You are on page 1of 5

‫برنامج عمل الجماعة لألستاذ نور الدين عيار‬

‫برنامج عمل الجماعة‪ :‬السياق و األبعاد‬

‫يعتبر "برنامج عمل" من المفاهيم الجديدة التي جاء بها القانون الجديد لسنة ‪ ،2015‬فقد ورد في المادة ‪ 78‬من القانون التنظيمي رقم‬
‫‪ 113.14‬المتعلق بالجماعات و المقاطعات ما نصه "تضع الجماعة تحت إشراف رئيس مجلسها‪ ،‬برنامج عمل الجماعة‪ ،‬و تعمل على تتبعه و تحيينه‬
‫و تقييمه‪ .‬يحدد هذا البرنامج األعمال التنموية المقرر إنجازها أو المساهمة فيها بتراب الجماعة خالل مدة ست (‪ )6‬سنوات‪ .‬يتم إعداد برنامج عمل‬
‫الجماعة في السنة األولى من مدة انتداب المجلس على أبعد تقدير بانسجام مع توجهات برنامج التنمية الجهوية و وفق منهج تشاركي و بتنسيق مع‬
‫عامل العمالة أو اإلقليم‪ ،‬أو من ينوب عنه‪ ،‬بصفته مكلفا بتنسيق أنشطة المصالح الالممركزة لإلدارة المركزية‪ .‬يجب أن يتضمن برنامج عمل الجماعة‬
‫تشخيصا لحاجيات و إمكانيات الجماعة و تحديدا ألولوياتها و تقييما لمواردها و نفقاتها التقديرية الخاصة بالسنوات الثالث األولى و أن يأخذ بعين‬
‫االعتبار مقاربة النوع"‪.‬‬
‫و قد أصدرت وزارة الداخلية في شخص المديرية العامة للجماعات‪ ،‬دليال بمثابة خارطة الطريق تستعين به الجماعات‪ ،‬و التي ال يتجاوز‬
‫عدد سكانها ‪ 35‬ألف نسمة إلعداد برنامج عمل الجماعة‪ ،‬و الذي تضمن عدة عناصر تأطيرية و توجيهية و آليات تم وضعها رهن إشارة الجماعة‬
‫لالسترشاد بها لتنشيط مسلسل إعداد برنامج عمل الجماعة‪ ،‬ووضع مبادئ و قواعد التخطيط الجماعي‪ ،‬و يعرف بالهياكل و الفاعلين و الشركاء‬
‫األساسيين في عملية إعداد البرنامج‪ ،‬و كذلك المراحل األساسية التي سيمر منها البرنامج بدءا من اإلعداد إلى التقييم و االفتحاص‪ .‬و هو ما نصت‬
‫عليه المادة ‪" :79‬تعمل الجماعة على تنفيذ برنامج عملها وفق البرمجة المتعددة السنوات المنصوص عليها في المادة ‪ 183‬من هذا القانون التنظيمي"‬
‫السياق العام برنامج عمل الجماعة‪:‬‬
‫يرتكز برنامج عمل الجماعة على مرجعية قانونية و حقوقية ذات أبعاد وطنية و دولية‪ ،‬كالتوجيهات الملكية السامية و التصريحات الحكومية‬
‫و االستراتيجيات الوطنية‪ :‬منها المبادرة الوطنية للتنمية البشرية التي أطلقها الملك في سنة ‪ ،2005‬و اإلستراتيجية الوطنية إلدماج مقاربة النوع‬
‫االجتماعي في برامج التنمية‪ ،‬و الميثاق الوطني للبيئة و التنمية المستدامة الذي أعدته الحكومة بعد الخطاب الملكي لسنة ‪ ،2009‬و وزعته على‬
‫الجماعات من أجل مناقشته و تقديم مقترحات جديدة بشأنه‪ ،‬و الخالصات حول الجهوية المتقدمة و تعميق مسلسل الالمركزية‪ ،‬و االلتزامات الدولية‬
‫للمغرب‪ ،‬و خاصة االتفاقات الدولية الموقعة من طرف المغرب في مجاالت التنمية وحقوق اإلنسان و البيئة و حقوق المرأة و الطفل و ذوي‬
