Professional Documents
Culture Documents
ﺇﻋﺩﺍﺩ
اﻟﻄﺎﻟﺐ ﯾﺎرزﻣﺎن ﺟﻨﺖ ﻛﻞ "ﻣﻨﻜﻞ"
رﻗﻢ اﻟﺘﺴﺠﯿﻞ Reg No: 44-FA/Ph.D/2000 :
) 2011م ( اﻟﻌﺎم اﻟﺠﺎﻣﻌﻲ )1432ھـ ( اﻟﻤﻮاﻓﻖ
اﻟﺮ ْﺣ َﻤ ِﻦ ﱠ
اﻟﺮ ِﺣ ْﯿ ِﻢ ِﺑ ْ
ﺴ ِﻢ ﷲِ ﱠ
اﻟﺘﻤﮭﯿﺪ
ﺗﻌﺮﯾﻒ اﻟﺘﻜﺮار
ﺳﺮد ﻣﻮﺟﺰ ﻋﻦ ظﺎھﺮة اﻟﺘﻜﺮار
أﻗﻮال ﻛﻼ اﻟﻔﺮﯾﻘﯿﻦ ﺑﺎﺧﺘﺼﺎر
اﻟﻤﻘﺪﻣﺔ
أھﻤﯿﺔ اﻟﻤﻮﺿﻮع
أﺳﺒﺎب اﺧﺘﯿﺎر اﻟﻤﻮﺿﻮع
ﻣﻨﮭﺞ اﻟﺒﺤﺚ
اﻟﺒﺎب اﻷول:
)دراﺳﺔ ﻧظرﺔ( اﻟﺗﻛرار ﻓﻲ اﻟﻘرآن اﻟﻛرم وأﺳ اررﻩ اﻟ ﻼﻏ ﺔ
)دراﺳﺔ ﻧظر ﺔ( اﻟﻔﺻﻞ اﻷول :اﻟﺗﻛرار ﻓﻲ اﻟﻘرآن ﻓﻲ ﺿوء ﺗﺎ ﺎت ﻋﻠﻣﺎء اﻟﻌرب
وﻓ ﻪ ﻣ ﺎﺣث؛
اﻟﻣ ﺣث اﻷول :ﻣﻔﻬوم اﻟﺗﻛرار؛ ﺳرد ﺗﺎرﺧﻲ
اﻟﻣ ﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ :أﻏراض اﻟﺗﻛرار
اﻟﻣ ﺣث اﻟﺛﺎﻟث :أﻧواع اﻟﺗﻛرار
اﻟﻣ ﺣث اﻟ ار ﻊ :ﻣﻧزﻟﺔ اﻟﺗﻛرار
اﻟﺒﺎب اﻟﺜﺎﻧﻲ
اﻟﺗﻛرار ﻓﻲ اﻟﻘرآن اﻟﻛر م
)ﻓﻲ ﺿوء ﺗﺎ ﺎت ﻋﻠﻣﺎء اﻟﻌرب و ﺗﺎ ﺎت ﻋﻠﻣﺎء ﺷ ﻪ اﻟﻘﺎرة اﻟﻬﻧد ﺔ(
)دراﺳﺔ ﺗطﺑ ﻘﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ(
)ﻣﻊ ﻌض اﻟﺗﻐﯾر ﺑزﺎدة وﻧﻘﺻﺎن ﻓﻲ ﺑﻧﺎﺋﻬﺎ اﻟﺗر ﯾﺑﻲ( اﻟﻣ ﺣث اﻷول :اﻟﻣﺗﺷﺎﺑﻬﺎت
)ﻣﻊ ﻌض اﻟﺗﻐﯾر ﺑﺗﻘد م و ﺗﺄﺧﯾرﻓﻲ ﺑﻧﺎﺋﻬﺎ اﻟﺗر ﯾﺑﻲ( اﻟﻣ ﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻟﻣﺗﺷﺎﺑﻬﺎت
اﻟﻣ ﺣث اﻟﺧﺎﻣس :اﻟﻣﺗﺷﺎﺑﻬﺎت )ﻣﻊ ﻌض ﺗﻐﯾﯾر ﻓﻲ اﻟﺣروف واﻟﻣﻔردات ﻓﻲ ﺑﻧﺎﺋﻬﺎ اﻟﺗر ﯾﺑﻲ(
اﻟﺨﺎﺗﻤﺔ
ﻓﻲ ﻧﺘﺎﺋﺞ اﻟﺒﺤﺚ
اﻟﻔﮭﺎرس اﻟﻌﺎﻣﺔ
ﻓﮭﺮس اﻵﯾﺎت اﻟﻘﺮآﻧﯿﺔ .
ﻓﮭﺮس اﻷﺣﺎدﯾﺚ اﻟﻨﺒﻮﯾﺔ .
ﻓﮭﺮس اﻷﺷﻌﺎر .
ﻓﮭﺮس اﻟﻤﺼﺎدر واﻟﻤﺮاﺟﻊ .
ﻓﮭﺮس اﻟﻤﻮﺿﻮﻋﺎت.
اﻹھﺪاء
-إﻟ ﻰ روح واﻟ ﺪﺗﻲ -رﺣﻤﮭ ﺎﷲ -اﻟﺘ ﻲ ﻛﺎﻧ ﺖ آﺧ ﺮ
أﻧﻔﺎﺳﮭﺎ ﻓﻲ ھﺬه اﻟﺪﻧﯿﺎ ھﻤﮭﻤ ﺎت ﺿ ﺎرﻋﺎت إﻟ ﻰ ﷲ أن
ﯾﻮﻓ ﻖ وﻟ ﺪھﺎ ﻓ ﻲ طﻠ ﺐ اﻟﺨﯿ ﺮ ،وأن ﯾﺠﻌﻠ ﮫ ﻣ ﻦ ﺣﻤﻠ ﺔ
اﻟﻌﻠﻢ اﻟﻨﺎﻓﻊ.
-وإﻟ ﻰ ﺟﻤﯿ ﻊ اﻟ ﺬﯾﻦ ﻣ ﺪوا إﻟ ﻲ ﯾ ﺪ اﻟﻤﺴ ﺎﻋﺪة ﻛ ﻲ
أواﺻﻞ ﻣﺴﯿﺮي ﻓﻲ أﻣﻮاج اﻟﺒﺤﺮ ﻷﺳﺘﺨﺮج ﻣﻨ ﮫ دُ َ
رر
اﻟﻌﻠﻢ وﻵﻟﻲ اﻟﻤﻌﺮﻓ ِﺔ.
ِ
ﯾﺎرزﻣﺎن ﻣﻨﻜﻞ
1 اﳌﻘﺪﻣﺔ
ﺑﺴﻢ ﷲ اﻟﺮﺣﻤﻦ اﻟﺮﺣﯿﻢ
ﻣﺠﺎل اﻟﺒﺤﺚ:
اﻟﺣﻣد ﻪﻠﻟ اﻟـذ ﻫـداﻧﺎ ﻟﻬـذا وﻣـﺎ ﻧـﺎ ﻟﻧﻬﺗـد ﻟـوﻻ أن ﻫـداﻧﺎ ﷲ ،واﻟﺻـﻼة واﻟﺳـﻼم ﻋﻠـﻰ ﻧﺑ ـﻪ
اﻟﻣﺻطﻔﻰ ،اﻟذ ﺧﺎط ﻪ ﺳ ﺣﺎﻧﻪ وﺗﻌﺎﻟﻰ ﻘوﻟﻪ ﴿:ﻟِﺘَ ُﻜﻮ َن ِﻣﻦ اﻟْﻤ ْﻨ ِﺬ ِرﻳﻦ Oﺑِﻠِﺴ ٍ
ﺎن َﻋ َﺮٍِﰊ ُﻣﺒِ ٍ
ﲔ﴾).(1 ّ َ َ ُ َ
أﻣﺎ ﻌد ،ﻓﺈذا ﺎﻧت اﻟﻠﻐﺔ أداة اﻟﻔ ر اﻹﻧﺳﺎﻧﻲ ووﺳﯾﻠﺔ اﻟﺗﻔﺎﻫم ﺑﯾن أﺑﻧﺎء ﺑﻧﻲ اﻟ ﺷر؛ وﺧﯾـر ﻣـﺎ أﻧﻌـم
ﺴﺎ َن َ Oﻋﻠﱠ َﻤﻪُ اﻟْﺒَـﻴَﺎ َن﴾) .(2ﻓﺈن ﷲ ﻪ ﻋﻠﻰ اﻹﻧﺳﺎن ،ﺣﯾث ﻘول﴿ :اﻟ ﱠﺮ ْﲪَ ُﻦ َ Oﻋﻠﱠ َﻢ اﻟْ ُﻘ ْﺮآ َن َ Oﺧﻠَ َﻖ ِْ
اﻹﻧْ َ
اﻟﻠﻐــﺔ اﻟﻌر ــﺔ ﻟﻐــﺔ اﻟــدﯾن واﻟﻌﻘﯾــدة ،وﻟﻐــﺔ اﻟﻛﺗــﺎب اﻟــذ ﺷــﺎء ﷲ أن ﯾﺟﻌﻠــﻪ ﺧﯾ ـر ﺗــﺎب ﻟﺧﯾــر أﻣــﺔ،
ﻓﺿﻼ ﻋن وﻧﻬﺎ وﺳـﯾﻠﺔ اﻟﺗﻔـﺎﻫم ﺑـﯾن اﻟﺷـﻌوب اﻟﻌر ـﺔ ،ﻘـول ﺗﻌـﺎﻟﻰ﴿ :إِ ﱠ أَﻧْـ َﺰﻟْﻨَـﺎﻩُ ﻗُـ ْـﺮآ ً َﻋ َﺮﺑِﻴًّـﺎ ﻟَ َﻌﻠﱠ ُﻜ ْـﻢ
ﺗَـ ْﻌ ِﻘﻠُﻮ َن﴾) .(3وﻣن ﻫﻧﺎ ﺣظﯾت اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌر ﺔ ﻌﻧﺎ ـﺔ ﻓﺎﺋﻘـﺔ ﻣـن ﻗﺑـﻞ اﻟﻌﻠﻣـﺎء اﻟﻣﺳـﻠﻣﯾن ﺣﺛـﺎً ود ارﺳـﺔ،
ﻓ ــﺎن ﻣــﻧﻬم ﻣــن ﺟﻣﻌﻬــﺎ ورواﻫــﺎ ,وﻣــﻧﻬم ﻣــن اﻫــﺗم ﺑﺗﻘﻌﯾــد ﻗواﻋــدﻫﺎ وﺗﺄﺳـ س أﺻــوﻟﻬﺎ ﻋﻠــﻰ ﺣــﯾن أن
ﻣﻔرداﺗﻬــﺎ أوﻗواﻋــدﻫﺎ ,أوأﺳــﺎﻟﯾﺑﻬﺎ ﺣﻔﺎظــﺎ ﻋﻠــﻰ ﺎﻧﻬــﺎ، ﻌﺿــﻬم ﻧﻘــد ﻣــﺎ دار ﺣوﻟﻬــﺎ ﻣـن درس ﯾﺗﻌﻠـ
وﺻ ﺎﻧﺔ ﻟﻬﺎ ﻣـن أن ﯾﺗطـرق إﻟﯾﻬـﺎ ﺷـﻲء ﻣـن ﺷـواﺋب اﻟﻠﺣـنٕ ،واﻧﺟـﺎ از ﻟﻣـﺎ وﻋـد ﺳـ ﺣﺎﻧﻪ ﺑﺗﻛﻔﻠـﻪ﴿ :إِ ﱠ
َْﳓ ُﻦ ﻧَـ ﱠﺰﻟْﻨَﺎ اﻟ ِّﺬ ْﻛ َﺮ َوإِ ﱠ ﻟَﻪُ َﳊَﺎﻓِﻈُﻮ َن﴾).(4
ﻓﻘــد وﻓـ ﷲ ﺳـ ﺣﺎﻧﻪ وﺗﻌــﺎﻟﻰ ﻓــﻲ ــﻞ زﻣــﺎن وﻣ ــﺎن ﻣــن ارﺗﺿــﻰ ﻣــن ﻋ ــﺎدﻩ ﻟﺧدﻣــﺔ اﻟﻘـرآن
اﻟﻛرم ،ﻓﻘﺎﻣوا وﺧدﻣوا اﻟﻘرآن ﺧدﻣﺎت ﻋظ ﻣﺔ ،ﻓﻣﻧﻬم ﻣن ﺣﻔظﻪ وأﺗﻘـن ﺣﻔظـﻪ ﻓﻬـو ﯾﺗﻠـوﻩ آﻧـﺎء اﻟﻠﯾـﻞ
وآﻧــﺎء اﻟﻧﻬــﺎر ،وﻣــﻧﻬم ﻣــن ﻓﺳ ـرﻩ وﺷــرح ﻏواﻣﺿــﻪ و ﺷــﻒ أﺳ ـ اررﻩ ،وﻣــﻧﻬم ﻣــن ﺣــث ﻋــن اﻟﻧﺎﺣ ــﺔ
اﻟ ﻼﻏ ﺔ واﻟﺻﻧﺎﻋ ﺔ ﻓﻲ اﻟﻘرآن وﻣﻧﻬم ﻣن ﺻﻧﻒ ﻓﻲ اﻟﻌﻠوم اﻟﻣﺗﻧوﻋﺔ.
وﻟذا ﻓـﺈن اﻟ ﺣـث ﻋـن أﺳـﺎﻟﯾب اﻟﻘـرآن ﻔﯾـد ﻣﻌرﻓـﺔ أﺳـرار ﺗـﺎب ﷲ ﺗﻌـﺎﻟﻰ ﻣﻣـﺎ ﯾﺟﻌﻠﻬـﺎ ﺳـﺑ ﺎ
ﻟﺣﺻول زﺎدة اﻹ ﻣﺎن واﻟ ﻘﯾن ﺎﻟﻛﺗﺎب اﻟﻣﺟﯾد ،وأﻧﻪ ﻣن ﻋﻧدﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ وأﻧـﻪ اﻟﻣﻌﺟـزة اﻟﺧﺎﻟـدة اﻟداﻟـﺔ
ﻋﻠﻰ ﺣﻘ ﻘﺔ اﻟدﯾن اﻹﺳﻼﻣﻲ اﻟﺣﻧﯾﻒ.
ٕوان اﻟ ﺣث ﻓﻲ أﺳﺎﻟﯾب اﻟﻘرآن ﻌﺗﺑر ﺷرﻓﺎ ﻟﻠ ﺎﺣث ،ﻷﻧـﻪ ﺧدﻣـﺔ اﻟﻘـرآن ﻣـﺎ ﻗﯾـﻞ :إن ﺷـرف
اﻟﻌﻠم ﺷرف ﻣوﺿوﻋﻪ ،ﻓﻬو ﺗوﻓﯾ ٕواﺣﺳﺎن ﻣن ﷲ ﻋزوﺟﻞ.
ﻣﻨﮭﺞ اﻟﺒﺤﺚ:
3 اﳌﻘﺪﻣﺔ
ﺣث ﺷوطﻪ ﻣن اﺳﺗﻛﻣﺎل اﻟﻣـﺎدة اﻟﻌﻠﻣ ـﺔ وﺟﻣﻌﻬـﺎ ،ﺑـدأت ﺗرﺗﯾﺑﻬـﺎ وﺗﻧظ ﻣﻬـﺎ وﻓـ و ﻌد أن ﻗطﻊ اﻟ ُ
اﻟﻣــﻧﻬﺞ اﻟﺗــﺎرﺧﻲ اﻟﺗﺣﻠﯾﻠــﻲ ﻣــﻊ ﺷــﻲء ﻣــن اﻟﺗﺳــﺎﻣﺢ ﻧظـ ار ﻟظــروف اﻟﻛﺗﺎ ــﺔ ﻓــﻲ ﻫــذا اﻟﻣوﺿــوع ﻋﻧــد
ﻋﻠﻣﺎء ﺷ ﻪ اﻟﻘﺎرة ،ﺛم ﺳرت ﻓﻲ ﺣﺛﻲ وﻓ اﻻﺟراءات اﻟﺗﺎﻟ ﺔ:
ﺗﺗ ﻌــت ﺟﻣ ــﻊ ﻣﺳــﺎﺋﻞ اﻟﺗﻛ ـرار اﻟﺗــﻲ وردت ﻓــﻲ أﻏﻠــب اﻟﺗﻔﺎﺳــﯾر اﻟﻌر ــﺔ اﻟﻣﺷــﻬورة ،و ﺗــب
ـت ﺗﻔﺎﺳـﯾر ﻋﻠﻣـﺎء ﺷـ ﻪ اﻟﻘـﺎرة اﻟﻬﻧد ـﺔ ﺑﻠﻐﺎﺗﻬـﺎ
اﻟﻠﻐﺔ واﻟ ﻼﻏـﺔ و ﺗـب ﻋﻠـوم اﻟﻘـرآن ،ﻣـﺎ ﺗﺗ ﻌ ُ
اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ،ﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﺗب ﻋﻠوم اﻟﻘرآن.
ﻋﻧ ــد ﻋ ــرض ظ ــﺎﻫرة اﻟﺗﻛـ ـرار اﻟﺗ ــﻲ ﺗﻧﺎوﻟﻬ ــﺎ اﻟﻌﻠﻣ ــﺎء ﺎﻟ ﺣ ــث واﻟﻧﻘ ــﺎش ،ﻋرﺿ ــت آراء ــﻼ
اﻟﻔرﻘﯾن ،وأﻗواﻟﻬم ﻓﯾﻬﺎ ،ﻣﻊ ذ ر أدﻟﺗﻬم ﻠﻣﺎ أﻣ ن ذﻟك ،ذاﻛ ار اﻟ أر اﻟـراﺟﺢ إن ﺗﺑـﯾن ﻟـﻲ،
ﻣؤ ــدا ذﻟــك ﻌﻠــﺔ اﻟﺗــرﺟ ﺢٕ ،وان ﻟــم ﯾﺗﺑــﯾن ﻟــﻲ اﻛﺗﻔﯾــت ﻌــرض اﻷﻗ ـوال دون إﺑــداء ﻣــﺎ ﻫــو
اﻟراﺟﺢ.
ذﯾﻠــت ﻣﻌظــم اﻟﻣﺳ ـﺎﺋﻞ ﻌــدد ﻣــن اﻟﻣﺻــﺎدر واﻟﻣ ارﺟــﻊ اﻟﺗــﻲ ﺗﻧﺎوﻟ ـت اﻟﻣﺳــﺄﻟﺔ ،ﻟ ﺳــﻬﻞ ﻋﻠــﻰ
اﻟﻘﺎر ء اﻟرﺟوع إﻟﻲ ﻣظﺎﻧﻬﺎ إن أراد اﻟﺗوﺳﻊ ﻓﯾﻬﺎ.
ﺧرﺟت اﻵ ﺎت اﻟﻘرآﻧ ﺔ ،واﻛﺗﻔﯾت ﻓﻲ ذﻟك ﺑذ راﺳم اﻟﺳورة ورﻗم اﻵ ﺔ ﻓﻲ اﻟﻬﺎﻣش.
ﻗﻣت ﺑﺗﺧرﺞ اﻷﺣﺎدﯾث اﻟﻧﺑو ﺔ اﻟﺗﻲ ورد ذ رﻫﺎ ﻓﻲ ﻣﺗن اﻟ ﺣث ،ﻣ ﺗﻔ ﺎ ﻋﻧد اﻟﺗﺧر ﺞ ﺑـذ ر
اﻟﻛﺗﺎب اﻟذ أﺧرج اﻟﺣدﯾث ،ورﻗم اﻟ ﺎب ،ورﻗم اﻟﺟزء ،ورﻗم اﻟﺣدﯾث.
ﻋزوت اﻷﺑ ﺎت اﻟﺷﻌرﺔ إﻟﻰ ﻣظﺎﻧﻬﺎ ،ذاﻛ ار ﻓﻲ ذﻟك اﻟﻘﺎﺋـﻞ ،وﻋزوﺗـﻪ إﻟـﻰ اﻟـدﯾوان إن وﺟـد،
أواﻟﻰ اﻟﻣﺻﺎدر اﻷﺧر اﻟﺗﻲ ذ رت اﻟﺷﺎﻫد.
ٕ
ﺗﻘد م ﺗرﺟﻣﺔ ﻣوﺟزة ﻟﻸﻋﻼم اﻟواردة ﻓﻲ ﺻﻠب اﻟ ﺣث.
ﻋﻧد ذ ر اﻟﻣﺻدر أﺛﺑت اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت اﻟﻛﺎﻣﻠﺔ ﻋن ﻞ ﻣﺻدر ﯾرد ذ رﻩ ﻷول ﻣرة.
ـﻌت اﻟﻔﻬـﺎرس اﻟﻌﺎﻣـﺔ ﻟﻠﻣوﺿـوﻋﺎت اﻟﺗـﻲ اﺣﺗواﻫـﺎ اﻟ ﺣـث ،وﻟﻶ ـﺎت اﻟﻘرآﻧ ـﺔ ،واﻟﻣﺻــﺎدر
وﺿ ُ
واﻟﻣ ارﺟﻊ اﻟﺗﻲ اﺳﺗﻔدت ﻣﻧﻬﺎ أﺛﻧﺎء اﻟ ﺣث.
ﻟﺣﺎﻣد ﺣﻔﻧﻲ داود ط ﻊ1954م1374/ﻫـ. .3اﻟﺗﻛرار أﺳرار وﺟودﻩ و ﻼﻏﺗﻪ ﻓﻲ اﻟﻘرآن اﻟﻛرم:
اﻟﮭﺪف ﻣﻦ اﻟﺒﺤﺚ:
ﻣن أﻫم ﻣﺎ ﯾﻬدف إﻟ ﻪ اﻟ ﺣث ,ﻫو:
.1اﻟﺗﻌرف ﻋﻠﻰ ﺟﺎﻧب ﻼﻏﻲ ﻣﻬم ﻣن إﻋﺟﺎز اﻟﻘرآن اﻟﻣﺗﻣﺛﻞ ﻓﻲ ظﺎﻫرة اﻟﺗﻛرار.
.2اﻟوﻗوف أﻣﺎم ﻫﺟوم اﻟﻣﻌﺎﻧدﯾن ﻋﻠﻰ أﺳﻠوب اﻟﻘرآن – اﻟﻣﺗﻣﺛﻞ ﻓﻲ اﻟﺗﻛـ ارر -واﻟـدﻓﺎع ﻋﻧـﻪ،
ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻋﻘﻠﻬم اﻟﻘﺎﺻر وزﻋﻣﻬم اﻟ ﺎطﻞ..
.3اﻹﺟﻼل واﻟﺗﻘدﯾر ﻟﻠﺟﻬود اﻟﺗﻲ ﺑذﻟﻬﺎ ﻋﻠﻣﺎء اﻟﻌرب وﻋﻠﻣﺎء ﺷ ﻪ اﻟﻘﺎرة اﻟﻬﻧد ﺔ ﻓـﻲ اﻟﻛﺷـﻒ
ﻋن ظﺎﻫرة اﻟﺗﻛرار ﺧدﻣﺔ ﻟﻺﻋﺟﺎز اﻟ ﻼﻏﻲ ودﻓﺎﻋﺎ ﻋن اﻋﺗراﺿﺎت اﻟﺧﺻـم ﻓـﻲ د ارﺳـﺎت
اﻟﻘرآن اﻟﻛرم.
.4إﻋطــﺎء اﻟﻘــﺎرئ اﻟﻛــرم ﺻــورة ﺣ ــﺔ واﻓ ــﺔ ــﺎﻟﻐرض ﻋــن ﺟﻬــود ﻋﻠﻣــﺎء ﺷ ـ ﻪ اﻟﻘــﺎرة اﻟﻬﻧد ــﺔ
اﻟ ﺎﻛﺳﺗﺎﻧ ﺔ ودورﻫم اﻟﻣﺛﻣر ﻓـﻲ ﺧدﻣـﺔ اﻟﻘـرآن اﻟﻛـرم وارﺗﻘـﺎء اﻟﻠﻐـﺔ اﻟﻌر ـﺔ ﻓـﻲ ﻫـذﻩ اﻟ ﻘﻌـﺔ
ﻣن اﻷرض.
واﻟﻔﺻﻞ اﻟﺛﺎﻟث :ﻟﻠﺣدﯾث ﻋـن ﺗﻛـرار اﻟﻘﺻـص ﻓـﻲ اﻟﻘـرآن اﻟﻛـرم ﻓـﻲ ﺿـوء ﺗﺎ ـﺎت ﻋﻠﻣـﺎء
اﻟﻌرب وﻋﻠﻣﺎء ﺷ ﻪ اﻟﻘﺎرة اﻟﻬﻧد ﺔ وﻓ ﻪ ﻣ ﺣﺛﺎن؛
اﻟﻣ ﺣث اﻷول :ﻟﻠﺣدﯾث ﻋن ﺗﻛرار اﻟﻘﺻص ﻓﻲ ﺿـوء ﺗﺎ ـﺎت اﻟﻌـرب ،اﻟﻣ ﺣـث اﻟﺛـﺎﻧﻲ :ﻟﻠﺣـدﯾث
ﻋن ﺗﻛرار اﻟﻘﺻص ﻓﻲ ﺿوء ﺗﺎ ﺎت ﻋﻠﻣﺎء ﺷ ﻪ اﻟﻘﺎرة.
واﻟ ﺎب اﻟﺛﺎﻧﻲ :ﻌﻧوان اﻟﺗﻛرار ﻓﻲ اﻟﻘرآن اﻟﻛرم ﻓﻲ ﺿوء ﺗﺎ ﺎت ﻋﻠﻣﺎء اﻟﻌرب
وﻗﺳﻣﺗﻪ إﻟﻰ ﻓﺻﻠﯾن؛ )دراﺳﺔ ﺗطﺑ ﻘﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺣول اﻟﻘرآن اﻟﻛرم( و ﺗﺎ ﺎت ﻋﻠﻣﺎء ﺷ ﻪ اﻟﻘﺎرة اﻟﻬﻧد ﺔ
6 اﳌﻘﺪﻣﺔ
اﻟﻔﺻﻞ اﻷول :ﻟﻠﺣدﯾث ﻋن اﻟﺗﻛرار اﻟﺗﺎم اﻟﻣﺗﻣﺎﺛﻞ وﻓ ﻪ ﺧﻣﺳﺔ ﻣ ﺎﺣث؛
اﻟﻣ ﺣــث اﻷول :ﻟﻠﺣــدﯾث ﻋــن ﺗﻛـرار اﻟﺟﻣــﻞ اﻟﻔﻌﻠ ــﺔ ،اﻟﻣ ﺣــث اﻟﺛــﺎﻧﻲ :ﻟﻠﺣــدﯾث ﻋــن ﺗﻛـرار اﻟﺟﻣــﻞ
اﻻﺳـﻣ ﺔ ،اﻟﻣ ﺣـث اﻟﺛﺎﻟــث :ﻟﻠﺣـدﯾث ﻋـن ﺗﻛـرار ﺷـ ﻪ اﻟﺟﻣﻠـﺔ ،اﻟﻣ ﺣـث اﻟ ار ــﻊ :ﻟﻠﺣـدﯾث ﻋـن ﺗﻛـرار
اﻷﺳﻣﺎء ،اﻟﻣ ﺣث اﻟﺧﺎﻣس :ﻟﻠﺣدﯾث ﻋن ﺗﻛرار اﻟﺣروف.
اﻟﻔﺻﻞ اﻟﺛﺎﻧﻲ :ﻟﻠﺣدﯾث ﻋن اﻟﺗﻛرار ﻏﯾر اﻟﺗﺎم)اﻟﻣﺗﺷﺎﺑﻬﺎت( وﻓ ﻪ ﺧﻣﺳﺔ ﻣ ﺎﺣث؛
اﻟﻣ ﺣث اﻷول :ﻟﻠﺣدﯾث ﻋن اﻟﻣﺗﺷﺎﺑﻬﺎت )ﻣﻊ ﻌض اﻟﺗﻐﯾر ﺑزﺎدة وﻧﻘﺻﺎن ﻓﻲ ﺑﻧﺎﺋﻬﺎ اﻟﺗر ﯾﺑﻲ( اﻟﻣ ﺣث
اﻟﺛـــﺎﻧﻲ :ﻟﻠﺣ ــدﯾث ﻋ ــن اﻟﻣﺗﺷ ــﺎﺑﻬﺎت )ﻣ ــﻊ ﻌ ــض اﻟﺗﻐﯾ ــر ﺑﺗﻘ ــد م و ﺗ ــﺄﺧﯾرﻓﻲ ﺑﻧﺎﺋﻬ ــﺎ اﻟﺗر ﯾﺑ ــﻲ( اﻟﻣ ﺣـــث
اﻟﺛﺎﻟث :ﻟﻠﺣدﯾث ﻋن اﻟﻣﺗﺷﺎﺑﻬﺎت )ﻣﻊ ﻌض اﻟﺗﻐﯾﯾرﺈﻓراد وﺟﻣﻊ ﻓﻲ ﺑﻧﺎﺋﻬﺎ اﻟﺗر ﯾﺑﻲ(
اﻟﻣﺗﺷﺎﺑﻬﺎت)ﻣﻊ ﻌض اﻟﺗﻐﯾﯾر ﻓﻲ ﺗ ﺎدل اﻟﺣروف واﻟﻣﻔردات ﻓﻲ ﺑﻧﺎﺋﻬﺎ اﻟﺗر ﯾﺑﻲ( اﻟﻣ ﺣث اﻟﺧﺎﻣس :ﻟﻠﺣدﯾث ﻋن
ﻣــﺎ ﻟــم ﯾﺧــﻞ ﻫــذا اﻟ ﺣــث ﻣــن اﻟﺻــﻌو ﺎت واﻟﻌواﺋـ ،ﻣــن أﻫــم ﺗﻠـك اﻟﺻــﻌو ﺎت ﻋــدم وﺟــود ﻌــض
اﻟﻣﺻﺎدر ،وﻧدرﺗﻬﺎ ،وﺻﻌو ﺔ اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ ﻌﺿﻬﺎ اﻷﺧر .
ٕواذا ﺎن ﻣن اﻟﻼزم أن ﯾذ ر أﻫﻞ اﻟﻔﺿﻞ ﻔﺿﻠﻬم ،ﻓﺈﻧﻲ أﺗﻘدم ﺑﺟزﻞ ﺷ ر ﻟﻬـذﻩ اﻟﺟﺎﻣﻌـﺔ ﺣﯾـث ﺗﻬﯾﺋـت
ﻟﻲ ﻫذﻩ اﻟﻔرﺻﺔ اﻟطﯾ ﺔ ﻹﻛﻣﺎل ﻫذﻩ اﻟدراﺳﺔ ،ﻓﺎﻟدﻋﺎء ﻣﺗواﺻﻞ ﻟﻛﻞ اﻟﻘﺎﺋﻣﯾن ﺄﻣورﻫﺎ.
ﺛــم اﻟﺷـ ر واﻻﻣﺗﻧــﺎن ﻣوﻓــور ﻷﺳــﺗﺎذ اﻟﻔﺎﺿــﻞ اﻟــد ﺗور ﻣﺣﻣــود ﻋﺑــد اﻟﺳــﻼم أﺣﻣــد ﺷــرف اﻟــدﯾن
اﻟــذ أﺷــرف ﻋﻠــﻰ اﻟ ﺣــث ،وﻋﻧــﻰ ــﻪ ﺑﯾــر ﻋﻧﺎ ــﺔ ،ﻣوﺟﻬــﺎ ،وﻧﺎﺻــﺣﺎ ،وﻣرﺷــدا ،راﺟ ــﺎ ﻣــن ﷲ )ﺣﻔظــﻪ ﷲ(
ﺗوﺳﻌﺎ وﻋﻣًﻘﺎ،
ً وأﺳﺄل ﷲ ﻋزوﺟﻞ أن ﯾﻧﻔﻊ ﺑﻬذا اﻟ ﺣث ﻗﺎرﺋ ﻪ ،وأن ﯾﺟﻌﻠﻪ ﻣﻧطﻠﻘﺎً ﻟدراﺳﺎت أﻛﺛر
إﺣﺳﺎﻧﺎ ،و ﺎﻟﺳﯾﺋﺎت ﻋﻔواً وﻏﻔراﻧﺎً ..إﻧﻪ وﻟﻲ ذﻟك واﻟﻘﺎدر ﻋﻠ ﻪ
ً راﺟ ﺎً ﻣﻧﻪ ﺳ ﺣﺎﻧﻪ أن ُﯾﺟﺎزﻧﺎ ﺎﻟﺣﺳﻧﺎت
,,,
اﻟ ﺎﺣث
9 اﻟﺘﻤﻬﻴﺪ
اﻟﺘﻤﮭﯿﺪ:
وﻟذﻟك ﻧﺟد أن اﻟﺗﻛرار ورد ﻓﻲ اﻟﻘرآن ﺛﯾ ًـرا ،وﻣـﻊ أن اﻷﺳـﻠوب ﻓـﻲ اﻟﻛـﻼم اﻟﻌـﺎد ﻗـد ﻻ ﺳـﻠم
ﻣﻌــﻪ ﻣــن اﻟﻘﻠ ـ واﻻﺿــطراب ،إﻻ أﻧــﻪ ﺟــﺎء ﻓــﻲ ــﻼم ﷲ ُﻣ ْﺣ َ ًﻣــﺎ .وﻟﻛــون ﻫــذﻩ اﻟظــﺎﻫرة ــﺎرزة ﻓــﻲ
اﻟﻣﻔﺳــرون واﻟ ﻼﻏﯾــون ،و ّﯾﻧـوا ﺟــزًءا ﻣــن أ ﻌﺎدﻫــﺎ ودﻻﻻﺗﻬــﺎ ﻋﻠــﻰ اﺧــﺗﻼف
ّ اﻟﻘـرآن ،ﻓﻘــد ﺗﻌـ ّـرض ﻟﻬــﺎ
ﻣواﻗﻌﻬــﺎ ،ﻣــﺎ ﺣــﺎوﻟوا اﻟﺗﻌـ ّـرف ﻋﻠــﻰ ﻣﺣﺎورﻫــﺎ وأﻧﻣﺎطﻬــﺎ اﻟﺗــﻲ ﺗﻣّﺛﻠــت ﻓــﻲ ﺗﻛ ـرار ﺣــروف و ﻠﻣــﺎت،
وﺗﻛرار ﺑدا ﺎت وﻓواﺻﻞ ،وﺗﻛرار ﺟﻣﻞ وآ ﺎت ،وﺗﻛرار ﻗﺻص وأﻧ ﺎء.(4)...
وأن ﻫ ــذﻩ اﻟﻣﺳ ــﺄﻟﺔ وأﻣﺛﺎﻟﻬ ــﺎ طرﺣ ــت ﻣ ـ ـرة وأﻧﻬ ــﺎ ﻣﻣ ــﺎ أﺛﺎرﺗ ــﻪ اﻟﻣﻌر ــﺔ اﻟﻣﺣﺗدﻣ ــﺔ ﺣ ــول إﻋﺟ ــﺎز
اﻟﻘرآن ،ﻣﻧذ ﺗﺣـد اﻹﻧـس واﻟﺟـن ,وأﻋﻠـن ﻋﺟـزﻫم ﺟﻣ ﻌـﺎ -إﻟـﻲ ﻗ ـﺎم اﻟﺳـﺎﻋﺔ -ﻋـن أن ـﺄﺗوا ﺷـﻲء
ﻣــن ﻣﺛﻠــﻪ ،ﻓ ارﺣــو ﯾﻠﺗﻣﺳــون اﻟﺷـ ﻪ ،واﻟﻣطــﺎﻋن ،و ﺳــﺗرون ﺑﻬــﺎ ﻋﺟــزﻫم اﻟﻣﺧــز ،أﻣــﺎم ﻫــذا اﻟﺗﺣــد
ﻣوﻟــدﻩ ووﻓﺎﺗــﻪ ﻓــﻲ اﻟ ﺻـرة ،ﻓﻠــﺞ ﻓــﻲ آﺧــر ﻋﻣـرﻩ ،و ــﺎن ﻣﺷــوﻩ اﻟﺧﻠﻘــﺔ ،وﻣــﺎت واﻟﻛﺗــﺎب ﻋﻠــﻰ ﺻــدرﻩ ،ﻗﺗﻠﺗــﻪ ﻣﺟﻠــدات ﻣــن اﻟﻛﺗــب
وﻗﻌت ﻋﻠ ﻪ.
ﻟﻪ ﺗﺻﺎﻧﯾﻒ ﺛﯾرة ،ﻣﻧﻬﺎ " :اﻟﺣﯾوان " و" اﻟﺑ ﺎن واﻟﺗﺑﯾﯾن " و" اﻟﺑﺧﻼء " و" اﻟﻣﺣﺎﺳن واﻻﺿداد " و" اﻟﺗ ﺻر ﺎﻟﺗﺟـﺎرة " وﻏﯾرﻫـﺎ.
أﻧظر ﻟﺗرﺟﻣﺗﻪ :اﻷﻋﻼم ﻟﻠز ﻠﻲ .74/5
) (3رﺳﺎﺋﻞ اﻟﺟﺎﺣظ أﺑوﻋﺛﻣﺎن اﻟﺟﺎﺣظ 181/3ﺗﺣﻘﯾ وﺗﻌﻠﯾ د.طﻪ اﻟﺣﺎﺟر ،ط ﻊ دار اﻟﻧﻬﺿﺔ اﻟﻌر ﺔ ﺑﯾروت ﻋﺎم 1983م.
) (4ﺗﺄو ﻞ ﻣﺷ ﻞ اﻟﻘرآن اﺑن ﻗﺗﯾ ﺔ ،ص 241-232ﺗﺣﻘﯾ أﺣﻣد ﺻﻘر ط ﻊ داراﻟﺗراث ﺎﻟﻘﺎﻫرة.
10 اﻟﺘﻤﻬﻴﺪ
اﻟذ أذل ﺑر ـﺎءﻫم ،وأرﻏـم أﻧـوﻓﻬم) .(1ﻣـﻊ أﻧـﻪ ﻟـم ﯾﺛﺑـت اﻋﺗـراض ﻓﺻـﺣﺎء اﻟﻌـرب ﻋﻠـﻰ
اﻟﺗﻛ ـرار ﻓــﻲ اﻟﻘ ـرآن ،ﻷﻧــﻪ ﻣــن ﻋﻧﺎﺻــر ﻼﻏــﺗﻬم ،وﻓــﻲ أﺷــﻌﺎرﻫم اﻟﺟﺎﻫﻠ ــﺔ ﻣﻧــﻪ اﻟﻛﺛﯾــرٕ ،واﻧﻣــﺎ ﺑــدأ
اﻟطﻌــن ﻓــﻲ اﻟﺗﻛ ـرار اﻟﻘرآﻧــﻲ ﻋﻠــﻰ أﻟﺳــﻧﺔ ﻣــن ﻻ ﯾــدر أﺳــﺎﻟﯾب اﻟﻌــرب ﻓــﻲ ﻣﻧﺗﺻــﻒ اﻟﻘــرن اﻟﺛــﺎﻧﻲ
اﻟﻬﺟ ــر ،واﻟﻐ ــرض ﻣ ــن ﻫ ــذا اﻟ ﺣ ــث ،ﻫـ ـوأن ﻧ ﺣ ــث ﻋ ــن ﻣ از ــﺎ اﻟﺗﻌﺑﯾ ــر اﻟﻘرآﻧ ــﻲ ،وﻣﻧﻬ ــﺎ اﻟﺗﻛـ ـرار،
ﯾؤدﯾﻬ ــﺎ اﻟﺗﻛـ ـرار ﻓ ــﻲ اﻟﻘـ ـرآن ،ﻗ ــد ﻔﯾ ــد اﻟﻘ ــﺎر ء ﻓ ــﻲ إدراك اﻟطر ـ ـ اﻟ ــذ
وﻟﻣﻌرﻓ ــﺔ اﻟوظ ــﺎﺋﻒ اﻟﺗ ــﻲ ّ
ﺳﻧﺳــﻠﻛﻪ ﻗر ًــﺎ ،ﺣــﯾن ﻧﻘــوم ﺑﺗوظﯾــﻒ ﻓﺎﺋــدة ﺟدﯾــدة ﻟــﻪ؛ وﻟﺑ ــﺎن ﻫــذا اﻟﻣﺳــﻠك ﻻ ﺑـ ّـد أن ﻧﺗﺣـ ّـدث ﻋــن
ﻣﺎﻫّﺔ ﻫذﻩ اﻟظﺎﻫرة .ﻓﻣﺎ ﻫو اﻟﺗﻛرار؟ و ﯾﻒ ﯾﺗﺟّﻠﻰ ﻓﻲ اﻟﻘرآن اﻟﻛرم؟
ﻣﻔﮭ ﻮم اﻟﺘﻜ ﺮار :اﻟﺗﻛ ـرار ﻓــﻲ اﻟّﻠﻐــﺔ أﺻــﻠﻪ ﻣــن اﻟﻛـ ّـر ﻣﻌﻧــﻰ اﻟرﺟــوع ،و ــﺄﺗﻲ ﻣﻌﻧــﻰ اﻹﻋــﺎدة
واﻟﻌطــﻒ .ﻓــ" ّرر" اﻟﺷــﻲء و ر ـرﻩ أ :أﻋــﺎدﻩ ﻣـرة ﻌــد أﺧــر ) .(2وﻗــد ــﺄﺗﻲ ﻟــﻪ ﺗﺻــرﻒ آﺧــر ﻫــو
ار ) .(3وأﻣـ ــﺎ ﻓـ ــﻲ
ـر وﺗﻛ ـ ـرًا
اﻟﺗﻛر ـ ــر ،ﻘـ ــول اﻟﺟـ ــوﻫر :اﻟﻛـ ـ ّـر :اﻟرﺟـ ــوع ،ﻘـ ــﺎل :ـ ـ ّـررت اﻟﺷـ ــﻲء ﺗﻛر ـ ـ ًا
اﻹﺻطﻼح ،ﻓﺎﻟﻣﻘﺻود ﻪ :ﺗﻛرار ﻠﻣﺔ أو ﻟﻔظ أﻛﺛر ﻣن ﻣرة ﻓﻲ ﺳـ ﺎق واﺣـد ﻟﻧ ﺗـﺔ ﻣـﺎ ،وذﻟـك إﻣـﺎ
ﻟﻠﺗو ﯾد ،أوﻟزﺎدة اﻟﺗﻧﺑ ﻪ أوﻟﻠﺗﻬو ﻞ ،أوﻟﻠﺗﻌظـ م ) .(4ﺛـم ﺣ ّـدد اﻟﻌﻠﻣـﺎء ﻣﻔﻬوﻣـﻪ ﻓـﻲ أ ﺳـط ﻣﺳـﺗو ﻣـن
أوﻣﺧﺗﻠﻔـﺎ ،أو ـﺄﺗﻲ
ً ﻣﺳﺗو ﺎﺗﻪ ﺑـ"أن ﺄﺗﻲ اﻟﻣﺗﻛّﻠم ﺑﻠﻔظ ﺛم ﻌﯾدﻩ ﻌﯾﻧﻪ ،ﺳواء أﻛﺎن اﻟﻠﻔظ ﻣﺗّﻔ اﻟﻣﻌﻧﻰ
ﻣﻌﻧــﻰ ﺛــم ﻌﯾـدﻩ .وﻫــذا ﻣــن ﺷــر اﺗّﻔــﺎق اﻟﻣﻌﻧــﻰ اﻷول واﻟﺛــﺎﻧﻲ ،ﻓــﺈن ــﺎن ﻣﺗّﺣــد اﻷﻟﻔــﺎ واﻟﻣﻌــﺎﻧﻲ
ﻓﺎﻟﻔﺎﺋـدة ﻓــﻲ إﺛ ﺎﺗــﻪ ﺗﺄﻛﯾــد ذﻟـك اﻷﻣــر وﺗﻘر ـرﻩ ﻓــﻲ اﻟــﻧﻔس ،و ـذﻟك إذا ــﺎن اﻟﻣﻌﻧــﻰ ﻣﺗّﺣـ ًـدإ .وان ــﺎن
ﻣﺧﺗﻠﻔﺎ ،ﻓﺎﻟﻔﺎﺋـدة ﻓـﻲ اﻹﺗ ـﺎن ـﻪ اﻟدﻻﻟـﺔ ﻋﻠـﻰ اﻟﻣﻌﻧﯾـﯾن اﻟﻣﺧﺗﻠﻔـﯾن") .(5وﻗـد
ً اﻟﻠﻔظﺎن ﻣﺗّﻔﻘﯾن واﻟﻣﻌﻧﻰ
ورد ﻓﻲ اﻟﻘرآن اﻟﻛرم ﻋﻠﻰ وﺟﻬﯾن :ﻣوﺻول ،وﻣﻔﺻول.
أﻣﺎ اﻟﻣوﺻول :ﻓﻘد ﺟﺎء ﻋﻠﻰ وﺟوﻩ ﻣﺗﻌددة :ﻣﻧﻪ إﻣﺎ ﺗﻛرار ﻠﻣﺎت ﻓﻲ ﺳـ ﺎق اﻵ ـﺔ ،ﻣﺛـﻞ ﻗوﻟـﻪ
وﻋ ُدو َن﴾)ٕ (6واﻣﺎ ﻓﻲ آﺧر اﻵ ﺔ وأول اﻟﺗـﻲ ﻌـدﻫﺎ ،ﻣﺛـﻞ ﻗوﻟـﻪ ﺗﻌـﺎﻟﻰ: ﺗﻌﺎﻟﻰ ﴿ﻫﯾﻬﺎت ﻫﯾﻬ ِ
ﺎت ﻟ َﻣﺎ ﺗُ َ
َْ َ َ َْ َ َ
) (1اﻟﺗﻛرار ﻼﻏﺔ د.اﺑرﻫ م ﻣﺣﻣد اﻟﺧوﻟﻲ ص 5ط ﻊ اﺻدار اﻟﺷر ﺔ اﻟﻌر ﺔ.
) (2ﻟﺳﺎن اﻟﻌرب،اﺑن ﻣﻧظور ،ﻣﺎدة ) رر( .135/5اﻟﻧﺎﺷر دار ﺻﺎدر ﺑﯾروت ﻟﺑﻧﺎن.
) (3ﺗﺎج اﻟﻠﻐﺔ وﺻﺣﺎح اﻟﻌر ﺔ اﻟﺟوﻫر ،ﻣﺎدة ) رر( .واﻟﻘﺎﻣوس اﻟﻣﺣ ط ﻟﻠﻔﯾروز آ ﺎد ،ﻣﺎدة ) رر(.
دار إﺣ ﺎء اﻟﻛﺗب اﻟﻌر ﺔ 1957ﻣـ. ) (4اﻟﺑرﻫﺎن ﻓﻲ ﻋﻠوم اﻟﻘرآن اﻟزر ﺷﻲ 221/1
) (5ﻣﻌﺟم اﻟ ﻼﻏﺔ اﻟﻌر ﺔ اﻟد ﺗور ط ﺎﻧﺔ ﺑدو ص 585اﻟﻧﺎﺷر دار اﻟﻣﻧﺎر ﺟدة اﻟﺳﻌود ﺔ 4ﻋﺎم 1997م.
) (6ﺳورة اﻟﻣؤﻣﻧون اﻵ ﺔ .36
11 اﻟﺘﻤﻬﻴﺪ
اب ﺎﻧ ــت َﻗ ــو ِار ارَOﻗ ــو ِار ر ِﻣ ــن ِﻓ ﱠ ٍ
ٍ ط ــﺎف ﻋَﻠ ــﯾ ِﻬم ِ ِﺂﻧ ـ ٍـﺔ ِﻣ ــن ِﻓ ﱠ ٍ
ﺿ ــﺔ َﻗـ ـﱠد ُر َ
وﻫﺎ ﺿ ــﺔ َوأَ ْﻛ ـ َـو َ َ ْ َ َ َ َ َ ّ ﴿َوُ َ ُ َ ْ
ِ ﱠ ِ
ﺗَْﻘــدﯾ اًر﴾ ٕواﻣ ـﺎ ﻓــﻲ أواﺧرﻫــﺎ ،ﻣﺛــﻞ ﻗوﻟــﻪ ﺗﻌــﺎﻟﻰ َ ﴿ :ــﻼ ِإ َذا ُد ﱠ ــت ْاﻷ َْر ُ
ض َد ّ ـﺎً َد ّ ـﺎً﴾)ٕ (2واﻣــﺎ ﺗﻛــرر )(1
اﻵ ﺔ ﻌد اﻵ ﺔ ﻣ ﺎﺷرة ،ﻣﺛﻞ ﻗوﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰَ﴿ :ﻓِﺈ ﱠن َﻣ َﻊ اْﻟ ُﻌ ْﺳ ِر ُ ْﺳ اًرِOإ ﱠن َﻣ َﻊ اْﻟ ُﻌ ْﺳ ِر ُ ْﺳ اًر﴾).(3
وأﻣﺎ اﻟﻣﻔﺻول :ﻓ ﺄﺗﻲ ﻋﻠﻰ ﺻورﺗﯾن :إﻣﺎ ﺗﻛرار ﻓﻲ اﻟﺳورة ﻧﻔﺳﻬﺎٕ ،واﻣﺎ ﺗﻛـرار ﻓـﻲ اﻟﻘـرآن ﻠـﻪ.
ـك َﻟ ُﻬـ َـو اْﻟ َﻌ ِز ـ ُـز اﻟـ ﱠـرِﺣ ُم﴾) (4ﻓــﻲ ﺳــورة
ﻣﺛــﺎل اﻟﺗﻛـرار ﻓــﻲ اﻟﺳــورة ﻧﻔﺳــﻬﺎ :ﺗﻛــرر ﻗوﻟــﻪ ﺗﻌــﺎﻟﻰٕ َ﴿ :وِا ﱠن َرﱠـ َ
ٍِ ِ ِ
ﯾن﴾) (5ﻓـﻲ ﺳـورة اﻟﻣرﺳـﻼت ﻋﺷـرة اﻟﺷﻌراء ﺛﻣﺎﻧﻲ ﻣرات وﺗﻛـرر ﻗوﻟـﻪ ﺗﻌـﺎﻟﻰَ﴿ :وْ ٌـﻞ َﯾ ْو َﻣﺋـذ ّﻟْﻠ ُﻣ َ ـ ّذِﺑ َ
ﺎن﴾) (6ﻓﻲ ﺳورة اﻟرﺣﻣن إﺣد وﺛﻼﺛﯾن ﻣرة. آﻻء َرِّ ُ ﻣﺎ ﺗُ َﻛ ِّذَ ِ
ﻣرات ،وﺗﻛرر ﻗوﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰَ﴿ :ﻓِﺄَ ِّ َ
َ
ﺻـص ،ﻣـﺎ ﻫـو إن اﻟﻣﻘﺻود ﻣن اﻟﺗﻛرار ﻓﻲ اﻟﻣﻌﻧﻰ دون اﻟﻠﻔظ ،ﻫو ﻋﺎدة ﻣﺎ ﯾرد ًا
ﺛﯾر ﻓﻲ اﻟَﻘ َ
ﺻص اﻷﻧﺑ ﺎء ،ﻘﺻﺔ آدم ،وﻗﺻﺔ ﻧوح ،وﻗﺻﺔ ﻟـو ﻋﻠـﯾﻬم اﻟﺳـﻼم ،أواﻟﻌـذاب واﻟﻧﻌـ م اﻟﺣﺎل ﻓﻲ َﻗ َ
أواﺣ ﺎء اﻟﻣوﺗﻰ ﯾوم اﻟﻘ ﺎﻣﺔ ،و ﻌض اﻟظـواﻫر اﻟﻛوﻧ ـﺔ ﺧﻠـ اﻟﺳـﻣوات واﻷرض ..ﻓﻣـﻊ
ﻓﻲ اﻵﺧرةٕ ،
ﻣرة ﺻ ﻐﺔﺗﺗﻛرر ﻓﻲ اﻟﺳور اﻟﻘرآﻧ ﺔ ،إﻻ أﻧﻬﺎ ﺗﺟﻲء ﻓﻲ ﻞ ّ
ﺻص واﻟظواﻫر اﻟﻣذ ورة ّ أن ﻫذﻩ اﻟَﻘ َ
ﺛم ﻓﻬﻲ ﺗَﻌ ِـرض ﻷﻫـداف ﻣﺧﺗﻠﻔـﺔ .ﻓﺎﻷﻟﻔـﺎ اﻟﻣﺳـﺗﻌﻣﻠﺔ ﻓـﻲ ﺳـ ﺎق
ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ،و ﻣﻔردات ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ،وﻣن ّ
ﻓﺗﺗﻛرر ﻣن ﺣﯾن ﻵﺧر).(7
ﺻص ﺗﺧﺗﻠﻒ ﻣن ﻣوﺿﻊ ﻵﺧر ،أﻣﺎ اﻟﻣﻌﺎﻧﻲ واﻟﻌﺑر ّ ﻫذﻩ اﻟَﻘ َ
إن اﻟﺗﻛرار ﻓﻲ اﻟﻘﺻص اﻟﻘرآﻧﻲ ،وﺗﺻو ر اﻟﻣﺧﻠوﻗﺎت إذا ورد ﻓـﻲ أﻛﺛـر ﻣـن ﺳـورة ﻓﺈﻧـﻪ ﻻ ﻌـد
ﺗﻛ ار ار ﻓﻲ ﺣﻘ ﻘﺔ اﻷﻣر.
وﻫذا ﻟﻛون اﻟﻘﺻﺔ ﻗد وردت ﻓﻲ ﻞ ﺳورة ﻣﺗﻼﺋﻣﺔ ﻣﻊ ﻏرﺿﻬﺎ ،وﻣﺗﻧﺎﺳـ ﺔ ﻣـﻊ ﻧﺳـﯾﺟﻬﺎ اﻟﻠﻔظـﻲ
واﻟﻣﻌﻧــو ،ﺣﺗــﻰ إﻧــﻪ ﻻ ﻣ ــن ﻧﻘﻠﻬــﺎ إﻟــﻰ ﺳــورة أﺧــر ،وﻟوﺣــدث ﻟﺗرﺗــب ﻋﻠ ــﻪ اﻻﺿــطراب وﻓﺳــﺎد
اﻟﻧظم .وﻫ ذا ﻓﻲ ﺗﺻو ر اﻟﺣ ﺎة اﻟدﻧ ﺎ وﺳرﻋﺔ زواﻟﻬﺎ ﻌد ازدﻫﺎرﻫﺎ ﺣﯾث ورد ﻓﻲ ﺳور:
) (2
ض﴾
ﺎت ْاﻷ َْر ِ ﺴ َﻤ ِﺎء ﻓَﺎ ْﺧﺘَـﻠَ َ
ﻂ ﺑِ ِﻪ ﻧَـﺒَ ُ ﴿إِ ﱠﳕَﺎ َﻣﺜَ ُﻞ ا ْﳊَﻴَ ِﺎة اﻟ ﱡﺪﻧْـﻴَﺎ َﻛ َﻤ ٍﺎء أَﻧْـ َﺰﻟْﻨَﺎﻩُ ِﻣ ْﻦ اﻟ ﱠ
) (3
ض﴾
ﺎت ْاﻷ َْر ِ ﺴ َﻤ ِﺎء ﻓَﺎ ْﺧﺘَـﻠَ َ
ﻂ ﺑِ ِﻪ ﻧَـﺒَ ُ َﻧﺰﻟْﻨَﺎﻩُ ِﻣ ْﻦ اﻟ ﱠ ٍ ِ ﴿ َوا ْ
ﺿ ِﺮ ْ
ب َﳍُ ْﻢ َﻣﺜَ َﻞ ا ْﳊَﻴَﺎة اﻟ ﱡﺪﻧْـﻴَﺎ َﻛ َﻤﺎء أ َ
اﻪﻠﻟ أَﻧْـﺰ َل ِﻣﻦ اﻟ ﱠ ِ
ض﴾ ﺴﻠَ َﻜﻪُ ﻳَـﻨَﺎﺑِ َ ﴿ أََﱂْ ﺗَـ َﺮى أَ ﱠن ﱠَ َ ْ
) (4
ﻴﻊ ِﰲ ْاﻷ َْر ِ ﺎء ﻓَ َ
ﺴ َﻤﺎء َﻣ ً
) (5
ال َو ْاﻷ َْوَﻻ ِد﴾
ﺐ وَﳍٌْﻮ وِزﻳﻨَﺔٌ وﺗَـ َﻔﺎ ُﺧﺮ ﺑَـ ْﻴـﻨَ ُﻜﻢ وﺗَ َﻜﺎﺛُـﺮ ِﰲ ْاﻷ َْﻣﻮ ِ
َ َْ ٌ
ِ
﴿ا ْﻋﻠَ ُﻤﻮا أَﱠﳕَﺎ ا ْﳊَﻴَﺎةُ اﻟ ﱡﺪﻧْـﻴَﺎ ﻟَﻌ ٌ َ َ َ ٌ
ﻓــﺈن ﻣــن ﻟــﻪ ﺻــر ﺑﺗﻧﺎﺳــب اﻟﺳــور اﻟﻘرآﻧ ــﺔ ﯾــدرك ﺧطــﻼ ،ﺑــﻞ إﺣﺎﻟــﺔ أن ﯾﻧﻘــﻞ أﺳــﻠوب ﻣــن ﺳــورة
إﻟﻰ أﺧر ،ﻟﻣﺎ ﯾﺗرﺗـب ﻋﻠ ـﻪ ﻓﺳـﺎد اﻟﺗﻧﺎﺳـب اﻟﻠﻔظـﻲ واﻟﻣﻌﻧـو ،اﻟـذ ﻫـو ﻣـن أَ َﺟـ ِّﻞ وﺟـوﻩ اﻹﻋﺟـﺎز
اﻟﻘرآﻧﻲ.
ﺿـﺎ ،ﺳـواء ظﻬـرتإن اﻟﺗﻛرار ﻓﻲ اﻟﻘرآن اﻟﻛرم أﻣـر واﻗـﻊ ﻻﺷـك ﻓ ـﻪ ،وﻫـو ﺣـ ﻻ ر ـب ﻓ ـﻪ أ ً
ﻟﻧﺎ اﻟﺣ ﻣﺔ ﻣن وراء ﻫذا اﻟﺗﻛرار أم ﻟم ﺗظﻬر ،ﻫذا ﻋﻠـﻰ ﺳـﺑﯾﻞ اﻹﺟﻣـﺎل .أﻣـﺎ ﻋﻠـﻰ وﺟـﻪ اﻟﺗﻔﺻـﯾﻞ،
ﻓﻧﻘول :إن اﻟﺗﻛرار ﻓـﻲ اﻟﻘـرآن ﻘـﻊ ﻋﻠـﻰ وﺟـوﻩ؛ ﻓﻬﻧـﺎك ذ ـر ﻟﻠﻘﺻـﺔ اﻟواﺣـدة ﻓـﻲ أﻛﺛـر ﻣـن ﻣوﺿـﻊ،
وﻟﺑ ﺎن وظ ﻔﺔ اﻟﺗﻛرار ﻓﻲ اﻟﻘرآن ﻧﻣِﺛّﻞ ﻟذﻟك ﺄﻣﺛﻠﺔ ،ﺎدﺋﯾن ذﻟك ﺎﻟﺗﻛرار اﻟواﻗـﻊ ﻓـﻲ اﻷداة؛ ﻓﻣـن
ِ ِ ِ ِﱠ ِ
ﺻ َـﺑ ُروا
ﺎﻫ ُـدوا َو َ ذﻟك ﻗوﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻓﻲ ﺳورة اﻟﻧﺣﻞ﴿ :ﺛُ ﱠم ِإ ﱠن َرﱠ َك ﻟﻠذ َ
ﯾن َﻫ َ
ﺎﺟ ُروا ﻣ ْن َ ْﻌد َﻣﺎ ُﻓﺗُﻧـوا ﺛُـ ﱠم َﺟ َ
ور َرِﺣ ٌم ﴾) (2ﻓﺗﻛرار اﻷداة " ﱠ ِ ِ
ار ﻓـﻲ اﻵ ـﺔ ﻻ إن" ﻓﻲ اﻵ ﺔ ،ﯾوﻫم أن ﺛﻣـﺔ ﺗﻛـرًا ِإ ﱠن َرﱠ َك ﻣ ْن َ ْﻌد َﻫﺎ َﻟ َﻐُﻔ ٌ
ﻣﺳــوغ ﻟــﻪ ،واﻟﺗــدﻗﯾ واﻟﺗﺣﻘﯾـ ﯾــدﻓﻊ إﻟــﻰ اﻟﻘــول ﺑﺧــﻼف ذﻟــك؛ و ﺎﻧــﻪ ﻣــﺎ ﻗــﺎل أﻫــﻞ اﻟﻌﻠــم :إﻧــﻪ ﻟﻣـﺎ
إن" وﺧﺑرﻫــﺎَ ،ﺣ ُﺳـ َـن ﺗﻛ ـرار اﻷداة " ﱠ
إن " ﻣ ـرة أﺧــر ،ﻓﺎﻗﺗﺿــت اﻟ ﻼﻏــﺔ طــﺎل اﻟﻔﺻــﻞ ﺑــﯾن اﻷداة " ﱠ
ظ اﻟﻧﺳـ ﺔ ﺑـﯾن ر ﻧـﻲ اﻟﺟﻣﻠـﺔ )اﻻﺳـم واﻟﺧﺑـر( وُﻧﺑﺋـك ﺄﻫﻣ ـﺔ اﻟﺗﻛرارﻫﻧـﺎ ،أﻧـك ﻟـو ﻗـرأت إﻋﺎدﺗﻬﺎ ِﻟُﺗْﻠ َﺣ َ
اﻵ ﺔ ﻣن ﻏﯾر إﻋﺎدة اﻷداة " ﱠ
إن " ﻟوﺟدت اﻷﺳﻠوب ر ً ﺎ ﺿﻌ ﻔﺎ ﻣﺿطرًﺎ).(3
)(PDF )(1اﻧظرﺣﻘﺎﺋ اﻹﺳﻼم ﻓﻲ ﻣواﺟﻬﺔ ﺷﺑﻬﺎت اﻟﻣﺷ ﯾن د .ﻣﺣﻣود ﺣﻣد زﻗزوق ص 79اﻟﻘﺎﻫرة1425 ،2 ،ﻫـ.2004 /
) (2ﺳورة اﻟﻧﺣﻞ اﻵ ﺔ .110
) (3اﻧظر اﻟﻣﺛﻞ اﻟﺳﺎﺋر اﺑن اﻷﺛﯾر.319/3
) (4ﺳورة اﻟﻧﺣﻞ اﻵ ﺔ .119
14 اﻟﺘﻤﻬﻴﺪ
ﻗﺎل اﺑن اﻷﺛﯾر ﻓﻲ ﻫذا اﻟﺳ ﺎق :إذا وردت " ﱠ
إن" و ﺎن ﺑﯾن اﺳﻣﻬﺎ وﺧﺑرﻫـﺎ ﻓﺳـﺣﺔ
طو ﻠﺔ ﻣن اﻟﻛﻼم ،ﻓﺎﻟ ﻼﻏﺔ واﻟﻔﺻﺎﺣﺔ إﻧﻣﺎ ﺗﻛون ﺑﺈﻋﺎدة ﺗﻠـك اﻷداة وﺗﻛرارﻫـﺎ ،ﻓﻘـد أﻋﯾـد اﻷداة " ﱠ
إن"
ﻟﻣﺎ طﺎل اﻟﻔﺻﻞ ﻓﻲ اﻟﻛﻼم ﺑﯾن اﺳﻣﻬﺎ وﺧﺑرﻫﺎ ،وأن اﻟﺗﻛرار ﻫﻧﺎ ﻔﯾـد دﻓـﻊ اﻟﺗـوﻫم ،و ﻔﯾـد ﻣز ـدا ﻣـن
اﻹﺳﺗﻛﺷــﺎف) .(1ﻓﺎﻗﺗﺿــت اﻟ ﻼﻏــﺔ اﻹﻋــﺎدة .واﻟﺗﻛـرار ﻫــذا ﻋﻠــﻰ ﻣﺳــﺗو ﺗﻛـراراﻷداة ﻓــﻲ اﻟﻘـرآن ،أﻣــﺎ
اب َو ُﻫـ ْـم ِﻓــﻲ
ﯾن َﻟﻬــم ﺳــوء اْﻟﻌـ َذ ِ ﻋﻠــﻰ ﻣﺳــﺗو ﺗﻛـرار اﻟﻛﻠﻣــﺔ ،ﻓﺎﻟﻣﺛــﺎل ﻋﻠ ــﻪ ﻗوﻟــﻪ ﺗﻌــﺎﻟﻰ﴿ :أُوَﻟِﺋـ ﱠ ِ
ـك اﻟــذ َ ُ ْ ُ ُ َ ْ َ
َﺧ َﺳ ُرو َن ﴾) (2ﻓﻔﻲ اﻵ ﺔ اﻟﻛر ﻣـﺔ ﺗﻛـرار ﻠﻣـﺔ "ﻫـم" وﻫـﻲ ﺿـﻣﯾر رﻓـﻊ ﻣﻧﻔﺻـﻞ ،ﺟـﻲء ْاﻵ ِﺧ َرِة ُﻫ ْم ْاﻷ ْ
ﺑﻬﺎ ﻟﺗﺄﻛﯾد اﻟﻧﺳ ﺔ ﺑﯾن اﻟطرﻓﯾن ،اﻟذﯾن ﻟﻬم ﺳوء اﻟﻌذاب ،واﻷﺧﺳرن.
ـك ْاﻷَ ْﻏـ َـﻼ ُل ِﻓــﻲ ِ وﻋﻠــﻰ ﻫــذا اﻟﻣﻧﺣــﻰ ﯾﺟــر ﻗوﻟــﻪ ﺗﻌــﺎﻟﻰ﴿ :أُوَﻟِﺋـ ﱠ ِ
ﯾن َ َﻔـ ُـروا ِﺑـ َـرِّ ِﻬ ْم َوأ ُْوَﻟﺋـ َ
ـك اﻟــذ َ
ْ َ
ﯾﻬــﺎ َﺧ ِﺎﻟـ ُـدو َن﴾) (3ﻓﻔــﻲ اﻵ ــﺔ اﻟﻛر ﻣــﺔ ﺗﻛ ـرار ﻟﻛﻠﻣــﺔ " أوﻟﺋــك " ِ ِ أ ِ
َﺻـ َـﺣ ُ ﱠ ِ
ﺎب اﻟﻧــﺎر ُﻫـ ْـم ﻓ َ َﻋَﻧــﺎﻗ ِﻬ ْم َوأ ُْوَﻟﺋـ َ
ـك أ ْ ْ
ﺻ َـد ـﻪ اﻹﺧ ـﺎر ﻋـن ﺛﻼث ﻣرات ،وﻟﻬذا اﻟﺗﻛرار وظ ﻔﺔ ،ﺣﺎﺻﻠﻬﺎ أن ﻣﺟﯾﺋﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻣوﺿـﻊ اﻷول ُﻗ ِ
ﺷﺄن ﻣﻧ ر اﻟ ﻌث ،وأﻧﻬم ﻔروا ﺑرﻬم ﺑﻬـذا اﻹﻧ ـﺎر؛ وﻣﺟﯾﺋﻬـﺎ ﻓـﻲ اﻟﻣوﺿـﻊ اﻟﺛـﺎﻧﻲ ﻓﻠﺑ ـﺎن ﺣـﺎﻟﻬم،
وأن اﻷﻏﻼل ﻓﻲ أﻋﻧﺎﻗﻬم؛ أﻣﺎ ﻣﺟﯾﺋﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻣوﺿﻊ اﻟﺛﺎﻟث ،ﻓﺈﻧﻣﺎ ﺎن ﻟﺑ ﺎن ﻣﺂﻟﻬم وﻣﺻـﯾرﻫم اﻟـذ
وﻟــو أﻧــك أﺳــﻘطت ﻫــذا اﻟﻠﻔــظ ﻓــﻲ ﻣوﺿــﻊ ﻣــن ) (4
ﺻــﺎروا إﻟ ــﻪ ،وﻫــو اﻟﻌــذاب اﻟﺧﺎﻟــد واﻟﻣﻬــﯾن...
ﻒ اﻟﻣﻌﻧﻰ ،واﺿطرب اﻷﺳﻠوب ،وﺗﺟﺎﻓﻰ ﻋن اﻟذوق اﻟﺳﻠ م ،وﻷﺟﻞ ﻣﺎ ﺗﻘـدم ﻟﺿ ُﻌ َ
اﻟﻣواﺿﻊ اﻟﺛﻼﺛﺔ َ
وﺗﺄﻛﯾدا ﻟﻠﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾن اﻟﻣواﺿﻊ اﻟﺛﻼﺛﺔ.
ً َﺣ ُﺳ َن اﻟﺗﻛرار ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣوﺿﻊ ،ﺗﺑ ًﺎﻧﺎ ﻟﻠﻣﻌﻧﻰ،
أﻣﺎ ﻣﺎ ﺟﺎء ﻣن ﺗﻛرار ﻓﻲ اﻵ ﺔ اﻟﻘرآﻧ ﺔ اﻟواﺣدة ،ﻓﻧﻘـﻒ ﻫﻧـﺎ ﻓـﻲ ذﻟـك ﻋﻧـد ﺛـﻼث ﺳـور ﻟﻬـذا
اﻟﺗﻛرار.
أر ﻋﻠﻣ ــﺎء ﺷـ ـ ﻪ اﻟﻘ ــﺎرة ﻓ ــﻲ اﻟظ ــﺎﻫرة ﻫﻧ ــﺎ :و ﺑ ــدو واﺿ ــﺣﺎ أن اﻟﻣﺿ ــﻣون ﻫﻧ ــﺎ ﻣﺿ ــﻣون ﺗرﻫﯾ ــب
وﺗﺧو ﻒ ،وﻟذا ررت ﻫذﻩ اﻵ ﺔ ﻋﺷـر ﻣـرات ،ﺛـم أن ﻣﺗﻌﻠـ اﻟﻣ ـذﺑﯾن ﻣﺗﻌـدد وﻣﺧﺗﻠـﻒ ،ﻓـﻼ ـون
ﺗﻛـ ار ار ﻓــﻲ اﻟﻣﻌﻧــﻰ ،وأﻣــﺎ اﻟﺗﻛـرار اﻟظــﺎﻫر ﻓــﻲ اﻟﻠﻔــظ ﻓﻬــو ﻟﻠﺗﺄﻛﯾــد) .(3ﻫــذﻩ اﻵ ــﺔ ﻣــﺎ أﺷــﯾر ﺳــﺎ ﻘﺎ ﻗــد
ﻣـﺎ ﺳـﺑ ﻟﻬـﺎ ﻣـن ﺗﻛررت ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺳورة ﻣرات ﻋدﯾدة ،وﻓﻲ ـﻞ ﻣـرة ﺗﻛـون ﻣرﺗ طـﺔ أﺷـد اﻻرﺗ ـﺎ
اﻵ ﺎت ،وﺗظﻬر ﻓﻲ أﺳﻠوب وﻣﻌﻧﻰ ﺟدﯾد ﻓﻲ ﻞ ﻣوﺿﻊ ﻓﻼ ﺗﺷﻌر أﻧت ﺄﻧﻪ ﺗﻛرار).(4
ﻓﺳر ﻫذﻩ اﻵ ﺎت ﻓﻲ ﺿوء ﻣﺎ ﺳ ﻘﺗﻬﺎ ﻣن اﻵ ﺎت وﻗد ﻓﺳرت ـﻞ آ ـﺔ ) (5
وﻧﺟد أن اﻹﻣﺎم اﻟﻣودود
ﻣﻌﻧﻰ ﺟدﯾد وﻣﻧﻔﺻﻞ ﻋﻣﺎ ﺳﺑ ،ﻓﺑﻬـذا ﻗـد أﺧرﺟـﻪ ﻣـن اﻟﺗﻛـرار) .(6و ﺑـدوا واﺿـﺣﺎ أﻧـﻪ ـررت ﻫـذﻩ
اﻵ ــﺔ ﻓ ـﻲ ﻫــذﻩ اﻟﺳــورة ﻋﻧــد ــﻞ آ ــﺔ ﻟﻣــن ــذب ،ﻷﻧــﻪ ﻗﺳــﻣﻪ ﻋﻠــﻰ ﻗــدر ﺗﻛــذﯾﺑﻬم ،ﻓــﺈن ﻟﻛــﻞ ﻣ ــذب
ﺗﻜﺮار اﻟﻘﺼﺺ:
ﻣـﺎ دﻣﻧـﺎ ﻧﺗﺣـدث ﻋـن اﻟﺗﻛـرار ﻓــﻲ اﻟﻘـرآن اﻟﻌظـ م -ﺑوﺻـﻔﻪ آ ـﺔ ﻣـن آ ـﺎت إﻋﺟـﺎزﻩ اﻟﻛﺑــر ،
ﻓﺈﻧﻧــﺎ ﻻ ﻧﺳــﺗط ﻊ أن ﻧﻐﻔــﻞ ﻋﻧﺻ ـ ار ﻫﺎﻣــﺎ ﻣــن ﻋﻧﺎﺻــر ﻫــذا اﻟﺗﻛ ـرار -أﻻ وﻫــو ﺗﻛ ـرار اﻟﻘﺻــص
اﻟﻘرآﻧــﻲ ،وأن ﷲ ﺗﻌــﺎﻟﻰ ﺟــﺎء ــﺎﻟﻛﺛﯾر ﻣــن اﻟﻘﺻــص ﻋــن اﻷﻣــم اﻟﺳــﺎ ﻘﺔ ﻓــﻲ اﻟﻘـرآن اﻟﻛــرم واﺗﺧــذﻫﺎ
اﻟﻛﺛﯾــر ﻣــن اﻟﻛﺗــﺎب وﺳــﯾﻠﺔ ﻟﻠﺗﻌﺑﯾــر ،وأﻧﻬــﺎ ﺗﻬﺑﻧــﺎ ﻣــن اﻟﻣﻌرﻓــﺔ ﻣــﺎ ﻻ ﻘــدر ﻋﻠــﻰ ﻫﺑﺗــﻪ أ ﻧــوع أدﺑــﻲ
ﺳـواﻫﺎ وﺗ ﺳـط أﻣﺎﻣﻧـﺎ اﻟﺣ ـﺎة ﻓـﻲ ﺳـﻌﺔ واﻣﺗـداد وﻋﻣـ وﺗﻧـوع ،ﺣﯾـث إن اﻟﻘـرآن اﻟﻛـرم اﻫـﺗم ﺎﻟﻘﺻـﺔ
اﻫﺗﻣﺎﻣﺎ ﺑﯾ ار وظﻬرت اﻟﻣﻌﺟزة ﺎﻟﺗﺣدث ﻋـن اﻟﻐﯾـب وﻋـن أﺧ ـﺎر اﻷﻣـم اﻟﺳـﺎ ﻘﺔ اﻟﺗـﻲ ـﺎدت و ازﻟـت
ٕوان ﻧﺎ ﻧﻌﺗﻘـد أﻧـﻪ ﻣوﺿـوع ﺎﻣـﻞ ﻣﺗﻛﺎﻣـﻞ ،ﺣﺗـﺎج إﻟـﻰ ﺣـث ﻣﺳـﺗﻘﻞ -وﺳـﻧﺗﻧﺎوﻟﻪ إن ﺷـﺎء ﷲ -إﻻ
أﻧﻧﺎ ﻧﺷﯾر اﻵن إﻟﻰ ﻌض ﻣﺎ ﯾﺗﺻﻞ ﻪ اﺳﺗ ﻔﺎء ﻟﻬذا اﻟ ﺣث.
واﻟﻘﺻﺔ :ﻟﻐﺔ :ﺟﺎءت ﻣن ﻠﻣﺔ /ﻗص /وﻫذﻩ اﻟﻛﻠﻣﺔ أﺻﻠﻬﺎ اﻟﻠﻐو ﺗدل ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺗ ﻊ ﻷﻣر
ِِ
وﻣﻧ ــﻪ اﻟﻘ ــص :ﻣﻌﻧ ــﻰ ذ ــر اﻟﺣـ ـوادث ﺻ ــﺎ﴾
ﺻًﻣ ــﺎ وﻣﻧ ــﻪ ﻗوﻟ ــﻪ ﺗﻌ ــﺎﻟﻰَ﴿ :ﻓ ْﺎرﺗَـ ـﱠدا َﻋَﻠ ــﻰ آﺛَﺎرﻫ َﻣ ــﺎ َﻗ َ
) (2
) (1إﻟﻬﺎم اﻟرﺣﻣن ﻓﻲ ﺣﻞ ﻣﺷ ﻼت اﻟﻘرآن ﻣﺣﻣد ﻋﺑد اﻟﺟ ﺎر اﻟ ﺎﺟور 618/2ط ﻊ ﺎﺟور ﺎﻛﺳﺗﺎن.
) (2ﺳورة اﻟﻛﻬﻒ اﻵ ﺔ .64
) (3ﻣﺧﺗﺎر اﻟﺻﺣﺎح ﻣﺣﻣد ﺑن اﺑو ر اﻟراز 560/1ط ﻊ ﺑﯾروت ﻟﺑﻧﺎن.
21 اﻟﺘﻤﻬﻴﺪ
ﺗﻌر ــﻒ اﻟﻘﺻــﺔ :اﻟﻘﺻــﺔ ﻣــﺎ ﻋرﻓﻬــﺎ اﻷد ــﺎء أن اﻟﻘﺻــﺔ ﺣ ﺎ ــﺔ ﺗــرو ﻧﺛـ ار وﺟﻬــﺎ
ﻣن وﺟوﻩ اﻟﻧﺷﺎ واﻟﺣر ﺔ ﻓﻲ ﺣ ﺎة اﻹﻧﺳﺎن ،وﺗﺗﻧوع اﻟﻘﺻـﺔ إﻟـﻰ ﻋـدة أﻧـواع ﻓﻬﻧـﺎك اﻟﻘﺻـﺔ اﻟواﻗﻌ ـﺔ
واﻟﻘﺻــﺔ اﻟﺗﺎرﺧ ــﺔ واﻟﻘﺻــﺔ اﻟﺳ ﺎﺳ ـ ﺔ واﻟﻘﺻــﺔ اﻷﺳــطورﺔ .ﻓﺎﻟﻘﺻــﺔ ﻓــﻲ اﻟﻘ ـرآن اﻟﻛــرم ﻣــن ﻧــوع
اﻟﻘﺻــص اﻟﺣﻘ ﻘــﻲ ﻷن ﷲ ﺗﻌــﺎﻟﻰ أﺧﺑرﻧــﺎ ﻓﯾﻬــﺎ ﻣــﺎ ﺣﺻــﻞ ﻣــن أﺣــداث واﻗﻌــﺔ ﺟــرت ﻣــﻊ اﻷﻧﺑ ــﺎء
واﻟرﺳﻞ وﻏﯾرﻫم ﻣن اﻷﻣم اﻟﺳﺎ ﻘﺔ ﻣﺛﻞ ﻗﺻـﺔ آدم و وﺳـﻒ وأﻫـﻞ اﻟﻛﻬـﻒ وﺻـﺎﻟﺢ) .(1وﻻ طﻠـ ﻋﻠـﻰ
ﻗﺻــص اﻟﻘـرآن أ ﻣﺻــطﻠﺢ ﻣــن اﺻــطﻼﺣﺎت اﻟﻘﺻــص اﻷدﺑــﻲ ،ﻷن ﻗﺻــص اﻟﻘـرآن ﯾﻠﺗــزم اﻟﺣـ
واﻟﺣﻘ ﻘﺔ ،وﻻ ﻣﺟﺎل ﻓﯾﻬﺎ ﻟﻠزﺎدة واﻟﻧﻘﺻﺎن واﻟﺗﺣو ر.
ﻣــﻧﻬﺞ اﻟﻘﺻــﺔ ﻓــﻲ اﻟﻘ ـرآن اﻟﻛــرم :ﻟﻣــﺎ ﺎﻧــت اﻟﻘﺻــﺔ ﻓــﻲ اﻟﻘ ـرآن ﺗﻬــدف إﻟــﻰ ﻣﻘﺎﺻــد دﯾﻧ ــﺔ
وا ﻣﺎﻧ ــﺔ ﺎﻧــت طر ﻘــﺔ اﻟﻘــص ﻓــﻲ اﻟﻘ ـرآن ﻣﺗﻣﯾ ـزة ﻋــن اﻟﻣــﺄﻟوف ﻓــﻲ ﻫــذا اﻟﻔــن ﻟﻛــﻲ ﯾــﺗﻼءم أﺳــﻠوب
اﻟﻘﺻﺔ ﻣﻊ اﻟوﻓﺎء ﺣ اﻟﻐرض اﻟذ ﺳ ﻘت ﻷﺟﻠﻪ) .(2وﻣـن أﺑـرز ﺳـﻣﺎت اﻟﻣـﻧﻬﺞ اﻟﻘرآﻧـﻲ ﻓـﻲ إﯾـراد
اﻟﻘﺻﺔ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
-اﻟﻘﺻﺔ ﻓﻲ اﻟﻘرآن ﻻ ﺗﺄﺗﻲ ﺑﺗﻣﺎﻣﻬﺎ دﻓﻌﺔ واﺣدة ﺑﻞ ﺗﺄﺗﻲ ﺣﺳب اﻟﻐرض واﻟﻬـدف اﻟـذ ﺗﺳـرد ﻣـن
اﺟﻠـﻪ اﻟﻘﺻـﺔ ،اﺳـﺗﺧراج اﻟﺗوﺟﯾﻬـﺎت واﻟﻌظـﺎت واﻟـدروس اﻟﺗـﻲ ﺗـﺄﺗﻲ ﺑﻬـﺎ اﻟﻘﺻـﺔ ﻣـﺎ ﺟـﺎء ﻓـﻲ ﻗﺻـﺔ
ﻟﻘﻣﺎن.
-إن ﻣــﻧﻬﺞ اﻟﻘﺻــﺔ ﻓــﻲ اﻟﻘـرآن ﯾﺧﺗﻠــﻒ ﺗﻣﺎﻣــﺎ ﻋــن ﻣــﻧﻬﺞ اﻟﻘﺻــﺔ اﻟﻌﺎد ــﺔ ﻓﻬﻧــﺎك ﺧﺻــﺎﺋص ﻣﻌﯾﻧــﺔ
ﺗﻠﺗزﻣﻬﺎ اﻟﻘﺻﺔ ﻓﻲ اﻟﻘرآن وﻣﻧﻬﺎ اﻟﺗﻛرار...
ﺗﻛراراﻟﻘﺻﺔ :أ أن ﺗﺄﺗﻲ ﻗﺻﺔ ﻧﺑﻲ ﻣن اﻷﻧﺑ ﺎء ﻓﻲ أﻛﺛـر ﻣـن ﻣ ـﺎن وﻫـذا اﻟﺗﻛـرار ﻟـ س ﻓـﻲ ﻫ ـﻞ
اﻟﻘﺻــﺔ ٕواﻧﻣــﺎ ــون ﺗﻛـ ار ار ﻣﻼﺋﻣــﺎ ﻟﻠﻐــرض اﻟــذ اﻗﺗﺿــﻰ اﻻﺳﺗﺷــﻬﺎد ﻓ ــﻪ ﻣــﺛﻼ ﻗﺻــﺔ إﺑـراﻫ م ﻋﻠ ــﻪ
اﻟﺳﻼم وردت ﻓﻲ اﻟﻘرآن ﻓﻲ ﻋﺷرن ﻣوﺿـﻌﺎ وﻟﻛـﻞ ﻣوﺿـﻊ ﻋﺑـر ودروس ،وﻫـذا أﺳـﻠوب ﺗﻣﯾـز ﻓ ـﻪ
اﻟﻘرآن اﻟﻛرم وﻫو إن دل ﻋﻠﻰ ﺷﻲء ﻓﻬو ﯾدل ﻋﻠﻰ ﻋظﻣـﺔ ﻫـذا اﻟﺧـﺎﻟ ٕواﻋﺟـﺎز اﻟﻘـرآن اﻟـذ ﺑﻬـر
) (1اﻟﻘﺻص اﻟﻘرآﻧﻲ ﻓﻲ ﻣﻧطﻘوﻩ وﻣﻔﻬوﻣﻪ ﻋﺑداﻟﻛرم اﻟﺧطﯾب ص 50ط ﻊ ﻣط ﻌﺔ اﻟﺳﻧﺔ اﻟﻣﺣﻣد ﺔ ﻣﺻر ﻋﺎم 1964م.
) (2ﻣﺟﻠﺔ اﻟ ﻌث اﻹﺳﻼﻣﻲ ص 67اﻟﻌدد 10اﻟﻣﺟﻠد 48رﺟب ﺷﻌ ﺎن 1424ﻫـ.
22 اﻟﺘﻤﻬﻴﺪ
اﻟﻌــرب ﻋﻠــﻰ اﻟــرﻏم ﻣــن ﻗــوة ﻼﻏــﺗﻬم ﻣــﺎ أن اﻟﺗﻛ ـرار ﻟــم ــﺄت ﻫ ــذا ٕواﻧﻣــﺎ ﻟــﻪ دﻻﻟﺗــﻪ
ٕواﻋﺟﺎزﻩ و ﻼﻏﺗﻪ .(1) ...
-إﻧﻪ إذا رراﻟﻘﺻﺔ زاد ﻓﯾﻬﺎ ﺷﯾﺋﺎ ،أﻻ ﺗر أﻧﻪ ذ ر اﻟﺣ ﺔ ﻓﻲ ﻋﺻﺎ ﻣوﺳﻰ ﻋﻠ ﻪ اﻟﺳﻼم ،وذ رﻫﺎ
ﺎﻫــﺎ َﻓـِﺈ َذا ِﻫــﻲ َﺣﱠـ ٌﺔ ﺗَ ْﺳـ َـﻌﻰ﴾) (2وﻗــﺎل ﺳـ ﺣﺎﻧﻪ وﺗﻌــﺎﻟﻰ:
ﻓــﻲ ﻣوﺿــﻊ آﺧــر ﺛﻌ ﺎﻧــﺎ ،ﻓﻘــﺎل ﺗﻌــﺎﻟﻰَ﴿ :ﻓﺄَْﻟَﻘ َ
َ
ـﺎن ُﻣِﺑــﯾن﴾) (3وﻫــذﻩ ﺳــﻣﺔ ﻣــن ﺳــﻣﺎت اﻟﺑﻠﻐــﺎء ..أن ــرر أﺣــدﻫم ﻓــﻲ ـﻲ ﺛُ ْﻌَـ ٌ﴿ﻓـﺄَﻟﻘﻰ ﻋﺻــﺎﻩ ﻓـِﺈذا ِﻫـ
َ َْ َ َ ُ َ َ َ
ﺧطﺑﺗﻪ أوﻗﺻﯾدﺗﻪ ﻠﻣﺔ ﻟﺻﻔﺔ زاﺋدة.
-وﻫــﻲ أن ﷲ ﺗﻌــﺎﻟﻰ أﻧــزل ﻫــذا اﻟﻘ ـرآن ،وﻋﺟــز اﻟﻘــوم ﻋــن اﻹﺗ ــﺎن ﻣﺛــﻞ آ ــﺔ ﻟﺻــﺣﺔ ﻧﺑــوة ﻣﺣﻣــد
ﺻــﻠﻰ ﷲ ﻋﻠ ــﻪ وﺳــﻠم ،ﺛــم ﺑــﯾن وأوﺿــﺢ اﻷﻣــر ﻓــﻲ ﻋﺟــزﻫم ،ــﺄن ــرر ذ ــر اﻟﻘﺻــﺔ ﻓــﻲ ﻣواﺿــﻊ،
إﻋﻼﻣﺎ ﺄﻧﻬم ﻋﺎﺟزون ﻋن اﻹﺗ ﺎن ﻣﺛﻠﻪ ،ﺄ ﻧظم ﺟﺎءوا و ﺄ ﻋ ﺎرة ﻋﺑروا.
-أن اﻟﻘﺻــﺔ اﻟواﺣــدة ﻣــن ﻫــذﻩ اﻟﻘﺻــص ،ﻘﺻــﺔ ﻣوﺳــﻰ ﻣــﻊ ﻓرﻋــونٕ -وان ظــن أﻧﻬــﺎ ﻻ ﺗﻐــﺎﯾر
اﻷﺧر ،ﻓﻘد ﯾوﺟد ﻓﻲ أﻟﻔﺎظﻬﺎ زﺎدة وﻧﻘﺻﺎن ،وﺗﻘد م وﺗﺄﺧﯾر ،وﺗﻠك ﺣﺎل اﻟﻣﻌﺎﻧﻲ اﻟواﻗﻌـﺔ ﺣﺳـب
ﺗﻠك اﻷﻟﻔﺎ ،ﻓﺈن ﻞ واﺣدة ﻻﺑد وأن ﺗﺧﺎﻟﻒ ﻧظﯾرﺗﻬـﺎ ﻣـن ﻧـوع ﻣﻌﻧـﻰ ازﺋـد ﻓ ـﻪ ،ﻻ ﯾوﻗـﻒ ﻋﻠ ـﻪ إﻻ
ﻣﻧﻬــﺎ دون ﻏﯾرﻫــﺎ .ﻓ ــﺄن ﷲ ﺗﻌــﺎﻟﻰ ﻓــرق ذ ــر ﻣــﺎ دار ﺑﯾﻧﻬﻣــﺎ وﺟﻌﻠــﻪ أﺟ ـزاء ،ﺛــم ﻗﺳــم ﺗﻠــك اﻷﺟ ـزاء
ﻋﻠﻰ ﺗـﺎرات اﻟﺗﻛـرار ﻟﺗوﺟـد ﻣﺗﻔرﻗـﺔ ﻓﯾﻬـﺎ ،وﻟـو ﺟﻣﻌـت ﺗﻠـك اﻟﻘﺻـص ﻓـﻲ ﻣوﺿـﻊ واﺣـد ﻷﺷـﺑﻬت ﻣـﺎ
وﺟــد اﻷﻣــر ﻋﻠ ــﻪ ﻣــن اﻟﻛﺗــب اﻟﻣﺗﻘدﻣــﺔ ،ﻣــن اﻧﻔـراد ــﻞ ﻗﺻــﺔ ﻣﻧﻬــﺎ ﻣوﺿــﻊ ،ﻣــﺎ وﻗــﻊ ﻓــﻲ اﻟﻘـرآن
ﺎﻟﻧﺳـ ﺔ ﻟﯾوﺳــﻒ ﻋﻠ ــﻪ اﻟﺳــﻼم ﺧﺎﺻــﺔ) .(4ﻟﻘــد ﺛــر ﻓــﻲ اﻟﻘـرآن اﻟﻛــرم ﻣــن ﻗﺻــص ﻌــض اﻷﻧﺑ ــﺎء
وأﺣﺎدﯾــث اﻷﻣــم اﻟﺳــﺎ ﻘﺔ ،واﻟﻐــرض ﻣــن ذﻟــك إﻧﻣــﺎ ﻫــو ﺗــذ ﯾر واﺳــﺗدﻻل ،وﻟﻬــذا اﻟﺗــذ ﯾر واﻻﺳــﺗدﻻل
ﻣﺟرﺎت ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ،إذ ﻣ ن اﻻﺳـﺗدﻻل ﻣـن ﻗﺻـﺔ واﺣـدة ﻋﻠـﻰ أﻣـور ﻣﺧﺗﻠﻔـﺔ و ﻣ ـن اﻟﺣﺻـول ﻋﻠـﻰ
ﻣﻧﺎﻓﻊ ﻣﺗﻧوﻋﺔ ،وﻟﻘد أﻋﯾدت ﻗﺻﺔ واﺣدة ﻷﻏراض ﺷﺗﻰ وأﺗﻰ ﺑ ﺎﻧﻬﺎ ﻋدة ﻣرات).(5
وﻫذا اﻟﻬدف اﻟدﯾﻧﻲ ﻟﻠﻘﺻص ،ﻫدف ﻣﻠﺣو وﻣﻘﺻـود ﻓـﻲ ـﺎﻗﻲ اﻟﻘﺻـص اﻟﻘرآﻧـﻲ؛ ﻘﺻـﺔ
آدم ،وﻗﺻــﺔ إﺑـراﻫ م ،وﻗﺻــص ــﺎﻗﻲ اﻷﻧﺑ ــﺎء ﻋﻠــﯾﻬم اﻟﺻــﻼة واﻟﺳــﻼم؛ ﻫــذا ﻧﺎﻫ ــك ﻋﻣــﺎ ﯾ ارﻓـ ﻫــذا
اﻟﻬ ـ ــدف اﻟ ـ ــدﯾﻧﻲ ﻣ ـ ــن ﺗﻧﺎﺳ ـ ــب واﻗﻌ ـ ــﻲ ﻷﺣ ـ ــداث اﻟﻘﺻ ـ ــﺔ ،وﺗﻧﺎﺳـ ـ ـ ﻓﻧ ـ ــﻲ ﻓ ـ ــﻲ ﺳـ ـ ـ ﺎﻗﺎﺗﻬﺎ اﻟﻣﺗﻛ ـ ــررة
واﻟﻣﺗﻌددة).(3
واﻵن ﻧﻧﺗﻘ ــﻞ إﻟ ــﻰ ﺗﺎ ــﺎت ﻋﻠﻣ ــﺎء ﺷـ ـ ﻪ اﻟﻘﺎرةاﻟﻬﻧد ــﺔ_ ﻋﻠﻣ ــﺎء اﻟﺷ ــرق اﻷدﻧ ــﻰ اﻹﺳ ــﻼﻣﻲ_
وﻧﺣﺎول أن ﻧدرس أﻗواﻟﻬم وآراءﻫم ﻓﻲ اﻟﻣوﺿوع ﺛم ﻧﻘﻒ ﻋﻠﻰ أوﺟﻪ اﻟﺗﺷﺎ ﻪ واﻟﺗ ﺎﯾن ﺑﯾن اﻟﻔرﻘﯾن.
ﺗﺣــدث اﻟﺷــﯾﺦ أﺑواﻟﻠﯾــث اﻟﻧــدو ﻋــن اﻟﻘﺻــص وﺗﻛرارﻫــﺎ ﻓــﻲ اﻟﻘـرآن اﻟﻛــرم :ﻟﻘــد ﺛــر ﻓــﻲ اﻟﻘـرآن
اﻟﻛــرم ﻣــن ﻗﺻــص ﻌــض اﻷﻧﺑ ــﺎء وأﺣﺎدﯾــث اﻷﻣــم اﻟﺳــﺎ ﻘﺔ ،واﻟﻐــرض ﻣــن ذﻟــك إﻧﻣــﺎ ﻫــو ﺗــذ ﯾر
واﺳﺗدﻻل ،وﻟﻠﺗذ ﯾر واﻻﺳﺗدﻻل ﻣﺟرﺎت ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ،إذ ﻣ ن اﻻﺳﺗدﻻل ﻣن ﻗﺻـﺔ واﺣـدة ﻋﻠـﻰ أﻣـور
ﻣﺧﺗﻠﻔــﺔ ،و ﻣ ــن اﻟﺣﺻــول ﻋﻠــﻰ ﻣﻧــﺎﻓﻊ ﻣﻧوﻋــﺔ ،ﻓﻠﻘــد أﻋﯾــدت ﻗﺻــﺔ واﺣــدة ﻷﻏ ـراض ﺷــﺗﻰ وأﺗــﻰ
ﺑ ﺎﻧﻬﺎﻋــدة ﻣـراتٕ ،وان ﺗﺄﻣــﻞ ﻓﯾﻬــﺎ أﺣــد ــﺎﻟﻧظر إﻟــﻰ ﺳـ ﺎﻗﻬﺎ اﺗﺿــﺣت ﻟــﻪ أﻏـراض ذ رﻫــﺎٕ ،وان أﻣ ــن
) (1ﺳﯾد ﻗطب ﺑن إﺑراﻫ م :ﻣﻔ ر إﺳﻼﻣﻲ ﻣﺻر ) 1387 - 1324ﻫـ 1967 - 1906/م(.
ﻣن ﻣواﻟﯾد ﻗرﺔ )ﻣوﺷﺎ( ﻓﻲ أﺳﯾو ﺗﺧرج ﻠ ﺔ دار اﻟﻌﻠوم وﻋﻣﻞ ﻓﻲ ﺟردة اﻻﻫرام.
