى‬
‫أولدي‪ ،‬وقل لهم إني قد حملت إليكم‪ ،‬ودفنت بالبقيع عند قبر العباس‪ ،‬فككإذا‬
‫أرادوا زيارتي فليقفوا هناك‪ ،‬ويسككلموا ويككدعوا‪ ،‬ونحككوه مككا حكككاه البككدر ابككن‬
‫فرحون‪ ،‬أن محمد بن إبراهيم المؤذن حكى له أنه حمل ميتا ً في أيام الحاج‪،‬‬
‫ولم يجد من يساعده عليه‪ ،‬غير شخص واحد‪ ،‬قككال‪ :‬فحملنككاه ووضككعناه فككي‬
‫اللحد‪ ،‬ثم ذهب الرجل‪ ،‬وجئت أنا باللبن‪ ،‬لجل اللحكد‪ ،‬فلكم أجكد الميكت فكي‬
‫اللحد‪ ،‬فذهبت وتركت القبر على حاله‪ ،‬وحكككى البككدر أيض كا ً أن شخص كا ً كككان‬
‫يقال له ابن هيلن من المبالغين في التشيع‪ ،‬بحيث يفضككي إلككى مككا يسككتقبح‬
‫في حق الصحابة مع السراف على نفسه‪ ،‬بينما هككو يهككدم حائطكًا‪ ،‬إذ سككقط‬
‫عليه‪ ،‬فهلك فدفن بالبقيع‪ ،‬فلم يوجد ثاني يوم في القبر الذي دفككن فيككه‪ ،‬ول‬
‫التراب الذي ردم به القبر‪ ،‬بحيث يستدل بذلك لنبشه‪ ،‬وإنما وجد اللبن علككى‬
‫حاله حسبما شاهده الجم الغفير‪ ،‬حتى كان ممن وقف علككى قككبره القاضككي‬
‫ل‪ ،‬إلككى أن‬ ‫جمال الدين المطري‪ ،‬وصار النككاس يجيئون لرؤيتككه أرسككال ً أرسككا ً‬
‫اشتهر أمره‪ ،‬وعد ذلك من اليات التي يعتبر بها من شرح الّله صدره‪ ،‬نسأل‬
‫الّله السلمة‪.‬‬
‫)‪ (251‬حديث‪ :‬إن لّله ملئكة في الرض‪ ،‬تنطق على ألسنة بني آدم‪ ،‬بما‬
‫في المرء من الخير والشر‪ ،‬المحاملي في أمككاليه الصككبهانية‪ ،‬ومككن طريقككه‬
‫الديلمي من حديث يونس بككن محمككد‪ ،‬حككدثنا حككرب بككن ميمككون الكككبير عككن‬
‫النضر بن أنس عن أنس‪ ،‬قال‪] :‬ص ‪ [128‬مككرت جنككازة فككأثنوا عليهككا خيككرًا‪،‬‬
‫فقال رسول الّله صلى الّله عليه وسلم‪ :‬وجبت‪ ،‬ثم مر بككأخرى فككأثنوا عليهككا‬
‫شرًا‪ ،‬فقال‪ :‬وجبت‪ ،‬فسئل عن ذلك‪ ،‬فقال‪ :‬وذكره‪ ،‬كذا رويناه بعلو في جككزء‬
‫بيتي ابنة عبد الصمد الهرثمية‪ ،‬بل أخرجه الحككاكم فككي الجنككائز مككن صككحيحه‬
‫من هذا الوجه‪ ،‬وقال‪ :‬إنه صحيح على شرط مسلم‪.‬‬

‫ت‪ ،‬في‪ :‬لو علم الناس‪.‬‬


‫)‪ (252‬حديث‪ :‬إن المسافر وماله على قل ِ‬

‫)‪ (253‬حديث‪ :‬إن المعونة تأتي من الّله للعبد على قدر المؤونة‪ ،‬وإن‬
‫الصككبر يككأتي مككن الل ّككه للعبككد علككى قككدر المصككيبة‪ ،‬الككبيهقي فككي الشككعب‪،‬‬
‫والعسكري في المثال‪ ،‬من حدبث بقية‪ ،‬حدثنا معاوية بن يحيى عن أبي بكر‬
‫القيسي عن أبي الزناد عن العرج‪ ،‬عن أبي هريرة به مرفوعًا‪ ،‬وهو عند ابن‬
‫شاهين والبزار بهذا اللفظ‪ ،‬ورواه القضككاعي مككن حككديث بقيككة عككن معاويككة‪،‬‬
‫فقال‪ :‬عن عبد الّله بن ذكوان‪ ،‬هو أبو الزناد وذكره‪ ،‬وأخرجه الككبيهقي أيضككًا‪،‬‬
‫وابن الشخير في الثاني من فوائده من طريق الدراوردي عن عباد بن كككثير‪،‬‬
‫وطارق بن عمار‪ ،‬كلهمككا عككن أبككي الزنككاد بككه‪ ،‬بلفككظ‪ :‬أنككزل الل ّككه عككز وجككل‬
‫المعونة على قدر المؤونة‪ ،‬وأنزل الصبر عند البلء‪ ،‬وقال البيهقي‪ :‬إنككه تفككرد‬
‫به عباد‪ ،‬وطارق‪ ،‬وقيل‪ :‬عن عباد عن طككارق‪ ،‬وهككو أصككح‪ ،‬قككال‪ :‬ورواه أيضكا ً‬
‫عمر بن طلحة‪ ،‬عن محمد بن عمرو‪ ،‬عن أبي سلمة‪ ،‬عن أبي هريككرة نحككوه‪،‬‬
‫وعنده أيضا ً من حديث ابن أبي الحواري حكدثنا عبكد العزيكز بكن عمككر‪ ،‬قككال‪:‬‬
‫أوحى الّله إلى داود عليه السلم‪ :‬يا داود اصبر على المؤونة‪ ،‬تأتككك المعونككة‪،‬‬
‫وإذا رأيت لي طالبا ً فكن له خادمًا‪.‬‬

‫)‪ (254‬حديث‪ :‬إن من الذنوب ذنوبا ً ل يكفرها الصلة‪ ،‬ول الصوم‪ ،‬ول‬
‫الحج‪ ،‬ويكفرها الهم في طلب المعيشة‪ ،‬الطككبراني‪ ،‬وأبككو ُنعيككم فككي الحليككة‪،‬‬
‫عن أبي هريرة به مرفوعًا‪ ،‬وهو عند الخطيككب أيضكا ً فككي تلخيككص المتشككابه‪،‬‬
‫وفي لفظ‪ :‬ع ََرقُ الجبين بدل الهم‪ ،‬وللديلمي عن أبي هريرة مرفوعًا‪ :‬إن في‬
‫الجنة درجة ل ينالها إل أصحاب الهموم‪ ،‬يعني في المعيشككة‪ ،‬ولبككي سككليمان‬
‫الداراني‪ :‬من بات تعبا ً من كسب الحلل فإن الّله عنه راض ]ص ‪.[129‬‬

‫)‪ (255‬حديث‪ :‬إن من الشعر لحكمة‪ ،‬البخاري من حديث عبد الرحمن‬


‫ي بن كعب‪ ،‬والترمذي من حديث عاصم عككن‬ ‫ُ‬
‫بن السود بن عبد يغوث عن أب ّ‬
‫زر عن عبد الّله بن مسعود‪ ،‬كلهما به مرفوعكًا‪ ،‬ولبككي دلكود والترمككذي مكن‬
‫حديث سماك بن حرب عن عكرمة عن ابككن عبككاس‪ ،‬رفعككه‪ :‬إن مككن الشككعر‬
‫حكمًا‪ ،‬وأوله عند أبي داود‪ :‬جاء أعرابي إلى النككبي صككلى الل ّككه عليككه وسككلم‪،‬‬
‫فجعل يتكلم بكلم‪ ،‬فقال رسول الّله صلى الّله عليه وسككلم‪ :‬إن مككن البيككان‬
‫سحرًا‪ ،‬وإن‪ ،‬وذكره‪ ،‬وعند الطبراني من حديث زائدة عن سماك‪ ،‬فيه جملككة‬
‫أخرى‪ ،‬وهي‪ :‬كان رسول الّله صككلى الل ّككه عليككه وسككلم يتمثككل مككن الشككعار‪:‬‬
‫ويأتيك من الخبار من لم تزود‪ ،‬وعنده من حديث مطر الوراق‪ ،‬عن أبي يزيد‬
‫المديني عن ابن عباس رفعه‪ :‬إن من الشعر حكمًا‪ ،‬وإن مككن البيككان سككحرًا‪،‬‬
‫ولبي داود من حديث صخر بن عبد الّله بن بريدة عن أبيه عن جده مرفوعًا‪:‬‬
‫ل‪ .‬وفي البككاب‬ ‫إن من البيان سحرًا‪ ،‬وإن من الشعر حكمًا‪ ،‬وإن من القول عي ً‬
‫عن جماعة آخرين)‪ ،(1‬والمعنى أن من الشعر ما يحث على الحسككن‪ ،‬ويمنككع‬
‫من القبيح‪ .‬لن أصل الحكم في اللغة المنع‪ .‬ومنه حكمة الدابة‪ .‬لنهككا تمنهعككا‬
‫أن تنصرف كيف شاءت‪ ،‬قاله العسكري‪ ،‬قال‪ :‬وفي بعض كتككب المتقككدمين‪:‬‬
‫أحكموا سفهاءكم‪ .‬أي امنعوهم عن القبيح‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫)‪ (1‬منهم عائشة‪ ،‬رواه السهمي في تاريخ جرجان‪.‬‬

‫)‪ (256‬حديث‪ :‬إن من الناس مفاتيح للخير‪ ،‬مغكاليق للشكر‪ ،‬وإن مكن‬
‫الناس مفاتيح للشر‪ ،‬مغاليق للخير‪ ،‬فطككوبى لمككن جعككل الل ّككه مفاتيككح الخيككر‬
‫على يديه‪ ،‬وويل لمن جعل الّله مفاتيح الشر على يديه‪ ،‬ابن ماجه في السنة‬
‫من سننه‪ ،‬والطيالسي في مسنده‪ ،‬كلهما من حديث محمد بككن أبككي حميككد‪،‬‬
‫عن حفص بن عبد الّله‪ ،‬بن أنس بن مالك‪ ،‬عن جككده أنككس رفعككه بككه‪ ،‬وقيككل‬
‫عن ابن أبي حميد عن موسى بن وردان عن حفككص‪ ،‬ولكككن ابككن أبككي حميككد‬
‫منكر الحديث‪ ،‬وله شاهد عن سهل بن سعد‪ ،‬أخرجه ابن ماجه أيض كًا‪ ،‬بلفككظ‪:‬‬
‫إن لهذا الخير خزائن‪ ،‬ولتلك الخككزائن مفاتيككح لككه‪ ،‬فطككوبى لعبككد جعلككه الل ّككه‬
‫مفتاحا ً للخير‪ ،‬مغلقا ً للشر‪ ،‬وويل لعبد جعله الّله مفتاحا ً للشر‪ ،‬مغلقا ً للخير‪،‬‬
‫وفيه عبد الرحمن بن زيد بن أسلم‪ ،‬ضعيف أيضا ً ]ص ‪.[130‬‬

‫)‪ (257‬حديث‪ :‬إن الميت يرى النار في بيته سبعة أيام‪ ،‬قال البيهقي في‬
‫مناقب المام أحمد‪ :‬قال ابن منيع‪ :‬سئل عنه أحمد‪ ،‬فقال‪ :‬باطل ل أصل لككه‪،‬‬
‫وهو بدعة‪ .‬قلت‪ :‬وينظر معناه‪ ،‬وقد أخرجه أبو داود فككي سككننه عككن عائشككة‪،‬‬
‫قالت‪ :‬لما مات النجاشي كنا نتحدث أنه ل يزال يرى على قبره نور‪ .‬وترجككم‬
‫عليه‪ :‬النور يرى عند قبر الشهداء‪.‬‬

‫)‪ (258‬حديث‪ :‬إن الميت يؤذيه في قبره ما كان يؤذيه في بيته‪ ،‬الديلمي‬
‫بل سند‪ ،‬عن عائشككة مرفوعكًا‪ ،‬ويشككهد لككه مككا أخرجككه أبككو داود وابككن مككاجه‬
‫وغيرهما‪ ،‬مرفوعًا‪ :‬كسر عظم الميت ككسر عظمه حيًا‪.‬‬

‫)‪ (259‬حديث‪ :‬إن نوحا ً عليه السلم اغتسل‪ ،‬فكرأى ابنكه ينظكر إليكه‪،‬‬
‫فقال‪ :‬تنظر إلي وأنا أغتسل حار الّله لونك‪ ،‬قال‪ :‬فاسود فهو أبككو السككودان‪،‬‬
‫الحاكم عن ابن مسعود موقوفكًا‪ ،‬وقككال‪ :‬إنككه صككحيح السككناد‪ ،‬ولككم يخرجككاه‪.‬‬
‫ولبن أبي حاتم والحاكم أيضا ً من حديث أبي هريرة مرفوعًا‪ :‬ولد لنوح سام‪،‬‬
‫وحام‪ ،‬ويككافث‪ ،‬فولككد لسككام العككرب‪ ،‬وفككارس‪ ،‬والككروم‪ .‬وولككد لحككام القبككط‪،‬‬
‫والبربر‪ ،‬والسودان‪ .‬وولد ليافث ياجوج‪ ،‬وماجوج‪ ،‬والترك‪ ،‬والصقالبة‪ ،‬وسنده‬
‫ضعيف‪.‬‬

‫)‪ (260‬حديث‪ :‬إن هذا العلم دين‪ ،‬فانظروا عمن تأخذون دينكم‪ ،‬مسلم‬
‫عن ابن سيرين من قوله‪.‬‬

‫)‪ (261‬حديث‪ :‬إن الورد خلق من عرق النبي صلى الّله عليه وسلم‪ ،‬أو‬
‫من عرق البراق‪ ،‬قال النووي‪ :‬ل يصح‪ ،‬وكذا قال شيخنا‪ :‬إنه موضوع‪ ،‬وسبقه‬
‫لذلك ابن عساكر‪ ،‬وهو في مسند الفردوس‪ ،‬بلفظ‪ :‬الورد البيككض خلككق مككن‬
‫عرقي ليلة المعراج‪ ،‬والورد الحمر خلق مككن عككرق جبريككل‪ ،‬والككورد الصككفر‬
‫من عرق البراق‪ ،‬رواه من طريق مكي بن بندار الزنجاني‪ ،‬حدثنا الحسن بككن‬
‫علي بن عبد الواحد القرشي‪ ،‬حدثنا هشام بن عمار عن الزهري‪ ،‬عككن أنككس‬
‫به مرفوعًا‪ ،‬ثم قال‪ :‬قال أبو مسعود‪ :‬حدث به أبو عبد الّله الحاكم عن مكي‪،‬‬
‫ومكي تفرد به‪ ،‬انتهى‪ .‬ورواه أبو الحسين ابككن فككارس اللغككوي فككي الريحككان‬
‫والراح له‪ ،‬عن مكي به‪ ،‬ومكي ممن اتهمككه الككدارقطني بالوضككع‪] ،‬ص ‪[131‬‬
‫وله طريق أخككرى رواه أبككو الفككرج النهروانككي فككي الخككامس والتسككعين مككن‬
‫"الجليس الصالح" له من طريق محمد بن عنبسة بن حماد‪ ،‬حككدثنا أبككي عككن‬
‫جعفر بن سليمان عن مالك بن دينار‪ ،‬عن أنككس‪ ،‬رفعككه‪ :‬لمككا عككرج بككي إلككى‬
‫السماء بكت الرض من بعدي‪ ،‬فنبككت اللصككف مككن بكائهككا‪ ،‬فلمككا أن رجعككت‬
‫قطر من عرقي على الرض‪ ،‬فنبت ورد أحمر‪ ،‬أل من أراد أن يشككم رائحككتي‬
‫كبر‪ ،‬قال‪ :‬وما أتى به هككذا‬ ‫فليشم الورد الحمر‪ ،‬ثم قال أبو الفرج‪ :‬الل ّ َ‬
‫صف ال َ‬
‫الخبر فهو اليسير من كثير مما أكرم الل ّككه تعككالى بككه نككبيه‪ ،‬ودل علككى فضككله‬
‫ورفيع منزلتككه‪ ،‬قككال‪ :‬وقككد روينككا معنككاه مككن طككرق‪ ،‬لكككن حضككرنا منهككا هككذا‬
‫فذكرناه‪ ،‬انتهى‪ .‬ولبي الحسين ابن فارس أيضا ً مما عزاه لهشام بككن عككروة‬
‫عن أبيه عن عائشة مرفوعًا‪ :‬من أراد أن يشم رائحتي فليشم الورد الحمر‪.‬‬

‫)‪ (262‬حديث‪ :‬إن حدثت أن جبل ً زال عن مكانه فصدق‪ ،‬وإن حدثت أن‬
‫رجل ً زال عن خليقته فل تصدق‪ ،‬ابن وهب في القدر له من حديث عقيل بككن‬
‫خالد‪ ،‬عن ابن شهاب الزهري رفعه مرسل ً بهذا‪ ،‬وأخرجه أحمككد فككي مسككنده‬
‫من حديث الزهري عن أبي الدرداء رضككي الل ّككه عنككه‪ ،‬قككال‪ :‬بينمككا نحككن عنككد‬
‫رسول الّله صلى الّله عليه وسلم نتذاكر ما يكون‪ ،‬إذ قال رسول الل ّككه صككلى‬
‫الّله عليه وسككلم‪ :‬إذا سككمعتم بجبككل زال عككن مكككانه فصككدقوا‪ ،‬وإذا سككمعتم‬
‫برجل زال عن خلقه فل تصدقوا‪ ،‬فإنه يصير إلى ما جبل إليككه‪ ،‬وهككو منقطككع‪،‬‬
‫فككالزهري لككم يككدرك أبككا الككدرداء‪ ،‬ولكككن لككه شككواهد منهككا مككا فككي المثككال‬
‫خْلككق‪ ،‬إنككك‬ ‫خلق كتغير ال َ‬‫للعسكري من حديث أبي هريرة مرفوعًا‪ :‬إن تغير ال ُ‬
‫خلقكه‪ ،‬ومنهكا مكا فكي المعجكم الككبير‬ ‫خلقكه‪ ،‬حكتى تغيكر ُ‬
‫ل تستطيع أن تغير َ‬
‫ّ‬
‫للطبراني من حديث عبد الله بن ربيعة‪ ،‬قككال‪ :‬كنككا عنككد ابككن مسككعود‪ ،‬فككذكر‬
‫ل‪ ،‬فذكروا من خلقه فقال ابككن مسككعود‪ :‬أرأيتككم لككو قطعتككم رأسككه‬ ‫القوم رج ً‬
‫أكنتم تستطيعون أن تعيدوه‪ ،‬قالوا‪ :‬ل‪ ،‬قككال‪ :‬فيككده‪ ،‬قككالوا‪ :‬ل‪ ،‬قككال‪ :‬فرجلككه‪،‬‬
‫خلقه‪ ،‬ومنهككا‬ ‫خلقه حتى تغيروا َ‬ ‫قالوا‪ :‬ل‪ ،‬قال‪ :‬فإنكم لن تستطيعوا أن تغيروا ُ‬
‫ما في "أنس العاقل" لبي النرسي من حديث إسرائيل بككن يككونس بككن أبككي‬
‫إسحاق السبيعي‪ ،‬أنه سمع جده أبا إسحاق يقول لبيه يونس المذكور‪ :‬يا أبككا‬
‫اسرائيل! إن بلغك أن رجل ً مات فصدق‪ ،‬وإن بلغككك أن غني كا ً افتقككر فصككدق‪،‬‬
‫وإن بلغك أن فقيرا ً أفاد ]ص ‪ [132‬مككال ً فصككدق‪ ،‬وإن بلغككك أن أحمككق أفككاد‬
‫عقل ً فل تصدق‪ ،‬ومنها مككا فككي الفككراد للككدارقطني مككن حككديث أبككي هريككرة‬
‫ن علككى قككوم‪ ،‬فككألهمهم‪ ،‬فككأدخلهم فككي رحمتككه‪،‬‬ ‫م ّ‬ ‫مرفوعًا‪ :‬إن الّله عز وجل َ‬
‫وابتلى قومًا‪ ،‬وذكر كلمككة فلككم يسككتطيعوا أن يرحلككوا عمككا ابتلهككم فعككذبهم‪،‬‬
‫وذلك عدله فيهم‪ ،‬إلى غير ذلك‪ ،‬كحككديث ابككن مسككعود‪ :‬فككرغ مككن أربككع مككن‬
‫خُلق‪ ،‬كما سيأتي فككي‪ :‬جككف القلككم‪ ،‬مككن الجيككم‪ ،‬وكقككوله‪ :‬إن الل ّككه‬ ‫خْلق وال ُ‬
‫ال َ‬
‫قسم بينكم أخلقكم‪ ،‬كما قسم بينكم أرزاقكم‪ ،‬مما بينته في بعض الجوبككة‪.‬‬
‫ولبعضهم‪:‬‬
‫ً‬
‫ومن تحلى بغير طبع * يرد قسرا إلى الطبيعة‬
‫كخاضب الشيب في ثلث * تهتك أستاره الطبيعة‬

‫)‪ (263‬حديث‪ :‬إن كان الكلم من فضة فالصمت من ذهب‪ ،‬ابن أبككي‬
‫الدنيا في الصمت من طريق الوزاعي‪ ،‬قال‪ :‬قال سككليمان بككن داود عليهمككا‬
‫السلم‪ ،‬وذكره‪ ،‬ومن طريق ابن المبارك وسككئل عككن قككول لقمككان لبنككه إن‬
‫كان الكلم من فضة‪ ،‬فإن الصمت من ذهب‪ ،‬فقال عبد الّله‪ :‬يقككول لككو كككان‬
‫الكلم بطاعة الّله من فضة‪ ،‬فإن الصمت عن معصية الل ّككه مككن ذهككب‪ ،‬ومككن‬
‫طريق ابن المبارك أنه ذكر أبياتا ً وساقها وآخرها‪ :‬إن كان من فضة كلمك يا‬
‫نفس‪ ،‬فإن السكوت من ذهب‪.‬‬

‫)‪ (264‬حديث‪ :‬إن لم تكن العلماء أولياء‪ ،‬فليس لل ّككه ولككي‪ ،‬ل أعرفككه‬
‫حديثًا‪ ،‬وكذا‪ :‬ما اتخذ الّله من ولي جاهل‪ ،‬كما سيأتي‪ ،‬نعم روينا فككي منككاقب‬
‫الشافعي للبيهقي من طريق الربيككع بككن سككليمان‪ ،‬قككال‪ :‬سككمعت الشككافعي‬
‫يقول‪ :‬إن لم تكن الفقهاء أولياء الّله فككي الخككرة فمككا لل ّككه ولككي‪ ،‬انتهككى)‪.(1‬‬
‫وكيف ل‪ ،‬والشافعي يقول‪ :‬ما أحد أورع لخالقه من الفقهاء‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫)‪ (1‬وقال أحمد‪ :‬إن لم يكن أصحاب الحديث هم البدال فما أعلم لّله أبدا ً‬
‫ل‪.‬‬
‫)‪ (265‬حديث‪ :‬أهل القرآن هم أهل الّله وخاصته‪ ،‬في‪ :‬إن لّله أهلين‪.‬‬

‫)‪ (266‬حديث‪ :‬أوتيككت جوامككع الكلككم‪ ،‬واختصككر لككي الكلم اختصككارًا‪،‬‬


‫العسكري في المثال‪ ،‬من طريق سليمان بن عبد الّله النككوفلي‪ ،‬عككن جعفككر‬
‫بن محمد عن أبيه‪ ،‬أن النبي صلى الّله عليه وسلم قال‪ :‬وذكره‪ ،‬وهو مرسككل‬
‫في ]ص ‪ [133‬سككنده مككن لككم أعرفككه‪ ،‬وللككديلمي بل سككند عككن ابككن عبككاس‬
‫مرفوعكا ً مثلككه‪ ،‬بلفكظ‪ :‬أعطيككت‪ ،‬والحككديث بككدل الكلككم‪ ،‬وعنككد الككبيهقي فككي‬
‫الشعب من طريق عبد الرزاق عن معمر عن أيوب عن أبي قلبككة‪ ،‬أن عمككر‬
‫مّر برجل يقرأ كتابا ً من التوراة‪ ،‬فذكر الحديث‪ ،‬وقوله صلى الّله عليه وسلم‪:‬‬
‫إنمككا بعثككت فاتحكا ً وخاتمكًا‪ ،‬وأعطيككت جوامككع الكلككم وفككواتحه‪ ،‬واختصككر لككي‬
‫الحديث اختصارًا‪ ،‬وللطبراني من طريق أبي الدرداء‪ ،‬قال‪ :‬جككاء عمككر‪ ،‬وذكككر‬
‫نحوه‪ ،‬ولبي يعلى من طريق خالد بن عرفطة‪ ،‬قال‪ :‬كنت عنككد عمككر فجككاءه‬
‫رجل‪ ،‬فذكره‪ ،‬وفيه قوله صلى الّله عليككه وسككلم‪ :‬يككا أيهككا النككاس قككد أوتيككت‬
‫جوامع الكلم وخواتمه‪ ،‬واختصر لي الحديث اختصارًا‪ ،‬وأصل الحديث)‪ (1‬مككن‬
‫طريق ابن سيرين عن أبي هريرة بلفظ‪ :‬أعطيت فواتح‪ ،‬وفي لفظ‪ :‬مفاتيككح‪،‬‬
‫وفي آخر‪ :‬جوامع الكلم‪ ،‬ونصرت بالرعب‪ ،‬ومن حككديث سككعيد بككن المسككيب‬
‫وأبي سلمة بن عبد الرحمن‪ ،‬كلهما عن أبي هريرة‪ ،‬بلفككظ‪ :‬أعطيككت جوامككع‬
‫الكلم‪ ،‬وفي لفظ‪ :‬بعثت بجوامع الكلم‪ ،‬ومن طريككق أبككي يككونس مككولى أبككي‬
‫هريرة عن موله‪ ،‬بلفظ‪ :‬أوتيت جوامع الكلم‪ ،‬ومككن طريككق العلء‪ ،‬عككن أبيككه‬
‫عن عبد الرحمن عن أبي هريككرة‪ ،‬بلفككظ‪ :‬أعطيككت‪ ،‬ومككن حككديث عطككاء بككن‬
‫السائب عن أبي جعفر‪ ،‬عن أبيه عن علي‪ ،‬في حديث‪ :‬أعطيت خمسًا‪ ،‬ففيه‪:‬‬
‫وأعطيت جوامع الكلم‪ ،‬وفي حديث أبككي موسككى الشككعري‪ :‬أعطيككت فواتككح‬
‫الكلم وخواتمه‪ ،‬قلنا‪ :‬يا رسول الّله‪ ،‬علمنا مما علمك الل ّككه؟ فعلمنككا التشككهد‪،‬‬
‫وفي حديث هند بن أبي هالة الطويل‪ :‬كان رسول الّله صلى الّله عليه وسلم‬
‫يتكلم بجوامع الكلم‪ ،‬قال ابن شهاب فيما نقله البخاري في الصككحيح‪ :‬بلغنككي‬
‫في جوامع الكلم‪ :‬أن الّله يجمككع لككه المككور الكككثيرة الككتي كككانت تكتككب فككي‬
‫الكتب قبله‪ ،‬في المر الواحككد‪ ،‬والمريككن‪ ،‬ونحككو ذلككك‪ ،‬انتهككى‪ .‬وحاصككله أنككه‬
‫صلى الّله عليكه وسكلم ككان يتكلكم بكالقول المكوجز‪ ،‬القليكل اللفكظ‪ ،‬الككثير‬
‫المعاني‪ ،‬وقال سليمان بن عبد الّله النوفلي‪ :‬كان يتكلم بالكلم القليل يجمع‬
‫به المعاني الكثيرة‪ ،‬وقال غيره‪ :‬يعني القرآن بقرينككة قكوله‪ :‬بعثككت‪ ،‬والقكرآن‬
‫هو الغاية في إيجاز اللفظ‪ ،‬واتساع المعاني‪ .‬وقال آخر‪ :‬القككرآن وغيككره ممككا‬
‫أوتيه في منطقه‪ ،‬فبان به من غيككره باليجككاز والبلغ والسككداد‪ ،‬ودليككل هككذا‪:‬‬
‫كان يعلمنا جوامع الكلم وفواتحه والكلم في هذا المعنى يطول ]ص ‪.[134‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫)‪ (1‬يعني في الصحيحين أو أحدهما‪.‬‬

‫)‪ (267‬حديث‪ :‬أولد المؤمنين في جبل فكي الجنكة‪ ،‬يكفلهكم إبراهيكم‬


‫وسككارة‪ ،‬حككتى يردهككم إلككى آبككاءهم يككوم القيامككة‪ ،‬الحككاكم فككي الجنككائز مككن‬
‫مستدركه‪ ،‬والديلمي في مسنده من جهة مؤمل بن إسماعيل‪ ،‬حدثنا سككفيان‬
‫الثوري عن عبد الرحمن ابن الصبهاني‪ ،‬عن أبي حككازم الشككجعي‪ ،‬عككن أبككي‬
‫هريرة مرفوعا ً بهذا‪ ،‬وقال‪ :‬صحيح على شرط الشيخين‪ ،‬ولم يخرجككاه‪ .‬وكككذا‬
‫صححه ابن حبان‪ .‬وقد تابع مؤمل ً على رفعه وكيع‪ ،‬لكن رواه ابن مهدي وأبككو‬
‫ُنعيم‪ ،‬كلهما عن الثوري فوقفاه‪ ،‬وقال الككدارقطني‪ :‬إنككه أشككبه‪ ،‬وأصككله عنككد‬
‫البخاري من حديث سمرة عن النبي صككلى الل ّككه عليككه وسككلم‪ ،‬أنككه رأى فككي‬
‫منامه جبريل وميكائيل أتيككاه‪ ،‬فانطلقككا بككه‪ ،‬وذكككر حككديثا ً طككوي ً‬
‫ل‪ ،‬وفيككه‪ :‬وأمككا‬
‫الشيخ الذي في أصل الشجرة‪ ،‬فككذاك إبراهيككم‪ .‬وأمككا الصككبيان الككذي رأيككت‪،‬‬
‫فأولد الناس‪ .‬وفي رواية‪ :‬فككإن كككل مولككود مككات علككى الفطككرة‪ ،‬وكككل بهككم‬
‫إبراهيم عليه السلم‪ ،‬يربيهككم إلككى يككوم القيامككة‪ ،‬وقككد بسككطته فككي "ارتيككاح‬
‫الكباد"‪.‬‬

‫ي صلة‪ ،‬الترمذي‬ ‫)‪ (268‬حديث‪ :‬أولى الناس بي يوم القيامة أكثرهم عل ّ‬


‫من حديث ابن مسعود رفعه بهذا‪ ،‬وقال‪ :‬حسن غريككب‪ ،‬انتهككى‪ .‬وفككي سككنده‬
‫موسى بن يعقوب الزمعي‪ ،‬وقد تفرد به فيما قاله الككدارقطني مككع الختلف‬
‫عليه فيه‪ ،‬فقيل عن عبد الّله بن شككداد عككن ابككن مسككعود بل واسككطة‪ ،‬وهككي‬
‫رواية الترمذي‪ ،‬والبخاري في تاريخه الكبير‪ ،‬وابن أبي عاصم وآخرين‪ .‬وقيل‪:‬‬
‫بإثبات أبيه بينهما‪ .‬وهي رواية أبي بكر ابن أبي شيبة‪ ،‬ومن طريقه ابن حبككان‬
‫في صحيحه‪ ،‬وأبو ُنعيم‪ ،‬وابن بشكوال‪ ،‬وآخرين‪ .‬وهي أكثر وأشهر‪ ،‬والزمعككي‬
‫قال فيه النسائي‪ :‬إنه ليس بالقوي‪ ،‬لكن وثقه ابن معيككن فحسككبك بككه‪ ،‬وكككذا‬
‫وثقه أبو داود‪ ،‬وابن حبان‪ ،‬وابن عدي‪ ،‬وجماعة‪ ،‬وأشار البخككاري فككي تككاريخه‬
‫أيضا ً إلى أن الزمعي رواه عن ابن كيسان‪ .‬عن عتبة بككن عبككد الل ّككه عككن ابككن‬
‫مسعود‪ ،‬وفيه منقبة لهل الحديث‪ ،‬فإنهم أكثر الناس صلة عليككه‪ ،‬كمككا بينتككه‬
‫في "القول البديع"‪.‬‬

‫)‪ (269‬حديث‪ :‬أول ما خلق الّله العقل)‪.(1‬‬


‫‪-------------------‬‬
‫)‪ (1‬حديث موضوع‪.‬‬

‫)‪ (270‬حديث‪ :‬أل ل تغالوا في صدق النساء‪ ،‬فإنها لو كانت مكرمة لكان‬
‫]ص ‪ [135‬أولكم بها النبي صلى الّله عليه وسلم‪ ،‬في‪ :‬كل أحد‪ ،‬من الكاف‪.‬‬

‫)‪ (271‬حككديث‪ :‬إيككاكم وخضككراء الككدمن‪ ،‬الككدارقطني فككي الفككراد‪،‬‬


‫والرامهرمزي‪ ،‬والعسكري في المثال‪ ،‬وابن عكدي فكي الكامكل‪ ،‬والقضكاعي‬
‫في مسند الشهاب‪ ،‬والخطيب فككي ايضككاح الملتبككس‪ ،‬والككديلمي مككن حككديث‬
‫الواقدي‪ ،‬حدثنا يحيى بن سعيد بن دينار عن أبي وجزة)‪ (1‬يزيد بن عبيد عككن‬
‫عطاء بن يزيد الليثي عن أبي سعيد مرفوعا ً بهذا‪ ،‬قيل‪ :‬وماذا يا رسول الّله؟‬
‫قال‪ :‬المرأة الحسناء في المنبت السوء‪ ،‬قال ابن عككدي‪ :‬تفككرد بككه الواقككدي‪،‬‬
‫وذكره أبو عبيد في الغريب‪ ،‬فقال‪ :‬يروى عن يحيى بن سعيد بن دينككار‪ ،‬قككال‬
‫ابن طاهر وابن الصلح‪ :‬يعد في أفراد الواقككدي‪ ،‬وقككال الككدارقطني‪ :‬ل يصككح‬
‫من وجه‪ ،‬انتهى‪ .‬ومعناه أنه كره نكاح الفاسدة‪ ،‬وقال‪ :‬أن أعراق السوء تنزع‬
‫أولدها‪ ،‬وتفسير حقيقته أن النبات ينبككت علككى البعككر فككي الموضككع الخككبيث‪،‬‬
‫فيكون ظاهره حسنًا‪ ،‬وباطنه قبيحا ً فاسدًا‪ ،‬فالدمن جمع دمنككة‪ ،‬وهككي البعككر‪.‬‬
‫وأنشد زفر بن الحارث‪:‬‬
‫وقد ينبت المرعى على دمن الثرى * وتبقى حزازات النفوس كما هيا‬
‫ومعنى البيت‪ :‬أن الرجلين يظهران الصلح والمودة‪ ،‬وينطويان علككى البغضككاء‬
‫والعداوة‪ ،‬كما ينبت المرعى على الككدمن‪ .‬وهككذا أكككثري أو كلككي فككي زماننككا‪،‬‬
‫والّله المستعان‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫)‪ (1‬بفتح الواو والزاي‪ ،‬بينهما جيم ساكنة‪ ،‬وفي الهندية‪ :‬وجرة‪ ،‬وهو خطأ‪.‬‬

‫)‪ (272‬حديث‪ :‬إياكم وزي العاجم‪ ،‬فككي‪ :‬تمعككددوا‪ ،‬مككن قككول عمككر‪،‬‬
‫واعتمده المام مالك حيث قال‪ :‬أميتوا سنة العجم‪ ،‬وأحيوا سنة العرب‪.‬‬

‫)‪ (273‬حديث‪ :‬إياكم والطمككع‪ ،‬فككإنه الفقككر الحاضككر‪ ،‬الطككبراني فككي‬


‫الوسط‪ ،‬والعسكري من طريق أبي بكككر ابككن عيككاش عككن منصككور بككن أبككي‬
‫ثويرة عن محمد بن أبي حميد عن محمد بن المنكدر عككن جككابر رفعككه بهككذا‪،‬‬
‫بزيادة‪ :‬وإياكم وما يعتذر منه‪ ،‬وابن أبي حميككد مجمككع علككى ضككعفه‪ ،‬ل سككيما‬
‫وقد رواه القعنبي وغيره‪ ،‬كما سيأتي بعككد حككديث ]ص ‪ [136‬عنككه بغيككر هككذا‬
‫السند‪ ،‬لكن له شواهد‪ ،‬فعند العسكري من حديث محمد بن زياد عن ميمون‬
‫بن مهران عن ابن عباس‪ ،‬قال‪ :‬قيل يا نبي الّله‪ ،‬ما الغنى؟ قال‪ :‬اليأس ممككا‬
‫في أيدي الناس‪ ،‬وإياكم والطمع‪ ،‬فإنه الفقر الحاضر‪ ،‬ومن حككديث أبككي بكككر‬
‫ابن عياش عن عاصم عن زر عن عبد الّله بن مسعود‪ :‬سئل النبي صلى الّله‬
‫عليه وسلم ما الغنى؟ فقال‪ :‬اليأس مما في أيدي الناس‪ ،‬ومن مشككي منكككم‬
‫إلى طمع فليمش رويدًا‪ ،‬وهذا عند تمام فككي فككوائده مككن حككديث جعفككر بككن‬
‫الزبير عن القاسم عن أبي أمامة‪ ،‬مرفوعًا‪ :‬أعوذ بككالّله مككن طمككع يجككر إلككي‬
‫طَبع‪ ،‬ومن طمع في غير مطمع‪ ،‬ومن طمع حيث ل مطمع‪ ،‬وهذا عنككد أحمككد‬
‫من حديث جبير بن نفير عن معاذ بن جبل بككه مرفوع كًا‪ ،‬وللطككبراني بأسككانيد‬
‫رجال أحدها ثقات مع اختلف في بعضهم عن جبير بككن نفيككر‪ ،‬أن عككوف بككن‬
‫مالك خرج إلى الناس‪ ،‬فقال‪ :‬إن رسول الّله صلى الّله عليككه وسككلم أمركككم‬
‫أن تتعوذوا من ثلث من طمع حيث ل مطمع‪ ،‬ومن طمع يرد إلى طَبع‪ ،‬ومككن‬
‫طمع إلى غير مطمع‪.‬‬

‫)‪ (274‬حديث‪ :‬إياك والشقر الزرق‪ ،‬فإنه من تحت قرنه إلى قدمه مكر‬
‫وخديعة وغدر‪ ،‬ذكره الديلمي عن ابن عمر مرفوعا ً ولم يسنده ولده‪ ،‬ويشككير‬
‫إلى ذم الزرق الشعر الماضي في‪ :‬إن الّله يحب‪ ،‬بل فكي منكاقب الشكافعي‬
‫للبيهقي أنه رحمه الّله أمر صاحبه الربيع بن سليمان يوما ً أن يشتري له عنبا ً‬
‫أبيض‪ ،‬قال‪ :‬فاشتريت له منه بدرهم‪ ،‬فلما رآه استجاده‪ ،‬وقال‪ :‬يا أبككا محمككد‬
‫ممن اشتريت هذا؟ فسميت له البائع‪ ،‬فنحى الطبق من بين يديه‪ ،‬وقال لي‪:‬‬
‫اردده عليه‪ ،‬واشتر لي من غيره‪ ،‬فقلت له‪ :‬وما شأنه؟ فقككال‪ :‬ألككم أنهككك أن‬
‫تصحب أشقر أزرق‪ ،‬فإنه ل ينجب‪ ،‬فكيف آكل من شككيء يشككترى لككي ممككن‬
‫أنهى عن صحبته‪ ،‬قال الربيع‪ :‬فرددته واعتذرت إليه واشككتريت لككه عنب كا ً مككن‬
‫غيره‪ ،‬قال الربيع‪ :‬ووجه الشافعي رجل ً ليشتري لككه طيبكًا‪ ،‬فلمككا جككاءه قككال‪:‬‬
‫اشتريته من أشقر كوسج؟ فقال‪ :‬نعم‪ ،‬قال‪ :‬عد فرده عليه‪ ،‬زاد حرملككة عككن‬
‫الشافعي‪ :‬فما جاءني خير قط من أشقر‪ ،‬وعن حرملة أيض كًا‪ ،‬قككال‪ :‬سككمعت‬
‫الشككافعي يقككول‪ :‬احككذر العككور‪ ،‬والحككول‪ ،‬والعككرج‪ ،‬والحككدب‪ ،‬والشككقر‪،‬‬
‫خلككق فاحككذره‪ ،‬فككإنه‬ ‫والكوسج‪ ،‬وكل من به عاهككة فككي بككدنه‪ ،‬وكككل نككاقص ال َ‬
‫صاحب التواء‪ ،‬ومعاملتهم عسرة‪ ،‬وقال مككرة أخككرى‪ :‬فككإنهم أصككحاب خبككث‪،‬‬
‫قال ابن أبي حاتم‪ :‬هككذا إذا كككان ولدتهككم كككذلك‪ ،‬فأمككا مككن حككدثت لككه هككذه‬
‫العلل‪ ،‬وكان في الصل صحيح التركيب فل تضر ]ص ‪ [137‬مخككالطته‪ ،‬وعككن‬
‫الحميدي قال‪ :‬قال الشافعي‪ :‬خرجت إلى اليمن فككي طلككب كتككب الفراسككة‪،‬‬
‫حتى كتبتها وجمعتها‪ ،‬ثم لما كان انصرافي مررت فككي طريقككي برجككل‪ ،‬وهككو‬
‫محتبي بفناء داره‪ ،‬أزرق العينين‪ ،‬ناتئ الجبهة‪ ،‬سناط)‪ (1‬فقلت له‪ :‬هككل مككن‬
‫منزل؟ قال‪ :‬نعم‪ ،‬قال الشافعي‪ :‬وهذا النعت أخبث ما يكككون فككي الفراسككة‪،‬‬
‫ي بعشككاء‪ ،‬وطيككب‪ ،‬وعلككف لككدابتي‪،‬‬ ‫فككأنزلني‪ ،‬فرأيتككه أكككرم رجككل‪ ،‬بعككث إل ك ّ‬
‫وفراش‪ ،‬ولحاف‪ ،‬قال‪ :‬فجعلت أتقلب الليككل‪ ،‬أجمككع مككا أصككنع بهككذه الكتككب‪،‬‬
‫فلما أصبحت قلت للغلم‪ :‬أسرج فأسرج‪ ،‬فركبت ومررت عليككه‪ ،‬وقلككت لككه‪:‬‬
‫إذا قدمت مكة‪ ،‬ومررت بذي طككوى‪ ،‬فاسككأل عككن منككزل محمككد بككن إدربككس‬
‫الشافعي‪ ،‬فقال‪ :‬أمولى كنت أنا لبيك؟ فقلت‪ :‬ل‪ ،‬قال‪ :‬فهل كانت لك عندي‬
‫نعمة؟ فقلت‪ :‬ل‪ ،‬قال‪ :‬فأين ما تكلفت لككك البارحككة؟ قلككت‪ :‬ومككا هككو؟ قككال‪:‬‬
‫اشتريت لك طعاما ً بدرهمين وأدما ً بكذا‪ ،‬وعطرا ً بثلث دراهم‪ ،‬وعلفا ً لككدابتك‬
‫بدرهمين‪ ،‬وكراء الفراش واللحاف درهمين‪ ،‬قال‪ :‬فقلت يا غلم أعطه‪ ،‬فهككل‬
‫بقي من شيء؟ قال‪ :‬نعم كراء المنزل‪ ،‬فإني وسعت عليككك‪ ،‬وضككيقت علككى‬
‫نفسي بتلك الكتب‪ ،‬فقلت له بعد ذلك‪ :‬هل بقي من شككيء؟ قككال‪ :‬ل‪ ،‬قلككت‪:‬‬
‫امض‪ ،‬جزاك الّله‪ ،‬فما رأيت قط شرا ً منك‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫)‪ (1‬بضم السين وبكسرها وتخفيف النون‪ ،‬هو الذي ل لحية له أصل ً أو لحيته خفيفة‪.‬‬
‫)‪ (275‬حديث‪ :‬إياك وما يعتذر منه‪ ،‬العسكري في المثال من طريق‬
‫القعنبي‪ ،‬حدثنا محمد بن أبي حميد حدثني إسماعيل النصاري هو ابن محمد‬
‫بن سعيد بن أبي وقاص عككن أبيككه عككن جككده أن رجل ً قككال‪ :‬يككا رسككول الل ّككه‪،‬‬
‫أوصني وأوجز‪ ،‬فقال‪ :‬عليك باليأس مما في أيدي الناس‪ ،‬فإنه الغنى‪ ،‬وإيككاك‬
‫والطمع فإنه الفقر الحاضر‪ ،‬وصل صلتك وأنت مودع‪ ،‬وإياك وما يعتذر منككه‪،‬‬
‫وأخرجه أبو ُنعيم في المعرفة‪ ،‬والديلمي من حديث ابن أبي فديك عن حمكاد‬
‫بن أبي حميد ‪ -‬وهككو لقككب محمككد ‪ -‬بككه‪ ،‬وقككال‪ :‬إن رجل ً مككن النصككار‪ ،‬ورواه‬
‫الحاكم في الرقاق من صحيحه من حديث أبي عامر العقدي حدثنا محمد بن‬
‫أبي حميد به مثله‪ ،‬بدون تعين كونه من النصككار‪ ،‬وقككال‪ :‬إنككه صككحيح السككناد‬
‫ولم يخرجاه‪ ،‬وهذا عجيككب فككابن أبككي حميككد مجمككع علككى ضككعفه‪ ،‬وهككو عنككد‬
‫البيهقي في الزهد‪ ،‬وسلف قبل بحديث من حديث ابن أبي حميد بسند آخككر‪،‬‬
‫وله شواهد منها عن أنس رواه الديلمي في مسنده من حككديث أبككي الشككيخ‬
‫حدثنا ابن أبي عاصم حدثنا أبي حدثنا شبيب بن بشر عن أنس‪ ،‬رفعككه‪ :‬اذكككر‬
‫الموت في صلتك‪ ،‬فإن الرجل إذا ذكر الموت في صككلته لحككري أن تحسككن‬
‫صلته‪ ،‬وصل صلة رجل ]ص ‪ [138‬ل يظن أنككه يصككلي صككلة غيرهككا‪ ،‬وإيككاك‬
‫وكل أمر يعتذر منه‪ ،‬وقال شيخنا‪ :‬إنه حسن‪ ،‬قال‪ :‬وهككو عنككد الككديلمي أيض كا ً‬
‫في حديث أوله‪ :‬اعمل لّله رأي العين‪ ،‬فإن لم تكن تراه فككإنه يككراك‪ ،‬وأسككبغ‬
‫طهككورك‪ ،‬وإذا دخلككت المسككجد فككاذكر المككوت‪ ،‬الحككديث‪ .‬وعككن أبككي أيككوب‬
‫مرفوعا ً أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق‪ ،‬وعن جابر عند الطككبراني فككي‬
‫الوسط مرفوعًا‪ ،‬ولفظه‪ :‬إياكم والطمع فإنه هككو الفقككر‪ ،‬وإيككاكم ومككا يعتككذر‬
‫منه‪ ،‬وعن ابن عمر‪ ،‬أخرجه القضاعي في مسنده من حديث ابن منيع حككدثنا‬
‫الحسن بن راشد بن عبد ربه‪ ،‬حدثني أبي عن نافع عن ابن عمر‪ ،‬قككال‪ :‬جككاء‬
‫رجل إلى النبي صلى الّله عليه وسلم فقال‪ :‬يككا رسككول الل ّككه‪ ،‬حككدثني حككديثا ً‬
‫واجعله موجزا ً لعلي أعيه‪ ،‬فقال صلى الل ّككه عليككه وسككلم‪ :‬صككل صككلة مككودع‬
‫كأنك ل تصلي بعدها‪ ،‬وآيس مما في أيدي الناس تعش غنيًا‪ ،‬وإياك وما يعتذر‬
‫منه‪ ،‬وكذا هو في السادس من فوائد المخلص‪ ،‬حككدثنا عبككد الل ّككه هككو البغككوي‬
‫ابن بنت أحمد بن منيع‪ ،‬حدثنا ابن راشد به‪ ،‬وأخرجه العسكري عن ابن منيككع‬
‫أيضا ً به‪ ،‬ورواه الطبراني في الوسط عن البغككوي‪ ،‬حككدثنا الحسككن بككن علككي‬
‫الواسطي‪ ،‬حدثنا أبي علي بن راشد أخبرني أبي راشد بن عبد الّله عن نافع‪،‬‬
‫سمعت ابن عمر‪ ،‬وذكر نحوه بلفظ‪ :‬صل صلة مودع‪ ،‬فإنك إن كنككت ل تككراه‬
‫فإنه يراك‪ .‬وعن سعد بن عمارة أخرجه الطبراني في الكبير من طريق ابككن‬
‫إسحاق عن عبد الّله ابن أبي بكر بن حزم وغيره عن سعد بككن عمككارة أخككي‬
‫ل‪ ،‬قكال لكه‪ :‬عظنكي فكي نفسكي‬ ‫بني سعد بن بكر وككانت لكه صكحبة‪ ،‬أن رج ً‬
‫يرحمك الّله‪ ،‬قال‪ :‬إذا انتهيت إلى الصلة فأسبغ الوضوء‪ ،‬فإنه ل صلة لمن ل‬
‫وضوء له‪ ،‬ول إيمان لمن ل صلة له‪ ،‬ثم إذا صليت فصل صلة مودع‪ ،‬واتككرك‬
‫طلب كثير من الحاجات‪ ،‬فإنه فقر الحاضر‪ ،‬وأجمع اليأس ممككا عنككد النككاس‪،‬‬
‫فإنه هو الغنى‪ ،‬وانظر ما يعتذر منه من القول والفعل فاجتنبه‪ ،‬وهو موقوف‪،‬‬
‫وكذا أخرجه البخاري في تاريخه مككن طريقيككن عككن ابككن إسككحاق‪ ،‬قككال فككي‬
‫أحدهما‪ :‬إنه سعد‪ ،‬وفي الخر‪ :‬إنه سعيد‪ ،‬وأخرجه أحمد فككي كتككاب اليمككان‪،‬‬
‫والطبراني‪ ،‬ورجاله ثقات‪ ،‬وعن العاص بن عمرو الطفاوي رواه عبد الّله ابن‬
‫أحمد في زوائده على المسند من طريق محمد بن عبد الرحمككن الطفككاوي‪،‬‬
‫سمعت العاص قككال‪ :‬خككرج أبككو الغاديككة‪ ،‬وحككبيب بككن الحككارث‪ ،‬وأم الغاديككة‪،‬‬
‫مهككاجرين إلككى رسككول الل ّككه ]ص ‪ [139‬صككلى الل ّككه عليككه وسككلم‪ ،‬فأسككلموا‪،‬‬
‫فقالت المرأة‪ :‬أوصني يكا رسكول الّلكه؟ قكال‪ :‬إيكاك ومكا يسكوء الذن‪ ،‬وككذا‬
‫أخرجه أبو ُنعيم‪ ،‬وابن مندة‪ ،‬كلهما فككي المعرفككة‪ ،‬وهككو مرسككل‪ ،‬فالعككاص ل‬
‫صحبة له‪ ،‬بل قال شيخي في بعض تصككانيفه‪ :‬إنككه مجهككول‪ ،‬لكككن ذكككره ابككن‬
‫حبان في الثقات‪ ،‬وقال‪ :‬يعتككبر حككديثه مككن غيككر روايككة تمككام بككن بزيككع عنككه‪،‬‬
‫وذكره ابن أبي حاتم‪ ،‬ولم يذكره فيه جرحًا‪ ،‬وقال‪ :‬سمع من عمته أم الغادية‬
‫روى عنه تمام‪ ،‬ورواية تمام عنه في هذا الحديث أيضًا‪ ،‬وهي عنككد ابككن منككدة‬
‫في المعرفة‪ ،‬والخطيب في المؤتلف من طريقه عككن العككاص عككن عمتككه أم‬
‫الغادية‪ ،‬قالت‪ :‬خرجت مع رهط من قومي إلى النبي صلى الّله عليه وسككلم‪،‬‬
‫فلما أردت النصراف‪ ،‬قلت‪ :‬يا رسول الل ّككه أوصككني‪ ،‬قككال‪ :‬إيككاك ومككا يسككوء‬
‫الذن‪ ،‬وكذا أخرجه ابن سعد فككي الطبقككات‪ ،‬بزيككادة‪ :‬ثلث كًا‪ ،‬وتمككام وإن كككان‬
‫ضعيفا ً فبروايته يعتضد المرسل‪ ،‬وكذا رواه العسكري من حككديث الطفككاوي‪،‬‬
‫حدثني العاص عن حبيب وأبككي الغاديككة‪ ،‬أنهمككا خرجككا مهككاجرين‪ ،‬ومعهمككا أم‬
‫غادية‪ ،‬وذكره وهو متصل أيضًا‪ ،‬وقد روينا في المائتين لبي عثمان الصابوني‬
‫من جهة شهر بن حوشب‪ ،‬عن سعد بن عبادة أنه قال لبنه‪ :‬إياك ومككا يعتككذر‬
‫منه‪ ،‬وفي غيرها من حديث سعيد بن جبير أنه قال لبنه كذلك‪ ،‬بزيككادة‪ :‬فككإنه‬
‫ل يعتذر من خير‪.‬‬

‫)‪ (276‬حديث‪ :‬أيام التشريق‪ ،‬أيام أكل وشرب وبعال)‪ ،(1‬مسلم عن‬
‫نبيشة الخير‪ ،‬وأحمد‪ ،‬وأبو يعلى‪ ،‬وابن ماجه‪ ،‬عن أبي هريرة نحوه‪ ،‬وفي لفظ‬
‫من حديث أنس‪ :‬وقرام بدل ونعال‪ ،‬وهو بكسر القاف قال الديلمي‪ :‬ستر‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫)‪ (1‬بكسر الباء هو الجماع وملعبة الرجل أهله‪ ،‬وهذه أصح من رواية‪ :‬وقرام‪.‬‬

‫)‪ (277‬حديث‪ (1):‬ايش يخفي؟ قال‪ :‬ما ل يكون‪ ،‬قال شيخي‪ :‬ل أعرف‬
‫ل‪ ،‬قلت‪ :‬ونحوه حديث‪ :‬من أخفى سريرة صالحة أو سيئة ألبسككه الّلككه‬ ‫له أص ً‬
‫منها رداء بين الناس يعرف به‪ ،‬ولو دخل المؤمن كوة في حائط وعمل عم ً‬
‫ل‪،‬‬
‫أصبح الناس يتحدثون به‪ ،‬وروينا عن يحيى بن معاذ الككرازي‪ ،‬قككال‪ :‬مككن خكان‬
‫ل‪] :‬ص ‪[140‬‬ ‫الّله في السر هتك ستره في العلنية‪ ،‬وأنشد شعرا ً أو متمث ً‬
‫إذا المرء أخفى الخير مكتتما له * فل بد أن الخير يوما سيظهره‬
‫ويكسى رداءا ً بالذي هو عامل * كما يلبس الثوب النقي المشهرة‬
‫وقد كتبت فيه جزءًا‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫)‪ (1‬وجدت هذا الحديث في نسخة الزبيدي‪.‬‬

‫)‪ (278‬حديث‪ :‬اليمان عقد بالقلب‪ ،‬وإقرار باللسان‪ ،‬وعمل بالركان‪،‬‬


‫ابن ماجه من حديث عبد السككلم بككن صككالح الهككروي عككن علككي بككن موسككى‬
‫الرضي عن أبيه عن جعفر عن أبيه عن علي بن الحسين عن أبيه عككن علككي‬
‫رفعه بهذا‪ ،‬وحكم عليه ابن الجوزي بالوضع)‪ (1‬وذكككر الككديلمي أن علككي بككن‬
‫موسى المذكور لما دخل نيسابور وهو في عمارته علككى بغلككة شككهباء‪ ،‬خككرج‬
‫علماء البلد في طلبه‪ :‬يحيككى بككن يحيككى‪ ،‬وإسككحاق ابككن راهككويه‪ ،‬وأحمككد بككن‬
‫حرب‪ ،‬ومحمككد بككن رافككع‪ ،‬فتعلقككوا بلجككامه‪ ،‬فقككال لككه إسككحاق‪ :‬بحككق آبككائك‬
‫الطاهرين حدثنا بحديث سمعته من أبيككك؟ فقككال‪ :‬حككدثنا العبككد الصككالح أبككي‬
‫موسى بن جعفر‪ ،‬وذكره ]ص ‪.[141‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫)‪ (1‬متهما ً به عبد السلم بن صالح وبعض المتابعين لككه‪ ،‬وهككو خطككأ‪ ،‬فالحككديث صككحيح‪،‬‬
‫وعبد السلم بن صالح ثقة‪ ،‬وإنما تكلم فيه لتشيعه وذلك ل يضره‪ ،‬وانظر تعليقاتنا علككى‬
‫"تأييد الحقيقة العلية وتشييد الطريقة الشاذلية" للسيوطي‪.‬‬

‫حرف الباء الموحدة‬


‫)‪ (279‬حديث‪ :‬الباذنجان لما أكل له‪ ،‬باطل ل أصككل لككه‪ ،‬وإن أسككنده‬
‫صاحب تاريخ بلخ‪ ،‬وقد قال شيخنا‪ :‬ولم أقف عليه‪ ،‬ولكن وجككدت فككي بعككض‬
‫الجزاء من رواية أبي علي ابن زيرك‪ :‬الباذنجان شفاء‪ ،‬ل داء فيه‪ ،‬ول يصككح‪،‬‬
‫وسمعت بعض الحفاظ يقول‪ :‬إنه من وضع الزنادقة‪ ،‬وقككال الزركشككي‪ :‬وقككد‬
‫لهج به العوام حتى سمعت قائل ً منهم يقول‪ :‬هو أصح من حديث مككاء زمككزم‬
‫لما شرب له‪ ،‬وهذا خطأ قبيح‪ ،‬انتهى‪ ،‬وللديلمي مككن حككديث محمككد بككن عبككد‬
‫الّله القرشي عن جعفر بن محمد‪ ،‬قال‪ :‬كلوا الباذنجككان وأكككثروا منككه‪ ،‬فإنهككا‬
‫أول شجرة آمنت بالّله عز وجل‪ ،‬وعزاه شيخنا له عن أنس‪ ،‬وله بل سند عن‬
‫أبي هريرة مرفوعًا‪ :‬كلوا الباذنجان وأكثروا منه‪ ،‬فإنها أول شجرة رأيتهككا فككي‬
‫جنة المأوى‪ ،‬الحديث‪ ،‬وفيه‪ :‬ومن أكلها على أنهككا داء كككانت داء‪ ،‬ومككن أكلهككا‬
‫علككى أنهككا دواء كككانت دواء‪ ،‬وكلهككا باطلككة)‪ (1‬وقككد قككال حرملككة‪ :‬سككمعت‬
‫الشككافعي ينهككى عككن أكككل الباذنجككان بالليككل‪ ،‬أخرجككه الككبيهقي فككي منككاقب‬
‫الشافعي‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫)‪ (1‬للبرهان الناجي كتاب "قلئد المرجان في الوارد كذبا ً في الباذنجان" أجاد فيه‪.‬‬

‫)‪ (280‬حديث‪ :‬الباقل‪ ،‬ليس بثابت)‪.(1‬‬


‫‪-------------------‬‬
‫)‪ (1‬بل هو موضوع‪ ،‬والعبارة التي ذكرها المؤلف إنمككا تقككال فككي الضككعيف المتماسككك‪،‬‬
‫والباقلء بالمد وتخفيف اللم وبالقصر وتشديد اللم‪ ،‬الفول‪.‬‬

‫)‪ (281‬حديث‪ :‬باكروا بالصدقة‪ ،‬فإن البلء ل يتخطاها‪ ،‬أبو الشيخ في‬
‫الثواب‪ ،‬وابن أبي الدنيا‪ ،‬والبيهقي فككي الشككعب مكن حككديث بشككر بكن عبيككد‪،‬‬
‫حدثنا أبو يوسف القاضي‪ ،‬عن المختار بككن فلفككل‪ ،‬عككن أنككس مرفوعكا ً بهككذا‪،‬‬
‫ول عن عبد الّلككه بككن‬ ‫مغْ َ‬
‫وكذا رواه الصقر بن عبد الرحمن ابن بنت مالك بن ِ‬
‫إدريس عن المختار‪ ،‬وتابعهما سليمان بن عمرو النخعي وعبد العلى بن أبي‬
‫المساور‪ ،‬وهما كذابان‪ ،‬وكذا كككذب الزدي بشككرًا‪ ،‬وأمككا الصككقر فصككدقه أبككو‬
‫حاتم الرازي‪ ،‬وذكره ابن حبان ]ص ‪ [142‬في الثقككات‪ ،‬وقككال‪ :‬إن لككه حككديثا ً‬
‫مط َّين‪ ،‬وصككالح جككزرة‪ ،‬قككال شككيخنا‪ :‬ولكككن ل‬‫منكرا ً في الخلفة‪ ،‬نعم وكذبه ُ‬
‫يتبين لي أن هذا الحديث موضوع‪ ،‬يعني كما فعل ابن الجوزي‪ ،‬ل سيما وفككي‬
‫معناه ما أورده الديلمي من حديث عمرو بن قيس عن حماد بن سككلمة عككن‬
‫ثابت عن أنس رفعه‪ :‬الصدقات بالغدوات تذهب العاهات‪ ،‬وفي حككديث آخككر‪:‬‬
‫تداركوا الهمككوم والغمككوم بالصككدقات‪ ،‬يكشككف الل ّككه ضككركم‪ ،‬بككل وجككدت لككه‬
‫شاهدا ً عن علي رواه الطبراني في الوسط من حديث حمزة بككن أحمككد بككن‬
‫عبد الّله بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب حدثني عمككي عيسككى بككن‬
‫عبد الّله عن أبيه عن جده عن علي بن أبي طككالب مرفوع كا ً مثلككه‪ ،‬وقككال‪ :‬ل‬
‫يكروى عكن علكي إل بهكذا السكناد‪ ،‬انتهكى‪ .‬وعيسكى ضكعيف‪ ،‬وقكد ذككر هكذا‬
‫الحديث رزين في جامعه‪ ،‬مع أنه ليس في شيء من الصككول)‪ ،(1‬نعككم رواه‬
‫فى عن يحيى بن سعيد عن المختككار عككن أنككس‬ ‫البيهقي من حديث ابن المص ّ‬
‫موقوفًا‪ ،‬ونقل شيخنا عنه أنه قال‪ :‬المرفككوع وهككم‪ ،‬وكككذا قككال المنككذري‪ :‬إن‬
‫الموقوف أشبه)‪.(2‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫)‪ (1‬يعني الكتب الستة‪.‬‬
‫)‪ (2‬لكنه في حكم المرفوع‪ ،‬لنه ليس للرأي فيه مجال‪.‬‬

‫)‪ (282‬حديث‪ :‬البتيرا‪ ،‬عبد الحق في الحكام‪ ،‬من جهة ابن عبد الككبر‬
‫بسنده إلى أبي سعيد الخدري‪ ،‬أن النككبي صككلى الل ّككه عليككه وسككلم نهككى عككن‬
‫البتيرا‪ ،‬أن يصلي الرجل واحدة يوتر بها‪ ،‬وفيه عثمككان بكن محمككد بكن ربيعككة‪،‬‬
‫قال‪ :‬والغالب على حديثه الوهم‪ ،‬والبيهقي في المعرفة‪ ،‬في حديث من جهة‬
‫أبي منصور مولى سعد بن أبي وقاص‪ ،‬قال‪ :‬سألت ابن عمر عن وتر الليككل‪،‬‬
‫فقال‪ :‬يا بني هل تعرف وتر النهار؟ قلت‪ :‬نعم هككو المغككرب‪ ،‬قككال‪ :‬صككدقت‪،‬‬
‫ووتر الليل واحدة‪ ،‬بذلك أمر رسول الّله صلى الّله عليه وسلم‪ ،‬قلت‪ :‬يككا أبككا‬
‫عبد الرحمن‪ ،‬إن الناس يقولون هي البتيرا؟ فقال‪ :‬يا بني ليست تلك البتيرا‪،‬‬
‫إنما البتيرا أن يصلي الرجل ركعة‪ ،‬يتم ركوعها‪ ،‬وسجودها‪ ،‬وقيامها‪ ،‬ثم يقككوم‬
‫إلى الخرى فل يتم لها ركوعا ً ول سجودًا‪ ،‬ول قيامًا‪ ،‬فتلكك البكتيرا‪ ،‬وقكد قكال‬
‫النووي في الخلصة‪ :‬حديث محمد بن كعب فككي النهككي عككن البككتيرا مرسككل‬
‫ضعيف‪.‬‬
‫)‪ (283‬حديث‪ :‬البحر هو جهنم‪ ،‬أحمد في مسنده‪ ،‬من حديث صفوان بن‬
‫يعلى بن أمية عن أبيه‪ ،‬رفعه بهذا‪ ،‬فقالوا‪ :‬ليعلى فقال‪ :‬أل ترون أن الّله عككز‬
‫وجل يقول ]ص ‪} [143‬نارا ً أحككاط بهككم سككرادقها{‪ ،‬قككال‪ :‬ل‪ ،‬والككذي نفككس‬
‫يعلى بيده ل أدخلها أبدًا‪ ،‬حتى أعرض على الّله عككز وجككل‪ ،‬ول يصككيبني منهككا‬
‫قطرة حتى ألقى الّله عز وجل‪ ،‬ورواه الحاكم في الهككوال مككن هككذا الككوجه‪،‬‬
‫بلفظ‪ :‬إن البحر‪ ،‬وقال‪ :‬إنه صحيح السناد‪ ،‬وقد قدمت الرواية الصككحيحة‪ ،‬أن‬
‫جهنم تحت الرض السابعة‪ ،‬انتهى‪ ،‬وعن عبد الّله بن عمرو بن العاص‪ ،‬قككال‪:‬‬
‫إن تحت البحر نارا ً ثم ماء‪ ،‬ثم نارًا‪ ،‬أخرجه ابن أبي شيبة‪ ،‬وأبو عبيد‪ ،‬زاد أبككو‬
‫عبيد‪ :‬حتى عد سبعة أبحر‪ ،‬وزاد غيره‪ :‬وسبعة نيران)‪.(1‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫)‪ (1‬هذا مما أخذه عبد الّله بن عمرو من السرائليات‪.‬‬

‫)‪ (284‬حديث‪ :‬بخلء أمتي الخياطون‪ ،‬لم أقف عليه‪.‬‬

‫)‪ (285‬حديث‪ :‬البخيل عدو الّله ولو كان راهبًا‪ ،‬في‪ :‬السخي‪ ،‬من السين‬
‫المهملة‪ ،‬وإنه ل أصل له‪.‬‬

‫ي‪ ،‬أحمد‪ ،‬والنسائي‬ ‫)‪ (286‬حديث‪ :‬البخيل من ذكرت عنده فلم يصل عل ّ‬
‫فككي الكككبرى‪ ،‬والككبيهقي فككي الككدعوات والشككعب‪ ،‬والطككبراني فككي الكككبير‪،‬‬
‫وآخرون‪ ،‬من حديث الحسككين بككن علككي رضككي الل ّككه عنهمككا مرفوعكا ً بككه‪ ،‬زاد‬
‫بعضهم "كل البخيل"‪ ،‬وصححه ابن حبان‪ ،‬وقككال‪ :‬إنككه أشككبه شككيء روي عككن‬
‫الحسين‪ ،‬والحاكم‪ :‬وأنهما لم يخرجاه‪ ،‬ورجحه الككدارقطني بالنسككبة لمككا جككاء‬
‫عن أخيه الحسن وأبيهما‪ ،‬وله شاهد عن سعيد المقبري عن أبي هريككرة‪ ،‬بككل‬
‫وأخرجه الحاكم أيضا ً من طريق علككي بككن الحسككين عككن أبككي هريككرة‪ ،‬وكككذا‬
‫أخرجه البيهقي في الشعب‪ ،‬بلفظ‪ :‬البخيل كل البخيل من ذكرت عنككده فلككم‬
‫ي‪ ،‬وهو عند الترمذي من حديث علككي بككن أبككي طككالب بككه مرفوعكًا‪،‬‬ ‫يصل عل ّ‬
‫وقال‪ :‬إنه حسن صحيح‪ ،‬زاد في نسخة‪ :‬غريب‪ ،‬وفي الباب عن جماعة‪ ،‬كمككا‬
‫بينته في "القول البديع"‪.‬‬

‫)‪ (287‬حديث‪ :‬بدأ السلم غريبًا‪ ،‬وسيعود كما بدأ غريبًا‪ ،‬فطوبى للغرباء‪،‬‬
‫مسلم في صحيحه من حديث يزيد بن كيسان‪ ،‬عن أبي حازم عن أبي هريرة‬
‫رفعه بهذا‪ ،‬ومن حديث عاصم بككن محمككد العمككري عككن أبيككه عككن ابككن عمككر‬
‫مرفوعككًا‪ :‬إن السككلم بككدأ غريبككًا‪ ،‬وسككيعود كمككا بككدأ‪ ،‬وهككو يككأرز) ‪ (1‬بيككن‬
‫المسجدين‪ ،‬كما تأرز الحية إلى جحرها‪ ،‬وفي الباب عن أنس‪ ،‬وجابر‪ ،‬وسككعد‬
‫بن أبي وقاص‪ ،‬وسهل بن سعد‪ ،‬وسلمان‪ ،‬وابككن عبككاس‪ ،‬وابككن عمككرو‪ ،‬وابككن‬
‫مسعود‪ ،‬وعبد الرحمن ابن سّنة ]ص ‪ [144‬وعلي‪ ،‬وعمرو بن عوف‪ ،‬وواثلة‪،‬‬
‫وأبي أمامة‪ ،‬وأبي الدرداء‪ ،‬وأبي سعيد‪ ،‬وأبي موسى‪ ،‬وغيرهم)‪ ،(2‬وللككبيهقي‬
‫ل‪ :‬إن السلم بدأ غريبًا‪ ،‬وسيعود‬ ‫في الشعب من حديث شريح بن عبيد مرس ً‬
‫غريبًا‪ ،‬فطوبى للغرباء‪ ،‬أل إنه ل غربة على مؤمن‪ ،‬من مات فككي أرض غربككة‬
‫غابت عنه بواكيه‪ ،‬إل بكت عليه السماء والرض‪ ،‬وقد أنشد المام أحمد‪:‬‬
‫إذا سلف القرن الذي أنت فيهم * وخلفت في قرن فأنت غريب‬
‫‪-------------------‬‬
‫)‪ (1‬أي ينضم‪ ،‬والمراد بالمسجدين مسجدا مكة والمدينة‪.‬‬
‫)‪ (2‬وهو حديث متواتر‪ ،‬ولبن رجب الحافظ رسالة في شرحه مفيدة‪.‬‬

‫)‪ (288‬حديث‪ :‬بدلء أمتي‪ ،‬في‪ :‬البدال‪ ،‬من الهمزة‪.‬‬


‫)‪ (289‬حديث‪ :‬البر وحسن الجوار عمارة الديار‪ ،‬وزيادة العمار‪ ،‬ذكره‬
‫أبو عمر ابن عبد البر من جهة أبي مليكة عن أبي سعيد)‪ ،(1‬وقيل أبي سعيد‬
‫مرفوعا ً بهذا‪ ،‬قال‪ :‬وفيه نظر‪ ،‬وتبعه الذهبي‪ ،‬ثم شيخنا‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫)‪ (1‬يعني موقوفا ً من كلمه‪.‬‬

‫)‪ (290‬حديث‪ :‬البركة مع أكابرهم‪ ،‬ابن حبان والحاكم في صحيحهما‪ ،‬من‬


‫حديث ابن المبارك عن خالد الحذاء عككن عكرمككة عككن ابككن عبككاس مرفوعكًا‪،‬‬
‫فابن حبان‪ ،‬وكذا الطبراني في الوسط‪ ،‬وأبو بكر الشككافعي فككي الغيلنيككات‪،‬‬
‫من طريق الوليد ابن مسلم‪ ،‬والحاكم من طريق عبد الوارث بن عبيككد الل ّككه‪،‬‬
‫ونعيم بن حماد‪ ،‬والديلمي في مسنده من حديث النضر بككن طككاهر‪ ،‬أربعتهككم‬
‫عن ابن المبككارك بككه‪ ،‬قككال ابككن حبككان‪ :‬وليككس هككذا الحككديث فككي كتككب ابككن‬
‫المبارك مرفوعكًا‪ ،‬ولكم يحككدث بكه بخراسكان‪ ،‬إنمكا حككدث بكه بكدرب الككروم‪،‬‬
‫فسمعه منه أهل الشام‪ ،‬وقال الحاكم‪ :‬إنه صحيح على شرط البخككاري‪ ،‬ولككم‬
‫يخرجاه‪ ،‬وتبعه في ذلك ابن دقيق العيد فككي القككتراح‪ ،‬ونعيككم إنمككا أخككذ هككذا‬
‫الحديث عن الوليد‪ ،‬فقد رواه البزار فككي مسككنده عككن محمككد بككن سككهل بككن‬
‫عسكر حدثنا نعيم بن حماد نا الوليد بن مسلم‪ ،‬عككن ابككن مبككارك بككه‪ ،‬بلفككظ‪:‬‬
‫الخير مع أكابرهم‪ ،‬وكذا هو بهذا اللفظ عنككد بعككض مكن عككزى الحككديث إليككه‪،‬‬
‫وأيضا ً فقد رواه هشام بكن عمكار عكن الوليكد عكن خالكد موقوفكًا‪ ،‬وقيكل إنكه‬
‫الصوب‪ ،‬وله شاهد عن أنس ]ص ‪ [145‬عند ابن عدي في كامله من طريق‬
‫سعيد بن بشير عن قتادة عن أنس مرفوعا ً به‪ ،‬وقككال‪ :‬سككعيد‪ ،‬الغككالب علككى‬
‫حديثه الصدق‪ ،‬وفي المعنى مككا لبككي ُنعيككم فككي الحليككة عككن أنككس عككن ابككن‬
‫مسعود رفعه‪ :‬ل يزال الناس بخير ما أخذوا العلم عن أكككابرهم‪ ،‬فلذا أخككذوا‬
‫العلم عن أصاغرهم هلكوا‪ ،‬وللبيهقي في الشعب عن الحسن‪ ،‬قال‪ :‬ل يككزال‬
‫الناس بخير ما تباينوا‪ ،‬فإذا استووا فذلك هلكهم‪.‬‬

‫)‪ (291‬حديث‪ :‬بسم الّله في أول التشهد‪ ،‬الديلمي من حديث محمد بن‬
‫ب‪ ،‬عن)‪ (1‬ثابت بن زهيكر عكن نكافع‪ ،‬عكن ابكن عمكر أن النكبي‬ ‫عبيد بن حسا ٍ‬
‫صلى الل ّككه عليككه وسككلم قككال‪ :‬كككان يقككول قبككل أن يتشككهد‪ :‬بسككم الل ّككه خيككر‬
‫السماء‪ ،‬قال‪ :‬وكان ابن عمككر يقككوله‪ ،‬وثككابت ضككعفه ابككن عككدي‪ ،‬وأورد هككذا‬
‫الحديث في ترجمته‪ ،‬وله طريق أخرى عنه عن هشام‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن عائشة‪،‬‬
‫وللنسائي وابن ماجه والترمذي في العلل‪ ،‬والحاكم في صككحيحه‪ ،‬كلهككم مككن‬
‫حديث أيمن بن نابل‪ ،‬عن أبي الزبير‪ ،‬عن جابر قال‪ :‬كان رسككول الل ّككه صككلى‬
‫الّله عليه وسلم يعلمنا التشهد كما يعلمنككا السككورة مككن القككرآن‪ :‬بسككم الل ّككه‬
‫وبالّله‪ ،‬التحيات لّله‪ ،‬الحديث‪ ،‬ورجاله ثقات‪ ،‬إل أن أيمن أخطككأ فككي إسككناده‪،‬‬
‫وخالفه الليث وهو من أوثق الناس في أبي الزبير‪ ،‬فقال‪ :‬عنككه عككن طككاوس‬
‫وسعيد بن جبير‪ ،‬كلهما عن ابن عباس‪ ،‬ويروى في البسملة في التشهد غير‬
‫ذلك‪ ،‬ولكن قد صرح غير واحد بعدم صحته‪ ،‬كما أوضككحه شككيخنا فككي تخريككج‬
‫الرافعي‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫)‪ (1‬في الهندية‪ :‬بن‪ ،‬وهو خطأ‪.‬‬

‫قرى‪ ،‬ل أعرفه‪ ،‬ولكن قد قال العز‬‫)‪ (292‬حديث‪ :‬البشاشة خيٌر من ال ِ‬


‫الديريني)‪ ،(1‬نفعنا الّله به‪ ،‬في أبيات شعر‪:‬‬
‫قرى * فكيف الذي يأتي به وهو ضاحك‬ ‫بشاشة وجه المرء خير من ال ِ‬
‫‪-------------------‬‬
‫)‪ (1‬من كبار الصوفية‪ ،‬له كتب في التصوف وغيره نافعة‪.‬‬

‫)‪ (293‬حديث‪ :‬بشر القاتل بالقتل‪ ،‬ل أعرفه أيضًا‪.‬‬


‫)‪ (294‬حديث‪ :‬البطالة‪ ،‬في‪ :‬إن الّله يكره البطال‪.‬‬

‫)‪ (295‬حديث‪ :‬البطنة تذهب الفطنة‪ ،‬هو بمعناه عن عمرو بن العاص‪،‬‬


‫وغيره ]ص ‪ [146‬من الصككحابة‪ ،‬فمككن بعككدهم‪ ،‬كمككا بينتككه فككي الجككزء الككذي‬
‫أشرت إليه في‪ :‬إن الّله يكره الحبر السمين‪.‬‬

‫)‪ (296‬حديث‪ :‬البطيخ وفضائله‪ ،‬صنف فيه أبو عمرو النوقافي جزءًا‪،‬‬
‫وأحاديثه باطلة‪ ،‬قال أبو القاسم التيمي فيما أجاب به أبا موسى المككديني‪ :‬ل‬
‫تزيده كثرة الطرق إل ضعفًا‪ ،‬وقال النووي‪ :‬إنه غير صحيح‪.‬‬
‫‪ - 297‬حديث‪ :‬بعثت بجوامع الكلم‪ ،‬في‪ :‬أوتيت‪ ،‬من الهمزة‪.‬‬
‫‪ - 298‬حديث‪ :‬بعثت بالحنيفية السمحة‪ ،‬في‪ :‬إني بعثت‪ ،‬من الهمزة أيضا‪ً.‬‬
‫‪ - 299‬حديث‪ :‬بعثت في زمن الملك العادل‪ ،‬في‪ :‬ولدت‪.‬‬
‫‪ - 300‬حديث‪ :‬بعثت لتمم مكارم الخلق‪ ،‬في‪ :‬إنما بعثت‪ ،‬من الهمزة أيضًا‪.‬‬
‫‪ - 301‬حديث‪ :‬بلوا أرحامكم ولو بالسلم‪ ،‬العسكري من حديث إسماعيل بن‬
‫عياش عن مجمع بن جارية النصاري‪ ،‬عن عمه‪ ،‬عككن أنككس رفعككه بككه‪ ،‬وفككي‬
‫الباب عن أبي الطفيككل‪ ،‬عنككد الطككبراني‪ ،‬وابككن لل‪ ،‬وعككن سككويد بككن عككامر‪،‬‬
‫وبعضها يقوي بعضًا‪.‬‬
‫‪ - 302‬حديث‪ :‬بني الدين على النظافة‪ ،‬ذكره في الحياء‪ ،‬وقال مخرجه‪ :‬لككم‬
‫أجده‪ ،‬وفي الضعفاء لبن حبكان مكن حككديث عائشكة مرفوعكًا‪ :‬تنظفكوا‪ ،‬فككإن‬
‫السلم نظيف‪ ،‬وكذا هو عند الطبراني في الوسط‪ ،‬والدارقطني في الفراد‬
‫من حديث نعيككم بكن مكوّرع‪ ،‬عكن هشكام بكن عكروة‪ ،‬عككن أبيككه‪ ،‬عككن عائشكة‬
‫مرفوعًا‪ ،‬بلفككظ‪ :‬السككلم نظيككف فتنظفككوا‪ ،‬فككإنه ل يككدخل الجنككة إل نظيككف‪،‬‬
‫ونعيم ضعيف‪ ،‬وعككزى الككديلمي إلككى الطككبراني عككن ابككن مسككعود‪ ،‬مرفوعكًا‪:‬‬
‫والنظافككة تككدعو إلككى اليمككان‪ ،‬وفككي البككاب مككا رواه الطككبراني عنككه‪ ،‬قككال‬
‫العراقي‪ :‬وهو عند الطبراني في الوسط‪ ،‬وسنده ضككعيف جككدًا‪ ،‬قلككت‪ :‬وفككي‬
‫الترمذي‪ :‬إن الّله نظيف يحب النظافة‪ ،‬وهو بعض حككديث ذكككره مطككول ً فككي‬
‫كتاب الستئذان من حديث سعد‪ ،‬يعني ابن مالككك أحككد العشككرة‪ ،‬وقككال‪ :‬إنككه‬
‫غريب‪ ،‬وخالد بن الياس أو إياس‪ ،‬يعني راويه ضعيف‪ ،‬وأبككو ُنعيككم ]ص ‪[147‬‬
‫في الحلية عنه من طريق بقية بن الوليد‪ ،‬عن أبي توبة عككن عبككاد بككن كككثير‪،‬‬
‫عن ابن طاوس عن أبيه‪ ،‬عن ابن عمر مرفوعًا‪ :‬إن من كرامة المؤمن علككى‬
‫الّله عز وجل نقاء ثوبه‪ ،‬ورضاه باليسير‪ ،‬ولبي ُنعيم من حديث الوزاعي عن‬
‫حسان بن عطية‪ ،‬عن محمد بن المنكدر‪ ،‬عن جابر أن النبي صلى الّله عليككه‬
‫وسلم‪ ،‬رأى رجل ً وسخة ثيابه‪ ،‬فقال‪ :‬أما وجد هذا شيئا ً ينقكي بكه ثكوبه‪ ،‬ورأى‬
‫رجل ً شعث الرأس‪ ،‬فقال‪ :‬أما وجد هذا شيئا ً يسكن بككه شككعره؟ وفككي لفككظ‪:‬‬
‫رأسه بدل شعره‪.‬‬
‫‪ - 303‬حديث‪ :‬بورك لمتي في بكورها‪ ،‬في‪ :‬الّلهم بارك‪.‬‬
‫‪ - 304‬حديث‪ :‬البلد بلد الّله‪ ،‬والعباد عباد الّله‪ ،‬فأي موضع رأيكت فيكه رفقكا ً‬
‫فأقم‪ ،‬أحمد‪ ،‬والطبراني من حديث الزبير بسند ضعيف‪.‬‬
‫‪ - 305‬حديث‪ :‬البلء موكل بالقول‪ ،‬القضاعي من حديث حماد بن سلمة عن‬
‫حميد عن الحسن عن جندب عن حذيفة‪ ،‬ومن حديث العلء بن عبككد الملككك‪،‬‬
‫بن هارون بن عنككترة‪ ،‬عككن أبيككه عككن جككده‪ ،‬عككن علككي‪ ،‬كلهمككا مرفوعكا ً بككه‪،‬‬
‫وحديث علي عند ابن السمعاني‪ ،‬ورواه ابن لل في المكارم من حدبث ابككن‬
‫عباس مرفوعا ً أيضًا‪ ،‬وأوله‪ :‬ما من طامة إل وفوقهككا طامككة‪ ،‬والبلء‪ ،‬وذكككره‪،‬‬
‫وهو عند البيهقي في الدلئل في حديث‪ :‬عرض النبي صلى الّله عليه وسككلم‬
‫نفسه على القبائل من حديث ابن عباس‪ ،‬لكن من قكول أبكي بككر الصكديق‪،‬‬
‫لما قال له علي‪ :‬لقد وقعت من هذا العرابي على باقعة‪ ،‬يعنككي الككذي دقككق‬
‫عليه في سؤاله عن نسبه‪ ،‬بعد أن كان رضي الّله عنه دقق في سؤال واحككد‬
‫منهم عن نسبه‪ ،‬بلفظ‪ :‬أجل يا أبا حسككن‪ ،‬مككا مككن طامككة إل وفوقهككا طامككة‪،‬‬
‫والبلء موكل بالقول‪ ،‬وللديلمي من حديث ابن زياد النيسابوري‪ ،‬ثم من جهة‬
‫نصر بن باب عن الحجاج‪ ،‬عن أبي إسحاق عككن عاصككم بكن ضكمرة عككن ابككن‬
‫مسككعود رفعككه بلفككظ الترجمككة‪ ،‬وزاد‪ :‬فلككو أن رجل ً عيككر رجل ً برضككاع كلبككة‬
‫لرضعها‪ ،‬وأخرجه أبو ُنعيم‪ ،‬والعسكري‪ ،‬وسنده ضعيف‪ ،‬وهو عنككد أحمككد فككي‬
‫الزهد بدون رفع‪ ،‬وأخرجه ابن أبي شيبة في الدب المفرد من رواية إبراهيم‬
‫عن ابن مسعود‪ ،‬بلفظ‪ :‬البلء موكل بالمنطق‪ ،‬لو سخرت من كلب‪ ،‬لخشيت‬
‫أن أحول كلبًا‪ ،‬وعند الخرائطي في المكارم من جهة إبراهيم أيض كا ً عككن ابككن‬
‫مسعود من قوله‪ :‬ل تستشرفوا ]ص ‪ [148‬البلية‪ ،‬فإنها مولعة بمككن تشككرف‬
‫لها‪ ،‬إن البلء موكل بالكلم‪ ،‬ورواه الديلمي أيضا ً من حككديث عبككد الملككك بككن‬
‫هارون بن عنترة عن أبيه عن جده عككن أبككي الككدرداء مرفوع كًا‪ :‬البلء موكككل‬
‫بالمنطق‪ ،‬ما قال عبد لشيء‪ :‬والّله ل أفعله‪ ،‬إل تككرك الشككيطان كككل شككيء‪،‬‬
‫وولع به حتى يؤثمه‪ ،‬وكذا هو عند الككدارقطني‪ ،‬ورواه العسكككري مككن حككديث‬
‫عة عن عطاء بن أبي رباح عن أبي الدرداء رفعه بلفككظ‬ ‫محمد بن أبي الزع َي ْزِ َ‬
‫الترجمة خاصة‪ ،‬وأخرجه ابن أبي الككدنيا فككي الصككمت مككن حككديث جريككر بككن‬
‫ل‪ :‬البلء موكككل بكالقول‪ ،‬بككل عنككده مككن حككديث‬ ‫حازم عن الحسن رفعه مرس ً‬
‫إبراهيم النخعي‪ ،‬قال‪ :‬إني لجد نفسي تحدثني بالشيء فما يمنعني أن أتكلم‬
‫به إل مخافة أن ُأبتلي به‪ ،‬وفي الباب عن أنس)‪ .(1‬أشار إليه الككديلمي‪ ،‬وقككد‬
‫أورد ابن الجوزي هذا الحديث في الموضوعات من حديثي أبي الدرداء وابككن‬
‫مسعود‪ ،‬ول يحسن بمجموع ما ذكرناه الحكم عليه بذلك‪ ،‬ويشهد لمعناه قول‬
‫النبي صلى الّله عليه وسلم للعرابي الذي دخككل عليككه يعككوده‪ ،‬وقككال لككه‪ :‬ل‬
‫بأس‪ ،‬فقال له العرابي‪ :‬بككل هككي حمككى حككتى تفككور‪ ،‬إلككى آخككره‪ :‬فنعككم إذًا‪.‬‬
‫وأنشد القاضي ابن بهلول‪:‬‬
‫ل تنطقن بما كرهت فربما * نطق اللسان بحادث فيكون‬
‫وأنشد غيره‪:‬‬
‫ل تمزحن بما كرهت فربما * ضرب المزاح عليك بالتحقيق‬
‫‪-------------------‬‬
‫)‪ (1‬رواه البيهقي في الشعب‪ ،‬بإسناد ضعيف‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫‪ - 306‬حديث‪ :‬بيت المقدس أرض المحشر والمنشر‪ ،‬ابككن مككاجه فككي سككننه‬
‫من جهة ثور بن يزيد عن زياد بن أبي سودة عككن أخيككه عثمككان عككن ميمونككة‬
‫مولة النبي صلى الّله عليه وسلم‪ ،‬قالت‪ :‬قلت يا رسول الّله‪ ،‬أفتنا في بيككت‬
‫المقدس؟ قال‪ :‬أرض المحشر والمنشر‪ ،‬ائتوه فصككلوا فيككه‪ ،‬فككإن صككلة فيككه‬
‫كألف صلة في غيره‪ ،‬الحديث‪ ،‬وهكذا هو عند أبي علي ابككن السكككن وغيككره‬
‫من حديث ثور‪ ،‬وروي عن ثور أيضا ً بدون عثمان‪ ،‬وكذا هو عند أبي داود مككن‬
‫حديث سعيد بن عبد العزيز عككن زيككاد بككدون ذكككر أخيككه أيضكًا‪ ،‬وبككدون محككل‬
‫الشاهد منه‪ ،‬وكذا رواه معاوية بن صالح عن زياد‪ ،‬لكن كلفظ ابن ماجه‪.‬‬
‫‪ - 307‬حديث‪ :‬بيككت المقككدس طسككت مككن ذهككب مملككوء عقككارب‪ ،‬هككو فككي‬
‫فضككائل ]ص ‪ [149‬بيككت المقككدس مككن حككديث إسككماعيل بككن عيككاش‪ ،‬عككن‬
‫صفوان بن عميرة‪ ،‬قال‪ :‬مكتوب في التوراة‪ ،‬فذكره بلفظ‪ :‬كأس‪.‬‬
‫‪ - 308‬حديث‪ :‬بئس مطية الرجل زعموا‪ ،‬الحسن بككن سككفيان فككي مسككنده‪،‬‬
‫والطحككاوي‪ ،‬ومككن طريقككه القضككاعي مككن جهككة الوليككد بككن مسككلم‪ ،‬حككدثنا‬
‫الوزاعي‪ ،‬حدثنا يحيى بن أبي كثير‪ ،‬حدثني أبكو قلبككة‪ ،‬حككدثني أبكو عبككد الل ّككه‬
‫رفعه بهذا‪ ،‬وسنده صحيح متصل‪ ،‬أمن فيه من تدليس الوليد وتسككويته‪ ،‬لكككن‬
‫قد رواه أحمد في مسنده من حديث ابن المبارك‪ ،‬وكذا الوزاعي فجعله عن‬
‫أبي مسعود عقبة ابن عمرو البدوي بدل أبي عبد الّله‪ ،‬وأخرجه أبو داود فككي‬
‫سننه‪ ،‬وأحمد من طريق وكيع عن الوزاعي‪ ،‬فقال فيه‪ :‬عن أبي قلبة‪ ،‬قككال‪:‬‬
‫قال أبو مسعود لبي عبد الّله‪ ،‬أو قال أبو عبد الّله لبي مسعود‪ :‬مككا سككمعت‬
‫رسول الّله صلى الّله عليه وسلم يقول في زعموا‪ ،‬فقال‪ :‬وذكره‪ ،‬وكذا رواه‬
‫القضاعي من طريق أبي عاصم الضحاك بن مخلد عككن الوزاعككي‪ ،‬قككال أبككو‬
‫داود‪ :‬أبو عبد الّله هذا هو حذيفة بن اليمان‪ ،‬قال شيخنا‪ :‬كذا قال‪ ،‬وفيه نظر‪،‬‬
‫لن أبا قلبة لم يدرك حذيفة‪ ،‬وقد صرح في رواية الوليد‪ ،‬بككأن أبككا عبككد الل ّككه‬
‫حدثه والوليد أعرف بحديث الوزاعي من وكيع‪ ،‬وكذا ممن جزم بككأنه حذيفككة‬
‫القضاعي‪ ،‬وقال‪ :‬إنه كان مع أبي مسعود بالكوفة‪ ،‬وكانككا يتجالسككان‪ ،‬ويسككأل‬
‫أحدهما الخر‪ ،‬لكن ما أشار إليه شيخنا يتأيد بأن ابن منكده جكزم بكأنه غيككره‪،‬‬
‫وقككد جككزم ابككن عسككاكر بككأن أبككا قلبككة لككم يسككمع مككن أبككي مسككعود أيضكًا‪،‬‬
‫ويستأنس له بما رواه الخرائطي في المساوي له من حديث يحيككى بككن عبككد‬
‫العزيز الزدي‪ ،‬عن يحيى بن أبي كثير‪ ،‬فقال‪ :‬عن أبي المهل ّككب‪ ،‬يعنككي عمككه‪،‬‬
‫أن عبد الّله بن عامر قال‪ :‬يا أبا مسعود! ما سمعت مككن رسككول الل ّككه صككلى‬
‫الّله عليه وسلم يقول في زعموا‪ ،‬قال‪ :‬سككمعته يقككول‪ :‬بئس مطيككة الرجككل‪،‬‬
‫ورجاله موثوقون فثبت اتصاله‪ ،‬وتأكككد الجككزم بككأنه عككن أبككي مسككعود‪ ،‬وفككي‬
‫الباب عن يحيى بن هانئ عن أبيه‪ ،‬وهو أحد المخضرمين‪ ،‬أنه قال لبنه‪ :‬هككب‬
‫لي من كلمك كلمتين زعم وسوف‪ ،‬أخرجه الخرائطي في المساوي مضككافا ً‬
‫للحديث‪ ،‬وترجم لهما "كراهة إكثار الرجل‪ ،‬من قول زعمككوا" قككال الخطككابي‬
‫في المعالم‪ :‬أصل هذا أن الرجل إذا أراد الظعن في حاجة‪ ،‬والسير إلى بلككد‪،‬‬
‫ركب مطية وسار حتى يبلغ حاجته‪ ،‬فشبه النبي صككلى الل ّككه عليككه وسككلم مككا‬
‫يقدم الرجل أمام كلمككه‪ ،‬ويتوصككل بككه إلككى حككاجته مككن قككولهم زعمككوا ]ص‬
‫‪ [150‬بالمطية‪ ،‬وإنما يقال زعموا في حديث بل سند ول يثبت إنما هو شككيء‬
‫يحكى على سبيل البلغ‪ ،‬فذم النبي صلى الّله عليه وسككلم مككن الحككديث مككا‬
‫هذا سبيله‪ ،‬وأمر بالتوثق فيمككا يحكيككه‪ ،‬والتثبككت فيككه‪ ،‬فل يرويككه حككتى يكككون‬
‫معزوا ً إلى ثبت‪ ،‬انتهى‪.‬‬
‫‪ - -309‬حديث‪ :‬بين العبد وبين الكفر تككرك الصككلة‪ ،‬مسككلم مككن حككديث ابككن‬
‫جريج‪ ،‬عن أبي الزبير‪ ،‬أنه سمع جابرا ً يقول‪ :‬سمعت النبي صككلى الل ّككه عليككه‬
‫وسلم يقول‪ :‬بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلة‪ ،‬ومن حديث جرير‬
‫عن العمش عن أبي سفيان‪ ،‬سمعت جابرا ً يقول‪ :‬إن بيككن الرجككل‪ ،‬وذكككره‪.‬‬
‫ورواه أبو داود‪ ،‬والترمذي‪ ،‬وابن مككاجه‪ ،‬كلهككم مككن حككديث الثككوري عككن أبككي‬
‫الزبير به‪ ،‬وقال الترمذي‪ :‬إنه حسن صككحيح‪ ،‬وكككذا رواه حمككاد بككن زيككد‪ ،‬عككن‬
‫عمرو بن دينار‪ ،‬عن جابر في آخرين‪ ،‬وفي الباب ما سيأتي في‪ :‬ترك الصلة‪.‬‬

‫)‪ (310‬حديث‪ :‬بين كل أذانين صلة‪ ،‬ثلثًا‪ ،‬لمن شاء‪ ،‬متفق عليه مككن‬
‫حديث عبد الّله بن بريدة‪ ،‬عن عبد الّله بن مغفل مرفوعا ً بهذا ]ص ‪.[151‬‬

‫حرف التاء المثناة‬


‫)‪ (311‬حككديث‪ :‬التككاجر الجبككان محككروم‪ ،‬والتككاجر الجسككور مككرزوق‪،‬‬
‫القضاعي من حديث حماد بن سلمة عن حميد عن أنس مرفوعا ً بهذا‪.‬‬

‫)‪ (312‬حديث‪ :‬التأني من الّله والعجلة من الشيطان‪ ،‬أبو بكر ابن أبي‬
‫شيبة‪ ،‬وأبكو يعلكى عنكه‪ ،‬وابكن منيكع‪ ،‬والحكارث ابكن أبكي أسكامة‪ ،‬كلهكم فكي‬
‫مسانيدهم من حككديث سككنان بككن سككعد‪ ،‬عككن أنككس مرفوعكا ً بهككذا‪ ،‬وأخرجككه‬
‫البيهقي في سننه وغيرها‪ ،‬كذلك فسمى الراوي عن أنككس سككعد بككن سككنان‪،‬‬
‫وله شاهد عند الترمذي‪ ،‬والعسكري‪ ،‬وغيرهما‪ ،‬من حديث عبككد المهيمككن بكن‬
‫عباس بن سهل بن سعد السككاعدي‪ ،‬عككن أبيككه عككن جككده مرفوعكا ً بككه مثلككه‪،‬‬
‫ولفظه‪ :‬الناة‪ ،‬وقال الترمذي‪ :‬إنه حسن غريب‪ ،‬وقد تكلم بعضككهم فككي عبككد‬
‫المهيمن وضعفه من قبل حفظه‪ ،‬وللبيهقي من حديث محمد بككن سككواء عككن‬
‫سعيد بن سماك بن حرب به عن أبيه عن عكرمة عن ابككن عبككاس مرفوع كًا‪:‬‬
‫إذا تأنيت أصبت أو كككدت تصككيب‪ ،‬وإذا اسككتعجلت أخطككأت أو كككدت تخطككئ‪،‬‬
‫وسعيد قال فيه أبو حاتم‪ :‬إنه متروك‪ ،‬وللطبراني والعسكري والقضاعي من‬
‫حديث ابن لهيعة عن مشرح بن هاعان عن عقبة بن عامر مرفوعًا‪ :‬من تأنى‬
‫أصاب‪ ،‬أو كاد‪ ،‬ومن عجل أخطأ أو كاد‪ ،‬وللعسكري فقككط مككن حككديث سككهل‬
‫ل‪ :‬التبين من الّله‪ ،‬والعجلة مكن الشكيطان‪،‬‬ ‫بن أسلم‪ ،‬عن الحسن رفعه مرس ً‬
‫فتبينوا‪ ،‬قال‪ :‬والتبين عند أهل اللغة مثل التثبت في المور‪ ،‬والتأني‪ ،‬وقد قرأ‬
‫بعضهم إذا ضربتم فككي سككبيل الل ّككه فتثبتككوا‪ ،‬إن جككاءكم فاسككق بنبككأ فتثبتككوا‪،‬‬
‫ويشهد لها قوله صلى الّله عليه وسلم لشج عبككد القيككس إن فيككك خصككلتين‬
‫يحبهما الّله‪ ،‬الحلم والناة‪ ،‬وهو صحيح‪ ،‬وقد ورد تقييد ذلككك‪ ،‬فلبككي داود عككن‬
‫سككعد بككن أبككي وقككاص‪ :‬التككؤدة فككي كككل شككيء إل فككي عمككل الخككرة‪ ،‬قككال‬
‫العمش‪ :‬ل أعلم إل أنه رفعه‪ ،‬وللمزي في ترجمة محمد بن موسى بن أبككي‬
‫نفيع من تهذيبه عن شيخة من قومه‪ ،‬أن النبي صلى الّله عليه وسككلم‪ ،‬قككال‪:‬‬
‫الناة في كل شيء إل في ثلث‪ :‬إذا صيح يا خيككل الل ّككه‪ ،‬وإذا نككودي بالصككلة‪،‬‬
‫وإذا كانت الجنازة‪ ،‬وهذا مرسل‪ ،‬وللترمذي عن علي رفعه‪ :‬ثلثككة ل تؤخرهككا‪:‬‬
‫الصلة إذا أذنت‪ ،‬والجنازة إذا حضرت‪ ،‬واليم إذا وجدت كفؤًا‪ ،‬وسنده حسن‪.‬‬
‫وعند الغزالي عن حاتم الصم‪ ،‬قال‪ :‬العجلة من الشككيطان‪ ،‬إل فككي خمسككة‪،‬‬
‫فإنها من سنة رسول الّله صلى الّلكه عليكه وسكلم‪ ،‬إطعكام الطعكام‪ ،‬وتجهيكز‬
‫الميت‪ ،‬وتزويج البكر‪ ،‬وقضاء الدين‪ ،‬والتوبة من الذنب‪.‬‬

‫)‪ (313‬حديث‪ :‬التائب من الذنب كمن ل ذنب له‪ ،‬ابن ماجه‪ ،‬والطبراني‬
‫في الكبير‪ ،‬والبيهقي في الشعب‪ ،‬من طريككق أبككي عبيككدة بككن عبككد الل ّككه بككن‬
‫مسعود عن أبيه‪ ،‬رفعه بهذا‪ ،‬ورجاله ثقات‪ ،‬بل حسنه شيخنا يعني لشككواهده‪،‬‬
‫وال فأبو عبيدة جزم غير واحد‪ ،‬بأنه لككم يسكمع مكن أبيككه‪ ،‬ومككن شككواهده مككا‬
‫أخرجه البيهقي عن أبي عنبكة الخكولني وابكن أبكي الكدنيا‪ ،‬عكن ابكن عبكاس‪،‬‬
‫وعنده فيه من الزيادة‪ :‬والمستغفر من الذنب‪ ،‬وهو مقيم عليككه كالمسككتهزئ‬
‫بربه‪ ،‬ومن آذى مسلما ً كان عليه من الثم مثككل كككذا وكككذا‪ ،‬وسككنده ضككعيف‪،‬‬
‫فيه من ل يعرف‪ ،‬وروي موقوفًا‪ ،‬قال المنذري‪ :‬ولعله أشبه‪ ،‬بل هككو الراجككح‪،‬‬
‫ولبي ُنعيم في الحلية‪ ،‬والطبراني فككي الكككبير‪ ،‬مككن حككديث ابككن أبككي سككعيد‬
‫النصاري‪ ،‬عن أبيه مرفوعًا‪ :‬الندم توبة‪ ،‬والتائب من الذنب كمن ل ذنككب لككه‪،‬‬
‫وسنده ضعيف‪ ،‬وللديلمي عن أنس جملة الترجمة وزاد‪ :‬وإذا أحب الّله عبككدا ً‬
‫لم يضره ذنب‪ ،‬ولبن أبي الدنيا من طريق الشعبي من قوله جملة الترجمة‪،‬‬
‫ثم تل }إن الّله يحب التوابين‪ ،‬ويحب المتطهرين{‪.‬‬
‫‪ - 314‬حديث‪ :‬تبصككر القككذاة فككي عيككن أخيككك‪ ،‬وتنسككى الجككذاع فككي عينككك‪،‬‬
‫البيهقي في الشعب‪ ،‬والعسكري من حديث محمد بن حميككد عككن جعفككر بككن‬
‫برقان عن يزيد بن الصم‪ ،‬عن أبي هريرة رفعه بلفظ‪ :‬يبصر أحككدكم القككذاة‬
‫في عين أخيه‪ ،‬وينسى الجذع أو الجذل في عينه‪ ،‬ومن حككديث أبككي الشككهب‬
‫عن الحسن البصري‪ ،‬أنه قال‪ :‬يا ابن آدم تبصر القذاة في عين أخيككك‪ ،‬وتككدع‬
‫الجذع معترضا ً في عينيك‪ ،‬وللبيهقي في الشككعب عككن ابكن عمكر مكن قككوله‪:‬‬
‫كفى من البغي ثلث‪ :‬أن تبصر من الناس ما يخفى عليككك مككن نفسككك‪ ،‬وأن‬
‫تعيب عليهم فيما تأتي‪ ،‬وتؤذي جليسك بما ل يعنيك‪ ،‬قككال‪ :‬وروي معنككاه عككن‬
‫عمر‪ ،‬ومما قيل‪:‬‬
‫أرى كل إنسان يرى عيب غيره * ويعمى عن العيب الذي هو فيه‬
‫ول خير فيمن ل يرى عيب نفسه * ويعمى عن العيب الذي بأخيه‬
‫‪ - 315‬حديث‪ :‬تجدون من شر الناس ذا الوجهين‪ :‬يأتي هؤلء بككوجه‪ ،‬وهككؤلء‬
‫بوجه‪ ،‬متفق عليه عن أبي هريرة‪.‬‬
‫‪ - 316‬حديث‪ :‬تحت البحر نار‪ ،‬في‪ :‬البحر‪ ،‬من الموحدة‪.‬‬
‫‪ - 317‬حديث‪ :‬تحت كل شعرة جنابة‪ ،‬أبو داود‪ ،‬والترمذي‪ ،‬وابككن مككاجه‪ ،‬عككن‬
‫أبي هريرة مرفوعًا‪ ،‬وقال أبو داود‪ :‬إنه ضعيف‪.‬‬
‫‪ - 318‬حديث‪ :‬التحدث بالنعم شكر‪ ،‬أحمد‪ ،‬والطبراني‪ ،‬وغيرهما‪ ،‬من حككديث‬
‫أبي عبد الرحمن الشامي عن الشعبي عن النعمان بن بشير به مرفوعًا)‪.(1‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫)‪ (1‬وله طرق ذكرتها في "الربعين الغمارية في شكر النعم"‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫‪ - 319‬حديث‪ :‬تختموا بالزبرجد‪ ،‬فككإنه يسككر ل عسككر فيككه‪ ،‬قككال شككيخنا‪ :‬إنككه‬
‫موضوع‪.‬‬
‫‪ - 320‬حديث‪ :‬تختموا بالزمرد‪ ،‬فإنه ينفي الفقر‪ ،‬الككديلمي عككن ابككن عبككاس‪،‬‬
‫ول يصح أيضًا‪.‬‬
‫‪ - 321‬حديث‪ :‬تختموا بالعقيق‪ ،‬له طرق كلها واهيككة‪ ،‬فمنهككا لبككن عككدي فككي‬
‫كامله من جهة يعقوب بن الوليد‪ ،‬عن هشام بن عروة عن أبيككه عككن عائشككة‬
‫مرفوعا ً به‪ ،‬ويعقوب كذبه أحمد وأبو حاتم وغيرهما‪ ،‬وقككد تحككرف اسككم أبيككه‬
‫على بعض رواته فسماه إبراهيم‪ ،‬كذلك أخرجه ابن عدي أيضا‪ ،‬ومن طريقككه‬
‫البيهقي في الشعب‪ ،‬وله عن عائشككة طككرق بألفككاظ منهككا‪ :‬اشككتر لككه خاتمكا ً‬
‫وليكن فصه عقيقًا‪ ،‬فإنه من تختم بالعقيق لم يقكض لكه إل الككذي هككو أسكعد‪،‬‬
‫ومنها‪ :‬أكككثر خككرز أهككل الجنككة العقيككق‪ ،‬ومنهككا لبككن عككدي أيضكا ً مككن طريككق‬
‫الحسين بن إبراهيم البابي عن حميد عن أنككس مرفوعكًا‪ ،‬بلفككظ‪ :‬فككإنه ينفككي‬
‫الفقر بدل فككإنه مبككارك‪ ،‬زاد‪ :‬واليميككن أحككق بالزينككة‪ ،‬والبككابي تككالف‪ ،‬وجككزم‬
‫الذهبي في الميككزان بككأنه موضككوع‪ ،‬ومنهككا للككديلمي مككن روايككة ميمككون بككن‬
‫سليمان عن منصور بن بشر الساعدي عن مالك عن نافع عن ابن عمر عككن‬
‫عمر رفعه بلفظ‪ :‬تختموا بالعقيق‪ ،‬فإن جبريل أتاني به من الجنة‪ ،‬وقال لككي‪:‬‬
‫يا محمد تختم بالعقيق‪ ،‬وأمر أمتك أن تختم به‪ ،‬وهو موضوع على عمر فمككن‬
‫دونه إلى مالك‪ ،‬ومنها له أيضا ً من طريق علي بن مهرويه القزويني عن داود‬
‫بن سليمان عن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن‬
‫علي عن أبيه عن أبيه عن أبيككه عككن أبيككه عككن أبيككه عككن أبيككه‪ ،‬بلفككظ‪ :‬تختككوا‬
‫بالخواتم العقيق‪ ،‬فإنه ل يصيب أحدكم غم ما دام عليككه‪ ،‬وعلككي بككن مهرويككه‬
‫صدوق‪ ،‬وداود بن سليمان يقال له الغازي وهو جرجاني كذبه ابن معين‪ ،‬ولككه‬
‫نسخة موضوعة بالسككند المككذكور مككن جملتهككا‪ :‬إن الرض تنجككس مككن بككول‬
‫القلف أربعين يوما‪ ،‬وهو في أمالي الحسين بن هارون الضبي من وجه آخككر‬
‫عن أبي بكر الزرق عن جعفر به‪ ،‬ولفظككه‪ :‬مككن تختككم بككالعقيق ونقككش فيككه‬
‫}وما توفيقي إل بالّله{ وفقه الّله لكككل خيككر‪ ،‬وأحبككه الملكككان المككوكلن بككه‪،‬‬
‫وفي سنده أبو سعيد الحسن بن علي وهو كككذاب‪ ،‬وهككذا عملككه‪ ،‬ومنهككا لبككن‬
‫حبان في الضعفاء من طريق أبي بكر بن شعيب عن مالك عن الزهري عككن‬
‫عمرو بن الشريد عن فاطمة مرفوعًا‪ :‬من تختم بالعقيق لم يزل يككرى خيككرًا‪،‬‬
‫قال‪ :‬وابن شعيب يروي عن مالك ما ليس من حديثه‪ ،‬ل يحككل الحتجككاج بككه‪،‬‬
‫وهو عند الطبراني في معجمه الوسط‪ ،‬والدارقطني في الفككراد‪ ،‬بككل وعنككد‬
‫الطبراني‪ ،‬وأبي ُنعيم في الحلية‪ ،‬وغيرهما‪ ،‬من طرقه سواه‪ ،‬ومع ذلككك فهككو‬
‫باطل‪ ،‬وقد قال العقيلي‪ :‬إنه ل يثبككت فككي هككذا عككن النككبي صككلى الل ّككه عليككه‬
‫وسلم شيء‪ ،‬وذكره ابن الجوزي في الموضوعات‪ ،‬وقال‪ :‬قد ذكر حمزة بككن‬
‫الحسن الصبهاني في كتاب "التنبيه على حروف من التصحيف" قككال‪ :‬كككثير‬
‫من رواة الحككديث يككروون أن النككبي صككلى الل ّككه عليككه وسككلم‪ ،‬قككال‪ :‬تختمككوا‬
‫بالعقيق‪ ،‬وإنما قال‪ :‬تخيموا بالعقيق‪ ،‬وهو اسم واد ٍ بظاهر المدينة‪ ،‬قككال ابككن‬
‫الجوزي‪ :‬وهذا بعيد‪ ،‬وتأويله أحككق أن ينسككب إليككه التصككحيف لمككا ذكرنككا مككن‬
‫طرق الحديث‪ ،‬بل قال شيخنا‪ :‬حمزة معذور‪ ،‬فإن أقرب طرق هككذا الحككديث‬
‫كما يقتضيه كلم ابن عدي في رواية يعقوب‪ ،‬ولفظه‪ :‬تخيمككوا بككالعقيق فككإنه‬
‫مبارك‪ ،‬وهذا الوصف بعينه قكد ثبكت لكوادي العقيكق فكي حكديث عمكر الككذي‬
‫أخرجه البخاري في أوائل الحج من رواية عكرمة عككن ابككن عبككاس‪ :‬سككمعت‬
‫النبي صلى الّله عليه وسلم بوادي العقيق يقول‪ :‬أتاني الليلككة آت مككن ربككي‪،‬‬
‫فقال‪ :‬صل في هذا الوادي المبارك‪ ،‬انتهى‪ .‬وما رواه المطرز فككي اليككواقيت‬
‫عن أبي القاسم الصايغ عن إبراهيم الحربي أنه سئل عنه فقال‪ :‬إنه صككحيح‪،‬‬
‫قال‪ :‬ويروى أيضا ً يالياء المثناة مككن تحككت‪ ،‬أي اسكككنوا العقيككق وأقيمككوا بككه‪،‬‬
‫فغير معتمد‪ ،‬بل المعتمد بطلنه‪ ،‬ثم إن قوله في بعككض ألفككاظه‪ :‬فككإنه ينفككي‬
‫الفقر‪ ،‬يروى في اتخاذ الخاتم الذي فصه من ياقوت‪ ،‬ول يصح أيضًا‪ ،‬قال ابن‬
‫الثير‪ :‬يريد أنه إذا ذهب مككاله بككاع خككاتمه فوجككد بككه غنككى‪ ،‬وقككال غيككره‪ :‬بككل‬
‫الشبه إن صح الحديث أن يكون لخاصية فيككه‪ ،‬كمكا أن النككار ل تككؤثر فيككه ول‬
‫تغيره‪ ،‬وإن من تختم بككه أمككن مككن الطككاعون‪ ،‬وتيسككرت لككه أمككور المعككاش‪،‬‬
‫ويقوى قلبه‪ ،‬ويهابه الناس‪ ،‬ويسهل عليككه قضككاء الحككوائج‪ ،‬انتهككى‪ .‬وكككل هككذا‬
‫يمكن قوله في العقيق إن ثبت‪.‬‬
‫‪ - 322‬حديث‪ :‬تخليل الخمر‪ ،‬مسلم عن أبي طلحة أنه قال‪ :‬يا رسككول الّلككه‪،‬‬
‫أخللها‪ ،‬قال‪ :‬ل‪.‬‬
‫‪ - 323‬حديث‪ :‬تخيروا لنطفكم‪ ،‬وانكحوا الكفاء وأنكحككوا إليهككم‪ ،‬ابككن مككاجه‪،‬‬
‫والدارقطني عككن عائشككة بككه مرفوعكًا‪ ،‬وفككي لفككظ‪ :‬اطلبككوا مواضككع الكفككاء‬
‫لنطفكم‪ ،‬فإن الرجل ربما أشبه أخواله‪ ،‬ومداره على أناس ضعفاء رووه عن‬
‫هشام‪ ،‬أمثلهم صالح بن موسى الطلحككي‪ ،‬والحككارث بككن عمككران الجعفككري‪،‬‬
‫وهو حسن‪ ،‬ففي الباب عككن أنككس رفعككه‪ ،‬وكككذا عككن عمككر‪ ،‬بلفككظ‪ :‬وانتجبككوا‬
‫المناكح‪ ،‬وعليكم بذات الوراك‪ ،‬فإنهن أنجب‪ ،‬أسنده الديلمي ول يصح‪ ،‬وفككي‬
‫لفظ عن عمر مرفوعًا‪ ،‬كما عند أبي موسى المديني في كتاب "تضييع العمر‬
‫واليام)‪ :"(1‬فانظر في أي نصاب تضككع ولككدك‪ ،‬فككإن العككرق جسككاس‪ ،‬وفككي‬
‫لفكظ عكن أنكس‪ :‬تزوجكوا فكي الحجكز الصكالح‪ ،‬فكإن العكرق دسكاس‪ ،‬وكلهكا‬
‫ضعيفة‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫)‪ (1‬في اصطناع المعروف إلى اللئام‪ ،‬وهو جيد نفيس‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫‪ - 324‬حديث‪ :‬تداووا‪ ،‬فإن الذي أنزل الداء أنزل الدواء‪ ،‬القضاعي مككن جهككة‬
‫بكر بن بكار عن شعبة عن العمش عن أبي هريرة رفعه بهككذا‪ ،‬وفككي البككاب‬
‫عن أسامة بن شريك عند الترمذي وغيره بلفظ‪ :‬فككإن الل ّككه لككم ينككزل داء إل‬
‫وقد أنزل له شفاء‪ ،‬وعن أبي مسعود وآخرين بينتهككا فيمككا كتبتككه فككي الطككب‬
‫النبوي‪.‬‬
‫‪ - 325‬حديث‪ :‬التدبير نصف المعيشة‪ ،‬في‪ :‬القتصاد‪.‬‬
‫‪ - 326‬حككديث‪ :‬الككتراب ربيككع الصككبيان‪ ،‬الطككبراني عككن سككهل بككن سككعد بككه‬
‫مرفوعًا‪ ،‬وكذا رواه القضاعي من حديث مالك بن سعير عن مالك عككن نككافع‬
‫عن ابن عمر به‪ ،‬والول أيضا ً يككروى مككن حككديث مالككك‪ ،‬وقككال الخطيككب‪ :‬إن‬
‫المتن ل يصح‪.‬‬
‫‪ - 327‬حديث‪ :‬ترب الكتاب‪ ،‬في‪ :‬إذا كتبت‪.‬‬
‫‪ - 328‬حكديث‪ :‬تككرك العككادة عكداوة مسكتفادة‪ ،‬ل أصكل لكه‪ ،‬ولكككن قكد قككال‬
‫الشافعي‪ :‬ترك العادة ذنب مستحدث‪ ،‬أورده البيهقي في مناقبه‪.‬‬
‫‪ - 329‬حديث‪ :‬ترك الَعشاء‪ ،‬في‪ :‬تعشوا‪ ،‬قريبًا‪.‬‬
‫‪ - 330‬حديث‪ :‬تزوجوا فقراء‪ ،‬في‪ :‬التمسوا الرزق في النكاح‪.‬‬
‫‪ - 331‬حديث‪ :‬تستغفر الصفحة للحسها‪ ،‬في‪ :‬من أكل في قصعة‪.‬‬
‫‪ - 332‬حديث‪ :‬تسليم الغزالة‪ ،‬اشتهر علككى اللسككنة‪ ،‬وفككي المككدائح النبويككة‪،‬‬
‫وليس له كما قاله ابن كثير أصكل‪ ،‬ومكن نسكبه إلكى النكبي صكلى الّلكه عليكه‬
‫وسلم فقد كذب‪ ،‬ولكن قد ورد الكلم في الجملة فككي عككدة أحككاديث يتقككوى‬
‫بعضككها ببعككض‪ ،‬أوردهككا شككيخنا فككي المجلككس الحككادي والسككتين مكن تخريككج‬
‫أحاديث المختصر‪.‬‬
‫‪ - 333‬حديث‪ :‬تعرض العمال في كل يوم خميس واثنيككن‪ ،‬الحككديث‪ ،‬مسككلم‬
‫عن أبي هريرة‪.‬‬
‫‪ - 334‬حديث‪ :‬التشبيك في المسجد‪ ،‬أحمد والطيالسي في مسنديهما‪ ،‬وأبككو‬
‫داود والترمككذي وابككن مككاجه فككي سككننهم‪ ،‬وابككن خزيمككة وابككن حبككان فككي‬
‫صحيحهما‪ ،‬والطبراني وآخرون‪ ،‬كلهم من حديث كعب بن عجرة مرفوعًا‪ :‬يككا‬
‫كعب بن عجرة إذا كنت فككي المسككجد فل تشككبك‪ ،‬إلككى غيككره مككن المرفككوع‬
‫والموقوف في النهي عنه مع اختلف في سنده أو ضعف‪ ،‬وقال مالك‪ :‬إنه ل‬
‫بأس به في المسجد‪ ،‬وإنما يكره في الصككلة‪ ،‬وقككد ترجككم البخككاري لتشككبيك‬
‫الصابع في المسجد‪ ،‬وأورد قصة ذي اليدين‪ ،‬وفيها‪ :‬وشبك النبي صككلى الل ّككه‬
‫عليه وسلم بين أصابعه‪ ،‬ولكن محل جوازه ما إذا كان لغرض صحيح‪ ،‬كإراحة‬
‫الصابع‪ ،‬بخلف ما يكون عبثًا‪ ،‬إذ التشبيك من الشككيطان‪ ،‬سككيما وقككد يجلككب‬
‫النوم‪.‬‬
‫‪ - 335‬حديث‪ :‬تصدقوا ترزقوا‪ ،‬صحيح المعنككى‪ .‬ونحككوه‪ :‬أنفككق أنفككق عليككك‪،‬‬
‫}وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه{)‪ (1‬ينظر لفظه‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫)‪ (1‬تقدم حديث‪ :‬واستنزلوا الرزق بالصدقة‪ ،‬ضمن حديث في الهمزة‪.‬‬
‫‪------------------‬‬
‫ّ‬
‫‪ - 336‬حديث‪ :‬تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة‪ ،‬الطككبراني فككي‬
‫الكبير من حديث عيسى بن محمككد القرشككي‪ ،‬والعسكككري فككي المثككال مككن‬
‫حديث حجاج بن فرافصة‪ ،‬كلهما عن ابن أبي مليكككة عككن ابككن عبككاس قككال‪:‬‬
‫ي فقككال‪ :‬يكا غلم!‬ ‫كنت ردف رسول الّله صلى الّله عليه وسككلم‪ ،‬فككالتفت إلك ّ‬
‫احفظ الّله يحفظك‪ ،‬احفظ الّله تجده أمامك‪ ،‬تعرف‪ .‬الحديث‪ ،‬وفيه‪ :‬قد جف‬
‫القلم بما هو كائن‪ ،‬فلو أن الخلق كلهم جميعا ً أرادوا أن ينفعككوك بشككيء لككم‬
‫يقضه الل ّككه عليككك‪ ،‬لككم يقككدروا عليككه‪ ،‬وفيككه‪ :‬واعلككم أن مككا أصككابك لككم يكككن‬
‫ليخطئك‪ .‬وما أخطككاك لككم يككن ليصككيبك‪ ،‬واعلككم أن النصككر مككع الصككبر‪ ،‬وأن‬
‫الفرج مع الكرب‪ ،‬وأن مع العسر يسرًا‪ ،‬ومن طريق الطبراني أورده الضككياء‬
‫في المختارة‪ ،‬وهو حسن‪ ،‬وله شاهد عند عبد بن حميد من طريق المثنى بن‬
‫الصباح‪ ،‬عن عطاء بن أبي رباح‪ ،‬عككن ابككن عبككاس مرفوع كًا‪ :‬يككا ابككن عبككاس!‬
‫احفظ الّله يحفظك‪ ،‬واحفظ الّله تجده أمامك‪ ،‬وتعرف إلى الّله فككي الرخككاء‪،‬‬
‫ل‪ ،‬وسنده ضعيف‪ ،‬وأصل الحديث بدون لفظ‬ ‫يعرفك في الشدة‪ ،‬وذكره مطو ً‬
‫حنش عن ابن عباس مرفوعًا‪ ،‬بل‬ ‫الترجمة عند الترمذي‪ ،‬وصححه من حديث َ‬
‫أخرجه أحمد‪ ،‬والطبراني‪ ،‬وغيرهما من هذا الككوجه أيض كا ً بتمككامه‪ ،‬وهككو أصككح‬
‫ل‪ ،‬وقد بسطت الكلم عليه في تخريج الربعين‪.‬‬ ‫وأقوى رجا ً‬
‫‪ - 337‬حديث‪ :‬تعس عبد الدينار وعبد الدرهم‪ ،‬الحديث‪ ،‬البخاري مككن حككديث‬
‫أبي بكر بن عياش عككن أبككي حصككين‪ ،‬عككن أبككي صككالح‪ ،‬عككن أبككي هريككرة بككه‬
‫مرفوعًا‪ ،‬وفي لفظ للعسكري من حديث الحسن عككن أبككي هريككرة مرفوعكًا‪،‬‬
‫لعن بدل تعس‪.‬‬
‫‪ - 338‬حديث‪ :‬تعشككوا‪ ،‬ولككو بكككف مككن حشككف‪ ،‬فككإن تككرك الَعشككاء مهرمككة‪،‬‬
‫الترمذي من حديث عنبسة بن عبككد الرحمككن القرشككي عككن عبككد الملككك بككن‬
‫لف‪ ،‬عن أنس به مرفوعًا‪ ،‬وقال‪ :‬هذا منكككر ل نعرفككه إل مككن هككذا الككوجه‪،‬‬ ‫عَ ّ‬
‫وعنبسة يضعف في الحديث‪ ،‬وعبد الملك مجهول‪ ،‬وهككو عنككد أبككي ُنعيككم فككي‬
‫الحلية من جهة ابككن السككماك حككدثنا عنبسككة ابككن عبككد الرحمككن‪ ،‬فقككال عككن‬
‫مسلم‪ ،‬بدل عبد الملك‪ ،‬ولفظه‪ :‬ل تدعوا عشاء الليل ولو بكف مككن حشككف‪،‬‬
‫فإن تركه مهرمة‪ ،‬ورواه القضاعي من جهة عتبككة بككن الحككارث عككن عنبسككة‪،‬‬
‫فقال‪ :‬عن عبد الرحمن بن علف بن أبي مسككلم‪ ،‬بككدل عبككد الملككك‪ ،‬ولفظككه‬
‫كالول‪ ،‬وقد رواه ابن ماجه من حديث عبد الّله بككن ميمككون عككن محمككد بككن‬
‫المنكدر عن جابر مرفوعًا‪ :‬ل تدعوا الَعشاء‪ ،‬ولو بكككف مككن تمككر‪ ،‬فككإن تركككه‬
‫يهرم‪ ،‬وراويه عن ابن ميمون‪ ،‬وهو إبراهيم بن عبككد السككلم ضككعيف‪ ،‬يسككرق‬
‫الحديث‪ ،‬وحكم عليه الصغاني بالوضع‪ ،‬وفيه نظر‪ ،‬ولما ذكر العسكري حديث‬
‫ما مل آدمي وعاء شرا ً من بطن‪ ،‬قال‪ :‬قد حككث عليككه الصككلة والسككلم بهككذا‬
‫على قلة المطعم‪ ،‬وما أكثر من يغلط في قوله عليه الصلة والسلم تعشككوا‬
‫ولو بكف من حشف‪ ،‬ويتوهم أنه صلى الّله عليه وسلم حث على الكثار مككن‬
‫المطعم‪ ،‬وأنه أمر بالعشاء من ضره ونفعه‪ ،‬وهذا غلط شككديد‪ ،‬لن مككن أكككل‬
‫فوق شبعه‪ ،‬فقد أكل ما ل يحل لكه أكلككه‪ ،‬فكيكف يكأمره بكذلك‪ ،‬وإنمكا معنكى‬
‫قوله‪ :‬تكرك العشككاء مهرمكة‪ ،‬أن القككوم ككانوا يخففكون فكي المطعككم‪ ،‬ويككدع‬
‫المتغدي منهم الغداء‪ ،‬ولم يبلغ الشبع‪ ،‬ويتواصون بذلك‪.‬‬
‫‪ - 339‬حديث‪ :‬تعلموا الفرائض وعلموه‪ ،‬فإنه نصف العلم‪ ،‬وهو ينسككى‪ ،‬وهككو‬
‫أول شيء ينتزع من أمتي‪ ،‬ابن ماجه والدارقطني في سننهما‪ ،‬والحاكم فككي‬
‫صحيحه‪ ،‬كلهم من حديث حفص بن عمر بن أبككي العطككاف‪ ،‬عككن أبككي الزنككاد‬
‫عن العرج‪ ،‬عن أبي هريرة رفعه‪ :‬يا أبككا هريككرة تعلمككوا‪ ،‬وذكككره‪ ،‬وابككن أبككي‬
‫العطاف متروك‪ ،‬وفي الباب عن ابن مسعود‪ ،‬أخرجه أحمد مككن حككديث أبككي‬
‫الحوص عنه رفعه‪ :‬تعلموا الفرائض وعلموها النككاس‪ ،‬فككإني امككرؤ مقبككوض‪،‬‬
‫وإن العلم سككيقبض‪ ،‬ويظهككر الفتككن حككتى يختلككف الثنككان فككي الفريضككة‪ ،‬فل‬
‫يجدان من يفصل بينهما‪ ،‬وأخرجه النسائي والدارقطني والحككاكم والككدارمي‪،‬‬
‫كلهم من حديث عوف عن سليمان بن جابر عن ابن مسعود‪ ،‬وفيككه انقطككاع‪،‬‬
‫وعن أبي بكرة وأبي هريككرة وآخريككن‪ ،‬قككال ابككن الصككلح‪ :‬لفككظ النصككف هنككا‬
‫عبارة عن القسم الواحد‪ ،‬وإن لم يتسككاويا‪ ،‬وقككال ابككن عيينككة‪ :‬إنمككا قيككل لككه‬
‫نصف العلم لنه يبتلى به الناس كلهم‪.‬‬
‫‪ - 340‬حديث‪ :‬تفرق المة‪ ،‬أبو داود والترمذي‪ ،‬وقككال‪ :‬حسككن صككحيح‪ .‬وابككن‬
‫ماجه عن أبي هريرة رفعه‪ :‬افككترقت اليهككود علككى إحككدى أو اثنككتين وسككبعين‬
‫فرقة‪ ،‬والنصارى كذلك‪ ،‬وتفترق أمتي على ثلث وسككبعين فرقككة‪ ،‬كلهككم فككي‬
‫النار إل واحدة‪ ،‬قالوا‪ :‬من هي يا رسول الّله؟ قككال‪ :‬مككا أنككا عليككه وأصككحابي‪،‬‬
‫وهو عند ابن حبان والحاكم في صحيحهما بنحوه‪ ،‬وقككال الحككاكم‪ :‬إنككه حككديث‬
‫كبير في الصول‪ ،‬وقد روي عن سعد بن أبي وقاص‪ ،‬وابن عمر‪ ،‬وعككوف بككن‬
‫مالك‪ .‬قلت‪ :‬وعككن أنككس‪ ،‬وجككابر‪ ،‬وأبككي أمامككة‪ ،‬وابككن عمككر‪ ،‬وابككن مسككعود‪،‬‬
‫وعلي‪ ،‬وعمرو بن عوف‪ ،‬وعويمر أبي الدرداء‪ ،‬ومعاويككة‪ ،‬ووائلككة‪ ،‬كمككا بينتهككا‬
‫في كتابي في الفرق‪ ،‬وأودع الزيلعي في سورة النعام من تخريجه من ذلك‬
‫جملة‪.‬‬
‫‪ - 341‬حديث‪ :‬تفقهوا قبككل أن تسككودوا‪ ،‬الككبيهقي فككي الشككعب وغيرهككا مككن‬
‫حديث الحنف بن قيس عن عمر قوله‪ ،‬وعلقه البخاري جازمكا ً بكه‪ ،‬ثكم قكال‪:‬‬
‫وبعد أن تسودوا‪ ،‬قال شمر‪ :‬ومعنككى قككول عمككر‪ :‬قبككل أن تزوجككوا فتصككيروا‬
‫أرباب بيوت‪ ،‬وكذا كان بعض العلماء يقول‪ :‬ضككاع العلككم بيككن أفخككاذ النسككاء‪،‬‬
‫ونحوه قول الخطيب‪ :‬ينبغي للطككالب أن يكككون عزبكا ً مككا أمكككن‪ ،‬لئل يشككغله‬
‫القيام بحقوق الزوجة‪ ،‬فيعسر الطلب‪ ،‬ولكن هو مفسر بما هو أعم من ذلك‪،‬‬
‫وكذا قال الثوري‪ :‬من أسرع الرياسة أضر بكثير من العلم‪ ،‬ومككن لككم يسككرع‬
‫الرياسة كتب‪ ،‬ثم كتب‪ ،‬ثم كتب‪.‬‬
‫‪ - 342‬حديث‪ :‬تفكروا في كل شيء ول تفكروا في الّله‪ ،‬ابن أبي شككيبة فككي‬
‫العرش من حديث سعيد بن جبير‪ ،‬عن ابن عباس به قوله‪ ،‬ورواه الصككبهاني‬
‫في ترغيبه‪ ،‬ثم أبو ُنعيم في الحلية من حديث عبد الجليل بن عطية عن شهر‬
‫عن عبد الّله بن سلم‪ ،‬قال‪ :‬خرج رسول الّله صككلى الل ّككه عليككه وسككلم علككى‬
‫أناس من أصككحابه‪ ،‬وهككم يتفكككرون فككي خلككق الل ّككه‪ ،‬فقككال لهككم‪ :‬فيمككا كنتككم‬
‫تفكرون‪ ،‬قالوا‪ :‬نتفكر في خلق الّله قال‪ :‬ل تتفكككروا فككي الل ّككه وتفكككروا فككي‬
‫خلق الّله‪ ،‬فإن ربنا خلق ملكا ً قدماه في الرض السابعة السفلى‪ ،‬ورأسه قد‬
‫جاوز السماء العليا من بين قدميه إلى كعبيه مسيرة ستمائة عككام‪ ،‬ومككا بيككن‬
‫كعبه إلى أخمص قدميه مسككيرة سككتمائة عككام‪ ،‬الخككالق أعظككم مككن الخلككق‪،‬‬
‫ولبي ُنعيم فقط من حديث إسماعيل بن عياش عن الحوص بن حكيككم عككن‬
‫شهر عن ابن عباس أنه صلى الّله عليه وسلم خرج على أصحابه‪ ،‬فقال‪ :‬مككا‬
‫جمعكم؟ فقالوا‪ :‬اجتمعنا نذكر ربنا ونتفكر في عظمتككه‪ ،‬فقككال‪ :‬تفكككروا فككي‬
‫خلق الّله ول تفكروا في الّله‪ ،‬فإنكم لن تقككدروا قككدره‪ ،‬الحككديث‪ ،‬وفيككه ذكككر‬
‫إسرافيل‪ ،‬وللطبراني في الوسط‪ ،‬والبيهقي فككي الشككعب‪ ،‬مككن حككديث ابككن‬
‫عمر مرفوعًا‪ :‬تفكروا في آلء الّله ول تتفكروا في الل ّككه‪ ،‬وأسككانيدها ضككعيفة‪،‬‬
‫لكن اجتماعها يكتسب قوة‪ ،‬والمعنى صحيح‪ ،‬وفككي صككحيح مسككلم عككن أبككي‬
‫هريرة مرفوعًا‪ :‬ل يزال الناس يتساءلون حتى يقككال هككذا خلككق الل ّككه الخلككق‪،‬‬
‫فمن خلق الّله‪ ،‬فمن وجد من ذلك شيئا ً فليقل آمنت بالّله‪.‬‬
‫‪ - 343‬حديث‪ :‬تقوى الّله رأس كككل حكمككة‪ ،‬عككزاه الككديلمي لنككس مرفوعكًا‪:‬‬
‫بدون إسناد‪ ،‬وفي المرفوع عن معاذ بن جبل‪ :‬يا أيهككا النككاس! اتخككذوا تقككوى‬
‫الّله تجارة‪ ،‬يأتكم الربح بل بضاعة‪ ،‬ثم قرأ }ومن يتق الّله يجعل له مخرجًا{‪،‬‬
‫وعن ابن عباس‪ :‬مكن سكره أن يككون أككرم النكاس فليتكق الّلكه‪ ،‬وعكن أبكي‬
‫هريرة قال‪ :‬قيل يا رسول الّله‪ ،‬من أكرم الناس؟ قككال‪ :‬أتقككاهم لل ّككه‪ ،‬وأفككرد‬
‫ابن أبي الدنيا في التقوى جزءًا‪ ،‬وفيه عن عبد الرحمن بن صالح قككال‪ :‬كتككب‬
‫رجل من العباد إلى أخيه "أوصيك بتقوى الّله‪ ،‬فإن في تقوى الّله الخير كله‪،‬‬
‫التيسير‪ ،‬والفرج‪ ،‬والرزق الطيب في الدنيا‪ ،‬وفيه النجاة‪ ،‬وحسن الثواب فككي‬
‫الخرة‪ ،‬وفي التنزيل‪} :‬ومن يتق الّله يكفر عنككه سككيئاته ويعظككم لككه أجككرًا{‪،‬‬
‫وللعسكري من حديث الحسن عن سمرة مرفوعًا‪ ،‬قال‪ :‬من اتقى الّله عاش‬
‫قويًا‪ ،‬وسار في بلد عدوه آمنًا‪ ،‬وللحكاكم‪ ،‬والككبيهقي‪ ،‬وأبككي يعلكى‪ ،‬وإسككحاق‪،‬‬
‫وعبد‪ ،‬والطبراني‪ ،‬وأبي ُنعيم في الحلية‪ ،‬كلهم من طريق هشام بن زياد أبي‬
‫المقدام عن محمد بن كعب القرظي عن ابن عباس مرفوعًا‪ :‬مككن سككره أن‬
‫يكون أكرم الناس فليتق الّله‪ ،‬قال الككبيهقي فككي الزهككد‪ :‬تكلمككوا فككي هشككام‬
‫بسبب هذا الحديث‪ ،‬وأنه كان يقول‪ :‬حدثني يحيى عن محمككد بككن كعككب‪ ،‬ثككم‬
‫ادعى أنه سمعه من كعب‪ ،‬ثم أخرجككه الككبيهقي مككن طريككق عبككد الجبككار بككن‬
‫محمد العطاردي والد أحمد‪ ،‬عن عبد الرحمن الضبي عن القاسم بككن عككروة‬
‫عن محمككد بكن كعككب عككن ابكن عبكاس يرفكع الحكديث نحكوه‪ ،‬وفككي الثعلكبي‬
‫والواحدي والزمخشري في الحجرات من تفاسيرهم بل سند‪ ،‬عككن يزيككد بككن‬
‫سخبرة‪ ،‬قال‪ :‬مر رسول الّله صلى الّله عليه وسلم في سوق المدينة‪ ،‬فرأى‬
‫غلما ً أسود ينادي‪ :‬من يشتريني على شرط أل يمنعني من الصكلة الخمككس‪،‬‬
‫الحديث في نزول }إن أكرمكم عند الّله أتقاكم {‪.‬‬
‫‪ - 344‬حديث‪ :‬تقول النار للمؤمن يوم القيامة جز يا مؤمن فقد أطفككأ نككورك‬
‫لهبي‪ ،‬الطبراني في الكبير من طريق بشير بن طلحة الحزامي عن خالد بكن‬
‫دريك عن يعلى بن منية رفعه بهذا‪ ،‬وفككي سككنده منصككور بككن عمككار الككواعظ‬
‫الشهير‪ ،‬قال أبو حاتم‪ :‬إنه ليكس بكالقوي‪ ،‬وقكال ابكن عكدي‪ :‬منككر الحكديث‪،‬‬
‫وأورد له هذا الحديث في كككامله‪ ،‬وهككو مككع ذلككك منقطككع بيككن خالككد ويعلككى‪،‬‬
‫وأرجو أن يكون صحيحًا‪ ،‬وهو عند الحكيم الترمذي في السككادس عشككر مككن‬
‫نوادر الصول‪ ،‬بلفظ‪ :‬إن النار تقول‪.‬‬
‫‪ - 345‬حككديث‪ :‬التكككبير جككزم‪ ،‬ل أصككل لككه فككي المرفككوع‪ ،‬مككع وقككوعه فككي‬
‫الرافعي‪ ،‬وإنما هو من قول إبراهيم النخعي‪ ،‬حكاه الترمذي في جككامعه عنككه‬
‫عقب حديث‪ :‬حذف السلم سّنة‪ ،‬فقال ما نصه‪ :‬وروي عككن إبراهيككم النخعككي‬
‫أنه قال‪ :‬التكبير جزم‪ ،‬والتسليم جزم‪ ،‬ومن جهته)‪ (1‬رواه سعيد بككن منصككور‬
‫فككي سككننه‪ ،‬بزيككادة‪ :‬والقككراءة جككزم‪ ،‬والذان جككزم‪ ،‬وفككي لفككظ عنككه‪ :‬كككانوا‬
‫يجزمون التكبير‪ ،‬واختلف في لفظككه ومعنككاه‪ ،‬فقككال الهككروي فككي الغريككبين‪:‬‬
‫عوام الناس يضمون الراء من الّله أكبر‪ ،‬وقال أبو العباس المبرد‪ :‬الل ّككه أكككبر‬
‫الّله أكبر‪ ،‬ويحتج بأن الذان سمع موقوفًا‪ ،‬غير معرب في مقاطعه‪ ،‬وكذا قال‬
‫ابن الثير في النهاية‪ :‬معناه أن التكبير والسلم ل يمدان‪ ،‬ول يعككرب التكككبير‪،‬‬
‫بل يسكن آخره‪ ،‬وتبعككه المحككب الطككبري‪ ،‬وهككو مقتضككى كلم الرافعككي فككي‬
‫الستدلل به على أن التكبير جزم ل يمد‪ ،‬وعليه مشى الزركشككي‪ ،‬وإن كككان‬
‫أصككله الرفككع بالخبريككة‪ ،‬ويمكككن الستشككهاد لككه بمككا أخرجككه الطيالسككي فككي‬
‫مسنده من طريق ابن عبد الرحمن بن َأبزى‪ ،‬عكن أبيكه‪ ،‬قكال‪ :‬صكليت خلكف‬
‫النبي صلى الّله عليه وسلم‪ ،‬فكان ل يتم التكككبير‪ ،‬لكككن قككد خككالفهم شككيخي‬
‫رحمه الّله‪ ،‬فقال‪ :‬وفيما قالوه نظر‪ ،‬لن اسككتعمال لفككظ الجككزم فككي مقابككل‬
‫العراب اصطلح حادث لهل العربية‪ ،‬فكيككف يحمككل عليككه اللفككاظ النبويككة‪،‬‬
‫يعني على تقدير الثبوت‪ ،‬وجككزم بككأن المككراد بحككذف السككلم وجككزم التكككبير‬
‫السراع به‪ ،‬وقد أسند الحاكم عن أبككي عبككد الل ّككه البوشككنجي أنككه سككئل عككن‬
‫حذف السككلم‪ ،‬فقكال‪ :‬ل يمكد‪ ،‬وككذا أسكنده الترمكذي فكي جكامعه عككن ابكن‬
‫المبارك أنه قال‪ :‬ل يمده مدًا‪ ،‬قال الترمذي‪ :‬وهو الذي استحسنه أهل العلم‪،‬‬
‫وقال الغزالي في الحياء‪ :‬ويحذف السلم‪ ،‬ول يمده مدًا‪ ،‬فهككو السككنة‪ ،‬وكككذا‬
‫قال جماعة من العلماء‪ :‬إنه يستحب أن يدرج لفككظ السككلم‪ ،‬ول يمككده مككدًا‪،‬‬
‫وإنه ليس برفع الصوت‪ ،‬فرفع الصوت غير المد‪ ،‬وقيل‪ :‬معناه إسراع المككام‬
‫بكه لئل يسكبقه المكأموم‪ ،‬وعكن بعكض المالكيكة‪ :‬هكو أن ل يككون فيكه قكوله‪:‬‬
‫ورحمة لّله‪ ،‬فهذا ما علمته الن في معناه‪ ،‬ومما قيل فيه أيضا ً التحتم بمعنى‬
‫عدم إجزاء غيره‪ ،‬وأما لفظككه فجككزم بككالجيم والككزاي المعجمككتين‪ ،‬بككل قيككده‬
‫بعضهم بالحاء المهملة‪ ،‬والكذال المعجمكة ومعنكاه سكريع‪ ،‬فالحكذم السكرعة‪،‬‬
‫ومنه قول عمر‪ :‬إذا أذنت فترسل‪ ،‬وإذا أقمت فاحذم‪ .‬أي أسككرع‪ ،‬حكككاه ابككن‬
‫سيد الناس‪ ،‬وكذا السروجي المحدث من الحنفية قال‪ :‬والحذم فككي اللسككان‬
‫السرعة‪ ،‬ومنه قيل للرنب حذمة انتهى‪ ،‬وحديث‪ :‬حذف السلم سنة‪ ،‬أخرجه‬
‫أبو داود والترمذي‪ ،‬وابن خزيمة والحاكم في صحيحهما مككن روايككة قككرة بككن‬
‫عبد الرحمن عن الزهري عن أبي هريرة‪ ،‬قال‪ :‬حذف السلم سنة‪ ،‬رفعه أبككو‬
‫داود وابن خزيمة والحاكم مع حكايتهما الوقف أيضًا‪ ،‬ووقفه الترمذي‪ ،‬وقككال‪:‬‬
‫إنه حسن صحيح‪ ،‬وقال الحاكم‪ :‬صحيح علككى شككرط مسككلم‪ ،‬ونقككل أبككو داود‬
‫عن الفريابي‪ ،‬قال‪ .‬نهاني أحمد عن رفعه‪ ،‬وعن عيسككى بككن يككونس الرملككي‬
‫قال‪ :‬نهاني ابن المبارك عن رفعه‪ ،‬والمعنى أنهما نهيا أن يعككزى هككذا القككول‬
‫إلى النبي صلى الّله عليه وسلم‪ ،‬وإل فقول الصحابي‪ :‬السنة كككذا‪ ،‬لككه حكككم‬
‫المرفوع على الصحيح‪ ،‬على أن البيهقي قال‪ :‬كأن وقفككه تقصككير مككن بعككض‬
‫الرواة‪ ،‬وصحح الدارقطني في العلل فككي حككديث الفريككابي وقفككه‪ ،‬وأمككا أبككو‬
‫الحسن ابن القطان فقال‪ :‬إنه ل يصح مرفوعا ً ول موقوفًا‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫)‪ (1‬يعني إبراهيم النخعي‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫‪ - 346‬حديث‪ :‬تلقين الميت بعد الدفن‪ ،‬الطبراني في الدعاء ومعجمه الكبير‬
‫من طريق محمد بن إبراهيم بن العلء الحمصي‪ ،‬حدثنا إسماعيل بككن عيككاش‬
‫حدثنا عبد الّله بن محمد القرشي عن يحيى بن أبي كثير‪ ،‬عن سعيد بن عبككد‬
‫الّله الودي قال‪ :‬شهدت أبا أمامة‪ ،‬وهو في النزع‪ ،‬فقال‪ :‬إذا أنا مت فاصنعوا‬
‫بي كما أمر رسول الّله صلى الّله عليه وسلم‪ ،‬أن نصنع بموتانا‪ ،‬أمرنا رسول‬
‫الّله صلى الّله عليه وسلم فقال‪ :‬إذا مات أحككد مككن إخككوانكم فسككويتم علككى‬
‫قبره‪ ،‬فليقم أحدكم على قبره‪ ،‬ثم يقول يا فلن ابن فلنة‪ ،‬فككإنه يسككمعه ول‬
‫يجيب‪ ،‬ثم يقول‪ :‬يا فلن ابن فلنة‪ ،‬فإنه يستوي قاعدًا‪ ،‬ثم يقول‪ :‬يا فلن ابن‬
‫فلنة‪ ،‬فإنه يقول‪ :‬أرشككد رحمككك الل ّككه‪ ،‬ولكككن ل تشككعرون‪ ،‬فليقككل‪ :‬اذكككر مككا‬
‫خرجت عليه من الدنيا شهادة أن ل إله إل الّله‪ ،‬وأن محمككدا ً عبككده ورسككوله‪،‬‬
‫وأنك رضيت بالّله ربًا‪ ،‬وبالسلم دينًا‪ ،‬وبمحمد صككلى الل ّككه عليككه وسككلم نبي كًا‪،‬‬
‫وبالقرآن إمامًا‪ ،‬فإن منكرا ً ونكيرا ً يأخذ كل واحد منهمككا بيككد صككاحبه‪ ،‬يقككول‪:‬‬
‫انطلق ما تقعد عند من لقن حجته‪ ،‬فيكون الّله حجيجه دونهما‪ ،‬فقككال رجككل‪:‬‬
‫يا رسول الّله‪ ،‬فإن لم يعرف اسم أمه؟ قال‪ :‬فلينسككبه إلككى حككواء‪ ،‬فلن بككن‬
‫حواء‪ ،‬ومن طريق الطبراني أورده الضياء فككي أحكككامه‪ ،‬وكككذا رواه إبراهيككم‬
‫الحربي في اتباع الموات‪ ،‬وأبو بكر غلم الخلل في الشككافي مككن جهككة ابككن‬
‫عياش‪ ،‬وابن زبر في وصايا العلماء عند الموت من طريكق عبكد الوهكاب بكن‬
‫نجدة عن ابن عياش‪ ،‬وابن شاهين في ذكر الموت من جهة حماد بككن عمككرو‬
‫النصيبي عن عبد الّله بن محمد‪ ،‬وآخرون‪ ،‬وضعفه ابن الصككلح‪ ،‬ثككم النككووي‪،‬‬
‫وابن القيم‪ ،‬والعراقي‪ ،‬وشكيخنا فكي تصكانيفه‪ ،‬وآخكرون‪ ،‬وقكواه الضكياء فكي‬
‫أحكامه‪ ،‬ثم شيخنا)‪ (1‬مما له من الشواهد‪ ،‬وعككزى المككام أحمككد العمككل بككه‬
‫لهل الشام‪ ،‬وابن العربي لهل المدينة وغيرهما‪ ،‬كقرطبة وغيرهككا‪ ،‬وأفككردت‬
‫للكلم عليه جزءًا‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫)‪ (1‬في التلخيص الحبير‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫‪ - 347‬حديث‪ :‬تمام المعروف خير من ابتككدائه‪ ،‬القضككاعي فككي مسككنده مككن‬
‫حديث صالح بن عبد الّله القرشي‪ ،‬عن أبي الزبير عن جككابر مرفوعكا ً بلفككظ‪:‬‬
‫استتمام‪ ،‬وكذا هو عند الطبراني في الصغير‪ ،‬بلفظ‪ :‬أفضل بدل خير‪ ،‬وقككال‪:‬‬
‫لم يروه عن أبي الزبير إل صالح‪ ،‬انتهى‪ ،‬وراويه عنه‪ ،‬وهككو عبككد الرحمككن بكن‬
‫قيس الضبي متروك‪ ،‬وعن سلم بن قتيبة رحمه الّله‪ ،‬قككال‪ :‬تمككام المعككروف‬
‫أشد من ابتدائه‪ ،‬لن ابتداءه نافلة‪ ،‬وتمامه فريضة‪ ،‬وعن العباس رضككي الل ّككه‬
‫عنه قال‪ :‬ل يتم المعروف إل بتعجيله‪ ،‬فإنه إذا عجله هناه‪.‬‬
‫‪ - 348‬حديث‪ :‬تمعددوا واخشوشنوا‪ ،‬أبو الشيخ ابن حيان في السككبق‪ ،‬وابككن‬
‫شاهين في الصكحابة‪ ،‬والطكبراني فكي معجمكه الككبير‪ ،‬وعنكه أبكو ُنعيكم فكي‬
‫المعرفة‪ ،‬كلهم من حديث يحيى بن زكريا بككن أبككي زائدة عككن عبككد الل ّككه بككن‬
‫سككعيد المقككبري‪ ،‬عككن أبيككه عككن القعقككاع ابككن أبككي حككدرد رفعككه‪ :‬تمعككددوا‪،‬‬
‫واخشوشنوا‪ ،‬واخلولقوا‪ ،‬وانتضلوا‪ ،‬وامشوا حفاة‪ ،‬وهو عند أبي الشككيخ فقككط‬
‫من طريق صفوان بن عيسى عن عبد الّله بن سعيد المقبري عككن أبيككه عككن‬
‫عبد الّله ابن أبي حدرد عن النبي صلى الّله عليه وسكلم مثلكه‪ ،‬وككذا أخرجكه‬
‫أبو ُنعيم في المعرفة مككن جهككة صككفوان‪ ،‬لكككن جعلككه عككن القعقككاع كككالول‪،‬‬
‫ورواه أيضا ً من طريق إسماعيل بن زكريا عن عبد الّله بككن سككعيد عككن أبيككه‬
‫عن القعقاع ابن أبي حدرد‪ ،‬وكككذا أخرجككه البغككوي فككي معجككم الصككحابة فككي‬
‫ترجمة القعقاع‪ ،‬لكنه لككم يسككمه‪ ،‬إذ سككاقه‪ ،‬بككل قككال‪ :‬عككن ابككن أبككي حككدرد‪،‬‬
‫وأعاده في عبد الّله مككن العبادلككة مككن حككديث إسككماعيل أيضكًا‪ ،‬ولككم يسككمه‬
‫كذلك‪ ،‬ورواه الطبراني في الكبير أيضا ً من حديث مندل بككن علككي عككن عبككد‬
‫الّله بن سعيد عن أبيه عن عبد الّله ابن أبي حدرد به‪ ،‬وأبو الشككيخ أيضكا ً مككن‬
‫طريق سعد بن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أخيه هو عبد الّله عن جده‪،‬‬
‫عن أبي هريرة عن النبي صلى الل ّككه عليككه وسككلم مثلككه‪ ،‬ورواه الرامهرمككزي‬
‫في المثال من جهة أبي بكر ابن أبي شيبة‪ ،‬حدثنا عبد الرحمن عن عبد الل ّككه‬
‫بن سعيد عن أبيه‪ ،‬عن رجل من أسلم يقال لكه ابككن الدرع رفعككه‪ :‬تمعككددوا‪،‬‬
‫واخشوشنوا‪ ،‬وامشوا حفاة‪ ،‬فهذا ما فيه من اختلف‪ ،‬ومداره على عبككد الل ّككه‬
‫بن سعيد‪ ،‬وهو ضعيف‪ ،‬ولبي عبيد في الغريب‪ ،‬حدثنا أبو بكر بن عياش عككن‬
‫عاصم عن أبي العدبس السدي‪ ،‬عن عمر أنككه قككال‪ :‬اخشوشككنوا‪ ،‬وتمعككددوا‬
‫واجعلوا الرأس رأسين‪ ،‬ورواه ابن حبان في صحيحه من طريق أبي عثمككان‪،‬‬
‫قال‪ :‬أتانا كتاب عمر فذكر قصة فيها هذا‪ ،‬وقكد بينتكه فكي‪ :‬الرمكي بالسكهام‪،‬‬
‫وفيه‪ :‬وإياكم وزي العاجم‪ ،‬وقوله‪ :‬تمعددوا‪ ،‬أي اتبعكوا معككد بكن عككدنان فككي‬
‫الفصاحة‪ ،‬وقيل‪ :‬تشبهوا بعيشه من الغلككظ والقشككف‪ ،‬فكونككوا مثلككه‪ ،‬ودعككوا‬
‫التنعم وزي العجككم‪ ،‬ويشككهد لككه قككوله فككي الحككديث الخككر‪ :‬عليكككم باللبسككة‬
‫ب وغلككظ‪ ،‬وقككال‬ ‫المعدية‪ ،‬أي بخشككونة اللبككاس‪ ،‬ويقككال تمعككدد الغلم إذا شك ّ‬
‫الرامهرمزي‪ :‬المعنى‪ :‬اقتدوا بمعد بن عدنان‪ ،‬والبسوا الخشككن مككن الثيككاب‪،‬‬
‫ة‪ ،‬فهككو حككث علككى التواضككع‪ ،‬ونهككي عككن الفككراط فككي الككترفه‬ ‫وامشككوا حفككا ً‬
‫والتنعم‪ ،‬ومن شواهده ما رواه أحمد وأبو ُنعيم عن معاذ رفعه‪ :‬إياك والتنعم‪،‬‬
‫فإن عباد الّله ليسوا بالمتنعمين‪ .‬بل عند الدارقطني في السككنن مككن حككديث‬
‫سليمان بن عيسى السجزي‪ ،‬عن الثوري عككن الليككث عككن طككاوس عككن ابككن‬
‫عباس مرفوعًا‪ :‬إذا سارعتم إلى الخيرات فامشوا حفاة‪.‬‬
‫‪ - 349‬حديث‪ :‬تمكث إحداكن شطر دهرها ل تصلي‪ ،‬ل أصل له بهذا اللفككظ‪،‬‬
‫فقد قال أبو عبد الّله ابن منده فيما حكاه عنه ابن دقيككق العيككد فككي المككام‪:‬‬
‫ذكر بعضهم هذا الحكديث‪ ،‬ول يثبكت بكوجه مكن الوجكوه‪ ،‬وقكال الكبيهقي فكي‬
‫المعرفة‪ :‬هذا الحديث يذكره بعض فقهائنا‪ ،‬وقد تطلبته كثيرا ً فلككم أجككده فككي‬
‫شيء من كتب الحديث‪ ،‬ولم أجد له إسنادًا‪ ،‬وقال ابن الجوزي في التحقيككق‪:‬‬
‫هذا لفظ يذكره أصحابنا ول أعرفه‪ ،‬وقال الشيخ أبو اسحاق في المهذب‪ :‬لم‬
‫أجده بهذا اللفظ إل في كتب الفقهككاء‪ ،‬وقككال النككووي فككي شككرحه‪ :‬باطككل ل‬
‫يعرف‪ ،‬وفي الخلصة‪ :‬باطل ل أصل له‪ ،‬وقال المنذري‪ :‬لككم يوجككد لكه إسككناد‬
‫بحال‪ ،‬وأغرب الفخر ابن تيمية في شرح الهداية لبككي الخطككاب‪ ،‬فنقككل عككن‬
‫القاضي أبي يعلى أنه قال‪ :‬ذكره عبد الرحمككن ابككن أبككي حككاتم البسككتي فككي‬
‫ي‪ ،‬وليككس لككه‬ ‫كتاب السنن له كذا قال! وابن حاتم ليس ُبستيا‪ ،‬وإنمككا هككوراز ّ‬
‫كتاب يقال له السنن‪ ،‬وفي قريب من معناه‪ ،‬ما اتفقا عليكه مكن حككديث أبككي‬
‫سعيد مرفوعًا‪ :‬أليس إذا حاضت لم تصل‪ ،‬ولم تصم فذاك من نقصان دينهككا‪،‬‬
‫ورواه مسلم من حديث ابن عمر بلفظ‪ :‬تمكث الليالي ما تصلي‪ ،‬وتفطر في‬
‫شهر رمضككان‪ ،‬فهككذا نقصككان دينهككا‪ ،‬ومككن حككديث أبككي هريككرة كككذلك‪ ،‬وفككي‬
‫المستدرك من حديث ابن مسعود نحوه‪ ،‬ولفظه‪ :‬فإن إحداهن تقعد مككا شككاء‬
‫الّله من يوم وليلة ل تسجد لّله سجدة‪ ،‬قال شيخنا‪ :‬هذا‪ ،‬وإن كان قريب كا ً مككن‬
‫معناه لكنه ل يعطي المراد منه‪.‬‬
‫‪ - 350‬حديث‪ :‬تناكحوا تناسلوا أباهي بكم يوم القيامة‪ ،‬جاء معناه عن جماعة‬
‫من الصحابة‪ ،‬فأخرج أبو داود والنسائي والبيهقي وغيرهم من حككديث معقككل‬
‫بن يسار مرفوعًا‪ :‬تزوجوا الولككود الككودود‪ ،‬فككإني مكككاثر بكككم المككم‪ ،‬ولحمككد‬
‫وسعيد بن منصكور والطكبراني فكي الوسكط والكبيهقي وآخريكن مكن حكديث‬
‫حفص بن عمر بن أخي أنس عن عمه أنس قال‪ :‬كان رسول الّله صلى الل ّككه‬
‫ودود‬ ‫عليه وسلم يأمر بالباءة وينهى عن التبتل نهيا ً شديدًا‪ ،‬ويقول‪ :‬تزوجوا الكك َ‬
‫ولود‪ ،‬فإني مكاثر بكم المم يككوم القيامككة‪ ،‬وصككححه ابككن حبككان‪ ،‬والحككاكم‪،‬‬ ‫ال َ‬
‫ولبن ماجه من حديث عطاء بن أبي ربككاح‪ ،‬عككن أبككي هريككرة رفعككه‪ :‬انكحككوا‬
‫فإني مكاثر بكم‪ ،‬وقد جمعت طرقه في جزء‪.‬‬
‫‪ - 351‬حديث‪ :‬تنكح المرأة لمالها‪ ،‬وجمالها‪ ،‬وحسككبها‪ ،‬ودينهككا‪ ،‬فككاظفر بككذات‬
‫الدين تربت يداك‪ ،‬متفق عليه عن أبي هريرة‪.‬‬
‫‪ - 352‬حديث‪ :‬تهادوا تحابوا‪ ،‬الطبراني في الوسككط‪ ،‬والحربككي فككي الهككدايا‪،‬‬
‫والعسكري في المثال‪ ،‬من حديث عبيككد الل ّككه بككن العيككزار عككن القاسككم بككن‬
‫محمد بن أبي بكر عن عائشة رضي الّله عنها مرفوع كا ً بككه بزيككادة‪ :‬وهككاجروا‬
‫تورثوا أبناءكم مجدًا‪ ،‬وأقيلوا الكرام عثراتهم‪ ،‬وفككي لفككظ تقككدم فككي أقيلككوا‪:‬‬
‫تهادوا تزدادوا حبًا‪ ،‬وللطبراني في الوسككط مككن حككديث عمككرة ابنككة أرطككاة‪،‬‬
‫سمعت عائشة تقكول‪ :‬قككال رسكول الّلكه صكلى الل ّككه عليكه وسككلم‪ :‬يكا نسكاء‬
‫ة‪ ،‬فككإنه يثبككت المككودة‪ ،‬ويككذهب الضككغائن‪،‬‬ ‫المؤمنين؟ تهادين ولو فرسن شككا ٍ‬
‫وللقضاعي من حديث أبي يوسف الرعيني‪ ،‬حدثنا هشام بن عككروة عككن أبيككه‬
‫عن عائشة مرفوعًا‪ :‬تهادوا فإن الهدية تذهب بالضغائن‪ ،‬وفي الباب عن أبككي‬
‫هريككرة عنككد أحمككد والبخككاري فككي الدب المفككرد والطيالسككي والترمككذي‬
‫والنسائي في الكنى والبيهقي في الشعب من طريق ضمام عن موسى بككن‬
‫وردان عنه به‪ ،‬وهو عند ابن عدي في ترجمككة ضككمام‪ ،‬وفككي لفككظ الترمككذي‪:‬‬
‫تهادوا فإن الهدية تذهب وحر الصدر‪ ،‬وعن عبد الّله بن عمرو أخرجه الحككاكم‬
‫في علوم الحديث من وجه آخر عن ضمام عن أبي قبيل عنه‪ ،‬وعن أم حكيم‬
‫ابنة وداع عند أبي يعلى والطبراني في الكبير والديلمي في مسنده‪ ،‬مرفوعا ً‬
‫بلفظ‪ :‬تهادوا فإن الهدية تضعف الحب‪ ،‬وتذهب الغوائل‪ ،‬وفككي روايككة بغككوائل‬
‫الصدر‪ ،‬وفي لفظ‪ :‬تزيد في القلب حبًا‪ ،‬وأخرجككه الككبيهقي فككي الشككعب عككن‬
‫أنس‪ ،‬وله طرق منها عند الطبراني في الوسط من حديث عككائذ بككن شككريح‬
‫عنه مرفوعًا‪ :‬يا معشر النصار تهككادوا فككإن الهديككة تسككل السككخيمة‪ ،‬وتككورث‬
‫المودة‪ ،‬فوالّله لو أهدى إلي كراع‪ ،‬الحككديث‪ ،‬وقككال‪ :‬لككم يككروه عككن أنككس إل‬
‫عائذ وهو عند البزار في مسنده بدون‪ :‬وتورث المودة‪ ،‬وفككي لفككظ للحربككي‪:‬‬
‫تهادوا‪ ،‬فإن الهدية‪ ،‬قّلت أو كثرت تورث المودة‪ ،‬وتسل السخيمة‪ ،‬وللككديلمي‬
‫بل سككند عككن أنككس رفعككه‪ :‬عليكككم بالهككدايا‪ ،‬فإنهككا تنشككئ المككودة‪ ،‬وتككذهب‬
‫بالضغائن‪ ،‬وعن ابن عمر فككي الككترغيب للصككبهاني‪ ،‬وذكككره ابككن طككاهر فككي‬
‫ل‪ ،‬أخرجككه‬ ‫الكلم على أحاديث الشهاب‪ ،‬وعن عطاء الخراساني رفعككه مرس ك ً‬
‫مالككك فككي الموطككأ بلفككظ‪ :‬تصككافحوا يككذهب الغككل‪ ،‬وتهككادوا تحككابوا تككذهب‬
‫السخائم‪ ،‬وهو حديث جيد‪ ،‬وقد بينت ذلك مع ما وقفت عليه مككن معنككاه فككي‬
‫تكملة شرح الترمذي‪ ،‬قال الحاكم‪ :‬تحابوا إن كككان بالتشككديد‪ ،‬فمككن المحبككة‪،‬‬
‫وإن كان بالتخفيف فمن المحاباة‪ ،‬ويشهد للول رواية تزيد في القلب حبًا‪.‬‬

‫)‪ (353‬حديث‪ :‬التهنئة بالشهور والعياد‪ ،‬هو مما اعتاده الناس‪ ،‬مروي‬
‫في خصوص العيد أن خالد بن معدان لقي واثلة بككن السككقع فككي يككوم عيككد‪،‬‬
‫فقال له‪ :‬تقبل الّله منا ومنك‪ ،‬فقال له‪ :‬نعم‪ ،‬تقبل الل ّككه منككا ومنككك‪ ،‬وأسككنده‬
‫إلى النبي صلى الّله عليه وسلم‪ ،‬ولكن الشبه فيككه الوقككف خاصككة بمككا عنككد‬
‫البيهقي‪ ،‬وله شواهد عكن غيكر واحكد مكن الصكحابة‪ ،‬بينهكا شكيخنا فكي بعكض‬
‫الجوبة عن أصل المسألة‪ ،‬بل عند الديلمي عن ابن عباس رفعككه‪ :‬مككن لقككي‬
‫أخاه عند النصراف من الجمعة‪ ،‬فليقككل تقبككل الل ّككه منككا ومنككك‪ ،‬ويككروى فككي‬
‫جملة حقوق الجار من المرفوع‪ :‬إن أصابه خير هنأه أو مصيبة عزاه أو مرض‬
‫عاده‪ ،‬إلى غيره مما هو في معناه‪ ،‬بل أقوى منه ما في الصحيحين من قيككام‬
‫طلحة لكعب رضي الّله عنه‪ ،‬وتهنئته بتوبة الّله عليه)‪.(1‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫)‪ (1‬للحافظ السيوطي رسالة فككي التهنئة بالعيككاد والمناصككب الدينيككة‪ ،‬وكككذا للمحككدث الشككيخ محمككد‬
‫الزرقاني‪.‬‬

‫حرف الثاء المثلثة‬


‫)‪ (354‬حديث‪ :‬الثبات نبات‪ ،‬له ذكر‪ :‬في الحركات البركات‪.‬‬

‫)‪ (355‬حديث‪ :‬الثقة بكل أحد عجز‪ ،‬ل أعرفه بهذا اللفظ‪ ،‬ولكن عنككد‬
‫الخطابي في العزلة من طريق عبد الملك الذماري قال‪ :‬وجد عبد الملك بن‬
‫مروان حجرا ً فيه مكتوب بالعبرانية‪ ،‬فبعث به إلى وهب بككن منبككه‪ ،‬فككإذا فيككه‬
‫مكتوب‪ :‬إذا كان الغدر في الناس طباعًا‪ ،‬فالثقة بكل أحد عجز‪ ،‬ومن طريككق‬
‫عبد الّله بن حنيف‪ ،‬قال‪ :‬قال عمر بن عبد العزيز لمحمد بن كعب القرظككي‪:‬‬
‫أي خصال الرجل أوضع له؟ قال‪ :‬كثرة كلمه‪ ،‬وإفشككاؤه سككره‪ ،‬والثقككة بكككل‬
‫أحد‪ ،‬وفي ثامن المجالسة للدينوري من حككديث هشككام بككن إسككماعيل قككال‪:‬‬
‫كان ملك من الملوك ل يأخذ أحدا ً من أهل اليمان بالّله إل أمر بصلبه‪ ،‬ف كُأتي‬
‫برجل كذلك‪ ،‬فأمر بصلبه‪ ،‬فقيل له‪ :‬أوص‪ ،‬فقال‪ :‬بأي شيء‪ ،‬إني أدخلت في‬
‫ل‪ ،‬وأخرجت وأنا كككاره‪ ،‬وكككانوا إذ ذاك ل‬ ‫الدنيا ولم أستأمر‪ ،‬وعشت فيها جاه ً‬
‫يقتل أحد إل ومعه كيس فيه شيء من ذهب أو فضة‪ ،‬فأصابوا كتابا ً فيه ثلث‬
‫كلمات‪ :‬إذا ككان القككدر حقكًا‪ ،‬فككالحرص باطككل‪ ،‬وإذا كككان الغككدر فككي النككاس‬
‫طباعًا‪ ،‬فالثقة بكل أحد عجز‪ ،‬وإذا كان الموت بكككل أحككد رصككدًا‪ ،‬فالطمأنينككة‬
‫إلى الدنيا حمق‪.‬‬

‫)‪ (356‬حديث‪ :‬ثلث ل يركن إليها‪ :‬الدنيا‪ ،‬والسككلطان‪ ،‬والمككرأة‪ ،‬كلم‬


‫صحيح‪ ،‬ل نطيل فيه بالستشهاد لكل من الثلثة لوضوح المر فيها‪.‬‬

‫)‪ (357‬حديث‪ :‬ثلث ل يعاد صاحبهن‪ :‬الرمد‪ ،‬وصاحب الضرس‪ ،‬وصاحب‬


‫الدمل‪ ،‬الطبراني في الوسط‪ ،‬والبيهقي فككي الشككعب‪ ،‬وضككعفه مككن حككديث‬
‫سلمة بن علي الخشني عن الوزاعي عن يحيى ابن أبي كثير عن أبي جعفر‬
‫عن أبي هريرة رفعه به‪ ،‬وهو عند البيهقي فقط من جهة هقل عن الوزاعي‪،‬‬
‫فقال‪ :‬عن يحيى بن أبككي كككثير وجعلككه مككن قككوله لككم يجككاوز بككه‪ ،‬قككال‪ :‬وهككو‬
‫الصحيح‪ ،‬فقد قال زيد بن أرقم‪ :‬رمدت فعادني النبي صلى الّله عليه وسككلم‪.‬‬
‫فإن ثبت النهي أمكن أن يقال إنها لكونها مككن اللم الككتي ل ينقطككع صككاحبها‬
‫غالبا ً بسببها ل يعاد‪ ،‬بل مع المخالطة قد ل يفطن لمزيد ألمككه‪ ،‬كمككا أوضككحته‬
‫مع غيره في جزء أفردته لهذا الحديث‪.‬‬

‫)‪ (358‬حديث‪ :‬ثلث يجلين البصر‪ :‬النظر إلى الخضككرة‪ ،‬وإلككى المككاء‬
‫الجاري‪ ،‬وإلى الوجه الحسن‪ ،‬الحاكم‪ ،‬ومن طريقه الككديلمي‪ ،‬مككن جهككة عبككد‬
‫الّله بن عبد الوهاب الخوارزمي‪ ،‬عن يحيى بن أيوب المقابري‪ ،‬حدثنا شككعيب‬
‫بن حرب عن مالك بن مغول عن طلحة بن مصرف عن نافع عككن ابككن عمككر‬
‫رفعه بهذا‪ ،‬ومن جهة أبي البختري القاضي‪ ،‬قال‪ :‬كنككت أدخككل علككى الرشككيد‬
‫وابنه القاسم بين يديه‪ ،‬فكنت أدمن النظر إليه عند دخولي وخروجككي‪ ،‬قككال‪:‬‬
‫فقال لي بعض ندمائه‪ :‬ما أظن أبا البختري إل يحككب رأس الحملن؟ ففطككن‬
‫لككه‪ ،‬فلمككا أن دخلككت قككال‪ :‬أراك تككدمن النظككر إلككى القاسككم تريككد أن تجعككل‬
‫انقطاعه إليك‪ ،‬قلت‪ :‬أعيذك بالّله يا أمير المؤمنين أن ترميني بما ليس ف ك ّ‬
‫ي‪،‬‬
‫وإنما إدماني النظر إليه لن جعفر بن محمككد الصككادق‪ ،‬حككدثنا عككن أبيككه عككن‬
‫جده علي بن الحسين‪ ،‬عن أبيه عن جده علي بن أبي طككالب مرفوع كًا‪ :‬ثلث‬
‫يزدن في قوة البصر‪ :‬النظر إلى الخضرة‪ ،‬وإلى الماء الجككاري‪ ،‬وإلككى الككوجه‬
‫الحسن‪ ،‬والخوارزمي‪ ،‬قال أبو ُنعيم‪ :‬في حكديثه نككارة‪ ،‬وأبكو البخكتري رمكي‬
‫بالوضع‪ ،‬لكن لبي ُنعيم في الطب من حديث سليمان بن عمرو النخعي عككن‬
‫منصور بكن عبكد الرحمكن الحجكي عكن أمكه صكفية ابنكة شكيبة‪ ،‬عكن عائشكة‬
‫مرفوعًا‪ :‬ثلثة يجلين البصر‪ :‬النظر إلى الماء الجاري‪ ،‬والنظر فككي الخضككرة‪،‬‬
‫والنظر إلى الوجه الحسن‪ ،‬ومككن حككديث القاسككم بككن مطيككب‪ ،‬عككن منصككور‬
‫المذكور‪ ،‬لكنه عن أبي سعيد عن ابن عباس‪ ،‬أن النبي صلى الّله عليه وسلم‬
‫كان يحب أن ينظر إلى الخضرة‪ ،‬وإلى الماء الجاري‪ ،‬قال ابككن عبككاس‪ :‬ثلث‬
‫يجلين البصر‪ :‬النظر إلى الخضرة‪ ،‬والئمد عند النوم‪ ،‬والوجه الحسككن‪ ،‬ومككن‬
‫حديث أبي هلل الراسبي عن عبد الّله بن بريدة‪ ،‬عككن أبيككه مرفوع كًا‪ :‬النظككر‬
‫إلى الخضرة يزيد في البصر‪ ،‬والنظر في الماء يزيد في البصر‪ ،‬والنظككر إلككى‬
‫الوجه الحسن يزيد في البصر‪ ،‬ومن حككديث ابككن أبككي فككديك عككن جعفككر بككن‬
‫محمد‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن جابر مرفوعًا‪ :‬النظر في وجه المرأة الحسناء والخضرة‬
‫يزيدان في البصر‪ ،‬وآخرها عند القضاعي)‪ (1‬في مسنده‪ ،‬وسيأتي طرف منه‬
‫في‪ :‬النظر‪ ،‬من النون‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫)‪ (1‬بل رواه القضاعي بلفظ‪ :‬النظر إلى الخضرة يزيد في البصر‪ ،‬والنظككر إلككى المككرأة‬
‫الحسناء يزيد البصر‪ ،‬وللحديث طرق كلها واهية‪.‬‬

‫حرف الجيم‬

‫)‪ (359‬حديث‪ :‬الجار قبل الدار‪ ،‬في‪ :‬التمسوا‪ ،‬من الهمزة‪.‬‬

‫)‪ (360‬حديث‪ :‬الجار إلى أربعين‪ ،‬أبو يعلى في مسنده‪ ،‬وابن حبان في‬
‫الضعفاء‪ ،‬معا ً من حديث أبي هريككرة رفعككه‪ :‬حككق الجككار أربعككون دارًا‪ ،‬هكككذا‪،‬‬
‫ل‪ ،‬وقدامًا‪ ،‬وخلفًا‪ ،‬وهككو عنككد الككديلمي فككي‬‫وهكذا‪ ،‬وهكذا‪ ،‬وهكذا‪ ،‬يمينا ً وشما ً‬
‫مسنده من الوجه الذي أخرجاه‪ ،‬لكن بلفظ‪ :‬الجار ستون ذراع كا ً عككن يمينككه‪،‬‬
‫وستون عن يساره‪ ،‬وستون خلفه‪ ،‬وستون قدامه‪ ،‬وسنده ضعيف‪ ،‬ولكككن لككه‬
‫باللفظ الول شاهد عن كعب بن مالك رفعه أيضكًا‪ ،‬ولفظككه‪ :‬فككي حككديث‪ :‬أل‬
‫إن أربعين دارا ً جار‪ ،‬وسنده ضعيف أيضًا‪ ،‬بل يروى عن عائشة أنها قالت‪ :‬يككا‬
‫رسول الّله‪ ،‬ما حد الجككوار‪ ،‬قككال‪ :‬أربعككون دارًا‪ ،‬وفككي روايككة عنهككا‪ :‬أوصككاني‬
‫جبريل إلى أربعين دارًا‪ ،‬عشرة مكن ههنككا‪ ،‬وعشككرة مكن ههنككا‪ ،‬وعشككرة مكن‬
‫ههنا‪ ،‬وعشرة من ههنا‪ ،‬قال البيهقي‪ :‬وكلهما ضككعيف أيض كًا‪ ،‬والمعككروف مككا‬
‫لبي داود في المراسيل من حديث الزهككري أن رجل ً أتككى النككبي صككلى الل ّككه‬
‫عليه وسلم يشكو جاره‪ ،‬فأمره النبي صلى الّله عليه وسككلم أن ينككادي علككى‬
‫باب المسجد‪ ،‬أل إن أربعين دارا ً جوار‪ ،‬قككال يككونس يعنككي ابككن يزيككد‪ ،‬فقلككت‬
‫لبن شهاب‪ :‬كيف؟ قال‪ :‬أربعون هكذا‪ ،‬وأربعون هكذا‪ ،‬وأربعون هكذا‪ ،‬وأومككأ‬
‫إلى أربع جهات‪ ،‬وبه قالت عائشة‪ :‬فروينا عنهككا قككالت‪ :‬حككق الجككوار أربعككون‬
‫دارًا‪ ،‬من كككل جككانب‪ ،‬ورواه البخككاري فككي الدب المفككرد مككن قككول الحسككن‬
‫البصري أنكه سكئل عكن الجكار‪ ،‬فقكال‪ :‬أربعكون دارا ً أمكامه‪ ،‬وأربعكون خلفكه‪،‬‬
‫وأربعون عن يمينه‪ ،‬وأربعون عن يساره‪ ،‬وكذا جاء عن الوزاعي‪.‬‬

‫)‪ (361‬حديث‪ :‬الجالب مرزوق‪ ،‬والمحتكر ملعون‪ ،‬ابن ماجه في سننه‪،‬‬


‫والحاكم في صحيحه‪ ،‬وإسحاق‪ ،‬والدارمي‪ ،‬وعبد‪ ،‬وأبو يعلى فكي مسكانيدهم‪،‬‬
‫والعقيلي في الضعفاء‪ ،‬من حديث عمر به مرفوعًا‪ ،‬وسنده ضعيف‪.‬‬
‫)‪ (362‬حديث‪ :‬جالسوا العلماء‪ ،‬وسائلوا الكبراء‪ ،‬وخككالطوا الحكمككاء‪،‬‬
‫الطبراني والعسكري من حديث أبي مالك النخعي‪ ،‬عن سلمة بن كهيل عككن‬
‫جحيفة مرفوعا ً بهككذا‪ ،‬وكككذا أخرجككه العسكككري مككن حككديث إسككحاق بككن‬
‫أبي ُ‬
‫الربيع العصفري‪ ،‬حدثنا أبو مالك به نحوه‪ ،‬ومن جهة مسعر عككن سككلمة عككن‬
‫جحيفة‪ ،‬قال‪ :‬كان يقال‪ :‬جالس الكبراء‪ ،‬وخالط العلماء‪ ،‬وخالل الحكماء‪،‬‬ ‫أبي ُ‬
‫موقوف‪ ،‬وفي الباب عن ابن عباس‪ :‬قيل‪ :‬يككا رسككول الل ّككه‪ ،‬مكن نجككالس؟ أو‬
‫قال‪ :‬أي جلسائنا خير؟ قال‪ :‬من ذكركم الّله رؤيته‪ ،‬وزاد في علمكم منطقه‪،‬‬
‫وذكركم الخرة عمله‪ ،‬وعن ابن عيينة‪ ،‬قال‪ :‬قيكل لعيسكى‪ :‬يكا روح الّلكه مكن‬
‫نجالس؟ فقال‪ :‬من يزيد في علمكم منطقه‪ ،‬ويذكركم الّله رؤيتككه‪ ،‬ويرغبكككم‬
‫في الخرة عمله‪ ،‬رواهما العسكري‪.‬‬

