Professional Documents
Culture Documents
عاملية يف التوجه حنو العوملة مجيل ساملي ،مسؤول التعليم العالي يف البنك الدولي. العالية ،فبدأت اجلامعات ،اليت عدّت دورها خالل العقدين املاضيني مكم ً
ال لسلطة الدولة وسياستها، واجلامعات عاملية املستوى ...
بالعودة بشكل مفاجئ إىل دورها يف العصور الوسطى ،بوصفها مراكز نقل للتعليم الديين استجابة ومناذج العوملة للجامعات ...
وقد حتدّث وايلدافسكي عن ظاهرة التوجه حنو العوملة ( )Globalization Trendيف اجلامعات،
لذلك ،حيث كان هذا التحول مفاجئاً ومعاكساً ،وال تزال وجهته غري واضحة. من أهم عوامل إجراء هذه الدراسة
اليت تربز أهميتها يف عاملي األعمال والثقافة ،وتتضح أكثر يف نتائجها ،حيث مل تعد املقيدات احمللية
هما بالنسبة لعدد من اجلامعات املزدهرة؛ فاجلامعة السعودية الساعية لتوظيف صفوة الطالب
تشكل ًّ تعمق وايلدافسكي يف دراسة احلركة الطالبية الدولية ،ابتدا ًء مبقدمة حول ظاهرة عوملة اجلامعات،
اهلنود ،تهدف إىل إيصال نفسها إىل مقدمة تصنيفات املنح الدراسية العاملية ،عن طريق التحالفات وبتقديم اخلطوط العريضة ملشروعه ،والتوسع العابر للحدود يف اجلامعات ،وتطوير اجلامعات ،وتطور
املستقبلية املدعومة بالتمويالت السخية ،مع جامعات ،مثل جامعة الكلية اإلمربيالية يف لندن ،وجامعة التنافس ،واجلامعات عاملية املستوى ،يف مجيع أحناء العامل ،حيث أوضح أن العدد اهلائل من الطلبة الذين
كاليفورنيا يف بريكلي. يدرسون خارج أوطانهم ،وكذلك مناذج العوملة احليوية جلامعات مثل جامعة نيويورك ،وبعض املدن
اجلامعية ،مثل مدينة قطر التعليمية ،تعد من أهم العوامل الرئيسة إلجراء هذه الدراسة ،باإلضافة
وقد ذكر وايلدافسكي أن بإمكان بعض طالب التعليم العالي الواسع أو (املفتوح) ،أن جيدوا ضالتهم يف
إىل االرتفاع اهلائل يف أعداد اجلامعات الراقية يف مواقع غري تقليدية ترتواح بني الصني ،واهلند ،وكوريا
التعليم العاملي يف أوطانهم؛ ففي (أبو ظيب) ،حياضر رئيس جامعة نيويورك ،املولود يف بروكلني ،يف
اجلنوبية ،وسنغافورة ،واململكة العربية السعودية.
جمموعة من الطالب الشباب من اإلمارات العربية املتحدة .ويف الدوحة عاصمة دولة قطر ،خترج طالبات
اهلندسة ،بعباءاتهن السود ،من مبنى ضخم ،جبواره الفتات يقرأن فيها “مرحباً بكم يف أجي الند”؛ وذلك ثم يتحول وايلدافسكي إىل االنتشار العاملي ألنظمة تصنيف اجلامعات ،من تصنيف األخبار األمريكية
ّ
ألنهن يدرسن يف فرع جامعة تديره جامعة تكساس إيه أند أم (.)Texas A&M University والتقارير الدولية املعروفة ،إىل التصنيفات األكادميية احلديثة جلامعات العامل ،وتصنيف شنغهاي
املعتمد على البحوث املنشورة .ويق ّيم بعد استعراض هذه املقاييس ،نشأة مؤسسات التعليم الرحبية
ومن وجهة نظر وايلدافسكي ،فإن القوى نفسها اليت ه ّزت مجيع قطاعات االقتصاد تقريباً ،قد ك ّثفت،
ومواقع التعليم عرب شبكة املعلومات ،اليت حتمل فوائد الوصول إليها بسهولة ،وخيارات التعليم من
وبشكل كبري ،التنافسية واحلراك الدولي يف التعليم العالي ،فهناك ثالثة ماليني طالب يتابعون
أجل الوظيفة ،اليت تعاني من قضايا جودة خدماتها التعليمية ،وآثارها السلبية واإلجيابية يف األنظمة
دراساتهم العليا خارج أوطانهم ،حيث يشكل هذا العدد زيادة تصل نسبتها إىل %56عن العقد املاضي ،حيث
التعليمية من حوهلا.
