Professional Documents
Culture Documents
مقدمة هامة:
يقدم القديس غريغوريوس النيسي في هذا العمل تفسيرا ا عميقا ا لموضوع “خلق النسان على صورة الله ومثاله“ .وييمثل هذا العمل تكملة
لعظات القديس باسيليوس عن “أيام الخليقة الستة“ .وقد أرسله القديس غريغوريوس إلى أخيه القديس بطرس كهدية عيد القيامة لييضيفه إلى
عظات القديس باسيليوس ،الذي ييشير إليه بعبارة “أبينا ومعللمنا“ .وقد كتب هذا العمل سنة 379م بعد نياحة القديس باسيليوس مباشراة.
إن خلق النسان كما يرى القديس غريغوريوس هو شئ مرهوب ويصعب تفسيره ويحمل داخله الكثير من أسرار الله الخفية .ويقول إن عبارة
“بحسب الصورة والمثال“ يتعطى مثال اواضح اا لتأنس القنوم الثاني في الثالوث القدوس .وأن )آدم ـ حواء ـ البن الذي أنجباه( هذه الكيانات
الثلثة المتساوية في الجوهر ،تشير ـ بصورة شكلية وليست جوهرية ـ للثالوث الواحد في الجوهر.
ثم يتطرق لطبيعة النفس العاقلة ،قائل ا“ :إن أراد أحد أن يعرف كيف يخلق النسان“ بحسب “صورة الله ومثاله“ ليبحث في تكوين طبيعة
النفس العاقلة ،وأن يعرف كيف أنها واحدة ،وتعتبر ثلثة أقسام ،وحدة في ثلثة بحسب خلقتها على “صورة الله ومثاله“.
وأنها واحدة في الجوهر ،لكنها ليست واحدة بحسب أقسامها الثلث .ثم يقول إن ماهية النفس والكيفية التي تأتي بها إلى الوجود يتعد أمورا ا ل
يمكن للعقل النساني أن يفهمها .ولننا نجهل كل المور الخاصة بها ،فإننا نتحقق ونتأكد من وجودها فقط من خلل أعمالها داخل الجسد،
مثلما نتأكد من وجود الله من خلل أعماله داخل الكون المرئي .وييشير أيض ا ا إلى أن إدراك سر الثالوث غير المدرك ،يمكن أن يكون من خلل
خلق النسان على “صورة الله ومثاله“.
نرجو أن يستخدم الله هذا العمل لمجد اسمه في كنيسته بشفاعة والدة الله العذراء القديسة مريم وبصلوات جميع الباء الرسل وآباء الكنيسة،
وصلوات القديس غريغوريوس النيسي ،وصلوات قداسة البابا شنودة الثالث والباء المطارنة والساقفة .وللمسيح إلهنا كل مجد وسجود وتسبيح
مع الب والروح القدس الن وكل أوان وإلى دهر الدهور آمين.
ل توجد طريقة أخرى أمام الذين يرغبون في فهم جمال وجوههم المخلوقة من الله بشكل جيد ،والتي بها يتطلعون إلى صورتهم ،سوى مرآه نقية
جداا ،يتلمسون فيها مع صورة وجوههم ،ويرون فيها بوضوح شكل ا يعكس أيقونتهم التي تشبههم تمااما .ونحن إذ ننظر بالتدقيق كما في مرآه إلى
الشعة اللهية التى للشمس العقلية ،ندرك بكل وضوح الملمح العامة والشكل والصورة التي لطبيعتنا ” بحسب الصورة والمثال” لنه بالحقيقة،
على القل كما أتصور أنا ،أن خلق النسان هو شئ مرهوب ويصعب تفسيره ويحمل داخله الكثير من أسرار الله الخفية.
وتمام ا ا كما أن طبيعة العين تدرك بسهولة تلك الشياء التي توجد خارجها ،إل ل أنها ل ييمكنها أن تدرك ذاتها ،هكذا بالنسبة لعين الذهن النسانية،
فإن مسألة خلقتنا هو أمر يصعب رؤيته ويصعب إدراكه.
الحقيقة إن الخالق بعدما أتم خلق العالم العاقل للقوات غير المرئية ،ثم خلق العالم المادى المرئى قال عندئذذ “ونعمل النسان على صورتنا
كشبهنا“] .[2لقد خلق الله حينئذذ كائنا ا حياا ،كما من عالم مختلط يتشكل من أمرين ،فهو مكلون من نفس غير جسدانية وغير مائتة وغير فاسدة،
ومن جسد مادى ومرئى من أربعة عناصر].[3
وبعد أن تم ذلك ،يقول الكتاب أيضا ا “فخلق الله النسان على صورته“] .[4وعندما يقول إن الله خلق فهو يقصد الب والبن والروح والقدس.