‫)‪ (363‬حديث‪ :‬الجالس وسط الحلقة ملعون‪ ،‬أبو داود من حديث قتادة‬
‫جلز‪ ،‬عن حذيفة أن رسول الّله صلى الّله عليه وسككلم لعكن مكن‬ ‫حدثني أبو م ْ‬
‫جلس وسط الحلقة‪ ،‬وهو عند الترمذي من هذا الوجه عن أبي مجلز أن رجل ً‬
‫قعد وسط حلقة‪ ،‬فقال حذيفة‪ :‬ملعون على لسان محمكد أو لعكن الّلكه علكى‬
‫لسان محمد صلى الّله عليه وسلم من قعد وسط الحلقة‪ ،‬وقال‪ :‬إنككه حسككن‬
‫صحيح‪ ،‬ورواه الحاكم بلفظ‪ :‬رأى حذيفة إنسككانا ً قاعككدا ً وسككط حلقككة‪ ،‬فقككال‪:‬‬
‫لعن رسول الّله صلى الّله عليه وسلم من قعد وسككط حلقككة‪ ،‬وقككال‪ :‬صككحيح‬
‫على شرط الشيخين‪ ،‬ولم يخرجاه‪ ،‬وأخرجه أحمد وأبو يعلى في مسككنديهما‪،‬‬
‫ومن طريقهما الضياء في المختارة وآخرون‪ ،‬وكلهم بمعنى لفظ الترجمة‪.‬‬

‫)‪ (364‬حديث‪ :‬الجبروت في القلب‪ ،‬ابن لل عكن جككابر بكه مرفوعكًا‪،‬‬


‫ويدخل هنا ما رواه أحمد بن منيع‪ ،‬والحارث بن أبي أسككامة فككي مسككنديهما‪،‬‬
‫عن علي مرفوعًا‪ ،‬إن الرجل ليكتب جبككارا ً ومككا يملككك غيككر أهككل بيتككه‪ ،‬ومككن‬
‫كلمهم‪ :‬الظلم كمين في النفس‪ ،‬العجز يخفيه‪ ،‬والقدرة تبديه‪.‬‬

‫)‪ (365‬حديث‪ :‬جبلت القلوب على حب من أحسن إليها‪ ،‬وبغض مككن‬


‫أساء إليها‪ ،‬أبو ُنعيم في الحلية‪ ،‬وأبو الشيخ‪ ،‬وابن حبككان فككي روضككة العقلء‪،‬‬
‫والخطيب في تاريخ بغداد‪ ،‬وآخككرون‪ ،‬كلهككم مككن طريككق إسككماعيل بككن أبككان‬
‫الخياط‪ ،‬قال‪ :‬بلغ الحسن بن عمارة أن العمش وقع فيه‪ ،‬فبعث إليه بكسوة‬
‫فمدحه العمش‪ ،‬فقيل للعمش‪ :‬ذممته‪ ،‬ثم مدحته‪ ،‬فقال‪ :‬إن خيثمة حدثني‬
‫عن ابن مسعود قال‪ :‬جبلت‪ ،‬وذكره‪ ،‬وهكككذا أخرجككه ابككن عككدي فككي كككامله‪،‬‬
‫ومن طريقه البيهقي في الشعب‪ ،‬وابن الجوزي فككي العلككل المتناهيككة‪ ،‬لكككن‬
‫مرفوعًا‪ ،‬وهو باطل مرفوعكًا‪ ،‬وموقوفكًا‪ ،‬وقككول ابككن عككدي‪ ،‬ثككم الككبيهقي‪ :‬إن‬
‫الموقوف معروف عن العمش‪ ،‬يحتاج إلى تأويل‪ ،‬فإنهما أورداه كذلك بسند‬
‫فيه من اتهم بالكذب والوضع‪ ،‬بسياق يجل العمش عن مثلككه‪ ،‬وهككو أنككه لمككا‬
‫ولكى الحسككن بكن عمككارة مظكالم الكوفكة بلككغ العمكش فقكال‪ :‬ظككالم ولكى‬
‫مظالمنا‪ ،‬فبلغ الحسن‪ ،‬فبعث إليه بأثواب ونفقة‪ ،‬فقككال العمككش‪ :‬مثككل هككذا‬
‫ولي علينا يرحم صغيرنا‪ ،‬ويعود على فقيرنا‪ ،‬ويوقر كبيرنا‪ ،‬فقال له رجككل‪ :‬يككا‬
‫أبا محمد ما هذا وقولك فيه أمس؟ فقككال‪ :‬حككدثني خيثمككة‪ ،‬وذكككره موقوف كًا‪،‬‬
‫وأخرجككه القضككاعي مرفوعكا ً مككن جهككة ابككن عائشككة‪ ،‬حككدثنا محمككد بككن عبككد‬
‫الرحمن‪ ،‬رجل من قريش‪ ،‬قال‪ :‬كنت عند العمككش‪ ،‬فقيككل‪ :‬إن الحسككن بككن‬
‫عمارة ولى المظالم‪ ،‬فقال العمش‪ :‬يا عجبا؟ من ظالم ولككي المظككالم‪ ،‬مككا‬
‫للحائك ابن الحائك والمظالم‪ ،‬فخرجت‪ ،‬فأتيت الحسن فأخبرته‪ ،‬فقال‪ :‬علككي‬
‫بمنديل وأثواب‪ ،‬فوجه بها إليككه‪ ،‬فلمككا كككان مككن الغككد‪ ،‬بكككرت إلككى العمككش‬
‫فقلت‪ :‬أجري الحديث‪ ،‬قبل أن يجتمع الناس‪ ،‬فأجريت ذكره‪ ،‬فقككال‪ :‬بككخ بككخ‪،‬‬
‫ت؟‬ ‫هذا الحسن بن عمارة ولي العمل وما زانه‪ ،‬فقلت‪ :‬بالمس‪ ،‬قلت‪ :‬ما قل َ‬
‫واليككوم تقككول هككذا‪ ،‬فقككال‪ :‬دع عنككك هككذا‪ ،‬حككدثني خيثمككة عككن ابككن مسككعود‬
‫مرفوعًا‪ ،‬فقد كان رحمه الّله زاهدًا‪ ،‬ناسكًا‪ ،‬تاركا ً للدنيا‪ ،‬حككتى وصككفه القككائل‬
‫بقوله‪ :‬ما رأيت الغنياء والسلطين عند أحد أحقر منهم عنككده)‪ (1‬مككع فقككره‬
‫وحاجته‪ ،‬وقال آخر‪ :‬إنه فقير‪ ،‬صبور‪ ،‬محانب للسلطان‪ ،‬ورع‪ ،‬عكالم بكالقرآن‪،‬‬
‫وربما يستأنس له بما يروى‪ :‬الّلهم ل تجعككل للفككاجر عنككدي نعمككة يرعككاه بهكا‬
‫قلبي‪ ،‬وبحديث‪ :‬الهدية تذهب بالسمع والبصر‪ ،‬وهو ضعيف‪ ،‬والكلم فككي هككذا‬
‫كله مبسوط في الجوبة الحديثية‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫)‪ (1‬يعني العمش‪.‬‬

‫)‪ (366‬حديث‪ :‬الجبن والجرأة غرائز يضعها الّله حيث يشاء‪ ،‬البيهقي في‬
‫السنن من حديث شعبة عن أبي إسحاق‪ ،‬عن حسان بن فائد‪ ،‬عن عمككر بككن‬
‫الخطاب أنه قال‪ :‬الشجاعة والجبن غرائز فككي النككاس‪ ،‬تلقككى الرجككل يقاتككل‬
‫عمن ل يعرف‪ ،‬وتلقى الرجل يفر عن أبيه‪ ،‬وهو عند أبي يعلى‪ ،‬ومن طريقككه‬
‫القضاعي من حديث معدي بن سككليمان‪ ،‬حككدثنا ابككن عجلن هككو محمككد عككن‬
‫أبيه‪ ،‬عن أبي هريرة مرفوعًا‪ :‬كرم المككؤمن تقككواه‪ ،‬ومروءتككه خلقككه‪ ،‬ونسككبه‬
‫دينه‪ ،‬والجبن والجرأة غكرائز يضكعها الّلكه حيكث يشكاء‪ ،‬معكدي قكال فيكه أبكو‬
‫زرعة‪ :‬واهي الحديث‪ ،‬يحكدث عكن ابككن عجلن بمنككاكير‪ ،‬وككذا ضكعفه غيكره‪،‬‬
‫وقال أبو حاتم‪ :‬شيخ‪ ،‬وقال الشاذكوني‪ :‬كان مككن أفضككل النككاس‪ ،‬وكككان يعككد‬
‫من البدال‪ ،‬وصحح لككه الترمككذي حككديثًا‪ ،‬وعنككد الككدارقطني مككن حككديثه بهككذا‬
‫السند‪ :‬الحسب المال‪ ،‬والكرم التقوى‪ ،‬ويككروى كمككا للخرائطككي مككن حككديث‬
‫مسلم بن خالد الزنجي‪ ،‬عن العلء بن عبد الرحمن‪ ،‬عن أبيه عن أبي هريككرة‬
‫مرفوع كًا‪ :‬كككرم المككرء دينككه‪ ،‬ومروءتككه عقلككه‪ ،‬وحسككبه خلقككه‪ ،‬ومككن حككديث‬
‫الشعبي‪ ،‬قال‪ :‬قال عمر‪ :‬حسب المرء دينه‪ ،‬ومروءتككه خلقككه‪ ،‬وأصككله عقلككه‪،‬‬
‫وهو عن عمر في الموطأ‪.‬‬

‫)‪ (367‬حديث‪ :‬الجزاء من جنس العمل‪ ،‬يشير إليه قوله تعالى }وإن‬
‫عاقبتم فعاقبوا بمثل مككا عككوقبتم بككه‪ ،‬وجككزاء سككيئة سككيئة مثلهككا‪ ،‬هككل جككزاء‬
‫الحسان إل الحسان{‪ ،‬وكما تدين تدان‪ ،‬واسمح يسمح لك‪ ،‬وأشباهها‪ ،‬ووقع‬
‫في كتب النحاة كشكروح اللفيكة وتوضكيحها‪ :‬النكاس مجزيكون بأعمكالهم‪ ،‬إن‬
‫خيرا ً فخير‪ ،‬وإن شرا ً فشر‪ ،‬وقد أخرجه)‪.(1‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫)‪ (1‬بياض بالصول‪.‬‬

‫)‪ (368‬حديث‪ :‬جف القلم بما هو كائن‪ ،‬في‪ :‬تعرف إلككى الل ّككه‪ ،‬وعنككد‬
‫القضاعي فككي مسككنده مككن حككديث مسككعر بككن كككدام‪ ،‬عككن المنبعككث الثككرم‬
‫سمعت كردوسا‪ ،‬سمعت ابن مسعود‪ ،‬سمعت النبي صلى الل ّككه عليككه وسككلم‬
‫يقول‪ :‬جف القلككم بالشككقي والسككعيد‪ ،‬وفككرغ مككن أربككع مككن الخلككق والخلككق‬
‫والجل والرزق‪ ،‬وكذا أخرجه الديلمي بلفظ‪ :‬جرى‪ ،‬بدل جف‪.‬‬

‫)‪ (369‬حديث‪ :‬الجماعة رحمة‪ ،‬والفرقة عذاب‪ ،‬عبد الّله بن أحمد في‬
‫زوائد المسككند مككن حككديث الجككراح بككن مليككح‪ ،‬عككن أبككي عبككد الرحمككن‪ ،‬عككن‬
‫الشعبي‪ ،‬عن النعمان بن بشير‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول الّله صلى الّله عليه وسككلم‬
‫على المنبر‪ :‬من لم يشكر القليل لم يشكر الكثير‪ ،‬ومن لم يشكر الناس لككم‬
‫يشكككر الل ّككه‪ ،‬والتحككدث بنعمككة الل ّككه شكككر‪ ،‬وتركهككا كفككر‪ ،‬والجماعككة رحمككة‪،‬‬
‫والفرقة عذاب‪ ،‬قال‪ :‬فقال‪ :‬أبو أمامة الباهلي‪ :‬عليكم بالسواد العظم‪ ،‬قال‪:‬‬
‫فقال رجل‪ :‬ما السواد العظم؟ فنادى أبو أمامة‪ :‬هذه الية التي فككي سككورة‬
‫النور }فإن تولوا فإنما عليه ما حمل وعليكم ما حملتم{‪ ،‬وهو عند القضاعي‬
‫والديلمي من هذا الوجه‪ ،‬فاقتصر أولهما منه علككى الترجمككة فقككط‪ ،‬وثانيهمككا‬
‫على‪ :‬من لم يشكر القليل لم يشكر الكثير‪ ،‬وأورد الديلمي أيضا ً مككن حككديث‬
‫حماد بن سعيد بن معروف النصاري قال‪ :‬حدثنا ليث ابن أبي سليم عن أبي‬
‫الزبير‪ ،‬عن جابر رفعه‪ :‬من لم يشكر القليل لم يشكر الكثير‪ ،‬ومن لم يشكر‬
‫الناس لم يشكر الّله‪ ،‬وما تكرهون في الجماعة خير مما تحبون في الفرقككة‪،‬‬
‫وفي الجماعة رحمة‪ ،‬وفي الفرقة عذاب‪ ،‬وسندهما ضعيف‪ ،‬لكن له شككواهد‪،‬‬
‫منها في الترمذي عن ابن عباس رفعه‪ :‬يد الّله على الجماعة‪ ،‬اتبعوا السككواد‬
‫العظم‪ ،‬فإنه من شذ شذ فكي النكار‪ ،‬ومنهكا فكي الطكبراني عكن أسكامة بكن‬
‫شككريك رفعككه‪ :‬يككد الل ّككه علككى الجماعككة‪ ،‬فككإذا شككذ الشككاذ منهككم اختطفتككه‬
‫الشياطين‪ ،‬الحديث‪ ،‬ومنها فيه أيضا ً عن عرفجة رفعه‪ :‬يد الّله مككع الجماعككة‪،‬‬
‫والشيطان مع من فارق الجماعة يركض‪ ،‬ومنها في الديلمي عن أبي هريككرة‬
‫مرفوعًا‪ :‬الشيطان يهم بالواحد والثنين‪ ،‬فإذا كانوا ثلثة لم يهم بهم‪.‬‬

‫)‪ (370‬حديث‪ :‬جمال الرجل فصككاحة لسككانه‪ ،‬القضككاعي مككن حككديث‬


‫الوزاعي‪ ،‬والعسكري من حديث المنكدر بن محمد بن المنكدر‪ ،‬كلهمككا عككن‬
‫محمد بن المنكدر‪ ،‬عن جابر به مرفوعًا‪ ،‬وأخرجه أيضا ً الخطيب‪ ،‬وابن طاهر‪،‬‬
‫وفي إسناده أحمد بن عبد الرحمن بن الجارود الرقي‪ ،‬وهو كذاب‪ ،‬وللديلمي‬
‫من حديث جابر أيضا ً رفعه‪ :‬الجمال صواب المقال‪ ،‬والكمككال حسككن الفعككال‬
‫بالصدق‪ ،‬وعند العسكري من حديث يعقوب بن جعفككر بككن سككليمان سككمعت‬
‫أبي يحدث عن أبيه عن علككي بكن عبككد الل ّككه بككن عبككاس عككن أبيككه عككن جككده‬
‫العباس‪ ،‬قال‪ :‬قلت يا نبي الّله‪ ،‬ما الجمال في الرجل‪ ،‬قال‪ :‬فصككاحة لسككانه‪،‬‬
‫وهو عند ابن لل‪ ،‬بلفظ‪ :‬الجمال في الرجل اللسان‪ ،‬وفي إسناده محمد بككن‬
‫زكريا الغلبي‪ ،‬وهو ضعيف جدًا‪ ،‬ورواه أيضا ً عن ابن عائشة عن أبيه معضكك ً‬
‫ل‪،‬‬
‫وفي لفظ عنده‪ :‬إن جمال‪ ،‬وفي إسناده عبد الّله بن إبراهيككم الغفككاري وهككو‬
‫ضعيف‪ ،‬وللحاكم في المستدرك من طريق أبي جعفر بن علي بككن الحسككين‬
‫عن أبيه‪ ،‬قال‪ :‬أقبل العباس إلى رسول الّله صككلى الل ّككه عليككه وسككلم وعليككه‬
‫حلتان‪ ،‬وله ضفيرتان‪ ،‬وهو أبيض‪ ،‬فلما رآه تبسم‪ ،‬فقال‪ :‬يككا رسككول الل ّككه‪ ،‬مكا‬
‫أضحكك أضحك الّله سنك؟ فقال‪ :‬أعجبني من جمال عككم النككبي صككلى الل ّككه‬
‫عليه وسلم‪ ،‬فقال العباس‪ :‬ما الجمال؟ قال‪ :‬اللسان‪ ،‬وهو مرسل‪ ،‬وقال ابن‬
‫طاهر‪ :‬إسناده مجهول‪ ،‬وروى العسكري من حديث هككارون بككن عمككر‪ ،‬حككدثنا‬
‫سفيان عن الزهري عن سالم عن أبيه‪ ،‬قال‪ :‬مر عمر بقككوم يرمككون‪ ،‬فقككال‪:‬‬
‫بئس ما رميتم‪ ،‬فقالوا‪ :‬إنا متعلمين‪ ،‬فقككال عمككر‪ :‬والل ّككه لككذنبكم فككي لحنكككم‬
‫ي من ذنبكم في رميتكم‪ ،‬سمعت النبي صلى الّله عليه وسلم يقول‪:‬‬ ‫أشد عل ّ‬
‫رحم الّله امرأ أصلح من لسانه‪ ،‬انتهى‪ ،‬ووقع هككذا الحككديث فككي الككديات مككن‬
‫الرافعي بلفظ‪ :‬أن النبي صلى الّله عليه وسلم سئل عن الجمال‪ ،‬فقال‪ :‬هككو‬
‫اللسان‪.‬‬
‫‪ - 371‬حككديث‪ :‬الجمعككة حككج المسككاكين‪ ،‬القضككاعي مككن حككديث عيسككى بككن‬
‫إبراهيم الهاشمي‪ ،‬عن مقاتل‪ ،‬عن الضحاك‪ ،‬عن ابن عباس رفعككه بككه‪ ،‬وفككي‬
‫لفظ له أيضا ً بإسناده‪ :‬الفقراء‪ ،‬بدل المسككاكين‪ ،‬وهككو عنككد الحككارث بككن أبككي‬
‫أسامة في مسنده‪ ،‬ومقاتل ضعيف‪ ،‬وكذا الراوي عنه‪ ،‬وللديلمي مككن حككديث‬
‫هشام بن عبيد الّله الرازي‪ ،‬حدثنا ابن أبي ذئب عن نافع عن ابن عمر رفعه‪:‬‬
‫الدجاج غنم فقراء أمتي‪ ،‬والجمعة حج فقرائها‪ ،‬وهكذا هو في ترجمككة هشككام‬
‫من ضعفاء ابن حبان‪ ،‬ولبن ماجه من حديث علي بككن عككروة عككن المقككبري‪،‬‬
‫عن أبي هريرة‪ ،‬قال‪ :‬أمر رسول الّله صلى الّله عليكه وسكلم الغنيكاء باتخكاذ‬
‫الغنم‪ ،‬وأمر الفقراء باتخاذ الدجاج‪ ،‬وقال‪ :‬عند اتخاذ الغنياء الدجاج يأذن الّله‬
‫تعالى بهلك القرى‪ .‬وهو ضعيف‪.‬‬

‫‪ - 372‬حديث‪ :‬جنبوا مساجدكم صبيانكم‪ ،‬ابن مككاجه مككن حككديث أبككي سككعيد‬
‫الشامي عن مكحول عن واثلة مرفوعًا‪ ،‬بلفككظ‪ :‬جنبككوا مسككاجدكم صككبيانكم‪،‬‬
‫ومجككانينكم‪ ،‬وشككراَءكم‪ ،‬وبيعكككم‪ ،‬وخصككوماتكم‪ ،‬ورفككع أصككواتكم‪ ،‬وإقامككة‬
‫حككدودكم‪ ،‬وسككل سككيوفكم‪ ،‬واتخككذوا علككى أبوابهككا المطككاهر‪ ،‬وجمروهككا فككي‬
‫الجمع‪ ،‬وسنده ضعيف‪ ،‬ولكن له شاهد عند الطبراني فككي الكككبير‪ ،‬والعقيلككي‬
‫وابككن عككدي بسككند فيككه العلء بككن كككثير الشككامي‪ ،‬وهككو ضككعيف مككن حككديث‬
‫مكحول‪ ،‬عن أبي الدرداء وأبي أمامة وواثلة‪ ،‬قالوا‪ :‬سمعنا رسول الّله صككلى‬
‫الّله عليه وسلم‪ ،‬وذكره بلفظ‪ :‬مسككاجدكم‪ ،‬وبككدون شككراءكم وبيعكككم‪ .‬ومككن‬
‫حديث مكحول عن معاذ مرفوعا ً بنحوه‪ ،‬وكككذا أخككرج عبككد الككرزاق وإسككحاق‬
‫حديث معاذ‪ ،‬ومكحول لم يسمع من معاذ‪ .‬ولبن عدي من حديث أبي هريككرة‬
‫رفعه‪ :‬جنبوا مساجدكم صبيانكم ومجانينكم‪ ،‬وفي سنده عبد الّله بككن محككرر‪،‬‬
‫بمهملت وزن محمد‪ ،‬وهو ضعيف‪ ،‬وذكره عبد الحق من جهة البزار‪ ،‬ثم مككن‬
‫حديث ابن مسعود قال‪ :‬وليس له أصل‪ ،‬انتهى‪ .‬وفي الباب مما يسككتأنس بككه‬
‫لتقويته عدة أحاديث‪ :‬كحكديث مكن رأيتمكوه يككبيع‪ ،‬أو يبتكاع فكي المسككجد‪ ،‬أو‬
‫ينشد ضالة‪ ،‬الحديث‪.‬‬
‫‪ - 373‬حككديث‪ :‬الجنككة تحككت أقككدام المهككات‪ ،‬أحمككد والنسككائي وابككن مككاجه‬
‫والحاكم في مستدركه من حديث ابن جريج‪ ،‬أخككبرني محمككد بككن طلحككة هككو‬
‫ابن عبد الّله بن عبد الرحمن ابن أبي بكر الصديق عن أبيه عككن معاويككة بككن‬
‫جاهمة السلمي‪ ،‬أن جاهمة جاء إلى النبي صلى الّله عليه وسككلم‪ ،‬فقككال‪ :‬يككا‬
‫رسول الّله‪ ،‬أردت أن أغزو‪ ،‬وقد جئت أستشككيرك‪ ،‬فقككال‪ :‬هككل لككك مككن أم؟‬
‫قال‪ :‬نعم‪ ،‬قال‪ :‬فالزمها فإن الجنة تحت رجليهككا‪ ،‬وقككال الحككاكم‪ :‬إنككه صككحيح‬
‫السناد ولم يخرجاه‪ ،‬وتعقب بالضطراب‪ .‬فقيل‪ :‬هكذا كما اتفق عليه حجككاج‬
‫بن محمد‪ ،‬وروح بن عبادة‪ ،‬وأبككو عاصككم‪ ،‬كلهككم عككن ابككن جريككج‪ .‬وقيككل عككن‬
‫معاوية أنه السائل‪ ،‬أخرجه ابن ماجه أيضا ً من حديث محمد بن إسككحاق عككن‬
‫محمد بن طلحة بككن عبككد الرحمككن بككن أبككي بكككر الصككديق عككن معاويككة عككن‬
‫جاهمة‪ .‬قال‪ :‬أتيت النبي صلى الّله عليه وسلم فقلت‪ :‬يككا رسككول الل ّككه‪ ،‬إنككي‬
‫كنت أردت الجهاد معك‪ ،‬أبتغي بذلك وجه الّله‪ ،‬والككدار الخككرة‪ ،‬قككال‪ :‬ويحككك‬
‫أحية أمك‪ ،‬قلت‪ :‬نعم يا رسككول الل ّككه‪ ،‬قككال‪ :‬ويحككك الككزم رجلهككا فثككم الجنككة‪،‬‬
‫وجعله أيضكا ً بل واسككطة بيكن محمكد بكن طلحكة ومعاويكة‪ .‬وقكد أخرجكه ابككن‬
‫شاهين من جهة إبراهيم بن سعد عن ابن إسحاق فككأثبته‪ ،‬وتككابعه محمككد بككن‬
‫سلمة الخزاعي عن ابن إسحاق‪ ،‬وهو المشهور عنككه‪ .‬وقيككل عككن طلحككة بككن‬
‫معاوية أنه هو الذي سأل‪ ،‬ورجح البيهقي الول‪ .‬وفيه من الختلف غير ذلككك‬
‫مما لبسطه غير هذا المحل‪ .‬وفككي البككاب مككا أخرجككه الخطيككب فككي جككامعه‪،‬‬
‫والقضاعي في مسنده‪ ،‬من حديث منصور بككن المهككاجر الككبزوري‪ .‬عككن أبككي‬
‫النضر البار عن أنس رفعه‪ :‬الجنككة تحككت أقككدام المهككات‪ ،‬قككال ابككن طككاهر‪:‬‬
‫ومنصور وأبو النضر ل يعرفان‪ ،‬والحديث منكر‪ ،‬وذكره أيضا ً مككن حككديث ابككن‬
‫عبككاس وضككعفه‪ ،‬هككذا وقككد عككزاه الككديلمي لمسككلم عككن أنككس‪ ،‬فينظككر)‪.(1‬‬
‫والمعنى أن التواضع للمهات سبب لدخول الجنة‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫ل‪ ،‬وإن عككزاه لككه الزركشككي والسككيوطي تقليككدا ً‬ ‫)‪ (1‬لككم يخرجككه مسككلم أصك ً‬
‫للديلمي‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫‪ - 374‬حديث‪ :‬جهد المقل دموعه‪ ،‬هو معنككى خيككر أو أفضككل الصككدقة‪ :‬جهككد‬
‫المقل الذي أخرجه أبو داود وغيره عن أبي هريرة مرفوعًا‪ .‬وفي البككاب عككن‬
‫جابر وغيره كعبد الّله بن حبشي الخثعمي‪ ،‬وحديثه عنككد أبككي داود والنسككائي‬
‫في الجهاد‪ ،‬والدارمي وغيرهم بإسناد قوي من طريق عبيد بن عمير عنككه أن‬
‫النبي صلى الّله عليه وسلم سئل‪ :‬أي العمككال أفضككل‪ ،‬قككال‪ :‬إيمككان ل شككك‬
‫فيه‪ ،‬وجهاد ل غلول فيه‪ ،‬وحج مبرور‪ .‬قيل‪ :‬فأي الصكلة أفضككل‪ ،‬قككال‪ :‬طكول‬
‫القيام‪ ،‬قيل‪ :‬فككأي الصككدقة أفضككل‪ ،‬قككال‪ :‬جهككد المقككل‪ .‬وذكككر البخككاري فككي‬
‫تاريخه له علة‪ ،‬وهي الختلف على رواية عبيد في سنده‪ ،‬فقال علي الزدي‪:‬‬
‫هكذا وقال‪ :‬عبد الّله بن عبيد بن عمير عن أبيه عن جده واسككم جككده قتككادة‬
‫الليثي‪ .‬ولكن لفظ المتن قال‪ :‬السماحة والصككبر‪ ،‬ومككن هنككا يمكككن أن يقككال‬
‫ليست العلة بقادحة‪ ،‬وقد أخرجه هكذا موصول ً مككن وجهيككن فككي كككل منهمككا‬
‫مقال‪ ،‬ثم أورده من طريق الزهري عن عبد الّله بن عبيككد عككن أبيككه مرسك ً‬
‫ل‪،‬‬
‫وهذا أقوى ويروى عن ابن مسعود أن نملككة تجككر نصككف شككقها حملككت إلككى‬
‫سليمان بن داود عليهما الصلة والسلم نبقة جلوقية‪ ،‬فوضعت بين يديه فلم‬
‫يلتفت إليها‪ ،‬فرفعت رأسها فقالت‪:‬‬
‫أل كلنا نهدي إلى الّله ماله * وإن كان عنه ذا غنى فهو قابله‬
‫ولو كان يهدى للجليل بقدره * لقصر أعلى البحر منه مناهله‬
‫ولكنا نهدي إلى من نحبه * ولو لم يكن في وسعنا ما يشاكله‬
‫فأتاه جبريل عليه السلم‪ ،‬فقال‪ :‬إن الّله عز وجل يقرئك السلم ويقول لككك‪:‬‬
‫اقبل هديتها‪ ،‬فإن الّله تعالى يحب جهد المقل‪ ،‬أسنده الككديلمي‪ ،‬وعنككده عككن‬
‫ابن عمر رفعه‪ :‬خير الناس مؤمن فقير يعطي من جهده‪.‬‬
‫‪ - 375‬حديث‪ :‬جور الترك ول عدل العرب‪ ،‬كلم ساقط‪.‬‬

‫)‪ (376‬حديث‪ :‬الجوع كافر‪ ،‬وقاتله مككن أهككل الجنككة‪ ،‬كلم يككدور فككي‬
‫السواق‪ ،‬ويقرب من معنى الشق الول‪ ،‬قوله صلى الّله عليه وسلم‪ :‬الّلهككم‬
‫إنكي أعككوذ بكك مكن الجككوع‪ ،‬فكإنه بئس الضكجيع‪ ،‬فكي حكديث عنكد أبكي داود‬
‫والنسائي وابن ماجه عن أبي هريرة‪ ،‬وللطككبراني فككي الوسككط عككن عائشككة‬
‫مرفوعا ً أيضا ً في حديث‪ :‬الّلهم إني أعوذ بك من الجوع ضجيعًا‪ ،‬وأمككا الشككق‬
‫الثاني‪ ،‬فأحاديث ذم الجائع كثيرة‪ ،‬منتشرة‪ ،‬أفردت بالتأليف‪ ،‬كحديث‪ :‬أفشوا‬
‫السلم‪ ،‬وأحسنوا الكلم‪ ،‬وأطعموا الطعام‪ ،‬تدخلوا الجنة بسلم‪ .‬ومنهككا‪ :‬مككن‬
‫أطعككم كبككدا ً جائعكا ً أطعمككه الل ّككه مككن أطيككب طعككام الجنككة‪ .‬ومككن بككرد كبككدا ً‬
‫عطشانة‪ ،‬الحديث‪ .‬ومنها‪ :‬من أطعم مؤمنا ً حتى يشبعه أدخله الّله من أبواب‬
‫الجنة‪ ،‬ل يدخلها إل من كان مثله‪.‬‬

‫)‪ (377‬حديث‪ :‬الجيزة روضة من رياض الجنة‪ ،‬ومصر خزائن الّله في‬
‫أرضه‪ ،‬قال شيخنا‪ :‬هو كذب موضوع‪ ،‬وهو في نسخة نبيط الموضوعة)‪.(1‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫)‪ (1‬نسخة نبيط بن شككريط أوردهككا السككيوطي فككي آخككر ذيككل الللككى‪ ،‬وابككن‬
‫عراق في كتاب "تنزيه الشريعة المرفوعة" الذي سنخرجه قريبا ً بحول الل ّككه‪.‬‬
‫إذ هو أوسع كتاب في الموضوعات‪.‬‬

‫حرف الحاء المهملة‬


‫)‪ (378‬حديث‪ :‬حارم وارثه من أهل النار‪ ،‬في‪ :‬من زوى‪.‬‬

‫)‪ (379‬حديث‪ :‬حاكوا الباعة‪ ،‬فإنه ل ذمة لهم‪ ،‬قال شيخنا‪ :‬إنه ورد بسند‬
‫ضعيف‪ ،‬لكن بلفظ‪ :‬ماكسوا الباعة‪ ،‬فإنه ل خلق لهم‪ ،‬قال‪ :‬وورد بسند قككوي‬
‫عن سفيان الثوري أنه قككال‪ :‬كككان يقككال‪ :‬وذكككره‪ ،‬وترجككم شككيخنا فككي كتككابه‬
‫المطالب العالية مماكسة الباعة‪ ،‬وأورد من طريق جابر أبي الشعثاء أنه كان‬
‫ل يماكس في ثلثة‪ :‬في الكراء إلى مكة‪ ،‬وفي الرقية‪ ،‬وفكي الضكحية‪ ،‬وفكي‬
‫الفردوس بل إسناد عن أنس مرفوعًا‪ :‬أتاني جبريل‪ ،‬فقال‪ :‬يا محمد! مككاكس‬
‫عن درهمك‪ ،‬فإن المغبون ل مأجور‪ ،‬ول محمككود‪ ،‬وشككطره الخيككر عنككد أبككي‬
‫يعلى في مسنده‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا كامل بن طلحة‪ ،‬حككدثنا أبككو هشككام القنككاد عككن‬
‫الحسين بن علي رفعه‪ ،‬قال‪ :‬المغبككون ل محمككود‪ ،‬ول مككأجور)‪ ،(1‬وهككو عنككد‬
‫البغوي في معجمه من حديث أبي هشام المذكور‪ ،‬قال‪ :‬كنككت أحمككل المتككاع‬
‫من البصرة إلى الحسن بن علي‪ ،‬فكان يماكسني فيككه‪ ،‬فلعلككي ل أقككوم مككن‬
‫عنده حتى يهب عامته‪ ،‬فقلت‪ :‬يا ابن رسول الّله! أجيئك بالمتاع من البصككرة‬
‫تماكسني فيه‪ ،‬فلعلي ل أقوم حتى تهب عامته؟ فقال‪ :‬إن أبي حككدثني يرفككع‬
‫الحديث إلككى النككبي صككلى الل ّككه عليككه وسككلم‪ ،‬قككال‪ :‬المغبككون‪ ،‬وذكككره‪ ،‬قككال‬
‫البغوي‪ :‬وهذا وهم من كامل‪ ،‬يعني راويه‪ ،‬عن أبككي هشككام‪ ،‬فقككد رواه غيككره‬
‫عن أبي هشام‪ ،‬قال‪ :‬كنت أحمل إلككى علككي بككن الحسككين‪ ،‬ورواه أبككو سككعيد‬
‫الحسن بن علي عن كامل‪ ،‬وزاد فيه علي بن أبي طككالب‪ ،‬إل أنككه جعلككه مككن‬
‫رواية الحسن ل الحسين‪ ،‬وكذا رواه الطبراني في الكبير مككن حككديث طلحككة‬
‫بن كامل عن ابن هشام عن عبد الّله بن الحسكن عككن أبيكه عككن جكده رفعكه‬
‫بهذا أيضًا‪ ،‬وأبو هشام‪ ،‬قككال الككذهبي‪ :‬إنككه ل يعككرف‪ ،‬وخككبره منكككر انتهككى‪ ،‬ل‬
‫سيما وقد اضطرب فيه‪ ،‬وفي سابع عشر المجالسككة مككن حككديث محمككد بككن‬
‫سلم الجمحي‪ ،‬قال‪ :‬رؤي عبد الّله بن جعفر يمككاكس فككي درهككم فقيككل لككه‪:‬‬
‫تماكس في درهم‪ ،‬وأنت تجود من المال بكذا وكذا‪ ،‬فقال‪ :‬ذاك مككالي جككدت‬
‫به‪ ،‬وهذا عقلي بخلت به‪ ،‬وللطبراني في الكبير عن أبي أمامة سمعت النبي‬
‫صلى الّله عليه وسلم يقول‪ :‬غبككن المسترسككل حككرام‪ ،‬وسككنده ضككعيف جك ً‬
‫د‪،‬‬
‫لكن في الباب عن أنس وعلي وهما في اللسان لشبخنا‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫)‪ (1‬قرأته مرويا عن الشعبي في كتاب النوادر والنتف لبي الشيخ‪.‬‬

‫ي النساء‪ ،‬والطيب‪ ،‬وجعلككت قككرة عينككي فككي‬ ‫)‪ (380‬حديث‪ :‬حبب إل ّ‬


‫الصلة‪ ،‬الطبراني في الوسط‪ ،‬من حديث الوزاعي عن إسحاق بن عبد الّله‬
‫بن أبي طلحة‪ ،‬عككن أنككس بككه مرفوعكًا‪ ،‬وكككذا هككو عنككده فككي الصككغير‪ ،‬وكككذا‬
‫الخطيب في تاريخ بغداد من هذا الوجه‪ ،‬لكككن مقتصككرا ً علككى جملككة‪ :‬جعلككت‬
‫شكارعن جعفكر عكن ثكابت عكن‬ ‫فقط‪ ،‬ورواه النسائي في سننه مكن حكديث ب ّ‬
‫أنس بلفظ الترجمة‪ ،‬والحاكم في مستدركه بدون لفظة‪ :‬جعلت‪ ،‬وقككال‪ :‬إنككه‬
‫صحيح على شرط مسلم‪ ،‬ورواه مؤمل بن إهككاب فككي جككزئه الشككهير‪ ،‬قككال‪:‬‬
‫حدثنا سفيان عن جعفر به بلفظ‪ :‬وجعل قرة‪ ،‬والبككاقي سككواء‪ ،‬وأخرجككه ابككن‬
‫خبزة‪ ،‬حدثنا ثابت البنككاني وعلككي بككن‬ ‫عدي في كامله من جهة سلم ابن أبي ُ‬
‫زيد‪ ،‬كلهما عن أنس بلفظ‪ :‬حبب إلككي مكن الكدنيا النسكاء‪ ،‬والطيككب‪ ،‬وجعككل‬
‫قككرة عينككي فككي الصككلة‪ ،‬ومككن هككذا الككوجه أخرجككه أحمككد وأبككو يعلككى فككي‬
‫مسنديهما‪ ،‬وأبو عوانككة فككي مسككتخرجه الصككحيح‪ ،‬والطككبراني فككي الوسككط‪،‬‬
‫والبيهقي في سننه‪ ،‬وآخرون‪ ،‬حسككبما بينتككه موضككحا ً فككي جككزء أفردتككه لهككذا‬
‫الحديث‪ ،‬وقد عزاه الديلمي بلفظ‪ :‬حبب إلي كل شيء‪ .‬وحبب إلككي النسككاء‪،‬‬
‫إلى آخره للنسائي وغيره مما لم أره ككذلك فيهكا‪ ،‬وكككذا أفككاد ابككن القيكم أن‬
‫أحمد رواه في الزهد بزيادة لطيفة‪ ،‬وهي‪ :‬أصبر عككن الطعككام والشككراب‪ ،‬ول‬
‫أصبر عنهن‪ ،‬وأما ما استقر في هذا الحديث من زيادة ثلث‪ ،‬فلم أقف عليهككا‬
‫إل في موضعين من الحيككاء؛ وفككي تفسككير آل عمككران‪ ،‬مككن الكشككاف‪ ،‬ومككا‬
‫رأيتها في شيء من طرق هككذا الحككديث بعككد مزيككد التفككتيش؛ وبككذلك صككرح‬
‫الزركشي فقال‪ :‬إنه لم يرد فيه لفظ ثلث‪ ،‬قال‪ :‬وزيادته محيلة للمعنى‪ ،‬فإن‬
‫الصلة ليست من الدنيا‪ ،‬قال‪ :‬وقد تكلم المام أبو بكر ابن فورك على معناه‬
‫في جزء‪ ،‬ووجه ما ثبت فيه الثلث‪ :‬ونحوه قول شيخنا فككي تخريككج الرافعككي‬
‫تبعا ً لصله‪ :‬وقد اشتهر على اللسنة بزيككادة‪ :‬ثلث‪ ،‬وشككرحه المككام أبككو بكككر‬
‫ابن فورك في جزء مفرد‪ ،‬وكذلك ذككره الغزالكي‪ ،‬ولكم نجكد لفكظ ثلث فكي‬
‫شيء من طرقه المسندة‪ ،‬وقال في موضع آخر‪ :‬قد وقفت على جزء للمام‬
‫أبي بكر ابن فورك أفرده للكلم علككى هككذا الحككديث وشككرحه علككى أنككه ورد‬
‫بلفظ الثلث‪ ،‬ووجهه وأطنب في ذلك‪ ،‬وقال في تخريككج الكشككاف‪ :‬إن لفككظ‬
‫ثلث لم يقع في شيء من طرقه وزيادته تفسد المعنى‪ ،‬علكى أن المكام أبكا‬
‫بكر ابن فورك شككرحه فككي جككزء مفككرد بإثبككاته‪ ،‬وكككذلك أورده الغزالككي فككي‬
‫الحياء‪ ،‬واشتهر على اللسنة‪ .‬وكذا قال الولي العراقككي فككي أمككاليه‪ :‬ليسككت‬
‫هذه اللفظة وهي ثلث في شيء من كتب الحديث‪ ،‬وهككي مفسككدة للمعنككى‪،‬‬
‫فإن الصلة ليست من أمور الدنيا انتهى‪ ،‬وقككد وجهناهككا فككي الجككزء المشككار‬
‫إليه‪.‬‬

‫)‪ (381‬حديث‪ :‬حبك الشيء يعمي ويصم‪ ،‬أبو داود والعسكري من حديث‬
‫بقية بن الوليد عن أبي بكر بن عبد الّله بن أبي مريككم عككن خالككد بككن محمككد‬
‫الثقفي عن بلل ابن أبي الدرداء عن أبيه بككه مرفوعكًا‪ ،‬ولككم ينفككرد بككه بقيككة‪،‬‬
‫فقد تابعه أبو حيوة شريح بن يزيد‪ ،‬ومحمككد بككن حككرب‪ ،‬كمككا عنككد العسكككري‬
‫ويحيى البابلتي كما عند القضاعي في مسنده‪ ،‬وعصام بن خالككد ومحمككد بككن‬
‫مصعب‪ ،‬كما عند أحمد في مسنده‪ ،‬وابككن أبككي مريككم ضككعيف‪ ،‬ل سككيما وقككد‬
‫رواه أحمد عن أبي اليمان عن ابن أبي مريم فوقفه‪ ،‬والول أكثر‪ ،‬وقككد بككالغ‬
‫الصغاني فحكم عليه بالوضع‪ ،‬وكذا تعقبه العراقي‪ ،‬وقال‪ :‬إن ابن أبككي مريككم‬
‫لم يتهمه أحد بكذب‪ ،‬إنما سرق له حلي فأنكر عقله‪ ،‬وقد ضعفه غيككر واحككد‪،‬‬
‫ويكفينا سكوت أبي داود عليه‪ ،‬فليس بموضوع‪ ،‬بل ول شككديد الضككعف‪ ،‬فهككو‬
‫حسن‪ ،‬انتهى‪ .‬وفي الباب ممكا لكم يثبكت عكن معاويكة‪ ،‬قكال العسككري‪ :‬أراد‬
‫النبي صلى الّله عليه وسككلم أن مككن الحككب مكا يعميككك عككن طريككق الرشككد‪،‬‬
‫ويصمك عن استماع الحق‪ ،‬وأن الرجل إذا غلب الحب على قلبه ولم يكن له‬
‫رادع من عقل أو دين أصمه حبه عن العدل‪ ،‬وأعماه عن الرشككد‪ ،‬وكككذا قككال‬
‫بعض الشعراء‪ :‬وعين أخي الرضى عن ذاك تعمى‪.‬‬
‫وقال آخر‪:‬‬
‫فعين الرضى عن كل عيب كليلة * ولكن عين السخط تبدي المساويا‬
‫وعن ثعلب قال‪:‬‬
‫تعمى العين عن النظر إلى مساويه‪ ،‬وتصككم الذن عككن اسككتماع العككدل فيككه‪.‬‬
‫وأنشأ يقول‪:‬‬
‫وكذبت طرفي فيك والطرف صادق * وأسمعت أذني فيك ما ليس تسمع‬
‫وقيل‪ :‬تعمي وتصم عن الخرة‪ ،‬وفائدته النهي عن حب ما ل ينبغككي الغككراق‬
‫في حبه‪.‬‬

‫)‪ (382‬حديث‪ :‬الحبة السوداء شفاء من كل داء إل السام‪ ،‬البخاري من‬


‫حديث عقيل عن ابن شهاب‪ ،‬حدثني أبو سككلمة وسككعيد بككن المسككيب أن أبككا‬
‫هريرة أخبرهما أنه سمع رسول الّله صلى الّله عليككه وسككلم يقككول‪ :‬وذكككره‪،‬‬
‫قال ابن شهاب‪ :‬الحبة السوداء الشونيز‪ ،‬والسام الموت‪ ،‬ومككن حككديث خالككد‬
‫بن سعد قال‪ :‬خرجنا ومعنا غككالب بككن أبجككر‪ ،‬فمككرض فككي الطريككق‪ ،‬فقككدمنا‬
‫المدينة وهو مريض‪ ،‬فعاده ابن أبي عتيق‪ ،‬فقال‪ :‬عليكم بهذه الحبة السوداء‪،‬‬
‫فخذوا منها خمسا ً أو سبعا ً فاسحقوها‪ ،‬ثم أقطروها في أنفه بقطككرات زيككت‬
‫في هذا الجانب‪ ،‬وفي هذا الجانب‪ ،‬فإن عائشككة حككدثتني أنهككا سككمعت النككبي‬
‫صلى الّله عليه وسلم يقول‪ :‬إن هذه الحبككة‪ ،‬وذكككره‪ ،‬بلفككظ‪ :‬إل مككن السككام‪،‬‬
‫قلت‪ :‬وما السام؟ قال‪ :‬الموت‪.‬‬

‫)‪ (383‬حديث‪ :‬الحبيب ل يعذب حبيبه‪ ،‬ما علمته في المرفوع‪ ،‬ولكن قد‬
‫يشير إليه قوله تعالى }وقالت اليهود والنصارى نحن أبناء الل ّككه وأحبككاؤه قككل‬
‫فلم يعذبكم بذنوبكم{‪.‬‬
‫‪ - 384‬حديث‪ :‬حب الدنيا رأس كل خطيئة‪ ،‬الككبيهقي فككي الحككادي والسككبعين‬
‫ل‪ ،‬وأورده‬ ‫مككن الشككعب‪ ،‬بإسككناد حسككن إلككى الحسككن البصككري‪ ،‬رفعككه مرسك ً‬
‫الديلمي في الفردوس‪ ،‬وتبعه ولده بل إسناد‪ ،‬عن علي رفعككه بككه‪ ،‬وهككو عنككد‬
‫البيهقي أيضا ً في الزهد‪ ،‬وأبي ُنعيم في الترجمة الثوري من الحلية من قككول‬
‫عيسى بن مريم عليه السلم‪ ،‬وعند ابن أبي الدنيا في مكايككد الشككيطان لككه‪،‬‬
‫من قول مالك بككن دينككار‪ ،‬وعنككد ابككن يككونس فككي ترجمككة سككعد بككن مسككعود‬
‫التجيبي من تاريخ مصر له‪ ،‬من قول سعد هككذا‪ .‬وجككزم ابككن تيميككة بككأنه مككن‬
‫قول جندب البجلي رضي الّله عنه‪ .‬وبالول يرد عليه وعلى غيره‪ .‬ممن صرح‬
‫بالحكم عليه بالوضع‪ ،‬لقول ابكن المككديني‪ :‬مرسككلت الحسككن إذا رواهككا عنككه‬
‫الثقات صحاح‪ ،‬ما أقل ما يسككقط منهككا‪ ،‬وقككال أبكو زرعككة‪ :‬كككل شككيء يقكول‬
‫الحسن‪ ،‬قال رسول الّله صلى الّله عليه وسلم‪ ،‬وجدت له أصكل ً ثابتكا ً مكا خل‬
‫أربعككة أحككاديث‪ .‬وليتككه ذكرهككا‪ ،‬وقككال الككدارقطني‪ :‬فككي مراسككيله ضككعف‪،‬‬
‫وللديلمي عن أبي هريرة رفعه‪ :‬أعظككم الفككات تصككيب أمككتي‪ :‬حبهككم الككدنيا‪،‬‬
‫وجمعهم الدنانير والدراهم‪ ،‬ل خير في كثير ممن جمعها إل مككن سككلطه الل ّككه‬
‫على هلكتها في الحق‪.‬‬
‫‪ - 385‬حديث‪ :‬حبوا العرب‪ ،‬في‪ :‬أحبوا العرب‪.‬‬
‫‪ - 386‬حديث‪ :‬حب الوطن من اليمان‪ ،‬لم أقككف عليككه‪ ،‬ومعنككاه صككحيح فككي‬
‫ثالث المجالسة للدينوري من طريككق الصككمعي‪ ،‬سككمعت أعرابي كا ً يقككول‪ :‬إذا‬
‫أردت أن تعرف الرجل فانظر كيف تحننه إلى أوطانه‪ ،‬وتشوقه إلككى إخككوانه‪،‬‬
‫وبكاؤه على ما مضى من زمانه‪ ،‬ومكن طريكق الصكمعي أيضكًا‪ ،‬قكال‪ :‬قكالت‬
‫الهند‪ :‬ثلث خصال في ثلثة أصناف من الحيككوان‪ ،‬البككل تحككن إلككى أوطانهككا‪،‬‬
‫وإن كككان عهككدها بهككا بعيككدًا‪ ،‬والطيككر إلككى وكككره‪ ،‬وإن كككان موضككعه مجككدبًا‪،‬‬
‫والنسان إلى وطنه‪ ،‬وإن كان غيره أكثر نفعًا‪ ،‬ولما اشتاق النككبي صككلى الل ّككه‬
‫عليه وسلم إلى مكة محل مولده ومنشئه أنزل الّله تعالى عليككه قككوله‪} :‬إن‬
‫الذي فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد{ إلى مكة‪ ،‬وللخطابي فككي غريككب‬
‫الحديث من طريق إبراهيم بن محمد بن عبد العزيز عن أبيككه عككن الزهككري‪،‬‬
‫قال‪ :‬قدم أصيل ‪ -‬بالتصككغير ‪ -‬الغفككاري علككى رسككول الل ّككه صككلى الل ّككه عليككه‬
‫وسلم من مكة قبل أن يضرب الحجاب‪ ،‬فقالت عائشككة‪ :‬كيككف تركككت مكككة‪،‬‬
‫قال‪ :‬اخضرت جنباتها‪ ،‬وابيضت بطحاؤهككا‪ ،‬وأغككدق اذخرهككا‪ ،‬وانتشككر سككلمها‪،‬‬
‫الحديث‪ ،‬وفيه‪ :‬فقال له رسول الّله صلى الّله عليه وسلم‪ :‬حسبك يككا أصككيل‬
‫ل تحزني‪ ،‬وهو عند أبي موسككى المككديني مككن وجككه آخككر‪ ،‬قككال‪ :‬قككدم أصككيل‬
‫الهذلي فذكر نحوه باختصار‪ ،‬وفيه‪ :‬فقال له النككبي صككلى الل ّككه عليككه وسككلم‪:‬‬
‫ويها يا أصيل تدع القلوب تقر‪.‬‬
‫‪ - 387‬حديث‪ :‬الحجامة تكره في أول النهككار‪ ،‬ول يرجككى نفعهككا حككتى ينقككص‬
‫الهلل‪ ،‬عبككد الملككك بككن حككبيب فككي الطككب النبككوي مككن روايككة عبككد الكريككم‬
‫الحضرمي معض ً‬
‫ل‪.‬‬
‫‪ - 388‬حديث‪ :‬الحجامككة فككي نقككرة الككرأس تككورث النسككيان‪ ،‬فتجنبككوا ذلككك‪،‬‬
‫الديلمي من حديث عمر بن واصل‪ ،‬قال‪ :‬حكى محمد بن سواٍء عن مالك بن‬
‫دينار عن أنس مرفوعا ً به‪ ،‬وابن واصل اتهمه الخطيب بالوضع‪ ،‬ل سيما وهككو‬
‫حكاية‪ ،‬وقد احتجم صلى الّله عليكه وسكلم فكي يكافوخه‪ ،‬مكن وجكع ككان بكه‪،‬‬
‫ويروى أنه كان يحتجم على هامته وبين كتفيه‪ ،‬ولكن قد قككال أبككو داود‪ :‬قككال‬
‫معمر‪ :‬احتجمت فذهب عقلي‪ ،‬حتى كنت ألقككن فاتحككة الكتككاب فككي صككلتي‪،‬‬
‫وكان احتجم على هامته‪ ،‬أي على رأسككه‪ .‬وللحككاكم مككن حككديث عطككاف بككن‬
‫خالد‪ ،‬عن نافع عن ابن عمر مرفوعًا‪ :‬الحجامة على الريق أمثل‪ ،‬وهي شككفاء‬
‫وبركة‪ ،‬وهي تزيد في العقل‪ ،‬وتزيد في الحفظ‪ .‬الحديث‪ ،‬وفيه‪ :‬احتجموا يوم‬
‫الثنين‪ ،‬ويوم الثلثككاء‪ ،‬فككإنه اليككوم الككذي صككرف الل ّككه عككن أيككوب فيككه البلء‪،‬‬
‫واجتنبوا الحجامة يوم الربعاء‪ ،‬وسنده ضعيف‪ ،‬وأخرجه ابككن مككاجه مككن جهككة‬
‫سعد بن ميمون عن نافع‪ ،‬وإسناده قال الككذهبي‪ :‬مجهككول‪ ،‬وقككد أفككرد بعككض‬
‫الخذين عن شيخنا وشيخه أحاديث الحجامة في جزء‪ ،‬وهو مفتقر لتحرير‪.‬‬
‫‪ - 389‬حديث‪ :‬حجبت‪ ،‬في‪ :‬حفت‬
‫‪ - 390‬حديث‪ :‬الحجر السود من الجنة‪ ،‬النسائي عن ابن عباس به مرفوعًا‪،‬‬
‫وزاد الترمذي والحاكم‪ :‬وإنه يبعث يوم القيامة له عينان‪ .‬الحديث ولبن منيككع‬
‫عنه الحدر مروة من مرو الجنة‪ ،‬وأصله عند أحمد‪ ،‬والترمذي‪ ،‬وللديلمي عككن‬
‫عائشة مرفوعا ً أيضًا‪ :‬الحجر السود من حجارة الجنة‪ ،‬وشواهده كثيرة‪.‬‬
‫‪ - 391‬حديث‪ :‬حجوا قبل أن ل تحجوا‪ ،‬عبد الرزاق‪ ،‬ومن طريقه أبو ُنعيم‪ ،‬ثم‬
‫الديلمي‪ ،‬أنا عبد الّله بن عيسى بن عمر الجندي‪ ،‬حدثنا محمد بن أبي محمككد‬
‫عن أبيه‪ ،‬عككن أبككي هريككرة بككه مرفوعكًا‪ ،‬بزيككادة‪ :‬تقعككد أعرابهككا علككى أذنككاب‬
‫أوديتها‪ ،‬فل يدعون أحدا ً يدخلها‪ ،‬وهو عند الدارقطني في آخر الحج من سننه‬
‫من رواية الجندي المذكور‪ ،‬ولفظه‪ :‬حجوا قبل أن ل تحجوا‪ ،‬قالوا‪ :‬وما شككأن‬
‫الحج يا رسول الّله؟ قال‪ :‬تقعد أعرابهككا علككى أذنككاب أوديتهككا‪ ،‬فل يصككل إلككى‬
‫الحج أحد‪ ،‬عبد الّله ومحمد مجهولن‪ ،‬قاله العقيلي‪ ،‬وقككد أورده الزمخشككري‬
‫في الكشاف‪ ،‬بلفظ‪ :‬حجوا قبل أن ل تحجوا‪ ،‬قبل أن يمنع البر جانبه‪ ،‬والبحر‬
‫راكبه‪ ،‬وكذا أورد‪ :‬حجوا قبل أن ل تحجوا‪ ،‬فإنه قد هدم البيت مرتيكن‪ ،‬ويرفكع‬
‫في الثالثة‪ ،‬وهذا الثاني عند ابن أبي شيبة‪ ،‬قال أنا يزيد بن هارون عن حميككد‬
‫عن بكر بن عبد الّله المزني‪ ،‬عن ابككن عمككر‪ ،‬قككال‪ :‬تمتعككوا مككن هككذا الككبيت‪،‬‬
‫فإنه‪ ،‬وذكره موقوفًا‪ ،‬وقد روي مرفوعًا‪ ،‬أخرجه ابككن حبككان والحككاكم والككبزار‬
‫والطبراني من طريق سفيان بن حبيب عن حميد بهذا‪ ،‬وفي الكشككاف أيض كا ً‬
‫مما لم يقف عليه مخرجه عن ابن مسعود مرفوعًا‪ :‬حجوا هذا البيت قبككل أن‬
‫تنبت شجرة في البادية‪ ،‬ل تأكل منها دابة إل نفقت انتهى‪ ،‬ولما أورد البخاري‬
‫في صحيحه حديث قتادة عن عبد الّله بن أبي عتبة عن أبككي سككعيد الخككدري‬
‫مرفوعًا‪ :‬ليحجن البيت وليعتمرن بعد خروج يأجوج ومأجوج من جهة الحجككاج‬
‫بن حجاج عنه‪ ،‬قال عقبه‪ :‬تابعه أبان وعمككران عككن قتككادة‪ ،‬قككال‪ :‬وقككال عبككد‬
‫الرحمن عن شعبة يعني عن قتادة به‪ :‬ل تقوم السككاعة حككتى ل يحككج الككبيت‪،‬‬
‫مما أخرجه أبو يعلى وغيره‪ ،‬قال البخاري‪ :‬والول أكثر سمع قتادة عبككد الل ّككه‬
‫وعبد الّله أبا سعيد‪.‬‬
‫‪ - 392‬حديث‪ :‬الحجون والبقيع يؤخكذ بأطرافهمكا وينكثران فكي الجنكة‪ ،‬وهمكا‬
‫مقبرتا مكة والمدينة‪ ،‬أورده الزمخشري في الكشاف‪ ،‬وبيض له الزيلعي في‬
‫تخريجه‪ ،‬وتبعه شيخنا‪.‬‬
‫‪ - 393‬حديث‪ :‬الحج جهاد كل ضعيف‪ ،‬ابن ماجه والقضاعي مككن حككديث أبككي‬
‫جعفر محمد بن علي بن الحسين عن أم سلمة مرفوعا ً بهذا ورجككاله ثقككات‪،‬‬
‫محتج بهم في الصحيح‪ ،‬ولكن ل يعرف لبي جعفر سماع من أم سككلمة وقككد‬
‫أدرك ست سنين من حياتها‪ ،‬فمولده سنة ست وخمسين وماتت سنة اثنككتين‬
‫وستين على المعتمد‪ ،‬ولول التوقف في سماعه لكان علككى شككرط الصككحيح‪،‬‬
‫وله شاهد عند القضاعي من حديث ابن لهيعة عن محمككد بككن عبككد الرحمككن‪،‬‬
‫عن عامر بن عبد الّله بن الزبير‪ ،‬عن أبيه عن علي به مرفوعًا‪ ،‬وفيه‪ :‬وجهككاد‬
‫المرأة حسن التبعل‪ ،‬وأورده الديلمي عن علي بل سند‪ ،‬وعلق البخككاري عككن‬
‫عمر قوله شدوا الرحال في الحج‪ ،‬فإنه أحد الجهادين‪ ،‬وقد تساهل الصككغاني‬
‫حيث أدرجه في الموضوعات‪.‬‬
‫‪ - 394‬حككديث‪ :‬الحككج عرفككة‪ ،‬أحمككد وأصككحاب السككنن وابككن حبككان والحككاكم‬
‫والدارقطني والبيهقي‪ ،‬كلهم من حديث عبد الرحمن بن يعمر الديلمي‪ ،‬قال‪:‬‬
‫شهدت رسول الّله صلى الّله عليه وسلم وهو واقف بعرفات وأتاه ناس مككن‬
‫أهل نجد‪ ،‬فقالوا‪ :‬يا رسول الّله كيف الحج؟ فقال‪ :‬الحج عرفة‪ ،‬من جاء قبككل‬
‫صلة الفجر من ليلة جمع‪ ،‬فقد تم به حجككه‪ ،‬ولفككظ أحمككد وفككي روايككة لبككي‬
‫داود‪ :‬من أدرك عرفة قبل أن يطلع الفجر‪ ،‬فقد أدرك الحج‪ ،‬وألفككاظ البككاقين‬
‫نحوه‪ ،‬ورواه الدارقطني والبيهقي‪ :‬الحج عرفة‪ ،‬الحج عرفة‪.‬‬
‫‪ - 395‬حديث‪ :‬حدثوا الناس بما يعرفون‪ ،‬في‪ :‬أمرنا أن نكلم الناس‪.‬‬
‫‪ - 396‬حديث‪ :‬حدثوا عن بني إسرائيل ول حرج‪ ،‬أبككو داود عككن أبككي هريككرة‪،‬‬
‫وأصله صحيح وفي لفظ لحمد بن منيع عن جابر‪ :‬حككدثوا عككن بنككي إسككرائيل‬
‫فإنه كانت فيهم أعاجيب‪ ،‬وكذا هو عند تمام فككي فككوائده قككال‪ :‬وأنشككأ صككلى‬
‫الّله عليه وسلم يحككدث قككال‪ :‬خرجككت طائفككة مككن بنككي إسككرائيل حككتى أتككوا‬
‫مقبرة من مقابرهم‪ ،‬فقالوا‪ :‬لو صلينا ودعونا الّله عككز وجككل يخككرج لنككا رجل ً‬
‫ممن قد مات فنسأله عن الموت‪ ،‬ففعلوا فبينا هم كذلك إذ أطلع رجل رأسه‬
‫من قبر من تلك المقابر خلسئ)‪ (1‬بين عينيه أثر السجود‪ ،‬فقال‪ :‬مككا هككؤلء‬
‫ما أردتم إلي لقد مت من مائة عام فما سكنت عني حككرارة المككوت فككادعوا‬
‫الّله أن يردني كما كنت انتهككى‪ ،‬وهككذه الزيكادة تكككاد أن يكككون مقيككدة لكككون‬
‫المأذون في التحديث به‪ ،‬هو مككا يكككون مككن هككذا النمككط ل فيمككا يرجككع إلككى‬
‫الحكام ونحوها‪ ،‬لعدم اتصككالها‪ ،‬وأحسككن هككذا القككول بككأن الككواو فككي موضككع‬
‫الحال كما أوضحته في بعض التعاليق‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫)‪ (1‬أي بين البياض والسواد‪ ،‬وهذه القصة مدرجككة حسككبما بينتككه فككي كتككاب‬
‫"الحجج البينات في إثبات الكرامات"‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫‪ - 397‬حديث‪ :‬الحدة تعتري خيار أمتي‪ ،‬أبو يعلى والطبراني عن ابن عبككاس‬
‫به مرفوعًا‪ ،‬وفي سنده سلم بن سالم الطويل وهو متروك‪ ،‬وهو في مسككند‬
‫الحسن بن سفيان من جهة الليككث عككن ذويككد بككن نككافع‪ ،‬قلككت لبككي منصككور‬
‫الفارسي‪ :‬يا أبا منصور‪ ،‬لول حدة فيك‪ ،‬فقال‪ :‬ما يسرني بحككدتي كككذا وكككذا‪،‬‬
‫وقد قال رسول الّله صلى الّله عليككه وسككلم‪ :‬إن الحككدة تعككتري خيككار أمككتي‪،‬‬
‫وكذا أخرجه البغوي في معجككم الصككحابة‪ ،‬ووصككفا أبككا منصككور فككي روايتهمككا‬
‫بالصحبة‪ ،‬وأخرجه أبو ُنعيم في المعرفة أيضكًا‪ ،‬ولكككن رواه المسككتغفري مككن‬
‫طريق الليث‪ ،‬فقال‪ :‬عن يزيد بن أبي منصور وكانت له صحبة بدل‪ :‬عن أبككي‬
‫منصور ولفظه كالترجمة‪ ،‬وأشار إلى الختلف على الليث فيه‪ ،‬والول أكككثر‪،‬‬
‫والطبراني في الوسط‪ ،‬بسند فيه يغنم بن سالم‪ ،‬بن قنبر وهككو كككذاب‪ ،‬عككن‬
‫علي رفعه‪ :‬خيار أمتي أحداؤهم‪ ،‬الذين إذا غضبوا رجعوا‪ ،‬وهككو عنككد الككبيهقي‬
‫في الشعب‪ ،‬وفي المسند للديلمي من حديث بشر بن الحسككين عككن الزبيككر‬
‫بن عدي‪ ،‬عن أنس بلفظ‪ :‬ل تكون إل في صالحي أمتي وأبرارهككا ثككم تقيككء‪،‬‬
‫وبهذا السند بلفظ‪ :‬ليس أحد أولى بالحدة مككن صككاحب القككرآن لعككز القككرآن‬
‫في جوفه‪ ،‬ومن حديث وهككب بككن وهككب‪ ،‬عككن ثككور بككن يزيككد‪ ،‬عككن خالككد بككن‬
‫معدان‪ ،‬عن معاذ مرفوعا ً أيضًا‪ :‬الحدة تعتري جماع القرآن في أجوافهم‪.‬‬
‫‪ - 398‬حديث‪ :‬حذف السلم سنة‪ ،‬في‪ :‬التكبير جزم‪.‬‬
‫‪ - 399‬حديث‪ :‬الحرائر صلح البيت‪ ،‬والماء هلك البيت‪ ،‬الثعلككبي مككن روايككة‬
‫أحمد بن محمد بن عمر بن يونس اليمامي‪ ،‬حدثنا أحمد بن يوسككف العجلككي‪،‬‬
‫حدثنا يونس بن مرداس خادم أنس‪ ،‬قال‪ :‬كنت بين أنس وأبي هريككرة فقككال‬
‫له أنس‪ :‬سمعت رسول الّله صلى الّله عليه وسلم يقول‪ :‬من أحب أن يلقى‬
‫الّله طاهرا ً مطهرا ً قليتزوج الحرائر‪ ،‬وقال أبو هريرة‪ :‬سمعته يقول‪ :‬الحككرائر‬
‫صلح البيت‪ ،‬والماء فساد البيت‪ ،‬أو هلك البيت‪ ،‬وأحمد بككن محمككد مككتروك‪،‬‬
‫كذبه أبو حاتم ويونس مجهول‪ ،‬وقد قيل‪:‬‬
‫إذا لم يكن في منزل المرء حرة * تدبره ضاعت عليه مصالحه‬
‫‪ - 400‬حديث‪ :‬الحرب خدعة‪ ،‬متفق عليه من حديث ابن المبارك عككن معمككر‬
‫عن همام بن منبه عن أبي هريرة قال‪ :‬سمى النبي صكلى الل ّككه عليككه وسككلم‬
‫الحرب خدعة‪ ،‬وليس عند مسلم سمى‪ ،‬وانفرد به البخاري مككن حككديث عبككد‬
‫الرزاق عن معمر‪ ،‬واتفقا عليه أيضا ً من حديث ابن عيينة عن عمرو بن دينككار‬
‫أنه سمع جابرا ً يقول‪ :‬قال رسول الّله صلى الّله عليه وسلم‪ :‬الحرب خدعككة‪،‬‬
‫وكذا رواه الحميدي عن ابن عيينة وقككال‪ :‬قككال سككفيان‪ :‬قككال عمككرو‪ :‬خدعككة‬
‫بالضم‪ ،‬وأهل العربية يقولونها بالفتح‪ ،‬وممن رواه عن عمرو بن دينككار محمككد‬
‫بن مسلم‪ ،‬وفي الباب عن جماعة كثيرين‪ ،‬فمنه ما رواه ابن إسحاق عن عبد‬
‫الّله بن سهل النصاري أن عائشة قالت‪ :‬ثم إن نعيم بن مسعود قال‪ :‬يا نبي‬
‫الّله‪ ،‬إني أسلمت ولم أعلم قومي بإسلمي فمرني بما شككئت؟ فقككال‪ :‬أنككت‬
‫فينا كرجل واحد‪ ،‬فخادع إن شئت‪ ،‬فإنما الحككرب خدعككة‪ ،‬أخرجككه العسكككري‬
‫وقال‪ :‬أراد أن المماكرة في الحككرب أنفككع مككن المكككاثرة‪ ،‬ومنككه قككول بعككض‬
‫الحكماء‪ :‬إنفاذ الرأي في الحرب أنفع من الطعن والضككرب‪ ،‬والمثككل السككائر‬
‫إذا لم تغلب فاخلب‪ ،‬أي اخدع‪ ،‬وقال بعض اللغويين‪ :‬معنى خدع أظهككر أمككرا ً‬
‫أبطن خلفه‪ ،‬ومنككه كككان النككبي صككلى الل ّككه عليككه وسككلم إذا أراد غككزوة وّرى‬
‫بغيرها‪.‬‬
‫‪ - 401‬حديث‪ :‬الحزم سوء الظن‪ ،‬في‪ :‬احترسوا‪.‬‬
‫‪ - 402‬حديث‪ :‬الحسد في الجيران‪ ،‬في‪ :‬العداوة في الهل‪.‬‬
‫‪ - 403‬حديث‪ :‬الحسد يفسد اليمان كما يفسد الصبر العسل‪ ،‬الككديلمي عككن‬
‫معاويككة بككن حي ْككدة‪ ،‬ويشككهد لككه حككديث أبككي هريككرة مرفوع كًا‪ :‬الحسككد يأكككل‬
‫الحسنات كما تأكل النار الحطب‪ ،‬ونحوه عن أنس‪.‬‬
‫‪ - 404‬حديث‪ :‬حسنات البككرار سككيئات المقربيككن‪ ،‬هككو مككن كلم أبككي سككعيد‬
‫الخراز‪ ،‬رواه ابن عساكر في ترجمته‪.‬‬
‫‪ - 405‬حديث‪ :‬حسنوا نوافلكم‪ ،‬فبها تكمل فرائضكم‪ ،‬عككزاه الفاكهككاني لبككن‬
‫عبد البر في بعض تصانيفه‪ ،‬وتكملة الفرائض بالنوافل ثابت‪ ،‬وإليه أشار ابككن‬
‫دقيق العيد في الكلم على الحديث الخامس من فضل الجماعككة بقككوله‪ :‬قككد‬
‫ورد أن النوافل جابرة لنقصان الفرائض‪ ،‬وقرر في السككنن المشككروعة قبككل‬
‫الفرائض وبعدها معنى لطيفا ً من الخبر المشار إليككه وغيككره‪ ،‬وللككديلمي مككن‬
‫حديث عبد الّله بن يرفككا الليكثي عككن أبيكه عككن جكده مرفوعكًا‪ :‬النافلكة هديكة‬
‫المؤمن إلى ربه‪ ،‬فليحسن أحدكم هديته وليطيبها‪.‬‬
‫‪ - 407‬حكديث‪ :‬الحسككن والحسكين سكيدا شكباب أهكل الجنككة‪ ،‬الترمكذي مكن‬
‫حديث عبد الرحمن بن أبي نعيم عن أبي سعيد الخدري رفعه به‪ ،‬وقككال‪ :‬إنككه‬
‫حسن صحيح‪ ،‬وهو عند أحمد‪ ،‬وصححه ابن حبان والحاكم‪ ،‬وفيه من الزيككادة‪:‬‬
‫إل ابني الخالة عيسى ويحيى‪ ،‬وقد روى هذا الحديث سويد بن سعيد عن أبي‬
‫معاوية عن العمش عن عطية عن أبي سعيد‪ ،‬فقال ابككن معيككن‪ :‬إنككه باطككل‬
‫عن أبي معاوية‪ ،‬قال الدارقطني‪ :‬فلم نزل نظن أن هذا كما قال ابككن معيككن‬
‫حتى دخلككت مصككر فككي سككنة سككبع وخمسككين فوجككدت الحككديث فككي مسككند‬
‫إسحاق بن إبراهيم المنجنيقي ‪ -‬وكان ثقة ‪ -‬رواه عككن أبككي كريككب عككن أبككي‬
‫معاوية كما قال سويد سواء‪ ،‬وتخلص سويد‪ ،‬ولبن مكاجه مكن حكديث محمككد‬
‫بن عبد الرحمن ابن أبي ذئب عن نافع عن ابن عمر مرفوعا ً بزيادة‪ :‬وأبوهما‬
‫خير منهما‪ ،‬وصححه الحاكم من هذا الوجه أيضًا‪ ،‬وفي الباب عن جماعة‪.‬‬
‫‪ - 408‬حديث‪ :‬حسن السؤال نصف العلم‪ ،‬في‪ :‬القتصاد‪.‬‬
‫‪ - 409‬حديث‪ :‬حسن العهد من اليمان‪ ،‬الحاكم في مستدركه‪ ،‬ومن طريقككه‬
‫الديلمي من حديث الصغاني عن أبي عاصم‪ ،‬حدثنا صالح بن رستم عككن ابككن‬
‫أبي مليكة عن عائشة قالت‪ :‬جاءت عجوز إلى النبي صلى الّلكه عليككه وسكلم‬
‫وهو عندي فقال لها‪ :‬من أنت فقالت‪ :‬أنا جثامة المزنيككة قككال‪ :‬أنككت حسككانة‪،‬‬
‫كيف أنت كيف حالكم كيف كنتم بعدنا‪ ،‬قالت‪ :‬بخير بأبي أنككت‪ ،‬فلمككا خرجككت‬
‫قلت‪ :‬يا رسول الّله‪ ،‬تقبل على هذه العجككوز هككذا القبككال؟ قككال‪ :‬إنهككا كككانت‬
‫تأتينا زمن خديجة‪ ،‬وإن حسن العهد من اليمان وقال‪ :‬إنه صحيح على شرط‬
‫الشيخين‪ ،‬وقد روى ابن عبد البر من طريق الكديمي عن أبي عاصم فسمى‬
‫المرأة الحولء‪ ،‬فيحتمل أن يكون وصفها أو لقبها‪ ،‬ويحتمكل التعكدد مكع بعكده‬
‫لتحاد الطريق‪ ،‬وللعسكري من جهة الزبير بن بكار‪ ،‬حدثنا محمد بككن حسككن‪،‬‬
‫حدثنا إبراهيم بن محمد عن محمد بن زيككد بككن مهككاجر بككن قنفككذ أن عجككوزا ً‬
‫سوداء دخلت على النبي صلى الّله عليه وسلم فحياها وقال‪ :‬كيف أنت كيف‬
‫حالكم‪ ،‬فلما خرجت قالت عائشة‪ :‬يا نبي الّله ألهذه السوداء تحيي وتصنع ما‬
‫أرى؟ فقال‪ :‬إنها كانت تغشاها فككي حيككاة خديجككة‪ ،‬وإن‪ ،‬وذكككره قككال الزبيككر‪:‬‬
‫حدثني سليمان بككن عبككد الل ّككه عككن شككيخ مككن أهككل مكككة قككال‪ :‬هككي أم زفككر‬
‫ماشطة خديجة‪ ،‬ومن حديث حفص بن غياث عن هشام بككن عككروة عككن أبيككه‬
‫عن عائشة قالت‪ :‬كانت تأتي النبي صلى الل ّككه عليككه وسككلم امككرأة فيكرمهككا‬
‫فقلت‪ :‬يا رسول الّله من هذه؟ فقال‪ :‬هذه كككانت تأتينككا علككى زمككن خديجككة‪،‬‬
‫وإن وذكره‪ ،‬وهذا الخير عند الككبيهقي فككي الشككعب‪ ،‬وقككال‪ :‬إنكه بهككذا السككند‬
‫غريب‪ .‬انتهى‪ ،‬والعهد ينصرف في اللغة إلى وجوه أحدها الحفككظ والمراعككاة‬
‫وهو المراد هنا‪.‬‬
‫سن مرحوم‪ ،‬هو من كلم أبي حازم التابعي رواه الفاكهي‬ ‫ح ْ‬
‫‪ - 410‬حديث‪ :‬ال ُ‬
‫في كتاب مكة‪.‬‬
‫‪ - 411‬حديث‪ :‬الحسود ل يسود‪ ،‬ليس في المرفككوع‪ ،‬ولكنككه مككن كلم بعككض‬
‫السلف‪ ،‬ففي الرسالة القشيرية قيل‪ :‬وذكره‪ .‬ومعناه صحيح‪ ،‬ففي المرفككوع‬
‫من طريق أبي هريرة‪ :‬الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النككار الحطككب‪ ،‬وإنككه‬
‫يفسد اليمان كما يفسد الصككبر العسككل‪ ،‬وهككو أحككد خصككال ثلث أصككل لكككل‬
‫خطيئة وقال الحنف ابن قيس‪ :‬ل راحة لحسود‪ ،‬وقال الخليل بككن أحمككد‪ :‬مككا‬
‫رأيت ظالما ً أشبه بمظلوم من حاسد‪ ،‬نفس دائم‪ ،‬وعقل هككائم‪ ،‬وحككزن لئم‪،‬‬
‫رواها البيهقي فككي الشككعب‪ ،‬وقككال بعضككهم‪ :‬الحاسككد جاحككد‪ ،‬لنككه ل يرضككى‬
‫بقضاء الواحد‪ ،‬وفي بعض الكتب‪ :‬الحاسد عككدو نعمككتي إلككى غيككر ذلككك‪ ،‬وقككد‬
‫أفرد ذمه بالتأليف‪ ،‬وأخذ له القشيري بابا ً فيه آثار جمة‪.‬‬
‫‪ - 412‬حديث‪ :‬حسين مني وأنا من حسين‪ .‬الترمذي مككن حككديث سككعيد ابككن‬
‫راشد‪ ،‬عن يعلى بن مرة الثقفي به مرفوعًا‪ ،‬وقال‪ :‬حسن‪ ،‬وكككذا رواه أحمككد‬
‫وابن ماجه في السنة‪ ،‬في حديث‪.‬‬
‫‪ - 413‬حديث‪ :‬حصنوا أمككوالكم بالزكككاة‪ ،‬وداووا مرضككاكم بالصككدقة‪ ،‬وأعككدوا‬
‫للبلء الدعاء‪ ،‬الطبراني وأبو ُنعيم والعسكري والقضككاعي‪ ،‬كلهككم مككن حككديث‬
‫إبراهيم بن يزيد النخعي عن السود عن ابن مسعود به مرفوعًا‪ ،‬وللطككبراني‬
‫من حديث إبراهيم ابن أبي عبلة عن عبادة بن الصامت قال‪ :‬أتى رسول الّله‬
‫صلى الّله عليه وسلم وهو قاعد في ظل الحطيم بمكة فقيل‪ :‬يا رسول الل ّككه‬
‫أتى على مال لي بسيف البحر فذهب به‪ ،‬فقال رسول الّله صلى الّلككه عليككه‬
‫وسلم‪ :‬ما تلف مال في بر ول بحر إل بمنع الزكاة‪ ،‬فحرزوا أموالكم بالزكككاة‪،‬‬
‫وداووا مرضاكم بالصدقة‪ ،‬وادفعوا عنكم طوارق البلء بالككدعاء‪ ،‬فككإن الككدعاء‬
‫ينفع مما نزل ومما لم ينزل‪ ،‬ما نزل يكشفه‪ ،‬وما لم ينزل يحبسه‪ ،‬وللككبيهقي‬
‫في الشعب من حديث طالوت ابككن عبككاد‪ ،‬حككدثنا فضككال بككن جككبير عككن أبككي‬
‫أمامة مرفوعًا‪ :‬حصنوا أموالكم بالزكاة‪ ،‬وداووا مرضاكم بالصدقة‪ ،‬واستقبلوا‬
‫أمواج البلء بالدعاء‪ ،‬وقال‪ :‬فضال صاحب مناكير‪ ،‬ومككن حككديث مطككرف بككن‬
‫سمرة بن جندب عن أبيه رفعه مثله‪ ،‬إل أنه قال‪ :‬وردوا نائبككة البلء بالككدعاء‪،‬‬
‫بدل الجملة الثانية وراويه مجهول‪ ،‬وله وكككذا للككديلمي مككن حككديث بككدل بككن‬
‫المحبر‪ ،‬حدثنا هلل بن مالك الهزاني عن يونس بككن عبيككد عككن راو عككن ابككن‬
‫عمر مرفوعا ً ولفظككه‪ :‬داووا مرضككاكم بالصككدقة‪ ،‬وحصككنوا أمكوالكم بالزكككاة‪،‬‬
‫فإنها تدفع عنكم العراض والمراض‪ .‬وقال البيهقي‪ :‬إنه منكر بهككذا السككناد‪.‬‬
‫وفي الباب أيضا عككن أبككي أمامككة عنككد الطككبراني وأبككي الشككيخ‪ ،‬وعككن أنككس‬
‫مرفوعًا‪ :‬ما عولج مريض بدواء أفضل مككن الصككدقة‪ ،‬أخرجككه الككديلمي وعككن‬
‫غيرهما مما ل نطيل به‪.‬‬
‫‪ - 414‬حديث‪ :‬حفت الجنة بالمكاره‪ ،‬وحفت النككار بالشككهوات‪ ،‬متفككق عليككه‪،‬‬
‫فمسلم بهذا اللفظ من حديث ورقاء‪ ،‬والبخاري بلفظ‪ :‬حجبت في الموضعين‬
‫من حديث مالك‪ ،‬كلهما عككن أبككي الزنككاد‪ ،‬عككن العككرج عككن أبككي هريككرة بككه‬
‫مرفوعًا‪ ،‬وهو عند مسلم أيضا ً من حديث حماد بن سلمة عككن ثككابت وحميككد‪،‬‬
‫كلهما عن أنس مرفوعا ً بلفظ‪ :‬حفت في الموضعين‪ ،‬وكذا أخرجه الترمذي‪،‬‬
‫بل رواه القضاعي من حديث إسحاق بن محمد الفروي عن مالك عن سمي‬
‫عن أبي صالح عن أبي هريرة كذلك‪.‬‬
‫‪ - 415‬حديث‪ :‬الحكمككة ضككالة المككؤمن‪ ،‬القضككاعي فككي مسككنده مككن حككديث‬
‫الليث عن هشام بن سعد عن زيد بن أسلم مرفوعا ً به بزيادة‪ :‬حيث ما وجككد‬
‫المؤمن ضالته فليجمعها إليه‪ ،‬وهو مرسل‪ ،‬وقد رواه أيضا ً وكذا الترمذي فككي‬
‫أواخر العلككم مككن جككامعه‪ ،‬والككبيهقي فككي المككدخل‪ ،‬والعسكككري مككن حككديث‬
‫إبراهيككم بككن الفضككل عككن سككعيد المقككبري عككن أبككي هريككرة رفعككه‪ ،‬فلفككظ‬
‫العسكري والقضاعي‪ :‬كلمة الحكمة ضالة كل حكيم‪ ،‬فإذا وجككدها فهككو أحككق‬
‫بها‪ ،‬ولفظ الترمذي‪ :‬الكلمة الحكيمة ضالة المؤمن‪ ،‬فحيث وجدها فهككو أحككق‬
‫بها‪ .‬وقال‪ :‬إنه غريب‪ ،‬وإبراهيم يضعف في الحديث‪ .‬وقد رواه العسكري من‬
‫حديث عنبسة بن عبد الرحمن عن شبيب بن بشكير عكن أنكس رفعكه‪ :‬العلكم‬
‫ضالة المؤمن حيث وجده أخذه‪ ،‬ومن حديث سككليمان بكن معككاذ عككن سكماك‬
‫عن عكرمة عن ابن عباس من قوله‪ :‬خذوا الحكمة ممن سمعتموها‪ ،‬فإنه قد‬
‫يقول الحكمة غير الحكيككم‪ ،‬وتكككون الرميككة مكن غيككر رام‪ ،‬وهككذا الخيككر عنككد‬
‫البيهقي في المدخل مككن حككديث أبككي نعيككم‪ ،‬حككدثنا الحسككن بككن صككالح عككن‬
‫عكرمة به بلفظ‪ :‬خذ الحكمككة ممككن سككمعت‪ ،‬فككإن الرجككل يتكلككم بالحكمككة‪،‬‬
‫وليس بحكيم‪ ،‬فتكون كالرمية‪ ،‬خرجت من غير رام‪ ،‬وعنده من حديث سككعيد‬
‫بن أبي بردة قال‪ :‬كان يقال الحكمة ضالة المؤمن يأخذها حيث وجدها‪ ،‬ومن‬
‫جهة عبد العزيز بن أبي داود عن عبد الّله بن عبيد بن عمير‪ ،‬قال‪ :‬كان يقككال‬
‫العلم ضالة المؤمن يغدو في طلبها‪ ،‬فإن أصاب منها شيئا ً حككواه حككتى يضككم‬
‫إليه غيره‪ ،‬ويروى في معنى الول المرفوع عن بريدة‪ ،‬وكذا هككو فككي نسككخة‬
‫أبي الدنيا الشج الكذاب‪ ،‬عن علي بل للديلمي من طريق عبد الوهككاب عككن‬
‫مجاهد عن علي مرفوعًا‪ :‬ضالة المؤمن العلككم‪ ،‬كلمككا قيككد حككديثا ً طلككب إليككه‬
‫آخر‪ ،‬وأخرجه من قبله ابن لل والحسن بن سفيان‪ ،‬ومككن طريقككه أبككو ُنعيككم‬
‫وآخرون‪ ،‬وللديلمي عن ابن عباس مرفوعًا‪ :‬نعم الفائدة الكلمة مككن الحكمككة‬
‫يسمعها الرجل فيهديها لخيه‪ ،‬وبل سند عن ابن عمر رفعككه‪ :‬خككذ الحكمككة ول‬
‫يضرك من أي وعاء خرجت‪ ،‬ونحو هذا يروى من قول علي‪ ،‬قال العسكككري‪:‬‬
‫أراد صلى الّله عليه وسككلم أن الحكيككم يطلككب الحكمككة أبككدًا‪ ،‬وينشككدها فهككو‬
‫بمنزلة المضل ناقته يطلبها‪ ،‬ثم أسككند عككن مبككارك بككن فضككالة قككال‪ :‬خطككب‬
‫الحجاج فقال‪ :‬إن الّله أمرنا بطلب الخرة‪ ،‬وكفانا مؤونة الككدنيا‪ ،‬فليتككه كفانككا‬
‫مؤونة الخرة‪ ،‬وأمرنا بطلب الدنيا‪ ،‬قككال‪ :‬يقككول الحسككن‪ :‬ضككالة مككؤمن عنككد‬
‫فاسق فليأخذها وعن يوسف بن أسباط قال‪ :‬كنت مع سفيان الثوري وحازم‬
‫بن خزيمة يخطب فقال حازم‪ :‬إن يوما ً أسكر الكبار‪ ،‬وأشككاب الصككغار‪ ،‬ليككوم‬
‫عسير‪ ،‬شره مستطير‪ ،‬فقككال سككفيان‪ :‬حكمككة مككن جككوف خككرب‪ ،‬ثككم أخككرج‬
‫شريحة يعني ألواحا ً فكتبها ونحوه‪ ،‬فرب مبلغ أوعى من سامع‪.‬‬
‫‪ - 416‬حديث‪ :‬حكمي على الواحد حكمي على الجماعة‪ ،‬ليس له أصككل كمككا‬
‫قاله العراقي في تخريجه‪ ،‬وسئل عنه المككزي والككذهبي فككأنكراه‪ ،‬وللترمككذي‬
‫والنسائي من حديث أميمة ابنة رقيقة‪ :‬مكا قكولي لمكرأة واحكدة‪ ،‬إل كقكولي‬
‫لمائة امرأة‪ .‬لفظ النسائي‪ ،‬وقال الترمذي‪ :‬إنما قككولي لمككائة امككرأة كقككولي‬
‫لمرأة واحدة‪ .‬وهو من الحاديث التي ألككزم الككدارقطني الشككيخين بإخراجهككا‬
‫لثبوتها على شرطهما‪.‬‬
‫‪ - 417‬حديث‪ :‬الحلف حنث أو ندم‪ ،‬ابن ماجه وأبو يعلى من حديث بشار بككن‬
‫كدام عن محمد بن زيد عن ابن عمر رفعه بلفظ‪ :‬إنما الحلف‪ ،‬إل أبككا يعلككى‪،‬‬
‫فقال‪ :‬إنما اليمين‪ ،‬وفي لفظ له أيضكا ً كالترجمككة‪ ،‬وأخرجككه الطككبراني‪ ،‬وكككذا‬
‫العسكري‪ ،‬ولفظه‪ :‬اليمين حنث أو نككدم‪ ،‬وفككي لفككظ أيضكًا‪ :‬الحلككف حنككث أو‬
‫مندمة‪.‬‬
‫)تنبيه( وقع في مسند الشهاب مسعر بن كدام في موضعين بدل بشار وهككو‬
‫غلط‪.‬‬
‫ب خيبر‪ ،‬أورده ابن إسحاق في السيرة عن أبككي‬ ‫‪ - 418‬حديث‪ :‬حمل علي با َ‬
‫رافع مولى رسول الّله صلى الّله عليه وسلم‪ ،‬وأن سبعة هو ثامنهم‪ ،‬اجتهدوا‬
‫أن يقلبوه‪ ،‬فلم يستطيعوا‪ ،‬ومككن طريككق ابككن إسككحاق أخرجككه الككبيهقي فككي‬
‫الدلئل‪ ،‬ورواه الحاكم‪ ،‬وعنه الكبيهقي فكي الكدلئل مكن جهكة ليكث ابكن أبكي‬
‫سليم عن أبي جعفر محمد بن علي بن حسين عن جابر أن عليا ً حمل البككاب‬
‫ل‪ ،‬وليككث ضككعيف‪،‬‬ ‫يوم خيككبر‪ ،‬وأنككه جككرب بعككد ذلككك فلككم يحملكه أربعككون رج ً‬
‫والراوي عنه شيعي‪ ،‬وكذا من دونه ولكن لمككن دونككه متككابع‪ ،‬ذكككره الككبيهقي‪،‬‬
‫ومن جهة حرام بن عثمان عن أبي عتيق وابن جابر أن عليكا ً لمكا انتهكى إلكى‬
‫الحصن اجتبذ أحد أبوابه فألقاه بالرض فاجتمع عليه بعده منككا سككبعون رج ً‬
‫ل‪،‬‬
‫فكان جهدهم أن أعادوا الباب‪ ،‬وعلقه الككبيهقي مضككعفا ً لككه‪ ،‬قلككت‪ :‬بككل كلهككا‬
‫واهية‪ ،‬ولذا أنكره بعض العلماء‪.‬‬
‫‪ - 419‬حديث‪ :‬الحمية رأس الدواء‪ ،‬في‪ :‬المعدة بيت الداء‪.‬‬
‫‪ - 420‬حديث‪ :‬الحمى رائد الموت‪ ،‬أبو ُنعيم في الطب من حديث حمككاد بككن‬
‫سلمة عن علي بن زيد بن جدعان عن أنس مرفوعا ً بزيادة‪ :‬وسجن الّله في‬
‫الرض‪ ،‬وقال‪ :‬إن بشر بن شبيب رواه عككن أنككس مرفوعكًا‪ ،‬ورواه أيضكا ً مككن‬
‫طريق حماد بن زيد عن حميد وحبيب وثابت وعلي بن زيد في آخرين‪ ،‬كلهككم‬
‫ل‪ ،‬ومن حديث إسماعيل بن أبي خالد عن سككعيد بككن‬ ‫عن الحسن رفعه مرس ً‬
‫جبير من قوله‪ :‬الحمى رائد الموت‪ ،‬والطريق المقطوعة عند ابن أبكي الكدنيا‬
‫في المراض من حديث إسماعيل ابن أبي خالد به‪ ،‬بكل المرسككل عنككده مكن‬
‫حديث جرير عن ابن شبرمة عككن الحسككن بلفككظ‪ :‬الحمككى رائد المككوت وهككو‬
‫سجن الّله للمؤمن‪ ،‬ومن حديث خالككد بككن خككداش عككن حمككاد بككن زيككد‪ ،‬عككن‬
‫يونس‪ ،‬عن الحسن بلفظ‪ :‬الحمى رائد الموت‪ ،‬وهي سككجن الل ّككه فككي الرض‬
‫يحبككس عبككده إذا شككاء‪ ،‬ثككم يرسككله إذا شككاء‪ ،‬ففتروهككا بالمككاء‪ ،‬وكككذا أخككرج‬
‫المرسل من الوجه الثاني القضاعي فككي مسككنده مككن حككديث عبككد الل ّككه بككن‬
‫مسلم بن حبيبة حدثني أبو الخطاب حدثنا بشر بن المفضل عن يونس مثله‪،‬‬
‫بدون ففتروها بالمكاء‪ ،‬وفكي البكاب مكا للبخكاري فكي تكاريخه‪ ،‬وإسكحاق فكي‬
‫مسنده‪ ،‬والحسن بن سفيان والبغوي وابن قانع‪ ،‬كلهم مككن طريككق محككر بككن‬
‫هارون عن أبي يزيد المدني عن عبككد الرحمككن بككن المرقككع‪ ،‬قككال‪ :‬لمككا فتككح‬
‫النبي صلى الّله عليه وسلم خيبر كان في ألف وثماني مككائة‪ .‬فقسككمها علككى‬
‫ثمانية عشر سهمًا‪ .‬فذكر حديث الترجمة‪ ،‬وهو عند أبككي ُنعيككم فككي المعرفككة‬
‫من طريق إسحاق وابن سفيان وغيرهما من جهة أبي عاصم العباداني راويه‬
‫عن المحبر وكذا رواه الطبراني في من اسمه عبد الرحمن من معجمه مككن‬
‫طريق محمد بن عبد الّله الرقاشي‪ ،‬ومحمد بككن بكككار العيشككي‪ ،‬قككال‪ :‬حككدثنا‬
‫عبد الّله بن عبد الّله أبو عاصككم العبككاداني بككه‪ ،‬ومككن طريككق فككرج بككن عبيككد‬
‫الزهراني حدثنا أبو عاصم به‪ ،‬وسمى الصحابي عبد الّله ل عبد الرحمن‪ .‬ولذا‬
‫ذكر هذا الطريق فيمن اسمه عبد الل ّككه‪ ،‬وبالجملككة فهككو حككديث حسككن‪ ،‬وقككد‬
‫عزى الديلمي رواية ابن المرقع لبي الشيخ‪ ،‬ورواية أنس للطبراني والحلية‪،‬‬
‫وما وقفت عليهما الن‪.‬‬
‫‪ - 421‬حديث‪ :‬حمى يككوم كفككارة سككنة‪ ،‬القضككاعي فككي مسككنده مككن حككديث‬
‫الحسن بن صالح عن الحسن بن عمرو عن إبراهيم النخعي عن السود عككن‬
‫ابن مسعود مرفوعا ً في حديث بلفظ‪ :‬وحمى ليلة تكفر خطايا سنة مجرمككة)‬
‫‪ .(1‬وله شاهد عن أبي الدرداء موقوفا ً بلفظ‪ :‬حمككى ليلككة كفككارة سككنة‪ .‬رواه‬
‫ابن أبي الدنيا في المرض‪ ،‬والكفارات‪ ،‬وله من حديث عبد الملككك بككن عميككر‬
‫عنه به‪ ،‬وعند تمام في فوائده‪ ،‬من حديث أبي هاشم الرماني‪ ،‬عن سعيد بن‬
‫جبير عن أبي هريرة رفعه بلفظ الترجمة وزاد‪ :‬وحمى يومين كفارة سككنتين‪،‬‬
‫وحمى ثلثة أيام كفارة ثلث سنين‪ ،‬ولبن أبي الدنيا مككن جهككة حوشككب عككن‬
‫ل‪ :‬إن الّله ليكفر عن المككؤمن خطايككاه كلهككا بحمككى ليلككة‪،‬‬ ‫الحسن رفعه مرس ً‬
‫وقال ابن المبارك عقب روايته له‪ :‬إنه من جيد الحديث ومن جهة هشام عن‬
‫الحسن قال‪ :‬كانوا يرجون فككي حمككى ليلككة كفككارة لمككا مضككى مككن الككذنوب‪،‬‬
‫وشواهده كثيرة وبعضها يؤكد بعضًا‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫)‪ (1‬وسنده ضعيف جدًا‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫‪ - 422‬حديث‪ :‬حللها حساب‪ ،‬وحرامها عذاب‪ ،‬ابن أبي الككدنيا والككبيهقي فككي‬
‫الشككعب مككن طريقككه عككن علككي موقوفكا ً بلفككظ‪ :‬وحرامهككا النككار)‪ (1‬وسككنده‬
‫منقطكع‪ ،‬ولفكظ الترجمكة للغزالكي‪ ،‬وقكال مخرجكه‪ :‬لكم أجكده يعنكي مطلقكا ً‬
‫مرفوعًا‪ ،‬قلت‪ :‬وفي مسند الفردوس عن ابن عبككاس رفعككه‪ :‬يككا ابككن آدم مككا‬
‫تصنع بالدنيا؟ حللها حساب‪ ،‬وحرامها عقاب‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫)‪ (1‬وأسنده محي الدين ابن العربي في المسامرات عن أبي هريرة‪.‬‬

‫)‪ (423‬حديث‪ :‬الحياء من اليمان‪ ،‬متفق عليه عن ابن عمر‪ ،‬ومسلم عن‬
‫أبي هريرة‪ ،‬وفي الباب عن جماعة‪.‬‬

‫)‪ (424‬حديث‪ :‬حين تلقي تدري‪ ،‬معناه صحيح‪ ،‬ويشير إليه قوله تعالى‪:‬‬
‫ل{‪ ،‬ويككروى مككن حككديث‬ ‫}وسوف يعلمون حين يرون العذاب من أضككل سككبي ً‬
‫عبد الّله بن عثمان بن خي ْث َككم عككن أبككي الزبيككر‪ ،‬عككن جككابر قككال‪ :‬لمككا رجعككت‬
‫مهاجرة الحبشة إلى رسول الّله صلى الّله عليه وسلم قال لهم‪ :‬أل تحدثوني‬
‫بأعاجيب ما رأيتم بأرض الحبشة‪ ،‬فقال فتية منهم‪ :‬بلى يكا رسكول الل ّككه‪ ،‬بينككا‬
‫نحن جلوس مّرت بنا عجوز من عجائز رهابينهم تحمل على رأسها قلة مككاء‪،‬‬
‫فمّرت بفتى منهم فجعكل إحكدى يكديه بيكن كتفيهكا‪ ،‬ثكم دفعهكا فخكرت علكى‬
‫ركبتيها‪ ،‬فانكسرت قلتها‪ ،‬فلما ارتفعت التفتت إليككه فقككالت‪ :‬سككوف تعلككم يككا‬
‫غدر إذا وضع الّله تعالى الكرسي وجمع الوليككن والخريككن‪ ،‬وتكلمككت اليككدي‬
‫والرجل بما كانوا يكسبون‪ ،‬فسوف تعلم كيف أمري وأمرك عنده غدًا‪ ،‬قال‪:‬‬
‫فيقول رسول الّله صلى الّله عليه وسلم صدقت‪ ،‬صدقت‪ ،‬كيف يقكدس الّلكه‬
‫أمككة ل يؤخككذ لضككعيفهم مككن شككديدهم‪ ،‬وقككد جمعككت طرقككه فككي الجوبككة‬
‫الدمياطية‪.‬‬

‫حرف الخاء المعجمة‬


‫)‪ (425‬حديث‪ :‬خاب قوم ل سفيه لهم‪ ،‬هو من قول مكحول بلفظ‪ :‬ذل‬
‫من ل سفيه له‪ ،‬كما رواه ابن أبي الدنيا في الحلم له مككن حككديث سككعيد بككن‬
‫المسيب‪ ،‬أن رجل ً استطال على سليمان بن موسى فانتصر له أخككوه‪ ،‬فقككال‬
‫مكحول‪ :‬وذكره‪ ،‬وهو عند البيهقي في الشعب بلفظ‪ :‬لقد ضل مككن ل سككفيه‬
‫له‪ ،‬وللبيهقي فقط من طريق أبي بكر محمد بن الحسن‪ ،‬أنه سمع صالح بن‬
‫جناح يقول‪ .‬اعلم أن من الناس من يجهل إذا حلمت عنه‪ ،‬ويحلككم إذا جهلككت‬
‫عليه‪ ،‬ويحسن إذا أسأت به‪ ،‬ويسيء إذا أحسككنت إليككه‪ ،‬وينصككفك إذا ظلمتككه‪،‬‬
‫ويظلمك إذا أنصفته‪ ،‬فمن كان هذا خلقه فل بد من خلق ينصككف مككن خلقككه‪،‬‬
‫ثم فجة تنصر من فجتككه‪ ،‬وجهالككة تفككزع مككن جهككالته‪ ،‬ول أب لككك‪ ،‬لن بعككض‬
‫الحلم إذعان فقد ذل من ليس له سفيه يعضده‪ ،‬وضككل مككن ليككس لككه حليككم‬
‫يرشده‪ ،‬ولبن أبي الدنيا فقط من حديث ابن سككيرين أن ابككن عمككر كككان إذا‬
‫خرج في سفر أخرج معه سفيهًا‪ ،‬فإن جاء سفيه رده عنه‪ ،‬وعككن أبككي جعفككر‬
‫القرشي قال‪ :‬اعتلج فتية من بني تميككم يتصككارعون‪ ،‬والحنككف ينظككر إليهككم‪.‬‬
‫فقالت عجوز من بني تميم‪ :‬ما لكم أقل الّله عددكم؟ فقال لها‪ :‬مككه تقككولين‬
‫ذلك لول هؤلء لكنا سفهاء‪ ،‬أي أنهم يدفعون السفهاء عنا‪ ،‬وفي الباب‪ :‬قككوام‬
‫أمتي بشرارها‪ ،‬وسيأتي‪ ،‬وروى البيهقي في مناقب الشافعي من جهة الربيكع‬
‫والمزني أنهما سمعا الشافعي يقول‪ :‬ل بككأس بكالفقيه أن يكككون معككه سككفيه‬
‫يسافه به‪ ،‬ولكن قال المزني بعد هذا‪ :‬إن من أحوجك الككدهر إليككه فتعرضككت‬
‫له هنت عليه‪ ،‬انتهى‪ ،‬وهو صحيح مجرب في السفهاء‪ ،‬وفي عاشر المجالسة‬
‫للدينوري مككن حككديث محمككد بككن المنككذر بككن الزبيككر بكن العككوام‪ ،‬وكككان مككن‬
‫سروات النككاس أنككه قككال‪ :‬مككا قككل سككفهاء قككوم قككط إل ذلككوا‪ ،‬ومككن حككديث‬
‫الصمعي قال‪ :‬قال المهلب‪ :‬لن يطيعني سفهاء قككومي‪ ،‬أحككب إلككي مككن أن‬
‫يطيعني حلماؤهم‪.‬‬

‫)‪ (426‬حديث‪ :‬الخازن المين المعطي ما أمر به كامل ً موفرا ً طيبا ً به‬
‫نفسه أحد المتصدقين‪ ،‬متفق عليه عن أبي موسى الشعري به مرفوعًا‪.‬‬

‫)‪ (427‬حديث‪ :‬خازن القوت ممقوت‪ ،‬قد يستأنس له بقصة سوبيط مع‬
‫النعيمان)‪.(1‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫)‪ (1‬بل أقرب منها حديث‪ :‬المحتكر ملعون‪.‬‬

‫)‪ (428‬حديث‪ :‬الخالة بمنزلة الم‪ ،‬ثابت في الصحيحين وغيرهما‪.‬‬

‫)‪ (429‬حديث‪ :‬الخال وارث من ل وارث له‪ ،‬أبو داود وابن ماجه مككن‬
‫حديث راشد بن سعد‪ ،‬عن أبي عامر الهوزني عن المقدام الكندي رفعه بهذا‬
‫في حديث بزيادة‪ :‬يعقل عنه ويرثه‪ ،‬وفي لفظ عند أبككي داود والنسكائي بهكذا‬
‫السند‪ :‬الخال مولى من ل مكولى لكه‪ ،‬يكرث مكاله ويفكك عكانه‪ ،‬ومكن حككديث‬
‫صالح بن يحيى بن المقدام عن أبيه عن جده بككه كككالول بلفككظ‪ :‬يفككك عككانيه‬
‫ويرث ماله‪ ،‬وعند النسائي من حديث راشد بلفظ‪ :‬الخال عصبة من ل عصبة‬
‫له يعقل عنه ويرثه‪ ،‬ومن حديث راشد أنه سمع المقككدام بل واسككطة بلفككظ‪:‬‬
‫الخال ولي من ل ولي له يفك عنوه ويككرث مككاله‪ .‬ومككن حككديث راشككد رفعككه‬
‫ل‪ :‬الخال ولي من ل ولي له‪ ،‬يرثه ويفك عنه‪ .‬وصحح الحاكم وابن حبان‬ ‫معض ً‬
‫هذا الحديث‪ ،‬وقال أبو زرعة‪ :‬إنه حسن‪ ،‬وأعلككه الككبيهقي بالضككطراب‪ ،‬وفككي‬
‫الباب عن عائشة رواه الترمذي والنسائي والككدارقطني مككن حككديث طككاوس‬
‫عنها‪ ،‬وأعله النسائي أيضا ً بالضطراب‪ ،‬ورجككح الككدارقطني والككبيهقي وقفككه‪،‬‬
‫وعن عمر رواه الترمذي والنسائي‪ ،‬وابن ماجه‪ ،‬كلهم مكن روايككة أبكي أمامكة‬
‫بن سهل قال‪ :‬كتب عمر إلى أبي عبيدة وذكككره مرفوعكًا‪ ،‬وقككال الككبزار‪ :‬إنككه‬
‫أحسن إسناد فيه‪ ،‬وأما البيهقي فإنه نقل عن ابن معين أنه كان يقول‪ :‬ليككس‬
‫فيه حديث قوي‪ ،‬وكذا في الباب عن أبي هريكرة وغيكره‪ ،‬بكل أورده الكديلمي‬
‫بل سند عن ابن عمر رفعككه‪ :‬الخككال والككد مككن ل والككد لككه‪ ،‬وللخرائطككي فككي‬
‫المكارم من حديث سعيد بن سلم العطار‪ ،‬حدثنا هشام بن الغاز عن محمككد‬
‫بن عمير بن وهب خال النبي صلى الّله عليه وسككلم قككال‪ :‬جككاء يعنككي عميككر‬
‫والنبي صلى الّله عليه وسككلم قاعككد فبسككط لككه رداءه‪ ،‬فقككال‪ :‬أجلككس علككى‬
‫ردائك يا رسول الّله‪ ،‬قال‪ :‬نعم فإنما الخال والد‪ ،‬وسعيد كككذبه أحمككد‪ ،‬وعنككد‬
‫ابن أبي حاتم قوله‪ :‬وروى سعيد بن سلم عن محمد بن أبان عن عميككر أنككه‬
‫قدم على النبي صلى الّله عليه وسلم فبسط له رداءه‪ ،‬ويروى عككن القاسككم‬
‫عن عائشة أن السود بن وهب خال النبي صككلى الل ّككه عليككه وسككلم اسككتأذن‬
‫عليه‪ ،‬فقال‪ :‬يا خال ادخل فبسط رداءه‪ ،‬الحككديث‪ ،‬ورواه ابككن شككاهين وفككي‬
‫إسناده محمد بن عبد الل ّككه بككن ربيعككة القككدامي وهككو ضككعيف‪ ،‬وعلككى تقككدير‬
‫ثبوتهما فلعل القصة وقعت لكل من السود وأخيه عمير والّله أعلم‪.‬‬
‫‪ - 430‬حديث‪ :‬الخبر الصالح يجيء به الرجل الصككالح‪ ،‬أحمككد ابككن منيككع عككن‬
‫أنس‪ ،‬وفي الباب عن أبي هريرة ولفظه‪ :‬الرجل الصالح يحب الخبر الصككالح‪،‬‬
‫والرجل السوء يحب الخبر السوء‪.‬‬
‫‪ - 431‬حديث‪ :‬خذوها يعني حجابة الكعبة يا بني طلحة خالدة تالدة ل ينزعهككا‬
‫منكم إل ظككالم‪ ،‬الطككبراني فككي الكككبير والوسككط مككن حككديث عبككد الل ّككه بككن‬
‫المؤمل عن ابن أبي مليكة عن ابن عباس مرفوعًا‪ ،‬وابن المؤمل وثقككه ابككن‬
‫معين في رواية وابككن حبككان وقككال‪ :‬يخطككئ وضككعفه آخككرون‪ ،‬وعككن مصككعب‬
‫الزبيري أن النبي صلى الّله عليه وسلم دفع إلككى شككيبة وعثمككان بككن طلحككة‬
‫مفتاح الكعبة‪ ،‬وقال‪ :‬خذوها يكا بنكي طلحكة خالكدة تالكدة ل يأخكذها منككم إل‬
‫ظالم‪ ،‬ولبن سعد من طريق عثمان بن طلحة أنه عليه السلم قكال لكه يكوم‬
‫الفتح‪ :‬ائتني بالمفتاح‪ ،‬فأتيته به فأخذه مني‪ ،‬ثم دفعه إلي وقال‪ :‬خذوها تالدة‬
‫خالدة ول ينزعها منكم إل ظالم‪ ،‬يا عثمان إن الّله استأمنكم على بيته فكلككوا‬
‫مما يصل إليكم من هذا البيت بالمعروف‪ ،‬وللزرقي عن جده عن سككعيد بككن‬
‫سالم عن ابن جريج عن مجاهد في قوله تعالى‪} :‬إن الّله يككأمركم أن تككؤدوا‬
‫المانات إلى أهلها{ قال‪ :‬نزلت في عثمان بن طلحة حين قبض النبي صككلى‬
‫الّله عليه وسلم مفتاح الكعبة ودخل به الكعبة يوم الفتككح فخككرج صككلى الل ّككه‬
‫عليه وسلم وهو يتلو هذه الية فدعا عثمان فدفع إليككه المفتككاح وقككال صككلى‬
‫الّله عليه وسلم‪ :‬خذوها يا بني طلحة بأمانة الّله سككبحانه ل ينزعهككا منكككم إل‬
‫ظالم‪.‬‬
‫‪ - 432‬حديث‪ :‬خذوا شطر دينكم عن الحميراء‪ ،‬قال شيخنا فككي تخريككج ابككن‬
‫الحاجب من إملئه‪ :‬ل أعرف له إسنادًا‪ ،‬ول رأيته في شيء من كتب الحديث‬
‫إل في النهاية لبن الثير ذكره في مادة ح م ر‪ ،‬ولم يذكر من خرجه‪ ،‬ورأيتككه‬
‫أيضا ً في كتاب الفردوس‪ ،‬لكن بغيككر لفظككه‪ ،‬وذكككره مككن حككديث أنككس بغيككر‬
‫إسناد أيضا ً ولفظه‪ :‬خذوا ثلث دينكم من بيككت الحميككراء‪ ،‬وبيككض لككه صككاحب‬
‫مسند الفردوس فلم يخرج له إسنادًا‪ ،‬وذكر الحافظ عماد الدين ابن كثير أنه‬
‫سأل الحافظين المزي والذهبي عنه فلم يعرفاه‪.‬‬
‫‪ - 433‬حديث‪ :‬خذ حقك في عفاف‪ ،‬في‪ :‬كفى بالمرء كذبًا‪.‬‬
‫‪ - 434‬حديث‪ :‬الخراج بالضمان‪ ،‬أحمد وأصكحاب السكنن الربعكة‪ ،‬كلهكم مكن‬
‫فاف عن عروة عن عائشة مرفوعا ً به‪.‬‬ ‫خ َ‬
‫حديث مخلد بن ُ‬
‫‪ - 435‬حديث‪ :‬خرافة‪ ،‬الترمذي في السمر مكن جكامعه‪ ،‬بكل وفكي الشكمائل‬
‫النبوية‪ ،‬وأحمد وأبو يعلى في مسنديهما‪ ،‬كلهم من حديث عامر الشعبي عككن‬
‫مسروق عن عائشة أن النبي صلى الّله عليه وسلم حككدث ذات ليلككة نسككاءه‬
‫حديثا ً فقالت امرأة منهن‪ :‬يا رسول الّله هذا حديث خرافككة؟ إن خرافككة كككان‬
‫رجل ً من عذرة أسرته الجن في الجاهلية‪ ،‬فمكث فيهم دهككرًا‪ ،‬ثككم ردوه إلككى‬
‫النس فكان يحدث الناس بما رأى فيهم من العاجيب فقال النككاس‪ :‬حككديث‬
‫خرافة انتهى‪ ،‬وإليه أشار أبو الفرج النهرواني في الجليس الصالح لكه‪ ،‬فقكال‬
‫عوام الناس‪ :‬يرون أن قول القائل هذه خرافة معناه أنه حديث ل حقيقة لكه‪،‬‬
‫ول أصل له‪ ،‬وقد بين خلف ذلك الصادق المصدوق‪ ،‬ونحوه قككول ابككن الثيككر‬
‫في النهاية‪ :‬أجروه على كل ما يكذبونه من الحاديث وعلى كككل مككا يسككتملح‬
‫ويتعجب منه‪ ،‬ويروى عنه صلى الّله عليه وسلم أنه قال‪ :‬خرافة حق‪.‬‬
‫‪ - 436‬حديث‪ :‬الخربز‪ ،‬يعني البطيخ بالفارسية؛ وأنه صلى الل ّككه عليككه وسككلم‬
‫كان يحبه‪ ،‬يروى عن أنس قال‪ :‬رأيككت رسككول الل ّككه صككلى الل ّككه عليككه وسككلم‬
‫يجمع بين الرطب والخربز‪ ،‬وسيأتي في البطيخ‪.‬‬
‫‪ - 437‬حديث‪ :‬الخرقة الصوفية‪ ،‬في‪ :‬لبس‪ ،‬من اللم‪.‬‬
‫‪ - 438‬حديث‪ :‬خشية الّله رأس كل حكمة‪ ،‬هو معنى‪ :‬تقوى الّله‪ ،‬وقد تقدم‪.‬‬
‫‪ - 439‬حديث‪ :‬خصمي حاكمي)‪ ،(1‬هو كلم يشبه قول عبد الّله بن أب ك ّ‬
‫ي لمككا‬
‫لم يوافقه على قوله النبي صلى الّله عليه وسلم‪ :‬اجلس في بيتك فمن جككاء‬
‫منا‪ ،‬القصة‪ .‬وعارضه ابن رواحة رضي الّله عنه بقوله‪ :‬يا رسول الّله فاغشكنا‬
‫به‪.‬‬
‫عك الذين تصارع‬ ‫متى ما يكن مولك خصمك لم تزل * تذاد ويصر ْ‬
‫وهل ينهض البازي بغير جناحه * وإن جز يوما ريشه فهو نافع‬
‫‪-------------------‬‬
‫)‪ (1‬وجدت هذا الحديث في نسخة الزبيدي‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫‪ - 440‬حديث‪ :‬خص البلء بمن عرف الناس وعاش فيهككم مككن لككم يعرفهككم‪،‬‬
‫القضاعي من حديث عثمان بن سماك عن محمد بن إسحاق عككن جعفككر بكن‬
‫محمد عن أبيه رفعه به‪ ،‬وسنده ضعيف‪ ،‬مع إرساله أو إعضاله‪ ،‬لكككن أخرجككه‬
‫الديلمي من حديث أبي بكر ابن لل‪ ،‬ثم من جهة معاوية بن صكالح عكن عبككد‬
‫الرحمن بن جبير بن نفير عن أبيه‪ ،‬عن عمر قال‪ :‬وذكره موقوفا ً بلفظ‪ :‬مككن‬
‫ل يعرفهم‪.‬‬
‫‪ - 441‬حديث‪ :‬خلق الّله التربة يوم السبت‪ ،‬وخلق فيهككا الجبككال يككوم الحككد‪،‬‬
‫الحديث‪ ،‬أحمد ومسلم والنسائي‪ ،‬كلهم من حديث أيوب بككن خالككد عككن عبككد‬
‫الّله بن رافع‪ ،‬عن أبي هريرة مرفوعا ً به‪.‬‬
‫‪ - 442‬حديث‪ :‬خلقت المرأة من ضلع‪ ،‬متفق عليه مككن حككديث ميسككرة عككن‬
‫أبي هريرة مرفوعًا‪ ،‬في حديث بلفظ‪ :‬فإن المرأة خلقت‪ ،‬وفي لفظ للبخاري‬
‫أيضا ً فإنهن خلقن من ضلع‪ ،‬وإن أعوج شككيء فككي الضككلع أعله‪ ،‬فككإن ذهبككت‬
‫تقيمه كسرته‪ ،‬وإن تركته لم يزل أعوج‪ ،‬ورواه مسلم أيضكا ً مككن حككديث ابككن‬
‫عيينة عن أبي الزناد عن العرج عن أبي هريككرة مرفوع كا ً بلفككظ‪ :‬إن المككرأة‬
‫خلقت من ضلع لن يستقيم لك على طريقه‪ ،‬فإن اسككتمتعت بهككا‪ ،‬اسككتمتعت‬
‫بها‪ ،‬وبها عوج‪ ،‬وإن ذهبت تقيمها كسككرتها‪ ،‬وكسككرها طلقهككا‪ ،‬وهككو مككن هككذا‬
‫الوجه عند العسكري بلفظ‪ :‬خلقت المرأة من ضلع إن تقمهككا تكسككرها‪ ،‬وإن‬
‫تتركها تعش معهككا علككى عوجهككا‪ ،‬وفككي البككاب عككن أنككس وعائشككة وغيرهمككا‬
‫وللعسكري عن المبرد قال‪ :‬قال ابن طيفور‪ :‬روي أن إبراهيككم الخليككل عليككه‬
‫السلم شكى إلى ربه عز وجل سوء خلق سارة‪ ،‬فأوحى الّله إليككه إنمككا هككي‬
‫ضلع فارفق بها‪ .‬أما ترضككى أن تككون نصككيبك مكن المكككروه‪ ،‬وفككي الحككديث‬
‫إشارة إلى ما يروى من أن حواء خلقت من ضكلع آدم‪ ،‬ولسككليمان ابككن يزيكد‬
‫العدوي من قصيدة طويلة يذم امرأة فيها‪:‬‬
‫هي الضلع العوجاء لست مقيمها * أل إن تقويم الضلوع انكسارها‬
‫أتجمع ضعفا ً واقتدارا ً على الفتى * أليس عجيبا ً ضعفها واقتدارها‬
‫‪ - 443‬حديث‪ :‬الخلق كلهم عيال الّله‪ ،‬فأحب الخلق إلى الّله من أحسن إلى‬
‫عياله‪ ،‬الطبراني في الكبير والوسط‪ ،‬وأبو ُنعيكم فكي الحليكة‪ ،‬والكبيهقي فكي‬
‫الشعب‪ ،‬كلهم من حديث إبراهيم عن السود‪ ،‬عن ابن عباس مرفوع كًا‪ ،‬وهككو‬
‫عند أبي ُنعيم أيضا ً عن علقمة‪ ،‬بدل السود‪ ،‬ورواه البيهقي أيضًا‪ ،‬وأبو نعيككم‪،‬‬
‫وأبو يعلى‪ ،‬والبزار‪ ،‬والطبراني‪ ،‬والحارث ابن أبي أسككامة‪ ،‬وابككن أبككي الككدنيا‪،‬‬
‫والعسكري‪ ،‬وآخرون‪ ،‬من جهة يوسف بن عطية‪ ،‬عن ثابت عن أنس مرفوعا ً‬
‫بلفظ‪ :‬فأحبهم إلى الّله أنفعهم إلى عياله‪ ،‬وهو عند الديلمي من حديث بشككر‬
‫بن رافع عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريككرة رفعككه بلفككظ‪:‬‬
‫الخلق كلهم عيال الّله‪ ،‬وتحت كنفه‪ ،‬فأحب الخلق إلى الّله مككن أحسككن إلككى‬
‫عياله‪ ،‬وللطبراني فككي الوسككط‪ ،‬والعسكككري‪ ،‬مككن حككديث سكككين ابككن أبككي‬
‫سراج‪ ،‬في رواية الطبراني عن عمرو بن دينار‪ ،‬وفي روايككة العسكككري‪ :‬عككن‬
‫عبد الّله بن دينار‪ ،‬ثم اتفقا عن ابن عمر قال‪ :‬قيل‪ :‬يا رسول الّله‪ ،‬أي الناس‬
‫أحب إلى الّله قال‪ :‬أنفع الناس للناس‪ ،‬وذكر حديثًا‪ ،‬وهو عند أبككي ُنعيككم فككي‬
‫الحلية‪ ،‬من حديث موسى بن محمد الموقري‪ ،‬حدثنا مالك عن عبككد الل ّككه بكن‬
‫دينار به‪ ،‬وللطبراني من حديث زيد بككن خالككد مرفوعكًا‪ :‬خيككر العمككل مككا نفككع‬
‫وخير الهدى ما اتبع‪ ،‬وخير الناس أنفعهم للناس‪ ،‬وبعضها يؤكد بعضًا‪ ،‬ومخككرج‬
‫هذا الكلم كما قككال العسكككري علككى المجككاز والتوسككع‪ ،‬كككأن الل ّككه لمككا كككان‬
‫المتضمن بأرزاق العباد‪ ،‬والكافل لهم‪ ،‬كان الخلق كالعيال له‪ ،‬ونحوه حككديث‪:‬‬
‫إن لّله أهلين من الناس‪ ،‬أهل القرآن هم أهل الّله‪ ،‬أي خاصته‪ ،‬وقد قككال أبككو‬
‫العتاهية‪:‬‬
‫عيال الّله أكرمهم عليه * ابثهم المكارم في عياله‬
‫ولم تر مثنيا في ذي فعال * عليه قط أفصح من فعاله‬
‫وقال غيره‪:‬‬
‫الخلق كلهم عيال الّله تحت ظلله * فأحبهم طرا ً إليه أبّرهم بعياله‬
‫‪ - 444‬حديث‪ :‬خللوا أصابعكم ل تتخللها النار يوم القيامة‪ ،‬الكدارقطني بسكند‬
‫واهٍ عن أبي هريرة مرفوعًا‪ ،‬وبسند ضعيف عن عائشككة نحككوه‪ ،‬لكككن قككد ورد‬
‫المر بتخليل الصابع في أحاديث‪.‬‬
‫‪ - 445‬حديث‪ :‬الخمر أم الخبائث‪ ،‬الدارقطني وغيره مككن حككديث الوليككد بككن‬
‫عبادة عن عبد الل ّككه بككن عمككرو مرفوع كًا‪ :‬اجتنبككوا الخمككر أم الخبككائث‪ ،‬ورواه‬
‫القضاعي مككن هككذا الككوجه بلفككظ الترجمككة فقككط‪ ،‬وهككو عنككد الطككبراني فككي‬
‫الوسط من وجه آخر بلفككظ‪ :‬الخمككر أم الفككواحش‪ ،‬ولبككن أبككي عاصككم مككن‬
‫حديث السائب بن يزيد عن عثمككان قككال‪ :‬اجتنبككوا الخمككر‪ ،‬فككإن رسككول الل ّككه‬
‫صلى الّله عليه وسلم سماها أم الخبائث‪ ،‬وللطبراني فككي الكككبير والوسككط‪،‬‬
‫من حديث ابن عباس مرفوعًا‪ :‬الخمر أم الفواحش‪ ،‬وأكبر الكبائر من شربها‬
‫وقع على أمه‪ ،‬وخالته‪ ،‬وعمته‪ ،‬وله في الكبير عن عتككاب بككن عككامر النجككاري‬
‫عن ابن عمرو عن رجل مرفوعا ً في حديث‪ :‬إنها أكبر الكبائر وأم الفككواحش‪،‬‬
‫وللككديلمي عككن عقبككة بككن عككامر رفعككه فككي حككديث‪ :‬الخمككر جمككاع الثككم‪،‬‬
‫وللعسكري من حديث مكحول عككن أم أيمككن مرفوعكًا‪ :‬إيككاك والخمككر‪ ،‬فإنهككا‬
‫مفتاح كل شر‪ ،‬ومن حديث شهرٍ عن أبي الدرداء قال‪ :‬أوصاني رسككول الل ّككه‬
‫صككلى الل ّككه عليككه وسككلم أن ل أشككرك بككالّله شككيئًا‪ ،‬وأن أصككل رحمككي‪ ،‬وإن‬
‫قطعت‪ ،‬وأن ل أشكرب خمكرا ً فإنهكا مفتكاح ككل شكر‪ ،‬وشكواهد هكذا المعنكى‬
‫كثيرة‪ ،‬وقد صنف في ذم المسكر ابن أبي الدنيا ثم الضياء وآخرون‪.‬‬
‫‪ - 446‬حديث‪ :‬الخمول نعمة وكل أحد يأباهككا‪ ،‬ليككس بمرفككوع وإنمككا هككو عككن‬
‫بعض السلف‪ ،‬نعم ثبت عن سعد مرفوعًا‪ :‬إن الّله يحب العبد الخفي التقككي‪،‬‬
‫وسيأتي قريبا ً في‪ :‬خير الذكر‪.‬‬
‫‪ - 447‬حديث‪ :‬خيار أمتي أحداؤها‪ ،‬في‪ :‬الحدة‪ ،‬من الحاء المهملة‪.‬‬
‫‪ - 448‬حديث‪ :‬خيار البر عاجله‪ ،‬هو بمعناه عن العباس كما مضى‪ ،‬في‪ :‬تمام‬
‫من المثناة‪.‬‬
‫‪ - 449‬حديث‪ :‬خيار عباد الّله الذين يراعون الشككمس والقمككر والهلككة لككذكر‬
‫الّله‪ ،‬الحاكم والطبراني وأبو ُنعيم مككن حككديث ابككن أبككي أوفككى بككه مرفوع كًا‪،‬‬
‫وللطبراني في الوسط من حديث الحارث بن النعمان عن أنككس رفعككه‪ :‬لككو‬
‫أقسمت لبررت أن أحب عباد الّله إلى الل ّككه لرعككاة الشككمس والقمككر‪ ،‬يعنككي‬
‫المؤذنين‪ ،‬وإنهم ليعرفون يوم القيامة بطول أعناقهم‪.‬‬
‫‪ - 450‬حديث‪ :‬خياركم أحسنكم قضككاء‪ ،‬متفككق عليككه مككن حككديث سككلمة بككن‬
‫كهيل عن أبي سلمة عن أبي هريرة به مرفوعا ً في حككديث فلفككظ البخككاري‪:‬‬
‫إن خياركم أو‪ :‬فإن خيركم أو‪ :‬إن من خيككار النككاس‪ ،‬ولفككظ مسككلم‪ :‬خيككاركم‬
‫محاسنكم أو‪ :‬خيركم أحسنكم أو‪ :‬فإن من خيركككم أو‪ :‬خيركككم‪ ،‬وفككي البككاب‬
‫عن أبي رافع عند مسلم‪ ،‬بلفظ‪ :‬إن خيار الناس أحسنهم قضاء أو‪ :‬فإن خيككر‬
‫عباد الّله أحسنهم قضاء‪.‬‬
‫‪ - 451‬حديث‪ :‬خياركم خياركم لنسائهم‪ ،‬ابن ماجه عن عبد الّله بن عمرو بككه‬
‫مرفوعًا‪ ،‬وللترمذي عن عائشة مرفوعًا‪ :‬خيركككم خيركككم لهلككه‪ ،‬وأنككا خيركككم‬
‫لهلي‪ ،‬ولبي يعلى عن أبي هريرة بلفظ‪ :‬لهلي من بعككدي‪ ،‬وللطككبراني عككن‬
‫عبد الّلكه بكن بريكدة عكن معاويكة رفعكه‪ :‬خيرككم خيرككم لهلكه‪ ،‬وقكد صكنف‬
‫الطبراني وأبو عمر النوقاني وغيرهما في معاشرة الهل‪.‬‬
‫‪ - 452‬حديث‪ :‬خيركم في رأس المائتين الخفيف الحاذ‪ ،‬قيل‪ :‬يا رسول الّله‪،‬‬
‫ما خفة الحاذ؟ قال‪ :‬من ل أهل له‪ ،‬ول مال‪ ،‬أبو يعلى في مسنده من حككديث‬
‫رواد بن الجراح عن سكفيان الثكوري‪ ،‬عكن منصكور‪ ،‬عكن ربعكي‪ ،‬عكن حذيفكة‬
‫د‪ ،‬ولككذا قككال الخليلككي‪ :‬ضككعفه الحفككاظ فيككه وخطككؤوه‬ ‫مرفوعا ً به‪ ،‬وعلته رّوا ٌ‬
‫انتهى‪ ،‬فإن صح فهو محمول علككى جككواز الككترهب أيككام الفتككن‪ ،‬وفككي معنككاه‬
‫أحاديث كثيرة كلها واهية‪ ،‬منها ما رواه الحارث بككن أبككي أسككامة مككن حككديث‬
‫ابن مسعود مرفوعًا‪ :‬سيأتي على الناس زمان تحل فيه العزبة‪ ،‬ل يسلم لذي‬
‫دين دينه‪ ،‬إل من فر بدينه مككن شككاهق‪ ،‬إلككى شككاهق‪ ،‬ومككن جحككر إلككى جحككر‬
‫كالطائر يفر بفراخه‪ ،‬وكالثعلب بأشباله‪ ،‬فأقام الصلة‪ ،‬وآتى الزكاة‪ ،‬واعككتزل‬
‫الناس إل من خير‪ ،‬الحديث‪ ،‬ومنهككا مككا رواه الككديلمي مككن حككديث زكريككا بككن‬
‫يحيى الصوفي عن ابن ابن لحذيفككة بككن اليمككان عككن أبيككه عككن جككده حذيفككة‬
‫مرفوعًا‪ :‬خيككر نسككائكم بعككد سككتين ومككائة العككواقر وخيككر أولدكككم بعككد أربككع‬
‫وخمسين البنات‪ ،‬وفي الترمذي من طريق علي بن يزيد‪ ،‬عن القاسككم‪ ،‬عككن‬
‫أبي أمامة‪ ،‬مرفوعًا‪ :‬إن أغبط أوليائي عنككدي لمككؤمن خفيككف الحككاذ‪ ،‬ذو حككظ‬
‫من الصلة‪ ،‬أحسن عبادة ربه‪ ،‬وأطاعه في السر والعلنية‪ ،‬وكان غامضا ً فككي‬
‫الناس‪ ،‬ل يشار إليه بالصابع‪ ،‬وكان رزقه كفافًا‪ ،‬فصبر على ذلككك‪ ،‬ثككم نفككض‬
‫بيده‪ ،‬فقال‪ :‬عجلت منيته‪ ،‬قلت بواكيه‪ ،‬قل تراثه‪ ،‬وقال عقبه‪ :‬علككي ضككعيف‪،‬‬
‫وقد أخرجه أحمد والبيهقي في الزهد والحاكم في الطعمككة مككن مسككتدركه‪،‬‬
‫وقال‪ :‬هذا إسناد للشاميين صحيح عندهم ولم يخرجاه‪ ،‬انتهى‪ ،‬ولم ينفككرد بككه‬
‫علي بن يزيد‪ ،‬فقد أخرجه ابن ماجه في الزهد مككن سككننه‪ ،‬مككن غيككر طريقككه‬
‫من حديث صدقة بن عبد الّله‪ ،‬عن إبراهيم بن مّرة‪ ،‬عن أيككوب بككن سككليمان‬
‫عن أبي أمامة ولفظه‪ :‬أغبط الناس عندي مؤمن خفيف الحاذ‪ ،‬وذكككر نحككوه‪،‬‬
‫والحاذ بالتخفيف وبالمهملة ثم المعجمة لغكة‪ :‬الحكال‪ ،‬وللكديلمي مكن حكديث‬
‫عبد الّله بن عبد الوهاب الخوارزمي‪ ،‬عن داود بككن عقككال‪ ،‬عككن أنككس رفعككه‪:‬‬
‫يأتي على الناس زمان لن يربي أحدكم جرو كلب خيٌر له من أن يربي ولككدا ً‬
‫من صلبه‪.‬‬
‫‪ - 453‬حديث‪ :‬خيركن أيسركن صداقًا‪ ،‬الطككبراني عككن ابككن عبككاس مرفوعكا ً‬
‫بإسنادين في أحدهما‪ :‬جابر الجعفي‪ ،‬وفي الخككر‪ :‬رجككاء بككن الحككارث‪ ،‬وهمككا‬
‫ضككعيفان‪ ،‬لكككن فككي البككاب عككن عائشككة مرفوع كًا‪ :‬إن أعظككم النسككاء بركككة‬
‫أيسرهن صداقًا‪ ،‬رواه أحمد والبيهقي‪ ،‬وفي لفظ‪ :‬أيسر مؤونككة‪ ،‬وفككي لفككظ‪:‬‬
‫أخف النساء صداقا ً أعظمهن بركة‪ ،‬رواه القضاعي والطبراني فككي الوسككط‬
‫بسند ضعيف‪ ،‬وله فيه وفي الصغير وكذا لحمد والبيهقي عنها أيض كًا‪ :‬إن مككن‬
‫ُيمن المرأة تيسير خطبتها‪ ،‬وتيسير صداقها‪ ،‬وتيسير رحمها‪ ،‬قال عروة‪ :‬يعني‬
‫الولدة‪ ،‬وسنده جيد‪ ،‬وهو عنككد ابككن حبككان بلفككظ‪ :‬مككن يمككن المككرأة تسككهيل‬
‫أمرها‪ ،‬وقلة صداقها‪ ،‬بل حديث ابن عباس عنده أيضًا‪ ،‬وللقضاعي من حديث‬
‫يزيد بن أبي حبيب عن مرثد بن عبد الّله عن عقبة بككن عككامر مرفوعكًا‪ :‬خيككر‬
‫النكككاح أيسككره‪ ،‬وهككو عنككد أبككي داود فككي حككديث‪ ،‬وللككديلمي بل إسككناد عنهككا‬
‫مرفوعًا‪ :‬خيار نساء أمتي أحسنهن وجها ً وأرخصهن مهرًا‪ ،‬وهو عند أبي عمككر‬
‫النوقاني في معاشرة الهلين بلفظ‪ :‬إن أعظم النساء بركة أصبحهن وجوهًا‪،‬‬
‫وأقلهن مهرًا‪ ،‬وفي الباب قوله صلى الّله عليه وسلم‪ :‬لو كنتككم تغرفككون مككن‬
‫بطحان ما زدتم‪ ،‬وله طرق بعضها في مسلم من حديث يزيد بن كيسان عككن‬
‫أبي حازم عن أبي هريرة‪ ،‬وقد كان عمر بن الخطاب رضككي الل ّككه عنككه ينهككى‬
‫عن المغالة في المهر ويقول‪ :‬ما تزوج رسول الّله صلى الل ّككه عليككه وسككلم‪،‬‬
‫ول زوج بناته‪ ،‬بأكثر من اثنتي عشرة أوقية‪ ،‬فلو كككانت مكرمككة كككان أحقكككم‬
‫وأولكككم بهككا رسككول الل ّككه صككلى الل ّككه عليككه وسككلم‪ ،‬رواه أحمككد والككدارمي‬
‫وأصحاب السنن الربعة‪ .‬وقال الترمذي‪ :‬إنه حسن صحيح‪ ،‬والوقية عند أهل‬
‫العلم أربعون درهما ً واثنتا عشرة أوقية أربعمككائة وثمككانون درهم كًا‪ ،‬وصككححه‬
‫ابن حبان والحاكم وقال‪ :‬لم يخرجاه لقول سلمة بن علقمة عن ابن سيرين‪:‬‬
‫نبئت عن ابن أبي العجفاء‪ ،‬يعني روايه‪ ،‬عكن عمكر وفيكه‪ :‬وإن الرجكل ليغلكي‬
‫بصدقة امرأته حتى يكون لها عداوة فككي نفسككه‪ ،‬ونحككوه حككديث عائشككة‪ :‬مككا‬
‫أصدق أحدا ً من نسائه ول بناته فوق اثنككتي عشككرة أوقيككة‪ ،‬وفككي لفككظ‪ :‬كككان‬
‫ش وهو نصف أوقيككة فككذلك خمسككمائة‬ ‫صداقه لزواجه اثنتي عشرة أوقية ون ّ‬
‫درهم‪ ،‬وهو محمول على الكثر‪ ،‬وإل فخديجة وجويريككة بخلف ذلككك‪ ،‬وصككفية‬
‫كان عتقها صداقها‪ ،‬وأم حبيبة أصدقها عنككه النجاشككي أربعككة آلف‪ ،‬كمككا رواه‬
‫أبو داود والنسائي‪ ،‬وقال ابن إسحاق عن أبي جعفر‪ :‬أصدقها أربعمائة دينككار‪،‬‬
‫وأخرجه ابن أبي شيبة من طريقه‪ ،‬وللطبراني عن أنككس مككائتي دينككار‪ ،‬لكككن‬
‫إسناده ضعيف‪ ،‬وسيأتي شيء من هذا في‪ :‬كل أحد‪ ،‬على أنه قد يجاب أيضا ً‬
‫بأن زواج خديجة كان قبل البعثة‪ ،‬وجويريككة كككان القككدر الككذي كككوتبت عليككه‪،‬‬
‫فتضمن مع المهر المعونة‪ ،‬وأما صفية وأم حبيبة فل يردان‪.‬‬
‫مد وما عّبد‪ ،‬في‪ :‬إذا سميتم فعبدوا‪.‬‬ ‫‪ - 454‬حديث‪ :‬خير السماء ما ح ّ‬
‫‪ - 455‬حديث‪ :‬خير المور أوسكاطها‪ ،‬ابكن السكمعاني فكي ذيكل تاريكخ بغكداد‬
‫بسند مجهول عن علي مرفوعا ً به‪ ،‬وهو عند ابن جرير في التفسير من قكول‬
‫مطرف بن عبككد الل ّككه ويزيككد بككن مككرة الجعفككي‪ ،‬وكككذا أخرجككه الككبيهقي عككن‬
‫مطرف‪ ،‬وللديلمي بل سند عن ابن عباس مرفوعكًا‪ :‬خيكر العمكال أوسكطها‪،‬‬
‫في حديث أوله‪ :‬داوموا على أداء الفرائض‪ ،‬وللعسككري مكن طريكق معاويكة‬
‫بن صالح عن الوزاعي قال‪ :‬ما من أمر أمر الّله به إل عارض الشيطان فيككه‬
‫بخصلتين ل يبالي أيهما أصاب الغلو والتقصير‪ ،‬ولبي يعلى بسند رجاله ثقات‬
‫عن وهب بن منبه قال‪ :‬إن لكل شككيء طرفيككن ووسككطًا‪ ،‬فككإذا أمسككك بأحككد‬
‫الطرفين مال الخر‪ ،‬وإذا أمسك بالوسط اعتدل الطرفان‪ ،‬فعليكم بالوسككط‬
‫من الشياء‪ ،‬ويشهد لهذا كله قوله تعالى‪} :‬ول تجعل يدك مغلولة إلى عنقككك‬
‫ول تبسطها كل البسط{ وقوله‪} :‬لم يسككرفوا ولككم يقككتروا وكككان بيككن ذلككك‬
‫ل{‬ ‫قوامكًا{ وقكوله }ول تجهكر بصكلتك ول تخكافت بهكا وابتكغ بيكن ذلكك سكبي ً‬
‫وقوله‪} :‬إنها بقرة ل فارض ول بكر{ وهي الشابة }عككوان بيككن ذلككك{ وكككذا‬
‫حديث القتصاد‪ ،‬وأنشد بعضهم‪:‬‬
‫عليك بأوساط المور فإنها * نجاة ول تركب ذلول ً ول صعبا ً‬
‫وقال آخر‪:‬‬
‫حب التناهي غلط * خير المور الوسط‬
‫‪ - 456‬حديث‪ :‬خير خلكم خككل خمركككم‪ ،‬الككبيهقي فككي المعرفككة مككن حككديث‬
‫المغيرة بن زياد‪ ،‬وقال‪ :‬إنه ليس بالقوي عن أبي الزبير عن جابر به مرفوعًا‪.‬‬
‫‪ - 457‬حديث‪ :‬خير خير‪ ،‬حين يسمع الغكراب ونحككوه‪ ،‬هككو نكوع مكن الطيككرة‪،‬‬
‫وقد قال عكرمة‪ :‬كنا عند ابن عمر وعنده ابن عباس رضي الّله عنهما‪ ،‬فمككر‬
‫غراب يصيح فقال رجل من القوم‪ :‬خير خيككر‪ ،‬فقككال ابككن عبككاس‪ :‬ل خيككر ول‬
‫شر‪ ،‬وفي نحوه لبعض الشعراء‪:‬‬
‫ولقد غدوت وكنت ل * أغدو على واق وحاتم‬
‫فإذا الشائم كاليامن * واليامن كالشائم‬
‫وكذاك ل خير ول * شر على أحد بدائم‬
‫أوردها الككدينوري فككي سككابع المجالسككة‪ ،‬قلككت‪ :‬وإنمككا اختككص الغككراب غالبكا ً‬
‫بالتشاؤم به‪ ،‬أخذا ً من الغتراب بحيث قالوا‪ :‬غراب البين‪ ،‬لنه بككان عككن نككوح‬
‫عليه السلم لما وجهه لينظر إلى الماء فذهب ولم يرجع‪ ،‬ولذا تشككاءموا بككه‪،‬‬
‫واستخرجوا من اسمه الغربة‪ ،‬والّله الموفق‪.‬‬
‫‪ - 458‬حككديث‪ :‬خيككر الككذكر الخفككي‪ ،‬وخيككر الككرزق مككا يكفككي‪ ،‬أبككو يعلككى‬
‫والعسكري من حديث محمد بن عبد الرحمن ابن أبي لبابة عن سعد بن أبي‬
‫وقاص رفعه بهذا‪ ،‬وصححه ابن حبان وأبو عوانة‪ ،‬والمعنى أن إخفككاء العمككل‪،‬‬
‫وعدم الشهرة‪ ،‬والشارة إلى الرجل بالصككابع‪ ،‬خيككر مكن ضككده‪ ،‬وأسككلم فككي‬
‫الدنيا والدين‪ ،‬والقليل من المال الذي ل يشغل عن الخككرة خيككر مككن الكككثير‬
‫الذي يلهي عنها‪ ،‬وكذا لما قال عمر بن سعد ابن أبككي وقككاص كمككا عنككد أبككي‬
‫عوانة وغيره لبيه‪ :‬أرضيت أن تكون أعرابيا ً في غنمك والناس يتنازعون فككي‬
‫المال‪ ،‬ضرب سعد وجهه وقال‪ :‬دعني سمعت النبي صلى الل ّككه عليككه وسككلم‬
‫يقول‪ :‬إن الّله يحب العبد الغني التقي الخفي‪ ،‬ويروى عن زيد الرقاشي عككن‬
‫أنس مرفوعًا‪ :‬طوبى لكل غني تقي‪ ،‬ولكل فقير خفي‪ ،‬يعرفه الّله ول يعرفككه‬
‫الناس‪.‬‬

‫‪ - 459‬حديث‪ :‬خير الزاد التقوى‪ ،‬العسكري من حديث عبد الّله بككن مصككعب‬
‫بن زيد بن خالد الجهني عن أبيه عن جده عن زيد بن خالككد مرفوعكا ً بككه فككي‬
‫حديث‪ ،‬وفي الباب عن ابن عباس عند أبي الشيخ من حديث ابكن أبكي نجيكح‬
‫عن مجاهد عنه مرفوعًا‪ ،‬وعن عقبة بن عامر عند الديلمي كمككا سككيأتي فككي‪:‬‬
‫رأس الحكمة‪ ،‬وبعضها يقوي بعضًا‪ ،‬بل يشهد له صريح القرآن‪.‬‬
‫‪ - 460‬حديث‪ :‬خير السودان ثلثككة بلل ولقمكان ومهجككع مكولى رسكول الل ّككه‬
‫صلى الّله عليه وسلم‪ ،‬الحاكم في صحيحه من حككديث الِهقككل بككن زيككاد عككن‬
‫الوزاعي حدثني أبو عمار عن واثلة بن السقع مرفوعا ً بككه‪ ،‬وللطككبراني مككن‬
‫رواية عطاء عن ابن عباس مرفوعًا‪ :‬اتخذوا السككودان فككإن ثلثككة منهككم مككن‬
‫سادات أهل الجنة لقمان والنجاشككي وبلل‪ ،‬وفككي المحلككى‪ :‬ل يكمككل حسككن‬
‫الحور العيككن فككي الجنككة إل بسككواد بلل‪ ،‬فككإنه يفككرق سككواده‪ ،‬شككامتين فككي‬
‫خدودهن‪ ،‬وللطبراني من حديث أيوب بن عتبكة عكن عطكاء عكن ابكن عبكاس‬
‫قال‪ :‬جاء رجل من الحبشة إلى رسول الّله صككلى الل ّككه عليككه وسككلم يسكأله‪،‬‬
‫فقال له النبي صلى الّله عليه وسلم‪ :‬سل واستفهم‪ ،‬فقال‪ :‬يككا رسككول الل ّككه‪،‬‬
‫فضلتم علينا بالصككور واللككوان والنبككوة‪ ،‬أفرأيككت إن آمنككت بمثككل مككا آمنككت‪،‬‬
‫ت به‪ ،‬إني لكائن معك في الجنة؟ قال‪ :‬نعم‪ ،‬قال النككبي‬ ‫وعملت بمثل ما عمل َ‬
‫صلى الّله عليه وسلم‪ :‬والذي نفسي بيده إنه ليرى بياض السككود فككي الجنككة‬
‫من مسيرة ألف عام‪ ،‬الحديث‪.‬‬
‫‪ - 461‬حديث‪ :‬خيككر صككفوف الرجككال أولهككا‪ ،‬وشككرها آخرهككا‪ ،‬وخيككر صككفوف‬
‫النساء آخرها‪ ،‬وشرها أولها‪ ،‬مسككلم مككن حككديث جريككر عككن سككهيل بككن أبككي‬
‫صالح‪ ،‬عن أبي هريرة رفعه بهذا‪.‬‬
‫‪ - 462‬حديث‪ :‬خير العمل ما نفع‪ ،‬في‪ :‬الخلق كلهم عيال الّله‪.‬‬
‫‪ - 463‬حديث‪ :‬خير الغداة بواكره‪ ،‬وأطيبه أوله‪ ،‬وأنفعككه‪ ،‬الككديلمي مككن جهككة‬
‫عنبسة بن عبد الرحمن القرشكي‪ ،‬حكدثني أبكو زكريكا اليمكاني عكن أنكس بكه‬
‫مرفوعًا‪.‬‬
‫‪ - 464‬حديث‪ :‬خير المجالس أوسعها‪ ،‬البخاري في الدب المفرد‪ ،‬من حديث‬
‫عبد الرحمن بن أبي عمرة‪ ،‬قال‪ :‬أوذن أبو سعيد الخدري بجنازة‪ ،‬قال‪ :‬فكأنه‬
‫تخلف حتى أخذ القوم مجالسهم‪ ،‬ثم جاء بعد‪ ،‬فلما رآه القوم تشككرفوا عنككه‪،‬‬
‫وقام بعضهم عنه ليجلس في مجلسه‪ ،‬فقككال‪ :‬ل‪ ،‬إنككي سككمعت رسككول الل ّككه‬
‫صلى الّله عليه وسلم يقول‪ :‬وذكره‪ ،‬ثكم تنحكى فجلكس فكي مجلككس واسككع‪،‬‬
‫ومن حديث ابن أبي عمرة أورده أبو داود والبيهقي في الشعب‪ ،‬وفي البككاب‬
‫عن أنس وغيره‪.‬‬
‫‪ - 465‬حديث‪ :‬خير المجالس ما استقبل به القبلة‪ ،‬في‪ :‬أكرم المجالس‪.‬‬
‫‪ - 466‬حككديث‪ :‬خيككر النككاس قرنككي‪ ،‬ثككم الككذين يلككونهم‪ ،‬ثككم الككذين يلككونهم‪،‬‬
‫عبيدة السلماني‪ ،‬عن ابن مسعود به مرفوعًا‪ ،‬وكككذا‬ ‫الحديث‪ ،‬متفق عليه عن َ‬
‫عن زهدم بن مضرب عن عمران بن حصين‪ ،‬لكن بلفظ‪ :‬خيركككم قرنككي‪ ،‬ثككم‬
‫الذين يلونهم‪ ،‬ثم الذين يلونهم‪ ،‬وشك عمران في الثالث‪.‬‬
‫‪ - 467‬حديث‪ :‬الخير عادة‪ ،‬والشر لجاجة‪ ،‬ابن ماجه والطككبراني فكي الكككبير‪،‬‬
‫وأبو ُنعيم في الحلية‪ ،‬والقضاعي وآخرون‪ ،‬من حديث يونس بكن ميسككرة بكن‬
‫حلَبس‪ ،‬عن معاوية به مرفوعًا‪ ،‬زاد بعضهم فيه‪ :‬ومن يرد الّله به خيرا ً يفقهه‬
‫في الدين‪.‬‬
‫ي وفي أمتي إلى يوم القيامة‪ ،‬قال شككيخنا‪ :‬ل أعرفككه‬ ‫‪ - 468‬حديث‪ :‬الخير ف ّ‬
‫ولكن معناه صحيح‪ ،‬يعني في حديث‪ :‬ل تزال طائفة من أمتي ظاهرين علككى‬
‫الحق إلى أن تقوم الساعة‪.‬‬
‫‪ - 469‬حديث‪ :‬الخير كثير‪ ،‬وفاعله قليكل‪ .‬الطكبراني والعسككري مكن حكديث‬
‫إسماعيل بن أبي خالد عن عطاء بن السائب‪ ،‬عككن أبيككه‪ ،‬عككن عبككد الل ّككه بككن‬
‫ظ‪ :‬ومن يعمل قليل‪.‬‬‫عمرو به مرفوعًا‪ ،‬وفي لف ٍ‬
‫‪ - 470‬حديث‪ :‬الخير مع أكابركم‪ ،‬في‪ :‬البركة‪.‬‬
‫‪ - 471‬حديث‪ :‬الخير معقود بنواصي الخيل‪ ،‬متفككق عليككه مككن حككديث مالككك‪،‬‬
‫عن نافع عكن ابكن عمكر رفعكه بلفكظ‪ :‬الخيكل فكي نواصكيها الخيكر إلكى يكوم‬
‫القيامة‪ ،‬وفي لفظ لغيرهما من هذا الوجه‪ ،‬ومن حديث خالككد بككن عككون عككن‬
‫نافع أيضًا‪ ،‬كالترجمة‪ ،‬ولهما أيض كا ً مككن حككديث الشككعبي عككن عككروة البككارقي‬
‫مرفوعا ً مثله بزيادة‪ :‬معقود‪ ،‬وفي لفظ لهما أيضا ً من هذا الوجه‪ :‬الخير‪ ،‬قال‬
‫مسككلم‪ :‬معقككوص‪ ،‬وللبخككاري‪ :‬معقككود‪ ،‬ثككم اتفقككا بنواصككي الخيككل إلككى يككوم‬
‫القيامة‪ ،‬ولهما من حديث شعبة عن أبي التيككاح‪ ،‬عككن أنككس مرفوعكًا‪ ،‬بلفككظ‪:‬‬
‫البركة في نواصي الخيل‪ ،‬وهو عند البخككاري أيض كًا‪ ،‬مككن هككذا الككوجه‪ ،‬بلفككظ‪:‬‬
‫الخيل معقود في نواصيها الخير‪ .‬وفي الباب عن جماعة‪ ،‬منهم‪ ،‬جابر بزيككادة‪:‬‬
‫وأهلها معانون عليها‪ ،‬وأسماء ابنة يزيد بلفظ‪ :‬معقود أبدا ً إلككى يككوم القيامككة‪،‬‬
‫وقد أفرده الدمياطي بالتأليف‪.‬‬

‫)‪ (472‬حديث‪ :‬خيرة الّله للعبد‪ ،‬خير من خيرته لنفسه)‪.(1‬‬


‫‪-------------------‬‬
‫)‪ (1‬لم يتكلم عليه‪ ،‬وهو حديث ل أصل له‪ .‬وإن كان معناه صحيحًا‪.‬‬

‫حرف الدال المهملة‬


‫)‪ (473‬حديث‪ :‬الداخل له دهشة‪ ،‬فككي روايككة البنككاء عككن البككاء‪ ،‬مكن‬
‫لبي بسند ضعيف من حديث الحسن بن علي مرفوعًا‪ :‬للداخل‬ ‫ح ّ‬‫العباسيين لل ِ‬
‫دهشة‪ ،‬فتلقوه بالمرحبا‪.‬‬

‫)‪ (474‬حديث‪ :‬دار الظالم خراب ولو بعد حين‪ ،‬لم أقف عليه‪ ،‬ولكككن‬
‫يشهد له }فتلك بيوتهم خاوية بما ظلموا{‪.‬‬

‫)‪ (475‬حديث‪ :‬دارت رحى فلن‪ ،‬كلم يوصف به من انحط عما كككان‬
‫فيه‪ ،‬ومنه حديث البراء بن ناجية عن ابن مسعود‪ :‬تدور رحا السلم لخمس‪،‬‬
‫أو ست‪ ،‬أو سبع وثلثين‪ ،‬الحديث‪ ،‬ودوران الرحى كناية عن الحرب والقتككال‪،‬‬
‫شبهها بالرحا الدوارة التي تطحن‪ ،‬لما يكون فككي الككوقت المعيكن مكن قبككض‬
‫الرواح‪ ،‬وهلك النفس‪.‬‬
‫‪ - 476‬حديث‪ :‬دارهم ما دمت في دارهم‪ ،‬ما علمته‪ ،‬ولكن جاء فككي الزوجككة‬
‫فدارها تعش بها‪ ،‬أخرجه ابن حبان في صحيحه عن سمرة‪.‬‬
‫‪ - 477‬حديث‪ :‬الداعي والمككؤمن فككي الجككر شككريكان‪ ،‬والقككارئ والمسككتمع‪،‬‬
‫والعالم والمتعلم‪ ،‬عزاه الديلمي للضحاك عن ابن عباس‪.‬‬
‫‪ - 478‬حديث‪ :‬الدال على الخير كفاعله‪ ،‬العسكري وابن جميع‪ ،‬ومن طريقككه‬
‫المنذري من حديث طلحة بن عمرو‪ ،‬عن عطاء عن ابن عباس مرفوعًا‪ ،‬فككي‬
‫دال علككى الخيككر كفكاعله‪ ،‬والل ّككه يحككب‬‫حديث لفظه‪ :‬كل معروف صدقة‪ ،‬والك ّ‬
‫إغاثة الّلهفان‪ ،‬ومثله‪ ،‬بل بطوله للدارقطني في المستجاد من حككديث عمككرو‬
‫بن شعيب‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن جده به مرفوع كًا‪ ،‬وللعسكككري مككن حككديث إسككحاق‬
‫الزرق‪ ،‬عن أبي حنيفة عن علقمة بن مرثد‪ ،‬عن سليمان بن بريدة‪ ،‬عن أبيككه‬
‫مرفوعًا‪ ،‬بلفظ الترجمة‪ ،‬وكذا هو عند البزار عن أنس‪ ،‬وأخرجه مسلم بمعناه‬
‫من حديث أبي عمرو الشيباني‪ ،‬عن أبي مسعود‪ ،‬قال‪ :‬جاء رجل إلككى النككبي‬
‫صلى الّله عليه وسلم فقال‪ :‬احملني‪ ،‬فقال‪ :‬ما أجد ما أحملككك عليككه‪ ،‬ولكككن‬
‫ائت فلنًا‪ ،‬فلعله يحملك‪ ،‬فأتاه فحمله‪ ،‬فقال النبي صككلى الل ّككه عليككه وسككلم‪:‬‬
‫من دل على خير فله مثل أجر فاعله‪ ،‬ولبن عبد البر عككن أبككي الككدرداء مككن‬
‫دال على الخيككر وفككاعله شككريكان‪ ،‬والمعنككى‪ :‬مككن دلككك علككى خيككر‪،‬‬ ‫قوله‪ :‬ال ّ‬
‫وأرشدك إليه‪ ،‬فنلته بإرشاده‪ ،‬فكأنه فعل ذلك الخير‪.‬‬
‫‪ - 479‬حككديث‪ :‬داروا سككفهاءكم‪ ،‬وهككو علككى بعككض اللسككنة‪ ،‬بزيككادة‪ :‬بثلككث‬
‫أموالكم‪ ،‬وقد بيض له شيخنا حين سئل عنككه‪ ،‬وفككي الفككردوس بل سككند عككن‬
‫أبي هريرة رفعككه‪ :‬داروا النسككاء تنتفعككوا بهككن‪ ،‬فككإنهن ل تسككتوين لكككم أبككدًا‪،‬‬
‫ومضى في‪ :‬أمرنا‪ ،‬من الهمككزة‪ ،‬فككي حككديث‪ :‬وداروا النككاس بعقككولكم‪ ،‬وفككي‬
‫لفظ‪ :‬داروا النككاس علككى قككدر أحسككابهم‪ ،‬وللككديلمي مككن حككديث محمككد بككن‬
‫مطرف عن ابن المنكدر عن سعيد بن المسككيب عككن أبككي هريككرة مرفوع كًا‪:‬‬
‫ذبوا بأموالكم عككن أعراضكككم‪ ،‬قككالوا‪ :‬يككا رسككول الل ّككه كيككف؟ قككال‪ :‬تعطككون‬
‫الشاعر‪ ،‬ومن يخاف لسانه‪ ،‬ورواه ابن لل عن عائشة‪ ،‬ونحوه حديث محمككد‬
‫بن المنكدر عن جابر مرفوعًا‪ :‬ما وقى به الرجل عرضه كتب لككه بككه صككدقة‪،‬‬
‫رواه عن ابن المنكدر مسور بن الصلت‪ ،‬وعبد الحميككد بككن الحسككن الهللككي‪،‬‬
‫قلت لبككن المنكككدر‪ :‬ومككا يعنككي بككه‪ ،‬قككال‪ :‬أن تعطككي الشككاعر أو ذا اللسككان‬
‫المتقى‪ ،‬والصل في هذا‪ :‬إن من شّر الناس من توقاه الناس اتقاء فحشه‪.‬‬
‫‪ - 480‬حديث‪ :‬داووا مرضاكم بالصدقة‪ ،‬في‪ :‬حصنوا أموالكم بالزكاة‪.‬‬
‫‪ - 481‬حديث‪ :‬الدجاج غنم فقراء أمتي‪ ،‬في‪ :‬الجمعة‪.‬‬
‫‪ - 482‬حديث‪ :‬الدجال أعور العين اليمنى‪ ،‬كأن عينه عنبة طافية‪ ،‬متفق عليه‬
‫من حديث أيوب ابككن أبككي تميمككة السككخيتاني‪ ،‬وموسككى بككن عقبككة‪ ،‬ومسككلم‬
‫فقط‪ ،‬من حديث أبي أسامة‪ ،‬ومحمد بن بشر‪ ،‬كلهما عن عبيد الّله بن عمككر‬
‫ثلثتهم عن نافع عن ابن عمر‪ ،‬وفي الباب عن حذيفة عند مسلم مكن حكديث‬
‫العمش‪ ،‬عن شقيق‪ ،‬عنه بلفظ‪ :‬الدجال أعور العين اليسرى‪ ،‬وفي لفظ لككه‬
‫من حديث ربعي بن حراش عنه‪ :‬وإن الدجال ممسككوح العيككن‪ ،‬عليهككا ظفككرة‬
‫غليظة‪ ،‬وعن أنس عنده أيضا ً من حديث شككعيب بككن الحبحككاب عنككه‪ ،‬بلفككظ‪:‬‬
‫الدجال ممسوح العين‪ ،‬مكتوب بين عينيه كككافر‪ ،‬وعنككد البخككاري مككن حككديث‬
‫شعبة عن قتادة عنه في حديث‪ :‬أل إنه أعور‪ ،‬وإن ربكككم ليككس بككأعور‪ ،‬وعككن‬
‫جابر عند أحمد بلفظ‪ :‬الدجال أعور‪ ،‬وهو أحد الكذابين‪ ،‬وعن أبي عنده وعنككد‬
‫الطيالسي بلفظ‪ :‬الدجال عينه خضراء كالزجاجة‪ ،‬وعن أبي سككعيد عنككد أبككي‬
‫يعلى من حديث عطية عنه بلفظ‪ :‬الدجال ممسوح العين اليمنى أو اليسرى‪،‬‬
‫كأنهككا كككوكب‪ ،‬الحككديث‪ ،‬وعككن سككماك‪ ،‬عككن عكرمككة‪ ،‬عككن ابككن عبككاس عنككد‬
‫الطيالسي‪ ،‬والطبراني‪ ،‬بلفظ‪ :‬الدجال آدم هجان‪ ،‬أعور جعد الرأس‪ ،‬إلى غير‬
‫ذلك مما أفرد بالتصنيف)‪.(1‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫)‪ (1‬أحاديث الدجال متواترة كما قال الحفاظ‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫‪ - 483‬حديث‪ :‬دخلت الجنة فرأيت أكثر أهلها النسككاء‪ ،‬الككبيهقي فككي البعككث‪،‬‬
‫وابن عساكر في ترجمة عمكرو بكن أبكي عمكرو‪ ،‬مكن تاريكخ دمشكق لكه مكن‬
‫حديث جابر‪ ،‬ول تنافي بينه وبين حديث‪ :‬اطلعت في النار فرأيت أكككثر أهلهككا‬
‫النساء‪ ،‬لمكان حمل دلك على البتداء‪ ،‬وذا على مككا بعككد كمككا أوضككحته فككي‬
‫مكان آخر‪ ،‬بل لمسلم من حديث عمران بن حصين رفعه‪ :‬أقل ساكني الجنة‬
‫النساء‪.‬‬
‫‪ - 484‬حديث‪ :‬الدرجة الرفيعة‪ ،‬المدرج فيمككا يقككال بعككد الذان‪ ،‬لككم أره فككي‬
‫شيء من الروايات‪ ،‬وأصل الحديث عند أحمد والبخككاري والربعككة عككن جككابر‬
‫مرفوعًا‪ :‬مككن قككال ‪ -‬حيككن يسككمع النككداء ‪ :-‬الّلهككم رب هككذه الككدعوة التامككة‪،‬‬
‫والصلة القائمة‪ ،‬آت محمدا ً الوسيلة والفضيلة‪ ،‬وابعثه مقام كا ً محمككودا ً الككذي‬
‫وعدته‪ ،‬حلت له شفاعتي يوم القيامة‪ ،‬وهو عند البيهقي في سننه‪ ،‬فزاد فككي‬
‫آخره مما ثبت عند الكشميهني في البخككاري نفسككه‪ :‬إنككك ل تخلككف الميعككاد‪،‬‬
‫وزاد البيهقي في أوله‪ :‬الّلهم إني أسككألك بحككق هككذه الككدعوة‪ ،‬وزاد فيككه ابككن‬
‫وهب في جامعه‪ ،‬بسند فيه ابن لهيعة‪ :‬صل على محمد عبدك ورسولك‪ ،‬ولم‬
‫يذكر‪ :‬الفضيلة‪ ،‬وزاد بدلها‪ :‬والشفاعة يوم القيامة‪ ،‬وقال‪ :‬حلت لككه شككفاعتي‬
‫دون ما بعده‪ ،‬ورواه أحمد وابن السني والطبراني وآخرون بلفظ‪ :‬صل علككى‬
‫محمد وارض عنه رضى ل سخط بعككده‪ ،‬اسككتجاب الل ّككه دعككوته‪ ،‬ولككم يككذكروا‬
‫سواه‪ ،‬والصلة على النبي صلى الّله عليه وسلم فيه وردت عككن غيككر جككابر‪،‬‬
‫وفي بعضها‪ :‬وآته سؤله‪ ،‬كما بينت ذلك في القول البديع مع ألفاظ غير ذلككك‬
‫ل نطيل بها‪ ،‬ل سيما وما ذكرناه زيادة على المقصود‪ ،‬وكأن مككن زادهككا اغككتر‬
‫بما وقع في بعض نسخ الشفاء في حديث جابر المشار إليه لكن مككع زيادتهككا‬
‫في هذه النسخة المعتمدة علم عليها كاتبها بما يشير إلى الشككك فيهككا‪ ،‬ولككم‬
‫أرها في سائر نسخ الشفاء‪ ،‬بل في الشفاء عقد لها فص كل ً فككي مكككان آخككر‪،‬‬
‫ولم يذكر فيه حديثا ً صريحًا‪ ،‬وهو دليل لغلطها‪.‬‬
‫‪ - 485‬حديث‪ :‬الدعاء سلح المكؤمن‪ ،‬أبكو يعلكى عككن علكي مرفوعكًا)‪ (1‬فكي‬
‫حديث‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫)‪ (1‬ورواه الحاكم وصححه‪ ،‬ووافقه الذهبي‪ ،‬ثم أعله في الميزان‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫‪ - 486‬حديث‪ :‬الدعاء يرد البلء‪ ،‬أبو الشيخ عن أبي هريرة به مرفوعًا‪ ،‬وكككذا‬
‫هو من حديث أبي هريرة عند الديلمي لكن بلفككظ‪ :‬الككدعاء يككرد القضككاء فككي‬
‫حديث أوله‪ :‬بر الوالدين يزيد في العمر‪ ،‬وللطبراني فككي الككدعاء مككن حككديث‬
‫بريد بي أبي مريم عن أنككس رفعككه‪ :‬ادعككوا فككإن الككدعاء يككرد القضككاء‪ ،‬ومككن‬
‫حديث أبي عثمان النهدي عكن سكلمان رفعكه‪ :‬ل يكرد القضكاء إل الكدعاء‪ ،‬ول‬
‫يزيد في العمر إل البر‪ ،‬ومن حديث الشعث الصككنعاني عككن ثوبككان رفعككه‪ :‬ل‬
‫يرد القدر إل الدعاء‪ ،‬ول يزيككد فككي العمككر إل الككبر‪ ،‬وإن العبككد ليحككرم الككرزق‬
‫بالذنب يذنبه‪ ،‬ومن حديث شهر بن حوشب عن معاذ بككن جبككل مرفوع كًا‪ :‬لككن‬
‫ينفع حذر من قككدر‪ ،‬ولكككن الككدعاء ينفككع ممككا نككزل وممككا لككم ينككزل‪ ،‬فعليكككم‬
‫بالدعاء عباد الّله‪ ،‬ومن حديث عطاف الشامي عن هشام بن عروة عن أبيككه‬
‫عن عائشة مرفوعًا‪ :‬ل يغني حذر من قدر‪ ،‬والدعاء ينفع ممككا نككزل وممككا لككم‬
‫ينزل‪ ،‬وإن الدعاء والبلء ليعتلجان إلى يوم القيامة‪ ،‬وللترمذي عن ابككن عمككر‬
‫مرفوعًا‪ :‬إن الدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينككزل‪ ،‬بككل أخككرج حككديث سككلمان‬
‫الماضي وقال‪ :‬إنه حسن غريب‪ ،‬وأخككرج أحمككد حككديث ثوبككان وصككححه ابككن‬
‫حبان والحاكم‪ ،‬كلهم من حديث عبككد الل ّككه بككن أبككي الجعككد عنككه‪ ،‬وأوردت لككه‬
‫طريق كا ً آخككر فككي‪ :‬إن الل ّككه ل يعككذب‪ :‬وكككذا أخككرج هككو وابنككه حككديث معككاذ‪،‬‬
‫والعسكري حديث عائشة من جهككة محمككد بككن عبككد الرحمككن عككن أبيككه عككن‬
‫القاسم بن محمد عنها مرفوعا ً بلفظ‪ :‬ل ينفككع حككذر مككن قككدر‪ ،‬والككدعاء يككرد‬
‫البلء وقرأ }إل قوم يونس لما آمنوا{ قال‪ :‬دعوا‪ ،‬قالت‪ :‬وإن كان شيء يككرد‬
‫الرزق فإن الصبحة تقطع الرزق‪ ،‬تعني بالصبحة نوم الغداة لمن تعودها‪.‬‬
‫‪ - 487‬حديث‪ :‬دعاء المرء على حبيبه غيككر مقبككول‪ ،‬الككديلمي عككن ابككن عمككر‬
‫رفعه‪ :‬إني سككألت الل ّككه أن ل يقبككل دعككاء حككبيب علككى حككبيبه‪ ،‬رواه النقككاش‬
‫والدارقطني في الفراد وغيرهما‪ ،‬ولكن صح أن دعاء الوالدين علككى ولككده ل‬
‫يرد‪ ،‬فيجمع بينهما‪ ،‬وككذا ثبكت كمكا فكي آخكر صكحيح مسكلم وفكي أبكي داود‬
‫وغيرهما عن جابر رفعه‪ :‬ل تدعوا علككى أنفسكككم ول أولدكككم ول أمككوالكم ل‬
‫توافقوا من الّله ساعة يسأل فيها عطاء فيستجيب له‪.‬‬
‫‪ - 488‬حديث‪ :‬دعوة الخ لخيه في الغيب مستجابة‪ ،‬مسلم عن أبي الككدرداء‬
‫بككه مرفوع كًا‪ ،‬وهككو عنككد الككدارقطني فككي العلككل بلفككظ‪ :‬ل تككرد‪ ،‬ولبككي داود‬
‫والترمذي وضعفه عن ابن عمرو رفعه‪ :‬إن أسرع الدعاء إجابككة دعككوة غككائب‬
‫لغائب‪ ،‬بل في مسلم عككن أبككي الككدرداء أيضكًا‪ :‬إذا دعككا الرجككل لخيككه بظهككر‬
‫الغيب قال الملك‪ :‬ولك بمثل ذلك‪.‬‬
‫‪ - 489‬حديث‪ :‬دعوا الحبشة ما ودعوكم‪ ،‬في‪ :‬اتركوا الترك‪ ،‬بل هو عند أبككي‬
‫داود أيضا ً من حديث ابن عمرو بلفظ‪ :‬اتركوا الحبشة ما تركوكم‪.‬‬
‫‪ - 490‬حديث‪ :‬دع ما يريبك إلى ما ل يريبك‪ ،‬فإن الصدق طمأنينككة‪ ،‬والكككذب‬
‫ريبة‪ ،‬أبو داود والطيالسي‪ ،‬وأحمككد‪ ،‬وأبككو يعلككى فككي مسككانيدهم‪ ،‬والككدارمي‪،‬‬
‫والترمذي‪ ،‬والنسائي‪ ،‬وآخرون‪ ،‬كلهم من حديث شعبة أخبرني بريد بككن أبككي‬
‫مريم سمعت أبا الحوراء السعدي يقول‪ :‬قلت للحسن بن علي‪ :‬ما تذكر من‬
‫رسول الّله صلى الل ّككه عليككه وسككلم قككال‪ :‬كككان يقككول‪ ،‬فككذكره‪ ،‬وليككس عنككد‬
‫النسائي فإن الصدق إلى آخككره‪ ،‬وقككال الترمككذي‪ :‬إنككه حسككن صككحيح‪ ،‬وقككال‬
‫الحاكم‪ :‬صحيح السناد‪ ،‬ولم يخرجاه‪ ،‬وكذا صححه ابن حبان‪ ،‬وهو طرف مككن‬
‫حديث طويل فيه ذكر القنوت كما أمليككت ذلككك مككع مككا ورد فككي البككاب فككي‬
‫تخريج أربعين النووي‪ ،‬ولبن عمر رضي الّله عنهما من الزيادة فيه‪ :‬فإنك لن‬
‫تجد فقد شيء تركته لّله تعالى‪.‬‬
‫‪ - 491‬حديث‪ :‬دفن البنات من الكرمككات‪ ،‬الطككبراني فككي الكككبير والوسككط‪،‬‬
‫وابن عدي في الكامل‪ ،‬والقضاعي والبزار‪ ،‬كلهم من حديث عثمان بن عطاء‬
‫الخراساني عن أبيه عن عكرمة عن ابن عباس قال‪ :‬لمكا عكزي رسككول الّلكه‬
‫صلى الّله عليه وسلم بابنته رقية قال‪ :‬الحمد لّله‪ ،‬وذكره‪ ،‬إل أن البزار قككال‪:‬‬
‫موت بدل دفن‪ ،‬وهو عندنا باللفظ الول في السككابع مككن النسككيبيات تخريككج‬
‫الخطيب وقال‪ :‬إنه غريب‪ ،‬ورواه ابن الجوزي وغيككره مككن حككديث ابككن عمككر‬
‫مرفوعا ً بلفظ الترجمة‪ ،‬وأفاد الخليلي فككي الرشككاد أن بعككض الكككذابين رواه‬
‫عن جابر‪ ،‬قال‪ :‬وإنما يروى عن عثمان بن عطككاء الخراسككاني عككن أبيككه عككن‬
‫ل‪ ،‬وابن عطاء متروك‪ ،‬انتهى‪ .‬وقككد وصككلوه‬ ‫النبي صلى الّله عليه وسلم مرس ً‬
‫بعكرمة عن ابن عباس كما سبق إل أنه ضعيف‪ ،‬ولبن أبي الدنيا فككي العككزاء‬
‫له من جهة قتادة أن ابن عباس توفيت له ابنككة‪ ،‬فأتككاه النككاس يعزونككه فقككال‬
‫لهككم‪ :‬عككورة سككترها الل ّككه ومؤونككة كفاهككا الل ّككه وأجككر سككاقه الل ّككه‪ ،‬فاجتهككد‬
‫المهككاجرون أن يزيككدوا فيهككا حرفكا ً فمككا قككدروا عليككه‪ ،‬وقككد أنشككد البككاخرزي‬
‫لنفسه‪:‬‬
‫القبر أخفى سترة للبنات * ودفنها يروى من المكرمات‬
‫أما ترى الّله عز اسمه * قد وضع النعش بجنب البنات‬
‫ونحوه قول غيره‪:‬‬
‫لكل أبي بنت على كل حالة * ثلثة أصهار إذا ذكر الصهر‬
‫فزوج يراعيها وخدر يصونها * وقبر يواريها وخيرهم القبر‬
‫وأشار بذلك إلى ما قيل عككن النككبي صككلى الل ّككه عليككه وسككلم أنككه قككال‪ :‬نعككم‬
‫الصهر القبر‪ ،‬ولكن قد قال بعض العلماء‪ :‬إنه لم يظفر به بعد التفتيش وإنما‬
‫ذكر صاحب الفردوس مما لم يسنده ابنة عن ابن عباس مرفوعًا‪ :‬نعم الكفؤ‬
‫القبر للجارية‪ ،‬وهو عند ابن السمعاني عن ابن عباس من قككوله بلفككظ‪ :‬نعككم‬
‫الختان القبور‪ ،‬وللطبراني عنه أيضا ً مرفوعًا‪ :‬للمرأة سككتران القككبر والككزوج‪،‬‬
‫قيل‪ :‬فأيهما أفضل قال‪ :‬القبر‪ ،‬وهو ضعيف جدًا‪ ،‬ومثله ما رواه الجعابي فككي‬
‫تاريخ الطالبيين له‪ ،‬والديلمي عن علككي رفعككه‪ :‬للنسككاء عشككر عككورات‪ ،‬فككإذا‬
‫تزوجت المرأة سككتر الككزوج عككورة‪ ،‬فككإذا مككاتت سككتر القككبر عشككر عككورات‪،‬‬
‫وأوردت مما قيل في معنى ذلك من الشعر ونحوه في ارتياح الكباد‪ .‬أشياء‪.‬‬
‫‪ - 492‬حديث‪ :‬الدنانير والدراهم خواتيم الّله في أرضه‪ ،‬من جاء بخاتم موله‬
‫قضيت حاجته‪ ،‬الطبراني في الوسط من حديث ابن عيينة وابن أبككي فككديك‪،‬‬
‫كلهما عن محمد بن عمرو عن ابن أبي لبيبة عككن أبيككه عككن أبككي هريككرة بككه‬
‫مرفوعًا‪ ،‬وقال‪ :‬ل يروى عن النبي صككلى الّلكه عليككه وسكلم إل بهكذا السكناد‪،‬‬
‫ونحوه ما عنده أيضا ً في الوسط والصككغير‪ ،‬عككن المقككدام بككن معككدي كككرب‬
‫مرفوعًا‪ :‬يأتي على الناس زمان من لم يكن معه أصككفر ول أبيككض لككم يتهككن‬
‫بالعيش‪ ،‬وهو غريب أيضًا‪ ،‬وهو عند أحمد بلفظ‪ :‬يككأتي علككى النككاس زمككان ل‬
‫ينفع فيه إل الدراهم والدينار وفيه قصة له‪ ،‬ومما قيل‪:‬‬
‫إذا أردت الن أن تكرما * فأرسل الدينار والدرهما‬
‫فليس في الرض وما فوقها * أقضى لمر يشتهي منهما‬
‫وللككديلمي عككن جككابر رفعككه‪ :‬المككوت تحفككة المككؤمن‪ ،‬والككدرهم والككدينار مككع‬
‫المنافق‪ ،‬وهما زاده إلى النار‪.‬‬
‫‪ - 493‬حديث‪ :‬الدنيا خضرة حلوة‪ ،‬وإن الّله مسككتخلفكم فيهككا‪ ،‬فنككاظر كيككف‬
‫تعملون‪ ،‬مسلم والنسائي وآخرون من حديث سعيد بن يزيد أبي مسلمة عن‬
‫أبي نضرة عن أبي سعيد الخدري مرفوعا ً بككه‪ ،‬وممككن رواه عككن أبككي نضككرة‬
‫خليد بن جعفر وسككليمان بككن طرخككان الككتيمي وعلككي بككن زيككد بككن جككدعان‪،‬‬
‫وحديثه عند ابن ماجه والترمذي‪ ،‬وقال‪ :‬حسن‪ ،‬والمستمر بككن الريككان ولكككن‬
‫بلفظ‪ :‬إن الدنيا‪ ،‬لكثرهم‪ ،‬وهو عند العسكري من حديث عبيد الّلكه بكن عمكر‬
‫عن عمر بن نافع عن ب َْعجة عككن أبككي هريككرة مرفوع كا ً بلفككظ‪ :‬الككدنيا خضككرة‬
‫حلوة‪ ،‬من أخذها بحقها بورك له فيها‪ ،‬ورب متخوض في مككال الل ّككه ورسككوله‬
‫له النار يوم القيامة‪ ،‬وقد عزا الديلمي حديث‪ :‬الدنيا خضرة حلوة‪ ،‬وإن رجال ً‬
‫يتخوضون إلى البخاري عككن خولككة‪ ،‬والككذي فيككه مككن حككديثها الجملككة الثانيككة‬
‫خاصة‪ ،‬نعم فيه حديث حكيم بن حزام في قوله صلى الّله عليه وسلم له‪ :‬يككا‬
‫حكيم إن هذا المال خضرة حلوة‪ ،‬فمن أخذه بسخاوة نفككس بككورك لككه فيككه‪،‬‬
‫ومن أخذه بإشراف نفس لم يبارك له فيه‪ ،‬الحديث‪ ،‬وفي الباب عن ميمونككة‬
‫عند أبي يعلى‪ ،‬والطبراني‪ ،‬والرامهرمككزي فككي المثككال‪ ،‬وعككن عبككد الل ّككه بككن‬
‫عمرو عند الطبراني فقط رفعاه بلفظ‪ :‬الككدنيا حلككوة خضككرة‪ ،‬وعككن غيرهمككا‬
‫وتكلم الرامهرمزي على معناه‪.‬‬
‫‪ - 494‬حديث‪ :‬الدنيا دار من ل دار له‪ ،‬ولها يجمع من ل عقل لككه‪ ،‬أحمككد مككن‬
‫دويد عن أبي إسحاق عن عروة عن عائشة مرفوعا ً به‪ ،‬ورجاله ثقات‪.‬‬ ‫حديث ُ‬
‫‪ - 495‬حككديث‪ :‬الككدنيا سككجن المككؤمن وجتككة الكككافر‪ ،‬مسككلم مككن حككديث‬
‫الدراوردي عن العلء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبككي هريككرة بككه مرفوع كًا‪،‬‬
‫وكذا هو في حديث مالك عن العلء‪ ،‬وهو عند العسكري والقضاعي وغيرهما‬
‫من حديث موسى بن عقبة عن عبد الّله بككن دينككار عككن ابككن عمككر‪ ،‬وأخرجككه‬
‫البزار أيضكا ً وعنكد الطككبراني وأبكي ُنعيكم واللفككظ لكه مكن حككديث ابكن عمككر‬
‫مرفوعًا‪ :‬يا أبا ذر! الدنيا سجن المؤمن‪ ،‬والقبر أمنه‪ ،‬والجنككة مصككيره‪ .‬يككا أبككا‬
‫ذر! إن الدنيا جنة الكافر‪ ،‬والقبر عذابه‪ ،‬والنار مصيره‪ ،‬الحديث‪ ،‬وعنككد أحمككد‬
‫حبلي عن ابككن عمككرو بلفككظ‪ :‬الككدنيا‬ ‫وأبي ُنعيم من حديث أبي عبد الرحمن ال ُ‬
‫سنته‪ ،‬فإذا فارق الدنيا فارق السجن والسككنة‪ ،‬وكككذا أخرجككه‬ ‫سجن المؤمن و ِ‬
‫الطبراني باختصار‪ ،‬ورواه البغوي في شرح السككنة‪ ،‬وصككححه الحككاكم‪ ،‬وفككي‬
‫الباب عن غير هؤلء‪ ،‬وعنكد العسككري مكن طريكق سكعيد بكن سكليمان عكن‬
‫المبارك قال‪ :‬كان الحسن يقول‪ :‬قال النبي صككلى الل ّككه عليككه وسككلم‪ :‬الككدنيا‬
‫سجن المؤمن‪ ،‬وجنة الكافر‪ ،‬فالمؤمن يتزود‪ ،‬والكافر يتمتع‪ ،‬والل ّككه إن أصككبح‬
‫فيها مؤمن إل حزينًا‪ ،‬وكيف ل يحزن من جاءه عن الّله تعالى أنه وارد جهنم‪،‬‬
‫ولم يأته أنه صادر عنها‪.‬‬
‫‪ - 496‬حديث‪ :‬الدنيا متاع‪ ،‬وخير متاعها المككرأة الصككالحة‪ ،‬مسككلم والنسككائي‬
‫حبلكي عككن عبكد الّلكه بكن‬ ‫وابن ماجه وغيرهم من حديث عبد الّله بكن يزيكد ال ُ‬
‫عمرو رفعه بهذا‪ ،‬فمسلم من جهة شراحيل بن شككريك‪ ،‬والخككران مككن جهككة‬
‫عبد الرحمن بن زياد الفريقي‪ ،‬كلهما عن الحبلي‪.‬‬
‫‪ - 497‬حديث‪ :‬الدنيا مزرعة الخرة‪ ،‬لم أقف عليه مع إيراد الغزالككي لككه فككي‬
‫الحياء‪ ،‬وفي الفردوس بل سند عن ابن عمر مرفوعًا‪ :‬الدنيا قنطككرة الخككرة‬
‫فاعبروها‪ ،‬ول تعمروها‪ ،‬وفي الضعفاء للعقيلي ومكارم الخلق لبن لل مككن‬
‫حديث طارق بن اشيم رفعككه‪ :‬نعمككت الككدار الككدنيا لمككن تككزود منهككا لخرتككه‪،‬‬
‫الحديث‪ .‬وهو عند الحاكم في مستدركه وصككححه‪ ،‬لكككن تعقبككه الككذهبي بككأنه‬
‫منكر قال‪ :‬وعبد الجبار يعني راويه ل يعرف‪.‬‬
‫‪ - 498‬حديث‪ :‬دواء العين ترك مسها‪ ،‬في‪ :‬العين‪.‬‬
‫‪ - 499‬حككديث‪ :‬الككديك البيككض صككديقي‪ ،‬وصككديق صككديقي‪ ،‬وعككدو عككدوي‪،‬‬
‫الحارث ابن أبي أسامة‪ ،‬ومن جهته أبو ُنعيم من حديث عمرو بن جميككع عككن‬
‫يحيى بن سعيد عن محمد بن إبراهيم التيمي عن عائشة مرفوعا ً بهذا‪ ،‬ومككن‬
‫حديث أبان عن أنس رفعه مثله‪ ،‬وهو عند أبي الشيخ في الثواب‪ ،‬ولبي ُنعيم‬
‫من جهة أحمد بن محمد ابن أبي بزة عن أبي سعيد مككولى بنككي هاشككم عككن‬
‫الربيع بن صبيح عن الحسن عن أنس رفعه‪ :‬الككديك البيككض الفككرق حبيككبي‪،‬‬
‫وحبيب حبيبي جبريل يحرس بيته وسككتة عشككر بيتكا ً مككن جيرانككه‪ ،‬أربعككة عككن‬
‫اليمين‪ ،‬وأربعة عن الشمال‪ ،‬وأربعة من قدام‪ ،‬وأربعة مككن خلككف‪ ،‬ومككن هككذا‬
‫الككوجه أورده العقيلككي فككي الضككعفاء‪ ،‬وللطككبراني فككي الوسككط مككن حككديث‬
‫إبراهيم ابن أبي عبلة عن أنس رفعه‪ :‬اتخذوا الككديك البيككض‪ ،‬فككإن دارا َ فيهككا‬
‫ديك أبيض ل يقربها شيطان ول ساحر ول الدويرات حولها‪ ،‬ورواه الحسن بن‬
‫سفيان في مسنده ومن جهته أبو ُنعيم من طريق عبككد الل ّككه بككن صككالح عككن‬
‫رشدين عن الحسن بن ثوبان عن يزيد بن أبككي حككبيب عككن سككالم عككن أبيككه‬
‫رفعه‪ ،‬ولفظه‪ :‬ل تسبوا الككديك فككإنه صككديقي‪ ،‬وأنككا صككديقه‪ ،‬وعككدوه عككدّوي‪،‬‬
‫والذي بعثني بالحق لو يعلككم بنككو آدم مككا فككي صككوته لشككتروا ريشكه ولحمككه‬
‫بالذهب والفضة‪ ،‬وإنه ليطرد مدى صوته مككن الجككن‪ ،‬وللواحككدي فككي سككورة‬
‫النمل من تفسيره من جهة داود بن طلحة عن علي بن الخليل عككن موسككى‬
‫بن إبراهيم عن الليث عن نافع عن ابن عمككر رفعككه بلفككظ الترجمككة بزيككادة‪:‬‬
‫قالوا‪ :‬فما يقول إذا صاح قال‪ :‬يقول اذكروا الّله يا غككافلين‪ ،‬وعنككد أبككي ُنعيككم‬
‫من حديث محمد بن المهاجر عن أبي زيد النصاري مرفوعًا‪ :‬الككديك البيككض‬
‫أخي وصديقي وعدو عدو الّله إبليس‪ ،‬وكان النبي صلى الّله عليه وسلم يبتككه‬
‫معه في البيت‪ ،‬ورواه الحارث بن أبي أسامة من جهة طلحة بن عمرو عمن‬
‫حدثه عن أبي زيد بزيادة‪ :‬يحككرس دار صككاحبه وتسككع دور حولهككا‪ ،‬وكككذا روي‬
‫أيضا ً من حديث أثوب ‪ -‬بالثاء المثلثة الساكنة ‪ -‬ابن عتبككة قككال الخطيككب‪ :‬ول‬
‫يصح‪ .‬ومن طريق أبي شهاب الخياط عن طلحة بن زيد عن أبي الحوص بن‬
‫حكيم عن خالد بن معدان رفعه مرسل ً بلفظ‪ :‬الديك البيض صككديقي‪ ،‬وعككدو‬
‫عدو الّله يحرس دار صاحبه وسبع أدور‪ ،‬وكككان يككبيته معككه فككي الككبيت‪ ،‬ومككن‬
‫طريق عبد الّله بن جعفر ‪ -‬والد علي بن المديني ‪ -‬عن سهيل بن أبي صككالح‬
‫عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعا ً بلفظ الترجمة‪ ،‬وكل من عبد الّله بكن جعفككر‬
‫وطلحة ورشدين بن سعد ضعيف‪ ،‬ولكن لم يبلككغ أمككره إلككى أن يحكككم علككى‬
‫حديثه بالوضع‪ ،‬وأما عبد الّلكه بكن صكالح فهكو صكدوق فككي نفسكه إل أن فككي‬
‫حديثه مناكير‪ ،‬والربيع بككن صككبيح استشككهد بككه البخككاري وابككن أبككي بككزة فيككه‬
‫ضعف‪ ،‬ولذا قال شيخنا فيما تعقب به على ابككن الجككوزي فككي الموضككوعات‪:‬‬
‫على أنه ل يتبين لي الحكم هذا المتن بالوضع‪ ،‬قلت‪ :‬لكن فككي أكككثر ألفككاظه‬
‫ركة ل رونق لها‪ ،‬وقد أفرد الحافظ أبو ُنعيم أخبار الديك في جزء‪.‬‬
‫‪ - 500‬حديث‪ :‬الككدين النصككيحة‪ ،‬قككالوا‪ :‬لمككن؟ قككال‪ :‬لل ّككه‪ ،‬ولرسككوله‪ ،‬وأئمككة‬
‫المسلمين وعككامتهم‪ ،‬مسككلم عككن تميككم الككداري مرفوعكًا‪ ،‬وفككي البككاب عككن‬
‫جماعة‪.‬‬
‫دين ولككو درهككم‪ ،‬والعائلككة ولككو بنككت‪ ،‬والسككؤال ولككو كيككف‪،‬‬ ‫‪ - 501‬حديث‪ :‬الك ّ‬
‫الطريق ل أستحضككره فككي المرفككوع‪ ،‬ومعنككاه صككحيح‪ ،‬وللككديلمي ممككا عككزاه‬
‫جليد)‪ (1‬عن أبي المحّبر بالجيم والحاء رفعككه‪ :‬مككن كككانت‬ ‫الطبراني من جهة ُ‬
‫عنده ابنة فقد فدح‪ ،‬والذي رأيته في المعجم الكبير للطبراني‪ .‬فككي الثلث ل‬
‫في الواحدة‪ ،‬والمفدوح المثقل بالدين‪ ،‬نعم لبن الشيخ عن أنس رفعه‪ :‬مككن‬
‫ب‪ ،‬ولحمد في مسنده‪ ،‬وكذا ابن منيع وغيره عككن ابككن‬ ‫كانت له ابنة فهو متع ٌ‬
‫عباس مرفوعًا‪ :‬من ولدت لككه أنككثى فلككم يؤذهككا ولككم يهنهككا ولككم يككؤثر عليهككا‬
‫الذكور أدخله الّله بها الجنة‪ ،‬والحاديث بنحوه شهيرة‪ ،‬وأصحها ما اتفق عليككه‬
‫الشيخان من حديث عبد الّله بن أبي بكر بن محمد بن عمككرو بككن حككزم عككن‬
‫عروة عن عائشة مرفوعًا‪ :‬من ابتلي بشيء من البنات فأحسن إليهن كن له‬
‫سترا ً من النار‪ ،‬وفي أوله قصة‪ ،‬ولبككي داود والنسككائي وغيرهمككا عككن ثوبككان‬
‫رفعه‪ :‬من يتكفككل لككي أن ل يسككأل النككاس شككيئا ً فأتكفككل لككه بالجنككة‪ ،‬فكككان‬
‫يسقط علقة سوطه ول يأمر أحدا ً يناوله إياه وينزل هو فيأخذه‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫)‪ (1‬كذا في نسخة الزبيدي‪ .‬وفي الللئ‪ :‬خليل الثوري‪ ،‬وهي أصح‪.‬‬