ال تزال الواليات املتحدة األمريكية حتظى بنصيب األسد من هذه النسبة مبقدار %22من إمجالي العدد.
وهناك دول أخرى ،كالصني ،واهلند ،واململكة العربية السعودية ،وقطر ،حتاول حتدي هذه السيطرة
من خالل تطوير اجلامعات ،وهيئات التدريس ،واإلداريني واالرتقاء بهم إىل املستوى العاملي ،خاصة يف
جمالي العلوم واهلندسة؛ األمر الذي أثار قلق األمريكيني .ويف هذا الشأن أوضح وايلدافسكي أن العوملة
ليس فيها ما يستدعي خماوف الواليات املتحدة األمريكية؛ ألنها ستبقى النموذج لكل دولة أخرى تريد
3-2
كما قدم وايلدافسكي يف هذا الفصل مثا ً
ال على احلراك الطالبي ،وأثره يف زيادة التنافسية ،فها هي
الطالب أيضاً يسهمون يف دفع عجلة السباق
اجلنوب إفريقية ،كلري بوجيزيسن ،ينتهي بها املطاف يف جامعة وورويك ،يف إجنلرتا ،بعد أن أجرت
العاملي على املوهبة ...
دراستها على تصنيف اجلامعات ،واستقصت من خالل مدرسيها وزمالئها ،لتقلص القائمة إىل إحدى
عشرة جامعة .وقد وقف هذا الفصل على احلراك الطالبي واملنافسة الشديدة اليت حفزت اجلامعات
احلريصة على توسيع حصتها يف السوق من خالل توظيف أملع العقول ،ويصف أيضاً حراك املدرسني،
كما هو موضح من خالل جهود بعض اجلامعات ،مثل املعهد الكوري املتقدم للعلوم والتقنية ،وجامعة
بوكوني اإليطالية اخلاصة ،الساعية إىل توسيع آفاقها بتوظيف أعضاء هيئات تدريس أجنبية .كما
يتقصى هذا الفصل تاريخ احلراك األكادميي الطويل ،الذي متتد أصوله من العصور الوسطى إىل
عصرنا هذا ،كما يبني الفصل أن احلراك األكادميي ال يقتصر فقط على اجلانب املادي ،بل يطول
تقليدها ،حتى لو فقدت نصيبها من تلك النسبة ،وأن عوملة التعليم العالي أمر جيب احتضانه وتبنيه ،ال
ثم فإن الدفع املتواصل لتداول اجلامعات عاملياً ،هو نتيجة نظرة عاملية جديدة،
احلراك الفكري ،ومن ّ
أن خنشاه؛ فالتنافس العاملي على األشخاص املوهوبني ،والسباق يف إنتاج البحوث االبتكارية ،وعملية دفع عوملة التعليم العالي أمر جيب أن حنتضنه
أدركت مؤسسات التعليم العالي من خالهلا أن هناك منافسة كبرية يف جمال األحباث ،وأن إمكاناتها
توسعات اجلامعات لتخطي حدود الدول ،والعجلة يف ختريج أفواج من الطلبة املزودين باملعرفة واإلبداع، ونتبناه ،ال أن خنشاه...
التعاونية ليست فقط حملية أو وطنية ،وإمنا عاملية.
قادرين على تعزيز اقتصادات املعرفة ،تع ّد مجيعها توجهات ذات منفعة تطول العامل بأسره.
