You are on page 1of 19

‫دراسة سلوك المستهلك ~~‬ ‫~~‬

‫أول ‪ :‬المنفعة الكلية والمنفعة الحدية ‪:‬‬


‫يسعى المستهلك المدرك إلى تحقيق أقصى إشباع ممكن في حدود الدخل الذي في‬
‫حوزته‪ .‬ولذا فأنه يقوم بتوزيع إنفاقه على السلع المختلفة التي يشتريها بحيث بحيث‬
‫يحقق أقصى ما يمكن تحقيقه من إشباع ‪.‬وعملية شراء السلع التي يقوم بها المستهلك‬
‫ليست إل عمليه مبادلة منافع ‪ .‬فالنقود التي في حوزت المستهلك هي مقدار من المنفعة‬
‫كما أن السلع التي يشتريها هي أيضا مقدار المنفعة ‪ .‬فالمستهلك إذا يعطي كمية من‬
‫المنفعة ويحصل مقابلها على كمية أخرى من المنفعة ويحصل المستهلك على ربح‬
‫منفعي ) فائض ( لو قدم كمية من المنفعة تقل عن الكمية التي حصل عليها ‪.‬‬

‫أي أن عمليات شراء السلع تستند إلى المنفعة والمنفعة فكرة نفسية بحتة ‪ .‬كما أن المنفعة‬
‫التي تعود من سلعة بعينها تتغير من وقت لخر ومن مكان لخر ‪ .‬ومع هذا تضل‬
‫المنفعة أساس تحديد الكمية التي يرغب فيها المستهلك من أي سلعة أخرى ‪.‬‬

‫فإذا قصرنا تحليلنا على البرتقال فل شك أن المنفعة وتقيسها درجة الشباع التي تعود‬
‫من استهلك البرتقال تعتمد على الكمية الكلية التي يستهلكها الفرد منه ‪ .‬فإذا تصورنا أن‬
‫الفرد يستهلك وحدات متتالية من البرتقال فانه يشعر أن البرتقالة الولى تعطيه إشباع‬
‫معينا كما أن البرتقالة الثانية تعطيه إشباع معينا إضافي ‪ .‬والشباع الذي يعود من‬
‫البرتقالتين يزيد عن الشباع الذي يعود من برتقالة واحدة ‪ .‬ومع هذا فان الشباع الذي‬
‫يعود من البرتقالة الثانية يقل عن الشباع الذي يعود عن البرتقالة الولى وذلك لن‬
‫التقييم الذي يعطيه الفرد لكل وحده إضافية يستهلكها يتجه للتناقص كلما زادت الوحدات‬
‫المستهلكة ‪.‬‬
‫أما الشباع الكلي الذي يعود من جميع الوحدات المستهلكة فانه يتزايد بتزايد عدد‬
‫الوحدات المستهلكة ‪ .‬ولذا يجب التفرقة بين المنفعة الكلية للسلعة ويقيسها الشباع الكلي‬

‫‪1‬‬
‫‪ ,‬وبين المنفعة التي تعود من كل وحدة إضافية تستهلك من السلعة ‪ ,‬ويقيسها الشباع‬
‫الضافي الذي يحصل عليه المستهلك من كل وحدة إضافية ‪.‬‬

‫فالمنفعة الكلية هي مجموع المنفعة التي تعود من كل الوحدات المستهلكة من سلعة‬


‫معينة ‪ .‬وتزداد المنفعة الكلية بازدياد السلعة فتسمى المنفعة الحدية وتعريف المنفعة‬
‫الحدية هو ‪ :‬التغير في المنفعة الكلية نتيجة تغير الستهلك من سلعة معينة بوحدة‬
‫واحدة ‪ .‬والمنفعة الحدية تتناقص كلما زادت الكمية المستهلكة من السلعة ‪ .‬وعليه فان‬
‫المنفعة الكلية التي يحصل عليها الفرد من استهلك البرتقال تزداد كلما زادت‬
‫الوحدات المستهلكة منه ‪ .‬وحيث أن المنفعة الحدية تتناقص بتزايد الوحدات المستهلكة‬
‫فان تزايد المنفعة الكلية يكون بشكل متناقص ‪.‬‬
‫وسبب تناقص المنفعة الكلية يكون بشكل متناقص‪ .‬وسبب تناقص المنفعة الحدية‬
‫) أو التناقص في معدل زيادة المنفعة الكلية ( هو أن هنالك ميل أساسيا للمقدرة‬
‫النفسية عند النسان ‪ .‬لنقاص وزن وتقدير )أهمية ( كل وحدة إضافية كلما زادت‬
‫الكمية المستهلكة من السلعة ‪ .‬وهذا هو ما يعرف بقانون تناقص المنفعة الحدية ‪the‬‬
‫‪. law of diminishing marginal utility‬‬

‫ويصف قانون تناقص المنفعة الحدية السلوك النفسي للنسان في تقدير المنفعة‬
‫الحدية كلما زادت الكمية المستهلكة من السلعة وقد وضع هذا القانون ‪ ,‬وهو يشبه‬
‫قانون تناقص الغلة قبل حوالي مئة سنة وهو ينص على ما يأتي ‪:‬‬

‫عندما تزداد الكمية المستهلكة من سلعة ما فان المنفعة الحدية التي تعود‬
‫منها تميل إلى التناقص ‪.‬‬

