You are on page 1of 228

‫تحفة العروسين‬ ‫‪3‬‬

‫حيِم م‬ ‫ن الرر م‬ ‫حمْـ م‬ ‫ه الرر س‬ ‫سم م الل ل م‬ ‫بم س‬


‫مقدمـــة‬
‫إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره ‪ ،‬ونعوذ بالله‬
‫من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ‪ ،‬إنه من يهده الله فل مضل‬
‫له ‪ ،‬ومن يضلل فل هادى له ‪ ،‬وأشهد أن ل إله إل الله وحده ل شريك‬
‫له ‪ ،‬وأشهد أن محمدا ا عبده ورسوله ‪.‬‬
‫ه‬
‫ن‬
‫مو ه‬ ‫سل ذ ن‬ ‫م م‬ ‫م ن‬ ‫ن إ ذل ل وا هن مت ن م‬‫موت ن ل‬ ‫قات ذهذ هول ت ه ن‬ ‫حق ل ت ن ه‬ ‫ه ه‬ ‫قوا الل ل ه‬ ‫مننوا ات ل ن‬ ‫نآ ه‬ ‫ذي ه‬ ‫‪ ‬هياأي يهها ال ل ذ‬
‫‪.‬‬
‫ه‬
‫من مهها‬ ‫خل هقه ذ‬ ‫حد هةس وه ه‬ ‫س هوا ذ‬ ‫ف س‬ ‫ن نه م‬ ‫م م‬ ‫م ذ‬ ‫قك ن م‬ ‫خل ه ه‬ ‫م الذى ه‬ ‫قوا هرب لك ن م‬ ‫س ات ل ن‬‫‪ ‬هياأي يهها الهنا ن‬
‫ن ب ذهذ‬ ‫ساهءلو ه‬‫ن‬ ‫ه الذى ت ه ه‬ ‫ل‬
‫قوا الل ه‬ ‫سااء هوات ل ن‬ ‫جال كذثيارا وهن ذ ه‬ ‫ه‬ ‫ا‬ ‫ما رذ ه‬ ‫من مهن ه‬‫ث ذ‬ ‫جهها وهب ه ل‬ ‫هزوم ه‬
‫م هرذقيابا ‪. ‬‬ ‫ن ع هل هي مك ن م‬ ‫ه ه‬
‫كا ه‬ ‫ن الل ل ه‬ ‫م إذ ل‬ ‫حا ه‬ ‫هوامل همر ه‬
‫قوا الل له ونقونلوا قهول ا سديدا يصل ذح ل هك ن ه‬ ‫ه‬
‫م‬‫مال هك ن م‬ ‫م أع م ه‬ ‫م‬ ‫ه ذ ا ن م م‬ ‫م‬ ‫ه ه‬ ‫مننوا ات ل ن‬ ‫نآ ه‬ ‫ذي ه‬ ‫‪ ‬هياأي يهها ال ل ذ‬
‫ما ‪. ‬‬ ‫ظي ا‬ ‫قد م هفاهز فهومازا ع ه ذ‬ ‫ه فه ه‬ ‫سول ه ن‬ ‫ه وههر ن‬ ‫ن ي نط ذعم الل ل ه‬ ‫م م‬ ‫م وه ه‬ ‫م ذ نننوب هك ن م‬ ‫فمر ل هك ن م‬‫وهي هغم ذ‬
‫ب الله ‪ ،‬وخيهر الهدى هدى محمد س ‪‬‬ ‫ث كتا ن‬ ‫أما بعد فان أصدقه الحدي ذ‬
‫وشهر المور محدثاتها ‪ ،‬وكل محدثة بدعة ‪ ،‬وكل بدعة ضللة ‪ ،‬وكل‬
‫ضللة فى النار ‪.‬‬
‫ب الله ‪ ،‬وخيهر الهدى هدى محمد س‬ ‫ث كتا ن‬ ‫أما بعد فان أصدقه الحدي ذ‬
‫‪ ، ‬وشهر المور محدثاتها‪ ،‬وكل محدثة بدعة ‪ ،‬وكل بدعة ضللة ‪،‬‬
‫وكل ضللة فى النار ‪.‬‬
‫بين يديك أخى فى الله كتاب قد حوى بين دفتيه كلمات موجزات‬
‫فى بيان السبيل الذى شرعه الله تعالى لحفظ النساب وعمارة‬
‫الكون )الزواج( ذلك السبيل الذى شرعه تعالى لعباده لشباع‬
‫الغريزة الجنسية ولحفظ النساب ‪ ،‬فالحمد لله تعالى أن جعل من‬
‫شرعه تعالى الزواج ليكون سبيل ا لعمارة الكون ‪ ،‬بل ولقضاء‬
‫شهوته وله فى كل هذا الجر ‪.‬‬
‫فالزواج سكن ‪ ،‬حرث السلم ‪ ،‬إحصان للجوارح ‪ ،‬طريق العفة ‪،‬‬
‫ن‬‫م م‬ ‫متاع للحياة ‪ ،‬آية من آيات الله ‪ ‬كما أخبر فى كتابه العزيز ‪) :‬وه ذ‬
‫فسك ن ه‬ ‫كم م ه‬ ‫ه‬
‫كم‬ ‫ل ب هي من ه ن‬ ‫جعه ه‬ ‫سك نننوا إ ذل هي مهها وه ه‬ ‫جا ل مت ه م‬ ‫م أمزهوا ا‬ ‫ن أن ن ذ م‬ ‫خل هقه ل ه ن م م‬ ‫ن ه‬ ‫آهيات ذهذ أ م‬
‫ن( )الروم ‪. (20 :‬‬ ‫فك لنرو ه‬ ‫قومم س ي هت ه ه‬ ‫ت لم ه‬ ‫ك هلهيا س‬ ‫ن فى ذ هل ذ ه‬ ‫ة إذ ل‬ ‫م ا‬‫ح ه‬ ‫موهد لة ا وههر م‬ ‫ل‬
‫فهى كلمة أهمس بها فى أذن كل شاب وفتاة يتطلع إلى بناء‬
‫السرة السلمية السعيدة ‪ ،‬التى تتخذ من كتاب ربها وسنة رسولها‬
‫‪4‬‬ ‫تحفة العروسين‬

‫‪ ‬منهجا ا وسبيل ا ‪ ،‬وإلى كل عروسين تبدأ بهما مركب الحياة فى‬


‫السير نحو الخرة ‪ ،‬فهو إلى الشباب بحديث الشباب ‪.‬‬
‫وأول خبث القوم خبث المناكح‬ ‫وأول خبث الماء خبث ترابه‬
‫ولقد قسمت الكتاب إلى قسمين ‪ :‬حاولت فى القسم الول من‬
‫الكتاب أن أبين لكل شاب قد تأهب للزواج ما هو الطريق والسبيل‬
‫الذى يجب عليه أن يسلكه عند اختياره لزوجة المستقبل ‪ ،‬ولكل‬
‫خطبتها زوج المستقبل ‪ ،‬ما هى المعايير التى وضعها‬ ‫فتاة قد تقدم ل ذ‬
‫السلم فى اختيار الزوجة والزوج ‪ ،‬فهذه أهم خطوات الرجل‬
‫والفتاة فى حياتهما ‪ ،‬وهى المركب إلى سيعتليها الرجل والمرأة فى‬
‫ل إلى صاحب المجداف‬ ‫بحر الحياة المتلطم المواج ‪ ،‬فلينظر ك ل‬
‫الخر ‪.‬‬
‫خطبة والزواج ‪ ،‬وما‬ ‫ثم ما هى الخطوات التى وضعها السلم لل ذ‬
‫ن‬ ‫ه‬
‫منكم‬ ‫ن ذ‬‫خذ م ه‬
‫يستتبع هذا العقد والميثاق الغليظ كما سماه تعالى ‪) :‬وهأ ه‬
‫ظا( )النساء ‪ (21 :‬هذا الميثاق الذى سيربط الطرفين‬ ‫ميهثااقا غ هذلي ا‬
‫م‬
‫برباط الود والحب إلى يوم القيامة ‪ ،‬ثم تحدثت عن ليلة الزفاف وما‬
‫على الرجل والمرأة فيها من آداب ‪.‬‬
‫يستعرض الكتاب تلك الرحلة الشباب المباركة التى يقطعها‬
‫الشاب المسلم بحثا ا عن الزوجة المثالية التى تشاركه عمره فى‬
‫طاعة الله‪ ، ‬فيستعرض الكتاب مراحل تلك الرحلة بداية من بيان‬
‫المواصفات والسس التى وضعها السلم لختيار الزوجة الصالحة ‪،‬‬
‫ثم ما هى المواصفات التى على الزوج التحلى بها من كتاب الله تعالى‬
‫وسنة رسوله ‪. ‬‬
‫مها ‪،‬‬
‫خطبة وأحكا ذ‬
‫ن ويعرض للخاطب من مسائل تتعلق بال ذ‬‫ثم يستعرض الكتاب بعض ما يع ن‬
‫ق والكفاءة ‪ ،‬وغير ذلك من المسائل نحو ‪:‬‬‫والصدا ذ‬
‫ـ الرؤية الشرعية وأحكامها ‪.‬‬
‫ـ ماذا يحل للخاطب من خطيبته ‪.‬‬
‫ـ ماذا يحل للخاطب بعد عقد النكاح ‪.‬‬
‫ـ هل للخاطب أن ينفق على مخطوبته وهى لم تزل فى بيت أبيها ‪.‬‬
‫حل الذهب المحلق للنساء ‪.‬‬ ‫ـ ذ‬
‫ـ أحكام الزفاف ‪ :‬مكان العقد ‪ ،‬الولى ‪ ،‬أركان العقد وشروطه ‪ ،‬الدعاء للعروسين ‪ ،‬الوليمة ‪،‬‬
‫إلى غير ذلك ‪.‬‬
‫ـ بحث فى أحكام الخلع ‪.‬‬
‫ـ بحث فى أحكام الزواج العرفى ‪.‬‬
‫ـ وصايا للبيت السعيد ‪.‬‬
‫ـ حق الزوجة ‪.‬‬
‫ـ حق الزوج ‪.‬‬
‫ـ سلوكيات للزوجين ‪.‬‬
‫ثم يتعرض الكتاب لحكام الجماع ومسائله ‪ ،‬ومنها ‪:‬‬
‫ـ أحكام الجماع وكيفية بدء ليلة الزفاف ‪.‬‬
‫تحفة العروسين‬ ‫‪5‬‬

‫ـ تحريم جماع الدبر والحيض ‪.‬‬


‫ـ علج سرعة القذف ‪.‬‬
‫ـ العشاب والدوية التى تزيد فى الباه ‪.‬‬
‫ـ فوائد الجنس ومضاره ‪.‬‬
‫ـ حكم العزل ‪.‬‬
‫ـ علج الربط ليلة الزفاف ‪.‬‬
‫فالله أسال عن يكون عملى صوابا ا وخالصا ا لوجهه الكريم ‪ ،‬وإن كان ما سطرته صوابا ا فمن‬
‫م خطأ فمنى والشيطان ‪ ،‬والله ورسوله برئ منه ‪.‬‬ ‫الله وحده ‪ ،‬وإن كان ث ن‬
‫مجدى بن منصور بن سيد الشورى‬

‫كلمْة شكر‬
‫ه" أتقدم‬ ‫)‪(1‬‬‫ل‬
‫شك ننر الل ه‬ ‫ه‬ ‫ن هل ي ه م‬
‫شك ننر اللنا ه‬
‫س ل يه م‬ ‫م م‬‫واتباعا ا لقوله ‪ " : ‬ه‬
‫بكلمة شكر للستاذ ‪ :‬محمود مهدى الستانبولى ‪ ،‬لسبقه بالتأليف‬
‫فى هذا الموضوع الطيب بكتابه القيم "تحفة العروس" والذى جمع‬
‫صنوفا ا من العلم ل يجحدها إل كل مكابر ‪ ،‬والذى يعد مرجعا ا هاما ا‬
‫لكل شاب وفتاة نيقدم على الزواج ‪.‬‬
‫ولقد زدت فى كتابى هذا بعض المسائل التى لم يتعرض لها أو‬
‫زيادة تفصيلها وبيانها لها حفظه الله تعالى ‪ ،‬كمسألة الخلع ‪ ،‬والزواج‬
‫حل الذهب المحلق ‪ ،‬وقضية الربط ليلة‬ ‫العرفى ‪ ،‬وحكم العزل ‪ ،‬و ذ‬
‫الزفاف ‪ ،‬وفوائد الجنس ومضاره ‪ ،‬والختان ‪ ،‬وغير هذا مما سيمر‬
‫بك إن شاء الله تعالى ‪.‬‬
‫إل أن الكتاب نيعد مرجعا ا هاما ا لكل من جاء بعده وصنف كتابا ا‬
‫على نفس الوتيرة ـ وإن لم يسند المر لهله ـ فجزاه الله عنا كل‬
‫خير وجمعنا الله وإياه تحت لواء نبينا محمد ‪ ، ‬آمين ‪.‬‬

‫*********‬

‫ـ الترغيب فى الزواج ‪:‬‬


‫ه‬ ‫ه‬
‫م‬‫عهباد ذك ن م‬
‫ن ذ‬ ‫م م‬ ‫ن ذ‬ ‫حي ه‬ ‫صال ذ ذ‬
‫م هوال ل‬ ‫منك ن م‬
‫مى ذ‬ ‫حوا املهيا ه‬ ‫قال تعالى ‪) :‬وهأنك ذ ن‬
‫سع ل‬ ‫ه هوا ذ‬ ‫ضل ذهذ هوالل ل ن‬ ‫من فه م‬ ‫ه ذ‬ ‫م الل ل ن‬ ‫قهراء ي نغمن ذهذ ن‬ ‫كوننوا فن ه‬ ‫م ذإن ي ه ن‬
‫مائ ذك ن م‬
‫وهإ ذ ه‬
‫س‬
‫ف س‬ ‫من ن ل م‬ ‫كم م‬ ‫خل ه ه‬
‫ق ن‬ ‫م( )النور ‪ (32 :‬وقال تعالى ‪) :‬هنوه الذى ه‬ ‫ع هذلي ل‬
‫)‪ (1‬حسن ‪ :‬أخرجه احمد وأبو داود والترمذى وغيرهم ‪.‬‬
‫‪6‬‬ ‫تحفة العروسين‬
‫ن إ ذل هي مهها( )العراف ‪(189 :‬‬ ‫سك ن ه‬ ‫جهها ل ذي ه م‬ ‫من مهها هزوم ه‬ ‫ل ذ‬ ‫جعه ه‬ ‫ة وه ه‬ ‫حد د ة‬ ‫وا م‬ ‫د‬
‫ن‬ ‫ه‬ ‫ن‬ ‫ه‬
‫ن‬
‫م م‬ ‫م ذ‬ ‫قك م‬ ‫خل ه‬ ‫م الذى ه‬ ‫قوا هرب لك م‬ ‫س ات ل ن‬ ‫وقال تعالى ‪ :‬هياأي يهها الهنا ن‬
‫ه‬
‫جال كذثيارا‬ ‫ا‬ ‫ما رذ ه‬ ‫من مهن ه‬‫ث ذ‬ ‫جهها وهب ه ل‬ ‫من مهها هزوم ه‬ ‫خل هقه ذ‬ ‫حد هةس وه ه‬ ‫س هوا ذ‬
‫ه‬ ‫ف س‬ ‫نه م‬
‫ن‬‫كا ه‬ ‫ه ه‬ ‫ل‬
‫ن الل ه‬ ‫م إذ ل‬ ‫حا ه‬ ‫م‬
‫ن ب ذهذ هوالمر ه‬ ‫ساهءلو ه‬ ‫ن‬ ‫ه الذى ت ه ه‬ ‫ل‬
‫قوا الل ه‬ ‫سااء هوات ل ن‬ ‫وهن ذ ه‬
‫ه‬
‫ن‬‫ن آهيات ذهذ أ م‬ ‫م م‬ ‫م هرذقيابا‪) ‬النساء ‪ ، (1 :‬وقال تعالى ‪) :‬وه ذ‬ ‫ع هل هي مك ن م‬
‫ه‬ ‫ه‬
‫كم‬ ‫ل ب هي من ه ن‬ ‫جع ه ه‬ ‫سك نننوا إ ذل هي مهها وه ه‬ ‫جا ل مت ه م‬ ‫م أمزهوا ا‬ ‫سك ن م‬ ‫ف ذ‬ ‫ن أن ن‬ ‫م م‬ ‫كم م‬ ‫خل هقه ل ه ن‬ ‫ه‬
‫ن( )الروم ‪:‬‬ ‫فكنرو ه‬ ‫ل‬ ‫قومم س ي هت ه ه‬ ‫م‬
‫ت ل ه‬ ‫ه‬
‫ن فى ذ هل ذك لهيا س‬ ‫ه‬ ‫ة إذ ل‬ ‫م ا‬‫ح ه‬ ‫موهد لة ا وههر م‬ ‫ل‬
‫جا‬ ‫ه‬ ‫ن‬ ‫ه‬ ‫ن‬ ‫ه‬ ‫جعه ه‬ ‫ن‬
‫م أمزهوا ا‬ ‫سك م‬ ‫ف ذ‬ ‫ن أن ن‬ ‫م م‬ ‫ل لكم م‬ ‫ه ه‬ ‫‪ ، (21‬وقال تعالى ‪) :‬هوالل ن‬
‫ل‬ ‫ن‬ ‫ج ن‬ ‫ه‬ ‫ل له ن‬
‫ت(‬‫ن الطي مهبا ذ‬ ‫م ه‬ ‫فد هة ا وههرهزقهكم م‬ ‫ح ه‬ ‫ن وه ه‬ ‫كم ب هذني ه‬ ‫ن أمزهوا ذ‬ ‫م م‬ ‫كم م‬ ‫جع ه ه‬ ‫وه ه‬
‫)النحل ‪.(72 :‬‬
‫حث على الزواج‬ ‫وكان ‪ ‬وهو من كان القرآن خلقه ي ن‬
‫وينرغب فيه ‪ ،‬رول البخارى عن عبد الرحمن بن يزيد قال ‪:‬‬
‫دالل لهذ ك نلنا‬ ‫دالل لهذ فه ه‬ ‫سوهد ذ ع ههلى ع هب م ذ‬ ‫ه‬
‫ل ع هب م ن‬ ‫قا ه‬ ‫ة هوامل م‬ ‫م ه‬ ‫ق ه‬ ‫معه ع هل م ه‬ ‫ت ه‬ ‫خل م ن‬ ‫"د ه ه‬
‫ل الل لهذ ‪ : ‬هيا‬ ‫سو ن‬ ‫ل ل ههنا هر ن‬ ‫قا ه‬ ‫شي مائا ‪ ،‬فه ه‬ ‫جد ن ه‬ ‫شهباابا هل ن ه ذ‬ ‫ي ‪ ‬ه‬ ‫معه الن لب ذ م‬ ‫ه‬
‫ر‬ ‫ص‬ ‫ب‬ ‫م‬ ‫ل‬ ‫ل‬ ‫ض‬ ‫ه‬ ‫غ‬ ‫ه‬ ‫أ‬ ‫ه‬ ‫ن‬ ‫إ‬ ‫ه‬ ‫ف‬ ‫ج‬ ‫و‬ ‫ز‬ ‫ت‬ ‫ي‬‫م‬ ‫ل‬ ‫ه‬ ‫ف‬ ‫ة‬ ‫ه‬ ‫ء‬ ‫با‬ ‫م‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ه‬ ‫ع‬ ‫طا‬ ‫ه‬ ‫ت‬ ‫س‬ ‫ا‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫ب‬ ‫با‬ ‫ش‬‫ل‬ ‫ال‬ ‫ر‬ ‫ه‬
‫ش‬ ‫ع‬ ‫م‬
‫ي ذ ه ه ذ‬ ‫ذل ن‬ ‫ههه ل م‬ ‫ه ه‬ ‫م ه‬ ‫ه ذ ه ذ‬ ‫ه م ه‬
‫ه‬
‫جالء‬ ‫ه وذ ه‬ ‫ه‬
‫ه ل ن‬ ‫ه‬
‫صومم ذ فإ ذن ل ن‬ ‫ست هط ذعم فعهلي مهذ ذبال ل‬‫ه‬ ‫ه‬ ‫م يه م‬ ‫ن ل م‬‫ه‬ ‫م م‬ ‫ج وه ه‬ ‫م‬
‫فمر ذ‬ ‫ن ل ذل ه‬ ‫ص ن‬ ‫ح ه‬ ‫وهأ م‬
‫" )‪. (1‬‬
‫ـ قوله ‪ ‬الباءة ‪ :‬بالهمز وتاء تأنيث ممدود وفيها لغة أخرى بغير‬
‫همز ول مد وقد يهمز ويمد بل هاء ويقال لها أيضا الباهة كالول لكن‬
‫بهاء بدل الهمزة وقيل بالمد‪ :‬القدرة على مؤن النكاح ‪ ،‬وبالقصر‬
‫الوطء ‪ ،‬قال الخطابى ‪ :‬المراد بالباءة النكاح وأصله الموضع الذى‬
‫يتبوؤه ويأوى إليه ‪ ،‬وقال المازرى ‪ :‬اشتق العقد على المرأة من‬
‫أصل الباءة لن من شأن من يتزوج المرأة أن يبوءها منزل ا ‪ ،‬وقال‬
‫النووى ‪ :‬اختلف العلماء فى المراد بالباءة هنا على قولين يرجعان‬
‫إلى معنى واحد أصحهما أن المراد معناها اللغوى وهو الجماع ‪،‬‬
‫فتقديره ‪ :‬من استطاع منكم الجماع لقدرته على مؤنه وهى مؤن‬
‫النكاح فليتزوج ‪ ،‬ومن لم يستطع الجماع لعجزه عن مؤنه فعليه‬
‫بالصوم ليدفع شهوته ويقطع شر منيه كما يقطع الوجاء ‪ ،‬وعلى هذا‬
‫القول وقع الخطاب مع الشباب الذين هم مظنة شهوة النساء ول‬
‫ينفكون عنها غالبا ا ‪.‬‬
‫والقول الثانى ‪ :‬أن المراد هنا بالباءة مؤن النكاح سميت باسم ما‬
‫يلزمها‪،‬وتقديره ‪ :‬من استطاع منكم مؤن النكاح فليتزوج ومن لم‬

‫)‪ (1‬أخرجه البخارى )‪ (1950\5‬ومسلم )‪. (1018\2‬‬


‫تحفة العروسين‬ ‫‪7‬‬

‫يستطع فليصم لدفع شهوته والذى حمل القائلين بهذا على ما قالوه‬
‫‪.‬‬
‫صومم ذ" قالوا ‪ :‬والعاجز‬ ‫ست هط ذعم فهعهل هي مهذ ذبال ل‬ ‫م يه م‬ ‫ن له م‬ ‫م م‬ ‫ـ قوله ‪" : ‬وه ه‬
‫عن الجماع ل يحتاج إلى الصوم لدفع الشهوة فوجب تأويل الباءة‬
‫على المؤن ‪ ،‬وانفصل القائلون بالول عن ذلك بالتقدير المذكور ‪،‬‬
‫اهـ ‪.‬‬
‫والتعليل المذكور للبازرى ‪ ،‬وأجاب عنه عياض بأنه ل يبعد أن‬
‫طاع ه‬ ‫ست ه ه‬ ‫ن ا م‬ ‫م ذ‬ ‫تختلف الستطاعتان فيكون المراد بقوله ‪ " : ‬ه‬
‫ن‬
‫م م‬ ‫ال مهباهءة ه" أى بلغ الجماع وقدر عليه فليتزوج ويكون قوله ‪" : ‬وه ه‬
‫ست هط ذعم" أى من لم يقدر على التزويج ‪.‬‬ ‫م يه م‬ ‫له م‬
‫ج ‪ :‬زاد )‪ (1‬فى "كتاب الصيام" من طريق أبى‬ ‫ـ قوله ‪ : ‬فهل مي هت ههزول م‬
‫ن ل ذل م ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬
‫ج" ‪.‬‬ ‫فمر ذ‬ ‫ص ن‬‫ح ه‬ ‫صرذ وهأ م‬ ‫ض ل ذل مب ه ه‬ ‫ه أغ ه ي‬ ‫حمزة عن العمش هنا "فهإ ذن ل ن‬
‫ن" أى أشد إحصانا ا له‬ ‫ه‬ ‫ه‬
‫ص ن‬ ‫ح ه‬ ‫ض" ‪ :‬أى أشد غضا ا ‪" ،‬وهأ م‬ ‫ـ وقوله ‪" :‬أغ ه ي‬
‫ومنعا ا من الوقوع فى الفاحشة ‪.‬‬
‫جالء أى حصن ‪.‬‬ ‫ه وذ ه‬ ‫ه له ن‬ ‫ـ قوله ‪" :‬فهإ ذن ل ن‬
‫جالء" أن التشريك فى‬ ‫ه وذ ه‬ ‫ه ل ن‬‫ه‬ ‫واستنبط القرافى من قوله ‪" :‬فهإ ذن ل ن‬
‫العبادة ل يقدح فيها بخلف الرياء لنه أمر بالصوم الذى هو قربه‬
‫وهو بهذا القصد صحيح مثاب عليه ومع ذلك فأرشد إليه لتحصيل‬
‫غض البصر وكف الفرج عن الوقوع فى المحرم ‪ ،‬اهـ )‪. (1‬‬
‫ح ال م ه ه‬
‫مال ذهها‬ ‫ممرأة ن ذلمرب هسع ل ذ ه‬ ‫وفى الصحيحين عنه عن النبى ‪ ‬قال ‪" :‬ت نن مك ه ن ه‬
‫ك " )‪. (2‬‬ ‫دا ه‬ ‫ت يه ه‬ ‫ن ت هرذب ه م‬ ‫دي ذ‬ ‫ت ال م‬ ‫ذا ذ‬ ‫فمر ب ذ ه‬ ‫دين ذهها هفاظ م ه‬ ‫مال ذهها وهل ذ ذ‬ ‫ج ه‬ ‫سب ذهها وه ه‬ ‫ح ه‬‫وهل ذ ه‬
‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬
‫ي‪‬‬ ‫ج الن لب ذ م‬ ‫سأنلوا أمزهوا ه‬ ‫ي‪ ‬ه‬ ‫ب الن لب ذ م‬ ‫حا ذ‬ ‫ص ه‬ ‫نأ م‬ ‫م م‬ ‫فارا ذ‬ ‫ن نه ه‬ ‫س ‪" : ‬أ ل‬ ‫وعن أن س‬
‫م‬ ‫ساهء ‪ ،‬وههقا ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫قا ه‬‫سمر ‪ ،‬فه ه‬
‫ضه ن م‬ ‫ل ب هعم ن‬ ‫ج الن م ه‬ ‫م ‪ :‬ل أت ههزول ن‬ ‫ضه ن م‬‫ل ب هعم ن‬ ‫مل ذهذ ذفي ال م‬ ‫ن عه ه‬ ‫عه م‬
‫هل‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ل‬ ‫‪ :‬هل آك ن ن‬
‫مد ه الل ه‬ ‫ح ذ‬ ‫ش ‪ ،‬فه ه‬ ‫س‬ ‫م ع هلى فذهرا‬ ‫م ‪ :‬ل أهنا ن‬ ‫ضه ن م‬ ‫ل ب هعم ن‬‫م ‪ ،‬وههقا ه‬ ‫ح ه‬ ‫ل الل م‬
‫ه‬ ‫ن‬ ‫ل ‪ :‬ما با ن ه‬ ‫وهأ هث مهنى ع هل هي مهذ فه ه‬
‫م‬‫صملى وهأهنا ن‬ ‫ذا ‪ ،‬ل هك ذمنى أ ه‬ ‫ذا وهك ه ه‬ ‫وام س هقانلوا ك ه ه‬ ‫ل أق م ه‬ ‫قا ه ه ه‬
‫ه‬ ‫ن‬ ‫ه‬
‫ممنى"‬ ‫س ذ‬ ‫سن لذتى فهل هي م ه‬ ‫ن ن‬ ‫ب عه م‬ ‫ن هرذغ ه‬ ‫م م‬ ‫ساهء فه ه‬ ‫ج الن م ه‬ ‫م وهأفمط ذنر وهأت ههزول ن‬ ‫صو ن‬ ‫وهأ ن‬

‫)‪ (1‬البخارى ‪.‬‬


‫)‪ (1‬فتح البارى )‪. (108\9‬‬
‫)‪ (2‬أخرجه البخارى )‪ (1958\5‬ومسلم )‪. (1086\2‬‬
‫‪8‬‬ ‫تحفة العروسين‬

‫‪" :‬ل ه م‬
‫م‬ ‫‪‬‬ ‫)‪ ، (3‬وفى سنن ابن ماجة من حديث ابن عباس يرفعه قال‬
‫ح" )‪. (4‬‬ ‫كا ذ‬ ‫ل الن م ه‬ ‫مث م ه‬ ‫ن ذ‬ ‫حاب لي م ذ‬ ‫ن ههر ل ذل م ن‬
‫مت ه ه‬
‫وفى صحيح مسلم من حديث عبد الله بن عمر قال ‪ :‬قال رسول‬
‫خير متاع الدنيا ال م ه‬
‫ة" )‪. (5‬‬ ‫ح ن‬ ‫صال ذ ه‬ ‫ممرأة ن ال ل‬ ‫ه‬ ‫يمه‬ ‫مهتاع ل وه ه م ن ه ه ذ‬ ‫‪" : ‬الد ين مهيا ه‬
‫وكان ‪ ‬يحمرض أمته على نكاح البكار الحسان وذوات الدين‬
‫ذا ن هظ ههر‬‫سيره ن إ ذ ه‬ ‫ففى سنن النسائى عن أبى هريرة ‪ ‬قال ‪" :‬ال لذتي ت ه ن‬
‫مهر وههل ت ن ه‬ ‫وتطيعه إ ه ه‬
‫ه" )‪. (6‬‬ ‫ما ي هك مهر ن‬ ‫مال ذهها ب ذ ه‬ ‫سهها وه ه‬ ‫ف ذ‬ ‫ه ذفي ن ه م‬ ‫ف ن‬‫خال ذ ن‬ ‫ذا أ ه‬ ‫هن ذ ن ن ذ‬
‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫م‬
‫م ذبالب م ه‬ ‫ه‬
‫ما‬‫حا ا‬‫ها وهأن مت هقن أمر ه‬ ‫وا ا‬ ‫ب أف م ه‬ ‫ن أع مذ ه ن‬ ‫كارذ فهإ ذن لهن ل‬ ‫وقال ‪" : ‬ع هلي مك ن م‬
‫ه‬ ‫ه‬
‫جت ههها‬‫ر" )‪ ، (1‬ولما تزوج جابر ‪ ‬ثيبا ا قال له ‪" :‬أهل ت ههزول م‬ ‫سي ذ‬ ‫ضى ذبال مي ه ذ‬ ‫وهأمر ه‬
‫حك نهها" )‪. (2‬‬ ‫ضا ذ‬ ‫ك وهت ن ه‬ ‫حك ن ه‬ ‫ضا ذ‬ ‫عب نهها وهت ن ه‬ ‫ك وهت نهل ذ‬ ‫عب ن ه‬ ‫ب ذك مارا ت نهل ذ‬
‫وكان ‪ ‬يحث على نكاح الولود ويكره المرأة التى ل تلد كما فى‬
‫ل الل لهذ ‪‬‬ ‫سو ذ‬ ‫ل إ ذهلى هر ن‬ ‫ج ل‬ ‫جاهء هر ن‬ ‫سنن أبى داود عن معقل بن يسار ‪ " :‬ه‬
‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫مهرأ هة ا ه‬ ‫ه‬
‫جهها‬‫ب إ ذلل أن لهها هل ت هل ذد ن أفهأت ههزول ن‬ ‫ص س‬ ‫من م ذ‬ ‫ب وه ه‬ ‫س س‬ ‫ح ه‬ ‫ت ه‬ ‫ذا ه‬ ‫تا م‬ ‫صب م ن‬ ‫ل إ ذمني أ ه‬ ‫قا ه‬ ‫فه ه‬
‫ه‪ ،‬فه ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬
‫جوا‬ ‫ل ‪ :‬ت ههزول ن‬ ‫قا ه‬ ‫ة فهن ههها ن‬ ‫م أهتاه ن اللثال ذث ه ه‬ ‫ة فهن هههاه ن ‪ ،‬ث ن ل‬ ‫م أهتاه ن اللثان ذي ه ه‬ ‫؟ فهن هههاه ن ‪ ،‬ث ن ل‬
‫ن )‪(4) (3‬‬
‫م " ‪.‬‬ ‫كاث ذلر ب ذك م‬ ‫م ه‬ ‫دود ه فهإ ذمني ن‬ ‫ال موهنلود ه ال موه ن‬
‫ه‬ ‫حوا امل هك م ه‬ ‫ـ وقال ‪" : ‬ت ه ه‬
‫م" )‪. (5‬‬ ‫حوا إ ذل هي مهذ م‬ ‫فاهء وهأن مك ذ ن‬ ‫م هوان مك ذ ن‬ ‫فك ن م‬‫خي لنروا ل ذن نط ه ذ‬
‫وقيل ‪:‬‬
‫وأول خبث القوم خبث المناكح‬ ‫وأول خبث الماء خبث ترابه‬

‫ـ الزواج من سنن المرسلين ‪:‬‬


‫)‪ (3‬أخرجه البخارى )‪ (1949\5‬ومسلم )‪. (1020\2‬‬
‫)‪ (4‬صحيح ‪ :‬أخرجه ابن ماجة )‪ (1847‬وغيره ‪.‬‬
‫)‪ (5‬أخرجه مسلم ‪.‬‬
‫)‪ (6‬حسن ‪ :‬أخرجه النسائى وأحمد ‪.‬‬
‫)‪ (1‬صحيح ‪ :‬أخرجه ابن ماجة )‪ (1861‬والبيهقى )‪ (81\7‬وانظر ‪ :‬السلسلة الصحيحة للعلمة‬
‫اللبانى رحمه الله تعالى )‪. (622‬‬
‫)‪ (2‬أخرجه البخارى )‪ (2008\5‬ومسلم )‪ (176\4‬وأحمد )‪ (14482‬واالفظ له ‪.‬‬
‫والزواج بالبكر يولد رابطا ا قويا ا بين الرجل بيــن المــرأة ‪ ،‬هــذا الرابــط النفســى الــذى ل يفــارق‬
‫المرأة طيلة حياتها ‪ ،‬فل تنسى أبدا ا أول رجل مـد يـده إليهـا وتحسسـها وقنبلهـا وف ض بكارتهـا ‪،‬‬
‫وأول من همس فى أذنها بكلمة "أحبك" ‪ ،‬وأول من التصق بجسدها بعد قلبها وعقلهــا ‪ ،‬فيــا لــه‬
‫من إحساس ل تدركه إل كل فتاة اتخذت القرآن منهجا ا وسبيل ا ‪.‬‬
‫)‪ (3‬صحيح ‪ :‬أخرجه أبو داود )‪ (320\1‬والنسائى )‪ (71\2‬وغيرهما ‪.‬‬
‫)‪ (4‬انظر ‪ :‬زاد المعاد )‪ (95\5‬بتصرف ‪.‬‬
‫)‪ (5‬صحيح ‪ :‬أخرجه ابن ماجة )‪. (607\1‬‬
‫تحفة العروسين‬ ‫‪9‬‬

‫والزواج من سنن المرسلين كما أخبر تعالى فى كتابه العزيز ‪:‬‬


‫ك وجعل منا ل هه ه‬ ‫)ول ه ه ه‬
‫ة ( )الرعد ‪:‬‬ ‫جا وهذ نمري ل ا‬ ‫م أمزهوا ا‬ ‫من قهب مل ذ ه ه ه ه ه ن م‬ ‫سل ا م‬ ‫سل مهنا نر ن‬ ‫قد م أمر ه‬ ‫ه‬
‫ه‬
‫وا ن‬
‫ك‬ ‫س ه‬ ‫ح هوال م‬ ‫ن الت لعهط ينر هوالن م ه‬
‫كا ن‬ ‫سذلي ه‬‫ممر ه‬‫ن ال م ن‬‫سن ه ذ‬
‫ن ن‬ ‫م م‬‫‪ ، (38‬وقال‪" : ‬أمرب هعل ذ‬
‫حهيانء" )‪. (1‬‬ ‫هوال م ه‬
‫حقق‬ ‫ة ه‬‫ـ وبشر ‪ ‬طالب العفاف بعون الله تعالى ‪ ،‬فقال ‪" :‬ث ههلث ه ل‬
‫ه‬
‫داهء‬‫ريد ن امل ه‬ ‫ذيِ ي ن ذ‬‫ب ال ل ذ‬ ‫م ه‬
‫كات ه ن‬ ‫ل الل لهذ هوال م ن‬
‫سذبي ذ‬ ‫جاه ذد ن ذفي ه‬ ‫م ه‬ ‫م ال م ن‬ ‫ع ههلى الل لهذ ع هومن نهن ن‬
‫)‪(2‬‬
‫ف" ‪.‬‬ ‫فا ه‬ ‫ريد ن ال معه ه‬ ‫ذيِ ي ن ذ‬ ‫ح ال ل ذ‬‫هواللناك ذ ن‬
‫وعن عبد الله بن مسعود ‪ ‬قال ‪" :‬التمسوا الغنى فى‬
‫من‬ ‫ه ذ‬ ‫م الل ل ن‬ ‫قهراء ي نغمن ذهذ ن‬ ‫كوننوا فن ه‬ ‫النكاح ‪ ،‬يقول الله ‪) : ‬ذإن ي ه ن‬
‫ضل ذهذ هوالل ل ن‬ ‫فه م‬
‫)‪(3‬‬
‫‪.‬‬ ‫م(‬‫سعل ع هذلي ل‬ ‫ه هوا ذ‬
‫ـ وكان هديه ‪ ‬فيه "أكمل هدى يحفظ به الصحة وتتم به اللذة‬
‫وسرور النفس ويحصل به مقاصده التى وضع لجلها ‪ ،‬فإن الجماع‬
‫وضع فى الصل لثلثة أمور هى مقاصده الصلية ‪:‬‬
‫ـ أحدها ‪ :‬حفظ النسل ودوام النوع إلى إن تتكامل العدة التى قدر‬
‫الله بروزها إلى هذا العالم ‪.‬‬
‫ـ الثانى ‪ :‬إخراج الماء الذى يضر احتباسه واحتقانه بجملة البدن ‪.‬‬
‫ـ الثالث ‪ :‬قضاء الوطر ونيل اللذة والتمتع بالنعمة وهذه وحدها هى‬
‫الفائدة التى فى الجنة إذ ل تناسل هناك ول احتقان يستفرغه‬
‫النزال ‪.‬‬
‫وفضلء الطباء يرون أن الجماع من أحد أسباب حفظ الصحة ‪،‬‬
‫قال جالينوس ‪ :‬الغالب على جوهر المنى النار والهواء ومزاجه حار‬
‫رطب لن كونه من الدم الصافى الذى تغتذى به العضاء الصلية ‪،‬‬
‫وإذا ثبت فضل المنى فاعلم أنه ل ينبغى إخراجه إل فى طلب‬
‫النسل أو إخراج المحتقن منه فإنه إذا دام احتقانه أحدث أمراضا ا‬
‫رديئة منها الوسواس والجنون والصرع وغير ذلك وقد يبرىء‬
‫استعماله من هذه المراض كثيرا ا فإنه إذا طال احتباسه فسد‬
‫واستحال إلى كيفية سمية توجب أمراضا ا رديئة كما ذكرنا ولذلك‬
‫تدفعه الطبيعة بالحتلم إذا كثر عندها من غير جماع ‪.‬‬

‫)‪(1‬‬
‫صحيح ‪ :‬أخرجه أحمد)‪. (412\5‬‬
‫)‪(2‬‬
‫حسن ‪ :‬أخرجه ابن أبى عاصم فى الجهاد )‪ (274\1‬والترمذى والنسائى ‪.‬‬
‫)‪(3‬‬
‫أخرجه الطبرى )‪. (126\18‬‬
‫‪10‬‬ ‫تحفة العروسين‬
‫وقال بعض السلف ‪ :‬ينبغى للرجل أن يتعاهد من نفسه ثلثا ا ‪ :‬أن‬
‫ل يدع المشى فإن احتاج إليه يوما ا قدر عليه ‪ ،‬وينبغى أن ل يدع‬
‫الكل فإن أمعاءه تضيق ‪ ،‬وينبغى أن ل يدع الجماع فإن البئر إذا لم‬
‫تنزح ذهب ماؤها ‪ ،‬وقال محمد بن زكريا ‪ :‬من ترك الجماع مدة‬
‫طويلة ضعفت قوى أعصابه وانسدت مجاريها وتقلص ذكره ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫ورأيت جماعة تركوه لنوسع من التقشف فبردت أبدانهم وعسرت‬
‫حركاتهم ووقعت عليهم كآبة بل سبب وقللت شهواتهم وهضمهم ‪.‬‬
‫اهـ ‪.‬‬
‫ومن منافعه غض البصر وكف النفس والقدرة على العفة عن‬
‫الحرام وتحصيل ذلك للمرأة فهو ينفع نفسه فى دنياه وأخراه وينفع‬
‫ن الد ين مهيا‬ ‫م ه‬ ‫ي ذ‬ ‫ب إ ذل ه ل‬‫حب م ه‬
‫المرأة لذلك كان‪ ‬يتعاهده ويحبه ويقول ‪ " :‬ن‬
‫)‪(1‬‬
‫ة" ‪.‬‬ ‫صهل ذ‬‫ل قنلرة ن ع هي مذني ذفي ال ل‬ ‫جعذ ه‬‫ب وه ن‬ ‫طي ن‬ ‫سانء هوال م‬‫الن م ه‬
‫ـ التحذير من الزنا ‪:‬‬
‫والزواج حصن واقى بين العبد وبين الوقوع فى الزنا ‪ ،‬وهو من‬
‫أعظم الكبائر ‪ ،‬وقد حذر تعالى من الزنا ومفسدته ‪ ،‬فإنه "لما كانت‬
‫مفسدة الزنا من أعظم المفاسد وهى منافية لمصلحة نظام العالم‬
‫فى حفظ النساب وحماية الفروج وصيانة الحرمات وتوقى ما يوقع‬
‫أعظم العداوة والبغضاء بين الناس من إفساد كل منهم امرأة‬
‫صاحبه وبنته وأخته وأمه ‪ ،‬وفى ذلك خراب العالم كانت تلى مفسدة‬
‫القتل فى الكبر ولهذا قرنها الله سبحانه بها فى كتابه ورسوله ‪‬‬
‫فى سننه كما تقدم ‪ ،‬قال المام أحمد ‪ :‬ول أعلم بعد قتل النفس‬
‫ن له‬‫ذي ه‬ ‫شيئا ا أعظم من الزناء ‪ ،‬وقد أكد سبحانه حرمته بقوله ‪) :‬هوال ل ذ‬
‫حق م‬ ‫ه إ ذلل ذبال م ه‬ ‫م الل ل ن‬‫حلر ه‬ ‫س التى ه‬ ‫ف ه‬ ‫قت ننلو ه‬
‫ن الن ل م‬ ‫خهر وههل ي ه م‬ ‫معه الل لهذ إ ذل هاها آ ه‬‫ن ه‬
‫عو ه‬ ‫ي هد م ن‬
‫ه‬
‫ما( )الفرقان ‪ (68 :‬الية ‪ ،‬فقرن‬ ‫ك ي هل مقه أهثا ا‬ ‫ل ذ هل ذ ه‬‫فع ه م‬
‫من ي ه م‬ ‫وههل ي همزننو ه‬
‫ن وه ه‬
‫الزناء بالشرك وقتل النفس وجعل جزاء ذلك الخلود فى النار فى‬
‫ب ذلك بالتوبة‬ ‫العذاب المضاعف المهين ما لم يرفع العبد وج ه‬
‫واليمان والعمل الصالح ‪.‬‬
‫سذبيل(ا‬ ‫ساء ه‬ ‫ة وه ه‬ ‫ش ا‬ ‫ح ه‬ ‫ه‬
‫ن فا ذ‬ ‫ه‬
‫ه كا ه‬ ‫قهرنبوا المزهنى إ ذن ل ن‬‫م‬ ‫وقد قال تعالى ‪) :‬وهل ه ت ه م‬
‫)السراء ‪ (32 :‬فأخبر عن فحشه فى نفسه وهو القبيح الذى قد‬
‫تناهى قبحه حتى استقر فحشه فى العقول حتى عند كثير من‬
‫الحيوانات كما ذكر البخارى فى صحيحه عن عمرو بن ميمون‬
‫الودى قال ‪" :‬رأيت فى الجاهلية قردا ا زنا بقردة فأجتمع القرود‬

‫)‪(1‬‬
‫صحيح ‪ :‬أخرجه النسائى )‪ (61\7‬وأحمد )‪. (128\3‬‬
‫تحفة العروسين‬ ‫‪11‬‬

‫عليهما فرجموها حتى ماتا" )‪ ، (1‬ثم أخبر عن غايته بأنه ساء سبيل ا‬
‫فأنه سبيل هلكة وبوار وافتقار فى الدنيا وسبيل عذاب فى الخرة‬
‫وخزى ونكال ولما كان نكاح أزواج الباء من أقبحه خصه بمزيد ذم‬
‫فقال أنه كان فاحشة ومقتا وساء سبيل وعلق سبحانه فلح العبد‬
‫ه‬ ‫ه‬
‫على حفظ فرجه منه فل سبيل له إلى الفلح بدونه فقال ‪) :‬قهد م أفل ه‬
‫ح‬ ‫م‬
‫ن اب مت ههغى‬ ‫م ذ‬ ‫ن( إلى قوله ‪) :‬فه ه‬ ‫شنعو ه‬ ‫خا ذ‬ ‫م ه‬ ‫صهلت ذهذ م‬ ‫م فى ه‬ ‫ن هن م‬ ‫ذي ه‬ ‫ن ال ل ذ‬ ‫مننو ه‬ ‫مؤ م ذ‬‫ال م ن‬
‫ن‬
‫ن( )المؤمنون ‪ (7-1 :‬وهذا يتضمن ثلثة‬ ‫دو ه‬ ‫م ال مهعا ن‬‫ك هن ن‬ ‫ك فهأومل هئ ذ ه‬ ‫وههراء ذ هل ذ ه‬
‫أمور من لم يحفظ فرجه يكن من المفلحين وأنه من الملومين ومن‬
‫العادين ففاته الفلح واستحق اسم العدوان ووقع فى اللوم‬
‫فمقاساة ألم الشهوة ومعاناتها أيشر من بعض ذلك ونظير هذا أنه‬
‫ذم النسان وأنه خلق هلوعا ا ل يصبر على شر ول خير بل إذا مسه‬
‫الخير منع وبخل وإذا مسه الشر جزع إل من استثناه بعد ذلك من‬
‫ن )‪ 5‬إ ذلل‬‫(‬
‫ظو ه‬ ‫حافذ ن‬ ‫م ه‬ ‫جهذ م‬ ‫فنرو ذ‬ ‫م لذ ن‬
‫ن هن م‬ ‫ذي ه‬ ‫الناجين من خلقه فذكر منهم ‪) :‬هوال ل ذ‬
‫ه‬ ‫ه‬
‫ن اب مت ههغى‬ ‫م ذ‬ ‫ن فه ه‬
‫)‪(6‬‬
‫مي ه‬ ‫منلو ذ‬
‫م غ هي منر ه‬ ‫م فهإ ذن لهن م‬ ‫مان نهن م‬‫ت أي م ه‬ ‫مل هك ه م‬
‫ما ه‬ ‫م أو م ه‬ ‫ع ههلى أمزهوا ذ‬
‫جه ذ م‬
‫ن( )المؤمنون ‪ (7-5 :‬وأمر الله تعالى‬ ‫دو ه‬ ‫م ال مهعا ن‬‫ك هن ن‬ ‫ك فهأ نومل هئ ذ ه‬ ‫وههراء ذ هل ذ ه‬
‫نبيه أن يأمر المؤمنين بغض أبصارهم وحفظ فروجهم وأن يعلمهم‬
‫أنه مشاهد لعمالهم مطلع عليها يعلم خائنة العين وما تخفى‬
‫الصدور ولما كان مبدأ ذلك من قبل البصر جعل المر بغضه مقدما‬
‫على حفظ الفرج فإن الحوادث مبدأها من النظر كما أن معظم‬
‫النار مبدأها من مستصغر الشرر ثم تكون نظرة ثم تكون خطرة ثم‬
‫خطوة ثم خطيئة ‪ ،‬ولهذا قيل ‪ :‬من حفظ هذه الربعة أحرز دينه ‪:‬‬
‫اللحظات والخطرات واللفظات والخطوات ‪ ،‬فينبغى للعبد أن يكون‬
‫بواب نفسه على هذه البواب الربعة ويلزم الرباط على ثغورها‬
‫فمنها يدخل عليه العدو فيجوس خلل الديار ويتبر ما علوا تتبيرا ا‬
‫)‪. (1‬‬
‫فالزواج هو الدرع والوجاء بين العبد وبين الوقوع فى الزنا والعياذ‬
‫بالله تعالى ‪ ،‬والزواج أحد السبل التى تعين على شرع الله تعالى‬
‫من مهها‬‫ل ذ‬ ‫جع ه ه‬
‫حد هةس وه ه‬ ‫س هوا ذ‬ ‫ف س‬ ‫من ن ل م‬ ‫كم م‬ ‫ق ن‬‫خل ه ه‬‫كما قال تعالى ‪) :‬هنوه الذى ه‬
‫ه‬
‫خل هقه‬ ‫ن ه‬ ‫ن آهيات ذهذ أ م‬ ‫م م‬ ‫ن إ ذل هي مهها( )العراف ‪ ، (189 :‬وقال ‪) :‬وه ذ‬ ‫سك ن ه‬ ‫جهها ل ذي ه م‬ ‫هزوم ه‬
‫)‪ (1‬أخرجه البخارى ‪ ،‬قلت ‪ :‬وهذا هو حال القردة ‪ ،‬فما بال أقوام لم بتساوى بالقردة ‪ ،‬ومات‬
‫فيهم الحس الدينى والغيرة على أعراضهم ‪ ،‬وكفاهم تقليد أخوان القردة والخنازير ‪ .‬فل حول‬
‫ول قوة إل بالله ‪.‬‬
‫)‪ (1‬انظر ‪ :‬الجواب الكافى لبن القيم )‪. (105\1‬‬
‫‪12‬‬ ‫تحفة العروسين‬
‫فسك ن ه‬ ‫كم م ه‬
‫ن‬
‫ة إذ ل‬‫م ا‬ ‫ح ه‬ ‫موهد لة ا وههر م‬ ‫كم ل‬ ‫ل ب هي من ه ن‬‫جعه ه‬‫سك نننوا إ ذل هي مهها وه ه‬ ‫جا ل مت ه م‬ ‫م أمزهوا ا‬ ‫ن أن ن ذ م‬ ‫له ن م م‬
‫ن( )الروم ‪. (21 :‬‬ ‫فك لنرو ه‬ ‫قومم س ي هت ه ه‬ ‫ت لم ه‬ ‫ك هلهيا س‬ ‫فى ذ هل ذ ه‬
‫ـ محبة الزوجة تعيِن على طاعة الله تعالى ‪:‬‬
‫فأما محبة الزوجة وما ملكت يمين الرجل فإنها معينة على ما‬
‫شرع الله سبحانه له من النكاح وملك اليمين من إعفاف الرجل‬
‫نفسه وأهله فل تطمح نفسه إلى سواها من الحرام ويعفها فل‬
‫تطمح نفسها إلى غيره وكلما كانت المحبة بين الزوجين أتم وأقوى‬
‫من‬ ‫كم م‬ ‫ق ن‬‫خل ه ه‬
‫كان هذا المقصود أتم وأكمل قال تعالى ‪) :‬هنوه الذى ه‬
‫ن إ ذل هي مهها( )العراف ‪، (189 :‬‬ ‫سك ن ه‬ ‫جهها ل ذي ه م‬ ‫من مهها هزوم ه‬ ‫ل ذ‬ ‫جعه ه‬ ‫حد هةس وه ه‬ ‫س هوا ذ‬ ‫ف س‬‫نل م‬
‫ه‬
‫سكننوا إ ذلي مهها‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫ن‬ ‫ه‬ ‫ن‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬
‫جا لت ه م‬ ‫م أمزهوا ا‬ ‫سك م‬ ‫ف ذ‬ ‫ن أن ن‬ ‫م م‬ ‫خلقه لكم م‬ ‫ن ه‬ ‫ن آهيات ذهذ أ م‬ ‫م م‬‫وقال ‪) :‬وه ذ‬
‫فك لنرو ه‬
‫ن(‬ ‫قومم س ي هت ه ه‬ ‫تل ه‬ ‫م‬ ‫ه‬
‫ك لهيا س‬ ‫ن فى ذ هل ذ ه‬ ‫ة إذ ل‬ ‫م ا‬ ‫ح ه‬ ‫موهد لة ا وههر م‬ ‫كم ل‬ ‫ل ب هي من ه ن‬
‫جع ه ه‬
‫وه ه‬
‫) الروم ‪ (21 :‬وفى الصحيح عنه ‪" : ‬أنه سئل من أحب الناس‬
‫إليك فقال ‪ :‬عائشة" )‪ ، (1‬ولهذا كان مسروق ـ رحمه الله ـ يقول ‪:‬‬
‫إذا حدث عنها ‪ :‬حدثتنى الصديقة بنت الصديق حبيبة رسول الله ‪‬‬

‫المبرأة من فوق سبع سموات ‪.‬‬


‫جع ذ ه‬
‫ل‬ ‫ب وه ن‬ ‫طي ن‬‫سانء هوال م‬ ‫ن الد ين مهيا الن م ه‬ ‫م ه‬ ‫ي ذ‬ ‫ب إ ذل ه ل‬‫حب م ه‬ ‫وصح عنه ‪ ‬أنه قال ‪ " :‬ن‬
‫ة" )‪. (2‬‬ ‫صهل ذ‬ ‫قنلرة ن ع هي مذني ذفي ال ل‬
‫فل عيب على الرجل فى محبته لهله وعشقه لها ‪ ،‬إل إذا شغله‬
‫ذلك عن محبة ما هو أنفع له من محبة الله ورسوله ‪ ،‬وزاحم حبه‬
‫وحب رسوله فإن كل محبة زاحمت محبة الله ورسوله بحيث‬
‫تضعفها وتنقصها فهى مذمومة ‪ ،‬وإن أعانت على محبة الله ورسوله‬
‫وكانت من أسباب قوتها فهى محمودة ‪ ،‬ولذلك كان رسول الله‪‬‬

‫يحب الشراب البارد الحلو ويحب الحلواء والعسل ويحب الخيل ‪،‬‬
‫وكان أحب الثياب إليه القميص ‪ ،‬وكان يحب الدباء فهذه المحبة ل‬
‫تزاحم محبة الله بل قد تجمع الهم والقلب على التفرغ لمحبة الله ‪،‬‬
‫فهذه محبة طبيعية تتبع نية صاحبها وقصده بفعل ما يحبه ‪.‬‬
‫فإن نوى به القوة على أمر الله تعالى وطاعته كانت قربة ‪ ،‬وإن‬
‫فعل ذلك بحكم الطبع والميل المجرد لم يثب ولم يعاقب ‪ ،‬وإن فاته‬
‫درجة من فعله متقربا ا به إلى الله )‪. (3‬‬
‫ـ ويجدر بنا هنا ذكر أزواج النبى ‪: ‬‬

‫)‪(1‬‬
‫أخرجه البخارى )‪ (1584\4‬ومسلم )‪. (1856\4‬‬
‫)‪(2‬‬
‫تقدم ‪.‬‬
‫)‪(3‬‬
‫انظر ‪ :‬إغاثة اللهفان )‪. (240\2‬‬
‫تحفة العروسين‬ ‫‪13‬‬

‫ـ أولهن ‪ :‬خديجة بنت خويلد القرشية السدية تزوجها قبل النبوة‬


‫ولها أربعون سنة ولم يتزوج عليها حتى ماتت وأولده كلهم منها إل‬
‫إبراهيم ‪ ،‬وهى التى آزرته على النبوة وجاهدت معه وواسته بنفسها‬
‫ومالها وأرسل الله إليها السلم مع جبريل وهذه خاصة ل تعرف‬
‫لمرأة سواها وماتت قبل الهجرة بثلث سنين ‪.‬‬
‫ـ ثم تزوج بعد موتها بأيام سودة بنت زمعة القرشية وهى التى‬
‫وهبت يومها لعائشة ‪.‬‬
‫ـ ثم تزوج بعدها أم عبدالله عائشة الصديقة بنت الصديق المبرأة‬
‫من فوق سبع سماوات حبيبة رسول الله ‪ ‬عائشة بنت أبى بكر‬
‫الصديق وعرضها عليه الملك قبل نكاحها فى سرقة من حرير وقال‬
‫‪" :‬هذه زوجتك" )‪ (1‬تزوج بها فى شوال وعمرها ست سنين وبنى بها‬
‫فى شوال فى السنة الولى من الهجرة وعمرها تسع سنين )‪ (2‬ولم‬
‫يتزوج بكرا ا غيرها وما نزل عليه الوحى فى لحاف امرأةس غيرها ‪،‬‬
‫وكانت أحب الخلق إليه ‪ ،‬ونزل عذرها من السماء ‪ ،‬واتفقت المة‬
‫على كفر قاذفها ‪ ،‬وهى أفقه نسائه وأعلمهن بل أفقه نساء المة‬
‫وأعلمهن على الطلق ‪ ،‬وكان الكابر من أصحاب النبى‪ ‬يرجعون‬
‫)‪(1‬‬
‫أخرجه البخارى )‪ (1969\5‬ومسلم )‪. (1889\4‬‬
‫)‪ (2‬وفد أثيرت الكثير والكثير من الطعون من المستشرقين وأذيالهم فى زواج النبى ‪‬‬
‫وعمرها تسع سنوات ‪ ،‬وقد رد أهل العلم مطاعن الطاعنين وسهامهم فى نحورهم ‪،‬‬
‫ومن المقرر أن زواجه ‪ ‬بأم المؤمنين عائشة ـ رضى الله عنها ـ كان من الله تعالى‬
‫كما تقدم الحديث ‪ ،‬وما كان من الله تعالى فله حكم كثيرة وعظيمة ‪ ،‬منها ‪ :‬أنه كان‬
‫على النبى ‪ ‬أن يتزوج بالصغيرة لتحمل عبء الدعوة والتبليغ عنه بعده ‪ ، ‬وقد شارف‬
‫الموت ‪ ، ‬وهذا ما كان منها ـ رضى الله عنها ـ إذ نتعد أم المؤمنين عائشة ـ رضى الله‬
‫عنها ـ من أكثر الصحابة رواية لقوال وأفعال النبى ‪ ، ‬وهى التى بلغت المة بحياة‬
‫النبى ‪ ‬الخاصة من قيام ونوم وصلة وعمل فى بيته ‪ ،‬وحياة زوجية وغير هذا الكثير ‪،‬‬
‫وما كان هذا لحد غيرها من أزواجه ‪ ، ‬ولو كانت كبيرة السن لماتت بعد النبى ‪ ‬بفترة‬
‫وجيزة وأمتت معها أكثر السنن والخبار بحياة النبى ‪. ‬‬
‫ـ أما كيف بنى ولم يتعد عمرها التسع سنوات ‪ ،‬وهل كانت اهل ا للزواج فى هذا السن‬
‫الصغير ؟ ‪.‬‬
‫ـ فمن المعروف أن الذين يعيشون فى المناطق القريبة من خط الستواء تصل الفتاة‬
‫عندهم إلى سن الحيض أسرع من الفتاة التى تعيش فى المناطق الباردة أو البعيدة‬
‫عن خط الستواء ‪ ،‬فإن الولى تحيض فى سن الثمانى أو تسع سنوات ‪ ،‬بينما الثانية‬
‫يتأخر عندها الحيض إلى سن الرابعة عشر أو الخامسة عشر أو أكثر من ذلك ‪.‬‬
‫فائدة ‪ :‬نشرت جريدة الجمهورية المصرية ) ‪ (1997\10\1‬الصفحة الثانية منها هذا الخبر تحت‬
‫عنوان "طفلة باكستانية ‪ 8‬سنوات حامل فى شهرها الخامس تقول ‪ :‬اكتشف الطباء‬
‫الباكستانيون وجود طفلة عمرها ‪ 8‬سنوات حامل ا فى شهرها الخامس …… ‪.‬‬
‫‪14‬‬ ‫تحفة العروسين‬

‫إلى قولها ويستفتونها وقيل إنها أسقطت من النبى ‪ ‬سقطا ا ولم‬


‫يثبت ‪.‬‬
‫ـ ثم تزوج حفصة بنت عمر بن الخطاب‪ ‬وذكر أبو داود أنه طلقها ثم‬
‫راجعها ‪.‬‬
‫ـ ثم تزوج زينب بنت خزيمة بن الحارث القيسية من بنى هلل بن‬
‫عامر وتوفيت عنده بعد ضمه لها بشهرين ‪.‬‬
‫ـ ثم تزوج أم سلمة هند بنت أبى أمية القرشية المخزومية واسم‬
‫أبى أمية حذيفة بن المغيرة وهى آخر نسائه موتا ا وقيل آخرهن موتا ا‬
‫صفية ‪.‬‬
‫ـ ثم تزوج زينب بنت جحش من بنى أسد بن خزيمة وهى ابنة عمته‬
‫من مهها وهط هارا هزول م‬
‫جهناك ههها(‬ ‫ضى هزي مد ل م‬ ‫أميمة وفيها نزل قوله تعالى ‪) :‬فهل ه ل‬
‫ما قه ه‬
‫)الحزاب ‪. (37 :‬‬
‫ومن خواصها أن الله سبحانه وتعالى كان هو وليها الذى زوجها‬
‫لرسوله من فوق سماواته وتوفيت فى أول خلفة عمر بن الخطاب‬
‫وكانت أول ا عند زيد بن حارثة وكان رسول الله ‪ ‬تبناه فلما طلقها‬
‫زيد زوجه الله تعالى إياها لتتأسى به أمته فى نكاح أزواج من تبنوه ‪.‬‬
‫ـ وتزوج ‪ ‬جويرية بنت الحارث بن أبى ضرار المصطلقية وكانت من‬
‫سبايا بنى المصطلق فجاءته تستعين به على كتابتها فأدى عنها‬
‫كتابتها وتزوجها ‪.‬‬
‫ـ ثم تزوج أم حبيبة واسمها رملة بنت أبى سفيان صخر بن حرب‬
‫القرشية الموية وقيل اسمها هند تزوجها وهى ببلد الحبشة مهاجرة‬
‫وأصدقها عنه النجاشى أربعمائة دينار وسيقت إليه من هناك وماتت‬
‫فى أيام أخيها معاوية هذا هو المعروف المتواتر عند أهل السير‬
‫والتواريخ وهو عندهم بمنزلة نكاحه لخديجة بمكة ولحفصة بالمدينة‬
‫ولصفية بعد خيبر ‪.‬‬
‫ـ وتزوج ‪ ‬صفية بنت حيى بن أخطب سيد بنى النضير من ولد‬
‫هارون ابن عمران أخى موسى فهى ابنة نبى وزوجة نبى وكانت من‬
‫أجمل نساء العالمين وكانت قد صارت له من الصفى أمة فأعتقها‬
‫وجعل عتقها صداقها فصار ذلك سنة للمة إلى يوم القيامة أن يعتق‬
‫الرجل أمته ويجعل عتقها صداقها فتصير زوجته بذلك فإذا قال‬
‫أعتقت أمتى وجعلت عتقها صداقها أو قال جعلت عتق أمتى‬
‫صداقها صح العتق والنكاح وصارت زوجته من غير احتياج إلى تحديد‬
‫عقد ول ولى وهو ظاهر مذهب أحمد وكثير من أهل الحديث ‪.‬‬
‫تحفة العروسين‬ ‫‪15‬‬

‫وقالت طائفة هذا خاص بالنبى ‪ ‬وهو مما خصه الله به فى النكاح‬
‫دون المة وهذا قول الئمة الثلثة ومن وافقهم والصحيح القول‬
‫الول لن الصل عدم الختصاص حتى يقوم عليه دليل والله سبحانه‬
‫ن‬‫دو ذ‬‫من ن‬ ‫ة لل ه‬
‫ك ذ‬ ‫ص ا‬
‫خال ذ ه‬
‫لما خصه بنكاح الموهوبة له قال فيها ‪ ) :‬ه‬
‫ن( )الحزاب ‪ ، (50 :‬ولم يقل هذا فى المعتقة ول قاله‬ ‫مذني ه‬ ‫ال م ن‬
‫مؤ م ذ‬
‫رسول الله ‪ ‬ليقطع تأسى المة به فى ذلك فالله سبحانه أباح له‬
‫نكاح امرأة من تبناه لئل يكون على المة حرج فى نكاح أزواج من‬
‫تبنوه فدل على أنه إذا نكح نكاحا ا فلمته التأسى به فيه ما لم يأت‬
‫عن الله ورسوله نص بالختصاص وقطع لتأسى وهذا ظاهر ‪.‬‬
‫ـ ثم تزوج ميمونة بنت الحارث الهللية وهى آخر من تزوج بها‬
‫تزوجها بمكة فى عمرة القضاء بعد أن حل منها على الصحيح وقيل‬
‫قبل إحلله هذا قول ابن عباس ووهم‪ ‬فإن السفير بينهما بالنكاح‬
‫أعلم الخلق بالقصة وهو أبو رافع وقد أخبر أنه تزوجها حلل ا وقال‬
‫كنت أنا السفير بينهما وابن عباس إذ ذاك له نحو العشر سنين أو‬
‫فوقها وكان غائبا ا عن القصة لم يحضرها وأبو رافع رجل بالغ وعلى‬
‫يده دارت القصة وهو أعلم بها ول يخفى أن مثل هذا الترجيح‬
‫موجب للتقديم وماتت فى أيام معاوية وقبرها بـ "سرف" ‪.‬‬
‫ـ قيل ومن أزواجه ريحانة بنت زيد النضرية وقيل القرظية سبيت‬
‫يوم بنى قريظة فكانت صفى رسول الله ‪ ‬فأعتقها وتزوجها ثم‬
‫طلقها تطليقة ثم راجعها ‪.‬‬
‫وقالت طائفة بل كانت أمته وكان يطؤها بملك اليمين حتى توفى‬
‫عنها فهى معدودة فى السرارى ل فى الزوجات والقول الول‬
‫اختيار الواقدى ووافقه عليه شرف الدين الدمياطى ‪ ،‬وقال ‪ :‬هو‬
‫الثبت عند أهل العلم وفيما قاله نظر فإن المعروف أنها من‬
‫سراريه وإمائه ‪ ،‬والله أعلم ‪.‬‬
‫فهؤلء نساؤه المعروفات اللتى دخل بهن وأما من خطبها ولم‬
‫يتزوجها ومن وهبت نفسها له ولم يتزوجها فنحو أربع أو خمس ‪،‬‬
‫وقال بعضهم هن ثلثون امرأة وأهل العلم بسيرته وأحواله ‪ ‬ل‬
‫يعرفون هذا بل ينكرونه ‪ ،‬والمعروف عندهم أنه بعث إلى الجونية‬
‫ليتزوجها فدخل عليها ليخطبها فاستعاذت منه فأعاذها ولم يتزوجها‬
‫وكذلك الكلبية وكذلك التى رأى بكشحها بياضا ا فلم يدخل بها والتى‬
‫‪16‬‬ ‫تحفة العروسين‬
‫وهبت نفسها له فزوجها غيره على سور من القرآن هذا هو‬
‫المحفوظ ‪ ،‬والله أعلم ‪.‬‬
‫ول خلف أنه ‪ ‬توفى عن تسع وكان يقسم منهن لثمان عائشة‬
‫وحفصة وزينب بنت جحش وأم سلمة وصفية وأم حبيبة وميمونة‬
‫وسودة وجويرية ‪.‬‬
‫ا‬
‫وأول نسائه لحوقا به بعد وفاته ‪ ‬زينب بنت جحش سنة عشرين‬
‫وآخرهن موتا ا أم سلمة سنة اثنتين وستين فى خلفة يزيد ‪ ،‬والله‬
‫أعلم ‪.‬‬