‫حرف الذال المعجمة‬


‫)‪ (502‬حديث‪ :‬ذبوا عن أعراضكم‪ ،‬في‪ :‬داروا سفهاءكم‪.‬‬

‫مراء‪ ،‬مسلم وأحمد عن جابر‪ ،‬وفي الباب عككن‬ ‫)‪ (503‬حديث‪ :‬ذروا ال ِ‬
‫جماعة كثيرين‪ ،‬ولبي داود عن أبي هريرة رفعه‪ :‬المراء في القرآن كفر‪.‬‬

‫)‪ (504‬حديث‪ :‬ذكاة الرض يبسها‪ ،‬احتج به الحنفية ول أصل لككه فككي‬
‫المرفوع‪ ،‬نعم ذكره ابن أبي شيبة موقوفا ً عككن أبككي جعفككر محمككد بككن علككي‬
‫الباقر وعن ابن الحنفية وأبي قلبة قال‪ :‬إذا جفت الرض فقد ذكيككت‪ ،‬وقككول‬
‫ابن الحنفية عند ابن جرير في تهذيبه أيضًا‪ ،‬وقول أبي قلبة رواه عبد الرزاق‬
‫أيضا ً بلفظ‪ :‬جفوف الرض طهورها‪ ،‬ويعارضه حديث أنككس فككي المككر بصككب‬
‫الماء على بول العرابي‪ ،‬بل ورد فيه الحفر من طريقين مسندين‪ ،‬وطريقين‬
‫مرسلين‪ ،‬وكلها في الدارقطني مع بيان عللها‪.‬‬

‫)‪ (505‬حديث‪ :‬ذهب الناس وما بقككي إل النسككناس‪ ،‬ل أصككل لككه فككي‬
‫المرفوع‪ ،‬ولكن عند أبي داود ومن جهتككه الخطككابي فككي العزلككة مككن حككديث‬
‫سفيان عن ابن جريج عن ابن أبي مليكة عكن أبكي هريكرة مكن قكوله‪ :‬ذهكب‬
‫النككاس وبقككي النسككاس‪ ،‬فقيككل لككه‪ :‬مككا النسككناس؟ قككال‪ :‬يتشككبهون بالنككاس‬
‫وليسوا بناس‪ ،‬وهو عند أبي ُنعيم في الحلية من جهة ابن أبككي مليكككة فقككال‪:‬‬
‫عن ابن عباس مككن قككوله بلفككظ‪ :‬ذهككب النككاس وبقككي النسككناس قيككل‪ :‬ومككا‬
‫النسناس قككال‪ :‬الككذين بتشككبهون بالنككاس وليسككوا بالنككاس‪ ،‬وفككي المجالسككة‬
‫للدينوري عككن الحسككن البصككري مثلككه بككدون تفسككير وزاد‪ :‬لككو تكاشككفتم مككا‬
‫تدافنتم‪ ،‬وكذا هككو فككي غريككب الهككوري والفككايق للزمخشككري‪ ،‬والنهايككة لبككن‬
‫الثير‪ ،‬بدون زيادة‪ ،‬ول تفسير‪ ،‬وقال ابككن الثيككر‪ :‬قيككل‪ :‬هككم يككاجوج ومككاجوج‬
‫وقيل‪ :‬خلق على صورة الناس أشبهوهم فككي شككيء وخككالفوهم فككي شككيء‪،‬‬
‫وليسوا من بني آدم وقيل‪ :‬هم من بني آدم‪ .‬ومنه الحديث‪ :‬أن حي كا ً مككن عككاد‬
‫عصوا رسولهم فمسخهم الّله نسناسًا‪ ،‬لكل رجل منهم يككد ورجككل مككن شككق‬
‫واحد ينقرون كمككا ينقككر الطيككر ويرعككون كمككا ترعككى البهككائم‪ ،‬ونككونه الولككى‬
‫مكسورة‪ ،‬وقد ُتفتح انتهى‪ .‬ولحمد في الزهد عن مطرف بن عبد الل ّككه قككال‪:‬‬
‫عقول الناس على قدر زمانهم وقال‪ :‬هم النككاس والنسككاس وأنككاس غمسككوا‬
‫في ماء الناس)‪ ،(1‬قال الكديمي‪ :‬سمعت أبا ُنعيم يقككول‪ :‬كككثيرا ً مككا يعجبنككي‬
‫قول عائشة رضي الّله عنها‪:‬‬
‫ذهب الذين ُيعاش في أكنافهم * وبقيت في خلف كجلد الجرب‬
‫ولكن أبا نعيم يقول‪:‬‬
‫صرنا * خلفا في أراذل النسناس‬ ‫ذهب الناس فاستقلوا و ِ‬
‫في أناس نعدهم من بعيد * فإذا فتشوا فليسوا بناس‬
‫كلما جئت أبتغي النيل منهم * يدروني قبل السؤال بياس‬
‫وبلوني حتى تمنيت أني * منهم قد أفلت رأسا برأس ]ص ‪.[222‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫)‪ (1‬لم أجده في ترجمة مطرف من كتاب الزهد‪ ،‬وعككزاه لككه أيضكا ً الككدميري فككي حيككاة‬
‫الحيوان‪.‬‬

‫حرف الراء المهملة‬


‫)‪ (506‬حديث‪ :‬الرابح في الشر خاسر‪ ،‬كلم صحيح‪.‬‬

‫)‪ (507‬حككديث‪ :‬رأس الحكمككة مخافككة الل ّككه‪ ،‬الككبيهقي فككي الككدلئل‪،‬‬
‫والعسكري في المثال‪ ،‬والديلمي من حديث عبد الّله بن مصعب بن منظككور‬
‫بن جميل بن سنان عن أبيه‪ ،‬عن عقبة بن عامر قال‪ :‬خرجنا في غزوة تبوك‪،‬‬
‫فذكر حديثا ً طويل ً فيه قول النبي صلى الّله عليه وسلم‪ :‬أما بعد فككإن أصككدق‬
‫الحديث كتاب الّله‪ ،‬وخير الزاد التقوى‪ ،‬ورأس الحكمة مخافككة الل ّككه‪ ،‬والخمككر‬
‫جماع الثم‪ ،‬وهو عند العسكري فقط من حديث عمرو بككن ثككابت‪ ،‬عككن أبيككه‪،‬‬
‫قال‪ :‬أعطى ابن أبي الدرداء عبد الملك بن مروان كتابا ً ذكر أنه عن أبيه أبي‬
‫الدرداء أن النبي صلى الّله عليه وسلم قال‪ :‬إن أشرف الحديث كتككاب الل ّككه‪،‬‬
‫فذكر حديثًا‪ ،‬وفيه‪ :‬رأس الحكمكة مخافكة الّلكه‪ ،‬والخمكر جوامكع الثكم‪ ،‬وروى‬
‫القضاعي في مسنده مككن حككديث عبككد الل ّككه بككن مصككعب بككن خالككد بككن زيككد‬
‫ي رسككول‬ ‫الجهني عن أبيه عن جده بن خالد قال‪ :‬تلقيت هذه الخطبة من فكك ّ‬
‫الّله صلى الّله عليه وسلم فذكرها‪ ،‬وفيه‪ :‬الخمر جماع الثم‪ ،‬ورأس الحكمككة‬
‫مخافة الّله‪ ،‬وأخرج ابن لل‪ ،‬ومن طريقككه الككديلمي مكن حككديث الحسككن بككن‬
‫عمارة عن عبد الرحمن بككن عككابس‪ ،‬بككن ربيعككة‪ ،‬عككن ابككن مسككعود مرفوعكا ً‬
‫الجملة المذكورة فقط‪ ،‬ورواه البيهقي في الشعب من جهة الثوري عن ابككن‬
‫عباس‪ ،‬ووقفه بلفظ‪ :‬أنه كان يقول فكي خطبتكه‪ :‬خيككر الككزاد التقكوى‪ ،‬ورأس‬
‫الحكمة مخافة الّله عز وجل‪ ،‬وأعاده مقتصرا ً على لفظ الترجمة‪ ،‬ثككم سككاقه‬
‫من جهة بقية‪ ،‬حدثنا عثمان بككن زفككر عككن أبككي عمككار الهككذلي عنككه مرفوعكا ً‬
‫بالترجمككة فقككط‪ ،‬وضككعفه‪ ،‬والطككبراني والقضككاعي مككن حككديث سككعيدة ابنككة‬
‫حكامة‪ ،‬عن أمها عن أبيها عن مالك بن دينار عن أنس‪ ،‬ورفعككه‪ :‬خشككية الل ّككه‬
‫رأس كل حكمة‪ ،‬والورع سيد العمل‪.‬‬

‫)‪ (508‬حديث‪ :‬رأس العقل بعد اليمان بالّله التودد إلى الناس‪ ،‬البيهقي‬
‫في الشعب‪ ،‬والعسكري والقضاعي من حديث علي بن زيد بن جدعان‪ ،‬عككن‬
‫سعيد بن المسيب عن أبي هريرة ورفعه بهذا‪ ،‬فالعسكري من جهة كرم بككن‬
‫أرطبان‪ ،‬والقضاعي من جهة عبيد بككن عمككرو السككعدي‪ ،‬والككبيهقي مككن جهككة‬
‫سفيان‪ ،‬ثلثتهم عن ابن جككدعان‪] ،‬ص ‪ [223‬وهككو عنككد الككبيهقي مككن حككديث‬
‫ل‪ ،‬بحذف أبي هريرة‪ ،‬وزاد فيككه‪ :‬ومككا‬ ‫أشعث بن براز حدثنا علي بن زيد مرس ً‬
‫يستغني رجل عن مشورة‪ ،‬وأهل المعروف في الدنيا‪ ،‬هم أهل المعروف في‬
‫الخككرة‪ ،‬وإن أهككل المنكككر فككي الككدنيا هككم أهككل المنكككر فككي الخككرة‪ .‬وقككال‬
‫البيهقي‪ :‬إنه هو المحفوظ‪ ،‬قلت‪ :‬وهكذا هو عند العسكري من حككديث أحمككد‬
‫ل‪ ،‬بحككذف أبككي هريككرة‬‫بن عبيد الّله الغداني عن هشيم عن ابن جدعان مرس ً‬
‫بزيادة‪ :‬وأهل المعروف فككي الككدنيا أهككل المعككروف فككي الخككرة‪ ،‬ولكن يهلككك‬
‫الرجل بعد مشورة‪ ،‬وقككال الغككداني‪ :‬إن هشكيما ً حكدث بكه الرشككيد فكأمر لكه‬
‫بعشرة آلف درهم‪ ،‬ومن حديث محمكد بكن يزيكد المقسكمي عكن هشكيم بكه‬
‫كذلك بلفظ‪ :‬مداراة الناس بدل التودد‪ ،‬وبدون‪ :‬ولن يهلككك إلككى آخككره‪ .‬ومككن‬
‫حديث عبد الرزاق عن حرام بن عثمان‪ ،‬عن ابن جابر بن عبد الّله‪ ،‬عككن أبيككه‬
‫رفعه‪ :‬مثل الذي قبله‪ ،‬وزاد‪ :‬وما سعد أحد برأيه‪ ،‬ول شقي عن مشورة‪ ،‬وإذا‬
‫أراد الّله بعبد خيرا ً فقهه في دينه‪ ،‬وبصره عيوبه‪ ،‬وبعضه عند القضككاعي مككن‬
‫حديث سليمان بن عمرو عن أبككي حككازم عككن سككهل بككن سككعد مرفوعكًا‪ :‬مككا‬
‫شككقي عبككد قككط بمشككورة‪ ،‬ول سككعد باسككتغناء بككرأي‪ ،‬يقككول الّلككه تعككالى‬
‫}وشاورهم في المر{‪} ،‬وأمرهم شورى بينهم{‪ ،‬وكذا أخككرج جملككة مككداراة‬
‫الناس صدقة‪ ،‬الطبراني وأبو ُنعيم فككي الحليككة‪ ،‬وعمككل اليككوم والليلككة‪ ،‬وابككن‬
‫السني‪ ،‬والعسكري‪ ،‬والقضاعي‪ ،‬من حديث محمككد ابككن المنكككدر عككن جككابر‪،‬‬
‫وصححه ابن حبان‪ ،‬ثم قال‪ :‬المداراة التي تكون صدقة للمككداري هككي تخلككق‬
‫النسان بالشياء المستحسنة‪ ،‬مع من يدفع إلى عشرته ما لم يشبها بمعصية‬
‫الل ّككه‪ ،‬والمداهنككة هككي اسككتعمال المككرء الخصككال الككتي يستحسككن منككه فككي‬
‫العشرة‪ ،‬وقد يشوبها بما يكره الل ّككه‪ ،‬وقككد أخككرج الككبيهقي فككي الشككعب مككن‬
‫حديث النضر بن شميل من قوله‪ :‬ما سعد أحد باستغناء برأي‪ ،‬ول هلك امرؤ‬
‫دعا بمشورة‪ ،‬وفككي البكاب عكن أنككس‪ ،‬وجككابر‪ ،‬وابكن عبككاس‪ ،‬وعلككي‪ ،‬ويتأككد‬
‫بعضها ببعض‪ ،‬وروى الخطابي فككي أواخككر العزلككة مككن جهككة حككزم القطعككي‪:‬‬
‫سمعت الحسن يقول‪ :‬يقولون المداراة نصف العقل‪ ،‬وأنا أقككول هككي العقككل‬
‫كله‪ ،‬وقد أفرد ابن أبي الدنيا المداراة بالتأليف‪.‬‬

‫)‪ (509‬حديث‪ :‬ربط الخيط بالصبع لتذكر الحاجة‪ ،‬أبو يعلى من جهككة‬
‫سالم بن عبد العلى أبي الفيض عن نافع عن ابن عمر أن النبي صككلى الل ّككه‬
‫عليه وسلم ]ص ‪ [224‬كان إذا أشفق من الحاجة أن ينساها ربط في أصبعه‬
‫خيطا ً ليذكرها‪ ،‬وكذا هو في رابع الخلعيات‪ ،‬وسالم رماه ابككن حبككان بالوضككع‪،‬‬
‫بل اتهمه أبو حاتم بهذا الحديث‪ ،‬فقال ابنه‪ :‬سألت أبي عنه فقال‪ :‬إنه باطل‪،‬‬
‫وسالم ضعيف‪ ،‬وهذا منه‪ ،‬وقد قال الككدارقطني فككي الفككراد‪ :‬إنككه انفككرد بككه‪.‬‬
‫وروى ابن شاهين في الناسخ له النهككي عنككه‪ ،‬وكككذا فعلككه‪ ،‬ثككم قككال‪ :‬وجميككع‬
‫أسانيده يعني في الطرفين منكرة‪ ،‬ول أعلم شيئا ً منها صككحيحًا‪ ،‬ولبككن عككدي‬
‫بسند ضعيف عن واثلة أن النبي صلى الل ّككه عليككه وسككلم كككان إذا أراد حاجككة‬
‫أوثق في خاتمه خيطًا‪ ،‬وللدارقطني في الفراد من حديث غياث بن إبراهيككم‬
‫عن عبد الرحمن بن الحارث عن عياش بن أبي ربيعكة عكن سكعيد المقكبري‪،‬‬
‫عن رافع ابن خديج قال‪ :‬رأيت في يد النبي صككلى الل ّككه عليككه وسككلم خيط كًا‪،‬‬
‫فقلت‪ :‬ما هذا؟ قال‪ :‬أستذكر به‪ ،‬وقال‪ :‬تفرد به غياث)‪.(1‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫)‪ (1‬وهو متروك يضع الحديث‪.‬‬

‫)‪ (510‬حديث‪ :‬رجب شهر الّله‪ ،‬وشعبان شهري‪ ،‬ورمضان شهر أمتي‪،‬‬
‫الديلمي وغيره عن أنس به مرفوعًا‪ ،‬وجاء فككي كككون رجككب شككهر الل ّككه عككن‬
‫أبي)‪ (1‬سعيد وعائشة وغيرهما‪ ،‬بل عند الديلمي عككن عائشككة مرفوعكًا‪ ،‬ممكا‬
‫سيأتي في الشين المعجمة‪ :‬شعبان شككهري‪ ،‬ورمضككان شككهر الل ّككه‪ ،‬وسككيأتي‬
‫في‪ :‬فضل‪ ،‬من الفاء‪ ،‬ما قد يشككهد للول‪ ،‬ولبككي الشككيخ‪ :‬عككن أبككي هريككرة‪،‬‬
‫وأبي سككعيد رفعككاه‪ :‬إن شككهر رمضككان شككهر أمككتي‪ ،‬الحككديث‪ ،‬كمككا سككيجيء‬
‫بتمامه في شعبان‪ ،‬من الشين المعجمة‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫)‪ (1‬رواه السهمي في تاريخ جرجان‪.‬‬

‫)‪ (511‬حديث‪ :‬الرجل في ظل صدقته‪ ،‬حتى يقضى بين الناس‪ ،‬أحمد‬


‫وأبو يعلى وغيرهما من حديث أبي الخير مرئد بن عبد الّله المزني عن عقبككة‬
‫بن عامر مرفوعا ً به‪ ،‬وصححه ابن خزيمككة وابككن حبككان والحككاكم‪ ،‬وقككال‪ :‬إنككه‬
‫على شرط مسلم‪ ،‬وأوله عند جميعهم أو أكثرهم‪ :‬كل امرئ‪ ،‬وكان أبو الخير‬
‫ل يخطئه يوم حتى يتصدق فيه بشيء‪.‬‬

‫)‪ (512‬حديث‪ :‬الرجل مع رحله حيث كان‪ ،‬قاله النبي صلى الّله عليه‬
‫وسلم لمن قال له ‪ -‬حين قككدم المدينككة فككي الهجككرة ونقككل رحلككه إلككى أبككي‬
‫أيوب‪ :-‬أين تحل‪ ،‬فقال‪ :‬إن الرجل‪ ،‬وذكككره ورواه الككبيهقي فككي الككدلئل مككن‬
‫حديث صديق بن موسى‪ ،‬عن أبي الزبيككر أن النككبي صككلى الل ّككه عليككه وسككلم‬
‫قدم المدينة‪ ،‬وذكر القصة‪ ،‬وفيها هذا‪] .‬ص ‪[225‬‬
‫‪ - 513‬حديث‪ :‬رحم الّله أخي الخضر‪ ،‬لكو كككان حيكا ً لزارنككي‪ ،‬قككال شككيخنا‪ :‬ل‬
‫يثبت مرفوعًا‪ ،‬وإنما هو من كلم بعض السلف‪ ،‬ممن أنكر حياة الخضر‪.‬‬
‫‪ - 514‬حديث‪ :‬رحم الّله من زارنكي وزمكام نكاقته بيكده‪ ،‬قكال شككيخنا‪ :‬إنكه ل‬
‫أصل له بهذا اللفظ‪.‬‬
‫‪ - 515‬حككديث‪ :‬رحككم الل ّككه مككن قككال خيككرًا‪ ،‬أو صككمت‪ ،‬الككديلمي مككن حككديث‬
‫إسماعيل بن عياش‪ ،‬عن عمارة بن غزية‪ ،‬عن ابن سككيرين‪ ،‬عككن ثككابت‪ ،‬عككن‬
‫أنس رفعه بلفظ‪ :‬رحم الل ّككه امككرأ تكلككم فغنككم‪ ،‬أو سكككت فسككلم‪ ،‬وهككو عنككد‬
‫العسكري بلفظ‪ :‬عبدا ً بدل امرءا ً من حديث عباد بن صهيب‪ ،‬عن مبككارك بككن‬
‫فضالة عن الحسن عن أنس به مرفوعًا‪ ،‬ومن حديث كامككل بككن طلحككة عككن‬
‫ل‪ ،‬بدون أنس‪ ،‬ولككه شككاهد عنككده أيضكا ً مككن حككديث أبككي بكككر‬ ‫مبارك به مرس ً‬
‫النهشلي عن العمش عن شقيق عن ابن مسعود أنككه قككال‪ :‬يككا لسككان‪ ،‬قككل‬
‫خيرا ً تغنم‪ ،‬أو اسكت تسلم‪ ،‬قبل أن تندم‪ ،‬فقيل له‪ :‬تقوله أو سمعته‪ ،‬فقككال‪:‬‬
‫سمعت رسول الّله صلى الّله عليه وسلم يقككول‪ :‬أكككثر خطايككا ابككن آدم فككي‬
‫لسانه‪.‬‬
‫ً‬ ‫ّ‬
‫‪ - 516‬حديث‪ :‬رحم الله والدا أعان ولده على بره‪ ،‬أبككو الشككيخ فككي الثككواب‬
‫من حديث علي وابككن عمككر بككه مرفوعكًا‪ ،‬وسككنده ضككعيف‪ ،‬ورواه أبككو عمككرو‬
‫ل‪ ،‬بدون ذكر علككي‪،‬‬ ‫النوقاني في معاشرة الهلين له من رواية الشعبي مرس ً‬
‫وفي مسند الفردوس عن أبي هريرة رفعه‪ :‬يلزم الوالدين من الككبر لولككدهما‬
‫ما يلزم الولد‪ ،‬يؤدبانه ويزوجانه‪ .‬وللديلمي عن معاذ بككن جبككل مرفوع كًا‪ :‬رب‬
‫والككدين عككاقين‪ ،‬الولككد يبرهمككا‪ ،‬وهمككا يعقككانه‪ ،‬فيكتبككان عككاقين‪ ،‬وقككد ترجككم‬
‫البخاري في الدب المفرد بر الب لولده‪ ،‬وساق عن محارب بككن دثككار‪ ،‬عككن‬
‫ابن عمر أنه قال‪ :‬أسماهم الّله عز وجككل أبككرارًا‪ ،‬لنهككم بككروا البككاء والبنككاء‪،‬‬
‫فكما أن لوالدك عليك حقًا‪ ،‬كذلك لولدك عليك حككق‪ ،‬وفككي ثككامن المجالسككة‬
‫للدينوري‪ ،‬ورابع عشرها من حديث المدايني أن رجل ً قككال لبيككه‪ :‬يككا أبككت إن‬
‫ي ل يذهب صغير حقي عليك‪ ،‬والذي تمت به إلى أمت بمثلككه‬ ‫عظيم حقك عل ّ‬
‫إليك‪ ،‬ولست أزعم أنا على سواء‪ ،‬وفيها من حديث الحماني أن علي بن زيككد‬
‫ابككن الحسككن ]ص ‪ [226‬قككال لبنككه يحيككى‪ :‬إن الل ّككه تعككالى لككم يرضككك لككي‪.‬‬
‫فأوصاك بي‪ ،‬ورضيني لك‪ ،‬فلم يوصني بك‪.‬‬
‫‪ - 517‬حديث‪ :‬رد جواب الكتاب‪ ،‬في‪ :‬إن لجواب الكتاب‪.‬‬
‫‪ - 518‬حديث‪ :‬رد دانق على أهله‪ ،‬خير من عبادة سككبعين سككنة‪ ،‬قككاله يحيككى‬
‫بن عمر بن يوسكف بكن عكامر الندلسكي‪ ،‬الفقيكه المكالكي‪ ،‬حيكن ليكم علكى‬
‫ارتحاله من القيروان إلى قرطبة‪ ،‬ليرد ّ دانقا ً كان لبقككال عليككه‪ ،‬قككال شككيخنا‪:‬‬
‫وما عرفت أصله‪.‬‬
‫ي‪ ،‬قككال أحمككد‪ :‬ل أصككل لككه‪ ،‬وتبعككه ابككن‬ ‫‪ - 519‬حديث‪ :‬رد الشمس على علك ّ‬
‫الجوزي‪ ،‬فأورده فككي الموضككوعات‪ ،‬ولكككن قككد صككححه الطحككاوي‪ ،‬وصككاحب‬
‫الشفاء)‪ ،(1‬وأخرجه ابن منده‪ ،‬وابن شاهين من حديث أسماء ابنككة عميككس‪،‬‬
‫وابن مردويه من حديث أبي هريرة‪ ،‬وكذا ردت للنبي صلى الّله عليككه وسككلم‬
‫حين أخبر قومه بالرفقة التي رآها في ليلككة السككراء‪ ،‬وأنهككا تجيككء فككي يككوم‬
‫كذا‪ ،‬فأشرقت قريش ينظرون‪ ،‬وقد ولى النهار ولم تجيء‪ ،‬فدعا النبي صكلى‬
‫الّله عليه وسلم‪ ،‬فزيد له في النهككار سككاعة‪ ،‬وحبسككت عليككه الشككمس‪ ،‬قككال‬
‫راويها‪ :‬فلم تحبس على أحد إل على النككبي صككلى الل ّككه عليككه وسككلم يككومئذ‪،‬‬
‫وعلى يوشع بن نون حين قاتل الجبارين يوم الجمعة‪ ،‬فلما أدبككرت الشككمس‬
‫خاف أن تغيب قبل أن يفرغ منهم‪ ،‬ويدخل السبت فل يحككل لكه قتكالهم فيككه‪،‬‬
‫فدعا الّله فرد عليه الشمس حتى فرغ من قتالهم‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫)‪ (1‬وأحمد بن صالح المصري الحافظ‪ ،‬وحض على حفظه‪ .‬وانظر تتمككة هككذا‬
‫البحث في كتابنا "الحاديث المنتقاة في فضائل رسول الّله"‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫‪ - 520‬حديث‪ :‬الرزق مقسوم‪ ،‬مضى مع حديث فككي حككديث‪ :‬إن الل ّككه قسككم‬
‫بينكم أخلقكم‪ ،‬كما قسم بينكم أرزاقكم‪ ،‬في‪ :‬إن الرزق يطلب العبد‪.‬‬
‫‪ - 521‬حديث‪ :‬الرزق يطلب العبد‪ ،‬في‪ :‬إن الرزق‪.‬‬
‫‪ - 522‬حديث‪ :‬الرسول ل يقتل‪ ،‬أحمد في مسنده مكن طريكق ابكن إسكحاق‪،‬‬
‫حدثني سعد بن طارق عن سلمة بن ُنعيم بككن مسككعود الشككجعي عككن أبيككه‪،‬‬
‫سمعت رسول الّله صلى الّله عليه وسلم يقككول لرسككول مسككيلمة‪ :‬لككول أن‬
‫الرسول ل يقتل لضربت أعناقكما‪ ،‬وكذا أخرجه أبو داود في الجهاد من سننه‬
‫من طريق ابن إسحاق‪ ،‬ولفظه‪ :‬سمعت ]ص ‪ [227‬رسككول الل ّككه صككلى الل ّككه‬
‫عليه وسلم يقول لهما حين قرأ كتاب مسيلمة‪ :‬ما تقولن أنتما؟ قككال‪ :‬تقككول‬
‫كما قال‪ ،‬قال‪ :‬أما والّله لول أن الرسل ل تقتل لضربت أعناقكما‪ ،‬وهككو عنككد‬
‫البيهقي أيضًا‪ ،‬وأولككه‪ :‬سككمعته حيككن جككاءه رسككول مسككيلمة الكككذاب بكتككابه‪،‬‬
‫ورسول الّله صلى الّله عليه وسلم يقول لهما‪ :‬وأنتما تقولن مثل مككا يقككول‪،‬‬
‫فقال له‪ :‬نعم‪ ،‬وذكره‪ ،‬وصححه الحاكم على شرط مسلم‪ ،‬وله عند أبككي داود‬
‫ومن طريقه البيهقي مما هو عند أحمد‪ ،‬وصححه ابن حبكان مكن طريككق آخككر‬
‫من جهة أبي إسحاق السبيعي عن حارثة بن مضككرب أنككه أتككى ابككن مسككعود‬
‫فقال‪ :‬ما بيني وبين أحككد مككن العككرب حبككة)‪ ،(1‬وإنككي مككررت بمسككجد لبنككي‬
‫حنيفة‪ ،‬فككإذا بهككم يؤمنكون بمسككيلمة‪ ،‬فأرسككل إليهككم عبككد الل ّككه فجيككء بهككم‪،‬‬
‫فاستتابهم غير ابن النواحة‪ ،‬قال لككه‪ :‬سككمعت رسككول الل ّككه صككلى الل ّككه عليككه‬
‫وسلم يقول‪ :‬لول أنك رسول لضككربت عنقككك‪ ،‬فككأنت اليككوم لسككت برسككول‪،‬‬
‫فأمر قرظة بن كعب‪ ،‬فضرب عنقه في السوق‪ ،‬ثم قككال‪ :‬مكن أراد أن ينظككر‬
‫إلى ابن النواحة قتيل ً بالسوق‪ ،‬وهو عند النسائي في السير من سننه بنحوه‪،‬‬
‫ورواه أيضا ً هو وابن الجارود والبيهقي بما صححه ابن حبان من جهككة عاصككم‬
‫ابن أبي النجود عن أبي وائل عن ابككن مسككعود‪ ،‬أن رسككول الل ّككه صككلى الل ّككه‬
‫عليه وسلم قال لبن النواحة‪ :‬لول أنك رسول لقتلتك‪ ،‬وبه عككن ابككن مسككعود‬
‫قال‪ :‬مضت السنة أن ل نقتل الرسل‪ ،‬وفي الباب عن أبي رافع القبطي فككي‬
‫حديث مرفوع‪ :‬إني ل أخيس بالعهد‪ ،‬ول أحبس الب ُُرد‪ ،‬لكن ارجع إليهككم‪ ،‬فككإن‬
‫كان في نفسك الذي في نفسك الن فارجع‪ ،‬قال‪ :‬فذهبت‪ ،‬ثم أتيككت رسككول‬
‫الّله صلى الّله عليه وسلم فأسلمت‪ ،‬وينظر ما في ذكري من قول‪ :‬وعلمككت‬
‫أنه ل يهيج الرسل‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫)‪ (1‬أي ليس بيني وبينهم شيء يوجب الكذب عليهم‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫‪ - 523‬حديث‪ :‬رسول المرء دال على عقله‪ ،‬الدينوري فككي سككابع المجالسككة‬
‫من قول يحيى بن خالد بلفظ‪ :‬ثلثة أشياء تدل علككى عقككل أربابهككا‪ :‬الكتككاب‪،‬‬
‫والرسول‪ ،‬والهدية‪.‬‬
‫‪ - 524‬حديث‪ :‬الرضاع يغيكر الطبكاع‪ ،‬القضكاعي مكن حككديث صكالح بكن عبكد‬
‫الجبار عن ابن جريج عن عكرمة عن ابن عباس مرفوعا ً بهذا‪ ،‬وهو عنككد أبككي‬
‫الشيخ‪ ،‬عن ابن عمر‪ ،‬ومن ثم لما دخل الشيخ أبو محمد الجويني بيتككه‪ ،‬وجككد‬
‫ابنه المام أبا المعالي يرتضع ثدي غير أمه اختطفككه منهككا‪ ،‬ثككم نكككس رأسككه‪،‬‬
‫ومسح بطنه‪ ،‬وأدخل أصبعه في فيه‪] ،‬ص ‪ [228‬ولم يككزل يفعككل ذلككك حككتى‬
‫ل‪ :‬يسهل علي موته‪ ،‬ول تفسد طبككاعه بشككرب لبككن غيككر‬ ‫خرج ذاك اللبن‪ ،‬قائ ً‬
‫أمه‪ ،‬ثم لما كبر المام كان إذا حصلت له كبوة في المناظرة يقول‪ :‬هذه من‬
‫بقايا تلك الرضعة‪ ،‬وقال العز الديريني‪ :‬العادة جارية‪ ،‬أن مككن ارتضككع امككرأة‪،‬‬
‫فالغالب عليه أخلقهككا‪ ،‬مككن خيككر وشككر‪ ،‬وكككذا الحككديث كمككا مضككى‪ :‬تخيككروا‬
‫لنطفكم‪ ،‬مع كلم فيه يجيء هنا‪.‬‬
‫‪ - 525‬حديث‪ :‬رضككى الككرب فككي رضككى الوالككد‪ ،‬وسككخط الككرب فككي سككخط‬
‫الوالد‪ ،‬الترمذي من حديث خالد بن الحارث‪ ،‬حدثنا شعبة عن يعلى بن عطاء‬
‫عن أبيه عن عبد الّله بن عمرو رفعه بهذا‪ ،‬ثم سككاقه مككن حككديث محمككد بككن‬
‫جعفر عن شعبة به نحوه‪ ،‬ولم يرفعه‪ ،‬قال‪ :‬وهذا أصح‪ ،‬وهكككذا رواه أصككحاب‬
‫شعبة‪ ،‬ول نعلم أحدا ً رفعه غيره‪ ،‬وهككو ثقككة مككأمون‪ ،‬وكككذا قككال الككبزار‪ ،‬وقككد‬
‫رفعه أيضا ً عن شعبة عبد الرحمن بكن مهكدي كمكا للحككاكم فككي المسكتدرك‪،‬‬
‫والقاسم بن سليم كما للطبراني والبيهقي‪ ،‬والحسين بن الوليد كما للبيهقي‪،‬‬
‫بل قال‪ :‬وروينا أيضا ً من رواية أبي إسحاق الفزاري ويزيككد بككن أبككي الزرقككاء‬
‫وغيرهم مرفوعًا‪ ،‬ورواية أبككي إسككحاق عنككد أبككي يعلككى‪ ،‬وقككال البخككاري فككي‬
‫الدب المفرد‪ :‬حدثنا آدم بن أبي إياس‪ ،‬حككدثنا شككعبة فككذكره موقوف كًا‪ ،‬وفككي‬
‫الباب عن ابن عمر أخرجه البزار‪ ،‬وقد تفرد به عصككمة بككن محمككد النصككاري‬
‫عن يحيى بن سعيد‪.‬‬
‫‪ - 526‬حديث‪ :‬رضى الناس غاية ل تدرك‪ ،‬الخطابي فككي العزلككة مككن حككديث‬
‫أكثم بن صيفي أنه قال‪ :‬رضى النككاس غايككة ل تككدرك‪ ،‬ول يكككره سككخط مككن‬
‫رضاه الجور‪ ،‬ومن طريق الشافعي أنه قال ليككونس بككن عبككد العلككى‪ :‬يككا أبككا‬
‫إسحاق! رضى الناس غاية ل تدرك‪ ،‬ليس إلككى السككلمة مككن النككاس سككبيل‪،‬‬
‫فانظر ما فيه صلح نفسك الزمه‪ ،‬ودع الناس وما هم فيه‪.‬‬
‫ضي مخرمة‪ ،‬قككاله صككلى الل ّككه عليككه وسككلم‪ ،‬لمخرمككة والككد‬ ‫‪ - 527‬حديث‪ :‬ر ِ‬
‫المسور رضي الّله عنهما حين أعطاه القباء‪ ،‬كما في الصحيح وغيره‪.‬‬
‫‪ - 528‬حديث‪ :‬رفع عن أمتي الخطأ‪ ،‬والنسككيان‪ ،‬ومككا اسككتكرهوا عليككه‪ ،‬وقككع‬
‫بهذا اللفظ في كتب كثيرين من الفقهاء والصولين‪ ،‬حتى أنه وقع كذلك فككي‬
‫ثلثة ]ص ‪ [229‬أماكن مككن الشككرح الكككبير‪ ،‬وقككال غيككر واحككد مككن مخرجيككه‬
‫وغيرهم‪ :‬إنه لم يظفر به‪ ،‬ولكن قد قال محمد بكن نصكر المكروزي فكي بكاب‬
‫طلق المكره من كتاب الختلف‪ :‬يروى عن النبي صلى الّله عليه وسلم أنككه‬
‫قال‪ :‬رفع الّله عن هذه المة الخطأ والنسيان‪ ،‬وما استكرهوا عليه‪ ،‬غيككر أنككه‬
‫لم يسق له إسنادًا‪ ،‬ورواه أبو ُنعيم في تاريخ أصبهان‪ ،‬وابن عدي في الكامل‬
‫من حديث جعفر بن جسر بن فرقد‪ ،‬عككن أبيككه عككن الحسككن عككن أبككي بكككرة‬
‫مرفوعًا‪ ،‬بلفظ‪ :‬رفككع الل ّككه عككن هككذه المككة ثلثكًا‪ :‬الخطككأ‪ ،‬والنسككيان‪ ،‬والمككر‬
‫يكرهون عليه‪ ،‬وجعفر وأبوه ضعيفان‪ ،‬لكن له شاهد جيد أخرجه أبككو القاسككم‬
‫الفضل بن جعفر التميمي المعروف بأخي عاصم في فوائده‪ ،‬عن الحسن بن‬
‫أحمد أو الحسككين بككن محمككد علككى مككا يحككرر‪ ،‬وكلهمككا ثقككة عككن محمككد بككن‬
‫المصفي‪ ،‬حدثنا الوليد بن مسلم‪ ،‬حدثنا الوزاعي عن عطاء بن أبي رباح عن‬
‫ابن عباس بلفظ‪ :‬رفع الّله‪ ،‬والباقي كلفظ الترجمككة‪ ،‬ورواه ابككن مككاجه وابككن‬
‫أبي عاصم‪ ،‬ومن طريقه الضياء في المختارة‪ ،‬كلهما عن محمد بن المصفي‬
‫به‪ ،‬لكن بلفظ‪ :‬وضع بدل رفع‪ ،‬ورجاله ثقات‪ ،‬ولذا صككححه ابككن حبككان‪ ،‬ورواه‬
‫الككبيهقي وغيككره‪ ،‬إل أن فيككه تسككوية الوليككد‪ ،‬فقككد رواه بشككر بككن بكككر عككن‬
‫الوزاعي فأدخل بين عطاء وابن عبككاس عبيككد بككن عميككر‪ ،‬أخرجككه الطككبراني‬
‫والدارقطني والحاكم في صحيحه من طريقه بلفظ‪ :‬تجاوز بككدل وضككع‪ ،‬قككال‬
‫البيهقي‪ :‬جوده بشر بن بكر‪ ،‬وقككال الطككبراني فككي الوسككط‪ :‬لككم يككروه عككن‬
‫الوزاعي‪ ،‬يعني مجودا ً إل بشر‪ ،‬تفرد به الربيع بن سككليمان‪ ،‬ولككه طككرق عككن‬
‫ابن عباس‪ ،‬بل للوليد فيه إسنادان آخران‪ ،‬رواه محمد بن المصفى عنه عككن‬
‫مالك عن نافع عن ابن عمر‪ ،‬وعن ابن لهيعة عن موسى بن وردان عن عقبة‬
‫بن عامر‪ ،‬وقد قال ابن أبي حاتم في العلل‪ :‬سألت أبككي عنهمككا فقككال‪ :‬هككذه‬
‫أحاديث منكرة‪ ،‬كأنها موضوعة‪ .‬وقال في موضع آخر‪ :‬لككم يسككمعه الوزاعككي‬
‫عن عطاء‪ ،‬إنما سمعه من رجل لككم يسكمه‪ ،‬أتككوهم أنككه عبككد الّلكه بككن عككامر‬
‫السلمي‪ ،‬أو إسككماعيل بككن مسككلم‪ ،‬قككال‪ :‬ول يصككح هككذا الحككديث‪ ،‬ول يثبككت‬
‫إسناده‪ ،‬وقال عبد الّله بن أحمد فكي العلكل‪ :‬سكألت أبكي عنكه فكأنكره جكدًا‪،‬‬
‫وقال‪ :‬ليس يروى هذا إل عن الحسن عن النبي صلى الّله عليه وسلم‪ ،‬ونقل‬
‫الخلل عن أحمد قال‪ :‬مككن زعككم أن الخطككأ والنسككيان مرفككوع‪ ،‬فقككد خككالف‬
‫كتاب الّله‪ ،‬وسنة رسول الّله‪ ،‬فإن الّله أوجككب فككي قتككل النفككس ]ص ‪[230‬‬
‫الخطأ الكفارة‪ ،‬يعني من زعككم ارتفاعهككا علككى العمككوم فككي خطككاب الوضككع‬
‫والتكليف‪ ،‬وقال محمد بن نصر ‪ -‬عقب إيراده له كما تقدم ‪ :-‬إل أنه ليس لككه‬
‫إسناد يحتج بمثله‪ ،‬ورواه العقيلي في الضعفاء من حككديث الوليككد عككن مالككك‬
‫به‪ .‬ورواه البيهقي‪ ،‬وقال‪ :‬قال الحاكم‪ :‬هو صحيح غريب‪ ،‬تفرد به الوليككد عككن‬
‫مالك‪ ،‬وقال البيهقي في موضع آخر‪ :‬إنككه ليككس بمحفككوظ عككن مالككك‪ ،‬ورواه‬
‫الخطيب في ترجمة سوادة بن إبراهيم من كتاب الرواة عن مالك‪ ،‬وقال بعد‬
‫سياقه من جهة سوادة عنه‪ :‬سوادة مجهول‪ ،‬والخبر منكر عككن مالككك انتهككى‪،‬‬
‫والحديث يروى عن ثوبان‪ ،‬وأبككي الككدرداء‪ ،‬وأبككي ذر‪ ،‬ومجمككوع هككذه الطككرق‬
‫ل‪ ،‬ل سيما وأصل الباب حديث أبي هريرة في الصككحيح‬ ‫يظهر أن للحديث أص ً‬
‫من طريق زرارة ابن أوفى عنه بلفظ‪ :‬إن الل ّككه تجككاوز لمككتي مككا حككدثت بككه‬
‫أنفسها‪ ،‬ما لم تعمل به‪ ،‬أو تكلم به‪ .‬ورواه ابن ماجه ولفظككه‪ :‬عمككا توسككوس‬
‫به صدورها بدل ما حدثت به أنفسها‪ ،‬وزاد في آخككره‪ :‬ومككا اسككتكرهوا عليككه‪،‬‬
‫ويقال إنها مدرجة فيه‪ ،‬وقد صحح ابن حبان والحاكم وغيرهما هذا الخبر‪ ،‬كما‬
‫أشرت إليه‪ ،‬وقال النووي فككي الروضككة وفككي الربعيككن‪ :‬إنككه حسككن‪ ،‬وبسككط‬
‫الكلم عليه في تخريج الربعين‪ ،‬وكذا تكلم عليه شيخنا في تخريج المختصككر‬
‫وغيره)‪.(1‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫)‪ (1‬وأوسعت تخريجه في كتاب "البتهاج بتخريج أحاديث المنهاج"‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫‪ - 529‬حديث‪ :‬الرفق رأس الحكمة‪ ،‬في‪ :‬إن الرفق‪.‬‬
‫‪ - 530‬حديث‪ :‬روحوا القلوب ساعة وساعة‪ ،‬الديلمي من جهة أبي ُنعيككم ثككم‬
‫من حديث أبي الطاهر الموقري عن الزهري عن أنس رفعه بهذا‪ ،‬ويشهد له‬
‫ما في صحيح مسلم وغيره من حديث‪ :‬يا حنظلة ساعة وساعة‪.‬‬
‫‪ - 531‬حديث‪ :‬الرؤيا على رجل طائر ما لككم تعككبر‪ ،‬فككإذا عككبرت وقعككت‪ ،‬أبككو‬
‫داود وابن ماجه من حديث أبي رزين لقيككط بككن عككامر العقيلككي رفعككه بهككذا‪،‬‬
‫وأخرجه أحمكد والكدارمي والترمكذي ولفظكه‪ :‬رؤيكا المسكلم جكزء مكن سكتة‬
‫وأربعين جزءا ً من النبوة‪ ،‬وهي على رجل طائر ما لم يحدث بها‪ ،‬فككإذا حككدث‬
‫بها وقعت‪ ،‬وقال‪ :‬إنه حسن صحيح‪ ،‬وصححه ابن حبان والحككاكم وابككن دقيككق‬
‫العيد وقال‪ :‬إنه على شرط مسلم‪ ،‬وفي الباب عن أنس عند ابن مككاجه مككن‬
‫حديث العمككش عككن يزيككد الرقاشككي ]ص ‪ [231‬عنككه مرفوعكا ً فككي حككديث‪:‬‬
‫والرؤيا لول عابر‪ ،‬وكذا أخرجه ابن منيع في مسنده‪ ،‬والرقاشي ضعيف‪.‬‬

‫)‪ (532‬حديث‪ :‬الرياء الشرك الصغر‪ ،‬الطبراني من جهة ابن لهيعة عن‬
‫عمارة بن غزية عن يعلى بن شداد بن أوس عن أبيككه‪ ،‬قككال‪ :‬كنككا نعككد الريكاء‬
‫على عهد رسول الّله صلى الّله عليه وسلم الشرك الصغر‪.‬‬

‫)‪ (533‬حديث‪ :‬ريككح الولككد مكن ريككح الجنككة‪ ،‬الطككبراني فككي الوسككط‬
‫والصغير‪ ،‬من حككديث منككدل بكن علككي عككن عبككد المجيككد بككن سكهل بككن عبككد‬
‫الرحمن بن عوف عن عبيد الّله بن عبد الّله بن عتبة عن ابن عباس مرفوعا ً‬
‫بهذا‪ ،‬وقال‪ :‬لم يروه عن عبيد الّله إل عبد المجيد‪ ،‬تفرد به مندل‪.‬‬

‫)‪ (534‬حديث‪ :‬ريق المؤمن شفاء‪ ،‬معناه صحيح‪ ،‬ففي الصحيحين أنه‬
‫صلى الّله عليه وسلم كان إذا اشتكى النسان الشيء‪ ،‬أو كانت به قرحككة أو‬
‫جرح قال بأصبعه يعني سبابته الرض ثم رفعها وقال‪ :‬بسم الّله تربة أرضككنا‪،‬‬
‫بريقة بعضنا‪ ،‬أي ببصاق بني آدم‪ ،‬يشفي سقيمنا بإذن ربنا‪ ،‬إلى غير ذلك مما‬
‫يقرب منه‪ ،‬وأما ما على اللسنة من أن‪ :‬سؤر المؤمن شككفاء‪ ،‬ففككي الفككراد‬
‫للدارقطني من حديث نوح ابن بي مريم عن ابن جريج عككن عطككاء عككن ابكن‬
‫عباس رفعه من التواضع أن يشرب الرجل من سؤر أخيه)‪] (1‬ص ‪.[232‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫)‪ (1‬ونوح تالف‪.‬‬

‫حرف الزاي المعجمة‬


‫)‪ (535‬حديث‪ :‬زامر الحي ما يطرب‪ ،‬هو كلم صحيح في الغالب‪ ،‬وقد‬
‫قال عروة بن الزبير لبنيه‪ :‬يا بني أزهد الناس في العالم أهله‪ ،‬وسيأتي فككي‪:‬‬
‫صغار قككوم‪ ،‬بككل قككال أبككو عبيككدة مخاطبكا ً لهككل مصككر‪ :‬إن البغككاث بأرضكككم‬
‫يستنسر‪ .‬أي يصير نسرا ً بعد حقارته‪ ،‬يشير إلى أن الغريب‪ ،‬ولو كان ناقصككًا‪،‬‬
‫يصير بينهم ذا شأن‪ ،‬وهو مشاهد في كثيرين ممكن ل نسكبة لهكم‪ ،‬بمكا يككون‬
‫في بلدهم‪ ،‬سيما وقد انقرض أهل التمييز‪ ،‬فلّله المر‪.‬‬
‫ل عيب لي غير أني من ديارهم * وزامر الحي ل تطرب مزاميره‬
‫ومن العجيب قول القائل‪:‬‬
‫يا أهل مصر أما تخشون نازلة * تصيبكم يا بني القباط والوبش‬
‫كل الخلئق منقوصون عندكم * إل اليهود ونسل الترك والحبش‬

‫)‪ (536‬حديث‪ :‬الزحمة رحمة‪ ،‬هو كلم صككحيح المعنككى‪ ،‬بككالنظر إلككى‬
‫الوقوف في الصلة‪ ،‬ومشككروعية سككد الخلككل بالمنككاكب‪ ،‬حككتى كككأنهم بنيككان‬
‫مرصوص‪ ،‬ول ينافيه قول سفيان‪ :‬ينبغي أن يكون بين الرجليككن فككي الصككف‪،‬‬
‫قدر ثلثي ذراع‪ ،‬فذلك في غيره‪.‬‬

‫)‪ (537‬حديث‪ :‬زر غبا ً تزدد حبًا‪ ،‬البزار والحارث بن أبككي أسككامة فككي‬
‫مسنديهما‪ ،‬ومن طريق ثانيهما‪ ،‬أبو ُنعيم في الحليككة‪ ،‬مككن حككديث طلحككة بككن‬
‫عمرو عن عطاء بن أبككي ربككاح عككن أبككي هريككرة بككه مرفوع كًا‪ ،‬وكككذا أخرجككه‬
‫العسكري في المثال‪ ،‬والبيهقي في الشككعب‪ ،‬وقككال‪ :‬إن طلحككة غيككر قككوي‪،‬‬
‫وقد روي هذا الحديث بأسانيد هذا أمثلها‪ ،‬وفي بعضها أنه قيل له‪ :‬أيككن كنككت‬
‫أمس يا أبا هريرة‪ ،‬قال‪ :‬زرت ناسا ً من أهلي‪ ،‬فقال‪ :‬يا أبا هريرة زر غبا ً تزدد‬
‫حبًا‪ ،‬وقال العقيلي‪ :‬هذا الحديث إنما يعرف بطلحة‪ ،‬وقد تابعه قوم نحوه في‬
‫الضعف‪ ،‬وإنما يروى هككذا عكن ]ص ‪ [233‬عطككاء عككن عبيكد بكن عميكر قكوله‬
‫انتهى‪ ،‬يشير إلى ما رواه ابن حبان في صحيحه‪ ،‬عن عطاء قككال‪ :‬دخلككت أنككا‬
‫وعبيد بن عمير على عائشة‪ ،‬فقال لعبيد‪ :‬قد آن لك أن تزورنا‪ ،‬فقككال‪ :‬أقككول‬
‫لك يا أمه‪ ،‬كما قال الول‪ :‬زر غبا ً تزدد حبًا‪ ،‬فقال‪ :‬دعونا مكن بطكالتكم هكذه‪،‬‬
‫وذكككر حككديثًا‪ ،‬وقككد رواه الطككبراني فككي الوسككط‪ ،‬مككن طريككق منصككور بككن‬
‫إسماعيل الحراني عن ابن جريج وطلحة بن عمككرو‪ ،‬كلهمككا عككن عطككاء بككه‪،‬‬
‫ومن طرق حديث أبي هريرة أيضًا‪ ،‬ما رواه الخلعي فكي فككوائده مكن حككديث‬
‫عون بن سنان بن الحكم عن أبيه عن يحيى بن عتيق عن محمد بككن سككيرين‬
‫عن أبي هريرة‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول الّله صلى الّله عليه وسككلم‪ :‬يكا أبكا هريكرة‪،‬‬
‫وذكره‪ ،‬وللعسكري من طريق ابن علثة عن الوزاعكي عكن يحيكى عكن أبكي‬
‫سلمة عن أبي هريرة قال‪ :‬قال رسول الّله صلى الل ّككه عليككه وسككلم وذكككره‪،‬‬
‫والحديث مروي أيضا ً عن أنس وجابر وحبيب بن مسلمة وابككن عبككاس وابككن‬
‫عمرو وعلي ومعاوية بن حيدة وأبي الدرداء وأبي ذر وعائشككة وآخريككن حككتى‬
‫قال ابن طاهر‪ :‬إن ابن عككدي أورده فككي أربعككة عشككرة موضككعا ً مككن كككامله‪،‬‬
‫وعلّلها كلها‪ ،‬وأفرد أبو ُنعيم طرقه ثم شيخنا في "النارة‪ ،‬بطرق غب الزيارة‬
‫"‪ ،‬وبمجموعها يتقوى الحديث‪ ،‬وإن قال البزار‪ :‬إنه ليس فيه حككديث صككحيح‪،‬‬
‫فهو ل ينافي ما قلناه‪ ،‬وقد أنشد ابن دريد في معناه‪:‬‬
‫عليك باغباب الزيارة إنها * إذا كثرت كانت إلى الهجر مسلكا‬
‫فإني رأيت الغيث يسأم دائما ً * ويسأل باليدي إذا هو أمسكا‬
‫وقال غيره‪:‬‬
‫قلل زيارتك الصديق * تكون كالثوب استجده‬
‫وأمل شيء لمرئ * أل يزال يراك عنده‬

‫)‪ (538‬حديث‪ :‬الزكاة قنطرة السلم‪ ،‬الطبراني في الكبير والوسط‪،‬‬


‫عن أبي الدرداء به مرفوعًا‪ ،‬ورجاله موثوقون إل أنه عن بقية أحد المدلسين‬
‫بالعنعنة مع تفرده به‪ ،‬وهو عند إسحاق بن راهويه في مسنده‪ ،‬وفيه الضحاك‬
‫بن حمزة‪ ،‬وهو ضعيف ]ص ‪.[234‬‬

‫)‪ (539‬حديث‪ :‬زكاة الحلي عاريته‪ ،‬يذكره الفقهاء‪ ،‬وهو عند البيهقي من‬
‫حديث كامل بن العلء عن حبيب بن أبي ثابت عن ابن عمر من قككوله‪ ،‬ومككن‬
‫طريق قتادة عن سعيد بن المسيب أنه قال في زكاة الحلككي‪ :‬يعككار ويلبككس‪،‬‬
‫ويذكر عن الشعبي في إحدى الروايتين عنه‪ ،‬وعككن أحمككد قككال‪ :‬خمسككة مككن‬
‫الصحابة كانوا ل يرون فككي الحلككي زكككاة‪ ،‬ابككن عمككر وعائشككة وأنككس وجككابر‬
‫وأسماء انتهى‪ ،‬فأما ابن عمر فهككو عنككد مالككك عككن نككافع عنككه‪ ،‬وأمككا عائشككة‬
‫فعنده أيضًا‪ ،‬وهما صحيحان‪ ،‬وأما أنس فأخرجه الدارقطني من حككديث علككي‬
‫بن سليمان سألت أنسا ً عن الحلي فقال‪ :‬ليس فيه زكاة‪ ،‬وأمككا جككابر فككرواه‬
‫الشافعي عن سفيان عن عمرو سككمعت رجل ً يسككأله عككن الحلككي فيككه زكككاة‬
‫قال‪ :‬ل‪ ،‬قال البيهقي في المعرفة‪ :‬فأما مككا يككروى عنككه مرفوعكًا‪ :‬ليككس فككي‬
‫الحلي زكاة فباطل ل أصل له‪ ،‬وإنما يروى عنه من قوله‪ ،‬وأما أسماء فككروى‬
‫الدارقطني من طريق هشام بن عروة عن فاطمة ابنككة المنككذر عككن أسككماء‬
‫ابنة أبي بكر أنها كانت تحلي بناتها الذهب نحوا ً من خمسين ألفا ً ول تزكيه‪.‬‬
‫‪ - 540‬حديث‪ :‬زمزم لما شرب له‪ ،‬في‪ :‬ماء زمزم‪.‬‬
‫‪ - 541‬حديث‪ :‬الزهد غنى البد‪ ،‬في‪ :‬الصبر‪.‬‬
‫‪ - 542‬حديث‪ :‬الزهرة‪ ،‬في‪ :‬هاروت‪.‬‬
‫‪ - 543‬حديث‪ :‬الزنا يورث الفقر‪ ،‬الديلمي والقضاعي من حديث الماضي بن‬
‫محمد عن ليث بن أبي سليم عن مجاهد عككن ابكن عمكر رفعككه بهكذا‪ ،‬وعنككده‬
‫أيضا ً من حديث أبي الدنيا الكذاب‪ ،‬عن علي رفعه‪ :‬فككي الزنككا سككت خصككال‪،‬‬
‫ثلثة في الدنيا‪ ،‬وذكر منها الفقر‪ ،‬وثلثة في الخرة‪.‬‬
‫‪ - 544‬حديث‪ :‬الزنجي إذا جاع سرق‪ ،‬في‪ :‬إن السود‪.‬‬
‫‪ - 545‬حككديث‪ :‬الزيديككة مجككوس هككذه المككة‪ ،‬لككم أره ولكنككه عنككد أبككي داود‬
‫والطبراني وغيرهما من حديث ابن عمر مرفوعا ً بلفككظ‪ :‬القدريككة‪ ،‬ل الزيديككة‬
‫وباقيه إن مرضوا فل تعودهم‪ ،‬وإن ماتوا فل تشهدوهم‪ ،‬وأخرجه أبو ُنعيم في‬
‫الحلية عن أنس بلفظ‪ :‬مجوس العرب وإن صاموا وصلوا)‪.(1‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫)‪ (1‬يعني القدرية أيضا ً ل الزيدية‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫‪ - 546‬حديث‪ :‬زينوا القرآن بأصواتكم‪ ،‬عبد الرزاق‪ ،‬ومن طريقه الحاكم فككي‬
‫صحيحه‪ ،‬عن معمر عن العمش عن طلحة بن مصرف عن عبد الرحمن بككن‬
‫]ص ‪ [235‬عوسجة عن الككبراء مرفوعكا ً بهككذا‪ ،‬وكككذا هككو عنككد الطككبراني بكذا‬
‫اللفظ بسند حسن‪ ،‬من حككديث ابككن عبككاس مرفوع كًا‪ ،‬وفككي لفككظ لككه أيض كًا‪:‬‬
‫أحسنوا أصواتكم بالقرآن‪ ،‬وأخرجه ابن حبان في صحيحه من جهككة البخككاري‬
‫حدثنا يحيى بن بكير حدثنا يعقوب بن عبد الرحمن السكككندارني عككن سككهيل‬
‫ابن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة بلفككظ الترجمككة‪ ،‬وتوسككع الحككاكم فككي‬
‫إيراد طرق حديث البراء‪ ،‬واتفقت ألفاظها على‪ :‬زينوا القككرآن بأصككواتكم‪ ،‬إل‬
‫ما قدمته‪ ،‬وكذا أخرجه محمد بن نصر في قيام الليل له من حديث جرير عن‬
‫العمش به‪ ،‬بل أخرجه أيضا ً من حديث علقمة بن مرئد عن زاذان أبي عمككر‬
‫عن البراء بلفظ‪ :‬حسنوا القرآن بأصواتكم‪ ،‬فإن الصوت الحسن يزيد القرآن‬
‫حسنًا‪ ،‬وهو عند الحاكم والدارمي كذلك‪ ،‬وهذه الزيادة أخرجها أبو ُنعيككم فككي‬
‫الحلية من حديث علقمة قال‪ :‬كنت رجل ً حسن الصوت بككالقرآن‪ ،‬فكككان ابككن‬
‫مسعود يبعث إلي فآتيه‪ ،‬فيقول لي‪ :‬رتككل فككداك أبككي وأمككي‪ ،‬فككإني سككمعت‬
‫رسول الّله صلى الّله عليه وسلم يقول‪ :‬حسن الصوت زينة القرآن‪ ،‬وكلهما‬
‫مما يتأيد به رواية زينوا القرآن بأصككواتكم‪ ،‬وإن كككان الخطككابي رجككح اللفككظ‬
‫الول‪ ،‬وعلقه البخاري بلفظ الترجمة في أواخر صحيحه جازما ً به‪ ،‬ولكككن قككد‬
‫أخرجه في خلق أفعال العباد من طرق‪ ،‬وأبو داود والنسائي وابن حبككان فككي‬
‫صككحيحه وآخككرون بككاللفظ الثككاني‪ ،‬بككل وهككو لفككظ حككديث ابككن عبككاس عنككد‬
‫الدارقطني في الفراد‪ ،‬من الوجه الذي أخرجه منككه الطككبراني‪ ،‬وفككي البككاب‬
‫عن جماعة من الصحابة‪.‬‬

‫)‪ (547‬حديث‪ :‬زينوا أعيادكم بالتكبير‪ ،‬الطبراني في الوسط والصغير‪،‬‬


‫بسند ضعيف‪ ،‬عن أبي هريرة به مرفوعًا‪ ،‬ولبي ُنعيم فككي الحليككة بسككند فيككه‬
‫كذابان‪ ،‬عن أنس‪ ،‬رفعه‪ :‬زينوا العيدين بالتهليل‪.‬‬

‫ي نور لكم‬ ‫ي‪ ،‬فإن صلتكم عل ّ‬ ‫)‪ (548‬حديث‪ :‬زينوا مجالسكم بالصلة عل ّ‬
‫يوم القيامة‪ ،‬الديلمي بسند ضعيف عن عائشة به مرفوع كًا‪ ،‬ولككه شككاهد عنككد‬
‫النميري عن عائشة من قولها‪ :‬زينوا مجالسكم بالصلة على النبي صلى الّله‬
‫عليه وسلم‪ ،‬وبذكر عمر بن الخطاب‪ ،‬واقتصر الديلمي علككى الجملككة الثانيككة‬
‫منه بل سند ]ص ‪.[236‬‬

‫حرف السين المهملة‬


‫)‪ (549‬حديث‪ :‬سافروا تربحوا‪ ،‬وصوموا تصحوا‪ ،‬واغزوا تغنموا‪ ،‬أحمد‬
‫عن أبي هريرة به مرفوعًا‪ ،‬وهو عند الطبراني‪ ،‬بلفظ‪ :‬اغزوا تغنموا‪ ،‬وصوموا‬
‫تصحوا‪ ،‬وسافروا تستغنوا‪ ،‬من حديث زهيكر بكن محمكد عكن سكهيل بكن أبكي‬
‫صالح عن أبيه عن أبي هريرة به‪ ،‬وقال‪ :‬لم يروه بهذا السناد إل زهير‪ ،‬ومككن‬
‫حديثه رويناه في جزء ابن ُنجيب‪ ،‬بلفظ‪ :‬سككافروا تربحككوا‪ ،‬وصككوموا تصككحوا‪،‬‬
‫واغزوا تغنموا‪ ،‬وكذا أخرجه أبو ُنعيم فككي الطككب مككن حككديثه مقتصككرا ً علككى‪:‬‬
‫صوموا تصحوا‪ ،‬وفي موضع آخر منه‪ ،‬بلفظ‪ :‬اغزوا تغنموا‪ ،‬وسافروا تصككحوا‪،‬‬
‫وللطككبراني والحككاكم عككن ابككن عبككاس بلفككظ‪ :‬سككافروا تصككحوا وتغنمككوا‪،‬‬
‫وللقضاعي والطبراني من حديث محمد بن عبد الرحمككن بككن زيككاد عككن عبككد‬
‫الّله بن دينار عن ابن عمر رفعه‪ :‬سافروا تصحوا وتغنموا‪ ،‬ورواه أبو ُنعيم في‬
‫الطب من حديث مطرف‪ :‬عن مالك عن نككافع عككن ابككن عمككر رفعككه بلفككظ‪:‬‬
‫سافروا تصحوا وتسلموا‪ ،‬ومن حديث سوار بن مصعب عن عطيككة عككن أبككي‬
‫سعيد رفعه‪ :‬سافروا تصحوا‪.‬‬

‫)‪ (550‬حديث‪ :‬سأراه ‪ -‬يعني الهلل ‪ -‬وأنا مستلق على فراشي‪ ،‬هو من‬
‫قول عمر‪ ،‬في مسلم من طريق سليمان بن المغيرة عككن ثككابت عككن أنككس‪،‬‬
‫قال‪ :‬تراءينا الهلل‪ ،‬فما من الناس أحد يزعم أنه رآه غيري‪ ،‬فقلت لعمر‪ :‬يككا‬
‫أمير المؤمنين‪ ،‬أما تراه‪ ،‬فجعلت أريه إياه‪ ،‬فلما أعيي أن يراه قال‪ :‬وذكره‪.‬‬

‫)‪ (551‬حديث‪ :‬ساقي القوم آخرهم شربًا‪ ،‬مسلم من حديث عبد الّله بن‬
‫رباح عككن أبككي قتككادة مرفوعكا ً فككي حككديث طويككل بلفككظ‪ :‬إن سككاقي القككوم‬
‫آخرهم‪ ،‬فقط‪ ،‬وأبو داود عن ابن أبي أوفى‪ ،‬وفي البككاب عككن غيرهمككا‪ ،‬كككأبي‬
‫معبد الخزاعي في قصككة اجتيككاز النككبي صككلى الل ّككه عليككه وسككلم‪ ،‬ومككن معككه‬
‫بخيمتي أم معبد‪ ،‬كما أخرجه البيهقي في الدلئل‪.‬‬

‫)‪ (552‬حديث‪ :‬سبابة النبي صلى الّله عليه وسلم‪ ،‬وأنها كانت أطول من‬
‫الوسككطى‪ ،‬اشككتهر هككذا علككى اللسككنة كككثيرًا‪ ،‬وسككلف جمهككورهم الكمككال‬
‫الدميري‪ ،‬وهو خطأ نشأ عن اعتمكاد روايكة مطلقكة‪ ،‬وعبكارته‪ :‬كككذا رواه ابكن‬
‫هارون عن عبككد الّلكه بككن مقسككم ]ص ‪ [237‬عككن سككارة ابنككة المقسككم أنهكا‬
‫سمعت ميمونة ابنة كردم تخبر أنها رأت أصابع النبي صلى الّله عليككه وسككلم‬
‫كذلك‪ ،‬فضم ما وقع فيها مككن إطلق الصككابع إلككى كككون الوسككطى مككن كككل‬
‫أطول من السبابة‪ ،‬وعين اليد منه صلى الّله عليه وسلم‪ ،‬لذلك بناء علككى أن‬
‫القصد ذكر وصف اختص به النبي صلى الّله عليككه وسككلم عككن غيككره‪ ،‬ولكككن‬
‫الحديث في مسند المام أحمد من حككديث يزيككد بككن هككارون المككذكور مقيككد‬
‫بالرجل‪ ،‬ولفظه‪ :‬وما نسيت طول أصبع قدمه السككبابة علككى سككائر أصككابعه‪،‬‬
‫وهو عند البيهقي في الدلئل من طريككق يزيككد‪ ،‬ولفظهككا‪ :‬رأيككت رسككول الل ّككه‬
‫صلى الّله عليه وسلم بمكة‪ ،‬وهو على ناقته‪ ،‬وأنا مع أبي‪ ،‬وبيككد رسككول الل ّككه‬
‫صلى الّله عليه وسلم درة كدرة الكتاب‪ ،‬فدنا منه أبي‪ ،‬فأخذ بقدمه‪ ،‬فأقر له‬
‫رسول الّله صلى الّله عليككه وسككلم‪ ،‬قككالت‪ :‬فمككا نسككيت طككول أصككبع قككدمه‬
‫السبابة على سائر أصابعه‪ ،‬وأعاده بعد يسير بلفظ‪ :‬كنت رديككف أبككي‪ ،‬فلقككي‬
‫النبي صلى الّله عليه وسلم قال‪ :‬فقبضت على رجله‪ ،‬فمكا رأيككت شكيئا ً أبككرد‬
‫منها‪ ،‬وأشار عقبها إلى ظن أنه قال يعني إياها ليوافق اللفظ الول‪ ،‬ول يمنككع‬
‫ذكرها لذلك مشاركة غيره من الناس له صلى الّله عليه وسلم‪ ،‬في التفضيل‬
‫المككذكور‪ ،‬إذ ل مككانع أن يقككال رأيككت فلن كا ً وهككو أبيككض أو أسككمر مككع العلككم‬
‫بمشاركة غيره في البياض والسمرة‪ ،‬ويجوز أن يكككون التفككاوت لطككول زائد‬
‫الظهور‪ ،‬إذ الناس فيه متفاوتون‪ ،‬وكككذا ل يمنككع منككه كككون السككبابة فككي اليككد‬
‫خاصة‪ ،‬لنا نقول تسميتها بذلك فيها حقيقة وفي القدم لشككتراكها معهككا فككي‬
‫التوسط بين البهام والوسطى فقط‪ ،‬ثم وقفت على ما أوضحته بالبيان فككي‬
‫ل‪ ،‬فإنه سئل عن قككول القرطككبي‪ :‬إن مسككبحة النككبي صككلى‬ ‫كلم شيخنا إجما ً‬
‫الّله عليه وسلم أطول من الوسطى‪ ،‬فأجاب بقككوله‪ :‬هككذا غلككط ممككن قككاله‪،‬‬
‫وإنما كان ذلك في أصابع رجليه انتهى‪.‬‬
‫‪ - 553‬حديث‪ :‬سبقت رحمتي غضبي‪ ،‬في‪ :‬إن رحمتي‪.‬‬
‫‪ - 554‬حديث‪ :‬سككبقك بهككا عكاشككة‪ ،‬الشككيخان مككن حككديث حصككين بككن عبككد‬
‫الرحمن عن سعيد بن جبير عن ابن عباس في السبعين ألفا ً الككذين يككدخلون‬
‫الجنة بغير حساب‪ ،‬فقال عكاشككة‪ :‬ادع الل ّككه أن يجعلنككي منهككم‪ ،‬فقككال‪ :‬أنككت‬
‫منهم‪ ،‬فقام آخر فقال‪ :‬وذكره‪ ،‬وللطبراني وعمر بككن شككبة مككن طريككق نككافع‬
‫مولى بنت شجاع عن أم قيس ابنككة محصككن ]ص ‪ [238‬قككالت‪ :‬أخككذ رسككول‬
‫الّله صلى الّله عليه وسلم بيدي‪ ،‬حتى أتينا البقيع‪ ،‬فقككال‪ :‬يككا أم قيككس يبعككث‬
‫من هذه المقبرة سبعون ألفا ً يدخلون الجنة بغير حساب‪ ،‬فقام رجل‪ ،‬فقككال‪:‬‬
‫أنا منهم‪ .‬قال‪ :‬نعم‪ ،‬فقام آخر‪ ،‬فقال‪ :‬سككبقك بهككا عكاشككة‪ ،‬والول أصككح‪ ،‬ول‬
‫مانع من وقوع القضيتين‪ ،‬وقد ضرب المثل بهذا‪ ،‬فيقال لمن سبق في المر‪:‬‬
‫سبقك بها عكاشة‪.‬‬
‫‪ - 555‬حديث‪:‬‬
‫ستبدي لك اليام ما كنت جاهل ً * ويأتيك بالخبار من لم تزود‬
‫في تمثيله صلى الّله عليه وسلم به‪ ،‬رواه معمر عن قتككادة‪ ،‬قككال‪ :‬بلغنككي أن‬
‫عائشة سئلت‪ :‬هل كان رسول الّله صلى الّله عليه وسلم يتمثل بشككيء مككن‬
‫الشعر؟ فقالت‪ :‬ل إل بيت طرفكة‪ ،‬وذكرتكه‪ ،‬قكالت‪ :‬فجعككل صكلى الل ّككه عليككه‬
‫وسلم يقول‪ :‬من لم تزود بالخبار‪ ،‬فقال أبو بكر‪ :‬ليس هذا هكذا‪ ،‬فقال صلى‬
‫الّله عليه وسلم‪ :‬إني لست بشاعر ول ينبغي لي‪ ،‬ورواه سعيد بن أبي عروبة‬
‫عن قتادة‪ ،‬قال‪ :‬قيل لعائشة‪ :‬هل كان رسول الل ّككه صككلى الل ّككه عليككه وسككلم‪،‬‬
‫يتمثل بشيء من الشعر‪ ،‬قالت‪ :‬كان أبغض الحديث إليه‪ ،‬غير أنه صككلى الل ّككه‬
‫عليه وسلم‪ ،‬كان يتمثل ببيت أخي بني قيس‪ ،‬فيجعل أوله آخره‪ ،‬وآخره أوله‪،‬‬
‫فقال أبو بكر‪ :‬ليس هكذا يا رسول الّله‪ ،‬فقال رسول الل ّككه صككلى الل ّككه عليككه‬
‫وسلم‪ :‬إني والّله ما أنا بشاعر ومككا ينبغككي لككي‪ ،‬ورواه ابككن أبككي حككاتم وابككن‬
‫جرير واللفظ لكه‪ ،‬وعلقكه الكبزار عكن زائدة عكن سكماك عكن عكرمكة عنهكا‪،‬‬
‫وهكذا رواه أبو يعلى‪ ،‬ورواه البخاري في الدب المفرد‪ ،‬من حديث الوليد بن‬
‫أبي ثور عن سماك عن عكرمة قال‪ :‬سألت عائشككة‪ ،‬هككل كككان رسككول الل ّككه‬
‫صلى الّله عليه وسلم يتمثككل شككعرا ً قككط‪ ،‬قككالت‪ :‬كككان أحيانكا ً إذا دخككل بيتككه‬
‫يقول‪ ،‬وذكره‪ ،‬بل رواه البزار من حديث أسامة عككن زائدة عككن سككماك عككن‬
‫عكرمة‪ ،‬فقال‪ :‬عن ابن عباس ل عائشة‪ ،‬ولفظه‪ :‬كان رسول الّله صلى الّلككه‬
‫عليه وسلم‪ ،‬يتمثل بالشعار‪ :‬ويأتيك بالخبار من لم تزود‪ ،‬ولكن له طرق عن‬
‫عائشة‪ ،‬فللمام أحمككد مككن حككديث مغيككرة عككن الشككعبي عنهككا‪ ،‬قككالت‪ :‬كككان‬
‫رسول الّله صلى الّله عليككه وسككلم‪ ،‬إذا اسككتراث الخككبر تمثككل بككبيت طرفككة‪:‬‬
‫ويأتيك بالخبار من لم تككزود‪ ،‬وهكككذا رواه النسككائي فككي اليككوم والليلككة‪ ،‬مككن‬
‫طريق إبراهيم ]ص ‪ [239‬ابن مهاجر عككن الشككعبي‪ ،‬ورواه أحمككد عككن وكيككع‬
‫عن شريك عن المقدام بككن شككريح عككن أبيككه عككن عائشككة‪ ،‬وقيككل لهككا‪ :‬كككان‬
‫رسول الّله صلى الّله عليه وسلم يروي شيئا ً من الشعر‪ ،‬قككالت‪ :‬نعككم‪ ،‬شككعر‬
‫عبد الّله بككن رواحككة‪ ،‬وذكرتككه‪ ،‬ورواه الترمككذي والنسككائي أيضكًا‪ ،‬مككن حككديث‬
‫المقدام بن شريح بن هائى عن أبيه عنها كذلك‪ ،‬وقكال الترمكذي‪ :‬إنكه حسكن‬
‫صحيح انتهى‪ ،‬ورواه البخاري في الدب المفرد مككن جهككة ليككث عككن طككاوس‬
‫عن ابن عباس قال‪ :‬إنها كلمة نبي‪ :‬ويأتيك وذكره‪ ،‬وهذا في شعر طرفة بككن‬
‫العبد في معلقته المشهورة‪ ،‬وبعده‪:‬‬
‫ويأتيك بالخبار من لم تبع له * بتاتا ولم تضرب له وقت موعد‬
‫‪ - 556‬حديث‪ :‬سحاق النساء زنا بينهن‪ ،‬الطبراني عن واثلة به مرفوعًا‪.‬‬
‫‪ - 557‬حديث‪ :‬السخي قريب من الّله‪ ،‬قريب من الناس‪ ،‬قريب مككن الجنككة‪،‬‬
‫بعيد من النار‪ ،‬وذكر في البخيل ضككده الترمككذي فككي جككامعه‪ ،‬والعقيلككي فككي‬
‫الضعفاء‪ ،‬وغيرهما من حديث سعيد بن محمد الككوراق عككن يحيككى بككن سككعيد‬
‫النصاري عن عبد الرحمن بن هرمز العرج عن أبي هريرة رفعككه بكه‪ ،‬وقكال‬
‫الترمذي‪ :‬إنه غريب‪ ،‬وإنما يروى هذا عن يحيى بن سعيد عن عائشة مرسككل‬
‫انتهى‪ ،‬وقد رواه أبو داود عن جعفر بككن محمككد بككن المرزيككان عككن خالككد بككن‬
‫غريب بن عبد الواحد عن يحيى بن سكعيد عككن سككعيد بكن‬ ‫يحيى القاضي عن َ‬
‫المسيب عن عائشة‪ ،‬فزاد فيه سعيدا ً لكن غريب ل أعرفه‪ ،‬ورواه سككعيد بككن‬
‫محمد الوراق أيضا ً عن يحيى بن سعيد عن محمككد بككن إبراهيككم الككتيمي عككن‬
‫أبيه عن عائشة‪ ،‬أخرجه الطبراني في الوسط‪ ،‬وقيل‪ :‬عن الوراق عن يحيككى‬
‫عن عروة عن عائشة‪ ،‬وسعيد ضعيف‪ ،‬وروي من حديث أنس بإسناد ساقط‪،‬‬
‫فيه محمد بن تميم وهو وضاع‪ ،‬ونقل ابن الجوزي في الموضوعات‪ ،‬لما ذكككر‬
‫هذا الحديث فيها عن الدارقطني أنه قال‪ :‬لهذا الحديث طرق‪ ،‬ول يثبت منهككا‬
‫شيء‪ ،‬قال شيخنا‪ :‬ول يلزم مككن هككذه العبككارة أن يكككون موضككوعًا‪ ،‬فالثككابت‬
‫يشمل الصحيح‪ ،‬والضعيف دونه‪ ،‬وهذا ضعيف‪ ،‬فالحكم ليس بجيككد عليككه كمككا‬
‫بسطه في موضع آخر‪ ،‬ومما يذكر على بعض اللسككنة ممككا ليككس لككه رونككق‪:‬‬
‫الكريم حبيب الّله‪ ،‬ولو كان فاسقًا‪ ،‬والبخيككل عككدو الل ّككه ولككو كككان راهبكا ً ]ص‬
‫‪.[240‬‬
‫‪ - 558‬حديث‪ :‬سددوا وقاربوا واغدوا وروحكوا وشكيء مكن الدلجكة‪ ،‬والقصكد‬
‫القصد تبلغوا‪ ،‬البخاري في الرقاق من حككديث ابككن أبككي ذئب‪ ،‬وفككي اليمككان‬
‫بنحوه‪ ،‬من حديث معن بن محمد الغفاري‪ ،‬كلهما عن سعيد بككن أبككي سككعيد‬
‫المقبري عن أبي هريرة به مرفوعًا‪ ،‬واتفق الشيخان عليه من حديث موسى‬
‫بن عقبة‪ ،‬عن سلمة بن عبد الرحمن عن أبيه عن عائشككة مرفوع كًا‪ ،‬واللفككظ‬
‫للبخاري‪ :‬سددوا وقاربوا وأبشروا‪ ،‬فإنه ل يدخل أحدا ً الجنة عملكه‪ ،‬قكالوا‪ :‬ول‬
‫أنت يا رسول الّله‪ ،‬قال‪ :‬ول أنا إل أن يتغمدني الّله بمغفرته ورحمته‪.‬‬
‫‪ - 559‬حديث‪ :‬السر عند الحرار‪ ،‬وكذا‪ :‬صككدور الحككرار قبككور السككرار‪ ،‬كلم‬
‫صحيح‪ ،‬أنشد في معناه أبو جعفر أحمد بن عبد الرحمن بككن أحمككد الوقشككي‬
‫من نظمه‪:‬‬
‫ومستودع عندي حديثا ً يخاف من * إذاعته في الناس إن ينفد العمر‬
‫فقلت له ل تخش مني فضيحة * لسر غدا ً ميتا ً وصدري له قبر‬
‫على أن من في القبر يرجى نشوره * وسرك ل يرجى له أبدا ً نشر‬
‫‪ - 560‬حديث‪ :‬سرعة المشي‪ ،‬قككد روي أنهككا تككذهب بهككاء المككؤمن‪ ،‬هككو فككي‬
‫لقمان من تخريج الكشاف‪ ،‬وشواهده كثيرة‪ ،‬ولكن في الطبقات لبككن سككعد‬
‫من رواية سليمان بن أبي حثمة قال‪ :‬قالت الشككفاء ابنككة عبككد الل ّككه وهككي أم‬
‫سككليمان‪ :‬كككان عمككر إذا مشككى أسككرع‪ ،‬وذكككره ابككن الثيككر فككي النهايككة‪،‬‬
‫والزمخشري في الفائق‪ ،‬وغيرهما وهو محمود لمن يخشككى مككن البطككء فككي‬
‫السير‪ ،‬تفويت أمككر دينككي ونحككوه‪ ،‬كمككا فككي شككرب السككويق وتقككديمه علككى‬
‫الفتيت‪.‬‬
‫‪ - 561‬حديث‪ :‬السعيد من وعظ بغيره‪ ،‬والشقي من شككقي فككي بطككن أمككه‪،‬‬
‫مسلم من حديث عمرو بن الحارث عككن أبككي الزبيككر المكككي عككن عككامر بككن‬
‫واثلة عن ابن مسعود به قوله‪ ،‬وهو عند العسكري فككي المثكال‪ ،‬مكن حكديث‬
‫ابن عون عن أبي وائل‪ ،‬وعند القضاعي من حديث إدريككس بككن يزيككد الودي‬
‫عن أبي إسحاق عككن أبككي الحككوص‪ ،‬كلهمككا عككن ابككن مسككعود بككه مرفوعكًا‪،‬‬
‫وأخرجه كذلك ]ص ‪ [241‬البيهقي في المدخل‪ ،‬وكذا هككو فككي مسككند الككبزار‬
‫من حديث هشام بن حسان عن محمد بن سيرين عن أبككي هريككرة مرفوعكًا‪،‬‬
‫لكن بلفظ‪ :‬السعيد من سعد فككي بطككن أمككه‪ ،‬وسككنده صككحيح‪ ،‬وكككذا أخرجككه‬
‫الطبراني في الصغير من هذا الوجه‪ ،‬لكن مقتصرا ً على‪ :‬السككعيد مككن سككعد‬
‫في بطن أمه‪ ،‬وللعسكري من حديث عبد الّله بن مصعب بككن خالككد بككن زيككد‬
‫عن أبيككه عككن جككده زيككد بككن خالككد رفعككه‪ :‬السككعيد مككن وعككظ بغيككره‪ ،‬ورواه‬
‫القضاعي من هذا الوجه بتمامه‪ ،‬ويروى من حديث عبد الّله بن مصككعب عككن‬
‫أبيه أيضا ً فقال‪ :‬عن عقبة بن عامر بدل زيد‪ ،‬وهما ضككعيفان‪ ،‬ولككذا قككال ابككن‬
‫الجوزي في أمثاله‪ :‬إنه ل يثبت كذلك مرفوعًا‪ ،‬وفيه مع ما قككدمت نظككر‪ ،‬بككل‬
‫قال شيخنا‪ :‬إنه صحيح‪ ،‬وسبقه لذلك شيخه العراقي‪.‬‬
‫‪ - 562‬حككديث‪ :‬السككفر قطعككة مككن العككذاب‪ ،‬يمنككع أحككدكم طعككامه وشككرابه‬
‫ونومه‪ ،‬فإذا قضى نهمته فليعجل إلى أهله‪ ،‬متفق عليه من حديث مالك عككن‬
‫سمي عن أبي صالح عن أبي هريرة به مرفوعًا‪ ،‬وسئل إمكام الحرميكن حيكن‬
‫جلس موضع أبيه‪ :‬لم جعل السفر قطعة من العككذاب‪ ،‬فأجككاب علككى الفككور‪:‬‬
‫لن فيه فراق الحباب‪.‬‬
‫‪ - 563‬حديث‪ :‬السفر يسفر عن أخلق الرجككال‪ ،‬كلم صككحيح‪ ،‬وفككي خككامس‬
‫المجالسة للدينوري من طريق الصمعي عككن عبككد الل ّككه العمككري قككال‪ :‬قككال‬
‫رجل لعمر بن الخطاب‪ :‬إن فلنا ً رجل صككدق‪ ،‬فقككال لككه‪ :‬هككل سككافرت معككه‬
‫قال‪ :‬ل‪ ،‬قال‪ :‬فهل كانت بينك وبينه معاملة؟ قال‪ :‬ل‪ ،‬قال‪ :‬فهل ائتمنته علككى‬
‫شيء؟ قال‪ :‬ل‪ ،‬قككال‪ :‬فككأنت الككذي ل علككم لككك بككه‪ ،‬أراك رأيتككه يرفككع رأسككه‬
‫ويخفضه في المسجد‪ ،‬انتهى‪ .‬ول يعارضككه‪ :‬إذا رأيتككم الرجككل يعتككاد المسككجد‬
‫فاشهدوا له باليمان‪.‬‬
‫‪ - 564‬حديث‪ :‬سفهاء مكة حشو الجنة‪ ،‬قال شككيخنا‪ :‬لككم أقككف عليككه‪ ،‬قلككت‪:‬‬
‫قال الشيخ أبو العباس الميورقي‪ :‬إجمال ً إنككه ورد‪ ،‬واتفككق بيككن عككالمين فككي‬
‫الحرم‪ ،‬تنازع في تأويله وسنده‪ ،‬فأصبح الطاعن فيه وقد طعن أنفككه وأعككوج‪،‬‬
‫وقيل له وكأنه في المنام أي والّله سفهاء مكة من أهل الجنككة ثلث كُا‪ ،‬فراعككه‬
‫ذلك‪ ،‬وخرج إلى خصمه‪ ،‬وأقر على نفسه بالكلم فيما ل يعنيه‪ ،‬وما لم يحككط‬
‫به خبرا ً انتهى ملخصًا‪ ،‬ويقال‪ :‬إنه التقي محمد بن ]ص ‪ [242‬إسككماعيل بككن‬
‫أبي الصيف اليماني الشككافعي‪ ،‬وأنككه كككان يقككول‪ :‬إنمككا هككو أسككفاء مكككة‪ ،‬أي‬
‫المحزونون فيها على تقصيرهم‪.‬‬
‫‪ - 565‬حديث‪ :‬السلم على النبي صلى الل ّككه عليككه وسككلم فككي القنككوت‪ ،‬لككم‬
‫أقف عليه‪ ،‬وإن وقع في كلم جمع من الفقهاء‪ ،‬كما بينته في القول البديع‪.‬‬
‫‪ - 566‬حديث‪ :‬السلم قبل الكلم‪ ،‬الترمذي وأبو يعلى والقضاعي من حديث‬
‫عنبسة بن عبد الرحمن عن محمد بن زاذان عن محمد بن المنكدر عن جابر‬
‫به مرفوعًا‪ ،‬وقال‪ :‬إنه منكر ل نعرفكه إل مكن هكذا الكوجه‪ ،‬وسكمعت محمككدًا‪،‬‬
‫يعني البخاري‪ ،‬يقول‪ :‬عنبسة ضعيف في الحككديث ذاهككب‪ ،‬ومحمككد بككن زاذان‬
‫منكر الحديث‪ ،‬وله شاهد عند أبي ُنعيم في الحلية‪ ،‬وابككن السككني فككي عمككل‬
‫اليوم والليلة‪ ،‬من حديث بقية عن عبد العزيز بن أبي رواد عن نافع عككن ابككن‬
‫عمر مرفوعًا‪ :‬من بدأكم بالكلم قبككل السكلم فل تجيبككوه‪ ،‬ورجككاله مكن أهكل‬
‫الصدق‪ ،‬لكن بقية مدلس وقد عنعنه‪ ،‬لكن قد تككابعه حفككص بككن عمككر اليلككي‬
‫عن عبد العزيز‪ ،‬أخرجه ابن عدي في ترجمة عبد العزيز من الكامل‪ ،‬وحفص‬
‫تركوه‪ ،‬ومنهم من كذبه‪ ،‬وعبد العزيز ضعفه بعضهم بسبب الرجاء‪ ،‬ول يقدح‬
‫فيه عند الجمهور‪.‬‬
‫‪ - 567‬حديث‪ :‬السلم في العزلة‪ ،‬أسكند الكديلمي معنكاه مسلسكل ً عكن أبكي‬
‫موسى رفعه‪ ،‬بلفظ‪ :‬سلمة الرجل في الفتنة أن يلزم بيته‪ ،‬وكذا رويناه فككي‬
‫مسلسلت أبي سعد السككمان‪ ،‬وابككن المفضككل‪ ،‬وبينككت حكمككه فككي الجككواهر‬
‫المكللة‪ ،‬ومعناه صحيح في عدة أحاديث‪ ،‬وفي ترجمة يحيككى بككن أبككي يحيككى‬
‫من المتفق للخطيب عن سعيد بن المسيب‪ ،‬من قوله‪ :‬العزلة عبادة‪ ،‬وأفككرد‬
‫الخطابي في العزلة جزءًا‪ ،‬وصح‪ :‬المؤمن الذي يخالط النككاس‪ ،‬ويصككبر علككى‬
‫أذاهم‪ ،‬خير من ضده‪ ،‬قال الخطابي‪ :‬وهي عند الفتنة سككنة النبيككاء‪ ،‬وعصككمة‬
‫الولياء‪ ،‬وسيرة الحكماء واللباء‪ ،‬فل أعلم لمككن عابهككا عككذرًا‪ ،‬ول أفهككم لمككن‬
‫تجنبها فخككرًا‪ ،‬ل سككيما فككي هككذا الزمككان القليككل خيككره‪ ،‬البكيككء دره‪ ،‬فبككالّله‬
‫نستعيذ من شره وريبه‪ ،‬وضرره وعيبه‪ ،‬قلت‪ :‬ورحمه الّله كيف لو أدرك هككذا‬
‫الزمن الكثير الشر والمحن‪ ،‬ثم أنشد لبعضهم فقال‪] :‬ص ‪[243‬‬
‫وكل رئيس له ملل * وكل رأس به صداع‬
‫لزمت بيتي وصنت عرضا ً * به عن الذلة امتناع‬
‫أشرب مما ادخرت كأسا ً * له على راحلتي شعاع‬
‫وأجتني من عقول قوم * قد أقفرت منهم البقاع‬
‫ونحوه قول أبي حيان أيضًا‪:‬‬
‫أرحت نفسي من اليناس بالناس * لما غنيت عن الكياس بالياس‬
‫وصرت في البيت ل أرى أحدا ً * بنات فكري وكتبي هن جلسي‬

‫وفي معناه لبن الوردي أبيات‪:‬‬


‫ولزمت بيتي قانعا ً ومطالعا ً * كتب العلوم وذاك زين الزين‬
‫وكذا لغيره مما ل نطيل به‪.‬‬
‫ّ‬
‫‪ - 568‬حديث‪ :‬السلطان ظل الله في الرض‪ ،‬في‪ :‬إنما السلطان‪.‬‬
‫‪ - 569‬حديث‪ :‬السلطان ولي من ل ولي له‪ ،‬أصحاب السنن إل النسائي عن‬
‫عائشة به مرفوعا ً في حديث‪ ،‬وحسنه الترمككذي‪ ،‬وصككححه ابككن حبككان‪ ،‬ورواه‬
‫ابن ماجه‪ ،‬عن ابن عباس‪ ،‬وله طرق‪.‬‬
‫‪ - 570‬حديث‪ :‬السماح رباح‪ ،‬والعسر شؤم‪ ،‬القضاعي مكن حكديث عبكد الّلكه‬
‫بن إبراهيم‪ ،‬عن عبد الرحمن بن زيد عن أبيه عن ابككن عمككر رفعككه بككه‪ ،‬وهككو‬
‫عند الديلمي في مسنده من حديث الحجاج بن فرافصة‪ ،‬عن يحيككى بككن أبككي‬
‫كثير‪ ،‬عن أبي هريرة به مرفوعًا‪ ،‬وله وللعسكري معا ً من طريق أشككعث بككن‬
‫براز عن علي بن زيد‪ ،‬عن سعيد بن جبير‪ ،‬قال‪ :‬ما كنككت أحسككبها إل مقككوله‪:‬‬
‫اليسر يمن‪ ،‬والعسر شؤم‪ ،‬حتى حدثني الثقة عن رسول الّله صلى الّله عليه‬
‫وسلم أنه كان يقول‪ :‬اليسر‪ ،‬وذكره‪ ،‬والحاديث فككي السككماح كككثيرة‪ ،‬مضككى‬
‫منها‪ :‬اسمح يسمح لك‪.‬‬
‫‪ - 571‬حديث‪ :‬سنة المغرب ترفع معها‪ ،‬أورده رزين في جامعه عككن حذيفككة‬
‫به مرفوعًا‪ ،‬بلفظ‪ :‬عجلوا الركعتين بعد المغرب‪ ،‬فإنهما ترفعان مع المكتوبة‪،‬‬
‫وأخرجه أبو الشيخ أيضًا‪ ،‬وكذا هو بنحوه عند البيهقي في الشعب‪ ،‬وقككد ثبككت‬
‫في الجمعككة ]ص ‪ [244‬عككدم وصكل السككنة بهكا‪ ،‬أو الفصككل بينهمكا بكلم‪ ،‬أو‬
‫خروج‪.‬‬
‫‪ - 572‬حديث‪ :‬السؤال نصف العلم‪ ،‬في‪ :‬القتصاد‪.‬‬
‫دين ولو درهم‪.‬‬‫‪ - 573‬حديث‪ :‬السؤال ولو كيف الطريق‪ ،‬في‪ :‬ال ّ‬
‫‪ - 574‬حديث‪ :‬سؤر المؤمن شفاء‪ ،‬تقدم‪ :‬في ريق‪.‬‬
‫‪ - 575‬حككديث‪ :‬سككيد إدامكككم الملككح‪ ،‬ابككن مككاجه وأبككو يعلككى والطككبراني‬
‫والقضككاعي مككن حككديث عيسككى بككن أبككي عيسككى البصككري‪ ،‬عككن رجككل‪ ،‬أراه‬
‫موسى عن أنككس بككه مرفوعكًا‪ ،‬وهككو ضككعيف أثبككت بعضككهم المبهككم‪ ،‬وحككذفه‬
‫آخرون‪.‬‬
‫‪ - 576‬حككديث‪ :‬سككيد الشككهور شككهر رمضككان‪ ،‬وأعظمهككا حرمككة ذو الحجككة‪،‬‬
‫الديلمي من جهة الحارث بن أبي أسامة‪ ،‬ثم من طريق زيد بككن عبككد الملككك‬
‫عن صفوان بن سليم‪ ،‬عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري رفعه بهذا‪.‬‬
‫‪ - 577‬حديث‪ :‬سيد طعام أهل الدنيا والخككرة اللحككم‪ ،‬ابككن مككاجه وابككن أبككي‬
‫الدنيا في إصلح المال من طريق سليمان بككن عطككاء عككن مسككلمة الجككزري‬
‫عن عمه أبي مشجعة‪ ،‬عن أبي الدرداء مرفوعا ً به‪ ،‬بلفظ‪ :‬وأهل الجنة‪ ،‬بككدل‬
‫الخرة‪ ،‬وسنده ضعيف‪ ،‬فسليمان قال فيه ابن حبان‪ :‬إنه يروي عككن مسككلمة‬
‫أشياء موضوعة‪ ،‬ما أدري التخليط منه‪ ،‬أو مككن مسككلمة‪ ،‬ولبعضككهم فيككه مككن‬
‫الزيادة‪ :‬وما دعي رسول الّله صلى الّله عليه وسلم إلككى لحككم إل أجككاب‪ ،‬ول‬
‫أهدي إليه إل قبله‪ ،‬وله شواهد‪ ،‬منها عن علي رفعه بلفظ‪ :‬سيد طعام الككدنيا‬
‫اللحم‪ ،‬ثم الرز‪ ،‬أخرجه أبو ُنعيم في الطب النبوي‪ ،‬وعن صهيب بلفظ‪ :‬سككيد‬
‫الطعام في الدنيا والخرة اللحم‪ ،‬ثم الرز‪ ،‬وسيد الشراب في الدنيا والخككرة‬
‫الماء‪ ،‬أخرجه الديلمي من جهة الحكم‪ ،‬ثم من طريق هشيم عن عبد الحميكد‬
‫بن صيفي بن صهيب‪ ،‬عن أبيه عن جده به مرفوعًا‪ ،‬وعن بريدة أيضا ً مرفوعا ً‬
‫بلفككظ‪ :‬سككيد الدام فككي الككدنيا والخككرة اللحككم‪ ،‬وسككيد الشككراب فككي الككدنيا‬
‫والخرة الماء‪ ،‬وسيد الرياحين في الككدنيا والخككرة الفاغيككة‪ .‬رواه الطككبراني‪،‬‬
‫وكذا أبو ُنعيم في الطب‪ ،‬لكن بلفظ‪ :‬خير‪ ،‬وأبو عثمان الصابوني‪ ،‬بلفظ‪] :‬ص‬
‫‪ [245‬سيد‪ ،‬وهو كذلك عند تمككام فككي فككوائده‪ ،‬ولفظككه‪ :‬سككيد الدام اللحككم‪،‬‬
‫وعن ربيعة بن كعب رفعه‪ :‬أفضل طعام الككدنيا والخككرة اللحككم‪ ،‬أخرجككه أبككو‬
‫ُنعيم في الحلية من طريق عمرو بن بكر السكسكي‪ ،‬وهو ضعيف جدًا‪ ،‬قككال‬
‫العقيلي‪ :‬ول نعككرف هككذا الحككديث إل بككه‪ ،‬ول يصككح فيككه شككيء‪ ،‬وأدخلككه ابككن‬
‫الجوزي في الموضوعات‪ ،‬وقال شيخنا‪ :‬إنه لم يتبين لي الحكم بالوضع علككى‬
‫هذا المتن‪ ،‬فإن مسلمة غير مجروح‪ ،‬وابن عطاء ضعيف‪ ،‬قلككت‪ :‬وقككد فككردت‬
‫فيه جزءًا‪ ،‬ولبي الشيخ من رواية ابككن سككمعان‪ ،‬قككال‪ :‬سككمعت مككن علمائنككا‬
‫يقولون‪ :‬كان أحب الطعام إلى رسول الل ّككه صككلى الل ّككه عليككه وسككلم اللحككم‪،‬‬
‫ويقول‪ :‬هو يزيد في السمع‪ ،‬وهو سيد الطعام في الدنيا والخرة‪ ،‬ولو سككألت‬
‫ربي أن يطعمنيه كل يوم لفعل‪ ،‬وللترمذي فككي الشككمائل مككن حككديث جككابر‪:‬‬
‫أتانا رسول الّله صلى الّله عليه وسلم في منزلنا‪ ،‬فذبحنا شاة‪ ،‬فقال‪ :‬كككأنهم‬
‫علموا أنا نحب اللحم‪ ،‬وأصح من هذا كله قوله صلى الّله عليه وسلم‪ :‬فضككل‬
‫عائشة على النساء كفضل الثريككد علككى سككائر الطعككام‪ ،‬وفككي قصككة مجيككء‬
‫إبراهيم الخليل لزيارة ابنه إسماعيل عليهما الصلة والسلم‪ :‬وإنككه لككم يجككده‬
‫ووجد زوجته‪ ،‬فسألها‪ :‬ما طعامكم؟ قالت‪ :‬اللحم‪ ،‬قال‪ :‬فما شرابكم؟ قالت‪:‬‬
‫الماء‪ ،‬قال‪ :‬الّلهم بارك لهم في اللحم والمككاء‪ ،‬قككال النككبي صككلى الل ّككه عليككه‬
‫وسلم‪ :‬ولم يكن لهم يومئذ حب‪ ،‬ولو كان لهم لدعا لهككم فيككه‪ ،‬قككال‪ :‬فهمككا ل‬
‫يخلو عليهما أحد بعير مكة إل لم يوافقاه‪ ،‬أخرجه البخاري في صحيحه‪ ،‬وقال‬
‫إمامنا الشافعي‪ :‬إن أكله يزيد في العقل‪.‬‬
‫‪ - 578‬حديث‪ :‬سيد العرب علي‪ ،‬الحاكم في صحيحه من حديث أبي عوانككة‪،‬‬
‫عن أبي بشر عن سعيد بن جبير‪ ،‬عن ابن عباس مرفوعًا‪ :‬أنا سككيد ولككد آدم‪،‬‬
‫وعلي سيد العرب‪ ،‬وقال‪ :‬صحيح ولم يخرجاه‪ ،‬وله شاهد مككن حككديث عككروة‬
‫عن عائشة‪ ،‬وساقه من طريق أحمد بن عبيد بن ناصككح‪ ،‬حككدثنا الحسككين بككن‬
‫علوان‪ ،‬وهما ضعيفان عن هشام بن عروة‪ ،‬عن أبيه به بلفظ‪ :‬ادعوا لي سيد‬
‫العرب‪ ،‬قالت‪ :‬فقلت يا رسول الّله‪ ،‬ألست سيد العرب؟ فقال‪ :‬وذكره‪ ،‬وكذا‬
‫أورده من حديث عمر بن موسى الوجيهي‪ ،‬وهو ضعيف أيضًا‪ ،‬عن أبي الزبير‬
‫عكن جكابر مرفوعكًا‪ :‬ادعكوا لكي سكيد العكرب‪ ،‬فقكالت عائشكة‪ :‬ألسكت سكيد‬
‫العرب؟ وذكره‪ ،‬وأخرجه أبو ]ص ‪ُ [246‬نعيم في الحلية من حككديث إبراهيككم‬
‫بن إسحاق الصيني)‪ ،(1‬عن قيس بن الربيع عن عبد الرحمن ابن أبي ليلككى‪،‬‬
‫عن الحسن بن علي أنه صلى الّله عليه وسلم قال‪ :‬ادع سيد العككرب‪ ،‬يعنككي‬
‫عليًا‪ ،‬فقالت له عائشة‪ :‬ألست سيد العرب؟ فقال‪ :‬أنا سككيد ولككد آدم‪ ،‬وعلككي‬
‫سيد العرب‪ ،‬ومن حديث حسين الشقر عككن قيككس نحككوه بزيككادة زبيككد بيككن‬
‫قيككس‪ ،‬وعبككد الرحمككن‪ ،‬وكلهككا ضككعيفة‪ ،‬بككل جنككح الككذهبي إلككى الحكككم عليككه‬
‫بالوضع)‪.(2‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫)‪ (1‬نسبة إلى صينية مدينة بالعراق‪ ،‬قرب واسط‪.‬‬
‫)‪ (2‬لنزعته الشامية‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫‪ - 579‬حديث‪ :‬سككيد القككوم خككادمهم‪ ،‬أبككو عبككد الرحمككن السككلمي فككي آداب‬
‫الصحبة له‪ ،‬من رواية يحيى بن أكثم‪ ،‬عن المأمون‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن جككده‪ ،‬عككن‬
‫عقبة بن عامر‪ ،‬رفعه بهذا‪ ،‬وفيه قصكة ليحيكى بكن أكثكم مكع المكأمون‪ ،‬وفكي‬
‫سنده ضعف‪ ،‬وانقطاع‪ ،‬ورواه ابن عساكر في ترجمة المككأمون مككن تككاريخه‪،‬‬
‫وهو عند الخطيب من وجه آخر عن يحيككى بككن أكثككم‪ ،‬فقككال‪ :‬عككن أبيككه‪ ،‬عككن‬
‫جده‪ ،‬عن عكرمة‪ ،‬عن ابن عباس‪ ،‬عن جريككر مرفوعكًا‪ ،‬ورواه أبككو ُنعيككم فككي‬
‫ترجمة إبراهيم بن أدهم من الحلية‪ ،‬بسند ضعيف جدًا‪ ،‬مع انقطاعه أيضا ً من‬
‫حديث أنس مرفوعًا‪ ،‬بلفظ‪ :‬ويح الخادم في الدنيا هو سيد القوم في الخرة‪،‬‬
‫وأخرجه الديلمي في مسنده من طريق الحاكم‪ ،‬يعني فككي تككاريخه‪ ،‬ثككم مككن‬
‫جهة علي بن عبد الرحيم الصفار عن علي بن حجر‪ ،‬عن عبد العزيز بن أبككي‬
‫حازم‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن سهل بن سعد رفعه‪ :‬سيد القككوم فككي السككفر خككادمهم‪،‬‬
‫فمككن سككبقهم بخككدمه لككم يسككبقوه بعمككل إل الشككهادة‪ ،‬وعككن الحككاكم رواه‬
‫البيهقي في الشعب‪ ،‬وقال‪ :‬إنه في ترجمة أبي الحسين النيسابوري الصفار‪،‬‬
‫من فقهاء أصحاب الرأي‪ ،‬ومككن أهككل الككورع منهككم مككن تاريككخ شككيخه‪ ،‬وجككاء‬
‫معناه فيما رواه الطبراني بسند ضككعيف‪ ،‬عككن أبككي هريككرة مرفوع كًا‪ :‬أفضككل‬
‫الغزاة في سبيل الّله خادمهم‪ ،‬ثم الذي يأتيهم بالخبار‪ ،‬وأخصهم منزلككة عنككد‬
‫الّله تعالى الصائم‪ ،‬ومن استقى لصحابه قربة في سككبيل الل ّككه سككبقهم إلككى‬
‫الجنة سبعين درجة‪ ،‬أو سبعين عامًا‪ ،‬وقد عد ابككن دريككد فككي المجتككبى قككوله‬
‫صلى الّله عليه وسلم‪ :‬سيد القوم خادمهم‪ ،‬في الكلمات التي تفرد بها صلى‬
‫الّله عليه وسلم‪) .‬تنبيه( قد عزاه الديلمي للترمذي وابن ماجه عن أبي قتادة‬
‫فوهم‪] .‬ص ‪[247‬‬
‫‪ - 580‬حديث‪ :‬سيروا على سير أضعفكم‪ ،‬ل أعرفه بهذا اللفظ‪ ،‬ولكن معنككاه‬
‫في قوله صلى الّله عليه وسككلم‪ :‬أقككدر القككوم بأضككعفهم‪ ،‬فككإن فيهككم الكككبير‬
‫والسقيم والبعيد وذا الحاجة‪ ،‬وهو عند الشافعي في سننه‪ ،‬والترمذي‪ ،‬وقال‪:‬‬
‫حسن‪ ،‬وابن ماجه من حديث عثمان بن أبي العاصككي‪ ،‬وصككححه ابككن خزيمككة‬
‫والحاكم‪ ،‬وقال‪ :‬إنه على شرط مسلم‪ ،‬ونحوه عند الحارث بككن أبككي أسككامة‪،‬‬
‫عن أبي هريرة رفعه‪ :‬يا أبا هريرة؟ إذا كنت إمام كا ً فقككس النككاس بأضككعفهم‪،‬‬
‫وفي لفظ‪ :‬فاقتد بأضعفهم‪ ،‬الحديث‪.‬‬

‫)‪ (581‬حديث‪ :‬السيف محاء للخطايا‪ ،‬وكذا السكيف ل يمحكو النفكاق‪،‬‬


‫كلهما في‪ :‬ما ترك القاتل‪.‬‬

‫)‪ (582‬حديث‪ :‬سين بلل عند الّله شين‪ ،‬قال ابن كثير‪ :‬إنه ليككس لككه‬
‫ل‪ ،‬من الهمككزة‪ ،‬ولكككن قككد‬ ‫أصل‪ ،‬ول يصح‪ ،‬وكذا سلف عن المزي في‪ :‬إن بل ً‬
‫أورده الموفق ابن قدامة في المغني بقوله‪ :‬روي أن بلل ً كان يقككول أسككهد‪،‬‬
‫يجعل الشين سينًا‪ ،‬والمعتمد الول‪ ،‬وقككد ترجمككه غيككر واحككد بككأنه كككان نككدي‬
‫الصوت حسنه فصيحه‪ ،‬وقال النبي صلى الّله عليه وسلم لعبد الل ّككه بككن زيككد‬
‫صاحب الرؤيا‪ :‬ألق عليه‪ ،‬أي على بلل‪ ،‬الذان‪ ،‬فككإنه أنككدى صككوتا ً منككك‪ ،‬ولككو‬
‫كانت فيه لثغة لتوفرت الدواعي على نقلهككا‪ ،‬ولعابهككا أهككل النفككاق والضككلل‪،‬‬
‫المجتهدين في التنقص لهل السلم‪ ،‬نسأل الّله التوفيق ]ص ‪.[248‬‬
‫حرف الشين المعجمة‬
‫)‪ (583‬حديث‪ :‬الشام صفوة الّله من بلده‪ ،‬يجتبي إليهكا صككفوته مكن‬
‫خلقه‪ ،‬الطبراني وغيره عن أبي أمامة به مرفوعًا‪ ،‬وفي فضل الشام أحاديث‬
‫مرفوعة وغيرها أفردت بالتأليف‪ ،‬ومنها ما للترمذي عن زيد بن ثككابت رفعككه‪:‬‬
‫طوبى للشام‪ ،‬الحديث‪ .‬وفيه‪ :‬ملئكة الرحمن باسككطة أجنحتهككا عليهككا‪ ،‬وعككن‬
‫ابن عمر مرفوعا ً فككي حككديث‪ :‬عليكككم بالشكام‪ ،‬ولحمككد وأبككي داود والبغككوي‬
‫والطبراني وآخرين‪ ،‬وفي خصوص دمشككق منهككا أحككاديث عككن عبككد الل ّككه بككن‬
‫حوالة رفعه‪ :‬عليكم بالشام‪ ،‬فإنه خيرة الّله من أرضه يجتبي إليها خيرته مككن‬
‫عبككاده‪ ،‬إن الل ّككه توكككل لككي بالشككام وأهلككه‪ ،‬ونحككوه عككن واثلككة وابككن عبككاس‬
‫وغيرهما‪ ،‬وللبيهقي فككي الككدلئل عككن أبككي هريككرة رفعككه‪ :‬الخلفككة بالمدينككة‪،‬‬
‫والملك بالشام‪.‬‬

‫)‪ (584‬حديث‪ :‬الشاهد يرى ما ل يرى الغائب‪ ،‬أحمد من حديث محمد بن‬
‫عمر بن علي عن جده علككي‪ ،‬قككال‪ :‬قلككت يككا رسككول الل ّككه‪ ،‬إذا بعثتنككي أكككون‬
‫كالسكة المحماة أم الشاهد يرى ما ل يرى الغائب؟ فقال‪ :‬الشككاهد‪ ،‬وذكككره‪،‬‬
‫ومن هذا الوجه أورده الضياء في المختارة‪ ،‬والعسكري في المثال)‪ ،(1‬وهككو‬
‫عند أبي ُنعيم في الحلية من وجه آخر عن علي‪ ،‬وفي الباب عن ابككن عبككاس‬
‫عند العسكري من حديث هشككيم عككن أبككي بشككر عككن سككعيد بككن جككبير عنككه‬
‫مرفوعًا‪ :‬الشاهد‪ ،‬وذكره‪ .‬وعن أنس عند القضاعي من حديث ابن لهيعة عن‬
‫يزيد بن أبي حبيب‪ ،‬وعقيل‪ ،‬كلهما عن الزهري عن أنس به مرفوعًا‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫)‪ (1‬بل هو في صحيح مسلم عن أنس في حديث طويل‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫ً‬
‫‪ - 585‬حديث‪ :‬شاوروهن وخالفوهن‪ ،‬لم أره مرفوعا‪ ،‬ولكككن عنككد العسكككري‬
‫من حديث حفص بن عثمان بن عبيد الّله بن عبد الل ّككه بككن عمككر‪ ،‬قككال‪ :‬قككال‬
‫عمر‪ :‬خالفوا النساء‪ ،‬فإن في خلفهن البركة‪ ،‬بككل يككروى فككي المرفككوع مككن‬
‫حديث أنس‪ ،‬ل يفعلن أحدكم أمرا ً حتى يستشير‪ ،‬فإن لم يجد مككن يستشككير‪،‬‬
‫فليستشر امرأة‪ ،‬ثم ليخالفها‪ ،‬فإن في خلفها البركة‪ ،‬أخرجه ابككن لل‪ ،‬ومككن‬
‫طريقه الديلمي من حديث ]ص ‪ [249‬أحمد بن الوليد الفحام‪ ،‬حدثنا كثير بن‬
‫هشام‪ ،‬حدثنا عيسكى بكن إبراهيككم الهاشكمي عككن عمككر بكن محمكد عنككه بكه‪،‬‬
‫وعيسى ضعيف جدا ً مع انقطاع فيه‪ ،‬وعند العسكككري مككن حككديث عككون بككن‬
‫موسى قال‪ :‬قال معاوية‪ :‬عودوا النساء ل فإنها ضككعيفة‪ ،‬إن أطعتهككا أهلكتككك‬
‫وقال بعض الشعراء‪ :‬وترك خلفهن من الخلف‪.‬‬
‫وفي الباب عن عائشكة رواه الكديلمي والعسككري والقضكاعي وغيرهكم مكن‬
‫حديث عمرو بن هاشم‪ ،‬حدثنا محمد ابككن أبككي كريمككة‪ ،‬والككديلمي فقككط مككن‬
‫حديث أحمد بن إبراهيم‪ ،‬عن أحمد بن عمرو‪ ،‬والعسكككري فقككط مككن حككديث‬
‫سعدان بن نصر عن خالد بن إسماعيل المخزومككي‪ ،‬ثلثتهككم عككن هشككام بككن‬
‫عروة عن أبيه عن عائشة مرفوعًا‪ :‬طاعة النساء ندامة‪ ،‬ولكن قككد قككال ابككن‬
‫عدي‪ :‬إنه ما حدث به عن هشام إل ضعيف‪ .‬ومحمككد بككن سككليمان لككم يتكلككم‬
‫فيه المتقدمون‪ ،‬وله طريق أخرى رواها عثمان بكن عبكد الرحمكن الطرائقكي‬
‫عن عنبسة بن عبد الرحمككن‪ ،‬وهمككا متروكككان عككن محمككد بككن زاذان عككن أم‬
‫سعيد ابنة زيد بن ثابت عن أبيها مرفوعا ً نحوه‪ ،‬وكككذا فككي البككاب مككا أخرجككه‬
‫أحمد والعسكري وغيرهما من حديث محمككد بككن عيسككى عككن بكككار بكن عبككد‬
‫العزيز بن أبي بكرة‪ ،‬سمعت أبي يذكر عن جده مرفوعًا‪ :‬هلكت الرجال حين‬
‫أطككاعت النسككاء‪ ،‬ولككذا كككان إدخككال ابككن الجككوزي لحككديث عائشككة فككي‬
‫الموضوعات ليس بجيد‪ ،‬وقد استشار النبي صلى الّله عليه وسككلم أم سككلمة‬
‫رضي الّله عنها كما في قصككة صككلح الحديبيككة‪ ،‬وصككار دليل ً لجككواز استشككارة‬
‫المرأة الفاضلة‪ ،‬لفضل أم سلمة‪ ،‬ووفور عقلها‪ ،‬كذا قككال إمككام الحرميككن‪ :‬ل‬
‫نعلم امككرأة أشككارت بككرأي فأصككابت إل أم سككلمة‪ ،‬كككذا قككال‪ :‬وقككد اسككتدرك‬
‫بعضهم عليه ابنة شعيب في أمر موسى عليهما السلم‪ ،‬في آخرين‪.‬‬
‫‪ - 586‬حديث‪ :‬الشباب شعبة من الجنون‪ ،‬والنساء حبالة الشيطان‪ ،‬أبو ُنعيككم‬
‫في الحلية عن عبد الرحمن بن عابس‪ ،‬وابن لل عن ابن مسعود‪ ،‬والككديلمي‬
‫عن عبد الّله بن عامر في حديث طويل‪ ،‬والككتيمي فككي ترغيبككه عككن زيككد بككن‬
‫خالد‪ ،‬كلهم ]ص ‪ [250‬مرفوعا ً به‪ ،‬وحبالة بالكسر هككو مككا يصككاد بككه مككن أي‬
‫شيء كان‪ ،‬وجمعه حبائل‪ ،‬والرواية به أكثر أي مصككائده‪ ،‬ول ينككافيه مككا روينككا‬
‫عن سفيان الثوري من قوله‪ :‬يا معشككر الشككباب عليكككم بقيككام الليككل‪ ،‬فإنمككا‬
‫الخير في الشباب‪ ،‬لكونه محل ً للقوة‪ ،‬والنشاط غالبًا‪ ،‬ومن شواهد الحككديث‪:‬‬
‫عجب ربك من شاب ليست له صبوة‪ ،‬وسيأتي‪.‬‬
‫‪ - 587‬حديث‪ :‬شبه الشيء منجذب إليككه‪ ،‬هككو معنككى‪ :‬الرواح جنككود مجنككدة‪،‬‬
‫وقد تقدم‪ ،‬بل عند الديلمي عن أنككس رفعككه‪ :‬إن لّلكه عككز وجككل ملككا ً مكوكل ً‬
‫يتألف الشكال‪ ،‬وهو ضعيف‪ ،‬نعم في تاسع المجالسة للدينوري من جهة ابن‬
‫أبي غزية النصاري‪ ،‬عن الشعبي قككال‪ :‬إن لل ّككه ملك كا ً مككوكل ً بجمككع الشكككال‬
‫بعضها إلى بعض‪ ،‬وهو أشبه‪.‬‬
‫‪ - 588‬حديث‪ :‬الشتاء ربيع المؤمن طال ليله فقككامه‪ ،‬وقصكر نهكاره فصككامه‪،‬‬
‫أبو يعلى والعسكري بتمامه‪ ،‬وأحمد وأبككو ُنعيككم باختصككار‪ ،‬كلهككم مككن حككديث‬
‫دراج‪ ،‬عن أبي الهيثم عن أبي سعيد به مرفوعًا‪ .‬ودراج ممن ضككعفه جماعككة‪،‬‬
‫وعد هذا الحديث فيما أنكر عليه‪ ،‬لكن قد وثقه ابن معين وابكن حبكان‪ ،‬وقككال‬
‫ابن شاهين في ثقاته‪ :‬ما كان مكن حكديثه عكن أبكي الهيثكم عكن أبكي سكعيد‪،‬‬
‫فليس به بأس‪ ،‬وعليه مشى شيخي في تقريبه حيث قككال‪ :‬إنككه صككدوق فككي‬
‫حديثه عن أبي الهيثككم‪ ،‬ضككعيف‪ ،‬يعنككي فككي غيككره‪ ،‬وعكككس أبككي داود فقككال‪:‬‬
‫أحاديثه مستقيمة‪ ،‬إل ما كان عن أبي الهيثم عن أبي سعيد‪ ،‬وعلى كككل حككال‬
‫فلهذا الحديث شواهد‪ ،‬منها ما رواه ابن أبي عاصم والطبراني وغيرهمككا مككن‬
‫حديث سعيد بن بشككير عككن قتككادة عككن أنككس مرفوعكًا‪ :‬الصككوم فككي الشككتاء‬
‫الغنيمة الباردة‪ ،‬وسككعيد ضككعيف عنككد أكككثرهم‪ ،‬وقككد رواه همككام عككن قتككادة‪،‬‬
‫فجعله عن أنس عن أبي هريرة موقوفا ً أخرجه البيهقي وأبو ُنعيم‪ ،‬وعبد الّله‬
‫بن أحمد‪ ،‬وهو أصح‪ ،‬ومنها ما رواه أحمد والترمذي وابن خزيمة في صحيحه‪،‬‬
‫والطبراني والقضاعي من حديث الثوري عن أبي إسحاق عن نمير بن عريب‬
‫عن عامر بن مسككعود رفعككه‪ ،‬بلفككظ حككديث أنككس كمككا بينككت ذلككك كلككه فككي‬
‫المثال‪ ،‬وتكلم العسكري في معناهما‪ ،‬للككديلمي عككن ابككن مسككعود مرفوعكًا‪:‬‬
‫مرحبا ً بالشتاء‪ ،‬فيه تنزل الرحمة‪ ،‬أما ليله فطول للقائم‪ ،‬وأما نهككاره فقصككير‬
‫للصائم‪ ،‬وفي حادي عشر المجالسة من حديث عمران بن حككدير عككن قتككادة‬
‫قال‪ :‬لم ينزل عذاب قط من السماء على قوم إل عنككد انسككلخ الشككتاء ]ص‬
‫‪.[251‬‬
‫‪ - 589‬حديث‪ :‬شراركم عزابكم‪ ،‬أبو يعلى والطبراني من حديث أبي هريرة‪،‬‬
‫أنه قال‪ :‬لو لم يبق من أجلي إل يوم واحد‪ ،‬لقيت الّله بزوجة‪ ،‬سمعت رسول‬
‫الّله صلى الّله عليه وسلم يقككول‪ :‬وذكككره‪ ،‬وفككي سككنده خالككد بككن إسككماعيل‬
‫المخزومي‪ ،‬وهو متروك‪ ،‬ولهمكا أيضكا ً مكن حكديث عطيككة بكن بسكر المكازني‬
‫مرفوعا ً في حديث‪ :‬أن من سنتنا النكاح‪ ،‬شراركم عزابكم‪ ،‬وشككرار أمككواتكم‬
‫عزابكم‪ ،‬وفيه معاوية بن يحيى الصدفي‪ ،‬وهو ضعيف‪ ،‬وككذا هكو بهكذا اللفكظ‬
‫لحمد من حديث أبي ذر رفعه أيضا ً في حديث‪ ،‬إلككى غيرهمككا مككن الحككاديث‬
‫التي ل تخلو من ضعف واضطراب‪ ،‬ولكنه ل يبلغ الحكم عليككه بالوضككع‪ ،‬ولككذا‬
‫قاد بقوله‪:‬‬ ‫أشار إليه ابن العماد في منظومته في العُ ّ‬
‫شراركم عزابكم جاء الخبر * أراذل الموات عزاب البشر‬
‫‪ - 590‬حديث‪ :‬شر البقاع السواق‪ ،‬في‪ :‬أحب‪.‬‬
‫‪ - 591‬حككديث‪ :‬شككر الحيككاة ول الممككات‪ ،‬هككو مككن كلم بعككض القككدماء مككن‬
‫الحكماء كما قاله شيخنا‪ ،‬قال‪ :‬والمككراد بشككر الحيككاة مككا يقككع مككن العككراض‬
‫الدنيوية في المال‪ ،‬والجسد‪ ،‬والهل‪ ،‬وما أشككبه ذلككك‪ ،‬فعلككى هككذا فهككو كلم‬
‫صحيح‪ ،‬فإن فرض أن القائل يقصد بشر الحياة أعككم مككن ذلككك حككتى يتنككاول‬
‫شيئا ً من أمر الدين‪ ،‬فهو أمر مككردود علككى قككائله‪ ،‬ويخشككى عليككه فككي بعككض‬
‫صوره الكفر وفي بعض صوره الثم‪ ،‬وأما الذي ورد في السنة من ذلك فهككو‬
‫النهي عن تمني الموت‪ ،‬وعلل ذلك في الحككديث بكأنه إمككا أن يقلكع‪ ،‬وإمكا أن‬
‫يعمل من الخير ما يقابل ذلك الشر‪ ،‬انتهى‪.‬‬
‫‪ - 592‬حديث‪ :‬شر الطعام طعام الوليمة‪ ،‬يدعى لها الغنياء‪ ،‬ويترك الفقراء‪،‬‬
‫ومن ترك الدعوة فقد عصى الّله ورسوله‪ ،‬متفق عليه عن أبي هريرة‪ ،‬وهككو‬
‫عند الطبراني عككن ابككن عبككاس بلفككظ‪ :‬يككدعى إليككه الشككبعان‪ ،‬ويحبككس عنككه‬
‫الجائع‪.‬‬
‫‪ - 593‬حديث‪ :‬شر الناس ذو الوجهين‪ ،‬في‪ :‬تجدون‪.‬‬
‫‪ - 594‬حديث‪ :‬شرف المؤمن قيامه بالليل‪ ،‬في‪ :‬عز المؤمن ]ص ‪.[252‬‬
‫‪ - 595‬حككديث‪ :‬شككعبان شككهري‪ ،‬ورمضككان شككهر الّلككه‪ ،‬وشككعبان المطّهككر‪،‬‬
‫ورمضككان المكفككر‪ ،‬الككديلمي مككن حككديث الحسككن بككن يحيككى الخشككني عككن‬
‫الوزاعي عن يحيى ابن أبي كثير عن عائشككة بككه مرفوع كًا‪ ،‬ولككه مككن طريككق‬
‫الحاكم من طريق عصام بن طليق عن أبي هككارون العبكدي عكن أبكي سككعيد‬
‫الخدري رفعه‪ :‬شهر رمضان شهر أمتي‪ ،‬ترمض فيه ذنوبهم‪ ،‬فإذا صامه عبككد‬
‫مسلم ولم يكذب وفطره طيب‪ ،‬خرج من ذنوبه كما تخرج الحية من سلخها‪.‬‬
‫‪ - 596‬حديث‪ :‬شفاء العي السؤال‪ ،‬في‪ :‬إنما‪ ،‬من الهمزة‪.‬‬
‫‪ - 597‬حكديث‪ :‬شككفاعتي لهكل الكبكائر مكن أمككتي‪ ،‬الترمكذي والكبيهقي مكن‬
‫حديث عبد الرزاق عن معمر‪ ،‬عن ثابت عن أنس به مرفوع كًا‪ ،‬وصككححه ابككن‬
‫خزيمة‪ ،‬وابن حبان‪ ،‬والحاكم‪ ،‬وقال الترمذي‪ :‬إنه حسككن صككحيح‪ ،‬غريككب مككن‬
‫هذا الوجه‪ ،‬وقال البيهقي‪ :‬إنه إسناد صحيح‪ ،‬وأخرجككه أيض كا ً هككو وأحمككد وأبككو‬
‫داود وابن خزيمة والحاكم في صحيحيهما‪ ،‬من حككديث أشككعث الحككداني عككن‬
‫أنس‪ ،‬وهو وابن خزيمة من حديث سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن أنككس‪،‬‬
‫بلفظ‪ :‬الشفاعة لهل الكبائر من أمتي‪ ،‬وهو وحده من حديث مالك بن دينار‪،‬‬
‫عن أنس بزيادة‪ :‬وتل هذه الية }إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه‪ ،‬نكفر عنكككم‬
‫سيئاتكم وندخلكم مكدخل ً كريمكًا{‪ ،‬ومكن حككديث يزيككد الرقاشكي عكن أنكس‪،‬‬
‫بلفظ‪ :‬قلنا‪ :‬يا رسول الّله‪ ،‬لمن تشفع؟ قال‪ :‬لهل الكبائر مككن أمككتي‪ ،‬وأهككل‬
‫العظككائم‪ ،‬وأهككل الككدماء‪ ،‬ومككن حككديث زيككاد النميككري عككن أنككس‪ ،‬بلفككظ‪ :‬إن‬
‫شفاعتي أو‪ :‬إن الشككفاعة لهككل الكبككائر‪ ،‬وفككي البككاب جماعككة‪ ،‬منهككم جككابر‪،‬‬
‫أخرجه ابن خزيمة‪ ،‬وابن حبان والحاكم في صحاحهم‪ ،‬والككبيهقي مككن حككديث‬
‫زهير بن محمد عن جعفر بن محمد عن أبيه محمد بن علي بن الحسين عنككه‬
‫مرفوعا ً بلفظ الترجمة‪ ،‬رواه عن زهير عمر بن أبي سلمة ومحمد بككن ثككابت‬
‫البناني‪ ،‬زاد ثانيهما في رواية الطيالسي‪ :‬فقال جابر‪ :‬من لككم يكككن مككن أهككل‬
‫الكبائر فما له وللشفاعة‪ ،‬وزاد الوليد بن مسككلم فككي روايتككه لككه عككن زهيككر‪:‬‬
‫فقلت‪ :‬ما هذا يا جابر‪ ،‬قال‪ :‬نعم يا محمد إنه من زادت حسناته عن سككيئاته‪،‬‬
‫فذلك الذي يدخل الجنة بغير حساب‪] ،‬ص ‪ [253‬وأما الذي اسككتوت حسككناته‬
‫وسيئاته‪ ،‬فذلك الذي يحاسب حسابا ً يسيرًا‪ ،‬ثم يدخل الجنة‪ ،‬وإنمككا الشككفاعة‬
‫شفاعة رسول الّله صلى الّله عليه وسلم لمن أوبككق نفسككه‪ ،‬وأغلككق ظهككره)‬
‫‪ ،(1‬ومنهم كعب بن عجرة أخرجه البيهقي فككي البعككث مككن طريككق الشككعبي‬
‫عنه قال‪ :‬قلت يا رسول الّله‪ ،‬الشفاعة‪ ،‬الشفاعة‪ ،‬فقال‪ :‬شككفاعتي‪ ،‬وذكككره‪.‬‬
‫وهو عند عبد الرزاق ومن جهته البيهقي عن معمر بن ابن طككاوس عككن أبيككه‬
‫رفعه به كالترجمة بزيادة‪ :‬يككوم القيامككة‪ ،‬وقككال‪ :‬هككذا مرسككل حسككن‪ ،‬يشككهد‬
‫لكون هذه اللفظة شائعة فيما بيككن التككابعين‪ ،‬ثككم روي مككن جهككة أبككي مالككك‬
‫حَراش عن حذيفة بن اليماني أنه سككمع رجل ً يقككول‪:‬‬ ‫ي بن ِ‬
‫الشجعي عن ربعِ ّ‬
‫الّلهم اجعلني فيمن تصيبه شفاعة محمد صككلى اللككه عليككه وسككلم‪ ،‬قككال‪ :‬إن‬
‫ّ‬
‫الّله يغني المؤمنين عن شفاعة محمد صلى الّله عليه وسلم‪ ،‬ولكن الشفاعة‬
‫للمذنبين المؤمنين والمسلمين‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫)‪ (1‬يعني أثقل ظهره بالمعاصي‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫‪ - 598‬حديث‪ :‬الشفقة على خلق الّله تعظيم لمككر الل ّككه‪ ،‬معنككاه صككحيح فككي‬
‫كثير من الحاديث‪ ،‬وأما خصوص هذا اللفظ فل أعرفه‪.‬‬
‫‪ - 599‬حديث‪ :‬الشقي من شقي في بطن أمه‪ ،‬في‪ :‬السعيد‪.‬‬
‫‪ - 600‬حديث‪ :‬الشكر في الوجه مذمة‪ ،‬كلم ليس على إطلقه‪ ،‬نعككم إن لككم‬
‫يكن المشكور منصفا ً به‪ ،‬إذ يحصل به له زهو أو إعجاب مما قد يشككير إليككه‪،‬‬
‫ويحك قطعت ظهر صاحبك‪ ،‬وإذا مدح الفاسق اهتز العرش‪ ،‬فغير محمود‪.‬‬
‫‪ - 601‬حديث‪ :‬شهادة البقاع للمصلي‪ ،‬مروي عن أبككي الككدرداء‪ ،‬وغيككره مككن‬
‫الصحابة والتابعين‪ ،‬فقال أبو الدرداء‪ :‬اذكروا الّله عند كككل حجيككرة وشككجيرة‪،‬‬
‫لعلها تأتي يوم القيامة فتشهد لكم‪ .‬وقال ابن عمر‪ :‬ما من مسلم يأتي بقعككة‬
‫من الرض أو مسجدا ً بني بأحجار فيصلي فيه‪ ،‬إل قالت الرض‪ :‬سل الّله في‬
‫أرضه تشهد لك يوم تلقاه‪ ،‬وقال عطاء الخراساني‪ :‬ما مككن عبككد يسككجد لل ّككه‬
‫سجدة في بقعة من بقاع الرض إل شهدت له بها يوم القيامككة‪ ،‬وبكككت عليككه‬
‫يوم يموت‪ ،‬وقال ثور بن يزيد عن مولى لهذيل‪ ،‬قال‪ :‬ما من عبد يضع جبهتككه‬
‫في بقعة من الرض ساجدا ً إل شهدت له يوم القيامككة‪ ،‬وإل بكككت عليككه يككوم‬
‫يموت‪ ،‬أخرجها كلها أبو الشيخ الحافظ في الثواب له ]ص ‪.[254‬‬
‫‪ - 602‬حككديث‪ :‬شككهادة خزيمككة شككهادة رجليككن‪ ،‬أبككو داود وابككن خزيمككة فككي‬
‫صحيحه‪ ،‬وكذا هو عندنا في جزء الذهلي شيخهما فيه من طريق الزهري عن‬
‫عمارة بن خزيمة بن ثابت أن عمه حدثه‪ ،‬وهو من أصحاب النبي صككلى الّلككه‬
‫عليه وسلم أن النبي صلى الّله عليه وسلم ابتاع فرسا ً من أعرابي‪ ،‬الحديث‪،‬‬
‫وفيه‪ :‬فجعل النبي صككلى الل ّككه عليككه وسككلم شككهادة خزيمككة شككهادة رجليككن‪،‬‬
‫ورواه أبو بكر ابن أبي شيبة‪ ،‬وعنه أبو يعلى في مسنديهما‪ ،‬من حديث محمد‬
‫بن زرارة بن خزيمة بن ثابت حدثني عمككارة بككن خزيمككة عككن أبيككه أن النككبي‬
‫صلى الّله عليه وسلم اشترى فرسا ً من سواء بن الحارث فجحده‪ ،‬فشهد له‬
‫خزيمة‪ ،‬فقال رسول الّله صلى الّله عليه وسكلم‪ :‬مكا حملكك علكى الشكهادة‪،‬‬
‫ولم تكن معه حاضرًا؟ قال‪ :‬صدقتك بمككا جئت بككه‪ ،‬وعلمككت أنككك ل تقككول إل‬
‫حقًا‪ ،‬فقال رسول الّله صلى الّله عليه وسلم‪ :‬من شككهد لككه خزيمككة أو شككهد‬
‫عليه فحسبه‪ ،‬وأخرجه ابن خزيمة في صحيحه من حديث عبككدة بككن علقمككة‪،‬‬
‫والطبراني من حديث أبي بكر وعثمان ابني أبي شككيبة وغيرهمككا‪ ،‬كلهككم عككن‬
‫زيد بن الحباب عن محمد بن زرارة به‪ ،‬وهو عند ابن أبككي عمككر العككدني فككي‬
‫مسنده من حديث عبد الرحمن ابن أبككي ليلككى عككن خزيمككة بنحككوه‪ ،‬ولفظككه‪:‬‬
‫فأجاز النبي صلى الّله عليه وسلم شهادته بشهادة رجلين حتى مات خزيمككة‪،‬‬
‫وللدارقطني من طريق أبي حنيفة عن حماد عن إبراهيم عن أبككي عبككد الل ّككه‬
‫الجدلي عن خزيمة بن ثابت أن النبي صلى الّلكه عليكه وسكلم جعكل شكهادته‬
‫بشهادة رجلين‪ ،‬وفي البخاري من حديث زيد بن ثابت قال‪ :‬فوجككدتها)‪ (1‬مككع‬
‫خزيمة‪ ،‬الذي جعل النبي صلى الّله عليه وسلم شهادته بشهادتين‪ ،‬وفي لفظ‬
‫عن زيد‪ :‬وكان خزيمة يدعى ذا الشهادتين‪ ،‬ولبي يعلى عن أنس قال‪ :‬افتخر‬
‫الحيان الوس والخزرج‪ ،‬فقالت الوس‪ :‬ومنا من جعل رسول الّله صلى الّله‬
‫عليه وسلم شهادته شهادة رجلين‪ ،‬وعند الحارث بن أبي أسامة في مسككنده‬
‫من حديث مجالد عن الشعبي عن النعمان بككن بشككير أن رسككول الل ّككه صككلى‬
‫الّله عليه وسلم اشترى من أعرابي فرسكا ً فجحككده العرابككي‪ ،‬فجككاء خزيمككة‬
‫فقال‪ :‬يا أعرابي أتجحد؟ أنا أشهد عليك أنك بعته‪ ،‬فقكال العرابكي‪ :‬إن شكهد‬
‫علي خزيمة فأعطني الثمن فقال رسول الّله صككلى الل ّككه عليككه وسككلم‪] :‬ص‬
‫‪ [255‬يا خزيمة إنا لككم نشككهدك كيككف تشككهد؟ قككال‪ :‬أنككا أصككدقك علككى خككبر‬
‫السماء‪ ،‬أل أصدقك على ذا العرابي‪ ،‬فجعككل رسككول الل ّككه صككلى الل ّككه عليككه‬
‫وسلم شهادته بشككهادة رجليككن‪ ،‬فلككم يكككن فككي السككلم مككن تجككوز شككهادته‬
‫بشككهادة رجليككن غيككر خزيمككة‪ ،‬وممككا يسككتطرف قككول بعككض المحققيككن مككن‬
‫شيوخنا‪ :‬حديث خزيمة أخرجه ابن خزيمة‪ .‬وفي الباب أيضا ً عن عمر‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫)‪ (1‬يعني الية الخيرة من سورة التوبة‪ ،‬وذلككك حيككن كككان يجمككع المصككحف‬
‫بأمر أبي بكر‪ ،‬ول يثبت فيه إل ما شهد به صحابيان‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫‪ - 603‬حديث‪ :‬شهادة المرء على نفسككه بشككهادتين‪ ،‬صككحيح المعنككى بككالنظر‬
‫إلى القرار‪.‬‬
‫‪ - 604‬حديث‪ :‬الشككهرة فككي قصككر الثيككاب‪ ،‬كلم صككحيح‪ ،‬وفككي ثككالث عشككر‬
‫المجالسككة مككن حككديث عبككد الككرزاق عككن معمككر قككال‪ :‬رأيككت قميككص أيككوب‬
‫السختياني يكاد يلثم الرض‪ ،‬فسألته عن ذلك‪ ،‬فقال‪ :‬إن الشهرة فيما مضى‬
‫كانت في تذييل القميص‪ ،‬وإنها اليوم في تشميره‪.‬‬
‫‪ - 605‬حديث‪ :‬شهوة النساء تضاعف علكى شكهوة الرجكال‪ ،‬والطكبراني فكي‬
‫الوسط عن ابن عمر مرفوعا ً بلفككظ‪ :‬فضككلت المككرأة علككى الرجككل‪ ،‬بتسككعة‬
‫وتسعين من اللذة‪ ،‬ولكن الّله ألقى عليهن الحياء‪.‬‬
‫‪ - 606‬حديث‪ :‬شيبتني هود وأخواتها‪ ،‬ابن مردويككه فككي تفسككيره‪ ،‬مككن روايككة‬
‫محمد بن سيرين‪ ،‬عن عمران بن حصين قككال‪ :‬قيككل يككا رسككول الل ّككه‪ ،‬أسككرع‬
‫إليك الشيب‪ ،‬قال‪ :‬شيبتني هود والواقعة وأخواتهما‪ ،‬وفككي الترمككذي والحليككة‬
‫لبي ُنعيم من حديث شيبان عن أبي إسحاق السبعي عككن عكرمككة عككن ابككن‬
‫عباس‪ ،‬قال‪ :‬قككال أبكو بكككر‪ :‬يكا رسككول الل ّككه قككد شككبت‪ ،‬قككال‪ :‬شككيبتني هككود‬
‫والواقعة والمرسلت وعم يتساءلون‪ ،‬وإذا الشمس كورت‪ ،‬وصححه الحاكم‪،‬‬
‫وقال الترمذي‪ :‬إنه حسن غريب ل نعرفه من حديث ابن عبككاس إل مككن هككذا‬
‫الوجه‪ ،‬وقد رواه علي بن صالح عن أبي إسحاق عن أبي جحيفة نحوه‪ ،‬يعني‬
‫كما أخرجكه فكي الشكمائل النبويكة لكه‪ ،‬وأبكو ُنعيكم فكي الحليكة‪ ،‬بلفكظ‪ :‬هكود‬
‫وأخواتها‪ ،‬قال الترمذي‪ :‬روي عن أبي إسككحاق عككن أبككي ميسككرة شكيء مكن‬
‫هذا‪ ،‬وهو مرسل‪ ،‬وكذا من حديث ]ص ‪ [256‬شككيبان أخرجككه الككبزار‪ ،‬وقككال‪:‬‬
‫اختلف فيه على أبي إسحاق فقال‪ :‬شيبان كذا‪ ،‬وقككال‪ :‬علككي بككن صككالح عككن‬
‫أبي إسحاق عن أبي جحيفة‪ ،‬وقال‪ :‬زكريا بن أبي زائدة‪ ،‬عن أبي إسحاق عن‬
‫مسروق أن أبا بكر قال‪ :‬وحديث أبي بكر رواه كذلك أبي بكر الشافعي كمككا‬
‫في الفوائد الغيلنيككات‪ ،‬بككل وأخرجككه ابككن أبككي شككيبة فككي مسككنده عككن أبككي‬
‫الحوص‪ ،‬وكذا هو عند أبي يعلى عن طريق أبي الحككوص عككن أبككي إسككحاق‬
‫عن عكرمة‪ ،‬قال‪ :‬قككال أبككو بكككر‪ :‬سككألت النككبي صككلى الل ّككه عليككه وسككلم مككا‬
‫شيبك؟ قال‪ :‬شيبتني هود والواقعة والمرسلت وعم يتساءلون وإذا الشمس‬
‫كككورت‪ ،‬وهككو مرسككل صككحيح‪ ،‬إل أنككه موصككوف بالضككطراب‪ ،‬وقككد قككال‬
‫الدارقطني في ذكر عللككه‪ ،‬واختلف طرقككه فككي أوائل كتككاب العلككل ‪ -‬ونقلككه‬
‫حمزة السهمي عنه‪ ،‬أنه قال‪ :‬طرقه كلها معتلة‪ ،‬وأنكره موسككى بككن هككارون‬
‫الحمال على تمام‪ ،‬وفيه نظر فطريق شيبان وافقه أبو بكر ابن عياش عليها‪،‬‬
‫كما أخرجه الدارقطني في العلل‪ ،‬وقال ابن دقيق العيد في أواخر القككتراح‪:‬‬
‫إسناده على شرط البخاري‪ ،‬ورواه البيهقي في الدلئل من رواية عطية عككن‬
‫أبي سعيد‪ ،‬قال‪ :‬قال عمر بككن الخطككاب‪ :‬يككا رسككول الل ّككه‪ ،‬لقككد أسككرع إليككك‬
‫الشيب؟ فقال‪ :‬شيبتني هود وأخواتها الواقعة‪ ،‬وعم يتساءلون‪ ،‬وإذا الشككمس‬
‫كورت‪ ،‬وأخرجه ابن سعد وابن عككدي مككن روايككة يزيككد الرقاشككي عككن أنككس‬
‫وفيه‪ :‬الواقعة والقارعة‪ ،‬وسأل سائل‪ ،‬وإذا الشمس كورت‪ ،‬وللطككبراني مككن‬
‫حديث عقبة بن عامر بسند رجاله رجككال الصككحيح‪ ،‬أن رجل ً قككال‪ :‬يككا رسككول‬
‫الّله قد شبت قال‪ :‬شيبتني هود وأخواتها‪ ،‬ومن حديث ابن مسعود بسند فيككه‬
‫عمرو بن ثابت‪ ،‬وهو متروك‪ ،‬أن أبا بكر سأل النبي صلى الّله عليه وسلم مككا‬
‫شيبك يا رسول الّله‪ ،‬قال‪ :‬شيبتني هود والواقعة‪ ،‬ومن حديث سهل بن سعد‬
‫بسند فيه سعيد بن سلم العطار‪ ،‬وهو ضعيف جدا ً مرفوعًا)‪ :(1‬شيبتني هككود‬
‫وأخواتها الواقعة‪ ،‬والحاقة‪ ،‬وإذا الشمس كورت‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫)‪ (1‬أوسعت تخريجه في تعليقاتي على "فيض الجود على حديث شيبتني هككود" للشككيخ‬
‫عبد العزيز المسكي‪ ،‬ولمرتضى الزبيدي جزء "بذل المجهود في تخريج حككديث شككيبتني‬
‫هود"‪.‬‬

‫)‪ (609‬حديث‪ :‬الشيب نور المؤمن‪ ،‬في‪ :‬ل تنتفوا الشيب‪ ،‬ومن شاب‬
‫في السلم ]ص ‪.[257‬‬
‫‪ - 608‬حديث‪ :‬شيب وعيب‪ ،‬في‪ :‬من لم يرعو عند الشيب‪.‬‬
‫‪ - 609‬حديث‪ :‬الشيخ في قومه كالنبي فككي أمتككه‪ ،‬ابككن حبككان فككي الضككعفاء‬
‫والديلمي‪ ،‬كلهما من حديث رافع بن أبي رافع عن أبيه مرفوع كا ً بككه‪ ،‬وذكككره‬
‫ابن حبان في ترجمة عبد الّله بن عمككر بككن غككانم الفريقككي‪ ،‬وأنككه رواه عككن‬
‫مالك عن نافع عن ابن عمر مرفوعا ً قال‪ :‬وهذا موضككوع انتهككى‪ ،‬ولعككل البلء‬
‫فيه من غير الفريقي‪ ،‬فهو جليل القدر ثقة ل ريب فيككه‪ ،‬وممككن جككزم بكككونه‬
‫موضوعا ً شيخنا ومن قبله التقي ابن تيمية‪ ،‬فقال‪ :‬إنه ليككس مككن كلم النككبي‬
‫صلى الّله عليه وسلم وإنمككا يقككوله بعككض أهككل العلككم‪ ،‬وربمككا أورده بعضككهم‬
‫بلفظ‪ :‬الشيخ في جماعته كالنبي في قومه يتعلمون من علمه‪ ،‬ويتأدبون من‬
‫أدبه‪ ،‬وكل ذلك باطل‪ ،‬ويروى عن أنس مرفوعًا‪ :‬بجلوا المشايخ‪ ،‬فككإن تبجيككل‬
‫المشككايخ مككن إجلل الل ّككه عككز وجككل‪ ،‬فمككن لككم يجلهككم فليككس منككا‪ ،‬أسككنده‬
‫الديلمي‪ ،‬وأصح من هذا كله ما أكرم شاب شيخا ً لسنه إل قيض الّله لككه فككي‬
‫سنه من يكرمه)‪.(1‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫)‪ (1‬رواه الترمذي وحسنه‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫‪ - 610‬حديث‪ :‬الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة بما قضيا من اللككذة‪،‬‬
‫الطبراني وابن منده في المعرفة‪ ،‬عن أبي أمامة بككن سككهل بككن حنيككف عككن‬
‫خالته العجماء قككالت‪ :‬سككمعت رسككول الل ّككه صككلى الل ّككه عليككه وسككلم يقككول‪:‬‬
‫ي بن كعب عند النسائي وعبد الل ّككه بككن أحمككد فككي‬ ‫ُ‬
‫فذكره‪ ،‬وفي الباب عن أب ّ‬
‫زوائد المسند‪ ،‬وصححه ابن حبان‪ ،‬والحاكم‪ ،‬وعككن زيككد بككن ثككابت عنككد أحمككد‬
‫وصححاه أيضًا‪ ،‬وعككن عمككر متفككق عليككه مكن طريككق ابككن عبككاس‪ ،‬وهككو عنككد‬
‫الشافعي وأحمد والترمذي وآخرين من جهة سعيد بن المسيب‪ ،‬وكلهما عن‬
‫عمر‪ ،‬وعند بعضهم أنه مما كان يتلى ثم نسخ دون الحكم ]ص ‪.[258‬‬

‫حروف الصاد المهملة‬


‫)‪ (611‬حديث‪ :‬صاحب الحاجة أعمى‪ ،‬ل أعرفه في المرفوع‪ ،‬ولكن أنشد‬
‫أبو سليمان إدريس بن عبد الّله بن إسحاق النابلسي من نظمه‪:‬‬
‫صاحب الحاجة أعمى * وهو ذو مال بصير‬
‫فمتى يبصر فينا * رشده أعمى فقير‬

‫)‪ (612‬حديث‪ :‬صاحب الدار أحق بصدرها‪ ،‬أحمد من حديث عبد العزيز‬
‫بن عبد المالك عن عبد الرحمن بن أبي أمية أن حبيب بن مسلمة أتى قيس‬
‫بن سعد‪ ،‬فذكره مرفوعا ً في قصة‪ ،‬ورواه الطبراني من جهة حسين بن عبككد‬
‫الّله بن ضميرة عن أبيه‪ ،‬عن جده قيس بن سعد به مرفوعًا‪ ،‬وفي الباب عن‬
‫عككروة بككن متعككب رواه الحسككن بككن سككفيان وابككن أبككي خيثمككة وابككن قككانع‬
‫والسماعيلي في الصحابة‪ ،‬كلهم من طريق هشام بن عمككار عككن إسككماعيل‬
‫بن عياش عن عتبة بن تميم عن الوليد بككن عككامر عنككه أن النككبي صككلى الل ّككه‬
‫عليه وسلم قضى أن صاحب الدابة أحق بصدرها‪ ،‬ورواه أبو زرعة في مسند‬
‫الشاميين‪ ،‬ويعقوب بن سفيان في تككاريخه‪ ،‬والككدارقطني فككي المؤتلككف مككن‬
‫حديث أبي اليمان عن إسماعيل بن عياش فقالوا عككن عككروة عككن عمككر بككن‬
‫الخطاب وعن بريدة أخرجه ابن حبان في صحيحه‪ ،‬من حككديث الحسككين بككن‬
‫واقد عن عبد الّله بن بريدة عن أبيه أن رسول الّله صككلى الل ّككه عليككه وسككلم‬
‫بينما هو يمشي فقال له رجل‪ :‬اركب يا رسول الّله وتأخر‪ ،‬فقال رسول الل ّككه‬
‫صلى الّله عليه وسلم‪ :‬صاحب الدابة أحككق بصككدرها إل أن تجعلهككا لككي قككال‪:‬‬
‫فجعلها له فركب صلى الّله عليه وسلم‪ ،‬وترجم عليه الخبككار عككن اسككتحقاق‬
‫صاحب الدابة صدرها‪ ،‬وكذا أخرجه أبو داود والترمذي بلفظ‪ :‬أنت أحق بصدر‬
‫دابتك‪ ،‬وقال الترمذي‪ :‬إنه غريب‪ ،‬وهو عند أحمد والرويككاني فككي مسككنديهما‪،‬‬
‫وأورده الضياء في المختارة‪ ،‬ورواه حبيب بن الشهيد عن عبد الّله بن بريككدة‬
‫ل‪ :‬أن معاذا ً أتى النبي صلى الّله عليه وسلم بدابة ليركبها‪ ،‬فذكر معناه‪،‬‬ ‫مرس ً‬
‫وقد استوفيت طرقه في أوائل تكملة تخريج الذكار‪.‬‬
‫‪ - 613‬حديث‪ :‬صاحب الشيء أحق بحمله إل أن يكون ضعيفًا‪ ،‬هو في حديث‬
‫طويل‪ ،‬وكذا هو عند ابككن حبككان فككي الضككعفاء‪ ،‬وأبككي يعلككى والطككبراني ]ص‬
‫‪ [259‬في الوسط‪ ،‬والدارقطني في الفراد‪ ،‬والعقيلي في الضعفاء‪ ،‬وأورده‬
‫عياض في الشفاء بدون عزو وهو ضعيف‪ .‬بل بالغ ابكن الجكوزي فكذكره فكي‬
‫الموضوعات‪ ،‬وطولته في بعض السئلة عن السروايل‪ ،‬ويروى كما للككديلمي‬
‫عن أبي بكر الصديق رفعه‪ :‬من اشترى لعياله شيئا ً ثم حمله بيده إليهم حككط‬
‫عنه ذنب سبعين سنة‪ ،‬وأحسبه باط ً‬
‫ل‪.‬‬
‫‪ - 614‬حديث‪ :‬الصائم ل ترد دعوته‪ ،‬الترمككذي ‪ -‬وقككال‪ :‬حسككن ‪ -‬وابككن مكاجه‬
‫من حديث أبي هريرة بزيادة فيه‪.‬‬
‫‪ - 615‬حككديث‪ :‬الصككبحة تمنككع الككرزق‪ ،‬عبككد الّلككه بككن أحمككد فككي زوائده‪،‬‬
‫والقضاعي‪ ،‬من حديث إسماعيل بن عباس عن ابن أبي فروة عن محمد بككن‬
‫يوسف عن عمرو بن عثمان بن عفان عن أبيه به مرفوعًا‪ ،‬وابككن أبككي فككروة‬
‫هو إسحاق ضعيف‪ ،‬ومن جهته أورده ابن عدي‪ ،‬وقال‪ :‬إنه غلط في إسككناده‪،‬‬
‫فتارة جعله عن عثمان‪ ،‬وتارة عن أنس‪ ،‬ول يعرف إل به‪ ،‬وهككو مككتروك‪ ،‬كككذا‬
‫قال‪ ،‬وقد رواه أبكو ُنعيككم فكي الحليكة مكن حككديث حسكين بكن الوليكد‪ ،‬حكدثنا‬
‫سليمان بن أرقم عن الزهري عن سعيد بن المسيب عككن عثمككان رفعككه بكه‪،‬‬
‫وكذا هو عندنا في جزء الغطريف‪ .‬وفي البككاب عككن عائشككة كمككا مضككى فككي‬
‫الدعاء‪ ،‬والصبحة نوم أول النهار‪ ،‬لنه وقت الذكر ثككم وقككت طلككب الكسككب‪،‬‬
‫وجوز الزمخشري في الفائق في صادها الضم والفتح قال‪ :‬وإنمككا نهككى عنهككا‬
‫لوقوعها وقت الذكر والمعاش‪ ،‬قلت‪ :‬ويشهد لذلك حكديث جعفكر بكن برقكان‬
‫عن الصبغ بن نباتة عن أنس رفعه‪ :‬ل تناموا عككن طلككب أرزاقكككم فيمككا بيككن‬
‫الصلة إلى طلوع الشمس‪ ،‬قال‪ :‬فسئل أنس عن ذلك‪ ،‬فقال‪ :‬تسككبح وتهلككل‬
‫وتكبر وتستغفر سبعين مرة‪ ،‬فعند ذلك ينزل الرزق‪ ،‬أو قال يقسم‪ ،‬رواه أبككو‬
‫القاسم عمر بن أحمد بككن الوليككد المنبجككي فككي جككزئه المسككموع لنككا‪ ،‬وكككذا‬
‫الديلمي في مسنده‪ ،‬وجابر بن علقمة بن قيس فيما ذكره البغوي في شككرح‬
‫السنة‪ ،‬أنه قال‪ :‬بلغنا أن الرض تعج إلككى الل ّككه مككن نومككة العككالم بعككد صككلة‬
‫الصبح‪ ،‬بل عند الديلمي من حديث علي مرفوعًا‪ :‬ما عجت الرض إلككى ربهككا‬
‫من شيء كعجيجها من دم حرام‪ ،‬أو غسل من زنا‪ ،‬أو نوم عليها قبككل طلككوع‬
‫الشمس‪ ،‬وسنده ضعيف‪ ،‬وفي رابع عشر المجالسة من جهككة ابككن العرابككي‬
‫قال‪] :‬ص ‪ [260‬مر ابن عباس بابنه الفضل وهو نائم نومة الضككحى فركضككه‬
‫برجله‪ ،‬وقال‪ :‬قم إنك لنائم الساعة التي يقسم الّله فيها الرزق لعباده‪ .‬أومككا‬
‫سمعت ما قالت العرب فيها‪ ،‬قال‪ :‬وما قالت العرب يككا أبككت؟ قككال‪ :‬زعمككت‬
‫أنها مكسلة مهرمة مقساة للحاجة‪ ،‬ثم يا بني نوم النهار على ثلثة نوم محق‬
‫وهي نومة الضحى‪ ،‬ونومة الخلق وهككي الككتي روي‪ :‬قيلككوا فككإن الشككياطين ل‬
‫تقيل‪ ،‬ونومة الخرق وهي نومة بعككد العصككر ل ينامهككا إل سكككران أو مجنككون‪،‬‬
‫انتهى‪ .‬وهذا الخير عنده أيضا ً بجككانبه عككن خككوات بككن جككبير‪ ،‬قككال‪ :‬نككوم أول‬
‫النهار خرق‪ ،‬وأوسطه خلق‪ ،‬وآخره حمق‪.‬‬
‫‪ - 616‬حديث‪ :‬الصبر مفتككاح الفككرج‪ ،‬والزهككد غنككى البككد‪ ،‬ذكككره الككديلمي بل‬
‫إسناد عن الحسين بكن علككي بككه مرفوعكًا‪ ،‬وللقضككاعي عككن ابكن عمككر وابككن‬
‫عباس مرفوعًا‪ :‬انتظار الفرج بالصبر عبككادة‪ ،‬وهككو عبككد ابككن أبككي الككدنيا فككي‬
‫الفرج بعد الشدة‪ ،‬وأبي سعد الماليني عن ابن عمر فقط لكن بدون الصككبر‪،‬‬
‫ولولهما ومن جهته البيهقي من حديث علككي مرفوع كا ً مثككل لفككظ القضككاعي‬
‫سواء‪ ،‬وكذا هو لبن عبد البر‪ ،‬وبعضها يؤكد بعضًا‪.‬‬
‫‪ - 617‬حديث‪ :‬صدق رسول الّله‪ ،‬هو كلم يقوله كككثيرون مككن العامككة عقككب‬
‫قول المؤذن في الصبح‪ :‬الصلة خير مكن النكوم‪ ،‬وهكو صكحيح بكالنظر لككونه‬
‫صلى الّله عليه وسلم أقر بلل ً على قوله‪ :‬الصلة خير من النككوم‪ ،‬كمككا بينككت‬
‫ذلك في القول المألوف‪ ،‬بل ثبت أن النبي صككلى الل ّككه عليككه وسككلم أمككر أبككا‬
‫محذورة بقول ذلك‪ ،‬ولككذا كككان اسكتحباب قكوله وجهكًا‪ ،‬ولككن الراجككح قككول‪:‬‬
‫صدقت وبررت‪ ،‬ل هذا‪.‬‬
‫‪ - 618‬حديث‪ :‬صدقة السر تطفئ غضب الرب‪ ،‬الطبراني في الصغير‪ ،‬ومككن‬
‫جهته القضاعي من جهة أبي جعفر محمد بن علي بككن الحسككين قككال‪ :‬قلككت‬
‫لعبد الّله بن جعفر‪ :‬حدثنا حككديثا ً سككمعته مككن رسككول الل ّككه صككلى الل ّككه عليككه‬
‫وسلم فقال‪ :‬سمعت رسول الّله صلى الّله عليه وسلم‪ ،‬وذكره‪ ،‬وفيه أصككرم‬
‫بن حوشب وهككو ضككعيف‪ ،‬ولكككن لككه شككواهد منهككا عككن أبككي سككعيد الخككدري‬
‫مرفوعا ً مثله‪ ،‬أخرجه الحارث بن أبي أسامة فككي مسككنده‪ ،‬وأبككو الشككيخ فككي‬
‫الثواب‪ ،‬والبيهقي في الشعب‪ ،‬وفيه الواقدي وهو ضعيف‪ ،‬وعن ابككن مسككعود‬
‫]ص ‪ [261‬مرفوع كا ً مثلككه بزيككادة‪ :‬وصككلة الرحككم تزيككد فككي العمككر‪ ،‬أخرجككه‬
‫القضاعي من حديث عاصم بن بهدلة عكن أبككي وائل عنككه‪ ،‬وعكن أبكي أمامكة‬
‫مرفوعًا‪ ،‬ولفظه‪ :‬صنائع المعروف تقي مصارع السوء‪ ،‬وصدقة السككر تطفككئ‬
‫غضب الرب‪ ،‬وصلة الرحم تزيد في العمر‪ ،‬أخرجه الطبراني في الكبير بسند‬
‫حسن‪ ،‬وعن معاوية بن حيدة مرفوعًا‪ :‬إن صدقة السر تطفئ غضككب الككرب‪،‬‬
‫رواه الطبراني أيضا ً في الكبير والوسط‪ ،‬والعسكري‪ ،‬وفي سنده صدقة بككن‬
‫عبككد الل ّككه ضككعفه الجمهككور‪ ،‬ووثقكه دحيككم‪ ،‬وعككن أم سككلمة مرفوعكًا‪ :‬صككنائع‬
‫المعروف تقي مصارع السوء‪ ،‬والصككدقة خفيكا ً تطفككئ غضككب الككرب‪ ،‬وصككلة‬
‫الرحم زيادة في العمر‪ ،‬وكل معروف صدقة‪ ،‬وأهل المعروف في الككدنيا هككم‬
‫أهل المعروف في الخرة‪ ،‬وأهل المنكر في الدنيا أهل المنكككر فككي الخككرة‪،‬‬
‫وأول من يدخل الجنة أهل المعروف‪ .‬رواه الطبراني فككي الوسككط‪ ،‬وسككنده‬
‫ضعيف‪ ،‬وعككن أنككس رفعككه بلفككظ الترجمككة زاد‪ :‬وصككدقة العلنيككة تقككي ميتككة‬
‫السوء‪ ،‬أورده الديلمي بل سند‪ ،‬بل في الترمذي من حديث يككونس بككن عبيككد‬
‫عن الحسن عن أنس مرفوعًا‪ :‬إن الصدقة تطفئ غضب الرب‪ ،‬وتككدفع ميتككة‬
‫السوء‪ ،‬من غير تقييد بالسر‪ ،‬وقال‪ :‬إنه حسن غريب‪ ،‬وصححه ابن حبان مككن‬
‫هذا الوجه‪ ،‬وفيه نظر‪ ،‬فعبد الّله بككن عيسككى راويككه عككن يككونس متفككق علككى‬
‫ضعفه‪ ،‬حتى إن ابن حبان نفسه لم يذكره في الثقات‪ ،‬وأورده ابن عدي فككي‬
‫ترجمته‪ ،‬وقال‪ :‬إنه ل يتابع عليه‪ ،‬وهو في الحلية لبي ُنعيم فككي ترجمكة علككي‬
‫بن الحسين من قوله‪ ،‬وجملة‪ :‬الصدقة تمنع ميتككة السككوء‪ ،‬مرويككة أيض كا ً عككن‬
‫أبي هريرة ورافع بن مكيث وغيرهما‪.‬‬
‫‪ - 619‬حديث‪ :‬صدقة القليل تدفع البلء الكبير‪ ،‬معناه صحيح‪.‬‬
‫‪ - 620‬حديث‪ :‬الصراط كحد السيف أو كحد الشفرة‪ ،‬الككبيهقي فككي الشككعب‬
‫عن أنككس بككه مرفوعكًا‪ ،‬وقككال‪ :‬هككذا إسككناد ضككعيف‪ ،‬قككال‪ :‬وروي عككن زيككادة‬
‫النميري عن أنس مرفوعًا‪ :‬الصراط كحد الشفرة أو كحد السيف‪ ،‬قال‪ :‬وهي‬
‫رواية صحيحة انتهى‪ ،‬ورواه أحمد من حديث عائشة‪ ،‬وفيه ابن لهيعة‪.‬‬
‫‪ - 621‬حديث‪ :‬صغار قوم كبار قوم آخرين‪ ،‬الدارمي فككي مسككنده‪ ،‬والككبيهقي‬
‫في مدخله‪ ،‬من جهة شرحبيل بن سعد‪ ،‬قال‪ :‬دعا الحسن بكن علكي بكن أبكي‬
‫طالب بنيه وبني أخيه‪ ،‬فقال‪] :‬ص ‪ [262‬يا بني وبني أخي‪ ،‬إنكم صككغار قككوم‬
‫يوشك أن تكونوا كبككار آخريككن‪ ،‬فتعلمككوا العلككم‪ ،‬فمككن لككم يسككتطع منكككم أن‬
‫يرويه‪ ،‬أو قال‪ :‬يحفظه فليكتبه‪ ،‬وليضعه في بيتككه‪ ،‬ورواه ابككن عبككد الككبر مككن‬
‫طريق أحمد بن حنبل‪ ،‬ثم من جهة محمد بن أبان قال الحسين بن علي لبنيه‬
‫ولبني أخيه‪ :‬تعلموا العلم‪ ،‬فإنكم صغار قوم وتكونون كبارهم غككدًا‪ ،‬فمككن لككم‬
‫يحفظ منكم فليكتب‪ ،‬كذا رأيته‪ ،‬الحسين بالتصغير‪ ،‬وعند البيهقي من حككديث‬
‫عبد الّله بن عبيد بن عمير قال‪ :‬كان في هذا المكان خلف الكعبة حلقة‪ ،‬فمر‬
‫عمرو بن العاص يطوف‪ ،‬فلما قضى طوافه جاء إلى الحلقككة فقككال‪ :‬مككا لككي‬
‫أراكم نحيتم هؤلء الفتيككان عككن مجلسكككم‪ ،‬ل تفعلككوا أوسككعوا لهككم وأدنككوهم‬
‫وأفهموهم الحديث‪ .‬فإنهم اليوم صغار قوم يوشكون أن يكونوا كبككار آخريكن‪،‬‬
‫قد كنا صغار قوم ثم أصبحنا كبككار آخريككن‪ ،‬ومككن جهككة يحيككى بككن أيككوب عككن‬
‫هششام بن عروة قال‪ :‬كان أبي يقول‪ :‬إنا كنا أصككاغر قككوم‪ ،‬ثككم نحككن اليككوم‬
‫كبككار‪ ،‬وإنكككم اليككوم أصككاغر‪ ،‬وسككتكونون كبككارًا‪ ،‬فتعلمككوا العلككم تسككودوا بككه‬
‫قومكم‪ ،‬ويحتاجوا إليكم‪ ،‬فوالّله ما يسألني الناس حتى لقد نسيت‪ ،‬وعند ابن‬
‫عبد البر من طريق عثمان بن عروة عن أبيه أنككه كككان يقككول لبنيككه‪ :‬يككا بنككي‬
‫أزهد الناس في العالم أهله‪ ،‬فهلموا إلي فتعلموا منككي‪ ،‬فككإنكم توشكككون أن‬
‫تكونوا كبار قوم‪ ،‬إني كنت صغيرا ً ل ينظر إلي‪ ،‬فلمككا أدركككت مككن السككن مككا‬
‫أدركت جعل الناس يسألوني‪ ،‬وما شيء أشد على امرئ مككن أن يسككأل عككن‬
‫شيء من أمر دينه‪ ،‬فيجهله‪ ،‬ولبعضهم مما هو شبيه بهذا‪:‬‬
‫قل لمن ل يرى المعاصر شيئا ً * ويرى للوائل التقديما‬
‫إن ذاك القديم كان جديدا ً * وسيغدو هذا الجديد قديما‬
‫‪ - 622‬حديث‪ :‬صغروا الخبز وأكثروا عككدده‪ ،‬يبككارك لكككم فيككه‪ ،‬الككديلمي مككن‬
‫حديث عبد الّله بن إبراهيم‪ ،‬حدثنا جابر بككن سككليم النصككاري عككن يحيككى بككن‬
‫سعيد عن عمرة عن عائشة به مرفوعًا‪ ،‬وهو واه بحيككث ذكككره ابككن الجككوزي‬
‫في الموضوعات‪ ،‬وقال‪ :‬إن المتهم به جابر بن سككليم‪ ،‬قككال‪ :‬وروي عكن ابككن‬
‫عمر مرفوعًا‪ :‬البركة في صغر القرص‪ ،‬وطول الرشأ‪ ،‬وصغر الجدول‪ ،‬ونقككل‬
‫عن النسائي أنه كذب‪ ،‬وهو باللفظ الثاني عنككد ]ص ‪ [263‬الككديلمي بل سككند‬
‫عن ابن عباس وكل ذلك باطككل‪ ،‬ولكككن قككد جككاء عككن الوزاعككي وغيككره كمككا‬
‫سيأتي في قوله‪ :‬قوتوا طعامكم‪ ،‬أنه تصغير الرغفة‪.‬‬
‫ي تبلغني أينما كنتم‪ ،‬هو في حديث أوس بككن أوس‬ ‫‪ - 623‬حديث‪ :‬صلتكم عل ّ‬
‫ي‪ ،‬أخرجككه أبككو داود والنسككائي‬ ‫مرفوعككا ً بلفككظ‪ :‬إن صككلتكم معروضككة علكك ّ‬
‫وغيرهما‪ ،‬وصححه ابن خزيمة‪ ،‬وابن حبان والحاكم والنككووي وآخككرون‪ ،‬ورواه‬
‫ابن أبي عاصم من حديث الحسين بن علي رضي الّله عنهما مرفوعًا‪ :‬صككلوا‬
‫ي‪ ،‬فإن صلتكم وتسليمكم تبلغنككي حيثمككا كنتككم‪ ،‬وفككي لفككظ لبككي يعلككى‪:‬‬ ‫عل ّ‬
‫ي وسلموا‪ ،‬فإن صلتكم وسلمكم يبلغني أينما كنتم‪ ،‬وفي لفظ عند‬ ‫صلوا عل ّ‬
‫ي‪ ،‬فككإن‬ ‫الطبراني في الكبير وابن أبككا عاصككم أيضكًا‪ :‬حيثمككا كنتككم فصككلوا علك ّ‬
‫ي‪ ،‬فككإن‬ ‫صككلتكم تبلغنككي‪ ،‬ولككه شككواهد‪ ،‬منهككا عككن علككي مرفوعكًا‪ :‬صككلوا علك ّ‬
‫تسليمكم يبلغني أينما كنتم‪ ،‬وهو حديث حسن‪.‬‬
‫‪ - 624‬حديث‪ :‬صلة بخاتم تعدل سبعين بغيككر خككاتم‪ ،‬هككو موضككوع كمككا قككال‬
‫شيخنا‪ ،‬وكذا رواه الديلمي من حديث ابن عمر مرفوعًا‪ ،‬بلفظ‪ :‬صلة بعمامة‬
‫تعدل بخمس وعشرين‪ ،‬وجمعة بجماعة تعككدل سككبعين جمعككة‪ ،‬ومككن حككديث‬
‫أنس مرفوعًا‪ :‬الصلة في العمامة تعدل عشرة آلف حسنة‪.‬‬
‫‪ - 625‬حديث‪ :‬صلة بسواك خير من سبعين صلة بغير سواك‪ ،‬الكبيهقي مكن‬
‫حديث فرج بن فضالة عن عروة بن رويم عن عمرة عن عائشة مرفوعا ً بككه‪،‬‬
‫وقال‪ :‬إنه غير قوي السناد‪ ،‬وساقه أيضا ً من طريق الواقككدي عككن عبككد الل ّككه‬
‫بن يحيى السلمي عن أبي السود عن عككروة عككن عائشككة مرفوع كًا‪ ،‬بلفككظ‪:‬‬
‫الركعتان بعد السواك أحب إلي من سبعين ركعة قبل السواك‪ ،‬وضعفه أيضا ً‬
‫الواقدي‪ ،‬وقد رواه من غير جهته الحارث بككن أبككي أسككامة فككي مسككنده مككن‬
‫رواية ابن لهيعة عن أبي السود بلفككظ‪ :‬صككلة علككى أثككر سككواك أفضككل مككن‬
‫سبعين صككلة بغيككر سكواك‪ ،‬بكل أخرجككه ابكن خزيمكة وغيككره كأحمككد والككبزار‬
‫والبيهقي من طريق ابن إسحاق قال‪ :‬ذكر الزهري عن عككروة بلفككظ‪ :‬فضككل‬
‫الصلة التي يستاك لها على الصلة التي ل يستاك لها سبعين ضعفًا‪ ،‬وتوقف‬
‫ابن خزيمكة والككبيهقي فككي صككحته‪ ،‬خوفكا ً مكن أن يككون مكن تدليسككات ابككن‬
‫إسحاق‪] ،‬ص ‪ [264‬وأنه لم يسمعه من الزهككري‪ ،‬ل سككيما وقككد قككال المككام‬
‫أحمد‪ :‬أنه إذا قال‪ :‬وذكره‪ ،‬ولم يسمعه‪ ،‬وانتقد بذلك تصحيح الحاكم له‪ ،‬وهككو‬
‫قوله إنه على شرط مسلم‪ ،‬ولكن قد رواه معاوية بككن يحيككى عككن الزهككري‪،‬‬
‫أخرجه البزار وأبو يعلى والبيهقي وجماعة منهم ابن عدي فككي كككامله‪ ،‬وفككي‬
‫معاوية ضعف أيضًا‪ ،‬قال البيهقي‪ :‬ويقال إن ابن إسحاق أخذه منه‪ ،‬ورواه أبو‬
‫ُنعيم من حديث الحميدي عن سفيان عن منصور عن الزهري‪ ،‬ورجاله ثقات‪،‬‬
‫وفي الباب عن أبي هريرة عند ابن عككدي فككي كككامله بلفككظ‪ :‬صككلة فككي أثككر‬
‫سواك‪ ،‬أفضل من خمس وسبعين ركعة بغير سواك‪ ،‬وعككن ابككن عبككاس عنككد‬
‫أبي ُنعيم في السواك له بلفظ‪ :‬لن أصلي ركعتين بسواك أحب إلكي مكن أن‬
‫أصلي سبعين ركعة بغير سواك‪ ،‬وسنده جيد‪ ،‬وعن أنككس وجككابر وابككن عمككر‪.‬‬
‫ل‪ ،‬كمككا بينتككه فككي بعككض التصككانيف‪،‬‬ ‫وكذا عن أم الدرداء وجبير بن نفير مرس ً‬
‫وبعضها يعتضد ببعض‪ ،‬ولذا أورده الضياء في المختارة من جهة بعض هككؤلء‪،‬‬
‫وقول ابن عبد البر في التمهيد عن ابن معين‪ :‬إنه حديث باطل‪ ،‬هككو بالنسككبة‬
‫لما وقع له من طرقه‪.‬‬
‫‪ - 626‬حديث‪ :‬صلة في مسجدي هذا‪ ،‬ولككو وسككع إلككى صككنعاء اليمككن بككألف‬
‫صلة فيما سواه من المساجد‪ ،‬إل المسجد الحرام‪ ،‬قال شيخنا‪ :‬قككد مككر بككي‬
‫ول أستحضر الن‪ ،‬هل هو بلفظه أو بمعناه‪ ،‬ول في أي الكتب هو؟ قلت‪ :‬قككد‬
‫أخرجه ابن شبه في أخبار المدينة عن محمد بن يحيى أبككي غسككان المككدني‪،‬‬
‫والديلمي في مسنده من طريق إسحاق بن موسككى النصككاري‪ ،‬كلهمككا عككن‬
‫سعد بن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أخيه هو عبد الل ّككه بككن سككعيد عككن‬
‫أبيهما‪ ،‬وعن أبي هريرة مرفوعًا‪ ،‬بلفظ‪ :‬لو مد مسجدي هذا إلى صككنعاء كككان‬
‫مسجدي‪ ،‬وسعد لين الحديث‪ ،‬وأخوه واهٍ جدًا‪ ،‬ولبن شككبه أيض كا ً عككن شككيخه‬
‫أبي غسان‪ ،‬عن محمد بن عثمان‪ ،‬هو ابن ربيعة بككن أبككي عبككد الرحمككن عككن‬
‫مصعب بن ثابت عن خباب أن النبي صلى الّله عليككه وسككلم قككال يوم كا ً وهككو‬
‫في مصله‪ :‬لو زدنا في مسجدنا‪ ،‬وأشار بيده نحو القبلة‪ ،‬وهو منقطع مع لين‬
‫مصعب‪ .‬ولو ثبت لكان منزل منزلة الفعل عند القككائل بككأن همككه صككلى الل ّككه‬
‫عليه وسلم كفعله)‪ ،(1‬وله أيضا ً عن أبي غسان عن محمد بن إسككماعيل هككو‬
‫ابن أبي فديك‪ ،‬عن ابن أبي ذئب‪ ،‬هو محمد ]ص ‪ [265‬ابن عبد الرحمن بككن‬
‫المغيرة الفقيه المشهور عن عمر بن الخطاب‪ ،‬قككال‪ :‬لككو مككد مسككجد النككبي‬
‫صلى الّله عليه وسلم لكان منه‪ .‬وهو معضل‪ ،‬ولو ثبككت لكككان حكمككه الرفككع‪،‬‬
‫فهو مما ل مجال للرأي فيه‪ ،‬وله أيضا ً عن أبي غسان حدثني عبد العزيز بككن‬
‫عمران هو المعروف بابن أبككي ثككابت عككن فليككح بككن سككليمان عككن ابككن أبككي‬
‫عمرة‪ ،‬وهو إما عبد الّله بن عبد الرحمن النصاري أو أبوه‪ ،‬أنه قال‪ :‬زاد عمر‬
‫رضي الّله عنه في المسجد فككي شككاميه‪ ،‬ثككم قككال‪ :‬لككو زدنككا فيككه حككتى يبلككغ‬
‫الجبانة‪ ،‬كان مسجد رسككول الل ّككه صككلى الل ّككه عليككه وسككلم‪ ،‬وابككن أبككي ثككابت‬
‫متروك الحككديث‪ ،‬وبالجملككة فليككس فيهككا مككا تقككوم بككه الحجككة‪ ،‬بككل ول تقككوم‬
‫بمجموعها‪ ،‬ولذا صحح النووي اختصاص التضعيف بمسككجده الشككريف‪ ،‬عمل ً‬
‫بالشارة في الحديث المتفق عليه عن أبي هريرة‪ :‬صلة فككي مسككجدي هككذا‬
‫خير من ألف صلة فيما سواه‪ ،‬إل المسجد الحرام‪ ،‬والمروي في مسلم عككن‬
‫أبي عمر أيضا ً دون ما زيد فيه )‪ .(2‬وأما قول أبي هريرة ‪ -‬إن صح لنككه عنككد‬
‫ابن شبة والديلمي بالسند الول ‪ :-‬والّله لو مد هذا المسكجد إلكى بكاب داري‬
‫مككا عككدوت أن أصككلي فيككه‪ ،‬فمحتمككل لقتصككاره علككى الصككلة فككي مسككجده‬
‫الشريف دون الزائد‪ ،‬لختصاصه بالتمييز بل شككك‪ ،‬ويحتمككل أن الضككمير فيككه‬
‫لباب داره ولكنه بعيد‪ ،‬وعلى كل حال فليس بثابت أيضًا‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫)‪ (1‬وهو المعتمد في علم الصول‪.‬‬
‫)‪ (2‬لكن سئل عن ذلك مالك فقال‪ :‬ما أراه عليه السككلم أشككار بقككوله‪ :‬فككي‬
‫مسجدي هذا‪ ،‬إل لما سيكون من مسجده بعده‪ ،‬وأن الّله أطلعه علككى ذلككك‪،‬‬
‫نقله أبو عبد الّله بن فرحون في شرح مختصر الموطأ‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫‪ - 627‬حديث‪ :‬صلة في مسجد قباء كعمرة‪ ،‬الترمذي وقال‪ :‬حسككن غريككب‪،‬‬
‫وابن ماجه والبيهقي عن أسكيد بكن ظهيكر‪ ،‬والنسكائي عكن سكهل بكن حنيكف‬
‫بلفظ‪ :‬من خرج حتى يأتي هذا المسجد‪ ،‬مسجد قبككاء‪ ،‬فيصككلي فيككه كككان لككه‬
‫كعدل عمرة‪ ،‬وفي الباب أيضا ً عن أبي أمامة وآخرين‪ ،‬والحديث عند الحككاكم‬
‫في صحيحه كما بينته موضحا ً في موضع آخر‪.‬‬
‫‪ - 628‬حككديث‪ :‬صككلة النهككار عجمككاء‪ ،‬قككال النككووي فككي الكلم علككى الجهككر‬
‫بالقراءة من شرح المهذب‪ :‬إنه باطل ل أصل له‪ ،‬وكذا قال الككدارقطني‪ :‬لككم‬
‫يرو عن النبي صلى الّله عليه وسلم‪ ،‬وإنما هو من قول بعض الفقهاء‪ ،‬حكككاه‬
‫الروياني في البحر‪ ،‬وقال‪ :‬المراد به معظم الصلة‪ ،‬ولهذا يجهر فككي الجمعككة‬
‫والعيد‪ ،‬وذكره‪ ،‬غير أنه من كلم الحسن البصري‪ ،‬بل هو عند أبككي عبيككد فككي‬
‫فضائل القرآن من قول أبي عبيدة بن عبد الّله ]ص ‪ [266‬ابن مسعود‪ ،‬وكذا‬
‫أخرجه عبد الرازق من قوله‪ ،‬ومن قول مجاهد موقوف كا ً عليهمككا‪ ،‬ولبككن أبككي‬
‫شيبة في مصنفه‪ ،‬عن يحيى بن أبي كثير‪ ،‬إنهم قالوا‪ :‬يا رسول الّله‪ ،‬إن ههنا‬
‫قوما ً يجهرون بالقراءة بالنهار‪ ،‬فقال‪ :‬ارموهم بالبعر‪ ،‬وهذا مرسل‪ ،‬وقد رواه‬
‫ابن شاهين مسندا ً عن أبي هريرة‪ ،‬وثبت عن أبي قتادة وخباب وأبككي سككعيد‬
‫مرفوعًا‪ ،‬ما يدل على السرار بالقراءة في الظهر والعصر‪.‬‬
‫‪ - 629‬حديث‪ :‬الصلة خلف العالم بأربعة آلف وأربعمائة وأربعين صلة‪ ،‬هككو‬
‫باطل كما قال شيخنا‪ ،‬وللديلمي من حديث البراء رفعه‪ :‬الصلة خلككف رجككل‬
‫ورع مقبولة‪.‬‬