‫وسنعطي الن مثال لكي يتضح هذا المفهوم وهو جدول يوضح الجدول التي العلقة‬
‫بين الكمية المستهلكة من سلعة معينة ‪ -‬ولتكن البرتقال – والمنفعة الكلية التي تعود‬
‫منها ‪ .‬كذلك يعطي العمود الثالث المنفعة الحدية التي تعود من استهلك كل وحدة‬
‫إضافية من البرتقال ‪:‬‬

‫‪2‬‬
‫جدول رقم واحد ‪1‬‬

‫الكمية المستهلكة من البرتقال ‪ -‬المنفعة الكلية ‪ -‬المنفعة الحدية‬


‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬
‫‪20‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪18‬‬ ‫‪38‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪15‬‬ ‫‪53‬‬ ‫‪3‬‬
‫‪11‬‬ ‫‪64‬‬ ‫‪4‬‬
‫‪6‬‬ ‫‪70‬‬ ‫‪5‬‬
‫‪4‬‬ ‫‪74‬‬ ‫‪6‬‬
‫‪2‬‬ ‫‪76‬‬ ‫‪7‬‬
‫‪0‬‬ ‫‪76‬‬ ‫‪8‬‬

‫ويلحاظ بالنسبة للجدول رقم ‪ 1‬ما يلي ‪:‬‬

‫أول ‪ :‬بالرغم أننا عبرنا عن المنفعة التي تعود من استهلك السلعة بأرقام محددة أل‬
‫أن المنفعة ل يمكن تقديرها على وجه الدقة ‪ ,‬فكل ما يكمن قوله هو أن المنفعة التي‬
‫تعود من استهلك برتقالتين تكون اكبر من تلك التي تعود من استهلك برتقالة‬
‫واحدة ‪ ..‬كما أن المنفعة التي تعود من استهلك ثلثا برتقالت تكون اكبر من تلك‬
‫التي تعود من استهلك برتقالتين وهكذا ‪.‬‬
‫أما استعمال الرقام المحددة في الجدول فالهدف منه اليضاح ‪ .‬وبالرغم من انه‬
‫توجد بعض الحالت التي يمكن فيها إعطاء أرقام محددة تقيس المنفعة التي تعود‬
‫من استهلك سلعة معينة إل أن القاعدة العامة هي ترتيب ‪ ordering‬مستويات‬
‫الشباع التي تعود من استهلك كميات متزايدة من السلعة نفسها ‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫ثانيا ‪ :‬تتزايد المنفعة الكلية التي تعود من استهلك البرتقال وذلك بزيادة الكمية‬
‫المستهلكة منه غير أن تزايد هذه المنفعة هو بمعدل متناقص ‪ .‬ومعنى هذا أن المنفعة‬
‫الحدية ) أي المنفعة التي تعود من استهلك وحدة إضافية ( تتجه إلى التناقص ‪.‬‬
‫ويعطي العمود الثالث من الجدول المنفعة الحدية ‪ .‬ويتضح من هذا العمود تناقص‬
‫المنفعة الحدية بزيادة الستهلك ‪........... .‬‬

‫لغز القيمة ‪the paradox of value :‬‬

‫يلحظ أن المستهلك يدفع في معظم الحوال أسعار مرتفعة نسبيا لسلعة ما بينما أن‬
‫منفعة تلك السلعة تكون منخفضة وفي نفس الوقت يدفع ثمنا منخفضا لسلعة أخرى‬
‫بينما أن منفعتها تكون كبيرة ‪ .‬فالمستهلك يدفع ر واحد ثمنا لعشرة أرغفة من الخبز ‪,‬‬
‫وهذه السلعة ضرورية لكثير منا ‪ ,‬وفي نفس الوقت يدفع ر ثمن لعلبة سجائر بينما‬
‫أن السجائر ليست ذات فائدة ) منفعة ( كبيرة ‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫ولقد تساءل ادم سميث في كتابه ثورة المم ) سنة ‪ (1776‬أن السعر الذي يستعد‬
‫الفراد لدفعه لقاء سلعة معينة ل علقة له بمدى ضرورة السلعة أو درجة استخدامها ‪.‬‬
‫فكيف يحدثا أن الماء ‪ ,‬وهو ذات منفعة كبيرة جدا و مفيد جدا لدرجة أن الحياة تصبح‬
‫مستحيلة بدونه ‪,‬فالمنفعة الكلية للماء أي الفائدة القصوى من استخدامه لشك مرتفعة‬
‫وهي أعلى من المنفعة الكلية العائدة من استخدام الحجار النادرة ‪ .‬ومع ذلك فان الماء‬
‫له سعر منخفض بينما أن الماس والمجوهرات النادرة ذات الستخدامات المحدودة‬
‫وهو ليس ضروريا للحياة له سعر مرتفع ؟ولذلك بقي هذا اللغز محيرا ؟؟؟؟‬

‫ولم يتمكن ادم سميث من الجابة على هذا السؤال ‪ .‬وبعد مئة سنة تقريبا توصل‬
‫القتصاديون إلى الجابة ‪ .‬وتكمن تلك الجابة في التفرقة بين المنفعة الكلية للسلعة‬
‫والمنفعة الحدية للسلعة ‪.‬‬