‫ـ أما سراريه ‪: ‬‬


‫فقال أبو عبيدة ‪ :‬كان له أربع ‪ :‬مارية وهى أم ولده إبراهيم‬
‫وريحانة وجارية أخرى جميلة أصابها فى بعض السبى وجارية وهبتها‬
‫له زينب بنت جحش )‪. (1‬‬
‫ـ الزواج فى الجاهليِة ‪:‬‬
‫وكان الزواج فى الجاهلية على أربعة أوجه ‪:‬‬
‫ـ فنكاح منها نكاح الناس اليوم يخطب الرجل إلى الرجل وليته أو‬
‫ابنته فيصدقها ثم ينكحها ‪.‬‬
‫ـ ونكاح آخر ‪ :‬كان الرجل يقول لمرأته إذا طهرت من طمثها‬
‫أرسلى إلى فلن فاستبضعى )‪ (2‬منه ‪ ،‬ويعتزلها زوجها ول يمسها أبدا‬
‫حتى يتبين حملها من ذلك الرجل الذى تستبضع منه فإذا تبين حملها‬
‫أصابها زوجها إذا أحب وإنما يفعل ذلك رغبة فى نجابة الولد فكان‬
‫هذا النكاح نكاح الستبضاع ‪.‬‬
‫ـ ونكاح آخر يجتمع الرهط ما دون العشرة فيدخلون على المرأة‬
‫كلهم يصيبها فإذا حملت ووضعت ومر عليها ليال بعد أن تضع حملها‬
‫أرسلت إليهم فلم يستطع رجل منهم أن يمتنع حتى يجتمعوا عندها‬
‫تقول لهم قد عرفتم الذى كان من أمركم وقد ولدت فهو ابنك يا‬
‫فلن تسمى من أحبت باسمه فيلحق به ولدها ل يستطيع أن يمتنع‬
‫منه الرجل ‪.‬‬

‫)‪(1‬‬
‫زاد المعاد )‪ (105\1‬بتصرف ‪.‬‬
‫)‪(2‬‬
‫من المباضعة ‪ ،‬أى الجماع ‪.‬‬
‫تحفة العروسين‬ ‫‪17‬‬

‫ـ والنكاح الرابع ‪ :‬يجتمع الناس الكثير فيدخلون على المرأة ل‬


‫تمتنع ممن جاءها وهن البغايا كن ينصبن على أبوابهن رايات تكون‬
‫علما ا فمن أرادهن دخل عليهن فإذا حملت إحداهن ووضعت حملها‬
‫جمعوا لها ودعوا لهم القافة ثم ألحقوا ولدها بالذى يرون فالتاط به‬
‫ودعى ابنه ل يمتنع من ذلك ‪ ،‬فلما بعث محمد‪ ‬بالحق هدم نكاح‬
‫الجاهلية كله إل نكاح الناس اليوم )‪. (1‬‬
‫ـ أسس اختيِار الزوجة ‪:‬‬
‫ن‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫م م‬ ‫ه‬
‫م( )البقرة‬ ‫جب هت مك م‬ ‫شرذكةس وهلوم أع م ه‬ ‫من ي‬ ‫خي ملر م‬ ‫ة ه‬ ‫من ه ل‬ ‫مؤ م ذ‬ ‫ة ي‬ ‫م ل‬ ‫قال تعالى ‪) :‬وهل ه‬
‫ه‬ ‫ه‬
‫خي مارا‬ ‫جا ه‬ ‫ه أمزهوا ا‬ ‫ن أن ي نب مد ذل ه ن‬ ‫قك ن ل‬ ‫ه ذإن ط هل ل ه‬ ‫سى هرب ي ن‬ ‫‪ ، (221 :‬وقال تعالى ‪) :‬ع ه ه‬
‫ت‬ ‫ت ث هي مهبا س‬ ‫حا س‬ ‫سائ ذ ه‬ ‫ت ه‬ ‫دا س‬ ‫عاب ذ ه‬ ‫ت ه‬ ‫ت هتائ ذهبا س‬ ‫ت هقان ذهتا س‬ ‫مهنا س‬ ‫مؤ م ذ‬ ‫ت ي‬ ‫ما س‬ ‫سل ذ ه‬‫م م‬ ‫ن ن‬ ‫منك ن ل‬ ‫م‬
‫ت‬ ‫م‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫وأ ه‬
‫ما ذ‬ ‫سل هذ‬ ‫م‬
‫ه ه ن م‬ ‫ل‬ ‫وا‬ ‫ن‬ ‫مي‬ ‫ذ‬ ‫ذ‬ ‫ل‬ ‫س‬ ‫م‬
‫ذ ل ن م‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ن‬ ‫إ‬‫)‬ ‫‪:‬‬ ‫تعالى‬ ‫وقال‬ ‫‪،‬‬ ‫(‬ ‫‪5‬‬ ‫‪:‬‬ ‫)التحريم‬ ‫را(‬ ‫كا‬
‫ه م ا‬ ‫ب‬
‫ت‬ ‫ذ‬ ‫ه‬
‫قا‬ ‫د‬ ‫صا‬ ‫وال‬
‫ه ذ ه ل ذ ذ ه ه ل ذ‬ ‫ن‬ ‫قي‬ ‫د‬ ‫صا‬ ‫وال‬ ‫ت‬ ‫تا‬‫ذ‬ ‫ن‬ ‫قا‬
‫ه‬ ‫م‬ ‫ل‬ ‫وا‬
‫ه ه‬ ‫ن‬ ‫تي‬
‫ذ‬ ‫ذ‬ ‫ن‬ ‫قا‬‫ه‬ ‫م‬ ‫ل‬ ‫وا‬ ‫مؤ م ذ ه ه ن ذ ه ذ ه‬
‫ت‬ ‫نا‬ ‫م‬ ‫م‬ ‫ؤ‬ ‫م‬ ‫م‬ ‫ل‬ ‫وا‬ ‫ن‬ ‫ني‬
‫ذ‬ ‫م‬ ‫هوال م ن‬
‫ن‬
‫صد مذقي ه‬ ‫مت ه ه‬ ‫ت هوال م ن‬ ‫شهعا ذ‬ ‫خا ذ‬ ‫ن هوال م ه‬ ‫شذعي ه‬ ‫خا ذ‬ ‫ت هوال م ه‬ ‫صاب ذهرا ذ‬ ‫ن هوال ل‬ ‫ري ه‬ ‫صاب ذ ذ‬‫هوال ل‬
‫م‬
‫جهن م‬ ‫ن فننرو ه‬ ‫ظي ه‬ ‫حافذ ذ‬ ‫ت هوال م ه‬ ‫ما ذ‬ ‫صائ ذ ه‬ ‫ن هوال ل‬ ‫مي ه‬ ‫صائ ذ ذ‬ ‫ت هوال ل‬ ‫صد مهقا ذ‬ ‫مت ه ه‬ ‫هوال م ن‬
‫ه‬
‫فهرة ا‬ ‫مغم ذ‬ ‫ه ل هنهم ل‬ ‫ت أع هد ل الل ل ن‬ ‫ذاك ذهرا ذ‬ ‫ه ك هذثيارا هوال ل‬ ‫ن الل ل ه‬ ‫ري ه‬ ‫ذاك ذ ذ‬ ‫ت هوال ل‬ ‫ظا ذ‬ ‫حافذ ه‬ ‫هوال م ه‬
‫ما( )الحزاب ‪. (35 :‬‬ ‫ه‬
‫ظي ا‬ ‫جارا ع ه ذ‬ ‫وهأ م‬
‫ممرأ هة ن‬ ‫ح ال م ه‬ ‫ـ روى البخارى عن أبى هريرة‪ ‬عن النبى ‪ ‬قال ‪" :‬ت نن مك ه ن‬
‫دا ه‬
‫ك‬ ‫فمر ب ذ ه‬ ‫دين ذهها هفاظ م ه‬ ‫ه‬
‫ت يه ه‬ ‫ن ت هرذب ه م‬ ‫دي ذ‬ ‫ت ال م‬ ‫ذا ذ‬ ‫مال ذهها وهل ذ ذ‬ ‫ج ه‬ ‫سب ذهها وه ه‬ ‫ح ه‬ ‫مال ذهها وهل ذ ه‬ ‫ذلمرب هسع ل ذ ه‬
‫" )‪. (2‬‬
‫ممرأ هة ن ذل همرب هسع ‪ :‬أى لجل أربع ‪.‬‬ ‫ح ال م ه‬ ‫ـ قوله ‪ :‬ت نن مك ه ن‬
‫سب ذهها ‪ :‬الحسب فى الصل الشرف بالباء‬ ‫ح ه‬ ‫مال ذهها وهل ذ ه‬ ‫ـ قوله ‪ :‬ل ذ ه‬
‫وبالقارب مأخوذ من الحساب لنهم كانوا إذا تفاخروا عدوا مناقبهم‬
‫ومآثر أبائهم وقومهم وحسبوها ‪ ،‬وقيل المراد بالحسب هنا الفعال‬
‫الحسنة ‪.‬‬
‫ويؤخذ منه أن الشريف النسيب نيستحب له أن يتزوج نسيبه إل‬
‫أن تعارض نسيبه غير دنينة وغير نسيبة دينة فتقدم ذات الدين وهكذا‬
‫فى كل الصفات ‪ ،‬وأما قول بعض الشافعية ‪" :‬يستحب أن ل تكون‬
‫المرأة ذات قرابة قريبة" فإن كان مستندا ا إلى الخبر فل أصل له أو‬

‫)‪(1‬‬
‫انظر البخارى )‪. (1970\5‬‬
‫)‪(2‬‬
‫أخرجه البخارى )‪ (1958\5‬ومسلم )‪. (1086\2‬‬
‫‪18‬‬ ‫تحفة العروسين‬
‫إلى التجربة وهو أن الغالب أن الولد بين القريبين يكون أحمق فهو‬
‫متجه )‪. (1‬‬
‫مال ذهها ‪ :‬يؤخذ منه استحباب تزوج الجميلة إل أن‬ ‫ج ه‬
‫ـ قوله ‪ :‬وه ه‬
‫تعارض الجميلة الغير دينة والغير جميلة الدينة نعم لو تساوتا فى‬
‫الدين فالجميلة أولى ويلتحق بالحسنة الذات الحسنة الصفات ومن‬
‫ذلك أن تكون خفيفة الصداق ‪.‬‬
‫ن ‪ ،‬فى حديث جابر ‪" :‬فعليك بذات‬ ‫دي ذ‬ ‫ت ال م‬ ‫ذا ذ‬ ‫فمر ب ذ ه‬‫ـ قوله ‪ :‬هفاظ م ه‬
‫الدين" والمعنى أن اللئق بذى الدين والمروءة أن يكون الدين‬
‫مطمح نظره فى كل شئ ل سيما فيما تطول صحبته فأمره النبى ‪‬‬

‫بتحصيل صاحبة الدين الذى هو غاية البغية ‪.‬‬


‫ك ‪ :‬أى لصقتا بالتراب ‪ ،‬وهى كناية عن الفقر‬ ‫دا ه‬ ‫ت يه ه‬‫ـ قوله ‪ :‬ت هرذب ه م‬
‫وهو خبر بمعنى الدعاء لكن ل يراد به حقيقته وبهذا جزم صاحب‬
‫العمدة زاد غيره أن صدور ذلك من النبى ‪ ‬فى حق مسلم ل‬
‫يستجاب لشرطه ذلك على ربه ‪ ،‬وحكى بن العربى أن معناه‬
‫استغنت ورد بان المعروف اترب إذا استغنى وترب إذا افتقر ووجه‬
‫بأن الغنى الناشئ عن المال تراب لن جميع ما فى الدنيا تراب ول‬
‫يخفى بعده وقيل معناه ضعف عقلك وقيل افتقرت من العلم وقيل‬
‫فيه تقدير شرط أى وقع لك ذلك إن لم تفعل ورجحه بن العربى‬
‫وقيل معنى افتقرت خابت )‪. (2‬‬
‫فأول الشروط وأهمها التى يجب أن تتوفر فى الزوجة ‪ :‬الدين‬
‫ه‬ ‫ه‬
‫م(‬ ‫شرذك هةس وهل هوم أع م ه‬
‫جب هت مك ن م‬ ‫م م‬‫من ي‬ ‫خي ملر م‬
‫ة ه‬
‫من ه ل‬‫مؤ م ذ‬‫ة ي‬‫م ل‬‫‪،‬كما قال تعالى ‪) :‬وهل ه‬
‫ن هوالط لي منبو ه‬
‫ن‬ ‫ت ذللط لي مذبي ه‬ ‫)البقرة ‪ (221 :‬ولقوله تعالى ‪) :‬هوالط لي مهبا ن‬
‫ب‬‫ت ل مل مغهي م ذ‬‫ظا ل‬ ‫حافذ ه‬ ‫ت ه‬ ‫ت ) )النور ‪ ، (26 :‬وقوله تعالى ‪) :‬هقان ذهتا ل‬ ‫ذللط لي مهبا ذ‬
‫ت منها‬ ‫ه( )النساء‪ ، (35 :‬فإنها إن كانت على دين رجو ه‬ ‫ظ الل ن ن‬
‫ف ه‬‫ح ذ‬‫ما ه‬ ‫بذ ه‬
‫الخير ‪ ،‬وأول مظاهر تدين المرأة "الصلة" ‪ ،‬وهى الصلة بين العبد‬
‫ت منها أن‬ ‫وربه ‪ ،‬فإن كانت على صلة طيبة بينها وبين ربها رجو ه‬
‫تكون على صلة طيبة بينك وبينها ـ ولله المثل العلى ـ فمن فرطت‬
‫فى أمر ربها وحقه ل عيب عليها إن فرطت فى أمر وحق زوجها !! ‪،‬‬
‫ومن رضى أن تكون زوجته مفرطة فى أمر ربها وفرضه فل يلومن‬
‫إل نفسه إن هى فرطت فى حقه ولم تحافظ على بيته ‪.‬‬
‫)‪ (1‬كذا فطن أهل العلم من المسلمين منذ زمن إلى الثار المترتبة على زواج القارب وحذروا‬
‫منها ‪ ،‬حتى جاء العلم الحديث مؤيدا ا لمقالتهم وما ذهبوا إليه ‪.‬‬
‫ـ ويجدر بنا هنا التنبيه إلى خضوع الزوجين إلى الكشف قبل الزواج دفعا ا لية آثار جانبية قد‬
‫تظهر بعد الزواج فى حالت بعينها ‪.‬‬
‫)‪ (2‬انظر فتح البارى )‪ (136\5‬بتصرف ‪.‬‬
‫تحفة العروسين‬ ‫‪19‬‬

‫ـ وإذا كــانت الزوجــة ذات ديــن فهـى علــى خلـق ‪ ،‬وهــذا بــديهى ‪،‬‬
‫فالدين السلمى وهو دين الوسطية من يعتنقه يكــون بيــن الفــراط‬
‫والتفريط ‪ ،‬فل هى مفرطة فـى تـدينها ول هـى مفرطـة فـى دينهـا ‪،‬‬
‫وتراها وقد تخلقت بخلــق القــرآن الكريــم ‪ ،‬مــن حجــاب ومعــاملت‬
‫وحديث وغير هذا مما فرضه القرآن الكريم على المرأة ‪.‬‬
‫غب النبى‪ ‬فى‬ ‫وإذا انضم إلى الدين الجمال فبها ونعمت ‪ ،‬وقد ر ل‬
‫ل" )‪ ، (1‬وقوله‪ ‬وقد سئل‬ ‫ما ه‬ ‫ج ه‬ ‫ب ال م ه‬ ‫ح ي‬ ‫ل ين ذ‬‫مي ل‬ ‫ج ذ‬ ‫ه ه‬ ‫ن الل ل ه‬ ‫الجمال فقال ‪" :‬إ ذ ل‬
‫مهر وههل‬ ‫ه‬
‫ذا أ ه‬ ‫ه إذ ه‬ ‫طيعن ن‬‫ذا ن هظ ههر وهت ن ذ‬ ‫سيره ن إ ذ ه‬ ‫‪" :‬أى النساء خير ؟ قال ‪" :‬ال لذتي ت ه ن‬
‫ما ي هك مهر ن‬
‫)‪(2‬‬
‫ه" ‪ ،‬والمرأة المتدينة الجميلة‬ ‫مال ذهها ب ذ ه‬ ‫سهها وه ه‬ ‫ف ذ‬ ‫ه ذفي ن ه م‬ ‫ف ن‬‫خال ذ ن‬
‫تن ه‬
‫نور على نور ‪ ،‬وإن كانت ذات مال وحسب فقد جمعت من صفات‬
‫الخير الكثير ‪.‬‬
‫ا‬ ‫ا‬
‫ـ ومن الصفات المطلوبة فى الزوجة أن تكون ودودا ولودا ‪ ،‬كما‬
‫م" )‪. (3‬‬ ‫كاث ذلر ب ذك ن م‬ ‫م ه‬ ‫دود ه فهإ ذمني ن‬ ‫جوا ال موهنلود ه ال موه ن‬ ‫قال‪ " : ‬ت ههزول ن‬
‫ساسء‬ ‫خي منر ن ذ ه‬ ‫ـ ومنها أيضا ‪ :‬أن تكون ذات عطف وحنان لقوله‪ " : ‬ه‬ ‫ا‬
‫ه" ‪.‬‬ ‫)‪(1‬‬
‫ت ي هد ذ ذ‬ ‫ذا ذ‬ ‫ج ذفي ه‬ ‫لى هزوم س‬
‫عاه ن ع ه ه‬ ‫ل وهأ همر ه‬ ‫ف س‬ ‫حهناه ن ع ههلى ط ذ م‬ ‫لأ م‬
‫ركبن املب ه ه‬
‫ه ذ م ه ذذ‬
‫عب ن ه‬ ‫ه‬
‫جت ههها ب ذك مارا ت نل ذ‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ا‬
‫ك‬ ‫ـ أن تكون بكرا ‪ :‬لقوله‪ ‬لجابر ‪" : ‬أل ت ههزول م‬
‫حك نهها" )‪. (2‬‬ ‫ضا ذ‬‫ك وهت ن ه‬ ‫حك ن ه‬ ‫ضا ذ‬ ‫عب نهها وهت ن ه‬‫وهت نهل ذ‬
‫ح عن أم المؤمنين عائشة ـ رضى الله عنها ـ وعن أبيها أنها‬ ‫ـ وص ل‬
‫قالت يوما ا لرسول الله ‪ ‬ـ وهى تشير إلى زواجه منها ‪ ،‬وهى البكر‬
‫ه ه‬
‫ت هواد ذايا‬ ‫ت ل هوم ن ههزل م ه‬ ‫التى لم يتزوج رسول الله‪ ‬غيرها بكرا ا ـ ‪" :‬أهرأي م ه‬
‫ه‬ ‫جهرة ل قهد م أ نك ذ ه‬
‫ت‬‫من مهها ذفي أي مهها ك نن م ه‬ ‫ل ذ‬ ‫م ي نؤ مك ه م‬ ‫جارا ل ه م‬ ‫ت ه‬
‫ش ه‬ ‫جد م ه‬‫من مهها وهوه ه‬ ‫ل ذ‬ ‫ش ه‬‫وهذفيهذ ه‬
‫ه‬
‫م‬‫ل الل لهذ ‪ ‬ل ه م‬ ‫سو ه‬ ‫ن هر ن‬ ‫من مهها ت هعمذني أ ل‬ ‫م ي نمرت هعم ذ‬ ‫ذيِ ل ه م‬ ‫ل ذفي ال ل ذ‬ ‫ك هقا ه‬ ‫ت نمرت ذعن ب هذعيهر ه‬
‫ها" )‪. (3‬‬ ‫ج ب ذك مارا غ هي مهر ه‬ ‫ي هت ههزول م‬
‫ـ فان كانت هناك قرينة تدعو إلى نكاح الثيب فبها ونعمت ‪.‬‬
‫ـ ومن طريف ما روى فى الفرق بين الثيب والبكر أن جارية‬
‫عرضت على الخليفة المتوكل فقال لها ‪ :‬أبكر أنت أم أيش ؟ قال ‪:‬‬
‫أيش يا أمير المؤمنين ! ‪.‬‬
‫)‪(1‬‬
‫أخرجه مسلم ‪.‬‬
‫)‪(2‬‬
‫تقدم ‪.‬‬
‫)‪(3‬‬
‫تقدم ‪.‬‬
‫)‪(1‬‬
‫أخرجه البخارى )‪ (1955\5‬ومسلم )‪. (1959\4‬‬
‫)‪(2‬‬
‫تقدم ‪.‬‬
‫)‪(3‬‬
‫أخرجه البخارى )‪. (1953\5‬‬
‫‪20‬‬ ‫تحفة العروسين‬
‫ـ واشترى أحدهم جارية فسألها ‪ :‬ما أحسبك إل بكرا ا ! فقالت له‬
‫‪ :‬لقد كثرت الفتوح فى زمان الواثق ! ‪.‬‬
‫ـ وقال أحدهم لجارية ‪ :‬أبكر أنت ؟ قالت ‪ :‬نعوذ بالله من الكساد‬
‫)تعنى الثيوبة( ! ‪.‬‬
‫ـ وعرضت على أحدهم جاريتان بكر وثيب فمال إلى البكر ‪،‬‬
‫فقالت الثيب ‪ :‬أما رغبت فيها وما بينى وبينها إل يوم ـ تعنى أنها ليلة‬
‫)وإن يوما عند رب ه ه‬
‫ك ك هأل م ذ‬
‫ف‬ ‫بين البكر وكونها تكون ثيب ـ فقال لها ‪ :‬ه ذ ل ه م ا ذ ه ه م‬
‫ن( )الحج ‪. (47 :‬‬
‫دو ه‬
‫ما ت هعن ي‬
‫م ل‬
‫سن هةس م‬
‫ه‬
‫ـ أن تكون ممن تربى على مائدة القرآن والسنة ‪ ،‬ل ممن تربى‬
‫على مائدة الشرق والغرب ‪ ،‬التى تجرى وتلهث خلف كل ما هو‬
‫جديد فى عالم الموضة والزياء والمناكير ‪ ،‬ودنيا "الكاسيت"‬
‫والمطربين وتأخذ سنتها وقدوتها من المطربين والمطربات‬
‫والراقصين والراقصات والممثلين والممثلت ‪ ،‬فالحذر أخى من‬
‫القتران بفتاة لم تختمر بخمار ربها ‪ ،‬وقدمت عليه خمار أهل الفن‬
‫والدعارة والمجون فعلراها ولم يسترها ‪ ،‬وجعلها سلعة معروضة‬
‫لكل ذى عينين لينظرها ‪ ،‬وشفتين ليحدثها ويمازحها ويهاتفها ‪ ،‬ويدين‬
‫فى الطريق والمواصلت يتحسسها ‪ ،‬فاظفر بذات الدين تربت‬
‫يداك )‪. (1‬‬
‫ـ ومن مواصفات الزوجة الصالحة أيضا ا من ‪:‬‬
‫ـ التى تحسن الستماع إلى زوجها وتعينه على طاعة الله‪، ‬‬
‫الرقيقة الطيبة الحانية الزاهدة الستيرة الراضية الرزينة الطاهرة‬

‫)‪ (1‬ففى أثناء كتابة هذه السطور يتعرض أحدهم لفسخ خطوبته الثالثة فى خلل عام واحد ‪،‬‬
‫فبعد أن انهى علقته بمخطوبته الولى ـ رغم كونها ذات دين وخلق ‪ ،‬ول اعلم سببا ا مقنعا ا لديه‬
‫لفسخ تلك الخطبة ـ عرضت عليه أخته فتاة ‪ :‬ل تصلى ‪ ،‬متبرجة سافرة ‪ ،‬ول أظن الهل‬
‫أصحاب صلة ودين لبعض ما شهدته عندهم ‪ ،‬ثم إذا به يكتشف أنها على علقة ـ صداقة ! ـ‬
‫بشخص آخر ! فأنهى علقته بها ‪ ،‬ولن البيت بيت لم تحطه سياج الدين والعفة والداب‬
‫السلمية ‪ ،‬فكان يجالس أختها ويمازحها ويضاحكها ‪ ،‬لما ل وهى أخت خطيبته والكل اخوات‬
‫وحبايب !! ‪" ،‬فوقع" فى حبها من "النظرة الولى" ‪ ،‬وألقت الفتاة شباكها عليه ‪ ،‬حتى جاءنى‬
‫يوما ا ليقص على مدى تعلقه بها وحبه لها ‪ ،‬فحذرته أن يكون الناء واحد ! وقلت له ‪ :‬اخشى‬
‫عليك ان تكون تلك الفتاة قد رضعت من نفس الناء فتكون كأختها ‪ ،‬فقال ‪ :‬ل ل ‪ ،‬إنها مختلفة‬
‫تماما ا عن اختها ‪ ،‬قلت له ‪ :‬ولكنها ل تصلى ‪ ،‬وأنت والحمد لله من أهل الصلة ‪ ،‬فل يغرنك منها‬
‫معسول الكلم والمل فى صلتها ‪ ،‬قال بلسان الحال ـ وكما يقول كثير من شبابنا الطيب ‪:‬‬
‫لعلى أكون سببا ا فى "شدها" هدايتها إلى طريق ربها ‪ ،‬وبدل ا من أن تشدها أنت لعلى تهوى‬
‫هى بك لسفل ـ لعلى أكون سببا ا فى التزامها بدبنها وصلتها ‪ ،‬حتى فوجئت به منذ أيام قليلة‬
‫ومع حلول شهر رمضان المبارك يكلمنى هاتفيا ا قائل ا ‪ :‬لقد أنهيت علقتى بالفتاة واختها ! كيف‬
‫ت تهيم حبا ا بها ؟ قال ‪ :‬لقد اكتشفت علقتها بأكثر من شاب ‪ ،‬والكل عنده رقم‬ ‫يا أخى وقد كن ه‬
‫الهاتف والمواعيد والتنزه والخروج ووووو ‪.‬‬
‫تحفة العروسين‬ ‫‪21‬‬

‫من ليست بالحنانة‬ ‫العفيفة خفية الصوت الودودة الحليمة الرفيقة ه‬


‫)‪ (1‬أو المنانة )‪ (2‬أو النانة )‪ (3‬أو النقارة أو البراقة أو الخداعة أو‬
‫الكذابة أو الحداقة )‪ (4‬أو الشداقة )‪ (5‬أو اللعوب أو المتفاكهة أو‬
‫المتواكلة أو الكسولة أو المتهتكة أو العاهرة أو العصبية أو الخيالية‬
‫أو العنيدة أو الساذجة ‪ ،‬ول متمرضة ‪ ،‬ول متشدقة ‪ ،‬ول تفرط فى‬
‫زينتها ‪ ،‬ول مهملة لنفسها وجمالها ‪.‬‬
‫ـ هذا ول حرج فى عرض الرجل ابنته أو أخته على من يرى فيه‬
‫الصلح ‪ ،‬فقد عرض شعيب إبنته على موسى عليهما السلم كما‬
‫ح ه‬ ‫ل إني أ نريد أ ه ن‬
‫ن(‬ ‫هات هي م ذ‬ ‫ي ه‬ ‫دى اب من هت ه ل‬ ‫ح ه‬‫ك إذ م‬ ‫ن أنك ذ ه‬ ‫ذ ن م‬ ‫أخبر تعالى عنه قوله ‪) :‬هقا ه ذ م‬
‫)القصص ‪ (27 :‬الية ‪.‬‬
‫ـ وقد عرض الفاروق عمر ‪ ‬ابنته حفصة للزواج بعدما مات‬
‫زوجها ‪ ،‬كما روى البخارى وغيره عن عمر بن الخطاب وقد تأيمت‬
‫ت‬‫قل م ن‬ ‫ة فه ن‬ ‫ص ه‬ ‫ف ه‬ ‫ح م‬ ‫ت ع هل هي مهذ ه‬ ‫ض ن‬ ‫ن فهعههر م‬ ‫فا ه‬ ‫ن عه ل‬ ‫ن بم ه‬ ‫ما ه‬ ‫ت ع نث م ه‬ ‫قي ن‬ ‫ابنته ‪ ‬يقول ‪" :‬فهل ه ذ‬
‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬
‫ريِ ‪ ،‬فهل هب ذث م ن‬
‫ت‬ ‫م ذ‬ ‫سأن مظ ننر ذفي أ م‬ ‫ل ه‬ ‫مهر ‪ ،‬هقا ه‬ ‫ت عن ه‬ ‫ة ب ذن م ه‬ ‫ص ه‬‫ف ه‬ ‫ح م‬ ‫ك ه‬ ‫حت ن ه‬ ‫ت أن مك ه م‬ ‫شئ م ه‬ ‫ن ذ‬ ‫إذ م‬
‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬
‫ت‬‫قي ن‬ ‫منر ‪ :‬فهل ذ‬ ‫ل عن ه‬ ‫ذا ‪ ،‬هقا ه‬ ‫مي هه ه‬ ‫ج ي هوم ذ‬ ‫ن ل أت ههزول ه‬ ‫دا ذلي أ م‬ ‫ل ‪ :‬قهد م ب ه ه‬ ‫قا ه‬ ‫ي ‪ ،‬فه ه‬ ‫ل ههيال ذ ه‬
‫ه‬ ‫ه‬ ‫أ ههبا ب هك مرس فه ن‬
‫ت أنبو ب هك مرس‬ ‫م ه‬ ‫ص ه‬ ‫مهر ‪ ،‬فه ه‬ ‫ت عن ه‬ ‫ة ب ذن م ه‬ ‫ص ه‬ ‫ف ه‬ ‫ح م‬ ‫ك ه‬ ‫حت ن ه‬ ‫ت أن مك ه م‬ ‫شئ م ه‬ ‫ن ذ‬ ‫ت ‪ :‬إذ م‬ ‫قل م ن‬
‫ه‬
‫ممني ع ههلى ع نث م ه‬ ‫جد ه)‪ (7‬ذ‬ ‫ت ع هل هي مهذ أوم ه‬ ‫شي مائا ‪ ،‬فهك نن م ن‬ ‫ي ه‬ ‫جعم إ ذل ه ل‬ ‫فهل ه م‬
‫)‪(6‬‬
‫ن‪،‬‬ ‫ما ه‬ ‫م ي همر ذ‬
‫ه‬ ‫ه‬
‫قي ه هذني أنبو ب هك مرس‬ ‫حت نهها إ ذلياه ن ‪ ،‬فهل ه ذ‬ ‫ل الل لهذ ‪ ‬فهأن مك ه م‬ ‫سو ن‬ ‫خط هب ههها هر ن‬ ‫م ه‬ ‫ي ثن ل‬ ‫ت ل ههيال ذ ه‬ ‫فهل هب ذث م ن‬
‫ك‪،‬‬ ‫جعم إ ذل هي م ه‬ ‫م أمر ذ‬ ‫ة فهل ه م‬ ‫ص ه‬‫ف ه‬ ‫ح م‬ ‫ي ه‬ ‫ت ع هل ه ل‬ ‫ض ه‬ ‫ن ع ههر م‬ ‫حي ه‬ ‫ي ذ‬ ‫ت ع هل ه ل‬ ‫جد م ه‬ ‫ك وه ه‬ ‫ل ‪ :‬ل هعهل ل ه‬ ‫قا ه‬ ‫فه ه‬
‫ت إ ذلل‬ ‫جعه إ ذل هي م ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬
‫ض ه‬ ‫ما ع ههر م‬ ‫ك ذفي ه‬ ‫ن أمر ذ‬ ‫من هعمذني أ م‬ ‫م يه م‬ ‫ه له م‬ ‫ل ‪ :‬فهإ ذن ل ن‬ ‫م ‪ ،‬هقا ه‬ ‫ت ‪ :‬ن هعه م‬ ‫قنل م ن‬
‫ها فهل ه ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬
‫سلر‬ ‫ي ذ‬ ‫ش ه‬ ‫ن ذل نفم ذ‬ ‫م أك ن م‬ ‫م‬ ‫ل الل لهذ ‪ ‬قهد م ذ هك ههر ه‬ ‫سو ه‬ ‫ن هر ن‬ ‫تأ ل‬ ‫م ن‬ ‫أمني قهد م ع هل ذ م‬
‫قب ذل مت نهها" )‪. (1‬‬ ‫ل الل لهذ ‪ ‬وهل هوم ت ههرك ههها ل ه ه‬ ‫سو ذ‬ ‫هر ن‬
‫ـ ولم يزل هذا المر منذ رسول الله‪ ‬ثم صحابته الكرام رضوان‬
‫الله عليهم أجمعين من بعده ‪ ،‬حتى سنلمه الصحابة إلى التابعين‬
‫وتابعى التابعين ‪ ،‬فقد ذكرت كتب السير عن عبد الله بن وداعة قال‬
‫)‪(1‬‬
‫التى تحن إلى زوج آخر غير زوجها ‪ ،‬أو من تقارن بينه وبين غيره ‪.‬‬
‫)‪(2‬‬
‫كثيرة المن على زوجها بما فعلت ‪.‬‬
‫)‪(3‬‬
‫كثيرة النين والشكوى ‪.‬‬
‫)‪(4‬‬
‫التى تشتهى كل تقع عليه حدقتها ‪ ،‬فتكلف زوجها ما ل يطيق ‪.‬‬
‫)‪(5‬‬
‫المتشدقة فى كلمها المتقعرة فيه ‪.‬‬
‫)‪(6‬‬
‫أى لم يتكلم بشئ ‪.‬‬
‫أى أكثر وجدا ا وحزنا ا ‪.‬‬ ‫)‪(7‬‬

‫)‪(1‬‬
‫أخرجه البخارى ‪.‬‬
‫‪22‬‬ ‫تحفة العروسين‬
‫‪ :‬كنت أجالس سعيد بن المسيب فتفقدنى أياما ا )‪ ، (2‬فلما أتيته قال‬
‫ت ‪ :‬توفيت زوجتى فاشتغلت بها ‪ ،‬قال ‪ :‬هل أخبرتنا‬ ‫‪ :‬أين كنت ؟ قل ن‬
‫فشهدناها ؟ قال ‪ :‬ثم أردت أن أقوم ‪ ،‬فقال ‪ :‬هل استحدثت امرأة ؟‬
‫فقلت ‪ :‬يرحمك الله تعالى ‪ ،‬ومن يزوجنى وما أملك إل درهمين أو‬
‫ثلثا ا ‪ ،‬فقال ‪ :‬أنا )‪ ، (3‬فقلت ‪ :‬وتفعل ؟ ! قال ‪ :‬نعم ‪ ،‬فحمد الله‬
‫تعالى وصلى على النبى‪ ‬وزوجنى على درهمين ـ أو قال ‪ :‬ثلثة ـ‬
‫قال ‪ :‬فقمت وما أدرى ما أصنع من الفرح ‪ ،‬فعدت إلى منزلى‬
‫وجعلت أفكر ممن آخذ ‪ ،‬ممن أستدين ‪ ،‬فصليت المغرب وانصرفت‬
‫ت صائما ‪ ،‬فقدمت عشائى لفطر ‪،‬‬ ‫إلى منزلى ‪ ،‬فأسرجت ‪ ،‬وكن ن‬
‫وكان خبزا ا وزيتا ا ‪ ،‬وإذا بالباب يقرع ‪ ،‬فقلت ‪ :‬من هذا ؟ ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫سعيد ‪ ،‬قال ‪ :‬ففكرت فى كل إنسان اسمه سعيد ‪ ،‬إل سعيد بن‬
‫المسيب ‪ ،‬وذلك أنه لم يمر أربعين سنة إل بين داره والمسجد ‪،‬‬
‫فخرجت إليه ‪ ،‬فإذا به سعيد بن المسيب ‪ ،‬فظننت أنه بدا له ـ أى‬
‫رجع عن رأيه ـ فقلت ‪ :‬يا أبا محمد ‪ :‬لو أرسلت إلى ! لتيتك ‪ ،‬فقال‬
‫‪ :‬ل ‪ ،‬أنت أحق أن تؤتى ‪ ،‬فقلت ‪ :‬ماذا تأمر ؟ فقال ‪ ،‬إنك رجل ا عزبا ا‬
‫ت ‪ ،‬فكرهت أن تبيت الليلة وحدك ‪ ،‬وهذه امرأتك ‪ ،‬وإذا هى‬ ‫فتزوج ه‬
‫قائمة خلفه فى طوله ‪ ،‬فدفعها فى الباب ورده ‪.‬‬
‫قال ‪ :‬ثم دخلت بها ‪ ،‬فإذا هى من أجمل النساء وأحفظ الناس‬
‫لكتاب الله تعالى وأعلمهم لسنة رسول الله ‪ ، ‬وأعرفهم بحق‬
‫الزوج ‪.‬‬
‫ـ ول حرج أيضا فى عرض المرأة نفسها على من ترى فيه الزوج‬‫ا‬
‫الصالح لها ‪،‬إذا أمنت الفتنة ‪ ،‬وكان الرجل صالحا ا ورعا ا ‪ ،‬كما كان‬
‫من أم المؤمنين خديجة ـ رضى الله عنها ـ وعرضها نفسها على‬
‫النبى ‪. ‬‬
‫ـ وهنا ننبه إلى التأنى فى اختيار زوجة المستقبل ‪ ،‬فلتستحب‬
‫العجلة دون انتقاء زوجة المستقبل ‪ ،‬فما هى المعايير والسس‬
‫الموضوعة عند اختيار زوج وزوجة المستقبل ‪.‬‬
‫ـ أسس اختيِار الزوج ‪:‬‬
‫ـ أما السس التى يجب على كل فتاة أن تضعها نصب عينيها عند‬
‫قبول من يتقدم لخطبتها ‪ ،‬فأول هذه الشروط والسس والمعايير ‪:‬‬

‫)‪ (2‬أى فقدنى فى مجلسه ‪ ،‬وكان هذا من الداب التى يتحلى بها أهل العلم ‪ ،‬وهو تفقدهم أهل‬
‫مجالستهم ومعرفة حالهم ‪.‬‬
‫)‪ (3‬وكان لسعيد بن المسيب بنت قد خطبها الخليفة عبد الملك بن مروان لبنه الوليد فرفضه‬
‫سعيد بن المسيب ‪.‬‬
‫تحفة العروسين‬ ‫‪23‬‬

‫الدين ‪ ،‬فإن صاحب الدين إذا احب المرأة أكرمها ‪ ،‬وإذا كرهها لم‬
‫يظلمها ‪.‬‬
‫ه‬
‫م( )البقرة‬ ‫جب هك ن م‬ ‫ك وهل هوم أع م ه‬ ‫شرذ س‬ ‫م م‬ ‫من ي‬ ‫خي ملر م‬ ‫ن ه‬ ‫م ل‬ ‫مؤ م ذ‬ ‫ـ قال تعالى ‪) :‬وهل هعهب مد ل ي‬
‫ت(‬ ‫ن ذللط لي مهبا ذ‬ ‫ن هوالط لي منبو ه‬ ‫ت ذللط لي مذبي ه‬ ‫‪ ، (221 :‬وقوله تعالى ‪) :‬هوالط لي مهبا ن‬
‫ه‬
‫ق ن‬‫خل ن ه‬‫ه وه ن‬ ‫ن ذدين ه ن‬ ‫ضوم ه‬ ‫ن ت همر ه‬ ‫م م‬ ‫م ه‬ ‫ب إ ذل هي مك ن م‬ ‫خط ه ه‬ ‫ذا ه‬ ‫)النور ‪ ، (26 :‬وقال ‪" : ‬إ ذ ه‬
‫ه‬ ‫م‬
‫ض وهفه ه‬ ‫فعهنلوا ت هك ن م‬ ‫جوه ن إ ذلل ت ه م‬ ‫فههزوم ن‬
‫)‪(1‬‬
‫ض" ‪.‬‬ ‫ري ل‬ ‫ساد ل ع ه ذ‬ ‫ة ذفي المر ذ‬ ‫ن فذت من ه ل‬
‫وقال النبى ‪ ‬لبنى بياضة ‪" :‬أنكحوا أبا هند وأنكحوا إليه ‪ ،‬وكان‬
‫حجاماا" )‪. (2‬‬
‫ل‬‫سو ذ‬ ‫ل ع ههلى هر ن‬ ‫ج ل‬ ‫ملر هر ن‬ ‫وعن ابن أبى حازم عن أبيه عن سهل قال ‪ " :‬ه‬
‫ه‬ ‫ه‬
‫ح‬‫ن ي نن مك ه ه‬‫بأ م‬ ‫خط ه‬ ‫ن ه‬ ‫حرذيِق إ ذ م‬ ‫ذا ؟ هقانلوا ‪ :‬ه‬ ‫ن ذفي هه ه‬ ‫قونلو ه‬ ‫ما ت ه ن‬ ‫ل‪ :‬ه‬ ‫قا ه‬ ‫الل لهذ ‪ ‬فه ه‬
‫فع وإن هقا ه ه‬ ‫ش ه ه‬
‫ج ل‬
‫ل‬ ‫ملر هر ن‬ ‫ت ‪ ،‬فه ه‬ ‫سك ه ه‬ ‫م ه‬ ‫ل ‪ :‬ثن ل‬ ‫معه ‪ ،‬هقا ه‬ ‫ست ه ه‬ ‫ن ين م‬ ‫لأ م‬ ‫ش ل ه هذ م‬ ‫ن ين ه‬ ‫فعه أ م‬ ‫ن ه‬ ‫وهإ ذ م‬
‫ن‬
‫حرذيِق إ ذ م‬ ‫ذا ؟ هقانلوا ‪ :‬ه‬ ‫ن ذفي هه ه‬ ‫قونلو ه‬ ‫ما ت ه ن‬ ‫ل‪ :‬ه‬ ‫قا ه‬ ‫ن فه ه‬ ‫مي ه‬ ‫سل ذ ذ‬‫م م‬ ‫قهراذء ال م ن‬ ‫ن فن ه‬ ‫م م‬ ‫ذ‬
‫قا ه‬
‫ل‬ ‫مع ه ‪ ،‬ف ه ه‬ ‫ت‬ ‫س‬ ‫ي‬ ‫ل‬‫ه‬ ‫ن‬ ‫ه‬ ‫أ‬ ‫ه‬
‫ل‬ ‫قا‬‫ه‬ ‫ن‬ ‫إ‬ ‫و‬ ‫ع‬ ‫ل‬ ‫ف‬ ‫ش‬ ‫ه‬ ‫ي‬ ‫ل‬‫ه‬ ‫ن‬ ‫ه‬ ‫أ‬ ‫ع‬ ‫ه‬ ‫ف‬ ‫ش‬ ‫ه‬ ‫ن‬ ‫إ‬ ‫و‬ ‫ح‬ ‫ه‬ ‫ك‬ ‫ن‬‫ي‬ ‫ل‬ ‫ه‬ ‫ن‬ ‫ه‬ ‫أ‬ ‫ب‬ ‫ه‬ ‫ط‬ ‫خ‬
‫ه‬
‫ن م ه ه‬ ‫م‬ ‫ه هذ م‬ ‫ن‬ ‫ه م‬ ‫نم ه هذ م‬ ‫ه م‬
‫ذا" ‪.‬‬‫)‪(1‬‬
‫ل هه ه‬ ‫مث م ه‬ ‫ض ذ‬ ‫ه‬ ‫م‬ ‫م م‬ ‫ل اللهذ ‪ ‬هه ه‬ ‫ل‬ ‫سو ن‬
‫لذء المر ذ‬ ‫ن ذ‬ ‫م م‬ ‫خي ملر ذ‬ ‫ذا ه‬ ‫‪ :‬هر ن‬
‫فالدين أختاه هو "الترمومتر" الذى تستطيعين به الحكم على‬
‫الرجال ‪ ،‬وليس ما يملك من مال أو شهادات ‪ ،‬ولكن إن انضم إلى‬
‫الدين المال أو المؤهل فبها ونعمت ‪ ،‬ول نيقدم أبدا ا على صاحب‬
‫الدين صاحب أحدث صيحة فى قص الشعر ! أو أحدث صيحة فى‬
‫عالم الملبس ! ومن يحفظ الغانى ول يعى صدره آية من كتاب‬
‫الله تعالى ‪ ،‬أو حديثا ا من أحاديث النبى‪ ‬ول المتخنثين الذين عج‬
‫بهم الطريق فل تستطيع أن تفرق بين الفتى والفتاة من الملبس أو‬
‫الشعر ! ول صاحب الكلم المعسول ‪" ،‬الدبور" الذى يتنقل بين‬
‫الزهار ليرتشف الرائحة من هذه وتلك ‪ ،‬ول من يقف على باب‬
‫مدرستك ينتظر خروجك لتتنزها معا ا خلسة عن الهل ‪ ،‬ول من ذاق‬
‫طعم "القبلة" منك قبل أن تحلى له ‪ ،‬ول من يضع "السطوانة" فى‬
‫حديثك معه تليفونيا ن ‪ ،‬الحذر الحذر أختاه من تلك الذئاب الضارية ‪،‬‬
‫واعلمى أنه لن يستقيم بيت نال فيه الشاب ما أراده من فتاته قبل‬
‫البناء بها ‪ ،‬فهو بين شقى رحى ‪ :‬الشك فيها أن تكون مع غيره كما‬
‫كانت له قبل البناء ‪ ،‬وبين إذللها بتسليمها نفسها له قبل أن تحل له‬
‫)‪(1‬‬
‫صحيح ‪ :‬أخرجه الترمذى )‪ (1085‬وابن ماجة )‪ (607-606‬والحاكم )‪. (164\2‬‬
‫)‪(2‬‬
‫صحيح ‪ :‬أخرجه البيهقى )‪. (136\7‬‬
‫)‪(1‬‬
‫أخرجه البخارى )‪. (1958\5‬‬
‫‪24‬‬ ‫تحفة العروسين‬
‫‪ ،‬فكونى على حذر أختاه ‪ ،‬وعليك بصاحب الدين الذى يريد أن يأخذ‬
‫بيدك إلى ربك وإلى جنته ‪.‬‬
‫فإن كان من حملة كتاب الله تعالى فنيقدم على غيره ‪ ،‬وان كان‬
‫من أهل الدعوة إلى الله بالموعظة الحسنة فبها ونعمت ‪ ،‬فالدين‬
‫هو الساس الذى عليه نتبنى الحياة الزوجية السعيدة ‪.‬‬
‫شهر‬ ‫مع م ه‬‫ـ أن يكون مستطيعا ا لتحمل نفقات الزواج لقوله‪" : ‬هيا ه‬
‫ه‬
‫صرذ‬‫ض ل ذل مب ه ه‬ ‫ه أغ ه ي‬ ‫ج فهإ ذن ل ن‬ ‫طاع ه ال مهباهءة ه فهل مي هت ههزول م‬ ‫ست ه ه‬
‫ن ا م‬ ‫م ذ‬ ‫ب ه‬ ‫شهبا ذ‬‫ال ل‬
‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫م‬ ‫ه‬
‫جاءل"‬ ‫ه وذ ه‬ ‫ه ل ن‬ ‫صومم ذ فهإ ذن ل ن‬ ‫ست هط ذعم فهعهلي مهذ ذبال ل‬ ‫م يه م‬ ‫ن ل م‬ ‫م م‬ ‫ج وه ه‬ ‫فمر ذ‬‫ن ل ذل ه‬
‫ص ن‬‫ح ه‬‫وهأ م‬
‫)‪. (1‬‬
‫وكم من شاب "أحب فتاة" ‪ ،‬والتقت الفكار بعد العيون ‪،‬‬
‫وتناغمت النفاس تعزف أجمل ألحان الحب الذى لم يشهد العالم‬
‫مثله ‪ ،‬وكم التقت الحلم ‪ ،‬فيرى الشاب الحلم ‪ ،‬فيقصه على فتاته‬
‫ن"‬ ‫كر فى مكالمتها هاتفيا ا فيجد الهاتف قد "ر ل‬ ‫‪ ،‬فتكمله هى ! كم ف ل‬
‫وكانت هى ! كم من قصص "الحب" قد نمت وترعرعت فى خيال‬
‫كثير من الفتيات ‪ ،‬ثم إذا جاء الحديث عن الزواج كان سرابا ا وذهبت‬
‫الحلم أدراج الرياح ‪ ،‬وتحطمت على صخرة الواقع ‪ ،‬وأخذت معها‬
‫ما أخذت من قصص المذلة وذهاب العفة والدب والحياء ‪ ،‬ثم لم‬
‫تعد ‪.‬‬
‫ه"‬ ‫ه‬ ‫ما ه‬ ‫ه‬ ‫ل‬ ‫ن‬ ‫ه‬ ‫ه‬
‫لل ن‬ ‫صعملوك ل ه‬ ‫ةف ن‬ ‫مهعاوذي ه ن‬ ‫ما ن‬ ‫أما قوله ‪ ‬لفاطمة بنت قيس ‪" :‬أ ل‬
‫)‪ (2‬فهذا إذا تقدم للفتاة اثنين من أهل الدين والورع ‪ ،‬فنيقدم صاحب‬
‫المال على الخر ‪ ،‬ول نيرفض صاحب الدين لقلة ماله ‪.‬‬
‫ـ ويستحب فيه أيضا ا ‪ :‬أن يكون رفيقا ا بالنساء لقوله‪ ‬فى شأن‬
‫أبى جهم ‪" :‬أ ه ه‬
‫قهذ " )‪ (3‬قالوا ‪ :‬أى‬ ‫عات ذ ذ‬ ‫ن ه‬ ‫صاه ن ع ه م‬ ‫ضع ن ع ه ه‬ ‫جهمم س فههل ي ه ه‬ ‫ما أنبو ه‬ ‫ل‬
‫كثير الضرب للنساء ‪.‬‬
‫ـ ويستحب فيه أن يكون جميل المنظر حسن الهيئة ‪ :‬حتى نتسر‬
‫الفتاة عند رؤيته فل تنفر منه ‪.‬‬
‫ـ أن يكون شابا ا ‪ :‬فنيقدم على الشيخ العجوز ليحصل التناسب‬
‫العقلى والعاطفى ‪ ،‬ول حرج فى زواج الشيخ الكبير ممن تصغره ‪،‬‬
‫فرب شيخ عجوز أفضل من مائة شاب ‪.‬‬
‫ـ أن يكون كفؤا ا للفتاة ‪ :‬من حيث العمر ‪ ،‬والمستوى التعليمى ـ‬
‫والدين أول ا ـ والعقلى ‪ ،‬والمادى ‪ ،‬والبدنى ‪ ،‬ونحو هذا ‪.‬‬
‫)‪(1‬‬
‫أخرجه البخارى )‪ (1950\5‬ومسلم )‪. (1018\2‬‬
‫)‪(2‬‬
‫أخرجه مسلم )‪. (1114\2‬‬
‫)‪(3‬‬
‫السابق ‪.‬‬
‫تحفة العروسين‬ ‫‪25‬‬

‫ـ الكفاءة فى النكاح ‪:‬‬


‫س إ ذلنا‬ ‫ه‬
‫يقول المام ابن القيم رحمه الله تعالى ‪) :‬هيا أي يهها اللنا ن‬
‫ه‬ ‫ن‬
‫مك ن م‬
‫م‬ ‫ن أك مهر ه‬ ‫ل ل ذت ههعاهرنفوا إ ذ ل‬ ‫شنعوابا وهقههبائ ذ ه‬ ‫م ن‬ ‫جعهل مهناك ن م‬ ‫من ذ هك هرس وهأنهثى وه ه‬ ‫كم م‬ ‫قهنا ن‬ ‫خل ه م‬ ‫ه‬
‫خذبيلر( )الحجرات ‪ ، (13‬وقال تعالى ‪:‬‬ ‫م ه‬ ‫ل‬ ‫ن‬ ‫ه‬ ‫ل‬
‫ه ع هذلي ل‬ ‫ن الل ه‬ ‫م إذ ل‬ ‫قاك م‬ ‫عند ه اللهذ أت م ه‬ ‫ذ‬
‫ن‬‫مننو ه‬ ‫مؤ م ذ‬ ‫م‬
‫ة( )الحجرات ‪ (10 :‬وقال ‪) :‬هوال ن‬ ‫خوه ل‬ ‫نإ م‬ ‫مننو ه‬ ‫مؤ م ذ‬ ‫م‬
‫ما ال ن‬ ‫)إ ذن ل ه‬
‫ه‬
‫ض( )التوبة ‪ ، (71 :‬وقال تعالى ‪:‬‬ ‫م أومل ذههياء ب هعم ن س‬ ‫ضه ن م‬ ‫ت ب هعم ن‬ ‫مهنا ن‬ ‫مؤ م ذ‬ ‫هوال م ن‬
‫ن‬ ‫ه‬
‫من ذ هك هرس أوم أنهثى‬ ‫كم م‬ ‫من ن‬ ‫ل م‬ ‫م س‬ ‫عا ذ‬ ‫ل ه‬ ‫م ه‬ ‫ضيعن ع ه ه‬ ‫م أمني ل ه أ ذ‬ ‫م هرب يهن م‬ ‫ب ل ههن م‬ ‫جا ه‬ ‫ست ه ه‬ ‫)هفا م‬
‫ض( )آل عمران ‪. (195 :‬‬ ‫من ب هعم س‬ ‫ضكم م‬ ‫ن‬ ‫ب هعم ن‬
‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬
‫ي‬
‫ل ل ذعههرب ذ ي‬ ‫ض ه‬ ‫حد ل أهل هل فه م‬ ‫م هوا ذ‬ ‫ن أهباك ن م‬ ‫حد ل وهإ ذ ل‬ ‫م هوا ذ‬ ‫ن هرب لك ن م‬ ‫وقال ‪" : ‬أهل إ ذ ل‬
‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬
‫سوهد ه‬ ‫سوهد ه وههل أ م‬ ‫مهر ع ههلى أ م‬ ‫ح ه‬‫ي وههل ذل ه م‬ ‫ي ع ههلى ع ههرب ذ ي‬ ‫م ي‬ ‫ج ذ‬ ‫ي وههل ل ذعه ه‬ ‫م ي‬ ‫ج ذ‬ ‫ع ههلى أع م ه‬
‫ه‬
‫ب إ ذل هي مك ن م‬
‫م‬ ‫خط ه ه‬ ‫ذا ه‬ ‫وى" )‪ ، (1‬وفى الترمذى عنه ‪" : ‬إ ذ ه‬ ‫ق ه‬ ‫مهر إ ذلل ذبالت ل م‬ ‫ح ه‬ ‫ع ههلى أ م‬
‫مه‬
‫ض‬‫ة ذفي المر ذ‬ ‫ن فذت من ه ل‬ ‫فعهنلوا ت هك ن م‬ ‫جوه ن إ ذلل ت ه م‬ ‫ه فههزوم ن‬ ‫ق ن‬ ‫خل ن ه‬ ‫ه وه ن‬ ‫ن ذدين ه ن‬ ‫ضوم ه‬ ‫ن ت همر ه‬ ‫م م‬ ‫ه‬
‫ض" ‪ ،‬وقال النبى‪ ‬لبنى بياضة ‪" :‬أنكحوا أبا هند‬ ‫)‪(2‬‬
‫ذ ل‬ ‫ري‬ ‫ه‬ ‫ع‬ ‫ل‬ ‫د‬ ‫سا‬‫وه ه‬ ‫ه‬ ‫ف‬
‫ا )‪(3‬‬
‫وأنكحوا إليه وكان حجاما" ‪.‬‬
‫وزوج النبى ‪ ‬زينب بنت جحش القرشية من زيد بن حارثة موله‬
‫وزوج فاطمة بنت قيس الفهرية القرشية من أسامة ابنه ‪ ،‬وتزوج‬
‫بلل بن رباح بأخت عبدالرحمن بن عوف ‪ ،‬وقد قال الله تعالى ‪:‬‬
‫ت ( )النور ‪ ، (26 :‬وقد قال‬ ‫ن ذللطي مهبا ذ‬ ‫ن هوالط لي منبو ه‬ ‫ت ذللط لي مذبي ه‬ ‫)هوالط لي مهبا ن‬
‫ساء( )النساء ‪. (3 :‬‬ ‫ن الن م ه‬ ‫م ه‬ ‫كم م‬ ‫ب له ن‬ ‫طا ه‬ ‫ما ه‬ ‫حوا م ه‬ ‫تعالى ‪) :‬هفانك ذ ن‬
‫فالذى يقتضيه حكمه ‪ ‬اعتبار الدين فى الكفاءة أصل ا وكمال ا فل‬
‫تزوج مسلمة بكافر ول عفيفة بفاجر ولم يعتبر القرآن والسنة فى‬
‫الكفاءة أمرا ا وراء ذلك فإنه حرم على المسلمة نكاح الزانى الخبيث‬
‫ولم يعتبر نسبا ا ول صناعة ول غنى ول حرية فجوز للعبد الفقير نكاح‬
‫الحرة النسيبة الغنية إذا كان عفيفا ا مسلما ا ‪ ،‬وجوز لغير القرشيين‬
‫نكاح القرشيات ‪ ،‬ولغير الهاشميين نكاح الهاشميات وللفقراء نكاح‬
‫الموسرات ‪.‬‬
‫وقد تنازع الفقهاء فى أوصاف الكفاءة فقال مالك فى ظاهر‬
‫مذهبه إنها الدين وفى رواية عنه إنها ثلثة الدين والحرية والسلمة‬
‫من العيوب ‪.‬‬
‫)‪(1‬‬
‫صحيح ‪ :‬أخرجه أحمد )‪. (411\5‬‬
‫)‪(2‬‬
‫تقدم ‪.‬‬
‫)‪(3‬‬
‫تقدم ‪.‬‬
‫‪26‬‬ ‫تحفة العروسين‬
‫وقال أبو حنيفة ‪ :‬هى النسب والدين ‪ ،‬وقال أحمد فى رواية عنه ‪:‬‬
‫هى الدين والنسب خاصة وفى رواية أخرى هى خمسة الدين‬
‫والنسب والحرية والصناعة والمال ‪ ،‬وإذا اعتبر فيها النسب فعنه‬
‫فيه روايتان إحداهما ‪ :‬أن العرب بعضهم لبعض أكفاء ‪ ،‬الثانية ‪ :‬أن‬
‫قريشا ا ل يكافئهم إل قرشى وبنو هاشم ل يكافئهم إل هاشمى ‪،‬‬
‫وقال أصحاب الشافعى يعتبر فيها الدين والنسب والحرية والصناعة‬
‫والسلمة من العيوب المنفرة ‪.‬‬
‫ولهم فى اليسار ثلثة أوجه اعتباره فيها وإلغاؤه واعتباره فى أهل‬
‫المدن دون أهل البوادى فالعجمى ليس عندهم كفئا ا للعربى ول غير‬
‫القرشى للقرشية ول غير الهاشمى للهاشمية ول غير المنتسبة إلى‬
‫العلماء والصلحاء المشهورين كفئا ا لمن ليس منتسبا ا إليهما ‪ ،‬ول‬
‫العبد كفئا ا للحرة ول العتيق كفئا ا لحرة الصل ول من مس الرق أحد‬
‫آبائه كفئا ا لمن لم يمسها رق ول أحدا ا من آبائها ‪ ،‬وفى تأثير رق‬
‫المهات وجهان ‪ ،‬ول من به عيب مثبت للفسخ كفئا ا للسليمة منه‬
‫فإن لم يثبت الفسخ وكان منفرا ا كالعمى والقطع وتشويه الخلقة‬
‫فوجهان ‪ ،‬واختار الرويانى أن صاحبه ليس بكفء ول الحجام‬
‫والحائك والحارس كفئا ا لبنت التاجر والخياط ونحوهما ول المحترف‬
‫لبنت العالم ول الفاسق كفئا ا للعفيفة ول المبتدع للسنية ولكن‬
‫الكفاءة عند الجمهور هى حق للمرأة والولياء ‪.‬‬
‫ثم اختلفوا فقال أصحاب الشافعى ‪ :‬هى لمن له ولية فى الحال‬
‫‪ ،‬وقال أحمد فى رواية ‪ :‬حق لجميع الولياء قريبهم وبعيدهم فمن‬
‫لم يرض منهم فله الفسخ ‪ ،‬وقال أحمد فى رواية ثالثة ‪ :‬إنها حق‬
‫الله فل يصح رضاهم بإسقاطه ‪ ،‬ولكن على هذه الرواية ل تعتبر‬
‫الحرية ول اليسار ول الصناعة ول النسب إنما يعتبر الدين فقط فإنه‬
‫لم يقل أحمد ول أحد من العلماء إن نكاح الفقير للموسرة باطل‬
‫وإن رضيت ول يقول هو ول أحد إن نكاح الهاشمية لغير الهاشمى‬
‫والقرشية لغير القرشى باطل وإنما نبهنا على هذا لن كثيرا من‬
‫أصحابنا يحكون الخلف فى الكفاءة هل هى حق لله أو للدمى‬
‫ويطلقون مع قولهم إن الكفاءة هى الخصال المذكورة وفى هذا من‬
‫التساهل وعدم التحقيق ما فيه" )‪. (1‬‬
‫ـ فإذا أراد الرجل أن يخطب فتاة فله أن يرسل أمه أو بعض أهله‬
‫ـ كأخته مثل ا ـ ليريا من الفتاة ما يدعوه إلى خطبتها ‪ ،‬من خلق‬
‫حسن وبيت طيب وحسن معاملة ‪.‬‬
‫)‪(1‬‬
‫زاد المعاد )‪ (95\5‬بتصرف ‪.‬‬
‫تحفة العروسين‬ ‫‪27‬‬

‫إن كان فى غير الصلح‬ ‫لخير فى حسن الفتاة وعلمها‬


‫رضاؤها‬
‫للناس منـها دينــها‬ ‫فجمــالها وقـف عليها إنمـا‬
‫ووفــاؤهــا‬
‫واسـأل عــن الغصن وعـن‬ ‫ا‬ ‫ت فكــن حـاذقــا‬ ‫وإن تزوجـ ه‬
‫منبته‬
‫مـن جيــرة الحــى وذى‬ ‫واسأل عـن الصهــر وأحوالــه‬
‫قربتـــه‬
‫ـ صلة الستخارة ‪:‬‬
‫فإذا وجد الرجل الفتاة التى يرى فيها أنها تصلح لتكون شريكة‬
‫حياته ‪ ،‬وتقدم للفتاة الرجل يخطبها ‪ ،‬استخار الله تعالى فى هذا‬
‫المر العظيم ‪ ،‬فيصلى كل منهما صلة الستخارة ‪.‬‬
‫يقول جابر ‪" : ‬كان النبى ‪ ‬يعلمنا الستخارة فى المور كلها‬
‫ه‬ ‫ذا هه ه‬
‫مرذ‬‫م ذبامل م‬ ‫حد نك ن م‬ ‫مأ ه‬ ‫ل‬ ‫كالسورة من القرآن ‪ ،‬وصفتها ‪ :‬يقول ‪ : ‬إ ذ ه‬
‫ه‬
‫خينر ه‬
‫ك‬ ‫ست ه ذ‬ ‫م إ ذمني أ م‬ ‫ل الل لهن ل‬ ‫ق ذ‬ ‫ضةذ ث ن ل‬
‫م ل ذي ه ن‬ ‫ري ه‬ ‫ف ذ‬ ‫ن غ هي مرذ ال م ه‬ ‫م م‬ ‫ن ذ‬‫فهلي همرك هعم هر هك معهت هي م ذ‬
‫م‬
‫ه‬ ‫ه‬
‫قد ذنر‬ ‫ك ته م‬ ‫ظيم ذ فهإ ذن ل ه‬ ‫ك ال معه ذ‬ ‫ضل ذ ه‬ ‫ن فه م‬ ‫م م‬ ‫ك ذ‬ ‫سأل ن ه‬ ‫ك وهأ م‬ ‫قد مهرت ذ ه‬ ‫ك بذ ن‬ ‫قد ذنر ه‬ ‫ست ه م‬‫ك وهأ م‬ ‫م ه‬ ‫ب ذعذل م ذ‬
‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬
‫ن‬‫مأ ل‬ ‫ت ت هعمل ه ن‬ ‫ن ك نن م ه‬ ‫م إذ م‬ ‫ب الل لهن ل‬ ‫م ال مغننيو ذ‬ ‫ت ع هلل ن‬ ‫م وهأن م ه‬ ‫م وههل أع مل ه ن‬ ‫وههل أقمد ذنر وهت هعمل ه ن‬
‫ه‬
‫عاقذب هةذ‬ ‫شي وه ه‬ ‫مهعا ذ‬ ‫خي ملر ذلي ذفي ذديذني وه ه‬ ‫مهر ‪ -‬ويسمى المر ‪ -‬ه‬ ‫ذا امل م‬ ‫هه ه‬
‫م هبارذ م‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬
‫ك ذلي‬ ‫سمره ن ذلي ث ن ل‬ ‫جل ذهذ هفاقمد نمره ن ذلي وهي ه م‬ ‫ريِ هوآ ذ‬ ‫م ذ‬ ‫لأ م‬ ‫ج ذ‬ ‫عا ذ‬
‫ل ه‬ ‫ريِ أوم هقا ه‬ ‫ذ‬ ‫م‬
‫أ م‬
‫ه‬ ‫فيه ‪ ،‬وإن ك ننت تعل ه ه‬
‫عاقذب هةذ‬ ‫شي وه ه‬ ‫مهعا ذ‬ ‫شقر ذلي ذفي ذديذني وه ه‬ ‫مهر ه‬ ‫ذا امل م‬ ‫ن هه ه‬ ‫مأ ل‬ ‫ذ ذ هذ م م ه هم ن‬
‫ه‬ ‫م‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ريِ أ هوم هقا ه‬ ‫ه‬
‫صرذفذني ع هن م ن‬ ‫ه ع همني هوا م‬ ‫صرذف ن‬ ‫جل ذهذ فا م‬ ‫ريِ هوآ ذ‬ ‫ذ‬ ‫م‬
‫لأ م‬ ‫ج ذ‬ ‫عا ذ‬ ‫ل ذفي ه‬ ‫ذ‬ ‫م‬‫أ م‬
‫كان ث ن ه‬ ‫ي ال م ه‬
‫ه" )‪. (1‬‬ ‫جت ه ن‬‫حا ه‬ ‫مي ه‬ ‫س م‬ ‫ل وهي ن ه‬ ‫ضذني هقا ه‬ ‫م أمر ذ‬ ‫ث ه ه ل‬ ‫حي م ن‬ ‫خي مهر ه‬ ‫هواقمد نمر ل ذ ه‬
‫ـ ويصلى العبد صلة الستخارة فى أى وقت شاء ‪ ،‬ركعتين ‪ ،‬ثم‬
‫)‪(2‬‬
‫بعد التسليم يدعو بهذا الدعاء ‪ ،‬وله أن يكررها ول حرج فى هذا ‪،‬‬
‫فصلة الستخارة دعاء ‪ ،‬ول حرج فى تكرار الدعاء ‪ ،‬ول يلزم بعد‬
‫الستخارة أن يرى العبد رؤيا ‪ ،‬بل سيرى إما التيسير أو عدمه ‪ ،‬أو‬
‫الراحة النفسية للمر والقدام عليه أو عدمه‪.‬‬
‫وتصلى الفتاة صلة الستخارة ‪ ،‬فهى تستخير رب العالمين فى‬
‫شأن من تقدم ذلخطبتها ‪ ،‬إذا رأت فيه ما يدعوها إلى قبوله ‪ ،‬ل أن‬