‫)‪ (630‬حديث‪ :‬الصلة على النبي صلى الّله عليه وسلم أفضل من عتق‬
‫الرقاب‪ ،‬التيمي في ترغيبه‪ ،‬وعنه أبو القاسم ابن عساكر‪ ،‬ومككن طريقككه أبككو‬
‫اليمن)‪ (1‬عن أبي بكر الصديق به من قوله‪ ،‬وهو عند النميري وابن بشكوال‬
‫وغيرهما‪ ،‬بلفظ السلم بدل الصلة‪ ،‬وقول شيخنا في بعض فتاويه عككن هككذا‪:‬‬
‫إنه كذب مختلق‪ ،‬يعني به إضافته إلى النبي صلى الّله عليه وسلم‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫)‪ (1‬ابن عساكر‪.‬‬

‫)‪ (631‬حديث‪ :‬الصلة على النبي صلى الّله عليه وسلم ل ترد‪ ،‬هو من‬
‫كلم أبي سليمان الداراني‪ ،‬ولفظه‪ :‬الصلة على النبي صلى الّله عليه وسلم‬
‫مقبولة‪ ،‬وفي لفظ‪ :‬إن الّله يقبل الصلة على النبي صلى الل ّككه عليككه وسككلم‪،‬‬
‫أخرجه باللفظ ابن النميري‪ ،‬كمككا بينتككه فككي القككول البككديع‪ ،‬بككل فككي الحيككاء‬
‫مرفوعًا‪ ،‬مما لم أقف عليه‪ ،‬وإنما هو عن أبي الككدرداء مكن قكوله‪ :‬إذا سكألتم‬
‫الّله حاجة فابدوؤا بالصلة على النبي صلى الّله عليه وسلم‪ ،‬فإن الل ّككه أكككرم‬
‫من أن يسأل حاجتين‪ ،‬فيقضي أحدهما ويرد الخرى‪.‬‬

‫)‪ (632‬حديث‪ :‬الصلة عماد الدين‪ ،‬البيهقي في الشعب بسند ضعيف‬


‫من حديث عكرمة عن عمككر مرفوع كًا‪ ،‬ونقككل عككن شككيخه الحككاكم أنككه قككال‪:‬‬
‫عكرمة لم يسمع من عمر‪ ،‬قككال‪ :‬وأراه ابككن عمككر‪ ،‬وأورده صككاحب الوسككيط‬
‫فقال‪ :‬قال رسول الّله صلى الّله عليه وسلم‪ :‬الصلة عماد الدين‪ ،‬ولم يقككف‬
‫عليه ابن الصلح‪ ،‬فقال في مشكل ]ص ‪ [267‬الوسككيط‪ :‬إنككه غيككر معككروف‪،‬‬
‫وقككال النككووي فككي التنقيككح‪ :‬منكككر باطككل‪ ،‬وهككو عنككد الطككبراني أيضكًا‪ ،‬وكككذا‬
‫للديلمي عن علي رفعه‪ :‬الصلة عماد الدين‪ ،‬والجهاد سكنام العمكل‪ ،‬والزككاة‬
‫تككبين ذلككك‪ ،‬ورواه الككتيمي فككي الككترغيب‪ ،‬بلفككظ‪ :‬الصككلة عمككاد السككلم‪،‬‬
‫وللقضاعي من حديث عيسى بن ميسرة عككن أبككي الزنككاد عككن أنككس رفعككه‪:‬‬
‫الصلة نور المؤمن‪ ،‬وكذا له وللديلمي‪ ،‬من حككديث حمككزة الزيككات عككن أبككي‬
‫سفيان عن أبي نضرة عككن أبككي سككعيد رفعككه‪ :‬علككم اليمككان الصككلة‪ ،‬قلككت‪:‬‬
‫وأورده الزمخشري بلفظ الترجمة في البقككرة مككن كشككافه‪ ،‬وعككزاه الطيككبي‬
‫لتخريج الترمذي في حديث معاذ وفيه‪ :‬وعموده الصلة‪ ،‬ول يخفككى بعككده ثككم‬
‫رواه أبو ُنعيم)‪ (1‬شيخ البخاري‪ ،‬في كتاب الصلة عن حككبيب بككن سككليم عككن‬
‫بلل بن يحيى قال‪ :‬جاء رجل إلى النبي صلى الل ّككه عليككه وسككلم يسككأله عككن‬
‫الصلة‪ ،‬فقال‪ :‬الصلة عمود الدين‪ ،‬وهو مرسل‪ ،‬ورجاله ثقات‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫)‪ (1‬اسمه الفضل بن دكين‪ ،‬بالتصغير‪.‬‬

‫)‪ (633‬حديث‪ :‬صلة الرحم تزيد في العمر‪ ،‬في‪ :‬صدقة السر‪ ،‬قريبًا‪.‬‬

‫)‪ (634‬حديث‪ :‬صلى الّله على نبي قبلك‪ ،‬يقوله جمهور العككوام‪ ،‬عنككد‬
‫تقبيل الحجر السود‪ ،‬وهو كلم حسن‪ ،‬لكن قول ما وردت بكه السككنة أحسككن‬
‫وأولى‪.‬‬

‫)‪ (635‬حديث‪ :‬صلوا على كل ميت‪ ،‬وجاهدوا مع كل أمير‪ ،‬ابن مككاجه‬


‫والدارقطني من حديث مكحول عن واثلة به مرفوعًا‪ ،‬وللطبراني‪ ،‬وأبي ُنعيم‬
‫في الحلية‪ ،‬والدارقطني بسندين مختلفين إلى ابن عمر مرفوعًا‪ :‬صلوا علككى‬
‫من قال ل إله إل الّله‪ ،‬وخلف من قال ل إلككه إل الل ّككه‪ ،‬وفككي البككاب عككن أبككي‬
‫هريرة بلفظ‪ :‬صلوا خلف كل بر وفاجر‪ ،‬أخرجه أبو داود والدارقطني واللفظ‬
‫له والبيهقي بزيادة‪ :‬وجاهدوا مع كل أمير‪ ،‬كلهم من حديث مكحول عنه‪ ،‬وهو‬
‫منقطع‪ ،‬وله طريق أخرى فككي الضككعفاء لبككن حبككان‪ ،‬ورواه الككدارقطني مكن‬
‫حديث الحارث عن علي‪ ،‬ومن حديث علقمة والسود عن ابن مسعود‪ ،‬ومككن‬
‫حديث أبي الدرداء‪ ،‬وكلها واهية‪ ،‬كما صرح به غير واحد‪ ،‬وبعضكها فككي العلككل‬
‫لبن الجوزي‪ ،‬وأصح ما فيه حديث مكحول‪ ،‬عن أبي هريرة على إرساله ]ص‬
‫‪.[268‬‬

‫)‪ (636‬حديث‪ :‬صنائع المعروف تقي مصارع السوء‪ ،‬في صدقة السر‪.‬‬

‫)‪ (637‬حديث‪ :‬صوموا تصحوا‪ ،‬في‪ :‬سافروا‪.‬‬

‫)‪ (638‬حديث‪ :‬الصوم جنة‪ ،‬أحمد والنسائي والقضاعي من حديث عروة‬


‫ابن النزال عن معاذ بن جبل به مرفوعًا‪ ،‬ووقع في رواية أخرى لحمد عككروة‬
‫ابن النزال أو النزال بن عروة‪ ،‬قال شعبة‪ :‬فقلت له‪ :‬سمعته من معاذ قككال‪:‬‬
‫وهو في نسخة سمعان بن المهدي عن أنس‪ ،‬بل اتفككق عليككه الشككيخان عككن‬
‫أبي هريرة بلفظ‪ :‬الصيام جنة‪ ،‬في حديث‪ ،‬ورواه أحمد والنسائي وابن ماجه‪،‬‬
‫عن عثمان بن أبي العاص‪ ،‬بلفظ‪ :‬الصيام جنة مككن النككار‪ ،‬كجنككة أحككدكم مككن‬
‫القتال‪.‬‬

‫)‪ (639‬حديث‪ :‬الصوم في الشتاء الغنيمة الباردة‪ ،‬فككي‪ :‬الشككتاء ربيككع‬


‫المؤمن ]ص ‪.[269‬‬

‫حرف الضاد المعجمة‬


‫)‪ (640‬حديث‪ :‬ضاع العلم في أفخاذ النساء‪ ،‬هو بمعناه من كلم بشر‬
‫الحافي قال‪ :‬ل يفلح من ألف أفخاذ النساء‪ ،‬ونحوه‪ :‬ما أفلح صاحب عيال‪.‬‬
‫‪ - 641‬حديث‪ :‬ضالة المؤمن العلم‪ ،‬في‪ :‬الحكمة‪.‬‬
‫‪ - 642‬حديث‪ :‬الضامن غارم‪ ،‬هو بمعناه عند أحمد وأصحاب السنن وآخريككن‬
‫عن أبي أمامة مرفوعًا‪ :‬الزعيم غارم‪ ،‬وصححه ابن حبان‪.‬‬
‫‪ - 643‬حديث‪ :‬الضرورات تبيح المحظورات‪ ،‬كلم صككحيح ونحككوه‪ :‬لككو كككانت‬
‫الدنيا دما ً عبيطا ً لكان يكفي المؤمن منهككا قككوته‪ ،‬وقككد اعتمككده الفقهككاء فككي‬
‫إساغة اللقمة لمن خشي التلككف بجرعككة مككن خمككر مككن غيككر أن يزيككد علككى‬
‫الحاجة‪.‬‬
‫‪ - 644‬حديث‪ :‬الضحك من غيككر عجككب مكن قلككة الدب‪ ،‬الككديلمي عككن أنككس‬
‫بلفظ‪ :‬الضحك من غير عجب مذهب للمروءة وممحقة للرزق‪.‬‬
‫‪ - 645‬حديث‪ :‬ضعيفان يغلبان قويًا‪ ،‬هو بمعناه في حديث‪ :‬إن الشيطان أبعد‬
‫مكن الثنيكن‪ ،‬وأقكرب إلكى الواحكد‪ ،‬وإنمكا يأخكذ الكذئب مكن الغنكم القاصكية‪،‬‬
‫والجماعة رحمة‪ ،‬والفرقة عذاب‪ ،‬ومنه‪ :‬لو يعلككم النكاس مكا فككي الوحككدة مكا‬
‫سار راكب بليل وحده‪ ،‬وقوله‪ :‬الراكب شيطان‪ ،‬والراكبان شيطانان‪ ،‬والثلثة‬
‫ركب‪.‬‬
‫‪ - 646‬حديث‪ :‬الضيف يككأتي برزقككه‪ ،‬ويرتحككل بككذنوب القككوم‪ ،‬يمحككص عنهككم‬
‫ذنوبهم‪ ،‬في‪ :‬إذا دخل الضيف ]ص ‪.[270‬‬
‫حرف الطاء المهملة‬
‫‪ - 647‬حديث‪ :‬طاب حمامكما‪ ،‬قاله لبي بكككر وعمككر‪ ،‬الحككديث‪ .‬الككديلمي بل‬
‫سند عن ابن عمر مرفوعًا‪ ،‬وقد قال أبو سعد المتولي‪ :‬التحيككة عنككد الخككروج‬
‫من الحمام بأن يقول له طاب حمامك ول أصل له‪ ،‬ولكن روى فككي الذكككار‪:‬‬
‫هذا المحل لم يصح فيه شيء‪ ،‬ولو قال إنسان لصككاحبه علككى سكبيل المكودة‬
‫والمؤانسة واستجلب الوداد‪ :‬أدام الّله لك الُنعيم‪ ،‬ونحو ذلك من الككدعاء‪ ،‬فل‬
‫بأس به‪ ،‬انتهى‪ .‬ومما يوهي هذا الخبر أنه لم يكن لهم إذ ذاك حمام‪ ،‬وكل ما‬
‫جاء فيه ذكر الحمام فهككو محمككول علككى المككاء السككخن خاصككة مككن عيككن أو‬
‫نحوها‪.‬‬
‫‪ - 648‬حديث‪ :‬طاعة النساء ندامة‪ ،‬في‪ :‬شاوروهن‪.‬‬
‫‪ - 649‬حديث‪ :‬طالب القوت ما تعدى)‪.(1‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫)‪ (1‬ليس بحديث‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫‪ - 650‬حديث‪ :‬الطبيخ‪ ،‬الحميدي حدثنا سفيان بن عيينة عن هشام بن عككروة‬
‫عن أبيه عن عائشة أن رسول الّله صلى الل ّككه عليككه وسككلم كككان يجمككع بيككن‬
‫الطبيخ والرطب فيأكله‪ ،‬هكذا وقع في أصل مككن مسككند الحميككدي‪ ،‬اعتمككدت‬
‫عليه في ترتيبي له‪ ،‬ولكنه في أصل آخر قديم كالجككادة)‪ ،(1‬وهككو الككذي رواه‬
‫إسحاق بن أبي إسكرائيل وسكعيد بكن عبكد الرحمكن المخزومكي ومحمكد بكن‬
‫واز وعباس بن الفضل عن ابن عيينة‪ ،‬وكلها عند المستغفري إل‬ ‫المنصور الج ّ‬
‫آخرها فعند أبي ُنعيم‪ ،‬كلهما في الطب‪ ،‬وهكذا رواه إبراهيم بن حميد وداود‬
‫الطائي وسفيان الثوري وعيسى بن يونس وهمام ووهيب عن هشام‪ ،‬فالول‬
‫والخامس عنكد أبكي ُنعيكم فككي الطككب‪ ،‬والثكاني عنككده فككي الحليككة‪ ،‬والثكالث‬
‫والخير عند المستغفري‪ ،‬والرابع عند أبي ُنعيم في الطككب‪ ،‬وابككن حبككان فككي‬
‫صحيحه‪ ،‬وكذا عنده الثالث‪ ،‬نعم رواه أبو عمر والتوقاني فككي فضككل البطيككخ‬
‫له من حديث سعيد بن عبد الرحمن فقال بالطبيخ أو البطيخ وأخرجه عثمان‬
‫الدارمي في الطعمة عن سهل بن بكككار عكن وهيككب بلفككظ‪ :‬كككان يعجبكه أن‬
‫يجمع بين الطبيخ والرطب‪ ،‬وكككذا رواه أبككو داود فككي سككننه مككن حككديث ]ص‬
‫‪ [271‬أبي أسامة عن هشام بلفككظ‪ :‬كككان يأكككل البطيككخ بككالرطب‪ ،‬وزاد فيككه‬
‫فيقول‪ :‬نكسر حر هذا ببرد هذا‪ ،‬وبرد هذا بحككر هككذا‪ ،‬ورواه يزيككد بككن رومككان‬
‫عن الزهري عن عروة بتقديم الطاء‪ ،‬كما قال أبو عمرو التوقككاني والبخككتري‬
‫في رابع حديثه‪ ،‬وبتأخيرها كما للنسائي في الوليمة‪ ،‬فكأنه كككان عنككد هشككام‬
‫بكاللفظين‪ ،‬وكككذا رواه ابككن حبككان فككي صككحيحه مككن حككديث محمككد بككن عبككد‬
‫الرحمن الشامي عن أحمد بن حنبل عن وهب بككن جريككر عككن حككازم‪ ،‬حككدثنا‬
‫أبي‪ ،‬وسمعت حميدا ً يحدث عن أنس أن النبي صلى الل ّككه عليككه وسككلم كككان‬
‫ت‪ :‬وفيككه‬‫يأكل الطبيخ‪ ،‬أو البطيخ بالرطب‪ ،‬وقال عقبه‪ :‬الشك من أحمككد‪ ،‬قلك ُ‬
‫نظر‪ ،‬وكأنه إنما أراد بيان كونه مرويا ً بهما‪ ،‬فقد رواه مسلم بن إبراهيككم عككن‬
‫جرير‪ ،‬بالطبيخ بدون شكك‪ ،‬أخرجكه أبكو ُنعيكم‪ ،‬وككذا أبكو بككر الشكافعي فكي‬
‫الفوائد الغيلنيات‪ ،‬وهكذا أخرجه أبو يعلى في مسنده مككن حككديث حبككان بككن‬
‫هلل عن جرير‪ ،‬ولفظه‪ :‬رأيت رسول الّله صلى الّله عليه وسككلم يجمككع بيككن‬
‫الطبيخ والرطب‪ ،‬ورواه عثمان الدارمي في الطعمة عن مسلم بن إبراهيككم‬
‫كالجككادة‪ ،‬لكككن حككديث وهككب عنككد الترمككذي فككي الشككمائل‪ ،‬والنسككائي فككي‬
‫الوليمككة‪ ،‬بلفككظ‪ :‬كككان يجمككع بيككن الخككبز والرطككب‪ ،‬وهككو الككذي رأيتككه فككي‬
‫الموضعين من مسند أحمد عن وهب‪ ،‬وحينئذ فالظككاهر أنككه مككن حككديثه عنككد‬
‫خككارج المسككند‪ ،‬وأنككه كككان عنككد جريككر بككاللفظين وبككاللغتين‪ ،‬ورواه عثمككان‬
‫الدارمي في الطعمة من حديث يعقوب بن الوليد المدني عن أبي حازم عن‬
‫سهل بن سعد‪ ،‬أن النبي صلى الّله عليه وسلم‪ :‬كان يأكل الطبيككخ بككالرطب)‬
‫‪ ،(2‬وإلى غيرها من الروايات‪ ،‬وبالجملة فقد ثبت الحديث أيضا ً بتقديم الطاء‬
‫على المبالغة في البطيخ‪ ،‬وهي لغة حكاها صاحب المحكم )فائدة( قد مضى‬
‫التنصيص على حكمة ذلك‪ ،‬وأما كيفية ما كان يفعل‪ ،‬فيروى في حككديث عككن‬
‫أنس أنه كان يأخذ الرطب بيمينه‪ ،‬والبطيخ بيساره فيأكككل الرطككب بالبطيككخ‪،‬‬
‫وكان أحب الفاكهة إليه‪ ،‬أخرجككه الطككبراني فككي الوسككط‪ ،‬وأبككو الشككيخ فككي‬
‫الخلق النبوية)‪ ،(3‬وأبو عمرو النوقاني في البطيخ‪ ،‬وعن عبد الّله بن جعفككر‬
‫قال‪ :‬رأيت في يمين رسول الّله صلى الّله عليككه وسككلم قثككاء‪ ،‬وفككي شككماله‬
‫رطبككات‪ ،‬وهككو يأكككل مككن ذا مككرة‪ ،‬ومككن ذا مككرة‪ ،‬رواه الطككبراني أيضكا ً فككي‬
‫الوسط‪ ،‬وهما ضعيفان ]ص ‪.[272‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫)‪ (1‬يعني بلفظ‪ :‬البطيخ‪.‬‬
‫)‪ (2‬وحككديث‪ :‬ربيككع أمككتي العنككب والبطيككخ‪ ،‬موضككوع‪ ،‬وإن ذكككر فككي الجككامع‬
‫الصغير‪.‬‬
‫)‪ (3‬وهككو كتككاب نفيككس جككدير بككالطبع‪ ،‬توجككد منككه نسككخة قيمككة بمكتبككة‬
‫السكوريال‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫‪ - 651‬حديث‪ :‬الطرق ولو دارت‪ ،‬والبكر ولككو بككارت‪ ،‬معنككاه صككحيح‪ ،‬ويشككهد‬
‫للول‪} :‬وأتوا البيوت من أبوابها{‪ ،‬وللثككاني أحككاديث كككثيرة‪ ،‬منهككا فككي قصككة‬
‫جابر‪ :‬هل بكرًا‪.‬‬
‫‪ - 652‬حديث‪ :‬الطعام الحار ل بركة فيه‪ ،‬في‪ :‬أبردوا‪.‬‬
‫‪ - 653‬حديث‪ :‬طعام البخيل داء‪ ،‬وطعام الجواد دواء‪ ،‬الدارقطني في غرائب‬
‫مالك‪ ،‬والخطيب في المؤتلف‪ ،‬والديلمي في مسنده من جهة الحككاكم‪ ،‬وأبككو‬
‫علي الصدفي في عواليه‪ ،‬وابن عدي في كامله‪ ،‬من طريق أحمد بككن محمككد‬
‫بن شعيب السجزي‪ ،‬عن محمد بن معمر البحراتي عككن روح بككن عبككادة عككن‬
‫الثوري عن مالك عن نافع عن ابن عمر به مرفوعًا‪ ،‬ولفظ الخطيككب‪ :‬طعككام‬
‫السخي دواء‪ ،‬أو قككال‪ :‬شككفاء‪ ،‬وطعككام الشككحيح داء‪ ،‬ولفككظ بعضككهم‪ :‬طعككام‬
‫الكريم‪ ،‬قال شيخنا‪ :‬وهو حديث منكر‪ ،‬وقال الذهبي‪ :‬كذب‪ ،‬وقال ابن عككدي‪:‬‬
‫إنه باطل عن مالك‪ ،‬فيه مجاهيل وضعفاء‪ ،‬ول يثبت‪.‬‬
‫‪ - 654‬حديث‪ :‬طعككام الواحككد يكفككي الثنيككن‪ ،‬وطعككام الثنيككن يكفككي الثلثككة‪،‬‬
‫وطعام الثلثة يكفي الربعككة‪ ،‬متفككق عليككه عككن أبككي هريككرة مرفوعكًا‪ ،‬بككدون‬
‫الجملة الولى‪ ،‬ولكن بها ترجم البخاري‪ ،‬وقيل‪ :‬إنه أشار بالترجمة لرواية بهككا‬
‫ليست على شرطه‪ ،‬وفي لفظ لبن مككاجه عككن عمككر‪ :‬طعككام الواحككد يكفككي‬
‫الثنين‪ ،‬وإن طعام الثنين يكفي الثلثككة والربعككة‪ ،‬وإن طعككام الربعككة يكفككي‬
‫الخمسة والستة‪ ،‬وعند البزار من حديث سمرة نحككوه‪ ،‬وزاد فككي آخككره‪ :‬ويككد‬
‫الّله على الجماعة‪ ،‬وكذا وقع في حديث عبد الرحمن بن أبي بككر فكي قصكة‬
‫أضياف أبي بكر‪ ،‬فقال النبي صلى الّله عليه وسككلم‪ :‬مككن كككان عنككده طعككام‬
‫اثنيككن فليككذهب بثككالث‪ ،‬ومككن كككان عنككده طعككام أربعككة فليككذهب بخككامس أو‬
‫سادس‪ ،‬بل في مسلم من طريق العمش عن أبي سفيان ومن طريق ابككن‬
‫جريج وسفيان الثوري‪ ،‬كلهما عن أبي الزبير عن جابر رفعكه‪ :‬طعكام الواحكد‬
‫يكفي الثنين‪ ،‬وطعام الثنين يكفي الربعة‪ ،‬وطعككام الربعككة يكفككي الثمانيككة‪،‬‬
‫وبلفظ‪ :‬طعام الرجل يكفي رجليككن‪ ،‬وطعككام رجليككن يكفككي الربعككة‪ ،‬وطعككام‬
‫الربعة يكفي الثمانية‪ ،‬وصرح في طريق ابن جريكج بسكماع أبكي الزبيكر مكن‬
‫جابر)‪ ،(1‬وليس على شرط البخاري‪ ،‬فإنه وإن خرج لبي سككفيان لككم يخككرج‬
‫له إل مقرونا ً بأبي صالح‪ ،‬كلهما عككن جككابر‪ ،‬ومككع ذلككك فككالمخرج عنككده ]ص‬
‫‪ [273‬كذلك ثلثة أحاديث‪ ،‬وممن روى هذا الحديث أيضا ً عن أبي الزبيككر ابكن‬
‫لهيعة‪ ،‬وليس ابن لهيعة من شرط البخاري قطعًا‪ ،‬وللطبراني من حديث ابن‬
‫عمر ما يرشد إلى العلة في ذلك‪ ،‬وأوله‪ :‬كلوا جميعا ً ول تفرقوا‪ ،‬فككإن طعككام‬
‫الواحد يكفي الثنيككن‪ ،‬الحككديث‪ ،‬وأشككار إليككه الترمككذي‪ ،‬وإليهككا يككومئ حككديث‬
‫سمرة الماضي عن ابن مسعود في الطبراني‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫)‪ (1‬فانتفى تدليس أبي الزبير‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫‪ - 655‬حديث‪ :‬الطلق لمن أخذ بالساق‪ ،‬في‪ :‬إنما الطلق‪.‬‬
‫‪ - 656‬حديث‪ :‬الطلق يمين الفساق‪ ،‬وقع في عدة من كتب المالكيككة‪ ،‬حككتى‬
‫في شرح الرسالة للفاكهاني‪ ،‬جازمين بعزوه للنككبي صككلى الل ّككه عليككه وسككلم‬
‫بلفظ‪ :‬ل تحلفوا بالطلق ول بالعتاق‪ ،‬فإنهما من يمين الفساق‪ ،‬وسلفهم ابككن‬
‫حبيب أظنه في الواضحة وكأنه سلف صاحبها في قككوله‪ :‬ويككؤدب مككن حلككف‬
‫بطلق‪ ،‬ويلزمه‪ ،‬قكال الفاكهكاني‪ :‬وهكذا إنمكا يجيكء علكى القكول بتحريمكه ل‬
‫كراهته‪ ،‬إذ المكروه جائز شرعًا‪ ،‬والجائز ل يؤدب عليه‪ ،‬ول يككذم فككاعله‪ ،‬فلككو‬
‫ذم لكان كالحرام‪ ،‬وإذا لم يذم فكيف يؤدب‪ ،‬فتككأمله‪ ،‬انتهككى‪ .‬وكككل هككذا بنككاء‬
‫على وروده فضل ً عن ثبوته‪ ،‬ولم أقف عليه‪ ،‬وأظنه مدرجًا‪ ،‬فأوله وارد دونككه)‬
‫‪ ،(1‬والّله أعلم‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫)‪ (1‬روى ابككن عسككاكر عككن أنككس مرفوع كًا‪ :‬مككا حلككف بككالطلق مككؤمن‪ ،‬ول‬
‫استحلف به إل منافق‪ ،‬وهو ضعيف‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫‪ - 657‬حديث‪ :‬طلب الستقادة من النبي صككلى الل ّككه عليككه وسككلم‪ ،‬أبككو داود‬
‫والنسائي عن أبي سعيد‪ ،‬بينما رسككول الل ّككه صككلى الل ّككه عليككه وسككلم يقسككم‬
‫قسما ً أقبل رجل فأكب عليه‪ ،‬فطعنه بعرجون فجككرح بككوجهه‪ .‬فقككال رسككول‬
‫الّله صلى الّله عليه وسلم‪ :‬تعال فاستقد‪ ،‬فقال‪ :‬بل عفوت يا رسككول الل ّككه؟‪.‬‬
‫وللبيهقي في الجنايات من سننه من جهة مالك عن أبي النضككر وغيككره أنهككم‬
‫أخبروه أن رسول الّله صلى الّله عليه وسلم رأى رجل ً متخلفًا‪ ،‬فطعنه بقككدح‬
‫كان في يده‪ ،‬ثم قال‪ :‬ألم أنهكم عن مثل هذا؟ فقال الرجل‪ :‬يا رسول الّله؟‬
‫إن الّله قد بعثك بالحق‪ ،‬وإنك قد عقرتني‪ ،‬فألقى إليه القدح‪ ،‬وقككال‪ :‬اسككتقد‪،‬‬
‫فقال الرجل‪ :‬إنك طعنتنكي‪ ،‬وليككس علككي ثكوب وعليككك قميكص‪ ،‬فكشكف لكه‬
‫رسول الّله صلى الّله عليه وسلم عن بطنه‪ ،‬فأكب عليه الرجل فقبلككه‪ ،‬وهككو‬
‫منقطع‪ ،‬وأسنده البيهقي من وجه آخر ضعيف فيه الكديمي‪ ،‬وعنده أيضا ً مككن‬
‫حديث عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبيه قككال‪ :‬كككان أسككيد بككن حضككير رجل ً‬
‫ضاحكا ً ]ص ‪ [274‬مليحًا‪ ،‬فبينا هو عند رسككول الّلكه صكلى الّلكه عليكه وسكلم‬
‫يحدث القوم ويضحكهم‪ ،‬فطعن رسول الّله صلى الل ّككه عليككه وسككلم بأصككبعه‬
‫في خاصرته‪ ،‬فقال‪ :‬أوجعتني قال‪ :‬فككاقتص‪ ،‬قككال‪ :‬يككا رسككول الل ّككه إن عليككك‬
‫قميصا ً ولم يكن علي قميص؟ قال‪ :‬فرفع رسول الّله صلى الّله عليه وسككلم‬
‫قميصه‪ ،‬قال‪ :‬فاحتضنه‪ ،‬ثم جعل يقبككل كشككحه‪ ،‬فقككال‪ :‬بككأبي أنككت وأمككي يككا‬
‫رسول الّله‪ ،‬أردت هذا‪ ،‬وقال الذهبي‪ :‬إسناده قوي‪ ،‬وروى ابككن إسككحاق عككن‬
‫حسان بن واسع عن أشياخ من قومه أن رسول الّله صلى الّله عليككه وسككلم‬
‫عدل الصفوف يوم بدر‪ ،‬وفي يده قككدح‪ ،‬فمككر بسككواد بككن غزيككة فطعككن فككي‬
‫بطنه‪ ،‬فقال‪ :‬أوجعتني فأقدني‪ ،‬فكشف عن بطنه‪ ،‬فاعتنقه وقبل بطنه‪ ،‬فدعا‬
‫له بخير‪ ،‬قال ابن عبد البر‪ :‬وجدت هذه القصة لسواد بككن عمككرو)‪ ،(1‬انتهككى‪.‬‬
‫لكن التعدد غير ممتنع سيما مع اختلف السبب‪ ،‬وروى عبد الكرزاق عكن ابكن‬
‫جريج عن جعفر بن محمد عكن أبيكه أن النكبي صكلى الّلكه عليكه وسكلم ككان‬
‫يتخضر بعرجون‪ ،‬فأصاب بككه سككواد بككن غزيككة‪ ،‬وأخرجككه البغككوي مككن طريككق‬
‫عمرو بن سليط عن الحسن عن سواد بن عمر‪ ،‬وكان يصككيب مككن الخلككوق‪،‬‬
‫فنهاه النبي صكلى الّلكه عليككه وسككلم‪ ،‬وفيهككا‪ :‬ولقيككه ذات يككوم ومعككه جريككدة‬
‫فطعنه في بطنه‪ ،‬فقال‪ :‬أقدني يا رسول الّله فكشف عن بطنككه‪ ،‬فقككال لككه‪:‬‬
‫اقتص فألقى الجريدة وطفق يقبله‪ ،‬قال الحسن‪ :‬حجزه السلم‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫)‪ (1‬ذكرت حديثه مع أحاديث أخرى في كتابي "إعلم النبيل بجواز التقبيل"‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫‪ - 658‬حديث‪ :‬طلب الحق غربة‪ ،‬الهروي في ذم الكلم‪ ،‬أو منازل السائرين)‬
‫‪ (1‬له بسند صوفي إلى جعفر بن محمد عن آبائه إلى علككي رفعككه بككه‪ ،‬وكككذا‬
‫أخرجه الكديلمي فكي مسكنده فقكال‪ :‬أنكا أبكو بككر أحمكد بكن سكهل السكراج‬
‫الصوفي إذنا ً عن أبي طالب حمزة بن محمد الجعفري عككن عبككد الواحككد بككن‬
‫أحمد الهاشمي عن أحمد بن منصور بن يوسكف الكواعظ بكن علن بكن يزيكد‬
‫الدينوري‪ ،‬عن جعفر بن محمد الصوفي عن الجنيككد عككن السككري السككقطي‪،‬‬
‫عن معروف الكرخي عن جعفر بن محمد عن أبيه عككن جككده عككن علككي بككه‪،‬‬
‫ومن هذا الوجه أخرجه ابن عساكر في تاريخه مسلسل ً أيضا ً بالصوفية‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫)‪ (1‬بل في منازل السائرين‪ ،‬ورواه الحكيم الترمذي وأبو ُنعيم أيضًا‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫‪ - 659‬حديث‪ :‬طلب خاتمة خير‪ ،‬قال الشككهاب ابككن رسككلن‪ :‬لككم أزل أسككمع‬
‫ل‪ ،‬حتى ظفرت به في‬ ‫في ألسنة الناس الدعاء بخاتمة الخير‪ ،‬ولم أجد له أص ً‬
‫الحلية من طريق الصلت بن عاصم المرادي عن أبيككه عككن وهككب بككن منبككه‪،‬‬
‫قككال‪ :‬لمككا أهبككط الل ّككه آدم إلككى ]ص ‪ [275‬الرض اسككتوحش لفقككد أصككوات‬
‫الملئكة‪ ،‬فهبط عليه جبريل عليه فقال‪ :‬يا آدم هل أعلمك شيئا ً تنتفع بككه فككي‬
‫الدنيا والخككرة؟ قككال‪ :‬بلكى‪ ،‬قككال‪ :‬قكل‪ :‬الّلهكم أدم لككي النعمككة حكتى تهنينكي‬
‫المعيشة‪ ،‬الّلهم اختم لي بخير حتى ل تضككرني ذنككوبي‪ ،‬الّلهككم اكفنككي مؤونككة‬
‫الدنيا وكل هول في القيامة حتى تدخلني الجنة‪ ،‬قلت‪ :‬بل يروى فككي أدعيتككه‬
‫صلى الّله عليه وسلم الدعاء بخاتمة خيككر‪ ،‬وقككد سككلف عنككه وعككن أبككي بكككر‬
‫الصديق في‪ :‬العمال بالخواتيم‪ ،‬ورأى بعض الصالحين النبي صلى الّله عليككه‬
‫وسلم في النوم فقال‪ :‬يا رسول الّله ادع لي‪ ،‬قال‪ :‬فحسر عن ذراعيه‪ ،‬ودعا‬
‫له كثيرا ً ثم قال‪ :‬ليكن جل ما تدعو به‪ :‬الّلهم اختم لنككا بخيككر‪ ،‬رواه ابككن أبككي‬
‫الدنيا في المنامات‪ ،‬ومما قال بعض السادات‪ :‬أنه ينفع في ذلك قول‪ :‬يا حي‬
‫يا قيوم‪ ،‬ل إله إل أنت‪ ،‬أربعين مرة)‪ (1‬ختم الّله له بخير‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫)‪ (1‬بين سنة الفجر‪ ،‬وصلة الصبح‪ ،‬وكان ابن تيمية يزيد في آخره‪ :‬برحمتككك‬
‫أستغيث‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫‪ - 660‬حديث‪ :‬طلب العلم فريضة على كككل مسككلم‪ ،‬ابككن مككاجه فككي سككننه‪،‬‬
‫وابن عبد البر في العلككم لككه مككن حككديث حفككص بككن سككليمان عككن كككثير بككن‬
‫ظير‪ ،‬عن محمد بن سيرين عن أنس به مرفوعا ً بزيادة‪ :‬وواضع العلم عند‬ ‫شن ْ ِ‬
‫ِ‬
‫غير أهله كمقلد الخنازير الجوهر واللؤلؤ والذهب‪ ،‬وحفككص ضككعيف جككدًا‪ ،‬بككل‬
‫اتهمه بعضهم بالكذب والوضع‪ ،‬وقيل عن أحمد‪ ::‬إنه صالح‪ ،‬ولكككن لككه شككاهد‬
‫عند ابكن شكاهين فكي الفكراد‪ ،‬وروينكاه فكي ثكاني السكمعونيات مكن حكديث‬
‫موسى بن داود‪ ،‬حدثنا حماد بن سلمة عكن قتكادة عكن أنكس بكه‪ ،‬وقكال ابكن‬
‫شاهين‪ :‬إنه غريب‪ ،‬قلت‪ :‬ورجاله ثقات‪ ،‬بل يروى عن نحو عشرين تابعيا ً عن‬
‫أنس كإبراهيم النخعي وإسحاق بن عبد الّله بن أبي طلحة‪ ،‬وثككابت ولككه عنككه‬
‫طرق‪ ،‬وحميد والزبير بن الحريت وزياد بن ميمككون أبككي عمككار أو ابككن عمككار‬
‫وسلم الطويل وطريف بن سليمان أبي عاتكككة‪ ،‬وقتككادة والمثنككى بككن دينككار‪،‬‬
‫ومحمد بن مسلم الزهري‪ ،‬ومسككلم العككور‪ ،‬كلهككم عككن أنككس ولفككظ حميككد‪:‬‬
‫طلب الفقه محتم واجب على كل مسكلم‪ ،‬ولزيكاد مكن الزيكادة‪ :‬والّلكه يحكب‬
‫إغائة اللهفان‪ ،‬ولبي عاتكة في أوله‪ :‬اطلبككوا العلككم ولككو بالصككين‪ ،‬وفككي كككل‬
‫منها مقال‪ ،‬ولذا قال ابن عبد البر‪ :‬إنه يروى عن أنس من وجوه كثيرة‪ ،‬كلهككا‬
‫معلولة ل حجة في شيء منها عند أهككل العلككم بالحككديث مككن جهككة السككناد‪،‬‬
‫وقككال الككبزار‪ :‬إنككه روي عككن أنككس بأسككانيد واهيككة‪ ،‬قككال‪ :‬وأحسككنها مككا رواه‬
‫إبراهيم بن سلم عن حماد بن أبي سليمان عن إبراهيم النخعي عن أنس به‬
‫مرفوعًا‪ .‬قال‪ :‬ول نعلم أسند النخعي عن أنس سواه‪ ،‬وإبراهيككم بككن سككلم ل‬
‫نعلم ]ص ‪ [276‬روى عنه إل أبو عاصم‪ ،‬وهو عند البيهقي في الشعب‪ ،‬وابككن‬
‫عبد البر في العلم‪ ،‬وتمام في فوائده مككن طريككق عبككد القككدوس بككن حككبيب‬
‫الدمشقي الوحاظي‪ ،‬عن حماد‪ ،‬وأما أبو بكر ابن أبي داود السجستاني فككإنه‬
‫أورده عن جعفر بن مسافر النفيسي حدثنا يحيى بن حسان عن سليمان بككن‬
‫قَْرم‪ ،‬عن ثابت البناني عن أنس به وقال‪ :‬سمعت أبي يقول‪ :‬ليس فيه أصككح‬
‫ي‬
‫من هذا‪ ،‬وكذا رواه ابن عبد البر من جهكة جعفكر‪ ،‬بكل وفكي البكاب عكن أبك ّ‬
‫وجابر وحذيفة والحسين بن علي وسلمان وسمرة وابككن عبككاس وابككن عمككر‬
‫وابن مسعود وعلي ومعاوية بن حيدة ونككبيط بككن شككريط وأبككي سككعيد وأبككي‬
‫هريرة وأم المؤمنين عائشة‪ ،‬وعائشة ابنة قدامة‪ ،‬وأم هانئ‪ ،‬وآخرين‪ ،‬وبسط‬
‫الكلم في تخريجها العراقي في تخريجه الكبير للحياء)‪ ،(1‬ومع هذا كله قال‬
‫البيهقي‪ :‬متنه مشهور‪ ،‬وإسناده ضعيف‪ ،‬وقككد روي مككن أوجككه كلهككا ضككعيفة‪،‬‬
‫وسبقه المام أحمد فيما حكاه ابن الجوزي في العلل المتناهيككة عنككه فقككال‪:‬‬
‫إنه لم يثبت عندنا في هذا الباب شيء‪ ،‬وكذا قال إسحاق بن راهويه‪ :‬إنه لككم‬
‫يصح‪ ،‬أما معناه فصحيح في الوضوء والصلة والزكاة إن كان لككه مككال‪ ،‬وكككذا‬
‫الحككج وغيككره‪ ،‬وتبعككه ابككن عبككد الككبر بزيككادة إيضككاح وبيككان‪ ،‬وقككال أبككو علككي‬
‫النيسابوري الحافظ‪ :‬إنه لم يصح عن النبي صلى الّله عليه وسلم فيه إسناد‪،‬‬
‫ومثل به ابن الصلح للمشهور الذي ليس بصحيح وتبع في ذلك أيضا ً الحاكم‪،‬‬
‫ولكن قال العراقي‪ :‬قد صحح بعض الئمة بعض طرقه كما بينته فككي تخريككج‬
‫الحياء‪ ،‬وقال المزي‪ :‬إن طرقه تبلغ به رتبككة الحسككن‪ ،‬وقككال غيككره‪ :‬أجودهككا‬
‫طريق قتادة وثابت كلهما عن أنس‪ ،‬وطريق مجاهد عن ابن عمر‪ ،‬وقال ابن‬
‫القطان صاحب ابن ماجه في كتاب العلل عقب إيككراده لككه مككن جهككة سككلم‬
‫الطويل عن أنس‪ :‬إنه غريب حسن السناد‪ ،‬وقال البيهقي في المككدخل‪ :‬أراد‬
‫‪ -‬والّله أعلم ‪ -‬العلم العام الذي ل يسع البالغ العاقل جهله أو علككم مككا يطككرأ‬
‫له خاصة‪ ،‬أو أراد أنه فريضة على كل مسلم حتى يقوم به من فيككه الكفايككة‪،‬‬
‫ثم أخرج عن ابن المبككارك أنككه سككئل عككن تفسككيره فقككال‪ :‬ليككس هككذا الككذي‬
‫تظنون‪ ،‬إنما طلب العلكم فريضكة أن يقكع الرجكل فكي شكيء مكن أمكر دينكه‬
‫فيسأل عنه حتى يعلمه ]ص ‪.[277‬‬

‫تنبيه‪ :‬قد ألحق بعض المصنفين بآخر هذا الحديث "ومسلمة" وليس لها ذكككر‬
‫في شيء من طرقه وإن كان معناها صحيحًا‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫)‪ (1‬واستوعب شقيقنا أبو الفيض طرقه في جزء "المسهم في طرق حديث‬
‫طلب العلم فريضة على كل مسلم" وحكم بصحته‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫‪ - 661‬حديث‪ :‬طلب كسب الحلل فريضة بعد الفريضة‪ ،‬في‪ :‬كسب الحلل‪.‬‬
‫‪ - 662‬حديث‪ :‬طوبى لمن تواضع في غير منقصة‪ ،‬وذل في نفسككه مككن غيككر‬
‫مسكنة‪ ،‬وخالط أهل الفقه والحكمة‪ ،‬طوبى لمن علم بعلمه‪ ،‬وأنفككق الفضككل‬
‫من ماله‪ ،‬وأمسك الفضل من قوله‪ ،‬العسكككري مككن حككديث فصككيح العنسككي‬
‫عن ركب المصري بككه مرفوع كًا‪ ،‬وهككو عنككد البخككاري فككي تككاريخه‪ ،‬والبغككوي‪،‬‬
‫والبارودي‪ ،‬وابن شاهين وآخرين‪ ،‬وسنده ضعيف حتى قال ابكن حبككان‪ :‬إنكه ل‬
‫يعتمد عليه‪ ،‬وإن قال ابن عبد البر‪ :‬إنه حديث حسن فيه آداب‪ ،‬فالظككاهر أنككه‬
‫عنى اللغوي‪ ،‬إذ لفظه حسن‪.‬‬
‫‪ - 662‬حديث‪ :‬طوبى لمن شغله عيبه عن عيوب الناس‪ ،‬الديلمي عككن أنككس‬
‫به مرفوعًا‪ ،‬وفي الباب عن الحسن بن علي وأبي هريرة‪.‬‬
‫‪ - 664‬حديث‪ :‬طوبى لمن طال عمره وحسن عمله‪ ،‬الطبراني عن عبد الل ّككه‬
‫بن بسر به مرفوعًا‪ ،‬وفيككه بقيككة‪ ،‬وقككد عنعنككه‪ ،‬وفككي البككاب عككن أبككي بكككرة‪،‬‬
‫أخرجه الترمذي بلفظ‪ :‬خير النككاس مكن طككال عمككره وحسككن عملككه‪ ،‬وقككال‪:‬‬
‫حسن صحيح‪.‬‬
‫‪ - 665‬حديث‪ :‬طول اللحية دليل قلة العقككل‪ ،‬يككروى عككن عمككرو بككن العككاص‬
‫رفعه‪ :‬اعتبروا عقل الرجل في ثلث في طول لحيته‪ ،‬وكنيته‪ ،‬ونقش خككاتمه‪،‬‬
‫أسنده الديلمي‪ ،‬وهككو واه‪ ،‬ويقككال‪ :‬أن علككي بككن حجككر نظككر إلككى لحيككة أبككي‬
‫الدرداء عبد العزيز بن القاضي منيب‪ ،‬فقال‪:‬‬
‫ليس بطول اللحى * تستوجبون القضا‬
‫إن كان هذا كذا * فالتيس عدل رضي‬
‫وفي لفظ نحوه‪ ،‬وأنه مكتوب في التوراة‪ :‬ل يغرنك طول اللحى فإن الككتيس‬
‫له لحية‪.‬‬
‫‪ - 666‬حديث‪ :‬طينة المعتق من طينة المعِتق‪ ،‬ابن لل والديلمي من وجهين‬
‫]ص ‪ [278‬عن ابن عباس به مرفوعًا‪ ،‬وهو بأحدهما عند الحلبككي فككي روايككة‬
‫البناء عن البككاء مككن العباسككيين‪ ،‬ورواه ابككن شككاهين مككن حككديث أحمككد بككن‬
‫إبراهيم البزوري الموصلي سككمعت المككأمون‪ ،‬أبككي سككمعت جككدي عككن ابككن‬
‫عباس‪ :‬سمعت العباس يذكره‪ ،‬وهو كما قال الذهبي في البزوري من ميزانه‬
‫منقطع كما ترى‪ ،‬قال شيخنا‪ :‬فلعككل المهككدي أو المنصككور سككمعه مككن شككيخ‬
‫كذاب فأرسله عن ابن عباس‪ ،‬فيتخلص بهذا البزوري من العهدة‪.‬‬
‫‪ - 667‬حديث‪ :‬طي القماش يزيد في زيككه‪ ،‬الككديلمي عككن جككابر رفعككه‪ :‬طككي‬
‫الثوب راحته‪ ،‬وفي لفظ له بل سند‪ :‬إذا خلعتكم ثيكابكم فاطووهككا ترجكع إليهككا‬
‫أنفاسها‪ ،‬وهو عند الطبراني في الوسط‪ ،‬من حديث عمر بن موسى)‪ (1‬عن‬
‫أبي الزبير عن جابر رفعككه بلفككظ‪ :‬اطككووا ثيككابكم ترجككع إليهككا أرواحهككا‪ ،‬فككإن‬
‫الشيطان إذا وجد ثوبا ً مطويا ً لم يلبسه‪ ،‬وإذا وجده منشورا ً لبسه‪ ،‬وقال‪ :‬إنككه‬
‫ل يروى عن النبي صلى الّله عليه وسلم إل بهككذا السككناد‪ ،‬وكلهككا واهيككة‪ ،‬بككل‬
‫للطبراني في الوسط عن عائشة قالت‪ :‬كان لرسول الّله صككلى الل ّككه عليككه‬
‫وسلم ثوبان‪ ،‬يلبسهما في جمعته‪ ،‬فإذا انصككرف طويناهمككا إلككى مثلككه‪ ،‬وفككي‬
‫رابع عشر المجالسة من حديث بكر العابد قال‪ :‬كان لسفيان الثككوري عبككاءة‬
‫يلبسها بالنهار‪ ،‬ويرتدي بها‪ ،‬فكان إذا جاء الليل طواهككا وجعلهككا تحككت رأسككه‪،‬‬
‫وقال‪ :‬بلغني أن الثوب إذا طوي رجع ماؤه إليه‪ ،‬وكذا مما اشتهر على بعككض‬
‫اللسنة‪ :‬اطووا ثيابكم بالليل ل يلبسها الجن قتوسككخ‪ ،‬لككم أره‪ ،‬وفككي كلمككات‬
‫بعضهم أنها تقول‪ :‬اطوني ليل ً أجملك نهارا ً ]ص ‪.[279‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫)‪ (1‬هو الوجيهي الشامي‪ ،‬رضا‪.‬‬

‫حرف الظاء المعجمة‬


‫‪ - 668‬حككديث‪ :‬الظككالم عككدل الّلككه فككي الرض ينتقككم بككه‪ ،‬أو ينتقككم منككه‪،‬‬
‫الطبراني في الوسط في ترجمككة جعفككر بككن محمككد بككن ماجككد مككن طريككق‬
‫الحجاج بن أرطأة عن محمد بككن المنكككدر عككن جككابر رفعككه‪ :‬إن الل ّككه يقككول‪:‬‬
‫أنتقم ممن ُأبِغض بمن أبغض‪ ،‬ثم أصير كل ً إلككى النككار‪ ،‬وسككاقه الككديلمي فككي‬
‫الفردوس بل إسناد عن جابر رفعه‪ ،‬بلفظ‪ :‬يقول الّله عككز وجككل أنتقككم ممككن‬
‫أبغض‪ ،‬لمن أبغض‪ ،‬ثم أصيرهما إلى النككار‪ ،‬وهككو فككي الرابككع مككن المجالسككة‬
‫للدينوري‪ ،‬ورابع عشرها من طريق الحجاج بن أرطأة‪ ،‬عن ابككن المنكككدر أنككه‬
‫قال‪ :‬يقول الّله عز وجل‪ :‬أنتصر لمن أبغض ممن أبغككض‪ ،‬ثككم أص كّير كل ً إلككى‬
‫النار‪ ،‬وكذا في ترجمة مالك بن دينار من الحلية ‪ -‬مما هو في صفة المنافق‪،‬‬
‫للغرباني ‪ -‬أنه قال‪ :‬قرأت في الزبور إني لنتقم من المنككافق بالمنككافق‪ ،‬ثككم‬
‫أنتقم من المنافقين جميعًا‪ ،‬ونظير ذلك في كتاب الّله تعالى }وكككذلك نككولي‬
‫بعض الظالمين بعضا ً بما كانوا يكسبون{‪ ،‬وفي ترجمة علككي بككن عثككام‪ ،‬مككن‬
‫تاريخ دمشق لبن عساكر‪ ،‬أنه قال‪ :‬كان يقال مككا انتقككم الل ّككه لقككوم إل بشككر‬
‫منهم‪ ،‬وقد قرأت بخط شيخنا في بعككض فتككاويه هككذا الحككديث ل أستحضككره‪،‬‬
‫ومعناه دائر على اللسنة‪ ،‬وعلى تقدير وجككوده فل إشكككال فيككه‪ ،‬بككل الروايككة‬
‫بلفظ‪ :‬عدل الّله أظهر في المعنى من الروايككة بلفككظ عبككد الل ّككه‪ ،‬وأمككا قككول‬
‫القائل كيف يجوز وصفه بككالظلم‪ ،‬وينسككب إلككى أنككه عككدل مككن الل ّككه تعككالى؟‬
‫فجوابه‪ :‬أن المراد بالعدل هنا ما يقابل بالفضل‪ ،‬والعدل أن يعامككل كككل أحككد‬
‫بفعله‪ ،‬إن خيرا ً فخير‪ ،‬وإن شرا ً فشر‪ ،‬والفضل أن يعفككو مثل ً عككن المسككيء‪،‬‬
‫وهككذا علككى طريككق أهككل السككنة بخلف المعتزلككة‪ ،‬فككإنهم يوجبككون عقوبككة‬
‫المسيء‪ ،‬ويدعون أن ذلك هو العدل‪ ،‬ومكن ثككم سكموا أنفسكهم أهكل العكدل‬
‫والعدلية‪ ،‬وإلى ما صار إليه أهل السنة يشككير قككوله تعككالى }قككال رب احكككم‬
‫بالحق{ أي ل تمهل الظالم‪ ،‬ول تتجككاوز عنككه‪ ،‬بككل عجككل عقككوبته‪ ،‬لكككن الل ّككه‬
‫يمهل من يشاء ويتجاوز عمن يشاء‪ ،‬ل يسأل عمككا يفعككل‪ ،‬وسككبقه إلككى نفككي‬
‫وجوده أيضا ً الزركشكي‪ ،‬فقكال‪ :‬لكم أجكده‪ ،‬لككن معنكاه مرككب مكن حكديثين‬
‫صحيحين‪ :‬أحدهما‪ :‬إن الّله يؤيد هذا ]ص ‪ [280‬الدين بالرجل الفككاجر‪ ،‬وفككي‬
‫رواية النسائي‪ :‬بقوم ل خلق لهككم‪ ،‬ثانيهمككا‪ :‬إن الل ّككه يمهككل الظككالم حككتى إذا‬
‫أخذه لم يفلته‪ ،‬وفي حادي الرواح لبن القيم ما نصه‪ :‬وفي الثر إن الّله عككز‬
‫وجل خلق خلقا ً من غضبه‪ ،‬وأسكنهم بالمشرق ينتقم بهم ممن عصاه‪.‬‬
‫‪ - 669‬حديث‪ :‬الظلم ظلمات يككوم القيامككة‪ :‬متفككق عليككه عككن ابككن عمككر بككه‬
‫مرفوعًا‪.‬‬
‫‪ - 670‬حديث‪ :‬الظلم كمين في النفس‪ ،‬ذكر في‪ :‬الجبروت‪.‬‬
‫‪ - 671‬حديث‪ :‬ظلم دون ظلم‪ ،‬أحمد في اليمان له‪ ،‬وإسماعيل القاضي في‬
‫أحكام القرآن له من حديث ابن جريج‪ ،‬عن عطاء في قوله }ومن لككم يحكككم‬
‫بما أنزل الّله{ قككال كفككر دون كفككر وظلككم دون ظلككم‪ ،‬وفسككق دون فسككق‪،‬‬
‫وعند أحمد وحده من حديث ابن طاوس عن أبيه عن ابن عباس معنككاه‪ ،‬وبككه‬
‫ترجم البخاري في صحيحه فقال‪ :‬باب ظلككم دون ظلككم‪ ،‬وسككاق فيهكا حككديث‬
‫علقمة عن ابن مسعود لما نزلت }الذين آمنوا ولم يلبسككوا إيمككانهم بظلككم{‬
‫قال أصحاب رسول الّله صلى الّله عليه وسلم‪ :‬أينككا لككم يظلككم‪ .‬فككأنزل الل ّككه‬
‫تعالى }إن الشرك لظلم عظيم{‪.‬‬

‫)‪ (672‬حديث‪ :‬ظهر المؤمن قبلة‪ ،‬ل أعرفه‪ ،‬ومعنكاه صكحيح‪ ،‬بكالنظر‬
‫للكتفاء به في السترة كالكتفاء بالصلة إلى الراحلة على ما صح بككه الخككبر‪،‬‬
‫وفعله ابن عمر‪ ،‬ونحوه حديث‪ :‬سترة المام سترة من خلفككه‪ ،‬ولكككن يككروى‪:‬‬
‫ظهر المؤمن حمى إل في حد من حدود الّله‪ ،‬أخرجه العسكري عن عائشككة‪،‬‬
‫وأبو ُنعيككم ومككن جهتككه الككديلمي عككن عقبككة بككن مالككك‪ ،‬كلهمككا مرفوعكا ً بككه‪،‬‬
‫والمعنككى أنككه ل يضككرب ظهككره إل فككي حككد مكن الحككدود‪ ،‬وهككو نظيككر قككوله‪:‬‬
‫المعاصي حمى الّله ]ص ‪.[281‬‬

‫حرف العين المهملة‬


‫)‪ (673‬حديث‪ :‬العار خير من النار‪ ،‬قاله الحسن بن علي بن أبي طالب‬
‫رضي الّله عنهما حين قال له أصحابه‪ ،‬لما أذعن لمعاوية‪ ،‬خوفا ً من قتل مككن‬
‫لعله يموت من المسلمين بين الفريقين‪ ،‬بحيث انطبق ذلك مككع قككوله صككلى‬
‫الّله عليه وسلم‪ :‬ابني هذا سيد‪ ،‬وسيصلح الّله به بين فئتين مككن المسككلمين‪:‬‬
‫يا عار المؤمنين‪ ،‬أخرجه أبو عمر ابن عبد البر فككي ترجمتككه مكن السككتيعاب‪،‬‬
‫وفي لفظ عنده أيضًا‪ :‬أنه قيل له يا مذل المككؤمنين‪ ،‬فقككال‪ :‬إنككي لككم أذلهككم‪،‬‬
‫ولكني كرهت أن أقتلهم في طلب الملك‪.‬‬

‫)‪ (674‬حديث‪ :‬العائد في هبته كالكلب يعود في قيئه‪ ،‬متفق عليه عن‬
‫ابن عباس به مرفوعًا‪.‬‬
‫)‪ (675‬حديث‪ :‬عالم قريش يمل الرض علمًا‪ ،‬الطيالسي في مسنده من‬
‫جهة الجارود عن أبي الحوص‪ ،‬عن ابن مسعود به مرفوعًا‪ :‬ل تسبوا قريشكًا‪،‬‬
‫ل‪ ،‬فككأذق‬‫فإن عالمها يمل الرض علمًا‪ ،‬الّلهككم إنككك أذقككت أولهككا عككذابا ً أو وبككا ً‬
‫ل‪ ،‬والجاورد مجهول‪ ،‬والراوي عنه مختلف فيه‪ ،‬وله شواهد عن أبي‬ ‫آخرها نوا ً‬
‫هريرة في تاريخ بغداد للخطيب من حديث وهب بن كيسان عنه رفعه‪ :‬الّلهم‬
‫اهد قريشًا‪ ،‬فإن عالمهككا يمل طبككاق الرض علمكًا‪ ،‬الّلهككم كمككا أذقتهككم عككذابا ً‬
‫ل‪ ،‬دعا بها ثلث مرات‪ ،‬وراويه عن وهب فيككه ضككعف‪ ،‬وعككن علككي‬ ‫فأذقهم نوا ً‬
‫وابن عباس‪ ،‬وكلهما في المدخل للككبيهقي‪ ،‬وثانيهمككا عنككد أحمككد والترمككذي‪،‬‬
‫وقال‪ :‬حسن‪ ،‬بلفظ‪ :‬الّلهم اهد قريشكًا‪ ،‬فككإن علككم العلككم منهككم يسككع طبككاق‬
‫الرض‪ ،‬في آخرين‪ .‬وهو منطبق على إمامنا الشافعي) ‪ ،(1‬ويؤيده قول أحمد‬
‫رحمه الّله‪ ،‬كما في المدخل أيضًا‪ :‬إذا سئلت عن مسألة ل أعرف فيها خككبرا ً‬
‫أخذت فيها بقول الشافعي‪ ،‬لنككه إمككام عككالم مككن قريككش‪ ،‬قككال‪ :‬وروي عككن‬
‫النبي صلى الّله عليه وسلم أنه قال‪ :‬عككالم قريككش يمل الرض علمكا ً انتهككى‪،‬‬
‫فما كان المام أحمد ليذكر حديثا ً موضوعا ً يحتج به أو يستأنس به للخذ فككي‬
‫الحكام بقول شيخه الشافعي‪ ،‬وإنما أورده بصيغة التمريض احتياطككا ً للشككك‬
‫في ضعفه‪ ،‬فإن إسككناده ل يخلككو ]ص ‪ [282‬مككن ضككعف‪ ،‬قككاله العراقككي ردا ً‬
‫على الصغاني في زعمه‪ :‬أنه موضوع‪ ،‬بل قد جمع شككيخنا طرقككه فككي كتككاب‬
‫سماه "لذة العيش في طرق حديث الئمة من قريش"‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫)‪ (1‬وحمله بعضهم على علي عليه السلم‪ ،‬وأغرب القاري فقال‪ :‬المككراد بككه‬
‫النبي عليه السلم‪ ،‬وهذا من تعنته على الشافعية‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫‪ - 676‬حديث‪ :‬العائلة ولو بنت‪ ،‬في‪ :‬الدين ولو درهم‪.‬‬
‫‪ - 677‬حديث‪ :‬العبد من طينة موله‪ ،‬في‪ :‬طينة المعتق‪.‬‬
‫‪ - 678‬حديث‪ :‬العبيد إذا جاعوا سرقوا‪ ،‬في‪ :‬إن السود‪.‬‬
‫‪ - 679‬حديث‪ :‬عجب ربنا من شككاب ليسككت لككه صككبوة‪ ،‬فككي‪ :‬إن الل ّككه يحككب‬
‫الشاب التائب‪.‬‬
‫‪ - 680‬حديث‪ :‬العجلة من الشيطان‪ ،‬في‪ :‬التأني‪.‬‬
‫‪ - 681‬حككديث‪ :‬العككداوة فككي الهككل‪ ،‬والحسككد فككي الجيككران‪ ،‬والمنفعككة فككي‬
‫الخوان‪ ،‬لم أقف عليه حديثًا‪ ،‬وإنما رويناه في شعب اليمان للبيهقي وغيككره‬
‫من طريق بشر بن الحارث قوله‪ ،‬بلفظ‪ :‬في القرابة ل‪ :‬الهل‪.‬‬
‫‪ - 682‬حديث‪ :‬عداوة العاقكل‪ ،‬ول صكحبة المجنكون‪ ،‬هكو كلم صكحيح‪ ،‬ولككن‬
‫يروى عن عمر بن الخطاب رفعه‪ :‬استعيذوا الّله من ثلث‪ ،‬وذكر منها معاداة‬
‫العاقل‪.‬‬
‫‪ - 683‬حديث‪ :‬العدس‪ ،‬في قدس‪.‬‬
‫‪ - 684‬حديث‪ :‬عدو المرء من يعمل بعمله‪ ،‬ما علمته حديثًا‪ ،‬ولكن قد اعتمككد‬
‫معناه بعض العلماء في الشهادات مع قول الشككاعر‪ :‬والخككارب اللككص يحككب‬
‫الخاربا‬
‫الذي ظاهره التنافي للجمع بينهما‪.‬‬
‫‪ - 685‬حديث‪ :‬العدة دين‪ ،‬الطبراني في الوسط‪ ،‬والقضككاعي وغيرهمككا مككن‬
‫حديث ابن مسعود أنه قال‪ :‬ل يعد أحدكم صبيه‪ ،‬ثم ل ينجز لككه‪ ،‬فككإن رسككول‬
‫الّله صلى الّله عليه وسلم قال‪ :‬وذكره‪ ،‬ولفظه عند أبي ُنعيم في الحلية‪ :‬إذا‬
‫وعد أحدكم ]ص ‪ [283‬صبيه فلينجز له‪ ،‬فإني سمعت رسول الّله صلى الل ّككه‬
‫عليه وسلم‪ ،‬وذكره‪ ،‬بلفظ‪ :‬عطية‪ ،‬والموقوف منككه فقككط عنككد البخككاري فككي‬
‫الدب المفرد بزيادة‪ ،‬وللطبراني والديلمي وآخرين عن علي مرفوعًا‪ :‬العككدة‬
‫دين‪ ،‬ويل لمن وعد ثم أخلف‪ ،‬ويل له‪ ،‬ويككل لككه‪ ،‬ثلث كًا‪ .‬وأورد القضككاعي منككه‬
‫لفظ الترجمة فقط‪ ،‬والديلمي معناه بلفظ‪ :‬الواعد بالعدة مثل الدين أو أشد‪،‬‬
‫وفي لفظ له‪ :‬عدة المؤمن دين‪ ،‬وعدة المؤمن كالخذ باليد‪ ،‬وللطبراني فككي‬
‫الوسط عن قباث بن أشبم الليثي مرفوعًا‪ ،‬العككدة عطيككة‪ ،‬وللخرائطككي فككي‬
‫ل‪ :‬أن امرأة سألت رسول الّله صلى الل ّككه‬ ‫المكارم عن الحسن البصري مرس ً‬
‫عليه وسلم شيئا ً فلم تجده عنده‪ ،‬فقالت‪ :‬عككدني‪ ،‬فقككال رسككول الل ّككه صككلى‬
‫الّله عليه وسلم‪ :‬إن العدة عطية‪ ،‬وهو في المراسككيل لبككي داود‪ ،‬وكككذا فككي‬
‫الصمت لبن أبي الدنيا من حديث يونس بن عبيككد البصككري عككن الحسككن أن‬
‫النبي صلى الّله عليه وسلم قال‪ :‬إن العدة عطية‪ ،‬وفي لفظ عن يككونس بككن‬
‫عبيد عن الحسن قال‪ :‬سأل رجل النبي صلى الّله عليه وسلم شيئا ً فقال‪ :‬ما‬
‫عندي ما أعطيك‪ ،‬فقال‪ :‬تعدني‪ ،‬فقال رسول الل ّككه صككلى الل ّككه عليككه وسككلم‪:‬‬
‫العدة واجبة‪ ،‬وقد أفردته مع ما يلئمه في جزء‪ ،‬وفيه وفي الخلف‪:‬‬
‫لسانك أحلى من جني النحل موعدا ً * وكفك بالمعروف أضيق من قفل‬
‫تمنى الذي يأتيك حتى إذا انتهى * إلى أمد ناولته طرف الحبل‬
‫وقول‪:‬‬
‫كانت مواعيد عرقوب لها مثل * وما مواعيدها إل الباطيل‬
‫وقوله‪:‬‬
‫وعدت وكان الخلف منك سجية * مواعيد عرقوب‪ ،‬أخاه بيثرب‬
‫‪ - 686‬حديث‪ :‬عد من ل يعودك‪ ،‬في‪ :‬ل تعد‪.‬‬
‫‪ - 687‬حديث‪ :‬عذره أشد من ذنبه‪ ،‬هو من المثال الشهيرة‪ ،‬وقد قككال عمككر‬
‫بن عبد العزيز كما في سادس عشر المجالسة ممككا قككد رواه عككن ابككن أبككي‬
‫الدنيا‪ :‬إن خصلتين خيرهما الكذب‪ ،‬لخصلتا سوء يريد الرجل يكذب‪ ،‬ثم يعتذر‬
‫من فعله‪.‬‬
‫‪ - 688‬حديث‪ :‬عرفوا ول تعنفوا‪ ،‬في‪ :‬علموا‪ ،‬قريبا ً ]ص ‪.[284‬‬
‫‪ - 689‬حديث‪ :‬عرف الحق لهله‪ ،‬قاله للسير الككذي قككال‪ :‬الّلهككم إنككي أتككوب‬
‫إليك‪ ،‬وفيه‪ :‬خلو سبيله‪ ،‬أخمد عن السود بن سريع به مرفوعًا‪.‬‬
‫‪ - 690‬حديث‪ :‬العرق دساس‪ ،‬أسنده الديلمي عن ابككن عبككاس مرفوعكا ً فككي‬
‫حديث أوله‪ :‬الناس معككادن‪ ،‬وسككيأتي فككي النككون‪ .‬وتقككدم فككي‪ :‬تخيككروا‪ ،‬مككن‬
‫حديثي عمر وأنس‪.‬‬
‫‪ - 691‬حديث‪ :‬عز المؤمن اسككتغناؤه عككن النككاس‪ ،‬الطككبراني فككي الوسككط‪،‬‬
‫واللفظ له من حديث محمد بن حميد‪ ،‬والقضاعي من حديث عبد الصمد بككن‬
‫موسى القطان وابن حميد‪ ،‬والشيرازي في اللقاب من حديث إسماعيل بككن‬
‫توبة‪ ،‬ثلثتهم)‪ (1‬عن زافر بن سليمان عن محمد بن عتبة عن أبي حازم‪ ،‬عن‬
‫سهل بن سعد‪ ،‬قال‪ :‬جاء جبرائيل إلى النبي صلى الّله عليه وسلم فقككال‪ :‬يككا‬
‫محمد عش ما شئت فإنك ميت‪ ،‬واعمل ما شئت فإنككك مجككزي بككه‪ ،‬وأحبككب‬
‫من شئت فإنك مفارقه‪ ،‬واعلم أن شرف المؤمن قيككامه بالليككل‪ ،‬واسككتغناؤه‬
‫عن الناس‪ ،‬وهو عند أبي الشيخ وأبي ُنعيم وغيرهما‪ ،‬كالحاكم وصحح إسناده‬
‫وحسنه العراقي‪ ،‬ل سيما وفككي البككاب عككن أبككي هريككرة وابككن عبككاس‪ ،‬لكككن‬
‫حديث ابن عباس عنككد محمككد بككن نصككر مككن حككديث هشككيم عككن جريككر عككن‬
‫الضحاك عنه موقوفًا‪ ،‬ولفظه‪ :‬شرف المؤمن قيامه بالليل‪ ،‬وعككزه اسككتغناؤه‬
‫عما في أيدي الناس‪ ،‬وجعله القضاعي في مسند الشهاب في حككديث سككهل‬
‫من قول النبي صلى الّله عليه وسلم ل حكاية عن جبريل‪ ،‬لكككن بلفككظ‪ :‬عككن‬
‫الناس‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫)‪ (1‬وكذا هو في تاريككخ جرجككان مككن طريككق زافككر‪ ،‬وأورد ابككن الجككوزي هككذا‬
‫الحديث في الموضوعات فأخطأ‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫‪ - 692‬حديث‪ :‬العزلة‪ ،‬في الوحدة‪.‬‬
‫‪ - 693‬حديث‪ :‬العز مقسوم‪ ،‬وطلب العز غموم وأحزان‪ ،‬في نسخة سككمعان‬
‫بن المهدي عن أنس مرفوعًا‪ ،‬ول يصح لفظه‪.‬‬
‫‪ - 694‬حديث‪ :‬عش ما شئت فإنك ميت‪ ،‬سلف قريبًا‪.‬‬
‫‪ - 695‬حكديث‪ :‬العصكمة أن ل تجكد‪ ،‬ونحكوه‪ :‬الفقكر قيكد المجرميكن‪ ،‬ويشكير‬
‫إليهما‪ :‬إن من عبادي من ل يصلحه إل الفقر‪ ،‬ولككو أغنيتككه لفسككده ذلككك ]ص‬
‫‪.[285‬‬
‫‪ - 696‬حديث‪ :‬عظموا مقداركم بالتغافل‪ ،‬ل أعرفه‪ .‬وفي التنزيل }ل تسككألوا‬
‫عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم{‪.‬‬
‫‪ - 697‬حديث‪ :‬عفوا تعف نساءكم‪ ،‬وبروا آبككاءكم تككبركم أبنككاءكم‪ ،‬الطككبراني‬
‫عن جابر‪ ،‬والديلمي عن علي مرفوعًا‪ ،‬ل تزنوا فتذهب لكذة نسكاءكم‪ ،‬وعفكوا‬
‫تعف نساؤكم‪ ،‬إن بني فلن زنوا فزنت نساؤهم‪ ،‬وهككو فككي الغيلنيككات أيض كًا‪،‬‬
‫وفي الباب عن غيرهما‪.‬‬
‫‪ - 698‬حديث‪ :‬عفو الّله أكبر من ذنوبك‪ ،‬قاله النبي صككلى الل ّككه عليككه وسككلم‬
‫لحبيب بن الحارث‪ ،‬العسكري وأبو ُنعيككم ومككن جهتككه الككديلمي عككن عائشككة‪،‬‬
‫وقال العسكري‪ :‬أخذه عبد الملك بن مروان فقال على المنبر‪ :‬الّلهم إني قد‬
‫عظمت ذنوبي‪ ،‬وكثرت‪ ،‬وإن عفوك لعظم منها وأككبر‪ .‬وككذا أخكذه الحسكن‬
‫بن هاني فقال‪:‬‬
‫يا رب إن عظمت ذنوبي كثرة * فقد علمت بأن عفوك أعظم‬
‫وقال أيضًا‪ :‬يا كبير الذنوب عفو الّله من ذنبك أكبر‪.‬‬

‫)‪ (699‬حديث‪ :‬عقولهن في فروجهن‪ ،‬يعني النساء‪ ،‬ل أصل له‪ ،‬ولكن‬
‫حكى القرطبي في التذكرة عن علي أنه قال‪ :‬أيها النككاس ل تطيعككوا للنسككاء‬
‫أمرًا‪ ،‬ول تدعوهن يككدبرن أمككر عسككير‪ ،‬فككإنهن إن تركككن ومككا يككردن أفسككدن‬
‫الملك‪ ،‬وعصين المالك‪ ،‬وجدناهن ل دين لهن في خلواتهن‪ ،‬ول ورع لهن عنككد‬
‫شهواتهن‪ ،‬اللذة بهن يسيرة‪ ،‬والحيرة بهن كثيرة‪ ،‬فأمككا صككوالحهن فككاجرات‪،‬‬
‫وأما طوالحهن فعككاهرات‪ ،‬وأمككا المعصكومات فهككن المعككدومات‪ ،‬فيهككن ثلث‬
‫خصال من يهود‪ ،‬يتظلمن وهن ظالمات‪ ،‬ويحلفن وهن كاذبات‪ ،‬ويتمنعن وهن‬
‫راغبات‪ ،‬فاستعيذوا بالّله من شرارهن‪ ،‬وكونوا على حذر من خيارهن‪ ،‬انتهى‪.‬‬
‫وفي المرفوع‪ :‬ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء‪ ،‬وما رأيككت‬
‫من ناقصات عقككل وديككن أسككلب للككب الرجككل الحككازم منكككن‪ ،‬وهككن مكائلت‬
‫مميلت‪ ،‬وما أحسن قول أبي الخطاب ابن دحية‪ :‬تحفظوا عبككاد الل ّككه منهككن‪،‬‬
‫وتجنبككوا عنهككن‪ ،‬ول تثقككوا بككودهن‪ ،‬ول وثيككق عهككدهن‪ ،‬ففككي نقصككان عقلهككن‬
‫وودهن ما يغني عن الطناب فيهن‪ ،‬والّله الموفق ]ص ‪.[286‬‬

‫)‪ (700‬حديث‪ :‬علمة الذن التيسير)‪.(1‬‬


‫‪-------------------‬‬
‫)‪ (1‬لم يتكلم عليه وهو حكمة صوفية‪.‬‬

‫)‪ (701‬حديث‪ :‬علقوا السوط حيث يراه أهل البيت‪ ،‬فككإنه أدب لهككم‪،‬‬
‫الطبراني في الكبير من حديث عيسى وعبد الصمد ابني علي بن عبيككد الل ّككه‬
‫بن عباس عن أبيهما عن جدهما ابن عباس بككه‪ ،‬ومككن طريككق داود بككن علككي‬
‫عن أبيه به بدون‪ ،‬فإنه أدب لهم‪ ،‬زاد في رواية‪ :‬كي يرهب عنه الخادم‪ .‬وهككو‬
‫من حديث داود عن البزار بلفظ‪ :‬ضع السكوط حيككث يككراه الخككادم‪ ،‬وقككال‪ :‬ل‬
‫نعلمه عن ابن عباس إل بهذا السكناد مكن حكديث ابكن عبكاس‪ ،‬وحكديث ابكن‬
‫عباس عند البخاري في الدب المفرد بلفظ‪ :‬علق سوطك حيث يككراه أهلككك‪،‬‬
‫وفيه ابن أبي ليلى وفيه ضعف‪ ،‬وفي الباب عن ابن عمر عند أبكي ُنعيكم فكي‬
‫ترجمة الحسن بن صالح من الحلية من روايته عن عبككد الل ّككه بككن دينككار عنككه‬
‫بلفظ الترجمة‪ ،‬وعن جابر رفعه‪ :‬رحم الّله رجل ً علق في بيتككه سككوطا ً يككؤدب‬
‫به أهله‪ ،‬وفي سنده عباد بن كثير وهو ضعيف‪.‬‬

‫)‪ (702‬حديث‪ :‬علماء أمتي كأنبياء بني إسرائيل‪ ،‬قال شيخنا ومن قبله‬
‫الدميري والزركشي‪ :‬إنه ل أصل له‪ ،‬زاد بعضهم‪ :‬ول يعرف في كتاب معتككبر‪،‬‬
‫وقد مضى في‪ :‬أكرموا حملة القرآن‪ ،‬كاد حملة القككرآن أن يكونككوا أنبيككاء‪ ،‬إل‬
‫أنهم ل يوحى إليهم‪ ،‬ولبي ُنعيم في فضل العالم العفيف بسككند ضككعيف عككن‬
‫ابن عباس رفعه‪ :‬أقرب الناس من درجة النبوة أهل العلم والجهاد‪.‬‬

‫)‪ (703‬حديث‪ :‬العلماء ورثة النبياء‪ ،‬أحمد وأبو داود والترمذي وآخرون‬
‫عن أبي الدرداء به مرفوعًا‪ ،‬بزيادة‪ :‬إن النبياء لككم يورثككوا دينككارا ً ول درهم كًا‪،‬‬
‫إنما ورثوا العلم‪ ،‬الحديث)‪ .(1‬وصححه ابن حبان والحاكم وغيرهمككا‪ ،‬وحسككنه‬
‫حمزة الكتاني‪ ،‬وضعفه غيرهم بالضطراب في سنده‪ ،‬لكن له شواهد يتقوى‬
‫بها‪ ،‬ولذا قال شيخنا‪ :‬لكه طككرق يعكرف بهكا أن للحككديث أصكل ً انتهككى‪ ،‬ولفككظ‬
‫الترجمة عند الديلمي من حككديث محمككد بككن مطككرف عككن شككريك عككن أبككي‬
‫إسحاق عن الكبراء بكن عكازب بزيكادة‪ :‬يحبهكم أهكل السكماء‪ ،‬وتسكتغفر لهكم‬
‫الحيتان فككي البحككر إذا مككاتوا‪ ،‬وكككذا أورد لفككظ الترجمككة بل سككند عككن أنككس‬
‫بزيادة‪ ،‬وإنما العالم من عمل بعلمه ]ص ‪.[287‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫)‪ (1‬أكثر العامة يحملون الحديث على علماء العصر خطأ‪ ،‬والمراد بالعلمككاء المجتهككدون‬
‫العاملون بعلمهم‪ ،‬وهذا غير متوفر الن إل نادرًا‪.‬‬

‫)‪ (704‬حديث‪ :‬العلم خزائن ومفتاحها السؤال‪ ،‬أبو ُنعيم فككي الحليككة‪،‬‬
‫والعسكري من حديث جعفر بن محمد عن أبيه عككن علككي بكن الحسككين عككن‬
‫أبيه عن علي به مرفوعًا‪ ،‬وسنده ضعيف‪.‬‬

‫)‪ (705‬حديث‪ :‬العلم في الصغر كككالنقش فككي الحجككر‪ ،‬الككبيهقي فككي‬


‫المدخل من جهة يزيد بن معمر الراسبي سمعت الحسن هو البصري‪ ،‬يقول‪:‬‬
‫فذكره من قوله‪ ،‬وأخرجه ابن عبد البر من جهة من لم يسم عككن معبككد عككن‬
‫الحسككن‪ ،‬بلفككظ‪ :‬طلككب الحككديث فككي الصككغر كككالنقش فككي الحجككر‪ ،‬ورواه‬
‫الطبراني في الكبير بسند ضعيف عن أبي الدرداء مرفوعا ً بلفظ‪ :‬مثل الككذي‬
‫يتعلم في صغره كالنقش على الحجر‪ ،‬ومثل الككذي يتعلككم فككي كككبره كالككذي‬
‫يكتب على الماء‪ ،‬وللبيهقي في المككدخل أيضكا ً مككن حككديث يزيككد بككن هككارون‬
‫أخبرنا إسماعيل بن عياش عن إسماعيل بن رافع رفعه‪ :‬من تعلم العلم وهو‬
‫شاب كان كوسم في حجر‪ ،‬ومن تعلم فكي الككبر كككان كالككاتب علكى ظهكر‬
‫الماء‪ ،‬وقال‪ :‬هذا منقطع‪ ،‬يعني فابن رافع ممككن يككروي عككن سككعيد المقككبري‬
‫وغيره من التابعين‪ ،‬هذا مع ضعفه‪ ،‬وقد أخرجه ابن عبد البر فككي العلككم مككن‬
‫جهة صدقة بن عبد الّله عن طلحة بن زيد عن محمد بككن عجلن عككن سككعيد‬
‫المقبري عن أبي هريرة به مرفوعكًا‪ ،‬وكككذا الككبيهقي فككي المككدخل مككن جهككة‬
‫موسى بن عقبة عن أبي الزناد عكن العكرج عكن أبكي هريكرة مرفوعكًا‪ :‬مكن‬
‫تعلم القرآن في شبيبته اختلط القرآن بلحمه ودمه‪ ،‬ومكن تعلمكه فككي كككبره‪،‬‬
‫فهو يفلت منه ول يتركه‪ ،‬فله أجره مرتين‪ ،‬وهو عند الككديلمي مككن جهككة أبككي‬
‫ُنعيم‪ ،‬ثم من طريق عبد الحليم بن محمد بن عبد الّله بن قيككس‪ ،‬ومككن جهككة‬
‫الحاكم من طريق عمر بن طلحة‪ ،‬كلهما عن سعيد المقبري عن أبي هريرة‬
‫رفعه بهذا‪ ،‬أخرجه البيهقي في المدخل من هذا الوجه‪ ،‬لكن بلفظ‪ :‬مككن قككرأ‬
‫القرآن‪ ،‬والباقي نحوه‪ ،‬وقال‪ :‬إن الثاني أولى أن يكككون محفوظكا ً مككن الول‪،‬‬
‫وعند البيهقي والديلمي أيضا ً من حديث الحسككن بككن أبككي جعفككر‪ ،‬حككدثنا أبككو‬
‫الصهباء‪ ،‬عن سعيد بن جبير عن ابن عباس‪ :‬من قرأ القككرآن قبككل أن يحتلككم‬
‫فهو ممن أوتي الحكم صبيًا‪ ،‬موقوف‪ .‬ورواه البيهقي فقط من وجه آخر بهذا‬
‫السند أيضا ً فرفعككه‪ ،‬وعنككده وكككذا ابككن عبككد الككبر مككن طريككق العمككش عككن‬
‫إبراهيم النخعي عن علقمة قال‪] :‬ص ‪ [288‬أما ما حفظت وأنا شاب فكككأني‬
‫أنظر إليه في قرطاس أو ورقككة‪ ،‬ولفككظ الككبيهقي‪ :‬فكككأني أقككرأه فككي دفككتر‪،‬‬
‫ولبعضهم‪:‬‬
‫أراني أنسى ما تعلمت في الكبر * ولست بناس ما تعلمت في الصغر‬
‫وما العلم إل بالتعلم بالصبا * وما الحلم إل بالتحلم في الكبر‬
‫ولو فلق القلب المعلم في الصبا * للفى فيه العلم كالنقش في الحجر‬
‫ل قلب المرء والسمع والبصر‬ ‫وما العلم بعد الشيب إل تعسف * إذا ك ّ‬
‫وما المرء إل اثنان عقل ومنطق * فمن فاته هذا وهذا فقد دمر‬
‫وقال غيره‪:‬‬
‫إن الحداثة ل تقصر بالفتى المرزوق ذهنا * لكن تذكي عقله فيفوق أكبر منه‬
‫سنا ً‬
‫وهذا محمول على الغالب‪ ،‬وإل فقكد اشكتغل أفكراد كالقفكال والقكدوري بعكد‬
‫كبرهم ففاقوا في علمهم وراقوا بمنظرهم‪.‬‬

‫)‪ (706‬حديث‪ :‬العلم ل يحل منعه‪ ،‬القضاعي من حديث عمر بن صدقة‬


‫إمام أنطاكية عن عمر بن شاكر عن أنس قال‪ :‬قال رسول الل ّككه صككلى الل ّككه‬
‫عليه وسلم‪ :‬أي شيء ل يحل منعه؟ فقال بعضهم‪ :‬الملح‪ ،‬وقال آخككر‪ :‬النككار‪،‬‬
‫فلما أعياهم‪ ،‬قالوا‪ :‬الّله ورسوله أعلم قال‪ :‬ذلك العلككم ل يحككل منعككه‪ ،‬ورواه‬
‫الديلمي من حديث يزيد بن هارون عن يزيد بككن عيككاض‪ ،‬حككدثنا العككرج عككن‬
‫أبي هريرة بلفظ الترجمة مرفوعًا‪.‬‬

‫)‪ (707‬حديث‪ :‬العلم يسعى إليه‪ ،‬هو قول مالك‪ ،‬لكن بلفظ‪ :‬العلم أولى‬
‫أن يوقر ويؤتى‪ ،‬قاله للمهدي حين استدعى به لولديه ليسككمعا منككه‪ ،‬ويككروى‬
‫بلفظ‪ :‬العلم يزار ول يزور‪ ،‬ويؤتى ول يأتي‪ ،‬وأنه قاله لهكارون الرشكيد‪ ،‬وفكي‬
‫لفظ‪ :‬أنه قال له‪ :‬أدركت أهل العلم يؤتككون ول يككأتون‪ ،‬ومنكككم خككرج العلككم‪،‬‬
‫وأنتم أولككى النككاس بإعظككامه‪ ،‬ومككن إعظككامكم لككه أن ل تككدعوا حملتككه إلككى‬
‫أبوابكم‪ ،‬بل قال له حين التمس منكه خلكوة للقكراءة‪ :‬إن العلكم إذا منكع مكن‬
‫العامة لجل الخاصة لم ينتفع به الخاصة‪ ،‬أورد ذلك كله القاضي عيككاض فككي‬
‫ترجمة مالك من المدارك ]ص ‪.[289‬‬
‫‪ - 708‬حديث‪ :‬علموا بنيكم السباحة والرمككي‪ ،‬ولنعككم لهككو المؤمنككة مغزلهككا‪،‬‬
‫وإذا دعاك أبوك وأمك فأجب أمك‪ ،‬ابكن منكده فكي المعرفكة‪ ،‬والكديلمي مكن‬
‫حديث بكر بن عبد الّله بن الربيع النصاري به مرفوعًا‪ ،‬وسنده ضعيف‪ ،‬لكككن‬
‫له شواهد‪ ،‬فعند الديلمي من حديث جابر مرفوعًا‪ :‬علموا بنيكم الرمي‪ ،‬فككإنه‬
‫نكاية العدو‪ ،‬وعند البيهقي عن ابككن عمككر مرفوعكًا‪ :‬علمككوا أبنككاءكم السككباحة‬
‫والرمي‪ ،‬والمرأة المغزل‪ ،‬إلى غيرهما‪ ،‬مما بينته مع حكمه في "القول التككام‬
‫في فضل الرمي بالسهام"‪.‬‬
‫‪ - 709‬حديث‪ :‬علموا ول تعنفوا‪ ،‬الطيالسي في مسككنده عككن أبككي عتبككة هككو‬
‫إسماعيل بن عياش عن حميد بن أبي سويد عن عطاء عن أبي هريرة رفعككه‬
‫به بزيادة‪ :‬فككإن المعلككم خيككر مككن المعنككف‪ ،‬ومككن حككديث إسككماعيل أخرجككه‬
‫الحارث بن أبي أسككامة فككي مسككنده‪ ،‬والككبيهقي فككي المككدخل والشككعب‪ ،‬بككه‬
‫سواء‪ ،‬وكذا رواه الجري في أخلق حملة القرآن لككه‪ ،‬وحميككد قككال فيككه ابككن‬
‫عدي‪ :‬إنككه منكككر الحككديث‪ ،‬ولكككن مككن شككواهده حككديث ابككن عبككاس‪ :‬علمككوا‬
‫وبشروا ول تعسروا أخرجه أحمد وابن أبي شككيبة وغيرهمككا‪ ،‬بككل فككي صككحيح‬
‫مسلم عن أبي موسى أن النبي صلى الّله عليه وسلم لما بعثككه ومعككاذا ً إلككى‬
‫اليمن قال لهما‪ :‬يسرا ول تعسرا‪ ،‬وعلما ول تنفرا‪.‬‬
‫‪ - 710‬حديث‪ :‬على الخبير سقطت‪ ،‬هو كلم يقوله لمسؤول عمككا يكككون بككه‬
‫عالمًا‪ ،‬وجاء عن جماعة منهم ابن عباس مما صح عنه حيث سئل عن البدنككة‬
‫إذا عطبت‪ ،‬وفي دلئل النبوة للبيهقي من طريق ابن إسحاق في نحو هذا أن‬
‫أبا حاضر الحضرمي قال حين سئل عنه‪.‬‬
‫‪ - 711‬حديث‪ :‬على كل خير مانع‪ ،‬هو كلم صحيح بالنظر للشيطان ومكككائده‬
‫وحيله‪ ،‬وقد روى أحمد ‪ -‬مما أخرجه النسائي وصححه ابن حبان ‪ -‬عن سككبرة‬
‫بن الفاكه سمعت رسول الّله صلى الّله عليه وسلم يقول‪ :‬إن الشيطان قعد‬
‫لبن آدم بطرقه‪ ،‬فقعد له بطريق السلم‪ ،‬فقال له‪ :‬أتسلم وتذر دينك وديككن‬
‫آبائك وآباء أبيك؟ قال‪ :‬فعصاه فأسلم‪ ،‬ثككم قعككد لككه بطريككق الهجككرة‪ ،‬فقككال‪:‬‬
‫أتهاجر وتذر أرضك وسماءك؟ وإنما مثل المهاجر كمثل الفرس في الطككول‪،‬‬
‫قال‪ :‬فعصاه فهاجر‪ ،‬ثم قعد له بطريككق ]ص ‪ [290‬الجهككاد‪ ،‬فقككال‪ :‬هككو جهككد‬
‫النفس والمال‪ ،‬فتقاتل‪ ،‬فتنكح المرأة‪ ،‬ويقسم المال‪ ،‬قككال‪ :‬فعصككاه فجاهككد‪،‬‬
‫قال رسول الّله صلى الّله عليه وسلم‪ :‬فمن فعل ذلك منهم فمات كان حقكا ً‬
‫على الّله أن يدخل الجنة‪ ،‬أو وقصته دابته كان حقا ً على الّله أن يدخل الجنة‪.‬‬
‫‪ - 712‬حديث‪ :‬على اليد ما أخذت حتى تكؤديه‪ ،‬أحمكد والنسككائي وابككن مكاجه‬
‫والحاكم من حديث الحسن عن سمرة به مرفوعًا‪ ،‬ورواه أبو داود‪ ،‬والترمذي‬
‫بلفككظ‪ :‬حككتى تككؤدي‪ ،‬والحسككن مختلككف فككي سككماعه مككن سككمرة‪ ،‬وزاد فيككه‬
‫أكثرهم‪ :‬ثم نسي الحسن فقال‪ :‬هو أمينك ل ضمان عليه‪.‬‬
‫‪ - 713‬حديث‪ :‬عليكم بألبان البقكر وسكمنانها‪ ،‬وإيككاكم ولحومهكا‪ ،‬فككإن ألبانهكا‬
‫وسككمنانها دواء وشككفاء‪ ،‬ولحومهككا داء‪ ،‬الحككاكم مككن حككديث ابككن مسككعود بككه‬
‫مرفوعًا‪ ،‬وقد كتبت فيه جزءا ً ومما أوردته فيه ما صككح أنككه صككلى الل ّككه عليككه‬
‫وسلم ضحى عككن نسككائه بككالبقر‪ ،‬ولكككن قككال الحليمككي‪ :‬هككذا ليبككس الحجككاز‬
‫ويبوسة لحم البقر ورطوبككة لبنهككا وسككمنها‪ ،‬فكككأنه يككرى اختصككاص ذلككك بككه‪،‬‬
‫وسيأتي في‪ :‬لحوم‪ ،‬من اللم‪.‬‬
‫‪ - 714‬حكديث‪ :‬عليككم بكدين العجكائز‪ ،‬ل أصكل لكه بهكذا اللفكظ‪ ،‬ولككن عنكد‬
‫الديلمي من حديث محمد بن عبد الرحمن بككن الب َْيلمككاني عككن أبيككه عككن ابككن‬
‫عمر مرفوعًا‪ :‬إذا كان في آخر الزمان واختلفت الهواء‪ ،‬فعليكككم بككدين أهككل‬
‫البادية والنساء‪ ،‬وابن البيلماني ضعيف جدًا‪ ،‬قال ابن حبككان‪ :‬حككدث عككن أبيككه‬
‫بنسخة شبيها ً بمائتي حديث‪ ،‬كلها موضوعة‪ ،‬ل يجوز الحتجككاج بككه‪ ،‬ول ذكككره‬
‫إل على وجه التعجب‪ ،‬وعند زين في جامعه مما أضافه لعمر بن عبد العزيككز‪،‬‬
‫وابن تيمية لعمر بن الخطاب رضي الّله عنه‪ ،‬أنه قال‪ :‬تركتم على الواضككحة‪،‬‬
‫ليلها كنهارها‪ ،‬كونوا على دين العراب والغلمان والكتاب‪ ،‬قال ابن الثير في‬
‫جامع الصول‪ :‬أراد بقوله‪ :‬دين العراب والغلمان الوقوف عنككد قبككول ظككاهر‬
‫الشريعة‪ ،‬واتباعها من غير تفتيش عن الشككبه‪ ،‬وتنفيكر عكن قككول أهككل الزيككغ‬
‫والهواء‪ ،‬ومثله قوله عليكم بدين العجائز انتهى)‪.(1‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫)‪ (1‬وأسند ابن وضاح في كتاب البدع عن عمار بككن ياسككر قككال‪ :‬يككأتي علككى‬
‫الناس زمان خير دينهم دين العككراب‪ ،‬قيككل‪ :‬ولمككا ذاك‪ ،‬قككال‪ :‬تحككدث أهككواء‬
‫وبدع‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫‪ - 715‬حديث‪ :‬علي سيد العرب‪ ،‬في‪ :‬سيد العرب ]ص ‪.[291‬‬
‫‪ - 716‬حديث‪ :‬على مثل الشمس فاشهد أو دع‪ ،‬الحككاكم والككبيهقي عككن ابككن‬
‫عباس مرفوع كا ً بلفككظ‪ :‬إذا علمككت مثككل الشككمس فاشككهد وإل فككدع‪ ،‬وأورده‬
‫الديلمي في الفردوس عنه بلفظ‪ :‬يا ابن عباس ل تشهد إل علككى أمككر يضككيع‬
‫لك كضياع الشمس‪ ،‬وهو عند الطبراني‪ ،‬ثم الديلمي عن ابن عمر‪.‬‬
‫‪ - 717‬حديث‪ :‬العمائم تيجان العرب‪ ،‬الديلمي من جهككة أبككي ُنعيككم‪ ،‬ثككم مككن‬
‫جهة ابن عباس به مرفوعًا‪ ،‬بزيادة‪ :‬والحتباء حيطانها‪ ،‬وجلوس المككؤمن فككي‬
‫المسجد رباطه‪ ،‬وهو كذلك عند القضككاعي مككن حككديث علككي مرفوعكا ً أيضكًا‪،‬‬
‫لكن قكد أخرجكه الكبيهقي عكن الزهكري مكن قكوله‪ ،‬ولفظكه‪ :‬العمكائم تيجكان‬
‫العرب‪ ،‬والحبوة حيطان العرب‪ ،‬والضطجاع في المسككاجد ربكاط المكؤمنين‪،‬‬
‫وللديلمي لفظ الترجمة من حديث ابككن عبككاس أيضكا ً بزيككادة‪ :‬فككإذا وضككعوها‬
‫وضعوا عزهم‪ ،‬وفي لفكظ عنكده‪ :‬العمكائم وقكار المكؤمن وعكز العكرب‪ ،‬فكإذا‬
‫وضعت العككرب عمائمهككا فقككد خلعككت عزهككا‪ ،‬وكككذا الككبيهقي بلفككظ الترجمككة‬
‫بزيادة‪ :‬واعتموا تزدادوا حلمًا‪ ،‬وفي الباب مما يشبهه بلفظ‪ :‬تعممككوا تككزدادوا‬
‫حلمًا‪ ،‬والعمائم تيجان العرب‪ ،‬سوى ما ذكره‪ ،‬وكلككه ضككعيف‪ ،‬ومنككه للككبيهقي‬
‫في الشعب عن ابن عباس مرفوعًا‪ :‬عليكم بالعمائم‪ ،‬فإنهككا سككيما الملئكككة‪،‬‬
‫فأرخوها خلف ظهوركم‪ ،‬وأيضا ً هو عند الطبراني ثم الديلمي عن ابككن عمككر‪،‬‬
‫ومما ل يثبت ما أورده الديلمي في مسنده عن ابن عمر رفعه‪ :‬صلة بعمامة‬
‫تعدل بخمس وعشرين صلة‪ ،‬وجمعة بعمامة تعدل سبعين جمعككة‪ ،‬وفيككه‪ :‬إن‬
‫الملئكة يشهدون الجمعة معتمين‪ ،‬ويصلون علككى أهككل العمككائم حككتى تغيككب‬
‫الشمس‪ ،‬وفي لفظ عنه أيضًا‪ :‬جمعة بعمامة أفضل مككن سككبعين بل عمامككة‪،‬‬
‫وعنه وعن أبي هريرة معًا‪ :‬إن لّله عز وجككل ملئكككة‪ ،‬وقوفكا ً ببككاب المسككجد‪،‬‬
‫يستغفرون لصحاب العمائم البيض‪ ،‬وعن جابر‪ :‬ركعتان بعمامككة أفضككل مككن‬
‫سبعين بغيرها‪ ،‬وعن أبي الككدرداء‪ :‬إن الل ّككه وملئكتككه يصككلون علككى أصككحاب‬
‫العمائم يوم الجمعة‪ ،‬وعن علي‪ :‬العمامة حاجز بين المسككلمين والمشككركين‪،‬‬
‫وعن ُركانة‪ :‬فرق ما بيننا وبيككن المشككركين العمككائم علككى القلنككس‪ ،‬وبعضككه‬
‫أوهى من بعض‪.‬‬
‫وقد استطرد بعض الحفاظ ممن جمع في العذبة وسدل العمامككة بخصوصكها‬
‫لما استحضره من هذا المعنى ]ص ‪.[292‬‬
‫دو‪ ،‬يعني مثنى مثنى‪ ،‬والتم كُر يككك‪ ،‬يعنككي واحككد‪ ،‬هككو‬ ‫دو ُ‬
‫‪ - 718‬حديث‪ :‬العنب ُ‬
‫مشهور بين العاجم‪ ،‬ول أصل لكه‪ ،‬نعككم ورد النهككي عككن القِككران فككي التمككر‪،‬‬
‫يعني من أحد الشريكين إل أن يستأذن صاحبه‪.‬‬
‫‪ - 719‬حديث‪ :‬عند جهينة الخبر اليقين‪ ،‬الدارقطني والخطيب في الرواة عن‬
‫مالك لكل منهما‪ ،‬ولثانيهما عزاه الديلمي في مسنده مككن حككديث ابككن عمككر‬
‫رفعه‪ :‬آخر من يدخل الجنة رجل من جهينة يقال له جهينة فيقول أهل الجنة‪:‬‬
‫عند جهينة الخبر اليقين‪ ،‬هل بقككي مككن الخلئق أحككد‪ ،‬وذكككره الميانشككي فككي‬
‫كتابه "الختيار في الملح من الخبار والثار"‪ ،‬والسهيلي‪ ،‬بل هككو فككي ترجمككة‬
‫ل‪ ،‬وقككال‬‫الوليككد بككن موسككى مككن ضككعفاء العقيلككي بسككنده إلككى أنككس مطككو ً‬
‫الدارقطني ‪ -‬وقد أخرج حديث ابن عمر في غرائب مالك له من وجهين عككن‬
‫جامع بن سوادة‪ ،‬عن زهير بن عباد عن أحمد بن الحسككين اللهككبي عككن عبككد‬
‫الملك بن الحكم بسنده ‪ :-‬هككذا الحككديث باطككل‪ ،‬وجككامع ضككعيف‪ ،‬وكككذا عبككد‬
‫الملك انتهى‪.‬‬
‫‪ - 720‬حديث‪ :‬عند ذكر الصالحين تنزل الرحمككة‪ ،‬قككال شككيخنا‪ :‬ل أستحضككره‬
‫مرفوعًا‪ ،‬وسبقه لذلك شيخه العراقي فقال في تخريج الحياء‪ :‬ليس له أصل‬
‫في المرفوع‪ ،‬وإنما هو قول سفيان بن عيينككة‪ ،‬كككذا ذكككره ابككن الجككوزي فككي‬
‫مقدمة صفوة الصفوة‪ ،‬قلت‪ :‬وسأل أبو عمرو بن نجيد أبا جعفر بككن حمككدان‬
‫وهما صالحان‪ :‬بأي نية أكتب الحديث؟ فقال‪ :‬ألسكتم تكرون)‪ (1‬أن عنكد ذككر‬
‫الصالحين تنزل الرحمة ؟ قككال‪ :‬نعككم‪ ،‬قككال‪ :‬فرسككول الل ّككه صككلى الل ّككه عليككه‬
‫وسلم رأس الصالحين‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫)‪ (1‬ترون من الرأي‪ ،‬وفي لفظ‪ :‬ترون من الرواية‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫‪ - 721‬حديث‪ :‬عودوا المريض‪ ،‬البخاري عن أبي موسككى بككه مرفوع كًا‪ ،‬وفككي‬
‫الباب عن جماعة‪.‬‬
‫‪ - 722‬حديث‪ :‬عودوا كل بدن ما اعتاد‪ ،‬سيأتي في‪ :‬المعدة‪ ،‬وقككد ترجككم أبككو‬
‫ُنعيم‪ :‬تعاهد العادات‪ ،‬وأورده في حديث‪ :‬الخككبر عككادة‪ ،‬وحككديث‪ :‬تعشككوا ولككو‬
‫بكف من حشف‪ ،‬وقد تقدما‪ ،‬وكذا ترجككم‪ :‬المتنككاع مككن الطعمككة ]ص ‪[293‬‬
‫التي لم تجربها العادات‪ ،‬وأورد حديث خالد بن الوليكد فككي دخكوله مككع النككبي‬
‫صلى الّله عليه وسلم بيت ميمونة ابنة الحارث‪ ،‬وتقديمها إليككه ضككبا ً محنككوذًا‪.‬‬
‫وقوله صلى الّله عليه وسلم‪ :‬إنه لم يكن بأرض قومي فأجدني أعافه‪.‬‬
‫‪ - 723‬حديث‪ :‬عورة سترت ومؤونة كفيت‪ ،‬في‪ :‬دفن‪.‬‬
‫‪ - 724‬حديث‪ :‬عيادة المريض بعد ثلث‪ ،‬ابن مككاجه فككي الجنككائز مككن سككننه‪،‬‬
‫وابن أبي الدنيا في المرض والكفككارات‪ ،‬والككبيهقي فككي الشككعب‪ ،‬كلهككم مككن‬
‫حديث مسلمة بن علي ‪ -‬بضم العين‪ ،‬مصغر ‪ -‬حدثنا جريج عن حميد الطويل‬
‫عن أنس قال‪ :‬كان النبي صلى الّله عليه وسلم ل يعود مريضكا ً إل بعككد ثلث‪،‬‬
‫ومسلمة متروك‪ ،‬ولبي يعلى في مسنده من حديث عباد بن كثير عككن ثككابت‬
‫عن أنس قال‪ :‬كان النبي صلى الّله عليه وسلم إذا فقككد الرجككل مككن إخككوانه‬
‫ثلثة أيام‪ ،‬سأل عنه‪ ،‬فإن كان غائبا ً دعا له‪ ،‬وإن كان شككاهدا ً زاره‪ ،‬وإن كككان‬
‫مريضا ً عاده‪ ،‬وذكر حديثًا‪ ،‬وعباد ضعيف‪ ،‬وللككديلمي فكي مسكنده مكن حكديث‬
‫أبي عصمة نوح بن أبي مريم الملقب بالجامع‪ ،‬وغيره كما قال البيهقي أوثق‬
‫منه‪ ،‬عن عبد الرحمن بككن الحككارث عككن أبيككه عككن أنككس رفعككه فككي حككديث‪:‬‬
‫والعيادة بعد ثلث‪ ،‬وكذا عنده بل سند عن أنس رفعه‪ :‬المريض ل يعككاد حككتى‬
‫يمرض ثلثة أيام‪ ،‬وللطبراني في الوسككط مككن حككديث نصككر بككن حمككاد أبككي‬
‫الحارث الوراق عن روح بككن جنككاح عككن جنككاح عككن الزهككري عككن سككعيد بككن‬
‫المسككيب عككن أبككي هريككرة أن النككبي صككلى الل ّككه عليككه وسككلم قككال‪ :‬ل يعككاد‬
‫المريض إل بعد ثلث‪ ،‬ونصر ضعيف‪ ،‬قال ابن عدي‪ :‬ومع ذلكك يكتككب حككديثه‪،‬‬
‫وهذه الطرق يتقوى بعضها ببعض‪ ،‬ولذا أخذ بمضمونها جماعة‪ ،‬فقال النعمان‬
‫بن أبي عياش الّزرقي أحد التابعين الفضلء من أبناء الصككحابة فيمككا أخرجككه‬
‫الككبيهقي فككي الشككعب وابككن أبككي الككدنيا‪ :‬عيككادة المريككض بعككد ثلث‪ ،‬وقككال‬
‫العمش فيما أخرجه البيهقي فقط‪ :‬كنا نقعد في المجلس فإذا فقدنا الرجل‬
‫ثلثة أيام سألنا عنه‪ ،‬فإن كان مريضا ً عككدناه‪ ،‬وهككذا ل يشككعر باتفككاقهم علككى‬
‫هذا‪ ،‬وبه جزم حجة السلم الغزالي فقال في الحيككاء‪ :‬ل يعككاد إل بعككد ثلث‪،‬‬
‫قلت‪ :‬وليس في صريح الحاديث ما يخالفه‪ ،‬وما رواه الطبراني في الوسط‬
‫من حديث النضر بن عربي عن عكرمة عن ]ص ‪ [294‬ابن عباس أنككه قككال‪:‬‬
‫عيادة المريض أول يوم سنة‪ ،‬فما كان بعد ذلك فتطوع‪ ،‬وكذا أخرجككه الككبزار‬
‫من حديث النضر ولفظه‪ :‬وما زااد فهي له نافلة‪ ،‬وقال‪ :‬ل نعلمه بهذا اللفككظ‬
‫من هذا الطريق إل عن ابككن عبككاس‪ ،‬وهككو منتقككد بروايككة الطككبراني لككه فككي‬
‫الكبير من حديث علي بن عروة عن عمرو بن دينار عن ابن عباس‪ ،‬لكن ابن‬
‫عروة ضعيف متروك‪ ،‬والطريق الولكى راويهكا النضككر حكديثه حسككن‪ ،‬وقككوله‬
‫سنة يريد بها سنة النبي صلى الّله عليه وسلم كما هو الصحيح في المسألة‪،‬‬
‫فيحتمل أن يكون مراده أول مرة‪.‬‬

‫)‪ (725‬حديث‪ :‬العين الرمدة ل تمس‪ ،‬أبو ُنعيم في الطب من حديث‬


‫أبي العيناء عن الصمعي عن سفيان بن عيينة عن أبككي هككارون العبككدي عككن‬
‫أبي سعيد الخدري قال‪ :‬مثل أصككحاب محمككد صككلى الل ّككه عليككه وسككلم مثككل‬
‫العين‪ ،‬ودواء العين ترك مسها‪ ،‬وهو ضعيف‪ ،‬ومككن حككديث عبككد الرحمككن بككن‬
‫حرملة عن سعيد بن المسيب قال‪ :‬العين نطفة‪ ،‬فككإن مسسككتها رتقككت‪ ،‬وإن‬
‫أمسكت عنها صفت‪ ،‬ومن حديث الزهري عن أبككي إدريككس الخككولني أن أبككا‬
‫مسككلم الخككولني سككمع أهككل الشككام وكككادوا أن يتنككاولوا عائشككة‪ ،‬فقككال‪ :‬أل‬
‫أخبركم بمثلكم ومثل أمكككم‪ ،‬كمثككل عينيككن فككي رأس يؤذيككان صككاحبهما‪ ،‬ول‬
‫يستطيع أن يعاقبهما إل بالذي هو خير لهما‪.‬‬

‫قدر‪ ،‬والرجل القبر‪ ،‬أبو ُنعيم‬ ‫)‪ (726‬حديث‪ :‬العين حق تدخل الجمل ال ِ‬
‫في الحلية من جهة شعيب بن أيوب عن معاوية بن هشام عككن الثككوري عككن‬
‫محمد بن المنكدر عن جابر به مرفوعًا‪ ،‬ونقل عن ابن عدي‪ ،‬أنه إنمككا يعككرف‬
‫بعلي بن أبي علي الكعبي‪ ،‬عن ابن المنكدر ل عن الثوري‪ ،‬ولكن قد تفرد بككه‬
‫شعيب‪ ،‬قال إسماعيل الصابوني‪ :‬وبلغني أنه قيل لككه ينبغككي أن تمسككك عككن‬
‫هذه الرواية ففعل‪ ،‬انتهى‪ .‬وحديث‪ :‬العين حق‪ ،‬بدون هذه الزيادة متفق عليه‬
‫من حديث عبد الرزاق عن معمر عن همام بن منبه عككن أبككي هريككرة‪ ،‬وفككي‬
‫رواية أحمد عن أبي هريرة أيضًا‪ :‬ويحضرها الشيطان‪ ،‬وحسد ابن آدم‪ .‬ورواه‬
‫مسلم من حديث ابن طاوس عن أبيه عن ابن عباس بزيادة‪ :‬ولو كان شككيء‬
‫سلتم فاغسككلوا‪ ،‬وكككذا لحمككد مككن وجككه‬‫سابقَ القدر سبقته العين‪ ،‬وإذا است ُغْ ِ‬
‫]ص ‪ [295‬آخر عنه‪ ،‬وزاد تستنزل الخالق‪ .‬ولبي داود عن أسككماء ابنككة يزيككد‬
‫بزيادة‪ :‬وإنها لتدرك الفارس فقد عثره‪ ،‬وللبزار بسند حسن عن جابر رفعككه‪:‬‬
‫أكثر من يموت بعد قضاء الّله وقككدره بككالنفس‪ ،‬وفككي البككاب عككن ابككن عمككر‬
‫وعامر بن ربيعة وعائشة وأسماء ابنة عميس وآخرين‪ ،‬ولبن السككني والككبزار‬
‫من حديث أنس رفعه‪ :‬من رأى شيئا ً فأعجبه‪ ،‬فقال‪ :‬ما شككاء الل ّككه ل قككوة إل‬
‫بالّله لم يضره‪ ،‬وفي حديث عن عامر بن ربيعة‪ ،‬فليدع بالبركة‪ ،‬وسيأتي فككي‬
‫الفاتحككة مككن الفككاء‪ :‬إن الفاتحككة وآيككة الكرسككي وتمككام ثمككان آيككات للعيككن‪،‬‬
‫وللديلمي عن أنس رفعه‪ :‬شفاء من العين الصائبة أن يقال على ماء في إناء‬
‫نظيف وتسقيه منه وتغسله وتلقنه‪ :‬عبككس عككابس)‪ (1‬بشككهاب قككابس رددت‬
‫مْعين إليه وإلى أحب الناس عليه‪ ،‬فككارجع البصككر هككل تككرى مككن‬ ‫العين من ال ُ‬
‫فطور الية‪ ،‬والثابت‪ :‬أمر المصككيب بغسككل أطرافككه ومغككابنه ثككم صككبه علككى‬
‫المصاب كما أوضحته في الماني‪ ،‬ومما جرب لمنع الصابة من العين تعليككق‬
‫سِبستان وهو شجر المخيط‪ ،‬وكذا بلغني عن الولي بن العراقي أنككه‬ ‫خشب ال ّ‬
‫لم يكن يفارق رأسه واقتفيت أثره فيه ]ص ‪.[296‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫)‪ (1‬نسخة‪ :‬حبس حابس‪ ،‬ولعلها أصح‪.‬‬

‫حرف الغين المعجمة‬


‫)‪ (727‬حديث‪ :‬الغرباء ورثة النبياء‪ ،‬ولم يبعث الّله نبيا ً إل وهو غريب في‬
‫قومه‪ ،‬في نسخة سمعان بن المهدي عن أنس مرفوعًا‪ ،‬وهو باطل‪ ،‬ويككروى‪:‬‬
‫أكرموا الغرباء‪ ،‬فككإن لهككم شككفاعة يككوم القيامككة‪ ،‬لعلكككم تنجككون بشككفاعتهم‪،‬‬
‫أخرجه الديلمي عن أبي سعيد مرفوعا ً في حديث أوله‪ :‬الغريككب فككي غربتككه‬
‫كالمجاهد في سبيل الّله‪ ،‬وعنده مكن حكديث ابكن عبكاس رفعكه‪ :‬الغريكب إذا‬
‫مرض‪ ،‬فنظر عن يمينه‪ ،‬وعن شماله‪ ،‬وعن أمامه‪ ،‬ومن خلفه‪ ،‬فلم يككر أحككدا ً‬
‫يعرفه غفر الّله له ما تقدم من ذنبه‪ ،‬وكذا عنده بل سند عن ابن عباس أيضا ً‬
‫رفعه‪ :‬من أكرم غريبا ً في غربته وجبت له الجنة‪ ،‬ول يصككح شككيء مككن ذلككك‪،‬‬
‫ولحمد بسند فيه ابن لهيعة من حديث عبد الّله ابن عمكرو مرفوعكًا‪ :‬الغربكاء‬
‫ناس قليلون صالحون‪.‬‬

‫)‪ (728‬حديث‪ :‬غسل الناء وطهارة الفناء يورثان الغنى‪ ،‬أورده الديلمي‬
‫ثم ابنه في مسنده بل إسناد عن أنس مرفوعًا‪.‬‬

‫)‪ (729‬حككديث‪ :‬الغضككب يفسككد اليمككان كمككا يفسككد الصككبر العسككل‪،‬‬


‫الطبراني في الكبير والبيهقي في الشعب‪ ،‬من رواية بهز بن حكيم عككن أبيككه‬
‫عن جده به مرفوعًا‪ ،‬وسنده ضكعيف‪ ،‬ومكن شكواهده مكا للترمكذي عكن أبكي‬
‫سعيد رفعه بسند ضعيف أيضًا‪ :‬الغضب جمرة في قلب ابن آدم‪ ،‬ولبككي داود‬
‫عن عطية السعدي رفعه‪ :‬إن الغضب من الشيطان‪ ،‬وإن الشيطان خلق من‬
‫النار‪.‬‬

‫)‪ (730‬حديث‪ :‬غمز القدم ونحوه‪ ،‬أورده الدارقطني في الفراد عن ابن‬


‫ي بن كعب أغمز قدمه‪ ،‬فذكر حديثا ً فككي قككراءة آيككة‬ ‫ُ‬
‫عباس‪ ،‬قال‪ :‬كنت عند أب ّ‬
‫بل في المرفوع)‪.(1‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫)‪ (1‬لعله يقصد ما رواه النسائي بسند صحيح عن عائشة قالت‪ :‬كككان النككبي صككلى الل ّككه‬
‫عليه وسلم يصلي‪ ،‬وأنا معترضة في قبلته اعتراض الجنككازة‪ ،‬فككإذا أراد أن يككوتر مسككني‬
‫برجله‪.‬‬

‫)‪ (731‬حديث‪ :‬الِغناء واللهو ينبتان النفاق في القلب كما ينبت المككاء‬
‫غفككرة عككن‬‫علي‪ ،‬حدثنا عمككر مككولى ُ‬
‫العشب‪ ،‬الديلمي من حديث مسلمة بن ُ‬
‫أنس به مرفوعا ً بزيادة‪ :‬والذي نفسي بيده إن القرآن والذكر لينبتان اليمككان‬
‫في القلب كما ينبت الماء العشب‪ ،‬ول يصح كما قاله النووي ]ص ‪.[297‬‬
‫‪ - 732‬حديث‪ :‬الغنى غنى النفس‪ ،‬متفق عليه عن أبككي هريكرة مرفوعكا ً فككي‬
‫حديث أوله‪ :‬ليس الغنى عن كثرة العرض وإنما الغنى‪ ،‬وذكره‪ ،‬وللككديلمي بل‬
‫سككند عككن أنككس رفعككه‪ :‬الغنككى غنككى النفككس‪ ،‬والفقككر فقككر النفككس‪ ،‬ورواه‬
‫العسكري)‪ (1‬من حديث معاوية بن صالح عن عبد الرحمن بن جبير عن أبيككه‬
‫عن أبي ذر في حديث أوله‪ :‬يا أبي ذر أترى أن كثرة المال هو الغنككى‪ ،‬ولكككن‬
‫بلفظ‪ :‬إنما الغنى غنى القلكب والفقكر فقكر القلكب‪ ،‬وعنكده مكن حكديث ابكن‬
‫عائشة قال‪ :‬قال أعرابي‪ :‬يسار النفس أفضل من يسار المال‪ ،‬ورب شككبعان‬
‫من النعم غرثان من الكرم وأنشد ابن دريد لسالم بن وابصة‪:‬‬
‫غنى النفس ما يغنيك من سد حاجة * فإن زاد شيئا ً عاد ذلك الغنى فقرا ً‬
‫وأنشد يعقوب ابن إسحاق الكندي لنفسه‪:‬‬
‫أتاف الدنايا على الرؤس * فغمض جفونك أو نكس‬
‫وضائل سوادك واقبض يديك * وفي قعر بيتك فاستحلس‬
‫وعند مليكك فابغ العلو * وبالوحدة اليوم فاستأنس‬
‫فإن الغنى في قلوب الرجال * وإن التعزز للنفس‬
‫وكائن ترى من أخي عسرة * غنى وذي ثروة مفلس‬
‫ومن قائم شخصه ميت * على أنه بعد لم يرمس‬
‫وأراد بقوله غنى النفس‪ :‬أن من كان غني النفس لم يحرص ولم يلحف فككي‬
‫الطلب‪ ،‬فكأنه غير فاقد‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫)‪ (1‬وكذا رواه حمزة السهمي في تاريخ جرجان ص ‪.99‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫‪ - 733‬حديث‪ :‬الغيرة من اليمان والمذاء مككن النفككاق‪ ،‬الككديلمي والقضككاعي‬
‫من حديث أبي مرحوم ابن عم ابن عون عن زيكد بكن أسكلم عكن عطكاء بكن‬
‫يسار عن أبي سعيد الخدري به مرفوعًا‪ ،‬وفيه فقال رجككل مككن أهككل الكوفككة‬
‫لزيد‪ :‬ما المذاء؟ قال‪ :‬الذي ل يغار على أهله يا عراقي‪ ،‬وفي الغيرة أحاديث‬
‫كثيرة‪ ،‬منها‪ :‬المؤمن يغار والّله سبحانه يغار‪ ،‬وغيرته أن يأتي عبده مككا حككرم‬
‫عليه‪ ،‬وغيرتان إحداهما يحبهككا الل ّككه والخككرى يبغضككها الل ّككه‪ ،‬الغيككرى ل تككدري‬
‫أعلى الوادي من أسفله‪ ،‬كلوا غارت أمكم‪ ،‬ول نطيل بتخريجها ]ص ‪.[298‬‬

‫حرف الفاء‬
‫)‪ (734‬حديث‪ :‬الفاتحة لما قرئت له‪ ،‬عككزاه الزركشككي للككبيهقي فككي‬
‫الشعب‪ ،‬قال‪ :‬وأصله في الصحيح‪ ،‬والذي رأيته في الشككعب هككو مككن حككديث‬
‫عبد الّله بن محمد بن عقيل عن جابر أن النبي صلى الل ّككه عليككه وسككلم قككال‬
‫له‪ :‬يا جابر أل أخبرك بخير سورة نزلت في القرآن‪ ،‬قال‪ :‬قلت بلى يا رسول‬
‫الّله‪ ،‬قال‪ :‬فاتحة الكتاب‪ ،‬قكال راويكه علككي بكن هاشكم‪ :‬وأحسكبه قكال‪ :‬فيهككا‬
‫شفاء مكن السككم‪ ،‬وهكو عنكد الكديلمي مكن حككديث أبككي سكعيد وأبكي هريككرة‬
‫مرفوعًا‪ ،‬وعنده من حديث عمران بن حصين مرفوعًا‪ :‬في كتككاب الل ّككه ثمككان‬
‫آيات للعين‪ ،‬وذكر منها‪ :‬الفاتحة وآية الكرسي‪ ،‬ولبي الشيخ في الثككواب عككن‬
‫عطاء من قوله‪ :‬إذا ما أردت حاجة فاقرأ بفاتحة الكتاب حتى تختمهككا تقضككى‬
‫إن شاء الّله‪ ،‬ويستأنس لذلك بحديث‪ :‬خير الككدواء القككرآن‪ ،‬ومككا أشككبهه مككن‬
‫الحاديث‪.‬‬

‫)‪ (735‬حديث‪ :‬فاز باللذة الجسور‪ ،‬ل أعرفه‪ ،‬ويقرب من معناه‪ :‬التاجر‬
‫الجسور مرزوق‪ ،‬وربما يتكلككف لشككبهه فككي الجملككة‪ :‬وكككل الككرزق بككالحمق‪،‬‬
‫والحرمان بالعقل‪ ،‬والبلء واليقين بالصبر‪ ،‬وقد أورده الككديلمي عككن الحسككين‬
‫بن علي به مرفوعًا‪.‬‬

‫)‪ (736‬حديث‪ :‬فاز المخفون‪ ،‬الحاكم في الهوال من مستدركه‪ ،‬وتمام‬


‫في فوائده‪ ،‬من حديث هلل بككن يسككاف عككن أم الككدرداء قككالت‪ :‬قلككت لبككي‬
‫الدرداء‪ :‬ما يمنعك أن تبتغككي لضككيافك مككا يبتغككي الرجككال لضككيافهم؟ قككال‪:‬‬
‫سمعت رسول الّله صلى الّله عليه وسلم يقول‪ :‬أمامكم عقبة كؤد ل يجوزها‬
‫المثقلون‪ ،‬فأنا أريد أن أتخفف لتلك العقبككة‪ ،‬وقككال الحككاكم‪ :‬صككحيح السككناد‪،‬‬
‫وهو عند ابن المظفر في فضككائل العبككاس بزيككادة‪ :‬إن‪ ،‬فككي المرفككوع‪ ،‬وفككي‬
‫الطبراني بلفظ‪ :‬إن وراءكم عقبة كككؤدا ً ل يجوزهككا المثقلككون‪ ،‬فأنككا أحككب أن‬
‫أتخفف لتلك العقبة‪ ،‬وأورده ابن الثير في النهااية بلفظ‪ :‬إن بين أيدينا عقبككة‬
‫كككؤدا ً ل يجوزهككا إل الرجككل المخفككف‪ ،‬والكككؤد بفتككح الكككاف وبعككدها همككزة‬
‫مضمومة هي العقبة الصعبة‪ ،‬ويروى كما فكي الحليكة لبكي ُنعيكم فكي قصكة‪:‬‬
‫التقاء عمر بن الخطاب رضي الّله عنه بأويس القرنككي رحمككه الل ّككه‪ ،‬وعككرض‬
‫عليه نفقة وأباها‪ ،‬أنه ‪ -‬قال‪ :‬يا أمير المؤمنين إن بين يدي ويديك عقبة كككؤدا ً‬
‫ل يجاوزها إل ضامر مخفف‪ ،‬وفي الباب عن أنس ]ص ‪ [299‬عنككد الطككبراني‬
‫بلفظ‪ :‬خرج رسول الّله صلى الّلكه عليكه وسكلم يومكًا‪ ،‬وهكو آخكذ بيكد أبكو ذر‬
‫فقال‪ :‬يا أبا ذر‪ ،‬أعلمت أن بين أيدينا عقبة كؤدا ً ل يصعدها إل المخفون‪ ،‬قال‬
‫رجل‪ :‬يا رسول الّله أمن المخفين أنا‪ ،‬أم من المثقلين ؟ قال‪ :‬عنككدك طعككام‬
‫يوم‪ ،‬قال‪ :‬نعم‪ ،‬وطعام غد‪ ،‬قال‪ :‬نعم‪ ،‬وطعام بعد غد‪ ،‬قال‪ :‬ل‪ ،‬قال‪ :‬لو كككان‬
‫عندك طعام ثلث‪ ،‬كنت من المثقلين‪ .‬ومما قيل‪:‬‬
‫قالوا تزوج فل دينا بل امرأة * وراقب الّله واقرأ آي ياسينا‬
‫لما تزوجت طاب العيش لي وحل * وصرت بعد وجود الخير مسكينا‬
‫جاء البنون وجاء الهم يتبعهم * ثم التفت فل دنيا ول دينا‬
‫هذا الزمان الذي قال الرسول لنا * خفوا الرحال فقد فاز المخفون‬

‫)‪ (737‬حديث‪ :‬الفال موكل بالمنطق‪ ،‬في‪ :‬أخذنا فالك من فيك‪.‬‬


‫‪ - 738‬حديث‪ :‬فدى الّله إسماعيل عليككه السككلم بككالكبش‪ ،‬هككو كلم صككحيح‪،‬‬
‫وفي التنزيل }وفديناه بذبح عظيم{‪.‬‬
‫‪ - 739‬حديث‪ :‬فر من المجذوم فرارك من السد‪ ،‬في‪ :‬اتقوا ذوي العاهات‪.‬‬
‫‪ - 740‬حديث‪ :‬فضل شهر رجب علككى الشككهور كفضككل القككرآن علككى سككائر‬
‫الكلم‪ ،‬وفضل شهر شعبان على الشهور كفضلي على سائر النبياء‪ ،‬وفضككل‬
‫شهر رمضان كفضل الّله على سائر العباد‪ ،‬قال شيخنا‪ :‬إنه موضوع‪.‬‬
‫‪ - 741‬حديث‪ :‬فضل العلم خير من فضل العبادة‪ ،‬في‪ :‬لفقيه واحد)‪.(1‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫)‪ (1‬لككم يتكلككم عليككه فيمككا يككأتي‪ ،‬وقككد رواه الككبزار والطككبراني عككن حذيفككة‪،‬‬
‫والحاكم عنه وعن سعد مرفوعًا‪ :‬فضل العلم أحككب إلككي مككن فضككل العبككادة‬
‫وخير دينكم الورع‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫‪ - 742‬حديث‪ :‬فضوح الدنيا أهون من فضوح الخككرة‪ ،‬الطككبراني والقضككاعي‬
‫من حديث القاسم بن يزيد بن عبد الّله بن قسيط عن أبيككه عككن عطككاء عككن‬
‫ابن عباس عن أخيه الفضل به مرفوعًا‪.‬‬
‫‪ - 743‬حديث‪ :‬الفطر مما دخل‪ ،‬في‪ :‬الوضوء مما خرج ]ص ‪.[300‬‬
‫‪ - 744‬حديث‪ :‬الفقر قيد المجرمين‪ ،‬في‪ :‬العصمة أن ل تجد‪.‬‬
‫‪ - 745‬حديث‪ :‬الفقر فخري وبه أفتخر‪ ،‬قال شيخنا‪ :‬هو باطل موضوع‪ ،‬قلت‪:‬‬
‫ومن الواهي في الفقر ما للطبراني عن شداد بككن أوس رفعككه‪ :‬الفقككر أزيككن‬
‫بالمؤمن من العذار الحسن على خد الفرس‪ ،‬وسنده ضعيف‪ ،‬والمعروف أنه‬
‫من كلم عبد الرحمن بن زياد بن أنعم‪ ،‬كككذلك رواه ابككن عككدي فككي الكامككل‪،‬‬
‫ولمحمد بن خفيف الشيرازي في شرف الفقر‪ ،‬والديلمي عن معاذ بككن جبككل‬
‫رفعه‪ :‬تحفة المؤمن في الدنيا الفقر‪ ،‬وسنده ل بأس بكه‪ ،‬وهكو عنكد الكديلمي‬
‫أيضا ً عن ابن عمر بسند ضعيف جدًا‪.‬‬
‫‪ - 746‬حككديث‪ :‬الفقهككاء أمنككاء الرسككل مككا لككم يككدخلوا فككي الككدنيا‪ ،‬ويتبعككوا‬
‫السككطان‪ ،‬فككإذا فعلككوا ذلككك فاحككذروهم‪ ،‬العسكككري مككن حككديث العككوام بككن‬
‫حوشب عن أبي صادق عن علي به مرفوعًا‪ ،‬وهو ضعيف السند‪.‬‬
‫‪ - 747‬حديث‪ :‬فقيه‪ ،‬في‪ :‬لفقيه‪.‬‬
‫‪ - 748‬حديث‪ :‬فم ساكت رب كاف‪ ،‬ونحككوه‪ :‬الل ّككه ولككي مككن سكككت‪ ،‬صككحيح‬
‫المعنى‪.‬‬
‫‪ - 749‬حديث‪ :‬في آخر الزمان ينتقل برد الروم إلى الشام‪ ،‬وبرد الشام إلككى‬
‫مصر‪ ،‬يجري على اللسنة كثيرا ً حتى سمعت شيخنا يحكيه بقككوله‪ :‬يقككال مككع‬
‫الفصاح بأنه ل أصل له‪ ،‬وقد راجعت "أنس الشاتي في الزمن العاتي" لبككي‬
‫سعد ابن السمعاني‪ ،‬لظن حكايته عن أحد فما وجدته‪.‬‬
‫‪ - 750‬حكديث‪ :‬فككي بيتككه يكؤتى الحكككم‪ ،‬مكن المثككال الشكهيرة‪ ،‬ل الحككاديث‬
‫المأثورة‪ ،‬وقد أخرج سعيد بن منصور في سننه من جهة الشعبي‪ ،‬قال‪ :‬كككان‬
‫بين عمر وأبي رضي الّله عنهما تدارؤ في شيء‪ ،‬فجعل بينهما زيد بككن ثككابت‪،‬‬
‫فأتياه في منزله‪ ،‬فلما دخل عليه‪ ،‬قال له عمر‪ :‬أتينكاك لتحككم بيننكا‪ ،‬وذككره‪،‬‬
‫ثم جلسا بين يديه فقضى بينهما‪ ،‬ومن هنا قيل‪ :‬العلم يسعى إليه‪ ،‬وفككي هككذا‬
‫المثل حكاية ساقها الدميري في الضب‪ ،‬من ]ص ‪ [301‬حيككاة الحيككوان‪ ،‬فككي‬
‫مجيء حيوانين للضب في محله‪ ،‬وقولهما له‪ :‬اخرج إلينا يا أبا حسككل فقككال‪:‬‬
‫في بيته يؤتى الحكم‪.‬‬
‫‪ - 751‬حديث‪ :‬في الحركات البركات‪ ،‬هو في كلم السلف‪ ،‬ويعارضه قولهم‪:‬‬
‫الثبات نبات‪ ،‬ولكن يشير إلى الول قوله تعالى‪} :‬ومن يهاجر في سبيل الل ّككه‬
‫يجككد فككي الرض مراغمكا ً كككثيرا ً وسككعة{ وبالجملككة فهمككا طريقتككان بحسككب‬
‫اختلف الحوال‪.‬‬

‫)‪ (752‬حديث‪ :‬في كل ذات كبد حّرى أجر‪ ،‬البخاري من حديث مالك عن‬
‫سمي عن أبي صالح عن أبي هريرة به مرفوعًا‪ ،‬وفي الباب عن سراقة ]ص‬
‫‪.[302‬‬

‫حرف القاف‬
‫)‪ (753‬حديث‪ :‬قاتل الحسين في تابوت من نار‪ ،‬عليه نصف عذاب أهل‬
‫الدنيا‪ ،‬قال شيخنا‪ :‬قد ورد عن علي رفعه من طريق واهي‪.‬‬

‫)‪ (754‬حديث‪ :‬القاض ينتظر المقت‪ ،‬والمستمع إليه ينتظككر الرحمكة‪،‬‬


‫الطبراني والقضاعي مككن حككديث الثككوري‪ ،‬عككن مجاهككد عككن العبادلككة) ‪ (1‬بككه‬
‫مرفوعًا‪ ،‬وفيه‪ :‬التاجر ينتظر الرزق‪ ،‬والمحتكر ينتظككر اللعنككة‪ ،‬والنائحككة ومككن‬
‫حولها من امرأة مستمعة عليهن لعنة الّله والملئكة والناس أجمعين‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫)‪ (1‬هم عبد الّله بن عباس‪ ،‬وابن عمر‪ ،‬وابن عمرو‪ ،‬وابن الزبير‪ ،‬وعد ابن مسعود منهم‬
‫خطأ‪.‬‬

