You are on page 1of 9

‫سباق العقول العظيمة‬

‫كيف تعيد الجامعات العالمية تشكيل العالم‬

‫‪Author: Ben Wildavsky‬‬ ‫المؤلف‪ :‬بن وايلدافسكي‬


‫‪Publisher: Princeton University Press‬‬ ‫الناشر‪ :‬مطبعة جامعة برينستون‬
‫‪Date: 2010‬‬ ‫تاريخ النشر‪ 2010 :‬م‬
‫‪Size: Medium‬‬ ‫حجم الكتاب‪ :‬القطع المتوسط‬
‫مرصد التعليم العالي‬
‫‪Hard Cover: 248 Pages‬‬ ‫صفحات الكتاب‪ 248 :‬صفحة‬
‫‪ISBN: 978-0691146898‬‬ ‫الرقم الدولي (‪9780691146898 :)ISBN‬‬ ‫يونيو ‪ 2011‬م‬
‫م���ل���خ���ص ال���ك���ت���اب‬ ‫المقدمة‬
‫وصف وايلدافسكي يف مقدمة كتابه معهد التقنية اهلندي (‪Indian Institute of Technology,‬‬
‫‪ ،)ITT‬يف مدراس‪ ،‬بوصفه أحد األماكن اليت تشهد تقدماً حنو العاملية على الصعيد األكادميي‪ ،‬حيث‬
‫يضم بيت الضيافة يف هذه اجلامعة جمموعة واسعة من األكادمييني األجانب‪ ،‬مثل ديفيد مامفورد‬
‫ُّ‬
‫(‪ ،)David Mumford‬أستاذ الرياضيات البارز يف جامعة براون‪ ،‬كما وصف كذلك املمرات الداخلية‬
‫الفتات إعالنية عن منح دراسية جلامعة امللك عبداهلل للعلوم والتقنية (‪،)KAUST‬‬
‫ٍ‬ ‫للجامعة اليت حتمل‬
‫باعتبارها واحدة من اجلامعات اجلديدة يف اململكة العربية السعودية‪ ،‬الساعية إىل حتقيق العاملية‬
‫بوصفها مرك َز تعّلم‪.‬‬ ‫يع ّد كتاب سباق العقول الذكية‪ ،‬مقدمة جيدة ألنواع القضايا اليت يدرسها كبار اإلداريني فيما يتعلق‬
‫رؤي��ة ح��ول الكتاب‬
‫بالتدويل‪ ،‬وما أصبح يعرف باسم (حركة اجلامعة عاملية املستوى)‪ ،‬حيث يتناول هذا الكتاب عدداً من‬
‫ويقول الكاتب إن سعي جامعة امللك عبداهلل لتوظيف خرجيي معهد التقنية اهلندي أم ًٌر غري مستغرب‪،‬‬
‫املوضوعات املرتابطة حول (اجلامعة العاملية)‪.‬‬
‫فقد أصبح هؤالء الطالب سلعة مثينة يف السوق العاملية اجلديدة للخربات‪ ،‬حيث تع ّد هذه اجلامعة من‬
‫سعي جامعة امللك عبداهلل لتوظيف أفضل‬ ‫اجلامعات العريقة اليت يدرس بها خنبة طالب األمة يف جمال اهلندسة‪ ،‬وتقبل هذه اجلامعة ما نسبته‬ ‫كل من‬
‫لقد فتحت حركة التوسع يف زيادة الفرص التعليمية يف الدول النامية‪ ،‬والتحديث السريع يف ٍّ‬
‫اخلربات‪ ...‬ظاهرة تنافس‬ ‫أقل من ‪ %3‬من طلبات االلتحاق بها‪ ،‬ويع ّد اختبار القبول فيها أصعب اختبار قبول يف العامل‪ ،‬على ح ّد تعبري‬ ‫اهلند والصني‪ ،‬أبواب العرض والطلب يف قطاع اخلدمات التعليمية‪ ،‬بالنسبة للموظفني ذوي املؤهالت‬ ‫حراك الطالب الدولي‪...‬‬

‫عاملية يف التوجه حنو العوملة‬ ‫مجيل ساملي‪ ،‬مسؤول التعليم العالي يف البنك الدولي‪.‬‬ ‫العالية‪ ،‬فبدأت اجلامعات‪ ،‬اليت عدّت دورها خالل العقدين املاضيني مكم ً‬
‫ال لسلطة الدولة وسياستها‪،‬‬ ‫واجلامعات عاملية املستوى ‪...‬‬