‫)‪ (1‬أخرجه البخارى ‪.‬‬


‫)‪ (2‬وروى فى تكرار صلة الستخارة سبع مرات حديث ولكنه ضعيف ‪ ،‬وللعبد أن يكررها عدد ه ما‬
‫يشاء دون تقييد بوقت أو عدد ‪ ،‬والله أعلم ‪.‬‬
‫‪28‬‬ ‫تحفة العروسين‬
‫تصلى الفتاة صلة الستخارة عندما يتقدم إليها السكير مثل ا أو تارك‬
‫الصلة المفرط فى أمر دينه ‪ ،‬فإنها ترفض من البداية أن تربط‬
‫حياتها بمن يستهين بحقوق ربه عليه ‪ ،‬فكيف له أن يحافظ على‬
‫حقوقها أو يعطيها إياها ‪.‬‬
‫ـ هذا ول يجوز لمن عرف تقدم شاب إلى فتاة ليخطبها أن يتقدم‬
‫خط مب هةذ أ ه ذ‬
‫خيهذ‬ ‫ل ع ههلى ذ‬ ‫ج ن‬ ‫ب اللر ن‬ ‫خط ن ه‬ ‫ذلخطبتها هو أيضا ا ‪ :‬فقد نهى‪ ‬أن "ي ه م‬
‫ك ال مخاطب قهبل ه ه م‬
‫)‪(1‬‬
‫ب" ‪.‬‬ ‫خاط ذ ن‬ ‫ه ال م ه‬ ‫ن له ن‬ ‫ه أوم ي هأذ ه ه‬ ‫ه ذ ن م ن‬ ‫حلتى ي هت منر ه‬ ‫ه‬
‫خطبة من توفى عنها زوجها حتى تنتهى‬ ‫ـ كما ل يجوز ذ‬
‫عدتها ‪ ،‬ولكن يجوز للخاطب التعريض بالخطبة لها ‪ ،‬قال‬
‫خط مب هةذ‬ ‫ن ذ‬ ‫م م‬‫ضنتم ب ذهذ ذ‬ ‫ما ع هلر م‬ ‫م ذفي ه‬ ‫ح ع هل هي مك ن م‬ ‫جهنا ه‬ ‫تعالى ‪) :‬وهل ه ن‬
‫ه‬ ‫ن‬ ‫ه‬ ‫ه ه‬
‫ست هذ مك ننرون ههن ل‬
‫ن‬ ‫م ه‬ ‫ه أن لك ن م‬ ‫م الل ن‬ ‫م ع هل ذ ه‬ ‫سك ن م‬ ‫ف ذ‬ ‫م فى أن ن‬ ‫ساء أوم أك مهننت ن م‬ ‫الن م ه‬
‫م‬ ‫ن‬ ‫ه‬
‫معمنروافا وهل ه‬ ‫قولوا قهومل ا ل‬ ‫سررا إ ذل ل أن ت ه ن‬ ‫ن ذ‬ ‫دوهن ل‬ ‫ع ن‬ ‫وا ذ‬ ‫كن ل ل ت ن ه‬ ‫وههلـ ذ‬
‫ه‬
‫ه( )البقرة ‪(235 :‬‬ ‫جل ه ن‬ ‫ب أ ه‬ ‫ى ي هب مل نغه ال مك ذهتا ن‬ ‫حت ل ه‬ ‫ح ه‬ ‫كا ذ‬ ‫قد هة ه الن م ه‬ ‫موا م ع ن م‬ ‫ت هعمزذ ن‬
‫طلقت ثلث مرات ـ‬ ‫أو للمطلقة المبتوتة ـ وهى التى ن‬
‫لحديث المام مسلم أن النبى‪ ‬قال لفاطمة بنت قيس‬
‫ن‬ ‫وكانت قد ن‬
‫مك منتوم س‬ ‫م ه‬ ‫ن أ م‬ ‫عن مد ه اب م ذ‬ ‫ديِ ذ‬ ‫طلقت ثلث مرات ‪" :‬اع مت ه م‬
‫فهإنه رج ل ه‬
‫ت هفآذ ذذنيذني" ‪.‬‬
‫)‪(2‬‬
‫حل هل م ذ‬ ‫ذا ه‬ ‫ك فهإ ذ ه‬ ‫ن ث ذهياب ه ذ‬ ‫ضذعي ه‬ ‫مى ت ه ه‬ ‫ل أع م ه‬ ‫ذل ن ه ن‬
‫يقول المام النووى رحمه الله تعالى ‪ :‬وفيه جواز‬
‫خطبة البائن وهو الصحيح عندنا ‪.‬‬ ‫التعريض ب ذ‬
‫خطبة ‪ :‬كأن يقول الرجل للمرأة وهى فى عدتها‬ ‫ـ والتعريض بال ذ‬
‫من وفاة زوجها ‪ :‬إنك على لكريمة ‪ ،‬وإنى فيك لراغب ‪ ،‬وان الله‬
‫لسائق إليك خيرا ا ورزقا ا ‪ ،‬أو يقول ‪ :‬إنى أريد التزوج ولوددت أنه‬
‫نيسر لى امرأة صالحة ‪ ،‬ونحو هذا ‪.‬‬

‫ـ إباحة النظر إلى وجه المْخطوبة والفتاة إلى مخطوبها ‪:‬‬


‫فإذا تقدم لخطبتها فله أن يرى منها الوجه والكفين ‪ :‬روى‬
‫ت‬ ‫ه‬ ‫ه‬
‫المغيرة بن شعبة أنه خطب امرأة فقال له رسول الله‪" : ‬أن هظمر ه‬
‫ه‬ ‫ل ‪ ،‬هفانظ نر إل هيها فهإن ه‬ ‫ت ‪ :‬هل ‪ ،‬هقا ه‬
‫ما")‪. (1‬‬ ‫م ب هي من هك ن ه‬
‫ن ي نؤ مد ه ه‬
‫جد هنر أ م‬ ‫هأ م‬ ‫م م ذ م ه ذل ن‬ ‫إ ذل هي مهها ؟ قنل م ن‬
‫خط هب أ هحدك نم ال م ه‬ ‫وعن جابر ‪ ‬أن رسول الله ‪ ‬قال ‪" :‬إ ذ ه‬
‫ممرأة ه فهإ ذ ذ‬
‫ن‬ ‫ه ه ن ن ه‬ ‫ذا ه‬
‫ه‬ ‫م‬ ‫عوه ن إ ذهلى ن ذ ه‬ ‫است ه ه‬
‫ت‬
‫خطب م ن‬ ‫ل ‪ :‬فه ه‬ ‫ل ‪ ،‬هقا ه‬ ‫فع ه م‬‫حهها فهلي ه م‬ ‫كا ذ‬ ‫ن ي هن مظ نهر إ ذهلى ه‬
‫ما ي هد م ن‬ ‫طاع ه أ م‬ ‫م ه‬
‫)‪(1‬‬
‫أخرجه البخارى ومسلم ‪.‬‬
‫)‪(2‬‬
‫أخرجه مسلم ‪.‬‬
‫)‪(1‬‬
‫صحيح ‪ :‬أخرجه الترمذى والنسائى وغيرهما ‪.‬‬
‫تحفة العروسين‬ ‫‪29‬‬

‫عاذني إ ذهلى ن ذ ه‬ ‫ه‬ ‫جارية فهك ننت أ هت ن‬


‫حهها‬ ‫كا ذ‬ ‫ما د ه ه‬ ‫من مهها ه‬ ‫ت ذ‬ ‫حلتى هرأي م ن‬ ‫خب لأ )‪ (2‬ل ههها ه‬ ‫م ن ه ه‬ ‫ه ذه ا‬
‫جت نهها" )‪. (3‬‬ ‫ز‬ ‫ت‬ ‫ه‬
‫وهت ههزوي ذ ه ه ه ل م‬
‫و‬ ‫ف‬ ‫ها‬ ‫ج‬
‫ـ وعن سهل بن سعد الساعدى ـ رضى الله عنها ـ أن امرأة‬
‫ب ل هكه‬ ‫ه‬
‫ت أه ه ن‬ ‫جئ م ن‬‫ل الل لهذ ذ‬ ‫سو ه‬ ‫جاءت إلى رسول الله ‪ ‬فقالت ‪" :‬هيا هر ن‬
‫ه ثن ل‬
‫م‬ ‫صولب ه ن‬ ‫ه‬
‫صعلد ه الن لظهر ذفيهها وه ه‬ ‫ل الل لهذ ‪ ‬فه ه‬ ‫سو ن‬ ‫ل فهن هظ ههر إ ذل هي مهها هر ن‬ ‫سي هقا ه‬ ‫ف ذ‬ ‫نه م‬
‫م‬ ‫ه‬ ‫م‬
‫ل الل لهذ ‪ ‬هرأ ه‬ ‫سو ن‬ ‫ط هأط هأ هر ن‬
‫)‪(4‬‬
‫ه" ‪.‬‬ ‫س ن‬
‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬
‫ه‬
‫خب ههره ن أن ل ن‬ ‫ل فهأ م‬ ‫ج ل‬ ‫ي ‪ ‬فهأهتاه ن هر ن‬ ‫عن مد ه الن لب ذ م‬ ‫ت ذ‬ ‫وعن أبى هريرة ‪ ‬قال ‪" :‬ك نن م ن‬
‫ل هل‬‫ت إ ذل هي مهها هقا ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫تزوج ا ه‬
‫ل الل لهذ ‪ ‬أن هظ همر ه‬ ‫سو ن‬ ‫ه هر ن‬ ‫ل له ن‬ ‫قا ه‬ ‫صارذ فه ه‬ ‫ن املن م ه‬ ‫م ه‬ ‫مهرأة ا ذ‬ ‫هه ل ه م‬
‫شي مائا" ‪.‬‬ ‫ه‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ن‬
‫)‪(5‬‬
‫صارذ ه‬ ‫ن ا لن م ه‬ ‫ن ذفي أع مي ن ذ‬ ‫ب هفان مظمر إ ذلي مهها فهإ ذ ل‬ ‫ل هفاذ مهه م‬ ‫هقا ه‬
‫ا‬
‫ـ وقد ذهب جمهور أهل العلم سلفا وخلفا إلى جواز نظر الرجل‬ ‫ا‬
‫خطبتها ‪ ،‬إل أنه وقع الخلف بينهم فيما نينظر إلى‬ ‫إلى من يريد ذ‬
‫المرأة ‪ ،‬فذهب الجمهور إلى جواز النظر رؤية الوجه والكفين ‪ ،‬وعن‬
‫المام أحمد ثلث روايات ‪ :‬النظر إلى الوجه والكفين ‪ ،‬النظر إلى ما‬
‫يظهر منها غالبا كالرقبة والساقين ‪ ،‬النظر إليها كلها ‪ ،‬وذهب ابن‬
‫حزم إلى النظر إلى جميع بدنها ‪.‬‬
‫ـ فإذا تمت الموافقة بين الهل ‪ ،‬فله أن يصلى صلة الستخارة‬
‫مرة أخرى إن شاء ‪ ،‬ويترك الفتاة لتستخير ربها فيمن تقدم لخطبتها‬
‫‪.‬‬
‫ـ موافقة البكر والثيب على الزواج ‪ :‬وتستأذن البكر على من‬
‫خطبتها ‪ :‬وإذنها صماتها ‪ ،‬أما الثيب فإنها تستأمر ‪ ،‬لقوله ‪‬‬ ‫تقدم ل ذ‬
‫ن‬ ‫م‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫م‬
‫ن هقالوا هيا‬ ‫ست هأذ ه ه‬‫حلتى ت ن م‬ ‫م‬
‫ح الب ذكنر ه‬ ‫ه‬
‫مهر وهل ت نن مك ن‬ ‫ست هأ ه‬
‫حلتى ت ن م‬ ‫م ه‬ ‫ح ا لي م ن‬ ‫‪":‬هل ت نن مك ه ن‬
‫ف إذ منها هقا ه ه‬
‫ت " )‪ ، (1‬وفى صحيح مسلم ‪:‬‬ ‫سك ن ه‬ ‫ن ته م‬ ‫لأ م‬ ‫ل الل لهذ موهك هي م ه ذ ن ه‬ ‫سو ه‬ ‫هر ن‬
‫مات نهها هقا ه‬ ‫سهها وهإ ذذ من نهها ن‬ ‫ست هأذ ه ن‬ ‫"ال مب ذك منر ت ن م‬
‫)‪(2‬‬
‫م" ‪.‬‬ ‫ل ن هعه م‬ ‫ص ه‬ ‫ف ذ‬ ‫ن ذفي ن ه م‬
‫)‪ (2‬كان هذا فى زمن العفة والحشمة والحجاب ‪ ،‬أما اليوم فالخاطب يرى من يريد خطبتها قبل‬
‫الذهاب إلى بيت أهلها يرى منها الصدر والنحر والساق والساعد والرقبة والشعر والوجه‬
‫والكفين والفخذين والعحيزة "المجسمة" والفرج والدبر "مجسماا" ‪ ،‬وأظنه قد ل يفوته شيئا ا ل‬
‫يراه فى زمن خلعت فيه نساء المسلمين حجاب العفة والطهارة والسلم ! فل تستطيع أن‬
‫تفرق بين فتاة مسلمة وأخرى على ملة غير السلم فى الطريق من تزيى الجميع بزى واحد ‪،‬‬
‫فل حول ول قوة إل بالله ‪ ،‬وكما قيل ‪ :‬كلما زادت المرأة من كشف جسدها كلما كان هذا منها‬
‫دعوة إلى الزنا بها أكبر وأدعى ‪.‬‬
‫)‪ (3‬صحيح ‪ :‬أخرجه أبو داود وأحمد ‪.‬‬
‫)‪ (4‬أخرجه البخارى ومسلم ‪.‬‬
‫)‪(5‬‬
‫أخرجه مسلم وغيره ‪.‬‬
‫)‪(1‬‬
‫أخرجه البخارى )‪ (1974\5‬ومسلم )‪. (1036\2‬‬
‫)‪(2‬‬
‫أخرجه مسلم )‪. (1037\2‬‬
‫‪30‬‬ ‫تحفة العروسين‬
‫وثبت عنه فى الصحيحين‪" :‬أن خنساء بنت حذام زوجها أبوها‬
‫وهى كارهة وكانت ثيبا ا فأتت رسول الله ‪ ‬فرد نكاحها" )‪. (3‬‬
‫وفى السنن من حديث ابن عباس ‪" :‬أن جارية بكرا ا أتت النبى‪‬‬
‫فذكرت له أن أباها زوجها وهى كارهة فخيرها النبى ‪. (" (4‬‬
‫وهذه غير خنساء فهما قضيتان قضى فى إحداهما بتخيير الثيب‬
‫وقضى فى الخرى بتخيير البكر ‪.‬‬
‫وموجب هذا الحكم أنه ل تجبر البكر البالغ على النكاح ول تزوج‬
‫إل برضاها وهذا قول جمهور السلف ومذهب أبى حنيفة وأحمد فى‬
‫إحدى الروايات عنه وهو القول الذى ندين الله به ول نعتقد سواه‬
‫وهو الموافق لحكم رسول الله‪ ‬وأمره ونهيه وقواعد شريعته‬
‫ومصالح أمته ‪.‬‬
‫أما موافقته لحكمه فإنه حكم بتخيير البكر الكارهة وليس رواية‬
‫هذا الحديث مرسلة بعلة فيه فإنه قد روى مسندا ا ومرسل ا )‪ (1‬فإن‬
‫قلنا قول الفقهاء إن التصال زيادة ومن وصله مقدم على من‬
‫أرسله فظاهر وهذا تصرفهم فى غالب الحاديث ‪ ،‬فما بال هذا خرج‬
‫عن حكم أمثاله وإن حكمنا بالرسال كقول كثير من المحدثين فهذا‬
‫مرسل قوى قد عضدته الثار الصحيحة الصريحة والقياس وقواعد‬
‫الشرع كما سنذكره فيتعين القول به ‪.‬‬
‫وأما موافقة هذا القول لمره فإنه قال ‪" :‬والبكر تستأذن" وهذا‬
‫أمر مؤكد لنه ورد بصيغة الخبر الدال على تحقق المخبر به وثبوته‬
‫ولزومه والصل فى أوامره‪ ‬أن تكون للوجوب ما لم يقم إجماع‬
‫على خلفه ‪.‬‬
‫م‬ ‫م‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫ه‬
‫ن" فأمر‬ ‫ست هأذ ه ه‬
‫حلتى ت ن م‬
‫ح الب ذكنر ه‬
‫وأما موافقته لنهيه فلقوله ‪" :‬وهل ت نن مك ن‬
‫ونهى وحكم بالتخيير وهذا إثبات للحكم بأبلغ الطرق ‪.‬‬
‫وأما موافقته لقواعد شرعه ‪ :‬فإن البكر البالغة العاقلة الرشيدة‬
‫ل يتصرف أبوها فى أقل شئ من مالها إل برضاها ول يجبرها على‬
‫إخراج اليسير منه بدون رضاها فكيف يجوز أن يرقها ويخرج بضعها‬
‫منها بغير رضاها إلى من يريده هو وهى من أكره الناس فيه وهو‬
‫من أبغض شئ إليها ومع هذا فينكحها إياه قهراا" بغير رضاها إلى من‬
‫ه‬
‫صوا‬ ‫ست هوم ن‬‫يريده ويجعلها أسيرة عنده كما قال النبى ‪" : ‬أهل هوا م‬

‫)‪(3‬‬
‫أخرجه البخارى )‪ (1974\5‬ومسلم ‪.‬‬
‫)‪(4‬‬
‫حسن ‪ :‬أخرجه أبو داود )‪ (2096‬وابن ماجة )‪ (1875‬وأحمد)‪. (2469‬‬
‫)‪(1‬‬
‫أخرجهما الدارقطنى )‪. (234\3‬‬
‫تحفة العروسين‬ ‫‪31‬‬

‫م" )‪ (1‬أى أسرى ومعلوم أن‬ ‫عن مد هك ن م‬‫ن ذ‬‫وا ل‬‫ن عه ه‬ ‫خي مارا فهإ ذن ل ه‬
‫ما هن ل‬ ‫ساذء ه‬ ‫ذبالن م ه‬
‫إخراج مالها كله بغير رضاها أسهل عليها من تزويجها بمن ل تختاره‬
‫بغير رضاها ولقد أبطل من قال إنها إذا عينت كفئا تحبه وعين أبوها‬
‫كفئا ا فالعبرة بتعيينه ولو كان بغيضا ا إليها قبيح الخلقة ‪.‬‬
‫وأما موافقته لمصالح المة ‪ :‬فل يخفى مصلحة البنت فى‬
‫تزويجها بمن تختاره وترضاه وحصول مقاصد النكاح لها به وحصول‬
‫ضد ذلك بمن تبغضه وتنفر عنه فلو لم تأت السنة الصريحة بهذا‬
‫القول لكان القياس الصحيح وقواعد الشريعة ل تقتضى غيره وبالله‬
‫التوفيق ‪.‬‬
‫فإن قيل فقد حكم رسول الله ‪ ‬بالفرق بين البكر والثيب وقال ‪:‬‬
‫م‬ ‫م‬ ‫""هل ت نن مك ه ن ه‬
‫ن" )‪ (2‬وقال ‪:‬‬ ‫ست هأذ ه ه‬ ‫ح ال مب ذك منر ه‬
‫حلتى ت ن م‬ ‫مهر وههل ت نن مك ه ن‬
‫ست هأ ه‬
‫حلتى ت ن م‬‫م ه‬ ‫ح املي م ن‬
‫"اليم أحق بنفسها من وليها والبكر يستأذنها أبوها" )‪ (3‬فجعل اليم‬
‫أحق بنفسها من وليها فعلم أن ولى البكر أحق بها من نفسها وإل لم‬
‫يكن لتخصيص اليم بذلك معنى ‪ ،‬وأيضا ا فإنه فرق بينهما فى صفة‬
‫الذن فجعل إذن الثيب النطق وإذن البكر الصمت وهذا كله يدل‬
‫على عدم اعتبار رضاها وأنها ل حق لها مع أبيها ‪.‬‬
‫فالجواب ‪ :‬أنه ليس فى ذلك ما يدل على جواز تزويجها بغير‬
‫رضاها مع بلوغها وعقلها ورشدها وأن يزوجها بأبغض الخلق إليها إذا‬
‫كان كفئا ا والحاديث التى احتججتم بها صريحة فى إبطال هذا القول‬
‫وليس معكم أقوى من قوله ‪" :‬اليم أحق بنفسها من وليها" هذا‬
‫إنما يدل بطريق المفهوم ومنازعوكم ينازعونكم فى كونه حجة ولو‬
‫سلم أنه حجة فل يجوز تقديمه على المنطوق الصريح ‪ ،‬وهذا أيضا ا‬
‫إنما يدل إذا قلت إن للمفهوم عموما ا والصواب أنه ل عموم له إذ‬
‫دللته ترجع إلى أن التخصيص بالمذكور ل بد له من فائدة وهى نفى‬
‫الحكم عما عداه ومعلوم أن انقسام ما عداه إلى ثابت الحكم‬
‫ومنتفيه فائدة وأن إثبات حكم آخر للمسكوت عنه فائدة وإن لم‬
‫يكن ضد حكم المنطوق وأن تفصيله فائدة كيف وهذا مفهوم‬
‫مخالف للقياس الصريح بل قياس الولى كما تقدم ويخالف‬
‫النصوص المذكورة ‪.‬‬

‫)‪(1‬‬
‫صحيح ‪ :‬أخرجه الترمذى )‪. (467\3‬‬
‫)‪(2‬‬
‫أخرجه البخارى )‪ (1974\5‬ومسلم )‪. (1036\2‬‬
‫)‪(3‬‬
‫أخرجه مسلم فى السابق ‪.‬‬
‫‪32‬‬ ‫تحفة العروسين‬
‫وتأمل قوله ‪" : ‬والبكر يستأذنها أبوها" عقيب قوله ‪" :‬اليم أحق‬
‫بنفسها من وليها" قطعا ا لتوهم هذا القول وأن البكر تزوج بغير‬
‫رضاها ول إذنها فل حق لها فى نفسها البتة فوصل إحدى الجملتين‬
‫بالخرى دفعا لهذا التوهم ومن المعلوم أنه ل يلزم من كون الثيب‬
‫أحق بنفسها من وليها أن ل يكون للبكر فى نفسها حق ألبتة ‪.‬‬
‫وقد اختلف الفقهاء فى مناط الجبار على ستة أقوال ‪:‬‬
‫ـ أحدها ‪ :‬أنه يجبر بالبكارة وهو قول الشافعى ومالك وأحمد فى‬
‫رواية ‪.‬‬
‫ـ الثانى ‪ :‬أنه يجبر بالصغر وهو قول أبى حنيفة وأحمد فى الرواية‬
‫الثانية ‪.‬‬
‫ا‬
‫ـ الثالث ‪ :‬أنه يجبر بهما معا وهو الرواية الثالثة عن أحمد ‪.‬‬
‫ـ الرابع ‪ :‬أنه يجبر بأيهما وجد وهو الرواية الرابعة عنه ‪.‬‬
‫ـ الخامس ‪ :‬أنه يجبر باليلد فتجبر الثيب البالغ حكاه القاضى‬
‫إسماعيل عن الحسن البصرى قال وهو خلف الجماع قال وله وجه‬
‫حسن من الفقه فيا ليت شعرى ما هذا الوجه السود المظلم ‪.‬‬
‫ـ السادس ‪ :‬أنه يجبر من يكون فى عياله ول يخفى عليك الراجح‬
‫من هذه المذاهب ‪.‬‬
‫ـ وقضى ‪ ‬بأن إذن البكر الصمات وإذن الثيب الكلم فإن نطقت‬
‫البكر بالذن بالكلم فهو آكد وقال ابن حزم ل يصح أن تزوج إل‬
‫بالصمات وهذا هو اللئق بظاهريته ‪.‬‬
‫وقضى رسول الله ‪ ‬أن اليتيمة تستأمر فى نفسها و "ل يتم بعد‬
‫احتلم" فدل ذلك على جواز نكاح اليتيمة قبل البلوغ وهذا مذهب‬
‫عائشة ـ رضى الله عنها ـ وعليه يدل القرآن والسنة ‪ ،‬وبه قال أحمد‬
‫ل الل ن ن‬
‫ه‬ ‫ساء قن ذ‬ ‫ك فى الن م ه‬ ‫فنتون ه ه‬
‫ست ه م‬‫وأبو حنيفة وغيرهما ‪ ،‬قال تعالى ‪) :‬وهي ه م‬
‫ساء الللذتي ل ه‬ ‫مى الن م ه‬ ‫ب فى ي ههتا ه‬ ‫م فى ال مك ذهتا ذ‬ ‫ما ي نت مهلى ع هل هي مك ن م‬‫ن وه ه‬ ‫م ذفيهذ ل‬‫فذتيك ن م‬ ‫ين م‬
‫م‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ن‬
‫ن‬
‫م ه‬ ‫ن ذ‬
‫في ه‬ ‫ضع ه ذ‬
‫ست ه م‬
‫م م‬‫ن هوال ن‬ ‫حوهن ل‬ ‫ن أن هتنك ذ ن‬‫ن وهت همرغ هنبو ه‬ ‫ب لهن ل‬ ‫ما كت ذ ه‬ ‫ت نؤ منتون ههن ل‬
‫ن ه‬
‫م‬ ‫م‬ ‫ه‬
‫مى( )النساء ‪ ، (127‬قالت عائشة ـ رضى‬ ‫موا ل ذلي ههتا ه‬ ‫قو ن‬‫ن وهأن ت ه ن‬ ‫دا ذ‬ ‫ال موذل م ه‬
‫الله عنها ـ ‪ :‬هى اليتيمة تكون فى حجر وليها فيرغب فى نكاحها ول‬
‫يسقط لها سنة صداقها فنهوا عن نكاحهن إل أن يقسطوا لهن سنة‬
‫صداقهن )‪. (1‬‬

‫)‪(1‬‬
‫أخرجه البخارى ‪.‬‬
‫تحفة العروسين‬ ‫‪33‬‬

‫م‬
‫سهها فهإ ذ م‬
‫ن‬ ‫ف ذ‬ ‫منر ذفي ن ه م‬ ‫ست هأ ه‬ ‫ة تن م‬ ‫م ن‬ ‫وفى السنن الربعة عنه ‪" : ‬ال مي هذتي ه‬
‫واهز ع هل هي مهها" )‪. (2‬‬ ‫صمتت فههو إذ منها وإ ه‬
‫ج ه‬ ‫ت فههل ه‬ ‫ن أب ه م‬ ‫ه ه ه م ن ه ذ نه هذ م‬
‫ـ فإذا كان الرضى من المخطوبة ‪ ،‬بدأ الهل فى الحديث عن‬
‫نفقات الزواج ومستلزماته ‪ ،‬من إعداد بيت الزوجية وتجهيزه ‪،‬‬
‫والمهر ونحو هذا ‪ ،‬وهنا يجب التنبيه على قضية المهر أو الصداق ‪.‬‬
‫كا د‬
‫سررهر )‪: (3‬‬ ‫ح أي س د‬ ‫خيِ سرر الن ن د م‬ ‫ـ الصداق ‪ :‬د‬
‫ة( )النساء ‪ ، (4 :‬وقال‬ ‫حل ا‬‫ه‬ ‫ن نذ م‬ ‫صد نقات ذهذ ل‬ ‫ه‬ ‫ساء ه‬ ‫م‬
‫قال تعالى ‪) :‬هوآنتوا الن ل ه‬
‫م‬ ‫ن‬ ‫ه‬
‫ف(‬ ‫معمنرو ذ‬ ‫ن ذبال ه‬ ‫جوهرهن ل‬ ‫نأ ن‬ ‫ن هوآنتوهن ل‬ ‫ن أهمل ذهذ ل‬ ‫ن ب ذإ ذذ م ذ‬ ‫حوهن ل‬ ‫تعالى ‪) :‬هفانك ذ ن‬
‫ن هفآنتوهن ل‬
‫ن‬ ‫من مهن ل‬ ‫مت هعمنتم ب ذهذ ذ‬ ‫ست ه م‬ ‫ما ا م‬ ‫)النساء ‪ ، (26 :‬وقال تعالى ‪) :‬فه ه‬
‫م‬ ‫ن‬
‫ة(‬
‫ض ذ‬ ‫ري ه‬ ‫ف ذ‬ ‫من ب هعمد ذ ال ه‬ ‫ضي منتم ب ذهذ ذ‬ ‫ما ت ههرا ه‬ ‫م ذفي ه‬ ‫ح ع هل هي مك ن م‬ ‫جهنا ه‬ ‫ة وهل ه ن‬ ‫ض ا‬ ‫ري ه‬ ‫ذ‬ ‫ن فه‬ ‫جوهرهن ل‬ ‫أ ن‬
‫ن إذ ه‬
‫ذا‬ ‫)النساء ‪ ، (24 :‬وقوله تعالى ‪) :‬وهل جناح ع هل هيك ن ه‬
‫حوهن ل‬ ‫م أن هتنك ذ ن‬ ‫م م‬ ‫ه ن ه ه‬
‫ن( )الممتحنة ‪. (10 :‬‬ ‫آتيتموهن ن‬
‫جوهرهن ل‬ ‫نأ ن‬ ‫ل‬ ‫همن ن‬
‫ـ بيان قضائه ‪ ‬فى الصداق بما قل وكثر وقضائه بصحة النكاح‬
‫على ما مع الزوج من القرآن ‪:‬‬
‫ن‬
‫كا ه‬ ‫ـ ثبت فى صحيح مسلم عن عائشة ـ رضى الله عنها ـ ‪ " :‬ه‬
‫ه‬ ‫شهرة ه نأوقذي ل ا‬ ‫ه‬
‫ش؟‬ ‫ما الن ل ي‬ ‫ت ‪ :‬أت هد مذريِ ه‬ ‫شا ‪ ،‬هقال ه م‬ ‫ة وهن ه ر‬ ‫ي عه م‬ ‫جهذ ث ذن مت ه م‬ ‫ه ذلمزهوا ذ‬ ‫داقن ن‬ ‫ص ه‬ ‫ه‬
‫مائ هةذ د ذمرههم س فههه ه‬
‫ذا‬ ‫س‬ ‫م‬ ‫خ‬ ‫ه‬ ‫ك‬ ‫ه‬ ‫م‬ ‫ل‬‫ذ‬ ‫ت‬ ‫ه‬ ‫ف‬ ‫ة‬ ‫ي‬ ‫ق‬ ‫أو‬ ‫ن‬ ‫ف‬
‫ن‬ ‫ص‬ ‫ذ‬ ‫ن‬ ‫‪:‬‬ ‫ت‬ ‫ه‬ ‫ل‬ ‫قا‬ ‫ه‬ ‫‪،‬‬ ‫ل‬ ‫ه‬ ‫‪:‬‬ ‫ت‬ ‫م‬ ‫ل‬ ‫ن‬ ‫ق‬ ‫‪:‬‬ ‫ل‬‫ه‬ ‫هقا‬
‫م ن ذ‬ ‫ذل س‬ ‫م‬ ‫م‬ ‫ن‬
‫ه‬
‫ل الل لهذ ‪ ‬ذلمزهوا ذ‬
‫)‪(1‬‬
‫ه" ‪.‬‬ ‫ج ذ‬ ‫سو ذ‬ ‫داقن هر ن‬ ‫ص ه‬ ‫ه‬
‫وفى صحيح البخارى كما تقدم أن النبى‪ ‬قال لرجل ‪" :‬ان مظ نمر وهلومه‬
‫مذعي‬ ‫ل ه‬ ‫ن هقا ه‬ ‫قمرآ ذ‬ ‫ن ال م ن‬ ‫م ه‬ ‫ك ذ‬ ‫معه ه‬ ‫ذا ه‬ ‫ما ه‬ ‫ل ه‬ ‫د" )‪ ، (2‬وفيه ‪ ":‬هقا ه‬ ‫دي س‬ ‫ح ذ‬ ‫ن ه‬ ‫م م‬ ‫ما ذ‬ ‫خات ه ا‬ ‫ه‬
‫م‬
‫ل ن هعه م‬ ‫ن ظهمرذ قهلب ذك هقا ه‬‫ه‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫ن عه م‬ ‫قهرؤ نهن ل‬ ‫ل ته م‬ ‫قا ه‬ ‫ها فه ه‬ ‫ذا ع هد لد ه ه‬ ‫ه‬
‫سوهرة ن ك ه‬ ‫ذا وه ن‬ ‫ه‬
‫سوهرة ن ك ه‬ ‫ن‬
‫ن" ‪ ،‬وفى النسائى ‪ :‬عن‬ ‫قمرآ ذ‬ ‫ن ال ن‬‫م‬ ‫م ه‬ ‫معهك ذ‬ ‫ه‬ ‫ما ه‬ ‫ملكت نكهها ب ذ ه‬ ‫ه‬ ‫م‬ ‫ل‬ ‫قد م ه‬ ‫ب فه ه‬ ‫ل اذ مهه م‬ ‫هقا ه‬
‫ما‬ ‫ل‬ ‫ه‬ ‫سلي مم س فه ه‬ ‫ه‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ثابت عن أنس هقا ه‬
‫ت هواللهذ ه‬ ‫قال م‬ ‫م ن‬ ‫ةأ ل‬ ‫ح ه‬ ‫ب أنبو طل ه‬ ‫خط ه‬ ‫ل‪ ":‬ه‬
‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬
‫ح ي‬
‫ل‬ ‫ة وهل ي ه ذ‬ ‫م ل‬ ‫سل ذ ه‬ ‫م م‬ ‫مهرأة ل ن‬ ‫ل كافذلر وهأهنا ا م‬ ‫ه‬ ‫ج ل‬ ‫ك هر ن‬ ‫ة ي نهرد ي وهلك ذن ل ه‬ ‫ح ه‬‫ك هيا أهبا ط هل م ه‬ ‫مث مل ن ه‬ ‫ذ‬
‫ه‬ ‫ه‬ ‫سأل ه‬‫ن‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ذا ه‬ ‫ج ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬
‫م‬
‫سل ه‬ ‫ك غ هي مهره ن فهأ م‬ ‫ما أ م‬ ‫ريِ وه ه‬ ‫مه م ذ‬ ‫ك ه‬ ‫م فه ه‬ ‫سل ذ م‬ ‫ن تن م‬ ‫ك فهإ ذ م‬ ‫ن أت ههزول ه‬ ‫ذلي أ م‬

‫)‪ (2‬حسن ‪ :‬أخرجه أبو داود )‪ (2098‬وابن ماجة )‪ (1870‬والترمذى )‪ (1108‬والنسائى )‪\6‬‬
‫‪. (84‬‬
‫)‪ (3‬صحيح ‪ :‬أخرجه أبو داود وابن حبان ‪.‬‬
‫)‪ (1‬أخرجه مسلم ‪.‬‬
‫)‪ (2‬تقدم ‪.‬‬
‫‪34‬‬ ‫تحفة العروسين‬
‫ه‬ ‫مهرأ هةس قه ي‬
‫مهمارا‬ ‫ت أك مهر ه‬
‫م ه‬ ‫ط ه‬
‫كان ه م‬ ‫ت ذبا م‬‫مع م ن‬ ‫س ذ‬‫ما ه‬ ‫ت فه ه‬ ‫ها هقا ه‬
‫ل هثاب ذ ل‬ ‫مهمهر ه‬ ‫ك ه‬ ‫ن ذ هل ذ ه‬‫كا ه‬‫فه ه‬
‫ن‬
‫ت له ن‬‫ل ب ذهها فهوهل هد ه م‬
‫خ ه‬‫م فهد ه ه‬‫سهل ه‬‫سل هي مم س امل ذ م‬
‫)‪(3‬‬
‫ه" ‪.‬‬ ‫م ن‬ ‫نأ م‬ ‫م م‬‫ذ‬
‫فتضمنت هذه الحاديث وغيرها أن الصداق ل يتقدر أقله ‪ ،‬وأن‬
‫خاتم الحديد يصح تسميته مهرا ا ‪.‬‬
‫وتضمنت أن المغالة فى المهور مكروهة ‪ ،‬وأن أفضل النكاح‬
‫أيسره مؤنة ‪.‬‬

‫ـ النهى عن المْغالة فى المْهور ‪:‬‬


‫)‪(1‬‬
‫فاعلم أيها الولى أن من أهم أسباب انتشار العنوسة‬
‫وانصراف الشباب عن الزواج هو ما يجدونه من تعنت بعض الباء‬
‫حق له أن يوضع على رأس‬ ‫والمغالة فى المهور ‪ :‬وهذا العائق ن‬
‫قائمة المعوقات التى تقف أمام شباب المسلمين وتردهم القهقرى‬
‫كلما فكر أحدهم أن يخطو خطوته الولى نحو الزواج وبناء السرة‬
‫السلمية ‪ ،‬فتجد الشاب نيسئل أول ما نيسئل عما ادخره وما أعده‬
‫توطئة لتكاليف ومؤنة الزواج ‪ ،‬من مهر و "شبكة" ـ تليق بعروسه‬
‫وأهلها ـ ثم يتبع هذا "فستان" الخطوبة للعروس ـ وربما لبعض‬
‫أخواتها ـ ! ثم أين يقام "حفل" الخطوبة ‪ ،‬وما يستلزم هذا من‬
‫تكاليف للعروسين ‪ ،‬ثم هدايا العروس فى المناسبات الدينية و‬
‫"القومية" ! و"الوطنية" وعيد الم وعيد الب وعيد السرة ! وعيد‬
‫معنلم وعيد الفلح وعيد الثورة وعيد تولية الملك وعيد سقوطه !‬ ‫ال ن‬
‫وعيد ميلد العروس وعيد ميلد أم العروس وأخت العروس وبنت‬
‫خالة العروس وكل من يمت بصلة إلى العروس !!! ‪.‬‬
‫ثم يجلس إلى أهل العروس لسماع "الفرمان الحموى" وما صدر‬
‫عن "المؤتمر" العائلى لكيفية إذلل هذا المتقدم لخطبة هذا الذى‬
‫تجرأ وفكر أن يخطب وأن يتزوج ليقيم البيت السلمة إتباعا ا لكتاب‬
‫الله تعالى ولسنة نبينا محمد‪ ! ‬ويسمع هذا الخاطب ما أسفر عنه‬
‫الجتماع العائلى من توفير مسكن الزوجية ـ دون مغالة ـ حجرتين‬
‫وصالة ـ هذا مع انضمام "لجنة الرأفة" إلى جانب الخاطب ـ وفرش‬
‫وتجهيز حجرة النوم بالمواصفات التى أمليت على آخر خاطب تقدم‬

‫)‪ (3‬أخرجه ابن حبان )‪. (188\1‬‬


‫)‪ (1‬حتى وصل متوسط سن الزواج عند البنات إلى ما فوق العشرين ‪ ،‬ومنهن من تصل إلى سن‬
‫الثلثين ‪.‬‬
‫تحفة العروسين‬ ‫‪35‬‬

‫لخطبة فتاة فى العائلة )‪ ، (1‬والذى قد أحضر لعروسه حجرة نوم كذا‬


‫وصالون وصفه كذا و"أنتريه" كذا ‪ ،‬وكان "حفل الزفاف" ـ الفرح ـ‬
‫ل من فلنة وعلنة بل هى تفوقهم‬ ‫فى المكان كذا ‪ ،‬فابنتنا ليست أق ن‬
‫جمال ا وزينة ‪..‬‬
‫نــداء ‪ :‬رحمة أيها الباء والمهات بأبناء المسلمين ‪ ،‬أين أنتم من‬
‫م المؤمنين عائشة ـ‬ ‫سنة نبيكم محمد‪ ، ‬وأين هى تلك البنة من أ ن‬
‫رضى الله عنها ـ ‪ ،‬بل أين هى من صاحبيات النبى ‪ ‬؟ أين نحن‬
‫جميعا ا من هديه‪. ‬‬
‫ـ وهنا نقول ‪ :‬هل الصداق من حق المرأة أو من حق وليها ؟‬
‫م‬
‫ـ والجواب ‪ :‬إن الصداق حق خالص للمرأة ‪ ،‬قال تعالى ‪) :‬هوآت هي مت ن م‬
‫طاارا( )النساء ‪ ، (20 :‬يقول المام ابن حزم فى المحلى‬ ‫ن ذقن ه‬ ‫داهن ل‬‫ح ه‬‫إذ م‬
‫)‪" : (2‬ول يحل لب البكر صغيرة كانت أو كبيرة أو الثيب ول لغيره‬
‫من سائر القرابة أو غيرهم حكم فى شئ من صداق البنة أو‬
‫القريبة ‪ ،‬ول لحد ممن ذكرنا أن يهبه ول شيئا ا منه ل للزوج طلق أو‬
‫أمسك ول لغيره ‪ ،‬فإن فعلوا شيئا ا من ذلك فهو مفسوخ باطل‬
‫مردود أبدا ا ‪ ،‬ولها أن تهب صداقها أو بعضه لمن شاءت ول اعتراض‬
‫لب ول لزوج فى ذلك" أهـ ‪.‬‬
‫والصداق نيعد دينا ا على الرجل لزوجته عليه الوفاء به ‪ ،‬فله أن‬
‫يعجل بقضاءه ‪.‬‬
‫ـ ويجوز للرجل أن ينكح المرأة ول يسمى لها صداق لقوله تعالى‬
‫ن‬‫ضوا م ل ههن ل‬ ‫ن أ هوم ت ه م‬
‫فرذ ن‬ ‫سوهن ي‬‫م ي‬ ‫ما ل ه م‬
‫م ته ه‬ ‫ساء ه‬
‫م الن م ه‬ ‫م ذإن ط هل ل م‬
‫قت ن ن‬ ‫ح ع هل هي مك ن م‬‫جهنا ه‬‫‪) :‬ل ل ن‬
‫سذع( )البقرة ‪. (236 :‬‬ ‫مو ذ‬ ‫ن ع ههلى ال م ن‬ ‫مت منعوهن ل‬ ‫ة وه ه‬‫ض ا‬‫ري ه‬‫فه ذ‬
‫ـ دبلة الخطوبة ! ‪:‬‬
‫ومن المور التى انتشرت فى بلد السلم ما يلبسه الخاطب أو‬
‫الزوج ونيسمى بـ )دبلة الخطوبة( وهى عادة نصرانية ‪ ،‬كان العروس‬
‫ـ الزوج ـ يضع خاتم الزواج على رأس إبهام العروس اليسرى ـ‬
‫الزوجة ـ ويقول باسم الب ‪ ،‬ثم على رأس السبابة ويقول ‪ :‬باسم‬
‫البن ‪ ،‬ثم على رأس الوسطى ويقول ‪ :‬باسم الروح القدس ‪ ،‬ثم‬

‫)‪ (1‬وقد يكون ذلك الخاطب قد "هرب" من ذلك التعنت السرى الحموى ‪ ،‬وإذا لم يكن قد هرب‬
‫فلعله الن فى إحدى المصحات أو على أحد الرصفة يتسول تكاليف الخطوبة ‪.‬‬
‫)‪ (2‬المحلى )‪. (511\9‬‬
‫‪36‬‬ ‫تحفة العروسين‬
‫يستقر به فى الصبع البنصر وينتقل من اليد اليمنى وقت الخطبة‬
‫إلى اليد اليسرى بعد الزواج )ليكون قريبا من القلب !!!( ‪.‬‬
‫وعادة ما يكون هذا الخاتم ـ أو الدبلة ـ من الذهب ‪ ،‬وقد صح‬
‫النهى من النبى‪ ‬عن التختم بالذهب )‪ (1‬للرجال ‪ ،‬فروى مسلم في‬
‫صحيحه عن عبد اللخ بن عباس رضى الله عنهما قال أن رسول الله‬
‫مد ن‬ ‫ل ‪ :‬ي هعم ذ‬ ‫ه وههقا ه‬ ‫ح ن‬ ‫ه فهط ههر ه‬ ‫ل فهن ههزع ه ن‬ ‫ج س‬‫ب ذفي ي هد ذ هر ن‬ ‫ن ذ ههه س‬ ‫م م‬ ‫ما ذ‬ ‫خات ه ا‬ ‫‪ ": ‬هرهأى ه‬
‫ه‬
‫ما‬
‫ل ب هعمد ه ه‬ ‫ج ذ‬ ‫ل ذلللر ن‬ ‫قي ه‬ ‫جعهل نهها ذفي ي هد ذهذ ‪ ،‬فه ذ‬ ‫ن هنارس فهي ه م‬ ‫م م‬ ‫مهرةس ذ‬ ‫ج م‬ ‫م إ ذهلى ه‬ ‫حد نك ن م‬ ‫أ ه‬
‫ه‬ ‫ل ‪ :‬هل هوالل لهذ هل آ ن‬ ‫فعم ب ذهذ ‪ ،‬هقا ه‬ ‫م ه‬ ‫ل الل لهذ ‪ ‬ن‬ ‫سو ن‬
‫دا‬ ‫خذ نه ن أب ه ا‬ ‫ك ان مت ه ذ‬ ‫خات ذ ه‬‫خذ م ه‬ ‫ب هر ن‬ ‫ذ ههه ه‬
‫ل ‪(2‬‬
‫ل اللهذ " ‪. ‬‬
‫(‬
‫سو ن‬ ‫ه هر ن‬ ‫ح ن‬ ‫وهقهد م ط ههر ه‬
‫ريارا وههل‬ ‫ح ذ‬
‫س ه‬ ‫خرذ فههل ي هل مب ه م‬ ‫ن ذبالل لهذ هوال مي هومم ذ امل ذ‬ ‫م ن‬ ‫ن ي نؤ م ذ‬ ‫كا ه‬ ‫ن ه‬ ‫م م‬ ‫ـ وقال ‪ " : ‬ه‬
‫ذ هههابا" )‪. (3‬‬
‫ـ وقد عمد بعض الرجال إلى استبدال لبس "دبلة" من وذرق ـ‬
‫فضة ـ بدل ا من الذهب حتى ل يقع تحت النهى ‪ ،‬فوقع فى التشبه ‪.‬‬
‫ـ وإنما صح عنه ‪ ‬اتخاذ الخاتم من وذرق ـ أى فضة ـ فقد ‪":‬هرهأى ‪‬‬
‫ما‬
‫خات ه ا‬ ‫خذ ه ه‬ ‫قاه ن هوات ل ه‬ ‫ه فهأ هل م ه‬
‫ض ع هن م ن‬ ‫ه‬ ‫ب فهأ هع مهر‬ ‫س‬ ‫ن ذ ههه‬ ‫م‬ ‫م‬
‫ما ذ‬ ‫خات ه ا‬ ‫حاب ذهذ ه‬ ‫ص ه‬ ‫م‬
‫ع ههلى بعض أ ه‬
‫هم ذ‬
‫ن‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬
‫م م‬ ‫ما ذ‬ ‫خات ه ا‬ ‫خذ ه‬ ‫قاه ن فات ل ه‬ ‫ل اللنارذ فأل ه‬ ‫ة أه م ذ‬ ‫حلي ه ن‬ ‫قال ههذا شقر ههذا ذ‬ ‫ديد س ف ه‬ ‫ح ذ‬ ‫ن ه‬ ‫م م‬ ‫ذ‬
‫ه "‪. ‬‬‫(‬ ‫‪(1‬‬
‫ت ع هن م ن‬ ‫سك ه‬ ‫ه‬ ‫قف ه‬ ‫ه‬ ‫وهرذ س‬
‫حل خاتم الذهب ونحوه على النساء ‪ :‬وقد ذهب العلمة اللبانى‬ ‫ـ ذ‬
‫ـ رحمه الله تعالى ـ إلى تحريم خاتم الذهب ونحوه كالسوار‬
‫والطوق على النساء )‪. (2‬‬
‫والعلمة اللبانى ـ رحمه الله تعالى ـ كان أحد المجددين وندعوا‬
‫الله‪ ‬أن يجزينه عنا وعن المة السلمية كل خير لما قدم لهذه‬
‫المة ‪ ،‬إل أنه رحمه الله تعالى قد جانبه الصواب فى هذا المسألة‬
‫مع محاولته التحرى والبحث والستقصاء ‪ ،‬وقد ذهب العلماء سلفا ا‬
‫حل الذهب المحلق للمرأة دون خلف ‪ ،‬واستقصاء هذه‬ ‫وخلفا ا إلى ذ‬
‫المسألة له موضع آخر ‪ ،‬واكتفى هنا ببعض أقوال أهل العلم ممن‬
‫حل الذهب دون تفصيل للمرأة ‪.‬‬ ‫ذهب إلى ذ‬

‫)‪ (1‬أخرجه البخارى ومسلم ‪.‬‬


‫)‪ (2‬أخرجه مسلم وغيره ‪ ،‬ولكل مسلم أقول له ‪ :‬لو أنك كنت مكان ذلك الصاحبى الكريم ‪،‬‬
‫ت فافعل الن !‪.‬‬
‫وجرى عليك ما جرى عليه ‪ ،‬فهل كنت ستفعل مثل ما فعل ‪ ،‬فإن كن ه‬
‫)‪ (3‬حسن ‪ :‬أخرجه أحمد ‪.‬‬
‫)‪ (1‬حسن ‪ :‬أخرجه أحمد وغيره ‪.‬‬
‫)‪(2‬‬
‫انظر ‪ :‬آداب الزفاف للعلمة اللبانى رحمه الله تعالى ‪.‬‬
‫تحفة العروسين‬ ‫‪37‬‬

‫يقول المام النووى فى شرح مسلم ‪" :‬أجمع المسلمون على‬


‫إباحة خاتم الذهب للنساء" ‪ ،‬وقال فى المجموع )‪" : (3‬يجوز للنساء‬
‫لبس الحرير والتحلى بالفضة والذهب بالجماع للحاديث الصحيحة"‬
‫‪ ،‬وقال أيضا ا ‪" :‬أجمع المسلمون على أنه يجوز للنساء لبس أنواع‬
‫الحلى من الفضة والذهب جميعا ا كالنوق والذعقد والخاتم والسوار‬
‫والخلخال والدمالج والقلئد والمخانق وكل ما نيتخذ فى العنق وغيره‬
‫‪ ،‬وكل ما يعتدن لبسه ‪ ،‬ول خلف فى شئ من هذا" )‪.(4‬‬
‫وقال الحافظ فى الفتح )‪ (1‬فى ثنايا تفسير نهى النبى‪ ‬عن خاتم‬
‫الذهب ‪" :‬نهى النبى ‪ ‬عن خاتم الذهب أو التختم به مختص‬
‫بالرجال دون النساء ‪ ،‬فقد ننقل الجماع على إباحته للنساء" ‪ ،‬وقال‬
‫مثله المام المباركفورى فى التحفة )‪. (2‬‬
‫ويقول المام ابن عبد البر فى التمهيد )‪" : (3‬النهى عن لباس‬
‫الحرير وتختم الذهب إنما قصد به إلى الرجال دون النساء وقد‬
‫أوضحنا هذا المعنى فيما تقدم من حديث نافع ول نعلم خلفا ا بين‬
‫علماء المصار فى جواز تختم الذهب للنساء وفى ذلك ما يدل على‬
‫أن الخبر المروى من حديث ثوبان ومن حديث أخت حذيفة عن‬
‫النبى‪ ‬فى نهى النساء عن التختم بالذهب إما أن يكون منسوخا ا‬
‫بالجماع وبأخبار العدول فى ذلك على ما قدمنا ذكره فى حديث‬
‫نافع أو يكون غير ثابت ‪ ،‬فأما حديث ثوبان فإنه يرويه يحيى بن أبى‬
‫كثير قال ‪ :‬حدثنا أبو سلم عن أبى أسماء الرحبى عن ثوبان ولم‬
‫يسمعه يحيى بن أبى سلم ول يصح ‪ ،‬وأما حديث أخت حذيفة‬
‫فيرويه منصور عن ربعى بن خراش عن امرأته عن أخت حذيفة‬
‫قالت ‪" :‬قام رسول الله‪ ‬فحمد الله وأثنى عليه ثم قال يا معشر‬
‫النساء أما لكن فى الفضة ما تحلينه أما إنكن ليس منكن امرأة‬
‫تحلي ذهابا تظهره إل عذبت به" ‪ ،‬والعلماء على دفع هذا الخبر لن‬
‫امرأة ربعى مجهولة ل تعرف بعدالة وقد تأوله بعض من يرى الزكاة‬
‫فى الحلى من أجل منع الزكاة منه إن منعت ولو كان ذلك لذكر وهو‬
‫تأويل بعيد ‪.‬‬
‫)‪ (3‬انظر المجموع )‪. (443\4‬‬
‫)‪ (4‬السابق )‪. (40\6‬‬
‫)‪ (1‬انظر ‪ :‬فتح البارى )‪. (317\10‬‬
‫)‪ (2‬انظر ‪ :‬تحفة الحوذى )‪. (340\5‬‬
‫)‪ (3‬انظر التمهيد ‪. (115\16) :‬‬
‫‪38‬‬ ‫تحفة العروسين‬
‫وقد روى محمد بن إسحاق عن يحيى بن عباد بن عبدالله بن‬
‫الزبير عن أبيه عن عائشة أن النجاشى أهدى إلى النبى‪ ‬حلية فيها‬
‫خاتم من ذهب فصه حبشى فأخذه رسول الله ‪ ‬بعود أو ببعض‬
‫أصابعه وإنه لمعرض عنه فدعا ابنة ابنته أمامة بنت أبى العاص ‪،‬‬
‫ة " )‪ ، (1‬وعلى هذا القياس للنساء خاصة‬ ‫ذا هيا ب نن هي ل ن‬ ‫حل ل م‬
‫ي ب ذهه ه‬ ‫فقال ‪ :‬ت ه ه‬
‫والله الموفق للصواب ‪.‬‬
‫)‪(2‬‬
‫ويقول المام الجصاص فى تفسيره ‪" :‬الخبار الواردة فى إباحته‬
‫للنساء ـ يعنى الذهب ـ عن النبى‪ ‬والصحابة أظهر وأشهر من أخبار‬
‫حل مي هةذ وههنوه ذفي‬ ‫الحظر ‪ ،‬ودللة الية ـ قوله تعالى ‪) :‬أ هومن ين ل ن‬
‫شأ ذفي ال م ذ‬ ‫ه ه نه‬
‫ن( ـ أيضا ا ظاهرة فى إباحته للنساء ‪ ،‬وقد استفاض‬ ‫مذبي س‬ ‫صام ذ غ هي منر ن‬ ‫ال م ذ‬
‫خ ه‬
‫لبس الحلى للنساء منذ قرن النبى‪ ‬إلى يومنا هذا من غير نكير من‬
‫أحد عليهن ‪ ،‬ومثل ذلك ل نيعترض عليه بأخبار الحاد" ‪.‬‬
‫وقال مثله المام الكيا الهراسى عند تفسيره للية السابقة ‪.‬‬
‫ـ وأورد الحكيم الترمذى فى نوادر الصول ‪ :‬عن عائشة ـ رضى‬
‫الله عنها ـ قالت ‪" :‬أهدى النجاشى إلى رسول الله‪ ‬حلية فيها خاتم‬
‫من ذهب فيه فص حبشى فأخذه رسول الله ‪ ‬بعود أو ببعض‬
‫أصابعه وإنه لمعرض عنه ثم دعا ابنة ابنته أمامة ابنة أبى العاص‬
‫فقال ‪ :‬تحلى بهذا يا بنية" )‪. (3‬‬
‫قال ‪ :‬جعل ‪ ‬الحلية زينة لجوارح النسان فإذا لبسها زانه لذلك‬
‫وإذا زانه حله فصار ذلك العضو أحلى فى أعين الناظرين ولذا‬
‫سمى حلية لنه تحلى تلك الجوارح فى أعين الناظرين وفى قلوبهم‬
‫قال الله تعالى وتستخرجون منه حلية تلبسونها وهى اللؤلؤ فما كان‬
‫من ذهب فللناث ويحرم على الذكور و ما كان من فضة أو جوهر‬
‫فمطلق للرجال والنساء و قد لبس ‪ ‬خاتما ا اتخذه من فضة وفصه‬
‫منه" )‪. (1‬‬
‫قلت ‪ :‬وفى الحديث السابق دليل قوى لباحة خاتم الذهب‬
‫للنساء ‪ ،‬فتأمل )‪. (2‬‬
‫ـ ما يباح للخاطب بعد الخطبة ‪:‬‬

‫)‪ (1‬صحيح ‪ :‬أخرجه أبو داود )‪ (4253‬ومن طريقه البيهقى )‪ (141\4‬وابن ماجة )‪ (4644‬وابن‬
‫أبى شيبة )‪ (194\5‬وأحمد )‪. (119\6‬‬
‫)‪ (2‬انظر تفسير الجصاص )‪. (388\3‬‬
‫)‪ (3‬تقدم ‪.‬‬
‫)‪ (1‬نوادر الصول )‪. (5\2‬‬
‫)‪ (2‬وانظر المحلى لبن حزم )‪. (84\10‬‬
‫تحفة العروسين‬ ‫‪39‬‬

‫ويباح للخاطب بعد الخطبة الكلم مع خطيبته فى شئون الدين‬


‫ونحو هذا حتى يستطيع أن يتلمس بعض جوانب "شخصية" زوجة‬
‫المستقبل ‪ ،‬فيستمع إلى آرائها ومنهجها فى الحياة والقواعد‬
‫والمبادئ التى تسير عليها ‪ ،‬وتصحيح ما يراه يحتاج تصحيحا ا وفق‬
‫كتاب الله وسنة رسوله‪ ‬على أن يكون هذا فى وجود محرم لها ‪،‬‬
‫ويباح له النظر إلى وجهها ـ هذا على اختلف أهل العلم فى وجوب‬
‫النقاب ول يجوز له أن يمسك بيدها أو أن يلمس جسدها ‪ ،‬أو التأمل‬
‫فى مفاتنها ‪ ،‬فهى لزالت أجنبية عليه ‪ ،‬فليس له منها ما ليس له‬
‫من الجنبية ‪ ،‬كما ليس له الخلوة بها إل فى وجود المحرم ‪.‬‬
‫وعليه أن يتحلى بالصبر والتؤدة فى التعرف عليها وبناء الرأى‬
‫الصائب فى زوجة المستقبل ‪ ،‬وكلما قلل الخاطب من زيارة‬
‫الخطيبة كان له أفضل ‪.‬‬
‫ـ أما الخروج معا ا والتنزه وغير ذلك مما يفعله ـ كثير ـ من الناس‬
‫فل يجوز ‪ ،‬ولم يكن على عهد رسول الله ‪ ‬أن هيخطب الرجل المرأة‬
‫فيخرج معها للحديث والتنزه والخلوة بها ـ من اجل التعارف والتآلف‬
‫والتفاهم ووو ـ إلى غير ذلك مما أصبح سنة معروفة لدى الناس ‪،‬‬
‫وأصبحت السنة هى البدعة عندهم ‪ ،‬فما لم يكن دينا ا على عهد‬
‫رسول الله ‪ ‬ل يكون اليوم دينا ا ‪.‬‬
‫ـ ويظن البعض أنه إذا تم "عقد النكاح" فله من زوجته كل شئ ‪،‬‬
‫وإنى لحذر كل فتاة من التمادى فى مثل هذا المر ‪ ،‬فكم من زيجة‬
‫لم يقدر لها الله تعالى أن تكتمل ‪ ،‬وإن تم عقد النكاح ‪.‬‬
‫ـ النفقة على الزوجة ‪:‬‬
‫ن نفقة‬‫قال بعض أهل العلم إنه ليس على الذى عقد ولم يب ذ‬
‫لزوجته حتى تنتقل من بيت أبيها إلى بيته ‪ ،‬إنما النفقة على أبيها‬
‫ن‬ ‫سنئو ل‬
‫ل عه م‬ ‫م م‬
‫م ه‬ ‫وهو لم يزل الراعى ‪ ،‬لقوله‪ ": ‬ك نل يك ن م‬
‫م هراسع وهك نل يك ن م‬
‫ه" )‪ ، (1‬وهى لم تزل فى بيتها أبيها فهو المسئول عن نفقتها ل‬ ‫عي لت ذ ذ‬
‫هر ذ‬
‫ن بها بعد ‪ ،‬كما أنها لم تزل فى كنف أبيها فله عليها‬ ‫زوجها الذى لم يب ذ‬
‫ما كان قبل العقد ‪.‬‬
‫حنة ‪ :‬ومن المور المبتدعة عند الكثير ما يسمى بـ"ليلة‬ ‫ـ ليلة ال ذ‬
‫الحنة" وفيها ما فيها من المخالفات الشرعية كالطلع على عورة‬

‫)‪(1‬‬
‫أخرجه البخارى )‪ (431\1‬ومسلم )‪. (1459\3‬‬
‫‪40‬‬ ‫تحفة العروسين‬
‫الفتاة ‪ ،‬وكشفها أمام الجنبيات ‪ ،‬بدعوى تهيئتها للزوج ‪ ،‬والرقص‬
‫والغناء ونحو هذا ‪.‬‬
‫ـ العروس ليِلة الزفاف ‪:‬‬
‫أما الرجل فيكون فى أجمل صورة ليلة زفافه من حسن المنظر‬
‫والهيئة والملبس والنظافة الجسدية ‪ ،‬كحلق العانة ونتف البط ‪،‬‬
‫ل اللهذل‬ ‫سو ن‬ ‫ن هر ن‬ ‫وليحذر حلق اللحية خشية التشبه بأهل الكفر وقد ‪":‬ل هعه ه‬
‫ساذء" )‪ ، (2‬فل‬ ‫ن الن م ه‬ ‫م ه‬ ‫ت ذ‬ ‫شب مهها ذ‬‫مت ه ه‬‫ساذء هوال م ن‬
‫ل ذبالن م ه‬‫جا ذ‬‫ن المر ه‬
‫م ه‬‫ن ذ‬ ‫مت ه ه‬
‫شب مذهي ه‬ ‫‪ ‬ال م ن‬
‫يبدأ حياته الزوجة باللعن وهو الطرد من رحمة الله تعالى والعياذ‬
‫بالله ‪ ،‬والباطنية والظاهرية ‪.‬‬
‫ـ أما العروس ـ الزوجة ـ ‪ :‬فتكون فى أبهى صورها من حسن‬
‫الزينة والملبس والنظافة الجسدية والباطنية والظاهرية ‪ ،‬ولتكن‬
‫على حذر من أمور عدة منها ‪ :‬الكوافير ‪ ،‬نتف الحواجب ‪ ،‬المناكير‬
‫‪ ،‬لباس الشهرة ‪.‬‬
‫ـ حكم الذهاب إلى الكوافيِر ‪:‬‬
‫اعلمى أختى المسلمة إن أعداء السلم يكيدون للمة السلمية‬
‫بكل طريقة وسبيل ‪ ،‬ول يتركون سلحا ا إل واستخدموه ‪ ،‬ومن أهم‬
‫أسلحتهم "الفتاة المسلمة" فكادوا لها بالزياء تارة ‪ ،‬وبالعمل تارة‬
‫أخرى ‪ ،‬وبالرياضة أخرى ‪ ،‬إلى غير ذلك ‪ ،‬من أوجه محاربة الكفار‬
‫للسلم ‪ ،‬ومن أوجه المحاربة ما انتشر فى بلد السلم بما يسمى‬
‫"الكوافير" تذهب إليه النساء لوضع المساحيق وإزالة شعر‬
‫الحاجبين بل وإزالة الشعور الداخلية ‪ ،‬وما يستتبع هذا "الكوافير"‬
‫من مراكز "التجميل" من شد الوجه وتصغير وتكبير الثديين !!‬
‫وإزالة ترهلت الرداف !! إلى غير ذلك مما نسمعه ونقراءه ‪ ،‬وقد‬
‫ه‬
‫واء‬ ‫نهى تعالى عن التشبه بأهل الكفر فقال تعالى ‪) :‬وهل ه ت هت لب ذنعوا م أهم ه‬
‫ضيلوا م ه‬ ‫قهوم قهد ضيلوا م من قهب ن ه‬
‫ل( ‪،‬‬ ‫سذبي ذ‬ ‫واء ال ل‬ ‫س ه‬‫عن ه‬ ‫ضيلوا م ك هذثيارا وه ه‬ ‫ل وهأ ه‬ ‫م‬ ‫ذ‬ ‫م س م ه‬
‫شب لنهوا ذبال مي هنهود ذ وهله‬ ‫ه‬
‫ه ب ذغهي مرذهنا ل ت ه ه‬ ‫شب ل ه‬‫ن ته ه‬ ‫م م‬
‫ملنا ه‬
‫س ذ‬ ‫ه‬
‫وفى الترمذى عنه‪": ‬لي م ه‬
‫قومم س فههنوه‬ ‫ه بذ ه‬‫شب ل ه‬‫ن ته ه‬ ‫م م‬ ‫صاهرى" وفى مسند المام أحمد قال ‪" : ‬وه ه‬ ‫ذبالن ل ه‬
‫م " ‪ ،‬فالذهاب إلى الكوافير ووضع المساحيق ونتف شعر‬ ‫من مهن م‬
‫ذ‬
‫الحواجب ‪ ،‬وإزالة الشعور الداخلية حول قبل المرأة ‪ ،‬فنيطلع عليها‬
‫دون حاجة ‪ ،‬مع الوقوع فى النهى أن تباشر المرأة عورة المرأة‬
‫دون حاجة ‪ ،‬وليس بالطبع هذه ضرورة تدعو لكشف عورة المرأة ‪،‬‬
‫حشر‬ ‫وكل هذا هو من باب التشبه بأهل الكفر ‪ ،‬ومن تشبه بهم ن‬