‫توازن المستهلك باستخدام منحنيات السواء‬


‫اعتمد القتصادي النجليزي المشهور الفريد مارشال في تحليله لسلوك المستهلك‬
‫باستخدام نظرية المنفعة الحدية مفترضا قابلية هذه المنفعة للقياس الكمي ‪ .‬ومما ل شك‬
‫فيه انه ليس لدينا مقياس مقياس ثابت معين لقياس تلك المنافع ‪ .‬فالمقاييس المعروفة من‬
‫حيث الحجم أو الوزن أو الطأوال مقياس ثابتة ‪ .‬فمثل ‪ :‬لو قلنا أن قطعة من قماش‬
‫طأولها ‪ 5‬أمتار أو أن قطعة كمن الجبن وزنها كيلو جرام ‪ ,‬أو أن كمية من الماء تزن ‪5‬‬
‫لترات ‪ ,‬فهي مقاييس تعطي معنى معين ‪ ,‬فالمتر والكيلو جرام واللتر وغيرها من‬
‫المقاييس متعارف عليها ول تخضع للعوامل الشخصية ‪ ,‬فضل عن أن هذه المقاييس‬
‫ثابتة ل تتغير بتغير الراء الشخصية ‪.‬‬
‫فمثل ‪ :‬إذا قاس )أ( قطعة ارض ووجد أن طأولها ‪ 5‬أمتار ‪ ,‬فعند قياسها مرة أخرى‬
‫بواسطة )ب( أو )ج( أو )أي( شخص آخر ستكون كما هي ‪ 5‬أمتار ‪ ,‬نظرا أن المتر‬
‫مقياس ثابت ول يتأثر بشخصية من يقوم بالقياس ‪ .‬ولكن إذا ذكر احد المستهلكين أن‬

‫‪5‬‬
‫منفعة تفاحة تساوي ‪ 5‬منافع بالنسبة له فان ذلك ل يعطي معنى محدد نظرا لختلف‬
‫هذا المعيار من شخص إلى آخر ‪ ,‬فمن الجائز أن تساوي هذه التفاحة نفسها ‪ 10‬منافع‬
‫لدى شخص ثاني ‪ ,‬و ‪ 15‬منفعة لدى شخص آخر وهكذا ‪ .‬فالمنفعة تخضع للعوامل‬
‫الشخصية ول تحددها عوامل موضوعية ‪.‬‬

‫‪ -1‬منحنيات السواء كأداة للقياس الترتيبي للمنفعة ‪:‬‬

‫بدأ التحليل الحديث لسلوك المستهلك باستخدام المنفعة مع رفض قابليتها للقياس الكمي‬
‫وافتراض قابليتها للمقارنة ‪ ,‬أي قياسها )ترتيبها ( ‪ .‬ومن ثم قامت نظرية منحنيات‬
‫السواء على أساس القياس الترتيبي للمنفعة ‪.‬‬
‫ولتوضيح ذلك نفترض أن مستهلكا ما لديه سلعتان ولتكونا ‪ 20‬وحدة من البرتقال‬
‫وتفاحة واحدة ‪ .‬فهذه المجموعة من السلعتين ستعطي المستهلك قدر معين من‬
‫الشباع ‪.‬ورغم أن المستهلك سيكون غير قادر على قياس ما يحصل عليه من إشباع‬
‫قياسا كميا ‪ ,‬إل انه سيكون قادر على مقارنة ما يشعر به من تغير في الزيادة أو النقص‬
‫في هذا الشباع نتيجة التغير في الكمية المتاحة لديه من السلعتين ‪ .‬وفي نفس الوقت‬
‫سيكون المستهلك قادر على التعرف على الكميات المختلفة من السلع التي تعطي له‬
‫نفس المنفعة ‪ ,‬ومن ثم سيختار المستهلك مجموعات مختلفة من السلعتين تحتوي كل‬
‫مجموعة على مزيج من السلعتين تحقق لدى المستهلك أشياء متساوية ‪.‬‬

‫فمثل ‪ :‬قد يجد المستهلك أن اختياره ‪ 15‬برتقاله وتفاحتين سوف تعطيه كمية من‬
‫الشباع مساوية تمام لنفس الشباع الذي كان يحصل علية من استهلك ‪ 20‬برتقال‬
‫وتفاحه واحده ‪ .‬ونظرا لن المستهلك يمتلك كمية كبيرة من البرتقال فمنفعة الوحدة‬
‫الضافية لديه قليلة طأبقا لقانون تناقص المنفعة ‪ ,‬وكذلك يمتلك كمية ضئيلة من التفاح‬
‫فمنفعة الوحدة الضافية لدية كبيرة نسبيا ‪ .‬ومن ثم فهو على استعداد للتنازل عن كمية‬
‫اكبر من البرتقال في مقابل الحصول على تفاحة واحدة إضافية ‪ ,‬ولذلك فهو مستعد لن‬
‫يضحي بـ ‪ 5‬برتقالت مقابل تفاحة واحدة ويصبح لدية مجموعة من السلعتين هي ‪15 :‬‬
‫برتقالة وتفاحتان متساوية تماما في منفعتها لدى المستهلك المجموعة الولى وهي ‪20‬‬
‫برتقالة وتفاحة واحدة ‪ .‬ولكن المستهلك في وضعة الجديد سيكون لديه كمية اكبر من‬