‫)‪ (755‬حديث‪ :‬قاض في الجنة‪ ،‬في‪ :‬القضاة ثلثة‪.‬‬


‫‪ - 756‬حديث‪ :‬قال لي جبريل‪ :‬قال الل ّككه تعككالى‪ :‬إنككي قتلككت بككدم يحيككى بككن‬
‫زكريا سبعين ألفًا‪ ،‬وإني قاتل بدم الحسككين بككن علككي سككبعين ألفكا ً وسككبعين‬
‫ألفًا‪ ،‬الحاكم في المستدرك‪ ،‬من حديث ابن عباس مرفوعا ً بأسككانيد متعككددة‬
‫تدل على أن له أص ً‬
‫ل‪ ،‬كما قاله شيخنا‪.‬‬
‫‪ - 757‬حديث‪ :‬القبر أول منزل من منازل الخرة‪ ،‬أحمد‪ ،‬والترمذي وحسككنه‪،‬‬
‫وابن ماجه والحاكم وصححه‪ ،‬وآخرون‪ ،‬من حكديث هكانى مكولى عثمكان عككن‬
‫عثمان به مرفوعًا‪ ،‬وفيه أن عثمان‪ ،‬كان إذا وقف على قبر‪ ،‬بككى حكتى تبتكل‬
‫لحيته‪ .‬فيقال له تذكر الجنككة والنككار ول تبكككي‪ ،‬وتبكككي مككن هككذا‪ ،‬فيقككول‪ :‬إن‬
‫رسول الّله صلى الّله عليه وسلم قال‪ :‬وذكره‪.‬‬
‫‪ - 758‬حككديث‪ :‬القككبر روضككة مككن ريككاض الجنككة‪ ،‬أو حفككرة مككن حفككر النككار‪،‬‬
‫الترمذي والطككبراني معكًا‪ ،‬عككن أبككي سككعيد‪ ،‬والطككبراني فقككط‪ ،‬فككي ترجمككة‬
‫مسعود بن محمد الرملي‪ ،‬من معجمه الوسط‪ ،‬عن أبي هريككرة‪ ،‬كلهمككا بككه‬
‫مرفوعًا‪ ،‬وسند كل منهما ضعيف ]ص ‪.[303‬‬
‫‪ - 759‬حديث‪ :‬قبر إسماعيل عليه الصلة والسلم في الحجر‪ ،‬الككديلمي عككن‬
‫عائشة به مرفوعا ً وسنده ضعيف‪.‬‬
‫‪ - 760‬حديث‪ :‬قدرة الشرك ل ت َْغلى)‪ ،(1‬هو من كلمات بعضككهم‪ ،‬وذلككك فككي‬
‫الغالب وفي التنزيل }لو كان فيهما آلهة إل الّله لفسدتا{‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫)‪ (1‬ومن المثال المغربية‪ :‬قدرة عشرة ل تطيب‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫‪ - 761‬حديث‪ :‬القدرية مجوس هذه المة‪ ،‬في‪ :‬الزيدية‪.‬‬
‫‪ - 762‬حديث‪ :‬قدر الّله المقادير قبل أن يخلق السماوات والرض بخمسككين‬
‫ألف عام‪ ،‬مسلم عن ابن عمر مرفوعا ً به‪.‬‬
‫‪ - 763‬حديث‪ :‬قدس العدس علككى لسككان سككبعين نبيكًا‪ ،‬آخرهككم عيسككى بككن‬
‫مريم‪ ،‬الطبراني من جهة محمد بن عبد الّله بن علثة عن ثور بككن يزيككد عككن‬
‫مكحول عن واثلة به مرفوعًا‪ ،‬وأسنده أبو ُنعيم فككي المعرفككة‪ ،‬ومككن طريقككه‬
‫الديلمي من حديث عبد الرحمن ابن دلهم بزيادة‪ :‬أنه يرقق القلككب‪ ،‬ويسككرع‬
‫الدمع‪ ،‬وفيه‪ :‬وعليكم بالقرع‪ ،‬فإنه يشد الفؤاد‪ ،‬ويزيد في الدماغ‪ ،‬وقككال‪ :‬إنككه‬
‫مجهول ل تعرف له صحبة‪ ،‬وفي الباب عن علي بن أبي طالب‪ ،‬ول يصح من‬
‫ذلك شيء‪ ،‬وقد حكى الخطيب في ترجمة أسلم بككن سككالم مككن تككاريخه‪ ،‬أن‬
‫ابن المبارك سئل عنه‪ ،‬فقال‪ :‬ول على لسان نبي واحد‪ ،‬إنه لمؤذ منفككخ مككن‬
‫يحدثكم به؟ قالوا‪ :‬أسلم بن سالم‪ ،‬قككال‪ :‬عمككن؟ قككالوا‪ :‬عنككك‪ ،‬قككال‪ :‬وعنككي‬
‫أيضًا‪ ،‬وكذا نقكل عكن ابكن المبكارك بطلنكه ابكن الصكلح‪ ،‬قكال‪ :‬الحكافظ أبكو‬
‫موسى المديني في كتاب الحنا أيضًا‪ :‬إنككه باطككل روي بغيككر إسككناد عككن ابككن‬
‫عباس وواثلة‪ ،‬ثم أسند إلى يوسف بن أبي طيبة‪ ،‬عن ابن إدريس عككن لليككث‬
‫أنه ذكر العدس‪ ،‬فقالوا‪ :‬بارك عليه كذا وكذا نبي‪ ،‬وكان الليث يركع‪ ،‬فككالتفت‬
‫إليهم ‪ -‬يعني بعد فراغه ‪ -‬وقال‪ :‬ول نبي واحد‪ ،‬إنه لبارد‪ ،‬إنككه ليككؤذي‪ ،‬وذكككره‬
‫ابن الجوزي في الموضوعات‪.‬‬
‫‪ - 764‬حديث‪ :‬قدموا خياركم تزكو صلتكم‪ ،‬الديلمي عن جككابر بككه مرفوع كًا‪،‬‬
‫وللحاكم والطبراني بسند ضعيف عن مرئد بن أبككي مككرئد الغنككوي رفعككه‪ :‬إن‬
‫سركم أن تقبل صلتكم فليؤمكم خياركم‪ ،‬وفي روايكة للطكبراني‪ :‬علمكاؤكم‪،‬‬
‫فإنهم وفدكم فيما بينكم ]ص ‪ [304‬وبين ربكم‪ ،‬وللدارقطني عن ابن عباس‬
‫مرفوعًا‪ :‬اجعلوا أئمتكم خياركم فيما بينكم وبين ربكم‪ ،‬وما وقع فككي الهدايككة‬
‫للحنفية بلفظ‪ :‬من صلى خلف عالم تقي‪ ،‬فكأنما صلى خلف نبي‪ ،‬فلم أقككف‬
‫عليه بهذا اللفظ‪.‬‬
‫قككدموها‪ ،‬الطككبراني عككن عبككد الل ّككه بككن‬ ‫‪ - 765‬حككديث‪ :‬قككدموا قريش كا ً ول ت َ َ‬
‫السائب‪ ،‬وأبو ُنعيم‪ ،‬ثم الديلمي عن أنككس‪ ،‬وآخككرون عككن غيرهمككا‪ ،‬كلهككم بككه‬
‫مرفوعًا‪.‬‬
‫‪ - 766‬حديث‪ :‬القرآن غنى ل فقر بعده‪ ،‬ول غنى دونه‪ ،‬أبو يعلى والدارقطني‬
‫مككن حككديث العمككش عككن يزيككد الرقاشككي عككن أنككس بككه مرفوع كًا‪ ،‬وقككال‬
‫الدارقطني‪ :‬رواه أبككو معاويككة عككن العمككش‪ ،‬فجعلككه عككن الحسككن ل أنككس‪،‬‬
‫ل‪ ،‬وهو أشبههما بالصواب‪.‬‬ ‫مرس ً‬
‫‪ - 767‬حديث‪ :‬القرآن كلم الّله غير مخلوق‪ ،‬فمن قال غيككر هككذا فقككد كفككر‪،‬‬
‫الديلمي من حديث أبي هاشم عبد الّله بن أبي سفيان الشعراني عن الربيككع‬
‫بن سليمان قال‪ :‬ناظر الشافعي حفصكا ً الفككرد أحككد غلمككان بشككر المريسككي‬
‫فقال في بعض كلمه‪ :‬القرآن مخلوق‪ ،‬فقال الشافعي‪ :‬كفرت بالّله العظيككم‬
‫حدثنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن أنكس رفعكه‪ :‬القكرآن كلم الّلكه‬
‫غير مخلوق‪ ،‬ومن قال مخلوق فاقتلوه‪ ،‬فككإنه كككافر‪ ،‬قككال الشككافعي‪ :‬وحككدثنا‬
‫ابن عيينة عن الزهري وسعيد بن المسيب عن رافككع بككن خديككج وحذيفككة بككن‬
‫اليمان وعمران بن حصين قالوا‪ :‬سمعنا رسول الّله صكلى الّلكه عليكه وسكلم‬
‫قرأ آية ثم قال‪ :‬فمن قال غير ذلك فقد كفر‪ ،‬انتهى‪ .‬والمناظرة دون الحديث‬
‫صحيحة‪ ،‬وتكفير الشافعي لحفص ثابت‪ ،‬أورده البيهقي في مناقب الشككافعي‬
‫ومعرفة السنن وغيرهما من تأليفه‪ ،‬ولكن الحككديث مككن الككوجهين‪ ،‬بككل ومككن‬
‫جميع طرقه باطل‪ ،‬والسككندان مختلقككان علككى الشككافعي قككال الككبيهقي فككي‬
‫السماء والصفات‪ :‬ونقل إلينا عن أبي الدرداء مرفوعًا‪ :‬القرآن كلم الّله غير‬
‫مخلوق‪ ،‬وروى ذلك أيضا ً عن معككاذ وابككن مسككعود وجككابر مرفوعكًا‪ ،‬ول يصككح‬
‫شككيء مككن ذلككك‪ ،‬أسككانيده مظلمككة ل ينبغككي أن يحتككج بشككيء منهككا‪ ،‬ول أن‬
‫يستشهد بها‪ ،‬وسرد من الدلة المرفوعة لمعنى كون القككرآن كلم الل ّككه غيككر‬
‫مخلوق ما فيه الكفاية‪ ،‬وكذا ساق عن الصحابة والتككابعين وأئمككة المسككلمين‬
‫ما فيه مقنع‪ ،‬قال‪ :‬وعلى هذا مضى صدر المة‪] ،‬ص ‪ [305‬لككم يختلفككوا فككي‬
‫ذلك‪ ،‬ثم نقل عن جعفر بن محمد الصادق فيمن قال إنه مخلككوق‪ :‬إنككه يقتككل‬
‫ول يستتاب‪ ،‬وكذا عن ابن المككديني ومالككك‪ :‬إنككه كككافر‪ ،‬زاد مالككك‪ :‬فككاقتلوه‪،‬‬
‫وعن ابككن مهككدي وغيككره أنككه يسككتتاب‪ ،‬فككإن تككاب وإل ضككربت عنقككه‪ ،‬وقككال‬
‫البخاري في خلق أفعال العباد‪ :‬تواترت الخبار عككن رسككول الل ّككه صككلى الل ّككه‬
‫عليه وسلم أن القرآن كلم الّله‪ ،‬وأن أمر الّله قبل مخلوقاته قال‪ :‬ولم يككذكر‬
‫عن أحد من المهاجرين والنصار والتككابعين لهككم بإحسككان خلف ذلككك‪ ،‬وهككم‬
‫الذين أدوا إلينا الكتاب والسنة قرنا ً بعد قرن‪ ،‬ولككم يكككن بيككن أحككد مككن أهككل‬
‫العلم فيه خلف إلى زمن مالككك والثككوري وحمككاد وفقهككاء المصككار‪ ،‬ومضككى‬
‫علككى ذلككك مككن أدركنككاه مككن علمككاء الحرميككن والعراقيككن والشككام ومصككر‬
‫وخراسان‪ ،‬إلى آخر الكلم‪ .‬وأطال أبو الشيخ وغيره في كتب السنة وغيرهككا‬
‫بذكر الثار في ذلك‪ ،‬ولكن الختلف في تكفير المتأولين المخطئين من أهككل‬
‫الهواء شهير‪ ،‬ولبسط ذلك في تمامه في غير هذا المحل‪ ،‬وروينككا فككي جككزء‬
‫الفيل عن أبي بكر يحيى بن أبي طالب قككال‪ :‬مككن زعككم أن القككرآن مخلككوق‬
‫فهو كافر‪ ،‬ومن زعم أن اليمان مخلوق فهو مبتدع‪ ،‬والقرآن بكككل جهككة غيككر‬
‫مخلوق‪ ،‬وفي غيره من عمرو بن دينار قال‪ :‬أدركت الناس منذ سككبعين سككنة‬
‫يقولون‪ :‬كل شيء دون الّله مخلوق ما خل كلمه‪ ،‬فإنه منه وإليه يعود‪.‬‬
‫‪ - 768‬حديث‪ :‬القرآن هككو الككدواء‪ ،‬القضككاعي مككن حككديث أبككي إسككحاق عككاد‬
‫الحارث العور عن علي به مرفوعًا‪.‬‬
‫‪ - 769‬حديث‪ :‬قراءة سور القلقل)‪ (1‬أمان من الفقر‪ ،‬ل أعرفه‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫)‪ (1‬المراد بها السور المبدوءة بقل‪ ،‬وهي سورة الجن والكافرون والخلص‬
‫والمعوذتين‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫‪ - 770‬حديث‪ :‬القرض مرتيككن فككي عفككاف خيككر مككن الصككدقة مككرة‪ ،‬أسككنده‬
‫الديلمي من حديث ابن مسعود من طريق مهند بن محمد المزنككي عككن أبيككه‬
‫قال‪ :‬وفي الباب عن أنس‪ ،‬كلهم به مرفوعًا‪ ،‬بل لبن ماجه من حديث بريككدة‬
‫مرفوعًا‪ :‬من أنظر معسرا ً كان له مثل كل يوم صدقة‪ ،‬ومن أنظره بعد أجله‬
‫كان له بمثله في كل يوم صدقة‪ ،‬وسنده ضعيف‪ ،‬ورواه أحمد والحاكم وقال‪:‬‬
‫صحيح على شرط الشيخين‪ ،‬وأورده الغزالي فككي ]ص ‪ [306‬الحيكاء بلفككظ‪:‬‬
‫من أقرض دينا ً إلى أجله فله بكككل يككوم صككدقة إلككى أجلككه‪ ،‬فككإذا حككل الجككل‬
‫فأنظره بعده فله بكل يوم مثل ذلك الدين صدقة‪ ،‬ولبن ماجه بسند ضككعيف‬
‫مككن حككديث أنككس رفعككه‪ :‬رأيككت علككى بككاب الجنككة‪ :‬الصككدقة بعشككر أمثالهككا‪،‬‬
‫ى فككي بعككض‬ ‫ً‬
‫والقرض بثمان عشرة‪ ،‬وقككد تكلككم عليككه البلقينككي حكمكا ومعنك ً‬
‫فتاويه بما تحسن مراجعته‪.‬‬
‫‪ - 771‬حديث‪ :‬القّر بؤس‪ ،‬والحككر أذى‪ ،‬العسكككري فككي المثككال‪ ،‬مكن حككديث‬
‫يحيى بن العلء عن ابن كريب عن أبيه عن ابن عبككاس‪ ،‬ومككن حككديث هشككام‬
‫بن يوسف عن حكيم بن محمد عن أبيه عن أبي هريرة‪ ،‬كلهما مرفوع كا ً بككه‪،‬‬
‫وقال‪ :‬البؤس عن العرب الشقاء‪ ،‬وحديث‪ :‬الشتاء ربيع المؤمن‪ ،‬أصح‪.‬‬
‫‪ - 772‬حديث‪ :‬قص الظفار‪ ،‬لم يثبت في كيفيته‪ ،‬ول في تعيين يوم له‪ ،‬عككن‬
‫النبي صلى الّله عليه وسلم شيء‪ ،‬وما يعزى من النظم في ذلك لعلي رضي‬
‫الّله عنه‪ ،‬ثم لشيخنا رحمه الّله فباطل عنهمككا‪ ،‬وقككد أفككردت لككذلك مككع بيككان‬
‫الثار الواردة فيه جزءًا‪.‬‬
‫‪ - 773‬حديث‪ :‬القضاة ثلثة‪ ،‬قاضيان في النار‪ ،‬وقاض في الجنة‪ ،‬قاض قضى‬
‫بغير حق وهو يعلم فذاك في النار‪ ،‬وقاض قضى وهو ل يعلككم فأهلككك حقككوق‬
‫النككاس فككذاك فككي النككار‪ ،‬وقككاض قضككى بحككق فككذاك فككي الجنككة‪ ،‬أبككو داود‬
‫والترمذي وابن ماجه والطبراني واللفظ له من حديث ابن بريدة عن أبيه بككه‬
‫مرفوعًا‪ ،‬وصححه والحاكم وغيره‪ ،‬وأفرد شيخنا طرقكه‪ ،‬وهكو عنكد الطكبراني‬
‫وغيره عن ابن عمر‪ ،‬وعند البيهقي عن علككي مرفوعكًا‪ ،‬وحكمككه الرفككع وهككي‬
‫مبينة عند شيخنا في الجزء المشار إليه‪.‬‬
‫‪ - 774‬حديث‪ :‬قطع السدر‪ ،‬أبو داود والبيهقي في سننيهما من حديث سككعيد‬
‫حْبشي رضي الّله عنككه رفعككه‪:‬‬ ‫بن محمد بن جبير بن مطعم عن عبد الّله بن ُ‬
‫من قطع سدرة صوب الّله رأسه في النككار‪ ،‬وفككي البككاب مككن المرفككوع عككن‬
‫جابر بلفظه‪ ،‬وعن عائشة بلفظ‪ :‬إن الذين يقطعون السدر يصبون فككي النككار‬
‫على رؤوسهم صبًا‪ ،‬وعن علي بلفظ‪ :‬لعن الّله قاطع السدر‪ ،‬وعككن عمككر بككن‬
‫أوس الثقفي بلفظ‪ :‬من قطع السدر إل من زرع صب الّله عليه العذاب صبًا‪،‬‬
‫وعن عروة بن الزبيككر مرسكل ً بلفككظ عائشككة‪ ،‬أخرجهككا كلهككا الككبيهقي‪ ،‬وقككال‬
‫عقبها‪ :‬ومنقطع وضعيف إل الول‪ ،‬مع أنككي ل أدري سككمعه سككعيد ]ص ‪[307‬‬
‫ل‪ ،‬ثم ساقه مككن حككديث‬ ‫من ابن حبشي أم ل؟ قال‪ :‬وروي بإسناد آخر موصو ً‬
‫بهز بن حكيم عن أبيه عن جده رفعه‪ :‬السدر يصككوب الل ّككه رأسككه فككي النككار‪،‬‬
‫ولبي داود في سننه من حديث حسان بن إبراهيم سككألت هشككام بككن عككروة‬
‫عن قطع السدر وهككو مسككتند إلككى قصككر عككروة‪ ،‬فقككال‪ :‬تككرى هككذه البككواب‬
‫والمصاريع‪ ،‬إنما هي من سدر عروة‪ ،‬كان عروة يقطعه من أرضككه‪ ،‬وقككال‪ :‬ل‬
‫بأس به‪ ،‬زاد في رواية‪ :‬يا عراقي جئتني ببدعة‪ ،‬قال‪ :‬فقلت إنما البدعككة مككن‬
‫قبلكم‪ ،‬سمعت من يقول بمكة‪ :‬لعن رسول الّله صلى الّله عليككه وسككلم مككن‬
‫قطع السدر‪ ،‬وأشار البيهقي إلى اختصاصها إن صحت‪ ،‬وقال‪ :‬قككال أبككو داود‪:‬‬
‫يعني من قطع سدرة في فلة‪ ،‬يستظل بها ابن السبيل‪ ،‬والبهائم عبثا ً وظلما ً‬
‫بغير حق‪ ،‬يكون له فيهما‪ ،‬ونحوه قول المزنككي‪ :‬وجهككه أن يكككون صككلى الل ّككه‬
‫عليه وسلم سئل عمن هجم على قطع سدرة لقوم ليتيم أو لمككن حككرم الل ّككه‬
‫عليه أن يقطع عليه فتحامل عليه فقطعككه‪ ،‬يعنككي فأجككاب بمككا قككاله‪ ،‬فسككمع‬
‫بعض من حضر الجواب ولم يسمع المسألة‪ ،‬ويتأيد الحمل بكون عككروة أحككد‬
‫رواة النهي كان يقطعه من أرضه‪ ،‬وقد قال أبككو ثككور‪ :‬سككألت الشككافعي عككن‬
‫قطع السدر‪ ،‬فقال‪ :‬ل بأس به‪ ،‬قد روي عن النبي صلى الّله عليه وسلم أنككه‬
‫قال‪ :‬اغسله بماء وسدر‪ ،‬وكذا احتج المزني بما احتج به الشافعي‪ ،‬من إجازة‬
‫النبي صلى الّله عليه وسلم غسل الميت بالسدر‪ ،‬وأنه لو كان حراما ً لم يجز‬
‫النتفاع به‪ ،‬والورق من السدر كالغصن‪ ،‬فقكد سكوى النكبي صكلى الّلكه عليكه‬
‫وسلم فيما حرم قطعه من شجرة الحرم بين ورقه وغيره‪ ،‬فلما لم أر أحككدا ً‬
‫يمنع من ورق السدر دل على جواز قطع السدر‪ ،‬قلت‪ :‬وقد ثبت مكن حكديث‬
‫جرير عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة رفعه‪ :‬مر رجل بغصن شجرة علككى‬
‫ظهر الطريق فقال‪ :‬لنحين هذا عن المسلمين ل يؤذيهم فأدخل الجنة‪ ،‬ومككن‬
‫حديث العمش عن أبي صالح عن أبي هريرة رفعه‪ :‬لقككد رأيككت رجل ً يتقلككب‬
‫في الجنة في شجرة قطعها مككن ظهككر الطريككق كككانت تككؤذي النككاس‪ ،‬ومككن‬
‫حديث أبي رافع عن أبي هريرة رفعككه‪ :‬إن شككجرة كككانت تككؤذي المسككلمين‪،‬‬
‫فجاء رجل فقطعها فدخل الجنة‪ ،‬إلككى غيرهككا ممككا ورد فككي عككزل الذى عككن‬
‫طريق المسلمين‪ ،‬مما يتأيد به التأويل‪ ،‬والّله الموفق)‪.(1‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫)‪ (1‬للحافظ السيوطي رسالة "رفع الخدر عن قطككع السككدر" وهككي رسككائل‬
‫"الحاوي للفتاوى" له‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫‪ - 775‬حديث‪ :‬قلب المؤمن حلو يحب الحلوة‪ ،‬الككبيهقي فككي المطككاعم مككن‬
‫الشعب‪ ،‬والديلمي عن أبي أمامة‪ ،‬وابن الجوزي فككي الموضككوعات عككن أبككي‬
‫موسى‪] ،‬ص ‪ [308‬وعند الديلمي أيضا ً عن علكي رفعكه أيضكًا‪ :‬المكؤمن حلكو‬
‫يحب الحلوة‪ ،‬ومن حرمها على نفسه فقد عصككى الل ّككه ورسككوله‪ ،‬ل تحرمككوا‬
‫نعمة الّله والطيبات على أنفسكم‪ ،‬وكلوا واشربوا واسكروا‪ ،‬فإن لككم تفعلككوا‬
‫ه‪ ،‬لكن ثبت أن النككبي صككلى الل ّككه عليككه‬ ‫لزمتكم عقوبة الّله عز وجل‪ ،‬وهو وا ٍ‬
‫وسلم كان يحب الحلواء والعسل‪ ،‬وكذا يروى مككن حككديث أنككس رفعككه‪ :‬مككن‬
‫لقم أخاه المؤمن لقمة حلواء‪ ،‬ل يرجو بها ثناء‪ ،‬ول يخاف بهككا مككن شككره‪ ،‬ول‬
‫يريد بها إل وجهه‪ ،‬صرف الّله عنه بها مرارة الموقف يوم القيامككة‪ ،‬رواه ابككن‬
‫ماجه والطبراني وأبو الشيخ وآخرون وهو ضعيف‪.‬‬
‫‪ - 776‬حديث‪ :‬القلب بيت الرب‪ ،‬ليس له أصل في المرفككوع‪ ،‬والقلككب بيككت‬
‫اليمان ومعرفته ومحبته‪.‬‬
‫‪ - 777‬حديث‪ :‬قلة العيال أحد اليسارين‪ ،‬وكثرتهم أحككد الفقريككن‪ ،‬القضككاعي‬
‫عككن علككي‪ ،‬والككديلمي عككن عبككد الل ّككه بككن عمككر وابككن هلل المزنككي‪ ،‬كلهمككا‬
‫بالشطر الول مرفوعا ً بسندين ضعيفين‪ ،‬واللفظ بتمامه في الحياء‪.‬‬
‫‪ - 778‬حديث‪ :‬قل الحق وإن كان م كّرًا‪ ،‬أحمككد عككن أبككي ذر بككه مرفوعكًا)‪،(1‬‬
‫وفي الباب عن جابر مرفوعًا‪ :‬ما من صدقة أفضل من قول الحق‪ ،‬وقيل‪ :‬أنه‬
‫عن أبي هريرة مرفوعا ً أيضًا‪ ،‬ولفظه‪ :‬ما من صدقة أحب إلى الّله مككن قككول‬
‫الحق‪ ،‬أخرجهما البيهقي‪ ،‬وشواهد هذا المعنى كثيرة‪ ،‬وكذا على اللسنة‪ :‬قل‬
‫الحق ولو على نفسك‪ ،‬وإليه يشير قوله تعككالى }يككا أيهككا الككذين آمنككوا كونككوا‬
‫قوامين بالقسط شهداء لّله ولو على أنفسكم أو الوالدين والقربين{‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫)‪ (1‬وصححه ابن حبان في حديث طويل‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫‪ - 779‬حديث‪ :‬القناعة مال ل ينفد‪ ،‬وكنككز ل يفنككى‪ ،‬الطككبراني فككي الوسككط‪،‬‬
‫والعسكري من حديث المنكدر بن محمككد بككن المنكككدر عككن أبيككه عككن جككابر‪،‬‬
‫والقضككاعي بككدون‪ :‬وكنككز ل يفنككى عككن أنككس‪ ،‬وكككذا ليسككت الجملككة عنككد‬
‫العسكري‪ ،‬وفي القناعة أحاديث كثيرة‪ ،‬منها حككديث ابككن عمككر مرفوعكًا‪ :‬قككد‬
‫أفلح من أسككلم‪ ،‬ورزق كفافكًا‪ ،‬وقنعككه الل ّككه بمككا آتككاه‪ ،‬وعككن علككي فككي قككوله‬
‫}فلنحيينككه حيككاة طيبككة{ قككال‪ :‬القناعككة‪ ،‬وكككذا قككال السككود‪ :‬إنهككا الرضككى‬
‫والقناعة‪ ،‬وعن سعيد بن جبير‪ ،‬قككال‪ :‬ل تحككوجه إلككى أحككد‪ ،‬وقككال ]ص ‪[309‬‬
‫قنوع إل التمتع بالعز‪ ،‬لكفى صاحبه‪ ،‬وقككال‬ ‫بشر بن الحارث‪ :‬لو لم يكن في ال ُ‬
‫بعض الحكماء‪ :‬انتقم من حرصك بالقناعة‪ ،‬كما تنتقم من عككدوك بالقصككاص‪،‬‬
‫وكان من دعائه صلى الّله عليه وسلم‪ :‬الّلهم قنعني بما رزقتنككي وبككارك لككي‬
‫فيه‪ ،‬وقال الشاعر‪:‬‬
‫ما ذاق طعم الغنى من ل ُقنوع له * ولن ترى قانعا ً ‪ -‬ما عاش ‪ -‬مفتقرا‬
‫والعرف من يأته يحمد مغبته * ما ضاع عرف وإن أوليته حجرا‬
‫وقال غيره‪:‬‬
‫تسربلت أخلقي قنوعا ً وعفة * فعندي بأخلقي كنوز من الذهب‬
‫فلم أر خصبا ً كالقنوع لهله * وأن ُيجمل النسان ما عاش في الطلب‬
‫وقال آخر‪:‬‬
‫رع * يرجو جداه لحظة شزرا‬ ‫ض ِ‬
‫وإذا استكان لذي الغنى َ‬
‫إن القناعة فاعلمن غنى * والحرص يورث أهله الفقر‬
‫‪ - 780‬حديث‪ :‬قوام أمتي بشرارها‪ ،‬البخاري في تاريخه‪ ،‬وعبد الّله بن أحمككد‬
‫في زيادات المسند‪ ،‬والطبراني مككن طريككق هككارون بككن دينككار أبككي المغيككرة‬
‫العجلي البصري حدثني أبي قال‪ :‬كنت على باب الحسككن‪ ،‬فخككرج رجككل مككن‬
‫الصحابة‪ ،‬وهو ميمون بن سنباذ فقال لي‪ :‬يا أبا المغيرة‪ ،‬سمعت رسول الل ّككه‬
‫صلى الّله عليه وسلم يقول‪ :‬فذكره‪ ،‬وأخرجه ابن السكن من رواية يحيى بن‬
‫راشد عن هارون بن دينار العجلي‪ ،‬حدثني أبي قال‪ :‬كنت عند الحسن‪ ،‬فلمككا‬
‫خرجت من عنده لقيني رجل من أصحاب النبي صلى الّله عليه وسلم‪ ،‬يقككال‬
‫له ميمون بن سنباذ فقال‪ :‬يا أبا المغيرة‪ ،‬فذكره‪ ،‬وأخرجه ابن منده من هككذا‬
‫الوجه‪ ،‬وقال في سياقه عن أبيه‪ :‬سمعت النبي صلى الّله عليه وسككلم‪ ،‬وقككد‬
‫استنكره بعض الئمة‪ ،‬وقال‪ :‬هارون وأبككوه مجهككولن‪ ،‬وقككال ابككن عبككد الككبر‪:‬‬
‫ليس إسناد حديثه بالقائم‪ ،‬لكن قد أخرجكه أبكو ُنعيكم مكن طريكق خليفكة بكن‬
‫خياط عن معتمر بن سليمان عن أبيه‪ ،‬قال‪ :‬كنككا علككى بككاب الحسككن‪ ،‬فخككرج‬
‫علينا رجل من أصحاب النبي صلى الل ّككه عليككه وسككلم‪ ،‬يقككال لككه ميمككون بككن‬
‫سنباذ‪ ،‬فذكر ]ص ‪ [310‬الحديث بلفظ‪ :‬ملك هذه المككة بشككرارها‪ ،‬وأخرجككه‬
‫ابن عدي في الكامل من طريق عبد الخالق بن زيد بكن واقكد عكن أبيكه عكن‬
‫ميمون به‪ ،‬ويتأيككد بحككديث‪ :‬إن الل ّككه يؤيككد هككذا الككدين بالرجككل الفككاجر‪ ،‬وكككذا‬
‫بحديث‪ :‬إن الّله يؤيد هذا الدين بأقوام ل خلق لهم‪.‬‬
‫‪ - 781‬حديث‪ :‬قوتوا طعامكم‪ ،‬في‪ :‬كيلوا‪.‬‬
‫‪ - 782‬حديث‪ :‬القوت لمن يموت كثير‪ ،‬في‪ :‬ارض من الدنيا‪.‬‬
‫‪ - 783‬حديث‪ :‬قوموا إلى سيدكم‪ ،‬متفق عليه‪ ،‬عن أبي سعيد به مرفوعًا‪.‬‬
‫‪ - 784‬حديث‪ :‬قيدها وتوكل‪ ،‬في‪ :‬اعقلها‪.‬‬
‫‪ - 785‬حديث‪ :‬قيدوا العلم بالكتاب‪ ،‬في‪ :‬استعن بيمينك‪.‬‬
‫‪ - 786‬حديث‪ :‬قيلوا فإن الشياطين ل تقيككل‪ ،‬فككي‪ :‬اسككتعينوا بطعككام السككحر‬
‫]ص ‪.[311‬‬
‫حرف الكاف‬
‫‪ - 787‬حديث‪ :‬كاد الحسد أن يغلب القدر‪ ،‬في‪ :‬الحديث التي بعد حديث‪.‬‬
‫‪ - 788‬حديث‪ :‬كاد الحليم أن يكون نبيًا‪ ،‬الديلمي عن أنس به مرفوعًا‪.‬‬
‫‪ - 789‬حديث‪ :‬كاد الفقر أن يكككون كفككرًا‪ ،‬أحمككد بككن منيككع مككن طريككق يزيككد‬
‫الرقاشي عن الحسن أن أنس به مرفوعكًا‪ ،‬بزيككادة‪ :‬وكككاد الحسككد أن يسككبق‬
‫القدر‪ ،‬وهو عند أبي ُنعيم في الحلية‪ ،‬وأبي مسلم الكشككي فككي سككننه‪ ،‬وأبككي‬
‫علي بن السكن في مصنفه‪ ،‬والبيهقي في الشعب‪ ،‬وابن عدي فككي الكامككل‪،‬‬
‫من طريق يزيد عن أنس بل شك‪ ،‬وفي لفظ عنككد أكككثرهم‪ :‬أن يغلككب‪ ،‬بككدل‪:‬‬
‫أن يسككبق‪ ،‬ويزيككد ضككعيف‪ ،‬ورواه الطككبراني مككن طريككق عمككرو بككن عثمككان‬
‫الكلبي‪ ،‬مككن عيسككى بككن يككونس عككن سككليمان الككتيمي عككن أنككس مرفوعكًا‪،‬‬
‫ولفظه‪ :‬كاد الحسد أن يسبق القككدر‪ ،‬وكككادت الحاجككة أن تكككون كفككرًا‪ ،‬وفيككه‬
‫ضعف أيضًا‪ ،‬وفي ترجمة عكرمة من الحلية أن لقمان قككاله لبنككه‪ :‬قككد ذقككت‬
‫المرار فليس شيء أمر من الفقر‪ ،‬وللنسائي وصككححه ابككن حبككان مككن جهككة‬
‫أبي الهيثم عن أبي سعيد الخدري مرفوعا ً أنه كان يقول‪ :‬الّلهم إني أعوذ بك‬
‫من الكفر والفقر فقال رجل‪ :‬ويعتدلن؟ قال‪ :‬نعم‪ ،‬وهككذا أصككحها‪ .‬ومككا قبلككه‬
‫من المرفوع ضعيف السناد‪ .‬قال العسكري‪ :‬ول تكاد العرب تجمككع بيككن كككاد‬
‫وأن‪ ،‬وبذلك نزل القرآن‪ ،‬ولكن كذا يرويه أصحاب الحديث‪.‬‬
‫‪ - 790‬حديث‪ :‬كأنك بالدنيا ولم تكن‪ ،‬وبالخرة ولم تزل‪ ،‬هككو عنككد أبككي ُنعيككم‬
‫من جهة عمر بن عبد العزيز‪.‬‬
‫‪ - 791‬حديث‪ :‬كأنك مكن أهكل بكدر وحنيككن‪ ،‬هكو كلم يقكال لمكن بتسككامح أو‬
‫يتساهل ونحو ذلك‪ ،‬لقوله صلى الّله عليه وسلم‪ :‬ما يككدريك لعككل الل ّككه اطلككع‬
‫على أهل بدر‪ ،‬فقال‪ :‬اعملوا ما شئتم‪ ،‬فقد غفرت لكم‪ ،‬ولكنككه لككم يككرد فككي‬
‫أهل حنين ذلك‪ ،‬مع مزيد التفاوت بينهما فككي المسككافة‪ ،‬فحنيككن مككن نككواحي‬
‫عرفة‪ ،‬وبدر معروفة ]ص ‪.[312‬‬
‫خب َكْر أنككه‬
‫‪ - 792‬حديث‪ :‬كان وضوءه ل يبل الثرى‪ ،‬أبو داود مككن حككديث ذي م ْ‬
‫صلى الّله عليه وسلم توضأ وضوءا ً لم يبل منه التراب‪.‬‬
‫‪ - 793‬حديث‪ :‬كبر كبر‪ ،‬متفق عليه من حديث بشر بن المفضككل عككن يحيككى‬
‫بن سعيد عن بشر بن يسار عن سهل ابن أبي حثمة قال‪ :‬انطلككق عبككد الل ّككه‬
‫ابن سهل ومحيصة ابن مسعود بن زيد إلى خيبر‪ ،‬وهككو يككومئذ صككلح فتفرقككا‪،‬‬
‫فأتى محيصة إلى عبد الّله بن سهل وهو يتشحط في دمككه قككتيل ً فككدفنه‪ ،‬ثككم‬
‫قدم المدينة فانطلق عبد الرحمن ابن سهل أخا المقتول‪ ،‬وحويصة ومحيصككة‬
‫ابنا مسعود وهما ابنا عمهما إلى النبي صلى الل ّككه عليككه وسككلم‪ ،‬فككذهب عبككد‬
‫الرحمن يتكلم وهو أحدث القوم فقال‪ :‬كككبر كككبر‪ ،‬فسكككت فتكلمككا‪ ،‬الحككديث‬
‫لفظ البخاري‪ ،‬وهو عند مسلم أيضا ً من طريق بشر بن عمرو سمعت مالكككا ً‬
‫حدثني أبو ليلى بن عبد الّله بن عبد الرحمن بككن سككهل عككن سككهل بككن أبككي‬
‫حثمة وفيه‪ :‬ثم أقبل محيصة وأخوه حويصة وهو أكبر منه وعبد الرحمككن بككن‬
‫سهل فذهب محيصة ليتكلم وهو الذي كان بخيككبر‪ ،‬فقككال رسكول الل ّككه صكلى‬
‫الّله عليه وسلم له‪ :‬كبر كبر‪ ،‬يريد السككن فتكلكم حويصككة ثككم تكلكم محيصككة‪،‬‬
‫الحديث‪ ،‬والحاديث في فضل الكبر كثيرة‪ ،‬كليس منا من لم يرحككم صككغيرنا‪،‬‬
‫ويعكرف حككق كبيرنكا‪ ،‬وفكي لفكظ‪ :‬ويجكل كبيرنكا‪ ،‬وفكي آخككر‪ :‬ويكوقر كبيرنكا‪،‬‬
‫وكحديث‪ :‬إن من إجلل الّله إكرام ذي الشيبة المسلم‪ ،‬وكحككديث‪ :‬مككا أكككرم‬
‫شاب شيخا ً لسنه‪ ،‬إل قيض الّله له في سنه من يكرمككه‪ ،‬وأوصككى قيككس بككن‬
‫عاصم عند موته بنيه فقال‪ :‬اتقوا الّله وسودوا أكبركم‪ ،‬فإن القوم إذا سودوا‬
‫أكبرهم خلفوا آباءهم‪ ،‬وإذا سودوا أصغرهم أزرى بهم ذلك في أكفائهم‪ ،‬إلككى‬
‫غير ذلك مما ل نطيل به‪ ،‬ويحكى عككن ليككث بككن أبككي سككليم أنككه قككال‪ :‬كنككت‬
‫أمشي مع طلحة بن مصرف فتقدمني وقال‪ :‬والّله لو علمت أنك أكككبر منككي‬
‫بيوم ما تقدمتك‪ ،‬وقد ترجم البخاري في الدب المفرد‪ :‬إذا لم يتكلككم الكككبير‪،‬‬
‫هل للصغر أن يتكلم‪ ،‬وساق حديث ابن عمر‪ :‬أخككبروني بشككجرة مثلهككا مثككل‬
‫المسلم‪ ،‬وأنه منعه من العلم بما وقع في نفسه من كونها النخلة وجود أبي‬
‫بكر وعمر وسكوتهما‪ ،‬وقال له أبوه‪ :‬لو قلتها كان أحككب إلككي مككن كككذا وكككذا‬
‫قال‪ :‬ما منعني إل أني لم أرك ول أبا بكر تكلمتما فكرهت‪ ،‬وكل هككذا ل يمنككع‬
‫التنويه بفضيلة الصغير‪ ،‬ففي الصحيح عن ابن عبككاس قككال‪] :‬ص ‪ [312‬كككان‬
‫عمر رضي الّله عنه يدخلني مع أشياخ بكدر‪ ،‬فكككأن بعضكهم وجككد فكي نفسككه‬
‫فقال‪ :‬لم تدخل هذا معنا‪ ،‬ولنا أبناء مثله‪ ،‬فقال عمر‪ :‬إنه ممككا علمتككم‪ ،‬وفككي‬
‫لفظ‪ :‬من حيث علمتككم‪ ،‬فككدعاهم ذات يككوم‪ ،‬فككأدخله معهككم‪ ،‬فمككا رأيككت أنككه‬
‫دعاني يومئذ إل ليريهم‪ ،‬وذكر الحديث في }إذا جاء نصر الّله والفتح{‪.‬‬
‫‪ - 794‬حديث‪ :‬الكبرياء ردائي‪ ،‬والعظمة إزاري‪ ،‬فمككن نككازعني واحككدا ً منهمككا‬
‫ألقيته في النار‪ ،‬مسلم وابن حبان في صحيحهما‪ ،‬وأبو داود وابن ماجه‪ ،‬كلهم‬
‫عن أبي هريرة مرفوعًا‪ :‬يقككول الل ّككه‪ ،‬والبككاقي نحككوه‪ ،‬لفككظ ابككن مككاجه‪ :‬فككي‬
‫جهنكم‪ ،‬وأبكي داود‪ :‬قكذفته فكي النكار‪ ،‬ومسكلم‪ :‬عكذبته‪ ،‬وقكال‪ :‬رداؤه وإزاره‬
‫بالغيبة‪ ،‬وزاد مع أبي هريرة أبا سعيد ورواه الحاكم في مسككتدركه مككن وجككه‬
‫آخر بلفظ‪ :‬قصمته‪ ،‬وبدون ذكر العظمة‪ ،‬وقال‪ :‬صككحيح علككى شككرط مسككلم‪،‬‬
‫وممن أخرجه بلفظ الترجمة القضككاعي فككي مسككنده مككن حككديث عطككاء بككن‬
‫السائب عن أبيه عن أبي هريرة بزيادة‪ :‬يقول الل ّككه‪ ،‬وللحكيككم الترمككذي عككن‬
‫أنس رفعه بلفظ‪ :‬يقول الّله عز وجل‪ :‬لي العظمة والكبرياء والفخككر والقككدر‬
‫سري فمن نازعني واحدة منهن كببته في النار‪.‬‬
‫‪ - 795‬حديث‪ :‬كثرة الضككحك تميككت القلككب‪ ،‬القضككاعي مككن حكديث بككرد بكن‬
‫سنان عن مكحول عن واثلة عن أبككي هريككرة بككه مرفوع كًا‪ ،‬وللعسكككري مككن‬
‫حديث جعفر بن سليمان عن أبي طارق عن الحسن عن أبككي هريككرة رفعككه‪:‬‬
‫اتق المحارم تكن أعبد الناس‪ ،‬وارض بما قسم الّله لككك تكككن أغنككى النككاس‪،‬‬
‫وأحسن إلى جارك تكن مؤمنًا‪ ،‬وأحب للناس ما تحب لنفسككك تكككن مسككلمًا‪،‬‬
‫ول تكثر الضحك فإن كثرة الضحك تميت القلب‪ ،‬وهو عند ابن ماجه عن أبكي‬
‫هريرة بلفظ‪ :‬ل تكثروا الضحك فإن ككثرة الضكحك تميكت القلكب‪ ،‬وللكديلمي‬
‫من حديث إبراهيم بن أبي عيلة عن الوليد بن عبد الرحمن عن جبير بن نفير‬
‫عن عبد الّله بن عمرو مرفوعًا‪ :‬عليكم بصلة الليل ولككو ركعككة واحككدة‪ ،‬فككإن‬
‫صلة الليل منهاة عن الثم‪ ،‬وتطفئ غضب الرب تبارك وتعككالى‪ ،‬وتككدفع عككن‬
‫أهلها حر النار يوم القيامة‪ ،‬وإن أبغض الخلككق إلككى الل ّككه ثلثككة‪ :‬الرجككل يكككثر‬
‫النوم بالنهار ولم يصل من الليل شيئًا‪ ،‬والرجكل يككثر الككل ول يسكمي الّلكه‬
‫على طعامه ول يحمده‪ ،‬والرجل يكككثر الضككحك مككن غيككر عجككب‪ ،‬فككإن كككثرة‬
‫الضحك تميت القلككب ]ص ‪ [314‬وتككورث الفقككر‪ ،‬وللطككبراني وابككن لل مككن‬
‫حديث أبي ذر أنه صلى الّله عليه وسلم قال له‪ :‬يا أبا ذر أوصيك نتقوى الّله‪،‬‬
‫وذكر حديثا ً طويل ً فيه‪ :‬وإياك وكثرة الضحك وعليك بالصمت‪ ،‬زاد فككي روايككة‬
‫عند غيرهما‪ :‬قول جبريل‪ :‬ما ضحكت منذ خلقت جهنم‪ ،‬وسككبق فككي‪ :‬أكككثروا‬
‫ذكر هككادم اللككذات‪ ،‬أنككه صككلى الل ّككه عليككه وسككلم قككاله لقككوم مككر بهككم وهككم‬
‫يضحكون ويمرحون‪ ،‬وسيأتي في‪ :‬من كثر كلمه قول عمر‪ :‬من كككثر ضككحكه‬
‫قلت هيبته‪ ،‬وقال عبككد الل ّككه بككن ثعلبككة‪ :‬أتضككحك ولعككل كفتككك قككد خككرج مككن‬
‫القصار وأنت ل تدري‪ ،‬وقال يحيى بن أبي كثير‪ :‬قال سليمان بن داود عليهما‬
‫السلم لبنه‪ :‬يا بني ل تكثر الغيرة على أهلك فترمي بالشككر مككن أجلككك وإن‬
‫كانت برية‪ ،‬ول تكثر الضحك فإن كثرة الضحك تسككخف فككؤاد الرجككل الحليككم‬
‫قال‪ :‬وعليك بالخشية فإنها غاية كل شيء‪ ،‬وعن بشر بن الحارث الحافي أنه‬
‫قال لرجل ضحك عنده‪ :‬احذر يا ابن أخككي ل يؤاخكذك الّلكه علككى هككذا‪ ،‬وقككال‬
‫محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى في قوله تعالى }ما لهذا الكتاب ل يغادر‬
‫صككغيرة ول كككبيرة إل أحصككاها{ قككال‪ :‬الصككغيرة هككي الضككحك‪ ،‬أوردهككا كلهككا‬
‫البيهقي‪ ،‬ومن كلماتهم‪ :‬الضحك بل سبب من قلة الدب‪ ،‬ولبعضهم‪:‬‬
‫كلما أبديته مباحثة * قابلني بالضحك والقهقهة‬
‫إن كان ضحك المرء من فقهه * فالذيب في الصحراء ما أفقهه‬
‫‪ - 796‬حديث‪ :‬الكذب مجانب لليمان‪ ،‬ابن عدي مككن طريككق إسككماعيل ابككن‬
‫أبي خالد عن قيس بن أبي حازم عن أبككي بكككر بككه مرفوعكًا‪ ،‬ولفظككه‪ :‬إيككاكم‬
‫والكذب فإنه مجانب لليمان‪ ،‬قال الدارقطني في العلل‪ :‬رفعه يحيى بن عبد‬
‫الملك وجعفر الحمر وعمرو بن ثككابت عككن إسككماعيل‪ ،‬ووقفككه بعضككهم وهككو‬
‫أصح‪ ،‬وروي عن أبي أسامة ويزيد بككن هككارون عنككه أيضكا ً مرفوعكًا‪ ،‬ول يثبككت‬
‫عنهما والموقوف عند أحمد وابن أبي شيبة في الدب كلهما عككن وكيككع عككن‬
‫إسماعيل‪ ،‬وابن المبارك في الزهد عن إسماعيل كذلك‪ ،‬ولمالك في الموطككأ‬
‫عن صفوان بن سليم مرسل ً أو معضل ً قيل‪ :‬يككا رسككول الل ّككه المككؤمن يكككون‬
‫جبانا ً قال‪ :‬نعم‪ ،‬قيل‪ :‬يكون بخيل ً قال‪ :‬نعم‪ ،‬قيل‪ :‬يكون كذابا ً قككال‪ :‬ل‪ ،‬ولبككن‬
‫عبد البر في التمهيد عن عبد الّله بن جراد أنه سككأل النككبي صككلى الل ّككه عليككه‬
‫]ص ‪ [315‬وسلم هل يزني المؤمن؟ قككال‪ :‬قككد يكككون مككن ذلككك‪ ،‬قككال‪ :‬هككل‬
‫يكذب؟ قال‪ :‬ل‪ ،‬ورواه ابن أبككي الككدنيا فككي الصككمت مقتصككرا ً علككى الكككذب‪،‬‬
‫وجعل السائل أبا الدرداء‪ ،‬ولبن أبي الدنيا في الصمت عن حسان بن عطيككة‬
‫قال قال عمر بن الخطاب رضي الّله عنه‪ :‬ل تجد المككؤمن كككذابًا‪ ،‬ونحككوه مككا‬
‫للبزار وأبي يعلككى فككي مسككنديهما عككن سككعد بككن أبككي وقككاص رفعككه‪ :‬يطبككع‬
‫المؤمن على كل خلة غير الخيانة والكذب‪ ،‬وفي الباب عككن ابككن عمككر وابككن‬
‫مسعود وأبي أمامة وآخرين‪ ،‬وأمثلها حديث سعد لكن ضعف الككبيهقي رفعككه‪،‬‬
‫وقال الدارقطني‪ :‬الموقوف أشبه بالصواب‪ ،‬انتهى‪ .‬ومع ذلك فهو مما يحكككم‬
‫له بالرفع على الصحيح لكونه مما ل مجال للرأي فيه‪.‬‬
‫‪ - 797‬حديث‪ :‬كرم الكتاب ختمه‪ ،‬القضكاعي مكن حكديث محمككد بكن مكروان‬
‫السدي الصغير عن الكلبي محمد بن السائب عن أبي صالح مككولى أم هككانى‬
‫عن ابن عباس مرفوعا ً بهذا بزيادة وهو قوله تعككالى }إنككي ألقككي إلككي كتككاب‬
‫كريم{ ومن هذا الوجه أخرجه الطككبراني فككي الوسككط‪ ،‬بككل رواه أيض كا ً مككن‬
‫حديث السدي أيضا ً عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس‪ ،‬والسدي راويككه‬
‫من الوجهين متروك‪.‬‬
‫‪ - 798‬حديث‪ :‬كرم المرء دينككه‪ ،‬ومروءتككه عقلككه‪ ،‬وحسككبه خلقككه‪ ،‬أبككو يعلككى‬
‫والعسكري والقضاعي من حديث مسلم بن خالد الزنجي عن العلء بن عبككد‬
‫الرحمككن عككن أبيككه عككن أبككي هريككرة بككه مرفوعكًا‪ ،‬وأورده شككيخنا فككي زوائد‬
‫تلخيصه لمسند الفردوس بلفظ‪ :‬حسككب المككرء دينككه‪ ،‬ومروءتككه خلقككه‪ ،‬ولككم‬
‫يذكر صحابيه ول عزاه‪ ،‬وهو في الموطأ عن عمر مككن قككوله‪ ،‬وكككذا هككو عنككد‬
‫العسكري من حديث حسككان بكن فككائد عككن عمككر أنككه قككال‪ :‬الكككرم التقككوى‪،‬‬
‫والحسب المال‪ ،‬لست بخير من فارسي ول نبطككي إل بتقككوى‪ ،‬وعنككده أيض كا ً‬
‫من حديث محمد بن سلم قال‪ :‬بينما عمر بن الخطاب يمشي ورجل يخطككر‬
‫بين يديه ويقول‪ :‬أنا ابن بطحاء مكة كدّيها فكداها‪ ،‬فقككال عمككر‪ :‬إن لككم يكككن‬
‫لك دين فلك كرم‪ ،‬وإن لم يكن لك عقل فلك مروءة‪ ،‬وإن لم يككن لكك مكال‬
‫فلك شرف‪ ،‬وإل فأنت والحمار سواء‪ ،‬وقد ذكر الخرائطي في أول بككاب مككن‬
‫مكارمه‪ .‬أثر عمر‪.‬‬
‫‪ - 799‬حديث‪ :‬الكريم إذا قدر عفا‪ ،‬البيهقي فككي الشككعب مككن حككديث ربيعككة‬
‫]ص ‪ [316‬ابن أبي عبد الرحمن عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة قال‪:‬‬
‫قال أعرابي‪ :‬يا رسول الّله من يحاسب الخلق يوم القيامة؟ قال‪ :‬الل ّككه قككال‪:‬‬
‫الّله؟ قال‪ :‬الّله‪ ،‬قاال‪ :‬نجونككا ورب الكعبككة‪ ،‬قككال‪ :‬وكيككف؟ قككال‪ :‬لن الكريككم‬
‫وذكره‪ ،‬وقال‪ :‬إن محمد بن زكريا الغلبي تفرد به عن عبيد الّله بن محمد بن‬
‫عائشة‪ ،‬والغلبي متروك‪ ،‬ويشبه أن يكون موضوعًا‪ ،‬ولكنه مشهور‪ ،‬يعني عن‬
‫الزهاد ونحوهم وأنا أبرأ من عهدته‪ ،‬وأسند عن أبي سيف الزاهد أنه قال‪ :‬ما‬
‫تحب أن يلي حسابنا غير الّله لن الكريم يجاوز‪ ،‬ومن طريق الثوري قال‪ :‬ما‬
‫أحب أن حسابي جعل إلى والدي‪ ،‬ربي خير لي من والدي‪.‬‬
‫‪ - 800‬حديث‪ :‬الكريم حبيب الّله ولو كان فاسقًا‪ ،‬في‪ :‬السخي‪ ،‬وإنه ل أصككل‬
‫له‪.‬‬
‫‪ - 801‬حديث‪ :‬كسب الحلل فريضة بعد الفريضة‪ ،‬الطككبراني والككبيهقي فككي‬
‫الشعب‪ ،‬والقضاعي من جهكة عبككاد بكن ككثير عككن الثكوري عكن منصكور عككن‬
‫إبراهيم عن علقمة عن ابن مسعود به مرفوعًا‪ ،‬وقال البيهقي‪ :‬تفرد به عباد‪،‬‬
‫وهو ضعيف‪ ،‬قال أبو أحمد الفّرا‪ :‬سمعت يحيى بن يحيى يسككأل عككن حككديث‬
‫عباد في الكسب‪ ،‬فإذا انتهى إلى رسول الّله صلى الّله عليه وسلم قككال‪ :‬إن‬
‫كان قاله‪ ،‬وله شواهد‪ ،‬منها عن ابن مسعود مرفوعا ً أخرجه الطبراني‪ ،‬وعككن‬
‫أنس رفعه ولفظه‪ :‬طلب الحلل واجب علككى كككل مسككلم أخرجككه الطككبراني‬
‫في الوسط والديلمي‪ ،‬وعن ابن عبككاس مرفوعكًا‪ :‬طلككب الحلل جهكاد‪ ،‬وهكو‬
‫عند أبي ُنعيم في الحلية‪ ،‬ومن طريقه الديلمي عن ابن عمككر‪ ،‬وبعضككها يؤكككد‬
‫بضًا‪ ،‬ل سيما وشواهدها كثيرة‪.‬‬
‫‪ - 802‬حديث‪ :‬كسر عظم الميت ككسر عظم الحي‪ ،‬أحمككد وأبككو داود وابككن‬
‫ماجه والبيهقي من حديث عائشة به مرفوعًا‪ .‬وحسنه ابن القطان‪ ،‬وقال ابن‬
‫دقيق العيد‪ :‬إنه على شرط مسككلم‪ ،‬ورواه الككدارقطني مككن وجككه آخككر عنهككا‬
‫وزاد‪ :‬في الثم‪ ،‬وفي رواية‪ :‬يعني في الثم‪ ،‬وذكره مالك فككي الموطككأ بلغ كا ً‬
‫عن عائشة موقوفا ً ورواه ابن ماجه من حديث أم سلمة ]ص ‪.[317‬‬
‫‪ - 803‬حديث‪ :‬كفارة الذنب الندامة‪ ،‬الطبراني والقضاعي من حككديث عمككرو‬
‫بن مالك النكري عن أبي الجوزاء عن ابن عبكاس بكه مرفوعكًا‪ ،‬وككذا أسكنده‬
‫الديلمي من جهة الحاكم‪.‬‬
‫‪ - 804‬حديث‪ :‬كفارة من اغتبته أن تستغفر له‪ ،‬الحارث بن أبككي أسككامة فككي‬
‫مسنده‪ ،‬والخرائطي في المساوي‪ ،‬والبيهقي في الشككعب‪ ،‬وأبككو الشككيخ فككي‬
‫التوبيخ‪ ،‬والككدينوري فككي المجالسككة‪ ،‬وابككن أبككي الككدنيا وآخككرون‪ ،‬وكلهكم مكن‬
‫طريق عنبسة ابن عبد الرحمن عككن خالككد بككن يزيككد عككن أنككس بككه مرفوعكًا‪،‬‬
‫ولفظ بعضهم‪ :‬كفارة الغتياب أن تستغفر لمن اغتبته‪ ،‬وعنبسة ضعيف جككدًا‪،‬‬
‫وقد رواه الخرائطي من غير طريقه من جهة أبي سليمان الكوفي عن ثككابت‬
‫عن أنس مرفوعا ً بلفظ‪ :‬إن من كفارة الغيبة أن تستغفر لمن اغتبتككه‪ ،‬تقككول‬
‫الّلهم اغفر لنا وله‪ ،‬وهو ضعيف أيضًا‪ ،‬ولكن له شواهد‪ ،‬فعنككد أبككي ُنعيككم فككي‬
‫الحلية‪ ،‬وابن عدي في الكامل‪ ،‬كلهما من حديث أبي داود سليمان بن عمرو‬
‫النخعي عن أبي حازم عن سهل بن سعد مرفوعا ً ولفظككه‪ :‬مكن اغتككاب أخككاه‬
‫فاستغفر له فهو كفارته‪ ،‬والنخعي ممن اتهم بالوضع‪ ،‬وعنككد الككدارقطني مككن‬
‫حديث حفص بن عمر اليلي عن مفضل بن لحق عن محمد بن المنكدر عن‬
‫جابر رفعه‪ :‬من اغتاب رجل ً ثم استغفر لككه مككن بعككد ذلككك غفككرت لككه غيبتككه‪،‬‬
‫وحفص ضعيف‪ .‬وعند البيهقي في الشعب من جهة عباس الككترقفي ثككم مككن‬
‫جهة همام بن منبه عن أبككي هريككرة قككال‪ :‬الغيبككة تخككرق الصككوم والسككتغفار‬
‫يرفعه فمن استطاع منكم أن يجيء غدا ً بصومه مرقعا ً فليفعل‪ ،‬وقال عقبككه‪:‬‬
‫هذا موقوف وسنده ضعيف‪ .‬وعن ابن المبارك قال‪ :‬إذا اغتاب رجككل رجل ً فل‬
‫يخبره ولكن يستغفر وعن محبوب بن موسى قال‪ :‬سألت علي بن بكار عككن‬
‫رجل اغتبته ثم ندمت‪ ،‬قال‪ :‬ل تخبره فتغري قلبه‪ ،‬ولكككن ادع لككه وأثككن عليككه‬
‫حتى تمحوا السيئة بالحسنة‪ ،‬وللحاكم وقال‪ :‬صحيح والبيهقي وقال‪ :‬إنه أصح‬
‫مما قبله‪ ،‬وهو في معناه من حديث حذيفة قال‪ :‬كان في لسككاني ذرب علككى‬
‫أهلي لم يعدهم إلى غيرهم فسألت النبي صلى الّله عليه وسلم فقككال‪ :‬أيككن‬
‫أنت من الستغفار يا حذيفة إني لستغفر الّله كل يوم مككائة مككرة‪ ،‬وهككو ]ص‬
‫‪ [318‬عند البيهقي بنحوه من حديث أبي موسى‪ ،‬وبمجموع هذا يبعككد الحكككم‬
‫عليه بالوضع‪ ،‬وإن كان أصح منه حككديث أبككي هريككرة رفعككه‪ :‬مككن كككان عنككده‬
‫مظلمة لخيه فليستحلله منها‪ ،‬لكن قد روي عن ابن سيرين أنه قيككل لككه‪ :‬إن‬
‫رجل ً اغتابك فُتحله‪ ،‬قال‪ :‬ما كنت لحل شيئا ً حرمه الّله‪.‬‬
‫‪ - 805‬حديث‪ :‬كفى بالدهر واعظًا‪ ،‬وبالموت مفرق كًا‪ ،‬العسكككري مككن حككديث‬
‫ابن إسحاق عن ابن لهيعة عن جبير بن أبي حكيم عن أنس قككال‪ :‬جككاء رجككل‬
‫إلى النبي صلى الّله عليه وسلم فقال‪ :‬إن فلنا ً جككاري يككؤذيني فقككال‪ :‬اصككبر‬
‫على أذاه‪ ،‬وكف عنه أذاك‪ ،‬قال‪ :‬فما لبث إل يسيرا ً إذ جاء فقككال‪ :‬يككا رسككول‬
‫الّله إن جاري ذاك مات‪ ،‬فقال النبي صلى الل ّككه عليككه وسككلم‪ ،‬وذكككره‪ ،‬ومككن‬
‫حديث أنس أيضا ً وعراك بن مالك أخككرج الحككارث بكن أبككي أسككامة المرفكوع‬
‫بسككند ضككعيف‪ ،‬وهككو عنككد الطككبراني والككبيهقي فككي الشككعب والقضككاعي‬
‫والعسكري أيضا ً من حديث يونس بن عبيد عن الحسن عن عمككار بككن ياسككر‬
‫مرفوعا ً ولفظه‪ :‬كفى بالموت واعظًا‪ ،‬وكفككى بككاليقين غنككى‪ ،‬وكفككى بالعبككادة‬
‫حُبلككي‬ ‫ل‪ ،‬ولبن أبي الدنيا في البر والصلة من رواية أبككي عبككد الرحمككن ال ُ‬‫شغ ً‬
‫ل‪ :‬كفى بالموت مفرقًا‪ ،‬وللطبراني والبيهقي في الشعب عن عمار بككن‬ ‫مرس ً‬
‫ياسر رفعه‪ :‬كفى بالموت واعظكًا‪ ،‬وسككنده ضككعيف‪ ،‬وهككو مشككهور مككن قككول‬
‫الفضيل بن عياض رواه البيهقي في الزهد‪.‬‬
‫‪ - 806‬حديث‪ :‬كفى بالمرء إثما ً أن يضيع من يقوت‪ ،‬مسلم من حديث وهككب‬
‫بن جابر عن ابن عمرو به مرفوعًا‪.‬‬
‫‪ - 807‬حديث‪ :‬كفى بالمرء كذبا ً أن يحدث بكل ما سمع‪ ،‬مسلم فككي مقدمككة‬
‫خبيب بن عبد الرحمن عككن حفككص بككن عاصككم‬ ‫صحيحه من حديث شعبة عن ُ‬
‫عن أبي هريرة به مرفوعًا‪ ،‬ومن طريق أبي عثمان النهدي قككال‪ :‬قككال عمككر‪:‬‬
‫بحسب المرء من الكذب أن يحدث‪ ،‬وذكره‪ .‬ومن حككديث أبككي الحككوص عككن‬
‫ابن مسعود من قوله أيضا ً مثل قول عمر‪ ،‬وفي الباب عن أبي أمامة أخرجه‬
‫القضاعي من حديث هلل بن عمر عن أبككي غككالب عنككه رفعككه بلفككظ‪ :‬كفككى‬
‫المرء ]ص ‪ [319‬من الكذب‪ ،‬ومن هذا الوجه أخرجه العسكككري لكنككه قككال‪:‬‬
‫عمر بن هلل وزاد فيه‪ :‬وكفى بالمرء من الشح أن يقول‪ :‬آخذ حقي ل أتككرك‬
‫منه شيئًا‪ ،‬وفي معنى هذه الجملة ما رواه العسكككري مككن حككديث الصككمعي‬
‫قال‪ :‬أتى أعرابي قوما ً فقال لهم‪ :‬هل لكم في الحق أو فيما هككو خيككر منككه؟‬
‫قالوا‪ :‬وما هو خير من الحق؟ قال‪ :‬التفضل والتغافل أفضل مككن أخككذ الحككق‬
‫كله‪ ،‬وقال الصمعي‪ :‬تقول العرب‪ :‬خذ حقك في عفككاف وافي كا ً أو غيككر واف‪،‬‬
‫وسيأتي رفعه قريبًا‪ ،‬قال‪ :‬وأنشدني عمي بأثر هذا‪:‬‬
‫وقومي إن جهلت فسائليهم * كفى قومي بصاحبهم خبيرا‬
‫هل أعفو عن أصول الحق فيهم * إذا عثرت واقتطع الصدورا‬
‫ويروى بسند حسن عن أبي هريرة مرفوعًا‪ :‬خككذ حقككك فككي عفككاف وافي كا ً أو‬
‫غير واف‪ ،‬وعن أنس مثله‪ ،‬وأوله‪ :‬مر النككبي صككلى الل ّككه عليككه وسككلم برجككل‬
‫يتقاضى دينه رجل ً وقد ألح عليكه فكي الطلكب فقكال النكبي صكلى الّلكه عليكه‬
‫وسلم للطالب‪ ،‬وذكره‪ .‬أخرجهما العسكري‪ ،‬وأولهما عنككد ابككن مككاجه‪ ،‬ولبككن‬
‫حبان والحاكم وصححه بنحوه من حديث ابن عمر وعائشة‪.‬‬
‫‪ - 808‬حديث‪ :‬كف عن الشر بكف الشر عنك‪ ،‬ليس في المرفوع ولكنه فككي‬
‫المجالسة للدينوري من حديث عبد الّله بن جعفككر الرقككي قككال‪ :‬وشككى واش‬
‫برجل إلى السكندر‪ ،‬فقال‪ :‬أتحب أن تقبل منك ما قلت فيكه علكى أنكا تقبكل‬
‫منه ما قال فيك؟ فقال‪ :‬ل‪ ،‬فقال لككه‪ :‬فكككف وذكككره‪ .‬نعككم مضككى فككي‪ :‬إنمككا‬
‫العلم من الهمزة‪ ،‬في حديث‪ :‬ومن يتوق الشر يوقه‪.‬‬
‫‪ - 809‬حديث‪ :‬كلكم حارث وكلكم همام‪ ،‬ذكره الحريري فككي صككدر مقامككاته‬
‫وله فيها‪ ،‬ويقرب منه‪ :‬أصدق السماء حارث وهمام)‪.(1‬‬ ‫وجعل معَ ّ‬
‫‪-------------------‬‬
‫)‪ (1‬روى البخاري في الدب وأبككو داود والنسككائي عككن أبككي وهككب الجشككمي‬
‫وكانت له صحبة‪ ،‬يسموا بأسماء النبياء وأحككب السككماء إلككى الل ّككه عبككد الل ّككه‬
‫وعبد الرحمن وأصدقها حارث وهمام وأقبحها حرب ومرة‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫‪ - 810‬حديث‪ :‬الكلم صفة المتكلم‪ ،‬كلم ليس علككى إطلقككه‪ ،‬فقككد يخككاطب‬
‫المرء غيره بما يؤذيه أو يستعيبه ويخرجكه بمكا هكو متصكف بكه ممكا هكو ]ص‬
‫‪ [320‬غير مرتكبه‪ ،‬ويصفه بالحفظ ونحوه وليس متلبسا ً به‪ ،‬على أنه يحتمككل‬
‫أن يكون صفته ذم القبيح ومدح الحسن‪ ،‬ونحوه‪ :‬كل إناء بما فيه ينضح‪.‬‬
‫‪ - 811‬حديث‪ :‬الكلم علككى المككائدة‪ ،‬ل أعلككم فيككه شككيئا ً نفيكا ً ول إثباتكًا‪ ،‬نعككم‬
‫جاءت أحاديث في تعليم أدب الكل من التسمية‪ ،‬والكل مما يليه‪ ،‬والجككولن‬
‫باليد إن كان ألوانًا‪ ،‬كالرطب ونحوه وغير ذلك‪ ،‬كإلقاء النككوى بيككن يككدي غيككر‬
‫آكل تمره مما لعله ل يخلو عن كلم‪ ،‬وربما يلتحق به مؤانسة الضككيف سككيما‬
‫بالحض على الكل‪ ،‬ولكن علل عدم استحباب السلم على الكككل بككأنه ربمككا‬
‫يشتغل بالرد فيحصل له ازورار‪ ،‬وفي آخر مناقب الحاكم من قول الشككافعي‬
‫رحمه الّله‪ :‬إن من الدب على الطعام قلة الكلم‪.‬‬
‫‪ - 812‬حديث‪ :‬كلكم راع وكلكم مسؤول عككن رعيتككه‪ ،‬متفككق عليككه عككن ابككن‬
‫عمر به مرفوعًا‪.‬‬
‫‪ - 813‬حديث‪ :‬الكلمة الطيبة صدقة‪ ،‬أحمد وأبو الشككيخ والقضككاعي وغيرهككم‬
‫من حديث ابن المبارك عن معمر عككن همككام بككن منبككه عككن أبككي هريككرة بككه‬
‫مرفوعا ً في حديث‪ ،‬وصححه ابن خزيمة وابن حبان‪.‬‬
‫‪ - 814‬حديث‪ :‬كل أحد أعلم أو أفقه من عمر‪ ،‬قاله بعد أن خطب ناهي كا ً عككن‬
‫المغالة في صداق النساء‪ ،‬وأن ل يزن على أربعمائة درهم‪ ،‬وقالت له امرأة‬
‫من قريش‪ :‬أما سمعت الّله تعالى يقول }وآتيتم إحداهن قنطارًا{‪ ،‬أبو يعلككى‬
‫في مسنده الكبير من طريق مجالككد بكن سككعيد عككن الشككعبي عككن مسككروق‬
‫قال‪ :‬ركب عمر منبر النبي صلى الّله عليه وسككلم ثككم قككال‪ :‬أيهككا النككاس مككا‬
‫إكثاركم في صداق النساء‪ ،‬وقككد كككان رسككول الل ّككه صككلى الل ّككه عليككه وسككلم‬
‫وأصحابه إنما الصدقات فيما بينهم أربعمائة درهككم فمككا دون ذلككك‪ ،‬ولكو كككان‬
‫الكثار في ذلك تقوى عند الّله أو مكرمة لككم تسككبقوهم إليهككا فل أعرفككن مككا‬
‫زاد رجل في صداق امرأة على أربعمائة‪ ،‬قال‪ :‬ثم نزل‪ ،‬فاعترضته امرأة من‬
‫قريش فقالت له‪ :‬يا أميككر المككؤمنين‪ ،‬نهيككت النككاس أن يزيككدون النسككاء فككي‬
‫صدقاتهن على أربعمائة درهم؟ قال‪ :‬نعم‪ ،‬فقالت‪ :‬أما سمعت ما أنككزل الّلككه‬
‫فكي القكرآن؟ قككال‪ :‬وأي ]ص ‪ [321‬ذلكك‪ ،‬فقككالت‪ :‬أمكا سكمعت الّلكه يقكول‬
‫}وآتيتم إحداهن قنطارا ً فل تأخذوا منه شيئا ً أتأخذونه بهتانا ً وإثما ً مبينًا{ قال‪:‬‬
‫فقال‪ :‬الّلهم غفرا ً كل الناس أفقه مككن عمككر‪ ،‬قككال‪ :‬ثككم رجككع فركككب المنككبر‬
‫فقككال‪ :‬أيهككا النككاس إنككي كنككت نهيككت أن تزيككدوا النسككاء فككي صككدقهن علككى‬
‫أربعمائة درهم‪ ،‬فمن شاء أن يعطي من ماله ما أحب‪ ،‬قال أبو يعلى‪ :‬وأظنككه‬
‫قال‪ :‬فمن طابت نفسه فليفعل‪ ،‬وسنده جيككد قككوي‪ .‬وهككو عنككد الككبيهقي فككي‬
‫سننه من هذا الوجه بدون مسروق‪ ،‬ولككذا قككال عقبككه‪ :‬إنككه منقطككع‪ ،‬ولفظككه‪:‬‬
‫خطب عمر النكاس فحمكد الّلكه وأثنكى عليكه وقكال‪ :‬أل ل تغكالوا فكي صكداق‬
‫النساء فإنه ل يبلغني عن أحد ساق أكثر من شيء ساقه رسككول الل ّككه صككلى‬
‫الّله عليه وسلم أو سيق إليه إل جعلت فضل ذلك في بيككت المككال‪ ،‬ثككم نككزل‬
‫فعرضت له امرأة من قريش فقالت‪ :‬يا أمير المؤمنين أكتككاب الل ّككه أحككق أن‬
‫يتبع أم قولك‪ ،‬قال‪ :‬بل كتاب الّله فما ذاك قالت‪ :‬نهيت الناس آنفا ً أن يتغالوا‬
‫في صدق النساء والّله يقول في كتابه }وآتيتككم إحككداهن قنطككارا ً فل تأخككذوا‬
‫منه شيئًا{‪ ،‬فقال‪ :‬كل أحد أفقه من عمر مرتين أو ثلثًا‪ ،‬ثم رجع إلككى المنككبر‬
‫فقال للناس‪ :‬إني كنت نهيتكم أن تغالوا في صداق النسككاء أل فليفعككل رجككل‬
‫في ماله ما بدا له‪ ،‬وأخرجه عبد الرزاق من جهة أبي العجفاء السلمي قككال‪:‬‬
‫خطبنا عمر‪ ،‬فذكر نحوه‪ ،‬فقامت امرأة فقالت له‪ :‬ليس ذلك لك يككا عمككر إن‬
‫الل ّككه يقككول }وآتيتككم إحككداهن قنطككارًا{ اليككة‪ ،‬فقككال‪ :‬امككرأة خاصككمت عمككر‬
‫فخصمته‪ ،‬ورواه ابن المنذر من طريق عبد الرزاق أيضا ً بزيادة‪ :‬قنطككارا ً مككن‬
‫ذهب‪ ،‬قال‪ :‬وكذلك في قراءة ابن مسعود ورواه الزبيككر بككن بكككار عككن عمككه‬
‫مصعب بن عبد الّله عن جده قال‪ :‬قال عمر‪ :‬ل تزيدوا في مهر النساء فمككن‬
‫زاد ألقيت الزيادة في بيت المككال‪ ،‬وذكككر نحككوه‪ ،‬بلفككظ‪ :‬فقككال عمككر‪ :‬امككرأة‬
‫أصابت ورجل أخطأ‪ ،‬وللبيهقي من حديث بكر قال‪ :‬قككال عمككر‪ :‬لقككد خرجككت‬
‫وأنا أريد أن أنهى عككن كككثرة مهككور النسككاء حككتى نزلككت هككذه اليككة }وآتيتككم‬
‫إحداهن قنطارًا{ وقال‪ :‬إنككه مرسككل جيككد‪ ،‬وقككد تقككدم أصككل الحككديث بككدون‬
‫الترجمة في‪ :‬خيركن أيسركن صداقًا‪.‬‬
‫‪ - 815‬حديث‪ :‬كل أحد يؤخذ من قوله ويرد إل صاحب هذا القككبر صككلى الل ّككه‬
‫عليه وسلم‪ ،‬هو من قول مالك رحمه الّله‪ ،‬بل في الطبراني من حككديث ابككن‬
‫عباس رفعه‪ :‬ما من أحد إل يؤخذ من قوله ويدع‪ ،‬وأورده ]ص ‪ [322‬الغزالي‬
‫في الحياء بلفظ‪ :‬ما من أحد إل يؤخذ من علمه ويترك إل رسول الّله صككلى‬
‫الّله عليه وسلم‪ ،‬ومعناه صحيح‪.‬‬
‫ي‪ ،‬فإنهككا‬‫‪ - 816‬حديث‪ :‬كل العمال فيهككا المقبككول والمككردود إل الصككلة علك ّ‬
‫مقبولة غير مردودة‪ ،‬قال شيخنا‪ :‬إنككه ضككعيف جكدًا‪ ،‬قلككت‪ :‬وقككد سككلف كككون‬
‫الصلة عليه صلى الّله عليه وسلم مقبولة‪ ،‬في الصاد المهملة‪.‬‬
‫‪ - 817‬حديث‪ :‬كل أمر ذي بال ل يبدأ فيككه بحمككد الل ّككه فهككو أقطككع‪ ،‬أبككو داود‬
‫وابن ماجه عن أبي هريرة به مرفوعًا‪ ،‬وأفردت فيه جزءًا‪.‬‬
‫‪ - 818‬حديث‪ :‬كل امرئ حسيب نفسه‪ ،‬ليشرب كل قوم فيما بدا لهم‪ ،‬قككاله‬
‫النبي صلى الّله عليه وسلم لعبد القيس لما سككألوه عككن الوعيككة‪ ،‬أبككو يعلككى‬
‫والقضاعي من حديث شهر بن حوشب عن أبي هريرة به‪.‬‬
‫‪ - 819‬حديث‪ :‬كل امرئ في ظل صدقته‪ ،‬في‪ :‬الرجل‪.‬‬
‫‪ - 820‬حديث‪ :‬كل إناء بما فيه ينضح‪ ،‬مضى في‪ :‬الكلم‪ ،‬قريبًا‪.‬‬
‫‪ - 821‬حديث‪ :‬كل بني آدم ينتمون إلى عصبة أبيهم إل ولد فاطمة‪ ،‬فإني أنككا‬
‫أبوهم وأنا عصبتهم‪ ،‬الطبراني في الكبير من طريق عثمان بن أبي شيبة عن‬
‫جرير عن شيبة بن نعامة عن فاطمة ابنة الحسين عن جدتها فاطمة الكككبرى‬
‫به مرفوعًا‪ ،‬وكذا أخرجه أبو يعلككى ومككن طريقككه الككديلمي فككي مسككنده عككن‬
‫عثمان بن أبي شيبة بلفظ‪ :‬لكل بني آدم عصبة ينتمون إليه إل ولدي فاطمككة‬
‫فأنا وليهما وعصبتهما‪ ،‬ولم ينفرد به ابن أبككي شككيبة‪ ،‬بككل رواه الخطيككب فككي‬
‫تاريخه من طريق محمد بن أحمد بن يزيد بن أبككي العككوام حككدثنا أبككي حككدثنا‬
‫جرير بلفظ‪ :‬كل بني آدم ينتمون إلى عصبتهم إل ولد فاطمة‪ ،‬فإني أنا أبوهم‬
‫وأنا عصبتهم‪ ،‬ومكن طريكق حسكين الشكقر عكن جريكر بنحكوه‪ ،‬ولككن شكيبة‬
‫ضعيف‪ ،‬ورواية فاطمة عن جدتها مرسلة‪ ،‬ولكن له شاهد عند الطبراني فككي‬
‫ترجمة الحسن من الكبير أيضا ً من طريق يحيى بن العلء الرازي عن جعفككر‬
‫بن محمد عن أبيه عن جابر ]ص ‪ [323‬مرفوعًا‪ :‬إن الّله جعل ذرية كككل نككبي‬
‫في صلبه‪ ،‬وإن الّله جعل ذريتي في صلب علي‪ ،‬ويروى أيضا ً عن ابن عبككاس‬
‫كما كتبته في "ارتقاء الغرف" وبعضها يقوي بعضًا‪ ،‬وقككول ابككن الجككوزي فككي‬
‫العلل المتناهية‪ :‬إنه ل يصح ليس بجيد‪ ،‬وفيه دليل لختصاصه صلى الّله عليه‬
‫وسلم بذلك كما أوضحته في بعض الجوبة‪ ،‬بل وفي مصنفي في أهل البيت)‬
‫‪.(1‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫)‪ (1‬هككو "اسككتجلب ارتقككاء الغككرف" قرأتككه وفيككه فككوائد‪ ،‬ولحككديث الترجمككة‬
‫طريق عن عمر خرجته في الرد المحكم المتين‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫‪ - 822‬حديث‪ :‬كل ثاني ل بد له من ثالث)‪.(1‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫)‪ (1‬ل أصل له‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫‪ - 823‬حديث‪ :‬كل ذي نعمة محسود‪ ،‬في‪ :‬استعينوا‪.‬‬
‫‪ - 824‬حديث‪ :‬كل شككيء بقككدر‪ ،‬حككتى العجككز والكيككس‪ ،‬مسككلم مككن حككديث‬
‫طاوس عن ابن عمر مرفوعا ً بهذا‪.‬‬
‫‪ - 825‬حديث‪ :‬كل شككيء بغيككض‪ ،‬إل الشككر فككإنه يككزاد فيككه‪ ،‬أحمككد بككن منيككع‬
‫والطبراني والعسكري من حديث بقية بن الوليد عن أبي بكر بن أبككي مريككم‬
‫عن زيد بن أرطاة أخي عدي عن أبي الدرداء به مرفوعًا‪ ،‬وغاض الشككيء إذا‬
‫نقص وقل‪ ،‬وفاض إذا زاد وكثر‪.‬‬
‫‪ - 826‬حديث‪ :‬كل الصيد في جوف الفرا‪ ،‬الرامهرمزي في المثال من جهككة‬
‫ابن عيينة عن وائل بن داود عن نصر بن عاصم الليثي قال‪ :‬أذن رسول الّلككه‬
‫صلى الّله عليه وسلم لقريش وأخر أبا سفيان ثم أذن له‪ ،‬فقال‪ :‬ما كدت أن‬
‫تأذن لي حتى كنت أن تأذن لحجارة الجلهمتين قبلي‪ ،‬فقككال‪ :‬ومككا أنككت وذاك‬
‫يا أبا سفيان‪ ،‬إنما أنت كما قككال الول‪ ،‬وذكككره‪ ،‬وسككنده جيككد‪ ،‬لكنككه مرسككل‪،‬‬
‫ونحوه عند العسكري قال‪ :‬في جوف أو جنب‪ ،‬وقككد أفككردت فيككه جككزءا ً فيككه‬
‫نفائس‪.‬‬
‫‪ - 827‬حديث‪ :‬كل طويل اللحية‪ ،‬الحديث‪ ،‬في‪ :‬طول اللحية‪.‬‬
‫‪ - 828‬حديث‪ :‬كل عام ترذلون‪ ،‬هو من كلم الحسن البصككري فككي رسككالته‪،‬‬
‫بل معناه في حديث عن أنس رفعه‪ :‬ل يأتي عليكم زمان إل والذي بعده شر‬
‫منه حتى تلقوا ربكم‪ ،‬أخرجه البخككاري فككي صككحيحه مككن حككديث الزبيككر ]ص‬
‫‪ [324‬ابن عدي عنه بهذا‪ ،‬وفي لفظ لغيره‪ :‬ل يأتيكم عام‪ ،‬بككدل زمككان‪ ،‬وهككو‬
‫بهذا اللفظ عند الطبراني بسند جيد عن ابن مسعود من قوله‪ :‬ليس عككام إل‬
‫والذي بعده شر منه‪ ،‬بل عنده عنه أيضا ً بسند صحيح‪ :‬أمس خير مككن اليككوم‪،‬‬
‫واليوم خير من غككد‪ ،‬وكككذلك حككتى تقككوم السككاعة‪ ،‬وليعقككوب بككن شككيبة مككن‬
‫طريق الحارث بن حصيرة عن زيد بن وهكب سكمعت ابكن مسكعود يقكول‪ :‬ل‬
‫يأتي عليكم يوم إل وهو شر من اليوم الذي قبله حتى تقكوم السكاعة‪ ،‬لسكت‬
‫أعني رخاء العيش ول ما ل يفيده‪ ،‬ولكن ل يأتي عليكم يوم إل وهو أقل علما ً‬
‫من اليوم الذي مضى قبله‪ ،‬فإذا ذهككب العلمككاء اسككتوى النككاس‪ ،‬فل يككأمرون‬
‫بالمعروف ول ينهون عن المنكر فعند ذلك يهلكون‪ ،‬ومن طريق أبي إسككحاق‬
‫عن أبي الحوص عنه إلى قوله شر منه‪ ،‬قال‪ :‬فأصككابتنا سككنة خصككبة فقككال‪:‬‬
‫ليس ذلك أعني‪ ،‬إنما أعني ذهاب العلماء‪ ،‬ومن طريق الشعبي عن مسككروق‬
‫عنه‪ :‬ل يأتي عليكم زمان إل وهو أشد مما كان قبله‪ ،‬أما إنككي ل أعنككي أميككرا ً‬
‫خيرا ً من أمير ول عاما ً خيرا ً من عام‪ ،‬ولككن علمككاؤكم أو فقهكاؤكم يكذهبون‪،‬‬
‫ثم ل تجدون منهم خلفًا‪ ،‬ويجيء قوم يفتون برأيهم‪ ،‬وفي لفظ عنه مككن هككذا‬
‫الوجه‪ :‬وما ذلك بكثرة المطار وقلتها ولكن بذهاب العلماء‪ ،‬ثككم يحككدث قككوم‬
‫يقيسون المور برأيهككم‪ ،‬فيثلمككون السككلم ويهككدمونه‪ .‬وأخككرج الككدارمي أول‬
‫هذين اللفظين من طريق الشعبي بلفظ‪ :‬لست أعني عاما ً أخصب مككن عككام‬
‫والباقي مثله وزاد‪ :‬وخياركم‪ ،‬قبل قوله‪ :‬وفقهاؤكم‪ ،‬وللطكبراني فكي معجمكه‬
‫من حديث مهدي الهجري عن عكرمة عن ابن عبككاس قككال‪ :‬مككا مككن عككام إل‬
‫ويحككدث النككاس بدعككة‪ ،‬ويميتككون سككنة‪ ،‬حككتى تمككات السككنن‪ ،‬وتحيككى البككدع‪،‬‬
‫وأخرجه أيضا ً في كتاب السنة‪ ،‬وللدينوري فككي حككادي عشككر المجالسككة مككن‬
‫حديث العمش عن يحيى بن وثاب عن حذيفكة قكال‪ :‬ل تضكجون مكن مكر إل‬
‫أتاكم بعده أشد منه‪ ،‬وقد سئل شيخنا عن لفظ الترجمة وأن عائشككة قككالت‪:‬‬
‫ولول كلمة سبقت من رسول الل ّككه صككلى الل ّككه عليككه وسككلم لقلككت كككل يكوم‬
‫ترذلون‪ ،‬فقال‪ :‬إنه ل أصل له بهذا اللفظ ]ص ‪.[325‬‬
‫‪ - 829‬حديث‪ :‬كل مككا هككو آت قريككب‪ ،‬القضككاعي مككن حككديث عبككد الل ّككه بككن‬
‫مصعب بن خالد الجهني عن أبيه عن جده زيد قال‪ :‬تلقفت هذه الخطبة مككن‬
‫ي رسول الّله صلى الّله عليه وسلم‪ ،‬فذكرها‪ ،‬وفيها هذا‪.‬‬ ‫ف ّ‬
‫‪ - 830‬حديث‪ :‬كل معروف صدقة‪ ،‬البخاري عن جابر‪ ،‬ومسككلم عككن حذيفككة‪،‬‬
‫كلهما به مرفوعكًا‪ ،‬زاد ابكن عكدي والكدارقطني فكي المسكتجاد والخرائطكي‬
‫والبيهقي في الشعب في حديث جككابر‪ :‬وكككل مككا أنفككق الرجككل علككى نفسككه‬
‫وأهله كتب له صدقة‪ ،‬وأبو يعلى في حديث جككابر أيضكًا‪ :‬يصككنعه أحككدكم إلككى‬
‫غني أو فقير‪ ،‬وفي الباب عن جماعة‪ ،‬كابن عمر وابن مسككعود وأبككي سككعيد‪،‬‬
‫كما بينتها في "الجواهر المجموعة"‪.‬‬
‫‪ - 831‬حديث‪ :‬كل ممنوع حلو‪ ،‬هو معنى‪ :‬إن ابن آدم لحريص على مككا منككع‪،‬‬
‫الماضي في‪ :‬الهمزة‪ ،‬وفي الحياء للغزالي‪ :‬لككو منككع النككاس عككن فككت البعككر‬
‫ل‪ ،‬وهككو ضككعيف‪،‬‬ ‫لفتوه‪ ،‬فقال مخرجه‪ :‬لم أجده إل من حديث الحسككن مرس ك ً‬
‫رواه ابن شاهين‪.‬‬
‫‪ - 832‬حديث‪ :‬كل يوم ل أزداد فيه علما ً يقربني من الّله فل بككورك لككي فككي‬
‫طلوع شمس ذلك اليوم‪ ،‬الطبراني في الوسط‪ ،‬وأبو ُنعيم في الحلية‪ ،‬وابككن‬
‫عبد الككبر فككي جكامع العلككم‪ ،‬وآخككرون بسككند ضككعيف مكن حككديث عائشككة بككه‬
‫مرفوعًا‪.‬‬
‫دهنككوا بككه فككإنه مبككارك‪ ،‬أحمككد والترمككذي وابككن‬‫‪ - 833‬حديث‪ :‬كلوا الزيت وا ّ‬
‫ماجه عن عمر‪ ،‬وابن مككاجه فقككط عككن أبككي هريككرة‪ ،‬وصككححه الحككاكم علككى‬
‫شرطهما‪ ،‬وفي لفظ‪ :‬فإنه من شجرة مباركة‪ ،‬وفي الباب عن جماعة‪.‬‬
‫‪ - 834‬حديث‪ :‬كما تدين تدان‪ ،‬أبو ُنعيم والديلمي من حديثه‪ ،‬وحككديث غيككره‪،‬‬
‫كلهما من جهة مكرم بن عبد الرحمن الجوزجاني عن محمد بن عبد الملككك‬
‫النصاري عن نافع عن ابن عمر رفعه في حديث لفظه‪ :‬البر ل يبلى‪ ،‬والذنب‬
‫ل ينسى‪ ،‬والديان ل يموت‪ ،‬فكككن كمككا شككئت‪ ،‬فكمككا تككدين تككدان‪ ،‬ومككن هككذا‬
‫الوجه أورده ابن عدي في الكامل‪ ،‬وضعف محمدًا‪ ،‬ولكن قد أخرجه الككبيهقي‬
‫في الكلم على الديان ]ص ‪ [326‬من السماء والصفات وفي الزهد‪ ،‬كلهما‬
‫له من جهة عبد الرزاق‪ ،‬وكذلك هو في جامعه عن معمر عن أيوب عن أبككي‬
‫ل‪ ،‬ووصككله أحمككد فككرواه فككي الزهككد لككه مكن هككذا الككوجه‬‫قلبة رفعه به مرس ً‬
‫بإثبات أبي الدرداء وجعله من قوله‪ ،‬وهو منقطع مع وقفه‪ ،‬ولبن أبي عاصككم‬
‫في السنة عن أبي أيوب الخبايري عن سعيد بن موسككى عككن ربككاح بككن زيككد‬
‫عن معمر عن الزهري عن أنس فكي حكديث‪ :‬إن الّلكه قكال‪ :‬يكا موسكى كمكا‬
‫تدين تدان‪ ،‬وهو موضوع‪ ،‬والمتهم بوضعه سعيد بن موسى‪ ،‬وفي الحلية فككي‬
‫سيباني أنه قال‪ :‬مكتوب في التككوراة‬ ‫ترجمة أبي زرعة يحيى بن أبي عمرو ال ّ‬
‫كما تدين تدان‪ ،‬وبالكاس الذي تسقي به تشككرب‪ ،‬وفككي الككذكر‪} :‬مككن يعمككل‬
‫سوءا ً يجز به{‪.‬‬
‫‪ - 835‬حديث‪ :‬كما تكونون يولى عليكم أو يؤمر عليكم‪ ،‬الحاكم ومن طريقككه‬
‫الديلمي من حديث يحيى بن هاشم حدثنا يكونس بككن أبككي إسككحاق عككن أبيككه‬
‫أظنه عن أبي بكرة مرفوعا ً بهذا‪ ،‬ومن هذا الوجه أخرجه البيهقي في السابع‬
‫والربعين)‪ ،(1‬بلفظ‪ :‬يؤمر عليكم‪ ،‬بدون شك‪ ،‬وبحذف أبي بكرة‪ ،‬وقككال‪ :‬إنككه‬
‫منقطع‪ ،‬وراويه يحيى في عداد من يضككع‪ ،‬ولككه طريككق أخككرى‪ ،‬فككأخرجه ابككن‬
‫جميع في معجمه‪ ،‬والقضاعي فككي مسككنده‪ ،‬مككن جهككة الكرمككاني بككن عمككرو‬
‫حدثنا مبارك بن فضالة عن الحسن عن أبي بكرة بلفظ‪ :‬يولى عليكم‪ ،‬بككدون‬
‫شك‪ ،‬وفي سنده إلى مبارك مجاهيل‪ ،‬وعند الطبراني معناه من طريق عمككر‬
‫وكعب الحبار والحسن فإنه سمع رجل ً يدعو على الحجاج فقال لكه‪ :‬ل تفعكل‬
‫إنكم من أنفسكككم أتيتككم‪ ،‬إنككا نخككاف إن عككزل الحجككاج أو مككات أن يسككتولي‬
‫عليكم القردة والخنازير‪ ،‬فقد روي أن أعمالكم عمالكم‪ ،‬وكما تكونون يككولى‬
‫عليكم‪ ،‬وأنشكد بعضكهم‪ :‬بكذنوبنا دامكت بليتنكا‪ ،‬والل ّككه يكشككفها إذا تبنكا‪ ،‬وفكي‬
‫المأثور من الدعوات‪ :‬الّلهم ل تسلط علينا بذنوبنا من ل يرحمنا‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫)‪ (1‬يعني من شعب اليمان‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫ّ‬
‫‪ - 836‬حديث‪ :‬كم من نعمة لله في عرق ساكن‪ ،‬العسكري من حككديث أبككي‬
‫ل‪ ،‬وهككو فككي ترجمككة‬ ‫داود عن هشام الدستوائي عن قتادة مرفوعكا ً بككه مرسك ً‬
‫سفيان الثوري من الحلية أنه بلغه مرفوعا ً ]ص ‪.[326‬‬
‫‪ - 837‬حديث‪ :‬كنت أول النبيين في الخلق‪ ،‬وآخرهم في البعث‪ ،‬أبو ُنعيم في‬
‫الدلئل‪ ،‬وابن أبي حاتم في تفسيره‪ ،‬وابن لل‪ ،‬ومن طريقه الككديلمي‪ ،‬كلهككم‬
‫من حديث سعيد بن بشير عن قتادة عن الحسن عن أبي هريرة به مرفوعًا‪،‬‬
‫ولككه شككاهد مككن حككديث ميسككرة الفجككر بلفككظ‪ :‬كنككت نبي كا ً وآدم بيككن الككروح‬
‫والجسككد‪ ،‬أخرجككه أحمككد‪ ،‬والبخككاري فككي تككاريخه‪ ،‬والبغككوي‪ ،‬وابككن السكككن‪،‬‬
‫وغيرهما في الصحابة‪ ،‬وأبو ُنعيم في الحلية‪ ،‬وصححه الحاكم‪ ،‬وكذا هككو بهككذا‬
‫اللفظ عند الترمذي وغيره عن أبي هريرة‪ :‬مككتى كنككت أو كتبككت نبي كًا؟ قككال‪:‬‬
‫وآدم‪ ،‬وذكره‪ ،‬وقال الترمذي‪ :‬إنه حسن صحيح‪ ،‬وصححه الحككاكم أيض كا ً وفككي‬
‫لفظ‪ :‬وآدم منجدل في طينته‪ ،‬وفي صحيحي ابن حبان والحككاكم مككن حككديث‬
‫العرباض بن سارية مرفوعًا‪ :‬إني عنككد الل ّككه لمكتككوب خككاتم النككبيين‪ ،‬وإن آدم‬
‫لمنجدل في طينته‪ ،‬وكذا أخرجه أحمد والدارمي فككي مسككنديهما‪ ،‬وأبككو ُنعيككم‬
‫والطبراني من حديث ابن عباس قال‪ :‬قيل يا رسول متى كتبككت نبي كًا؟ قككال‪:‬‬
‫وآدم بين الروح والجسد‪ ،‬وأما الذي على اللسنة بلفظ‪ :‬كنككت نبيكا ً وآدم بيككن‬
‫الماء والطين‪ ،‬فلم نقف عليه بهذا اللفظ‪ ،‬فضل ً عن زيادة‪ :‬وكنت نبيا ً ول آدم‬
‫ول ماء ول طين‪ ،‬وقد قال شيخنا في بعض الجوبة عن الزيادة‪ :‬إنهككا ضككعيفة‬
‫والذي قبلها قوي)‪.(1‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫)‪ (1‬تجد الكلم على هذا الحديث بتوسع في كتابنككا "الحككاديث المنتقككاة فككي‬
‫فضائل رسول الّله‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫‪ - 838‬حككديث‪ :‬كنككت كنككزا ً ل أعككرف‪ ،‬فككأحببت أن أعككرف فخلقككت خلقككًا‪،‬‬
‫فعرفتهم بي فعرفوني‪ ،‬قال ابن تيمية‪ :‬إنه ليس مككن كلم النككبي صككلى الل ّككه‬
‫عليه وسلم‪ ،‬ول يعرف له سند صحيح ول ضعيف‪ ،‬وتبعه الزركشي وشيخنا‪.‬‬
‫‪ - 839‬حديث‪ :‬كنت لك كأبي زرع لم زرع غير أنككي لككم أطلككق‪ ،‬الككدارقطني‬
‫في ثاني الفراد من حديث الهيثم بن عدي الطائي عن هشام بن عروة عككن‬
‫أخيه يحيى بن عروة عن أبيه عروة عن عائشة‪ ،‬فذكر حديث أم زرع بطكوله‪،‬‬
‫وجعله مرفوعًا‪ ،‬ولفظه‪ :‬لم زرع في اللفككة والوفككاء ل فككي الفرقككة والجلء‪،‬‬
‫وأشار إلى تفرد الهيثم عن هشام بهككذا السككند‪ ،‬ورواه الطككبراني فككي الكككبير‬
‫من حديث عبد الرحمن بن أبي الزناد عن هشام عن أبيه عنهككا بلفككظ‪ :‬إل أن‬
‫]ص ‪ [328‬أبا زرع طلق وأنا ل أطلق‪ ،‬وكذا هو عند الزبير بن بكار مككن وجككه‬
‫آخر عن عائشة ولفظه‪ :‬إل أنه طلقهككا وإنككي ل أطلقككك‪ ،‬وبمجموعهككا يقككوى‪،‬‬
‫قال شيخنا‪ :‬وكأنه صلى الّله عليه وسلم قال ذلك تطييبا ً لها وطمأنينة لقلبهككا‬
‫ودفعا ً ليهام عموم التشبيه بجملة أحوال أم زرع إذ لككم يكككن فيهككا مككا يككذمه‬
‫النساء سوى ذلك‪ ،‬وكذا أجابت هي عن ذلك بما هو جواب مثلها فككي فضككلها‬
‫وعلمها حيث قالت كما في رواية أخرى‪ :‬بأبي وأمي لنت خيكر لكي مكن أبكي‬
‫زرع لم زرع‪.‬‬
‫‪ - 840‬حديث‪ :‬كن عالمًا‪ ،‬في‪ :‬اغد عالمًا‪.‬‬
‫‪ - 841‬حديث‪ :‬كن من الخيرة منهن على حذر‪ ،‬يعني النساء في قككول علككي‪،‬‬
‫على ما مضى في‪ :‬عقولهن في فروجهن‪.‬‬
‫‪ - 842‬حديث‪ :‬كنت نبيا ً وآدم بين الماء والطين‪ ،‬كتب قريبًا‪.‬‬
‫‪ - 843‬حديث‪ :‬كن ذنبا ً ول تكككن رأس كًا‪ ،‬هككو صككحيح فككي نفسككه‪ ،‬وأوصككى بككه‬
‫إبراهيم بن أدهم بعض أصحابه فقال‪ :‬كككن ذنبكا ً ول تككن رأسكًا‪ ،‬فككإن الككرأس‬
‫يهلك‪ ،‬والذنب يسلم‪ ،‬أورده الدينوري في سككابع مجالسككته وسككادس عشككرها‬
‫وفي معناه الكثير‪.‬‬
‫‪ - 844‬حديث‪ :‬الكندر طيبي وطيب الملئكة‪ ،‬وإنها منفرة للشيطان‪ ،‬مرضككاة‬
‫للرحمن تعالى‪ ،‬الديلمي من جهة إسماعيل بن عياش عن يزيد بن عبككد الل ّككه‬
‫ل‪ ،‬ول يصككح‪ ،‬والكنككدر هككو اللبككان الحاسكككي أو الجككاوي‪ ،‬وكككان إمامنككا‬ ‫معض ك ً‬
‫الشافعي يكثر من استعماله لجل الذكاء‪ ،‬فقد روى البيهقي في منككاقبه مككن‬
‫طريق ابن عبد الحكم عنه قال‪ :‬دمت علككى أكككل اللبككان وهككو الكنككدر للفهككم‬
‫فأعقبني صب الدم سنة‪.‬‬
‫ورث للنبي صلى الّله عليه وسلم كما‬ ‫‪ - 845‬حديث‪ :‬كن خير آخذ‪ ،‬هو قول غ َ ْ‬
‫في الصحيح ومضى ما يشبهه في الجملة في‪ :‬كفى بالمرء كذبًا‪.‬‬
‫‪ - 846‬حديث‪ :‬كن عبد الّله المظلوم ول تكن عبككد الل ّككه الظككالم‪ ،‬هككو بمعنككاه‬
‫]ص ‪ [329‬عند الطبرااني من حديث خّباب في حديث بلفظ‪ :‬فكن عبد الّلككه‬
‫المقتول‪ ،‬ول تكن عبد الّله القاتل‪ ،‬ومن حديث شهر بن حوشكب عككن جنكدب‬
‫بن سفيان الطرف الول خاصة‪ ،‬وأخرجه هو وأحمد والحاكم وابن قككانع عككن‬
‫خالد بن عرفطة في حديث أيضا ً لفظه‪ :‬فككإن اسككتطعت أن تكككون عبككد الل ّككه‬
‫المقتول ل القاتل فافعل‪ ،‬وبعضها يقوى ببعض‪ ،‬ونحوه ما في صككحيح مسككلم‬
‫عن حذيفة في حديث أيضا ً أن النبي صلى الل ّككه عليككه وسككلم أوصككاه بقككوله‪:‬‬
‫تسمع وتطيع وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك‪ ،‬فاسمع وأطككع‪ ،‬وعككزاه الرافعككي‬
‫في الصيال من الشرح لحذيفة بلفظ‪ :‬كن عبد الّله المقتول ول تكن عبد الّله‬
‫القاتل‪ ،‬وتعقب بأنه ل أصل له من حديث حذيفككة‪ ،‬وإن زعككم إمككام الحرميككن‬
‫في النهاية أنه صحيح فقد تعقبه ابن الصلح وقال‪ :‬لم أجككده فككي شككيء مككن‬
‫الكتب المعتمدة‪ ،‬والّله أعلم‪.‬‬
‫‪ - 847‬حديث‪ :‬كن في الدنيا كأنك غريب‪ ،‬أو عككابر سككبيل‪ ،‬وعككد نفسككك فككي‬
‫أهل القبور‪ ،‬البيهقي في الشعب والعسكري من حديث سفيان الثككوري عككن‬
‫ليث بن أبي سليم عن مجاهد عن ابن عمر به مرفوعا ً في حككديث‪ :‬وأخرجككه‬
‫البخاري من حديث العمش عن مجاهد به‪ ،‬ورواه الترمذي وآخرون‪.‬‬
‫‪ - 848‬حديث‪ :‬كن مع الحق حيث كان‪ ،‬وميز مككا اشككتبه عليككك بعقلككك‪ ،‬فككإن‬
‫حجة الّله عليك وديعة فيك وبركاته عندك‪ ،‬الديلمي من حديث أبي إسماعيل‬
‫العتكي عن جعفر بن محمد عن أبيككه عككن جككده قككال‪ :‬قلككت يككا رسككول الل ّككه‬
‫أخبرني عن الزهد ما هو؟ فقال‪ :‬يا علي مثل الخرة في قلبككك‪ ،‬وذكككره فككي‬
‫حديث طويل‪.‬‬
‫‪ - 849‬حديث‪ :‬الكواكب أمان لهل السماء‪ ،‬في‪ :‬النجوم‪.‬‬
‫‪ - 850‬حديث‪ :‬الكيس من دان نفسه‪ ،‬وعمل لما بعككد المككوت‪ ،‬والعككاجز مككن‬
‫أتبع نفسه هواها وتمنى على الّله تعالى‪ ،‬الحاكم في المسككتدرك والعسكككري‬
‫والقضاعي من حديث ابن المبارك عن أبي بكر بن أبي مريم عن ضمرة بككن‬
‫حبيب عن شداد بككن أوس بككه مرفوعكًا‪ ،‬وقككال الحككاكم‪ :‬صككحيح علككى شككرط‬
‫البخاري‪ ،‬وتعقبه الذهبي بأن ابن أبي مريم واه‪ ،‬وقككد قككال سككعيد بككن جككبير‪:‬‬
‫الغككترار بككالّله ]ص ‪ [330‬المقككام علككى الككذنب ورجككاء المغفككرة‪ ،‬وقككال‬
‫العسكري‪ :‬هذا الحديث فيه رد على المرجئة وإثبات للوعيد‪.‬‬
‫‪ - 851‬حديث‪ :‬كيلوا طعامكم يبارك لكككم فيككه‪ ،‬الطككبراني عككن أبككي الككدرداء‬
‫والقضاعي من حديث المقدام بن معدي ككرب‪ ،‬عككن أبكي أيكوب‪ ،‬كلهمكا بكه‬
‫مرفوعًا‪ ،‬وحديث أبي الككدرداء عنكد الككبزار بلفككظ‪ :‬قوتكوا‪ ،‬وسككندهما ضكعيف‪،‬‬
‫وبلفظ‪ :‬وقوتوا‪ ،‬أورده ابن الثير في النهاية‪ ،‬وحكى عن الوزاعي أنه تصككغير‬
‫الرغفة‪ ،‬قال‪ :‬وقال غيره‪ :‬وهو مثل كيلوا‪ ،‬وكذا حكى البزار عن إبراهيم بككن‬
‫عبد الّله بن الجنيد عن بعض أهل العلم في تفسير قوتوا أنه تصغير الرغفة‪،‬‬
‫وقد أشار شيخنا لذلك في البيوع من فتككح البككاري‪ ،‬وجمككع العلمككاء بمقتضككى‬
‫ظاهره بينه وبين قول عائشة‪ :‬فكلته ففني ]ص ‪.[331‬‬
‫حرف اللم‬
‫‪ - 852‬حديث‪ :‬لبس الخرقكة الصكوفية‪ ،‬وككون الحسكن البصكري لبسكها مكن‬
‫علي‪ ،‬قال ابن دحية وابن الصلح‪ :‬إنه باطل‪ ،‬وكذا قال شيخنا‪ :‬إنه ليككس فككي‬
‫شيء من طرفها ما يثبت‪ ،‬ولم يرد في خبر صككحيح‪ ،‬ول حسككن‪ ،‬ول ضككعيف‪،‬‬
‫أن النبي صلى الّله عليه وسلم ألبس الخرقة علككى الصككورة المتعارفككة بيككن‬
‫الصوفية لحد من أصحابه)‪ ،(1‬ول أمر أحدا ً من أصحابه يفعل ذلك‪ ،‬وكككل مككا‬
‫يروى في ذلك صريحا ً فباطل‪ ،‬قال‪ :‬ثككم إن مككن الكككذب المفككترى قككول مككن‬
‫قال‪ :‬إن عليا ً ألبس الخرقة الحسن البصككري‪ ،‬فككإن أئمككة الحككديث لككم يثبتككوا‬
‫للحسن من علي سماعا ً فضل ً عن أن يلبسه الخرقة‪ ،‬ولم يتفرد شيخنا بهذا‪،‬‬
‫بل سككبقه إليككه جماعككة)‪ (2‬حككتى مككن لبسككها وألبسككها كالككدمياطي والككذهبي‬
‫والهكاري وأبي حيان والعلئي ومغطاي والعراقككي وابككن الملقككن والبناسككي‬
‫والبرهان الحلبي وابن ناصر الدين‪ ،‬وتكلم عليها في جزء مفرد‪ ،‬وكذا أفردهككا‬
‫غيره ممن توفي من أصحابنا‪ ،‬وأوضحت ذلك كله مع طرقها في جزء مفككرد‪،‬‬
‫بل وفي ضمن غيره من تعاليقي‪ ،‬هذا مع إلباسكي إياهككا لجماعككة مكن أعيكان‬
‫المتصوفة امتثال ً للزامهم لي بككذلك‪ ،‬حككتى تجككاه الكعبككة المششككرفة تبرك كا ً‬
‫بذكر الصالحين واقتفاء لمن أثبته من الحفاظ المعتمدين‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫)‪ (1‬بل ألبس عليا ً عمامة تسمى السككحاب‪ ،‬وألبككس أيضكا ً عبككد الرحمككن بككن‬
‫عوف عمامة وأرخى لها عذبة‪.‬‬
‫)‪ (2‬بل ثبت سماعه في حديث ذكرناه في تعليقنا على الحديث التككي‪ :‬مثككل‬
‫أمتي مثل المطر‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫‪ - 853‬حديث‪ :‬اللبن ل يرد‪ ،‬في‪ :‬من عرض عليه طيب‪.‬‬
‫‪ - 854‬حديث‪ :‬لحوم البقر داء‪ ،‬وسمنها ولبنها دواء‪ ،‬أبو داود فككي المراسككيل‬
‫من حديث مليكة ابنة عمرو أنها وصفت للروايككة عنهككا سككمن بقككر مككن وجككع‬
‫بحلقهكا‪ ،‬وقكالت‪ :‬قكال رسككول الّلكه صككلى الّلكه عليكه وسكلم‪ :‬ألبانهككا شككفاء‪،‬‬
‫وسمنها دواء‪ ،‬ولحومها داء‪ ،‬وكذا أخرجه الطبراني في الكبير‪ ،‬وابن منده في‬
‫المعرفة‪ ،‬وأبو ُنعيم في الطب بنحوه‪ ،‬ورجاله ثقات‪ ،‬لكن الرواية عككن مليكككة‬
‫لم تسم‪ ،‬وقد وصفها الراوي عنها زهير ابككن معاويككة أحككد الحفككاظ بالصككدق‪،‬‬
‫وأنها امرأته‪ ،‬وذكر أبي داود له في مراسيله لتوقفه في صككحبة مليكككة ظن كًا‪،‬‬
‫وقد جزم بصحتها جماعة‪ ،‬وله شواهد منها عن ابن مسعود ]ص ‪ [332‬رفعه‪:‬‬
‫عليكم بألبان البقر وسككمنانها‪ ،‬وإيككاكم ولحومهككا‪ ،‬فككإن ألبانهككا وسككمنانها دواء‬
‫وشفاء‪ ،‬ولحومها داء‪ ،‬أخرجه الحاكم وتساهل في تصحيحه لككه‪ ،‬كمككا بسككطته‬
‫مع بقية طرقه في بعض الجوبة‪ ،‬وقد ضحى النككبي صككلى الل ّككه عليككه وسككلم‬
‫عن نسائه بالبقر‪ ،‬وكأنه لبيان الجواز أو لعدم تيسر غيره‪ ،‬وإل فهو ل يتقككرب‬
‫إلى الّله تعالى بالداء‪ ،‬على أن الحليمي قال كمككا أسككلفته فككي‪ :‬عليكككم‪ ،‬إنككه‬
‫صلى الّله عليه وسلم إنما قال في البقر ذلككك ليبككس الحجككاز ويبوسككة لحككم‬
‫البقر منه‪ ،‬ورطوبة ألبانها وسمنها‪ ،‬واستحسن هذا التأويل‪ ،‬والّله أعلم‪.‬‬
‫‪ - 855‬حديث‪ :‬لدوا للموت‪ ،‬وابنوا للخراب‪ ،‬البيهقي في الشككعب مككن روايككة‬
‫مؤمل بن إسماعيل عن حماد بن سلمة عن إسككحاق بككن عبككد الل ّككه بككن أبككي‬
‫طلحة‪ ،‬عن عبد الرحمن بن أبي عمككرة عككن أبككي هريككرة مرفوع كًا‪ :‬إن ملك كا ً‬
‫بباب من أبواب السماء‪ ،‬فذكر حديثا ً وفيه‪ :‬وإن ملكا ً بباب آخر يقول‪ :‬يككا أيهككا‬
‫الناس هلموا إلى ربكم‪ ،‬فإن ما قل وكفى خيككر ممككا كككثر وألهككى‪ ،‬وإن ملك كا ً‬
‫بباب آخر ينادي‪ :‬يكا بنككي آدم لكدوا للمكوت وابنككوا للخكراب‪ ،‬وهككو عنككد أحمكد‬
‫والنسائي في الكبرى بكدون الشكاهد منككه‪ ،‬وصككححه ابكن حبكان‪ ،‬ثككم شكيخنا‪،‬‬
‫وللبيهقي أيضا ً من رواية موسى بن عبيدة عن محمد بن ثابت عن أبي حكيم‬
‫مولى الزبير عن الزبير رفعه‪ :‬مككا مككن صككباح يصككبح علككى العبككاد إل وصككارخ‬
‫يصككرخ‪ :‬لككدوا للمككوت‪ ،‬واجمعككوا للفنككاء‪ ،‬وابنككوا للخككراب‪ ،‬وموسككى وشككيخه‬
‫ضعيفان‪ ،‬وأبو حكيم مجهول‪ ،‬وقد أخرج الترمذي من طريق موسى هذا بهذا‬
‫السناد حديثا ً غير هذا واستغربه‪ ،‬ولبي ُنعيم في الحلية من حديث ابن وهككب‬
‫عن يحيى بن أيوب عن عبيد الل ّككه بككن زحككر أن أبككا ذر قككال‪ :‬تلككدون للمككوت‪،‬‬
‫وتبنون للخراب‪ ،‬وتؤثرون ما يفنى‪ ،‬وتتركون ما يبقى‪ ،‬وهو موقككوف منقطككع‪،‬‬
‫وقد رواه أحمد في الزهد له من رواية ابن المبارك عكن ابككن أيكوب‪ ،‬فأدخكل‬
‫ل‪ ،‬وأخككرج الثعلككبي فككي التفسككير‪ ،‬وفككي القصككص‬ ‫بين عبيد الّله وأبككي ذر رج ً‬
‫بإسناد واهي جدا ً عن كعب الحبار قال‪ :‬صاح ورشان عنككد سككليمان بكن داود‬
‫فقال‪ :‬أتدرون ما يقول هككذا؟ قككالوا‪ :‬الل ّككه ورسككوله أعلككم‪ ،‬قككال‪ :‬يقككول لككدوا‬
‫للموت‪ ،‬وابنوا للخككراب‪ ،‬فككذكر قصككة طويلككة‪] ،‬ص ‪ [333‬وأخككرج أحمككد فككي‬
‫الزهد من طريق عبد الواحد بكن زيكاد قككال‪ :‬قككال عيسككى بكن مريككم عليهمكا‬
‫السلم‪ :‬يككا بنككي آدم لككدوا للمككوت‪ ،‬وابنككوا للخككراب‪ ،‬تفنككى نفوسكككم‪ ،‬وتبلككى‬
‫دياركم‪ ،‬وأنشد البيهقي بسنده إلى ثابت البربري من أبيات‪:‬‬
‫وللموت تغدو الوالدات سخالها * كما لخراب الدور تبنى المساكن‬
‫وقال غيره‪:‬‬
‫له ملك ينادي كل يوم * لدوا للموت وابنوا للخراب‬
‫ولشيخنا رحمه الّله في المعنى‪:‬‬
‫بني الدنيا أقلوا الهم فيها * فما فيها يؤول إلى الفوات‬
‫بناء للخراب وجمع مال * ليفنى والتوالد للممات‬
‫‪ - 856‬حديث‪ :‬لسعت حية الهوى كبدي إلى آخر البيتين‪ ،‬وأنهما مككن النشككاد‬
‫بين يدي النبي صككلى الل ّككه عليككه وسككلم‪ ،‬قككال ابككن تيميككة‪ :‬مككا اشككتهر أن أبككا‬
‫محذورة أنشده بين يديه صلى الل ّككه عليككه وسككلم‪ ،‬وأنككه تواجككد حككتى وقعككت‬
‫البردة الشريفة عن كتفه‪ ،‬فتقاسمها فقراء الصفة وجعلوها رقعا ً في ثيككابهم‪،‬‬
‫كذب باتفاق أهل العلم بالحديث‪ ،‬وما روي في ذلك فموضوع‪.‬‬
‫‪ - 857‬حديث‪ :‬اللعب بالحمام مجلبة للفقر‪ ،‬هو بمعناه عككن إبراهيككم النخعككي‬
‫رواه ابن أبي الدنيا في الملهي‪ ،‬ومن طريقه البيهقي في الشعب مككن جهككة‬
‫مغيرة عنه أنه قال‪ :‬مكن لعككب بالحمككام الطيككارة لككم يمككت حككتى يككذوق ألككم‬
‫الفقر‪ ،‬نعم في المرفوع حديث لحماد بن سلمة عككن محمككد بككن عمككرو عككن‬
‫أبي سلمة عن أبي هريرة قال‪ :‬رأى رسول الّله صلى الّله عليه وسككلم رجل ً‬
‫يتبع حمامة‪ ،‬فقال‪ :‬شيطان يتبع شيطانة‪ ،‬أخرجه البخاري في الدب المفككرد‪،‬‬
‫وأبو داود في سننه‪ ،‬والبيهقي‪ ،‬ولولهم من حديث الحسن قال‪ :‬كككان عثمككان‬
‫ل يخطب جمعة إل أمر بقتل الكلب وذبح الحمام‪ ،‬وترجم عليه‪ :‬ذبح الحمام‪،‬‬
‫ولذا كان مكروهًا‪ ،‬ولكن الكراهة كما قال الككبيهقي حملهككا بعككض أهككل العلككم‬
‫على إدمان صاحب الحمام على إطارته‪ ،‬والشتغال بككه‪ ،‬وارتقككائه ]ص ‪[334‬‬
‫السطوح التي يشرف منها على بيوت الجيران وحرمهم لجله‪ ،‬ومن الككواهي‬
‫ما للدارقطني في الفراد‪ ،‬والديلمي في مسنده‪ ،‬من حديث محمد بككن زيككاد‬
‫اليشكري عن ميمون بن مهككران عككن ابككن عبككاس مرفوعكًا‪ :‬اتخككذوا الحمككام‬
‫المقاصيص‪ ،‬فإنها تلهى الجن عن صبيانكم‪ ،‬وعن خالد الحذاء عن رجل يقككال‬
‫له أيكوب‪ ،‬قكال‪ :‬ككان تلعكب آل فرعكون بالحمكام‪ ،‬وعكن ابكن المبكارك عكن‬
‫الثوري قال‪ :‬سمعنا أن اللعب بالحمام من عمل قوم لوط‪ ،‬أخرجها كلها ابككن‬
‫أبي الدنيا‪ ،‬ومن طريقه البيهقي وزيادة أو جناح في حككديث‪ :‬ل سككبق إل فككي‬
‫خف‪ ،‬كذب كما بينته في شرحي لللفية في الموضوع‪.‬‬
‫‪ - 858‬حديث‪ :‬لعمل العادل في رعيته يوما ً واحككدا ً أفضككل مككن عمككل العابككد‬
‫ستين عامًا‪ ،‬الحارث بن أبي أسامة عن أبككي هريككرة بككه مرفوع كًا‪ ،‬ولسككحاق‬
‫والطبراني والبيهقي من حديث عكرمة عن ابن عباس رفعككه‪ :‬يككوم مككن وال‬
‫عادل أفضل من عبادة الرجل ستين سنة‪ ،‬وحد يقام في الرض بحقككه أزكككى‬
‫فيها من مطر أربعين يومًا‪ ،‬وأورده في الحياء بلفظ‪ :‬سبعين‪ ،‬وللطبراني في‬
‫الكبير من حديث سعد ابن سنان عن أبي الزاهرية عن أبي شجرة كككثير بككن‬
‫مرة عن ابن عمر مرفوعًا‪ :‬إقامة حد من حدود الل ّككه خيككر مككن تنككزل الغيككث‬
‫أربعين ليلة في بلد الّله‪ ،‬وفي الموال لبككي عبيككدة عككن أبككي هريككرة رفعككه‪:‬‬
‫العادل في رعيته يوما ً واحدا ً أفضل مككن عبككادة العابككد فككي أهلككه مككائة سككنة‬
‫وخمسين سنة‪ ،‬وللنسائي من جهة أبي زرعة عن أبي هريرة موقوفًا‪ :‬إقامككة‬
‫حد بأرض خير لهله مككن مطككر أربعيككن ليلككة‪ ،‬وهككو عنككده أيضكًا‪ ،‬وابككن حبككان‬
‫وأحمد وابن ماجه والطبراني من هذا الككوجه‪ ،‬لكككن مرفوع كًا‪ ،‬وقككال‪ :‬أربعيككن‬
‫صباحًا‪ ،‬ولبن ماجه عن ابن عمر مرفوعًا‪ :‬إقامة حد من حدود الّله خيككر مككن‬
‫مطر أربعين ليلة‪ ،‬وقد بسطت الكلم عليه في تخريج أحاديث العادلين لبككي‬
‫ُنعيم‪.‬‬
‫ّ‬
‫‪ - 859‬حديث‪ :‬لعن الله الداخل فينا بغيككر نسككب‪ ،‬والخككارج منككا بغيككر سككبب‪،‬‬
‫بيض له شيخنا‪ ،‬وشككواهده ثابتككة أوردت الكككثير منهككا فككي "اسككتجلب ارتقككاء‬
‫الغرف"‪.‬‬
‫ً‬ ‫ّ‬
‫‪ - 860‬حديث‪ :‬لعن اللككه سككهيل ً فككإنه كككان عشككارا‪ ،‬يككأتي فككي‪ :‬هككاروت ]ص‬
‫‪.[335‬‬
‫‪ - 861‬حديث‪ :‬لعن الّله الراشي والمرتشي والرائش‪ ،‬أحمد بن منيع عن ابن‬
‫عمرو وفي الباب عن عبككد الرحمككن بككن عككوف وثوبككان وعائشككة وأم سككلمة‬
‫وآخرين‪ ،‬والرائش هو السفير بينهمكا‪ ،‬وقكد قككال ابكن مسككعود‪ :‬الرشكوة فككي‬
‫الحكم كفر‪ ،‬وهي في الناس سحت‪ ،‬رواه الطبراني وسنده صحيح‪.‬‬
‫‪ - 862‬حديث‪ :‬لعن الّله المغني والمغني له‪ ،‬قال النووي‪ :‬إنه ل يصح‪.‬‬
‫‪ - 863‬حديث‪ :‬لعن الّله الكذاب ولو كان مازحًا‪ ،‬ما علمته في المرفوع‪ ،‬نعككم‬
‫في الدب المفرد للبخاري من حديث أبي معمر عككن عبككد الل ّككه بككن مسككعود‬
‫قال‪ :‬ل يصلح الكذب في جد ول هزل‪ ،‬ول أن يعككد أحككدكم ولككده شككيئا ً ثككم ل‬
‫ينجز له‪ ،‬ولبي داود في سننه عن محمد بن عجلن أن رجل ً من مككوالي عبككد‬
‫الّله بن عامر ابن ربيعة العدوي حدثه عن عبد الّله بن عامر أنه قال‪ :‬دعتنككي‬
‫أمي يوما ً ورسول الّله صلى الّله عليككه وسككلم قاعككد بيننككا فقككالت‪ :‬هككا تعككال‬
‫أعطيك‪ ،‬فقال لها رسول الّله صلى الّله عليه وسككلم‪ :‬ومككا أردت أن تعطيككه‪،‬‬
‫قالت‪ :‬أعطيه تمرًا‪ ،‬فقال لها رسول الّله صلى الّله عليه وسلم‪ :‬أمكا إنكك لكو‬
‫لم تعطيه شيئا ً كتبت عليك كذبة‪ ،‬وكذا أخرجه أحمككد والبخككاري فككي التاريككخ‪،‬‬
‫وابن سعد والطبراني والذهلي من طريق ابن عجلن وسموا المككولى زيككادًا‪،‬‬
‫وسنده حسن‪ ،‬لكن قال ابن سعد‪ :‬قال محمكد بكن عمكر يعنكي الواقكدي‪ :‬مكا‬
‫أدري هذا الحديث محفوظًا‪ ،‬هذا مع نقله عنه أنككه يكككون عنككد الوفككاة النبويكة‬
‫ابن خمس سنين‪ ،‬ونحوه قول ابن منده‪ :‬كان ابن خمس‪ ،‬وقيككل‪ :‬أربككع‪ ،‬قككال‬
‫شيخنا‪ :‬يحتمل أن تكون أمه أخبرته بذلك‪ ،‬فأرسككله هككو‪ ،‬انتهككى‪ .‬وقككد اعتمككد‬
‫غير واحد هذا الحديث‪ ،‬فذكروا عبد الّله فكي الصكحابة‪ ،‬وقكال الترمكذي‪ :‬رأى‬
‫النبي صلى الّله عليه وسلم وسمع منككه حرفكًا‪ ،‬وقككال أبككو حككاتم الككرازي‪ :‬إن‬
‫النبي صلى الّله عليه وسلم دخل على أمه وهو صغير‪ ،‬وقال ابككن حبككان فككي‬
‫الصحابة‪ :‬أتاهم النبي صلى الّله عليه وسلم في بيتهم وهو غلم‪ .‬ولبي يعلككى‬
‫من حديث واثلككة عككن أبككي هريككرة‪ :‬دع الكككذب وإن كنككت مازحكا ً تكككن أعبككد‬
‫الناس‪ ،‬ورواه أبو ُنعيم من وجه آخر عن أبي هريرة‪.‬‬
‫‪ - 864‬حديث‪ :‬لفقيه واحد أشد على الشيطان من ألف عابككد‪ ،‬الككبيهقي فككي‬
‫]ص ‪ [336‬الشعب‪ ،‬والطبراني في الوسككط‪ ،‬وأبككو بكككر الجككري فككي فضككل‬
‫العلم‪ ،‬وأبو ُنعيم في رياضة المتعلمين‪ ،‬والكدارقطني فكي سكننه‪ ،‬والقضكاعي‬
‫من حديث يزيد بن عياض عن صفوان بن سليم عككن سككفيان بككن يسككار عككن‬
‫أبي هريرة مرفوعا ً به‪ ،‬في حديث لفظه‪ :‬ما عبد الّله بشيء أفضل مككن فقككه‬
‫في دين‪ ،‬ولفقيه واحد أشد على الشيطان من ألف عابد‪ ،‬ولكل شككيء عمككاد‬
‫وعماد هذا الدين الفقه‪ ،‬وفي لفظ‪ :‬لكل شيء دعامة ودعامة السلم الفقككه‬
‫في الدين‪ ،‬والفقيه أشد على الشيطان من ألف عابككد‪ ،‬رواه الككبيهقي وقككال‪:‬‬
‫تفرد به أبو الربيع السمان عن أبي الزناد عن العرج عنه به مرفوع كًا‪ ،‬وقككال‬
‫الطبراني‪ :‬لم يروه عن صككفوان إل يزيككد‪ ،‬وسككنده ضككعيف‪ ،‬وللعسكككري مككن‬
‫حديث الوليد بن مسلم حدثنا راشد بككن جنككاح عككن مجاهككد عككن ابككن عبككاس‬
‫مرفوعًا‪ :‬الفقيه الواحككد أشككد علككى إبليككس مككن ألككف عابككد‪ ،‬ورواه الترمككذي‬
‫وقال‪ :‬غريب‪ ،‬ل نعرفه إل من هذا الوجه‪ ،‬وابن ماجه‪ ،‬والبيهقي‪ ،‬ثلثتهككم مككن‬
‫جهة الوليد بن مسلم فقال‪ :‬عن روح بن جناح بدل راشد ولفظه‪ :‬فقيه واحد‬
‫أشد على الشيطان من ألف عابد‪ ،‬وسنده ضعيف أيضًا‪ ،‬لكككن يتأكككد أحككدهما‬
‫بالخر‪ ،‬وفي الديلمي بل سند عن ابن مسعود رفعه‪ :‬لعالم واحككد أشككد علككى‬
‫إبليس من عشرين عابدًا‪ ،‬وفي الباب عن ابن عمر عند الحكيم الترمذي في‬
‫التاسع عشر‪ ،‬وعن أبي هريككرة رفعككه‪ :‬فضككل المككؤمن العلككم علككى المككؤمن‬
‫العابد سبعون درجة‪ ،‬أخرجه ابن عدي بسند ضعيف‪ ،‬ولبي يعلى وابككن عككدي‬
‫من رواية عبد الّله بن محّرر عن الزهككري عككن أبككي سككلمة عككن أبككي هريككرة‬
‫رفعه‪ :‬بين العالم والعابد مائة درجة بين كل درجتين خنصككر الجككواد المضككمر‬
‫سبعين سنة‪ ،‬وذكر ابن عبد البر في العلم أن ابن عون رواه عن ابن سيرين‬
‫عن أبي هريرة فينظر من خرجه‪ ،‬وعن ابن عمرو بككن العككاص فككي الككترغيب‬
‫للصفهاني‪ ،‬وعن أبي الدرداء مرفوع كا ً عنككد أصككحاب السككنن الربعككة بلفككظ‪:‬‬
‫فضل العالم على العابد كفضل القمر على البدر على سائر الكككواكب‪ ،‬وعككن‬
‫عبد الرحمن ابن عوف نحوه أخرجه أبو يعلى)‪.(1‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫)‪ (1‬وعن جابر رواه السهمي في تاريخ جرجان‪ ،‬والطوسككي فككي أمككاليه مككن‬
‫طريق محمد بن جعفر عن أبيه جعفر عن أبيه محمد بن علي عن جابر‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫‪ - 865‬حديث‪ :‬لكل بلوى عون‪ ،‬صحيح المعنى‪ ،‬فالصبر ينزل بقكدر المصكيبة‪،‬‬
‫والمعونة بقدر المؤونة كما بينته في ارتياح الكباد ]ص ‪.[337‬‬
‫‪ - 866‬حديث‪ :‬لكل حجرة‪ ،‬صحيح المعنى أيضًا‪ ،‬فأجرة المثل‪ ،‬ومهككر المثككل‪،‬‬
‫وقيمة المثل‪ ،‬منظور إليها‪.‬‬
‫‪ - 867‬حديث‪ :‬لكل زمان دولة ورجال‪ ،‬سيأتي في‪ :‬لكككل مقككام مقككال‪ ،‬وهككو‬
‫في معنى قوله تعالى‪} :‬وتلك اليام نداولها بين الناس{‪.‬‬
‫‪ - 868‬حديث‪ :‬لكل ساقطة لقطة‪ ،‬هو من كلم السكلف‪ ،‬وإليكه يشكير قكوله‬
‫تعالى‪} :‬ما يلفظ من قول إل لديه رقيب عتيد{‪ ،‬ولكن الجاري على اللسككنة‬
‫ل يقصد به هذا المعنى‪ ،‬وكثيرا ً ما يعلككل بككه انتقككاض الوضككوء بمككس العجككوز‬
‫الشوهاء‪ ،‬وتحريم رؤيتها‪ ،‬ونحو ذلك‪.‬‬
‫‪ - 869‬حديث‪ :‬لكل غادر لواء يوم القيامة يعرف به‪ ،‬متفق عليه عن أنس به‬
‫مرفوعًا‪.‬‬
‫‪ - 870‬حديث‪ :‬لكككل مقكام مقككال‪ ،‬الخطيككب فككي الجككامع عككن أبككي الككدرداء‪،‬‬
‫والخرائطي في المكارم‪ ،‬وابن عدي في الكامككل‪ ،‬كلهمككا عككن أبككي الطفيككل‬
‫موقوفًا‪ ،‬وزاد ابن عدي‪ :‬لكل زمان رجال‪ ،‬ويكروى عكن عكوف بكن مالكك‪ :‬إن‬
‫ل‪ ،‬فخيارهم الذين يرجى خيرهم‪ ،‬ول يخاف شرهم‪ ،‬وشرارهم‬ ‫لكل زمان رجا ً‬
‫يغني بضدهم‪ ،‬ولكل زمان نساء‪ ،‬فخيارهن الجوانيات‪ ،‬العفيفات‪ ،‬المتعففات‪،‬‬
‫وشرارهن الزانيات‪ ،‬المسرفات‪ ،‬المترجلت‪.‬‬
‫‪ - 871‬حديث‪ :‬للبيت رب يحميه‪ ،‬وهو من كلم عبد المطلب جد النبي صككلى‬
‫الّله عليه وسلم لبرهة صاحب الفيل‪ ،‬لما سأله أن يرد عليه ماله‪ ،‬وقال لككه‪:‬‬
‫سألتني مالك‪ ،‬ولم تسألني الرجوع عن قصد البيت أنككه شككرفكم فقككال‪ :‬إن‪،‬‬
‫وذكره‪.‬‬
‫‪ - 872‬حديث‪ :‬للخير معادن‪ ،‬هو في معنى‪ :‬الناس معادن‪.‬‬
‫‪ - 873‬حككديث‪ :‬للسككائل حككق‪ ،‬وإن جككاء علككى فككرض‪ ،‬أحمككد وأبككو داود عككن‬
‫الحسين ابن علي به مرفوعًا‪ ،‬وسنده جيككد كمككا قكاله العراقكي وتبعكه غيكره‪،‬‬
‫وسكت عليه أبو داود لكن ]ص ‪ [338‬قال ابككن عبككد الككبر‪ :‬إنككه ليككس بقككوي‪،‬‬
‫انتهى‪ .‬وهو من رواية فاطمة ابنة الحسين ابن علككي‪ ،‬واختلككف عليهككا فقيككل‪:‬‬
‫عنها عن أبيها عن علي‪ ،‬وقيل‪ :‬بدون علي‪ ،‬وقيككل‪ :‬عنهككا عككن جككدتها فاطمككة‬
‫الكبرى‪ ،‬وهذه الرواية عند إسحاق بن راهويه‪ ،‬وعلككى كككل حككال ففككي البككاب‬
‫عن الهرماس عند الطبراني‪ ،‬وفيه عثمان بكن فايكد وهكو ضكعيف‪ ،‬وعكن ابكن‬
‫ل‪ ،‬بلفظ‪ :‬أعطوا السككائل ولككو جككاء‬ ‫عباس)‪ ،(1‬وعن زيد بن أسلم رفعه مرس ً‬
‫على فرس‪ ،‬أخرجه مالك في الموطأ هكذا‪ ،‬ووصله ابن عدي من طريق عبد‬
‫الّله بن زيد بن أسلم عن أبيه عن أبي صالح عن أبي هريرة‪ ،‬ولكن عبد الّلككه‬
‫ضعيف‪ ،‬بل رواه ابن عدي أيضا ً من طريق عمر بن يزيد المدائني عن عطككاء‬
‫عن أبككي هريككرة‪ ،‬وعمككر ضككعيف أيضكًا‪ ،‬وللككدارقطني فككي الفككراد مككن جهككة‬
‫الحسن بن علي الهاشمي عن العككرج عككن أبككي هريككرة مرفوع كًا‪ :‬ل يمنعككن‬
‫أحدكم السائل أن يعطيه‪ ،‬وإن كان في يده قلب من ذهب‪ ،‬وقككال‪ :‬تفككرد بككه‬
‫حسن عن العرج‪ ،‬وهو في مسند الفردوس أيضًا‪ ،‬وقد أورد ابن النجككار فككي‬
‫ترجمته محمد بن أحمد ابن بختيار من ذيله عن عبككد الل ّككه بككن عمككرو الرقككي‬
‫حدثني أبو عبد الّله‪ ،‬وكان من أعوان عمر بن عبد العزيز قال‪ :‬أعطاني عمككر‬
‫بن عبد العزيز مال ً أقسمه بالرقة‪ ،‬وكتككب إلككى وابصككة كتابكا ً أن يبعككث معككي‬
‫شرط يكفون الناس عني‪ ،‬وقال‪ :‬ل يقسم بينهم إل على شككاطئ نهككر جككار‪،‬‬ ‫ب ُ‬
‫فإني أخاف أن يعطشوا‪ ،‬قال‪ :‬فقلت‪ :‬يا أمير المؤمنين إنك تبعثني إلى قككوم‬
‫ل أعرفهم وفيهم غني وفقير فقال‪ :‬يا هذا كل من مد يده إليك فأعطه‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫)‪ (1‬رواه ابن عدي في الكامل‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫‪ - 874‬حديث‪ :‬لما خلق الّله العقل‪ ،‬في‪ :‬إن الّله لما خلق‪ ،‬من الهمزة‪.‬‬
‫‪ - 875‬حديث‪ :‬لما غسلت النبي صلى الّله عليه وسلم اقتصلت مككاء محككاجر‬
‫عينيه فشربته فورثت علم الولين والخرين‪ ،‬يحكى عن علي‪ ،‬قككال النككووي‪:‬‬
‫إنه ليس بصحيح‪.‬‬
‫‪ - 876‬حديث‪ :‬لن يعجز الّله هذه المة من نصف يككوم‪ ،‬أبككو داود والطككبراني‬
‫في الشاميين من حديث جبير بن نفير عن أبي ثعلبككة الخشككني بككه مرفوعكًا‪،‬‬
‫وهو بمعناه عند أبي داود أيضا ً عن سعد بن أبي وقاص‪.‬‬
‫‪ - 877‬حديث‪ :‬لن يغلب عسر يسرين‪ ،‬الحكاكم والكبيهقي فككي الشككعب‪ ،‬مكن‬
‫ل‪ ،‬أن‬ ‫طريق ]ص ‪ [339‬عبد الرزاق عن معمر عن أيوب عككن الحسككن مرس ك ً‬
‫النبي صلى الّله عليه وسلم خرج ذات يوم وهو يضحك‪ ،‬وهو يقككول‪ :‬وذكككره‪،‬‬
‫بزيادة‪" :‬إن مع العسر يسرا" وهو عند الطككبراني مككن طريككق أبككي ثككور عككن‬
‫معمر‪ ،‬ورواه العسكري في المثال‪ ،‬وأخرجه ابن مردويه مككن طريككق عطيككة‬
‫عن جابر موصول ً وسنده ضعيف‪ ،‬وفي الباب عن ابن عباس من قوله‪ ،‬ذكره‬
‫الفراء عن الكلبي عن أبي صالح عنه‪ ،‬وعن ابن مسعود موقوفا ً أيضا ً أخرجككه‬
‫عبد الرزاق عن جعفر بن سليمان عن ميمون أبي حمككزة عككن إبراهيككم عنككه‬
‫قال‪ :‬لو كان العسر في جحر ضب لتبعه اليسككر حككتى يسككتخرجه‪ ،‬لككن يغلككب‬
‫عسر يسرين‪ ،‬بل للطبراني عن ابن مسعود مرفوعًا‪ :‬لو دخل العسككر جحككرا ً‬
‫لدخل اليسر حتى يخرجه فيغلبه‪ ،‬فل ينتظر الفقير إل اليسككر‪ ،‬ول المبتلككى إل‬
‫العافية‪ ،‬ول المعافى إل البلء‪ ،‬ورواه ابن أبي الدنيا ومن طريقه البيهقي فككي‬
‫الشعب من طريق شعبة عن معاوية بن قرة عمككن حككدثه عككن ابككن مسككعود‬
‫قال‪ :‬لو أن العسر دخل في جحر لجاء اليسر حتى يككدخل معككه ثككم قككرأ }إن‬
‫مع العسر يسرًا{‪ ،‬وكذا في الباب عن عمر موقوفًا‪ ،‬ذكره مالك في الموطككأ‬
‫عن زيد بن أسلم عن أبيككه أن عمككر بككن الخطككاب بلغككه أن أبككا عبيككدة حصككر‬
‫بالشام‪ ،‬فذكر القصة وقال في الكتاب إليه‪ :‬ولن يغلب عسككر يسككرين‪ ،‬ومككن‬
‫طريقه رواه الحاكم وهذا أصح طرقه‪ ،‬وأخرجه ابن أبكي الكدنيا ومكن طريقكه‬
‫البيهقي في الشعب من طريق عبد الّله بن زيككد بككن أسككلم عككن أبيككه أن أبككا‬
‫عبيدة حصر فكتب إليه عمر يقول‪ :‬مهما ينزل بامرئ شدة يجعل الّله بعككدها‬
‫فرجًا‪ ،‬وإنه لن يغلب عسر يسرين‪ ،‬وإنككه يقككول }اصككبروا وصككابروا ورابطككوا‬
‫واتقوا الّله لعلكم تفلحون{‪ ،‬وعن أنس مرفوع كا ً أخرجككه الككبيهقي أيض كا ً مككن‬
‫حديث حميد بن حماد أبي الجهم حدثنا عائذ بن شككريح سككمعت أنسكا ً يقككول‪:‬‬
‫كان رسول الّله صلى الّله عليه وسلم جالس كا ً وحيككاله جحككر فقككال‪ :‬لككو جككاء‬
‫العسر فدخل هذا الجحر لجاء اليسر فدخل عليه فأخرجه‪ ،‬قكال‪ :‬فكأنزل الّلكه‬
‫تعالى }فإن مع العسر يسرا إن مع العسر يسرا{‪ ،‬وقد صنف التنوخي وابككن‬
‫أبي الدنيا وغيرهما في الفرج بعد الشدة‪ ،‬وممكا أورده ابككن أبككي الككدنيا ومكن‬
‫طريقه البيهقي في الشعب من طريق إبراهيم ابن مسعود قال‪ :‬كككان رجككل‬
‫من تجار المدينة يختلف إلى جعفر بن محمد فيخالطه ويعرفه بحسن الحككال‬
‫فتغيرت حاله فجعل يشكو ذلك إلى جعفر فقال جعفر‪] :‬ص ‪[340‬‬
‫فل تجزع وإن أعسرت يوما ً * فقد أيسرت في الزمن الطويل‬
‫ول تيأس فإن اليأس كفر * لعل الّله يغني عن قليل‬
‫ول تظنن بربك سوء ظن * فإن الّله أولى بالجميل‬
‫قال‪ :‬فخرجت من عنده‪ ،‬وأنا أغنى الناس‪ ،‬وعند البيهقي مككن طريككق محمككد‬
‫بن حاتم أبي جعفر الكشي أن عبد الل ّككه بككن حميككد قككال لرجككل تشكككى إليككه‬
‫العسرة في أموره‪:‬‬
‫أل أيها المرء الذي في عسرة أصبح * إذا اشتد بك المر فل تنس ألم نشرح‬
‫‪ - 878‬حديث‪ :‬لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة‪ ،‬البخاري في الفتن والمغازي‬
‫من صحيحه من حديث الحسن البصري عن أبي بكرة قال‪ :‬لقد نفعنككي الّلككه‬
‫عز وجل بكلمة أيام الجمل‪ :‬لما بلغ النبي صلى الّله عليككه وسككلم أن فارس كا ً‬
‫ملكوا ابنة كسرى قال‪ ،‬وذكره‪ ،‬وهو عند ابن حبان والحككاكم وأحمككد مطككول‪،‬‬
‫ولفظ الحاكم‪ :‬عصمني الّله بشيء سمعته من النبي صلى الّله عليككه وسككلم‬
‫لما بلغه أن ملك ذي يزن توفي فولوا أمرهم امرأة‪ ،‬بل له طريق أخرى عند‬
‫أحمد من حديث عيينة بن عبد الرحمن بن جوشن عككن أبيككه عككن أبككي بكككرة‬
‫بلفظ‪ :‬لن يفلح قوم أسندوا أمرهم إلى امرأة) ‪ ،(1‬وسيأتي من وجه آخر عن‬
‫أبي بكرة بلفظ‪ :‬هلكت الرجال‪ ،‬وعن سماك بن الفضل سككمعت عككروة ابككن‬
‫محمد بن عطية يقول‪ :‬ما أبرم قوم قط أمرا ً فصدروا فيه عن رأي امكرأة إل‬
‫بتروا‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫)‪ (1‬وللطبراني عن جابر بككن سككمرة مرفوع كًا‪ :‬لككن يفلككح قككوم يملككك رأيهككم‬
‫امرأة‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫‪ - 879‬حديث‪ :‬لن ينفع حذر من قدر‪ ،‬في‪ :‬الدعاء‪.‬‬
‫‪ - 880‬حديث‪ :‬الّله ولي من سكت‪ ،‬في‪ :‬فم ساكت‪.‬‬
‫‪ - 881‬حديث‪ :‬لهدم الكعبة حجرا ً حجرا ً أهككون مككن قتككل المسككلم‪ ،‬لككم أقككف‬
‫عليه بهذا اللفظ‪ ،‬ولكن في معناه ما عند الطككبراني فككي الصككغير عككن أنككس‬
‫رفعه‪ :‬من آذى مسلما ً بغير حق فكأنما هدم بيت الّله‪ ،‬ونحوه من غيككر واحككد‬
‫من الصحابة أنه صلى الّله عليه وسلم نظر إلى الكعبككة فقككال‪ :‬لقككد شككرفك‬
‫الّله وكرمك وعظمك‪ ،‬والمؤمن أعظم حرمة منككك‪ ،‬وسككيأتي فككي‪ :‬المككؤمن‪،‬‬
‫وكذا حديث‪ :‬ليس شيء أكرم علككى الل ّككه مككن المككؤمن‪ ،‬وقككد أشككبعت الكلم‬
‫عليه فيما كتبته على الترمذي في‪ :‬باب ما جككاء فككي تعظيككم المككؤمن‪ ،‬قبيككل‬
‫]ص ‪ [341‬الطب‪ .‬وفي الباب مما رواه النسائي من حديث بريككدة مرفوع كًا‪:‬‬
‫قدر المؤمن أعظم عند الّله من زوال الدنيا‪ ،‬وابككن مككاجه مككن حككديث الككبراء‬
‫مرفوعًا‪ :‬لزوال الدنيا أهون عند الّله من قتل مؤمن بغير حق‪ ،‬والنسائي مككن‬
‫حديث عبد الّله بن عمرو رفعه مثله‪ ،‬لكن قال‪ :‬من قتل رجل مسككلم‪ ،‬ورواه‬
‫الترمذي وقال‪ :‬روي مرفوعا ً وموقوفًا‪.‬‬
‫‪ - 882‬حديث‪ :‬لول عباد لّله ركع وصبية رضع وبهائم رتع لصككب عليكككم البلء‬
‫صبًا‪ ،‬الطيالسي والطبراني وابن منده وأبي عدي وآخرون من حككديث مالككك‬
‫بن عبيدة بن مسافع الديلي عن أبيه عن جككده‪ ،‬وأبككو يعلككى مككن حككديث أبككي‬
‫هريرة‪ ،‬كلهما به مرفوعًا‪.‬‬
‫‪ - 883‬حديث‪ :‬لو أحسن أحدكم ظنه بحجر لنفعه الّله به‪ ،‬قال ابن تيمية‪ :‬إنه‬
‫كذب‪ ،‬ونحوه قول شيخنا‪ :‬ل أصل له‪ ،‬قلت‪ :‬ونحوه‪ ،‬من بلغه عن الل ّككه شكيء‬
‫فيه فضيلة فعمل به إيمانا ً بككه ورجككاء ثككوابه أعطككاه الل ّككه ذلككك وإن لككم يكككن‬
‫كذلك‪ ،‬ول يصح أيضا ً كما بينته في آخره القول البديع‪ ،‬بل وسيأتي فككي‪ :‬مككن‬
‫بلغه‪ ،‬من الميم‪.‬‬
‫‪ - 884‬حديث‪ :‬لو أن أهل العالم صانوه ووضعوه عنككد أهلككه لسككادوا بككه فككي‬
‫أهل زمانهم‪ ،‬الحديث‪ .‬ابن ماجه عن ابن عمر به موقوفًا‪ ،‬ورواه البيهقي فكي‬
‫الشعب من جهة نهشل عن الضحاك عن السود عن ابن مسككعود مككن قككوله‬
‫أيضًا‪ ،‬بلفظ‪ :‬لو أن أهل العلم صانوا العلم ووضعوه عند أهله سادوا بككه أهككل‬
‫إيمانهم‪ ،‬أو قال‪ :‬أهل زمانهم‪ ،‬ولكن بككذلوه لهككل الككدنيا لينككالوا مككن دنيككاهم‪،‬‬
‫فهانوا على أهلها‪ ،‬سمعت نبيكم صلى الّله عليه وسلم يقول‪ :‬من جعل الهككم‬
‫هما ً واحدا ً هم آخرته كفاه الّله عز وجل ما همه من أمر دنياه‪ ،‬ومن تشككعبت‬
‫به الهموم من أحوال الدنيا لم يبال الل ّككه فككي أي أوديتهككا هلككك‪ ،‬ومعنككاه فككي‬
‫أبيات الجرجاني الشهيرة فإنه قال فيها‪:‬‬
‫ولو أن أهل العلم صانوه صانهم * ولو عظموه في النفوس لعظما‬
‫‪ - 885‬حديث‪ :‬لو أنكم توكلون على الّله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير‬
‫تغدو خماصًا‪ ،‬وتروح بطانًا‪ ،‬أحمد والطيالسي في مسنديهما‪ ،‬والترمذي‪ ،‬وابن‬
‫ماجه من حديث أبي تميكم الجيشكاني عكن عمكر بكه مرفوعكًا‪ ،‬وصكححه ابكن‬
‫خزيمة‪ ،‬وابن حبان‪ ،‬والحاكم‪ ،‬وللعسكري ]ص ‪ [342‬من جهة وهب بن منبككه‬
‫قال‪ :‬سئل ابن عباس عن المتوكل فقال‪ :‬الذي يحرث ويبذر بذره بين المدر‪،‬‬
‫ومن طريق بن معاوية بن قرة قال‪ :‬لقي عمر بن الخطاب ناسا ً مككن اليمككن‬
‫فقال‪ :‬ما أنتم فقالوا‪ :‬متوكلون‪ ،‬فقككال‪ :‬كككذبتم أنتككم متكلككون‪ ،‬إنمككا المتوكككل‬
‫رجل ألقى حبه في الرض وتوكل على الّله عز وجل‪ ،‬وقد صنف ابن خزيمككة‬
‫وابن أبي الدنيا وغيرهما في التوكل‪.‬‬
‫‪ - 886‬حديث‪ :‬لو أنكم دليتككم بحبككل إلككى الرض السككفلى لهبككط علككى الل ّككه‪،‬‬
‫الترمذي في تفسير سورة الحديد من جامعه مككن حككديث الحسككن عككن أبككي‬
‫هريرة به مرفوعكًا‪ ،‬وقككال‪ :‬إنككه غريككب‪ ،‬قككال‪ :‬ولككم يسكمع الحسككن مكن أبككي‬
‫هريرة)‪ (1‬قال‪ :‬وفسر بعض أهل العلم هذا الحديث فقالوا‪ :‬إنمككا هبككط علككى‬
‫علم الّله وقدرته وسلطانه‪ ،‬وعلم الّله وقدرته وسلطانه في كل مكككان‪ ،‬وهككو‬
‫على العرش كما وصف في كتابه‪ ،‬انتهى بحروفه‪ .‬وكذا قال شيخنا‪ :‬معناه أن‬
‫علم الّله يشمل جميع القطار‪ ،‬والتقدير لهبط على علم الّله‪ ،‬والل ّككه سككبحانه‬
‫وتعالى منزه عن الحلككول فككي المككاكن فككإنه سككبحانه وتعككالى كككان قبككل أن‬
‫تحدث الماكن‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫)‪ (1‬بل سمع من كما صرح به الحسن نفسه في أحاديث بأسانيد جياد‪ ،‬منهككا‬
‫حديث في فضل سورة الدخان‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫‪ - 887‬حديث‪ :‬لو اغتسل اللوطي بماء البحر لم يجيء يوم القيامككة إل جنب كًا‪،‬‬
‫أسنده الديلمي عن أنس به مرفوعًا‪ ،‬وهو عنده أيضا ً من حديث أبككي هريككرة‬
‫رفعه بلفظ‪ :‬المتلوط لو اغتسل بكككل قطككرة تنككزل مككن السككماء علككى وجككه‬
‫الرض إلى أن تقوم الساعة لما طهره الّله مككن نجاسككته أو يتككوب‪ ،‬وكككل مكا‬
‫في معناه باطل‪.‬‬
‫‪ - 888‬حديث‪ :‬لو يبغككي جبككل علككى جبككل لككدك البككاغي‪ ،‬البخككاري فككي الدب‬
‫المفرد حدثنا أبو ُنعيم حدثنا فطر بن خليفة عن أبككي يحيككى القتككات سككمعت‬
‫مجاهدا ً عن ابن عباس به موقوفًا‪ ،‬وهو عند البيهقي في الشعب مككن طريككق‬
‫العمش عن ابن يحيى القتات به‪ ،‬ورواه ابن مردويه عن طريككق قطبككة عككن‬
‫العمش به مرفوعًا‪ ،‬ومن طريق الثوري عككن العمككش موقوف كًا‪ ،‬ورواه ابككن‬
‫ل‪ ،‬قال ابككن أبككي‬ ‫المبارك في الزهد عن فطر عن أبي يحيى عن مجاهد مرس ً‬
‫حاتم‪ :‬اختلف فيه على أبي يحيى القتات‪ ،‬والموقوف أصح‪ ،‬وفككي البككاب عككن‬
‫ابن عمر عند ابن مردويه‪ ،‬وعن أنس عند ابن حبان في الضعفاء في ترجمككة‬
‫أحمد بن الفضل‪ ،‬وقال‪ :‬إنه كان يضع الحديث ]ص ‪.[343‬‬
‫‪ - 889‬حديث‪ :‬لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليل ً ولبكيتم كثيرًا‪ ،‬متفككق عليككه‬
‫عن أنس به مرفوعًا‪ ،‬وفي الباب عن أبي هريرة وجماعة‪.‬‬
‫‪ - 890‬حديث‪ :‬لو تعلم البهائم من الموت مككا يعلككم ابككن آدم مككا أكلتككم منهككا‬
‫سمينًا‪ ،‬البيهقي فككي الشككعب‪ ،‬والقضككاعي مككن حككديث أم صككبية الجهنيككة بككه‬
‫مرفوعًا‪ ،‬ورواه الديلمي من حديث أبي سعيد رفعه بلفظ‪ :‬لو علمت البهككائم‬
‫من الموت ما علمتم ما أكلتم منها لحمكا ً سكمينًا‪ ،‬وعنكده بل سكند عكن أنككس‬
‫رفعه‪ :‬لو أن البهائم التي تأكلون لحومها علمت مكا تريككدون بهككا مككا سكمنت‪،‬‬
‫وكيف تسمن أنت يا ابن آدم والموت أمامك‪.‬‬
‫‪ - 891‬حديث‪ :‬لو تفتح عمل الشيطان‪ ،‬النسائي وابن مككاجه والطحككاوي مككن‬
‫طريق محمد بن عجلن عن العككرج عككن أبككي هريككرة بككه مرفوعكًا‪ :‬المككؤمن‬
‫القوي خير وأحب إلى الّله من المؤمن الضعيف‪ ،‬وفي كل خير‪ ،‬احرص على‬
‫ما ينفعك‪ ،‬واستعن بالّله ول تعجز‪ ،‬فإن غلبك أمككر فقككل قككدر الل ّككه ومككا شككاء‬
‫فعل‪ ،‬وإياك واللو فإن اللو تفتح عمل الشككيطان‪ ،‬وهككو مككن هككذا الككوجه عنككد‬
‫الطبري بلفظ‪ :‬فإن أصابك شيء فل تقل لو أني فعلت كذا وكذا ولكككن قككدر‬
‫الّله وما شاء فعل‪ ،‬فإن لو مفتككاح الشككيطان‪ ،‬وأولككه عنككده احككرص‪ ،‬دون مككا‬
‫قبله‪ ،‬وقد رواه هو والنسائي أيضا ً من حككديث فضككيل بككن سككليمان عككن ابككن‬
‫عجلن‪ ،‬فأدخل بينه وبيككن العككرج أبككا الزنككاد‪ ،‬وقككال النسككائي‪ :‬فضككيل ليككس‬
‫بالقوي‪ ،‬وأخرجاه أيضكا ً وكككذا الطحككاوي مككن طريككق ابككن المبككارك عككن ابككن‬
‫عجلن فجعل الواسطة ربيعة بن عثمان ل أبا الزناد‪ ،‬ورواه النسائي من وجه‬
‫آخر عن ابن المبارك‪ ،‬فبين أنه سمعه مككن ربيعككة‪ ،‬وحفظككه مككن ابككن عجلن‬
‫عنه‪ ،‬وكككذا أخرجككه الطحككاوي وقككال‪ :‬دلسكه ابككن عجلن عككن العككرج‪ ،‬وإنمككا‬
‫سمعه من ربيعة‪ ،‬ثم رواه الثلثة أيضًا‪ ،‬وكذا مسلم في صككحيحه مككن طريككق‬
‫عبد الّله بن إدريس عن ربيعة بن عثمان فقال‪ :‬عن محمد بن يحيى بن حبان‬
‫عن العرج بدل ابن عجلن‪ ،‬فيحتمل أن يكون ربيعة سمعه من كل مكن ابكن‬
‫حبان وابن عجلن‪ ،‬إذ ابن المبارك حافظ كابن إدريس‪ ،‬ولفككظ ابككن إدريككس‪:‬‬
‫إياك ولو فإن لو من الشيطان‪ ،‬وما وقع عنككد بعككض رواة مسككلم بلفككظ اللككو‬
‫بالتشديد قال القاضي عياض‪ :‬المحفوظ خلفه‪ ،‬قككال النككووي مشككيرا ً للجمككع‬
‫بين هذا الحديث وما ثبت من استعماله صلى الّله عليه وسلم لو كقككوله‪ :‬لككو‬
‫سلك الناس واديًا‪ ،‬لو استقبلت من أمري ]ص ‪ [344‬ما اسككتدبرت‪ :‬الظككاهر‬
‫أن النهي عن إطلقها فيما ل فائدة فيه‪ ،‬وأما من قالها متأسفا ً على ما فككات‬
‫من طاعة الّله تعالى أو ما هو متعذر عليه منها ونحو هذا فل بأس به‪ ،‬وعليككه‬
‫يحمككل أكككثر السككتعمال الموجككود فككي الحككاديث وفيككه غيككر ذلككك‪ ،‬وترجمككة‬
‫البخاري في التمني بما يجوز من اللو قد يشير لذلك‪ ،‬والّله الموفق‪.‬‬
‫‪ - 892‬حديث‪ :‬لو صدق السائل ما أفلح مككن رده‪ ،‬وروي كمككا قككال ابككن عبككد‬
‫البر في الستذكار‪ ،‬من جهة جعفر بن محمد عن أبيه عن جككده بككه مرفوع كًا‪،‬‬
‫ومن جهة يزيد بن رومان عن عروة عن عائشة رفعه أيضًا‪ :‬لككول أن السككؤال‬
‫يكذبون ما أفلح من ردهم‪ ،‬وحديث عائشة عند القضكاعي بلفكظ‪ :‬مكا قكدس‪،‬‬
‫قال ابن عبد البر‪ :‬وأسانيدها ليست بالقويكة‪ ،‬وسككبقه ابكن المكدائني فكأدرجه‬
‫في خمسة أحاديث قال‪ :‬إنه ل أصل لها‪ ،‬وكذا رواه العقيلي في الضعفاء من‬
‫حديث عائشة وابككن عمككر وقككال‪ :‬إنكه ل يصككح فككي هككذا البككاب شككيء‪ ،‬وعنككد‬
‫الطبراني بسند ضعيف أيضا ً من حديث أبي أمامة مرفوعًا‪ :‬لول أن السائلين‬
‫يكذبون ما أفلح من ردهم‪.‬‬
‫‪ - 893‬حديث‪ :‬لو عاش إبراهيم لكان نبيًا‪ ،‬قال النككووي فككي ترجمككة إبراهيككم‬
‫من تهذيبه‪ :‬وأما ما روي عن بعض المتقككدمين لككو عككاش إلككى آخككره فباطككل‬
‫وجسارة على الكلم على المغيبات ومجازفككة وهجككوم علككى عظيككم‪ ،‬ونحككوه‬
‫قول ابن عبد البر في تمهيده‪ :‬ل أدري ما هذا فقد ولد نوح عليه السلم غيككر‬
‫نبي ولو لم يلد النبي إل نبيا ً لكان كل أحد نبيا ً لنهم من ولد نوح عليه السلم‬
‫انتهى‪ .‬قال شيخنا‪ :‬ول يلزم مككن الحككديث المككذكور مككا ذكككره لمككا ل يخفككى‪،‬‬
‫وكأنه سلف النووي‪ ،‬وقد قال شيخنا أيضا ً عقب كلم النووي‪ :‬إنه عجيككب مككع‬
‫وروده عن ثلثة من الصحابة قال‪ :‬وكأنه لم يظهر له وجه تككأويله فقككال فككي‬
‫إنكاره مكا قكال‪ ،‬وجكوابه أن القضكية الشكرطية ل تسكتلزم الوقكوع ول يظكن‬
‫بالصحابة الهجوم على مثل هككذا بككالظن‪ ،‬قلككت‪ :‬والطككرق الثلثككة أحككدها‪ :‬مككا‬
‫أخرجه ابن ماجه وغيره من حديث ابن عباس قككال‪ :‬لمككا مككات إبراهيككم ابككن‬
‫النبي صلى الّله عليه وسلم قال‪ :‬إن له مرضعا ً في الجنة‪ ،‬ولككو عككاش لكككان‬
‫صديقا ً نبيًا‪ ،‬ولو عاش لعتقت أخواله من القبككط ومككا اسككترق قبطككي‪ ،‬وفككي‬
‫سنده أبو شيبة إبراهيككم بككن عثمككان الواسككطي وهككو ضككعيف‪ ،‬ومككن طريقككه‬
‫أخرجه ابن منده في المعرفة وقال‪ :‬إنككه غريككب‪] .‬ص ‪ [345‬ثانيهككا‪ :‬مككا رواه‬
‫إسماعيل السدي عن أنس قال‪ :‬كان إبراهيم قككد مل المهككد ولككو بقككي لكككان‬
‫نبيًا‪ ،‬لكن لم يكن ليبقى فإن نبيكم آخر النبياء‪ ،‬ثالثها‪ :‬مككا عنككد البخككاري مككن‬
‫طريق محمد بن بشر عن إسماعيل بن أبي خالد قككال‪ :‬قلككت لعبككد الل ّككه بككن‬
‫أبي أوفى‪ :‬رأيت إبراهيم ابن النبي صلى الّله عليه وسلم قال‪ :‬مككات صككغيرا ً‬
‫ولو قضي أن يكون بعد محمد نبي عككاش ابنككه إبراهيككم ولكككن ل نككبي بعككده‪،‬‬
‫وأخرجه أحمد عن وكيع عن إسماعيل سمعت ابن أبي أوفى يقول‪ :‬لككو كككان‬
‫بعد النبي صلى الّله عليككه وسككلم نككبي مككا مككات ابنككه‪ ،‬قلككت‪ :‬وعككزاه شككيخنا‬
‫للبخاري من حديث البراء فينظر‪ ،‬ولحمد والترمذي وغيرهما عككن عقبككة بككن‬
‫عامر رفعه‪ :‬لو كان بعدي نبي لكان عمر)‪ ،(1‬وفي الباب عن جماعة‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫)‪ (1‬وروى أبو القاسم الزهري من طريق المعافي بن زكريا حدثنا ابككن أبككي‬
‫الزهر حدثنا أبو كريب محمد بن العلء حدثنا إسماعيل بككن صككبيح حككدثنا أبككو‬
‫إدريس حدثنا محمد بن المنكدر حدثنا جابر قال‪ :‬قال رسول الّله صككلى الل ّككه‬
‫عليه وسلم لعلي‪ :‬أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إل أنككه‬
‫ل نبي بعدي ولو كان لكنته‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫‪ - 894‬حديث‪ :‬لو علمت البهائم‪ ،‬تقدم قريبًا‪.‬‬
‫‪ - 895‬حديث‪ :‬لو علم الّله في الخصيان خيرا ً لخرج من أصلبهم ذرية توحد‬
‫الّله‪ ،‬ولكن علم أن ل خير فيهم فأجبهم‪ ،‬الديلمي بل سند عن ابن عبككاس بككه‬
‫مرفوعًا‪ ،‬ول يصح‪ ،‬وكذا كل ما ورد في هككؤلء مككن مككدح وقككدح باطككل‪ ،‬وقككد‬
‫رأيت من نسب لشيخنا فيهم جككزءا ً فككافترى‪ ،‬لكككن قككد قككال الشككافعي فيمككا‬
‫أخرجه البيهقي في مناقبه‪ :‬أربعة ل يعبأ الّله بهككم يككوم القيامككة زهككد خصككي‪،‬‬
‫وتقوى جندي‪ ،‬وأمانة امرأة‪ ،‬وعبادة صبي‪ ،‬وهو محمول على الغالب‪.‬‬
‫‪ - 896‬حديث‪ :‬لو علم الناس رحمة الّله بالمسافر لصبح النككاس وهككم علككى‬
‫سفر إن المسافر ورحله علككى قلككت إل مككا وقككى الل ّككه‪ ،‬والككديلمي عككن أبككي‬
‫هريرة مرفوعا ً بل سند)‪ .(1‬وأورده ابن الثير في النهاية بلفظ‪ :‬إن المسككافر‬
‫وما له على قلت إل مككا وقككى ]ص ‪ [346‬الل ّككه‪ ،‬وقككال‪ :‬القلككت الهلك‪ ،‬وعنككد‬
‫الديلمي أيضا ً بسنده إلى أبككي هريككرة رفعككه‪ :‬لككو يعلككم النككاس مككا للمسككافر‬
‫لصبحوا وهم على ظهر سفران‪ ،‬الّله بالمسافر لرحيم‪ ،‬وكلها ضعيفة‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫)‪ (1‬أسنده السككلفي فككي أخبككار أبككي العلء المعككري مككن طريككق خيثمككة بككن‬
‫سليمان الطرابلسي حدثنا أبو عتبة الشامي نا بشير بن زاذان الدارسي عككن‬
‫أبي علقمة عن أبي هريرة مرفوعا ً به‪ ،‬قال الخليككل ابككن عبككد الجبككار ‪ -‬شككيخ‬
‫السلفي في السككند وتلميككذ المعككري ‪ :-‬والقلككت الهلك‪ ،‬وذكككر الحككافظ فككي‬
‫كتاب الوديعة من التلخيص الجبير‪ :‬أن أبا منصور الديلمي أسنده فككي مسككند‬
‫الفردوس من غير طريق المعري عن أبي هريرة‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫‪ - 897‬حديث‪ :‬لو كانت الدنيا تعدل عند الّله جنككاح بعوضككة مككا سككقى كككافرا ً‬
‫منها شربة‪ ،‬الترمذي من حديث عبد الحميد بن سليمان عن أبككي حككازم عككن‬
‫سهل بن سعد رفعه به‪ ،‬وقال‪ :‬صحيح غريب من هككذا الككوجه‪ ،‬وهككو مككن هككذا‬
‫الوجه عند الطبراني وأبي ُنعيم ومن طريقهما أورده الضككياء فككي المختككارة‪،‬‬
‫ورواه ابن ماجه والحكاكم فكي مسكتدركه مكن طريكق أبكي يحيكى زكريكا بكن‬
‫منظور حدثنا أبو حازم به ولفظه‪ :‬كنا مع رسول الّله صلى الّله عليككه وسككلم‬
‫بذي الحليفة‪ ،‬فإذا هو بشاة ميتة شائلة برجلها‪ ،‬فقال‪ :‬أترون هذه هينكة علكى‬
‫صاحبها‪ ،‬فوالذي نفسي بيده للدنيا أهون على الل ّككه مكن هككذه علكى صكاحبها‪،‬‬
‫ولو كانت الدنيا تزن عند الّله جناح بعوضة ما سقى كافرا ً منهككا قطككرة أبككدًا‪،‬‬
‫وقال الحاكم‪ :‬صحيح السناد‪ ،‬وهو متعقب‪ ،‬فابن منظور ضككعيف‪ ،‬ولككو صككحح‬
‫الحديث)‪ (1‬لكان متوجهًا‪ ،‬ففي الباب عكن ابكن عمكر أخرجكه القضكاعي مكن‬
‫حديث أبي جعفر محمد بن أحمد أبي عون حدثنا أبو منصور عككن مالككك عككن‬
‫نافع عنه رفعه بجملة‪ ،‬لو كانت الدنيا فقككط‪ .‬لكككن بلفككظ‪ :‬شككربة مككاء‪ ،‬بككدل‪:‬‬
‫قطرة أبدًا‪ ،‬وعن أبي هريرة أشار إليه الترمذي‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫)‪ (1‬يعني أن الحككديث صككحيح باعتبككار طككرق أخككرى‪ ،‬وإن كككان سككند الحككاكم‬
‫ضعيفًا‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫ل‪ ،‬ل‬‫‪ - 898‬حديث‪ :‬لو كانت الدنيا دم كا ً عبيط كا ً كككان قككوت المككؤمن منهككا حل ً‬
‫يعرف له إسناد‪ ،‬ولكن معناه صحيح‪ ،‬فككإن الل ّككه لككم يحككرم علككى المككؤمن مككا‬
‫يضطر إليه من غير معصية‪.‬‬
‫‪ - 899‬حديث‪ :‬لو كان الرز رجل ً لكان حليمًا‪ ،‬قال شيخنا‪ :‬هككو موضككوع‪ ،‬وإن‬
‫كان يجري على اللسنة مرفوعًا‪ ،‬وممن صرح بكونه باطل ً موضوعا ً أبككو عبككد‬
‫الّله ابن القيم في الهدي النبوي ولم أره فكي الطكب النبكوي لبككي ُنعيككم مكع‬
‫كثرة ما فيه من الحككاديث الواهيككة‪ ،‬قلككت‪ :‬ومككن الباطككل فككي الرز مككا عنككد‬
‫الديلمي من رواية الحارث العور عن علي رفعه‪ :‬الرز في الطعككام كالسككيد‬
‫في القوم‪ ،‬والكراث في البقول بمنزلة الخبز‪ ،‬وعائشة كالثريككد وأنككا كالملككح‬
‫في الطعام‪ ،‬وفيه يعقوب بن الحسن الفسوي راويه عن ابن وهب‪ ،‬وكككذا مككا‬
‫عنده من حديث صهيب مرفوعا ً بلفظ‪ :‬سيد الطعام في الككدنيا والخككرة ]ص‬
‫‪ [347‬اللحم ثم الرز‪ ،‬وقد تقدم في السين‪ ،‬وكككذا مككن حككديث أنككس رفعككه‪:‬‬
‫نعم الدواء الرز‪ ،‬وسيأتي في النون‪.‬‬
‫‪ - 900‬حديث‪ :‬لو كان جريج فقهيا ً عالما ً لعلم أن إجابة دعاء أمككه أولككى مككن‬
‫عبادة ربه عز وجل‪ ،‬الحسن بن سفيان في مسنده‪ ،‬والترمككذي فككي النككوادر‪،‬‬
‫وأبو ُنعيم في المعرفة‪ ،‬والبيهقي في الشعب‪ ،‬كلهم مككن طريككق الليككث عككن‬
‫يزيد بن حوشب عن أبيه قال‪ :‬سمعت النبي صلى الل ّككه عليككه وسككلم يقككول‪،‬‬
‫فذكره‪ ،‬وقال ابن منده‪ :‬إنه غريب‪ ،‬تفرد به الحكككم ابككن الريككان عككن الليككث‪،‬‬
‫ومن شواهده ما عند أبي الشككيخ عككن طلككق بككن علككي مرفوعكًا‪ :‬لككو أدركككت‬
‫والدي أو أحدهما وقد افتتحت صلة العشاء ودعتنككي أمككي يككا محمككد لجبتهككا‬
‫ل‪ :‬لكو دعككاني والكدي أو‬ ‫لبيك‪ ،‬وفي لفكظ عنككده عككن علكي بكن شكيبان مرسك ً‬
‫أحدهما وأنا في الصلة لجبته‪.‬‬
‫‪ - 901‬حديث‪ :‬لو كككان الصككبر رجل ً كككان كريمكًا‪ ،‬الطككبراني والعسكككري مككن‬
‫حديث منصور عن مجاهد عن عائشة به مرفوعًا‪.‬‬
‫‪ - 902‬حديث‪ :‬لو كان الفحش رجل ً لكان رجل سوء‪ ،‬الطيالسي عككن طلحككة‬
‫بن عمرو عن عطاء عن عائشة أن النبي صلى الّله عليه وسلم قككال لهككا‪ :‬يككا‬
‫عائشة لو كان‪ ،‬وذكره‪ ،‬وهو من هذا الوجه عند الطبراني‪ ،‬والعسكري‪ ،‬وعنككد‬
‫العسكري أيضا ً من حديث عمران بن حنطان عن عائشة قالت‪ :‬دخل يهودي‬
‫على النبي صلى الّله عليه وسلم فقككال‪ :‬السككام عليكككم‪ ،‬فقككال لككه‪ :‬عليكككم‪،‬‬
‫فلما خرج قلت أما فهمت ما قال‪ ،‬فقال‪ :‬وما رأيت ما رددت عليه يا عائشة‪،‬‬
‫إن الرفق لو كان خلقا ً لما رأى الناس خلقا ً أحسن منه‪ ،‬وإن الخرق لككو كككان‬
‫خلقا ً لما رأى الناس أقبح منه‪ ،‬وعنككد مسككلم وغيككره مككن حككديثها‪ :‬يككا عائشككة‬
‫عليك بالرفق فكإنه لكم يككن فكي شكيء إل زانكه‪ ،‬وإيكاك والفحكش‪ ،‬بكل فكي‬
‫الصحيحين عنها‪ :‬إن شر الناس منزلكة يكوم القيامكة مكن ترككه النكاس اتقكاء‬
‫فحشه‪ ،‬وقد استوفيت ما في المعنى فيما كتبته من تكملة شرح الترمذي‪.‬‬
‫‪ - 903‬حديث‪ :‬لو كان لبن أدم واديان من مككال لبتغككى إليهمككا ثالث كا ً ول يمل‬
‫جوف ابن آدم إل التراب ويتككوب الل ّككه علككى مككن تككاب‪ ،‬الشككيخان ]ص ‪[348‬‬
‫والترمذي وأبو عوانة وغيرهم بألفاظ متقاربة من حديث ابن شهاب‪ ،‬ومسلم‬
‫وأبو عوانة من حديث قتادة‪ ،‬كلهما عن أنس به مرفوعًا‪ ،‬واتفقا عليككه أيضككا ً‬
‫من حديث عطاء بن أبي رباح عن ابن عباس‪ ،‬وانفككرد بككه البخككاري عككن ابككن‬
‫الزبير‪ ،‬ومسلم عن أبي موسى‪ ،‬وفي حديث بعضهم أنه ممككا كككان يقككرأ فككي‬
‫القرآن‪ ،‬وفي الباب عن جماعة بينتها في جزء‪.‬‬
‫‪ - 904‬حديث‪ :‬لو كان المؤمن في جحر فأرة لقيض الّله له فيككه مككن يككؤذيه‪،‬‬
‫ابن عدي والقضاعي من حديث عيسى بن عبد الّله بن محمككد بككن علككي بككن‬
‫أبي طالب وهو متروك الحديث يروي الموضوعات عككن أبيككه عككن جككده عككن‬
‫علي به مرفوعًا‪ ،‬وللقضاعي من حديث ابن أخي ابن شككهاب عككن عمككه عككن‬
‫أنس رفعه بلفظ‪ :‬لو أن المؤمن في جحر ضب لقيض الل ّككه إليككه مككن يككؤذيه‪،‬‬
‫وهو من حديث أنس عند الطبراني في الوسط والديلمي‪ ،‬بل عنده بل سككند‬
‫أنس مرفوعًا‪ :‬لو خلق المؤمن على رأس جبل ل بد له من منافق يؤذيه‪.‬‬
‫‪ - 905‬حديث‪ :‬لول الخليفي لذنت‪ ،‬أبو الشيخ في الذان له ثم الككبيهقي مككن‬
‫حديث عمر أنه قال‪ :‬وذكره‪ ،‬وفيه قصة‪ ،‬ولسعيد بن منصور من حديث قيس‬
‫قال‪ :‬قال عمر‪ :‬لو أطيق مع الخليفي لذنت‪ ،‬الشيخ ثم الككديلمي مككن حككديث‬
‫أبي الوقاص عن عمر قال‪ :‬لو كنت مؤذنا ً لكل أمري وما باليت أن ل أنتصب‬
‫لقيام ليل ول لصيام نهار‪ ،‬سمعت رسول الّله صلى الّله عليككه وسككلم يقككول‪:‬‬
‫الّلهم اغفر للمؤذنين الّلهم اغفر للمككؤذنين الّلهككم اغفككر للمككؤذنين‪ ،‬قلككت‪ :‬يككا‬
‫رسول الّله تركتنا ونحن نجتلد عن الذان بالسككيوف‪ ،‬فقككال‪ :‬كل يككا عمككر إنككه‬
‫سيأتي زمان يتركون الذان على ضعفائهم تلك لحوم حرمها الّله علككى النككار‬
‫لحوم المؤذنين انتهى‪ ،‬ومعنى المرفوع أيضا ً روي فككي حككديث ضككعيف أيضكًا‪،‬‬
‫والخليفي بالكسر والتشديد والقصر الخلفة وهو وأمثاله من البنية كككالرمّتي‬
‫والدليلي مصدر يدل على معنى الكثرة يريككد كككثر اجتهككاده فككي ضككبط مككواد‬
‫الخلفة وتصريف أعنتها‪.‬‬
‫‪ - 906‬حديث‪ :‬لو لم تذنبوا لذهب الّله بكم ولجاء بقوم يككذنبون فيسككتغفرون‬
‫]ص ‪ [349‬الّله فيغفر لهم‪ ،‬مسلم من حديث جعفككر الجككزري عككن يزيككد بككن‬
‫الصم عن أبي هريرة به مرفوعًا‪ :‬وأوله‪ :‬والذي نفسي بيده لككو لككم‪ ،‬وذكككره‪،‬‬
‫صْرمة عن أبي أيككوب مرفوعكا ً بلفككظ‪ :‬لككول أنكككم‬ ‫ورواه أيضا ً من حديث أبي ِ‬
‫تذنبون لخلق الّله خلقا ً يذنبون يغفر لهم‪ ،‬وفي لفظ له أيضًا‪ :‬لو أنكم لم تكن‬
‫لكككم ذنككوب يغفرهككا الل ّككه لكككم لجككاء الل ّككه بقككوم لهككم ذنككوب يغفرهككا لهككم‪،‬‬
‫وللقضاعي من حديث زيد بن أسلم عن أبيه عن ابككن عمككر مرفوعكًا‪ :‬لككو لككم‬
‫تذنبوا لجاء الّله بقوم يذنبون فيغفر لهم ويدخلهم الجنة‪ ،‬وعنده أيضككا ً حككديث‬
‫آخر من طريق سلم بن أبي الصهباء عن ثابت عن أنس رفعه‪ :‬لو لم تككذنبوا‬
‫لخشيت عليكم ما هو أشد من ذلك‪ ،‬العجب العجككب‪ ،‬وأخرجككه الككبزار‪ ،‬وهككذا‬
‫عند الديلمي عن أنس وكذا عن أبي سعيد‪ ،‬قال الديريني‪ :‬وإنما كان العجككب‬
‫أشد لن العاصي معترف بنقصه فيرجى له العفو به‪ ،‬والمعجب مغرور بعمله‬
‫فتوبته بعيدة انتهى‪ ،‬ويشير إليه }وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعًا{‪.‬‬
‫‪ - 907‬حديث‪ :‬لو مد مسجدي هذا إلى صككنعاء لكككان مسككجدي‪ ،‬مضككى فككي‪:‬‬
‫صلة في مسجدي‪.‬‬
‫‪ - 908‬حديث‪ :‬لو وزن إيمان أبي بكر بإيمان الناس لرجككح إيمككان أبككي بكككر‪،‬‬
‫إسحاق بن راهويه والبيهقي في الشعب بسند صككحيح عككن عمككر مككن قككوله‪،‬‬
‫وراويه عن عمر هذيل بن شرحبيل‪ ،‬وهو عند ابن المبارك فككي الزهككد ومعككاذ‬
‫ابن المثنى في زيادات مسكند مسكدد‪ ،‬وككذا أخرجكه ابككن عكدي فكي ترجمكة‬
‫عيسى ابن عبد الّله من كامله‪ ،‬وفي مسند الفككردوس مع كا ً مككن حككديث ابككن‬
‫عمر مرفوعا ً بلفظ‪ :‬لو وضع إيمان أبي بكر على إيمان هذه المة لرجح بهككا‪،‬‬
‫وفي سنده عيسى ابن عبد الّله بن سليمان وهو ضعيف‪ ،‬لكنه لم ينفككرد بككه‪،‬‬
‫فقد أخرجه ابن عدي أيضا ً من طريق غيره‪ :‬لو وزن إيمان أبككي بكككر بإيمككان‬
‫أهل الرض لرجحهم‪ ،‬وله شاهد في السنن أيضا ً عن أبي بكككرة مرفوع كًا‪ :‬أن‬
‫رجل ً قال‪ :‬يا رسول الّله رأيت كأن ميزانا ً أنزل من السماء فوزنت أنت وأبككو‬
‫بكر فرجحت أنت‪ ،‬ثم وزن أبو بكر بمن بقي فرجح‪ ،‬الحديث ]ص ‪.[350‬‬
‫‪ - 909‬حككديث‪ :‬لككو وزن خككوف المككؤمن ورجككاؤه لعتككدل‪ ،‬ل أصككل لككه فككي‬
‫المرفوع‪ ،‬وإنما يؤثر عن بعض السككلف‪ ،‬فللككبيهقي فككي الشككعب مككن طريككق‬
‫ثابت عن مطرف قال‪ :‬لو وزن خوف المؤمن ورجاؤه ما رجح أحككدهما علككى‬
‫صاحبه‪ ،‬ومن طريق الصمعي قككال‪ :‬قككال مطككرف‪ :‬لككو وزن خككوف المككؤمن‬
‫ورجاؤه بميزان ما كان بينهما خيط شعرة‪ ،‬ومن طريق ابن عيينة عن شككعبة‬
‫قال‪ :‬لو وزن خوف المؤمن ورجككاؤه مككا زاد خككوفه علككى رجككاؤه‪ ،‬ول رجككاؤه‬
‫على خوفه‪ ،‬ومعناه صحيح‪ .‬وقد قال أبككو علككي الروذبككاري‪ :‬الخككوف والرجككاء‬
‫كجناحي الطائر إذا اسككتويا اسككتوى الطككائر وتككم طيرانككه‪ ،‬وإذا انتقككص واحككد‬
‫منهما وقع فيه النقص‪ ،‬وإذا ذهبا جميعا ً صار الطككائر فككي حككد المككوت‪ ،‬لككذلك‬
‫قيل‪ :‬لو وزن خوف المؤمن ورجككاؤه لعتككدل‪ ،‬وأخرجككه الككبيهقي أيضكًا‪ ،‬وفككي‬
‫التنزيل }يرجون رحمته ويخافون عذابه{‪.‬‬
‫‪ - 910‬حديث‪ :‬لو يعلككم النككاس مككا فككي الحلبككة لشككتروها ولككو بوزنهككا ذهبكًا‪،‬‬
‫الطبراني في الكبير من حديث سليمان بن سلمة الخبكائري حكدثنا عتبكة بكن‬
‫السكن الفزاري حدثنا ثور بن يزيد عن خالد بن معككدان عككن معككاذ بككن جبككل‬
‫مرفوعا ً به‪ ،‬والخبائري كذاب‪ ،‬وهو عند ابن عدي في كامله‪ ،‬من حديث أحمد‬
‫بن عبد الرحمن الملقب جحدر وهو ممن يسرق الحديث ثنا بقية عن ثور به‪،‬‬
‫ي ابككن الحككر‪ ،‬وبككي‬ ‫وقد قال الشافعي عن ابن عيينة رحمهمككا الل ّككه‪ :‬نظككر إل ك ّ‬
‫صفرة‪ ،‬فقال لي‪ :‬عليك بالحلبة بالعسل‪ ،‬رواه البيهقي في مناقب الشافعي‪.‬‬
‫‪ - 911‬حديث‪ :‬ليس العمى من عمي بصره‪ ،‬العمككى مككن عميككت بصككيرته‪،‬‬
‫البيهقي في الشعب والعسكري والديلمي من حديث يعلى بككن الشككدق عككن‬
‫عبد الّله بن جراد به مرفوعًا‪ ،‬قال العسكري‪ :‬البصيرة الستبصار في الككدين‪،‬‬
‫يقال فلن حسن البصيرة‪ ،‬إذا كان بصيرا ً بدينه‪ ،‬ولما قال معاويكة لعقيككل بكن‬
‫أبي طالب‪ :‬ما لكم يا بني هاشم تصابون بأبصاركم فقال‪ :‬كما تصابون يا بني‬
‫أمية ببصائركم‪ ،‬وفي الذكر جل منزله }لقككد علمككت مككا أنككزل هككؤلء إل رب‬
‫السككماوات والرض بصككائر للنككاس{‪} ،‬فإنهككا لتعمككى البصككار ولكككن تعمككى‬
‫القلوب التي في الصدور{‪ ،‬وروى البيهقي من جهة أبي علي البغدادي قككال‪:‬‬
‫ذكر أبو عبيد بن حربويه القاضي‪ ،‬منصككور بككن إسككماعيل الفقيككه فقككال‪] :‬ص‬
‫‪ [351‬ذاك العمى‪ ،‬فأنشأ يقول‪:‬‬
‫ليس العمى أن ل ترى بل العمى * أل ُترى مميزا ً بين الصواب والخطأ‬
‫‪ - 912‬حكديث‪ :‬ليككس بحكيكم مكن لكم يعاشكر بكالمعروف مكن ل بكد لكه مكن‬
‫معاشرته بكد حكتى يجعكل الّلكه لكه مكن ذلكك مخرجكًا‪ ،‬الحكاكم ومكن طريقكه‬
‫الديلمي‪ ،‬من طريق عبد الّله بن إبراهيم الشككيباني عككن ابككن المبككارك حككدثنا‬
‫الحسن بن عمرو الفقيمي عن منذر الثوري عن محمد بن الحنفية رفعككه بككه‬
‫ل‪ ،‬وهو عند الحسن بن عرفة في جزئه عن ابن المبارك به لكن وقفككه‪،‬‬ ‫مرس ً‬
‫ومن طريق ابن عرفة رواه الخطابي في آخر العزلة‪ ،‬وكذا رواه أبككو الشككيخ‪،‬‬
‫ومن طريقه الديلمي‪ ،‬من طريق محمد بن حميد عككن ابككن المبككارك‪ ،‬وأورده‬
‫الحكيم الترمذي‪ ،‬ومن طريقه الديلمي‪ ،‬عن عمر بن زياد حدثنا ابن المبككارك‬
‫كذلك‪ ،‬وزاد قال ابن المبارك‪ :‬لما سمعته صمت ذلك اليوم‪ ،‬وتصدقت بدينار‪،‬‬
‫ولول هذا الحديث ما جمعني الّله وإياكم على حديث‪ ،‬قال شيخنا‪ :‬والموقوف‬
‫هككو المعككروف‪ ،‬وقككد علككم لككه الككديلمي فككي الهككامش‪ :‬أبككو فاطمككة اليككادي‬
‫المصري)‪ ،(1‬وللمتنبي‪:‬‬
‫ومن نكد الدنيا على الحر أن يرى * عدوا ً له ما من صداقته بد‬
‫‪-------------------‬‬
‫)‪ (1‬يعني أنه مروي من حديث أبي فاطمة‪ ،‬لكن لم نقف عليه‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫‪ - 913‬حديث‪ :‬ليس بالكاذب من أصلح بين الناس فقال خيرا ً أو نمككى خيككرًا‪،‬‬
‫متفق عليه من أم كلثوم ابنة عقبة به مرفوعًا‪.‬‬
‫‪ - 914‬حديث‪ :‬ليس بين العبد والكفر إل ترك الصلة‪ ،‬مضى في‪ :‬بين‪.‬‬
‫‪ - 915‬حككديث‪ :‬ليككس الخككبر كالمعاينككة‪ ،‬أحمككد وابككن معيككن والطككبراني‬
‫والعسكري‪ ،‬من حديث أبي بشر جعفر بن أبي وحشية عككن سككعيد بككن جككبير‬
‫عن ابن عباس بزيادة‪ :‬إن الّله قال لموسى‪ :‬إن قومك فعلوا كذا وكذا‪ ،‬فلمككا‬
‫عاين ألقى اللواح‪ ،‬وفي لفظ‪ :‬إن موسى أخبر أن قومه قد ضلوا مككن بعككده‬
‫فلم يلق اللواح‪ ،‬فلما رأى ما أحدثوا ألقى اللواح‪ ،‬وممن رواه عن أبي بشككر‬
‫هشيم فمرة بتمامه‪ ،‬ومرة اقتصر على لفظ الترجمة‪ ،‬كذلك رواه عنه أحمككد‬
‫وزياد بن أيوب والنضر بن طاهر والمأمون وأبو القاسككم ]ص ‪ [352‬البغككوي‪،‬‬
‫وأورده الدارقطني في الفراد من حديث غندر عككن شككعبة‪ ،‬والطككبراني فككي‬
‫الوسط من حككديث محمككد بككن عيسككى الطبككاخ‪ ،‬كلهمككا عككن هشككيم‪ ،‬وقككال‬
‫الدارقطني‪ :‬تفرد به خلف بن سالم عن غنككدر عككن شككعبة‪ ،‬والطريككق الثككاني‬
‫وارد عليه‪ ،‬وكذا رواه أبو عوانة عن أبككي بشككر مختصككرًا‪ ،‬أخرجككه ابككن حبككان‬
‫والعسكري أيضًا‪ ،‬وقد صحح هذا الحديث ابن حبان والحاكم وغيرهما‪ ،‬وقككول‬
‫ابن عدي‪ :‬إن هشيما ً لم يسمعه من أبي بشر وإنمككا سككمعه مككن أبككي عوانككة‬
‫عنه فدلسه‪ ،‬ل يمنع صحته‪ ،‬ل سيما وقد رواه الطبراني وابن عدي وأبو يعلى‬
‫الخليلي في الرشاد من حديث تمامة عن أنس)‪ ،(1‬ومككن هككذا الككوجه أيض كا ً‬
‫أورده الضككياء فككي المختككارة‪ ،‬وفككي لفككظ‪ :‬ليككس المعككاين كككالمخبر‪ ،‬وأورده‬
‫الدارقطني في الفراد من طريق ابن عيينة عن عمرو بككن دينككار عككن جككابر‪،‬‬
‫وقال‪ :‬إنه باطل ل يصح عن عمرو ول عن ابن عيينة‪ ،‬ولعله شبه على محمككد‬
‫بن ماهان يعني إذ رواه عن أبي مسلم المستملي وإبراهيم بن بشار‪ ،‬كلهما‬
‫عن ابن عيينة‪ ،‬انتهى‪ .‬قكال العسككري‪ :‬وأراد صككلى الّلكه عليككه وسكلم أنكه ل‬
‫يهجم على قلب المخبر من الهلع بالمر والستفظاع له مثل مككا يهجككم علككى‬
‫قلب المعاين‪ ،‬قال‪ :‬وطعن بعض الملحدين في حديث موسككى عليككه السككلم‬
‫فقال‪ :‬لم يصدق ما أخبره ربه‪ ،‬وليس في هذا ما يدل على أنه لككم يصككدق أو‬
‫شك فيما أخككبره‪ ،‬ولكككن للعيككان روعككة هككي أنكككأ للقلككب وأبعككث لهلعككه مككن‬
‫المسموع‪ ،‬قال‪ :‬ومن هذا قول إبراهيم عليه السلم }ولكككن ليطمئن قلككبي{‬
‫أي بيقين النظر‪ ،‬لن للمشاهدة والمعاينة حال ً ليست لغيره‪ ،‬وقككد أخككبر ابككن‬
‫دريد عن أبي حاتم أن أبا مليك)‪ (2‬أحد فرسان بني يربوع لما قتلت بكر بككن‬
‫وائل ابنيه وأخبر بذلك ولم يشك فيه لم يظهر منه من الجزع مثككل مككا ظهككر‬
‫منه لما رآهما صريعين‪ ،‬فإنه ألقى بنفسه عن فرسه عليهما‪ ،‬وقد أيقن أنهما‬
‫قتل فما شك عند الخبر وغلبه الجزع عند المعاينة انتهى‪ ،‬ولّله در القائل‪:‬‬
‫ولكن للعيان لطيف معنى * من أجله سال المعاينة الكليم‬
‫وأنشده الحريري في معنى سماعك بالمعيككدي خيككر مككن رؤيتككه‪ ،‬وقككد أشككار‬
‫المام ]ص ‪ [353‬أبككو عمككرو بككن الحككاجب فككي مختصككره الصككلي إلككى هككذا‬
‫الحديث‪ ،‬وقال البككدر الزركشككي‪ :‬ظككن أكككثر الشككراح أنكه ليككس بحككديث‪ ،‬زاد‬
‫شيخنا في المجلس الثامن والخمسين بعد المائة من تخريجككه‪ :‬وأغفلككه ابككن‬
‫كثير وتنبه له السبكي‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫)‪ (1‬ورواه السهمي في تاريخ جرجان من طريق شعبة عن قتادة عن أنس‪.‬‬
‫)‪ (2‬في نسخة بخط الداودي‪ :‬أبا مليل‪ ،‬بالتصغير‪.‬‬

‫‪-------------------‬‬
‫‪ - 916‬حديث‪ :‬ليس شيء أكرم على الّله مككن الككدعاء‪ ،‬أبككو داود وأبككو يعلككى‬
‫والعسكري من حديث سعيد بن أبي الحسن عن أبي هريرة مرفوعًا‪.‬‬
‫‪ - 917‬حككديث‪ :‬ليككس شككيء خيككرا ً مككن ألككف مثلككه إل النسككان‪ ،‬الطككبراني‬
‫والعسكري من جهة العمش عن عطية عن سلمان به مرفوعًا‪ ،‬وكذا أخرجه‬
‫القضاعي من حديث محمد بن عبد الّله بن عمرو بن عثمان عن عبد الّله بن‬
‫دينار عن ابن عمر به مرفوعًا‪ ،‬وهو عند الطبراني فككي الوسككط مككن حككديث‬
‫أسامة بن زيد)‪ (1‬عن ابن دينار بلفظ‪ :‬ل تعلم شيئا ً خيككرا ً مككن ألككف مثلككه إل‬
‫الرجككل المككؤمن‪ ،‬وقككال‪ :‬ل يككروى عككن ابككن عمككر إل بهككذا السككناد‪ ،‬ورواه‬
‫العسكري من حديث محمد بن عبد الّله عن عطاء وأبي الزبير‪ ،‬كلهمككا عككن‬
‫جابر مرفوعا ً بلفظ‪ :‬ما من شيء خير من ألف مثلككه؟ قيككل‪ :‬مككا هككو يككا نككبي‬
‫الّله‪ ،‬قال‪ :‬الرجل المسلم‪ ،‬وأخرجه أيضا ً مككن حككديث العمككش عككن إبراهيككم‬
‫ل‪ ،‬بلفظ‪ :‬ليس شيء أفضل من ألف مثله إل النسان‪ ،‬وعمر خيككر‬ ‫رفعه مرس ً‬
‫من ألف مثله‪ ،‬وفي الباب عن عمر‪ ،‬والحسن بن علي‪ ،‬وروى العسكري عن‬
‫الصمعي قال‪ :‬قال الحسن‪ :‬ما ظننت أن شيئا ً يساوي ألفا ً مثله حككتى رأيككت‬
‫عباد بن الحصين ليلة كابل‪ ،‬وقد ثلم العككدو فككي السككور ثلمككة فكككأن يحككرس‬
‫ذلك الموضع ألف رجل‪ ،‬فانهزموا ليلككة‪ ،‬وبقككي عبككاد وحككده يككدافع عككن ذلككك‬
‫الموضع إلى أن أصبح وما قدر عليه العدو‪ ،‬وأنشد ابن دريد لنفسه‪:‬‬
‫والناس ألف منهم كواحد * وواحد كاللف إن أمر عنا‬
‫‪-------------------‬‬
‫)‪ (1‬هو الليثي أبو زيد المدني‪ ،‬في توثيقه خلف‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫ّ‬
‫‪ - 918‬حديث‪ :‬ليس علككى أهككل ل إلككه إل اللككه وحشككة فككي قبككورهم ول فككي‬
‫النشور‪ ،‬أبو يعلى والطبراني والبيهقي فككي الشككعب بسككند ضككعيف عككن ابككن‬
‫عمر‪.‬‬
‫‪ - 919‬حديث‪ :‬ليس لعرق ظالم حق‪ ،‬أبو داود من حديث سعيد بن زيككد ]ص‬
‫‪ [354‬به مرفوعا ً فككي حككديث‪ ،‬ورواه النسككائي والترمككذي وأعلككه بالرسككال‪،‬‬
‫وكذا رجح الدارقطني إرساله‪ ،‬واختلككف فيككه علككى روايككة هشككام بككن عككروة‪،‬‬
‫فروى عنه عن عروة عن عائشة‪ ،‬أخرجه الطيالسي وغيره بلفظ‪ :‬العباد عباد‬
‫الّله‪ ،‬والبلد بلد الّله‪ ،‬فمن أحيككي مككن مككوات الرض شككيئا ً فهككو لككه‪ ،‬وليككس‪،‬‬
‫وذكره‪ ،‬وفي سنده زمعة بن صالح‪ ،‬وهو ضعيف‪ ،‬وقيل‪ :‬عن كثير بن عبد الّله‬
‫بن عمرو بن عوف عن أبيه عن جده‪ ،‬أخرجه ابن أبككي شككيبة‪ ،‬وإسككحاق فككي‬
‫مسنديهما‪ ،‬وعلقه البخاري فقال‪ :‬ويروى عن عمرو ابككن عككوف‪ ،‬وقيككل‪ :‬عككن‬
‫الحسن عن سمرة أخرجه البيهقي‪ ،‬ورواه الطبراني من حديث عبككادة وعبككد‬
‫الّله بن عمر‪ ،‬والعسكري من حديث ابن عمر‪ ،‬وقوله لعككرق ظككالم بككالتنوين‪،‬‬
‫وبه جزم الزهري وابن فارس وغيرهما‪ ،‬وغلط الخطابي من رواه بالضافة‪.‬‬
‫‪ - 920‬حديث‪ :‬ليس الغنى عن كثرة العرض‪ ،‬في‪ :‬الغنى‪.‬‬
‫‪ - 921‬حككديث‪ :‬ليككس لفاسككق غيبككة‪ ،‬الطككبراني وابككن عككدي فككي الكامككل‪،‬‬
‫والقضاعي من حديث جعدية بن يحيى عن العلء بن بشر عن ابن عيينة عككن‬
‫بهز بن حكيم بن معاوية بن حيدة عن أبيككه عككن جككده مرفوع كا ً بككه‪ ،‬وأخرجككه‬
‫الهروي في ذم الكلم له‪ ،‬وقككال‪ :‬إنككه حسككن‪ ،‬وليككس كككذلك‪ ،‬وقككد قككال ابككن‬
‫عدي‪ :‬إنه معروف بالعلء‪ ،‬ومنهم من قال‪ :‬عنه عن الثوري وهو خطككأ‪ ،‬وإنمككا‬
‫هو ابن عيينة وهذا اللفظ غير معروف‪ ،‬وكذا قال الحاكم فيما نقلككه الككبيهقي‬
‫في الشعب عنه عقب إيراده له‪ :‬إنه غير صحيح ول معتمد‪ ،‬قال الككدارقطني‪:‬‬
‫وابن عيينة لم يسمع من بهز‪ ،‬وللجارود بن يزيد عككن بهككز بهككذا السككند نحككوه‬
‫ولفظه‪ :‬أترعون عن ذكر الفاجر اذكروه بما فيككه يحككذره النككاس أخرجككه أبككو‬
‫يعلى والترمذي الحكيم في الثامن والستين بعد المائة من نوادر الصول له‪،‬‬
‫والعقيلي‪ ،‬وابن عدي‪ ،‬وابن حبان‪ ،‬والطبراني‪ ،‬والككبيهقي‪ ،‬وغيرهككم‪ ،‬ول يصككح‬
‫أيضًا‪ ،‬فالجارود ممن رمي بالككذب‪ ،‬وقكال الكدارقطني‪ :‬هكو مكن وضكعه‪ ،‬ثكم‬
‫سرقه منه جماعة‪ ،‬منهم عمر بن الزهر عن بهز‪ ،‬وسليمان بككن عيسككى عككن‬
‫الثوري عن بهز‪ ،‬وسككليمان وعمككر كككذابان‪ ،‬وقككد رواه معمككر عككن بهككز أيضكا ً‬
‫أخرجه الطبراني في الوسط من طريق عبد الوهاب أخي عبد الككرزاق وهككو‬
‫كككذاب‪ ،‬وقككال الطككبراني‪ :‬لككم يككروه عككن ]ص ‪ [355‬معمككر غيككره كككذا قككال‪،‬‬
‫وللحديث طريق أخرى عن عمر بككن الخطككاب رواه يوسككف بككن أبككان حككدثنا‬
‫البرد بن حاتم أخبرني منهال السراج عن عمر‪ ،‬وبالجملة فقد قال العقيلككي‪:‬‬
‫إنه ليس لهذا الحديث أصل من حديث بهز ول من حديث غيره ول يتابع عليه‬
‫من طريق يثبت‪ ،‬وقال الفلس‪ :‬إنه منكر‪ ،‬ولبي الشيخ والبيهقي في السككنن‬
‫والشعب وغيرهما وكذا القضاعي‪ ،‬من حديث رواد بن الجراح عن أبكي سككعد‬
‫الساعدي عن أنس رفعه‪ :‬من ألقى جلباب الحياء فل غيبة له‪ ،‬وقال البيهقي‪:‬‬
‫إنه ليس بالقوي‪ ،‬ومرة‪ :‬في إسناده ضككعف‪ ،‬وأخرجككه ابككن عككدي مككن روايككة‬
‫الربيع بن بدر عن أبان عن أنس‪ ،‬وإسناده أضعف مككن الول‪ ،‬قككال الككبيهقي‪:‬‬
‫ولو صح فهو في الفاسق المعلن بفسقه‪ ،‬وأخرج في الشعب لككه بسككند جيككد‬
‫عن الحسن أنه قال‪ :‬ليس في أصحاب البدع غيبة‪ ،‬ومن طريق ابن عيينة أنه‬
‫قال‪ :‬ثلثة ليست لهم غيبة المام الجائر‪ ،‬والفاسق المعلن بفسقه‪ ،‬والمبتككدع‬
‫الذي يدعو الناس إلى بدعته‪ ،‬ومن طريق زيد بن أسلم قال‪ :‬إنما الغيبة لمن‬
‫لم يعلن بالمعاصي‪ ،‬ومن طريق شككعبة قككال‪ :‬الشكككاية والتحككذير ليسككتا مككن‬
‫الغيبة‪ ،‬وقال عقبة‪ :‬هذا صككحيح‪ ،‬فقككد يصككيبه مككن جهككة غيككره أذى فيشكككوه‪،‬‬
‫ويحكي ما جرى عليه من الذى فل يكون ذلكك حرامكًا‪ ،‬ولكو صكبر عليكه ككان‬
‫أفضل‪ ،‬وقد يكون مزكيا ً في رواية الخبار والشهادات فيخبر بمككا يعلمككه مككن‬
‫الراوي أو الشاهد‪ ،‬ليتقي خبره وشهادته فيكون ذلك مباحًا‪ ،‬والّله الموفق‪.‬‬
‫‪ - 922‬حديث‪ :‬ليس لك من مالككك إل مككا أكلككت فككأفنيت أو لبسككت فككأبليت‪،‬‬
‫مسلم والطيالسي والترمذي والنسائي وآخرون منهم القضاعي مككن حككديث‬
‫شعبة عن قتادة عن مطرف بن عبد الّله بككن الشككخير عككن أبيككه قككال‪ :‬أتيككت‬
‫رسول الّله صلى الّله عليه وسلم فسمعته يقرأ }ألهاكم التكاثر{ قال‪ :‬يقول‬
‫ابن آدم مالي مالي وليس لك‪ .‬وذكره‪.‬‬
‫‪ - 923‬حديث‪ :‬ليس للمؤمن راحة دون لقاء ربه‪ ،‬محمد بككن نصككر فككي قيككام‬
‫الليل له‪ ،‬عن وهب بن منبه قوله‪ ،‬وفي المرفوع‪ :‬إنما المستريح من غفر له‪.‬‬
‫‪ - 924‬حديث‪ :‬ليس منا من لم يتغن بككالقرآن‪ ،‬البخككاري فككي أواخككر التوحيككد‬
‫]ص ‪ [356‬من صحيحه من جهة ابن جريج عن ابن شككهاب عككن أبككي سككلمة‬
‫عن أبي هريرة به مرفوعًا‪ ،‬قال البخاري‪ :‬وزاد غيره يجهر بككه انتهككى‪ ،‬وبككذلك‬
‫جزم الشافعي فإنه لما قيل له‪ :‬إن معناه يستغني به‪ ،‬قال‪ :‬إنما معنككاه يقككرأ‬
‫تحزينًا‪ ،‬وللبخاري من حديث الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة مرفوعًا‪:‬‬
‫ما أذن الّله لشيء ما أذن للنبي أن يتغنككى بككالقرآن قككال سككفيان يعنككي ابككن‬
‫عيينة أحد من رواه عن الزهري‪ :‬تفسيره يستغني به‪ ،‬ويشير إليه قوله تعالى‬
‫}أولم يكفهم أنا أنزلنا عليك الكتاب يتلى عليهم{‪.‬‬
‫‪ - 925‬حديث‪ :‬ليس منا من لم يوقر كبيرنا‪ ،‬ويرحم صغيرنا‪ ،‬ومن لككم يعككرف‬
‫لعالمنككا حقككه‪ ،‬الترمككذي عككن عبككد الل ّككه بككن عمككرو‪ ،‬وأبككو يعلككى عككن أنككس‪،‬‬
‫والعسكري عن عبادة‪ ،‬كلهم به مرفوعًا‪ ،‬وفي الباب عككن جماعككة منهككم ابككن‬
‫عباس أخرجه القضاعي بلفظ‪ :‬ويككأمر بككالمعروف وينهككى عككن المنكككر‪ ،‬بككدل‬
‫الجملة الخيرة‪ ،‬ويروى عن سعيد ابن زون عن أنس قككال‪ :‬قككال لككي رسككول‬
‫الّله صلى الّله عليه وسككلم‪ :‬يككا أنككس ارحككم الصككغير ووقككر الكككبير تكككن مككن‬
‫رفقائي)‪.(1‬‬

‫‪-------------------‬‬
‫)‪ (1‬هو بعض من حديث طويل رواه أبو سعيد الكنجرودي في الكنجروديات‪،‬‬
‫وسعيد ابن زون الثعلبي البصري هالك‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫ّ‬
‫‪ - 926‬حديث‪ :‬لي مع الله وقت ل يسع فيككه ملككك مقككرب‪ ،‬ول نككبي مرسككل‪،‬‬
‫يذكره المتصوفة كثيرًا‪ ،‬وهو في رسالة القشككيري لكككن بلفككظ‪ :‬لككي وقككت ل‬
‫يسعني فيه غير ربي‪ ،‬ويشبه أن يكون معنى ما للترمذي في الشمائل‪ ،‬ولبن‬
‫راهويه في مسنده‪ ،‬عن علي في حديث طويل‪ :‬كان صلى الّله عليككه وسككلم‬
‫إذا أتى منزله جزأ دخوله ثلثة أجزاء‪ :‬جزءا ً لّله تعالى‪ ،‬وجككزءا ً لهلككه‪ ،‬وجككزءا ً‬
‫لنفسه‪ ،‬ثم جزأ جزأه بينه وبين الناس‪.‬‬