وقد أشار وايلدافسكي إىل قضية ما أمساه بعض املراقبني (هجرة العقول) من الدول النامية،
يستكشف هذا الفصل ظاهرة تفرع اجلامعات ،اليت أنشأتها يف معظمها جامعات غربية ،حيث تكاثرت اليت تسعى معظم كفاءاتها العلمية للبحث عن فرص تعليمية وحياة أفضل يف الغرب ،إال أن
يف السنوات األخرية وبشكل كبري يف الشرق األوسط وقارة آسيا ،وهناك ما يقارب 162فرعاً جلامعات ريا إىل (تدوير العقول) أو (اكتساب العقول) ،خصوصاً عندما بدأ
هذه التسمية قد تغريت أخ ً
غربية ،بنسبة زيادة تقدر بـ %43عن السنوات الثالث املاضية .وتع ّد جامعة نيويورك واحدة من أكثر هؤالء الذين غادروا دوهلم ،والس ّيما اهلند والصني ،بالعودة إليها الغتنام فرصهم يف اقتصاداتها
التوس��ع للخ��ارج اجلامعات اليت بذلت جهوداً يف مضمار ختطي احلدود اجلغرافية ،وإنشاء فروع جديدة هلا يف اإلمارات الناشئة اليت تع ّد الصني من أهمها ،والوعود اليت تقدمها حركة اجلامعة العاملية ،خاصة عند
()Branching Out العربية املتحدة .ويتناول هذا الفصل التحديات اليت تواجه تلك اجلهود ،واألسئلة اليت يتداوهلا كل من استثمار األمم يف التعليم ،والتنافس على تنمية رأس املال البشري ،وابتعاث طالبها وباحثيها
النقاد واملؤيدين على ح ّد سواء ،ومنها: للداخل واخلارج يف جامعات عرب العامل ،هو التقدم خطوة لألمام ،من حالة هجرة العقول (Brain
ثم إىل ما ميكن تسميته بتنمية العقول
،)Drainإىل تدوير العقول (ّ ،)Brain Circulation
•هل ميكن جلامعة خنبوية أن حتافظ على جودتها يف مكان بعيد عن اإلدارة األم؟
(.)Brain Growth
•هل سرتغب هيئات التدريس ،اليت تع ّد قلب املؤسسة التعليمية بالتعليم العالي وروحها ،يف العمل
بالنصف اآلخر للكرة األرضية؟
•وهل ميكن اإلبقاء على احلريات األكادميية ،واحلريات األخرى املضمونة يف املدن اجلامعية ميثل احلصول على املوهبة سباقاً محيماً ،ويسهم الطالب أنفسهم يف دفع عجلة هذا السباق ،من خالل
الغربية ،يف جمتمعات الشرق األوسط ،املختلفة كلياً من الناحية االجتماعية والسياسية؟ حبثهم عن الفرص األكادميية املناسبة ،فلم تعد احلدود اجلغرافية تعين هلم شيئاً أمام حصوهلم على
مبتغاهم العلمي واألكادميي.