‫بالعودة بشكل مفاجئ إىل دورها يف العصور الوسطى‪ ،‬بوصفها مراكز نقل للتعليم الديين استجابة‬ ‫ومناذج العوملة للجامعات ‪...‬‬
‫وقد حتدّث وايلدافسكي عن ظاهرة التوجه حنو العوملة (‪ )Globalization Trend‬يف اجلامعات‪،‬‬
‫لذلك‪ ،‬حيث كان هذا التحول مفاجئاً ومعاكساً‪ ،‬وال تزال وجهته غري واضحة‪.‬‬ ‫من أهم عوامل إجراء هذه الدراسة‬
‫اليت تربز أهميتها يف عاملي األعمال والثقافة‪ ،‬وتتضح أكثر يف نتائجها‪ ،‬حيث مل تعد املقيدات احمللية‬
‫هما بالنسبة لعدد من اجلامعات املزدهرة؛ فاجلامعة السعودية الساعية لتوظيف صفوة الطالب‬
‫تشكل ًّ‬ ‫تعمق وايلدافسكي يف دراسة احلركة الطالبية الدولية‪ ،‬ابتدا ًء مبقدمة حول ظاهرة عوملة اجلامعات‪،‬‬
‫اهلنود‪ ،‬تهدف إىل إيصال نفسها إىل مقدمة تصنيفات املنح الدراسية العاملية‪ ،‬عن طريق التحالفات‬ ‫وبتقديم اخلطوط العريضة ملشروعه‪ ،‬والتوسع العابر للحدود يف اجلامعات‪ ،‬وتطوير اجلامعات‪ ،‬وتطور‬
‫املستقبلية املدعومة بالتمويالت السخية‪ ،‬مع جامعات‪ ،‬مثل جامعة الكلية اإلمربيالية يف لندن‪ ،‬وجامعة‬ ‫التنافس‪ ،‬واجلامعات عاملية املستوى‪ ،‬يف مجيع أحناء العامل‪ ،‬حيث أوضح أن العدد اهلائل من الطلبة الذين‬
‫كاليفورنيا يف بريكلي‪.‬‬ ‫يدرسون خارج أوطانهم‪ ،‬وكذلك مناذج العوملة احليوية جلامعات مثل جامعة نيويورك‪ ،‬وبعض املدن‬
‫اجلامعية‪ ،‬مثل مدينة قطر التعليمية‪ ،‬تعد من أهم العوامل الرئيسة إلجراء هذه الدراسة‪ ،‬باإلضافة‬
‫وقد ذكر وايلدافسكي أن بإمكان بعض طالب التعليم العالي الواسع أو (املفتوح)‪ ،‬أن جيدوا ضالتهم يف‬
‫إىل االرتفاع اهلائل يف أعداد اجلامعات الراقية يف مواقع غري تقليدية ترتواح بني الصني‪ ،‬واهلند‪ ،‬وكوريا‬
‫التعليم العاملي يف أوطانهم؛ ففي (أبو ظيب)‪ ،‬حياضر رئيس جامعة نيويورك‪ ،‬املولود يف بروكلني‪ ،‬يف‬
‫اجلنوبية‪ ،‬وسنغافورة‪ ،‬واململكة العربية السعودية‪.‬‬
‫جمموعة من الطالب الشباب من اإلمارات العربية املتحدة‪ .‬ويف الدوحة عاصمة دولة قطر‪ ،‬خترج طالبات‬
‫اهلندسة‪ ،‬بعباءاتهن السود‪ ،‬من مبنى ضخم‪ ،‬جبواره الفتات يقرأن فيها “مرحباً بكم يف أجي الند”؛ وذلك‬ ‫ثم يتحول وايلدافسكي إىل االنتشار العاملي ألنظمة تصنيف اجلامعات‪ ،‬من تصنيف األخبار األمريكية‬
‫ّ‬
‫ألنهن يدرسن يف فرع جامعة تديره جامعة تكساس إيه أند أم (‪.)Texas A&M University‬‬ ‫والتقارير الدولية املعروفة‪ ،‬إىل التصنيفات األكادميية احلديثة جلامعات العامل‪ ،‬وتصنيف شنغهاي‬
‫املعتمد على البحوث املنشورة‪ .‬ويق ّيم بعد استعراض هذه املقاييس‪ ،‬نشأة مؤسسات التعليم الرحبية‬
‫ومن وجهة نظر وايلدافسكي‪ ،‬فإن القوى نفسها اليت ه ّزت مجيع قطاعات االقتصاد تقريباً‪ ،‬قد ك ّثفت‪،‬‬
‫ومواقع التعليم عرب شبكة املعلومات‪ ،‬اليت حتمل فوائد الوصول إليها بسهولة‪ ،‬وخيارات التعليم من‬
‫وبشكل كبري‪ ،‬التنافسية واحلراك الدولي يف التعليم العالي‪ ،‬فهناك ثالثة ماليني طالب يتابعون‬
‫أجل الوظيفة‪ ،‬اليت تعاني من قضايا جودة خدماتها التعليمية‪ ،‬وآثارها السلبية واإلجيابية يف األنظمة‬
‫دراساتهم العليا خارج أوطانهم‪ ،‬حيث يشكل هذا العدد زيادة تصل نسبتها إىل ‪ %56‬عن العقد املاضي‪ ،‬حيث‬
‫التعليمية من حوهلا‪.‬‬
‫ال تزال الواليات املتحدة األمريكية حتظى بنصيب األسد من هذه النسبة مبقدار ‪ %22‬من إمجالي العدد‪.‬‬
‫وهناك دول أخرى‪ ،‬كالصني‪ ،‬واهلند‪ ،‬واململكة العربية السعودية‪ ،‬وقطر‪ ،‬حتاول حتدي هذه السيطرة‬
‫من خالل تطوير اجلامعات‪ ،‬وهيئات التدريس‪ ،‬واإلداريني واالرتقاء بهم إىل املستوى العاملي‪ ،‬خاصة يف‬
‫جمالي العلوم واهلندسة؛ األمر الذي أثار قلق األمريكيني‪ .‬ويف هذا الشأن أوضح وايلدافسكي أن العوملة‬
‫ليس فيها ما يستدعي خماوف الواليات املتحدة األمريكية؛ ألنها ستبقى النموذج لكل دولة أخرى تريد‬