‫)‪ (927‬حديث‪ :‬ليس من خلق المؤمن الملق‪ ،‬القضككاعي مككن حككديث‬


‫النعمان بن نعيم عن عبد الرحمن بن غنم عن معاذ بن جبل به مرفوعككا ً ]ص‬
‫‪.[357‬‬

‫حرف الميم‬
‫)‪ (928‬حديث‪ :‬ماء زمزم لما شرب له‪ ،‬ابن ماجه من حديث عبد الّله‬
‫ابن المؤمل أنه سمع أبا الزبير يقول‪ :‬سمعت جككابرا ً يقككول‪ :‬سككمعت رسككول‬
‫الّله صلى الّله عليه وسلم‪ ،‬فذكره‪ ،‬وكذا رواه أحمد من حديث ابككن المؤمككل‬
‫بلفظ‪ :‬لما شرب منه‪ ،‬وأخرجه الفاكهي في أخبار مكة من هككذا الككوجه أيضكا ً‬
‫باللفظين‪ ،‬وسنده ضعيف‪ ،‬ولكن له شاهد عن ابن عباس أخرجه الككدارقطني‬
‫في سننه من حديث محمد بن حبيب الجارودي حدثنا سفيان بككن عيينككة عككن‬
‫أبي نجيح عن مجاهد عنه رفعه به بزيادة‪ :‬إن شربته تستشككفي شككفاك الّلكه‪،‬‬
‫وإن شربته لشبعك أشبعك الّله‪ ،‬وإن شككربته لقطككع ظمئك قطعككه الل ّككه هككي‬
‫هزمة جبريل وسقيا الّله إسماعيل‪ ،‬ورواه الحاكم من هذا الككوجه وقككال‪ :‬إنككه‬
‫صحيح السناد إن سلم من الجارودي‪ ،‬انتهى‪ .‬وهو صككدوق إل أنككه تفككرد عككن‬
‫ابن عيينة بوصله‪ ،‬ومثلككه إذا انفككرد ل يحتككج بككه‪ ،‬فكيككف إذا خككالف فقككد رواه‬
‫الحميدي وابن أبي عمر وغيرهما من الحفككاظ كسككعيد بككن منصككور عككن ابككن‬
‫عيينة بدون ابن عباس فهو مرسل‪ ،‬وإن لم يصرح فيككه أكككثرهم بككالرفع لكككن‬
‫مثله ل يقال بالرأي‪ ،‬وأحسن من هذا كله عند شيخنا ما أخرجه الفاكهي مككن‬
‫رواية ابن إسحاق حدثني يحيى بن عباد عن عبد الّله بن الزبير عن أبيه قال‪:‬‬
‫لما حج معاوية فحججنا معه‪ ،‬فلما طاف بالبيت صلى عند المقام ركعتين‪ ،‬ثم‬
‫مر بزمزم وهو خارج إلى الصفا فقال‪ :‬نزع لي منها دلو يا غلم‪ ،‬قككال‪ :‬فنككزع‬
‫له منه دلوا ً فأتى به فشرب وصككب علككى وجهككه ورأسككه وهككو يقككول‪ :‬زمككزم‬
‫شفاء‪ ،‬وهي لما شرب له‪ ،‬بل قال شيخنا‪ :‬إنه حسن مع كونه موقوفًا‪ ،‬وأفرد‬
‫فيه جزءًا‪ ،‬واستشهد له في موضككع آخككر بحككديث أبككي ذر رفعككه‪ :‬إنهككا طعككام‬
‫طعم وشفاء سقم‪ ،‬وأصككله فككي مسككلم وهككذا اللفككظ عنككد الطيالسككي قككال‪:‬‬
‫ومرتبة هذا الحديث أنه باجتماع هذه الطرق يصلح للحتجككاج بككه‪ ،‬وقككد جربككه‬
‫جماعة من الكبار فذكروا أنه صح‪ ،‬بل صححه من المتقدمين ابن عيينة‪ ،‬ومن‬
‫المتأخرين الدمياطي في جزء جمعه فيه‪ ،‬والمنذري‪ ،‬وضككعفه النككووي‪ ،‬وفككي‬
‫الباب عن صفية مرفوعًا‪ :‬ماء زمزم شفاء من كل داء‪ ،‬أخرجه الديلمي وعن‬
‫ابن عمر وابن عمرو وإسناده كككل مكن ]ص ‪ [358‬الثلثكة واه‪ ،‬فل عكبرة بهكا‬
‫والعتماد على ما تقدم‪ ،‬ومن مآثره حديث ابن عباس مرفوع كًا‪ :‬التضككلع مككن‬
‫ماء زمزم براءة من النفاق‪ ،‬أخرجه ابن ماجه والزرقي في تاريككخ مكككة مككن‬
‫حديث خالد بن كيسان عن ابن عباس‪ ،‬وله طريق أخرى مككن حككديث عطككاء‪،‬‬
‫وابن أبي مليكة فرقهما كلهما عن ابن عباس‪ ،‬أخرجه الطبراني فككي الكككبير‬
‫بلفظ‪ :‬علمة بيننا وبين المنافقين أنهككم ل يتضككلعون مككن زمككزم‪ ،‬بككل حككديث‬
‫ثانيهما عنككد الككدارقطني والككبيهقي فسككمياه عبككد الل ّككه‪ ،‬وفككي روايككة لثانيهمككا‬
‫تسميته بعبد الرحمن‪ ،‬وفي ثالثة له أيضا ً جعل بدله محمد بككن عبككد الرحمككن‬
‫بن أبي بكر يعني القرشي المخزومي‪ ،‬وفي رابعككة لككه أيضكا ً لككم يسككم أحككدا ً‬
‫فقال عن جليس لبن عباس‪ ،‬والرابع من هذا الختلف أصح‪ ،‬فهو كذلك مككن‬
‫جهة جماعة بعضهم عند ابن ماجه‪ ،‬وبعضهم عند البخاري في تككاريخه الكككبير‬
‫بلفظ‪ :‬إنه ما بيننا وبين المنافقين أنهم ل يتضلعون من ماء زمككزم‪ ،‬ولككه عنككد‬
‫الزرقي طريق آخر من حديث رجل من النصار عككن أبيككه عككن جككده رفعككه‪:‬‬
‫علمة ما بيننا وبين المنافقين أن تدلوا دلوا من ماء زمككزم فتضككلع منهككا‪ ،‬مككا‬
‫استطاع منافق قط يتضلع منها‪ ،‬وهو حسن‪ .‬وللزرقي مككن حككديث الضككحاك‬
‫بن مزاحم قال‪ :‬بلغني أن التضلع من ماء زمزم براءة من النفاق وأن ماءهككا‬
‫يذهب بالصداع‪ ،‬والطلع فيها يجلو البصر‪ .‬والكلم في استيفاء هككذا المعنككى‬
‫يطول‪.‬‬
‫)تتمة( يذكر على بعض اللسنة أن فضيلته ما دام في محله فإذا نقل يتغيككر‪،‬‬
‫وهو شيء ل أصل له‪ ،‬فقد كتب صلى الّله عليه وسلم إلى سهيل بككن عمككرو‬
‫إن وصل كتككابي ليل ً فل تصككبحن أو نهككارا ً فل تمسككين حككتى تبعككث إلككي بمككاء‬
‫زمزم‪ ،‬وفيه أنه بعث له بمزادتين وكككان حينئذ بالمدينككة قبككل أن يفتككح مكككة‪،‬‬
‫وهو حديث حسن لشواهده‪ ،‬وكذا كانت عائشة رضي الّله عنها تحمل وتخككبر‬
‫أنه صلى الّله عليه وسلم كان يفعله وأنككه كككان يحملكه فككي الداوي والقككرب‬
‫فيصب منه على المرضككى ويسككقيهم‪ ،‬وكككان ابككن عبككاس إذا نككزل بككه ضككيف‬
‫أتحفه بماء زمزم‪ ،‬وسئل عطاء عن حمله فقال‪ :‬قد حملكه النكبي صكلى الّلكه‬
‫عليه وسلم والحسن والحسين رضككي الل ّككه عنهمككا‪ ،‬وتكلمككت علككى هككذا فككي‬
‫المالي‪.‬‬
‫‪ - 929‬حديث‪ :‬ما أخاف على أمتي فتنة أخككوف عليهككا مككن النسككاء والخمككر‪،‬‬
‫في‪ :‬ما تركت ]ص ‪.[359‬‬
‫‪ - 930‬حديث‪ :‬ما أصر من استغفر ولو عاد في اليوم سبعين مككرة‪ ،‬أبككو داود‬
‫والترمذي وأبو يعلى والبزار من طريق عثمان بن واقد عن أبي نصككيرة عككن‬
‫مولى لبي بكر عنه به مرفوعًا‪ ،‬وقال الترمككذي‪ :‬إنككه غريككب‪ ،‬وليككس إسككناده‬
‫بالقوي‪ ،‬وقال البزار‪ :‬ل نحفظه إل من حديث لبكي بككر بهكذا الطريكق‪ ،‬وأبكو‬
‫نصيرة وشيخه ل يعرفان‪ ،‬انتهى‪ .‬وله شاهد عنككد الطككبراني فككي الككدعاء مككن‬
‫حديث ابن عباس‪.‬‬
‫‪ - 931‬حديث‪ :‬ما أضيف شيء إلى شيء أفضل من حلم إلى علم‪ ،‬فككي‪ :‬مككا‬
‫جمع قريبًا‪.‬‬
‫‪ - 932‬حديث‪ :‬ما أظلت الخضراء ول أقلت الغبراء‪ ،‬بعد النبيين امككرأ أصككدق‬
‫لهجة من أبي ذر‪ ،‬أحمد والترمذي وابن ماجه والطككبراني عككن عبككد الل ّككه بككن‬
‫عمرو به مرفوعًا‪ ،‬وله شاهد عن أبي الدرداء‪ ،‬أخرجككه العسكككري بلفككظ‪ :‬مككا‬
‫أظلت الخضراء ول أقلت الغبراء من ذي لهجة من أبي ذر‪ ،‬وقد أورده مطول ً‬
‫مع الكلم عليه في النكت على شرح اللفية الحديثية‪.‬‬
‫‪ - 933‬حديث‪ :‬ما أعز الّله بجهل قط‪ ،‬ول أذل بحلم قككط‪ ،‬ول نقصككت صككدقة‬
‫من مال‪ ،‬الديلمي واللفظ له والقضاعي والعسكري‪ ،‬كلهم من حديث قيككس‬
‫بن كعب عن معن بن عبد الرحمن عن أبيه عككن ابككن مسككعود رفعككه‪ ،‬ولفككظ‬
‫القضاعي‪ :‬ول نقص مال من صدقة‪ ،‬وليسككت هككذه الجملككة عنككد العسكككري‪،‬‬
‫وعنده من جهة عبد الّله بن المعتز قال‪ :‬سمعت المنتصر يقول‪ :‬والّله ما عز‬
‫ذو باطل‪ ،‬ولو اطلع القمر من جبينه‪ ،‬ول ذل ذو حق‪ ،‬ولو اتفق العالم عليه‪.‬‬
‫‪ - 934‬حديث‪ :‬ما أعلم ما خلف جداري هذا‪ ،‬قال شيخنا‪ :‬ل أصككل لككه‪ ،‬قلككت‪:‬‬
‫ولكنه قال في تلخيص تخريج الرافعي عند قوله فككي الخصككائص‪ ،‬ويككرى مككن‬
‫وراء ظهره كما يرى من قدامه‪ :‬هو في الصحيحين وغيرهما من حديث أنس‬
‫وغيره‪ ،‬والحاديث الواردة في ذلك مقيدة بحالة الصككلة‪ ،‬وبككذلك يجمككع بينككه‬
‫وبين قوله ل أعلم ما وراء جداري‪ ،‬انتهى‪ .‬وهذا مشعر بوروده‪ ،‬على أنه على‬
‫تقدير وروده ل تنافي بينهما لعدم تواردهما على محل واحد‪ ،‬إذ الظككاهر مككن‬
‫الثاني أن معناه نفي علم المغيبات ممككا ل يعلككم بككه‪ ،‬فككإنه صككلى الل ّككه عليككه‬
‫وسلم قد أخبر بمغيبات كثيرة كانت وتكون‪] ،‬ص ‪ [360‬وحينئذ فهو نظيككر‪ :‬ل‬
‫أعلم إل ما علمني الّله عز وجل‪ ،‬ولكن قد مشى ابن الملقككن وقلككده شككيخنا‬
‫على أن معناه نفي الرؤية مككن خلفككه‪ ،‬ومككع ذلككك فل تنككافي بينهمككا أيضكا ً إن‬
‫مشينا على ظاهر الول في تقييده بالصلة‪ ،‬لكككونه فيهككا ل حككائل بينككه وبيككن‬
‫المأمومين‪ ،‬وإن كان ابن الملقن لم ينظر لهذا بل جعل الول مقيككدا ً للثككاني‪،‬‬
‫والظاهر ما قلته‪ ،‬أما على قول مجاهد أن ذلك كان واقعا ً فككي جميككع أحككواله‬
‫صلى الّله عليه وسلم فل‪ ،‬على أن بعضهم زعم أن المراد بالول خلككق علككم‬
‫ضروري له بككذلك‪ ،‬والمختككار حملككه علككى الحقيقككة‪ ،‬ولككذلك قككال الزيككن ابككن‬
‫المنير‪ :‬إنه ل حاجة إلى التأويل فإنه في معنى تعطيل لفظ الشارع مككن غيككر‬
‫ضرورة‪ ،‬وقال القرطبي‪ :‬إن حملككه علككى ظككاهره أولككى لن فيككه زيككادة فككي‬
‫كرامة النبي صلى الّله عليه وسلم‪ ،‬فإن قيل‪ :‬قد روي أنككه صككلى الل ّككه عليككه‬
‫وسلم ورد عليه وفد عبد القيس وفيهم غلم وضيء فأقعككده وراء ظهككره)‪(1‬‬
‫فالجواب أنه مع كونه روي مسندا ً ومرسل ً والحكم عليه بالنكارة‪ ،‬ومككع ذلككك‬
‫قد فعله صلى الّله عليه وسلم إن صح كما قال ابن الجوزي ليسككن أو لجككل‬
‫غيره‪ ،‬وقد أطلت الكلم على هذا الحديث في بعض الجوبة‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫)‪ (1‬وقال‪ :‬إذا كانت فتنة أخي داود من النظر‪ ،‬هذه بقية الحديث وهو حككديث‬
‫موضوع كما قال غير واحد منهم الحافظ‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫‪ - 935‬حديث‪ :‬ما أفلح صاحب عيال قط‪ ،‬الديلمي من حديث أيوب بككن نككوح‬
‫المطوعي عن أبيه عن محمد بن عجلن عن سعيد المقبري عن أبي هريككرة‬
‫به مرفوعًا‪ ،‬وذكره ابن عدي في ترجمة أحمد بن سككلمة الكككوفي فقككال‪ :‬إن‬
‫أحمد بن حفص السعدي حدث عنه عن أبي عيينة عن هشام بككن عككروة عككن‬
‫أبيه عن عائشة مرفوعا ً بهذا‪ ،‬قال‪ :‬وهو عن النبي منكككر‪ ،‬إنمككا هككو مككن كلم‬
‫ابن عيينة قلت‪ :‬وصح قوله صلى الّله عليه وسلم‪ :‬وأي رجل أعظم أجرا ً من‬
‫رجل له عيال يقوم عليهم حتى يغنيهم الّله من فضله‪.‬‬
‫‪ - 936‬حديث‪ :‬ما أكرم شاب شيخا ً إل قيض الّله لككه مككن يكرمككه عنككد سككنه‪،‬‬
‫الترمذي من حديث يزيد بن بيكان عكن أبكي الرحكال عكن أنكس بكه مرفوعكًا‪،‬‬
‫وقال‪] :‬ص ‪ [361‬غريككب ل نعرفككه إل مككن حككديث يزيككد‪ ،‬قلككت‪ :‬هككو وشككيخه‬
‫ضعيفان‪ ،‬وقد رواه حزم ابن أبي حككزم القطعككي عككن الحسككن البصككري مككن‬
‫قوله‪.‬‬
‫‪ - 937‬حديث‪ :‬ما أنصف القارئ المصلي‪ ،‬قال شيخنا‪ :‬ل أعرفه‪ ،‬ولكن يغنككي‬
‫عنه قوله صلى الّله عليه وسلم‪ :‬ل يجهر بعضكم علككى بعككض بككالقرآن‪ ،‬وهككو‬
‫صحيح من حديث البياضي في الموطأ وأبي داود وغيرهما‪ ،‬وقال في موضككع‬
‫آخر‪ :‬لم يثبت لفظه‪ ،‬وثبت معناه‪ ،‬قلت‪ :‬وحديث البياضي عند أبي عبيككد فككي‬
‫فضائل القرآن من جهة أبي حازم التمار عنه قال‪ :‬خككرج رسككول الل ّككه صككلى‬
‫الّله عليه وسلم على الناس وهككم يصككلون‪ ،‬وقككد علككت أصككواتهم‪ ،‬فقككال‪ :‬إن‬
‫المصلي يناجي ربه فلينظر بما يناجيه‪ ،‬ول يجهر بعضكم على بعض بككالقرآن‪،‬‬
‫ومن حديث الوزاعي عن يحيى بن أبي كككثير رفعككه مرسكل ً مثلككه‪ ،‬وللككبيهقي‬
‫في الشعب بسند ضعيف عككن علككي مرفوع كًا‪ :‬ل يجهككر بعضكككم علككى بعككض‬
‫بالقراءة قبككل العشككاء وبعككدها‪ ،‬وهككو عنككد الغزالككي فككي الحيككاء بلفككظ‪ :‬بيككن‬
‫المغرب والعشاء‪ ،‬وأخرجه أبو عبيد من حديث أبي إسحاق عن الحككارث عككن‬
‫علي‪ :‬نهى رسول الّله صلى الّله عليه وسلم أن يرفع الرجل صوته بككالقراءة‬
‫في الصلة قبل العشاء الخرة وبعدها‪ ،‬يغلط أصحابه‪ ،‬ولبي داود من حككديث‬
‫إسماعيل ابن أمية عن أبككي سككلمة عككن أبككي سككعيد الخككدري قككال‪ :‬اعتكككف‬
‫رسول الّله صلى الّله عليه وسلم في المسجد فسككمعهم يجهككرون بككالقراءة‬
‫فكشف الستر وقال‪ :‬أل إن كلكم مناج ربه فل يؤذين بعضكم بعضا ً ول يرفككع‬
‫بعضكم على بعض في القراءة‪ ،‬أو قال‪ :‬في الصككلة‪ ،‬وأخرجككه النسككائي فككي‬
‫فضائل القرآن من سننه أيضًا‪.‬‬
‫‪ - 938‬حديث‪ :‬ما أهدى مسلم لخيه هدية أفضل من كلمككة حكمككة‪ ،‬الككبيهقي‬
‫في الشعب وأبو ُنعيم والديلمي وآخرون من حديث عبككد الل ّككه بككن عمككرو بككه‬
‫مرفوعًا‪.‬‬
‫‪ - 939‬حديث‪ :‬ما أوذي أحد ما أوذيت في الّله عز وجل‪ ،‬أبو ُنعيم في الحليككة‬
‫عن أنس به مرفوعًا‪ ،‬وأصله في البخاري‪.‬‬
‫‪ - 940‬حديث‪ :‬ما اتخذ الّله من ولي جاهل‪ ،‬ولو اتخككذه لعلمككه‪ ،‬قككال شككيخنا‪:‬‬
‫]ص ‪ [362‬ليس بثابت‪ ،‬ولكن معناه صحيح‪ ،‬والمراد بقوله‪ :‬ولو اتخذه لعلمه‪،‬‬
‫يعني لو أراد اتخاذه وليا ً لعلمه‪ ،‬ثم اتخذه وليًا‪.‬‬
‫‪ - 941‬حككديث‪ :‬مككا اجتمككع الحلل والحككرام إل غلككب الحككرام الحلل‪ ،‬قككال‬
‫البيهقي‪ :‬رواه جكابر الجعفككي عككن الشككعبي عككن ابككن مسككعود‪ ،‬وفيككه ضككعف‬
‫وانقطاع‪ ،‬وقال الزين العراقي في تخريككج منهككاج الصككول‪ :‬إنككه ل أصككل لككه‪،‬‬
‫وكذا أدرجه ابن مفلح في أول كتابه في الصول فيما ل أصل له‪.‬‬
‫‪ - 942‬حديث‪ :‬ما استفاد المؤمن بعد تقوى الّله خيرا ً من زوجككة صككالحة‪ ،‬إن‬
‫أمرها أطاعته‪ ،‬وإن نظر إليها سرته‪ ،‬الحديث)‪ ،(1‬ابن مكاجه والطكبراني عككن‬
‫أبي أمامة‪ ،‬وسنده ضعيف‪ ،‬ولكن له شواهد تدل على أن له أص ً‬
‫ل‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫)‪ (1‬بقيته‪ :‬وإن غاب عنها حفظته في نفسها وماله‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫‪ - 943‬حديث‪ :‬ما بدئ بشيء يوم الربعاء إل تككم‪ ،‬لككم أقككف لككه علككى أصككل‪،‬‬
‫ولكن ذكر برهان السلم فكي كتكابه تعليككم المتعلككم عككن شكيخه المرغينككاني‬
‫صاحب الهداية في فقككه الحنفيككة‪ ،‬أنككه كككان يوقككف بدايككة السككبق علككى يككوم‬
‫الربعاء‪ ،‬وكان يروي في ذلك بحفظه ويقككول‪ :‬قككال رسككول الل ّككه صككلى الل ّككه‬
‫عليه وسلم‪ :‬ما من شيء بدئ به يوم الربعاء إل وقد تم‪ ،‬قككال‪ :‬وهكككذا كككان‬
‫يفعل أبي فيروي هذا الحديث بإسناده عككن القككوام أحمككد بككن عبككد الرشككيد‪،‬‬
‫انتهى‪ .‬ويعارضه حديث جابر مرفوعًا‪ :‬يوم الربعاء يوم نحس مستمر‪ ،‬أخرجه‬
‫الطبراني في الوسط‪ ،‬ونحوه ما يروى عككن ابكن عبككاس أنككه ل أخككذ فيككه ول‬
‫عطاء‪ ،‬وكلها ضعيفة)‪ ،(2‬وبلغني عن بعض الصالحين ممككن لقينككاه أنككه قككال‪:‬‬
‫شكت الربعاء إلى الّله سبحانه تشاؤم الناس بها فمنحها أنه ما ابتدئ بشيء‬
‫فيها إل تم‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫)‪ (1‬بل كل ما ورد في هذا المعنى باطل‪ ،‬كحديث "آخككر أربعككاء فككي الشككهر‬
‫يوم نحس مستمر" وانظر أحكام القرآن لبن العربي في الكلم على سكورة‬
‫فصلت‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫‪ - 944‬حديث‪ :‬ما بعث الّله نبيا ً إل عاش نصف ما عاش النبي قبله‪ ،‬أبو ُنعيككم‬
‫]ص ‪ [362‬في الحلية‪ ،‬والفسوي في مشيخته عن زيد بن أرقم به مرفوعككًا‪،‬‬
‫وسنده حسكن لعتضكاده‪ ،‬لكككن يعكككر عليككه مكا ورد فككي عمكر عيسككى عليككه‬
‫السلم‪ ،‬نعم قد أخرج الطبراني في الكبير بسند رجاله ثقات إلى محمككد بككن‬
‫عبد الّله بن عمرو بكن عثمككان بككن عفككان وهككو المعككروف بالككديباج عككن أمككه‬
‫فاطمة ابنة الحسين بن علي أن عائشة كانت تقككول‪ :‬إن رسككول الل ّككه صككلى‬
‫الّله عليه وسلم قال في مرضه الككذي قبككض فيككه لفاطمككة‪ :‬إن جبريككل كككان‬
‫يعارضه القرآن فككي كككل عككام مككرة‪ ،‬وإنككه عارضككني بككالقرآن العككام مرتيككن‪،‬‬
‫وأخبرني أنه أخبره أنه لم يكن نككبي إل عككاش نصككف عمككر الككذي كككان قبلككه‪،‬‬
‫وأخبرني أن عيسى بن مريم عاش عشرين ومككائة سككنة‪ ،‬ول أرانككي إل علككى‬
‫رأس الستين‪ ،‬فبكت‪ .‬الحديث)‪ .(1‬ولبككي ُنعيككم عككن ابككن مسككعود رفعككه‪ :‬يككا‬
‫فاطمة‪ ،‬إنه لم يعمر نبي إل نصف عمر الذي قبله‪ .‬الحديث‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫)‪ (1‬وهو حكديث غريكب كمكا قككال ابكن كككثير‪ ،‬وحكديث الترجمكة ل يبلككغ رتبككة‬
‫الحسن خلفا ً للمؤلف‪ ،‬لن طرقه واهية‪ .‬والصحيح عند علماء الحديث وأهككل‬
‫الخبار‪ :‬أن عيسى رفع ابن ثلث وثلثين سنة‪ ،‬في ذلككك صككرح الحككديث فككي‬
‫سن أهل الجنة‪ ،‬وانظر كتابنا "إقامكة البرهككان علكى نكزول عيسكى فكي آخككر‬
‫الزمان" وكتابنا "عقيدة أهل السلم في نزول عيسى عليه السلم"‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫‪ - 945‬حديث‪ :‬ما بكيت من دهر إل بكيت عليه‪ ،‬هو من كلم ابن عباس‪ ،‬فقد‬
‫روينا في معجم ابن جميع من حديث السري بن إسماعيل عن الشعبي قال‪:‬‬
‫كنت عند ابن عباس فجاء رجل فقال‪ :‬يا أبا عبككاس‪ ،‬أمككا تعجككب مككن عائشككة‬
‫تذم دهرها وتنشد قول لبيد‪ :‬ذهككب الككذين يعككاش فككي أكنككافهم‪ ،‬وبقيككت فككي‬
‫حة‪ ،‬ويعاب قائلهم‪ ،‬وإن لككم يشككغب‪،‬‬ ‫خلف كجلد الجرب‪ ،‬يتأكلون مل ُ ْ‬
‫ذة ومش ّ‬
‫فقال ابن عباس‪ :‬لئن ذمت عائشة دهرها فقد ذمككت عككاد دهرهككا‪ ،‬وجككد فككي‬
‫خزانة عاد سهم كأطول ما يكون مككن رماحنككا‪ ،‬عليككه مكتككوب وذكككر الشككعر‪،‬‬
‫فقال ابن عباس‪ :‬ما بكينا من دهككر إل بكينككا عليككه‪ ،‬وقككوله‪ :‬ملذة مككن الملذ‬
‫الذي ل يصدق في مودته‪ ،‬ولبي العتاهية من أبيات‪:‬‬
‫يا رب لم نبك من زمان * إل بكينا على الزمان‪] .‬ص ‪[364‬‬
‫‪ - 946‬حديث‪ :‬ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة‪ ،‬متفق عليككه عككن‬
‫أبي هريرة به مرفوعًا‪.‬‬
‫‪ - 947‬حديث‪ :‬ما تبعد مصر عن حبيب‪ ،‬يأتي في‪ :‬مككا ضككاق‪ ،‬معنككاه عككن ذي‬
‫النون المصري‪ ،‬ولفظه‪ :‬ما بعد طريق أدى إلى صديق‪.‬‬
‫‪ - 948‬حديث‪ :‬ما تركت بعدي فتنكة أضكر علكى الرجكال مكن النسكاء‪ ،‬متفكق‬
‫عليه عن أسامة بن زيد به مرفوعًا‪ ،‬وعند الديلمي بل سند عككن علككي رفعككه‪:‬‬
‫ما أخاف على أمتي فتنة أخوف عليها من النساء والخمر‪.‬‬
‫‪ - 949‬حديث‪ :‬ما ترك عبد شيئا ً لّله ل يتركه إل له عوضككه الل ّككه منككه مككا هككو‬
‫خير له في دينه ودنياه‪ ،‬أبو ُنعيم في الحلية من حككديث عبككد الل ّككه بككن سككعيد‬
‫الرقي عن أم فروة ابنة مككروان عككن أمهككا عاتكككة ابنككة بكككار عككن أبيهككا عككن‬
‫الزهري عن سالم عن أبيه مرفوعا ً به‪ ،‬وقال‪ :‬إنككه غريككب عككن الزهككري‪ ،‬لككم‬
‫نكتبه إل من هذا الوجه‪ ،‬وله شواهد‪ ،‬منها ما عند التيمي في الترغيب له مككن‬
‫ي بن كعب مرفوعًا‪ ،‬بلفظ‪ :‬ما ترك عبد شيئا ً ل يدعه إل لل ّككه إل آتككاه‬ ‫ُ‬
‫حديث أب ّ‬
‫الّله ما هو خير له منه‪ ،‬ولحمد في مسنده من حككديث قتككادة وأبككي الككدهماء‬
‫قال‪ :‬أتينا على رجل من أهل البادية فقلنا‪ :‬هل سمعت من رسول الّله صككلى‬
‫الّله عليه وسلم شيئًا‪ ،‬قال‪ :‬نعككم سككمعته يقككول‪ :‬إنككك لككن تككدع شككيئا ً لل ّككه إل‬
‫أبدلك الّله به ما هو خير لك منه‪ ،‬وفي لفظ له أيضًا‪ :‬إنك لن تدع شكيئا ً اتقكاء‬
‫الّله عز وجل إل أعطاك الّله خيرا ً منه‪ ،‬ورجككاله رجككال الصككحيح‪ ،‬وللطككبراني‬
‫وأبي الشيخ من حديث أبي أمامة مرفوعًا‪ :‬مككن قككدر علككى طمككع مككن طمككع‬
‫الدنيا فأداه‪ ،‬ولو شاء لم يؤده زوجه الّله من الحور العين حيث شاء‪.‬‬
‫‪ - 950‬حديث‪ :‬ما ترك القاتل على المقتككول مككن ذنككب‪ ،‬قككال ابككن كككثير فككي‬
‫ل‪ ،‬ومعناه صحيح‪ ،‬يعني كما أخرجه ابن حبان عككن‬ ‫تاريخه‪ :‬إنه ل يعرف له أص ً‬
‫ابن عمر مرفوعا ً بلفككظ‪ :‬إن السككيف محككاء للخطايككا‪ ،‬وللعقيلككي فككي ترجمككة‬
‫أصرم بن غياث من الضعفاء له من رواية أصرم عن عاصم الحول عن أنس‬
‫رفعه‪ :‬ل يمر السيف بككذنب إل محككاه‪ ،‬قككال‪ :‬ول يتككابع عليككه‪ ،‬وليككس لككه مككن‬
‫حديث عاصم أصل يثبت‪ ،‬وقد روي ]ص ‪ [365‬بغير هذا السناد بإسككناد ليككن‪،‬‬
‫وللبيهقي من حديث عتبة بن عبد السلمي في حديث مرفككوع‪ ،‬أولككه‪ :‬القتلككى‬
‫ثلثة‪ ،‬ففيه قوله فككي الرجككل المككؤمن المعككترف علككى نفسككه المقتككول فككي‬
‫الجهاد في سبيل الّله‪ :‬إن السيف محاء للخطايا‪ ،‬وفي المنافق المقتول فككي‬
‫الجهاد‪ :‬إن السيف ل يمحو النفاق‪ ،‬ولبي ُنعيم والديلمي مككن حككديث عائشككة‬
‫صبر ل يمر بكذنب إل محكاه‪ ،‬ونحككوه لسكعيد بكن منصكور مكن‬ ‫مرفوعًا‪ :‬قتل ال ّ‬
‫ل‪ :‬من قتل صبرا ً كان كفارة لخطاياه‪ ،‬بككل رواه‬ ‫حديث عمرو بن شعيب معض ً‬
‫أبو الحوص ومحمد بن الفضل بن عطية‪ ،‬كلهما عككن عبككد العزيككز بككن رفيككع‬
‫عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده رفعه بلفظ‪ :‬قتل الرجل صبرا ً كفككارة‬
‫لما كان قبله من الذنوب‪ ،‬لكن رواه صالح بن موسى الطلحي عن ابن رفيككع‬
‫فجعله عن أبي صالح عن أبي هريرة‪ ،‬قال الدارقطني‪ :‬والول أشبه‪.‬‬
‫‪ - 951‬حديث‪ :‬ما تعاظم على أحد مرتين‪ ،‬هو كلم لغير واحككد مككن السككلف‪،‬‬
‫فروى الدينوري في حككادي عشككر وخككامس عشككر المجالسكة عككن الصككمعي‬
‫قال‪ :‬قال أعرابي‪ :‬ما تاه على أحد قط مرتين‪ ،‬قيل‪ :‬ولم ذاك؟ قال‪ :‬لنككه إذا‬
‫ي مرة لم أعد إليه‪ ،‬ومن جهته قال‪ :‬قال رجل‪ :‬ما رأيت ذا كبر قط إل‬ ‫تاه عل ّ‬
‫ي‪ ،‬يريد أني أتكبر عليه‪ ،‬ويروى عن الشافعي فككي هككذا المعنككى‬ ‫تحول داؤه ف ّ‬
‫أيضًا‪.‬‬
‫‪ - 952‬حديث‪ :‬ما جبل ولي لّله إل على السخاء وحسن الخلق‪ ،‬الديلمي عككن‬
‫عائشة به مرفوعًا‪ ،‬وسنده ضعيف‪ ،‬وهككو عنككد الككدارقطني فككي الجككود وأبككي‬
‫الشيخ وابن عدي‪ ،‬ولكن ليس عنككد أولهككم‪ :‬وحسككن الخلككق‪ ،‬ومككن شككواهده‪:‬‬
‫حديث أنس مرفوعًا‪ :‬إن بدلء أمتي لم يدخلوا الجنة بصوم ول صككلة‪ ،‬ولكككن‬
‫برحمة الّله وسخاء النفس والرحمة للمسلمين‪ ،‬ونحوه عن أبي سعيد‪ ،‬وكذا‬
‫منها عن عمر رفعه‪ :‬إن الّله بعث جبريل إلى إبراهيم‪ ،‬فقال لككه‪ :‬يككا إبراهيككم‬
‫إنككي لككم أتخككذك خليل ً علككى أنككك أعبككد عبككادي‪ ،‬ولكككن اطلعككت علككى قلككوب‬
‫المؤمنين‪ ،‬فلم أجد قلبا ً أسخى من قلبك‪ ،‬وكلها مع ما في الباب فككي كتككابي‬
‫"الجواهر المجموعة"‪.‬‬
‫‪ - 953‬حديث‪ :‬ما جمع شيء إلى شيء أحسن من حلم إلى علم‪ ،‬العسكري‬
‫]ص ‪ [369‬من حديث جعفر بن محمد عن أبيه عككن علككي بككن الحسككين عككن‬
‫أبيه عن علي به مرفوعا ً بزيادة‪ :‬وأفضل اليمككان التحبككب إلككى النككاس‪ ،‬ثلث‬
‫من لم تكن فيه فليس مني ول من الّله‪ :‬حلم يرد به جهككل الجاهككل‪ ،‬وحسككن‬
‫خلق يعيش به في الناس‪ ،‬وورع يحجزه عن معاصي الل ّككه‪ ،‬وعنككده أيضكا ً مكن‬
‫حديث شبل بن عباد عن عمرو بن دينار عن جابر مرفوع كًا‪ :‬مككا أوتككي شككيء‬
‫إلى شيء أحسن من حلم إلى علم‪ ،‬وصاحب العلم غرثان إلككى علككم‪ ،‬ولبككي‬
‫الشيخ عن أبي أمامة مرفوعًا‪ :‬ما أضيف شيء إلككى شككيء أفضككل مكن حلكم‬
‫إلى علم‪.‬‬
‫‪ - 954‬حديث‪ :‬مككا خككاب مككن اسككتخار‪ ،‬ول نككدم مككن استشككار‪ ،‬ول عككال مككن‬
‫اقتصككد‪ ،‬الطككبراني فككي الصككغير‪ ،‬ومككن طريقككه القضككاعي مككن حككديث عبككد‬
‫القدوس بن حبيب عن الحسن عن أنس به مرفوعًا‪ ،‬وقد تقدم‪ :‬ما سعد أحد‬
‫برأيه‪ ،‬ول شقي عن مشورة‪ ،‬عن جكابر وسكهل مرفوعكًا‪ ،‬وعكن غيرهمكا مكن‬
‫قوله‪ ،‬مع الشارة لما في الباب أيضا ً في‪ :‬رأس العقل‪.‬‬
‫‪ - 955‬حديث‪ :‬ما خل جسد من حسد‪ ،‬لم أقف عليه بلفظه‪ ،‬ولكن معناه عند‬
‫أبي موسى المديني في نزهة الحفاظ له من طريق خلف بن موسى العمي‬
‫عن أبيه عن قتادة عن أنس رفعه‪ :‬كل بنككي آدم حسككود‪ ،‬وبعككض أفضككل فككي‬
‫الحسد من بعض‪ ،‬ول يضر حاسدا ً حسده ما لم يتكلم باللسان أو يعمل باليد‪،‬‬
‫وسنده ضعيف‪ ،‬وهو عندنا أيضا ً مسلسل بجماعككة يسككمون خلف كا ً فككي علككوم‬
‫الحديث للحاكم وبعلو في فوائد إسحاق الصابوني‪ ،‬ولبن أبككي الكدنيا فكي ذم‬
‫الحسد له بسند ضعيف‪ .‬وكككذا أخرجككه ابككن أبككي الككدنيا أيضكا ً مككن وجككه آخككر‬
‫مرسل ضعيف‪ ،‬وللطبراني من حديث حارثة بن النعمان نحوه‪ ،‬وقد بسككطت‬
‫الكلم عليه فيما كتبته من شرح الترمذي‪.‬‬
‫‪ - 956‬حديث‪ :‬ما خل قصير من حكمة‪ ،‬لم أقف عليه‪ ،‬نعم في ابككن لل عككن‬
‫عائشة مرفوعكًا‪ :‬جعكل الخيكر كلكه فكي الربعكة‪ ،‬يعنكي المعتكدل الكذي ليكس‬
‫بالطويل ول بالقصير‪ ،‬ويشهد له‪ :‬خير المور أوساطها‪ ،‬وفي صفته صلى الّله‬
‫عليه وسلم‪ :‬أطول من المربوع‪ ،‬وهو بين الطويل والقصككير‪ ،‬يقككال لككه رجككل‬
‫ربعة ومربوع‪ ،‬وعن الحسن بن علي رفعه‪ :‬إن الّله جعككل البهككاء والهككوج‪ ،‬أي‬
‫الحمق في الطوال ]ص ‪.[367‬‬
‫‪ - 957‬حديث‪ :‬ما خل يهوديان بمسلم إل همككا بقتلككه‪ ،‬الثعلككبي وابككن مردويككه‬
‫وابن حبان في الضعفاء‪ ،‬من رواية يحيككى بكن عبيككد الّلكه عككن أبيككه عككن أبككي‬
‫هريرة به مرفوعًا‪ ،‬وفي رواية ابن حبان‪ :‬يهودي‪ ،‬على الفككراد‪ ،‬وكككذا أخرجككه‬
‫الديلمي في مسككنده‪ ،‬ولفظككه‪ :‬مككا خل قككط يهكودي بمسككلم إل حككدث نفسكه‬
‫بقتله‪ .‬وقد تكلمت عليه في بعككض الحككوادث‪ ،‬وأوردت مككا حكككاه لككي قاضككي‬
‫الحنابلة الستاذ عز الدين الكتاني رحمه الّله من واقعة لككه مككع يهككودي نؤيككد‬
‫ذلك‪.‬‬
‫‪ - 958‬حديث‪ :‬ما رفع أحد أحدا ً فوق مقداره إل واتضع عنده من قدره بأزيد‪،‬‬
‫ليس هو في المرفوع‪ ،‬ولكن قد جاء نحوه عن الشافعي‪ ،‬ولفظه‪ :‬ما أكرمت‬
‫أحدا ً فوق مقككداره إل اتضككع مككن قككدري عنككده بمقككدار مككا أكرمتككه بككه‪ ،‬رواه‬
‫البيهقي في مناقبه من طريق علي بن إسماعيل بن طبا طبككاء العلككوي عككن‬
‫أبيه عن الشافعي به‪ ،‬نعم مضى في حديث‪ :‬أمرنا‪ ،‬فككي الهمككزة‪ :‬ومككن رفككع‬
‫أخاه فوق قدره فقد اجتر عداوته‪ ،‬انتهى‪ .‬وهو فككي اللئام غيككر الكككرام أشككد‪،‬‬
‫وقد قال الشافعي‪ :‬ثلثة إن أكرمتهم أهانوك‪ :‬المرأة‪ ،‬والعبككد‪ ،‬والفلح‪ ،‬وكككذا‬
‫روي مرفوع كًا‪ :‬ل تصككلح الصككنيعة إل عنككد ذي حسككب أو ديككن‪ ،‬كمككا ل تصككلح‬
‫الرياضة إل في النجيب‪ ،‬أخرجه البزار عككن عائشككة‪ ،‬وقككال‪ :‬إنككه منكككر قلككت‪:‬‬
‫لكن قد قال الشافعي‪ :‬إنه ل صنيعة عند ندل‪ ،‬ول شكر للئيم‪ ،‬ول وفاء لعبد‪.‬‬
‫‪ - 959‬حديث‪ :‬ما رآه المسلمون حسنا ً فهو عند الّله حسن‪ ،‬أحمد في كتككاب‬
‫السنة‪ ،‬ووهم من عزاه للمسند)‪ ،(1‬من حككديث أبككي وائل عككن ابككن مسككعود‬
‫قال‪ :‬إن الّله نظر في قلوب العباد فاختككار محمككدا ً صككلى الل ّككه عليككه وسككلم‪،‬‬
‫فبعثه برسالته‪ ،‬ثم نظر في قلوب العباد فاختار لككه أصككحابًا‪ ،‬فجعلهككم أنصككار‬
‫دينه ووزراء نبيه‪ ،‬فما رآه المسلمون حسككنا ً فهككو عنككد الل ّككه حسككن‪ ،‬ومككا رآه‬
‫المسلمون قبيحا ً فهو عند الّله قبيح‪ ،‬وهو موقوف حسن‪ ،‬وكذا أخرجه الككبزار‬
‫والطيالسي والطبراني وأبو ُنعيم في ترجمة ابن مسعود من الحلية‪ ،‬بككل هككو‬
‫عند البيهقي في العتقاد من وجه آخر عن ابن مسعود‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫)‪ (1‬بل هو في المسند أيضًا‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫‪ - 960‬حديث‪ :‬ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه‪ ،‬متفككق‬
‫عليه عن عائشة وابن عمر‪ ،‬وكلهما به مرفوعًا‪ ،‬والضكمير فكي أنكه لجبريكل‪،‬‬
‫وفي سيورثه للجار‪ ،‬ونسبة التوريث إلى جبريل مجازية‪ ،‬والمراد أنه يخككبرني‬
‫عن الّله‪ ،‬بأن الجار يرث كأنه من شدة الوصية بككه نزلككه منزلككة الككوارث ]ص‬
‫‪.[368‬‬
‫‪ - 961‬حديث‪ :‬ما سعد أحد برأيه ول شككقي مككع مشككورة‪ ،‬مضككى فككي‪ :‬رأس‬
‫العقل‪.‬‬
‫‪ - 962‬حديث‪ :‬ما ضككاق مجلككس بمتحككابين‪ ،‬الككديلمي بل سككند عككن أنككس بككه‬
‫مرفوعًا‪ ،‬وقد أخرجككه الككبيهقي فككي الشككعب مككن قككول ذي النككون المصككري‪،‬‬
‫ولفظه‪ :‬ما بعد طريككق أدى إلككى صككديق‪ ،‬ول ضككاق مكككان مككن حككبيب‪ ،‬وفككي‬
‫معناه‪ :‬سم الخياط مع الحبككاب ميككدان‪ ،‬ولكككن مككن آداب الجلككوس مككا قككال‬
‫سفيان أظنه الثوري‪ :‬ينبغي أن يككون بيككن الرجليككن فككي الصككيف قككدر ثلككثي‬
‫ذراع‪ ،‬انتهى‪ .‬ومحل ذلك في غير الصلة‪.‬‬
‫‪ - 963‬حديث‪ :‬ما عاقبت من عصى الّله فيك بمثل أن تطيع الّله فيه)‪.(1‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫)‪ (1‬بيض له المؤلف‪ ،‬وهو من كلم عمر‪ ،‬أخرج أبو القاسككم الصككفهاني فككي‬
‫الترغيب‪ ،‬والخطيب في المتفككق والمفككترق‪ ،‬بإسككناد ضككعيف عككن يحيككى بككن‬
‫سعيد بن المسيب قال‪ :‬وضع عمر ثماني عشككر كلمككة حكككم كلهككا‪ ،‬قككال‪ :‬مككا‬
‫عاقبت من عصى الّله فيك بمثل أن تطيع الل ّككه فيككه‪ ،‬وضككع أمككر أخيككك علككى‬
‫أحسنه حتى يأتيك منه ما يغلبك‪ ،‬ول تظن بكلمة خرجت مككن أخيككك المسككلم‬
‫ل‪ ،‬ومككن تعككرض للتهمككة فل يلككومن مككن‬ ‫سوءا ً وأنت تجد لها فككي الخيككر محم ً‬
‫أساء به الظن‪ ،‬وقد أوردتها كلهككا فككي تعليقككاتي علككى كتككاب "تأييككد الحقيقككة‬
‫العلية وتشييد الطريقة الشاذلية" للحافظ السيوطي‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫‪ - 964‬حديث‪ :‬ما عال من اقتصد‪ ،‬في‪ :‬القتصاد‪.‬‬
‫‪ - 965‬حديث‪ :‬ما عبد الّله بشككيء أفضككل مككن جككبر القلككوب‪ ،‬ل أعرفككه فككي‬
‫المرفوع‪.‬‬
‫‪ - 966‬حديث‪ :‬ما عدل من ولككى ولككده‪ ،‬ل أصككل لككه‪ ،‬وقككد كتبككت فيككه بعككض‬
‫الجوبة شيئًا‪.‬‬
‫‪ - 967‬حديث‪ :‬ما عز شيء بشيء إل هان‪ ،‬هو معنى ما في البخككاري وغيككره‬
‫عن أنس في ذكر العضباء‪ ،‬وقوله صلى الّله عليه وسلم‪ :‬حق على الّله أن ل‬
‫يرفع شيئا ً من الدنيا إل وضعه‪.‬‬
‫‪ - 968‬حديث‪ :‬ما عظمت نعمة الّله على عبد إل عظمت مؤونة الناس عليه‪،‬‬
‫فمن لم يحتمل تلك المؤونة فقد عككرض تلككك النعمككة للككزوال‪ ،‬الككبيهقي فككي‬
‫الشعب‪ ،‬وأبو يعلى والعسكري‪ ،‬من حديث ثور بن يزيد عن خالد بككن معككدان‬
‫عن معاذ بن جبل به ]ص ‪ [369‬مرفوعًا‪ ،‬ورواه البيهقي أيضا ً بإثبككات مالككك)‬
‫خامر بين خالد ومعاذ‪ ،‬وللطبراني والبيهقي من حديث الوزاعي عككن‬ ‫‪ (1‬بن ي َ‬
‫عبدة بن أبي لبابة عن ابن عمر رفعه‪ :‬إن لّله أقواما ً اختصهم بككالنعم لمنككافع‬
‫العباد‪ ،‬يقرهم فيها ما بذلوها‪ ،‬فإذا منعوها نزعها منهككم فحولهككا إلككى غيرهككم‪،‬‬
‫وقيكل‪ :‬بإدخكال نكافع بيكن عبككدة وابككن عمككر)‪ ،(2‬ورواه الكبيهقي مكن حككديث‬
‫الوزاعي عن ابن جريج عن عطاء عن أبي هريرة مرفوعًا‪ :‬ما من عبد أنعككم‬
‫الّله عليه نعمة فأسبغها عليه إل جعل الّله إليه شيئا ً من حككوائج النككاس‪ ،‬فككإن‬
‫تبرم بهم فقد عرض تلك النعمة للزوال‪ ،‬وبعضها يؤكد بعض كًا‪ ،‬وعككن الفضككيل‬
‫بن عياض)‪ (3‬قال‪ :‬أما علمتم أن حاجة الناس إليكم نعمة مككن الل ّككه عليكككم‪،‬‬
‫فاحذروا أن تملوا النعم فتصير نقمًا‪ ،‬أخرجه البيهقي‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫)‪ (1‬وهو أصح‪ ،‬لن خالدا ً لم يلق معاذًا‪.‬‬
‫)‪ (2‬وهو من المزيد في متصل السانيد‪ ،‬لن عبككدة لقككي ابككن عمككر بالشككام‪،‬‬
‫قاله أحمد‪.‬‬
‫)‪ (3‬أحد أئمة الحديث والصوفية‪ ،‬روى عنه الثوري وابن عيينة وابككن المبككارك‬
‫والئمة قال هارون الرشيد‪ :‬ما رأيت في العلماء أهيككب مككن مالككك‪ ،‬ول أورع‬
‫من الفضيل‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫‪ - 969‬حديث‪ :‬ما عمل أفضل من إشباع كبد جائعة‪ ،‬الككديلمي عككن أنككس بككه‬
‫مرفوعًا‪.‬‬
‫‪ - 970‬حديث‪ :‬ما فضلكم أبو بكر بفضل صوم ول صلة‪ ،‬ولكككن بشككيء وقككر‬
‫في قلبه‪ ،‬ذكره الغزالي‪ ،‬وقال العراقي‪ :‬لم أجده مرفوعًا‪ ،‬وهو عنككد الحكيككم‬
‫الترمذي في نوادر الصول من قول بكر بن عبد الّله المزني‪.‬‬
‫‪ - 971‬حديث‪ :‬ما قبض الّله نبيا ً إل في الموضككع الككذي يجككب أن يككدفن فيككه‪،‬‬
‫الترمذي وأبو يعلى عن عائشة‪ ،‬وأحمككد بككن منيككع عككن أبككي بكككر‪ ،‬كلهمككا بككه‬
‫مرفوعًا‪.‬‬
‫‪ - 972‬حديث‪ :‬ما قبل حج امرئ إل رفع حصاه‪ ،‬الككديلمي عككن ابككن عمككر بككه‬
‫مرفوعًا‪ ،‬وكذا رواه الزرقي في تاريخ مكة عن ابن عمرو أبككي سككعيد أيض كًا‪،‬‬
‫وعنده أيضا ً بسنده إلى ابن خثيم قال‪ :‬قلت لبي الطفيل‪ :‬هذه الجمار ترمى‬
‫في الجاهلية والسلم‪ ،‬كيف ل تكون هضابا ً تسد الطريق‪ ،‬قال‪ :‬سككألت عنهككا‬
‫ابن عباس فقال‪ :‬إن الّله عز وجل وكل بها ]ص ‪ [370‬ملكًا‪ ،‬فمككا تقبككل منككه‬
‫رفع‪ ،‬وما لم يتقبل منه ترك‪ ،‬قال شيخنا‪ :‬وأنا شاهدت من ذلك العجب‪ ،‬كنت‬
‫أتأمل فأراهم يرمون كثيرًا‪ ،‬ول أرى يسقط منه إلككى الرض إل شككيء يسككير‬
‫جدًا‪ ،‬قلت‪ :‬وكذا نقل المحككب الطككبري فككي شككرح التنككبيه عككن شككيخه بشككير‬
‫التبريزي شيخ الحرم ومفتيه‪ :‬أنه شاهد ارتفاع الحجككر عيانكًا‪ ،‬واسككتدل بككذلك‬
‫المحب على صحة الوارد في ذلك‪ ،‬وهو أحد اليات الخمس التي بمنككى أيككام‬
‫الحج‪ :‬اتساعا ً للحجيج مع ضككيقها فككي العيككن‪ ،‬وكككون الحككدأة ل تخطككف بهككا‬
‫اللحوم‪ ،‬وكون الذباب ل يقع في الطعام‪ ،‬وإن كان ل ينفك عنككه فككي الغككالب‬
‫كالعسل وشبهه‪ ،‬وقلة البعوض بها‪ ،‬كما بسط ذلك التقي الفاسي في شككفاء‬
‫الغرام‪.‬‬
‫‪ - 973‬حككديث‪ :‬مككا قككدر يكككن‪ ،‬فككي‪ :‬ل يكككثر همككك‪ ،‬وفككي‪ :‬لككو تفتككح عمككل‬
‫الشيطان‪.‬‬
‫‪ - 974‬حديث‪ :‬ما قل وكفى خير ممكا ككثر وألهكى‪ ،‬أبكو يعلكى والنسكائي)‪،(1‬‬
‫والعسكري من حديث عمارة بن غزية عن عبد الرحمن بككن أبككي سككعيد عككن‬
‫أبيه سمعت النككبي صككلى الل ّككه عليككه وسككلم يقككول وهككو علككى هككذه العككواد‪،‬‬
‫وذكره‪ ،‬وفي الباب عن عيبة بن عامر أخرجه الديلمي في حككديث أولككه‪ :‬أمككا‬
‫بعد‪ ،‬فإن أصدق الحديث)‪ ،(2‬وعن أبي أمامة الثعلبي)‪ ،(3‬أخرجككه العسكككري‬
‫في قصة ثعلبة بن حاطب‪ ،‬ولفظه‪ :‬ويحك يا ثعلبة‪ ،‬قليل تطيككق شكككره خيككر‬
‫من كثير ل تؤدي حقه‪ ،‬أو قال‪ :‬ل تطيقه‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫)‪ (1‬كذا في الهندية خطأ‪ ،‬فالنسائي لم يكرو هكذا الحكديث‪ ،‬وفكي البكاب عكن‬
‫ثوبان رواه القضاعي في مسند الشهاب‪ ،‬وعن أبي الدرداء في حديث‪ :‬الّلهم‬
‫أعط منفقا ً خلفا ً الخ‪ ،‬رواه الطيالسي وأحمد والحاكم في المستدرك‪.‬‬
‫)‪ (2‬وتقدمت الشارة إليه في‪ :‬رأس الحكمة مخافة الّله‪.‬‬
‫)‪ (3‬كذا في الهندية خطأ‪ ،‬والصواب‪ :‬الباهلي‪ ،‬والصواب أيضا ً فككي ثعلبككة أنككه‬
‫ه‪.‬‬‫ابن أبي حاطب‪ ،‬وحديث ثعلبة هذا وا ٍ‬
‫‪-------------------‬‬
‫‪ - 975‬حديث‪ :‬ما كثر أذان بلدة إل قل بردها‪ ،‬الديلمي بل سند عن علي‪.‬‬
‫‪ - 976‬حديث‪ :‬ماكسوا الباعة‪ ،‬في‪ :‬حاكوا ]ص ‪.[371‬‬
‫‪ - 977‬حديث‪ :‬ما كل مرة تسلم الجرة‪ ،‬وقع في شعر المبرد‪:‬‬
‫أقول للنفس وأعتبتها * على التصابي مائتي مرة‬
‫يا نفس صبرا ً عن طلب الهوى * ما كل مرة تسلم الجرة‬
‫‪ - 978‬حديث‪ :‬ما المعطي من سعة بأعظم أجرا ً من الخذ مككن حاجككة‪ ،‬ابككن‬
‫حبان في الضعفاء‪ ،‬والطبراني في الوسط‪ ،‬وأبو ُنعيم في الحلية‪ ،‬عككن أنكس‬
‫به مرفوعًا‪ ،‬وهو عند الطبراني في الكبير‪ ،‬من حديث مجاهككد عكن ابكن عمكر‬
‫بسند ضعيف أيضًا‪ ،‬وبه يتأيد مككن ذهككب إلككى أن اليككد العليككا ‪ -‬خيككر مككن اليككد‬
‫السفلى ‪ -‬هي الخذة‪ ،‬ل سيما وسيطوف الرجل بصككدقته فل يجككد إل غني كا ً ل‬
‫يسقط به أداء الفرض)‪ (1‬عنه‪ ،‬ولكن الجمهور على خلفه‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫)‪ (1‬وذلككك فككي أيككام المهككدي وعيسككى عليهمككا السككلم‪ ،‬حسككبما جككاء فككي‬
‫الحاديث المتواترة‪ ،‬التي أنكرها المبتدعة‪ ،‬أعداء السنة في هذا العصر‪ ،‬كمككا‬
‫أنكروا غيككر هككذا مككن السككنن النبويككة‪ ،‬جريكا ً علككى أهككوائهم الضككالة‪ ،‬وتقليككدا ً‬
‫للجاهلين بهذا العلم النبوي الشريف‪ .‬أرغم الّله أنوفهم‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫‪ - 979‬حديث‪ :‬ما منكم من أحد إل وقد وكل به قرينه من الجن وقرينككه مككن‬
‫الملئكة‪ ،‬قالوا‪ :‬وإياك يا رسول الل ّككه‪ ،‬قككال‪ :‬وإيككاي‪ ،‬لكككن الل ّككه أعككانني عليككه‬
‫فأسلم‪ ،‬البخاري عن ابن مسعود به مرفوعًا‪ ،‬وذكر الزركشي مما في معنككاه‬
‫أحاديث كثيرة في الباب الخير من كتابه‪.‬‬
‫‪ - 980‬حديث‪ :‬ما من أحد مككن أصككحابي يمككوت بككأرض إل بعككث قككائدا ً يعنككي‬
‫لهلها أو نورا ً يوم القيامة‪ ،‬الترمذي عن بريدة به مرفوعًا‪ ،‬ولفظه‪ :‬من مككات‬
‫من أصحابي بأرض‪ ،‬كان نورهم وقائدهم يوم القيامة)‪(1‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫)‪ (1‬وضعفه الترمذي‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫‪ - 981‬حديث‪ :‬ما من رمانة من رمانكم هذا إل وهككي تلقككح بحبككة مككن رمككان‬
‫الجنة‪ ،‬الديلمي وابن عدي في كامله‪ ،‬عككن ابككن عبككاس بككه مرفوعكًا‪ ،‬وسككنده‬
‫ضعيف‪ ،‬كما قاله الذهبي في ترجمة محمككد بكن الوليككد بكن أبكان أبككي جعفككر‬
‫القلنسي‪ ،‬راويه عن أبي عاصم عن ابن جريج عن ابن عجلن عن أبيككه عككن‬
‫ابن عباس به مرفوعا ً ]ص ‪.[372‬‬
‫‪ - 982‬حديث‪ :‬ما من طامة إل وفوقها طامة‪ ،‬في‪ :‬البلء موكل بالقول‪.‬‬
‫‪ - 983‬حديث‪ :‬ما من عالم أتى صاحب سلطان طوع كا ً إل كككان شككريكه فككي‬
‫كل لون يعذب به في نار جهنم‪ ،‬الديلمي عن معاذ بن جبككل بككه مرفوع كًا‪ ،‬ول‬
‫يصح‪ ،‬ولكن قد ورد في تنفير العالم من إتيككانهم أشككياء سككيأتي بعضككها فككي‪:‬‬
‫نعم‪.‬‬
‫‪ - 984‬حديث‪ :‬ما من مسلم يسككلم علككي إل رد الل ّككه علككي روحككي حككتى أرد‬
‫عليه‪ ،‬أحمد وأبو داود عن أبي هريرة به مرفوعكًا‪ ،‬وهككو صككحيح‪ ،‬وفككي تككوجيه‬
‫معناه أوجه بينتها في القول البديع‪.‬‬
‫‪ - 985‬حككديث‪ :‬مكا مككن نكبي نككبئ إل بعككد الربعيككن‪ ،‬قككال ابككن الجككوزي‪ :‬إنكه‬
‫موضوع‪ ،‬لن عيسى عليككه السككلم نككبئ ورفككع إلككى السككماء وهككو ابككن ثلثككة‬
‫وثلثين سنة‪ ،‬فاشتراط الربعين في حق النبياء ليس بشيء‪ ،‬كذا قككال‪ ،‬ومككا‬
‫قدمناه في حديث‪ :‬ما بعث الّله نبيا ً يرد عليه)‪.(1‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫)‪ (1‬كل ل يرد عليه‪ ،‬لنه حديث ضعيف السناد يخالف للواقع الثابت في عمر‬
‫عيسى عليه السلم‪ ،‬وللقرآن أيضًا‪ ،‬قككال تعككالى فككي يحيككى }وآتينككاه الحكككم‬
‫صبيًا{‪ ،‬بل قال ابن عباس‪ :‬ما نبئ نبي إل وهو شاب‪ ،‬ول أوتي عالم علما ً إل‬
‫وهو شاب‪ ،‬نعم أغلب النبياء نبئ بعد الربعين لكن ل يشترط‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫‪ - 986‬حككديث‪ :‬مككا نزعككت الرحمككة إل مككن شككقي‪ ،‬الحككاكم فككي مسككتدركه‪،‬‬
‫والقضاعي واللفظ له‪ ،‬كلهما من حديث منصور عككن أبككي عثمككان عككن أبككي‬
‫هريككرة بككه مرفوعككًا‪ ،‬وهككو عنككد البخككاري فككي الدب المفككرد‪ ،‬وأبككي داود‪،‬‬
‫والترمذي‪ ،‬من حديث شعبة عن منصور به‪ ،‬وقال الترمذي‪ :‬إنه حسن‪ ،‬وقككال‬
‫الحاكم‪ :‬إنه صحيح السناد ولم يخرجاه‪ ،‬وأبو عثمان هذا هو مككولى المغيككرة‪،‬‬
‫وليس بالنهدي‪ ،‬ولو كان النهدي لحكمت به على شرطهما‪.‬‬
‫‪ - 987‬حديث‪ :‬مانع الزكاة يوم القيامة في النار‪ ،‬الطبراني في الصككغير عككن‬
‫أنس به مرفوعًا‪.‬‬
‫‪ - 988‬حديث‪ :‬ما نقص مال من صدقة‪ ،‬القضككاعي مككن حككديث منصككور عككن‬
‫يونس عن أبي سلمة مرفوعا ً بزيادة‪ :‬ول عفا رجل عن مظلمة إل زاده الّلككه‬
‫بها ]ص ‪ [373‬عزًا‪ ،‬وعند الديلمي مككن حككديث أبككي هريككرة مرفوعكًا‪ ،‬والككذي‬
‫نفككس محمككد بيككده ل ينقككص مككال مككن صككدقة‪ ،‬وعككزاه لمسككلم وأبككي يعلككى‬
‫والطبراني‪ ،‬ولفظ مسلم من جهة إسككماعيل بككن جعفككر عككن العلء بككن عبككد‬
‫الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة به مرفوعًا‪ ،‬إنما هو‪ :‬ما نقصككت صككدقة مككن‬
‫مال‪ ،‬وما زاد الّله عبد إل عزًا‪ ،‬وما تواضع أحد لّله إل رفعه الّله‪ ،‬وكذا هو عند‬
‫الترمذي من حديث عبد العزيز بن محمد بن العلء‪ ،‬وقال‪ :‬إنه حسن صككحيح‪،‬‬
‫انتهى‪ .‬وممن رواه عن العلء حفص بن ميسككرة وشككعبة ومحمككد بككن جعفككر‪،‬‬
‫وهكذا رواه مالك عنه‪ ،‬لكن وقفه‪.‬‬
‫‪ - 989‬حديث‪ :‬ما وقى به المرء عرضه فهو له صدقة‪ ،‬العسكري والقضاعي‬
‫من حديث عبد الحميد بن الحسين بن الحسن الهللي عن محمد بن المنكدر‬
‫عن جابر به مرفوعًا‪ ،‬زاد القضاعي‪ :‬وما أنفق الرجل على أهله ونفسه كتككب‬
‫له بصدقة‪ ،‬فقلت لمحمد ابن المنكدر‪ :‬وما معنى ما وقى المرء بككه عرضككه؟‬
‫فقال‪ :‬أن يعطى الشاعر أو ذا اللسان المتقي‪ ،‬ولككم ينفككرد بككه عبككد الحميككد‪،‬‬
‫فقد رواه القضاعي أيضا ً مككن طريككق مسككور بككن الصككلت المزنككي عككن ابككن‬
‫المنكدر به‪ ،‬ولفظه‪ :‬كتب له به صدقة‪.‬‬
‫‪ - 990‬حديث‪ :‬ما وسعني سككمائي ول أرضككي‪ ،‬ولكنككي وسككعني قلككب عبككدي‬
‫المؤمن‪ ،‬ذكره الغزالي في الحياء بلفظ‪ :‬قال الّله لم يسعني‪ ،‬وذكره بلفظ‪:‬‬
‫ووسعني قلب عبدي المؤمن اللين الوادع‪ ،‬وقال مخرجه العراقي‪ :‬لككم أر لككه‬
‫ل‪ ،‬وكذا قال ابن تيمية‪ :‬هككو مككذكور فككي السككرائيليات‪ ،‬وليككس لككه إسككناد‬ ‫أص ً‬
‫معروف عن النبي صلى الّله عليككه وسككلم‪ ،‬ومعنككاه‪ :‬وسككع قلبككه اليمككان بككي‬
‫ومحبتي ومعرفتي وإل فمن قال إن الّله تعالى يحل في قلككوب النككاس‪ ،‬فهككو‬
‫أكفر من النصارى الذين خصوا ذلككك بالمسككيح وحككده‪ .‬وكككأنه أشككار بمكا فككي‬
‫السرائيليات إلى ما أخرجه أحمد في الزهد عن وهب بن منبه قال‪ :‬إن الّلككه‬
‫فتح السماوات لحزقيل حتى نظر إلككى العككرش فقككال حزقيككل‪ :‬سككبحانك مكا‬
‫أعظمك يا رب‪ ،‬فقال الل ّككه تعككالى‪ :‬إن السككماوات والعككرش ضككعفن عككن أن‬
‫يسعنني‪ ،‬ووسعني قلب المؤمن الوادع اللين‪ .‬ورأيككت بخككط ابككن الزركشككي‪:‬‬
‫سمعت بعض أهل العلم يقول هذا‪ ،‬يعني حديث الترجمة حديث باطككل‪ ،‬وهككو‬
‫من وضع الملحدة‪ ،‬وأكثر ما يرويه المتكلم على رؤوس العوام علككي بككن)‪(1‬‬
‫وفالمقاصد يقصدها ]ص ‪ [374‬ويقككول عنككد الوجككد والرقككص‪ :‬طوفككوا بككبيت‬
‫ربكم‪ ،‬قلت‪ :‬قد روى الطبراني من حديث أبي عَنبة الخكولني رفعكه‪ :‬إن لّلكه‬
‫آنية من أهل الرض‪ ،‬وآنية ربكم قلوب عباده الصككالحين‪ ،‬وأحبهككا إليككه ألينهككا‬
‫وأرقها‪ ،‬وفي سنده بقية بن الوليد‪ ،‬وهو مدلس‪ ،‬ولكنه صرح بالتحديث‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫)‪ (1‬كل‪ ،‬بل القطككب علكي وفككا المكالكي الشكاذلي أحككد الفككراد فكي الوليككة‬
‫وعلوم الحقائق وجميع الطاعنين عليه لككم يوفككق لفهككم مغككزى كلمككه‪ ،‬لعلككو‬
‫كعبه وبعد مرامه‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫‪ - 991‬حديث‪ :‬ما ل يجيء من القلب عنايته صعبة‪ ،‬ل أعرفه)‪ (1‬حككديثًا‪ ،‬وقككد‬
‫أنشد أبو النواس حين جلس إليه أبو العتاهية وبالغ في وعظه بحيث أبرمه‪:‬‬
‫ل زجر للنفس عن غيها * ما لم يكن منها لها زاجر‬
‫قال أبو العتاهية‪ :‬فوددت أن لو كان لي بجميع ما قلته من شعري‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫ً‬ ‫ّ‬ ‫ً‬
‫)‪ (1‬روى الترمذي عن أم سككلمة مرفوعكا إذا أراد اللككه بعبككد خيككرا جعككل لككه‬
‫واعظا ً من قلبه‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫‪ - 992‬حديث‪ :‬ما يبعد مصر عن حبيب‪ ،‬قد سبق في‪ :‬مككا ضككاق‪ ،‬معنككاه عككن‬
‫ذي النون المصري ولفظه‪ :‬ما بعد طريق أدى إلى حبيب‪ ،‬بل سككبق فككي‪ :‬مكا‬
‫تبعد‪ ،‬بالمثناة الفوقانية أيضًا‪.‬‬
‫‪ - 993‬حديث‪ :‬المتشيع‪ ،‬في‪ :‬من تشيع‪.‬‬
‫‪ - 994‬حديث‪ :‬المتلوط لو اغتسل بكل قطرة تنزل مككن السككماء علككى وجككه‬
‫الرض إلى أن تقوم الساعة لما طهره الّله من نجاسته أو يتوب‪ ،‬مضى في‪:‬‬
‫لو اغتسل‪.‬‬
‫‪ - 995‬حديث‪ :‬مت مسلما ً ول تبال‪ ،‬ل أعلمه بهذا اللفظ‪ ،‬والحاديث فككي أن‬
‫من مات ل يشرك بالّله شيئا ً دخل الجنة كثيرة)‪ ،(1‬منها للشككيخين عككن ابككن‬
‫مسعود‪ ،‬ومنها لمسلم عن عثمان‪ :‬وهو يشهد أن ل إله إل الّله‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫)‪ (1‬بلغت حد التككواتر المقطككوع بككه‪ ،‬وضككل المعتزلككة بإنكارهككا لبعككدهم عككن‬
‫السنة‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫‪ - 996‬حديث‪ :‬مثل أصحابي في أمتي كالملح في الطعام‪ ،‬ول يصلح الطعككام‬
‫إل بالملح‪ ،‬ابن المبككارك فككي الزهككد عككن إسككماعيل بككن مسككلم المكككي عككن‬
‫الحسن البصري عن أنس به مرفوعًا‪ ،‬وكذا أخرجه البغوي في شككرح السككنة‬
‫من هذا الوجه‪ ،‬وإسماعيل ضعيف‪ ،‬وقد تفرد به عن الحسن‪.‬‬
‫‪ - 997‬حديث‪ :‬مثل أمتي مثل المطر ل يدرى أولككه خيككر أم آخككره‪ ،‬الترمككذي‬
‫]ص ‪ [375‬من حديث حماد بن يحيى البح‪ ،‬وأبو يعلى في مسنده من حديث‬
‫يوسكف الصكفار‪ ،‬كلهمكا عكن ثكابت البنككاني عكن أنكس بكه مرفوعكًا‪ ،‬وذككره‬
‫الدارقطني في سنده حديث مالك من رواية هشام بن عبككد الل ّككه عككن مالككك‬
‫عن الزهري عن أنس به‪ ،‬وكذا أورده أبو الحسككن ابككن القطككان صككاحب ابككن‬
‫ماجه في العلل له من حديث هشام وقال‪ :‬إنه تفككرد بككه‪ ،‬ول نعلككم لككه علككة‪،‬‬
‫وأخرجه الخطيب أيضا ً في الرواة عن مالك له كذلك‪ ،‬وقال‪ :‬إنه غريككب جككدا ً‬
‫من حديث مالك‪ ،‬تفرد به هشام‪ ،‬يعني عنه ولم يتابع عليككه‪ ،‬ولككه شككاهد عككن‬
‫عمر بن ياسر أخرجه ابن حبان في صحيحه من حديث عبيد بن سلمان الغر‬
‫عن أبيه عنه مرفوعا ً به‪ ،‬وفي لفككظ عنككد الطككبراني فككي الكككبير مككن حككديث‬
‫عمار‪ :‬مثل أمتي كالمطر يجعل الّله في أوله خيككرا ً وفككي آخككره خيككرًا‪ .‬وفككي‬
‫الباب أيضا ً عن عمران بن حصين)‪ ،(1‬أخرجه البزار بسند حسن‪ ،‬وقككال‪ :‬إنككه‬
‫ل يروى عن النبي صلى الّله عليه وسلم بإسناد أحسن مككن هككذا‪ ،‬وعككن ابككن‬
‫عمر عند الطبراني‪ ،‬وعن عبد الّله بن عمرو عند الطبراني أيضًا‪ ،‬وأشار إليككه‬
‫ابن عبد البر‪ ،‬وقال‪ :‬إن الحديث حسن‪ ،‬وقول النووي في فتاويه‪ :‬إنه ضككعيف‬
‫متعقب‪ ،‬ولبن عساكر في تاريخه من جهككة ابككن أبككي مليكككة عككن عمككرو بككن‬
‫ل‪ :‬أمتي أمة مباركة ل يدرى أولها خير أو آخرها‪.‬‬ ‫عثمان رفعه مرس ً‬
‫‪-------------------‬‬
‫)‪ (1‬وعن علي عليه السلم‪ ،‬قال أبو يعلى أنا حوثرة بن أشرس أنا عقبة بككن‬
‫أبي الصهباء الباهلي سمعت الحسن يقول‪ :‬سمعت عليا ً يقول‪ :‬قككال رسككول‬
‫الّله صلى الّله عليه وسككلم‪ :‬مثككل أمككتي مثككل المطككر ل يككدرى أولككه خيككر أم‬
‫آخره‪ .‬رجككاله ثقككات‪ ،‬وفيككه إثبككات سككماع الحسككن البصككري مككن علككي عليككه‬
‫السلم‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫‪ - 998‬حديث‪ :‬مثل الجليس الصالح والجليس السوء كمثل صككاحب المسككك‬
‫وكير الحداد ل يعدمك من صاحب المسك إمككا تشككتريه أو تجككد ريحككه‪ ،‬وكيككر‬
‫الحداد يحرق بدنك أو ثوبك أو تجككد منككه ريحكا ً خبيثككة‪ ،‬متفككق عليككه عككن أبككي‬
‫موسى مرفوعا ً به‪ ،‬وأخرجه العسكري وأبو ُنعيم ومن طريقككه الككديلمي عككن‬
‫أنس‪.‬‬
‫‪ - 999‬حديث‪ :‬مثل الذي يجلككس فيسككمع الحكمككة ثككم ل يحككدث إل بشككر مككا‬
‫سمع كمثل رجل أتى راعيًا‪ ،‬فقال‪ :‬أجزرني شاة‪ ،‬فقال له‪ :‬خذ خيرهككا شككاة‪،‬‬
‫فذهب فأخكذ بكأذن كلككب الغنككم‪ ،‬أحمكد وابككن مكاجه وابككن منيككع والطيالسككي‬
‫والبيهقي والعسكري‪] ،‬ص ‪ [376‬كلهم من حديث حماد بن سلمة عككن علككي‬
‫بن زيد عن أوس بن خالد عن أبي هريرة به مرفوعًا‪ ،‬وسنده ضككعيف‪ ،‬وقككال‬
‫العسكري‪ :‬أراد به الحث على إظهار أحسن ما يسمع‪ ،‬والنهككي عككن الحككديث‬
‫بما يستقبح‪ ،‬وهو معنى قككوله عككز وجككل }الككذين يسككتمعون القككول فيتبعككون‬
‫أحسنه{‪.‬‬
‫‪ - 1000‬حديث‪ :‬المجالس بالمانة‪ ،‬أبو داود والعسكككري مككن جهككة ابككن أبككي‬
‫ذيب عن ابن أخي جابر عن عمه جابر بككن عبككد الل ّككه مرفوعكا ً بككه بزيككادة‪ :‬إل‬
‫ثلثة مجالس‪ :‬سككفك دم حككرام‪ ،‬أو فككرج حككرام‪ ،‬أو اقتطككاع مكال بغيككر حككق‪،‬‬
‫ولفظ الترجمة فقط عند العسكري والديلمي والقضاعي من حككديث حسككين‬
‫بن عبد الّله بن ضميرة عن أبيه عن جده عن علي مرفوع كًا‪ ،‬وعنككد الككديلمي‬
‫من حديث أسامة بن زيد رفعه‪ :‬المجالس أمانككة‪ ،‬فل يحككل لمككؤمن أن يرفككع‬
‫على مؤمن قبيحًا‪ ،‬ولعبد الرزاق في جامعه من حديث أبي بكر بن محمد بكن‬
‫ل‪ :‬إنما يتجالس المتجالسان بأمانة الّله‪ ،‬فل يحل لحدهما أن‬ ‫حزم رفعه مرس ً‬
‫يفشي عن صاحبه ما يكره‪ ،‬وللعسكري من حديث هشام بن زياد عن محمككد‬
‫بن كعب القرظي عن ابن عباس مرفوعكًا‪ :‬إنمككا يتجالسككون بالمانككة‪ ،‬وقككال‪:‬‬
‫أراد صلى الل ّككه عليككه وسككلم أن الرجككل يجلككس إلككى القكوم فيخوضككون فككي‬
‫الحديث‪ ،‬ولعل فيه ما إن نمى كان فيه ما يكرهون‪ ،‬فيأمنونه على أسرارهم‪،‬‬
‫فيريد أن الحاديث التي تجري بينهم كالمانة الككتي ل يحككب أن يطلككع عليهككا‪،‬‬
‫فمن أظهر أحاديث الذين أمنككوه علككى أسككرارهم فهككو قتككات‪ .‬وفككي التنزيككل‬
‫}هماز مشاء بنميم{ وقال صلى الّله عليه وسلم‪ :‬ل يدخل الجنككة قتككات‪ ،‬أي‬
‫نمام‪ .‬وروي من طريق سلم بن جنادة حدثنا أبو أسامة عن عمككرو بككن عبيككد‬
‫عن الحسن عن أنس مرفوعًا‪ :‬أل ومن المانة‪ ،‬أو أل مككن الخيانككة أن يحككدث‬
‫الرجل أخاه بالحديث فيقول اكتمه فيفشيه‪ ،‬وعن أبي سعيد الخككدري رفعككه‪:‬‬
‫إن من أعظم المانة عند الّله يوم القيامة الرجل يفضي إلى امرأته وتفضككي‬
‫إليه ثم ينشر سرها‪ ،‬وقد مضى حديث‪ :‬إذا حدث الرجل بالحديث ثككم التفككت‬
‫فهي أمانة‪.‬‬
‫‪ - 1001‬حديث‪ :‬المجاهد من جاهد نفسككه فككي ذات الل ّككه‪ ،‬أحمككد والطككبراني‬
‫والقضكاعي مكن حكديث عمككرو بكن مالكك الجنككبي عكن فضكالة بكن عبيككد بكه‬
‫مرفوعًا‪ ،‬وفي الباب عن جابر وعقبة بن عامر ]ص ‪.[377‬‬
‫‪ - 1002‬حديث‪ :‬المحبة مكبة‪ ،‬هو معنى‪ :‬حبك الشيء يعمي ويصم‪.‬‬
‫‪ - 1003‬حديث‪ :‬محبة في الباء صلة في البناء‪ ،‬لم أقككف عليككه‪ ،‬ولكككن فككي‬
‫معنككاه‪ :‬إن أبككر الككبر أن يصككل الرجككل أهككل ود أبيككه‪ ،‬ونحككوه‪ :‬الككود والعككدواة‬
‫يتوارثان‪ ،‬وسيأتي‪.‬‬
‫‪ - 1004‬حديث‪ :‬المحسود مرزوق)‪.(1‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫)‪ (1‬بيض له المؤلف‪ ،‬ول أصل له‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫‪ - 1005‬حديث‪ :‬مداد العلماء أفضل من دم الشهداء‪ ،‬المنجنيقككي فككي روايككة‬
‫الكبار عن الصغار له عن الحسن البصري قوله‪ ،‬وعند ابن عبد البر في فضل‬
‫العلم له من حديث سماك بن حرب عككن أبككي الككدرداء مرفوعكًا‪ :‬يككوزن يككوم‬
‫القيامة مداد العلماء ودم الشهداء‪ ،‬وللخطيب في تاريخه من حديث نافع عن‬
‫ابن عمر رفعه‪ :‬وزن حبر العلماء بككدم الشككهداء فرجككح عليهككم‪ ،‬وفككي سككنده‬
‫محمد بن جعفر اتهم بالوضع‪ ،‬ولكن هو عند الديلمي من حككديث عبككد العزيككز‬
‫بن أبي رواد عن نافع به بلفظ‪ :‬يوزن حبر العلماء ودم الشهداء فيرجح ثواب‬
‫حبر العلماء على ثواب دم الشهداء‪.‬‬
‫‪ - 1006‬حديث‪ :‬مداراة الناس صككدقة‪ ،‬فككي‪ :‬رأس العقككل‪ ،‬وكككذا مضككى فككي‬
‫حديث‪ :‬أمرنا رسول الّله صلى الّله عليه وسلم‪ ،‬مككن الهمككزة‪ :‬وداروا النككاس‬
‫بعقولكم‪ ،‬وذكر شيء منه فككي‪ :‬داروا سككفهاءكم‪ ،‬ولبراهيككم بككن حميككر علككك‬
‫القزويني القاضي‪ :‬بئس الصديق صديق يحتاج إلككى المككداراة‪ ،‬ويلجئكككم إلككى‬
‫العتذار‪ ،‬أو يقول لك‪ :‬اذكرني في دعائك‪.‬‬
‫‪ - 1007‬حديث‪ :‬مدمن الخمر كعابد وثن‪ ،‬أحمد عن ابن عباس‪ ،‬والحاكم عن‬
‫عبد الّله بن عمرو‪ ،‬كلهما به مرفوعًا‪.‬‬
‫‪ - 1008‬حديث‪ :‬المرء بسعده‪ ،‬ل بأبيه ول بجده‪ ،‬هو معنى }إن أكرمكم عنككد‬
‫الّله أتقاكم{‪ ،‬وفي حديث‪ :‬إن الّله أذهكب عنككم عبيكة)‪ (1‬الجاهليكة وفخرهكا‬
‫بالباء‪ ،‬وقوله‪ :‬من أبطأ به عمله لم يسرع به نسبه إلى غيرهما ]ص ‪.[378‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫)‪ (1‬بقسم العين وكسرها‪ ،‬لغتان‪ ،‬نص عليهما أبو عبيدة واللحياني والزهككري‬
‫وغيرهم‪ ،‬ومعناه الكبر والفخر‪ ،‬قال الزهري‪ :‬ل أدري أهي فعلية من العككب؟‬
‫أو من العبو؟‪ ،‬وهو الضوء‪ ،‬نقله النووي في تهذيب السككماء واللغككات‪ ،‬قلككت‪:‬‬
‫والمحفوظ عندنا رواية‪ :‬ضم العين‪ ،‬ووقع في النسككخة الهنديككة وتفسككير ابككن‬
‫كثير والدر المنثور وكشف الخفا‪ :‬عيبة بتقديم الياء‪ ،‬وهو خطأ من الطابعين‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫‪ - 1009‬حديث‪ :‬المرء على دين خليله‪ ،‬فلينظر أحدكم مككن يخالككل‪ ،‬أبككو داود‬
‫والترمذي وحسنه‪ ،‬والطيالسي والبيهقي والقضاعي من طريقه‪ ،‬والعسكككري‬
‫من حديث موسى بن وردان عن أبي هريرة به مرفوعًا‪ ،‬وتوسع ابن الجككوزي‬
‫فأورده في الموضوعات‪ ،‬ورواه العسكري أيضا ً من حديث سليمان بن عمرو‬
‫النخعي عن إسحاق بن عبد الّله بن أبي طلحة عككن أنككس مرفوع كًا‪ ،‬ولفظككه‪:‬‬
‫المرء على دين خليله‪ ،‬ول خير في صككحبة مككن ل يككرى لككك مككن الخيككر مثككل‬
‫الذي ترى له‪ ،‬ورواه ابن عدي فككي كككامله‪ ،‬وسككنده ضككعيف‪ ،‬وأورده بعضككهم‬
‫ومنهم البيهقي في الشعب‪ ،‬بلفظ‪ :‬من يخال بلم واحدة مشددة‪ ،‬وفي معناه‬
‫قول الشاعر‪:‬‬
‫عن المرء ل تسأل وأبصر قرينه * فكل قرين بالمقارن يقتدي‬
‫وفي السادس والستين جملككة آثككار فككي المعنككى‪ ،‬وروى الجملككة الثانيككة مككن‬
‫حديث ليث عن مجاهد قال‪ :‬كانوا يقولون‪ :‬ل خير لك في صحبة مككن ل يككرى‬
‫لك من الحق مثل ما ترى له‪ ،‬ولبي ُنعيككم فككي الحليككة عككن سككهل بككن سككعد‬
‫رفعه‪ :‬ل تصحبن أحدا ً ل يرى لك من الفضل كما ترى لككه‪ ،‬وشككاهده مككا ثبككت‬
‫في المر بأن يحب لخيه ما يحب لنفسه‪ ،‬وقد قال الشاعر‪:‬‬
‫إن الكريم الذي تبقى مودته * مقيمة إن صافا وإن صرما‬
‫ليس الكريم الذي إن زل صاحبه * أفشى وقال عليه كل ما كتما‬
‫وأنشد العسكري لبي العباس الدغولي‪:‬‬
‫إذا كنت تأتي المرء تعرف حقه * ويجهل منك الحق فالصرم أوسع‬
‫ففي الناس أبدال وفي الرض مذهب * وفي الناس عمن ل يواتيك مقنع‬
‫وإن امرأ يرضى الهوان لنفسه * حقيق بجدع النف والجدع أشنع‬
‫‪ - 1010‬حديث‪ :‬المرء كثير بأخيه‪ ،‬قاله النكبي صكلى الّلكه عليكه وسكلم حيكن‬
‫عزى بجعفر بن أبي طالب‪ ،‬إذ قتككل فككي غككزوة مؤتككة كمككا فككي دلئل النبككوة‬
‫وغيرها‪ ،‬وأخرجه الديلمي والقضاعي من حديث سليمان بككن عمككرو النخعككي‬
‫عن إسحاق بن عبد الّله بن أبي ]ص ‪ [379‬طلحة عن أنس مرفوعا ً به‪ ،‬وهو‬
‫عند العسكري أيضا ً في حديث من حديث سليمان المذكور ولكككن قككال عككن‬
‫أبي حازم عككن سككهل بككن سككعد مرفوعكًا‪ ،‬وزاد فيككه يقككول‪ :‬يكسككوه ويحملككه‬
‫ويرفده‪ ،‬وقال‪ :‬أراد أن الرجل وإن كككان قليل ً فككي نفسككه منفككردا ً فككإنه يكككثر‬
‫بأخيه إذا ظافره على المر وساعده عليه‪ ،‬فكأنه كان قليل ً في حين انفككراده‬
‫كثيرا ً باجتماعه مع أخيه وهو مثل قوله‪ :‬الثنان فما فوقهما جماعة‪.‬‬
‫‪ - 1011‬حديث‪ :‬المرء مع من أحب‪ ،‬متفق عليه من حديث شعبة عن قتككادة‬
‫عن أنس‪ ،‬ومن حديث العمش عن شقيق عككن أبككي موسككى وابكن مسكعود‪،‬‬
‫ثلثتهم به مرفوعًا‪ ،‬زاد الترمذي من طريق أشككعث عككن الحسككن عككن أنككس‪:‬‬
‫وله ما اكتسب‪ ،‬وممن رواه عن أنس سالم بن أبي الجعد‪ .‬وقال صفوان بككن‬
‫قدامة‪ :‬هاجرت إلى النبي صلى الّله عليه وسلم فأتيته فقلت‪ :‬يا رسول الّلككه‬
‫ناولني يدك أبايعك فناولني يده‪ ،‬فقلككت‪ :‬يككا رسككول الل ّككه إنككي أحبككك‪ ،‬فقككال‪:‬‬
‫المرء مع من أحب‪ ،‬وفي الباب عن ابن مسعود وأبي موسى وآخرين‪ ،‬منهككم‬
‫بمعناه أبو ذر وقد أفرد بعض الحفاظ)‪ (1‬طرقه في جككزء‪ ،‬وفككي لفككظ‪ :‬قككال‬
‫رجل‪ :‬يا رسول الّله متى قيام الساعة؟ فقال‪ :‬إنها قائمككة فمككا أعككددت لهككا؟‬
‫قال‪ :‬ما أعددت لها من كبير إل أني أحب الّله ورسوله‪ ،‬قال‪ :‬فككأنت مككع مككن‬
‫أحببت ولك ما اكتسبت‪ ،‬قال‪ :‬فما فرح المسككلمون بشككيء بعككد السككلم مككا‬
‫فرحوا به‪ ،‬وفي لفظ آخر عن أبي أمامة‪ :‬يا ابن آدم لك ما نويت‪ ،‬وعليككك مككا‬
‫اكتسبت‪ ،‬ولك ما احتسبت‪ ،‬وأنت مع من أحببت‪ ،‬وفي آخر عن أبي قرصافة‪:‬‬
‫من أحب قوما ً ووالهم حشره الّله فيهم‪ ،‬وفي آخر عن جابر‪ :‬من أحب قوما ً‬
‫على أعمالهم حشر معهم يوم القيامة‪ ،‬وفي لفظ‪ :‬حشر في زمرتهككم‪ ،‬وفككي‬
‫سنده إسماعيل بككن يحيككى الككتيمي ضككعيف‪ ،‬وهككذا الحككديث كمككا قككال بعككض‬
‫العلماء معقود بشرط‪ ،‬وعنى عليه السلم أنه إذا أحبهم عمل أعمالهم‪ ،‬ويدل‬
‫لهذا ما رواه العسكري من جهة داود بن المحبر)‪ (2‬حدثنا الحسن بن واصككل‬
‫قال‪] :‬ص ‪ [380‬قال الحسن‪ :‬ل تغتر يا ابن آدم بقول من يقول أنت مع مككن‬
‫أحببت‪ ،‬فإنه من أحب قوما ً اتبع آثارهم‪ .‬واعلم أنك لككن تلحككق بالخيككار حككتى‬
‫تتبع آثكارهم‪ ،‬وحكتى تأخكذ بهكديهم‪ ،‬وتقتكدي بسككنتهم‪ ،‬وتصككبح وتمسككي علكى‬
‫منهاجهم‪ ،‬حرصا ً على أن تكون منهم‪ ،‬قلت‪ :‬ومن ثم قال القائل‪:‬‬
‫تعصي الله وأنت تظهر حبه * هذا لعمري في القياس بديع‬
‫لو كان حبك صادقا ً لطعته * إن المحب لمن يحب مطيع‬
‫وسأل رجل من أهل بغداد أبا عثمان الواعظ‪ :‬متى يكون الرجل صككادقا ً فككي‬
‫حب موله؟ فقال‪ :‬إذا خل من خلفه كان صادقا ً في حبه‪ ،‬قال‪ :‬فوضع الرجل‬
‫التراب على رأسه وصاح فقال‪ :‬كيف أدعي حبه ولم أخككل طرفككة عيككن مككن‬
‫خلفه‪ ،‬قال‪ :‬فبكى أبو عثمان وأهل المجلككس‪ ،‬وصككار أبكو عثمككان يقكول فككي‬
‫بكائه‪ :‬صادق في حبه مقصر في حقه‪ ،‬أورده البيهقي وقال عقبه‪ :‬ومككا قككاله‬
‫أبو عثمان من صدق حبه وإن كان مقصرا ً في موجباته يشهد له قككوله صككلى‬
‫الّله عليه وسلم‪ :‬المرء مع من أحب‪ ،‬لمن قكال لكه المكرء يحكب القكوم ولكم‬
‫يلحق بهكم‪ ،‬ومكن ثكم لمكا قيكل للفكرزدق‪ :‬أمكا آن لكك أن تقصكر عكن قكذف‬
‫المحصنات‪ ،‬فقال‪ :‬والّله لّلكه أحكب إلككي مكن عينككي الكتي أبصككر بهكا‪ ،‬أفككتراه‬
‫يعذبني‪ ،‬ورواه البيهقي أيضًا‪ ،‬ومنككه قككوله تعككالى }وقككالت اليهككود والنصككارى‬
‫نحن أبناء الّله وأحباؤه قل فلم يعذبكم بذنوبكم{‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫)‪ (1‬هو الحافظ أبككو ُنعيككم فككي كتككاب "المحككبين مككع المحبككوبين" وبلككغ عككدد‬
‫الصحابة فيه نحو العشرين‪ ،‬وقد عده السيوطي وغيره متواترًا‪.‬‬
‫)‪ (2‬وهو هالك‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫ل‪ ،‬الحكاكم‬ ‫‪ - 1012‬حديث‪ :‬المرض ينزل جملة واحدة‪ ،‬والكبرء ينكزل قليل ً قلي ً‬
‫في تاريخه والخطيب في المتفق والمفترق‪ ،‬والديلمي من طريككق عبككد الل ّككه‬
‫بن الحارث الصنعاني عن عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن عككروة عككن‬
‫عائشة به مرفوعًا‪ ،‬وهو باطل‪ ،‬فالصنعاني اتهم بالوضع‪ .‬وقككد قككال الخطيككب‬
‫عقب إيراده له‪ :‬إنه أخطأ فيه خطأ فظيعًا‪ ،‬وأتى أمككرا ً شككنيعًا‪ ،‬ول يثبككت عككن‬
‫رسول الل ّككه صككلى الل ّككه عليككه وسككلم بككوجه مككن الوجككوه‪ ،‬ول عككن أحككد مككن‬
‫الصحابة‪ ،‬وإنما هو قول عروة بككن الزبيككر‪ ،‬ثككم سككاقه مككن طريككق أحمككد بككن‬
‫منصور الرمادي حدثنا عبد الرزاق قال‪ :‬ذكر معمر عن هشام بن عككروة عككن‬
‫أبيه أنه قال‪ :‬المرض يدخل جملة‪ ،‬والبرء يبعض‪ ،‬انتهى‪ .‬وعككزا الككديلمي هككذا‬
‫الحديث أيضا ً لبي الدرداء ]ص ‪.[381‬‬
‫‪ - 1013‬حديث‪ :‬مروا أولدكم بالصلة وهم أبناء سبع سنين واضربوهم عليها‬
‫وهم أبناء عشر وفرقوا بينهم فككي المضككاجع‪ ،‬أبككو داود والحككاكم مككن حككديث‬
‫عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده‪ ،‬وهما والترمذي والدارقطني مككن حككديث‬
‫عبد الملك بن الربيع بن سبرة الجهني نحوه‪ ،‬ولم يذكر التفرقة‪ ،‬وفي البككاب‬
‫عن أبي رافع قال‪ :‬وجدنا في صحيفة في قراب رسول الّله صلى الل ّككه عليككه‬
‫وسلم بعد وفاته فيها مكتوب بسم الّله الرحمن الرحيم وفرقوا بيككن مضككاجع‬
‫الغلمان والجواري والخوة والخككوات لسككبع سككنين‪ ،‬واضككربوا أبنككاءكم علككى‬
‫الصلة إذا بلغوا أظنه تسع سنين‪ ،‬أخرجه البزار‪ .‬وروى أبككو داود مككن طريككق‬
‫هشام بن سعد حدثني معاذ بن عبد الّله بن خبيب الجهني قككال‪ :‬دخلنككا عليككه‬
‫فقال لمرأة وفي رواية لمرأته‪ :‬متى يصلي الصبي؟ فقالت‪ :‬كان رجككل منككا‬
‫يذكر عن رسول الّله صلى الّله عليه وسلم قال‪ :‬إذا عرف يمينه من شككماله‬
‫فمروه بالصلة‪ ،‬وقال ابن القطككان‪ :‬ل نعككرف هككذه المككرأة ول الرجككل الككذي‬
‫روت عنه‪ ،‬انتهى‪ .‬وقد رواه الطبراني من هذا الوجه فقال‪ :‬عن معاذ بن عبكد‬
‫الّله بن خبيب عن أبيه أن النبي صلى الّله عليككه وسككلم بككه‪ ،‬قككال‪ :‬ول يككروى‬
‫عن عبد الّله بن خبيب وله صحبة إل بهذا السناد‪ ،‬تفرد به عبد الّله بككن نككافع‬
‫عن هشام‪ ،‬وقال ابن صاعد‪ :‬إسناد حسن غريب‪ ،‬وعن أبي هريرة نحو الول‬
‫رواه العقيلي في ترجمة محمد بن الحسن بن عطية العوفي عن محمككد بككن‬
‫ل‪ ،‬وهو أولككى‪،‬‬ ‫عبد الرحمن عنه‪ ،‬قال‪ :‬وروي عن محمد بن عبد الرحمن مرس ً‬
‫والرواية في هذا الباب فيها لين‪ ،‬ورواه أبو ُنعيم في المعرفة من حديث عبد‬
‫الّله بن مالك الخثعمي وإسناده ضعيف وعن أنس بلفككظ‪ :‬ومروهككم بالصككلة‬
‫لسبع واضربوهم عليها لثلث عشرة‪ ،‬رواه الطككبراني وفككي إسككناده داود بككن‬
‫المحبر وهو مككتروك‪ ،‬وقككد تفككرد بككه فيمككا قككاله الطككبراني‪ ،‬وهككو فككي نسككخة‬
‫سمعان ابن المهدي عن أنس بلفظ‪ :‬مككروا الصككبيان بالصككلة إذا بلغككوا سككبع‬
‫سنين‪.‬‬
‫‪ - 1014‬حديث‪ :‬المريض أنينه تسبيح‪ ،‬وصيامه تكبير‪ ،‬ونفسه صككدقة‪ ،‬ونككومه‬
‫عبادة‪ ،‬وتقلبه من جنب إلى جنب جهاد في سبيل الّله)‪ ،(1‬قككال شككيخنا‪ :‬إنككه‬
‫ليس ]ص ‪ [382‬بثابت‪ ،‬قلت‪ :‬وقد كتبت في النين شيئًا‪ ،‬وممككا أودعتككه فيككه‬
‫ما رواه البيهقي في الشعب من طريق علي بن عثام قال‪ :‬دخل الفضيل بن‬
‫عياض على ابنه وهو مريض فقال‪ :‬يككا بنككي إن الل ّككه أمرضككك فمككا تئن قككال‪:‬‬
‫فصاح ابنه صيحة وغشي عليه‪ ،‬قالوا‪ :‬قال الفضيل‪ :‬فقلككت ابنككي ابنككي قككال‪:‬‬
‫فما أن حتى فارق الدنيا‪ ،‬ومن طريق سفيان الثوري قال‪ :‬ما أصككاب إبليككس‬
‫مككن أيككوب عليككه السككلم فككي مرضككه إل النيككن‪ ،‬وهكككذا روينككاه فككي ثككاني‬
‫المجالسة للدينوري‪ ،‬بل عنده في أولها من طريق وهب بككن منبككه أن زكريككا‬
‫عليه السلم هرب فدخل جوف شجرة فوضع المنشار على الشككجرة وقطككع‬
‫بنصفين فلما وقع المنشار على ظهره أن‪ ،‬فأوحى الّله إليه يككا زكريككا إمككا أن‬
‫تكف عن أنينك أو أقلب الرض وما عليها‪ ،‬قال‪ :‬فسكت حتى قطع بنصككفين‪،‬‬
‫وفي ثانيها أيضا ً أن عبد الّله بن المام أحمد بن حنبل قككال‪ :‬لمككا مككرض أبككي‬
‫واشتد مرضه ما أن‪ ،‬فقيل له في ذلك فقال‪ :‬بلغنككي عككن طككاوس أنككه قككال‪:‬‬
‫المريض شكوى الّله عز وجل‪ ،‬قال عبد الّله‪ :‬فما أن حتى مات‪ ،‬وأسككند ابككن‬
‫الجوزي عن صالح ابن المام نحككوه‪ ،‬وأنككه لككم يئن إل فككي ليلككة مككوته‪ ،‬وعنككد‬
‫جعفر السراج من حديث سعيد بن عثمان قال‪ :‬دخل ذو النون علككى مريككض‬
‫يعوده فرآه يئن‪ ،‬فقال له ذو النون‪ :‬ليس بصادق في حبه من لم يصبر علككى‬
‫ضربه‪ ،‬فقال المريككض‪ :‬ل ول صككدق فككي حبككه مككن لككم يتلككذذ بضككربه‪ ،‬وكككان‬
‫جماعة من السلف يجعلون مكان النين ذكر الّله والستغفار والتعبد)‪.(2‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫)‪ (1‬رواه الخطيب في التاريخ من حديث أبي هريرة‪ ،‬وقال‪ :‬رجاله معروفون‬
‫بالثقة إل حسين بن أحمد البلخي فإنه مجهول‪.‬‬
‫ّ‬
‫)‪ (2‬وحديث‪ :‬دعوه يئن فإن النين اسم من أسماء الله تعككالى يسككتريح إليككه‬
‫العليل‪ ،‬رواه الديلمي في مسند الفردوس والرافعي فككي تاريككخ قزويككن مككن‬
‫حديث عائشة‪ ،‬وفي سنده الول محمد بن أيوب بن سككويد الرملككي‪ ،‬وضككاع‪،‬‬
‫وفككي سككنده الثككاني ‪ -‬مككع كككونه وجككادة ‪ -‬ليككث بككن أبككي سككليم ومجهولككون‪،‬‬
‫فالحديث واهٍ بالمرة‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫‪ - 1015‬حديث‪ :‬المريض ل يعاد حتى يمرض ثلثة أيام‪ ،‬في‪ :‬عيادة المريض‪.‬‬
‫‪ - 1016‬حديث‪ :‬المسافر على قلت‪ ،‬في‪ :‬لو علم‪.‬‬
‫‪ - 1017‬حديث‪ :‬المستبان ما قال فعلى البادئ حتى يعتدي المظلوم‪ ،‬مسككلم‬
‫]ص ‪ [383‬والترمذي من حديث العلء بن عبككد الرحمككن عككن أبيككه عككن أبككي‬
‫هريرة به مرفوعًا‪ ،‬وفي الباب عن أنس وسعد وابن مسككعود وعبككد الل ّككه بككن‬
‫المغفل وعياض بن حمار وغيرهم‪.‬‬
‫‪ - 1018‬حديث‪ :‬مستريح ومستراح منكه‪ ،‬قكاله للجنكازة الككتي مككر عليكه بهكا‪،‬‬
‫متفق عليه عن أبي قتادة به مرفوعًا‪ ،‬وكذا هو عن غير واحد وفيككه‪ :‬المككؤمن‬
‫يستريح من نصب الدنيا وأذاها إلى رحمة الل ّككه‪ ،‬والفككاجر يسككتريح منككه البلء‬
‫والعباد والشجر والدواب‪ ،‬وفي حديث عن حذيفة‪ :‬إن بعدي فتنة الراقد فيهككا‬
‫خير من اليقظان‪ ،‬الحديث‪ ،‬وفيه‪ :‬فإن أدركتها فككالزق نطاقككك بككالرض حككتى‬
‫يستريح بّر أو يستراح من فاجر‪ ،‬أخرجه العسكري‪.‬‬
‫‪ - 1019‬حديث‪ :‬المستشار مؤتمن)‪ ،(1‬أحمد عكن أبكي مسكعود بكه مرفوعكا ً‬
‫وفيه‪ :‬وهو بالخيار إن شاء تكلم‪ ،‬وإن شاء سكت‪ ،‬فككإن تكلككم فليجتهككد رأيككه‪،‬‬
‫والقضاعي عن سمرة وزاد‪ :‬فككإن شككاء أشككار‪ ،‬وإن شككاء سكككت‪ ،‬فككإن أشككار‬
‫فليشر بما لو نزل به فعله‪ ،‬والعسكري عككن عائشككة ولفظككه‪ :‬إن المستشككير‬
‫ن والمستشككار مككؤتمن‪ ،‬وعككن علككي ولفظككه‪ :‬المستشككار مككؤتمن‪ ،‬فككإذا‬ ‫معَككا ٌ‬
‫ُ‬
‫استشير أحدكم فليشر بما هو صانع لنفسه‪ ،‬وفي الباب عن جابر بكن سكمرة‬
‫وابن عباس وأبي هريكرة وحككديثه عنككد الربعككة عكن أبكي سككلمة عنكه‪ ،‬وقككال‬
‫الترمذي‪ :‬إنه حسن غريب‪ ،‬وعن أبي الهيثم ابن التيهان وأم سككلمة وآخريككن‪،‬‬
‫قال العسكري‪ :‬وأراد رسول الّله صلى الّله عليه وسلم أن من أفضككى إليككك‬
‫سره وأمنك على ذات نفسككه فقككد جعلككك بوضككع نفسككه فيجككب عليككك أن ل‬
‫تشير عليه إل بما تراه صوابًا‪ ،‬فإنه كالمانة للرجل الذي ل يككأمن علككى إيككداع‬
‫ماله إل الثقة في نفسه‪ ،‬والسر الذي ربما كان في إذاعته تلف النفس أولككى‬
‫بأن ل يجعل إل عند الموثوق به‪.‬‬

‫‪-------------------‬‬
‫)‪ (1‬ورواه ابن ماجه‪ ،‬وإسناده صحيح‪ ،‬وأبو مسعود هو البدري‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫‪ - 1020‬حديث‪ :‬المسجد بيت كككل تقككي‪ ،‬الطككبراني والقضككاعي مككن حككديث‬
‫محمد بن واسع قال‪ :‬كتب أبو الدرداء إلى سلمان‪ :‬أما بعد‪ :‬يككا أخككي فككاغتنم‬
‫صحتك وفراغك قبل أن ينزل بك مككن البلء مككا ل يسككتطيع أحككد مككن النككاس‬
‫رده‪ ،‬ويا أخي اغتنككم دعككوة المككؤمن المبتلككى‪ ،‬وليكككن المسككجد بيتككك‪ ،‬فككإني‬
‫سمعت رسول الّله صككلى الل ّككه عليككه وسككلم يقككول‪ ،‬وذكككره ]ص ‪ [384‬ولككه‬
‫شواهد أودعتها بعض التصانيف‪ ،‬منها ما عند أبي ُنعيككم فككي الحليكة عككن أبكي‬
‫إدريس الخولني من قوله‪ :‬المساجد مجالس الكرام‪.‬‬
‫‪ - 1021‬حديث‪ :‬مسح العينيككن ببككاطن أنملككتي السككبابتين بعككد تقبيلهمككا عنككد‬
‫سماع قول المؤذن أشهد أن محمدا ً رسول الّله‪ ،‬مع قوله‪ :‬أشهد أن محمككدا ً‬
‫عبده ورسوله‪ ،‬رضيت بالّله ربكًا‪ ،‬وبالسككلم دين كًا‪ ،‬وبمحمككد صككلى الل ّككه عليككه‬
‫وسلم نبيًا‪ ،‬ذكره الديلمي في الفردوس من حديث أبي بكر الصديق أنه لمككا‬
‫سككمع قككول المككؤذن أشككهد أن محمككد رسككول الل ّككه قككال هككذا‪ ،‬وقبككل بككاطن‬
‫النملتين السبابتين ومسح عينيه‪ ،‬فقال صلى الّله عليه وسلم‪ :‬من فعل مثل‬
‫ما فعل خليلي فقد حلت عليه شفاعتي‪ ،‬ول يصح‪ .‬وكذا ما أورده أبو العبككاس‬
‫أحمد ابن أبي بكر الككرداد اليمككاني المتصككوف فككي كتككابه "موجبككات الرحمككة‬
‫وعزائم المغفرة" بسند فيه مجاهيل مع انقطاعه‪ ،‬عن الخضككر عليككه السككلم‬
‫أنه‪ :‬من قال حين يسمع المؤذن يقول أشهد أن محمككد رسككول الل ّككه‪ :‬مرحبكا ً‬
‫بحبيبي وقرة عيني محمد بككن عبككد الل ّككه صككلى الل ّككه عليككه وسككلم‪ ،‬ثككم يقبككل‬
‫إبهاميه ويجعلهما على عينيه لم يرمد أبدًا‪ ،‬ثم روى بسند فيه من لككم أعرفككه‬
‫عن أخي الفقيه محمد بن البابا فيما حكى عن نفسه أنه هبككت ريككح فككوقعت‬
‫منه حصاة في عينككه‪ ،‬فأعيككاه خروجهككا‪ ،‬وآلمتككه أشككد اللككم‪ ،‬وأنككه لمككا سككمع‬
‫المؤذن يقول أشهد أن محمدا ً رسول الّله قال ذلككك‪ ،‬فخرجككت الحصككاة مككن‬
‫فوره‪ ،‬قال الرداد‪ :‬وهذا يسير فككي جنككب فضككائل الرسككول صككلى الل ّككه عليككه‬
‫وسلم‪ ،‬وحكى الشمس محمد بن صالح المدني إمامها وخطيبها فككي تككاريخه‬
‫عن المجد أحد القدماء من المصريين أنه سمعه يقول‪ :‬من صلى على النبي‬
‫صلى الّله عليه وسككلم إذا سككمع ذكككره فككي الذان وجمككع أصككبعيه المسككبحة‬
‫والبهام وقبلهما ومسح بهما عينيه لم يرمد أبدًا‪ ،‬قككال ابككن صككالح‪ :‬وسككمعت‬
‫ذلك أيضا ً من الفقيه محمد بن الزرندي عن بعض شيوخ العراق أو العجم أنه‬
‫يقول عندما يمسح عينيه‪ :‬صلى الّله عليك يا سيدي يا رسول الل ّككه يككا حككبيب‬
‫قلبي ويا نور بصري ويا قرة عيني‪ ،‬وقال لي كل منهما‪ :‬منذ فعلككه لككم ترمككد‬
‫عيني‪ ،‬قال ابن صالح‪ :‬وأنا ولّله الحمد والشكر منذ سمعته منهمككا اسككتعملته‬
‫فلم ترمد عيني‪ ،‬وأرجو أن عافيتهما تدوم‪ ،‬وأني أسككلم مككن العمككى إن شككاء‬
‫الّله‪ ،‬قال وروي عن الفقيه محمد بن سعيد الخككولني قككال‪ :‬أخككبرني الفقيككه‬
‫العالم أبو الحسن علي ]ص ‪ [385‬ابككن محمككد بككن حديككد الحسككيني أخككبرني‬
‫الفقيه الزاهد البللي عن الحسن عليه السلم أنه قال‪ :‬من قال حين يسككمع‬
‫المؤذن يقول أشهد أن محمدا ً رسول الّله‪ :‬مرحبا ً بحبيبي وقرة عيني محمككد‬
‫بن عبد الّله صلى الّله عليه وسلم ويقبل إبهككاميه ويجعلهمككا علككى عينيككه لككم‬
‫يعم ولم يرمد‪ ،‬وقال الطاوسي‪ :‬إنه سمع من الشمس محمد ابن أبككي نصككر‬
‫البخاري خواجه حديث‪ :‬من قبككل عنككد سككماعه مككن المككؤذن كلمككة الشككهادة‬
‫ظفري إبهاميه ومسهما على عينيه وقال عند المككس‪ :‬الّلهككم احفككظ حككدقتي‬
‫ونورهما ببركة حدقتي محمد رسول الّله صلى الّله عليه وسلم ونورهمككا لككم‬
‫يعم‪ ،‬ول يصح)‪ (1‬في المرفوع من كل هذا شيء‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫)‪ (1‬وحكى الحطاب في شككرح مختصككره خليككل حكايككة أخككرى غيككر مككا هنككا‪،‬‬
‫وتوسع في ذلك‪ ،‬ول يصح شيء من هذا في المرفوع كما قال المؤلككف‪ ،‬بككل‬
‫كله مختلق موضوع‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫‪ - 1022‬حديث‪ :‬المسلمون عدول بعضهم على بعض إل محدودا ً فككي فريككة‪،‬‬
‫أورده الديلمي عن ابن عمرو بل سند مرفوعًا‪ ،‬وهو عند ابن أبككي شككيبة مككن‬
‫طريق عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده ابن عمرو به‪ ،‬ويروى عن عمر من‬
‫قوله‪ ،‬أخرجه الدارقطني من طريق أبي المليح قال‪ :‬كتككب عمكر رضككي الل ّككه‬
‫عنه إلى أبي موسى‪ :‬أما بعد‪ ،‬فككإن القضككاء فريضككة محكمككة‪ ،‬وسككنة متبعككة‪،‬‬
‫فافهم وآس بين الناس في مجلسك‪ ،‬والفهم الفهم فيما يختلج فككي صككدرك‪،‬‬
‫مما لم يبلغك في الكتاب والسنة‪ ،‬واعكرف الشككباه والمثككال‪ ،‬إلكى أن قككال‪:‬‬
‫المسلمون عدول بعضهم على بعض إل مجلودا ً في حد‪ ،‬أو مجربا ً في شهادة‬
‫زور‪ ،‬أو ظنينا ً في ولء أو قرابة‪ ،‬إن الّلكه تعكالى تكولى عنكككم السككرائر ودفكع‬
‫عنكم بالبينات‪.‬‬
‫‪ - 1023‬حديث‪ :‬المسلمون على شروطهم‪ ،‬والصلح جائز بين المسلمين‪ ،‬إل‬
‫ل‪ ،‬أبو داود وأحمد والدارقطني من حديث كككثير‬ ‫صلحا ً أحل حراما ً أو حرم حل ً‬
‫بن عبد الّله بن عمرو بن عوف المزني عن أبيه عن جككده مرفوعكًا‪ ،‬ولفظككه‪:‬‬
‫المسلمون عند شككروطهم إل شككرطا ً حككرم حلل ً أو أحككل حرام كًا‪ ،‬وفككي ]ص‬
‫‪ [386‬الباب عن أنس عند الحاكم‪ ،‬وعن رافع بن خديج عند الطبراني‪ ،‬وعككن‬
‫ابن عمر عند البزار‪ ،‬وعن عطاء قال‪ :‬بلغنا أن رسول الل ّككه صككلى الل ّككه عليككه‬
‫وسلم قال‪ :‬المؤمنون عنككد شككروطهم‪ ،‬أخرجككه ابككن أبككي شككيبة‪ ،‬وكلهككا فيهككا‬
‫مقال‪ ،‬وأمثلها أولها وقد علقه البخاري جازمكا ً بككه فقككال فككي الجككارة‪ :‬وقككال‬
‫النبي صلى الّله عليه وسلم المسلمون عند شروطهم‪ ،‬فهو صككحيح علككى مككا‬
‫تقرر في علوم الحديث)‪ ،(1‬وهككو فككي المصككراة‪ ،‬والككرد بككالعيب مككن تخريككج‬
‫الرافعي‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫ً‬
‫)‪ (1‬وهو أن البخاري إذا علق في صحيحه حديثا بصككيغة الجككزم أفككاد صككحته‪،‬‬
‫وإن لم يكن على شرطه‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫‪ - 1024‬حديث‪ :‬المسلم أخو المسلم ل يظلمه ول يشككتمه‪ ،‬الحككديث‪ .‬وفيككه‪:‬‬
‫ومن كان في حاجة أخيه‪ .‬متفق عليه عن ابككن عمككر بككه مرفوع كًا‪ ،‬ورواه أبككو‬
‫يعلى عن أبي هريرة بزيادة‪ :‬ول يحقره حسب المسككلم مككن الشككر أن يحقككر‬
‫أخاه المسلم‪ ،‬والثعلبي من رواية إسككماعيل بككن رافككع عككن سككعيد عككن أبككي‬
‫هريرة به مرفوعكا ً بلفككظ‪ :‬المسككلم أخككو المسككلم‪ ،‬ل يظلمككه‪ ،‬ول يخككذله‪ ،‬ول‬
‫يعتبه‪ ،‬ول يتطاول عليه في البنيان فيستر عليه الريح إل بإذنه‪ ،‬ول يؤذيه بقتار‬
‫قدره إل أن يغرف له منها‪ ،‬ول يشتري لبيته فاكهة فيخرجون بها إلى صككبيان‬
‫جاره ثم ل يطعمونهم منها‪ ،‬وإسناده ضككعيف‪ ،‬وقككد تكلمككت عليككه فككي بعككض‬
‫تصانيفي‪ ،‬ومسلم والطبراني عن عقبة بن عامر مقتصرا ً على‪ :‬المسلم أخككو‬
‫المسلم‪ ،‬وزاد‪ :‬فل يحل لمسلم باع من أخيه بيعا ً يعلم فيه عيبا ً إل بينككه‪ ،‬وأبككو‬
‫داود عن عمرو بككن الحككوص كككذلك بككدون الزيككادة إل أنككه زاد‪ :‬فليككس يحككل‬
‫لمسلم من مال أخيه شيء إل ما أحل له من نفسه‪ ،‬وعن قبلة ابنككة مخرمككة‬
‫بلفظ‪ :‬المسلم أخو المسلم يسعهما الماء والشكجر ويتعاونكان علككى الفتككان)‬
‫‪ ،(1‬والديلمي بل سند عن علي بن شيبان بلفككظ‪ :‬المسككلم أخككو المسككلم إذا‬
‫لقيه حياه بالسلم‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫)‪ (1‬رواه أبو داود في كتاب الخككراج مككن سككننه‪ ،‬والفتككان يككروى بفتككح الفككاء‬
‫ومعناه الشيطان‪ ،‬لنه يفتن المسلمين عن دينهم ويضلهم‪ ،‬ويروى بضم الفاء‬
‫جمع فاتن‪ ،‬وهم قطاع الطريق ومن في معناهم‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫‪ - 1025‬حديث‪ :‬المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده‪ ،‬والمهاجر من‬
‫]ص ‪ [387‬هجر ما حرم الّله‪ ،‬متفق عليه عن ابن عمككرو بككه مرفوع كًا‪ ،‬وعككن‬
‫أبي موسى‪ ،‬ومسلم عن جابر‪ ،‬وفي البككاب عككن أنككس بزيككادة‪ :‬المككؤمن مككن‬
‫أمنه الناس‪ ،‬وعن بلل وعمرو بن عبسة وفضالة بن عبيد ومعاذ والنعمان بن‬
‫بشير وأبي هريرة وآخرين‪.‬‬
‫‪ - 1026‬حديث‪ :‬المصائب مفاتيح الرزاق)‪.(1‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫)‪ (1‬لم يتكلم عليه‪ ،‬وهو غير وارد‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫‪ - 1027‬حديث‪ :‬مصر أطيب الرضين ترابًا‪ ،‬وعجمها أكرم العجم أنسابًا‪ ،‬قال‬
‫شيخنا‪ :‬ل أعرفه مرفوعًا‪ ،‬وإنما يذكر معناه عن عمرو بن العاص‪.‬‬
‫‪ - 1028‬حديث‪ :‬مصر بأقوالها‪ ،‬كلم‪ ،‬نحو قول بعض الصوفية‪ :‬ألسنة الخلككق‬
‫أعلم أو أقلم الحق‪ ،‬بل مضى‪ :‬الفال موكل بالمنطق)‪.(1‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫)‪ (1‬هذا على أن بأقوالها‪ ،‬بالقاف وقيل بالفككاء فككول‪ ،‬إشككارة إلككى أن الفككول‬
‫طعام مصر الشعبي المتداول‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫‪ - 1029‬حديث‪ :‬مصر كنانة الّله في أرضه‪ ،‬ما طلبها عدو إل أهلكه الل ّككه‪ ،‬لككم‬
‫أره بهذا اللفظ في مصر ولكن عند أبي محمد الحسن بن زولق في فضائل‬
‫مصر له حديثا ً بمعنككاه ولفظككه‪ :‬مصكر خككزائن الرض كلهكا مكن يردهككا بسكوء‬
‫قصمه الّله‪ ،‬وعزاه المقريزي في الخطط لبعض الكتب اللهيككة‪ ،‬وكككذا يككروى‬
‫عن كعب الحبار‪ :‬مصر بلد معافاة من الفتن من أرادها بسوء كبه الّله علككى‬
‫وجهه‪ ،‬ولبكن يكونس وغيككره عكن أبككي موسككى الشككعري‪ :‬أهكل مصكر الجنككد‬
‫الضعيف‪ ،‬ما كادهم أحد إل كفاهم الّله مؤونته‪ .‬قال نبيع بككن عككامر الكلعككي‪:‬‬
‫فأخبرت بذلك معاذ بن جبل فأخبرني بذلك عن النبي صلى الّله عليه وسلم‪،‬‬
‫وعن عمرو بن العاص حدثني عمر أنككه سككمع رسككول الل ّككه صككلى الل ّككه عليككه‬
‫وسلم يقول‪ :‬إذا فتح الّله عليكم مصر بعدي فاتخذوا فيها جندا ً كثيفككًا‪ ،‬فككذلك‬
‫الجند خير أجناد الرض‪ ،‬قال أبو بكر‪ :‬ولم ذاك يككا رسككول الل ّككه؟ قككال‪ :‬لنهككم‬
‫في رباط إلى يوم القيامة‪ ،‬وعن عمرو بن الحمق مرفوعًا‪ :‬تكون فتنة أسككلم‬
‫الناس فيها أو خير الناس فيهككا الجنككد الغربككي‪ ،‬قككال‪ :‬فلككذلك قككدمت عليكككم‬
‫مصر‪ ،‬وعن أبي بصرة الغفاري أنه قال‪ :‬مصر خزائن الرض كلها‪ ،‬وسلطانها‬
‫سلطان الرض كلها‪ ،‬أل تككرى إلككى قككول يوسككف ]ص ‪} [388‬اجعلنككي علككى‬
‫خزائن الرض{‪ ،‬ففعل فأغيث بمصر‪ ،‬وخزائنهككا يككومئذ كككل حاضككر وبككاد مككن‬
‫جميع الرضين‪ ،‬إلى غيرها مما أودعه فككي مقدمككة تككاريخه)‪ ،(1‬وعككزا شككيخنا‬
‫لنسخة منصور ابن عمار عن ابككن لهيعككة مككن حككديث‪ :‬مككن أحككب المكاسككب‬
‫فعليككه بمصككر‪ ،‬الحككديث‪ .‬وفككي صككحيح مسككلم عككن أبككي ذر مرفوع كًا‪ :‬إنكككم‬
‫ستفتحون أرضا ً يذكر فيها القيككراط فاستوصككوا بأهلهككا خيككرا ً فككإن لهككم ذمككة‬
‫ورحمًا‪ ،‬ثم قال حرملة راويه‪ :‬يعني بالقيراط أن قبط مصر يسمون أعيككادهم‬
‫وكل مجمع لهم القيراط‪ ،‬وفي الطبراني وتاريخ مصر لبن يونس واللفظ لككه‬
‫من حديث كعب بن مالك مرفوعًا‪ :‬إذا دخلتم مصر فاستوصوا بالقباط خيككرا ً‬
‫فإن لهم ذمة ورحمًا‪ ،‬ولبن يونس فقط من طريق بحير بن ذاخككر المعككافري‬
‫عن عمرو بن العاص حدثني عمر أنه سمع رسول الّله صلى الّله عليه وسلم‬
‫يقول‪ :‬إن الّله سيفتح عليكم بعدي مصر فاستوصوا بقبطهككا خيككرا ً فككإن لهككم‬
‫منكم صهرا ً وذمة‪ ،‬وجاء عن ابن عيينة قال‪ :‬من النككاس مككن يقككول هككاجر أم‬
‫إسماعيل كانت قبطية ومنهم من يقول ماريككة أم إبراهيككم ابككن النككبي صككلى‬
‫الّله عليه وسلم قبطيككة‪ ،‬وعككن الزهككري قككال‪ :‬الرحككم باعتبككار هككاجر والذمككة‬
‫باعتبار إبراهيككم‪ ،‬وقككد تحصككل أنككه أراد بالذمككة العهككد الككذي دخلككوا منككه فككي‬
‫السلم أيام عمر فإن مصر فتحت صلحًا‪ ،‬وفي هذا الحديث مكن أعلم نبكوته‬
‫صلى الّله عليه وسلم فتح مصر وإعطاء أهلها العهد‪ ،‬وقد بسطت الكلم فيه‬
‫في بعض الجوبة‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫)‪ (1‬يعني ابن يونس‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫‪ - 1030‬حديث‪ :‬مصر ما تبعد عن حبيب‪ ،‬مضى في‪ :‬ما تبعد‪.‬‬
‫‪ - 1031‬حديث‪ :‬مطل الغني ظلم‪ ،‬متفق عليه عن أبككي هريككرة‪ ،‬وفككي لفككظ‬
‫لبعضهم عنه‪ :‬المطل ظلم الغني‪ ،‬وفي البككاب عككن عمككران بككن حصككين عنككد‬
‫القضاعي بزيادة‪ ،‬في آخرين‪.‬‬
‫‪ - 1032‬حديث‪ :‬المطيع لوالديه هو المطيع لرب العالمين في أعلككى علييككن‪،‬‬
‫أبو بكر ابن لل عن أنس به مرفوعا ً ]ص ‪.[389‬‬
‫‪ - 1033‬حديث‪ :‬المعاصي تزيل النعم‪ ،‬لم أقف عليه‪ ،‬كما أشككرت إليككه فككي‪:‬‬
‫إن الّله ل يعذب‪ ،‬من الهمزة‪.‬‬
‫‪ - 1034‬حديث‪ :‬معترك المنايا‪ ،‬في‪ :‬أعمار أمتي‪.‬‬
‫‪ - 1035‬حديث‪ :‬المعدة بيت الداء‪ ،‬والحمية رأس الدواء‪ ،‬ل يصح رفعككه إلككى‬
‫النبي صلى الّله عليه وسلم‪ ،‬بل هو من كلم الحارث بن كلدة طبيب العككرب‬
‫أو غيره‪ ،‬نعم عند ابن أبي الدنيا في الصمت من جهكة وهككب بكن منبككه قككال‪:‬‬
‫أجمعت الطباء علككى أن رأس الطككب الحميككة‪ ،‬وأجمعككت الحكمككاء علككى أن‬
‫رأس الحكمة الصمت‪ ،‬وللخلل من حديث عائشة‪ :‬الزم دواء‪ ،‬والمعككدة داء‪،‬‬
‫وعودوا بدنا ً ما اعتاده‪ ،‬وأورد الغزالي في الحياء من المرفوع‪ :‬البطنة أصككل‬
‫الداء‪ ،‬والحمية أصل الدواء‪ ،‬وعودوا كل بدن بما اعتاد‪ ،‬وقال مخرجه‪ :‬لم أجد‬
‫ل‪ ،‬وللطبراني في الوسط من حديث يحيى بن عبيد الّله البككابلتي عككن‬ ‫له أص ً‬
‫إبراهيم بن جريج الرهاوي عن زيد بن أبي أنيسة عن الزهري عن أبي سلمة‬
‫عن أبي هريرة مرفوعًا‪ :‬المعككدة حككوض البككدن‪ ،‬والعككروق إليهككا واردة‪ ،‬فككإذا‬
‫صحت المعدة صدرت العروق بالصحة‪ ،‬وإذا فسدت المعدة صككدرت العككروق‬
‫بالسقم‪ ،‬وقال‪ :‬لم يروه عن الزهري إل زيد بن أبي أنيسة‪ ،‬تفرد به الرهاوي‪،‬‬
‫وقد ذكره الدارقطني في العلكل مكن هكذا الكوجه‪ ،‬وقكال‪ :‬اختلكف فيكه علكى‬
‫الزهري‪ ،‬فرواه أبو قرة الرهككاوي عنككه فقككال عككن عائشككة‪ ،‬قككال‪ :‬وكلهمككا ل‬
‫يصح‪ ،‬قال‪ :‬ول يعرف هذا من كلم النبي صلى الّله عليه وسلم‪ ،‬إنما هو مككن‬
‫كلم عبد الملك بن سعيد بن أنجر)‪.(1‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫)‪ (1‬رواه العقيلي من طريق الحميدي عن سفيان عن عبد الرحمن بككن عبككد‬
‫الملك عن أبيه‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫‪ - 1036‬حديث‪ :‬المغتاب والمستمع شريكان في الثككم‪ ،‬ذكككره الغزالككي فككي‬
‫الحياء لم يخرجه العراقي‪ ،‬وذكره عن الطبراني من حديث ابن عمر حديث‪:‬‬
‫نهى عن الغيبة‪ ،‬وعن الستماع إلى الغيبة‪.‬‬
‫‪ - 1037‬حديث‪ :‬مفتاح الجنة ل إله إل الّله‪ ،‬أحمد عن معاذ به مرفوعًا‪.‬‬
‫‪ - 1038‬حديث‪ :‬المقدر كائن‪ ،‬في‪ :‬ل يكثر همك ]ص ‪.[390‬‬
‫‪ - 1039‬حديث‪ :‬المقل)‪.(1‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫)‪ (1‬بيض له‪ ،‬وقال ابن الككديبع‪ :‬لككم أفهككم معنككاه‪ ،‬قلككت‪ :‬المقككل بضككم الميككم‬
‫الكندر أو الجوز‪ ،‬ولعله أراد أن يذكر فيه حديثا ً من الحاديث الباطلة‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫‪ - 1040‬حككديث‪ :‬المكككر والخديعككة فككي النككار‪ ،‬الككديلمي عككن أبككي هريككرة‬
‫والقضاعي عن ابن مسعود رفع‪ ،‬كلهما به‪ ،‬زاد ثانيهمككا‪ :‬ومككن غشككنا فليككس‬
‫منا)‪ ،(1‬وفي الباب عن غيرهما‪ ،‬ونحوه حديث‪ :‬ليس منا من ضككار مسككلما ً أو‬
‫ماكره‪ ،‬أخرجه الترمذي‪ ،‬قال العسكري‪ :‬يريد أن ذا المكر والخككداع ل يكككون‬
‫تقيا ً ول خائفا ً لّله‪ ،‬لنه إذا مكر غدر‪ ،‬وإذا غدر خدع‪ ،‬وإذا خدع أوبككق‪ ،‬وهككذا ل‬
‫يكون في تقي فكل خلة جانبت التقى فهي في النار‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫)‪ (1‬رواه عن ابن مسعود الطبراني في الكبير بسند جيد وصححه ابن حبان‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫‪ - 1041‬حديث‪ :‬ملعون من زاد ولم يشتر‪ ،‬ل أعلمه فككي المرفككوع‪ ،‬نعككم قككد‬
‫ثبت النهي عن النجش‪ ،‬وهو أن يزيد في ثمن السلعة ل إرادة لشرائها ولكن‬
‫ليوقع غيره أو يمدحها لينفقها ويروجها‪.‬‬
‫‪ - 1042‬حديث‪ :‬المنافق يملك عينيه يبكي بهما متى يشاء‪ ،‬الديلمي وأبو بكر‬
‫الشافعي في الغيلنيات‪ ،‬كلهما عن علي به مرفوعًا‪ ،‬وهو ضعيف‪ ،‬ونحوه ما‬
‫لبن عدي في الكامل بسند ضعيف جدا ً عن جكابر رفعككه‪ :‬أتككدرون مككا علمككة‬
‫المنافق؟ قلنا‪ :‬الّله ورسوله أعلم‪ ،‬قال‪ :‬الذي يبكي بإحدى عينيككه‪ ،‬لكككن قككال‬
‫مالك بن دينار‪ :‬قرأت فككي التككوراة‪ :‬إذا اسككتكمل العبككد النفككاق ملككك عينيككه‪،‬‬
‫وللبيهقي في الشعب من طريق علي بكن عثكام قكال‪ :‬بككى سكفيان الثكوري‬
‫يوما ً ثم قال‪ :‬بلغني أن العبككد أو الرجككل إذا كمككل نفككاقه ملككك عينيككه فبكككى‪،‬‬
‫ولبن المبارك في الجزء الول من الزهد عن زمعة بن صالح عن سككلمة بككن‬
‫وهرام عن شعيب الجبائي قال‪ :‬إذا كمل فجور النسككان ملككك عينيككه‪ ،‬فمككتى‬
‫شاء أن يبكي بكى‪ ،‬انتهى‪ .‬ومن ثم قيككل‪ :‬دمككع الفككاجر حاضككر‪ ،‬قككال الصككلح‬
‫الصفدي‪ :‬رأيت من يبكي بإحدى عينيه‪ ،‬ثم يقككول لهككا‪ :‬قفككي‪ ،‬فيقككف دمعهككا‪،‬‬
‫ويقول للخرى‪ :‬ابكي أنت‪ ،‬فيجري دمعها‪ ،‬ورأيت آخر لككه محبككوب فككإذا قككال‬
‫له‪ :‬ابك بكى‪ ،‬وإذا قال وهو في وسط البكاء‪ :‬اضكحك يجمكد دمعكه ويضكحك‪،‬‬
‫ورأيت من يبكي بإحدى عينيه‪ ،‬انتهى ملخصًا‪ ،‬وقال ابن مردويككه فيمككا انتقككاه‬
‫من ]ص ‪ [391‬حديث الطبراني‪ :‬حككدثنا الفضككل بككن أحمككد الصككبهاني حككدثنا‬
‫إسماعيل بن عمرو البجلي حدثنا عبد السلم بن حككرب حككدثنا العمككش عككن‬
‫أبي وائل عن حذيفة رفعه‪ :‬بكاء المؤمن من قلبه‪ ،‬وبكاء المنافق من هككامته‪،‬‬
‫وكذا هو عند الطبراني في معجمه‪ ،‬وفي الباب عككن أنكس‪ ،‬ويككروى عككن ابكن‬
‫عباس مرفوعًا‪ :‬بكاء الكبد والعين من الّله‪.‬‬
‫‪ - 1043‬حديث‪ :‬المنبت ل أرضا ً قطع ول ظهككرا ً أبقككى‪ ،‬الككبزار والحككاكم فككي‬
‫علومه‪ ،‬والبيهقي في سننه عنككه‪ ،‬وكككذا ابككن طككاهر مككن طريقككه‪ ،‬وأبككو ُنعيككم‬
‫والقضاعي والعسكري والخطابي في العزلككة‪ ،‬كلهككم مككن طريككق محمككد بككن‬
‫المنكدر عن جابر مرفوعا ً بلفظ‪ :‬إن هذا الككدين مكتين فأوغككل فيككه برفككق ول‬
‫تبغض إلى نفسك عبادة الّله‪ ،‬فإن المنبت‪ ،‬وذكره‪ ،‬وهو مما اختلف فيه علككى‬
‫ابن سوقة في إرساله ووصله‪ ،‬وفي رفعككه ووقفككه‪ ،‬ثككم فككي الصككحابي‪ ،‬أهككو‬
‫جابر أو عائشة أو عمر‪ ،‬وقال الككدارقطني‪ :‬ليككس فيهككا حككديث ثككابت‪ ،‬ورجككح‬
‫البخاري في تاريخه من حديث ابن المنكدر الرسال‪ ،‬وأخرجه البيهقي أيضككًا‪،‬‬
‫والعسكري من حديث ابن عمرو بن العاص رفعه لكن بلفظ‪ :‬فإن المنبككت ل‬
‫سفرا ً قطع ول ظهرا ً أبقى‪ ،‬وزاد‪ :‬فاعمل عمل امرئ يظن أن لن يموت أبدًا‪،‬‬
‫واحذر حذرا ً تخشى أن تموت غدًا)‪ ،(1‬وسنده ضعيف أيضًا‪ ،‬مع كون صككحابيه‬
‫عنككد العسكككري عمككرو بككن العككاص ل ولككده‪ ،‬لكككن الظككاهر أنككه مككن الناسككخ‬
‫فطريقهما متحد‪ ،‬وهو عند ابن المبارك في الزهد مككن حككديث عبككد الل ّككه بككن‬
‫عمرو لكن وقفه ولفظه‪ :‬إن دينكم دين متين فأوغلوا فيه برفق‪ ،‬ول تبغضككوا‬
‫إلى أنفسكم عبادة الّله‪ ،‬فإن المنبت‪ ،‬وذكككره‪ .‬ولهمككا شككاهد عنككد العسكككري‬
‫من حديث الفرات بن السالب عن أبي إسحاق عككن عاصككم بككن ضككمرة عككن‬
‫علي رفعه‪ :‬إن دينكم دين متين فأوغل فيه برفق‪ ،‬فإن المنبت ل ظهرا ً أبقى‬
‫ول أرضا ً قطع‪ ،‬وفرات ضعيف‪ ،‬وهو عند أحمد من حككديث أنككس رفعككه‪ ،‬لكككن‬
‫ليس فيه جملة الترجمة‪ ،‬وهو على اختصاره أجود مما قبله‪ ،‬وهككو مككن البككت‬
‫القطع يريد أنه بقى فككي طريقككه عككاجزا ً عككن مقصككده ]ص ‪ [391‬لككم يقككض‬
‫وطره‪ ،‬وقد أعطب ظهره‪ ،‬والوغول الدخول في الشيء‪ ،‬فكأنه قال إن هككذا‬
‫الدين مع كونه سهل ً يسيرا ً صلب شديد فبالغوا فيه في العبادة‪ ،‬لكن اجعلككوا‬
‫تلك المبالغة مع رفق‪ ،‬فإن الذي يبالغ فيككه بغيككر رفككق ويتكلككف مككن العبككادة‬
‫فوق طاقته يوشك أن يمل حككتى ينقطككع عككن الواجبككات‪ ،‬فيكككون مثلككه مثككل‬
‫الذي يعسف الركاب ويحملها مككن السككير علككى مككا ل تطيككق رجككاء السككراع‬
‫فينطبق ظهره فل هو قطع الرض التي أراد ول هو أبقى ظهره سالما ً ينتفككع‬
‫به بعد ذلك‪ ،‬وهذا كالحديث الخر‪ :‬إن هذا الدين يسر ولن يشاد الدين أحد إل‬
‫غلبه‪ ،‬أخرجه البخاري وغيره عن أبي هريككرة كمككا سككيجيء فككي‪ :‬مككن يشككاد‪،‬‬
‫وكقوله‪ :‬سددوا وقاربوا‪ ،‬أي اقصدوا السداد والصككواب ول تفرطككوا فتجهككدوا‬
‫أنفسكككم فككي العبككادة‪ ،‬لئل يفضككي بكككم ذلككك إلككى الملل فتككتركوا العمككل‬
‫فتفرطوا‪ ،‬وقد روى الخطابي في العزلة من جهة ابن أبي قماش عن عائشة‬
‫قال‪ :‬ما أمر الّله عباده بما أمر إل وللشيطان فيه نزعتان‪ ،‬فإما إلى غلو وإما‬
‫إلى تقصير فبأيهما ظفر قنع‪ ،‬وعن علككي بككن عثككام قككال‪ :‬كل طرفككي القصككد‬
‫مذموم‪ ،‬ولبعض الشعراء‪:‬‬
‫فسامح ول تستوف حقك كله * وأبق فل يستوف قط كريم‬
‫ول تعد في شيء من المر واقتصد * كل طرفي قصد المور ذميم‬
‫وقد أفردت في هذا الحديث جزءًا‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫)‪ (1‬وهذا أصل ما اشتهر على ألسنة العوام‪ :‬اعمل لدنياك كأنك تعيككش أبككدا ً‬
‫واعمل لخرتك كأنك تموت غدًا‪ ،‬وقد عزاه سهل بن هارون في رسكالته فككي‬
‫مدح البخل لعبد الّله بن عمرو‪ ،‬وكذلك رواه ابن أبي الدنيا في بعض أجزائه‪،‬‬
‫بلفظ‪ :‬احرث وفي إسناده مجهول‪ ،‬ول أصل له في المرفوع‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫‪ - 1044‬حديث‪ :‬من آذى ذميا ً فأنا خصمه‪ ،‬أبو داود من حديث ابن وهب عككن‬
‫أبي صخر المدني عن صفوان بن سليم عن عدة مككن أبنككاء أصككحاب رسككول‬
‫الّله صلى الّله عليه وسلم عن آبائهم دن َْية عن رسول الل ّككه صككلى الل ّككه عليككه‬
‫وسلم قال‪ :‬أل من ظلم معاهدا ً أو انتقصه أو كلفه فككوق طككاقته أو أخككذ منكه‬
‫شيئا ً بغير طيب نفس فأنا خصمه يوم القيامة‪ ،‬وسنده ل بأس بككه‪ ،‬ول يضككره‬
‫جهالة من لم يسم من أبناء الصحابة‪ ،‬فككإنهم عككدد ينجككبر بككه جهككالتهم‪ ،‬ولككذا‬
‫سكت عليه أبو داود‪ ،‬وهو عند البيهقي في سننه من هذا الوجه‪ ،‬وقككال‪ :‬عككن‬
‫ثلثين من أبناء أصحاب رسول الّله صلى الّله عليه وسككلم عككن آبككائهم دنيككة‪،‬‬
‫وذكره بلفظ‪ :‬أل من ظلم معاهدا ً أو انتقصه أو كلفه فوق طاقته أو أخذ منككه‬
‫شيئا ً بغير طيب نفس منه فأنا حجيجه يوم ]ص ‪ [393‬القيامة‪ ،‬وأشار رسول‬
‫الّله صلى الّله عليه وسلم بأصبعه إلى صدره‪ :‬أل ومن قتل معاهككدا ً لككه ذمككة‬
‫الّله وذمة رسوله حرم الّله عليه ريح الجنككة‪ ،‬وإن ريحهككا ليوجككد مككن مسككيرة‬
‫سبعين خريفًا‪ ،‬وله شواهد بينتها في جزء أفردته لهككذا الحككديث أيض كًا‪ ،‬ومنهككا‬
‫عن عمر بن سعد رفعه‪ :‬أنا خصم يوم القيامة لليتيم والمعاهد ومن أخاصككمه‬
‫أخصمه‪.‬‬
‫‪ - 1045‬حديث‪ :‬من أبطأ به عمله لم يسرع به نسبه‪ ،‬مسلم من حديث أبككي‬
‫معاوية عن العمش عن أبي صالح عن أبي هريرة رفعه به‪ ،‬في حديث أوله‪:‬‬
‫فس عن مؤمن كربة‪ ،‬لكن بلفظ‪ :‬من بطأ‪ ،‬بككدون ألككف‪ ،‬وكككذا هككو بهككذا‬ ‫من ن ّ‬
‫اللفظ عند العسكري من حديث أبي عوانكة وعبكد الل ّككه بكن سككيف‪ ،‬فرقهمككا‪،‬‬
‫كلهما عن العمش‪ ،‬ورواه القضاعي مككن حككديث زائدة بككه بلفككظ الترجمككة‪،‬‬
‫وعن محمد بن النضر الحارثي قال‪ :‬من فاته حسب نفسككه يعنككي الككدين لككم‬
‫ينفعه حسب أبيه‪.‬‬
‫‪ - 1046‬حديث‪ :‬من أتت عليه أربعون سنة ولم يغلككب خيككره شككره فليتجهككز‬
‫إلى النار‪ ،‬أورده الزدي في ترجمة بارح بن أحمد الهروي من رواية بارح عن‬
‫عبد الّله بن مالك الهروي عن سفيان عن جوبير عن الضحاك عن ابن عباس‬
‫به مرفوعًا‪ ،‬وأشار إليه الخطيب‪.‬‬
‫‪ - 1047‬حديث‪ :‬من أتت عليه ستون سنة‪ ،‬في‪ :‬معترك المنايا‪.‬‬
‫‪ - 1048‬حديث‪ :‬من أحب أن يتمثل له الرجال قياما ً فليتبوأ مقعده من النار‪،‬‬
‫أحمد والطيالسي في مسنديهما‪ ،‬والترمذي وآخرون عن معاوية به مرفوع كًا‪،‬‬
‫وفي الباب عن جماعة‪ ،‬وقد أفرد النووي رحمه الّله في المسألة جزءا ً وقال‬
‫أبو سليمان الخطابي في معناه‪ :‬هككو أن يككأمرهم بككذلك ويلزمهككم إيككاه علككى‬
‫مذهب الكبر والنخوة‪ ،‬وقوله يتمثل معناه‪ :‬يقوم ينتصب بين يديه‪ ،‬قال‪ :‬وفي‬
‫حديث سعد دللة علككى أن قيكام المكرء بيكن يكدي الرئيككس الفاضكل والككولي‬
‫العادل وقيام المتعلم العالم مستحب غير مكروه‪ ،‬قال البيهقي فككي الشككعب‬
‫عقب حكايته‪ :‬وهذا القيام يكككون علككى وجككه الككبر والكككرام‪ ،‬كمككا كككان قيككام‬
‫النصار وقيام طلحة لكعب بن مالك‪] ،‬ص ‪ [394‬ول ينبغي للذي يقام لككه أن‬
‫يريد ذلك من صاحبه حتى إن لم يفعككل حنككق عليككه أو شكككاه أو عككاتبه‪ ،‬وقككد‬
‫سمعت أبا عبد الّله الحافظ هو الحاكم يقول‪ :‬سمعت المام أبا بكر أحمد بن‬
‫إسحاق هو الضبعي إمام الفقهاء الشافعية بنيسابور يقول‪ :‬التقيككت مككع أبككي‬
‫عثمان الحيري في يوم عيد في المصلى‪ ،‬وكان مككن عككادته إذا التقككى بواحككد‬
‫منا يسأله بحضرة الناس عن مسائل فقهية‪ ،‬يريد بذلك إجلله وزيككادة محلككه‬
‫عند العوام‪ ،‬فسألني بحضرة الناس في مصلى العيد عن مسائل‪ ،‬فلمككا فككرغ‬
‫منها قلت له‪ :‬أيها الستاذ في قلبي شككيء أردت أن أسككألك عنككه منككذ حيككن‪،‬‬
‫قكال‪ :‬قكل‪ ،‬قلككت‪ :‬إنكي رجكل قككد دفعككت إلككى صككحبة النكاس‪ ،‬وحضكور هككذه‬
‫المحافل‪ ،‬وإني ربما أدخل مجلسا ً يقوم لككي بعككض الحاضككرين ويتقاعككد عككن‬
‫القيام لي بعضهم‪ ،‬فأجدني أنقم على المتقاعد حتى لو قدرت على السككاءة‬
‫إليه فعلت‪ ،‬قال‪ :‬فلما فرغت من كلمي سكت أبكو عثمككان وتغيكر لكونه ولكم‬
‫يجبني بشيء فلما رأيته قد تغير سكتت‪ ،‬ثم انصرفت من المصلى‪ ،‬فلما كان‬
‫مككا كككان‬ ‫بعد العصر قعدت وأذنت للناس فدخل علي عند المساء جار لي‪ ،‬قل ّ‬
‫يتخلف عن مجلس أبي عثمان‪ ،‬فقلت له‪ :‬من أين أقبلت قككال‪ :‬مككن مجلككس‬
‫أبي عثمان‪ ،‬قلت‪ :‬وفي ماذا كان يتكلم؟ قال‪ :‬أخككذ فككي المجلككس مككن أولككه‬
‫إلى آخره في رجل‪ ،‬كان ظنه به أجمل ظن‪ ،‬فأخبره عن سره بشيء أنكككره‬
‫أبو عثمان وتغير ظنه به‪ .‬قال أبو بكر‪ :‬فعلمت أنه حديثي‪ ،‬قلت‪ :‬وبماذا ختككم‬
‫حديث ذلك الرجل؟ قال‪ :‬قال أبو عثمان‪ :‬أظهر لي من باطنه شيئا ً لكم أشككم‬
‫منه رائحة اليمان‪ ،‬ويشبه أنكه علككى الضككلل مكا لكم تظهككر تكوبته مكن الككذي‬
‫أخبرني به عن نفسه‪ ،‬قال الشيخ أبو بكر‪ :‬فوقع على البكاء وتبككت إلككى الل ّككه‬
‫عز وجل مما كنت عليه‪ ،‬انتهى‪ .‬والبتلء بهذا كثير‪ ،‬نسأل الّله التوفيق‪.‬‬
‫‪ - 1049‬حديث‪ :‬من أحب دنياه أضر بآخرته‪ ،‬ومن أحب آخرتككه أضككر بككدنياه‪،‬‬
‫أحمد والطبراني والقضاعي وغيرهم من حديث المطلب عن أبي موسى به)‬
‫‪ (1‬مرفوعًا‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫)‪ (1‬بزيادة‪ :‬فآثروا ما يبقى على ما يفنى‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫‪ - 1050‬حديث‪ :‬من أحب شيئا ً أكثر ذكره‪ ،‬أبو ُنعيكم ثكم الكديلمي ]ص ‪[395‬‬
‫من حديث مقاتل بن حيان عن داود بن أبي هند عن الشعبي عن عائشككة بككه‬
‫مرفوعًا‪.‬‬
‫‪ - 1051‬حديث‪ :‬من أحب قوما ً حشر معهم‪ ،‬ذكره بهذا اللفظ الحككاكم قبيككل‬
‫المغازي من صحيحه المستدرك جازما ً به بل سند‪ ،‬وشاهده‪ :‬المككرء مككع مككن‬
‫أحب )‪ ،(1‬وقد مضى‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫)‪ (1‬بل عند الطبراني والضياء المقدسي من حديث أبي قرصافة‪ :‬مكن أحكب‬
‫قوما ً حشره الّله في زمرتهم‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫‪ - 1052‬حديث‪ :‬من أحب لقاء الّله أحب الّله لقاءه‪ ،‬ومن كره لقاء الّله ككره‬
‫الّله لقاءه‪ ،‬متفق عليه عن أبي موسى‪ ،‬وفي الباب عن جماعة‪.‬‬
‫‪ - 1053‬حديث‪ :‬مكن أحبككك لشككيء هلككك عنككد انقضكائه‪ ،‬هككو كمككا حكككاه أبككو‬
‫سليمان الخطابي في العزلة له مما كان علككى نقككش خككاتم بعككض الحكمككاء‪،‬‬
‫بلفظ‪ :‬من ودك لمر ولى عند انقضائه‪ ،‬وكان يقال‪ :‬ل تواخين من مودته لككك‬
‫على قككدر حككاجته إليككك‪ ،‬فعنككد ذهككاب الحاجككة ذهككاب المككودة‪ ،‬وكلهمككا عنككد‬
‫الدينوري في رابع المجالسة‪ ،‬فالول عككن ابككن قتيبككة حككدثني مككن رأى علككى‬
‫فص ملك الهند مكتوبًا‪ :‬من ودك لمر ولى عند انقضائه‪ ،‬والثاني عن ابن أبي‬
‫الدنيا حدثنا محمد بن سلم قال‪ :‬كان يقال‪ :‬ل ترجيككن مككن مككودته لككك علككى‬
‫قدر حاجته إليك فعند ذهاب الحاجة ذهاب المودة‪.‬‬
‫‪ - 1054‬حديث‪ :‬من أخلص لّله أربعين يوما ً ظهرت ينابيع الحكمككة مككن قلبككه‬
‫على لسانه‪ ،‬أبو ُنعيم في الحلية‪ ،‬من جهة مكحول عن أبي أيوب به مرفوعًا‪،‬‬
‫وسنده ضعيف‪ ،‬وهو عند أحمد في الزهد مرسككل)‪ (1‬بككدون أبككي أيككوب‪ ،‬ولككه‬
‫شاهد عن أنس‪ ،‬بل ورواه القضاعي من جهة ابن فيل‪ ،‬ثم من طريق سككوار‬
‫بن مصعب عن ثابت عن مقسم عن ابن عباس به مرفوعًا‪ ،‬وفي آخره قال‪:‬‬
‫وأظنه القضاعي كأنه يريد بذلك مككن يحضككر العشككاء أو الفجككر فككي جماعككة‪،‬‬
‫قال‪ :‬ومن حضرها أربعين يوما ً يدرك التكبيرة الولى كتب الل ّككه لككه براءتيككن‪،‬‬
‫براءة من النار وبراءة من النفاق‪ ،‬وهذه الجملة رواها أبو الشيخ في الثككواب‬
‫عن أنس‪ ،‬بلفظ‪ :‬من أدرك التكبيرة الولى مككع المككام أربعيككن صككباحا ً كتبككت‬
‫]ص ‪ [396‬لككه‪ ،‬وذكككره‪ .‬ولبككن عككدي ومككن طريقككه ابككن الجككوزي فككي‬
‫الموضوعات عن أبي موسى رفعكه‪ :‬مكا مكن عبكد يخلكص لّلكه أربعيكن يومكًا‪.‬‬
‫الحديث‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫)‪ (1‬وكذا رواه الحسين بن الحسن المروزي فككي زوائده علككى كتككاب الزهككد‬
‫لشيخه عبد الّله بن المبارك فقال‪ :‬حدثنا أبو معاوية أنبأنا حجاج عن مكحككول‬
‫عن النبي صلى الّله عليه وسلم به‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫‪ - 1055‬حديث‪ :‬من أدخل في بيته حبشيا ً أو حبشككية أدخككل الل ّككه بيتككه رزقكا‪ً،‬‬
‫الديلمي عن ابن عمر مرفوعكا ً بككه‪ ،‬بلفككظ‪ :‬بركككة‪ ،‬وأورده ابككن الجككوزي فككي‬
‫"تنوير الغبش في فضككل السكودان والحبككش" ول يصكح‪ ،‬وعنكد الككبيهقي فككي‬
‫مناقب الشافعي من طريق الربيع بن سليمان عنه قال‪ :‬ما نقص من أثمككان‬
‫السودان إل لضعف عقولهم‪ ،‬ولول ذلك لكان لونا ً من اللوان‪ ،‬من الناس من‬
‫يشتهيه ويفضله على غيره‪.‬‬
‫‪ - 1056‬حديث‪ :‬من أراد أن يستحلف أخاه وهو يعلم أنه كاذب فأجل الّله أن‬
‫يحلفه وجبت له الجنة‪ ،‬أبو الشيخ عن رافع بن خديج به مرفوعًا‪ ،‬وفي البككاب‬
‫عن ابن عباس‪.‬‬
‫‪ - 1057‬حديث‪ :‬من أساء ل يستوحش‪ ،‬هككو فككي معنككى‪ :‬إنمككا هككي أعمككالكم‬
‫أحفظها عليكم‪.‬‬
‫‪ - 1058‬حديث‪ :‬من أسدى إلى هاشمي أو مطلبي معروفا ً ولم يكافئه كنككت‬
‫مكافئه يوم القيامة‪ ،‬لكم أقكف عليككه‪ ،‬ولككن قككد بيككض لكه شككيخنا فككي بعكض‬
‫أجوبته‪ ،‬قلت‪ :‬قد أخرجه الطبراني في الوسط من حككديث أبككان بككن عثمككان‬
‫سمعت عثمان بن عفان يقول‪ :‬قال رسول الّله صلى الّله عليه وسككلم‪ :‬مككن‬
‫صنع إلى أحد من ولد عبككد المطلككب يككدا ً فلككم يكككافئه بهككا فككي الككدنيا فعلككي‬
‫مكافأته غدا ً إذا لقيني‪ ،‬وللثعلبي في تفسيره بسند فيككه بعككض الكككذابين عككن‬
‫علي مرفوعًا‪ :‬من اصطنع صنيعة إلى أحد من ولد عبد المطلككب ولككم يجككازه‬
‫عليها فأنا أجازيه عليهككا إذا لقينككي يككوم القيامككة‪ ،‬ورواه الخطككابي فككي تاريككخ‬
‫الطالبين بلفظ‪ :‬من اصطنع إلكى أحكد مكن أهكل بيكتي يكدا ً كافكأته عنهكا يكوم‬
‫القيامة‪ ،‬كما بينته في "استجلب ارتقاء الغرف"‪.‬‬
‫‪ - 1059‬حديث‪ :‬من أسرج فككي مسككجد مككن مسككاجد الل ّككه سككراجا ً لككم تككزل‬
‫الملئكة وحملة العرش يستغفرون له مكا دام فكي ذلكك المسكجد ضكوء مكن‬
‫ذلك السراج‪] ،‬ص ‪ [397‬الحارث بن أبي أسامة في مسنده وأبو الشيخ فككي‬
‫الثواب‪ ،‬كلهما عن أنس به مرفوعًا‪ ،‬وسنده ضعيف‪.‬‬
‫‪ - 1060‬حديث‪ :‬مكن أسككمك فليتمككر‪ ،‬قككال شككيخنا‪ :‬إنككه باطككل‪ ،‬قلككت‪ :‬وفككي‬
‫مناقب الشافعي للبيهقي من طريق يونس بن عبد العلى عنه أنه قال‪ :‬لقككد‬
‫أفلست ثلث مرات‪ ،‬ولقد رأيتني آكل السمك بالتمر ل أجد غيرهما‪.‬‬
‫‪ - 1061‬حديث‪ :‬من أصاب مال ً من نهاوش أذهبه الّله فككي نهككابر‪ ،‬القضككاعي‬
‫من حديث عمرو بن الحصين حدثنا محمد بن عبد الل ّككه بككن علثككة حككدثنا أبككو‬
‫سلمة الحمصي به مرفوعًا‪ ،‬وكككذا هككو فككي ترجمككة عمككرو بككن الحصككين مككن‬
‫الميزان‪ ،‬ولكن عمرو متروك‪ ،‬وأبو سلمة واسمه سليمان بن سلم وهو كاتب‬
‫يحيى بن جابر قاضي حمص ل صحبة له‪ ،‬فهو مع ضعفه مرسككل‪ ،‬وقككد عككزاه‬
‫الديلمي ليحيى بن جابر هذا‪ ،‬وهو أيضا ً ليس بصحابي‪ ،‬وقال التقي السككبكي‪:‬‬
‫إنه ل يصح‪ ،‬قلت‪ :‬وقد بسطت الكلم عليه فككي بعككض الجوبككة‪ .‬والمعنككى أن‬
‫كل مال أصيب من غير حله ول يدرى ما وجهه أذهبه الّله في مهالككك وأمككور‬
‫متبددة‪.‬‬
‫‪ - 1062‬حديث‪ :‬من أصاب من شيء فليلزمه‪ ،‬ابن مككاجه مككن طريككق فككروة‬
‫بن يونس عن هلل بن جبير عن أنس به مرفوعًا‪ ،‬وكذا هو عند البيهقي فككي‬
‫الشعب والقضاعي من هذا الوجه بلفظ‪ :‬من رزق‪ ،‬بككدل‪ :‬مككن أصككاب‪ ،‬وفككي‬
‫لفظ للبيهقي‪ :‬من رزقه الّله رزقا ً في شيء فليلزمه‪ ،‬ولبن مككاجه أيضكا ً مككن‬
‫طريق الزبير بن عبيد عن نككافع‪ ،‬قككال‪ :‬كنككت أجهككز إلككى الشككام وإلككى مصككر‬
‫فجهزت إلى العراق فأتيت أم المؤمنين عائشة فقلككت لهككا‪ :‬يككا أم المككؤمنين‬
‫كنت أجهز إلى الشام وإلى مصر فجهزت إلى العراق فقالت‪ :‬ل تفعل ما لك‬
‫ولمتجرك فإني سمعت رسول الّله صلى الّله عليككه وسككلم يقككول‪ :‬إذا سككبب‬
‫الّله لحدكم رزقا ً من وجه فل يدعه حتى يتغير له أو يتنكر‪ ،‬وهو عند الككبيهقي‬
‫بلفظ‪ :‬إذا قسم لحدكم رزق فل يدعه حتى يتغير أو يتنكككر‪ ،‬وبلفككظ‪ :‬إذا فتككح‬
‫لحدكم رزق من بككاب فليلزمككه‪ ،‬وحككديث جككابر عنككد أحمككد أيض كًا‪ ،‬وسككندهما‬
‫ضعيف‪ ،‬وترجم لهما ابككن مككاجه‪ :‬إذا قسككم للرجككل رزق مككن وجككه فليلزمككه‪،‬‬
‫وأورده الغزالي بلفظ‪ :‬من جعلت معيشته في شيء فل ينتقل عنه حتى ]ص‬
‫‪ [398‬يتغير له‪ .‬والذي على اللسككنة معنككاه‪ ،‬وهككو مكن بكورك لكه فككي شككيء‬
‫فليلزمه‪ ،‬ومضى في‪ :‬البلد‪ ،‬من الموحدة‪ .‬فأي موضع رأيت فيه رفقا ً فأقم‪.‬‬
‫‪ - 1063‬حديث‪ :‬من أعان ظالما ً سلطه الّله عليه‪ ،‬ابككن عسككاكر فككي تككاريخه‬
‫من جهة الحسن بن علي بن زكريككا عككن سككعيد بككن الجبككار الكرابيسككي عككن‬
‫حماد بن سلمة عن عاصم بن بهدلة عككن زر عككن ابككن مسككعود بككه مرفوع كًا‪،‬‬
‫وابن زكريا هو العدوي‪ ،‬متهم بالوضع‪ ،‬فهو آفته‪ ،‬وقد أورده الديلمي بل سككند‬
‫عن ابن مسعود‪ ،‬بل ذكر القرطبي في تفسككير قككوله تعككالى }وكككذلك نككولي‬
‫بعض الظالمين بعضًا{ فقال‪ :‬وفي الحديث‪ ،‬ولككم يعككزه لصككاحب ول مخككرج‪،‬‬
‫وبالجملة فمعناه صحيح‪ ،‬وفي التنزيل }كتب عليه أنه مككن تككوله فككأنه يضككله‬
‫ويهديه إلى عذاب السعير{‪.‬‬
‫‪ - 1064‬حديث‪ :‬من أعطي حظه من الرفق فقد أعطي حظه من خير الدنيا‬
‫والخرة‪ ،‬في‪ :‬أن الرفق‪.‬‬
‫‪ - 1065‬حديث‪ :‬من أقال نادمًا‪ ،‬أبو داود في سننه‪ ،‬والحاكم فككي مسككتدركه‪،‬‬
‫والبيهقي‪ ،‬كلهم من حديث ابن معين عن حفص بن غياث عن العمككش عككن‬
‫أبي صالح عن أبي هريرة رفعه‪ :‬من أقككال مسككلما ً أقككال الل ّككه عككثرته‪ ،‬وقككال‬
‫الحاكم‪ :‬إنه صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه‪ .‬وقال ابن دقيق العيد‪ :‬هو‬
‫على شرطهما‪ ،‬وهو عند عبد الّله بن أحمد في زوائد المسند عن ابككن معيككن‬
‫بلفظ‪ :‬من أقال عثرة أقاله الّله يوم القيامة‪ .‬وفي لفككظ عنككد الككبيهقي أيض كا ً‬
‫من هذا الوجه‪ :‬من أقال نادما ً أقاله الّله‪ ،‬ورواه ابن حبان فككي النككوع الثككاني‬
‫من القسم الول من صحيحه من حديث ابككن معيككن أيضكا ً بلفككظ‪ :‬مككن أقككال‬
‫مسلما ً عثرته أقاله الّله يوم القيامككة‪ ،‬وأشككار إلككى تفككرد ابككن معيككن بككه عككن‬
‫حفص‪ ،‬وتفرد حفص به عن العمش‪ ،‬وليس كذلك فقد رواه ابككن مككاجه مككن‬
‫حديث مالك بن سعير عن العمش به باللفظ الول سككواء‪ ،‬مككع زيككادة‪ :‬يككوم‬
‫القيامة‪ ،‬وأخرجه البزار أيضًا‪ ،‬وقال‪ :‬أن زياد بن يحيى الحماني تفككرد بككه عككن‬
‫ابن سعير‪ ،‬وهو عند ابن حبان أيضا ً من طريق إسحاق الفروي عن مالك عن‬
‫سمي عن أبي صالح عن أبككي هريككرة مرفوعكًا‪ :‬مككن ]ص ‪ [399‬أقككال نادمكا ً‬
‫بيعته أقال الّله عثرته يوم القيامة‪ ،‬وكذا أخرجه قاسم بن أصبغ في مصككنفه‪،‬‬
‫والبزار في مسنده‪ ،‬وقككال‪ :‬إن إسككحاق تفككرد بككه‪ ،‬ومككن هككذا الككوجه أخرجككه‬
‫البيهقي في سننه لكن بلفظ‪ :‬من أقال نادما ً أقاله الل ّككه يككوم القيامككة‪ ،‬ورواه‬
‫أيضا ً من حديث مالك عن سهيل عن أبيه عن أبككي هريككرة بلفككظ‪ :‬مككن أقككال‬
‫مسلما ً عثرته أقاله الّله تعالى يوم القيامة‪ ،‬وهي أصح من طريككق مالككك بككن‬
‫سمي بل قيل‪ :‬إن تلك خطأ‪ ،‬وللبيهقي أيضا ً من حديث معمر عن محمككد بككن‬
‫واسع عن أبي صالح عن أبي هريرة بلفظ‪ :‬من أقال نادما ً أقككاله الل ّككه نفسككه‬
‫يوم القيامة‪ ،‬ومن هذا الوجه رواه شيخه الحاكم في علككوم الحككديث‪ ،‬وقككال‪:‬‬
‫لم يسمعه معمر من محمد ول محمككد مككن أبككي صككالح‪ ،‬وبالجملككة فالحككديث‬
‫صحيح كما قدمنا‪ ،‬وكذا صححه ابن حزم‪ ،‬وأورده البغوي في المصابيح بلفظ‪:‬‬
‫من أقال أخاه المسلم صفقة كرههككا أقككاله الل ّككه عككثرته يككوم القيامككة‪ ،‬وفككي‬
‫الباب عن أبي قتادة‪.‬‬
‫‪ - 1066‬حديث‪ :‬من أكرم أخككاه المككؤمن فإنمككا يكككرم الل ّككه‪ ،‬الصككبهاني فككي‬
‫ترغيبه عن جابر‪ ،‬والعقيلي في الضعفاء عكن أبكي بككر‪ ،‬كلهمكا بكه مرفوعكًا‪.‬‬
‫وسندهما ضعيف‪.‬‬
‫‪ - 1067‬حديث‪ :‬من أكرم حبيبتيه فل يكتب بعد العصر‪ ،‬ليس فككي المرفككوع‪،‬‬
‫ولكن قد أوصى المام أحمد بعض أصحابه أن ل ينظر بعد العصر في كتككاب‪،‬‬
‫أخرجه الخطيب أو غيره‪ ،‬وقال الشككافعي فيمككا رواه حرملككة بككن يحيككى كمككا‬
‫أخرجه البيهقي في مناقبه‪ :‬الوراق إنما يأكل دية عينيه‪.‬‬
‫‪ - 1068‬حديث‪ :‬من أكرم غريبا ً في غربته وجبت له الجنة‪ ،‬ذكره الديلمي بل‬
‫سند عن ابن عباس به مرفوعًا‪.‬‬
‫‪ - 1069‬حديث‪ :‬من أكل طعام أخيككه ليسككره لككم يضككره‪ ،‬هككو مككن كلم أبككي‬
‫سليمان الداراني‪ ،‬أورده ابن عساكر في ترجمة أحمد بن سباع من تاريخه‪.‬‬
‫‪ - 1070‬حديث‪ :‬من أكل فولة بقشرها أخرج الّله منه من الككداء مثلهككا‪ ،‬ابككن‬
‫حبان في ترجمة عبد الصمد بن مطير من الضكعفاء‪ ،‬والكديلمي‪ ،‬كلهمكا مكن‬
‫حديث عبد الصمد عن ابن وهب عن الليث عن يزيد ابن أبي حبيب عن أبككي‬
‫الخير عككن عككروة عككن عائشككة ]ص ‪ [400‬بككه مرفوعكًا‪ ،‬وأورده الككذهبي فككي‬
‫الميزان من الكنجروديككات‪ ،‬وهككو باطككل)‪ ،(1‬وروينككاه فككي منككاقب الشككافعي‬
‫للبيهقي من طريق الربيع بن سليمان عنه أنه قال‪ :‬الفول يزيد فككي الككدماغ‪،‬‬
‫والدماغ يزيد في العقل‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫)‪ (1‬وعبد الصمد كذاب‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫‪ - 1071‬حككديث‪ :‬مككن أكككل فككي قصككعة ثككم لحسككها اسككتغفرت لككه القصككعة‪،‬‬
‫الترمذي من حديث المعلى بن راشد أبي اليماني حككدثتني جككدتي أم عاصككم‬
‫وكانت أم ولد لسنان ابن سلمة قالت‪ :‬دخل علينا نبيشة الخير‪ ،‬ونحككن نأكككل‬
‫في قصعة‪ ،‬فحدثنا رسول الّله صلى الّله عليككه وسككلم قككال‪ :‬وذكككره‪ ،‬وهكككذا‬
‫أخرجه ابن ماجه وآخرون منهم أحمد والبغككوي والككدارمي وابككن أبككي خيثمككة‬
‫وابن السكن وابن شاهين‪ ،‬وقال الترمذي‪ :‬إنه غريب‪ ،‬وكذا قال الككدارقطني‪،‬‬
‫وأورده بعضككهم بلفككظ‪ :‬تسككتغفر الصككحفة للحسككها‪ ،‬ووقككع لبككن قككانع فيككه‬
‫تصحيف شنيع‪ ،‬فإنه قال‪ :‬حدثتني جدتي قالت‪ :‬دخككل علينككا رجككل مكن هكذيل‬
‫يقال سحر الخير‪ ،‬يعني بسين وحاء وراء مهملت‪ ،‬وكانت له صككحبة فككذكره‪،‬‬
‫والصواب ما تقدم هذا مع أنه أورده أيضا ً على الصواب في نبيشة‪ ،‬ووقع لككه‬
‫في سنده خبط آخر ليس هذا محل بيانه‪ ،‬وثبت في صحيح مسلم عن جككابر‪:‬‬
‫المر بلعق الصابع والصحفة‪ ،‬فإنكم ل تدرون في أي طعامكم البركة‪ ،‬وفككي‬
‫لفظ لبن حبان‪ :‬ول ترفع الصحفة حتى تلعقها‪ ،‬فإن في آخر الطعام البركة‪.‬‬
‫‪ - 1072‬حديث‪ :‬من أكل ما يسقط مككن الخككوان والقصككعة أمككن مككن الفقككر‬
‫والبرص والجذام وصرف عن ولده الحمق‪ ،‬أبو الشيخ في الثككواب عككن جككابر‬
‫به مرفوعا ً وعن الحجكاج بكن علط مرفوعكا ً أيضكا ً بلفكظ‪ :‬أعطكي سكعة مكن‬
‫الرزق ووقى الحمق في ولده وولد ولده‪ ،‬والديلمي من طريق الرشككيد عككن‬
‫آبائه ابن عباس رفعه‪ :‬من أكككل مككا يسككقط مككن المككائدة خككرج ولككده صككباح‬
‫الوجوه ونفى عنه الفقر‪ ،‬وأخرجه الخطيب في ترجمة عبد الصمد الهاشككمي‬
‫ثم ضعفه‪ ،‬وأورده الغزالي في الحياء بلفظ‪ :‬عككاش فككي سككعة وعككوفي فككي‬
‫ولده‪ ،‬وفي الباب عن أنس‪ ،‬أورده الخطيب في ترجمة يونس من المؤتلككف‪،‬‬
‫وفيه قصة لهدبة بن خالد مع المأمون‪ ،‬وعن أبي هريرة‪ ،‬وكلهككا منككاكير‪ ،‬نعككم‬
‫ثبت في مسلم عن جابر وأنس مرفوعًا‪ :‬إذا وقعت لقمككة أحككدكم فليأخككذها‪،‬‬
‫فليمط ما كان بها مككن أذى‪ ،‬ول يككدعها للشككيطان‪ ،‬ول يمسككح يككده بالمنككديل‬
‫حتى يلعق أصابعه‪ ،‬فإنه ل يدري في أي طعامه البركة ]ص ‪.[401‬‬
‫‪ - 1073‬حديث‪ :‬مكن أككل مكع مغفكور لكه غفككر لكه‪ ،‬قكال شككيخنا‪ :‬هككو ككذب‬
‫موضوع‪ ،‬وقال مرة أخرى‪ :‬إنه ل أصل له صحيح‪ ،‬ول حسن‪ ،‬ول ضعيف‪ ،‬وكذا‬
‫قال غيره‪ :‬ليس له إسناد عند أهل العلككم‪ ،‬وإنمككا يككروى عككن هشككام‪ ،‬وليككس‬
‫معناه صحيحا ً على الطلق‪ ،‬فقكد يأككل مكع المسكلمين الكفكار والمنكافقون‪،‬‬
‫وأورده عبد العزيز الديربني في الدرر الملتقطة‪ ،‬وقال‪ :‬إنه ل أصككل لككه عنككد‬
‫المحدثين‪ ،‬ولكن قد نقل عن بعض الصالحين أنه رأى النبي صلى الّلككه عليككه‬
‫وسلم في المنام فقال‪ :‬يا رسول الّله أنككت قلككت وذكككره‪ ،‬فقككال‪ :‬نعككم ومككن‬
‫نظر إلى مغفور غفكر لكه‪ ،‬قكال‪ :‬والمعنكى صكحيح إذا أككل معكه بنيكة البرككة‬
‫والمحبة في الّله تعالى‪.‬‬
‫‪ - 1074‬حديث‪ :‬من ألقى جلباب الحياء فل غيبة له‪ ،‬في‪ :‬ليس لفاسق غيبة‪.‬‬
‫‪ - 1075‬حديث‪ :‬من أهديت له هدية وعنده قوم‪ ،‬فهم شركاؤه فيها‪ ،‬عبد بككن‬
‫حميد في مسنده‪ ،‬وعبد الرزاق‪ ،‬والطبراني‪ ،‬وأبو ُنعيم في الحليككة‪ ،‬عككن ابككن‬
‫عباس‪ ،‬وللطبراني فقط‪ ،‬وكذا إسحاق ابن راهويه‪ ،‬وأبككو بكككر الشككافعي فككي‬
‫الغلنيات‪ ،‬من حديث الحسن بن علي‪ ،‬والعقيلي من حديث عائشة‪ ،‬كلهم بككه‬
‫مرفوعًا‪ ،‬وقال العقيلي‪ :‬إنه ل يصح في هذا الباب عن النبي صلى الل ّككه عليككه‬
‫وسلم شيء‪ ،‬وكذا قال البخاري عقب إيراده له تعليقًا‪ ،‬فقال‪ :‬ويذكر عن ابن‬
‫عباس أن جلساءه شركاؤه‪ :‬أنه لم يصح‪ ،‬انتهى‪ .‬ولكن هذه العبارة من مثلككه‬
‫ل تقتضي البطلن بخلفها من العقيلي‪ ،‬وعلى كل هذا فقككد قككال شككيخنا‪ :‬إن‬
‫الموقوف أصح‪.‬‬
‫‪ - 1076‬حديث‪ :‬من أيقن بالخلف جاد بالعطيككة‪ ،‬القضككاعي مككن حككديث ابككن‬
‫لهيعة عن محمد بن عبد الرحمن عن عامر بن عبد الّله بككن الزبيككر عككن أبيككه‬
‫عن علي به مرفوعا ً في حديث طويل‪.‬‬
‫‪ - 1077‬حككديث‪ :‬مككن ابتلككي ببليككتين فليخككتر أسككهلهما‪ ،‬يسككتأنس لككه بقككول‬
‫عائشة‪ :‬ما خير النبي صلى الّله عليه وسلم بين أمرين إل اختار أيسرهما مككا‬
‫لم يكن إثمًا‪.‬‬
‫‪ - 1078‬حديث‪ :‬من ازداد علما ً ولم يزدد في الدنيا زهدا ً لم يزدد من الّله إل‬
‫بعدًا‪] ،‬ص ‪ [402‬الديلمي من حديث علي به مرفوعكًا‪ ،‬وفككي لفككظ‪ :‬ثككم ازداد‬
‫للدنيا حبا ً ازداد الّله عليه غضبًا‪.‬‬
‫‪ - 1079‬حديث‪ :‬من استرضي فلم يرض فهو شيطان‪ ،‬ليككس فككي المرفككوع‪،‬‬
‫وإنما هو فيما أورده البيهقي في الشعب من جهة جعفر بككن محمككد الصككادق‬
‫قال‪ :‬من لم يغضب عند التقصككير لككم يكككن لككه شكككر عنككد المعككروف‪ ،‬ومككن‬
‫طريق الربيع‪ ،‬وفي مناقب الشافعي من جهة أحمكد بكن سكنان‪ ،‬كلهمككا عككن‬
‫الشافعي من قوله بزيادة‪ :‬ومن استغضب ولم يغضب فهككو حمككار‪ ،‬نعككم فككي‬
‫ابن ماجه والطبراني عن جككودان)‪ ،(1‬والحككارث بككن أبككي أسككامة عككن جككابر‪،‬‬
‫كلهما مرفوعًا‪ :‬من اعتذر إلى أخيه فلم يقبل كان عليه مثل خطيئة صككاحب‬
‫مكس‪ ،‬ولبي الشيخ عن عائشة مرفوعًا‪ :‬من اعتذر إليه أخوه المسككلم فلككم‬
‫يقبل لم يرد علي الحوض‪ ،‬وللديلمي عن أنس في حديث رفعه‪ :‬ومن اعتككذر‬
‫قبل الّله معذرته‪ ،‬وقد أنشد البيهقي في الشعب لبعضهم‪:‬‬
‫اقبل معاذير من يأتيك معتذرا ً * إن ير عندك فيما قال أو فجرا‬
‫فقد أطاعك من أرضاك ظاهره * وقد أجلك من يعصيك مستترا‬
‫وما قيل مما هو على اللسنة أيضًا‪ ،‬وأورده شيخنا في ترجمة العلء علي بن‬
‫موسى بن إبراهيم الرومي الحنفي صاحب تلك الوقككائع مككن معجمككه فقككال‪:‬‬
‫أنشدني يعني العلء من لفظككه قككال‪ :‬أنشككدني الشككيخ شككهاب الككدين نعمككان‬
‫الحنفي العالم المشهور بما وراء النهر وهو والد القاضي عبد الجبار‪:‬‬
‫إذا اعتذر المسيء إليك يوما ً * تجاوز عن مساويه الكثيرة‬
‫لن الشافعي روى حديثا ً * مسندا ً عن الحبر المغيرة‬
‫عن المختار أن الّله يمحو * بعذر واحد ألفي كبيرة‬
‫فكذب‪ ،‬وفي العشرين من المجالسة من جهككة محمككد بككن سككلم قككال‪ :‬قككال‬
‫بعض الحكماء‪ :‬أقل العتذار موجب للقبول وأكثره ريبة‪ ،‬ومضى في‪ :‬مداراة‬
‫الناس صدقة‪ ،‬قول القائل‪ :‬بئس الصديق صديق يلجئك إلى العتذار‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫)‪ (1‬ورواه ابن حبان في روضة العقلء من طريق ابن جريج عن العباس بككن‬
‫عبد الرحمن ابن ميناء عن جودان‪ ،‬وقال‪ :‬إن سمعه ابن جريككج مككن العبككاس‬
‫فهو حديث حسن‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫‪ - 1080‬حديث‪ :‬من استوى يوماه فهو مغبون‪ ،‬ومككن كككان آخككر يككوميه شككرا ً‬
‫فهو ملعون‪ ،‬ومن لم يكككن فككي الزيككادة فهككو فككي النقصككان‪ ،‬ومككن كككان فككي‬
‫النقصان فككالموت خيككر لككه‪ ،‬ومككن اشككتاق إلككى الجنككة سككارع فككي الخيككرات‪،‬‬
‫الحديث‪ .‬الديلمي من حككديث محمككد بكن سككوقة عكن الحككارث عكن علككي بكه‬
‫مرفوعًا‪ ،‬وسنده ضعيف ]ص ‪.[403‬‬
‫‪ - 1081‬حديث‪ :‬من اشترى شيئا ً لم يككره فهككو بالخيككار إذا رآه‪ ،‬الككدارقطني‪،‬‬
‫والبيهقي‪ ،‬والديلمي‪ ،‬من حديث أبي هريرة به مرفوعًا‪ ،‬وفي سنده عمككر بككن‬
‫إبراهيم الكردي مذكور بالوضكع‪ ،‬وذككر الكدارقطني أنكه تفكرد بكه‪ ،‬وقكال هكو‬
‫والبيهقي‪ :‬والمعروف أنككه مككن قككول ابككن سككيرين‪ ،‬وجككاء مككن طريككق أخككرى‬
‫مرسلة عن مكحول مرفوعًا‪ ،‬أخرجها ابن أبي شيبة‪ ،‬والدارقطني‪ ،‬والبيهقي‪،‬‬
‫والراوي عنه ضعيف‪ ،‬ولكنها أمثل من الموصولة‪ ،‬وقد علق الشافعي القككول‬
‫به على ثبوته‪ ،‬ونقل النووي اتفاق الحفككاظ علككى تضككعيفه‪ ،‬وعنككد الطحككاوي‪،‬‬
‫والبيهقي‪ ،‬من طريق علقمة بن وقاص‪ ،‬أن طلحة اشككترى مككن عثمككان مككا ً‬
‫ل‪،‬‬
‫فقيل لعثمان‪ :‬إنك قد غبنت‪ ،‬فقال عثمان‪ :‬لي الخيار‪ ،‬لني بعت مككا لككم أره‪،‬‬
‫وقال طلحة‪ :‬لي الخيار‪ ،‬لني اشككتريت مككا لككم أره‪ ،‬فحكمككا بينهمككا جككبير بككن‬
‫مطعم فقضى أن الخيار لطلحة‪ ،‬ول خيار لعثمان‪.‬‬
‫‪ - 1082‬حديث‪ :‬من اصطنع صنيعة إلى أحد من ولد عبد المطلب فككي‪ :‬مككن‬
‫أسدى‪.‬‬
‫‪ - 1083‬حديث‪ :‬من اعتز بالعبيد أذله الّله‪ ،‬أبو ُنعيم في الحليككة‪ ،‬والقضككاعي‪،‬‬
‫من حديث الحسن بن الحر عن يعقوب بن عتبة عن سعيد بن المسككيب عككن‬
‫عمر مرفوعًا‪ ،‬وفي لفظ‪ :‬من استعز بقوم أورثككه الل ّككه لهككم‪ ،‬ولفككظ الترجمككة‬
‫عند العقيلي في ترجمة عبد الّله بن عبد الّله الموي من الضككعفاء‪ ،‬وقككال‪ :‬ل‬
‫يتابع على حديثه‪ ،‬وقد ذكره ابن حبان في الثقات‪ ،‬وقال‪ :‬يخالف في روايته‪.‬‬
‫‪ - 1084‬حديث‪ :‬من اعتذر إليه أخوه‪ ،‬في‪ :‬استرضي‪.‬‬
‫‪ - 1085‬حديث‪ :‬من اكتحل بالثمد يوم عاشوراء لم ترمد عينه أبككدًا‪ ،‬الحككاكم‬
‫والبيهقي في الثالث والعشرين من الشعب‪ ،‬والديلمي من حديث جوبير عككن‬
‫الضحاك عن ابن عبككاس بككه مرفوعكًا‪ ،‬وقككال الحككاكم‪ :‬إنككه منكككر‪ ،‬قلككت‪ :‬بككل‬
‫موضوع أورده ابن الجوزي في الموضوعات من هذا الوجه‪ ،‬ومن حديث أبي‬
‫هريرة بسند لين فيه أحمد بككن منصككور الشككونيزي‪ ،‬فكككأنه أدخككل عليككه وهككو‬
‫إسناد مختلككق لهككذا المتككن قطعكًا‪] ،‬ص ‪ [404‬قككال الحككاكم‪ :‬والكتحككال يككوم‬
‫عاشوراء لم يرد عن النبي صلى الّله عليه وسلم فيه أثر‪ ،‬وهو بدعة ابتككدعها‬
‫قتلة الحسين عليه السلم‪.‬‬
‫‪ - 1086‬حديث‪ :‬من التمس محامككد النككاس بمعاصككي الل ّككه عككاد حامككده مككن‬
‫الناس له ذامًا‪ ،‬ابن لل من جهة عائشة به مرفوعًا‪ ،‬وكذا هو عنككد العسكككري‬
‫من جهة قطبة بن العلء عن أبيه عن هشام بن عروة عن أبيه عنهككا‪ ،‬بلفككظ‪:‬‬
‫من يرضي الناس بسخط الّله‪ ،‬وذكره‪ ،‬ومن هذا الوجه أورده القضاعي لكككن‬
‫بلفظ‪ :‬من طلب محامد الناس‪ ،‬وذكره كالول‪ ،‬وللعسكري من حككديث واقككد‬
‫بن محمد عن ابن مليكة عن عائشة مرفوعًا‪ :‬من أرضى الناس بسخط الّلككه‬
‫وكلككه الّلككه إليهككم‪ ،‬ومككن أرضككى الّلككه بسككخط النككاس كفككاه الّلككه شككرهم‪،‬‬
‫وللقضاعي من حديث واقد أبي عثمان)‪ (1‬عن محمد بن المنكدر عن عككروة‬
‫عن عائشة مرفوعًا‪ :‬مككن التمككس رضككى النككاس بسككخط الل ّككه سككخط عليككه‪،‬‬
‫وأسخط عليه الناس‪ ،‬وذكر مقابله‪ ،‬وعنككد العسكككري مككن حككديث عمككرو بككن‬
‫مساور عن الحسن عن أنس مرفوعًا‪ :‬ما من مخلوق يلتمس رضككاء مخلككوق‬
‫بمعصية الخالق إل سلطه الّله عليه‪ ،‬وما من مخلوق يلتمككس رضككى الخككالق‬
‫في سخط المخلوق إل كفاه الّله مؤونته‪ ،‬ومن حككديث المغيككرة بككن سككقلب‬
‫عن أبي رواد عن عطاء بن أبي رباح‪ ،‬أن معاوية أرسل إلى عائشة أخككبريني‬
‫بشيء سمعته من رسول الّله صلى الّله عليه وسلم‪ ،‬فقالت‪ :‬سمعته يقككول‪:‬‬
‫من آثر محبة الناس على محبة الّله وكلككه إلككى النككاس‪ ،‬وذكككر مقككابله‪ ،‬ومككن‬
‫حديث عبد الوهاب بن نافع السلمي عن مالك عن إسحاق بن عبككد الل ّككه بككن‬
‫أبي طلحة عن أنس مرفوعًا‪ :‬من حاول أمرا ً بمعصية الّله كان أبعككد لككه ممككا‬
‫رجا وأقرب مما يتقى‪ ،‬وهذا الخير عند أبي ُنعيم في الحلية‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫)‪ (1‬هو واقد بن محمد‪ ،‬وعثمان ابنه‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫‪ - 1087‬حديث‪ :‬من باع دارا أو عقارا ولم يجعل ثمنه في نظيككره فجككدير أن‬
‫ل يبارك له فيه‪ ،‬أبو داود الطيالسي في مسنده مككن حككديث حذيفككة‪ ،‬وأحمككد‬
‫والحارث في مسنديهما‪ ،‬والطبراني من حككديث سككعيد‪ ،‬كلهمككا بككه مرفوعكًا‪،‬‬
‫وقد كتبت فيه جزءًا‪.‬‬
‫‪ - 1088‬حديث‪ :‬من بان عذره وجبت الصدقة عليه‪ ،‬ل أصل له ]ص ‪.[405‬‬
‫‪ - 1089‬حديث‪ :‬من بدا جفا‪ ،‬في‪ :‬من سكن البادية‪.‬‬
‫‪ - 1090‬حديث‪ :‬من بطأ به عمله‪ ،‬في‪ :‬من أبطأ‪.‬‬
‫‪ - 1091‬حديث‪ :‬من بلغه عن الّله عز وجل شيء فيه فضيلة فأخذ بككه إيمانكا ً‬
‫أو رجاء ثوابه أعطاه الّله ذلك‪ ،‬وإن لم يكككن كككذلك‪ ،‬أبككو الشككيخ فككي مكككارم‬
‫الخلق من جهة بشر بكن عبيككد حككدثنا حمكاد عككن أبككي الزبيككر عككن جككابر بككه‬
‫مرفوعًا‪ ،‬وبشر متروك‪ ،‬لكككن هككو عنككدنا فككي جككزء الحسككن بككن عرفككة قككال‪:‬‬
‫حدثني خالد بن حيان الرقي أبو يزيد عن فرات بن سلمان وعيسى بن كثير‪،‬‬
‫كلهما عن أبي رجاء عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن جابر‪ ،‬وخالككد‬
‫وفرات فيهما مقال‪ ،‬وأبو رجاء ل يعرف‪ ،‬ورواه كامل الجحككدري فككي نسككخته‬
‫عن عباد بن عبد الصمد وهو متروك‪ ،‬عن أنس بن مالك نحوه‪ ،‬وكككذا أخرجككه‬
‫ابن عبد البر بسند فيه الحارث وغيره من حديث أنس‪ ،‬وذكره أبو أحمككد ابككن‬
‫عدي في كامله من رواية يزيغ عن ثابت عن أنس‪ ،‬واستنكره‪ ،‬وهكذا أخرجه‬
‫أبو يعلى والطبراني في محمد بن هشام المسككتملي مككن معجمككه الوسككط‪،‬‬
‫بلفظ‪ :‬من بلغه عن الّله فضيلة فلم يصدق بها لم ينلها‪ ،‬وله شواهد عن ابككن‬
‫عباس وابن عمر وأبي هريرة‪ ،‬وقد قال ابن عبككد الككبر‪ :‬إنهككم يتسككاهلون فككي‬
‫الحديث إذا كان من فضائل العمال‪ ،‬فإن قيل‪ :‬كيف هذا مع اشتراطهم فككي‬
‫جواز العمل بالضعيف عدم اعتقاد ثبوته؟ قلنا‪ :‬بحمله على ما صح مما ليككس‬
‫بقطعي حيث لم يكن صحيحا ً في نفس المر‪ ،‬أو بحمله إن كان عام كا ً بحيككث‬
‫يشمل الضعيف على اعتقاده الثبوت من حيث إدراجه في العمومككات ل مككن‬
‫جهة السند‪.‬‬