كما يتناول هذا الفصل مدينة التعليم ( ،)Education Cityاملنشأة التعليمية عالية التمويل بالدوحة يف
قطر ،اليت تضم بني أسوارها فروعاً جلامعات عاملية أمريكية مثل مدرسة اخلدمة األجنبية من جامعة جورجتون
( ،)Georgetown University’s School of Foreign Serviceومدرسة ميدييل للصحافة من
جامعة نورثويسرتن ( ،)Northwestern University’s Medill School of Journalismوجامعة
تكساس أيه أند أم.)Texas A&M University( ،
الس��باق العالم��ي
على الموهبة
5-4
اليت حققت النجاح الكبري ،باالستفادة من الطلب العاملي على التعليم العالي .ويستعرض هذا الفصل اخلطط يبحث الفصل الثالث من الكتاب ،يف الطرق اليت تعمل من خالهلا األمم على توسيع جامعاتها وتطويرها،
المؤسسات الربحية مطل��وب ..جامع��ات
التوسعية لبعض الشركات مثل التعليم القائم على جائزة بالتيمور (Baltimore-based Laureate جبهود ترمي إىل إجياد جامعات عاملية املستوى ،قادرة على تنشئة رأمسال بشري ،وعلى منافسة
في الحراك ،)Educationفرع الشركة اليت أسست سيلفان لرينينغ ()Sylvan Learning؛ وجمموعة أبوللو أفضل مؤسسات التعليم بعد الثانوي يف العامل ،فقد كرست الصني ،على سبيل املثال ،جهودها لزيادة
عالمية المستوى
( ،)Apollo Groupالشركة األم ملكتب بارك واملوقع اإللكرتوني العمالق جلامعة فونيكس ،وشركة كابالن أعداد الطالب وحتسني نوعية التعليم يف جامعاتها وجودته ،حيث تضاعفت أعداد خرجيي اجلامعات
أكادمييا كبرياً ،يدخل ميدان التعليم العالي ،ومجيعها شركات تسعى
ًّ ( ،)Kaplan, Incبوصفها منافساً والدراسات العليا أربعة أضعاف يف الفرتة ما بني 1999م و2005م ،وقد بلغ إمجالي ما أنفقته الدولة على
ألخذ حصتها من السوق ،إما بالشراكة مع منافس حملي ،أو خارجي من أمريكا الالتينية ،إىل أوروبا ،حتى جمموعة مكونة من أربعني جامعة من أفضل جامعاتها لزجها يف قائمة أفضل جامعات العامل ،ما يقارب
آسيا ،ويعد الرتكيز على الشرائح السكانية غري املخدومة جبامعات حكومية تقدم برامج أكادميية تنتهي 4.4مليار دوالر أمريكي.
بالوظيفة ،هو الرابط الذي جيمع بني هذه اجلهود.
ويستعرض هذا الفصل خطط اململكة العربية السعودية الطموحة ،اهلادفة إىل حتويل جامعة امللك
يذكر أن هناك مقاومة ملؤسسات التعليم العالي الرحبية وجدت يف العديد من الدول ،حيث يرى بعض عبداهلل للعلوم والتقنية ( ،)KAUSTإىل جامعة حبوث من الدرجة األوىل ،يرتادها الذكور واإلناث على
تهدف خطط اململكة العربية السعودية
النقاد أن التعليم سلعة عامة ،وأن اجلودة متفاوتة يف املؤسسات الرحبية ،واألنظمة أقل حزماً ،إال أن منو حد سواء.
هذه املؤسسات يتأكد مبقدار احلاجة اليت تسدها بعيداً عن األطر التنظيمية املفروضة عليها. الطموحة إىل حتويل جامعة امللك عبداهلل للعلوم
وأخرياً ،يستعرض الفصل كيف توقفت ظاهرة جامعة عاملية املستوى يف أوروبا ،مهد التعليم العالي يف والتقنية ( ،)KAUSTإىل جامعة حبوث
الغرب ،فعلى سبيل املثال ،خسرت جامعات عريقة يف كل من فرنسا وأملانيا أيام جمدها ،حيث اشتهرت من الدرجة األوىل
بطالبها األجانب ،وهي مشغولة اآلن يف حماولة استعادة مكانتها األكادميية ،من خالل مبادرات حكوميت
يتناول الفصل السادس املعلومات والتحليالت الواردة يف الفصول السابقة ،ويوضح أن التعليم العالي
الدولتني يف حتسني جودة التعليم يف جمموعة خمتارة من مؤسسات التعليم العالي فيهما.
أصبح شك ً
ال من أشكال التجارة الدولية ،وأنه ينبغي تطبيق مبادئ التجارة احلرة على التبادل البحثي بني
اجلامعات ،كما هو احلال يف القطاعات االقتصادية العاملية األخرى .ومع التطور املستمر لسوق التعليم
العالي ،فإن خنبة الطالب ميتلكون اآلن عقلية عاملية يف اختيار اجلامعات اليت سيكملون فيها درجاتهم
العلمية ،حيث يستخدمون التصنيفات اجلامعية ،ومصادر أخرى للمعلومات؛ لتحديد أفضل الوجهات حتتاج أسواق التعليم العاملية ،متاماً كاألسواق األخرى ،إىل معلومات لكي تعمل بفاعلية ،ويف خضم
الدراسية ،مع اهتمام قليل بالروابط الوطنية ،وقد حتقق وجود هذه السوق العاملية بفضل تطور رقعة التنافس على إنشاء جامعات مستوى عاملي ،قامت جمموعة خمتلفة من تصنيفات اجلامعات بهذا الدور.