‫‪3-2‬‬
‫كما قدم وايلدافسكي يف هذا الفصل مثا ً‬
‫ال على احلراك الطالبي‪ ،‬وأثره يف زيادة التنافسية‪ ،‬فها هي‬
‫الطالب أيضاً يسهمون يف دفع عجلة السباق‬
‫اجلنوب إفريقية‪ ،‬كلري بوجيزيسن‪ ،‬ينتهي بها املطاف يف جامعة وورويك‪ ،‬يف إجنلرتا‪ ،‬بعد أن أجرت‬
‫العاملي على املوهبة ‪...‬‬
‫دراستها على تصنيف اجلامعات‪ ،‬واستقصت من خالل مدرسيها وزمالئها‪ ،‬لتقلص القائمة إىل إحدى‬
‫عشرة جامعة‪ .‬وقد وقف هذا الفصل على احلراك الطالبي واملنافسة الشديدة اليت حفزت اجلامعات‬
‫احلريصة على توسيع حصتها يف السوق من خالل توظيف أملع العقول‪ ،‬ويصف أيضاً حراك املدرسني‪،‬‬
‫كما هو موضح من خالل جهود بعض اجلامعات‪ ،‬مثل املعهد الكوري املتقدم للعلوم والتقنية‪ ،‬وجامعة‬
‫بوكوني اإليطالية اخلاصة‪ ،‬الساعية إىل توسيع آفاقها بتوظيف أعضاء هيئات تدريس أجنبية‪ .‬كما‬
‫يتقصى هذا الفصل تاريخ احلراك األكادميي الطويل‪ ،‬الذي متتد أصوله من العصور الوسطى إىل‬
‫عصرنا هذا‪ ،‬كما يبني الفصل أن احلراك األكادميي ال يقتصر فقط على اجلانب املادي‪ ،‬بل يطول‬
‫تقليدها‪ ،‬حتى لو فقدت نصيبها من تلك النسبة‪ ،‬وأن عوملة التعليم العالي أمر جيب احتضانه وتبنيه‪ ،‬ال‬
‫ثم فإن الدفع املتواصل لتداول اجلامعات عاملياً‪ ،‬هو نتيجة نظرة عاملية جديدة‪،‬‬
‫احلراك الفكري‪ ،‬ومن ّ‬
‫أن خنشاه؛ فالتنافس العاملي على األشخاص املوهوبني‪ ،‬والسباق يف إنتاج البحوث االبتكارية‪ ،‬وعملية دفع‬ ‫عوملة التعليم العالي أمر جيب أن حنتضنه‬
‫أدركت مؤسسات التعليم العالي من خالهلا أن هناك منافسة كبرية يف جمال األحباث‪ ،‬وأن إمكاناتها‬
‫توسعات اجلامعات لتخطي حدود الدول‪ ،‬والعجلة يف ختريج أفواج من الطلبة املزودين باملعرفة واإلبداع‪،‬‬ ‫ونتبناه‪ ،‬ال أن خنشاه‪...‬‬
‫التعاونية ليست فقط حملية أو وطنية‪ ،‬وإمنا عاملية‪.‬‬
‫قادرين على تعزيز اقتصادات املعرفة‪ ،‬تع ّد مجيعها توجهات ذات منفعة تطول العامل بأسره‪.‬‬

‫وقد أشار وايلدافسكي إىل قضية ما أمساه بعض املراقبني (هجرة العقول) من الدول النامية‪،‬‬
‫يستكشف هذا الفصل ظاهرة تفرع اجلامعات‪ ،‬اليت أنشأتها يف معظمها جامعات غربية‪ ،‬حيث تكاثرت‬ ‫اليت تسعى معظم كفاءاتها العلمية للبحث عن فرص تعليمية وحياة أفضل يف الغرب‪ ،‬إال أن‬
‫يف السنوات األخرية وبشكل كبري يف الشرق األوسط وقارة آسيا‪ ،‬وهناك ما يقارب ‪ 162‬فرعاً جلامعات‬ ‫ريا إىل (تدوير العقول) أو (اكتساب العقول)‪ ،‬خصوصاً عندما بدأ‬
‫هذه التسمية قد تغريت أخ ً‬
‫غربية‪ ،‬بنسبة زيادة تقدر بـ ‪ %43‬عن السنوات الثالث املاضية‪ .‬وتع ّد جامعة نيويورك واحدة من أكثر‬ ‫هؤالء الذين غادروا دوهلم‪ ،‬والس ّيما اهلند والصني‪ ،‬بالعودة إليها الغتنام فرصهم يف اقتصاداتها‬
‫التوس��ع للخ��ارج‬ ‫اجلامعات اليت بذلت جهوداً يف مضمار ختطي احلدود اجلغرافية‪ ،‬وإنشاء فروع جديدة هلا يف اإلمارات‬ ‫الناشئة اليت تع ّد الصني من أهمها‪ ،‬والوعود اليت تقدمها حركة اجلامعة العاملية‪ ،‬خاصة عند‬
‫(‪)Branching Out‬‬ ‫العربية املتحدة‪ .‬ويتناول هذا الفصل التحديات اليت تواجه تلك اجلهود‪ ،‬واألسئلة اليت يتداوهلا كل من‬ ‫استثمار األمم يف التعليم‪ ،‬والتنافس على تنمية رأس املال البشري‪ ،‬وابتعاث طالبها وباحثيها‬
‫النقاد واملؤيدين على ح ّد سواء‪ ،‬ومنها‪:‬‬ ‫للداخل واخلارج يف جامعات عرب العامل‪ ،‬هو التقدم خطوة لألمام‪ ،‬من حالة هجرة العقول (‪Brain‬‬
‫ثم إىل ما ميكن تسميته بتنمية العقول‬
‫‪ ،)Drain‬إىل تدوير العقول (‪ّ ،)Brain Circulation‬‬
‫ •هل ميكن جلامعة خنبوية أن حتافظ على جودتها يف مكان بعيد عن اإلدارة األم؟‬
‫(‪.)Brain Growth‬‬
‫ •هل سرتغب هيئات التدريس‪ ،‬اليت تع ّد قلب املؤسسة التعليمية بالتعليم العالي وروحها‪ ،‬يف العمل‬
‫بالنصف اآلخر للكرة األرضية؟‬