‫)‪(2‬‬
‫أخرجه البخارى وغيره ‪.‬‬
‫تحفة العروسين‬ ‫‪41‬‬

‫معهم ـ والعياذ بالله تعالى ـ فل أدرى أيها "الرجل" كيف لك أن تأخذ‬


‫"زوجتك" إلى من يدغدغ بأصابعه خصلت شعرها ‪ ،‬ويتأمل فى‬
‫وجهها ليضع لها المسحوق المناسب الذى يتناسب وبشرتها ؟! ‪،‬‬
‫وكيف لك أن تتركها "قطعة من اللحم" تنهشها عيون الخرين‬
‫وتتأمل فى مفاتنها ‪ ،‬أم تراك ستحجب أعين الناس عن النظر إلى‬
‫زوجتك ومفاتنها ! ‪.‬‬
‫ـ نتف الحواجب ‪:‬‬
‫)‪(1‬‬
‫ت‬‫ما ذ‬ ‫ش ه‬‫وا ذ‬ ‫م‬
‫ه ال ه‬ ‫ل‬
‫ن الل ن‬ ‫ه‬
‫وقد ورد النهى عن هذا بقوله‪" : ‬لعه ه‬
‫ت‬‫مغهي مهرا ذ‬ ‫م‬
‫ن ال ن‬
‫)‪(4‬‬ ‫م‬ ‫م‬ ‫هوال م ن‬
‫)‪(3‬‬
‫هوال م ن‬
‫)‪(2‬‬
‫هوال م ن‬
‫س ذ‬ ‫ح م‬ ‫ت ل ذل ن‬ ‫جا ذ‬ ‫فل ه‬ ‫مت ه ه‬ ‫ت‬
‫صا ذ‬ ‫م ه‬ ‫مت هن ه م‬ ‫ت‬‫ما ذ‬ ‫ش ه‬
‫ست هوم ذ‬‫م م‬
‫خل مقه الل لهذ ت ههعاهلى)‪. "(5‬‬ ‫ه‬
‫ـ المْناكيِر ‪:‬‬
‫وهو تدميم الظفار باللوان ‪ ،‬وهو أيضا من باب التشبه بالكافرين ‪،‬‬ ‫ا‬
‫كما انه يمنع من صحة الوضوء لعدم وصول الماء إلى إصل الصابع‬
‫والظفار ‪ ،‬فلن تستطيع المرأة به أن تصلى خلف زوجها عند دخول‬
‫بيت الزوجية ‪ ،‬أو تصلى قبل هذا المغرب مثل ا أو العشاء ‪ ،‬أو صلة‬
‫الفجر ‪ ،‬فلتكن على حذر ‪.‬‬
‫ـ إطالة الظفار ‪ :‬وهو أيضا من باب التشبه بالكافرين ‪ ،‬وقد ورد‬ ‫ا‬
‫فط مهرةذ‬ ‫ن ال م ذ‬‫م ه‬ ‫س ذ‬ ‫م ل‬ ‫خ م‬ ‫س أ هوم ه‬ ‫م ل‬ ‫خ م‬ ‫فط مهرة ن ه‬ ‫عن النبى المعصوم ‪" : ‬ال م ذ‬
‫ه‬
‫م املظ م ه‬ ‫ف امل ذب م ذ‬ ‫ال م ذ‬
‫ص ال ل‬ ‫فارذ وهقه ي‬
‫)‪(7‬‬
‫ب"‬‫شارذ ذ‬ ‫قذلي ن‬ ‫ط وهت ه م‬ ‫داد ن)‪ (6‬وهن هت م ن‬ ‫ح ه‬‫ست ذ م‬
‫ن هواذل م‬ ‫خهتا ن‬
‫‪.‬‬
‫ـ ول يكون لباس العروس ـ المرأة ـ لباس شهرة ول يكون‬
‫مشابها ا للباس أهل الكفر ‪ ،‬بل يجب أن يكون ساترا ا لكل الجسد ‪،‬‬
‫وان يكون صفيقا ا ل يشف ‪ ،‬وأن ل يصف شيئا ا من مفاتنها ‪ ،‬ول‬
‫مطيبا ا ‪ ،‬ول يكون لباس زينة ‪ ،‬أو شهرة ‪ ،‬ول يشبه لباس أهل الكفر‬
‫أو لباس الرجال ‪.‬‬

‫)‪ (1‬وهى التى تشم الناس ‪ ،‬ومنها ما ظهر أخيرا ا وانتشر وهو "التاتو" ‪.‬‬
‫)‪ (2‬التى تضع الوشم الطالبة له ‪.‬‬
‫)‪ (3‬وهو التى تطلب النمص ‪ ،‬وهو إزالة شعر الحاجبين ‪.‬‬
‫)‪ (4‬التى تفلج أو تفرج بين ثنايا أسنانها طلبا ا للحسن ‪.‬‬
‫)‪ (5‬أخرجه البخارى ومسلم ‪.‬‬
‫)‪ (6‬أى حلق شعر العانة ‪.‬‬
‫)‪ (7‬أخرجه البخارى ومسلم والنسائى ‪.‬‬
‫‪42‬‬ ‫تحفة العروسين‬
‫ـ هذا ول حرج فى استعارة العروس فستان الزفاف للتزين به‬
‫ليلة عرسها ‪ ،‬فقد روى البخارى من طريق عبد الواحد بن أيمن عن‬
‫ضي الللهم ع هن مهها وهع هل هي مهها د ذمرع ن قذط مرس‬ ‫عائ ذ ه‬ ‫ت ع ههلى ه‬ ‫خل م ن‬
‫)‪(1‬‬
‫ة هر ذ‬ ‫ش ه‬ ‫أبيه قال ‪" :‬د ه ه‬
‫جارذي هذتي ان مظ نمر إ ذل هي مهها فهإ ذن لهها‬ ‫ك إ ذهلى ه‬ ‫صهر ه‬ ‫ت امرفهعم ب ه ه‬ ‫قال ه ذ‬ ‫م فه ه‬‫سةذ د ههراه ذ ه‬ ‫م ه‬ ‫خ م‬ ‫ن ه‬‫م ن‬ ‫ثه ه‬
‫ه‬
‫ن د ذمرع ل ع ههلى ع ههمد ذ‬ ‫من مهن ل‬‫ن ذلي ذ‬ ‫كا ه‬‫ت وهقهد م ه‬ ‫ه ذفي ال مب هي م ذ‬ ‫س ن‬ ‫ن ت هل مب ه ه‬
‫هى أ م‬ ‫(‬‫‪2‬‬ ‫)‬
‫ت نمز ه‬
‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ل‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ل‬
‫ل اللهذ ‪ ‬فه ه‬
‫)‪(3‬‬
‫ي‬
‫ت إ ذل ل‬ ‫سل م‬ ‫دين هةذ إ ذل أمر ه‬‫م ذ‬‫ذبال ه‬ ‫ن‬
‫قي ل ن‬
‫مهرأة ل ت ن ه‬ ‫تا م‬ ‫ما كان ه ذ‬ ‫سو ذ‬ ‫هر ن‬
‫)‪(4‬‬
‫ه" ‪.‬‬ ‫ست هذعينر ن‬ ‫ته م‬
‫ـ وتبقي كلمْة ‪ :‬وهى ‪ :‬هل يجوز للمْرأة استعمْال‬
‫"المْكيِاج" والتجمْل لزوجها ؟‬
‫ـ والجواب ‪ :‬نعم يجوز لها هذا فى الحدود الشرعية ‪ ،‬وهذا من‬
‫دواعى محبة الزوج لها ‪ ،‬فعلى المرأة أن تكون فى أبهى صورة‬
‫أمام زوجها وفى عينه ‪ ،‬وليس لها أن يظهر هذا منها لغير زوجها ‪.‬‬
‫ـ ولكن ‪ :‬إذا كان كما يقال أن هذا "المكياج" أو بعضه يضر ببشرة‬
‫المرأة فهو فى هذا الحالة يكون أما محرما ا أو مكروها ا ‪ ،‬والولى‬
‫سؤال الطبيبة المسلمة لبيان صحة هذا القول من عدمه ‪.‬‬
‫ـ ولكن ل يجوز للمرأة أن تلبس "الباروكة" من باب التجمل لزوجها‬
‫‪ ،‬بل هذا منهى عنه ‪ ،‬ولكن ل بأس إن كان الوصل من غير الشعر‬
‫كالحرير والصوف الملون ونحوه ‪.‬‬
‫ـ الغناء فى العرس ‪:‬‬
‫ـ ول حرج فى سماع الغناء لعلن النكاح إذا لم يكن فيه محرما ا‬
‫ولم يصاحبه الطبل والزمر والكمان وغير هذا من آلت اللهو ‪ ،‬ول‬
‫ح ه ذ‬
‫م‬ ‫را‬ ‫ل هوال م ه‬ ‫حهل ذ‬ ‫ن ال م ه‬‫ما ب هي م ه‬
‫ل ه‬‫ص ه‬‫ن فه م‬ ‫حرج فى الضرب بالدف لقوله ‪" : ‬إ ذ ل‬
‫ا‬
‫ف" )‪ ، (1‬فأباح‪" ‬الدف" ليكون سببا فى‬ ‫ب ذبالد ي م‬ ‫ضمر ه‬ ‫ت ي هعمذني ال ل‬ ‫صوم ن‬ ‫ال ل‬
‫إعلن النكاح وبيان حله وانه غير سفاح ‪ ،‬أما الطبل والكمان والعود‬
‫وغير هذا من آلت اللهو فمنهى عنها ‪ ،‬بل هى حرام لقوله تعالى ‪:‬‬
‫ل الل لهذ ب ذغهي مرذ‬ ‫سذبي ذ‬‫عن ه‬ ‫ل ه‬ ‫ض ل‬‫ث ل ذي ن ذ‬ ‫دي ذ‬
‫ح ذ‬ ‫ريِ ل ههموه ال م ه‬
‫شت ه ذ‬
‫ن‬
‫من ي ه م‬‫س ه‬
‫ن اللنا ذ‬ ‫م ه‬ ‫)و ه ذ‬
‫ن( )لقمان ‪ (6:‬قال عبد بن‬ ‫مذهي ل‬ ‫ب ي‬ ‫ذا ل‬‫م عه ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬
‫ها هننزاوا أولئ ذك لهن م‬ ‫عل مم س وهي هت ل ذ‬
‫خذ ه ه‬ ‫ذ‬
‫مسعود ‪ : ‬هو الغناء ‪ ،‬وذكر بعض أهل العلم أن الغناء بآلة محرم‬
‫إجماعا ا ‪.‬‬

‫)‪ (1‬أى قميص ‪.‬‬


‫)‪ (2‬أى تتكبر ‪.‬‬
‫)‪ (3‬أى نتزين للزفاف ‪.‬‬
‫)‪ (4‬أخرجه البخارى )‪. (2435‬‬
‫)‪(1‬‬
‫حسن ‪ :‬أخرجه أحمد وغيره ‪.‬‬
‫تحفة العروسين‬ ‫‪43‬‬

‫وعليه فالواجب الحذر من أن يبدأ العروسان حياتهما الزوجية‬


‫بمعصية الله تعالى ‪ ،‬كما يفعل البعض بإقامة "حفل الزفاف" فى‬
‫بعض النوادى والقاعات ‪ ،‬وجلوس العروسان فى "الكوشة" للناس‬
‫‪ ،‬وعرض الرجل زوجته على الجميع يتأملونها ومفاتنها وقد بدت فى‬
‫أجمل صورها ‪ ،‬وإحضار بعض "الفنانين" )‪ (2‬لحياء الحفل ‪ ،‬وإنما هى‬
‫إماتة ومحاولة طمس السنة النبوية فى الزفاف ‪ ،‬وتقليد غريب‬
‫لخوان القردة والخنازير فى حفلت زفافهم ‪ ،‬ومن هم على‬
‫شاكلتهم ممن يدعى السلم ـ علم هذا من علمه وجهله من جهله ـ‬
‫فالواجب البعد عن هذا لما فيه من اختلط الرجال والنساء ‪ ،‬وإرتداء‬
‫النساء كل ما يكشف مفاتنهن ‪ ،‬والرقص الجماعى للرجال مع‬
‫س‬‫شد ي اللنا ذ‬ ‫النساء ‪ ،‬والتصوير ‪ ،‬وقد صحت الحاديث الكثيرة أن "أ ه ه‬
‫ه" )‪ (3‬إلى غير ذلك مما‬ ‫ق الل ل ذ‬ ‫ن بذ ه م‬
‫خل ذ‬ ‫هو ه‬‫ضا ن‬
‫ن ين ه‬‫ذي ه‬‫مةذ ال ل ذ‬ ‫م ال م ذ‬
‫ق ه)يا‪ (4‬ه‬ ‫ذاابا ي هوم ه‬ ‫عه ه‬
‫يعرفه الناس ‪.‬‬
‫ـ رش الملح ‪ :‬ورش الملح مرة أو سبع لدفع عين الحاسد ! هو‬
‫نوع تبذير وإسراف وسفه ‪.‬‬
‫ـ وعليه فليكن العروس على حذر من يبدأ حياته بمعصية الله‬
‫تعالى وأن يتحمل أوزار كل من يغنى ويرقص ويتمايل على أكتافه‬
‫وفى ميزان سيئاته !!! ‪.‬‬
‫ن‬‫صومت هي م ذ‬
‫ن ه‬ ‫ت عه م‬‫ـ الزغاريد يوم الفرح ‪ :‬قال رسول الله‪" : ‬ن هههي م ن‬
‫ه‬
‫ب وههرن لةذ‬ ‫جنيو س‬‫شق م ن‬ ‫جوهس وه ه‬ ‫ش ون ن‬ ‫م ذ‬ ‫خ م‬‫صيب هةس ه‬‫م ذ‬
‫عن مد ه ن‬
‫ت ذ‬ ‫صوم س‬ ‫ن ه‬ ‫جهري م ذ‬ ‫ن هفا ذ‬ ‫ذ‬ ‫قي م‬‫م ه‬
‫ح ه‬ ‫أ م‬
‫ن" )‪. (1‬‬ ‫طا س‬ ‫شي م ه‬ ‫ه‬
‫ـ وليبدأ حياته الزوجية فى بيت من بيوت الله تعالى وعلى سنة‬
‫النبى‪ ، ‬وليكن سببا ا فى إحياء السنن ل إماتتها ‪ ،‬ونشر الخير ل‬
‫الفجور والعرى ‪.‬‬
‫)‪ (2‬وفيه هذا ما فيه من التبذير المنهى عنه فى قوله تعالى ‪" :‬إن المبذرين كانوا إخوان‬
‫الشياطين" ‪.‬‬
‫)‪ (3‬أخرجه البخارى )‪ (317\10‬ومسلم )‪. (158\6‬‬
‫)‪ (4‬ول أدرى سببا ا يدعو الرجل أن يعلق صورة زفافه وقد بدت عروسه فى أجمل زينتها وجمالها‬
‫فى غرفة "الصالون" مثل ا ليشاهدها كل زائر له ! ‪ ،‬ل أدرى أهو التباهى بجمال عروسه وأنه‬
‫اختار أجمل الفتيات ‪ ،‬أم هى دعوة لكل من يرى الصورة أن يزني بزوجته )فالعين تزى وزناها‬
‫النظر( ! أم تراه يتاجر بجمالها !! ‪ ،‬ول أدرى لماذا ترضى الزوجة بهذا العرض المبتذل لها‬
‫ولجسمها ‪.‬‬
‫واذا كان هذا الفعل منهى عنه – التصوير ثم تعليق الصور ‪ ،‬وقد صح الحديث أن الملئكة ل‬
‫تدخل بيت فيه كل أو صورة – فمن باب أولى النهى عن مقابلة الزوجة لكل زائر لزوجها‬
‫وجلوسها اليه وتسليمه عليها ‪ ،‬والضحك والمزاح معه والختلط عامة ‪ ،‬ولنتشار هذا المر‬
‫وذيوعه بين الناس لزم التنبيه ‪.‬‬
‫)‪ (1‬صحيح ‪ :‬أخرجه الحاكم والبيهقى والترمذى بنحوه وغيرهم ‪.‬‬
‫‪44‬‬ ‫تحفة العروسين‬
‫دعى إلى حضور عقد النكاح أن يلبى دعوة أخيه‬ ‫وعلى من ن‬
‫لمشاركته فرحته والدعاء له ‪ ،‬على أن يحذر أن يكون مكان حضوره‬
‫مكان لهو واختلط وفسق وعرى وتصوير كما يجرى لدى كثير من‬
‫الناس ‪ ،‬ودعوتهم أهل الباطل من الفنانين وأصحاب الخلعة‬
‫والمياعة والمنتسبين إلى السلم زورا ا وبهتانا ا ‪ ،‬حتى ل يدخل تحت‬
‫ب" )‪. (2‬‬ ‫قوله‪" : ‬ال ممرنء مع م ه‬
‫ح ل‬ ‫نأ ه‬‫ه م ه ه ه م‬
‫ـ ونيستحب أن يكون العقد فى بيت من بيوت الله تعالى تحفه‬
‫الملئكة ويحضره أهل الصلة والصلح ‪.‬‬
‫ـ وهنا ريقال ‪ :‬ما هى ألفاظ التزويج ؟‬
‫ـ وأقول ‪ :‬ان النكاح ينعقد بلفظ النكاح ‪ ،‬كأن يقول الولى للرجل ‪:‬‬
‫ن‬‫م ه‬ ‫كم م‬ ‫ب له ن‬ ‫طا ه‬‫ما ه‬ ‫حوا م ه‬ ‫أنكحتك أو زوجتك ‪ ،‬كما قال تعالى ‪) :‬هفانك ذ ن‬
‫م(‬ ‫ن‬ ‫ه‬ ‫م‬ ‫ه‬
‫منك م‬ ‫مى ذ‬ ‫حوا الهيا ه‬ ‫ساء( )النساء ‪ ، (3 :‬وقوله تعالى ‪) :‬وهأنك ذ ن‬ ‫الن م ه‬
‫ح ه‬
‫ك‬ ‫ن‬ ‫ه‬ ‫ن‬ ‫)النور ‪ ، (32 :‬وقول شعيب لموسي‪) : ‬هقا ه‬
‫ن أنك ذ ه‬ ‫ل إ ذمني أذريد ن أ م‬
‫ن( )القصص ‪ ، (27 :‬أما لفظ الزواج فقد ورد فى‬ ‫هات هي م ذ‬
‫ي ه‬‫دى اب من هت ه ل‬ ‫ح ه‬‫إذ م‬
‫جهناكهها( )الحزاب ‪(37 :‬‬ ‫ه‬ ‫ه‬
‫من مهها وهطارا هزول م‬‫ضى هزي مد ل م‬ ‫ما قه ه‬ ‫ه‬
‫قوله تعالى ‪) :‬فهل ل‬
‫‪.‬‬
‫)‪(1‬‬
‫ـ قال ابن قدامة فى المغنى ‪ :‬وإذا قال الخاطب للولى ‪:‬‬
‫ت ؟ قال ‪ :‬نعم فقد انعقد‬ ‫ت ؟ فقال ‪ :‬نعم ‪ ،‬وقال للزوج ‪ :‬أقبل ه‬ ‫أزوج ه‬
‫النكاح إذا حضره الشاهدان ‪.‬‬
‫وقال الشافعى ‪ :‬ل تنعقد حتى يقول معه ‪ :‬زوجتك ابنتى ‪ ،‬ويقول‬
‫ت هذا التزويج ‪ ،‬لن هذين ركنا العقد ول ينعقد بدونهما ‪.‬‬ ‫الزوج ‪ :‬قبل ن‬
‫ويقول المام ابن تيمية ‪" :‬والتحقيق ‪ :‬إن المتعاقدين إن عرفا‬
‫المقصود ‪ ،‬فأى لفظ من اللفاظ عرف به المتعاقدان مقصودهما‬
‫انعقد به العقد" )‪. (2‬‬
‫ومذهب جمهور العلماء أن العقد ينعقد بكل لفظ يدل عليه ول‬
‫يختص بلفظ النكاح أو التزويج ‪ ،‬وركنا الزواج ‪ :‬إيجاب وقبول )وهى‬
‫صيغة العقد( ‪ ،‬وشروطه أربعة ‪:‬‬
‫ي‪:‬‬‫ول م ي‬ ‫ح إ مرل ب م د‬
‫كا د‬ ‫ـ دل ن م د‬

‫)‪ (2‬أخرجه البخارى )‪ (6186‬ومسلم )‪ ، (2640‬ويكفيك في ذ‬


‫حل الغناء أو حرمته ما قيل ‪ :‬لو جاء‬
‫كفة يكون ‪ ،‬ولو كان ابن حزم وهو‬‫الغناء يوم القيامة ‪ :‬يكون مع الحق أم الباطل ‪ ،‬في أيِ ذ‬
‫حله أبدا ا ‪ ،‬وانظر لكاتب السطور ‪ :‬أمثالنا‬
‫معتمد أهل الغناء حيا ا وسمع غناء اليوم ما قال ب ذ‬
‫الشعبية في ميزان الشرع ‪،‬ط ‪ :‬مكتبة العلم ‪.‬‬
‫)‪ (1‬انظر المغنى )‪. (428\7‬‬
‫)‪ (2‬انظر ‪ :‬مجموع الفتاوى )‪.(533\20‬‬
‫تحفة العروسين‬ ‫‪45‬‬

‫ونيشترط لصحة العقد أمورا ا أربعة ‪ :‬الصداق ‪ ،‬العلن ‪ ،‬الشهود ‪،‬‬


‫الولى ‪.‬‬
‫ة( )النساء ‪:‬‬ ‫حل ه ا‬‫ن نذ م‬‫صد نهقات ذهذ ل‬ ‫ساء ه‬ ‫‪1‬ـ الصداق ‪ :‬لقوله تعالى ‪) :‬هوآنتوا م الن ل ه‬
‫ة( )البقرة ‪، (236:‬‬ ‫ض ا‬‫ري ه‬ ‫ن فه ذ‬ ‫ضوا م ل ههن ل‬ ‫فرذ ن‬ ‫‪ ، (4‬وقوله تعالى ‪) :‬أ هوم ت ه م‬
‫ه‬ ‫ه‬
‫ن فه ه‬
‫ما‬ ‫حي ه‬ ‫سافذ ذ‬ ‫م ه‬ ‫ن غ هي مهر ن‬ ‫صذني ه‬ ‫ح ذ‬ ‫م م‬‫كم ي‬ ‫وال ذ ن‬ ‫م ه‬ ‫وقوله تعالى ‪) :‬أن ت هب مت هنغوا م ب ذأ م‬
‫استمتعتم به منهن هفآتوهن ن‬
‫ما‬
‫م ذفي ه‬‫ح ع هل هي مك ن م‬ ‫جهنا ه‬‫ة وهل ه ن‬ ‫ض ا‬‫ري ه‬ ‫ن فه ذ‬ ‫جوهرهن ل‬ ‫نأ ن‬ ‫ل‬ ‫م ه م همن ذ ذ ذ من ل ن‬
‫ما( )النساء ‪2 :‬‬ ‫كي ا‬ ‫ح ذ‬ ‫ما ه‬‫ن ع هذلي ا‬ ‫ه كا ه‬ ‫ه‬ ‫ن‬
‫ن الل ه‬ ‫ضةذ إ ذ ل‬ ‫ري ه‬ ‫من ب هعمد ذ ال م ه‬
‫ف ذ‬ ‫ضي منتم ب ذهذ ذ‬
‫ت ههرا ه‬
‫‪. (4‬‬
‫حله من حرامه أانه نكاح ل سفاح ‪ ،‬قال ‪: ‬‬ ‫‪2‬ـ العلن ‪ :‬لبيان ذ‬
‫وقوله ‪" : ‬أشيدوا النكاح ‪ ،‬أشيدوا النكاح ‪،‬‬ ‫)‪(1‬‬
‫ح"‬ ‫"أ هع مل ذننوا الن م ه‬
‫كا ه‬
‫هذا النكاح ل السفاح" )‪. (2‬‬
‫وقد قال بعض أهل العلم بوجوبه ‪ ،‬والبعض بأنه مندوب ‪.‬‬
‫‪3‬ـ الشهود ‪ :‬لقوله ‪" : ‬ل نكاح إل بولى وشاهدى عدل" )‪. (3‬‬
‫ي " )‪. (4‬‬ ‫ح إ ذلل ب ذوهل ذ ي‬ ‫كا ه‬ ‫‪4‬ـ الولى ‪" :‬لقوله ‪ " : ‬هل ن ذ ه‬
‫فإذا توافرت هذه الشروط الربعة صح العقد والزواج ‪ ،‬وقد تقدم‬
‫الحديث عن الصداق ‪ ،‬والعلن ‪ ،‬وحضرت الشهود فى المسجد‬
‫تشهد إعلن هذا الزواج المبارك ‪ ،‬وبقى الولى ‪ ،‬وهنا ننبه إلى قضية‬
‫ي " )‪ ، (6‬وولى‬ ‫ح إ ذلل ب ذوهل ذ ي‬ ‫كا ه‬ ‫"الزواج العرفى" )‪ ، (5‬قال ‪ " : ‬هل ن ذ ه‬
‫العروس ‪ :‬الب ‪ ،‬الخ ‪ ،‬العم ‪ ،‬الخال ‪ ،‬أولى العصبة القرب‬
‫فالقرب ‪.‬‬
‫ـ وهنا نيطرح سؤال وهو ‪ :‬هل يشترط أن يضع الخاطب يده فى يد‬
‫الولى كما نرى حين العقد ‪ ،‬وكما يصنع "المأذون" أن يضع المنديل‬
‫على يد الخاطب والولى ‪ ،‬وما يقوله من ألفاظ نحو ‪ :‬على مذهب‬
‫المام أبى حنيفة…؟ ‪.‬‬
‫والجواب ‪ :‬انه ل يشترط وضع يد الخاطب فى يد الــولى ‪ ،‬ول أصــل‬
‫لوضــع المنــديل ‪ ،‬وكــذا ل أصــل فــى الســنة !!! لقــول المــأذون‬

‫)‪(1‬‬
‫حسن ‪ :‬أخرجه أحمد )‪ (5\4‬وابن حبان )‪ (147\6‬والبيهقى )‪. (288\7‬‬
‫)‪(2‬‬
‫صحيح ‪ :‬أخرجه ابن منده فى المعرفة )‪. (218\2‬‬
‫)‪(3‬‬
‫صحيح ‪ :‬أخرجه البيهقى )‪ (125\7‬والطبرانى )‪. (142\18‬‬
‫)‪(4‬‬
‫صحيح ‪ :‬أخرجه أبو داود )‪ ( (2085‬والترمذى )‪ (1101‬وابن ماجة )‪ (605\1‬وغيرهم ‪.‬‬
‫)‪(5‬‬
‫يأتى الحديث عنها فى القسم الثانى من الكتاب ‪.‬‬
‫)‪(6‬‬
‫تقدم ‪.‬‬
‫‪46‬‬ ‫تحفة العروسين‬
‫وتخصيص مذهب أبى حنيفة ‪ ،‬إنما لن هذا لمذهب كان هــو المــأخوذ‬
‫به فى مصر ‪ ،‬فجاء هذا اللفظ من المأذون ‪ ،‬والله أعلم ‪.‬‬
‫ـ لطيِفة ‪ :‬الفرق بيِن النكاح ـ الزواج ‪:‬‬
‫ل يفرق كثير من أهل اللغة وشارحى القرآن بين لفظتى "النكاح"‬
‫و "الزواج" فتستعمل كل لفظة مكان الخرى ‪ ،‬ولكن القرآن وضع‬
‫كل لفظة فى مكان لتدل على معنى بعينه ‪ ،‬ل يدل عليه الخر ‪.‬‬
‫فلفظ "النكاح" ففى كتاب الله تعالى تأتى للدللة على العقد‬
‫الشرعى ‪ ،‬وما يترتب عليه من أحكام شرعية ‪ ،‬دون الوطء‬
‫والمعاشرة الزوجية ‪.‬‬
‫يوضحه الصل انللغوى للفظ النكاح ‪ ،‬فالنون والكاف والحاء أصل‬
‫واحد وهو البضاع ‪ ،‬والنكاح يكون للعقد للعقد دون الوطء ‪.‬‬
‫ن‬ ‫ل‬ ‫ه‬
‫ذي ه‬ ‫ومما يدل على ما سبق ونيشفى العى قوله تعالى ‪) :‬هيا أي يهها ال ذ‬
‫قتموهنن من قهب ه‬
‫ن فه ه‬
‫ما‬ ‫سوهن ل‬ ‫م ي‬ ‫ل أن ت ه ه‬ ‫م ذ‬ ‫ل ذ‬ ‫م ط هل ل م ن ن‬ ‫ت ثن ل‬ ‫مهنا ذ‬ ‫مؤ م ذ‬ ‫م ال م ن‬ ‫حت ن ن‬ ‫ذا ن هك ه م‬ ‫مننوا إ ذ ه‬ ‫آ ه‬
‫دون ههها( )الحزاب ‪ ، (49:‬ففى قوله تعالى ‪:‬‬ ‫عد لةس ت هعمت ه ي‬ ‫ن ذ‬ ‫م م‬ ‫ن ذ‬ ‫م ع هل هي مهذ ل‬ ‫ل هك ن م‬
‫ه‬
‫ن( خير دليل على أن المراد بالنكاح إما هو‬ ‫سوهن ل‬ ‫م ي‬ ‫ل أن ت ه ه‬ ‫من قهب م ذ‬ ‫) ذ‬
‫العقد دون الوطء ‪.‬‬
‫ومن الدلة أنه يأتى للدلة على الحكام الشرعية قوله تعالى ‪:‬‬
‫ف( )النساء ‪:‬‬ ‫سل ه ه‬ ‫ما قهد م ه‬ ‫ساء إ ذل ل ه‬ ‫ن الن م ه‬ ‫م ه‬ ‫كم م‬ ‫ح آهباؤ ن ن‬ ‫ما ن هك ه ه‬ ‫حوا م ه‬ ‫)وهل ه هتنك ذ ن‬
‫ه‬
‫ل الل لهذ وههل أن‬ ‫ه‬
‫سو ه‬ ‫ذوا هر ن‬ ‫م أن ت نؤ م ن‬ ‫ن ل هك ن م‬ ‫كا ه‬ ‫ما ه‬ ‫‪ ، (22‬وقوله تعالى ‪) :‬وه ه‬
‫دا( )الحزاب ‪ ، (53:‬وقوله تعالى ‪) :‬وهله‬ ‫تنكحوا أ هزواجه من بعده أبه‬
‫م ه ه ن ذ هم ذ ذ ه ا‬ ‫ه ذ ن‬
‫ن( )الممتحنة ‪، (10:‬‬ ‫ن‬ ‫ن إذ ه‬ ‫ه‬ ‫ن‬ ‫ه‬
‫جوهرهن ل‬ ‫نأ ن‬ ‫موهن ل‬ ‫ذا آت هي مت ن ن‬ ‫حوهن ل‬ ‫م أن هتنك ذ ن‬ ‫ح ع هلي مك م‬ ‫جهنا ه‬ ‫ن‬
‫حهها‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫م م‬ ‫ه‬ ‫ل‬ ‫ه‬
‫ة ل هينك ذ ن‬ ‫ة هواللزان ذي ه ن‬ ‫شرذك ا‬ ‫ة أوم ن‬ ‫ح إل هزان ذي ه ا‬ ‫وقوله تعالى ‪) :‬اللزاذني ل هينك ذ ن‬
‫م‬ ‫ه‬ ‫م ذ هل ذ ه‬ ‫شرذ ل‬ ‫إلل زا ه‬
‫ن( )النور ‪ ، (3 :‬وقوله‬ ‫مذني ه‬ ‫مؤ م ذ‬ ‫ك ع هلى ال ن‬ ‫حمر ه‬ ‫ك وه ن‬ ‫م م‬ ‫ن أوم ن‬ ‫ذ ه س‬
‫م‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ن‬ ‫ل‬
‫ت‬
‫مهنا ذ‬ ‫مؤ م ذ‬ ‫ت ال ن‬ ‫صهنا ذ‬ ‫ح ه‬ ‫م م‬ ‫ح ال ن‬ ‫م طومل ا أن هينك ذ ه‬ ‫منك م‬ ‫ست هط ذعم ذ‬ ‫م يه م‬ ‫من ل م‬ ‫تعالى ‪) :‬وه ه‬
‫ه‬
‫كم( )النساء ‪ (25 :‬إلى غير ذلك من اليات ‪.‬‬ ‫مان ن ن‬ ‫ت أي م ه‬ ‫مل هك ه م‬ ‫ما ه‬ ‫من م‬ ‫فه ذ‬
‫إن لفظ "الزواج" فإنه أعم وأشمل من "النكاح" ‪ ،‬فهو يأتى على‬
‫عدة معان منها ‪ :‬الدللة على مطلق القتران بين اثنين كما فى‬
‫ن هزومسج( )النساء ‪، (20 :‬‬ ‫م ه‬ ‫دا ه‬ ‫قوله تعالى ‪) :‬وإ ه‬
‫كا ه‬ ‫ج ل‬ ‫ل هزوم س‬ ‫ست ذب م ه‬ ‫ما م‬ ‫ن أهردت ي ن‬ ‫هذ م‬
‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ل‬ ‫ه‬
‫جا‬ ‫و‬ ‫ز‬ ‫ح‬ ‫ك‬ ‫تن‬
‫ن ذ هم ن ه ل ه ه ذ ه ه م ا‬ ‫ى‬ ‫ت‬ ‫ح‬ ‫د‬ ‫ع‬ ‫ب‬ ‫من‬ ‫ه‬ ‫ل‬ ‫ل‬‫ي‬ ‫ح‬‫ه ذ‬ ‫ت‬ ‫ل‬ ‫ف‬ ‫ها‬‫ه‬ ‫ه‬ ‫ق‬ ‫ل‬ ‫ط‬ ‫إن‬ ‫وقوله تعالى ‪) :‬فه ذ‬
‫ه( )البقرة ‪ ، (230 :‬وقوله تعالى عن شياطين النس من اليهود‬ ‫غ هي مهر ن‬
‫ممرذء‬ ‫ن ال م ه‬ ‫ن ب ذهذ ب هي م ه‬ ‫فمرنقو ه‬ ‫ما ي ن ه‬ ‫ما ه‬ ‫من مهن ه‬ ‫ن ذ‬ ‫مو ه‬ ‫وتعلمهم السحر ‪) :‬فهي هت هعهل ل ن‬
‫ن ع ههلى‬ ‫كو ه‬ ‫ي هل ي ه ن‬ ‫ه( )البقرة ‪ ، (102 :‬وقوله تعالى ‪) :‬ل ذك ه م‬ ‫ج ذ‬ ‫وههزوم ذ‬
‫ه‬ ‫ه‬
‫م( )الحزاب ‪ ، (37 :‬وقوله تعالى‬ ‫عهيائ ذهذ م‬ ‫ج أد م ذ‬ ‫ج فى أمزهوا ذ‬ ‫حهر ل‬ ‫ن ه‬ ‫مذني ه‬ ‫مؤ م ذ‬ ‫ال م ن‬
‫ه‬ ‫ه‬
‫جذهم( )البقرة ‪:‬‬ ‫ة ملمزهوا ذ‬ ‫صي ل ا‬‫جا وه ذ‬ ‫ن أمزهوا ا‬ ‫م وهي هذ هنرو ه‬ ‫منك ن م‬ ‫ن ذ‬ ‫ن ي نت هوهفلوم ه‬ ‫ذي ه‬ ‫‪) :‬هوال ل ذ‬
‫تحفة العروسين‬ ‫‪47‬‬

‫‪ (240‬وفى الية الخيرة دللة على أن "الزواج" يأتى بمعنى‬


‫ه‬
‫الحكام الشرعية المترتبة على الزواج ‪ ،‬وكقوله تعالى ‪) :‬هيا أي يهها‬
‫ن‬ ‫النبى إنا أ هحل هل منا ل ه ه ه‬
‫ن( )الحزاب ‪، (50 :‬‬ ‫جوهرهن ل‬ ‫تأ ن‬ ‫ك الللذتي آت هي م ه‬ ‫ج ه‬ ‫ك أمزهوا ه‬ ‫ذل م ه‬
‫م( )النساء ‪. (12 :‬‬ ‫ن‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ن‬ ‫ه‬
‫جك م‬ ‫ما ت ههرك أمزهوا ن‬ ‫ف ه‬ ‫ص ن‬ ‫م نذ م‬ ‫وكقوله تعالى ‪) :‬وهلك م‬
‫ـ وتأتى كلمة "الزواج" أيضا فى كتاب الله تعالى بمعنى "الجمع"‬ ‫ا‬
‫من‬ ‫ل ذفيهها ذ‬ ‫م م‬ ‫ح ذ‬ ‫كما يدل عليه اللفظ لغة كما فى قوله تعالى ‪) :‬قنل مهنا ا م‬
‫ت‬‫مهرا ذ‬ ‫ل الث ل ه‬ ‫من ك ن م‬ ‫ن( )هود ‪ ، (40 :‬وقوله تعالى ‪) :‬وه ذ‬ ‫ن اث من هي م ذ‬‫جي م ذ‬ ‫ل هزوم ه‬ ‫كن ي‬
‫ل شئ‬ ‫من ك ن م‬ ‫جي من اث من هي من( )الرعد ‪ ، (3 :‬وقوله تعالى ‪) :‬وه ذ‬ ‫ل ذفيهها هزوم ه‬ ‫جعه ه‬ ‫ه‬
‫قنا زوجين ل هعل لذك نم تذذ هك لرون( )الذاريات ‪ ، (49 :‬وقوله تعالى ‪) :‬أوه‬ ‫ه‬
‫م‬ ‫خل م ه ه م ه م ذ ه م ه ن ه‬ ‫ه‬
‫ديلر(‬ ‫م قه ذ‬ ‫ه ع هذلي ل‬ ‫ما إ ذن ل ن‬ ‫قي ا‬ ‫شاء ع ه ذ‬ ‫من ي ه ه‬ ‫ل ه‬ ‫جع ه ن‬‫م ذ نك مهراانا وهإ ذهنااثا وهي ه م‬ ‫جهن م‬ ‫ي نهزوم ن‬
‫)الشورى ‪. (50 :‬‬
‫ه‬
‫ـ كما تأتى أيضا ا بمعنى "النوع" كما فى قوله تعالى ‪) :‬وهأنب هت مهنا ذفيهها‬
‫ج‬ ‫من ك ن م‬ ‫ه‬ ‫من ك ن م‬
‫ل هزوم س‬ ‫ت ذ‬ ‫ج ب هذهيسج( )ق ‪ ، (7 :‬وقوله تعالى ‪) :‬وهأنب هت ه م‬
‫ه‬ ‫ل هزوم س‬ ‫ذ‬
‫م(‬ ‫ري‬
‫ه م س ذ س‬ ‫ه‬ ‫ك‬ ‫ج‬ ‫و‬ ‫ز‬ ‫م‬
‫ل‬ ‫ن‬ ‫ك‬ ‫من‬ ‫همه ذ ه ذ‬‫ها‬ ‫في‬ ‫نا‬ ‫ت‬‫ب‬ ‫أن‬ ‫ه‬ ‫ف‬ ‫)‬ ‫‪:‬‬ ‫تعالى‬ ‫وقوله‬ ‫‪،‬‬ ‫(‬ ‫‪5‬‬ ‫‪:‬‬ ‫)الحج‬ ‫ج(‬ ‫به ذ س‬
‫هي‬
‫)لقمان ‪. (10 :‬‬
‫وعليه فلفظ "الزواج" أعــم وأشــمل دللــة مــن لفــظ "النكــاح" ‪.‬‬
‫وأعلم )‪. (1‬‬ ‫والله أعلى‬
‫ـ الدعاء للعروسيِن ‪:‬‬
‫أما الدعاء للعروسين فقد صح عن النبى‪ ‬من حديث أبى هريرة أن‬
‫ه له ه‬ ‫ه‬
‫ك‬ ‫ك وههباهر ه‬ ‫ك الل ل ن‬ ‫ل هباهر ه‬ ‫ج هقا ه‬ ‫ذا ت ههزول ه‬ ‫ن إذ ه‬ ‫سا ه‬ ‫ذا هرفلأ )‪ (1‬امل ذن م ه‬ ‫ن إذ ه‬‫كا ه‬ ‫النبى ‪ ": ‬ه‬
‫خي مرذ ")‪. (2‬‬ ‫ما ذفي ال م ه‬ ‫معه ب هي من هك ن ه‬ ‫ج ه‬ ‫ك وه ه‬ ‫ع هل هي م ه‬
‫ي ‪ ‬فهأ هت هت مذني‬ ‫جذني الن لب ذ ي‬ ‫وعن عائشة ـ رضى الله عنه ـ قالت ‪" :‬ت ههزول ه‬
‫ه‬ ‫م‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ن‬
‫ن ع هلى‬ ‫قل ه‬ ‫تف ن‬ ‫ه‬ ‫صارذ ذفي الب هي م ذ‬ ‫ن املن م ه‬ ‫م ه‬ ‫سوهة ل ذ‬ ‫ذا ن ذ م‬ ‫داهر فهإ ذ ه‬ ‫خل هت مذني ال ل‬ ‫مي فهأد م ه‬ ‫أ م‬
‫)‪(3‬‬
‫ر"‬ ‫طائ ذ س‬ ‫خي مرذ ه‬ ‫خي مرذ هوال مب ههرك هةذ وهع ههلى ه‬ ‫ال م ه‬
‫ونهى ‪ ‬عن قول "بالرفاء والبنين" ‪ ،‬فقد روى عبد الله بن محمد‬
‫قل مهنا‬ ‫ج ع هل هي مهنا فه ن‬ ‫خهر ه‬ ‫ب فه ه‬ ‫طال ذ س‬ ‫ن أ هذبي ه‬ ‫ل بم ن‬ ‫قي ن‬ ‫ج عه ذ‬ ‫بن عقيل قال ‪ " :‬ت ههزول ه‬

‫)‪ (1‬انظر لكاتب السطور ‪" :‬معترك القران فى ألفاظ القرآن" ‪.‬‬
‫)‪ (1‬رفأ ‪ :‬أى هنأ ‪ ،‬من قولهم ‪ :‬بالرفاء والبنين ‪.‬‬
‫)‪ (2‬صحيح ‪ :‬أخرجه الترمذى وأبو داود ‪.‬‬
‫)‪ (3‬أخرجه البخارى ومسلم‪.‬‬
‫‪48‬‬ ‫تحفة العروسين‬
‫ك‬‫ن ذ هل ذ ه‬ ‫ي ‪ ‬قهد م ن هههاهنا ع ه م‬ ‫ن الن لب ذ ل‬ ‫ك فهإ ذ ل‬ ‫قونلوا ذ هل ذ ه‬ ‫ه هل ت ه ن‬
‫م م‬ ‫ل ه‬ ‫قا ه‬ ‫ن فه ه‬ ‫ذبالمرهفاذء هوال مب هذني ه‬
‫)‪(4‬‬
‫ك ذفيهها" ‪.‬‬ ‫ك له ه‬ ‫ك وههباهر ه‬ ‫ه ل ههها ذفي ه‬ ‫ك الل ل ن‬ ‫ل نقونلوا هباهر ه‬ ‫وههقا ه‬
‫حضور لما روى البخارى‬ ‫ول حرج فى قيام العروس على خدمة ال ن‬
‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه ن‬
‫م‬
‫صن هعه لهن م‬ ‫ما ه‬ ‫ه فه ه‬ ‫حاب ه ن‬ ‫ص ه‬‫ي ‪ ‬وهأ م‬ ‫عا الن لب ذ ل‬ ‫عد ذيِي د ه ه‬ ‫سا ذ‬ ‫سي مد س ال ل‬‫س أنبو أ ه‬ ‫ما ع هلر ه‬ ‫‪" :‬ل ه ل‬
‫ط هعاما وهل قهربه إل هيهم إلل امرأ هته أ ن ن‬
‫ن‬
‫م م‬ ‫ت ذفي ت هومرس ذ‬ ‫مهرا س‬ ‫ت ته ه‬‫سي مد س ب هل ل م‬‫مأ ه‬ ‫م ه ن ن ي‬ ‫ل ه ن ذ مذ م ذ‬ ‫ه ا ه‬
‫ه‬ ‫ه‬ ‫ل‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ل‬
‫ه‬
‫قت م ن‬‫س ه‬ ‫ه‬
‫هف ه‬ ‫هل ن‬ ‫ه‬
‫ماثت م ن‬ ‫ن الطهعام ذ أ ه‬ ‫م ه‬ ‫ي‪ ‬ذ‬ ‫ما فهرغ الن لب ذ ي‬‫ه‬ ‫ل فل ل‬‫ه‬ ‫ن اللي م ذ‬ ‫م ه‬ ‫جاهرةس ذ‬ ‫ح ه‬ ‫ذ‬
‫ه )‪(5‬‬
‫ه ب ذذ هل ذك" ‪.‬‬ ‫ف ن‬ ‫ح ن‬ ‫ت نت م ذ‬
‫على أل تكون متبرجة سافرة تأمن الفتنة ‪.‬‬
‫ـ وبعد العقد والدعاء للعروسين ينصرف العروسان إلى بيت‬
‫الزوجية ليبدا معا ا أولى أيام وليإلى حياتهما الزوجية ‪.‬‬
‫ـ ليِلة الزفاف )‪ : (1‬الصلة أول ا ‪:‬‬
‫ـ ويبدأ العروسان ليلة زفافهما بدخول البيت ـ بالرجل اليمنى ـ‬
‫ح عن عبد الله‬ ‫وإلقاء السلم ‪ ،‬ثم بالصلة ركعتين لله تعالى ‪ ،‬فقد ص ن‬
‫بن مسعود‪ ‬انه قال لمن جاء يسأله قائل ا ‪" :‬أنى تزوجت جارية‬
‫شابة ـ بكرا ا ـ وأنى أخاف أن تفركنى )‪ " (2‬فقاله له عبد الله بن‬
‫مسعود ‪ :‬إن اللف من الله ‪ ،‬والفرك من الشيطان ‪ ،‬يريد أن يكنره‬
‫إليكم ما أحل الله لكم ‪ ،‬فإذا أتتك فأمرها أن تصلى وراءك ركعتين"‬
‫وفى رواية أخرى ‪" :‬وقل ‪ :‬اللهم بارك لى فى أهلى ‪ ،‬وبارك لهم‬
‫فى ‪ ،‬اللهم اجمع بيننا ما جمعت بخير ‪ ،‬وفنرق بيننا إذا فرقت إلى‬
‫خير" )‪. (3‬‬
‫ـ وعن أبى سعيد مولى أبى أسيد قال ‪" :‬تزوجت وأنا مملوك ‪،‬‬
‫فدعوت نفرا ا من أصحاب النبى ‪ ‬فيهم ابن مسعود وأبو ذر وحذيفة‬
‫‪ ،‬قال‪ :‬وأقيمت الصلة ‪ ،‬قال ‪ :‬فذهب أبو ذر ليتقدم ‪ ،‬فقالوا ‪ :‬إليك !‬
‫قال ‪ :‬أهوكذلك ؟ قالوا ‪ :‬نعم ‪ ،‬قال ‪ :‬فتقدمت بهم وأنا عبد مملوك ‪،‬‬
‫وعلمونى فقالوا ‪ :‬إذا دخل عليك أهلك فصل ركعتين ‪ ،‬ثم سل الله‬

‫)‪ (4‬صحيح ‪ :‬أخرجه النسائى وأحمد )‪ (451\3‬واللفظ له ‪.‬‬


‫)‪ (5‬أخرجه البخارى )‪ (200\9‬ومسلم )‪. (103\6‬‬
‫)‪ (1‬وهنا ننبه إلى بدعة لباس الرجل ملبسه مقلوبة ! وارتداءه )شبكة صياد( ! وأكل عدد معين‬
‫من البيض مكتوبا ا عليه بعض الطلسم والكفريات ‪ ،‬وغير هذا من التحويطات والبدع المنتشرة‬
‫بين الناس ظنا ا منهم أنها تدفع العين أو للحيلولة دون ربط الزوج ليلة زفافه ‪ ،‬وقد الحقنا بهذا‬
‫الكتاب بعض ما سطرته في كيفية فك السحر عن "المربوط" ليلة زفافه ‪.‬‬
‫)‪ (2‬أى تكرهنى ‪.‬‬
‫)‪ (3‬صحيح ‪ :‬أخرجه ابن أبى شيبة )‪ (12\7‬وعبد الرزاق )‪ (191\6‬والطبرانى )‪ (21\3‬وغيرهم ‪.‬‬
‫تحفة العروسين‬ ‫‪49‬‬

‫من خير ما دخل عليك ‪ ،‬وتعوذ به من شره ‪ ،‬ثم شأنك وشأنك أهلك"‬
‫)‪. (4‬‬
‫ـ وضع اليِد على رأس الزوجة والدعاء لها ‪:‬‬
‫ما‬‫خاد ذ ا‬ ‫شت ههرى ه‬ ‫مهرأ هة ا أوذ ا م‬
‫ه‬
‫حد نك ن ن‬
‫ما م‬
‫ذا تزو ه‬
‫جأ ه‬‫روى أبو داود قوله ‪ : "1845‬إ ذ ه ه ه ل ه‬
‫ن‬
‫م م‬ ‫ه‬
‫عوذ ن ب ذك ذ‬
‫ه‬ ‫ه‬ ‫)‪(1‬‬ ‫م‬
‫جب هلت ههها ع هلي مهذ وهأ ن‬ ‫ما ه‬‫خي مهر ه‬‫ها وه ه‬
‫خي مهر ه‬ ‫ك ه‬ ‫سأ هل ن ه‬ ‫ه‬
‫ل الل لهن ل‬
‫م إ ذمني أ م‬ ‫ق ذ‬ ‫فهل مي ه ن‬
‫ه" ‪.‬‬‫)‪(2‬‬
‫جب هل مت ههها ع هل هي م ذ‬
‫ما ه‬ ‫ن ه‬
‫شمر ه‬ ‫م م‬ ‫ها وه ذ‬‫شمر ه‬ ‫ه‬
‫وبعد أن أتم العروس الدعاء إذا به يلتفت تجاه عروسه فيطبع‬
‫على جبهتها قبلة حانية رقيقة وقد وضع يديه على كتفيها أو رقبتها ‪،‬‬
‫كتوطئة وتهيئة نفسية للعروس ‪.‬‬
‫ثم يترك العروس عروسه لتدخل حجرتها لتلتقط أنفاسها بعد‬
‫هذه القبلة التى طبعت على جبهتها للمرة الولى من رجل لم تألفه‬
‫بعد ‪ ،‬ثم لتتزين وتتهيأ نفسيا ا لما وراء هذه القبلة من أحداث‬
‫ستجرى ألقتها أمها أو صديقاتها فى رأسها ‪.‬‬
‫وهنا ننبه إلى كيفية بدء الرجل الليلة الولى من ليالى حياته‬
‫الزوجية ‪ ،‬وبيان أهمية هذه الليلة عند كل فتاة تخطو خطوتها الولى‬
‫مع شريك العمر ‪.‬‬
‫قصة من الواقع ‪ :‬وأسوق إليك هذه القصة لرجل تزوج حديثا ا‬
‫وكان ككثير من الشباب يتخيل ويرتب فى رأسه ما سيفعله فى ليلة‬
‫الزفاف "ليلة العمر" يقول ‪:‬‬
‫ما إن دخلت بيتى وأغلقت الباب بعد سلمى على من أوصلونى‬
‫إلى البيت حتى نظرت إلى زوجتي فوجدتها قد تأهبت للصلة‬
‫ركعتين إتباعا ا للسنة وكأفضل بداية للحياة الزوجية ولهذه الليلة‬
‫"ليلة العمر" وبعد أن انتهيت من الصلة وزوجتى خلفى حتى نظرت‬
‫إليها بحب وود س ‪ ،‬ثم طبعت قبلة رقيقة على جبهتها وحمدت الله‬
‫تعالى أن جمعنى بها وعليها على كتاب الله وعلى سنة رسوله ‪، ‬‬
‫فحمدت هى الخرى هذا لله تعالى ‪ ،‬ثم تركتها تدخل حجرتها لتتزين‬
‫ولتلتقط أنفاسها ‪،‬ثم جلست إلى الريكة وأنا أتفكر كيف أبدأ ليلتى‬
‫وهى أهم ليلة فى حياتى الزوجية وحياتها وكنت قد قرأت عن بعض‬
‫)‪ (4‬صحيح ‪ :‬اخرحه ابن أبى شيبة )‪ (12\7‬وعبد الرزاق )‪. (191\6‬‬
‫فائدة ‪ :‬وفى هذا الثر ‪ :‬تقدم المفضول على الفاضل ‪ ،‬وتعليم صاحب الحاجة وإن لم يسئل‬
‫لحرج ونحوه ‪ ،‬وطلب حضور أهل العلم والفضل ‪.‬‬
‫)‪ (1‬خلقتها وطبعتها عليه ‪.‬‬
‫)‪ (2‬حسن ‪ :‬أخرجه البخارى فى "أفعال العباد" )‪ (77‬وأبو داود )‪ (336\1‬وابن ماجة )‪. (592\1‬‬
‫‪50‬‬ ‫تحفة العروسين‬
‫الحالت النفسية التى أصابت بعض الفتيات من جراء الجهل بكيفية‬
‫بدء الحياة الزوجية ليلة الزفاف ‪ ،‬فمنهم من تقول ‪ :‬لقد دخل على‬
‫زوجى حجرتى كالثور الهائج فأصابنى بالهلع مما رأيت ‪ ،‬رأيت رجل ا‬
‫عاريا ا تماما ا و "كرشه" ـ هكذا ـ أمامه ينظر إلى كفريسة وقعت بين‬
‫يديه وقد أكله الجوع ‪ ،‬وعينان تبرقان كالبرق ينفذان إلى قلبى ‪ ،‬فلم‬
‫أدر إل وجسدى كله قد أصابته الرعشة والتشنج ‪ ،‬ولم أفق من‬
‫غيبوبتى إل وأمى بجوارى ‪ ،‬وفى الصباح كان الطلق ! )‪. (1‬‬
‫وأخرى تروى قصتها فتقول ‪ :‬لقد رأيت عينيه تغتصبنى قبل أن‬
‫تمتد يده إلى جسدى ‪ ،‬فتمالكت نفسى وأخذت نفسا ا عميقا ا تهيئة‬
‫ى بجسده وتحسست يديه جسدى لم‬ ‫له ‪ ،‬ولما "سقط" ـ كذا ـ عل ل‬
‫أتمالك نفسى من دفعه عنى ‪ ،‬ولم يكن هناك شئ حتى ثلث ليال ‪.‬‬
‫وهذا رجل تتدلل عليه زوجته فيظنه كرها ا ! فيرذبطها ـ بعد أسبوع‬
‫من العناء ـ فى "السرير" حتى يثبت رجولته ‪ ،‬وآخر لم يستطع‬
‫التغلب على حصون القلعة فيأتى بمن يساعده بالطريقة "البلدى"‬
‫)‪. !!! (2‬‬
‫يقول ‪ :‬دارت فى رأسى هذه الفكار وغيرها وأنا أبدأ أول ليلة من‬
‫ليالى الحياة الزوجية ‪ ،‬وأنا أعلم أن لهذه الليلة الثر كل الثر فى‬
‫الحياة الزوجية مستقبل ا ‪.‬‬
‫يقول ‪ :‬وبينما أنا مع أفكارى وخواطرى إذا بخشخشة تخرج من‬
‫حجرة الزوجة ـ وكأنها تقول ‪ :‬هيئت لك ! ـ فطرحت أفكارى جانبا ا‬
‫ونهضت ناحية الغرفة فطرقت الباب طرقا ا خفيفا ا مازحا ا ‪ :‬العشاء‬
‫جاهز ‪.‬‬
‫فخرجت فتاة أحلمى فى ثوبها الرقيق الشفاف فأخذتنى‬
‫"الرهبة" واحمر وجهى خجل ا مما أرى ـ فهذه هى المرة الولى التى‬
‫)‪ (1‬ويقول المام ابن حزم فى كتابه "طوق الحمامة" كان ببغداد رجل رأى فتاة فأحبها وتزوجها‬
‫‪ ،‬فلما كانت ليلة الوفاف استعجل أمره ‪ ،‬فرأت الفتاة كبر عضوه ‪ ،‬فنفرت منه ـ وأبت الرجوع‬
‫اليه حتى الموت" ‪.‬‬
‫)‪ (2‬وهذه العادة للسف تنتشر بكثرة فى الريف المصرى أكثر من حضره ‪ ،‬فتجتمع بعض النسوة‬
‫على العروس وتأخذ أيد النساء بيد العروس ‪ ،‬والخرى بيدها الخرى ‪ ،‬وتأخذ امرأة ثالثة بقدم‬
‫العروس ورابعة بقدمها الخرى ‪ ،‬ثم تأتى المرأة الخامسة فتأخذ "شرف" البنت وعرضها ‪،‬‬
‫وتبلل القماش البيض بدمها ! للذهعرض ‪ ،‬ويبدأ الرقص والفرح يعم البيت والهل لعفة البنت‬
‫وحفاظها على "شرفها" وفيها ما فيها من البعد عن الشرع الحنيف ‪ ،‬وما يسببه هذا المر من‬
‫اطلع من ليس له أن يطلع على العورات ‪ ،‬وما يسببه من حالة نفشية سيئة جدا ا للفتاة التى‬
‫تبدأ حياتها الزوجة أول ما تبدا وفى أولى لحظاتها بهذا العمل المشين وما يسبه لها من ألم‬
‫ل‬‫ج ه‬‫مةذ اللر ن‬ ‫م ال م ذ‬
‫قهيا ه‬ ‫من مزذل ه ا‬
‫ة ي هوم ه‬ ‫عن مد ه الل لهذ ه‬
‫س ذ‬ ‫ن أه ه‬
‫شمر اللنا ذ‬ ‫م م‬
‫ن ذ‬‫عضوى ونفسى ‪ ،‬ويقول رسول الله ‪" : ‬إ ذ ل‬
‫ها" أخرجه مسلم وغيره ‪ ،‬فما بالك بمن يدعو‬ ‫سلر ه‬ ‫شنر ذ‬ ‫ضي إ ذل هي مهذ ث ن ل‬
‫م ي هن م ن‬ ‫مهرأ هت ذهذ وهت ن م‬
‫ف ذ‬ ‫ضي إ ذهلى ا م‬
‫ف ذ‬
‫ين م‬
‫الناس لمشاهدة نتاج ليلة الزفاف ! ‪.‬‬
‫تحفة العروسين‬ ‫‪51‬‬

‫أرى فيها امرأة بهذه الثياب ـ فتمالكت نفسى ثم مددت يدى إلى‬
‫يدها برفق لخذها لنجلس معا ا لتناول العشاء ‪ ،‬وما إن جلست‬
‫بجانبى حتى شعرت بأن الخوف والرهبة والفكار التى كانت تمل‬
‫رأسى قد ذهبت وتبخرت ‪ ،‬وشعرت كأنى أجلس فى حمام بارد‬
‫فبرد جسدى كله ‪ ،‬نعم ‪ ،‬ولم يدر برأسى إل أن ‪ :‬هذه زوجتك‬
‫وليست فريستك ‪ ،‬فلما العجلة ؟ هى لك ومعك وبين يديك الن‬
‫وبعد ساعة بل غدا ا وبعد غد س ودائما ا إن شاء الله تعالى ‪ ،‬فذلما العجلة‬
‫؟! ‪.‬‬
‫ا‬
‫ومددت يدى التقط بعض الطعام أضعه فى فيها إتباعا لحديث‬
‫النبى ‪ ‬أن للرجل أجرا ا حين يضع اللقمة فى فم امرأته ‪.‬‬
‫يقول ‪ :‬وناولتها الطعام مصحوبة بنظرة حانية تقول ‪ :‬مهل ا‬
‫حبيبتى ل تخافى ‪ ،‬ثم خطر برأسى خاطر رأيته أحسن ما نيذهب‬
‫رهبتها وخوفها ‪ ،‬فقمت إلى مكتبى فأحضرت بعض الوراق و‬
‫"والكراسات" التى كنت أدون فيها بعض خواطرى حال صباى ‪،‬‬
‫وأخذت أعرض عليها بعض أفكارى لتتلمح بعض شخصيتى ولذهب‬
‫رهبتها وخوفها ‪ ،‬وأخذت أقرأ وهى تسمع ‪ ،‬وتارة تقرأ هى وأسمع أنا‬
‫‪ ،‬مع تعليقى على بعض الكلمات والضحك من بعض الكلمات‬
‫والفكار والخواطر ‪ ،‬وكنت أتلمس الفرصة للمس يديها أو شعرها ‪.‬‬
‫ولم ندر إل وقد انقضت ساعة كاملة شعرنا فيها ـ معا ا ـ بالحاجة‬
‫إلى القبلة واللمسة فأمسكت بيديها وقبلتهما ثم شفتيها ‪ ،‬وكانت‬
‫قبلة طويلة حارة أخذتنا إلى عالم آخر فلم نشعر إل وقد انتقلنا من‬
‫الحجرة الخارجية وإذا بنا على فراش الزوجية ‪.‬‬
‫يقول ‪ :‬فكانت هذه أول ليلة من ليالى حياتنا الزوجية ‪.‬‬
‫وبعد خمس سنوات من الزواج جلسنا معا ا نتذكر أول ليلة ‪ ،‬فكان‬
‫من قولها ‪ :‬إن البنات فى ليلة الزفاف تمتلئ رؤوسهن بالحكايات‬
‫والقصص التى تجعل أكثرهن يهبن هذا اليوم ‪ ،‬وأنا كنت كغيرى‬
‫ت كل‬ ‫البنات ‪ ،‬كنت احسب لهذه الليلة ألف حساب ‪ ،‬ولكنك أذهب ه‬
‫ت تسطرها‬ ‫خوفى ورهبتى بما كان من قراءة تلك الوراق التى كن ه‬
‫قبل زواجنا ‪ ،‬وعدم العجلة فجزاك الله عنى كل خير ‪.‬‬
‫أقول ‪ :‬إنما سقت إليك هذه القصة لما نسمع ونرى من الجهل‬
‫بكيفية بدء ليلة الزفاف الولى فى حياة الزوجين ‪ ،‬وما يترتب على‬
‫هذه الليلة من سعادة أو شقاوة لى من الزوجين أو كلهما ‪.‬‬
‫‪52‬‬ ‫تحفة العروسين‬
‫ـ ما يقول الرجل حيِن يجامع أهله ‪:‬‬
‫ه‬ ‫ه‬
‫حد هك ن م‬
‫م‬ ‫نأ ه‬ ‫روى البخارى عن ابن عباس يبلغ به النبى ‪ ‬قال ‪" :‬ل هوم أ ل‬
‫شي م ه‬ ‫شي م ه‬ ‫ه‬ ‫إ ه ه‬
‫ن‬
‫طا ه‬ ‫ب ال ل‬ ‫جن م ذ‬
‫ن وه ه‬
‫طا ه‬ ‫جن مب مهنا ال ل‬
‫م ه‬‫سم ذ الل لهذ الل لهن ل‬ ‫ل ذبا م‬ ‫ه هقا ه‬‫ذا أهتى أهمل ه ن‬ ‫ذ‬
‫)‪(1‬‬
‫ضيره ن " ‪.‬‬ ‫م يه ن‬ ‫ه‬ ‫ه‬
‫ما وهلد ل ل م‬ ‫ي ب هي من ههن ه‬
‫ض ه‬‫ق ذ‬ ‫ه‬ ‫م‬
‫ما هرهزقت ههنا ف ن‬
‫ه‬
‫قال القاضى ‪ :‬قيل المراد بأنه ل يضره أنه ل يصرعه شيطان ‪،‬‬
‫وقيل ‪ :‬ل يطعن فيه الشيطان عند ولدته بخلف غيره ‪ ،‬قال ‪ :‬ولم‬
‫يحمله أحد على العموم فى جميع الضرر والوسوسة والغواء ‪ ،‬هذا‬
‫كلم القاضى )‪. (1‬‬
‫ـ فض غشاء البكارة ‪ :‬وعلى الزوج أن يكثر من المداعبة‬
‫والملعبة قبل أن يبدأ فى فض غشاء البكارة ‪ ،‬ويكون أمره باللين‬
‫حتى تلين زوجه معه ‪ ،‬وعليه بمداعبة باطن الفخذين حتى يلينا‬
‫فينفرجا فيسهل المر عليه ‪ ،‬فإذا أحس منها باللين أولج عضوه‬
‫ل ‪ ،‬ول يكثر من اليلج أو الدفع بشدة ‪ ،‬حتى‬ ‫باللين أيضا ا وعلى مه س‬
‫إذا انفض الغشاء ترك زوجته قليل ا لتزيل أثر الدم ‪ ،‬وليتركها ساعة‬
‫تستريح )‪. (2‬‬
‫ـ وأفضل أشكال فض البكارة وإزالتها ‪:‬‬
‫أن تستلقى المرأة على ظهرها ‪ ،‬وتطوى فخذيها وقد انفرجا حتى‬
‫يلتصقا بكتفيها ‪ - ،‬والزوج يقبل شفتيها حتى ل تشعر بالحرج أو‬
‫الخوف ‪ -‬فينفرج الفرج والشفران مما نيسهل اليلج للزوج ‪ ،‬وهذا‬
‫هو أفضل الشكال وأحسنها )‪. (3‬‬
‫ـ كيِف يأتى الرجل أهله ‪:‬‬