املوهبة األكادميية املنتقاة بشكل أكثر بنا ًء على مبادئ اجلدارة واالستحقاق ،مؤكدة أن الدرجة العلمية
ويستعرض الفصل الرابع من الكتاب ،العامل اجلديد لتصنيف اجلامعات ،باإلضافة إىل إسهامات تصنيف��ات الجامع��ات
قد منحت على أساس اإلجناز ،ومن ثم عملت اختبارات القبول اجلامعية الوطنية ،اليت مت اعتمادها على
ت��������ج��������ارة ح�����رة حتسني الفرص التعليمية للطالب على املستويني :احمللي ،والعاملي ،يف دول مثل اهلند والصني ،وقد تكون
التصنيفات القدمية ،اليت أوجدتها أخبار الواليات املتحدة األمريكية والتقرير العاملي (U.S. News تصبح عالمية
،)& World Reportاليت ظهرت ألول مرة يف مثانينيات القرن املاضي ،وسرعان ما وصلت إىل األمم
في الخبرات األفكار هي العملة اجلديدة ،ولكن ليس هناك ما يدعو لالعتقاد بأن مكتسبات أمة معينة قد تعين اخلسارة
األخرى ،حيث تبعت قرابة األربعني دولة خطى الواليات املتحدة األمريكية ،وصممت أنظمة تصنيفات
لبقية العامل.
حملية خاصة جبامعاتها ،أسستها جامعات أو صحف ،أو وكاالت حكومية أو غريها .ويع ّد تصنيف
ويف النهاية ،يؤكد الكتاب فوائد احلراك األكادميي لألفراد والدول ،وينتهي إىل أن العوائد االقتصادية جامعة شنغهاي جياو تونغ ( ،)Shanghai Jiao Tong Universityواملنشور الربيطاني تاميز هاير
للتعليم العالي مهمة ،لدرجة أن الدول سوف تستمر يف التوسع يف جامعاتها ،ويف جذب املواهب من إديوكيشن ( ،)Times Higher Educationصاحيب الدور األبرز يف التصنيفات العاملية للجامعات.
الطالب واملدرسني من مجيع أحناء العامل ،ومن الصعب التوهم ويف الوقت الذي حيتدم فيه التنافس بني الدول على مكانة جامعاتها يف هذه التصنيفات ،تسعى مؤسسات
بأن التعليم العالي العاملي سيختفي يوماً ،أيًّا كان الشكل الذي دولية مثل منظمة التنمية والتعاون االقتصادي ( ،)OECDلتطوير معايري تقييم عاملية ،تراعى من
سيتخذه ،ومهما كانت التحديات اليت سيواجهها ،فهناك قطاعات خالهلا خمرجات التعليم العالي بشكل أفضل ،وتركز على عدد الطالب الذين يتعلمون حقاً يف أثناء
أخرى للعوملة واجهت املقاومة ،لكنها مل ترتاجع ،فعندما يتم وجودهم يف اجلامعات.