و ﺗ ــﻪ ﺛﯾـرة ﻣطﺑوﻋــﺔ ﻣﺗداوﻟــﺔ ،ﻣﻧﻬــﺎ؛ )اﻟﻧﻘــد اﻻدﺑــﻲ ،أﺻــوﻟﻪ وﻣﻧﺎﻫﺟــﻪ( و)اﻟﻌداﻟــﺔ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋ ــﺔ ﻓــﻲ اﻻﺳــﻼم( و)اﻟﺗﺻــو ر اﻟﻔﻧــﻲ ﻓــﻲ
اﻟﻘرآن( و)ﻣﺷﺎﻫد اﻟﻘ ﺎﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﻘرآن( و) ﺗب وﺷﺧﺻ ﺎت( و)أﺷواك( و)اﻻﺳﻼم وﻣﺷ ﻼت اﻟﺣﺿـﺎرة( و)اﻟﺳـﻼم اﻟﻌـﺎﻟﻣﻲ واﻻﺳـﻼم(
و)اﻟﻣﺳﺗﻘﺑﻞ ﻟﻬذا اﻟدﯾن( و)ﻓﻲ ظﻼل اﻟﻘرآن( و)ﻣﻌﺎﻟم ﻓﻲ اﻟطر ( .أﻧظر ﻟﺗرﺟﻣﺗﻪ :اﻷﻋﻼم ﻟﻠزر ﻠﻲ .147/3
) (2أﻧظر ﻓﻲ ظﻼل اﻟﻘرآن ﺳﯾد ﻗطب 64/1اﻟط ﻌﺔ اﻟﺧﺎﻣﺳﺔ 1967م.
) (3أﻧظر اﻟﻣﺻدر اﻟﺳﺎﺑ .64/1
24 اﻟﺘﻤﻬﻴﺪ
أن ﻗﺻﺔ ذ رت ﻓﻲ ﻣ ﺎن ﻟﻐرض -وﻻﻧﻘـص ﻓ ـﻪ -ﺟـﺎءت أ ﺿـﺎ ﻓـﻲ ﻣ ـﺎن آﺧـر ﻟـﻧﻔس
اﻟﻬدف ،وﻟﻛن اﻟﻣﺗﺄﻣﻞ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﺗﻛرار طﻠـﻊ ﻋﻠـﻰ أن ـﻞ ﻗﺻـﺔ ﺟـﺎءت ﻓـﻲ ﺳـور ﻣﺧﺗﻠﻔـﺔ ،وﻟﻛﻧﻬـﺎ
ذ ـــرت ﻓـــﻲ ـــﻞ ﻣوﺿـــﻊ ﺄﺳـــﻠوب ﺟدﯾـــد وﻋ ـــﺎرة ﻣﺧﺗﻠﻔـــﺔ) .(1ﻣـــﺛﻼ إن ﻗﺻـــﺔ آدم ﻋﻠ ـ ــﻪ اﻟﺳـ ــﻼم
واﻟﺷ طﺎن ﻟم ﺗرد ﻓﻲ اﻟﻘرآن اﻟﻛرم ﻣرة أوﻣرﺗﯾن ﺑﻞ ﻓﻲ ﺳ ﻌﺔ أﻣﺎﻛن ،وﻟﻛن وﺟـﻪ ﻣﺟـر اﻻﺳـﺗدﻻل
ﻣﻧﻔﺻ ــﻞ ﻋ ــن اﻵﺧ ــر ﻓ ــﻲ ــﻞ ﻣوﺿ ــﻊ ،ﻓﻘ ــد اﺧﺗﻠ ــﻒ ﻓ ــﻲ ــﻞ ﻣوﺿ ــﻊ اﻷﺳ ــﻠوب واﻟ ــﻧص واﻟﻌ ــﺎرة
واﻟﺗﻌﺑﯾر ،واﺳﺗدل ﻣن ﻗﺻﺔ واﺣدة ﻋﻠﻰ ظواﻫر ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻣن ﺟﻬـﺎت ﻣﺗﻌـددة ،ﻓﻠـذﻟك وﻗـﻊ اﻟﺗﻐﯾـر ﻓـﻲ
اﻷﺳﻠوب واﻟﻧﻘص أواﻟزﺎدة ﻓﻲ اﻟﻣﺗون ،ﻷن ﻣراﻋﺎة ﻣﻘﺗﺿﻰ اﻟظﺎﻫر ﻣن أﺻﻞ اﻟ ﻼﻏﺔ).(2
وﺗﻛﻠــم اﻟد ﺗورﻣﺣﻣــد ﺣﻣﯾــد ﷲ ،ﻋــن ﺣ ﻣــﺔ ﺗﻛ ـرار اﻟﻘﺻــص ﻓــﻲ اﻟﻘ ـرآن اﻟﻛــرم وﺟﻌــﻞ ﻏرﺿــﻪ
اﻹﻧــذار واﻟﺗﺧو ــﻒ ،أﺷــﺎر ﻓــﻲ ﻣﻘــﺎل ﻟــﻪ ﻗــﺎﺋﻼ :اﻹﻧــذار واﻟﺗﺧو ــﻒ ﻣــن أﻫــداف اﻟﻘﺻــص اﻟﻘرآﻧــﻲ
اﻟﻌظـ م ،ﻷن اﻟﻛﻔــﺎر ﻫــم اﻟــذﯾن ــذﺑوا اﻟرﺳــول ﻋﻠ ــﻪ اﻟﺳــﻼم ،وﻋــذﺑوﻩ ﺛــم ﺣــﺎروﻩ ،وﻫــم اﻟــذﯾن ﻣ ــروا
ﺛ ــم ﯾواﺻ ــﻞ اﻟﻛ ــﻼم و ﻘ ــول :أﺗﻛﻔ ــﻲ ) (3
ﺑرﺳ ــول ﷲ ﻟ ﻘﺗﻠ ــوﻩ أو ﯾﺧرﺟ ــوﻩ ...ﺛ ــم ﻗﺎﻟوا...ﻗﺎﻟوا...ﻗ ــﺎﻟو...
ﻫؤﻻء زﺟزة واﺣدة؟ أﺗﻧﺻﺣﻬم ﻣﻘﺎﻟﺔ؟ وﺗﻠﯾن ﻗﻠو ﻬم ﻣوﻋظﺔ؟
إن ﻣﺛﻞ ﻫؤﻻء اﻟﻘوم ﺣﺎﺟﺔ إﻟﻰ ﺗﻛرار اﻟطرق اﻟﺗـﻲ ﻻ ﯾﻠـﯾن اﻟﺣدﯾـد إﻻ ـﻪ وﻻ ﻔﺗـت اﻟﺻـﺧر إﻻ
ﺄﺷدﻩ .وﻟذا ﺗواﻟت اﻟﻧذر وﺗﻛررت اﻟزواﺟر ﺗﻠﻔﺗﻬم إﻟﻰ ﻣﺻﯾر اﻟﻣ ذﺑﯾن ﻣن اﻟﺳﺎ ﻘﯾن).(4
ﻘـول ﻋﺑﯾــد ﷲ ﻓﻬــد :ظﻬــر ﻣــن اﻟﺗﻛـرار أﻋﻠـﻰ درﺟــﺔ اﻟ ﻼﻏــﺔ ،اﻟﺧﺎرﺟــﺔ ﻋــن طﺎﻗــﺔ اﻟ ﺷــر ،ﻷن
ﻞ ﻗﺻﺔ وردت ﻓﻲ اﻟﻘرآن اﻟﻛرم ﺗﺟدﻫﺎ ﻓﻲ ﻞ ﻣوﺿﻊ ﺄﺳﻠوب ﺟدﯾد ﻣﻐﺎﯾر ﻟﻣﺎ ﺳﺑ ،و ﻧﺎﺳب
اﻟﻣ ﺎن اﻟذ ذ ر ﻷﺟﻠﻬـﺎ اﻟﻘﺻـﺔ ،و ظﻬـر ﻣـن ﻫـذا وﺟـود آداب اﻟﻘ ارﻧـﻲ ﻓـﻲ ﻣﻌﺎﻟﺟﺗـﻪ ـﻞ ﻣوﺿـوع
ﻓﻲ ﻣﻘﺎﻣﻪ.(5)..
واﻟﻐــرض ﻣــن اﻟﺗﻛ ـرار ﻫــو ﺗﺛﺑﯾــت اﻟﻣﻌــﺎﻧﻲ اﻟﺗــﻲ ﯾ ـراد ﺣﻔظﻬــﺎ ﻓــﻲ اﻟــذﻫن ،ﻷن ﻓﺎﺋــدة اﻟﺗﻛرارﻫــو
اﻟﺗو ﯾد وﺗﻘرر اﻟﻣﻌﺎﻧﻲ ﻓﻲ اﻷذﻫﺎن.
ﺧﺗﺎﻣﺎ ،إﻟﻰ أن ِﻣـن اﻟﻘﺻـص اﻟﻘرآﻧـﻲ ﻣـﺎ ﻻ ـﺄﺗﻲ إﻻ ﻣـرة واﺣـدة ،ﻣﺛـﻞ ﻗﺻـﺔ ﻟﻘﻣـﺎن، وأﺷﯾر ً
وﻗﺻــﺔ أﺻــﺣﺎب اﻟﻛﻬــﻒ؛ وﻗﺻــﺔ ﺳــﯾدﻧﺎ ﯾوﺳــﻒ ,وﻗﺻــﺔ ﻫــﺎرون وﻗﺻــﺔ ﻣﻠــك ﺳ ـ ﺄ .وﻣﻧــﻪ ﻣــﺎ ــﺄﺗﻲ
ﻣﺗﻛرر ﺣﺳب ﻣﺎ ﺗدﻋو إﻟ ﻪ اﻟﺣﺎﺟﺔ ،وﺗﻘﺗﺿ ﻪ اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ ،وﻻ ون ﻫذا اﻟﻣﺗﻛرر ﻋﻠـﻰ وﺟـﻪ واﺣـد،
ًا
ﺑﻞ ﯾﺧﺗﻠﻒ ﻓﻲ اﻟطول واﻟﻘﺻر ،واﻟﻠﯾن واﻟﺷدة ،وذ ر ﻌض ﺟواﻧب اﻟﻘﺻﺔ ﻓﻲ ﻣوﺿﻊ دون آﺧـر.
ٕوان ﻣــن اﻟﺣ ﻣــﺔ ﻓــﻲ ﻫــذا اﻟﺗﻛ ـرار؛ ﺑ ــﺎن أﻫﻣ ــﺔ ﺗﻠــك اﻟﻘﺻــﺔ ،ﻷن ﺗﻛرارﻫــﺎ ﯾــدل ﻋﻠــﻰ اﻟﻌﻧﺎ ــﺔ ﺑﻬــﺎ
وﺗو ﯾدﻫﺎ؛ ﻟﺗﺛﺑت ﻓﻲ ﻗﻠـوب اﻟﻧـﺎس ،وﻣـن اﻟﺣ ﻣـﺔ ﻓـﻲ ﻫـذا اﻟﺗﻛـرار ﻣ ارﻋـﺎة اﻟـزﻣن وﺣـﺎل اﻟﻣﺧـﺎطﺑﯾن
ﺑﻬﺎ ،وﻟﻬذا ﻧﺟد ِ
اﻹﯾﺟﺎز واﻟﺷدة ﻏﺎﻟًﺎ ﻓ ﻣﺎ أﺗﻰ ﻣن اﻟﻘﺻص ﻓﻲ اﻟﺳور اﻟﻣ ـﺔ ،واﻟﻌ ـس ﻓ ﻣـﺎ أﺗـﻰ
ﻓﻲ اﻟﺳور اﻟﻣدﻧ ﺔ ،ﻓﺿﻼً ﻋﻣﺎ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﺗﻛرار ﻣن ظﻬور ﺻدق اﻟﻘرآن ،وأﻧﻪ ﻣـن ﻋﻧـد ﷲ ﺗﻌـﺎﻟﻰ،
ﺣﯾــث ﺗــﺄﺗﻲ ﻫــذﻩ اﻟﻘﺻــص ﻋﻠــﻰ رﻏــم ﺗﻛرارﻫــﺎ ﻋﻠــﻰ أﺗــم وﺟــﻪ ،وأﻓﺿــﻞ ﺗﻧﺎﺳــب ،دون ﺗﻧــﺎﻗض ﻓــﻲ
اﻟﻣﺿﻣون ،أوﺗﻌﺎرض ﻓﻲ ﺳرد اﻟﺣدث اﻟﻘﺻﺻﻲ).(2
) (1ﯾﻧظرﻣﺟﻠﺔ ﺗﺣﻘ ﻘﺎت اﺳﻼﻣﻲ ﻣﻘﺎل ﻋﺑﯾد ﷲ ﻓﻬد ص 50ﯾﻧﺎﯾر ﻣﺎرس 1985ﻋﻠﻰ رﻫـ اﻟﻬﻧد.
) (2اﻟﻣﺻدر اﻟﺳﺎﺑ ص .51
28 اﻟﺘﻜﺮار ﰲ ﻛﺘﺎ ت اﻟﻌﺮب )دراﺳﺔ ﻧﻈﺮﻳﺔ(
اﻟﺒﺎب اﻷول
اﻟﻤﺒﺤﺚ اﻷول:
اﻟﻌرب)ﺩﺭﺍﺳﺔ ﻧﻅﺭﻳﺔ( اﻟﺗﻛرار ﻓﻲ اﻟﻘرآن اﻟﻛر م ﻓﻲ ﺿوء ﺗﺎ ﺎت
اﻟﻣطﻠب اﻷول :اﻟﺗﻛرار ﺳرد ﺗﺎر ﺧﻲ
ﻓﻲ اﻟﻘرآن اﻟﻛرم ﻗﺻص ﺗﻛررت أﻛﺛر ﻣن ﻣرة ،وآ ـﺎت ﺗـرددت ﻓـﻲ ﻣواﺿـﻊ ﻋدﯾـدة ،وأﻟﻔـﺎ
وردت ﻓــﻲ ﻣ ـواطن ﻣﺗﻌــددة ،وﻏﯾــر ذﻟــك ﻣــن ﺗﺳــﺎؤﻻت ﻣﺣورﻫــﺎ اﻟﺗﻛ ـرار ﻓــﻲ اﻟﻘــرآن ،ﻫــذا اﻟﻣوﺿــوع
ﺛر اﻟﺣدﯾث ﻋﻧﻪ ،وﺗﻌـدد اﻟﻠﻐـو ﻓ ـﻪ ،وأﺛﯾـرت اﻟﺷـﺑﻬﺎت ﺣوﻟـﻪ ،وﻗﺎﻣـت اﻟـدﻧ ﺎ ﻷﺟﻠـﻪ وﻟـم ﺗﻘﻌـد اﻟذ
ﻌـ ُـد ،ﻟـ س طﻠًــﺎ ﻟﻠﺣﻘ ﻘــﺔ ،وﻻ ﺣًــﺎ ﻓــﻲ اﻟﻌﻠــم وﻣﻌرﻓﺗــﻪ ،ﺑــﻞ ﻟﻣﺟــرد اﻟﺗﺷـ ك واﻟﺗﺛﺑـ ط ﻓﺣﺳــب...ﻓﻣﺎ
ﺣﻘ ﻘ ــﺔ اﻟﺗﻛـ ـرار اﻟواﻗ ــﻊ ﻓ ــﻲ ﺗ ــﺎب ﷲ ،وﻣ ــﺎ ﻫ ــو ﻓ ﺻ ــﻞ اﻟﻘ ــول ﻓ ــﻪ ،وﻣ ــﺎ ﻣ ــد ﺻ ــدق ﻣ ــﺎ ﻘوﻟ ــﻪ
اﻟﻣﺷ ون :إن اﻟﻘـرآن إذا ُﺣـذف ﻣﻧـﻪ اﻟﻣ ـرر ﻟـم ﯾﺑـ ﻣﻧـﻪ إﻻ اﻟﻘﻠﯾـﻞ؟ ﺗﻌـﺎﻟﻰ ﷲ ﻋﻣـﺎ ﻘوﻟـون ﻋﻠ ًـوا
ﺿــﺎ ،ﺳ ـواء ﺑﯾـ ًا
ـر .إن اﻟﺗﻛ ـرار ﻓــﻲ اﻟﻘ ـرآن اﻟﻛــرم أﻣــر واﻗــﻊ ﻻﺷــك ﻓ ــﻪ ،وﻫــو ﺣ ـ ﻻ ر ــب ﻓ ــﻪ أ ً
ظﻬرت ﻟﻧﺎ اﻟﺣ ﻣﺔ ﻣن وراء ﻫذا اﻟﺗﻛرار أم ﻟم ﺗظﻬر).(1
وﻟذﻟك ﻧﺟـد أن اﻟﺗﻛـرار ورد ﻓـﻲ اﻟﻘـرآن ﺛﯾ ًـرا ،وﻣـﻊ أن اﻷﺳـﻠوب ﻓـﻲ اﻟﻛـﻼم اﻟﻌـﺎد ﻗـد ﻻ ﺳـﻠم
ﻣﻌــﻪ ﻣــن اﻟﻘﻠ ـ واﻻﺿــطراب ،إﻻ أﻧــﻪ ﺟــﺎء ﻓــﻲ ــﻼم ﷲ ُﻣ ْﺣ َ ًﻣــﺎ .وﻟﻛــون ﻫــذﻩ اﻟظــﺎﻫرة ــﺎرزة ﻓــﻲ
اﻟﻣﻔﺳــرون واﻟ ﻼﻏﯾــون ،و ّﯾﻧـوا ﺟــزًءا ﻣــن أ ﻌﺎدﻫــﺎ ودﻻﻻﺗﻬــﺎ ﻋﻠــﻰ اﺧــﺗﻼف
ّ اﻟﻘـرآن ،ﻓﻘــد ﺗﻌـ ّـرض ﻟﻬــﺎ
ﻣواﻗﻌﻬــﺎ ،ﻣــﺎ ﺣــﺎوﻟوا اﻟﺗﻌـ ّـرف ﻋﻠــﻰ ﻣﺣﺎورﻫــﺎ وأﻧﻣﺎطﻬــﺎ اﻟﺗــﻲ ﺗﻣّﺛﻠــت ﻓــﻲ ﺗﻛ ـرار ﺣــروف و ﻠﻣــﺎت،
وﺗﻛ ـ ـرار ﺑـ ــدا ﺎت وﻓواﺻـ ــﻞ ،وﺗﻛ ـ ـرار ﺟﻣـ ــﻞ وآ ـ ــﺎت ،وﺗﻛ ـ ـرار ﻗﺻـ ــص وأﻧ ـ ــﺎء .(2)...ﺷـ ــﯾر اﻹﻣـ ــﺎم
اﻟزﻣﺧﺷــر إﻟــﻰ أﻫﻣ ــﺔ اﻟﺗﻛـرار ﻗــﺎﺋﻼ :ــﻞ ﺗﻛر ــر ﺟــﺎء ﻓــﻲ اﻟﻘـرآن ﻓﻣطﻠــوب ــﻪ ﺗﻣ ــﯾن اﻟﻣ ــرر ﻓــﻲ
اﻟﻧﻔوس وﺗﻘر رﻩ) .(3وﺟﻌﻠﻪ ﻣﺑدأ ﻋﺎﻣﺎ...
) (1اﻟﺗﻛرار ﻼﻏﺔ د.اﺑرﻫ م ﻣﺣﻣد اﻟﺧوﻟﻲ ص 5ط ﻊ اﺻدار اﻟﺷر ﺔ اﻟﻌر ﺔ.
) (2ﯾﻧظر اﻟﻣﺻدر اﻟﺳﺎﺑ ص .36
اﻟد َﯾﻧور )276 - 213ﻫـ889 - 828 ،م( أﺑوﻣﺣﻣد ﻋﺑـدﷲ ﺑـن ﻣﺳـﻠم ﺑـن ﻗﺗﯾ ـﺔ اﻟ ِّـد ِ
ﯾﻧور .ﻋـﺎﻟم وﻓﻘ ـﻪ وأدﯾـب وﻧﺎﻗـد ِ
) ( اﺑن ﻗﺗﯾ ﺔ ّ
3
ـوﻋﻲ اﻟﻣﻌرﻓــﺔ ،و ﻌــد ﻣــن أﻋــﻼم اﻟﻘــرن اﻟﺛﺎﻟــث ﻟﻠﻬﺟـرة .وﻟــد ﺎﻟﻛوﻓــﺔ ،ﺛــم اﻧﺗﻘــﻞ إﻟــﻰ ﻐــداد ،ﺣﯾــث اﺳــﺗﻘر ﻋﻠﻣــﺎء اﻟ ﺻـرة
وﻟﻐــو ،ﻣوﺳـ ﱡ
30 اﻟﺘﻜﺮار ﰲ ﻛﺘﺎ ت اﻟﻌﺮب )دراﺳﺔ ﻧﻈﺮﻳﺔ(
و ﻞ ﻣن ﯾﺗﺻـﻔﺢ ﺗﺎ ـﻪ ﻌـرف ﻣـد إﻟﻣـﺎم اﻟﺷـﯾﺦ ) (1
اﻟﻘرآن" وﺗرﺟﻣﺗﻪ " ﺎب ﺗﻛ ارراﻟﻛﻼم واﻟزﺎدة ﻓ ﻪ"
ﺎﻟﻘﺿ ﺔ آﻧذاك ،و وﺣﻲ ﺄن ﻣوﺿوع اﻟﺗﻛرار ﺎن ﻣن اﻟﻣﺳـﺎﺋﻞ اﻟﻣﺷـ ﻠﺔ اﻟﺗـﻲ أﺛﯾـرت ﺣـول أﺳـﻠوب
اﻟﻘـ ـرآن ،و ــﺎن ﻋﻠ ــﻰ اﻟﻌﻠﻣ ــﺎء أن ﺷ ــﻔوا ﻋ ــن اﻟﻘﻧ ــﺎع و ﺟﻠوﻫ ــﺎ ﻟﻠﻧ ــﺎس ،ــﻲ ﯾﺗﺿ ــﺢ اﻟﻣﺳ ــﺄﻟﺔ ﻓ ــﻲ
أذﻫﺎﻧﻬم.
وﻧﺟد اﻹﻣﺎم ﯾﺗﺣدث ﻋن اﻟﺗﻛرار ﻓﻲ اﻟﻣﻘدﻣﺔ ﻌـد أن ﻓـرغ ﻣـن ﺣدﯾﺛـﻪ ﻋـن اﻟﻌر ـﺔ وﻣـذاﻫب
أﻫﻠﻬــﺎ وطـرﻗﻬم ﻓــﻲ اﻟﺑ ــﺎن "وﻗــد اﻋﺗــرض ﺗــﺎب ﷲ ــﺎﻟطﻌن ﻣﻠﺣــدون وﻟﻐـوا ﻓ ــﻪ وﻫﺟــروا واﺗ ﻌـوا)ﻣــﺎ
ﺗﺷﺎ ﻪ ﻣﻧﻪ اﺑﺗﻐﺎء اﻟﻔﺗﻧﺔ واﺑﺗﻐﺎء ﺗﺄو ﻠﻪ( ﺄﻓﻬﺎم ﻠﯾﻠﺔ وأ ﺻﺎرﻋﻠﯾﻠﺔ وﻧظر ﻣدﺧول ،ﻓﺣرﻓـوا اﻟﻛﻠـم ﻋـن
ﻣواﺿـ ــﻌﻪ وﻋـ ــدﻟوﻩ ﻋـ ــن ﺳـ ــﺑﻠﻪ ﺛـ ــم ﻗﺿ ـ ـوا ﻋﻠ ـ ــﻪ ﺎﻟﺗﻧـ ــﺎﻗض واﻻﺳـ ــﺗﺣﺎﻟﺔ ،واﻟﻠﺣـ ــن ،وﻓﺳـ ــﺎد اﻟـ ــﻧظم
واﻻﺧﺗﻼف ،وأدﻟوا ﻓﻲ ذﻟـك ﻌﻠـﻞ ،ر ﻣـﺎ أﻣﺎﻟـت اﻟﺿـﻌﯾﻒ اﻟﻐﻣـر ،واﻟﺣـدث اﻟﻐـر واﻋﺗرﺿـت ﺎﻟﺷـ ﻪ
ﻓﻲ اﻟﻘﻠوب وﻗدﺣت ﺎﻟﺷ وك ﻓﻲ اﻟﺻدور).(2
ﯾــﻒ ﺻـور ﻟﻧــﺎ اﺑـن ﻗﺗﯾ ــﺔ اﻟﺣﺎﻟـﺔ اﻟﺗــﻲ أﻟـﻒ ﻓﯾﻬــﺎ ﺗﺎ ـﻪ ،وأظﻬــر ﻟﻧـﺎ اﻟﺟــو اﻟﻌـﺎم اﻟــذ ﻧـر
ﺎن ﺳﺎﺋدا ﻓﻲ ذﻟك اﻟزﻣن وأ ﺎن ﻋن ﺟﺎﻧب ﻣن اﻟﺣ ﺎة اﻟﺛﻘﺎﻓ ﺔ واﻟﻔ رﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ آﻧذاك.
ﻓﻘﺎم اﻹﻣﺎم وأد ﻣـﺎ ﻋﻠ ـﻪ ﻣـن ﺣـ اﻟـدﻓﺎع ﻋـن ﺗـﺎب ﷲ ،ﻣﺷـﯾ ار إﻟـﻰ ذﻟـك ﻗـﺎﺋﻼ :ﻓﺄﺣﺑﺑ ُ
ـت
أن أﻧﺿــﺢ ﻋــن ﺗــﺎب ﷲ ،وأرﻣــﻲ ﻣــن و ارﺋــﻪ ــﺎﻟﺣﺟﺞ اﻟﻧﯾــرة واﻟﺑــراﻫﯾن اﻟﺑﯾﻧــﺔ وأﻛﺷــﻒ ﻟﻠﻧــﺎس ﻣــﺎ
إذن ﻫــذا ﺣــرب ﻣﺳــﺗﻣر ﻻ ﻧﻬﺎ ــﺔ ﻟــﻪ ﯾﻠ ﺳــون ،ﻓﺄﻟﻔـ ُ
ـت ﻫــذا اﻟﻛﺗــﺎب ﺟﺎﻣﻌــﺎ ﻟﺗﺄو ــﻞ ﻣﺷـ ﻞ اﻟﻘـرآن".
) (3
واﻟﻛوﻓﺔ ،ﻓﺄﺧذ ﻋﻧﻬم اﻟﺣدﯾث واﻟﺗﻔﺳﯾر واﻟﻔﻘﻪ واﻟﻠﻐﺔ واﻟﻧﺣو واﻟﻛﻼم واﻷدب واﻟﺗﺎرﺦ ،ﻣﺛﻞ أﺑﻲ ﺣﺎﺗم اﻟﺳﺟﺳﺗﺎﻧﻲ ٕواﺳﺣﺎق ﺑـن راﻫو ـﻪ
وأﺑـﻲ اﻟﻔﺿــﻞ اﻟرﺎﺷـﻲ وأﺑــﻲ إﺳـﺣﺎق اﻟز ــﺎد واﻟﻘﺎﺿـﻲ ﺣﯾــﻰ اﺑـن أﻛــﺛم واﻟﺟـﺎﺣظ ،وﻟﻬــذا اﻋﺗﺑـر اﺑــن ﻗﺗﯾ ـﺔ إﻣــﺎم ﻣدرﺳـﺔ ﻐداد ــﺔ ﻓــﻲ
اﻟﱠﻧﺣو وﱠﻓﻘت ﺑﯾن آراء اﻟﻣدرﺳﺗﯾن اﻟ ﺻرﺔ واﻟﻛوﻓ ﺔ .ﻣﺎ ﻋﺎﺻر ﻗوة اﻟدوﻟﺔ اﻟﻌ ﺎﺳ ﺔ ،وﺻـراع اﻟﺛﻘﺎﻓـﺎت اﻟﻌر ـﺔ واﻟﻔﺎرﺳـ ﺔ واﻷﺟﻧـﺎس
اﻟﻌر ﺔ وﻏﯾر اﻟﻌر ﺔ ،وﻣﺎ أﺳﻔر ﻋﻧﻪ ﻣن ظﻬـور اﻟﺣر ـﺔ اﻟﺷـﻌو ﺔ وﻣﻌـﺎداة ـﻞ ﻣـﺎﻫو ﻋر ـﻲ .ﻣـﺎ ﻋﺎﺻـر ﺻـﻌود اﻟﻔ ـر اﻻﻋﺗ ازﻟـﻲ
وﺳﻘوطﻪ .ﻓ ﺎن ﻟﻛﻞ ذﻟك ﺗﺄﺛﯾرﻩ ﻓﻲ ﻣﻌﺎﻟم ﺗﻔ ﯾرﻩ ،وﺗﺟدﯾد ﻣوﺿوﻋﺎت ﺗ ﻪ ﻣﺎ ظﻬر ﻓﻲ ﻣؤﻟﻔﺎﺗﻪ.
وﻣــن ﺗ ــﻪ اﻷدﺑ ــﺔ واﻟﻠﻐو ــﺔ :أدب اﻟﻛﺎﺗــب؛ اﻟﺷــﻌر واﻟﺷــﻌراء؛ ﺻــﻧﺎﻋﺔ اﻟﻛﺗﺎ ــﺔ؛ آﻟــﺔ اﻟﻛﺎﺗــب؛ اﻟﻣﺳــﺎﺋﻞ واﻷﺟو ــﺔ؛ اﻷﻟﻔــﺎ اﻟﻣﻐر ــﺔ
ﺎﻷﻟﻔﺎ اﻟﻣﻌرﺔ؛ ﺗﺎب اﻟﻣﻌﺎﻧﻲ اﻟﻛﺑﯾر؛ ﻋﯾون اﻟﺷﻌر؛ ﺗﺎب اﻟﺗﻘﻔ ﺔ وﻏﯾرﻫﺎ.
ﻋﺎﻟﻣـﺎ ﻣوﺳـوﻋًﺎ ،ﻓﻬـو اﻟﻌـﺎﻟم اﻟﻠﻐـو اﻟﻧﺎﻗـد اﻟﻣـﺗﻛﻠم اﻟﻔﻘ ـﻪ اﻟﻧﺣـو .وﺗﻌـود وﻟﺗﻌدد اﻫﺗﻣﺎﻣﺎت اﺑن ﻗﺗﯾ ـﺔ وﺗﻧـوع ﻣوﺿـوﻋﺎت ﺗ ـﻪُ ،ﻌـﱡد ً
ﺷــﻬرﺗﻪ ﻓــﻲ اﻟﺗــﺎرﺦ واﻷدب إﻟــﻰ ﺗﺎ ــﻪ اﻟﺷــﻌر واﻟﺷــﻌراء ،و وﺟــﻪ ﺧـ ّ
ـﺎص إﻟــﻰ ﻣﻘدﻣــﺔ ﻫــذا اﻟﻛﺗــﺎب ،وﻣــﺎ أﺛــﺎر ﻓﯾﻬــﺎ ﻣــن ﻗﺿــﺎ ﺎ ﻧﻘد ــﺔ.
أﻧظر ﻟﺗرﺟﻣﺗﻪ ﻐ ﺔ اﻟوﻋﺎة .63/2واﻷﻋﻼم ﻟﻠزر ﻲ .156/1
) (1ﺗﺎو ﻞ ﻣﺷ ﻞ اﻟﻘرآن اﺑن ﻗﺗﯾ ﺔ ص 232ت اﻟﺳﯾد اﺣﻣد ﺻﻘر ط ﻊ ﺛﺎﻧ ﺔ دار اﻟﺗراث ﺎﻟﻘﺎﻫرة.
) (2ﺗﺎو ﻞ اﻟﻣﺷ ﻞ اﺑن ﻗﺗﯾ ﺔ ص .22
) (3ﺗﺄو ﻞ ﻣﺷ ﻞ اﻟﻘرآن ص .32
31 اﻟﺘﻜﺮار ﰲ ﻛﺘﺎ ت اﻟﻌﺮب )دراﺳﺔ ﻧﻈﺮﻳﺔ(
ﺑــﯾن اﻟﺟﺑﻬﺗــﯾن؛ ﺟﺑﻬــﺔ اﻟﻛﺎﺋــدﯾن اﻟطــﺎﻋﻧﯾن ،وﺟﺑﻬــﺔ اﻟﺣﻣــﺎة اﻟﻣــداﻓﻌﯾن ،وﻣــﺎ دار ﺑﯾــﻧﻬم ﻣــن اﻟﻣﻌر ــﺔ
ﺳﺟﻠﻬﺎ ﻟﻧﺎ اﻟﺗﺎرﺦ ﻋﺑر اﻟﻌﻬود.
وﻧورد ﻫﻧﺎ ﻣﺎ أوردﻩ اﻹﻣﺎم ﻋﻧدﻣﺎ ﺗﺣدث ﻋن اﻟﺗﻛرار ﺄﺳﻠو ﻪ ﻫـو واﻋﺗﺑـرﻩ ﻋرﻓـﺎ ﻟﻐو ـﺎ ﻋر ـﺎ
ﻗ ــﺎﺋﻼ :ﺗﻛـ ـرار اﻟﻛ ــﻼم ﻣ ــن ﺟ ــﻧس واﺣ ــد ،و ﻌﺿ ــﻪ ﯾﺟ ــزئ ﻋ ــن ﻌ ــض ،ﺗﻛـ ـ اررﻩ ﻓ ــﻲ ﴿ﻗُ ـ ْـﻞ َ أَﻳﱡـ َﻬ ــﺎ
آﻻ ِء َرﺑِّ ُﻜ َﻤــﺎ ﺗُ َﻜ ـ ِّﺬ َ ِن﴾) (2ﻓﻘــد أﻋﻠﻣﺗــك أن اﻟﻘ ـرآن ﻧــزل ِ ِ
اﻟْ َﻜــﺎﻓ ُﺮو َن﴾ وﻓــﻲ ﺳــورة اﻟــرﺣﻣن ﻘوﻟــﻪ ﴿ﻓَﺒ ـﺄ ِّ
َي َ
) (1
ﺑﻠﺳــﺎن اﻟﻘــوم ،وﻣــن ﻣــذاﻫﺑﻬم اﻟﺗﻛـرار إرادة اﻟﺗو ﯾــد واﻹﻓﻬــﺎم ،ﻣــﺎ أن ﻣــن ﻣــذاﻫﺑﻬم اﻻﺧﺗﺻــﺎر إرادة
اﻟﺗﺧﻔﯾﻒ واﻹﯾﺟﺎز ،ﻷن اﻓﺗﻧﺎن اﻟﻣﺗﻛﻠم واﻟﺧطﯾب ﻓﻲ اﻟﻔﻧون وﺧروﺟﻪ ﻋـن ﺷـﻲء إﻟـﻰ ﺷـﻲء أﺣﺳـن
ﻣن اﻗﺗﺻﺎرﻩ ﻓﻲ اﻟﻣﻘﺎم ﻋﻠﻰ ﻓن واﺣد.
وﻗد ﻘول اﻟﻘﺎﺋﻞ ﻟﻠرﺟﻞ :اﻋﺟﻞ اﻋﺟـﻞ ،وﻟﻠ ارﻣـﻲ ارم ارم ...ـﻞ ﻫـذا ﯾـراد ـﻪ اﻟﺗﺄﻛﯾـد ﻟﻠﻣﻌﻧـﻰ
رر ﻪ اﻟﻠﻔظ).(3 اﻟذ
واﻟﻌﻧـوان اﻟــذ اﺧﺗــﺎرﻩ اﺑــن ﻗﺗﯾ ــﺔ " ــﺎب ﺗﻛـرار اﻟﻛــﻼم ،واﻟز ــﺎدة ﻓ ــﻪ" ﯾــدل ﺻـراﺣﺔ ﻋﻠــﻰ أن
ﻣﺻطﻠﺢ " اﻟﺗﻛرار" ﻟم ن ﻗد اﺳﺗﻘر ﻋﻠـﻰ ﻗدﻣ ـﻪ أ أﻧـﻪ ـﺎن ﻓـﻲ أ ﺎﻣـﻪ اﻷوﻟـﻰ ﻣـن طﻔوﻟﺗـﻪ ،وأن
ﻣﻔﻬوم اﻟﺗﻛرار ﻓﻲ ﻋﺻرﻩ ﻟم ﺣدد ﺗﺣدﯾدا ﻣﻧطﻘ ـﺎ ﻋﻠﻣ ـﺎ ﺣـول دون اﻟﺗ ـﺎس ﻏﯾـرﻩ ـﻪ ،وﻻ ر ـب أن
"اﻟﺗﻛـ ـرار" ﻓ ــﻲ اﻟﻛ ــﻼم ﺷ ــﻲء و"اﻟز ــﺎدة" ﻓ ــﻲ اﻟﻛ ــﻼم ﺷ ــﻲء ﻣﺧﺗﻠ ــﻒ ﺗﻣﺎﻣ ــﺎ ،وﻻ ﯾوﺟ ــد ﺑﯾﻧﻬﻣ ــﺎ ﺟ ــﺎﻣﻊ
ﯾﺟﻣﻌﻬﻣﺎ ﻓﻲ ﺳ ﺎق واﺣد وﺗﺣت ﺗرﺟﻣﺔ واﺣدة ﻓﻲ ﺎب واﺣد .وﻟذا ﺧﺻﺻت اﻟ ﺎب اﻟﺛـﺎﻧﻲ ﻟﻠﺗﻛـرار
اﻟذ ﻓﯾﻬﺎ زﺎة وﻧﻘﺻﺎن ،وﺗﻘد م وﺗﺄﺧﯾر وﺗﻌرﻒ وﺗﻧ ﯾر (4) ...وأ ِ
ُطﻠ َ ﻋﻠ ﻪ اﺳـم اﻟﻣﺗﺷـﺎﺑﻬﺎت ﺑـدل
اﻟﺗﻛرار اﻟﺧﺎص.
اﻟﻣﺗـوﻓﻲ ﺳـﻧﻪ 388ﻫ ـ و ﺷـﯾر إﺷـﺎرات ﺳـرﻌﺔ إﻟـﻰ اﻟﺗﻛراروأﺳـ اررﻩ ) (5
و ﺄﺗﻲ اﻹﻣﺎم اﻟﺧطـﺎﺑﻲ
اﻟ ﻼﻏ ﺔ ﻓﻲ رﺳﺎﻟﺗﻪ "ﺑ ﺎن اﻋﺟﺎز اﻟﻘرأن" ﺿﻣن ﺛﻼث رﺳﺎﺋﻞ ﻓﻲ اﻹﻋﺟﺎز...ووﺟـدﻧﺎﻩ ﻗﺳـم اﻟﺗﻛـرار
ﺗوﻓﻲ ﻓﻲ ﺳت )ﻓﻲ رﺎ ﻋﻠﻰ ﺷﺎطﺊ ﻫﻠﻣﻧد( أﻧظر ﻟﺗرﺟﻣﺗﻪ :اﻷﻋﻼم ﻟﻠزر ﻠﻲ .273/2
ﺛﺎﻧ ﺔ داراﻟﻣﻌﺎرف ﻣﺻر. ) (1ﺑ ﺎن إﻋﺟﺎز اﻟﻘرآن ﺿﻣن ﺛﻼث رﺳﺎﺋﻞ اﻹﻋﺟﺎز اﻟﺧطﺎﺑﻲ ص 47ت ﺧﻠﻒ ﷲ
) (2ﻣﺣﻣد ﺑن اﻟطﯾب ﺑن ﻣﺣﻣد ﺑن ﺟﻌﻔر ﺑن اﻟﻘﺎﺳم ،اﻟﻘﺎﺿﻲ أﺑو ر اﻟ ﺎﻗﻼﻧﻲ اﻟﻣﺎﻟﻛﻲ .ﻓﻘ ﻪ ﺎرع ،وﻣﺣدث ﺣﺟﺔ ،وﻣـﺗﻛﻠم ﻋﻠـﻰ
ﻣذﻫب أﻫﻞ اﻟﺳﻧﺔ واﻟﺟﻣﺎﻋﺔ وطرﻘﺔ اﻷﺷﻌر .اﻧﺗﻬت إﻟ ﻪ رﺋﺎﺳﺔ اﻟﻣﺎﻟﻛ ﺔ ﺎﻟﻌراق ﻓﻲ ﻋﺻرﻩ.
ﻟﻪ ﺗﺻﺎﻧﯾﻒ ﺛﯾرة ﻣﻧﻬﺎ؛ )ﺷرح اﻹ ﺎﻧﺔ( و)ﺷرح اﻟﻠﻣﻊ( و)اﻹﻣﺎﻣﺔ اﻟﻛﺑر واﻹﻣﺎﻣﺔ اﻟﺻﻐر ( و)اﻟﺗ ﺻرة ﺑـدﻗﺎﺋ اﻟﺣﻘـﺎﺋ ( و)أﻣـﺎﻟﻲ
إﺟﻣﺎع أﻫﻞ اﻟﻣدﯾﻧﺔ( و)اﻟﻣﻘـدﻣﺎت ﻓـﻲ أﺻـول اﻟـد ﺎﻧﺎت( و)إﻋﺟـﺎزاﻟﻘرآن( و)ﻣﻧﺎﻗـب اﻷﺋﻣـﺔ( وﻏﯾرﻫـﺎ ،ﺗـوﻓﻲ ﺑ ﻐـداد403 - 338) .
ﻫـ1013 - 950 /م( .أﻧظر ﻟﺗرﺟﻣﺗﻪ :ﺳﯾر أﻋﻼم اﻟﻧ ﻼء .190/17
) (3إﻋﺟﺎز اﻟﻘرآن ﻣﺣﻣد ﺑن اﻟطﯾب اﻟ ﺎﻗﻼﻧﻲ ص 62ﺗﺣﻘﯾ اﻟﺳﯾد أﺣﻣد ﺻﻘر دار اﻟﻣﻌﺎرف اﻟﻘﺎﻫرة 1977م.
م( ) - 415 000ﻫـ = 1025 - 000 ) (4اﻟﻘﺎﺿﻰ ﻋﺑد اﻟﺟ ﺎر ﺑن أﺣﻣد ﺑن ﻋﺑد اﻟﺟ ﺎر اﻟﻬﻣذاﻧﻲ اﻷﺳد أ ﺎد ،أﺑو اﻟﺣﺳﯾن اﻟﻣﻌﺗزﻟﻲ
ﺎن ﺷﯾﺦ اﻟﻣﻌﺗزﻟﺔ ﻓﻲ ﻋﺻرﻩ .وﻫم ﯾﻠﻘﺑوﻧﻪ ﻗﺎﺿﻲ اﻟﻘﺿﺎة ،وﻻ طﻠﻘون ﻫذا اﻟﻠﻘب ﻋﻠﻰ ﻏﯾرﻩ.
وﻟﻲ اﻟﻘﺿﺎء ﺎﻟر ،وﻣﺎت ﻓﯾﻬﺎ .ﻟﻪ ﺗﺻﺎﻧﯾﻒ ﺛﯾرة ،ﻣﻧﻬﺎ) :ﺗﻧزﻪ اﻟﻘرآن ﻋن اﻟﻣطﺎﻋن( و )اﻷﻣﺎﻟﻲ( و)ﺷرح اﻷﺻول اﻟﺧﻣﺳﺔ(
و)اﻟﻣﻐﻧﻲ ﻓﻲ أﺑواب اﻟﺗوﺣﯾد واﻟﻌدل( وﻏﯾرﻫﺎ ﻣن اﻟﻛﺗب .أﻧظر ﻟﺗرﺟﻣﺗﻪ :اﻷﻋﻼم ﻟﻠزر ﻲ .273/3
33 اﻟﺘﻜﺮار ﰲ ﻛﺘﺎ ت اﻟﻌﺮب )دراﺳﺔ ﻧﻈﺮﻳﺔ(
اﺗﺳﻌت ﻣﯾداﻧﻬﺎ ﺣﯾث ﺟﻌﻠﺗﻪ ﺗﻠك اﻟﻘﺿﺎ ﺎ أن ﯾؤﻟﻒ ﺗﺎ ﺎ ﺿﺧﻣﺎ ﺣﺗو ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳـﺎﺋﻞ اﻟﻣﻬﻣـﺔ ﻓـﻲ
اﻟﻣوﺿــوعٕ ،وان ــﺎن اﻟﻘﺎﺿــﻲ ﻟــم ﺷــر إﻟﯾﻬــﺎ ﻓــﻲ اﻟﻣﻘدﻣــﺔ ﻣــﺎ ــﺎن ﯾــوﺣﻲ ﺑﻬــﺎ طرﻘﺗــﻪ ﻓــﻲ وﺿــﻊ
اﻟﻛﺗــﺎب ،ﻓﻘــد رﺗ ــﻪ ﻋﻠــﻰ ﺗرﺗﯾــب ﺳــور اﻟﻘ ـرآن اﻟﻛــرم ،وﻧظــم ﻣ ـﺎ ﯾــوردﻩ ﺣــول ــﻞ ﺳــورة ﻓــﻲ ﺻــورة
ﻣﺳﺎﺋﻞ ﯾوردﻫﺎ ﻣـﺛﻼ؛ )ﻣﺳـﺄﻟﺔ( " ﻗـﺎﻟوا" أو " :ر ﻣـﺎ ﻗـﺎﻟوا" أو " :ﻣﺗـﻰ ﻗـﺎل ،وﻟﻣـﺎذا ﻗـﺎل وﻟـم ﻗـﺎل" وﻣـﺎ
إﻟــﻰ ذﻟــك ﻣــن ﻋ ــﺎرات ﺗــدل ﻋﻠــﻰ أن ﻫﻧــﺎك ﺷــﯾﺋﺎ ــﺎن ُﯾﺛــﺎر و ﻘﺗﺿــﻲ اﻟــرد ﻋﻠ ــﻪ ﺗﻧز ﻬــﺎ ﻟﻠﻘـرآن ﻋــن
اﻟﻣطﺎﻋن اﻟﺗﻲ ﺗﻌﺑر ﻋﻧﻬﺎ ﺗﻠك اﻟﺗﺳـﺎؤﻻت) .(1وذ ـر اﻟﻘﺎﺿـﻲ أن أ ـﺎ ﻋﻠـﻰ اﻟﺟ ـﺎﺋﻲ و ﺛﯾـ ار ﻣـن أﻫـﻞ
اﻟﻌﻠم ﺎﻧوا ﯾرون أن ﻣﺎﺟـﺎء ﻓـﻲ ﺗـﺎب ﷲ ﻣـن اﻟﺗو ﯾـد ﻻ ﺑـد أن ﺣﺻـﻞ ﻓ ـﻪ ز ـﺎدة ﻓﺎﺋـدة ﻣـﻊ وﻧـﻪ
ﺗﺄﻛﯾدإ .واذا ﺎن ﻫذا ﺣﺎﻟﻪ ﺻﺎر ﻓﻲ ﺣ م اﻟﺧﺎرج ﻋن اﻟﺗو ﯾد ﻣـن ﺣﯾـث ﯾﺧـﺗص ﻔﺎﺋـدة ﻣﺟـددة).(2
وﻣــﻊ ذﻟــك أﻋﻠــن اﻟﻘﺎﺿــﻲ أﻧــﻪ ﺣﺗــﻰ ﻟو ــﺎن ﻟﻠﺗﺄﻛﯾــد ﻓﻘــط ،ﻣﺎﻛـﺎن ذﻟــك ﻣﻌﯾــب؛ ﻷﻧــﻪ ﺗﻌــﺎﻟﻰ ﺧــﺎطﺑﻬم
ﺑﻠﺳــﺎﻧﻬم ،ﻓﺟــر ﻓــﻲ ﺧطــﺎﺑﻬم ﻋﻠــﻰ اﻟﻌــﺎدة اﻟﻣﻌروﻓــﺔ ﻋﻧــدﻫم ،ﻓــﺈذا ــﺎﻧوا ﯾؤ ــدون ﻋﻧــد ﺷــدة اﻫﺗﻣــﺎم
أﺣــدﻫم ــﺎﻟﻛﻼم ،و ﻘﺗﺻــرون ﻋﻠــﻰ اﻟﻘــول ﻋﻧــد ﺧﻼﻓــﻪ ،ﻓﻐﯾــر ﻣﻣﺗﻧــﻊ أﻧــﻪ ﯾﻧ ــﻪ ﺗﻌــﺎﻟﻰ ﻣﺛﻠــﻪ اﻟﻣ ﻠﻔــﯾن
ﻋﻠﻰ أﺣوال ﻼﻣﻪ ،ﻟ ـون ﺗﺄﻣﻠـﻪ ﻟﻣـﺎ ﯾﺧـﺗص ﺎﻟﺗﺄﻛﯾـد أﻛﺛـر .ور ﻣـﺎ ـﺎن اﻟﻛـﻼم -ﻣـﻊ ﻓﻘـد اﻟﺗﺄﻛﯾـد-
ﺎﻟﻣﺣﺗﻣﻞ ﻓﯾﺟﻌﻠﻪ اﻟﺗﺄﻛﯾد ﻻﺣﻘﺎ ﻣﺎ ﻻ ﺣﺗﻣﻞ .ور ﻣـﺎ ظﻬـر ﺗﻣـﺎم اﻟﻔﺻـﺎﺣﺔ و ﻣﺎﻟﻬـﺎ ﺑـذ ر اﻟﺗو ﯾـد،
وﻟوﻋر اﻟﻛﻼم ﻣﻧـﻪ ﻟﻛـﺎن ﻣﻘﺻـ ار ﻋـن ﻏﺎﯾﺗـﻪ) .(3و ﻗـد أﺷـﺎر اﻟﻘﺎﺿـﻲ إﻟـﻰ أن اﻟﺗﻛر ـر ـﺎن طر ﻘـﺔ
اﻟﻌــرب ﻋﻧــدﻣﺎ ــﺎﻧوا ﻘﺻــدون اﻟﺗو ﯾــد أواﻹﻓﻬــﺎم ﻘــول :ﻗ ـد ﺟــرت اﻟﻌ ـﺎدة ﻣــن اﻟﻔﺻــﺣﺎء أن ــرروا
اﻟﻘﺻﺔ اﻟواﺣدة ،ﻓﻲ ﻣواطن ﻣﺗﻔرﻗﺔ ﺄﻟﻔﺎ ﻣﺧﺗﻠﻔـﺔ ،ﻷﻏـراض ﺗﺗﺟـدد ﻓـﻲ اﻟﻣـواطن واﻷﺣـوال .وذﻟـك
ﻣــن دﻻﻟــﺔ اﻟﻣﻔــﺎﺧر واﻟﻔﺿــﺎﺋﻞ ،ﻻ ﻣــن دﻻﻟــﺔ اﻟﻣﻌﺎﯾــب ﻓــﻲ اﻟﻛــﻼم ،إﻧﻣــﺎ ﻌــﺎب اﻟﺗﻛـرار ﻓــﻲ اﻟﻣــوطن
اﻟواﺣد ﻋﻠﻰ ﻌض اﻟوﺟوﻩ) .(4وأ ﺎن ﻋن ﺣ ﻣﺔ ﺗﻛرار اﻟﻘﺻص ﻗﺎﺋﻼ :وﻗد أﻋﯾدت ﺣﺎﻻ ﻌد ﺣﺎل،
ﻌرف أﻫﻞ اﻟﻔﺻﺎﺣﺔ ﻣﺎ ﯾﺧـﺗص ـﻪ اﻟﻘـرآن ﻣـن رﺗ ـﺔ اﻟﻔﺻـﺎﺣﺔ ،ﻷن ظﻬـور اﻟﻔﺻـﺎﺣﺔ وﻣزﺗﻬـﺎ ﻓـﻲ
اﻟﻘﺻﺔ اﻟواﺣدة – إذا أﻋﯾدت -أﺑﻠﻎ ﻣﻧﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻘﺻص اﻟﻣﺗﻐﺎﯾرة).(5
اﻟﻘﯾرواﻧﻲ ،أﺑو ﻋﻠﻲ :أدﯾب ،ﻧﻘﺎد ،ﺎﺣث ،ﺎن أﺑوﻩ ﻣن ﻣواﻟﻲ اﻷزد) 463 - 390ﻫـ 1071 -1000 /م(. ) (1اﻟﺣﺳن ﺑن رﺷﯾ
وﻟــد ﻓــﻲ اﻟﻣﺳــﯾﻠﺔ ) ــﺎﻟﻣﻐرب( وﺗﻌﻠــم اﻟﺻ ـ ﺎﻏﺔ ،ﺛــم ﻣــﺎل إﻟــﻰ اﻻدب وﻗــﺎل اﻟﺷــﻌر ،ﻓرﺣــﻞ إﻟــﻰ اﻟﻘﯾــروان ﺳــﻧﺔ 406ﻫـ ـ وﻣــدح ﻣﻠﻛﻬــﺎ،
واﺷﺗﻬر ﻓﯾﻬﺎ.
وﺣدﺛت ﻓﺗﻧﺔ ﻓﺎﻧﺗﻘﻞ إﻟﻰ ﺟز رة ﺻﻘﻠ ﺔ ،وأﻗﺎم ﻣﺎزر إﺣد ﻣدﻧﻬﺎ ،إﻟﻰ أن ﺗوﻓﻲ ﻓﯾﻬﺎ.
ﻟﻪ ﺗﺻﺎﻧﯾﻒ ﺛﯾـرة ﻣﻧﻬـﺎ؛ )اﻟﻌﻣـدة ﻓـﻲ ﺻـﻧﺎﻋﺔ اﻟﺷـﻌر وﻧﻘـدﻩ( و)ﻗ ارﺿـﺔ اﻟـذﻫب( ﻓـﻲ اﻟﻧﻘـد ،و)اﻟﺷـذوذ ﻓـﻲ اﻟﻠﻐـﺔ( و)أﻧﻣـوذج اﻟزﻣـﺎن
ﻓــﻲ ﺷــﻌراء اﻟﻘﯾــروان( و)دﯾ ـوان ﺷــﻌرﻩ( و)ﻣﯾــزان اﻟﻌﻣــﻞ ﻓــﻲ ﺗــﺎرﺦ اﻟــدول( و)ﺷــرح ﻣوطــﺄ ﻣﺎﻟــك( و)اﻟروﺿــﺔ اﻟﻣوﺷ ـ ﺔ ﻓــﻲ ﺷــﻌراء
اﻟﻣﻬد ﺔ( و)ﺗﺎرﺦ اﻟﻘﯾروان( و)اﻟﻣﺳﺎو ( ﻓﻲ اﻟﺳرﻗﺎت اﻟﺷﻌرﺔ وﻏﯾرﻫﺎ .أﻧظر ﻟﺗرﺟﻣﺗﻪ :اﻷﻋﻼم ﻟﻠزر ﻠﻲ .191/2
) (2اﻟﻌﻣدة ﻓﻲ ﻣﺣﺎﺳن اﻟﺷﻌر وآدا ﻪ اﺑن رﺷﯾ اﻟﻘﯾرواﻧﻲ .134/1
) (3أﻧظر اﻟﺗﻛرار ﻼﻏﺔ د.إﺑراﻫ م اﻟﺧوﻟﻲ ص .20
35 اﻟﺘﻜﺮار ﰲ ﻛﺘﺎ ت اﻟﻌﺮب )دراﺳﺔ ﻧﻈﺮﻳﺔ(
"اوﻋﻠﻰ ﺟﻬﺔ اﻟوﻋﯾد واﻟﺗﻬدﯾد ،إن ﺎن ﻋﺗﺎب ﻣوﺟﻊ"
"أوﻋﻠﻰ ﺟﻬﺔ اﻟﺗوﺟﻊ إن ﺎن رﺛﺎء وﺗﺄﺑﯾﻧﺎ"
"أوﻋﻠﻰ ﺳﺑﯾﻞ اﻻﺳﺗﻐﺎﺛﺔ وﻫﻲ ﻓﻲ ﺎب اﻟﻣد ﺢ"
"و ﻘﻊ اﻟﺗﻛرار ﻓﻲ ﺎب اﻟﻬﺟﺎء ﻋﻠﻰ ﺳﺑﯾﻞ اﻟﺷﻬرة ،وﺷدة اﻟﺗوﺿ ﻊ ﺎﻟﻣﻬﺟو"
) (1
" و ﻘﻊ أ ﺿﺎ ﻋﻠﻰ ﺳﺑﯾﻞ اﻻذراء واﻟﺗﻬ م واﻟﺗﻧﻘ ص"
ﻫذﻩ أﻣﺛﻠﺔ ﻟﻠﺗﻛرار اﻟﻠﻔظﻲ ﻋﻧدﻩ ،وﻗد ﺿرب أﻣﺛﻠﺔ ﻟﺗﻛـرار اﻟﻣﻌﻧـﻰ ...وﻧ ﺗﻔـﻲ ﺑﻬـذا اﻟﻘـدر ﻣﻧـﻪ ،ﻷن
اﻟرﺟﻞ ﻐﻠب ﻋﻠ ﻪ روح اﻟﻧﻘﺎد أﻛﺛر ﻣﻧﻪ روح اﻟﺑﻠﻐﺎء.
ﺻــﺎﺣب ﺗــﺎب "اﻟﻣﺛــﻞ اﻟﺳــﺎﺋر ﻓــﻲ أدب اﻟﻛﺎﺗــب ) (2
ﺛــم ظﻬــر ﻋــﺎﻟم آﺧــر وﻫــو اﺑــن اﻷﺛﯾــر
واﻟﺷ ــﺎﻋر" وﻋ ــﺎﻟﺞ ﻣوﺿ ــوع اﻟﺗﻛـ ـرار ﺷـ ـ ﻞ ﻋﻠﻣ ــﻲ ﺟﯾ ــد ،وﻫ ــو اﺳ ــﺗﺧدم ﻟﻔ ــظ "اﻟﺗﻛـ ـرار" ورادف ﻓ ــﻲ
اﺳــﺗﻌﻣﺎﻟﻪ ﺑﯾﻧــﻪ و ــﯾن "اﻟﺗﻛر ــر" دون ﻓــرق وﺗﻣﯾــز ،ﻗــد ﻗــﺎم ﺑﺗﻌر ــﻒ ﺷــﺎﻣﻞ ﻟﻠﺗﻛ ـرار ﻗــﺎﺋﻼ :ﻫو"دﻻﻟــﺔ
وﻫو ﻘﺳم اﻟﺗﻛ ار ٕارﻟﻰ ﻗﺳﻣﯾن أﺣدﻫﻣﺎ ﯾوﺟد ﻓﻲ اﻟﻠﻔـظ واﻟﻣﻌﻧـﻰ ،واﻵﺧـر ) (3
اﻟﻠﻔظ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻌﻧﻰ ﻣرددا
ﯾوﺟد ﻓﻲ اﻟﻣﻌﻧﻰ دون اﻟﻠﻔظ ،ﻓﺄﻣﺎ اﻟذ ﯾوﺟد ﻓﻲ اﻟﻠﻔظ واﻟﻣﻌﻧﻰ ﻓ ﻘوﻟك ﻟﻣن ﺗﺳﺗدﻋ ﻪ أﺳرع أﺳرع
وﻣﻧﻪ ﻗول أﺑﻲ اﻟطﯾب اﻟﻣﺗﻧﺑﻲ:
ﺎم ( ِ ِ ِِ ِِ ِ ِ ِ ِِ
) َوَﻟ ْم أ ََر ﻣ ْﺛ َﻞ ﺟ َﯾراﻧﻲ َوﻣ ْﺛﻠﻲ ...ﻟﻣ ْﺛﻠﻲ ﻋ ْﻧ َد ﻣ ْﺛﻠﻬ ُم ُﻣَﻘ ُ
)(4
وأﻣﺎ اﻟذ ﯾوﺟد ﻓﻲ اﻟﻣﻌﻧﻰ دون اﻟﻠﻔظ ﻓ ﻘوﻟك أطﻌﻧﻲ وﻻ ﺗﻌﺻﻧﻲ ﻓﺈن اﻷﻣـر ﺎﻟطﺎﻋـﺔ ﻧﻬـﻲ ﻋـن
اﻟﻣﻌﺻ ﺔ).(5
و ﻞ ﻣن ﻫذﯾن اﻟﻘﺳﻣﯾن ﯾﻧﻘﺳم إﻟـﻰ ﻣﻔﯾـد وﻏﯾـر ﻣﻔﯾـد ،ﻣﻘﺻـود ﻣـن اﻟﻣﻔﯾـد أن ـﺄﺗﻲ ﻟﻣﻌﻧـﻰ وﻏﯾـر
اﻟﻣﻔﯾد أن ﺄﺗﻲ ﻟﻐﯾر ﻣﻌﻧﻰ ،واﻋﻠم أن اﻟﻣﻔﯾد ﻣن اﻟﺗﻛرر ﺄﺗﻲ ﻓﻲ اﻟﻛﻼم ﺗﺄﻛﯾدا ﻟﻪ وﺗﺷﯾدا ﻣن أﻣرﻩ
) (1ﻋﺑد اﻟﻌظ م ﺑن اﻟواﺣد ﺑن ظﺎﻓر اﺑن أﺑﻲ اﻻﺻ ﻊ اﻟﻌدواﻧﻲ ،اﻟ ﻐداد ﺛم اﻟﻣﺻر ،ﺷﺎﻋر ﻣن اﻟﻌﻠﻣﺎء ﺎﻷدب.
ﻣوﻟدﻩ ووﻓﺎﺗﻪ ﻣﺻر) 654 - 595ﻫـ = 1256 - 1198م(.
ﻟﻪ ﺗﺻﺎﻧﯾﻒ ﺣﺳﻧﺔ ﻣﻧﻬﺎ؛ )ﺑد ﻊ اﻟﻘرآن( ﻓﻲ أﻧواع اﻟﺑد ﻊ اﻟواردة ﻓﻲ اﻵ ﺎت اﻟﻛرﻣﺔ و)ﺗﺣرر اﻟﺗﺣﺑﯾر( و)اﻟﺧواطر اﻟﺳواﻧﺢ ﻓﻲ
ﺷﻒ أﺳرار اﻟﻔواﺗﺢ( أ ﻓواﺗﺢ اﻟﻘرآن .أﻧظر ﻟﺗرﺟﻣﺗﻪ :اﻷﻋﻼم ﻟﻠزر ﻠﻲ .30/4
) (2ﺗﺣرر اﻟﺗﺣﺑﯾر اﺑن أﺑﻲ اﻹﺻ ﻊ ص .74/1ت ﺣﻔﻧﻲ ﺷرف 1اﻟﻘﺎﻫرة 1973م.
) (3ﺳورة ﺗﻛﺎﺛر اﻵﯾﺗﺎن .3 ،2
) (4ﺳورة ﻏﺎﻓر اﻵ ﺔ .38
) (5ﺳورة اﻟﻧﺣﻞ اﻵ ﺔ .119
38 اﻟﺘﻜﺮار ﰲ ﻛﺘﺎ ت اﻟﻌﺮب )دراﺳﺔ ﻧﻈﺮﻳﺔ(
وﻗـد ﺑـﯾن ﺳـﺑب ) (1
وﻟ ﺳت ذﻟك ،وﻗد أﻣﻌﻧت اﻟﻧظر ﻓﯾﻬﺎ ،ﻓرأﯾﺗﻬﺎ ﺧﺎرﺟﺔ ﻋن ﺣ م اﻟﺗﻛر ـر"
ذﻟك ﻘول " :وذاك أﻧﻪ إذا طﺎل اﻟﻔﺻـﻞ ﻣـن اﻟﻛـﻼم و ـﺎن أوﻟـﻪ ﻔﺗﻘـر إﻟـﻰ ﺗﻣـﺎم ﻻ ﻔﻬـم إﻻ
ﻪ ،ﻓﺎﻷوﻟﻰ ﻓﻲ ﺎب اﻟﻔﺻﺎﺣﺔ :أن ُﻌﺎد ﻟﻔـظ اﻷول ﻣـرة ﺛﺎﻧ ـﺔ ﻟ ـون ﻣﻘﺎرﻧـﺎ ﻟﺗﻣـﺎم اﻟﻔﺻـﻞ،
ــﻲ ﻻ ﯾﺟــﻲء اﻟﻛــﻼم ﻣﻧﺛــو ار ،ﻻ ﺳ ـ ﻣﺎ ﻓــﻲ إن وأﺧواﺗﻬــﺎ ﻓــﺈذا وردت إن ،و ــﺎن ﺑــﯾن اﺳــﻣﻬﺎ
وﺧﺑرﻫﺎ ﻓﺳﺣﺔ طو ﻠﺔ ﻣن اﻟﻛﻼم ﻓﺈﻋﺎدة "إن" أﺣﺳن ﻓﻲ ﺣ م اﻟ ﻼﻏﺔ واﻟﻔﺻﺎﺣﺔ").(2
و ﻌد اﻟﺗﺄﻣﻞ ﻓﻲ أﻣﺛﻠﺔ اﺑن أﺑﻲ اﻹﺻ ﻊ اﻟﺗﻲ أوردﻫﺎ ﻫﻧﺎ ﯾﺑدو ﺟﻠ ﺎ أن اﻟﺗﻛرار ﻋﻧـدﻩ ﯾﺗﺣﻘـ
ﺑﺈﻋﺎدة اﻟﻠﻔظ واﻟﻣﻌﻧﻰ ،و ﺄﻧﻪ ﻫﻧﺎ ﯾﺗﻔ ﻣﻊ اﺑن اﻷﺛﯾر ﻓ ﻣﺎ ذ رﻩ ﻓﻲ أﺣد ﺗﻘﺳ ﻣﻪ...
ﻋرﻓﻧﺎ ﻓ ﻣﺎ ﻣﺿـﻰ أن اﻟ ﻼﻏﯾـﯾن ﻟﻬـم ﻣﺻـطﻠﺢ ﺧـﺎص اﺳـﺗﺧدﻣوﻩ ﻟﻬـذا اﻟﻧـوع ﻣـن اﻷﺳـﻠوب،
آﻻ وﻫوﻣﺻــطﻠﺢ "اﻟﺗﻛـرار" وﻧﺟــد اﻟﻧﺣـﺎة ﻟﻬــم ﻣﺻــطﻠﺢ ﺧــﺎص ﻟﻬــذا اﻟــﻧﻣط ﻣــن اﻷﺳــﻠوب ﯾــدﺧﻞ ﻓــﻲ
إطﺎر"اﻟﺗﻛرار" آﻻ وﻫو ﻣﺻطﻠﺢ " اﻟﺗو ﯾد اﻟﻠﻔظﻲ".
واﻟﻠﻐو ون ﺗﻧﺑﻬوا ﻟﻬذﻩ اﻟظﺎﻫرة ،ودرﺳوﻫﺎ طرﻘﺔ أﻛﺛرﻋﻣﻘﺎ ﻣن اﻟﻧﺣﺎة ،وآﺛـروا ﻟﻬـﺎ ﻣﺻـطﻠﺣﺎ
ﯾﻧﺎﺳــب ﻓ ـرﺗﻬم ،وﻓﻬﻣﻬــم ﻟﻬــﺎ ،وﻧﺿــرب ﻣﺛــﺎﻻ ﻫﻧــﺎ ﻋﻠـﻰ ﺳــﺑﯾﻞ اﻟﻧﻣــوذج ﻔﯾﻠﺳــوف اﻟﻌر ــﺔ "أﺑـواﻟﻔﺗﺢ
ﺣﯾث اﺧﺗﺎر ﻣﺻـطﻠﺢ "اﻻﺣﺗ ـﺎ " ﻟﻬـذا اﻟـﻧﻣط ﻣـن اﻷﺳـﻠوب وﻗـد ﻗﺗﻠـﻪ ﺣﺛـﺎ ﻓـﻲ ) (3
ﻋﺛﻣﺎن ﺑن ﺟﻧﻲ"
ﺗﺎ ﻪ اﻟﻘ م "اﻟﺧﺻﺎﺋص" ﺳﻧﻘﻒ وﻗﻔﺔ ﻗﺻﯾرة ﻏﯾرﻣﻣﻠﺔ ﻣـﻊ ﻓﯾﻠﺳـوف اﻟﻌر ـﺔ ،ـﻲ ﻧـدرك ﻓﻬﻣـﻪ ﻟﻬـذﻩ
اﻟظﺎﻫرة ،وﻧﻘﻒ ﻋﻠﻰ ﻣداﻩ اﻟﻔﺳﻠﺳﻔﻲ اﻟﻠﻐو .
وﺿــﻊ اﺑــن ﺟﻧــﻲ ﺎ ــﺎ ﺗرﺟﻣﺗــﻪ" ــﺎب ﻓــﻲ اﻻﺣﺗ ــﺎ " ﻓــﻲ ﺗﺎ ــﻪ "اﻟﺧﺻــﺎﺋص" وﻗــد اﺳــﺗﻬﻠﻪ ﺑــ"
ﺛـم ﻘﺳـم اﻟﺗو ﯾـد إﻟـﻰ ) (4
اﻋﻠم أن اﻟﻌرب إذا أرادت اﻟﻣﻌﻧﻰ ،ﻣ ﻧﺗﻪ ،واﺣﺗﺎطت ﻟﻪ وﻣن ذﻟك اﻟﺗو ﯾـد"
ـرت
ﻗﺳﻣﯾن؛ أﺣدﻫﻣﺎ ﺗﻛرر اﻷول ﺑﻠﻔظﻪ ،وﻫو ﻧﺣو ﻗوﻟك :ﻗﺎم زد ،ﻗـﺎم ز ـد" و "ﺿـرت ز ـدا ،ﺿ ُ
زدا" و"ﻗد ﻗﺎﻣت اﻟﺻﻼة ،ﻗد ﻗﺎﻣت اﻟﺻﻼة" و" ﷲ أﻛﺑر ﷲ أﻛﺑر".
) (1ﻣﺣﻣد ﺑن ﺑﻬﺎدر ﺑن ﻋﺑد ﷲ اﻟزر ﺷﻲ أﺑو ﻋﺑد ﷲ ،ﺑدر اﻟدﯾن794 ) :ﻫـ1392-1344/م(
ﻋﺎﻟم ﻔﻘﻪ اﻟﺷﺎﻓﻌ ﺔ واﻻﺻول .ﺗر ﻲ اﻻﺻﻞ ،ﻣﺻر اﻟﻣوﻟد واﻟوﻓﺎة.
وﻗ أر ﻋﻠﻰ اﻟﺷﯾﺦ ﺟﻣﺎل اﻟدﯾن اﻷﺳﻧو وﺗﺧرج ﻪ ﻓﻲ اﻟﻔﻘﻪ ،ورﺣﻞ إﻟﻰ دﻣﺷـ ﻓﺗﻔﻘـﻪ ﺑﻬـﺎ ،وﺳـﻣﻊ ﻣـن ﻋﻣـﺎد اﻟـدﯾن اﺑـن ﺛﯾـر ،ورﺣـﻞ
إﻟﻰ ﺣﻠب ﻓﺄﺧذ ﻋن اﻷذرﻋﻲ وﻏﯾرﻩ ،وأﻗﺑﻞ ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺻﻧﯾﻒ ﻓ ﺗب ﺑﺧطﻪ ﻣﺎ ﻻ ﺣﺻﻰ ﻟﻧﻔﺳﻪ وﻟﻐﯾرﻩ.
وﻣن ﺗﺻﺎﻧ ﻔﻪ) :ﺗﺧرﺞ أﺣﺎدﯾث اﻟراﻓﻌﻲ ﻓﻲ ﺧﻣس ﻣﺟﻠدات( و)ﺧﺎدم اﻟراﻓﻌﻲ ﻓﻲ ﻋﺷرن ﻣﺟﻠدة( و)ﺗﻧﻘ ﺣـﻪ ﻟﻠﺑﺧـﺎر ﻓـﻲ ﻣﺟﻠـدة(
وﺷرع ﻓﻲ ﺷرح ﺑﯾر ﻟﺧﺻﻪ ﻣن ﺷرح اﺑن اﻟﻣﻠﻘن ،وزاد ﻓ ﻪ ﺛﯾ اًر وﻏﯾرﻫﺎ ﻣن اﻟﻛﺗب .أﻧظر ﻟﺗرﺟﻣﺗﻪ :اﻷﻋﻼم ﻟﻠزر ﻠﻲ .302/5
دار إﺣ ﺎء اﻟﻛﺗب اﻟﻌر ﺔ 1957ﻣـ. ) (2ﯾﻧظر اﻟﺑرﻫﺎن ﻓﻲ ﻋﻠوم اﻟﻘرآن 9/3
) (3اﻟﺑرﻫﺎن ﻓﻲ ﻋﻠوم اﻟﻘﺂن اﻟزر ﺷﻲ .10/3
) (4ﺳورة اﻟﺗﻛﺎﺛر اﻵﯾﺗﺎن .4 ،3
) (5اﻟﺑرﻫﺎن ﻓﻲ ﻋﻠوم اﻟﻘرآن اﻟزر ﺷﻲ .11/3
) (6ﺳورة اﻟﺣﺎﻗﺔ اﻵﯾﺗﺎن .4 ،3
41 اﻟﺘﻜﺮار ﰲ ﻛﺘﺎ ت اﻟﻌﺮب )دراﺳﺔ ﻧﻈﺮﻳﺔ(
ف ﺗَ ْﻌَﻠ ُﻣـو َن﴾ ﱠ ﱠ
ف ﺗَ ْﻌَﻠ ُﻣـو َن ﺛُـ ﱠم َ ـﻼ َﺳ ْـو َ
اﻟﺧﺎﻣس :ﻓﻲ ﻣﻘﺎم اﻟوﻋﯾـد واﻟﺗﻬدﯾـد ﻘوﻟـﻪ ﺗﻌـﺎﻟﻰ َ ﴿ :ـﻼ َﺳ ْـو َ
) (1
وذ ر "ﺛم" ﻓﻲ اﻟﻣ رر دﻻﻟﺔ ﻋﻠﻰ أن اﻹﻧذار اﻟﺛﺎﻧﻲ أﺑﻠﻎ ﻣن اﻷول وﻓ ﻪ ﺗﻧﺑ ﻪ ﻋﻠﻰ ﺗﻛرر ذﻟك ﻣرة
ﻌد أﺧر ٕوان ﺗﻌﺎﻗﺑت ﻋﻠ ﻪ اﻷزﻣﻧﺔ ﻻ ﯾﺗطرق إﻟ ﻪ ﺗﻐﯾﯾر ﺑﻞ ﻫو ﻣﺳﺗﻣر داﺋﻣﺎ).(2
ـﻒ َﻗـﱠد َر﴾) (3ﻓﺄﻋﯾـد ﺗﻌﺟ ـﺎ ﻣـن ﺗﻘـدﯾرﻩ ِ ِ
ـﻒ َﻗـﱠد َر ﺛُـ ﱠم ُﻗﺗ َـﻞ َ ْﯾ َ
اﻟﺳﺎدس :اﻟﺗﻌﺟب ﻘوﻟﻪ ﺗﻌـﺎﻟﻰَ﴿ :ﻓُﻘﺗ َـﻞ َ ْﯾ َ
ٕواﺻﺎﺑﺗﻪ اﻟﻐرض ﻋﻠﻰ ﺣد ﻗﺎﺗﻠﻪ ﷲ ﻣﺎ أﺷﺟﻌﻪ!.
ﺎن﴾) (4ﻓﺈﻧﻬـﺎ ٕوان ﺗﻌـددت ﻓ ـﻞ آﻻء َرِّ ُ ﻣـﺎ ﺗُ َﻛـ ِّذَ ِ
اﻟﺳﺎ ﻊ :ﻟﺗﻌدد اﻟﻣﺗﻌﻠ ﻣﺎ ﻓﻲ ﻗوﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰَ﴿ :ﻓِﺄَ ِ ِ
ّ
َ
واﺣد ﻣﻧﻬﺎ ﻣﺗﻌﻠ ﻣﺎ ﻗﺑﻠﻪ ٕوان ﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺧﺎطب ﺑﻬﺎ اﻟﺛﻘﻠـﯾن ﻣـن اﻹﻧـس واﻟﺟـن وﻋـدد ﻋﻠـﯾﻬم ﻧﻌﻣـﻪ
اﻟﺗــﻲ ﺧﻠﻘﻬــﺎ ﻟﻬــم ﻓ ﻠﻣــﺎ ذ ــر ﻓﺻــﻼ ﻣــن ﻓﺻــول اﻟــﻧﻌم طﻠــب إﻗ ـرارﻫم واﻗﺗﺿــﺎﻫم اﻟﺷ ـ ر ﻋﻠ ــﻪ وﻫــﻲ
أﻧواع ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ وﺻور ﺷﺗﻰ).(5
ﺛــم ﺗﻌــرض ﻟــذ ر ﺗﻛ ـرار اﻷﻣﺛــﺎل وﺿــرب ﻣﺛــﺎﻻ ﻟــﻪ ،ﺛــم ذ ــر ﺗﻛ ـرار اﻟﻘﺻــص ﻗــﺎﺋﻼ :وﻣﻧــﻪ
ﺗﻛـرار اﻟﻘﺻــص ﻓــﻲ اﻟﻘـرآن ﻘﺻــﺔ إﺑﻠـ س ﻓــﻲ اﻟﺳــﺟود ﻵدم وﻗﺻــﺔ ﻣوﺳــﻰ وﻏﯾـرﻩ ﻣــن اﻷﻧﺑ ــﺎء ،ﺛــم
ذ ر ﻓواﺋد ﺗﻛرار اﻟﻘﺻص ﻣﺷﯾ ار:
أﺣدﻫﺎ :أﻧﻪ إذا رر اﻟﻘﺻـﺔ زاد ﻓﯾﻬـﺎ ﺷـﯾﺋﺎ أﻻ ﺗـر أﻧـﻪ ذ ـر اﻟﺣ ـﺔ ﻓـﻲ ﻋﺻـﺎ ﻣوﺳـﻰ ﻋﻠ ـﻪ اﻟﺳـﻼم
وذ رﻫﺎ ﻓﻲ ﻣوﺿﻊ آﺧر ﺛﻌ ﺎﻧﺎ ﻓﻔﺎﺋدﺗﻪ أن ﻟ س ﻞ ﺣ ﺔ ﺛﻌ ﺎﻧﺎ وﻫذﻩ ﻋﺎدة اﻟﺑﻠﻐﺎء أن ـرر أﺣـدﻫم
ﻓﻲ آﺧر ﺧطﺑﺗﻪ أوﻗﺻﯾدﺗﻪ ﻠﻣﺔ ﻟﺻﻔﺔ زاﺋدة.
ﻪﻠﻟااُ َﻋَﻠ ْ ـ ِـﻪ َو َﺳـﱠـﻠ َم ﻣﻣــﺎ اﺗﻔـ ﻟﻸﻧﺑ ــﺎء ﻣﺛﻠــﻪ ﻣــﻊ أﻣﻣﻬــم ﻗــﺎل ﺗﻌــﺎﻟﻰ:
ﺻـﱠـﻠﻰ ﱠ
اﻟﺛﺎﻧ ــﺔ :ﺗﺳــﻠﯾﺗﻪ ﻟﻘﻠــب اﻟﻧﺑــﻲ َ
اﻟرُﺳ ِﻞ َﻣﺎ ُﻧﺛَِّﺑ ُت ِ ِﻪ ُﻓ َؤ َاد َك﴾).(6
ﺎء ﱡص ﻋَﻠ ك ِﻣن أ َْﻧ ِ
﴿َوُ ﻼً َﻧُﻘ ﱡ َ ْ َ ْ َ
ـص دون اﻟﺛﺎﻟﺛــﺔ :أن اﻟــدواﻋﻲ ﻻ ﺗﺗــوﻓر ﻋﻠــﻰ ﻧﻘﻠﻬــﺎ ﺗوﻓرﻫــﺎ ﻋﻠــﻰ ﻧﻘــﻞ اﻷﺣ ــﺎم ﻓﻠﻬــذا ُ ـررت اﻟﻘﺻـ ُ
اﻷﺣ ﺎم).(7
ـود﴾) (7ﺛــم أورد أﻣﺛﻠــﺔ ﺛﯾ ـرة ﻟﻛوﻧــﻪ ﻓــﻲ اﻻﺳــم ،وﻓــﻲ اﻟﺟﻣﻠــﺔ ،وﻓــﻲ
ـب ُﺳـ ٌ ِ
ﻗ ـراءة ﺳــر اﻟ ـراء ﴿َو َﻏ َارﺑﯾـ ُ
اﻟﻣﺟرور .(8)...وﻧﺳﺗﺧﻠص ﻣـن ـﻼم اﻟزر ﺷـﻲ أﻧـﻪ داﻓـﻊ ﻋـن وﺟـود اﻟﺗﻛـرار ﻓـﻲ اﻟﻘـرآن ،وأ ـﺎن أن
اﻟﻣﻠﺣدﯾن اﻋﺗرﺿوا ﻋﻠﻰ اﻟﻘرآن واﻟﺳﻧﺔ ﻣﺎ ﻓﯾﻬﺎ ﻣن اﻟﺗﺄﻛﯾدات اﻟﺗﻲ زﻋﻣوا أﻧﻬﺎ ﻻ ﻓﺎﺋدة ﻓـﻲ ذ رﻫـﺎ،
ﻣــﻊ أن ﻣــن ﺣ ـ اﻟ ﻼﻏــﺔ ﻓــﻲ اﻟــﻧظم إﯾﺟــﺎز اﻟﻠﻔــظ واﺳــﺗ ﻔﺎء اﻟﻣﻌﻧــﻰ ،ﻓﺧﯾــر اﻟﻛــﻼم ﻣــﺎ ﻗــﻞ ودل وﻻ
ﻣــﻞ ،وظﻧ ـوا أﻧــﻪ ﯾﺟــﻲء ﻟﻘﺻــور اﻟــﻧﻔس ﻋــن ﺗﺄد ــﺔ اﻟﻣ ـراد ﻐﯾــر ﺗﺄﻛﯾــد .ﻣــﺎ أ ــﺎن أن ﻫﻧــﺎك ﻗوﻣــﺎ
آﺧـرن أﻧ ـروا وﺟـود اﻟﺗﺄﻛﯾـد ﻓـﻲ اﻟﻘـرآن واﻟﻠﻐـﺔ ،ﺷـﯾر اﻟزر ﺷـﻲ إﻟـﻰ ﻫـذا اﻟﻣﻔﻬـوم ﻗـﺎﺋﻼ :إن اﻟﻘـرآن
ﻣﺗﻛررا ,أن ﺛﯾ ار ﻣﻣﺎ ذ رﻩ ﷲ ﻓﻲ ﻗﺻص اﻷﻧﺑ ﺎء واﻟﻣﺗﻘـدﻣﯾن ﻻ ﻣﺗﻧـﻊ أن ـون ﺗﻛـرر ﻣـﻧﻬم ﻓـﻲ أوﻗـﺎت
ﻓ ﺎن ذ رﻩ ﺣﺳـب ﺗﻛـ اررﻩ ،وﻧـراﻩ ﻗـد ﻋﻘـد ﻓﺻـﻼ ﺎﺳـم "ﻓ ﻣـﺎ ﻧـزل ﻣ ـررا" ﻟـم ﻔـردﻩ ﻟﻠﻘﺻـص وﻗـﺎل ﻓ ـﻪ :ﻗـد
ﯾﻧزل اﻟﺷﻲء ﻣرﺗﯾن ﺗﻌظ ﻣﺎ ﻟﺷﺄﻧﻪ وﺗذ ﯾ ار ﻪ ﻋﻧد ﺣدوث ﺳﺑ ﻪ ﺧوف ﻧﺳـ ﺎﻧﻪ ،وﻫـذا ﻣـﺎ ﻗﯾـﻞ ﻓـﻲ اﻟﻔﺎﺗﺣـﺔ
ﻧزﻟت ﻣرﺗﯾن ﻣرة ﻣ ﻪ ،وأﺧر ﺎﻟﻣدﯾﻧﺔ...واﻟﺣ ﻣﺔ ﻓـﻲ ﻫـذا ﻠـﻪ أن ﻗـد ﺣـدث ﺳـﺑب ﻣـن ﺳـؤال أوﺣﺎدﺛـﺔ،
ﺗﻘﺗﺿــﻲ ﻧــزول آ ــﺔ ،وﻗــد ﻧــزل ﻗﺑــﻞ ذﻟــك ﻣــﺎ ﯾﺗﺿــﻣﻧﻬﺎ ،ﻓﺗــؤد ﺗﻠــك اﻵ ــﺔ ﻌﯾﻧﻬــﺎ إﻟــﻰ اﻟﻧﺑــﻲ ﻋﻠ ــﻪ اﻟﺳــﻼم
ﺗذ ﯾ ار ﻟﻬم ﺑﻬﺎ و ﺄﻧﻬﺎ ﺗﺗﺿﻣن ﻫذﻩ.(2)...
ﻧﺟـد أﻧـﻪ ﻋﻘـد ﻓﺻـﻼ ) (3
واﻵن ﻧﻧﺗﻘﻞ إﻟـﻰ ﺗـﺎب "اﻹﺗﻘـﺎن ﻓـﻲ ﻋﻠـوم اﻟﻘـرآن" ﻟﻺﻣـﺎم اﻟﺳـﯾوطﻲ
ﺗﺣــت اﺳــم اﻹطﻧــﺎب ،وأورد اﻟﺗﻛ ـرار ﺿــﻣن ﻣ ﺎﺣــث اﻹطﻧــﺎب ،ﺣﯾــث ﻗﺳــم اﻹطﻧــﺎب إﻟــﻰ ﻧــوﻋﯾن؛
"إطﻧ ــﺎب ﺎﻟ ﺳ ــط" و"إطﻧ ــﺎب ﺎﻟز ــﺎدة" .وﻗ ــﺎل " :اﻷول ﺑﺗﻛﺛﯾ ــر اﻟﺟﻣ ــﻞ ﻘوﻟ ــﻪ ﺗﻌ ــﺎﻟﻰ﴿ :إِ ﱠن ِﰲ َﺧ ْﻠ ـ ِـﻖ
ض﴾) (4أطﻧــب ﻓﯾﻬــﺎ أﺑﻠــﻎ اﻹطﻧــﺎب ،ﻟﻛــون اﻟﺧطــﺎب ﻣــﻊ اﻟﺛﻘﻠــﯾن ،وﻓــﻲ ــﻞ ﻋﺻــر ﺴــﻤﻮ ِ
ات َو ْاﻷ َْر ِ اﻟ ﱠ َ َ
وﺣﯾن ﻟﻠﻌـﺎﻟم ﻣـﻧﻬم واﻟﺟﺎﻫـﻞ ،واﻟﻣواﻓـ ﻣـﻧﻬم واﻟﻣﻧـﺎﻓ ) .(5واﻟﺛـﺎﻧﻲ ـون ـﺄﻧواع ﻣﻧﻬـﺎ "اﻟﻧـوع اﻟﺛﺎﻟـث:
اﻟﺗﺎﻛﯾد اﻟﺻﻧﺎﻋﻲ" وذ ر ﺗﺣﺗﻪ أرﻌﺔ أﻗﺳﺎم :وﻣﻧﻬﺎ اﻟﻘﺳم اﻟﺛـﺎﻧﻲ " اﻟﺗو ﯾـد اﻟﻠﻔظـﻲ" وﻫـوﺗﻛرار اﻟﻠﻔـظ
ﻫــذﻩ ﻫــﻲ ﻌــض اﻷﻏـراض اﻟﺗــﻲ ذ رﻫــﺎ اﻟﺳــﯾوطﻲ ،وﻗــد أﺷــﺎر إﻟــﻰ اﻟﻌﻼﻗــﺔ ﺑــﯾن "اﻟﺗﺄﻛﯾــد اﻟﻠﻔظــﻲ" اﻟﻧﺣــو
ﻗﻠت :ﻫذا اﻟﻧوع )اﻹطﻧﺎب ـﺎﻟﺗﻛرر( أﺣـد أﻗﺳـﺎم اﻟﻧـوع اﻟـذ ﻗﺑﻠـﻪ أ :اﻟﺗﺄﻛﯾـد
و ﯾن "اﻟﺗﻛرار" ﻗﺎﺋﻼ " :ﻓﺈن َ
اﻟﺻﻧﺎﻋﻲ ،ﻓﺈن ﻣﻧﻬﺎ اﻟﺗﺄﻛﯾد ﺑﺗﻛرار اﻟﻠﻔظ ،ﻓﻼ ﺣﺳن ﻋدﻩ ﻧوﻋﺎ ﻣﺳﺗﻘﻼ؟
ﻗﻠت :ﻫو ﺟﺎﻣﻌﻪ و ﻔﺎرﻗﻪ ،ﯾزد ﻋﻠ ﻪ و ﻧﻘص ﻋﻧﻪ ،ﻓﺻﺎر أﺻﻼ ﺑرأﺳﻪ ،ﻓﺈﻧـﻪ ﻗـد ـون اﻟﺗﺄﻛﯾـد ﺗﻛـ ار ار ﻣـﺎ ُ
ﺗﻘــدم ﻓــﻲ أﻣﺛﻠﺗــﻪ وﻗــد ﻻ ــون ﺗﻛ ـ ار ار ﻣــﺎ ﺗﻘــدم أ ﺿــﺎ . ...ﻓ ﺄﻧــﻪ أﺷــﺎر إﻟــﻰ اﻟﺗــداﺧﻞ ﻫﻧــﺎ و ﺷــﻒ ﻋﻧــﻪ
)(1
) (1أﺑو ﻋﻠﻲ ﻣﺣﻣد ﺑن ﻋﺑد اﻟوﻫﺎب اﻟ ﺻر .ﻣﺎت ﺎﻟ ﺻرة) 303ﻫــ( أﺧـذ ﻋـن أﺑـﻲ ﻌﻘـوب اﻟﺷـﺣﺎم ,وﻋـﺎش ﺛﻣﺎﻧ ـﺎ وﺳـﺗﯾن ﺳـﻧﺔ,
وﻣﺎت ﻓﺧﻠﻔﻪ اﺑﻧﻪ اﻟﻌﻼﻣﺔ أﺑو ﻫﺎﺷم اﻟﺟ ﺎﺋﻲ ,وأﺧذ ﻋﻧﻪ ﻓن اﻟﻛﻼم أ ﺿﺎ أﺑو اﻟﺣﺳن اﻷﺷﻌر ,و ـﺎن أﺑـو ﻋﻠـﻲ ﻣﺗوﺳـﻌﺎ ﻓـﻲ اﻟﻌﻠـم
َ ,ﺳﱠﺎل اﻟذﻫن وﻫو اﻟذ ذﻟﻞ اﻟﻛﻼم وﺳﻬﻠﻪ ,و ﺳر ﻣﺎ ﺻﻌب ﻣﻧﻪ.
وﻟﻪ ﺗﺻﺎﻧﯾﻒ ﺛﯾرة ﻣﻧﻬﺎ؛ )اﻷﺻول( و ﺗﺎب )اﻟﻧﻬﻲ ﻋن اﻟﻣﻧ ر( و ﺗﺎب )اﻟﺗﻌدﯾﻞ واﻟﺗﺟو ز( و ﺗﺎب )اﻻﺟﺗﻬﺎد( و ﺗﺎب )اﻷﺳﻣﺎء
واﻟﺻﻔﺎت ( و ﺗﺎب )اﻟﺗﻔﺳﯾر اﻟﻛﺑﯾر( وﻏﯾرﻫﺎ ﻣن اﻟﻛﺗب .أﻧظر ﻟﺗرﺟﻣﺗﻪ :ﺳﯾر أﻋﻼم اﻟﻧ ﻼء .183/14
) (2اﻟﻣﻐﻧﻲ ﻋﺑد اﻟﺟ ﺎر .397/16
) (3ﺗﺄو ﻞ ﻣﺷ ﻞ اﻟﻘرآن اﺑن ﻗﺗﯾ ﺔ .180
) (4ﺗﻔﺳﯾر اﻟﻛﺷﺎف اﻟزﻣﺧﺷر .40/4
49 اﻟﺘﻜﺮار ﰲ ﻛﺘﺎ ت اﻟﻌﺮب )دراﺳﺔ ﻧﻈﺮﻳﺔ(
وزاد ،ﺎن ﻻ ﯾدﺧﻞ ﻓﻲ اﻟﻛﻼم اﻟﻣﻌﯾب ،ﺑﻞ رﻣﺎ ﻘﺗﺿﻲ ذﻟك ﺷرﻓﺎ ﻓﻲ اﻟﻛﻼم ورﺗ ـﺔ ﻓ ـﻪ ﻣـن ﺟﻬـﺔ
اﻟﻣﻌﻧﻰ واﻟﻠﻔظ.
وﺗ ﻌﻪ ﻋﻠﻰ ﺑن ﻋ ﺳـﻰ اﻟرﻣـﺎﻧﻲ ﻓـﺄﻋﻠن أن اﻟﺗﻛـرار ﻣـﻊ اﻟﺗﺻـرف وﻗـﻊ ﻓـﻲ اﻟﻘـرآن ﻟوﺟـوﻩ ﻣـن
اﻟﺣ ﻣﺔ ،ﻣﻧﻬﺎ ﺗﻣ ﯾن اﻟﻌﺑرة واﻟﻣوﻋظﺔ).(1
و ــذﻟك ﺻــرح اﻟزر ﺷــﻲ ــﺄن اﻟﻘـرآن اﻟﻛــرم ﺛــر ﻓ ــﻪ اﻟﺗﻛـرار ﻷﺟــﻞ اﻟــوﻋظ ،ﻓﺈﻧــﻪ ﻗــد ﯾﺗــﺄﺛر
ﺎﻟﺗﻛرار ﻣن ﻻ ﯾﺗﺄﺛر ﺎﻟﻣرة اﻟواﺣدة).(2
وﻣن ﻋﻠﻣﺎء ﺷ ﻪ اﻟﻘﺎرة اﻟﻬﻧد ـﺔ َﻣـن أﺷـﺎر إﻟـﻰ اﻟﻐـرض ﻧﻔﺳـﻪ اﻟﺷـﯾﺦ اﻟﺳـﯾد ﺳـﻠ ﻣﺎن اﻟﻧـدو ،
ﻋﻧــدﻣﺎ ﺗﺣــدث ﻋــن ﺣ ﻣــﺔ ﺗﻛ ـرار اﻟﻘﺻــص ﻗــﺎﺋﻼ :طﺑ ﻌــﺔ اﻹﻧﺳــﺎن وﻓطرﺗــﻪ أن ﻌــرف أﺣ ـوال ﻘ ــﺔ
اﻷﻣــم و ــﺗﻌظ ﺑﻬــﺎ ،و ﺗــﺄﺛر ﺑﻬــﺎ ،وﻟــذا ﻗــد وردت ﻗﺻــص ﻓــﻲ اﻟﻘـرآن اﻟﻛــرم وﻓــﻲ ﻘ ــﺔ اﻟﻛﺗــب اﻟﻣﻧزﻟــﺔ
اﻟﺳــﻣﺎو ﺔ ،و ﺛﺑــت ﻣﻧﻬــﺎ أن اﻷﻗـوام اﻟﺗــﻲ ﻐــت ﻋــن أﻣــر ﷲ ﻗــد اﺑﺗﻠﯾــت ــﺄﻧواع ﻣﺧﺗﻠﻔــﺔ ﻣــن اﻟﻌــذاب،
) (3
وأن اﻷﻗوام اﻟﺗﻲ اﺗ ﻌت اﻟرﺳﻞ ﻋﻠﯾﻬم اﻟﺳﻼم ﻗد ﻓﺎزت وﻧﺎﻟت ﻧﻌ م اﻟدﯾﻧﺎ واﻵﺧرة
ﺧﻼﺻ ــﺔ اﻟﻘ ــول :إن ﺟﻣ ــﻊ َﻣـ ـن ﺗ ــب ﻋ ــن اﻟﺗﻛـ ـرار ر ــط ﺑﯾﻧ ــﻪ و ــﯾن اﻻﻋﺗ ــﺎر ،ﻓ ــﺎﻟواﻋظ
واﻟﺧطﯾب رر ﻧﺻ ﺣﺗﻪ ﻌد ﻧﺻ ﺣﺔ ،وﻫذا ﻻ ﻌﺗﺑر ﻋﯾ ﺎ ﺣﺗﻰ وﻟو ﺎن ﻓﻲ اﻟﻣﺟﻠس اﻟواﺣد ،ﺑﻞ
ﻔﯾد وﺿوﺣﺎ وﺗﺄﻛﯾدا أﻛﺛر...