لقد ع لبر المفسرون فيما يتعلق بهذا الموضوع ـ عن آراء كثيرة ومختلفة ـ قال البعض :إن عبارة “بحسب الصورة والمثال“ يتشير إلى قدرة
النسان على أن يسود وأن يتسلط ،وقد اعتبر البعض أن هذا يتعلق بالنفس العاقلة غير المرئية ،والبعض الخر يربطه بالنسان غير الفاسد وغير
الخاطئ عندما يخلق آدم ،والبعض اعتبر أن “بحسب الصورة والمثال“ يمثل نبوءة عن المعمودية.
وآخر الكل كما للسقط ،بدا لى أنا أيضا ا أنه أمر حسن أن أع لبر عن بعض الفكار التي تخص هذا الموضوع ،وقبل كل شئرأيت أنه من الهمية
بمكان أن نفحص هذا المر بالتساؤل عن :لماذا لم ينسب الله عبارة “بحسب الصورة والمثال“ للكائنات العاقلة غير المرئية وللسمائيين،
والملئكة الذين هم بالقرب منه؟
لن هؤلء هم بالحقيقة أكثر قدرة من النسان ،ولديهم القوة أن يسودوا ويتسلطوا على الرض كلها وعلى النسان نفسه .وعلى نفس السياق فإن
غير الفانى ،وغير المرئي ،والطاهر أو النقي ،وكل ما يمكن أن تمتدحه في آدم ،يوجد وبدرجة فائقة بين الصفوف السمائية غير الجسدانية.
إذا ا ييشار بعبارة “بحسب الصورة والمثال“ إلى شئ عميق .بمعنى أن النسان ليس لديه صورة واحدة ومثال اواحد لله ،بل لديه صورة ثانية وثالثة،
ومثال ا ثانيا ا وثالث اا ،كما لو كانت هناك مرآه عاكسة لملمح شكلية ،ومن المؤكد أنها ليست صورة طبيعية أو جوهرية لسر القانيم اللهية الثلثة.
وليس هذا فقط بل إنها تعطى مثال اواضح اا لتأنس القنوم الثانى في الثالوث القدوس ،الله الكلمة .ولكن من الفضل أن نرجع إلى بداية المر
ل ،ترى لماذا لم يخلق الله أجدادنا الوائل أقصد آدم وحواء والبن الذي أنجباه بنفس الطريقة التي بها خلق الكائنات العاقلة ،أى
ونبحث أو ا
الملئكة ،ليكونوا مساويين الكائنات الروحانية؟ فالله قد أحضر آدم إلى الوجود بدون إنسان ،بدون أب وولدة ـ بينما النسان الثانى بعده ،أى
ابنه ،أحضره إلى الوجود بالولدة.
أيض اا حواء قد أتت إلى الوجود ،ل بالولدة ،ول بسبب النسان بل أتت بأنبثاق غير موصوف ،من آدم بدون ولدة .ترى ،هل حدثت هذه البدايات
الثلث للمخلوقات الولى ) آدم ـ حواء ـ البن( ،الكيانات المتساوية في الجوهر ،كما يتصور ميثوديوس لكى تعطى صورة شكلية )وليست
جوهرية( للثالوث القدوس الواحد في الجوهر؟ فآدم الذي أتى بدون أن تكون هناك علة لوجوده ول بولدة هو نموذج وصورة لله الب ضابط الكل
الذي ل توجد علة سابقة لوجوده ،بل هو علة كل الموجودات .البن أيض ا ا الذي ولد من آدم وحواء ،يرسم صورة للبن كلمة الله المولود .وحواء
التي أتت من النبثاق ،ترمز إلى انبثاق أقنوم الروح القدس .ولهذا لم ينفخ الله فيها نسمة حياة ،لنها هى نموذج لنسمة الحياة التي للروح
القدس لنه بواسطة الروح القدس صار لها أن تستقبل الله في حياتها والذي هو النسمة الحقيقية وحياة الجميع.
هكذا نستطيع أن نرى وأن نندهش أن آدم غير المولود ،ليس له شبيه بين البشر ،فهو غير مولود ،وهكذا الحال بالنسبة لحواء المنبثقة ،حتى
أنهما يشكلن مثالين حقيقيين للب غير المولود والروح القدس المنبثق .أما البن الذي أنجباه فهو شبيه بكل البشر ،الذين هم أبناء وأتوا من
ولدة فهم أخوة له ومساويين له.
وهذا البن ييشلكل صورة ومثال ا ونموذجا ا للمسيح ،البن المولود ،الذي صار بكرا ا بين اخوة كثيرين] ،[5بدون وساطة رجل .فلو أن المر ليس هكذا،
وأن عبارة “بحسب الصورة” لم يتفهم وف اقا لهذا الشرح ،فلماذا لم يصبح أجدادنا الوائل اثنين أو أكثر من ثلثة كيانات ،ولماذا هم مختلفون في
الصفات الخاصة بكياناتهم وأقصد غير المولود ،المولود ،والمنبثق ،بل هم فقط ثلث كيانات أو أقانيم؟ وبناء على ذلك فإن تعبير “بحسب
الصورة والمثال“ يتخذ شكل صورة الثالوث ،ثلثة أقانيم في وحدة .وبالتالى ينبغي أن تفهم الن أياضا ،معنى الوحدة في ثالوث.
