You are on page 1of 43

‫)يييييي( يييييييي‬

‫ي‬
‫ِقراَءةٌ في ُبردة المام الُبوصير ّ‬
‫معانيها ‪،‬وظروف إنشادها‪ ،‬وشخصية مبدعها‬
‫دراسة وتحليل‬

‫إعداد‬
‫حليمة بنت‬ ‫صبيحة بنت عبد الغني‬
‫عبد الله‬

‫إبراهيم أحمد الفارسي‬

‫إشراف‬
‫مد حسين حسوبة‬
‫الستاذ الدكتور‪ /‬أحمد مح ّ‬
‫ةةةةةةة ةةةةة ةةةةةةة‬
‫ةةةةةةة ةةةةةةةةةة ةةةةةةةة ةةةةةةة‬
‫‪ 1425‬ﻫ ‪2004/‬م‬

‫المقدمة‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم‬

‫‪1‬‬
‫)يييييي( يييييييي‬

‫الحمد لله تعالى رب العالمي الذي أظهر من العدم‬


‫ه‬ ‫خل ُ ِ‬
‫ق ِ‬ ‫م ب ُ‬‫مدا ً سّيدا ً للكائنات ‪ ،‬فأل َهَ َ‬‫الموجودات ‪ ،‬وأرسل سّيدنا مح ّ‬
‫ب وغيَرهم لمدحه‪ ،‬وتعظيمه‪ ،‬والتغني‬ ‫شعراَء والك ُّتا َ‬‫الكريم ِ ال ّ‬
‫بسيرته العطرة أبد الحياة والممات‪ ،‬فعليه وعلى آله وصحبه‬
‫من الّله تبارك وتعالى أشرف الصلوات والتسليمات وأذكى‬
‫التحيات وأتم البركات ‪ .‬وبعد ‪.....‬‬
‫ي على‬ ‫ي‪ ،‬أو نثريّ في تاريخ الدب العري ّ‬ ‫ص شعر ّ‬ ‫ظن ّ‬ ‫لم يح َ‬
‫ي‪ ،‬وحتى العصر الحديث‬ ‫مّر عصوره الممتدة من العهد الجاهل ّ‬
‫شعبي‪،‬‬ ‫بالهتمام على جميع المستويات ‪ :‬الّرسمي‪ ،‬وال ّ‬
‫ث بها‬‫ي‪ ،‬بمثل ما حظيت به ُبردة المام البوصيري‪،‬حي ُ‬ ‫والكاديم ّ‬
‫تغّنى المنشدون‪ ،‬وعارضها الشعراء‪،‬وتفنن في شرحها‬
‫الك ُّتاب‪،‬وتبارى الخطاطون في كتابتها بجميع الخطوط ‪،‬‬
‫قصاص في روايتها ‪ ،‬والطلب والباحثون تسابقوا لدراستها‪،‬‬ ‫وال ُ‬
‫ول المعرضين والمنكرين ‪،‬‬ ‫م من نقد النقاد‪ ،‬وتق ّ‬ ‫وكذا لم تسل ْ‬
‫ب‬‫ولكنها مازالت بسحرها تستولي على القلوب والفئدة وتخل ُ‬
‫ب العارفين وأهل الوجد والذوق ‪ ،‬ومن هنا جاء اهتمامنا بهذا‬ ‫ل ّ‬
‫ها نحن في هذه الدراسة‬ ‫النص الشعريّ لتقديمه لكم ‪ ،‬وَ َ‬

‫وبيان بعض معانيها‬ ‫العجلى نحاول ِقراَءة َ ُبردة المام الُبوصيري‬

‫في دراسة‬ ‫‪،‬وظروف إنشادها‪ ،‬وشخصية مبدعها‪،‬‬


‫دمها‬‫موجزة يشرف عليها أستاذنا الدكتور‪ /‬أحمد حسوبة ‪ ،‬ويق ّ‬
‫الطلب ‪ :‬صبيحة بنت عبد الغني‪ ،‬وحليمة بنت عبد الله‪ ،‬وإبراهيم‬
‫الفارسي‪.‬‬
‫وتأتي هذه الدراسة المتواضعة في ثلثة أقسام ‪:‬‬
‫شاعر وحياته ‪ ،‬وقد أعدته‬ ‫القسم الول سوف يتناول ال ّ‬
‫الخت الفضلى حليمة بنت عبد الله مع شرح نموذج من أشعاره‬
‫في التحذير من هوى النفس ‪.‬‬
‫والقسم الثاني سوف يتناول ظروف إنشاد وإنشاء هذه‬
‫القصيدة‪ ,‬ومناسبتها‪ ،‬وشرح بعض البيات التي تتناول النسيب‬
‫النبوي‪ ،‬وقد أعدته الخت الفضلى صبيحة بنت عبد الغني‪.‬‬
‫والقسم الثالث سوف يتناول بالتحليل شخصية مبدعها‬
‫وظروف عصره وملمح الدب فيه‪ ،‬وما دار حول البردة من جدل‬
‫عقدي‪ ،‬وشعر المديح‪ ،‬وقد أعده إبراهيم الفارسي‪.‬‬
‫ي‬
‫وكان المنهج الذي اتبعته الدراسة هو المنهج التحليل ّ‬
‫الوصفي ‪ .‬والهدف الذي ترمي إليه هذه الدراسة؛ هو تأسيس‬

‫‪2‬‬
‫)يييييي( يييييييي‬

‫رؤية معرفّية واضحة كاشفة حول هذه القصيدة‪ ،‬وما أثارته‬


‫في النفوس من كوامن الوجد ‪ ،‬وما أثارته من جدل عقدي مع‬
‫الستفادة من تطبيق منهج التحليل النقديّ والعلمي بموضوعية‪,‬‬
‫والتعامل النقدي الواعي مع معطيات التراث السلمي شعرًا‪،‬‬
‫ونثرا ً لقامة علقة وثيقة بين المة وتراثها‪ ،‬ولتحقيق التكامل‬
‫بين الدراسات المتخصصة و القيم السلمّية لقبول الجّيد منه‬
‫ورفض غير ذلك ‪.‬‬
‫وأخيرا ً نتمّنى أن نوفق في عرض صورة طّيبة عن المام‬
‫البوصيري وقصيدته‪ ،‬وأن تنال هذه الدراسة المبسطة الرضا‬
‫والقبول وباّلله التوفيق والهداية ‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫)يييييي( يييييييي‬

‫القسم الول‬

‫عن الشاعر وحياته‬

‫من إعداد ‪ :‬حليمة بنت عبد الله‬

‫‪4‬‬
‫)يييييي( يييييييي‬

‫عن الشاعر وحياته‬ ‫القسم الول‪:‬‬


‫من إعداد ‪ :‬حليمة بنت عبد الله‬

‫سوف نتناول في هذه النبذة التي‪:‬‬


‫‪ .1‬من هو المام البوصيري ؟‬
‫‪ .2‬كيف كانت نشأته؟‬
‫‪ .3‬نموذج من أشعاره الخرى؟‬
‫‪ .4‬ماذا قال عنه الخرون‬
‫‪ .5‬متى توفي المام البوصيري؟‬

‫) أ ( حول سيرة المام البوصيري‬


‫أول ً ‪ :‬اسمه‬
‫‪ -‬هو محمد بن سعيد بن حماد بن تحسن بن أبي سرور‬
‫بن حيان بن عبدالله بن ملك الصنهاجي‪ ،‬البوصيري‬
‫المصري المكني بأبي عبدالله‪ ،‬والملقب بشرف الدين‪.‬‬

‫ثانيا ً ‪ :‬ن ْ‬
‫شأِته وثقافِته‬
‫ولد يوم الثلثاء سنة ‪ 208‬بقرية دلص ‪،‬وكانت أمه من‬
‫دلص وأبوه من بوصير‪ ،‬ولذلك‪ ،‬اشتهر بالبوصيري نسبة‬
‫لمكان ولدته‪.‬‬
‫‪ -‬لقد نشأ في أسرة فقيرة‪ ،‬لذلك اضطر إلى السعي‬
‫لطلب الرزق منذ صغره‪.‬‬
‫‪ -‬وكان البوصيري يجيد فن الخط‪ ،‬فزاول كتابة اللواح‬
‫التي توضع على شواهد القبور‪ ،‬ولموهبته الشعرية مدح‬
‫الوزراء والمراء بأشعاره وذلك في مرحلة متقدمة من‬
‫‪1‬‬
‫حياته ونال من عطاياهم‪.‬‬
‫‪ -‬بدأ حياته كما كان يبدؤها معاصروه بحفظ القرآن‪ ،‬فقد‬
‫افتتح كّتابا لتعليم الصبيان القرآن‪ ،‬ثم درس العلوم الدينية‬

‫‪ . 1‬البردة ‪ ،‬د أحمد عبد التواب عوض ‪ ،‬دار الفضيلة ‪ ،‬القاهرة ‪1996 ،‬م‪،‬‬
‫ص ‪10‬‬

‫‪5‬‬
‫)يييييي( يييييييي‬

‫عندما رحل إلى القاهرة‪ ،‬وكان تعلمه في مسجد الشيخ‬


‫عبد الظاهر‪.‬‬
‫‪ -‬وقد عرضت عليه وظيفة الحسبة‪ ،‬وهذه الوظيفة ل‬
‫تسند إل لمن ألم بمبادئ الفقه‪.‬‬
‫‪ -‬واشتعل كاتبا ً ببلبيس ) محافظة الشرقية ‪ /‬مصر(‬
‫فينبغي أن يكون قد ألم بالعمال الحسابية‪.‬‬
‫‪ -‬مدح النبي صلى الله عليه وسلم بقصائد كثيرة من‬
‫أشهرها قصيدة )البردة(‪ ،‬التي عارض فيها قصيدة كعب‬
‫بن زهير ‪:‬‬
‫م متبو ُ‬
‫ل ‪...‬‬ ‫سعادُ فقلبي اليو َ‬ ‫ت ُ‬ ‫)بان ْ‬
‫م إثرها‪ْ ،‬لم ُيفدَ مكُبو ُ‬
‫ل(‪.‬‬ ‫متي ٌ‬
‫ُ‬
‫‪ -‬كانت صوفيا ً تلقى ذلك عن أبي العباس المرسي الذي‬
‫خلف أبا الحسن الشاذلي في طريقته‪ ،‬وقد درس‬
‫التصوف وآدابه وأسراره على شيخه أبي العباس الذي‬
‫كانت تربطه به علقة الحب‪.‬‬

‫ثالثا ً ‪ :‬وفاته‬
‫‪ -‬قال المقريففزي فففي ترجمتففه للبوصففيري فففي المقفففى ‪:‬‬
‫ومات في سففنة خمففس وتسففعين وسففتمائة بالمارسففتان "‬
‫المستشفى" المنصوري من القاهرة‪.‬‬
‫‪ -‬وذكر الزركلي في العلم ‪ :‬أنه توفي بالسكندرية‪.‬‬
‫وكذلك كان الخلف في سنة الوفاة‪.‬‬
‫‪ -‬فقال المقريزي سنة ‪ 695‬ه‪ ،‬وذكر الزركلي أنها سنة‬
‫‪ 696‬ه‪ ،‬وقيل‪ :‬سنة ‪ 694‬ه‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫)يييييي( يييييييي‬

‫) ب ( دراسة النص وتحليله‬


‫النص المختار‪:‬‬
‫التحذير من هوى النفس‬
‫ب‬
‫شـي ْ ِ‬ ‫ها بنذير ال ّ‬ ‫من جهِلـ َ‬ ‫ِ‬ ‫ء‬
‫سـو ِ‬ ‫ماَرِتي بال ّ‬ ‫نأ ّ‬ ‫فـإ ِ ّ‬ ‫‪َ 13‬‬
‫ع َ‬
‫هـَر َم ِ‬ ‫وال ِ‬ ‫ظت‬ ‫مــا ات ّ َ‬
‫م برأسـي غيَر‬ ‫ف أَلـ ّ‬ ‫ضي ٍ‬ ‫َ‬ ‫ل‬
‫فع ِ‬ ‫ن ال ِ‬ ‫م َ‬ ‫ت ِ‬ ‫عــدّ ْ‬ ‫‪14‬ول أ َ‬
‫شـم ِ‬ ‫محت ِ‬ ‫ُ‬ ‫قَرى‬ ‫ل ِ‬ ‫الجمي ِ‬
‫دا لي منه‬ ‫سـّرا َبــ َ‬ ‫ت ِ‬ ‫كتم ُ‬ ‫م أّني‬ ‫ت أعلـ ُ‬ ‫‪15‬لــو كن ُ‬
‫ُ‬
‫بالك َت َم ِ‬ ‫ه‬
‫قُر ُ‬ ‫و ّ‬ ‫مــا أ َ‬
‫ل‬
‫ح الخيــ ِ‬ ‫ما َ ُ‬‫ج َ‬ ‫كما ي َُردّ ِ‬ ‫مــاح‬ ‫ج َ‬ ‫من لي ب َِردّ ِ‬ ‫‪َ 16‬‬
‫جم ِ‬ ‫بال ُّلـ ُ‬ ‫هــا‬ ‫وايت ِ َ‬ ‫غ َ‬ ‫من َ‬ ‫ِ‬
‫وي‬ ‫م ُيق ّ‬ ‫ن الطعـا َ‬ ‫ِإ ّ‬ ‫م بالمعاصي‬ ‫‪17‬فـل ت َُر ْ‬
‫هم ِ‬ ‫شــهوةَ الن ّ ِ‬ ‫ه‬
‫وت َ‬ ‫سـَر شـه َ‬ ‫كَ ْ‬
‫ه‬
‫م ُ‬ ‫فطِ ْ‬ ‫ن تَ ْ‬ ‫وإ ِِ ْ‬ ‫ضاع َ‬ ‫ب الّر َ‬ ‫ح ّ‬ ‫ُ‬ ‫ن‬‫ل إِ ْ‬ ‫طف ِ‬ ‫كال ّ‬ ‫س َ‬ ‫‪18‬والّنف ُ‬
‫طــم ِ‬ ‫ف ِ‬ ‫َين َ‬ ‫عَلى‬ ‫ب َ‬ ‫ش ّ‬ ‫مْله َ‬ ‫ُته ِ‬
‫وّلى‬ ‫ن الهوى مـا َتـ َ‬ ‫ِإ ّ‬ ‫رف هواهــا‬ ‫صَ ِ‬ ‫‪19‬فا ْ‬
‫صم ِ‬ ‫صم ِ أو ي َ ِ‬ ‫يُ ْ‬ ‫ول ّي َ ُ‬
‫ه‬ ‫وحاِذر أن ت ُ َ‬
‫حل َ ِ‬
‫ت‬ ‫ي است َ ْ‬ ‫ه َ‬ ‫ن ِ‬ ‫وإ ِ ْ‬ ‫ي في‬ ‫ه َ‬ ‫هـا و ْ‬ ‫ع َ‬ ‫‪20‬ورا ِ‬
‫مِ‬‫َ‬
‫سـ‬ ‫مرعى فل ت ُ ِ‬ ‫ال َ‬ ‫ة‬
‫م ٌ‬ ‫العمال سـائ ِ َ‬
‫ن‬
‫رأ ّ‬ ‫ث لم ي َدْ ِ‬ ‫من حي ُ‬ ‫ِ‬ ‫ت َلـذّ ً‬
‫ة‬ ‫ســن َ ْ‬ ‫كـم ح ّ‬ ‫‪َ 21‬‬
‫سـم ِ‬ ‫م في الدّ َ‬ ‫س ّ‬ ‫ال ّ‬ ‫ء قات ِل َ ً‬
‫ة‬ ‫للمر ِ‬
‫ن‬‫م َ‬ ‫شـــّر ِ‬ ‫ة َ‬ ‫ص ٍ‬ ‫م َ‬ ‫ب مخ َ‬ ‫فُر ّ‬ ‫َ‬ ‫من‬ ‫س ِ‬ ‫سائ ِ َ‬ ‫ش الدّ َ‬ ‫خ َ‬ ‫‪22‬وا ْ‬
‫خم ِ‬ ‫الّتـ َ‬ ‫ع‬
‫شب َ ٍ‬ ‫من ِ‬ ‫عو ِ‬ ‫جو ٍ‬

‫أول ً ‪ :‬معاني المفردات ‪:‬‬


‫كبر‬
‫الـهَِرم‪ِ :‬‬ ‫‪ ( 1‬اتعظت ‪ :‬اعتبرت وتعلمت‬
‫سن‪.‬‬‫ال ّ‬
‫‪ (2‬قَِرى ‪ :‬طعام يقدم إكراما ً للضيف‪.‬‬
‫الك ََتم ‪ :‬نبات مثل‬ ‫ت‬
‫ت ‪ :‬أخفي ُ‬
‫‪ (15‬كتم ُ‬
‫الحناء‪.‬‬
‫اللجم ‪ :‬جمع‬ ‫ماح الخيل ‪ :‬عدم خضوعه‬ ‫ج َ‬
‫‪ِ (16‬‬
‫لجام وهو ما يقاد به الفرس ‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫)يييييي( يييييييي‬

‫الن ِّهم ‪ :‬شديد الجوع‪،‬‬ ‫‪ (17‬ت َُرم ‪ :‬تطلب‬


‫حريص على الكل‪.‬‬
‫ب ‪ :‬نشأ وكبر‬ ‫ش ّ‬ ‫‪َ (18‬‬
‫صم ‪ :‬يقتل‬‫يُ ْ‬ ‫ه ‪ :‬يكون وليا ً عليك‬ ‫‪ ( 19‬ت ُوَل ّي َ ُ‬
‫َيصم‪ُ :‬يصيب‬
‫ل ُتسم‪:‬‬ ‫‪ ( 20‬سائمة ‪ :‬ترعى الكل وهو نبات صحراوي‬
‫ل تدعها ترعى‬
‫صة ‪ :‬شدة‬‫م َ‬ ‫خ َ‬‫م ْ‬
‫‪/‬ال َ‬ ‫‪(21‬الدسائس‪ :‬الفتن والمكائد‬
‫خم ‪:‬فساد الطعام في المعدة‪.‬‬ ‫الجوع ‪ /‬الت ّ َ‬