-ﺿﻣﺎن ﻣﻌرﻓﺔ اﻟﻘﺻﺔ:
ﻗد أﺷﺎر اﺑن ﻗﺗﯾ ﺔ إﻟﻰ ﺣ ﻣـﺔ ورود ﺗﻛـرار اﻟﻘﺻـص واﻋﺗﺑـرﻩ ِﻣـن أﻧـﻪ ﺿـﻣن ﺗﺛﺑﯾـث اﻟﻘﺻـﺔ
ﻓــﻲ اﻟﻣﺗﻠﻘــﯾن ﻘــول اﺑــن ﻗﺗﯾ ــﺔ :إن وﻓــود اﻟﻌــرب ﺎﻧــت ﺗــرد ﻋﻠــﻰ رﺳــول ﷲ ﺻــﻠﻰ ﷲ ﻋﻠ ــﻪ وﺳــﻠم
ﻟﻺﺳــﻼم .ﻓ ﻘ ـرﺋﻬم اﻟﻣﺳــﻠﻣون ﺷــﯾﺋﺎ ﻣــن اﻟﻘ ـرآن ،ﻓ ــون ذﻟــك ﺎﻓ ــﺎ ﻟﻬــم .و ــﺎن ﯾ ﻌــث إﻟــﻰ اﻟﻘ ﺎﺋــﻞ
اﻟﻣﺗﻔرﻗــﺔ ﺎﻟﺳــور اﻟﻣﺧﺗﻠﻔــﺔ ،ﻓﻠــو ﻟــم ﺗﻛــن اﻟﻘﺻــص ﻣﺛﻧــﺎة وﻣ ــررة ،ﻟوﻗﻌــت ﻗﺻــﺔ ﻣوﺳــﻰ إﻟــﻰ ﻗــوم،
وﻗﺻﺔ ﻋ ﺳﻰ إﻟﻰ ﻗوم ،وﻗﺻﺔ ﻧوح إﻟﻰ ﻗوم .ﻓﺄراد ﷲ ﺑﻠطﻔﻪ ورﺣﻣﺗﻪ أن ﺷﻬر ﻫـذﻩ اﻟﻘﺻـص ﻓـﻲ
أط ـ ـراف اﻷرض و ﻠﻘﯾﻬـ ــﺎ ﻓـ ــﻲ ـ ــﻞ ﺳـ ــﻣﻊ و ﺛﺑﺗﻬـ ــﺎ ﻓـ ــﻲ ـ ــﻞ ﻗﻠـ ــب و ز ـ ــد اﻟﺣﺎﺿـ ــرن ﻓـ ــﻲ اﻹﻓﻬـ ــﺎم
وﻟ ﺳت اﻟﻘﺻص ﺎﻟﻔروض ﻷن ﺗب رﺳول ﷲ ﻋﻠ ﻪ اﻟﺳﻼم ﺎﻧت ﺗﻧﻔذ إﻟﻰ ﻞ ﻗوم ) (4
واﻟﺗﺣذﯾر.
) (1اﻟﻧ ت ﻓﻲ إﻋﺟﺎز اﻟﻘرآن ﺿﻣن ﺛﻼث رﺳﺎﺋﻞ ﻓﻲ اﻹﻋﺟﺎز ﻋﻠﻰ ﺑن ﻋ ﺳﻰ اﻟرﻣﺎﻧﻲ ط ﻊ دار اﻟﻣﻌﺎرف ﻣﺻر.
) (2اﻟﺑرﻫﺎن ﻓﻲ ﻋﻠوم اﻟﻘرآن اﻟزر ﺷﻲ .20/3
) (3ﻣﻘﺎﻻت اﻟﺳﯾد ﺳﻠ ﻣﺎن اﻟﻧدو .52
) (4اﻧظر ﺗﺄو ﻞ ﻣﺷ ﻞ اﻟﻘرآن اﺑن ﻗﺗﯾ ﺔ .181
50 اﻟﺘﻜﺮار ﰲ ﻛﺘﺎ ت اﻟﻌﺮب )دراﺳﺔ ﻧﻈﺮﻳﺔ(
ﻣﺎ ﻓرﺿـﻪ ﷲ ﻋﻠـﯾﻬم ،وﻟـم ﺗﻛـن ﺗﻧﻔـذ ﻘﺻـﺔ ﻣوﺳـﻰ وﻏﯾـرﻩ ﻣـن اﻷﻧﺑ ـﺎء ،وﻋﻘـب ﻋﻠـﻰ ﻫـذا ﻣﺻـرﺣﺎ
ـدﯾن ،ﻓﻠﻣـﺎ ﻧﺷـرﻩ ﷲ ﻓـﻲ ـﻞ ﻗطـر ،وﺟﻣـﻊ اﻟﻘـرآن
ﺄن ﻫذا ﺎن ﻓﻲ ﺻدر اﻹﺳﻼم ﻗﺑـﻞ إﻛﻣـﺎل ﷲ اﻟ َ
ﺑﯾن اﻟدﻓﺗﯾن ،زال ﻫذا اﻟﻣﻌﻧﻰ).(1
وﺳﺎر ﻋﻠﻰ اﻟدرب ﻧﻔﺳﻪ اﻟزر ﺷﻲ ﻟﻛﻧﻪ ﺻﺎغ ﻼم اﺑن ﻗﺗﯾ ﺔ ﺻ ﺎﻏﺔ ﺟدﯾـدة ﻣـﻊ ز ـﺎدة ﻓـﻲ
ﺗﺿﺎﻋﯾﻒ ﺣدﯾﺛﻪ ﻋن ﻓواﺋد اﻟﺗﻛرار ﻗﺎﺋﻼ :وأن اﻟرﺟـﻞ ـﺎن ﺳـﻣﻊ اﻟﻘﺻـﺔ ﻣـن اﻟﻘـرآن ،ﺛـم ﻌـود إﻟـﻰ
أﻫﻠـﻪ ،ﺛـم ﯾﻬـﺎﺟر ﻌـدﻩ آﺧـرون ﺣ ـون ﻋﻧـﻪ ﻣـﺎ ﻧـزل ﻌـد ﺻـدور اﻷوﻟـﯾن ،و ـﺎن أﻛﺛـر ﻣـن آﻣـن ـﻪ
ﻣﻬﺎﺟر ــﺎ ،ﻓﻠــوﻻ ﺗﻛــرر اﻟﻘﺻــﺔ ﻟوﻗﻌــت ﻗﺻــﺔ ﻣوﺳــﻰ إﻟــﻰ ﻗــوم ،وﻗﺻــﺔ ﻋ ﺳــﻰ إﻟــﻰ آﺧــرن ،و ــذﻟك
ﺳﺎﺋر اﻟﻘﺻص ..ﻓﺄراد اﻟﺣ ﺳ ﺣﺎﻧﻪ وﺗﻌﺎﻟﻰ اﺷﺗراك اﻟﺟﻣ ـﻊ ﻓﯾﻬـﺎ ،ﻓ ـون ﻓ ـﻪ إﻓـﺎدة اﻟﻘـوم ،وز ـﺎدة
ﺗﺄﻛﯾد وﺗ ﺻرة ﻵﺧرن .(2) ...وأﺿﺎف اﺑن ﻗﺗﯾ ﺔ ورود اﻟﻧﺎس ﻟﻺﺳﻼم ﻓرﻗﺎ ﺗﻧﺟ م اﻟﻘرآن ،ﻓﻘد أﻋﻠـن
ﷲ ﺗﻧﺟـ م اﻟﻘـرآن ﻓــﻲ ﺛــﻼث وﻋﺷــرن ﺳــﻧﺔ؛ ﺗ ﺳـ ار ﻣﻧــﻪ ﻋﻠــﻰ اﻟﻌ ــﺎد ،وﺗــدرﺟﺎ ﻟﻬــم إﻟــﻰ ﻣــﺎل دﯾﻧــﻪ،
ووﻋظﺎ ﻌد وﻋظ ،وأن ﷲ ﻟم ﻔرض ﻋﻠﻰ ﻋ ﺎدة أن ﺣﻔظـوا اﻟﻘـرآن ﻠـﻪ ،ﻓ ـﺎن اﻟﺻـﺣﺎ ﺔ إﻧﻣـﺎ ﻘـ أر
اﻟرﺟــﻞ ﻣــﻧﻬم اﻟﺳــورﺗﯾن واﻟــﺛﻼث واﻷر ــﻊ واﻟ ـ ﻌض واﻟﺷــطر ﻣــن اﻟﻘ ـرآن إﻻ ﻧﻔ ـ ار ﻣــﻧﻬم) .(3ﻓ ــﺎن ﻓــﻲ
اﻟﺗﻛرار ﺿﻣﺎن اﻟوﺻول...
-اﻟﺗـﺄﻛﯾد:
اﻷول أﺟـزاك ﻣـن اﻟﺛـﺎﻧﻰ .وﻫـو ﻘوﻟـك ﻟﻠرﺟـﻞ :ﻧﻌـم ـت ﻋﻠـﻰ ّ وﻗﻌ َ
إﻧﻣﺎ ﻫذا ﺗﻛر ـر ﺣـرف ،ﻟـو ْ
ﻧﻌم ،ﺗﻛررﻫﺎ ،أوﻗوﻟك :اﻋﺟﻞ ِ
اﻋﺟﻞ ،ﺗﺷدﯾدا ﻟﻠﻣﻌﻧﻰ .وﺗ ﻌﻪ ﻓـﻲ ﻫـذا اﻹﻣـﺎم اﺑـن ﻗﺗﯾ ـﺔ ﻗـﺎﺋﻼ " :ﻓﻘـد
أﻋﻠﻣﺗــك أن اﻟﻘـرآن ﻧــزل ﺑﻠﺳــﺎن اﻟﻘــوم وﻋﻠــﻰ ﻣــذاﻫﺑﻬم ،و ِﻣــن ﻣــذاﻫﺑﻬم اﻟﺗﻛـرار إرادة اﻟﺗو ﯾــد واﻹﻓﻬــﺎم،
ﻣﺎ أن ﻣن ﻣذاﻫﺑﻬم اﻻﺧﺗﺻﺎر إرادة اﻟﺗﺧﻔﯾﻒ واﻻﯾﺟﺎز ،ﻷن اﻓﺗﻧـﺎن اﻟﻣـﺗﻛﻠم واﻟﺧطﯾـب ﻓـﻲ اﻟﻔﻧـون
وﺧروﺟﻪ ﻋن ﺷﻲء إﻟﻰ ﺷﻲء ،أﺣﺳن ﻣن اﻗﺗﺻﺎرﻩ ﻓﻲ اﻟﻣﻘﺎم ﻋﻠﻰ ﻓـن واﺣـد") .(2ﻣـﺎ أﺷـرﻧﺎ ﺳـﺎ ﻘﺎ
أﻧﻪ أﺗﺧذ اﻟ ﺎﺣﺛون اﻟﺗـﺄﻛﯾد ﺳﺑ ﺎ ﻟﻠﺗﻛـرار ﻗﺿـ ﺔ ﻣﺳـﻠﻣﺎ ﺑﻬـﺎ ،ﺗﻔـون ﺎﻹﺷـﺎرة إﻟﯾﻬـﺎ ،وﻣـﻊ ذﻟـك أﻋﻠـن
اﻟﻘﺎﺿــﻲ ﻋﺑــد اﻟﺟ ــﺎر أﻧــﻪ ﺣﺗــﻰ ﻟــو ــﺎن ﻟﻠﺗــﺄﻛﯾد ﻓﻘــط ،ﻣــﺎ ــﺎن ذﻟــك ﻣﻌﯾــب؛ ﻷﻧــﻪ ﺳـ ﺣﺎﻧﻪ وﺗﻌــﺎﻟﻰ
ﺧﺎطﺑﻬم ﺑﻠﺳﺎﻧﻬم ،ﻓﺟـر ﻓـﻲ ﺧطـﺎﺑﻬم ﻋﻠـﻰ اﻟﻌـﺎدة اﻟﻣﻌروﻓـﺔ ﻋﻧـدﻫم ،ﻓـﺈذا ـﺎﻧوا ﯾؤ ـدون ﻋﻧـد ﺷـدة
اﻫﺗﻣــﺎم أﺣــدﻫم ــﺎﻟﻛﻼم و ﻘﺗﺻــرون ﻋﻠــﻰ اﻟﻘــول ﻋﻧــد ﺧﻼﻓــﻪ ،ﻓﻐﯾــر ﻣﻣﺗﻧــﻊ أن ﯾﻧ ــﻪ ﺳـ ﺣﺎﻧﻪ وﺗﻌــﺎﻟﻰ
ﻣﺛﻠــﻪ اﻟﻣ ﻠﻔــﯾن ﻋﻠــﻰ أﺣ ـوال ﻼﻣــﻪ ﻟ ــون ﺗﺄﻣﻠــﻪ ﻟﻣــﺎ ﯾﺧــﺗص ﺎﻟﺗﺄﻛﯾــد أﻛﺛــر ،ور ﻣــﺎ ظﻬــر ﺗﻣــﺎم
اﻟﻔﺻﺎﺣﺔ و ﻣﺎﻟﻬﺎ ﺑذ ر اﻟﺗو ﯾد ،وﻟوﻋر اﻟﻛﻼم ﻣﻧﻪ ﻟﻛﺎن ﻣﻘﺻ ار ﻋن ﻏﺎﯾﺗﻪ).(3
) (1ﺣﯾﻰ ﺑن زﺎد ﺑن ﻋﺑد ﷲ ﺑن ﻣﻧظور اﻟدﯾﻠﻣﻲ ،ﻣوﻟﻰ ﺑﻧﻲ أﺳد )أو ﺑﻧﻲ ﻣﻧﻘر( أﺑوز ر ـﺎء ،اﻟﻣﻌـروف ـﺎﻟﻔراء ) 207 - 144ﻫ ـ
822 - 761/م(.
وﻟد ﺎﻟﻛوﻓﺔ ،واﻧﺗﻘﻞ إﻟﻰ ﻐداد ،وﻋﻬد إﻟ ﻪ اﻟﻣﺄﻣون ﺑﺗر ﺔ اﺑﯾﻧﻪ ،ﻓ ﺎن أﻛﺛر ﻣﻘﺎﻣﻪ ﺑﻬﺎ ،ﻓﺈذا ﺟﺎء آﺧر اﻟﺳﻧﺔ اﻧﺻرف إﻟﻰ
اﻟﻛوﻓﺔ ﻓﺄﻗﺎم أرﻌﯾن ﯾوﻣﺎ ﻓﻲ أﻫﻠﻪ ﯾوزع ﻋﻠﯾﻬم ﻣﺎ ﺟﻣﻌﻪ و ﺑرﻫم .إﻣﺎم اﻟﻛوﻓﯾﯾن ،وأﻋﻠﻣﻬم ﺎﻟﻧﺣو واﻟﻠﻐﺔ وﻓﻧون اﻻدب.
و ﺎن ﻣﻊ ﺗﻘدﻣﻪ ﻓﻲ اﻟﻠﻐﺔ ﻓﻘﯾﻬﺎ ﻣﺗﻛﻠﻣﺎ ،ﻋﺎﻟﻣﺎ ﺄ ﺎم اﻟﻌرب وأﺧ ﺎرﻫﺎ ،ﻋﺎرﻓﺎ ﺎﻟﻧﺟوم واﻟطب ،ﻣﯾﻞ إﻟﻰ اﻻﻋﺗزال.
ﻣــن ﺗ ــﻪ )اﻟﻣﻘﺻــور واﻟﻣﻣــدود ( و) ﻣﻌــﺎﻧﻲ اﻟﻘ ـرآن( أﻣــﻼﻩ ﻓــﻲ ﻣﺟــﺎﻟس ﻋﺎﻣــﺔ ــﺎن ﻓــﻲ ﺟﻣﻠــﺔ ﻣــن ﺣﺿــرﻫﺎ ﻧﺣــو ﺛﻣــﺎﻧﯾن ﻗﺎﺿ ـ ﺎ،
و)اﻟﻣذ ر واﻟﻣؤﻧث( وﻏﯾرﻫﺎ ﻣن اﻟﻛﺗب .أﻧظر ﻟﺗرﺟﻣﺗﻪ :اﻷﻋﻼم ﻟﻠزر ﻠﻲ .145/8
) (2اﻟﻣﺻدر اﻟﺳﺎﺑ .181
) (3اﻧظر اﻟﻣﻐﻧﻲ ﻋﺑداﻟﺟ ﺎر .402/16
52 اﻟﺘﻜﺮار ﰲ ﻛﺘﺎ ت اﻟﻌﺮب )دراﺳﺔ ﻧﻈﺮﻳﺔ(
وذ ر اﻟﻘﺎﺿﻲ ﻋﺑداﻟﺟ ﺎر أن أ ﺎﻋﻠﻲ اﻟﺟ ﺎﺋﻲ و ﺛﯾ ار ﻣن أﻫﻞ اﻟﻌﻠم ـﺎﻧوا ﯾـرون أن ﻣـﺎ ﺟـﺎء
ﻓــﻲ ﺗــﺎب ﷲ ﻣــن اﻟﺗو ﯾــد ﻻﺑــد أن ﺣﺻــﻞ ﻓ ــﻪ ز ــﺎدة ﻓﺎﺋــدة ﻣــﻊ وﻧــﻪ ﺗﺄﻛﯾــدإ .واذا ــﺎن ﻫــذا ﺣﺎﻟــﻪ
ﺻﺎر ﻓﻲ ﺣ م اﻟﺧﺎرج ﻋن اﻟﺗو ﯾد ﻣن ﺣﯾث ﯾﺧﺗص ﻔﺎﺋدة ﻣﺟددة.
وﻣﻊ ذﻟك أﻋﻠن اﻟﻘﺎﺿﻲ أﻧﻪ ﺣﺗﻰ ﻟو ﺎن ﻟﻠﺗﺄﻛﯾد ﻓﻘـط ،ﻣـﺎ ـﺎن ذﻟـك ﻣﻌﯾـب ،ﻷﻧـﻪ ﺳـ ﺣﺎﻧﻪ
وﺗﻌﺎﻟﻰ ﺧﺎطﺑﻬم ﺑﻠﺳﺎﻧﻬم ،ﻓﺟر ﻓﻲ ﺧطﺎﺑﻬم ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺎدة اﻟﻣﻌروﻓﺔ ﻋﻧدﻫم .ﻓﺈذا ﺎﻧوا ﯾؤ دون ﻋﻧد
ﺷــدة اﻫﺗﻣــﺎم أﺣــدﻫم ــﺎﻟﻛﻼم ،و ﻘﺗﺻــرون ﻋﻠــﻰ اﻟﻘــول ﻋﻧــد ﺧﻼﻓــﻪ ،ﻓﻐﯾــر ﻣﻣﺗﻧــﻊ أن ﯾﻧ ــﻪ ﺳ ـ ﺣﺎﻧﻪ
وﺗﻌــﺎﻟﻰ ﻣﺛﻠــﻪ اﻟﻣ ﻠﻔــﯾن ﻋﻠــﻰ أﺣ ـوال ﻼﻣــﻪ ،ﻟ ــون ﺗﺄﻣﻠــﻪ ﻟﻣــﺎ ﯾﺧــﺗص ﺎﻟﺗﺄﻛﯾــد أﻛﺛــر .ور ﻣــﺎ ــﺎن
اﻟﻛﻼم ﻣﻊ ﻓﻘـد اﻟﺗﺄﻛﯾـد ﺎﻟﻣﺣﺗﻣـﻞ ﻓﯾﺟﻌﻠـﻪ اﻟﺗﺄﻛﯾـد ﻻﺣﻘـﺎ ﻣـﺎﻻ ﺣﺗﻣـﻞ .ور ﻣـﺎ ظﻬـر ﺗﻣـﺎم اﻟﻔﺻـﺎﺣﺔ
و ﻣﺎﻟﻬﺎ ﺑذ ر اﻟﺗو ﯾد ،وﻟو ﻋر اﻟﻛﻼم ﻣﻧﻪ ﻟﻛﺎن ﻣﻘﺻ ار ﻋن ﻏﺎﯾﺗﻪ).(1
وداﻓــﻊ ﺣــﻰ ﺑــن ﺣﻣـزة اﻟﻌﻠــو ﻋــن اﻟﺗﺄﻛﯾــد ــﺎﻟﺗﻛرار ،ﻓــﺄﻋﻠن أﻧــﻪ ﻣﺳﺗﺣﺳــن ﻓــﻲ ﻟﻐــﺔ اﻟﻌــرب،
وﻟو ــﺎن ﻣــﺎ أﺗــﻰ ــﺎﻟﻘرآن ــﻪ ﻣﺧﺎﻟﻔــﺎ ﻷﺳــﺎﻟﯾب اﻟﻌــرب ﻓــﻲ ﻼﻣﻬــم ،ﻟﻛــﺎن ذﻟــك ﻣــن أﻋظــم اﻟﻣطــﺎﻋن
ﻟﻬم .ﻓﻠﻣﺎ ﺳ ﺗوا ﻋن ذﻟك ،دل ﻋﻠﻰ طﻼن ﻣﺎزﻋﻣوﻩ ﻣن اﻟطﻌن ﺎﻟﺗﻛرر).(3
وﺳــﻠك ﻣﺳــﻠﻛﻪ اﻟزر ﺷــﻲ ﻓﺄ ــﺎن أن اﻟﻣﻠﺣــدﯾن اﻋﺗرﺿ ـوا ﻋﻠــﻰ اﻟﻘ ـرآن واﻟﺳــﻧﺔ ﻣــﺎ ﻓﯾﻬﻣــﺎ ﻣــن
اﻟﺗﺄﻛﯾــدات اﻟﺗــﻲ زﻋﻣ ـوا أﻧﻬــﺎ ﻻ ﻓﺎﺋــدة ﻓــﻲ ذ رﻫــﺎ ،وأن ِﻣ ـن ﺣ ـ اﻟ ﻼﻏــﺔ ﻓــﻲ اﻟــﻧظم إﯾﺟــﺎز اﻟﻠﻔــظ
واﺳــﺗ ﻔﺎء اﻟﻣﻌﻧــﻰ وﺧﯾــر اﻟﻛــﻼم ﻣــﺎ ﻗــﻞ ودل وﻻ ﻣــﻞ ،واﻹﻓــﺎدة ﺧﯾــر ِﻣ ـن اﻹﻋــﺎدة وظﻧ ـوا أﻧــﻪ إﻧﻣــﺎ
ﯾﺟﻲء ﻟﻘﺻور اﻟﻧﻔس ﻋـن ﺗﺄد ـﺔ اﻟﻣـراد ﻐﯾـر ﺗﺄﻛﯾـد .ﻣـﺎ أ ـﺎن أن ﻫﻧـﺎك ﻗوﻣـﺎ آﺧـرن أﻧ ـروا وﺟـود
اﻟﺗـﺄﻛﯾد ﻓﻲ اﻟﻘرآن واﻟﻠﻐﺔ ،وأﻋﻠﻧوا أن اﻟﺗﻛرار ﻻ ﻣﺣﺎﻟﺔ ﻔﯾد ﻣﻌﻧﻰ زاﺋدا ﻋﻠﻰ اﻷول .وأﺿﺎف ﻗﺎﺋﻼ:
إن اﻟﻘرآن ﻧزل ﻋﻠﻰ ﻟﺳﺎن اﻟﻘوم ،وﻓﻲ ﻟﺳﺎﻧﻬم اﻟﺗﺄﻛﯾد ﺎﻟﺗﻛرار ،ﺑﻞ ﻫو ﻋﻧدﻫم ﻣﻌدود ﻓـﻲ اﻟﻔﺻـﺎﺣﺔ
-اﻟﺗﻐﻠ ظ:
ذ رﻩ اﻟﻔراء ﻓﻲ ﺗﻔﺳﯾر اﻟﺗﻛرار ﻓﻲ ﺳورة اﻟﺗﻛﺎﺛر ،ﺣﯾن ﻗﺎل :واﻟﻛﻣﻠﺔ ﻗد ﺗﻛررﻫـﺎ اﻟﻌـرب ﻋﻠـﻰ
اﻟﺗﻐﻠ ـ ظ واﻟﺗﺧو ــﻒ ،ﻓﻬــذا ﻣــن ذاك) .(2ﻘــول اﻟﻘﺎﺳــﻣﻲ :زﺟــرﻫم ﺳ ـ ﺣﺎﻧﻪ وﺗﻌــﺎﻟﻰ ﻋــن اﻟﺗﻛــﺎﺛر ﻘوﻟــﻪ
" ﻼ" ﺛم ﻫددﻫم ،ﺛم أﻛد اﻟزﺟر اﻷول ﺑـ " ﻼ" اﻟﺛﺎﻧ ﺔ ﺛم أﻛـد اﻟﺗﻬدﯾـد ،ﺛـم أﻛـد اﻟزﺟـر ﺑ ـ" ﻼ" اﻟﺛﺎﻟﺛـﺔ،
) (3
ﻓزﺟرﻫم ﺛﻼث ﻣرات ﻟﻼﻫﺗﻣﺎم...
وﻣﺛــﻞ ﻫــذا اﻟﻘــول ﻓــﻲ ﺗﻔﺳــﯾر ﺳــورة اﻟﻛــﺎﻓرون ﺣﯾــث اﻋﺗﺑرﻫــﺎ ﻣــن ﺳــﺑﯾﻞ اﻟﺗﻐﻠـ ظ ﻣﺷــﯾرا" :إن اﻟﻐــرض
ﻣن اﻟﺗﻛررﻫﻧﺎ ﻫواﻟﺗﻐﻠ ظ واﻟﺗﺧو ﻒ").(4
وﺟﻌﻞ اﻟراﻓﻌﻲ اﻟﺗﺧو ﻒ أﺣد ﺿروب اﻟﺗﻛرار اﻟذ ﯾذﻫب إﻟ ﻪ اﻟﻌرب ﻓﻲ ﺧطﺎﺑﻬم).(5
ٕواذا أﻣﻌﻧ ــﺎ اﻟﻧظ ــر ﻓ ــﻲ ﻣواﻗ ــﻊ اﻟﺗﻛـ ـرار ﻓ ــﻲ اﻟﻘـ ـرآن اﻟﻛ ــرم ﻋرﻓﻧ ــﺎ أن ﻣ ــن ﻣﻘﺎﺻ ــد اﻟﺗﻛـ ـرار؛ ﺗرﻫﯾ ــب
اﻟﺟﺎﺣدﯾن ٕواﻧذارﻫم ﻣﺎ ﺟرت ﻋﻠ ﻪ ﺳﻧﺔ ﷲ ﻓﻲ اﻟﻣ ذﺑﯾن...
وﺻــرح ﻋﺑــد اﻟﻛــرم اﻟﺧطﯾــب أن اﻟﺗﻛ ـرار ﯾﺧــدم ﻏرﺿــﺎ أﺻ ـ ﻼ ﻣــن أﻏ ـراض اﻟــدﻋوة ،وﻫــو
ﺗﺛﺑﯾت اﻟﻘﻠوب ﻋﻠﻰ اﻟﺣ ٕ ،واﻗﺎﻣﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺷرﻌﺔ .ﻓﺎﻟﺗﻛرار ﻣـن ﺷـﺄﻧﻪ أن ﻌﻣـ ﺟـذور اﻟﻔ ـرة اﻟﺗـﻲ
ﺗﺣﻣﻠﻬﺎ اﻟﻌ ﺎرة اﻟﻣ ررة ،و ﻣ ـن ﻟﻬـﺎ ﻓـﻲ ـﺎن اﻹﻧﺳـﺎن ،و ﻘـ م ﻣﻧﻬـﺎ ﺧـﺎط ار ﻣﻠﺣـﺎ ﯾﺗـردد ﻓـﻲ ﺻـدرﻩ،
و ﻬﻣس ﻓﻲ ﺿﻣﯾرﻩ .وﻗد ﻌﻠو ﻫﻣﺳﻪ ﺣﺗـﻰ ـون ﺻـراﺧﺎ أوﻫﺗﺎﻓـﺎ أودو ـﺎ .وﻻﺷـك أن اﻟﺗﻛـرار ﯾﺧـدم
ﻏرﺿﺎ أﺻ ﻼ ﻣن أﻏراض اﻟدﻋوة ،وﻫوﺗﺛﺑﯾت اﻟﻘﻠوب ﻋﻠﻰ اﻟﺣ ٕواﻗﺎﻣﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺷرﻌﺔ ،ﻟـو ﻧظرﻧـﺎ
ﻓﻲ أﺳﺎﻟﯾب اﻟدﻋﺎ ﺔ اﻟﯾوم ،ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗﻘوم ﻋﻠﻰ أﺳﻠوب اﻟﺗﻛرار ،ﺣﺗﻰ إذا أرادت دوﻟﺔ أن ﺗدﻋو ﻟﺳ ﺎﺳـﺔ
ﻣﻌﯾﻧﺔ ﻟﺟﺄت إﻟﻰ ﻫذا اﻷﺳﻠوب .ﻓﻔﺗﺣت أﻓواﻫﻬﺎ ﻠﻬـﺎ ،وأﺑواﻗﻬـﺎ ﺟﻣ ﻌـﺎ ،ﺻـ ﺎح ﻣﺳـﺎء ،ﺗﺑـد اﻟﻘـول
وﺗﻌﯾدﻩ ،ﻋﺷرات اﻟﻣرات وﻣﺋﺎﺗﻬﺎ).(4
وﻣﻊ أن اﻟ ﺿﺎﻋﺔ اﻟﺗﻲ ﺗدﻋو ﻟﻬﺎ ،وﺗﻧﺎد ﻋﻠﯾﻬـﺎ ﺛﯾـ ار ﻣـﺎ ﺗﻛـون ﺿـﺎﻋﺔ ﺎﺳـدة ،أوﻓﺎﺳـدة،
واﻷﺻ ـوات اﻟﻣﻧطﻠﻘــﺔ ﺎﻟدﻋﺎ ــﺔ ﻟﻬــﺎﻛﺛﯾ ار ﻣــﺎ ﺗﻛــون أﺻ ـواﺗﺎ ﺎذ ــﺔ ﻣﻧﺎﻓﻘــﺔ ،ﻣــﻊ ﻫــذا اﻷﺳــﻠوب ﺣﻘ ـ
داﺋﻣﺎ ﻌض اﻟﻧﺗـﺎﺋﺞ اﻟﺗـﻲ ﯾﻬـدف إﻟﯾﻬـﺎٕ ،وان ﺎﻧـت ﻧﺗـﺎﺋﺞ ﻣؤﻗﺗـﺔ ﻻ ﺗـب ﻟﻬـﺎ اﻟ ﻘـﺎء طـو ﻼ ،ﻓ ﯾـﻒ
إذا ﺎﻧت اﻟدﻋوة ﻗﺎﺋﻣﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺣ واﻟﺧﯾر).(5
-اﻟﺗﻘر ر:
-اﻹﻓﻬﺎم:
-اﻟﺗﻧﺑ ﻪ:
) (1أﺣﻣد ﺑن ﻓﺎرس ﺑن ز رﺎء اﻟﻘزو ﻧﻲ اﻟراز ،أﺑو اﻟﺣﺳﯾن ) 395 - 329ﻫـ 1004 - 941/م(.
ﻣن أﺋﻣﺔ اﻟﻠﻐﺔ واﻻدب ،ﻗ أر ﻋﻠ ﻪ اﻟﺑد ﻊ اﻟﻬﻣذاﻧﻲ واﻟﺻﺎﺣب اﺑن ﻋ ﺎد وﻏﯾرﻫﻣﺎ ﻣن أﻋ ﺎن اﻟﺑ ـﺎن ،أﺻـﻠﻪ ﻣـن ﻗـزو ن ،وأﻗـﺎم ﻣـدة ﻓـﻲ
ﻫﻣذان ،ﺛم اﻧﺗﻘﻞ إﻟﻰ اﻟر ﻓﺗوﻓﻲ ﻓﯾﻬﺎٕ ،واﻟﯾﻬﺎ ﻧﺳﺑﺗﻪ.
ﻣن ﺗﺻﺎﻧ ﻔﻪ )ﻣﻘﺎﯾ س اﻟﻠﻐﺔ( ﻓﻲ ﺳﺗﺔ أﺟزاء ،و)اﻟﺻﺎﺣﺑﻲ( ﻓﻲ ﻋﻠم اﻟﻌر ﺔ ،أﻟﻔﻪ ﻟﺧزاﻧﺔ اﻟﺻﺎﺣب اﺑن ﻋ ﺎد ،و)ﺟﺎﻣﻊ اﻟﺗﺄو ﻞ( ﻓـﻲ
ﺗﻔﺳﯾر اﻟﻘرآن ﻓﻲ أرﻊ ﻣﺟﻠدات .أﻧظر ﻟﺗرﺟﻣﺗﻪ :اﻷﻋﻼم ﻟﻠزر ﻠﻲ .193/1
) (2اﻟﺻﺎﺣﺑﻲ ﻓﻲ اﻟﻠﻐﺔ اﺣﻣد ﺑن ﻓﺎرس ص .341
) (3إﻋﺟﺎز اﻟﻘرآن واﻟ ﻼﻏﺔ اﻟﻧﺑو ﺔ اﻟراﻓﻌﻲ ص .200
) (4إﻋﺟﺎز اﻟﻘرآن ﻋﺑداﻟﻛرم اﻟﺧطﯾب ص .407
58 اﻟﺘﻜﺮار ﰲ ﻛﺘﺎ ت اﻟﻌﺮب )دراﺳﺔ ﻧﻈﺮﻳﺔ(
ﺎن اﺑن ﻗﺗﯾ ﺔ ﻣن اﻟذﯾن ﻓطﻧوا إﻟﻰ ون اﻟﺗﻧﺑ ﻪ ﻣن أﺳ ﺎب اﻟﺗﻛرار ،ورط ﺑﯾﻧﻪ و ﯾن ﺗﻧﺟـ م
اﻟﻘرآن .ﻓﻘد أر ﻓﻲ اﻟﺗﻧﺟ م وﻋظﺎ ﻌد وﻋظ ،ﺗﻧﺑﯾﻬﺎ ﻟﻠﻧﺎس ﻣن ﺳﻧﺔ اﻟﻐﻔﻠﺔ ،وﺷـﺣذا ﻟﻘﻠـو ﻬم ﺑﺗﺟدﯾـد
اﻟﻣوﻋظﺔ) .(1ﻓﻼ ﺷك أن اﻟﺗﻧﺑ ﺔ ﯾﺗﺣﻘـ ﻓـﻲ ﺳـ ﺎق ﻏﻠ ـﺔ "اﻟﻐﻔﻠـﺔ" ﻋﻠـﻰ اﻟﻌﻘـول وﻗـد ﯾـدﺧﻞ ﺗﺣـت ﻣـﺎ
ﺳــﺑ ذ ـرﻩ آﻧﻔــﺎ ،ﻣــن اﻟﺗــذ ﯾر واﻟــوﻋظ واﻻﻋﺗ ﺎر...واﻟﺗﻧﺑ ــﻪ ﻫــﻲ اﻟﺣﺎﻟــﺔ اﻻﺑﺗداﺋ ــﺔ اﻟﺗــﻲ ﺗط ـ أر ﻋﻠــﻰ
اﻟﺷﺧص ﻓﯾﺟب ﺗﻧﺑﯾﻬﻪ ﺎﻟوﻋظ واﻻد ﺎر ...وﺗ ﻌﻪ ﻓﻲ ﻫذا اﻟزﻣﺧﺷر ﻣﺷﯾ ار إﻟﻰ ﻧﻔس اﻟﻣﻌﻧﻰ :إن
ﺗﻛر ــر اﻷﻧ ــﺎء واﻟﻘﺻ ــص ﻟﺗﻛ ــون اﻟﻌﺑ ــر اﻟﺗ ــﻲ ﺗﺣﺗ ــو ﻋﻠﯾﻬ ــﺎ ﺣﺎﺿـ ـرة ﻟﻠﻘﻠ ــوب ،ﻣﺻ ــورة ﻟﻸذﻫ ــﺎن،
ﻣذ ورة ﻏﯾر ﻣﻧﺳ ﺔ ) .(2واﻋﺗﺑر اﻹﻣﺎم اﻟﺑ ﺿﺎو ﺗﻛرر ﺳورة اﻟﻘﻣر ﻣـن ﻧﻔـس اﻷﺳـﻠوب ﻗـﺎﺋﻼ :إﻧـﻪ
رر ذﻟك ﻓﻲ ﻞ ﻗﺻﺔ إﺷﻌﺎ ار ﺄن ﺗﻛـذﯾب ـﻞ رﺳـول ﻣﻘـﺗض ﻟﻧـزول اﻟﻌـذاب ،واﺳـﺗﻣﺎع ـﻞ ﻗﺻـﺔ
ُﻣﺳــﺗدع ﻟﻼد ــﺎر واﻻﺗﻌــﺎ واﺳــﺗﺋﻧﺎﻓﺎ ﻟﻠﺗﻧﺑ ــﻪ واﻻﺗﻌــﺎ ﻟــﺋﻼ ﻐﻠــﺑﻬم اﻟﺳــﻬو واﻟﻐﻔﻠــﺔ) .(3وﻧﺟــد ﺻــﺎﺣب
اﻟ ﺣرﻋﻧــدﻣﺎ ﻋﻠ ـ ﻋﻠــﻰ اﻟﺗﻛ ـرار اﻟ ـوارد ﻓــﻲ ﺳــورة اﻟﻘﻣــر ﻘــول :وﻓﺎﺋــدة ﻫــذا اﻟﺗﻛررﻫــو اﻟﺗﺟــرد ﻋﻧــد
اﺳﺗﻛﻣﺎل ﻧ ﺄ ﻣن أﻧ ﺎء اﻷوﻟﯾن ﻟﻼﺗﻌـﺎ واﺳـﺗﺋﻧﺎف اﻟﺗـ ﻘظ إذا ﺳـﻣﻌوا اﻟﺣـث ﻋﻠـﻰ ذﻟـك ﻟـﺋﻼ ﺗﺳـﺗوﻟﻲ
ﻋﻠﯾﻬم اﻟﻐﻔﻠﺔ) .(4وﻧر اﺑن ﺟز ﻋﻧدﻣﺎ ﺗﺣدث ﻋـن اﻟﺗﻛـرار ﻓـﻲ ﺳـورة اﻟﻘﻣـر ،واﻋﺗﺑـرﻩ ﺳـﺑ ﺎ ﻟﻠﺗﻧﺑ ـﻪ،
ﻣﺷﯾر إﻟـﻰ ﻫـذا ” :ـرر ﻫـذﻩ اﻵ ـﺔ اﻟﺑﻠﻐ ـﺔ ﻟﯾﻧ ـﻪ اﻟﺳـﺎﻣﻊ ﻋﻧـد ـﻞ ﻗﺻـﺔ ﻓ ﻌﺗﺑـر
ا ٕوا ﻘﺎظﺎ ﻟﻠﻣﺧﺎطﺑﯾن
ﺑﻬﺎ ،إذ ﻞ ﻗﺻﺔ ﻣن اﻟﻘﺻص اﻟﺗﻲ ذ رت ﻋﺑرة وﻣوﻋظﺔ .ﻓﺧﺗم ﻞ واﺣدة ﻣـﺎ ﯾـوﻗظ اﻟﺳـﺎﻣﻊ ﻣـن
اﻟوﻋﯾد) .(5وﻧر اﻟزر ﺷﻲ ﻋﻧدﻣﺎ ﺗﺣدث ﻋن اﻟﺗﻛرار اﻟوارد ﻓـﻲ ﺳـورة اﻟﺗﻛـﺎﺛر ،واﻋﺗﺑـرﻩ ﺳـﺑ ﺎ ﻟﻠوﻋﯾـد
واﻟﺗﻬدﯾد .ﺛم ﻗﺎل ” :وﻓ ﻪ ﺗﻧﺑ ﻪ ﻋﻠﻰ ﺗﻛرر ذﻟك ﻣرة ﻌد ﻣـرةٕ ،وان ﺗﻌﺎﻗﺑـت ﻋﻠ ـﻪ اﻷزﻣﻧـﺔ ﻻ ﯾﺗطـرق
إﻟ ــﻪ ﺗﻐﯾﯾــر ،ﺑــﻞ ﻫوﻣﺳــﺗﻣر داﺋﻣﺎ...وﺟﻌــﻞ اﻟﺗﻛ ـرار ﻓــﻲ ﻣـرة أﺧــر ز ــﺎدة ﻓــﻲ اﻟﺗﻧﺑ ــﻪ ﻋﻠــﻰ ﻣــﺎ ﯾﻧﻔــﻲ
اﻟﺗﻬﻣﺔ ،ﻟ ﻣﻞ ﺗﻠﻘﻲ اﻟﻛﻼم ﺎﻟﻘﺑول).(6
) (1إﻋﺟﺎز اﻟﻘرآن اﻟ ﺎﻗﻼﻧﻲ ص 62ﺗﺣﻘﯾ اﻟﺳﯾد أﺣﻣد ﺻﻘر دار اﻟﻣﻌﺎرف اﻟﻘﺎﻫرة.
) (2إﻋﺟﺎز اﻟﻘرآن واﻟ ﻼﻏﺔ اﻟﻧﺑو ﺔ ﻣﺻطﻔﻰ ﺻﺎدق اﻟراﻓﻌﻲ ص 200ﻣ ﺗ ﺔ اﻻﺳﺗﻘﺎﻣﺔ ﻣﺻر 1965 2م.
ط ﻊ دار اﻟﻛﺗب اﻟﻌﻠﻣ ﺔ ﺑﯾروت. ) (3اﻧظراﻟﺑرﻫﺎن ﻓﻲ ﻣﺗﺷﺎ ﻪ اﻟﻘرآن اﻟﻛرﻣﺎﻧﻲ ﺗﺣﻘﯾ ﻋﺑداﻟﻘﺎدرﻋطﺎ ص .252وﻋظﻣﺔ اﻟﻘرآن ﻋﺑداﻟﻘﺎدرﻋطﺎ ص 87
61 اﻟﺘﻜﺮار ﰲ ﻛﺘﺎ ت اﻟﻌﺮب )دراﺳﺔ ﻧﻈﺮﻳﺔ(
-اﻟﺗﻌظ م:
وﻋﻘب اﻟﻛرﻣﺎﻧﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻛرار اﻟوارد ﻓﻲ ﻟﻔظﺔ ” ﺗ ﺎرك" ﻓﻲ ﺳورة اﻟﻔرﻗـﺎن ﻗـﺎﺋﻼ :ﺟـﺎءت ﻓـﻲ
ﻫــذﻩ اﻟﺳــورة ﻓــﻲ ﺛﻼﺛــﺔ ﻣواﺿــﻊ ﺗﻌظ ﻣــﺎ ﻟــذ رﷲ ،وﺧﺻــت ﻫــذﻩ اﻟﻣواﺿــﻊ ﺎﻟــذ ر ﻷن ﻣــﺎ ﻌــدﻫﺎ
ﻋظﺎﺋم.
اﻷول :ذ ر اﻟﻔرﻗﺎن ،وﻫو اﻟﻘرآن اﻟﻣﺷﺗﻣﻞ ﻋﻠﻰ ﻣﻌﺎﻧﻲ ﺟﻣ ﻊ ﺗب ﷲ.
اﻟﺛﺎﻧﻲ :ذ راﻟﻧﺑﻲ ﻋﻠ ﻪ اﻟﺳﻼم
-اﻟوﻋد واﻟوﻋﯾد:
ﻋﻠــﻰ ﺳــﺑﯾﻞ ﻧﺟــد اﻟﻛرﻣــﺎﻧﻲ اﻋﺗﺑــر اﻟﺗﻛـرار اﻟـوارد ﻓـﻲ ﻗوﻟــﻪ ﺗﻌــﺎﻟﻰَ﴿ :وُ َﺣـ ِّذ ُرُ ْم ﱠ
ﻪﻠﻟااُ َﻧْﻔ َﺳـ ُـﻪ﴾
) (6
اﻟوﻋﯾـد وﻗــﺎل :ــررﻩ ﻣـرﺗﯾن ،ﻷﻧــﻪ وﻋﯾــد ﻋطــﻒ ﻋﻠ ــﻪ وﻋﯾــد آﺧــر ﻓــﻲ اﻵ ــﺔ اﻷوﻟــﻰ ،ﻓﺎﺳــﺗدر ﻪ ﻓــﻲ
ـﯾر﴾) (7و ــذﻟك ﻋﻧــدﻣﺎ ﺗﺣــدث ﻋــن اﻟﺗﻛـرار اﻵ ــﺔ اﻟﺛﺎﻧ ــﺔ ﺑوﻋــد ،وﻫــو ﻗوﻟــﻪ ﺗﻌــﺎﻟﻰٕ ﴿ :وِاَﻟــﻰ ﱠ ِ ِ
ﻪﻠﻟاا اْﻟ َﻣﺻـ ُ َ
-اﻟﺗﻛذﯾب:
ﻪﻠﻟااُ َﻣــﺎ اﻋﺗﺑــر اﻟﻛرﻣــﺎﻧﻲ اﻟﺗﻛــذﯾب ﺳــﺑ ﺎ ﻣــن أﺳ ـ ﺎب اﻟﺗﻛ ـرار ﻓــﻲ ﻗوﻟــﻪ ﺗﻌــﺎﻟﻰَ﴿ :وَﻟـ ْـو َﺷـ َ
ـﺎء ﱠ
ا ْﻗﺗَﺗَـ َـﻞ﴾) (4ﻗــﺎل :ــرر ﺗﻛــذﯾ ﺎ ﻟﻣــن زﻋــم أن ذﻟــك ﻟــم ــن ﻣﺷــﯾﺋﺔ ﷲ") .(5وواﻓﻘــﻪ اﻟﺳــﯾوطﻲ ﻋﻧــدﻣﺎ
ﺗﺣدث ﻋن ﺗﻛرار ﻗﺻص اﻷﻧﺑ ﺎء ،وذﻫب إﻟﻰ أن أﻗو ﻣﺎ ﯾﺟﺎب ﻪ ﻋﻧﻬﺎ :أن اﻟﻣﻘﺻود ﺑﻬﺎ إﻓﺎدة
إﻫــﻼك ﻣــن ــذﺑوا رﺳــﻠﻬم ،واﻟﺣﺎﺟــﺔ داﻋ ــﺔ إﻟــﻰ ذﻟــك اﻟﺗﻛ ـرار ،ﻟﺗﻛر ــر ﺗﻛــذﯾب اﻟﻛﻔــﺎر ﻟﻠرﺳــول ﻋﻠ ــﻪ
اﻟﺳــﻼم .ﻓ ﻠﻣــﺎ ــذﺑوا أﻧزﻟــت ﻗﺻــﺔ ﻣﻧــذرة ﺣﻠــول اﻟﻌــذاب ،ﻣــﺎ ﺣﺻــﻞ ﻋﻠــﻰ اﻟﻣ ــذﺑﯾن) .(6وأن ﻫــذا
اﻟﻣ رر ﯾؤ د ﺗﻛذﯾﺑﻬم ،ﻓﺎﻟﺗﺄﻛﯾد ﻫﻧﺎ ﻔﯾد ﺗﻛذﯾﺑﻬم.
-دﻓﻊ اﻟﺗوﻫم ﻓﻲ اﻟﻌ ﺎرة:
أﺷﺎر اﻟزﻣﺧﺷر إﻟﻰ أن ﻣـن ﻋﻠـﻞ اﻟﺗﻛـرار ،إ ازﻟـﺔ اﻻﻟﺗ ـﺎس اﻟـذ ﻗـد ﻘـﻊ ﻓ ـﻪ ﻌـض اﻟﻘـ ارء,
وﺗ ﻌــﻪ اﻟﻣﻔﺳــرون ﻓــﻲ ﻫــذﻩ اﻟﻧﻘط ـﺔ وﻓطﻧ ـوا إﻟــﻰ ﻧﻣــﺎذج ﻣــن ﻫــذﻩ اﻟظــﺎﻫرة ،ودرﺳــوﻫﺎ ﻓــﻲ ﺗﺿــﺎﻋﯾﻒ
ﺗﻔﺎﺳــﯾرﻫم ...ﻗــﺎل اﻟزﻣﺧﺷــر ﻋﻧــدﻣﺎ ﺗﺣــدث ﻋــن ﺗﻛـرار ﻟﻔظــﺔ " ﺑــﺈذن ﷲ" اﻟـوارد ﻓــﻲ ﺳــورة اﻟ ﻘـرة :
رر"ﺑﺈذن ﷲ" دﻓﻌﺎ ﻟوﻫم ﻣن ﺗوﻫم ﻓ ﻪ اﻟﻼﻫوﺗ ﺔ).(7
-اﻟﺗﻧﻐ م:
ﺷﻒ ﻣﺣﻣد اﻟﺣﺳﻧﺎو ﻋن ون اﻟﺗﻧﻐ م أﺣد ﻋواﻣﻞ اﻟﺗﻛرار .ﻓﻘد ﺷـﻒ ﻋـن وﺟـود ﻋﻼﻗـﺔ
ﻣؤ دة ﺑﯾن اﻟﻔواﺻﻞ واﻟﻣﻘطﻊ اﻟذ ﺗوﺟد ﻓ ﻪ ﻣن اﻟﺳورة ،ﺛم ﻗﺳﻣﻬﺎ إﻟﻰ أﻧواع:
اﻟﻧــوع اﻷول :ﻓﯾﻬــﺎ ﻋﻼﻗــﺔ اﻟﺗﻘﺳ ـ م واﻟﻘﻔــﻞ .وذ ــر ﻓــﻲ ﻣوﺿــﻊ آﺧــر أﻧﻬﻣــﺎ ﻧوﻋــﺎن ﻣﺗﻘﺎر ــﺎن ﻻ ﻧــوع
واﺣد ،ﻏﯾر أن اﻟﻘﻔﻞ ﯾﺧﺗص ﺑﺧﺗﺎم اﻟﺳور ،واﻟﺗﻘﺳ م ﯾﺧﺗص ﺑﺧواﺗ م اﻟﻣﻘﺎطﻊ أوأواﺋﻠﻬﺎ).(4
وﻋــرف اﻟﻛﺎﺗــب اﻟﺗﻘﺳـ م وﻗــﺎل :ﺄﻧــﻪ ﺗﻛـرار ﻠﻣــﺔ أوﻋ ــﺎرة ﻓــﻲ ﺧﺗــﺎم ــﻞ ﻣﻘطــﻊ أوأوﻟــﻪ ،ﻟﺗﻘــوم
ـﻞ ﻳَـ ْﻮَﻣﺌِـ ٍـﺬ
ﻌﻣــﻞ اﻟﻧﻘطــﺔ ﻓــﻲ ﺧﺗــﺎم اﻟﻣﻘطــﻊ ،وﺗوﺣــد اﻟﺳــورة ﻓــﻲ اﺗﺟــﺎﻩ ﻣﻌــﯾن ،ﻣﺛــﻞ ﺗﻛ ـرار اﻵ ــﺔَ ﴿ :وﻳْـ ٌ
وﻓﻲ ﺧﺗﺎم ﻞ ﻣﻘطﻊ ﻣن ﻣﻘﺎطﻊ ﺳورة اﻟﻣرﺳﻼت ،وﻫو ﻣﺎ ﻣ ن ﺗﺳﻣﯾﺗﻪ ﺎﻟﻼزﻣﺎت. ) (5
ﻟِﻠ ُْﻤ َﻜ ِّﺬﺑِ َﲔ﴾
وﻣــن اﻟوﺳــﺎﺋﻞ اﻟﺗــﻲ ﺗﺳــﺎﻋد ﻋﻠــﻰ ﺗﻛ ـرار اﻟﺗﻘﺳ ـ م ،وﺗﻧﻘــذﻩ ﻣــن اﻟرﺗﺎ ــﺔ ،إﺟ ـراء ﺗﻐﯾﯾــر طﻔﯾــﻒ
اﻟﻣ ررة ﻓـﻲ أواﺧـر ﻣﻘـﺎطﻊ ) (6
ﻴﻢ﴾ ِ ﻋﻠﻰ اﻟﻌ ﺎرة اﻟﻣ ررة ،و ﺎﻟﻔﻌﻞ ﻧﺟد اﻟﻼزﻣﺔَ ﴿ :وإِ ﱠن ﱠ
اﻪﻠﻟَ َﳍَُﻮ اﻟ َْﻌ ِﺰ ُﻳﺰ ا ْﳊَﻜ ُ
ﻻ ﻟﻛﺳــر اﻟرﺗﺎ ــﺔ وﺣﺳــب ،ﺑــﻞ ) (7
ﺳــورة اﻟﺷــﻌراء ،ﺗﺻــﯾر ﻓــﻲ آﺧــر ﻣ ـرةَ ﴿ :وﺗَـ َﻮﱠﻛـ ْـﻞ َﻋﻠَــﻰ اﻟ َْﻌ ِﺰﻳ ـ ِﺰ اﻟ ـ ﱠﺮِﺣ ِﻴﻢ﴾
ﻟﺣﺳن اﻟﺧﺗﺎم ،وﺗﻛﺛﯾﻒ اﻟﻌﺑرة ﻣن اﻟﻣﻘﺎطﻊ اﻟﺳﺎ ﻘﺔٕ ،واﻟﻘﺎﺋﻬﺎ إﻟﻰ اﻟرﺳول اﻟﻛرم.
وﻗــد أﻛﺛــر ﻣــن إﯾـراد اﻷﻣﺛﻠــﺔ ﻓــﻲ ﻫــذا اﻟﻧــوع ﻣــن ﺟﻣ ــﻊ اﻟﻘـرآن اﻟﻛــرم ،وﻣــن أﺷــﻌﺎر اﻟﻌــرب ...و ــﯾن
ﻏرض ﻞ ﻣوﻗﻒ ﺗﻛرار ﻓﻲ اﻟﻧﻘطﺔ اﻟﻣذ ورة.
اﻪﻠﻟُ أَ ْن ُِﳛ ـ ﱠﻖ ا ْﳊَـ ﱠﻖ ﺑِ َﻜﻠِ َﻤﺎﺗِـ ِـﻪ َوﻳَـ ْﻘﻄَـ َـﻊ َداﺑِـ َـﺮ
-2ﻣــﺎ ﺗﻛــرر ﻟﻔظــﻪ وﻣﻌﻧــﺎﻩ ﻣﺧﺗﻠــﻒ :ﻣﻧــﻪ ﻗوﻟــﻪ ﺗﻌــﺎﻟﻰَ ﴿ :وﻳُ ِﺮﻳ ـ ُﺪ ﱠ
ﺎﻃ َﻞ﴾) (5ﻓﺈن اﻟﻣﻘﺻود ﻘوﻟﻪ – ﺣ اﻟﺣ -ﺑ ﺎن إرادﺗﻪ و ﻘوﻟﻪ – ﺣ اﻟْ َﻜﺎﻓِ ِﺮﻳﻦ .ﻟِﻴ ِﺤ ﱠﻖ ا ْﳊ ﱠﻖ وﻳـﺒ ِﻄﻞ اﻟْﺒ ِ
َ َ ُْ َ َ َ ُ
اﻟﺣ -اﻟﺛﺎﻧ ﺔ ﻟﻘطﻊ داﺑر اﻟﻛﺎﻓرن وﻧﺻر اﻟﻣؤﻣﻧﯾن) .(6و ـذﻟك أورد أﻣﺛﻠـﺔ ﺛﯾـرة ﻣـن اﻟﻘـرآن اﻟﻛـرم
ﻋﻠﻰ اﻟﻧوع ﻧﻔﺳﻪ ،وﻋﻠﻞ ﻣﺟﺊ اﻟﺗﻛرار ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﻣواﻗﻒ.
-3ﻣــﺎ ﺗﻛــرر اﻟﻣﻌﻧــﻰ دون اﻟﻠﻔــظ :ﻓﻬــو إﻣــﺎ أن ــون ﺑــﯾن اﻟﻣﻌﻧﯾــﯾن ﻣﺧﺎﻟﻔــﺔ ﻣــﺎ ،أوﻻ ــون ــذﻟك.
ون ﺑﯾﻧﻬﻣﺎ ﻣﺧﺎﻟﻔﺔ إﻣﺎ أن ون أﺣدﻫﻣﺎ أﻋم أوﻻ ون ـذﻟك .ﻓﺄﻣـﺎ ﻣـﺎ ـون أﺣـدﻫﻣﺎ أﻋـم، واﻟذ
ﻟﻪ ﺗﺻﺎﻧﯾﻒ ﺛﯾرة ﻣﻧﻬﺎ؛ )اﻟﻣﺣرر اﻟوﺟﯾز ﻓﻲ ﺗﻔﺳﯾر اﻟﻛﺗﺎب اﻟﻌزز( ﻓﻲ ﻋﺷر ﻣﺟﻠدات .أﻧظر ﻟﺗرﺟﻣﺗﻪ :اﻷﻋﻼم ﻟﻠز ﻠﻲ .282/3
) (1ﺟﻌﻔر ﺑن ﻣﺣﻣد اﻟ ﺎﻗر ﺑن ﻋﻠﻲ زن اﻟﻌﺎﺑدﯾن ﺑن اﻟﺣﺳﯾن اﻟﺳ ط ،اﻟﻬﺎﺷﻣﻲ اﻟﻘرﺷﻲ ،اﻟﻣﻠﻘب ﺎﻟﺻﺎدق)148-80ﻫـ 765- 699/م(.
ﺳﺎدس اﻻﺋﻣﺔ اﻻﺛﻧﻲ ﻋﺷر ﻋﻧد اﻻﻣﺎﻣ ﺔ .ﺎن ﻣن أﺟﻼء اﻟﺗﺎ ﻌﯾن .وﻟﻪ ﻣﻧزﻟﺔ رﻓ ﻌﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﻠم .أﺧذ ﻋﻧﻪ ﺟﻣﺎﻋﺔ ،ﻣﻧﻬم اﻹﻣﺎﻣﺎن
أﺑو ﺣﻧ ﻔﺔ وﻣﺎﻟك .وﻟﻘب ﺎﻟﺻﺎدق ﻻﻧﻪ ﻟم ﻌرف ﻋﻧﻪ اﻟﻛذب ﻗط .ﻟﻪ أﺧ ﺎر ﻣﻊ اﻟﺧﻠﻔﺎء ﻣن ﺑﻧﻲ اﻟﻌ ﺎس .أﻧظر ﻟﺗرﺟﻣﺗﻪ :اﻷﻋﻼم
ﻟﻠزر ﻠﻲ .126/2
) (2اﻟﻣﺣرر اﻟوﺟﯾزﻓﻲ ﺗﻔﺳﯾراﻟﻛﺗﺎب اﻟﻌزز ﻋﺑداﻟﺣ ﺑن ﻏﺎﻟب اﺑن ﻋط ﺔ 15/1ﻗطر اﻟدوﺣﺔ 1ﻋﺎم 1991م.
) (3أﺣﻣد ﺑن ﺣﯾﻰ ﺑن زد ﺑن ﺳ ﺎر اﻟﺷﯾ ﺎﻧﻲ ﺎﻟوﻻء ،أﺑو اﻟﻌ ﺎس ،اﻟﻣﻌروف ﺑﺛﻌﻠب ) 291 - 200ﻫـ 914 - 816/م(.
إﻣــﺎم اﻟﻛــوﻓﯾﯾن ﻓــﻲ اﻟﻧﺣــو واﻟﻠﻐــﺔ .ــﺎن راو ــﺔ ﻟﻠﺷــﻌر ،ﻣﺣــدﺛﺎ ،ﻣﺷــﻬو ار ــﺎﻟﺣﻔظ وﺻــدق اﻟﻠﻬﺟــﺔ ،ﺛﻘــﺔ ﺣﺟــﺔ .وﻟــد وﻣــﺎت ﻓــﻲ ﻐــداد.
وأﺻﯾب ﻓﻲ أواﺧر أ ﺎﻣﻪ ﺻﻣم ﻓﺻدﻣﺗﻪ ﻓرس ﻓﺳﻘط ﻓﻲ ﻫوة ،ﻓﺗوﻓﻲ ﻋﻠﻰ اﻻﺛر.
ﻣــن ﺗ ــﻪ؛ )اﻟﻔﺻ ـ ﺢ( و)ﻗواﻋــد اﻟﺷــﻌر( رﺳــﺎﻟﺔ و)ﺷــرح دﯾ ـوان زﻫﯾــر( و)ﺷــرح دﯾ ـوان اﻷﻋﺷــﻰ( و)ﻣﺟــﺎﻟس ﺛﻌﻠــب( ﻣﺟﻠــدان ،وﺳــﻣﺎﻩ )اﻟﻣﺟــﺎﻟس(
و)ﻣﻌﺎﻧﻲ اﻟﻘرآن( و)ﻣﺎ ﺗﻠﺣن ﻓ ﻪ اﻟﻌﺎﻣﺔ( و)ﻣﻌﺎﻧﻲ اﻟﺷﻌر( و)اﻟﺷواذ( و)إﻋراب اﻟﻘرآن( وﻏﯾر ذﻟك .أﻧظر ﻟﺗرﺟﻣﺗﻪ :اﻷﻋﻼم ﻟﻠزر ﻠﻲ .267/1
) (4أﻣﺎﻟﻲ اﻟﻣرﺗﺿﻰ ﻋﻠﻰ ﺑن اﻟﺣﺳﯾن 2 121/1داراﻟﻛﺗﺎب اﻟﻌرﻲ ﺑﯾروت ﻟﺑﻧﺎن ﻋﺎم 1967م.
) (5إﺑراﻫ م ﺑن ﻋﻣر ﺑن ﺣﺳن ﺑن ﻋﻠﻲ ﺑن أﺑﻲ ر اﻟ ﻘﺎﻋﻲ) 885-809ﻫـ1480-1406/م(.
ﻣؤرخ أدﯾب .أﺻﻠﻪ ﻣن اﻟ ﻘﺎع ﻓﻲ ﺳورﺔ ،وﺳ ن دﻣﺷ ورﺣﻞ إﻟﻰ ﺑﯾت اﻟﻣﻘدس واﻟﻘﺎﻫرة ،وﺗوﻓﻲ ﺑدﻣﺷ .
ﻟﻪ ﺗب ﺛﯾرة ﻣﻧﻬﺎ؛ )ﻧظم اﻟدرر ﻓﻲ ﺗﻧﺎﺳب اﻵ ﺎت واﻟﺳور( وﻏﯾرﻩ .أﻧظر ﻟﺗرﺟﻣﺗﻪ :اﻷﻋﻼم ﻟﻠزر ﻠﻲ .56/1
ﻧظم اﻟدرر ﻓﻲ ﻓﻲ ﺳﻣط اﻵ ﺎت واﻟﺳور اﻟ ﻘﺎﻋﻲ 557/7ﺗﺣﻘﯾ :ﻋﺑد اﻟرزاق ﻏﺎﻟب اﻟﻣﻬد ط دار اﻟﻛﺗب اﻟﻌﻠﻣ ﺔ ﺑﯾروت 1415ﻫـ 1995/م. )(6
71 اﻟﺘﻜﺮار ﰲ ﻛﺘﺎ ت اﻟﻌﺮب )دراﺳﺔ ﻧﻈﺮﻳﺔ(
وذﻫـب ﻓﺧ ارﻟــدﯾن اﻟـراز أن اﻟﻘـرآن اﻟﻛــرم اﺟﺗﻣﻌــت ﻓـﻲ أﺷـ ﺎء ﺛﯾـرة ،ﻣـن ﺷــﺄﻧﻬﺎ ،إذا اﺟﺗﻣﻌــت ﻓــﻲ
ﻋﻣﻞ ﻣﺎ أن ﺗﻧﺗﻘص ﻣن ﻗ ﻣﺗﻪ ،وﻟﻛﻧﻬﺎ ﻟم ﺗؤﺛر ﻓﻲ اﻟﻘرآن ،ﺑﻞ إﻧـﻪ -ﻋﻠـﻰ اﻟـرﻏم ﻣـن وﺟودﻫـﺎ ﻓ ـﻪ
– ﺑﻠﻎ ﻓـﻲ اﻟﻔﺻـﺎﺣﺔ اﻟﻧﻬﺎ ـﺔ اﻟﺗـﻲ ﻻ ﻏﺎ ـﺔ ﻟﻬـﺎ وراءﻫـﺎ ،ﻓـدل ذﻟـك ﻋﻠـﻰ وﻧـﻪ ﻣﻌﺟـزا ،ﺛـم ﻋـدد ﻫـذﻩ
اﻷﺷـ ﺎء اﻟﺗــﻲ ﺗﺣــط ﻣــن ﻗــدر اﻷﻋﻣــﺎل ،ﻓــذ ر أر ﻌــﺔ ،ﺟﻌــﻞ ار ﻌﻬــﺎ اﻟﺗﻛـرار .وﻟﻛﻧــﻪ ﻓﻘــد اﻟﺗــﺄﺛﯾر ﻓــﻲ
اﻟﻘـرآن ﺳــﺑب ﻋــدم ﺗﻔــﺎوت ﺑــﯾن ــﻞ ﻣــﺎ ﺟــﺎء ــﻪ .ﻗــﺎل :إن ــﻞ ﻣــن ﻗــﺎل ﺷــﻌ ار ﻓﺻـ ﺣﺎ ﻓــﻲ وﺻــﻒ
ﺷــﻲء ،ﻓﺈﻧــﻪ إذا ــررﻩ ﻟــم ــن ﻼﻣــﻪ اﻟﺛــﺎﻧﻲ ﻓــﻲ وﺻــﻒ ذﻟــك اﻟﺷــﻲء ﻣﻧزﻟــﺔ ﻼﻣــﻪ اﻷول ،وﻓــﻲ
اﻟﻘرآن اﻟﺗﻛرار اﻟﻛﺛﯾر .ﻣﻊ ذﻟك ﻞ واﺣد ﻣﻧﻬﺎ ﻓﻲ ﻧﻬﺎ ﺔ اﻟﻔﺻﺎﺣﺔ ،وﻟم ظﻬر اﻟﺗﻔﺎوت أﺻﻼ).(1
ووﺻــﻒ اﻟﺗﻛ ـرار ــﺎﻟﺣﻼوة اﻟداﺋﻣــﺔ ،ﻗــﺎل :إن ﺗﺄﻣﻠــت أﺧ ــﺎرﻩ وﺟــدﺗﻬﺎ ﻓــﻲ ﻏﺎ ــﺔ ) (2
وﺗ ﻌــﻪ اﺑــن ﺛﯾــر
اﻟﺣﻼوة ،ﺳواء ﺎﻧت ﻣ ﺳـوطﺔ أووﺟﯾـزة ،وﺳـواء ﺗﻛـررت أم ﻻ .و ﻠﻣـﺎ ﺗﻛـررت ﺣـﻼ وﻋـﻼ ،ﻻ ﯾﺧﻠـ
ﻋن ﺛرة اﻟرد ،وﻻ ﻣﻞ ﻣﻧﻪ اﻟﻌﻠﻣﺎء.
ﻌﺿـﻪ ﺑـ ﻌض .واﻋﺗﻣــد ﻓــﻲ وﺣ ـم اﻟزر ﺷــﻲ ــﺄن اﻟﺗﻛـرار ﻣــن ﻣﺣﺎﺳــن اﻟ ﻼﻏـﺔ ،ﻻﺳـ ﻣﺎ إذا ﺗﻌﻠـ
ﻫذا اﻟﺣ م ﻋﻠﻰ أن ﻋﺎدة اﻟﻌرب ﻓﻲ ﺧطﺎ ﺎﺗﻬﺎ إذا أﺑﻬﻣت ﺷﻲء إرادة ﻟﺗﺣﻘ ﻘـﻪ وﻗـرب وﻗوﻋـﻪ ،أو ﻗﺻـدت
اﻟــدﻋﺎء ﻋﻠ ــﻪ ،ررﺗــﻪ ﺗو ﯾــدا .و ﺄﻧﻬــﺎ ﺗﻘـ م ﺗﻛـ اررﻩ ﻣﻘــﺎم اﻟﻣﻘﺳــم ﻋﻠ ــﻪ ،أواﻻﺟﺗﻬــﺎد ﻓــﻲ اﻟــدﻋﺎء ﻋﻠ ــﻪ ﺣﯾــث
ﺗﻘﺻد اﻟدﻋﺎء .وﻏﻠط اﻟزر ﺷﻲ ﻣن أﻧ ر ون اﻟﺗﻛرار ﻣن أﺳﺎﻟﯾب اﻟﻔﺻﺎﺣﺔ).(3
اﺑن ﺛﯾر ،ﻓوﺻﻒ اﻟﺗﻛرار ﻓﻲ ﺳورة اﻟرﺣﻣن أﺣﻠﻰ ﻣن اﻟﺳ ر إذا ورد).(1 )(4
واﺳﺗﻠﻬم اﻵﻟوﺳﻲ
ﻗــﺎم ﻌــدة ز ــﺎرات ﻋﻠﻣ ــﺔ إﻟــﻰ اﻵﺳــﺗﺎﻧﺔ وﻏﯾرﻫــﺎ .ﻟــﻪ ﻋــدة ﺗــب ﻗِّﻣــﺔ ،أﺑرزﻫــﺎ ﺗﻔﺳــﯾرﻩ اﻟﻛﺑﯾــر روح اﻟﻣﻌــﺎﻧﻲ ﻓــﻲ ﺗﻔﺳــﯾر اﻟﻘـرآن اﻟﻌظ ـ م
واﻟﺳ ﻊ اﻟﻣﺛﺎﻧﻲ اﻟذ اﺳﺗﻐرق ﺗﺄﻟ ﻔﻪ ﺧﻣس ﻋﺷرة ﺳﻧﺔ ،وُﻌﱡد ﻫذا اﻟﺗﻔﺳﯾر ﻣوﺳوﻋﺔ ﺑﯾرة ﺟﻣﻊ ﻓ ﻪ اﻷﻟوﺳﻲ ﺧﻼﺻﺔ ﻋﻠم اﻟﻣﺗﻘـدﻣﯾن
ﻓــﻲ اﻟﺗﻔﺳــﯾر ،وﻗــد ذ ــر ﻓ ــﻪ ﻌــض إﺷــﺎرات اﻟﺻــوﻓ ﺔ ﻓــﻲ اﻟﺗﻔﺳــﯾر .ﺗــوﻓﻲ اﻷﻟوﺳــﻲ ﻓــﻲ ذ اﻟﻘﻌــدة ﻓــﻲ ﻐــداد ُ
ودﻓــن ﻓﯾﻬــﺎ .أﻧظــر
ﻟﺗرﺟﻣﺗﻪ :اﻷﻋﻼم ﻟﻠزر ﻠﻲ .176/7
) (1ﺗﻔﺳﯾر روح اﻟﻣﻌﺎﻧﻲ اﻵﻟوﺳﻲ .29/27
) (2إﻋﺟﺎز اﻟﻘرآن ﻋﺑد اﻟﻛرم اﻟﺧطﯾب .372/1
) (3اﻟﻣﺻدر اﻟﺳﺎﺑ .396/1
74 اﻟﺘﻜﺮار ﰲ ﻛﺘﺎ ت ﺷﺒﻪ اﻟﻘﺎرة
اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ
اﻟﺘﻜﺮار ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﺎت ﻋﻠﻤﺎء ﺷﺒﮫ اﻟﻘﺎرة)دراﺳﺔ ﻧﻈﺮﯾﺔ(
ﻧ ﺣث اﻵن ﻋن ﺟﻬود ﻋﻠﻣﺎء ﺷ ﻪ اﻟﻘﺎرة اﻟﻬﻧد ﺔ ﻓﻲ ﻣوﺿوع ظﺎﻫرة اﻟﺗﻛـرار – د ارﺳـﺔ ﻧظر ـﺔ-
واﻗﻔــﯾن ﻋﻠــﻰ ﻣــد إﻟﻣــﺎﻣﻬم ﺎﻟﻣوﺿــوع ،وطر ﻘــﺔ ﺗﻧــﺎوﻟﻬم اﻟظــﺎﻫرة ﺎﻟ ﺣــث واﻟد ارﺳــﺔ ،ﻣﺷــﯾرن إﻟــﻰ
ﺿـوءا
أوﺟﻪ اﻟﺗﺷﺎ ﻪ واﻟﺗ ﺎﯾن ﺑﯾن اﻟﻔرﻘﯾن ...وﻗﺑﻞ أن ﻧدﺧﻞ ﻓﻲ اﻟﻣوﺿوع ،ﺳﺗﺣﺳـن ﻟﻧـﺎ أن ُﻧﻠﻘـﻲ َ
ﻋﻠﻰ ﺑزوغ ﻧور اﻹﺳﻼم ﻓﻲ اﻟﻣﻧطﻘﺔ ﺎﺧﺗﺻﺎر...
إن اﻟﺻﻠﺔ ﺑﯾن اﻟﻌرب و ﯾن اﻟﻬﻧـد ﺻـﻠﺔ ﻗد ﻣـﺔ ،ﺗرﺟـﻊ إﻟـﻰ زﻣـن ﻌﯾـد .وذﻟـك ﻷن اﻟﻌـرب ﻗـدﻣوا
ﻫذﻩ اﻟ ﻼد ﻘﺻد اﻟﺗ ﺎدل اﻟﺗﺟﺎر .واﻟﻣﻼﺣﺔ اﻟﻌر ﺔ ﻓﻲ اﻟﻣ ﺎﻩ اﻟﻬﻧد ﺔ ﺎﻧـت ﻣﻌﻬـودة ﻗﺑـﻞ اﻹﺳـﻼم
ﻘرون ﻋدﯾدة.
وﻗد ﻧﺗﺞ ﻋـن ذﻟـك ﻣﻌرﻓـﺔ اﻟﻌـرب ـﺄﺣوال ﻫـذﻩ اﻟـ ﻼد وﻣـﺎ ﺑﻬـﺎ ﻣـن ﺛﻘﺎﻓـﺎت وﺣﺿـﺎرات واﺳـﻌﺔ ﻻ
ﺑــد ﻣــن اﻻﺳــﺗﻔﺎدة ﻣﻧﻬــﺎ ،وﻟــذﻟك ﻧــر أن اﻟﻌﻠﻣــﺎء ﻟــم ﯾﻬﻣﻠـوا ﻫــذا اﻷﻣــر ﻓﺷــرﻋوا ﺑــدورﻫم ﻘﺑﻠــون ﻋﻠــﻰ
اﻟﻣﻧطﻘﺔ ﻟﯾﻧﻬﻠوا ﻣن ﻣﻌﺎرﻓﻬﺎ.
و ﺣ ــﻲ ﻟﻧــﺎ اﻟﺗــﺎرﺦ أن ﻓر ﻘــﺎ ﻣ ــن اﻟﻌــرب ﻗــد ﺗﺧرﺟــوا ﻋﻠ ــﻰ أﯾــد اﻟﻬﻧــود ﻣدرﺳــﺔ "ﺟﻧ ــد ﺎﺑور
اﻟﺳﺎﺳﺎﻧ ﺔ" ﻣﻧﻬم اﻟﺣﺎرث ﺑن ﻠدة اﻟﺛﻘﻔﻲ ﻗﺑﻞ اﻹﺳﻼم).(1
ﻓﻘــد ﺳــطﻌت ﺷــﻣس اﻹﺳــﻼم ﻋﻠــﻰ اﻷ ارﺿــﻲ اﻟﻬﻧد ــﺔ اﻟ ﺎﻛﺳــﺗﺎﻧ ﺔ ﻓــﻲ ﻋﺻــر اﻟﺻــﺣﺎ ﺔ رﺿـوان
ﷲ ﻋﻠﯾﻬم أﺟﻣﻌﯾن ﺣﯾث ﺎن اﻟﺗﺟـﺎر اﻟﻌـرب واﻟ ﺣـﺎرة ـﺎﻧوا ﯾرﺗـﺎدون ﺷـواطﺊ اﻟﻬﻧـد اﻟﻐر ـﺔ ﻟﻐـرض
) (4
وﻣـرو ار ﺷـواطﺊ اﻟﻬﻧـد اﻟﻐر ـﺔ وﺟز ـرة ﺳـرﻧدﯾب ) (3
اﻟﺗﺟﺎرة ﻓ ﺎﻧوا ﯾ ﺣرون ﻣن ﺳـﯾراف) .(2واﻷﺑﻠـﻪ
) (1ﺗﺎرﺦ اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن ﻓﻲ ﺷ ﻪ اﻟﻘﺎرة اﻟﻬﻧد ﺔ د ﺗور ﻣﺣﻣود اﻟﺳﺎداﺗﻲ ص 55اﻟﻣط ﻌﺔ اﻟﻧﻣوذﺟ ﺔ ﻣﺻر ﻋﺎم 1377ﻫـ.
) (2ﻣدﯾﻧﺔ ﺑﯾرة ﻋﻠﻰ ﺳﺎﺣﻞ اﻟ ﺣر ﺎﻧت ﻗد ﻣﺎً ﻓرﺿﺔ اﻟﻬﻧد وﺧر ت ﻌدﻣﺎ ﻋﻣرت ﺟز رة ﻗ س .ﻣراﺻد اﻻطﻼع ﻋﻠﻰ أﺳﻣﺎء
اﻷﻣ ﻧﺔ واﻟ ﻘﺎع ،ﻟﺻﻔﻲ اﻟدﯾن ﻋﺑداﻟﻣؤﻣن ﺑن ﻋﺑد اﻟﺣ اﻟ ﻐداد 765/2ﺗﺣﻘﯾ وﺗﻌﻠﯾ :ﻋﻠﻲ ﻣﺣﻣد اﻟﺑﺟﺎو ،دار اﻟﻣﻌرﻓﺔ
ﻟﻠط ﺎﻋﺔ واﻟﻧﺷر ،ﺑﯾروت -ﻟﺑﻧﺎن1373-1/ ،ﻫـ.
) (3اﻷﺑﻠــﺔ ,ﺿــم أوﻟــﻪ وﺛﺎﻧ ــﻪ وﺗﺷــدﯾد اﻟــﻼم وﻓﺗﺣﻬــﺎ -ﺑﻠــدة ﻋﻠــﻰ ﺷــﺎطﺊ دﺟﻠــﺔ اﻟ ﺻـرة اﻟﻌظﻣــﻰ ﻓــﻲ زاو ــﺔ اﻟﺧﻠــﯾﺞ اﻟــذ ﯾــدﺧﻞ إﻟــﻰ
ﻣدﯾﻧﺔ اﻟ ﺻرة ﻣراﺻد اﻻطﻼع .18/1
) (4ﺳرﻧدﯾب :ﺟز رة ﻋظ ﻣﺔ ﻓﻲ ﺣر ﻫر ﻧد ﺄﻗﺻﻰ ﻼد اﻟﻬﻧد ﻣراﺻد اﻻطﻼع .710/2
75 اﻟﺘﻜﺮار ﰲ ﻛﺘﺎ ت ﺷﺒﻪ اﻟﻘﺎرة
ﻋﻠــﻰ ) (3
و ﺟـرات ) (2
وﻣﻠﯾ ـﺎر ) (1
ـﺎﻧوا ﺻـﻠون إﻟـﻰ ﺷـواطﺊ اﻟﻬﻧـد اﻟﺷـرﻗ ﺔ و ﺎﻧـت ﻣﻘﺎطﻌـﺎت اﻟﺳـﻧد
ﺳواﺣﻞ اﻟ ﺣر اﻟﻬﻧد .
و ــدأت ﺣﻣــﻼت اﻟﻣﺳــﻠﻣﯾن ﻋﻠــﻰ اﻟﻬﻧــد ﻓــﻲ ﻋﻬــد اﻟﺧﻠ ﻔــﺔ اﻟ ارﺷــد ﻋﻣــر ﺑــن اﻟﺧطــﺎب رﺿــﻲ ﷲ
ﻋﻧﻪ ,ﻣﺎ ذ ر اﺑن ﺛﯾر ﻓﻲ أﺣداث ﺳﻧﺔ ﺛﻼث وﻋﺷرن ﻫﺟرﺔ راو ﺎ ﻋن اﺑـن ﺟر ـر اﻟطﺑـر ﻋـن
ﻓــﺗﺢ ﻣ ـران ﻓﻘــﺎل :وذ ــر ﻓــﺗﺢ ﻣ ـران ﻋﻠــﻰ ﯾــد اﻟﺣ ــم ﺑــن ﻋﻣــرو وأﯾــدﻩ ﺷــﻬﺎب ﺑــن اﻟﻣﺧــﺎرق اﺑــن
ﺷــﻬﺎب وﺳــﻬﯾﻞ ﺑــن ﻋــد وﻋﺑــدﷲ ﺑــن ﻋﺑــدﷲ ,ﻓــﺎﻗﺗﺗﻠوا ﻣــﻊ ﻣﻠــك اﻟﺳــﻧد ﻓﻬــزم ﷲ ﺟﻣــوع اﻟﺳــﻧد وﻏــﻧم
اﻟﻣﺳــﻠﻣون ﻣــﻧﻬم ﻏﻧ ﻣــﺔ ﻋظ ﻣــﺔ و ﺗــب اﻟﺣ ــم ﺑــن ﻋﻣــرو ــﺎﻟﻔﺗﺢ و ﻌــث ﺎﻷﺧﻣــﺎس ﻣــﻊ ﺻــﺣﺎر
اﻟﻌﺑد ).(4
وﻓــﻲ ﻋﻬــد اﻟﺧﻠ ﻔــﺔ اﻟ ارﺷــد ﻋﺛﻣــﺎن ﺑــن ﻋﻔــﺎن رﺿــﻲ ﷲ ﻋﻧــﻪ ﺟــﺎء ﺣ ـ م ﺑــن ﺟﺑﻠــﺔ اﻟﻌــدو ﻟﺗﻔﻘــد
وﻓﻲ ﻋﻬد اﻟﺧﻠ ﻔﺔ اﻟراﺷد ﻋﻠﻲ ﺑن أﺑﻲ طﺎﻟـب رﺿـﻲ ﷲ ﻋﻧـﻪ ﺟﻣـﻊ اﻟﺣـﺎرث ) (5
أﺣواﻟﻬﺎ ﻓﺄﺗﻰ ﻣ ران
ﺑن ﻣرة اﻟﻌﺑد ﺟﻣﻌﺎ وﺳﺎر إﻟﻰ ﻼد ﻣ ران ﻓظﻔر وﻏﻧم ,وأﺗﺎﻩ اﻟﻧﺎس ﻣن ـﻞ وﺟـﻪ ,ﻓﺟﻣـﻊ ﻟـﻪ أﻫـﻞ
ذﻟ ــك اﻟﺛﻐ ــر ﺟﻧ ــدا ﻓﻘﺗ ــﻞ ﻣ ــن ــﺎن ﻣﻌ ــﻪ إﻻ ﻋﺻ ــﺎ ﺔ ﺳ ــﯾرة ,ﻓﻠ ــم ﻐ ــز ذﻟ ــك اﻟﺛﻐ ــر ﺣﺗ ــﻰ ــﺎن أ ــﺎم
ﻣﻌﺎو ــﺔ) .(6وﻓــﻲ زﻣــن ﻣﻌﺎو ــﺔ ﺑــن ﺳــﻔ ﺎن رﺿــﻲ ﷲ ﻋﻧــﻪ ﺳــﻧﺔ 42ﻫ ـ ﺣﯾــث وﻟــﻲ ﻋﺑــدﷲ ﺑــن ﻋــﺎﻣر
راﺷد ﺑن ﻋﻣرو اﻟﺟدﯾد ﺛﻐر اﻟﻬﻧد ,ﻓﺄﻗﺎم ﺑﻬﺎ وﺷن اﻟﻐﺎرات وأوﻏﻞ ﻓﻲ ﻼد اﻟﺳﻧد).(7
وﻓــﻲ ﻋﻬــد اﻟوﻟﯾــد ﺑــن ﻋﺑــداﻟﻣﻠك ﺳــﻧﺔ 93ﻫــ )712م( ﻓــﺗﺢ ﻣﺣﻣــد ﺑــن اﻟﻘﺎﺳــم اﻟﺛﻘﻔــﻲ ــﻼد اﻟﺳــﻧد
وﻣﻠﺗ ــﺎن وأﺳ ــس دوﻟ ــﺔ إﺳ ــﻼﻣ ﺔ ﻋﻠ ــﻰ ﻣﺳ ــﺎﺣﺔ واﺳ ــﻌﺔ ﻣ ــن اﻟﻬﻧ ــد ,وﻷﺳـ ـ ﺎب ﺳ ﺎﺳـ ـ ﺔ ﻋ ــزل اﻟﺧﻠ ﻔ ــﺔ
) (1اﻟﺳﻧد :ﻼد ﺑﯾن اﻟﻬﻧد و رﻣﺎن وﺳﺟﺳﺗﺎن ﻗﺻـﺑﺗﻬﺎ اﻟﻣﻧﺻـورة ﻣ ارﺻـد اﻻطـﻼع ,746/2وﺣﺎﻟ ـﺎ ﻫـﻲ وﻻ ـﺔ ﻣـن وﻻ ـﺎت ﺎﻛﺳـﺗﺎن
ﺗﻘﻊ ﻓﻲ ﺟﻧو ﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺳﺎﺣﻞ ﺣر اﻟﻌرب.
) (2ﻣﻠﯾ ــﺎر :ﻗــﺎل اﻟﺣﻣــو :ﻣﻠﯾ ــﺎر إﻗﻠ ـ م ﺑﯾــر ﻋظ ـ م ﺷــﺗﻣﻞ ﻋﻠــﻰ ﻣــدن ﺛﯾ ـرة و ﻘــﻊ ﻓــﻲ ﺟﻧــوب اﻟﻬﻧــد ﻋﻠــﻰ ﺳــﺎﺣﻞ اﻟ ﺣــر .ﻣﻌﺟــم
اﻟﺑﻠدان ﺎﻗوت اﻟﺣﻣو 196/5اﻟﻧﺎﺷر دار اﻟﻔ ر ﺑﯾروت ﻟﺑﻧﺎن .
) (3ﻣدﯾﻧﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺳﺎﺣﻞ اﻟﻬﻧد ﻓﻲ ﺣر اﻟﻌرب.
) (4اﻟﺑدا ﺔ واﻟﻧﻬﺎ ﺔ 177/10ﺗﺣﻘﯾ د.ﻋﺑدﷲ اﻟﺗر ﻲ ,ﻫﺟر ﻟﻠط ﺎﻋﺔ واﻟﻧﺷر1418 ,1/ ,ﻫـ
وﺗﺎرﺦ اﻟطﺑر 182-181/4
) (5ﺗﺎرﺦ ﺧﻠ ﻔﺔ ﺑن ﺧ ﺎ ص ,180ﺗﺣﻘﯾ د .أﻛرم ﺿ ﺎء اﻟﻌﻣر ,دار طﯾ ﺔ ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﻊ1405 ,2/ ,ﻫـ.
) (6اﻟﻣﺻدر اﻟﺳﺎﺑ .200
) (7ﻧﻔس اﻟﻣﺻدر .205
76 اﻟﺘﻜﺮار ﰲ ﻛﺘﺎ ت ﺷﺒﻪ اﻟﻘﺎرة
ﺳــﻠ ﻣﺎن ﺑــن ﻋﺑــداﻟﻣﻠك ,ﻣﺣﻣــد ﺑــن اﻟﻘﺎﺳــم ﺛــم ﻗﺗﻠــﻪ ,وﺟــﺎء ﻌــدﻩ أﻣـراء ﻣــن اﻟدوﻟــﺔ اﻷﻣو ــﺔ واﻟﻌ ﺎﺳـ ﺔ
وﻣــن ﺛــم وﻗــﻒ اﻟﻔــﺗﺢ اﻹﺳــﻼﻣﻲ ,ﻟﻛــن ﻘﯾــت ﺷــو ﺔ اﻟﻣﺳــﻠﻣﯾن ﻓــﻲ ﻫــذﻩ اﻟ ـ ﻼد إﻟــﻰ ﻋﺻــر اﻟﺧﻠ ﻔــﺔ
اﻟﻣﺄﻣون).(1
ﺛــم ﻧﺷــﺄت اﻟﺧﻼﻓــﺎت واﻟﻌﺻــﺑ ﺎت ﺑــﯾن اﻟﻧـزارﯾن واﻟ ﻣﻧﯾــﯾن واﻧﺗﻬــت إﻟــﻰ اﺳــﺗﻘﻼل اﻟدوﻟــﺔ اﻟﻬ ﺎر ــﺔ
اﻟﻣﺣﻠ ﺔ اﻟﺗﻲ أﺳﺳﺗﻬﺎ أﺳرة اﻟﻬ ﺎر ﺎﻟﻣﻧﺻورة ﺳـﻧﺔ 240ﻫ ـ ﺛـم اﺳـﺗﻘﻞ ﺑﻧـو ﺳـﺎﺗﻪ ـﺎﻟﺣ م ﻓـﻲ ﻣﻠﺗـﺎن
ﺳﻧﺔ 290ﻫـ ،و ﻌد اﺳﺗﻘﻼل ﻫﺎﺗﯾن اﻟدوﻟﺗﯾن ﺿﻌﻒ ارﺗ ﺎ اﻟﺳﻧد ﻌﺎﺻﻣﺔ اﻟﺧﻼﻓﺔ.
ﺛم ظﻬرت ﻓﺗﻧﺔ اﻟ ﺎطﻧ ﺔ اﻹﺳﻣﺎﻋﯾﻠ ﺔ ﻓﻲ أواﺧر اﻟﻘـرن اﻟ ار ـﻊ اﻟﻬﺟـر اﻟﺗـﻲ ﻫـددت ـﺎن ﻫـﺎﺗﯾن
وﺟرت اﻟﻣﺷﺎﻛﻞ ﻋﻠﻰ أﻫﻞ اﻟﺳـﻧﺔ ﺣﺗـﻰ ﺟـﺎء اﻟﺳـﻠطﺎن ﻣﺣﻣـود اﻟﻐزﻧـو وﺳـﻌﻰ ﻻﺳﺗﺋﺻـﺎل اﻟدوﻟﺗﯾن ّ
ﺟذورﻫﺎ و ﻘﯾت دوﻟـﺔ اﻟﻣﻧﺻـورة إﻟـﻰ ﻏـزو اﻟﺳـﻠطﺎن ﻣﺣﻣـود اﻟﻐزﻧـو ﺳـﻧﺔ 416ﻫــ ،أﻣـﺎ دوﻟـﺔ ﻣﻠﺗـﺎن
ﻓ ﻘﯾــت إﻟــﻰ ﺳــﻧﺔ 752ﻫـ ـ إﻟــﻰ ﻋﻬــد اﻟﺳــﻠطﺎن ﻓﯾروزﺷــﺎﻩ اﻟﺧﻠﺟــﻲ دوﻟــﺔ ﻣﺳــﺗﻘﻠﺔ ﺣ ـرة) .(2وﻓــﻲ ﻫــذﻩ
ﺑﯾـر ﻓـﻲ طﻠـب اﻟﻌﻠـم وروا ـﺔ اﻟﺣـدﯾث اﻟﺷـرﻒ ،وﻋﻠـوم اﻟﻘـرآن وﻏﯾـرﻩ ﻣـن اﻟﻘرون ﻧـر ﻫﻧـﺎك ﻧﺷـﺎ
اﻟﻌﻠــوم اﻟﺷــرﻋ ﺔ اﻹﺳــﻼﻣ ﺔ ،وذﻟــك ﺳــﺑب ﻗــدوم ﻋــدد ﺑﯾــر ﻣــن اﻟﺻــﺣﺎ ﺔ واﻟﺗــﺎ ﻌﯾن وﻏﯾــرﻫم .وﻗــد
ﺗﺗﻠﻣــذ ﻋﻠــﯾﻬم أﺑﻧــﺎء اﻟﻬﻧــد واﻟﺳــﻧد ,ﻣــﺎ ﺗﺧــرج ﻣــن أﻫــﻞ ﺷ ـ ﻪ اﻟﻘــﺎرة ﻋــدد ﺑﯾــر ارﺗﺣﻠ ـوا إﻟــﻰ اﻟ ـ ﻼد
اﻹﺳﻼﻣ ﺔ طﻠ ﺎ ﻟﻠﻌﻠم ،وُ ﺗب اﻟﺗﺎرﺦ واﻟﺗراﺟم واﻟرﺟﺎل ﺷﺎﻫدة ﻋﻠﻰ ﻫؤﻻء اﻟﻌﻠﻣـﺎء ﻣـن اﻟﺳـﻧد واﻟﻬﻧـد
اﻟذﯾن ﺳﺎﻫﻣوا ﻓﻲ ﺧدﻣﺔ اﻟﻛﺗﺎب واﻟﺳﻧﺔ وﻧﺷطوا ﻓﯾﻬﺎ ﻧﺷﺎطﺎ ﻣﻧﻘطﻊ اﻟﻧظﯾر.
ﻧﺳــﺗﻧﺗﺞ ﻣــن ﻫــذا اﻟﻌــرض أن اﻟﺛﻘﺎﻓــﺔ اﻹﺳ ـﻼﻣ ﺔ أﺳــﻬﻣت ﺑﻧﺻــﯾب واﻓــر ﻓــﻲ ﺛﻘﺎﻓــﺔ ﺷ ـ ﻪ اﻟﻘــﺎرة
اﻟﻬﻧد ــﺔ ،وﻓﺗﺣــت ﺑــﯾن أﯾــدﯾﻬم أﺑـواب اﻟﺳــﻌﺎدة ،ﻓﺎﺷــﺗد إﻗ ــﺎﻟﻬم ﻋﻠــﻰ اﻟﻌﻠــوم اﻟدﯾﻧ ــﺔ واﻷدﺑ ــﺔ ﻣــﺎ ﻓﯾﻬــﺎ
اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌر ﺔ ﺣﺗﻰ أﺻ ﺣت ﻟﻐﺔ اﻟدﯾن واﻟﻌﻠم واﻟﺛﻘﺎﻓﺔ...
ٕواﻧﻧﻲ أﺣﺎول إﻟﻘﺎء اﻟﺿـوء ﻋﻠـﻰ ﺟﻬـود ﻋﻠﻣـﺎء ﺷـ ﻪ اﻟﻘـﺎرة اﻟﻬﻧد ـﺔ اﻟ ﺎﻛﺳـﺗﺎﻧ ﺔ ﻓـﻲ ﺧدﻣـﺔ اﻟﻘـرآن
اﻟﻛرم ﺧﺎﺻﺔ ،ﻓﻠﻬم ﺟﻬود ﺛﯾرة ﻓﻲ ﻫذا اﻟﺻدد.
"اﻟﻔوزاﻟﻛﺑﯾر ﻓﻲ أﺻول اﻟﺗﻔﺳﯾر" ﻗﺎﺋﻼ :إن ﺳﺄﻟواِ :ﻟ َـم ﺗُﻛـررت ﻣطﺎﻟـب اﻟﻔﻧـون اﻟﺧﻣﺳـﺔ) (2ﻓـﻲ اﻟﻘـرآن
اﻟﻌظ م؟ وِﻟ َم َﻟم ﺗﻒ ﻣوﺿوع واﺣد؟
اﻷول؛ أن ون اﻟﻣﻘﺻود ﻫﻧﺎك ﻣﺟرد ﺗﻌﻠ م ﻣﺎﻻ ﻌﻠم ،ﻓﺎﻟﻣﺧﺎطب ﻟم ن ﻋﺎﻟﻣﺎ ﺎﻟﺣ م ،وﻣـﺎ
ﺎن ذﻫﻧﻪ ﻣدر ﺎ ﻟﻪ ،ﻓ ﻌﻠم ذﻟك اﻟﻣﺟﻬول ﺎﺳﺗﻣﺎع اﻟﻛﻼم ،و ﺻﯾر اﻟﻣﺟﻬول ﻣﻌﻠوﻣﺎ.