جتاوز العقبات املالية واجلغرافية والتوجهات عند العامة ،فمن
املؤكد استمرار عمل الطالب واملدرسني واألفكار واجلامعات،
الذي من شأنه جلب التطورات األكادميية املستمرة ،والتغيريات معظم اجلامعات البحثية املشهورة عاملياً ،هي جامعات حكومية ،باستثناء املؤسسات غري الرحبية اخلاصة اليت
االجتماعية ،والنمو االقتصادي الذي سريحب به كل املواطنني تسيطر على خنبة هذا القطاع .ويستعرض الفصل اخلامس قطاع املؤسسات الرحبية األهلية (اخلاصة) ،وهو
والقادة السياسيني واجلامعات يف مجيع أحناء العامل. القطاع األسرع منواً ،واألكثر تأثرياً ،واألقل تناو ًال للنقاش ،ابتدا ًء من الكليات املهنية ووصو ًال إىل اجلامعات ،اليت
تؤدي دوراًمهماً يف التعليم العالي بشكل غري مسبوق ،وهلذا التوجه أبعاد عاملية ،حيث بدأت املؤسسات الرحبية نفسها
7-6
استحوذت بعض الكتب ،يف السنوات األخرية ،على خيال األمريكيني أكثر من كتاب
طوماس فريدمان ( ،)Thomas L. Friedmanالعامل مسطح (،)The World Is Flat
استعرض إيشيكاوا ( )Ishikawaكتاب سباق العقول العظيمة يف العدد الرابع والسبعني
وقد يبدو حسابه ألثر العوملة يف االقتصاد األمريكي أمراً ال ميكن االعرتاض عليه ،بل إنه مبتذل من قبل
ملراجعة التعليم املستمر 2010م ،وقال« :كانت فقط مسألة وقت قبل أن تستبني الصحافة
العديد من غري األمريكان ،ولكن هذا الكتاب دفع مكانة فريدمان بني رؤساء كربيات اجلامعات األمريكية
الشعبية أثر العوملة يف التعليم العالي» ،وهو املوضوع الذي متت تغطيته ،أحياناً ،يف وسائل
يف الواليات املتحدة ،إىل درجة املعلم .وقد طبق اآلن وايلدافسكي حتليل فريدمان على عامل التعليم
اإلعالم الرئيسة ،وبشكل منتظم يف املطبوعات األكادميية مثل وقائع التعليم العالي
العالي ،وهو مؤهل للقيام بذلك ،فهو صحفي باملهنة ،وأدار حترير األخبار األمريكية والتقرير العاملي
(.)The Chronicle of Higher Education
( ،)US News & World Reportومربمج لتصنيف اجلامعات األمريكية األكثر انتشاراً ،وقد
استفاد من مكانته يف احلديث مع أناس داخل أمريكا وخارجها ،لدراسة االجتاهات العاملية الناشئة يف جاء كتاب سباق العقول العظيمة لوايلدافسكي ،احملرر السابق ألخبار التعليم األمريكية والتقرير
سوق التعليم العالي .وكما يليق باخللفية األكادميية للكاتب ،فإن كتاب (سباق العقول العظيمة) العاملي ( ،)US News & World Reportواملعروف جيداً يف ميدان التعليم العالي.
يتنقل الكاتب بني موضوعات كتابه بدقة، جدير بالقراءة ،حيث يتنقل الكاتب بني موضوعاته خبطى سريعة ودقيقة؛ ألنه ال يصف ،إىل ح ٍد ما،
ألنه يصف كيفية تأثري السباق العاملي صحفيا ،يقدر وايلدافسكي قيمة القراءة واخللط بني القصصية والواقعية ،وهو األسلوب الذي
ًّ وبوصفه
كيفية تغيري اجلامعات العاملية للعامل ،بل يصف كيفية تأثري السباق العاملي يف توظيف اخلربات
على استقطاب املواهب وتوظيفها اتبعه يف صياغة كتابه ،حيث ميكن لكل فصل من فصوله أن يقف مستق ً
ال حبد ذاته ،فمن السباق العاملي
واملواهب واستقطابها ،سوا ًء كانوا طالباً أو مدرسني ،ويف احلياة األكادميية عرب العامل.
على املواهب ،إىل التوسع اخلارجي للجامعات ،وصو ً
ال إىل التجارة احلرة يف العقول ،ومجيعها مواضيع قال��وا ع��ن الكت��اب
إنه كتاب يستحق القراءة ،لدرجة أن من ال جيدون وقتاً للقراءة ،كالوزراء ،واملستشارين السياسيني، ميكن التوسع فيها أكثر بشكل يسمح بأن يكون كل فصل كتاباً منفص ً
ال.