‫االحتياجات الخاصة ‪ ...‬و خاصة إعالن األلفية من أجل التنمية و أهدافها و توصيات قمة األرض بريو دي جانيرو سنة ‪ 1992‬حول البعد البيئي‬
‫للتنمية‪ ،‬كما يأتي برنامج عمل الجماعة أيضا في سياق عام تتجه فيه الدولة نحو تحملها مسؤولية كاملة كفاعل أساسي عن تدبير شؤون السكان‪ ،‬و هي‬
‫الواعية بظروف عيشهم و حاجياتهم مع إشراك باقي الفاعلين االقتصاديين و االجتماعيين‪ ،‬من نسيج جمعوي و مؤسسات عامة و خاصة‪.‬‬
‫تعريفات و مبادئ أولية‪:‬‬
‫إن إعداد برنامج عمل الجماعة يجب أن يراعي دمج عدد من المبادئ نصت عليها المادة ‪ 78‬من ق ت ‪ ،113.14‬طبقا لمقتضيات المادة‬
‫‪" 81‬تحدد بنص تنظيمي مسطرة إعداد برنامج عمل الجماعة و تتبعه و تحيينه و تقييمه و آليات الحوار و التشاور إلعداده"‪.‬‬
‫‪ 1‬ــ برنامج عمل‪:‬‬
‫عرف برنامج عمل الجماعة بأنه مقاربة تشاركية تسعى إلى دفع الفاعلين المحليين إلى تحديد أهدافهم التنموية التي يتطلب تنفيذها تعبئة‬
‫الموارد المحلية أوال‪ ،‬ثم موارد الشركاء ثانيا‪ ،‬و يعتبر برنامج عمل الجماعة استراتيجيا‪ ،‬ألن األهداف المسطرة نابعة من القرار السياسي المحلي‪،‬‬
‫الذي يتخذ خيارات ذات طبيعة هيكلية‪ ،‬ترهن مستقبل الجماعة و تحدد السبل و الوسائل الواجب إتباعها لتحقيق تلك األهداف‪.‬‬
‫و يوصف برنامج عمل الجماعة بالتشاركي‪ ،‬ألنه يشرك كافة الحساسيات السياسية المحلية و الفاعلين االجتماعيين و االقتصاديين و النسيج‬
‫الجمعوي و الهياكل التقليدية‪.‬‬
‫‪ 2‬ــ التنمية المستدامة‪:‬‬
‫ترتكز التنمية المستدامة التي يسعى البرنامج إلى تحقيقها على إدماج ثالثة مرتكزات‪:‬‬
‫أ ـ مرتكز اقتصادي يرمي إلى تحقيق أهداف النماء و الفعالية االقتصادية‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫برنامج عمل الجماعة لألستاذ نور الدين عيار‬
‫ب ـ مرتكز اجتماعي يستهدف تلبية الحاجيات اإلنسانية و االستجابة ألهداف اإلنصاف و التماسك االجتماعي‪ ،‬بما في ذلك قضايا‬
‫الولوج إلى الخدمات و المرافق األساسية‪...‬‬
‫ج ـ مرتكز بيئي يرمي إلى الحفاظ على البيئة و الموارد الطبيعية و تحسينها و استثمارها على المدى الطويل‪.‬‬
‫‪ 3‬ــ المقاربة التشاركية‪:‬‬
‫يشترط في إعداد برنامج عمل الجماعة أن تشرك في إعداده الساكنة و المنظمات المساهمة في تشخيص الجماعة‪ ،‬بتقديم المعلومات و رأيها‬
‫حول ما يجب أن يكون عليه مستقبل الجماعة‪ ،‬و على إعطاء أهمية كبيرة لتمثيلية الساكنة ذات األوضاع الهشة من نساء‪ ،‬أطفال‪ ،‬معاقين‪ ،‬شباب‪ ...‬و‬
‫ذلك طبقا لمقتضيات المادة ‪ 121‬من ق ت ‪" 113.14‬طبقا ألحكام الفقرة الثانية من الفصل ‪ 139‬من الدستور‪" ،‬يمكن للمواطنات و المواطنين و‬
‫الجمعيات أن يقدموا وفق الشروط المحددة بعده عرائض يكون الهدف منها مطالبة المجلس بإدراج نقطة تدخل في صالحياته ضمن جدول أعماله‪"...‬‬