ولكن كيف يمكنك أن تميز هذا بشكل صحيح .اسمع أحد الحكماء الذي ينصحك ويقول لك “إن أردت أن تفهم الله ،ينبغي أول ا أن تفهم ذاتك،
من خلل تكوينك ،من خلل خلقتك ،من خلل عالمك الداخلي .انسحب وادخل إلى داخل نفسك ،انظر داخل نفسك كما في مرآه ،مليز
خلقتها ،وسترى أنك مخلوق على صورة الله ومثاله“ .إن جوهر نفسك العاقل وغير المائت هو أمر مجهول السم وغير معروف ،وهو مخلوق
بحسب صورة ومثال الله غير المدرك وغير المائت.
لنه ل يوجد أى إنسان من الذين ولدوا عبر العصور ،قد أدرك الجوهر العاقل لله أو للنفس .النفس تعطى حياة ،تؤلف وترعى طبيعة الجسد
رباعية التركيب ،صورة لله ،ذاك الذي يتعهد خليقته المكونة هنا من أربعة عناصر والتي هى سمائية أيضا ا .ولهذا فإننا ل نستطيع أن نعرف حتى
المكان الذي يسكن فيه الله ،لكننا نؤمن فقط أنه موجود في كل مكان .ول نعرف أيضا ا المكان الذي تسكن فيه النفس في الجسد ،نعرف فقط
أن النفس توجد وتعمل في كل الجسد.
النفس أيضا ا تملك شيئ اا آخر باعتبارها صورة الله ،وأعنى أن جوهرها مختلف عن طبيعة الكون كله .والكثر غرابة من كل شئ ،والتي تحمله
خلقتنا على صورة الله ،أنه ل جوهر النفس ،كما أن ماهيتها والكيفية التي بها تأتى إلى الوجود ،تعد أمورا ا ل يمكن للذهن النسانى أن يفهمها.
ولهذا فكل ممن الدعوا خطئا ا أنهم قد فهموا ،فهؤلء قد تعثروا جداا .لقد قال البعض إن النفوس تأتى إلى الجساد من السماء ،وآخرون يرون أن
النفوس تأتى إلى الوجود إذ أن الله يخلقها مع الجسد.
البعض قال أيضا ا بأن النسان الذي يخلق على صورة الخالق ،أصبح سببا ا لولدة الجسد والنفس في ذات الوقت .البعض يلدعون أن النفس تولد
من خلل التعاون المشترك للطرفين ،الرجل والمرأة ،كما يحدث عند احتكاك الحديد والحجر ،فإن هذا الحتكاك يلولد الشعلة .البعض أياضا ييعللم
بأنه في اللحظة ذاتها التي ييحمل فيها بالجسد تأخذ النفس وجودا ا.
البعض الخر يرجح أن اليوم الربعين من الحمل هو اليوم الذي يؤتى فيه بالنفس كما يتصورون ،باعتبار أن ذلك يعتبر قانون لهذا التكوين.
ويتخيل البعض الخر أن النفس هى واحدة في الجوهر مع الملئكة ،وآخرون قالوا إنها أقل من الملئكة ،بينما يرى غيرهم أنها تهيم في الهواء،
والبعض قال إنها تتحرك في الكون كحقيقة إلهية .ومن أجل هذا ،على الرغم من أنها تتحد بالجسد ،وهى مخلوقة على صورة الله ،ويتحليي
الجسد ،إ ل ل أنها تبقى خارج تأثير الشهوات الجسدية وأضرار الجسد المختلفة ،ول نستطيع أن نراها ،ول أن نفسرها ول أن نفهم طبيعتها ونوعها
وهيكلها وشكلها ونوعيتها وكمها ووجودها ومما تتألف وجمالها.
ولذلك يقول ميثوديوس في وليمته] [6إن النفس لها جمال فائق ل يوصف ،ولهذا السبب يبدو أن الرواح المضادة تحسدها ،لنها أخذت شكل ا
أسمى من الكائنات العاقلة ذاتها .أما عدم الفهم وعدم الوضوح والغموض الخاص بالنفس ل يشار إليه إل ل لنها تعتبر بالحقيقة ،وعلى سبيل
الحصر ،صورة فقط لله غير المدرك .ولهذا ولننا نجهل كل المور الخاصة بها ،فإننا نتحقق ونتأكد من وجودها من خلل أعمالها فقط داخل
الجسد.
مثلما نتأكد من وجود الله من خلل أعماله داخل الكون المرئى .لنأ تت إلى النقطة الساسية لموضوع الخلق “بحسب الصورة والمثال” ،لكى
ينبلين ،كما وعدنا ،فرادة الثالوث اللهى.