‫ •وهل ميكن اإلبقاء على احلريات األكادميية‪ ،‬واحلريات األخرى املضمونة يف املدن اجلامعية‬ ‫ميثل احلصول على املوهبة سباقاً محيماً‪ ،‬ويسهم الطالب أنفسهم يف دفع عجلة هذا السباق‪ ،‬من خالل‬
‫الغربية‪ ،‬يف جمتمعات الشرق األوسط‪ ،‬املختلفة كلياً من الناحية االجتماعية والسياسية؟‬ ‫حبثهم عن الفرص األكادميية املناسبة‪ ،‬فلم تعد احلدود اجلغرافية تعين هلم شيئاً أمام حصوهلم على‬
‫مبتغاهم العلمي واألكادميي‪.‬‬
‫كما يتناول هذا الفصل مدينة التعليم (‪ ،)Education City‬املنشأة التعليمية عالية التمويل بالدوحة يف‬
‫قطر‪ ،‬اليت تضم بني أسوارها فروعاً جلامعات عاملية أمريكية مثل مدرسة اخلدمة األجنبية من جامعة جورجتون‬
‫(‪ ،)Georgetown University’s School of Foreign Service‬ومدرسة ميدييل للصحافة من‬
‫جامعة نورثويسرتن (‪ ،)Northwestern University’s Medill School of Journalism‬وجامعة‬
‫تكساس أيه أند أم‪.)Texas A&M University( ،‬‬