‫‪6‬‬
‫التفاحة وكمية اقل من البرتقال من الوضع الول و وهذا سيغير معيار المنفعة بالنسبة له‬
‫فلو عرض على المستهلك فرصة الحصول على تفاحة أخرى إضافية فانه سيكون‬
‫مستعدا للتخلي عن كمية من البرتقال ولكن اقل من الكمية التي تنازل عنها في المرة‬
‫الولى ‪ ,‬إذ انه على استعداد ‪ .‬مثل ‪ :‬لعطاء ‪ 4‬برتقالت في سبيل الحصول على تفاحة‬
‫إضافية ليصبح ما يمتلكه هو ‪ 11‬برتقالة وثلثا تفاحات ‪.‬‬

‫ويلحظ أن استمرار انخفاض كمية البرتقال لدى المستهلك ستزيد من منفعتها لديه‬
‫وبالتالي ستقل الكمية المستعد للتنازل عنها مقابل وحدات إضافية من التفاح ‪ .‬ومن ثم‬
‫فهو مستعد للتنازل عن ثلثا برتقالت مقابل تفاحة أخرى إضافية وتصبح المجموعة‬
‫التي لدية هي ‪ :‬ثمان برتقالت وأربع تفاحات ‪ .‬مره أخرى نلحظ أن النقص في كمية‬
‫البرتقال سوف يؤدي إلى زيادة منفعتها الحدية لدى المستهلك و كما أن زيادة مايمتلكه‬
‫من تفاح سيؤدي إلى انخفاض منفعتها الحدية ‪ ,‬ولذلك فان المستهلك لن يكون على‬
‫استعداد لن يضحي بأربع برتقالت مقابل تفاحة واحدة كما فعل من قبل ‪ ,‬بل يضحي‬
‫بثلثا برتقالت فقط مقابل تفاحة ويصبح لديه ست برتقالت وخمس تفاحات ولها نفس‬
‫درجة الشباع التي كانت تحققها المجموعة السابقة من وجهة نظر المستهلك‪ .‬وهكذا‬
‫نجد أن المستهلك كلما تقل كمية البرتقال لديه تزيد منفعتها الحدية لدية في حين أن زيادة‬
‫كمية التفاح ستؤدي إلى خفض منفعتها الحدية طأبقا لظاهرة تناقص المنفعة ‪ ,‬وهكذا‬
‫سيصبح البرتقال سلعة نادرة بالنسبة للمستهلك وتقل تضحية المستعد للتنازل عنها مقابل‬
‫وحدة إضافية من التفاح ‪ ,‬كما أن زيادة كمية التفاح سيجعل المستهلك مستعد للتنازل عن‬
‫كمية اكبر من التفاح مقابل وحدة إضافية من البرتقال ‪.‬‬

‫فمثل في نهاية الجدول نلحظ أن المستهلك مستعد للتضحية بربع برتقالة مقابل تفاحة‬
‫واحدة ‪ ,‬أي مستعد لي مقايضة برتقالة واحدة مقابل أربع تفاحات ‪ ,‬في حين أن المستهلك‬
‫في بداية المقايضة كان مستعد للتنازل عن ‪ 5‬برتقالت مقابل تفاحة واحدة ‪.‬‬

‫ويوضح الجدول رقم ) ‪ ( 7‬نموذجا لمجموعات السلع التي يختارها المستهلك‬


‫وتحقق له نفس الشإباع ‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫مـــــعــــــدل الحـــــــــلل الحـــــــــــــــدي‬
‫وحدات تفاح‬ ‫وحدات برتقال‬ ‫وحدات التفاح‬ ‫وحدات البرتقال‬
‫ــ‬ ‫ــ‬ ‫‪1‬‬ ‫‪20‬‬
‫‪1‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪15‬‬
‫‪1‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪11‬‬
‫‪1‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪8‬‬
‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪6‬‬
‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪5‬‬
‫‪1‬‬ ‫‪1.5‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪4‬‬
‫‪1‬‬ ‫‪1.5‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪3‬‬
‫‪1‬‬ ‫‪1.25‬‬ ‫‪16‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪1‬‬ ‫‪1.25‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪1‬‬

‫ويلحظ من الجدول أن العمود الول يمثل الوحدات المستهلكة من البرتقال والعمود‬


‫الثاني يوضح الكمية المستهلكة من التفاح ‪ ,‬والعمودين معا يوضحان أن الكميات‬
‫المختلفة من السلعتين تعطي إشباع متساوي لدى المستهلك ‪ .‬أما العمود الثالث من‬
‫الجدول فيوضح الكميات المختلفة من البرتقال التي يكون المستهلك على استعداد‬
‫للتضحية بها مقابل الحصول على وحدة إضافية من التفاح بشرطأ أن أل يتغير مستوى‬
‫الشباع الكلي الذي يحصل علية المستهلك ويعرف ذلك بمعدل الحلل الحدي ‪ ,‬وهو‬
‫يعبر عن الكمية من البرتقال الممكن مبادلتها مقابل وحدة واحدة من التفاح ‪ .‬ويعرف‬
‫معدل الحلل الحدي لسلعة معينة ولتكن )أ( بأنه الكمية التي يكون المستهلك على‬
‫استعداد للتضحية بها من سلعة أخرى ولتكن )ب( مقابل الحصول على وحدة إضافية‬
‫من السلع ) أ ( ‪ ,‬بحيث ل يؤثر ذلك على مستوى الشباع ‪ .‬ويلحظ من الجدول أن‬
‫معدل الحلل متناقض لنه يعكس بذلك مبدأ ظاهرة تناقص المنفعة الحدية ‪ .‬وإذا‬