‫ثانيًا‪ :‬شرح إجمالي للبيات‬


‫‪13‬ف ‪ 16‬يحذر المام البوصيري في هذا الفصل من‬
‫النفس المارة بالسوء وأنها من جهلها ل تتعظ بنذير‬
‫الشيب والكبر‪ ،‬وكان الواجب عليها أن تعتبر‪ ،‬فما‬
‫أعدت هذه النفس‪ ،‬من جميل الفعال‪ ،‬وكريم الخصال‪،‬‬
‫م بالرأس ‪ ،‬وهو غير‬ ‫ما يتناسب مع الضيف الذي أل ّ‬
‫ن تزداد َ تقّربًا‪،‬‬
‫خفي أل وهو الشيب‪ ،‬وكان المناسب أ ْ‬
‫ة!! ولو كنت أعلم أني لن أنزل هذا‬ ‫ة‪ ،‬وعباد ً‬‫وطاع ً‬
‫الشيب منزلته التي يستحقها من حسن الفعال لعمدت‬
‫إلى إخفائه بالصباغ كالحناء‪ ،‬فمن يساعدني على رد‬
‫‪2‬‬
‫نفسي عن غوايتها كما يكبح اللجام جماح الخيل‪.‬‬
‫‪17‬ف ثم يلفت نظر كل إنسان إلى حقيقة مهمة وهي أن‬
‫كسر شهوة النفس ل يكون بالفراط في المعاصي‪،‬‬
‫فكما أن الطعام يقوي شهوة النهم‪ ،‬فإن فعل المعاصي‬
‫‪3‬‬
‫يزيد في شهوة النفس المارة بالسوء‪.‬‬
‫‪ -18‬ثم يشبه النفس بالطفل‪ ،‬فكما أن الطفل إذا تركته‬
‫أمه ويكبر ويشيب على حب الرضاع‪ ،‬أما إذا فطمته‬
‫ومنعته من الرضاع فإنه ينفطم ويمتنع‪ ،‬فكذلك النفس‬
‫ب من الشهوات تزداد في تغيانها‪ .‬ومن‬ ‫من تركها ُتع ّ‬

‫‪ 2‬بردة المديح المباركة ‪ ،‬د‪ .‬أحمد عمر هاشم ‪ ،‬دار المقطم ‪ ،‬القاهرة‬
‫‪1995‬م‪ ،‬ص ‪65‬‬
‫‪ 3‬بردة المديح المباركة ‪ ،‬د‪ .‬أحمد عمر هاشم ‪ ،‬دار المقطم ‪ ،‬القاهرة‬
‫‪1995‬م‪ ،‬ص ‪66‬‬

‫‪8‬‬
‫)يييييي( يييييييي‬

‫كبح جماحها ومنعها عن المعاصي امتنعت وأنابت إلى‬


‫‪4‬‬
‫ربها سبحانه وتعالى‪.‬‬

‫‪ _19‬ويأمر النسان أن يجتهد في أن يصرف هوى النفس‪،‬‬


‫وأن يحذر من استيلئها عليه؛ لن هوى النفس إذا‬
‫استولى على النسان يقتله أو يعيبه على القل‪.‬‬
‫‪ 21 -20‬ويوجه إلى ما ينبغي على النسان من ملحظة‬
‫النفس وهي في أعمالها كالنعام التي ترعى في كل‬
‫مباح‪ ،‬وإن استحلت المرعى فل تتركها ترعى وتفعل ما‬
‫سنت النفس متعة للنسان هي في‬ ‫تشاء‪ .‬فطالما ح ّ‬
‫حقيقتها قاتلة له‪ ،‬ولم يدرِ المسكين أن السم مخبأ في‬
‫شهوته التي يراها كأنها دسم وشيء ثمين‪.‬‬
‫ذر من فتن الجوع والشبع‪ ،‬فل يكون الجوع سببا ً‬ ‫‪ -22‬ويح ّ‬
‫في القنوط‪ ،‬ول يكون الشبع سببا ً في البطر‪ ،‬فُر ّ‬
‫ب‬
‫جوع شديد يورث القنوط‪ ،‬يكون شرا ً من شبع مفرط‪.‬‬
‫وكل المرين‪ :‬شدة الجوع‪ ،‬وكثرة الشبع تصرف‬
‫النسان عن العبادة والطاعة‪.‬‬

‫‪ 4‬بردة المديح المباركة ‪ ،‬د‪ .‬أحمد عمر هاشم ‪ ،‬دار المقطم ‪ ،‬القاهرة‬
‫‪1995‬م‪ ،‬ص ‪66‬‬

‫‪9‬‬
‫)يييييي( يييييييي‬

‫القسم الثاني‬

‫ظروف إنشاد وإنشاء هذه القصيدة‬


‫ومناسبتها‬

‫إعداد ‪ :‬صبيحة بنت عبد الغني‬

‫‪10‬‬
‫)يييييي( يييييييي‬

‫القسم الثاني ‪:‬‬


‫ظروف إنشاد وإنشاء هذه القصيدة‪ ,‬ومناسبتها‬
‫إعداد‪ :‬صبيحة بنت عبد الغني‬
‫تمهيد‬
‫ما المقصود بالمدح والرثاء ؟ المدح هو ‪ :‬ما يقال أثناء‬
‫حياة الشخص‪،‬والرثاء‪:‬ما يقال بعد الوفاة‪.‬‬
‫حا وليس رثاًء؟‬‫لماذا تعد هذه القصيدة ))البردة(( مد ً‬
‫لن الرثاء يظهر التحزن والتفجع )البكاء على الميت(‪.‬ولن‬
‫المدح يظهر محاسن الدين ‪ ،‬والثناء على شمائل الرسول‬
‫شاعر قد مدح‬ ‫‪ ، ‬ويقصد به التقّرب إلى الله تعالى‪ .‬وال ّ‬
‫ن الرسول‪ ‬موصول الحياة وأنه‬ ‫الّرسول‪، ‬وهو يرى أ ّ‬
‫يخاطبه كأنه حي يرزق ‪ .‬وهذا فيه تقدير عظيم واحترام‬
‫للّرسول‪. 5 ‬‬

‫أول ً ‪ :‬تسمية القصيدة بالُبردة‬


‫هناك عدة أقوال لتسميتها ))البردة(( منها‪-:‬‬
‫قيل‪ :‬إنه سماها ))البردة(( ُ‬
‫كنية له‪ ،‬لشتمالها‬ ‫‪-1‬‬
‫على مناقب الرسول‪، ‬وبهذا قد قصد المعنى‬
‫المجازي ‪،6‬مثل كما في قوله‪:‬‬
‫ك لَ ْ‬
‫م‬ ‫لَ َ‬ ‫دا‬‫و ً‬‫ض ب ُُر ْ‬
‫ري ْ ِ‬ ‫ق ِ‬‫ة ال ْ َ‬‫ع ِ‬
‫صن ْ َ‬
‫ن ُ‬
‫م ْ‬ ‫حا َ‬
‫ك ِ‬ ‫َ‬
‫عاءُ‬
‫صن ْ َ‬‫ها َ‬ ‫شي ْ ً‬
‫و ِ‬ ‫ك َ‬ ‫ح ْ‬‫تُ َ‬
‫قيل‪ :‬كأنه شبه نفسه بكعب بن زهير ‪ ،‬ولكعب‬ ‫‪-2‬‬
‫قصيدة )البردة( والتي مطلعها‬
‫م متبو ُ‬
‫ل ‪...‬‬ ‫سعادُ فقلبي اليو َ‬ ‫ت ُ‬ ‫)بان ْ‬
‫م إثرها‪ْ ،‬لم ُيفدَ مكُبو ُ‬
‫ل(‪.‬‬ ‫متي ٌ‬‫ُ‬
‫حيث أراد البوصيري أن تكون له قصيدة تحمل اسم‬
‫قصيدة كعب وذلك من باب التبرك بها‪.‬‬
‫قيل‪ :‬للبردة اسم آخر وهو ))البرأة(( = الشفاء‪،‬‬ ‫‪-3‬‬
‫‪ -‬مرض البوصيري مرضا ً شديدا ً ‪ -‬قد أصابه الشلل‪،‬‬
‫‪ 5‬البردة ‪ ،‬د أحمد عبد التواب عوض ‪ ،‬دار الفضيلة ‪ ،‬القاهرة ‪1996 ،‬م‪،‬‬
‫ص ‪16‬‬
‫‪ 6‬البردة ‪ ،‬د أحمد عبد التواب عوض ‪ ،‬دار الفضيلة ‪ ،‬القاهرة ‪1996 ،‬م‪ ،‬ص‬
‫‪14‬‬

‫‪11‬‬
‫)يييييي( يييييييي‬

‫‪-‬ثم دعا الله وتوسل أن يشفيه‪،‬‬


‫‪ -‬رأى أحسن طريقة أن يمدح الرسول‪ ‬بقصيدة‬
‫يذكر فيها محاسن الرسول‪.‬‬
‫‪-‬فأنشأ هذه القصيدة‪،‬‬
‫‪-‬نام‪ ،‬ثم رأى فى المنام أن رسول الله‪ ‬يمسح بيده‬
‫المباركة على وجهه‪.‬‬
‫‪-‬ألقى عليه الرسول‪ ‬البردة فى المنام‪،‬‬
‫شفي من مرضه‪.‬‬ ‫‪-‬فقام سليما ً ومعاًفى و ُ‬
‫‪-‬لم يعرف أحد هذه القصيدة‪.‬‬
‫‪-‬مشى فى الشارع‪،‬فقابل رجًل مسكينا ً ‪،‬ثم سأله ‪:‬أين‬
‫القصيدة التي مدحت بها رسول الله ‪‬؟‬
‫‪-‬فقال ‪:‬أيتها؟ثم قال ‪:‬التي أنشأتها في مرضك‪،‬وذكر‬
‫أولها ‪،‬وقال ‪:‬والله لقد سمعتها البارحة وهي تنشد بين‬
‫‪7‬‬
‫يدي رسول الله‪.‬‬

‫ثانيا ً ‪ :‬أقسام قصيدة البردة‬


‫تشمل أقسام قصيدة البردة عشرة أجزاء رئيسة‪ ،‬وقففد‬
‫قسمها الدارسون إلى فصول أساسية تتناول ما يلففي مففن‬
‫موضوعات ‪:‬‬
‫‪12-1‬‬ ‫ي‬
‫‪ - 1‬الّنسيب النبو ّ‬
‫‪28-13‬‬ ‫‪ -2‬التحذير من هوى النفس‬
‫‪29-58‬‬ ‫مدح الرسول الكريم‪‬‬ ‫‪-3‬‬
‫‪59-72‬‬ ‫‪ -4‬مولده‪‬‬
‫‪73-88‬‬ ‫‪ -5‬معجزاته‪‬‬
‫‪105-89‬‬ ‫القرآن الكريم‬ ‫‪-6‬‬
‫‪118-105‬‬ ‫‪ -7‬السراء والمعراج‬
‫‪140-119‬‬ ‫‪ -8‬جهاد الرسول‪ ‬وغرواته‬
‫‪152-141‬‬ ‫‪ -9‬التوسل والتشفع‬
‫‪161-153‬‬ ‫‪ -10‬المناجاة والتضرع‬

‫( هذا النص لم تثبت نسبته إلى البوصيري نفسه‪،‬‬ ‫‪7‬‬

‫‪12‬‬
‫)يييييي( يييييييي‬

‫وعدد أبيات البردة مائة واثنان وسفتون بيتفا ً ‪ ,‬قفد‬


‫زاد بعضففهم بعففض البيففات فففي المقدمففة وفففي‬
‫الخاتمة‪.‬‬

‫***‬

‫‪13‬‬
‫)يييييي(يييييييي‬

‫ثالثًا ‪ :‬تحليل وشرح الفصل الول من البردة‬

‫النسيب النبوي و الغزل وشكوى الغرام‬


‫من‬ ‫دمعــا جرى ِ‬ ‫ً‬ ‫ت َ‬ ‫ج َ‬ ‫مَز ْ‬ ‫َ‬ ‫ن‬ ‫ر جيرا ٍ‬ ‫ن َتــذَك ّ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫‪.1‬أ ِ‬
‫ة ب ِدَم ِ‬ ‫مقل َ ٍ‬ ‫ُ‬ ‫ســلم ِ‬
‫بــذي َ َ‬
‫ض البرقُ في‬ ‫م َ‬ ‫وأو َ‬ ‫من‬ ‫ح ِ‬ ‫ت الري ُ‬ ‫هب ّ ِ‬ ‫‪َ.2‬أم َ‬
‫ال ّ‬
‫ضم ِ‬ ‫من ا ِ َ‬ ‫ء ِ‬ ‫ظلمـا ِ‬ ‫ة‬‫م ٍ‬ ‫ء كــاظِ َ‬ ‫تلقــا ِ‬
‫ت‬ ‫ن قل َ‬ ‫ك إِ ْ‬ ‫وما لقلب ِ َ‬ ‫ت‬‫قل َ‬ ‫ن ُ‬ ‫عينـيك إ ِ ْ‬ ‫‪.3‬فـما ل ِ َ‬
‫هــم ِ‬ ‫ق يَ ِ‬ ‫ف ْ‬ ‫اسـت َ ِ‬ ‫مـَتا‬ ‫ه َ‬ ‫فـا َ‬ ‫ف َ‬ ‫اك ْ ُ‬
‫جم ٍ منه‬ ‫ســ ِ‬ ‫ن من َ‬ ‫ما بي َ‬ ‫ن‬‫بأ ّ‬ ‫ص ّ‬ ‫حســب ال َ‬ ‫‪.4‬أي َ‬
‫ضـ َ‬ ‫منك َِتــ ٌ‬
‫رم ِ‬ ‫طـ ِ‬ ‫َ‬
‫م ْ‬ ‫و ُ‬ ‫م‬ ‫ب ُ‬ ‫الح ّ‬
‫ن‬
‫ر البـا ِ‬ ‫ذك ْ ِ‬ ‫ت ِلــ ِ‬ ‫ق َ‬ ‫ر ْ‬ ‫ول أ ِ‬ ‫ق‬
‫ر ْ‬ ‫‪.5‬ولول الهوى لم ت ُ ِ‬
‫وال َ َ‬ ‫دمعـــا ً على طَل ِ ِ‬
‫علـم ِ‬ ‫ل‬
‫ع‬‫ل الدمـ ِ‬ ‫عدو ُ‬ ‫كـُر حبا ً بعدمـا به عليـك ُ‬ ‫ف ت ُن ْ ِ‬ ‫‪.6‬فكي َ‬
‫قم ِ‬ ‫سـ َ‬ ‫وال ّ‬ ‫دت‬ ‫ه َ‬ ‫شــ ِ‬ ‫َ‬
‫ديـك‬ ‫خ ّ‬‫ر على َ‬ ‫هـا ِ‬ ‫ل الب َ َ‬ ‫مث َ‬ ‫طي‬ ‫خـ ّ‬ ‫جد ُ َ‬ ‫و ْ‬ ‫ت الـ َ‬ ‫‪.7‬وأثب َ َ‬
‫عَنـم ِ‬ ‫وال َ‬ ‫ضـَنى‬ ‫ةو َ‬ ‫عب َْر ٍ‬ ‫َ‬
‫ت‬ ‫ض اللـذا ِ‬ ‫ر ُ‬ ‫ب يعَتـ ِ‬ ‫ح ّ‬ ‫وال ُ‬ ‫من‬ ‫ف َ‬ ‫عم سـرى طي ُ‬ ‫‪.8‬ن َ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫أهـوى فـأّر َ‬
‫باللـم ِ‬ ‫قِني‬
‫ت‬‫فـ َ‬ ‫ص ْ‬‫مّني ِإليـك وَلو أن ْ َ‬ ‫ِ‬ ‫‪ .9‬يـا لِئمي في الهوى‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫عذ ْ ِ‬
‫لم ت َلـم ِ‬ ‫ة‬
‫معـذَر ً‬ ‫ي َ‬ ‫ر ّ‬ ‫ال ُ‬
‫ة ول دائي‬ ‫وشــا ِ‬ ‫عن ال ُ‬ ‫ك حالي ل‬ ‫عدَْتـــ َ‬ ‫‪َ .11‬‬
‫ســم ِ‬ ‫ح ِ‬ ‫من َ‬ ‫ب ُ‬ ‫ر‬
‫سـت َت ِ ٍ‬ ‫م ْ‬ ‫سـّري ب ُ‬ ‫ِ‬
‫ل‬ ‫ذا ِ‬ ‫عــ ّ‬ ‫ن ال ُ‬ ‫ع ِ‬ ‫ب َ‬ ‫ح ّ‬ ‫م ِ‬ ‫ن ال ُ‬ ‫إِ ّ‬ ‫ن‬
‫ح لك ِ ْ‬ ‫ص َ‬ ‫ضت َِني الن ّ ْ‬ ‫ح ْ‬ ‫م ّ‬ ‫‪َ .12‬‬
‫مـم ِ‬ ‫ص َ‬ ‫في َ‬ ‫ه‬‫ع ُ‬ ‫م ُ‬ ‫ت أس َ‬ ‫َلســ ُ‬
‫ح‬
‫ص ٍ‬ ‫عـدُ في ن ُ ْ‬ ‫ب أب َ‬ ‫شـي ْ ُ‬ ‫وال ّ‬ ‫ح‬‫ت نصي َ‬ ‫م ُ‬ ‫ه ْ‬ ‫‪.13‬ا ِّني ات ّ َ‬
‫هم ِ‬ ‫ن الت ّ َ‬ ‫ع ِ‬ ‫َ‬ ‫عذَِلي‬ ‫في َ‬ ‫ب ِ‬ ‫شـي ْ ِ‬ ‫ال ّ‬
‫)يييييي(يييييييي‬

‫] أ [ معاني المفردات‪:‬‬
‫‪ -1‬ذو سلم‪:‬موضع بين مكة والمدينة – المقلة‪:‬العين‬
‫سوادها وبياضها‪.‬‬
‫‪ -2‬كاظمة‪ :‬اسم طريق إلى مكة _ إضم‪ :‬واد أسفل‬
‫المدينة‪.‬‬
‫‪ -3‬همتا‪:‬همت العين انحدر دمعها على الخد _‬
‫يهم‪:‬هام على وجهه لم يدرِ أين هو‪.‬‬
‫‪ -5‬البان‪:‬نوع من الشجر والمراد به موضع بالحجاز ‪.‬‬
‫‪ -6‬العلم‪ :‬اسم جبل والمراد موضع بالحجاز‪.‬‬
‫‪ -7‬الوجد‪ :‬الحزن _ البهار ورد أصفر طيب الرائحة _‬
‫العنم‪ :‬ورد أحمر‪.‬‬
‫‪ -8‬أرقني‪ :‬أسهرني‪ .‬لم يمكنه من النوم والراحة‪.‬‬
‫‪ -9‬الهوى العذري‪ :‬الحب العفيف ‪ ،‬نسبة إلى بني‬
‫عذرة وهي قبيلة عرفت بالعفاف‪.‬‬