‫الس��باق العالم��ي‬
‫على الموهبة‬

‫‪5-4‬‬
‫اليت حققت النجاح الكبري‪ ،‬باالستفادة من الطلب العاملي على التعليم العالي‪ .‬ويستعرض هذا الفصل اخلطط‬ ‫يبحث الفصل الثالث من الكتاب‪ ،‬يف الطرق اليت تعمل من خالهلا األمم على توسيع جامعاتها وتطويرها‪،‬‬
‫المؤسسات الربحية‬ ‫مطل��وب‪ ..‬جامع��ات‬
‫التوسعية لبعض الشركات مثل التعليم القائم على جائزة بالتيمور (‪Baltimore-based Laureate‬‬ ‫جبهود ترمي إىل إجياد جامعات عاملية املستوى‪ ،‬قادرة على تنشئة رأمسال بشري‪ ،‬وعلى منافسة‬
‫في الحراك‬ ‫‪ ،)Education‬فرع الشركة اليت أسست سيلفان لرينينغ (‪)Sylvan Learning‬؛ وجمموعة أبوللو‬ ‫أفضل مؤسسات التعليم بعد الثانوي يف العامل‪ ،‬فقد كرست الصني‪ ،‬على سبيل املثال‪ ،‬جهودها لزيادة‬
‫عالمية المستوى‬
‫(‪ ،)Apollo Group‬الشركة األم ملكتب بارك واملوقع اإللكرتوني العمالق جلامعة فونيكس‪ ،‬وشركة كابالن‬ ‫أعداد الطالب وحتسني نوعية التعليم يف جامعاتها وجودته‪ ،‬حيث تضاعفت أعداد خرجيي اجلامعات‬
‫أكادمييا كبرياً‪ ،‬يدخل ميدان التعليم العالي‪ ،‬ومجيعها شركات تسعى‬
‫ًّ‬ ‫(‪ ،)Kaplan, Inc‬بوصفها منافساً‬ ‫والدراسات العليا أربعة أضعاف يف الفرتة ما بني ‪1999‬م و‪2005‬م‪ ،‬وقد بلغ إمجالي ما أنفقته الدولة على‬
‫ألخذ حصتها من السوق‪ ،‬إما بالشراكة مع منافس حملي‪ ،‬أو خارجي من أمريكا الالتينية‪ ،‬إىل أوروبا‪ ،‬حتى‬ ‫جمموعة مكونة من أربعني جامعة من أفضل جامعاتها لزجها يف قائمة أفضل جامعات العامل‪ ،‬ما يقارب‬
‫آسيا‪ ،‬ويعد الرتكيز على الشرائح السكانية غري املخدومة جبامعات حكومية تقدم برامج أكادميية تنتهي‬ ‫‪ 4.4‬مليار دوالر أمريكي‪.‬‬
‫بالوظيفة‪ ،‬هو الرابط الذي جيمع بني هذه اجلهود‪.‬‬
‫ويستعرض هذا الفصل خطط اململكة العربية السعودية الطموحة‪ ،‬اهلادفة إىل حتويل جامعة امللك‬
‫يذكر أن هناك مقاومة ملؤسسات التعليم العالي الرحبية وجدت يف العديد من الدول‪ ،‬حيث يرى بعض‬ ‫عبداهلل للعلوم والتقنية (‪ ،)KAUST‬إىل جامعة حبوث من الدرجة األوىل‪ ،‬يرتادها الذكور واإلناث على‬
‫تهدف خطط اململكة العربية السعودية‬
‫النقاد أن التعليم سلعة عامة‪ ،‬وأن اجلودة متفاوتة يف املؤسسات الرحبية‪ ،‬واألنظمة أقل حزماً‪ ،‬إال أن منو‬ ‫حد سواء‪.‬‬
‫هذه املؤسسات يتأكد مبقدار احلاجة اليت تسدها بعيداً عن األطر التنظيمية املفروضة عليها‪.‬‬ ‫الطموحة إىل حتويل جامعة امللك عبداهلل للعلوم‬
‫وأخرياً‪ ،‬يستعرض الفصل كيف توقفت ظاهرة جامعة عاملية املستوى يف أوروبا‪ ،‬مهد التعليم العالي يف‬ ‫والتقنية (‪ ،)KAUST‬إىل جامعة حبوث‬
‫الغرب‪ ،‬فعلى سبيل املثال‪ ،‬خسرت جامعات عريقة يف كل من فرنسا وأملانيا أيام جمدها‪ ،‬حيث اشتهرت‬ ‫من الدرجة األوىل‬
‫بطالبها األجانب‪ ،‬وهي مشغولة اآلن يف حماولة استعادة مكانتها األكادميية‪ ،‬من خالل مبادرات حكوميت‬
‫يتناول الفصل السادس املعلومات والتحليالت الواردة يف الفصول السابقة‪ ،‬ويوضح أن التعليم العالي‬
‫الدولتني يف حتسني جودة التعليم يف جمموعة خمتارة من مؤسسات التعليم العالي فيهما‪.‬‬
‫أصبح شك ً‬
‫ال من أشكال التجارة الدولية‪ ،‬وأنه ينبغي تطبيق مبادئ التجارة احلرة على التبادل البحثي بني‬
‫اجلامعات‪ ،‬كما هو احلال يف القطاعات االقتصادية العاملية األخرى‪ .‬ومع التطور املستمر لسوق التعليم‬
‫العالي‪ ،‬فإن خنبة الطالب ميتلكون اآلن عقلية عاملية يف اختيار اجلامعات اليت سيكملون فيها درجاتهم‬
‫العلمية‪ ،‬حيث يستخدمون التصنيفات اجلامعية‪ ،‬ومصادر أخرى للمعلومات؛ لتحديد أفضل الوجهات‬ ‫حتتاج أسواق التعليم العاملية‪ ،‬متاماً كاألسواق األخرى‪ ،‬إىل معلومات لكي تعمل بفاعلية‪ ،‬ويف خضم‬
‫الدراسية‪ ،‬مع اهتمام قليل بالروابط الوطنية‪ ،‬وقد حتقق وجود هذه السوق العاملية بفضل تطور رقعة‬ ‫التنافس على إنشاء جامعات مستوى عاملي‪ ،‬قامت جمموعة خمتلفة من تصنيفات اجلامعات بهذا الدور‪.‬‬
‫املوهبة األكادميية املنتقاة بشكل أكثر بنا ًء على مبادئ اجلدارة واالستحقاق‪ ،‬مؤكدة أن الدرجة العلمية‬
‫ويستعرض الفصل الرابع من الكتاب‪ ،‬العامل اجلديد لتصنيف اجلامعات‪ ،‬باإلضافة إىل إسهامات‬ ‫تصنيف��ات الجامع��ات‬
‫قد منحت على أساس اإلجناز‪ ،‬ومن ثم عملت اختبارات القبول اجلامعية الوطنية‪ ،‬اليت مت اعتمادها على‬
‫ت��������ج��������ارة ح�����رة‬ ‫حتسني الفرص التعليمية للطالب على املستويني‪ :‬احمللي‪ ،‬والعاملي‪ ،‬يف دول مثل اهلند والصني‪ ،‬وقد تكون‬
‫التصنيفات القدمية‪ ،‬اليت أوجدتها أخبار الواليات املتحدة األمريكية والتقرير العاملي (‪U.S. News‬‬ ‫تصبح عالمية‬
‫‪ ،)& World Report‬اليت ظهرت ألول مرة يف مثانينيات القرن املاضي‪ ،‬وسرعان ما وصلت إىل األمم‬
‫في الخبرات‬ ‫األفكار هي العملة اجلديدة‪ ،‬ولكن ليس هناك ما يدعو لالعتقاد بأن مكتسبات أمة معينة قد تعين اخلسارة‬
‫األخرى‪ ،‬حيث تبعت قرابة األربعني دولة خطى الواليات املتحدة األمريكية‪ ،‬وصممت أنظمة تصنيفات‬
‫لبقية العامل‪.‬‬
‫حملية خاصة جبامعاتها‪ ،‬أسستها جامعات أو صحف‪ ،‬أو وكاالت حكومية أو غريها‪ .‬ويع ّد تصنيف‬
‫ويف النهاية‪ ،‬يؤكد الكتاب فوائد احلراك األكادميي لألفراد والدول‪ ،‬وينتهي إىل أن العوائد االقتصادية‬ ‫جامعة شنغهاي جياو تونغ (‪ ،)Shanghai Jiao Tong University‬واملنشور الربيطاني تاميز هاير‬
‫للتعليم العالي مهمة‪ ،‬لدرجة أن الدول سوف تستمر يف التوسع يف جامعاتها‪ ،‬ويف جذب املواهب من‬ ‫إديوكيشن (‪ ،)Times Higher Education‬صاحيب الدور األبرز يف التصنيفات العاملية للجامعات‪.‬‬
‫الطالب واملدرسني من مجيع أحناء العامل‪ ،‬ومن الصعب التوهم‬ ‫ويف الوقت الذي حيتدم فيه التنافس بني الدول على مكانة جامعاتها يف هذه التصنيفات‪ ،‬تسعى مؤسسات‬
‫بأن التعليم العالي العاملي سيختفي يوماً‪ ،‬أيًّا كان الشكل الذي‬ ‫دولية مثل منظمة التنمية والتعاون االقتصادي (‪ ،)OECD‬لتطوير معايري تقييم عاملية‪ ،‬تراعى من‬
‫سيتخذه‪ ،‬ومهما كانت التحديات اليت سيواجهها‪ ،‬فهناك قطاعات‬ ‫خالهلا خمرجات التعليم العالي بشكل أفضل‪ ،‬وتركز على عدد الطالب الذين يتعلمون حقاً يف أثناء‬
‫أخرى للعوملة واجهت املقاومة‪ ،‬لكنها مل ترتاجع‪ ،‬فعندما يتم‬ ‫وجودهم يف اجلامعات‪.‬‬
‫جتاوز العقبات املالية واجلغرافية والتوجهات عند العامة‪ ،‬فمن‬
‫املؤكد استمرار عمل الطالب واملدرسني واألفكار واجلامعات‪،‬‬
‫الذي من شأنه جلب التطورات األكادميية املستمرة‪ ،‬والتغيريات‬ ‫معظم اجلامعات البحثية املشهورة عاملياً‪ ،‬هي جامعات حكومية‪ ،‬باستثناء املؤسسات غري الرحبية اخلاصة اليت‬
‫االجتماعية‪ ،‬والنمو االقتصادي الذي سريحب به كل املواطنني‬ ‫تسيطر على خنبة هذا القطاع‪ .‬ويستعرض الفصل اخلامس قطاع املؤسسات الرحبية األهلية (اخلاصة)‪ ،‬وهو‬
‫والقادة السياسيني واجلامعات يف مجيع أحناء العامل‪.‬‬ ‫القطاع األسرع منواً‪ ،‬واألكثر تأثرياً‪ ،‬واألقل تناو ًال للنقاش‪ ،‬ابتدا ًء من الكليات املهنية ووصو ًال إىل اجلامعات‪ ،‬اليت‬
‫تؤدي دوراًمهماً يف التعليم العالي بشكل غري مسبوق‪ ،‬وهلذا التوجه أبعاد عاملية‪ ،‬حيث بدأت املؤسسات الرحبية نفسها‬