‫‪ 4‬ــ مقاربة النوع االجتماعي‪:‬‬


‫إن إدماج مقاربة النوع االجتماعي في إعداد برنامج عمل الجماعة‪ ،‬يسمح بإدماج انشغاالت و تجارب النساء و الرجال و الفتيات و الفتيان‬
‫في بلورة و إنجاز و تتبع و تقييم المخطط الجماعي‪ ،‬حتى يستفيد منها الجميع‪ ،‬و تمكينهم من الولوج بالتساوي إلى الخدمات و المرافق العمومية‪ ،‬و‬
‫التحليل المعتمد على النوع االجتماعي‪ ،‬يأخذ بعين االعتبار دائما حاجيات و مساهمات الجنسين في إعداد مشاريع و برامج التنمية‪.‬‬
‫الهياكل المشاركة في مسلسل إعداد و تنفيذ برنامج عمل الجماعة‪:‬‬
‫حدد الدليل الهياكل المحلية التي ستتكلف بإعداد برنامج عمل الجماعة‪ ،‬و تتبع تنفيذه على مستويين‪:‬‬
‫أ ـ مستوى القيادة و المواكبة التقنية‪ :‬و تتشكل من فريق تقني جماعي‪ ،‬يترأسه مدير مصالح الجماعة‪ ،‬و يدعم الفريق المصالح الالممركزة‬
‫المتواجدة على تراب الجماعة‪.‬‬
‫ب ـ مستوى االستشارة‪ :‬الممثل من طرف اللجنة الجماعية للتخطيط التشاركي‪ ،‬و تتكون من ممثلي الجمعيات المحلية و جميع الدواوير التي‬
‫ال تتوفر على هذه الجمعيات‪.‬‬
‫يمكن للفريق السالف الذكر‪ ،‬االستعانة عند االقتضاء بوكالء التنمية االجتماعية و الفريق اإلقليمي للمواكبة و الدعم التقني‪ ،‬المشكل لنفس‬
‫األغراض‪ ،‬و هو الساهر على تتبع التنفيذ السليم للتخطيط الجماعي على مستوى التراب اإلقليمي‪ ،‬و يقدم المساعدة الالزمة عند االقتضاء‪.‬‬
‫أهم مراحل إعداد برنامج عمل الجماعة‪.‬‬
‫إلى أي حد تساهم التدابير المتخذة من طرف المجلس الجماعي في تنفيذ برنامج عمل الجماعة للتنمية االقتصادية و االجتماعية؟‬
‫يتضمن إعداد برنامج عمل الجماعة عدة مراحل متسلسلة زمنيا‪:‬‬
‫‪ 1‬ــ مرحلة اإلعداد و االنطالقة‪ :‬تعتبر مرحلة التهييء لبرنامج عمل الجماعة ذات أهمية قصوى‪ ،‬نظرا لدورها في تعبئة مختلف الفاعلين‬
‫المحليين و الموارد البشرية الالزمة‪ ،‬و توعيتهم بأهمية البرنامج‪ ،‬و تحديد اإلطار المالئم الذي يسير من خالله المسار التشاركي‪ ،‬و تحديد المتدخلين و‬
‫األدوار التي سيقومون بها‪ ،‬باإلضافة إلى تعبئة الموارد المادية و المالية الضرورية‪ ،‬و تنظيم العمل من أجل إنجازها‪ ،‬كما نصت عليه المادة ‪.78‬‬
‫و ترمي هذه المرحلة إلى إقناع أصحاب القرار المحلي و الفاعلين الجماعيين‪ ،‬بتبني برنامج عمل الجماعة وفق منهجية التخطيط التشاركي‬
‫و االستراتيجي‪ ،‬مع ضمان دعم السلطات المكلفة بالمواكبة المالية لمسلسل البرنامج‪ ،‬و خاصة من الفريق اإلقليمي و ممثلي الخلية المركزية من خالل‬
‫تنظيم لقاءات تأطيرية و توجيهية للمجالس الجماعية‪ ،‬كما نصت على ذلك المادة ‪ 82‬من ق ت ‪" ،113.14‬بغية إعداد برنامج عمل الجماعة‪ ،‬تمد‬
‫اإلدارة الجماعات الترابية األخرى و المؤسسات و المقاوالت العمومية الجماعة بالوثائق المتوفرة المتعلقة بمشاريع التجهيز المراد إنجازها بتراب‬
‫الجماعة"‬