واﻟﺛــﺎﻧﻲ؛ أن ــون اﻟﻣﻘﺻــود اﺳﺗﺣﺿــﺎر ﺻــورة ذﻟــك اﻟﻌﻠــم ﻓــﻲ اﻟﻣدر ــﺔ ﻟﯾﺗﻠــذذ ــﻪ ﻟــذة ﺗﺎﻣــﺔ
ﻠﻬــﺎ ﺣﺗــﻰ ﺗﻧﺻـ ﻎ ﺑــذﻟك اﻟﻌﻠــم ،ﻣــﺎ وﺗﻔﻧــﻲ اﻟﻘــو اﻟﻘﻠﺑ ــﺔ واﻹدراﻛ ــﺔ ﻓــﻲ ذﻟــك اﻟﻌﻠــم ،و ﻐﻠــب اﻟﻘــو
ﺗﻛرر أﺣ ﺎﻧﺎ ﻣﻌﻧﻰ ﺷﻌر ﻋﻠﻣﻧﺎﻩ وﻧدرك ﻣﻧـﻪ ﻟـذة ﻓـﻲ ـﻞ ﻣـرة وﻧﺣـب اﻟﺗﻛـرار ﻟﺗﻠـك اﻟﻠـذة) .(3واﻟﻘـرآن
اﻟﻛرم أراد ﻣن ﻗﺳﻣﻲ اﻹﻓﺎدة ﺎﻟﻧﺳـ ﺔ إﻟـﻰ ـﻞ واﺣـد ﻣـن اﻟﻣطﺎﻟـب اﻟﺧﻣﺳـﺔ ﺗﻌﻠـ م ﻣـﺎﻻ ﻌﻠم ﺎﻟﻧﺳـ ﺔ
إﻟــﻰ اﻟﺟﺎﻫــﻞ ،وﺻ ـ ﻎ اﻟﻧﻔــوس ﺑﺗﻠــك اﻟﻌﻠــوم ﻣــن اﻟﺗﻛ ـرار ﺎﻟﻧﺳ ـ ﺔ إﻟــﻰ اﻟﻌــﺎﻟم إﻻ أن أﻛﺛــر ﻣ ﺎﺣــث
اﻷﺣ ــﺎم ﻟــم ﺣﺻــﻞ ﺗﻛرارﻫــﺎ ،ﻷن اﻹﻓــﺎدة اﻟﺛﺎﻧ ــﺔ ﻏﯾــر ﻣطﻠو ــﺔ ﻓﯾﻬــﺎ ،وﻟــذا أﻣــر ﺑﺗﻛ ـرار اﻟــﺗﻼوة ﻓــﻲ
اﻟﺷرﻌﺔ وﻟم ﺗﻒ ﻣﺟرد اﻟﻔﻬم ،وﻟﻛـن اﻟﻔـرق أﻧﻬـم اﺧﺗـﺎروا ﻓـﻲ أﻛﺛـر اﻷﺣـوال ﺗﻛـرار ﺗﻠـك اﻟﻣﺳـﺎﺋﻞ
ﻌ ـ ــﺎرة ﺟدﯾـ ــدة وأﺳـ ــﻠوب ﻏر ـ ــب ،ﻟ ـ ــون أوﻗـ ــﻊ ﻓـ ــﻲ اﻟـ ــﻧﻔس ،وأﻟـ ــذ ﻓـ ــﻲ اﻷذﻫـ ــﺎن دون ﺗﻛ ـ ـرار ﺑﻠﻔـ ــظ
ﺗﺣدث ﻋن اﻟﺗﻛرار وﻓواﺋدﻩ ،واﻋﺗﺑرﻩ أﺳـﻠو ﺎ ﻣـن أﺳـﺎﻟﯾب اﻟﻌـرب ) (1
واﺣد .(4)...ﻧر أن اﻟﺷﯾﺦ اﻟﺷﺎﻩ
) (1اﻟﺷﯾﺦ اﻹﻣﺎم اﻟﻬﻣﺎم ﺣﺟﺔ ﷲ ﺑﯾن اﻷﻧﺎم إﻣﺎم اﻷﺋﻣﺔ ﻗدوة اﻷﻣﺔ ،ﻗطب اﻟدﯾن أﺣﻣد وﻟـﻲ ﷲ ﺑـن ﻋﺑـد اﻟـرﺣ م وﺟ ـﻪ اﻟـدﯾن اﻟﻌﻣـر اﻟـدﻫﻠو ،
وﻟـد ﻓـﻲ دﻫﻠـﻲ ﺎﻟﻬﻧـد ﻓـﻲ ) 14ﻣـن ﺷـوال 1114ﻫ ـ( اﻟﻣواﻓـ ) 2ﻣـن ﻣـﺎرس 1703م( وﻧﺷـﺄ ﻓـﻲ ﺑﯾـت ﻋﻠـم وﺻـﻼح؛ ﻓـﺄﺑوﻩ ـﺎن
ﻋﺎﻟﻣﺎ ﺑﯾرا ،اﺗﺧذ اﻟدﻫﻠو ﻣن ﺑﯾﺗـﻪ ﻣ ﺎﻧـﺎ ﻻﺳـﺗﻘ ﺎل طﻼ ـﻪ واﻟﺗـدرس ﻓ ـﻪ ،ﺛـم ﺑﻧـﻰ ﻟـﻪ اﻟﺳـﻠطﺎن ﻣﺣﻣـد ﺷـﺎﻩ ﻣدرﺳـﺔ ﺑﯾـرة ،واﻓﺗﺗﺣﻬـﺎ
ﺑﻧﻔﺳﻪ ،واﺷﺗﻬرت ﺎﺳم "دار اﻟﻌﻠوم" ،ﺗﺧرج ﻓﯾﻬﺎ أﻋداد ﺑﯾرة ﻣن اﻟﻌﻠﻣﺎء ﻣﻣـن ﺣﻣﻠـوا ﻋﻠـم اﻟﺷـﯾﺦ ،وﻧﺷـروﻩ ﺑـﯾن اﻟﻧـﺎس .وﻗـد ﺗـرك ﻟﻧـﺎ
ط ﻊ ﻓـﻲ
ط ﻊ ﻓﻲ اﻟﻬﻧد ،ﺛم ُ
ﻣؤﻟﻔﺎت ﺛﯾرة ﺗزد ﺧﻣﺳﯾن ﺗﺎ ﺎ ﻣن أﺷﻬرﻫﺎ" :ﺣﺟﺔ ﷲ اﻟ ﺎﻟﻐﺔ ﻓﻲ أﺳرار اﻟﺣدﯾث وﺣ م اﻟﺗﺷرﻊ" ،وﻗد ُ
ﻣﺻر ﻌد ذﻟك ،وﻫو ﻣﺎ ﯾدل ﻋﻠﻰ اﺗﺻﺎل اﻟﺣر ﺔ اﻟﻌﻠﻣ ﺔ ﻓﻲ ﻣﺻـر ﻐﯾرﻫـﺎ ﻣـن اﻟـ ﻼد اﻹﺳـﻼﻣ ﺔ .أﻧظـر ﻟﺗرﺟﻣﺗـﻪ :ﻧزﻫـﺔ اﻟﺧـواطر
.865-858/6
) (2اﻟﻔﻧون اﻟﺧﻣﺳﺔ ﻘﺻد ﺑﻬﺎ اﻹﻣﺎم -1ﻋﻠم اﻷﺣ ﺎم -2ﻋﻠم اﻟﻣﺧﺎﺻﻣﺔ -3ﻋﻠم اﻟﺗذ ﯾرﺂﻻء ﷲ
-4ﻋﻠم اﻟﺗذ ﯾر ﺄ ﺎم ﷲ -5ﻋﻠم اﻟﺗذ ﯾرﺎﻟﻣوت وﻣﺎ ﻌدﻩ.
) (3اﻟﻔوز اﻟﻛﺑﯾر ﻓﻲ أﺻول اﻟﺗﻔﺳﯾر ﺷﺎﻩ وﻟﻲ ﷲ اﻟدﻫﻠو ص 68اﻟﻧﺎﺷر ﻗد ﻣﻲ ﺗب ﺧﺎﻧﻪ.
) (4اﻟﻔوزاﻟﻛﺑﯾر ﻓﻲ أﺻول اﻟﺗﻔﺳﯾر اﻟدﻫﻠو .68
78 اﻟﺘﻜﺮار ﰲ ﻛﺘﺎ ت ﺷﺒﻪ اﻟﻘﺎرة
ﺗﺄﺛﯾر ﻓﻲ اﻟﻣﺗﻠﻘﯾن أﺣ ﺎﻧﺎ ،وﻫذا ﯾوﺟ ـﻪ اﻟﻣﻘـﺎم واﻟﻣوﺿـﻊ ...ﺟـﺎء
ا اﻟﻔﺻ ﺣﺔ ،وأن اﻟﺗﻛرار ون أﻛﺛر
وﺗﺣدث ﻋن اﻟﺗﻛرار ﻓﻲ ﺗﺎ ﻪ "ﻣﺷ ﻼت اﻟﻘرآن" ﺣﯾث وﺿﻊ ﺎ ﺎ ) (2
ﻌدﻩ اﻟﺷﯾﺦ أﻧورﺷﺎﻩ اﻟﻛﺷﻣﯾر
ﺎﺳم " اﻟﺗﻛرار ﻓﻲ اﻟﺗﻧزﻞ وﺣ ﻣﺗﻪ" ﻗﺎﺋﻼ ” :اﻟﺗﻛرار ﻓﻲ اﻟﻘرآن اﻟﻛرم إﻧﻣﺎ ون ﻘدر ﻣﺷـﺗرك ﺗـﺎرة
و ﻘدرﻣﻐﺎﯾر أﺧر ،وﻗﻠﻣﺎ ون ﻣ ـر ار ﻣﺣﺿـﺎ ،وﻧﺣـن ﻓـﻲ ﺣﺎﺟـﺔ إﻟـﻰ اﻟﻧـوع اﻷول ﻣﻧـﻪ ﺛﯾـرا ،ﻷﻧـﻪ
إن ﻟــم ﺛراﻟﻧــوع اﻷول ﻟﻣــﺎ ﺳــﻬﻞ ﺗﻔﺳــﯾر ﻌﺿــﻪ ﺑ ـ ﻌض ،وﻟﻣــﺎ ﺗﺛﻧــﻰ وﺗ ـﺄﺗﻲ ﺗــوﻓﯾر ﻣﺄﺧــذ اﻷﺣ ــﺎم
واﻟﻔواﺋد .وأرد ﻪ أﻧﻪ ﯾؤﺧذ ﻣن ﻟﻔظ ﺣ م وﻣن ﻟﻔـظ آﺧـر ﺣ ـم آﺧـر ﻓـﻲ ﻣوﺿـوع ﻣﺷـﺗرك ،ﻓ ﺻـﯾر
ﻣﺗن وﺷرحٕ ،واﻻ ﻟﻛﺎن ﻣﺗن ﻓﻘط ﺑدون اﻟﺷرح ،ﺛم إﻧﻪ ﯾؤﺧذ ﻣن اﻟﺗﻛرار اﻻﻋﺗﻧﺎء واﻻﻫﺗﻣﺎم ﺷـﺄن
ذﻟك اﻟﻐرض اﻟﻣطﻠوب ﻣﺎ ُﻘﺎل :ذ رت اﻟﺻﻠوة ﻓﻲ اﻟﻘرآن ﺗﺳﻌﻣﺋﺔ ﻣرة ﻓﺻﺎﻋدا).(3
اﺗﺿــﺢ ﻣــن ــﻼم اﻟﺷــﯾﺦ أﻧــﻪ ﯾــرد اﻟﺗﻛـرُار ﻓــﻲ اﻷﻏﻠــب ﻟﻣﻌــﺎﻧﻲ ﺟدﯾــدة ،و ﺧﺗﻠــﻒ ﻣﻌﻧــﺎﻩ ﻓــﻲ ــﻞ
ﻣرة ،وﻗﻠﻣﺎ ﺗﺟدﻩ ﯾﺟﻲء ﻟﻧﻔس اﻟﻣﻌﻧﻰ وﻫذا ﻧﺎدر...
) (1ﺷﺎﻩ ﻠﻣﺔ ﻓﺎرﺳ ﺔ ﻣﻌﻧﺎﻩ اﻟﻣﻠك ،ﯾﻠﻘب ﺑﻬﺎ اﻟﺻوﻓ ﺔ واﻟﻣﺷﺎﺋﺦ ،وﻟﻣﺎ ﺎن اﻹﻣﺎم وﻟﻲ ﷲ ﻣن ﺑﯾوت اﻟﺗﺻوف واﻟطرﻘﺔ ﻣﻧذ اﻟﻘدم
ﻓﻘد ﻟﻘب ﻫو وأﺑوﻩ وأﻧﺟﺎﻟﻪ ﻠﻬم ﺑﻬذا اﻟﻠﻘب.
) (2اﻟﻌﻼﻣــﺔ اﻟﻔﺎﺿــﻞ ،أﻧورﺷــﺎﻩ ﺑــن ﻣﻌظــم ﺷــﺎﻩ اﻟﺣﺳــﯾﻧﻲ اﻟﻛﺷــﻣﯾر أﺣــد ــﺎر ﻓﻘﻬــﺎء اﻟﺣﻧﻔ ــﺔ وﻋﻠﻣــﺎء اﻟﺣــدﯾث اﻷﺟــﻼء .وﻟــد ﻓــﻲ
1292ﻫـ ﻘرﺔ ﻓﻲ وﻻ ﺔ ﺷﻣﯾر ،واﻟﺗﺣ ﺑدار اﻟﻌﻠوم ﻫﻧﺎك وﺗﺧرج ﻓﯾﻬﺎ ﺳﻧﺔ 1313ﻫـ ،وﻗد ﺣﺻﻞ ﻋﻠﻰ إﺟﺎزة درس اﻟﺣـدﯾث ،ـﺎن
ـﺎدر ﻋﻠـﻰ اﺧﺗ ـﺎر ﻣـﺎ
ظﺎ واﻋًﺎ ﻟﻣذاﻫب اﻷﺋﻣـﺔ ﻣـﻊ إدراك اﻻﺧـﺗﻼف ﺑﯾـﻧﻬم ،وﻗ ًا إﻣﺎﻣﺎ ﻓﻲ ﻋﻠوم اﻟﻘرآن واﻟﺣدﯾث ،وﺣﺎﻓ ً
اﻟﺷﯾﺦ رﺣﻣﻪ ﷲ ً
ﯾراﻩ ﺻـواًﺎ ،وﻟـم ﻘﺗﺻـر ﻓـﻲ ﻣطﺎﻟﻌﺗـﻪ ﻋﻠـﻰ ﺗـب ﻋﻠﻣـﺎء ﻣدرﺳـﺔ ﻌﯾﻧﻬـﺎ -ﻣـﻊ أﻧـﻪ ـﺎن ﺣﻧﻔًـﺎ ٕ -واﻧﻣـﺎ ﻗـ أر ﻟﻌﻠﻣـﺎء ﻣـدارس ﻣﺧﺗﻠﻔـﺔ.
وﺳﺎﻓر إﻟﻰ اﻟ ﻼد اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ طﻠ ﺎ ﻟﻠﻣزد ﻣن اﻟﻌﻠم .ﺳﺎﻓر إﻟﻰ اﻟﺣرﻣﯾن اﻟﺷرﻔﯾن ﺛـم ﻋـﺎد وﻋـﯾن أﺳـﺗﺎذا ﺑـدار اﻟﻌﻠـوم دﯾو ﻧـد ﻓـﻲ اﻟﻬﻧـد.
ﻣدرﺳــﺎ ﺑﻬـﺎ ﺣﺗــﻰ ﻋــﺎم 1345ﻫــ ،ﺛــم رﺣــﻞ إﻟــﻰ )داﻫﺑﯾــﻞ( ﻓــﻲ ﻣﻘﺎطﻌــﺔ ) ﺟـرات( ،وأﺳــس ﺑﻬــﺎ ﻣﻌﻬـ ًـدا ﺑﯾـ ًا
ـر ﺳــﻣﻰ ) ﺎﻟﺟﺎﻣﻌــﺔ ً وظــﻞ
اﻹﺳﻼﻣ ﺔ( ٕوادارة ﺗﺄﻟﯾﻒ ﺗﺳﻣﻰ ) ﺎﻟﻣﺟﻠس اﻟﻌﻠﻣﻲ(.اﻧظر ﻟﺗرﺟﻣﺗﻪ :ﻧزﻫﺔ اﻟﺧواطر.84-80/8
) (3ﻣﺷ ﻼت اﻟﻘرآن أﻧورﺷﺎﻩ اﻟﻛﺷﻣﯾر ص 125اﻟﻧﺎﺷر اﻟﻣﺟﻠس اﻟﻌﻠﻣﻲ راﺗﺷﻲ.
) (4اﻟﺷــﯾﺦ اﻟﻔﺎﺿــﻞ ﺳــﻠ ﻣﺎن ﺑــن أﺑــﻲ اﻟﺣﺳــن اﻟﺣﺳــﯾﻧﻲ اﻟز ــد وﻟــد ﻓــﻲ 1302ﻫـ ـ ﻘر ــﺔ "دﺳــﻧﺔ" ﻣدﯾر ــﺔ " ﺑﻬــﺎر" اﻟﻬﻧــد ،ﻗ ـ أر اﻟﻛﺗــب
ﻌدة ﻣدارس دﯾﻧ ﺔ ،ﺑﻠﻛﻧﻬو .ﻌـد ﻓ ارﻏـﻪ ﻣـن اﻟﺗﻌﻠـ م ﻋـﯾن أﺳـﺗﺎذا ﺑـدار اﻟﻌﻠـوم ﻧـدوة اﻟﻌﻠﻣـﺎء اﻟدﯾﻧ ﺔ ﻋﻠﻰ ﺧﯾرة ﻋﻠﻣﺎء اﻟﻬﻧد ،ﺛم اﻟﺗﺣ
ﺑﻠﻛﻬﻧو ،ﻣﺎ ﺷﺎرك ﻓـﻲ ﺗﺣر ـر ﺻـﺣ ﻔﺔ" اﻟﻬـﻼل" اﻟﺗـﻲ ﺎﻧـت ﺗﺻـدر ﻣـن " ﻠﻛﺗـﻪ" ﻣـﻊ اﻟﺳـﯾد أﺑـو اﻟﻛـﻼم آزاد وﻣ ـث ﻫﻧـﺎك ﻣـدة ﻣـن
اﻟزﻣن .ﺎن رﺣﻣﻪ ﷲ ﻋﺎﻟﻣﺎ ﻓﺎﺿﻼ ﻟﻪ ﻣ ﺎﻧﺔ ﻋظ ﻣﺔ ﺑﯾن اﻟﻌﻠﻣﺎء ،ﺗب ﺛﯾ ار ﻣـن اﻟﻛﺗـب ﺎﻷرد ـﺔ .اﻧظـر ﻟﺗرﺟﻣﺗـﻪ :ﻧزﻫـﺔ اﻟﺧـواطر
.163/8
79 اﻟﺘﻜﺮار ﰲ ﻛﺘﺎ ت ﺷﺒﻪ اﻟﻘﺎرة
ﺳﺑﯾﻞ اﻟﻣﺛﺎل؛ ﺗﺟـد اﻟﻘﺻـﺔ اﻟواﺣـدة ﺗﺗﻛـرر ﻣـرات ﻋدﯾـدة ،ﺗﺟـد آ ـﺔ واﺣـدة ﺗﺗﻛـرر ﻋـدة ﻣـرات ،وﺗﺟـد
ﻼﻣــﺎ واﺣــدا ُﻌــﺎد ﻣﺋــﺔ ﻣ ـرة..
ﺛــم ﺳــﺗﻣر ﻓــﻲ ﻧﻔــس اﻟﺳ ـؤال ﻗــﺎﺋﻼ :ﻣــﺎ ﻓﺎﺋــدة ﻫــذا اﻟﺗﻛ ـرار؟ وﻣــﺎذا ) (1
ﻟذة اﻟﻛﻼم و ﺟﻌﻠـﻪ ـﻼ ﺣـﻼوة ،ﻔـﻲ أن ﯾـرد ـﻼم ﻣـرة واﺣـدة ﻓـﻲ
ﯾﺗرﺗب ﻋﻠ ﻪ؟ ﻫذا اﻟﺗﻛرار ُﯾذﻫب َ
اﻟﻛﺗﺎب ﻠﻪ .(2)...ﺛم ﻧﺟد اﻟﺷﯾﺦ أﺷﺎر إﻟﻰ ﻣواﻗﻊ اﻟﺗﻛرار ﻓﻲ اﻟﻘرأن اﻟﻛرم ،ﻣﺛﻼ ﺗﻛـرار اﻟﻘﺻـص،
واﻟﺗﻛرار اﻟوارد ﻓﻲ ﺳورة اﻟـرﺣﻣن وﺳـورة اﻟﻣرﺳـﻼت وﻏﯾرﻫـﺎ ﻣـن اﻵ ـﺎت اﻟﻣﺗﺷـﺎﺑﻬﺔ...ﻟﻛن اﻟﺷـﯾﺦ ﻻ
ﻌﺗﺑر ﻫذا اﻻﻋﺗراض اﻋﺗراﺿﺎ ﺟدﯾدا ،ﺑﻞ ﻫو اﻋﺗراض ﻗـد م وﻗـد أﺟـﺎب ﻋﻧـﻪ ﻋﻠﻣـﺎء اﻹﺳـﻼم ﻋﺑـر
اﻟﻘرون ،ﺛم ﻧﺟد اﻟﺷﯾﺦ ﻘﺳم اﻟﺗﻛرار ﻣﺛﻞ ﻋﻠﻣﺎء اﻟﻌرب إﻟﻰ ﻧوﻋﯾن؛
اﻷول :اﻟﺗﻛ ارراﻟﻣﻌﻧو وﻫـو ﻋ ـﺎرة ﻋـن ﺗﻛـرار ﻌـض اﻟﻔـراﺋض اﻟﺧﺎﺻـﺔ واﻟﻌﻘﺎﺋـد اﻟﺧﺎﺻـﺔ ﻣﺛـﻞ؛
اﻟﺻﻼة واﻟﺗوﺣﯾد وذ ر اﻟﻣﻌﺎدٕ ،واﻋﺎدة ﻌض ﺻﻔﺎت ﷲ ﺳ ﺣﺎﻧﻪ وﺗﻌﺎﻟﻰ.
واﻟﺛــﺎﻧﻲ؛ اﻟﺗﻛـرار اﻟﻠﻔظــﻲ ،وﻫــو إﻋــﺎدة اﻟﻣﻔﻬــوم اﻟواﺣــد ﺄﻟﻔــﺎ ﺧﺎﺻــﺔ ﻣ ــررا ،و ــورد أﻣﺛﻠــﺔ ﻟﻛــﻼ
ﻧــر أن اﻟﺷــﯾﺦ ﻫﻧــﺎ ﯾﺧــﺎﻟﻒ ) (3
اﻟﻧــوﻋﯾن .و ﺗﺣــدث ﻋــن ﺗﻛـرار اﻟﻘﺻــص و ﺑــﯾن أوﺟــﻪ ذﻟــك اﻟﺗﻛـرار.
ﻋﻠﻣــﺎء اﻟﻌــرب ﻓــﻲ ﺗﻌر ﻔــﻪ ﻟﻠﺗﻛ ارراﻟﻣﻌﻧــو ،و ﻘــدم ﻟــﻪ ﺗﻌر ﻔــﺎ ﺟدﯾــدا وﻓـ رؤ ــﺎﻩ .ﻷن ــﺎﺣﺛﻲ اﻟﻌــرب
ﺎﻧوا ﻘﺻـدون ﺑﺗﻛـرار اﻟﻣﻌﻧـﻰ ،ﺗﻛـرار ﻣﻌﻧـﻰ واﺣـد ﺄﻟﻔـﺎ ﻣﺧﺗﻠﻔـﺔ ﻣـﺛﻼ أطﻌﻧـﻲ وﻻ ﺗﻌﺻـﻧﻲ ،ﻓـﺈن
اﻷﻣر ﺎﻟطﺎﻋﺔ ﻧﻬﻲ ﻋن اﻟﻣﻌﺻ ﺔ وﻗد ﻣر ذ رﻩ ﻓﻲ ﺗﻘﺳ م اﻟﺗﻛـرار ﻋﻧـد ﻋﻠﻣـﺎء اﻟﻌـرب ،أﻣـﺎ اﻟﺷـﯾﺦ
ﻫﻧــﺎ ﻘﺻــد ﺑﺗﻛـرار اﻟﻣﻌــﺎﻧﻲ ﻫــو ﺗﻛـرار ﻌض اﻟﻔـراﺋض اﻟﺧﺎﺻــﺔ وﺗﻛـرار اﻟﻌﻘﺎﺋــد اﻟﺧﺎﺻــﺔ وﻏﯾـرﻩ ﻣــن
اﻷﺣ ﺎم...
اﻵن ﻧﻠﺗﻘــﻲ ﻌــﺎﻟم آﺧــر ﻣــن ﻋﻠﻣــﺎء ﺷ ـ ﻪ اﻟﻘــﺎرة اﻟﻬﻧد ــﺔ وﻫوﻣﺣﻣــد ﻣﺎﻟــك ﺎﻧــدﻫﻠو ،ﺗﻛﻠــم ﻋــن
اﻟﺗﻛ ـرار ﻓــﻲ ﺗﺄﻟ ﻔــﻪ "ﻣﻌــﺎرف اﻟﻘ ـرآن" ﻘــول ” :أﻗــدم إﻟــﻰ اﻟﻘ ـراء اﻟﻛ ـرام أن ﻣــن أﺳــﺎﻟﯾب اﻟﻘ ـرآن اﻟﻛــرم
إﻋﺎدة اﻟﻣﻔﺎﻫ م واﻟﻘﺻص ﻣـرة ﻌـد ﻣـرة ،و إﻋـﺎدة ﻌـض اﻵ ـﺎت اﻟﻣﺣـددة ﻣـرات ﻋدﯾـدة ،وﻗـد ﺗﺣـدث
ﻋن ﺗﻠك اﻟﻣواﻗﻊ ﻋﻠﻣﺎء اﻟﺗﻔﺳﯾر ﻋﻧدﻣﺎ ﺗﻌرﺿـوا ﻟﺷـرح ﺗﻠـك اﻵ ـﺎت) .(4ﻧـر اﻟﺷـﯾﺦ أﻧـﻪ ﺗﺣـدث ﻋـن
اﻟﺗﻛرار اﻟوارد ﻓﻲ ﺳور اﻟﻘرآن ﺛم ﺗﻌرض إﻟﻰ ذ ر ﺗﻛرار اﻟﻘﺻص ،و وﺿﺢ أن ﻞ ﻗﺻـﺔ ﺗـرد ﻓـﻲ
) (1ﻣﻘﺎﻻت ﺳﻠ ﻣﺎن ﺳﯾد ﺳﻠ ﻣﺎن ﻧدو 49/3ﺗرﺗﯾب ﺷﺎﻩ ﻣﻌﯾن اﻟدﯾن اﻟﻧﺎﺷر ﻧﺷﻧﻞ ك ﻓﺎوﻧد ﺷن.
) (2اﻧظر اﻟﻣﺻدر اﻟﺳﺎﺑ .50/3
) (3ﯾﻧظر ﻣﻘﺎﻻت ﺳﻠ ﻣﺎن ﺳﯾد ﺳﻠ ﻣﺎن ﻧدو ص .51
) (4ﻣﻌﺎرف اﻟﻘرآن ﻣﺣﻣد ﻣﺎﻟك ﺎﻧدﻫﻠو 620/7اﻟﻧﺎﺷر ﻣ ﺗ ﺔ اﻟﻣﻌﺎرف ﺳﻧد ﺎﻛﺳﺗﺎن.
80 اﻟﺘﻜﺮار ﰲ ﻛﺘﺎ ت ﺷﺒﻪ اﻟﻘﺎرة
ﻞ ﻣﻘﺎم ﻣﻧﺎﺳ ﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻣﻊ ﻧﺗﯾﺟﺔ ﺧﺎﺻﺔ ،وﻷﺟﻞ ذﻟك اﻟﻐرض ﺳﺗﺣﺳن اﻟﺗﻛـرار ،و ﺣـس اﻟﻘـﺎرئ
ﺄﻧﻪ ﺟﺎء ﻣ ر ار وﻟﻛن ﻓﻲ اﻷﺻﻞ أﻧﻪ ﺟﺎء ﻟﻣﻌﻧـﻰ ﺟدﯾـد ﺣﺗو ـﻪ اﻷﺳـﻠوب اﻟﺟدﯾـد) .(1و واﺻـﻞ ﻓـﻲ
ﻼﻣﻪ ﻘول :ﺧﻼﺻﺔ اﻟﻘول إن اﻟﻘرآن اﻟﻛرم ﻌﯾد ذ ر اﻟوﻗﺎﺋﻊ واﻟﺣوادث طرﻘﺗـﻪ اﻟﺧﺎﺻـﺔ ﻹﻓـﺎدة
ﻧﺗﺎﺋﺞ ﻣﻔﯾدة ،وﻣﻬﻣﺔ.
ﻘ ــول :ﻣ ــن أﻫ ــم وأﺧﯾـ ـ ار ﻧﻠﺗﻘ ــﻲ ﻌ ــﺎﻟم آﺧ ــر ﺗﺣ ــدث ﻋ ــن اﻟﺗﻛـ ـرار ﻫـ ـو اﻟﺷ ــﯾﺦ أﺑواﻟﻠﯾ ــث اﻟﻧ ــدو
اﻻﻋﺗراﺿﺎت اﻟواردة ﻋﻠﻰ اﻟﻘرآن اﻟﻛرم أﻧﻪ ﻓ ﻪ ﺗﻛرار اﻟﻣﻌﺎﻧﻲ واﻟﻘﺻص ،ﻓﻘد أﻋﯾـدت ﻓ ـﻪ ﻗﺻـص
ﺷﺗﻰ ،و ررت ﻣﻌﺎﻧﻲ ﻋدة ،وذﻟك ﻣﻣﺎ ﯾدﻋو إﻟﻰ أن ﻌﺗﺑر ﻧﻘﺻﺎ ﻟﻛﺗﺎب راﺋﻊ ﻋظ م).(2
ﯾﺗﺣــدث اﻟﺷــﯾﺦ ﻋــن ﺷــﺑﻬﺎت اﻟطــﺎﻋﻧﯾن واﻟــرد ﻋﻠــﯾﻬم ﻗــﺎﺋﻼ :ودرءا ﻟﻬــذا اﻻﻋﺗـراض أﺗــﻰ اﻟﻌﻠﻣــﺎء
ﺑــردود ﻣﺧﺗﻠﻔــﺔ .وﻗــد ذﻫــب أﻛﺛــرﻫم إﻟــﻰ أن اﻟﺗﻛ ـرار ﻓــﻲ اﻟﻛــﻼم ﻣــن أﺳــﺎﻟﯾب اﻟﻌــرب ،وﻧﻘﻠ ـوا ﻟﺗﺄﯾﯾــدﻩ
ﻗﺻﺎﺋد ﺷﺗﻰ ﻓﯾﻬﺎ ﺗﻛرار ﻣﺻراع ﻟﻠﺑﯾت ﻌد ﻣﺻراع).(3
و ﺳﺗﻣر ﻓﻲ ﻣﻘﺎﻟﻪ طرﻘﺗﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ ،اﻻﺳﺗﻔﻬﺎم واﻟﺟواب ﻘول :أﻣﺎ اﺳﺗﻌﻣﺎﻟﻪ ﻓﻲ ﻼم اﻟﻌرب_
اﻟﺗﻛرار اﻟﻣذﻣوم_ ﻓﻬو ﺷـﺎذ ﻏﯾـر ﺷـﺎﺋﻊ ٕوان ﻓﻬـم اﻟﻌـرب اﻟطﺑ ﻌـﻲ ـﺄﺑﻰ اﻟﺗﻛـرار اﻟـذ ﻻ ﻓﺎﺋـدة ﻓ ـﻪ،
ﯾواﺻﻞ اﻟﺷﯾﺦ ﻼﻣﻪ و ﻘول :إﻧﻧﺎ ﻻ ﻧﻧ ر إن إﻋﺎدة ﻌض اﻟﻣﻌﺎﻧﻲ واﻟﻣﻔﺎﻫ م ﻣوﺟودة ﻓﻲ ﻋدد ﻣـن
ﻗﺻص اﻟﻘرآن اﻟﻛرم وآ ﺎﺗﻪ ،وﻟﻛﻧﻧﺎ ﻻﻧﻌﺗرف ـﺄن ﻫـذﻩ اﻹﻋـﺎدة ﺗﻛـرار ﻌﯾـب اﻟﻛـﻼم أوﻋﻼﻣـﺔ ﻏﻔﻠـﺔ
ﺻﺎﺣب اﻟﻛﻼم ،أودﻟﯾﻞ ﻋﻠﻰ ﻋدم ﻗدرﺗﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻌﺑﯾر.
ــﺄﺗﻲ ﻟوﺟــوﻩ ﻓﺧﻼﺻــﺔ ــﻼم اﻟﺷــﯾﺦ أﻧــﻪ ﯾ ـرﻓض اﻟﺗﻛــرار اﻟــذ ﻻﻓﺎﺋــدة ﻓ ــﻪ ،أﻣــﺎ اﻟﺗﻛ ـرار اﻟــذ
ﻼﻏ ﺔ ﻓﻬو ﻧوع ﻣن اﻹﻋﺟﺎز اﻷﺳﻠو ﻲ ﻓﻲ اﻟﻘرآن اﻟﻛرم.
ﺛم ﻧﺟدﻩ ﻘﺳم اﻟﺗﻛرار إﻟﻰ ﻗﺳـﻣﯾن؛ ﺗﻛـرار اﻟﻣﻌـﺎﻧﻲ وﺗﻛـرار اﻟﻛﻠﻣـﺎت .ﻧـراﻩ ﻘﻠـد ﻘ ـﺔ ﻋﻠﻣـﺎء ﺷـ ﻪ
اﻟﻘ ــﺎرة ﻓ ــﻲ ﺗﻘﻣﺳـ ـ ﻪ ﻫﻧ ــﺎ ،ﺣﯾ ــث ﻌﺗﺑ ــر ﺗﻛـ ـرار اﻟﻣﻌ ــﺎﻧﻲ ﺑﺗﻛـ ـرار ﻗﺻ ــص اﻷﻧﺑ ــﺎء واﻷﻣ ــم اﻟﻣﺎﺿـ ـ ﺔ
ﯾواﺻــﻞ اﻟﺷــﯾﺦ ﻓــﻲ ﻣﻘﺎﻟــﻪ و ﻘــول :وﻟﻣــﺎ وﺟــد ﻫــؤﻻء اﻟﻣﻌﺗرﺿــون ﻓــﻲ اﻟﻘـرآن اﻟﻛــرم ﺗﻠــك اﻷﻣﺛﻠــﺔ
ظﻧوا أن ﻫذا اﻟﻘرآن اﻟﻛرم اﻟﻣﻌﺟز ﻻ ﯾﺧﻠو ﻣن ﻋﯾوب اﻟﺗﻛرار اﻟﻠﻔظﻲ واﻟﻣﻌﻧـو ﺣﺳـب زﻋﻣﻬـم...
وﻗد اﻟﺗﻔت اﻟﻌﻠﻣﺎء إﻟﻰ ﻣﺛﻞ ﻫذا اﻻﻋﺗراض اﻟر ك ،وﺣﺎوﻟوا أن ﯾردوا ﻋﻠ ﻪ .وﻗد ﻋرف ﺟواﺑﻬم ﻓـﻲ
اﻟﺗﻛ ـرار اﻟﻠﻔظــﻲ ،أ أﻧــﻪ ﻔﯾــد اﻟﺗو ﯾــد واﻟﺗﻘر ــر وﻏﯾرﻫــﺎ ﻣــن اﻷﻏ ـراض ،أﻣــﺎ ردودﻫــم ﻓــﻲ اﻟﺗﻛ ـرار
اﻟﻣﻌﻧــو ﻓﻬــﻲ طر ﻔــﺔ ،وﻫــﻲ أن ﻌــض اﻟﻌﻠﻣــﺎء ذﻫــب إﻟ ـﻰ أن اﻟﻘــﺎرئ ﻠﻣــﺎ ﺷــﻌر ﻐﻠﯾــﻞ ﻫﯾــﺊ ﻟــﻪ
ﻣﺎﯾرو ﻏﻠﯾﻠﻪ ﺷﺄن ﺗﻛرار اﻟطﻌﺎم واﻟﺷراب ﻌد ﻞ ﺟوع وﻋطش.
وأﺟﺎب ﻌﺿـﻬم ـﺄن ﺗﻛـرار ﻣ ﺎﺣـث ﻋـدة ﻓـﻲ ـﻞ ﺳـورة ﻣـن اﻟﻘـرآن اﻟﻛـرم إﻧﻣـﺎ ُوﺿـﻊ ﻟﻠﺷـﺧص
ـﯾﺦ
اﻟذ ﻻ ﻘدر أن ﻘ أر ﺟﻣ ﻊ اﻟﻘرآن اﻟﻛرم ،ﻟﻛﻲ طﻠـﻊ ﻋﻠـﻰ ﺟﻣ ـﻊ ﻣﻔﺎﻫ ﻣـﻪ اﻟﻣﻬﻣـﺔ ...وﻧـر اﻟﺷ َ
أﻧﻪ ﻏﯾر راض ﻋن أﺟو ﺔ ﻫؤﻻء اﻟﻌﻠﻣﺎء ،ﻓﯾذ ر ﺟوا ﺎ واﺣدا ﻔﻲ ﻟﺗﻛرار اﻟﻣﻌﻧو واﻟﻠﻔظﻲ ﺣﺳب
أر ــﻪ ﻘــول :إن اﻟﻣﻌــﺎﻧﻲ واﻟﻘﺻــص واﻟﺟﻣــﻞ ٕوان أﻋﯾــدت ﻓــﻲ اﻟﻘ ـرآن اﻟﻛــرم ﻋــدة ﻣ ـرات ،ﻟﻛﻧﻬــﺎ ﺗﻔﯾــد
ﻣﻌﻧــﻰ ﺟدﯾــدا ﻓــﻲ ــﻞ ﻣوﺿــﻊ ،ﻓﺣﯾﻧﻣــﺎ ذ ــر اﻟﻘـرآن اﻟﻛــرم ﻣﻌــﺎﻧﻲ اﻟﺗوﺣﯾــد واﻟرﺳــﺎﻟﺔ واﻟﻣﻌــﺎد ﻣ ـرات
ﻣﺗﻌــددة ﻟﻠﺗﺄﻛﯾــد واﻹﺛ ــﺎت إذا ﺗﺄﻣﻠﻧــﺎ ﻓﯾﻬــﺎ وﺟــدﻧﺎ أن أﺳــﻠوب ﺑ ﺎﻧﻬــﺎ ﻣﺗﻔــرد ﻓــﻲ ــﻞ ﻣوﺿــﻊ ،إﻧــﻪ ﺟــﺎء
ﺑــذ ر اﻟﺗوﺣﯾــد ﺣﯾــث إن اﻻﻋﺗﻘــﺎد ــﻪ أﺻــﻞ اﻟطﺑ ﻌــﺔ اﻹﻧﺳــﺎﻧ ﺔ) .(2وﻗــد دﻋــﺎ إﻟ ــﻪ ﺟﻣ ــﻊ اﻷﻧﺑ ــﺎء
اﻟﺳﺎ ﻘﯾن ،وﻓﻲ ﻣوﺿﻊ آﺧر ُذ ر اﻟﺗوﺣﯾـد ،ﻷن اﻻﻋﺗﻘـﺎد ـﻪ ﻣـن ﻣﻘﺗﺿـ ﺎت ﻧﻌـم ﷲ ﺗ ـﺎرك ﺳـ ﺣﺎﻧﻪ
وﺗﻌـﺎﻟﻰ اﻟﺗـﻲ ﻻ ـﺄﺗﻲ ﻋﻠﯾﻬـﺎ اﻟﺣﺻــر .وﻓـﻲ ﻣوﺿـﻊ ﺛﺎﻟـث ـﺎن اﻟﺳــﺑب ﻓـﻲ ذﻟـك أن ﻧظـﺎم اﻟﻛﺎﺋﻧــﺎت
ﻌﺿـﻬﺎ ﺑـ ﻌض دﻋـوة ظـﺎﻫرة إﻟـﻰ ﺗوﺣﯾـد اﻟرو ـﺔ، واﻟﻣوﺟودات واﻧﺳﺟﺎم ﻌﺿﻬﺎ ﻣﻊ ﻌض وﺗواﻓ
وﻟم ﯾذ ر اﻟﺗوﺣﯾد ﻓﻲ ﻞ ﻣوﺿﻊ ﻋﻠﻰ أﺳﻠوب واﺣد وﺳ ﺎق واﺣد).(3
و ــذﻟك ﺟــﺎء ذ ــر اﻟﻣﻌــﺎد ﻓــﻲ ﻣ ــﺎن ﻣــن ﺣﯾــث إن ﺻــﻔﺔ ﻋــدل ﷲ ﺗ ــﺎرك وﺗﻌــﺎﻟﻰ ﺗﺗﻘﺎﺿــﺎﻩ وﻓــﻲ
ﻣ ﺎن آﺧر ذ رﻩ ﻧﺗﯾﺟﺔ ﺣﺗﻣ ﺔ ﻟﻐﺎ ﺔ رﺣﻣﺔ ﷲ وﻋطﻔﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻋﻠﻰ ﻋ ﺎدﻩ ،ﯾذ رﻫم ﺄن ﻫﻧـﺎك ﯾوﻣـﺎ
ﻌودون ﻓ ﻪ إﻟ ـﻪ و ﺗﻣﯾـز ﻓ ـﻪ اﻟﺻـﺎﻟﺢ ﻋـن اﻟطـﺎﻟﺢ ،و ﺗﻣﺛـﻞ أﻣـﺎم اﻟﻧـﺎس ﺛﻣـﺎر أﻋﻣـﺎﻟﻬم ،وﺟـﺎء ذ ـر
ﺳﺗﻠزم وﻫ ذا ﺟﺎء ذ ر اﻟرﺳﺎﻟﺔ ﻹﺛ ﺎت اﻟﺗوﺣﯾد ﻓﻲ ﻣوﺿﻊ ،وﻟﻼﻋﺗراف ﺑوﺟود ﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ اﻟذ
اﻹﻗرار ﺎﻟرﺳﺎﻟﺔ ،وﻓﻲ ﻣ ﺎن آﺧر ﺗﺣدث ﻋن إرﺳﺎل اﻟرﺳﻞ اﻟذﯾن ﯾ ﻌﺛﻬم ﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻟﺗرو ﺔ ﻧﻔوﺳﻬم
وطﻣﺄﻧـ ــﺔ ﻗﻠـ ــو ﻬم ،ﻣـ ــﺎ ﯾﻧـ ــزل اﻟﻣطـ ــر ﻣـ ــن اﻟﺳـ ــﻣﺎء و ﺧـ ــرج اﻟﻧ ـ ــﺎت ﻣـ ــن اﻷرض ﻟ ـ ـراﺣﺗﻬم اﻟﺑدﻧ ـ ــﺔ
ورﺧﺎﺋﻬم) .(2ﻫذﻩ اﻟﻣﻔﺎﻫ م اﻟﺛﻼﺛـﺔ ذ ـرت ﻓـﻲ ﺛﯾـر ﻣـن ﺳـور اﻟﻘـرآن اﻟﻛـرم ﻣﻣـﺎ ﻌﺗﻘـدﻩ اﻟﻧـﺎظر ﻣـن
اﻟﻣ ررات ٕوان ﻟم ن ﻋﯾ ﺎ أن ﺗوﺟد اﻟﻣﺷﺎر ﺔ ﻓﻲ ذ ر أﺳﺎﻟﯾﺑﻬﺎ إذا ﺎﻧت ﻟﻠﺗو ﯾد واﻹﺛ ﺎت ،وﻟﻛـن
إذا ﺗﺄﻣﻠﻧــﺎ ﻧﺟــد أن طرﻘﻬــﺎ ﯾﺧﺗﻠــﻒ ﻓــﻲ ــﻞ ﻣ ــﺎن) .(3وﺗﺣــدث ﻋــن ﺗﻛـرار اﻟﻛﻠﻣــﺎت ﻓﻬــو ﻻ ﯾﺧﺗﻠــﻒ
ﻋــن ﻘ ــﺔ اﻟﻌﻠﻣــﺎء ﻓــﻲ ﻣﻌﺎﻟﺟﺗــﻪ ظــﺎﻫرة اﻟﺗﻛ ارراﻟﻠﻔظﻲ...ﻟﻛﻧﻧــﻲ وﺟدﺗُــﻪ أﻧــﻪ ﻗــدم ﺗوﺟﯾﻬــﺎ ﯾﺧﺗﻠــﻒ ﻋــن
ﻣﻌظــم اﻟ ــﺎﺣﺛﯾن ،ﻓــﻲ ﻣﻌﺎﻟﺟﺗــﻪ ﺗﻛـرار اﻟﻣﻌــﺎﻧﻲ ،ﺣﯾــث أﻧــﻪ اﻋﺗﺑــر ﺗﻛـرار اﻟﻣﻌــﺎﻧﻲ ﯾﺗﻣﺛــﻞ ﻓــﻲ اﻷﻣــور
اﻟﺗﻲ ﺳ ﻘت إﻟﯾﻬﺎ اﻹﺷﺎرة ﻣن ﺗﻛرار اﻟﻔراﺋض وﺗﻛرار اﻟﻌﻘﺎﺋد وﻏﯾرﻫﺎ ﻣن اﻷﺣ ﺎم...
ﻓﺎﻪﻠﻟ ﺳ ﺣﺎﻧﻪ وﺗﻌﺎﻟﻰ ﯾﺧﺎطب ﺎﻟﻘرآن اﻟﻛـرم ﺷـرا ،ﺣ ـﺎﺗﻬم ﺗﻛـرار ﻓـﻲ ﺗﻛـرار ،وآ ـﺎت اﻟﻛـون ﻣـن
ﺣوﻟﻬم ﺳﻧﺔ ﷲ ﻓﯾﻬﺎ اﻟﺗﻛرار) .(2ﻧر أن اﻟد ﺗور ﻫﻧﺎ ﻗدﻣﺎ أر ﺎ ﻓﻠﺳﻔ ﺎ أﻛﺛـر ﻣﻧـﻪ ﻼﻏ ـﺎ ،ﻓﻬـو أﺷـﺎر
إﻟﻰ أن اﻟﺗﻛـرار ﻣـن اﻷﻣـور اﻟﻼزﻣـﺔ واﻟﺿـرو ﺔ ﻓـﻲ ﺳـﻧﺔ اﻟﻛـون ﺣﯾـث ﻻ ﯾﺧﻠـو ﻣﻧـﻪ أﻣـر ﻣـن أﻣـور
اﻟدﻧ ﺎ ،وﻣﺟﺋ ﻪ ﻓﻲ اﻟﻘرآن اﻟﻛـرم ﻣـن ﻫـذا اﻟﻘﺑﯾـﻞ ،ﻓ ﯾـﻒ ﯾﺟـرو ﻣﺳﺗﺷـرق أوﻣﻌﺗـرض أن ﯾﻧ ـر أﻣـ ار
– اﻟﺗﻛرار -ﻫو ﻧﻔﺳﻪ ﺣﺗﺎج إﻟ ﻪ ،و ررﻩ ﯾوﻣ ﺎ ﻓﻲ ﺣ ﺎﺗﻪ ،وﻻ ﯾﺧﻠو ﻣﻧﻪ ﺷﻲء ﻓﻲ اﻟدﯾﻧﺎ...
ﻫذا ﻫو ﺳرد ﻟ ﻌض آراء ﻋﻠﻣﺎء ﺷـ ﻪ اﻟﻘـﺎرة اﻟﻬﻧد ـﺔ ﻓـﻲ ﻣوﺿـوع اﻟﺗﻛـرار ،ووﺟـدﻧﺎ أن ﻫـؤﻻء ﻻ
ﯾﺧﺗﻠﻔون ﺛﯾ ار ﻣن ﻋﻠﻣﺎء اﻟﻌرب ﻓﻲ ﺗﻧﺎوﻟﻬم ظﺎﻫرة اﻟﺗﻛـرار ،وﻫـذا ﻣﻣ ـن أن ـون ﻣـن ﻗﺑﯾـﻞ ﺗـوارد
اﻷﻓ ــﺎر واﻟﺧ ـواطر ﻓــﻲ ﻋﻘــﻞ اﻟ ﺷــر ،ور ﻣــﺎ ﺣﺗﻣــﻞ أن ﻋﻠﻣــﺎء ﺷ ـ ﻪ اﻟﻘــﺎرة اطﻠﻌ ـوا ﻋﻠــﻰ ﺗﺎ ــﺎت
ﻋﻠﻣﺎء اﻟﻌرب ودرﺳوﻫﺎ ﺛم ﻫﺿﻣوﻫﺎ وأﺧرﺟوﻫﺎ ﺄﺳﺎﻟﯾﺑﻬم.
ﻗــد ﻋﺛــرت ﻋﻠــﻰ آراء أﺻــﯾﻠﺔ ﻓــﻲ ﻣوﺿــوع ظــﺎﻫرة اﻟﺗﻛـرار ﻟﻌﻠﻣــﺎء ﺷـ ﻪ اﻟﻘــﺎرة اﻟﻬﻧد ــﺔ ،وﻫــذا ﯾــدل
ﻋﻠــﻰ ﻣــد ذ ــﺎﺋﻬم اﻟﻌﻘﻠــﻲ وﻣﻌـرﻓﺗﻬم ﻷﺳـ ارراﻟﺗﻌﺑﯾر ،ﺣﯾــث ﺑﯾﻧـوا دﻻﻻت وأ ﻌــﺎدا ﺟدﯾــدة ﻟﻠﺗﻛـرار،
وﻗد ﻣﺿﻰ ذ رﻫﺎ ﻓﻲ ﻣواﻗﻌﻬﺎ ﺣﯾﻧﻣـﺎ ﺗﺣـدﺛﻧﺎ ﻋـن اﻟﺗﻛـرار وﻓواﺋـدﻩ ...وﺳـ ﺄﺗﻲ ذ رﻫـﺎ ﻓـﻲ اﻟﻔﺻـﻞ
اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻋﻧدﻣﺎ أﻗـ م د ارﺳـﺔ ﺗطﺑ ﻘ ـﺔ ﺣـوال اﻟﺗﻛـرار اﻟـوارد ﻓـﻲ اﻟﻘـرآن اﻟﻛـرم ،وﺳـﻧﻌرف ﻣـد إﻟﻣـﺎم
ﻫؤﻻء اﻟﻌﻠﻣﺎء ﺗﺎب ﷲ ﺳ ﺣﺎﻧﻪ وﺗﻌﺎﻟﻰ.
ﺎﺣﺛﺎً ﻧﺎد اًر( ﻟطﻒ اﻟرﺣﻣن ﻓﺎروﻗﻰ ﻣﺟﻠﺔ دﻋوة ،اﺳﻼم آ ﺎد ،اﻟﻌدد اﻟﺧﺎص ﺎﻟد ﺗور ﻣﺣﻣـد ﺣﻣﯾـد ﷲ ،ﻣـﺎرس 2003م ،ج ،9 .ﻋـدد
،10ص.45 .
) (1ﻣﺟﻠﺔ اﻟﻛﯾﻠﺔ اﻟﺷرﻗ ﺔ ﻣﻘﺎل د.ﺣﻣﯾد ﷲ ص 36ﺟﻠد 66ﻋدد 1ﻻﻫور ﺎﻛﺳﺗﺎن.
) (2اﻟﻣﺻدر اﻟﺳﺎﺑ ص .37
85 ﺗﻜﺮار اﻟﻘﺼﺺ ﰲ اﻟﻘﺮآن
اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻟﺚ
اﻟﻘﺮآن اﻟﻜﺮﯾﻢ ﺗﻜﺮاراﻟﻘﺼﺺ ﻓﻲ
)ﻓﻲ ﺿﻭء ﻛﺗﺎﺑﺎﺕ ﺍﻟﻌﺭﺏ ﻭﻛﺗﺎﺑﺎﺕ ﺷﺑﻪ ﺍﻟﻘﺎﺭﺓ(
وﻣﺎ دﻣﻧﺎ ﻧﺗﺣدث ﻋـن اﻟﺗﻛـرار ﻓـﻲ اﻟﻘـرآن اﻟﻌظـ م -ﺑوﺻـﻔﻪ آ ـﺔ ﻣـن آ ـﺎت إﻋﺟـﺎزﻩ اﻟﻛﺑـر ،
ﻓﺈﻧﻧ ــﺎ ﻻ ﻧﺳ ــﺗط ﻊ أن ﻧﻐﻔ ــﻞ ﻋﻧﺻـ ـ ار ﻫﺎﻣ ــﺎ ﻣ ــن ﻋﻧﺎﺻ ــر ﻫ ــذا اﻟﺗﻛـ ـرار -أﻻ وﻫ ــو ﺗﻛـ ـرار اﻟﻘﺻ ــص
اﻟﻘرآﻧـﻲ ،وأن ﷲ ﺗﻌـﺎﻟﻰ ﺟــﺎء ـﺎﻟﻛﺛﯾر ﻣــن اﻟﻘﺻـص ﻋــن اﻷﻣـم اﻟﺳــﺎ ﻘﺔ ﻓـﻲ اﻟﻘـرآن اﻟﻛـرم ،واﺗﺧــذﻫﺎ
اﻟﻛﺛﯾــر ﻣــن اﻟﻛﺗــﺎب وﺳــﯾﻠﺔ ﻟﻠﺗﻌﺑﯾــر ،وأﻧﻬــﺎ ﺗﻬﺑﻧــﺎ ﻣــن اﻟﻣﻌرﻓــﺔ ﻣــﺎ ﻻ ﻘــدر ﻋﻠــﻰ ﻫﺑﺗــﻪ أ ﻧــوع أدﺑــﻲ
ﺳـواﻫﺎ وﺗ ﺳــط أﻣﺎﻣﻧــﺎ اﻟﺣ ــﺎة ﻓــﻲ ﺳــﻌﺔ واﻣﺗــداد وﻋﻣـ وﺗﻧــوع ،ﺣﯾــث أن اﻟﻘـرآن اﻟﻛــرم اﻫــﺗم ﺎﻟﻘﺻــﺔ
اﻫﺗﻣﺎﻣﺎ ﺑﯾ ار وظﻬرت اﻟﻣﻌﺟزة ﺎﻟﺗﺣدث ﻋـن اﻟﻐﯾـب وﻋـن أﺧ ـﺎر اﻷﻣـم اﻟﺳـﺎ ﻘﺔ اﻟﺗـﻲ ـﺎدت و ازﻟـت
ٕوان ﻧﺎ ﻧﻌﺗﻘـد أﻧـﻪ ﻣوﺿـوع ﺎﻣـﻞ ﻣﺗﻛﺎﻣـﻞ ،ﺣﺗـﺎج إﻟـﻰ ﺣـث ﻣﺳـﺗﻘﻞ -وﺳـﻧﺗﻧﺎوﻟﻪ إن ﺷـﺎء ﷲ -إﻻ
أﻧﻧﺎ ﻧﺷﯾر اﻵن إﻟﻰ ﻌض ﻣﺎ ﯾﺗﺻﻞ ﻪ اﺳﺗ ﻔﺎء ﻟﻬذا اﻟ ﺣث.
واﻟﻘﺻﺔ :ﻟﻐﺔ؛ ﺟﺎءت ﻣن ﻠﻣﺔ /ﻗص /وﻫذﻩ اﻟﻛﻠﻣﺔ أﺻﻠﻬﺎ اﻟﻠﻐو ﺗدل ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺗ ﻊ ﻷﻣر
ِِ
وﻣﻧ ــﻪ اﻟﻘ ــص ،ﻣﻌﻧ ــﻰ ذ ــر اﻟﺣـ ـوادث ﺻ ــﺎ﴾
ﺻًﻣ ــﺎ وﻣﻧ ــﻪ ﻗوﻟ ــﻪ ﺗﻌ ــﺎﻟﻰَ﴿ :ﻓ ْﺎرﺗَـ ـﱠدا َﻋَﻠ ــﻰ آﺛَﺎرﻫ َﻣ ــﺎ َﻗ َ
) (1
واﻟوﻗ ــﺎﺋﻊ اﻟﺳ ــﺎ ﻘﺔ ﻻن اﻟﻘ ــﺎص ﯾﺗﺗ ﻌﻬ ــﺎ ﻓ ــﻲ اﻟﺣ ــدﯾث) (2واﻟﻘﺻ ــﺔ :اﻷﻣ ــر واﻟﺧﺑ ــر ،واﻟﺷ ــﺄن ،واﻟﺣ ــﺎل
وﻗﺻــص اﻟﻘـرآن :أﺧ ــﺎرﻩ ﻋــن أﺣـوال اﻷﻣــم اﻟﻣﺎﺿـ ﺔ ،واﻟﻧﺑـوات اﻟﺳــﺎ ﻘﺔ ،واﻟﺣـوادث اﻟواﻗﻌــﺔ -وﻗــد
اﺷﺗﻣﻞ اﻟﻘرآن ﻋﻠﻰ ﺛﯾر ﻣن وﻗﺎﺋﻊ اﻟﻣﺎﺿﻲ ،وﺗﺎرﺦ اﻷﻣـم ،وذ ـر اﻟـ ﻼد واﻟـد ﺎر .وﺗﺗ ـﻊ آﺛـﺎر ـﻞ
ﻗوم ،وﺣ ﻰ ﻋﻧﻬم ﺻورة ﻧﺎطﻘﺔ ﻟﻣﺎ ﺎﻧوا ﻋﻠ ﻪ.
وﻓﻲ اﻻﺻطﻼح :اﻹﺧ ﺎر ﻋن ﻗﺿ ﺔ ذات ﻣراﺣﻞ ﯾﺗ ﻊ ﻌﺿﻬﺎ ً
ﻌﺿﺎ.
واﻟﻘﺻ ــﺔ ﻣ ــﺎ ﻋرﻓﻬ ــﺎ اﻷد ــﺎء ﺣ ﺎ ــﺔ ﺗ ــرو ﻧﺛـ ـ ار وﺟﻬ ــﺎ ﻣ ــن وﺟ ــوﻩ اﻟﻧﺷ ــﺎ واﻟﺣر ــﺔ ﻓ ــﻲ ﺣ ــﺎة
اﻹﻧﺳﺎن ،وﺗﻧﻘﺳم اﻟﻘﺻﺔ إﻟﻰ ﻋدة أﻗﺳﺎم ﻓﻬﻧﺎك اﻟﻘﺻﺔ اﻟواﻗﻌ ﺔ واﻟﻘﺻﺔ اﻟﺗﺎرﺧ ﺔ واﻟﻘﺻﺔ اﻟﺳ ﺎﺳ ﺔ
و ﻣــن ﻫــؤﻻء اﻟﻌﻠﻣــﺎء اﻹﻣــﺎم اﺑــن ﻗﺗﯾ ــﺔ ﺗﺣــدث ﻋــن ﺣ ﻣــﺔ ﺗﻛ ـرار اﻟﻘﺻــص ﻣﺷــﯾرا :إن وﻓــود
اﻟﻌــرب ﺎﻧــت ﺗــرد ﻋﻠــﻰ رﺳــول ﷲ ﺻــﻠﻰ ﷲ ﻋﻠ ــﻪ وﺳــﻠم ﻟﻺﺳــﻼم .ﻓ ﻘ ـرﺋﻬم اﻟﻣﺳــﻠﻣون ﺷــﯾﺋﺎ ﻣــن
اﻟﻘ ـرآن ،ﻓ ــون ذﻟــك ﺎﻓ ــﺎ ﻟﻬــم .و ــﺎن ﯾ ﻌــث إﻟــﻰ اﻟﻘ ﺎﺋــﻞ اﻟﻣﺗﻔرﻗــﺔ ﺎﻟﺳــور اﻟﻣﺧﺗﻠﻔــﺔ ،ﻓﻠــو ﻟــم ﺗﻛــن
اﻟﻘﺻص ﻣﺛﻧـﺎة وﻣ ـررة ،ﻟوﻗﻌـت ﻗﺻـﺔ ﻣوﺳـﻰ إﻟـﻰ ﻗـوم ،وﻗﺻـﺔ ﻋ ﺳـﻰ إﻟـﻰ ﻗـوم ،وﻗﺻـﺔ ﻧـوح إﻟـﻰ
ﻗــوم .ﻓــﺄراد ﷲ ﺑﻠطﻔــﻪ ورﺣﻣﺗــﻪ أن ﺷــﻬر ﻫــذﻩ اﻟﻘﺻــص ﻓــﻲ أطـراف اﻷرض و ﻠﻘﯾﻬــﺎ ﻓــﻲ ــﻞ ﺳــﻣﻊ
و ﺛﺑﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﻞ ﻗﻠب و ز ـد اﻟﺣﺎﺿـرن ﻓـﻲ اﻹﻓﻬـﺎم واﻟﺗﺣـذﯾر .(2).وﻟ ﺳـت اﻟﻘﺻـص ـﺎﻟﻔروض ﻷن
ﺗب رﺳول ﷲ ﻋﻠ ـﻪ اﻟﺳـﻼم ﺎﻧـت ﺗﻧﻔـذ إﻟـﻰ ـﻞ ﻗـوم ﻣـﺎ ﻓرﺿـﻪ ﷲ ﻋﻠـﯾﻬم ،وﻟـم ﺗﻛـن ﺗﻧﻔـذ ﻘﺻـﺔ
ﻣوﺳﻰ وﻏﯾرﻩ ﻣن اﻷﻧﺑ ﺎء ،وﻋﻘب ﻋﻠﻰ ﻫـذا ﻣﺻـرﺣﺎ ـﺄن ﻫـذا ـﺎن ﻓـﻲ ﺻـدر اﻹﺳـﻼم ﻗﺑـﻞ إﻛﻣـﺎل
ـدﯾن ،ﻓﻠﻣ ــﺎ ﻧﺷـ ـرﻩ ﷲ ﻓ ــﻲ ــﻞ ﻗط ــر ،وﺟﻣ ــﻊ اﻟﻘـ ـرآن ﺑ ــﯾن اﻟ ــدﻓﺗﯾن ،زال ﻫ ــذا اﻟﻣﻌﻧ ــﻰ) .(3وﻫ ــذا
ﷲ اﻟ ـ َ
اﻟﺗوﺟ ﻪ ﻣﻧﺎﺳب ﻟﻌﺻر ﻧزول اﻟﻘرآن أﻣﺎ ﻌد ﻫذﻩ اﻟﻣرﺣﻠﺔ ﻓـﻼ ﻣﻧﺎﺳـ ﺔ ..وﻫـدﻓﻲ ﻣـن ﻧﻘـﻞ ﺗوﺟﯾﻬـﺎت
ﻫــؤﻻء اﻟﻌﻠﻣــﺎء ﻫــو أن أﺛﺑــت أﻧﻬــم ﯾــﻒ ﻋــﺎﻟﺟوا ﺣ ﻣــﺔ ﺗﻛ ـرار اﻟﻘﺻــص ،وﻟ ـ س ﻫــدﻓﻲ ﻣﺣﺎﻛﻣــﺔ
ﺗوﺟﯾﻬﺎﺗﻬم...
و ذﻟك ﺗﻛﻠم ﻋن ﻫذﻩ اﻟﺣ ﻣﺔ اﻹﻣﺎم اﻟﺧطﺎﺑﻲ ﻗﺎﺋﻼ :أﺧﺑر ﷲ ﻋزوﺟﻞ ﺎﻟﺳﺑب اﻟـذ ﻣـن أﺟﻠـﻪ
ــرر اﻷﻗﺎﺻ ـ ص واﻷﺧ ــﺎر ﻓــﻲ اﻟﻘ ـرآن ،وأﻋﻠــن أﻧــﻪ ﺣﺗــﺎج اﻟﺗﻛ ـرار و ﺣﺳــن اﺳــﺗﻌﻣﺎﻟﻪ ﻓــﻲ اﻷﻣــور
اﻟﻣﻬﻣﺔ ،اﻟﺗﻲ ﻗد ﺗﻌظم اﻟﻌﻧﺎ ﺔ ﺑﻬﺎ ،و ﺧﺎف ﺑﺗر ﻪ وﻗوع اﻟﻐﻠط واﻟﻧﺳ ﺎن ﻓﯾﻬﺎ واﻻﺳﺗﻬﺎﻧﺔ ﻘدرﻫﺎ).(4
وﻗد ﺗﺣدث ﻋﻧﻬﺎ اﻹﻣﺎم اﻟزر ﺷﻲ ﻓﻲ ﺗﺎ ﻪ" اﻟﺑرﻫﺎن ﻓﻲ ﻋﻠوم اﻟﻘـرآن" وأﺟـﺎب ﻋﻠـﻰ إﻋﺗ ارﺿـﺎت
ﻌض اﻟﻣﻌﺗرﺿﯾن اﻟذﯾن ﺎﻧوا ﻌﯾﺑون ﻋﻠﻰ اﻟﻘرآن ﺳـﺑب ﺗﻛـرارﻌض اﻟﻘﺻـص وﻋـدم ﺗﻛـرار ﻗﺻـﺔ
ـﺎم ﻣﺑﯾﻧـﺎ ﻋـدم ﺗﻛـرار ﻗﺻـﺔ ﯾوﺳـﻒ ﺄوﺟـﻪ ﺛﯾـرة ﻣﺗﻌـددة ﻗـﺎﺋﻼ:
ﯾوﺳﻒ ﻋﻠ ﻪ اﻟﺳﻼم ،ﻓرد ﻋﻠـﯾﻬم اﻹﻣ ُ
إﻧﻣﺎ ررﷲ ﻗﺻص اﻷﻧﺑ ﺎء وﺳﺎق ﻗﺻﺔ ﯾوﺳﻒ ﻣﺳﺎﻗﺎ واﺣدا ،إﺷﺎرة إﻟﻰ ﻋﺟـز اﻟﻌـرب ـﺄن اﻟﻧﺑـﻲ
ﻋﻠ ــﻪ اﻟﺳــﻼم ﻗــﺎل ﻟﻬــم :إن ــﺎن ﻣــن ﺗﻠﻘــﺎء ﻧﻔﺳــﻲ ﻓــﺎﻓﻌﻠوا ﻓــﻲ ﻗﺻــﺔ ﯾوﺳــﻒ ﻣــﺎ ﻓﻌﻠﺗــﻪ ﻓــﻲ ﻗﺻــص
ﺳﺎﺋر اﻷﻧﺑ ﺎء).(3
" ﻓﯾﻬــﺎ ﻣــن ﺗﺷــﺑﯾب اﻟﻧﺳــوة ــﻪ وﺗﺿــﻣن اﻹﺧ ــﺎر ﻋــن ﺣــﺎل اﻣـرأة وﻧﺳــوة اﻓﺗــﺗن ﺄﺑــدع اﻟﻧــﺎس
ﺟﻣﺎﻻ وأرﻓﻌﻬم ﻣﺛﺎﻻ ﻓﻧﺎﺳب ﻋدم ﺗﻛرارﻫﺎ ﻟﻣﺎ ﻓﯾﻬﺎ ﻣن اﻹﻏﺿﺎء واﻟﺳﺗر ﻋن ذﻟك").(4
) (1اﻧظر اﻟﻣﻐﻧﻲ ﻋﺑد اﻟﺟ ﺎر 16/1ﺗﺣﻘﯾ أﻣﯾن اﻟﺧوﻟﻲ داراﻟﻛﺗب طـ اﻷوﻟﻰ اﻟﻘﺎﻫرة 1960م.
) (2اﻧظرﺗﻔﺳﯾر اﻟﻛﺷﺎف اﻟزﻣﺧﺷر .40/4
) (3اﻟﺑرﻫﺎن ﻓﻲ ﻋﻠوم اﻟﻘرآن اﻟزر ﺷﻲ .29/3
) (4اﻟﻣﺻدر اﻟﺳﺎﺑ .30/3
88 ﺗﻜﺮار اﻟﻘﺼﺺ ﰲ اﻟﻘﺮآن
" أﻧﻬــﺎ اﺧﺗﺻــت ﺣﺻــول اﻟﻔــرج ﻌــد اﻟﺷــدة ﺑﺧــﻼف ﻏﯾرﻫــﺎ ﻣــن اﻟﻘﺻــص ﻓــﺈن ﻣﺂﻟﻬــﺎ إﻟــﻰ
اﻟو ـﺎل ﻘﺻـﺔ إﺑﻠـ س وﻗـوم ﻧـوح وﻗـوم ﻫــود وﻗـوم ﺻـﺎﻟﺢ وﻏﯾـرﻫم ﻓﻠﻣـﺎ اﺧﺗﺻـت ﻫـذﻩ اﻟﻘﺻــﺔ
ﻓﻲ ﺳﺎﺋر اﻟﻘﺻص ﺑذﻟك اﺗﻔﻘت اﻟدواﻋﻲ ﻋﻠﻰ ﻧﻘﻠﻬﺎ ﻟﺧروﺟﻬﺎ ﻋن ﺳﻣت اﻟﻘﺻص").(1
و ﻌــد اﻟزر ﺷــﻲ ﻧﻠﺗﻘــﻲ ﺎﻹﻣــﺎم اﻟﺳــﯾوطﻲ ﯾﺗﺣــدث ﻋــن اﻟﺗﻛـ ـرار ﻋﺎﻣــﺔ ،وﻋــن ﺗﻛ ـرار اﻟﻘﺻــص
ﺧﺎﺻــﺔ ،ﻓﻧﺟــدﻩ ُﺿــﯾﻒ ﺳــﺑﺑﯾن آﺧــرن ﻋﻠــﻰ أﺳ ـ ﺎب اﻟﺗــﻲ ذ رﻫــﺎ اﻹﻣــﺎم اﻟزر ﺷــﻲ ﺳــﺎ ﻘﺎ ﻓــﻲ ﻋــدم
ﺗﻛرار ﻗﺻﺔ ﯾوﺳﻒ ﻣﺷﯾرا:
" وﻫــو أن ﺳــورة ﯾوﺳــﻒ ﻧزﻟــت ﺳــﺑب طﻠــب اﻟﺻــﺣﺎ ﺔ أن ﻘــص ﻋﻠــﯾﻬم ﻣــﺎ رواﻩ اﻟﺣــﺎﻛم ﻓــﻲ
ﻣﺳ ــﺗدر ﻪ ﻓﻧزﻟ ــت ﻣ ﺳ ــوطﺔ ﺗﺎﻣ ــﺔ ﻟ ﺣﺻ ــﻞ ﻟﻬ ــم ﻣﻘﺻ ــود اﻟﻘﺻ ــص ﻣ ــن اﺳ ــﺗ ﻌﺎب اﻟﻘﺻ ــﺔ
) (2
وﺗرو ﺢ اﻟﻧﻔس ﺑﻬﺎ واﻹﺣﺎطﺔ طرﻓﯾﻬﺎ"
"وأن ﻗﺻص اﻷﻧﺑ ﺎء إﻧﻣﺎ ررت ﻷن اﻟﻣﻘﺻود ﺑﻬﺎ إﻓﺎدة إﻫﻼك ﻣن ـذﺑوا رﺳـﻠﻬم ،واﻟﺣﺎﺟـﺔ داﻋ ـﺔ
إﻟــﻰ ذﻟــك ﻟﺗﻛر ــر ﺗﻛــذﯾب اﻟﻛﻔــﺎر ﻟرﺳــول ﻋﻠ ــﻪ اﻟﺳــﻼم ﻓ ﻠﻣــﺎ ــذﺑوا أﻧزﻟــت ﻗﺻــﺔ ﻣﻧــذرة ﺣﻠــول اﻟﻌــذاب
ﻣــﺎ ﺣــﻞ ﻋﻠــﻰ اﻟﻣ ــذﺑﯾن ،وﻗﺻــﺔ ﯾوﺳــﻒ ﻟــم ﻘﺻــد ﻣﻧﻬــﺎ ذﻟــك ،و ﻬــذا أ ﺿــﺎ ﺣﺻــﻞ اﻟﺟ ـواب ﻋــن
ﺣ ﻣــﺔ ﻋــدم ﺗﻛر ــر ﻗﺻــﺔ أﺻــﺣﺎب اﻟﻛﻬــﻒ وﻗﺻــﺔ ذ اﻟﻘـرﻧﯾن وﻗﺻــﺔ ﻣوﺳــﻰ ﻣــﻊ اﻟﺧﺿــر وﻗﺻــﺔ
اﻟـ ــذﺑ ﺢ") .(3واﻋﺗﺑراﻟﺳـ ــﯾوطﻲ ﻫـ ــذا اﻟوﺟـ ــﻪ ﻣـ ــن أﻗـ ــو اﻟوﺟـ ــوﻩ اﻟﺗـ ــﻲ ﯾﺟـ ــﺎب ـ ــﻪ ﻋـ ــن ﺗﻛ اررﻗﺻـ ــص
اﻷﻧﺑ ﺎء ...ﺛم ذ ر اﻹﻣﺎم اﻋﺗ ارﺿـﺎ ﻋﻠ ـﻪ ﻘـول :ﻗـد ﺗﻛـررت ﻗﺻـﺔ وﻻدة ﺣـﻲ ووﻻدة ﻋ ﺳـﻰ ﻣـرﺗﯾن
ـرت "...وأﺟــﺎب ﻋﻧـﻪ ــﺄن اﻟﻣـرة اﻷوﻟـﻰ ﻓــﻲ ﺳـورة ﻣــرم وﻫـﻲ ﻣ ــﺔ ،أﻧزﻟــتوﻟ ﺳـت ﻣــن ﻗﺑﯾـﻞ ﻣــﺎ ذ َ
ﺧطﺎ ــﺎ ﻷﻫــﻞ ﻣ ــﺔ ،واﻟﺛﺎﻧ ــﺔ؛ ﻓــﻲ ﺳــورة آل ﻋﻣ ـران ،وﻫــﻲ ﻣدﻧ ــﺔ أﻧزﻟــت ﺧطﺎ ــﺎ ﻟﻠﯾﻬــود ،وﻟﻧﺻــﺎر
ﻧﺟـ ـران ﺣ ــﯾن ﻗ ــدﻣوا ،وﻟﻬ ــذا اﺗﺻ ــﻞ ﺑﻬ ــﺎ ذ ــر اﻟﻣﺣﺎﺟ ــﺔ واﻟﻣ ﺎﻫﻠ ــﺔ) .(4إذا أﻣﻌﻧ ــﺎ اﻟﻧظ ــر ﻓ ــﻲ أﺟو ــﺔ
اﻟﺳ ــﯾوطﻲ ،وﺟ ــدﻧﺎ أﻧ ــﻪ ــﺎد ﯾﺗﻔـ ـ ﻣ ــﻊ اﻟزر ﺷ ــﻲ ﻓ ــﻲ اﻟﺳ ــﺑب اﻟﺛ ــﺎﻧﻲ ،ﻓﻘ ــد اﺳ ــﺗﻧﺗﺞ اﻟزر ﺷ ــﻲ أن
اﻟدواﻋﻲ ﺗدﻋو إﻟﻰ ﺣﻔظ ﺳورة ﯾوﺳﻒ ﻟﻣﺎ ﺗﺣﺗو ﻋﻠ ﻪ ﻣـن اﻟﻔـرج ﻌـد اﻟﺷـدة ،ﻓﻠ ﺳـت إذن ﻣﺣﺗﺎﺟـﺔ
) (1أﺣﻣد ﺑن ﻋﺑد اﻟﺣﻠ م ﺑن ﻋﺑد اﻟﺳﻼم اﺑن ﻋﺑد ﷲ ﺑن أﺑﻲ اﻟﻘﺎﺳم اﻟﺧﺿر اﻟﻧﻣﯾر اﻟﺣراﻧﻲ اﻟدﻣﺷﻘﻲ اﻟﺣﻧﺑﻠﻲ ،أﺑو اﻟﻌ ﺎس،
ﺗﻘﻲ اﻟدﯾن اﺑن ﺗ ﻣ ﺔ.
اﻻﻣــﺎم ،ﺷــﯾﺦ اﻻﺳــﻼم .وﻟــد ﻓــﻲ ﺣ ـران وﺗﺣــول ــﻪ أﺑــوﻩ إﻟــﻰ دﻣﺷ ـ ﻓﻧ ــﻎ واﺷــﺗﻬر .وطﻠــب إﻟــﻰ ﻣﺻــر ﻣــن أﺟــﻞ ﻓﺗــو أﻓﺗــﻰ ﺑﻬــﺎ،
ﻓﻘﺻدﻫﺎ ،ﻓﺗﻌﺻب ﻋﻠ ﻪ ﺟﻣﺎﻋﺔ ﻣن أﻫﻠﻬﺎ ﻓﺳﺟن ﻣدة ،وﻧﻘﻞ إﻟﻰ اﻻﺳ ﻧدرﺔ .ﺛم أطﻠ ﻓﺳﺎﻓر إﻟﻰ دﻣﺷ ﺳﻧﺔ 712ﻫـ واﻋﺗﻘـﻞ ﺑﻬـﺎ
ﻠﻬﺎ ﻓﻲ ﺟﻧﺎزﺗﻪ. ﺳﻧﺔ 720وأطﻠ ،ﺛم أﻋﯾد ،وﻣﺎت ﻣﻌﺗﻘﻼ ﻘﻠﻌﺔ دﻣﺷ ،ﻓﺧرﺟت دﻣﺷ
ﺎن ﺛﯾر اﻟ ﺣث ﻓﻲ ﻓﻧون اﻟﺣ ﻣﺔ ،داﻋ ﺔ إﺻﻼح ﻓﻲ اﻟدﯾن .آ ﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﻔﺳﯾر واﻻﺻول ،ﻓﺻ ﺢ اﻟﻠﺳﺎن ،ﻗﻠﻣﻪ وﻟﺳﺎﻧﻪ ﻣﺗﻘﺎرﺎن.
وﻟﻪ ﺗﺻﺎﻧﯾﻒ ﺛﯾرة ﻣﻧﻬﺎ؛ )اﻟﺟواﻣﻊ( ﻓﻲ اﻟﺳ ﺎﺳﺔ اﻻﻟﻬ ﺔ واﻵ ﺎت اﻟﻧﺑو ﺔ ،و ﺳـﻣﻰ )اﻟﺳ ﺎﺳـﺔ اﻟﺷـرﻋ ﺔ( و)اﻟﻔﺗـﺎو ( ﺧﻣـس ﻣﺟﻠـدات،
و)اﻻ ﻣﺎن( و)اﻟﺟﻣﻊ ﺑﯾن اﻟﻧﻘﻞ واﻟﻌﻘﻞ( اﻟﺟزء اﻟ ار ﻊ ﻣﻧـﻪ ،و)ﻣﻧﻬـﺎج اﻟﺳـﻧﺔ( و)اﻟﻔرﻗـﺎن ﺑـﯾن أوﻟ ـﺎء ﷲ وأوﻟ ـﺎء اﻟﺷـ طﺎن( و)اﻟواﺳـطﺔ
ﺑــﯾن اﻟﺣ ـ واﻟﺧﻠ ـ ( و)اﻟﺻــﺎرم اﻟﻣﺳــﻠول ﻋﻠــﻰ ﺷــﺎﺗم اﻟرﺳــول( و)ﻣﺟﻣــوع رﺳــﺎﺋﻞ( وﻏﯾــر ذﻟــك ﻣــن اﻟﻛﺗــب .أﻧظــر ﻟﺗرﺟﻣﺗــﻪ :اﻷﻋــﻼم
ﻟﻠزر ﻠﻲ .143/1
) (2ﻣﺟﻣوع اﻟﻔﺗﺎو ﺷﯾﺦ اﻹﺳﻼم اﺑن ﺗ ﻣ ﺔ 167/19اﻟﻧﺎﺷر داراﻟوﻓﺎء 2005 3م.
90 ﺗﻜﺮار اﻟﻘﺼﺺ ﰲ اﻟﻘﺮآن
ُﺧــرٕ ،وان ﺎﻧــت اﻟﻘﺻــﺔ اﻟﻣــذ ورة ذاﺗﻬــﺎ واﺣــدة ﻓﺻــﻔﺎﺗﻬﺎ ﻣﺗﻌــددة ،ﻓﻔــﻲ ــﻞ أﺧــر ﺗــدل ﻋﻠــﻰ ﻣﻌـ ٍ
ـﺎن أ َ
ُﺧر).(1
اﻟﺟ َﻣﻞ اﻷ َ
ﻣﻌﻧﻰ ﻟ س ﻓﻲ ُ اﻟﺟ َﻣﻞ ً
ﺟﻣﻠﺔ ﻣن ُ
ﻟﻣــﺎ ﺎﻧــت اﻟﻘﺻــﺔ ﻓــﻲ اﻟﻘ ـرآن ﺗﻬــدف إﻟــﻰ ﻣﻘﺎﺻــد دﯾﻧ ــﺔ وا ﻣﺎﻧ ــﺔ ﺎﻧــت طر ﻘ ـﺔ اﻟﻘــص ﻓــﻲ
اﻟﻘرآن ﻣﺗﻣﯾزة ﻋن اﻟﻣﺄﻟوف ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻔن ﻟﻛﻲ ﯾﺗﻼءم أﺳﻠوب اﻟﻘﺻﺔ ﻣﻊ اﻟوﻓﺎء ﺣ اﻟﻐـرض اﻟـذ
ﺳ ﻘت ﻷﺟﻠﻪ) .(2وﻣن أﺑرز ﺳﻣﺎت اﻟﻣﻧﻬﺞ اﻟﻘرآﻧﻲ ﻓﻲ إﯾراد اﻟﻘﺻﺔ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
-اﻟﻘﺻﺔ ﻓﻲ اﻟﻘرآن ﻻ ﺗﺄﺗﻲ ﺑﺗﻣﺎﻣﻬﺎ دﻓﻌﺔ واﺣدة ﺑﻞ ﺗﺄﺗﻲ ﺣﺳب اﻟﻐرض واﻟﻬـدف اﻟـذ ﺗﺳـرد ﻣـن
أﺟﻠـﻪ اﻟﻘﺻـﺔ ،اﺳـﺗﺧراج اﻟﺗوﺟﯾﻬـﺎت واﻟﻌظـﺎت واﻟـدروس اﻟﺗـﻲ ﺗـﺄﺗﻲ ﺑﻬـﺎ اﻟﻘﺻـﺔ ﻣـﺎ ﺟـﺎء ﻓـﻲ ﻗﺻـﺔ
ﻟﻘﻣﺎن.
-إن ﻣــﻧﻬﺞ اﻟﻘﺻــﺔ ﻓــﻲ اﻟﻘـرآن ﯾﺧﺗﻠــﻒ ﺗﻣﺎﻣــﺎ ﻋــن ﻣــﻧﻬﺞ اﻟﻘﺻــﺔ اﻟﻌﺎد ــﺔ ﻓﻬﻧــﺎك ﺧﺻــﺎﺋص ﻣﻌﯾﻧــﺔ
ﺗﻠﺗزﻣﻬــﺎ اﻟﻘﺻــﺔ ﻓــﻲ اﻟﻘ ـرآن وﻣﻧﻬــﺎ اﻟﺗﻛ ـرار ...أ أن ﺗــﺄﺗﻲ ﻗﺻــﺔ ﻧﺑــﻲ ﻣــن اﻷﻧﺑ ــﺎء ﻓــﻲ أﻛﺛــر ﻣــن
ﻣ ــﺎن ،وﻫــذا اﻟﺗﻛــرار ﻟ ـ س ﻓــﻲ ﻫ ــﻞ اﻟﻘﺻــﺔٕ ،واﻧﻣــﺎ ــون ﺗﻛ ـ ار ار ﻣﻼﺋﻣــﺎ ﻟﻠﻐــرض اﻟــذ اﻗﺗﺿــﻰ
اﻻﺳﺗﺷﻬﺎد ﻓ ﻪ ﻣﺛﻼ ﻗﺻﺔ إﺑراﻫ م ﻋﻠ ﻪ اﻟﺳﻼم وردت ﻓﻲ اﻟﻘرآن ﻓﻲ ﻋﺷرن ﻣوﺿﻌﺎ وﻟﻛـﻞ ﻣوﺿـﻊ
ﻋﺑر ودروس ،وﻫذا أﺳﻠوب ﺗﻣﯾز ﻓ ﻪ اﻟﻘرآن اﻟﻛرم وﻫـو إن دل ﻋﻠـﻰ ﺷـﻲء ﻓﻬـو ﯾـدل ﻋﻠـﻰ ﻋظﻣـﺔ
ﻫــذا اﻟﺧــﺎﻟ ٕواﻋﺟــﺎز اﻟﻘـرآن اﻟــذ ﺑﻬــر اﻟﻌــرب ﻋﻠــﻰ اﻟــرﻏم ﻣــن ﻗــوة ﻼﻏــﺗﻬم ﻣــﺎ أن اﻟﺗﻛـ اررﻟم ــﺄت
ﻫ ذا ٕواﻧﻣﺎ ﻟﻪ دﻻﻟﺗﻪ ٕواﻋﺟﺎزﻩ و ﻼﻏﺗﻪ .(3)...
-إن ﻣـن ﺧﺻــﺎﺋص اﻟ ﻼﻏــﺔ إﺑـراز اﻟﻣﻌﻧـﻰ اﻟواﺣــد ﻓــﻲ ﺻــور ﻣﺧﺗﻠﻔـﺔ ،واﻟﻘﺻــﺔ اﻟﻣﺗﻛــررة ﺗــرد ﻓــﻲ
ــﻞ ﻣوﺿــﻊ ﺄﺳــﻠوب ﯾﺗﻣــﺎﯾز ﻋــن اﻵﺧــر ،وﺗُﺻــﺎغ ﻓــﻲ ﻗﺎﻟــب ﻏﯾــر اﻟﻘﺎﻟــب ،وﻻ ﻣــﻞ اﻹﻧﺳــﺎن ﻣــن
ﺗﻛرارﻫــﺎ ،ﺑــﻞ ﺗﺗﺟــدد ﻓــﻲ ﻧﻔﺳــﻪ ﻣﻌــﺎن ﻻ ﺗﺣﺻــﻞ ﻟــﻪ ﻘراءﺗﻬــﺎ ﻓــﻲ اﻟﻣواﺿــﻊ اﻷﺧــر ،أﻧــﻪ إذا ــرر
اﻟﻘﺻﺔ زاد ﻓﯾﻬﺎ ﺷﯾﺋﺎ ،أﻻ ﺗر أﻧﻪ ذ ر اﻟﺣ ـﺔ ﻓـﻲ ﻋﺻـﺎ ﻣوﺳـﻰ ﻋﻠ ـﻪ اﻟﺳـﻼم ،وذ رﻫـﺎ ﻓـﻲ ﻣوﺿـﻊ
-إن اﻟﺗﻛـرار ﻣــن طــرق اﻟﺗﺄﻛﯾــد وأﻣــﺎرات اﻻﻫﺗﻣــﺎم ،وأن اﻟرﺟــﻞ ــﺎن ﺳــﻣﻊ اﻟﻘﺻــﺔ ﻣــن اﻟﻘـرآن ،ﺛــم
ﻌود إﻟﻰ أﻫﻠﻪ ،ﺛم ﯾﻬﺎﺟر ﻌدﻩ آﺧرون ﺣ ـون ﻋﻧـﻪ ﻣـﺎ ﻧـزل ﻌـد ﺻـدور اﻷوﻟـﯾن ،و ـﺎن أﻛﺛـر ﻣـن
آﻣــن ــﻪ ﻣﻬﺎﺟر ــﺎ ،ﻓﻠــوﻻ ﺗﻛــرر اﻟﻘﺻــﺔ ﻟوﻗﻌــت ﻗﺻــﺔ ﻣوﺳــﻰ إﻟــﻰ ﻗــوم ،وﻗﺻــﺔ ﻋ ﺳــﻰ إﻟــﻰ آﺧــرن،
و ذﻟك ﺳﺎﺋر اﻟﻘﺻص ..ﻓﺄراد اﻟﺣ ﺳ ﺣﺎﻧﻪ وﺗﻌﺎﻟﻰ اﺷﺗراك اﻟﺟﻣ ﻊ ﻓﯾﻬـﺎ ،ﻓ ـون ﻓ ـﻪ إﻓـﺎدة اﻟﻘـوم،
) (3
وزﺎدة ﺗﺄﻛﯾد وﺗ ﺻرة ﻵﺧرن وﻫم اﻟﺣﺎﺿرون...
-إن اﻟﻘﺻــﺔ اﻟواﺣــدة ﻣــن ﻫــذﻩ اﻟﻘﺻــص ،ﻘﺻــﺔ ﻣوﺳــﻰ ﻣــﻊ ﻓرﻋــونٕ -وان ظــن أﻧﻬــﺎ ﻻ ﺗﻐــﺎﯾر
اﻷﺧر ،ﻓﻘد ﯾوﺟد ﻓﻲ أﻟﻔﺎظﻬﺎ زﺎدة وﻧﻘﺻﺎن ،وﺗﻘد م وﺗﺄﺧﯾر ،وﺗﻠك ﺣﺎل اﻟﻣﻌﺎﻧﻲ اﻟواﻗﻌـﺔ ﺣﺳـب
ﺗﻠك اﻷﻟﻔﺎ ،ﻓﺈن ﻞ واﺣدة ﻻﺑد وأن ﺗﺧﺎﻟﻒ ﻧظﯾرﺗﻬـﺎ ﻣـن ﻧـوع ﻣﻌﻧـﻰ ازﺋـد ﻓ ـﻪ ،ﻻ ﯾوﻗـﻒ ﻋﻠ ـﻪ إﻻ
ﻣﻧﻬــﺎ دون ﻏﯾرﻫــﺎ .ﻓ ــﺄن ﷲ ﺗﻌــﺎﻟﻰ ﻓــرق ذ ــر ﻣــﺎ دار ﺑﯾﻧﻬﻣــﺎ وﺟﻌﻠــﻪ أﺟ ـزاء ،ﺛــم ﻗﺳــم ﺗﻠــك اﻷﺟ ـزاء
ﻋﻠﻰ ﺗـﺎرات اﻟﺗﻛـرار ﻟﺗوﺟـد ﻣﺗﻔرﻗـﺔ ﻓﯾﻬـﺎ ،وﻟـو ﺟﻣﻌـت ﺗﻠـك اﻟﻘﺻـص ﻓـﻲ ﻣوﺿـﻊ واﺣـد ﻷﺷـﺑﻬت ﻣـﺎ
وﺟــد اﻷﻣــر ﻋﻠ ــﻪ ﻣــن اﻟﻛﺗــب اﻟﻣﺗﻘدﻣــﺔ ،ﻣــن اﻧﻔـراد ــﻞ ﻗﺻــﺔ ﻣﻧﻬــﺎ ﻣوﺿــﻊ ،ﻣــﺎ وﻗــﻊ ﻓــﻲ اﻟﻘـرآن
ﺎﻟﻧﺳـ ﺔ ﻟﯾوﺳــﻒ ﻋﻠ ــﻪ اﻟﺳـﻼم ﺧﺎﺻــﺔ) .(4ﻟﻘــد ﺛــر ﻓــﻲ اﻟﻘـرآن اﻟﻛــرم ﻣــن ﻗﺻــص ﻌــض اﻷﻧﺑ ــﺎء
وأﺣﺎدﯾــث اﻷﻣــم اﻟﺳــﺎ ﻘﺔ ،واﻟﻐــرض ﻣــن ذﻟــك إﻧﻣــﺎ ﻫــو ﺗــذ ﯾر واﺳــﺗدﻻل ،وﻟﻬــذا اﻟﺗــذ ﯾر واﻻﺳـﺗدﻻل
ﻣﺟرﺎت ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ،إذ ﻣ ن اﻻﺳـﺗدﻻل ﻣـن ﻗﺻـﺔ واﺣـدة ﻋﻠـﻰ أﻣـور ﻣﺧﺗﻠﻔـﺔ و ﻣ ـن اﻟﺣﺻـول ﻋﻠـﻰ
ﻣﻧﺎﻓﻊ ﻣﺗﻧوﻋﺔ ،وﻟﻘد أﻋﯾدت ﻗﺻﺔ واﺣدة ﻷﻏراض ﺷﺗﻰ وأﺗﻰ ﺑ ﺎﻧﻬﺎ ﻋدة ﻣرات).(5
وﺗﺗﻣﯾــز اﻟﻘﺻــﺔ ﻓــﻲ اﻟﻘ ـرآن اﻟﻛــرم ﺄﻧﻬــﺎ ﺗﻣﺗــزج ﻣوﺿــوﻋﺎت اﻟﺳــورة اﻟﺗــﻲ ﺗــرد ﻓﯾﻬــﺎ اﻣﺗ ازﺟ ـﺎً
ﻋﺿو ﺎً ﻻ ﻣﺟﺎل ﻓﯾﻬﺎ ﻟﻠﻔﺻﻞ ﺑﯾﻧﻬﺎ و ـﯾن ﻏﯾرﻫـﺎ ﻣـن ﻣوﺿـوﻋﺎت اﻟﺳـورة ،ﺣﯾـث ﻟـو ﺣـذﻓﻧﺎ اﻟﻘﺻـﺔ
ﻣن ﻣوﻗﻌﻬﺎ اﻟوارد ﻓﻲ اﻟﺳورة ﻻﺧﺗﻞ اﻟﻣﻌﻧﻰ ،ﻷن اﻟﻘﺻﺔ ﺗﺳﻬم ﻓﻲ ﺑ ﺎن ﻣﺿﻣون اﻟﻧص ٕوا ﺿﺎﺣﻪ
ﻟﻠﻘــﺎرئ ،وﻻ ﺗــرد اﻟﻘﺻــﺔ ﻓــﻲ اﻟﻘ ـرآن اﻟﻛــرم إﻻ إذا ﺗطﻠﺑﻬــﺎ اﻟﻣﻘــﺎم واﻗﺗﺿــت اﻟ ﻼﻏــﺔ ذ رﻫــﺎ ،و ــذ ر
اﻟﺟزء اﻟذ ﻟﻪ ﻋﻼﻗﺔ ﻣوﺿوع اﻟﺳورة.
وﻗــد ــون اﻟــداﻓﻊ ﻣــن ذ ــر اﻟﻘﺻــﺔ ﻓــﻲ اﻟﺳــورة ﻫــو ﺑ ــﺎن ﻗــدرة ﷲ ﺳـ ﺣﺎﻧﻪ وﺗﻌــﺎﻟﻰ ﻣــﺎ ﻓــﻲ
ﻗﺻﺔ أﻫﻞ اﻟﻛﻬﻒ ،وﻗﺻﺔ إﺣ ﺎء اﻟﻣوﺗﻰ ﻣـﺎ ﻓـﻲ ﺳـورة اﻟ ﻘـرة ،ﻓﺎﺳـﺗدﻋﻰ اﻟﻣﻘـﺎم اﻟﺗـذ ﯾر ﻘـدرة ﷲ،
وﻗــد ﺟــﺎء اﻟﺣــدﯾث ﻋــن ﻗــدرة ﷲ ﺳ ـ ﺣﺎﻧﻪ وﺗﻌــﺎﻟﻰ ﺿــﻣن اﻟﺳ ـ ﺎق واﻟﺟــو اﻟﻌــﺎم اﻟــذ ﯾﺗﻧﺎﺳــب ﻣــﻊ
ﻣوﺿوع اﻟﺳورة).(1
وﻣﺟﻣــﻞ اﻟﻘــول ﻓــﻲ ذﻟــك ــﺄن ﻧﻘــول :ﻟﻣــﺎ ــﺎن ﻣــن أﻏـراض اﻟﻘﺻــﺔ ﻓــﻲ اﻟﻘـرآن ،إﺛ ــﺎت وﺣــدة
اﻹﻟـ ـ ــﻪ ،ووﺣـ ـ ــدة اﻟـ ـ ــدﯾن ،ووﺣـ ـ ــدة اﻟرﺳـ ـ ــﻞ ،ووﺣـ ـ ــدة ط ارﺋ ـ ـ ـ اﻟـ ـ ــدﻋوة ،ووﺣـ ـ ــدة اﻟﻣﺻـ ـ ــﯾراﻟذ ﯾﻠﻘـ ـ ــﺎﻩ
اﻟﻣ ــذﺑون...ﻧﻘول :ﻟﻣــﺎ ــﺎن اﻷﻣــر ــذﻟك ،اﺳــﺗدﻋﻰ اﻟﻣﻧط ـ اﻟﻘرآﻧــﻲ ﻫــذا اﻟﺗﻛ ـرار ،ﻟﺗﺣﻘﯾ ـ ﺗﻠــك
اﻷﻏراض ،وﺗﺛﺑﯾﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﻗﻠـوب اﻟﻣـؤﻣﻧﯾن ،وﺗﺣـذﯾر اﻟﻣﻌﺎﻧـدﯾن ﻣـن ﻣﻐﱠـﺔ اﻹﻋـراض ﻋﻧﻬـﺎ .ﻓﻧﺷـﺄ ﻋـن
ﺧﺿــوع اﻟﻘﺻــﺔ ﻟﻬــذﻩ اﻷﻏ ـراض -ﻣــﺎ ﻘــول ﺳــﯾد ﻗطــب رﺣﻣــﻪ ﷲ -أن ُ ْﻌـ َـرض ﺷــرط اﻷﻧﺑ ــﺎء
واﻟرﺳــﻞ اﻟــداﻋﯾن إﻟــﻰ اﻹ ﻣــﺎن ﺑــدﯾن واﺣــد ،واﻹﻧﺳــﺎﻧ ﺔ اﻟﻣ ذ ــﺔ ﺑﻬــذا اﻟــدﯾن اﻟواﺣــد ،ﻣ ـرات ﻣﺗﻌــددة،
ﺑﺗﻌدد ﻫذﻩ اﻷﻏراض؛ وأن ُﯾﻧﺷﻲء ﻫذا ظﺎﻫرة اﻟﺗﻛرار ﻓﻲ ﻌض اﻟﻣواﺿﻊ.