‫‪7-6‬‬
‫استحوذت بعض الكتب‪ ،‬يف السنوات األخرية‪ ،‬على خيال األمريكيني أكثر من كتاب‬
‫طوماس فريدمان (‪ ،)Thomas L. Friedman‬العامل مسطح (‪،)The World Is Flat‬‬
‫استعرض إيشيكاوا (‪ )Ishikawa‬كتاب سباق العقول العظيمة يف العدد الرابع والسبعني‬
‫وقد يبدو حسابه ألثر العوملة يف االقتصاد األمريكي أمراً ال ميكن االعرتاض عليه‪ ،‬بل إنه مبتذل من قبل‬
‫ملراجعة التعليم املستمر ‪2010‬م‪ ،‬وقال‪« :‬كانت فقط مسألة وقت قبل أن تستبني الصحافة‬
‫العديد من غري األمريكان‪ ،‬ولكن هذا الكتاب دفع مكانة فريدمان بني رؤساء كربيات اجلامعات األمريكية‬
‫الشعبية أثر العوملة يف التعليم العالي»‪ ،‬وهو املوضوع الذي متت تغطيته‪ ،‬أحياناً‪ ،‬يف وسائل‬
‫يف الواليات املتحدة‪ ،‬إىل درجة املعلم‪ .‬وقد طبق اآلن وايلدافسكي حتليل فريدمان على عامل التعليم‬
‫اإلعالم الرئيسة‪ ،‬وبشكل منتظم يف املطبوعات األكادميية مثل وقائع التعليم العالي‬
‫العالي‪ ،‬وهو مؤهل للقيام بذلك‪ ،‬فهو صحفي باملهنة‪ ،‬وأدار حترير األخبار األمريكية والتقرير العاملي‬
‫(‪.)The Chronicle of Higher Education‬‬
‫(‪ ،)US News & World Report‬ومربمج لتصنيف اجلامعات األمريكية األكثر انتشاراً‪ ،‬وقد‬
‫استفاد من مكانته يف احلديث مع أناس داخل أمريكا وخارجها‪ ،‬لدراسة االجتاهات العاملية الناشئة يف‬ ‫جاء كتاب سباق العقول العظيمة لوايلدافسكي‪ ،‬احملرر السابق ألخبار التعليم األمريكية والتقرير‬
‫سوق التعليم العالي‪ .‬وكما يليق باخللفية األكادميية للكاتب‪ ،‬فإن كتاب (سباق العقول العظيمة)‬ ‫العاملي (‪ ،)US News & World Report‬واملعروف جيداً يف ميدان التعليم العالي‪.‬‬
‫يتنقل الكاتب بني موضوعات كتابه بدقة‪،‬‬ ‫جدير بالقراءة‪ ،‬حيث يتنقل الكاتب بني موضوعاته خبطى سريعة ودقيقة؛ ألنه ال يصف‪ ،‬إىل ح ٍد ما‪،‬‬
‫ألنه يصف كيفية تأثري السباق العاملي‬ ‫صحفيا‪ ،‬يقدر وايلدافسكي قيمة القراءة واخللط بني القصصية والواقعية‪ ،‬وهو األسلوب الذي‬
‫ًّ‬ ‫وبوصفه‬
‫كيفية تغيري اجلامعات العاملية للعامل‪ ،‬بل يصف كيفية تأثري السباق العاملي يف توظيف اخلربات‬
‫على استقطاب املواهب وتوظيفها‬ ‫اتبعه يف صياغة كتابه‪ ،‬حيث ميكن لكل فصل من فصوله أن يقف مستق ً‬
‫ال حبد ذاته‪ ،‬فمن السباق العاملي‬
‫واملواهب واستقطابها‪ ،‬سوا ًء كانوا طالباً أو مدرسني‪ ،‬ويف احلياة األكادميية عرب العامل‪.‬‬
‫على املواهب‪ ،‬إىل التوسع اخلارجي للجامعات‪ ،‬وصو ً‬
‫ال إىل التجارة احلرة يف العقول‪ ،‬ومجيعها مواضيع‬ ‫قال��وا ع��ن الكت��اب‬
‫إنه كتاب يستحق القراءة‪ ،‬لدرجة أن من ال جيدون وقتاً للقراءة‪ ،‬كالوزراء‪ ،‬واملستشارين السياسيني‪،‬‬ ‫ميكن التوسع فيها أكثر بشكل يسمح بأن يكون كل فصل كتاباً منفص ً‬
‫ال‪.‬‬
‫وكبار موظفي اخلدمة املدنية‪ ،‬سيجدون أنفسهم حباجة ماسة إىل قراءته؛ لذا‪ ،‬وجب على من هم داخل‬
‫ويقول إيشيكاوا إن حمتوى الكتاب يشوبه التكرار‪ ،‬ومعظمه غري مقنع؛ نظراً التساع األدلة اليت قدمها‬
‫اجملتمع األكادميي‪ ،‬قراءة هذا الكتاب‪.‬‬
‫الكاتب لبيان الدرجة اليت أثرت بها العوملة يف احلياة األكادميية‪ .‬ويوضح الكاتب من خالل األمثلة اليت‬
‫طرحها‪ ،‬عدم وجود قالب معني‪ ،‬أو خريطة طريق لضمان جناح أي مؤسسة أو دولة‪ ،‬ويف الوقت نفسه‪،‬‬
‫السري هاورد نيوباي )‪،(Sir Howard Newby‬‬ ‫ليس هناك ّ‬
‫شك حول التغيريات يف البيئة األكادميية اليت ميكن ألي شخص يف التعليم العالي أن يشعر‬
‫نائب مستشار جامعة ليفربول‬ ‫بها‪.‬‬