وما هى النقطة الساسية؟ من الواضح أنها النفس أيضاا ،وكلمتها العاقلة ،التي دعاها الرسول بولس ،روحاا ،عندما يعطينا وصية أن نكون
مقدسين في النفس والجسد والروح] .[7النفس أيضا ا غير مولودة ول عللة لها ،وهى مثال لله الب غير المولود والذي ل يوجد عللة لوجوده .إل ل أن
كلمة النفس العاقلة ليست بدون ولدة ،بل تولد من النفس بطريقة ل ييعلبر عنها وغير منظورة ول يتفسر ،وليست لها علقة باللم أو الشهوة.
بينما الفكر له ع للة أو سبب وهو ليس بدون ولدة ،ولكنه ينبثق ،يدرك كل شئ ويفحص كل شئ ويتلمس معه بشكل غير مرئى ،على مثال
الروح كللى القداسة ،والذي ينبثق أيضا ا والذي قيل عنه “الروح يفحص كل شئ حتى أعماق الله“] .[8النفس حين توجد داخل الجسد فهى ل
تعتبر منبثقة ،لنها إذا كانت منبثقة ،لكنا قد متنا كل ساعة .وكلمتنا ل توجد بدون ولدة ،لنه إذا حدث عكس ذلك سنكون مثل الحيوانات غير
العاقلة .والكثر دهشة من هذه المور التي تثير الدهشة أننا لدينا نفسا ا بسيطة ،وعقلا واحد غير مركب ،أما كلمتنا فهى مزدوجة في ذاتها
ومحفوظة كواحدة غير يمنقسمة .فالكلمة تولد داخل القلب ولدة غير مدركة ،غير متجسدة ،وتبقى مجهولة داخلنا.
وبعد ذلك تولد ولدة جسدية من خلل الشفاه ،وحينئ ذذ تصير معروفة للجميع .ولكنها ل تنفصل عن النفس التي ولدتها ،حتى أننا نستطيع أن
ندرك بكل وضوح الميلدين اللذين لكلمة الله من خلل الميلدين الذي لكلمتنا “بحسب الصورة والمثال“.
حقا ا لقد ولد من الب قبل كل الدهور ،بصورة غير مرئية ،ل يتشرح وغير مدركة .وكان غير معروف ،كما لو كان داخل الب إلى أن ولد جسديا ا
من العذراء القديسة بدون فساد ،بدون رجل ،وظهر في العالم ،دون أن ينفصل عن جوهر الب الذي ولده .وبناء على ذلك ترى أن فرادة جوهر
نفوسنا غير المائتة والعاقلة تحمل صورة لها ثلث خواص أقنومية ،عدم ولدة النفس ،ولدة الكلمة ،وانبثاق الروح ،أى الفكر .وأتشجع وأتجرأ
بأن أقول إنه بحسب هذه النظرية الثالوثية غير المرئية للنفس ،قال الرسول بولس إن النسان خلق بحسب صورة الله غير المرئى.
فإن لم يكن هذا حقيقياا ،فلماذا لم يتخلق النفس إذ اا من الله ولها قسمان أو أربعة أقسام ،بل لها ثلثة أقسام فقط ،والتي ل تختلط فيما بينها
وفق ا ا لصورة الثالوث القدوس المحيي الواحد في الجوهر ،حتى أنه لو كان مسموحا ا أن أقول إن داخل النسان وبالحرى النسان البار يسكن،
بصورة شكلية وليس جوهرياا ،كل ملء اللوهة التي تحدد بصورة غير يمعلنة الله الثالوث؟ ولهذا فإن حكماء العالم قد حددوا ،من منظور آخر ،أن
النفس تتكون من ثلثة أقسام ،يمعلمين كيف أنها تحمل الرغبة ،الفكر ،الحساس ،حتى أنه عندما تتحد الرغبة في محبة الله بالفكر يمكن أن
تستقبل في داخلها المعرفة والحكمة التي تأتى من الله ،وبإحساسها تقاوم الرواح الشريرة الخبيثة ،يمبينين أيضا ا من خلل هذه المور الثلث،
معنى “بحسب صورة الله“.
لن الله الثالوث يحكم ويضبط ثلثة أقسام بثلثة طرق أى السماويات ،والرضيات ،وما تحت الرض ،من خلل قدرته الخالقة ،وعنايته،
وسلطانه العادل .وكل ما يعمله الله ،فإنه يعمله وفاقا لحدى هذه الطرق الثلث ،إما أنه يخلق ،أو أنه يعتنى ،أو ييهذب .وصورة الله الخالق هى
في الرغبة .لن الرغبة تقود إلى العمل ،أما عنايته فرمزها في القوة الفكرية للنفس .الحساس أياضا هو مطابق للتهذيب .وربما الخاصية المميزة
للنفس هى في الرغبة .لن الطفال حتى قبل أن يتكلموا ،باعتبارهم نفوس ،نجدهم يشتهون على الفور أن يرضعوا وأن يناموا .أيضا ا القدرة
الفكرية من الواضح انها خاصية العقل ،بينما الحساس يرافق العقل ،وكل من يغضب بالمخالفة للطبيعة يثير فيه اضطرابا ا.