وكبار موظفي اخلدمة املدنية ،سيجدون أنفسهم حباجة ماسة إىل قراءته؛ لذا ،وجب على من هم داخل
ويقول إيشيكاوا إن حمتوى الكتاب يشوبه التكرار ،ومعظمه غري مقنع؛ نظراً التساع األدلة اليت قدمها
اجملتمع األكادميي ،قراءة هذا الكتاب.
الكاتب لبيان الدرجة اليت أثرت بها العوملة يف احلياة األكادميية .ويوضح الكاتب من خالل األمثلة اليت
طرحها ،عدم وجود قالب معني ،أو خريطة طريق لضمان جناح أي مؤسسة أو دولة ،ويف الوقت نفسه،
السري هاورد نيوباي )،(Sir Howard Newby ليس هناك ّ
شك حول التغيريات يف البيئة األكادميية اليت ميكن ألي شخص يف التعليم العالي أن يشعر
نائب مستشار جامعة ليفربول بها.
العالي؟ يف تعليقها على كتاب سباق العقول العظيمة للكاتب بن وايلدافسكي .وقالت إن كلمة (العوملة) للجامعات ،وصو ًال إىل التجارة احلرة يف العقول،
تستحضر عادة صوراً المتداد الشركات العاملية وتقنيات التدمري عن بعد .ويع ّد كل من روبرت مردوخ ومجيعها مواضيع ميكن التوسع فيها أكثر بشكل يسمح
( ،)Rupert Murdochsولويد بالنكفينز ( ،)Lloyd Blankfeinsمن عظماء هذا العامل وأبطاله بأن يكون كل فصل كتاباً منفص ً
ال
لوضعهما قوانني امليزة النسبية واحلجم.
لقد ذهبت العوملة األكادميية إىل ما هو أبعد يف اجلامعة احلديثة ،فهناك خطوط تعاون طويلة معروفة
العوملة ختطت احلدود املعروفة واجلامعات
مع الزمالء األكادمييني األجانب كالتفرغ العلمي.
مساهم قوي فيها
9-8
يروي وايلدافسكي قصة حول السبل اليت ميكن من خالهلا أن تعيد اجلامعات تشكيل العامل ،حيث يرى أن قوى العوملة وأشار السيد وايلدافسكي إىل أن العوملة هي أكثر تعقيداً من جمرد تعاون عرب احلدود ،حيث سيطر
قصة الكتاب رائعة ،لكن السيد وايلدافسكي
ستشكل التعليم العالي بدرجة كبرية ال ميكن جتاهلها ،مع أن اجلميع لن يوافقوا الكاتب فيما طرحه حول أن التجارة هاجس السوق العاملية للطالب واملدرسني على اجلامعات ،فهي حتاول استقطاب ما استطاعت من اخلارج،
احلرة يف العقول ستؤدي إىل فوائد اقتصادية عادلة ،ولكن جيب على اجلميع التعامل مع رأيه يف أن املعرفة سلعة ،وعلى باإلضافة إىل أن أكثر من ثالثة ماليني طالب يقضون أوقاتهم يف الدراسة باخلارج ،وهو عدد ارتفع كاتب جاد ،يستطيع حتقيق ما هو أفضل من
اجلامعات ،التعامل معه على هذا النحو إن أرادت البقاء. بشكل ملحوظ يف السنوات األخرية؛ لذا فإن معظم اجلامعات تفتح هلا فروعاً يف أحناء العامل ،حيث فتحت هذا.
جامعة نيويورك فرعاً هلا يف أبو ظيب ،وأسست ست جامعات أمريكية أخرى سوقاً للتعليم العالي يف قطر،
آدم نيلسون من صحيفة نيتشر وشكلت معظم اجلامعات العريقة حتالفات مع مؤسسات تعليمية عريقة يف الصني ،ومع هذا فإن العوملة
Adam R. Nelson, Nature تذهب إىل ما هو أعمق من جمرد التنافس على املواهب ،فهناك عدد متزايد من الدول اليت حتاول تأسيس
عدد من جامعات املستوى العاملي ،تكون قادرة على منافسة أفضل املؤسسات األمريكية.