‫)‪ (1‬أخرجه البخارى )‪ (65\1‬ومسلم )‪. (1085\2‬‬


‫ـ وقيل أن العبد إذا جامع أهله فلم يسم الله ‪ ،‬التف الجنى على عضو الرجل فجامع المرأة قبل‬
‫أن يجامعها زوجها ‪.‬‬
‫)‪ (1‬شرح النووى على صحيح مسلم )‪. (5\10‬‬
‫)‪ (2‬وعليها أن تهتم جدا ا بنظافة هذا الموضع منها بالمطهرات حتى يلتئم جرحها ‪.‬‬
‫)‪ (3‬وغشاء البكارة متنوع الشكال ‪ ،‬فمنه هللى الشكل أو مشرشر ‪ ،‬ويوجد من غشاء البكارة ما‬
‫له فتحتان ‪ ،‬وهو غشاء رقيق يصل سمكه إلى مليمترين ‪ ،‬فهو رقيق جدا ا ‪ ،‬ولذك تحذر الفتاة‬
‫من محاولة ادخال إصبعها فهى محاولة عابثة محفوفة بالمخاطر ‪ ،‬فهذا الغشاء الرقيق عنوان‬
‫عفتها ودينها بل وحياتها ‪ ،‬ومن الطبيعى أن عضو الرجل قادر على تمزيق هذا الغشاء الرقيق ‪،‬‬
‫ويمثلونه ‪ :‬كمن يضرب جلد الطبلة بعصى ضربة عمودية ‪ ،‬فينشق الغشاء مصحوبا ا ببضع‬
‫قطرات من الدماء قد ل تتجاوز الخمس قطرات ‪.‬‬
‫تحفة العروسين‬ ‫‪53‬‬

‫وللرجل أن يأتى امرأته كيف شاء مقبلة ومدبرة ‪ ،‬مجبية )‪ (1‬وعلى‬


‫حرف )‪ ، (2‬قائمة وجالسة وقاعدة ‪ ،‬على أن يحذر الدبر والحيضة ‪.‬‬
‫ث ل لك نم فهأ متوا م حرث هك ن ه‬
‫م( )البقرة‬ ‫شئ مت ن م‬ ‫م ألنى ذ‬ ‫م‬ ‫ه م‬ ‫م ن‬ ‫حمر ل‬ ‫م ه‬ ‫سآؤ نك ن م‬ ‫قال تعالى ‪) :‬ن ذ ه‬
‫‪ (223 :‬أى ‪ :‬كيف شئتم ‪.‬‬
‫ذا‬‫ل إذ ه‬ ‫قو ن‬ ‫ت الي هنهود ن ت ه ن‬ ‫م‬ ‫ه‬
‫ففى الصحيحين عن جابر قال ‪" :‬كان ه ذ‬
‫ه‬
‫ث‬ ‫حمر ل‬ ‫م ه‬ ‫ساؤ نك م‬ ‫ن‬ ‫ت ) نذ ه‬ ‫ل فهن ههزل ه م‬ ‫حوه ه‬ ‫جاهء ال موهل هد ن أ م‬ ‫ن وههرائ ذهها ه‬ ‫م م‬ ‫معههها ذ‬ ‫جا ه‬ ‫ه‬
‫ه‬ ‫م‬
‫شئ مت ن م‬ ‫حمرث هك م‬‫ن‬ ‫م فهأنتوا ه‬ ‫ل هك م‬ ‫ن‬
‫)‪(3‬‬
‫ظ‬
‫وفى لف س‬ ‫م ( )البقرة ‪(223 :‬‬ ‫م ألنى ذ‬
‫ه‬
‫جب مي هةس غ هي مهر أ ل‬
‫ن‬ ‫م ه‬ ‫شاهء غ هي مهر ن‬ ‫ن ه‬ ‫ة وهإ ذ م‬ ‫جب مي ه ا‬ ‫م ه‬ ‫شاهء ن‬ ‫ن ه‬ ‫للمام مسلم ‪":‬إ ذ م‬
‫د"‪.‬‬ ‫ح س‬ ‫هوا ذ‬ ‫مام س‬ ‫ص ه‬ ‫ك ذفي ذ‬ ‫ذ هل ذ ه‬
‫ن‬‫م ه‬ ‫ي ذ‬ ‫ح ي‬ ‫ذا ال ه‬ ‫م‬ ‫ن هه ه‬ ‫ه‬
‫وعن ابن عباس ـ رضى الله عنهما ـ قال ‪" :‬كا‬
‫ذا ال محي من يهود وهنم هأ مه‬ ‫م أ ههم ن‬ ‫ه‬
‫كاننوا‬ ‫ب وه ه‬ ‫ذه س‬ ‫تا‬ ‫ك‬ ‫ل‬‫ن‬ ‫ه‬ ‫ه م ذ م هن ه ه م‬ ‫مع ه ه ه ه‬ ‫ن ه‬ ‫ل وهث ه س‬ ‫صارذ وههن م‬ ‫املن م ه‬
‫م‬ ‫ن فذعمل ذهذ م‬ ‫م م‬ ‫ن ب ذك هذثيرس ذ‬ ‫دو ه‬ ‫قت ه ن‬ ‫كاننوا ي ه م‬ ‫م ذفي ال معذل مم ذ فه ه‬ ‫ض ا هل ع هل هي مهذ م‬ ‫م فه م‬ ‫ن ل ههن م‬ ‫ي ههروم ه‬
‫ف وهذ هل ذكه‬ ‫ه‬ ‫ل‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫وه ه‬
‫حمر س‬ ‫ساهء إ ذل ع هلى ه‬ ‫ن ل ي هأنتوا الن م ه‬ ‫بأ م‬ ‫ل ا هلك ذهتا ذ‬ ‫مرذ أهم ذ‬ ‫نأ م‬ ‫م م‬ ‫ن ذ‬ ‫كا ه‬
‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬
‫ذوا ب ذذ هل ذ ه‬
‫ك‬ ‫خ ن‬ ‫صارذ قهد م أ ه‬ ‫ن املن م ه‬ ‫م ه‬ ‫ي ذ‬ ‫ح ي‬ ‫ذا ال م ه‬ ‫ن هه ه‬ ‫كا ه‬ ‫ممرأة ن فه ه‬ ‫ن ال م ه‬ ‫كو ن‬ ‫ما ت ه ن‬ ‫ست هنر ه‬ ‫أ م‬
‫من مك هارا‬ ‫حا ن‬ ‫شمر ا‬ ‫ساهء ه‬ ‫ن الن م ه‬ ‫حو ه‬ ‫شهر ن‬ ‫ش يه م‬ ‫ن قنهري م س‬ ‫م م‬ ‫ي ذ‬ ‫ح ي‬ ‫ذا ال م ه‬ ‫ن هه ه‬ ‫كا ه‬ ‫م وه ه‬ ‫ن فذعمل ذهذ م‬ ‫م م‬ ‫ذ‬
‫ن‬
‫جنرو ه‬ ‫مهها ذ‬ ‫م‬
‫م ال ن‬ ‫ما قد ذ ه‬ ‫ه‬ ‫ت فل ل‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫قهيا س‬ ‫ست هل ذ‬‫م‬ ‫م هم‬ ‫ت وه ن‬ ‫مد مب ذهرا س‬ ‫تو‬ ‫قبل س‬ ‫ه‬ ‫م م‬ ‫ن ن‬ ‫من مهن ل‬ ‫ن ذ‬ ‫ذو ه‬ ‫ه‬
‫وهي هت هلذ ل ن‬
‫م‬ ‫ل ذمنهم ها نمرأ ه‬
‫ك‬ ‫صن هعن ب ذهها ذ هل ذ ه‬ ‫ه ه م‬ ‫ي‬ ‫ب‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ذ‬ ‫ه‬ ‫ف‬ ‫ر‬
‫م ه ذ‬ ‫صا‬ ‫ن‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ن‬‫ذ ه‬ ‫م‬ ‫ا‬ ‫ة‬ ‫ذ من ن م ه‬ ‫ل‬ ‫ج‬
‫دين ه ه ه ل ه ه ن‬
‫ر‬ ‫ج‬ ‫و‬ ‫ز‬ ‫ت‬ ‫ة‬
‫ه‬ ‫م ذ‬ ‫ال م ه ه‬
‫ك وهإ ذلل‬ ‫صن هعم ذ هل ذ ه‬ ‫ف هفا م‬ ‫حمر س‬ ‫ه‬
‫ما كلنا ن نؤ مهتى ع هلى ه‬ ‫ن‬ ‫ت إ ذن ل ه‬ ‫ه‬
‫ه ع هلي مهذ وههقال م‬ ‫ه‬ ‫فهأن مكهرت م ن‬ ‫ه‬
‫ه‪‬‬ ‫ل‬ ‫ه‬
‫ل اللهذ ‪ ‬فهأن مهز ه‬ ‫ل‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬
‫سو ه‬ ‫ما فهب هل هغه ذ هل ذك هر ن‬ ‫حلتى ه‬ ‫هفا م‬
‫)‪(4‬‬
‫ل الل ن‬ ‫ه‬ ‫منرهن ه‬ ‫شرذيِه مأ م‬ ‫جت هن ذب مذني ه‬
‫ت‬‫مد مب ذهرا س‬ ‫ت وه ن‬ ‫قب ذل س‬ ‫ه‬ ‫م م‬ ‫م ( أيِم ن‬ ‫ش‪(1‬ئت ن م‬‫م‬ ‫م ألنى ذ‬ ‫ن‬
‫حمرثك م‬ ‫ه‬ ‫م فأنتوا ه‬ ‫ه‬ ‫ث لك م‬‫ن‬ ‫ه‬ ‫حمر ل‬ ‫م ه‬ ‫ساؤك م‬‫ن‬ ‫ن‬ ‫) نذ ه‬
‫ضعه ال موهل هد ذ " ) ‪.‬‬ ‫موم ذ‬ ‫ه‬ ‫ه‬
‫ك‬ ‫ذ‬ ‫ل‬ ‫ه‬ ‫ذ‬ ‫ذ‬ ‫ب‬ ‫ني‬ ‫ذ‬ ‫ع‬
‫هم‬ ‫ي‬ ‫ت‬ ‫س‬ ‫يا‬‫ه‬ ‫ق‬
‫ذ‬ ‫م‬ ‫ل‬‫ه‬ ‫ت‬ ‫س‬
‫م م‬ ‫وه ن‬
‫)‪(2‬‬
‫‪ :‬وتجب الوليمة بعد الدخول لقوله ‪‬‬ ‫ـ الوليمة صبيحة العرس‬
‫لما خطب على فاطمة ـ رضى الله عنها ـ ‪" :‬أنه لبد للعروس من‬
‫وليمة ‪ ،‬قال ‪ :‬فقال سعد ‪ :‬على كبش ‪ ،‬وقال فلن ‪ :‬على كذا وكذا‬
‫من ذرة ‪ ،‬وفى رواية ‪ :‬وجمع له رهط من النصار أصوعا ا ذرة" )‪. (3‬‬
‫ـ وعن أنس ‪ ‬قال ‪" :‬أولم رسول الله ‪ ‬إذ بنى بزينب ‪ ،‬فأشبع‬
‫المسلمين خبزا ا ولحما ا ‪ ،‬ثم خرج إلى أمهات المؤمنين فلسم عليهن‬
‫)‪ (1‬مجبية ‪ :‬أى على وجهها ‪ ،‬وقال عياض ‪ :‬المتجبية تكون على وجهين ـ أحدهما ‪ :‬أن تضع يديها‬
‫على ركبتيها وهى قائمة ‪ ،‬منحنية على هيئة الركوع ‪ ،‬والخر ‪ :‬تنكب على وجهها باركة ‪.‬‬
‫)‪ (2‬على حرف ‪ :‬أى على جنب ‪.‬‬
‫)‪ (3‬أخرجه البخارى )‪ (154\8‬ومسلم )‪. (156\4‬‬
‫)‪(4‬‬
‫اشتهر وانتشر ‪.‬‬
‫)‪(1‬‬
‫صحيح ‪ :‬أخرجه أبو داود )‪ (377\1‬وغيره ‪.‬‬
‫)‪(2‬‬
‫هذا المبحث مستفاد من "آداب الزفاف" للعلمة اللبانى رحمه الله تعالى ‪ ،‬بتصرف ‪.‬‬
‫)‪(3‬‬
‫صحيح ‪ :‬أخرجه أحمد )‪. (359 \5‬‬
‫‪54‬‬ ‫تحفة العروسين‬
‫‪ ،‬ودعا لهن ‪ ،‬وسلم عليهن ودعون له ‪ ،‬فكان يفعل ذلك صبيحة‬
‫بنائه" )‪. (4‬‬
‫ـ وعنه ‪ ‬قال ‪" :‬بنى رسول الله ‪ ‬بامرأة فأرسلنى فدعوت رجال ا‬
‫على الطعام")‪. (5‬‬
‫ـ والسنة فيها أن تكون ثلثة أيام ‪ :‬لحديث أنس أيضا ا ‪ ‬قال ‪" :‬تزوج‬
‫النبى ‪ ‬صفية ‪ ،‬وجعل عتقها صداقها ‪ ،‬وجعل الوليمة ثلثة أيام" )‪. (6‬‬
‫ب‬ ‫ح م‬ ‫صا ذ‬ ‫إليها الصالحين لقوله ‪ ‬فى الحديث العام ‪" :‬هل ت ن ه‬ ‫م‬
‫ـ وأن يدعو‬
‫ي" ‪.‬‬ ‫)‪(7‬‬
‫ق ق‬ ‫ك إ ذلل ت ه ذ‬ ‫م ه‬ ‫ل ط ههعا ه‬ ‫مانا وههل ي هأك ن م‬ ‫مؤ م ذ‬ ‫إ ذلل ن‬
‫ه‬
‫م وهل هوم‬ ‫سعة لقوله ‪" : ‬أومل ذ م‬ ‫ـ أن يولم بشاة أو أكثر إن كان فى المر ه‬
‫ة" )‪. (8‬‬ ‫شا س‬ ‫بذ ه‬
‫ـ جواز الوليِمْة بالتمْر واللبن والسمْن ‪:‬‬
‫وإن لم يكن فى المر سعة أولم بالطعام دون اللحم لقول أنس‪‬‬
‫ه‬
‫ت‬‫ة ب ذن م ذ‬ ‫في ل ه‬ ‫ص ذ‬‫دين هةذ ث ههلاثا ي نب مهنى ع هل هي مهذ ب ذ ه‬ ‫م ذ‬ ‫خي مب ههر هوال م ه‬ ‫ن ه‬ ‫ي ‪ ‬ب هي م ه‬ ‫م الن لب ذ ي‬ ‫قال ‪" :‬أهقا ه‬
‫حم س‬ ‫خب مزس وههل ل ه م‬ ‫ن ن‬ ‫م م‬ ‫ن ذفيهها ذ‬ ‫كا ه‬ ‫ما ه‬ ‫مت ذهذ فه ه‬ ‫ن إ ذهلى وهذلي ه‬ ‫مي ه‬ ‫سل ذ ذ‬‫م م‬ ‫ت ال م ن‬ ‫ي فهد هع هوم ن‬ ‫حي ه ي‬ ‫ن‬
‫ه‬ ‫ه‬ ‫م‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫ه )‪(1‬‬ ‫ه‬ ‫م‬ ‫ن‬
‫ن فهكان ه م‬ ‫مهر ذبالن مطاذع فهأل ه‬
‫)‪(2‬‬
‫ت‬ ‫م ذ‬ ‫س م‬ ‫هوال ل‬ ‫ط‬
‫مرذ هوالقذ ذ‬ ‫ن الت ل م‬ ‫م ه‬ ‫قى ذفيهها ذ‬ ‫أ ذ‬
‫ل ال ممسل ذمون إحدى أ نمهات ال ممؤ ممذني ه‬
‫ه‬
‫مين ن ن‬ ‫ت يه ذ‬ ‫مل هك ه م‬ ‫ما ه‬ ‫م ل‬ ‫ن أوم ذ‬ ‫ن ذ ه‬ ‫ل ه ذ‬ ‫قا ه ن م ن ه ذ م ه‬ ‫ه فه ه‬ ‫مت ه ن‬ ‫وهذلي ه‬
‫ه‬ ‫م‬ ‫ن‬ ‫ن‬
‫ما‬ ‫م ل‬ ‫ي ذ‬ ‫جب مهها فههذ ه‬ ‫ح ن‬ ‫م يه م‬ ‫نل م‬ ‫ن وهإ ذ م‬ ‫مذني ه‬ ‫مؤ م ذ‬ ‫ت ال ن‬ ‫مهها ذ‬ ‫نأ ل‬ ‫م م‬ ‫ي ذ‬ ‫جب ههها فههذ ه‬ ‫ح ه‬ ‫ن ه‬ ‫قالوا إ ذ م‬ ‫فه ه‬
‫ن‬
‫ب ب هي من ههها وهب هي م ه‬ ‫جا ه‬ ‫ح ه‬ ‫مد ل ال م ذ‬ ‫ه وه ه‬ ‫ف ن‬ ‫خل م ه‬‫طى ل ههها ه‬ ‫ل وه ل‬ ‫ح ه‬ ‫ما امرت ه ه‬ ‫ه فهل ه ل‬ ‫مين ن ن‬ ‫ت يه ذ‬ ‫مل هك ه م‬ ‫ه‬
‫)‪(3‬‬
‫س" ‪.‬‬ ‫ل ذ‬ ‫نا‬ ‫ال‬
‫ـ مشاركة أهل الخير والسعة فى الوليمة ‪ :‬لحديث أنس ‪ ‬قال‬
‫ق‬
‫ري ذ‬ ‫ن ذبالط ل ذ‬ ‫كا ه‬ ‫ذا ه‬ ‫حلتى إ ذ ه‬ ‫فى قصة زواج النبى ‪ ‬بأم المؤمنين صفية ‪ " :‬ه‬
‫ه‬ ‫ه‬ ‫جهزتها ل ه ن‬
‫سا‬ ‫ي ‪ ‬ع هنرو ا‬ ‫ح الن لب ذ ي‬ ‫صب ه ه‬‫ل فهأ م‬ ‫ن الل لي م ذ‬ ‫م ه‬ ‫ه ذ‬ ‫سل هي مم س فهأهمد هت مهها ل ه ن‬ ‫م ن‬ ‫هأ ي‬ ‫ه ل ه مه ن‬
‫جع ه ه‬
‫ل‬ ‫ل فه ه‬ ‫سط ن ذطاعا هقا ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ل وهب ه ه‬ ‫ئ ب ذهذ هقا ه‬ ‫ج م‬ ‫م‬
‫يلء فهلي ه ذ‬ ‫ش م‬ ‫عن مد هه ن ه‬ ‫ن ذ‬ ‫كا ه‬ ‫ن ه‬ ‫م م‬ ‫ل ه‬ ‫قا ه‬ ‫فه ه‬

‫)‪ (4‬صحيح ‪ :‬أخرجه النسائى فى الوليمة )‪. (66\2‬‬


‫)‪ (5‬أخرجه البخارى )‪. (189\9‬‬
‫)‪ (6‬حسن ‪ :‬أخرجه أبو يعلى بسند حسن كما فى الفتح )‪ (199\9‬وهو فى صحيح البخارى )‪\7‬‬
‫‪ (387‬بمعناه ‪ .‬انظر ‪" :‬آداب الزفاف" للعلمة اللبانى رحمه الله تعالى ‪.‬‬
‫)‪ (7‬صحيح ‪ :‬أخرجه أبو داود والترمذى وأحمد ‪.‬‬
‫)‪ (8‬أخرجه البخارى )‪. (232\4‬‬
‫)‪ (1‬جمع نطع ‪ :‬بساط يتخذ من الديم وهو الجلد المدبوغ ‪.‬‬
‫)‪ (2‬اللبن المجفف ‪.‬‬
‫)‪ (3‬أخرجه البخارى )‪ (378\7‬ومسلم )‪. (147 \4‬‬
‫تحفة العروسين‬ ‫‪55‬‬

‫جينء‬ ‫ل يه ذ‬‫ج ن‬‫ل اللر ن‬ ‫جعه ه‬


‫مرذ وه ه‬ ‫جينء ذبالت ل م‬ ‫ل يه ذ‬ ‫ج ن‬ ‫ل اللر ن‬ ‫جع ه ه‬‫ط وه ه‬ ‫جينء ذبامل هقذ ذ‬ ‫ل يه ذ‬‫ج ن‬ ‫اللر ن‬
‫ل ‪(4‬‬ ‫سا فه ه‬
‫(‬
‫ل اللهذ "‪. ‬‬ ‫سو ذ‬ ‫ة هر ن‬ ‫م ه‬ ‫ت وهذلي ه‬ ‫كان ه م‬ ‫حي م ا‬ ‫سوا ه‬ ‫حا ن‬ ‫ن فه ه‬‫م ذ‬ ‫س م‬‫ذبال ل‬
‫ـ النهى عن تخصيص الغنياء بالدعوة ‪:‬‬
‫شير‬‫ـ ول يجوز تخصيص الغنياء بالدعوة إلى الوليمة لقوله ‪ " : ‬ه‬
‫م‬ ‫م‬
‫ن‬
‫م م‬
‫ها وه ه‬ ‫ن ي هأهبا ه‬
‫م م‬‫عى إ ذل هي مهها ه‬ ‫ن ي هأذتيهها وهي ند م ه‬ ‫م م‬ ‫من هعنهها ه‬‫مةذ ي ن م‬ ‫م ال موهذلي ه‬
‫الط لهعام ذ ط ههعا ن‬
‫سول ه ن‬ ‫صى الل ل ه‬ ‫ب الد لع موهة ه فه ه‬ ‫له م‬
‫)‪(5‬‬
‫ه" ‪.‬‬ ‫ه وههر ن‬ ‫عه ه‬ ‫قد م‬ ‫ج ذ‬ ‫م ين ذ‬
‫ب‬‫ج ذ‬ ‫م ين ذ‬ ‫ن له م‬ ‫م م‬ ‫ـ ويجب إجابة الدعوة لقوله ‪ ‬فى الحديث السابق ‪" :‬وه ه‬
‫ه‬
‫جينبوا‬ ‫أ‬‫و‬ ‫كوا ال مهعان ذ ه‬ ‫ه"‪ ،‬وقوله ‪ " :‬فن ي‬ ‫سول ه ن‬ ‫صى الل ل ه‬ ‫الد لع موهة ه فه ه‬
‫) ‪(1‬‬
‫ه ذ‬ ‫ي‬ ‫ه وههر ن‬ ‫قد م ع ه ه‬
‫ض" ‪.‬‬ ‫) ‪(2‬‬
‫ري ه‬ ‫م ذ‬ ‫م‬
‫دوا ال ه‬ ‫عو ن‬ ‫ي وه ن‬ ‫ع ه‬ ‫دا ذ‬‫ال ل‬
‫ـ وعليه إجابة الدعوة وان كان صائما ا لحديث أبى سعيد الخدرى ‪ ‬قال ‪:‬‬
‫"صنعت لرسول الله ‪ ‬طعاما ا فأتانى هو وأصحابه ‪ ،‬فلما وضع الطعام‬
‫قال رجل من القوم ‪ :‬أنى صائم ‪ ،‬فقال رسول الله ‪ : ‬دعاكم أخوكم‬
‫ت" )‪. (3‬‬ ‫وتكلف لكم ! ‪ ،‬ثم قال له ‪ :‬افطر وصم مكانه يوما ا إن شئ ه‬
‫ع ه‬
‫ن‬ ‫ن ه‬
‫كا ه‬ ‫ل)‪ (4‬وهإ ذ م‬ ‫ص م‬ ‫ما فهل مي ن ه‬ ‫صائ ذ ا‬ ‫ن ه‬ ‫ن ه‬
‫كا ه‬ ‫ب فهإ ذ م‬‫ج م‬‫م فهل مي ن ذ‬ ‫حد نك ن م‬ ‫يأ ه‬ ‫ذا د ن ذ ه‬ ‫وقال ‪" : ‬إ ذ ه‬
‫م" ‪.‬‬ ‫فط ذارا فهل مي هط معه م‬
‫)‪(6‬‬ ‫)‪(5‬‬
‫م م‬
‫ن‬
‫ـ وعلى من حضر الدعوة الدعاء لصاحبها لحديث عبد الله بن بسر ‪ ‬أن أباه صنع طعاما‬
‫ما‬
‫م ذفي ه‬ ‫ك ل ههن م‬ ‫م هبارذ م‬ ‫للنبى ‪ ‬فدعاه فأجابه فلما فرغ من طعامه قال ‪" :‬الل لهن ل‬
‫م " )‪. (7‬‬ ‫مه ن م‬ ‫ح م‬ ‫م هوامر ه‬ ‫فمر ل ههن م‬ ‫م هواغ م ذ‬‫هرهزقمت ههن م‬
‫قاذني " ‪.‬‬
‫) ‪(8‬‬
‫س ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫ل‬
‫نأ م‬ ‫م م‬ ‫ق ه‬ ‫س ذ‬ ‫مذني وهأ م‬ ‫ن أطعه ه‬ ‫م م‬‫م ه‬ ‫م أطعذ م‬ ‫ـ وفى حديث آخر ‪" :‬اللهن ل‬

‫)‪ (4‬أخرجه البخارى ومسلم وأحمد ‪.‬‬


‫)‪ (5‬أخرجه مسلم ‪ ،‬وهو عند البخارى موقوفا ا عليه وهو فى حكم المرفوع كما بينه الحافظ فى‬
‫شرحه ‪ ،‬وانظر ‪" :‬آداب الزفاف" ‪.‬‬
‫)‪ (1‬العانى ‪ :‬أى السير ‪.‬‬
‫)‪ (2‬أخرجه البخارى ‪.‬‬
‫)‪ (3‬حسن أخرجه البيهقى ‪ ،‬وفيه أن المتطوع أو صائم النفل ليس عليه قضاء ‪.‬‬
‫)‪ (4‬أى ‪ :‬فليدعوا لصاحب الطعام ‪ ،‬فإن الصلة أصلها فى اللغة ‪ :‬الدعاء ‪ ،‬ومعناها فى الشرع ـ‬
‫الصطلح ـ الصلة المعروفة من القيام والركوع والسجود ‪ ،‬والتى تبدأ بالتكبير وتنتهى بالتسليم‬
‫‪.‬‬
‫)‪ (5‬وهذا هو الصواب ‪ :‬وليس كما يقال ‪ :‬فاطر ! ‪.‬‬
‫)‪ (6‬أخرجه مسلم وغيره ‪.‬‬
‫)‪ (7‬أخرجه مسلم ‪.‬‬
‫)‪ (8‬أخرجه مسلم ‪.‬‬
‫‪56‬‬ ‫تحفة العروسين‬
‫ن وهأ هك ه ه‬
‫ل‬ ‫مو ه‬
‫صائ ذ ن‬
‫م ال ل‬ ‫ـ وفى حديث ثالث يدعو فيقول ‪" :‬أ هفمط ههر ذ‬
‫عن مد هك ن ن‬
‫مهلئ ذك ه ن‬ ‫ه‬
‫ة " )‪. (9‬‬ ‫م ال م ه‬
‫ت ع هل هي مك ن ن‬
‫صل ل م‬
‫م املب مهرانر وه ه‬ ‫ط ههعا ه‬
‫مك ن ن‬
‫ـ ويمكث الزوج عند البكر سبعا ا وعند الثيب ثلثة أيام ‪.‬‬
‫القســـم الثـانـــى‬
‫ـ ومن أبواب الزواج ‪:‬‬
‫ـ فإن قيِل فمْا هى الشروط فى النكاح ؟‬
‫ه‬ ‫ه‬
‫ن‬
‫م ه‬
‫م ذ‬ ‫ما أومفهي مت ن م‬ ‫حق ي ه‬ ‫ـ الجواب ‪" :‬جاء فى الصحيحين عنه ‪ "‬أ ه‬
‫ج" )‪ ، (1‬وفيهما عنه ‪":‬هل‬ ‫م ب ذهذ ال م ن‬ ‫ه‬
‫فنرو ه‬ ‫حل هل مت ن م‬‫ست ه م‬
‫ما ا م‬ ‫ن نتونفوا ب ذهذ ه‬
‫طأ م‬ ‫شنرو ذ‬ ‫ال ي‬
‫ن‬ ‫ه‬ ‫ه‬
‫ن ل ههها ه‬
‫ما قند مهر‬ ‫ح فهإ ذ ل‬ ‫فت ههها وهل مت هن مك ذ م‬
‫ح ه‬ ‫ص م‬‫فرذغ ه ه‬ ‫ست ه م‬ ‫ممرأة ن ط ههلقه أ م‬
‫خت ذهها ل ذت ه م‬ ‫ل ال م ه‬
‫سأ ذ‬ ‫ته م‬
‫ل ههها" ‪.‬‬
‫)‪(2‬‬

‫فتضمن هذا الحكم وجوب الوفاء بالشروط التى شرطت فى‬


‫العقد إذا لم تتضمن تغييرا ا لحكم الله ورسوله ‪.‬‬
‫وقد اتفق على وجوب الوفاء بتعجيل المهر أو تأجيله والضمين‬
‫والرهن به ونحو ذلك وعلى عدم الوفاء باشتراط ترك الوطء‬
‫والنفاق والخلو عن المهر ونحو ذلك ‪.‬‬
‫واختلف فى شرط القامة فى بلد الزوجة وشرط دار الزوجة ‪،‬‬
‫وأنه ل يتسرى عليها ول يتزوج عليها فأوجب أحمد وغيره الوفاء به‬
‫ومتى لم يف به فلها الفسخ عند أحمد‪.‬‬
‫واختلف فى اشتراط البكارة والنسب والجمال والسلمة من‬
‫العيوب التى ل يفسخ بها النكاح وهل يؤثر عدمها فى فسخه على‬
‫ثلثة أقوال ثالثها الفسخ عند عدم النسب خاصة ‪ ،‬وتضمن حكمه ‪‬‬

‫بطلن اشتراط المرأة طلق أختها وأنه ل يجب الوفاء به ‪.‬‬


‫ـ فإن قيِل فمْا الفرق بيِــن هــذا وبيِــن اشــتراطها أن ل‬
‫يــتزوج عليِهــا حــتى صــححتم هــذا وأبطلتــم شــرط طلق‬
‫الضرة ؟‬
‫ـ الجواب ‪ :‬قيل ‪ :‬الفرق بينهما أن فى اشتراط طلق الزوجة‬
‫من الضرار بها وكسر قلبها وخراب بيتها وشماتة أعدائها ما ليس‬
‫فى اشتراط عدم نكاحها ونكاح غيرها ‪ ،‬وقد فرق النص بينهما‬
‫فقياس أحدهما على الخر فاسد" )‪. (1‬‬

‫)‪(9‬‬
‫صحيح ‪ :‬أخرجه أحمد وغيره ‪.‬‬
‫)‪(1‬‬
‫أخرجه البخارى ومسلم ‪.‬‬
‫)‪(2‬‬
‫أخرجه البخارى ومسلم ‪.‬‬
‫)‪(1‬‬
‫زاد المعاد )‪. (95\5‬‬
‫تحفة العروسين‬ ‫‪57‬‬

‫ـ فإن قيِل فمْا حكم السلما فيِمْن تزوج بامرأة فوجدها‬


‫حبلى ؟‬
‫ـ قال المام أحمد وجمهور الفقهاء وأهل المدينة ببطلن هذا النكاح‬
‫‪ ،‬ويجب المهر المسمى أو مثله أو أقل منه على اختلف بينهم ‪،‬‬
‫ويجب عليها الحد وهو أحدى الروايتين عن المام أحمد رحمه الله‬
‫تعالى ‪.‬‬
‫ـ إذن فمْا هى المْحرمات من النساء ؟‬
‫ـ الجواب ‪" :‬حلرم المهات وهن كل من بينك وبينه إيلد من جهة‬
‫المومة أو البوة كأمهاته وأمهات آبائه وأجداده من جهة الرجال‬
‫والنساء وإن علون ‪.‬‬
‫وحلرم البنات وهن كل من انتسب إليه بإيلد كبنات صلبه وبنات‬
‫بناته وأبنائهن وإن سفلن ‪.‬‬
‫وحلرم الخوات من كل جهة ‪.‬‬
‫وحلرم العمات وهن أخوات آبائه وإن علون من كل جهة ‪.‬‬
‫وأما عمة العم فإن كان العم لب فهى عمة أبيه وإن كان لم‬
‫فعمته أجنبية منه فل تدخل فى العمات ‪ ،‬وأما عمة الم فهى داخلة‬
‫فى عماته كما دخلت عمة أبيه فى عماته ‪.‬‬
‫وحلرم الخالت وهن أخوات أمهاته وأمهات آبائه وإن علون ‪ ،‬وأما‬
‫خالة العمة فإن كانت العمة لب فخالتها أجنبية وإن كانت لم‬
‫فخالتها حرام لنها خالة ‪ ،‬وأما عمة الخالة فإن كانت الخالة لم‬
‫فعمتها أجنبية وإن كانت لب فعمتها حرام لنها عمة الم ‪.‬‬
‫وحلرم بنات الخ وبنات الخت فيعم الخ والخت من كل جهة‬
‫وبناتهما وإن نزلت درجتهن ‪.‬‬
‫وحلرم الم من الرضاعة فيدخل فيه أمهاتها من قبل الباء‬
‫والمهات وإن علون وإذا صارت المرضعة أمه صار صاحب اللبن‬
‫وهو الزوج أو السيد إن كانت جارية أباه وآباؤه أجداده فنبه‬
‫بالمرضعة صاحبة اللبن التى هى مودع فيها للب على كونه أبا‬
‫بطريق الولى لن اللبن له وبوطئه ثاب ولهذا حكم رسول الله ‪‬‬

‫بتحريم لبن الفحل )‪ (1‬فثبت بالنص وإيمائه انتشار حرمة الرضاع‬


‫إلى أم المرتضع وأبيه من الرضاعة وأنه قد صار ابنا ا لهما وصار‬

‫)‪ (1‬الفحل ‪ :‬أى الزوج ‪ ،‬وهو اللبن الذى يتولد للمرأة بعد جماع زوجها لها وبعد وضعها ‪ ،‬والحديث‬
‫أخرجه البخارى ومسلم ‪.‬‬
‫‪58‬‬ ‫تحفة العروسين‬
‫أبوين له فلزم من ذلك أن يكون إخوتهما وأخواتهما خالت له‬
‫وات ن ن‬
‫كم‬ ‫خ ه‬‫وعمات وأبناؤهما وبناتهما إخوة له وأخوات فنبه بقوله ‪) :‬وهأ ه ه‬
‫ة( )النساء ‪ (22 :‬على انتشار حرمة الرضاع إلى‬ ‫ضاع ه ذ‬
‫ن اللر ه‬
‫م ه‬
‫م‬
‫إخوتهما وأخواتهما كما انتشرت منهما إلى أولدهما فكما صاروا‬
‫إخوة وأخوات للمرتضع فأخوالهما وخالتهما أخوال وخالت له‬
‫وأعمام وعمات له ‪ ،‬الول بطريق النص ‪ ،‬والخر بتنبيهه‪ ،‬كما أن‬
‫النتشار إلى الم بطريق النص وإلى الب بطريق تنبيهه ‪.‬‬
‫وهذه طريقة عجيبة مطردة فى القرآن ل يقع عليها إل كل غائص‬
‫على معانيه ووجوه دللته ‪ ،‬ومن هنا قضى رسول الله ‪ ‬أنه يحرم‬
‫من الرضاع ما يحرم من النسب ولكن الدللة دللتان خفية وجلية‬
‫فجمعهما للمة ليتم البيان ويزول اللتباس ويقع على الدللة الجلية‬
‫الظاهرة من قصر فهمه عن الخفية ‪.‬‬
‫وحلرم أمهات النساء فدخل فى ذلك أم المرأة وإن علت من‬
‫نسب أو رضاع دخل بالمرأة أو لم يدخل بها لصدق السم على‬
‫هؤلء كلهن ‪.‬‬
‫وحلرم الربائب اللتى فى حجور الزواج وهن بنات نسائهم‬
‫المدخول بهن فتناول بذلك بناتهن وبنات بناتهن وبنات أبنائهن فإنهن‬
‫داخلت فى اسم الربائب وقيد التحريم بقيدين أحدهما كونهن فى‬
‫حجور الزواج ‪.‬‬
‫والثانى ‪ :‬الدخول بأمهاتهن فإذا لم يوجد الدخول لم يثبت التحريم‬
‫وسواء حصلت الفرقة بموت أو طلق هذا مقتضى النص ‪.‬‬
‫وذهب زيد بن ثابت ومن وافقه وأحمد فى رواية عنه إلى أن‬
‫موت الم فى تحريم الربيبة كالدخول بها لنه يكمل الصداق ويوجب‬
‫العدة والتوارث فصار كالدخول والجمهور أبوا ذلك وقالوا الميتة غير‬
‫مدخول بها فل تحرم ابنتها والله تعالى قيد التحريم بالدخول وصرح‬
‫بنفيه عند عدم الدخول ‪.‬‬
‫وأما كونها فى حجره فلما كان الغالب ذلك ذكره ل تقييدا ا‬
‫ه‬
‫ق(‬‫مل س‬ ‫ة إذ م‬ ‫خ م‬
‫شي ه ه‬ ‫قت ننلوا م أمولد هك ن م‬
‫م ه‬ ‫للتحريم به بل هو بمنزلة قوله ‪) :‬وهل ه ت ه م‬
‫)السراء ‪ (31 :‬ولما كان من شأن بنت المرأة أن تكون عند أمها‬
‫فهى فى حجر الزوج وقوعا ا وجوازا ا فكأنه قال اللتى من شأنهن أن‬
‫يكن فى حجوركم ‪.‬‬
‫ففى ذكر هذا فائدة شريفة وهى جواز جعلها فى حجره وأنه ل‬
‫يجب عليه أبعادها عنه وتجنب مؤاكلتها والسفر والخلوة بها فأفاد‬
‫هذا الوصف عدم المتناع من ذلك ‪.‬‬
‫تحفة العروسين‬ ‫‪59‬‬

‫ولما خفى هذا على بعض أهل الظاهر شرط فى تحريم الربيبة‬
‫أن تكون فى حجر الزوج وقيد تحريمها بالدخول بأمها وأطلق تحريم‬
‫أم المرأة ولم يقيده بالدخول فقال جمهور العلماء من الصحابة‬
‫ومن بعدهم إن الم تحرم بمجرد العقد على البنت دخل بها أو لم‬
‫يدخل ول تحرم البنت إل بالدخول بالم وقالوا أبهموا ما أبهم الله‬
‫خل منتم( )النساء ‪ (23 :‬وصف‬ ‫وذهبت طائفة إلى أن قوله ‪) :‬الل لذتي د ه ه‬
‫لنسائكم الولى والثانية وأنه ل تحرم الم إل بالدخول بالبنت وهذا‬
‫يرده نظم الكلم وحيلولة المعطوف بين الصفة والموصوف وامتناع‬
‫ت‪:‬‬ ‫جعل الصفة للمضاف إليه دون المضاف إل عند البيان ‪ ،‬فإذا قل ه‬
‫ت بغلم زيد العاقل ‪ ،‬فهو صفة للغلم ل لزيد إل عند زوال‬ ‫مرر ن‬
‫ا‬
‫اللبس‪ ،‬كقولك مررت بغلم هند الكاتبة ‪ ،‬ويرده أيضا جعله صفة‬
‫واحدة لموصوفين مختلفى الحكم والتعلق والعامل وهذا ل يعرف‬
‫فى اللغة التى نزل بها القرآن ‪.‬‬
‫وأيضا ا فإن الموصوف الذى يلى الصفة أولى بها لجواره والجار‬
‫أحق بصفته ما لم تدع ضرورة إلى نقلها عنه أو تخطيها إياه إلى‬
‫البعد ‪.‬‬
‫ـ فإن قيل فمن أين أدخلتم ربيبته التى هى بنت جاريته التى دخل‬
‫بها وليست من نسائه ؟‬
‫قلنا السرية قد تدخل فى جملة نسائه كما دخلت فى قوله ‪:‬‬
‫ث ل لك نم فهأ متوا م حرث هك ن ه‬
‫م( )البقرة ‪(223 :‬‬ ‫شئ مت ن م‬
‫م ألنى ذ‬ ‫م‬ ‫ه م‬ ‫م ن‬ ‫حمر ل‬ ‫سآؤ نك ن م‬
‫م ه‬ ‫)ن ذ ه‬
‫م(‬ ‫ن‬ ‫ه‬ ‫صهيام ذ اللرفه ن‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ن‬ ‫ه‬ ‫ح ل‬ ‫ن‬
‫سآئ ذك م‬‫ث إ ذلى ن ذ ه‬ ‫ة ال م‬ ‫م لي مل ه‬‫ل لك م‬ ‫ودخلت فى قوله ‪) :‬أ ذ‬
‫ن‬
‫م ه‬ ‫ن‬
‫ح آهباؤ نكم م‬ ‫ه‬
‫ما ن هك ه‬ ‫م‬
‫حوا ه‬ ‫ه‬
‫)البقرة ‪ (187 :‬ودخلت فى قوله ‪) :‬وهل هتنك ذ ن‬
‫ساء( )النساء ‪. (22‬‬ ‫الن م ه‬
‫ت‬ ‫ن‬
‫مهها ن‬‫ـ فإن قيل ‪ :‬فيلزمكم على هذا إدخالها فى قوله ‪) :‬وهأ ل‬
‫م( )النساء ‪ (23 :‬فتحرم عليه أم جاريته ‪.‬‬ ‫سآئ ذك ن م‬‫نذ ه‬
‫قلنا ‪ :‬نعم وكذلك نقول إذا وطئ أمته حرمت عليه أمها وابنتها ‪.‬‬
‫ـ فإن قيل ‪ :‬فأنتم قد قررتم أنه ل يشترط الدخول بالبنت فى‬
‫تحريم أمها فكيف تشترطونه ها هنا ؟‬
‫قلنا ‪ :‬لتصير من نسائه فإن الزوجة صارت من نسائه بمجرد‬
‫العقد وأما المملوكة فل تصير من نسائه حتى يطأها فإذا وطئها‬
‫صارت من نسائه فحرمت عليه أمها وابنتها ‪.‬‬
‫‪60‬‬ ‫تحفة العروسين‬
‫ـ فإن قيل ‪ :‬فكيف أدخلتم السرية فى نسائه فى آية التحريم ولم‬
‫تدخلوها فى نسائه فى آية الظهار واليلء ؟‬
‫قيل ‪ :‬السياق والواقع يأبى ذلك فإن الظهار كان عندهم طلقا ا‬
‫وإنما محله الزواج ل الماء فنقله الله سبحانه من الطلق إلى‬
‫التحريم الذى تزيله الكفارة ونقل حكمه وأبقى محله وأما اليلء‬
‫من‬ ‫ن ذ‬ ‫ن ي نؤ منلو ه‬
‫ذي ه‬‫فصريح فى أن محله الزوجات لقوله تعالى ‪) :‬ل مل ل ذ‬
‫ن‬
‫م ‪ ،‬وهإ ذ م‬ ‫حي ل‬
‫فولر لر ذ‬ ‫ه غه ن‬ ‫ن الل ن ه‬
‫ؤوا فهإ ذ ل‬ ‫ن هفآ ن‬ ‫شهنرس فهإ ذ م‬ ‫ص أ همرب هعهةذ أ ه م‬
‫م ت ههرب ي ن‬
‫سآئ ذهذ م‬‫نم ه‬
‫م( )البقرة ‪ 226 :‬ـ ‪. (227‬‬ ‫ميعل ع هذلي ل‬ ‫س ذ‬ ‫ه ه‬ ‫ن‬
‫ن الل ه‬ ‫ه‬ ‫ل‬
‫موا الطلقه فهإ ذ ل‬ ‫م‬ ‫ع ههز ن‬
‫ـ وحلرم سبحانه حلئل البناء وهن موطوآت البناء بنكاح أو ملك‬
‫يمين فإنها حليلة بمعنى محللة ويدخل فى ذلك ابن صلبه وابن ابنه‬
‫وابن ابنته ويخرج بذلك ابن التبنى وهذا التقييد قصد به إخراجه ‪.‬‬
‫وأما حليلة ابنه من الرضاع فإن الئمة الربعة ومن قال بقولهم‬
‫يدخلونها فى قوله ‪) :‬وحل هئ ذ ن ه‬
‫م( )النساء ‪ (23 :‬ول‬ ‫ل أب مهنائ ذك ن ن‬ ‫ه ه‬
‫م( )النساء ‪ (23 :‬ويحتجون‬ ‫صل هب ذك من‬ ‫يخرجونها بقوله ‪) :‬ال لذين من أ ه‬
‫ذ ه ذ م م‬
‫بقول النبى ‪" : ‬حرموا من الرضاع ما تحرمون من النسب" قالوا ‪:‬‬
‫وهذه الحليلة تحرم إذا كانت لبن النسب فتحرم إذا كانت لبن‬
‫الرضاع ‪ ،‬قالوا ‪ :‬والتقييد لخراج ابن التبنى ل غير وحرموا من‬
‫الرضاع بالصهر نظير ما يحرم بالنسب ونازعهم فى ذلك آخرون‬
‫وقالوا ل تحرم حليلة ابنه من الرضاعة لنه ليس من صلبه والتقييد‬
‫كما يخرج حليلة ابن التبنى يخرج حليلة ابن الرضاع سواء ول فرق‬
‫بينهما ‪.‬‬
‫)‪(1‬‬
‫ب"‬ ‫س ذ‬ ‫ن الن ل ه‬‫م ه‬ ‫م ذ‬‫حنر ن‬ ‫ما ي ه م‬ ‫ضاذع ه‬‫ن اللر ه‬ ‫م ه‬ ‫م ذ‬ ‫حنر ن‬‫قالوا ‪ :‬وأما قوله ‪" : ‬ي ه م‬
‫فهو من أكبر أدلتنا وعمدتنا فى المسألة فإن تحريم حلئل الباء‬
‫والبناء إنما هو بالصهر ل بالنسب والنبى ‪ ‬قد قصر تحريم الرضاع‬
‫على نظيره من النسب ل على شقيقه من الصهر فيجب القتصار‬
‫بالتحريم على مورد النص ‪.‬‬
‫قالوا ‪ :‬والتحريم بالرضاع فرع على تحريم النسب ل على تحريم‬
‫المصاهرة فتحريم المصاهرة أصل قائم بذاته والله سبحانه لم ينص‬
‫فى كتابه على تحريم الرضاع إل من جهة النسب ولم ينبه على‬
‫التحريم به من جهة الصهر ألبتة ل بنص ول إيماء ول إشارة والنبى ‪‬‬

‫أمر أن يحرم به ما يحرم من النسب وفى ذلك إرشاد وإشارة إلى‬


‫أنه ل يحرم به ما يحرم بالصهر ولول أنه أراد القتصار على ذلك‬
‫لقال حرموا من الرضاع ما يحرم من النسب والصهر ‪.‬‬
‫)‪ (1‬أخرجه البخارى ومسلم ‪.‬‬
‫تحفة العروسين‬ ‫‪61‬‬

‫قالوا ‪ :‬وأيضا ا فالرضاع مشبه بالنسب ولهذا أخذ منه بعض‬


‫أحكامه وهو الحرمة والمحرمية فقط دون التوارث والنفاق وسائر‬
‫أحكام النسب فهو نسب ضعيف فأخذ بحسب ضعفه بعض أحكام‬
‫النسب ولم يقو على سائر أحكام النسب وهو ألصق به من‬
‫المصاهرة فكيف يقوى على أخذ أحكام المصاهرة مع قصوره عن‬
‫أحكام مشبهه وشقيقه‬
‫وأما المصاهرة والرضاع فإنه ل نسب بينهما ول شبهة نسب ول‬
‫بعضية ول اتصال قالوا ‪ :‬ولو كان تحريم الصهرية ثابتا ا لبينة الله‬
‫ورسوله بيانا ا شافيا ا يقيم الحجة ويقطع العذر فمن الله البيان وعلى‬
‫رسوله البلغ وعلينا التسليم والنقياد فهذا منتهى النظر فى هذه‬
‫المسألة فمن ظفر فيها بحجة فليرشد إليها وليدل عليها فإنا لها‬
‫منقادون وبها معتصمون والله الموفق للصواب ‪.‬‬
‫فصــل‬
‫وحلرم سبحانه وتعالى نكاح من نكحهن الباء وهذا يتناول‬
‫منكوحاتهم بملك اليمين أو عقد نكاح ويتناول آباء الباء وآباء‬
‫ف" من‬ ‫سل ه ه‬ ‫ما قهد م ه‬ ‫المهات وإن علون والستثناء بقوله ‪" :‬إ ذل ل ه‬
‫مضمون جملة النهى وهو التحريم المستلزم للتأثيم والعقوبة‬
‫فاستثنى منه ما سلف قبل إقامة الحجة بالرسول والكتاب ‪.‬‬
‫فصــل‬
‫وحلرم سبحانه الجمع بين الختين وهذا يتناول الجمع بينهما فى‬
‫عقد النكاح وملك اليمين كسائر محرمات الية وهذا قول جمهور‬
‫الصحابة ومن بعدهم وهو الصواب وتوقفت طائفة فى تحريمه بملك‬
‫م‬
‫ن هن م‬ ‫ذي ه‬‫اليمين لمعارضة هذا العموم بعموم قوله سبحانه ‪) :‬هوال ل ذ‬
‫ه‬ ‫ه‬
‫م غ هي منر‬‫م فهإ ذن لهن م‬‫مان نهن م‬
‫ت أي م ه‬‫مل هك ه م‬‫ما ه‬‫م أوم ه‬ ‫ن إ ذلل ع ههلى أمزهوا ذ‬
‫جهذ م‬ ‫حافذ ن‬
‫ظو ه‬ ‫م ه‬
‫جه ذ م‬‫فنرو ذ‬ ‫لذ ن‬
‫ن( )المؤمنون ‪ 5 :‬ـ ‪ (6‬ولهذا قال أمير المؤمنين عثمان بن‬ ‫مي ه‬ ‫ن‬
‫ملو ذ‬ ‫ه‬
‫عفان‪ ‬أحلتهما آية وحرمتهما آية ‪.‬‬
‫وقال المام أحمد فى رواية عنه ‪ :‬ل أقول هو حرام ولكن ننهى‬
‫عنه ‪ ،‬فمن أصحابه من جعل القول بإباحته رواية عنه والصحيح أنه‬
‫لم يبحه ولكن تأدب مع الصحابة أن يطلق لفظ الحرام على أمر‬
‫توقف فيه عثمان بل قال ننهى عنه ‪.‬‬
‫والذين جزموا بتحريمه رجحوا آية التحريم من وجوه ‪:‬‬
‫‪62‬‬ ‫تحفة العروسين‬
‫ـ أحدها ‪ :‬أن سائر ما ذكر فيها من المحرمات عام فى النكاح وملك‬
‫اليمين فما بال هذا وحده حتى يخرج منها ‪ ،‬فإن كانت آية الباحة‬
‫مقتضية لحل الجمع بالملك فلتكن مقتضية لحل أم موطوءته‬
‫بالملك ولموطوءة أبيه وابنه بالملك إذ ل فرق بينهما ألبتة ول يعلم‬
‫بهذا قائل ‪.‬‬
‫ا‬
‫ـ الثانى ‪ :‬أن آية الباحة بملك اليمين مخصوصة قطعا بصور عديدة‬
‫ل يختلف فيها اثنان كأمه وابنته وأخته وعمته وخالته من الرضاعة‬
‫بل كأخته وعمته وخالته من النسب عند من ل يرى عتقهن بالملك‬
‫ه‬ ‫ه‬
‫مان نك ن م‬
‫م(‬ ‫ت أي م ه‬ ‫مل هك ه م‬
‫ما ه‬
‫كمالك والشافعى ولم يكن عموم قوله ‪) :‬أوم ه‬
‫)النساء ‪ (3 :‬معارضا ا لعموم تحريمهن بالعقد والملك فهذا حكم‬
‫الختين سواء ‪.‬‬
‫ـ الثالث ‪ :‬أن حل الملك ليس فيه أكثر من بيان جهة الحل وسببه ول‬
‫تعرض فيه لشروط الحل ول لموانعه وآية التحريم فيها بيان موانع‬
‫الحل من النسب والرضاع والصهر وغيره فل تعارض بينهما ألبتة‬
‫وإل كان كل موضع ذكر فيه شرط الحل وموانعه معارضا ا لمقتضى‬
‫الحل وهذا باطل قطعا ا بل هو بيان لما سكت عنه دليل الحل من‬
‫الشروط والموانع ‪.‬‬
‫ـ الرابع ‪ :‬أنه لو جاز الجمع بين الختين المملوكتين فى الوطء جاز‬
‫الجمع بين الم وابنتها المملوكتين فإن نص التحريم شامل‬
‫للصورتين شمول ا واحدا ا وإن إباحة المملوكات إن عمت الختين‬
‫عمت الم وابنتها ‪.‬‬
‫ـ الخامس ‪ :‬أن النبى ‪ ‬قال ‪" :‬من كان يؤمن بالله واليوم والخر فل‬
‫يجمع ماءه فى رحم أختين" )‪ (1‬ول ريب أن جمع الماء كما يكون‬
‫بعقد النكاح يكون بملك اليمين واليمان يمنع منه ‪.‬‬
‫فصــل‬
‫وقضى رسول الله ‪ ‬بتحريم الجمع بين المرأة وعمتها والمرأة‬
‫وخالتها وهذا التحريم مأخوذ من تحريم الجمع بين الختين لكن‬
‫بطريق خفى وما حرمه رسول الله ‪ ‬مثل ما حرمه الله ولكن هو‬
‫مستنبط من دللة الكتاب ‪.‬‬
‫وكان الصحابة ـ رضى الله عنهم ـ أحرص شئ على استنباط‬
‫أحاديث رسول الله ‪ ‬من القرآن ومن ألزم نفسه ذلك وقرع بابه‬
‫ووجه قلبه إليه واعتنى به بفطرة سليمة وقلب ذكى رأى السنة كلها‬
‫تفصيل ا للقرآن وتبيينا ا لدللته وبيانا ا لمراد الله منه وهذا أعلى‬
‫)‪(1‬‬
‫ل أصل له ‪.‬‬
‫تحفة العروسين‬ ‫‪63‬‬

‫مراتب العلم فمن ظفر به فليحمد الله ومن فاته فل يلومن إل‬
‫نفسه وهمته وعجزه ‪.‬‬
‫واستفيد من تحريم الجمع بين الختين وبين المرأة وعمتها وبينها‬
‫وبين خالتها أن كل امرأتين بينهما قرابة لو كان أحدهما ذكرا ا حرم‬
‫على الخر فإنه يحرم الجمع بينهما ول يستثنى من هذا صورة واحدة‬
‫فإن لم يكن بينهما قرابة لم يحرم الجمع بينهما وهل يكره على‬
‫قولين وهذا كالجمع بين امرأة رجل وابنته من غيرها ‪.‬‬
‫واستفيد من عموم تحريمه سبحانه المحرمات المذكورة أن كل‬
‫امرأة حرم نكاحها حرم وطؤها بملك اليمين إل إماء أهل الكتاب‬
‫فإن نكاحهن حرام عند الكثرين ووطؤهن بملك اليمين جائز وسوى‬
‫أبو حنيفة بينهما فأباح نكاحهن كما يباح وطؤهن بالملك ‪.‬‬
‫والجمهور احتجوا عليه بأن الله سبحانه وتعالى إنما أباح‬
‫ست هط ذعم‬‫م يه م‬ ‫من ل ل م‬ ‫نكاح الماء بوصف اليمان فقال تعالى ‪) :‬وه ه‬
‫ه‬
‫ت‬‫مل هك ه م‬
‫ما ه‬ ‫من م‬ ‫ت فه ذ‬ ‫مهنا ذ‬ ‫مؤ م ذ‬ ‫ت ال م ن‬ ‫صهنا ذ‬ ‫ح ه‬ ‫م م‬ ‫ح ال م ن‬ ‫م ط هومل ا أن هينك ذ ه‬ ‫منك ن م‬‫ذ‬
‫م( )النساء ‪:‬‬ ‫مان ذك من‬ ‫إي‬ ‫ب‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫ل‬‫ع‬ ‫ه‬ ‫أ‬ ‫ه‬ ‫ن‬ ‫ل‬‫وال‬ ‫ت‬ ‫نا‬ ‫م‬ ‫م‬ ‫ؤ‬ ‫م‬ ‫م‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫م‬ ‫ن‬ ‫ك‬‫ت‬ ‫يا‬ ‫ت‬‫ه‬ ‫ف‬ ‫من‬ ‫ن‬
‫كم‬ ‫ه‬
‫م ن ذذ ه‬ ‫ن ذ ه ذ ه ن‬ ‫هه ذ ن‬ ‫م‬ ‫أم ه ن‬
‫ن‬ ‫ما‬ ‫ي‬
‫ن(‬ ‫م ل‬‫حلتى ي نؤ م ذ‬ ‫ت ه‬ ‫كا ذ‬‫شرذ ه‬ ‫م م‬ ‫حوا م ال م ن‬ ‫‪ ، (25‬وقال تعالى ‪) :‬وهل ه هتنك ذ ن‬
‫)البقرة ‪ (221 :‬خص ذلك بحرائر أهل الكتاب بقى الماء‬
‫على قضية التحريم وقد فهم عمر ‪ ‬وغيره من الصحابة‬
‫إدخال الكتابيات فى هذه الية فقال ‪ :‬ل أعلم شركا ا أعظم‬
‫من أن تقول إن المسيح إلهها ‪.‬‬
‫وأيضا ا فالصل فى البضاع الحرمة وإنما أبيح نكاح الماء‬
‫المؤمنات فمن عداهن على أصل التحريم وليس تحريمهن مستفادا‬
‫من المفهوم ‪.‬‬
‫واستفيد من سياق الية ومدلولها أن كل امرأة حرمت حرمت‬
‫ابنتها إل العمة والخالة وحليلة البن وحليلة الب وأم الزوجة وأن كل‬
‫القارب حرام إل الربعة المذكورات فى سورة الحزاب وهن بنات‬
‫العمام والعمات وبنات الخوال والخالت ‪.‬‬
‫فصــل‬
‫ومما حرمه النص نكاح المزوجات وهن المحصنات واستثنى من‬
‫ذلك ملك اليمين فأشكل هذا الستثناء على كثير من الناس فإن‬
‫المة المزوجة يحرم وطؤها على مالكها فأين محل الستثناء ‪.‬‬
‫‪64‬‬ ‫تحفة العروسين‬
‫فقالت طائفة هو منقطع أى لكن ما ملكت أيمانكم ورد‬
‫هذا لفظا ا ومعنى أما اللفظ فإن النقطاع إنما يقع حيث‬
‫يقع التفريغ وبابه غير اليجاب من النفى والنهى والستفهام‬
‫فليس الموضع موضع انقطاع ‪ ،‬وأما المعنى فإن المنقطع ل‬
‫بد فيه من رابط بينه وبين المستثنى منه بحيث يخرج ما‬
‫توهم دخوله فيه بوجه ما ‪ ،‬فإنك إذا قلت ما بالدار من‬
‫أحد دل على انتفاء من بها بدوابهم وأمتعتهم فإذا قلت إل‬
‫حمارا ا أو إل الثافى ونحو ذلك أزلت توهم دخول المستثنى‬
‫فى حكم المستثنى منه وأبين من هذا قوله تعالى ‪) :‬هل‬
‫ما( )مريم ‪. (62 :‬‬‫سهل ا‬
‫وا إ ذلل ه‬
‫ن ذفيهها ل هغم ا‬
‫منعو ه‬
‫س ه‬
‫يه م‬
‫فاستثناء السلم أزال توهم نفى السماع العام فإن عدم سماع‬
‫اللغو يجوز أن يكون لعدم سماع كلم ما وأن يكون مع سماع غيره‬
‫وليس فى تحريم نكاح المزوجة ما يوهم تحريم وطء الماء بملك‬
‫اليمين حتى يخرجه ‪.‬‬
‫وقالت طائفة ‪ :‬بل الستثناء على بابه ومتى ملك الرجل المة‬
‫المزوجة كان ملكه طلقا ا لها وحل له وطؤها وهى مسألة بيع المة‬
‫هل يكون طلقا ا لها أم ل ؟ فيه مذهبان للصحابة فابن عباس ‪ ‬يراه‬
‫طلقا ا ويحتج له بالية وغيره يأبى ذلك ويقول كما يجامع الملك‬
‫السابق للنكاح اللحق اتفاقا ا ول يتنافيان كذلك الملك اللحق ل‬
‫ينافى النكاح السابق قالوا وقد خير رسول الله ‪ ‬بريرة لما بيعت ‪،‬‬
‫ولو انفسخ نكاحها لم يخيرها ‪ ،‬قالوا ‪ :‬وهذا حجة على ابن عباس ‪‬‬
‫فإنه هو راوى الحديث والخذ برواية الصحابى ل برأيه ‪.‬‬
‫وقالت طائفة ثالثة ‪ :‬إن كان المشترة امرأة لم ينفسخ النكاح‬
‫لنها لم تملك الستمتاع ببضع الزوجة وإن كان رجل ا انفسخ لنه‬
‫يملك الستمتاع به وملك اليمين أقوى من ملك النكاح وهذا الملك‬
‫يبطل النكاح دون العكس قالوا وعلى هذا فل إشكال فى حديث‬
‫بريرة ‪.‬‬
‫وأجاب الولون عن هذا بأن المرأة وإن لم تملك الستمتاع ببضع‬
‫أمتها فهى تملك المعاوضة عليه وتزويجها وأخذ مهرها وذلك كملك‬
‫الرجل وإن لم تستمتع بالبضع ‪.‬‬
‫وقالت فرقة أخرى الية خاصة بالمسبيات فإن المسبية‬
‫إذا سبيت حل وطؤها لسابيها بعد الستبراء وإن كانت‬
‫مزوجة وهذا قول الشافعى وأحد الوجهين لصحاب أحمد‬
‫وهو الصحيح ‪ ،‬كما روى مسلم فى صحيحه عن أبى سعيد‬
‫تحفة العروسين‬ ‫‪65‬‬