‫‪8‬‬
‫مثلنا الجدول السابق بيانيا بتمثيل الكميات المستهلكة من السلعتين حسب المجموعات‬
‫متساوية التي تحقق إشباع متساوي لدى السلعتين حسب المجموعات المتساوية التي‬
‫تحقق إشباع متساوي لدى المستهلك فإننا نصل إلى منحنى يسمى منحنى السواء ‪.‬‬
‫وهو يمثل مجموعة من النقط ‪ ,‬كل نقطة تمثل كميات مختلفة من السلعتين من البرتقال‬
‫ومن التفاح ولكن لها نفس المنفعة ودرجة الشباع لدى المستهلك ‪.‬‬

‫ويمثل منحنى السواء لدى المستهلك بالنسبة لستهلك السلعتين البرتقال والتفاح ‪ .‬وقد‬
‫مثلت الكميات المستهلكة من التفاح على المحور الفقي والكمية المستهلكة من‬
‫البرتقال على المحور الرأسي ‪ .‬كما مثلت كل مجموعة مستهلكة من السلعتين بنقطة‬
‫وبتوصيل هذه النقط توصلنا إلى منحنى السواء ‪ .‬ويمثل هذا المنحنى مجموعات‬
‫مختلفة من السلعتين كل منها تحقق درجة واحدة من الشباع لدى المستهلك ‪ ,‬ومن ثم‬
‫أي نقطة على هذا المنحنى تعتبر متساوية للنقطة الخرى من وجهة نظر المستهلك‬
‫من حيث مقدرتها على الشباع ‪ .‬فالنقطة )د( مثل تمثل كمية من البرتقال )أ ب (‬
‫وكمية اقل نسبيا من التفاح ) أ م ( ‪ ,‬والنقطة هي تمثل كمية اقل من الولى من‬
‫البرتقال ) أ ج ( وكمية اكبر من الكمية الولى من التفاح ‪ .‬ولكن وقوع نقطتين على‬
‫منحنى سواء واحد فإنهما يعطيان نفس الشباع وهكذا الحال لي نقطة أخرى على‬
‫نفس منحنى السواء ‪ .‬كما أن انتقال المستهلك من النقطة ) د( إلى النقطة )ه( يوضح‬
‫أن المستهلك يضحي بالكمية ) ك د ( من البرتقال في سبيل الحصول على ) ك ه (‬
‫من التفاح ‪ .‬وبذلك تمثل خارج قسمة )د ك ( على ) ه ك ( الكمية التي يتخلى عنها‬
‫المستهلك من البرتقال مقابل الحصول على وحده واحده من التفاح ‪ ,‬بحيث ل يتغير‬
‫مستوى الشباع لديه ‪.‬‬

‫خواص منحنيات السواء ‪:‬‬


‫تشترك منحنيات السواء بعدة خصائص واهم تلك الخصائص ‪:‬‬

‫أنها تنحدر من أعلى إلى أسفل ومن اليسار إلى‬ ‫‪-1‬‬


‫اليمين وذات ميل سالب ‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫أنها مقعرة وميلها يتجه إلى التناقص ‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫يوجد عدد غير محدد منها على الخريطة‬ ‫‪-3‬‬
‫السواء ‪.‬‬
‫أن منحنيات السواء ل تتقاطأع ‪.‬‬ ‫‪-4‬‬

‫‪ ‬تحدب منحنيات السواء ومبدأ تناقض المعدل الحدي للحالل ‪:‬‬


‫منحنيات السوء في ظل الظروف العادية تتحدب بالنسبة لنقطة الصل بمعنى أن الجزء‬
‫اليسر يكون مائل نسبيا ‪ ,‬بينما يكون الجزء اليمن قريبا من الخط الفقي ففي مثال‬
‫الخبز واللحم نلحظ انه كلما زادت عدد وحدات الخبز التي بحوزت السرة ‪ ,‬كلما قلت‬
‫وحدات اللحم الضرورية لتحل محل وحدة واحدة من الخبز وذلك للحتفاظ بنفس‬
‫المستوى من الشباع ‪ .‬وكذلك كلما زادت وحدات اللحم التي بحوزت السرة ‪ ,‬كلما‬
‫قلت وحدات الخبز الضرورية لتحل محل وحدة واحدة من اللحم ‪.‬‬
‫هذه القاعدة تعرف بمبدأ تناقص المعدل الحدي للحالل ‪:‬‬