‫] ب [ المعنى العام‬
‫‪ 1-2‬استهل المام البوصيرى )بردته( على عادة‬
‫شعراء بالغزل وشكوى الغرام‪ ،‬فيقول‪:‬أبسبب‬ ‫ال ّ‬
‫ب دمع العيون جاريا ً‬ ‫تذكر جيران بذي سلم انسك َ‬
‫من مقلة بدم ‪ ،‬أم بسبب هبوب الريح من طريق‬
‫مكة‪ ،‬أو لمعان البرق من وادٍ أسفل المدينة‬
‫‪8‬‬
‫المنورة على ساكنها أفضل الصلة وأتم السلم؟‬
‫‪ 3-6‬وها هما عيناه تهميان بالدموع والقلب يهيم في‬
‫المحبوب ‪ ،‬فليس الحب منكتما ً ولخفيًا‪ ،‬فلوله‬
‫ما أراق الدموع على الثار‪ ،‬ول أرق لذكر المعالم‬
‫من الشجار والجبال‪ ،‬ولم يعد ممكنا ً إنكار هذا‬
‫ت به هذه الدموع‬ ‫الحب ‪،‬أو إخفاؤه بعد أن شهد ْ‬
‫وهذا الهزال والضعف ‪.‬‬

‫‪ 8‬بردة المديح المباركة ‪ ،‬د‪ .‬أحمد عمر هاشم ‪ ،‬دار المقطم ‪ ،‬القاهرة‬
‫‪1995‬م‪ ،‬ص ‪64‬‬
‫)يييييي(يييييييي‬

‫‪ 7-9‬وأثبت الحزن والوجد الدليل على ذلك بالبكاء‬


‫والهزال‪ ،‬يتبدى هذا كالورد الصفر على خديه‬
‫والورد الحمر‪ ،‬ثم يعلن أن خيال من يحب سرى‬
‫وجاءه ليل فأّرَقه‪ ،‬وللحب اعتراضه للذات باللم‪.‬‬
‫ثم يخاطب لئمه فى الهوى العفيف قائل‪ :‬لو‬
‫أنصفت‬
‫ما لمتني ‪ ،‬أي لو كنت عادل لما ألقيت اللوم‬
‫ي لحبي للرسول ‪‬‬ ‫عل ّ‬
‫‪ 12 -10‬ثم يدعو لصاحبه ‪:‬ل أراك الله ما أنا فيه‪،‬‬
‫فليس سّري مستترا عن الوشاة المفسدين ولقد‬
‫ك لى ولكنى ل استجيب له‪ ،‬لن‬ ‫ت فى نصح ِ‬ ‫أخلص َ‬
‫المحب ل يسمع كلم اللئمين‪ .‬وحتى الشيب الذي‬
‫هو أبعد ما يكون عن التهم ‪ ،‬فإنى أتهم نصحه لى‬
‫ي من لوم‪ ،‬ولعل‬ ‫وأظنه غير مخلص فيما وجهه إل ّ‬
‫وه بها فى هذا الستهلل من‬ ‫المعالم والثار التي ن ّ‬
‫نحو "ذي سلم ٍ " وهي مكان بين مكة والمدينة‬
‫المنورة و "كاظمة" طريق إلى مكة و"إضم" وادٍ‬
‫أسفل المدينة المنورة ‪ ،‬وهي تشير إلى أن رائد‬
‫المحبين "البوصيري" طريقه هي ‪ :‬محبة الرسول‬
‫‪9‬‬
‫‪‬‬

‫‪ 9‬بردة المديح المباركة ‪ ،‬د‪ .‬أحمد عمر هاشم ‪ ،‬دار المقطم ‪ ،‬القاهرة‬
‫‪1995‬م‪ ،‬ص ‪65‬‬
‫)يييييي(يييييييي‬

‫القسم الثالث‪:‬‬

‫شخصية مبدعها وظروف عصره‬


‫وملمح الدب فيه‪ ،‬وما دار حول البردة‬
‫وشعر المديح‬

‫إعداد‪ :‬إبراهيم أحمد الفارسي‬


‫)يييييي(يييييييي‬

‫القسم الثالث ‪:‬‬


‫شخصية مبدعها‪ ،‬وظروف عصره وملمح الدب فيه‪،‬‬
‫وما دار حول البردة وشعر المديح‬
‫أعده إبراهيم الفارسي‪.‬‬

‫أول ً ‪ :‬مفتتح الكلم‬


‫شعر باعتباره إبداعًا‪،‬فإنه ينطلق من التجربة الذاتّية‬ ‫ن ال ّ‬
‫إ ّ‬
‫شاعر الديب‪ ،‬ول يكون الشعر الحقيقي إل‬ ‫شخصّية لل ّ‬ ‫وال ّ‬
‫شاعر فيه‬ ‫صادرا ً من الوجدان ومفضيا ً إليه سواء تناول ال ّ‬
‫موضوعات عامة أو موضوعات خاصة فكل ما يقوله الشاعر‬
‫ن مرتبطا ً بذات الشاعر‪.‬‬‫ن يكو َ‬ ‫لبد ّ أ ْ‬
‫والمديح النبوي فن ازدهر في الشعر العربي منذ العشى‪،‬‬
‫وكعب بن زهير‪ ،‬وحسان بن ثابت‪ ،‬ويعد ّ في طليعة الشعر‬
‫السلمي وزاد القبال عليه في العصر المملوكي‪ ،‬وفيه نجد‬
‫صورة للدعوة السلمية وتزكيتها و الهتمام برسول الله‪‬‬
‫وسيرته وخلقه العظيم‪ ،‬وبيان معجزاته‪.‬‬
‫ولقد ارتبط المديح بالتصوف والروحانيات والوجدانيات ‪،‬‬
‫وذلك لن للصوفية وعيهم المتمّيز‪ ،‬ولهم أيضا ً وسائل تعبيرّية‬
‫صة‪ ،‬وأفكار وموضوعات حساسة في العقيدة ‪ ،‬مما أثار‬ ‫خا ّ‬
‫عليهم حفيظة بعض رجال الدين فاعترضوا على ما عبر عنه‬
‫شعراء الصوفية ‪ ،‬والبوصيري منهم‪.‬‬

‫ثانيا ً ‪ :‬شخصية المام البوصيري‬

‫) أ ( ثقافته وصفاته‬
‫لقد كان للنشأة التي عاشها المام البوصيري أثرها‬
‫الكبير في شخصيته‪ ،‬فهو قد حفظ القرآن الكريم‪ ،‬ودرس‬
‫العلوم الدينية‪ ،‬واللغوية والسيرة النبوية وتنقل دارسا ً‬
‫ومدرسا ً في المساجد ‪ ،‬وتتلمذ على شيوخ الصوفية الجلء‪،‬‬
‫)يييييي(يييييييي‬

‫حيث درس التصوف وآدابه وأسراره ‪ ،‬وتلقى ذلك عن أبي‬


‫العباس المرسي تلميذ أبي الحسن الشاذلي وكان محبا ً‬
‫لشيخه وظهر ذلك في شعره‪.‬‬
‫وهو أحد العارفين بالله تعالى المحبين لرسول الله‬
‫كان جّياش العاطفة في محبتة للرسول‪ 10،‬صادق‬
‫اليمان‪ ،‬قوي اليقين؛ فهو الفنان الشاعر الديب الصوفي‬
‫الذي تغنى بجمال النبي وبحبه في خشوع وتوسل ‪ .‬وفضل ً‬
‫مق في دراسة مؤلفات اليهود‬‫عن هذا كله فقد تع ّ‬
‫والنصارى وكتبهم المقدسة للرد على إنكارهم النبوة وبيان‬
‫فساد معتقدهم‪ .‬ومع هذا برع في كتابة الخطوط العربية‪.‬‬
‫وتلقى عنه العلم أبو حيان الندلسي ) ت ‪ (725‬وعز الدين‬
‫بن جماعة ) ت ‪ (735‬وكان ينشد أشعاره ومدائحه على‬
‫الحاضرين في المجالس ‪.‬‬

‫) ب ( موضوعات شعره‬
‫ينقسم شعر البوصيري إلى قسمين هما ‪:‬‬
‫شعر الجتماعي والمديح والهجاء وشكوى الحال‬ ‫‪ -1‬ال ّ‬
‫وأمور الحياة ‪.‬‬
‫‪ -2‬شعر المدائح النبوية حيث أجادها وبرع فيها بل منازع‪.‬‬
‫وكان شعره فيهما قويا ً رصينا ً يميل فيه إلى تقليد القدماء ‪،‬‬
‫وُتعد ّ الُبردة أشهر مدائحه وله أيضا ً في المديح‬
‫القصيدة المضرية‪:‬‬
‫والنبياء‬ ‫ل على المختار من مضر‬ ‫يارب ص ّ‬
‫وجميع الرسل ماذكروا‬
‫و القصيدة المحمدية‪:‬‬
‫محمد خير‬ ‫محمد أشرف العراب والعجم‬
‫من يمشي على قدم‬
‫والهمزية‪:‬‬

‫‪ 10‬بردة المديح المباركة ‪ ،‬د‪ .‬أحمد عمر هاشم ‪ ،‬دار المقطم ‪ ،‬القاهرة‬
‫‪1995‬م‪ ،‬ص ‪7‬‬
‫)يييييي(يييييييي‬

‫يـا سماءً مــا طاولتها‬ ‫كيف ترقى ُرقيك النبياءُ‬


‫سـماءُ‬
‫لم يساوك في علك وقد حـــــا ل سنـا‬
‫فيك دونهم وسناءُ‬

‫وللبوصيري أشعار في أغراض أخري بجانب المديح فله‬


‫في هجاء المعاندين والكفار‪ ،‬وله مديح في الحكام‬
‫والسلطين والمراء والوزراء ‪ .‬وله قصائد شارك فيها في‬
‫المناسبات المختلفة في عصره‪ ،‬ولقد أشاد به وأثنى على‬
‫شعره وشاعريته كثير من العلماء والدباء‪،‬كابن تغري بردي‬
‫و ابن العماد‪ ،‬وغيرهم من النقاد قديما وحديثًا‪ ،‬ولم يسل ْ‬
‫م‬
‫من نقدِ بعضهم لشعره وّفه ‪.‬‬‫ِ‬

‫) ج ( عصر البوصيري) العصر المملوكي (‬


‫لقد عاش البوصيري في العصر المملوكي وتأثر به كثيرًا‪،‬‬
‫حيث تمّيز هذا العصر بعدة سمات منها ‪:‬‬

‫أول ً ‪:‬سمات الدب وخصائصه في عهده‬


‫‪ -1‬تغّلب الصناعة اللفظية وشيوعها لدى جميع‬
‫الشعراء والكتاب‪.‬‬
‫‪ -2‬ازدهار فن المديح النبوي وتسابق شعراء العصر‬
‫فيه‪.‬‬
‫‪ -3‬انتشار الغراض الخرى ‪ :‬الوصف‪ ،‬والفخر‪،‬‬
‫والحماسة ‪.‬‬
‫‪ -4‬نمو العصبيات مما ساعد على اتساع نطاق‬
‫الهجاء‪.‬‬
‫‪ -5‬ضعف الشعر عموما ً وانتشار التلقيد للقدماء‪.‬‬
‫‪ -6‬انشغال الشعراء في الوظائف الحكومية ) ديوان‬
‫النشاء (‬
‫‪ -7‬شيوع الجهل والفقر لدى عموم طبقات الشعب‪.‬‬
‫)يييييي(يييييييي‬

‫‪ -8‬كثرة الفتن والتقلبات السياسية وتغّير الحكام‬


‫والمراء‪.‬‬

‫ثانيا ً ‪ :‬الحركة العلمية في هذا العصر‬


‫لقد شهد هذا العصر كثيرا ً من ألوان النشاط العلمي‬
‫والفني‪ ،‬حيث قد تميزت الحركة الثقافية والعلمية في هذا‬
‫العصر بما يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬ظهور الموسوعات العلمية والمعاجم في جميع‬
‫الفنون مثل‪:‬‬
‫اللغة العربية‬ ‫لسان العرب ابن منظور‬ ‫‪•1‬‬
‫الدب‬ ‫صبح العشى للقلقشندي‬ ‫‪•2‬‬
‫العربي‬
‫التاريخ‬ ‫وفيات العيان للصفدي‬ ‫‪•3‬‬
‫التاريخ‬ ‫خطط المقريزي‬ ‫‪•4‬‬
‫علوم‬ ‫فتح البارئ ابن حجر العسقلني‬ ‫‪•5‬‬
‫الحديث‬
‫تلخيص المفتاح الخطيب القزويني‬ ‫‪•6‬‬
‫البلغة‬
‫ألفية ابن مالك والكافية والشافية‬ ‫‪•7‬‬
‫النحو‬

‫خمود الدب العباسي في بغداد‪.‬‬ ‫‪-2‬‬


‫هجره العلماء والمفكرين إلى مصر‪.‬‬ ‫‪-3‬‬
‫نشأة المكتبات ‪.‬‬ ‫‪-4‬‬
‫اهتمام المراء بإنشاء المدارس‪.‬‬ ‫‪-5‬‬
‫الهتمام باللغة العربية والعلوم الشرعية ‪.‬‬ ‫‪-6‬‬
‫ديوان النشاء والتنافس للعمل فيه ‪.‬‬ ‫‪-7‬‬
‫الهتمام بالتعليم والحياة الفكرية‪.‬‬ ‫‪-8‬‬
‫)يييييي(يييييييي‬
‫)يييييي(يييييييي‬

‫تعليق إجمالى‬
‫ول ً ‪:‬آثار البردة في الفكرين الدب ّ‬
‫ي‬ ‫أ ّ‬
‫ي‬‫والدين ّ‬
‫‪ •1‬لقد أسهمت البردة في خلق فن جديد في مدح‬
‫مى بالبديعيات‪ ،‬وهي‬‫الرسول‪ ‬حيث ظهر ما يس ّ‬
‫قصائد غرضها مدح الرسول‪ ‬وكان من شروطها أن‬
‫تكون قافيتها على حرف الميم وأن تحتوي على أكبر‬
‫قدر من فن البديع والزخرفة اللفظية فتشمل جميع‬
‫فنون البديع من جناس وسجع ولف ونشر وطباق‬
‫ومقابلة وتوريه وترصيع وتصريع وبراعةاستهلل‪،‬‬
‫وحسن مقطع‪،‬والتكرار واختيار اللفاظ القوية الجزلة‪.‬‬
‫‪ •2‬هاجم بعض الفقهاء قصيدة البردة من وجهة نظر‬
‫عقائدية حيث اتهموا المام البوصيري بالغلو في مدح‬
‫ح‬
‫الرسول‪ ‬واعتبروا أن بعض البيات فيها غلوٌ وشط ٌ‬
‫صوفي وكانت أشد البيات غلوا ً من وجهة نظرهم ما‬
‫يلي‪:‬‬
‫قوله‪:‬‬

‫ل‬
‫حلو ِ‬
‫عنـدَ ُ‬ ‫ك ِ‬ ‫وا َ‬‫سـ َ‬‫ِ‬ ‫ق ما لي‬‫م الخل ِ‬‫يــا أكَر َ‬
‫مم ِ‬
‫ع ِ‬
‫ث ال َ‬ ‫الحاِد ِ‬ ‫من ألوذُ به‬ ‫َ‬
‫م تَ َ ّ‬ ‫ق رسـو َ‬ ‫وَلن ي َ ِ‬
‫جلى بــاسم ِ‬ ‫إذا الكري ُ‬ ‫ه‬
‫ل الل ِ‬ ‫ضي َ‬
‫قـم ِ‬ ‫منت َ ِ‬‫ُ‬ ‫ك بي‬ ‫ه َ‬
‫جا ُ‬

‫وقوله‪:‬‬

‫ق منـــه‬
‫شـ ٍ‬
‫منت َ ِ‬
‫م طوبى ل ُ‬ ‫ض ّ‬ ‫د ُ‬
‫ل ت ُْرَبـا َ‬ ‫ب َيعــ ِ‬
‫ل طي َ‬
‫ومـلت َِثـم ِ‬ ‫ه‬ ‫أعظُ َ‬
‫م ُ‬

‫وقوله‪:‬‬
‫)يييييي(يييييييي‬

‫عى‬‫ه حين ُيـد َ‬ ‫م ُ‬‫ه أحيـا اس ُ‬‫قـدَْرهُ آيـات ُ ُ‬‫ت َ‬


‫سـب َ ْ‬
‫لو نـا َ‬
‫مـا ً‬
‫عظَ َ‬
‫مم ِ‬‫س الّر َ‬
‫ر َ‬
‫دا ِ‬ ‫ِ‬
‫ل على أي‬‫معن في هذه البيات أنها ل تد ّ‬ ‫والذي يبدو لمن يت ّ‬
‫و؛ فهي من باب شدة محبة الرسول‪ ‬وتوقيره ‪ ،‬والشعراء‬ ‫غل ٍ‬
‫ن يمدح شاعر‬ ‫لهم أن يبالغوا إظهارا ً للحب والولء‪ ،‬ول يعقل أ ْ‬
‫مسلم النبي‪ ‬وهو مؤمن موحد يحفظ القرأن ويتخلق بخلق‬
‫النبي‪ ‬وفي ذهنه وفكره أن يؤلهه ‪ ،‬وهو الذي يقول في‬
‫القصيدة نفسها منكرا ً على النصارى إطراء سيدنا عيسى‬
‫عليه السلم‪:‬‬