ﻮﺣـﺎ إِ َﱃ ﻗَـ ْﻮِﻣ ِـﻪوﻧوﺿﺢ اﻟﻣﻘﺻود ﺑﻬذا ،ﻘﺻﺔ ﻧـوح ﻋﻠ ـﻪ اﻟﺳـﻼم؛ ﻘـول ﺗﻌـﺎﻟﻰ﴿ :ﻟََﻘـ ْﺪ أ َْر َﺳـﻠْﻨَﺎ ﻧُ ً
ﺎل اﻟ َْﻤ َﻸُ ِﻣ ْﻦ ﻗَـ ْﻮِﻣ ِـﻪ إِ ﱠ اب ﻳَـ ْﻮٍم َﻋ ِﻈ ٍﻴﻢ Oﻗَ َ ﺎف َﻋﻠَْﻴ ُﻜ ْﻢ َﻋ َﺬ َ ﺎل َ ﻗَـ ْﻮِم ا ْﻋﺒُ ُﺪوا ﱠ
اﻪﻠﻟَ َﻣﺎ ﻟَ ُﻜ ْﻢ ِﻣ ْﻦ إِﻟَ ٍﻪ ﻏَْﻴـ ُﺮﻩُ إِِّﱐ أَ َﺧ ُ ﻓَـ َﻘ َ
ـﺎﻻ ِﲔ Oأُﺑَـﻠِّﻐُ ُﻜ ْـﻢ ِر َﺳ َ ﺿ َﻼﻟَﺔٌ وﻟَ ِﻜ ِﲏ رﺳ ٌ ِ ﲔ Oﻗَ َ ِ
ت َرِّﰊ ب اﻟ َْﻌﺎﻟَ ِﻤ َﻮل ﻣ ْﻦ َر ِّ ﺲ ِﰊ َ َ ّ َ ُ ﺎل َ ﻗَـ ْﻮم ﻟَْﻴ َ
ﺿ َﻼ ٍل ُﻣﺒِ ٍ
اك ِﰲ َ ﻟَﻨَـ َﺮ َ
ـﺎء ُﻛ ْﻢ ِذ ْﻛ ٌـﺮ ِﻣ ْـﻦ َرﺑِّ ُﻜ ْـﻢ َﻋﻠَـﻰ َر ُﺟ ٍـﻞ ِﻣـ ْﻨ ُﻜ ْﻢ ﻟِﻴُﻨ ِـﺬ َرُﻛ ْﻢ ِ
اﻪﻠﻟ َﻣﺎ َﻻ ﺗَـ ْﻌﻠَ ُﻤﻮ َن Oأ ََو َﻋﺠ ْﺒـﺘُ ْﻢ أَ ْن َﺟ َ
وأَﻧﺼﺢ ﻟَ ُﻜﻢ وأَ ْﻋﻠَﻢ ِﻣﻦ ﱠِ
َ َُ َْ ُ ْ
ﻘــﻒ ﻣـرة ﻋﻧــد ﻓ ﻠﻣــﺎ ﺗﻛــرر ﻫــذا اﻻﺳــﺗﻌراض ،ــﺎن ﻫﻧــﺎك ﻣﺟــﺎل ﻟﺗﻣﻠــﻲ ﻫــذا اﻟﺷــرط ،اﻟــذ
ﻣطردا...ﺣﺗــﻰ ﻘــﻒ ﻣﺣﻣــد ﺻــﻠﻰ ﷲ ﻋﻠ ــﻪ وﺳــﻠم أﻣــﺎم ﻔــﺎر
ً ــﻞ ﻧﺑــﻲ ،ﺛــم ﻣﺿــﻲ ﻓــﻲ ﻋرﺿــﻪ
ﻗرش ،ﻓﺎذا ﻫو ﻘول اﻟﻘوﻟﺔ اﻟواﺣدةٕ ،واذا ﻫـم ﯾـردون ذﻟـك اﻟـرد اﻟﻣ ـرور ،ﺛـم ﻟﻣـﺎ ـﺎن اﻟﻐـرض ﻣـن
اﻟﻘﺻــص اﻟﻘرآﻧــﻲ ﻏــرض دﯾﻧــﻲ ﻓــﻲ اﻟﻣﻘــﺎم اﻷول ،اﻗﺗﺿــﻰ اﻷﻣــر أن ﺗﻌــرض ﻣﻧــﻪ اﻟﺣﻠﻘــﺎت اﻟﺗــﻲ
ﺗﻘﺗﺿﯾﻬﺎ ﻫـذﻩ اﻷﻏـراض .ﻓـﺂﺧر ﺣﻠﻘـﺔ ﺗُ ْﻌ َـرض -ﺣﺳـب ﺗرﺗﯾـب اﻟﺳـور -ﺗﺗﻔـ ﻣـﻊ أظﻬـر ﻏـرض
دﯾﻧــﻲ ،ﺻـ ﻐت اﻟﻘﺻــﺔ ﻣــن أﺟﻠــﻪ .ﻓﻣــﺛﻼً ،ﻗﺻــﺔ ﻣوﺳــﻰ ﻋﻠ ــﻪ اﻟﺳــﻼم ورد أول ِذ ْ ـ ٍـر ﻟﻬــﺎ ﻓــﻲ ﺳــورة
اﻟ ﻘـرة ،و ــﺎن ﻣوﺿــوﻋﻬﺎ ذ ــﺢ اﻟ ﻘـرة وﺗﺷــدﯾد ﺑﻧــﻲ إﺳـراﺋﯾﻞ ﻋﻠــﻰ أﻧﻔﺳــﻬم ،ﻓﺷــدد ﷲ ﻋﻠــﯾﻬم؛ ﺛــم ﺟــﺎء
ذ ــر ﻟﻬــﺎ ﻓــﻲ ﺳــورة اﻟﻣﺎﺋــدة وﻓﯾﻬــﺎ ﻋــرض ﻟﺣﻠﻘ ـﺔ اﻟﺗ ــﻪ .ﻓﻬــؤﻻء ﺑﻧــو إﺳ ـراﺋﯾﻞ ﻗــد أﻏــدق ﷲ ﻋﻠــﯾﻬم
ﻧﻌﻣﺗﻪ ،وأﻣﻠﻰ ﻟﻬـم ﻓـﻲ رﺣﻣﺗـﻪ؛ ﺛـم ﻫـﺎ ﻫـم أوﻻء ﻓـﻲ اﻟﻧﻬﺎ ـﺔ ﻻ ﺣـﺎﻓظون ﻋﻠـﻰ اﻟﻧﻌﻣـﺔ ،وﻻ ﯾـدﺧﻠون
اﻷرض اﻟﻣﻘدﺳــﺔ ،وﻗــد ﺟﻬــد ﻣوﺳــﻰ ﻋﻠ ــﻪ اﻟﺳــﻼم ﻣــﺎ ﺟﻬــد ﻟــردﻫم إﻟﯾﻬــﺎ؛ ﻓ ــون ﺗــﺄدﯾﺑﻬم ﻋﻠــﻰ ﻫــذا
اﻟﻣوﻗﻒ ،ﺗر ﻬم ﻓﻲ اﻟﺗ ﻪ ﻻ ﻣرﺷد ﻟﻬم وﻻ ﻣﻌﯾن ،ﺣﺗﻰ ﺄﺗﻲ اﻷﺟﻞ اﻟﻣﻌﻠوم).(2
ــﺎن اﻟﻘﺻــص اﻟﺣﺳــن ﻣــن أﺑــرز اﻷﺳــﺎﻟﯾب اﻟﻘرآﻧ ــﺔ ﻓــﻲ ﺷــرح اﻹﺳــﻼم و ــﺎن رﺳــﺎﻟﺗﻪ ،وﻟــم
ن ﻫذا اﻟﻘﺻص اﻟواﻋﻲ اﻟﻣﺣ ـم ﺳـردا ﻣﺟـردا ﻟـ ﻌض اﻟروا ـﺎت اﻟﻘد ﻣـﺔ ﯾﺗﺳـﻠﻰ ﺑﻬـﺎ اﻟﺳـﺎﻣﻌون ﺛـم
ﻐﻔﻠون ﻋﻧد ﺣ ﺎﯾﺗﻬﺎ أو ﺗﻌظون ﻻ ،إن ﻫذا اﻟﻘﺻص ﺎن ﺗﺎر ﺧـﺎ ﻟﺳـﯾر اﻟـدﻋوة اﻟدﯾﻧ ـﺔ ﻓـﻲ اﻟﺣ ـﺎة،
و ﯾﻒ ﺧطت ﻣﺟراﻫﺎ ﺑﯾن اﻟﻧﺎس ﻣﻧذ ﻓﺟر اﻟﺧﻠ ﻘﺔ).(3
و ﻣــﺎ ﯾــدل ﻫــذا اﻟﻘﺻــص اﻟﻣوﺻــول ﻋﻠــﻰ ﺣﻘ ﻘــﺔ اﻟــدﯾن ،و ﺣــدد ﺗﺣدﯾــدا ﺣﺎﺳــﻣﺎ اﻟطر ﻘــﺔ
اﻟوﺣﯾــدة ﻟﻣرﺿــﺎة رب اﻟﻌــﺎﻟﻣﯾن ،و ــذﻟك ﯾــدل ﻋﻠــﻰ ط ــﺎﺋﻊ اﻟﻧــﺎس ووﺳــﺎﺋﻞ ﻋﻼﺟﻬــﺎ ،وﺳــﻧن ﷲ ﻓــﻲ
ﻋﻘﺎﺑﻬﺎ أوﻣﻌﺎﻧﺎﺗﻬﺎ).(4
) (3ﻗرآﻧﻲ ﻣﻘﺎﻻت ﻣﻘﺎل اﻟﺷﯾﺦ أﺑﻲ اﻟﻠﯾث اﻟﻧدو ص 158اﻟﻧﺎﺷر إدارة ﻋﻠوم اﻟﻘرآن داراﻟﺗذ ﯾر ﻻﻫور) ﺎﻟﻠﻐﺔ اﻷرد ﺔ(.
) (4اﻟﻣﺻدر اﻟﺳﺎﺑ ص .158
) (5ﻗرآﻧﻲ ﻣﻘﺎﻻت -ﻣﻘﺎل اﻟﺷﯾﺦ أﺑﻲ اﻟﻠﯾث اﻟﻧدو ص .159
98 ﺗﻜﺮار اﻟﻘﺼﺺ ﰲ اﻟﻘﺮآن
ـﻒ -1أن ﺗﻧظر ﻓﻲ اﻵ ﺎت اﻟﺗﻲ ﻣﺎﻗﺑﻞ اﻟﻘﺻﺔ ﻟﻛـﻲ ﺗطﻠـﻊ ﻋﻠـﻰ ﻧظـﺎم ﻟطﯾـﻒ ﻗـﺎل ﷲ ﺗﻌـﺎﻟﻰَ ﴿ :ﻛ ْﻴ َ
َﺣﻴَــﺎ ُﻛ ْﻢ ﰒُﱠ ُﳝِﻴــﺘُ ُﻜ ْﻢ ﰒُﱠ ُْﳛﻴِــﻴ ُﻜ ْﻢ ﰒُﱠ إِﻟ َْﻴـ ِـﻪ ﺗُـ ْﺮ َﺟﻌُــﻮ َن ُ Oﻫـ َـﻮ اﻟﱠـ ِـﺬي َﺧﻠَـ َـﻖ ﻟَ ُﻜـ ْـﻢ َﻣــﺎ ِﰲ ْاﻷ َْر ِ
ض َِ ِ
ﲨ ًﻴﻌــﺎ ﰒُﱠ ﺗَ ْﻜ ُﻔـ ُـﺮو َن ِ ﱠﻪﻠﻟ َوُﻛﻨــﺘُ ْﻢ أ َْﻣـ َـﻮا ً ﻓَﺄ ْ
ـﻴﻢ﴾) (6و ﻌــد ﻫــذﻩ اﻵ ــﺔ ﺗﺑــدأ ﻗﺻــﺔ ﺧﻼﻓــﺔ آدم ٍ ِ ِ اﻫ ﱠﻦ ﺳـ ْـﺒﻊ َﲰَـ ٍ اﺳـﺘـﻮى إِ َﱃ اﻟ ﱠ ِ
ـﻞ َﺷـ ْـﻲء َﻋﻠـ ٌ ـﺎوات َو ُﻫـ َـﻮ ﺑ ُﻜـ ِّ ﺴـ ﱠـﻮ ُ َ َ َ ﺴـ َـﻤﺎء ﻓَ َ ْ ََ
ﻋﻠ ــﻪ اﻟﺳــﻼم -ﻓــﺎﻧظرﻓﻲ ارﺗ ــﺎ ﻫــذﻩ اﻵ ــﺎت ﻘﺻــﺔ اﻟﺧﻼﻓــﺔ ،وﻫﻧــﺎ ﯾﺟــب أن ﻧرﺳــﺦ ﻣﻔﻬــوم ﻫــذﻩ
اﻵ ﺎت ﻓﻲ أذﻫﺎﻧﻧـﺎ ﺟﯾـدا ﻟﻔﻬـم ﻫـذا اﻟـرط ،ﯾـورد اﻟﺷـﯾﺦ ﻫﻧـﺎ ـﻼم أﺳـﺗﺎذﻩ اﻹﻣـﺎم اﻟﻔ ارﻫـﻲ ﻓـﻲ ﺗﻔﺳـﯾر
ﻫذﻩ اﻵ ﺎت ” ﻓﯾﻬﺎ دﻟﯾﻞ ﻋﻠﻰ وﺟود اﻟﺧﺎﻟ ووﻗوع اﻟﻘ ﺎﻣﺔ ٕوا طﺎل اﻟﺷرك ،ووﺟـوب اﻟطﺎﻋـﺔ" ﻓ ﯾـﻒ
ﺗــدل ﻫــذﻩ اﻵ ـﺎت ﻋﻠــﻰ ﻫــذﻩ اﻷﻣــور؟ ﻓﺄﺟﯾــب ﺑﻠﺳــﺎن أدﺑــﻲ ﻋــن ﻫــذا اﻟﺳـؤال أوﻻٕ ،واذا ﻗﻣﻧــﺎ ﺑﺗﺣﻠﯾــﻞ
ﻣﻌﺎﻧﻲ ﻫذﻩ اﻟﺟﻣﻞ إﻟﻰ أﺟزاء وﺟدﻧﺎ ﻞ ﺟزء ﺷﺗﻣﻞ ﻋﻠﻰ دﻟﯾﻞ ﺛﺎﺑت و رﻫﺎن ﻗﺎطﻊ).(7
َﺣﻴَﺎ ُﻛ ْﻢ﴾ ﻫذا اﻟﺟـزء ﻣـن اﻵ ـﺔ دﻟﯾـﻞ ظـﺎﻫر ﻋﻠـﻰ وﺟـود اﻟﺧـﺎﻟ ِ أﻟﻒ – ﴿ َﻛ ْﻴ َ
ﻒ ﺗَ ْﻜ ُﻔ ُﺮو َن ِ ﱠﻪﻠﻟ َوُﻛﻨﺘُ ْﻢ أ َْﻣ َﻮا ً ﻓَﺄ ْ
ﺳ ﺣﺎﻧﻪ وﺗﻌﺎﻟﻰ وآﺛﺎر اﻟﻘدرة اﻟﺗﻲ ﻻ ﺗﺣﺻﻰ ،وﻓﯾﻬﺎ دﻟﯾﻞ ﻋﻠﻰ وﺟود اﻹﻧﺳﺎن ﻧﻔﺳﻪ ،واﻟﺗﺳﺎؤل ﻣﻌﻪ
ﺄن ﻘﺎل :إﻧك ﻟم ﺗﻛن ﺷﯾﺋﺎ ﻓﻣـن اﻟـذ ﺧﻠﻘـك؟ ﺛـم ﻣـن اﻟـذ أﻋطـﺎك اﻟﻣﺷـﺎﻋر؟ وﻗـواك ﺷـﯾﺋﺎ ﻓﺷـﯾﺋﺎ
ﻌد أن ﺧﻠﻘك؟ إذا ﻟـم ﻣ ـن ﻫﻧـﺎك ﺧـﺎﻟ ﻓﻣـن ـﺎن ﯾﺧﻠﻘﻠـك؟ وﻣـن ﻌط ـك اﻟﻘـو واﻟﻣﺷـﺎﻋر؟ وﻫـﻞ
إن ﻓﺎﻗد اﻟﺷﻲء ﻌط ك ﺷﯾﺋﺎ؟
ب ﴿ -ﰒُﱠ ُﳝِﻴــﺘُ ُﻜ ْﻢ ﰒُﱠ ُْﳛﻴِــﻴ ُﻜ ْﻢ﴾ ﻫــذا اﻟﺟــزء ٕوان ــﺎن ﻣرﺗ طــﺎ ﻣــﺎ ﻗﺑﻠــﻪ ﻟﻛﻧــﻪ ﯾﺗﺿــﻣن اﻟــدﻟﯾﻞ ﻋﻠــﻰ اﻟﻣﻌــﺎد
ﻟوﺟوﻩ ،وﻫﻲ أﻧﻪ ﻗد دل ﻣﺎ ﻗﺑﻠﻪ ﻋﻠﻰ وﺟـود اﻟﺧـﺎﻟ ﺄﻧـﻪ أﺣـدﺛك ﻣـن اﻟﻌـدم إﻟـﻰ اﻟوﺟـود وﻫوﺧﺎﻟﻘـك،
ﺛم اﺳﺗدل ﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻌﺎد ﺄﻧك ﻣﺎ ﻧت ﺷﯾﺋﺎ ﻓﺧﻠﻘك ،ﻓ ﯾﻒ ﻻ ﻘدر ﻋﻠﻰ أن ﺣﯾ ـك ﻌـد أن أﻣﺎﺗـك
﴿ﰒُﱠ إِﻟ َْﻴـ ِـﻪ ﺗُـ ْﺮ َﺟﻌُــﻮ َن﴾ واﻵ ــﺎت ﻣــﺎ ﻌــدﻩ ذ ــرت ﻹظﻬــﺎر ﺻــﻔﺔ اﻟﻘــدرة واﻟﻌﻠــم ،و ﻌﺿــد ﻫﻧــﺎ إﺛ ــﺎت اﻟﻣﻌــﺎد
ذﻟك).(8
ﲨ ًﻴﻌـﺎ﴾ ﻫذﻩ اﻵ ﺔ ﺗدل ﻋﻠﻰ طﻼن اﻟﺷرك ﻣن ﺟﻬﺗﯾن :اﻷوﻟـﻰ؛ ض َِ ج ُ ﴿ -ﻫ َﻮ اﻟﱠ ِﺬي َﺧﻠَ َﻖ ﻟَ ُﻜ ْﻢ َﻣﺎ ِﰲ ْاﻷ َْر ِ
اﻟﻣطﺎ ﻘــﺔ واﻟﻣواﻓﻘــﺔ ﻓــﻲ ﺟﻣ ــﻊ أﺷ ـ ﺎء اﻟﻛــون ﻓــﻼ ﺑــد أن اﻟﺧــﺎﻟ واﺣــد ،واﻟﺛﺎﻧ ــﺔ؛ ﻟﻣــﺎ ﺧﻠ ـ ﷲ ﻟﻧــﺎ
اﻷﺷ ـ ﺎء ﻠﻬــﺎ َﻓ ِﻣــن أﻋظــم ﻔ ـران اﻟــﻧﻌم أن ﻧﺷــرك ــﻪ أﺣــدا .ﻫــذﻩ اﻷﻣــور اﻟﺛﻼﺛــﺔ ﺛﺎﺑﺗــﺔ ﻣــن أﻟﻔــﺎ
اﻟﻧص ،و ﻌد ﺛﺑوﺗﻬﺎ ﯾﺛﺑت وﺟوب طﺎﻋﺔ ﷲ ﺳ ﺣﺎﻧﻪ وﺗﻌﺎﻟﻰ ﻟﻣﺎ أن ﷲ ﺎن ﻋﻠ ﻣﺎ ﺄﻋﻣﺎﻟﻧﺎ وﺳوف
واﻟﻐرض ﻣن اﻟﺗﻛرار ﻫو ﺗﺛﺑﯾت اﻟﻣﻌﺎﻧﻲ اﻟﺗـﻲ ﯾـراد ﺣﻔظﻬـﺎ ﻓـﻲ اﻟـذﻫن ،ﻷن ﻓﺎﺋـدة اﻟﺗﻛرارﻫـو
اﻟﺗو ﯾد وﺗﻘرر اﻟﻣﻌﺎﻧﻲ ﻓﻲ اﻷذﻫﺎن.
و ﻔﯾــد إﻋــﺎدة ﻗﺻــص اﻷﻧﺑ ــﺎء ﺣﻔظﻬــن ﻓــﻲ اﻷذﻫــﺎنٕ ،وان ﻟــم ــن ﺗﺗﻛــرر اﻟﻘﺻــص ،ﺧــﺎف
ﺿ ﺎع اﻟﻘﺻص.
اﻟﺒﺎب اﻟﺜﺎﻧﻲ
اﻟﺘﻜﺮار ﻓﻲ اﻟﻘﺮآن اﻟﻜﺮﯾﻢ ﻓﻲ ﺿﻮء ﻛﺘﺎﺑﺎت ﻋﻠﻤﺎءاﻟﻌﺮب وﻛﺘﺎﺑﺎت ﻋﻠﻤﺎء
ﺷﺒﮫ اﻟﻘﺎرة
)دراﺳﺔ ﺗﻄﺒﯿﻘﯿﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ(
اﻷول :اﻟﺗﻛراراﻟﺗﺎم اﻟﻣﺗﻣﺎﺛﻞ؛ أ :ﻫوﺗﻛرار اﻟﻛﻠﻣﺔ أواﻟﺟﻣﻠﺔ أواﻵ ﺔ ﻣﺎ ﻫـﻲ ـﻼ ﺗﻐﯾـر ﻓـﻲ ﻣر ﺎﺗﻬـﺎ
اﻟﺗﻛو ﻧ ﺔ.
واﻟﺛــﺎﻧﻲ :اﻟﺗﻛرارﻏﯾراﻟﺗــﺎم؛ )اﻟﻣﺗﺷــﺎﺑﻬﺎت( أ :ﻫــو ﺗﻛ ارراﻟﺟﻣﻠــﺔ أواﻵ ــﺔ ﻣــﻊ ﻌــض اﻟﺗﻐﯾ ـر ﻓــﻲ ﺑﻧﺎﺋﻬــﺎ
اﻟﺗر ﯾﺑﻲ ،وﺳﻧﺑدأ ﺎﻟﻧوع اﻷول وﺳﻧﺷـرح أﻗﺳـﺎﻣﻪ ﺎﻟﺗﻔﺻـﯾﻞ ﻗـدر اﻹﻣ ـﺎن ،ﺛـم ﻧﺗﻌـرض ﻟﻠﻧـوع اﻟﺛـﺎﻧﻲ
ﻣﺗ ﻌﯾن ﻧﻔس اﻟطر ﻓﻲ اﻟﺷرح إن ﺷﺎء ﷲ.
وﺳﺄﻗﻒ ﻣﻊ أول آ ﺔ ﻣن ﺳورة اﻟ ﻘرة ﺣﯾث أﻧﻪ ُ رر ﻓﻌﻞ" اﻫ طوا" ﻓﻲ ﻗوﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ:
ﻫــذﻩ اﻵ ــﺔ وردت ﻌــد اﻟﺣـوار اﻟــذ ﺟــر ﺑــﯾن ر ﻧــﺎ -ﺳـ ﺣﺎﻧﻪ وﺗﻌــﺎﻟﻰ – ) (1
ﻴﻌــﺎ﴾ ﴿ ْاﻫﺒِﻄُــﻮا ِﻣ ْﻨـ َﻬــﺎ َِ
ﲨً
و ﯾن اﻟﻣﻼﺋ ﺔ ﺣول ﺧﻼﻓﺔ آدم ،واﻵ ﺎت اﻟﺗﻰ ﻌدﻫﺎ ﺗﻛﻣﻠﺔ ﻟﻠﻣﺷﻬد ،ﻓﺎن ﺳﺟود اﻟﻣﻼﺋ ﺔ ﻵدم ﺎن
اﻟﻘرطﺑﻲ) 671 - 000ﻫـ = 1273 - 000م(. ) (2ﻣﺣﻣد ﺑن أﺣﻣد ﺑن أﺑﻲ ر ﺑن ﻓرح اﻻﻧﺻﺎر اﻟﺧزرﺟﻲ اﻷﻧدﻟﺳﻲ ،أﺑو ﻋﺑد ﷲ،
ﻣــن ــﺎر اﻟﻣﻔﺳــرن ،ﺻــﺎﻟﺢ ﻣﺗﻌﺑــد ،ﻣــن أﻫــﻞ ﻗرط ــﺔ .رﺣــﻞ إﻟــﻰ اﻟﺷــرق واﺳــﺗﻘر ﻣﻧ ــﺔ اﺑــن ﺧﺻــﯾب )ﻓــﻲ ﺷــﻣﺎﻟﻲ أﺳــﯾو ،ﻣﺻــر(
وﺗوﻓﻲ ﻓﯾﻬﺎ.
ﻣــن ﺗ ــﻪ )اﻟﺟــﺎﻣﻊ ﻷﺣ ــﺎم اﻟﻘـرآن( ﻋﺷــرون ﺟــزءا ،ﻌــرف ﺑﺗﻔﺳــﯾر اﻟﻘرطﺑــﻲ و)ﻗﻣــﻊ اﻟﺣــرص ﺎﻟزﻫــد واﻟﻘﻧﺎﻋــﺔ( و)اﻻﺳــﻧﻰ ﻓـﻲ ﺷــرح
أﺳﻣﺎء ﷲ اﻟﺣﺳﻧﻰ( و)اﻟﺗذ ﺎر ﻓﻲ أﻓﺿﻞ اﻷذ ﺎر( و)اﻟﺗـذ رة ـﺄﺣوال اﻟﻣـوﺗﻰ وأﺣـوال اﻵﺧـرة ﻣﺟﻠـدان .و ـﺎن ورﻋـﺎ ﻣﺗﻌﺑـدا ،طﺎرﺣـﺎ
ﻟﻠﺗﻛﻠﻒ ،ﻣﺷﻲ ﺑﺛوب واﺣد وﻋﻠﻰ رأﺳﻪ طﺎﻗ ﺔ .أﻧظر ﻟﺗرﺟﻣﺗﻪ :اﻷﻋﻼم ﻟﻠزر ﻠﻲ .321/5
دار اﻟﺷﻌب اﻟﻘﺎﻫرة ﻋﺎم 1373ت أﺣﻣد اﻟﺑردوﻧﻲ . ) (3اﻧظراﻟﺟﺎﻣﻊ ﻷﺣ ﺎم اﻟﻘران ﻣﺣﻣد ﺑن أﺣﻣد اﻟﻘرطﺑﻲ 327|1
) (4ﺳورة اﻟ ﻘرة اﻷ ﺔ 36
107 ﺗﻜﺮار اﳉﻤﻞ اﻟﻔﻌﻠﻴﺔ
) (7
أﺷــﺎرأﺑو اﻟﺳــﻌود ) (6
وﻫــذا ﺣ ــم ﻣــن أﺣ ــﺎم ﷲ ﻻﺑــد ﻣــن ﺗﺣﻘﻘــﻪ ﻋﻠــﻰ أ طر ﻘــﺔ ﺎﻧــت ) (5
َﺧِﻠ َﻔـ ًﺔ ﴾
إﻟــﻰ اﻟﻣﻔﻬــوم ﻧﻔﺳــﻪ ﻗــﺎﺋﻼ ُ " :رراﻷﻣ ـر ــﺎﻟﻬﺑو إﯾــذاﻧﺎ ﺑﺗﺣــﺗم ﻣﻘﺗﺿــﺎﻩ وﺗﺣﻘﻘــﻪ ﻻ ﻣﺣﺎﻟــﺔ ودﻓﻌــﺎ ﻟﻣــﺎ
وﻫـذا ﺧطـﺎب ﻵدم ) (8
ﻋﺳﻰ ﻘـﻊ ﻓـﻲ أﻣﻧﯾﺗـﻪ ﻋﻠ ـﻪ اﻟﺳـﻼم ﻣـن اﺳـﺗﺗ ﺎع ﻗﺑـول اﻟﺗو ـﺔ ﻟﻠﻌﻔـو ﻋـن ذﻟـك
وﺣواء وﻫو أﻣر ﻣﺣﺗم ،ﻓﺎﻟذ اﺗ ـﻊ ﻫـد ﷲ ﺳـ ﺣﺎﻧﻪ وﻗﺑـﻞ ﺷـرﻌﺗﻪ ﻓـﻼ ﺧـوف ﻋﻠ ـﻪ وﻻﺣـزن ﻘـول
اﻟواﺣــد ) " :(9ــرر اﻷﻣ ـر ــﺎﻟﻬﺑو ﻟﻠﺗﺄﻛﯾــد ﻓﺈﻣــﺎ ــﺄﺗﯾﻧ م ﻣﻧــﻲ ﻫــد أ ﻓــﺈن ﺟــﺎء م ﻣﻧــﻲ ﺷــرﻌﺔ
ورﺳول و ﺎن ودﻋوة ﻓﻣن ﺗ ﻊ ﻫدا أ ﻗﺑﻞ أﻣر واﺗ ﻊ ﻣـﺎ آﻣـرﻩ ـﻪ ﻓـﻼ ﺧـوف ﻋﻠـﯾﻬم ﻓـﻲ اﻵﺧـرة
وﻗﯾﻞ :رراﻷﻣر ﻣرﺗﯾن ﻟﻛﻰ ﻌرف اﻟ ﺷر أن إ ﺎﺑﻬم إﻟـﻰ دا ارﻟـدﻧ ﺎ ﻣؤﻗـت وﻟـ س ﻟﻸﺑـد )(10
وﻻ ﺣزن"
ﺑــﻞ ﻫــﻲ دار اﻟﻔﻧــﺎء ﻧﻐــﺎدر ﻣﻧﻬ ـﺎ ﯾوﻣــﺎ ،وﻫــﻰ ﻣزرﻋ ـﺔ اﻵﺧ ـرة ﻓﻣــن ﻌﻣــﻞ ﺻــﺎﻟﺣﺎ ﯾﺛــﺎب ﻋﻠ ــﻪ ،وﻟــﻪ
أﺟ ـرﻩ ،وﻣــن أﺳــﺎء ﻓﻘــد ﺿــﻞ وﻫﻠــك ،ﻗــﺎل اﻟﺑ ﺿــﺎو ) " :(11ــرر اﻟﻬﺑــو اﻟﺛــﺎﻧﻲ ،ﻟﻠﺗﺄﻛﯾ ـد أوﻻﺧــﺗﻼف
) (1ﻋﺑداﻟﻣﺎﺟد ﻋﺑداﻟﻘﺎدر درﺎ آ ﺎد )1892م 1977-م( أدﯾب وﻣﻔﺳر وﻓﻠﺳﻔﻲ ،اﻟﺗﺣ ﺑﺟﺎﻣﻌﺔ ﻋﻠﻰ رﻫـ اﻟﻣﺷﻬورة ﻓﻲ اﻟﻬﻧد،
ﺛم اﻧﺗﻘﻞ إﻟﻰ اﻟﻠﻛﻬﻧو ﻣر ز اﻟﻌﻠم واﻷدب واﻧﺷﻐﻞ ﺎﻟﺗﺄﻟﯾﻒ واﻟﺗﺻﻧﯾﻒ ﻫﻧﺎك.
ﻟﻪ ﺗﺻﺎﻧﯾﻒ ﺛﯾرة ﻣﻧﻬﺎ؛ )ﻓﻠﺳﻔﺔ ﺟذ ﺎت( ﺎﻟﻠﻐﺔ اﻻورد ﺔ ،و) ﻓﻠﺳﻔﺔ اﺟﺗﻣﺎع( ﺎﻷورد ﺔ ،وﺗﻔﺳﯾرﻩ ﺗﻔﺳﯾر ﻣﺎﺟد ،و ﻗد ﺗب
ﺗﺄﻟ ﻔﺎت ﺎﻟﻠﻐﺔ اﻹﻧﺟﻠﯾزﺔ ﻣﻧﻬﺎ؛ seichology of leader shipوﻏﯾرﻫﺎ ﻣن اﻟﻛﺗب .أﻧظر ﻟﺗرﺟﻣﺗﻪ .ﻋﺑداﻟﻣﺎﺟد درﺎ آ ﺎد ،أﺣوال
وآﺛﺎر ،وﺗﺎرﺦ أدب أوردو ص .438
) (2ﺗﻔﺳﯾر ﺗدﺑر ﻗرآن 169/1أﻣﯾن أﺣﺳن اﺻﻼﺣﻲ ط ﻊ ﻓﺎران ﻓﺎﻧدو ﺷن ﻻﻫور ﺎﻛﺳﺗﺎن.
) (3ﺗﻔﺳﯾر ﺗﻔﻬ م اﻟﻘرآن اﻟﺳﯾد ﻣودود 68/1ط ﻊ ﻣ ﺗ ﺔ ﺟر ﻠﻲ ﻣوﺟﻲ دروازﻩ ﻻﻫور.
110 ﺗﻜﺮار اﳉﻤﻞ اﻟﻔﻌﻠﻴﺔ
ﻧﻧﺗﻘﻞ إﻟﻰ ﻗوﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ:
ﻫـذﻩ اﻵ ـﺔ واﻟﺗـﻲ ذ ـرت ﻗﺑﻠﻬـﺎ ﻣﺗﻛررﺗـﺎن ،وﻫﻧـﺎ أﺗﺣـدث ) (1
ـﺲ َﺷـ ْﻴـﺌًﺎ﴾ ﴿ َواﺗﱠـ ُﻘﻮا ﻳَـ ْﻮًﻣﺎ َﻻ َﲡْ ِﺰي ﻧَـ ْﻔ ٌ
ـﺲ َﻋ ْـﻦ ﻧَـ ْﻔ ٍ
ﻋــن اﻟﺟــزء اﻷول ﻣــن اﻵﯾﺗــﯾن ،وﺳــﺄﺗﺣدث ﻋــن ﻫــﺎﺗﯾن اﻵﯾﺗــﯾن ﻓــﻲ اﻟﻔﺻــﻞ اﻟﺛــﺎﻧﻲ ﻓــﻲ ﻣوﻗــﻒ آﺧــر
ﯾﻧﺎﺳب ذﻟك اﻟﻣوﻗﻒ ،ﻟﻠﺳﺎﺋﻞ أن ﺳﺄل ﻋن ﺗﻛرارﻫﺎ واﻟﻔﺎﺋدة اﻟﻣﺗرﺗ ﺔ ﻋﻠ ﻪ؟
واﻟﺟـواب ﻋﻧــﻪ أن ﻘــﺎل :ﯾﺑــﯾن اﻹﻣــﺎم اﻟﻛرﻣــﺎﻧﻲ ﺣ ﻣــﺔ اﻟﺗﻛرارﻫﻧــﺎ ﻗــﺎﺋﻼ)ٕ :(2واﻧﻣــﺎ ــررت ﻷن
ﻞ واﺣدة ﻣﻧﻬﻣـﺎ ﺻـﺎدﻓت ﻣﻌﺻـ ﺔ ﺗﻘﺗﺿـﻲ ﺗﻧﺑﯾﻬـﺎ ووﻋظـﺎ ،ﻷن ـﻞ واﺣـدة ﻣـن ﻫـﺎﺗﯾن اﻟﻣﻌﺻـﯾﺗﯾن
ﻧﺳ ـ ْـو َن أ ُ
َﻧﻔ َﺳـ ـ ُ ْم﴾ وﻗﻌ ــت ﻓ ــﻲ ﻏﯾروﻗ ــت اﻷﺧ ــر ،واﻟﻣﻌﺻـ ـ ﺔ اﻷوﻟ ــﻰ ﴿أَﺗَـ ـﺄْﻣ ُرو َن اﻟﱠﻧ ـ َ ِ ِ ِ
ـﺎس ــﺎْﻟﺑ ّر َوﺗَ َ
) (3
ُ
ـﺎر َﺣﺗﱠــﻰ ﺗَﺗﱠِـ َـﻊ ِﻣﱠﻠــﺗَ ُﻬ ْم﴾ ﻓﻧﺳــﺗط ﻊ ﻣﻣــﺎ
) (4
ﺻـ َ ﱠ
ـود َوَﻻ اﻟﻧ َ
ـك اْﻟَﯾ ُﻬـ ُ
ﺿــﻰ َﻋ ْﻧـ َ
واﻟﻣﻌﺻ ـ ﺔ اﻟﺛﺎﻧ ـﺔَ﴿ :وَﻟـ ْـن ﺗَ ْر َ
ﺳــﺑ أن ﻧﻘــول :أن ــﻞ واﺣــدة ﻣــن ﻫــﺎﺗﯾن اﻵﯾﺗــﯾن ﻧزﻟــت ﻓــﻲ ﻋﻘــب ارﺗﻛــﺎب ذﻧــب ﻣﺳــﺗﻘﻞ ﻣﺧﺗﻠــﻒ،
ﻓ ﺎن اﻟﻣورد ﻣﺧﺗﻠﻔﺎ ﺗﻣﺎﻣﺎ أﺣدﻫﻣﺎ ﻋن اﻵﺧر ،ﻓﯾﻧدﻓﻊ اﻟﺗﻛرار اﻟﺷﻧ ﻊ).(5
إذن ﺧﻼﺻﻪ اﻟﻘول :ﻧﺳﺗط ﻊ أن ﻧﻘول :أن اﻟﺗﻛرار ﻫﻧﺎ ﻔﯾد اﺳﺗﻘﻼل ﻞ آ ـﺔ ﻋـن اﻷﺧـر ،
و ﺷﯾر أن ﻞ آ ﺔ ﻣﺳﺗﻘﻠﺔ ﺑذاﺗﻬﺎ ﻏﯾر ﻣﺣﺗﺎﺟﺔ إﻟﻰ ﻣﺎﻗﺑﻠﻬﺎ ...وﻗد ﺗﺗ ﻌت ﺣوث ﻋﻠﻣﺎء ﺷ ﺔ اﻟﻘـﺎرة
اﻟﻬﻧد ﺔ ،وﻟم أﻋﺛرﻋﻠﻰ أر أوﺗوﺟ ﻪ ﻣﺳﺗﻘﻞ ﻟﻬم ﻓﻲ اﻵ ﺔ اﻟﻣذ ورة ،ﺣﺳب ﻣﺗﺎ ﻌﺗﻲ ﻟ ﺣوﺛﻬم...
و ﻌد ﻫذا ﺣﺳن ﺑﻧﺎ أن ﻧﻘﻒ ﺑرﻫﺔ ﻣن اﻟزﻣﺎن ﻋﻧد ﺗﻛرر ﻗوﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ:
ط َر اْﻟ َﻣ ْﺳـ ِـﺟ ِد اْﻟ َﺣـ َـرام﴾) (3ﻧــر أﻧــﻪ ﺗﻛــررت ﻫــذﻩ اﻵ ــﺔ ﺛــﻼث ﻣـرات ،ﻟــو ﺳــﺄل ـك َﺷـ ْ ـت َﻓـ َـو ِّل َو ْﺟ َﻬـ َ
َﺧ َر ْﺟـ َ
ﺳﺎﺋﻞ ﻣﺎ اﻟﺣ ﻣﺔ واﻟﻔﺎﺋدة ﻓﻲ ﺗﻛررﻫﺎ؟
إﻟــﻰ ﺣ ﻣــﺔ اﻟﺗﻛ ـرار ﻫﻧــﺎ ﻗــﺎﺋﻼ :إن ﻗوﻟــﻪ: ) (4
واﻟﺟ ـواب ﻋﻧــﻪ ﻓــﻲ إﺷــﺎرة اﻟﺧطﯾــب اﻹﺳ ـ ﺎﻓﻲ
ط َر اْﻟ َﻣ ْﺳ ِﺟ ِد﴾ ﻫواﻷﻣراﻷول ﺎﻟﺗوﺟﻪ ﻧﺣو اﻟﻘﺑﻠﺔ اﻟﺗﻲ ﻫﻲ اﻟﻛﻌ ﺔ واﻟﻠﻔظ ﻟﻠﻧﺑﻲ ﻋﻠ ـﻪ ﴿َﻓَو ِّل َو ْﺟ َﻬ َك َﺷ ْ
ط َرﻩ﴾ وأﻣـﺎ
وﻫ ُ ْم َﺷـ ْ ﱡ
اﻟﺳﻼم ،وﻣﺎ ﻌدﻩ ﻫوﺧطﺎب ﻟﻪ وﻷﻣﺗﻪ ﻣﻌﺎ ،وﻫو ﻗوﻟﻪَ﴿ :و َﺣ ْﯾ ُث َﻣﺎ ُ ﻧﺗُ ْم َﻓَوﻟوا ُو ُﺟ َ
ط َر اْﻟ َﻣ ْﺳ ـ ِـﺟ ِد اْﻟ َﺣ ـ َـرام﴾ ﻓ ــﺎﻟﺧروج ـت َﻓ ـ َـو ِّل َو ْﺟ َﻬ ـ َ
ـك َﺷـ ـ ْ اﻵ ــﺔ اﻟﺛﺎﻧ ــﺔ وﻫ ــﻲ ﻗوﻟ ــﻪَ﴿ :و ِﻣ ـ ْـن َﺣ ْﯾ ـ ُ
ـث َﺧ َر ْﺟ ـ َ
ﺧروﺟــﺎن ،أﺣــدﻫﻣﺎ؛ ﺧــروج اﻟﻣﺻــﻠﻲ ﻣـن ﻣ ــﺎن إﻟــﻰ ﻣ ــﺎن ﯾــر ﻓ ــﻪ اﻟﻛﻌ ــﺔ وﻫــو :اﻟﻣﺳــﺟد اﻟﺣـرام،
ﻓ ﺄﻧ ـﻪ ﻗــﺎل :وﻣــن أ :ــﺎب ﻣــن أﺑ ـواب اﻟﻣﺳــﺟد ﺧرﺟــت ﻓﺗــوخ اﺳــﺗﻘ ﺎل اﻟﻛﻌ ــﺔ ﺎﻟﺻــﻼة ،واﻟﺧــروج
اﻟﺛﺎﻧﻲ؛ ﺧروج ﻣن اﻟﺑﻠد اﻟذ ﻓ ﻪ اﻟﻣﺳﺟد اﻟﺣرام وﻫو اﻟﺣرم ﻓ ﺄﻧـﻪ ﻗـﺎلٕ :وان ﺧرﺟـت ﻣـن اﻟﺑﻠـد ﻣـن
أ ﺎب ﻓﺎﺟﻌﻞ اﻟﻛﻌ ﺔ ﻗﺑﻠﺔ ﺗﺗوﺟﻪ ﻧﺣوﻫﺎ ﺻﻼﺗك ،ﻓﻌﻠﻰ ﻫذا ون ﻟﻛـﻞ آ ـﺔ ﻓﺎﺋـدة ،ﻓـﺎﻷوﻟﻰ ﻟـ س
ﻓﯾﻬﺎ ﺧروج ،واﻟﺛﺎﻧ ﺔ ﻫﻲ ﺧروج ﻣـن أﻗـرب اﻷﻣـﺎﻛن إﻟـﻰ اﻟﻛﻌ ـﺔ ،واﻟﺛﺎﻟﺛـﺔ ﺧـروج ﻣﻣـﺎ ﻋـدا ذﻟـك ﻋـﺎم
وﻗﯾـﻞ :إن ﻫـذا اﻟﺗﻛر ـر ﻟﺗﺎﻛﯾـد أﻣراﻟﻘﺑﻠـﺔ وﺗﺷـدﯾدﻩ ،ﻷن اﻟﻧﺳـﺦ ﻓـﻰ ﻣظـﺎن ﺗطـرق اﻟﻔﺗﻧـﺔ ) (5
ﻓﻲ اﻟـ ﻼد
واﻟﺷــﺑﻬﺔ وﺗﺳــو ﻞ اﻟﺷـ طﺎن واﻟﺣﺎﺟــﺔ إﻟــﻰ اﻟﺗﻔﺻـﻠﺔ ﺑﯾﻧــﻪ و ـﯾن اﻟﺑــداء ،ﻓ ــرر ﻋﻠــﯾﻬم ﻟﯾﺛﺑﺗـوا و ﻌزﻣـوا
ﻧﺗﻌرض إﻟﻰ آ ﺔ أﺧر وﻧﻘﻒ ﻋﻠﻰ ﻣ از ﺎ اﻟﺗﻛرار وأﺳ اررﻩ وﻫﻰ ﻗوﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ:
) (5
ﺴــﻪُ﴾) (4وﻗــد وردت اﻵ ــﺔ ﺑﻧﻔﺳــﻬﺎ ﻌــد آ ــﺔ ﻗوﻟــﻪ ﺗﻌــﺎﻟﻰَ﴿ :وُ َﺣ ـ ِّذ ُرُ ْم ﱠ
ﻪﻠﻟااُ َﻧْﻔ َﺳـ ُـﻪ﴾ ﴿ َوُﳛَ ـ ِّﺬ ُرُﻛ ْﻢ ﱠ
اﻪﻠﻟُ ﻧَـ ْﻔ َ
ﻟﻠﺳﺎﺋﻞ أن ﺳﺄل و ﻘول ﻟﻣﺎذا ررت ﻫذﻩ اﻵ ﺔ وﻣﺎ اﻟﻔﺎﺋدة ﻣن ﻫذا اﻟﺗﻛرار؟
ـﻒ ﻋﻠ ــﻪ وﻋﯾــد آﺧــر ﻓــﻲ اﻵ ــﺔ اﻷوﻟــﻰ ِ
واﻟﺟـواب ﻋﻧــﻪ أن ﻘــﺎل :ــرر ﻣـرﺗﯾن ﻷﻧــﻪ وﻋﯾــد ُﻋطـ َ
ﺻ ُﯾر﴾) (6ﻣﻌﻧﺎﻩ ﻣﺻﯾر م إﻟﻰ ﷲ واﻟﻌذاب ُﻣﻌد ﻟد ـﻪ ،ﻓﺎﺳـﺗدر ﻪ ﻓـﻲ اﻵ ـﺔ ﻪﻠﻟااِ اْﻟﻣ ِ
ﻓﺈن ﻗوﻟﻪٕ َ﴿ :وِاَﻟﻰ ﱠ َ
وف ِﺎْﻟ ِﻌَ ِﺎد﴾) (7وﻫذا ﻫو اﻟﺳر ﻓـﻲ ﺗﻛر ـر اﻵ ـﺔ) (8وﺳـ ﻘت ﻪﻠﻟااُ َرُء ٌ
اﻟﺛﺎﻧ ﺔ ﺑوﻋد وﻫو ﻗوﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰَ﴿ :و ﱠ
ﻫذﻩ اﻵ َﺔ ﻣﺟﻣوﻋ ُﺔ ﻣن اﻵ ﺎت ﺗﺗﺣدث ﻋن ﻋﻠﻣـﻪ ﺳـ ﺣﺎﻧﻪ وﺗﻌـﺎﻟﻰ ﻣـﺎ ﯾﺟـر ﻓـﻲ اﻟﻛـون وﻻ ﯾﺧﻔـﻰ
ﻋﻠ ــﻪ ﺷــﻲء ﻣﻣــﺎ ﻔﻌﻠــﻪ اﻟﻌ ــﺎد ﻣــن ﺳــر وﺟﻬــر ،ﻟــذا أردف ﺎﻟﺗﺣــذﯾرُ ،ﻣﺑﻠﻐــﺎ ﻣﻧ ــر اﻟﺣﺷــر ﺄﻧــﻪ ﻻ
ﻔوﺗﻪ ﻫـﺎرب ،وﻷﺟـﻞ ﻫـذا ذ ـرﻩ أوﻻ ﻟﻠﻣﻧـﻊ ﻋـن ﻣـواﻻة اﻟﻛﻔـﺎر ،وﺛﺎﻧ ـﺎ ﺣﺛـﺎ ﻋﻠـﻰ ﻋﻣـﻞ اﻟﺧﯾـر واﻟﻣﻧـﻊ
ﻣن ﻋﻣﻞ اﻟﺳوء ﻣطﻠﻘﺎ ،وﻗد ُﻘﺎل إﻧﻪ ﺗﻛـرار ﻟﻣـﺎ ﺳـﺑ ٕواﻋـﺎدة ﻟـﻪ ﻟﻛـن ﻻ ﻟﻠﺗﺄﻛﯾـد ﻓﻘـط ﺑـﻞ ﻹﻓـﺎدة ﻣـﺎ
ـﺎد﴾ ﻣـن أن ﺗﺣـذﯾرﻩ ﺗﻌـﺎﻟﻰ ﻧﻔﺳـﻪ ﻣـن رﺣﻣﺗـﻪ اﻟواﺳـﻌﺔ ﻟﻠﻌ ــﺎد،ﻪﻠﻟاا رءوف ِﺎْﻟ ِﻌ ِ
َ ﻔﯾـدﻩ ﻗوﻟـﻪ ﺗﻌـﺎﻟﻰَ﴿ :و ﱠ ُ َ ُ ٌ
إذا ﻋرﻓوﻩ وﺣذروﻩ ﺟرﻫم ذﻟك إﻟﻰ طﻠب رﺿﺎﻩ واﺟﺗﻧﺎب ﺳﺧطﻪ وذﻟك ﻫـو اﻟﻔـوز اﻟﻌظـ م ،أو ِﻣـن أن
ﻌد ﻫذﻩ اﻟوﻗﻔﺔ اﻟﻣﻣﺗﻌﺔ ﻣﻊ آ ﺔ ﺳﺎﻟﻔﺔ اﻟذ ر ﻧﻧﺗﻘﻞ إﻟﻰ آ ﺔ أﺧر ﻗوﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ:
ﻪﻠﻟااِ
ْﺤ ُﻘـ ــﻮا ِِـ ـ ْـﻢ﴾) (1وﺟـ ــﺎء ﻌـ ــدﻩ ﻗوﻟـ ــﻪ ﺗﻌـ ــﺎﻟﻰْ َ﴿ :ﺳﺗَْ ِﺷـ ـ ُـرو َن ِﺑِﻧ ْﻌ َﻣـ ـ ٍـﺔ ِﻣـ ـ ْـن ﱠ ﱠِ ِ
﴿ َوﻳَ ْﺴﺘَـ ْﺒﺸـ ـ ُـﺮو َن ِ ﻟـ ــﺬ َ
ﻳﻦ َﱂْ ﻳَـﻠ َ
ﺿـ ٍـﻞ﴾) (2ﻧﺟــد أﻧــﻪ ﺗﻛــررت ﻟﻔظـﺔ ﴿َ ْﺳﺗَْ ِﺷـ ُـرو َن﴾ وﻫــذا ﻫواﻟﺷــﺎﻫد وﻣوﻗــﻊ ﺗﻛـرار و ﻬﻣﻧــﺎ ﺎﻟ ﺣــث َوَﻓ ْ
واﻟﺗﻌﻠﯾــﻞ ،وﻗــد ﺗﺣــدث ﻋﻧــﻪ اﻟ ــﺎﺣﺛون .ﻟوﺳــﺄل ﺳــﺎﺋﻞ و ﻘــول :ﻣــﺎ اﻟﺳــر ﻓــﻲ ﺗﻛر ــر ﻫــذﯾن اﻟﻠﻔظــﯾن
ﻣرﺗﯾن؟
واﻟﺟواب ﻋﻧﻪ أن ُﻘـﺎل :أﺷـﺎر اﻟﻌ ﺑـر ) (3إﻟـﻰ ﺗﻌﻠﯾـﻞ اﻟﺗﻛـرار ﻫﻧـﺎ ﻗـﺎﺋﻼ :إﻧـﻪ ـﻼم ﻣﺳـﺗﺄﻧﻒ
ﻪﻠﻟااَ َﻻَن ﱠﺿـ ٍـﻞ َوأ ﱠ ﻣ ــرر ﻟﻠﺗو ﯾــد) .(4و ﺗﻌﻠ ـ ــﻪ اﻟﻛــﻼم ﻌــدﻩ ﻓــﻲ ﻗوﻟــﻪ ﺗﻌــﺎﻟﻰِ﴿ :ﺑِﻧﻌﻣـ ٍـﺔ ِﻣــن ﱠ ِ
ﻪﻠﻟاا َوَﻓ ْ ْ َْ ُ
ف َﻋَﻠ ـ ْـﯾ ِﻬ ْم َوَﻻ ُﻫ ـ ْـم ﱠ ِ ِ
ﯾن﴾ ﻓﺣﯾﻧﺋــذ ــون ﺑ ﺎﻧــﺎ وﺗﻔﺳــﯾ ار ﻟﻘوﻟ ــﻪ ﺗﻌــﺎﻟﻰ﴿ :أَﻻ َﺧ ـ ْـو ٌ َﺟ ـ َـر اْﻟ ُﻣ ـ ْـؤ ِﻣﻧ َ
ُﺿــ ُﻊ أ ْ
( 5 )
ـﺎن ﻣﻣـﺎ ﯾﺗوﻗﻌـﻪ ﻣـن اﻟﺳـوء ،واﻟﺣـزن ﻏ ُـم ﯾﻠﺣﻘـﻪ ﻣـن ﻓـوات
اﻟﺧوف َﻏ ُم ﯾﻠﺣـ اﻹﻧﺳ َ
َ َ ْﺣ َزُﻧو َن﴾) (6ﻷن
ﻧــﺎﻓﻊ أوﺣﺻــول ﺿــﺎر ﻓﻣــن ــﺎن ﻣﺗﻘﻠ ــﺎ ﻓــﻲ ﻧﻌﻣــﺔ ﻣــن ﷲ ﺗﻌــﺎﻟﻰ وﻓﺿــﻞ ﻣﻧــﻪ ﺳ ـ ﺣﺎﻧﻪ وﺗﻌــﺎﻟﻰ،
ﻓﻼ ﺣزن أﺑدا ،وﻣن ﺟﻌﻠت أﻋﻣﺎﻟﻪ ﻣﺷ ورة ﻏﯾر ﻣﺿ ﻌﺔ ﻓﻼ ﯾﺧﺎف اﻟﻌﺎﻗ ﺔ ،و ﺟوز أن ـون ﺑ ﺎﻧـﺎ
ﺿـ ٍﻞ﴾ ﻣـن ﻏﯾـر ﺿـم ﻣـﺎ ﻌـدﻩ إﻟ ـﻪ ،وﻗﯾـﻞ: ﻟذﻟك اﻟﻧﻔﻲ ﻣﺟرد ﻗوﻟﻪ ﺟـﻞ وﻋـﻼِ﴿ :ﺑِﻧﻌﻣ ٍـﺔ ِﻣـن ﱠ ِ
ﻪﻠﻟاا َوَﻓ ْ َْ ْ
اﻻﺳﺗ ﺷــﺎر اﻷول ﺑــدﻓﻊ اﻟﻣﺿــﺎر ،وﻟــذا ﻗــدم ،واﻟﺛــﺎﻧﻲ؛ ﺑوﺟــود اﻟﻣﺳــﺎر ،أواﻷول؛ ﻹﺧ ـواﻧﻬم واﻟﺛــﺎﻧﻲ؛
رض ﻓــﻲ أﺛﻧﺎﺋــﻪ ﻋــﺎرض ،ﻓﺄر ــد اﻟرﺟــوع ﻟﺗﺗﻣــﺔ اﻟﻣﻘﺻــد اﻷول ،وﻗــد ﻌــد ﻋﻬــدﻩ وﻋـ َ
ُﺑﻧــﻲ ﻋﻠــﻰ ﻣﻘﺻــد َ
ـﺎﻋ ِﺔ
اﻟﺳـ َ طــر ذ ـرﻩ ﻟﺗﺗﺻــﻞ اﻟﻧﻬﺎ ــﺔ ﺎﻟﺑدا ــﺔ ،وﻫﻧــﺎ ﻟﻣــﺎ اﺑﺗــدأ اﻟﻛــﻼم ﻘوﻟــﻪ ﺳـ ﺣﺎﻧﻪْ َ﴿ :ﺳـﺄَُﻟ َ
وﻧ َك َﻋـ ْـن ﱠ
و ﻌد ﻫذا اﻟوﻗوف اﻟﻣ ﺎرك أﻣﺎم اﻵ ﺔ اﻟﺳﺎﻟﻔﺔ اﻟذ ر ﻧﻧﺗﻘﻞ إﻟﻰ ﻗوﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ:
ﻟﻠﺳـﺎﺋﻞ أن ﺳـﺄل ـﻴﻆ﴾
) (2 ﺎﻫ ْﻢ ِﻣ ْﻦ َﻋـ َﺬ ٍ
اب ﻏَﻠِ ٍ ٍِ
آﻣﻨُﻮا َﻣ َﻌﻪُ ﺑَِﺮ ْﲪَﺔ ﻣﻨﱠﺎ َوﳒَﱠْﻴـﻨَ ُ
ﻳﻦ َ
﴿وﻟَ ﱠﻤﺎ ﺟﺎء أَﻣﺮَ ﳒَﱠﻴـﻨَﺎ ﻫ ً ﱠ ِ
ﻮدا َواﻟﺬ َ َ َ َ ُْ ْ ُ
و ﻘول :ﻟﻣﺎذا رر ﻓﻌﻞ ﴿َﻧ ﱠﺟ ْﯾَﻧﺎ﴾ ﻣرﺗﯾن ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻵ ﺔ وﻣﺎ اﻟﺣ ﻣﺔ ﻓﻲ ﺳﺑب ﺗﻛر رﻩ؟
ـﺎﻫ ْم ِﻣـ ْـن
واﻟﺟ ـواب ﻋﻧــﻪ أن ُﻘــﺎل :إﻧــﻪ ذ ــر أوﻻ أﻧــﻪ أﻫﻠــك ﻋــدوﻫم ﻓﻧﺟــﺎﻫم ﺛــم ﻗــﺎلَ﴿ :وَﻧ ﱠﺟ ْﯾَﻧـ ُ
اب َﻏِﻠـ ٍظ﴾ أ :ﻋﻠـﻰ ﻣﻌﻧـﻰ و ﺎﻧـت ﺗﻠـك اﻟﺗﻧﺟ ـﺔ ﻣـن ﻋـذاب ﻏﻠـ ظ وﻗﯾـﻞ :أراد ﺎﻟﺛﺎﻧ ـﺔ اﻟﺗﻧﺟ ـﺔ َﻋ َذ ٍ
ﻣــن ﻋــذاب اﻵﺧـرة) (3ﻓوﺿــﺢ أﻧــﻪ ﺗﻛر ــر ﻷﺟــﻞ ﺑ ــﺎن إﻧﺟــﺎﺋﻬم ﻋﻧــﻪ ،وﻫــﻲ اﻟــرﺢ اﻟﺗــﻲ ﺎﻧــت ﺗﺣﻣــﻞ
اﻟظﻌﯾﻧﺔ) ﻧﺎ ــﺔ ﻋــن ﺷــدة اﻟــرﺢ وﻗوﺗــﻪ ،واﻟظﻌﯾﻧــﺔ اﻟﺟﻣــﻞ اﻟــذ ُﯾر ــب( وﺗﻬــدم اﻟﻣﺳــﺎﻛن وﺗـدﺧﻞ ﻓــﻲ
أﻧوف أﻋداء ﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ،وﺗﺧرج ﻣن أد ﺎرﻫم ﻓﺗﻘطﻌﻬم إرﺎ إرﺎ ،أواﻟﻣراد اﻹﻧﺟﺎء ﻣن ﻋـذاب اﻵﺧـرة،
ﻋﻠﻣــﺎء ﺷ ـ ﻪ اﻟﻘــﺎرة ﻓــﻲ اﻟﻣﺳــﺄﻟﺔ :ﻘــول اﻟﺷــﯾﺦ إﺻــﻼﺣﻲ :ﻧﻌــرف أن ــﻞ ﻣــن ﯾﺗــذوق اﻟﻠﻐــﺔ
اﻟﻌر ــﺔ ﻓﻬــو ُﯾــدرك ﻣــد ﻓﺎﺋــدة ﺗﻛ ـرار ﻓﻌــﻞ أرﯾــت ﻫﻧــﺎ ،و ﺗﺟﻠــﻰ ﻓــﻲ إﻋﺎدﺗــﻪ ﻼﻏــﺔ أﺳــﻠوب اﻟﻛــﻼم،
ـﯾن ﻗﺻ ــﺔ ﺳ ــﺟود إﺧوﺗ ــﻪ ﻟ ــﻪ ،وﻣ ــﺎ ﺗﻌ ــرض ﻟ ــﻪ ﻣ ــن اﻟﺣﺎدﺛ ــﺔ
ﺣﯾﻧﻣ ــﺎ ــﺎن ﯾوﺳ ــﻒ ﻋﻠ ــﻪ اﻟﺳـ ـﻼم ُﯾﺑ ـ ُ
اﻟطﺎرﺋﺔ) .(2ﻫـذا ُﻌﺗﺑـر ﺗﻛر ـ ار ﻓـﻲ أﺣﺳـن أﺳـﻠوب ،ﻓﺈﻧـﻪ أرﻫـﺎ ﻓـﺄﺧﺑر ﺎﻟرؤ ـﺔ ﺛـم ﺳـﺄل ﯾـﻒ رأﯾﺗﻬـﺎ؟
ﻓﺄﺟﺎب :رأﺗﯾﻬم ﻟﻲ ﺳﺎﺟدﯾن ،ﻓﻔﻲ اﻷول أر ذواﺗﻬﺎ وﻓﻲ اﻟﺛﺎﻧ ﺔ أر ﻫﯾﺋﺗﻬﺎ).(3
ﻌد ﺳرد آراء ﻼ اﻟﻔرﻘﯾن ﻋرﻓﻧﺎ أن اﻟﻐرض ﻣن اﻟﺗﻛرار ﻫﻧﺎ ﻫو اﻟﺗﻌظ م و ﺎن ﺷـﺄن ذﻟـك اﻟرؤ ـﺎ،
و ذﻟك ﺳﺗﻔﺎد ﻣن اﻟﺗﻛرار ﻫﻧﺎ ،ﺑ ﺎن ﻧوع ذﻟك اﻟرؤ ﺎ.
ﻌد ﻫذﻩ اﻟﺟوﻟﺔ اﻟﻣ ﺎر ﺔ ﻓﻲ رﺣﺎب اﻵ ﺎت اﻟﺳﺎﻟﻔﺔ اﻟذ ر ﻧﻧﺗﻘﻞ إﻟﻰ ﻗوﻟﻪ ﺳ ﺣﺎﻧﻪ وﺗﻌﺎﻟﻰ:
ﱠﺮَ َﻫﺎ ﻟَ ُﻜـ ْـﻢ﴾) (4وﺟــﺎء ﻌــدﻩ ﻗوﻟــﻪ ﺗﻌــﺎﻟﻰ َ ﴿ :ـ َذِﻟ َك َﺳ ـ ﱠﺧ َرَﻫﺎ﴾) (5ﯾﺛــور اﻟﺳ ـؤال ﻓــﻲ ذﻫــن ﴿ َﻛ ـ َﺬﻟِ َ
ﻚ َﺳ ـﺨ ْ
اﻟﺳﺎﺋﻞ و ﻘول :ﻟﻣﺎذا ررت ﻫذﻩ اﻟﺟﻣﻠﺔ ﻣرﺗﯾن ﻓﻲ آ ﺔ ﻌد آ ﺎت ﻗﻠﯾﻠﺔ ،وﻣﺎ اﻟﺳﺑب ﻓﻲ ﺗﻛررﻫﺎ؟
واﻟﺟـ ـواب ﻋﻧ ــﻪ أن ﻘ ــﺎل :إﻧ ــﻪ ــرر ﻟ ﻌ ــرف اﻟﻣﺧﺎط ــب أن اﻟ ــﻧﻌم واﻟﺑﻬ ــﺎﺋم ﻠﻬ ــﺎ ﻓ ــﻲ ﺧدﻣ ــﺔ
اﻟ ﺷر ،ﺗﻛر ار ﺗذ ﯾر اﻟﻧﻌﻣﺔ ﺎﻟﺗﺳﺧﯾر).(6
أر ﻋﻠﻣﺎء ﺷ ﻪ اﻟﻘﺎرة اﻟﻬﻧد ﺔ :ﻘول اﻟﻣظﻬر ﻣﺑﯾﻧﺎ ﻋﻠﺔ اﻟﺗﻛرار ﻫﻧﺎ :ررﻩ ﺗـذ ﯾ ار ﻟﻠﻧﻌﻣـﺔ وﺗﻌﻠـ ﻼ
ﻟﻘوﻟــﻪ ﺗﻌــﺎﻟﻰ :ﻟﺗﻛﺑــروا ﷲ ﻟﺗﻌرﻓ ـوا ﻋظﻣﺗــﻪ ﻋﻠــﻰ ﻗدرﺗــﻪ ﻋﻠــﻰ ﻣــﺎ ﻻ ﻘــدر ﻋﻠ ــﻪ ﻏﯾ ـرﻩ ،ﻓﺗوﺣــد ﻫــو
ﻣوﺿـوع اﻟـذ ﺢ ،أﻣـﺎ ﻫﻧـﺎ ﺎﻟﻛﺑرﺎ ﺷ ار) .(7ﺛم إﻧﻪ ذ ر ﻓ ﻣﺎ ﻣر ﻓﻲ ﺳـ ﺎق ﺧـﺎص وﻫـو ﻓ ﻣـﺎ ﯾﺗﻌﻠـ
ﻓﻘد ورد ﻟﻣﻔﻬوم آﺧر ﺑﺧﺻﺎﺋص ﻣﺗﻣﯾزة ﺗﻣﺎﻣﺎ) .(8أﻋﯾد ﻫـذا اﻟﻣﺿـﻣون ﻓـﻲ أﻟﻔـﺎ ﺟدﯾـدة ،ﻓ ـﻪ ﺗﻧﺑ ـﻪ
ﻋﻠــﻰ طر ﻘــﺔ اﻟﺷ ـ ر ﻪﻠﻟ ﺳ ـ ﺣﺎﻧﻪ وﺗﻌــﺎﻟﻰ ،ﺣﯾــث ﺗﻘــدم ﻫــذﻩ اﻟﻬــدا ﺎ ﺧﺎﺻــﺔ ﻪﻠﻟ ﺗﻌــﺎﻟﻰ ،وﻻ ﯾﺟﻌــﻞ ﻟــﻪ
ﺳ ﺣﺎﻧﻪ وﺗﻌﺎﻟﻰ ،وﻧر أن ﺎﺣﺛﻲ اﻟﻌرب وﻋﻠﻣﺎء ﺷـ ﻪ اﻟﻘـﺎرة ،ﺗَوﺣ َـدت ﻧظـرﺗﻬم ﺗﺟـﺎة ظـﺎﻫرة اﻟﺗﻛـرار
ﻫﻧﺎ.
و ﻌد ﻫذﻩ اﻟﺟوﻟﺔ اﻟطﯾ ﺔ ﻓﻲ رﺣﺎب اﻵ ﺔ اﻟﺳﺎ ﻘﺔ ﻧود أن ﻧﻧﺗﻘﻞ إﻟﻰ ﻗوﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ:
وورد ﻌــد آ ــﺎت ﻗﻠﯾﻠــﺔ آ ــﺔ ﺷــﺑﯾﻬﺔ ﻟﻬــذﻩ اﻵ ــﺔ ﻗوﻟــﻪ ﺗﻌــﺎﻟﻰ: ﻂ اﻟـ ِّـﺮْز َق ﻟِ َﻤـ ْـﻦ ﻳَ َ
ﺸــﺎءُ﴾ ﴿ﻗُـ ِ
ـﻞ إ ﱠن َرِّﰊ ﻳَـ ْﺒ ُ
) (7
ﺴـ ُ ْ
ط ِ قِ
و ﻬﻣﻧـﺎ أن ﻧﺗﺣـدث ﻋـن اﻟﺟـزء اﻟﻣﺗﻣﺎﺛـﻞ ﻓـﻲ اﻵﯾﺗـﯾن ،وﻻ ـﺎء﴾ ﴿ُﻗ ْﻞ ِإ ﱠن َرِّﻲ َﯾ ْ ُﺳ ُ ّ
اﻟرْز َ ﻟ َﻣ ْن َ َﺷ ُ
) (1
اﻟﺧــﺎص ﻘر ﻧــﺔ ﻣﻘﺎﺑﻠــﺔ اﻟﺧــﺎص ،واﻟﻔــرق اﻟﺛــﺎﻧﻲ؛ ﻓﻬــو ﺧــﺎص ﺎﻟﻣﻼﺋ ــﺔ وﺣــدﻫﺎ ﻣــﺎ ﻫــو ظــﺎﻫر).(2
ﻔﻬــم ﻣﻣــﺎ ﻣﺿــﻰ ﻣــن ﺗوﺟ ــﻪ اﻟ ــﺎﺣﺛﯾن أن ــﻞ ﻣوﺿــﻊ ﻣﺳــﺗﻘﻞ ،و ــﻞ ﺗﻛـرار ﻔﯾــد ﻣﻌﻧــﻰ ﺟدﯾــدا ،وﻻ
ﯾوﺟد ﻓﺎرق ﺑﯾر ﺑﯾن آراء اﻟﻔرﻘﯾن ،ﺑﻞ ﻧراﻫم ﻣﺗﻔﻘﯾن ﻓﻲ ﺑ ﺎن ﻏرض اﻟﺗﻛرار.
ﯾﺛور اﻟﺳؤال ﻓﻲ ذﻫن اﻟﻣﻌﺗرض و ﻘول :ﻣﺎ ﻫو اﻟﻐرض ﻣن ﺗﻛرار اﻵ ﺔ وﻣﺎ اﻟﻧﺗﯾﺟﺔ اﻟﻣرﺟوة ﻣﻧﻪ؟
واﻟﺟواب ﻋﻧﻪ أن ﻘﺎل :إن اﻟوارد ﻫﻧﺎ ذ ر اﻟﻌـذاب ﻣـرﺗﯾن ،اﻟﻣـرة اﻷوﻟـﻰ ﺧـﺎص ـﺎﻟﻣراودﯾن
ﻣﻌﻠﻘـﺎ ﻫﻧـﺎ :ـرر ﻫـذﻩ اﻵ ـﺔ ) (4
ﻣن ﻗوم ﻟـو ،واﻟﻣـرة اﻟﺛﺎﻧ ـﺔ ﻋـﺎم ﺷـﻣﻞ اﻟﺟﻣ ـﻊ) .(3ﻘـول اﺑـن ﺟـز
اﻟﺑﻠ ﻐ ـﺔ ﻟﯾﻧ ــﻪ اﻟﺳــﺎﻣﻊ ﻋﻧــد ــﻞ ﻗﺻــﺔ ﻓ ﻌﺗﺑــر ﺑﻬــﺎ ،إذ ــﻞ ﻗﺻــﺔ ﻣــن اﻟﻘﺻــص اﻟﺗــﻲ ذ ــرت ﻋﺑ ـرة
اﻟﺳﺎﻣﻊ ﻣن اﻟوﻋﯾـد) .(5و وﺿـﺢ اﻟﺷـﯾﺦ اﻟﺗﻬـﺎﻧو ﻓﺎﺋـدة اﻟﺗﻛر ـر
َ وﻣوﻋظﺔ .ﻓﺧﺗم ﻞ واﺣدة ﻣﺎ ﯾوﻗظ
ﻫﻧــﺎ ﻗــﺎﺋﻼ :و ظﻬــر أﻧــﻪ وردت ﻫــذﻩ اﻵ ــﺔ ﻓــﻲ اﻷوﻟــﻰ ﻌــد ﻋــذاب اﻟطﻣــس وﺟــﺎءت ﻣ ـرة ﺛﺎﻧ ــﺔ ﻌــد
ﻋذاب اﻟﻬﻼك ﻓﻼ ﺗﻛرارﻫﻧﺎ) .(6ﻌد ﺳرد أدﻟﺔ اﻹﻣـﺎﻣﯾن ،ﯾﺗﺿـﺢ ﻟﻧـﺎ أن ﻟﻛـﻞ ﻣﻧﻬﻣـﺎ أر ـﺎ ﻣﺧﺗﻠﻔـﺎ ﻋـن
ﺻــﺎﺣ ﻪ ،ﻷن اﻟ ـراز ﯾﺧــص اﻟﺗﻛ ـرار ﺑﻧــوع اﻟﻣﻌــذﺑﯾن أ :اﻟﻣ ـراودﯾن ﻣــن ﻗــوم ﻟــو وﻋــﺎﻣﺗﻬم ،أﻣــﺎ
اﻟﺗﻬﺎﻧو ﻓﯾﺧص اﻟﺗﻛرار ﺑﻧوع اﻟﻌذاب أ :اﻟطﻣس واﻟﻬﻼك...
) (1ﺳورة اﻟرﺣﻣن اﻵ ﺎت ،53 ،51 ،49 ،47 ،45 ،42 ،40 ،38 ،36 ،34 ،32 ،30 ،28 ،25 ،23 ،21 ،18 ،16 ،13
.77 ،75 ،73 ،71 ،69 ،67 ،65 ،63 ،61 ،59 ،57 ،55
) (2اﻧظر درة اﻟﺗﻧزﻞ وﻏرة اﻟﺗﺄو ﻞ اﻹﺳ ﺎﻓﻲ ص .320
) (3اﻟﺑرﻫﺎن ﻓﻲ ﺗوﺟ ﻪ ﻣﺗﺷﺎ ﻪ اﻟﻘرآن اﻟﻛرﻣﺎﻧﻲ ص .198
) (4ﺳورة اﻟرﺣﻣن اﻵ ﺔ .44
) (5اﻟﺳورة ﻧﻔﺳﻬﺎ اﻵ ﺔ .62
) (6درة اﻟﺗﻧزﻞ وﻏرة اﻟﺗﺄو ﻞ اﻹﺳ ﺎﻓﻲ ص .320
) (7اﻟﺟﺎﻣﻊ ﻷﺣ ﺎم اﻟﻘرآن اﻟﻘرطﺑﻲ .160 |17
138 ﺗﻜﺮار اﳉﻤﻞ اﻟﻔﻌﻠﻴﺔ
اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ اﻟﻣﻌددة ﻓ ﻠﻣﺎ ذ ر ﺳ ﺣﺎﻧﻪ ﻧﻌﻣﺔ أﻧﻌم ﺑﻬﺎ و ﺦ ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻛذﯾب ﺑﻬﺎ ﻣﺎ ﻘـول اﻟرﺟـﻞ ﻟﻐﯾـرﻩ:
أﻟــم أﺣﺳــن إﻟ ــك ــﺄن ﺧوﻟﺗــك ﻓــﻲ اﻷﻣـوال؟ أﻟــم أﺣﺳــن إﻟ ــك ــﺄن ﻓﻌﻠــت ــك ــذا و ــذا؟ ﻓ ﺣﺳــن ﻓ ــﻪ
ﻣـﺎ ﻗﺑﻠﻬـﺎ، اﻟﺗﻛرر ﻻﺧﺗﻼف ﻣﺎ ﻘرر ﻪ ،ﻓﺈﻧﻬﻣﺎ ٕوان ﺗﻛررت إﺣد وﺛﻼﺛﯾن ﻣرة ﻓ ﻞ واﺣدة ﺗﺗﻌﻠ
وﻟذﻟك زادت ﻋﻠﻰ ﺛﻼﺛﺔ وﻟو ـﺎن اﻟﺟﻣ ـﻊ ﻋﺎﺋـدا ﻋﻠـﻰ ﺷـﻲء واﺣـد ﻟﻣـﺎ زاد ﻋﻠـﻰ ﺛﻼﺛـﺔ ،ﻷن اﻟﺗﺄﻛﯾـد
ﻻ ﯾزد ﻋﻠﯾﻬﺎ) . (1ﻘول اﻟ ﻐو :رر ﻫذﻩ اﻵ ﺔ ﻓـﻲ ﻫـذﻩ اﻟﺳـورة ﺗﻘر ًا
ـر ﻟﻠﻧﻌﻣـﺔ وﺗﺄﻛﯾ ًـدا ﻓـﻲ اﻟﺗـذ ﯾر
ﺑﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻋﺎدة اﻟﻌرب ﻓﻲ اﻹ ﻼغ واﻹﺷ ﺎع ).(2
وﻓﺎﺋــدة اﻟﺗﻛر ــر ﺗو ﯾــد اﻟﺗﻘر ــر ﻣــﺎ ﻪﻠﻟ ﺗﻌــﺎﻟﻰ ﻣــن ﻧﻌــم ﻋﻠــﻰ اﻟﻣﺧــﺎطﺑﯾن وﺗﻌــرض ﺑﺗــو ﯾﺧﻬم
ﻋﻠــﻰ إﺷـ ـراﻛﻬم ــﺎﻪﻠﻟ أﺻ ــﻧﺎﻣﺎً ﻻ ﻧﻌﻣــﺔ ﻟﻬ ــﺎ ﻋﻠ ــﻰ أﺣــد ،و ﻠﻬ ــﺎ دﻻﺋــﻞ ﻋﻠ ــﻰ ﺗﻔــرد ِ
اﻹﻟﻬ ــﺔ) .(3ﻘ ــول
اﻟﻘﺎﺳــﻣﻲ ﺻــﺎﺣب ﺗﻔﺳــﯾر "ﻣﺣﺎﺳــن اﻟﺗﺄو ــﻞ" ﯾﺟــوز أن ﺗﻛــون ﻣ ــررة ﻋﻠــﻰ ﺟﻣ ــﻊ أﻧﻌﻣــﻪ ،و ﺟــوز أن
ﯾراد ﻞ واﺣدة ﻣﻧﻬن ﻣـﺎ وﻗـﻊ ﺑﯾﻧﻬـﺎ و ـﯾن اﻟﺗـﻲ ﻗﺑﻠﻬـﺎ ﻣـن ﻧﻌﻣـﺔ ،و ﺟـوز أن ﯾـراد ـﺎﻷوﻟﻰ ﻣﺎﺗﻘـدﻣﻬﺎ
ﻣن اﻟﻧﻌم ،و ﺎﻟﺛﺎﻧ ﺔ ﻣﺎﺗﻘدﻣﻬﺎ ،و ﺎﻟﺛﺎﻟﺛﺔ ﻣﺎﺗﻘدم ﻋﻠﻰ اﻷوﻟﻰ واﻟﺛﺎﻧ ﺔ...وﻫ ذا إﻟـﻰ آﺧـر اﻟﺳـورة).(4ﺛـم
إن اﻟطﺎ ﻊ اﻟﻐﺎﻟب ﻋﻠﻰ ﻫذﻩ اﻟﺳورة ﻫو طﺎ ﻊ ﺗﻌداد اﻟـﻧﻌم ﻋﻠـﻰ اﻟﺛََﻘﻠـﯾن؛ اﻹﻧـس واﻟﺟـن .وﻋﻠـﻰ ﻫـذا
ﺣﻔﻠــت ــﻪ ﺳــورة اﻟــرﺣﻣن أﻧــﻪ ﺗــذ ﯾر وﺗﻘر ــر ﻟﻧﻌﻣــﻪ. اﻷﺳــﺎس ﻣ ــن ﺑ ﺳــر ﻓﻬــم ِﻋّﻠــﺔ اﻟﺗﻛـرار اﻟــذ
) (5
وأﻧﻬﺎ ﻣن اﻟظﻬور ﻣ ﺎن ﻓﻼ ﻣ ن إﻧ ﺎرﻫﺎ أواﻟﺗﻛذﯾب ﺑﻬﺎ
أر ﻋﻠﻣﺎء ﺷ ﻪ اﻟﻘﺎرة ﻓﻲ ظﺎﻫرة اﻟﺗﻛرار ﻫﻧﺎ :ﻗد ﺳـﺑ ذ ـر ﻫـذا اﻟﺗوﺟ ـﻪ ﻓـﻲ اﻟﺗﻣﻬﯾـد ﻋﻠـﻰ ﺳـﺑﯾﻞ
اﻻﺧﺗﺻﺎر ﻫﻧﺎ ﻧوردﻩ ﻣرة ﺛﺎﻧ ﺔ ﻷن اﻟﻣﻘﺎم ﻘﺗﺿﻲ ذﻟك ﻘول اﻟﺷﯾﺦ اﻟﺗﻬﺎﻧو ﻣﺑﯾﻧﺎ ﺳـرﻫذا اﻟﺗﻛـرار:
ار ﻣﺣﺿـﺎ ،ﺑـﻞ ﻫـو اﺷـﺗراك ﻓـﻲ اﻟﻠﻔـظ ،و ﻠﻣـﺎ
ﻣﺗﻐﺎﯾر ،ﻓﻬـذا ﻻ ُﻌـد ﺗﻛـر ا
ا ﻓ ﻠﻣﺎ ﺎن ﻣﺻداق اﻟﻧﻌﻣﺎء
ﺎن اﻟﻣ رر ﺛﺎﻧ ﺎ ﻏﯾر ﻣﺗﻌﻠ ﻪ اﻷول ﻓﻬذا ﺳﻣﻰ ﺗردﯾدا ﻓﻲ اﺻطﻼح اﻟ ﻼﻏﯾن ،وﻫذا اﻟﻧوع ﻣـن
اﻟﺗﻛ ـرار ــون أﺣﻠــﻰ ﻣــن اﻟﺳ ـ ر وﻫ ـذا ﺛﯾــر وارد ﻓــﻲ ــﻼم اﻟﻌــرب ﺷــﻌرﻫم وﻧﺛــرﻫم و ﻔﯾــد اﻟﺗﺄﻛﯾــد
و ﻌد ﻫذا اﻟﺳﻔر اﻟﻣ ﺎرك ﻓﻲ ظﻞ اﻵ ﺎت اﻟﺳﺎ ﻘﺔ اﻟذ ر ﻧﻧﺗﻘﻞ إﻟﻰ ﻗوﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ:
ﻧــر ) (3
اﻪﻠﻟَ َﺧﺒِــﲑٌ ِﲟَــﺎ ﺗَـ ْﻌ َﻤﻠُــﻮ َن﴾ ﺖ ﻟِﻐَـ ٍـﺪ َواﺗﱠـ ُﻘــﻮا ﱠ
اﻪﻠﻟَ إِ ﱠن ﱠ ـﺲ َﻣــﺎ ﻗَـ ﱠﺪ َﻣ ْ آﻣﻨُــﻮا اﺗﱠـ ُﻘــﻮا ﱠ
اﻪﻠﻟَ َوﻟْﺘَـ ْﻨﻈُـ ْـﺮ ﻧَـ ْﻔـ ٌ
ﱠِ
﴿ َ أَﻳﱡـ َﻬــﺎ اﻟــﺬ َ
ﻳﻦ َ
أﻧــﻪ ﺗﻛ ــررت ﺟﻣﻠ ــﺔ ﻓﻌ ــﻞ اﻷﻣ ــر ﴿اﺗﱠُﻘـ ـوا ﱠ
ﻪﻠﻟاا﴾ ﻣـ ـرﺗﯾن ﻓ ــﻲ اﻵ ـ ـﺔ ،ﻓ ﺳ ــﺄل اﻟﺳ ــﺎﺋﻞ ﻋ ــن ﺳ ــر ﺗﻛررﻫ ــﺎ
واﻟﻧﺗﯾﺟﺔ اﻟﻣرﺟوة ﻣﻧﻬﺎ؟
واﻟﺟـ ـواب ﻋﻧ ــﻪ أن ﻘ ــﺎل :إﻧ ــﻪ ــرر ﻟﻠﺗو ﯾ ــد ،أوأن اﻷول؛ ﻓ ــﻲ أداء اﻟواﺟ ــﺎت ﻷﻧ ــﻪ ﻣﻘ ــرون
ﻪﻠﻟااَ َﺧِﺑ ٌﯾر ِ َﻣﺎ ﺗَ ْﻌ َﻣُﻠو َن﴾ وﻫو ﺎﻟوﻋﯾد
ﺎﻟﻌﻣﻞ ،واﻟﺛﺎﻧﻲ؛ ﻓﻲ ﺗرك اﻟﻣﺣﺎرم ﻻﻗﺗراﻧﻪ ﻘوﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰِ﴿ :إ ﱠن ﱠ
ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻌﺎﺻﻲ) (4وﻓـﻲ ورود اﻷﻣـرن ﻣطﻠﻘـﯾن ﻣـن اﻟﻔﺧﺎﻣـﺔ ﻣـﺎ ﻻ ﯾﺧﻔـﻰٕ ،وان اﻟﺗﻘـو ﺷـﺎﻣﻠﺔ ﻟﺗـرك
ﻣــﺎ ﯾــؤﺛم ،وﻻ وﺟــﻪ وﺟ ــﻪ ﻟﻠﺗوز ــﻊ ،واﻟﻣﻘــﺎم ﻣﻘــﺎم اﻻﻫﺗﻣــﺎم ﺄﻣرﻫــﺎ ﻓﺎﻟﺗﺄﻛﯾــد أوﻟــﻰ وأﻗــو ،وﻓ ــﻪ ﻣﻧــﻊ
ظﺎﻫر و ﯾﻒ ﻻ ،واﻟﻣﺗ ﺎدر ﻣﻣـﺎ ﻗـدﻣت أﻋﻣـﺎل اﻟﺧﯾـر) (5وﻓ ـﻪ ﺗﺣـرض ﻋﻠـﻰ اﻟﻣراﻗ ـﺔ ﻷن َﻣـن َﻋِﻠـ َم
وﻗت ﻓﻌﻠﻪ أن ﷲ ﻣطﻠﻊ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾرﺗﻛب ﻣن اﻟذﻧوب ﻣﺗﻧـﻊ ﻋﻧـﻪ) (6وﻟﻌـﻞ ﻣـن ﻘـول ﺎﻟﺗﺄﻛﯾـد ﺳـﺗدل
ﺗﻛرر ﻓﻌﻞ اﻷﻣر﴿ا ْﻗ َ ْأر﴾ ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺳورة ﻣرﺗﯾن ،وﻋن اﻟﻔﺎﺋدة اﻟﻣﺗرﺗ ﺔ ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻟﺗﻛرار؟
واﻟﺟواب ﻋن ﻫذا أن ﻘﺎل :إﻧـﻪ ـرر اﻷﻣـر اﺷـﻌﺎ ار ـﺄن اﻷﻣـر اﻷول ـﺎن ﯾﺧـص ﻣﺣﻣـدا ،وأﻣـﺎ
وﻗﯾﻞ: )(7
اﻷﻣر اﻟﺛﺎﻧﻲ؛ ﻓ ﻌﻣﻪ ﻫو وأﻣﺗﻪ ﻋﻠ ﻪ اﻟﺳﻼم أ :اﻗ أر ﻓﻲ ﻧﻔﺳك واﻟﺛﺎﻧﻲ؛ اﻗ أر ﻟﻠﺗﺑﻠ ﻎ وﺗﻌﻠ م أﻣﺗك
إن اﻗ ـ أر اﻷوﻟــﻰ؛ ﺧﺎﺻــﺔ ــﺎﻟﻘرآن ﺣﻔظــﺎ وﺗــﺄﻣﻼ ،واﻗ ـ أر اﻟﺛﺎﻧ ــﺔ؛ ﻣ ـراد ﺑﻬــﺎ ﺟﻣ ــﻊ اﻟﻌﻠــوم اﻟﻣدوﻧــﺔ اﻟﺗــﻲ ﺗﻌــﯾن
واﻵن ﻧﻧﺗﻘﻞ إﻟﻰ ﺗﻛرار آﺧر وﻫو ﻓﻲ اﻟﺳورة ﻧﻔﺳﻬﺎ ﻗوﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ:
ـت( ﺛــﻼث ﻣ ـرات ،ﻓﻧﻘــول ﻓــﻲ ﻋﻠــﺔ ـﺖ﴾) (5ﻌــد اﻟﻘ ـراءة اﻟﻣﺗﺄﻧ ــﺔ ﻟﻠﺳــورة ﻧﺟــد أﻧــﻪ ﺗﻛــررت ﻟﻔظــﺔ )أ َأ
َرَْﯾـ َ ﴿أ ََرأَﻳْـ َ
ﺗﻛرارﻫﺎ :أﻧﻬﺎ ﺗﻛررت ﻟﻐرض اﻟﺗﺄﻛﯾد ﻣﺎ ﻗﯾﻞ ﻞ واﺣدة ﻣﻧﻬﺎ ﺑـدل ﻣـن اﻷُوﻟـﻰ) .(6وﻧﺟـد اﻟﺷـﯾﺦ ـﺎﻧﻲ ﺑﺗـﻲ
ﻣن ﻋﻠﻣﺎء ﺷ ﻪ اﻟﻘﺎرة اﻟﻬﻧد ﺔ ﻣﺑﯾﻧﺎ ﺳر ﻫذا اﻟﺗﻛرار ﻗﺎﺋﻼ :رر ﻟﻔظ "أرأﯾت" ﺛﻼﺛﺎ وﻟم ﺗﻒ ﻋﻠـﻰ اﻷول،
وﻟم ﻘﺗﺻر ﻋﻠﻰ اﻟواﺣد ،ﻹﻓﺎدة ﻏرض اﻟﺗﻌﺟب ،وﻗﯾﻞ :اﻟﺧطﺎب ﻓﻲ اﻷوﻟﻰ إﻟﻰ اﻟﻧﺑﻲ ﻋﻠ ﻪ اﻟﺳﻼم وﻓـﻲ
اﻟﺛﺎﻧ ــﺔ إﻟــﻰ اﻟﺟﻣ ــﻊ ،وﺗﻘــدﯾرﻩ؛ أ أرﯾــت ــﺎ ﻣﺣﻣــد اﻟــذ ﯾﻧﻬــﻲ إذا ﺻــﻠﯾت طﻐــﻰ ،أ أرﯾــت ــﺎ أ ﺎﺟﻬــﻞ إن ــﺎن
ﯾﻒ ﯾﻧﻬﺎﻩ؟ أرأﯾت ﺎ ﻣﺣﻣد إن ذب أﺑوﺟﻬﻞ وﺗوﻟﻰ ﻓ ﯾـﻒ ﯾﻧﺟـو؟ أﻟـم ﻣﺣﻣد ﻋﻠﻰ اﻟﻬد ،أوأﻣر ﺎﻟﺗﻘو
ﻣﺎ أن اﻟﺣﺎﻛم ﺑﯾن اﻟﺧﺻﻣﯾن ﯾﺧﺎطب ﺗﺎرة ﻫذا وﺗﺎرة ذاك).(7 ﻌﻠم ﺄن ﷲ ﯾر
) (1اﻧظر ﻣﻼك اﻟﺗﺄو ﻞ أﺣﻣد زﯾر اﻟﻐرﻧﺎطﻰ 94|1ط ﻊ داراﻟﻧﻬﺿﺔ اﻟﻌر ﺔ 1405ﻫـ.
) (2اﻧظر ﺷﻒ اﻟﻣﻌﺎﻧﻲ اﺑن ﺟﻣﺎﻋﺔ ص .107
) (3روح اﻟﻣﻌﺎﻧﻲ اﻷﻟوﺳﻲ .401|1
) (4ﺗﻔﺳﯾر ﺧﺎزن ﻋﻼء اﻟدﯾن .100|1
) (5ﺗﻔﺳﯾر اﻟﻣظﻬر ﺎﻧﻲ ﺑﺗﻲ .138/1
150 ﺗﻜﺮار اﳉﻤﻞ اﻻﲰﻴﺔ
و ﻘــول اﻟﻣﺎﺟــد :ــررت ) (1
ﻣﻣــﺎ ﻓﻌﻠــوﻩ ،وﻟﻛــن ﻫــذا ﻣﺟــرد زﻋﻣ ــم أﻧــﺗم ،ﻓﻠﻬــم أﻋﻣــﺎﻟﻬم وﻟﻛــم أﻋﻣــﺎﻟﻛم
ﻫذﻩ اﻵ ﺔ ﻷﻧﻬﺎ ﺗﺿﻣﻧت ﻣﻌﻧﻰ اﻟﺗﻬدﯾد واﻟﺗﺧو ﻒ و ﻣ ـن أن ﯾـراد ﺑﻬـﺎ اﻟﻣ ﺎﻟﻐـﺔ ﻓـﻲ اﻟﺗﻬدﯾـد واﻟزﺟـر
وأﻋﯾــدت ﻫــذﻩ اﻵ ــﺔ ) (2
ﻋﻣــﺎ اﺳــﺗﺣ م ﻓــﻲ ط ــﺎﺋﻌﻬم ﻣــن اﻻﻓﺗﺧــﺎر ﺎﻵ ــﺎء واﻷﺟــداد واﻻﺗﻛــﺎل ﻋﻠــﯾﻬم
ﺣﺗﻰ ﺗرﻓض اﻟﻧظرة اﻟﺧﺎطﺋﺔ اﻟﺗﻲ ﺎﻧوا ﺑﻬﺎ ﻣﺳﺗﻣﺳ ﯾن ،أوأن اﻵ ﺔ اﻷوﻟﻰ ﻓﻲ اﻟﯾﻬود ،واﻟﺛﺎﻧ ـﺔ ﻓـﻲ
أﻣــﺔ ﻣﺣﻣــد ﻋﻠ ــﻪ اﻟﺳــﻼم ﺣﺗــﻰ ﺗُ ـرﻓض اﻟﻔ ـرة اﻟﺧﺎطﯾﺋــﺔ اﻟﺷــﺎﺋﻌﺔ اﻟﻣــذ ورة) .(3ﻘــول اﻟﺷــﯾﺦ ﻣﺣﻣــد
ﻋﻧﺎﯾــت ﷲ :واﻟــذ ظﻬــر ﻟﻧــﺎ ﻌــد اﻟﺗﺄﻣــﻞ ﻓــﻲ ﻧظﻣﻬــﺎ ،ﻫــو أن اﻟﺳ ـ ﺎق أراد ﺑﺗﻛ ـرار ﻫــذﻩ اﻵ ــﺔ أن
ﯾﻠﺗﻔــت اﻻﻧﺗ ــﺎﻩ إﻟــﻰ ﺟــرﻣﺗﯾن ﻣــن ﺟ ـراﺋم أﻫــﻞ اﻟﻛﺗــﺎب ،ﻓــﺈﻧﻬم ﻣــﺎ ﺻــﺎروا إﻟــﻰ ﻣــﺎ ﺻــﺎروا إﻟ ــﻪ إﻻ
ﺳﺑﺑﻬﻣﺎ .وﻗد ﺎﻧت ﻞ واﺣدة ﻣﻧﻬﻣﺎ ﻣن اﻟﻔظﺎﻋﺔ ﺣﯾث ﺗﻛﻔﻲ وﺣدﻫﺎ ﻷن ﺻﯾروا إﻟﻰ ﻣﺎ ﺻﺎروا
إﻟ ﻪ ،ﻓ ﯾﻒ وﻗد اﺟﺗﻣﻌت اﻻﺛﻧﺗﺎن؟
أﻣﺎ اﻟﺟرﻣﺔ اﻷوﻟﻰ؛ ﻓﻬﻲ أﻧﻬم رﻏﺑوا ﻋن ﻣﻠﺔ إﺑراﻫ م وﻧﺳـوا ﻣـﺎ وﺻـﺎﻫم ـﻪ أﺑـواﻫم إﺑـراﻫ م و ﻌﻘـوب
ﻣن اﻟﻣوت ﻋﻠﻰ ﻣﻠﺔ اﻹﺳﻼم.