إذا ا فإن أراد أحد أن يعرف كيف يخلتمق النسان بحسب “صورة الله ومثاله“ ،فليأ تت إلى هذه المور غير المطروقة ،والمعانى المشابهة لها،
وليبحث في تكوين طبيعة نفسه العاقلة .وليكن هدفه أن يعرف أقسامها بالتدقيق ،وأقسام أقسامها ،كلماتها ،طرقها ،وحداتها ،تمليزاتها ،تفلردها،
وحدتها ،ثالوثيتها ،كيف أنها واحدة وتعتبر ثلثة أقسام ،وحدة في ثلثة ،بحسب صورة الله ومثاله ،وييعترف بها كثلثة أقسام في وحدة .وأنها من
المؤكد واحدة في الجوهر ،لكن ليست واحدة من جهة أقسامها الثلثة ،وذاك الذي قال “أصلي بالروح وأصلي بالذهن أيضا ا .أرتل بالروح وأرتل
حا جليا ا“] .[9أيضا ا بعض الناس يكلموننا بشكل واضح جدا ا عن هذا الثالوث الذي ييستعلن فينا وييعطى مثال ا بالذهن أيضا ا قد جعل هذا المر واض ا
لصورة الله ،وهؤلء تكون لهم نفس .ولكنهم يكونون ـ بسبب ما ـ بل عقل ول كلمة.
أيضا ا البعض ممن يحملون نفسا ا وكلمة ،قد تجدهم فقراء في العقل تماما ا .أيضا ا البعض لديهم عقل ا ونفساا ،ولكنهم محرومين من الكلمة .ولهذا فإن
الرضيع ،الذي يولد من داخل جو مظلم ،ويأتى إلى النور ،ييظهر على الفور أنه يحمل نفسا ا هى مثال لله الب والتي لها قوة عاقلة ،تحمل أيضا ا
داخلها الكلمة والعقل .الن يتقدم هذا الرضيع ،حيث ينمو الجسد ويكتمل ،فيظهر الكلم بعد ذلك ،والكلم ل يظهر بشكل كامل ومفاجئ ،بل
ل ،يمعلن ا ا عن حضور ذهنى ،عندما ينمو الرضيع ويظهر كرجل كامل ،وهذا يشير إلى الكلمة حين تجسد. أنه يتلعثم أو ا
لكن فيما تساهم هذه المور بالنسبة للبحث الذي ينباشره عن خلق النسان؟ بالطبع يمكن أن تساهم جداا ،آه أيها النسان ،إننا بهذه المور
نعرف طريقة استعلن الله وظهوره في العالم ،عندما أخذ جسد اا ،هكذا أدركت طبيعتنا سر الثالوث حينما استعلن في الحين المناسب .حقا ا
لقد يحمل بالنسان من بذرة الشرير ،كما لو كان في بطن الخداع ،جالسا ا في الظلمات وفي ظلل الموت.
ثم تقدم بعد ذلك في نور المعرفة اللهية ،في البداية كطفل ،تعهده الناموس ،إذ أنه يحمل نفساا ،مدركا ا أن الله الب يحتوى الكلمة كأقنوم،
والروح القدس أيض اا ،كما هو الوضع بالنسبة للنفس .ولن النسان بسبب ضعفه الشديد وطفولته المعرفية ،لم يكن قادرا ا على إظهار الكلمة والفكر،
ولكى ل ينزلق إلى عبادة اللهة المتعددة ،فإن طبيعتنا المادية أو العالمية قد اكتسبت بمرور الزمن حكمة ،مثلما يحدث مع الطفل الذي يكبر،
كما لو كان قد تع للم من نفس ما أن تكون له معرفة عن الله الب ولكنها معرفة غير يمعلنة ،مثلما يحدث في البداية من تلعثم غير واضح في
الكلم ،ثم يكتسب خبرة من خلل التعاليم النبوية ،ثم إدراك ومعرفة كلمة الب كأقنوم.
وبعد هذه المور المتلعثمة ،وأقصد التعبيرات الموسوية والنبوية التي تحمل ألغازاا ،وبعدما خرج كلمة الله بصوت مسموع وناطق من الحشاء
البتولية ،كما تخرج الكلمة من الشفاه ،ستعرف طبيعتنا النسانية ككل كمالها الثالوثى بعد أن تكون قد اجتازت هذا التلعثم ،من خلل
الكلمة ،طالما أنها قد قبلت الروح القدس واستنارت ذهني اا ،والذي لم يجعل انتقاله وسكناه في هؤلء من الخارج ،لكنه استعلن فيها ،من خلل
تلك المور التي هى في داخلها ،أى النفس والكلمة ،مقابل الب والبن ،فتلد النفس كلمتها القنومية ،ليس كمخلوقة ،ول كشئ يمغاير ،ول
كجنس مختلف ،بل بشكل أساسى هو وجود شخصي فطرى يحمل طبيعة مشتركة.