‫هذا المبدأ يأتي كنتيجة منطقية من الفرض القائل ‪ ,‬بأن حاجات معينة قابلة‬
‫للشباع وان السلع المختلفة ليست بديلت كاملة بعضها لبعض ‪ ,‬وان الكميات‬
‫المتزايدة من سلعة ما ل تزيد من قوة إشباع الحاجات الخرى ‪ .‬فبزيادة‬
‫الوحدات من سلعة أخرى ‪ ,‬فان إمكانية الوحدات الضافية لهذه السلعة لشباع‬
‫الحاجات تقل لن الحاجة التي تطلب بسببها هذه السلعة تكون قد اشبع إلى حد‬
‫ما ‪.‬‬
‫وهكذا لن يحتاج المر إل إلى مقدار ضئيل نسبيا من السلع الخرى لتحل‬
‫محل هذه السلعة وذلك للحتفاظ بنفس المستوى من الشباع ‪ .‬فإذا كان‬
‫المستهلك لديه مقدار قليل نسبيا من السلعة الول ومقدار كبير من السلعة الثانية‬
‫‪ ,‬فانه يجب إضافة مقدار كبير من السلعة الثانية إذا كنا نريد أن يتخلى عن‬
‫وحدة واحدة من السلعة الولى وذلك بعد الحتفاظ بنفس المستوى من الشباع ‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫أو بعبارة أخرى إضافة وحدة واحدة من السلعة الولى يقتضي التنازل عن عدد‬
‫كبير من وحدات السلعة الثانية ‪.‬‬
‫ولكن فرض استغلل سلعة ما عن إشباع حاجة معينة ‪ ,‬ليس صحيحا في كل‬
‫الحوال فكثير من السلع تعتبر مكملة لبعضها البعض ‪ ,‬أي أن الحاجة للسلعتين‬
‫متداخلة ‪ ,‬بمعنى أن استخدام وحدات متزايدة من سلعة ما قد يشجع للحصول‬
‫على وحدات إضافية من السلع الخرى ‪.‬‬

‫في مثل هذه الحالة ل يمكن الحصول على وحدات متزايدة من سلعة ما دون ان‬
‫تؤثر السلع الخرى في إشباع الحاجات ‪ ,‬مثل البنزين و الزيت في السيارة ‪.‬‬
‫وهذا يدعونا إلى مناقشة أشكال منحنيات السواء ‪.‬‬

‫‪ ‬أشإكال منحنيات السواء ‪:‬‬

‫درجة التحدب لحد منحنيات السواء ‪ ,‬أو بعبارة أخرى المدى الذي ينحرف منه‬
‫المنحنى عن الخط المستقيم يتوقف على سهولة الحلل من السلعتين وعلى هذا‬
‫الساس نلحظ ثلثا أشكال لمنحنيات السواء ‪:‬‬

‫الشكل الول ‪ :‬عندما تكون السلعتان كل منهما بديل كامل للخر ‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫في هذه الحالة يكون ميل منحنى السواء خط مستقيم ‪ ,‬حيث يكون المعدل الحدي‬
‫لللحلل ثابتا ‪ ,‬بصرف النظر عن المدى الذي يمكن فيه إحلل السلعتين كل‬
‫منهما محل الخر ‪ ,‬كما يتضح من الجدول التي ‪- :‬‬

‫المعدل الحدي للحلل‬ ‫وحدات ص‬ ‫وحدات س‬


‫‪1‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪1‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪1‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪3‬‬
‫‪1‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪4‬‬
‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪5‬‬
‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪6‬‬

‫الشكل الثاني ‪ :‬حاالة الحالل بين السلعتين‬

‫على النقيض من الحالة السابقة توجد حالة ل يمكن فيها إحلل إحدى السلعتين‬
‫محل الخرى ‪ ,‬وتعطى نفس الشباع ‪ .‬هاتان السلعتان تعتبران مكملتان‬
‫تامتان ‪ .‬مثل البنزين والماء في السيارة حيث ل يمكن إحلل وحدات إضافية‬
‫من البنزين محل وحدات من الماء ‪ ,‬وتظل السيارة محتفظة بنفس المستوى من‬
‫الكفاءة ‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫في هذه الحالة يتم استهلك السلعتين بنسبة ثابتة ويكون معدل الحدي للحلل‬
‫بينهما ل نهائي ‪ ,‬ويتخذ منحنى السواء شكل المحورين المتعامدين بزاوية قائمة‬
‫نحوى نقطة الصل كما يتضح من الشكل التي ‪:‬‬

‫الجزء اليسر في هذا الشكل يأخذ شكل الخط الرأسي ‪ ,‬وذلك يعني ان مقدار‬
‫لنهائيا من السلعة ص تكون ضرورية لكي تحل محل وحدة واحدة من السلعة‬
‫س‪.‬‬
‫والجزء اليمن يأخذ شكل الخط الفقي ‪ ,‬بمعنى أن مقدار لنهائيا من السلعة س‬
‫يكون ضروريا لكي يحل محل وحدة واحده من السلعة ص ‪.‬‬

‫الشكل الثالث ‪:‬‬

‫الحالة التي يمكن فيها الحلل بين السلعتين ‪ ,‬ولكنها ليست بديلت كاملة ‪.‬‬
‫في هذه الحالة يأخذ خط السواء شكل المنحنى ‪ ,‬وكلما سهل الحلل بين‬
‫السلعتين كلما اقترب المنحنى من أن يكون خطا مستقيما ‪.‬‬

‫وفي هذه الحالة نلحظ ما يأتي ‪:‬‬

‫أ – عندما يكون منحنى السواء مقعرا بالنسبة لنقطة الصأل ‪:‬‬

‫هذه الحالة تعبر عن استعداد المستهلك للتخلي عن وحدات متزايدة من إحدى‬


‫السلعتين مقابل الحصول على وحدة واحدة من السلع الخرى ‪ .‬وهذا يعني انه‬
‫يفضل إحدى السلعتين على الخرى ‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫ب ــ الحالة التي يكون فيها منحنى السواء محدب بالنسبة لنقطة الصأل ‪:‬‬