‫‪ 2‬ــ مرحلة التشخيص و جمع المعطيات‪ :‬و تتضمن هذه المرحلة نشاطين أساسيين‪:‬‬

‫‪2‬‬
‫برنامج عمل الجماعة لألستاذ نور الدين عيار‬
‫أ ـ تشخيص الحالة الراهنة‪ :‬أو ما يصطلح عليها بالمونوغرافيا‪ ،‬و هو النشاط الذي تم إسناده في أغلب الجماعات إلى وكالء‬
‫التنمية االجتماعية من طرف المديرية العامة للجماعات المحلية‪ ،‬و هو الذي يهدف إلى جمع المعطيات الكمية و الكيفية المرتبطة بمختلف مجاالت‬
‫التنمية االقتصادية و االجتماعية و الثقافية و البيئية بالجماعة‪ ،‬و تشخيص المشاكل المهمة و حاجيات السكان و قدراتهم و القيام بتحليل أولي‬
‫للمعلومات و المعطيات و إدخالها في بنك المعلومات الجماعي‪.‬‬
‫ب ـ التشخيص التشاركي‪ :‬يهدف هذا النشاط إلى إشراك الساكنة و الفاعلين المحليين على أساس نتائج المرحلة الراهنة في‬
‫تشخيص مختلف المشاكل و التعرف على مواطن القوة و الضعف و تحديد اآلفاق المحتملة للتنمية و األولويات المعبر عنها من طرف السكان‪ ،‬و‬
‫تقسيم الجماعة إلى مجموعات و مناطق ترابية‪ ،‬تطبيقا للمادة ‪ 121‬من ق ت ‪" .113.14‬طبقا ألحكام الفقرة الثانية من الفصل ‪ 139‬من الدستور‪،‬‬
‫يمكن للمواطنات و المواطنين و الجمعيات أن يقدموا وفق الشروط المحددة بعده عرائض يكون الهدف منها مطالبة المجلس بإدراج نقطة تدخل في‬
‫صالحياته ضمن جدول أعماله‪"...‬‬
‫و يتطلب التشخيص التشاركي تكوينا أوليا لألشخاص المسيرين له‪ ،‬و تواجد منشطين ذوي كفاءة عالية مما يحتم االستعانة بالخبرة الخارجية‬
‫في ظرف زمني ال يتجاوز شهرين‪.‬‬
‫إن النتيجة التي يمكن الوصول إليه‪،‬ا هي تحديد التحديات الكبرى للتنمية بالجماعة و ضبط أولويات و إبراز المؤهالت و نقط الضعف و‬
‫القوة و الفرص و المخاطر‪ ،‬مع ترتيبها حسب الميادين الكبرى االجتماعية و االقتصادية و البيئية‪ ...‬و اقتراح سبل للتنمية‪ ،‬مع األخذ بعين االعتبار‬
‫البعد الترابي و مقاربة النوع‪.‬‬
‫‪ 3‬ــ مرحلة تقديم نتائج التشخيص للفاعلين و المصادقة على برنامج عمل الجماعة‪:‬‬
‫تمر هذه العملية عبر مرحلتين فرعيتين‪ ،‬تضم األولى تقديم نتائج البرنامج إلى السكان‪ ،‬و الثانية المصادقة النهائية عليه من طرف المجلس‬
‫الجماعي‪ ،‬فبينما تهدف المرحلة األولى إلى إخبار السكان حول االختيارات التي اتخذت من طرف الجماعة و تعليلها‪ ،‬فإن المرحلة الثانية يعرض فيها‬
‫برنامج عمل الجماعة على أنظار المجلس الجماعي قصد الدرس و التصويت عليه‪ ،‬كما يحدد هذا األخير برنامج األعمال و المشاريع الواجب القيام‬
‫بها باشتراك و شراكة مع اإلدارة و الجماعات المحلية األخرى و المؤسسات العمومية ‪ ...‬طبقا لمقتضيات المادة ‪ 92‬من ق ت ‪ 113.14‬التي نصت‬
‫على أن مجلس الجماعة يتداول في برنامج عمل الجماعة‪.‬‬
‫‪ 4‬ــ مرحلة المرافعة و تعبئة الموارد المالية‪:‬‬
‫إن برنامج عمل الجماعة يسمح بالتدخل في مختلف أبعاد التنمية المحلية‪ ،‬و يتطلب من أجل تحقيق ذلك إمكانات ذاتية للجماعة و موارد‬
‫أخرى‪ ،‬يمكن جلبها من فاعلين و مانحين تابعين للدولة و للقطاع الخاص و المجتمع المدني و التعاون الدولي‪ ،‬كما نصت على ذلك المادة ‪ 173‬من ق‬