أﻣﺎ اﻟﺟرﻣﺔ اﻟﺛﺎﻧ ﺔ؛ ﻓﻬﻲ أﻧﻬم ﻣﺎ رﻏﺑوا ﻋن ﻣﻠﺔ إﺑراﻫ م ﻓﺣﺳب ،ﺑﻞ أرادوا أن ﻘطﻌوا ﺻﻠﺔ إﺑـراﻫ م
ﻧﻔﺳــﻪ ﻣﻠﺗــﻪ ،و ا
أردوا أن ﻘطﻌـوا ﺻــﻠﺔ اﻷﻧﺑ ــﺎء ﻠﻬــم ﻣﻠﺗــﻪ ،ﻣــﻊ أن اﻷﻧﺑ ــﺎء اﻟــذﯾن ﺟــﺎءوا ﻣــن ﻌــدﻩ
ﻠﻬم ﻌﺛوا ﻋﻠﻰ ﻣﻠﺗﻪ .و ﻞ واﺣدﻩ ﻣﻧﻬﻣﺎ ﺎﻧت ﺗﻛﻔﻲ ﻷن ﺗ ﻌدﻫم ﻋـن ﺷـرف اﻷﻣﺎﻧـﺔ وﺗﺧﻠـﻊ ﻋـﻧﻬم
ﺗﺎج اﻟﺧﻼﻓﺔ وﺗرﻣﻲ ﺑﻬم ﻓﻲ ﻫﺎو ﺔ اﻟﻬوان ﻓ ﯾﻒ ﺑﻬـم ،وﻗـد اﺟﺗﻣﻌـت ﻓـﯾﻬم اﻻﺛﻧﺗـﺎن؟! ﻓﺗﻛـررت ﻫـذﻩ
اﻵ ﺔ ﻌد ذ ر ﻞ ﻣن ﻫﺎﺗﯾن اﻟﺟرﻣﺗﯾن ﺗﻧﺑﯾﻬـﺎ إﻟـﻰ ﻓظﺎﻋﺗﻬﻣـﺎ وﻓداﺣـﺔ ﺧطﺑﻬﻣـﺎ) .(4ﻌـد إﯾـراد أدﻟـﺔ
اﻟطﺎﺋﻔﺗﯾن ﻋرﻓﻧﺎ أﻧﻪ ﻻ ﯾوﺟد اﺧﺗﻼف واﺿﺢ ﻓﻲ ﺗوﺟﯾﻬﺎﺗﻬم ،وﻧﺟد ﺗﺷﺎﺑﻬﺎ ﺑﯾ ار ﺑﯾﻧﻬم ،و ﻞ ﺎﺣث
ﻋﺑر ﻋن ﻋﻠﺔ اﻟﺗﻛرار ﺄﺳﻠو ﻪ ﻣوﺿﺣﺎ ﻧﻔس اﻟﻣﻌﻧﻰ ...واﻟﻐرض ﻣن اﻟﺗﻛرار ﻫﻧـﺎ ﻫـو اﻟﻣ ﺎﻟﻐـﺔ ﻓـﻲ
اﻟﺗﻬدﯾـ ــد واﻟزﺟـ ــر ﻋـ ــن اﻻﻓﺗﺧـ ــﺎر ﻣـ ــﺎ ﻓﻌﻠـ ــﻪ اﻵ ـ ــﺎء واﻷﺟـ ــداد ،وﻋﻠـ ــﻰ اﺳـ ــﺗﻘﻼﻟ ﺔ ـ ــﻞ ﺟر ﻣـ ــﺔ ﻋـ ــن
اﻷﺧر ...
اﻵ ﺔ واﻵ ﺎت اﻟﺗﻲ ﻣﺿت ﻗﺑﻠﻬﺎ ﺗر ز ﻋﻠﻰ ﺗﻘرر ظﺎﻫرة اﻟﺗوﺣﯾد ،ﻓﺈن اﻟﺗوﺣﯾـد اﻟﻧﻘـﻲ اﻟﺧـﺎﻟص ﻫـو
ﺟوﻫر اﻹﺳﻼم ،واﻹﺳﻼم ﻫـو دﯾـن اﻟﺗوﺣﯾـد ،واﻟـدﻋوة ﻋﻠـﻰ اﻟﺗوﺣﯾـد ٕواﻓـراد ﷲ ﺎﻷﻟوﻫ ـﺔ ﻫـﻲ اﻟـدﻋوة
إﻟﻰ اﻹﺳـﻼم وﻫﻧـﺎ ﯾﺛـور اﻟﺳـؤال ﻓـﻲ ذﻫـن اﻟﻣﺧﺎطـب ﻣـﺎ ﻓﺎﺋـدة ﺗﻛر ـر ﻟﻔـظ اﻟﺗوﺣﯾـد﴿ َﻻ ِإَﻟ َـﻪ ِإ ﱠﻻ ُﻫ َـو﴾
ﻣرﺗﯾن؟
واﻟﺟـ ـواب ﻋﻧ ــﻪ أن ﻘ ــﺎل :ﻫ ــذﻩ اﻵ ــﺔ واﻵ ــﺎت اﻟﺗ ــﻲ ﻣ ــرت ﻗﺑﻠﻬ ــﺎ ﺗر ــز ﻋﻠ ــﻰ ﺗﻘر ــر ظ ــﺎﻫرة
اﻟﺗوﺣﯾد ،ﻓﺈن اﻟﺗوﺣﯾد اﻟﻧﻘﻲ اﻟﺧﺎﻟص ﻫوﺟوﻫر اﻹﺳﻼم ،و اﻹﺳﻼم ﻫو دﯾن اﻟﺗوﺣﯾـد ،واﻟـدﻋوة ﻋﻠـﻰ
ــرراﻟﻠﻔظ ﻷن اﻷول اﻟﺗوﺣﯾــد ٕواﻓ ـراد ﷲ ﺎﻹﻟوﻫ ــﺔ ﻫــﻲ اﻟــدﻋوة إﻟــﻰ اﻹﺳــﻼم ،ﻓﻧﺳــﺗط ﻊ أن ﻧﻘــول:
وﻗــﺎل ) (2
ﺟــر ﻣﺟــر اﻟﺷــﻬﺎدة وأﻋــﺎدﻩ ﻟﯾﺟــر اﻟﺛــﺎﻧﻲ ﻣﺟــر اﻟﺣ ــم ﺻــﺣﺔ ﻣــﺎ ﺷــﻬد ــﻪ اﻟﺷــﻬود
اﻟزﻣﺧﺷــر " :ﻓــﺎن ﻗﻠــت :ﻟــم ــرر ﻫــذا اﻟﻠﻔــظ؟ ﻗﻠــت :ذ ـرﻩ أوﻻ ﻟﻠدﻻﻟــﺔ ﻋﻠــﻰ اﺧﺗﺻﺎﺻــﻪ ﺎﻟوﺣداﻧ ــﺔ،
وأﻧﻪ ﻻ إﻟﻪ إﻻ ﺗﻠك اﻟذات اﻟﻣﺗﻣﯾزة ،ﺛم ذ رﻩ ﺛﺎﻧ ﺎ ﻌد ﻣﺎ ﻗرن ﺑﺈﺛ ﺎت اﻟوﺣداﻧ ﺔ إﺛ ﺎت اﻟﻌدل ﻟﻠدﻻﻟﺔ
ﻋﻠــﻰ اﺧﺗﺻﺎﺻــﻪ ــﺎﻷﻣر ن ،ﺄﻧـﻪ ﻗــﺎل :ﻻ إﻟـﻪ إﻻ ﻫــذا اﻟﻣوﺻــوف ﺎﻟﺻــﻔﺗﯾن ،ﻟــذﻟك ﻗــرن ــﻪ ﻗوﻟــﻪ
﴿اْﻟ َﻌ ِز ُـز اْﻟ َﺣ ِ ـ ُم﴾ ﻟﺗﺿـﻣﻧﻬﺎ ﻣﻌﻧــﻰ اﻟوﺣداﻧ ـﺔ واﻟﻌــدل") .(3وأورد اﻹﻣـﺎم اﻟـراز ﻣﺟﻣوﻋـﺔ ﻣــن اﻟﻣ از ــﺎ
ﻟﺗﻛررﻫذا اﻟﻠﻔظ ﻣﻧﻬﺎ؛ ﻋﻧدﻣﺎ ﺷﻬدﷲ ﺄﻧـﻪ ﻻإﻟـﻪ إﻻﻫـو ﻓـﻼ أﺣـد ﺷـك ﻓـﻲ ﻼﻣـﻪ ،ﻣﻧﻬـﺎ؛ ﺷـﻬﺎدة ﷲ
ﻣﻘﺗــرن ﺷــﻬﺎدة اﻟﻣﻼﺋ ــﺔ وأﻫــﻞ اﻟﻌﻠــم ﻓﯾﺟــب اﻟﺷــﻬﺎدة ﻋﻠــﻰ أﻣــﺔ ﻣﺣﻣــد ،وﻣﻧﻬــﺎ؛ ﻓﺎﺋــدة ﻫــذا اﻟﺗﻛر ــر
اﻻﻋﻼم ﺄن اﻟﻣﺳﻠم ﯾﺟب أن ون أﺑدا ﻓﻲ ﺗﻛرر ﻫذﻩ اﻟﻛﻠﻣﺔ ،وﻣﻧﻬﺎ؛ أن اﻷول ﻟﻛون ﷲ ﻣﺳﺗﺣﻘﺎ
ﻟﻠﻌ ــﺎدة ،واﻟﺛــﺎﻧﻲ أﻧــﻪ ﻣﻧﺻــﻒ ﻻ ظﻠــم ﻋ ــﺎدﻩ ،وﻷن اﻷوﻟــﻰ ﺣﻠــت ﻣﺣــﻞ اﻟــدﻋو واﻟﺷــﻬﺎدة اﻟﺛﺎﻧ ــﺔ
ﻓــﺎﻷول ﻣﺷــﻬود ــﻪ ،واﻟﺛــﺎﻧﻲ ﺣ ــم ﻣــﺎ ﺗﻣــت ــﻪ اﻟﺷــﻬﺎدة ﻓــﺎﻷول ﻣﻧزﻟــﺔ ﻗ ــﺎم ) (4
ﺣﻠــت ﻣﺣــﻞ اﻟﺣ ــم
ﻓﻘـد ـرر ﻟﻔـظ اﻟﺗوﺣﯾـد ﻟﯾؤ ـد ﻧﻔـﻲ اﻷﻟوﻫ ـﺔ ﻋﻣـن ﺳـواﻩ ﺳـ ﺣﺎﻧﻪ ) (5
اﻟﺑﯾﻧﺔ واﻟﺛﺎﻧﻲ ﻣﻧزﻟﺔ اﻟﺣ م ﺑذﻟك
وﺗﻌــﺎﻟﻰ ،و ﺛﺑــت ــﺄن ﷲ ﻫــو اﻟوﺣﯾــد ﻻ ﺷــرك ﻟــﻪ ﻓــﻲ ﻣﻠﻛــﻪ " ــرر اﻟﺟﻣﻠـﺔ اﻟداﻟــﺔ ﻋﻠــﻰ ﻧﻔــﻰ اﻹﻟﻬ ــﺔ
إﻗﺎﻣﺔ اﻟﺣﺟـﺔ .ﻣـن اﻷﻣوراﻟﻣﻬﻣـﺔ ﻓـﻲ اﻵ ـﺔ ﻫـﻲ ﺗﻛـرار ﻠﻣـﺔ اﻟﺗوﺣﯾـد ،وﻓـﻲ ﻠﺗـﺎ اﻟﺣـﺎﻟﺗﯾن َوﺻ َ
ـﻒ ) (2
ﺳـ ﺣﺎﻧﻪ وﺗﻌــﺎﻟﻰ ﻧﻔﺳـﻪ ﺻــﻔﺗﯾن ﻣﺧﺗﻠﻔﺗـﯾن؛ ﻗﯾــﻞ ﻓــﻲ اﻷوﻟـﻰ :أﻧــﻪ ﻻ ﻣﻌﺑـود ﺳـواﻩ وأﻧـﻪ ﻗــﺎﺋم ﺎﻟﻘﺳــط.
وﻗﯾﻞ ﻓﻲ اﻟﺛﺎﻧ ـﺔ :أﻧـﻪ ﻻ ﻣﻌﺑـود ﺳـواﻩ وأﻧـﻪ ﻋز ـز ﺣ ـ م ...وﻫـذا اﻷﺳـﻠوب ﺣﺗـو ﻋﻠـﻰ ﺗﻧﺑ ـﻪ ﺷـدﯾد
ﻟﻠﻣﺧــﺎطﺑﯾن)اﻟﯾﻬود( واﻟﻣ ـراد أن ﷲ واﻟﻣﻼﺋ ــﺔ واﻟ ارﺳــﺧﯾن ﻓــﻲ اﻟﻌﻠــم ﺷــﻬدون ــﺄن ﷲ ﻫــو واﺣ ـد ﻻ
ﺷرك ﻟﻪ وﻫو اﻟذ ﯾﻧظم أﻣوراﻟدﯾن واﻟﻛـون ،و ﺣ ـم ﺎﻟﻌـدل واﻟﻘﺳـط ،وﻻ أﺣـد ﺳـﺗط ﻊ أن ﯾﺧﺎﻟﻔـﻪ،
ﺛم ﻗﯾﻞ :ﯾﻒ ﻻ ون ﻫو ﻣﺧﯾ ار ﻓﻲ أﻣرﻩ ﻫذا وﻫو ﻋزز ﺣ م ،و ﻘﺗﺿﻲ ﻋزﺗﻪ وﺣ ﻣﺗﻪ أن ﺣ م
ﺎﻟﻌــدل واﻟﻘﺳــط ،وﻫــذا أﻣــر واﺿــﺢ ﺄﻧــﻪ ﻻ ﯾﺗﺻــور ﻓــﻲ ﻋﻠــو ﺷــﺄﻧﻪ وﻋظﻣﺗــﻪ ﻣﺛــﻞ ﻫــذﻩ اﻟﺗﺻــورات
اﻟﻧﺎﻗﺻﺔ).(3
ﻌــد ﺳــرد أدﻟــﺔ اﻟﻔــرﻘﯾن ﻧﺟــد أن ﻫــؤﻻء اﻟ ــﺎﺣﺛﯾن ﻣﺗﻔﻘــون ﻓــﻲ ﺗوﺟ ــﻪ ظــﺎﻫرة اﻟﺗﻛـرار ﻫﻧــﺎ ،إﻻ اﻟﺷــﯾﺦ
درﺎ آ ﺎد ،ﻟﻪ أر ﻣﺧﺗﻠﻒ ﻋﻧﻬم ،و ﺻدر أر ﻪ ﻓﻲ ﺿوء ﺷرح ﻘ ﺔ اﻵ ﺔ ...وﻫذا ﻫـو دأب أوﻟـﻰ
اﻷﻟ ﺎب .و أر ﻪ أر ﻣﺣﺗرم ُﺣﻣد ﻟﻪ.
و ﻌد ﻫذﻩ اﻟﺟوﻟﺔ اﻟطﯾ ﺔ اﻟﻣ ﺎر ﺔ ﻓﻲ ظﻞ اﻵ ﺎت اﻟﺳﺎ ﻘﺔ اﻟذ ر ﻧﻧﺗﻘﻞ إﻟﻰ ﻗوﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ:
ـﺎب ِﻣـ ْـﻦ ﻗَ ـ ْـﺒﻠِ ُﻜ ْﻢ َوإِ ﱠ ُﻛـ ْـﻢ أَ ْن اﺗﱠـ ُﻘــﻮا ﱠ
اﻪﻠﻟَ َوإِ ْن ِ
ﻳﻦ أُوﺗُــﻮا اﻟْﻜﺘَـ َ
ض وﻟََﻘ ـ ْﺪ و ﱠ ﱠ ِ
ﺻ ـ ْﻴـﻨَﺎ اﻟــﺬ َ
ﻪﻠﻟ ﻣــﺎ ِﰲ اﻟ ﱠ ِ
ﺴـ َـﻤ َﻮات َوَﻣــﺎ ِﰲ ْاﻷ َْر ِ َ َ
ِِ
﴿ َو ﱠ َ
ض وَﻛ َﻔـﻰ ِ ﱠِ ﻪﻠﻟ ﻣﺎ ِﰲ اﻟ ﱠ ِ ض وَﻛﺎ َن ﱠ ِ ِ ِ ِ ﻪﻠﻟ ﻣﺎ ِﰲ اﻟ ﱠ ِ ِِ
ﻪﻠﻟ ﺴ َﻤ َﻮات َوَﻣﺎ ِﰲ ْاﻷ َْر ِ َ اﻪﻠﻟُ ﻏَﻨﻴًّﺎ َﲪﻴ ًﺪا َو ﱠ َ ﺴ َﻤ َﻮات َوَﻣﺎ ِﰲ ْاﻷ َْر ِ َ ﺗَ ْﻜ ُﻔ ُﺮوا ﻓَِﺈ ﱠن ﱠ َ
) (6
َوﻛِ ًﻴﻼ﴾
دار اﻟﺷﻌب اﻟﻘﺎﻫرة ﻋﺎم .1372 ) ( اﻟﺟﺎﻣﻊ ﻷﺣ ﺎم اﻟﻘرآن ﻣﺣﻣد ﺑن أﺣﻣد ﺑن ﻓرح اﻟﻘرطﺑﻲ ﺗﺣﻘﯾ أﺣﻣد ﻋﻠ م اﻟﺑردوﻧﻲ 405|5 1
و ﻌد ﻫذا اﻟﺳﻔر اﻟﻣ ﺎرك ﻓﻲ رﺣﺎب اﻵ ﺔ اﻟﻣذ ورة ﻧود أن ﻧﻘﻒ ﻗﻠ ﻼ ﻋﻧد ﻗوﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ:
ﺼـ ِّﺪﻗًﺎ اﻹ ِﳒﻴ ِ ِ
ِ ﴿وﻗَـ ﱠﻔﻴـﻨَﺎ َﻋﻠَﻰ آ َ ِرِﻫﻢ ﺑِ ِﻌﻴﺴﻰ اﺑ ِﻦ ﻣﺮَﱘ ﻣﺼ ِّﺪﻗًﺎ ﻟِﻤـﺎ ﺑــﲔ ﻳ َﺪﻳ ِـﻪ ِﻣـﻦ اﻟﺘـ ِ
ـﻞ ﻓﻴـﻪ ُﻫـ ًﺪى َوﻧُ ٌ
ـﻮر َوُﻣ َ ﱠـﻮَراة َوآﺗَـ ْﻴـﻨَـﺎﻩُ ْ َ
ْ َ ْ َ ْ َ ُ َ َ َ َْ َ ْ ْ ْ َ ْ
ﺻ ِّـدًﻗﺎ ِﻟ َﻣـﺎ َﺑ ْـﯾ َن
ـﲔ﴾ ﻧﻼﺣـظ أﻧـﻪ ﺗﻛـرر ﻓـﻲ ﻫـذﻩ اﻵ ـﺔ ﴿ ُﻣ َ
) (5 ﻟِﻤﺎ ﺑـﲔ ﻳ َﺪﻳ ِﻪ ِﻣﻦ اﻟﺘـﱠﻮر ِاة وﻫ ًﺪى وﻣﻮ ِﻋﻈَﺔً ﻟِﻠ ِ
ْﻤﺘﱠﻘ َ ُ َ َ َْ َ ْ ْ ْ َ َ ُ َ َ ْ
َﯾ َد ْ ِﻪ ِﻣ ْن اﻟﺗﱠْوَرِاة﴾ ﻟﻠﺳﺎﺋﻞ أن ﺳﺄل :ﻟﻣﺎذا ﺗﻛررت ﻫذﻩ اﻟﺟﻣﻠﺔ وﻣﺎ ﻓﺎﺋدة ﺗﻛررﻫﺎ؟
واﻟﺟـواب ﻋﻧــﻪ أن ﻘــﺎل :إﻧــﻪ ﻣــن اﻷﺣﺳــن أن ﻻ ﻧﻌﺗﺑــر ﻫــذا ﺗﻛـ ار ار ﻷن اﻷول ﻟﻌ ﺳــﻰ ﻋﻠ ــﻪ
ـﺎﻟﺗوراة واﻹﻧﺟﯾـﻞ وﻓ ـﻪ اﻟﺳﻼم ،واﻟﺛﺎﻧﻲ ﻟﻺﻧﺟﯾﻞ ﻷن ﻋ ﺳﻰ ﻋﻠ ﻪ اﻟﺳﻼم ﺎن ﯾـدﻋو إﻟـﻰ اﻟﺗﺻـدﯾ
َﻋَﻠ ُم﴾ ﻣرﺗﯾن ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻵ ﺔ وﻣﺎ اﻟﻧﺗﯾﺟﺔ اﻟﺣﺎﺻﻠﺔ ﻣن ﻫذا اﻟﺗﻛرار؟ ﻓﻲ ﺗﻛرر ﻗوﻟﻪَ﴿ :و ُﻫَو أ ْ
َﻋَﻠ ـ ُـم﴾ ﻟﻠﺗﺄﻛﯾ ــد واﻹﺷ ــﻌﺎر ﺑﺗ ــﺎﯾن ﺣ ــﺎل
واﻟﺟـ ـواب ﻋﻧ ــﻪ أن ﻘ ــﺎل :إن ﺗﻛر ــر ﻗوﻟ ــﻪَ﴿ :و ُﻫ ـ َـو أ ْ
اﻟﻣﻌﻠوﻣﯾن وﻣﺂﻟﻬﻣﺎ ﻣن اﻟﻌﻘـﺎب واﻟﺛـواب ،و ﻌـد ﻣـﺎ أﻣـرﻩ ﻋﻠ ـﻪ اﻟﺻـﻼة واﻟﺳـﻼم ﻓ ﻣـﺎ ﯾﺧـﺗص ـﻪ ﻣـن
ﺷﺄن اﻟدﻋوة ﻣﺎ أﻣر ﻪ ﻣن اﻟوﺟﻪ اﻟﻼﺋ ،ﻋﻘ ﻪ ﺑﺧطﺎب ﺷﺎﻣﻞ ﻟﻪ وﻟﻣن ﺷﺎ ﻌﻪ ﻓ ﻣﺎ ﻌم اﻟﻛﻞ).(5
ﻘ ــول اﻟﺷ ــﯾﺦ ــﺎﻧﻲ ﺑﺗ ــﻲ :أ إﻧﻣ ــﺎ ﻋﻠ ــك اﻟـ ـ ﻼغ واﻟ ــدﻋوة ،أﻣ ــﺎ ﺣﺻ ــول اﻟﻬدا ــﺔ واﻟﻣﺟ ــﺎزاة
ﻋﻠﯾﻬﺎ ،وﻋﻠﻰ اﻟﺿﻼﻟﺔ ﻓﻼ إﻟ ك ،ﺑﻞ ﷲ أﻋﻠم ﺎﻟﻣﻬﺗدﯾن واﻟﺿﺎﻟﯾن ،وﻫو اﻟﻣﺟـﺎز ﻟﻬـم) .(6ﻧـﺗﺧﻠص
ﻌد ﻫذﻩ اﻟرﺣﻠﺔ اﻟﻣ ﺎر ﺔ اﻟطﯾ ﺔ ﻓﻲ رﺣﺎب اﻵ ﺎت اﻟﺳﺎﻟﻔﺔ ﻧﻧﺗﻘﻞ إﻟﻰ ﻗوﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ:
ﻟﻠﺳــﺎﺋﻞ أن ﺳــﺄل ﻋــن ﺳــر ﺗﻛـرار ) (4
ﺿـ ﱠﻞ َﻋـ ْـﻦ َﺳـﺒِﻴﻠِ ِﻪ َو ُﻫـ َـﻮ أَ ْﻋﻠَـ ُـﻢ ِﲟَـ ْـﻦ ْاﻫﺘَـ َﺪى﴾
ـﻚ ُﻫـ َـﻮ أَ ْﻋﻠَـ ُـﻢ ِﲟَـ ْـﻦ َ
﴿إِ ﱠن َرﺑﱠـ َ
َﻋَﻠ ُم﴾ ﻣرﺗﯾن ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻵ ﺔ وﻣﺎ اﻟﻐرض اﻟ ﻼﻏﻲ ﻣن ﻫذا اﻟﺗﻛرر؟ اﻟﺟﻣﻠﺔ ﴿ ُﻫَو أ ْ
َﻋَﻠـ ُـم﴾ ﻟز ــﺎدة اﻟﺗﻘر ــر اﻹﯾــذان
واﻟﺟ ـواب ﻋــن ﻫــذا أن ﻘــﺎل :إن ﺗﻛر ــر ﻗوﻟــﻪ ﺗﻌــﺎﻟﻰُ ﴿ :ﻫـ َـو أ ْ
ﻣــﺎل ﺗ ــﺎﯾن اﻟﻣﻌﻠــوﻣﯾن ،واﻟﻣـراد ﻣــن ﺿــﻞ ﻣــن أﺻــر ﻋﻠ ــﻪ ،وﻟــم ﯾرﺟــﻊ إﻟــﻰ اﻟﻬــد أﺻــﻼ ،و ﻣــن
اﻫﺗد ﻣن ﺷﺄﻧﻪ اﻻﻫﺗداء ﻓﻲ اﻟﺟﻣﻠﺔ أ :ﻫو اﻟﻣ ﺎﻟﻎ ﻓﻲ اﻟﻌﻠـم ﻣـن ﻻ ﯾرﻋـو ﻋـن اﻟﺿـﻼل أﺑـدا،
و ﻣن ﻘﺑـﻞ اﻻﻫﺗـداء ﻓـﻲ اﻟﺟﻣﻠـﺔ ﻻ ﻏﯾـرﻩ ،ﻓـﻼ ﺗﺗﻌـب ﻧﻔﺳـك ﻓـﻲ دﻋـوﺗﻬم ﻓﺈﻧـﻪ ﻣـن اﻟﻘﺑﯾـﻞ اﻷول).(5
ﻔﻬــم ﻣــن ﺳ ـ ﺎق اﻟﻛــﻼم اﻟﻣــذ ور أن اﻟﻐــرض ﻣــن اﻟﺗﻛ ـرار ﻫﻧــﺎ ﻫــو اﻟﺗﻘر ــر ،و ﺛﺑــت ﷲ ﻓــﻲ ﻼﻣــﻪ
ﻫــذا ،أن ــﻞ ﻣــن ﺻــر ﻋﻠــﻰ ﺿــﻼﻟﺗﻪ وﻻ ﯾر ـد أن ﻌــود إﻟــﻰ اﻟﻬــد أﺻــﻼ ،ﻓ ﻌﺎﻗــب ﻋﻠ ــﻪ وﺳــوف
) (1اﻧظر إﻋﺟﺎز ﻓﻲ دراﺳﺎت اﻟﺳﺎ ﻘﯾن ﻋﺑد اﻟﻛرم اﻟﺧطﯾب ص .396
) (2اﻟﻛﺷﺎف اﻟزﻣﺧﺷر .40/4
) (3ﺗﻔﺳﯾر ﺎن اﻟﻘرآن اﺷرف ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻬﺎﻧو .66 |12
) (4اﻧظر ﺗﻔﺳﯾر ﺗدﺑر ﻗرآن إﺻﻼﺣﻲ .136/9
) (5اﻧظر ﺗﻔﺳﯾر ﺗﻔﯾﻬم اﻟﻘرآن ﻣودود .217/6
) (6إﻟﻬﺎم اﻟرﺣﻣن ﻓﻲ ﻣﺷ ﻼت اﻟﻘرآن اﻟ ﺎﺟور .618/2
164 ﺗﻜﺮار اﳉﻤﻞ اﻻﲰﻴﺔ
ﻫذﻩ اﻟﺳـورة ﻣـن ذوات اﻟﺗرﺟ ـﻊ ،ﻓﺈﻧـك ﺗـر ﻗـد ﺗﻛـررت ﻫـذﻩ اﻵ ـﺔ ﻋﺷـر ﻣـرات ،وﻫـو أن ِﻣـن ﺣﺳـن
اﻟﺗرﺟ ﻊ ﻣﻧﺎﺳﺑﺗﻪ ﻟﻣﺎ ﻗﺑﻠﻪ ﻣن اﻟذ ر ،وﻟذﻟك ﻻ ﺑد أن ون ﺟﺎﻣﻌﺎ ﻟوﺟـوﻩ ﻣـن اﻟﻣﻌـﺎﻧﻲ) .(2ﺧﻼﺻـﺔ
اﻟﻘول :ﻓﺎﻟﺗﻛرار ﻫﻧﺎ ﻋﻠﻰ ﺗﺑ ﺎن دﻻﻟﺔ اﻟﺗﺧو ﻒ ﻣﻣﺎ ﺣﻞ ﺎﻷﻣم اﻟﺳﺎ ﻘﺔ ﻟﻣـﺎ ﻔـروا ،ﺛـم اﻟﺗﺣـذﯾر ﻣـن
إﻣ ﺎﻧ ـﺔ وﻗـوع ﻣﺛـﻞ ﻫـذا اﻟﻌـذاب ﻟﻣـن ﯾﺟـدد ﻫـذا اﻟﻔﻌـﻞ اﻟﺗﻛﻔﯾـر ،أوأن ﯾﺟﺣـد اﻹ ﻣـﺎن ـﺎﻪﻠﻟ ﺳـ ﺣﺎﻧﻪ
وﺗﻌﺎﻟﻰ ،وﻧﺳﺗط ﻊ أن ﻧﻘول ﻓﻲ ﺿوء ﻣﺎ ﺳﺑ ،أن آراء ﻼ اﻟﻔرﻘﯾن ﻣﺗﺷﺎﺑﻬﺔ ،وﻻﯾوﺟد ﻓﺎرق ﺑﯾر
ـﻞ واﺣـد ﻣﺗﻐـﺎﯾر ﻋﻣـﺎ ﺳـﺑ ،و ـذﻟك ﺑﯾﻧﻬﺎ ،وأن ﻞ ﺗﻛرار ورد ﻫﻧﺎ أﻓﺎد ﻣﻌﻧـﻰ ﺟدﯾـدا ،ﻷن ﻣﺗﻌﻠـ
ﻔﯾد اﻟﺗﻛرار ﻫﻧﺎ ﻓﺎﺋدة اﻟﺗﺧو ﻒ واﻟﺗرﻫﯾب.
) (1اﻟﺷﯾﺦ اﻟﻔﺎﺿﻞ ﻋﺑداﻟﺣﻣﯾد ﺑـن ﻋﺑـداﻟﻛرم ،اﻷﻧﺻـﺎر اﻟﻔ ارﻫـﻲ اﻷﻋظـم ﻬـر ،وﻟـد ﻓـﻲ ﺟﻣـﺎد اﻵﺧـرة ﺳـﻧﺔ ﺛﻣـﺎﻧﯾن وﻣﺋﺗـﯾن وأﻟـﻒ ﻓـﻲ ﻗر ـﺔ
ﻓر ﻬــﺔ ــﺄﻋظم رﻫــ .درس ﻋﻠــوم دﯾﻧ ــﺔ ﻋﻠــﻰ ﻋﻠﻣــﺎء ﻋﺻـرﻩ ﻓﺑــرع ﻓــﻲ ﻋﻠــوم اﻟﻌر ــﺔ و آداﺑﻬــﺎ ﺛــم ﺗﻌﻠــم اﻷﻧﺟﻠﯾز ــﺔ وﻧــﺎل درﺟــﺔ اﻟﻔﺿــﯾﻠﺔ ﻓــﻲ ﻋﻠــوم
ﻏر ـﺔ ﺛــم ﻋــﯾن ﻣدرﺳــﺎ ﻓــﻲ ﻣدرﺳــﺔ اﻹﺳــﻼم راﺗﺷــﻲ ﺛــم ﺳـﺎﻓر إﻟــﻰ ﺣﯾــدر آ ــﺎد اﻟﻬﻧــد .و وﻟــﻲ اﻟﺗــدرس ﺑﺟﺎﻣﻌــﺔ ﻋﻠــﻰ رﻫ ـ اﻟﻣﺷــﻬورة ،و أﺧﯾـ ار
اﻧﻌــزل و ﻋ ــﻒ ﻋﻠــﻰ اﻟﻣطﺎﻟﻌــﺔ ..و أﻧﺷــﺎء ﻣدرﺳــﺔ ﻓــﻲ ﻗر ﺗــﻪ ﺎﺳــم ﻣدرﺳــﺔ اﻹﺻــﻼح وﺗﺧــرج ﻣﻧﻬــﺎ ــﺎر اﻟﻌﻠﻣــﺎء .ﻫــو ﻣــن ــﺎر
اﻟﻌﻠﻣﺎء ﻟﻪ ﺧﺑرة ﺗﺎﻣﺔ ﺎﻟﻌﻠوم اﻷدﺑ ﺔ وﻗدرة ﺎﻣﻠﺔ ﻓـﻲ اﻹﻧﺷـﺎء واﻟﺗرﺳـﻞ .ﻟـﻪ ﻣؤﻟﻔـﺎت ﺛﯾـرة ﻣﻧﻬـﺎ؛ )دﻻﺋـﻞ اﻟﻧظـﺎم( و)ﺟﻣﻬـرة اﻟ ﻼﻏـﺔ(
و)إﻣﻌﺎن ﻓﻲ أﻗﺳﺎم اﻟﻘرآن( وﻏﯾرﻫﺎ ﺎﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌر ﺔ وﻟﻪ دﯾوان ﺷﻌر .أﻧظر ﻟﺗرﺟﻣﺗﻪ :ﻧزﻫﺔ اﻟﺧواطر.1267/8
) (2ﺗﻔﺳﯾر ﻧظﺎم اﻟﻘرآن وﺗﺄو ﻞ اﻟﻔرﻗﺎن ﺎﻟﻔرﻗﺎن اﻟﻣﻌﻠم ﻋﺑداﻟﺣﻣﯾد اﻟﻔراﻫﻲ ص 248اﻟﻧﺎﺷر :ﻣ ﺗ ﺔ اﻟداﺋرة اﻟﺣﻣﯾد ﺔ ﺳ ار ﻣﯾر أﻋظم
رﻫـ اﻟﻬﻧد ﻋﺎم 1403ﻫـ.
) (3ﺳورة اﻻﻧﺷراح اﻵ ﺔ .5
) (4اﻟﺳورة اﻟﺳﺎ ﻘﺔ اﻵ ﺔ .6
165 ﺗﻜﺮار اﳉﻤﻞ اﻻﲰﻴﺔ
وﻗـد وﻋـد ﷲ ﻓـﻲ ﻋﺳـر أن ﻌﻘ ـﻪ ﺑ ﺳـرن ،وأن ﻣـن ـﺎن ﻓـﻲ ﺷـدة ﻗطﻌﻬـﺎ ) (1
ﺛﺎﻧ ﺎ ﻫو اﻟﻣـذ ور أوﻻ
ﻷن اﻟﻌﺳـر ﻟﻣـﺎ أﻋﯾـد ﻟﻔظـﻪ ) (2
ﻋﻧﻪ إﻟﻰ ﻧﻌﻣﺔ ،و ﻌـد ﻧﻌﻣـﺔ ،وﻟﻬـذا ﻗـﺎل" :ﻟـن ﻐﻠـب ﻋﺳـر ﺳـرن"
ﻣﻌرﻓﺎ ﺎﻷول ﻟم ن إﻻ إ ﺎﻩ ،و ﺳر ﻟﻣﺎ أﻋﯾد ﻟﻔظﻪ ﻧ رة ﺎن ﻏﯾـر اﻷولٕ ،واذا ـﺎن ﻫ ـذا ﻟـم ـن
و ﻗﯾــﻞ :ﺗﻛر ــر ﻟﻠﺗﺄﻛﯾــد أواﺳــﺗﺋﻧﺎف وﻋــدﻩ ،ــﺄن اﻟﻌﺳــر ﻣﺗﺑــوع ﺑ ﺳــر آﺧــر ﺛ ـواب اﻵﺧ ـرة، ﺗﻛ ـ ار ار
) (3
ﻘوﻟــك :إن ﻟﻠﺻــﺎﺋم ﻓرﺣــﺔ إن ﻟﻠﺻــﺎﺋم ﻓرﺣــﺔ أ :ﻓرﺣــﺔ ﻋﻧــد اﻹﻓطــﺎر وﻓرﺣــﺔ ﻋﻧــد ﻟﻘــﺎء اﻟــرب ،ﻓــﺈن
اﻟﻌﺳــر ﻣﻌــرف ﻓــﻼ ﯾﺗﻌــدد) .(4و ﺣﺗﻣــﻞ أن ــون ﺗﻛر ـ ار ﻟﻠﺟﻣﻠــﺔ اﻟﺳــﺎ ﻘﺔ ﻟﺗﻘر ــر ﻣﻌﻧﺎﻫــﺎ ﻓــﻲ اﻟﻧﻔــوس
وﺗﻣ ﯾﻧﻬــﺎ ﻓــﻲ اﻟﻘﻠــوب ﻣــﺎ ﻫــو ﺷــﺄن اﻟﺗﻛر ــر؛ ﺑﯾــد أن اﻟﻣ ـراد ﺎﻟ ﺳــر ﻫﻧــﺎ ﻣــﺎ ﺗ ﺳــر ﻟﻬــم ﻓــﻲ آ ــﺎم
اﻟﺧﻠﻔﺎء أو ﺳر اﻵﺧرة ،واﺣﺗﻣﺎل اﻻﺳﺗﺋﻧﺎف ﻫو اﻟـراﺟﺢ ﻟﻣـﺎ ﻋﻠـم ﻣـن ﻓﺿـﻞ اﻟﺗﺄﺳـ س ﻋﻠـﻰ اﻟﺗﺄﻛﯾـد،
ﯾﻒ و ﻼم ﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻣﺣﻣول ﻋﻠـﻰ أﺑﻠـﻎ اﻻﺣﺗﻣـﺎﻟﯾن وأوﻓﺎﻫﻣـﺎ واﻟﻣﻘـﺎم ﻣـﺎ ﻫـو ﺗﻘـد م ﻣﻘـﺎم اﻟﺗﺳـﻠ ﺔ
واﻟﺗﻧﻔـ ـ سُ ،ﻘ ــﺎل أن ﻓﺎﺋدﺗ ــﻪ اﻟظ ــﺎﻫرة ﻓ ــﻲ اﻟﺗﺄﺳـ ـ س ﻷن اﻟﻧ ـ ـرة اﻟﻣﻌ ــﺎدة ظﺎﻫرﻫ ــﺎ اﻟﺗﻐ ــﺎﯾر واﻻﺷ ــﻌﺎر
ﺎﻟﻔرق ﺑﯾن اﻟﻌﺳر واﻟ ﺳر) (5و ﻠﻣﺎ ﺎن أﻧواع ﻫذﻩ اﻟﻣﺷﺎﻛﻞ واﻟﻣﺻﺎﺋب ﺛﯾرة وﻣﺗﻌددة ،ﻟذا ﺗﻛررﻫذا
اﻟوﻋد ،وﺣﺳن إﻋﺎدﺗﻪ ﺗﺄﻛﯾدا).(6
أر ﻋﻠﻣــﺎء ﺷـ ﻪ اﻟﻘــﺎرة اﻟﻬﻧد ــﺔ ﻓــﻲ اﻟظــﺎﻫرة ﻫﻧــﺎ :ﻗــﺎل ﺻــﺎﺣب اﻟﻣﻔﺗــﺎح اﻟﺷــﯾﺦ اﻟﺣﺳــﯾن ﺑــن ر ــﺎن:
اﻟﺟﻣﻠﺔ اﻟﺛﺎﻧ ﺔ ﺗﻛر ـر ﻟﻸوﻟـﻰ ﺗﻘر ـ ار ﻟﻣﻌﻧﺎﻫـﺎ ﻓـﻲ اﻟﻧﻔـوس وﺗﻣ ﯾﻧـﺎ ﻟﻬـﺎ ﻓـﻲ اﻟﻘﻠـوب ﻣـﺎ ـرر اﻟﻣﻔـرد
ﻓــﻲ ﻗوﻟــك :ﺟــﺎءﻧﻲ ز ــد ز ــد ،أن ــون اﻷوﻟــﻰ ﻋــدة ــﺄن اﻟﻌﺳــر ﻣــردوف ﺑ ﺳــر ﻻ ﻣﺣﺎﻟــﺔ ،واﻟﺛﺎﻧ ــﺔ؛
ُﻋ ــدة ﻟﻣﺳ ــﺗﺄﻧﻔﺔ ــﺄن اﻟﻌﺳ ــر ﻣﺗﺑ ــوع ﺑ ﺳ ــر ﻓﻬﻣ ــﺎ ﺳـ ـران ﻋﻠ ــﻰ ﺳ ــﺑﯾﻞ اﻹﺳ ــﺗﯾﻧﺎف) .(7وﻗ ــﺎل اﻟﺷ ــﯾﺦ
ـر ﻟﻣﺟــرد اﻟﺗﺄﻛﯾــد ﻣــﺎ زﻋــم ﻌــض اﻟﻘــوم ،وﻟﻛــن اﻟﻘﺻــد ﻣــن ﻫــذا اﻟﺗﻛـرار إﺻــﻼﺣﻲ :ﻟـ س ﻫــذا ﺗﻛر ـ ا
اﻹﺷﺎرة إﻟﻰ وﺟود اﻟﻌﺳر واﻟ ﺳر ،ﻋﻠﻰ ﺳﺑﯾﻞ اﻟﻣﺛﺎل :ﻓﺈن ﻓـﻲ ﻫـذا اﻟﻛـون ﻻ ﯾـزﻋم أﺣـد إن أﺻـﺎ ﻪ
ﻋﺳـ ـر ﺄﻧ ــﻪ ﻻ ﺻ ــﯾ ﻪ ﻋﺳ ــر آﺧ ــر ﺛﺎﻟ ــث أو ار ــﻊ ،ﻓﯾﺟ ــب ﻋﻠ ــﻪ أن ــون ﻣﺳ ــﺗﻌدا ﻟﻣواﺟﻬ ــﺔ ﺗﻠ ــك
و ﻌد ﻫذﻩ اﻟﺟوﻟﺔ اﻟطﯾ ﺔ اﻟطﺎﻫرة ﻓﻲ رﺣﺎب اﻵ ﺎت اﻟﺳﺎﻟﻔﺔ ﻧﻧﺗﻘﻞ إﻟﻰ ﻗوﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ:
ﯾﺛور اﻟﺳؤال ﻓﻲ ذﻫن اﻟﺳﺎﺋﻞ و ﻘول :ﻣـﺎ ) (7
ﺸ ًﺮا َوﻧَ ِﺬ ًﻳﺮا﴾
ﺎك إِﱠﻻ ُﻣﺒَ ِّ
َﻧﺰﻟْﻨَﺎﻩُ َوِ ْﳊَ ِّﻖ ﻧَـ َﺰ َل َوَﻣﺎ أ َْر َﺳﻠْﻨَ َ
﴿ َوِ ْﳊَ ِّﻖ أ َ
اﻟﺣ ﻣﺔ ﻓﻲ ﺗﻛرر ﻟﻔظﺔ ﴿َوِﺎْﻟ َﺣ ِّ ﴾ ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻵ ﺔ ﻣرﺗﯾن وﻣﺎ اﻟﻧﺗﯾﺟﺔ اﻟﺣﺎﺻﻠﺔ ﻣﻧﻪ؟
و ﻌد ﻫذا اﻟوﻗوف اﻟﺣﺳن ﻣﻊ اﻵ ﺎت اﻟﺳﺎ ﻘﺔ اﻟذ ر ﻧود أن ﻧﻘﻒ ﻗﻠ ﻼ ﻋﻧد ﻗوﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ:
ِ ِِ ِِ ِ
ﯾﺛــور اﻟﺳ ـؤال ﻓــﻲ اﻟــذﻫن ﻣــﺎ اﻟﺳــﺑب ﻓــﻲ ﴿ َوإِ ْن َﻛــﺎﻧُﻮا ﻣـ ْـﻦ ﻗَـ ْﺒـ ِـﻞ أَ ْن ﻳُـﻨَـ ـ ﱠﺰ َل َﻋﻠَـ ْـﻴ ِﻬ ْﻢ ﻣـ ْـﻦ ﻗَـ ْﺒﻠــﻪ ﻟَ ُﻤ ْﺒﻠﺴـ َ
ـﲔ﴾ ) (5
﴿ ِﻣ ْن َﺷ ِّـر َﻣـﺎ َﺧَﻠـ َ ﴾ وﻫـو ﻋـﺎم ﻓـﻲ ـﻞ ﺷـﻲء ﺷـﻣﻞ ـﻞ اﻟﺷـرور ،ﻓﻣـﺎ ﻓﺎﺋـدة ﺗﻛـرار ﻘ ـﺔ اﻟﺷـرور؟
ﻘﺎل ﻓﻲ اﻟرد ﻋﻠ ﻪ :ﻫذا ﻋﻠﻰ طر ﺗﺧﺻ ص ﻌد ﺗﻌﻣ م ،ﻟﯾدل ﻋﻠﻰ أن ﻫذﻩ اﻟﺷرور اﻟﺛﻼﺛـﺔ ﻣـن
ﺷر اﻟﺷرور ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺎس ﻟﻛﺛرة وﻗوﻋﻬﺎ ﺑﯾن اﻟﻧﺎس).(3
إذن ﻓﻬﻣﻧﺎ اﻟﻐرض ﻣن اﻟﺗﻛرار ﻫﻧﺎ ﻫو اﺳﺗﻘﻼﻟ ﺔ ﻞ ﻣوﻗﻒ اﻟﻣ رر ﻣﻌﻧﻰ ﺟدﯾد.
ﺣﺎوﻟت أن أﺟد أر ﺎ ﻟﻌﻠﻣﺎء ﺷ ﻪ اﻟﻘﺎرة اﻟﻬﻧد ﺔ ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﻧﻘطﺔ ﻟﻛﻧﻧﻲ ﻟم أﺟدﻩ...
ﺳ ـ ﺣﺎﻧﻪ وﺗﻌــﺎﻟﻰ ﻋﻠــﻰ اﻟﻌ ــﺎدة اﻟﺧﺎﻟﺻــﺔ اﻟﻣطﻠﻘــﺔ واﻹﻧﺎ ــﺔ اﻟﻛﺎﻣﻠــﺔ اﻟﺻــﺎدﻗﺔ اﻟﺧﺎﺻــﺔ ــﻪ ﻋزوﺟ ـﻞ،
طﯾب ﻟﻧﺎ أن ﻧﻘﻒ ﻗﻠـ ﻼ ﻋﻧـد أﺳـ اررﺗﻛ اررﻟﻔظ َ﴿ِإﱠ َ
ـﺎك﴾ و ﺛـور اﻟﺳـؤال ﻓـﻲ اﻟـذﻫن ﻣـﺎ ﻫـو اﻟﺳـﺑب ﻓـﻲ
ـﺎك﴾ وﻟﻣـﺎذا ﻟـم ﻘﺗﺻـر ﻋﻠـﻰ ذ ـرﻩ ﻣـرة ﻣـﺎ اﻗﺗﺻـر ﻋﻠـﻰ ذ ـر أﺣـد اﻟﻣﻔﻌـوﻟﯾن ﻓـﻲ ﺗﻛرار ﻟﻔظ ﴿ ِإﱠ َ
أ ﻣﺎ ﻗﻼك و ذﻟك اﻵ ﺎت اﻟﺗﻲ ﻌـدﻫﺎ ﻣﻌﻧﺎﻫـﺎ ) (2
آ ﺎت ﺛﯾرة ﻣﻧﻬﺎ ﻧﺣو﴿ َﻣﺎ َوﱠد َﻋ َك َرﱡ َك َو َﻣﺎ َﻗَﻠﻰ﴾
ﻓﺂواك ﻓﻬداك ﻓﺄﻏﻧﺎك ...
واﻟﺟواب :ﻗﺎل اﻹﻣﺎم اﺑن ﺟر ـر) :(3إن اﻟﻛـﺎف اﻟﺗـﻲ ﻣـﻊ إ ـﺎ ﻫـﻲ اﻟﻛـﺎف اﻟﺗـﻲ ﺎﻧـت ﺗﺗﺻـﻞ
ﺎﻟﻔﻌﻞ أﻋﻧـﻲ ﻘوﻟـﻪ ﻧﻌﺑـدك ﻟـو ﺎﻧـت ﻣـؤﺧرة ﻌـد اﻟﻔﻌـﻞ وﻫـﻲ ﻧﺎ ـﺔ ﻋـن اﺳـم اﻟﻣﺧﺎطـب اﻟﻣﻧﺻـوب
ﺎﻟﻔﻌﻞ ﻓ ﺛرت ﺑﺈ ﺎ ﻣﺗﻘدﻣـﺔ ،إذ ﺎﻧـت اﻷﺳـﻣﺎء إذا اﻧﻔـردت ﺄﻧﻔﺳـﻬﺎ ﻻ ﺗﻛـون ﻓـﻲ ـﻼم اﻟﻌـرب ﻋﻠـﻰ
ﺣرف واﺣد ،ﻓﻠﻣﺎ ﺎﻧت اﻟﻛﺎف ﻣـن إ ـﺎك ﻫـﻲ ﻧﺎ ـﺔ اﺳـم اﻟﻣﺧﺎطـب اﻟﺗـﻲ ﺎﻧـت ﺗﻛـون ﺎﻓـﺎ وﺣـدﻫﺎ
ﻣﺗﺻﻠﺔ ﺎﻟﻔﻌﻞ إذا ﺎﻧت ﻌد اﻟﻔﻌﻞ ﺛم ﺎن ﺣظﻬﺎ أن ﺗُﻌﺎد ﻣﻊ ﻞ ﻓﻌﻞ اﺗﺻﻠت ﻪ َﻓُﻘﺎل اﻟﻠﻬـم إﻧـﺎ
ﻧﻌﺑــدك وﻧﺳــﺗﻌﯾﻧك وﻧﺣﻣــدك وﻧﺷ ـ رك ،و ــﺎن ذﻟــك أﻓﺻــﺢ ﻓــﻲ ــﻼم اﻟﻌــرب ﻣــن أن ﻘــﺎل اﻟﻠﻬــم إﻧــﺎ
ﻧﻌﺑ ــدك وﻧﺳ ــﺗﻌﯾن وﻧﺣﻣ ــد") .(4وﻻ ﺷ ــك أﺣ ــد ﻓ ــﻲ أن اﻟﻌ ــﺎدة واﻻﺳ ــﺗﻌﺎﻧﺔ ﺗﺧﺗﺻ ــﺎن ــﺎﻪﻠﻟ ﺳـ ـ ﺣﺎﻧﻪ
) (4اﻟطﺑر ﻣﺣﻣد ﺑن ﺟرر اﻟطﺑر 71|1ط ﻊ دار اﻟﻔ ر ﺑﯾروت ﻋﺎم .1405
175 ﺗﻜﺮار اﻷﲰﺎء
وﺗﻌـ ــﺎﻟﻰ ،وﻫـ ــذﻩ اﻵ ـ ــﺔ ﻧـ ــص ﻓـ ــﻲ ﻫـ ــذا واﻹﻧﺳـ ــﺎن ﺣﯾﻧﻣـ ــﺎ ﻘـ ــوم ﺎﻟﻌ ـ ــﺎدة ُﺣـ ــس ﺎﻟﻠـ ــذة واﻟﺳـ ــرور،
وﺗﻛ ارراﻟﺿﻣﯾر ﻔﯾد ﻫذا اﻟﻣﻌﻧﻰ ,و ﻧص ﻋﻠﻰ ﺗﺧﺻ ﺻﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻞ واﺣدة ﻣن اﻟﻌ ﺎدة واﻻﺳـﺗﻌﺎﻧﺔ،
وﻹﺑرازاﻻﺳﺗﻠذاذ ﺎﻟﻣﻧﺎﺟﺎة واﻟﺧطﺎب).(1
أر ﻋﻠﻣﺎء ﺷ ﻪ اﻟﻘﺎرة :ﻘول ﺻـﺎﺣب ﺗﻔﺳـﯾر ﻣﺎﺟـد ":ﺗﻛـرار ﻠﻣـﺔ إ ـﺎك ﺗﻔﯾـد اﻟﺗوﺣﯾـد و ـﺎﻟﻎ ﻓـﻲ
ﺳﺗﺣ طﻠب اﻻﺳﺗﻌﺎﻧﺔ واﻟﻣدد).(2 رد اﻟﺷرك ﻣﺷﯾ ار إﻟﻰ أﻧﻪ ﺳ ﺣﺎﻧﻪ وﺗﻌﺎﻟﻰ ﻫو اﻟوﺣﯾد اﻟذ
ﻌــد ﺳــرد أراء اﻟ ــﺎﺣﺛﯾن ﻋرﻓﻧــﺎ أن اﻟﺳــﺑب ﻣــن ﺗﻛ ـرار ﻟﻔظــﺔ إ ــﺎك ﻫﻧــﺎ ﻔﯾــد رﻓــﻊ اﻟﺗــوﻫم واﻻﻟﺗ ــﺎس،
و ذﻟك ﻔﯾد اﻟﺣﺻرواﻻﺧﺗﺻﺎص ،ووﺟدﻧﺎ أﻧﻪ ﻻ ﯾوﺟـد ﻓـرق ﻣﻧﻬﺟـﻲ ﺑـﯾن اﻟﻔـرﻘﯾن ،اﻟﺟﻣ ـﻊ ﺗﺣـدﺛوا
ﻋن اﻟﺳﺑب اﻟواﺣد اﻟذ ﻣر ذ رﻩ.
) (1ﺗﻔﺳﯾر أﺑﻰ اﻟﺳﻌود ﻣﺣﻣد ﺑن ﻣﺣﻣد اﻟﻌﻣﺎد 17 |1ط ﻊ دار إﺣ ﺎء اﻟﺗراث اﻟﻌرﻲ.
) (2ﺗﻔﺳﯾرﻣﺎﺟد ﻣوﻻﻧﺎ ﻋﺑد اﻟﻣﺎﺟد درﺎ آ ﺎد .10/1
) (3اﻟﺑرﻫﺎن ﻓﻲ ﺗوﺟ ﻪ ﻣﺗﺷﺎ ﻪ اﻟﻘران اﻟﻛرﻣﺎﻧﻰ ص .21
ص .16-15 |1 ) (4ﺗﻔﺳﯾراﻟﻛﺷﺎف اﻟزﻣﺧﺷر
) (5ﺷﻒ اﻟﻣﻌﺎﻧﻲ ﻓﻲ اﻟﻣﺗﺷﺎ ﻪ ﻣن اﻟﻣﺛﺎﻧﻰ اﺑن ﺟﻣﺎﻋﺔ ص . 86
176 ﺗﻜﺮار اﻷﲰﺎء
إﻟــﻰ ﺣ ﻣــﺔ اﻟﺗﻛ ـرار ﻫﻧــﺎ ﻗــﺎﺋﻼ :أن ﻫــذا اﻟﺗﻛر ــر ﻔﯾــد اﻟﺗو ﯾــد ) (2
ﺷــﯾر اﻹﻣــﺎم اﻟﻧﺳــﻔﻲ ) (1
اﻟﻣــؤﻣﻧﯾن
واﻹﺷــﻌﺎر ــﺄن اﻟﺻ ـ ار اﻟﻣﺳــﺗﻘ م ﺗﻔﺳــﯾرﻩ ﺻ ـ ار اﻟﻣﺳــﻠﻣﯾن ﻟ ــون ذﻟــك ﺷــﻬﺎدة ﻟﺻ ـ ار اﻟﻣﺳــﻠﻣﯾن
ﺎﻻﺳﺗﻘﺎﻣﺔ ﻋﻠﻰ أﺑﻠﻎ وﺟﻪ وأﻛدﻩ وﻫم اﻟﻣؤﻣﻧون واﻷﻧﺑ ﺎء ﻋﻠﯾﻬم اﻟﺳﻼم).(3
إذن اﻟﻐرض ﻣن اﻟﺗﻛرار ﻫﻧﺎ ﻫواﻟﺗﺄﻛﯾد ،ﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ إﻓـﺎدة ﻣﻌﻧـﻰ ﺗوﺿـ ﺢ اﻟﺑ ـﺎن ،ﺣﺎوﻟـت
أن أﺟد أر ﺎ ﻟﻌﻠﻣﺎء ﺷ ﻪ اﻟﻘﺎرة اﻟﻬﻧد ﺔ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣوﻗﻒ وﻟﻛﻧﻧﻲ ﻟم أﻋﺛر ﻋﻠ ﻪ ﺣﺳب ﻣﺗﺎ ﻌﺗﻲ.
) (1ﺗﻔﺳﯾر اﻟﺑ ﺿﺎ و ﻗﺎﺿﻲ اﻟﺑ ﺿﺎو 74|1ط ﻊ دار اﻟﻔ ر ﺑﯾروت ﻋﺎم 1996م.
) (2ﻋﺑد ﷲ ﺑن أﺣﻣد ﺑن ﻣﺣﻣود اﻟﻧﺳﻔﻲ ،أﺑو اﻟﺑر ﺎت ،ﺣﺎﻓظ اﻟدﯾن) 710 -000ﻫـ 1310 - 000/م(.
ﻓﻘ ﻪ ﺣﻧﻔﻲ ،ﻣﻔﺳر ،ﻣن أﻫﻞ إﯾذج )ﻣن ور أﺻﺑﻬﺎن( ووﻓﺎﺗﻪ ﻓﯾﻬﺎ .ﻧﺳﺑﺗﻪ إﻟﻰ " ﻧﺳﻒ " ﺑﯾن ﺟ ﺣون وﺳﻣرﻗﻧد.
ﻟــﻪ ﻣﺻــﻧﻔﺎت ﺟﻠﯾﻠــﺔ ،ﻣﻧﻬــﺎ؛ )ﻣــدارك اﻟﺗﻧز ــﻞ( ﺛﻼﺛــﺔ ﻣﺟﻠــدات ،ﻓــﻲ ﺗﻔﺳــﯾر اﻟﻘـرآن ،و) ﻧــز اﻟــدﻗﺎﺋ ( ﻓــﻲ اﻟﻔﻘــﻪ ،و)اﻟﻣﻧــﺎر( ﻓــﻲ أﺻــول
اﻟﻔﻘﻪ .أﻧظر ﻟﺗرﺟﻣﺗﻪ :اﻷﻋﻼم ﻟﻠزر ﻠﻲ .67/4
) (3ﺗﻔﺳﯾر اﻟﻧﺳﻔﻰ أﺑو اﻟﺑر ﺎت ﻋﺑد ﷲ ﺑن أﺣﻣد ﺑن ﻣﺣﻣود اﻟﻧﺳﻔﻲ 8|1ﺗﺣﻘﯾ :ﻣروان ﻣﺣﻣد اﻟﺷﻌﺎر دار اﻟﻧﻔﺎﺋس ﺑﯾروت ﻋﺎم 2005م.
) (4ﺳورة اﻟ ﻘرة اﻵ ﺔ .5
) (5ﺗﻔﺳﯾر اﻟﺑ ﺿﺎو .132 |1
177 ﺗﻜﺮار اﻷﲰﺎء
وﻓــﻲ ) (1
اﻹﺷـﺎرة وﺗﻛر ـرﻩ ﻓﻔ ــﻪ ﺗﻧﺑ ـﻪ ﻋﻠــﻰ أﻧﻬـم ﻣــﺎ ﺛﺑـت ﻟﻬـم اﻷﺛـرة ﺎﻟﻬـد ﻓﻬــﻲ ﺛﺎﺑﺗـﺔ ﻟﻬــم ـﺎﻟﻔﻼح
ﺗﻛرارﻫــﺎ إﺷــﺎرة إﻟــﻰ أن ﻫــؤﻻء اﻟﻣﺗﺻــﻔﯾن ﺑﺗﻠــك اﻟﺻــﻔﺎت ﺳــﺗﺣﻘون ﺑــذﻟك اﻻﺳــﺗﻘﻼل ــﺎﻟﺗﻣ ن ﻓــﻲ
اﻟﻬد واﻻﺳﺗﺑداد ﺎﻟﻔﻼح واﻻﺧﺗﺻﺎص ﻞ ﻣﻧﻬﻣﺎ ،وﻟوﻻﻩ ﻟرﻣﺎ ﻓﻬم اﺧﺗﺻﺎﺻﻬم ﺎﻟﻣﺟﻣوع ﻓﯾوﻫم
ــﻞ واﺣ ــد ﻣﻧﻬﻣ ــﺎ ــﺎﻹﻧﻔراد ﻓـ ـ ﻣن ﻋ ــداﻫم) .(2وأﺷ ــﺎراﻻﻣﺎم أﺑ ــو اﻟﺳ ــﻌود إﻟ ــﻰ اﻟﻣطﻠ ــب ﻗ ــﺎﺋﻼ: ﺗﺣﻘـ ـ
"وﺗﻛررﺳــم اﻹﺷــﺎرة ﻹظﻬــﺎر ﻣز ــد اﻟﻌﻧﺎ ــﺔ ﺷــﺄن اﻟﻣﺷــﺎر إﻟــﯾﻬم وﻟﻠﺗﻧﺑ ــﻪ ﻋﻠــﻰ أن اﺗﺻــﺎﻓﻬم ﺑﺗﻠــك
ا
اﻟﺻــﻔﺎت ﻘﺗﺿــﻲ ﻧﯾــﻞ ـﻞ واﺣــدة ﻣــن ﺗﯾﻧــك اﻷﺛـرﺗﯾن ،وأن ــﻞ ﻣﻧﻬﻣــﺎ ــﺎف ﻓــﻲ ﺗﻣﯾﯾــزﻫم ﺑﻬــﺎ ﻋﻣــن
ﻋداﻫم").(3
أر ﻋﻠﻣــﺎء ﺷ ـ ﻪ اﻟﻘــﺎرة اﻟﻬﻧد ــﺔ :ﻘــول ﺻــﺎﺣب ﺗﻔﺳــﯾرﻣﺎﺟد :وﻗــد أﻓــﺎد إﻋــﺎدة ﺗر ﯾــب أوﻟﺋــك ﻫﻧــﺎ
ﻣﻌﻧــﻰ اﻟﺗﺄﻛﯾــد واﻟﺣﺻــر) .(4و ﺳــﺗﻔﺎد ﻣــن ﻋــرض اﻵراء اﻟﻣــذ ورة ،أن اﻟﻐــرض ﻣــن اﻟﺗﻛـرار ﻫﻧــﺎ ﻫــو
اﻟﺗﺄﻛﯾد ،ﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ إﻓﺎدة ﻏـرض ﻼﻏـﻲ رﻓ ـﻊ آﺧـر وﻫـو اﺳـﺗﻘﻼل ـﻞ ﻣوﻗـﻒ ورد ﻹﻓـﺎدة ﻣﻌﻧـﻰ
ﺟدﯾد ،وﻧر أن اﻟ ﺎﺣﺛﯾن اﺗﻔﻘوا ﻓﻲ ﺗوﺟﯾﻬﺎﺗﻬم ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﻧطﻘﺔ.
واﻵن ﺣﺳن ﺑﻧﺎ أن ﻧﻣ ث ﻗﻠ ﻼ ﻋﻧد ﺗﻛرر اﺳم اﻹﺷﺎرة وﻓواﺋدﻩ ﻓﻲ ﻗوﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ:
ـﲑ ا ْﳊـَ ِّﻖ ذَﻟِ َ
ـﲔ ﺑِﻐَ ِْ ت ﱠِ ﴿ذَﻟِ َ
ﻚ َِﻧﱠـ ُﻬﻢ َﻛﺎﻧُﻮا ﻳ ْﻜ ُﻔﺮو َن ِ ِ
ﻫـذﻩ ـﻚ ِﲟَـﺎ َﻋ َ
ﺼ ْـﻮا َوَﻛـﺎﻧُﻮا ﻳَـ ْﻌﺘَـ ُﺪو َن﴾ اﻪﻠﻟ َوﻳَـ ْﻘﺘُـﻠُﻮ َن اﻟﻨﱠﺒِﻴِّ َ
) (5
َ ُ َ ْ
اﻵ ﺔ واﻵ ﺎت اﻟﺗﻰ ﻗﺑﻠﻬﺎ ﺗﺣ ﻰ ﻗﺻﺔ اﻟﯾﻬود ﻣﻊ ذ ر ﻌض ﻓﺿﺎﺋﺣﻬم ،اﻟﺗﻰ اﻗﺗرﻓوﻫﺎ ﻓﻲ ﺗـﺎرﺧﻬم
اﻟﻘد م ،وﺗﺷﯾر إﻟﻰ ﻌض اﻟﻌﻘو ﺎت اﻟﺗﻰ ﺣﻠت ﺑﻬم ﺳﺑب ﺗﻣردﻫم وﻋﺻ ﺎﻧﻬم ،وﻫذﻩ اﻵ ﺔ ﺎﻟﺿـ ط
ﺗﺑــﯾن ﺗﻠــك اﻟﻧﺗﯾﺟــﺔ اﻟرﻫﯾ ــﺔ اﻟﺗــﻰ ﺗرﺗﺑــت ﻋﻠــﻰ ﺳــؤ ﺗﺻـرﻓﺎﺗﻬم وﺳــوء ﻣـواﻗﻔﻬم ،إذن ﻣــﺎ ﻫــو اﻟﺳــر ﻓــﻲ
ﻣﺟﺊ اﻹﺷﺎرة ﴿ َذِﻟ َك﴾ ﻣرﺗﯾن؟
أﺟﯾــب ﺄﻧــﻪ ُ ــررت اﻹﺷــﺎرة ﻟﻠدﻻﻟــﺔ ﻋﻠــﻰ أن ﻣــﺎ ﻟﺣﻘﻬــم ﻣــﺎ ﻫــو ﺳــﺑب اﻟﻛﻔــر واﻟﻘﺗــﻞ ،ﻓﻬــو
ﺳﺑب ارﺗﻛﺎﺑﻬم اﻟﻣﻌﺎﺻﻲ واﻋﺗداﺋﻬم ﻋﻠﻰ ﺣدود ﷲ ﺗﻌـﺎﻟﻰ وﻗﯾـﻞ :اﻹﺷـﺎرة إﻟـﻰ اﻟﻛﻔـر واﻟﻘﺗـﻞ ،ﻘـول
و ﻌد ﻫذا اﻟﻌرض ﻟﻶ ﺎت اﻟﺳﺎ ﻘﺔ اﻟذ رﻧود أن ﻧﻘﻒ ﻗﻠ ﻼ أﻣﺎم ﺗﻛررﻗوﻟﻪ ﺳ ﺣﺎﻧﻪ وﺗﻌﺎﻟﻰ:
ـﻴﻢ﴾) (2ﻫــذﻩ اﻵ ــﺔ ﺟــزء ﻣــن اﻵ ــﺔ اﻟطو ﻠــﺔ اﻟﺗــﻲ ُﺳ ـﻣﯾت ٍ ِ اﻪﻠﻟُ و ﱠ ِ ﴿واﺗﱠـ ُﻘــﻮا ﱠ ِ
اﻪﻠﻟُ ﺑ ُﻜـ ِّ
ـﻞ َﺷـ ْـﻲء َﻋﻠـ ٌ اﻪﻠﻟَ َوﻳُـ َﻌﻠّ ُﻤ ُﻜـ ْـﻢ ﱠ َ َ
اﻟﻣداﯾﻧــﺔ وﻫــﻲ ﺗر ــز ﻋﻠــﻰ اﻟﻛﺗﺎ ــﺔ واﻷﺷــﻬﺎد ﻋﻧــد اﻟﺗــداﯾن ﻓﺎﻟﻛﺗﺎ ــﺔ أﻣــر ﻣﻔــروض ــﺎﻟﻧص ﻏﯾــر
ﺂ ــﺔ ُ
ﻓﺗﻛر ــر ﻟﻔـظ ﷲ ﻓــﻲ اﻟﺟﻣــﻞ اﻟــﺛﻼث ﻻﺳــﺗﻘﻼﻟﻬﺎ ﻓــﺈن ) (3
ﻣﺗــروك ﻟﻼﺧﺗ ــﺎر ﻓــﻲ ﺣﺎﻟــﺔ اﻟــدﯾن إﻟــﻰ أﺟــﻞ
اﻷوﻟﻰ؛ ﺣث ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻘو ،واﻟﺛﺎﻧ ﺔ؛ وﻋد ﺑﺈﻧﻌﺎﻣﻪ ،واﻟﺛﺎﻟﺛﺔ؛ ﺗﻌظ م ﻟﺷﺄﻧﻪ).(4
أر ﻋﻠﻣﺎء ﺷ ﻪ اﻟﻘﺎرة :ﻘول اﻟﺷﯾﺦ درﺎ آ ﺎد :إﻋﺎدة ﻟﻔظـﺔ "ﷲ" ﺛـﻼث ﻣـرات ﻫﻧـﺎ ﻹظﻬﺎرﺟﻼﻟﺗـﻪ،
وﺗﺄﻛﯾد ﺣ ﻣﻪ و ﻘﺻد ﻣﻧﻪ ﻣﺎل اﻟﺗذ ﯾر وﻗوة اﻟﺗﺄﺛﯾر).(5إذن ﻓﻬﻣﻧﺎ أن اﻟﻐرض ﻣـن اﻟﺗﻛـرار ﻫﻧـﺎ ﻫـو
اﺳﺗﻘﻼل ﻞ ﻣوﻗﻒ ﺑﺈﻓﺎدة ﻣﻌﻧﻰ ﺟدﯾد ،ﻧر أن اﻟﺷﯾﺦ درﺎ آ ﺎد ﺗ ـﻊ اﻹﻣـﺎم اﻟﺑ ﺿـﺎو ﻓـﻲ أر ـﻪ
واﺗﻔ ﻣﻌﻪ ،وﻗدم أر ﻪ ﺄﺳﻠوب ﺳﻬﻞ ،ﻔﻬﻣﻪ اﻟﺟﻣ ﻊ.
ارﻟـوارد ﻓﯾﻬـﺎ ،وﻋرﻓﻧـﺎ
و ﻬذا ﻗد اﻧﺗﻬﯾﻧﺎ ﻣن اﻷﺳﻣﺎء اﻟﻣ ـررة ﻓـﻲ ﺳـورة اﻟ ﻘـرة ﺗﻘر ـﺎ ،و ﯾﻧـﺎ ﻣ از ـﺎ اﻟﺗﻛر ا
أن ﺳورة اﻟ ﻘرة ﻧﻣوذج راﺋﻊ ﻟدﻗﺔ اﻟﻧظﺎم وﺣﺳن اﻟﺗﻧﺎﺳ ﻓ ﻣﺎ ﺑﯾن آ ﺎﺗﻬﺎ ,ﻓﻣﺎ ﺗر ﻓﻲ وﺣﻲ اﻟـرﺣﻣن
ﻣن ﺗﻔﺎوت.
و ﻌد ﻫذا اﻟﻣ ث اﻟﻣ ﺎرك أﻣﺎم اﻵ ﺎت اﻟﺳﺎ ﻘﺔ اﻟﻣذ ورة ﻧﻧﺗﻘﻞ إﻟﻰ ﻗوﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ:
ﻌــد اﻟﻘ ـراءة اﻟﻣﺗﺄﻧ ــﺔ ﻓــﻲ اﻵ ــﺔ ) (4
ـﺎة اﻟ ـ ﱡﺪﻧْـﻴَﺎ َو ُﻫـ ْـﻢ َﻋـ ْـﻦ ْاﻵ ِﺧـ َـﺮِة ُﻫـ ْـﻢ ﻏَــﺎﻓِﻠُﻮ َن﴾
ـﺎﻫﺮا ِﻣــﻦ ا ْﳊﻴـ ِ
ِ
﴿ﻳَـ ْﻌﻠَ ُﻤــﻮ َن ﻇَـ ً ْ ََ
اﻟﻣذ ورة ﻧﻼﺣظ أﻧـﻪ ﺗﻛـرر ﺿـﻣﯾر﴿ ُﻫ ْم﴾ ﻣـرﺗﯾن ﻓـﻲ ﻫـذﻩ اﻵ ـﺔ ،إذن ُﺳـﺄل ﻋـن ﺳـر ﺗﻛرراﻟﺿـﻣﯾر
ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻵ ﺔ ﻣرﺗﯾن واﻟﻧﺗﯾﺟﺔ اﻟﺣﺎﺻﻠﺔ ﻣﻧﻪ؟
واﻟﺟ ـواب ﻋــن ﻫــذا أن ﻘــﺎل :إن إﻋــﺎدة ﺿــﻣﯾر﴿ ُﻫ ْم﴾ ﻟﻠﺗﺄﻛﯾــد وﺗﺛﺑﯾــت اﻷﻣــر ﻓــﯾﻬم ،وﻋﻠــﻰ
ﺗﻣ ن ﻏﻔﺗﻠﻬم ﻋن اﻵﺧرة اﻟﻣﺣﻘﻘـﺔ ﻟﻣﻘﺗﺿـﻰ اﻟﺟﻣﻠـﺔ اﻟﻣﺗﻘدﻣـﺔ ﺗﻘر ـ ار ﻟﺟﻬـﺎﻟﺗﻬم وﺗﺷـﺑﯾﻬﺎ ﻟﻬـم ﺎﻟﺑﻬـﺎﺋم
ﺗﻸﻷ وﻟﻣﻊ ﻟﻬول ﻣﺎﺷﺎﻫد ،واﻟﻘﻣر ﯾﺟوز أن ﯾراد ﻪ ﺑ ﺎض اﻟﻌﯾن ،وﺧﺳوﻓﻪ؛ ﻏﯾﺑﺗـﻪ ،واﻟﺑ ـﺎض ﻓـوق
اﻟﺣدﻗــﺔ ﻐﯾــب إذا اﻧﻘﻠﺑــت اﻟﻌــﯾن ،ﺣﺗــﻰ ﯾﺗﻌﻠ ـ اﻟﺑ ــﺎض اﻟــذ ﺗﺣــت اﻟﺳ ـواد ،و ــون ﻗوﻟــﻪ ﺗﻌــﺎﻟﻰ:
﴿وﺟ ِﻣــﻊ ﱠ
اﻟﺷـ ْـﻣ ُس َواْﻟَﻘ َﻣـ ُـر﴾ ﯾﺟــوز أن ــون اﻟﻣﻌﻧــﻰ :ﺟﻣﻌــﺎ ﻣــن ﻣ ــﺎن ﻘــرب ﻣــن اﻟﻣ ــﺎن اﻟــذ ﻓ ــﻪ َُ َ
اﻟﻧــﺎس ،و ﺣﺗﻣــﻞ أن ــون ﻣﻌﻧــﺎﻩ :ﺟﻣﻌــﺎ ﻓــﻲ ﺳــﻠب اﻟﺿـ ﺎء وﻓﻘــد اﻟﻧــور ،ﻓﻌﻠــﻰ ﻫــذا ﻻ ــون اﻟﻘﻣــر
ﺛم ﻧﻌرف أن ﻫذﻩ اﻵ ـﺎت اﻟﻣ ﺎر ـﺔ ﺗﺗﺣـدث ﻋـن أﻫـوال اﻟﻘ ﺎﻣـﺔ ) (6
ﻣ ر ار إذا أرد ﺎﻟﺛﺎﻧﻲ ﻏﯾر اﻷول
وﺗﻌظ ﻣﻬﺎ ،واﻟﻌرب ﺗﺳﺗﻌﻣﻞ ﻫذا ﻓ ﻣﺎ ﻘﺻد ﻪ اﻟﺗﻬو ﻞ واﻟﺗﻌظ م وﻣﻧﻪ ﻗوﻟﻬم:
و ﻌد ﻫذﻩ اﻟﺟوﻟﺔ اﻟطﯾ ﺔ ﻓﻲ رﺣﺎب اﻵ ﺎت اﻟﺳﺎﻟﻔﺔ اﻟذ ر ﻧﻧﺗﻘﻞ إﻟﻰ ﻗوﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ:
﴿أ َْوَﱃ ﻟَ َ
ﻚ ﻓَـﺄ َْو َﱃ﴾ ﺛـم ورد ﻓـﻲ اﻵ ـﻪ ﻌـدﻫﺎ آ ـﺔ ﺷـﺑﯾﻬﺔ ﻟﻬـﺎ ﻗوﻟـﻪ ﺗﻌـﺎﻟﻰ﴿ :ﺛُـ ﱠم أ َْوَﻟـﻰ َﻟ َ
) (4
ـك َﻓـﺄ َْوَﻟﻰ﴾
)(5
ﻟﻠﺳﺎﺋﻞ أن ﺳﺄل ﻋن ﺗﻛرر ﻟﻔظﺔ "أ َْوَﻟﻰ" وﻋن اﻟﻔﺎﺋدة اﻟﻣﺧﻔ ﺔ ﻣن وراﺋﻬﺎ؟
واﻟﺟواب ﻋﻧﻪ أن ﻘﺎل :إن اﻟﻠﻔظﺔ ﻣﺷﺗﻘﺔ ﻣن َوِﻟﻲ َﯾﻠـﻰ ،إذا ﻗـرب ﻣﻧـﻪ ﻗـرب ﻣﺟـﺎورة ،ﻓ ﺄﻧـﻪ
َ
ﻗﺎل :اﻟﻬﻼك ﻗرب ﻣﺟﺎور ﻟك ،ﺑﻞ ﻫو أوﻟﻰ وأﻗرب ،أﻣﺎ اﻟﺗﻛرر ﻟﻔظﺎ ،ﻓﻬـو ﻏﯾـر ﻣﻌﯾـب إذا ﺗﻛـرر
ﻫــذا إذا ) (6
ﻟﻣﻌــﺎن ﻣﺧﺗﻠﻔــﺔ ،ﻓــﺎﻷول ﯾـراد ــﻪ اﻟﻬــﻼك ﻓــﻲ اﻟــدﻧ ﺎ ،واﻟﺛــﺎﻧﻲ؛ ﯾـراد ــﻪ اﻟﻬــﻼك ﻓــﻲ اﻵﺧـرة
اﻋﺗﺑرﻧﺎﻫﺎ ﻣ ررة ﻣرﺗﯾن ،وﻟﻛن اﻷرﺟﺢ أﻧﻪ ﺗﻛررت ﻫذﻩ اﻟﻠﻔظﺔ أرﻊ ﻣرات ،و رر ﻟﻠﺗﺄﻛﯾد ﺄﻧﻪ ﻗﺎل:
و ﻞ ﻟك ﻓو ﻞ ﻟك ،ﺛم و ﻞ ﻟك ﻓو ـﻞ ﻟـك ،أ :و ـﻞ ﻟـك ﯾـوم اﻟﻣـوت وو ـﻞ ﻟـك ﻓـﻲ اﻟﻘﺑـر ،وو ـﻞ ﻟـك
ٕوان ﺟﻣﻬــور اﻟﻣﻔﺳــرن ذﻫﺑـوا إﻟــﻰ أﻧــﻪ ﻟﻠﺗﻬدﯾــدٕ ،واﻧﻣــﺎ ُ ــرر ﻷن ) (7
ﺣــﯾن اﻟ ﻌــث وو ــﻞ ﻟــك ﻓــﻲ اﻟﻧــﺎر
) (1اﻟﺑﯾت ﻣﺧﺗﻠﻒ ﻓﻲ ﻧﺳﺑﺗﻪ إﻟﻰ ﻋد ﺑن زد ،أواﺑﻧﻪ ﺳوادة ،أوﺣﻔﯾدﻩ ﺳواد ﺑن زد ﺑن ﻋد اﻧظر دﯾوان ﻋد ص .65
) (2اﻧظر ﻣﻼك اﻟﺗﺄو ﻞ أﺣﻣد اﻟﻐرﻧﺎطﻲ .932 |2
) (3ﺑ ﺎن اﻟﻘرآن أﺷرف ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻬﺎﻧو .16 |12
) (4ﺳورة اﻟﻘ ﺎﻣﺔ اﻵ ﺔ .34
) (5اﻟﺳورة اﻟﺳﺎ ﻘﺔ اﻵ ﺔ .35
) (6درة اﻟﺗﻧزﻞ وﻏرة اﻟﺗﺄو ﻞ اﻟﺧطﯾب اﻹﺳ ﺎﻓﻲ ص .351
) (7ﺗﻔﺳﯾر اﻟﻧﺳﻔﻲ .301 |4
184 ﺗﻜﺮار اﻷﲰﺎء
اﻟﻣﻌﻧﻰ :أوﻟﻰ ﻟك اﻟﻣوت ﻓﺄوﻟﻰ ﻟك اﻟﻌذاب ﻓﻲ اﻟﻘﺑر ،ﺛم أوﻟﻰ ﻟك أﻫوال اﻟﻘ ﺎﻣـﺔ وأوﻟـﻰ ﻟـك ﻋـذاب
اﻟﻧﺎر).(1
أر ﻋﻠﻣﺎء ﺷ ﻪ اﻟﻘﺎرة ﻓﻲ اﻟظﺎﻫرة ﻫﻧﺎ :ﻘول اﻟﺷﯾﺦ ﺎﻧﻲ ﺑﺗﻲ ﻫﻧﺎ :ورد ﻣ ر ار ﻟﻠﺗﺄﻛﯾد و ﺣﺗﻣﻞ أن
ﯾـراد ـﻪ و ﻠــك ﻟـك ﻓــﻲ اﻟـدﻧ ﺎ ﺎﻟﻘﺗـﻞ واﻟﻠﻌــن وذ راﻟﺳـوء واﻟﺗﻌــذﯾب ,وو ـﻞ ﻟـك ﯾــوم اﻟﻣـوت ٕواذا ﻌﺛــت,
وو ــﻞ ﻟــك إذا دﺧﻠــت اﻟﻧــﺎر) . (2ورد ﻫــذا اﻟﺗﻛ ـرار ﺗﺄﻛﯾــدا ﻋﻠــﻰ اﻟﺗﺄﻛﯾــد و ﻔﯾــد ﻣﻌﻧــﻰ ﺷــدة اﻟﻐﺿــب
واﻟوﻋﯾــد ،و وﺟــد ﻟــﻪ ﻧظــﺎﺋر ﻓــﻲ اﻟﻠﻐــﺎت اﻷﺧــر ) .(3ــرر ﻟﻔظــﺔ أوﻟــﻰ ﻣـرﺗﯾن أن اﻟﻧﺑــﻲ ﻋﻠ ــﻪ اﻟﺳــﻼم
أﺧـذ ﺑﯾــد أﺑــﻲ ﺟﻬــﻞ وﻗــﺎل ﻟــﻪ :أوﻟــﻰ ﻟــك ﻓــﺄوﻟﻰ ﺛـم أوﻟــﻰ ﻟــك ﻓــﺄوﻟﻰ وﻣﻌﻧــﺎﻩ :دﻋــﺎ ﻋﻠ ــﻪ ﺎﻟو ــﻞ ﻓﻧــزل
اﻟﻣـ ـراد ﺎﻵ ــﺔ اﻷوﻟ ــﻰ اﻟ ــدﻋﺎء ﻋﻠ ــﻪ ﺎﻟو ــﻞ ﻓ ــﻲ
اﻟﻘـ ـرآن ﺻـ ـ ﻐﺔ ﻗ ــول اﻟﻧﺑ ــﻲ ﻋﻠ ــﻪ اﻟﺳ ــﻼم ،وﻗﯾ ــﻞُ :
داراﻟدﻧ ﺎ ،و ﺎﻟﺛﺎﻧ ﺔ؛ اﻟدﻋﺎء ﻋﻠ ﻪ ﺎﻟو ﻞ ﻓﻲ اﻟداراﻵﺧرة).(4
ﻓــﺎﻟﺗﻛرار ﻟﻠﻔــظ أوﻟــﻰ أر ــﻊ ﻣـرات دﻻﻟــﺔ ﻋﻠــﻰ أن اﻟو ــﻞ ﻟــك ﺣ ـﺎً واﻟو ــﻞ ﻟــك ﻣﯾﺗـﺎً واﻟو ــﻞ ﻟــك ﯾــوم
اﻟ ﻌث واﻟو ـﻞ ﻟـك ﯾـوم ﺗـدﺧﻞ اﻟﻧـﺎر .واﻟﺧﻼﺻـﺔ أﻧـﻪ ﻣـﻊ اﺧـﺗﻼف اﻟﻌﻠﻣـﺎء ﻓـﻲ إطـﻼق اﻟﺗﻛـرار ﻋﻠـﻰ
ﯾوﺿــﺢ ﻟﻧــﺎ أﻧﻬ ـم ﻻ ﯾﺧﺗﻠﻔــون ﻓــﻲ أن ــﻞ ﻣوﻗــﻒ
ذﻟــك اﻷﺳــﻠوب اﻟﻘرآﻧــﻲ ،ﻓــﺈن اﻟﻧظــر ﻓــﻲ أﻗ ـواﻟﻬم ّ
ﯾﺧﺗص ﺣﺎﻟﺔ أﺧر ﻏﯾر اﻟﺗﻲ ﺟﺎء ﺑﻬﺎ اﻷول ،وﻟﻪ ﻣوﻗﻒ ﺧﺎص ،وﺟو ﺧـﺎص ،وأﻫـداف ﺧﺎﺻـﺔ،
و ﻌطﯾﻧﺎ ﻣﻌﺎﻧﻲ ﺟدﯾدة إﻣﺎ ﺗﻛون واﺿﺣﺔ ﻣـن إﺿـﺎﻓﺎت ﻧ ارﻫـﺎ ﻓـﻲ اﻟﻛـﻼم ،أوﻣـن ﺧـﻼل ﻣـﺎ ﻧﺳـﺗﻧﺗﺟﻪ
ﻣن ﻓروق ﺑﯾن ﻧﺻوص ﻣﺗﺷﺎﺑﻬﺔ.
) (1اﻧظر اﻟﺑرﻫﺎن ﺗوﺟ ﻪ ﻣﺗﺷﺎ ﻪ اﻟﻘرآن اﻟﻛرﻣﺎﻧﻲ ص .212اﻟﻘرطﺑﻲ 115 |19وﻣﺎ ﻌدﻫﺎ
) (2اﻧظر ﺗﻔﺳﯾر اﻟﻣظﻬر ﺎﻧﻲ ﺑﺗﻲ .145/10
) (3ﺗﻔﺳﯾر ﻣﺎﺟد درﺎ آ ﺎد .1160/2
) (4اﻟﻣﻔﺗﺎح ﻋﻠﻰ اﻟﺟﻼﻟﯾن اﻟﺣﺳﯾن ﺑن رﺎن ص .184
) (5ﺳورة اﻟرﺣﻣن اﻵ ﺔ .7
) (6اﻟﺳورة ﻧﻔﺳﻬﺎ اﻵ ﺔ 8
) (7اﻟﺳورة اﻟﺳﺎ ﻘﺔ اﻵ ﺔ .9
185 ﺗﻜﺮار اﻷﲰﺎء
ان﴾ ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻵ ـﺎت اﻟﻣﺗﺗﺎﻟ ـﺎت ﺛـﻼث ﻣـرات ،ﻓ ﺳـﺄل اﻟﺳـﺎﺋﻞ ﻋـن ﺣ ﻣـﺔ ﻫـذا اﻟﺗﻛـرار، ِ
ﻠﻣﺔ ﴿اْﻟﻣ َﯾز َ
وﻟﻣﺎ ﻟم ﺗﻒ ﺎﻻﺿﻣﺎر؟
واﻟﺟـواب ﻋــن ﻫــذا أن ﻘــﺎل :إﻧــﻪ أﻋﯾــد ذ راﻟﻣﯾـزان ،ﻷن ﻫــذﻩ اﻵ ــﺎت ﻟــم ﺗﻧــزل ﻣﻌــﺎ ﻓــﻲ وﻗــت
واﺣ ــد ،وﻟ ــو ﻧزﻟ ــت ﻣﻌ ــﺎ ﻷﺿ ــﻣر ذ ــر اﻟﻣﯾـ ـزان ،وﻟﻛ ــن ﻟﻣﺎﻧزﻟ ــت ﻣﺗﻔرﻗ ــﺔ ﻟ ــم ﯾﺟ ــز إﻻ إظﻬ ــﺎر ذ ــر
اﻟﻣﯾ ـزان ،ﻷﻧــﻪ ﻟــم ﯾﺟــر ﻟــﻪ ذ ــر ﻓــﻲ ــﻞ وﻗــت أﻧزﻟــت ﻓ ــﻪ إﺣــد ﻫــذﻩ اﻵ ــﺎت ،وﻫــذا إن ﺗــﺄﺗﻰ ﻓــﻲ
اﻟﻣﯾ ـزان اﻟﺛﺎﻟــث ،ﻓﺈﻧــﻪ ﻻ ﯾﺗ ـﺄﺗﻰ ﻓ ﻣــﺎ ﻗﺑﻠــﻪ ،ﻷن اﻟﺛــﺎﻧﻲ ﺗﻔﺳــﯾراﻷولٕ ،وان ﺎﻧــت" أن" ﻣﻌﻧــﻰ :أ :
أوﻋﻠﺔ إذا ﺎﻧت "أن" ﻣﻘدرة ﻣﻌﻬﺎ اﻟـﻼم أ :ﻻ ﺗطﻐـوا ،و ـﺎن ذﻟـك ﻻﯾﺟـوز ﻣـﻊ اﻧﻘطـﺎع اﻟﺛـﺎﻧﻲ ﻋـن
اﻷول ،وﻻ اﻷول ﻋن اﻟﺛﺎﻧﻲ) .(1ﺛم اﻟﻣراد ﺑذ ر اﻟﻣﯾزان إﻋﻼم اﻟﻌ ﺎد ﻣﺎ ـﻪ ﻗـوام أﺣـواﻟﻬم واﺳـﺗﻘﺎﻣﺔ
أد ﺎﻧﻬم ﻣن إﺟـراء أﻣـورﻫم ﻋﻠـﻰ اﻟﻌـدل اﻟـذ أﻣـر ـﻪ ﺳـ ﺣﺎﻧﻪ وﺗﻌـﺎﻟﻰ ﻓـﻲ ﺛﯾـر ﻣـن اﻵ ـﺎت طﻠـب
ﺑﻬــﺎ اﻟوﻓــﺎء ﻓــﻲ اﻟﻛﯾــﻞ واﻟﻣﯾ ـزان اﻟﻣﺣﺳوﺳــﯾن ﻟﺑ ــﺎن اﻷﻣــر ﻓﯾﻬﻣــﺎ ،وذم ﺳ ـ ﺣﺎﻧﻪ وﺗﻌــﺎﻟﻰ ﻣــن ﯾﺧﺳــر
ـﯾن﴾) (2وﻫـذا اﻟﺗﻛر ـر ﻋﻠـﻰ ﺣﺳـب ﺟـر ﻓﯾﻬﻣﺎ وﺟﻌﻞ ﺟزاءﻩ اﻟو ﻞ واﻟﻬﻼك ﻣﺎ ﻗـﺎل﴿ :و ـﻞ ِﻟْﻠﻣ َ ِ ِ
طّﻔﻔ َ َْ ٌ ُ
ﻋﺎدة اﻟﻌرب ﻓ ﻣـﺎ ﻟﻬـﺎ ـﻪ اﻋﺗﻧـﺎء واﻫﺗﻣـﺎم وﻫـذا ﻣوﺟـود ﻓـﻲ ـﻼم اﻟﻌـرب ﺛﯾـرا ،إذا ﻗﺻـدوا اﻻﻫﺗﻣـﺎم
ﻓﺎﻪﻠﻟ ﺳ ﺣﺎﻧﻪ وﺗﻌﺎﻟﻰ أﻋﺎدﻩ ﺛﻼث ﻣرات ﻓﺻرح وﻟم ﺿـﻣر ﻟﻛـون ) (3
واﻻﻋﺗﻧﺎء واﻟﺗﻬو ﻞ واﻻﺳﺗﻌظﺎم
ـﻞ واﺣــد ﻗﺎﺋﻣـﺎ ﺑﻧﻔﺳــﻪ ﻏﯾــر ﻣﺣﺗـﺎج إﻟــﻰ اﻷول ،و ـﻞ واﺣــد ﻔﯾــد ﻣﻌﻧـﻰ ﺟدﯾــد ،ﻓـﺎﻷول ﻣﯾـزان اﻟــدﻧ ﺎ
ﺛــم ﻔﯾــد ﻫ ـذا اﻟﺗﻛ ـرار اﻟﺗﺷــدﯾد ﻓــﻲ اﻟﺗوﺻ ـ ﺔ وﺗﺄﻛﯾــد ) (4
واﻟﺛــﺎﻧﻲ ﻣﯾ ـزان اﻵﺧ ـرة واﻟﺛﺎﻟــث ﻣﯾ ـزان اﻟﻌﻘــﻞ
وﻣــن اﻟﻣﻌــﺎﻧﻲ اﻟﻣﺳــﺗﻔﺎدة ﻣــن ورود ﻠﻣــﺔ اﻟﻣﯾ ـزان ﻫﻧــﺎ أﻧــﻪ أر ــد ) (5
اﻷﻣــر ﺎﺳــﺗﻌﻣﺎﻟﻪ واﻟﺣــث ﻋﻠ ــﻪ
ﺎﻷول آﻟﺔ ﻣﺎ ﺗزن ﻪ اﻷﻋﻣﺎل ،اﻟﺛﺎﻧﻲ؛ ﻣﻌﻧﻰ ﻣﺻدر أ :ﻻ ﺗطﻐوا ﻓـﻲ اﻟﻣﯾـزان أ :ﻓـﻲ اﻟـوزن،
وأن ﻫـذا اﻟﺗﻛر ـر ﻫـو ﺗو ﯾـد ﻓـﻲ ) (6
واﻟﺛﺎﻟث ﯾراد ﻣﻧﻪ اﻟﻣﻔﻌول أ :ﻻ ﺗﺧﺳروا اﻟﻣﯾزان أ :اﻟﻣـوزون
إ ﻔﺎء اﻟﺣﻘوق وﻋدم اﻟﺗطﻔﯾﻒ ﻟﻔر اﻟﺣﺎﺟﺔ إﻟ ﻪ ﻓﻲ اﻟﻣﻌﺎﻣﻼت اﻟﺟﺎرﺔ ﺑﯾن اﻟﻧﺎس).(7
) (1اﻧظر درة اﻟﺗﻧزﻞ وﻏرة اﻟﺗﺄو ﻞ اﻟﺧطﯾب اﻹﺳ ﺎﻓﻲ ص .367
) (2ﻣﻼك اﻟﺗﺄو ﻞ أﺣﻣد اﻟﻐرﻧﺎطﻲ .952 |2
) (3درة اﻟﺗﻧزﻞ وﻏرة اﻟﺗﺄو ﻞ اﻹﺳ ﺎﻓﻲ ص .367
) (4ﻣﻔﺗﺎح اﻟﺟﻼﻟﯾن اﻟﺣﺳﯾن ﺑن رﺎن ص .202
) (5ﺳورة اﻟﻘدراﻵ ﺎت .3 ،2 ،1
) (6اﻧظر اﻟﺑرﻫﺎن ﻓﻲ ﺗوﺟ ﻪ ﻣﺗﺷﺎ ﺔ اﻟﻘرآن اﻟﻛرﻣﺎﻧﻲ ص .222
188 ﺗﻜﺮار اﻷﲰﺎء
وﻧﻘــﻞ ﻋــن اﺑــن ﻋ ــﺎس :أن اﻟﺳــورة ﺛﻼﺛــون ﻠﻣــﺔ ،وﻗوﻟــﻪ"ﻫﻲ" ﻫــﻲ اﻟﺳــﺎ ﻌﺔ
اﻟﺗﻔﺧـ م ﻣــﺎ ﻻﯾﺧﻔــﻰ ُ .