‫حا ً‬
‫مد َ‬
‫ت َ‬
‫كم بما شئ َ‬ ‫واح ُ‬ ‫ه‬‫عت ُ‬ ‫دع مــا ادّ َ‬
‫َ‬ ‫‪•1‬‬

‫كـم ِ‬
‫فيه واحت َ ِ‬ ‫هـم ِ‬
‫النصارى في ن َب ِي ّ ِ‬

‫ثانيا ً ‪ :‬تحليل أدبي عام للبردة‬


‫شاعر ومن‬ ‫‪ •2‬أفكار القصيدة مستمدة من معارف ال ّ‬
‫ثقافته وبيئته العربّية والسلمية وبعض الفكار تقليدية‬
‫كالغزل والوقوف على الطلل‪.‬‬
‫‪ •3‬الموسيقى الداخلية والخارجية كانت ناجحة في‬
‫دورها مما ساعد على تناغم الجمل والمفردات‪ ،‬وهي‬
‫موسيقى هادئة توحي بمدى ما يفيض على قلبه من‬
‫حب واحترام للرسول‪‬‬
‫‪ •4‬المفردات سهلة جدا ً ماعدا بعض اللفاظ الصعبة‬
‫مثل ‪ :‬العنم‪ ،‬الكتم يصمي‪ ،‬يصم ‪ ،‬البهار ‪ ،‬مضطرم ‪،‬‬
‫النهم ‪....‬‬
‫وع البوصيري السلوب ما بين خبر‬ ‫‪ •5‬السلوب لقد ن ّ‬
‫وإنشاء‪ ،‬وتقديم وتأخير‪ ،‬وأكثر من الجمل الفعلية وابتعد‬
‫ن‬
‫س َ‬ ‫عن الجمل العتراضية ‪ ،‬مطبقا ً بمهارة عالية ُ‬
‫ح ْ‬
‫تنوع السلوب الممتزج بالعاطفة الجّياشةالمعبرة عن‬
‫حب والحترام للرسول‪.‬‬ ‫شدة ال ّ‬
‫)يييييي(يييييييي‬

‫لقد امتاز البوصيري في مدائحه بقوة السلوب وحسن‬


‫الصياغة‪ ،‬وجودة المعاني‪ ،‬وجمال التشبيهات‪ ،‬وروعة‬
‫الصور‪،11‬انظر إلى قوله‪:‬‬
‫ح ْ‬
‫ك‬ ‫ك لَ ْ‬
‫م تُ َ‬ ‫لَ َ‬ ‫دا‬‫و ً‬
‫ض ب ُُر ْ‬
‫ري ْ ِ‬ ‫ق ِ‬‫ة ال ْ َ‬
‫ع ِ‬
‫صن ْ َ‬
‫ن ُ‬
‫م ْ‬ ‫حا َ‬
‫ك ِ‬ ‫َ‬
‫عاءُ‬ ‫صن ْ َ‬
‫ها َ‬‫شي ْ ً‬‫و ِ‬ ‫َ‬

‫‪ 11‬البوصيري ‪ ،‬شاعر المدائح النبوية وعلمها ‪ ،‬د‪ .‬على نجيب العطوي ‪ ،‬دار‬
‫الكتب العلمية ‪ ،‬بيروت ‪1995 ،‬م‪،‬ص ‪186‬‬
‫)يييييي(يييييييي‬

‫الفكار الصوفية التي تعبر‬


‫عنها أبيات البردة‬
‫صوفّية‬
‫لقد عّبرت بعض أبيات الُبردة عن بعض المعاني ال ّ‬
‫مثل ‪:‬‬
‫ن الّرسول ‪ ‬إنسان كامل بالمعني‬ ‫‪(1‬إ ّ‬
‫صوفي ‪:‬‬ ‫ال ّ‬
‫ب‬
‫عـر ٍ‬
‫من ُ‬ ‫والفريقـين ِ‬ ‫ن‬
‫مدٌ سـي ّدُ الكــوني ِ‬ ‫مح ّ‬
‫والث َ َ‬
‫جـم ِ‬
‫ع َ‬‫من َ‬
‫و ِ‬ ‫ن‬‫قلـي ْ ِ‬
‫ي‬
‫‪ (2‬بيان حقيقة الّنور المحمد ّ‬
‫الزلي‪:‬‬
‫ه‬‫ر ِ‬
‫من نو ِ‬ ‫ت ِ‬ ‫صل َ ْ‬
‫ل فــإنمـا ات َ‬ ‫سـ ُ‬‫ي أَتى الّر ْ‬ ‫لآ ٍ‬ ‫كــ ّ‬ ‫و ُ‬
‫هــم ِ‬ ‫بِ ِ‬ ‫ها‬
‫م بِ َ‬ ‫كـَرا ُ‬
‫ال ِ‬
‫س‬
‫ها للنـّـا ِ‬ ‫ن أنـواَر َ‬ ‫هْر َ‬
‫هـم ُيظ ِ‬‫ل ُ‬ ‫ض ٍ‬
‫ف ْ‬ ‫س َ‬ ‫ه شمـ ُ‬ ‫فـإ ِن ّ ُ‬
‫ّ َ‬
‫في الظلم ِ‬ ‫ها‬‫كــواك ِب ُ َ‬
‫مد ‪ ‬هو صاحب ال ّ‬
‫شفاعة‬ ‫‪ (3‬سّيدنا مح ّ‬
‫يد الكونين ‪:‬‬‫وس ّ‬
‫ل‬
‫من الهـوا ِ‬ ‫ل ِ‬ ‫و ٍ‬ ‫ه ْ‬
‫ل َ‬ ‫جى ل ُ‬
‫كــ ّ‬ ‫ب الــذي ُتر َ‬ ‫هو الحبي ُ‬
‫ُ‬
‫حم ِ‬
‫مقت َ َ‬ ‫ُ‬ ‫ه‬
‫عت ُ ُ‬
‫شـفا َ‬
‫‪ ( 4‬ما واكب مولد الرسول‪ ‬من معجزات وخوارق ‪:‬‬
‫مبَتـدَا ٍ منه‬‫ب ُ‬ ‫طي َ‬
‫يـــا ِ‬ ‫ب‬‫طيــ ِ‬
‫ن مول ِدُهُ عن ِ‬
‫أبــا َ‬
‫مخت ََتـم ِ‬‫و ُ‬ ‫ه‬
‫ر ِ‬
‫ص ِ‬
‫عن ُ‬
‫)يييييي(يييييييي‬

‫‪ (5‬معجزات النبي ‪ ‬تأييد للدعوة‬


‫ية‪:‬‬
‫السلم ّ‬
‫ق‬
‫شـي ِإليه على سـا ٍ‬ ‫ه الشـجاُر تم ِ‬ ‫وت ِ ِ‬ ‫دع َ‬
‫جاءت ِلــ َ‬
‫قدَم ِ‬ ‫بــل َ‬ ‫ة‬
‫جد َ ً‬ ‫سـا ِ‬
‫من‬‫مدّية فهو‪ ‬حي ليموت و ِ‬ ‫‪ (6‬الحقيقة الروحّية المح ّ‬
‫م الّترب‬ ‫ن يض ّ‬ ‫ث الحقيقة الجسمانّية حادث يمكن أ ّ‬ ‫حي ُ‬
‫أعظمه‪: 12‬‬
‫ق منـــه‬ ‫شـ ٍ‬ ‫منت َ ِ‬‫طوبى ل ُ‬ ‫ل ت ُْرَبـا‬ ‫د ُ‬ ‫ب َيعــ ِ‬ ‫ل طي َ‬
‫ومـلت َِثـم ِ‬ ‫ه‬‫م ُ‬‫م أعظُ َ‬ ‫ض ّ‬‫َ‬
‫خْلقًا‪،‬‬
‫خلق والّرسل َ‬ ‫وق النبي‪ ‬على غيره من ال َ‬ ‫‪ (7‬تف ّ‬
‫عِلمًا‪ ،‬وكرمًا‪:‬‬ ‫خُلقا ً ‪،‬و ِ‬
‫و ُ‬
‫ن في َ ْ‬
‫علــم ٍ‬ ‫داُنوهُ في ِ‬ ‫ق ولم ُيـ َ‬ ‫خلـ ٍ‬ ‫فــاقَ الّنبيي َ‬
‫ول َ‬ ‫وفي ُ ُ‬
‫كـَرم ِ‬ ‫ق‬
‫خلـ ٍ‬

‫صوفّية‬
‫وفي هذا يذكر د‪ .‬محمد زغلول سلم ‪ :‬وظهرت ال ّ‬
‫ظهورا ً قويا ً في الجزء الخير من الّبردة حيث يتوسل‬
‫‪13‬‬
‫بالّرسول‪‬‬
‫ل‬
‫حلو ِ‬ ‫عنـدَ ُ‬ ‫ك ِ‬ ‫وا َ‬‫سـ َ‬ ‫ِ‬ ‫ق ما لي‬ ‫م الخل ِ‬ ‫يــا أكَر َ‬
‫مم ِ‬ ‫ع ِ‬ ‫ث ال َ‬ ‫الحاِد ِ‬ ‫من ألوذُ به‬ ‫َ‬
‫جّلى‬ ‫م تَ َ‬ ‫إذا الكري ُ‬ ‫ق رسـو َ‬
‫ل‬ ‫ضي َ‬ ‫وَلن ي َ ِ‬
‫قـم ِ‬ ‫منت َ ِ‬‫بــاسم ِ ُ‬ ‫ك بي‬ ‫ه َ‬ ‫ه جا ُ‬ ‫الل ِ‬
‫ن الك ََبـائ َِر في‬ ‫ِإ ّ‬ ‫طي‬ ‫س ل َتقن َ ِ‬ ‫فـ ُ‬ ‫يا ن َ ْ‬
‫مـم ِ‬ ‫ن كـاّلل َ‬ ‫غفَرا ِ‬ ‫ال ُ‬ ‫ت‬‫م ْ‬‫عظ ُ َ‬ ‫ة َ‬ ‫من َزل ّ ٍ‬ ‫ِ‬
‫ب‬‫س ِ‬ ‫ح َ‬ ‫َتأِتي على َ‬ ‫ن‬
‫ة َرّبي حي َ‬ ‫م َ‬ ‫ل َرح َ‬ ‫عـ ّ‬ ‫ل َ‬
‫سم ِ‬ ‫ق َ‬ ‫ن في ال ِ‬ ‫عصَيا ِ‬ ‫ال ِ‬ ‫ها‬ ‫م َ‬‫ســ ُ‬ ‫َيق ِ‬

‫الخطاب الشعري ‪ ،‬مجلة التراث العربي‪ ،‬دمشق ‪،‬العدد ‪، 89‬س‬ ‫‪12‬‬

‫‪ ، 33‬مارس ‪2003‬م موقع المجلة على النترنيت‪.‬‬


‫‪ 13‬انظر ‪ :‬محمد زغلول سلم ‪ ،‬الدب في العصر المملوكي ‪ ،‬ج ‪ ،1‬ص ‪. 273‬‬
‫)يييييي(يييييييي‬

‫ساِبي‬
‫ح َ‬ ‫ل ِ‬ ‫ك واجع ْ‬‫ل َدَْيـ َ‬ ‫ل رجاِئي‬‫ع ْ‬ ‫ب واج َ‬‫يا َر ّ‬
‫رم ِ‬‫خ ِ‬
‫من َ‬
‫غيَر ُ‬ ‫س‬
‫عك ِ ٍ‬‫من َ‬‫غيَر ُ‬
‫ة‬
‫ة الُبرد ِ‬
‫شعراء لقصيد ِ‬ ‫معارضات ال ّ‬
‫يقول الدكتور أحمد عمر هاشم في ذلك ‪:‬‬
‫شعر الفصيح‬ ‫"وكانت أعظم قصائده‪ ،‬وأروع فرائده‪ ،‬درة ال ّ‬
‫ُبردة المديح‪ ،‬التي لم يشبهها سابق‪ ،‬ولم يقترب منها لحق‪،‬‬
‫ُ‬
‫ت على غرارها ونهجت طريقها‪ ،‬ونسجت‬ ‫وكم قصائد أّلف ْ‬
‫‪14‬‬
‫على منوالها ‪ ،‬ولكنها لم تصل إلى رتبة بردة البوصيري"‬
‫شعراء للبردة؛‬ ‫ذكر الشارة إلى معارضات ال ّ‬ ‫من الجدير بال ّ‬ ‫و ِ‬
‫طرها‪،‬وشرحها ‪،‬ونسج على‬ ‫مسها‪،‬وش ّ‬‫ض الُبردة‪،‬وخ ّ‬ ‫فلقد عار َ‬
‫شعراء الذين جاءوا بعد البوصيريّ في‬ ‫منوالها الكثير من ال ّ‬
‫العصور المختلفة حتى العصر الحديث اقتداًء به نظرا ً لسمو‬
‫عاطفتها‪ ،‬وروعة معانيها؛ فهي بمثابة نغم علوي يشدو به‬
‫ب للّرسول العظيم‬ ‫المحبون التقياء تعبيرا ً عن شدة الح ّ‬
‫ت‬
‫ح ْ‬ ‫ت تخميسات الُبردة حوالي ‪ 92‬تخميسا ً ‪،‬وَ ُ‬
‫شرِ َ‬ ‫حيث بلغ ْ‬
‫أكثر من ‪ 20‬شرحا ً ولها عدة معارضات أشهرها معارضة‬
‫ث قال ‪:‬‬ ‫شعراء أحمد شوقي في " نهج الُبردة" حي ُ‬ ‫أمير ال ّ‬
‫فك دمي في‬ ‫لس ْ‬
‫ح ّ‬ ‫َ‬
‫أ َ‬ ‫م على‬ ‫‪ •1‬ري ٌ‬
‫حرم ِ‬
‫ر ال ُ‬
‫الشه ِ‬ ‫القاع بين البان‬
‫َ‬
‫والعلم ِ‬

‫ومنها أيضا ً معارضة البارودي في قصيدته‬


‫‪:‬‬

‫واحد الركاب إلى حي‬ ‫يارائد البرق‬ ‫‪•1‬‬

‫‪ 14‬بردة المديح المباركة ‪ ،‬د‪ .‬أحمد عمر هاشم ‪ ،‬دار المقطم ‪ ،‬القاهرة‬
‫‪1995‬م‪ ،‬ص ‪7‬‬
‫)يييييي(يييييييي‬

‫بــذي َ َ‬ ‫َ‬
‫ســلم ِ‬ ‫ييمم دارة العلم ِ‬

‫ومن تخميس البردة للشيخ شمس الدين‬


‫محمد الفيومي حيث قال ‪:‬‬

‫مى‬ ‫ح َ‬‫ن أهل ال ِ‬ ‫مذْ با َ‬ ‫ُ‬ ‫كل‬ ‫ل قلب َ‬ ‫‪ •1‬مابا ُ‬


‫ن والعــــلم ِ‬ ‫والبا َ‬ ‫ك ذا ألم ِ‬ ‫ينف ّ‬
‫ن بــذي‬ ‫ر جيرا ٍ‬‫ن َتــذَك ّ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫أ ِ‬ ‫ل مدمعك‬ ‫‪ •2‬وانه ّ‬
‫َ َ‬
‫ســلم ِ‬ ‫منسجم ِ‬ ‫القاني بـ ُ‬
‫مقل َ ٍ‬
‫ة ب ِدَم ِ‬ ‫من ُ‬
‫دمعــا جرى ِ‬
‫ت َ‬
‫ج َ‬
‫َمَز ْ‬ ‫‪•1‬‬
‫)يييييي(يييييييي‬

‫وهذا الهتمام بالبردة يدلنا على أن البوصيريّ كان متفوقا ً‬


‫شعراء من حيث ال ّ‬
‫شاعرّية والستعداد‬ ‫على غيره من ال ّ‬
‫شعر فهو لديه طبع متدفق للبداع‬ ‫ي لقول ال ّ‬
‫الطبيع ّ‬
‫شعريّ يتقن الصنعة والصناعة الشعرّية ليصل إلى أعلى‬ ‫ال ّ‬
‫درجات التقان والكمال مما حدا بالخرين اتباعه وتقليده ‪. .‬‬

‫ملمح تربوية من البردة‬

‫وي‬ ‫م ُيق ّ‬ ‫ن الطعـا َ‬ ‫اِ ّ‬ ‫م بالمعاصي‬ ‫فـل ت َُر ْ‬


‫هم ِ‬‫شــهوةَ الن ّ ِ‬ ‫ه‬
‫وت َ‬‫سـَر شـه َ‬ ‫كَ ْ‬
‫ه‬
‫م ُ‬ ‫ن تَ ْ‬
‫فطِ ْ‬ ‫وإ ِِ ْ‬
‫ضاع َ‬ ‫ب الّر َ‬ ‫ح ّ‬
‫ُ‬ ‫ن‬
‫ل إِ ْ‬
‫طف ِ‬‫كال ّ‬ ‫س َ‬‫والّنف ُ‬
‫طــم‬ ‫ف ِ‬ ‫َين َ‬ ‫عَلى‬ ‫ب َ‬ ‫ش ّ‬‫مْله َ‬ ‫ُته ِ‬
‫ِ‬

‫لقد فطن المام البوصيري إلى ملمح وأصول تربوية‬


‫تتم ّّثل في ضرورة ترويض وتهذيب النفس وتربيتها على‬
‫ث في تشبيه رائع‬ ‫الفضائل منذ الصغر وكسر شهوتها حي ُ‬
‫ور لنا أن النفس كالطفل تماما ّ تحتاج إلى ترويض تربو ّ‬
‫ي‬ ‫ص ّ‬
‫وعناية كاملة منذ الصغر فالنفس مثل الطفل ‪ ،‬إن تتركه‬
‫بدون رعاية وتوجيه صحيح ينشأ فاسدا ً فلبد ّ من الرعاية‬
‫والتوجيه والرشاد وهذه حقيقة تربوية ‪.‬‬