‫شا إ ذهلى‬ ‫ه‬


‫جي م ا‬‫ث ه‬ ‫ن ب هعه ه‬ ‫س‬ ‫حن هي م‬‫ل الل لهذ ‪ ‬ن‬ ‫سو ه‬ ‫ن هر ن‬ ‫الخدرى ‪" : ‬أ ل‬
‫ه‬ ‫أ هوم ه‬
‫م‬‫صانبوا ل ههن م‬ ‫م وهأ ه‬ ‫م فهظ هههنروا ع هل هي مهذ م‬ ‫قات هنلوهن م‬ ‫قوا ع هد نروا فه ه‬ ‫س فهل ه ن‬‫طا ه‬
‫سبايا فهك هأ هن ناسا من أ ه‬
‫ن‬
‫م م‬ ‫جوا ذ‬ ‫حلر ن‬ ‫ل الل لهذ ‪ ‬ت ه ه‬ ‫ذ‬ ‫سو‬ ‫ب هر ن‬ ‫ذ‬ ‫حا‬
‫ص ه‬‫م‬ ‫ل ه ا ذ م‬ ‫ه ه ه‬
‫ه ع هلز‬ ‫ل‬ ‫ه‬
‫ن فهأن مهز ه‬ ‫م م‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ذغ م‬
‫ل الل ن‬ ‫كي ه‬ ‫شرذ ذ‬ ‫ن ال ن‬ ‫م ه‬‫ن ذ‬ ‫جهذ ل‬ ‫ل أمزهوا ذ‬ ‫ج ذ‬‫ن أ م‬ ‫م م‬ ‫ن ذ‬ ‫شهيان ذهذ ل‬
‫ت‬ ‫مل هك ه م‬‫ما ه‬ ‫ساذء إ ذلل ه‬ ‫ن الن م ه‬ ‫م ه‬ ‫ت ذ‬ ‫صهنا ن‬ ‫ح ه‬ ‫م م‬‫ك ) هوال م ن‬ ‫ل ذفي ذ هل ذ ه‬ ‫ج ل‬ ‫وه ه‬
‫حهل ل‬ ‫ه‬ ‫ه‬
‫ن "‪.‬‬ ‫عد لت نهن ل‬‫ت ذ‬ ‫ض م‬‫ق ه‬ ‫ذا ان م ه‬ ‫ل إذ ه‬ ‫م ه‬ ‫ن ل هك ن م‬ ‫م ( أيِم فههن ل‬ ‫مان نك ن م‬‫أي م ه‬
‫فتضمن هذا الحكم إباحة وطء المسبية وإن كان لها زوج من‬
‫الكفار وهذا يدل على إنفساخ نكاحه وزوال عصمة بضع امرأته وهذا‬
‫هو الصواب لنه قد استولى على محل حقه وعلى رقبة زوجته‬
‫وصار سابيها أحق بها منه فكيف يحرم بضعها عليه فهذا القول ل‬
‫يعارضه نص ول قياس ‪.‬‬
‫والذين قالوا من أصحاب أحمد وغيرهم ‪ :‬إن وطأها إنما يباح إذا‬
‫سبيت وحدها قالوا لن الزوج يكون بقاؤه مجهول ا والمجهول‬
‫كالمعدوم فيجوز وطؤها بعد الستبراء فإذا كان الزوج معها لم يجز‬
‫وطؤها مع بقائه فأورد عليهم ما لو سبيت وحدها وتيقنا ا بقاء زوجها‬
‫فى دار الحرب فإنهم يجوزون وطأها فأجابوا بما ل يجدى شيئا ا‬
‫وقالوا ‪ :‬الصل إلحاق الفرد بالعم الغلب فيقال لهم العم الغلب‬
‫بقاء أزواج المسبيات إذا سبين منفردات وموتهم كلهم نادر جدا ا ثم‬
‫يقال إذا صارت رقبة زوجها وأملكه ملكا ا للسابى وزالت العصمة‬
‫عن سائر أملكه وعن رقبته فما الموجب لثبوت العصمة فى فرج‬
‫امرأته خاصة وقد صارت هى وهو وأملكهما للسابى ‪.‬‬
‫ودل هذا القضاء النبوى على جواز وطء الماء الوثنيات بملك‬
‫اليمين فإن سبايا أوطاس لم يكن كتابيات ولم يشترط رسول الله‬
‫‪ ‬فى وطئهن إسلمهن ولم يجعل المانع منه إل الستبراء فقط‬
‫وتأخير البيان عن وقت الحاجة ممتنع مع أنهم حديثو عهد بالسلم‬
‫حتى خفى عليهم حكم هذه المسألة وحصول السلم من جميع‬
‫السبايا وكانوا عدة آلف بحيث لم يتخلف منهم عن السلم جارية‬
‫واحدة مما يعلم أنه فى غاية البعد فإنهن لم يكرهن على السلم‬
‫ولم يكن لهن من البصيرة والرغبة والمحبة فى السلم ما يقتضى‬
‫مبادرتهن إليه جميعا فمقتضى السنة وعمل الصحابة فى عهد‬
‫رسول الله ‪ ‬وبعده جواز وطء المملوكات على أى دين كن وهذا‬
‫‪66‬‬ ‫تحفة العروسين‬
‫مذهب طاووس وغيره وقواه صاحب المغنى فيه ورجح أدلته وبالله‬
‫التوفيق" )‪. (1‬‬
‫ـ فمْاذا عن حكم النبى ‪ ‬فى نكاح التفويض ؟‬
‫ـ الجواب ‪ :‬ثبت عنه ‪ : ‬أنه قضى ‪":‬فى رجل تزوج امرأة ولم‬
‫يفرض لها صداقا ا ولم يدخل بها حتى مات أن لها مهر مثلها ل وكس‬
‫ول شطط ولها الميراث وعليها العدة أربعة أشهر وعشراا" )‪. (2‬‬
‫ك فنهلن ه ه‬ ‫ج ه‬ ‫ل ل ذرجل أ هترضى أ ه ن‬
‫ة‬ ‫ن أهزوم ه‬ ‫م‬ ‫وفى سنن أبى داود عنه ‪" :‬هقا ه ه ن س ه م ه‬
‫ل ل ذل ممرأ هة أ هترضين أ ه ن‬
‫م فههزول ه‬
‫ج‬ ‫ت ن هعه م‬ ‫ك فنهلانا هقال ه م‬ ‫ج ذ‬ ‫ن أهزوم ه‬ ‫ه م ذ هم ه م ه م‬ ‫م وههقا ه‬ ‫ل ن هعه م‬‫هقا ه‬
‫ه‬
‫م ي نعمط ذهها‬ ‫دااقا وهل ه م‬ ‫ص ه‬ ‫ض ل ههها ه‬ ‫فرذ م‬ ‫م يه م‬‫ل وهل ه م‬‫ج ن‬ ‫ل ب ذهها اللر ن‬ ‫خ ه‬ ‫ه فهد ه ه‬ ‫حب ه ن‬ ‫صا ذ‬‫ما ه‬ ‫حد ههن ه‬ ‫أ ه‬
‫م‬‫سه م ل‬‫ه ه‬ ‫ة له ن‬‫حد هي مب ذي ه ه‬ ‫شهذد ه ال م ن‬ ‫ن ه‬ ‫م م‬ ‫ن ه‬ ‫كا ه‬ ‫ة وه ه‬‫حد هي مب ذي ه ه‬‫شهذد ه ال م ن‬ ‫ن ه‬ ‫م م‬ ‫م ل‬ ‫ن ذ‬
‫كا ه‬ ‫شي مائا وه ه‬ ‫ه‬
‫م‬ ‫ه‬
‫ة وهل م‬ ‫ه‬
‫جذني فنلن ه ه‬ ‫ل اللهذ ‪ ‬هزول ه‬ ‫ل‬ ‫سو ه‬ ‫ن هر ن‬ ‫ل إذ ل‬ ‫ه الوههفاة ن هقا ه‬ ‫م‬ ‫ضهرت م ن‬‫ح ه‬ ‫ما ه‬ ‫ه‬
‫خي مب ههر فهل ل‬ ‫بذ ه‬
‫ه‬ ‫ه‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫ه‬
‫ن‬‫م م‬ ‫م أمني أع مط هي مت نهها ذ‬ ‫شهذد نك ن م‬ ‫شي مائا وهإ ذمني أ م‬ ‫م أع مط ذهها ه‬ ‫دااقا وهل ه م‬ ‫ص ه‬ ‫ض ل ههها ه‬ ‫أفمرذ م‬
‫خي مب ههر" )‪.(3‬‬ ‫مي ب ذ ه‬ ‫سه م ذ‬ ‫داقذهها ه‬ ‫ص ه‬ ‫ه‬
‫وقد تضمنت هذه الحكام جواز النكاح من غير تسمية صداق‬
‫وجواز الدخول قبل التسمية واستقرار مهر المثل بالموت وإن لم‬
‫يدخل بها ووجوب عدة الوفاة بالموت وإن لم يدخل بها الزوج وبهذا‬
‫أخذ ابن مسعود وفقهاء العراق وعلماء الحديث منهم أحمد‬
‫والشافعى فى أحد قوليه ‪.‬‬
‫وقال على بن أبى طالب وزيد بن ثابت ـ رضى الله عنهما ـ ل‬
‫صداق لها وبه أخذ أهل المدينة ومالك والشافعى فى قوله الخر ‪.‬‬
‫وتضمنت جواز تولى الرجل طرفى العقد كوكيل من الطرفين أو‬
‫ولى فيهما أو ولى وكله الزوج أو زوج وكله الولى ويكفى أن يقول‬
‫زوجت فلنا ا فلنة مقتصرا ا على ذلك أو تزوجت فلنة إذا كان هو‬
‫الزوج وهذا ظاهر مذهب أحمد وعنه رواية ثانية ‪ :‬ل يجوز ذلك إل‬
‫للولى المجبر كما زوج أمته أو ابنته المجبرة بعبده المجبر ووجه‬
‫هذه الرواية أنه ل يعتبر رضى واحد من الطرفين ‪.‬‬
‫وفى مذهبه قول ثالث ‪" :‬أنه يجوز ذلك إل للزوج خاصة فإنه ل‬
‫يصح منه تولى الطرفين لتضاد أحكام الطرفين فيه" )‪. (1‬‬
‫ـ فمْاذا عن حكمْه ‪ ‬فى نكاح الشغار والمْحلل والمْتعة‬
‫ونكاح المْحرما ونكاح الزانيِة ؟‬
‫)‪(1‬‬
‫زاد المعاد )‪ (95 \5‬بتصرف ‪.‬‬
‫)‪(2‬‬
‫أخرجه الترمذى )‪ (450\3‬وأبو داود )‪. (237\3‬‬
‫)‪(3‬‬
‫أخرجه أبو داود )‪. (238\2‬‬
‫)‪(1‬‬
‫زاد المعاد )‪ (95\5‬بتصرف ‪.‬‬
‫تحفة العروسين‬ ‫‪67‬‬

‫ـ الجواب ‪ :‬أما الشغار فأصله فى اللغة هو ‪ :‬الرفع ‪ ،‬كأن الرجل‬


‫يقول ‪ :‬ل ترفع رجل ابنتى حتى ارفع رجل ابنتك ‪ ،‬ويقال ‪ :‬شغرت‬
‫المرأة إذا رفعت رجلها عند الجماع ‪ ،‬وقد صح النهى عنه من حديث‬
‫ابن عمر وأبى هريرة ‪ ،‬وفى صحيح مسلم عن ابن عمر مرفوعا ا ‪:‬‬
‫م" )‪ ، (2‬وفى حديث ابن عمر ‪ ، (3) :‬وفى حديث‬ ‫شهغاهر ذفي امل ذ م ه‬ ‫"هل ذ‬
‫ن‬ ‫ه‬ ‫سل ذ‬
‫ك‬‫ج ه‬ ‫ك وهأهزوم ن‬ ‫جذني اب من هت ه ه‬ ‫ل هزوم م‬
‫ج ذ‬‫ل ذلللر ن‬‫ج ن‬ ‫ل اللر ن‬ ‫قو ه‬ ‫ن يه ن‬‫شهغانر أ م‬ ‫أبى هريرة ‪ :‬هوال م‬
‫)‪(1‬‬
‫خذتي ‪.‬‬ ‫ن‬ ‫ه‬
‫جك أ م‬ ‫ن‬ ‫ه‬ ‫جذني أ ن م‬ ‫ه‬
‫خت هك وهأهزوم ن‬ ‫اب من هذتي أوم هزوم م‬
‫وقد اخنتلف فى علة النهى فقيل ‪ :‬لن كل واحد من العقدين‬
‫شرطا ا فى الخر ‪ ،‬وقيل ‪ :‬لن هذا تشيك فى البضع ‪ ،‬وقيل ‪ :‬لنه‬
‫اصبح كل واحدة بضع الخرى فل انتفاع للمرأة بمهرها ‪.‬‬
‫ـ وأما نكاح المْحلل )‪ : (2‬وهو أن نتطلق المرأة ثلثا ا‬
‫ح ي‬
‫ل‬ ‫قهها فهل ه ت ه ذ‬ ‫فتحنرم بذلك على زوجها لقوله تعالى ‪) :‬فهذإن ط هل ل ه‬
‫ه( )البقرة ‪ (230 :‬فيؤتى‬ ‫جا غ هي مهر ن‬ ‫ح هزوم ا‬ ‫ى هتنك ذ ه‬ ‫حت ل ه‬‫من ب هعمد ن ه‬ ‫ه ذ‬ ‫له ن‬
‫برجل آخر فيتزوج تلك المرأة ليحلها لزوجها الول لتعود‬
‫إليه ‪ ،‬وقد ثبت نهى النبى ‪ ‬عن هذا النكاح ‪ ،‬ففى المسند‬
‫ل الل لهذ ‪‬‬ ‫سو ن‬ ‫ن هر ن‬ ‫والترمذى من حديث ابن مسعود‪ ‬قال ‪" :‬ل هعه ه‬
‫ه" )‪ ، (3‬قال الترمذى هذا حديث حسن‬ ‫ل له ن‬ ‫حل ل ه‬ ‫م ه‬‫ل هوال م ن‬ ‫حل م ه‬ ‫ال م ن‬
‫م ه‬
‫صحيح ‪ ،‬وفى المسند من حديث أبى هريرة ‪ ‬مرفوعا ا ‪:‬‬
‫ه" )‪. (4‬‬ ‫ل له ن‬ ‫حل ل ه‬‫م ه‬‫ل هوال م ن‬ ‫حل م ه‬‫م ه‬ ‫ه ال م ن‬ ‫ن الل ل ن‬ ‫"ل هعه ه‬
‫وحكم هذا النكاح الفسخ ‪ ،‬ول تحل به المرأة لزوجها الول ‪،‬‬
‫ويثبت لها المهر إن وطئها ‪ ،‬ثم يفرق بينهما ‪.‬‬
‫ـ وأما نكاح المْتعة ‪ :‬وهو أن يتزوج الرجل المرأة إلى أجل‬
‫مسمى ‪ ،‬يوما ا أو يومين ‪ ،‬شهرا ا أو شهرين ‪ ،‬مقابل بعض المال‬
‫ونحوه ‪ ،‬فإذا انقضى الجل تفرقا من غير طلق ول ميراث ‪ ،‬والله‬
‫أعلم ‪.‬‬

‫)‪ (2‬أخرجه مسلم ‪.‬‬


‫)‪ (3‬اخرجه البخاريِ ومسلم ‪.‬‬
‫)‪ (1‬أخرجه مسلم ‪.‬‬
‫)‪ (2‬المحلل ‪ :‬هو رجل يتزوج امرأة قد طلقها زوجها ثلثا ا ليحلها له ‪.‬‬
‫)‪ (3‬صحيح ‪ :‬أخرجه ابن ماجة )‪ (1934‬والدارمى )‪. (2258‬‬
‫)‪ (4‬صحيح ‪ :‬أخرجه أبو داود )‪. (227\2‬‬
‫‪68‬‬ ‫تحفة العروسين‬
‫وقد ثبت عن النبى ‪ ‬أنه نهى عنه عام الفتح ‪ ،‬فروى البخارى‬
‫حوم ذ‬ ‫ن لن ن‬‫مت معهةذ وهع ه م‬‫ن ال م ن‬ ‫ومسلم هعن على‪" : ‬أن رسول الله ‪ ‬ن هههى ع ه ذ‬
‫خي مب ههر" ‪.‬‬ ‫ن ه‬ ‫م ه‬ ‫مرذ املهمل ذي لةذ هز ه‬ ‫ح ن‬‫ال م ن‬
‫ـ وحكم هذا النكاح الفسخ ‪ ،‬ويثبت فيه المهر للزوجة إن دخل بها ‪.‬‬
‫رم بحجة أو عمرة ‪ ،‬فثبت‬ ‫رما ‪ :‬وهو نكاح المح ذ‬ ‫ح م‬ ‫مْ س‬ ‫ـ وأما نكاح ال ر‬
‫عنه فى صحيح مسلم من رواية عثمان بن عفان ‪ ‬قال ‪ :‬قال‬
‫ب" )‪ ، (1‬أى ل نيعقد‬ ‫خط ن ن‬ ‫ح وههل ي ه م‬ ‫م وههل ي نن مك ه ن‬
‫حرذ ن‬ ‫م م‬‫ح ال م ن‬‫رسول الله ‪" : ‬هل ي هن مك ذ ن‬
‫له عقد نكاح ‪ ،‬ول هيعقد لغيره ‪ ،‬فإن وقع نفسخ ‪ ،‬وجدد عقدا ا جديدا ا‬
‫بعد انقضاء الحج أو العمرة ‪.‬‬
‫ـ وأما نكاح الزانيِة ‪ :‬فقد صرح الله سبحانه وتعالى‬
‫ن‬ ‫بتحريمه فى سورة النور وأخبر أن من نكحها فهو إما زا س‬
‫ن‬
‫خذبيذثي ه‬‫ت ل ذل م ه‬
‫خذبيهثا ن‬ ‫ك ‪ ،‬وأيضا ا فإنه سبحانه قال ‪) :‬ال م ه‬ ‫أو مشر س‬
‫ت( )النور‪ (26 :‬والخبيثات الزوانى وهذا‬ ‫خذبيهثا ذ‬ ‫م‬
‫ن ل ذل ه‬ ‫خذبينثو ه‬ ‫هوال م ه‬
‫يقتضى أن من تزوج بهن فهو خبيث مثلهن ‪.‬‬
‫وهو من أقبح القبائح أن يتزوج الرجل بزانية ‪ ،‬وفيه ظلم لولده‬
‫من بعده الذى سنيعير بأمه ‪ ،‬وهو من سوء اختيار الب وعدم‬
‫الحسان إلى ولده ‪ ،‬والرجل ‪ :‬ل يأمن فيه أيضا ا على فراشه إن هو‬
‫تزوج بزانية ‪.‬‬
‫ـ فهل هناك أنكحة فاسدة أخرى ؟‬
‫ـ الجواب ‪ :‬نعم ‪ :‬كنكاح المعتدة ‪ :‬وهو أن يتزوج الرجل‬
‫المرأة المعتدة من طلق أو وفاة ‪ ،‬لقوله تعالى ‪) :‬وهل ه‬
‫ه‬
‫ه( )البقرة ‪:‬‬ ‫جل ه ن‬ ‫ب أ ه‬ ‫ى ي هب مل نغه ال مك ذهتا ن‬ ‫حت ل ه‬ ‫ح ه‬ ‫كا ذ‬ ‫قد هة ه الن م ه‬ ‫موا م ع ن م‬ ‫ت هعمزذ ن‬
‫‪. (235‬‬
‫ـ ونكاح المجوسية أو البوذية أو الشيوعية الكافرة عامة ‪ ،‬لقوله‬
‫ن( )البقرة ‪. (221:‬‬ ‫م ل‬‫حلتى ي نؤ م ذ‬ ‫ت ه‬ ‫كا ذ‬‫شرذ ه‬ ‫م م‬‫حوا م ال م ن‬ ‫تعالى ‪) :‬وهل ه هتنك ذ ن‬
‫ـ ومن أحكاما الخلع ‪:‬‬
‫ـ وماذا عن حكم رسول الله ‪ ‬فى الخلع ؟ وهو من القضايا التى‬
‫ظهرت على الساحة المصرية فى اليام الخيرة ول يزال الحديث‬
‫عنها هو حديث الساعة ‪ ،‬مع عمل المحاكم بقانون الخلع وهو "إبراء‬
‫المرأة زوجها" طلبا ا للطلق ‪ ،‬إل انه لما سمى البعض هذا العمل بـ‬
‫"الخلع" جاء السم جديدا ا على الذان وكأنه غير معمول به من قبل‬
‫! نعم قد زادوا عليه شيئا ا يسيرا ا وهو طلب المرأة الخلع ‪ ،‬إل أن‬
‫)‪(1‬‬
‫أخرجه مسلم وغيره ‪.‬‬
‫تحفة العروسين‬ ‫‪69‬‬

‫السنة أوضحت لنا هذه القضية وبينتها خير بيان ‪ ،‬فهل لنا بإلقاء‬
‫الضوء على بعض جوانب مسألة "الخلع" ومشروعيته وما يتعلق به‬
‫؟‬
‫سـ الجواب ‪ :‬إن الخلع معمول به فى القوانين المصرية منذ زمن‬
‫بعيد ‪ ،‬ولكن عامة الناس تعرفه بـ "البراء" وهو إبراء المرأة زوجها ‪،‬‬
‫أو تنازل المرأة عن حقها فى النفقة أو "المؤخر" أو الثاث وما‬
‫شابه ‪ ،‬إل أنه لما ظهر وصف "الخلع" بدا جديدا ا على الذان وكأنه‬
‫لم يكن معمول ا به من قبل ‪ ،‬وقد أضاف القانون بعض الزيادات‬
‫على القانون السابق ‪ ،‬كطلب المرأة الخلع ‪ ،‬وضرب مدة فى‬
‫محاولة للصلح )‪ 6‬أشهر( ‪.‬‬
‫عوض‬ ‫والخلع ‪ :‬هو اختلع المرأة من زوجها ببدل أو ذ‬
‫تدفعه المرأة لزوجها ‪ ،‬وهو مأخوذ من خلع الثوب وإزالته ‪،‬‬
‫لن المرأة لباس الرجل ‪ ،‬والرجل لباس المرأة كما قال‬
‫ه‬
‫ن( )البقرة ‪(187 :‬‬ ‫س ل لهن ل‬ ‫م ل ذهبا ل‬ ‫م وهأنت ن م‬ ‫س ل لك ن م‬‫ن ل ذهبا ل‬ ‫تعالى ‪) :‬هن ل‬
‫ونيسمى الفداء لن المرأة تفتدى نفسها بما تبذله لزوجها ‪،‬‬
‫ل يحصل له‬ ‫وقد علرفه الفقهاء بأنه ‪ :‬فراق الرجل زوجته ببذ س‬
‫‪.‬‬
‫م‬
‫فت ن م‬
‫خ م‬ ‫ن ذ‬ ‫ه‬
‫وقد أخذ الخلع مشروعيته من قوله تعالى ‪) :‬فإ ذ م‬
‫ه‬
‫ه( )البقرة‬ ‫ت بذ ذ‬ ‫ما افمت هد ه م‬ ‫ما ذفي ه‬ ‫ح ع هل هي مهذ ه‬ ‫جهنا ه‬ ‫دود ه الل نهذ فهل ه ن‬ ‫ح ن‬‫ما ن‬ ‫أل ل ي ن ذ‬
‫قي ه‬
‫ت" نكرة لتدل على الزيادة أو‬ ‫‪ ، (229 :‬وجاءت "افمت هد ه م‬
‫النقصان أو المثل ‪ ،‬وهو المالكية والشافعية ‪ :‬ل فرق أن‬
‫يخالع على الصداق أو بعضه أو على مال آخر سواء كان‬
‫أقل أو أكثر ‪ ،‬ول فرق بين العين والدين والمنفعة ما دام‬
‫ه(‬‫ت بذ ذ‬ ‫ما افمت هد ه م‬ ‫ما ذفي ه‬ ‫ح ع هل هي مهذ ه‬ ‫قد تراضيا على ذلك )فهل ه ن‬
‫جهنا ه‬
‫فالذعوض جزء أساسى فى مفهوم الخلع ‪ ،‬وفى الية دليل‬
‫على جوازه مطلقا ا بإذن السلطان وغيره ‪ ،‬ومنعه طائفة‬
‫بدون إذنه والئمة الربعة والجمهور على خلفه ‪.‬‬
‫وفى الية دليل على حصول البينونة به لنه سبحانه سماه فدية‬
‫ولو كان رجعيا ا كما قاله بعض الناس لم يحصل للمرأة الفتداء من‬
‫ت‬‫ما افمت هد ه م‬ ‫ما ذفي ه‬ ‫ح ع هل هي مهذ ه‬‫جهنا ه‬‫الزوج بما بذلته له ودل قوله سبحانه ‪) :‬فهل ه ن‬
‫ه( على جوازه بما قل وكثر وأن له أن يأخذ منها أكثر مما أعطاها ‪،‬‬ ‫بذ ذ‬
‫ومنع الخلع طائفة شاذة من الناس خالفت النص والجماع ‪.‬‬
‫‪70‬‬ ‫تحفة العروسين‬
‫ه‬ ‫وروى البخارى عن ابن عباس ‪" : ‬أ هن ا ه‬
‫ت‬‫س أت ه ذ‬ ‫ن قهي م س‬ ‫ت بم ذ‬ ‫مهرأة ه هثاب ذ ذ‬ ‫ل م‬
‫ب ع هل هي مهذ ذفي ن ن‬ ‫ه‬
‫ق‬‫خل س‬ ‫ما أع مت ذ ن‬ ‫س ه‬ ‫ن قهي م س‬ ‫ت بم ن‬ ‫ل الل لهذ هثاب ذ ن‬ ‫سو ه‬ ‫ت هيا هر ن‬ ‫قال ه م‬ ‫ي ‪‬فه ه‬ ‫الن لب ذ ل‬
‫ه‬ ‫ل‬ ‫ه‬ ‫م‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬
‫ن‬
‫دي ه‬ ‫ل اللهذ ‪‬أت هنر م‬ ‫سو ن‬ ‫ل هر ن‬ ‫قا ه‬ ‫س لم ذ ف ه ه‬ ‫فهر ذفي ال ذ م‬ ‫ن وهلك ذمني أكهره ن الك م‬ ‫وهل ذدي س‬
‫قهها‬‫ة وهط هل م م‬ ‫ق ه‬ ‫دي ه‬ ‫ح ذ‬‫ل ال م ه‬ ‫ل الل لهذ ‪‬اقمب ه ذ‬ ‫سو ن‬ ‫ل هر ن‬ ‫م هقا ه‬ ‫ت ن هعه م‬ ‫ه هقال ه م‬ ‫قت ه ن‬ ‫دي ه‬ ‫ح ذ‬ ‫ع هل هي مهذ ه‬
‫ة" )‪. (1‬‬ ‫ق ا‬ ‫ت هط مذلي ه‬
‫ه‬
‫ن‬‫س بم ذ‬ ‫ن قهي م ذ‬ ‫ت بم ه‬ ‫ن هثاب ذ ه‬ ‫وفى سنن النسائى عن النربيع بنت معوذ ‪ ":‬أ ل‬
‫شماس ضرب ا ه‬
‫ن‬ ‫ل‬ ‫ميل ه ن‬ ‫)‪(2‬‬
‫ه فهك ه ه‬ ‫ه ل‬
‫ت ع هب مد ذ اللهذ ب م ذ‬ ‫ة ب ذن م ن‬
‫ه‬
‫ج ذ‬ ‫ي ه‬ ‫ها وهه ذ ه‬ ‫سهر ي هد ه ه‬ ‫مهرأت ه ن‬ ‫س ه ه ه م‬
‫ه‬
‫ل الل لهذ ‪ ‬إ ذهلى‬ ‫ه‬ ‫ن‬
‫سو ن‬ ‫ل هر ن‬ ‫س ه‬ ‫ل الل لهذ ‪ ‬فهأمر ه‬ ‫ذ‬ ‫سو‬ ‫كيهذ إ ذهلى هر ن‬ ‫شت ه ذ‬ ‫ها ي ه م‬ ‫خو ه‬ ‫ي فهأهتى أ ن‬ ‫ي‬ ‫أب ه‬
‫ه‬ ‫سذبيل ههها هقا ه‬ ‫ذيِ ل ههها ع هل هي م ه‬
‫ها‬
‫مهر ه‬ ‫م فهأ ه‬ ‫ل ن هعه م‬ ‫ل ه‬ ‫خ م‬ ‫ك وه ه‬ ‫خذ ذ ال ل ذ‬ ‫ه ن‬ ‫ل له ن‬ ‫قا ه‬ ‫ت فه ه‬ ‫هثاب ذ س‬
‫ه‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫ل‬
‫)‪(3‬‬
‫حقه ب ذأهمل ذهها" ‪.‬‬ ‫حد هة ا فهت هل ه‬ ‫ة هوا ذ‬ ‫ض ا‬‫حي م ه‬‫ص ه‬ ‫ن ت هت ههرب ل ه‬ ‫ل اللهذ ‪ ‬أ م‬ ‫سو ن‬ ‫هر ن‬

‫وفى سنن أبى داود عن ابن عباس ‪ ":‬أ هن ا ه‬


‫س‬‫ن قهي م س‬ ‫ت بم ذ‬‫مهرأة ه هثاب ذ ذ‬
‫ل م‬
‫ة )‪. (1‬‬
‫ض ا‬‫حي م ه‬ ‫ي‪ ‬ذ‬
‫عد لت ههها ه‬ ‫جع ه ه‬
‫ل الن لب ذ ي‬ ‫ه فه ه‬‫من م ن‬
‫ت ذ‬ ‫خت هل هعه م‬
‫ا م‬
‫وقد اختلفت الروايات عن الصحابة والتابعين فى تجويز أخذ‬
‫الزيادة أو تحريمها ‪ ،‬ومنهم من كرهها ‪.‬‬
‫ما‬ ‫ه‬
‫ح ع هلي مهذ ه‬
‫جهنا ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬
‫والذين قالوا بالجواز احتجوا بظاهر القرآن ‪) :‬فل ن‬
‫ه( والثار ‪:‬‬ ‫ت بذ ذ‬‫ما افمت هد ه م‬ ‫ذفي ه‬
‫فقد ذكر عبد الرزاق عن معمر عن عبد الله بن محمد بن عقيل‬
‫أن الربيع بنت معوذ بن عفراء حدثته أنها اختلعت من زوجها بكل‬
‫شئ تملكه فخوصم فى ذلك إلى عثمان بن عفان فأجازه وأمره أن‬
‫يأخذ عقاص رأسها فما دونه )‪. (2‬‬
‫وذكر أيضا ا عن ابن جريج عن موسى بن عقبة عن نافع أن ابن‬
‫عمر جاءته مولة لمرأته اختلعت من كل شئ لها وكل ثوب لها‬
‫حتى نفسها )‪. (3‬‬

‫)‪(1‬‬
‫أخرجه البخارى )‪. (61\7‬‬
‫)‪(2‬‬
‫وقد احتج بعضهم بهذا الحديث على جواز ضرب النساء الضرب المبرح ‪.‬‬
‫)‪(3‬‬
‫أخرجه النسائى )‪. (168\6‬‬
‫)‪(1‬‬
‫حسن ‪ :‬أخرجه أبو داود )‪ (2229‬والترمذى )‪ (1185‬والدراقطنى )‪. (3591\3‬‬
‫)‪(2‬‬
‫أخرجه عبد الرزاق )‪ (11850‬والبيهقى )‪. (315\7‬‬
‫)‪(3‬‬
‫أخرجه عبد الرزاق )‪. (11853‬‬
‫تحفة العروسين‬ ‫‪71‬‬

‫ورفعت إلى عمر بن الخطاب امرأة نشزت عن زوجها فقال‬


‫اخلعها ولو من قرطها ذكره حماد بن سلمة عن أيوب عن كثير بن‬
‫أبى كثير عنه )‪. (4‬‬
‫والذين قالوا بتحريمها احتجوا بحديث أبى الزبير أن ثابت بن‬
‫قيس بن شماس لما أراد خلع امرأته قال النبى ‪" : ‬أتردين عليه‬
‫حديقته ‪ ،‬قالت ‪ :‬نعم وزيادة فقال النبى ‪ ‬أما الزيادة فل" )‪ ، (1‬قال‬
‫الدارقطنى سمعه أبو الزبير من غير واحد وإسناده صحيح ‪.‬‬
‫وذكر عبدالرزاق عن معمر عن ليث عن الحكم بن عتيبة عن على‬
‫بن أبى طالب‪ ‬ل يأخذ منها فوق ما أعطاها )‪. (2‬‬
‫وقال طاووس ‪ :‬ل يحل أن يأخذ منها أكثر مما أعطاها )‪.(3‬‬
‫وقال عطاء ‪ :‬إن أخذ زيادة على صداقها فالزيادة مردودة إليها )‪. (4‬‬
‫وقال الزهرى ‪ :‬ل يحل له أن يأخذ منها أكثر مما أعطاها ‪.‬‬
‫وقال ميمون بن مهران ‪ :‬إن أخذ منها أكثر مما أعطاها لم يسرح‬
‫بإحسان ‪.‬‬
‫ئ إل ما‬‫وقال الوزاعى ‪ :‬كانت القضاة ل تجيز أن يأخذ منها شي ا‬
‫ساق إليها ‪.‬‬
‫ومنهم من قال بكراهتها كما روى وكيع عن أبى حنيفة عن عمار بن‬
‫عمران الهمدانى عن أبيه عن على ‪" : ‬أنه كره أن يأخذ منها أكثر‬
‫مما أعطاها" )‪ (5‬والمام أحمد أخذ بهذا القول ونص على الكراهة ‪،‬‬
‫وأبو بكر من أصحابه حرم الزيادة وقال ‪ :‬ترد عليها ‪.‬‬
‫وقد ذكر عبد الرزاق عن ابن جريج قال ‪ :‬قال ‪ :‬لى عطاء أتت‬
‫امرأة رسول الله‪ ‬فقالت ‪ :‬يا رسول الله إنى أبغض زوجى وأحب‬
‫فراقه قال فتردين عليه حديقته التى أصدقك قالت نعم وزيادة من‬
‫مالى فقال رسول الله‪ ‬أما الزيادة من مالك فل ولكن الحديقة‬

‫)‪(4‬‬
‫أخرجه عبد الرزاق )‪ (11851‬والبيهقى )‪. (315\7‬‬
‫)‪(1‬‬
‫تقدم ‪.‬‬
‫)‪(2‬‬
‫أخرجه عبد الرزاق )‪ (11844‬وسعيد بن منصور )‪ (378\1‬وإسناده ضعيف ‪.‬‬
‫)‪(3‬‬
‫أخرجه عبد الرزاق )‪. (11839‬‬
‫)‪(4‬‬
‫السابق )‪. (11840‬‬
‫)‪(5‬‬
‫تقدم من وجه آخر‪.‬‬
‫‪72‬‬ ‫تحفة العروسين‬
‫قالت نعم فقضى بذلك على الزوج" )‪ (1‬وهذا وإن كان مرسل ا‬
‫فحديث أبى الزبير مقوس له وقد رواه ابن جريج عنهما ‪.‬‬
‫ـ "وفى تسميته سبحانه الخلع فدية دليل على أن فيه معنى‬
‫المعاوضة ولهذا اعتبر فيه رضى الزوجين فإذا تقايل الخلع ورد عليها‬
‫ما أخذ منها وارتجعها فى العدة فهل لهما ذلك منعه الئمة الربعة‬
‫وغيرهم وقالوا قد بانت منه بنفس الخلع وذكر عبدالرزاق عن معمر‬
‫عن قتادة عن سعيد بن المسيب أنه قال فى المختلعة إن شاء أن‬
‫يراجعها فليرد عليها ما أخذ منها فى العدة وليشهد على رجعتها قال‬
‫معمر وكان الزهرى يقول مثل ذلك قال قتادة )‪. (2‬‬
‫وكان الحسن يقول ‪ :‬ل يراجعها إل بخطبة )‪. (3‬‬
‫ولقول سعيد بن المسيب والزهرى وجه دقيق من الفقه لطيف‬
‫المأخذ تتلقاه قواعد الفقه وأصوله بالقبول ول نكارة فيه غير أن‬
‫العمل على خلفه فإن المرأة ما دامت فى العدة فهى فى حبسه‬
‫ويلحقها صريح طلقه المنجز عند طائفة من العلماء فإذا تقايل عقد‬
‫الخلع وتراجعا إلى ما كانا عليه بتراضيهما لم تمنع قواعد الشرع‬
‫ذلك وهذا بخلف ما بعد العدة فإنها قد صارت منه أجنبية محضة‬
‫فهو خاطب من الخطاب ويدل على هذا أن له أن يتزوجها فى عدتها‬
‫منه بخلف غيره ‪.‬‬
‫ـ وفى أمره ‪ ‬المختلعة أن تعتد بحيضة واحدة دليل على حكمين‬
‫أحدهما أنه ل يجب عليها ثلث حيض بل تكفيها حيضة واحدة ‪ ،‬وهذا‬
‫كما أنه صريح السنة فهو مذهب أمير المؤمنين عثمان بن عفان‬
‫وعبدالله بن عمر بن الخطاب والربيع بنت معوذ وعمها وهو من كبار‬
‫الصحابة ل يعرف لهم مخالف منهم ‪ ،‬كما رواه الليث بن سعد عن‬
‫نافع مولى ابن عمر أنه سمع الربيع بنت معوذ بن عفراء وهى تخبر‬
‫عبدالله بن عمر ‪ ‬أنها اختلعت من زوجها على عهد عثمان بن عفان‬
‫فجاء عمها إلى عثمان بن عفان فقال له إن ابنة معوذ إختلعت من‬
‫زوجها اليوم أفتنتقل فقال عثمان ‪ :‬لتنتقل ول ميراث بينهما ول عدة‬
‫عليها إل أنها ل تنكح حتى تحيض حيضة خشية أن يكون بها حبل ‪،‬‬
‫فقال عبدالله بن عمر ‪ :‬فعثمان خيرنا وأعلمنا ‪ ،‬وذهب إلى هذا‬
‫)‪ (1‬أخرجه عبد الرزاق )‪ (11842‬والدارقطنى )‪ (3826\3‬وأبو داود فى مراسيله )‪ (149‬عن‬
‫عطاء مرسل ا ‪ ،‬قال الدارقطنى ‪ :‬خالفه الوليد عن ابن جريج ‪ ،‬أسنده عن عطاء عن ابن عباس‬
‫‪ ،‬والمرسل أصح ‪.‬‬
‫)‪ (2‬أخرجه عبد الرزاق )‪. (11797‬‬
‫)‪ (3‬السابق )‪. (11795‬‬
‫تحفة العروسين‬ ‫‪73‬‬

‫المذهب إسحاق بن راهويه والمام أحمد فى رواية عنه اختارها‬


‫شيخ السلم ابن تيمية ‪.‬‬
‫قال ‪ :‬من نصر هذا القول هو مقتضى قواعد الشريعة فإن العدة‬
‫إنما جعلت ثلث حيض ليطول زمن الرجعة فيتروى الزوج ويتمكن‬
‫من الرجعة فى مدة العدة فإذا لم تكن عليها رجعة فالمقصود مجرد‬
‫براءة رحمها من الحمل وذلك يكفى فيه حيضة كالستبراء قالوا ول‬
‫ينتقض هذا علينا بالمطلقة ثلثا ا فإن باب الطلق جعل حكم العدة‬
‫فيه واحدا ا بائنة ورجعية ‪.‬‬
‫قالوا ‪ :‬وهذا دليل على أن الخلع فسخ وليس بطلق وهو مذهب‬
‫ابن عباس وعثمان وابن عمر والربيع وعمها ول يصح عن صحابى‬
‫أنه طلق البتة ‪ ،‬فروى المام أحمد عن يحيى بن سعيد عن سفيان‬
‫عن عمرو عن طاووس عن ابن عباس ـ رضى الله عنهم ـ أنه قال‬
‫الخلع تفريق وليس بطلق )‪. (1‬‬
‫وذكر عبدالرزاق عن سفيان عن عمرو عن طاووس ‪ :‬أن إبراهيم‬
‫بن سعد بن أبى وقاص سأله عن رجل طلق امرأته تطليقتين ثم‬
‫اختلعت منه أينكحها ؟ قال ابن عباس ‪ :‬نعم ‪ ،‬ذكر الله الطلق فى‬
‫أول الية وآخرها والخلع بين ذلك )‪. (1‬‬
‫فإن قيل ‪ :‬كيف تقولون إنه ل مخالف لمن ذكرتم من الصحابة‬
‫وقد روى حماد بن سلمة عن هشام بن عروة عن أبيه عن جمهان‬
‫أن أم بكرة السلمية كانت تحت عبد الله بن أسيد واختلعت منه‬
‫فندما ‪ ،‬فارتفعا إلى عثمان بن عفان فأجاز ذلك وقال ‪ :‬هى واحدة‬
‫إل أن تكون سمت شيئا ا فهو على ما سمت )‪. (2‬‬
‫وذكر ابن أبى شيبة ‪ :‬حدثنا على بن هاشم ‪ ،‬عن ابن أبى ليلى ‪،‬‬
‫عن طلحة بن مصرف ‪ ،‬عن إبراهيم النخعى ‪ ،‬عن علقمة عن ابن‬
‫مسعود قال ‪ :‬ل تكون تطليقة بائنة إل فى فدية أو إيلء )‪ ، (3‬وروى‬
‫عن على بن أبى طالب ‪ ،‬فهؤلء ثلثة من أجلء الصحابة رضى الله‬
‫عنهم ‪.‬‬

‫)‪ (1‬حسن ‪ :‬أخرجه الدارقطنى )‪ (3824\3‬والبيهقى )‪. (317\7‬‬


‫)‪ (1‬أخرجه عبد الرزاق )‪ (487\6‬وسعيد بن منصور )‪. (384\1‬‬
‫)‪ (2‬إسناده ضعيف ‪ :‬أخرجه الدارقطنى )‪ (3827\3‬والبيهقى )‪ (316\7‬فيه جمهان أبو العلء‪:‬‬
‫مقبول ‪.‬‬
‫)‪ (3‬إسناده ضعيف ‪ :‬أخرجه ابن أبى شيبة وعبد الرزاق )‪ (481\6‬وفيه ابن أبى ليلى ‪ :‬ضعيف ‪.‬‬
‫‪74‬‬ ‫تحفة العروسين‬

‫قيل ‪ :‬ل يصح هذا عن واحد منهم ‪ ،‬أما أثر عثمان‪ ‬فطعن فيه‬
‫المام أحمد والبيهقى وغيرهما ‪ ،‬قال شيخنا ‪ :‬وكيف يصح عن‬
‫عثمان وهو ل يرى فيه عدة وإنما يرى الستبراء فيه بحيضة ‪ ،‬فلو‬
‫كان عنده طلقا لوجب فيه العدة ‪ ،‬وجمهان الراوى لهذه القصة عن‬
‫عثمان ل نعرفه بأكثر من أنه مولى السلميين ‪.‬‬
‫وأما أثر على بن أبى طالب فقال أبو محمد بن حزم ‪ :‬رويناه من‬
‫طريق ل يصح عن على ‪ ، ‬وأمثلها أثر ابن مسعود على سوء حفظ‬
‫ابن أبى ليلى ‪ ،‬ثم غايته إن كان محفوظا ا أن يدل على أن الطلقة‬
‫فى الخلع تقع بائنة ل أن الخلع يكون طلقا ا بائنا ا ‪ ،‬وبين المرين فرق‬
‫ظاهر ‪ ،‬والذى يدل على أنه ليس بطلق أن الله سبحانه وتعالى‬
‫رتب على الطلق بعد الدخول الذى لم يستوف عدده ثلثة أحكام‬
‫كلها منتفية عن الخلع ‪:‬‬
‫ـ أحدها ‪ :‬أن الزوج أحق بالرجعية فيه ‪.‬‬
‫ـ الثانى ‪ :‬أنه محسوب من الثلث فل تحل بعد استيفاء العدد إل بعد‬
‫زوج وإصابة ‪.‬‬
‫ـ الثالث ‪ :‬أن العدة فيه ثلثة قروء وقد ثبت بالنص‬
‫والجماع أنه ل رجعة فى الخلع ‪ ،‬وثبت بالسنة وأقوال‬
‫الصحابة أن العدة فيه حيضة واحدة ‪ ،‬وثبت بالنص جوازه‬
‫بعد طلقتين ووقوع ثالثة بعده وهذا ظاهر جدا ا فى كونه‬
‫سا ل‬
‫ك‬ ‫م ه‬ ‫ن فهإ ذ م‬ ‫ليس بطلق فإنه سبحانه قال ‪) :‬الط لل هقن ه‬
‫ملرهتا ذ‬
‫م‬ ‫ه‬ ‫ه‬
‫مآ‬‫م ل‬ ‫ذوا م ذ‬ ‫خ ن‬ ‫م أن ت هأ ن‬ ‫ل ل هك ن م‬ ‫ح ي‬ ‫ن وهل ه ي ه ذ‬ ‫سا س‬‫ح ه‬ ‫ح ب ذإ ذ م‬‫ري ل‬
‫ذ‬ ‫س‬
‫ف أوم ت ه م‬ ‫معمنرو س‬ ‫بذ ه‬
‫ه‬ ‫ه‬
‫م‬
‫فت ن م‬
‫خ م‬ ‫ن ذ‬ ‫دود ه الل نهذ فهإ ذ م‬ ‫ح ن‬
‫ما ن‬ ‫قي ه‬ ‫خاهفا أل ل ي ن ذ‬ ‫شي مائا إ ذل ل أن ي ه ه‬ ‫ن ه‬ ‫موهن ل‬ ‫آت هي مت ن ن‬
‫ه‬ ‫ه‬ ‫ن‬ ‫ه‬
‫ه( )البقرة‬ ‫ت بذ ذ‬ ‫م‬
‫ما افت هد ه م‬ ‫ما ذفي ه‬ ‫ح ع هلي مهذ ه‬ ‫جهنا ه‬ ‫ه‬
‫دود ه اللهذ فل ن‬ ‫ح ن‬‫ما ن‬ ‫أل ل ي ن ذ‬
‫قي ه‬
‫‪ (229 :‬وهذا وإن لم يختص بالمطلقة تطليقتين فإنه يتناولها‬
‫وغيرهما ول يجوز أن يعود الضمير إلى من لم يذكر ويخلى‬
‫منه المذكور بل إما أن يختص بالسابق أو يتناوله وغيره ثم‬
‫د( وهذا يتناول من‬ ‫من ب هعم ن‬ ‫ه ذ‬ ‫ل له ن‬ ‫ح ي‬‫قهها فهل ه ت ه ذ‬ ‫قال ‪) :‬فهذإن ط هل ل ه‬
‫طلقت بعد فدية وطلقتين قطعا ا لنها هى المذكورة فل بد‬
‫من دخولها تحت اللفظ ‪ ،‬وهكذا فهم ترجمان القرآن الذى‬
‫دعا له رسول الله ‪ ‬أن يعلمه الله تأويل القرآن وهى‬
‫دعوة مستجابة بل شك ‪.‬‬
‫وإذا كانت أحكام الفدية غير أحكام الطلق دل على أنها من غير‬
‫جنسه فهذا مقتضى النص والقياس وأقوال الصحابة ثم من نظر‬
‫إلى حقائق العقود ومقاصدها دون ألفاظها يعد الخلع فسخا بأى‬
‫تحفة العروسين‬ ‫‪75‬‬

‫لفظ كان حتى بلفظ الطلق وهذا أحد الوجهين لصحاب أحمد وهو‬
‫اختيار شيخنا ‪ ،‬قال ‪ :‬وهذا ظاهر كلم أحمد وكلم ابن عباس‬
‫وأصحابه ‪ ،‬قال ابن جريج أخبرنى عمرو بن دينار أنه سمع عكرمة‬
‫مولى ابن عباس يقول ‪ :‬ما أجازه المال فليس بطلق )‪ ، (1‬قال‬
‫عبدالله بن أحمد ‪ :‬رأيت أبى كان يذهب إلى قول ابن عباس ‪ ،‬وقال‬
‫)‪(2‬‬
‫عمرو عن طاووس عن ابن عباس ‪" :‬الخلع تفريق وليس بطلق"‬
‫‪ ،‬وقال ابن جريج عن ابن طاووس كان أبى ل يرى الفداء طلقا‬
‫ويخيره )‪. (3‬‬
‫ومن اعتبر اللفاظ ووقف معها واعتبرها فى أحكام العقود جعله‬
‫بلفظ الطلق طلقا ا وقواعد الفقه وأصوله تشهد أن المرعى فى‬
‫العقود حقائقها ومعانيها ل صورها وألفاظها وبالله التوفيق ‪.‬‬
‫ومما يدل على هذا أن النبى ‪ ‬أمر ثابت بن قيس أن يطلق‬
‫امرأته فى الخلع تطليقة ومع هذا أمرها أن تعتد بحيضة وهذا صريح‬
‫فى أنه فسخ ولو وقع بلفظ الطلق ‪.‬‬
‫وأيضا ا فإنه سبحانه علق عليه أحكام الفدية بكونه فدية ومعلوم‬
‫أن الفدية ل تختص بلفظ ولم يعين الله سبحانه لها لفظا ا معينا ا‬
‫وطلق الفداء طلق مقيد ول يدخل تحت أحكام الطلق المطلق‬
‫كما ل يدخل تحتها فى ثبوت الرجعة والعتداد بثلثة قروء بالسنة‬
‫الثابتة وبالله التوفيق )‪. (4‬‬
‫وتبقى كلمة ‪ :‬وهى قوله ‪ ‬محذرا ا كل امرأة تختلع من زوجها فى‬
‫ت " )‪. (5‬‬
‫قا ن‬ ‫ن ال م ن‬
‫مهنافذ ه‬ ‫ت هن ل‬
‫خت هل ذهعا ن‬ ‫س ‪ ،‬قال ‪" : ‬ال م ن‬
‫م م‬ ‫غير ما بأ س‬
‫ـ فمْا هو زواج المْسيِار ؟‬
‫ـ زواج المسيار يتم بنفس أركان الزواج ‪ ،‬غير أن الزوجة تتنازل‬
‫عن بعض حقوقها ‪ ،‬كالنفاق ‪ ،‬أو عدم إقامة الزوج معها بصفة‬
‫دائمة ‪ ،‬وفى صحته نظر ‪.‬‬
‫ـ فمْاذا عن زواج الهبة ‪ :‬يعنى قول الفتاة للشاب ‪" :‬وهبتك‬
‫نفسى ‪ ،‬أو وهبت لك نفسى" ويقولون إن الزواج ‪ :‬إيجاب وقبول ‪،‬‬
‫)‪(1‬‬
‫أخرجه عبد الرزاق )‪. (486\6‬‬
‫)‪(2‬‬
‫تقدم ‪.‬‬
‫)‪(3‬‬
‫أخرجه عبد الرزاق )‪. (486\6‬‬
‫)‪(4‬‬
‫انظر زاد المعاد )‪ (95\5‬بتصرف ‪.‬‬
‫)‪(5‬‬
‫صحيح ‪ :‬أخرجه النسائى )‪ (104\2‬وأحمد )‪ (414\2‬والبيهقى )‪. (316\7‬‬
‫‪76‬‬ ‫تحفة العروسين‬
‫وأنه لم يكن على عهد النبى ‪ ‬ول الصحابة "ورقة" قسيمة زواج‬
‫ـ زواج الهبة ـ‬ ‫)‪ ، (1‬إنما كان اليجاب والقبول ‪ ،‬فهل هذا الزواج‬
‫صحيحا ا أم ل ؟‬
‫ـ الجواب ‪ :‬هذا نكاح باطل ‪ ،‬فقد أجمع العلماء على إن هبة‬
‫المرأة نفسها غير جائز )‪ ، (2‬وان هذا اللفظ من الهبة ل يتم عليه‬
‫نكاح ‪ ،‬فهو صورة من صور الزنا ‪ ،‬وقد تقدم الحديث بشأن أركان‬
‫الزواج ‪ ،‬وهما اليجاب والقبول ‪ ،‬وشروطه وهى ‪ :‬الصداق ‪،‬‬
‫العلن ‪ ،‬الشهود ‪ ،‬والولى ‪.‬‬
‫ـ ومن أحكاما الزواج العرفى ‪:‬‬
‫ـ فمْاذا عن الزواج السرى أو الزواج العرفى كمْا يطلقون‬
‫عليِه ؟‬
‫ـ الجواب ‪ :‬لبد أن نفرق بين الزواج السرى الذى استوفى‬
‫الشروط والركان التى وضعها السلم والشرع الحنيف لتكون‬
‫معاشرة الرجل للمرأة معاشرة صحيحة ‪ ،‬نكاحا ا وليست سفاحا ا ‪،‬‬
‫وبين الزنا الذى يريد أن يلبسه البعض عباءة السلم ويسمونه بغير‬
‫اسمه ويصفونه بغير وصفه ورسمه ‪ ،‬فيطلقون عليه "الزواج‬
‫العرفى" ‪ ،‬والزواج والعرف منه براء ‪.‬‬
‫فالزواج السرى الذى اجتمعت فيه الشروط والركان ولكنه لم‬
‫ف ما ‪ ،‬فهو زواج صحيح ‪ ،‬وإن لم نيقيد ‪ ،‬فالزواج السرى‬ ‫نيعلن لظرو س‬
‫أو أى زواج إذا توافرت فيه أركان وشروط الزواج ‪ ،‬من اليجاب‬
‫والقبول ‪ ،‬والمهر والعلن والشهود والولى فهو زواج صحيح ‪ ،‬سواء‬
‫نقيد فى عقد أم ل ‪ ،‬فهو من الناحية الشرعية صحيح إذا استوفى‬
‫شروط وأركان الزواج وكان للبدية وليس لوقت محدد مع ما‬
‫يستتبع الزواج الشرعى من أحكام وتبعات ‪.‬‬
‫ف ما ‪ ،‬إل أنه صحيح فى‬ ‫يلجأ إليه البعض ـ بعدم العلن ـ لظرو س‬
‫ا‬
‫ذاته ‪ ،‬على خلف بين أهل العلم فى وجوب العلن أو كونه مندوبا ‪.‬‬
‫ـ سؤال ‪ :‬لقد انتشر فى بلدنا ـ مصر ـ خاصة فى الجامعة مسالة‬
‫الزواج العرفى ‪ ،‬وكذا هو منتشر بين كثير من الطبقات فى مصر ‪،‬‬
‫فماذا عما يسمونه بالزواج العرفى ؟‬
‫ـ الجواب ‪ :‬إن الحديث عن تلك الصورة من الزنا التى فشت‬
‫وطفحت بها كثير من الجامعات والتى يسمونها بـ "الزواج العرفى"‬
‫)‪ (1‬نعم ‪ ،‬ولكن أصبحت القسيمة اليوم هامة جدا ا لحفظ النساب والميراث وغير هذا من أحكام‬
‫الزواج وتوابعه ‪.‬‬
‫)‪ (2‬انظر ‪ :‬تفسير القرطبى )‪. (211\14‬‬
‫تحفة العروسين‬ ‫‪77‬‬

‫له موضع آخر نبسط فيه الكلم ‪ ،‬ولكن للصلة بينه وبين موضوع‬
‫حله من حرمته ‪،‬‬ ‫الكتاب نتطرق إليه على إيجاز فى محاولة لبيان ذ‬
‫ولكن لبد أن نبين أول ا أن الناس يقعون فى خطأ حينما يطلقون‬
‫على الزنا اسم "زواج" عرفى ! ‪.‬‬
‫فإنه أول ا ‪ :‬لبد من تحديد اللفاظ ‪ ،‬فإطلق البعض ـ على تلك‬
‫الصورة من الزنا ـ الزواج " لعرفى" خطأ ‪ ،‬فالزواج العرفى ‪ :‬أى ما‬
‫تعارف عليه الناس ‪ ،‬كما تدل عليه لفظة "عرفى" المشتقة من‬
‫"النعرف" ‪ ،‬والناس فى بلد السلم لم تتعارف على زواج "سرى"‬
‫يعرفه الفتى والفتاة فقط ويجهله أهل الفتاة أو الفتى ‪ ،‬هذا أول ا ‪.‬‬
‫أما ثانيا ا ‪ :‬فهو فقده شرطا ا هاما ا من شروط صحة الزواج وهو‬
‫"الولى" ‪ ،‬وعليه فهو صورة من صور الزنا ‪ ،‬وهو نكاح باطل إذ لم‬
‫تتوفر له شروط الزواج الشرعى كاملة ‪.‬‬
‫ـ كيف ؟ وقد توفرات فيه أركان الزواج ‪ :‬اليجاب والقبول ‪ ،‬ثم‬
‫شروط صحته ‪ :‬المهر "الشرعى" ـ ربع جنيه ! )‪ (1‬ـ والشهود ـ‬
‫شاهدين من زملء الجامعة ! أو الصدقاء فى الرحلة ! )‪ (2‬ـ والعلن‬
‫)‪ (1‬ل حد لقل المهر أو أكثره ‪ ،‬ول أدرى ما قيمة "ربع جنيه" يأخذه الطفل الصغير لشراء‬
‫"بسكوته أو مصاصة" ! يكون حدا ا أدنى للمهر ‪ ،‬فيكون ثمن العقد "مصاصة برع جنيه" وترضى‬
‫الفتاة بهذه المهانة من أجل عيون الحبيب العاشق الولهان ‪ ،‬رفقا ا بنفسك أختاه ‪ ،‬فالسلم‬
‫حفظ لك مكانتك ورفعها ‪ ،‬فل تحطى أنت من قدرك ‪ ،‬وتهوى بنفسك وأسرتك إلى هاوية الزنا ـ‬
‫والعياذ بالله تعالى ـ من أجل الحب الول ! ولو كان هذا صوابا ا ـ الزواج العرفى ـ ما كان سرا ا ‪،‬‬
‫وما خشيتى اطلع أهلك وعلمهم به ‪ ،‬ول خشية معرفة اهله به ‪ ،‬فإن الثم ما حاك فى صدرك‬
‫وخشيت أن يطلع عليه الناس ‪ ،‬رفقا ا بنفسك أخت المسلمة ‪ ،‬واحذرى شبكة الصياد اللعين ـ‬
‫الشيطان ـ ومن يتخذ سبيله سبيل ا ‪.‬‬
‫)‪(2‬‬
‫مشاهد فى أفلم التلفاز ومسلسلته ‪ ،‬ترى الحبيبان وقد اتفقا على الزواج ‪ ،‬ويأتى‬ ‫كما هو ن‬
‫الرفض ـ أو ل يأتى ـ من السرة ‪ ،‬فل يجدا سبيل ا امامهما "لتطويق" حبهما إل بالزواج من‬
‫"ورا" الهل بالزواج العرفى ‪ ،‬فيعلنا زواجهما فى رحلة ! أو نزهة جماعية ! ويحتال الشاب‬
‫ويختلس الوقت فى "شقة" أحد أصدقائه وقد خلت من الب أو الم أو أهل ‪ ،‬ليمارس مع‬
‫"زوجته" حقه الشرعى كزوج ‪ ،‬حتى اذا حملت وظهرت بوادر وثمرة هذا "الزواج" هرع‬
‫الشاب والفتاة إلى الطبيب ليجهض ويقتل هذه الثمرة !!! لماذا ؟ أليس هذا زواجا ا اعتقده فى‬
‫نفسك أنت والفتاة ‪ ،‬أليس من تبعات الزواج أن يتحمل الرجل ثمرة "استعمال حقه الشرعى"‬
‫ـ من استطاع منكم الباءة ـ تكاليف وتبعات الزواج ـ فليتزوج ـ أن تراه مجرد زواج لممارسة‬
‫الحق الشرعى فقط ‪ ،‬لماذا إذا كنت تحبها حقا ا ! لماذا ل تحافظ على حبيبتك فتراعاه حق‬
‫رعايتها فل يكون هذه الرتباط "البدى" سرا ا بينكما ‪ ،‬تمهرها "ثمن مصاصة" ربع جنيه ‪ ،‬على‬
‫"ربع ورقة كراسة" ! لماذا أختى المسلمة ترضين بهذه المهانة لك وقد رفع السلم شأنك ‪،‬‬
‫وجعلك "جوهرة" ل يمسها ول يقربها ال من يعرف قدرها وشرفها ‪ ،‬ومن يتحمل كلفة الحفاظ‬
‫عليها فل يضيعها ول يبخسها حقها ‪.‬‬
‫هل أنت حقا ا أخى المسلم تحب فتاتك ول تستطيع فراقها ورفض الهل ـ أهلك أو أهلها ـ الزواج‬
‫والرتباط بمن تحب ‪ ،‬هل يكون هذا ـ الزواج سرا ا وعرفيا ا ـ هو تعبيرك عن حبك لها ؟ ان‬
‫تبخسها حقها ؟ أن تمارس حقك الشرعى كزوج فى شقة أحد اصدقائك ؟ أو فى حجرة بعيدا ا‬
‫‪78‬‬ ‫تحفة العروسين‬
‫‪ :‬وقد علم صديقى الجامعة ‪ ،‬أو زملء الرحلة بزواج فلن من فلنة‬
‫؟‬
‫ـ الجواب ‪ :‬نعم ولكنه فقد شرطا ا هاما ا وهو الولى ‪.‬‬
‫ـ فمْا هى الدلة على فساد النكاح بدون الولى ؟‬
‫ـ الجواب ‪ :‬الدلة كثيرة جدا ا ـ وليس هذا موضع بسطها ـ ولكنى‬
‫أسوق اليك بعض كلم أهل العلم حول صحة اشتراط الولى ‪.‬‬
‫ن(‬ ‫ـ أول ا ‪ :‬من القرآن الكريم ‪ :‬قوله تعالى ‪) :‬هفانكحوهنن بإذ م ه‬
‫ن أهمل ذهذ ل‬ ‫ل ذذ ذ‬ ‫ذ ن‬
‫)النساء ‪. (25 :‬‬
‫قال المام القرطبي فى تفسيره )‪ : (141\5‬أى بولية أهلن‬
‫وإذنهن ‪.‬‬
‫د‬
‫ه هم ل‬‫ب‬ ‫ع‬ ‫ه‬ ‫ل‬ ‫و‬ ‫م‬ ‫ا‬ ‫نو‬ ‫م‬
‫ن ذ ن‬ ‫م‬ ‫ؤ‬ ‫ي‬ ‫تى‬ ‫ح‬ ‫ن‬ ‫كي‬
‫ن ذ ذ ذ ه ه ل‬ ‫ر‬ ‫ش‬ ‫م‬ ‫م‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫م‬ ‫ا‬ ‫حو‬ ‫ن ذ ن‬ ‫ك‬ ‫تن‬ ‫ه‬ ‫ل‬ ‫ه‬ ‫و‬ ‫)‬ ‫‪:‬‬ ‫تعالى‬ ‫ـ وقوله‬
‫ن‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫م م‬
‫م( )البقرة ‪. (221 :‬‬ ‫جب هك م‬ ‫ك وهلوم أع م ه‬ ‫شرذ س‬ ‫من ي‬ ‫خي ملر م‬ ‫ن ه‬ ‫م ل‬ ‫مؤ م ذ‬ ‫ي‬
‫قال المام القرطبى فى تفسيره )‪ : (72\3‬فى هذه الية دليل‬
‫بالنص على أنه ل نكاح إل بولى ‪.‬‬
‫وقال الطبرى )‪ : (379\2‬هذا القول من الله تعالى ذكره دللة على‬
‫أن أولياء المرأة أحق بتزويجها من المرأة ‪.‬‬
‫وقال ابن عطية )‪ : (248\2‬إن الولية فى النكاح نــص فــى لفــظ‬
‫هذه الية ‪.‬‬
‫ه‬
‫ن فهل ه‬ ‫جل ههن ل‬ ‫ن أ ه‬ ‫ساء فهب هل هغم ه‬ ‫م الن م ه‬ ‫قت ن ن‬ ‫ذا ط هل ل م‬ ‫ـ وقوله تعالى ‪) :‬وهإ ذ ه‬
‫ه‬ ‫ه‬
‫ف(‬ ‫معمنرو ذ‬ ‫ضوما م ب هي من هنهم ذبال م ه‬ ‫ذا ت ههرا ه‬ ‫ن إذ ه‬ ‫جه ن ل‬ ‫ن أمزهوا ه‬ ‫ح ه‬ ‫ن أن هينك ذ م‬ ‫ضنلوهن ل‬ ‫ت هعم ن‬
‫)البقرة ‪. (232 :‬‬
‫خاتا‬ ‫ت أن م‬ ‫ه ل م ن‬ ‫ج‬ ‫و‬ ‫ز‬ ‫"‬ ‫‪:‬‬ ‫يسار‬ ‫بن‬ ‫معقل‬ ‫يقول‬ ‫كما‬ ‫الية‬ ‫هذه‬ ‫وسبب نزول‬
‫هه‬
‫تل ن‬ ‫قل ن‬ ‫م‬ ‫خطب نهها فه ن‬ ‫ن‬ ‫جاهء ي ه م‬ ‫عد لت نهها ه‬ ‫ت ذ‬ ‫ض م‬ ‫ق ه‬ ‫ذا ان م ه‬ ‫حلتى إ ذ ه‬ ‫قهها ه‬ ‫ل‬ ‫ه‬
‫ل فهطل ه‬ ‫ج س‬‫ن هر ن‬ ‫م م‬ ‫ذلي ذ‬
‫ه‬ ‫ل‬ ‫ه‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫ن‬ ‫ل‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫ه‬
‫خطب نهها ل هواللهذ ل ت هنعود ن‬ ‫جئت ت ه م‬ ‫م ذ‬ ‫قت ههها ث ل‬ ‫مت نك فطل م‬ ‫جت نك وهفهرشتك وأكر‬
‫كان ن رج هال هل ه ب مأ م‬ ‫هزول م‬
‫مرأ ه هة ن تريد أ ه‬ ‫ك أه‬
‫جعه إ ذل هي مهذ‬ ‫ر‬ ‫ه‬
‫ذ ن م م ذ‬‫ت‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫ه م‬ ‫م‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ت‬‫ذ‬ ‫ه‬ ‫ن‬ ‫ه‬
‫كا‬ ‫و‬
‫ه ه ذ ه‬ ‫ذ‬ ‫ه‬ ‫ب‬ ‫س‬ ‫ه ا ه ه ه ن‬ ‫ه‬ ‫و‬ ‫دا‬ ‫ب‬ ‫ه‬ ‫إ ذل هي م‬

‫عن أعين أهلك وأهلها ؟ ثم إذا ظهرت بوادر الحمل أسرعت بها لتجهضها ‪ ،‬هل تضحى بولدك‬
‫منها حتى ل "ينكشف" أمر زواجكما ؟ ! هل تضحى بحياتها ـ فقد تموت حال الجهاض ـ وتزعم‬
‫حبك لها ‪ .‬هذا منك عجيب ! ‪.‬‬
‫ـ هل هانت عليك نفسك أختاه لترضى بزواج سرى ل يعرفه أهلك ‪ ،‬هل يكون هذا هــو الحســان‬
‫إلى أمك وأبيك ‪ ،‬هل هذه المكافاءة التى تقدميها لمك التى حملت وسهرت وعانت ما عــانت ‪،‬‬
‫التى تنتظر أن تراك عروسة تشنرف بها ‪ ،‬هل هذا الحسان لبيك الذى ربـى وكافـح وجاهـد م ن‬
‫أجلك ‪ ،‬هل يكون هذا رد الجميل ؟ كيف رضيت أن يكون مهرك "مصروف طفل صغير" ‪ ،‬كيف‬
‫رضيت أل تزفى زفاف الشريفات العفيفات ؟ كيف رضيت بسكنى ساعة مع الزنا والفاحشــة ؟‬
‫كيف لك أن تضحى بولدك ثمرة هذا الزواج ـ الصحيح فى نظــرك ‪ ،‬الباطــل شــرعا ا ـــ ول زالــتى‬
‫تظنين أنه يحبك ‪ ،‬كيف سول لك الشيطان النسى صحة هذا الزواج ‪ ،‬رفقا ا بنفسك وأبيك وأمك‬
‫ومجتمعك أختاه ‪.‬‬
‫تحفة العروسين‬ ‫‪79‬‬

‫سو ه‬
‫ل‬ ‫ن أ هفمعه ن‬
‫ل هيا هر ن‬ ‫ت امل ه‬
‫قل م ن‬ ‫ضنلوهن ل‬
‫ن ( فه ن‬ ‫ة ) فههل ت هعم ن‬
‫ه ههذ ذهذ املي ه ه‬
‫ن‬ ‫فهأ هن مهز ه‬
‫ل الل ل‬
‫ه" )‪. (1‬‬ ‫ل فههزول ه‬
‫جهها إ ذليا ن‬ ‫الل لهذ هقا ه‬
‫ـ قال المام الترمذى بعد روايته للحديث ‪ :‬وفى هذا الحديث دللة على‬
‫أنه ل يجوز النكاح بغير ولى ‪ ،‬لن أخت معقل بــن يســار كــانت ثيبــا ا ‪ ،‬فلــو‬
‫كان المر إليها دون وليها لزوجت نفسها ولم تحتج إلــى وليهــا معقــل بــن‬
‫يسار ‪.‬‬
‫ويقول الحافظ فى الفتح )‪ (2‬عند شرحه للحديث ‪ :‬وقد ذهب‬
‫الجمهور إلى أن المرأة ل تزوج نفسها أصل ا ‪.‬‬
‫ي " )‪. (3‬‬ ‫ول م ي‬‫ح إ مرل ب م د‬ ‫كا د‬ ‫ـ ومن السنة الشريفة قوله ‪" : ‬دل ن م د‬
‫وفى السنن عنه من حديث عائشة ـ رضى الله عنها ـ مرفوعا ا ‪:‬‬
‫"أ هيما ا ه‬
‫حهها‬‫كا ن‬‫ل فهن ذ ه‬
‫حهها هباط ذ ل‬ ‫كا ن‬ ‫ل فهن ذ ه‬‫حهها هباط ذ ل‬ ‫كا ن‬ ‫ي فهن ذ ه‬ ‫حهها ال موهل ذ ي‬ ‫مهرأةس ل ه م‬
‫م ي نن مك ذ م‬ ‫ي ه م‬
‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬
‫جنروا‬ ‫م‬
‫ن اشت ه ه‬ ‫من مهها فإ ذ ذ‬‫ب ذ‬ ‫صا ه‬ ‫ما أ ه‬ ‫ها ب ذ ه‬ ‫مهمنر ه‬ ‫صاب ههها فلهها ه‬ ‫نأ ه‬ ‫ل فهإ ذ م‬ ‫هباط ذ ل‬
‫ي له ن‬‫ن هل وهل ذ ل‬ ‫سل م ه‬ ‫هفال ي‬
‫)‪(1‬‬
‫ه" قال الترمذى حديث حسن ‪،‬‬ ‫م م‬ ‫ي ه‬ ‫ن وهل ذ ي‬‫طا ن‬
‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬
‫سهها فهإ ذ ل‬
‫ن‬ ‫ف ه‬‫ممرأة ن ن ه م‬ ‫ج ال م ه‬‫ممرأة ه وههل ت نهزوم ن‬ ‫ممرأة ن ال م ه‬ ‫ج ال م ه‬
‫وفيها عنه ‪" :‬هل ت نهزوم ن‬
‫)‪(2‬‬
‫سهها" ‪.‬‬ ‫ف ه‬
‫ج نه م‬‫ي ال لذتي ت نهزوم ن‬ ‫ة هذ ه‬ ‫اللزان ذي ه ه‬
‫قال ابن عباس ـ رضى الله عنهما ـ ‪ :‬البغية هى التى تزوج نفسها‬
‫‪.‬‬
‫وقال المام مالك ـ صاحب المذهب المالكى ـ وقد سئل عن‬
‫المرأة تزوج نفسها أو تزوجها امرأة أخرى ؟ قال ‪ :‬نيفلرق بينهما ‪،‬‬
‫دخل بها أو لم يدخل )‪. (3‬‬
‫ويقول المام احمد بن حنبل ـ صحاب المذهب الحنبلى ـ وقد‬
‫سئل عن امرأة أرادت التزويج فجعلت أمرها إلى الرجل الذى يريد‬ ‫ن‬
‫أن يتزوجها وشاهدين ؟‬
‫قال ‪ :‬هذا ولى وخاطب ! ل يكون هذا ‪ ،‬والنكاح فاسد )‪. (4‬‬