) (1
) (1ﻓﺗﺢ اﻟﻘدﯾر اﻟﺷو ﺎﻧﻲ 486 |5و ﺗﻔﺳﯾر اﻟﻧﺳﻔﻲ .354 |4
) (2ﺳورة اﻻﺧﻼص اﻵﯾﺗﺎن .2 ،1
) (3اﻟﺑرﻫﺎن ﻓﻲ ﺗوﺟ ﺔ ﻣﺗﺷﺎ ﻪ اﻟﻘرآن اﻟﻛرﻣﺎﻧﻲ ص .227
) (4اﻧظر ﺗﻔﺳﯾر اﻟﺑ ﺿﺎو .548 |5وﺗﻔﺳﯾر أﺑﻲ اﻟﺳﻌود .212 |9
) (5ﺗﻔﺳﯾر اﻟﻣظﻬر ﺎﻧﻲ ﺑﺗﻲ .372/10
) (6ﻣﻔﺗﺎح اﻟﺟﻼﻟﯾن اﻟﺣﺳﯾن ص .225
) (7اﻟﻬﻼﻟﯾن ﻣﺣﻣد ﺗراب ﻋﻠﻲ أﺑواﻟﺑر ﺎت ط ﻊ ﺎﻧﺑور اﻟﻬﻧد ص .171
190 ﺗﻜﺮار اﻷﲰﺎء
س ِﰲ اﳋَﻨﱠـ ِ ﱠ ِ
ـﺎس Oاﻟــﺬي ﻳُـ َﻮ ْﺳـ ِﻮ ُ ـﺎس ِ Oﻣـ ْـﻦ َﺷـ ِّـﺮ اﻟ َْﻮ ْﺳـ َـﻮ ِ
اس ْ ـﺎس Oإِﻟَـ ِـﻪ اﻟﻨﱠـ ِ ـﺎس Oﻣﻠِـ ِ
ـﻚ اﻟﻨﱠـ ِ ب اﻟﻨﱠـ ِ َ ـﻞ أَﻋُــﻮذُ ﺑِـ َـﺮ ِّ
﴿ﻗُـ ْ
ـﺎس( ﻓـﻲ ﻫـذﻩ اﻟﺳـورة ﻓـﻲ ﺧﻣﺳـﺔ ﺎس﴾) (1ﻧﻼﺣـظ أﻧـﻪ ـررت ﻠﻣـﺔ )اﻟﱠﻧ ِ ـﺎس ِ Oﻣ ْـﻦ ا ْﳉِﻨﱠ ِـﺔ َواﻟﻨﱠـ ِ ﺻ ُﺪوِر اﻟﻨﱠ ِ ُ
ﻣواﺿﻊ ،ﻟﻠﺳﺎﺋﻞ أن ﺳﺄل ﻋن ﻫذا اﻟﺗﻛرار وﻓﺎﺋدﺗﻪ؟
أر ﻋﻠﻣــﺎء ﺷـ ﻪ اﻟﻘــﺎرة ﻓــﻲ اﻟظــﺎﻫرة :ﻘــول اﻟﺷــﯾﺦ ــﺎﻧﻲ ﺑﺗــﻲ ﻫﻧــﺎ ﻣﻌﻠﻘــﺎ :وﺗﻛر ــر اﻟﻧــﺎس ﺎﻹظﻬــﺎر
ﻣــن ﻏﯾــر إﺿــﻣﺎر ،ﻷﻧـﻪ ﻋطــﻒ ﺑ ــﺎن ﻗــد ُوﺿــﻊ ﻟز ــﺎة اﻟﻛﺷــﻒ واﻟﺑ ــﺎن ،وﻓــﻲ إظﻬــﺎر ﻠﻣــﺔ "اﻟﻧــﺎس"
وﻋــدم إﺿــﻣﺎرﻫﺎ ،ز ــﺎدة اﻟﺑ ــﺎن واﻹﺷـﻌﺎر ﺷــرف اﻟﻧﺑــﻲ ﻋﻠ ــﻪ اﻟﺳــﻼم وأﺗ ﺎﻋــﻪ) .(5و ﺑــدو واﺿــﺣﺎ ﻫﻧــﺎ
ﻧﻧﺗﻘﻞ اﻵن إﻟﻰ ﺗﻛرار آﺧر ورد ﻓﻲ ﺳورة اﻟﻧﺣﻞ ﻗوﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ:
ﻮر َرِﺣﻴ ٌﻢ﴾) (5وﻧـر ﻚ ﻟِﻠﱠ ِﺬﻳﻦ ﻫﺎﺟﺮوا ِﻣﻦ ﺑـﻌ ِﺪ ﻣﺎ ﻓُﺘِﻨُﻮا ﰒُﱠ ﺟﺎﻫ ُﺪوا وﺻﺒـﺮوا إِ ﱠن رﺑﱠ َ ِ ِ
ﻚ ﻣ ْﻦ ﺑَـ ْﻌﺪ َﻫﺎ ﻟَﻐَ ُﻔ ٌ َ َ َ َ ََ ُ َ َ َُ ْ َْ َ ﴿ﰒُﱠ إِ ﱠن َرﺑﱠ َ
ﻮء ِﲜَ َﻬﺎﻟَ ٍـﺔ ﰒُﱠ َ ﺑُـﻮا ِﻣ ْـﻦ
ﺴ َﻳﻦ َﻋ ِﻤﻠُﻮا اﻟ ﱡ أﻧﻪ ﺗﻛررت ﻧﻔس اﻷداة ﻓﻲ اﻵ ﺎت ﻌدﻫﺎ ﻗوﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﴿ﰒُﱠ إِ ﱠن رﺑﱠ َ ِ ِ
ﻚ ﻟﻠﱠﺬ َ َ
و ﻌد ﻫذا اﻟﺳﻔر اﻟﻣ ﻣون ﻓﻲ ظﻞ اﻵ ﺎت اﻟﺳﺎ ﻘﺔ ﻣن اﻷﺣﺳن أن ﻧﻧﺗﻘﻞ إﻟﻰ ﻗوﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ:
ﯾﺛ ــور اﻟﺳـ ـؤال ﻓ ــﻲ اﻟ ــذﻫن ﻣ ــﺎ اﻟﺳ ــﺑب ﻓ ــﻲ ﺗﻛر ــر ) (3
ور﴾ ِ ﴿ َوَﻻ اﻟﻈﱡﻠُ َﻤ ـ ُ
ـﻮر َوَﻻ اﻟﻈّـ ـ ﱡﻞ َوَﻻ ا ْﳊَـ ُـﺮ ُ
ـﺎت َوَﻻ اﻟﻨﱡـ ُ
ﺣرف)ﻻ( أرﻊ ﻣرات ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻵ ﺔ وﻣﺎ اﻟﻔﺎﺋدة اﻟﺣﺎﺻﻠﺔ ﻣﻧﻪ؟
واﻟﺟ ـواب ﻋــن ﻫــذا أن ﻘــﺎل :إﻧﻬــﺎ ازﺋــدة ﻟﻠﺗﺄﻛﯾــد ،إذ ﻟ ـ س اﻟﻣ ـراد أن اﻟظﻠﻣــﺎت ﻓــﻲ ﻧﻔﺳــﻬﺎ ﻻ
ﺗﺳــﺗو ﺑــﻞ ﺗﺗﻔــﺎوت ﻓﻣــن ظﻠﻣــﺔ ﻫــﻲ أﺷــد ﻣــن أﺧــر ﻣــﺛﻼ ،و ــذا ﻘــﺎل ﻓ ﻣــﺎ ﻌــد ،ﺑــﻞ اﻟﻣ ـراد أن
اﻟظﻠﻣــﺎت ﻻ ﺗﺳــﺎو اﻟﻧــور ،واﻟظــﻞ ﻻ ﺳــﺎو اﻟﺣــرور ،واﻷﺣ ــﺎء ﻻ ﺗﺳــﺎو اﻷﻣ ـوات ،وزﻋــم اﺑــن
ﻋط ﺔ أن دﺧول ﻻ ﻋﻠﻰ ﻧ ﺔ اﻟﺗﻛرار ،ﺄﻧﻪ ﻗﯾﻞ :وﻻ اﻟظﻠﻣـﺎت واﻟﻧـور ،وﻻ اﻟﻧـور واﻟظﻠﻣـﺎت ،وﻫ ـذا
ﻓﺎﺳــﺗﻐﻧﻰ ﺑــذ راﻷواﺋﻞ ﻋـن اﻟﺛـواﻧﻲ ودل ﻣــذ ور اﻟﻛــﻼم ﻋﻠــﻰ ﻣﺗرو ــﻪ) .(4واﻟﻘــول ﺄﻧﻬــﺎ ﻣز ــدة ﻟﺗﺄﻛﯾــد
اﻟﻧﻔــﻲ ﻐﻧــﻲ ﻋــن اﻋﺗ ــﺎر ﻫــذا اﻟﺣــذف اﻟــذ ﻻ ﻓﺎﺋــدة ﻓ ـﻪ ،وﻗــﺎل اﻹﻣــﺎم اﻷﻟوﺳــﻲ :ــررت ﻻ ﻓ ﻣــﺎ
ــررت ﻟﺗﺄﻛﯾــد اﻟﻣﻧﺎﻓــﺎة ،ﻓﺎﻟظﻠﻣــﺎت ﺗُﻧ ـﺎﻓﻲ اﻟﻧــور وﺗُﺿــﺎدﻩ ،اﻟظــﻞ واﻟﺣــرور ــذﻟك ،ﻷن اﻟﻣ ـراد ﻣــن
و ﻌد ﻫذا اﻟﺳﻔر اﻟﻣ ﺎرك ﻓﻲ رﺣﺎب اﻵ ﺎت اﻟﻣذ ورة ﻧود أن ﻧﻧﺗﻘﻞ إﻟﻰ ﻗوﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ:
ﺗﺛــور ﺷــﺑﻬﺔ ﻓــﻲ ذﻫــن اﻟﺳــﺎﺋﻞ و ﺳــﺄل :ﻣــﺎ اﻟﺳــر ﻓــﻲ ﺎﻣــﺎ أَﺋِﻨﱠــﺎ ﻟَ َﻤ ْﺒـﻌُﻮﺛُــﻮ َن﴾ ِ ِ ِ
﴿أَﺋـ َﺬا ﻣ ْﺘـﻨَــﺎ َوُﻛﻨﱠــﺎ ﺗُـ َـﺮا ً َوﻋﻈَ ً
) (3
و ﻌد ﻫذﻩ اﻟرﺣﻠﺔ اﻟطﯾ ﺔ ﻓﻲ رﺣﺎب اﻵ ﺎت اﻟﺳﺎﻟﻔﺔ اﻟذ ر ﻧﻧﺗﻘﻞ إﻟﻰ ﻗوﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ:
اﻟﺳـ ــﻣو ِ
ات ِ ِ ِ ﴿ﻳﺴـ ــﺒِﺢ ِﱠِ
ﻪﻠﻟ َﻣـ ــﺎ ِﰲ اﻟ ﱠ
ﺴـ ـ َـﻤ َﻮات َوَﻣـ ــﺎ ﰲ ْاﻷ َْرض﴾ ﺛـ ــم ورد ﻗوﻟـ ــﻪ ﺗﻌـ ــﺎﻟﻰْ َ﴿ :ﻌَﻠـ ـ ُـم َﻣـ ــﺎ ﻓـ ــﻲ ﱠ َ َ
) (2
ِ َُ ُّ
ض﴾) (3ﺛــم وردت ﻣـرة ﻓــﻲ ﻧﻔــس اﻵ ــﺔ ﻗوﻟــﻪ ﺗﻌــﺎﻟﻰَ﴿ :وَ ْﻌَﻠـ ُـم َﻣــﺎ ﺗُ ِﺳـ ﱡـرو َن َو َﻣــﺎ ﺗُ ْﻌِﻠُﻧــو َن﴾) (4ﻌــد و ْاﻷ َْر ِ
َ
ﺗﻌﻣ اﻟﻧظر ﻓﻲ اﻵ ﺔ اﻟﺳﺎ ﻘﺔ ﻧﺟد أﻧﻪ ﺗﻛرر ﺣرف "ﻣﺎ" ﻓﻲ اﻵ ـﺔ اﻷوﻟـﻰ ﻣـرﺗﯾن ،وورد ﻣـرة واﺣـدة
ﻓــﻲ ﺑدا ــﺔ آ ــﺔ اﻟﺛﺎﻧ ــﺔ ،وﺟــﺎءت ﻣﺗﻛــررة ﻓــﻲ آﺧراﻵ ــﺔ اﻟﺛﺎﻧ ــﺔ ،ﻌﺗــرض اﻟﺳــﺎﺋﻞ ﻋــن ﻫــذا اﻟﺗﻔــﻧن ﻓــﻲ
اﻷﺳﻠوب ،وﻋن ﺣ ﻣﺔ ورودﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻟﺷ ﻞ اﻟﻣ رر؟
واﻟﺟواب ﻋﻧﻪ أن ﻘﺎل :إﻧﻪ ﻟﻣﺎ ﺎن ﺗﺳﺑ ﺢ أﻫـﻞ اﻟﺳـﻣوات ﯾﺧﺗﻠـﻒ ﻋـن ﺗﺳـﺑ ﺢ أﻫـﻞ اﻷرض
ﻓﻲ اﻟﻛﻣ ﺔ واﻟﻛ ﻔ ﺔ واﻹﺧﻼص واﻟﻣواظ ﺔ ،ﻧﺎﺳـب ذﻟـك اﻟﺗﻔﺻـﯾﻞ ﺑ ـ"ﻣـﺎ" ﻟﻬـذا ﺗﻛـررت "ﻣـﺎ" ﻓـﻲ اﻵ ـﺔ
اﻷوﻟـﻰ ،وأﻣــﺎ ﻓــﻲ اﻟﺛﺎﻧ ـﺔ ﻓﻠﻣــﺎ ــﺎن اﻟﻌﻠــم ﻣﻌﻧـﻰ واﺣــد ﻻﯾﺧﺗﻠــﻒ ﻣﻌﻧـﺎﻩ ــﺎﺧﺗﻼف اﻟﻣﻌﻠوﻣــﺎت ﻧﺎﺳـ ﻪ
ذﻟـك وﺣـذف ﺣــرف"ﻣـﺎ" وﻟـم ﯾﺗﻛــرر ،وﻫ ـذا ﻠﻣـﺎ اﺧﺗﻠــﻒ ﻣﻌﻧـﻰ" اﻻﺳـرار واﻻﻋــﻼن" ﻓـﻲ آﺧـر اﻵ ــﺔ
اﻟﺛﺎﻧ ﺔ ﻧﺎﺳـب ذﻟـك إﻋـﺎدة ﺣـرف "ﻣـﺎ" ﻟﻣﺎﺑﯾﻧﻬﻣـﺎ ﻣـن اﻟﺑ ـﺎن ،واﻟﻔـرق ﺑﯾﻧـﻪ ﺗﻌـﺎﻟﻰ و ـﯾن ﻏﯾـرﻩ ﻓـﻲ ﻋﻠـم
اﻟﺳر واﻟﻌﻠن دون اﻟﺳر).(5
ﺣﺎوﻟت أن أﺟد أر ﺎ ﻟﻛﺗﺎب ﺷ ﻪ اﻟﻘﺎرة ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﻧﻘطﺔ ﻟﻛﻧﻧﻲ ﻟم أﺟد ﻟﻬم ﻗوﻻ...
ـﯾن﴾) (5ﻟﻠﺳــﺎﺋﻞ أن ﺳــﺄل ﻋــن ﺗﻛر ــر ﻟﻔظــﺔ ﴿ َ ـ ﱠـﻼ﴾ ﻓــﻲ ِ ِِ ﱠ ِ ِ
ـﺎب ْاﻷ َْﺑـ َـرِار َﻟﻔــﻲ ﻋّﻠِّﯾـ َ
ﺗﻌــﺎﻟﻰ َ ﴿ :ــﻼ إ ﱠن ﺗَـ َ
ﻫﺎﺗﯾن اﻵﯾﺗﯾن وﻣﺎ اﻟﻧﺗﯾﺟﺔ اﻟﻣﺗرﺗ ﺔ ﻋﻠ ﻪ؟
واﻟﺟ ـواب ﻋﻧــﻪ أن ﻘــﺎل :إن ﺗﻛراراﻟﻠﻔظــﺔ ﺗﻔﯾــد اﻟﻣﻌرﻓــﺔ ﺑوﻋــد اﻷﺑ ـرار ،ﻷﻧــﻪ ﺳــﺑ ﻓــﻲ اﻵ ــﺔ
اﻷوﻟﻰ وﻋﯾد اﻟﻔﺟﺎر ،ﻓ ﺄﻧﻪ ﻣن اﻷﻟﯾ أن ﺗرد ذ ر اﻟـﻧﻌم اﻟﺗـﻲ ﺗﺧـص اﻷﺑـرار ،ﻓﻬـذا ﺗﻛر ـر ﻟ ﻌﻘـب
ﺑوﻋــد اﻷﺑ ـرار ﻣﺎﻋﻘــب اﻷول ﺑوﻋﯾــد اﻟﻔﺟــﺎر إﺷــﻌﺎ ار ــﺄن اﻟﺗطﻔﯾــﻒ ُﻓﺟــور واﻹ ﻔــﺎء ﺑــر أوردع ﻋــن
اﻟﺗﻛذﯾب).(6
أر ﻋﻠﻣﺎء ﺷ ﻪ اﻟﻘﺎرة :واﻟﺷﯾﺦ ﺎﻧﺗﻲ ﺑﺗﻲ ﻻﯾﺧﺗﻠـﻒ ﻋـن اﻹﻣـﺎم اﻟﺑ ﺿـﺎو ﻓـﻲ ﺗﻌﻠ ﻘـﻪ ﻫﻧـﺎ ،ﻓﯾـوﺣﻰ
ﺄﻧــﻪ أﺧــذ ــﻼم اﻹﻣــﺎم وأدرﺟــﻪ ﻓــﻲ ﺗﻔﺳــﯾرﻩ ﻓﻠــذا اﻛﺗﻔﯾﻧــﺎ ﺑﻧﻘــﻞ ــﻼم اﻟﺑ ﺿــﺎو ﻓﻘــظ .وﻗــﺎل اﻟﺷــﯾﺦ
إﺻﻼﺣﻲ ﻣﺑﯾﻧﺎ ﺣ ﻣﺔ اﻟﺗﻛرار ﻫﻧﺎ :أﻋﯾد " َ ﻼ" ﻫﻧـﺎ ﻟﯾـرد زﻋﻣـﺎ ـﺎطﻼ ﻟﻣ ـذﺑﻲ اﻟﻘ ﺎﻣـﺔ ،ﻣـﺎ ﻣـر ﻓـﻲ
آ ـ ــﺔ ﻗﺑﻠﻬـ ــﺎ ﻌﻧـ ــﻲ ﻻ ﺳـ ــﺎو اﻟ ـ ــﺎر ﺎﻟﻔـ ــﺎﺟر ،ﻓﻠﻛـ ــﻞ ﻫـ ــؤﻻء ﺗـ ــﺎب ﺧـ ــﺎص ﺳـ ــﺟﻞ ﻓ ـ ــﻪ ﻣﺣﺎﺳـ ــﻧﻬم
وﻣﺂﺳﯾﻬم) .(7ﻧﺳﺗﻧﺗﺞ ﻣﻣﺎ ﺳﺑ دراﺳﺗﻪ أن اﻟﻐرض ﻣن اﻟﺗﻛرار ﻫﻧﺎ ﻫـو اﺳـﺗﻘﻼل ـﻞ ﻣوﻗـﻒ ﻣﻌﻧـﻰ
اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ
اﻟﺘﻜﺮار ﻏﯿﺮ اﻟﺘﺎم)اﻟﻤﺘﺸﺎﺑﮭﺎت(
ﺳــﺄﺗﺣدث ﻓــﻲ ﻫــذا اﻟﻔﺻــﻞ ﻋــن اﻟﺗﻛرارﻏﯾراﻟﺗــﺎم؛ )اﻟﻣﺗﺷــﺎﺑﻬﺎت( أ :ﻫــو ﺗﻛ ارراﻟﺟﻣﻠــﺔ أواﻵ ــﺔ
ﻣﻊ ﻌض اﻟﺗﻐﯾر ﻓﻲ ﺑﻧﺎﺋﻬـﺎ اﻟﺗر ﯾﺑـﻲ ،واﻟﺗـﻲ ﺗﺗﺷـﺎ ﻪ ﻓـﻲ أﻏﻠـب ﺑﻧ ﺎﺗﻬـﺎ اﻟﺗر ﯾﺑ ـﺔ ،ﻣـﻊ وﺟـود ﻌـض
اﻟﺗﻐﯾﯾر ﻓﻲ ﻌض أﺟزاﺋﻬﺎ اﻟﻣﺗﻣﺛﻠﺔ ﺑزﺎدة ﺟـزء ﻓـﻲ ﻣوﻗـﻒ وﻧﻘﺻـﺎﻧﻪ ﻓـﻲ ﻣوﻗـﻒ آﺧـر ،وﺗﻘـد م ﺟـزء
ﻓــﻲ ﻣوﻗــﻒ وﺗــﺄﺧﯾرﻩ ﻓــﻲ ﻣوﻗــﻒ آﺧــرٕ ،واﻓ ـراد ﺟــزء ﻓــﻲ ﻣوﻗــﻒ وﺟﻣﻌــﻪ ﻓــﻲ ﻣوﻗــﻒ آﺧــر ،و ــذﻟك
ﺑﺗﻌرﻒ ﺟزء ﻓﻲ ﻣوﻗﻒ وﺗﻧ ﯾرﻩ ﻓﻲ ﻣوﻗﻒ آﺧر ﻓﻲ ﻌض اﻷﺟزاء اﻟﺗر ﯾﺑ ﺔ ،وﻫذا اﻟـذ ذ ـر ﻓـﻲ
ﺗـب اﻟﺗــﻲ ﺗﻧﺎوﻟـت ﻣواﻗــﻊ اﻟﺗﻛـرار واﻟﻣﺗﺷـﺎﺑﻬﺎت ،وﻓــﻲ ﺗــب اﻟﺗﻔﺳـﯾر ﻣﻣــﺎ ﺗﺧﺗﻠــﻒ ﻓ ـﻪ اﻟﻌ ــﺎرة ،اﻟﺗــﻲ
ﻘﺎل :إﻧﻬﺎ ﻣ ـررة ﻓـﻲ ﻣﺳـﺎﻗﻬﺎ اﻟﺛـﺎﻧﻲ ،ﻋـن ﻣﺳـﺎﻗﻬﺎ اﻷول ،ﻘـول اﻟـد ﺗو ٕارﺑراﻫ م اﻟﺧـوﻟﻲ :ﺻـﻠﺢ أن
ﯾوﺿــﻊ ﻟــﻪ ﺗﺳــﻣ ﺔ وﻣﺻــطﺣﺎ ﻣﻼﺋﻣــﺎ ،وﻟﻌــﻞ ﻣﺻــطﻠﺢ "اﻟﻣﺗﺷــﺎﺑﻬﺎت" أوﻟــﻰ وأﻧﺳــب ﻟﻬــذا اﻟﻧــوع ﻣــن
اﻟﺗﻛرار)ُ .(1ﻣوﺿﺣﯾن أﺳرارﻫذا اﻻﺧﺗﻼف ﻣﺑﯾﻧﯾن أوﺟﻬﻪ ،وﻗﺳﻣﻧﺎ ﻫذا اﻟﻔﺻﻞ إﻟﻰ ﺧﻣﺳﺔ ﻣ ﺎﺣث.
اﻟﻣ ﺣث اﻷول :اﻟﻣﺗﺷﺎﺑﻬﺎت )ﻣﻊ ﻌض اﻟﺗﻐﯾر ﺑزﺎدة وﻧﻘﺻﺎن ﻓﻲ ﺑﻧﺎﺋﻬﺎ اﻟﺗر ﯾﺑﻲ(
اﻟﻣ ﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻟﻣﺗﺷﺎﺑﻬﺎت )ﻣﻊ ﻌض اﻟﺗﻐﯾر ﺑﺗﻘد م و ﺗﺄﺧﯾرﻓﻲ ﺑﻧﺎﺋﻬﺎ اﻟﺗر ﯾﺑﻲ(
وﻧﻧﺗﻘﻞ إﻟﻰ إﺛ ﺎت اﻟواو ﻓﻲ ﺳورة إﺑراﻫ م وﺣذﻓﻪ ﻓﻲ ﺳورة اﻟ ﻘرة ﻗوﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ:
ووردت ـﺎء ُﻛ ْﻢ﴾ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ
﴿ َوإ ْذ ﳒَﱠْﻴـﻨَــﺎ ُﻛ ْﻢ ﻣـ ْـﻦ آل ﻓ ْﺮ َﻋـ ْـﻮ َن ﻳَ ُ
) (2
ﺴـ َ ـﻮء اﻟ َْﻌـ َﺬاب ﻳُـ َﺬ ّﲝُﻮ َن أَﺑْـﻨَـ َ
ـﺎء ُﻛ ْﻢ َوﻳَ ْﺴــﺘَ ْﺤﻴُﻮ َن ﻧ َ ـﻮﻣﻮﻧَ ُﻜ ْﻢ ُﺳـ َ
ﺴـ ُ
ِ ن ِ ﻫذﻩ اﻵ ﺔ ﻓﻲ ﺳورة إﺑراﻫ مِ﴿ :إ ْذ أَﻧﺟ ُ ِ ِ ِ
ـﺎء ُ ْم
ـوء اْﻟ َﻌـ َذاب َوُـ َذّ ُﺣو َ أ َْﺑَﻧ َ
وﻧ ُ ْم ُﺳ َ ـﺎﻛ ْم ﻣ ْـن آل ﻓ ْرَﻋ ْـو َن َ ُﺳ ُ
ـوﻣ َ َ
ـﺎء ُ ْم﴾ ) (3ﻣﻧﺳ ــوﻗﺎ ﺣ ــرف اﻟﻌط ــﻒ ،ﻟﻠﺳ ــﺎﺋﻞ أن ﺳ ــﺄل ﻋ ــن إﺛ ــﺎت اﻟـ ـواوﻓﻲ ﺳ ــورة نِ
َوَ ْﺳ ــﺗَ ْﺣُﯾو َ ﻧ َﺳ ـ َ
إﺑراﻫ م؟
واﻟﺟواب ﻋﻧﻪ :أن ﺳورة إﺑراﻫ م ﺗﺗﺣدث ﻋن ﻗﺻص اﻟرﺳـﻞ ﻋﻠـﻰ اﻹﺟﻣـﺎل واﻹﯾﺟـﺎز ،ﻓـﺈن
ـوء
وﻧ ُ ْم ُﺳ ـ َ
ـوﻣ َ
اﻟﺗﻔﺻ ــﯾﻞ واﻹﺟﻣ ــﺎل أﻣ ــر ﻣطﻠ ــوب ﻋﻧ ــد اﻟﻌ ــرب ،ﻓﺄﺷ ــﺎر ﻗوﻟ ــﻪ ﺳـ ـ ﺣﺎﻧﻪ وﺗﻌﺎﻟﻰُ َ﴿:ﺳ ـ ُ
اب﴾ إﻟــﻰ ﺟﻣﻠــﺔ ﻣــﺎ اﻣﺗﺣﻧـوا ــﻪ ﻣــن ﻓرﻋــون وآﻟــﻪ ﻣــن اﺳــﺗﺧداﻣﻬمٕ ،واذﻻﻟﻬــم ﺎﻷﻋﻣــﺎل اﻟﺷــﺎﻗﺔ، اْﻟﻌـ َذ ِ
َ
واﺳﺗﺣ ﺎء ﻧﺳﺎﺋﻬم ،ﺛم ﺟرد ﺎﻟذ ر ﻣـﺎ ﻫـو أﺷـد وأﻋظـم اﻣﺗﺣﺎﻧـﺎ ﻓـورد ﻣﻌطوﻓـﺎ ﻷﻧـﻪ ﻣﻐﺎﯾرﻟﻣـﺎ ﺗﻘدﻣـﻪ،
وﻗـد ﻗﯾـﻞ آ ـﺔ اﻟ ﻘـرة واﻷﻋـراف ﻣـن ـﻼم ﷲ ﺗﻌـﺎﻟﻰ ﻟﻬـم ﻓﻠـم ﻌـدد اﻟﻣﺣـن، )(4
ﻓﻘﯾﻞ و ذ ﺣون أﺑﻧـﺎء م
وآ ــﺔ إﺑـراﻫ م ﻣــن ــﻼم ﻣوﺳــﻰ ﻋﻠ ــﻪ اﻟﺳــﻼم ﻌــددﻫﺎ ،و ﺣﺗﻣــﻞ أن ﻘﺗﻠــون ﻫــو ﻓــﻲ ﺗﻧو ــﻊ اﻷﻟﻔــﺎ
وﻣو َن وﻓﻲ إﺑـراﻫ م ﻋطﻔـﻪ ﻟ ﺣﺻـﻞ ﻧـوع
أ أﻧﻪ ﻟﻣﺎ ﺗﻌدد ﻫﻧﺎ ذ ر اﻟﻧﻌم أﺑدل ﯾذ ﺣون ﻣن ُ َﺳ ُ
ﻓﻲ اﻟذﻫن اﻟﺳؤال وﻫو ﻟﻣﺎذا أﺿﯾﻒ "ﻫو" ﻓﻲ اﻟﺟﺎﺛ ﺔ وﺳﻘط واو اﻟﻌطﻒ ﻫﻧﺎ؟
َﺧـ ُ ِ ِ
ﺻـ ْـﯾ ُت َرِّــﻲ
ـﺎف إ ْن َﻋ َ واﻟﺟـواب أن ﻘــﺎل :إﻧــﻪ ﺳـ ﻘت ﻫــذﻩ اﻵ ــﺔ ﻗوﻟــﻪ ﺗﻌــﺎﻟﻰُ﴿ :ﻗـ ْـﻞ ِإّﻧــﻲ أ َ
ف َﻋ ْﻧـ ُـﻪ َﯾ ْو َﻣِﺋـ ٍـذ َﻓَﻘـ ْـد َرِﺣ َﻣـ ُـﻪ﴾) (5ﻓﻬــﻲ اب َﯾـ ْـو ٍم َﻋظ ـ ٍم﴾ ﺛــم أﻋﻘــب ﻘوﻟــﻪ ﺗﻌــﺎﻟﻰَ ﴿ :ﻣـ ْـن ُ ْ
ﺻـ َـر ْ
)(4 ِ
َﻋ ـ َذ َ
ـك اْﻟَﻔ ْـوُز﴾ و ـﺄن ِ
ﺗﺗﺣدث ﻋﻣن ﺻرف ﻋﻧﻪ اﻟﻌـذاب ﻓـﻲ اﻵﺧـرة ﻓﻘـد رﺣﻣـﻪ ﻋطـﻒ ﻋﻠ ـﻪ ﻗوﻟـﻪ ﴿َوَذﻟ َ
اﻟﻛﻼم ﻓﻲ ﻗـوة ﻗوﻟـﻪ :ﻓﻘـد ُرﺣـم وﻓـﺎز ،أﻣـﺎ آ ـﺔ اﻟﺟﺎﺛ ـﺔ ﻓﻘـد ﺳـ ﻘﺗﻬﺎ ـﻼم ﷲ ﯾﺧﺑـر ﻓﯾﻬـﺎ ﻋـن ﻣﻧ ـر
ـوت َوَﻧ ْﺣَ ــﺎ َو َﻣــﺎ ُﯾ ْﻬِﻠ ُﻛَﻧــﺎ ِإ ﱠﻻ اﻟ ـﱠد ْﻫ ُر﴾) (6ﻓ ــﺎﻧوا ظﻧــون أن ﻫــذﻩ ِ
اﻟ ﻌــث ﴿ َﻣــﺎﻫ َﻲ ِإ ﱠﻻ َﺣَﺎﺗَُﻧــﺎ اﻟ ـﱡد ْﻧَﺎ َﻧ ُﻣـ ُ
اﻟﺣ ـﺎة ﻫــﻲ اﻟﺣﺎﺻـﻠﺔ ﻟﻬــم وﻻ ﺣ ـﺎة وراءﻫــﺎ ﻓﻣـن ﺗــﻧﻌم ﻓﯾﻬـﺎ ﻓــذﻟك ﻓـوزﻩ ،ﻟﻛــن أﺧﺑـروا أن اﻷﻣــر ﻟـ س
ﻣﺎ ظﻧوا ﻷن ﻫذﻩ اﻟﺣ ﺎة ﻫﻲ ﻟﻬو وﻟﻌـب ﺑـﻞ اﻟﺣ ـﺎة اﻷﺑد ـﺔ ﻫـﻲ دار اﻟﺣﯾـوان ،ﻓ ﺄﻧـﻪ ﻗﯾـﻞ ﻟﻬـم ﻫـو
اﻟﻔــوز ﻻ ﻣــﺎ ظﻧﻧﺗﻣــوﻩ ﻓــوزا ،ﻓــﺄﺣرز ﻣﻔﻬــوم اﻟﺿــﻣﯾر ﻫــذا اﻟﻣﻘﺻــود وﻟــم ﯾﺗﻘــدم ﻓــﻲ آ ــﺔ اﻷﻧﻌــﺎم ﻣــﺎ
ِ ِ
ﺿوا َﻋَﻠﻰ َرِّ َ
ـك َﺣ ًدا﴾ ﻓوردت ﻌدﻫﺎ اﻵ ﺔ اﻟﺗﻲ ﻧﺣن ﺻددﻫﺎ ﴿َو ُﻋ ِر ُ ﺎﻫ ْم َﻓَﻠ ْم ُﻧ َﻐﺎد ْر ﻣ ْﻧ ُﻬ ْم أ َ
َو َﺣ َﺷ ْرَﻧ ُ
)(10
أ :ﻣﺟــردﯾن ﻣــن ــﻞ ﻣﺗﻌﻠـ ،وﻟــم ﻘــﻊ ﻫﻧــﺎ ذ ــروﻻ ـﺎﻛم أﱠَول ﻣـ ﱠ ٍ
ـرة﴾ ﺻـًّـﻔﺎ َﻟَﻘـ ْـد ِﺟ ْﺋﺗُ ُﻣ َ
وﻧــﺎ َ َﻣــﺎ َﺧَﻠْﻘَﻧـ ُ ْ َ َ
)(11
َ
و ﻌد ﻫذﻩ اﻟﺟوﻟﺔ اﻟﻣ ﺎر ﺔ ﻓﻲ رﺣﺎب اﻵ ﺎت اﻟﺳﺎ ﻘﺔ اﻟذ ر ﻧﻧﺗﻘﻞ إﻟﻰ ﻗوﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ:
ض﴾) (3وﻗــد ﻧزﻟــت ﻓــﻲ ﺳــورة ﻓــﺎطر ﻗوﻟــﻪ ﺗﻌــﺎﻟﻰُ ﴿ :ﻫَو ﱠاﻟـ ِـذ َﺟ َﻌَﻠ ُﻛـ ْـم ﴿ َو ُﻫ َﻮاﻟﱠـ ِـﺬي َﺟ َﻌﻠَ ُﻜـ ْـﻢ َﺧ َﻼﺋِـ َ
ـﻒ ْاﻷ َْر ِ
ض﴾) (4ﻟﻠﺳــﺎﺋﻞ أن ﺳــﺄل و ﻘــول :ﻣــﺎ اﻟﺣ ﻣــﺔ ﻓــﻲ ز ــﺎدة ﺣــرف اﻟوﻋــﺎء )ﻓــﻲ( ﻓــﻲ ـﻒ ِﻓــﻲ ْاﻷ َْر ِ ِ
َﺧ َﻼﺋـ َ
ﺳورة ﻓﺎطر ٕواﺳﻘﺎطﻪ ﻣن ﺳورة اﻷﻧﻌﺎم؟
واﻟﺟواب ﻋﻧﻪ أن ﻘﺎل :إﻧـﻪ ﺗﻘـدم ﻗﺑـﻞ آ ـﺔ اﻷﻧﻌـﺎم ﻗوﻟـﻪ ﺳـ ﺣﺎﻧﻪ وﺗﻌـﺎﻟﻰُ﴿ :ﻗ ْـﻞ ِإﱠﻧِﻧـﻲ َﻫ َـد ِاﻧﻲ
ـر ٍ ُﻣ ْﺳــﺗَِﻘ ٍم﴾) (5واﺳــﺗﻣر اﻟﺧطــﺎب ﻟــﻪ ﻣﺑﯾﻧــﺎ ﺣﺎﻟــﻪ وﻣوﺿــﺣﺎ طر ﻘــﻪ إﻟــﻰ ﻗوﻟــﻪُ﴿ :ﻗـ ْـﻞ رِــﻲ ِإَﻟــﻰ ِ
ﺻـ َ ا َّ
ﻪﻠﻟااِ أَْ ِﻐــﻲ َرًّــﺎ َو ُﻫـ َـو َر ﱡب ُ ـ ِّـﻞ َﺷــﻲ ٍء﴾) (6ﻓﺄﺛﺑــت ﷲ ﺗﻌــﺎﻟﻰ ﻟﻧﻔﺳــﻪ اﺧﺗﺻــﺎص اﻟﻣﻠﻛــوت وﻗﻬـرﻩ،
َﻏ ْﯾـ َـر ﱠ
أَ
ْ
ﻓﻧﺎﺳــب ﻫــذا ﻣــﺎ ذ ــر ﻣــن إﻧﻌﺎﻣــﻪ ﻋﻠــﻰ ﻋ ــﺎدﻩ ﺑﺟﻌﻠﻬــم ﺧﻼﺋــﻒ اﻷرض ،وﻟو ــﺎن ﺣــرف اﻟوﻋــﺎء ﻟــم
ن ﻟ ﻔﻬم اﻟﺗوﺳـﻌﺔ ﻓـﻲ اﻻﺳـﺗ ﻼء واﻹطـﻼق إﻻ ﺿـﻣ م ﺣـرز ذﻟـك ،ﻷن ﻗوﻟـﻪ )ﻓـﻲ اﻷرض( إﻧﻣـﺎ
ﻔﻬــم أﻧﻬــﺎ ﻣوﺿــﻊ اﺳــﺗﺧﻼﻓﻬم ،وﻫــﻞ ﻠﻬــﺎ أو ﻌﺿــﻬﺎ ،ذﻟــك ﻣﺣﺗﻣــﻞ ،أﻣــﺎ ﺣــرف اﻟوﻋــﺎء ﻓــﺄظﻬر ﻓــﻲ
أﻣــﺎ ﻓــﻲ )(7
اﻟﺗﻌﻣـ م و إن ﻟــم ــن ﻧﺻــﺎ إﻻ أﻧــﻪ أظﻬــر ﻣــن اﻟﻣﻘﯾــد ﺣــرف اﻟوﻋــﺎء ﻓﻧﺎﺳــب اﻹطــﻼق
ﻗﺑﻠﻬﺎ ﻗوﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰٕ ﴿ :وِا ْذ ﺗَﺄ ﱠَذ َن رﱡ َك َﻟﯾ ْ ﻌﺛَ ﱠن َﻋَﻠ ْﯾ ِﻬم ِإَﻟﻰ ﯾو ِم اْﻟ ِﻘ ﺎﻣ ِﺔ ﻣ ْن ﺳوﻣﻬم ﺳوء اْﻟﻌ َذ ِ
اب﴾) (8وﻗد َ َ َ َُ ُُْ ُ َ َ َْ ْ َ ََ َ
ﺳﺑ ذ ر اﻟﻣﻘﺻودﯾن ﺑﻬذا اﻟوﻋﯾـد ,وذ ـر ﻣرﺗﻛ ـﺎﺗﻬم اﻟﺳـﯾﺋﺎت ﻓﺗﺧﻠﺻـت اﻵ ـﺔ ﻟﻠﻣﺳـﺗﺣﻘﯾن اﻟﻌﻘـﺎب
) (9
ﻣﺟﺗرﺣ ــﺎﺗﻬم اﻟﻣﻔﺻ ــﺣﺔ ﻔ ــرﻫم وﻋﻧ ــﺎدﻫم ,ﻓﻧﺎﺳ ــب ﺗﺄﻛﯾ ــد اﻟﺧﺑ ــر اﻟﻣﻧﺑ ــﻰء ﻌﻘ ــﺎﺑﻬم وﺳ ــوء ﻣ ــﺂﻟﻬم
ﯾن﴾) (7ﻓ ـﺎن ﻣـﺎ ِِ ﯾن﴾) (6ﺛم ﻗوﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ﴿ :وَﻟَﻘد ﺧَﻠْﻘﻧﺎ َﻓوَﻗ ُﻛم ﺳ ﻊ َ ِ
ط َراﺋ َ َو َﻣﺎ ُ ﱠﻧـﺎ َﻋ ْـن اْﻟ َﺧْﻠـ ِ َﻏـﺎﻓﻠ َ َ ْ َ َ ْ ْ ََْ ِط ٍ
ﺳﺑ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣ ﺎن ﻣﺛﻞ ﻣﺎ ﺗﻘدم ﻓﻲ ﺳورة اﻷﻋراف إﻻ أﻧـﻪ ﺎﯾﻧـﻪ ﻓـﻲ ورود ﻫـذﯾن اﻵﯾﺗـﯾن ,ﻓـدﺧﻞ
ْﻣ ُرو َن﴾) (5ﯾﺛور اﻟﺳؤال ﻓﻲ اﻟذﻫن ﻣﺎ ﺣ ﻣﺔ زﺎدة ﻠﻣـﺔ " ﺳـﺣرﻩ" ﻓـﻲ ﺳـورة ِ ِ ِ ِِ
أ َْرﺿ ُ ْم ﺳ ْﺣرﻩ َﻓ َﻣﺎ َذا ﺗَﺄ ُ
اﻷﻋراف وﻋدم زﺎدﺗﻪ ﻓﻲ ﺳورة اﻟﺷﻌراء؟
واﻟﺟواب ﻋﻧﻪ أن ﻘﺎل :إن آ ﺔ اﻷﻋراف ﻫو ﻣﺎ ﺣ ﻲ ﻣن ﻗول اﻟﻣﻸ ,واﻟﻣﻸ ﻟـم ﯾﺑﻠﻐـوا ﻣﺑﻠـﻎ
ﻓرﻋون ﻓﻲ إ طﺎل ﻣﺎ أوردﻩ ﻣوﺳـﻰ ﻋﻠ ـﻪ اﻟﺳـﻼم ,وﻟـم ـن ﺣـﺎل اﻟﻣـﻸ ﻣـن ﻗوﻣـﻪ ﺣﺎﻟـﻪ ﻓ ﻣـﺎ ذ ـر,
واﻛﺗﻔوا ﻘوﻟﻬم ﻟرﺳوﻟﻬم أو ﻌﺿﻬم ﻟ ﻌض ﴿َﻗﺎل اْﻟﻣ َﻸُ ِﻣ ْن َﻗو ِم ِﻓرﻋو َن ِإ ﱠن ﻫ َذا َﻟﺳ ِ
ﺎﺣٌر َﻋِﻠـ ٌم ُﯾ ِر ُـد أ ْ
َن َ َ ْ ْ َْ َ َ
ﺿ ـ ُ ْم﴾) (6ﻓﻬــؤﻻء ﻟـم ﯾﺟﻔ ـوا ﻓــﻲ اﻟﺧطــﺎب ﻣــﺎ ﺟﻔــﺎ ﻓرﻋــون) (7واﻟــذ ورد ﻓــﻲ ﺳــورة ﯾ ْﺧـ ِـرﺟ ُ م ِﻣــن أَر ِ
ُ َ ْ ْ ْ
ـﺎﺣٌر َﻋِﻠـ ٌم﴾ و ـﺎن أﺷـدﻫم اﻟﺷﻌراء ﻓﻬو ﻗول ﻓرﻋون ,وﺣ ﺎ ﺔ ﻣﺎ ﻗﺎﻟـﻪ ﻟﻠﻣـﻸ ﻣـن ﻗوﻣـﻪِ﴿ :إ ﱠن ﻫـ َذا َﻟﺳ ِ
َ َ
ﺗﻣــردا وأوﻟﻬــم ﺗﺟﺑـرا ,وز ــﺎدة " ﺳــﺣرﻩ" ﻣــن ﻓرﻋــون ﻟز ــﺎدة ﺣﻧﻘــﻪ وﻟﯾﺗﺑــﯾن ﺣــﺎل اﻟﻣــﻸ ﻣــن ﺣــﺎل ﻓرﻋــون
) .(8وﺧﻼﺻـﺔ اﻷﻣــر أن آ ــﺔ اﻷﻋـراف ﻣـن ــﻼم اﻟﻣــﻸ ,وآ ــﺔ اﻟﺷــﻌراء ﻣـن ــﻼم ﻓرﻋــون ،وﻟﻣــﺎ ــﺎن
ﯾﺛوراﻟﺳ ـؤال ﻓــﻲ اﻟــذﻫن ﻟﻣــﺎذا ز ــدت "ﻻﺿــﯾر" ﻓــﻲ ﺳــورة اﻟﺷــﻌراء وﻟــم ﯾــزد ﻓــﻲ ﺳــورة اﻷﻋ ـراف ﻣــﺎ
اﻟﺳﺑب؟
واﻟﺟواب ﻋﻧﻪ أن ﻘﺎل :إﻧﻬم ﻗﺎﺑﻠوا وﻋﯾدﻩ ﻣﺎ ﯾﻬوﻧﻪ و زﻞ أﻟﻣﻪ ﻣن اﻧﺗﻘﺎﻟﻬم إﻟﻰ ﺛواب ر ﻬـم
ﻣﻊ اﻟﻣﺗﺣﻘ ﻣن ﻣﻧﻘﻠب ﻣﻌذﺑﻬم ,ﻓﺟﺎء ﻓﻲ ﺳورة اﻟﺷﻌراء وﻫـﻲ اﻟﺗـﻲ ﻗﺻـد ﺑﻬـﺎ اﻹﻗﺗﺻـﺎص اﻷﻛﺑـر
ُﻣﻧَﻘِﻠُﺑو َن﴾ وﻓ ﻪ ﻔﺎ ﺔ ٕوا ﺎﻧﺔ ﻋن ﻫذا اﻟﻣﻌﻧﻰ ,وﻟﻣﺎ ﻟم ﻘﻊ ﻣن ﻗوﻟﻬم ﻣﺛﻠﻣـﺎ وﻗـﻊ ﻫﻧـﺎ ,ﻟـم ﯾﺟﯾﺋـوا ﻓـﻲ
اﻟﺟواب ﻣﺎ ﺟﺎءوا ﻫﻧﺎ ﻓﺎﻓﺗرق اﻟﻣوﺿﻌﺎن ,وﺟﺎء ﻞ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﺟب و ﻧﺎﺳب).(2
ﺣﺎوﻟت أن أﻋﺛر ﻋﻠﻰ أر ﻟﻌﻠﻣﺎء ﺷ ﻪ اﻟﻘﺎرة ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﻧﻘطﺔ ﻟﻛﻧﻧﻲ ﻟم أﻓز...
ﻧﻧﺗﻘﻞ إﻟﻰ ﻗوﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ:
﴿ َﻛ ﱠﻼ َﺳﻴَـ ْﻌﻠَ ُﻤﻮ َن ﰒ َﻛ ﱠﻼ َﺳﻴَـ ْﻌﻠَ ُﻤﻮ َن﴾) (3ﻧﻼﺣظ أﻧﻪ ررت ﺟﻣﻠﺔ ﴿ َ ﱠﻼ َﺳَ ْﻌَﻠ ُﻣو َن﴾ ﻓﻲ ﻫﺎﺗﯾن اﻵﯾﺗﯾن
ﻣرﺗﯾن ،ﻟﻠﺳﺎﺋﻞ أن ﺳﺄل و ﻘول :ﻣﺎ اﻟﺳﺑب ﻓﻲ ﺗﻛررﻫﺎ وﻣﺎ اﻟﻔﺎﺋدة اﻟﻣرﺟوة ﻣﻧﻬﺎ؟
واﻟﺟـ ـواب ﻋ ــن ﻫ ــذا أن ﻘ ــﺎل :إﻧ ــﻪ ﻣ ــن اﻟﻣﻌ ــروف أن اﻟﻌ ــرب ﻣﺗ ــﻰ اﻫﺗﻣ ــت ﺷ ــﻲء أرادﺗ ــﻪ
ﻟﺗﺣﻘ ﻘﻪ ،وﻗرب وﻗوﻋﻪ أوﻗﺻدت اﻟدﻋﺎء ﻋﻠ ﻪ ررﺗﻪ ﺗو ﯾدا ،ﻓ ﺄن اﻟﺗﻛرار ﻘ م ﻣﻘﺎم اﻟﻣﻘﺳـم ﻋﻠ ـﻪ،
واﻻﺟﺗﻬﺎد ﻓﻲ اﻟدﻋﺎء ﻋﻠ ﻪ ﺣﯾث ﻘﺻد اﻟدﻋﺎء ،ﻓﺎﻷول؛ وﻋﯾد ﻣﺎ ﯾروﻧﻪ ﻓﻲ اﻟدﻧ ﺎ ﻋﻧـد ﻓراﻗﻬـﺎ ﻣـن
ﻣﻘــرﻫم ،واﻟﺛــﺎﻧﻲ؛ وﻋﯾــد ﻣــﺎ ﯾﻠﻘوﻧــﻪ ﻓــﻲ اﻵﺧ ـرة ﻣــن ﻋــذاب ر ﻬــم ،و ﻠﻣــﺎ ﻟــم ﻘﺻــد ــﺎﻷول ﻣــﺎ ﻗﺻــد
وﻗﯾﻞ :ﺗﻛرر ﻟﻠﻣ ﺎﻟﻐﺔ وﺛم ﻟﻺﺷﻌﺎر ـﺄن اﻟوﻋﯾـد اﻟﺛـﺎﻧﻲ أﺷـد ،وﻗﯾـﻞ :اﻷول ﺎﻟﺛﺎﻧﻲ ،ﻟم ن ﺗﻛ ار ار
) (4
ﯾن﴾) (6ﻟﻠﺳــﺎﺋﻞ أن ﺳــﺄل ﻋــن ﺣ ﻣــﺔ ﺗﻛر ــر اﻵ ــﺔ ﻓــﻲ اﻟﻔﺎﺻــﻠﺗﯾن اﻟﻘــرﺑﺗﯾن وﻣــﺎ اﻟﻔﺎﺋــدة ﻣــن َﯾـ ْـوم اﻟـ ِّـد ِ
ُ
ﻫذا اﻟﺗﻛرار؟
ارﻓـﺎد اﻟﺗﻌظـ م ﻟﯾـوم اﻟـدﯾن ،وﻗﯾـﻞ :أﺣـدﻫﻣﺎ ﻟﻠﻣـؤﻣن واﻟﺛـﺎﻧﻲ؛
واﻟﺟواب ﻋﻧـﻪ أن ﻘـﺎل :إﻧـﻪ ﺗﻛر أ
وﻣـن اﻟﻣﻣ ـن أن ﯾـراد ) (2
وﻫذا دﻟﯾﻞ ﻋﻠﻰ ﺷـدة ﻫـول ﯾـوم اﻟﻘ ﺎﻣـﺔ ،واﻟﺗﻛر ـر ﻟز ـﺎدة اﻟﺗﻬو ـﻞ ) (1
ﻟﻠﻛﺎﻓر
ﻌد ﻫذﻩ اﻟوﻗﻔﺔ ﻋﻧد اﻵ ﺎت اﻵﻧﻔﺔ اﻟذ ر ﻧﻧﺗﻘﻞ إﻟﻰ آ ﺔ أﺧر ﻗوﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ:
ف ﺗَ ْﻌَﻠ ُﻣـو َن﴾) (8ﻧﻼﺣـظ أﻧـﻪ ﺗﻛـررت ﱠ ﴿ َﻛ ﱠﻼ َﺳ ْﻮ َ
ف ﺗَـ ْﻌﻠَ ُﻤـﻮ َن﴾ و ورد ﻌـد ﻗوﻟـﻪ ﺗﻌـﺎﻟﻰ﴿ :ﺛُـ ﱠم َ ـﻼ َﺳ ْـو َ
) (7
ف ﺗَ ْﻌَﻠ ُﻣو َن﴾ ﻓﯾﺛور اﻟﺳؤال ﻓﻲ اﻟذﻫن ﻣﺎ اﻟﺳﺑب واﻟوﺟﻪ اﻟ ﻼﻏﻲ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﺗﻛرار؟ ﱠ
ﺟﻣﻠﺔ ﴿ َ ﻼ َﺳ ْو َ
واﻟﺟ ـواب ﻋﻧــﻪ أن ﻘــﺎل :أن أﺣــدﻫﻣﺎ ﺗوﻋــد ــﻪ ﻏﯾرﻣــﺎ ﺗوﻋــد ــﻪ اﻵﺧــر ،ﻓــﺎﻷول؛ ﺗوﻋــد ﻣــﺎ
ﯾﻧــﺎﻟﻬم ﻓــﻲ اﻟــدﻧ ﺎ ،واﻟﺛــﺎﻧﻲ؛ ﺗوﻋــد ﻣــﺎ ﯾروﻧــﻪ ﻣــن ﻋــذاب اﻟﻘﺑــر ،ﻓ ﻼﻫﻣــﺎ ﻋــذاب ﻓــﻲ اﻟــدﻧ ﺎ ،إﻻ أن
وﻗﯾــﻞ :ﺗﻛر ــر ﻟﻠﺗﺄﻛﯾــد وﺛــم ) (9
أﺣــدﻫﻣﺎ ﻏﯾــر اﻵﺧــر ،وﻫــو ﻣﺛﻠــﻪ ﻓــﻲ اﻟﺷــدة ،ﻓﻠــذﻟك أﻋﯾــد ﺑﺗﻠــك اﻟﻠﻔظــﺔ
ﻟﻠدﻻﻟﺔ ﻋﻠﻰ أن اﻟﺛﺎﻧﻲ أﺑﻠﻎ ﻣن اﻷول ﻣﺎ ﻘول اﻟﻌظ م ﻟﻌﺑدﻩ :أﻗول ﻟك ﺛـم أﻗـول ﻟـك ﻻ ﺗﻔﻌـﻞ).(10
) (1ﻣﻌﺎﻧﻲ اﻟﻘرآن اﻹﻣﺎم اﻟﻔراء 287 |3ﺗﺣﻘﯾ ﻣﺣﻣد ﻋﻠﻰ اﻟﺻﺎﺑوﻧﻲ اﻟﻧﺎﺷر ﺟﺎﻣﻌﺔ أم اﻟﻘر ﻋﺎم 1409ﻫـ.
) (2اﻧظر اﻟﺑرﻫﺎن ﻓﻲ ﻋﻠوم اﻟﻘرآن اﻟزر ﺷﻲ .13/3
) (3ﻣﺣﺎﺳن اﻟﺗﺄو ﻞ اﻟﻘﺎﺳﻣﻲ .258/1
) (4ﻓﺗﺢ اﻟﻘدﯾر اﻟﺷو ﺎﻧﻲ .488 |5
) (5ﺗﻔﺳﯾر اﻟﻣظﻬر ﺎﻧﻲ ﺑﺗﻲ .334/10
) (6ﺗﻔﺳﯾر ﺗدﺑر ﻗرآن إﺻﻼﺣﻲ .523/9
) (7ﺗﻔﺳﯾر ﻣﺎﺟد درﺎ آ ﺎد .1208/2
220 اﻟﺘﻜﺮارﻏﲑاﻟﺘﺎم)اﳌﺘﺸﺎ ﺎت(
ﻘــﺎل ﻓــﻲ اﻟﺟ ـواب :إﻧــﻪ ُﯾ ـراد ﻣــن )ﺗَ ـ َـﺮُو َن( اﻷول رؤ ــﺔ اﻟﻌــﯾن ﻓــﻲ اﻟﻘﺑــر ،وُﻘﺻــد ﺑـ ـ )ﺗَ ـ َـﺮُو َن(
وﻗﯾﻞ :ﺗﻛرر ﻟﻠﺗﺄﻛﯾد ،وﺛم ﻟﻠدﻻﻟﺔ ﻋﻠـﻰ اﻷﺑﻠﻐ ـﺔ ،وﺟـوز أن ﺗﻛـون ) (1
اﻟﺛﺎﻧﻲ؛ رؤ ﺔ اﻟﻘﻠب ﻓﻲ اﻵﺧرة
اﻟرؤ ــﺔ اﻷوﻟ ــﻰ إذا رأﺗﻬ ــم ﻣ ــن ﻌﯾ ــد ،واﻟﺛ ــﺎﻧﻲ؛ إذا دﺧﻠوﻫ ــﺎ أووردوﻫ ــﺎ ،أواﻷول؛ اﻟﻣﻌرﻓ ــﺔ ،واﻟﺛﺎﻧ ــﺔ؛
اﻟﻣﺷﺎﻫدة واﻟﻣﻌﺎﻧ ـﺔ) .(2وﻧﺟـد ﺻـﺎﺣب اﻟﻣﻔﺗـﺎح ﻣـن ﻋﻠﻣـﺎء ﺷـ ﻪ اﻟﻘـﺎرة ﯾﺑـﯾن ﺳـﺑب ﺗﻛـرار اﻟﻔﻌـﻞ ﻫﻧـﺎ
ﻗــﺎﺋﻼ :أن اﻷوﻟــﻰ إذا رأﺗﻬــم ﻣــن ﻣ ــﺎن ﻌﯾــد واﻟﺛﺎﻧ ــﺔ؛ إذا وردوﻫــﺎ ،وﻗﯾــﻞ :اﻟﻣ ـراد ــﺎﻷوﻟﻰ اﻟﻣﻌرﻓــﺔ
و ﺎﻟﺛﺎﻧ ﺔ اﻹ ﺻﺎر).(3
إذن ﻋرﻓﻧﺎ أن اﻟﻐرض ﻣن اﻟﺗﻛرار ﻫو اﻟﺗﺄﻛﯾد واﻟﻣ ﺎﻟﻐـﺔ ،ﺎﻹﺿـﺎﻓﺔ إﻟـﻰ إﻓـﺎدة ﻣﻌﻧـﻰ ﺟدﯾـد،
أن ــﻞ ﺗﻛ ـرار ﻔﯾــد ﻣﻌﻧــﻰ ﺟدﯾــد ﺣﺳــب ﻣوﻗﻌــﻪ ﻣــن اﻟﻛــﻼم .وﻧــر أن ﺻــﺎﺣب ﻣﻔﺗــﺎح اﻟﺟﻼﻟــﯾن ﻻ
ﯾﺧﺗﻠﻒ ﻓﻲ ﺗوﺟﯾﻬﻪ ﻋن ﻋﻠﻣﺎء اﻟﻌرب ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﻧﻘطﺔ.
ﻧﻧﺗﻘﻞ اﻵن إﻟﻰ آ ﺔ أﺧر ﻓﻲ ﺳورة آل ﻋﻣران وﻫﻲ ﻗوﻟﻪ ﺳ ﺣﺎﻧﻪ وﺗﻌﺎﻟﻰ:
ودةً﴾ وﻗـد ﺗﻛـررت ﻓـﻲ ﺳـورة آل ﻋﻣـران ﴿َﻗـﺎُﻟوا َﻟ ْـن ﺗَ َﻣ ﱠﺳ َـﻧﺎ اﻟﱠﻧ ُ
ـﺎر ﱠﺎر إِﱠﻻ أَ ﱠ ًﻣﺎ َﻣ ْﻌ ُﺪ َ ﴿ َوﻗَﺎﻟُﻮا ﻟَ ْﻦ َﲤَ ﱠ
)(1
ﺴﻨَﺎ اﻟﻨ ُ
ات﴾) (2ﻓﯾﺛ ــور اﻟﺳـ ـؤال ﻓ ــﻲ اﻟ ــذﻫن ﻣ ــﺎ اﻟﻔ ــرق ﺑ ــﯾن اﻟﻠﻔظﺗ ــﯾن ,وِﻟ ـ َـم ﺎﻧ ــت اﻷوﻟ ــﻰ ِإ ﱠﻻ أَﱠﺎﻣ ــﺎ ﻣﻌ ــدود ٍ
ً َْ ُ َ
"ﻣﻌدودة" واﻟﺛﺎﻧ ﺔ "ﻣﻌدودات" واﻟﻣوﺻوف ﻓﻲ اﻟﻣ ﺎﻧﯾن ﻣوﺻوف واﺣد وﻫو" أ ﺎﻣﺎ"؟
واﻟﺟـ ـواب أن اﻟﺟﻣ ــﻊ ــﺎﻷﻟﻒ واﻟﺗ ــﺎء أﺻ ــﻠﻪ ﻟﻠﻣؤﻧ ــث ﻧﺣ ــو :ﻣﺳ ــﻠﻣﺔ وﻣﺳ ــﻠﻣﺎت وﻏﯾرﻫ ــﺎ ﻣ ــن
اﻟﻛﻠﻣـﺎت ,وﻻ ــﺎد ﯾﺟــﻲء اﻟﺟﻣــﻊ اﻟــذ واﺣــدﻩ ﻣــذ ر ﻫــذا اﻟﻣﺟــﻲء إﻻ أﻟﻔﺎظــﺎ ﻣﻌــدودة ﻧﺣــو :ﺣﻣــﺎم
وﺣﻣﺎﻣﺎت...وأﻣﺎ ﻗوﻟﻬم :وز ﻣ ﺳور وﺟرة ﻣ ﺳورة ﻓﺈن ﻣـﺎ ﻓ ـﻪ ﻫـﺎ اﻟﺗﺄﻧﯾـث ﯾﺟﻣـﻊ ﻋﻠـﻰ ﻣ ﺳـورات
ﻓ ﻘــﺎل :ﺟ ـرار ﻣ ﺳــورات و ﯾ ـزان ﻣ ﺳــورة ,وﻟ ـ س ﺻــﺣ ﺢ أن ﺗﻘــول ﯾ ـزان ﻣ ﺳــورات ﻷن اﻷﺻــﻞ
اﻟﻣﺳ ــﺗﻌﻣﻞ اﻟﻣﺳ ــﺗﻣر ﻓ ــﻲ ذﻟ ــك ﻗوﻟ ــك :ﯾـ ـزان ﻣ ﺳ ــورة وﺛ ــﺎب ﻣﻘطوﻋ ــﺔ وﺳ ــرر ﻣرﻓوﻋ ــﺔ ,ﻓﺎﻟﺻ ــﻔﺔ
اﻟﺟﺎر ــﺔ ﻋﻠــﻰ ﺟﻣــﻊ ﻣــذ ر اﻟواﺣــد ﺳــﺗﻣر ﻓﯾﻬــﺎ اﻟﺗﺄﻧﯾــث ﻋﻠــﻰ اﻟﺣــد اﻟــذ ﻣــر ذ ـرﻩ ,وﻋﻼﻣــﺔ اﻟﺟﻣــﻊ
اﻟﻣؤﻧث اﻟواﺣدة اﻷﻟﻒ واﻟﺗـﺎء ﻓـﻲ اﻷﺻـﻞ ,ﻓﻠﻣـﺎ ـﺎن ﻣﻌـدودة ﻣـن اﻟﻣطـرد اﻟﻣﺳـﺗﻣر اﺳـﺗﻌﻣﻞ ﻟﻔظﻬـﺎ
ﻓﻲ اﻷول ,وﻟﻣﺎ ﺎن اﻟﺟﻣـﻊ ـﺎﻷﻟﻒ واﻟﺗـﺎء ﻓـﻲ اﻷﺻـﻞ ﻗـد ـون ﻓ ﻣـﺎ واﺣـدﻩ ﻣـذ ار ٕوان ﻗـﻞ ,و ـﺎن
ﻋﻠﻰ ﺳﺑﯾﻞ ﻣن ﺳﺑﯾﻞ اﻟﻣﺟﺎز اﺳﺗﻌﻣﻞ ذﻟك ﻓ ﻪ) (3ﻷن اﻷﺻﻞ ﻓﻲ اﻟﺟﻣﻊ إذا ـﺎن واﺣـدﻩ ﻣـذ ار أن
ِق ِ
ـوﻋ ٌﺔ○َوَﻧ َﻣــﺎر ُ
ﺿـ َ وﻋـ ٌﺔ○َوأَ ْﻛـ َـو ٌ
اب َﻣ ْو ُ ﯾﻬــﺎ ُﺳـ ُـرٌر َﻣ ْرُﻓ َ
ﻘﺗﺻــر ﻓــﻲ اﻟوﺻــﻒ ﻋﻠــﻰ اﻟﺗﺄﻧﯾــث ﻧﺣــو ﻗوﻟــﻪ﴿ :ﻓ َ
ـﻲ َﻣ ْﺑﺛُوﺛَ ـ ٌﺔ﴾) (4وﻗــد ــﺄﺗﻲ ﺳــرر ﻣرﻓوﻋــﺎت ﻋﻠــﻰ ﺗﻘــدﯾر ﺛــﻼث ﺳــرر ﻣرﻓوﻋــﺔ وﺗﺳــﻊ ﺻـ ُـﻔوَﻓ ٌﺔ○َوَزَارِﺑـ ﱡ
َﻣ ْ
ﺳــرر ﻣرﻓوﻋــﺎت إﻻ أﻧــﻪ ﻟـ س ﺎﻷﺻــﻞ ﻓﺟــﺎء ﻓــﻲ اﻟ ﻘـرة ﻋﻠــﻰ اﻷﺻــﻞ وﻓــﻲ آل ﻋﻣـران ﻋﻠــﻰ اﻟﻔــرع,
ٕواذا ﺗﺑـﯾن ﻣـﺎ ) (5
وﻗوﻟﻪ ﻓﻲ أ ﺎم ﻣﻌدودات أ ﻓﻲ ﺳﺎﻋﺎت أ ـﺎم ﻣﻌـدودات و ـذﻟك ﻓـﻲ أ ـﺎم ﻣﻌﻠوﻣـﺎت
و ﻌد ﻫذﻩ اﻟﺟوﻟﺔ اﻟﻣ ﺎر ﺔ ﻓﻲ رﺣﺎب اﻵ ﺔ اﻟﻣذ ورة ﻧﻧﺗﻘﻞ إﻟﻰ ﻗوﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ:
﴿ َوﻗَﺎﻟُﻮا ﻟَ ْﻮَﻻ ﻧُـ ِّﺰ َل َﻋﻠَْﻴ ِﻪ آﻳَﺔٌ ِﻣ ْﻦ َرﺑِِّﻪ﴾) (2وﻗد وردت ﻓﻲ ﺳورة اﻟﻌﻧ ﺑوت ﻗوﻟـﻪ ﺗﻌـﺎﻟﻰَ﴿ :وَﻗـﺎُﻟوا َﻟ ْـوَﻻ أ ُْﻧ ِـزَل
ﺎت ِﻣ ْن َرِّ ِﻪ﴾) (3ﻟﻠﺳﺎﺋﻞ أن ﺳﺄل و ﻘول ﻟﻣﺎذا ﺿﻌﻒ اﻟﻔﻌـﻞ ﻓـﻲ اﻵ ـﺔ اﻷوﻟـﻰ وﻟـم ﺿـﻌﻒ ِ
َﻋَﻠ ْ ﻪ آَ ٌ
ﻓﻲ اﻟﺛﺎﻧ ﺔ ,وﻫ ذا أﻓرد ﻟﻔظ "آ ﺔ" ﻓﻲ اﻟﺛﺎﻧ ﺔ وﻟم ﻔرد ﻓﻲ اﻷوﻟﻰ؟
واﻟﺟواب أن ﻘﺎل :ﻟﻣﺎ ﺗﻘدم ﻗﺑﻞ آ ﺔ اﻷﻧﻌﺎم ذ ر دﻻﺋﻞ ﻣن ﺧﻠ اﻟﺳﻣوات واﻷرض ,وﺟﻌﻞ
اﻟظﻠﻣﺎت واﻟﻧور ,ﻓطﻠﺑـوا آ ـﺔ ﺗﺑﻬـر وﺗﺳـ ت وﻻ ﺣﺗـﺎج إﻟـﻰ ﺑﯾـر ﻧظـر ,ﻓـﺄﺗﻰ ﺳـ ﺣﺎﻧﻪ وﺗﻌـﺎﻟﻰ ـﺄداة
ﻟــوﻻ ﺟر ــﺎ ﻋﻠــﻰ ﻣــﺎ طﻠﺑــوﻩ ,وأﺗـوا ﺎﻟﻔﻌــﻞ ﻣﺿــﻌﻔﺎ ﻟﻣــﺎ ﻗﺻــدوﻩ ﻣــن أﻧــﻪ ﻋﻠ ــﻪ اﻟﺳــﻼم ﻟــو ﺟــﺎءﻫم ﺂ ــﺔ
واﺣــدة ﻣــن اﻟﺿــرب اﻟــذ طﻠﺑــوﻩ ﻣــن ﺗﻔﺟﯾــر اﻷرض ﻋﯾوﻧــﺎ ,أوﺗﻧز ــﻞ اﻟﻣﻼﺋ ــﺔ أوﻏﯾرﻫــﺎ ,ﻓﻘــﺎل ﷲ
ﺗﻌﺎﻟﻰ :ﻗﻞ ﻟﻬم ﺎ ﻣﺣﻣد :إن ﷲ ﻗﺎدر ﻋﻠﻰ أن ﯾﻧزل آ ﺔ وﻟﻛـن ﻫـؤﻻء ﻻ ﻌﻠﻣـون ﻋﺎﻗ ـﺔ أﻣـرﻫم ،وﻟـو
وﻗﻊ ﻋﻠﻰ وﻓ اﻗﺗراﺣﻬم ﻣن ﺗﻌﺟﯾﻞ أﺧذﻫم وﻫﻼﻛﻬم ﻣﺎ ﺟر ﻟﻐﯾرﻫم ﻣن اﻷﻣم ﻘوم ﺻـﺎﻟﺢ ﻋﻠ ـﻪ
اﻟﺳﻼم وﻏﯾرﻫم ,ﻟﻛن ﻓﻲ ذﻟك ﻣـن اﻟﺣ ﻣـﺔ ﻣـﺎ ﺳـﺑ ﻓـﻲ ﻋﻠﻣـﻪ ﺗﻌـﺎﻟﻰ ِﻣـن ﻫدا ـﺔ َﻣـن ﺷـﺎء ٕواﺿـﻼل
ﻣن ﺷﺎء ,وﻟﯾرﻓـﻊ ـﺎﻟﻌﻠم واﻟﻧظـر ﻣـن ﻫـداﻩ إﻟ ـﻪ ووﻓﻘـﻪ ,ﻓﻠـو ورد ﻫﻧـﺎ اﻟﻔﻌـﻞ ﻏﯾـر ﻣﺿـﻌﻒ ,وﻟـم ﺗﻔـرد
ﻟﻔ ــظ "آ ــﺔ" ﻟﻣ ــﺎ أﺣ ــرز اﻟﻣﻌﻧ ــﻰ .أﻣ ــﺎ آ ــﺔ اﻟﻌﻧ ﺑ ــوت ﻓﻘ ــد ﺗﻘ ــدم ﻗﺑﻠﻬ ــﺎ ﻗوﻟ ــﻪ ﺗﻌ ــﺎﻟﻰ ﴿َﺑ ـ ْـﻞ ُﻫَوآَ ـ ٌ
ـﺎت ) (4
اﻟظـ ِـﺎﻟ ُﻣو َن﴾) (1وﻫ ــذا ﺗــﺄﺧر ﻌــدﻫﺎ ﻗوﻟــﻪ ﺗﻌــﺎﻟﻰُ﴿ :ﻗـ ْـﻞ ـﺎت﴾) (5ﺛــم ﻗــﺎل﴿ :وﻣــﺎ ﯾﺟﺣــد ِﺂ ِﺎﺗﻧــﺎ ِإ ﱠﻻ ﱠ َﺑِّﯾَﻧـ ٌ
ََ َْ َُ َ َ
ﻪ وﻟم ِ
ﺄت ذ رﻩ ﻓﻲ ﺳورﺗﻲ اﻷﻋراف ٕواﺑراﻫ م ،ﻓﺣﺻـﻞ اﻹﯾﺟـﺎز ﻓـﻲ اﻟﻛـﻞ ،وورد ـﻞ ﻠﻣـﺔ ﻣوﻗﻌـﻪ
اﻟﻣﻧﺎﺳب .ﻟم أﺟد ﻗوﻻ ﻟﻌﻠﻣﺎء ﺷ ﻪ اﻟﻘﺎرة ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣوﻗﻒ...
آ ﺎت ﻣﺗﺷﺎﺑﻬﺔ ﻓﻲ ﺳورة اﻷﻋراف وﻟﻛن ﺑﯾﻧﻬﻣﺎ ﺗﻐﺎﯾر ﻓﻲ ﻌض اﻟﻛﻠﻣﺎت ﺑﺗ ﺎدل اﻟـواو واﻟﻔـﺎء ،ﻗوﻟـﻪ
اﺳ ـ ُ ُﻧوا َﻫـ ِـذ ِﻩ اْﻟَﻘ ْرَ ـ َﺔ َوُ ُﻠ ـوا ِﻣ ْﻧ َﻬــﺎ َﺣ ْﯾـ ُ
ـث ِﺷ ـ ْﺋﺗُ ْم﴾) (4ﻌــد ﺗــﻼوة اﻵ ــﺎت اﻟﺳــﺎ ﻘﺔ ِ
ﺗﻌــﺎﻟﻰٕ َ﴿ :وِا ْذ ﻗﯾـ َـﻞ َﻟ ُﻬـ ْـم ْ
ظﻬر ﻟﻧﺎ أﻧﻪ ﯾوﺟد ﺗﻐﺎﯾر ﺑﺗ ﺎدل ﻓﻲ ﺣروف اﻟﻌطﻒ ،ﻣﺎ ﻫو اﻟﺳﺑب؟
واﻟﺟواب ﻋﻧﻪ :أن اﻷﻛﻞ ﻻ ون إﻻ ﻌد اﻟدﺧول وﻻ ﻣ ن ﻗﺑﻠـﻪ وﻻ ﻣﻌـﻪ ﻟﺗﻌـذر ذﻟـكٕ ،واﻧﻣـﺎ ـون
ُﻣرﺗ ﺎ ﻋﻠ ﻪ ﻓﺟﻲء ﺣرف اﻟﻣؤد ﻟذﻟك اﻟﻣﻘﺻد وأﻧﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻌﻘﯾب ﻣن ﻏﯾر ﻣﻬﻠﺔ).(5
ﻓ ﻣﺎ ﯾﺧﺻﻧﺎ ﻣن ﻣﺟﺊ ﺻ ﻎ اﻟﺟﻣﻊ ﺳ ﺎﻗﺎت ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻣﺛﻼ ﻣرة ﺻ ﻐﺔ "اﻟﻧﺑـﯾن" وﻣـرة ﺑــ"اﻷﻧﺑ ﺎء" ﻣـﺎ
ﺣ ﻣﺔ ﻫذا اﻟﺗﻧوع ﻓﻲ اﻟﺻ ﻎ؟
اﻟﺟ ـواب ﻋﻧــﻪ أن ﻘــﺎل :ﻣــن اﻟواﺿــﺢ أن ﺟﻣــﻊ اﻟﺗﻛﺳــﯾر ﺷــﻣﻞ أوﻟــﻲ اﻟﻌﻠــم وﻏﯾــرﻫم ,وﺟﻣــﻊ اﻟﺳــﺎﻟم
ﯾﺧــﺗص ﻓــﻲ أﺻــﻞ اﻟوﺿــﻊ ــﺄوﻟﻲ اﻟﻌﻠــمٕ ،واذا ﺗﻘــرر ﻫــذا ﻓﻣﺟــﺊ ﺟﻣــﻊ اﻟﺳــﻼﻣﺔ ﻓــﻲ اﻟ ﻘ ـرة "اﻟﻧﺑﯾــﯾن"
ﻪﻠﻟااُ ِﻓ ِﻪ ﴾) (7أ :ﻗﯾﻞ ﻟﻬم ﻓﻲ ذﻟك اﻟزﻣﺎن وأﻣروا أن ﺣ ﻣوا ﻪ وأﻧﻪ ﻣن ﺗرك ﺣ م ﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ َﻧزَل ﱠ
أَ
وﻗﯾـﻞ :وﻣـن ﻟــم ﺣ ـم ﻣــﺎ أﻧـزل ﷲ إﻧ ــﺎ ار ﻟـﻪ ﻓﻬــو )(8
ﻋﻣـدا ﻣـﻊ اﻋﺗﻘــﺎد اﻹ ﻣـﺎن وأﺣ ﺎﻣــﻪ ﻓﻬـو ﻓﺎﺳـ
ــﺎﻓر وﻣــن ﻟــم ﺣ ــم ــﺎﻟﺣ ﻣــﻊ اﻋﺗﻘــﺎدﻩ ﺣﻘــﺎ وﺣ ــم ﺿــدﻩ ﻓﻬــو ظــﺎﻟم وﻣــن ﻟــم ﺣ ــم ــﺎﻟﺣ ﺟﻬــﻼ
وﺣ ــم ﺿــدﻩ ﻓﻬــو ﻓﺎﺳـ ،وﻗﯾــﻞ وﻣــن ﻟــم ﺣ ــم ﻣــﺎ أﻧــزل ﷲ ﻓﻬــو ــﺎﻓر ﺑﻧﻌﻣــﺔ ﷲ ظــﺎﻟم ﻓــﻲ ﺣ ﻣــﻪ
ﻪﻠﻟااُ َﻣـﺎ َﻓ َﻌُﻠـوﻩُ ﻚ َﻣﺎ ﻓَـ َﻌﻠُﻮﻩُ ﻓَ َﺬ ْرُﻫ ْﻢ َوَﻣـﺎ ﻳَـ ْﻔﺘَـ ُـﺮو َن وورد ﻌـد ﻫـذا ﻗوﻟـﻪ ﺗﻌـﺎﻟﻰَ :وَﻟ ْـو َﺷ َ
ـﺎء ﱠ ﴿ َوﻟَ ْﻮ َﺷ َ
)(3
ﺎء َرﺑﱡ َ
َﻓ َذ ْرُﻫ ْم َو َﻣﺎ َْﻔﺗَ ُرو َن﴾) (4ﯾﺛور اﻟﺳـؤال ﻓـﻲ اﻟـذﻫن ،ﻣـﺎ وﺟـﻪ اﺧـﺗﻼف اﻻﺳـﻣﯾن ﻓـﻲ ﻫـﺎﺗﯾن اﻵﯾﺗـﯾن ﻓـﻲ
ﻪﻠﻟااُ﴾ وﻣﺎ اﻟﻧﺗﯾﺟﺔ اﻟﻣﺳﺗﻔﺎدة ﻣن ﻫذا اﻟﺗﻧوع؟ ﺎء َرﱡ َك﴾ وﻗوﻟﻪَ﴿ :وَﻟ ْو َﺷ َ
ﺎء ﱠ ﻗوﻟﻪَ﴿:وَﻟ ْو َﺷ َ
واﻟﺟـ ـواب ﻋﻧ ــﻪ أن ﻘ ــﺎل :إن آ ــﺔ اﻷﻧﻌ ــﺎم ﺗﻘ ــدﻣﻬﺎ ﻗوﻟ ــﻪَ﴿ :وَ ـ ـ َذِﻟ َك َﺟ َﻌْﻠَﻧ ــﺎ ِﻟ ُﻛ ـ ِّـﻞ َﻧِﺑ ـ ٍـﻲ َﻋ ـ ُـدًّوا
ّ
ِ ﺿﻬم ِإَﻟﻰ َ ْﻌ ٍ ِ ﺎط َ ِ ِ ِ َﺷ ِ
ور﴾) (5أ :ـﺎن ﻟﻸﻧﺑ ـﺎء ﻗﺑﻠـك ف اْﻟَﻘ ْـول ُﻏ ُـر ً
ض ُز ْﺧ ُر َ ﯾن ْاﻹﻧس َواْﻟﺟ ِّن ُﯾوﺣﻲ َ ْﻌ ُ ُ ْ َ
أذ ﻣن ﻗﺑﻞ اﻟﻌدو ﻣن اﻹﻧـس واﻟﺟـن ،وﻟـو ﺷـﺎء ﻣـن ر ـﺎك وﻗـﺎم ﻣﺻـﺎﻟﺣك ﻷﻟﺟـﺄﻫم إﻟـﻰ ﻣواﻓﻘﺗـك
وﺗــرك ﻣﺧﺎﻟﻔﺗــك ،وأن ظﻔــروا ﻣـرادﻫم ﻣــن ﻋــداوﺗك ،ﻓﻘــد ﺗﺿــﻣن ﻗوﻟــﻪ ﺗﻌــﺎﻟﻰ "ر ــك" ﻫــذا اﻟﻣﻌﻧــﻰ
)(6
وأﻣــﺎ اﻵ ــﺔ اﻟﺛﺎﻧ ــﺔ؛ ﻓﻘــد ﺳـ ﻘﺗﻬﺎ ﻗوﻟــﻪ﴿ :وﺟﻌُﻠـوا ِﱠ ِ ِﻣ ﱠﻣــﺎ َذ أَر ِﻣــن اْﻟﺣــر ِث و ْاﻷ َْﻧﻌــﺎ ِم ﻧ ِ
ﺻــﯾًﺎ﴾) (7ﻓــﺄﺧﺑر َ ْ َْ َ َ َ َ ََ
ﻪﻠﻟااُ﴾ أ :وﻟوﺷــﺎء ﻣــن ﻧﻌﻣﺗــﻪ ﻋﻠــﯾﻬم ـﺎء ﱠ
أﻧﻬــم أﻗــﺎﻣوا ﻪﻠﻟ اﻟــذ ﺣ ـ إﻓ ـرادﻩ ﺎﻟﻌ ــﺎدة ﺷــر ﺎ ﴿َوَﻟـ ْـو َﺷـ َ
ﻋدﯾــدة ،ﻓﺧــﺗم ﺑــذ ر اﻟــرب ﻟﯾواﻓ ـ آﺧرﻫــﺎ أوﻟﻬــﺎ وأﻣــﺎ اﻵ ــﺔ اﻟﺛﺎﻧ ــﺔ ﻓﻠ ـ س ﻫ ــذا) (2ﻓﺗﺑــﯾن أن اﻵ ــﺔ
اﻷوﻟــﻰ ﻫــﻲ ﺗﺳــﻠ ﺔ ﻟرﺳــول ﻋﻠ ــﻪ اﻟﺳــﻼم ﻧﺎﺳــب ذﻟــك وﻟوﺷــﺎء ر ــك اﻟﺣــﺎﻓظ ﻟــك ﻣــﺎ ﻓﻌﻠــوﻩ ،وأﻣــﺎ اﻵ ــﺔ
اﻟﺛﺎﻧ ﺔ وﻣﺎ ﺗﻘدﻣﻬﺎ ﻣن اﻵ ﺎت ﺗﻧﺎﺳب ذﻟك ،وﻟوﺷﺎء ﷲ اﻟذ ﺟﻌﻠوا ﻟﻪ ذﻟك ﻣﺎ ﻓﻌﻠوﻩ).(3
ﺣﺎوﻟت أن أﺟد ﺗوﺟﯾﻬﺎ ﻟﻌﻠﻣﺎء ﺷ ﻪ اﻟﻘﺎرة اﻟﻬﻧد ﺔ ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﻧﻘطﺔ ﻟﻛﻧﻧﻲ ﻟم أﺟد...
ﺳﺄل و ﻘول :ﻣﺎ اﻟﺳر ﻓﻲ ﺗﻛرر ﻫذﻩ اﻵ ﺔ ﻣرﺗﯾن وﻣﺎ اﻟﻧﺗﯾﺟﺔ اﻟﺣﺎﺻﻠﺔ ﻣﻧﻪ؟
واﻟﺟواب ﻋن ﻫذا أن ﻘﺎل :إﻧﻪ ورد ﻣ ر ار ﺣﺗﻰ ﯾﻧ ﻪ ﺳ ﺣﺎﻧﻪ وﺗﻌﺎﻟﻰ إﻟﻰ أن اﻟﻘﺗﻞ اﻟﺛﺎﻧﻲ ﺳ ون
وﻫــذﻩ أﺧــز وأرزل ﻟــﻪ ﻣــن اﻟﻘﺗــﻞ اﻷول ،و ــرر ﻟﻠﻣ ﺎﻟﻐــﺔ ،وﺛــم ﻟﻠدﻻﻟــﺔ ﻋﻠــﻰ أن اﻟﺛﺎﻧ ــﺔ أﺑﻠــﻎ ﻣــن اﻷوﻟــﻰ
)(4
اﻟﻣ ﺎﻟﻐــﺔ ﻣــﺎﻫو اﻟﻣﻌﺗــﺎد ﻣــن أﻋﺟــب ﻏﺎ ــﺔ اﻹﻋﺟــﺎب ،واﻟﻌطــﻒ ﺑــﺛم ﯾــدل ﻋﻠــﻰ ﺗﻔــﺎوت اﻟرﺗ ــﺔٕ ،وان اﻟﺛﺎﻧ ــﺔ
أﺑﻠﻎ ﻣن اﻷوﻟﻰ ﻓ ﺄﻧﻪ ﻗﯾـﻞ :ﻗﺗـﻞ ﺑﻧـوع ﻣـﺎ ﻣـن اﻟﻘﺗـﻞ ﻻ ﺑـﻞ ﻗﺗـﻞ ﺄﺷـدﻩ وأﺷـدﻩ ،وﻟـذا ﺳـﺎغ اﻟﻌطـﻒ ﻓ ـﻪ ﻣـﻊ
أﻧﻪ ﺗﺄﻛﯾد) .(5ﺎن اﻟوﻟﯾد ﺑن اﻟﻣﻐﯾرة ﻟﻣﺎ ﺳﺄل ﻋن اﻟﻧﺑﻲ ﻗدر ﻣﺎ أﺗﻰ ﻪ ﻣن اﻟﻘرآن ،ﻓﻔ ر ﻓﻲ ﻧﻔﺳـﻪ ﻣـﺎ
ذا ﯾرﺟﻊ إﻟﻰ ﻗوﻣﻪ ،ﻓﻘـدر ﻓـﻲ ﻧﻔﺳـﻪ أﻧـﻪ ﻟـو ﻗـﺎل :أن ﻼﻣـﻪ ﺷـﻌر ﻻ ﻘﺑﻠـﻪ اﻟﻌـرب ،و ـﺎن ﻗﺻـدﻩ ﻣـن ﻫـذا
ﺗﻛذﯾب اﻟرﺳـول ﻋﻠ ـﻪ اﻟﺳـﻼم ﺿـرب ﻣـن اﻻﺣﺗ ـﺎل ،ﻓﻠـذا ـﺎن ـﻞ ﺗﻘـدﯾرﻩ ﻣﺳـﺗﺣﻘﺎ ﻟﻌﻘو ـﺔ ﻣـن ﷲ ﺗﻌـﺎﻟﻰ،
ﻒ َﻗﱠد َر﴾ ﺛم ﻗدر اﻟرﺟﻞ ﻓﻲ ﻧﻔﺳـﻪ ﺄﻧـﻪ ﻟـو ﻗـﺎل أن ﻼﻣـﻪ ِ
وﻫﻲ ﺎﻟﻘﺗﻞ إﻫﻼﻛﺎ ﻟﻪ ﻓﻘﯾﻞ ﻓﻲ ﺷﺄﻧﻪ ﴿َﻓُﻘﺗ َﻞ َ ْﯾ َ
ﻬﺎﻧــﺔ ﻣــن ﻬــﺎن ،ﺗــردﻩ اﻟﻌــرب ،ﻓﻬــو ﻓــﻲ ﻧﻔ ــﻪ ﻋــن اﻟﻘـرآن اﻷﻗﺳــﺎم اﻟﻔﺎﺳــدة ــﺎن ﻘﺻــد إﻟــﻰ إ طﺎﻟــﻪ ٕواﻟــﻰ
إﺛ ــﺎت ﻗﺳــم ﻻ ﺻــﺢ إﺛ ﺎﺗــﻪ ،ﻓــﺈذا ــﺎن ــذﻟك ﻟــم ــن ﻓــﻲ إﻋــﺎدة ﴿ َﻗـﱠد َر﴾ ﺗﻛـرار ،ﺑــﻞ اﻟﻣﻌﻧــﻰ اﻟﺟدﯾــد ﻣــن
اﻟــــﺨﺎﺗـﻤﺔ:
اﻟﺣﻣــد ﻪﻠﻟ اﻟــذ ﺑﻧﻌﻣﺗــﻪ ﺗــﺗم اﻟﺻــﺎﻟﺣﺎت ،وﻧﺻــﻠﻲ وﻧﺳــﻠم ﻋﻠــﻰ ﺧــﺎﺗم رﺳــﻞ ﷲ ،وﻋﻠــﻰ آﻟــﻪ
وﺻﺣ ﻪ أﺟﻣﻌﯾن ،وﻣن ﺗ ﻌﻬم ﺑﺈﺣﺳﺎن إﻟﻰ ﯾوم اﻟدﯾن.
ﻌد ﻫذﻩ اﻟﺻﺣ ﺔ اﻟﺷﺎﻗﺔ واﻟﺷﺎﺋﻘﺔ ﻟّﻠﻐﺔ اﻟﻘرآﻧ ﺔ ﻣﺗﻣﺛﻠﺔ ﻓﻲ ظﺎﻫرة اﻟﺗﻛرار ،ﻓﻲ اﻟﻘرآن اﻟﻛرم -ﻓﻲ
ﺿ ــوء ﺗﺎ ــﺎت ﻋﻠﻣ ــﺎء اﻟﻌ ــرب و ﺗﺎ ــﺎت ﻋﻠﻣ ــﺎء ﺷـ ـ ﻪ اﻟﻘ ــﺎرة اﻟﻬﻧد ــﺔ -أﻧﻣوذﺟـ ـﺎً ــﺎر اًز ﻟد ارﺳ ــﺔ ﻫ ــذا
اﻷﺳﻠوب اﻟﻣﺗﻣﯾز ﻓﻲ ﻟﻐﺔ اﻟﻘرآن ،و ﺣث دﻻﻻﺗﻪ اﻟﻣﺗﻧوﻋﺔ.
ﻓﻘــد اﺳــﺗطﺎع اﻟ ﺎﺣــث أن ﯾﻧﺗﻬــﻲ إﻟــﻰ ﻧﺗــﺎﺋﺞ ﻟ ﺳــت ﻧﻬﺎ ــﺔ ﻣــﺎ ﻣ ــن اﻟوﺻــول إﻟ ــﻪٕ ،واﻧﻣــﺎ ﺛﻣـرة ﻗـراءة
دؤو ﺔ ،وﺟﻬد ﻣﺗواﺻﻞ ،وﺗﺗ ﻊ واﺳﺗﻘراء ﻟﻬذﻩ اﻟظﺎﻫرة ﻣن ﺧﻼل أراء ﻼ اﻟﻔرﻘﯾن.
وﺗــدﻋوﻧﺎ ﻫــذﻩ اﻟﺧﺎﺗﻣــﺔ -ﺣ ــم اﻟﻌــرف واﻟﻌــﺎدة -إﻟــﻰ اﻟﺗر ﯾــز ﻋﻠــﻰ أﻫــم اﻟﻧﺗــﺎﺋﺞ اﻟﺗــﻲ ﺗوﺻــﻞ إﻟﯾﻬــﺎ
اﻟ ﺎﺣث ،و ﻣ ﻧﻧﺎ إﺟﻣﺎﻟﻬﺎ ﻓ ﻣﺎ ﺄﺗﻲ:
-1ﻣﺛﻞ اﻟ ﺣث -ﻓ ﻣﺎ ﯾرﺟو اﻟ ﺎﺣث -ﻧظرة ﻋﺎﻣﺔ ﻟظﺎﻫرة اﻟﺗﻛرار اﻟﻠﻔظﻲ ﻓﻲ اﻟﻘرآن ،ﺗﺟﻣﻊ ﺑـﯾن
اﻟﺗﺄﺻﯾﻞ اﻟﻠﻐو ﻟﻠﻣوﺿوع ،ودراﺳﺔ اﻟﻣﻌﻧﻰ ،وﺗﺣﻠﯾﻞ اﻷﺳﻠوب ﻓـﻲ ﺿـوء ﺗﺎ ـﺎت ـﻼ اﻟﻔـرﻘﯾن ﻓـﻲ
ﺗﻧﺎول ﻫذﻩ اﻟظﺎﻫرة.
-2وﺟد اﻟ ﺎﺣث ﻣن ﺧﻼل أﻗوال اﻟﻌﻠﻣﺎء أن اﻟﺗو ﯾد ﻫو اﻟدﻻﻟﺔ اﻟ ﺎرزة ﻟﻠﺗﻛـرار اﻟﻠﻔظـﻲ ﻓـﻲ اﻟﻘـرآن
ﻣــﺎ أن ﻫﻧــﺎك ﻣﻌــﺎﻧﻲ وﻓواﺋــد ودﻻﻻت ﻣﺗﻌــددة ﻏﯾــر اﻟﺗو ﯾــد ،ﺗﻛﻣــن وراء اﻷﻟﻔــﺎ اﻟﻣ ــررة وﺗﺧﺗﻠــﻒ
ــﺎﺧﺗﻼف اﻟﺳ ـ ﺎق اﻟــذ ﺗــرد ﻓ ــﻪ وﻣــن أﻫﻣﻬــﺎ :اﻟﺗﻘر ــر ،واﻟﺗﻔﺧ ـ م واﻟﺗﻌظ ـ م واﻟﺗﻬو ــﻞ ،واﻟﺗﺧو ــﻒ،
وزﺎدة اﻟﺗﻧﺑ ﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﻧﻔﻲ اﻟﺗﻬﻣـﺔ ،وﺗﻌـدد اﻟﻣﺗﻌّﻠـ ،واﻟﺗﻌﺟـب ،وﺗﺄﻛﯾـد اﻹﻧـذار ،واﻟـردع ،واﻟﺗ ﯾـت
واﻟﺗﻐﻠ ظ واﻟﺗﻛذﯾب واﻟوﻋد واﻟوﻋﯾد ،ورﻓﻊ اﻟﺗوﻫم ﻓﻲ اﻟﻌ ﺎرة ..وﻏﯾرﻫﺎ .وﻻ ﻣ ن إدراك ﻫذﻩ اﻟﻣﻌـﺎﻧﻲ
وﺗﻠك اﻟﻔواﺋد واﻟدﻻﻻت إﻻ ﻋن طر ﻫذا اﻷﺳﻠوب .
259 اﳋﺎﲤﺔ
-3وﻣن اﻟﻧﺗﺎﺋﺞ اﻟﺗﻲ ﺗﻣﺧض ﻋﻧﻬﺎ ﻫذا اﻟ ﺣـث أن ﻟظـﺎﻫرة اﻟﺗﻛـرار اﻟﻘرآﻧـﻲ أﻛﺛـر ﻣـن دﻻﻟـﺔ؛ ﻣﻧﻬـﺎ
ﺎﻟﺟﺎﻧــب اﻟﻣﻌﻧــو ،ﺣﯾــث ــﺄﺗﻲ اﻟﺗﻛـرار ﻹﻓــﺎدة ﻣﻌــﺎﻧﻲ ﺟدﯾــدة ،وﻣﻧﻬــﺎ ﻣــﺎ ﯾﺧــﺗص ﺑﺟﺎﻧــب ﻣــﺎ ﯾﺗﻌﻠـ
ﺎﻟﺟﺎﻧ ــب اﻟﺻ ــوت ﺣﯾ ــث ﻔﯾ ــد ﻧﻐﻣ ــﺔ ﻣ ــﺎ ﻧﻠﻣﺳ ــﻬﺎ ﻓ ــﻲ ﻓواﺻ ــﻞ ﺳ ــورة اﻟ ــرﺣﻣن ،وﻣﻧﻬ ــﺎ ﻣ ــﺎ ﯾﺗﻌﻠـ ـ
اﻟﺻ ﺎﻏﻲ ،أو ﺎﻟﺟﺎﻧب اﻟﺗر ﯾﺑـﻲ اﻟﺻـ ﺎﻏﻲ ،ﻣـﺛﻼ اﻟﺗﻛـرار اﻟﻣﺗﻣﺛـﻞ ﻓـﻲ ﺗﻛـرار اﻟﻔواﺻـﻞ ﺣﯾـث ﯾﻠـ س
اﻟﻛــﻼم ﺑﻬــﺎء وﺟﻣــﺎﻻ وﻣﻧﻬــﺎ ﯾﺗﻌﻠ ـ ﺑﺟﺎﻧــب اﻟ ﻼﻏــﺔ واﻟﺑ ــﺎن ،و ــﻞ ﻫــذا ﻣﺂﻟــﻪ إﻟــﻰ اﻟﻣﻌــﺎﻧﻲ ﺗﺣﻘ ﻘــﺎ
ﻟﻣﻘﺎﺻد اﻵ واﻟﺟﻣﻞ ...ﻣﺛﻼ ﻋﻧدﻣﺎ أﺷﺎر اﻟ ﺎﺣث إﻟﻰ :أن اﻟﺗﻛـرار ﻫﻧـﺎ ﻘﺗﺿـ ﻪ اﻟﻣﻘـﺎم ،وﻣطﺎ ﻘـﺔ
اﻟﻛﻼم ،وﻫﻧﺎ ﻔﯾد اﻟﺑ ـﺎن ...ارﺟـﻊ ﺻـﻔﺣﺎت؛ 191 ،131 ،124 ،120 ،119 ،115وﻏﯾرﻫـﺎ ﻣـن
ﻣواﻗﻒ اﻟﺗﻛرار اﻟواردة ﻓﻲ ﺻﻠب اﻟ ﺣث...
-4وﺟــد اﻟ ﺎﺣــث ﺗﻼزﻣ ـﺎً واﺿــﺣﺎً ﺑــﯾن اﻟﻠﻔــظ اﻟﻣ ــرر واﻟﻣﻌﻧــﻰ اﻟﻣﺳــﺎق ﻟــﻪ ﻫــذا اﻟﻠﻔــظ ،وﻻ ﺗﺗــﺄﺗﻰ
ﻼﻏـﺔ اﻟﻣﻌﻧـﻰ اﻟﻣـراد إﻻ ﺑﺗﻛـرار اﻟﻠﻔـظ اﻟـدال ﻋﻠ ـﻪ ،ﻓ ــﻞ ﻟﻔ ٍـظ وﻗـﻊ ﻓـﻲ ﻣ ﺎﻧـﻪ اﻟﻣﻧﺎﺳـب ،وﻟـو ُﻋـ ِـد َل
ﺻــرت ﻼﻏــﺔ اﻟﻘـرآن ﻋــن إﻟــﻰ ﻟﻔـ ٍـظ آﺧــر ،أواﻛﺗ ِﻔـ
ـﻲ ﺄﻗــﻞ ﻣــن ﻋــدد اﻷﻟﻔــﺎ اﻟﻣ ــررة ﻓــﻲ ــﻞ ﻣوﻗـ ٍـﻊ َﻟَﻘ ُ
ُْ َ
اﻟوﺻول إﻟـﻰ درﺟـﺔ اﻹﻋﺟـﺎز وﻫـذا ﻣـﺎ أﺛﺑﺗـﻪ اﻟ ﺎﺣـث ﻋﻧـد ﺑ ـﺎن ـﻞ ﻣوﻗـﻒ ﺗﻛـرار ﺣﯾـث ﺟـﺎء ـﻞ
ﻟﻔظ ﻓﻲ ﻣﻘﺎﻣﻪ اﻟﻣﻧﺎﺳب.