‫ت ‪" ،113.14‬تتوفر الجماعة لممارسة اختصاصاتها على موارد مالية ذاتية و موارد مالية ترصدها لها الدولة و حصيلة االقتراضات‪.‬تطبيقا ألحكام‬
‫الفقرة األولى من الفصل ‪ 141‬من الدستور‪ ،‬يتعين على الدولة أن تقوم بتحويل الموارد المالية المطابقة لممارسة االختصاصات المنقولة للجماعات"‪،‬‬
‫و "يمكن للجماعة أن تستفيد من تسبيقات تقدمها الدولة في شكل تسهيالت مالية ‪ "...‬من المادة ‪ 176‬من القانون نفسه‪.‬‬
‫إن مسألة المرافعة تعني كيفية تعبئة الموارد المالية المخصصة لتمويل المشاريع المدرجة في برنامج عمل الجماعة‪ ،‬و هي مرحلة حاسمة‪،‬‬
‫و تغييبها أو عدم التعامل معها بالجدية المطلوبة‪ ،‬يمكن أن يعرقل مسلسل التخطيط و عملية التنمية بالجماعة‪ ،‬و هذا يتطلب من جهة توفر عدد من‬
‫الشروط المسبقة التي تؤهل و تحسن قدرات الجماعة في المرافعة‪ ،‬و هو ما يمكن إيجازه فيما يلي‪:‬‬
‫ـ يجب أن تكون المرافعة مدعمة على مستوى اإلقليمي و المركزي‪.‬‬
‫ـ تهييء مساطر التعاقد و آليات التمويل المتفق عليه‪.‬‬
‫ـ نشر برنامج عمل الجماعة على نطاق واسع في شكل كتيبات و ملصقات إعالنية و الموقع االلكتروني للجماعة‪.‬‬
‫ـ خلق بنك للمشاريع التنموية و إعداد شريط وثائقي و جذاذات المعطيات بالجماعة‪.‬‬
‫ـ التكوين في المرافعة و التواصل‪ ،‬و إعداد المشاريع لرؤساء الجماعات و أعضاء المكتب و الموظفين و الفاعلين المحليين من‬
‫أجل تقوية المهارات و القدرات لشرح و توضيح برنامج عمل الجماعة للشركاء المحليين‪.‬‬
‫ـ المشاركة في طلبات عروض المشاريع و تشجيع الجمعيات الناشطة داخل تراب الجماعة‪ ،‬لإلقبال عليها كوسيلة هامة لتعبئة‬
‫الموارد المالية و الحصول على التمويالت‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫برنامج عمل الجماعة لألستاذ نور الدين عيار‬
‫ـ تنظيم ورشات تعبئة و موائد مستديرة على المستوى المحلي‪ ،‬يحضرها كل الشركاء االقتصاديين و االجتماعيين و الفاعلين‬
‫الجمعويين و عموم الساكنة المتواجدين داخل تراب الجماعة‪ ،‬لحثهم على المساهمة في تنفيذ برنامج عمل الجماعة و دعمه ماديا و معنويا‪.‬‬
‫ـ يقوم الفريق اإلقليمي بتبني مجموعة من برامج عمل الجماعة المنجزة باإلقليم‪ ،‬و المرافعة على المستوى اإلقليمي‪ ،‬و التفاوض‬
‫حول عقود التمويل مع المجلس اإلقليمي و المصالح الالممركزة للدولة و المغاربة المقيمين بالخارج و المجلس الجهوي و المصالح اإلقليمية و‬
‫الجهوية للدولة ‪ ...‬و قد نصت المادة ‪ 118‬على أن ال تكون مقررات المجلس المتعلقة ببرنامج عمل الجماعة قابلة للتنفيذ إال بعد التأشير عليها من قبل‬
‫عامل العمالة أو اإلقليم أو من ينوب عنه‪ ،‬داخل أجل ‪ 20‬يوما من تاريخ التوصل بها‪.‬‬
‫ـ و على المستوى المركزي‪ ،‬تتدخل المديرية العامة للجماعات المحلية لتعبئة الموارد الالزمة مع صندوق التجهيز الجماعي و‬
‫وكاالت التنمية االجتماعية و على الصعيد الدولي مع وكاالت التعاون الثنائي أو المتعدد األطراف ‪...‬‬