‫تم بحمد الله تعالى والله تعالى ولي‬


‫الهدى والتوفيق‬
‫)يييييي(يييييييي‬

‫القسم الرابع‬
‫نص البردة للبوصيري كامل ً‬
‫)يييييي(يييييييي‬

‫ة‬
‫ة كامل ً‬
‫ة المبارك ِ‬
‫ة الُبرد ِ‬
‫قصيد ِ‬
‫للمام شرف الدين أبي عبد الله محمد بن سعيد‬
‫البوصيري‬
‫من‬ ‫دمعــا جرى ِ‬ ‫ت َ‬ ‫ج َ‬ ‫مَز ْ‬ ‫ن بــذي َ‬ ‫ر جيرا ٍ‬ ‫ن َتــذَك ّ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫أ ِ‬
‫ة ب ِدَم ِ‬ ‫مقل َ ٍ‬ ‫ُ‬ ‫ســلم ِ‬
‫َ َ‬
‫ض البرقُ في‬ ‫م َ‬ ‫وأو َ‬ ‫من‬ ‫ح ِ‬ ‫ت الري ُ‬ ‫هب ّ ِ‬ ‫َأم َ‬
‫ال ّ‬
‫ضم ِ‬ ‫من ا ِ َ‬ ‫ء ِ‬ ‫ظلمـا ِ‬ ‫ة‬ ‫م ٍ‬ ‫ء كــاظِ َ‬ ‫تلقــا ِ‬
‫ت‬ ‫ك ِان قل َ‬ ‫وما لقلب ِ َ‬ ‫ت‬‫قل َ‬ ‫عينـيك ِان ُ‬ ‫فـما ل ِ َ‬
‫هــم ِ‬ ‫ق يَ ِ‬ ‫ف ْ‬ ‫اسـت َ ِ‬ ‫مـَتا‬ ‫ه َ‬ ‫فـا َ‬ ‫ف َ‬ ‫اك ْ ُ‬
‫جم ٍ منه‬ ‫ســ ِ‬ ‫ن من َ‬ ‫ما بي َ‬ ‫ن‬‫بأ ّ‬ ‫ص ّ‬ ‫حســب ال َ‬ ‫أي َ‬
‫ضـ َ‬ ‫منك َِتــ ٌ‬
‫رم ِ‬ ‫طـ ِ‬ ‫َ‬
‫م ْ‬ ‫و ُ‬ ‫م‬ ‫ب ُ‬ ‫الح ّ‬
‫ن‬
‫ر البـا ِ‬ ‫ذك ْ ِ‬ ‫ت ِلــ ِ‬ ‫ق َ‬ ‫ر ْ‬ ‫ول أ ِ‬ ‫ق‬
‫ر ْ‬ ‫لول الهوى لم ت ُ ِ‬
‫وال َ َ‬ ‫دمعـــا على طَل ِ ِ‬
‫علـم ِ‬ ‫ل‬
‫ع‬‫ل الدمـ ِ‬ ‫عدو ُ‬ ‫كـُر حبا بعدمـا به عليـك ُ‬ ‫ف ت ُن ْ ِ‬ ‫فكي َ‬
‫قم ِ‬ ‫سـ َ‬ ‫وال ّ‬ ‫دت‬ ‫ه َ‬ ‫شــ ِ‬ ‫َ‬
‫ديـك‬ ‫خ ّ‬‫ر على َ‬ ‫هـا ِ‬ ‫ل الب َ َ‬ ‫مث َ‬ ‫طي‬ ‫خـ ّ‬ ‫جد ُ َ‬ ‫و ْ‬ ‫ت الـ َ‬ ‫وأثب َ َ‬
‫عَنـم ِ‬ ‫وال َ‬ ‫ضـَنى‬ ‫ةو َ‬ ‫عب َْر ٍ‬ ‫َ‬
‫ت‬ ‫ض اللـذا ِ‬ ‫ر ُ‬ ‫ب يعَتـ ِ‬ ‫ح ّ‬ ‫وال ُ‬ ‫من‬ ‫ف َ‬ ‫عم سـرى طي ُ‬ ‫نَ َ‬
‫ََ‬ ‫َ‬
‫أهـوى فـأّر َ‬
‫باللـم ِ‬ ‫قِني‬
‫ت‬‫فـ َ‬ ‫ص ْ‬‫مّني اليـك وَلو أن ْ َ‬ ‫ِ‬ ‫يــا لِئمي في الهوى‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫عذ ْ ِ‬
‫لم ت َلـم ِ‬ ‫ة‬
‫معـذَر ً‬ ‫ي َ‬ ‫ر ّ‬ ‫ال ُ‬
‫ة ول دائي‬ ‫وشــا ِ‬ ‫سـّري عن ال ُ‬ ‫ك حالي ل ِ‬ ‫عدَْتـــ َ‬ ‫َ‬
‫ســم ِ‬ ‫ح ِ‬ ‫من َ‬ ‫ب ُ‬ ‫ر‬
‫سـت َت ِ ٍ‬ ‫م ْ‬ ‫ب ُ‬
‫ل‬ ‫ذا ِ‬ ‫عــ ّ‬ ‫ن ال ُ‬ ‫ع ِ‬ ‫ب َ‬ ‫ح ّ‬ ‫م ِ‬ ‫ن ال ُ‬ ‫اِ ّ‬ ‫ن‬
‫ح لك ِ ْ‬ ‫ص َ‬ ‫ضت َِني الن ّ ْ‬ ‫ح ْ‬ ‫م ّ‬ ‫َ‬
‫مـم ِ‬ ‫ص َ‬ ‫في َ‬ ‫ه‬‫ع ُ‬ ‫م ُ‬ ‫ت أس َ‬ ‫َلســ ُ‬
‫ح‬
‫ص ٍ‬ ‫عـدُ في ن ُ ْ‬ ‫ب أب َ‬ ‫شـي ْ ُ‬ ‫وال ّ‬ ‫ح‬‫ت نصي َ‬ ‫م ُ‬ ‫ه ْ‬ ‫ا ِّني ات ّ َ‬
‫هم ِ‬ ‫ن الت ّ َ‬ ‫ع ِ‬ ‫َ‬ ‫عذَِلي‬ ‫في َ‬ ‫ب ِ‬ ‫شـي ْ ِ‬ ‫ال ّ‬
‫ب‬
‫شـي ْ ِ‬ ‫ها بنذير ال ّ‬ ‫من جهِلـ َ‬ ‫ِ‬ ‫ء‬
‫ماَرِتي بالسـو ِ‬ ‫نأ ّ‬ ‫فـا ّ‬
‫)يييييي(يييييييي‬

‫ع َ‬
‫هـَر َم ِ‬ ‫وال َ‬ ‫ظت‬ ‫مــا ات ّ َ‬
‫م برأسـي غيَر‬ ‫ف أَلـ ّ‬ ‫ضي ٍ‬ ‫َ‬ ‫ل‬‫فع ِ‬ ‫ن ال ِ‬ ‫م َ‬ ‫ت ِ‬ ‫عــدّ ْ‬ ‫ول أ َ‬
‫شـم ِ‬ ‫محت ِ‬ ‫ُ‬ ‫قَرى‬ ‫ل ِ‬ ‫الجمي ِ‬
‫دا لي منه‬ ‫سـّرا َبــ َ‬ ‫ت ِ‬ ‫م أّني مــا كتم ُ‬ ‫ت أعلـ ُ‬ ‫لــو كن ُ‬
‫ُ‬
‫بالك َت َم ِ‬ ‫ه‬
‫قُر ُ‬ ‫و ّ‬ ‫أ َ‬
‫ل‬ ‫ح الخيــ ِ‬ ‫ما َ ُ‬ ‫ج َ‬ ‫كما ي َُردّ ِ‬ ‫من‬ ‫مــاح ِ‬ ‫ج َ‬ ‫من لي ب َِردّ ِ‬ ‫َ‬
‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬
‫جم ِ‬ ‫باللـ ُ‬ ‫هــا‬ ‫وايت ِ َ‬ ‫غ َ‬
‫وي‬ ‫م ُيق ّ‬ ‫ن الطعـا َ‬ ‫اِ ّ‬ ‫م بالمعاصي‬ ‫فـل ت َُر ْ‬
‫هم ِ‬ ‫ة الن ّ ِ‬ ‫شــهو َ‬ ‫ها‬ ‫وت َ‬ ‫سـَر شـه َ‬ ‫كَ ْ‬
‫ه‬
‫م ُ‬ ‫فطِ ْ‬ ‫ن تَ ْ‬ ‫وإ ِِ ْ‬ ‫ضاع َ‬ ‫ب الّر َ‬ ‫ح ّ‬ ‫ُ‬ ‫ن‬‫ل إِ ْ‬ ‫طف ِ‬ ‫كال ّ‬ ‫س َ‬ ‫والّنف ُ‬
‫طــم ِ‬ ‫ف ِ‬ ‫َين َ‬ ‫عَلى‬ ‫ب َ‬ ‫ش ّ‬ ‫مْله َ‬ ‫ُته ِ‬
‫وّلى‬ ‫ن الهوى مـا َتـ َ‬ ‫رف هواهــا وحاِذر ا ِ ّ‬ ‫ص ِ‬ ‫فا ْ‬
‫َ‬
‫صم ِ‬ ‫صم ِ أو ي َ ِ‬ ‫يُ ْ‬ ‫ه‬‫ول ّي َ ُ‬ ‫أن ت ُ َ‬
‫حل َ ِ‬
‫ت‬ ‫ي است َ ْ‬ ‫ه َ‬ ‫ن ِ‬ ‫وا ِ ْ‬ ‫ي في‬ ‫ه َ‬ ‫هـا و ْ‬ ‫ع َ‬ ‫ورا ِ‬
‫مِ‬ ‫َ‬
‫سـ‬ ‫مرعى فل ت ُ ِ‬ ‫ال َ‬ ‫ة‬
‫م ٌ‬ ‫العمال سـائ ِ َ‬
‫ن‬‫رأ ّ‬ ‫ث لم ي َدْ ِ‬ ‫من حي ُ‬ ‫ء ِ‬ ‫ت َلـذّةً للمر ِ‬ ‫ســن َ ْ‬ ‫كـم ح ّ‬ ‫َ‬
‫سـم ِ‬ ‫م في الدّ َ‬ ‫س ّ‬ ‫ال ّ‬ ‫قات ِل َ ً‬
‫ة‬
‫ن‬‫م َ‬ ‫شـــّر ِ‬ ‫ة َ‬ ‫ص ٍ‬ ‫م َ‬ ‫ب مخ َ‬ ‫فُر ّ‬ ‫َ‬ ‫من‬ ‫س ِ‬ ‫سائ ِ َ‬ ‫ش الدّ َ‬ ‫خ َ‬ ‫وا ْ‬
‫خم ِ‬ ‫الّتـ َ‬ ‫ع‬
‫شب َ ٍ‬ ‫من ِ‬ ‫عو ِ‬ ‫جو ٍ‬
‫م‬‫رم ِ وال َْز ْ‬ ‫حـا ِ‬ ‫م َ‬ ‫من ال َ‬ ‫ِ‬ ‫من‬ ‫ع ِ‬ ‫غ الدم َ‬ ‫ر ِ‬ ‫واسَتف ِ‬
‫ة الّنـدَم ِ‬ ‫حمَيـ َ‬ ‫ِ‬ ‫ت‬ ‫مَتل ْ‬ ‫دا ْ‬ ‫قـ ِ‬ ‫ن َ‬ ‫عي ٍ‬
‫ك‬‫ضـا َ‬ ‫ح َ‬ ‫م ّ‬ ‫ن همـا َ‬ ‫وا ِ ْ‬ ‫س‬ ‫ف النف َ‬ ‫وخال ِ ِ‬
‫هـم ِ‬ ‫ح فات ّ ِ‬ ‫الّنص َ‬ ‫ما‬ ‫هـ َ‬ ‫ص ِ‬ ‫ن واع ِ‬ ‫والشيطا َ‬
‫خصم ِ‬ ‫ف كيـدَ ال َ‬ ‫فأنت تعر ُ‬ ‫ما‬ ‫ع منهما خص َ‬ ‫ول ت ُطِ ْ‬
‫كـم ِ‬ ‫ح َ‬ ‫وال َ‬ ‫مــا‬ ‫ول حك َ َ‬
‫ه‬
‫مــا ُ‬ ‫ت قد َ‬ ‫ن اشـت َك َ ْ‬ ‫أ ِ‬ ‫من أحيــا‬ ‫ة َ‬ ‫سـن ّ َ‬ ‫ت ُ‬ ‫ظلم ُ‬ ‫َ‬
‫وَرم ِ‬ ‫من َ‬ ‫ضّر ِ‬ ‫ال ّ‬ ‫م الى‬ ‫الظل َ‬
‫حا َ‬ ‫شــ َ‬ ‫ة كَ ْ‬ ‫ت الحجار ِ‬ ‫تح َ‬ ‫ب‬ ‫غ ٍ‬ ‫س َ‬ ‫من َ‬ ‫شد ّ ِ‬ ‫و َ‬
‫َ‬ ‫أحشــاءَهُ و َ‬
‫ف الدَم ِ‬ ‫مت َْر َ‬ ‫ً ُ‬ ‫وى‬ ‫طـ َ‬
‫سـه فـأراها‬ ‫م عن نف ِ‬ ‫شـ ّ‬ ‫ل ال ّ‬ ‫ه الجبا ُ‬ ‫ودَْتــ ُ‬ ‫ورا َ‬
‫)يييييي(يييييييي‬

‫مم ِ‬ ‫ش َ‬ ‫مـــا َ‬ ‫أي ّ َ‬ ‫ب‬‫ه ٍ‬ ‫من ذَ َ‬ ‫ِ‬


‫دو‬ ‫ن الضرورةَ ل تعــ ُ‬ ‫اِ ّ‬ ‫دت ُزهدَهُ فيها‬ ‫كــ َ‬ ‫وأ ّ‬
‫صم ِ‬ ‫ع َ‬ ‫على ال ِ‬ ‫ه‬
‫ضروَرُتــ ُ‬
‫ب‬‫عـر ٍ‬ ‫من ُ‬ ‫والفريقـين ِ‬ ‫ن‬ ‫محمدّ سـيدُ الكــوني ِ‬
‫والث َ َ‬
‫جـم ِ‬ ‫ع َ‬ ‫من َ‬ ‫و ِ‬ ‫ن‬ ‫قلـي ْ ِ‬
‫ل ل منـه‬ ‫قــو ِ‬ ‫أَبـّر في َ‬ ‫هي فل‬ ‫مُر الّنــا ِ‬ ‫ن َب ِي َّنـا ال ِ‬
‫َ‬
‫عـم ِ‬ ‫ول ن َ َ‬ ‫د‬
‫حــ ٌ‬ ‫أ َ‬
‫ل‬‫من الهـوا ِ‬ ‫ل ِ‬ ‫و ٍ‬ ‫ه ْ‬ ‫ل َ‬ ‫كــ ّ‬ ‫ل ُ‬ ‫جى‬ ‫ب الــذي ُتر َ‬ ‫هو الحبي ُ‬ ‫ُ‬
‫حم ِ‬ ‫مقت َ َ‬ ‫ُ‬ ‫ه‬
‫عت ُ ُ‬ ‫شـفا َ‬
‫ر‬
‫ل غي ِ‬ ‫ن ِبحبـ ٍ‬ ‫كو َ‬ ‫سـ ُ‬ ‫مسَتم ِ‬ ‫ُ‬ ‫ه‬
‫عـا الى الل ِ‬ ‫دَ َ‬
‫صـم ِ‬ ‫ف ِ‬ ‫من َ‬ ‫ُ‬ ‫ه‬
‫كون ِبـ ِ‬ ‫سـ ُ‬ ‫مسـَتم ِ‬ ‫فال ُ‬
‫ن في َ ْ‬
‫علــم ٍ‬ ‫داُنوهُ في ِ‬ ‫ولم ُيـ َ‬ ‫ق‬
‫خلـ ٍ‬ ‫فــاقَ الّنبيي َ‬
‫ول َ‬ ‫وفي ُ ُ‬
‫كـَرم ِ‬ ‫ق‬‫خلـ ٍ‬
‫فا ً‬ ‫ر أو َرش َ‬ ‫ن البح ِ‬ ‫م َ‬ ‫فا ِ‬ ‫غْر َ‬ ‫َ‬ ‫ه‬
‫ل الل ِ‬ ‫من رسـو ِ‬ ‫هم ِ‬ ‫كــل ّ ُ‬ ‫و ُ‬
‫ن الدَّيـم ِ‬ ‫م َ‬ ‫ِ‬ ‫س‬‫مـ ٌ‬ ‫ملت َ ِ‬ ‫ُ‬
‫من‬ ‫ة العلم ِ أو ِ‬ ‫من ُنقطَ ِ‬ ‫ِ‬ ‫د‬
‫ه عنـ َ‬ ‫ديــ ِ‬ ‫نل َ‬ ‫َ‬ ‫فـو َ‬ ‫ق ُ‬ ‫ووا ِ‬
‫كـم ِ‬ ‫ح َ‬ ‫ة ال ِ‬ ‫شك ْل َ ِ‬ ‫َ‬ ‫هــم ِ‬ ‫حد ّ ِ‬ ‫َ‬
‫ريءُ‬ ‫ثم اصطفـاهُ حبيبا ً با ِ‬ ‫ه‬
‫م معنــا ُ‬ ‫و الـــذي ت َ ّ‬ ‫ه َ‬ ‫ف ْ‬ ‫َ‬
‫ســم ِ‬ ‫الن ّ َ‬ ‫ه‬‫وصوَرت ُ ُ‬
‫ن فيه‬ ‫حسـ ِ‬ ‫هُر ال ُ‬ ‫جـو َ‬ ‫ف َ‬ ‫ك في‬ ‫مَنـّزهٌ عـن شـري ٍ‬ ‫ُ‬
‫سـم ِ‬ ‫ق ِ‬ ‫غيُر من َ‬ ‫ه‬
‫ســن ِ ِ‬ ‫محا ِ‬
‫حا ً‬ ‫مد َ‬ ‫ت َ‬ ‫كم بما شئ َ‬ ‫واح ُ‬ ‫ه النصارى‬ ‫عت ُ‬ ‫دع مــا ادّ َ‬ ‫َ‬
‫كـم ِ‬ ‫فيه واحت َ ِ‬ ‫هـم ِ‬ ‫في ن َب ِي ّ ِ‬
‫ه ما‬ ‫ر ِ‬‫قد ْ ِ‬ ‫سب الى َ‬ ‫وان ُ‬ ‫ه ما‬ ‫ب الى ذات ِ ِ‬ ‫س ْ‬ ‫وان ُ‬
‫من ِ َ‬ ‫من َ‬
‫عظـم ِ‬ ‫ت ِ‬ ‫شئ َ‬ ‫ف‬
‫شـَر ٍ‬ ‫ت ِ‬ ‫شـئ َ‬
‫ق‬‫ه نــاطِ ٌ‬ ‫ب عنـ ُ‬ ‫ر َ‬ ‫فُيعـ ِ‬ ‫حـدّ َ‬ ‫َ‬ ‫ل‬
‫ل رســو ِ‬ ‫فض َ‬ ‫ن َ‬ ‫فــا ِ ّ‬ ‫َ‬
‫فم ِ‬ ‫بِ َ‬ ‫ه ليـس له‬ ‫الل ِ‬
‫عى‬ ‫ه حين ُيـد َ‬ ‫م ُ‬ ‫أحيـا اس ُ‬ ‫ه‬
‫قـدَْرهُ آيـات ُ ُ‬ ‫ت َ‬ ‫سـب َ ْ‬ ‫لو نـا َ‬
‫مـا ً‬ ‫عظَ َ‬
‫مم ِ‬ ‫س الّر َ‬ ‫ر َ‬ ‫دا ِ‬ ‫ِ‬
‫ب‬ ‫صـا ً علينـا فلم نرَتـ ْ‬ ‫حر َ‬ ‫ِ‬ ‫حّنــا بمـا َتعَيــا‬ ‫لم يمت َ ِ‬
‫)يييييي(يييييييي‬