وال شك أن وراء كل ذلك التنافس فكرة ،هي أن اجلامعات ذات املستوى العاملي قد تسهم إسهاماً ال يتناسب
يتناول وايلدافسكي موضوع تدويل اجلامعات من مجيع جوانبه :الطالب ،وأعضاء هيئة التدريس ،وفروع اجلامعات، مع النم ّو االقتصادي.
والتمويل ،واملناهج ،ويزعم أن اجلمع بني البحث والتدريس ،على الرغم من كونه مصدر توتر للجامعة ،إال أنه حقق
وختتم الصحيفة تعليقها ،بأن قصة الكتاب رائعة ،لكن السيد وايلدافسكي كاتب جاد ،يستطيع
جناحاً باهراً.
حتقيق ما هو أفضل من هذا ،فهو يستهلك كثرياً من احلرب يف تلخيص أوراق حبث ،ويف اقتباس
ريتشارد كوبر من الشؤون اخلارجية من (خرباء) يف اللغط ،وقد فشل يف مناقشة أمور أساسية للحياة األكادميية ،كالفقر ،وعدم تكافؤ
Richard N. Cooper, Foreign Affairs الفرص؛ فعلى السيد وايلدافسكي إمضاء وقت أقل مع زمالئه من (ناقالت التفكري) ،والتحدث أكثر العوملة هي أكثر تعقيداً من
مع الطالب الذين يعانون من عيوب العوملة. جمرد تعاون عرب احلدود.
Richard C. Levin, president, Yale University التعليمية ،كما هو احلال مع احلكومة الصينية؛ بهدف جذب العلماء والطالب املوهوبني من اخلارج.
ويدور اجلدل الرئيس الذي يطرحه وايلدافسكي يف كتابه حول أن عوملة التعليم العالي تنتج ما يسميه
الكاتب (التجارة احلرة يف العقول)؛ األمر ذو الفائدة الكبرية ،ليس فقط للدول اليت تنفق الكثري على
ابتعاث طالبها للخارج ،والدول املستضيفة ،بل أيضاً من خالل العوامل اخلارجية اإلجيابية ،على العامل
بأكمله.
يف هذا السجل البارع ،و ّثق وايلدافسكي ظهور السوق األكادميية العاملية ،اليت من شأنها أن تشعل حتماً محى القلق بني
السلطات القائمة ،إال أن من شأن هذا األمر أن يؤجج جذوة البحث واالبتكار ،ومن ثم يعزز النمو االقتصادي ،ويرسخ قيم جيمس جالمسان من صحيفة وول سرتيت
اجلدارة يف الدول الناشئة ،وأخرياً حظي هذا اجلانب من العوملة مبا يستحق من االهتمام. James K. Glassman, Wall Street Journal
سيباستيان ماالبي من جملس العالقات اخلارجية
Sebastian Mallaby, Council on Foreign Relations
11-10
نبذة عن المؤلف
يعد بن وايلدافسكي أحد كبار الزمالء لقسم البحوث
والسياسات يف مؤسسة كوفمان ،وهو باحث غري متفرغ
يف معه���د بروكينغ���ز ،ش���غل منص���ب رئي���س حترير
األخب���ار والتقري���ر العاملي يف قس���م التعلي���م للواليات
ً
مراس�ل�ا لصفحة السياس���ة املتحدة األمريكية ،وعمل
االقتصادية جمللة ناش���يونال جورنال ،ومراس���ل أخبار
التعليم العالي لصحيفة سان فرانسيسكو كرونيكل،
كما شغل منصب رئيس التحرير التنفيذي للمصلحة
العامة "."Public Interest
وق���د كت���ب لصحف ع���دة ،منه���ا صحيفة واش���نطن
بوست ،وصحيفة وول سرتيت جورنال ،باإلضافة إىل
كتابة بعض املنشورات.