مظهر ا ا الطبائع المشتركة في ارتباطها بروح الذهن ،كما لو كانت تشكل جسدا ا واحدا ا .وبالضافة إلى هذه العناصر فإن النفس غير الجسدانية
يتغرس فيها أعضائها غير الجسدانية] ،[10كما لو كانت هذه العضاء نماذج توصف ويتصاغ وتتجمع معاا ،تلك التي هى فوق كل شكل وهيئة،
وهى تحمل روح الذهن كنسمة لجسدها ،وكحياة لها ،وتملك الكلمة كرفيق لها .فإذا يحرمت النفس من كل هذه المور ،فلن يكون من الممكن
أن توجد ول أن ييعترف بها كنفس ناطقة وعاقلة ،تلك التي يخلقت بحسب صورة الله ومثاله.
ومن خلل هذه العناصر الموجودة داخل النفس ستعلم وتعترف أن الب ،والبن ،لم يكونا كائنين قبل الروح القدس .فكما في حالة النفس
العاقلة ،توجد الكلمة داخلها في نفس الوقت ،ويوجد داخلها الروح الذي ييحييها وييجمعها وييكملها ،هكذا فإن الله الكلمة هو كائن مع الب،
وفي نفس الوقت الروح القدس كائن مع البن ومع الب .أما إن فصلت وعزلت الكلمة عن النفس ،فإن نفسك ستبقى بدون كلمة .هكذا
ستعرف من خلل حقيقة الخلق على صورة الله ،أنك لو رفضت الله الكلمة ،قائل ا إنه غير كائن مع الله الب ،فإنك تكرز حينئذذ بأن الله هو
غير عاقل وشبيه بالحيوانات غير العاقلة.
ولو أنك فصلت الروح عن الله ،فإنك تتحدث عن من هو ميت وليس عن إله حلي .لذلك لو أنك أردت أن تجد فلسفة لعبارة “بحسب الصورة
والمثال“ فينبغي أن تفلسفها هكذا ،وليس من قبل المور التي هى خارجك ،بل من تلك التي هى داخلك .أن تعرف الله غير المعروف ،من
خلل الثالوث الذي في داخلك ،اقتتن معرفة للثالوث من خلل الشياء الموجودة حاقا .هذه الشهادة هى شهادة مؤكدة وجديرة بثقة أكثر من أى
شهادة أخرى للناموس وللكتاب.
حقيقاة أنه لهذا السبب فقط خلق الله مثل هذا الكائن الحلي )أى النسان( ،لنه كان يرغب أن ييعلن للعالم سر الثالوث القدوس غير اليمدرك،
لكى تحمل داخلك أنت يا من يخلقت بحسب صورة الله ومثاله ،الصورة والمثال والنماذج والمثلة التى تولضح سر الثالوث القدوس ،ولكى ل
تتذبذب بعد من جهة سر الثالوث ،حين تتطلع في صورة نفسك المخلوقة .ل يتعلبر بالتساؤل الساخر ،إن كان الله ثالوث ،فكيف يكون واحدا؟ا
وإن كان الكلمة هو ابن ،فكيف يمكن أن يكون المولود موجوادا منذ البدء مع والده؟
ل؟ البن أم الروح القدس؟ فإن كان الثنان وإن كان الروح يأتى من الب ،فلماذا لم يولد ،لكنه ينبثق؟ أو ممن هو الذي أحضره الب إلى النور أو ا
م اعا في نفس الوقت ،فهل يوجد يا ترى داخل الثالوث إلهان أخوة ،وولدة توأم؟ وكيف سيتمليز الفرق بين الولدة والنبثاق في الكائنات غير
الجسدانية ،والغير متحركة والثابتة؟ وكيف يكون ممكانا أن يكون للوالد والمولود نفس المجد؟ وهل الب يا يترى ولد بإرادته أم ل؟ وممن يشهد
على أن الب والبن والروح القدس هم جوهر واحد؟
وإن كان الله الب هو أقنوم كامل .وإن كان الله الكلمة هو أقنوم كامل ،والروح القدس إله كامل ،فمن ل يقول إن عقل الله هو أقنوم إلهى آخر
لله ،وإله آخر هو ذراع الله ،وأقنوم آخر هو اصبع الله ،وكذلك يمين الله ،وكل المور الخرى التي ييقال عنها إنها أعضاء الله في الكتاب المقدس؟
إذا ا فلكى ل تتكلم ول تفكر في هذه المور ،التي تعلثر فيها الهراطقة ،وسقطوا بتفكيرهم ،فإن الله خلقك بحسب صورة ومثال وجوده الثالوثى،
لتكون نموذجا ا يحمل الشكل الثالوثي ،والذي ييعرف أنه واحد في الجوهر .وإن كانت لك رؤية مستقيمة ،فستجد في هذا الثالوث ،وبحق ،كل ما
يختص بالتعاليم التقوية عن الله ،كما في مرآه ،وكنموذج أو شكل )للثالوث القدوس(.