‫هم ِ‬ ‫ولم ن َ ِ‬ ‫ل بـه‬ ‫العقو ُ‬


‫د فيه‬ ‫ب والُبعـ ِ‬ ‫قْر ِ‬ ‫في ال ُ‬ ‫ه‬
‫م معنــا ُ‬ ‫ه ُ‬ ‫ف ْ‬ ‫أعيـا الورى َ‬
‫حم ِ‬ ‫ف ِ‬ ‫من َ‬ ‫غـيُر ُ‬ ‫س ي َُرى‬ ‫فلي َ‬
‫ف‬‫طـْر َ‬ ‫ل ال ّ‬ ‫كـ ّ‬ ‫صغيرةً وت ُ ِ‬ ‫هُر‬ ‫س تظ َ‬
‫َ‬ ‫كـالشم ِ‬
‫مـم ِ‬ ‫من أ َ‬ ‫ِ‬ ‫د‬
‫ع ٍ‬ ‫من ُبــ ُ‬ ‫ن ِ‬ ‫للعين َي ْ ِ‬
‫سّلوا عنه‬ ‫م تَ َ‬ ‫م ن َِيــا ٌ‬ ‫و ٌ‬ ‫قــ ْ‬ ‫َ‬ ‫ك في‬ ‫ر ُ‬ ‫ف ُيــد ِ‬ ‫وكي َ‬
‫بـال ُ ُ‬ ‫الدنيــا حقي َ‬
‫حلم ِ‬ ‫وأ َ‬
‫ه‬ ‫قت َ ُ‬
‫ق الله‬ ‫ه خيُر خ ْ‬
‫لـ‬ ‫ُ‬ ‫نــ‬ ‫ّ‬ ‫عــلم ِ فيه أنــه‬ ‫غ ال ِ‬ ‫مب ْل َ ُ‬ ‫ف َ‬
‫ِ‬
‫ُ ّ‬ ‫بَ َ‬
‫هم ِ‬ ‫كـــل ِ‬ ‫شــٌر‬
‫ه‬
‫ر ِ‬
‫من نو ِ‬ ‫ت ِ‬ ‫صل َ ْ‬ ‫فــانمـا ات َ‬ ‫سـ ُ‬
‫ل‬ ‫ي أَتى الّر ْ‬ ‫لآ ٍ‬ ‫كــ ّ‬ ‫و ُ‬
‫هــم ِ‬ ‫بِ ِ‬ ‫ها‬ ‫م بِ َ‬ ‫كـَرا ُ‬ ‫ال ِ‬
‫س‬
‫ها للنــا ِ‬ ‫ن أنـواَر َ‬ ‫هْر َ‬ ‫ُيظ ِ‬ ‫هـم‬ ‫ل ُ‬ ‫ض ٍ‬ ‫ف ْ‬ ‫س َ‬ ‫ه شمـ ُ‬ ‫فـا ِن ّ ُ‬
‫ّ َ‬
‫في الظلم ِ‬ ‫ها‬ ‫كــواك ِب ُ َ‬
‫ل‬‫م ٌ‬ ‫ن مشـت َ ِ‬ ‫مب َ ْ‬
‫حسـ ِ‬ ‫بال ُ‬ ‫ه‬
‫ي زاَنــ ُ‬ ‫ق نب ّ‬ ‫خلـ ِ‬ ‫ر ْ‬ ‫أكــ ِ‬
‫سـم ِ‬ ‫مت ّ ِ‬ ‫ر ُ‬ ‫شـ ِ‬ ‫بالب ِ ْ‬ ‫خُلـ ٌ‬
‫ق‬ ‫ُ‬
‫كــَرم ٍ‬ ‫ر في َ‬ ‫والبح ِ‬ ‫ر‬‫ف والبـد ِ‬ ‫ر في ت ََر ٍ‬ ‫كالّزه ِ‬
‫مم ِ‬ ‫ه َ‬ ‫ر في ِ‬ ‫والـده ِ‬ ‫ف‬ ‫شـَر ٍ‬ ‫في َ‬
‫ه‬
‫ن تلقا ُ‬ ‫ر حي َ‬ ‫في عسـك َ ٍ‬ ‫من‬ ‫فْردٌ ِ‬ ‫و َ‬ ‫هـ َ‬ ‫هو ْ‬ ‫كــأن ّ ُ‬
‫شــم ِ‬ ‫ح َ‬ ‫وفي َ‬ ‫جلل َِتــ ِ‬
‫ه‬
‫ق منه‬ ‫طـ ٍ‬ ‫من ْ ِ‬ ‫ي َ‬ ‫دن َ ْ‬ ‫عــ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫من َ‬ ‫ِ‬ ‫ن‬
‫مكُنو ُ‬ ‫ؤ ال َ‬ ‫ما اللؤل ُ ُ‬ ‫كـــأن ّ َ‬
‫سـم ِ‬ ‫ومبت َ َ‬ ‫ف‬ ‫صد َ ٍ‬ ‫في َ‬
‫ق منـــه‬ ‫شـ ٍ‬ ‫منت َ ِ‬ ‫طوبى ل ُ‬ ‫ل ت ُْرَبـا‬ ‫د ُ‬ ‫ب َيعــ ِ‬ ‫ل طي َ‬
‫ومـلت َِثـم ِ‬ ‫ه‬
‫م ُ‬ ‫م أعظُ َ‬ ‫ض ّ‬ ‫َ‬
‫مبَتـدَا ٍ منه‬ ‫ب ُ‬ ‫طي َ‬ ‫يـــا ِ‬ ‫ب‬‫طيــ ِ‬ ‫ن مول ِدُهُ عن ِ‬ ‫أبــا َ‬
‫مخت َ َُتـم ِ‬ ‫و ُ‬ ‫ه‬‫ر ِ‬ ‫ص ِ‬ ‫عن ُ‬
‫ل‬‫حُلو ِ‬ ‫ذُروا ب ِ ُ‬ ‫قــد أنـ ِ‬ ‫َ‬ ‫س فيــه‬ ‫فّر َ‬ ‫م تَ َ‬ ‫َيــو ٌ‬
‫قم ِ‬ ‫س والن ّ َ‬ ‫الُبؤ ِ‬ ‫م‬ ‫هـ ُ‬ ‫س أن ّ ُ‬ ‫فر ُ‬ ‫ال ُ‬
‫كسـَرى‬ ‫ب ِ‬ ‫ل أصحا ِ‬ ‫شـم ِ‬ ‫كَ َ‬ ‫كسـَرى‬ ‫ن ِ‬ ‫وا ُ‬ ‫ت ِاي َ‬ ‫وبـا َ‬
‫ملت َئ ِم ِ‬ ‫غيَر ُ‬ ‫ع‬
‫د ٌ‬ ‫ص ِ‬ ‫من ْ َ‬ ‫و ُ‬ ‫ه َ‬ ‫و ْ‬ ‫َ‬
‫عليه والنهُر سـاهي‬ ‫س‬
‫مدَةُ النفـا ِ‬ ‫والناُر خـا ِ‬
‫)يييييي(يييييييي‬

‫َ‬
‫سـدَم ِ‬ ‫من َ‬ ‫ن ِ‬ ‫عي ْ ِ‬ ‫ال َ‬ ‫ف‬‫سـ ٍ‬ ‫من أ َ‬ ‫ِ‬
‫ظ‬
‫غي ْ ِ‬ ‫هـا بــال َ‬ ‫ردُ َ‬ ‫وُردّ وا ِ‬ ‫َ‬ ‫ت‬‫ض ْ‬ ‫ن غا َ‬ ‫وةَ أ ْ‬ ‫وسـاءَ سـا َ‬
‫مي‬ ‫ن ظـ ِ‬ ‫َ‬ ‫حي َ‬ ‫هـا‬ ‫حيَرت ُ َ‬ ‫بُ َ‬
‫ء ما بـالنار‬ ‫حْزَنـا ً وبـالما ِ‬ ‫ء‬
‫ر ما بالمـا ِ‬ ‫َ‬
‫ُ‬ ‫ن بالنـا ِ‬ ‫كــأ ّ‬
‫ضـَرم ِ‬ ‫من َ‬ ‫ِ‬ ‫ل‬ ‫من ب ََلـ ٍ‬ ‫ِ‬
‫ى‬‫من معن ً‬ ‫هـُر ِ‬ ‫ق يظ َ‬ ‫والحـ ّ‬ ‫ف والنــواُر‬ ‫ن َتهت ِ ُ‬ ‫ج ّ‬ ‫وال ِ‬
‫كـل ِم ِ‬ ‫من َ‬ ‫و ِ‬ ‫ة‬
‫ع ٌ‬ ‫ســاطِ َ‬
‫ر‬
‫لنذا ِ‬ ‫ةا ِ‬ ‫ق ُ‬ ‫ر َ‬ ‫ع وبـــا ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ُتس َ‬ ‫ن‬‫موا فــِاعل ُ‬ ‫ص ّ‬ ‫موا و َ‬ ‫ع ُ‬ ‫َ‬
‫شـم ِ‬ ‫لم ت ُ َ‬ ‫ر لم‬ ‫البشـائ ِ ِ‬
‫ج لم‬ ‫و ّ‬ ‫معـ َ‬ ‫م ال ُ‬ ‫هـ ُ‬ ‫ن ديَنـ ُ‬ ‫بــأ ّ‬ ‫م‬ ‫د ما أخب ََر القوا َ‬ ‫من بعـ ِ‬ ‫ِ‬
‫قـم ِ‬ ‫يَ ُ‬ ‫هم‬ ‫هن ُ ُ‬ ‫كــا ِ‬
‫ق مـا في‬ ‫وفـ َ‬ ‫ة َ‬ ‫ض ٍ‬ ‫ق ّ‬ ‫من َ‬ ‫ُ‬ ‫وبعـد ما عايُنوا في‬
‫من ُ‬ ‫ُ‬
‫صن َم ِ‬ ‫من َ‬ ‫ض ِ‬ ‫الر ِ‬ ‫ب‬‫ه ٍ‬ ‫شـ ُ‬ ‫ق ِ‬ ‫الف ِ‬
‫فو‬ ‫ن يق ُ‬ ‫من الشـياطي ِ‬ ‫ِ‬ ‫ق‬ ‫غــدا عن طـري ِ‬ ‫حتى َ‬
‫زم ِ‬ ‫هـ ِ‬ ‫من َ‬ ‫ا ِْثــَر ُ‬ ‫م‬‫ز ٌ‬ ‫ه ِ‬ ‫من َ‬ ‫ي ُ‬ ‫وح ِ‬ ‫ال َ‬
‫من‬ ‫صى ِ‬ ‫ح َ‬ ‫عسك ٌَر بـال َ‬ ‫أو َ‬ ‫هَرَبــا أبطــا ُ‬
‫ل‬ ‫هم َ‬ ‫كــأن ّ ُ‬
‫مي‬ ‫ه ُر ِ‬ ‫حت َْيـ ِ‬ ‫را َ‬ ‫ة‬
‫هـ ٍ‬ ‫أب َْر َ‬
‫ء‬
‫من أحشــا ِ‬ ‫ح ِ‬ ‫سب ّ ِ‬ ‫م َ‬ ‫ن َْبـذَ ال ُ‬ ‫ح‬‫ذا به َبعــدَ تسـبي ٍ‬ ‫ن َب ْ َ‬
‫قـم ِ‬ ‫ملت َ ِ‬ ‫مــا‬ ‫ه َ‬ ‫ب َِبـطن ِ ِ‬
‫ق‬
‫شـي ِاليه على سـا ٍ‬ ‫تم ِ‬ ‫ه الشـجاُر‬ ‫وت ِ ِ‬ ‫دع َ‬ ‫جاءت ِلــ َ‬
‫قدَم ِ‬ ‫بــل َ‬ ‫ة‬
‫جد َ ً‬ ‫سـا ِ‬
‫ط‬ ‫خ ّ‬ ‫ع ال َ‬ ‫ُ‬ ‫سـطََر ْ‬
‫من بـدي ِ‬ ‫هـا ِ‬ ‫ع َ‬ ‫فُرو ُ‬ ‫ت سـطرا‬ ‫ما َ‬ ‫كــأن ّ َ‬
‫قم ِ‬ ‫في اّللـ َ‬ ‫ت‬ ‫ما ك َت َب َ ْ‬ ‫لِ َ‬
‫س‬ ‫َ‬ ‫مث َ‬
‫طيـ ٍ‬ ‫و ِ‬ ‫حّر َ‬ ‫ه َ‬ ‫قيـ ِ‬ ‫تَ ِ‬ ‫ة أّنى سـاَر‬ ‫م ِ‬ ‫ل الغمــا َ‬
‫مي‬ ‫ح ِ‬ ‫ر َ‬ ‫جــي ِ‬ ‫ه ِ‬ ‫لل َ‬ ‫ة‬
‫ســائ َِر ً‬
‫ر‬
‫ن الكفا ِ‬ ‫م َ‬ ‫ف ِ‬ ‫ل طَْر ٍ‬ ‫كــ ّ‬ ‫و ُ‬ ‫من‬ ‫وما حوى الغـــاُر ِ‬
‫مي‬ ‫ع ِ‬ ‫عنه َ‬ ‫من ك ََرم ِ‬ ‫رو ِ‬ ‫خي ٍ‬
‫ر‬
‫هم َ يقولون مـا بالغــا ِ‬ ‫و ُ‬ ‫ر‬
‫فالصدقُ في الغــا ِ‬
‫رم ِ‬ ‫من أ ِ‬ ‫ِ‬ ‫مـا‬‫ر َ‬ ‫ق لم ي َ ِ‬ ‫دي ُ‬ ‫والص ّ‬
‫ج‬
‫سـ ْ‬ ‫ة لم َتن ُ‬ ‫ر الب َّرّيـ ِ‬ ‫خــي ِ‬ ‫ة وظّنوا‬ ‫م َ‬ ‫ظّنوا الحمــا َ‬
‫)يييييي(يييييييي‬

‫حم ِ‬ ‫ولم ت َ ُ‬ ‫ت على‬ ‫العنكبو َ‬


‫ل‬
‫ع وعن عــا ٍ‬ ‫ن ال ُدُّرو ِ‬ ‫م َ‬ ‫ِ‬ ‫عن‬ ‫ت َ‬ ‫ه أغن َ ْ‬ ‫ة الل ِ‬ ‫قـــاي َ ُ‬ ‫و َ‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫ع َ‬
‫ن الطم ِ‬ ‫م َ‬ ‫ِ‬ ‫ة‬
‫ف ٍ‬ ‫ضــا َ‬ ‫م َ‬ ‫ُ‬
‫واَرا منه لم‬ ‫ً‬ ‫جـ َ‬ ‫ت ِ‬ ‫ِال وِنــل ُ‬ ‫ً‬ ‫ما‬‫دهُر ضي َ‬ ‫مِني ال ّ‬ ‫ما سـا َ‬
‫ضم ِ‬ ‫ُيـ َ‬ ‫ه‬
‫ت بِ ِ‬ ‫جر ُ‬ ‫واسـت َ َ‬
‫من‬ ‫دى ِ‬ ‫ت الن ّ َ‬ ‫ِال است ََلم ُ‬ ‫غَنى‬ ‫ت ِ‬ ‫ول الَتمســ ُ‬
‫َ‬
‫مسـت َلم ِ‬ ‫ر ُ‬ ‫خي ِ‬ ‫ه‬
‫د ِ‬ ‫من َيـ ِ‬ ‫ن ِ‬ ‫داَري ْ ِ‬ ‫ال ّ‬
‫ن‬‫ت العينـا ِ‬ ‫م ِ‬ ‫قل ْب َا ً ِاذا نــا َ‬ ‫َ‬ ‫من‬ ‫ي ِ‬ ‫ح َ‬ ‫و ْ‬ ‫ر ال َ‬ ‫كـــ ِ‬ ‫ل ُتن ِ‬
‫لم ي ََنـم ِ‬ ‫ه‬ ‫ن لَ ُ‬ ‫ُرؤَيـاهُ ا ِ ّ‬
‫ه حـا ُ‬
‫ل‬ ‫س ُينـك َُر في ِ‬ ‫فلي َ‬ ‫من‬ ‫غ ِ‬ ‫ك حي َ ُ‬ ‫وذا َ‬
‫ن ب ُلــو ٍ‬
‫محت َِلــم ِ‬ ‫ُ‬ ‫ه‬‫وِتــــ ِ‬ ‫ن ُب ُ ّ‬
‫ب‬ ‫ي على غيــ ٍ‬ ‫ول نــب ّ‬ ‫ي‬
‫وح ٌ‬ ‫ه مــا َ‬ ‫ك الل ُ‬ ‫تبــاَر َ‬