‫‪ 5‬ــ مرحلة اإلنجاز‪:‬‬


‫الهدف من وضع برنامج عمل المنصوص عليه في المادة ‪ 78‬أعاله‪ ،‬هو تحقيق البرامج التنموية ذات الصبغة االقتصادية و االجتماعية التي‬
‫تلبي حاجيات السكان المتزايدة‪ ،‬و يمكن للجماعات إحداث شركات التنمية المحلية‪ ،‬أو المساهمة باشتراك مع شخص أو عدة أشخاص اعتبارية‬
‫خاضعة للقانون العام أو الخاص‪ ،‬و هذه الشراكة تعمل في إطار األنشطة االقتصادية التي تدخل في اختصاصات الجماعة‪ ،‬و يمكن أن تدبر مرفقا‬
‫عموميا تابعا للجماعة‪ ،‬و ال يجوز لها تدبير الملك الخاص للجماعة‪ ،‬تطبيقا لمقتضيات المادة ‪ 130‬من ق ت ‪ ..."،113.14‬و تحدث هذه الشركات‬
‫لممارسة األنشطة ذات الطبيعة االقتصادية التي تدخل في اختصاصات الجماعة أو مؤسسة التعاون بين الجماعات أو مجموعة الجماعات الترابية أو‬
‫تدبير مرفق عمومي تابع للجماعة‪"...‬‬
‫وال يجوز إحداث أو حل شركة التنمية المحلية أو المساهمة في رأسمالها أو تغيير غرضها أو الزيادة في رأسمالها أو تخفيضه أو تفويته إال‬
‫بناء على مقرر المجلس‪ ،‬تؤشر عليه السلطة الحكومية المكلفة بالداخلية‪ ،‬و ال يمكن أن تقل مساهمة الجماعة برأسمال الشركة عن نسبة ‪ ،34 %‬و‬
‫يجب أن تكون أغلبية رأسمال الشركة في يد أشخاص اعتبارية خاضعة للقانون العام‪ ،‬و ذلك تطبيقا لمقتضيات المادة ‪ ،131‬و الذي يتضمن أيضا‬
‫وجوب تبليغ محاضر اجتماعات الشركة إلى العامل‪ ،‬و يحاط علما المجلس بكل القرارات المتخذة عبر تقارير يقدمها ممثل الجماعة بالشركة‪ ،‬و هذا‬
‫ما جاء في ق ت ‪ ،113.14‬المادة ‪" :158‬البرنامج عبارة عن مجموعة متناسقة من المشاريع أو العمليات‪ ،‬نقرن به أهداف محددة وفق غايات ذات‬
‫منفعة عامة و كذا مؤشرات مرقمة لقياس النتائج المتوخاة و التي ستخضع للتقييم قصد التحقق من شروط الفعالية و النجاعة و الجودة المرتبطة‬
‫باإلنجازات‪ .‬تضمن أهداف برنامج معين و المؤشرات المتعلقة به في مشروع نجاعة األداء المعد من قبل اآلمر بالصرف‪ ،‬و يقدم هذا المشروع للجنة‬
‫المكلفة بالميزانية و الشؤون المالية و البرمجة‪ .‬يؤخذ بعين االعتبار معيار النوع في تحديد األهداف و المؤشرات المشار إليها أعاله‪ ".‬و المادة ‪:159‬‬
‫"المشروع أو العملية عبارة عن مجموعة من األنشطة و األوراش التي يتم إنجازها بهدف االستجابة لمجموعة من االحتياجات المحددة"‪.‬‬
‫‪ 6‬ــ التتبع و التقييم‪:‬‬
‫تعتبر عملية تتبع تنفيذ برنامج عمل الجماعة جزءا ال يتجزأ من العملية ككل‪ ،‬إذ يسمح التتبع بالحكم على تقدم إنجاز المشاريع المدرجة في‬
‫البرنامج‪ ،‬و حسن تدبير األنشطة و األعمال و المراقبة عليها و تقدير مدى الوصول إلى النتائج و األهداف المتوقعة‪ ،‬و كذلك التأكد من تنفيذ برامج‬
‫العمل المسطر‪ ،‬و القيام بالتعديالت الضرورية قصد مالئمة الموارد مع األنشطة لبلوغ النتائج المنتظرة‪ ،‬كما نصت عليه المادة ‪" 80‬يمكن تحيين‬
‫برنامج عمل الجماعة ابتداء من السنة الثالثة من دخوله حيز التنفيذ" و المادة ‪" 81‬تحدد بنص تنظيمي مسطرة إعداد برنامج عمل الجماعة و تتبعه و‬
‫تحيينه و تقييمه و آليات الحوار و التشاور إلعداده"‬
‫كما أن تتبع برنامج عمل الجماعة يهدف إلى تقييم تقدم تنفيذ المشاريع من جوانب متعددة‪ ،‬من تكلفة‪ ،‬آجال‪ ،‬جودة‪ ،‬نتائج ‪...‬و اتخاذ‬
‫القرارات المتعلقة بكل مشروع في طور اإلنجاز‪ ،‬إما بإعادة تقويم الموارد أو مراجعة النشاط أو الترخيص بمواصلته‪ ،‬تطبيقا للمادة ‪" 271‬يتخذ رئيس‬
‫مجلس الجماعة اإلجراءات الضرورية من أجل اعتماد األساليب الفعالة لتدبير الجماعة‪"...‬‬
‫و يتم إعداد تقارير التتبع من طرف الفريق الجماعي المكلف و تقديمها لرئيس المجلس الجماعي كل ثالثة أشهر‪ ،‬أو مرتين في السنة‪ ،‬و يتم‬
‫إرسالها إلى اللجنة التقنية اإلقليمية و المديرية العامة للجماعات المحلية‪.‬‬
‫‪ 7‬ــ مرحلة التقييم و االفتحاص و تقديم حصيلة التدبير‪:‬‬