‫وهذه هي الحالة التي يكون فيها المعدل الحدي للحلل متناقض ‪.‬‬

‫الرشإد القتصادي بين النظرية والواقع‬

‫يعتبر افتراض الرشد القتصادي ‪ economic rationality‬من الفتراضات‬


‫الرئيسة في التحليل القتصادي ويمتد ليشمل تصرفات المستهلك وتصرفات المنتج‬
‫تصرفات الحكومة القتصادية وتصرفات مالكي عناصر النتاج ‪ .‬ويمكن النظر إلى‬
‫الرشد أو العقلنية في التصرف من وجهتين ‪:‬‬
‫الولى ‪ :‬تركز على الطريقة أو المنهج المتبع‬
‫الثانية ‪ :‬تركز على الهدف أو النتيجة المتوخاة إذ على أساس الطريقة يعني الرشد‬
‫اختيار الشي تبعا لبناء منطقي معين ‪ ,‬أما الرشد على أساس النتيجة فيعني اختيار‬
‫الشي لغرض تحقيق هدف محدد والوضع المثل يتحقق عندما نختار الطريقة‬
‫الصحيحة للوصول إلى الهدف ‪.‬‬
‫ولكن يمكن في بعض الحيان أل تؤدي الطريقة الصحيحة للوصول إلى الهدف ‪.‬‬
‫وعندما يشير القتصاديون إلى الرشد القتصادي فإنهم يركزون على اختيار‬
‫الوسائل الكفيلة لتحقيق هدف معين ‪ .‬فإذا رغبا شخص ما بالحصول على سلعة‬
‫) هدف ( فان بإمكانه العمل والكسب والتقدم لشراء السلعة في السوق ‪ ,‬ويمكن أن‬
‫يسرق السلعة ويمكن أن يدعو لتوزيع السلعة مجانا ‪ ...‬ويهتم القتصاديون عادة‬
‫بالطريقة الولى ‪.‬‬

‫وافتراض الرشد القتصادي بالنسبة للمستهلك يركز على أن للمستهلك هدف معين‬
‫من استهلك السلعة وهو تحقيق أقصى فائدة أو منفعة ‪ .‬أي بإمكانه تقويم الفائدة‬
‫والضرر من السلعة ‪ .‬وافتراض تحقيق المنفعة الذاتية ل يعني بالضرورة ) النانية (‬

‫‪14‬‬
‫إذ يمكن أن يحقق الفرد فائدة أو منفعة ) تقويمها يعود له ( إذا تبرع بمبلغ من ماله‬
‫للمحتاجين أي إن الفائدة السيكولوجية العائدة له من التبرع تفوق من وجهة نظره‬
‫الفائدة التي يتوقعها من المبلغ الذي كان بالمكان الحتفاظ به وشراء سلعة تحقق له‬
‫منفعة أو فائدة معينة ‪.‬‬

‫وافتراض الرشد القتصادي أساسي في البناء النظري للمدرسة النيوكلسيكية في‬


‫القتصاد ‪ .‬وقد تعرض هذا الفتراض لنقد من قبل القتصادي السويدي جونار‬
‫ميردال والقتصادية البريطانية جوان روبينسون و القتصادي المريكي جون‬
‫جالبريث وغيرهم ‪.‬‬
‫وقد انصب نقده بالنسبة لفتراض المستهلك الرشيد على الجانب النظري والجانب‬
‫الواقعي ‪ .‬ففي الجانب النظري تعمد المدرسة الكلسيكية في القتصاد إلى استخدام‬
‫مذهب المتعة ‪ hedonism‬الفلسفي لتفسير سلوكالفرد و ويضع هذا المذهب هدف‬
‫محدد لكل تصرف يقوم به الفرد ‪ .‬مع أن الفرد يمكن أن يقوم بتصرفات ل تنطوي‬
‫بالضرورة على هدف محدد أو ملموس ‪.‬‬
‫أما في الجانب الواقعي فقد أشار منتقدو نظرية المستهلك الرشيد إلى أن تحقيق‬
‫المنفعة أو الفائدة الذاتية له بعد ثقافي وحضاري ويعتمد على العادات والوضاع‬
‫الجتماعية السائدة ول يتم بمعزل عن تلك الوضاع ‪ .‬وقد أشار البعض إلى الثر‬
‫الذي يمارسه العلن على تصرفات المستهلك اتجاه السلعة ‪ .‬إذ أن الحملة العلنية‬
‫المرغبة بسلعة ما يمكن أن تغير تفضيلت المستهلك رأسا على عقب وتتحكم بالتالي‬
‫بسلوكه القتصادي ‪.‬‬

‫المستهلك وإعانة غلء المعيشة‬

‫يستخدم تحليل منحنيات السواء في الدراسات الخاصة بالرفاهية القتصادية ‪ ,‬فمن‬


‫المعروف أن ارتفاع المستوى العام للسعار يؤثر على القوة الشرائية بتخفيض ما‬
‫يمكن أن يشتريه الفرد من سلع وخدمات ‪ .‬فإذا ارتفعت أسعار المواد الغذائية ‪%85‬‬
‫مع ثبات دخول الفراد فإننا نتوقع أن يتأثر الوضع المعيشي للفراد ‪ ,‬وقد يضطرون‬