‫)‪ (1‬أخرجه البخارى )‪ (183\9‬والترمذى )‪ (2981‬وأبو داود )‪. (2087‬‬


‫)‪ (2‬انظر فتح البارى )‪. (178\9‬‬
‫)‪ (3‬صحيح ‪ :‬تقدم تخريجه ‪.‬‬
‫)‪ (1‬صحيح ‪ :‬أخرجه أبو داود )‪ (2083‬وابن ماجة )‪ (1879‬والترمذى )‪ (1102‬والدارقطنى )‪\3‬‬
‫‪ (220‬بتحقيقى ‪.‬‬
‫)‪ (2‬صحيح دون الشطر الخير منه ‪ :‬أخرجه ابن ماجة )‪ (1882‬والدراقطنى )‪ .(228\3‬والبيهقى‬
‫)‪. (110\7‬‬
‫)‪ (3‬انظر ‪ :‬البيان والتحصيل لبن رشد )‪. (379\4‬‬
‫)‪ (4‬انظر ‪ :‬مسائل المام أحمد رواية ابن هانئ )‪. (195\1‬‬
‫‪80‬‬ ‫تحفة العروسين‬
‫ويقول المام الشافعى رحمه الله تعالى فى سفره العظيم‬
‫"الم" ‪ :‬فإن امرأة نكحت بغير إذن وليها فل نكاح لها )‪. (5‬‬
‫ـ فمْاذا عن قول الماما أبى حنيِفة ؟‬
‫ـ الجواب ‪ :‬هذا هو ما اعتمده أصحاب القول بصحة الزواج العرفى‬
‫‪ ،‬حيث قال المام أبو حنيفة رحمه الله تعالى بصحة الزواج دون‬
‫ولى ‪ ،‬وقد خالف فى هذا القول جمهور أهل العلم ‪ ،‬ومن قبل السنة‬
‫الصحيحة عن النبى ‪. ‬‬
‫ـ كيِف ؟ وهو الماما العظم وأحد الئأمْة الربعة ؟‬
‫ـ الجواب ‪ :‬ل عجب ‪ ،‬فما من أحد قال أن المام العظم أو غيره‬
‫من الئمة أو الناس عامة قد جمع أصول العلم وفروعه ‪ ،‬وما غابت‬
‫سئل ‪:‬‬ ‫عنه سنة أو حديث من أحاديث النبى ‪ ، ‬بل قال بعضهم وقد ن‬
‫أين العلم كله ؟ قال ‪ :‬فى الهعالم كذله ‪ ،‬فما من أحد إل وقد غابت‬
‫عنه بعض السنة ‪ ،‬بل ما من أحد من الئمة الربعة إل وقد صح عنه‬
‫الخذ بالحديث وإن خالف مذهبه ‪.‬‬
‫فهذا المام مالك يقول ‪ :‬ليس لحد بعد رسول الله ‪ ‬إل ويؤخذ‬
‫من قوله ونيرد ‪ ،‬إل النبى ‪. ‬‬
‫ويقول ‪ :‬إنما أنا بشر أخطئ وأصيب ‪ ،‬فانظروا فى رأيى ‪ ،‬فكل ما‬
‫وافق الكتاب والسنة فخذوه ‪ ،‬وكل ما لم يوافق الكتاب والسنة‬
‫فاتركوه ‪.‬‬
‫وهذا المام أحمد بن حنبل يقول ‪ :‬رأى الوزاعى ‪ ،‬ورأى مالك ‪،‬‬
‫ورأى أبى حنيفة ‪ ،‬كله رأى ‪ ،‬وهو عندى سواء ‪ ،‬وإنما الحجة فى‬
‫الثار ‪.‬‬
‫ويقول المام الشافعى رحمه الله تعالى ‪ :‬إذا صح الحديث‬
‫فاضربوا بقولى الحائط ‪.‬‬
‫بل وهذا المام أبو حنيفة يقول ‪ :‬إذا صح الحديث فهو مذهبى ‪.‬‬
‫ح إ ذلل ب ذوهل ذ ي‬
‫ي " )‪. (1‬‬ ‫قلت ‪ :‬وقد صح الحديث ‪ ،‬وهو قوله ‪" : ‬هل ن ذ ه‬
‫كا ه‬
‫ـ إذن فمْا هو الدليِل الذى اعتمْده الماما فيِمْا ذهب إليِه ؟‬
‫ـ الجواب ‪ :‬اعتمد المام أبو حنيفة رحمه الله تعالى على قوله ‪: ‬‬
‫ه‬
‫ن وهل ذي مهها " )‪. (2‬‬
‫م م‬
‫سهها ذ‬
‫ف ذ‬
‫حقي ب ذن ه م‬
‫بأ ه‬‫"الث لي م ن‬
‫وقد رد العلماء تأويل المام واعتماده إياه حجة فى صحة الزواج‬
‫بدون ولى ‪ ،‬بل وهذا أبو الحسن ومحمد بن يوسف وهما حملة علم‬
‫)‪(5‬‬
‫انظر ‪ :‬الم )‪. (13\5‬‬
‫)‪(1‬‬
‫تقدم ‪.‬‬
‫)‪(2‬‬
‫أخرجه مسلم )‪ (205\9‬والترمذى )‪ (1108‬وأبو داود )‪. (98-2‬‬
‫تحفة العروسين‬ ‫‪81‬‬

‫المام أبى حنيفة قد خالفا أستاذهما وشيخهما فى مسائل عديدة‬


‫عندما تبينت لهما السنة ‪ ،‬وظهر لهما وجه الحق فيها‪ ،‬وقد روى‬
‫المام الطحاوى فى "الشرح" )‪ (1‬عن محمد بن الحسن وأبى‬
‫يوسف ‪ :‬أنه ل يجوز تزويج المرأة بغير إذن وليها ‪.‬‬
‫وقال شراح الحديث كالمام النووى فى شرح مسلم ‪" :‬قوله ‪:‬‬
‫سهها ‪ :‬يحتمل من حيث اللفظ أن المراد أحق من وليها فى‬ ‫ه‬
‫ف ذ‬ ‫حقي ب ذن ه م‬ ‫أ ه‬
‫كل شئ من عقد وغيره كما قاله أبو حنيفة وأبو داود ‪.‬‬
‫ويحتمل ‪ :‬أنه أحق بالرضا ‪ ،‬أى ‪ :‬ل تزوج حتى تنطق بالذن ‪،‬‬
‫بخلف البكر )‪. (2‬‬
‫وقد أفاض المام ابن حزم فى الرد فى كتابه "المحلى" )‪. (3‬‬
‫ب‬‫خط ه ه‬ ‫ـ كما اعتمد أيضا ا المام أبو حنيفة ما نروى أن النبى ‪ " : ‬ه‬
‫دا‬
‫شاه ذ ا‬ ‫ن أ هومل ذهياذئي ت هعمذني ه‬ ‫م م‬‫حد ل ذ‬
‫ه‬
‫سأ ه‬‫ه ل هي م ه‬
‫ل الل لهذ إ ذن ل ن‬ ‫سو ه‬ ‫ت هيا هر ن‬ ‫قال ه م‬ ‫ة فه ه‬ ‫م ه‬ ‫سل ه ه‬
‫م ه‬ ‫أ ل‬
‫ن‬
‫ل إنه ل هيس أ هحد م ه‬
‫ت هيا‬ ‫قال ه م‬‫ك فه ه‬‫ب ي هك مهره ن ذ هل ذ ه‬ ‫شاه ذد ل وههل ه‬
‫غائ ذ ل‬ ‫ك ه‬ ‫ن أومل ذهيائ ذ ذ‬ ‫قا ه ذ ل ن م ه ه ل ذ م‬ ‫فه ه‬
‫ي ‪."‬‬ ‫جهها الن لب ذ ي‬ ‫ي ‪ ‬فهت ههزول ه‬ ‫ج الن لب ذ ل‬ ‫منر هزوم ذ‬ ‫عن ه‬
‫وهذا حديث ضعيف ‪ ،‬أخرجه المام أحمد )‪ (295\6‬والنسائى )‬
‫‪ (3202‬بسند ضعيف ‪ ،‬فيه ابن عمر ابن أبى سلمة ‪ :‬مجهول ‪.‬‬
‫كما تعقب أيضا ا بأن الله ‪ ‬قال ‪) :‬النب ه‬
‫ن‬
‫م م‬‫ن ذ‬ ‫مؤ م ذ‬
‫مذني ه‬ ‫ي أومهلى ذبال م ن‬ ‫لذ ي‬ ‫ن‬
‫م( )الحزاب ‪ (6 :‬كما أنه لم يكن أحد من‬ ‫ن‬ ‫ه‬ ‫هأن ن‬
‫مههات نهن م‬
‫هأ ل‬ ‫ج ن‬‫م وهأمزهوا ن‬ ‫سهذ م‬ ‫ف ذ‬
‫أهلها حاضرا ا كما أخبرت هى ‪ ،‬ويكفى ضعف الحديث كما تقدم فل‬
‫نيحتج به ‪.‬‬
‫ا )‪(1‬‬ ‫ا‬
‫وهذا حال المام رحمه الله تعالى ‪ :‬يعتمد حديثا ضعيفا ثم‬
‫يبنى عليه أصول ا وفروعا ا ‪ ،‬كما يقول المام الشافعى رحمه الله‬
‫تعالى ‪ :‬أبو حنيفة يضع أول المسألة خطأ ‪ ،‬ثم يقيس الكتاب كله ‪.‬‬
‫قال ابن أبى حاتم ‪ :‬لن الصل كان خطأ ا فصارت الفروع ماضية‬
‫على الصل )‪. (2‬‬

‫)‪ (1‬انظر ‪ :‬شرح معانى الثار)‪. (7\3‬‬


‫)‪ (2‬انظر ‪ :‬شرح مسلم للمام النووى )‪. (203\9‬‬
‫)‪ (3‬انظر "المحلى" )‪. (457\9‬‬
‫)‪ (1‬والحق أن المام أبو حنيفة رحمه الله تعالى مع جللته وفقهه وعلمه ال أنه كان ضعيف‬
‫الحديث ‪ ،‬ول ينتقص هذا من قدره ويحط منه ‪ ،‬فكما تقدم أن الذعلم كله فى الهعالم كذله ‪ ،‬وما‬
‫من أحد إل وتغيب عنه بعض السنة ‪ ،‬اللهم انفعنا بما علمتنا وعلمنا ما ينفعنا واجعل القرآن‬
‫العظيم حجة لنا ل علينا ‪ ،‬آمين ‪.‬‬
‫)‪ (2‬انظر ‪" :‬آداب الشافعى" ومناقبه لبن أبى حاتم )‪. (171‬‬
‫‪82‬‬ ‫تحفة العروسين‬
‫ـ واحتج بعضهم بحديث رواه الطحاوى ‪ :‬أن أم المؤمنين عائشة ـ‬
‫ن‬
‫رضى الله عنها ـ زوجت حفصة بنت عبد الرحمن بن المنذر اب ه‬
‫الزبير ‪ ،‬وعبد الرحمن غائب بالشام ‪ ،‬فلما قدم عبد الرحمن قال ‪:‬‬
‫أمثنلي نيصنع به هذا ونيفتات عليه ؟ ووكلت عائشة المنذر فقال ‪ :‬إن‬
‫ذلك بيد عبد الرحمن ‪ ،‬فقال عبد الرحمن ‪ :‬ما كنت أرد أمرا ا قضيته‬
‫‪ ،‬فقلرت حفصة عنده ولم يكن طلقاا" )‪. (3‬‬
‫وهذا متعقب بأنه موقوف ‪ ،‬والمرفوع مقدم على الموقوف )‪، (4‬‬
‫وهو أيضا ا ليس صريحا ا فى أنها ـ رضى الله عنها ـ أنها هى التى‬
‫تولت التزويج ‪ ،‬فلعلها وكلت آخر ‪ ،‬كما روى الطحاوى أيضا ا ‪" :‬أنها‬
‫انكحت رجل ا من بنى أخيها جارية من بنى أخيها فضربت بينهما‬
‫بستر ثم تكلمت حتى إذا لم يبق ال النكاح أمرت رجل ا فأنكح ‪ ،‬ثم‬
‫قالت ‪ :‬ليس إلى النساء النكاح" )‪ ، (1‬والثار فى هذا كثيرة جدا ا ‪.‬‬
‫ـ وعليه فالزواج العرفى المفتقد لشرط الولى هو نكاح فاسد ل‬
‫)‪(2‬‬
‫يصح كما تقدم كلم أهل العلم ‪ ،‬وقد خالفهم المام أبو حنيفة‬
‫وتقدم الرد عليه ‪.‬‬
‫ـ فمْا الذى يلجئ البعض إلى الزواج العرفى دون‬
‫الشرعى أو الرسمْى إذا توفرت له أسباب الزواج‬
‫الشرعى ؟‬
‫ا‬
‫ـ الجواب ‪ :‬السباب كثيرة جدا ‪ ،‬فمنها وأهمها ‪ :‬المغالة فى‬
‫المهور وتكاليف الزواج ‪ ،‬ومؤن الزواج كالشقة والثاث وغير هذا ‪،‬‬
‫)‪(3‬‬
‫أخرجه الطحاوى فى "الشرح" )‪. (8\3‬‬
‫)‪ (4‬الحديث الموقوف ‪ :‬أى الموقوف على الصحابى ‪ ،‬أى من قوله أو فعله ‪ ،‬ولم يرفع إلى النبى‬
‫‪ ، ‬أى لم يقل فيه الصحابى ‪ :‬قال رسول الله ‪ : ‬كذا وكذا ‪ ،‬والمرفوع أى قوله ‪ ‬أو فعله أو‬
‫إقراره ‪.‬‬
‫)‪ (1‬أخرجه الطحاوى )‪ (10\3‬وعبد الرزاق وابن أبى شيبة )‪ (135\4‬وصححه الحافظ فى الفتح )‬
‫‪. (186\9‬‬
‫)‪ (2‬ول يقول قائل ‪ :‬نحن نأخذ برأى المام وهو أحد الئمة الربعة المتبعين سلفا ا وخلفا ا ‪ ،‬نقول‬
‫له ‪ :‬من اتبع الرخص عند أهل العلم وتتبعها فقد أخذ بالشر كله ‪ ،‬هذا وقد تقدم بيان ما اعتمده‬
‫المام والرد عليه ‪ ،‬وبسط هذه المسئلة له موضع آخر ‪ ،‬إنما أردت التنبيه فقط ‪ ،‬ولمزيد من‬
‫البيان فلينظر لزاما ا ‪ :‬مجموع الفتاوى لبن تيمة )‪ (21\32‬نيل الوطار )‪ (143\6‬سبل السلم )‬
‫‪ (117\3‬فيض القدير)‪ (37\6‬فتح البارى )‪ (187\9‬عون المعبود )‪ (94\6‬شرح مسلم للمام‬
‫النووى ) ‪ (205\9‬فقه السنة للشيخ سيد سابق )‪ (83\2‬ورسالة "الزواج العرفى ‪ :‬باطل"‬
‫للبطة ‪ ،‬المدونة الذهبية للزواج العرفى للمستشار أحمد كامل ‪ ،‬عقبات الزواج وطرق معالجتها‬
‫‪ :‬عبد الله ناصح ‪ ،‬المشكلت العملية فى قانون الحوال الشخصية ‪ :‬أشرف مصطفى كمال‬
‫وكيل أول نيابة القاهرة للحوال الشخصية ‪ ،‬الجزء الول ‪ ،‬أصول المرافعات الشرعية ‪:‬‬
‫المستشار أنور العمروسى ‪ ،‬الزواج العرفى من النواحى القانونية والشرعية والجتماعية ‪:‬‬
‫حامد الشريف المحامى ‪ ،‬أحكام السرة فى الشريعة السلمية ‪ :‬الدكتور ‪ :‬زكريا البرى ‪،‬‬
‫الحوال الشخصية ‪ :‬محمد أبو زهرة ‪.‬‬
‫تحفة العروسين‬ ‫‪83‬‬

‫وقد يكون خوف الزوج من معرفة الزوجة الولى ـ إذ نيشترط إخبار‬


‫الزوجة الولى وإعلمها عند إقدام الزوج على الزواج مرة ثانية‬
‫)قانونا ا وليس شرعا ا !( ‪ ،‬وإل فالقانون يعطى الزوجة حق طلب‬
‫الطلق إذا تزوج زوجها بغيرها ! مما يؤدى بدوره إلى هدم البيت‬
‫الول وتشتت الولد ‪ ،‬وقد يكون خوف بعض النساء من )قطع( فقد‬
‫المعاش ‪ ،‬إذا كانت المرأة قد تزوجت من قبل ولها معاش عن‬
‫الزوج المتوفى ‪ ،‬أو معاش عن الب أو الم ‪ ،‬أو خوف معرفة الناس‬
‫بزواج الدكتور مثل ا من الممرضة ‪ ،‬أو أستاذ الجامعة من طالبة ‪ ،‬أو‬
‫المدير من السكرتيرة ‪ ،‬أو غير هذا من الفوارق الجتماعية والدبية‬
‫التى يخشى عليها ‪ ،‬أو تهربا ا من الخدمة العسكرية بقيد ولد واحد ‪،‬‬
‫أو فارق العمر بين الرجل والمرأة ‪ ،‬أو زواج المسلم بالذمية ـ‬
‫وخشية معرفة أهلها والغضب من ارتباطها بمن هو على غير ديانتها‬
‫‪ ،‬أو خوف نزع الولد من أحضان الم بالحضانة إذا علم ـ الزوج‬
‫السابق ـ بزواجها ‪ ،‬أو التخفف من أعباء الزواج الشرعى ومؤنه كما‬
‫تقدم إلى غير ذلك الكثير ‪.‬‬
‫ـ وتبقى كلمْة ‪ :‬فليِس كل زواج سرى صحيِحا ا ‪ ،‬وليِس كل‬
‫زواج عرفى صحيِحا ا ‪.‬‬
‫ـ فمْاذا عن تعدد الزوجات ؟‬
‫ب‬ ‫ه‬
‫ما طا ه‬ ‫م‬
‫حوا ه‬ ‫مى هفانك ذ ن‬ ‫م‬
‫سطوا فى الي ههتا ه‬ ‫م‬ ‫ن‬ ‫ق ذ‬‫م أ هل ل ت ن م‬ ‫فت ن م‬
‫خ م‬‫ن ذ‬ ‫ـ قال تعالى ‪) :‬وهإ ذ م‬
‫حدة ا أوه‬ ‫م‬ ‫ن‬ ‫ل‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫له ن‬
‫م‬ ‫وا ذ ه‬‫م أل ت هعمد ذلوا فه ه‬ ‫فت ن م‬
‫خ م‬‫ن ذ‬‫ث وهنرهباع ه فهإ ذ م‬ ‫مث مهنى وهث نل ه‬ ‫ساء ه‬ ‫ن الن م ه‬ ‫م ه‬‫كم م‬
‫ك أد مهنى أل ل ت هنعونلوما( )النساء ‪ ، (3 :‬وقال ‪: ‬‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬
‫م ذ هل ذ ه‬ ‫مان نك ن م‬‫ت أي م ه‬ ‫مل هك ه م‬ ‫ما ه‬ ‫ه‬
‫ة" ‪ ،‬وكان عهد‬ ‫)‪(1‬‬
‫ح ن‬ ‫ه‬ ‫م‬
‫صال ذ ه‬
‫ل‬ ‫ال‬ ‫ن‬ ‫ة‬ ‫أ‬ ‫ر‬
‫ه م‬‫م‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫يا‬
‫ه‬ ‫م‬ ‫ن‬‫ي‬ ‫د‬ ‫ال‬ ‫ع‬ ‫تا‬
‫ه‬ ‫م‬
‫ه ن ه ذ‬ ‫ر‬ ‫م‬ ‫ي‬‫خ‬‫ه‬ ‫و‬ ‫ل‬ ‫ع‬ ‫تا‬
‫ه‬ ‫م‬
‫ه‬ ‫يا‬‫ه‬ ‫م‬ ‫ن‬‫ي‬ ‫د‬‫"ال‬
‫السلف الصالح التزوج بأكثر من واحدة ‪ ،‬وكان بعضهم إذا ماتت‬
‫زوجته لم يبت ليلة دون زوجة جديدة ‪ ،‬فتعدد الزوجات مستحب‬
‫وهو من هدى النبى‪ ، ‬وعليه سار السلف الصالح ‪ ،‬ولكن فى زمن‬
‫التلفاز تقوم الدنيا ول تقعد إذا فكر الزوج ـ مجرد تفكير ـ فى‬
‫"التعدد" جلست الزوجة "تعدد" فى البيت وبدأ التوعد له إن هو‬
‫تزوج ‪ ،‬وأخذت "تعدد" وتحتال له الحيل ‪ ،‬وتدور المسلسلت من‬
‫أولها إلى آخرها فى بيان الحيل النسائية التى تحول دون وقوع تلك‬
‫"المصيبة" والتى ستهدم البيت السعيد وتفنرق شتات السرة ‪،‬‬

‫)‪(1‬‬
‫تقدم ‪.‬‬
‫‪84‬‬ ‫تحفة العروسين‬
‫وكان لهذا التأثير السلبى على فكر ومعتقد كثير من نساء‬
‫المسلمين ‪.‬‬
‫يجرى هذا فى زمن تدفع فيه بعض الدول ـ الغير مسلمة ـ المال‬
‫لكن من ينجب مولودا ا جديدا ا !! بينما نحن لزلنا نستورد منهم‬
‫وسائل منع الحمل خشية النفجار السكانى ‪ ،‬وتنهال على رؤوس‬
‫الناس الدعوة إلى الكتفاء بزوجة واحدة ‪ ،‬وولد واحد أو اثنين على‬
‫الكثر ‪ ،‬ومن يتعدى هذا فالويل له كل الويل من وسائل العلم )‪. (1‬‬
‫ـ فمْاذا عن العيِلة والفقر من جراء تعدد الزوجات والولد‬
‫عورلوسا( )النساء ‪. (3 :‬‬ ‫د‬ ‫؟ وقوله تعالى ‪) :‬ذدل م د د‬
‫ك أدسدنى أل ر ت د ر‬
‫‪" -‬قال الشافعى ‪ :‬أن ل تكثر عيالكم ‪ ،‬فدل على أن قلة‬
‫العيال أولى ‪ ،‬قيل ‪ :‬قد قال الشافعى رحمه الله ذلك‬
‫وخالفه جمهور المفسرين من السلف والخلف وقالوا معنى‬
‫الية ذلك أدنى أن ل تجوروا ول تميلوا فانه يقال عال‬
‫الرجل يعول عول ا إذا مال وجار ومنه عول الفرائض لن‬
‫سهامها إذا زادت دخلها النقص ‪ ،‬ويقال ‪ :‬عال يعيل عيلة إذا‬
‫من‬ ‫ه ذ‬ ‫م الل ن ن‬‫ف ي نغمذنيك ن ن‬
‫سوم ه‬ ‫م ع هي مل ه ا‬
‫ة فه ه‬ ‫فت ن م‬
‫خ م‬
‫ن ذ‬ ‫احتاج قال تعالى ‪) :‬وهإ ذ م‬
‫شاء( )التوبة ‪ ، (28 :‬وقال الشاعر ‪:‬‬ ‫فه م‬
‫ضل ذهذ ذإن ه‬
‫وما يدرى الفقير متى غناه * وما يدرى الغنى متى يعيل‬
‫أى متى يحتاج ويفتقر ‪.‬‬
‫وأما كثرة العيال فليس من هذا ول من هذا ولكنه من أفعل يقال‬
‫أعال الرجل يعيل إذا كثر عياله مثل ألبن وأتمر إذا صار ذا لبن وتمر‬
‫هذا قول أهل اللغة ‪.‬‬
‫قال الواحدى فى بسيطه ومعنى تعولوا تميلوا وتجوروا عن جميع‬
‫أهل التفسير واللغة ورويِ ذلك مرفوعا ا ‪ ،‬روت عائشة ـ رضى الله‬
‫ك أ هد مهنى أ هل ل ت هنعونلوما( قال ‪" :‬أن ل‬ ‫عنها ـ عن النبى ‪ ‬فى قوله ‪) :‬ذ هل ذ ه‬

‫كر ـ مجرد التفكير ـ‬‫)‪ (1‬وفى أثناء كتابة هذه السطور تعرض على مشكلة تفكير زوج مسكين ف ن‬
‫فى الزواج مرة ثانية ‪ ،‬بالمس مسااء يحدثنى أن زوجته تركت البيت إلى أهلها عند منتصف‬
‫الليل رفضا ا لهذا المر ‪ ،‬تاركة له ثلثة أولد ‪.‬‬
‫ى زوجها وأنه يريد أن يهدم البيت بنفسه ‪،‬‬ ‫إل‬ ‫تشكو‬ ‫ـ ثم ‪ :‬وفى الصباح تكلمنى الزوجة هاتفيا ا‬
‫ل‬
‫كيف ؟ تقول ‪ :‬يريد ان يتزوج على ‪ ،‬وأنا لم ناقصر فى شأن من شئون البيت ‪ ،‬أو فيما يتصل‬
‫بحقوقه الزوجية ‪ ،‬ول فى تربية أولده ورعايتى لبيه المريض وأخته ‪ ،‬فكيف يكون هذا جزائى‬
‫؟‪ ،‬هل شعر منى بالتقصير فى شئ حتى يتزوج غيرى ‪ ،‬لقد جرح كرامتى ‪ ،‬لقد أهاننى ‪ ،‬ماذا‬
‫يقول الناس عندما يعلمون أن زوجى تزوج بأخرى ! لقد فعلت معه كذا وكذا …‪..‬‬
‫ـ وفى نهاية المكالمة التليفونية كانت الزوجة قد خرجت من بيت أهلها إلى بيت زوجها وأولدها‬
‫والرضا بالزواج مرة ثانية ‪ ،‬والحمد لله تعالى ‪.‬‬
‫تحفة العروسين‬ ‫‪85‬‬

‫تجوروا" )‪ (1‬وروى أن ل تميلوا ‪ ،‬قال ‪ :‬وهذا قول ابن عباس‬


‫والحسن وقتادة والربيع والسدى وأبى مالك وعكرمة والفراء‬
‫والزجاج وابن قتيبة وابن النبارى ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬ويدل على تعين هذا المعنى من الية وان كان ما ذكره‬
‫الشافعى رحمه الله لغة حكاه الفراء عن الكسائى أنه قال ‪ :‬ومن‬
‫الصحابة من يقول عال يعول إذا كثر عياله قال الكسائى ‪ :‬وهو لغة‬
‫فصيحة سمعتها من العرب لكن يتعين الول لوجوه ‪:‬‬
‫ـ أحدها ‪ :‬أنه المعروف فى اللغة الذى ل يكاد يعرف سواه ول يعرف‬
‫عال يعول إذا كثر عياله إل فى حكاية الكسائى وسائر أهل اللغة‬
‫على خلفه ‪.‬‬
‫ـ الثانى ‪ :‬أن هذا مروى عن النبى‪ ‬ولو كان من الغرائب فإنه يصلح‬
‫للترجيح ‪.‬‬
‫ـ الثالث ‪ :‬أنه مروى عن عائشة وابن عباس ولم يعلم لهما مخالف‬
‫من المفسرين وقد قال الحاكم أبو عبد الله ‪ :‬تفسير الصحابى عندنا‬
‫فى حكم المرفوع ‪.‬‬
‫ـ الرابع ‪ :‬أن الدلة التى ذكرناها على استحباب تزوج الولود وأخبار‬
‫النبى ‪ ‬أنه يكاثر بأمته المم يوم القيامة يرد هذا التفسير ‪.‬‬
‫ـ الخامس ‪ :‬أن سياق الية إنما هو فى نقلهم مما يخافون الظلم‬
‫طوا م‬‫س ن‬ ‫ق ذ‬ ‫م أ هل ل ت ن م‬ ‫فت ن م‬‫خ م‬‫ن ذ‬ ‫والجور فيه إلى غيره فإنه قال فى أولها ‪) :‬وهإ ذ م‬
‫ع(‬ ‫ث وهنرهبا ه‬ ‫ه‬
‫مث مهنى وهث نل ه‬ ‫ساء ه‬ ‫ن الن م ه‬ ‫م ه‬‫كم م‬ ‫ب له ن‬ ‫طا ه‬‫ما ه‬ ‫حوا م ه‬‫مى هفانك ذ ن‬ ‫فى ال مي ههتا ه‬
‫)النساء ‪ (3 :‬فدلهم سبحانه على ما يتخلصون به من ظلم اليتامى‬
‫وهو نكاح ما طاب لهم من النساء البوالغ وأباح لهم منه ثم دلهم‬
‫على ما يتخلصون به من الجور والظلم فى عدم التسوية بينهن‬
‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫فت ه‬
‫ك أد مهنى‬ ‫م ذ هل ذ ه‬ ‫مان نك ن م‬
‫ت أي م ه‬ ‫مل هك ه م‬‫ما ه‬ ‫حد هة ا أوم ه‬ ‫وا ذ‬ ‫م أل ل ت هعمد ذنلوا م فه ه‬
‫خ م ن م‬
‫ن ذ‬ ‫فقال ‪) :‬فهإ ذ م‬
‫أ هل ل ت هنعونلوما( )النساء ‪ (3 :‬ثم أخبر سبحانه أن الواحدة وملك اليمين‬
‫أدنى إلى عدم الميل والجور وهذا صريح فى المقصود ‪.‬‬
‫فت ه‬
‫ة( فى‬ ‫حد ه ا‬ ‫وا ذ‬ ‫م أل ل ت هعمد ذنلوا م فه ه‬ ‫خ م ن م‬‫ن ذ‬‫ـ السادس ‪ :‬أنه ل يلتئم قوله ‪) :‬فهإ ذ م‬
‫الربع فانكحوا واحدة أو تسروا ما شئتم بملك اليمين فان ذلك‬
‫أقرب إلى أن ل تكثر عيالكم بل هذا أجنبى من الول فتأمله ‪.‬‬

‫)‪(1‬‬
‫أخرجه ابن حبان )‪ (134\6‬والصواب الموقوف ‪.‬‬
‫‪86‬‬ ‫تحفة العروسين‬
‫ـ السابع ‪ :‬أنه من الممتنع أن يقال لهم إن خفتم أن أل تعدلوا بين‬
‫الربع فلكم أن تتسروا بمائة سرية وأكثر فانه أدنى أن ل تكثر‬
‫عيالكم ‪.‬‬
‫ك أد مهنى أل ل ت هنعونلوما( تعليل لكل واحد من‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ـ الثامن ‪ :‬أن قوله ‪) :‬ذ هل ذ ه‬
‫الحكمين المتقدمين وهما نقلهم من نكاح اليتامى إلى نكاح النساء‬
‫البوالغ ومن نكاح الربع إلى نكاح الواحدة أو ملك اليمين ول يليق‬
‫تعليل ذلك بعلة العيال ‪.‬‬
‫م‬ ‫ن‬ ‫ل‬ ‫ه‬
‫م أل ت هعمد ذلوا( ولم يقل ‪ :‬وإن‬ ‫فت ن م‬
‫خ م‬ ‫ن ذ‬ ‫ـ التاسع ‪ :‬أنه سبحانه قال ‪) :‬فهإ ذ م‬
‫خفتم أن تفتقروا أو تحتاجوا ولو كان المراد قلة العيال لكان‬
‫النسب أن يقول ذلك ‪.‬‬
‫ا‬ ‫ا‬
‫ـ العاشر ‪ :‬أنه سبحانه إذا ذكر حكما منهيا عنه وعلل النهى بعلة أو‬
‫أباح شيئا ا وعلل عدمه بعلة فل بد أن تكون العلة مصادفة لضد‬
‫الحكم المعلل وقد علل سبحانه إباحة نكاح غير اليتامى والقتصار‬
‫على الواحدة أو ما ملك اليمين بأنه أقرب إلى عدم الجور ومعلوم‬
‫)‪(1‬‬
‫أن كثرة العيال ل تضاد عدم الحكم المعلل فل يحسن التعليل به"‬
‫‪.‬‬
‫ـ هل صبغ المْرأة لشعرها للتجمْل أماما زوجها جائأز ؟‬
‫ـ الجواب ‪ :‬ل حرج فيه ‪ ،‬بل هو مستحب ‪ ،‬على أن تتجنب السواد ‪.‬‬
‫قا د‬
‫ل‬ ‫ف د‬
‫ء‪ ،‬د‬‫سا م‬‫عدلى الن ن د‬ ‫ل د‬ ‫خو د‬ ‫والدد ر‬ ‫م د‬ ‫ـ ما معنى قوله ‪" : ‬إ مرياك ر س‬
‫د‬ ‫د‬ ‫د‬
‫قا د‬
‫ل‬ ‫و؟ د‬ ‫مْ د‬
‫ح س‬‫ت ال س د‬ ‫فدرأي س د‬ ‫ه‪ :‬أ د‬ ‫ل الل ر م‬ ‫سو د‬ ‫ر ديا در ر‬ ‫ن اسلن س د‬
‫صا)‪(2‬م‬ ‫م د‬ ‫ل م‬‫ج ل‬ ‫در ر‬
‫؟‬ ‫ت"‬
‫و ر‬ ‫مْ س‬ ‫س‬
‫و ال د‬ ‫مْ ر‬ ‫ال س د‬
‫ح س‬
‫ـ قال المام النووى رحمه الله تعالى ‪ :‬المراد فى الحديث أقارب‬
‫الزوج غير آبائه وأبنائه ‪ ،‬لنهم محارم للزوجة يجوز لهم الخلوة ول‬
‫يوصفون بالموت ‪ ،‬قال ‪ :‬وإنما المراد ‪ :‬الخ وابن الخ ‪ ،‬والعم ‪ ،‬وابن‬
‫العم ‪ ،‬وابن الخت ‪ ،‬وغيرهم ممن يحل لها التزوج به لو لم تكن‬
‫متزوجة ‪ ،‬وجرت العادة بالتساهل فيه فيخلو الخ بامرأة أخيه‬
‫فشبهه بالموت ‪ ،‬وهو أولى بالمنع من الجنبى" )‪. (3‬‬
‫ـ قلت ‪ :‬والمراد أن الموت أفضل للزوج والزوجة من الرضى‬
‫بدخول أخ الزوج فى غياب الزوج ‪ ،‬أو ‪ :‬احذروا هذا المر حذركم‬
‫الموت ‪ ،‬أو أن هذا يؤدى إلى وقوع الفاحشة بين أخ الزوج والزوجة‬

‫)‪(1‬‬
‫تحفة الودود )‪. (115‬‬
‫)‪(2‬‬
‫أخرجه البخارى ومسلم ‪.‬‬
‫)‪(3‬‬
‫فتح البارى )‪. (243\9‬‬
‫تحفة العروسين‬ ‫‪87‬‬

‫مما يؤدى بدوره إلى وقوع حد الزنا للمحصنة وهو الموت ‪ ،‬أو ‪ :‬إن‬
‫الموت أفضل للحمو من الدخول على زوجة أخيه فى غيابه ‪.‬‬
‫وهنا قد يقول قائل ‪ :‬ما هذا التعسف والتشكك ‪ ،‬وتقول بعض‬
‫المهات ‪" :‬أخ الزوج لو وجد زوجة أخيه عارية لسترها بثوبه" !! ‪،‬‬
‫فلما هذا التعنت والتشكك ‪ ،‬أنتم تفتحون الباب بهذا لهذا ‪.‬‬
‫ـ نقول ‪ :‬هذا الحديث الشريف ليس من وضعنا وليس هو نتاج‬
‫عقولنا وتجاربنا ‪ ،‬إنما هو حديث رسول الله ‪ ، ‬الذى ل ينطق عن‬
‫الهوى إن هو إل وحى يوحى ‪ ،‬والذى خلق الخلق هو أعلم بهم‬
‫وبنفوسهم وهو الذى حذرنا من دخول أقارب الزوج على الزوجة‬
‫فى غياب الزوج ـ أأنتم أعلم أم الله ـ على لسان رسوله ‪ ، ‬فوجب‬
‫على المؤمن أن يقول ‪ :‬سمعنا وأطعنا ‪ ،‬ل أن نقول كما قالت اليهود‬
‫إخوان القردة والخنازير ‪ :‬سمعنا وعصينا ‪ ،‬هذا ووسائل العلم‬
‫المقروءة تخرج علينا فى كل يوم بقصص قتل الخ لخيه بعد‬
‫اكتشاف علقة الخ بزوجة أخيه علقة محرمة ‪ ،‬وقصص عشق‬
‫الصديق لزوجة صديقه والتأمر على قتله أصبحت تفوق الحصر ‪.‬‬
‫ـ فالحذر الحذر أختاه من دخول أقارب الزوج أو أصدقائه فى‬
‫غياب الزوج ‪ ،‬وهو حق من حقوق الزوج على زوجته ‪.‬‬
‫ـ فمْاذا إذا وقع الخلق والشقاق بيِن الزوجيِن ‪ ،‬إلى من‬
‫يحتكمْون ‪ ،‬وقــد جــرت العــادة بقــص بعــض الزواج قصــة‬
‫خلفه مع زوجته إلى بعض أصدقائأه )المْقربيِن( والــدعوة‬
‫إلى فض تلك المْشاحنات بالحديث إلى الزوجة ونحــو هــذا‬
‫؟‬
‫ـ أقول ‪ :‬قد بين تعالى الطريق الذى يجب أن نسلكه عند عند‬
‫م‬
‫فت ن م‬
‫خ م‬‫ن ذ‬ ‫وقوع الخلق والشقاق بين الزوجين فقال تعالى ‪) :‬وهإ ذ م‬
‫دا‬ ‫قاقه بين ذهما هفابعنثوا م حك هما من أ ههمل ذه وحك هما م ه‬
‫ري ه‬‫ن أهمل ذهها ذإن ي ن ذ‬
‫ذ ه ه ا م م‬ ‫ه ا م م‬ ‫مه‬ ‫هم ذ ه‬ ‫ش ه‬
‫ذ‬
‫خذبيارا( )النساء ‪. (34 :‬‬ ‫ما ه‬
‫ن ع هذلي ا‬
‫كا ه‬ ‫ن الل ن ه‬
‫ه ه‬ ‫ما إ ذ ل‬ ‫ق الل ن ن‬
‫ه ب هي من ههن ه‬ ‫صل ه ا‬
‫حا ي نوهفم ذ‬ ‫إذ م‬
‫ـ فعلى الزوج والزوجة إذا وقع الخلف اللجوء إلى الحكمين ‪،‬‬
‫حكما ا من أهله وحكما من أهلها ‪ ،‬وليس الصديق )المقرب( لتحكى‬
‫له الزوجة مدى معاناتها مع زوجها ‪ ،‬فيربت "الصديق" على كتف‬
‫الزوجة ‪ ،‬وتضع هى رأسها على كتفيه تبكى من سوء معاملة زوجها‬
‫‪ ،‬ثم يأخذ هو دوره فى الشكوى ! فيشكو إليها إهمال زوجته له ‪،‬‬
‫وكم كان يتمنى أن يتزوج امرأة فى مثل جمالها وعقلها وووووو ‪ ،‬ثم‬
‫‪88‬‬ ‫تحفة العروسين‬
‫يقع ما هو معلوم للخاصة والعامة ‪ ،‬فالحذر الحذر أختاه ‪ ،‬والحذر‬
‫الحذر أيها الزوج من نبذ كتاب الله تعالى وسنة رسوله ‪ ، ‬فكما‬
‫تزوجت على كتاب الله وعلى سنة رسوله ‪ ، ‬فلتكن حياتك كلها‬
‫مرجعها إلى كتاب الله تعالى وإلى سنة رسوله ‪ ، ‬فى الحب وعند‬
‫وقوع الشقاق نعوذ بالله تعالى من النفاق والشقاق ‪.‬‬
‫ـ وهنا يجب أن ننبه إلى فصل النساء عن الرجال عند الزيارات‬
‫العائلية وغيرها ‪ :‬فكثيرا ا ما نجد الرجل يصطحب زوجته فى زيارة‬
‫إلى أحد أصدقائه للتعارف بين الزوجات ‪ ،‬فتجلس النساء مع‬
‫الرجال وتدور العيون ‪ ،‬وينظر الرجل إلى زوجة صديقه وقد‬
‫"يتحسر" البعض من قلة جمال زوجته مثلما تتمتع به زوجة صديقه ‪،‬‬
‫فيقع الكره والبغض والكره منه لزوجته ‪ ،‬أو تنظر هى إلى زوج‬
‫صديقتها وتتحسر على كيفية معاملة هذا الزوج الحنون لزوجته‬
‫وكيف يدللها ويتغزل بجمالها وحسن معاملته لزوجته ‪ ،‬وكيف ل يقع‬
‫هذا من زوجها…‪ .‬إلى غير هذا مما هو معلوم للقريب والبعيد ‪.‬‬
‫ـ هذا إلى وقوع الختلط المنهى عنه بين الرجال والنساء )‪، (1‬‬
‫وإثارة الغيرة بين النساء حينما ترى هذه أن تلك ترتدى أجمل الثياب‬
‫‪ ،‬وتضع فى أذنها القرط ‪ ،‬وفى يديها من الذهب ما يزن كذا ‪ ،‬وهذا‬
‫زوجها النيق الحنون اللبق المرح الذى ل يأمر ول يعلو صوته ‪،‬‬
‫خفيف الظل المثقف ‪ ،‬وهذا …‪ ..‬زوجى…‪ .‬وهذه ملبسى ‪.‬‬
‫حـق الـزوج علــى زوجتـه‬
‫ـ فمْا هو حق الزوج على زوجه ؟‬
‫ـ الجواب ‪ :‬لبد للمرأة أن تعلم عظيم فضل وحق زوجها عليها ‪،‬‬
‫م‬‫ضه ن م‬
‫ه ب هعم ه‬ ‫ل الل ن ن‬ ‫ض ه‬ ‫ما فه ل‬ ‫ساء ب ذ ه‬ ‫ن ع ههلى الن م ه‬ ‫مو ه‬ ‫وا ن‬ ‫ل قه ل‬ ‫جا ن‬ ‫قال تعالى ‪) :‬المر ه‬
‫ه‬ ‫م‬ ‫ما هأن ه‬
‫م( )النساء ‪(34 :‬‬ ‫وال ذهذ م‬
‫م ه‬ ‫نأ م‬ ‫م م‬ ‫قوا ذ‬ ‫ف ن‬ ‫ض وهب ذ ه‬
‫س‬ ‫ع ههلى ب هعم‬
‫ن‬ ‫وقال ‪ ‬فى بيان حق الزوج على زوجه ‪" :‬ل هو ك ننت آمرا أ هح ه‬
‫دا أ م‬ ‫م م ن ذ ا ه ا‬
‫جهها" )‪. (2‬‬ ‫)‪(1‬‬ ‫يسجد ذل هحد هل همرت ال م ه ه‬
‫جد ه ل ذهزوم ذ‬ ‫س ن‬
‫ن ته م‬ ‫ممرأة ه أ م‬ ‫ه‬ ‫ه م ن ه ه س ه م ن‬
‫فس محمد بيده هل تؤ هديِ ال ممرأ نه‬
‫حلتى‬ ‫ها‬
‫ه ل ه مه ه‬‫ب‬ ‫ر‬ ‫ق‬ ‫ح‬ ‫ة‬ ‫ه م‬ ‫ن ن ه ل س ذه ذ ذ ن م‬ ‫م‬ ‫ـ وقال ‪" : ‬هوال ل ذ ه‬
‫ن‬ ‫ذيِ‬
‫ه‬
‫ب له م‬ ‫ي ع ههلى قهت ه س‬ ‫سأل ههها ن ه م‬ ‫جهها وهل هوم ه‬ ‫ت نؤ هد ميِه ه‬
‫)‪(3‬‬
‫ه" ‪.‬‬ ‫من هعم ن‬‫م ته م‬ ‫سهها وهه ذ ه‬ ‫ف ه‬ ‫حقل هزوم ذ‬

‫)‪ (1‬قال أحد الحكماء ‪ :‬العفة حجاب يمزقه الختلط ‪.‬‬


‫)‪ (1‬تنبيه ‪ :‬ذهب البعض إلى أن المراد هنا هو السجود المجازى أو النحناء ونحوه ‪ ،‬والحديث على‬
‫ظاهره ‪ ،‬والمراد السجود المعروف ‪ ،‬وبيان هذا له موضع آخر ‪.‬‬
‫)‪ (2‬صحيح ‪ :‬أخرجه الترمذى ‪.‬‬
‫)‪ (3‬صحيح ‪ :‬أخرجه ابن ماجة )‪ (570\1‬وأحمد )‪. (381\4‬‬
‫والقتب ‪ :‬أى الرحل ‪ ،‬وهو رحل صغير على قدر السنام ‪.‬‬
‫تحفة العروسين‬ ‫‪89‬‬

‫ـ وعن حصين بن محصن قال ‪ :‬حدثتنى عمتى قالت ‪ :‬أتيت رسول‬


‫الله‪ ‬فى بعض الحاجة فقال لى ‪ :‬أى هذه ! أذات بعل ؟ قالت ‪:‬‬
‫نعم ‪ ،‬قال ‪ :‬كيف أنت له ؟ قالت ‪ :‬ل آلوه )‪ (4‬إل ما عجزت عنه ‪ ،‬قال‬
‫‪ :‬فانظرى أين أنت منه فانه جنتك ونارك" )‪. (5‬‬
‫ـ وجاء رجل ا بابنته إلى النبى ‪ ‬فقال ‪" :‬هذه ابنتى أبت أن تنزوج ‪،‬‬
‫ك ‪ ،‬أتدرين ما حق الزوج على زوجته ؟ لو كان‬ ‫فقال ‪ :‬أطيعى أبا ذ‬
‫)‪(6‬‬
‫بأنفه قرحة تسيل قيحا وصديدا لحسته ما أدت حقه" ‪.‬‬ ‫ا‬ ‫ا‬
‫ـ وقال ‪" : ‬المرأة إذا صلت خمسها ‪ ،‬وصامت شهرها ‪،‬‬
‫وأحصنت فرجها ‪ ،‬وأطاعت زوجها ‪ ،‬فلتدخل من أى أبواب الجنة‬
‫شاءت" )‪. (7‬‬
‫ـ والمرأة راعية فى بيت زوجها ‪ :‬روى البخارى عن بن عمر ـ‬
‫ن‬‫ل عه م‬ ‫سنئو ل‬ ‫م م‬ ‫م ه‬ ‫م هراسع وهك نل يك ن م‬ ‫رضى الله عنهما ـ عن النبى ‪ ‬قال ‪" :‬ك نل يك ن م‬
‫ه‬
‫ل هراسع ذفي أهمل ذهذ وههنوه‬ ‫ج ن‬ ‫عي لت ذهذ هواللر ن‬ ‫ن هر ذ‬ ‫ل عه م‬ ‫سنئو ل‬ ‫م م‬ ‫م هراسع وه ه‬ ‫ما ن‬ ‫عي لت ذهذ امل ذ ه‬ ‫هر ذ‬
‫سنئول ه ل‬ ‫ه‬
‫ن‬‫ة عه م‬ ‫م م‬ ‫جهها وه ه‬ ‫ت هزوم ذ‬ ‫ة ذفي ب هي م ذ‬ ‫عي ه ل‬ ‫ممرأة ن هرا ذ‬ ‫عي لت ذهذ هوال م ه‬ ‫ن هر ذ‬ ‫ل عه م‬ ‫سنئو ل‬ ‫م م‬ ‫ه‬
‫)‪(1‬‬
‫ه" ‪.‬‬ ‫ت‬ ‫ي‬
‫ه م ه ذ لذ ذ‬‫ع‬ ‫ر‬ ‫ن‬ ‫ع‬ ‫ل‬
‫ل‬ ‫ئو‬ ‫ن‬ ‫س‬ ‫م‬ ‫و‬
‫ه ذ ه م ذ ذ ه ه م‬‫ه‬ ‫د‬ ‫ي‬ ‫س‬ ‫ل‬ ‫ما‬ ‫في‬ ‫هر ذ ل ذ ه ه ه ذ ن ه س ذ‬
‫ع‬ ‫را‬ ‫م‬ ‫د‬ ‫خا‬ ‫م‬ ‫ل‬ ‫وا‬ ‫ها‬ ‫ت‬‫ي‬ ‫ع‬
‫وقال ‪ ‬مبينا ا حق الزوج على زوجته ‪ ،‬وحق الزوجة على زوجها ‪:‬‬
‫ه‬
‫ن‬
‫كو ه‬ ‫مل ذ ن‬ ‫س ته م‬ ‫م ل هي م ه‬ ‫عن مد هك ن م‬ ‫ن)‪ (2‬ذ‬ ‫وا ل‬ ‫ن عه ه‬ ‫ما هن ل‬ ‫خي مارا فهإ ذن ل ه‬
‫م‬
‫ساذء ه‬ ‫صوا ذبالن م ه‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫ست هو‬ ‫"أهل هوا م‬
‫ه‬
‫ن‬
‫جنروهن ل‬ ‫ن هفاهم ن‬ ‫ن فهعهل م ه‬ ‫مب هي من هةس فهإ ذ م‬ ‫شةس ن‬ ‫ح ه‬ ‫فا ذ‬ ‫ن بذ ه‬ ‫ن ي هأذتي ه‬ ‫ك إ ذلل أ م‬ ‫شي مائا غ هي مهر ذ هل ذ ه‬ ‫ن ه‬ ‫من مهن ل‬ ‫ذ‬
‫م فهل ت هب منغوا‬ ‫ه‬ ‫ن‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫م‬
‫ن أطعمن هك م‬ ‫ح فهإ ذ م‬ ‫مب همر س‬ ‫ضمرابا غي مهر ن‬ ‫ن ه‬ ‫ضرذنبوهن ل‬ ‫جذع هوا م‬ ‫ضا ذ‬ ‫م ه‬ ‫ذفي ال ه‬
‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ا‬
‫ما‬ ‫قا فهأ ل‬ ‫ح ر‬
‫م‬
‫م ه‬ ‫ن‬
‫م ع هلي مك م‬ ‫ن‬
‫سائ ذك م‬ ‫قا وهل ذن ذ ه‬ ‫ح ر‬ ‫م ه‬ ‫ن‬
‫سائ ذك م‬ ‫م ع هلى ن ذ ه‬ ‫ن‬
‫ن لك م‬ ‫سذبيل أل إ ذ ل‬ ‫ن ه‬ ‫ع هل هي مهذ ل‬
‫ن ذفي‬ ‫ن )‪ (3‬وههل ي هأذ ه ل‬ ‫هو ه‬ ‫ن ت هك مهر ن‬ ‫م م‬ ‫م ه‬ ‫شك ن م‬ ‫ن فننر ه‬ ‫م فههل نيوط ذئ م ه‬ ‫سائ ذك ن م‬ ‫م ع ههلى ن ذ ه‬ ‫قك ن م‬ ‫ح ي‬ ‫ه‬
‫ن ذفي‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ن‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫م‬ ‫ن‬
‫سننوا إ ذلي مهذ ل‬ ‫ح ذ‬ ‫ن تن م‬ ‫مأ م‬ ‫ن ع هلي مك م‬ ‫قهن ل‬ ‫ح ي‬ ‫ن أل و ه ه‬ ‫هو ه‬ ‫ن ت هكهر ن‬ ‫م م‬ ‫م لذ ه‬ ‫ب ننيوت ذك م‬
‫ن" ‪.‬‬‫)‪(4‬‬
‫مه ذ ل‬ ‫ن وهطهعا ذ‬‫ه‬ ‫سوهت ذهذ ل‬ ‫كذ م‬

‫)‪ (4‬أى ل اقصر فى طاعته وتلبية ما يطلبه ‪.‬‬


‫)‪ (5‬صحيح ‪ :‬أخرجه الترمذى ‪.‬‬
‫)‪ (6‬حسن ‪ :‬أخرجه الدارقطنى )‪ (236\3‬والبيهقى )‪. (291\8‬‬
‫)‪ (7‬حسن ‪ :‬أخرجه أبو نعيم )‪. (308\6‬‬
‫)‪ (1‬أخرجه البخارى )‪. (1996\5‬‬
‫)‪ (2‬عوان ‪ :‬أى أسيرات عندكم ‪ ،‬ومنه يؤخذ عدم قيام الزوجة بأى عمل إل بعد إذن سيدها‬
‫)الزوج( فل تتصرف فى شئون حياتها إل من بعد إذنه ‪.‬‬
‫)‪ (3‬فل تخنه ‪.‬‬
‫)‪ (4‬صحيح ‪ :‬أخرجه الترمذى ‪.‬‬
‫‪90‬‬ ‫تحفة العروسين‬

‫ـ إن أول حقوق الزوج على زوجته أن تعينه على طاعة ربه ‪، ‬‬
‫فتهيئ له الجو المناسب للطاعة ‪ ،‬ول ترهقه بطلباتها عامة ووقت‬
‫عبادته خاصة ‪.‬‬
‫ـ أل يطأ فراش زوجها من يكره بخيانة ونحوها‪.‬‬
‫م‬
‫ن‬
‫م م‬ ‫م لذ ه‬ ‫ن ذفي ب ننيوت ذك ن م‬ ‫ـ أل تأذن فى بيته لمن يكره لقوله ‪" : ‬وههل ي هأذ ه ل‬
‫ن"‪.‬‬ ‫هو ه‬ ‫ت هك مهر ن‬
‫وعند مسلم فى رواية أبى هريرة ‪" :‬وهو شاهد إل بإذنه" وهذا‬
‫القيد خرج مخرج الغالب ‪ ،‬وإل فغيبة الزوج ل تقتضى الباحة للمرأة‬
‫بل يتأكد حينئذ عليها المنع لثبوت الحاديث الواردة فى النهى عن‬
‫الدخول على المغيبات أى من غاب عنها زوجها ‪.‬‬
‫وقال النووى فى هذا الحديث إشارة إلى أنه ل يفتات على الزوج‬
‫بالذن فى بيته إل بإذنه وهو محمول على ما ل تعلم رضا الزوج به‬
‫أما لو علمت رضا الزوج بذلك فل حرج عليها كمن جرت عادته‬
‫بإدخال الضيفان موضعا ا معدا ا لهم سواء كان حاضرا ا أم غائبا ا فل‬
‫يفتقر إدخالهم إلى إذن خاص لذلك وحاصله أنه ل بد من اعتبار إذنه‬
‫تفصيل ا أو إجمال ا ‪.‬‬
‫ـ قوله ‪" :‬إل بإذنه" أى الصريح وهل يقوم ما يقترن به علمة رضاه‬
‫مقام التصريح بالرضا فيه نظر ‪.‬‬
‫ـ وعليه فل نتدخل من يبغض أو ل يرضى دخوله البيت ‪ :‬سواء أكان‬
‫الب أو الخ أو أى من أقاربها إذا لم يرضى زوجها بهذا ‪.‬‬
‫ـ تنبيِه ‪ :‬ولتكن إجابة الزوجة على من يطرق بابها من خلف الباب ‪،‬‬
‫ول تفتحه إل لمن تعرف أنه ل حرج فى رؤيتها أو دخول بيتها‬
‫ومملكتها ‪ ،‬ل أن تفتح لكل زاعق وناعق ممن يطرق بابها ‪.‬‬
‫ـ ومن حقوق الزوج أيضا ا ‪:‬‬
‫ـ خدمة المرأة زوجها ‪ :‬وهو واجب على الزوجة لقوله تعالى‬
‫ة(‬‫ج ل‬ ‫ن د ههر ه‬ ‫ل ع هل هي مهذ ل‬ ‫جا ذ‬ ‫ف وهذللمر ه‬ ‫معمنرو ذ‬ ‫ن ذبال م ه‬
‫ذيِ ع هل هي مهذ ل‬ ‫ل ال ل ذ‬ ‫مث م ن‬
‫ن ذ‬ ‫‪) :‬وهل ههن ل‬
‫حقي‬ ‫ما ه‬ ‫أحدهم ‪ :‬ه‬ ‫)البقرة ‪ ، (228 :‬وقال ‪ ‬وقد سأله‬
‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬
‫ها‬‫سوه ه‬ ‫ت وهت هك م ن‬ ‫م ه‬ ‫ذا طعذ م‬ ‫ن ت نط معذ ه‬
‫مهها إ ذ ه‬ ‫ل ‪:‬أ م‬ ‫حد ذهنا ع هل هي مهذ ؟ هقا ه‬ ‫جةذ أ ه‬ ‫هزوم ه‬
‫ح وههل‬ ‫ه وههل ت ن ه‬ ‫ه‬
‫قب م م‬ ‫ج ه‬ ‫ب ال موه م‬ ‫ضرذ ذ‬ ‫ت ‪ ،‬وههل ت ه م‬ ‫سب م ه‬ ‫ت أوذ اك مت ه ه‬ ‫سي م ه‬‫ذا اك مت ه ه‬ ‫إذ ه‬
‫)‪(1‬‬
‫ت" ‪.‬‬ ‫جمر إ ذلل ذفي ال مب هي م ذ‬ ‫ت ههم ن‬
‫فنبين تعالى أن للرجال على النساء كما للنساء على الرجال حق ‪،‬‬
‫فكما أن على الزوج العمل والكد وإطعام الزوجة والولد وهو‬

‫)‪(1‬‬
‫صحيح ‪ :‬أخرجه أبو داود ‪.‬‬
‫تحفة العروسين‬ ‫‪91‬‬

‫فرض عليه لزم ‪ ،‬على الزوجة حقوق ‪ ،‬منها خدمة الرجل فى بيته‬
‫وهو واجب كما تقدم ‪ ،‬وليس هو على الستحباب كما يقول البعض ‪،‬‬
‫كما أن خدمة المرأة أهل الزوج هو على الستحباب وليس على‬
‫الوجوب كخدمتها زوجها ‪.‬‬
‫ويقول المام ابن القيم ‪" :‬قال ابن حبيب فى "الواضحة" ‪ :‬حكم‬
‫النبى ‪ ‬بين على بن أبى طالب ‪ ‬وبين زوجته فاطمة ـ رضى الله‬
‫عنها ـ حين اشتكيا إليه الخدمة فحكم على فاطمة بالخدمة الباطنة‬
‫خدمة البيت وحكم على على بالخدمة الظاهرة ‪ ،‬ثم قال ابن حبيب ‪:‬‬
‫والخدمة الباطنة العجين والطبخ والفرش وكنس البيت واستقاء‬
‫الماء وعمل البيت كله ‪.‬‬
‫ما‬‫ت ه‬ ‫شك م‬ ‫ه‬ ‫وفى الصحيحين أن فاطمة ـ رضى الله عنها ـ أنها ‪ " :‬ه‬
‫قى في يدها من الرحى فهأ هتت النبي ‪ ‬ت ه‬
‫جد مه ن‬ ‫م ته ذ‬ ‫ما فهل ه م‬ ‫خاد ذ ا‬ ‫ه ه‬ ‫سأل ن ن‬ ‫ه ذ لذ ل ه م‬ ‫ذ ه ذ ه ذ ه ل ه‬ ‫ت هل م ه‬
‫ه‬ ‫ه‬
‫خذ مهنا‬ ‫جاهءهنا وهقهد م أ ه‬ ‫ل فه ه‬ ‫ه هقا ه‬ ‫خب ههرت م ن‬ ‫جاهء أ م‬ ‫ما ه‬ ‫ة ‪ ،‬فهل ه ل‬ ‫ش ه‬‫ك ل ذهعائ ذ ه‬ ‫ت ذ هل ذ ه‬ ‫فهذ هك ههر م‬
‫ه‬
‫ت ب همرد ه‬ ‫جد م ن‬ ‫حلتى وه ه‬ ‫س ب هي من ههنا ه‬ ‫جل ه ه‬ ‫ك فه ه‬ ‫كان ه ذ‬ ‫م ه‬ ‫ل ه‬ ‫قا ه‬ ‫م فه ه‬ ‫ت أنقو ن‬ ‫جعههنا فهذ هههب م ن‬ ‫ضا ذ‬ ‫م ه‬ ‫ه‬
‫ن‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ن‬ ‫ي‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬
‫ن‬
‫م م‬ ‫ما ذ‬ ‫خي ملر لك ه‬ ‫ما هنوه ه‬ ‫ما ع هلى ه‬ ‫قال ‪ :‬أل أد نلك ه‬ ‫ه‬ ‫صد مذريِ ‪ ،‬ف ه‬ ‫مي مهذ ع هلى ه‬ ‫قهد ه ه‬
‫ما فهك هب مهرا ث ههلاثا‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬
‫جعهك ن ه‬ ‫ضا ذ‬ ‫م ه‬ ‫ما ه‬‫خذ مت ن ه‬ ‫ما أوم أ ه‬ ‫شك ن ه‬ ‫ما إ ذهلى فذهرا ذ‬ ‫ذا أوهي مت ن ه‬ ‫خاد ذم س إ ذ ه‬ ‫ه‬
‫ن‬
‫م م‬ ‫ما ذ‬ ‫ن‬ ‫ه‬
‫خي ملر لك ه‬ ‫ذا ه‬ ‫ه‬
‫ن فهه ه‬ ‫ه‬
‫دا ث هلاثا وهث هلذثي ه‬ ‫ه‬ ‫م ه‬ ‫ح ه‬ ‫ن هوا م‬ ‫ه‬
‫حا ث هلاثا وهث هلذثي ه‬ ‫ه‬ ‫سب م ه‬ ‫ن وه ه‬ ‫ه‬
‫وهث هلذثي ه‬
‫)‪(1‬‬
‫خاد ذم س " ‪.‬‬ ‫ه‬
‫فاختلف الفقهاء فى ذلك فأوجب طائفة من السلف والخلف‬
‫خدمتها له فى مصالح البيت وقال أبو ثور عليها أن تخدم زوجها فى‬
‫كل شئ ‪.‬‬
‫ومنعت طائفة وجوب خدمته عليها فى شئ وممن ذهب إلى ذلك‬
‫مالك والشافعى وأبو حنيفة وأهل الظاهر قالوا لن عقد النكاح إنما‬
‫اقتضى الستمتاع ل الستخدام وبذل المنافع قالوا والحاديث‬
‫المذكورة إنما تدل على التطوع ومكارم الخلق فأين الوجوب منها‬
‫‪.‬‬
‫واحتج من أوجب الخدمة بأن هذا هو المعروف عند من‬
‫خاطبهم الله سبحانه بكلمه وأما ترفيه المرأة وخدمة الزوج‬
‫وكنسه وطحنه وعجنه وغسيله وفرشه وقيامه بخدمة البيت‬
‫ن‬‫ل الذى ع هل هي مهذ ل‬ ‫مث م ن‬ ‫ن ذ‬ ‫فمن المنكر والله تعالى يقول ‪) :‬وهل ههن ل‬
‫ن‬
‫مو ه‬ ‫وا ن‬ ‫ل قه ل‬ ‫جا ن‬‫ف( )البقرة ‪ ، (228 :‬وقال تعالى ‪) :‬المر ه‬ ‫معمنرو ذ‬ ‫ذبال م ه‬
‫)‪(1‬‬
‫متفق عليه ‪.‬‬
‫‪92‬‬ ‫تحفة العروسين‬

‫ع ههلى الن م ه‬
‫ساء( )النساء ‪ (34 :‬وإذا لم تخدمه المرأة بل يكون‬
‫هو الخادم لها فهى القوامة عليه ‪.‬‬
‫وأيضا فإن المهر فى مقابلة البضع وكل من الزوجين يقضى‬
‫وطره من صاحبه فإنما أوجب الله سبحانه نفقتها وكسوتها‬
‫ومسكنها فى مقابلة استمتاعه بها وخدمتها وما جرت به عادة‬
‫الزواج ‪.‬‬
‫وأيضا ا فإن العقود المطلقة إنما تنزل على العرف والعرف‬
‫خدمة المرأة وقيامها بمصالح البيت الداخلة وقولهم إن خدمة‬
‫فاطمة وأسماء كانت تبرعا ا وإحسانا ا يرده أن فاطمة كانت‬
‫تشتكى ما تلقى من الخدمة فلم يقل لعلى ل خدمة عليها وإنما‬
‫هى عليك وهو ‪ ‬ل يحأبى فى الحكم أحدا ا ولما رأى أسماء‬
‫والعلف على رأسها والزبير معه لم يقل له ل خدمة عليها وأن‬
‫هذا ظلم لها بل أقره على استخدامها وأقر سائر أصحابه على‬
‫استخدام أزواجهم مع علمه بأن منهن الكارهة والراضية هذا‬
‫أمر ل ريب فيه ‪.‬‬
‫ول يصح التفريق بين شريفة ودنيئة وفقيرة وغنية فهذه‬
‫أشرف نساء العالمين كانت تخدم زوجها وجاءته ‪ ‬تشكو إليه‬
‫الخدمة فلم يشكها وقد سمى النبى‪ ‬فى الحديث الصحيح‬
‫ه‬
‫ن‬ ‫خي مارا فهإ ذن ل ه‬
‫ما هن ل‬ ‫ساذء ه‬
‫صوا ذبالن م ه‬ ‫المرأة عانية فقال ‪" :‬أهل هوا م‬
‫ست هوم ن‬
‫م" والعانى السير ومرتبة السير خدمة من هو‬ ‫عن مد هك ن م‬
‫ن ذ‬
‫وا ل‬
‫عه ه‬
‫تحت يده ول ريب أن النكاح نوع من الرق كما قال بعض‬
‫السلف النكاح رق فلينظر أحدكم عند من يرق كريمته ول‬
‫يخفى على المنصف الراجح من المذهبين والقوى من الدليلين‬
‫)‪. (1‬‬
‫ـ أل تخرج من بيت زوجها إل بإذنه ‪ :‬لقوله ‪" : ‬وأل تخرج من بيتها إل‬
‫ه‬
‫خي مارا فهإ ذن ل ه‬ ‫بإذنه" وقوله ‪" : ‬أهل هوا م‬
‫)‪(2‬‬
‫ن‬
‫وا ل‬
‫ن عه ه‬
‫ما هن ل‬ ‫ساذء ه‬
‫صوا ذبالن م ه‬
‫ست هوم ن‬
‫م" )‪ (3‬والعانى هو السير ‪ ،‬ول يخرج السير من تحت يد سيده‬ ‫عن مد هك ن م‬
‫ذ‬
‫إل بإذنه ‪ ،‬وسواء أكان مدخول بها أم لزالت تعيش فى بيت أهلها‬
‫ولم نيدخل بها بعد ‪.‬‬