‫‪ - 1092‬حديث‪ :‬من بنى بناء فوق ما يكفيه كلف يوم القيامة أن يحمله على‬
‫عاتقه من سبع أرضين‪ ،‬الككبيهقي فككي الشككعب‪ ،‬وأبككو ُنعيككم فككي الحليككة‪ ،‬مككن‬
‫حديث الثوري عكن سككلمة بكن كهيككل عككن أبكي عبيككدة عكن أبككي مسككعود بكه‬
‫مرفوعًا‪ ،‬وللطبراني وعنه أبو ُنعيم فككي الحليككة أيضكا ً مككن حككديث الوليككد بككن‬
‫موسى القرشي عن الوزاعي عن يحيى ابن أبي كثير عن الحسن عن أنككس‬
‫مرفوعًا‪ :‬إذا بنى الرجل المسلم سبعة أو تسعة أذرع ناداه مناد مككن السككماء‬
‫أين تذهب يا أفسق الفاسقين‪ ،‬وله شككواهد‪ ،‬منهككا حككديث‪ :‬يككؤجر ]ص ‪[406‬‬
‫المرء في كل نفقة إل ما كان في الماء والطين‪ ،‬وقال صلى الّله عليه وسلم‬
‫لمن رآه من أصحابه يصلح خصا ً له قد وهى‪ :‬المر أعجل من ذلك)‪.(1‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫)‪ (1‬قاله لعبد الّله بن عمرو كما في سنن أبي داود‪ ،‬وفيها أيض كا ً مككن حككديث‬
‫أنس‪ ،‬أما إن كل بناء وبال على صاحبه إل ما ل إل ما ل ‪ -‬يعني ما ل بد منه‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫‪ - 1093‬حديث‪ :‬من بورك له في شيء فليلزمه‪ ،‬في‪ :‬من أصاب‪.‬‬
‫‪ - 1094‬حديث‪ :‬من تأنى أصاب‪ .‬في‪ :‬التأني‪.‬‬
‫‪ - 1095‬حديث‪ :‬من ترك شيئا ً لّله عوضه الّله خيرا منه‪ ،‬في‪ :‬ما ترك‪.‬‬
‫ً‬
‫‪ - 1096‬حديث‪ :‬من ترك الصلة فقد كفر‪ ،‬الدارقطني في العلل مككن روايككة‬
‫أبي النضر هاشم بن القسم عن أبي جعفر الرازي عن الربيع بككن أنككس عككن‬
‫أنس ‪ -‬وليس هو بأبيه ‪ -‬به قال‪ :‬ورواه علي بن الجعككد عككن أبككي جعفككر عككن‬
‫ل‪ ،‬هو أشبه بالصواب‪ ،‬ورواه البزار من حديث أبي الككدرداء قككال‪:‬‬ ‫الربيع مرس ً‬
‫أوصاني أبككو القاسككم صككلى الل ّككه عليككه وسككلم أن ل أشككرك بككالّله شككيئا ً وإن‬
‫حرقت‪ ،‬ول أترك صككلة مكتوبككة متعمككدا ً فمككن تركهككا متعمككدا ً فقككد كفككر‪ ،‬ول‬
‫أشرب خمرا ً فإنها مفتاح كل شر‪ ،‬أخرجه من رواية راشد الحماني عن شهر‬
‫بن حوشب‪ ،‬وقال‪ :‬راشد بصري وليس بكه بككأس‪ ،‬وشككهر مشكهور‪ ،‬والحككديث‬
‫عند الترمذي والنسائي وأحمد وابككن حبككان والحككاكم مكن حككديث بريككدة دون‬
‫قوله متعمدًا‪ ،‬ولفظه‪ :‬العهد الذي بيننا وبينهم الصلة فمكن تركهكا فقكد كفكر‪،‬‬
‫ولمسلم عن جابر رفعه‪ :‬بين الرجل وبين الكفر ترك الصلة‪ ،‬وقد سككبق فككي‬
‫الموحدة‪ .‬قال الحليمي‪ :‬يحتمل أن يكون المراد بهذا الكفر كفرا ً يبيككح الككدم‪،‬‬
‫ل كفرا ً يرده إلى ما كان عليه في البتداء انتهى‪ .‬وفيككه التأويككل لصككرفه عككن‬
‫ظاهره غير ذلك‪ ،‬والّله الموفق‪.‬‬
‫‪ - 1097‬حديث‪ :‬من تزوج امرأة لمالها أحرمه الّله مالها وجمالهككا‪ ،‬لككم أقككف‬
‫عليه‪ ،‬ولكن عند أبي ُنعيم في الحلية من حديث عبد السلم بن عبد القدوس‬
‫ل‪ ،‬ومككن‬ ‫عن إبراهيم عن أنس رفعه‪ :‬من تزوج امرأة لعزها لم يزده الّله إل ذ ً‬
‫تزوجها لمالها لم يزده الّله إل فقرًا‪ ،‬ومن تزوجهككا لحسككنها لككم يككزده الل ّككه إل‬
‫دناءة‪ ،‬ومن تزوجها لم يتزوجها إل ليغض بصره ويحصن فرجه أو يصل رحمه‬
‫إل بارك الّله له فيها وبارك لها فيه‪ ،‬بل في الصحيحين كما في المثناة‪ :‬تنكككح‬
‫]ص ‪ [407‬المرأة لمالها وجمالها وحسبها ودينها‪ ،‬فاظفر بذات الككدين تربككت‬
‫يداك‪.‬‬
‫‪ - 1098‬حديث‪ :‬من تزوج فقككد أحككرز نصككف دينككه فليتككق الل ّككه فككي النصككف‬
‫الباقي‪ ،‬ابن الجوزي في العلل من حديث مالككك بككن سككليمان عككن هيككاج بككن‬
‫بسطام عن خالد الحذاء عن يزيد بن الرقاشي عن أنس به مرفوع كًا‪ ،‬وقككال‪:‬‬
‫إنه ل يصح‪ ،‬وهو عند الطبراني في الوسط من حديث عصككمة بككن المتوكككل‬
‫عن زافر بن سليمان عن إسرائيل بككن يككونس عككن جككابر عككن الرقاشككي بككه‬
‫بلفظ‪ :‬فقد استكمل نصف اليمان‪ ،‬والباقي مثله‪ ،‬وقال‪ :‬لم يروه عن عصمة‬
‫إل زافر‪ ،‬ورواه البيهقي في الشعب من حديث الخليل بن مرة عن الرقاشي‬
‫ولفظه‪ :‬إذا تزوج العبد فقد كمل نصف الدين فليتق الّله في النصف البككاقي‪.‬‬
‫ومن حديث زهير بن محمد أخبرني عبد الرحمن بككن زيككد بككن عقبككة المككدني‬
‫عن أنس مرفوعا ً بلفظ‪ :‬من رزقه الّله امرأة صالحة فقد أعكانه علكى شكطر‬
‫دينه‪ ،‬فليتق الّله في الشطر الباقي‪ ،‬وكذا هككو عنككد شككيخه فيككه الحككاكم فككي‬
‫مستدركه‪ ،‬وقال‪ :‬إنه صحيح السناد ولم يخرجاه‪.‬‬
‫‪ - 1099‬حديث‪ :‬من تزيا بغير زيه فقتل فككدمه هككدر‪ ،‬ليككس لكه أصككل يعتمككد‪،‬‬
‫ويحكى فيه حكايات متقطعة أن بعض الجان حدث به إما عن علي مرفوعككًا‪،‬‬
‫وإما عن النبي صلى الّله عليه وسلم بل واسطة‪ :‬مما لم يثبت فيه شيء‪.‬‬

‫)‪ (1100‬حديث‪ :‬من تشبع بما لم يعط فهو كلبس ثوبي زور‪ ،‬متفككق‬
‫عليه عن أسماء ابنة أبي بكر به مرفوعا ً بلفظ‪ :‬المتشبع‪ ،‬وبدون‪ :‬فهو‪ ،‬ورواه‬
‫العسكري من حديث أيوب بن سويد عن الوزاعي عككن محمككد بككن المنكككدر‬
‫عن جابر مرفوعا ً بلفظ‪ :‬من تحلى بباطل كان كلبس ثوبي زور‪ ،‬ومن حديث‬
‫ابن جريج عن صالح مولى التوأمة عن أبككي هريككرة مرفوعكا ً بككاللفظ الثككاني‪،‬‬
‫وفي الباب أيضا ً عن سفيان الثقفي وعائشة‪.‬‬

‫)‪ (1101‬حديث‪ :‬من تشبه بقوم فهو منهم‪ ،‬أحمد وأبو داود والطبراني‬
‫في الكبير من حديث أبي منيب الجرشي عككن ابككن عمككر بككه مرفوعكًا‪ ،‬وفككي‬
‫سنده ضعف‪ ،‬ولكن شاهده عند البزار من حككديث حذيفككة)‪ ،(1‬وأبككي هريككرة‪،‬‬
‫وعند أبي ُنعيم فككي تاريككخ أصككبهان عككن أنككس‪ ،‬وعنككد القضككاعي مكن حككديث‬
‫طاوس مرسل ً وتقدم في‪ :‬إنما العلم بالتعلم‪ ،‬من الهمزة‪ ،‬عككن الحسككن فككي‬
‫أثر‪ :‬قلما تشبه رجل بقوم إل ما كان منهم‪ ،‬وبلفظ آخر ]ص ‪.[408‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫)‪ (1‬وعند الديلمي ولفظه‪ :‬ل يشبه الزي الزي حككتى يشككبه الخلككق الخلككق‪ ،‬ومككن تشككبه‬
‫بقوم فهو منهم‪ ،‬وقد صحح الحديث ابن حبان والعراقي‪.‬‬

‫)‪ (1102‬حديث‪ :‬من تواضع لغني لجل غناه ذهب ثلثا دينه‪ ،‬البيهقي في‬
‫الشعب من حديث الحسن بن بشر حدثت عن العمش عن إبراهيم عن ابن‬
‫مسعود من قوله‪ :‬من خضع لغني ووضع لككه نفسككه إعظامكا ً لككه وطمعكا ً فككي‬
‫فيما قبله ذهب ثلثا مروءته وشطر دينه‪ ،‬ومن حككديث شككعر ابككن عطيككة عككن‬
‫أبي وائل عن ابككن مسككعود مرفوعكًا‪ :‬مككن أصككبح محزونكا ً علككى الككدنيا أصككبح‬
‫ساخطا ً على ربه‪ ،‬ومن أصبح يشكو مصيبة نزلت به فإنما يشكككو ربككه‪ ،‬ومككن‬
‫دخل على غني فتضعضع له ذهب ثلثا دينه‪ ،‬ومن قرأ القرآن فدخل النار فهو‬
‫ممن اتخذ آيات الّله هزوًا‪ ،‬وللطبراني في الصغير من حديث وهب ابن راشد‬
‫البصري عن ثابت البناني عن أنككس مرفوعكًا‪ :‬مككن أصككبح حزينكا ً علككى الككدنيا‬
‫أصبح ساخطا ً على ربه‪ ،‬ومن أصبح يشكو مصيبة نزلت به فإنمككا يشكككو الل ّككه‬
‫تعالى‪ ،‬ومن تضعضع لغني لينال مما في يديه أسككخط الل ّككه عككز وجككل‪ ،‬ومككن‬
‫أعطي القرآن فدخل النار فأبعده الّله‪ ،‬وقال‪ :‬لم يككروه عككن ثككابت إل وهككب‪،‬‬
‫وكان من الصالحين‪ ،‬وفي لفككظ‪ :‬مككن تضعضككع لغنككي لينككال فضككل مككا عنككده‬
‫أحبط الّله تعالى عمله‪ ،‬وهما واهيان جدًا‪ ،‬حتى أن ابن الجوزي ذكرهمككا فككي‬
‫الموضوعات‪ ،‬وكذا من الواهي في ذلك مككا أورده الككديلمي مككن حككديث أبككي‬
‫هريرة‪ ،‬وهو في ترجمة وهب بن منبه من الحلية لبي ُنعيم مرفوعككًا‪ ،‬بلفككظ‪:‬‬
‫من تضعضع لذي سلطان إرادة دنياه أعرض الل ّككه عنككه‪ ،‬وللككديلمي عككن أبككي‬
‫هريرة أيضا ً رفعه‪ :‬من تضرع لصاحب دنيا ودع بذلك نصف دينه‪ ،‬ومن حديث‬
‫أبي ذر مرفوعًا‪ :‬لعن الّله فقيرا ً تواضع لغني من أجل مككاله‪ ،‬مككن فعككل ذلككك‬
‫منهم فقد ذهب ثلثا دينه‪ ،‬نعم عند البيهقي من حككديث وهككب بككن منبككه قككال‪:‬‬
‫قرأت في التوراة‪ ،‬وذكر نحوه‪.‬‬
‫)تنبيه( إنما لم يحكم على الثلث الثالث وهو القلككب‪ ،‬لخفككائه إذ اليمككان‪:‬‬
‫قول باللسان‪ ،‬وعمل بالركان‪ ،‬وتصديق بالقلب‪ ،‬نسأل الّله التوفيق‪.‬‬

‫)‪ (1103‬حديث‪ :‬من توضأ على طهر كتب الّله له عشر حسنات‪ ،‬أبكو‬
‫داود والترمككذي وابككن مككاجه عككن ابككن عمككر بككه مرفوعكًا‪ ،‬وضككعف الترمككذي‬
‫إسناده‪.‬‬

‫)‪ (1104‬حديث‪ :‬من جالس عالما ً فكأنما جككالس نبيكًا‪ ،‬ل أعرفككه فككي‬
‫المرفوع‪ ،‬ولكن جاء عن إمامنا الشافعي رحمه الّله أنه قككال‪ :‬إذا رأيككت رجل ً‬
‫من أصحاب الحكديث‪ ،‬فكأنمكا رأيكت النكبي صكلى الّلكه عليكه وسكلم)‪] (1‬ص‬
‫‪.[409‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫)‪ (1‬في هذا شرف كبير لصحاب الحديث‪.‬‬

‫)‪ (1105‬حديث‪ :‬من جاءه الموت وهو يطلب العلم ليحيي به السلم‪،‬‬
‫فبينه وبيككن النككبيين درجككة واحككدة فككي الجنككة‪ ،‬الككدارمي عككن الحسككن رفعككه‬
‫مرس ً‬
‫ل‪.‬‬

‫)‪ (1106‬حديث‪ :‬من جد وجد)‪.(1‬‬


‫‪-------------------‬‬
‫)‪ (1‬بيض له المؤلف‪ ،‬وليس هو بحديث‪.‬‬

‫)‪ (1107‬حديث‪ :‬من جعل قاضيا ً بين الناس فقد ذبح بغير سكين‪ ،‬أحمد‬
‫وأبو داود والنسائي وابن ماجه وغيرهم‪ ،‬كابن أبي عاصم مكن حككديث عثمككان‬
‫بن محمد الخنسي‪ ،‬والقضاعي من حديث زيد بن أسلم عن سعيد المقككبري‬
‫والعرج‪ ،‬كلهما عن أبي هريرة به مرفوعًا‪ ،‬ولفظ بعضهم‪ :‬فإنه قد ذبح‪ ،‬ولم‬
‫يذكر‪ :‬بين الناس‪ ،‬وهو عند ابن ماجه‪ ،‬وكذا النسائي‪ ،‬والدارقطني‪ ،‬وابن أبككي‬
‫عاصم بدون العككرج‪ ،‬ولفككظ أحككدهم‪ :‬مككن اسككتعمل علككى القضككاء‪ ،‬بككل شككذ‬
‫بعضهم فقال‪ :‬كأنما ذبح بالسكين‪ ،‬ورواه النسائي بدون العككرج أيض كًا‪ ،‬وابككن‬
‫أبي عاصم من حديث داود بن خالد المكي أنه سمع المقبري‪ ،‬وأبو داود أيضا ً‬
‫بلفظ‪ :‬من ولى القضاء من حديث عمرو بن أبي عمككرو عككن المقككبري‪ ،‬وهككو‬
‫عند الترمذي وابن أبي عاصم‪ ،‬بلفظ‪ :‬من ولككى القضككاء أو جعككل قاضككيا ً بيككن‬
‫الناس‪ ،‬والدارقطني‪ ،‬بلفظ‪ :‬مككن ولككى‪ ،‬وقككال الترمككذي‪ :‬إنككه حسككن غريككب‪،‬‬
‫وقال النسائي‪ :‬إن داود ليس بالمشهور‪ ،‬والخنسي ليس بكالقوي‪ ،‬قلكت‪ :‬قككد‬
‫سبق عن غيرهما‪ ،‬بل رواه أحمككد مكن حككديث محمككد بكن عجلن‪ ،‬وابككن أبككي‬
‫عاصم من حكديث بعككض المككدنيين‪ ،‬والقضككاعي مكن حككديث زيككد بككن أسككلم‪،‬‬
‫ثلثتهم عن المقبري‪ ،‬وهو صحيح بل حسن‪ ،‬قيككل‪ :‬وفككي قككوله بغيككر سكككين‪،‬‬
‫الشارة إلى أن محذوره الخوف مكن هلك الكدين دون البكدن‪ ،‬إذ الذبكح فكي‬
‫ظاهر العرف إنما هو بالسكين‪ ،‬أو إلى شدة اللم لكككون الذبككح بغيككر سكككين‬
‫يكون إما بالخنق أو التعذيب‪ ،‬وهو للذبيحة بالسكين أروح‪.‬‬
‫‪ - 1108‬حديث‪ :‬من جمع مال ً من نهاوش‪ ،‬في‪ :‬من أصاب‪.‬‬
‫‪ - 1109‬حديث‪ :‬من جهل شيئا ً عاداه‪ ،‬وفكي منكاقب الشكافعي للكبيهقي مكن‬
‫طريككق ]ص ‪ [410‬الربيككع سككمعت الشككافعي يقككول‪ :‬العلككم جهككل عنككد أهككل‬
‫الجهل‪ ،‬كما أن الجهل جهل عند أهل العلم‪ ،‬ثم أنشأ يقول‪:‬‬
‫ومنزلة الفقيه من السفيه * كمنزلة السفيه من الفقيه‬

‫فهذا زاهد في قرب هذا * وهذا فيه أزهد منه فيه‬


‫ويشير إليه قوله‪} :‬بل كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه{‪ ،‬وقوله‪} :‬وإذ لككم يهتككدوا‬
‫به فسيقولون هذا إفك قديم{‪.‬‬
‫‪ - 1110‬حديث‪ :‬من حج ولم يزرني فقد جفاني‪ ،‬في‪ :‬من لم يزرني‪.‬‬
‫‪ - 1111‬حديث‪ :‬من حدث حديثا ً فعطس عنده فهو حق‪ ،‬أبو يعلى من حديث‬
‫بقية عن معاوية بن يحيى عن أبككي الزنككاد عككن العككرج عككن أبككي هريككرة بككه‬
‫مرفوعًا‪ ،‬وكذا أخرجه الطبراني والدارقطني في الفككراد‪ ،‬بلفككظ‪ :‬مككن حككدث‬
‫بحديث فعطس عنده فهو حق‪ ،‬والبيهقي ‪ -‬وقال‪ :‬إنه منكر ‪ -‬عن أبي الزنككاد‪،‬‬
‫وقال غيره‪ :‬إنه باطل‪ ،‬ولو كككان سككنده كالشككمس‪ ،‬ولكككن قككال النككووي فككي‬
‫فتاويه‪ :‬له أصل أصيل‪ ،‬انتهى‪ .‬وله شاهد عند الطبراني من حديث خضككر بككن‬
‫محمد بن شجاع عن غضيف بن سالم عن عمككارة بككن زاذان عككن ثككابت عككن‬
‫أنس مرفوعًا‪ :‬أصدق الحديث ما عطس عنده‪ ،‬وقال‪ :‬لم يكروه عكن ثكابت إل‬
‫عمارة‪ ،‬تفرد به الخضر‪ ،‬وفي معرفة الصحابة ومسند الككديلمي‪ ،‬كلهمككا مككن‬
‫جهة أبي وهم مولى رسول الّله صلى الّله عليه وسلم مرفوعًا‪ :‬مككن سككعادة‬
‫المرء العطاس عند الدعاء‪ ،‬انتهى‪ .‬والكلم عليه مستوفى في تخريج الذكار‪.‬‬
‫‪ - 1112‬حديث‪ :‬من حسن ظنه بحجر نفعه الّله به‪ ،‬مضى في‪ :‬لو أحسن‪.‬‬
‫‪ - 1113‬حديث‪ :‬من حسن ظنه بالناس كثرت ندامته‪ ،‬في‪ :‬احترسوا‪.‬‬
‫‪ - 1114‬حديث‪ :‬من حفر لخيه قليبا ً أوقعه الّله فيه قريب كًا‪ ،‬قككال شككيخنا‪ :‬لككم‬
‫ل‪ ،‬وإنما ذكر صاحب المثال‪ :‬من حفر جبا ً أوقعه الل ّككه فيككه منكب كًا‪،‬‬ ‫أجد له أص ً‬
‫وذكر عن كعب الحبار أنه سأل ابن عباس‪ :‬من حفر مهككواة كبككه الل ّككه فيهككا‪،‬‬
‫فقال ابن عباس‪ :‬إنا نجد في كتاب الّله }ول يحيق المكر السيئ إل بككأهله{‪،‬‬
‫قلت‪ :‬وهو على اللسنة أيضا ً ]ص ‪ [411‬بلفظ‪ :‬من حفر بئرا ً لخيه وقع فيه‪،‬‬
‫قال الشاعر‪:‬‬
‫ومن يحتفر بئرا ً ليوقع غيره * سيوقع يوما ً في الذي هو حافر‬
‫وفي الرابع والعشرين من المجالسة للدينوري من حديث أبككي حصككين قككال‪:‬‬
‫مر داود القصاب بامرأة عند قبر‪ ،‬وهي تبكي‪ ،‬فرق لها‪ ،‬وقال‪ :‬ما هذا الميككت‬
‫منك؟ قالت‪ :‬ابني‪ ،‬قال‪ :‬وما كان يعمككل؟ قككالت‪ :‬يحفككر القبككور‪ ،‬قككال‪ :‬أبعككده‬
‫الّله‪ ،‬ما علم أن من حفر حفرة وقع فيها‪.‬‬
‫‪ - 1115‬حديث‪ :‬من حفظ على أمتي أربعين حديثا ً بعث يوم القيامككة فقيهككًا‪،‬‬
‫أبو ُنعيم في الحلية بنحوه عن ابن مسعود وابن عباس‪ ،‬وفي الباب عن أنس‬
‫وعلي ومعاذ وأبي هريرة وآخرين‪ ،‬أخرجها ابن الجوزي في العلككل المتناهيككة‪،‬‬
‫قال النووي‪ :‬طرقه كلها ضككعيفة‪ ،‬وليككس بثككابت‪ ،‬وكككذا قككال شككيخنا‪ :‬جمعككت‬
‫طرقه في جزء)‪ (1‬ليس فيها طريق تسلم من علة قادحككة‪ ،‬وقككد قككال أحمككد‬
‫فيما حكاه البيهقي في الشعب عنه عقب حديث أبي الدرداء منها‪ :‬هككذا متككن‬
‫مشهور فيما بين الناس وليس له إسناد صحيح‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫)‪ (1‬ولشقيقنا أبي الفيض جزء "إرشاد المربعين إلى طرق حديث الربعيككن"‬
‫استوعبها باستيفاء وهو مطبوع‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫‪ - 1116‬حديث‪ :‬من حلف بالّله صادقا ً كان كمن سبح الّله وقدسه)‪.(2‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫)‪ (1‬ليس بحديث‪ ،‬وقد قال الشافعي‪ :‬ما حلفت بالّله صككادقا ً ول كاذب كا ً إجلل ً‬
‫لّله تعالى‪ ،‬لكن يرد عليه أمر الّله لنبيه بالحلف فككي قككوله تعككالى }قككل بلككى‬
‫وربي لتبعثن قل إي وربي إنه لحق{‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫‪ - 1117‬حديث‪ :‬من حمل سلعته فقد برئ مككن الكككبر‪ ،‬القضككاعي والككديلمي‬
‫فكي مسككنديهما مكن حككديث سككفيان عكن محمككد بكن المنككدر عكن جكابر بكه‬
‫مرفوعًا‪ ،‬وهو عند ابن لل عن أبي أمامة‪ ،‬وفي لفككظ‪ :‬بضككاعته بككدل سككلعته‪.‬‬
‫والشرك بدل الكبر‪.‬‬
‫‪ - 1118‬حديث‪ :‬من حوسب‪ ،‬في‪ :‬من نوقش‪.‬‬
‫‪ - 1119‬حديث‪ :‬من خاف الّله خوف منه كل شيء‪ ،‬الحديث‪ ،‬أبو الشيخ فككي‬
‫الثواب والديلمي والقضاعي عن واثلة‪ ،‬والعسكري عككن الحسككين بككن علككي‪،‬‬
‫كلهما به مرفوعًا‪ ،‬لفظ العسكري‪ :‬من خاف الّله أخاف الّله منه كل شككيء‪،‬‬
‫وهو عنده عن ابن مسعود من ]ص ‪ [412‬قوله بزيككادة الشككق الخككر‪ ،‬وقككال‬
‫المنذري في ترغيبه‪ :‬رفعه منكر‪ ،‬وفي الباب عن علي‪ ،‬وبعضها يقوي بعضككًا‪،‬‬
‫وقد قال عمر بن عبد العزيز‪ :‬من خاف الّله أخاف منه كل شككيء‪ ،‬ومككن لككم‬
‫يخف الّله خاف من كل شيء‪ ،‬وقال الفضيل بن عياض‪ :‬مككن خككاف الل ّككه لككم‬
‫يضره أحد‪ ،‬ومن خاف غير الّله لم ينفعه أحد‪ ،‬وفي لفظ‪ :‬إن خفككت الل ّككه لككم‬
‫يضرك أحد‪ ،‬وإن خفت غير الّله لم ينفعك أحد‪ ،‬وقال يحيى بن معاذ الككرازي‪:‬‬
‫على قدر حبك الّله يحبك الخلق‪ ،‬وعلى قدر خوفك مككن الل ّككه يهابككك الخلككق‪،‬‬
‫وعلى قدر شغلك بأمر الّله يشغل في أمرك الخلق‪ ،‬ورواها كلها البيهقي في‬
‫الشعب‪.‬‬
‫‪ - 1120‬حديث‪ :‬من دعا على من ظلمككه فقككد انتصككر‪ ،‬الترمككذي وأبككو يعلككى‬
‫وغيرهما من حديث إبراهيم عن السود عن عائشة به مرفوعًا‪.‬‬
‫‪ - 1121‬حديث‪ :‬من دعا لظالم بطول البقاء فقد أحب أن يعصى الّله‪ ،‬ذكككره‬
‫الزمخشري في تفسير هود‪ ،‬والغزالي في موضعين من الحياء‪ ،‬ولم نره في‬
‫المرفككوع‪ ،‬ولكككن هككو فككي السككادس والسككتين مككن الشككعب للككبيهقي‪ ،‬وفككي‬
‫الصمت لبن أبي الدنيا من قول الحسن البصري‪ ،‬وكذا عزاه الغزالي نفسككه‬
‫في موضع ثالث من الحياء‪ ،‬وأخرجه أبو ُنعيم في ترجمة الثوري من الحليككة‬
‫من قول الثوري‪ ،‬نعم في المرفوع كما لبن أبككي الككدنيا فككي الصككمت‪ ،‬وابككن‬
‫عدي في الكامل‪ ،‬وأبي يعلى‪ ،‬والبيهقي في الشعب عن أنس‪ ،‬رفعه‪ :‬إن الّله‬
‫ليغضككب إذا مككدح الفاسككق‪ ،‬وسككنده ضككعيف‪ ،‬ولبككن عككدي عككن عائشككة‪،‬‬
‫والطبراني في الوسط‪ ،‬وأبي ُنعيم في الحلية‪ ،‬عن عبد الّله بن بسر‪ ،‬كلهما‬
‫مرفوعًا‪ :‬من وقكر صكاحب بدعكة فقكد أعكان علكى هكدم السكلم‪ ،‬وأسكانيده‬
‫ضعيفة‪ ،‬بل قال ابن الجككوزي‪ :‬كلهككا موضككوعة‪ ،‬وأورده الغزالككي بلفككظ‪ :‬مككن‬
‫أكرم فاسقًا‪ ،‬بدل‪ :‬من وقر صاحب بدعة‪.‬‬
‫‪ - 1122‬حديث‪ :‬من دل على خير‪ ،‬في‪ :‬الدال‪.‬‬
‫‪ - 1123‬حديث‪ :‬من رآني في المنام فقد رأى الحككق‪ ،‬متفككق عليككه عككن أبككي‬
‫هريرة وأبي قتادة‪ ،‬وفي الباب عن أبي جحيفة عند ابن مككاجه‪ ،‬وعككن حذيفككة‬
‫وغيرهما‪ ،‬وفي لفظ لبعضككهم‪ :‬فقككد رآنككي فككإن الشككيطان ل يتمثككل بككي ]ص‬
‫‪.[413‬‬
‫‪ - 1124‬حديث‪ :‬من رفككع كتابكا ً عككن الطريككق‪ ،‬الككدارقطني فككي الفككراد مككن‬
‫حديث سليمان بن الربيع عن همام بن يحيى عن عمر بن عبد الل ّككه بككن أبككي‬
‫خثعم عن يحيى بن أبي كثير عن أبككي سككلمة عككن أبككي هريككرة بككه مرفوعكًا‪،‬‬
‫ولبي الشيخ عن أنس رفعه‪ :‬من رفككع قرطاسكا ً مككن الرض فيككه بسككم الل ّككه‬
‫إجلل ً كتب من الصديقين‪.‬‬
‫‪ - 1125‬حديث‪ :‬من زار قبري وجبت له شفاعتي‪ ،‬أبو الشيخ وابن أبي الدنيا‬
‫وغيرهما عن ابن عمر‪ ،‬وهو في صحيح ابن خزيمة‪ ،‬وأشار إلى تضعيفه‪ ،‬وهككو‬
‫عند أبي الشيخ والطبراني وابن عدي والدارقطني والبيهقي‪ ،‬ولفظهككم‪ :‬كككان‬
‫كمن زارني في حياتي‪ ،‬وضعفه البيهقي‪ ،‬وكذا قال الذهبي‪ :‬طرقه كلها لينككة)‬
‫‪ ،(1‬لكن يتقوى بعضها ببعض‪ ،‬لن ما في روايتها متهككم بالكككذب‪ ،‬قككال‪ :‬ومككن‬
‫أجودها إسنادا ً حديث حاطب‪ :‬من زارني بعد موتي فكأنما زارني في حياتي‪.‬‬
‫أخرجه ابن عساكر وغيره‪ ،‬وللطيالسككي عككن عمككر مرفوع كًا‪ :‬مككن زار قككبري‬
‫كنت له شفيعا ً أو شهيدًا‪ ،‬وقد صنف السبكي "شفاء السقام في زيككارة خيككر‬
‫النام)‪."(2‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫)‪ (1‬واللين هو الضعف الخفيف‪.‬‬
‫)‪ (2‬رد به دعوى ابن تيمية وضع أحاديث الزيارة النبوية‪ ،‬وقد انتصككر لككه ابككن‬
‫عبد الهادي في كتابه الصارم المكي‪ ،‬لكنككه تعنككت فككي الكلم علككى السككانيد‬
‫تعنتا ً بالغًا‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫‪ - 1126‬حديث‪ :‬من زارني وزار أبي إبراهيم في عام واحد دخل الجنة‪ ،‬قككال‬
‫ابن تيمية‪ :‬إنه موضوع‪ ،‬ولم يروه أحد مككن أهككل العلككم بالحككديث‪ ،‬وكككذا قككال‬
‫النووي في آخر الحج من شرح المهذب‪ :‬هو موضوع‪ ،‬ل أصل له‪.‬‬
‫‪ - 1127‬حديث‪ :‬من زرع حصد‪ ،‬معناه صحيح‪ ،‬وإليه يشير قوله تعككالى }يككوم‬
‫تجد كل نفس ما عملت من خير محضرًا{ وقد سلف‪ :‬الدنيا مزرعة الخرة‪.‬‬
‫‪ - 1128‬حديث‪ :‬من زوى ميراثا ً عن وارثه زوى الّله عنه ميراثككه مككن الجنككة‪،‬‬
‫أورده الديلمي بل سند عن أنس مرفوعًا‪ ،‬ول يصككح‪ .‬وقككد أخرجككه ابككن مككاجه‬
‫فقال‪ :‬حدثنا سويد بن سعيد حدثنا عبد الرحيم بن زيد العمككي عككن أبيككه عككن‬
‫أنس رفعه‪ :‬من فر عن ميراث وارثه قطع الّله ميراثه من الجنة يوم القيامة‪،‬‬
‫وهو ضعيف جدا ً ]ص ‪.[414‬‬
‫‪ - 1129‬حديث‪ :‬من سبق إلى مباح فهو له‪ ،‬أبو داود من حككديث أسككمر ابككن‬
‫مضرس رفعه بلفظ‪ :‬من سبق إلى ما لم يسبق إليه فهو له‪ ،‬قال البغككوي‪ :‬ل‬
‫أعلم بهذا السناد غير هذا الحديث‪ ،‬وصححه الضككياء فككي المختككارة‪ ،‬ونحككوه‪:‬‬
‫من أحيا أرضا ً ميتة في غير حق مسلم فهي له‪ ،‬أخرجه الككبيهقي مككن حككديث‬
‫كثير بن عبد الّله بن عمرو بن عوف المزني عن أبيه عن جده به‪ ،‬وهككو عنككد‬
‫ابن أبي شيبة‪ ،‬وإسحاق بن راهويه‪ ،‬والبزار‪ ،‬وآخرين‪ ،‬ولحمد أبككي داود عنككه‪،‬‬
‫والطبراني‪ ،‬والبيهقي من حديث الحسن عن سمرة‪ ،‬وفي سماعه منه خلف‪،‬‬
‫رفعه‪ :‬من أحاط حائطا ً على أرض فهي لكه‪ ،‬ورواه عبكد بكن حميكد مكن جهكة‬
‫سليمان البشكري عن جابر به مرفوعًا‪ ،‬بل أخرج البخاري وأحمككد والنسككائي‬
‫عن عائشة مرفوعًا‪ :‬من عمر أرضا ً ليست لحد فهككو أحككق بهككا‪ ،‬وعمككر بفتككح‬
‫العين وتخفيف الميم‪ ،‬ووقع في البخاري‪ :‬أعمر بزيادة ألف في أوله‪ ،‬وخطئ‬
‫راويها‪ ،‬وقال ابن بطال‪ :‬يمكن أن يكون اعتمر‪ ،‬فسقطت التاء مكن النسكخة‪،‬‬
‫وأخرجه الطبراني عن فضالة بن عبيد وغيره‪.‬‬
‫‪ - 1130‬حديث‪ :‬من سبق العاطس بالحمد أمن الشوص واللوص والعلوص‪،‬‬
‫ذكره ابن الثير في النهاية‪ ،‬وهو ضعيف‪ ،‬وفي الوسط للطككبراني عككن علككي‬
‫رفعه‪ :‬مكن عطككس عنككده فسككبق بالحمككد لككم يشككتك خاصككرته‪ ،‬والول بفتككح‬
‫الشين المعجمة وجع الضرس‪ ،‬وقيل‪ :‬وجع في البطككن‪ ،‬والثككاني وجككع الذن‪،‬‬
‫وقيل‪ :‬وجع المخ‪ ،‬والثالث بكسر العين المهملة وفتككح اللم الثقيلككة وسكككون‬
‫الواو وآخره مهملة وجع في البطن من التخمة‪ ،‬وقد نظمه بعض أصحابنا‪:‬‬
‫من يبتدئ عاطسا بالحمد يأمن من * شوص ولوص وعلوص كما وردا‬
‫عنيت بالشوص داء الرأس ثم بما * يليه ذا البطن والضرس اتبع رشدا‬
‫‪ - 1131‬حديث‪ :‬من سر)‪ (1‬فليولم‪ ،‬هو كلم صحيح‪ ،‬والولئم مشروعة عنككد‬
‫التزويج‪ ،‬ووكيرة الدار‪ ،‬والقدوم من سفر‪ ،‬وجملة مما نظم ونثر‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫)‪ (1‬من السر وهو النكاح‪ ،‬قال تعالى }ولكن ل تواعدهن سرًا{‪ ،‬أي نكاحًا‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫‪ - 1132‬حديث‪ :‬من سكن البادية جفا‪ ،‬ومن أتى السلطان افتتن‪ ،‬ومككن اتبككع‬
‫]ص ‪ [415‬الصيد غفل‪ ،‬العسكري من حديث وهب بن منبه عن ابككن عبككاس‬
‫به مرفوعًا‪ ،‬وهو من حديث ابن عباس عنككد أبككي داود والترمككذي وأبككو يعلككى‬
‫والطبراني وآخرين يزيد بعضهم على بعض‪ ،‬وأوله عند بعضهم‪ :‬من بدا جفككا‪،‬‬
‫وكذا أخرجه أحمد‪ ،‬والبيهقي في الشعب‪ ،‬والقضككاعي وغيرهككم‪ ،‬مككن حككديث‬
‫عدي بن ثابت عن أبي حازم عن أبي هريرة به مرفوعًا‪ ،‬بزيادة‪ :‬ما ازداد أحد‬
‫من السلطان قربا ً إل ازداد من الّله بعدًا‪ ،‬والمحفوظ ما لبي داود في سككننه‬
‫من جهة عدي فقال‪ :‬عن شيخ من النصار‪ ،‬بدل أبي حازم‪.‬‬
‫‪ - 1133‬حديث‪ :‬من سلك مسالك التهم اتهم‪ ،‬الخرائطي فكي المككارم‪ ،‬مكن‬
‫حديث عمر من قوله لكن بلفظ‪ :‬من أقام نفسه مقام التهمة فل يلومن مككن‬
‫أساء الظن به‪ ،‬وقد ذكرت آثارا ً من المعنى في تصنيفي في الظن‪ ،‬ومنها ما‬
‫في أواخر تفسير الحزاب من الكشاف‪ ،‬ولفظه‪ :‬من كان يؤمن بالّله واليككوم‬
‫الخر فل يقفن مواقف التهم‪.‬‬
‫‪ - 1134‬حديث‪ :‬من سمع سمع الّله به‪ ،‬ومن رأيا رأيا الل ّككه بككه‪ ،‬متفككق عليككه‬
‫من حديث سلمة بن كهيل عن جندب به مرفوعًا‪ ،‬وأخرجه مسلم وغيره مككن‬
‫حديث سعيد بن جبير عن ابن عباس به مرفوعًا‪ ،‬وفي الباب عن أبي سككعيد‪،‬‬
‫وتكلم عليه العسكري‪ ،‬وعن ابن عمر عنككد الطككبرااني فككي الكككبير والككبيهقي‬
‫في الشعب من رواية شيخ يكنى أبا زيد عند رفعه بلفكظ‪ :‬مكن سكمع النككاس‬
‫سمع الّله به سامع خلقه وحقكره وصكغره‪ ،‬وككذا عكزاه الغزالكي لبكن عمكر‪،‬‬
‫وفي الزهد لبن المبارك ومسند أحمد وابن منيع أنه عن ابن عمرو بالواو‪.‬‬
‫‪ - 1135‬حديث‪ :‬من سئل عن علم فكتمككه ألجمككه الل ّككه بلجككام مككن نككار يككوم‬
‫القيامة‪ ،‬أحمد‪ ،‬وأبو داود‪ ،‬وابن ماجه‪ ،‬وأبو يعلى‪ ،‬والترمذي وحسنه‪ ،‬والحاكم‬
‫وصححه‪ ،‬والبيهقي‪ ،‬من حديث أبي هريرة به مرفوعًا‪ ،‬وهو عند الحاكم أيضككا ً‬
‫وغيره عن ابن عمرو‪ ،‬وعند ابن ماجه عن أنس وأبي سعيد‪ ،‬وعند الطككبراني‬
‫من حديث ابن عباس وابن عمر وابن مسعود‪.‬‬
‫‪ - 1136‬حديث‪ :‬من شاب شيبة فككي السككلم كككانت لككه نككورا ً يككوم القيامككة‪،‬‬
‫أحمد ]ص ‪ [416‬والترمذي والبيهقي عن عمرو بن عبسة بككه مرفوع كًا‪ ،‬وهككو‬
‫حديث حسن‪ ،‬وفي الباب أحاديث كثيرة منها عن أنس رفعه‪ :‬يقول الل ّككه عككز‬
‫وجل‪ :‬الشيب نوري‪ ،‬والنار خلقككي‪ ،‬وإنككي أسككتحيي أن أعككذب نككوري بنككاري‪،‬‬
‫أخرجه الديلمي في مسنده‪ ،‬وأبو الشيخ‪ ،‬وآخرون‪ ،‬وعنككد الككديلمي عككن أبككي‬
‫هريرة رفعه‪ :‬إن الّله يبغض الشيخ الغربيب‪ ،‬وهككو بكسككر المعجمككة وسكككون‬
‫الراء بعدها موحدة مكسورة ثم تحتانية ثم موحككدة‪ :‬شككديد السككواد‪ ،‬وجمعككه‬
‫غرابيب‪ ،‬يعني الذي ل يشيب‪ ،‬وقيل‪ :‬الذي يسود شعره‪.‬‬
‫‪ - 1137‬حديث‪ :‬مكن شككا ضكرورته وجبكت مسكاعدته‪ ،‬كلم بعكض السكلف‪،‬‬
‫وفي الحياء شواهد لمعناه‪.‬‬
‫‪ - 1138‬حديث‪ :‬من صبر على حر مكة ساعة مكن نهكار تباعكدت منكه جهنكم‬
‫مسيرة مائتي عام‪ ،‬هكذا ذكره أبو الوليد الزرقي في تاريخ مكة بغير إسناد‪،‬‬
‫ثم الزمخشري في آل عمران من تفسيره‪ ،‬وقد أخرجه العقيلي في ترجمككة‬
‫الحسن بن رشيد من الضعفاء‪ ،‬من طريق الحسن المككذكور عككن ابككن جريككج‬
‫عن عطاء عن ابن عباس رفعه‪ :‬من صبر في حر مكة ساعة باعد الّله جهنم‬
‫منه سبعين خريفًا‪ ،‬وقال‪ :‬هذا باطل‪ ،‬ل أصل له‪ ،‬وابن رشيد يحدث بالمناكير‪،‬‬
‫وأورده الديلمي من حديث أنس بلفظ‪ :‬تباعدت منه جهنم مائة عام‪ ،‬وتقربت‬
‫منه الجنة مائة عام‪.‬‬
‫‪ - 1139‬حديث‪ :‬من صلى خلف عالم‪ ،‬في‪ :‬قدموا خياركم‪.‬‬
‫‪ - 1140‬حديث‪ :‬من صلى الصبح في جماعة فهو في ذمة الّله‪ ،‬فانظر يا ابن‬
‫آدم ل يطلبنككك الل ّككه بشككيء مككن ذمتككه‪ ،‬مسككلم عككن جنككدب بككن سككفيان بككه‬
‫مرفوعًا‪ ،‬وفي لفظ عند أحمد والترمذي وابن ماجه وأبي يعلى من يعلى مككن‬
‫حديث أبي بكر الصديق‪ :‬فهو في جوار الّله‪ ،‬وليس فيككه‪ :‬فككي جماعككة‪ ،‬وكككذا‬
‫رواه الوزاعي عن فزعة عن أبي سبرة رفعه بلفظ‪ :‬من صككلى الصككبح فهككو‬
‫في ذمة الّله‪.‬‬
‫‪ - 1141‬حديث‪ :‬من صمت نجا‪ ،‬الترمككذي وقككال‪ :‬غريككب‪ ،‬والككدارمي وأحمككد‬
‫وآخرون عن عبد الّله بن عمرو بككن العككاص بككه مرفوعكًا‪ ،‬ومككداره علككى ابككن‬
‫لهيعة)‪ (1‬رواه عن يزيد بن عمرو عن أبي عبد الرحمن الحبلككي عنككه‪ ،‬ولكككن‬
‫شواهده كثيرة‪ ،‬منها عند ]ص ‪ [417‬الطبراني بسند جيد‪ ،‬وقد أفرد ابن أبككي‬
‫الدنيا للصمت جزءا ً حاف ً‬
‫ل‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫)‪ (1‬وهو صدوق إل أنه مدلس‪ ،‬وحديثه يكون حسنا ً في المتابعات‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫‪ - 1142‬حديث‪ :‬من ضمن لي ما بيككن لحييككه ورجليكه ضكمنت لكه علكى الّلكه‬
‫الجنة‪ ،‬جماعة منهم العسكري من حديث معقل بن عبيد الّله عن عمككرو بككن‬
‫دينار عن جابر به مرفوعًا‪ ،‬وفي الباب عن سهل بن سعد بلفظ‪ :‬مككن يضككمن‬
‫لي ما بين لحييه وما بين رجليه أضمن له الجنة‪ ،‬أخرجككه البخككاري والترمككذي‬
‫وفي لفظ‪ :‬من توكل لي ما بين فقميه ورجليه أتوكل له بالجنككة‪ ،‬وفككي آخككر‪:‬‬
‫من تكفل لي تكفلت له‪ ،‬وتكلم عليها العسكري‪ ،‬وفي الباب عن ابككن عبككاس‬
‫وأبي هريرة وآخرين وكلها فككي الجككزء المشككار إليككه)‪ ،(1‬ولفككظ حككديث أبككي‬
‫هريرة‪ :‬من وقاه الّله شر ما بين لحييه وما بين رجليه دخل الجنة‪ ،‬وفي لفظ‬
‫عنه‪ :‬من حفظ ما بين لحييه‪ ،‬وللديلمي بسند ضككعيف عككن أنككس رفعككه‪ :‬مككن‬
‫وقى شر قبقبه وذبذبه ولقلقه وجبت لككه الجنككة‪ ،‬ولفككظ الحيككاء‪ :‬فقككد وقككى‪،‬‬
‫يعني البطن من القبقبة‪ ،‬وهو صوت يسمع مككن البطككن‪ ،‬فكأنهككا حكايككة ذلككك‬
‫الصوت‪ ،‬ويجوز أن يكون كناية عن أكككل الحككرام وشككبهه‪ ،‬والككذكر واللسككان‪،‬‬
‫وفي سادس المجالسة للدينوري مككن حككديث أبككي الشككهب عككن أبككي رجككاء‬
‫العطاردي قال‪ :‬كان يقال إذا وقككى الرجككل شككر لقلقككه وقبقبككه وذبككذبه فقككد‬
‫وقى‪ ،‬اللقلق اللسان‪ ،‬والقبقب البطن‪ ،‬والذبذب الفرج‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫)‪ (1‬يعني جزء الصمت لبن أبي الدنيا‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫‪ - 1143‬حديث‪ :‬من صنع إلى أحد من ولد عبد المطلب‪ ،‬في‪ :‬من أسدى‪.‬‬
‫‪ - 1144‬حديث‪ :‬من طاف بهذا البيت أسبوعًا‪ ،‬وصلى خلف المقككام ركعككتين‪،‬‬
‫وشككرب مككن مككاء زمككزم‪ ،‬غفككرت لككه ذنككوبه بالغككة مككا بلغككت‪ ،‬الواحككدي فككي‬
‫تفسيره‪ ،‬والجندي في فضائل مكة من حديث أبي معشر المدني عن محمككد‬
‫بن المنكدر عن جابر به مرفوعًا‪ ،‬وكذا أخرجككه الككديلمي فككي مسككنده بلفككظ‪:‬‬
‫من طاف بالبيت أسبوعًا‪ ،‬ثم أتى مقام إبراهيم فركع عنده ركعتين‪ ،‬ثككم أتككى‬
‫زمزم فشرب من مائها‪ ،‬أخرجه الّله مككن ذنككوبه كيككوم ولككدته أمككه‪ ،‬ول يصككح‬
‫باللفظين‪ .‬وقد ولع به العامة كثيرًا‪ ،‬ل سككيما بمكككة بحيككث كتككب علككى بعككض‬
‫جككدرها الملصككق لزمككزم‪ .‬وتعلقككوا فككي ثبككوته بمنككام وشككبهه ممككا ل تثبككت‬
‫الحاديث النبوية بمثله‪ ،‬مع العلم بسعة فضككل الل ّككه والككترجي لمككا هككو أعلككى‬
‫وأغلى‪ ،‬وكذا من المشككهور بيككن الطككائفين حككديث‪ :‬مككن طككاف أسككبوعا ً فككي‬
‫المطككر غفككر لككه مككا سككلف مككن ذنككوبه‪] ،‬ص ‪ [418‬ويحرصككون لككذلك علككى‬
‫الطواف في المطر‪ ،‬وهو فعل حسن‪ ،‬حتى إن البدر ابن جماعة طاف بالبيت‬
‫سباحة‪ ،‬كلما حاذى الحجر غطككس لتقككبيله‪ ،‬وكككذا اتفككق لغيككره مككن المكييككن‬
‫وغرهم‪ ،‬بل قال مجاهد‪ :‬إن ابن الزبير رضي الّله عنهما طككاف سككباحة‪ .‬وقككد‬
‫جاء سيل طبق الرض‪ ،‬وامتنع الناس من الطككواف‪ ،‬وقككد ذكككره بهككذا اللفككظ‬
‫الغزالي في الحياء‪ ،‬بل عنده أيضا ً فيمن طاف أسبوعا ً خاليا ً حاسرا ً كككان لككه‬
‫كعتق رقبة‪ ،‬ولم يخرج مخرجه ثانيهما‪ ،‬وأما أوله فلبن ماجه من حديث أبككي‬
‫عقال قال‪ :‬طفت مع أنس بن مالك في مطككر‪ ،‬فلمككا قضككيت الطككواف أتينككا‬
‫المقام فصلينا ركعتين‪ ،‬فقال لنا أنس‪ :‬ائتتنفوا العمل فقككد غفككر لكككم‪ ،‬هكككذا‬
‫قال لنا رسول الّله صلى الّله عليه وسلم وطفنا معه في مطككر‪ ،‬وفككي لفككظ‬
‫غيره‪ :‬من طاف بالكعبة فككي يككوم مطيككر كتككب الل ّككه لككه بكككل قطككرة تصككيبه‬
‫حسنة‪ ،‬ومحا عنه بالخرى سيئة‪ ،‬ويشهد لكذلك كلكه ككثرة الكوارد فكي فضكل‬
‫مطلق الطككواف والككترغيب فيككه‪ ،‬كحككديث ابككن عمككر عنككد الترمككذي وحسككنه‬
‫واللفظ له‪ ،‬وابن ماجه مرفوعًا‪ :‬من طاف بهذا البيت أسككبوعا ً وأحصككاه كككان‬
‫عتق رقبة‪ ،‬بل من المشهور أيضا ً حديث‪ :‬من طاف بالبيت سككبعا ً ل يتكلككم إل‬
‫بسبحان الّله والحمد لّله ول إله إل الّله والّله أكبر ول حول ول قككوة إل بككالّله‬
‫محيت عنككه عشككر سككيئات‪ ،‬وكتبككت لككه عشككر حسككنات‪ ،‬ورفككع لككه بككه عشككر‬
‫درجات‪ ،‬ومن طاف فتكلم في تلك الحال خاض في الرحمة برجليه كخككائض‬
‫المككاء برجليككه‪ ،‬وقككد أخرجككه الطككبراني فككي الوسككط‪ ،‬وابككن مككاجه‪ ،‬وسككنده‬
‫ضعيف‪ ،‬ومنه‪ :‬من طككاف حككول الككبيت سككبعا ً فككي يككوم صككائف شككديد حككره‪،‬‬
‫وحسر عن رأسه‪ ،‬وقارب بين خطاه‪ ،‬وقل التفاته‪ ،‬وغض بصره‪ ،‬وقككل كلمككه‬
‫إل بذكر الّله تعالى‪ ،‬واستلم الحجر في كل طواف‪ ،‬من غيككر أن يككؤذي أحككدا ً‬
‫كتب الّله له بكل قدم يرفعها ويضعها سبعين ألف حسنة‪ ،‬ومحا عنككه سككبعين‬
‫ألف سيئة‪ ،‬ورفع له سبعين ألف درجة‪ ،‬ويعتق عنككه سككبعين رقبككة‪ ،‬ثمككن كككل‬
‫رقبة عشرة آلف درهم‪ ،‬ويعطيه الّله سبعين شفاعة‪ ،‬إن شاء في أهككل بيتككه‬
‫من المسلمين‪ ،‬وإن شاء في العامة‪ ،‬وإن شاء عجلت له في الدنيا‪ ،‬وإن شاء‬
‫أخرت له في الخرة‪ ،‬أخرجه الجندي في تاريككخ مككة مككن حكديث سككعيد بككن‬
‫جبير عن ابن عباس به مرفوعًا‪ ،‬وفي رسالة الحسن البصككري ومناسككك ابككن‬
‫الحاج نحوه‪ ،‬وهو باطل‪.‬‬
‫‪ - 1145‬حديث‪ :‬من طلب السلمة سلم‪ ،‬معناه صحيح ]ص ‪.[419‬‬
‫‪ - 1146‬حديث‪ :‬من ظلم ذميًا‪ ،‬في‪ :‬من آذى‪.‬‬
‫‪ - 1147‬حديث‪ :‬من عبد الّله بجهل كان ما يفسد أكثر مما يصلح‪ ،‬قيككل‪ :‬إنككه‬
‫من كلم ضرار بن الزور الصحابي‪ ،‬وللديلمي من حككديث واثلككة بككن السككقع‬
‫مرفوعًا‪ :‬المتعبد بغير فقه كالحمار في الطاحونة‪.‬‬
‫‪ - 1148‬حديث‪ :‬من عرض عليه طيب فل يرده‪ ،‬فإنه خفيف المحمل‪ ،‬طيككب‬
‫الرائحة‪ ،‬مسلم وأبو داود وغيرهما من حديث عبيد الل ّككه بككن أبككي جعفككر عككن‬
‫العككرج عككن أبككي هريككرة بككه مرفوعكًا‪ ،‬ولفككظ بعضككهم‪ :‬ريحككان بككدل طيككب‪،‬‬
‫وللترمذي عن ابن عمر مرفوعًا‪ :‬ثلثة ل ترد‪ :‬اللبن‪ ،‬والوسادة‪ ،‬والدهن‪ ،‬وقككد‬
‫أنشد بعضهم‪:‬‬
‫قد كان من سيرة خير الورى * صلى عليه الّله طول الزمن‬
‫أن ل يرد الطيب والمتكئ * واللحم أيضا ً يا أخي واللبن‬
‫‪ - 1149‬حديث‪ :‬من عككرف نفسككه فقككد عككرف ربككه‪ ،‬قككال أبككو المظفككر ابككن‬
‫السمعاني‪ :‬في الكلم على التحسككين والتقبيككح العقلككي مككن القواطككع أنككه ل‬
‫يعرف مرفوعًا‪ ،‬وإنما يحكى عن يحيى بن معاذ الرازي يعني من قوله‪ ،‬وكككذا‬
‫قال النووي‪ :‬إنه ليس بثابت‪ ،‬وقيل فكي تكأويله‪ :‬مكن عكرف نفسكه بالحكدوث‬
‫عرف ربه بالقدم‪ ،‬ومن عرف نفسه بالفناء عرف ربه بالبقاء‪.‬‬
‫‪ - 1150‬حديث‪ :‬من عرف نفسه استراح‪ ،‬هو عند ابن أبي الدنيا في الصمت‬
‫عن سفيان بن عيينة‪ ،‬قال‪ :‬ليس يضر المدح من عرف نفسه‪.‬‬
‫‪ - 1151‬حديث‪ :‬من عزى مصابا ً فله مثل أجره‪ ،‬الترمككذي وابككن مكاجه وابكن‬
‫منيع عن السود عن ابن مسعود به مرفوعًا‪ ،‬وهو عند ابن طككاهر فككي الكلم‬
‫على أحاديث الشهاب بسند ضعيف جدا ً من حديث جابر بزيادة‪ :‬مككن غيككر أن‬
‫ينقصه الّله من أجره شككيئًا‪ ،‬وفككي البككاب بنحككوه أحككاديث بينتهككا فككي "ارتيككاح‬
‫الكباد"‪.‬‬
‫ّ‬
‫‪ - 1152‬حديث‪ :‬من عز بغير الله ذل‪ ،‬في‪ :‬من اعتز‪.‬‬
‫‪ - 1153‬حديث‪ :‬من عشق فعككف وكتككم فمككات مككات شككهيدًا‪ ،‬الخطيككب فككي‬
‫ترجمة ]ص ‪ [420‬محمد بن داود بن علي الصبهاني من تاريخه مككن طريككق‬
‫نفطويه عن محمد المذكور عن أبيه إمام مذهب الظاهر عن سويد بن سعيد‬
‫عن علي بن مسهر عن أبي يحيى القتككات عككن مجاهككد عككن ابككن عبككاس بككه‬
‫مرفوعًا‪ ،‬بلفظ‪ :‬فهو شهيد‪ ،‬وكذا رواه جعفر السراج في مصارع العشاق من‬
‫حديث الحسن بن علي الشناني وأحمد بن محمد بن مسككروق‪ ،‬كلهمككا عككن‬
‫سويد به‪ ،‬ولفظه‪ :‬من عشككق فظفككر فعككف فمككات مككات شككهيدًا‪ ،‬ورواه ابككن‬
‫المزريان عن أبي بكر الزرق حدثنا سويد به موقوفًا‪ ،‬وزاد‪ :‬فمات‪ ،‬وقال ابن‬
‫المزربان‪ :‬أن شيخه كان حدثه به مرفوعًا‪ ،‬فعككاتبه فيككه‪ ،‬فأسككقط الرفككع‪ .‬ثككم‬
‫صار بعد يرويه موقوفًا‪ ،‬وهو مما أنكره ابن معين وغيره على سويد‪ ،‬حتى إن‬
‫الحاكم كما رواه في تاريخه قال‪ :‬يقال‪ :‬إن يحيى لمككا ذكككر لككه هككذا الحككديث‬
‫قال‪ :‬لو كان لي فرس ورمح غزوت سويدًا‪ ،‬ولكنككه لككم يتفككرد بككه‪ ،‬فقككد رواه‬
‫الزبير بن بكار حدثنا عبد الملك بن عبد العزيز بن الماجشون عن عبد العزيز‬
‫بن أبي حازم عن ابن أبي نجيح عن مجاهكد بكه مرفوعكًا‪ ،‬وهككو سكند صكحيح‪،‬‬
‫وينظر هل هذه هي الطريق التي أورده الخرائطي منها‪ ،‬فإن تكككن هككي فقككد‬
‫قال العراقي‪ :‬فككي سككندها نظككر‪ ،‬ومككن طريككق الزبيككر أخرجككه الككديلمي فككي‬
‫مسنده‪ ،‬ولكن وقع عنده عن عبد الّله بن عبد الملككك بككن الماجشككون ل كمككا‬
‫هنا‪ ،‬وقد ذكره ابن حزم في معرض الحتياج فقال‪:‬‬
‫فإن أهلك هوى أهلك شهيدا ً * وإن تمنن بقيت قرير عين‬
‫روى هذا لنا قوم ثقات * نأوا بالصدق عن كذب ومين‬
‫وذكر نحوه منظوما ً أبو الوليد الباجي وأبككو القاسككم القشككيري وغيرهمككا‪ ،‬بككل‬
‫عند الديلمي بل سند عن أبي سعيد مرفوعكًا‪ :‬العشككق مكن غيككر ريبككة كفكارة‬
‫للذنوب‪ ،‬وعند الطبراني في الوسط والنسائي فيما أورده البيهقي فككي آخككر‬
‫فتح مكة من دلئله من حديث محمد بن علي بن حرب المروزي أنبأنككا علككي‬
‫بن الحسين بن واقد عن أبيه عن يزيد النحوي عن عكرمككة عككن ابككن عبككاس‬
‫أن النبي صلى الّله عليه وسلم بعث سرية فغنموا‪ ،‬وفيهم رجل‪ ،‬فقال‪ :‬الّلهم‬
‫إني لست منهم‪ ،‬عشككقت امككرأة فلحقتهككا‪ ،‬فككدعوني أنظككر إليهككا نظككرة‪ ،‬ثككم‬
‫اصنعوا بي ما بدا لكم‪ ،‬فنظروا‪ ،‬فإذا امرأة طويلة أدماء‪ ،‬فقكال لهكا‪ :‬اسكلمي‬
‫حبيش قبل نفاد العيش‪.‬‬
‫أرأيت لو تبعتكم فلحقتكم * بحبلة أو ألفيتكم بالخوانق‬
‫أما كان حق أن يتولى عاشق * تكلف إدلج السرى والوادئق ]ص ‪[421‬‬
‫قالت‪ :‬نعم فديتك‪ ،‬فقككدموه‪ ،‬فضككربوا عنقككه‪ ،‬فجككاءت المككرأة فككوقفت عليككه‬
‫فشهقت شهقة أو شهقتين ثم ماتت‪ ،‬فلما قدموا على رسول الّله صلى الّله‬
‫عليه وسلم أخبروه بذلك‪ ،‬فقال رسول الّله صلى الّله عليه وسلم‪ :‬أمككا كككان‬
‫فيكم رجل رحيم‪ ،‬وقال الطبراني‪ :‬ل يروى عن ابن عبككاس إل بهككذا السككناد‪،‬‬
‫تفرد به محمد بن علي‪ ،‬وهو في مصارع العشاق من طريكق أبكي ُنعيكم عنكد‬
‫الطبراني‪ ،‬وأخرجه الخرائطي والديلمي وغيرهما ولفظككه عنككد بعضككهم‪ :‬مككن‬
‫عشق فعف فكتم فصبر فمات فهو شهيد‪ ،‬ونظيره في توالي التعقيب بالفاء‬
‫في قوله تعالى }فقال لهم رسول الّله ناقة الّله وسقياها فكككذبوه فعقروهككا‬
‫فدمدم عليهم ربهم بذنبهم فسواها ول يخاف عقباهككا{‪ ،‬وكككذا فككي النازعككات‬
‫وله طرق عند البيهقي)‪ (1‬أيضًا‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫)‪ (1‬ولشقيقنا أبي الفيض جزء "درء الضعيف عن حديث من عشق فعف"‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫‪ - 1154‬حديث‪ :‬من عصى الّله في غربته رده)‪ (1‬خائبًا‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫)‪ (1‬لم يتكلم عليه ول أصل له‪.‬‬

‫)‪ (1155‬حديث‪ :‬من علم عبدا ً آية من كتاب الّله فهو له عبد‪ ،‬الطبراني‬
‫عن أبي أمامة به مرفوعا ً بلفظ‪ :‬فهو موله‪ ،‬ونحوه ما رويناه عن شككعبة أنككه‬
‫قال‪ :‬من كتب عنه أربعة أحاديث أو خمسة فأنا عبده حككتى أمككوت‪ ،‬بككل فككي‬
‫لفظ عنه‪ :‬ما كتبت عن أحد حديثا ً إل وكنت له عبدا ً ما حيي‪.‬‬

‫)‪ (1156‬حديث‪ :‬من عير أخاه بذنب لم يمت حتى يعمله‪ ،‬الترمذي وابن‬
‫منيع والطبراني وغيرهم عن معاذ بككه مرفوع كًا‪ ،‬وقككال الترمككذي‪ :‬إنككه حسككن‬
‫غريب‪ ،‬وليس إسناده بمتصل‪ ،‬قال‪ :‬وقال أحمد بن منيع يعنككي شككيخه قككالوا‪:‬‬
‫من ذنب قد تاب منه‪ ،‬قلت‪ :‬ونحوه فليجلدها الحككد ول يككثرب‪ ،‬أي ل يوبككخ ول‬
‫يقككرع بالزنككا بعككد الجلككد‪ ،‬وقككد مضككى فككي‪ :‬البلء مككن الموحككدة حككديث ابككن‬
‫مسعود‪ :‬لو سخرت من كلب لخشيت أن أحول كلبكًا‪ ،‬ولبككن أبككي شككيبة عككن‬
‫أبي موسى من قوله نحوه‪ ،‬وعزاه الزمخشري في الحجككرات مككن الكشككاف‬
‫لعمر بن شرحبيل بلفظ‪ :‬لو رأيت رجل ً يرضع عنزا ً فضحكت منه لخشيت أن‬
‫أصنع مثل ما صنع‪ ،‬وللبيهقي عن يحيى بن جابر قال‪ :‬ما عاب رجل قط رجل ً‬
‫بعيب إل ابتله الّله بذلك العيب‪ ،‬وعن إبراهيم النخعي قال‪ :‬إني لرى الشيء‬
‫فأكرهه فما يمنعني ]ص ‪ [422‬أن أتكلم فيه إل مخافة أن أبتلى بمثله‪ ،‬ومكن‬
‫هنا ورد النهي عن توبيخ من ارتكب شيئا ً أقيم عليه الحككد كقككوله صككلى الل ّككه‬
‫عليه وسلم‪ :‬ول يثرب‪ .‬وقوله حين قال رجل لسكران أقيم عليه الحد أخزاك‬
‫الّله‪ :‬ل تعينوا عليه الشيطان إلى غيرهما من الحاديث‪.‬‬
‫‪ - 1157‬حديث‪ :‬من غشنا فليس منا‪ ،‬مسلم فككي اليمككان مككن صككحيحه مككن‬
‫جهة يعقوب بن عبد الرحمن القاري وابن أبي حازم‪ ،‬كلهما عككن سككهيل بككن‬
‫أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة به مرفوعًا‪ ،‬وفيه‪ :‬ومن حمل علينا السلح‬
‫فليس منا‪ ،‬وعنده أيضا ً من حديث إسماعيل بككن جعفككر عككن العلء عككن أبيككه‬
‫عن أبي هريرة مرفوعًا‪ :‬من غش فليس مني‪ ،‬قاله حين مر على صبرة مككن‬
‫ل‪ ،‬ورواه ابن عيينة عككن العلء بلفككظ‪:‬‬ ‫طعام وأدخل يده فيها فنالت أصابعه بل ً‬
‫ليس منا من غش‪ ،‬وللعسكري من حديث الوليككد بكن ربككاح عكن أبككي هريككرة‬
‫مرفوعا ً بلفظ الترجمة‪ ،‬وزاد‪ :‬قيل يا رسول الّله مككا معنككى قولككك ليككس منككا‬
‫فقال‪ :‬ليس مثلنا‪ ،‬وفي الباب عن أنس وبريككدة وحذيفككة وابككن عبككاس وابككن‬
‫عمر وابن مسعود وعلي وأبي بردة بن نيار وأبي الحمراء وأبي سككعيد وعككم)‬
‫‪ (1‬عمير بن سعيد‪ ،‬ولفظ حديثه عن العسكري‪ :‬ليس منا من غش مسلما ً أو‬
‫ضاره أو ماكره‪ ،‬ولفظ حديث ابن عمر عند القضاعي‪ :‬يا أيها النككاس ل غككش‬
‫من المسلمين‪ ،‬من غشنا فليس منا‪ ،‬وفي لفكظ عككن أنككس عنككد الككدارقطني‬
‫في الفراد بسند ضعيف‪ :‬من غش أمتي فعليه لعنة الّله‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫)‪ (1‬اسمه الحارث بن سعيد كما سماه الحاكم في المستدرك‪ ،‬وصحح حديثه‬
‫لكن لم يذكروه والصحابة‪ ،‬فإن ثبتت صحبته فينبغي أن يستدرك عليهم‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫‪ - 1158‬حديث‪ :‬من فرق بين والدة وولدها فرق الّله بينككه وبيككن أحبتككه يككوم‬
‫القيامة‪ ،‬أحمككد والككدارمي والترمككذي وقككال‪ :‬حسككن غريككب‪ ،‬والحككاكم وقككال‪:‬‬
‫صحيح على شرط مسلم‪ ،‬والطبراني وغيرهم من حديث أبككي عبككد الرحمككن‬
‫الحبلي عن أبي أيوب به مرفوعًا‪ ،‬وفي سككنده ضككعيف‪ ،‬وتصككحيح الحككاكم لكه‬
‫على شرط مسلم منتقد‪ ،‬فيحيى بن عبد الّله راويه عن أبي عبد الرحمن لككم‬
‫يخرج له واحد من الشيخين‪ ،‬وأخرجه البيهقي في أواخر الشعب بسككند آخككر‬
‫عنه فيه انقطاع‪ ،‬ولكن في الباب عن حريث بن سليم العذري عن أبيككه فككي‬
‫الدارقطني بسند فيه الواقدي‪ ،‬وعن عمران بككن حصككين عنككد الحككاكم‪ ،‬وعككن‬
‫أبي موسى الشعري عند الدارقطني‪ ،‬وعن علي عند الحاكم وأبكي داود فكي‬
‫آخرين ]ص ‪.[423‬‬
‫‪ - 1159‬حديث‪ :‬من فطر صائما ً كتب له مثل أجره من غيككر أن ينتقككص مككن‬
‫أجر الصائم شيء‪ ،‬أحمد والترمذي وابن ماجه وابن منيع وغيرهم من حككديث‬
‫زيد بن خالد الجهني به مرفوعًا‪ ،‬وفي لفظ‪ :‬كان له مثككل أجككره‪ ،‬بككدل‪ :‬كتككب‬
‫إلى آخره‪ ،‬وهو عند الطككبراني فككي الوسككط مككن حككديث عائشككة نحككو الول‬
‫بزيادة‪ :‬وما عمل الصائم من الخير كان له مثككل أجككره مككا دام الطعككام فيككه‪،‬‬
‫وفي الباب عن ابن عباس وآخرين منهم علي ولفظه عند الديلمي‪ :‬من فطر‬
‫صائما ً مؤمنا ً وكل الّله به سبعين ملكا ً يقدسونه‪ ،‬الحككديث‪ .‬وسككلمان ولفظككه‬
‫عند الطبراني‪ :‬من فطر صائما ً على طعككام وشككراب مككن حلل صككلت عليككه‬
‫الملئكة‪ ،‬وذكر حديثًا‪ ،‬ولفظه عند علي بن حجر في فوائده‪ ،‬ومن طريقه ابن‬
‫خزيمة في صحيحه‪ ،‬والبيهقي في الشعب والفضائل‪ :‬مكن فطككر فيككه صككائما ً‬
‫كان مغفرة لذنوبه وعتق رقبته من النار‪ ،‬وكككان لككه مثككل أجككره مككن غيككر أن‬
‫ينقص من أجره شيء‪ ،‬قالوا‪ :‬يا رسككول الل ّككه‪ ،‬ليككس كلنككا يجككد مكا يفطككر بكه‬
‫الصائم‪ ،‬فقال رسول الّله صلى الّله عليه وسلم‪ :‬يعطي الل ّككه عككز وجككل هككذا‬
‫الثواب من فطر صائما ً على مذقة لبككن أو تمككرة أو شككربة مككاء‪ ،‬ومككن أشككبع‬
‫صككائما ً أسككقاه الل ّككه مككن حوضككي شككربة ل يظمككأ حككتى يككدخل الجنككة‪ ،‬وهمككا‬
‫ضعيفان‪ ،‬وقال ابن خزيمة في ثانيهما إن صح الخبر‪ ،‬وقد تكلمككت عليككه فككي‬
‫الحادي عشر من المالي‪.‬‬
‫‪ - 1160‬حديث‪ :‬من قال أنا مؤمن فهو كافر‪ ،‬ومن قال أنا عالم فهو جاهككل)‬
‫‪ ،(1‬الطبراني في الوسط بالشطر الثاني منه عن ابن عمر بسككند فيككه ليككث‬
‫ابن أبي سليم‪ ،‬وفي الصكغير بالشككطر الول مكن قككول يحيكى بكن أبككي ككثير‬
‫بلفظ‪ :‬من قال أنا في الجنة فهو في النار‪ ،‬وسنده ضعيف‪ ،‬وهو عند الديلمي‬
‫في مسنده عن جابر بسند ضعيف جدًا‪ ،‬ورواه الحارث بككن أبككي أسككامة مككن‬
‫جهة قتادة عن عمر بن الخطاب موقوفا ً عليه‪ ،‬وهو منقطع‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫)‪ (1‬للسيوطي في توهين هذا الحديث رسالة اسمها "أعذب المناهككل" فهككي‬
‫رسائل كتابه الحاوي‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫‪ - 1161‬حديث‪ :‬من قرأ البقرة وآل عمران ولم يككدع بالشككيخ فقككد ظلككم‪ ،‬ل‬
‫أصل له‪ ،‬نعم لحمد وابن أبي شيبة فيما روياه عن يزيد بن هارون عن حميد‬
‫عن أنس أن ]ص ‪ [424‬رجل ً كان يكتب للنبي صلى الّله عليه وسلم قد قككرأ‬
‫البقرة وآل عمران‪ ،‬وكان الرجككل إذا قككرأ البقككرة وآل عمككران جككد فينككا‪ ،‬أي‬
‫عظم‪ ،‬الحديث‪ .‬وأخرجه ابن حبان من هذا الوجه بلفظ‪ :‬عد فينا ذا بيان‪ ،‬وقد‬
‫ذكره الجوهري في الصككحاح مككن حككديث أنككس بلفككظ‪ :‬كككان الرجككل إذا قككرأ‬
‫البقرة وآل عمران جد فينا‪ ،‬وكذا أورده الزمخشري في البقرة مككن كشككافه‪،‬‬
‫وأصله عند البخاري من رواية عبد العزيز بن صهيب‪ ،‬وعند مسلم مككن روايككة‬
‫ثابت‪ ،‬كلهما عن أنس بدون الشاهد فيه‪ ،‬ولذا لم يصب الطيككبي فككي عككزوه‬
‫للصحيحين لفظ الكشاف‪ ،‬وعزاه الزمخشككري أيضكا ً فككي تفسككير الجككن إلككى‬
‫رواية عمر‪ ،‬ولم نره من حديثه‪ ،‬وللترمذي وحسنه‪ ،‬وابن حبان فككي صككحيحه‪،‬‬
‫عن أبي هريرة في حديث أنه صككلى الل ّككه عليككه وسككلم سككأل رجل ً فككي قككوم‬
‫بعثهم بعثا ً وهو مككن أحككدثهم سككنًا‪ :‬أمعككك سككورة البقككرة؟ قككال‪ :‬نعككم‪ ،‬قككال‪:‬‬
‫فاذهب‪ ،‬فأنت أميرهم‪.‬‬
‫‪ - 1162‬حديث‪ :‬من قرأ في الفجر بألم نشككرح وألككم تككر كيككف لككم يرمككد‪ ،‬ل‬
‫أصل له‪ ،‬سواء أريد بالفجر هنا سنة الصبح أو الصبح لمخالفته سككنة القككراءة‬
‫فيهما‪ ،‬وإن حكيت لي تجربته من غير واحد من العامة‪ ،‬بل يقال‪ :‬إنككه يحفككظ‬
‫من مطلق اللم‪ ،‬وفي روضة الفكار لبن الركن الحلبي نقل ً عن الغزالي أنه‬
‫بلغه عن غير واحد من الصالحين وأرباب القلككوب أنككه مككن قككرأ فككي ركعككتي‬
‫الفجر بهما قصرت يد كل ظالم وعدو عنه‪ ،‬ولم يجعل لهم إليه سككبيل‪ ،‬قككال‪:‬‬
‫وهذا صحيح ل شك فيه‪ ،‬انتهى‪ .‬ولم أره في الحياء‪ ،‬وكذا قراءة سككورة }إنككا‬
‫أنزلناه{ عقب الوضوء ل أصل له‪ ،‬وإن رأيت في المقدمة المنسككوبة للمككام‬
‫أبي الليث من الحنفية إيراده مما الظاهر إدخاله فيها مككن غيككره‪ ،‬وهككو أيضكا ً‬
‫مفوت سننه‪.‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫‪ - 1163‬حديث‪ :‬من قص أظفاره مخالفا لم يككر فككي عينيككه رمككدا‪ ،‬وهككو فككي‬
‫كلم غير واحد من الئمة منهم ابن قدامة في المغنككي‪ ،‬والشككيخ عبككد القككادر‬
‫في الغنية‪ ،‬ولم أجده‪ .‬لكن كان الحككافظ الشككرف الككدمياطي يككأثر ذلككك عككن‬
‫بعض مشايخه‪ ،‬ونص المام أحمد على استحبابه‪.‬‬
‫‪ - 1164‬حديث‪ :‬من قطع رجاء من ارتجاه قطع الّله منه رجاءه يوم القيامككة‬
‫فلم ]ص ‪ [425‬يلج الجنة‪ ،‬رأيت من نسب لحياة الحيوان الكككبرى فككي كلككب‬
‫من حرف الكاف عزوه لحمد من حديث أبككي الزنككاد عككن العككرج عككن أبككي‬
‫هريرة به مرفوعًا‪ ،‬في حكاية‪ ،‬وذلك مختلق على أحمد‪.‬‬
‫‪ - 1165‬حديث‪ :‬من قطع سدرة‪ ،‬في‪ :‬قطع السدر‪ ،‬من القاف‪.‬‬
‫‪ - 1166‬حديث‪ :‬من قصدنا وجككب حقكه علينككا‪ ،‬لككم أقككف عليككه بهكذا اللفككظ‪،‬‬
‫ولكن في معناه حديث‪ :‬للسائل حق وإن جاء على فرس‪ ،‬وقد مضى‪.‬‬
‫‪ - 1167‬حديث‪ :‬من كتم سره ملك أمره‪ ،‬ليس في المرفوع)‪ ،(1‬ولككن فكي‬
‫مناقب الشافعي للبيهقي من طريكق محمككد بكن عبككد الل ّككه بكن عبككد الحكككم‪،‬‬
‫سمعت الشافعي يقول‪ :‬من كتم سره كانت الخيرة في يده‪ ،‬قال الشافعي‪:‬‬
‫وروي لنا عن عمرو بن العاص أنه قال‪ :‬ما أفشككيت إلككى أحككد سككرا ً فأفشككاه‬
‫فلمته‪ ،‬لني كنت أضيق صدرا ً منه‪ ،‬نعم فيه‪ :‬استعينوا علككى قضكاء حكوائجكم‬
‫بالكتمان‪ .‬وقد مضى في الهمزة‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫)‪ (1‬بل هو مككن كلم عمككر رضككي الل ّككه عنككه‪ ،‬وهككو مككن حكمككه الككتي سككبقت‬
‫الشارة إليها‪ :‬في ما عاقبت من عصى الّله فيك‪ ،‬الخ‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫‪ - 1168‬حديث‪ :‬من كتم علما ً يعلمه ألجم يوم القيامككة بلجككام مككن نككار‪ ،‬أبككو‬
‫داود والترمذي وابن مككاجه وابككن حبككان والحككاكم وصككححاه مككن حككديث أبككي‬
‫هريرة‪ ،‬وقال الترمذي‪ :‬إنه حسن صحيح‪ ،‬قلت‪ :‬وله طرق كثيرة أورد الكككثير‬
‫منها ابن الجوزي في العلل المتناهية‪ ،‬وفي الباب عن أنس وجابر وطلق بككن‬
‫علي وعائشة وابن عباس وابن عمر وابكن عمكرو وابكن مسكعود وعمكرو بكن‬
‫عبسة أوردها الزيلعي في آل عمككران مككن تخريجككه‪ ،‬ويشككمل الوعيككد حبككس‬
‫الكتب عمن يطلبها للنتفاع بها‪ ،‬ل سيما مع عدم التعككدد لنسككخها‪ ،‬الككذي هككو‬
‫أعظم أسباب المنع‪ ،‬وكككون المالككك ل يهتككدي للمراجعككة منهككا‪ ،‬والبتلء بهككذا‬
‫كثير‪.‬‬
‫‪ - 1169‬حديث‪ :‬من كثرت صلته بالليل حسن وجهه بالنهار‪ ،‬ل أصل له‪ ،‬وإن‬
‫روي من طرق عند ابن ماجه بعضككها‪ ،‬وأورد الكككثير منهككا القضككاعي وغيككره‪،‬‬
‫]ص ‪ [426‬ولكن قد قرأت بخط شيخنا في بعككض أجككوبته‪ :‬إنككه ضككعيف‪ ،‬بككل‬
‫قواه بعضهم‪ ،‬والمعتمد الول‪ ،‬وقد أطنب ابن عدي في رده‪ ،‬ومثلككوا بككه فككي‬
‫الموضوع غير المقصود‪ ،‬قال ابن طاهر‪ :‬ظككن القضككاعي أن الحككديث صككحيح‬
‫لكثرة طرقه‪ ،‬وهو معذور‪ ،‬لنه لم يكن حافظًا‪ ،‬انتهى‪ .‬واتفق أئمككة الحككديث‪،‬‬
‫ابن عدي والدارقطني والعقيلككي وابككن حبككان والحككاكم‪ ،‬علككى أنككه مككن قككول‬
‫شريك قاله لثابت لما دخل عليه‪ ،‬وقال ابن عدي‪ :‬سككرقه جماعككة مككن ثككابت‬
‫كعبد الّله بن شبرمة الشريكي وعبد الحميد بن بحككر وغيرهمككا‪ ،‬وأوردت مككن‬
‫الكلم عليه في شرح اللفية والحاشية ما يستفاد‪.‬‬
‫‪ - 1170‬حديث‪ :‬من كثر سواد قوم فهو منهم‪ ،‬أبو يعلى وعلي بن معيككد فككي‬
‫كتاب الطاعة من طريق)‪ (1‬أن رجل ً دعا ابن مسعود إلى وليمككة‪ ،‬فلمككا جككاء‬
‫ليدخل سمع لهوًا‪ ،‬فلم يدخل فقيل له فقال‪ :‬إني سمعت رسككول الل ّككه صككلى‬
‫الّله عليه وسلم يقول‪ :‬وذكره‪ ،‬وزاد‪ :‬ومن رضي عمل قوم كككان شككريك مككن‬
‫عمل به‪ ،‬وهكذا هو عند الديلمي بهذه الزيادة‪ ،‬ولبن المبارك في الزهككد عككن‬
‫أبي ذر نحوه موقوفًا‪ ،‬وشاهده حديث‪ :‬من تشبه بقوم فهو منهم‪ ،‬وقد مضى‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫)‪ (1‬بياض بالصول‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫‪ - 1171‬حديث‪ :‬من كثر كلمه كثر سقطه‪ ،‬ومن كككثر سككقطه كككثرت ذنككوبه‪،‬‬
‫ومن كثرت ذنوبه فالنار أولى به‪ ،‬الطبراني وأبو ُنعيم في الحلية‪ ،‬والعسكري‬
‫وغيرهم‪ ،‬من حديث ابن عجلن‪ ،‬وبعضككهم مكن حككديث يحيككى بكن أبككي كككثير‪،‬‬
‫كلهما عن نافع عن ابن عمر به مرفوعًا‪ ،‬وقال العسكري‪ :‬أحسبه وهمكا ً وأن‬
‫الصواب أنه عن عمر من قوله‪ ،‬وساقه من جهة مالك بن دينار عككن الحنككف‬
‫قال‪ :‬قال لي عمر‪ :‬يا أحنف من كثر ضحكه قلت هيبته‪ ،‬ومن مككزح اسككتخف‬
‫به‪ ،‬ومن أكثر من شيء عرف به‪ ،‬ومككن كككثر كلمككه كككثر سككقطه‪ ،‬ومككن كككثر‬
‫سقطه كثرت ذنوبه‪ ،‬ومن قل حياؤه قل ورعه‪ ،‬ومن قككل ورعككه مككات قلبككه‪،‬‬
‫وكذا أورده من جهة معاوية قال‪ :‬لو ولد أبو سككفيان ‪ -‬يعنككي والككده ‪ -‬الخلككق‬
‫كانوا عقلء‪ ،‬فقال له رجل‪ :‬قد ولدهم من هو خيككر مككن أبككي سككفيان‪ ،‬فكككان‬
‫فيهم العاقل والحمق‪ ،‬فقال معاوية‪ :‬من كثر كلمه كثر سقطه‪ ،‬وفي البككاب‬
‫عن معاذ‪.‬‬
‫ي متعمدا ً فليتبوأ مقعده من النار‪ ،‬متفككق عليككه‬ ‫‪ - 1172‬حديث‪ :‬من كذب عل ّ‬
‫]ص ‪ [427‬عن علي‪ ،‬والبخاري عن سلمة‪ ،‬كلهما مرفوع كًا‪ ،‬وهككو مككن أمثلككة‬
‫المتواتر)‪ ،(1‬وأفرد جمع من الحفاظ طرقه‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫)‪ (1‬اللفظي كما نبه عليه الحفاظ‪ ،‬ومن الخطأ البين قول علي القككاري‪ :‬إنككه‬
‫تواتر معنى وكاد يتواتر مبنى‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫‪ - 1173‬حديث‪ :‬من لبككس ثككوب شككهرة ألبسككه الل ّككه ثككوب ذل أو مذلككة يككوم‬
‫القيامة‪ ،‬أحمد وأبو داود وابن ماجه بسند حسن عككن ابككن عمككر بككه مرفوعكًا‪،‬‬
‫وفي الباب عن أبي ذر بلفظ‪ :‬أعرض الّله عنه حتى يضعه‪ .‬وعن أنس بلفككظ‪:‬‬
‫من لبس رداء شهرة أو ركب ذا شهرة أعرض الل ّككه عنككه وإن كككان لككه ولي كًا‪،‬‬
‫وهذا عند الحارث والطبراني والذي قبله عند ابن ماجه وأبي ُنعيم‪ ،‬وللديلمي‬
‫في مسنده عن أنس رفعه‪ :‬من لبس الصوف ليعرفه الناس كككان حقكا ً علككى‬
‫الّله أن يكسوه ثوبين من جرب حتى تتساقط عروقه‪.‬‬
‫‪ - 1174‬حككديث‪ :‬مككن لبككس نعل ً صككفراء قككل همككه‪ ،‬العقيلككي والطككبراني‬
‫والخطيب عن ابن عباس به موقوفًا‪ ،‬لكن بلفظ‪ :‬لم يزل في سككرور مككا دام‬
‫لبسها‪ ،‬بدل‪ :‬قل همه‪ ،‬وقال ابن أبككي حكاتم‪ :‬سككألت أبككي عنككه فقككال‪ :‬كككذب‬
‫موضوع‪ ،‬وعزاه الزمخشري في الكشاف لعلي باللفظ الول سواء‪.‬‬
‫‪ - 1175‬حديث‪ :‬من لعب بالشطرنج فهو ملعون‪ ،‬قال النووي‪ :‬ل يصح‪ ،‬وهككو‬
‫كذلك بل لم يثبت من المرفوع في هذا الباب شككيء‪ ،‬كمككا بينتككه فككي عمككدة‬
‫المحتج‪.‬‬
‫‪ - 1176‬حديث‪ :‬من لم يخف الّله خف منه‪ ،‬معناه صحيح‪ ،‬فإن عدم الخككوف‬
‫من الّله يوقع صاحبه في كل محذور ومكروه‪ ،‬وقد تقدم في‪ :‬من خاف الّلككه‬
‫خوف منه كل شيء‪.‬‬
‫‪ - 1177‬حديث‪ :‬من يًرعوِ عند الشيب‪ ،‬ولم يستحيي من العيب‪ ،‬ولككم يخككش‬
‫الّله في الغيككب‪ ،‬فليكس لّلكه فيكه حاجكة‪ ،‬ذككره الكديلمي بل سككند عككن جكابر‬
‫مرفوعًا‪.‬‬
‫‪ - 1178‬حديث‪ :‬من لم يزرني فقد جفاني‪ ،‬ذكره الغزالي في الحياء بلفككظ‪:‬‬
‫]ص ‪ [428‬من وجد سعة ولم يفد إلي فقد جفاني‪ ،‬ولم يخرجه العراقي‪ ،‬بل‬
‫أشار إلى ما أخرجه ابن النجار في تاريخ المدينة مما هو في معناه عن أنس‬
‫بلفظ‪ :‬ما من أحد من أمتي له سعة‪ ،‬ثم لم يزرني إل وليس له عككذر‪ ،‬قلككت‪:‬‬
‫ولبن عدي في الكامل‪ ،‬وابن حبان فككي الضككعفاء‪ ،‬والككدارقطني فككي العلككل‪،‬‬
‫وغرائب مالك‪ ،‬وآخرين‪ ،‬كلهم على ابن عمر مرفوعكًا‪ :‬مككن حككج ولككم يزرنككي‬
‫فقد جفاني‪ ،‬ول يصح‪.‬‬
‫ّ‬
‫‪ - 1179‬حككديث‪ :‬مككن لككم يشكككر النككاس لككم يشكككر اللككه‪ ،‬الترمككذي وحسككنه‬
‫الحارث عن أبي سعيد به مرفوعًا‪ ،‬وفي الباب عن أبي هريرة عنككد أبككي داود‬
‫والترمذي‪ ،‬وقال‪ :‬حسن صحيح‪ ،‬وابن حبان‪ ،‬وعن جككابر عنككد الككديلمي‪ ،‬وعككن‬
‫النعمان عند القضاعي‪ ،‬وأفرد الدمياطي طرقه في جزء‪.‬‬
‫‪ - 1180‬حديث‪ :‬مككن لككم يصككلحه الخيككر يصككلحه الشككر‪ ،‬هككو مككن كلم بعككض‬
‫السلف‪ ،‬ويدخل في معناه ما سبق عن صالح بن جناح في‪ :‬من خككاب‪ ،‬ومككن‬
‫كلم خاقان‪ :‬إذا نصحت الرجل فلم يقبل تقرب إلى الّله بغشككه‪ ،‬روينككاه فككي‬
‫ثامن عشر المجالسة‪.‬‬
‫‪ - 1181‬حديث‪ :‬من لم يكن ذئبا ً أكلته الذئاب‪ ،‬الطبراني في أحمد بككن علككي‬
‫البار من الوسط عن أنس رفعه بلفظ‪ :‬يكأتي علكى النكاس زمكان هكم ذئاب‬
‫فمن لم‪ ،‬وذكره‪.‬‬
‫‪ - 1182‬حديث‪ :‬من لككم يهتككم بككأمر المسككلمين فليككس منهككم‪ ،‬الككبيهقي فككي‬
‫الشعب من حديث وهب بن راشد حدثنا فرقد السبخي)‪ (1‬عن أنككس رفعككه‪:‬‬
‫من أصبح ل يهتم للمسلمين فليس منهم‪ ،‬ومن أصبح وهمه غير الّلككه فليككس‬
‫من الّله‪ ،‬وهو عند الطبراني وأبي ُنعيم في الحلية‪ ،‬وبسطت الكلم عليه في‬
‫الجوبة الدمياطية‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫)‪ (1‬بفتح الباء نسبة إلى سبخة البصرة‪ ،‬وقيل سبخة الكوفة‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫‪ - 1183‬حديث‪ :‬من مككات فقككد قككامت قيككامته‪ ،‬لككه ذكككر فككي‪ :‬أكككثروا هككادم‬
‫اللذات‪ ،‬ورواه الككديلمي عككن أنككس مرفوعكًا‪ ،‬ولفظككه‪ :‬إذا مككات أحككدكم فقككد‬
‫قامت قيامته‪ ،‬وللطبراني من حديث زيادة بن علقة عن المغيككرة بككن شككعبة‬
‫قال‪ :‬يقولون القيامة القيامة‪ ،‬وإنما قيامة المرء موته‪ ،‬ومن رواية سفيان بن‬
‫أبي قيس قال‪ :‬شهدت جنازة فيها علقمككة‪ ،‬فلمككا دفككن‪ ،‬قككال‪ :‬أمككا هككذا فقككد‬
‫قامت قيامته ]ص ‪.[429‬‬
‫‪ - 1184‬حديث‪ :‬من مككات مككن أصككحابي بككأرض كككان نككورهم وقككائدهم يككوم‬
‫القيامة‪ ،‬مضى في‪ :‬ما من أحد‪.‬‬
‫‪ - 1185‬حديث‪ :‬من مات من أمتي وهككو يعمككل عمككل قككوم لككوط نقلككه الل ّككه‬
‫إليهم حتى يحشر معهم‪ ،‬الديلمي بل سند عن أنس به مرفوع كًا‪ ،‬وكككذا حكككاه‬
‫وكيع فيما أسنده ابن عساكر عنه‪ ،‬فقكال‪ :‬وسككمعت فكي حكديث‪ :‬مكن مكات‪،‬‬
‫وذكره بلفظ‪ :‬سار به قبره حتى يصير معهم‪ ،‬ويحشر يوم القيامة معهم‪.‬‬
‫‪ - 1186‬حديث‪ :‬من مات يوم الجمعة كتب له أجر شهيد‪ ،‬ووقي فتنة القككبر‪،‬‬
‫قال عبد الرزاق‪ :‬أنا ابن جريج عن رجل عن ابن شهاب أن النبي صككلى الل ّككه‬
‫عليه وسلم قال‪ :‬من مككات يككوم الجمعككة أو ليلككة الجمعككة وقككي فتنككة القككبر‪،‬‬
‫وكتب شهيدًا‪ ،‬وقال أبو قرة في السنن‪ :‬ذكر ابن جريج أخككبرني سككفيان عككن‬
‫ربيعة بن سيف عن عبد الّلكه بكن عمكرو مرفوعكا ً مثلكه‪ ،‬ومكن طريكق ربيعكة‬
‫أخرجه الترمذي‪ ،‬ولم يذكر الشهادة‪ ،‬وقال‪ :‬غريب‪ ،‬وليس لربيعة سككماع مككن‬
‫عبد الّله بن عمرو‪ ،‬انتهى‪ .‬وقد وصله الطبراني وأبو يعلى مككن حككديث ربيعككة‬
‫بن عياض بن عقبة الفهري عن عبد الّله بن عمرو‪ ،‬وله طريق أخرى أخرجها‬
‫أحمد وإسحاق والطبراني من رواية بقية حدثني معاوية بن سعيد سمعت أبا‬
‫قبيل سمعت عبد الّله بن عمرو نحوه‪ ،‬ورواه أبو ُنعيم في الحلية في ترجمككة‬
‫ابن المنكدر‪ ،‬من طريق عمر بن موسى بن الوجيه عنه عن جابر بلفظ‪ :‬مككن‬
‫مات ليلة الجمعة أو يوم الجمعة أجير مككن عككذاب القككبر وجككاء يككوم القيامككة‬
‫عليه طابع الشهداء‪ ،‬وفي الباب عن أنكس عنكد أبكي يعلكى‪ ،‬وعكن علكي عنكد‬
‫الديلمي في مسنده بلفظ‪ :‬من مات ليلة الجمعككة أو يككوم الجمعككة دفككع الل ّككه‬
‫عنه عذاب القبر‪ ،‬ويروى‪ :‬المن من فتنة القبر لمن مات في أحككد الحرميككن‪،‬‬
‫أو في طريق مكة‪ ،‬أو مرابطكًا‪ ،‬ولمككن يقككرأ سككورة الملككك عنككد منككامه‪ ،‬فككي‬
‫آخرين‪ ،‬نظمهم ولي الّله ابن رسلن فقال‪:‬‬
‫عليك بخمس فتنة القبر تمنع * وتنجي من التعذيب عنك وتدفع‬
‫رباط بثغر ليلة ونهارها * وموت شهيد شاهد السيف يلمع‬
‫ومن سورة الملك اقترئ كل ليلة * ومن روحه يوم العروبة تنزع‬
‫وموت شهيد البطن جاء ختامها * وذو غيبة تعذيبه يتنوع ]ص ‪[430‬‬
‫‪ - 1187‬حديث‪ :‬من مزح استخف به‪ ،‬في‪ :‬من كثر كلمه‪ ،‬قريبًا‪.‬‬
‫‪ - 1188‬حديث‪ :‬من مشى مع ظككالم فقككد أجككرم‪ ،‬القضككاعي والككديلمي مككن‬
‫حديث جنادة عن معكاذ بكن جبكل بكه مرفوعكًا‪ ،‬وقكال‪ :‬يقكول الل ّككه‪} :‬إنكا مكن‬
‫المجرمون منتقمون{‪ ،‬وللطبراني عن أوس بكن شكرحبيل بكه مرفوعكًا‪ :‬مكن‬
‫مشى مع ظالم ليعينه‪ ،‬وهو يعلم أنه ظالم‪ ،‬فقد خرج من السلم‪.‬‬
‫‪ - 1189‬حككديث‪ :‬مككن نصككح جككاهل ً عككاداه‪ ،‬ل أستحضككره‪ ،‬ولكككن قككد سككاق‬
‫الخطيب في جامعه عن الخليل بككن أحمككد أنككه قككال لبككي عبيككدة معمككر بككن‬
‫المثنى‪ :‬ل تردن على معجب خطأ فيستفيد منك علما ً ويتخذك عدوًا‪.‬‬
‫‪ - 1190‬حديث‪ :‬من نظر إلى ما في أيككدي النككاس طككال حزنككه‪ ،‬ولككم يشككف‬
‫غيظه‪ ،‬العسكري من حديث أبي معمكر خكادم أنكس عكن أنكس بكه مرفوعكًا‪،‬‬
‫أوله‪ :‬من لم يتعزز بعز الّله تقطعت نفسه على الدنيا حسرات‪ ،‬ومن لككم يككر‬
‫ل علمككه‪ ،‬وكككثر‬ ‫أن لّله عنده نعمة‪ ،‬إل في مطعم أو مشرب‪ ،‬فككذلك الككذي ق ك ّ‬
‫جهله‪ ،‬ومن نظر‪ ،‬وذكره‪ ،‬وهو ضعيف‪.‬‬
‫‪ - 1191‬حديث‪ :‬من نظر في كتاب أخيه بغير أذنه فإنما ينظر في النككار‪ ،‬أبككو‬
‫داود في الدعاء أواخر الصلة من حديث عبد الملك بن محمد بن أيمككن عككن‬
‫عبد الّله بن يعقوب بن إسحاق عن من حدثه عن محمد بككن كعككب القرظككي‬
‫عن ابن عباس به مرفوعا ً فككي حكديث‪ ،‬وقككال‪ :‬إنكه روي مكن غيككر وجكه عككن‬
‫محمد بن كعب كلها واهية‪ ،‬وهذا الطريق أمثلها‪ ،‬وهو ضعيف أيضًا‪ ،‬يعني لمككا‬
‫فيه من جهالة المبهم الذي تظاهرت عدة روايات علككى أنككه هشككام بككن زيككاد‬
‫المكنى بأبي المقدام منها لبن منيع فككي مسككنده حككدثنا يزيككد حككدثنا هشككام‪،‬‬
‫ومنها للقضاعي من حديث حبككان بككن هلل حككدثنا أبككو المقككدام‪ ،‬وحينئذ فهككو‬
‫مشهور الضعف‪ ،‬ولكن له طريق أخككرى رواهككا هلل بككن العلء الرقككي قككال‪:‬‬
‫وجدت في كتاب أبي بخطه‪ :‬حدثنا طلحة بن يزيد عن الوزاعي عككن حسككان‬
‫بن عطية قال‪ :‬قدم محمد بن كعب القرظي على عمر بن عبد العزيز بعد ما‬
‫ل‪ ،‬وكذلك أخرجه الحاكم في الدب مككن مسككتدركه‬ ‫ولي الخلفة فذكره مطو ً‬
‫من جهة عبيد الّله بن محمد العيشي حدثنا أبو المقدام من جهة مصادف بككن‬
‫زياد المديني‪ ،‬كلهما عن محمد بن كعب وقال‪ :‬إنه صحيح لتفاق هشام ]ص‬
‫‪ [431‬ومصادف‪ ،‬انتهى‪ .‬ومصادف واهي الحديث متهم‪ ،‬فل يغتر بروايته‪.‬‬
‫‪ - 1192‬حديث‪ :‬مككن نككوقش الحسككاب عككذب‪ ،‬متفككق عليككه عككن عائشككة بككه‬
‫مرفوعًا‪.‬‬
‫‪ - 1193‬حديث‪ :‬من وسع علككى عيككاله فككي يككوم عاشككوراء وسككع الل ّككه عليككه‬
‫السنة كلها‪ ،‬الطبراني في الشعب وفضككائل الوقككات‪ ،‬وأبككو الشككيخ عككن ابككن‬
‫مسعود‪ ،‬والولن فقط عن أبي سعيد‪ ،‬والثاني فقط فككي الشككعب عككن جككابر‬
‫وأبي هريرة‪ ،‬وقال‪ :‬إن أسانيده كلها ضعيفة‪ ،‬ولكن إذا ضم بعضها إلى بعككض‬
‫أفاد قوة‪ ،‬بل قال العراقككي فككي أمككاليه‪ :‬لحككديث أبككي هريككرة طككرق‪ ،‬صككحح‬
‫بعضها ابن ناصر الحافظ‪ ،‬وأورده ابن الجوزي في الموضككوعات مككن طريككق‬
‫سليمان ابن أبي عبد الّله عنه‪ ،‬وقال‪ :‬سليمان مجهول‪ ،‬وسليمان ذكككره ابككن‬
‫حبان في الثقات‪ ،‬فالحديث حسن على رأيه)‪ ،(1‬قال‪ :‬وله طريككق عككن جككابر‬
‫على شرط مسلم‪ ،‬أخرجها ابن عبد البر في الستذكار من رواية أبي الزبيككر‬
‫عنه‪ ،‬وهي أصح طرقه‪ ،‬ورواه هو والدارقطني فككي الفككراد بسككند جيككد‪ ،‬عككن‬
‫عمر موقوفا ً عليه‪ ،‬والبيهقي في الشعب من جهة محمد بن المنتشككر‪ ،‬قككال‪:‬‬
‫كان يقال‪ ،‬فذكره‪ ،‬قال‪ :‬وقد جمعت طرقه في جزء‪ ،‬قلككت‪ :‬واسككتدرك عليككه‬
‫شككيخنا رحمككه الّلككه كككثيرا ً لككم يككذكره‪ ،‬وتعقككب اعتمككاد ابككن الجككوزي فككي‬
‫الموضوعات‪ ،‬قول العقيلي في هيصم بن شكداخ راوي حكديث ابكن مسكعود‪:‬‬
‫إنه مجهول بقوله بل ذكره ابن حبان في الثقات والضعفاء‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫)‪ (1‬بل هذه الحاديث من صنع أعداء الحسككين عليككه السككلم‪ ،‬وراجككت علككى‬
‫كثير من المحدثين‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫‪ - 1194‬حديث‪ :‬من ولي القضاء‪ ،‬في‪ :‬من جعل‪ .‬قريبًا‪.‬‬
‫‪ - 1195‬حديث‪ :‬من لنت كلمته وجبت محبتكه‪ ،‬الخطيكب فككي المؤتلكف مكن‬
‫قول علي‪.‬‬

‫‪ - 1196‬حديث‪ :‬من يخطب الحسناء يعطي مهرهككا‪ ،‬كلم صككحيح يشككير إليككه‬
‫قوله تعالى }لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون{‪.‬‬
‫‪ - 1197‬حديث‪ :‬من يشاد هذا الدين يغلبه‪ ،‬العسكري والقضاعي من حككديث‬
‫عيينة بن عبد الرحمن بن جوشن عن أبيه عن بريدة به مرفوعكًا‪ ،‬وأولكه عنكد‬
‫أولهما‪ :‬عليكم هديا ً قاصدا ً فككإنه‪ ،‬وذكككره‪ ،‬وفككي لفككظ آخككر عنككده‪ :‬فككإنه مككن‬
‫يغالب‪ ،‬وذكره‪ ،‬وللبخاري من ]ص ‪ [432‬حديث معن بن محمد الغفاري عككن‬
‫سعيد المقبري عن أبي هريرة مرفوعًا‪ :‬إن الدين يسر‪ ،‬ولن يشككاد الككدين إل‬
‫غلبككه‪ ،‬فسككددوا وقككاربوا وأبشككروا واسككتعينوا بالغككدوة والروحككة وشككيء مكن‬
‫الدلجة‪.‬‬
‫‪ - 1198‬حديث‪ :‬من تمام الحج ضرب الجمال‪ ،‬هو من كلم العمككش‪ ،‬ولكككن‬
‫حمله ابن حزم على الفسقة منهم‪ ،‬يعني إن ساغ له ذلككك بنفسككه وإل أعلككم‬
‫المير ونحوه‪ ،‬وعلى كل حككال فهككو مككن نككوادر العمككش‪ ،‬وقككد قككال صككاحب‬
‫الفروع من الحنابلة‪ :‬وليس من تمام الحج ضرب الجمال‪ ،‬ثم حكى حمل ابن‬
‫حزم‪.‬‬
‫‪ - 1199‬حديث‪ :‬من حسن إسلم المرء تركه ما ل يعينككه‪ ،‬أحمككد وأبككو يعلككى‬
‫والترمذي وابن ماجه من حديث الزهري عككن أبككي سككلمة عككن أبككي هريككرة‪،‬‬
‫وأحمد عن الحسين بن علي‪ ،‬والعسكري عن علي‪ ،‬والطبراني عككن زيككد بككن‬
‫ثابت‪ ،‬أربعتهم به مرفوعًا‪ ،‬وفي الباب عن جماعة‪ ،‬وقد أوضككحته فككي تخريككج‬
‫الربعين‪.‬‬
‫‪ - 1200‬حديث‪ :‬من المرافقة الموافقة)‪.(1‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫ً‬
‫)‪ (1‬لم يتكلم عليه‪ ،‬وليس بحديث‪ ،‬وإن كككان معنككاه صككحيحا‪ ،‬وقككد كككان مككن‬
‫خُلقه صلى الّله عليه وسلم موافقة أصحابه فيما يخوضون فيه مككن أحككاديث‬ ‫ُ‬
‫الدنيا وغيرها‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫‪ - 1201‬حديث‪ :‬من سعادة المرء حسككن الخلككق‪ ،‬الخرائطككي فككي المكككارم‪،‬‬
‫والقضاعي من حديث محمد بكن المنككدر عكن جككابر بكه مرفوعكًا‪ ،‬وهككو عنكد‬
‫أولهما‪ ،‬بلفظ‪ :‬ابن آدم عن سعد بن أبي وقاص‪.‬‬
‫‪ - 1202‬حديث‪ :‬من سكعادة المكرء خفكة لحيتكه‪ ،‬الطكبراني عكن أنكس وابكن‬
‫عباس مرفوعًا‪.‬‬
‫‪ - 1203‬حديث‪ :‬من علمة الساعة انتفككاج الهلككة‪ ،‬يككروى مرفوع كا ً عككن أبككي‬
‫هريرة وابن مسعود وأنس‪ ،‬فالول عنككد الطككبراني فككي الصككغير بلفككظ‪ :‬مككن‬
‫اقتراب الساعة انتفاخ الهلة‪ ،‬وأن يرى الهلل لليلة فيقككال لليلككتين‪ ،‬والثككاني‬
‫عنده أيضا ً في الكبير‪ ،‬وكذا عند تمام في فوائده‪ ،‬كلهما بالجملة الولى منككه‬
‫فقط‪ ،‬والثككالث عنككده أيضكا ً فككي الوسككط ]ص ‪ [433‬والصككغير‪ ،‬بلفككظ‪ :‬مككن‬
‫اقتراب الساعة أن يرى الهلل قبل ً فيقال لليلتين‪ ،‬وأن تتخذ المساجد طرقًا‪،‬‬
‫وأن يظهر موت الفجأة‪ ،‬وبعضها يتقوى ببعض‪ ،‬ولمككا أخككرج العقيلككي ثانيهمككا‬
‫في ترجمة عبد الرحمن بن يوسف‪ ،‬قال‪ :‬إنه غير محفوظ‪ ،‬ول يعرف إل بككه‪،‬‬
‫انتهى‪ .‬ومن شواهده ما للبخاري في التاريخ من طريق محمد بن معمر عككن‬
‫عمه عن طلحة بن أبي حدرد قال‪ :‬قال النبي صككلى الل ّككه عليككه وسككلم‪ :‬مككن‬
‫أشراط الساعة أن يروا الهلل فيقولوا ابن ليلتين وهو ابن ليلة‪ ،‬وهو بالجيم‪،‬‬
‫من انتفج جنبا البعير إذا ارتفعا وعظما خلقة‪ ،‬وبالخاء المعجمة‪ ،‬واضككح وقب ً‬
‫ل‪،‬‬
‫بفتحتين‪ ،‬أن يرى ساعة ما يطلع لعظمه ووضوحه من غير أن يتطلب‪.‬‬
‫‪ - 1204‬حديث‪ :‬من علمة الساعة التدافع على المامة‪ ،‬معنككاه ثككابت‪ ،‬وفككي‬
‫ثامن المجالسة للدينوري من جهة عبد الرزاق سمعت أبي يقكول عككن بعكض‬
‫أهل العلم قال‪ :‬أقيمت الصلة فجعل القوم يتدافعون‪ ،‬هذا يقككدم هكذا‪ ،‬وهكذا‬
‫يقدم هذا‪ ،‬فلم يزالوا كذلك حتى خسف بهم‪.‬‬
‫‪ - 1205‬حديث‪ :‬من يمككن المككرأة تبكيرهككا بككالنثى‪ ،‬الككديلمي عككن واثلككة بككن‬
‫السقع مرفوعا ً بلفظ‪ :‬من بركككة المككرأة تبكيرهككا بككالنثى‪ ،‬ألككم تسككمع قككوله‬
‫تعالى‪} :‬يهب لمن يشاء إناثًا{‪ ،‬فبدأ بالناث‪ ،‬ورواه أيضا ً عن عائشة مرقوعًا‪،‬‬
‫بلفظ‪ :‬من بركة المرأة على زوجها تيسككير مهرهككا‪ ،‬وأن تبكككر بالنككاث‪ ،‬وهمككا‬
‫ضعيفان‪ ،‬وثانيهما عند أحمد والطبراني فككي الوسككط والصككغير‪ ،‬وأبككي ُنعيككم‬
‫وآخرين بلفظ‪ :‬إن من يمن المرأة تيسير خطبتها‪ ،‬وتيسككير صككداقها‪ ،‬وتيسككير‬
‫رحمها‪ ،‬زاد الطبراني عن عروة فأقول أنا‪ :‬من أول شؤمها أن يكثر صداقها‪،‬‬
‫ويروى‪ :‬ل تكرهكوا البنكات فكإنهن المؤنسكات الغاليكات‪ ،‬وفكي الفكردوس ثكم‬
‫مسنده بل سند عن علي رفعه‪ :‬نعم الولد البنات مؤنسات مجهككزات غاليككات‬
‫مباركات‪ ،‬ويروى عن إبراهيم بن حكيم المدني المتهم بالوضع عن شعبة عن‬
‫الحكم عن عكرمة عن ابن عباس‪ :‬أن رجل ً دعا على بناته بالموت‪ ،‬فقال لككه‬
‫النبي صلى الّله عليه وسلم‪ :‬ل تدع‪ ،‬فإن البركة فككي البنككات‪ ،‬وهككو عنككد أبككي‬
‫موسى المديني)‪ (1‬عن ابن عباس أن أوس بن ساعدة النصاري دخل علككى‬
‫النبي ]ص ‪ [434‬صلى الّله عليه وسلم فقال‪ :‬يا رسككول الل ّككه‪ ،‬إن لككي بنككات‬
‫وأنا أدعو عليهن بالموت‪ ،‬فقال‪ :‬يا ابن سكاعدة‪ ،‬ل تككدع عليهككن‪ ،‬فككإن البركككة‬
‫في البنات‪ ،‬هن المحملت عند النعمة‪ ،‬والمنعيات عند المصيبة‪ ،‬والممرضات‬
‫عند الشدة‪ ،‬ثقلهن على الرض‪ ،‬ورزقهن على الّله‪ ،‬انتهى‪ .‬ولو لم يكن فيهن‬
‫البركة ما كانت العترة الطاهرة والسللة النبوية المستمرة من الناث‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫)‪ (1‬هككو أيض كا ً مككن طريككق إبراهيككم بككن حيككان بككن حكيككم المككدني‪ ،‬ولحمككد‬
‫والطبراني عن عتبة بن عامر مرفوعًا‪ :‬ل تكرهككوا البنككات فككإنهن المؤنسككات‬
‫الغاليات‪ ،‬ورجاله ثقات‪ ،‬غير ابن لهيعة حديثه حسن في المتابعات‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫‪ - 1206‬حديث‪ :‬منهومان ل يشبعان طالب علم وطالب دنيا‪ ،‬الطككبراني فككي‬
‫الكبير‪ ،‬والقضاعي من حديث إسماعيل ابن أبي خالد عن زيد بن وهككب عككن‬
‫ابن مسعود به مرفوعًا‪ ،‬وهو عند البيهقي في المدخل‪ ،‬من حديث جعفككر بككن‬
‫عون عن أبككي العمي ْككس عككن القاسككم قككال‪ :‬قككال ابككن مسككعود‪ :‬منهومككان ل‬
‫يشبعان طالب العلم وطالب الدنيا‪ ،‬ول يستويان‪ ،‬أما طككالب الككدنيا فيتمككادى‬
‫في الطغيان‪ ،‬وأما طككالب العلككم فيككزداد مككن رضككى الرحمككن‪ ،‬ثككم قككرأ }إن‬
‫النسككان ليطغككى أن رآه اسككتغنى{ وقككوله }إنمككا يخشككى الل ّككه مككن عبككاده‬
‫العلماء{ وقال‪ :‬إنه موقوف منقطع‪ ،‬ثم سككاقه مككن حككديث عبككد العلككى بككن‬
‫حماد النرسي عن حمككاد بككن سككلمة عككن حميككد عككن أنككس مرفوعكًا‪ ،‬بلفككظ‪:‬‬
‫منهومان ل يشبعان منهوم في العلم ل يشبع منه‪ ،‬ومنهوم في الدنيا ل يشككبع‬
‫منها‪ ،‬ومن حديث أبي عوانة عن قتادة عن أنس مرفوعا ً نحككوه‪ ،‬قككال‪ :‬وروي‬
‫عن عبد الّله بن شقيق عن كعب الحبار من قوله‪ ،‬ورواه الككبزار مككن حككديث‬
‫ليث عن طاوس أو مجاهد عن ابن عباس رفعككه بلفككظ الترجمككة‪ ،‬وكككذا رواه‬
‫العسكري من حديث ليث‪ ،‬ولم يشك في مجاهد بكل قككال‪ :‬أحسككبه مرفوعكًا‪،‬‬
‫ولفظه‪ :‬منهومككان ل يقضككى واحككد منهمككا نهمتككه‪ ،‬منهككوم فككي طلككب العلككم‪،‬‬
‫ومنهوم في طلب الككدنيا‪ ،‬وأخرجككه العسكككري وحككده مككن حككديث عمككرو بككن‬
‫الحارث عن دراج أبي السمح عن أبي الهيثم عن أبي سعيد‪ ،‬رفعه‪ :‬لن يشبع‬
‫المؤمن من خير يسكمعه حكتى يككون منتهكاه الجنكة‪ ،‬ومكن حكديث خالكد بكن‬
‫الحارث عن عوف عن الحسن قال‪ :‬بلغني أن رسول الل ّككه صككلى الل ّككه عليككه‬
‫وسلم قككال‪ :‬أيهككا النككاس إنمككا همككا منهومككان‪ ،‬فمنهككوم فككي العلككم ل يشككبع‪،‬‬
‫ومنهوم في المال ل يشبع‪ ،‬وفي الباب عن ابن عمر)‪ (1‬وأبككي هريككرة‪ ،‬وهككي‬
‫وإن كانت مفرداتها ضعيفة فمجموعها تقوى‪ ،‬وقد قككال الككبزار عقككب حككديث‬
‫ابن عباس‪ :‬إنه ل يعلمه يروى من وجه أحسن من هذا ]ص ‪.[435‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫)‪ (1‬حديث ابن عمر رواه أبو ُنعيم في تاريخ أصككبهان‪ ،‬والككديلمي فككي مسككند‬
‫الفردوس‪ ،‬وحككديث أبككي سككعيد رواه الترمككذي وحسككنه‪ ،‬وحككديث أنككس رواه‬
‫الحاكم من طريق قتادة عنه وصححه على شرط الشيخين‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫‪ - 1207‬حديث‪ :‬المهدي‪ ،‬يروى ذكره في أحاديث أفردهككا بعككض الحفككاظ)‪(1‬‬
‫بالتأليف‪ ،‬منها عن أم سلمة مرفوعًا‪ :‬المهدي مككن ولككد فاطمككة‪ ،‬أخرجككه أبككو‬
‫داود‪ ،‬وابن ماجه‪ ،‬ولبي داود عن ابن مسعود رفعه‪ :‬المهكدي مكن أهككل بيككتي‬
‫يواطئ اسمه اسمي‪ ،‬وأوله عند الطبراني‪ :‬ل تقوم الساعة حتى يملك رجككل‬
‫من أهل بيتي‪ ،‬ولحمد وأبي يعلى والطبراني عن علي مرفوعًا‪ :‬المهدي مككن‬
‫أهل البيت‪ ،‬يصلحه الّله في ليلة‪ ،‬وللطبراني عن علي أيضا ً مرفوعًا‪ :‬المهدي‬
‫منا يختم الدين به كما فتككح بنككا‪ ،‬إلككى غيرهككا مككن الحككاديث الككتي بينتهككا فككي‬
‫"ارتقاء الغرف"‪ ،‬مع المروي في كونه من ولد العباس)‪.(2‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫)‪ (1‬منهم أبو ُنعيم الحافظ‪.‬‬
‫)‪ (2‬والحاديث الواردة في كونه من ولد العبككاس ضككعيفة منكككرة‪ ،‬كمككا قككال‬
‫الدارقطني وغيره‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫‪ - 1208‬حديث‪ :‬المهلكات ثلث إعجاب المرء بنفسككه‪ ،‬وشككح مطككاع‪ ،‬وهككوى‬
‫متبع‪ ،‬العسكري من حديث محمد بن عون الخراساني عن محمد بن زيد عن‬
‫سعيد بن جبير عن ابن عباس به مرفوعًا‪ ،‬ولزياد النميري وقتادة‪ ،‬كلهما عن‬
‫أنس مرفوعًا‪ :‬ثلث منجيات‪ ،‬وثلث مهلكات‪ ،‬وذكككره‪ .‬أخرجككه مككن الككوجهين‬
‫العسكري أيضًا‪.‬‬
‫‪ - 1209‬حديث‪ :‬الموت كفارة لكل مسلم‪ ،‬البيهقي في الشعب‪ ،‬والقضككاعي‬
‫من حديث يزيد هارون عن عاصم الحول عن أنس به مرفوعًا‪ ،‬وصححه أبككو‬
‫بكر ابن العربي‪ ،‬وقال العراقي في أماليه‪ :‬إنه ورد من طككرق يبلككغ بهككا رتبككة‬
‫الحسن‪ ،‬ولم يصب ابن الجوزي في ذكره في الموضوعات‪ ،‬وتبعه الصككغاني‪،‬‬
‫وكذا قال شيخنا‪ :‬إنه ل يتهيأ الحكم عليه بالوضع مع وجود هذه الطرق‪ ،‬قال‪:‬‬
‫ومع ذلك فليس هو على ظاهره‪ ،‬بل هكو محمكول علكى مكوت مخصكوص إن‬
‫ثبت الحديث‪.‬‬
‫‪ - 1210‬حديث‪ :‬موت العالم ثلمة ل تسد ما اختلككف الليككل والنهككار‪ ،‬فككي‪ :‬إذا‬
‫مات العالم‪.‬‬
‫‪ - 1211‬حديث‪ :‬موت الغريب شككهادة‪ ،‬أبككو يعلككى‪ ،‬وابككن مكاجه‪ ،‬والطككبراني‪،‬‬
‫والبيهقي في الشعب‪ ،‬والقضاعي عن عبد العزيز بن أبككي رواد عككن عكرمككة‬
‫عن ابن عباس به مرفوعًا‪ ،‬وله شواهد‪ ،‬منها للطبراني من طريق عبد الملك‬
‫بن هارون بن عنترة ‪ -‬وهو متروك ‪ -‬عن ]ص ‪ [436‬أبيه عن جده رفعككه‪ :‬مككا‬
‫تعدون الشهيد فيكم؟ قلنا‪ :‬يا رسول الّله‪ ،‬مككن قتككل فككي سككبيل الل ّككه‪ ،‬فقككال‬
‫صلى الّله عليه وسلم‪ :‬إن شهداء أمتي إذا ً لقليل‪ ،‬ثككم ذكككر الشككهداء‪ ،‬وقككال‪:‬‬
‫حيي بن‬ ‫والغريب شهيد‪ ،‬وفي الترغيب فيه أحاديث‪ :‬منها للنسائي من حديث ُ‬
‫عبد الّله عن أبي عبد الرحمن الحبلي عن عبد الّله بن عمرو قال‪ :‬مات رجل‬
‫بالمدينة ممن ولد بها فصلى عليه رسول الل ّككه صككلى الل ّككه عليككه وسككلم‪ ،‬ثككم‬
‫قال‪ :‬يا ليته مات بغيككر مولككده‪ ،‬فقككالوا‪ :‬ولككم ذاك يككا رسككول الل ّككه فقككال‪ :‬إن‬
‫الرجل إذا مات بغير مولده قيس من مولده إلى منقطع أثره في الجنة‪ ،‬وهو‬
‫عند ابن ماجه وأحمد وآخرين‪.‬‬
‫‪ - 1212‬حديث‪ :‬موت الفجأة راحة للمؤمن‪ ،‬وأسف على الفاجر‪ ،‬أحمككد عككن‬
‫عائشة رفعه بسند صككحيح‪ ،‬ولفظككه‪ :‬وأخككذة أسككف للكككافر‪ ،‬ولبككي داود مككن‬
‫حديث عبيد بن خالد السلمي رفعه‪ :‬موت الفجأة أخككذة أسككف‪ ،‬وفككي البككاب‬
‫عن أنس وابن مسعود بينها الزيلعي في سورة طه من تخريجه‪.‬‬
‫‪ - 1213‬حديث‪ :‬موتوا قبل أن تموتوا‪ ،‬قال شيخنا‪ :‬إنه غير ثابت‪.‬‬
‫‪ - 1214‬حديث‪ :‬المؤذنككون أطككول النككاس أعناقكا ً يككوم القيامككة‪ ،‬مسككلم عككن‬
‫معاوية به مرفوعًا‪ ،‬وفي الباب عن جماعة‪ ،‬منهم أنس أخرجه القضاعي مككن‬
‫حديث زائدة عن سككليمان عمككن سككمعه يقككول عنككه‪ ،‬وذكككره مرفوعكًا‪ ،‬وبلل‬
‫أخرجه البيهقي في الشعب‪ ،‬وعنده أيضا ً مككن طريككق أبككي داود السجسككتاني‬
‫قال‪ :‬معناه أن الناس يعطشون يوم القيامككة‪ ،‬وإذا عطككش النسككان انطككوت‬
‫عنقه‪ ،‬والمؤذنون ل يعطشون يوم القيامة فأعناقهم قائمة‪.‬‬
‫‪ - 1215‬حديث‪ :‬مولى القوم منهم‪ ،‬أصحاب السنن‪ ،‬وابن حبان‪ ،‬مككن حككديث‬
‫أبي رافع‪ ،‬وفيه قصة‪ ،‬وهو عند الطبراني عن عتبة بن غككزوان‪ ،‬وعنككده وعنككد‬
‫إسحاق وابن أبي شيبة عن عمرو بن عكوف‪ ،‬وعنكد الكبزار عكن أبكي هريكرة‪،‬‬
‫وعند أحمد والحاكم والبخاري في الدب المفرد عن رفاعة بككن رافككع‪ ،‬وعنككد‬
‫الشيخين بلفظ‪ :‬من أنفسهم عن أنس‪ ،‬وعند أحمد عن أم كلثككوم ابنككة علككي‬
‫عن مولى ]ص ‪ [437‬لرسول الّله صلى الّله عليه وسلم مرفوعًا‪ ،‬بلفظ‪ :‬إنككا‬
‫ل تحل لنا الصدقة‪ ،‬ومولى القوم منهم)‪.(1‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫)‪ (1‬ورواه السهمي في تاريخ جرجان من طريق المأمون العباسي عن آبائه‬
‫عن ابن عباس‪ ،‬بلفظ‪ :‬مولى القوم من أنفسهم‪ ،‬ومولى مككولهم منهككم‪ ،‬ص‬
‫‪ 36‬وسنده تالف‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫‪ - 1216‬حديث‪ :‬المؤمنون عند شروطهم‪ ،‬في‪ :‬المسلمون‪.‬‬
‫‪ - 1217‬حديث‪ :‬المؤمنون هينون لينون كالجمل النف‪ ،‬إن قككدته انقككاد‪ ،‬وإن‬
‫أنخته أناخ‪ ،‬البيهقي في الشعب‪ ،‬والقضاعي والعسكري من حديث عبككد الل ّككه‬
‫بن عبد العزيز ابن أبي رواد عن أبيه عككن نككافع عككن ابككن عمككر بككه مرفوع كًا‪،‬‬
‫والعسكري فقط من حديث حمزة بككن حككبيب عككن عبككد الرحمككن بككن عمككرو‬
‫السلمي عن العرباض بن سارية به مرفوعًا‪ ،‬بلفظ‪ :‬إن قيككد انقككاد‪ ،‬وإن أنيككخ‬
‫ل‪ ،‬وقكال‪ :‬إنكه‬ ‫على صخرة استناخ‪ ،‬وهو عند البيهقي أيضا ً عن مكحكول مرسك ً‬
‫أصح‪ ،‬وفي الباب عن أبي هريككرة مرفوعكًا‪ ،‬بلفككظ‪ :‬المككؤمن ليككن تخككاله مككن‬
‫اللين أحمق‪ ،‬أخرجه البيهقي عنه‪ ،‬وكذا عن ابن عباس‪.‬‬
‫‪ - 1218‬حديث‪ :‬المؤمن أخو المؤمن‪ ،‬أبو داود من حديث الوليد بن رباح عن‬
‫أبي هريرة به مرفوعًا‪ ،‬وفيه أيضًا‪ :‬والمؤمن مرآة المؤمن‪ ،‬وسيأتي‪.‬‬
‫دق‪ ،‬شككقه الول هككو‬ ‫‪ - 1219‬حديث‪ :‬المؤمن إذا قال صدق‪ ،‬وإذا قيل لككه صك ّ‬
‫معنى يطبع المؤمن على كل خلة غير الخيانة والكككذب‪ ،‬وفككي لفككظ‪ :‬الكككذب‬
‫مجانب لليمان‪ ،‬وقد تقدما‪ ،‬وأما الثاني فيمكن السككتئناس لككه بحككديث‪ :‬رأى‬
‫عيسى عليه الصلة والسلم رجل ً يسرق فقال له‪ :‬أسرقت فقككال‪ :‬ل والككذي‬
‫ل إله إل هو‪ ،‬فقال عيسى‪ :‬آمنت بالّله وكذبت بصري‪ ،‬وهو صككحيح‪ .‬بككل جككاء‬
‫حلف له بالّله فليرض‪ ،‬ومن لككم‬ ‫في المرفوع‪ :‬من حلف بالّله فليصدق‪ ،‬ومن ُ‬
‫يرض بالّله فليس من الّله‪ ،‬أخرجه ابن مككاجه وغيككره مككن حككديث محمككد بككن‬
‫عجلن عن نافع عن ابن عمر به‪.‬‬
‫‪ - 1220‬حديث‪ :‬المؤمن أعظم حرمة من الكعبة‪ ،‬ابن ماجه بسككند ليككن عككن‬
‫ابن عمر‪ ،‬رأيت رسول الل ّككه صككلى الل ّككه عليككه وسككلم يطككوف بالكعبككة‪ ،‬وهككو‬
‫يقول‪ :‬ما أطيبك وأطيب ريحك‪ ،‬ما أعظمككك وأعظككم حرمتككك‪ ،‬والككذي نفككس‬
‫محمد بيده لحرمة المؤمن أعظم ]ص ‪ [438‬عند الّله حرمة منك ماله ودمه‬
‫وأن يظن به خيرًا‪ ،‬ولبن أبي شيبة من طريق مجالد عككن الشككعبي عككن ابككن‬
‫عباس أن النبي صلى الّله عليه وسلم نظر إلككى الكعبككة فقككال‪ :‬مككا أعظمككك‬
‫وأعظم حرمتك‪ ،‬والمسلم أعظم حرمة منك قد حرم الّله دمه وماله وعرضه‬
‫وأن يظن به ظن السوء‪ ،‬وعند البيهقي في الشعب من طريككق مجاهككد عككن‬
‫ابن عباس نحوه‪ ،‬وفيه حفص بن عبد الرحمن‪ ،‬ونحو هذا الحديث قول عمرو‬
‫بن العاص‪ :‬ليس شيء أكرم على الّله مككن ابككن آدم‪ ،‬قلككت‪ :‬الملئكككة‪ ،‬قككال‪:‬‬
‫أولئك كمنزلة الشمس والقمر‪ ،‬أولئك مجبورون)‪ ،(1‬أخرجه البيهقي‪ ،‬وقككال‪:‬‬
‫إن الصحيح وقفه‪ ،‬ورفعه بعضهم‪ ،‬وهو ضعيف‪ ،‬وعككن أبككي المهككزم عككن أبككي‬
‫هريرة من قوله‪ :‬المؤمن أكرم على الّله من ملئكته) ‪ ،(2‬رواه البيهقي أيضًا‪،‬‬
‫وقال أبو المهزم‪ :‬متروك‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫)‪ (1‬هذا خطأ‪ ،‬بل الملئكة مختارون‪ ،‬وإن كانوا معصومين كالنبياء‪ ،‬فالعصمة‬
‫ل تنفي الختيار‪.‬‬
‫)‪ (2‬وهذا أيضا ً خطأ‪ ،‬وإن قال بككه معظككم الشككاعرة‪ ،‬والصككواب أن الملئكككة‬
‫أكرم وأفضل من جميع بني آدم إل النبياء‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫‪ - 1221‬حديث‪ :‬المؤمن حلكوى والككافر خمكري‪ ،‬قكال شكيخنا‪ :‬إنكه باطكل ل‬
‫أصل له‪ ،‬قلت‪ :‬وقد مضى معنى الجملة الولى في‪ :‬قلب المؤمن‪.‬‬
‫‪ - 1222‬حديث‪ :‬المؤمن سريع الغضب سريع الرجوع‪ ،‬في‪ :‬الحدة‪.‬‬
‫‪ - 1223‬حديث‪ :‬المؤمن غر كريم‪ ،‬والفاجر خب لئيم‪ ،‬أحمد من حديث يحيى‬
‫بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة به مرفوعًا‪ ،‬وفي الباب عن كعب‬
‫بن مالك‪.‬‬
‫‪ - 1224‬حككديث‪ :‬المككؤمن كيككس‪ ،‬فطككن‪ ،‬حككذر‪ ،‬وقككاف‪ ،‬ل يعجككل‪ ،‬الككديلمي‬
‫والقضاعي من حديث أبان بن أبي عياش عن أنس به مرفوعًا‪.‬‬
‫‪ - 1225‬حديث‪ :‬المؤمن للمؤمن كالبنيان‪ ،‬يشد بعضه بعضًا‪ ،‬متفق عليه عككن‬
‫أبي موسى به مرفوعًا‪.‬‬
‫‪ - 1226‬حكديث‪ :‬المكؤمن ليكس بحقكود‪ ،‬ذككره الغزالككي فكي الحيكاء‪ ،‬وقكال‬
‫مخرجه‪ :‬إنه لم يقف له على أصل ]ص ‪.[439‬‬
‫‪ - 1227‬حديث‪ :‬المكؤمن محفكوظ فكي ولكده‪ ،‬الكدارقطني فكي الفكراد مكن‬
‫حديث عمرو بن عطية العوفي عن أبيه عككن أبككي سككعيد الخككدري رفعككه‪ :‬إن‬
‫الّله عز وجل ليحفظ المؤمن في ولده‪ ،‬وللديلمي عن ابككن عبككاس مرفوع كًا‪:‬‬
‫إن الّله ليرفع ذرية المؤمن إليه حتى يلحقهم به في درجتككه‪ ،‬الحككديث‪ .‬وروي‬
‫عن الضحاك في قوله }ألحقنا بهم ذرياتهم{‪ ،‬أي أبلغ بهم الطفال الذين لككم‬
‫يبلغوا إلى اليمان يلحق البناء بالباء‪.‬‬
‫‪ - 1228‬حديث‪ :‬المؤمن مرآة المؤمن‪ ،‬أبو داود عن أبي هريرة بككه مرفوعكًا‪،‬‬
‫وهو عند العسكري من أوجه عن أبي هريككرة لفظككه فكي بعضكها‪ :‬إن أحكدكم‬
‫مرآة أخيه‪ ،‬فإذا رأى شيئا ً فليمطه‪ ،‬وفي الباب عن أنس من جهة شريك بككن‬
‫أبي نمر عنه‪ ،‬أخرجه الطبراني والبزار والقضاعي‪ ،‬وعن الحسككن مككن قككوله‪،‬‬
‫أخرجه ابن المبارك في البر له‪ ،‬وأنشد بعضهم في معناه‪:‬‬
‫صديقي مرآة أميط بها الذى * وعضب حسام إن منعت حقوقي‬
‫وإن ضاق أمر أو ألمت ملمة * لجأت إليه دون كل شقيق‬
‫‪ - 1229‬حديث‪ :‬المؤمن ملقى‪ ،‬والكافر موقى‪ ،‬معناه صحيح‪.‬‬
‫‪ - 1230‬حككديث‪ :‬المككؤمن مككؤتمن علككى نسككبه‪ ،‬بيككض لككه شككيخنا فككي بعككض‬
‫أجوبته‪ ،‬وهو من قول مالك وغيره‪ ،‬بلفظ‪ :‬الناس مؤتمنون على أنسابهم‪.‬‬
‫‪ - 1231‬حديث‪ :‬المؤمن واهٍ راقع‪ ،‬وسعيد من هلك على رقعه‪ ،‬البيهقي فككي‬
‫الشعب‪ ،‬والطبراني والعسكري مككن حككديث سككعيد بككن خالككد الخزاعككي عككن‬
‫محمد بن المنكدر عن جككابر مرفوع كًا‪ ،‬والمعنككى أنككه يخككرق دينككه ثككم يرقعككه‬
‫بالتوبة‪ ،‬ونحوه‪ :‬استقيموا ولن تحصوا‪ ،‬أي لككن تسككتطيعوا أن تسككتقيموا فككي‬
‫كل شيء حتى ل تميلوا‪ ،‬ومنه يا حنظلة ساعة وساعة‪.‬‬
‫‪ - 1232‬حككديث‪ :‬المككؤمن يأكككل بشككهوة عيككاله‪ ،‬والمنككافق بشككهوة نفسككه‪،‬‬
‫للديلمي في مسنده عن أبي أمامة به مرفوعًا‪ ،‬ولعبد الككرزاق فككي التفسككير‪،‬‬
‫والثعلبي من طريقه عن ]ص ‪ [440‬ابن عيينة عككن رجككل عككن الحسككن عككن‬
‫عمر بن الخطاب أنه قال‪ :‬كفى سككرفا ً أن ل يشككتهي رجككل شككيئا ً إل اشككتراه‬
‫فأكله‪ ،‬وهو منقطع‪ ،‬وكذا رواه أحمد في الزهد عن إسماعيل عن يونس عككن‬
‫الحسن‪ ،‬وأخرجه ابن ماجه وأبو يعلى والبيهقي في الشعب من طريككق نككوح‬
‫بن ذكوان عن الحسن عن أنس مرفوعًا‪ ،‬بلفظ‪ :‬إن من السرف أن تأكل كل‬
‫ما اشتهيت‪ ،‬ونوح ضعيف‪ ،‬والول أصح‪.‬‬
‫‪ - 1233‬حديث‪ :‬المؤمن يألف‪ ،‬ول خير فيمن ل يألف ول يؤلف‪ ،‬الحككاكم فككي‬
‫المستدرك من جهة أبي صخر عن أبي حككازم عككن أبككي هريككرة بككه مرفوعكًا‪،‬‬
‫وقال‪ :‬إنه صحيح على شرط الشيخين‪ ،‬ول أعلم له علة‪ ،‬وتعقبه الذهبي بككأن‬
‫أبا حازم هو المديني ل الشجعي‪ ،‬وهو لم يلق أبا هريرة ول لقيكه أبكو صكخر‪،‬‬
‫انتهى‪ .‬وقد رواه العسكري من جهة الزبير بن بكار عن خالد بككن وضككاح عككن‬
‫أبي حازم ابن دينار‪ ،‬فقككال‪ :‬عككن أبككي صككالح عككن أبككي هريككرة‪ ،‬بككل هككو عنككد‬
‫القضاعي والعسكري من حديث عبد الملك ابن أبي كريمككة عككن ابككن جريككج‬
‫عن عطاء عن جابر مرفوعًا‪ ،‬بلفظ‪ :‬المؤمن آلككف مككألوف‪ ،‬ول خيككر فيمككن ل‬
‫يألف ول يؤلف‪ ،‬وخير الناس أنفعهم للناس‪ ،‬وليست الجملة الخيرة منه عند‬
‫العسكري‪ ،‬ول أثبت ابن جريج بين عبككد الملككك وعطككاء‪ ،‬وكككذا مككن شككواهده‬
‫حديث‪ :‬خياركم أحاسنكم أخلقًا‪ ،‬الموطئون أكنافًا‪ ،‬الذين يألفون ويؤلفون‪.‬‬
‫‪ - 1234‬حديث‪ :‬المؤمن ينظر بنور الّله الذي ُ‬
‫خل ِككق منككه‪ ،‬الككديلمي عككن ابككن‬
‫عباس به مرفوعا ً ]ص ‪.[441‬‬
‫حرف النون‪.‬‬
‫‪ - 1235‬حكككديث‪ :‬النكككاس بزمكككانهم أشكككبه منهكككم بآبكككائهم‪ ،‬أورده الحكككافظ‬
‫الصريفيني في بعض أجزائه من قول عمر بن الخطككاب‪ ،‬وقككال‪ :‬قككال محمككد‬
‫بن أيوب‪ :‬ارتحلت إلى يحيى بن هشام الغساني من أجله‪.‬‬
‫‪ - 1236‬حديث‪ :‬الناس على دين ملكيهم‪ ،‬ل أعرفه حككديثًا‪ .‬وهككو قريككب ممككا‬
‫قبله‪ ،‬وقد روينا عن الفضيل بن عياض أنه قال ما معناه‪ :‬لو كانت لككي دعككوة‬
‫صالحة لرأيت السلطان أحق بها‪ ،‬فبصلحه صلح الرعية‪ ،‬وبفساده فسادهم‪،‬‬
‫ويتأيد بما للطبراني في الكبير والوسط‪ ،‬عن أبي أمامككة مرفوع كًا‪ :‬ل تسككبوا‬
‫الئمة‪ ،‬وادعوا لهم بالصلح‪ ،‬فإن بصلحهم لكم صككلح‪ ،‬وللككبيهقي عككن كعككب‬
‫الحبار قال‪ :‬إن لكل زمان ملكا ً يبعثه الّله علككى نحككو قلككوب أهلككه‪ ،‬فككإذا أراد‬
‫صلحهم بعث عليهم مصلحًا‪ ،‬وإذا أراد هلكتهم بعث فيهم مترفيهم‪ ،‬إلككى غيككر‬
‫ذلك مما بينته في "مفاخر الملوك"‪ ،‬ومنه قككول القاسككم بككن مخيمككرة‪ :‬إنمككا‬
‫زمانكم سلطانكم‪ ،‬فإذا صلح سلطانكم صككلح زمككانكم‪ ،‬وإذا فسككد سككلطانكم‬
‫فسد زمانكم‪ ،‬وفي ثالث المجالسة للدينوري أن عمر بن الخطاب لما جيككء‬
‫إليه بتاج كسرى وسواريه‪ ،‬جعل يقلبه بعود في يده‪ ،‬ويقككول‪ :‬والل ّككه إن الككذي‬
‫أدى هذا لمين‪ ،‬قال له رجل‪ :‬يا أمير المؤمنين‪ ،‬أنت أمين الّله‪ ،‬يككؤدون إليككك‬
‫ما أديت إلى الّله‪ ،‬فإن خنت خانوا‪ ،‬وقد مضى‪ :‬كما تكونون يولى عليكم‪.‬‬
‫‪ - 1237‬حديث‪ :‬الناس مجزيون بأعمالهم‪ ،‬في‪ :‬الجزاء من جنس العمل‪.‬‬
‫‪ - 1238‬حديث‪ :‬الناس معادن كمعادن الذهب والفضة‪ ،‬العسكري من حديث‬
‫قيس بن الربيع عن أبي حصين عثمان بن عاصم عن أبي صالح السمان عن‬
‫أبي هريرة به مرفوعًا‪ ،‬ولبي هريرة في المرفوع حديث آخر لفظككه‪ :‬النككاس‬
‫معادن فككي الخيككر والشككر‪ ،‬خيككارهم فككي الجاهليككة خيككارهم فككي السككلم إذا‬
‫فقهوا‪ ،‬أخرجه الطيالسي وابن منيع والحارث وغيرهم‪ ،‬كالبيهقي مككن حككديث‬
‫ابن عون عككن محمككد بككن سككيرين عككن أبككي هريككرة‪] ،‬ص ‪ [442‬وأصككله فككي‬
‫الصحيح‪ ،‬وللديلمي عن ابن عباس مرفوعًا‪ :‬الناس معادن‪ ،‬والعككرق دسككاس‪،‬‬
‫وكثير من العامة يورده بلفظ‪ :‬للخير معادن‪.‬‬
‫‪ - 1239‬حديث‪ :‬الناس مؤتمنون على أنسابهم‪ ،‬مضى قريبا ً في‪ :‬المؤمن‪.‬‬
‫‪ - 1240‬حديث‪ :‬الناس نيام‪ ،‬فإذا ماتوا انتبهوا‪ ،‬هككو مككن قككول علككي بككن أبككي‬
‫طالب في)‪.(1‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫)‪ (1‬بياض في الصول‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫‪ - 1241‬حديث‪ :‬نبات الشعر فككي النككف أمككان مككن الجككذام‪ ،‬الطككبراني عككن‬
‫عائشة به مرفوعًا‪.‬‬
‫‪ - 1242‬حديث‪ :‬نبذ القمل يورث النسيان‪ ،‬يروى فككي حككديث مرفككوع شككديد‬
‫الوهاء‪ ،‬أورده ابن عدي في ترجمة الحكم بن عبد الّله أبككي عبككد الل ّككه اليلككي‬
‫المتهم بالكذب والوضع من كامله‪ ،‬لفظه‪ :‬ست منهككا النسككيان‪ :‬سككؤر الفككار‪،‬‬
‫وإلقاء القملة وهي حية‪ ،‬والبككول فككي المككاء الراكككد‪ ،‬وقطككع القطككار‪ ،‬ومضككغ‬
‫العلك‪ ،‬وأكل التفككاح الحككامض)‪ .(1‬وقككد اعتمككده الجككاحظ حيككث قككال‪ :‬وفككي‬
‫الحديث أن أكل الحامض‪ ،‬وسؤر الفككار‪ ،‬ونبككذ القمككل‪ ،‬يككورث النسككيان‪ .‬قككال‬
‫وفي آخر‪ :‬إن الذي يلقي القملة ل يكفى الهم‪ ،‬وتزعم العامة أن لبس النعال‬
‫السود يورث النسيان‪ ،‬قال ابن الجوزي‪ :‬وقد يورث النسيان أشياء بخاصيتها‪،‬‬
‫مثل الحجامة‪ ،‬وأكل الكزبرة الرطبة‪ ،‬والتفاح الحامض‪ ،‬والمشي بين جمليككن‬
‫مقطورين‪ ،‬وكككثرة الهككم‪ ،‬وقكراءة ألكواح القبكور‪ ،‬والنظكر فككي المكاء الككدائم‪،‬‬
‫والبول فيه‪ ،‬والنظر إلى المصلوب‪ ،‬ونبد القمل‪ ،‬وأكل سؤر الفار‪ ،‬انتهككى‪ .‬ول‬
‫يصح في المرفوع من ذلك شيء‪ ،‬وأورده الخطيب في جككامعه عككن إبراهيككم‬
‫بن المختار‪ ،‬قال‪ :‬خمس يورثن النسيان‪ ،‬أكككل التفككاح‪ ،‬وشككرب سككؤر الفككار‪،‬‬
‫والحجامة فككي النقككرة‪ ،‬وإلقككاء القملككة‪ ،‬والبككول فككي المككاء الراكككد‪ ،‬وعليكككم‬
‫باللبان فإنه يشجع القلب‪ ،‬ويذهب بالنسيان‪ ،‬وعن ابككن شككهاب قككال‪ :‬التفككاح‬
‫يورث النسيان‪ ،‬وفي رواية عنككه أنككه كككان يكككره أكككل التفككاح‪ ،‬وسككؤر الفككار‪،‬‬
‫ويقول‪ :‬إنه ينسي‪ ،‬قال‪ :‬وكان يشرب العسل ويقول‪ :‬إنه يذكي‪ ،‬وفككي روايككة‬
‫]ص ‪ [443‬عنه أيضًا‪ :‬ما أكلت تفاحا ً ول جلدة منذ عالجت الحفظ‪ ،‬ولكن في‬
‫فتاوى قاضي خان من الحنفية‪ :‬ل بأس بطرح القملة حية‪ ،‬والدب أن يقتلها‪،‬‬
‫وكذا قيل‪ :‬إن المصلي إذا وجد في ثوبه قملة أو برغوث كا ً ولككم يسككلك الولككى‬
‫وهو تغافله عنها ول قتلككه كمككا قككال نعيككم بككن حمككاد عككن ابككن المبككارك عككن‬
‫ل‪ :‬كان يقتل القملككة فككي الصككلة)‬ ‫المبارك بن فضالة عن الحسن رفعه مرس ً‬
‫‪ ،(2‬يعني مع التحرز عن تعلق جلدها بظفره أو ثيككابه‪ :‬أنككه ل بككأس أن يلقيهككا‬
‫بيده أو يمسككها حكتى يفكرغ‪ ،‬ولككن قككال القمكولي‪ :‬محككل إلقائهكا فككي غيككر‬
‫المسجد‪ ،‬يعني لمكا عنككد أحمككد فككي مسككنده بسككند صككحيح عككن أبككي هريككرة‬
‫مرفوعًا‪ :‬إذا وجد أحدكم القملة في المسجد فليصرها في ثككوبه حككتى يخككرج‬
‫من المسجد‪ ،‬وعن شيخ قرشي من أهل مكة قال‪ :‬وجد رجل في ثوبه قملككة‬
‫فأخذها ليطرحها في المسجد فقككال لككه رسككول الل ّككه صككلى الل ّككه عليككه وآلككه‬
‫وسلم‪ :‬ل تفعل ردها في ثوبك حتى تخرج من المسجد‪ ،‬وكككذا رواه الحككارث‪،‬‬
‫وقال البيهقي‪ :‬إنه مرسل حسن‪ ،‬ثم روى عن ابن مسعود أنه رأى قملة فككي‬
‫ثوب رجل في المسجد‪ ،‬فأخذها فككدفنها فككي الحصككى‪ ،‬ثككم قككال‪ :‬ألككم نجعككل‬
‫الرض كفاتا ً أحياء وأمواتًا‪ ،‬قال‪ :‬ويذكر نحوه عن مجاهد‪ ،‬وعن ابن المسككيب‬
‫يدفنها كالنخامة‪ ،‬وفي ذلك حديث مرفوع عند البزار والطبراني في الوسككط‬
‫عن أبي هريرة رفعه‪ :‬إذا وجد أحدكم القملككة فككي المسككجد فليككدفنها‪ ،‬وكككأن‬
‫المنهي عنه طرحها فيه بدون دفن‪ ،‬وممن كان يقتل القمككل والككبراغيث فككي‬
‫الصلة في المسجد معاذ بن جبل‪ ،‬وعن الحسن‪ :‬ل بككأس بقتككل القملككة فككي‬
‫الصلة ولكن ل يعبث‪ ،‬وقد استطردنا لفوائد‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫)‪ (1‬وذكره الدميري في حياة الحيوان وقال‪ :‬إسناده صحيح‪ ،‬وهو غلط‪.‬‬
‫)‪ (2‬قال نعيم‪ :‬هذا أول حديث سمعته من ابن المبارك‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫‪ - 1243‬حديث‪ :‬النبي ل يؤلف تحت الرض‪ ،‬ل أصل له‪ ،‬وممن صرح ببطلنه‬
‫العز الديريني في "الدرر الملتقطة في المسائل المختلطة"‪ ،‬ولكنه قال‪ :‬إنه‬
‫مما نقل عن علماء أهل الكتاب‪ ،‬كعبد الّله بن سككلم وكعككب الحبككار‪ ،‬انتهككى‪.‬‬
‫ول يصح‪ ،‬بل كل ما ورد مما فيه تحديد لوقت يوم القيامة على التعيين‪ ،‬فإما‬
‫أن ]ص ‪ [444‬يكون ل أصل له‪ ،‬كإن أحسنت أمككتي فلهككا يككوم‪ ،‬وإن أسككاءت‬
‫فلها نصف يوم‪ ،‬أو ل يثبت إسناده‪ ،‬ومن ذلك ما للديلمي عن أنس مرفوعككًا‪:‬‬
‫الدنيا كلها سبعة أيام من أيام الخرة وذلك قول الّله عككز وجككل‪} :‬وإن يوم كا ً‬
‫عند ربك كألف سنة مما تعدون{‪ ،‬وعككن ابككن رمككل)‪ (1‬الجهنككي رفعككه أيضكًا‪:‬‬
‫الدنيا سبعة آلف سنة‪ ،‬أنا في آخرها ألفًا‪ ،‬ل نبي بعككدي‪ ،‬ول أمككة بعككد أمككتي‪،‬‬
‫وفي سابع المجالسة للدينوري مككن جهككة عثمككان بككن رائدة قككال‪ :‬كككان كككرز‬
‫مجتهدا ً في العبادة فقيل له‪ :‬أل تريح نفسك سككاعة؟ قككال‪ :‬كككم بلغكككم عمككر‬
‫الدنيا‪ ،‬قالوا‪ :‬سبعة آلف سنة قال‪ :‬فكم بلغكككم مقككدار يككوم القيامككة‪ ،‬قككالوا‪:‬‬
‫خمسون آلف سنة‪ ،‬قال‪ :‬أفيعجب أحدكم أن يعمل سبع يومه‪ ،‬حتى يأمن من‬
‫ذلك اليوم‪ ،‬وما أورده أبو جعفر الطبري في مقدمة تاريخه عككن ابككن عبككاس‬
‫من قوله‪ :‬الدنيا جمعة من جمع الخككرة‪ ،‬كككل يككوم ألككف سككنة‪ ،‬وعلككى تقككدير‬
‫صحته فالخبار الثابتة في الصحيحين كما قال شيخنا تقتضككي أن تكككون مككدة‬
‫هذه المة نحو الربع أو الخمس لليوم‪ ،‬لما ثبت فككي حككديث ابككن عمككر‪ :‬إنمككا‬
‫أجلكم فيما مضى قبلكم كما بين صككلة العصككر وغككروب الشككمس‪ ،‬الحككديث‬
‫بمعناه‪ ،‬قال‪ :‬فإذا ضم هذا إلى قول ابن عباس زاد على اللف زيككادة كككثيرة‪،‬‬
‫والحق أن ذلك ل يعلم حقيقته إل الّله تعالى‪ ،‬وأما حديث سعد بن أبي وقاص‬
‫رفعه‪ :‬إني لرجو أن ل يعجز الل ّككه أمككتي أن يككؤخركم نصككف يككوم‪ ،‬وإنككه قيككل‬
‫لسعد‪ :‬وكم نصف يوم‪ ،‬قال‪ :‬خمسمائة سنة‪ ،‬الذي أخرجه أبو داود‪ ،‬وصككححه‬
‫الحاكم وغيره‪ ،‬فقد حقق الّله رجاءه صلى الّله عليه وسلم‪ ،‬وقد بسطته في‬
‫بعض الجوبة‪ ،‬والّله تعالى يحسن العاقبة ويختم بخير‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫)‪ (1‬اسمه عبد الّله صحابي ليس له إل هذا الحككديث‪ ،‬رواه الطككبراني وغيككره‬
‫وهو ضعيف‪ ،‬والحاديث في هذا الباب ضعيفة ل تقوم بها حجة‪ ،‬والعجيككب أن‬
‫السيوطي اعتمدها مع ضعفها وقكال‪ :‬أن عمككر الككدنيا سككبعة آلف سكنة‪ ،‬وأن‬
‫هذه المة ل تزيد على ألف وخمسمائة سنة‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫‪ - 1244‬حديث‪ :‬النبي وصاحباه‪ ،‬يقال في اعتضاد المرء بصككاحبه‪ ،‬وقككد قككال‬
‫البخاري في سورة الفتح من صحيحه في قوله }كزرع أخرج شطأه{ شطأه‬
‫السيل ينبت الحبة عشرا ً وثمانيا ً فيقوى بعضه ببعض‪ ،‬كككذلك قككوله }فككآزره{‬
‫قواه‪ ،‬ولو كانت واحدة لم تقم على ساق‪ ،‬وهو مثل ضربه الل ّككه للنككبي صككلى‬
‫الّله عليه وآله وسلم إذ خرج وحده‪] ،‬ص ‪ [445‬ثم قواه بأصككحابه كمككا قككوى‬
‫الحبة بما ينبت منها‪ ،‬وفي التنزيككل أيض كا ً }سنشككد عضككدك بأخيككك{ ونحككوه‪:‬‬
‫المؤمن للمؤمن كالبنيان‪.‬‬
‫‪ - 1245‬حديث‪ :‬الندم)‪ (1‬توبة‪ ،‬الطبراني في الكككبير وأبككو ُنعيككم فككي الحليككة‬
‫من حديث ابن أبي سعيد النصاري عن أبيه به مرفوعا ً بزيادة‪ :‬والتككائب مككن‬
‫الذنب كمن ل ذنب له‪ ،‬وسنده ضعيف‪ ،‬وقد مضى في‪ :‬التائب‪ ،‬وهو عند ابككن‬
‫ماجه من حديث عبد الكريم الجزري عن زياد بن أبي مريم عككن ابككن معقككل‬
‫قال دخلت مع أبي على ابن مسعود فسمعته يقول قككال رسككول الل ّككه صككلى‬
‫الّله عليه وسلم‪ :‬الندم توبة‪ ،‬قال نعم ومن هذا الوجه أخرجه الطيالسي فككي‬
‫مسنده ولكن قال عن زياد وليس بابن أبككي مريككم وقككال عككن عبككد الل ّككه بككن‬
‫معقل ولفظه‪ :‬دخلت مع أبي وأنا إلى جنبه عند عبد الّله فقال قككال لككه أبككي‬
‫أسمعت من رسول الّله صلى الّله عليه وسلم فقال نعم سمعت رسول الّله‬
‫صلى الّله عليككه وسككلم يقككول‪ :‬النككدم توبككة‪ ،‬وأخرجككه الطككبراني فككي الكككبير‬
‫وآخرون‪ ،‬وفي سنده اختلف كثير‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫)‪ (1‬أخرجه حمزة السهمي في تاريخ جرجان ص ‪ 199‬مككن حككديث وائل بككن‬
‫حجر‪ ،‬ورواه أيضا ً من طريق شعبة عن قتادة عن أنككس بككه بلفككظ الترجمككة‪،‬‬
‫ص ‪.33‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫‪ - 1246‬حديث‪ :‬النساء ينصر بعضهن بعضًا‪ ،‬هو من قول عكرمة فيما رويناه‬
‫في فوائد أبي عمرو بن السماك من طريق وهيب بن خالد عككن أيككوب عنككه‪،‬‬
‫بل هو في باب الثياب الخضر من اللباس مككن صككحيح البخككاري‪ ،‬لكككن بككدون‬
‫بيان أنه قول عكرمة‪.‬‬
‫‪ - 1247‬حديث‪ :‬النساء حبائل الشيطان‪ ،‬في‪ :‬الشباب شعبة من الجنون‪.‬‬
‫‪ - 1248‬حديث‪ :‬النسيان طبع النسان‪ ،‬ل أعرفه بهذا اللفظ‪ ،‬وللطبراني في‬
‫الكبير من حديث جعفر بن أبي وحشية عن سعيد بن جككبير عككن ابككن عبككاس‬
‫سككاء‪،‬‬
‫رفعه‪ :‬ما من مسلم إل وله ذنب يصيبه الفيئة بعد الفيئة‪ ،‬إن المككؤمن ن ّ‬
‫إن ذكر ذكر‪ ،‬ومن حديث داود بن علي بن عبد الّله بن عباس عككن أبيككه عككن‬
‫سككاء إذا ذكككر‬‫جده ابن عباس رفعه‪ :‬إن ]ص ‪ [446‬المؤمن خلق مفتنا ً توابا ً ن ّ‬
‫ذكر‪ ،‬وأخرجه أبو ُنعيم أيضًا‪.‬‬
‫‪ - 1249‬حديث‪ :‬نصرة الّله للعبد خير من نصرته لنفسه‪ ،‬هو بمعناه عند ابككن‬
‫أبي حاتم في تفسيره من جهة وهيب بن الورد‪ ،‬قال‪ :‬يقول الّله‪ :‬ابكن آدم إذا‬
‫ظلمت فاصبر وارض بنصرتي‪ ،‬فإن نصككرتي لككك خيككر مكن نصككرتك لنفسككك‪،‬‬
‫وأورده عبد الّله بن أحمد في زوائد الزهد لبيه عنه قال‪ :‬بلغني أنككه مكتككوب‬
‫في التوراة‪ ،‬وذكره‪ ،‬وقد مضى حديث‪ :‬من دعا على من ظلمه فقككد انتصككر‪،‬‬
‫وهو مشعر بمعنى هذا الحديث‪.‬‬
‫‪ - 1250‬حديث‪ :‬النظر إلى الوجه الحسن يجلككو البصككر‪ ،‬والنظككر إلككى الككوجه‬
‫القبيح يورث القلح‪ ،‬أبو ُنعيم في الحلية بسند ضعيف عن جابر بالشطر الول‬
‫فقط‪ ،‬وبسند آخر أشد ضعفا ً من الول بالشطر الثاني‪ ،‬وللديلمي عن عائشة‬
‫مرفوعًا‪ :‬النظر إلى الوجه الحسن والخضرة والماء يحيي القلب ويجلي عككن‬
‫البصر الغشاوة‪ ،‬وعن ابن عباس مرفوعكًا‪ :‬النظككر إلككى الككوجه القبيككح يككورث‬
‫الكلح‪ ،‬وقد مضى في المثلثة له شواهد‪.‬‬
‫‪ - 1251‬حديث‪ :‬نظرة في وجه العالم أحب إلى الّله من عبككادة سككتين سككنة‬
‫صياما ً وقيامًا‪ ،‬في نسخة سمعان)‪ (1‬ابن المهككدي عككن أنككس مرفوعكًا‪ ،‬وكككذا‬
‫أورده الديلمي بل سكند عككن أنككس مرفوعكا ً بلفككظ‪ :‬النظكر إلكى وجكه العكالم‬
‫عبادة‪ ،‬وكذا الجلوس معه والكلم والكل‪ ،‬ول يصح‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫)‪ (1‬أحد الوضاعين‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫‪ - 1252‬حديث‪ :‬نعمتككان مغبككون فيهمككا كككثير مككن النككاس‪ ،‬الصككحة والفككراغ‪،‬‬
‫البخاري عن سعيد بن أبي هند عن ابن عباس به مرفوعًا‪ ،‬وفي لفككظ لغيككره‬
‫من حديث يحيى بن أبي كثير عن عكرمة عن ابككن عبككاس مرفوع كًا‪ :‬نعمتككان‬
‫الناس فيهما متغابنون‪ ،‬الصحة والفراغ‪ ،‬وفي الباب عن أنككس وغيككره‪ ،‬وكككان‬
‫الحسككن البصككري يقككول‪ :‬ابككن آدم نعمتككان عظيمتككان المغبككون فيهمككا كككثير‪،‬‬
‫الصككحة والفككراغ‪ ،‬فمهل مهل الثككواء ههنككا قليككل‪ ،‬فككي حككديث ذكككره أخرجككه‬
‫العسكري‪ ،‬وقككال‪ :‬الصككحة عنككد بعضككهم الشككباب قككال‪ :‬والعككرب تجعككل ]ص‬
‫‪ [447‬مكان الصحة الشباب‪ ،‬كمككا قككالوا‪ :‬بككالقلب الفككارغ والشككباب المقبككل‬
‫تكسب الثام‪ ،‬وكان يقال‪ :‬إن لم يكن الشغل محمدة فككإن الفككراغ مفسككدة‪،‬‬
‫ول تفرغ قلبك من فكر‪ ،‬ول ولدك من تككأديب‪ ،‬ول عبككدك مككن مصككلحة‪ ،‬فككإن‬
‫القلب الفارغ يبحث عن السوء‪ ،‬واليد الفارغككة تنككازع إلككى الثككام‪ ،‬وقككال أبككو‬
‫العتاهية‪:‬‬
‫علمت يا مجاشع بن مسعدة * أن الشباب والفراغ والجدة * مفسدة للمككرء‬
‫أي مفسدة‬
‫وعن بعضهم بلفظ‪ :‬للدين بدل‪ :‬للمرء‪ ،‬ونقل البيهقي في الحككادي والسككبعين‬
‫من الشعب لبي عصمة محمد بن أحمد السختياني‪:‬‬
‫أبلغنا خير بني آدم * وما على أحمد إل البلغ‬
‫الناس مغبونون في نعمة * صحة أبدانهم والفراغ‬
‫قال العسكري‪ :‬وسمعت أبا بكر ابككن دريككد يقككول‪ :‬إن أفضككل النعككم العافيككة‬
‫والكفايككة‪ ،‬لن النسككان ل يكككون فارغ كا ً حككتى يكككون مكتفي كًا‪ ،‬والعافيككة هككي‬
‫الصحة‪ ،‬ومن عوفي وكفي فقككد عظمككت عليككه النعمككة‪ ،‬ومككن كلمككات بعككض‬
‫الصوفية‪ :‬سيروا إلى الّله عرجا ً ومكاسير‪ ،‬ول تنتظككروا الصككحة فككإن الصككحة‬
‫بطالة‪.‬‬

‫)‪ (1253‬حديث‪ :‬نعم الدام الخل‪ ،‬مسلم والربعة عن جابر به مرفوعًا‪،‬‬


‫وهو عند البيهقي في الشعب من وجه آخر عن جككابر‪ ،‬وفيككه قصككة‪ ،‬ولمسككلم‬
‫والترمذي عن عائشة كككالول‪ ،‬وأخرجككه الحككاكم عككن أم هككانئ‪ ،‬وفيككه قصككة‪،‬‬
‫وزاد‪ :‬ل يفقر بيت فيه خل‪ ،‬وأفرد بعض الحفاظ طرقه‪.‬‬

‫)‪ (1254‬حديث‪ :‬نعم المير إذا كان بباب الفقير‪ ،‬وبئس الفقير إذا كان‬
‫بباب المير‪ ،‬ابن ماجه بسند ضعيف بمعنى الشطر الثاني) ‪ (1‬عن أبي هريرة‬
‫رفعه‪ ،‬وأورده الغزالي بتمامه‪ ،‬ولفظه‪ :‬شرار العلمككاء الككذين يككأتون المككراء‪،‬‬
‫وخيككار المككراء ]ص ‪ [448‬الككذين يككأتون العلمككاء‪ ،‬وللككديلمي عككن عمككر بككن‬
‫الخطاب مرفوعًا‪ :‬إن الّله يحب المراء إذا خالطوا العلمككاء‪ ،‬ويمقككت العلمككاء‬
‫إذا خالطوا المككراء‪ ،‬لن العلمككاء إذا خككالطوا المككراء رغبككوا فككي الككدنيا‪ ،‬وإذا‬
‫خالطهم المراء رغبوا في الخرة‪ ،‬وفي ترجمكة علككي بكن الحسككن بكن علككي‬
‫الصندلي من طبقات الحنفية أن السلطان ملك شككاه قككال لككه‪ :‬لككم ل تجيككء‬
‫إلي‪ ،‬قال‪ :‬لني أردت أن تكون من خير الملوك حيث تزور العلماء‪ ،‬ول أكون‬
‫من شر العلماء حيث أزور الملوك‪ ،‬وسلف‪ :‬ما من عالم أتى صاحب سلطان‬
‫طوعا ً إل كان شريكه في كل لككون يعككذب بككه فككي نككار جهنككم‪ ،‬وكككذا سككلف‪:‬‬
‫الفقهككاء أمنككاء الرسككل مككا لككم يككدخلوا فككي الككدنيا ويتبعككوا السككلطان‪ ،‬وفككي‬
‫السادس والستين من الشعب مما يدخل هنككا الكككثير‪ ،‬ومنككه‪ :‬ومككا ازداد أحككد‬
‫من السلطان قربا ً إل ازداد مكن الّلكه بعكدًا‪ ،‬وهكو فكي‪ :‬مكن بكدا جفكا‪ ،‬وقكول‬
‫الثوري‪ :‬إذا رأيت القارئ يلككوذ بالسككلطان فككاعلم أنككه لككص‪ ،‬وإذا رأيتككه يلككوذ‬
‫بالغنياء فاعلم أنه مرائي‪ ،‬وإياك أن تخدع ويقال لك ترد مظلمة وتككدفع عككن‬
‫مظلوم‪ ،‬فإن هذه خدعة إبليس اتخذها القراء سلمًا‪ ،‬وقوله أيضًا‪ :‬إني للقككى‬
‫الرجل أبغضه فيقول لي‪ :‬كيف أصككبحت فيليككن لككه قلككبي‪ ،‬فكيككف بمككن أكككل‬
‫ثريدهم‪ ،‬ووطئ بساطهم‪ ،‬ومن ثم ورد‪ :‬الّلهم ل تجعككل للفككاجر عنككدي نعمككة‬
‫يرعاه بها قلبي‪ ،‬وقال أبو إسحاق السبيعي‪ :‬من أغناه الّله عن أبواب المراء‬
‫وأبواب الطباء فهككو سككعيد‪ ،‬وعنككده أيضكا ً فككي السككابع عشككر عككن بشككر بككن‬
‫الحارث قال‪ :‬ما أقبح أن يطلب العالم فيقال‪ :‬هو بباب المير‪ ،‬وعن الفضككيل‬
‫بن عياض قال‪ :‬آفة القراء العجب‪ ،‬واحذروا أبواب الملوك‪ ،‬فإنها تزيل النعم‪،‬‬
‫فقيل له‪ :‬يا أبا علي كيف تزول النعم؟ قال‪ :‬الرجل يكون عليه من الّله نعمة‬
‫ليست له إلى خلق حاجة‪ ،‬فإذا دخل إلى هؤلء الملوك فرأى مككا بسككط لهككم‬
‫في الدور والخدم استصغر ما هو فيه‪ ،‬فمن ثم تزول النعم‪ ،‬ولقي ابككن عمككر‬
‫ناسا ً خرجوا من عند مروان فقال‪ :‬من أين جئتم قالوا‪ :‬من عند المير‪ ،‬قككال‪:‬‬
‫فهل كل حق رأيتموه تكلمتم به وأعنتم عليه؟ وكل منكر رأيتمككوه أنكرتمككوه‬
‫ورددتموه عليه؟ قالوا‪ :‬ل والّله بل يقول ما ينكر فنقككول قككد أصككبت أصككلحك‬
‫الّله‪ ،‬ثم إذا خرجنا من عنده نقول قاتله الّله ما أظلمككه وأفجككره‪ ،‬فقككال‪ :‬كنككا‬
‫نعد هذا نفاقا ً لمن كان هكذا علككى عهككد رسككول الل ّككه صككلى الل ّككه عليككه وآلككه‬
‫وسلم‪ ،‬أخرجه أحمد وغيره‪ .‬والّله المستعان ]ص ‪.[449‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫)‪ (1‬ولفظه أثناء حديث‪ :‬وإن أبغض القراء إلككى الل ّككه الككذين يكزورون المكراء‬
‫الجورة‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫‪ - 1255‬حديث‪ :‬نعم البيت الحمام‪ ،‬فإنه يذهب بالوسخ‪ ،‬ويذكر الخككرة‪ ،‬ابككن‬
‫منيع في مسنده عن عمار بن محمد عن يحيى بن عبيد الّله بن مككوهب عككن‬
‫أبيه عن أبي هريرة مرفوعًا‪ ،‬ويحيى ضعيف‪.‬‬
‫‪ - 1256‬حديث‪ :‬نعم الدواء الرز‪ ،‬صككحيح سككليم مككن كككل داء‪ ،‬الككديلمي مككن‬
‫حديث حمزة الزيات عن أبان بن أبي عياش عن أنس به مرفوعًا‪ ،‬ول يصككح‪،‬‬
‫وفي الطعمة للدارمي حديث‪ :‬تسبيحه في البطن‪.‬‬
‫‪ - 1257‬حديث‪ :‬نعم الصهر القبر‪ ،‬في‪ :‬دفن البنات من المكرمات‪.‬‬
‫‪ - 1258‬حديث‪ :‬نعم صومعة الرجل بيته‪ ،‬يكف بصره وسمعه وقلبه ولسانه‪،‬‬
‫العسكري من حديث ثور بن يزيد عن سليم بكن عككامر عكن أبككي الكدرداء بكه‬
‫مرفوعًا‪ ،‬ومن هذا الوجه أخرجه البيهقي في الشعب لكن موقوفككًا‪ ،‬ولفظككه‪:‬‬
‫يكف بصره وفرجككه‪ ،‬وإيككاكم والسككواق فإنهككا تلغككي وتلهككي‪ ،‬وعككزاه بعضككهم‬
‫للطككبراني عككن أبككي أمامككة‪ ،‬وللعسكككري مكن حككديث الحسككن قككال‪ :‬الككبيوت‬
‫صوامع المؤمنين‪ ،‬وله شواهد كثيرة‪ ،‬منها‪ :‬قوله صلى الّله عليه وسلم لبعض‬
‫أصحابه‪ :‬كن حلسا ً من أحلس بيوتك‪ ،‬وفي لفظ‪ :‬الزم بيتك‪ ،‬وصنف ابن البنا‬
‫جزءا ً في السكوت ولزوم البيوت)‪(1‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫)‪ (1‬قرأته وهو مفيد‪ ،‬وتوجد منه نسخة بدار الكتب المصرية‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫‪ - 1259‬حديث‪ :‬نعم العبد صهيب‪ ،‬لو لم يخف لّله لم يعصه‪ ،‬اشتهر في كلم‬
‫الصولين وأصكحاب المعكاني وأهكل العربيككة مكن حكديث عمكر‪ ،‬وذككر البهكاء‬
‫السبكي أنه لم يظفر به في شيء من الكتب‪ ،‬وكذا قال جمع جككم مككن أهككل‬
‫اللغة‪ ،‬ثم رأيت بخط شيخنا أنه ظفر به في مشكل الحديث لبي محمد ابككن‬
‫قتيبة لكن لم يذكر له ابن قتيبة إسنادا ً وقال‪ :‬أراد أن صهيبا ً إنمككا يطيككع الل ّككه‬
‫حبال لمخافة عقابه‪ ،‬انتهى‪ .‬وقد أخرج أبو ُنعيم فككي الحليككة مككن طريككق عبككد‬
‫الّله بن الرقم قال‪ :‬حضرت عمر عنكد وفكاته مكع ابكن عبكاس والمسكور بكن‬
‫مخرمة فقال عمر‪ :‬سمعت رسككول الّلكه صكلى الل ّككه عليكه وسكلم يقكول‪ :‬إن‬
‫سالما ً شديد الحب لّله عز وجككل لككو كككان ل يخككاف الل ّككه مككا عصككاه‪ ،‬وسككنده‬
‫ضعيف‪ ،‬وعنده ]ص ‪ [450‬من حديث عمر أيضا ً قككال‪ :‬لككو اسككتخلفت سككالما ً‬
‫مولى أبي حذيفة‪ ،‬فسألني ربي‪ :‬مككا حملككك علككى ذلككك لقلككت‪ :‬رب سككمعت‬
‫نبيك صلى الّله عليه وسلم يقول‪ :‬إنه يحب الّله حقا ً مككن قلبككه‪ ،‬قلككت‪ :‬وهككذا‬
‫يؤيد تأويل ابن قتيبة الماضي‪.‬‬
‫‪ - 1260‬حديث‪ :‬نية المؤمن أبلغ من عمله‪ ،‬العسكري في المثال‪ ،‬والككبيهقي‬
‫في الشعب‪ ،‬من جهة ثابت عن أنس به مرفوعًا‪ ،‬وقككال ابككن دحيككة‪ :‬ل يصككح‪،‬‬
‫وقال البيهقي‪ :‬إسناده ضعيف‪ ،‬انتهى‪ .‬وله شواهد منها عككن سككهل بككن سككعد‬
‫الساعدي مرفوعًا‪ :‬نية المؤمن خير من عمله‪ ،‬وعمل المنافق خير من نيتككه‪،‬‬
‫وكل يعمل على نيتككه‪ ،‬فككإذا عمككل المككؤمن عمل ً نككار فككي قلبككه نككور‪ ،‬أخرجككه‬
‫الطبراني‪ ،‬وكذا هو عنده وعند العسكري مككن حككديث النككواس بككن سككمعان‪،‬‬
‫ولفظ العسكري‪ :‬نية المؤمن خير من عملككه‪ ،‬ونيككة الفككاجر شككر مككن عملككه‪،‬‬
‫وأخرجه الديلمي من حديث أبي موسى الشعري بالجملة الولى‪ ،‬وزاد‪ :‬وإن‬
‫الّله عز وجل ليعطي العبد على نيته ما ل يعطيه على عمله‪ ،‬وذلككك أن النيككة‬
‫ل رياء فيها‪ ،‬والعمككل يخككالطه الريككاء‪ ،‬وهككي وإن كككانت ضككعيفة فبمجموعهككا‬
‫يتقوى الحديث‪ ،‬وقد أفردت فيه وفي معناه جزءًا‪ ،‬بل فككي عاشككر المجالسككة‬
‫للدينوري إلمام ببعض ما وجه به فيراجع ]ص ‪.[451‬‬
‫حرف الواو‬
‫‪ - 1261‬حديث‪ :‬الوحدة خير من جليس السوء‪ ،‬والجليككس الصككالح خيككر مكن‬
‫الوحككدة‪ ،‬وإملء الخيككر خيككر مككن الصككمت‪ ،‬والصككمت خيككر مككن إملء الشككر‪،‬‬
‫الحاكم وأبو الشيخ والعسكري عن أبي ذر)‪ (1‬به مرفوعًا‪ ،‬والديلمي عن أبي‬
‫هريرة‪ ،‬وثبت في المرفوع كما في صحيح البخاري وغيره‪ :‬لو يعلم الناس ما‬
‫في الوحدة ما أعلم ما سار راكب لميل وحده‪ ،‬ول تنككافي بينهمكا وقكد ترجككم‬
‫البخاري‪ :‬العزلة راحة من خلط السوء)‪ (2‬وذكر حديث أبي سككعيد مرفوع كًا‪:‬‬
‫ورجل في شعب من الشعاب يعبد ربه ويدع الناس مككن شككره‪ ،‬وفككي لفككظ‪:‬‬
‫يأتي على النككاس زمككان خيككر مككال المسككلم الغنككم‪ ،‬يتبككع بهككا شككغف الجبككال‬
‫ومواقع القطر‪ ،‬يفر بدينه مككن الفتككن‪ ،‬وثبككت حككديث‪ :‬المككؤمن الككذي يخككالط‬
‫الناس ويصبر على أذاهم خير من الذي ل يخالطهم ول يصبر على أذاهم‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫)‪ (1‬قال الحافظ في الفتح‪ :‬وسنده حسن‪ ،‬لكن المحفوظ أنككه موقككوف عككن‬
‫أبي ذر أو عن أبي الدرداء‪.‬‬
‫)‪ (2‬أخرج ابن أبي شيبة عن عمر أنه قال‪ :‬العزلة راحككة للمككؤمن مككن خلط‬
‫السوء‪ ،‬رجاله ثقات إل أنه منقطع‪ ،‬وخلط بضم الخاء وتشديد اللم‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫‪ - 1262‬حديث‪ :‬الود والعككداوة يتوارثككان‪ ،‬العسكككري مككن حككديث محمككد بككن‬
‫طلحة عن أبيه عن أبي بكر الصديق به مرفوعًا‪ ،‬وهو عند الطبراني عن أبككي‬
‫بكر أنه قال لعفير‪ :‬كيف قال رسول الّله صلى الّله عليككه وسككلم فككي الككود؟‬
‫قال‪ :‬فذكره بلفظ "يتوارثان"‪ ،‬وفي الباب عن رافع بن خديج مرفوعا ً بلفككظ‪:‬‬
‫الود يتوارث في السلم)‪.(1‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫)‪ (1‬رواه الطككبراني‪ ،‬وفككي سككنده محمككد بككن عمككر الواقككدي‪ ،‬وهككو مككتروك‪،‬‬
‫وحديث أبي بكر رواه أيضا ً البخاري في التاريخ‪ ،‬وابن أبككي عاصككم‪ ،‬والبغككوي‪،‬‬
‫والحاكم‪ ،‬وقككال ابككن حبككان‪ :‬ليككس إسككناده بشككيء‪ ،‬قككال الحككافظ‪ :‬فيككه عبككد‬
‫الرحمن بن أبي بكر المليكي وهو ضعيف‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫‪ - 1263‬حديث‪ :‬الود‪ ،‬في‪ :‬إن الود‪.‬‬
‫‪ - 1264‬حديث‪ :‬الوضوء علككى الوضككوء نككور علككى نككور‪ ،‬ذكككره الغزالككي فككي‬
‫الحياء‪ ،‬فقال مخرجه‪ :‬لم أقف عليككه‪ ،‬وسككبقه لككذلك المنككذري‪ ،‬وأمككا شككيخنا‬
‫فقال‪ :‬إنه ]ص ‪ [452‬حديث ضعيف‪ ،‬رواه رزين في مسنده‪ ،‬قلت‪ :‬قد تقككدم‬
‫في معناه حديث‪ :‬من توضأ على طهر كتب الّله له عشر حسنات‪.‬‬
‫‪ - 1265‬حديث‪ :‬الوضوء مما خرج وليككس ممككا دخككل‪ ،‬الككدارقطني والككبيهقي‬
‫وأبو ُنعيم عن ابن عباس به مرفوعًا‪ ،‬وسنده ضعيف‪ ،‬وكذا هو عنه وعن عمر‬
‫بن الخطاب عند سعيد بن منصور في سننه‪ ،‬لكن موقوفًا‪ ،‬وهككو الصككل كمككا‬
‫قاله ابن عدي‪ ،‬ونحوه قول البيهقي‪ :‬ل يثبت مرفوع كًا‪ ،‬ورواه الطككبراني عككن‬
‫أبي أمامة‪ ،‬وسنده أضعف من الول‪ ،‬ومن حديث ابن مسعود مرفوعًا‪ ،‬وفككي‬
‫الباب عن ابن عمر أخرجه الككدارقطني فككي غككرائب مالككك‪ ،‬بلفككظ‪ :‬ل ينقككض‬
‫دبر‪ ،‬وسنده ضعيف‪ ،‬والصككوم بخلفككه‪ ،‬فعلككق‬ ‫الوضوء إل ما خرج من قُُبل أو ُ‬
‫البخاري عن ابن عباس وعكرمة من قولهما‪ :‬الفطككر ممككا دخككل وليككس ممككا‬
‫خرج‪ ،‬بل هو عند أبي يعلى مرفوعا ً عن عائشة‪.‬‬
‫‪ - 1266‬حديث‪ :‬ول راد لما قضيت‪ ،‬في حديث الذكر بعككد الصككلة‪ ،‬هككي عنككد‬
‫عبد في مسنده مكن حككديث معمككر عكن عبكد الملككك بكن عميككر‪ ،‬راوي أصكل‬
‫ي‬
‫الحديث في الصحيح عن وراد كككاتب المغيككرة بككن شككعبة‪ ،‬قككال‪ :‬أملككى علك ّ‬
‫المغيرة في كتاب إلى معاوية أن النبي صلى الّله عليه وسلم كان يقول فككي‬
‫دبر كل صلة مكتوبة‪ ،‬وذكر الحديث المشهور‪ ،‬لكككن حككذف منككه‪ :‬ول معطككي‬
‫لما منعت‪ ،‬وتابع معمرا ً عليها مسعر عن عبد الملك‪ ،‬أخرجها الطبراني بسككند‬
‫صحيح بدون حذف‪ :‬ول معطي لما منعت‪ ،‬وكذا رويناها في فوائد أبي سككعيد‬
‫الكنجرودي‪ ،‬وحينئذ فمن أنكرها فهو مقصر‪.‬‬
‫‪ - 1267‬حديث‪ :‬ول يعز من عاديت‪ ،‬في القنوت‪ ،‬قبل تباركت وتعاليت‪ ،‬أكككثر‬
‫الروايات بدونها‪ ،‬ولكنها قد اشتهرت وزادها غير واحد من العلماء في كتبهم‪،‬‬
‫ورواها البيهقي من طريق إسرائيل بن يونس عن أبي إسحاق عن بريككد بككن‬
‫أبي مريم عن الحسن أو الحسين بن علي به مرفوعًا‪ ،‬والتردد في الصككحابي‬
‫من إسرائيل‪ ،‬والصحيح أنه من حديث الحسككن‪ ،‬وقككد أخرجككه الطككبراني فككي‬
‫الكبير من حديث أبي الحوص عن أبي إسحاق عككن بريككد عككن أبككي الجككوزاء‬
‫عن الحسن بن علي قال‪ :‬علمني رسول الّله صلى الّله عليه وسككلم كلمككات‬
‫أقولهن في قنوت الوتر‪ ،‬وذكره بالزيادة ]ص ‪.[453‬‬
‫‪ - 1268‬حديث‪ :‬الولد سر أبيه‪ ،‬ل أصل له‪ .‬وقد قال عبد العزيز الديريني في‬
‫"الدرر الملتقطة" في توجيهه‪ :‬إن الولد إنما يتعلم من أوصاف أبيككه ويسككرق‬
‫من طباعه‪ ،‬بل قد يصحب المرء رجل ً فيسرق من طباعه في الخير والشر‪.‬‬