‫‪4‬‬
‫برنامج عمل الجماعة لألستاذ نور الدين عيار‬
‫هذه المرحلة أساسية لتقييم نتائج البرامج التنموية التي سطرها المجلس في برنامج العمل‪ ،‬و مدى مالءمتها لحاجيات السكان و إشباع‬
‫حاجاتهم الضرورية‪ ،‬و هذا ما نصت عليه المادة ‪ ،272‬يجب على الجماعة‪ ،‬تحت إشراف رئيس مجلسها‪ ،‬اعتماد التقييم ألدائها و المراقبة الداخلية و‬
‫االفتحاص و تقديم حصيلة تدبيرها‪ .‬تقوم الجماعة بدراسة تقارير التقييم و االفتحاص و المراقبة و تنشر هذه التقارير بجميع الوسائل المالئمة‪ ،‬و‬
‫تطبيقا للمادة ‪ 274‬يمكن للعامل بمبادرة منه إخضاع تدابير الجماعة و الهيئات التابعة لها أو التي تساهم فيها لعمليات التدقيق المالي‪ ،‬في حالة وجود‬
‫اختالالت‪ ،‬يحيل العامل أو من ينوب عنه التقرير إلى المحكمة المختصة‪ ،‬أما في المادة ‪ ... " 276‬تقوم الدولة بما يلي‪ :‬ـ تحديد اآلليات لتمكين‬
‫المنتخبين من دعم قدراتهم التدبيرية‪ .‬ـ وضع أدوات تسمح للجماعة بتبني أنظمة التدبير العصري و ال سيما مؤشرات التتبع و اإلنجاز و األداء و‬
‫أنظمة المعلومات‪ .‬ـ وضع آليات للتقييم الداخلي و الخارجي المنتظم‪ .‬ـ تمكين مجلس الجماعة من المعلومات و الوثائق الضرورية للقيام بممارسة‬
‫صالحياته ‪"...‬‬