وأقصد أن القانيم ثلثة ،والجوهر واحد غير منقسم ،وغير يمدرك ،وهو الذي ل هيئة له ،الذي ل ييشار إليه ،غير المولود ،المولود ،المنبثق ،الخالق،
الراعى ،الديان ،غير المحسوس ،غير الجسدى ،البدي ،غير المتجزئ ،غير المائت ،الذي ل ييعلبر عنه ،الفائق الجمال ،وبعبارة واحدة ستجد
كل ما يقال بتقوى عن النماذج والصور اللهية كظلل مرسومة داخل نفسك .ولهذا قال الله “لنخلق النسان على صورتنا كشبهنا“.
ومع هذا فإن هذه المور لم يفهمها الهراطقة غير المؤمنين في عصرنا ول فكروا فيها ،لنهم لو فهموا بشكل صحيح عبارة “بحسب الصورة
والمثال“ كملمح للنسان ،ما كانوا ليتذبذبوا في سر الثالوث ،ما كانوا ل ييخضعوا الفائق للطبيعة لفكارهم .ما كانوا لينشروا إدعائهم المظلم ،بأنه ل
يمكن أن يكون الله ثلثة أقانيم .فلو أن آريوس قد فهم الخلق بحسب “الصورة“ ،ما كان له أن ييعللم بأن البن هو من جوهر مختلف عن الب.
لو أن مقدونيوس تعرض بتقوى لموضوع الخلق “بحسب الصورة“ ما كان له أن يصف الروح القدس بأنه مخلوق .لكنهم أصيبوا بالعمى وعانوا ما
عاناه أولئك الذين بينما كانوا يمتلكون الجوهرة في أعماقهم ،لم يعرفوها ،وبحثوا عنها في الهاوية وهذا بسبب أنهم مخدوعون .لحظ إاذا أن
النفس هى “بحسب صورة الله“ من حيث الشكل وليست بمساواة طبيعية .كيف صار هذا؟ سأشرح على الفور ما أقوله بوضوح .نحن نؤمن أن
الله الب غير محدود ،وينطبق نفس الشئ على البن وعلى الروح القدس ،ولهذا فهم كأقانيم غير محدودين ،يحملون أسمااء ،ييعلن فيها الواحد
عن الخر ،كما يوجد بينهم ترابط مشترك بمعنى أنه عندما ييذكر اسم الب فمن الواضح أنه ييعلن عن وجود ابن له .كيف يكون ممكانا أن ييدعى
أب اا ،إن لم يكن له ابن؟ نفس الشئ عندما يقول روح ،فهو يعلن عن الله ،لن الله روح كما يقول الكتاب].[11
فلنأ تت بعد ذلك من هذا الثالوث القدوس إلى صورته ،أى إلى الثالوث الذي يوجد داخلنا ،وسترى السماء الثلثة ،حيث يحوى الواحد الخر
وهم متحدين .بمعنى أنك عندما يتشير إلى النفس الناطقة العاقلة ،فمن الواضح أنك يتعلن عن الكلمة والعقل .نفس الشئ إذا ذكرت كلمة
عقل ،فإنك تعلن بكل الطرق عن النفس والكلمة.
لنه بأى شئ يتعلق الذهن ،إن لم يكن بالنفس والكلمة؟ وهكذا فإن اسم أحد القانيم يستدعى حتما ا الشارة إلى القنوم الخر ،فهناك ترابط
قوي يجمع أسماء القانيم مع اا .يتضح من ذلك أن القانيم تحمل نفس الطاقة والجوهر المشترك غير المنقسم ،بمعنى أن طاقة الله الب والبن
والروح القدس هى واحدة ومتساوية ،والقوة واحدة ،والرادة واحدة ،والرأى واحد .فإن البن غير منفصل عن الب في كل ما يعمل وهو عامل معه،
وأيض اا في كل ما يفعل البن أو الروح القدس فإن الب يعمل معهما في كل الحوال بشكل غير منفصل .فل البن يفعل شيئا ا بالنفصال عن
الب ،ول الب بالنفصال عن البن والروح القدس ،بل ول الروح القدس أيضا ا يفعل شيئا ا بدون البن والب.
وعندما ننتقل من الصل إلى الصورة ،إلى صورة نفوسنا التي هى مخلوقة “بحسب صورة الله ومثاله“ سترى فينا أن الفعل هو واحد ومتساوى.
لن النفس ل تفعل شيئا ا بدون الكلمة ،ول الكلمة بدون النفس ،ول أيضا ا العقل يفعل شيئا ا وحده بدون النفس وبدون الكلمة ،بسبب قوتهم
وطاقتهم المشتركة المتساوية البعاد والفطرية والمترابطة فيما بينها ،بحسب خلقتها على صورة الله ومثاله.