‫‪15‬‬
‫إلى تخفيض مشترياتهم من المواد الغذائية ‪ ,‬أو تحويل جزء من دخلهم للنفاق على‬
‫السلع الخرى أيا كانت ‪...‬‬

‫الخلصة‬
‫تقوم نظرية سلوك المستهلك على فكرة المنفعة ‪ utility‬التي يمكن تقسيمها إلى تحليل‬
‫المنفعة الرقمي ‪ ,‬وأداته التحليلية قانون تناقص المنفعة الحدية و تحليل المنفعة‬
‫الترتيبي ‪ ,‬وأداته التحليلية منحنيات السواء ‪ .‬وينص قانون تناقص المنفعة الحدية على‬
‫أن المنفعة التي تعود للمستهلك لدى استهلكه سلعة معين تتجه إلى التناقص مع زيادة‬
‫عدد الوحدات التي يستهلكها منها ‪ .‬ويحقق المستهلك التوازن في ضل تحليل المنفعة‬
‫الرقم عندما تتساوى المنفعة الحدية للسلعة مع منفعة ما يدفع للحصول عليها ‪ .‬وعندما‬
‫يستهلك المستهلك أكثر من سلعة فان تحقيق أقصى إشباع ممكن بالنسبة له يتحقق عندما‬
‫يتساوى ما يشتريه الريال الواحد من منفعة بالنسبة لجميع السلع ‪.‬‬

‫أما تحليل المنفعة الترتيبي فينطلق من فكرة استحالة قياس المنفعة رقميا ‪ ,‬ويفترض‬
‫عوضا عن ذلك قدرة المستهلك على التفضيل بين السلع المختلفة ‪ .‬ويعبر منحنى السواء‬
‫عن فكرة التفضيل هذه ‪ ,‬حيث تمثل أي نقطة عليه مستوى إشباع ثابت ولكي نبقي على‬
‫مستوى الشباع ذاته لبد من التضحية بسلعة مقابل سلعة أخرى ‪ ,‬ويسمى معدل‬
‫التضحية ) استبدال ( سلعة بسلعة أخرى بمعدل الحلل الحدي الذي يتجه دوما‬
‫للتناقص بسبب زيادة الهمية النسبية للسلعة التي يتم التخلي عنها وانخفاضها بالنسبة‬
‫للسلعة التي يتم استهلكها ‪ .‬ولكي يحقق المستهلك التوازن لبد أن ينفق في حدود دخله‬
‫الذي يعبر عنه خط الدخل ‪ .‬ويتحقق التوازن بيانيا عندما يلمس خط الدخل أعلى‬
‫منحنى سواء ممكن ‪ ,‬وعندها يساوي معدل الحلل الحدي النسبة بين سعري‬
‫السلعتين ‪ ,‬هذا بافتراض ثبات دخل المستهلك وأسعار السلع ‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫أما أذا تغيرت أسعار أحدى السلع ‪ ,‬وبقية الشياء الخرى ثابتة فان المستهلك سوف‬
‫يصل إلى مستويات توازنية مختلفة ‪ .‬وبعد تتبع تلك المستويات نستطيع اشتقاق منحنى‬
‫الطلب على السلعة بالنسبة لمستهلك واحد ‪ .‬وبتجميع منحنيات طألب أكثر من مستهلك‬
‫نصل إلى منحنى الطلب الجمالي في السوق ‪.‬‬

‫الــــمــــــراجــــــــــــــــع‬

‫مبادئ القتصاد ‪ :‬النظام القتصادي التنافسي ‪,‬الدكتور‪ /‬محسون بهجت جلل‬

‫مبادئ القتصاد ‪ :‬التحليل الجزئي ‪ ,‬الدكتور‪ /‬ماجد عبد ا المنيف"جامعة‬


‫الملك سعود"‬

‫مبادئ القتصاد الجزئي ‪ :‬الدكتور‪ /‬علي حاافظ ‪ ,‬الدكتور ‪/‬محمد عبد المنعم‬
‫"‬
‫العزيز‬ ‫عفر أستاذه مشاركون" بجامعة الملك عبد‬

‫مبادئ القتصاد التحليلي ‪ :‬الدكتور ‪/‬إسماعيل محمد هاشإم ‪ :‬أستاذ القتصاد‬


‫بكلية التجارة" جامعة بيروت العربية"‬

‫مبادئ القتصاد الكلي ‪ :‬الدكتور‪ /‬جامع مصطفى جامع ‪ ,‬الدكتور‪ /‬محمد عبد‬
‫المنعم عفر ‪ ,‬الدكتور‪ /‬صألح الدين رضا عقده ‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫الــــــفـــهـــــرس‬

‫مــنـــطــقــية سـلـوك‬
‫المــســتهـلـك‬

‫* المنفعة الكلية والمنفعة الحدية ‪1 ..........................................‬‬

‫* لغز القيمة ‪4 ......................................................................‬‬

‫* توازن المستهلك باستخدام منحنيات السواء ‪5 ..............................‬‬

‫* أشكال أخرى لمنحنيات السواء ‪10 ............................................‬‬

‫* الرشد القتصادي ‪13 ...........................................................‬‬

‫* المستهلك وإعانة غلء المعيشة ‪15 ..........................................‬‬

‫الخلصة ‪16 .........................................................................‬‬

‫‪18‬‬
19

You might also like