‫)‪ (1269‬حديث‪ :‬الولد مبخلة مجبنة)‪ ،(1‬ابن ماجه من حديث يوسف بن‬
‫عبد الّله بن سلم عن أبيه جاء الحسن والحسين يستبقان إلككى النككبي صككلى‬
‫الّله عليككه وسككلم فضككمهما إليككه‪ ،‬وقككال‪ :‬فككذكره‪ ،‬وللعسكككري والحككاكم فككي‬
‫صحيحه من حديث معمر عن ابن خيثم عن محمد بن السود بككن خلككف عككن‬
‫أبيه أن النبي صلى الّله عليه وسلم أخذ حسنا ً فقبله‪ ،‬ثم أقبل عليهككم فقككال‪:‬‬
‫إن الولد مجبنة مبخلة‪ ،‬وأحسبه قال‪ :‬مجهلة‪ ،‬وللعسكككري فقككط مككن حككديث‬
‫أشعث بن قيس قال‪ :‬مررت على النبي صلى الّله عليه وسلم فقال لي‪ :‬مككا‬
‫فعلت بنت عمك قلت‪ :‬نفست بغلم‪ ،‬ووالّله لوددت أن لي بككه سككبعة فقككال‪:‬‬
‫أما لئن قلت‪ :‬إنهم لمجبنة مبخلة‪ ،‬وإنهككم لقككرة العيككن‪ ،‬وثمككرة الفككؤاد‪ ،‬ومككن‬
‫حديث عمر بن عبد العزيز قال‪ :‬زعمت المرأة الصالحة خولة ابنككة حكيككم أن‬
‫رسول الّله صلى الّله عليه وسلم خرج وهككو محتضككن حسككنا ً أو حسككينا ً وهككو‬
‫يقول‪ :‬إنكم لتجبنون وتجهلون‪ ،‬وإنكم من ريحان الّله‪ ،‬وفككي البككاب عككن أبككي‬
‫سعيد‪ ،‬أخرجه أبو يعلى والبزار‪ ،‬ولفظه‪ :‬مبخلة مجبنككة محزنككة‪ ،‬وعككن غيككره‪،‬‬
‫وألممت بمعاني هذه اللفاظ في "ارتياح الكباد"‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫)‪ (1‬مبخلة ومجبنة ومحزنة ومجهلة بفتح أولها وثالثها وسكون ثانيها‪ ،‬والمعنى أن الولد‬
‫يحملون أباهم على البخل والجبن والحزن والجهل‪ ،‬فيقبككض يككده عككن الصككدقة‪ ،‬ويتككأخر‬
‫عن الجهاد‪ ،‬خوفا ً على أولده‪ ،‬ويحزن إذا أصككابهم ألككم‪ ،‬ويجهككل علككى مككن يعككرض لهككم‬
‫بكلمة سوء مث ً‬
‫ل‪.‬‬

‫)‪ (1270‬حديث‪ :‬الولد يشبه أخواله‪ ،‬الديلمي عن عائشة مرفوعًا‪ :‬اطلبوا‬


‫مواضع الكفاء لنطفكم‪ ،‬فككإن الرجككل ربمككا أشككبه أخككواله‪ ،‬كمككا سككلف فككي‪:‬‬
‫تخيروا لنطفكم‪ ،‬وقد صح‪ :‬إذا سبق ماء الرجل نزع إلى أبيه‪ ،‬وإذا سككبق مككاء‬
‫المرأة نزع إلى أمه‪ ،‬فأيهما سبق كان له الشبه‪ ،‬وروى الترمذي عن جابر أنه‬
‫صلى الّله عليه وسلم قال لسعد بن أبككي وقككاص‪ :‬هككذا خككالي فليرنككي امككرؤ‬
‫خاله‪ ،‬ومضى‪ :‬ابن أخت القوم منهم ]ص ‪.[454‬‬

‫)‪ (1271‬حديث‪ :‬ولدت في زمن الملك العادل‪ ،‬ل أصل له‪ ،‬وقد قال أبو‬
‫سعد ابن السمعاني الحافظ‪ :‬سمعت أبا أحمد السنجي بمرو يقول‪ :‬سككمعت‬
‫أبا عبد الّله محمد بن عبد الواحد الحافظ يقول‪ :‬سمعت الزكي أبا عبككد الل ّككه‬
‫إسماعيل بن عبد الغككافر الفارسككي يقككول‪ :‬سككمعت محمككد بككن عبككد الواحككد‬
‫الصككبهاني قككال‪ :‬يحكككى أن القاضككي أبككا بكككر الحيككري حكككى لككه شككيخ مككن‬
‫الصالحين أنه رأى النبي صلى الّله عليه وسلم في المنام‪ ،‬قال‪ :‬فقلت له‪ :‬يا‬
‫رسول الّله بلغني أنك ولدت في زمن الملك العادل‪ ،‬وإني سألت الحاكم أبككا‬
‫عبد الّله الحافظ عن هذا‪ ،‬فقال‪ :‬هذا كذب‪ ،‬ولم يقله رسول الّله صككلى الل ّككه‬
‫عليه وسلم‪ ،‬فقال النبي صلى الّله عليه وسلم‪ :‬صدق أبككو عبككد الل ّككه‪ ،‬انتهككى‪.‬‬
‫وقال الحليمككي فككي الشككعب‪ :‬إنككه ل يصككح‪ ،‬وإن صككح فككإطلق العككادل عليككه‬
‫لتعريفه بالسم الذي كان يدعى به ل لوصفه بالعدل والشهادة له بذلك‪ ،‬بنككاء‬
‫على اعتقاد المعتقدين فيه أنه كان عدل ً كما قال تعككالى }فمككا أغنككت عنهككم‬
‫آلهتهم{ أي ما كان عندهم آلهة‪ ،‬ول يجوز أن يسمي رسول الل ّككه صككلى الل ّككه‬
‫ل‪ ،‬انتهى‪ .‬وما يحكى عن الشيخ أبي‬ ‫عليه وسلم من يحكم بغير حكم الّله عاد ً‬
‫عمر ابن قدامة الحنبلي مما أورده الحافظ الزين ابن رجب في ترجمته مككن‬
‫طبقات الحنابلة أنه قال‪ :‬قد جاء في الحديث أن النبي صلى الّله عليه وسلم‬
‫قال‪ :‬ولدت في زمن العادل كسرى‪ ،‬ل يصح لنقطاع سنده‪ ،‬وإن صككح فلعككل‬
‫الناقل للحكاية لم يضبط لفظ الشيخ‪ ،‬وإن ضبط الحكاية‪ ،‬والّله الموفق‪.‬‬

‫)‪ (1272‬حديث‪ :‬ويأتيك بالخبار من لم تزود‪ ،‬في‪ :‬ستبدي‪.‬‬

‫)‪ (1273‬حديث‪ :‬ويه اسم شيطان‪ ،‬أبو عمرو التوقاني فككي معاشككرة‬
‫الهلين له عن ابن عمر من قوله‪ ،‬وكذا عن إبراهيم النخعي)‪] (1‬ص ‪.[455‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫)‪ (1‬فإذا كان السم مثل نفطويه ومردويه‪ ،‬فالمحدثون يضمون ما قبل الواو فرارا ً مككن‬
‫ويه‪ ،‬والنحويون يفتحونه‪.‬‬

‫حرف الهاء‬
‫)‪ (1274‬حديث‪ :‬هاروت وماروت وقصتهما مع الزهرة‪ ،‬أحمد وابن حبان‬
‫في صحيحه‪ ،‬وابن السني في عمل اليوم والليلة‪ ،‬وآخرون من جهككة موسككى‬
‫بن جبير عن نافع عن ابن عمر به مرفوعًا‪ ،‬وموسى ذكره ابن أبي حاتم ولككم‬
‫ل‪ ،‬وقال فيه ابن القطان‪ :‬ل يعرف حككاله‪ ،‬وقككال ابككن‬ ‫يذكر فيه جرحا ً ول تعدي ً‬
‫حبان في ثقاته‪ :‬إنه يخطئ ويخالف‪ ،‬ولكن قد تابعه معاوية بن صككالح فككرواه‬
‫بنحوه عن نافع‪ ،‬أخرجه ابن جرير في تفسكيره‪ ،‬وأول الحكديث‪ :‬إن آدم عليكه‬
‫السلم لما أهبط إلى الرض قالت الملئكة‪ :‬أي رب أتجعل فيهككا مككن يفسككد‬
‫فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك‪ ،‬قككال‪ :‬إنككي أعلككم مككا ل‬
‫تعلمون‪ ،‬قالوا‪ :‬ربنا نحن أطوع لك مكن بنككي آدم‪ ،‬قككال الل ّككه لملئكتككه‪ :‬نهبككط‬
‫ملكين من الملئكة فننظر كيف يعملن؟ قالوا‪ :‬ربنا هككاروت ومككاروت‪ ،‬قككال‪:‬‬
‫فاهبطا إلى الرض‪ ،‬فهبطت لهما الزهرة امرأة من أحسككن البشككر‪ ،‬الحككديث‬
‫في شرب الخمر وقتل النفس والزنا‪ ،‬ولبي ُنعيم في عمل اليوم والليلة من‬
‫طريق عيسى بن يونس عن أخيه إسرائيل عن جابر عككن أبككي الطفيككل عككن‬
‫علي قال‪ :‬لعن رسول الّله صلى الّله عليه وسلم الزهرة‪ ،‬وقككال‪ :‬إنهككا فتنككت‬
‫المسكين‪ ،‬وكذا أخرجه ابن السني في عمل اليككوم والليلككة أيض كًا‪ ،‬وهككو عنككد‬
‫الطبراني بزيادة‪ :‬لعككن الل ّككه سككهيل ً فككإنه كككان عشككارًا‪ ،‬وأخككرج هككذه الجملككة‬
‫الزائدة أيضا ً من حديث ابن عمر‪ ،‬وعند ابن السني أيضا ً من طريق حماد بككن‬
‫سلمة عن أيوب عن نافع عن ابن عمر أنه كان إذا نظر إلى الزهككرة قككذفها‪،‬‬
‫ومن طريق أبي عثمان النهككدي عككن ابككن عبككاس قككال‪ :‬هككذه الكوكبككة يعنككي‬
‫الزهرة كانت تدعى في قومها بيككذخت‪ ،‬وأورده المنككذري فككي الككترهيب مككن‬
‫الخمر من ترغيبه‪ ،‬قال‪ :‬وقيل‪ :‬إن الصحيح وقفه علككى كعككب‪ ،‬وتبككع الككبيهقي‬
‫في ذلك فإنه قال في الرابع والربعين من الشعب بعد أن أورده من طريككق‬
‫أبي حذيفة عن الثوري عن موسى بن عقبة عن نافع عن ابن عمر عن كعب‬
‫باختصار‪ :‬هذا هو الصحيح مككن قككول كعككب)‪ (1‬وأورد ]ص ‪ [456‬حككديث ابككن‬
‫عباس من جهة أبي جعفر الرازي عن الربيع بن أنككس عككن قيككس ابككن عبككاد‬
‫عنه‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫)‪ (1‬هذا هو الصحيح‪ ،‬فهي من السرائيليات‪ ،‬وإن كان الحككافظ جمككع طرقهككا فككي جككزء‬
‫مفرد وقال في القول المسدد‪ :‬إن الواقف عليه ‪ -‬أي الحديث ‪ -‬يكاد يقطع بوقككوع هككذه‬
‫القصة‪ ،‬لكثرة الطرق الواردة فيها وقوة مخارج أكثرها‪ ،‬وأطنب السيوطي في الحبككائك‬
‫وفي الدر المنثور في ذكر طرقها حتى زاد عدة طرق على ما أورده الحافظ‪ ،‬ولكنها مع‬
‫ذلك قصة شاذة تخالف القرآن وقواعد العلم‪ ،‬وبيان ذلك في كتابنا "قصص القرآن"‪.‬‬

‫‪ (1275‬حديث‪ :‬الهدية لمن حضر‪ ،‬هو معنى من أهديت له هدية‪ ،‬وقد‬


‫تقدم‪.‬‬

‫)‪ (1276‬حديث‪ :‬هرم بن حيان في مجيء سحابة عند الفراغ من دفنه‪،‬‬


‫أحمد في الزهد ثنا محمد بن مصعب سمعت مخلدا ً هو ابن حصين ذكككر عككن‬
‫هشام يعني ابن حسان عن الحسن أن هرم كا ً مككات فككي غككزاة لككه فككي يككوم‬
‫صائف‪ ،‬فلما فرغ من دفنه‪ ،‬جاءت سككحابة حككتى كككانت حيككال القككبر فرشككت‬
‫القبر حتى روى ل تجاوزه قطرة‪ ،‬ثم عادت عودها على بدئها‪ ،‬وكذا رواه ابنه‬
‫عبد الّله في زوائده من طريق أبي جعفر الطباع عن مخلككد‪ ،‬وأخرجككه سككنيد‬
‫بن داود عن مخلد به‪ ،‬وفي لفظ لبي ُنعيم في الحلية‪ :‬مككات هككرم فككي يككوم‬
‫صائف شديد الحر‪ ،‬فلما نفضوا أيديهم عن قككبره جككاءت سككحابة تسكير حككتى‬
‫قامت على قبره فلم تكن أطول منه ول أقصككر منككه رشككته حككتى أروتككه ثككم‬
‫انصرفت‪ ،‬وفي آخر‪ :‬لما مات جاءت سحابة فظللت سريره فلما دفن رشت‬
‫على القبر فما أصابت حول القبر شككيئًا‪ ،‬ولككه أيضكا ً مككن حككديث السككري بككن‬
‫يحيى عن قتادة قال‪ :‬أمطر قبر هرم من يومه وأنبت العشب من يومه‪.‬‬

‫)‪ (1277‬حديث‪ :‬هلكت الرجال حين أطاعت النساء‪ ،‬أحمد من حديث‬


‫أبي بكرة بكار بن عبد العزيز بن أبي بكرة عن أبيه عن جده أنه شككهد النككبي‬
‫صلى الّله عليه وسلم أتاه بشير يبشره بظفر جند له علككى عككدوهم‪ ،‬ورأسككه‬
‫في حجر عائشة‪ ،‬فقام فخككر سككاجدًا‪ ،‬ثككم أنشككأ يسككأل البشككير فككأخبره ممككا‬
‫أخبره أنه ولى أمرهم امرأة فقال النبي صلى الّله عليه وسككلم‪ :‬الن هلكككت‬
‫الرجال إذ أطاعت النساء‪ .‬قاله ثلثًا‪ ،‬وهو عند الحاكم بنحوه من هككذا الككوجه‪،‬‬
‫وأن النبي صلى الّله عليه وسلم قال‪ :‬هلكت الرجككال حيكن أطككاعت النسكاء‪،‬‬
‫وقال‪ :‬صحيح السناد ولم يخرجاه‪ ،‬وأشار إلكى أن شكاهده حكديث‪ :‬لكن يفلكح‬
‫قوم يملكهم امرأة‪ ،‬وقد مضى ]ص ‪.[457‬‬

‫)‪ (1278‬حديث‪ :‬هما جنتك ونارك‪ ،‬قاله لرجل قال‪ :‬يا رسول الّله! ما‬
‫حق الوالدين على ولدهما؟‪ ،‬ابن ماجه من حديث علي بن يزيد عككن القاسككم‬
‫عن أبي أمامة به مرفوعًا‪.‬‬

‫)‪ (1279‬حديث‪ :‬الهم نصف الهرم‪ ،‬الديلمي من جهة عبد الواحد بككن‬
‫غياث عن حماد بن سلمة عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده به مرفوعًا‪،‬‬
‫وفي الباب عن أنس‪ ،‬مضى في‪ :‬القتصاد‪ ،‬من الهمزة‪.‬‬

‫)‪ (1280‬حديث‪ :‬هم القوم ل يشقى بهم جليسهم‪ ،‬متفق عليه عن أبي‬
‫هريرة مرفوعا ً في حديث طويل في التماس الملئكككة أهككل الككذكر‪ ،‬وقككولهم‬
‫لّله عز وجل فيهم فلن خطاء مر فجلككس معهككم‪ ،‬فقككال عككز وجككل‪ ،‬وذكككره‪،‬‬
‫وفي الباب عن ابن عباس عند الطبراني في الصغير‪ ،‬وعن أنس فككي الككبزار‬
‫بلفظ‪ :‬هم الجلساء ل يشقى بهم جليسهم‪ ،‬قلت‪ :‬وقد كان القدماء يتمادحون‬
‫بذلك ويذمون من أغفله‪ ،‬ولبعض الشعراء‪:‬‬
‫وكنت جليس قعقاع بن شور * ول يشقى لقعقاع جليس ]ص ‪.[458‬‬
‫حرف اللم ألف‬

‫)‪ (1281‬حديث‪ :‬ل أحب الذواقين من الرجال‪ ،‬ول الذواقات من النساء‪،‬‬


‫الطبراني عن أبي موسى به مرفوعًا‪ ،‬وللديلمي عن أبي هريرة فقط‪ ،‬بلفظ‪:‬‬
‫تزوجوا ول تطلقوا‪ ،‬فككإن الل ّككه ل يحككب الككذواقين والككذواقات‪ ،‬وكككذا هككو عنككد‬
‫الدارقطني في الفراد من طريق بكر بن بكار عن أبي عروبة عن قتادة عن‬
‫شهر بن حوشب عنه‪.‬‬

‫)‪ (1282‬حديث‪ :‬ل أدري نصف العلم‪ ،‬الدارمي في مسنده من حديث‬


‫مغيرة عن الشعبي به من قوله‪ ،‬وكذا أخرجه البيهقي في المدخل‪ ،‬ولكن قد‬
‫روى الهروي في ذم الكلم له من حديث الشعبي قال‪ :‬قال ابن مسكعود‪ :‬إذا‬
‫سئل أحدكم عما ل يدري فليقل‪ :‬ل أدري‪ ،‬فإنه ثلث العلم‪ ،‬وكذا هو في سنن‬
‫سعيد بن منصور‪ ،‬إل أنه منقطع بيككن الشككعبي وابككن مسككعود‪ ،‬وفككي ثبككوت ل‬
‫أدري من الحاديث المرفوعة والثار الموقوفة عن الصحابة والتككابعين فمككن‬
‫بعدهم الكثير‪ .‬ولما سأل النبي صلى الّله عليه وسلم جبرائيل عن خير البقاع‬
‫وشككرها قككال‪ :‬ل أدري‪ ،‬كمككا تقككدم فككي‪ :‬أحككب‪ ،‬وعنككد الككبيهقي فككي منككاقب‬
‫الشافعي من طريق أحمد بن حنبل عن الشككافعي عككن مالككك رحمهككم الل ّككه‪،‬‬
‫قال‪ :‬سمعت محمد بن عجلن يقول‪ :‬إذا أغفل العالم ل أدري أصبت مقكاتله‪.‬‬
‫وقال ابن مسعود رضي الّله عنه‪ :‬يا أيها الناس من علم منكككم علم كا ً فليقككل‬
‫به‪ ،‬ومن لم يعلم فليقل الّله أعلم‪ ،‬فإن من العلم أن يقول العالم لما ل يعلم‬
‫الّله أعلم‪ ،‬قال الل ّككه تعككالى لرسككول الل ّككه صككلى الل ّككه عليككه وسككلم }قككل مكا‬
‫أسألكم عليه من أجر وما أنا من المتكلفين{‪ ،‬وقد كثر إغفال ل أدري‪ ،‬وترك‬
‫الحوالة على من يدري‪ ،‬فعم الضرر بذلك‪ .‬نسأل الّله التوفيق والسلمة‪.‬‬

‫)‪ (1283‬حديث‪ :‬ل إله إل الّله ما أشد حر هذا اليوم‪ ،‬ابن السني وأبو‬
‫ُنعيم في عمل اليوم والليلككة لهمككا‪ ،‬مككن حككديث أبككي سككعيد الخككدري أو أبككي‬
‫هريرة مرفوعًا‪ :‬إذا كان يوم حار فقال الرجل‪ :‬ل إله إل الّله ما أشد حككر هكذا‬
‫اليوم‪ ،‬الّلهم أجرني من حر جهنم‪] ،‬ص ‪ [459‬قال الل ّككه عككز وجككل‪ :‬إن عبككدا ً‬
‫من عبيدي استجار بي من حرك‪ ،‬وإني أشهدك أني قد أجرته‪ ،‬وإن كان يوما ً‬
‫شديد البرد فقال العبد‪ :‬ل إله إل الّله ما أشد بككرد هككذا اليككوم‪ ،‬الّلهككم أجرنككي‬
‫من زمهرير جهنم‪ ،‬قال الّله عز وجل لجهنم‪ :‬إن عبدا ً من عبيدي استجار بككي‬
‫من زمهريرك‪ ،‬وإني أشهدك أني قد أجرته‪ ،‬قالوا‪ :‬وما زمهرير جهنككم؟ قككال‪:‬‬
‫بيت يلقكى فيكه الككافر فيتميكز مكن شكدة بردهكا بعضكه مكن بعكض‪ ،‬وسكنده‬
‫ضعيف‪.‬‬

‫)‪ (1284‬حديث‪ :‬ل إيمان لمن ل أمانة له‪ ،‬ول دين لمن ل عهد له‪ ،‬أحمد‬
‫وأبو يعلى في مسنديهما)‪ ،(1‬والبيهقي في الشعب عن أنس به مرفوعًا‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫)‪ (1‬رواه السهمي من حديث ثوبان بلفظ‪" :‬ل إيمان لمن ل أمانككة لككه ول صككلة لمككن ل‬
‫وضوء له" ص ‪ 65‬تاريخ جرجان‪.‬‬

‫)‪ (1285‬حديث‪ :‬ل آلء إل آلؤك يا الّله‪ ،‬إنك سميع عليم محيط به علمك‬
‫كعسهلون وبالحق أنزلنككاه وبككالحق نككزل‪ ،‬هككذه ألفككاظ اشككتهرت ببلد اليمككن‬
‫ومكة ومصر والمغرب وجملة بلدان‪ :‬أنها حفيظة رمضان تحفظ مككن الغككرق‬
‫والسرق والحرق وسككائر الفككات وتكتككب فككي آخككر جمعككة منككه‪ ،‬فجمهككورهم‬
‫والخطيب يخطب على المنبر وبعضهم بعد صلة العصر‪ ،‬وهي بدعككة ل أصككل‬
‫لها‪ ،‬وإن وقعت في كلم غير واحد من الكابر‪ ،‬بل أشعر كلم بعضهم ورودها‬
‫في حديث ضعيف‪ ،‬وكان شيخنا رحمه الّله ينكرها جدا ً حتى وهككو قككائم علككى‬
‫المنبر في أثناء الخطبة حين يرى من يكتبها كما بينته في "الجواهر والككدرر"‬
‫ترجمته‪.‬‬

‫)‪ (1286‬حديث‪ :‬ل بأس بالذواق عند المشتري‪ ،‬صحيح المعنى)‪.(1‬‬


‫‪-------------------‬‬
‫)‪ (1‬لكنه ليس بحديث‪.‬‬

‫)‪ (1287‬حديث‪ :‬ل تتمارضوا فتمرضوا‪ ،‬ول تحفروا قبكوركم فتموتكوا‪،‬‬


‫ذكره ابن أبي حاتم في العلل عن ابككن عبككاس‪ ،‬وقككال عككن أبيككه‪ :‬إنككه منكككر‪،‬‬
‫وأسنده الديلمي من جهة أبي حككاتم الككرازي حككدثنا عاصككم بككن إبراهيككم عككن‬
‫المنذر بن النعمان عن وهب بن قيس به مرفوعًا‪ ،‬وعلى كككل حككال فل يصككح‬
‫وإن وقع لبعض أصحابنا‪ ،‬وأما ]ص ‪ [460‬الزيادة التي على ألسككنة كككثير مككن‬
‫العامة فيه وهي‪ :‬فتموتوا فتدخلوا النار‪ ،‬فل أصل لها أص ً‬
‫ل‪.‬‬
‫)‪ (1288‬حككديث‪ :‬ل تجتمككع أمككتي علككى ضككللة‪ ،‬أحمككد فككي مسككنده‪،‬‬
‫والطبراني في الكبير‪ ،‬وابن أبي خيثمة في تاريخه‪ ،‬عن أبككي بصككرة الغفككاري‬
‫مرفوعا ً في حديث‪ :‬سألت ربي أن ل تجتمككع أمككتي علككى ضككللة فأعطانيهككا‪،‬‬
‫والطبراني وحده وابن أبي عاصم فككي السككنة لككه عككن أبككي مالككك الشككعري‬
‫رفعه‪ :‬إن الّله أجاركم من ثلث‪ ،‬وذكر منها وأن ل تجتمعوا على ضللة‪ ،‬وأبككو‬
‫ُنعيم في الحلية‪ ،‬والحاكم في مستدركه وأعله‪ ،‬والللكائي فكي السكنة‪ ،‬وابكن‬
‫منده‪ ،‬ومن طريقه الضياء في المختارة عن ابن عمر‪ ،‬رفعه‪ :‬إن الّله ل يجمع‬
‫هذه المة على ضللة أبدًا‪ ،‬وإن يد الّله مع الجماعة فاتبعوا السواد العظككم‪،‬‬
‫فإنه من شذ شذ في النار‪ ،‬وهكذا هو عند الترمذي لكن بلفظ‪ :‬هذه المة‪ ،‬أو‬
‫قال‪ :‬أمتي‪ ،‬وابن ماجه‪ ،‬وعبد فككي مسككنده‪ ،‬عككن أنككس مرفوعكًا‪ :‬إن أمككتي ل‬
‫تجتمع على ضللة‪ ،‬فإذا رأيتككم الختلف فعليكككم بالسككواد العظككم‪ ،‬والحككاكم‬
‫في مستدركه عن ابن عبككاس رفعككه بلفككظ‪ :‬ل يجمككع الل ّككه هككذه المككة علككى‬
‫ضللة‪ ،‬ويد الّله مع الجماعة‪ ،‬والجملكة الثانيككة منكه عنكد الترمكذي وابكن أبككي‬
‫عاصم وغيره عن أبي مسعود عقبة بن عمرو النصاري موقوفا ً فككي حككديث‪:‬‬
‫وعليكم بالجماعة فإن الّله ل يجمع هذه المة على ضللة‪ ،‬زاد غيككره‪ :‬فإيككاكم‬
‫والتلون في دين الّله‪ ،‬والطبري في تفسككيره عككن الحسككن البصككري مرس كل ً‬
‫بلفظ أبي بصككرة‪ ،‬وبالجملككة فهككو حككديث مشككهور المتككن‪ ،‬ذو أسككانيد كككثيرة‪،‬‬
‫وشواهد متعككددة فككي المرفككوع وغيككره‪ ،‬فمككن الول‪ :‬أنتككم شككهداء الل ّككه فككي‬
‫الرض‪ ،‬ومن الثاني قول ابن مسعود‪ :‬إذا سئل أحدكم فلينظر في كتاب الّله‬
‫فإن لم يجده ففي سنة رسول الّله فإن لم يجده فيهككا فلينظككر فيمككا اجتمككع‬
‫عليه المسلمون وإل فليجتهد‪.‬‬

‫)‪ (1289‬حديث‪ :‬ل تسافروا في محاق الشهر ول إذا كان القمككر فككي‬
‫العقرب‪ ،‬يروى من طريق المأمون عن الرشيد عن آبائه عن ابن عباس عككن‬
‫علي من قوله‪ ،‬ويشهد له ما في سؤالت ابن الجنيد لبن معين بسككنده إلككى‬
‫علككي أنككه ]ص ‪ [461‬كككان يكككره أن يككتزوج أو يسككافر إذا نككزل القمككر فككي‬
‫العقرب‪ ،‬وعزاه الدميري في منظومته لنص الشافعي‪.‬‬

‫)‪ (1290‬حديث‪ :‬ل تسبوا البرغوث‪ ،‬الطبراني في الوسط من حديث‬


‫أبي يوسف القاضي عن سعد بن طريف عن الصبغ بن نباتة عن علي قككال‪:‬‬
‫نزلنا منزل ً فآذتنا البراغيث فسبباها‪ ،‬فقال رسول الّله صلى الّله عليه وسلم‪:‬‬
‫ل تسبوها فنعمت الدابة‪ ،‬فإنها أيقظتكم لذكر الّله‪ ،‬وقال‪ :‬ل يروى عككن علككي‬
‫إل بهذا السناد‪ ،‬ومن حديث الوليد بن مسلم عن سعيد بن بشير عككن قتككادة‬
‫عن أنس قال‪ :‬ذكرت البراغيث عند النبي صلى الّله عليه وسلم فقككال‪ :‬إنهككا‬
‫توقظ للصلة‪ ،‬وقال‪ :‬لم يروه عن قتادة إل سعيد‪ ،‬تفرد به الوليد‪ ،‬قلككت‪ :‬قككد‬
‫رواه البزار من حككديث سككويد أبككي حككاتم الجحككدري حككدثنا قتككادة عككن أنككس‬
‫ولفظه‪ :‬كنا عند رسككول الّلكه صكلى الل ّككه عليكه وسككلم فلكدغت رجل ً برغكوث‬
‫فلعنها فقال النبي صلى الّله عليه وسلم‪ :‬ل تلعنها فإنها نبهت نبيا ً من النبيككاء‬
‫للصلة‪ ،‬وحديث أنس عند البخاري فكي الدب المفكرد‪ ،‬وأحمككد فكي مسكنده‪،‬‬
‫وآخرين منهم الطبراني في الدعاء‪ ،‬وأفرد شيخنا فيه)‪ (1‬جككزءًا‪ ،‬وللعسكككري‬
‫في الدعوات‪ ،‬وغيره عن أبي ذر‪ :‬إذا آذاك البرغوث فخذ قدحا ً من ماء واقرأ‬
‫عليه سبع مرات }وما لنا أن ل نتوكككل علككى الل ّككه{ اليككة‪ ،‬ثككم قككل‪ :‬إن كنتككم‬
‫مؤمنين فكفوا شركم وأذاكم عنا‪ ،‬ثم رشه حول فراشك‪ ،‬فإنك تبيت آمنا ً من‬
‫شرها‪ ،‬ولبن أبي الدنيا في التوكل له أن عامل أفريقية كتككب إلككى عمككر بككن‬
‫عبد العزيز يشكو إليه الهوام والعقككارب‪ ،‬فكتككب إليككه‪ :‬ومككا علككى أحككدكم إذا‬
‫أمسى وأصبح أن يقول }وما لنا أن ل نتوكل على الّله{ الية‪ ،‬قال زرعة بككن‬
‫عبد الّله أحد رواته‪ :‬وتنفع من البراغيث‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫)‪ (1‬ولليسوطي أيضا ً جزء "الطرثوث في أخبار البرغوث"‪.‬‬
‫)‪ (1291‬حديث‪ :‬ل تسعروا‪ ،‬أحمد والبزار وأبو يعلى في مسانيدهم‪ ،‬وأبو‬
‫داود والترمذي وابن ماجه والدارمي في سننهم‪ ،‬من طريق حماد بككن سككلمة‬
‫عن ثابت وغيره عن أنس قال‪ :‬قال الناس‪ :‬يا رسول الّله غل السككعر فسككعر‬
‫لنا‪ ،‬فقال‪ :‬إن الّله هو المسعر القابض الباسط الرزاق‪ ،‬وإني لرجو أن ألقككى‬
‫الّله وليس أحد ]ص ‪ [462‬منكم يطالبني بمظلمة في دم ول مال‪ ،‬وإسككناده‬
‫علككى شككرط مسككلم‪ ،‬وقككد صككححه ابككن حبككان والترمككذي‪ ،‬ولبككن حبككان فككي‬
‫صحيحه‪ ،‬من حديث صالح بن دينار التمار عن أبي سككعيد الخككدري أن يهوديكا ً‬
‫قدم زمن النبي صلى الّله عليه وسلم بثلثين حمل شعير وبككر وتمككر‪ ،‬فسككعر‬
‫مدا ً بمد النبي صلى الّله عليه وسلم بدرهم‪ ،‬وليس في النككاس يككومئذ طعككام‬
‫غيره‪ ،‬وكان قد أصاب الناس قبل ذلك جوع ل يجدون فيه طعامًا‪ ،‬فأتى النبي‬
‫صلى الّله عليه وسلم الناس يشكون غلء السعر‪ ،‬فصعد المنككبر فحمككد الل ّككه‬
‫وأثنى عليه فقال‪ :‬للقين الّله من قبل أن أعطي أحدا ً من مال أحد مككن غيككر‬
‫طيب نفس‪ ،‬إنما البيع من تراض‪ ،‬ولكن في بيككوعكم خصككال ً أذكرهككا لكككم‪ :‬ل‬
‫تباغضوا ول تحاسدوا ول تناجشوا ول يسم الرجل على سوم أخيككه ول يككبيعن‬
‫حاضر لباد والبيع عن تراض وكونوا عباد الّله إخوانًا‪ ،‬ورواه أحمد وابككن مككاجه‬
‫وغيرهما من حديث قتادة عن أبي نضرة عن أبي سعيد قال‪ :‬غل السعر على‬
‫عهد رسول الّله صلى الّله عليه وسلم فقالوا‪ :‬لو قومت يا رسول الّله‪ ،‬قال‪:‬‬
‫إني لرجو أن أفارقكم ول يطلبنككي أحككد منكككم بمظلمككة ظلمتككه‪ ،‬وكككذا رواه‬
‫البزار والطككبراني فككي الوسككط‪ ،‬ولحمككد أيضكا ً وأبككي داود مككن حككديث أبككي‬
‫هريرة‪ :‬جاء رجل فقال‪ :‬يا رسول الّله سعر لنا‪ ،‬فقال‪ :‬بل أدعو‪ ،‬ثم جاء آخككر‬
‫فقال‪ :‬يا رسول الّله سعر‪ ،‬فقال‪ :‬بل الّله يخفض ويرفع‪ ،‬وإسناد كل الحديثين‬
‫حسن‪ ،‬وفي الباب عن ابن عباس في الطبراني الصككغير‪ ،‬وعككن أبككي جحيفككة‬
‫في الكبير‪ ،‬وعن علي في الككبزار‪ ،‬وكككذا فككي أفككراد الككدارقطني ولفظككه‪ :‬غل‬
‫السعر بالمدينة قال‪ :‬فذهب الصحابة إلى رسول الّله صككلى الل ّككه عليككه وآلككه‬
‫وسلم فقالوا‪ :‬غل السعر فسعر لنا‪ ،‬فقال رسول الّله صلى الّله عليه وسلم‪:‬‬
‫إن الّله هككو المعطككي إن لل ّككه ملككا ً اسككمه عمككارة علككى فككرس مككن حجككارة‬
‫الياقوت‪ ،‬طوله مد بصره‪ ،‬يدور في المصار ويقف في السواق‪ ،‬فينككادي‪ :‬أل‬
‫ليغل كذا وكككذا‪ ،‬أل ليرخككص كككذا وكككذا‪ ،‬وأغككرب ابككن الجككوزي فككأخرجه فككي‬
‫الموضوعات مككن حككديث علككي وقككال‪ :‬إنككه حككديث ل يصككح)‪ ،(1‬وقككد علمككت‬
‫صحته‪ ،‬بل حديث‪ :‬دعوا الناس يرزق الّله ]ص ‪ [463‬بعضهم من بعككض‪ ،‬فككي‬
‫صحيح مسلم وغيره)‪ ،(1‬والّله المستعان‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫)‪ (1‬أورد ابن الجوزي حديث إن لّله ملكا ً اسككمه عمككارة الككخ‪ ،‬مككن طريككق علككي وأنككس‬
‫وحكم بوضعه فأصاب‪ ،‬والمؤلف أراد بتعقبه أصل الحديث فككي الغلء وطلككب التسككعير‪،‬‬
‫وامتناع النبي صلى الّله عليه وسلم منه‪ ،‬وهو صحيح‪ ،‬فلكم يتككوارد كلمهمككا علكى شكيء‬
‫واحد‪ ،‬وكلهما مصيب‪.‬‬
‫)‪ (2‬لبن القيم في كتاب "الطرق الحكمية" بحث واسع في التسعير‪.‬‬

‫)‪ (1292‬حديث‪ :‬ل تسيدوني في الصلة‪ ،‬ل أصل له‪.‬‬

‫)‪ (1293‬حديث‪ :‬ل تظهر الشماتة لخيك فيعافيه الّله ويبتليك‪ ،‬الترمذي‬
‫من حديث مكحول عن واثلة به مرفوعًا‪ ،‬وقال‪ :‬إنه حسن غريككب‪ ،‬وهككو عنككد‬
‫الطبراني أيضًا‪ ،‬وفي رواية لبن أبي الدنيا‪ :‬فيرحمه الّله‪ ،‬بدل‪ :‬فيعافيه الّله‪.‬‬

‫)‪ (1294‬حديث‪ :‬ل تعد من ل يعودك‪ ،‬أبو الطيب الغسولي مككن جهككة‬
‫إبراهيم النخعي عن جابر قال‪ :‬خطبنككا رسككول الل ّككه صككلى الل ّككه عليككه وسككلم‬
‫فقال‪ :‬يا أيها الناس أنا أكككرم النككاس حسككبًا‪ ،‬فككذكر حككديثًا‪ ،‬وفيككه‪ :‬ومككن عككاد‬
‫مرضانا عدنا مرضاه‪ ،‬وسنده ضعيف‪ ،‬وإليه ذهب ابن وهب فقال‪ :‬ل تعد مككن‬
‫ل يعودك‪ ،‬وكذا قال المام أحمد لبنه وقد قال له يا أبت إن جارنا مرض فلم‬
‫نعده‪ :‬يا بني ما عادنا فنعوده‪ ،‬ويستأنس لهذا بحديث‪ :‬ل خير في صككحبة مككن‬
‫ل يرى لك مثل ما ترى له‪ ،‬ولكن في حديث ضعيف أيضكا ً عنككد الككديلمي مككن‬
‫جهة أنصاري يقال له قيس قال‪ :‬أخبرت عن النبي صلى الّله عليه وسلم أنه‬
‫قال‪ :‬عد مككن ل يعككودك‪ ،‬وكككذا رواه الحربككي فككي الهككدايا لككه عككن أيككوب بككن‬
‫ل‪ ،‬وينظر في الجمع بينهما‪ ،‬قككال الخطككابي عقككب النهككي‪:‬‬ ‫ميسرة رفعه مرس ً‬
‫يراد به التقويم والتأديب دون المكافأة والمجازاة‪ ،‬وبعض هذا مما يككراض بككه‬
‫بعض الناس‪ ،‬وقد بسطت ذلك في "ارتياح الكباد"‪.‬‬

‫)‪ (1295‬حديث‪ :‬ل تغضبوا في كسر النية‪ ،‬فإن لها آجال ً كآجال النفس‪،‬‬
‫سعيد بن يعقوب في الصحابة بسند ضعيف من طريق عبد الل ّككه بككن ال ّ‬
‫صكِعق‬
‫عن أبيه به مرفوعًا‪ ،‬وككذا أورده أبكو موسكى المكديني فكي الكذيل مكن جهكة‬
‫سعيد‪ ،‬ولفظككه‪ :‬ل تغضككبوا ول تسككخطوا‪ ،‬والبككاقي مثلككه‪ ،‬وسككنده ضككعيف‪ ،‬ل‬
‫صكِعق صككحبة أم ل‪ ،‬قلككت‪ :‬للحككديث شككواهد‬ ‫سيما وقد قال سعيد‪ :‬ل أدري لل ّ‬
‫منها عن كعب بن عجرة مرفوعًا‪ ،‬بلفظ‪ :‬ل تضربوا إماءكم على كسر إنائكم‪،‬‬
‫فإن لها آجال ً كآجالكم‪ ،‬أخرجككه)‪ ،(1‬والككديلمي عككن أبككي قتككادة وآخريككن ]ص‬
‫‪.[464‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫)‪ (1‬هنا بياض‪ ،‬والحديث أخرجه أبو ُنعيم في الحلية عن كعب بن عجرة‪.‬‬

‫)‪ (1296‬حديث‪ :‬ل تفضحوا موتاكم بسيئات أعمالكم‪ ،‬فإنها تعرض على‬
‫أوليائكم من أهل القبور‪ ،‬ابن أبي الككدنيا والمحككاملي عككن أبككي هريككرة رفعككه‬
‫بسند ضعيف)‪.(1‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫)‪ (1‬انظر كتابنا "نهاية المال بصحة حديث عرض العمال"‪.‬‬

‫)‪ (1297‬حديث‪ :‬ل تقولوا قوس قزح‪ ،‬فإن قزح هو الشيطان‪ ،‬ولكككن‬
‫قولوا قوس الّله‪ ،‬وهو أمان لهل الرض‪ ،‬أبو ُنعيم فككي الحليككة ومككن طريقككه‬
‫الديلمي من حديث زكريا بن حكيم عن أبي رجاء العطاردي عن ابككن عبككاس‬
‫به مرفوعًا‪ ،‬وقزح اسم أيضا ً للقرن الذي يقف عنده المككام بالمزدلفككة‪ ،‬وهككو‬
‫غير منصرف للعدل والعلمية كعمر‪.‬‬

‫)‪ (1298‬حديث‪ :‬ل تكرهوا الفتنة في آخر الزمان‪ ،‬فإنها تبير أي تهلك‬
‫المنافقين‪ ،‬أبو الشيخ ومن جهته الديلمي من طريق إبراهيككم بككن قتيبككة عككن‬
‫قيس عن العباس ابن ذريح عن شريح بن هانئ عن علي بككه مرفوع كًا‪ ،‬وكككذا‬
‫أخرجه أبو ُنعيم وفي سنده ضعف ومجهول‪ ،‬ولكن قككد ثبتككت السككتعاذة مككن‬
‫الفتن‪ ،‬وقال ابن بطككال فكي الكلم علكى حكديث عمكار مرفوعكًا‪ :‬ويككح عمكار‬
‫يدعوهم إلى الجنة ويدعونه إلى النار‪ ،‬وقول عمار أعوذ بالّله من الفتن‪ ،‬مككن‬
‫شرح البخاري ما نصه‪ :‬فيه دليل أن الفتنة فككي الككدين يسككتعاذ منهككا‪ ،‬لنككه ل‬
‫يدري أحد أهو في الفتنة مأجور أم مأثوم‪ ،‬قال‪ :‬وهو يرد الحديث الذي روي‪:‬‬
‫ل تستعيذوا بالّله من الفتن فإنها حصاد المنافقين انتهككى‪ ،‬وكككذا نقككل شككيخنا‬
‫في فتح الباري عن ابن وهب أنه سككئل عنككه فقككال‪ :‬إنككه باطككل وأقككره‪ ،‬وهككو‬
‫كذلك‪ .‬وما أشار إليه عن ابن وهب قد حكاه الساجي فقككال‪ :‬سككمعت الربيككع‬
‫بن سليمان يقول‪ :‬سمعت ابن وهب وقيل له‪ :‬إن فلنا ً حدث عنك عن النككبي‬
‫صلى الّله عليه وسلم‪ :‬ل تكرهوا الفتن فإن فيها حصاد المنافقين‪ ،‬فقال ابككن‬
‫وهب‪ :‬أعماه الّله إن كان كاذبًا‪ ،‬قال الربيع‪ :‬فأخبرني أحمد بن عبككد الرحمككن‬
‫أن الرجل عمي‪ ،‬وحديث‪ :‬ل تتمنوا لقاء العدو واسألوا الّله العافية‪ ،‬قد يشهد‬
‫لعدم صحته‪.‬‬
‫)‪ (1299‬حديث‪ :‬ل تكن عونا ً للشيطان على أخيك‪ ،‬البخاري في حديث‬
‫الذي ُأتي به النبي صلى الّله عليه وسلم وهو سكككران‪ ،‬وقككال لككه رجككل مككن‬
‫القوم‪ :‬الّلهم العنه‪] ،‬ص ‪ [465‬من حديث محمد بن إبراهيم التيمي عن أبككي‬
‫سلمة عن أبي هريرة مرفوعا ً به‪.‬‬

‫)‪ (1300‬حديث‪ :‬ل تلد الحية إل حية‪ ،‬هو من كلمات بعضهم‪ ،‬وذلك في‬
‫الغلب‪ ،‬وإليه الشارة بقوله تعالى }ول يلدوا إل فاجرا ً كفارًا{ ومن هنا قيل‪:‬‬
‫إذا طاب أصل المرء طابت فروعه‪ ،‬البيتان)‪ (1‬ونحوه‪ :‬الولد سر أبيه‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫)‪ (1‬بقيتهما‪:‬‬
‫إذا طاب أصل المرء طابت فروعه * ومن عجب جاءت يد الشوك بالورد‬
‫وقد يخبث الفرع الذي طاب أصله * ليظهر حكم الّله في العكس والطرد‬

‫)‪ (1301‬حديث‪ :‬ل تمارضوا‪ ،‬في‪ :‬ل تتمارضوا‪ ،‬قريبًا‪.‬‬

‫)‪ (1302‬حديث‪ :‬ل تنتفوا الشيب‪ ،‬فإنه نور المؤمن‪ ،‬أبو داود من رواية‬
‫عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده بزيادة‪ :‬ما من مسلم يشيب‪ ،‬وفي البككاب‬
‫عن أبي هريرة ومعاوية بن حيدة وآخرين‪ ،‬ويروى عن عبد الّله بن بسككر فككي‬
‫النهي عن نتف الشعر مككن النككف‪ ،‬فككإنه يككورث الكلككة‪ ،‬ولكككن قصككوه قصكًا‪،‬‬
‫وللديلمي عن أنس رفعه‪ :‬أيما رجل نتف شعرة بيضاء متعمدا ً صككارت رمح كا ً‬
‫يوم القيامة يطعن به‪.‬‬

‫)‪ (1303‬حديث‪ :‬ل حكيم إل ذو تجربة ول حليم إل ذو عثرة‪ ،‬الحاكم في‬


‫مستدركه من حديث دراج عن أبي الهيثم عن أبي سعيد الخدري مرفوعا ً به‪،‬‬
‫وقال‪ :‬صحيح السناد ولم يخرجاه‪.‬‬

‫)‪ (1304‬حديث‪ :‬ل خير في صحبة من ل يرى لك مثل ما ترى له‪ ،‬في‪:‬‬
‫المرء على دين خليله‪.‬‬

‫)‪ (1305‬حديث‪ :‬ل راحة للمؤمن دون لقاء ربه‪ ،‬وكيع في الزهد عن ابن‬
‫مسعود من قوله‪ ،‬ورفعه بعضهم‪ ،‬واستشكهد لكه بحكديث عائشككة‪ :‬مكن أحككب‬
‫لقاء الّله أحب الّله لقاءه‪ ،‬وغيره بقوله صلى الّله عليه وسلم حين سئل عككن‬
‫قوله‪ :‬مستريح ومستراح منه‪ :‬العبد المؤمن يستريح من نصب الككدنيا وأذاهككا‬
‫إلى رحمة الّله‪ .‬الحديث‪] ،‬ص ‪ [466‬قلت‪ :‬وكذا من شكواهده مكا عنكد أحمكد‬
‫من حديث عائشة مرفوعًا‪ ،‬في حديث‪ :‬إنما المستريح من غفر له‪.‬‬

‫)‪ (1306‬حديث‪ :‬ل سلم على الكل‪ ،‬معناه صحيح‪ ،‬إذا كانت اللقمة في‬
‫فم الكل كما قيده به النووي في الذكار‪ ،‬وسبقه إليه المككام)‪ ،(1‬مككع إطلق‬
‫النووي المنع في المنهاج تبعا ً لصله‪ ،‬فإن سلم عليه والحالة هذه ل يسككتحق‬
‫جوابًا‪ .‬أما إذا كان على الكككل وليسكت اللقمكة فكي فمكه فل بكأس بالسككلم‪،‬‬
‫ويجب الرد‪ .‬وقد جاء من حديث هاشم بن البريد عن عبد الّله بن محمككد بككن‬
‫عقيل عن جابر‪ ،‬أن رجل ً مّر على النبي صلى الل ّككه عليككه وسككلم وهككو يبككول‪،‬‬
‫فسلم عليه‪ ،‬فقال له رسول الّله صلى الّله عليه وسلم‪ :‬إذا رأيتني على مثل‬
‫ي فإنك إن فعلت لم أرد عليككك‪ ،‬وروى الضككحاك بككن‬ ‫هذه الحالة فل تسلم عل ّ‬
‫عثمان عن نافع عن ابن عمر قككال‪ :‬مكّر رجككل علككى النككبي صككلى الل ّككه عليككه‬
‫وسككلم وهككو يبككول‪ ،‬فسككلم عليككه فلككم يككرد عليككه‪ ،‬أخرجهمككا ابككن مككاجه فككي‬
‫الطهارة‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫)‪ (1‬يعني إمام الحرمين‪.‬‬
‫)‪ (1307‬حديث‪ :‬ل سيف إل ذو الفقار‪ ،‬ول فتى إل علي‪ ،‬هو في أثر واهٍ‬
‫عند الحسن بن عرفة في جزئه الشهير قككال‪ :‬حككدثني عمككار بككن محمككد عككن‬
‫سعد بن طريف الحنظلي عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر أنه قال‪ :‬نادى‬
‫ملك من السماء يوم بدر يقال لككه رضككوان‪ :‬ل سككيف‪ ،‬وذكككره‪ .‬وترجككم عليككه‬
‫المحب الطبري في مناقب علي من الرياض النضرة اختصاصه بتنويه الملك‬
‫باسمه يوم بدر‪ ،‬وذو الفقار اسم سكيف النكبي صكلى الّلكه عليكه وسكلم وهكو‬
‫أشهر أسيافه تنفله يوم بدر‪ ،‬وهو الذي رأى فيه الرؤيا يوم أحد‪ ،‬وكككان لمنبككه‬
‫ابن وهب وقيل‪ :‬لنبيه أو منبه بن الحجاج وقيل‪ :‬للعاص بن منبه بككن الحجككاج‬
‫بل قيل‪ :‬إن الحجاج بن علط أهداه لرسول الّله صلى الّله عليه وسلم‪ ،‬كككان‬
‫عند الخلفاء العباسكيين‪ ،‬ويقكال‪ :‬إن أصكله مكن حديكدة وجكدت مدفونكة عنكد‬
‫الكعبة فصنع منها‪ ،‬وقال مرزوق الصيقل)‪ (1‬أنه صككقله‪ ،‬فكككانت قبضككته مككن‬
‫فضة‪ ،‬وحلق في قيده‪ ،‬وبكر في وسطه من فضة‪ ،‬قال أبككو العبككاس‪ :‬سككمي‬
‫بذلك لنه كان فيه حفر صغار‪ ،‬والفقرة الحفرة التي فيهككا الوديككة ]ص ‪[467‬‬
‫وعن أبي عبيد قال‪ :‬الفقر من السيوف الككذي فيككه حككزوز‪ ،‬وقككال الصككمعي‪:‬‬
‫دخلت على الرشيد فقال‪ :‬أريكم سيف رسول الّله صلى الّله عليه وسككلم ذا‬
‫الفقار؟ قلنا‪ :‬نعم‪ ،‬فجاء به‪ ،‬فما رأيت سيفا ً قط أحسن منه‪ ،‬إذا نصب لم يككر‬
‫فيه شيء‪ ،‬وإذا بطح عد فيه سبع فقار‪ ،‬وإذا صفيحة يمانية يحار الطرف فيككه‬
‫من حسنه‪ ،‬ولذا قال قاسم في الدلئل‪ :‬إن ذلك كان يرى في رونقككه شككبيها ً‬
‫بفقار الحية‪ ،‬فإذا التمس لم يوجد‪ ،‬وفككي روايككة عككن الصككمعي قككال‪ :‬أحضككر‬
‫الرشيد ذا الفقار يوما ً بين يكديه‪ ،‬فاسككتأذنته فكي تقليبككه‪ ،‬فكأذن لكي‪ ،‬فقلبتكه‪،‬‬
‫فاختلفت أنا ومككن حضككر فككي عككدة فقككاره هككل هككي سككبع عشككرة أو ثمككاني‬
‫عشرة‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫)‪ (1‬رواه البغوي والطبراني من طريق محمد بن حمير قال‪ :‬حككدثنا أبككو الحكككم حككدثني‬
‫مرزوق الصيقل فذكره‪.‬‬

‫)‪ (1308‬حديث‪ :‬ل صغيرة مع الصرار ول ككبيرة مكع السكتغفار‪ ،‬أبكو‬


‫الشيخ ومن طريقه الديلمي من حديث سعيد بن سليمان سككعدويه عككن أبككي‬
‫شيبة الخراساني عن ابن أبي مليكة عن ابن عبككاس بككه مرفوعكًا‪ ،‬ومككن هككذا‬
‫الوجه أخرجه العسكري في المثال‪ ،‬وسنده ضعيف‪ ،‬ل سككيما وهككو عنككد ابككن‬
‫المنكذر فكي تفسكيره‪ ،‬عكن ابكن عبكاس مكن قكوله‪ ،‬وككذا رواه الكبيهقي فكي‬
‫الشعب‪ ،‬من حديث سعيد بن صككدقة عككن قيككس بككن سككعد عككن ابككن عبككاس‬
‫موقوفًا‪ ،‬وله شاهد عند البغوي‪ ،‬ومن جهته الديلمي عن خلف بن هشام عككن‬
‫سفيان بن عيينة عن الزهري عن أنس به مرفوعًا‪ ،‬وينظككر سككنده)‪ ،(1‬ورواه‬
‫إسحاق بن بشر أبو حذيفة في المبتدأ عن الثوري عن هشام بن عككروة عككن‬
‫أبيككه عككن عائشككة‪ ،‬وإسككحاق حككديثه منكككر‪ ،‬وأخرجككه الطككبراني فككي مسككند‬
‫الشاميين من رواية مكحول عن أبي سلمة عن أبي هريرة‪ ،‬وزاد فككي آخككره‪:‬‬
‫فطوبى لمن وجد فككي كتككابه اسككتغفارا ً كككثيرًا‪ ،‬وفككي إسككناده بشككر بككن عبيككد‬
‫الدارسي‪ ،‬وهو متروك‪ ،‬ورواه الثعلبي وابن شاهين في الككترغيب مككن روايككة‬
‫بشر بن إبراهيم عن خليفة بن سليمان عن أبي سلمة عن أبي هريرة به‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫)‪ (1‬نظرت سنده فوجدت فيه راويا ً مجهو ً‬
‫ل‪.‬‬

‫)‪ (1309‬حديث‪ :‬ل صلة لجار المسجد إل في المسككجد‪ ،‬الككدارقطني‬


‫والحككاكم والطككبراني فيمككا أمله‪ ،‬ومككن طريقككه الككديلمي عككن أبككي هريككرة‪،‬‬
‫والدارقطني أيضا ً عن جابر عن علي‪ ،‬كلهمككا بككه مرفوع كًا‪ ،‬وابككن حبككان فككي‬
‫الضعفاء عن عائشة‪ ،‬وأسانيدها ]ص ‪ [468‬ضعيفة‪ ،‬وليس له كما قال شيخنا‬
‫في تلخيص تخريج الرافعي إسناد ثابت‪ ،‬وإن كان مشهورا ً بيككن النككاس‪ ،‬وقككد‬
‫قال ابن حزم‪ :‬هذا الحديث ضعيف‪ ،‬وقد صح من قول علي انتهى‪ ،‬وهككو عنككد‬
‫الشافعي من طريق أبي حّيان التيمي عن أبيه عن علككي‪ ،‬وأخرجككه ابككن أبككي‬
‫شيبة أيضا ً موقوفكًا‪ :‬ل تقبكل صكلة جكار المسكجد إل فكي المسكجد‪ ،‬إذا ككان‬
‫فارغا ً أو صحيحًا‪ ،‬قيل‪ :‬ومن جار المسجد‪ ،‬قال‪ :‬مككن أسككمعه المنككادي‪ ،‬وكككذا‬
‫أخرجه سعيد بن منصور في السنن‪.‬‬

‫)‪ (1310‬حديث‪ :‬ل ضرر ول ضرار‪ ،‬مالك والشافعي عنه عن عمرو بن‬
‫يحيى المازني عن أبيه به مرس ً‬
‫ل‪ ،‬وهو عند أحمككد وعبككد الككرزاق وابككن مككاجه‬
‫والطبراني عن ابن عباس‪ ،‬وفيه جابر الجعفي‪ ،‬وأخرجه ابككن أبككي شككيبة مككن‬
‫وجه آخر أقوى منه‪ ،‬والدارقطني من وجه ثالث‪ ،‬وفي الباب عككن أبككي سككعيد‬
‫وأبي هريرة وأبي لبابة وثعلبة بن أبي مالك وجابر وعائشة)‪.(1‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫)‪ (1‬وأبي جعفر الباقر مرس ً‬
‫ل‪ ،‬وقد خرجت طرقه في كتككاب "البتهككاج بتخريككج أحككاديث‬
‫المنهاج" للبيضاوي‪.‬‬

‫)‪ (1311‬حديث‪ :‬ل عذر لمن أقر‪ ،‬قال شيخنا‪ :‬ل أصل له‪ ،‬وليس معناه‬
‫على إطلقه صحيحًا‪.‬‬

‫)‪ (1312‬حديث‪ :‬ل غيبة لفاسق‪ ،‬في‪ :‬ليس لفاسق غيبة‪.‬‬

‫)‪ (1313‬حديث‪ :‬ل كبيرة مع الستغفار‪ ،‬مضى في‪ :‬ل صغيرة‪.‬‬

‫)‪ (1314‬حديث‪ :‬ل مهر أقل من عشرة دراهم‪ ،‬الدارقطني عن جابر به‬
‫مرفوعا ً في حديث‪ ،‬ولكن سنده واه‪ ،‬لن فيككه مبشككر بككن عبيككد وهككو كككذاب‪،‬‬
‫وهو عند الدارقطني أيضًا‪ ،‬من وجهين ضعيفين‪ ،‬عن علي مثله موقوفًا‪ ،‬وقككد‬
‫ل‪ ،‬يعنككي‬ ‫قال المام أحمد‪ :‬سمعت سفيان بن عيينة يقول‪ :‬لم نجككد لهككذا أص ك ً‬
‫العشرة فكي المهكر انتهكى‪ ،‬ويعارضكه حكديث سكهل بكن سكعد فكي الواهيكة‪:‬‬
‫التمس ولو خاتما ً من حديث‪ ،‬متفق عليه في أحاديث‪ ،‬منها عن جككابر رفعككه‪:‬‬
‫فككه سككويقا ً ]ص ‪ [469‬أو تمككرا ً فقككد‬‫مككن أعطككى فككي صككداق امككرأة ملككء ك ّ‬
‫استحل‪ ،‬أخرجه أبو داود ورجح وقفككه‪ ،‬وقككد بسككطت الكلم عليككه فككي بعككض‬
‫الجوبة‪.‬‬

‫)‪ (1315‬حديث‪ :‬ل نصبر على حر ول على برد‪ ،‬مضى في‪ :‬أبردوا‪ ،‬من‬
‫الهمزة‪.‬‬

‫دين‪ ،‬ول وجع إل وجع العين‪ ،‬البيهقي في‬ ‫)‪ (1316‬حديث‪ :‬ل هم إل هم ال ّ‬
‫الشعب‪ ،‬والطبراني في الصغير‪ ،‬من حديث قرين بن سككهل عككن أبيككه حككدثنا‬
‫ابن أبي ذئب عن خالد بن الحارث بن عبد الرحمن عككن محمككد بككن المنكككدر‬
‫عن جابر رفعه به‪ ،‬وقال البيهقي‪ :‬إنككه منكككر‪ ،‬وقريككن ‪ -‬وهككو بفتككح القككاف أو‬
‫ضمها ‪ -‬منكر الحديث‪ ،‬كذبه الزدي وأبوه ل شيء‪ ،‬وينظككر ترجمككة ابككن أبككي‬
‫ذئب عن ابن المنكدر عن جابر‪.‬‬

‫)‪ (1317‬حديث‪ :‬ل يأبى الكرامة إل حمار‪ ،‬الديلمي عن ابن عمككر بككه‬
‫مرفوعًا‪ ،‬ثم قال‪ :‬ويقال إنه من قول علي‪ ،‬قلت‪ :‬هو كذلك في سككنن سككعيد‬
‫بن منصور عن سفيان بن عيينة عن عمككرو بككن دينككار عككن محمككد بكن علككي‪،‬‬
‫قال‪ :‬ألقي لعلي وسادة فقعد عليها‪ ،‬وقال ذلك‪.‬‬

‫)‪ (1318‬حديث‪ :‬ل يتعلم العلم مستحي ول متكبر‪ ،‬البخاري في صحيحه‬


‫عن مجاهد من قوله تعليقًا‪.‬‬
‫م بعد احتلم‪ ،‬أبو داود عن علي في حديث وقككد‬‫)‪ (1319‬حديث‪ :‬ل ي ُت ْ َ‬
‫ه غير واحد‪ ،‬وحسنه النووي متمسكا ً بسكوت أبي داود عليه‪ ،‬ل سيما وهو‬ ‫أع َل ّ ُ‬
‫عند الطبراني في الصغير‪ ،‬من وجه آخر عن علي‪ ،‬بل له شككواهد عككن جككابر‬
‫وأنس وغيرهما‪.‬‬

‫)‪ (1320‬حديث‪ :‬ل يجهر بعضكم على بعض بالقرآن‪ ،‬في‪ :‬مككا أنصككف‬
‫القارئ‪.‬‬

‫)‪ (1321‬حديث‪ :‬ل يدخل الجنة صاحب مكس يعني العشار‪ ،‬أبككو داود‬
‫وأحمد وغيرهما عن عقبة بن عامر به مرفوعًا‪ ،‬وصححه ابن خزيمة والحاكم‪،‬‬
‫وبسطت الكلم عليه في بعض الجوبة ]ص ‪.[470‬‬

‫)‪ (1322‬حديث‪ :‬ل يدخل الجنة ولد زنية‪ ،‬أبو ُنعيم في الحلية من حديث‬
‫الحسن بن عمرو الفقيمي عن مجاهد عككن أبككي هريككرة بككه مرفوعكًا‪ ،‬وأعلككه‬
‫الدارقطني بأن مجاهدا ً لم يسمعه من أبي هريكرة‪ ،‬وككذا روينكاه مكن حكديثه‬
‫بإثبات واسطة بينه وبينه‪ ،‬أخرجه الطبراني وأبككو ُنعيككم أيضكًا‪ ،‬وكككذا النسككائي‬
‫ولكنه مضطرب في تعيينها‪ ،‬بل يروى عككن مجاهككد عككن أبككي سككعيد الخككدري‬
‫وعن عبد الّله ابن عمرو بن العاصي‪ ،‬كما بينت ذلك في جككزء مفككرد‪ ،‬وزعككم‬
‫ابن طاهر وابن الجكوزي أن هككذا الحكديث موضكوع‪ ،‬وليككس بجيكد‪ ،‬وقكد رواه‬
‫النسائي أيضًا‪ ،‬من رواية شعبة عن منصور عن سالم بن أبي الجعد عن نبيط‬
‫بن شريط عن جابان عن عبد الّله ابن عمرو بلفظ‪ :‬ل يدخل ولد زنية الجنككة‪،‬‬
‫ومن رواية سفيان الثوري عن منصور بإسقاط نبيط‪ .‬وأخرجه ابن حبان مككن‬
‫الوجهين‪ ،‬وقال‪ :‬الطريقان محفوظككان‪ ،‬إل أن الثككوري أعككرف بحككديث بلككده‪،‬‬
‫وقال شيخنا‪ :‬وقد فسره العلمككاء علكى تقككدير صككحته‪ ،‬بكأن معتككاه‪ :‬إذا عمككل‬
‫شككدة‬‫بمثل عمل أبويه‪ ،‬وزيفه الطالقاني بأنه ل يختككص بولككد الزنككا‪ ،‬فولككد الّر ْ‬
‫كذلك‪ ،‬واتفقوا على أنه ل يحمل على ظاهره‪ ،‬لقككوله تعككالى }ول تككزر وازرة‬
‫وزر أخرى{ قال في تأويله أيضًا‪ :‬إن المراد به من يواظب الزنككا‪ ،‬كمككا يقككال‬
‫للشهود بنو صحف‪ ،‬وللشجعان بنو الحككرب‪ ،‬ولولد المسككلمين بنككو السككلم‪،‬‬
‫ووجهه الطالقاني بأنه إذا مات طفل ً وأبواه مؤمنان ألحق بهما‪ ،‬وبلغ درجتهما‬
‫بصلحهما‪ ،‬كما جاء النص)‪ (1‬به‪ ،‬وولد الزنا ل يدخل الجنة بعمل أصككل َْيه‪ ،‬أمككا‬
‫الزاني فنسبه منقطع به‪ ،‬وأمككا الزانيكة فشكؤم زناهككا وإن صكلحت يمنكع مكن‬
‫وصول بركة صلحها إليه)‪ ،(2‬والّله الموفق‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫)‪ (1‬يعني قوله تعالى }والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا ذريتهككم ومككا ألتنككاهم‬
‫من عملهم من شيء{‪.‬‬
‫)‪ (2‬قرأت هذا التوجيه عن الطالقاني في كتاب "التدوين في أخبار قزوين" للرافعككي"‪،‬‬
‫وذكر أنه أبداه بحضور جمع من العلماء تناقشوا في توجيه الحككديث فاستحسككنوه‪ ،‬وهككو‬
‫توجيه جيد جدير بالقبول‪ ،‬ولشيخ الجماعة بفاس أبي العباس أحمد بككن الخيككاط رسككالة‬
‫في الكلم على هذا الحديث‪ ،‬قرأتها‪.‬‬

‫)‪ (1323‬حديث‪ :‬ل يسأل بوجه الّله إل الجنة‪ ،‬أبو داود في الزكاة من‬
‫سننه من حككديث سككليمان بكن معكاذ عككن محمككد بكن المنكككدر عككن جكابر بكه‬
‫مرفوعًا‪ ،‬وهو ]ص ‪ [471‬عند الديلمي في مسنده مكن وجهيكن‪ ،‬والظكاهر أن‬
‫النهي فيككه للتنزيكه‪ ،‬ول يمنككع اسكتحباب الجابكة لمكن سككئل بكه‪ ،‬بكل قككد ورد‬
‫الترهيب من كليهما‪ ،‬فعند الطبراني بسند رجاله رجال الصحيح إل شيخه فيه‬
‫وهو ثقة وفيه كلم‪ ،‬عن أبككي موسككى الشككعري رضككي الل ّككه عنككه‪ ،‬أنككه سككمع‬
‫رسول الّله صلى الّله عليه وسلم يقول‪ :‬ملعون من سأل بوجه الّله‪ ،‬ملعككون‬
‫من ُيسأل بوجه الّله‪ ،‬ثم منع سائله ما لم ُيسأل هجككرًا‪ ،‬يعنككي شككيئا ً قبيح كا ً ل‬
‫يليق أو يكون سؤاله بلفككظ قبيككح‪ ،‬وللطككبراني أيضكا ً عككن أبككي عبيككدة مككولى‬
‫رفاعة بن رافع أن رسول الّله صلى الّله عليه وسلم قال‪ :‬ملعون مككن سككأل‬
‫بوجه الّله‪ ،‬وملعون من ُيسأل بوجه الّله فيمنع سائله‪ ،‬ولبي داود والنسككائي‪،‬‬
‫وصححه ابن حبان‪ ،‬وقال الحاكم‪ :‬إنه علككى شككرط الشككيخين عككن ابككن عمككر‬
‫رفعه في حديث‪ :‬من سأل بالّله فأعطوه‪ ،‬وللككديلمي عككن الحسككن بككن علككي‬
‫مرفوعًا‪ :‬من سألكم بوجه الّله فأعطوه‪.‬‬

‫)‪ (1324‬حديث‪ :‬ل يعد من العمر إل أوقات الخير‪ ،‬كلم صككحيح‪ ،‬وقككد‬
‫روينا في ثاني المجالسة للدينوري من حديث يحيى بككن ضككريس قككال‪ :‬قككال‬
‫بعض الحكماء‪ :‬إن الناس سمعوا بالّله ولم يعرفوه‪ ،‬قككال‪ :‬وكككان يقككال‪ :‬إنمككا‬
‫لك من عمرك ما أطعت الّله فيه‪ ،‬فأما ما عصيته فل تعده عمرًا‪.‬‬

‫)‪ (1325‬حديث‪ :‬ل يعذب الّله بمسألة اختلف فيها‪ ،‬أظنه من كلم بعض‬
‫السلف‪ ،‬وقول عمر بن عبككد العزيككز الماضككي فككي اختلف أمككتي رحمككة‪ :‬مككا‬
‫سرني لو أن أصحاب محمد صلى الّله عليه وآله وسلم لم يختلفوا‪ ،‬لنهم لككو‬
‫لم يختلفوا لم يكن رخصة‪ ،‬مع قول غيره مما ذكر هناك‪ ،‬يشهد لككه ول أصككل‬
‫له في المرفوع)‪.(1‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫)‪ (1‬بل هو من القواعد العامة كما قالوا من شرط النهي عن المنكككر أن يكككون مجمعكا ً‬
‫عليه‪.‬‬

‫)‪ (1326‬حديث‪ :‬ل يغني حذر من قدر‪ ،‬أحمد والحاكم عن عائشة بككه‬
‫مرفوعًا‪ ،‬ومضى مع غيره في‪ :‬الدعاء يرد البلء‪.‬‬

‫)‪ (1327‬حديث‪ :‬ل يكثر همك‪ ،‬ما يقدر يكن‪ ،‬وما ترزق يأتك‪ ،‬قاله لبن‬
‫مسكعود‪ ،‬أبكو ُنعيكم مكن حكديث خالكد بكن رافكع‪ ،‬وهكو مختلكف فكي صكحبته‪،‬‬
‫والصبهاني في ترغيبه من رواية مالك بن عمككرو المعككافري بككه مرس كل ً ]ص‬
‫‪.[472‬‬

‫)‪ (1328‬حديث‪ :‬ل يكذب الكاذب إل من مهانة نفسه عليه‪ ،‬الديلمي عن‬
‫أبي هريرة به مرفوعًا‪.‬‬

‫)‪ (1329‬حديث‪ :‬ل يلدغ المؤمن من جحر واحد مرتين‪ ،‬الشيخان وأبو‬
‫داود وابن ماجه والعسكري‪ ،‬كلهم من حديث عقيل عن الزهككري عككن سككعيد‬
‫بككن المسككيب عككن أبككي هريككرة بككه مرفوعككًا‪ ،‬لكككن ليككس عنككد ابككن مككاجه‬
‫والعسكري‪ :‬واحد‪ ،‬وهو عند مسلم أيضكا ً مككن طريككق ابككن أخككي ابككن شككهاب‬
‫الزهري عن عمه به مثله‪ ،‬وتابعهما سعيد بن عبد العزيككز أن هشككام بكن عبككد‬
‫الملك قضى عككن الزهككري سككبعة آلف دينككار فقككال هشككام للزهككري‪ :‬ل تعككد‬
‫لمثلها‪ ،‬فقال الزهري‪ :‬يا أمير المؤمنين حدثني سعيد‪ ،‬وذكره بلفظ‪ :‬ل يلسككع‬
‫المؤمن من جحر مرتين‪ ،‬وكككذا تككابعهم يككونس عككن الزهككري وهككو الصككواب‪،‬‬
‫وخالفهم زمعة بن صالح حيث رواه عن الزهري فقال‪ :‬عككن سككالم عككن ابككن‬
‫عمر بلفظ‪ :‬ل يلدغ المؤمن من جحر مرتين‪ ،‬أخرجه القضاعي وتككابعه صككالح‬
‫بن أبي الخضر عن الزهري‪ ،‬لكن صكالح وزمعكة ضكعيفان‪ ،‬وفكي البكاب عكن‬
‫عمرو بن عوف المزني عند الطبراني في الكبير والوسط‪ ،‬وقكد تكلكم علككى‬
‫الحديث العسكري في أوائل المثال‪ ،‬وذكر سببه‪ ،‬وكذا وقع عند ابن إسككحاق‬
‫ن عليككه النككبي صككلى الل ّككه‬
‫أن أبا عزة عمرو بن عبد الّله الجمحي كان قككد مك ّ‬
‫ن عليه من أسارى بدر‪ ،‬فلما رجع كان ممككن ظككاهر‬ ‫عليه وآله وسلم فيمن م ّ‬
‫في وقعة أحد‪ ،‬فظفر به النبي صككلى الل ّككه عليككه وسككلم بعككد الوقعككة‪ ،‬فقككال‪:‬‬
‫أقلني يا محمد‪ ،‬قال‪ :‬ل والّله ل تمسح عارضيك بمكة‪ ،‬تقول خككدعت محمككدا ً‬
‫مرتين‪ ،‬ثم أمر بضرب عنقه‪ ،‬قال سعيد بن المسيب‪ :‬وفيه قال النككبي صككلى‬
‫الّله عليه وآله وسلم‪ :‬ل يلدغ مؤمن من جحككر مرتيككن‪ ،‬وإليككه الشككارة بقككول‬
‫يعقوب في قصة ابنه يوسف عليهما الصلة والسلم }هل آمنكككم عليككه كمككا‬
‫أمنتكم على أخيه من قبل{‪.‬‬

‫)‪ (1330‬حديث‪ :‬ل يمل جوف ابن آدم إل التراب‪ ،‬في‪ :‬لو كان لبن آدم‪.‬‬

‫)‪ (1331‬حديث‪ :‬لن تغدو فتتعلم بابا ً من العلم خير لك من أن تصلي‬


‫مائة ركعة‪ ،‬أبو عمر ابن عبد البر في فضل العلم له عن أبي ذر به مرفوعككًا‪،‬‬
‫وأصله عند ابن ماجه والطبراني في الوسط‪ ،‬بلفظ‪ :‬باب مككن العلككم يتعلمكه‬
‫الرجل خير له من مائة ركعة ]ص ‪.[473‬‬
‫حرف الياء الخيرة‬

‫)‪ (1332‬حديث‪ :‬يا خيل الّله اركبي‪ ،‬أبو الشيخ في الناسخ والمنسوخ‬
‫من طريق أبي حمزة السكري عن عبد الكريم حدثني سككعيد بككن جككبير عككن‬
‫قصة المحاربين‪ ،‬قال‪ :‬كان نككاس أتككوا رسككول الل ّككه صككلى الل ّككه عليككه وسككلم‬
‫فقالوا‪ :‬نبايعك على السلم‪ ،‬فذكر القصة‪ ،‬وفيها‪ :‬فأمر النبي صلى الّله عليه‬
‫وسلم فنودي في الناس‪ :‬يا خيل الّله اركبي‪ ،‬فركبوا ل ينتظر فارس فارسككًا‪،‬‬
‫وللعسكري من حديث عبد الّله بن المثنى عن ثمامة عككن أنككس فككي حككديث‬
‫ذكره‪ ،‬قال‪ :‬فنادى منادي رسول الّله صلى الل ّككه عليككه وسككلم‪ :‬يككا خيككل الل ّككه‬
‫اركبي‪ ،‬ومن حديث يوسف بن عطية عن ثابت عن أنس أن النبي صلى الّلككه‬
‫عليه وسلم قال لحارثة ابن النعمان‪ :‬كيف أصبحت؟ الحديث‪ .‬وفيه أنه قككال‪:‬‬
‫يا نبي الّله ادع الّله لي بالشهادة‪ ،‬فدعا له‪ ،‬قال‪ :‬فنودي يوما ً بالخيل يككا خيككل‬
‫الّله اركبي قال‪ :‬فكان أول فارس ركب‪ ،‬وأول فارس استشككهد‪ ،‬ولبككن عككائذ‬
‫في المغازي عن الوليد بن مسلم عن سعيد بن بشير عن قتككادة قككال‪ :‬بعككث‬
‫رسول الّله صلى الّله عليككه وسككلم يككومئذ يعنككي يككوم قريظككة يككوم الحككزاب‬
‫مناديا ً ينادي‪ :‬يا خيل الّله اركبي‪ ،‬وعزى السهيلي في غزوة حنين من الروض‬
‫هذه اللفظة لصحيح مسلم فيحرر‪ ،‬نعم عند ابن إسحاق ومن طريقه البيهقي‬
‫في الدلئل حدثني عاصم بن عمر بن قتادة وعبد الّله بن أبي بكككر بككن حككزم‬
‫وغيرهما‪ ،‬قالوا‪ :‬لما قدم رسول الّله صلى الّله عليه وسلم إلى بنككي لحيككان‪،‬‬
‫فذكر حديث إغارة بني فزارة على لقاح النبي صلى الّله عليككه وسككلم صككرخ‬
‫في المدينة‪ :‬يا خيل الّله اركبوا‪ ،‬وجاءت أحاديث عن علي وخالككد بككن الوليككد‪،‬‬
‫ففي المستدرك للحاكم في قصة أويس من حديث أبي نضرة عن أسير بككن‬
‫جابر‪ ،‬فذكر القصة‪ ،‬وقال في آخرها‪ :‬فنادى علي‪ :‬يا خيل الل ّككه اركككبي‪ ،‬وفككي‬
‫الردة للواقدي من رواية عاصم بن عمر عككن محمككود بككن لبيككد أن خالككد بككن‬
‫الوليد قال لصحاب يوم اليمامة‪ :‬يا خيل الّله اركبي فركبوا وساروا إلى بنككي‬
‫حنيفة‪ ،‬وقال أبو داود في السنن‪ :‬باب النداء عند النفير‪ :‬يا خيل الّله اركككبي‪،‬‬
‫وساق في الباب حديث سمرة بن جندب أن النككبي صككلى الل ّككه عليككه وسككلم‬
‫سمى خيلنا خيل الّله‪ ،‬وللعسكري من حديث موسى بككن نفيككع الحككارثي عككن‬
‫مشيخة من قومه أن النبي صلى الّله عليه وسلم قال‪ :‬الناة في كككل شككيء‬
‫خير إل في ثلث‪ :‬إذا صيح في خيل لّله ]ص ‪ [474‬فكونوا أول من يشككخص‪،‬‬
‫وذكر حديثًا‪ ،‬قال العسكككري‪ :‬قككوله يككا خيككل الل ّككه اركككبي‪ ،‬هككذا علككى المجككاز‬
‫والتوسع‪ ،‬أراد‪ :‬يا فرسان خيل الّله اركبي‪ ،‬فاختصر لعلم المخاطب بما أراد‪.‬‬

‫)‪ (1333‬حديث‪ :‬يا سارية الجبل الجبل‪ ،‬قاله عمر بن الخطاب‪ ،‬وهككو‬
‫يخطب يوم جمعة‪ ،‬حيث وقع في خاطره أن الجيش الذي أرسله مع أسككامة‬
‫إلى فارس لقى العدو‪ ،‬وهككم فككي بطككن واد وقككد همككوا بالهزيمككة‪ ،‬وبككالقرب‬
‫منهم جبل فقال ذلك في أثناء خطبته‪ ،‬ورفع بها صوته فألقاه الّله فككي سككمع‬
‫سارية‪ ،‬فانحاز بالناس إلى الجبل‪ ،‬وقاتلوا من جانب واحد ففتح الل ّككه عليهككم‪،‬‬
‫أخرج القصة الواقكدي عكن أسكامة بكن زيكد بكن أسكلم عكن أبيكه عكن عمكر‪،‬‬
‫وأخرجها سيف مطولة عن أبي عثمان وأبي عمر وابن العلء عككن رجككل مككن‬
‫بني مازن فككذكرها‪ ،‬وهككي عنككد الككبيهقي فككي الككدلئل والللكككائي فككي شككرح‬
‫السنة‪ ،‬والدير عاقولي في فوائده‪ ،‬وابن العرابي فكي كرامكات الوليكاء مكن‬
‫طريق ابن وهب عن يحيى بن أيوب عن ابن عجلن عن نافع عن ابككن عمككر‪،‬‬
‫قال‪ :‬وجه عمر جيشا ً وولى عليهم رجل ً يككدعى سككارية‪ ،‬فبينمككا عمككر يخطككب‬
‫جعل ينادي‪ :‬يا سارية الجبل ثلثًا‪ ،‬ثم قدم رسول الجيش فسأله عمر‪ ،‬فقال‪:‬‬
‫يا أمير المؤمنين هزمنا فبينما نحن كذلك‪ ،‬إذ سككمعنا صككوتا ً ينككادي يككا سككارية‬
‫الجبل ثلثًا‪ ،‬فأسندنا ظهورنا إلى الجبل فهزمهم الّله‪ ،‬قال‪ :‬فقيككل لعمككر إنككك‬
‫كنت تصيح هكذا‪ ،‬وهكذا ذكره حرملة في جمعه لحديث ابن وهب‪ ،‬وهككو كمككا‬
‫قال شيخنا إسناد حسن)‪ ،(1‬ولبن مردويه من طريق ميمون بن مهران عككن‬
‫ابن عمر عن أبيه أنه كان يخطب يوم الجمعة فعرض في خطبته أن قال‪ :‬يككا‬
‫سارية الجبل من استرعى الذئب ظلم‪ ،‬فالتفت النككاس بعضككهم إلككى بعككض‪،‬‬
‫فقال لهم علي‪ :‬ليخرجن مما قال‪ ،‬فلما فرغ سألوه‪ ،‬فقال‪ :‬وقككع فككي خلككدي‬
‫أن المشركين هزموا إخواننا‪ ،‬وأنهم يمرون بجبل‪ ،‬فإن عدلوا إليه قاتلوا مككن‬
‫وجه واحد‪ ،‬وإن جاوزوا هلكوا‪ ،‬فخرج مني ما تزعمون أنكم سمعتموه‪ ،‬قككال‪:‬‬
‫فجاء البشير بعد شهر‪ ،‬وذكر أنهم سمعوا صوت عمر في ذلككك اليككوم‪ ،‬قككال‪:‬‬
‫فعدلنا إلى الجبل ففتح الّله علينا‪ ،‬وقد أفرد لطرقه الحافظ القطككب الحلككبي‬
‫جزءًا‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫)‪ (1‬بل صححه ابن تيمية وحمل ذلك على أنه من فعل الجن‪ ،‬وهو تحريف بالغ‪.‬‬

‫)‪ (1334‬حديث‪ :‬يا شيخ إن أردت السلمة فاطلبها في سلمة غيكرك‬


‫منك‪] ،‬ص ‪ [475‬ابن السمعاني في الذيل قال‪ :‬سمعت أبا القاسم حيدر بككن‬
‫محمود الشيرازي الخالدي يقول‪ :‬سمعت المام أبا إسحاق الشيرازي يقول‪:‬‬
‫رأيت النبي صلى الّله عليه وسلم في المنام‪ ،‬فسألته عن حديث أسمعه منه‬
‫وأرويه عنه‪ ،‬فقال لي‪ :‬يا شيخ‪ ،‬وذكره‪.‬‬

‫)‪ (1335‬حديث‪ :‬يا صفراء يا بيضاء غري غيري‪ ،‬هو من قول علي رضي‬
‫الّله عنه‪ ،‬فروى المام أحمد في مناقبه من حديث علككي بككن ربيعككة أن علي كا ً‬
‫رضي الّله عنه جاءه ابن النباح فقال‪ :‬يا أمير المؤمنين امتل بيت المككال مككن‬
‫صفراء وبيضاء قال‪ :‬الّله أكبر‪ ،‬وقام متوكئا ً على ابن النبككاح حككتى قككام علككى‬
‫بيككت المككال‪ ،‬وأمككر فنككودي فككي النككاس وأعطككى جميككع مككا فككي بيككت المككال‬
‫للمسلمين وهو يقول‪ :‬يا صفراء يا بيضكاء غكري غيكري هاؤمكا حكتى مكا بقكي‬
‫دينار ول درهم‪ ،‬هاؤما وللجمع هاؤم‪ ،‬وغير الخطابي يجيز فيه السكككون علككى‬
‫حذف العوض وينزله منزلة ها التي للتنبيه‪.‬‬

‫)‪ (1336‬حديث‪ :‬يا علي إذا تزودت فل تنس البصل‪ ،‬كذب بحت‪ ،‬ونحوه‬
‫ما أورده الديلمي في فردوسه بل سند عن عبد الل ّككه بككن الحككارث النصككاري‬
‫أخي جويرية مرفوعًا‪ :‬عليكم بالبصل فإنه يطيب النطفة ويصح الولد‪.‬‬

‫)‪ (1337‬حديث‪ :‬يا ويل من نال الغنى بعد فاقة‪ ،‬ليس بحديث‪ ،‬بل هو‬
‫كلم‪ ،‬وليس على إطلقه)‪ ،(1‬وإن قيل‪:‬‬
‫سل الخير أهل الخير قدما ول تسل * فتى ذاق طعم العيش منذ قريب‬
‫‪-------------------‬‬
‫)‪ (1‬وفي المجالسة للدينوري عن سفيان الثككوري قكال‪ :‬أوحككى الّلكه إلكى موسككى عليككه‬
‫السلم‪ :‬لن تدخل يديك إلى المنكبين في فم التنين خير من أن ترفعهما إلى ذي نعمككة‬
‫قد عالج الفقر‪.‬‬

‫)‪ (1338‬حديث‪ :‬يخف الموقف للحساب على أمتي حتى يكككون أخككف‬
‫عليهم من صلة مكتوبة‪ ،‬وتخف عليهم النككار حككتى تكككون كحككر الحمككام‪ ،‬أمككا‬
‫الجملة الولى فهي عند أحمكد وأبكي يعلكى فكي مسكنديهما مكن حكديث أبكي‬
‫سعيد الخككدري مرفوعكًا‪ :‬والككذي نفسككي بيككده إن يككوم القيامككة ليخككف علككى‬
‫المؤمن‪ .‬وذكره‪ ،‬ولبن المبارك عن معمر عن قتادة عن زرارة بن أوفى عن‬
‫أبي هريرة أنه قال‪ :‬يقصر يومئذ على المؤمنين حتى يكككون كككوقت الصككلة‪،‬‬
‫ومثله ل يقال رأيا ً فهو شاهد لما تقدم‪ ،‬وأما ]ص ‪ [476‬الجملككة الثانيككة فقككد‬
‫سلفت في الهمزة في‪ :‬إنما حر جهنم‪ .‬وهنككاك أيضكًا‪ :‬إن حظهكا طككول بلئهكا‬
‫تحت التراب‪ ،‬وثبت‪ :‬إن الّله عز وجل يميتهم إماتة‪ ،‬وهو شاهد لها‪.‬‬

‫)‪ (1339‬حديث‪ :‬يد عدوك إذا لم تقدر على قطعها قبلها‪ ،‬هو في ثامن‬
‫عشر المجالسة عن المنصككور‪ :‬إذا مككد إليككك عككدوك يككده فككإن قككدرت علككى‬
‫قطعها‪ ،‬وإل فقبلها‪.‬‬

‫)‪ (1340‬حديث‪ :‬يرقص للقرد في دولته‪ ،‬قال منصور بن الزهر‪ :‬أتيت‬


‫باب المأمون فإذا ابن خميصة قد خرج واللواء بيككن يككديه‪ ،‬فثنككى رجلككه علككى‬
‫معَْرفة دابته‪ ،‬وأنشأ يقول‪:‬‬
‫كم من رفيع القدر قد وضك * كع )وضع( الدهر وكم ذي مهانة رفعه‬
‫قد يجمع المال غير آكله * ويأكل المال غير جامعه‬
‫فارض من الدهر ما أتاك به * من قر عينا ً بعيشه نفعه‬
‫قال منصور‪ :‬فلما كان فككي خلفككة المنتصككر‪ ،‬ولككى أيض كا ً فككوافقته فككي ذلككك‬
‫الموضع‪ ،‬ففعل فعله الول وأنشد‪:‬‬
‫جفانه‬
‫وقائد يحف في أعوانه * مثل حفيف الهيف في أ ْ‬
‫فإن تلقاك بعدوانه * وخفت منه الجور في أوانه‬
‫فاسجد لقرد السوء في زمانه * وداره ما دام في سلطانه‬
‫انتهى‪ ،‬وقد كانت للقرود حقيقة دولة‪ ،‬فحكى المقريزي أن محمد بن إسحاق‬
‫ابن محمد قاضي مدينة لمو غربككي مقدشككوه ‪ -‬ووصككفه بككالعلم مككع العبككادة‬
‫والنسك ‪ -‬وأنه لقيه بمكة في سنة تسع وثلثين وثمانمائة قال له‪ :‬إن القردة‬
‫غلبككت علككى مقدشككوه مككن نحككو سككنة ثمانمككائة بحيككث ضككايقت النككاس فككي‬
‫مساكنهم وأسواقهم‪ ،‬وصارت تأخذ الطعام من الواني وغيرها‪ ،‬وتهجم علككى‬
‫الناس في الدور‪ ،‬وتأخذ ما تجده من آنية‪ ،‬حككتى أن صككاحب تلككك الككدار يتبككع‬
‫القرد ويتلطف به فككي رد النكاء‪ ،‬فيكرده بعكد أكككل مكا فيكه‪ ،‬وإذا وجكد امككرأة‬
‫منفردة وطئها‪ ،‬ومن عادة ملكها أن أرباب دولته يقفككون تحككت قصككره‪ ،‬فككإذا‬
‫تكاملوا فتحت طاقة بأعله‪ ،‬فيقبلون الرض ثككم يرفعككون رؤوسككهم فيجككدون‬
‫الملك قد أشرف عليهم من تلك الطاقة‪ ،‬فيأمر وينهي‪ ،‬فلما كككان ]ص ‪[477‬‬
‫في بعض اليككام كككان المشككرف عليهككم قككردا ً قككال‪ :‬وتمككر القككردة طككوائف‪،‬‬
‫طوائف‪ ،‬كل طائفة لها كككبير يقككدمها‪ ،‬وهككي تابعككة لككه بتككؤدة وترتيككب‪ ،‬قككال‪:‬‬
‫فيرون ذلك عقوبة من الّله لهم‪ ،‬انتهى‪ .‬والّله أعلم بصحة ذلك‪.‬‬

‫)‪ (1341‬حديث‪ :‬يساق إلى مصر كل قصير العمر‪ ،‬أبو ُنعيم في الطب‪،‬‬
‫والطبراني في الكبير‪ ،‬وابن شاهين وابن السكن في الصككحابة‪ ،‬وابككن يككونس‬
‫ي بن رباح عن أبيككه عككن جككده ربككاح‬ ‫وغيرهم‪ ،‬كلهم من طريق موسى بن ع ُل َ ّ‬
‫رفعه‪ :‬إن مصر ستفتح بعدي‪ ،‬فانتجعوا خيرها ول تتخككذوها دارًا‪ ،‬فككإنه يسككاق‬
‫إليها أقل الناس أعمككارًا‪ ،‬لفككظ الوليككن‪ ،‬وكككذا الثككالث لكنككه قككال‪ :‬إن مصككرا ً‬
‫وقال‪ :‬خيرًا‪ ،‬وقال‪ :‬سيساق‪ ،‬وأما ابن يونس فلفظه‪ :‬إن مصر سككتفتح بعككدي‬
‫فانتزعوا خيرها‪ ،‬ول تتخذوها قرارًا‪ ،‬والباقي مثله‪ ،‬وقال عقبه‪ :‬إنه منكر‪ ،‬وقد‬
‫أعاذ الّله موسى أن يحدث بمثل هذا‪ ،‬فهو كان أتقى لّله من ذلك‪ ،‬وتبعه ابككن‬
‫الجوزي فأورده في الموضوعات‪ ،‬وقال البخاري‪ :‬إنه ل يصح‪.‬‬

‫)‪ (1342‬حديث‪ :‬يس لما قرئت له‪ ،‬ل أصل له بهذا اللفظ‪ ،‬وهككو بيككن‬
‫جماعة الشيخ إسماعيل الجبرتي باليمن‪ ،‬قطعي‪.‬‬
‫)‪ (1343‬حديث‪ :‬يشيب‪ ،‬في‪ :‬يهرم قريبًا‪.‬‬

‫)‪ (1344‬حديث‪ :‬يصوم أهل قباء‪ ،‬يقال حين يرى الهلل بمكان دون آخر‬
‫إذا اختلفت المطالع‪ ،‬وهو شيء ما علمته‪ ،‬ولكن حككديث مسككلم عككن كريككب‪:‬‬
‫تراءينا الهلل بالشام ليلة الجمعة ثم قدمت المدينة فقال ابككن عبككاس‪ :‬مككتى‬
‫رأيتم الهلل؟ قلت‪ :‬ليلة الجمعة فقال‪ :‬أنت رأيتككه؟ قلككت‪ :‬نعككم ورآه النككاس‬
‫وصاموا وصام معاوية‪ ،‬فقال‪ :‬لكنا رأيناه ليلة السككبت فل نككزال نصككوم حككتى‬
‫نكمل ثلثين أو نراه‪ ،‬فقلت‪ :‬أو ل نكتفككي برؤيككة معاويككة وصككيامه‪ ،‬فقككال‪ :‬ل‪،‬‬
‫هكذا أمرنا رسول الّله صلى الّله عليه وآله وسلم‪ ،‬شاهد للحكم‪.‬‬

‫)‪ (1345‬حديث‪ :‬يطبع المؤمن على كل خلة غير الخيانة والكذب‪ ،‬في‪:‬‬
‫الكذب مجانب لليمان ]ص ‪.[478‬‬

‫)‪ (1346‬حديث‪ :‬يعجب ربك من شاب ليست له صبوة‪ ،‬في‪ :‬إن الل ّككه‬
‫يحب الشاب‪.‬‬

‫)‪ (1347‬حديث‪ :‬يغفر للحاج ولمن استغفر له الحاج‪ ،‬البزار والطبراني‬


‫في الصغير عن أبي هريرة به مرفوعًا‪ ،‬وهو عنككد ابككن خزيمككة فككي صككحيحه‪،‬‬
‫والحاكم في مستدركه‪ ،‬والبيهقي‪ ،‬بلفظ‪ :‬الّلهم اغفر للحاج ولمن استغفر لككه‬
‫الحاج‪ ،‬وقال الحاكم‪ :‬إنه على شرط مسلم‪ ،‬وتعقب بكأن فكي سكنده شكريكا ً‬
‫القاضي‪ ،‬ولم يخرج له إل في المتابعات‪ ،‬ولكككن لككه شككاهد عنككد الككتيمي فككي‬
‫ترغيبه عن مجاهد‪ .‬مرسل‪ .‬ونحوه ما عند أحمد في مسنده عن أبي موسككى‬
‫الشعري قال‪ :‬إذا رجع ‪ -‬يعني الحاج ‪ -‬من الحج المبرور رجككع وذنبككه مغفككور‬
‫ودعاؤه مستجاب‪ ،‬إلى غير ذلك من الثار حسبما بينته في المالي‪ ،‬بككل عنككد‬
‫أحمككد أيض كا ً مككن حككديث ابككن عمككر مرفوع كًا‪ :‬إذا لقيككت الحككاج فسككلم عليككه‬
‫وصافحه‪ ،‬ومره أن يستغفر لك قبل أن يدخل بيته فإنه مغفككور لككه‪ ،‬ولمسككدد‬
‫في مسنده وأبي الشيخ في الثواب وغيرهما عن عمر أنه قال‪ :‬يغفككر للحككاج‬
‫ولمن يستغفر له الحاج بقية ذي الحجككة والمحككرم وصككفر وعشككرا ً مككن ربيككع‬
‫الول‪ ،‬وهو من رواية ليث بن أبي سككليم ‪ -‬وهككو ضككعيف ‪ -‬عككن المهككاجر بككن‬
‫عمرو الشامي عن عمر وهو ‪ -‬فيما أظن ‪ -‬منقطع‪ ،‬ويشككهد لككه مككا جككاء عككن‬
‫يوسف بن أسباط عن ياسين الزيات ‪ -‬وهو ضعيف ‪ -‬أنككه قككال‪ :‬يغفككر للحككاج‬
‫ولمن استغفر له الحاج في ذي الحجة والمحرم وصفر وعشككرين مككن ربيككع‪،‬‬
‫أورده الدينوري في الجزء الثامن عشككر مككن مجالسككته‪ ،‬ومثلككه ل يقككال رأيكا ً‬
‫فحكمه ‪ -‬إن ثبت ‪ -‬الرفع‪ ،‬ويمكن أن تكون حكمته أن أكثر الحاج يصككل إلككى‬
‫مكة في أول ذي الحجة أو قبله بيسككير‪ ،‬ومعلككوم أن الحسككنة بعشككر أمثالهككا‬
‫فيجعل لكل يوم من عشر ذي الحجة ‪ -‬ما عكدا يكوم الوقكوف لمزيكد الثكواب‬
‫فيه ‪ -‬عشرة أيام‪ ،‬فبلغ ذلك تسعين يومًا‪ ،‬القكدر المككذكور فكي حكديث عمكر‪،‬‬
‫ويحتمل أن يكون ذلك أقصى زمن ينتهي فيه القاصد مكككة بعككد حجككه‪ ،‬لبلككده‬
‫غالبًا‪ ،‬وأما ما أورده الديلمي في الفردوس بل إسناد ‪ -‬ولم يقف له ولككده ول‬
‫شيخنا على سند ‪ -‬عن علي رفعه‪ :‬يغفككر للحكاج ولهككل بيكت الحكاج ولقرابكة‬
‫الحاج ولعشيرة الحاج ولمن شيع الحاج ولمن استغفر له الحاج أربعككة أشككهر‬
‫]ص ‪ [479‬عشرون بقية ذي الحجة والمحرم وصفر وربيع الول وعشر مككن‬
‫ى‪ ،‬كمككا‬ ‫ً‬
‫ربيع الخر‪ ،‬فليس عليه رونق ألفاظ النبوة‪ ،‬بل هو ركيك لفظ كا ومعن ك ً‬
‫بينته في بعض الجوبة‪.‬‬

‫)‪ (1348‬حديث‪ :‬يقول الّله عز وجل وسعني في‪ :‬ما وسعني‪ ،‬من الميم‪.‬‬
‫)‪ (1349‬حديث‪ :‬يقي الحر الذي يقي البرد‪ ،‬معناه صحيح‪ ،‬وقد يشير إليه‬
‫قوله تعالى }سرابيل تقيكم الحر{ قال أبو عبيد‪ :‬قمصككا‪ ،‬وعككن قتككادة قككال‪:‬‬
‫القطن والكتان‪.‬‬

‫)‪ (1350‬حديث‪ :‬اليمين على نية المستحلف‪ ،‬مسلم وابن ماجه عن أبي‬
‫هريرة‪.‬‬

‫)‪ (1351‬حديث‪ :‬ينزل الّله على هذا البيت كل يوم وليلة عشرين ومائة‬
‫رحمة ستون للطائفين وأربعون للمصلين وعشرون للناظرين‪ ،‬الطبراني في‬
‫معاجيمه‪ ،‬والزرقي وآخرون كالبيهقي في الشككعب‪ ،‬والحككارث فككي مسككنده‪،‬‬
‫ولفظ بعضهم‪ :‬مائة رحمة فسككتون للطككائفين وعشككرون لهككل مكككة ومثلهككا‬
‫لسككائر النككاس‪ ،‬وحسككنه المنككذري‪ ،‬ثككم العراقككي‪ ،‬وتكلمككت عليككه فككي بعككض‬
‫الجوبة‪ ،‬بل أمليت عليه بمكة جزءا ً فيه فوائد ومهمات‪.‬‬

‫)‪ (1352‬حديث‪ :‬يهرم ابن آدم ويبقى منه اثنتان الحرص والمل‪ ،‬متفق‬
‫عليه من حديث شعبة عن قتادة عن أنس مرفوعًا‪ ،‬وفي البككاب عككن سككمرة‬
‫ب منه‪.‬‬
‫ش ّ‬
‫وغيره‪ ،‬وفي لفظ‪ :‬يشيب ابن آدم وي َ ِ‬

‫)‪ (1353‬حديث‪ :‬يؤجر المرء على رغم أنفه‪ ،‬هو معنى قوله صلى الّله‬
‫عليه وسلم‪ :‬عجب ربنككا عككز وجكل مكن قككوم يقكادون للجنكة فككي السلسكل‪،‬‬
‫ونحوه‪ :‬حفت الجنة بالمكاره‪.‬‬

‫)‪ (1354‬حديث‪ :‬يوم الربعاء يوم نحس مستمر‪ ،‬الطبراني في الوسط‬


‫عن جابر‪ ،‬ويروى المر باجتناب الحجامة يوم الربعاء‪ ،‬فإنه اليوم الذي أصيب‬
‫فيه أيوب بالبلء‪ ،‬وما يبدأ جذام ول برص إل يككوم الربعككاء‪ ،‬وليلككة ]ص ‪[480‬‬
‫الربعاء‪ ،‬أخرجه ابن ماجه والحاكم في المستدرك من حديث ابن عمر بسند‬
‫ضعيف‪ ،‬وقال الحاكم ما معناه‪ :‬إنه صح موقوفًا‪ ،‬وفي الباب أيضكا ً عككن علككي‬
‫وأنس أخرجه ابن مردويه في التفسير‪ ،‬وأسككانيدها واهيككة‪ ،‬ويككروى فككي أيككام‬
‫السبوع من المرفوع‪ :‬يوم السبت يوم مكر وخديعككة‪ ،‬ويككوم الحككد يككوم فيككه‬
‫غرس وبنككاء‪ ،‬والثنيككن يكوم سككفر وطلككب رزق‪ ،‬والثلثككاء يككوم حديككد وبككأس‪،‬‬
‫والربعاء يوم ل أخذ ول عطاء‪ ،‬والخميس يوم طلب الحككوائج‪ ،‬والجمعككة يككوم‬
‫خطبة النكاح‪ ،‬أخرجه أبو يعلى من حديث ابن عباس‪ ،‬وهو ضككعيف‪ .‬وأخرجككه‬ ‫ِ‬
‫تمام في فوائده‪ ،‬ولكن رويناه في جزء أبي بكر ابن البندار النباري من جهة‬
‫عطاء بن ميسرة عن عطاء ابن أبي رباح عن عائشككة رضككي الل ّككه عنهككا أنهككا‬
‫ي يخرج فيه مسافري‪ ،‬وأنكح فيه وأختككن فيككه صككبي‬ ‫قالت‪ :‬أن أحب اليام إل ّ‬
‫يوم الربعاء‪ .‬ويعزى لصاحب هداية الحنفية أنه كان يوقف بداية السبق علككى‬
‫يوم الربعاء‪ ،‬وينسب إلى النبي صلى الّله عليه وسلم أنه‪ :‬ما بدء بشيء فيككه‬
‫إل تم‪ ،‬قلت‪ :‬واقتفى صنيعه هذا جماعة‪ ،‬وعند أبي داود والطبراني عككن أبككي‬
‫الدرداء رفعه‪ :‬يوم الثلثاء يوم دم‪ ،‬وفيه ساعة من احتجم فيها لم يرقأ‪ ،‬يعني‬
‫دمه‪ .‬وكذا في يوم الجمعة خصوصيات زائدة أفردها ابن عساكر فككي مجلككد‪،‬‬
‫وفي غيره من أيام السبوع ما ل نطيل به‪.‬‬

‫)‪ (1355‬حديث‪ :‬يوم صومكم يوم نحركم‪ ،‬ل أصل له كما قاله أحمككد‬
‫وغيره‪.‬‬

‫)‪ (1356‬حديث‪ :‬يوم القيامة على المؤمنين كقدر ما بين الظهر والعصر‪،‬‬
‫الديلمي في مسنده عن أبي هريرة به مرفوعًا‪ ،‬وله شواهد‪.‬‬
‫وإذ انتهى ما أوردناه مما استحضرناه‪ .‬فيلتحق بذلك ما اشكتهر مكن لقكاء‬
‫بعض الئمة ونحوهم ببعض‪ ،‬وكذا تصانيف تضاف لناس‪ ،‬وقبككور لقككوام ذوي‬
‫جللة‪ ،‬مع بطلن ذلك كله‪ ،‬وأناس يذكرون بين ككثير مكن العكوام بكالعلم إمككا‬
‫مطلقا ً أو في خصوص علم معين‪ ،‬وربما تساهل في ذلككك مككن ل معرفككة لككه‬
‫بذلك العلم تقليدًا‪ ،‬أو استصحب ما كان منصفا ً به ثم زال بككالترك أو تشككاغل‬
‫بما انسلخ به عن الوصف الول‪ ،‬وهو فككي جميككع هككذا كككثير ل ينحصككر‪ ،‬فمككن‬
‫الول قول ابن تيمية‪ :‬مككا اشككتهر مككن أن الشككافعي وأحمككد اجتمعككا بشككيبان‬
‫الراعي وسأله فباطل باتفاق أهل المعرفة‪ ،‬لنهما لم يدركاه‪ ،‬قككال‪ :‬وكككذلك‬
‫ما ذكر من أن الشافعي ]ص ‪ [481‬اجتمع بأبي يوسف عنككد الرشككيد باطككل‪،‬‬
‫فلم يجتمع الشافعي بالرشيد إل بعد مكوت أبككي يوسكف‪ ،‬قكال شكيخنا‪ :‬وككذا‬
‫حّرضككه علككى‬ ‫الرحلة المنسوبة للشافعي إلى الرشيد وأن محمد بن الحسككن َ‬
‫قتلككه‪ ،‬وإن أخرجهككا الككبيهقي فككي منككاقب الشككافعي وغيككره فهككي موضككوعة‬
‫مكذوبة‪ ،‬ومن الثاني قول الميمككوني‪ :‬سككمعت أحمككد بككن حنبككل يقككول‪ :‬ثلث‬
‫كتب ليس لها أصول‪ :‬المغازي والملحم والتفسير‪ ،‬قال الخطيب في جامعه‪:‬‬
‫وهذا محمول على كتب مخصوصة في هذه المعاني الثلثة غير معتمد عليهككا‬
‫لعدم عدالة ناقليها وزيادات القصاص فيها‪ ،‬فأما كتب الملحم فجميعها بهككذه‬
‫الصفة وليس يصح في ذكر الملحم المرتقبة والفتن المنتظرة غيككر أحككاديث‬
‫يسيرة‪ ،‬وأما كتب التفسير فمن أشهرها كتابا الكلبي ومقاتككل ابككن سككليمان‪،‬‬
‫وقد قال أحمد في تفسير الكلبي‪ :‬من أوله إلى آخره كذب‪ ،‬قيككل لككه‪ :‬فيحككل‬
‫النظر فيه؟ قال‪ :‬ل‪ ،‬وأما المغككازي فمككن أشككهرها كتككاب محمككد بككن إسككحاق‬
‫وكان يأخذ عن أهل الكتاب‪ ،‬وقد قال الشافعي‪ :‬كتب الواقدي كككذب‪ ،‬وليككس‬
‫في المغازي أصح من مغازي موسى بن عقبة‪ ،‬انتهى‪.‬‬
‫ومن القبور ما يذكر بجبل لبنان من البقككاع أنككه قككبر نككوح عليككه السككلم‪،‬‬
‫وإنما حدث في أثناء المائة السابعة‪ ،‬والمشهد الككذي ينسككب لبككي بككن كعككب‬
‫بالجانب الشرقي من دمشق مع اتفاق العلماء أنه لم يقدمها‪ ،‬فضل ً عن دفنه‬
‫فيها‪ ،‬والمكان المنسوب لبن عمر رضي الّله عنه من الجبل الذي بالمعلة ل‬
‫يصح من وجه‪ ،‬وإن اتفقوا على أنه توفي بمكة‪ ،‬والمكان المنسوب لعقبة بن‬
‫عامر رضي الّله عنه من قرافة مصككر إنمككا هككو بمنككام رآه بعضككهم بعككد مككدد‬
‫متطاولة‪ ،‬والمكان المنسوب لبي هريرة رضي الّله عنككه بعسككقلن إنمككا هككو‬
‫قبر جندرة بن خيشنة)‪ ،(1‬كما جزم به بعككض الحفككاظ الشككاميين‪ ،‬ولكككن قككد‬
‫جزم ابن حبان وتبعه شيخنا بالول‪ ،‬والمكككان المعككروف بالمشككهد الحسككيني‬
‫بالقاهرة ليس الحسين رضي الّله عنه مدفونا ً فيه باتفككاق‪ ،‬وإنمككا فيككه رأسككه‬
‫فيما ذكر بعض المصريين ونفاه بعضهم‪ ،‬قاله شيخنا‪ .‬ومنهم التقي ابن تيمية‬
‫فقد رأيت له جوابا ً بالغ فيه في إنكار ذلك وأطككال فيككه‪ ،‬والمكككان المعككروف‬
‫بالسيدة نفيسة ابنة الحسن ابن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب الككتي‬
‫وصفها الحافظ العلم البرزالي بأنها خفيرة ديار مصر‪ ،‬وكككان شككيخنا يقككول ‪-‬‬
‫مما ل ينافيه ‪ :-‬ليس بالديار المصرية ]ص ‪ [482‬أفضل من الشككافعي‪ ،‬وهككو‬
‫كككذلك رحمهمككا الل ّككه ونفعنككا ببركاتهمككا‪ ،‬فقككد ذكككر بعككض أهككل المعرفككة أن‬
‫خصوص هذا المحككل الككذي يككزار ليككس هككو قبرهككا‪ ،‬ولكنهككا فككي تلككك البقعككة‬
‫بالتفاق‪ .‬واستيفاء ذلك مع ما بعده يطكول‪ ،‬وهكو جكدير بكإفراده فكي تكأليف‪.‬‬
‫وكنت أردت إدراج كلمات يستعملها الناس في كلمهم لها أصول يرجع إليهككا‬
‫كقولهم‪ :‬أرغم الّله أنفه‪ ،‬استأصل الّله شأفته‪ ،‬أفلح الوجه‪ ،‬قالهككا صككلى الل ّككه‬
‫عليه وسلم لبي قتادة‪ ،‬أكذب من دب ودرج‪ ،‬أنا النذير العريككان‪ ،‬بنككى بككأهله‪،‬‬
‫ترابها ينفع العوينات‪ ،‬الذي قاله الراعي لمن عتبه على المشي خلككف غنمككه‪،‬‬
‫ونظمه الشاعر فقال‪:‬‬
‫تراب قطيع الشاء في عين ربها * إذا ما مشى من خلفهن ذرور‬
‫حمي الوطيس‪ ،‬للحديث شجون‪ ،‬وله قصككة فككي رابككع المجالسككة للككدينوري‪،‬‬
‫ذكرني الطعن وكنت ناسيًا‪ ،‬معناه فكي رابكع المجالسكة أيضكًا‪ ،‬رفكع عقيرتكه‪،‬‬
‫شاهت الوجوه‪ ،‬وهو في الصحيح من قوله صلى الّله عليه وسلم‪ ،‬كككبر حككتى‬
‫صار كأنه قفة‪ ،‬ل يقبل الل ّككه منككه صككرفا ً ول عككد ً‬
‫ل‪ ،‬مككا بككه قلبككة‪ ،‬فككي حككديث‬
‫الرقية‪ .‬ما انتطح فيها شاتان‪ ،‬في المرفوع‪ :‬ما لك بارقة عندي‪ ،‬الذي ضككمنه‬
‫الشاعر قوله‪:‬‬
‫والدمع قد وّفى المنازل عهدها * ريا فما لك يا سحاب بارقه‬
‫وافق شن طبقه‪ ،‬والكثير من ذلك مما قاله النككبي صككلى الل ّككه عليككه وسككلم‪،‬‬
‫ونحوها قصص قوم جرى المثل بأسمائهم نحو رجع بخفي حنيككن‪ ،‬علككى يككدي‬
‫عدل‪ ،‬مواعيد عرقوب‪ ،‬وكذا إدراج أشعار شهيرة ضمنت أحككاديث بعضككها لككه‬
‫أصل‪ ،‬وبعضها ل أصل له‪ ،‬ومن الشق الثاني‪ ،‬ما أسلفته في‪ :‬من استرضككى‪:‬‬
‫إذا اعتذر المسيء إليك يومكًا‪ .‬البيككات‪ ،‬وقككول القككائل ‪ -‬ممككا نسككب لشككيخنا‬
‫وحاشاه من ذلك ‪:-‬‬
‫في قص ظفرك يوم السبت آكلة * تبدو وفيما يليه تذهب البركه‬
‫وعالم فاضل يبدا بتلوهما * وإن يكن في الثلثا فاحذر الهلكه‬
‫ويورث السوء في الخلق أربعها * وفي الخميس الغنى يأتي لمن سلكه‬
‫والعلم والرزق زيدا في عروبتها * عن النبي روينا فاقتفي نسكه ]ص ‪[483‬‬
‫وقول أبي بكر الطولوني الحلبي‪:‬‬
‫وعد الرسول ووعده صدق وقد * جربته لمقّلم يوم الحد‬
‫بهدية تهدى إليه سنية * من عند رب ما له كفوا أحد‬
‫يبدا بتقليم الشهادة منهم * متتابعا ً لتمام عشر في العدد‬
‫وقول آخر ‪ -‬مما قيل أنه عن علي وكذب القائل ‪:-‬‬
‫ابدأ بيمناك وبالخنصر * في قص الظفار واستبصر‬
‫البيات‪ ،‬ومن الشق الول‪:‬‬
‫لم ل نرجى العفو من ربنا * أم كيف ل نطمع في حلمه‬
‫وفي الصحيحين أتى أنه * بعبده أرحم من أمه‬
‫فإنه يشير إلى قوله صلى الّله عليه وسلم‪ :‬لّله أرحم بعباده من هذه بولدها‪،‬‬
‫وقول القائل‪:‬‬
‫قد جاءنا في خبر مسند * عن أحمد المبعوث بالمرحمه‬
‫خلقه فالنار لن تطعمه‬ ‫خلقه * و ُ‬‫سن الرحمن من َ‬ ‫من ح ّ‬
‫فإنه يشير إلى ما عند الطبراني في الوسط عن أبي هريرة رفعه‪ :‬والّله مككا‬
‫حسن الّله خلق رجككل وخلقككه فتطعمككه النككار‪ ،‬ولككه شككواهد بككالمعنى‪ ،‬وقككول‬
‫القائل‪:‬‬
‫يا سيدي عندك لي مظلمة * فاستفت فيها ابن أبي خيثمه‬
‫فإنه يروي عن جده * وجده يروي عن عكرمه‬
‫عن ابن عباس عن المصطفى * المجتبى المبعوث بالمرحمه‬
‫إن انقطاع الخل عن خله * فوق ثلث ربنا حرمه‬
‫فإنه يشير إلى حديث‪ :‬ل يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلث‪ ،‬وقول الخر‪:‬‬
‫]ص ‪[484‬‬
‫مت مسلما ً ومن الذنوب فل تخف * حاشا الموحد أن يرى تعسيرا‬
‫ما جاء أن الّله يخزي مسلما * يوم الحساب ولو أتى مأزورا‬
‫فأما البيت الول فقد أشرت إليه في الصل‪ ،‬وأمككا الثككاني فيمكككن أن يشككير‬
‫إلى حديث‪ :‬ل يستر الّله على عبد في الدنيا إل ستره في الخرة‪ ،‬وفي لفظ‪:‬‬
‫سترتها عليك في الدنيا وأنا أغفرها لك اليوم‪ ،‬إلى غير هككذا ممككا سككبق فككي‪:‬‬
‫الرواح‪ ،‬والتمسوا‪ ،‬ودفن البنات‪ ،‬ومن عرض عليه طيب‪ ،‬ومن عشق‪ ،‬شكيء‬
‫منها مع بيانه‪ ،‬فرأيت ذلك خروجا ً عن المقصككود وإن جككرى فككي الثنككاء ذكككر‬
‫شيء منها‪ ،‬وبالّله التوفيق ]ص ‪.[485‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫)‪ (1‬هو أبو قرصافة الصحابي‬

‫]الباب الثاني‪ :‬الحاديث بحسب ترتيب البواب[‬


‫في ترتيب ما أوردته على البواب حسبما سلف الوعد به وترتيبها هكذا‪:‬‬
‫اليمككان وصككفات المككؤمنين وفككي أثنككائه القككدر والرفككق وتجنككب البككدع‬
‫وعلمات النفاق من الكذب وخلف الوعككد والحسككد مككع الظلككم‪ ،‬ويليككه الدب‬
‫لشكككتماله علكككى ككككثير مكككن الوصكككاف المحمكككودة‪،‬كالسكككلم والصكككمت‪،‬‬
‫والمذمومة‪،‬كالسباب والغيبة‪ ،‬ثككم العلككم ثككم الطهككارة إلككى آخككر العيككدين ثككم‬
‫فضائل القرآن والذكر والدعوات المقيدة وغيرهككا وفيككه الصككلة علككى النككبي‬
‫صلى الّله عليه وسلم والتوبة والستغفار لمناسبة ذلك للعبادات ثككم الجنككائز‬
‫وافتتحته بالطب وختمته بالمواعظ والرقائق‪ ،‬ثم الزكاة‪ ،‬وأدرجت فيه البخككل‬
‫والكرم والزهد واصطناع االمعروف والبر والصككلة ونحوهككا‪ ،‬ثككم الصككيام‪ ،‬ثككم‬
‫الحككج‪ ،‬ثككم الضككاحي والصككيد والطعمككة‪ ،‬ثككم الككبيوع‪ ،‬وفككي أثنككائه السككودان‬
‫والخدم‪ ،‬ثم النكاح والبواب من متعلقاته‪ ،‬ثككم اليمككان‪ ،‬والرضككاع والنفقككات‪،‬‬
‫وفيككه البنككاء زيككادة علككى الكفايككة‪ ،‬واللبككاس والشككربة‪ ،‬والزنككا‪ ،‬واللككواط‪،‬‬
‫والجنايات والحدود‪ ،‬ثم الجهاد‪ ،‬والمارة‪ ،‬والقضككاء‪ ،‬والشككهادات‪ ،‬والفضككائل‪،‬‬
‫والبعث والنشور وما قبل ذلك من الفتن وغيرها‪.‬‬

‫كتاب اليمان‬
‫]انظر تخريج الحاديث وتصحيحها في الباب الول[‬
‫العمال بالنيات‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫نية المؤمن أبلغ من عمله‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫من أخلص لّله أربعين يوما ً ظهرت ينابيع الحكمة على لسانه مككن‬ ‫‪-‬‬
‫قلبه‪،‬‬
‫من سمع سمع الّله به ومن رايا رايا الّله به‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫الرياء الشرك الصغر‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫ّ‬
‫من التمس محامد الناس بسخط الله عاد حامده مككن النككاس لككه‬ ‫‪-‬‬
‫ذامًا‪،‬‬
‫ايش يخفى قال ما ل يكون‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫دع ما يريبك إلى ما ل يريبك‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫اليمان عقد القلب‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫استفت قلبك‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫ما وسعني سمائي ول أرضي ووسعني قلب المؤمن‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫القلب بيت الرب‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫كنت كنزا ً ل أعرف‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫من عرف نفسه فقد عرف ربه‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫لو أنكم دليتم بحبل إلى الرض السفلى لسقط على الّله‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫عرف الحق لهله فيمن قال‪ :‬الّلهم إني أتوب عليك‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫من قال أنا مؤمن فهو كافر‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫عليكم بدين العجائز‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫تفكروا في كل شيء ول تتفكروا في الّله‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫الرضون سبع في كل أرض نبي كنبيكم‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫الكبر ردائي والعظمة إزاري‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫إن رحمتي ]ص ‪ [486‬تغلب غضبي‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫رفع عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫النسيان طبع النسان‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫شفاعتي لهل الكبائر من أمتي‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫بدأ السلم غريبًا‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫طلب الحق غربة‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫من حسن إسلم المرء تركه ما ل يعنيه‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫المؤمنون هينون لينون‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫المؤمن يألف‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫المؤمن غر كريم والفاجر خب لئيم‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫المؤمن كيس فطن‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫أكثر أهل الجنة البله‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫المؤمن ليس بحقود‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫كلكم حارث وكلكم همام‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫المكر والخديعة في النار‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫ليس من خلق المؤمن الملق‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫المؤمن واه راقع‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫ي‪،‬‬
‫المؤمن حلو ّ‬ ‫‪-‬‬
‫قلب المؤمن حلو يحب الحلوة‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫المؤمن يأكل بشهوة عياله‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫الدين النصيحة‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫المؤمن مرآة المؤمن‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫من أكرم أخاه المؤمن فإنما يكرم الّله‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫حب الوطن من اليمان‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫حسن العهد من اليمان‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫ل إيمان لمن ل أمانة له ول دين لمن ل عهد له‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫الشتاء ربيع المؤمن طال ليله فقامه وقصر نهاره فصامه‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫الغضب يفسد اليمان كما يفسد الصبر العسل‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫الحدة تعتري خيار أمتي‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫المؤمن سريع الغضب سريع الرجوع‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫كاد الحليم أن يكون نبيًا‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫إذا لم تستحي فاصنع ما شئت‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫الحياء من اليمان‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫المرء مع من أحب‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫من أحب قوما ً حشر معهم‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫من تشبه بقوم فهو منهم‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫ومن كثر سواد قوم فهو منهم‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫المرء على دين خليله‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫شبه الشيء منجذب إليه‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫الرواح جنود مجندة‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫ما تبعد مصر عن حبيب‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫من أحب شيئا ً أكثر من ذكره‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫حبك الشيء يعمي ويصم‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضًا‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫المرء كثير بأخيه النبي وصاحباه‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫الحزم سوء الظن‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫احترسوا من الناس بسوء الظن‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫من حسن ظنه بالناس كثرت ندامته‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫الثقة بكل أحد عجز‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫أخوك البكري ول تأمنه‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫أخبر تقله‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫ومن هنا‪ :‬الوحدة خير من جليس السوء‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫السلمة في العزلة‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫نعم صومعة المرء بيته‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫الخمول نعمة وكل يأباها‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫خص البلء من عرف الناس‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫يا شيخ إن أردت السلمة فاطلبها في سلمة غيرك منك‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫لو كان المؤمن في جحر فأرة لقيض الّله له فيه من يؤذيه‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫انصر أخاك ظالما ً أو مظلومًا‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫رأس العقل بعد اليمان التودد للناس‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫مداراة الناس صدقة‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫داروا سفهاءكم‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫ذبوا عن أعراضكم‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫ترك العادة عداوة مستفادة‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫ّ‬
‫لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫قيدها وتوكل‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫اتقوا فراسة المؤمن‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫أنا والتقياء من أمتي بريئون من التكلف‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫]ص ‪ [487‬إن لّله ملئكككة تنطككق علككى ألسككنة بنككي آدم بمككا فككي‬ ‫‪-‬‬
‫المرء من الخير والشر‪،‬‬
‫لو وزن خوف المؤمن ورجاؤه لعتدل‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫من خاف الّله خوف منه كل شيء‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫المسلمون من سلم الناس من لسانه ويده‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫المسلم أخو المسلم ل يظلمه ول يشتمه‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫المؤمن أخو المؤمن‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫من حفر لخيه قليبا‪ً،‬‬ ‫‪-‬‬
‫الناس معادن كمعادن الذهب والفضة‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫للخير معادن‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫كرم الكرء دينه ومروءته عقله وحسبه خلقه‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫من أبطأ به عمله لم يسرع به نسبه‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫المؤمن مؤتمن على نسبه‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫الشيب نور المؤمن‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫ل تنتفوا الشيب‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫من شاب شيبة في السلم كانت له نورًا‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫من لم يرعو عند الشيب ولم يستحي من العيب ولم يخككش الل ّككه‬ ‫‪-‬‬
‫في الغيب فليس لّله فيه حاجة‪،‬‬
‫المؤمن أعظم حرمة من الكعبة‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫ليس شيء خيرا ً من ألف مثله إل النسان‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫أنا عند ظن عبدي به‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫لو أحسن أحدكم ظنه بحجر نفعه‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫من بلغه عن الّله عز وجل شيء فيه فضككيلة فأخككذ بككه إيمان كا ً بككه‬ ‫‪-‬‬
‫ورجاء ثوابه أعطاه الّله ذلك وإن لم يكن كذلك‪،‬‬
‫ي وفي أمتي إلى يوم القيامة‪،‬‬ ‫الخير ف ّ‬ ‫‪-‬‬
‫مثل أمتي مثل المطر ل يدرى أوله خير أم آخره‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫ل تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫الخير عادة والشر لجاجة‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫ذهب الناس‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫ما بكيت من دهر إل بكيت عليه‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫الخير كثير وقليل فاعله‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫كف عن الشر يكف الشر عنك‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫كل شيء يغيض إل الشر فإنه يزاد فيه‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫على كل خير مانع‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫كن عبد الّله المظلوم ول تكن الظالم‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫إذا وقع القضاء عمي البصر‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫لو تفتح عمل الشيطان‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫قدر الّله المقادير قبل أن يخلق السماوات والرض‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫كل شيء بقدر حتى العجز والكيس‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫لن ينفع حذر من قدر‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫جف القلم بما هو كائن‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫ل يكثر همك ما قدر يكن وما ترزق يأتك‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫المقدر كائن‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫ما قدر يكن‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫إذا أراد الله إنفاذ قضائه وقدره سلب ذوي العقول عقولهم‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫‪-‬‬
‫العز مقسوم‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫العمال بالخواتيم‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫حين تقلى تدرى‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫من زرع حصد‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫السعيد من وعظ بغيره والشقي من شقي في بطن أمه‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫إن حككدثت أن جبل ً زال عككن مكككانه فصككدق أو رجل ً تحككول عككن‬ ‫‪-‬‬
‫طباعه فل تصدق‪،‬‬
‫ل تغضبوا في كسر النية فإن لها آجا ً‬
‫ل‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫القدرية مجوس هذه المة‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫الزيدية كذلك‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫تفترق المة على فرق الناجي منها ما أنا عليه وأصحابي‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫اتبعوا ول تبتدعوا‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫إياكم وزي العاجم‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫حكمي على الواحد حكمي على الجماعة‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫الجماعة رحمة والفرقة عذاب‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫ضعيفان يغلبان قويا‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫آية المنافق ثلث‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫إذا وعد أحدكم فل يخلف‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫]ص ‪ [488‬العدة دين‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫إن في معاريض الكلم مندوحة عن الكذب‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫ليس بالكاذب من أصلح بين الناس‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫بئس مطية الرجل زعموا‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫آفة الكذب النسيان‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫الكذب مجانب لليمان‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫يطبع المؤمن على كل خلة‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫دق‪،‬‬‫المؤمن إذا قال صدق وإذا قيل له ص ّ‬ ‫‪-‬‬
‫المنافق يملك عينيه‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫الغناء واللهو ينبتان النفاق‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫لعن الّله المغني والمغنى له‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫الغيرة من اليمان والمذاء من النفاق‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫الحسد يفسد اليمان‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫الحسود ل يسود‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫كاد الحسد أن يغلب القدر‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫الحسد في الجيران‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫ما خل جسد من حسد‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫المحسود مرزوق‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫الظلم ظلمات يوم القيامة‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫ظلم دون ظلم‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫اشتد غضب الّله على من ظلم من لم يجد له ناصرا ً غيره‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫من مشى مع ظالم فقد أجرم‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫الظالم عدل الّله في أرضه ينتقم من الناس ثم ينتقم منه‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫من أعان ظالما ً سلط عليه‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫دار الظالم خراب‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫الجبروت في القلب‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫وبمعناه‪ :‬الظلم كمين‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫لو بغى جبل على جبل لدك الباغي‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫من لم يكن ذئبا ً أكلته الذئاب‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫لعن الّله الداخل فينا بغير نسب‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫من أتت عليه أربعون سنة ولم يغلككب خيككره شككره فليتجهككز إلككى‬ ‫‪-‬‬
‫النار‪،‬‬
‫من استوى يوماه فهو مغبون‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫سددوا وقاربوا‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫من يشاد هذا الدين يغلبه‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫المنبت ل أرضا ً قطع ول ظهرا ً أبقى‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫إن الرفق ل يكون في شيء إل زانه‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫من أعطي حظه من الرفق فقد أعطي حظه من الخير‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫التأني من الّله والعجلة من الشيطان‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫بعثت بالحنيفية السمحة‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫روحوا القلوب ساعة فساعة‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫خير المور أوساطها‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫أفضل العبادات أقواها‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫المجاهد من جاهد نفسه في ذات الّله عز وجل‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫الضرورات تبيح المحظورات‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫كتاب الدب وقدمته لمناسبته للباب قبله‬


‫]انظر تخريج الحاديث وتصحيحها في الباب الول[‬
‫السلم قبل الكلم‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫إن أبخل الناس من بخل بالسلم‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫ل سلم على الكل‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫إن لجواب الكتاب حقا ً كرد السلم‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫كرم الكتاب ختمه‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫أحب السماء إلى الّله عبد الّله وعبد الرحمن‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫إذا سميتم فعبدوا‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫مد‪،‬‬‫ح ّ‬
‫خير السماء ما ع ُّبد و ُ‬ ‫‪-‬‬
‫إذا آخى الرجل الرجل فليسأله عن اسمه‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫إذا أحب الرجل أخاه فليخبره أنه يحبه‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫]ص ‪ [489‬إذا أحببتموهم فأعلموهم‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫الداخل له دهشة‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫إذا أتاكم كريم قوم فأكرموه‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫ل يأبى الكرامة إل حمار‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫ما عبد الّله بشيء أعظم من جبر القلوب‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫أمرنا أن ننزل الناس منازلهم‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫كبر كبر‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫ما رفع أحد أحدا ً فوق مقداره إل واتضع عنده من قدره بأزيد‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫زر غبا ً تزدد حبًا‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫السلمة في العزلة‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫عظموا مقداركم بالتغافل‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫إذا كنتم ثلثة فل يتناجى اثنان دون الثالث‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫من صمت نجا‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫من كثر كلمه كثر سقطه‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫إن كان الكلم من فضة فالصمت من ذهب‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫من ضمن لي ما بين لحييه ورجليه ضمنت له الجنة‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫رحم الّله من قال خيرا ً أو صمت‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫لكل ساقطة لقطة‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫البلء موكل بالقول‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫وفي لفظ الفال موكل بالمنطق‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫أخذنا فالك من فيك‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫ونحوها الرؤيا على رجل طائر ما لم تعبر فإذا عبرت وقعت‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫إياك وما يعتذر منه‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫خير المجالس أوسعها‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫أكرم المجالس ما استقبل به القبلة‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫الجالس وسط الحلقة ملعون‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫ما ضاق مجلس عن متحابين‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫المجالس بالمانة‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫إذا حدث الرجل بالحديث ثم التفت فهي أمانة‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫المغتاب والمستمع شريكان‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫طوبى لمن شغله عيبه عن عيوب الناس‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫تبصر القذاة في عين أخيك‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫ليس لفاسق غيبة‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫من ألقى جلباب الحياء فل غيبة له‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫احثوا في وجوه المداحين التراب‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫تجدون من شر الناس ذا الوجهين‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫إن من الشعر حكمة‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫جمال الرجل فصاحة لسانه‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫لسعت حية الهوى كبدي‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫ستبدي لك اليام ما كنت جاه ً‬
‫ل‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫لو كان الفحش رجل ً لكان رجل سوء‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫المستبان ما قال فعلى البادي منهما‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫من سعادة المرء حسن الخلق‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫من سعادة المرء خفة لحيته‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫طول اللحية دليل قلة العقل‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫كثرة الضحك تميت القلب‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫طوبى لمن تواضع في غير منقصة‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫تمعددوا واخشوشنوا وامشوا حفاة‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫انظروا إلى من هو أسفل منكم‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫أصل كل داء الرضى عن النفس‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫أنا عند المنكسرة قلوبهم‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫السر عند الحرار‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫استعينوا على إنجاح حوائجكم بالكتمان‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫من كتم سره ملك أمره‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫التحدث بالنعم شكر‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫من لم يشكر الناس لم يشكر الّله‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫سرعة المشي‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫من أحب أن يتمثل له الرجال قيامًا‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫من استرضى فلم يرض فهو شيطان‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫ل خير في صحبة من ل يرى مثل ما ترى له‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫عداوة العاقل ول صحبة المجنون‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫إن الّله يكره العبد المتميز على أخيه‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫من اعتذر إليه أخككوه فلككم يقبككل كككان عليككه مثككل خطيئة صككاحب‬ ‫‪-‬‬
‫مكس‪،‬‬
‫نصرة الّله للعبد ]ص ‪ [490‬خير من نصرته لنفسه‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫ربط الخيط بالصبع للتذكر‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫ل يلدغ المؤمن من جحر مرتين‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫ل حكيم إل ذو تجربة‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫ما كل مرة تسلم الجرة‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫من ابتلي ببليتين‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫كتاب العلم‬
‫]انظر تخريج الحاديث وتصحيحها في الباب الول[‬
‫طلب العلم فريضة على كل مسلم‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫اطلبوا العلم ولو بالصين‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫اغد عالما ً أو متعلمًا‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫كن عالمًا‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫إنما العلم بالتعلم‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫ل يتعلم العلم مستحي ول متكبر‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫جالسوا العلماء‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫من جالس عالما ً فكأنما جالس نبيًا‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫تفقهوا قبل أن تسودوا وبعد أن تسودوا‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫منهومان ل يشبعان‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫نعمتان مغبون بهما كثير من الناس‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫الحكمة ضالة المؤمن‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫ضالة المؤمن العلم‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫فضل العلم خير من فضل العبادة‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫لن تغدو فتعلم بابا ً من العلم خير من مائة ركعة‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫من جاءه الموت وهو يطلب العلم ليحيي به السككلم فككبينه وبيككن‬ ‫‪-‬‬
‫النبيين درجة واحدة في الجنة‪،‬‬
‫إنما شفاء العي السؤال‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫العلم خزائن ومفتاحها السؤال‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫العادة سعادة‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫السؤال حسن العلم‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫ما من طامة إل فوقها طامة‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫ما بدئ بشيء يوم الربعاء إل تم‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫نبذ القمل يورث النسيان‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫العلم في الصغر كالنقش في الحجر‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫العلم يسعى إليه في بيته يؤتى الحكم‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫ليس الخبر كالمعاينة‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫صغار قوم كبار قوم آخرين‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫لكل زمان رجال‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫علموا ول تعنفوا‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫العلم ل يحل منعه‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫من سئل عن علم فكتمه ألجم بلجام من نار‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫الدال على الخير كفاعله‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫من علم عبدا ً آية من كتاب الّله فهو له عبد‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫ما أهدى مسلم لخيه أفضل من كلمة حكمة‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫مثل الجليس الصالح والجليس السوء مثل الككذي يجلككس فيسككمع‬ ‫‪-‬‬
‫الحكمة ثم ل يحدث إل بشر ما سمع‪،‬‬
‫أربع ل يشبعن من أربع وعالم من علم‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫كل يوم ل أزداد فيككه علمكا ً يقربنككي إلككى الل ّككه فل بككورك لككي فككي‬ ‫‪-‬‬
‫طلوع شمسه‪،‬‬
‫من ازداد علما ً ولم يزدد في الدنيا زهدا ً لم يزدد من الّله إل بعدًا‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫ما جمع شيء إلى شيء أفضل من علم إلى علم‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫ً‬
‫ما من عالم أتى سلطانا إل كان شريكه في العذاب‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫لو أن أهل العلم صانوه ووضعوه عند أهلككه لسككادوا بككه فككي أهككل‬ ‫‪-‬‬
‫زمانهم‪،‬‬
‫ً‬ ‫ّ‬
‫ما اتخذ الله وليا جاه ً‬
‫ل‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫إن لم يكن العلماء أولياء الّله فليس لّله ولي‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫من عبد الّله بجهل كان ما يفسد أكثر مما يصلح‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫ً‬
‫من جهل شيئا عاداه‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫من نصح جاهل ً عاداه‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫نظرة في وجه العالم عبادة‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫العلماء ورثة النبياء‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫علماء أمتي كأنبياء بني إسرائيل‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫الفقهاء أمناء الرسل‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫]ص ‪ [491‬لفقيه واحد أشد على الشيطان من ألف عابد‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫من حفظ على أمتي أربعين حديثا ً بعثه الّله عالما ً فقيهًا‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫الناس معادن‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫مضى في اليمان‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫إذا مات العالم انثلم في السلم ثلمة ل تسد‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫موت العالم ثلمة‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫إن الّله يبعث لهذه المة على رأس مائة كل سنة مككن يجككدد لهككا‬ ‫‪-‬‬
‫دينها‪،‬‬
‫اختلف أمتي رحمة‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫ل تجتمع أمتي على ضللة‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫ما رآه المسلمون حسنا ً فهو عند الّله حسن‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫إذا حدثتم عني بحديث يوافق الحق فصدقوه‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫اتقوا زلة العالم‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫كل واحد يؤخذ من قوله ويرد إل النبي صلى الّله عليه وسلم‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫ل أدري نصف العلم‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫الخبر الصالح يجيء به الرجل الصالح‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫تقوى الّله رأس كل حكمة‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫رأس الحكمة مخافة الّله‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫وأ مقعده من النار‪،‬‬ ‫من كذب علي متعمدا ً فليتب ّ‬ ‫‪-‬‬
‫كفى بالمرء كذبا ً أن يحدث بكل ما سمع‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫ل يكذب الكاذب إل من مهانة نفسه‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫من حدث حديثا ً فعطس عنده فهو حق‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫حدثوا عن بني إسرائيل ول حرج‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫الشيخ في قومه كالنبي في أمته‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫البركة مع أكابركم‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫ليس منا من لم يوقر كبيرنا‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫ما أكرم شاب شيخا ً إل قيض الّله له عند سنه من يكرمه‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫ارحموا من الناس ثلثة وفيه وعالما ً بين جهال‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫قيدوا العلم بالكتاب‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫استعن بيمينك‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫إذا كتب أحدكم كتابا ً فليتربه‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫مداد العلماء أفضل من دم الشهداء‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫من أكرم حبيبتيه فل يكتب بعد العصر‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫من نظر في كتاب أخيه بغير أذنه‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫ذروا المراء‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫من قال أنا عالم فهو جاهل‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫القاص ينتظر المقت‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫لكل مقام مقال‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫حدثوا الناس بما يعرفون‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫أمرنا أن نكلم الناس على قدر عقولهم‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫إن الّله لما خلق العقل‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫كتاب الطهارة إلى فضائل القرآن‬


‫]انظر تخريج الحاديث وتصحيحها في الباب الول[‬
‫بني الدين على النظافة‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫استاكوا عرضًا‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫الوضوء مما خرج وليس مما دخل‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫كان وضوءه ل يبل الثرى‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫من توضأ على طهر كتب الّله له عشر حسنات‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫الوضوء على الوضوء نور على نور‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫خللوا أصابعكم‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫تحت كل شعرة جنابة‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫غسل الناء وطهارة الفناء‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫ذكاة الرض يبسها‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫تخليل الخمر‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫خير خلكم خل خمركم‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫]ص ‪ [492‬أحلت لنا ميتتان‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫تمكث إحداكن شطر دهرها ل تصلي‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫خلق الّله التربة يوم السبت‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫ّ‬
‫خيار عباد الله الذين يراعون الشمس والقمر والهلة لذكر الله‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫‪-‬‬
‫ولنذكر هنا ما يتعلق بأهل الميقات‪:‬‬ ‫‪-‬‬
‫ل تقولوا قوس قزح ولكن قوس الّله وهو أمان لهل الرض‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫إذا طلع النجم صباحا‪ً،‬‬ ‫‪-‬‬
‫الكواكب أمان لهل السماء وبلفظ النجوم‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫استعيذي بالّله من شر القمر فإنه الغاسق إدا وقب‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫مروا أولدكم بالصلة لسبع‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫من ترك الصلة فقد كفر‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫بين العبد والكفر ترك الصلة‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫الصلة عماد الدين‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫المؤذنون أطول الناس أعناقًا‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫لول الخليفا لذنت‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫إن بلل ً كان يبدل الشين في الذان سينا‪ً،‬‬ ‫‪-‬‬
‫سين بلل عند الّله شين‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫صدق رسول الّله صلى الّله عليه وسلم حيككن قككول الصككلة خيككر‬ ‫‪-‬‬
‫من النوم‪،‬‬
‫ل بردها‪،‬‬ ‫ما كثر أذان بلدة إل ق ّ‬ ‫‪-‬‬
‫مسح العينين عند سماع الشهادة من الذان‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫المسجد بيت كل تقي‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫أحب البقاع إلى الّله مساجدها‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫جنبوا مساجدكم صبيانكم‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫من أسرج في مسجد سراجا‪ً،‬‬ ‫‪-‬‬
‫ل صلة لجار المسجد إل في المسجد‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫إذا رأيتم الرجل يتعاهد المساجد‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫التكبير جزم‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫السلم على النبي صلى الّله عليه وآله وسلم في القنوت‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫ول يعز من عاديت‪،‬فيه‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫حذف السلم سنة‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫بسم الّله في أول التشهد‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫أشهد أني رسول الّله فيه‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫ل تسيدوني في الصلة‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫ول راد لما قضيت فيما يقال بعد الصلة‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫إن أسوء الناس سرقة الذي يسرق صلته‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫البتيراء الذي يحسن ركعة دون أخرى‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫بين كل أذانين صلة‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫حسنوا نوافلكم‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫سنة المغرب ترفع معها‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫من كثرت صلته بالليل حسن وجهه بالنهار‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫شرف المؤمن قيامه بالليل‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫شهادة البقاع للمصلي‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫قيلوا فإن الشياطين ل تقيل‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫لول عباد لّله ركع‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫صلة النهار عجماء‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫صلة بسواك‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫صلة بخاتم‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫الثنان فما فوقهما جماعة‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫وفي اتباع السنة من اليمان ما يجيء هنا‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫خير صفوف الرجال أولها‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫أخروهن من حيث أخرهن الّله‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫إذا حضر الَعشاء والِعشاء فابدؤوا بالَعشاء‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫من صلى الصبح في جماعة فهو في ذمة الّله‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫الصلة خلف العالم‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫قدموا خياركم تزكوا صلتكم‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫ل يجهر بعضكم على بعض بالقراءة في الصلة‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫ما أنصف القارئ المصلي‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫الجمعة حج المساكين‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫إذا قلت لصاحبك يوم الجمعة أنصت‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫زينوا أعيادكم بالتكبير ]ص ‪.[493‬‬ ‫‪-‬‬

‫كتاب فضائل القرآن والذكر والدعوات المقيدة وغيرها وفيه‬


‫الصلة على النبي‬
‫صلى الّله عليه وسلم والتوبة والستغفار‬
‫]انظر تخريج الحاديث وتصحيحها في الباب الول[‬
‫القرآن كلم الّله غير مخلوق‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫القرآن غنى ل فقر بعده‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫ليس منا من لم يتغن بالقرآن‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫القرآن هو الدواء‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫الفاتحة لما قرئت له‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫يس لما قرئت له‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫شيبتني هود وأخواتها‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫من قرأ البقرة وآل عمران ولم يدع بالشيخ فقد ظلم‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫أكرموا حملة القرآن‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫إن لّله أهلين‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫آية من كتاب الّله خير من محمد وآله‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫أبى الّله أن يصح إل كتابه‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫زينوا القرآن بأصواتكم‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫هم القوم ل يشقى بهم جليسهم في الذاكرين‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫خير الذكر الخفي‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫ّ‬
‫أكثروا ذكر الله حتى يقال مجنون‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫مفتاح الجنة ل إله إل الّله‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫الدعاء سلح المؤمن‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫الدعاء يرد البلء‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫ليس شيء أكرم على الّله من الدعاء‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫الداعي والمؤمن شريكان‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫إن الله يحب الملحين في الدعاء‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫‪-‬‬
‫اتقوا دعوة المظلوم‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫من دعا على من ظلمه فقد انتصر‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫ّ‬
‫من دعا لظالم بطول البقاء فقد أحب أن يعصى الله‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫دعوة الخ لخيه بالغيب مستجابة‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫دعاء المرء على حبيبه غير مقبول‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫كل أمر ذي بال ل يبدأ فيه بحمد الّله‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫إذا رأيتم الحريق فكبروا‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫إذا طنت أذن أحدكم‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫الدرجة الرفيعة فيما يقال بعد الذان‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫الّلهم اجعلنا من المفلحين‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫أسأل الّله العظيم أن يشفيك‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫ل إله إل الّله ما أشد حّر هذا اليوم‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫الّلهم أحيني مسكينًا‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫الّلهم استر عوراتنا‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫الّلهم أعني على ديني بدنياي‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫الّلهم خر لي‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫الّلهم ل تؤمنا مكرك‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫الّلهم ل خير إل خيرك‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫الّلهم ل سهل إل ما جعلته سه ً‬
‫ل‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫الّلهم ل عيش إل عيش الخرة‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫ل آلء إل آلؤك‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫حفيظة رمضان‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫طلب خاتمة خير‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫ي إل رد الّله علي روحي حتى أرد ّ عليه‪،‬‬ ‫ما من مسلم يسلم عل ّ‬ ‫‪-‬‬
‫صلتكم علي تبلغني‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫أولى الناس بي أكثركم علي صلة‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫أكثروا الصلة علي في الليلة الزهراء واليوم الغر‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫البخيل من ذكرت عنده فلم يصل علي‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫إذا صليتم علي فعمموا‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫زينوا مجالسكم بالصلة علي‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫الصلة على النبي صلى الّله عليه وآلككه وسككلم أفضككل مككن عتككق‬ ‫‪-‬‬
‫]ص ‪ [494‬الرقاب‪،‬‬
‫كل العمال فيها المقبول والمردود إل الصلة علككى النككبي صككلى‬ ‫‪-‬‬
‫الّله عليه وآله وسلم‪،‬‬
‫الصلة على النبي صلى الّله عليه وآله وسلم ل ترد‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫الندم توبة‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫كفارة الذنب الندامة‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫التائب من الذنب كمن ل ذنب له‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫ل صغيرة مع الصرار ول كبيرة مع الستغفار‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫ما أصر من استغفر‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫لو لم تذنبوا لذهب الّله بكم‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫في الستغفار‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫كفارة من اغتبته أن تستغفر له‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫عفو الّله أكبر من ذنوبك‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫كتاب الجنائز وافتتحته بالطب وختمته بالمواعظ والرقائق‬


‫]انظر تخريج الحاديث وتصحيحها في الباب الول[‬
‫تداووا فإن الذي أنزل الداء أنزل الدواء‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫إن الّله لم يجعل شفاءكم فيما حرم عليكم‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫المعدة بيت الداء والحمية رأس الدواء‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫أصل كل داء البردة‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫الهم نصف الهرم‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫عودوا كل بدن بما اعتاد‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫ريق المؤمن شفاء‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫الحبة السوداء شفاء‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫عليكم بألبان البقر‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫نعم الدواء الرز‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫العين الرمدة ل تمس‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫ثلث يجلين البصر‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫ونحوه النظر إلى الوجه الحسن‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫من قص أظفاره مخالفا ً لم ير في عينيه رمد‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫من قرأ في الفجر ألم نشرح وألم تر كيف لم يرمد‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫نبات الشعر في النف أمان من الجذام‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫الحجامة تكره في أول النهار‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫الحجامة في نقرة الرأس‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫آخر الطب الكي‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫التراب ربيع الصبيان‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫نعم البيت الحمام‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫فر من المجذوم فرارك من السد‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫اتقوا ذوي العاهات‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫العرق دساس‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫ّ‬
‫كم من نعمة لله في عرق ساكن‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫من عرض عليه طيب فل يرده‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫الكندر طيبي وطيب الملئكة‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫احذروا صفر الوجوه‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫إياك والشقر من غير علة‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫ليس العمى من عمي بصره العمى من عميت بصيرته‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫داووا مرضاكم بالصدقة‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫عودوا المريض‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫المريض ل يعاد إل بعد ثلث‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫ثلث ل يعاد صاحبهن‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫ل تعد من ل يعودك‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫عد من ل يعودك‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫أشد الناس بلء النبياء ثم المثل فالمثل‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫المؤمن ملقى‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫ل تظهر الشماتة لخيك فيعافيه الّله ويبتليك‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫المريض أنينه تسبيح‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫ل تتمارضوا فتمرضوا ول تحفروا قبوركم فتموتوا‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫الصبر مفتاح الفرج‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫لو كان الصبر رجل ً كان حليما ً كريمًا‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫يؤجر المرء على رغم أنفه‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫حمى يوم كفارة سنة‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫الحمى رائد الموت‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫يقي الحر ما يقي البرد‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫أكثروا ذكر هادم اللذات الموت‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫موتوا قبل أن تموتوا‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫]ص ‪ [495‬من أحب لقاء الّله أحب الّله لقائه‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫أكثر من يموت من أمتي بعد الكتاب والقضاء والقدر بالعين‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫العين حق‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫إذا قضي لعبد الموت ببلد جعل له إليها حاجة‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫أعمار أمتي ما بين الستين إلى السبعين‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫معترك المنايا‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫عش ما شئت فإن ميت‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫لدوا للموت‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫إن الميت يرى النار في بيته سبعة أيام‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫لو تعلم البهائم من الموت ما تعلمون ما أكلتم منها سمينًا‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫شر الحياة ول الموت‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫ل راحة للمؤمن دون لقاء ربه‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫وبلفظ ليس للمؤمن راحة دون لقاء ربه‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫الموت كفارة لكل مسلم‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫موت الغريب شهادة‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫موت الفجأة راحة المؤمن‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫من مات قامت قيامته‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫اذكروا محاسن موتاكم وكفوا عن مساويهم‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫مستريح ومستراح منه‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫إذا كفن أحدكم أخاه فليحسن كفنه‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫صلوا على كل ميت‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫أول كرامة المؤمن أن يغفر لمن شهد جنازته‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫إكرام الميت دفنه‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫ادفنوا موتاكم وسط قوم صالحين‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫الرض المقدسة ل تقدس أحدًا‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫إن لّله ملئكة تنقل الموات‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫القبر أول منازل الخرة‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫القبر روضة من رياض‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫إن الميت يؤذيه في قبره ما كان يؤذيه في بيته‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫كسر عظم الميت ككسر عظم الحي‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫تلقين الميت بعد الدفن‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫ليس على أهل ل إله إل الّله وحشة في قبورهم وفي النشور‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫من عزى مصابا ً فله مثل أجره‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫أولد المؤمنين في جبل في الجنة يكفلهم إبراهيم وسارة عليهمككا‬ ‫‪-‬‬
‫الصلة والسلم‪،‬‬
‫دفن البنات من المكرمات‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫عورة سترت‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫نعم الصهر القبر‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫كفى بالدهر واعظا ً وكفى بالموت مفرقًا‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫الناس نيام فإذا ماتوا انتبهوا‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫كن في الدنيا كأنك غريب‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫ستبدي لك اليام ما كنت جاهل ً * ويأتيك بالخبار من لم تزود‬ ‫‪-‬‬

‫كتاب الزكاة وأدرجت فيه البخل والكرم والزهد واصطناع‬


‫المعروف والبر والصلة ونحو ذلك‬
‫]انظر تخريج الحاديث وتصحيحها في الباب الول[‬
‫الزكاة قنطرة السلم‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫مانع الزكاة يوم القيامة في النار‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫حسنوا أموالكم بالزكاة‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫زكاة الحلي عاريته‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫للسائل حق وإن جاء على فرس‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫من قصدنا وجب حقه علينا‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫]ص ‪ [496‬من قطع رجاء من ارتجاه‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫من بان عذره وجبت الصدقة عليه‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫لو صدق السائل ما أفلح من رده‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫ل يسأل بوجه الّله إل الجنة‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫ما نقص مال من صدقة‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫الرجل في ظل صدقته‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫اتقوا النار ولو بشق تمرة‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫صدقة السر تطفئ غضب الرب‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫ً‬
‫كفى بالمرء إثما أن يضيع من يقوت‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫ابدأ بنفسك‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫القربون أولى بالمعروف‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫الخازن المين المعطي ما أمر به أحد المتصدقين‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫يا صفراء يا بيضاء غري غيري‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫اتخذوا عند الفقراء أيادي‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫كل معروف صدقة‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫صنائع المعروف تقي مصارع السوء‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫صدقة القليل تدفع البلء الكثير‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫اصنع المعروف إلى أهله وغير أهله‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫تمام المعروف خير من ابتدائه‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫خيار البر عاجله‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫اشفعوا تؤجروا‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫أبلغوا حاجة من ل يستطيع إبلغها‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫ّ‬
‫ما عظمت نعمة الله علككى عبككد إل عظمككت مؤونككة النككاس عليككه‬ ‫‪-‬‬
‫فمن لم يحتمل تلك المؤونة فقد عرض تلك النعمة للزوال‪،‬‬
‫إن من الناس مفاتيح للخير‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫ّ‬
‫الخلق كلهم عيال الله‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫مداراة الناس صدقة‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫إن الّله أمرني بمداراة الناس‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫مما في‪ :‬رأس العقل‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫الكلمة الطيبة صدقة‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫من لنت كلمته وجبت محبته‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫البشاشة خير من القرى‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫ما وقى به المرء عرضه صدقة‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫إذا دخل الضيف على قوم دخل برزقه‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫ما عمل أفضل من إشباع كبد جائعة‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫في كل كبد حر أجر‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫إن الّله طيب ل يقبل إل طيبا‪ً،‬‬ ‫‪-‬‬
‫إنما بعثت لتمم مكارم الخلق‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫البخيل عدو الّله‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫الكريم حبيب الّله‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫السخي قريب من الّله‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫ما جبل ولي لّله إل على السخاء وحسن الخلق‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫اسمح يسمح لك في البيوع‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫من أيقن بالخلف جاد بالعطية‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫طعام البخيل داء‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫والجواد دواء‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫المهلكات ثلث‪ :‬شح مطاع‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫ما المعطي من سعة بأعظم أجرا ً من الخذ عن حاجة‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫كاد الفقر أن يكون كفرًا‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫الفقر فخري وبه أفتخر‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫قلة العيال أحد اليسارين‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫فاز المخفون‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫القناعة مال ل ينفد‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫عز المؤمن استغناؤه عن الناس‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫ليس الغنى عن كثرة العرض‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫الغنى غنى النفس‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫استغنوا عن الناس ولو بشوص السواك‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫إن الّله يبغض السائل الملحف‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫التمسوا الخير عند حسان الوجوه‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫الحسن مرحوم‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫ازهد في الدنيا يحبك الّله وفيما في أيدي الناس يحبوك‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫ما ترك عبد شيئا ً لّله إل عوضه الّله خيرا ً منه‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫ما قل وكفى خير مما كثر وألهى‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫القوت لمن يموت كثير في الطعمة‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫لو كانت الدنيا دما ً عبيطا ً كان قوت المؤمن منها حل ً‬
‫ل‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫وهو قريب من‪ :‬الضرورات تبيح المحظورات‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫الزهد غنى البد‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫لو كانت الدنيا تعدل عند الّله جناح بعوضة‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫حللها ]ص ‪ [497‬حساب وحرامها عذاب‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫كأنك بالدنيا ولم تكن‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫كل ما هو آت قريب‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫إن ابن آدم حريص على ما منع‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫كل ممنوع حلو‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫ليس لك من مالك إل ما أكلت فأفنيت أو لبست فأبليت‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫حب الدنيا رأس كل خطيئة‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫من أحب دنياه أضر بآخرته‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫الدنيا خضرة حلوة‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫الدنيا دار من ل دار له‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫الدنيا مزرعة للخرة‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫من زرع حصد‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫تعس عبد الدينار والدرهم‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫لو كان لبن آدم واديان من مال لبتغى ثالثًا‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫إياكم والطمع فإنه الفقر الحاضر‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫من تواضع لغني لغناه ذهب ثلثا دينه‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫جبلت القلوب ‪ -‬أي الصافية ‪ -‬على حب من أحسن إليها‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫اتق شر من أحسنت إليه من اللئام‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫البر وحسن الجوار عمارة الديار وزيادة في العمار‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫صلة الرحم تزيد في العمر‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫الجنة تحت أقدام المهات‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫لو كان جريج فقيها ً عالما ً لعلم أن إجابة أمه أولى من عبادة ربه‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫رضى الّله في رضى الوالدين‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫المطيع لوالديه هو المطيع لربه‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫هما جنتك ونارك‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫ريح الولد من ريح الجنة‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫إذا كبر ابنك واخه‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫محبة في الباء صلة في البناء‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫الود والعداوة يتوارث‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫بلوا أرحامكم ولو بالسلم‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫ارحموا من في الرض يرحمكم من في السماء‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫إنما يرحم الّله من عباده الرحماء‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫ما نزعت الرحمة إل من شقي‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫كتاب الصيام‬
‫]انظر تخريج الحاديث وتصحيحها في الباب الول[‬
‫يوم صومكم يوم نحركم‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫من علمة الساعة انتفاج الهلة‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫استعينوا بطعام السحر على صيام النهار‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫أفطر الحاجم والمحجوم‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫الفطر مما دخل‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫صوموا تصحوا‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫الصوم جنة‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫الصوم في الشتاء الغنيمة الباردة‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫الشتاء ربيع المؤمن وفيه وقصر نهاره فصامه‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫من فطر صائما ً كتب له مثل أجره‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫الصائم ل ترد دعوته‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫تعرض العمال في كل خميس واثنين‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫سيد الشهور رمضان‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫رجب شهر الّله وشعبان شهري ورمضان شهر أمتي‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫شعبان شهري‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫إذا انتصف شعبان‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫فضل شهر رجب على الشهور‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫من اكتحل بالثمد يوم عاشوراء لم يرمد أبدًا‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫من وسع على عياله يوم عاشوراء ]ص ‪.[498‬‬ ‫‪-‬‬

‫كتاب الحج‬
‫]انظر تخريج الحاديث وتصحيحها في الباب الول[‬
‫حجوا قبل أن ل تحجوا‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫الحج جهاد كل ضعيف‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫ما خاب من استخار ول ندم من استشار ول عال من اقتصد‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫ما سعد أحد برأيه ول شقي من مشورة‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫المستشار مؤتمن‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫خير الزاد التقوى‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫الطرق ولو دارت‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫التمسوا الطريق قبل الرفيق‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫الجماعة رحمة‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫الّلهم بارك لمتي في بكورها‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫ل تسافروا في محاق الشهر‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫السفر قطعة من العذاب‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫لو علم الناس رحمة الّله بالمسافر‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫وفيه المسافر على قَلت‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫سافروا تربحوا‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫في الحركات البركات‪،‬‬
‫وكلهما في البيوع‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫تمام الحج ضرب الجمال‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫الرجل مع رحله‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫الغرباء ورثة النبياء‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫من أكرم غريبا ً في غربته وجبت له الجنة‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫من عصى الّله في غربته رده الّله خائبًا‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫إذا حج الرجل بمال من غير حله‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫من طاف أسبوعا ً وصلى خلف المقام ركعككتين وشككرب مككن مككاء‬ ‫‪-‬‬
‫زمزم غفرت له ذنوبه‪،‬‬
‫الحجر السود من الجنة الحجون والبقيع‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫الّلهم إنك أخرجتني من أحب البلد إلي‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫للبيت رب يحميه‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫سفهاء مكة حشو الجنة‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫ينزل الّله على هذا البيت‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫خذوها يعني حجابة الكعبة يا بني طلحة‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫ماء زمزم لما شرب له‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫الحج عرفة‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫ما قبل حج إل رفع حصاه‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫رحم الّله أخي الخضر لو كان حيا ً لزارني‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫من حج ولم يزرني فقد جفاني‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫وبلفظ‪ :‬من لم يزرني فقد جفاني‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫من زارني وزار أبي إبراهيم في عام واحد دخل الجنة‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫رحم الّله من زارني وزمام ناقته بيده‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫صلة في مسجدي هذا ولو مد إلى صنعاء‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫صلة في مسجد قباء كعمرة‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫كتاب الضاحي والصيد والطعمة‬


‫]انظر تخريج الحاديث وتصحيحها في الباب الول[‬
‫استفرهوا ضحاياكم‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫كل الصيد في جوف الفرا‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫أكرموا الخبز‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫سيد طعام أهل الدنيا والخرة اللحم‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫سيد إدامكم الملح‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫نعم الدام الخل‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫اللبن ل يرد‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫الحلواء‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫في اليمان‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫لو كان الرز رجل ً لكان حليمًا‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫وكذا سلف في الطب نعم الدواء الرز‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫كلوا الزيت وادهنوا به‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫لو يعلم الناس ما في الحلبة‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫ما من رمانة إل وهي ]ص ‪ [499‬تلقح بحبة من رمان الجنة‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫قدس العدس‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫من أكل فولة بقشرها‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫من أسمك فليتمر‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫الباذنجان لما أكل له‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫الباقل‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫البطيخ‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫الطبيخ‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫الخريز‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫العنب دودو والتمر يك‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫يا علي إذا تزودت فل تنس البصل‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫الدجاج غنم فقراء أمتي‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫إن الّله نقل لذة طعام الغنياء إلى طعام الفقراء‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫لحوم البقر داء‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫أكل الطين حرام‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫أبردوا الطعام‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫الطعام الحار ل بركة فيه‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫ل نصبر على حر ول برد‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫أمر بتصغير اللقمة في الكل‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫صغروا الخبز وكثروا عدده‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫كيلوا طعامكم يبارك لكم فيه‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫خير الغداء بواكره‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫تعشوا ولو بكف من حشف‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫أكل الرطب بالقثاء واستعانته بيديه ففي إحككداهما رطبككات وفككي‬ ‫‪-‬‬
‫الخرى قثاء‪،‬‬
‫يأكل من هذه ويعض من هذه‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫من أكل في قصعة ثم لعقها‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫وبلفظ‪ :‬تستغفر الصحفة للحسها‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫من أكل ما يسقط من السفرة‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫من أكل طعام أخيه ليسره‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫من أكل مع مغفور له غفر له‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫الكل في السوق دناءة‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫طعام الواحد يكفي الثنين‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫القوت لمن يموت كثير‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫البطنة تذهب الفطنة‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫إن الّله يكره الحبر السمين‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫كتاب البيوع إلى النكاح وفي أثنائه السودان والخدم‬


‫]انظر تخريج الحاديث وتصحيحها في الباب الول[‬
‫كسب الحلل فريضة‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫إن الّله يكره البطال‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫سافروا تربحوا‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫في الحركات البركات‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫البلد بلد الّله والعباد عباد الله فأي موضع رأيت فيه رفقا فأقم‪،‬‬
‫ً‬ ‫ّ‬ ‫‪-‬‬
‫شر البقاع السواق‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫التاجر الجبان محروم‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫أعينوا الشاري‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫من أصاب من شيء أو من بورك له في شيء فليلزمه‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫الجالب مرزوق والمحتكر ملعون‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫ل تسعروا‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫ما عز شيء إل وهان‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫الرزق مقسوم‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫أبى الّله أن يرزق عبده إل من حيث ل يعلم‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫إن الرزق ليطلب العبد كما يطلبه أجله‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫إن الله ل يعذب بقطع الرزق‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫‪-‬‬
‫المعاصي تزيل النعم‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫الصبحة تمنع الرزق‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫إن من الذنوب ذنوبا ُ ل تكفرها الصككلة ول الصككوم ولكككن يكفرهككا‬ ‫‪-‬‬
‫الهم بطلب المعيشة‪،‬‬
‫إن أحدكم يأتيه الّله برزق عشرة أيام في يوم‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫انتظار الفرج عبادة‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫لن يغلب عسر يسرين‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫اشتدي أزمة تنفرجي‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫تعرف إلى الّله في الرخاء يعرفك في الشدة‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫السماح رباح‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫والعسر شؤم‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫اسمح يسمح لك‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫]ص ‪ [500‬إذا وزنتم فأرجحوا‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫من اشترى شيئا ً لم يره فهو بالخيار إذا رآه‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫من أقال نادمًا‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫ملعون من زاد ولم يشتر‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫ل بأس بالذواق عند المشتري‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫من حمل سلعته فقد برئ من الكبر‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫صاحب الشيء أحق بحمله‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫من غشنا فليس منا‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫حاكوا الباعة‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫من فرق بين والدة وولدها‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫من باع دارا ً أو عقارا ً ولككم يجعككل ثمنككه فككي نظيككره فجككدير أن ل‬ ‫‪-‬‬
‫يبارك له فيه‪،‬‬
‫من أصاب مال ً من نهاوش أذهبه الّله في نهابر‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫ما اجتمع الحلل والحرام إل وغلب الحرام الحلل‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫لو كانت الدنيا دما ً عبيطا ً لكان قوت المؤمن منها حل ً‬
‫ل‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫الدنانير والدراهم خككواتيم الل ّككه فككي أرضككه مككن جككاء بهككا قضككيت‬ ‫‪-‬‬
‫حاجته‪،‬‬
‫القرض مرتين خير من الصدقة مرة‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫ل هم إل هم الدين ول وجع إل وجع العين‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫الدين ولو درهم‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫مطل الغني ظلم‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫خياركم أحسنكم قضاء‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫داروا سفهاءكم‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫الشباب شعبة من الجنون‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫عجب ربنا من شاب له صبوة‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫إن الّله يحب الشاب التائب‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫المسلمون على شروطهم‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫ل ضرر ول ضرار‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫الخراج بالضمان‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫الضامن غارم‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫ّ‬ ‫ً‬
‫إن أحق ما أخذتم عليه أجرا كتاب الله‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫إن الّله يحب إذا عمل أحدكم عمل ً أن يتقنه‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫خير العمل ما نفع‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫أكذب الناس الصباغون والصواغون‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫بخلء أمتي الخياطون‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫على اليد ما أخذت حتى تؤديه‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫صاحب الدابة أحق بصدرها‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫ليس لعرق ظالم حق‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫ل يدخل الجنة صاحب مكس‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫لعن الّله سهيل ً فإنه كان عشارًا‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫قدرة الشركة ل تغلى‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫ل عذر لمن أقر‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫شهادة المرء على نفسه بشهادتين‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫أد ّ المانة إلى من ائتمنك ول تخن من خانك‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫طينة المعِتق من طينة المعَتق‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫ويعبر عنه بالعبد من طينة موله‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫إن نوحا ً اغتسل في كون ولده اسود بدعائه عليه بالسواد‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫إن السود إذا جاع سرق وإن شبع زنى‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫وبلفظ‪ :‬العبيد إذا جاعوا‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫من أدخل بيته حبشيا ً أو حبشية أدخل الّله بيته رزقًا‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫لو علم الّله في الخصيان خيرا ً ما أجبهم‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫سيد القوم خادمهم‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫من قطع سدرة‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫قطع السدر‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫تهادوا تحابوا‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫العائد في هبته كالكلب يعود في قيئه‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫من أهديت له هدية وعنده قوم فهم شركاؤه‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫وبلفظ‪ :‬الهدية لمن حضر‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫ما زال جبرائيل يوصيني بالجار‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫الجار إلى أربعين‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫لبس الخرقة الصوفية‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫تعلموا الفرائض‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫الخال وارث من ل وارث له‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫من زوى ميراثا ً عن وارثه زوى الل ّككه عنككه ميراثككه مكن الجنككة ]ص‬ ‫‪-‬‬
‫‪.[501‬‬

‫كتاب النكاح وأبواب من متعلقاته‬


‫]انظر تخريج الحاديث وتصحيحها في الباب الول[‬
‫تناكحوا تناسلوا‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫شراركم عزابكم‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫من تزوج فقد أحرز شطر دينه‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫التمسوا الرزق بالنكاح‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫أعلنوا النكاح‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫أخفوا الختان‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫النظر إلى الوجه الحسن يجلو البصر‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫وهو مع آخر في الطب‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫حبب إلي النساء والطيب‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫الحرائر صلح البيت والماء هلكه‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫الدنيا متاع وخير متاعها المرأة الصالحة‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫ما استفاد المؤمن بعد تقوى الّله خيرا ً له من امرأة صالحة‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫تنكح المرأة لمالها ولجمالها‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫من تزوج امرأة لمالها أحرمه الّله مالها وجمالها‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫إياكم وخضراء الدمن‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫تخيروا لنطفكم‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫المؤمن مؤتمن على نسبه‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫لكل ساقطة لقطة‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫كن مع الخيرة منهن على حذر‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫مولى القوم منهم‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫ابن أخت القوم منهم‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫الولد يشبه أخواله‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫ما خل قصير من حكمة ول طويل من هبال‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫السلطان ولي من ل ولي له‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫السلم يعلو ول ُيعلى‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫خيركن أيسركن صداقًا‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫ل مهر أقل من عشرة دراهم‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫من يخطب الحسناء يعط مهرها‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫شر الطعام الوليمة‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫خلقت المرأة من ضلع‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫ليس بحكيم من لم يعاشر بالمعروف من ل بد له من معاشرته‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫خياركم خياركم لنسائه‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫كنت لك كأبي زرع لم زرع غير أني لم أطلق‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫علقوا السوط حيث يراه أهل البيت‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫من لم يصلحه الخير أصلحه الشر‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫ما أخاف على أمتي فتنة أخوف عليها من النساء‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫عفوا تعف نساءكم‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫إن الّله كتب الغيرة على النساء‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫من اليمان‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫من تشبع بما لم يعط فهو كلبس ثوبي زور‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫طاعة المرأة ندامة‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫هلكت الرجال حين أطاعت النساء‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫شاوروهن وخالفوهن‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫النساء حبائل الشيطان‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫عقولهن في فروجهن‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫شهوة النساء تضاعف على شهوة الرجال‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫من عشق فعف فكتم فمات مات شهيدًا‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫من يمن المرأة تبكيرها بالنثى‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫الولد مبخلة مجبنة‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫الولد سر أبيه‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫ل تلد الحية إل حية‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫خيركم بعد المائتين الخفيف الحاذ‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫أبغض الحلل الطلق‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫الطلق يمين الفساق‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫إن الّله يكره المطلق الذواق‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫ل أحب الذواقين ول الذواقات‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫إنما الطلق لمن أخذ بالساق ]ص ‪.[502‬‬ ‫‪-‬‬
‫كتاب اليمان والرضاع والنفقات وفيه البناء زيادة على الكفاية‬
‫واللباس والزينة‬
‫]انظر تخريج الحاديث وتصحيحها في الباب الول[‬
‫الحلف حنث أو ندم‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫من أراد أن يستحلف أخككاه وهككو يعلككم أنككه كككاذب فأجككل الّلكه أن‬ ‫‪-‬‬
‫يحلفه وجبت له الجنة‪،‬‬
‫من حلف بالّله صادقا ً كان كمن سبح الّله وقدسه‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫اليمين على نية المستحلف‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫الرضاع يغير الطباع‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫إذا وسع الّله فأوسعوا‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫أنفق أنفق عليك‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫أنفق ما في الجيب يأتيك ما في الغيب‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫أنفق بلل ً ول تخش من ذي العرش إقل ً‬
‫ل‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫القتصاد في النفقة نصف المعيشة‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫ما عال من اقتصد‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫إن المعونة تأتي على قدر المؤونة‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫ارض من الدنيا بالقوت‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫القوت لمن يموت كثير‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫وتقدم ما في الطعمة والزهد‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫ما أفلح صاحب عيال‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫العائلة ولو بنت‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫أنت ومالك لبيك‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫من بنى بناء فوق ما يكفيه كلف يوم القيامة أن يحمله‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫من لبس ثوب شهرة‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫من لبس نعل ً صفراء‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫العمائم تيجان العرب‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫إياكم وذي العاجم‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫طي القماش يزيد في زيه‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫تختموا بالزبرجد‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫تختموا بالعقيق‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫قص الظفار‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫من قص أظفاره مخالفا ً لم ير في عينيه رمدًا‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫كتاب الشربة والزنا واللواط والجنايات والحدود‬


‫]انظر تخريج الحاديث وتصحيحها في الباب الول[‬
‫مدمن الخمر كعابد وثن‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫الخمر أم الخبائث‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫خير خلكم خل خمركم‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫كل امرئ حسيب نفسه يشرب كل قوم فيما بدا لهم‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫ساقي القوم آخرهم شربًا‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫سؤر المؤمن شفاء‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫الزنا يورث الفقر‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫ل يدخل الجنة ولد زنية‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫سحاق النساء زنا بينهن‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫من مات من أمتي وهو يعمل عمل قوم لوط نقله الّله إليهم‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫لو اغتسل اللوطي بماء البحر لم يجيء يوم القيامة إل جنبًا‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫وبلفظ‪ :‬المتلوط لو اغتسل‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫من تزيى بغير زيه فقتل فدمه هدر‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫لهدم الكعبة أهون من قتل المسلم‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫بشر القاتل بالقتل‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫السيف محاء للخطايا‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫ما ترك القاتل على المقتول من ذنب‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫من سلك مسالك التهم اتهم‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫فضوح ]ص ‪ [503‬الدنيا أهون من فضوح الخرة‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫إن الّله ل يهتك عبده‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫ادرؤوا الحدود بالشبهات‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫أقيلوا ذوي الهيئات عثراتهم إل الحدود‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫من عّير أخاه بذنب لم يمت حتى يعمله‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫ل تظهر الشماتة لخيك فيعافيه الّله ويبتليك‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫ظهر المؤمن قبلة‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫إذا ضرب أحدكم فليجتنب الوجه‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫كتاب الجهاد والمارة والقضاء والشهادات‬


‫]انظر تخريج الحاديث وتصحيحها في الباب الول[‬
‫سيروا على سير أضعفكم‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫الخير معقود بنواصي الخيل‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫علموا بنيكم السباحة والرمي‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫الجبن والجرأة غرائز‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫كن خير آخذ‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫الحرب خدعة‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫يا خيل الّله اركبي‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫لكل غادر لواء يوم القيامة يعرف به‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫من آذى ذمي ّا ً مقرا ً بعهده فأنا خصمه‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫الرسول ل يقتل‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫ما بقتله‪،‬‬‫ما خل يهوديان بمسلم إل ه ّ‬ ‫‪-‬‬
‫قدموا قريشًا‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫وسيأتي مع‪ :‬عالم قريش في الفضائل‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫إنما السلطان ظل الّله في الرض‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫لعمل العامل في رعيته يوما ً واحدا ً أفضل من عبادة العابد ستين‬ ‫‪-‬‬
‫عامًا‪،‬‬
‫كلكم راع ومسؤول عن رعيته‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫نعم المير إذا كان بباب الفقير‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫من أتى السلطان افتتن في حديث أوله‪ :‬من سكن البادية جفا‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫وفيه‪ :‬وما ازداد أحد من السككلطان قرب كا ً إل ازداد مككن الل ّككه بعككدا ً‬ ‫‪-‬‬
‫ومضى في العلم مما يأتي هنا غير ذلك‪،‬‬
‫اسمعوا وأطيعوا كما تكونون يولى عليكم‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫كما تدين تدان‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫الناس على دين مليكهم‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫الناس بزمانهم أشبه منهم بأبائهم‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫الجزاء من جنس العمل‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫الناس مجزيون بأعمالهم‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫قوام أمتي بشرارها‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫خاب قوم ل سفيه لهم‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫من أعان ظالما ً سلطه الّله عليه‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫من اعتز بالعبيد أذله الّله‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫كن مع الحق حيث كان‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫قل الحق وإن كان مرًا‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫أمرت أن أحكم بالظاهر‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫ما عزل من ولى ولده‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫القضاة ثلثة‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫ً‬
‫من جعل قاضيا ذبح بغير سكين‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫لعن الّله الراشي والمرتشي والرائش‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫أكرموا الشهود‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫على مثل الشمس فاشهد‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫الشاهد يرى ما ل يرى الغائب‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫المسلمون عدول بعضهم على بعض‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫من لعب بالشطرنج فهو ملعون‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫اللعب بالحمام مجلبة للفقر‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫عدو المرء من يعمل بعمله‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫العداوة في الهل ]ص ‪.[504‬‬ ‫‪-‬‬

‫كتاب الفضائل‪.‬‬
‫]انظر تخريج الحاديث وتصحيحها في الباب الول[‬
‫عند ذكر الصالحين تنزل الرحمة‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫إن لبراهيككم الخليكل ولبكي بككر الصكديق لحيكة فكي الجنكة‪ ،‬قكبر‬ ‫‪-‬‬
‫إسماعيل عليه السلم في الحجر‪،‬‬
‫أعطي يوسف شطر الحسن‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫اجتماع الخضر وإلياس‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫كنت أول النبيين في الخلق‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫كنت نبيا ً وآدم بين الماء والطين‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫ولدت في زمن الملك العادل‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫ابن الذبيحين‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫إحياء أبوي النبي صلى الّله عليه وسلم‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫ما من نبي إل نبئ بعد الربعين‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫أنا من الّله والمؤمنون مني‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫أنا أعرفكم بالّله‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قلي ً‬
‫ل‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫ما أعلم ما خلف جداري‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫أدبني ربي فأحسن تأديبي‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫أنا أفصح من نطق بالضاد‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫أوتيت جوامع الكلم‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫أنا مدينة العلم وعلي بابها‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫إنا أمة أمية ل نكتب ول نحسب‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫إن الورد خلق من عرقه‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫ما منكم من أحد إل وقد وكل به قرينه من الجككن ومككن الملئكككة‬ ‫‪-‬‬
‫ّ‬
‫إل أن الله أعانني فأسلم‪،‬‬
‫من رآني في المنام فقد رآني‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫ما أوذي أحد ما أوذيت‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫تسليم الغزالة‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫خرافة‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫طلب الستقادة من النبي صككلى الل ّككه عليككه وسككلم احتيككال ً علككى‬ ‫‪-‬‬
‫رؤية بدنه الشريف‪،‬‬
‫سككبابة النككبي صككلى الل ّككه عليككه وسككلم وأنهككا كككانت أطككول مككن‬ ‫‪-‬‬
‫الوسطى‪،‬‬
‫ما بعث الّله نبيا ً إل عاش نصف ما عاش الذي قبله‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫ما قبض الّله نبيا ً إل في الموضع الذي يحب أن يدفن فيه‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫لو عاش إبراهيم يعني ابن النبي صلى الّله عليه وسلم لكان نبيا‪ً،‬‬ ‫‪-‬‬
‫إن لبككي بكككر الصككديق لحيككة فككي الجنككة فككي حككديث أولككه‪ :‬إن‬ ‫‪-‬‬
‫لبراهيم‪،‬‬
‫لو وزن إيمان أبي بكر بإيمان الناس رجحهم‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫أرحم أمتي بأمتي أبو بكر‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫الّلهم أعز السلم بأعز الرجلين عمر أو أبي جهل‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫كل أحد أعلم أو أفقه من عمر قاله هو عن نفسه‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫يا سارية الجبل‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫سيد العرب علي‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫علي بابها في حديث أوله‪ :‬أنا مدينة العلم‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫أقضاكم علي‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫حمل على باب خيبر‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫رد الشمس لعلي‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫أمير النحل علي‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫لما غسلت النبي صككلى الل ّككه عليككه وسككلم اقتلصككت مككاء محككاجر‬ ‫‪-‬‬
‫عينيه فشربته فورثت علم الولين والخرين قاله علي‪،‬‬
‫الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫حسين مني وأنا من حسين‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫قاتل الحسين في تابوت من نار‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫قال لي جبريل إني قتلت بدم يحيى بن زكريا سككبعين ألف كا ً وإنككي‬ ‫‪-‬‬
‫قاتل بدم الحسين سبعين ألفا ً وسبعين ألفًا‪،‬‬
‫كل بني آدم ينتمون إلى عصبة ]ص ‪ [505‬أبيهم إل ولد فاطمة‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫قوموا إلى سيدكم يعني سعدًا‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫ما أظلت الخضراء ول أقلت الغبراء أصدق من أبي ذر‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫نعم العبد صهيب‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫شهادة خزيمة بشهادتين‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫سبقك بها عكاشة‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫خير السودان ثلثة بلل ولقمان ومهجع‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫خذوا شطر دينكم عن الحميراء‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫مثل أصحابي في أمتي كالملح في الطعام‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫ما من أحد من أصحابي يموت بأرض إل بعث قائدا ً لهلها ونورًا‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫من أسككدى إلككى هاشككمي أو مطلككبي معروف كا ً ولككم يكككافئه كنككت‬ ‫‪-‬‬
‫مكافئه يوم القيامة‪،‬‬
‫عالم قريش يمل الرض علمًا‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫قدموا قريشًا‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫أحبوا العرب‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫آل محمد كل تقي‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫البدال‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫هرم بن حيان في مجيء سحابة عند الفراغ من دفنه‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫أكرموا عمتكم النخلة‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫الديك البيض صديقي‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫ل تسبوا البرغوث‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫مصر كنانة الّله في أرضه‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫مصر أطيب الرضين ترابًا‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫الجيزة روضة من رياض الجنة‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫إذا جئت يا معاذ أرض الحصيب‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫خير الناس قرني‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫حسنات البرار سيئات المقربين‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫كتاب البعث والنشور وما قبل ذلك من الفتن وغيرها‪.‬‬


‫]انظر تخريج الحاديث وتصحيحها في الباب الول[‬
‫ل تكرهوا الفتنة في آخر الزمان‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫إنما بقي من الدنيا بلء وفتنة‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫هاروت وماروت وقصتهما مع الزهرة‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫اتركوا الترك ما تركوكم‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫دعوا الحبشة ما ودعوكم‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫الدجال أعور العين اليمنى‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫ويه اسم شيطان‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫بيت المقدس أرض المحشر والمنشر‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫لن يعجز الّله هذه المة من نصف يوم‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫إن الّله يدعو الناس يوم القيامة بأمهاتهم‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫الصراط كحد السيف‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫البحر هو جهنم‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫إنما حّر جهنم على أمتي كحّر الحمام‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫تقول النار للمؤمن جز‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫حفت الجنة بالمكاره‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫دخلت الجنة فرأيت أكثر أهلها النساء‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫عند جهينة الخبر اليقين‪.‬‬ ‫‪-‬‬

You might also like