ولكن إذا قلت لى إن النفس ل تفعل أى شئ وحدها بدون الجسد ،وهذا بالضبط ما سبق وأعلناه ،إذ أنها قد يخلقت في هذا الجسد بحسب صورة
الله ومثاله .فإنها من خلل المادة المرئية تعلن عن قوتها غير المرئية .إل ل أنها عندما تنفصل عن الجسد أيضا ا فإن الجوهر والنفس النقية
بحسب طبيعتها ،إذ توجد في استنارة وبساطة وهدوء وبهاء ،يمكن أن يتدعى وتكون بحق مخلوقة بحسب “صورة الله ومثاله“.
ولكن إذا تهكم المقاوم ،كما هو متوقع ،على كل ما قلته ،لننا لم يندلل على أنه توجد ثلثة أقانيم في النفس بالمساواة مع أقانيم الثالوث
القدوس ،فليعلم الحمق أن النفس خلقت على شكل الصورة وليست بمساواة حقيقية للثالوث القدوس .بل وفي اللوهة أيضاا ،إن لم يكن هذا
أمرا ا مخيف ا ا أن يقوله المرء ،فإن هناك تمايز للب عن البن ،وتمايز للروح القدس عن البن.
وفي تشابهك مع صورة الله ،أنت ل تتجاوز هذا أيضاا ،أى أنه بولدة الكلمة جسدي ا ا من الشفاه تصير الفضيلة والحكمة والستنارة والقوة والعمق
والمعرفة التي لنفسك وذهنك معروفة ويمعلنة للجميع .وهذا المثال ييعلن لك أنك خلقت وتوجد بحسب “صورة الله ومثاله“ .لنه بولدة كلمة
الله جسدي ا ا استعلنت للعالم القوة ،المعرفة ،الحكمة ،وجميع أنواع الصلح الخرى التي للب والروح القدس.
لحظ إذ اا كم وتنوع أعمال الكلمة في العالم ،من جهة التشبه بكلمة الله ،وكيف أنه بواسطة الكلمة ،ييخلق كل شئ ويصير له وجود .لقد أخذت
الملئكة كيانها بواسطة الكلمة ،وبالكلمة ييمجدون الخالق ،وبالكلمة خلق كل ما نراه ،بالكلمة يأنير سر الكون ،بالكلمة صارت الكيانات معروفة.
بواسطة الكلمة فقط ظهرت هذه الكيانات ،بالكلمة تحققت النجازات ،بواسطة الكلمة تجلى الكون .لقد بيلشر بمعرفة الله بواسطة الكلمة،
وبواسطة الكلمة أخذنا هذه المعرفة .بواسطة الكلمة تلوحدت وانجمعت كل الشياء معا ا .وكما أن الطفل الذي ل يتكلم يعتبر قليل العقل
بحسب تقديرات الناس ،إلى أن تولد الكلمة من شفتيه ،هكذا كلمة الله المولود بحسب الجسد ،عبر كل مراحل عدم الكلم الخاصة بطبيعتنا،
حين استعلن بكل وضوح في عملية الخلق مع الب والروح القدس.
ولن نفوسنا هى مخلوقة من الله ،فهى غير يمرسلة لخدمة ما ،بعد انفصالها عن الجسد ،كما يحدث بالعكس مع الملئكة ،لن الملئكة هى
أرواح يمرسلة للخدمة ،بينما أنفس القديسين هى بشكل أساسى مخلوقة بهيبة بحسب صورة الله ومثاله ،لنه إن كان النسان بعد عصيانه ،قد
طاله نقص بسيط عن الملئكة] ،[12إ ل ل أنه بإتحاده بالله الكلمة صار أعظم من الملئكة ،لن ذاك الذي يخلق بحسب “صورة الله ومثاله“ ،اتحد
الن بالله وذاك الذي أخذ أول ا صورة الله ،يعكس الن صورة الله ،هذا الذي يليق به المجد إلى أبد البدين آمين.
________________________________________
نار وماء وأرض وهواء .هذه العناصر كانت تمثل المعطيات العلمية لذلك العصر )القرن الرابع( وقد أشار ق .أمبروسيوس إلى هذه العناصر ][3
.المكونة للنسان في كتابه شرح اليمان المسيحي
تعبير “أعضاء النفس” استخدمه القديس يوحنا ذهبي الفم في تفسيره لرسالة رومية ،الصحاح الرابع قائل ا ” :علينا أن نشدد أعضاء النفس ][10
ونحفظها بالملمح الروحى” .أياضا استخدمه القديس مقاريوس في العظة 7رادا على تساءل ،هل العقل شئ والنفس شئ آخر؟ أجاب كما أن
أعضاء الجسد وهى كثيرة يتدعى إنسانا ا واحد اا ،هكذا النفس لها أعضاء كثيرة وهى )العقل ـ الضمير ـ الرادة( وكل هذه مرتبطة ماعا في نفس
.واحدة
–——————
تمت الترجمة عن النص اليوناني المنشور في مجموعة آباء الكنيسة اليونانية ) (EPEالصادرة في تسالونيكي سنة 1973المجلد رقم 10ص
109ـ .139
.قام بالترجمة عن اللغة اليونانية د .سعيد حكيم ،وراجعها د .نصحي عبد الشهيد