-5إن ﻣﺎ ﻣﯾز ﻫذا اﻟ ﺣث ﻣن ﻏﯾرﻩ اﻋﺗﻣﺎدﻩ ﻋﻠﻰ دراﺳﺔ اﻟﻣواﺿـﻊ ،واﺳـﺗﺧراج دﻻﻻﺗﻬـﺎ ،وﻣـن ﺛـ ﱠم
اﻟﺗﻌﻣ ـ م -ﻗــدر اﻹﻣ ــﺎن -ﻋﻠــﻰ أﺳــﻠوب اﻟﺗﻛ ـرار ﻓــﻲ اﻟﻘ ـرآن ظــﺎﻫرة ﻟﻐو ــﺔ أﺳــﻠو ﺔ ﻟﻬــﺎ ُﻣﻣﯾزاﺗﻬــﺎ
وﺗﻘﻧ ﺎﺗﻬﺎ ،ﻓﺎﻟﺗو ﯾد ﻫواﻟﻐرض اﻷﺳﺎﺳﻲ ﻟﻣواﻗﻒ اﻟﺗﻛرار ﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﻣﻌﺎن أﺧر اﻟﻣﺳـﺗﻔﺎدة ﻣﻧـﻪ،
ﻓﻬذا ﺗﻌﻣ م ﻌد ﺗﺧﺻ ص .راﺟﻊ ﺻﻔﺣﺎت؛ 176 ،168 ،166وﻏﯾرﻫﺎ ﻓﻲ اﻟ ﺣث...
-6ﻣﺎ أن ﻫﻧﺎك ﻓواﺋد أﺧر – ﻣن ﺧﻼل ﻫذا اﻟ ﺣث – ﻟ ﺳت ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳـﺗو اﻟﻣﻌﻧـو أواﻟﺑ ـﺎﻧﻲ
أواﻟﻠﻐو ﻓﺣﺳب ،ﺑﻞ ﻫﻲ ﻓواﺋد ﺿﻣﻧ ﺔ ﻣ ن أن ﺳﺗﻔﯾدﻫﺎ اﻟدﻋﺎة واﻟﻣرون ﻣن ظـﺎﻫرة اﻟﺗﻛـرار ﻓـﻲ
اﻟﻘرآن اﻟﻛرم ،ﻣن أﻫﻣﻬـﺎ :ﺗﺛﺑﯾـت ﻌـض اﻟﻣﻌـﺎﻧﻲ ﻓـﻲ ﻧﻔـوس اﻟﻣـدﻋو ن ،و ـﺎن أﻫﻣﯾﺗﻬـﺎ ﻣـن ﺧـﻼل
اﻟﺗر ﯾــز ﻋﻠﯾﻬــﺎ وﺗــرداد ذ رﻫــﺎ .و ــذا ﻣﻌرﻓــﺔ اﻷﻫﻣ ــﺔ اﻟ ﺎﻟﻐــﺔ ﻟﻸﻣــور واﻟﻘﺿــﺎ ﺎ واﻟﻣﻌــﺎﻧﻲ اﻟﺗــﻲ ر ــز
ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟﻣوﻟﻰ – ﺳـ ﺣﺎﻧﻪ – ﻓـﻲ ﺗﺎ ـﻪ ،و ـرر ذ رﻫـﺎ ،واﻟﺣـدﯾث ﻋﻧﻬـﺎ ّـرات وﻣ ّـرات؛ ﻟﯾـدرك اﻟﻧـﺎس
ﻣ ﺎﻧﺗﻬﺎ اﻟﺟﻠﯾﻠﺔ ،وﻋظم ﺷﺄﻧﻬﺎ؛ ﻓ ﻘدرﻫﺎ ﺣ ﻗدرﻫﺎ.
260 اﳋﺎﲤﺔ
-9ﺣﺳب اﻟ ﺎﺣث أن ﺣﺛﻪ ﺻورﺗﻪ اﻟﺣﺎﻟ ﺔ ﻫذﻩ ﺷ ﻞ ﻧواة وﻣﻧطﻠﻘـﺎً ﻟد ارﺳـﺎت ﻣﻣﺎﺛﻠـﺔ أﻛﺑـر ﺳـﻌﺔ
اﻟﻣﻘﻧﻊ
اﻟﻣﻣﺗﻊ ُ
وأﻛﺛر ﻋﻣﻘﺎً ،ﺗﺗﻧﺎول اﻟﺗﻛرار اﻟﺻوﺗﻲ ،اﻟﺗﻛرار اﻟﻣﻌﻧو وﻓﯾﻬﺎ ﻣﺟﺎﻻت واﺳﻌﺔ ﻟﻠ ﺣث ُ
اﻟﻣ ِﻌ ْﯾن ﻋﻠﻰ ﺗﺟﻠ ﺔ وﺟوﻩ ﺟدﯾدة ﻓﻲ اﻹﻋﺟﺎز.
ُ
-1ﺗﻘ ــدم ﻫ ــذﻩ اﻟد ارﺳ ــﺔ ﺗﺄﺻـ ـ ﻼً ﻟﻐو ـ ـﺎً ﻫﺎﻣـ ـﺎً ﻟﻣﻌﻧ ــﻰ اﻹﻋ ــﺎدة واﻷﻟﻔ ــﺎ اﻟداﻟ ــﺔ ﻋﻠ ــﻰ اﻟﺗﻛـ ـرار ﻟﻐـ ـ ًﺔ
واﺻــطﻼﺣﺎً ،وﻟﻌﻠــﻪ ﺳــﻬم ﺷ ـ ﻞ ﺟﯾــد ﻓــﻲ إﺑ ـراز اﻟﻣﻌــﺎﻧﻲ اﻟﺧﺎﺻــﺔ ﻟﻛﺛﯾ ـ ٍر ﻣــن اﻷﻟﻔــﺎ اﻟداﻟــﺔ ﻋﻠــﻰ
اﻹﻋــﺎدة اﻟﻠﻔظ ــﺔ ﺎﻟــذات ،واﻟﺗــﻲ ﺛــر ﻓﯾﻬــﺎ اﻟﺟــدل واﺣﺗــدم ﻓﯾﻬــﺎ اﻟﺧــﻼف .ﻓﺎﻟ ﺣــث ﯾﺧــرج ﺑﺗﺻــور
واﺿــﺢ ﻋــن اﻟدﻻﻟــﺔ اﻟدﻗ ﻘــﺔ ﻟﻛــﻞ ﻟﻔــظ .ﻓﻌﻠــﻰ ﺳــﺑﯾﻞ اﻟﻣﺛــﺎل؛ ــﺎن اﻟطــﺎﻋﻧون طﻌﻧــون ﻓــﻲ ﻣواﻗــﻒ
ـﻒ اﻟﻐطـﺎء ﻋـن ﻋﻘـوﻟﻬم
اﻟﺗﻛرار و ﻌﯾﺑوﻧﻪ ،وﻫذا اﻟ ﺣث أوﺿﺢ ﻟﻬـم دﻻﻟـﺔ ـﻞ ﻣوﻗـﻒ ﺗﻛـرار ،وَ ﺷ َ
ﺑﺑ ﺎن ﻞ ﻟﻔظ ﻣﺎ ﯾﻧﺎﺳب ﻣﻘﺎﻣﻪ...
-3وﻣــن اﻟﻧﺗــﺎﺋﺞ اﻟﺗــﻲ ﺗوﺻــﻞ إﻟﯾﻬــﺎ اﻟ ﺣــث أن ﻫﻧــﺎك أﺳ ـ ار اًر ﺗﻛﻣــن وراء اﻟﺗﻛ ـرار اﻟﻘﺻﺻــﻲ ،ﻣــن
أﻫﻣﻬــﺎ ﺗﻧــوع اﻷﺳــﺎﻟﯾب اﻟﺑ ﺎﻧ ــﺔ ﻓــﻲ ﻋـرض اﻟﻘﺻــﺔ اﻟواﺣــدة ،وﺗﻘر ــر اﻟﻣﻌــﺎﻧﻲ وﺗﺛﺑﯾﺗﻬــﺎ ﻓــﻲ اﻷﻧﻔــس.
وﻫذا أوﺿﺢ ﻓﻲ اﻟﺗﺣد وأﺑﻠﻎ ﻓﻲ اﻹﻋﺟﺎز.
261 اﳋﺎﲤﺔ
وﻋﻠــﻰ ـ ٍـﻞ ﻓﻣــﺎ ﻣــن ﻟﻔــظ ﺗﻛــرر ﻓــﻲ اﻟﻘ ـرآن إﻻ ﻟﻔﺎﺋــدة ﻗــد ﻧﻌﻠﻣﻬــﺎ وﻗــد ﻻ ﻧﻌﻠﻣﻬــﺎ .وﻣــﺎ ﺷــﻔﺗﻪ ﻫــذﻩ
اﻟد ارﺳــﺔ ﻟ ـ س إﻻ ﻗﻠ ـ ﻼً ﻣــن ﺛﯾــر ،ﻓﺎﻟﻣوﺿــوع ﺣﺎﺟــﺔ إﻟــﻰ ﻣز ــد ﻣــن اﻟ ﺣــث واﻟﺗواﺻــﻞ ﻓــﻲ اﻛﺗﻧــﺎﻩ
أﺳرار ﻫذﻩ اﻟظﺎﻫرة اﻷﺳﻠو ﺔ اﻟﻣﺗﻣﯾزة .وﻓوق ﻞ ذ ﻋﻠ ٍم ﻋﻠ م.
وﺧﺗﺎﻣ ـﺎً أؤ ــد ﻋﻠــﻰ ﻣــﺎ أﻛــدﻩ اﻷﺳــﻼف اﻟﻛ ـرام ﻣــن أن أﺳــﻠوب اﻟﺗﻛ ـرار ﻓــﻲ اﻟﻘ ـرآن ﻫــو ﻣــن
ﻣﺣﺎﺳــﻧﻪ ،وﻣــن أﺑــرز وﺟــوﻩ اﻟ ﻼﻏــﺔ ﻓ ــﻪ .ﻓﻠ ــﺄت ﻓﺻــﺣﺎء اﻟﻌــﺎﻟم و ﻠﻐــﺎؤﻫم ﻣﺛﻠــﻪَ ،وْﻟُﯾ ِرﻧــﺎ اﻟطــﺎﻋﻧون
ﻣﻣﺎ ﺟﺎء ﻓﻲ اﻟﻘرآن ﻣ ررا؟
أﯾن ﻣوﺿﻊ اﻟﻌﯾب ّ
اﻟﺒﺎﺣﺚ
263 ﻓﻬﺮس اﻵ ت اﻟﻘﺮآﻧﻴﺔ
ﻓﻬﺮس اﻵ ت اﻟﻘﺮآﻧﻴﺔ
اﻟﺼﻔﺤﺔ ﺳﻮرة اﻟﻔﺎﲢﺔ اﻵﻳﺔ اﻟﻜﺮﳝﺔ
ِ
174 ﴿ -إِ ﱠ َك ﻧَـ ْﻌﺒُ ُﺪ َوإِ ﱠ َك ﻧَ ْﺴﺘَﻌ ُ
ﲔ﴾ )اﻟﻔﺎﺗﺣﺔ-------- (4 :
ِ ِ
175 ﻴﻢ﴾ )اﻟﻔﺎﺗﺣﺔ-------- (5 :
ط اﻟ ُْﻤ ْﺴﺘَﻘ َ ْ ﴿ -اﻫﺪ َ ِّ
اﻟﺼ َﺮا َ
ِ ﻀ ِ ﺻﺮا َ ﱠ ِ
ِ
ﻮب َﻋﻠَْﻴ ِﻬ ْﻢ َوَﻻ اﻟﻀﱠﺎﻟّ َ
ﲔ﴾ ﻤﺖ َﻋﻠَﻴ ِﻬ ْﻢ ﻏَ ِْﲑ اﻟ َْﻤﻐْ ُ
َﻧﻌ َ
ﻳﻦ أ َ
ط اﻟﺬ َ َ ﴿-
169 )اﻟﻔﺎﺗﺣﺔ-------------------- (7 :
ﺳﻮرة اﻟﺒﻘﺮة
ﺤﻮ َن﴾ ِ ﻚ َﻋﻠَﻰ ُﻫ ًﺪى ِﻣ ْﻦ َرِِّ ْﻢ َوأ ُْوﻟَﺌِ َ
ﻚ ُﻫ ْﻢ اﻟ ُْﻤ ْﻔﻠ ُ ﴿ -أ ُْوﻟَﺌِ َ
176 )اﻟ ﻘرة-------------------- (5 :
199 ،68 َ ﴿ -ﺳ َﻮاءٌ َﻋﻠَْﻴ ِﻬ ْﻢ﴾ )اﻟ ﻘرة-------------- (6 :
191 ﻪﻠﻟ َوِ ﻟْﻴَـ ْﻮِم ْاﻵ ِﺧ ِﺮ﴾ ﴿اﻟ ﻘرة------- (8 :
﴿ -آﻣﻨﱠﺎ ِ ﱠِ
َ
ﻮرٍة ِﻣ ْﻦ ِﻣﺜْﻠِ ِﻪ﴾
ﺴَ
ِ ِ ﴿ -وإِ ْن ُﻛﻨﺘﻢ ِﰲ رﻳ ٍ ِ
ﺐ ﳑﱠﺎ ﻧَـ ﱠﺰﻟْﻨَﺎ َﻋﻠَﻰ َﻋ ْﺒﺪ َ ﻓَﺄْﺗُﻮا ﺑ ُ َ ُ ْ َْ
199 )اﻟ ﻘرة------------------ (23 :
َﺣﻴَﺎ ُﻛ ْﻢ ﰒُﱠ ُﳝِﻴﺘُ ُﻜ ْﻢ ﰒُﱠ ُْﳛﻴِﻴ ُﻜ ْﻢ ﰒُﱠ إِﻟ َْﻴ ِﻪ ﺗُـ ْﺮ َﺟﻌُﻮ َن ُ Oﻫ َﻮ اﻟﱠ ِﺬي َﺧﻠَ َﻖ ﻟَ ُﻜ ْﻢ َﻣﺎ ِﰲ ْاﻷ َْر ِ ِ َ ﴿ -ﻛ ْﻴ َ
ض ﻒ ﺗَ ْﻜ ُﻔ ُﺮو َن ِ ﱠﻪﻠﻟ َوُﻛﻨﺘُ ْﻢ أ َْﻣ َﻮا ً ﻓَﺄ ْ
ﻴﻢ﴾ ٍ ِ ٍ ﲨﻴﻌﺎ ﰒُﱠ اﺳﺘـﻮى إِ َﱃ اﻟ ﱠ ِ
ِ
اﻫ ﱠﻦ َﺳ ْﺒ َﻊ َﲰَ َﺎوات َو ُﻫ َﻮ ﺑ ُﻜ ِّﻞ َﺷ ْﻲء َﻋﻠ ٌ ﺴ ﱠﻮ ُ ﺴ َﻤﺎء ﻓَ َ ََْ َِ ً
98 )اﻟ ﻘرة------------------ (29 :
107 ض َﺧﻠِﻴ َﻔﺔً ﴾ )اﻟ ﻘرة---(30 : ﴿ -إِِﱐ ﺟ ِ
ﺎﻋ ٌﻞ ِﰲ ْاﻷ َْر ِ ّ َ
68،240 ﻚ ا ْﳉَﻨﱠﺔَ َوُﻛ َﻼ﴾ )اﻟ ﻘرة----(35 : ْ ﴿-
اﺳ ُﻜ ْﻦ أَﻧْ َ
ﺖ َوَزْو ُﺟ َ
106 ﺴﺘَـ َﻘ ﱞﺮ﴾ )اﻟ ﻘرة----- (36 : ض ُﻣ َْ ﴿ -وﻟَ ُﻜ ْﻢ ِﰲ ْاﻷ َْر ِ
ف َﻋﻠَْﻴ ِﻬ ْﻢ َوَﻻ ُﻫ ْﻢ َْﳛ َﺰﻧُﻮ َن ﴾ ِ ِ ِ ِ ِ ِ
ْ ﴿ -اﻫﺒﻄُﻮا ﻣ ْﻨـ َﻬﺎ َﲨ ًﻴﻌﺎ ﻓَِﺈ ﱠﻣﺎ َْﺗﻴَـﻨﱠ ُﻜ ْﻢ ﻣ ِّﲏ ُﻫ ًﺪى ﻓَ َﻤ ْﻦ ﺗَﺒ َﻊ ُﻫ َﺪ َ
اي ﻓَ َﻼ َﺧ ْﻮ ٌ
106،241 )اﻟ ﻘرة------------------ (38 :
110 ﺴ ُﻜ ْﻢ﴾ )اﻟ ﻘرة(44 :ﻨﺴ ْﻮ َن أَﻧ ُﻔ َ ﱠﺎس ِ ﻟِ ِّ
ْﱪ َوﺗَ َ ﴿ -أَ َ ُْﻣ ُﺮو َن اﻟﻨ َ
ﺲ َﺷ ْﻴـﺌًﺎ﴾
ﺲ َﻋ ْﻦ ﻧَـ ْﻔ ٍَ ﴿ -واﺗﱠـ ُﻘﻮا ﻳَـ ْﻮًﻣﺎ َﻻ َﲡْ ِﺰي ﻧَـ ْﻔ ٌ
10،221 )اﻟ ﻘرة-------------------(48 :
264 ﻓﻬﺮس اﻵ ت اﻟﻘﺮآﻧﻴﺔ
245 اﺿ ِﻌ ِﻪ﴾ )اﻟﻣﺎﺋدة------- (41: ُ ﴿ -ﳛَ ِﺮﻓُﻮ َن اﻟْ َﻜﻠِﻢ ِﻣﻦ ﺑـ ْﻌ ِﺪ ﻣﻮ ِ
َ ْ َ ََ ّ
ﻚ ُﻫ ْﻢ اﻟْ َﻜﺎﻓِ ُﺮو َن﴾
اﻪﻠﻟُ ﻓَﺄ ُْوﻟَﺌِ َ َ ﴿ -وَﻣ ْﻦ َﱂْ َْﳛ ُﻜ ْﻢ ِﲟَﺎ أ َ
َﻧﺰ َل ﱠ
250 )اﻟﻣﺎﺋدة----------------------- (44:
ﻚ ُﻫ ْﻢ اﻟﻈﱠﺎﻟِ ُﻤﻮ َن﴾
اﻪﻠﻟُ ﻓَﺄ ُْوﻟَﺌِ َ َ ﴿ -وَﻣ ْﻦ َﱂْ َْﳛ ُﻜ ْﻢ ِﲟَﺎ أ َ
َﻧﺰ َل ﱠ
250 )اﻟﻣﺎﺋدة---------------------- (45:
ـﻮر اﻹ ِﳒﻴـ ِ ِ
ِ ِ ِِ ﴿ -وﻗَـ ﱠﻔﻴـﻨَــﺎ َﻋﻠَــﻰ آ َ ِرِﻫــﻢ ﺑِ ِﻌﻴﺴــﻰ اﺑ ـ ِﻦ ﻣــﺮَﱘ ﻣ ِ ِ
ـﲔ ﻳَ َﺪﻳْــﻪ ﻣـ ْـﻦ اﻟﺘﱠ ـ ْـﻮَراة َوآﺗَـ ْﻴـﻨَــﺎﻩُ ْ َ
ـﻞ ﻓﻴــﻪ ُﻫ ـ ًﺪى َوﻧُـ ٌ ﺼ ـ ّﺪﻗًﺎ ﻟ َﻤــﺎ ﺑَـ َْ
ْ َ ْ ََُْ َ َ ْ
ﲔ﴾ وﻣﺼ ِّﺪﻗًﺎ ﻟِﻤﺎ ﺑـﲔ ﻳ َﺪﻳ ِﻪ ِﻣﻦ اﻟﺘـﱠﻮر ِاة وﻫ ًﺪى وﻣﻮ ِﻋﻈَﺔً ﻟِﻠ ِ
ْﻤﺘﱠﻘ َ ُ َ ُ َ َ َ َْ َ ْ ْ ْ َ َ ُ َ َ ْ
156 )اﻟﻣﺎﺋدة------------------ (46 :
ﻚ ﻫﻢ اﻟْ َﻔ ِ
ﺎﺳ ُﻘﻮ َن﴾ ﴿ -وﻣﻦ َﱂ َْﳛ ُﻜﻢ ِﲟَﺎ أَﻧﺰ َل ﱠ ِ
اﻪﻠﻟُ ﻓَﺄ ُْوﻟَﺌ َ ُ ْ َ ََ ْ ْ ْ
248 )اﻟﻣﺎﺋدة---------------------- (47:
ﻪﻠﻟ واﻟْﻴ ــﻮِم ْاﻵ ِﺧ ـ ِﺮ و َﻋ ِﻤــﻞ ﺻـ ِ
ِ ﱠِ ﱠِ
ـﺎﳊًﺎ ﻓَـ َـﻼ َ َ َ آﻣـ َـﻦ ِ ﱠ َ َ ْ ـﺎرى َﻣـ ْـﻦ َ ﺼــﺎﺑِﺌُﻮ َن َواﻟﻨ َ
ﱠﺼـ َ ـﺎدوا َواﻟ ﱠ
ﻳﻦ َﻫـ ُ
آﻣﻨُــﻮا َواﻟــﺬ َ ﴿ -إِ ﱠن اﻟــﺬ َ
ﻳﻦ َ
250 ف َﻋﻠَْﻴ ِﻬ ْﻢ َوَﻻ ُﻫ ْﻢ َْﳛ َﺰﻧُﻮ َن﴾ )اﻟﻣﺎﺋدة---------- (69: َﺧ ْﻮ ٌ
﴿ -وَﻻ ﺗـﺘﱠﺒِﻌﻮا أَﻫﻮ ٍ
ﻴﻞ﴾ ﺿﻠﱡﻮا َﻋ ْﻦ َﺳ َﻮ ِاء اﻟ ﱠ
ﺴﺒِ ِ ﲑا َو َ ﺿﻠﱡﻮا ِﻣﻦ ﻗَـ ْﺒﻞ وأَ َ ﱡ ِ
ﺿﻠﻮا َﻛﺜ ً ْ َُ اء ﻗَـ ْﻮم ﻗَ ْﺪ َ
َ َ ُ َْ َ
122،252 )اﻟﻣﺎﺋدة------------------ (77 :
ﺎت ﺟﻨَﺎح ﻓِﻴﻤﺎ ﻃَ ِﻌﻤﻮا إِذَا ﻣـﺎ اﺗﱠـ َﻘـﻮا وآﻣﻨُـﻮا و َﻋ ِﻤﻠُـﻮا اﻟ ﱠ ِ
ـﺎﳊ ِ
ﺎت ﰒُﱠ ﴿ -ﻟَْﻴﺲ َﻋﻠَﻰ اﻟﱠ ِﺬﻳﻦ آﻣﻨُﻮا و َﻋ ِﻤﻠُﻮا اﻟ ﱠ ِ ِ
ﺼ َ َ ْ َ َ َ ﺼﺎﳊَ ُ ٌ َ ُ َ َ َ َ
ِ
ﲔ﴾ﺐ اﻟ ُْﻤ ْﺤﺴﻨِ َ
اﻪﻠﻟُ ُِﳛ ﱡ
ﺴﻨُﻮا َو ﱠ آﻣﻨُﻮا ﰒُﱠ اﺗﱠـ َﻘ ْﻮا َوأ ْ
َﺣ َ اﺗﱠـ َﻘ ْﻮا َو َ
121 )اﻟﻣﺎﺋدة------------------ (93 :
ﺳﻮرة اﻷﻧﻌﺎم
اب ﻳَـ ْﻮٍم َﻋ ِﻈ ٍﻴﻢ﴾
ﺖ َرِّﰊ َﻋ َﺬ َ ﺎف إِ ْن َﻋ َ
ﺼ ْﻴ ُ ﴿ -ﻗُ ْﻞ إِِّﱐ أَ َﺧ ُ
207 )اﻷﻧﻌﺎم------------------- (15:
207 ﲔ﴾ )اﻷﻧﻌﺎم--------- (16: ﻚ اﻟْ َﻔ ْﻮُز اﻟ ُْﻤﺒِ ُ َ ﴿ -و َذﻟِ َ
235 َ ﴿ -وﻗَﺎﻟُﻮا ﻟَ ْﻮَﻻ ﻧُـ ِّﺰ َل َﻋﻠَْﻴ ِﻪ آﻳَﺔٌ ِﻣ ْﻦ َرﺑِِّﻪ﴾ )اﻷﻧﻌﺎم--(37:
68 ﻀ ﱠﺮﻋُﻮ َن﴾ )اﻷﻧﻌﺎم----------- (42:
﴿ -ﻟ ََﻌﻠﱠ ُﻬ ْﻢ ﻳَـﺘَ َ
269 ﻓﻬﺮس اﻵ ت اﻟﻘﺮآﻧﻴﺔ
ﺳﻮرة ﻫﻮد
﴿ -أ َْم ﻳـ ُﻘﻮﻟُﻮ َن اﻓْـﺘَـﺮاﻩُ ﻗُﻞ ﻓَﺄْﺗُﻮا ﺑِﻌ ْﺸ ِﺮ ﺳﻮٍر ِﻣﺜْﻠِ ِﻪ ﻣ ْﻔﺘَـﺮ ٍ
ت﴾ ُ ََ َ َُ َ ْ َ
ﺎد ﻗَـﻮِم ُﻫ ٍ
ﻮد﴾ )ﻫود(60: ِ ٍ ﴿ -أ ََﻻ إِ ﱠن َﻋ ً
191 ﺎدا َﻛ َﻔ ُﺮوا َرﺑﱠـ ُﻬ ْﻢ أ ََﻻ ﺑُـ ْﻌ ًﺪا ﻟ َﻌ ْ
ﺳﻮرة ﻳﻮﺳﻒ
1 ﴿ -إِ ﱠ أَﻧْـ َﺰﻟْﻨَﺎﻩُ ﻗُـ ْﺮآ ً َﻋ َﺮﺑِﻴًّﺎ ﻟَ َﻌﻠﱠ ُﻜ ْﻢ ﺗَـ ْﻌ ِﻘﻠُﻮ َن﴾ )ﯾوﺳﻒ--- (2:
ﺳﻮرة إﺑﺮاﻫﻴﻢ
ﺳﻮرة اﳊﺠﺮ
1 ﴿ -إِ ﱠ َْﳓ ُﻦ ﻧَـ ﱠﺰﻟْﻨَﺎ اﻟ ِّﺬ ْﻛ َﺮ َوإِ ﱠ ﻟَﻪُ َﳊَﺎﻓِﻈُﻮ َن﴾ )اﻟﺣﺟر--(9:
ﺳﻮرة اﻟﻨﺤﻞ
ﻚ ِﻣﻦ ﺑـﻌ ِﺪﻫﺎ ﻟَﻐَ ُﻔ ِ ﻮء ِﲜَ َﻬﺎﻟَ ٍﺔ ﰒُﱠ َ ﺑُﻮا ِﻣ ْﻦ ﺑَـ ْﻌ ِﺪ َذﻟِ َ ﻳﻦ َﻋ ِﻤﻠُﻮا اﻟ ﱡ ﴿ -ﰒُﱠ إِ ﱠن رﺑﱠ َ ِ ِ
ﻴﻢ﴾
ﻮر َرﺣ ٌ
ٌ ﺻﻠَ ُﺤﻮا إِ ﱠن َرﺑﱠ َ ْ َ ْ َ
ﻚ َوأَ ْ ﺴ َ ﻚ ﻟﻠﱠﺬ َ َ
ﺳﻮرة اﻹﺳﺮاء
ﺳﻮرة اﻟﻜﻬﻒ
ض﴾
ﺎت ْاﻷ َْر ِ ﺴ َﻤ ِﺎء ﻓَﺎ ْﺧﺘَـﻠَ َ
ﻂ ﺑِ ِﻪ ﻧَـﺒَ ُ َﻧﺰﻟْﻨَﺎﻩُ ِﻣ ْﻦ اﻟ ﱠ ٍ ِ َ ﴿ -وا ْ
ﺿ ِﺮ ْ
ب َﳍُ ْﻢ َﻣﺜَ َﻞ ا ْﳊَﻴَﺎة اﻟ ﱡﺪﻧْـﻴَﺎ َﻛ َﻤﺎء أ َ
211 )اﻟﻛﻬﻒ--------------------(47:
211 ﴿ -ﻟََﻘ ْﺪ ِﺟ ْﺌـﺘُ ُﻤﻮَ َﻛ َﻤﺎ َﺧﻠَ ْﻘﻨَﺎ ُﻛ ْﻢ أَ ﱠو َل َﻣ ﱠﺮٍة﴾ )اﻟﻛﻬﻒ-(48:
ِ
22،86 ﺼﺎ﴾ )اﻟﻛﻬﻒ----(64:
ﺼً﴿ -ﻓَ ْﺎرﺗَ ﱠﺪا َﻋﻠَﻰ آ َ ِرﳘَﺎ ﻗَ َ
ﺳﻮرة ﻣﺮﱘ
ِ
23 ﺎﻫﺎ ﻓَِﺈذَا ﻫ َﻲ َﺣﻴﱠﺔٌ ﺗَ ْ
ﺴ َﻌﻰ﴾ )طﻪ----- (14: ﴿ -ﻓَﺄَﻟْ َﻘ َ
ﺳﻮرة اﻷﻧﺒﻴﺎء
ﺳﻮرة اﳊﺞ
ﱠِ ﱠِ
ﺎرى﴾
ﱠﺼ َ ﺼﺎﺑِﺌِ َ
ﲔ َواﻟﻨ َ ﺎدوا َواﻟ ﱠ
ﻳﻦ َﻫ ُ
آﻣﻨُﻮا َواﻟﺬ َ ﴿ -إِ ﱠن اﻟﺬ َ
ﻳﻦ َ
ﺳﻮرة اﳌﺆﻣﻨﻮن
اﻹﻧﺴﺎ َن ِﻣ ْﻦ ُﺳ َﻼﻟَ ٍﺔ ِﻣ ْﻦ ِﻃ ٍ
ﲔ﴾)اﻟﻣؤﻣﻧون(12:
215 َ ﴿ -وﻟََﻘ ْﺪ َﺧﻠَ ْﻘﻨَﺎ ِْ َ
ﺳﻮرة اﻟﻔﺮﻗﺎن
ﺳﻮرة اﻟﺸﻌﺮاء
66 َ ﴿ -وﺗَـ َﻮﱠﻛ ْﻞ َﻋﻠَﻰ اﻟ َْﻌ ِﺰﻳ ِﺰ اﻟ ﱠﺮِﺣ ِﻴﻢ﴾ )اﻟﺷﻌراء----(217:
ﺳﻮرة اﻟﻨﻤﻞ
ﺴ َﻌﻰ﴾)اﻟﻘﺻص(20: ِ ِ ِ
232 ْﺼﻰ اﻟ َْﻤﺪﻳﻨَﺔ ﻳَ ْ َ ﴿ -و َﺟ َ
ﺎء َر ُﺟ ٌﻞ ﻣ ْﻦ أَﻗ َ
130 )اﻟﻘﺻص-----------------(62:
ﺳﻮرة اﻟﻌﻨﻜﺒﻮت
ﺳﻮرة اﻟﺮوم
ِ ِِ ِ ِ ِ
َ ﴿ -وإِ ْن َﻛﺎﻧُﻮا ﻣ ْﻦ ﻗَـ ْﺒ ِﻞ أَ ْن ﻳُـﻨَـ ﱠﺰ َل َﻋﻠَْﻴ ِﻬ ْﻢ ﻣ ْﻦ ﻗَـ ْﺒﻠﻪ ﻟَ ُﻤ ْﺒﻠﺴ َ
ﲔ﴾
171 )اﻟروم--------------------(49:
278 ﻓﻬﺮس اﻵ ت اﻟﻘﺮآﻧﻴﺔ
ﺳﻮرة ﻟﻘﻤﺎن
70،246 )ﻟﻘﻣﺎن-------------------(21:
ﺳﻮرة اﻟﺴﺠﺪة
اﳋُﻠ ِ
ْﺪ ِﲟَﺎ ُﻛ ْﻨـﺘُ ْﻢ ﺗَـ ْﻌ َﻤﻠُﻮ َن﴾ ِ ﴿ -ﻓَ ُﺬوﻗُﻮا ِﲟَﺎ ﻧَ ِﺴﻴﺘﻢ ﻟَِﻘ ِ
ﺎء ﻳَـ ْﻮﻣ ُﻜ ْﻢ َﻫ َﺬا إِ ﱠ ﻧَﺴﻴﻨَﺎ ُﻛ ْﻢ َوذُوﻗُﻮا َﻋ َﺬ َ
اب ْ ُْ َ
ﺳﻮرة ﺳﺒﺄ
131 اﻟﺮْز َق ﻟِ َﻤ ْﻦ ﻳَ َ
ﺸﺎءُ﴾)ﺳ ﺄ--(36: ﻂ ِّﺴُ ِ
﴿ -ﻗُ ْﻞ إ ﱠن َرِّﰊ ﻳَـ ْﺒ ُ
131 اﻟﺮْز َق ﻟِ َﻤ ْﻦ ﻳَ َ
ﺸﺎءُ﴾)ﺳ ﺎ-(39: ﻂ ِّﺴُ ِ
﴿ -ﻗُ ْﻞ إ ﱠن َرِّﰊ ﻳَـ ْﺒ ُ
ﺳﻮرة ﻓﺎﻃﺮ
212 ض﴾ )ﻓﺎطر- (39: ُ ﴿ -ﻫ َﻮاﻟﱠ ِﺬي َﺟ َﻌﻠَ ُﻜ ْﻢ َﺧ َﻼﺋِ َ
ﻒ ِﰲ ْاﻷ َْر ِ
279 ﻓﻬﺮس اﻵ ت اﻟﻘﺮآﻧﻴﺔ
ﺳﻮرة ﻳﺲ
ﺳﻮرة اﻟﺰﻣﺮ
ِ ِ ِ ِ
ف ﺗَـ ْﻌﻠَ ُﻤﻮ َن﴾ ﴿ -ﻗُ ْﻞ َ ﻗَـ ْﻮم ا ْﻋ َﻤﻠُﻮا َﻋﻠَﻰ َﻣ َﻜﺎﻧَﺘ ُﻜ ْﻢ إِّﱐ َﻋﺎﻣ ٌﻞ ﻓَ َ
ﺴ ْﻮ َ
ﺳﻮرة ﻏﺎﻓﺮ
ﺎل اﻟﱠ ِﺬي آﻣﻦ ﻗَـﻮِم اﺗﱠﺒِﻌ ِﻮﱐ أ َْﻫ ِﺪ ُﻛﻢ ﺳﺒِﻴﻞ اﻟ ﱠﺮ َﺷ ِ
ﺎد َ ،ﻗَـ ْﻮِم إِ ﱠﳕَﺎ َﻫ ِﺬ ِﻩ ا ْﳊَﻴَﺎةُ اﻟ ﱡﺪﻧْـﻴَﺎ َﻣﺘَﺎعٌ﴾.. ْ َ َ ََ َ ْ ُ َ ﴿ -وﻗَ َ
ﺳﻮرة اﻟﺰﺧﺮف
ﻮت َوَْﳓﻴَﺎ َوَﻣﺎ ﻳُـ ْﻬﻠِ ُﻜﻨَﺎ إِﱠﻻ اﻟ ﱠﺪ ْﻫ ُﺮ﴾ ﴿ -ﻣ ِ
ﺎﻫ َﻲ إِﱠﻻ َﺣﻴَﺎﺗُـﻨَﺎ اﻟ ﱡﺪﻧْـﻴَﺎ َﳕُ ُ َ
ﺳﻮرة اﻟﻔﺘﺢ
229 ﺸﺎءُ)اﻟﻔﺗﺢ---(14:
ب َﻣ ْﻦ ﻳَ َ ِ -ﻳَـﻐْ ِﻔ ُﺮ ﻟِ َﻤ ْﻦ ﻳَ َ
ﺸﺎءُ َوﻳُـ َﻌ ّﺬ ُ
ﺳﻮرة ق
ﺳﻮرة اﻟﺬار ت
ﺳﻮرة اﻟﻘﻤﺮ
ﺳﻮرة اﻟﺮﲪﻦ
ﺴﺎ َن َ Oﻋﻠﱠ َﻤﻪُ اﻟْﺒَـﻴَﺎ َن﴾ ﴿ -اﻟ ﱠﺮ ْﲪَ ُﻦ َ Oﻋﻠﱠ َﻢ اﻟْ ُﻘ ْﺮآ َن َ Oﺧﻠَ َﻖ ِْ
اﻹﻧْ َ
ﻴﻤﻮا اﻟ َْﻮْز َن ِ ﻟ ِْﻘ ْﺴ ِﻂ َوَﻻ ُﲣْ ِﺴ ُﺮوا ِ ِ ِ ﺴﻤﺎء رﻓَـ َﻌ َﻬﺎ وو َ ِ
ﺿ َﻊ اﻟْﻤ َﻴﺰا َن Oأﱠَﻻ ﺗَﻄْﻐَ ْﻮا ِﰲ اﻟْﻤ َﻴﺰان َ Oوأَﻗ ُ َ ﴿ -واﻟ ﱠ َ َ َ َ َ
184 اﻟ ِْﻤ َﻴﺰا َن﴾ )اﻟرﺣﻣن----------(9 ،8 ،7 :
)اﻟرﺣﻣن،53 ،51 ،49 ،47 ،45 ،42 ،40 ،38 ،36 ،34 ،32 ،30 ،28 ،25 ،23 ،21 ،18 ،16 :
12،16،138 ---(77 ،75 ،73 ،71 ،69 ،67 ،65 ،63 ،61 ،59 ،57 ،55
282 ﻓﻬﺮس اﻵ ت اﻟﻘﺮآﻧﻴﺔ
ﺎف ﻣَﻘﺎم َرِّ ِﻪ َﺟﱠﻧﺗَ ِ
ﺎن﴾ )اﻟرﺣﻣن----- (46: ِ
18 َ﴿ -وﻟ َﻣ ْن َﺧ َ َ َ
ﺳﻮرة اﻟﻮاﻗﻌﺔ
160 ﺎب اﻟ َْﻤ ْﻴ َﻤﻨَ ِﺔ﴾)اﻟواﻗﻌﺔ---(8:
َﺻ َﺤ ُ
ِ
ﺎب اﻟ َْﻤ ْﻴ َﻤﻨَﺔ َﻣﺎ أ ْ ﴿ -ﻓَﺄ ْ
َﺻ َﺤ ُ
160 ﺸﺄ ََﻣ ِﺔ﴾)اﻟواﻗﻌﺔ--(9:
ﺎب اﻟ َْﻤ ْ
َﺻ َﺤ ُ
ِ
ﺎب اﻟ َْﻤ ْﺸﺄ ََﻣﺔ َﻣﺎ أ ْ َ ﴿ -وأ ْ
َﺻ َﺤ ُ
181 ﺴﺎﺑِ ُﻘﻮ َن﴾ )اﻟواﻗﻌﺔ---------- (10:
ﺴﺎﺑِ ُﻘﻮ َن اﻟ ﱠ
َ ﴿ -واﻟ ﱠ
ﺳﻮرة اﳊﺪﻳﺪ
ض﴾)اﻟﺣدﯾد------- (5 ،2: ﺴ ﻤﻮ ِ
ات َو ْاﻷ َْر ِ ﴿ -ﻟَﻪُ ُﻣﻠ ُ
160 ْﻚ اﻟ ﱠ َ َ
ال َو ْاﻷ َْوَﻻ ِد﴾
ﺐ وَﳍٌْﻮ وِزﻳﻨَﺔٌ وﺗَـ َﻔﺎ ُﺧﺮ ﺑَـ ْﻴـﻨَ ُﻜﻢ وﺗَ َﻜﺎﺛُـﺮ ِﰲ ْاﻷ َْﻣﻮ ِ
َ َْ ٌ
ِ
﴿ -ا ْﻋﻠَ ُﻤﻮا أَﱠﳕَﺎ ا ْﳊَﻴَﺎةُ اﻟ ﱡﺪﻧْـﻴَﺎ ﻟَﻌ ٌ َ َ َ ٌ
13 )اﻟﺣدﯾد---------------------- (20:
ﺳﻮرة اﳊﺸﺮ
اﻪﻠﻟَ َﺧﺒِﲑٌ ِﲟَﺎ ﺗَـ ْﻌ َﻤﻠُﻮ َن﴾ ﺖ ﻟِﻐَ ٍﺪ َواﺗﱠـ ُﻘﻮا ﱠ
اﻪﻠﻟَ إِ ﱠن ﱠ ﺲ َﻣﺎ ﻗَ ﱠﺪ َﻣ ْ آﻣﻨُﻮا اﺗﱠـ ُﻘﻮا ﱠ
اﻪﻠﻟَ َوﻟْﺘَـ ْﻨﻈُْﺮ ﻧَـ ْﻔ ٌ
ﱠِ
َ ﴿ -أَﻳﱡـ َﻬﺎ اﻟﺬ َ
ﻳﻦ َ
141 )اﻟﺣﺷر---------------------- (18:
161 اﻪﻠﻟُ اﻟﱠ ِﺬي َﻻ إِﻟَﻪَ إِﱠﻻ ُﻫ َﻮ﴾)اﻟﺣﺷر------ (23 ،22:
ُ ﴿ -ﻫ َﻮ ﱠ
ﺳﻮرة اﳉﻤﻌﺔ
ﺎب َوا ْﳊِ ْﻜ َﻤﺔَ﴾)اﻟﺟﻣﻌﺔ------ (2: ِ ِ ِ
68 َ ﴿ -وﻳُـ َﺰّﻛﻴ ِﻬ ْﻢ َوﻳُـ َﻌﻠّ ُﻤ ُﻬ ْﻢ اﻟْﻜﺘَ َ
ﺳﻮرة اﳌﺪﺛﺮ
ﺳﻮرة اﻟﻘﻴﺎﻣﺔ
ﺳﻮرة اﻹﻧﺴﺎن
ﺳﻮرة اﳌﺮﺳﻼت
284 ﻓﻬﺮس اﻵ ت اﻟﻘﺮآﻧﻴﺔ
﴿ -وﻳﻞ ﻳـﻮﻣﺌِ ٍﺬ ﻟِّﻠ ِ
ْﻤ َﻜ ّﺬﺑِ َ
ﲔ﴾ )اﻟﻣرﺳﻼت---------- (7: َْ ٌ َْ َ ُ
11،18،65
ﺳﻮرة اﻟﻨﺒﺎء
216 َ ﴿ -ﻛ ﱠﻼ َﺳﻴَـ ْﻌﻠَ ُﻤﻮ َن ﰒ َﻛ ﱠﻼ َﺳﻴَـ ْﻌﻠَ ُﻤﻮ َن﴾)اﻟﻧ ﺎء----- (5 ،4:
ﺳﻮرة اﻻﻧﻔﻄﺎر
ﺳﻮرة اﳌﻄﻔﻔﲔ
ﺳﻮرة اﻻﻧﺸﻘﺎق
196 ﺸ ﱠﻘ ْ
ﺖ﴾ )اﻻﻧﺷﻘﺎق------------ (1: ﴿ -إِذَا اﻟ ﱠ
ﺴ َﻤﺎءُ اﻧ َ
144 ﺖ ﻟَِﺮَِّﺎ َو ُﺣ ﱠﻘ ْ
ﺖ﴾ )اﻻﻧﺷﻘﺎق----------- (1: َ ﴿ -وأ َِذﻧَ ْ
ﺳﻮرة اﻟﻄﺎرق
ﺳﻮرة اﻟﻔﺠﺮ
ﺳﻮرة اﻟﺒﻠﺪ
ﺳﻮرة اﻟﻀﺤﻰ
ﺳﻮرة اﻟﺸﺮح
ﺳﻮرة اﻟﻌﻠﻖ
ﺳﻮرة اﻟﻘﺪر
ﺳﻮرة اﻟﻘﺎرﻋﺔ
286 ﻓﻬﺮس اﻵ ت اﻟﻘﺮآﻧﻴﺔ
اك َﻣﺎ اﻟْ َﻘﺎ ِر َﻋﺔُ﴾)اﻟﻘﺎرﻋﺔ(3،2،1:
﴿ -اﻟْ َﻘﺎ ِر َﻋﺔُ َ Oﻣﺎ اﻟْ َﻘﺎ ِر َﻋﺔُ َ Oوَﻣﺎ أَ ْد َر َ
188
ﺳﻮرة اﻟﺘﻜﺎﺛﺮ
ﺳﻮرة اﻟﻜﺎﻓﺮون
30 ﴿ -ﻗُ ْﻞ َ أَﻳﱡـ َﻬﺎ اﻟْ َﻜﺎﻓِ ُﺮو َن﴾ )اﻟﻛﺎﻓرون---------- (1:
ﺳﻮرة اﻹﺧﻼص
ﺳﻮرة اﻟﻔﻠﻖ
ﺳﻮرة اﻟﻨﺎس
س ِﰲ ﱠِ
ﱠﺎس Oاﻟﺬي ﻳُـ َﻮ ْﺳ ِﻮ ُ
اﳋَﻨ ِ ﱠﺎس ِ Oﻣ ْﻦ َﺷ ِّﺮ اﻟ َْﻮ ْﺳ َﻮ ِ
اس ْ ﱠﺎس Oإِﻟَ ِﻪ اﻟﻨ ِ ﱠﺎس Oﻣﻠِ ِ
ﻚ اﻟﻨ ِ َ ب اﻟﻨ ِ ﴿ -ﻗُ ْﻞ أَﻋُﻮذُ ﺑَِﺮ ِّ
189 ﱠﺎس﴾ )اﻟﻧﺎس- (4،5،6 ،3 ،2 ،1: ﱠﺎس ِ Oﻣ ْﻦ ا ْﳉِﻨ ِﱠﺔ َواﻟﻨ ِ ﺻ ُﺪوِر اﻟﻨ ُِ
287 ﻓﻬﺮس اﻷﺣﺎدﻳﺚ اﻟﻨﺒﻮﻳﺔ
ﻓﻬرس اﻷﺷﻌﺎر
اﻟﺻﻔﺣﺔ اﻟﺷﻌر
35و69 ﺎم ( -------- ِ ِ ِِ ِِ ِ ِ ِ ِِ
َ ) -وَﻟ ْم أ ََر ﻣ ْﺛ َﻞ ﺟ َﯾراﻧﻲ َوﻣ ْﺛﻠﻲ ...ﻟﻣ ْﺛﻠﻲ ﻋ ْﻧ َد ﻣ ْﺛﻠﻬ ُم ُﻣَﻘ ُ
52 م م م ( --------------------- ) -م ﻧﻌﻣﺔ ﺎﻧت ﻟﻬﺎ
58 ) -ﻗرﺎ ﻣرط اﻟﻧﻌﺎﻣﺔ ﻣﻧﻲ ﻟﻘﺣت ﺣرب واﺋﻞ ﻋن ِﺣ ﺎل ( --------
58 ﺣﺗﻰ ﻘول ﻧﺳﺎؤﻫم ﻫذا اﻟﻔﺗﻰ( ---- ) -و ﺗﯾ ﺔ ﻟ ﺳﺗﻬﺎ ﺗﯾ ﺔ
182 ﻧﻐص اﻟﻣوت ذا اﻟﻐﻧﻰ واﻟﻔﻘﯾ ار( ) -ﻻ أر اﻟﻣوت ﺳﺑ اﻟﻣوت ﺷﻲء
289 ﻓﻬﺮس اﳌﺼﺎدر واﳌﺮاﺟﻊ
ﻓﻬرس اﻟﻣﺻﺎدر واﻟﻣراﺟﻊ
ﺣرف اﻷﻟﻒ – اﻟﻬﻣزة
اﻹﺗﻘﺎن ﻓﻲ ﻋﻠوم اﻟﻘرآن :ﻋﺑد اﻟرﺣﻣن ﺑن اﻟﻛﻣﺎل ﺟﻼل اﻟدﯾن اﻟﺳ ـ ـ ـ ـ ــﯾوطﻲ ،ﺗﺣﻘﯾ :
ﻣﺣﻣد أﺑواﻟﻔﺿﻞ إﺑراﻫ م ،داراﻟﺗراث ـ اﻟﻘﺎﻫرة 1405 ، 3 ،ﻫـ1985 /م.
إرﺷ ــﺎد اﻟﻌﻘﻞ اﻟﺳ ــﻠ م إﻟﻰ ﻣ از ﺎ اﻟﻘرآن اﻟﻛرم اﻟﻣﻌروف ﺑﺗﻔﺳ ــﯾر أﺑﻲ اﻟﺳ ــﻌود :أﺑو اﻟﺳ ــﻌود
ﻣﺣﻣد ﺑن ﻣﺣﻣد اﻟﻌﻣﺎد ،دار إﺣ ﺎء اﻟﺗراث اﻟﻌرﻲ ﺑﯾروت.
إﻋﺟـ ــﺎز اﻟﻘرآن :ﻣﺣﻣـ ــد ﺑن اﻟطﯾـ ــب اﻟ ـ ــﺎﻗﻼﻧﻲ ،ط ﻊ داراﻟﻣﻌـ ــﺎرف ﻣﺻ ـ ـ ـ ـ ـ ــر 1ﻋـ ــﺎم
1380ﻫـ1960/م.
اﻹﻋﺟﺎز واﻹﯾﺟﺎز :أﺑو ﻣﻧﺻــور ﻋﺑد اﻟﻣﻠك ﻋﺑد اﻟﻣﻠك ﺑن ﻣﺣﻣد ﺑن إﺳــﻣﺎﻋﯾﻞ اﻟﺛﻌﺎﻟﺑﻲ،
3ﻋﺎم 1405ﻫـ1985 /م. دار اﻟﻐﺻون -ﺑﯾروت
إﻋﺟﺎز اﻟﻘرآن واﻟ ﻼﻏﺔ اﻟﻧﺑو ﺔ :ﻣﺻــطﻔﻰ ﺻــﺎدق اﻟراﻓﻌﻲ ،ﻣط ﻌﺔ اﻻﺳــﺗﻘﺎﻣﺔ ﻣﺻــر 2
ﻋﺎم 1384ﻫـ1965/م.
إﻋﺟﺎز اﻟﻘرآن :ﻋﺑداﻟﻛرم اﻟﺧطﯾب 2 ،داراﻟﻣﻌرﻓﺔ ﺑﯾروت ﻟﺑﻧﺎن ﻋﺎم 1395ﻫـ1975/م.
إﻋﺟﺎزاﻟﻘرآن اﻟﻛرم ﻓﺿﻞ ﺣﺳن ﻋ ﺎس وﺳﻧﺎ ﻋ ﺎس ﺑدون ﺗﺣدﯾد اﻟط ﻊ.
إﻋراب اﻟﻘرآن :أﺑو ﺟﻌﻔر أﺣﻣـ ـ ــد ﺑن ﻣﺣﻣـ ـ ــد ﺑن إﺳـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻣـ ـ ــﺎﻋﯾـ ـ ــﻞ اﻟﻧﺣـ ـ ــﺎس ،ﺗﺣﻘﯾ :د.
زﻫﯾر ﻏﺎز زاﻫد ،ﻋﺎﻟم اﻟﻛﺗب ـ ﺑﯾروت ﻋﺎم 1409ﻫـ1988 /م.
اﻷﻋﻼم :ﺧﯾر اﻟــدﯾن ﺑن ﻣﺣﻣود ﺑن ﻣﺣﻣــد ﺑن ﻋﻠﻲ ﺑن ﻓــﺎرس ،اﻟزر ﻠﻲ ،داراﻟﻌﻠم
2002 ،15م. ﻟﻠﻣﻼﯾﯾن ـ ﺑﯾروت ،
إﻟﻬﺎم اﻟرﺣﻣن ﻓﻲ ﺣﻞ ﻣﺷ ﻼت اﻟﻘرآن ﻣﺣﻣد ﻋﺑداﻟﺟ ﺎر اﻟ ﺎﺟور اﻟﻧﺎﺷر ﻣط ﻌﺔ ﺎﺟور
ﺎﻛﺳﺗﺎن.
اﻹﻣﺎم أﺑو اﻷﻋﻠﻰ اﻟﻣودود :ﺣ ﺎﺗﻪ ،دﻋوﺗﻪ ،ﺟﻬﺎدﻩ :ﺧﻠﯾﻞ أﺣﻣد اﻟﺣﺎﻣد ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ اﻟﻣ ﺗ ﺔ
اﻟﻌﻠﻣ ﺔ ـ ﻻﻫور ـ اﻟ ﺎﻛﺳﺗﺎن ـ 1980م.
290 ﻓﻬﺮس اﳌﺼﺎدر واﳌﺮاﺟﻊ
أﻧوار اﻟﺗﻧزﻞ وأﺳ ـ ارراﻟﺗﺄو ﻞ اﻟﻣﻌروف ﺑﺗﻔﺳــﯾر اﻟﺑ ﺿــﺎو :ﻧﺎﺻ ـراﻟدﯾن أﺑو ﺳ ـﻌﯾد ﻋﺑد ﷲ
ﺑن ﻋﻣر ﺑن ﻣﺣﻣد اﻟﺷﯾراز اﻟﺑ ﺿﺎو ،اﻟﻣط ﻌﺔ اﻟﻌﺛﻣﺎﻧ ﺔ – اﻟﻘﺳطﻧطﻧ ﺔ1329 ،ﻫـ .
اﻹ ﺿـ ـ ــﺎح ﻓﻲ ﻋﻠوم اﻟ ﻼﻏﺔ :ﺟﻼل اﻟدﯾن أﺑو ﻋﺑدﷲ ﻣﺣﻣد ﺑن ﺳـ ـ ــﻌداﻟدﯾن ﺑن ﻋﻣر
اﻟﻘزو ﻧﻲ ،ﺗﺣﻘﯾ اﻟﺷـ ــﯾﺦ ﺑﻬﯾﺞ ﻏزاو ،دار إﺣ ﺎء اﻟﻌﻠوم – ﺑﯾروت1419 ،4 ،ﻫ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ/
1998م.
ﺣرف اﻟ ﺎء
اﻟ ﺣر اﻟﻣﺣ ط :أﺛﯾر اﻟدﯾن أﺑﻲ ﻋﺑد ﷲ ﻣﺣﻣد ﺑن ﯾوﺳـﻒ اﻟﺷﻬﯾر ﺄﺑﻲ ﺣ ﺎن اﻷﻧدﻟﺳﻲ،
ﺗﺣﻘﯾ :اﻟﺷـ ـ ـ ـ ـ ــﯾﺦ ﻋﺎدل أﺣﻣد ﻋﺑد اﻟﻣوﺟود وزﻣﻼؤﻩ دار اﻟﻛﺗب اﻟﻌﻠﻣ ﺔ ﺑﯾروت ،1
1422ﻫـ2001 /م.
اﻟﺑرﻫﺎن ﻓﻲ ﻋﻠوم اﻟﻘرآن :ﺑدر اﻟدﯾن ﻣﺣﻣد ﺑن ﻋﺑد ﷲ ﺑن ﺑﻬﺎدر اﻟزر ﺷــ ــﻲ ،ﺗﺣﻘﯾ :
ﻣﺣﻣد أﺑو اﻟﻔﺿﻞ إﺑراﻫ م ،ﻣط ﻌﺔ ﻋ ﺳﻰ اﻟ ﺎﺑﻲ اﻟﺣﻠﺑﻲ 1376 ،1ﻫـ 1957 /م.
اﻟﺑرﻫﺎن ﻓﻲ ﺗوﺟ ﻪ ﻣﺗﺷــﺎ ﻪ اﻟﻘرآن :ﺑرﻫﺎن اﻟدﯾن أﺑﻲ اﻟﻘﺎﺳــم ﻣﺣﻣود ﺑن ﺣﻣزة ﺑن ﻧﺻــر
اﻟﻛرﻣﺎﻧﻲ ﺗﺣﻘﯾ :ﻣﺣﻣد أﺑواﻟﻔﺿﻞ إﺑراﻫ م ط ﻊ ﻣ ﺗ ﺔ دار اﻟﺗراث.
اﻟﺑــدا ــﺔ واﻟﻧﻬــﺎ ــﺔ :أﺑو اﻟﻔــداء اﺳـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻣﻌﯾــﻞ ﺑن ﻋﻣر اﺑن ﺛﯾر ،ﺗﺣﻘﯾ :أﺣﻣــد أﺑو ﻣﻠﺣم
وﻏﯾرﻩ ،داراﻟﻛﺗب اﻟﻌﻠﻣ ﺔ -ﺑﯾروت 3 -ﻋﺎم 1987م.
اﻟﺑدا ﺔ واﻟﻧﻬﺎ ﺔ :أﺑو اﻟﻔداء اﺳـ ـ ــﻣﻌﯾﻞ ﺑن ﻋﻣر اﺑن ﺛﯾر ،ﺗﺣﻘﯾ د.ﻋﺑدﷲ اﻟﺗر ﻲ ,ﻫﺟر
ﻟﻠط ﺎﻋﺔ واﻟﻧﺷر 1ﻋﺎم 1418ﻫـ.
ﺑد ﻊ اﻟﻘرآن :ﻋﺑداﻟﻌظ م ﺑن ﻋﺑداﻟواﺣد ،اﺑن أﺑﻲ اﻹﺻـ ﻊ ،ﻣ ﺗ ﺔ ﻧﻬﺿﺔ ﻣﺻر ﺎﻟﻔﺟﺎﻟﺔ-
1377 – 1ﻫـ1957/م.
ﻐ ــﺔ اﻟوﻋــﺎة ﻓﻲ ط ﻘــﺎت اﻟﻠﻐو ﯾن واﻟﻧﺣــﺎة :ﺟﻼل اﻟــدﯾن ﻋﺑــداﻟرﺣﻣن اﻟﺳ ـ ـ ـ ـ ـ ــﯾوطﻲ ،ﺗﺣﻘﯾ
ﻣﺣﻣد أﺑواﻟﻔﺿﻞ إﺑراﻫ م ،اﻟﻧﺎﺷر :ﻣ ﺗ ﺔ اﻟﻌﺻرﺔ ،ﺻﯾدا ﻟﺑﻧﺎن.
ﺑ ﺎن إﻋﺟﺎز اﻟﻘرآن ﻓﻲ ﺗﺎب ﺛﻼث رﺳﺎﺋﻞ ﻓﻲ إﻋﺟﺎز اﻟﻘرآن ،ط ﻊ داراﻟﻣﻌﺎرف ﻣﺻر.
اﻟﺑ ــﺎن واﻟﺗﺑﯾﯾن :أﺑو ﻋﺛﻣــﺎن ﻋﻣرو ﺑن ﺣر اﻟﺟــﺎﺣظ ،ﺗﺣﻘﯾ :اﻟﻣﺣــﺎﻣﻲ ﻓوز ﻋطو ،
دار ﺻﻌب ـ ﺑﯾروت 1968 ،1 ،م.
291 ﻓﻬﺮس اﳌﺼﺎدر واﳌﺮاﺟﻊ
اﻟﺑرﻫﺎن ﻓﻲ ﻧظﺎم اﻟﻘران :اﻟﺷﯾﺦ ﻣﺣﻣد ﻋﻧﺎﯾت ﷲ ط ﻊ داراﻟﻛﺗب ﺷﺎور ﺎﻛﺳﺗﺎن.
ﺣرف اﻟﺗﺎء
اﻟرزاق اﻟﺣﺳـ ـ ـ ـ ـ ــﯾﻧﻲ ،أﺑو
ﻣﺣﻣد ﺑن ﻋﺑد ّ
ﻣﺣﻣد ﺑن ّ ﺗﺎج اﻟﻌروس ﻣن ﺟواﻫر اﻟﻘﺎﻣوسّ :
اﻟﻔ ض ،ﱠ
اﻟز ﯾد ،ﺗﺣﻘﯾ :ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﻣﺣﻘﻘﯾن ،دار اﻟﻬدا ﺔ.
ﺗﺎرﺦ أدب أرود :رام ﺎﺑو ﺳ ـ ـ ﺳـ ــﯾﻧﻪ ،اﻟﻧﺎﺷـ ــر ﻋﻠﻣﻲ ك ﻫﺎوس أردو ﺎزار ﻻﻫور ).ﺎﻟﻠﻐﺔ
اﻷرد ﺔ(
ﺗﺎرﺦ اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن ﻓﻲ ﺷ ﻪ اﻟﻘﺎرة اﻟﻬﻧد ﺔ :د ﺗور ﻣﺣﻣود اﻟﺳﺎداﺗﻲ اﻟﻣط ﻌﺔ اﻟﻧﻣوذﺟ ﺔ
ﻣﺻر ﻋﺎم 1377ﻫـ
ﺗﺄو ﻞ ﻣﺷـ ـ ﻞ اﻟﻘرآن :اﺑن ﻗﺗﯾ ﺔ ،ﺗﺣﻘﯾ :اﻟﺳـ ــﯾد أﺣﻣد ﺻـ ــﻘر ،دار اﻟﺗراث – اﻟﻘﺎﻫرة
1393 ،2ﻫـ1979 /م.
ﺗﺎرﺦ ﺧﻠ ﻔﺔ ﺑن ﺧ ﺎ :ﺗﺣﻘﯾ د .أﻛرم ﺿـ ـ ـ ﺎء اﻟﻌﻣر ,دار طﯾ ﺔ ﻟﻠﻧﺷ ـ ــر واﻟﺗوزﻊ,
2ﻋﺎم 1405ﻫـ.
اﻟﺗﺑ ــﺎن ﻓﻲ إﻋراب اﻟﻘران :أﺑو اﻟ ﻘــﺎء ﻋﺑــد ﷲ ﺑن اﻟﺣﺳ ـ ـ ـ ـ ـ ــﯾن ﺑن ﻋﺑــد ﷲ اﻟﻌ ﺑر ،
ﺗﺣﻘﯾ :ﻋﻠﻲ ﻣﺣﻣد اﻟﺑﺟﺎو ،إﺣ ﺎء اﻟﻛﺗب اﻟﻌر ﺔ ،وط ﻌﺔ ﻌﻧوان) :إﻣﻼء ﻣﺎ ﻣن ﻪ
اﻟرﺣﻣن ( ﻣراﺟﻌﺔ وﺗﻌﻠﯾ :ﻧﺟﯾب اﻟﻣﺎﺟد ،اﻟﻣ ﺗ ﺔ اﻟﻌﺻ ـ ـ ـ ـ ـ ــرﺔ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ﺑﯾروت ،1 ،
1423ﻫـ 2002 /م .
ﺗﺣر ر اﻟﺗﺣﺑﯾر :اﺑن أﺑﻲ اﻹﺻ ﻊ ﺗﺣﻘﯾ ﺣﻔﻧﻲ ﺷرف 1اﻟﻘﺎﻫرة 1973م.
اﻟﺗﺣررواﻟﺗﻧو ر اﻟﻣﻌروف ﺑﺗﻔﺳ ــﯾر اﺑن ﻋﺎﺷــور :ﻣﺣﻣد اﻟطﺎﻫر ﺑن ﻣﺣﻣد ﺑن ﻣﺣﻣد
اﻟطﺎﻫر ﺑن ﻋﺎﺷور اﻟﺗوﻧﺳﻲ ،ﻣؤﺳﺳﺔ اﻟﺗﺎرﺦ اﻟﻌرﻲ ـ ـ ـ ﺑﯾروت ،ﻟﺑﻧﺎن 1420 ،1 ،ﻫـ ـ ـ/
2000م ،وط ﻌﺔ :دار ﺳﺣﻧون ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﻊ -ﺗوﻧس 1997م.
اﻟﺗﺳﻬﯾﻞ ﻌﻠوم اﻟﺗﻧزﻞ :ﻣﺣﻣد اﺑن أﺣﻣد اﺑن ﺟز ،ﻣط ﻌﺔ ﺣﺳﺎن داراﻟﻛﺗب اﻟﺣدﯾﺛﺔ
ﻣﺻر.
اﻟﺗﺻو ر اﻟﻔﻧﻲ ﻓﻲ اﻟﻘرآن :ﺳﯾدﻗطب 8 ،داراﻟﻣﻌﺎرف ﻣﺻر ﻋﺎم 1975م.
292 ﻓﻬﺮس اﳌﺼﺎدر واﳌﺮاﺟﻊ
اﻟﻛﺗﺎب اﻟﺗﻌرﻔﺎت :ﻋﻠﻲ ﺑن ﻣﺣﻣد ﺑن ﻋﻠﻲ اﻟﺟرﺟﺎﻧﻲ ،ﺗﺣﻘﯾ :إﺑراﻫ م اﻷﺑ ﺎر ،دار
1ﻋﺎم 1405ﻫـ . اﻟﻌرﻲ ـ ﺑﯾروت
ﺗﻔﺳ ــﯾر أﺑﻰ اﻟﺳ ــﻌود)إرﺷ ــﺎد اﻟﻌﻘﻞ اﻟﺳ ــﻠ م إﻟﻰ ﻣ از ﺎ اﻟﻘرآن اﻟﻛرم( :ﻣﺣﻣد ﺑن ﻣﺣﻣد
اﻟﻌﻣﺎد ،ط ﻊ دار إﺣ ﺎء اﻟﺗراث اﻟﻌرﻲ ﺑﯾروت ﻟﺑﻧﺎن.
ﺗﻔﺳ ـ ـ ـ ـ ـ ــﯾر ـ ــﺎن اﻟﻘرآن :أﺷ ـ ـ ـ ـ ـ ــرف ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻬـ ــﺎﻧو ط ﻊ ﻗـ ــد ﻣﻲ ﺗـ ــب ﺧـ ــﺎن ﻻﻫور
ﺎﻛﺳﺗﺎن) ﺎﻟﻠﻐﺔ اﻷرد ﺔ(.
ﺗﻔﺳ ـ ـ ـ ـ ـ ــﯾر ﺗــدﺑر ﻗرآن :أﻣﯾن أﺣﺳ ـ ـ ـ ـ ـ ــن اﺻ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻼﺣﻲ ط ﻊ ﻓــﺎران ﻓــﺎوﻧــد ﺷ ـ ـ ـ ـ ـ ــن ﻻﻫور
ﺎﻛﺳﺗﺎن) ﺎﻟﻠﻐﺔ اﻷرد ﺔ(.
ﺗﻔﺳـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﯾر ﺗﻔﻬ م اﻟﻘرآن :ﻣوﻻﻧــﺎ ﺳـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﯾــد أﺑواﻷﻋﻠﻰ ﻣودود ،ط ﻊ ﻣ ﺗ ــﺔ ﺟر ﻠﻲ ﻣوﺟﻲ
دروازﻩ ،ﻻﻫورﺎﻛﺳﺗﺎن) ﺎﻟﻠﻐﺔ اﻷرد ﺔ(.
اﻟﺗﻔﺳـﯾر اﻟﻛﺑﯾر )ﻣﻔﺎﺗ ﺢ اﻟﻐﯾب( :أﺑو ﻋﺑد ﷲ ،ﻓﺧر اﻟدﯾن ﻣﺣﻣد ﺑن ﻋﻣر اﻟﺗﻣ ﻣﻲ اﻟراز
اﻟﺷﺎﻓﻌﻲ ،دار اﻟﻛﺗب اﻟﻌﻠﻣ ﺔ ـ ﺑﯾروت1421 ،1 ،ﻫـ 2000 /م.
ﺗﻔﺳﯾر اﻟراز اﻟﻣﺳﻣﻰ ﺑـ ـ ـ ـ ـ ـﺄﻧﻣوذج ﺟﻠﯾﻞ ﻓﻲ أﺳﺋﻠﺔ وأﺟو ﻪ :ﻣﺣﻣد ﺑن ر اﻟراز ،ﺗﺣﻘﯾ
اﻟد ﺗور ﻣﺣﻣدرﺿوان اﻟدا ﺔ ط ﻊ داراﻟﻔ راﻟﻣﻌﺎﺻر ﺑﯾروت ﻟﺑﻧﺎن 1411 1ﻫـ1919/م.
ﺗﻔﺳﯾراﻟﻘران اﻟﻌظ م :أﺑواﻟﻔداء إﺳﻣﺎﻋﯾﻞ ﺑن ﻋﻣر ﺑن ﺛﯾر ،ط ﻊ دار اﻟﻔ ر ﺑﯾروت.
ﺗﻔﺳ ــﯾرﻣﺎﺟد ﻣوﻻﻧﺎ ﻋﺑد اﻟﻣﺟﯾد درﺎ آ ﺎد ط ﻊ ﺻ ــدق ﺟدﯾد ك اﯾﺟﻧﺳ ــﻲ ﻬﺟر رود
ﻟﻛﻧﻬو اﻟﻬﻧد) ﺎﻟﻠﻐﺔ اﻷرد ﺔ(.
ﺗﻔﺳﯾر اﻟﻣظﻬر :ﻗﺎﺿﻲ ﺛﻧﺎء ﷲ ﺎﻧﻲ ﺑﺗﻲ ط ﻊ ﺑﻠوﺟﺳﺗﺎن ك دﺑو.
ﺗﻔﺳـﯾر اﻟﻧﺳـﻔﻲ :أﺑو اﻟﺑر ﺎت ﻋﺑد ﷲ ﺑن أﺣﻣد ﺑن ﻣﺣﻣود اﻟﻧﺳﻔﻲ ،ﺗﺣﻘﯾ :ﻣروان ﻣﺣﻣد
اﻟﺷﻌﺎر دار اﻟﻧﻔﺎﺋس ﺑﯾروت 2005م.
ﺗﻔﺳﯾر ﻧظﺎم اﻟﻘرآن وﺗﺄو ﻞ اﻟﻔرﻗﺎن ﺎﻟﻔرﻗﺎن :اﻟﻣﻌﻠم ﻋﺑداﻟﺣﻣﯾد اﻟﻔراﻫﻲ ،اﻟﻧﺎﺷر :ﻣ ﺗ ﺔ اﻟداﺋرة
اﻟﺣﻣﯾد ﺔ ﺳ ار ﻣﯾرأﻋظم رﻫـ اﻟﻬﻧد ﻋﺎم 1403ﻫـ.
اﻟﺗﻛرار ﻼﻏﺔ د.اﺑرﻫ م ﻣﺣﻣد اﻟﺧوﻟﻲ ط ﻊ اﺻدار اﻟﺷر ﺔ اﻟﻌر ﺔ.
ﺗﻧزﻪ اﻟﻘرآن ﻋن اﻟﻣطﺎﻋن :ﻋﺑداﻟﺟ ﺎر ﺑن أﺣﻣد اﻷﺳد آ ﺎد ،اﻟﻣط ﻌﺔ اﻟﺟﻣﺎﻟ ﺔ ﻣﺻر.
293 ﻓﻬﺮس اﳌﺼﺎدر واﳌﺮاﺟﻊ
ﺗﻬذﯾب اﻟﻠﻐﺔ :أﺑوﻣﻧﺻ ــور ﻣﺣﻣد ﺑن أﺣﻣد اﻷزﻫر ،ﺗﺣﻘﯾ وﺗﻌﻠﯾ :ﻋﻣر ﺳ ــﻼﻣﻲ وﻋﺑد اﻟﻛرم
1421 1ﻋﺎم ﻫـ 2001 /م. ﺣﺎﻣد ،دار إﺣ ﺎء اﻟﺗراث اﻟﻌرﻲ ـ ﺑﯾروت
ﺣرف اﻟﺛﺎء
اﻟﺛﻘـﺎﻓـﺔ اﻹﺳ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻼﻣ ـﺔ ﻓﻲ اﻟﻬﻧـد )ﻣﻌـﺎرف اﻟﻌوارف ﻓﻲ أﻧواع اﻟﻌﻠوم واﻟﻣﻌـﺎرف( :ﻋﺑداﻟﺣﻲ
اﻟﺣﺳﻧﻲ ﻣن ﻣطﺑوﻋﺎت ﻣﺟﻣﻊ اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌر ﺔ ﺑدﻣﺷ ﻋﺎم 1403ﻫـ.
ﺣرف اﻟﺟ م
ﺟــﺎﻣﻊ اﻟﺑ ــﺎن ﻋن ﺗــﺄو ــﻞ آ اﻟﻘرآن :أﺑو ﺟﻌﻔر ﻣﺣﻣــد ﺑن ﺟرر ﺑن ﯾز ــد ﺑن ﺛﯾر ﺑن
ﻏﺎﻟب اﻵﻣﻠﻲ اﻟطﺑر ،ﺗﺣﻘﯾ :أﺣﻣد ﻣﺣﻣد ﺷﺎﻛر ،ﻣؤﺳﺳﺔ اﻟرﺳﺎﻟﺔ2000 1 ،م.
اﻟﺟﺎﻣﻊ ﻷﺣ ﺎم اﻟﻘرآن :ﻣﺣﻣد ﺑن أﺣﻣد ﺑن ﻓرح اﻟﻘرطﺑﻲ ﺗﺣﻘﯾ أﺣﻣد ﻋﻠ م ﺑردوﻧﻲ ،ط ﻊ
دار اﻟﺷﻌب اﻟﻘﺎﻫرة ﻋﺎم 1372ﻫـ.
ر ﺑن ﻓرح اﻷﻧﺻـ ـ ـ ــﺎر اﻟﺟﺎﻣﻊ ﻷﺣ ﺎم اﻟﻘرآن :أﺑو ﻋﺑد ﷲ ﻣﺣﻣد ﺑن أﺣﻣد ﺑن أﺑﻲ
اﻟﺧزرﺟﻲ ﺷـ ـ ــﻣس اﻟدﯾن اﻟﻘرطﺑﻲ ،ﺗﺣﻘﯾ :ﻫﺷـ ـ ــﺎم ﺳـ ـ ــﻣﯾر اﻟﺑﺧﺎر ،دار ﻋﺎﻟم اﻟﻛﺗب –
اﻟرﺎض ،ﻻ 1423 ،ﻫـ2003 /م.
ﺣرف اﻟﺣﺎء
اﻟﺣﯾوان :أﺑو ﻋﺛﻣﺎن ﻋﻣرو ﺑن ﺣراﻟﺟﺎﺣظ ،ﺗﺣﻘﯾ :ﻋﺑد اﻟﺳ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻼم ﻣﺣﻣد ﻫﺎرون ،دار
اﻟﺟﯾﻞ -ﺑﯾروت ،ﻻ 1416 ،ﻫـ 1996 /م .
ﺣرف اﻟﺧﺎء
اﻟﺧﺻـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﺋص :أﺑو اﻟﻔﺗﺢ ﻋﺛﻣــﺎن ﺑن ﺟﻧﻲ ،ﺗﺣﻘﯾ :ﻣﺣﻣــد ﻋﻠﻲ اﻟﻧﺟــﺎر ،ﻋــﺎﻟم اﻟﻛﺗــب -
ﺑﯾروت 1983 ،3 ،م ،وﺗﺣﻘﯾ :د .ﻋﺑد اﻟﺣﻣﯾد ﻫﻧداو ،داراﻟﻛﺗب اﻟﻌﻠﻣ ﺔ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ﺑﯾروت،
1421 /1ﻫـ 2001 /م.
ﺣرف اﻟدال
درة اﻟﺗﻧزﻞ وﻏرة اﻟﺗﺄو ﻞ :ﻣﺣﻣد ﺑن ﻋﺑدﷲ اﻟﺧطﯾب اﻻﺳ ﺎﻓﻲ ،ط ﻊ دار اﻟﻣﻌرﻓﺔ ﺑﯾروت
ﻋﺎم 2002م.
294 ﻓﻬﺮس اﳌﺼﺎدر واﳌﺮاﺟﻊ
دﯾوان اﻟﻣﺗﻧﺑﻲ :اﻟﻣﺗﻧﺑﻲ ،ﺷـ ــرح :ﻣﺻـ ــطﻔﻰ ﺳـ ــﺑﯾﺗﻲ ،داراﻟﻛﺗب اﻟﻌﻠﻣ ﺔ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ﺑﯾروت،
1ﻋﺎم 1406ﻫـ1986 /م.
ﺣرف اﻟراء
رﺟﺎل اﻟﺳ ـ ـ ــﻧد واﻟﻬﻧد إﻟﻰ اﻟﻘرن اﻟﺳ ـ ـ ــﺎ ﻊ ،ﻟﻠﻘﺎﺿ ـ ـ ــﻲ أﺑو اﻟﻣﻌﺎﻟﻲ أطﻬر اﻟﻣ ﺎر ﻔور ،إدارة
اﻟ ﻼغ ﺑوﻣ ﺎ اﻟﻬﻧد ﻋﺎم 1377ﻫـ.
رﺳﺎﺋﻞ اﻟﺟﺎﺣظ :أﺑوﻋﺛﻣﺎن اﻟﺟﺎﺣظ ،ط ﻊ دار اﻟﻧﻬﺿﺔ اﻟﻌر ﺔ -ﺑﯾروت ﻋﺎم 1983م.
روح اﻟﻣﻌﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺗﻔﺳﯾر اﻟﻘرآن اﻟﻌظ م واﻟﺳ ﻊ اﻟﻣﺛﺎﻧﻲ :أﺑو اﻟﻔﺿﻞ ﺷﻬﺎب اﻟدﯾن
ﻣﺣﻣود ﺑن ﻋﺑد ﷲ اﻟﺣﺳﯾﻧﻲ اﻷﻟوﺳﻲ ،دار إﺣ ﺎء اﻟﺗراث اﻟﻌرﻲ ـ ﺑﯾروت.
ﺣرف اﻟزاء
زاد اﻟﻣﺳﯾر ﻓﻲ ﻋﻠم اﻟﺗﻔﺳﯾر :ﻋﺑد اﻟرﺣﻣن ﺑن ﻋﻠﻲ ﺑن ﻣﺣﻣد اﻟﺟوز ،اﻟﻣ ﺗب اﻹﺳﻼﻣﻲ
1404 ،3ﻫـ. – ﺑﯾروت
ﺣرف اﻟﺳﯾن
ﺳ ــﺑ اﻟﻐﺎ ﺎت ﻓﻲ ﻧﺳـ ـ اﻵ ﺎت :اﻟﺷ ــﯾﺦ أﺷ ــرف ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻬﺎﻧو -ﺗﺣﻘﯾ ،اﻟد ﺗور ﺣ ﻣت
اﻟﺣرر ﺑدون ﺗﺣدﯾد ط ﻊ.
ﺳــر اﻟﻔﺻــﺎﺣﺔ :اﻷﻣﯾر أﺑﻲ ﻣﺣﻣد ﻋﺑد ﷲ ﺑن ﻣﺣﻣد ﺑن ﺳــﻌﯾد ﺑن ﺳــﻧﺎن اﻟﺧﻔﺎﺟﻲ اﻟﺣﻠﺑﻲ،
دار اﻟﻛﺗب اﻟﻌﻠﻣ ﺔ – ﺑﯾروت ﻋﺎم 1402ﻫـ1982 /م.
ﺳ ـ ـ ـ ــﯾرأﻋﻼم اﻟﻧ ﻼء :ﺷ ـ ـ ـ ــﻣس اﻟدﯾن أﺑوﻋﺑد ﷲ ﻣﺣﻣد ﺑن أﺣﻣد ﺑن ﻋﺛﻣﺎن ﺑن َﻗﺎ ْ ﻣﺎز
1413 9ﻫـ1993 /م. اﻟذﻫﺑﻲ ،ﻣؤﺳﺳﺔ اﻟرﺳﺎﻟﺔ -ﺑﯾروت
ﺣرف اﻟﺻﺎد
اﻟﺻــﺎﺣﺑﻲ ﻓﻲ ﻓﻘﻪ اﻟﻠﻐﺔ :أﺣﻣد اﺑن ﻓﺎرس ،ﺗﺣﻘﯾ :ﻣﺻــطﻔﻰ اﻟﺷــو ﺣﻲ ،ﻣؤﺳ ـﺳــﺔ ﺑدران
ﺑﯾروت 1963م.
اﻟﺻــﺣﺎح ﺗﺎج اﻟﻠﻐﺔ وﺻــﺣﺎح اﻟﻌر ﺔ :إﺳــﻣﺎﻋﯾﻞ ﺑن ﺣﻣﺎد اﻟﺟوﻫر ،ﺗﺣﻘﯾ :أﺣﻣد
4ﻋﺎم 1407ﻫ1987 /م. ﻋﺑد اﻟﻐﻔور ﻋطﺎر ،دار اﻟﻌﻠم ﻟﻠﻣﻼﺋﯾن ـ ﺑﯾروت
295 ﻓﻬﺮس اﳌﺼﺎدر واﳌﺮاﺟﻊ
ﺣرف اﻟطﺎء
اﻟطراز اﻟﻣﺗﺿﻣن ﻷﺳرار اﻟ ﻼﻏﺔ وﻋﻠوم ﺣﻘﺎﺋ اﻹﻋﺟﺎز :ﺣﻲ ﺑن ﺣﻣزة اﻟﻌﻠو ،ﻣط ﻌﺔ
اﻟﻣﻘﺗطﻒ ﻣﺻرﻋﺎم 1914م).ﺿﻣن ﻣﻠﻒ (PDF
ﺣرف اﻟﻌﯾن
ﻋﺑــداﻟﻣــﺎﺟــد در ــﺎ آ ــﺎد ،أﺣوال وآﺛــﺎر :ﺗــﺄﻟﯾﻒ ﺗﺣﺳ ـ ـ ـ ـ ـ ــﯾن ﻓراﻗﻲ ﻣط ﻌــﺔ ﻟﻛﻬﻧو اﻟﻬﻧــد ﻋــﺎم
1993م ).ﺎﻟﻠﻐﺔ اﻷرد ﺔ(
ﻋظﻣﺔ اﻟﻘرآن :ﻋﺑداﻟﻘﺎدرﻋطﺎ ،ط ﻊ دار اﻟﻛﺗب اﻟﻌﻠﻣ ﺔ ﺑﯾروت ﻟﺑﻧﺎن.
اﻟﻌﻣدة ﻓﻲ ﻣﺣﺎﺳ ـ ــن اﻟﺷـ ـ ـﻌر وآدا ﻪ وﻧﻘدﻩ :اﻟﺣﺳ ـ ــن اﺑن رﺷ ـ ــﯾ اﻟﻘﯾرواﻧﻲ ،ط ﻊ داراﻟﺟﯾﻞ
ﺑﯾروت ﻟﺑﻧﺎن – 4ﻋﺎم 1972م.
ﺣرف اﻟﻐﯾن
ﻏرر اﻟﻔواﺋد ودرر اﻟﻘﻼﺋد)أﻣﺎﻟ ﻪ( :ﻋﻠﻰ ﺑن اﻟﺣﺳ ـ ـ ـ ــﯾن ،اﻟﺷ ـ ـ ـ ــرﻒ اﻟﻣرﺗﺿ ـ ـ ـ ــﻰ 2 ،دار
اﻟﻛﺗﺎب اﻟﻌرﻲ ﺑﯾروت ﻋﺎم 1387ﻫـ1967/م.
ﺣرف اﻟﻔﺎء
اﻟﻔﺎﺻـ ـ ـ ـ ــﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﻘرآن :ﻣﺣﻣد اﻟﺣﺳـ ـ ـ ـ ــﻧﺎو ،ط ﻊ اﻟﻣ ﺗب اﻹﺳـ ـ ـ ـ ــﻼﻣﻲ ﺑﯾروت ودار ﻋﻣﺎن
ﻌﻣﺎن.
ﻓﺗﺢ اﻟﻘدﯾراﻟﺟﺎﻣﻊ ﻓﻲ اﻟد ار ﺔ واﻟروا ﺔ ﻣن ﻋﻠم اﻟﺗﻔﺳـ ـ ـ ـ ــﯾر ،ﻣﺣﻣدﺑن ﻋﻠﻰ اﻟﺷـ ـ ـ ـ ــو ﺎﻧﻲ ط ﻊ
داراﻟﻔ ر ﺑﯾروت ﻟﺑﻧﺎن.
ﻓﻧون اﻷﻓﻧـ ـ ــﺎن ﻓﻲ ﻋﯾون ﻋﻠوم اﻟﻘرآن :ﻋﺑـ ـ ــداﻟرﺣﻣن ﺑن ﻋﻠﻰ ،اﺑن اﻟﺟوز ،ﺗﺣﻘﯾ :
د.ﺣﺳن ﺿ ﺎء اﻟدﯾن ﻋﻣر داراﻟ ﺷﺎﺋراﻹﺳﻼﻣ ﺔ ﺑﯾروت ﻟﺑﻧﺎن 1408ﻫـ1988 /م.
اﻟﻔوز اﻟﻛﺑﯾر ﻓﻲ أﺻــول اﻟﺗﻔﺳــﯾر :اﻟﺷــﯾﺦ أﺣﻣد اﻟﻣﻌروف ﺷــﺎﻩ وﻟﻲ ﷲ اﻟدﻫﻠو ،اﻟﻧﺎﺷــر
ﻗد ﻣﻲ ﺗب ﺧﺎﻧﺔ – آ ارم ﺎغ -راﺟﻲ ﺎﻛﺳﺗﺎن) ﺎﻟﻠﻐﺔ اﻷرد ﺔ(.
ﻓﻲ ظﻼل اﻟﻘرآن :ﺳﯾد ﻗطب 12داراﻟﺷروق 1986م.
296 ﻓﻬﺮس اﳌﺼﺎدر واﳌﺮاﺟﻊ
ﺣرف اﻟﻘﺎف
اﻟﻘـﺎﻣوس اﻟﻣﺣ ط :ﻣﺟـد اﻟدﯾن ﻣﺣﻣد ﺑن ﻌﻘوب اﻟﻔﯾروزآ ﺎد ،دار إﺣ ﺎء اﻟﺗراث اﻟﻌرﻲ ـ
ﺑﯾروت 1412 ،1 ،ﻫـ 1991 /م.
ﻗرآﻧﻲ ﻣﻘﺎﻻت :اﻟﻧﺎﺷر إدارة ﻋﻠوم اﻟﻘرآن دار اﻟﺗذ ﯾر ﻻﻫور) ﺎﻟﻠﻐﺔ اﻷرد ﺔ(.
اﻟﻘﺻ ـ ـ ـ ــص اﻟﻘرآﻧﻲ ﻓﻲ ﻣﻧطوﻗﻪ وﻣﻔﻬوﻣﻪ :ﻋﺑداﻟﻛرم اﻟﺧطﯾب ،ﻣط ﻌﺔ اﻟﺳ ـ ـ ـ ــﻧﺔ اﻟﻣﺣﻣد ﺔ
ﻣﺻر ،ﻋﺎم 1384ﻫـ1964/م.
ﺣرف اﻟﻛﺎف
اﻟﻛﺷ ـ ــﺎف ﻋن ﺣﻘﺎﺋ اﻟﺗﻧزﻞ وﻋﯾون اﻷﻗﺎو ﻞ ﻓﻲ وﺟوﻩ اﻟﺗﺄو ﻞ :أﺑو اﻟﻘﺎﺳ ـ ــم ﻣﺣﻣود ﺑن
ﻋﻣر اﻟزﻣﺧﺷـ ـ ــر اﻟﺧوارزﻣﻲ ،ﺗﺣﻘﯾ :ﻣﺣﻣد ﻋﺑد اﻟﺳـ ـ ــﻼم ﺷـ ـ ــﺎﻫﯾن ،دار اﻟﻛﺗب اﻟﻌﻠﻣ ﺔ
ﺑﯾروت 1424 ،3ﻫـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ 2003 /م ،وط ﻌﺔ :دار إﺣ ﺎء اﻟﺗراث اﻟﻌرﻲ -ﺑﯾروت،
ﺑﺗﺣﻘﯾ :ﻋﺑد اﻟرزاق اﻟﻣﻬد .
ﺷــﻒ اﻟﻣﻌﺎﻧﻲ ﻓﻲ اﻟﻣﺗﺷــﺎ ﻪ ﻣن اﻟﻣﺛﺎﻧﻰ :ﺷــﯾﺦ اﻹﺳــﻼم ﺑدر اﻟدﯾن ﺑن ﺟﻣﺎﻋﺔ ط ﻊ دا ار
ﻟوﻓﺎء ﺗﺣﻘﯾ د.ﻋﺑد اﻟﺟواد ﺧﻠﻒ ﺑدون ﺗﺣدﯾد ط ﻊ.
ﺣرف اﻟﻼم
اﻟﻠ ﺎب ﻓﻲ ﻋﻠوم اﻟﻛﺗﺎب :أﺑو ﺣﻔص ﻋﻣر ﺑن ﻋﻠﻲ اﺑن ﻋﺎدل اﻟدﻣﺷﻘﻲ اﻟﺣﻧﺑﻠﻲ ،ﺗﺣﻘﯾ :
اﻟﺷ ـ ـ ــﯾﺦ ﻋﺎدل أﺣﻣد ﻋﺑد اﻟﻣوﺟود ،واﻟﺷ ـ ـ ــﯾﺦ ﻋﻠﻲ ﻣﺣﻣد ﻣﻌوض ،دار اﻟﻛﺗب اﻟﻌﻠﻣ ﺔ ـ
ﺑﯾروت 1419 ،ﻫـ 1998 /م.
ﻟ ﺎب اﻟﺗﺄو ﻞ ﻓﻲ ﻣﻌﺎﻧﻲ اﻟﺗﻧزﻞ :ﻋﻼء اﻟدﯾن ﻋﻠﻰ ﺑن ﻣﺣﻣد اﻟ ﻐداد اﻟﺷﻬﯾر ﺎﻟﺧﺎزن،
ط ﻊ دار اﻟﻣﻌرﻓﺔ ﺑﯾروت ﻟﺑﻧﺎن.
ﻟﺳﺎن اﻟﻌرب :ﻣﺣﻣد ﺑن ﻣ رم ﺑن ﻣﻧظور اﻷﻓرﻘﻲ اﻟﻣﺻر ،اﻟﻧﺎﺷر :دار ﺻﺎدرـ ﺑﯾروت.
ﺣرف اﻟﻣ م
ﻣﺗﺷ ـ ــﺎ ﻪ اﻟﻘرآن :أﺑواﻟﺣﺳ ـ ــن أﺣﻣدﺑن ﺟﻌﻔر أﺑﻲ داود اﻟﻣﻧﺎد ،ﺗﺣﻘﯾ :اﻟﺷ ـ ــﯾﺦ ﻋﺑدﷲ ﺑن
ﻣﺣﻣد اﻟﻐﻧ ﻣﺎن 1 ،اﻟﻧﺎﺷـ ــر ﻣط ﻌﺔ ﻠ ﺔ اﻟﻘرآن اﻟﻛرم واﻟد ارﺳـ ــﺎت اﻹﺳـ ــﻼﻣ ﺔ ،اﻟﺟﺎﻣﻌﺔ
اﻹﺳﻼﻣ ﺔ ﺎﻟﻣدﯾﻧﺔ اﻟﻣﻧورة
297 ﻓﻬﺮس اﳌﺼﺎدر واﳌﺮاﺟﻊ
اﻟﻣﺛﻞ اﻟﺳــﺎﺋر ﻓﻲ أدب اﻟﻛﺎﺗب واﻟﺷــﺎﻋر :أﺑﻲ اﻟﻔﺗﺢ ﺿ ـ ﺎء اﻟدﯾن ﻧﺻــرﷲ ﺑن ﻣﺣﻣد ﺑن
ﻣﺣﻣـد ﺑن ﻋﺑـداﻟﻛرم اﻟﻣوﺻ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻠﻲ اﻟﻣﻌروف ـﺎﺑن اﻷﺛﯾر ،ﺗﺣﻘﯾ :ﻣﺣﻣـد ﻣﺣﯾﻲ اﻟدﯾن
ﻋﺑداﻟﺣﻣﯾد ،اﻟﻣ ﺗ ﺔ اﻟﻌﺻرﺔ ـ ﺑﯾروت 1995م.
ﻣﺟﻠﺔ اﻟ ﻌث اﻹﺳﻼﻣﻲ اﻟﻌدد 10اﻟﻣﺟﻠد 48رﺟب ﺷﻌ ﺎن 1424ﻫـ اﻟﻬﻧد.
ﻣﺟﻠﺔ اﻟ ﻌث اﻹﺳﻼﻣﻲ اﻟﻌدد 3اﻟﻣﺟﻠد 40ذو اﻟﻘﻌدة 1415ﻫـ ﻣؤﺳﺳﺔ اﻟﺻﺣﺎﻓﺔ واﻟﻧﺷر
ﻧدوة اﻟﻌﻠﻣﺎء ﻟﻛﻧﻬو اﻟﻬﻧد.
ﻣﺟﻠﺔ ﺗﺣﻘ ﻘﺎت اﺳ ــﻼﻣﻲ ﻣﻘﺎل ﻋﺑﯾد ﷲ ﻓﻬد ﯾﻧﺎﯾر ﻣﺎرس 1985م .ﻣﺟﻠﺔ ﻓﺻ ــﻠ ﺔ ﺗﺻ ــدر
ﻣن إدارة ﺗﺣﻘﯾ وﺗﺻﻧﯾﻒ إﺳﻼﻣﻲ ﻋﻠﻰ رﻩ اﻟﻬﻧد) ﺎﻟﻠﻐﺔ اﻷرد ﺔ(.
ﻣﺟﻠﺔ اﻟدﻋوة ،اﺳ ــﻼم آ ﺎد ،اﻟﻌدد اﻟﺧﺎص ﺎﻟد ﺗور ﻣﺣﻣد ﺣﻣﯾد ﷲ :ﻣﻘﺎل ﻟطﻒ اﻟرﺣﻣن
ﻧظم اﻟدرر ﻓﻲ ﺳ ــﻣط اﻵ ﺎت واﻟﺳ ــور :إﺑراﻫ م ﺑن ﻋﻣر ﺑن ﺣﺳ ــن ﺑن ﻋﻠﻲ ﺑن أﺑﻲ ر
دار اﻟﻛﺗب اﻟﻌﻠﻣ ﺔ ﺑﯾروت 1415ﻫـ اﻟ ﻘـﺎﻋﻲ ،ﺗﺣﻘﯾ :ﻋﺑـد اﻟرزاق ﻏﺎﻟب اﻟﻣﻬد
1995/م.
اﻟﻧ ت ﻓﻲ إﻋﺟﺎز اﻟﻘرآن :ﻓﻲ ﺛﻼث رﺳ ــﺎﺋﻞ ﻓﻲ إﻋﺟﺎز اﻟﻘرآن :ﻋﻠﻰ ﺑن ﻋ ﺳ ــﻰ اﻟرﻣﺎﻧﻲ،
داراﻟﻣﻌﺎرف ﻣﺻر.
ﺣرف اﻟواو
وﺟوﻩ اﻟﺗﻛرار ﻓﻲ اﻟﻘرآن :ﻣﻔﺗﻲ ذاﻛرﺣﺳـ ـ ــن ﻧﻌﻣﺎﻧﻲ ،ط ﻊ دار اﻟﺗﺻـ ـ ــﻧﯾﻒ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻋﺛﻣﺎﻧ ﺔ
ﺷﺎور ﻋﺎم 2003م) ﺎﻟﻠﻐﺔ اﻷرد ﺔ(.
اﻟوﺟﯾز ﻓﻰ ﺗﻔﺳـ ـ ــﯾراﻟﻛﺗﺎب اﻟﻌزز :اﻹﻣﺎم اﻟواﺣد ﺗﺣﻘﯾ ﺻـ ـ ــﻔوان داوود ،ط ﻊ داراﻟﻘﻠم
دﻣﺷ ﻋﺎم 1415ﻫـ.
ﺣرف اﻟﻬﺎء
اﻟﻬﻼﻟﯾن ﺣﺎﺷ ﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺟﻼﻟﯾن :ﻣﺣﻣد ﺗراب ﻋﻠﻲ أﺑواﻟﺑر ﺎت ط ﻊ ﺎﻧﺑور اﻟﻬﻧد.
300 ﻓﻬﺮس اﳌﻮﺿﻮﻋﺎت
ﻓﻬرس اﻟﻣوﺿوﻋﺎت
اﻟﺻﻔﺣﺔ اﻟﻣوﺿوع
اﻟﻒ -اﻹﻫداء-------------------------------:
1 -اﻟﻣﻘدﻣﺔ-------------------------------:
-اﻟﺗﻣﻬﯾد :ﺗﻌرﻒ اﻟﺗﻛرار ،ﺳرد ﻣوﺟز ﻋن اﻟﺗﻛرار ،أﻗوال ﻼ اﻟﻔرﻘﯾن ﺎﺧﺗﺻﺎر
9 ----------------------------------