‫واين إيشيكاوا )‪،(Wayne Ishikawa‬‬


‫كتبت صحيفة اإليكونوميست حتت عنوان فكرة قدمية يعاد تشكيلها‪ ،‬كيف نصنع سوقاً للتعليم‬
‫من قسم التعليم املستمر يف جامعة هارفرد‪ ،‬كامربيدج‬ ‫من السباق العاملي على املواهب‪ ،‬إىل التوسع اخلارجي‬

‫العالي؟ يف تعليقها على كتاب سباق العقول العظيمة للكاتب بن وايلدافسكي‪ .‬وقالت إن كلمة (العوملة)‬ ‫للجامعات‪ ،‬وصو ًال إىل التجارة احلرة يف العقول‪،‬‬
‫تستحضر عادة صوراً المتداد الشركات العاملية وتقنيات التدمري عن بعد‪ .‬ويع ّد كل من روبرت مردوخ‬ ‫ومجيعها مواضيع ميكن التوسع فيها أكثر بشكل يسمح‬
‫(‪ ،)Rupert Murdochs‬ولويد بالنكفينز (‪ ،)Lloyd Blankfeins‬من عظماء هذا العامل وأبطاله‬ ‫بأن يكون كل فصل كتاباً منفص ً‬
‫ال‬
‫لوضعهما قوانني امليزة النسبية واحلجم‪.‬‬

‫يشري وايلدافسكي إىل اجلامعات بوصفها عام ً‬


‫ال قويًّا من عوامل العوملة‪ ،‬فقد كانت إحدى أوىل املؤسسات‬
‫اليت أوحت بالعاملية‪ ،‬ففي العصور الوسطى‪ ،‬اجتذبت بعض اجلامعات العريقة مثل جامعة باريس‪،‬‬
‫وجامعة بولونيا‪ ،‬العلماء اجلوالني من مجيع أحناء أوروبا‪.‬‬

‫لقد ذهبت العوملة األكادميية إىل ما هو أبعد يف اجلامعة احلديثة‪ ،‬فهناك خطوط تعاون طويلة معروفة‬
‫العوملة ختطت احلدود املعروفة واجلامعات‬
‫مع الزمالء األكادمييني األجانب كالتفرغ العلمي‪.‬‬
‫مساهم قوي فيها‬

‫‪9-8‬‬
‫يروي وايلدافسكي قصة حول السبل اليت ميكن من خالهلا أن تعيد اجلامعات تشكيل العامل‪ ،‬حيث يرى أن قوى العوملة‬ ‫وأشار السيد وايلدافسكي إىل أن العوملة هي أكثر تعقيداً من جمرد تعاون عرب احلدود‪ ،‬حيث سيطر‬
‫قصة الكتاب رائعة‪ ،‬لكن السيد وايلدافسكي‬
‫ستشكل التعليم العالي بدرجة كبرية ال ميكن جتاهلها‪ ،‬مع أن اجلميع لن يوافقوا الكاتب فيما طرحه حول أن التجارة‬ ‫هاجس السوق العاملية للطالب واملدرسني على اجلامعات‪ ،‬فهي حتاول استقطاب ما استطاعت من اخلارج‪،‬‬
‫احلرة يف العقول ستؤدي إىل فوائد اقتصادية عادلة‪ ،‬ولكن جيب على اجلميع التعامل مع رأيه يف أن املعرفة سلعة‪ ،‬وعلى‬ ‫باإلضافة إىل أن أكثر من ثالثة ماليني طالب يقضون أوقاتهم يف الدراسة باخلارج‪ ،‬وهو عدد ارتفع‬ ‫كاتب جاد‪ ،‬يستطيع حتقيق ما هو أفضل من‬

‫اجلامعات‪ ،‬التعامل معه على هذا النحو إن أرادت البقاء‪.‬‬ ‫بشكل ملحوظ يف السنوات األخرية؛ لذا فإن معظم اجلامعات تفتح هلا فروعاً يف أحناء العامل‪ ،‬حيث فتحت‬ ‫هذا‪.‬‬
‫جامعة نيويورك فرعاً هلا يف أبو ظيب‪ ،‬وأسست ست جامعات أمريكية أخرى سوقاً للتعليم العالي يف قطر‪،‬‬
‫آدم نيلسون من صحيفة نيتشر‬ ‫وشكلت معظم اجلامعات العريقة حتالفات مع مؤسسات تعليمية عريقة يف الصني‪ ،‬ومع هذا فإن العوملة‬
‫‪Adam R. Nelson, Nature‬‬ ‫تذهب إىل ما هو أعمق من جمرد التنافس على املواهب‪ ،‬فهناك عدد متزايد من الدول اليت حتاول تأسيس‬
‫عدد من جامعات املستوى العاملي‪ ،‬تكون قادرة على منافسة أفضل املؤسسات األمريكية‪.‬‬