‫اإلكراهات و المعيقات التي تواجه الجماعات في تنفيذ برنامج عملها‪.‬‬


‫اإلكراهات و المعيقات التي تواجه الجماعات هي في الحقيقة كثيرة و متنوعة‪ ،‬و تناولها بالتفصيل يتطلب شرحا مستفيضا‪ ،‬من خالل وضع‬
‫تقييم كلي لتجربة الالمركزية بالمغرب‪ ،‬و هذه بعض النقط بشكل عام و مقتضب‪:‬‬
‫أ ـ أول اإلكراهات التي تعيق عمل المجالس المنتخبة‪ ،‬نجد المراقبة اإلدارية و المالية التي يجب تخفيفها‪ .‬إن التنظيم الجهوي و الترابي‪،‬‬
‫يرتكز على مبادئ التدبير الحر و على التعاون و التضامن‪ ،‬ويؤمن مشاركة السكان المعنيين في تدبير شؤونهم و الرفع من مساهمتهم في التنمية‬
‫البشرية المندمجة و المستدامة طبقا للفصل ‪ 136‬من الدستور الجديد‪.‬‬

‫و تنص المادة ‪ 2‬من ق ت ‪ 113.14‬على أن الجماعة يرتكز تدبيرها على مبدإ التدبير الحر‪ ،‬الذي يخول بمقتضاه لكل جماعة في حدود‬
‫اختصاصاتها سلطة التداول بكيفية ديمقراطية‪ ،‬و سلطة تنفيذ مداوالتها و مقرراتها طبقا ألحكام هذا القانون التنظيمي‪.‬‬

‫ب ـ عدم انفتاح المجلس الجماعي على جمعيات المجتمع المدني و الفاعلين االقتصاديين بالشكل المطلوب‪ ،‬و ***** مشاركة المعارضة في‬
‫تدبير المجلس الجماعي يحد من فاعلية المجلس الجماعي في تحقيق البرامج التنموية المسطرة في برنامج عمل الجماعة‪.‬‬

‫ج ـ ضرورة تنظيم دورات تكوينية لفائدة المنتخبين‪ ،‬و قد نصت المادة ‪ 53‬من ق ت ‪ ،113.14‬أنه يحق ألعضاء مجلس الجماعة االستفادة‬
‫من تكوين مستمر في المجاالت المرتبطة باالختصاصات المخولة للجماعة‪ ،‬و يحدد بمرسوم يتخذ باقتراح من السلطة الحكومية المكلفة بالداخلية‬
‫كيفيات تنظيم دورات التكوين المستمر و مدتها و شروط االستفادة منها و مساهمة الجماعة في تغطية مصاريفها‪.‬‬

‫د ـ من المعيقات كذلك عملية االقتراض‪ ،‬و الذي بمقتضاه يتأخر تسديد الدين لفترة تتجاوز المدة االنتدابية للمجلس‪ ،‬مما يؤثر على أداء‬
‫المجلس الذي سيحل محله‪.‬‬

‫و هناك مشاكل أخرى من قبيل االختالالت التي تعتري مشاريع التدبير المفوض‪ ،‬و نقص الموارد البشرية المؤهلة‪ ،‬و تدني أجور الموظفين‬
‫الصغار‪ ،‬و بطء تنفيذ المشاريع التنموية بسبب النقص في التمويل و عدم القدرة على المواكبة‪.‬‬

‫هـ ـ من حيث عمل المجلس‪ ،‬هناك غياب هيكل تنظيمي للجماعة يبين اختصاصات كل قسم أو مصلحة‪ ،‬فال يمكن تصور عمل المصالح و‬
‫تجنب تداخل االختصاصات إذا لم يتوفر هيكل إداري‪ ،‬على ضوئه تضبط المسؤوليات و يقسم العمل داخل الجماعة‪ ،‬و قد بادر المجلس الجماعي للدار‬
‫البيضاء بوضع هيكل تنظيمي للمقاطعات التابعة لجماعة الدار البيضاء‪ ،‬و تم انتقاء رؤساء المصالح و األقسام عن طريق المباراة‪.‬‬

‫‪5‬‬

You might also like