‫َ‬ ‫هـم ِ‬ ‫مت ّ َ‬ ‫ب ُ‬ ‫ب‬ ‫سـ ٍ‬


‫َ‬
‫مكت َ َ‬ ‫ب ُ‬
‫من‬ ‫رَبــا ً ِ‬ ‫تأ ِ‬ ‫ق ْ‬ ‫وأطل َ َ‬ ‫صَبـا ً‬ ‫و ِ‬ ‫ت َ‬ ‫كــم أب َْرأ ْ‬ ‫َ‬
‫مم ِ‬ ‫ة الل َ‬ ‫ق ِ‬ ‫ربــ َ‬ ‫ِ‬ ‫ه‬
‫حت ُ ُ‬ ‫س را َ‬ ‫باللم ِ‬ ‫َ‬
‫غّرةً في‬ ‫ت ُ‬ ‫حك َ ْ‬ ‫حتى َ‬ ‫ة‬ ‫ســن َ َ‬ ‫حيت ال َ‬ ‫وأ ْ‬
‫َ‬ ‫ال ّ‬
‫هـم ِ‬ ‫ر الدّ ُ‬ ‫ص ِ‬ ‫الع ُ‬ ‫ه‬
‫وت ُ ُ‬ ‫دع َ‬ ‫شــهباءَ َ‬
‫ل‬‫سـي ْ ٌ‬ ‫م أو َ‬ ‫ن الي ّ‬ ‫م َ‬ ‫ب ِ‬ ‫سـي ْ ٌ‬ ‫َ‬ ‫ت‬ ‫خل ْ َ‬ ‫ض جادَ أو ِ‬ ‫ر ٍ‬ ‫بعا ِ‬
‫الب ِ َ‬
‫رم ِ‬ ‫ع ِ‬ ‫ن ال َ‬ ‫م َ‬ ‫ِ‬ ‫ح بهــا‬ ‫طـا َ‬
‫قَرى ليـل‬ ‫ر ال ِ‬ ‫هوَر نـا ِ‬ ‫ظ ُ‬ ‫ت‬ ‫ي آيـــا ٍ‬ ‫ف َ‬ ‫وص ِ‬ ‫و َ‬ ‫دعِني َ‬ ‫َ‬
‫َ‬
‫عـلم ِ‬ ‫على َ‬ ‫ت‬‫هَر ْ‬ ‫له ظ َ‬
‫قــدَرا ً غيَر‬ ‫ص َ‬ ‫ق ُ‬ ‫وليس َيـن ُ‬ ‫حسـنا ً‬ ‫فالــدُّر يزدادُ ُ‬
‫منت َظِم ِ‬ ‫ُ‬ ‫م‬ ‫منت َظِ ُ‬ ‫و ُ‬ ‫ه َ‬ ‫و ْ‬ ‫َ‬
‫ق‬‫من كَرم ِ الخل ِ‬ ‫َ‬ ‫مـا فيـه ِ‬ ‫ل‬
‫ل آمــا ِ‬ ‫و ُ‬ ‫مــا ت َطـا ُ‬ ‫َ‬ ‫ف َ‬
‫شي َم ِ‬ ‫وال ّ‬ ‫ح الى‬ ‫دي ِ‬ ‫الم ِ‬
‫ة‬
‫ف ُ‬ ‫ص َ‬ ‫ة ِ‬ ‫م ٌ‬ ‫ن قــدي َ‬ ‫ن الرحم ِ‬ ‫م َ‬ ‫ق ِ‬ ‫ح ّ‬ ‫ت َ‬ ‫آيــا ُ‬
‫قـدَم ِ‬ ‫ف بال ِ‬ ‫الموصـو ِ‬ ‫ة‬‫محدََثــ ٌ‬ ‫ُ‬
‫عن عـاٍد‬ ‫عـــاِد و َ‬ ‫م َ‬ ‫ن ال َ‬ ‫ع ِ‬ ‫ي َ‬ ‫ه َ‬ ‫و ْ‬‫ن َ‬ ‫رن بزمـــا ٍ‬ ‫لم َتقت َ ِ‬
‫عن ا َِرم ِ‬ ‫و َ‬ ‫ُتخب ُِرنــا‬
‫ت‬‫ن ِاذ جــاءَ ْ‬ ‫ن الّنبيي َ‬ ‫م َ‬ ‫ِ‬ ‫ت‬‫ق ْ‬ ‫ت لدينـا ففا َ‬ ‫م ْ‬ ‫دا َ‬
‫)يييييي(يييييييي‬

‫َ‬ ‫كــ ّ‬ ‫ُ‬


‫ولم َتـدُم ِ‬ ‫ة‬
‫جَز ٍ‬ ‫مع ِ‬ ‫ل ُ‬
‫ن‬
‫غي َ‬ ‫ق وما َتب ِ‬ ‫قا ٍ‬ ‫شـ َ‬ ‫لــذي ِ‬ ‫ن‬
‫قي َ‬ ‫ت فمــا ُتب ِ‬ ‫ما ٌ‬ ‫كـ َ‬ ‫ح ّ‬ ‫م َ‬ ‫ُ‬
‫حكم ِ‬ ‫َ‬ ‫من ِ‬ ‫ِ‬ ‫ه‬‫شـب َ ٍ‬ ‫من ُ‬ ‫ِ‬
‫دى العـاِدي اليها‬ ‫َ‬ ‫ق ّ‬ ‫رَبت َ‬
‫د أعـ َ‬ ‫ط ال عــا َ‬ ‫حو ِ‬ ‫ما ُ‬
‫ي ال ّ َ‬
‫سلم ِ‬ ‫ق َ‬ ‫مل ِ‬ ‫ُ‬ ‫ب‬ ‫حَر ٍ‬ ‫من َ‬ ‫ِ‬
‫ر َيـدَ الجــاِني‬ ‫غُيو ِ‬ ‫َردّ ال َ‬ ‫دعوى‬ ‫هــا َ‬ ‫غت ُ َ‬ ‫ت بل َ‬ ‫َردّ ْ‬
‫حَرم ِ‬ ‫عن ال ُ‬ ‫َ‬ ‫هـا‬ ‫ض َ‬ ‫ر ِ‬ ‫معا ِ‬ ‫ُ‬
‫ه في‬ ‫ر ِ‬ ‫ه ِ‬ ‫جو َ‬ ‫فـوقَ َ‬ ‫ر و َ‬ ‫ج البح ِ‬ ‫و ِ‬ ‫كم ْ‬ ‫ن َ‬ ‫عــا ٍ‬ ‫م َ‬ ‫لها َ‬
‫قي َم ِ‬ ‫ن وال ِ‬ ‫حسـ ِ‬ ‫ال ُ‬ ‫مـدٍَد‬ ‫في َ‬
‫ر‬‫لكثــا ِ‬ ‫م على ا ِ‬ ‫سـا ُ‬ ‫ول ت ُ َ‬ ‫صى‬ ‫عدّ ول ُتحـ َ‬ ‫مـا ُتـ َ‬ ‫ف َ‬ ‫َ‬
‫بال َ‬
‫س أم ِ‬ ‫ّ‬ ‫هـا‬ ‫عجائ ِب ُ َ‬
‫ل الله‬ ‫حْبـ ِ‬ ‫تب َ‬ ‫فـر َ‬ ‫لقـد ظَ ِ‬ ‫ريها‬ ‫ن قا ِ‬ ‫ت َبهـا عي ُ‬ ‫قّر ْ‬ ‫َ‬
‫صم ِ‬ ‫فـاعت َ ِ‬ ‫ت لــه‬ ‫قل ُ‬ ‫ف ُ‬
‫ه‬
‫ؤو ُ‬ ‫قــد جا ُ‬ ‫ةو َ‬ ‫صا ِ‬ ‫ع َ‬ ‫ن ال ُ‬ ‫م َ‬ ‫ِ‬ ‫ض‬
‫ض َتبي َ ّ‬ ‫كــأّنها الحو ُ‬
‫مـم ِ‬ ‫ح َ‬ ‫كال ُ‬ ‫ه‬
‫جوهُ ِبـ ِ‬ ‫و ُ‬ ‫ال ُ‬
‫ها في‬ ‫ر َ‬ ‫من غي ِ‬ ‫ط ِ‬ ‫قس ُ‬ ‫ن فال ِ‬ ‫ط وكـالميزا ِ‬ ‫صرا ِ‬ ‫وكـال ّ‬
‫قم ِ‬ ‫س لم ي َ ُ‬ ‫النـا ِ‬ ‫معدََلــ ً‬
‫ة‬ ‫َ‬
‫ن‬
‫و عـي ُ‬ ‫هـ َ‬ ‫و ْ‬ ‫هل َ‬ ‫تجا ُ‬ ‫ح‬
‫سـوٍد را َ‬ ‫ح ُ‬ ‫ن لِ َ‬ ‫جب َ ْ‬ ‫ل َتع َ‬
‫هم ِ‬ ‫ف ِ‬ ‫ق ال َ‬ ‫الحـاِذ ِ‬ ‫هــا‬ ‫ُينك ُِر َ‬
‫ء‬
‫م المـا ِ‬ ‫م طع َ‬ ‫ف َ‬ ‫وُينك ُِر ال َ‬ ‫وء َ‬ ‫ض ْ‬ ‫ن َ‬ ‫قد ُتنك ُِر العي ُ‬
‫قم ِ‬ ‫ســ َ‬ ‫من َ‬ ‫ِ‬ ‫د‬
‫م ٍ‬ ‫من َر َ‬ ‫س ِ‬ ‫الشم ِ‬
‫ن‬ ‫مُتو ِ‬ ‫فوقَ ُ‬ ‫سعَيــا و َ‬ ‫م‬ ‫م َ‬ ‫من ي َ ّ‬ ‫يـا خيَر َ‬
‫َ‬ ‫العـا ُ‬
‫سـم ِ‬ ‫ق الّر ُ‬ ‫الي ْن ُ ِ‬ ‫ه‬
‫حت َ ُ‬ ‫ن سـا َ‬ ‫فو َ‬
‫ة‬‫مــ ُ‬ ‫و الّنع َ‬ ‫هـ َ‬ ‫من ُ‬ ‫كبَرى و َ‬ ‫ة ال ُ‬ ‫و اليـ ُ‬ ‫هــ َ‬ ‫من ُ‬ ‫و َ‬
‫مغت َن ِم ِ‬ ‫مى ل ِ ُ‬ ‫عظ َ‬ ‫ال ُ‬ ‫ر‬‫معت َِبـ ٍ‬ ‫ل ُ‬
‫ج‬ ‫سـَرى الَبدُر في دا ٍ‬ ‫كما َ‬ ‫حـَرم ٍ ليــل‬ ‫من َ‬ ‫ت ِ‬ ‫سَري َ‬ ‫َ‬
‫ّ َ‬
‫ن الظلم ِ‬ ‫م َ‬ ‫ِ‬ ‫حَرم ِ‬ ‫الى َ‬
‫ن لم‬ ‫سـي ْ ِ‬ ‫ب قو َ‬ ‫من قا َ‬ ‫ت ِ‬‫قى الى أن ِنلـ َ‬ ‫ت تر َ‬ ‫وب ِ ّ‬
‫َ‬ ‫ُتدَر ْ‬ ‫زَلــ ً‬
‫ك ولم ُتـَرم ِ‬ ‫ة‬ ‫من ِ‬ ‫َ‬
‫م مخـدوم ٍ‬ ‫ل تقدي َ‬ ‫سـ ِ‬ ‫ء والّر ْ‬ ‫ع النبيـا ِ‬ ‫ك جمي ُ‬ ‫مت ْ َ‬ ‫قـدّ َ‬ ‫و َ‬
‫)يييييي(يييييييي‬

‫خـدَم ِ‬ ‫على َ‬ ‫بهـــا‬


‫ت فيـه‬ ‫كن َ‬ ‫ب ُ‬ ‫موك ِ ٍ‬ ‫في َ‬ ‫ع‬
‫رقُ الســب َ‬ ‫ت َتخت َ ِ‬ ‫وأن َ‬
‫ب ال َ َ‬ ‫الطَّباقَ بهم‬
‫عـلم ِ‬ ‫ح َ‬ ‫صا ِ‬
‫ع َ ْ‬
‫ى‬‫ق ً‬ ‫مر َ‬ ‫و ول َ‬ ‫ن الـــدّن ُ ّ‬ ‫م َ‬ ‫ِ‬ ‫وا ً‬ ‫شــأ َ‬ ‫حتى اذا لم تدَ ْ‬
‫مســت َن ِم ِ‬ ‫ل ُ‬ ‫ق‬ ‫مســت َب ِ ٍ‬ ‫ل ُ‬
‫ع مث َ‬
‫ل‬ ‫ت بالـّرف ِ‬ ‫ُنوِدي َ‬ ‫قام ٍ‬ ‫م َ‬ ‫ل َ‬ ‫كــ ّ‬ ‫ت ُ‬ ‫ض َ‬ ‫ف ْ‬ ‫خ َ‬ ‫َ‬
‫مفَرِد ال َ َ‬ ‫بالضـا َ‬
‫عــلم ِ‬ ‫ال ُ‬ ‫ة ِاذ‬ ‫ف ِ‬
‫ي‬
‫ســـّر أ ّ‬ ‫عيــون و ِ‬ ‫ن ال ُ‬ ‫ع ِ‬ ‫َ‬ ‫ي‬‫لأ ّ‬ ‫صــ ٍ‬ ‫و ْ‬ ‫فوَز ب ِ َ‬ ‫كيما ت َ ُ‬
‫مكت َت ِم ِ‬ ‫ُ‬ ‫ر‬ ‫مســت َت ِ ِ‬ ‫ُ‬
‫قــام ٍ غيَر‬ ‫م َ‬ ‫ل َ‬ ‫كــ ّ‬ ‫ت ُ‬ ‫جْز َ‬ ‫و ُ‬ ‫ر غيَر‬ ‫خا ٍ‬ ‫ف َ‬ ‫ل َ‬ ‫كــ ّ‬ ‫ت ُ‬ ‫حز َ‬ ‫ف ُ‬ ‫َ‬
‫ُ‬ ‫حم ِ‬ ‫مزدَ َ‬ ‫ُ‬ ‫ك‬ ‫مشـت ََر ٍ‬ ‫ُ‬
‫ت‬ ‫ك مــا أوِلي َ‬ ‫عّز ِادرا ُ‬ ‫و َ‬ ‫ت‬ ‫ولي َ‬ ‫ّ‬ ‫داُر مـا ُ‬ ‫مقـ َ‬ ‫ل ِ‬ ‫جـ ّ‬ ‫و َ‬
‫عــم ِ‬ ‫من ن ِ َ‬ ‫ِ‬ ‫ب‬ ‫من ُرت َ ٍ‬ ‫ِ‬
‫ة ُركَنــا ً غيَر‬ ‫عَناَيـ ِ‬ ‫ن ال ِ‬ ‫م َ‬ ‫ِ‬ ‫شـَر‬ ‫مع َ‬ ‫ُبشـَرى لنا َ‬
‫دم ِ‬ ‫هــ ِ‬ ‫من َ‬ ‫ن لنا‬ ‫السـلم ِ ا ِ ّ‬
‫ل ك ُّنـا أكـَر َ‬
‫م‬ ‫س ِ‬ ‫بـأكرم ِ الّر ْ‬ ‫ه داعينــا‬ ‫عى الل ُ‬ ‫مـا دَ َ‬ ‫ل ّ‬
‫مـم‬ ‫ُ‬
‫ِ‬ ‫ال َ‬ ‫ه‬
‫عت ِ ِ‬ ‫لطــا َ‬
‫ك ََنبـأ َ َ‬
‫ن‬
‫م َ‬‫فــل ِ‬ ‫غ ْ‬ ‫ت ُ‬ ‫فل َ ْ‬ ‫ج َ‬ ‫ةأ ْ‬ ‫ٍ‬ ‫دا‬ ‫عـ َ‬ ‫ب ال ِ‬ ‫ت قلو َ‬ ‫ع ْ‬ ‫را َ‬
‫غَنـم ِ‬ ‫ال َ‬ ‫أنبـــاءُ ِبعث َت ِ ِ‬
‫ه‬
‫ما‬‫قَنـا َلح َ‬ ‫وا بال َ‬ ‫حك َ ْ‬ ‫حتى َ‬ ‫م في‬ ‫ه ُ‬ ‫ل يلقــا ُ‬ ‫مـا زا َ‬
‫ضـم ِ‬ ‫و َ‬ ‫على َ‬ ‫ك‬‫معت ََر ٍ‬ ‫ل ُ‬ ‫كـ ّ‬ ‫ُ‬
‫ع‬
‫م َ‬ ‫ت َ‬ ‫أشـلءَ شـال َ ْ‬ ‫دوا‬ ‫فَراَر فكــا ُ‬ ‫دوا ال ِ‬ ‫و ّ‬ ‫َ‬
‫ُ‬
‫خم ِ‬ ‫ن والّر َ‬ ‫عقَبـا ِ‬ ‫ال ُ‬ ‫ن بـه‬ ‫َيغب ِطو َ‬
‫من ليــاِلي‬ ‫كن ِ‬ ‫ما لم ت َ ُ‬ ‫ضي الليـالي ول‬ ‫َتم ِ‬
‫ُ‬
‫حـُرم ِ‬ ‫ر ال ُ‬ ‫ه ِ‬ ‫الش ُ‬ ‫هـا‬ ‫عدّت َ َ‬ ‫ن ِ‬ ‫َيدُرو َ‬
‫َ‬ ‫ل َ‬ ‫كــ ّ‬ ‫ب ُ‬ ‫ح ّ‬
‫قْرم ٍ الى لحم ِ‬ ‫ل‬ ‫ف َ‬ ‫ضي ْ ٌ‬ ‫ن َ‬ ‫دي ُ‬ ‫ما ال ّ‬ ‫كـأن ّ َ‬
‫رم ِ‬ ‫قـ ِ‬ ‫دا َ‬ ‫عــ َ‬ ‫ال ِ‬ ‫هم‬ ‫حت َ ُ‬ ‫سـا َ‬
‫ج من‬ ‫مو ٍ‬ ‫يـرمي ب َ‬ ‫ق‬
‫فو َ‬ ‫س َ‬ ‫جـّر بحـَر خمي ٍ‬ ‫يَ ُ‬
‫ل ملَتـطِم ِ‬ ‫البطــا ِ‬ ‫ة‬‫ح ٍ‬ ‫ســاب ِ َ‬
‫ل‬
‫ص ٍ‬ ‫مسـَتأ ِ‬ ‫طو ب ُ‬ ‫َيسـ ُ‬ ‫ب لله‬ ‫د ٍ‬ ‫ل منـت َ ِ‬ ‫كــ ّ‬ ‫من ُ‬ ‫ِ‬
‫)يييييي(يييييييي‬