‫وال شك أن وراء كل ذلك التنافس فكرة‪ ،‬هي أن اجلامعات ذات املستوى العاملي قد تسهم إسهاماً ال يتناسب‬
‫يتناول وايلدافسكي موضوع تدويل اجلامعات من مجيع جوانبه‪ :‬الطالب‪ ،‬وأعضاء هيئة التدريس‪ ،‬وفروع اجلامعات‪،‬‬ ‫مع النم ّو االقتصادي‪.‬‬
‫والتمويل‪ ،‬واملناهج‪ ،‬ويزعم أن اجلمع بني البحث والتدريس‪ ،‬على الرغم من كونه مصدر توتر للجامعة‪ ،‬إال أنه حقق‬
‫وختتم الصحيفة تعليقها‪ ،‬بأن قصة الكتاب رائعة‪ ،‬لكن السيد وايلدافسكي كاتب جاد‪ ،‬يستطيع‬
‫جناحاً باهراً‪.‬‬
‫حتقيق ما هو أفضل من هذا‪ ،‬فهو يستهلك كثرياً من احلرب يف تلخيص أوراق حبث‪ ،‬ويف اقتباس‬
‫ريتشارد كوبر من الشؤون اخلارجية‬ ‫من (خرباء) يف اللغط‪ ،‬وقد فشل يف مناقشة أمور أساسية للحياة األكادميية‪ ،‬كالفقر‪ ،‬وعدم تكافؤ‬
‫‪Richard N. Cooper, Foreign Affairs‬‬ ‫الفرص؛ فعلى السيد وايلدافسكي إمضاء وقت أقل مع زمالئه من (ناقالت التفكري)‪ ،‬والتحدث أكثر‬ ‫العوملة هي أكثر تعقيداً من‬
‫مع الطالب الذين يعانون من عيوب العوملة‪.‬‬ ‫جمرد تعاون عرب احلدود‪.‬‬

‫صحيفة اإليكونوميست )‪(The Economist‬‬


‫قدم لنا وايلدافسكي احلساب األدق ملعرفة دور العوملة يف تشكيل التعليم العالي حول العامل‪ ،‬فالتفاصيل غنية وقوية‪،‬‬
‫واألحكام اليت يطلقها وايلدافسكي‪ ،‬برأيي‪ ،‬ال ختطئ‪.‬‬
‫تقارير وايلدافسكي عن اجلامعات األمريكية شاملة ورائعة‪ ،‬والسيما جامعة‬
‫ريتشارد ليفني‪ ،‬رئيس جامعة ييل‬ ‫نيويورك‪ ،‬اليت متتد للخارج بفروع دولية مع احلكومات اليت تنفق مبالغ طائلة لتحسني مؤسساتها‬

‫‪Richard C. Levin, president, Yale University‬‬ ‫التعليمية‪ ،‬كما هو احلال مع احلكومة الصينية؛ بهدف جذب العلماء والطالب املوهوبني من اخلارج‪.‬‬
‫ويدور اجلدل الرئيس الذي يطرحه وايلدافسكي يف كتابه حول أن عوملة التعليم العالي تنتج ما يسميه‬
‫الكاتب (التجارة احلرة يف العقول)؛ األمر ذو الفائدة الكبرية‪ ،‬ليس فقط للدول اليت تنفق الكثري على‬
‫ابتعاث طالبها للخارج‪ ،‬والدول املستضيفة‪ ،‬بل أيضاً من خالل العوامل اخلارجية اإلجيابية‪ ،‬على العامل‬
‫بأكمله‪.‬‬
‫يف هذا السجل البارع‪ ،‬و ّثق وايلدافسكي ظهور السوق األكادميية العاملية‪ ،‬اليت من شأنها أن تشعل حتماً محى القلق بني‬
‫السلطات القائمة‪ ،‬إال أن من شأن هذا األمر أن يؤجج جذوة البحث واالبتكار‪ ،‬ومن ثم يعزز النمو االقتصادي‪ ،‬ويرسخ قيم‬ ‫جيمس جالمسان من صحيفة وول سرتيت‬
‫اجلدارة يف الدول الناشئة‪ ،‬وأخرياً حظي هذا اجلانب من العوملة مبا يستحق من االهتمام‪.‬‬ ‫‪James K. Glassman, Wall Street Journal‬‬
‫سيباستيان ماالبي من جملس العالقات اخلارجية‬
‫‪Sebastian Mallaby, Council on Foreign Relations‬‬

‫‪11-10‬‬
‫نبذة عن المؤلف‬
‫يعد بن وايلدافسكي أحد كبار الزمالء لقسم البحوث‬
‫والسياسات يف مؤسسة كوفمان‪ ،‬وهو باحث غري متفرغ‬
‫يف معه���د بروكينغ���ز‪ ،‬ش���غل منص���ب رئي���س حترير‬
‫األخب���ار والتقري���ر العاملي يف قس���م التعلي���م للواليات‬
‫ً‬
‫مراس�ل�ا لصفحة السياس���ة‬ ‫املتحدة األمريكية‪ ،‬وعمل‬
‫االقتصادية جمللة ناش���يونال جورنال‪ ،‬ومراس���ل أخبار‬
‫التعليم العالي لصحيفة سان فرانسيسكو كرونيكل‪،‬‬
‫كما شغل منصب رئيس التحرير التنفيذي للمصلحة‬
‫العامة "‪."Public Interest‬‬
‫وق���د كت���ب لصحف ع���دة‪ ،‬منه���ا صحيفة واش���نطن‬
‫بوست‪ ،‬وصحيفة وول سرتيت جورنال‪ ،‬باإلضافة إىل‬
‫كتابة بعض املنشورات‪.‬‬

‫للحصول على نسخ إضافية من نشرة (قراءة في كتاب)‪،‬‬


‫يمكن تحميل العدد الحالي‪ ،‬واألعداد السابقة وطباعتها من‬
‫موقع المرصد على اإلنترنت‬
‫‏‪www.ohe.gov.sa‬‬

You might also like