‫َ‬ ‫لل ُ‬
‫مصطـل ِم ِ‬ ‫ر ُ‬ ‫كف ِ‬ ‫ب‬
‫سـ ٍ‬ ‫محت َ ِ‬ ‫ُ‬
‫ها‬ ‫غرب َت ِ َ‬ ‫د ُ‬ ‫من َبعــ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ة السـلم ِ‬ ‫مل ّ ُ‬ ‫ت ِ‬ ‫غد َ ْ‬ ‫حتى َ‬
‫حـم ِ‬ ‫ة الّر ِ‬ ‫موصول َ َ‬ ‫ي بهـم‬ ‫ه َ‬ ‫و ْ‬ ‫َ‬
‫م‬ ‫ل فــلم ت َي َْتـ ْ‬ ‫ر َبعـ ٍ‬ ‫وخي ِ‬ ‫ة أبـدَا منهـم‬ ‫ً‬ ‫مكفولـ ً‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫َ‬
‫ولم ت َِئـم ِ‬ ‫ب‬‫رأ ٍ‬ ‫خي ِ‬ ‫ِبـ َ‬
‫قي منهم في‬ ‫هم مــاذا ل َ ِ‬ ‫ل عن ُ‬ ‫سـ ْ‬ ‫ف َ‬ ‫ل َ‬ ‫م الجبـا ُ‬ ‫ه ُ‬ ‫ُ‬
‫َ‬ ‫كـ ّ‬ ‫ُ‬
‫مصطدَم ِ‬ ‫ل ُ‬ ‫هم‬ ‫م ُ‬ ‫صاِد َ‬ ‫م َ‬ ‫ُ‬
‫ف لهم أدهى‬ ‫َ‬ ‫حت ْ ٍ‬ ‫ل َ‬ ‫فصـو ُ‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫ل ب َدَْرا‬ ‫سـ ْ‬ ‫و َ‬ ‫حن َي ْن َا َ‬ ‫ً‬ ‫ل ُ‬ ‫سـ ْ‬ ‫و َ‬ ‫َ‬
‫ُ‬ ‫س ْ‬
‫خم ِ‬ ‫و َ‬ ‫ن ال َ‬ ‫م َ‬ ‫ِ‬ ‫دا‬ ‫ح َ‬ ‫لأ ُ‬ ‫و َ‬ ‫َ‬
‫من‬ ‫ودّ ِ‬ ‫س َ‬ ‫م ْ‬ ‫ل ُ‬ ‫دا ك ّ‬ ‫ُ‬ ‫عــ َ‬ ‫ن ال ِ‬ ‫م َ‬ ‫ً‬ ‫حمَرا‬ ‫ض ُ‬
‫ِ‬ ‫ري الِبي ِ‬ ‫د ِ‬ ‫مص ِ‬ ‫ال ُ‬
‫مـم ِ‬ ‫اّلل َ‬ ‫ت‬ ‫وَردَ ْ‬ ‫بعد ما َ‬
‫خ ّ‬
‫جسم ٍ‬ ‫ف ِ‬ ‫حْر َ‬ ‫م َ‬ ‫ه ْ‬ ‫م ُ‬ ‫ط أقــل ُ‬ ‫ر ال َ‬ ‫ســم ِ‬ ‫ن بِ ُ‬ ‫والكاِتبي َ‬
‫جم ِ‬ ‫ع ِ‬ ‫من َ‬ ‫غيَر ُ‬ ‫ت‬ ‫ما ت ََرك َ ْ‬
‫مى‬ ‫سي َ‬ ‫وْردُ يمتـاُز بال ّ‬ ‫وال َ‬ ‫ح لهم‬ ‫كي السـل ِ‬ ‫شـا ِ‬
‫عن ال ّ َ‬
‫سـلم ِ‬ ‫َ ِ‬ ‫هم‬ ‫مي ُّز ُ‬ ‫مى ت ُ َ‬ ‫سي َ‬ ‫ِ‬
‫ب الّزهَر في‬ ‫س ُ‬ ‫ر فَتح ِ‬ ‫ح الّنص ِ‬ ‫ك ريا ُ‬ ‫دي اليـ َ‬ ‫ُته ِ‬
‫مي‬ ‫ل كَ ِ‬ ‫الكمام ِ ك ُ ّ‬ ‫م‬ ‫ه ُ‬ ‫شـَر ُ‬ ‫نَ ْ‬
‫من‬ ‫حْزم ِ ل ِ‬ ‫ة ال َ‬ ‫شـدّ ِ‬ ‫من َ‬ ‫ِ‬ ‫ر‬‫ظهو ِ‬ ‫هم في ُ‬ ‫كــأن ّ ُ‬
‫ت ُرَبـا ً‬
‫حُزم ِ‬ ‫ة ال ُ‬ ‫شـدّ ِ‬ ‫ل ن َب ْ ُ‬ ‫خي ْ ِ‬ ‫ال َ‬
‫هـم ِ‬ ‫فّرقُ بين الب َ ْ‬ ‫فمـا ُتـ َ‬ ‫من‬ ‫دا ِ‬ ‫ع َ‬ ‫ب ال ِ‬ ‫ت قلو ُ‬ ‫طاَر ْ‬
‫هـم‬ ‫والب ُ َ‬ ‫قا ً‬ ‫فَر َ‬ ‫هم َ‬ ‫سـ‬‫بأ ِ‬
‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫سـدُ في‬ ‫ه ال ْ‬ ‫ق ُ‬ ‫ِان ت َل ْ َ‬ ‫ه‬
‫ل الل ِ‬ ‫كن برسـو ِ‬ ‫من َتـ ُ‬ ‫و َ‬
‫جم ِ‬ ‫ها ت َ ِ‬ ‫م َ‬ ‫آجــا ِ‬ ‫ه‬ ‫ُنصَرُتـ ُ‬
‫و غيَر‬ ‫عــدُ ّ‬ ‫من َ‬ ‫ه ول ِ‬ ‫ي غيَر ِبــ ِ‬ ‫ول ِ ّ‬ ‫من َ‬ ‫وَلن َتــرى ِ‬
‫جم ِ‬ ‫ع ِ‬ ‫من َ‬ ‫ُ‬ ‫ر‬
‫صـ ٍُ‬ ‫منت َ ِ‬
‫َ‬
‫ل‬‫ع الشـبا ِ‬ ‫م َ‬ ‫ل َ‬ ‫ح ّ‬ ‫ث َ‬ ‫كاللي ْ ِ‬ ‫ز‬
‫ِ‬ ‫حـْر‬ ‫ه في ِ‬ ‫مَتـ ُ‬ ‫لأ ّ‬ ‫حــ ّ‬ ‫أ َ‬
‫َ‬
‫جم ِ‬ ‫في أ َ‬ ‫ِ‬ ‫مل ِّتــ ِ‬
‫ه‬ ‫ِ‬
‫ن‬ ‫م الُبرها ُ‬ ‫ص َ‬ ‫خ َ‬ ‫ت الله فيه وكـم َ‬ ‫ما ُ‬ ‫كـل ِ َ‬ ‫ت َ‬ ‫جدّل َ ْ‬ ‫كـم َ‬ ‫َ‬
‫صم ِ‬ ‫خ ِ‬ ‫من َ‬ ‫ِ‬ ‫ل‬ ‫جد َ ٍ‬ ‫من َ‬ ‫ِ‬
‫ب‬
‫ة والتــأدي َ‬ ‫في الجاهـلي ِ‬ ‫ك بـالعلم ِ في‬ ‫كفــا َ‬
‫)يييييي(يييييييي‬

‫ُ‬
‫في الي ُت ُم ِ‬ ‫ة‬
‫جَز ً‬ ‫مع َ‬ ‫ي ُ‬ ‫م ّ‬ ‫ال ّ‬
‫ضى في‬ ‫م َ‬ ‫مر َ‬ ‫ع ْ‬ ‫ب ُ‬ ‫ذنو َ‬ ‫ُ‬ ‫ح‬ ‫ه بمديــ ٍ‬ ‫مت ُ ُ‬ ‫خد َ ْ‬ ‫َ‬
‫خدَم ِ‬ ‫ر وال ِ‬ ‫شع ِ‬ ‫ال ّ‬ ‫ه‬
‫ل ِبـ ِ‬ ‫قي ِ‬ ‫أســت َ ِ‬
‫ن‬
‫م َ‬ ‫ي ِ‬ ‫هد ْ ٌ‬‫ما َ‬ ‫هــ َ‬ ‫كــأنني ب ِ ِ‬ ‫شـى‬ ‫ي ما ُتخ َ‬ ‫دان ِ َ‬ ‫قـل ّ َ‬ ‫ِاذ َ‬
‫عم ِ‬ ‫الن ّ َ‬ ‫ه‬
‫قُبـ ُ‬ ‫عـوا ِ‬
‫ت َ‬ ‫أَ َ‬
‫ت ال على الثـام ِ‬ ‫صل ُ‬ ‫ح َ‬ ‫َ‬ ‫صَبا في‬ ‫ي ال ّ‬ ‫غ ّ‬ ‫طع ُ‬
‫َ‬
‫والّنـدَم ِ‬ ‫ن ومــا‬ ‫الحالت َي ْ ِ‬
‫ن بـالدنيا‬ ‫دي َ‬ ‫ر ال ّ‬ ‫س في َلم َتشت َ ِ‬ ‫ف ٍ‬ ‫ســاَرةَ ن َ ْ‬ ‫خ َ‬ ‫فيـا َ‬
‫سـم ِ‬ ‫ولم ت َ ُ‬ ‫هـا‬ ‫جاَرت ِ َ‬ ‫تِ َ‬
‫ع‬ ‫ن في ب َْيـ ٍ‬ ‫غب ْ ُ‬ ‫ن لـه ال َ‬ ‫ِبي َ‬ ‫جـل منه‬ ‫عآ ِ‬ ‫من ي َِبــ ْ‬ ‫و َ‬
‫وفي َ َ‬
‫سـلم ِ‬ ‫ه‬
‫جِلـ ِ‬ ‫بـعا ِ‬
‫حبـِلي‬ ‫ي ول َ‬ ‫ن الن ّب ِ ّ‬ ‫م َ‬ ‫دي ِ‬ ‫عه ِ‬ ‫ت ذَن َْبـا ً فمــا َ‬ ‫نآ ِ‬ ‫اِ ْ‬
‫رم ِ‬ ‫صـــ ِ‬ ‫من َ‬ ‫ب ُ‬ ‫ض‬ ‫ق ٍ‬ ‫منت َ ِ‬ ‫ب ُ‬
‫ق‬
‫فى الخل ِ‬ ‫و أو َ‬ ‫ه َ‬ ‫مدَا ً و ُ‬ ‫مح ّ‬ ‫ُ‬ ‫ة منــه‬ ‫م ً‬ ‫ن لي ِذ ّ‬ ‫فـــا ِ ّ‬
‫مم ِ‬ ‫بــالذّ َ‬ ‫مي َِتي‬ ‫بَتسـ ِ‬
‫ل يــا َزل ّ َ‬
‫ة‬ ‫قــ ْ‬ ‫ف ُ‬ ‫ضل وال َ‬ ‫ف ْ‬ ‫َ‬ ‫عـاِدي‬ ‫م َ‬‫كـن في َ‬ ‫ن لم ي ُ‬ ‫اِ ْ‬
‫قدَم ِ‬ ‫ال َ‬ ‫دي‬ ‫خذَا ً ب ِي َ ِ‬ ‫آ ِ‬
‫ع الجــاُر منه غيَر‬ ‫ج َ‬ ‫أو َير ِ‬ ‫م‬
‫ر َ‬ ‫ح ِ‬ ‫ن يَ ْ‬ ‫حاشــاهُ أ ْ‬
‫محـت ََرم ِ‬ ‫ُ‬ ‫ه‬
‫م ُ‬ ‫ر َ‬ ‫كا ِ‬ ‫م َ‬ ‫جي َ‬ ‫الّرا ِ‬
‫ت أف َ‬ ‫َ‬
‫صي خــيَر‬ ‫خل ِ‬ ‫هل َ‬ ‫جدُْتـ ُ‬ ‫و َ‬ ‫ري‬ ‫كـــا ِ‬ ‫م ُ‬ ‫منذُ ألَز ْ‬ ‫و ُ‬
‫زم ِ‬ ‫ملَتـ ِ‬ ‫ُ‬ ‫ه‬‫ح ُ‬ ‫دائ ِ َ‬ ‫م َ‬ ‫َ‬
‫ت الزهاَر‬ ‫حَيـا ي ُن ْب ِ ُ‬ ‫ن ال َ‬ ‫اِ ّ‬ ‫غَنى منه‬ ‫ت ال ِ‬ ‫فو َ‬ ‫وَلن ي َ ُ‬
‫كـم ِ‬ ‫في ال َ َ‬ ‫ت‬ ‫رب َ ْ‬ ‫َيــدَا ً ُت َ ِ‬
‫ر بمـا أثَنى‬ ‫هي ْ ٍ‬ ‫دا ُز َ‬ ‫َيــ َ‬ ‫ردْ َزهَرةَ الدنيـا‬ ‫وَلم أ ِ‬
‫رم ِ‬ ‫هـ ِ‬ ‫على َ‬ ‫ت‬ ‫ف ْ‬ ‫التي اقت َطَ َ‬
‫ل‬
‫حلو ِ‬ ‫عنـدَ ُ‬ ‫ك ِ‬ ‫وا َ‬ ‫سـ َ‬ ‫ِ‬ ‫ق ما لي‬ ‫م الخل ِ‬ ‫يــا أكَر َ‬
‫مم ِ‬ ‫ع ِ‬ ‫ث ال َ‬ ‫الحاِد ِ‬ ‫من ألوذُ به‬ ‫َ‬
‫ّ‬ ‫ق رسـو َ‬ ‫َ‬
‫جلى بــاسم ِ‬ ‫م تَ َ‬ ‫ه اذا الكري ُ‬ ‫ل الل ِ‬ ‫ضي َ‬ ‫ولن ي َ ِ‬
‫قـم ِ‬ ‫منت َ ِ‬ ‫ُ‬ ‫ك بي‬ ‫ه َ‬ ‫جا ُ‬
‫ن‬ ‫غفَرا ِ‬ ‫ن الك ََبـائ َِر في ال ُ‬ ‫من ا ِ ّ‬ ‫طي ِ‬ ‫س ل َتقن َ ِ‬ ‫فـ ُ‬ ‫يا ن َ ْ‬
‫)يييييي(يييييييي‬

‫مـم ِ‬ ‫كـاّلل َ‬ ‫ت‬ ‫م ْ‬ ‫عظُ َ‬ ‫ة َ‬ ‫َزل ّ ٍ‬


‫ب‬ ‫س ِ‬ ‫ح َ‬ ‫َتأِتي على َ‬ ‫ن‬
‫ة َرّبي حي َ‬ ‫م َ‬ ‫ل َرح َ‬ ‫عـ ّ‬ ‫ل َ‬
‫سم ِ‬‫ق َ‬ ‫ن في ال ِ‬ ‫عصَيا ِ‬ ‫ال ِ‬ ‫ها‬ ‫م َ‬ ‫ســ ُ‬ ‫َيق ِ‬
‫ساِبي‬ ‫ح َ‬ ‫ل ِ‬ ‫ك واجع ْ‬ ‫ل َدَْيـ َ‬ ‫ل رجاِئي‬ ‫ع ْ‬ ‫ب واج َ‬ ‫يا َر ّ‬
‫رم ِ‬ ‫خ ِ‬ ‫من َ‬ ‫غيَر ُ‬ ‫س‬
‫عك ِ ٍ‬ ‫من َ‬ ‫غيَر ُ‬
‫ه‬
‫ع ُ‬ ‫مَتى َتـد ُ‬ ‫صبَرا ً َ‬ ‫َ‬ ‫ك في‬ ‫د َ‬ ‫عب ِ‬ ‫فب َ‬ ‫والطُ ْ‬
‫زم ِ‬ ‫ه ِ‬ ‫ل ين َ‬ ‫الهـوا ُ‬ ‫ن َلـ ُ‬
‫ه‬ ‫ن اِ ّ‬ ‫داَري ِ‬ ‫ال ّ‬
‫هــ ّ‬
‫ل‬ ‫من ْ َ‬ ‫ي بِ ُ‬ ‫ة منك عـلى النب ِ ّ‬ ‫ب صل ٍ‬ ‫ح ِ‬ ‫س ْ‬ ‫ن لِ ُ‬ ‫وائذَ ْ‬
‫جم‬ ‫سـ ِ‬ ‫من َ‬ ‫و ُ‬ ‫ة‬
‫م ٍ‬ ‫دائ ِ َ‬
‫َ‬
‫س حاِدي‬ ‫عي َ‬ ‫ب ال ِ‬ ‫وأطَر َ‬ ‫ن‬‫ت الَبا ِ‬ ‫عذََبا ِ‬ ‫ت َ‬ ‫ح ْ‬ ‫ما َرن ّ َ‬
‫غم ِ‬ ‫س بالن ّ َ‬ ‫عي ِ‬ ‫ال ِ‬ ‫صَبـا‬ ‫ح َ‬ ‫َري ُ‬
‫ن‬
‫عن عثمـا َ‬ ‫يو َ‬ ‫عل ِ ّ‬ ‫عن َ‬ ‫و َ‬ ‫ر‬
‫عن أبي َبك ٍ‬ ‫ضـا َ‬ ‫م الّر َ‬ ‫ثُ ّ‬
‫ِذي الك ََرم ِ‬ ‫مَر‬ ‫ع َ‬ ‫عن ُ‬ ‫و َ‬
‫قى‬ ‫قى والن ّ َ‬ ‫ل الت ّ َ‬ ‫أه ُ‬ ‫ب ثُ ّ‬
‫م‬ ‫صح ِ‬ ‫ل وال ّ‬ ‫وال ِ‬
‫كـَرم ِ‬ ‫حل ْم ِ وال َ‬ ‫وال ِ‬ ‫م‬
‫هـ ْ‬ ‫ف ُ‬ ‫ن َ‬ ‫عي َ‬ ‫الّتاب ِ ِ‬
‫)يييييي(يييييييي‬

‫أهم المصادر والمراجع‬

‫دم لها وعّلق عليها‪ :‬أحمد عبد‬ ‫‪ .1‬البردة للبوصيري ق ّ‬


‫التواب عوض‪ ،‬دار الفضيلة‪ ،‬القاهرة ‪1996‬م‬
‫‪ .2‬بردة المديح المباركة‪ ،‬شرح الدكتور أحمد عمر هاشم‪،‬‬
‫دار المقطم للنشر والتوزيع القاهرة‪1995 ،‬م‬
‫‪ .3‬البوصيري شاعر المدائج النبوّية وعلمها‪ ،‬د‪ .‬على‬
‫نجيب عطوي‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بيروت‪1995 ،‬م‬
‫‪ .4‬مجلة التراث العربي‪ ،‬دمشق ‪،‬العدد ‪ ،89‬س ‪،33‬‬
‫مارس ‪2003‬م موقع المجلة على النترنيت‪.‬‬
‫‪.5‬محمد زغلول سلم ‪ ،‬الدب في العصر المملوكي‪ ،‬ج ‪،1‬‬
‫ص ‪. 273‬‬
‫‪ .6‬خط سير الدب ‪ .‬عبد العزير قليقلة‪ ،‬القاهرة‪.‬‬

You might also like