‫)‪ (1‬زاد المعاد )‪ (95\5‬بتصرف ‪.‬‬


‫)‪ (2‬أخرجه مسلم ‪.‬‬
‫)‪ (3‬تقدم ‪.‬‬
‫تحفة العروسين‬ ‫‪93‬‬

‫ـ أل تضع المْرأة ثيِابها فى غيِر بيِتها ‪:‬‬


‫ن‬
‫م ذ‬ ‫ما ذ‬ ‫ولتحذر المرأة من وضع ثيابها فى غير بيتها لقوله ‪ " : ‬ه‬
‫ا ه‬
‫ن‬
‫ست مهر ب هي من ههها وهب هي م ه‬ ‫ت ال م‬ ‫جهها إ ذلل ههت هك ه ذ‬ ‫ت هزوم ذ‬ ‫ضعن ث ذهياب ههها ذفي غ هي مرذ ب هي م ذ‬‫مهرأةس ت ه ه‬‫م‬
‫)‪(4‬‬
‫هرب مهها" ‪.‬‬
‫ـ أل تصوما وزوجها شاهد إل بإذنه ‪:‬‬
‫ن‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫م‬ ‫ح ي‬ ‫ه‬
‫ممرأةذ أ م‬ ‫ل ل ذل ه‬ ‫روى البخارى عن أبى هريرة عن النبى ‪" : ‬ل ي ه ذ‬
‫ه‬ ‫م‬
‫ت‬‫ق م‬ ‫ف ه‬ ‫ما أن م ه‬ ‫ن ذفي ب هي مت ذهذ إ ذلل ب ذإ ذذ من ذهذ وه ه‬‫شاه ذد ل إ ذلل ب ذإ ذذ من ذهذ وههل ت هأذ ه ه‬‫جهها ه‬ ‫م وههزوم ن‬‫صو ه‬ ‫ته ن‬
‫م‬ ‫ه‬ ‫ه‬
‫دى إ ذلي مهذ ه‬ ‫مرذهذ فهإ ذن ل ن‬
‫ه ي نؤ ه ل‬ ‫ن غ هي مرذ أ م‬
‫)‪(5‬‬
‫ه" ‪.‬‬ ‫شطنر ن‬ ‫قةس ع ه م‬‫ف ه‬
‫ن نه ه‬
‫م م‬ ‫ذ‬
‫ـ قال الحافظ ‪ :‬قوله ‪ :‬إل بأذنه ‪ :‬يعنى فى غير صيام أيام رمضان‬
‫وكذا فى غير رمضان من الواجب إذا تضيق الوقت ‪ ،‬قال النووى فى‬
‫شرح المهذب وقال بعض أصحابنا يكره والصحيح الول قال فلو‬
‫صامت بغير إذنه صح وأثمت لختلف الجهة وأمر قبوله إلى الله‬
‫قاله العمرانى ‪ ،‬قال النووى ومقتضى المذهب عدم الثواب ويؤكد‬
‫التحريم ثبوت الخبر بلفظ النهى ووروده بلفظ الخبر ل يمنع ذلك بل‬
‫هو أبلغ لنه يدل على تأكد المر فيه فيكون تأكده بحمله على‬
‫التحريم ‪.‬‬
‫قال النووى فى "شرح مسلم" ‪ :‬وسبب هذا التحريم أن للزوج‬
‫حق الستمتاع بها فى كل وقت وحقه واجب على الفور فل يفوته‬
‫بالتطوع ول واجب على الترأخى وإنما لم يجز لها الصوم بغير إذنه ‪،‬‬
‫وإذا أراد الستمتاع بها جاز ويفسد صومها لن العادة أن المسلم‬
‫يهاب انتهاك الصوم بالفساد ‪ ،‬ول شك أن الولى له خلف ذلك أن‬
‫لم يثبت دليل كراهته ‪ ،‬نعم لو كان مسافرا ا فمفهوم الحديث فى‬
‫تقييده بالشاهد يقتضى جواز التطوع لها إذا كان زوجها مسافرا ا فلو‬
‫صامت وقدم فى أثناء الصيام فله إفساد صومها ذلك من غير كراهة‬
‫وفى معنى الغيبة أن يكون مريضا ا بحيث ل يستطيع الجماع ‪.‬‬
‫وحمل المهلب النهى المذكور على التنزيه فقال ‪ :‬هو من حسن‬
‫المعاشرة ولها أن تفعل من غير الفرائض بغير إذنه ما ل يضره ول‬
‫يمنعه من واجباته وليس له أن يبطل شيئا من طاعة الله إذا دخلت‬
‫فيه بغير إذنه ‪ ،‬انتهى ‪.‬‬

‫)‪(4‬‬
‫صحيح ‪ :‬أخرجه أبو داود والترمذى وابن ماجة ‪.‬‬
‫)‪(5‬‬
‫أخرجه البخارى )‪ (1993\5‬ومسلم ‪.‬‬
‫‪94‬‬ ‫تحفة العروسين‬
‫وهو خلف الظاهر وفى الحديث أن حق الزوج آكد على المرأة‬
‫من التطوع بالخير لن حقه واجب والقيام بالواجب مقدم على‬
‫القيام بالتطوع" )‪. (1‬‬
‫ـ كمْا أن من حق الزوج على زوجه أل تنفق من بيِته شيِئا ا‬
‫إل بإذنه ‪:‬‬
‫جهها ذقي ه‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ه‬ ‫ه‬
‫ل هيا‬ ‫ن هزوم ذ‬ ‫جهها إ ذل ب ذإ ذذ م ذ‬ ‫ت هزوم ذ‬ ‫ن ب هي م ذ‬ ‫م م‬ ‫شي مئا ذ‬ ‫مهرأة ل ه‬ ‫فق ن ا م‬ ‫قال ‪" : ‬ل ت نن م ذ‬
‫ه‬ ‫ه‬
‫ض ن‬ ‫ذاك أفم ه‬ ‫ه‬ ‫ل ه‬ ‫م هقا ه‬ ‫ل الل لهذ وههل الطهعا ن‬
‫ل‬ ‫سو ه‬
‫)‪(2‬‬
‫وال ذهنا" ‪.‬‬ ‫م ه‬ ‫لأ م‬ ‫هر ن‬
‫قال المام البغوى ‪ :‬أجمع العلماء على أن المرأة ل يجوز لها أن‬
‫تخرج شيئا ا من بيت زوجها إل بإذنه فإن فعلت فهى مأزورة غير‬
‫مأجورة ‪.‬‬
‫ت‬ ‫صد لقه ذ‬ ‫ذا ت ه ه‬ ‫ـ وإذا وافق الزوج كان لها وله الجر ‪ :‬فقال ‪" : ‬إ ذ ه‬
‫م‬ ‫ه‬ ‫ال م ه‬
‫ن‬
‫ذ ذ‬ ‫ز‬ ‫خا‬‫ه‬ ‫ل‬ ‫ل‬
‫هذ‬ ‫و‬ ‫ك‬ ‫ه‬ ‫ل ذ هل ذ‬ ‫مث م ن‬ ‫ج ذ‬ ‫جلر وه هذلللزوم ذ‬ ‫ن ل ههها ب ذهذ أ م‬ ‫كا ه‬ ‫جهها ه‬ ‫ت هزوم ذ‬ ‫ن ب هي م ذ‬ ‫م م‬ ‫ممرأة ن ذ‬ ‫ه‬
‫ما‬ ‫ن ذ ه‬ ‫ب‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ل‬ ‫ا‬
‫ئا‬ ‫م‬ ‫ي‬ ‫ش‬ ‫ه‬ ‫ذ‬ ‫ه‬ ‫ب‬
‫ذ ه ذ‬‫ح‬
‫ذ‬ ‫صا‬ ‫ر‬ ‫ج‬
‫م‬ ‫أ‬ ‫ن‬
‫م‬ ‫م‬
‫ذ‬ ‫م‬
‫ن م‬ ‫ه‬ ‫م‬ ‫ن‬‫م‬‫ذ‬ ‫س‬ ‫د‬ ‫ح‬
‫ذ‬ ‫وا‬‫ه‬ ‫ي‬
‫ل‬ ‫ن‬ ‫ك‬ ‫ص‬
‫ه ن‬ ‫ن‬ ‫ق‬ ‫م‬ ‫ن‬‫ه‬ ‫ي‬ ‫ه‬
‫ل‬ ‫ه‬ ‫و‬ ‫ه‬
‫ك‬ ‫ذ‬ ‫ل‬ ‫ه‬ ‫ذ‬ ‫ل‬ ‫ن‬ ‫مث م‬ ‫ذ‬
‫ت " ‪ ،‬وهذا بعلم المرأة من أمر زوجها من‬ ‫)‪(1‬‬
‫ق م‬ ‫ف ه‬ ‫ما أن م ه‬ ‫ب وهلهها ب ذ ه‬ ‫ه‬ ‫س ه‬ ‫ك ه‬ ‫ه‬
‫حب النفاق والتصدق ‪ ،‬هو بالذن العام منه فى النفاق ‪ ،‬أو أن‬
‫ث ونحوه ‪ ،‬أو أن يكون لها مال خاص‬ ‫يكون لها مال خاص بها من إر س‬
‫من زوجها خاص بها ‪.‬‬
‫ـ أل تطلب الطلق ‪ :‬وهذه عادة تجرى على ألسنة الكثير من‬
‫نساء المسلمين ‪ ،‬فتجد إحداهن إذا طلبت من زوجها أمرا ا ما ولم‬
‫يلبه لها يفاجأ الزوج بزوجه تطلب الطلق ! من غير ما بأس ول‬
‫عنت منه ول شدة ‪ ،‬ثم إذا لبى الزوج طلب زوجته فطلقها ! جلست‬
‫جهها ط ههلاقا‬ ‫ه‬ ‫تندب حظها وسوء حالها ‪ ،‬قال ‪" : ‬أ هيما ا ه‬
‫ت هزوم ه‬ ‫سأل ه م‬ ‫مهرأةس ه‬ ‫ي ه م‬ ‫م‬
‫)‪(2‬‬
‫ة" ‪.‬‬ ‫جن ل ذ‬ ‫ة ال م ه‬ ‫ح ن‬ ‫م ع هل هي مهها هرائ ذ ه‬ ‫حهرا ل‬ ‫س فه ه‬ ‫ن غ هي مرذ ب هأ س‬ ‫م م‬ ‫ذ‬
‫ـ أن تصبر على فقر الزوج ‪ :‬ولها فى أزواج رسو ل الله‪‬‬
‫السوة الحسنة ‪ ،‬فعن عائشة ـ رضى الله عنها ـ أنها قالت لعروة ‪:‬‬
‫ما‬ ‫ن وه ه‬ ‫شهمهري م ذ‬ ‫ة أ هه ذل لةس ذفي ه‬ ‫ل ث ههلث ه ه‬ ‫م ال مهذهل ذ‬ ‫ل ثن ل‬ ‫ن ك نلنا ل هن هن مظ ن هنر إ ذهلى ال مهذهل ذ‬ ‫"إ ذ م‬
‫م‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫م‬ ‫ل اللهذ ‪ ‬هنالر ف ن‬
‫ه‬ ‫ل‬ ‫ن‬
‫ن ي نذعيشك م‬ ‫ما كا ه‬ ‫ة ه‬ ‫خال ن‬ ‫ت هيا ه‬ ‫قل ن‬ ‫ذ‬ ‫سو‬ ‫ت هر ن‬ ‫ت ذفي أب مهيا ذ‬ ‫أوقذد ه م‬
‫ه‬ ‫هقال ه ذ ه‬
‫ن‬
‫جيهرا ل‬ ‫ل الل لهذ ‪ ‬ذ‬ ‫سو ذ‬ ‫ن ل ذهر ن‬ ‫كا ه‬ ‫ه قهد م ه‬ ‫مانء إ ذلل أن ل ن‬ ‫منر هوال م ه‬ ‫ن الت ل م‬ ‫دا ذ‬ ‫سوه ه‬ ‫ت امل م‬
‫ل الل لهذ ‪ ‬ذ‬ ‫ه‬
‫ن‬
‫م م‬ ‫سو ه‬ ‫ن هر ن‬ ‫حو ه‬ ‫من ه ن‬ ‫كاننوا ي ه م‬ ‫ح)‪ (3‬وه ه‬ ‫مهنائ ذ ن‬ ‫م ه‬ ‫ت )ل ه‪(4‬هن م‬ ‫كان ه م‬ ‫صارذ ه‬ ‫ن املن م ه‬ ‫م ه‬ ‫ذ‬
‫أه‬
‫قيهنا" ‪.‬‬ ‫س ذ‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫ي‬ ‫ه‬ ‫ف‬ ‫م‬ ‫ذ م‬ ‫ه‬‫ذ‬ ‫ن‬ ‫با‬‫ه‬ ‫م‬ ‫ل‬
‫)‪(1‬‬
‫انظر فتح البارى )‪. (295\9‬‬
‫)‪(2‬‬
‫حسن ‪ :‬أخرجه الترمذى ‪.‬‬
‫)‪(1‬‬
‫صحيح ‪ :‬أخرجه الترمذى ‪.‬‬
‫)‪(2‬‬
‫صحيح ‪ :‬أخرجه الترمذى ‪.‬‬
‫)‪(3‬‬
‫جمع نائح ‪ ،‬وهى الشاة ‪.‬‬
‫)‪(4‬‬
‫أخرجه البخارى ومسلم ‪.‬‬
‫تحفة العروسين‬ ‫‪95‬‬

‫م هرهأى‬ ‫ه‬ ‫سل ل‬ ‫صللى الللهم ع هل هي مهذ وه ه‬ ‫ه‬ ‫ي‬‫ل‬ ‫ذ‬ ‫م الن لب‬ ‫ن‬ ‫ما أ هع مل ه‬ ‫ـ وعن أنس‪ ‬قال ‪" :‬فه ه‬
‫ط" ‪.‬‬‫)‪(5‬‬ ‫طا ب ذعهي من ذهذ قه ي‬ ‫مي ا‬ ‫ه‬
‫حقه ذبالل لهذ وههل هرأى ه‬ ‫حلتى ل ه ذ‬ ‫مهرقل ا‬
‫س ذ‬ ‫شاة ا ه‬ ‫قا ه‬ ‫فا ن‬ ‫هرذغي ا‬
‫شت هههاه ن‬ ‫نا م‬ ‫ط إذ ذ‬ ‫ما قه ي‬ ‫ي ‪ ‬ط ههعا ا‬ ‫ب الن لب ذ ي‬ ‫عا ه‬ ‫ما ه‬ ‫ـ وعن أبى هريرة ‪ ‬قال ‪ " :‬ه‬
‫ه‬
‫ه" )‪. (6‬‬ ‫ه ت ههرك ه ن‬ ‫ن ك هرذهه ن‬ ‫ه وهإ ذ م‬ ‫أك هل ه ن‬
‫ـ أل تؤذى زوجها لفظا ا أو عمْل ا ‪ ،‬فل تسفه له رأيا ا ‪ ،‬ول‬
‫تنتقص له عمل ا ‪ ،‬قال رسول الله ‪ ": ‬ل تؤذى امرأة زوجها فى‬
‫الدنيا إل قالت زوجته من الحور العين ‪ :‬ل تؤذيه ‪ ،‬قاتلك الله ‪ ،‬فإنما‬
‫هو عندك دخيل يوشك أن يفارقك إلينا")‪. (1‬‬
‫ـ أل تهجر فراشه ‪:‬‬
‫ج ن‬
‫ل‬ ‫عا اللر ن‬ ‫ذا د ه ه‬ ‫روى البخارى عن أبى هريرة ‪ ‬عن النبى ‪ ‬قال ‪" :‬إ ذ ه‬
‫ه‬ ‫ا ه‬
‫حلتى‬ ‫ة ه‬ ‫مهلئ ذك ن‬
‫ه‬ ‫ن ع هل هي مهها ل هعهن هت مهها ال م ه‬ ‫ضهبا ه‬ ‫ت غه م‬ ‫ت فههبا ه‬ ‫شهذ فهأب ه م‬ ‫ه إ ذهلى فذهرا ذ‬ ‫ن‬ ‫مهرأت ه‬ ‫م‬
‫ح " )‪. (2‬‬ ‫صب ذ ه‬ ‫م‬ ‫تن‬
‫ه" ‪ :‬قال بن أبى جمرة‬ ‫ش‬ ‫را‬ ‫ف‬ ‫لى‬ ‫ه‬ ‫إ‬ ‫ه‬ ‫ت‬‫ل امرأ ه‬ ‫ن‬ ‫ج‬ ‫ر‬ ‫ال‬ ‫عا‬
‫ذ ه ه‬ ‫د‬ ‫ذا‬ ‫ه‬ ‫إ‬ ‫"‬ ‫‪:‬‬ ‫قوله‬ ‫ـ‬
‫ذ ه ذ ذ‬ ‫م ه ه ن ذ‬ ‫ل ن‬
‫‪ :‬الظاهر أن الفراش كناية عن الجماع ويقويه قوله ‪" :‬ال موهل هد ن‬
‫ش" )‪ (3‬أى لمن يطأ فى الفراش والكناية عن الشياء التى‬ ‫فهرا ذ‬ ‫ل ذل م ذ‬
‫يستحى منها كثيرة فى القرآن والسنة ‪ ،‬قال وظاهر الحديث‬
‫ح"‬‫صب ذ ه‬ ‫حلتى ت ن م‬ ‫اختصاص اللعن بما إذا وقع منها ذلك ليل ا لقوله ‪ " :‬ه‬
‫وكأن السر تأكد ذلك الشأن فى الليل وقوة الباعث عليه ول يلزم‬
‫من ذلك أنه يجوز لها المتناع فى النهار وإنما خص الليل بالذكر لنه‬
‫المظنة لذلك ‪ ،‬ا هـ ‪.‬‬
‫ـ وقد وقع فى رواية يزيد بن كيسان عن أبى حازم عند مسلم‬
‫عو ا ه‬
‫شهها‬ ‫ه إ ذهلى فذهرا ذ‬ ‫مهرأت ه ن‬ ‫م‬ ‫ل ي هد م ن‬ ‫ج س‬ ‫ن هر ن‬ ‫م م‬ ‫ما ذ‬ ‫سي ب ذي هد ذهذ ه‬ ‫ف ذ‬ ‫ذيِ ن ه م‬ ‫بلفظ ‪" :‬هوال ل ذ‬ ‫م‬
‫ضى‬ ‫حلتى ي همر ه‬ ‫ه‬
‫خطا ع هلي مهها ه‬ ‫ا‬ ‫سا ذ‬‫ماذء ه‬ ‫ه‬ ‫س‬
‫ذيِ ذفي ال ل‬ ‫ل‬
‫ن ال ذ‬ ‫فهت هأهبى ع هل هي مهذ إ ذل كا ه‬
‫ه‬ ‫ل‬
‫ع هن مهها" )‪ (4‬فهذه الطلقات تتناول الليل والنهار )‪. (5‬‬
‫فس محمد بيده هل تؤ هديِ ال م ه‬
‫حلتى‬ ‫حقل هرب مهها ه‬ ‫ممرأة ن ه‬ ‫ه‬ ‫ذيِ ن ه م ه ن ن ه ل س ذ ه ذ ذ ن م‬ ‫وقال ‪" : ‬هوال ل ذ‬
‫ه" ‪.‬‬ ‫)‪(6‬‬
‫من هعم ن‬ ‫م ته م‬ ‫بل م‬ ‫ه‬ ‫ي ع هلى قهت ه س‬ ‫ه‬ ‫سهها وهه ذ ه‬ ‫ف ه‬ ‫ه‬
‫سألهها ن ه م‬ ‫جهها وهلوم ه‬‫ه‬ ‫حقل هزوم ذ‬ ‫ت نؤ هد ميِه ه‬

‫)‪(5‬‬
‫أخرجه البخارى ‪.‬‬
‫)‪(6‬‬
‫أخرجه البخارى ومسلم ‪.‬‬
‫)‪ (1‬صحيح ‪ :‬أخرجه أحدم والتمرذى ‪.‬‬
‫)‪ (2‬أخرجه البخارى )‪ (1993\5‬ومسلم ‪.‬‬
‫)‪ (3‬أخرجه البخارى ومسلم ‪.‬‬
‫)‪ (4‬أخرجه مسلم ‪.‬‬
‫)‪ (5‬انظر فتح البارى )‪. (194\9‬‬
‫)‪ (6‬صحيح ‪ :‬أخرجه البزار وغيره ‪.‬‬
‫‪96‬‬ ‫تحفة العروسين‬
‫ـ وتأمل فعل أم طلحة ـ رضى الله عنها ـ وقد مات ولدها )‪ (1‬فعن‬
‫ت ذل ههمل ذهها هل‬ ‫ةم ن‬
‫قال ه م‬ ‫سل هي مم س فه ه‬ ‫م ن‬ ‫نأ م‬ ‫ح ه ذ م‬ ‫ن ذل هذبي ط هل م ه‬ ‫ت اب م ل‬ ‫ما ه‬ ‫أنس‪ ‬قال ‪ " :‬ه‬
‫ن‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬
‫ت إ ذل هي مهذ‬ ‫قلرب ه م‬ ‫جاهء فه ه‬ ‫ل فه ه‬ ‫ه هقا ه‬ ‫حد مث ن ن‬ ‫ن أهنا أ ه‬ ‫كو ه‬ ‫حلتى أ ن‬ ‫ة ذباب من ذهذ ه‬ ‫ح ه‬ ‫حد منثوا أهبا ط هل م ه‬ ‫تن ه‬
‫ه‬ ‫ه‬
‫ما ه‬ ‫ت له ن‬ ‫ل ثن ل‬ ‫قا ه‬ ‫ب ‪ ،‬فه ه‬ ‫ل وه ه‬ ‫شااء فهأك ه ه‬ ‫عه ه‬
‫(‬ ‫‪2‬‬ ‫)‬
‫صن لعن‬ ‫ن ته ه‬ ‫كا ه‬ ‫ن ه‬ ‫س ه‬ ‫ح ه‬ ‫هأ م‬ ‫صن لعه م‬ ‫م ته ه‬ ‫شرذ ه‬
‫شبع وأ هصاب منها هقال هت يا أباه‬ ‫ه‬ ‫ه‬
‫م ه ه‬ ‫ه قهد م ه ذ ه ه ه ه ذ م ه‬ ‫ت أن ل ن‬ ‫ما هرأ م‬ ‫ك فهوهقهعه ب ذهها فهل ه ل‬ ‫ل ذ هل ذ ه‬ ‫قهب م ه‬
‫ت فهط هل هنبوا ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬
‫م‬‫عارذي هت ههن م‬ ‫ل ب هي م س‬ ‫م أه م ه‬ ‫عارذي هت ههن م‬ ‫عانروا ه‬ ‫ما أ ه‬ ‫ن قهوم ا‬ ‫ت ل هوم أ ل‬ ‫ة أهرأي م ه‬ ‫ح ه‬ ‫ط هل م ه‬
‫ه‬ ‫ه‬
‫ب وههقا ه‬
‫ل‬ ‫ض ه‬ ‫ل فهغه ذ‬ ‫ك هقا ه‬ ‫ب اب من ه ه‬ ‫س ذ‬ ‫حت ه ذ‬ ‫ت هفا م‬ ‫ل هل هقال ه م‬ ‫م هقا ه‬ ‫من هنعوهن م‬ ‫ن يه م‬ ‫مأ م‬ ‫أل ههن م‬
‫ه‬ ‫م أه م‬
‫ل‬ ‫سو ه‬ ‫حلتى أهتى هر ن‬ ‫خب همرت ذذني ذباب مذني هفان مط هل هقه ه‬ ‫ت ثن ل‬ ‫خ ن‬ ‫حلتى ت هل هط ل م‬ ‫ت ههرك مت ذذني ه‬
‫ل الل لهذ ‪ ‬هباهر ه‬ ‫ه‬
‫غاب ذرذ‬ ‫ما ذفي ه‬ ‫ه ل هك ن ه‬ ‫ك الل ل ن‬ ‫سو ن‬ ‫ل هر ن‬ ‫قا ه‬ ‫ن فه ه‬ ‫كا ه‬ ‫ما ه‬ ‫خب ههره ن ب ذ ه‬ ‫الل لهذ ‪ ‬فهأ م‬
‫ه‬
‫معه ن‬ ‫ي ه‬ ‫فرس وهه ذ ه‬ ‫س ه‬ ‫ل الل لهذ ‪ ‬ذفي ه‬ ‫سو ن‬ ‫ن هر ن‬ ‫كا ه‬ ‫ل فه ه‬ ‫ت هقا ه‬ ‫مل ه م‬ ‫ح ه‬ ‫ل فه ه‬ ‫ما هقا ه‬ ‫ل هي مل هت ذك ن ه‬
‫ل الل له ‪ ‬إ ه ه‬
‫فرس هل ي هط منرقنهها ط ننرواقا فهد هن ه م‬
‫وا‬ ‫س ه‬ ‫ن ه‬ ‫م م‬ ‫ة ذ‬ ‫دين ه ه‬ ‫م ذ‬ ‫ذا أهتى ال م ه‬ ‫ذ‬ ‫ذ‬ ‫سو ن‬ ‫ن هر ن‬ ‫كا ه‬ ‫وه ه‬
‫ه‬
‫ة هوان مط هل هقه‬ ‫ح ه‬ ‫س ع هل هي مهها أنبو ط هل م ه‬ ‫حت نب ذ ه‬ ‫ض هفا م‬ ‫خا ن‬ ‫م ه‬ ‫ضهرب ههها ال م ه‬ ‫دين هةذ فه ه‬ ‫م ذ‬ ‫ن ال م ه‬ ‫م ه‬ ‫ذ‬
‫ه‬ ‫ه‬ ‫ل الل لهذ ‪ ‬هقا ه‬
‫ن‬
‫جب نذني أ م‬ ‫ه ي نعم ذ‬ ‫ب إ ذن ل ن‬ ‫م هيا هر م‬ ‫ك ل هت هعمل ه ن‬ ‫ة إ ذن ل ه‬ ‫ح ه‬ ‫ل أنبو ط هل م ه‬ ‫قو ن‬ ‫ل يه ن‬ ‫سو ن‬ ‫هر ن‬
‫ه‬ ‫سول ذ ه‬ ‫أه م‬
‫ما‬ ‫ت بذ ه‬ ‫س ن‬ ‫حت هب ه م‬ ‫ل وهقهد ذ ا م‬ ‫خ ه‬ ‫ذا د ه ه‬ ‫ه إذ ه‬ ‫مع ه ن‬ ‫ل ه‬ ‫خ ه‬ ‫ج وهأد م ن‬ ‫خهر ه‬ ‫ذا ه‬ ‫ك إذ ه‬ ‫معه هر ن‬ ‫ج ه‬ ‫خنر ه‬
‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫قو ن ن‬
‫جد ن ان مط هل ذقم‬ ‫تأ ذ‬ ‫ذيِ ك نن م ن‬ ‫جد ن ال ل ذ‬ ‫ما أ ذ‬ ‫ة ه‬ ‫ح ه‬ ‫سل هي مم س هيا أهبا ط هل م ه‬ ‫م ن‬ ‫لأ ي‬ ‫ل ته ن‬ ‫ت ههرى هقا ه‬
‫ت ذلي‬ ‫قال ه م‬ ‫ما فه ه‬ ‫ت غ نهل ا‬ ‫ما فهوهل هد ه م‬ ‫ن قهد ذ ه‬ ‫حي ه‬ ‫ض ذ‬ ‫خا ن‬ ‫م ه‬ ‫ضهرب ههها ال م ه‬ ‫ل وه ه‬ ‫قهنا هقا ه‬ ‫هفان مط هل ه م‬
‫أ نمي يا أ هنس هل يرضع ه‬
‫ما‬ ‫ل الل لهذ ‪ ‬فهل ه ل‬ ‫سو ذ‬ ‫حلتى ت هغمد نوه ب ذهذ ع ههلى هر ن‬ ‫حد ل ه‬ ‫هأ ه‬ ‫نم ذ ن ن‬ ‫م ه ه ن‬
‫ل الل لهذ ‪ ‬هقا ه‬ ‫ه‬
‫ه‬
‫مع ه ن‬ ‫ه وه ه‬ ‫صاد هفمت ن ن‬ ‫ل فه ه‬ ‫سو ذ‬ ‫ت ب ذهذ إ ذهلى هر ن‬ ‫ق ن‬ ‫ه هفان مط هل ه م‬ ‫مل مت ن ن‬ ‫حت ه ه‬ ‫حا م‬ ‫صب ه ه‬ ‫أ م‬
‫ل ل هع ل ن‬
‫م‬
‫س ه‬ ‫مي ه‬ ‫ضعه ال م ذ‬ ‫م فهوه ه‬ ‫ت ن هعه م‬ ‫ت قنل م ن‬ ‫سل هي مم س وهل هد ه م‬ ‫م ن‬ ‫لأ ل‬ ‫ما هرآذني هقا ه ه‬ ‫م فهل ه ل‬ ‫س ل‬ ‫مي ه‬ ‫ذ‬
‫ن‬
‫م م‬ ‫جوهةس ذ‬ ‫ل الل لهذ ‪ ‬ب ذعه م‬ ‫سو ن‬ ‫عا هر ن‬ ‫جرذهذ وهد ه ه‬ ‫ح م‬ ‫ه ذفي ه‬ ‫ضعمت ن ن‬ ‫ت ب ذهذ فهوه ه‬ ‫جئ م ن‬ ‫ل وه ذ‬ ‫هقا ه‬
‫ي‬
‫صب ذ م‬ ‫م قهذ هفههها ذفي ذفي ال ل‬ ‫ت ثن ل‬ ‫ذاب ه م‬ ‫حلتى ه‬ ‫دين هةذ فههلك ههها ذفي ذفيهذ ه‬ ‫م ذ‬ ‫جوهةذ ال م ه‬ ‫عه م‬
‫ب‬‫ح م‬ ‫ل الل لهذ ‪ : ‬ان مظ ننروا إ ذهلى ن‬ ‫سو ن‬ ‫ل هر ن‬ ‫قا ه‬ ‫ل فه ه‬ ‫مظ نهها هقا ه‬ ‫ي ي هت هل ه ل‬ ‫صب ذ ي‬ ‫ل ال ل‬ ‫جع ه ه‬ ‫فه ه‬
‫ماه ن ع هب مد ه الل ل ذ‬ ‫ه‬
‫ل فه ه‬ ‫مهر هقا ه‬ ‫املن م ه‬
‫)‪(3‬‬
‫ه" ‪.‬‬ ‫س ل‬ ‫ه وه ه‬ ‫جه ه ن‬ ‫ح وه م‬ ‫س ه‬ ‫م ه‬ ‫صارذ الت ل م‬
‫حــق الزوجـــة‬
‫ـ إذن فمْا هى حقوق الزوجة ؟‬
‫م‬ ‫ن‬ ‫ه‬ ‫ن‬ ‫ل‬ ‫ه‬
‫سك م‬ ‫ف ه‬ ‫مننوا قوا أن ن‬ ‫ن آ ه‬ ‫ذي ه‬ ‫ـ الجواب ‪ :‬قال تعالى ‪) :‬هيا أي يهها ال ذ‬
‫ة ذغهلظل‬ ‫مهلئ ذك له‬ ‫ه‬ ‫س هوال م ذ‬ ‫ه‬
‫جاهرة ن ع هلي مهها ه‬ ‫ح ه‬ ‫ها اللنا ن‬ ‫م هناارا وهنقود ن ه‬ ‫وهأهمذليك ن م‬
‫ه‬
‫ن(‬ ‫منرو ه‬ ‫ما ي نؤ م ه‬ ‫ن ه‬ ‫فعهنلو ه‬ ‫م وهي ه م‬ ‫مهرهن م‬ ‫ما أ ه‬ ‫ه ه‬ ‫ن الل ل ه‬ ‫صو ه‬ ‫داد ل هل ي هعم ن‬ ‫ش ه‬ ‫ذ‬

‫)‪ (1‬مات ولدها ! وليس غضبا ا من أجل جلباب أو طعام فتهجر فراشه وتوليه قفاها ‪ ،‬وتتحول‬
‫حياة الزوج إلى عذاب دائم حتى نيقلع ويعود إليه عقله فيلبى ‪.‬‬
‫)‪ (2‬أى ‪ :‬أنس ‪. ‬‬
‫)‪ (3‬أخرجه مسلم وغيره ‪.‬‬
‫تحفة العروسين‬ ‫‪97‬‬

‫صط هب ذمر‬ ‫صهلةذ هوا م‬ ‫ك ذبال ل‬ ‫ممر أ ههمل ه ه‬ ‫م‬


‫)التحريم ‪ ، (6 :‬وقال تعالى ‪) :‬وهأ ن‬
‫ع هل هي مهها( )طه ‪. (132 :‬‬
‫)‪(1‬‬
‫إن أول وأولى حقوق الزوجة بالوفاء هى تعليمها فرائض ربها ‪،‬‬
‫وبيان حق ربها عليها ‪ ،‬فإن هى عرفت حق الله تعالى عرفت حق‬
‫زوجها عليها ‪ ،‬وأول الحقوق بالوفاء لربها "الصلة" ‪ ،‬وهذا يعنى‬
‫بدوره أنه لبد أن يكون الزوج مصليا ا ‪ ،‬وأن يأمر أهله بالصلة ‪ ،‬وهو‬
‫مع أمره لهم بالصلة دعوة إلى الصبر عليهن والصطبار ‪ ،‬فل يدعو‬
‫بغلظة أو شدة ‪ ،‬بل يحبب إليها الصلة ‪ ،‬ونيعللمها ونيعلمها أنه كما‬
‫يحبها يريد أن يحبها الله تعالى ـ ولله المثل العلى ـ وأنه كما يريدها‬
‫زوجة له فى الدنيا يريدها زوجة له فى جنة الله تعالى فى الخرة ‪،‬‬
‫فل يحبها دنيا ويهملها ويجحفها حقها آخرة ! ‪.‬‬
‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ل‬
‫ه‬
‫مهرأت ه ن‬ ‫قظ ا م‬ ‫م أي م ه‬ ‫صلى ث ن ل‬ ‫ل فه ه‬ ‫ن الل لي م ذ‬‫م ه‬ ‫م ذ‬‫جال هقا ه‬ ‫م الل ل ن‬
‫ه هر ن‬ ‫ح ه‬ ‫يقول ‪" : ‬هر ذ‬
‫ه‬ ‫فهصل لت فهإ ه‬
‫ن‬
‫م ه‬ ‫ت ذ‬ ‫م م‬ ‫مهرأة ا هقا ه‬ ‫ها م‬ ‫م الل ل ن‬‫ح ه‬ ‫ماهء وههر ذ‬ ‫جهذهها ال م ه‬‫ح ذفي وه م‬ ‫ض ه‬
‫ت نه ه‬ ‫ن أب ه م‬
‫م‬ ‫ه م‬
‫ه‬ ‫ه‬ ‫ج‬ ‫و‬ ‫في‬ ‫ت‬ ‫ح‬ ‫ض‬ ‫ن‬ ‫بى‬ ‫قظ هت زوجها فهصللى فهإن أ ه‬ ‫ه‬ ‫ي‬‫الل ليل فهص ذل لت ث نم أ ه‬
‫ه م ذ ذ‬ ‫ذ م ه ه ه ه م ذ‬ ‫ه‬ ‫م ه م ه ه‬ ‫ه م ل م‬ ‫م ذ‬
‫ماهء" )‪. (2‬‬ ‫ال م ه‬

‫ـ هل هذا يعنى أن الزوجة التى ل تصلى يفرق بيِنها وبيِن‬


‫زوجها ؟‬
‫ـ الجواب ‪ :‬ذهب كثير من أهل العلم إلى تكفير تارك الصلة كفرا ا‬
‫أكبر أى يخرج من الملة ‪ ،‬وعليه رتبوا الحكام ‪ ،‬فقالوا ‪ :‬إذا كان‬
‫متزوجا ا ـ ول يصلى ـ نيفلرق بينه وبين زوجته ‪ ،‬فل يحق للمرأة‬
‫المسلمة المصلية أن تعاشر الكافر تارك الصلة ـ والعكس ـ وقالوا‬
‫‪ :‬تارك الصلة ـ إذا مات ـ ل نيغسل ول يكفن ول يصلى عليه ول‬
‫يدفن فى مقابر المسلمين ‪ ،‬ول ولية لتارك الصلة على ابنته‬
‫المصلية عند الزواج ‪ ،‬إلى غير ذلك من أحكام تارك الصلة ‪ ،‬فالمر‬
‫جد عظيم ‪ ،‬ولكن أكثر الناس ل يعلمون ‪ ،‬والولى بالفتاة إذا تقدم‬
‫إليها الخاطب أن تسأله أول ما تسأله عن صلته وعن صلته بربه‬
‫كما تقدم بيانه ‪.‬‬
‫ـ وماذا أيضا ا من حق الزوجة على زوجها ؟‬

‫)‪ (1‬وقد تيسرت والحمد لله تعالى وسائل تعليم المرأة أمر دينها عن طريق "شرائط‬
‫الكاسيت" ‪.‬‬
‫)‪ (2‬صحيح ‪ :‬أخرجه أحمد وأبو داود والنسائى وغيرهما ‪.‬‬
‫‪98‬‬ ‫تحفة العروسين‬
‫ن‬‫ل الذى ع هل هي مهذ ل‬ ‫مث م ن‬ ‫ن ذ‬ ‫ـ الجواب ‪ :‬قال تعالى ‪) :‬وهل ههن ل‬
‫م( )البقرة ‪:‬‬ ‫كي ل‬ ‫ح ن‬ ‫زيلز ه‬ ‫ه عه ذ‬ ‫ة هوالل ن ن‬ ‫ج ل‬ ‫ن د ههر ه‬ ‫ل ع هل هي مهذ ل‬ ‫جا ذ‬ ‫ف وهذللمر ه‬ ‫معمنرو ذ‬ ‫ذبال م ه‬
‫‪. (228‬‬
‫فبين تعالى أن للنساء على الرجال حق كما للرجال على النساء ‪،‬‬
‫حد ذهنا ع هل هي مهذ ؟‬ ‫ه‬
‫جةذ أ ه‬ ‫حقي هزوم ه‬ ‫ما ه‬ ‫قال‪ ‬وقد سأله أحدهم ‪ :‬يا رسول الله ‪ :‬ه‬
‫ت ‪ ،‬وهله‬ ‫ه‬ ‫هقا ه ه‬
‫سب م ه‬ ‫م‬
‫ت أوذ اكت ه ه‬ ‫سي م ه‬ ‫ذا اكت ه ه‬‫م‬ ‫ها إ ذ ه‬ ‫سوه ه‬ ‫ت وهت هك م ن‬ ‫م ه‬ ‫ذا ط هعذ م‬ ‫مهها إ ذ ه‬ ‫ن ت نط معذ ه‬ ‫ل‪:‬أ م‬
‫ت" )‪ ، (1‬فيطعمها مما‬ ‫جمر إ ذلل ذفي ال مب هي م ذ‬ ‫ح وههل ت ههم ن‬ ‫قب م م‬ ‫ه وههل ت ن ه‬ ‫ج ه‬ ‫ب ال موه م‬ ‫ضرذ ذ‬ ‫ته م‬
‫يطعم ـ وترضى هى بما قسمه الله تعالى لهما من رزق ـ ويكسوها‬
‫إذا اكتسى ‪ ،‬ول يضرب الوجه ول يقبح فعلها أو قولها ‪ ،‬فيسفه رأيها‬
‫وعملها ‪ ،‬ول يهجر إل فى البيت ‪.‬‬
‫ن‬ ‫ه‬ ‫ل‬ ‫ن ال م ن‬
‫مي ذ‬‫ن يه ذ‬
‫ه‬
‫ن ننورس ع ه م‬ ‫م م‬ ‫مهناب ذهر ذ‬ ‫عن مد ه اللهذ ع هلى ه‬ ‫ن ذ‬ ‫طي ه‬ ‫س ذ‬ ‫ق ذ‬ ‫م م‬ ‫ـ وقال ‪" : ‬إ ذ ل‬
‫م‬
‫م وهأهمذليهذ م‬ ‫مه ذ م‬ ‫حك م ذ‬ ‫ن ذفي ن‬ ‫ن‬
‫ن ي هعمد ذلو ه‬ ‫ذي ه‬ ‫ل‬
‫ن ال ذ‬ ‫مي ل‬ ‫ل وهك ذلهتا ي هد هي مهذ ي ه ذ‬ ‫م‬ ‫ج ل‬ ‫ن ع هلز وه ه‬ ‫م ذ‬ ‫ح ه‬ ‫اللر م‬
‫ما وهلوا" ‪ ،‬فالعدل مطلوب أخى المسلم ‪ ،‬وكما تحب أن تعاملك‬ ‫)‪(2‬‬ ‫ن‬ ‫وه ه‬
‫زوجتك عاملها ‪ ،‬فل تطلب حقك وتأبى أن تعطيها حقها ‪.‬‬
‫وروى البخارى عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال ‪ :‬قال‬
‫م الل لي م ه‬
‫ل‬ ‫قو ن‬ ‫م الن لههاهر وهت ه ن‬ ‫صو ن‬ ‫ك ته ن‬ ‫خب همر أ هن ل ه‬ ‫م أن م‬ ‫ه‬
‫دالل لهذ أل ه م‬ ‫رسول الله‪" : ‬هيا ع هب م ه‬
‫ه‬ ‫ل فههل ت ه م‬ ‫ل الل لهذ هقا ه‬
‫ن‬ ‫م فهإ ذ ل‬ ‫م وهن ه م‬ ‫م وهأفمط ذمر وهقن م‬ ‫ص م‬ ‫ل ن‬ ‫فعه م‬ ‫سو ه‬ ‫ت ب ههلى هيا هر ن‬ ‫قنل م ن‬
‫قا"‬ ‫ح ر‬ ‫ك ه‬ ‫ك ع هل هي م ه‬ ‫ج ه‬ ‫ن ل ذهزوم ذ‬ ‫قا وهإ ذ ل‬ ‫ح ر‬ ‫ك ه‬ ‫ك ع هل هي م ه‬ ‫ن ل ذعهي من ذ ه‬ ‫قا وهإ ذ ل‬ ‫ح ر‬ ‫ك ه‬ ‫ك ع هل هي م ه‬ ‫سد ذ ه‬ ‫ج ه‬ ‫لذ ه‬
‫)‪. (1‬‬
‫ـ قال الحافظ فى الفتح ‪ :‬ل ينبغى له أن يجهد بنفسه فى العبادة‬
‫حتى يضعف عن القيام بحقها من جماع واكتساب واختلف العلماء‬
‫فيمن كف عن جماع زوجته فقال مالك أن كان بغير ضرورة ألزم به‬
‫أو يفرق بينهما ونحوه عن أحمد والمشهور عند الشافعية أنه ل يجب‬
‫عليه وقيل يجب مرة وعن بعض السلف فى كل أربع ليلة وعن‬
‫بعضهم فى كل طهر مرة ‪.‬‬
‫ن‬
‫مو ه‬ ‫وا ن‬ ‫ل قه ل‬ ‫جا ن‬ ‫ـ أل يهجر إل فى البيِت ‪ :‬لقوله تعالى ‪) :‬المر ه‬
‫ن‬
‫م م‬ ‫قوا م ذ‬ ‫ف ن‬ ‫ما هأن ه‬ ‫ض وهب ذ ه‬ ‫م ع هلى ب هعم س‬
‫ضه ن م ه‬ ‫ه ب هعم ه‬ ‫ل الل ن ن‬ ‫ض ه‬ ‫ما فه ل‬ ‫ساء ب ذ ه‬ ‫ع ههلى الن م ه‬
‫ه‬
‫ه هوالل لذتي‬ ‫ظ الل ن ن‬ ‫ف ه‬ ‫ح ذ‬ ‫ما ه‬ ‫ب بذ ه‬ ‫ت ل مل مغهي م ذ‬ ‫ظا ل‬ ‫حافذ ه‬ ‫ت ه‬ ‫ت هقان ذهتا ل‬ ‫حا ن‬ ‫صال ذ ه‬ ‫م هفال ل‬ ‫وال ذهذ م‬ ‫م ه‬ ‫أ م‬
‫ن‬
‫ضرذنبوهن ل‬ ‫جذع هوا م‬ ‫ضا ذ‬ ‫م ه‬ ‫ن فى ال م ه‬ ‫جنروهن ل‬ ‫ن هواهم ن‬ ‫ظوهن ل‬ ‫ن فهعذ ن‬ ‫شوهزهن ل‬ ‫ن نن ن‬ ‫خانفو ه‬ ‫ته ه‬
‫ه‬
‫ن ع هل ذريا ك هذبيارا( )النساء‬ ‫كا ه‬ ‫ه ه‬ ‫ن الل ن ه‬ ‫سذبيل ا إ ذ ل‬ ‫ن ه‬ ‫م فهل ه ت هب منغوا م ع هل هي مهذ ل‬ ‫ن أط هعمن هك ن م‬ ‫فهإ ذ م‬

‫)‪(1‬‬
‫صحيح ‪ :‬أخرجه أبو داود ‪.‬‬
‫)‪(2‬‬
‫أخرجه مسلم ‪.‬‬
‫)‪(1‬‬
‫أخرجه البخارى )‪ (1995\5‬ومسلم ‪.‬‬
‫تحفة العروسين‬ ‫‪99‬‬

‫ت" )‪ ، (2‬ل كما يفعل البعض‬ ‫جمر إ ذلل ذفي ال مب هي م ذ‬ ‫‪ (34 :‬وقوله ‪" : ‬وههل ت ههم ن‬
‫بأن يهجر الفراش والبيت فترى البعض يخرج للسهر والسمر مع‬
‫الصدقاء تاركا ا خلفه زوجته كما مهمل ا ‪ ،‬فيخرج ليمرح ويفرح حتى‬
‫إذا عاد إلى بيته عاد بالوجه العابس ‪ ،‬ومنهم من يهجر البيت إلى‬
‫بيت أهله !!!! ‪.‬‬
‫فالسنة أن الرجل إذا أراد الهجر هجر فراشه أو غرفته إلى غرفة‬
‫أخرى أو مكان آخر فى البيت ‪ ،‬ل الهجر بالكلية ‪.‬‬
‫ـ مساعدة الرجل زوجته فى شئون البيِت ‪ :‬وهو على‬
‫الستحباب ‪:‬‬
‫عن عائشة ـ رضى الله عنها ـ قالت ‪" :‬كان رسول الله ‪ ‬إذا دخل‬
‫ن‬
‫كا ه‬ ‫البيت كأحدكم يخيط ثوبه و يعمل كأحدكم" )‪ ، (1‬وفى رواية ‪ " :‬ه‬
‫ج إ ذهلى‬ ‫خهر ه‬‫صهلة ن ه‬ ‫ت ال ل‬ ‫ضهر ذ‬ ‫ح ه‬ ‫ذا ه‬ ‫ة أ ههمل ذهذ فهإ ذ ه‬‫م ه‬
‫خد م ه‬‫مهمن هةذ أ ههمل ذهذ ت هعمذني ذ‬
‫ن ذفي ذ‬ ‫كو ن‬ ‫يه ن‬
‫ه‬
‫ف ن هعمل ه ن‬
‫ه وهي نهرقمعن ث هومب ه ن‬ ‫حد نك ن م‬ ‫ة" وفى رواية ‪" :‬ك ه ه‬ ‫صهل ذ‬
‫(‬‫‪2‬‬ ‫)‬
‫ه"‬ ‫ص ن‬ ‫خ ذ‬ ‫م يه م‬ ‫صن هعن أ ه‬ ‫ما ي ه م‬ ‫ال ل‬
‫ه‬ ‫ب ه‬
‫شات ه ن‬ ‫حل ن ن‬ ‫فذلي ث هومب ه ن‬
‫ه وهي ه م‬ ‫شرذ ي ه م‬ ‫ن ال مب ه ه‬
‫م ه‬ ‫شارا ذ‬ ‫ن به ه‬ ‫)‪ ، (3‬وفى رواية ‪ " :‬ه‬
‫كا ه‬
‫ه" )‪. (4‬‬ ‫س ن‬‫ف ه‬‫م نه م‬‫خد ن ن‬ ‫وهي ه م‬
‫فل حرج على الزوج أن يســاعد أهلــه فــى بعــض شــؤون الــبيت ‪،‬‬
‫فنيعد لنفسه الطعام أو الشراب ـ سواء كانت الزوجة تشــعر بــالتعب‬
‫أو المرض أم ل ـ فإن هذا العمــل منــه ي نــدخل علــى نفســها الســرور‬
‫وتشعر بحب زوجها لها واهتمامه بها والحرص على راحتها وسعادتها‬
‫‪ ،‬ول ينتقص هذا الفعل من "رجولة الرجل" بل يزيد من محبة زوجته‬
‫لها ‪ ،‬وسيرى منها جزاء هذا أضعاف وأضعاف ‪ ،‬فــالمرأة "بئــر" مــن‬
‫الحنــان والعطــف والحســاس المرهــف الجميــل ‪ ،‬فقــط عليــك أن‬
‫تغترف الغرفة الول منه وسينبع هذا الــبئر ويــرويِ لــك حياتــك بكــل‬
‫عاطفة جياشة تتمناها ‪.‬‬
‫جا ن‬
‫ل‬ ‫ـ صبر الرجل وحلمْه على زوجته ‪ :‬ولما قال تعالى ‪) :‬المر ه‬
‫ساء( )النساء ‪ (34 :‬دخل فى قوامة الرجل أنه‬ ‫ن ع ههلى الن م ه‬ ‫مو ه‬ ‫وا ن‬ ‫قه ل‬
‫الكثر صبرا ا واحتمال ا وتؤدة وغير ذلك ‪ ،‬فعلى الرجل أن يكون أكثر‬

‫)‪(2‬‬
‫صحيح ‪ :‬أخرجه أبو داود ‪.‬‬
‫)‪(1‬‬
‫أخرجه البخارى )‪ 461\10‬ـ فتح( ‪.‬‬
‫)‪(2‬‬
‫السابق ‪.‬‬
‫)‪(3‬‬
‫أخرجه أحمد ‪.‬‬
‫)‪(4‬‬
‫أخرجه أحمد ‪.‬‬
‫‪100‬‬ ‫تحفة العروسين‬
‫صبرا ا واحتمال ا من المرأة ‪ ،‬وتأمل كيف كان كانت بعض أزواج النبى‬
‫‪ ‬يهجرنه إلى الليل ‪ ،‬وتحدث أم المؤمنين عائشة ـ رضى الله عنها ـ‬
‫وعن أبيها وكان بينهما أبو بكر ‪ ‬ـ وكان قد دعاه ليحكم بينهما ـ‬
‫فقال النبى‪ : ‬تكلمي أو أتكلم ؟ فقالت ‪ :‬تكلم أنت ‪ ،‬ول تقل إل‬
‫حقا ا ! فلطمها أبو بكر حتى أدمى فاها وقال ‪ :‬أوه يقول غير الحق يا‬
‫عدوة نفسها ! فاستجارت برسول الله‪ ‬وقعدت خلف ظهره !‬
‫رد منك هذا" )‪. (1‬‬
‫فقال النبى‪ : ‬إننا لم ندعك لهذا ‪ ،‬ولم ن ن ذ‬
‫ـ فتأمل حال أم المؤمنين وهى تشتكى ثم ل تجد إل أن تستجير‬
‫بالنبى‪ ‬من أبيها ! وهى ما استجارت به‪ ‬إل لعلمها برأفته وحبه‬
‫وحنانه وشفقته ‪. ‬‬
‫ا‬
‫ـ وهى التى تقول يوما للنبى ‪ : ‬أنت الذى تزعم أنك نبى ؟ !!‬
‫فتبسم رسول الله ‪. ‬‬
‫ا‬
‫ـ كمن تقول لزوجها يوما ‪ :‬أنت الذى تزعم أنك "ملتزم" بدين‬
‫الله !! فليصبر وليحتمل وله فى رسول الله ‪ ‬القدوة والسوة‬
‫الحسنة ‪.‬‬
‫ـ أل يلوح لها بالطلق ‪ :‬وهذا يعنى أن يحذر أمر الطلق أن‬
‫يقع منه ‪ ،‬أو يذكره عند كل صغيرة وكبيرة تقع بين الزوجين ‪،‬‬
‫فالتلويح بالطلق نيشعر المرأة أنها لم تعد تملك هذا البيت ‪ ،‬وأنه ل‬
‫حق لها فيه ‪ ،‬وهى مجرد ضيف تقيل سرعان ما يذهب عند أول‬
‫مشاحنة بينها وبين زوجها ‪ ،‬وكم زلزل التلويح بالطلق بيوتا ا ‪ ،‬وآتى‬
‫عليها وقوعه ‪.‬‬
‫ـ أل يطيِل فترة غيِابه عنها ‪:‬‬
‫أما المدة التى للرجل الغياب فيها عن زوجته فنسوق هذه القصة‬
‫التى رواها المام مالك فى الموطأ قال ‪" :‬بينما عمر بن الخطاب‪‬‬
‫يحرس المدينة ‪ ،‬مر على بيت من بيوتات المسلمين فسمع امرأة‬
‫من داخل البيت تنشد ‪:‬‬
‫وارقنى أن ل ضجيـع ألعبــه‬ ‫تطاول هذا الليل وازور جانبه‬
‫ا‬
‫بدا فمرا فى ظلمة الليل‬ ‫ألعبـه طـورا ا وطـورا ا كأنمـا‬
‫حاجبه‬
‫لطيف الحشا ل يحتويه‬ ‫نيســر بـه من كان يلهو بقربه‬
‫أقاربـه‬

‫)‪(1‬‬
‫أخرجه البخارى ‪.‬‬
‫تحفة العروسين‬ ‫‪101‬‬

‫لحرك مــن هـذا السرير‬ ‫فوالله لول الله لشئ غيــره‬


‫جوانبه‬
‫بأنفسنا ل يفتـر الدهـر‬ ‫ولكننى اخشـى رقيبا ا موكل ا‬
‫كاتبـــه‬
‫وإكرام بعلــى أن تنــال‬ ‫مخافة ربــى والحياء يصدنى‬
‫مواتبـه‬
‫فسأل عمر ‪ ‬عنها قيل له ‪ :‬إن زوجها غائب فى سيبل الله تعالى‬
‫‪ ،‬فبعث إلى زوجها حتى أعاده إليها ‪ ،‬ثم دخل على ابنته حفصة‬
‫فسألها ‪ :‬كم تصبر المرأة على زوجها ؟ قال ‪ :‬سبحان الله ‪ ،‬مثلك‬
‫يسأل مثلى عن هذا ؟! فقالت ‪ :‬خمسة أشهر ‪ ،‬ستة أشهر ‪ ،‬فوقف‬
‫عمر وقال ل يغيب رجل عن أهله أكثر من ستة أشهر ‪.‬‬
‫ـ فمْاذا عن وصايا الزوجيِن ؟‬
‫ـ الجواب ‪ :‬وصايا الزوجين كثيرة فمنها أول ا ‪ :‬وصية الب ابنته عند‬
‫الزواج ‪:‬‬
‫وصى عبد الله بن جعفر بن أبى طالب ابنته فقــال ‪ :‬إيــاك والغيــرة‬
‫فإنها مفتاح الطلق ‪ ،‬وإياك وكثرة العتاب فــإنه يــورث البغضــاء "أى‬
‫الكراهية" ‪ ،‬وعليك بالكحل فإنه أزين الزينة ‪ ،‬و أطيب الطيب الماء ‪.‬‬
‫ـ ثانيا ا ‪ :‬وصية أم ابنتها عند الزواج ‪ :‬خطب عمرو بن حجر ملك‬
‫م إياس بنت عوف بن مسلم الشيبانى ‪ ،‬ولما حان زفافها إليه‬ ‫كندة أ ه‬
‫خلت بها أمها أمامة بنت الحارث فأوصتها وصية تبين فيها أسس‬
‫الحياة الزوجية السعيدة ‪ ،‬وما يجب عليها لزوجها مما يصلح أن‬
‫يكون دستورا ا لجميع النساء فقالت ‪:‬‬
‫أى بنية ‪ :‬إنك فارقت الجو الذى منه خرجت ‪ ،‬وخللفت العش الذى‬
‫ن لم تألفيه ‪ ،‬فأصبح بملكه‬ ‫فيه درجت ‪ ،‬إلى وكرس لم تعرفيه وقري س‬
‫ا‬ ‫ا‬
‫ة يكن لك عبدا وشيكا ‪ ،‬واحفظى له‬ ‫عليك رقيبا ا ‪ ،‬فكوني له أم ا‬
‫خصال ا عشرا ا تكن لك ذخرا ا ‪:‬‬
‫أما الولى والثانية ‪ :‬فالخضوع له بالقناعة وحسن السمع له‬
‫والطاعة ‪.‬‬
‫وأما الثالثة والرابعة ‪ :‬فالتفقد لمواضع عينيه وأنفه ‪ ،‬فل تقع عينه‬
‫منك على قبيح ‪ ،‬ول يشم منك إل أطيب ريح ‪.‬‬
‫وأما الخامسة والسادسة ‪ :‬فالتفقد لوقت منامه وطعامه ‪ ،‬فإن‬
‫تواتر الجوع ملهبة ‪ ،‬وتنغيص النوم مغضبة ‪.‬‬
‫‪102‬‬ ‫تحفة العروسين‬
‫وأما السابعة والثامنة ‪ :‬فالحتراس بماله والرعاء على حشمه‬
‫وعياله ‪.‬‬
‫وأما التاسعة والعاشرة ‪ :‬فل تعصين له أمرا ا ‪ ،‬ول تفشين له سرا ا‬
‫‪ ،‬فإنه إن أفشيت سره أو خالفت أمره أوغرت صدره ولم تأمنى‬
‫غدره ‪ ،‬ثم إياك والفرح بين يديه إن كان مغتما ا ‪ ،‬والكآبة بين يديه إن‬
‫كان فرحا ا ‪.‬‬
‫ـ ثالثا ا ‪ :‬وصية الزوج لزوجته ‪ :‬قال أبو الدرداء لمرأته ناصحا ا لها ‪:‬‬
‫إذا رأيتنى غضبت فرضى وإذا رأيتك غضبى رضيتك وإل لم نصطحب‬
‫‪:‬‬
‫سوهرتى‬
‫ول تنطقى فى ه‬ ‫خذى الهعفو منــى تستديمى مودتى‬
‫ب‬
‫حين اغض ن‬
‫فإنك ل تدريـن كيـف‬ ‫ف مــرة ا‬‫ك الـد ه‬
‫ول تنقرينــى نقــر ذ‬
‫ب‬‫انلمنغيــــ ن‬
‫ويأبـاك قلبـى والقلـوب‬ ‫ول نتكثرى الشكوى فتذهب بالقوى‬
‫ب‬
‫تقلـــــ ن‬
‫ب‬
‫إذا اجتمعا لم يلبث الح ن‬ ‫ب والذى‬ ‫ب فى القل ذ‬‫ت الح ه‬
‫فإنى رأي ن‬
‫ب‬
‫يذهـ ن‬

‫سلـوكيِـــات‬
‫ـ فماذا عن السلوكيات التى على العروسين التحلى بها فى بيت‬
‫الزوجية لتكون الحياة التى يظللها الحب والود والسكن والرحمة‬
‫فسك ن ه‬ ‫كم م ه‬ ‫ه‬
‫جا‬‫م أمزهوا ا‬ ‫ن أن ن ذ م‬ ‫خل هقه ل ه ن م م‬ ‫ن ه‬ ‫ن آهيات ذهذ أ م‬ ‫م م‬ ‫كما قال تعالى ‪) :‬وه ذ‬
‫م‬ ‫ه‬ ‫ن فى ذ هل ذ ه‬ ‫ل ب هي من ه ن‬ ‫سك نننوا إ ذل هي مهها وه ه‬
‫جعه ه‬ ‫ل مت ه م‬
‫قومم س‬
‫تل ه‬ ‫ك لهيا س‬ ‫ة إذ ل‬
‫م ا‬
‫ح ه‬
‫موهد لة ا وههر م‬‫كم ل‬
‫ن( )الروم ‪. (21 :‬‬ ‫فك لنرو ه‬‫ي هت ه ه‬
‫ـ الجواب ‪ :‬من المقرر أن "مركب" الحياة الزوجية تحتاج إلى‬
‫مجدافى الرجل والمرأة معا ا لتصل إلى بر المان والحب والوئام ‪،‬‬
‫وهذا يستلزم من الرجل والمرأة المشاركة الدائمة فى التعاون معا ا‬
‫‪ ،‬وأل يطلب طرف أن يأخذ دائما ا دون أن يعطى ‪ ،‬بل عليه أن يبادر‬
‫هو بالعطاء ول ينتظر الخذ ‪ ،‬بل يفعل ما يطيق وما يسعه فى سبيل‬
‫إسعاد الطرف الخر والتخفيف عنه عناء الطريق الطويل ‪ ،‬وعلى‬
‫الرجل أن يكون أكثر احتمال ا بحكم تكوينه الجسدى وقوامته فيأخذ‬
‫تحفة العروسين‬ ‫‪103‬‬

‫مجدافى المركب ليسير بها إلى شاطئ الحب والسرة السعيدة ‪،‬‬
‫ول تتركه المرأة يجاهد ويكد وهى تشاهد هذا دون أن تبادله‬
‫البتسامة وتعطيه اللمسة الحانية والكلمة الطيبة التى تجعله ل‬
‫ب من وعثاء الطريق ‪ ،‬فهى تجلس أمامه على‬ ‫يشعر بألم س أو تع س‬
‫طرف "المركب" كأميرة أو ملكة متوجة يأخذها أميرها ومليكها إلى‬
‫جزيرة بعيدة عن أعين الذئاب فى الطريق وفى وسائل العلم‬
‫المرئية والمسموعة والمقروءة ‪ ،‬لعيشا معا ا عمرها الجميل ‪ ،‬فلبد‬
‫أن يراها الرجل فى أبهى صورها من ملبس وملمس وكلمة طيبة‬
‫رقيقة حانية ‪.‬‬
‫ولنعلم أن السلوكيات التى على العروسين التحلى بها كثيرة جدا ا‬
‫ومنها ‪ :‬حسن العشرة ‪.‬‬
‫فأول هذه السلوكيات التى على الزوجين التحلى بها ‪ :‬حسن‬
‫العشرة ‪:‬‬
‫ـ فعلى العروس ـ الرجل والمرأة ـ أن يحسن كل منهما معاشرة‬
‫الخر‪ ،‬وقد حث تعالى فى كتابه الكريم وعلى لسان رسوله‪ ‬الزوج‬
‫ف( )النساء ‪:‬‬ ‫معمنرو ذ‬ ‫ن ذبال م ه‬ ‫شنروهن ل‬ ‫عا ذ‬ ‫بحسن العشرة فقال تعالى ‪) :‬وه ه‬
‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫‪ ، (19‬وقال ‪ " : ‬ه‬
‫خي منرك ن م‬ ‫خي منرك ن م‬ ‫خي منرك ن م‬
‫)‪(1‬‬
‫م ذلهمذلي" ‪ ،‬وقال‬ ‫م ذلهمل ذهذ وهأهنا ه‬ ‫م ه‬
‫خل ن ا‬ ‫ه‬ ‫ه‬
‫م‬
‫سائ ذهذ م‬ ‫م ل ذن ذ ه‬ ‫خهيانرك ن م‬ ‫م ذ‬ ‫خهيانرك ن م‬ ‫قا وه ذ‬ ‫م ن‬ ‫سن نهن م‬ ‫ح ه‬ ‫ماانا أ م‬ ‫ن ذإي ه‬ ‫مذني ه‬ ‫مؤ م ذ‬ ‫ل ال م ن‬ ‫م ن‬ ‫‪" : ‬أ ك م ه‬
‫قا" )‪. (2‬‬ ‫خل ن ا‬‫ن‬
‫م‬ ‫ن‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬
‫عن مد هك م‬ ‫ن ذ‬ ‫وا ل‬ ‫ن عه ه‬ ‫ما هن ل‬ ‫خي مارا فإ ذن ل ه‬ ‫ساذء ه‬ ‫صوا ذبالن م ه‬ ‫ست هوم ن‬ ‫ـ وقال ‪" : ‬أل هوا م‬
‫م‬ ‫ه‬ ‫ل‬
‫ن‬ ‫ه‬
‫مب هي من هةس فإ ذ م‬ ‫شةس ن‬ ‫ح ه‬ ‫فا ذ‬ ‫ن بذ ه‬ ‫ن ي هأذتي ه‬ ‫ه‬
‫شي مئا غي مهر ذ هل ذك إ ذل أ م‬ ‫ه‬ ‫ا‬ ‫ن ه‬ ‫من مهن ل‬ ‫ن ذ‬ ‫كو ه‬ ‫مل ذ ن‬ ‫س ته م‬ ‫ل هي م ه‬
‫ن‬ ‫ح فهإ ذ م‬ ‫مب همر س‬ ‫ضمرابا غ هي مهر ن‬ ‫ن ه‬ ‫ضرذنبوهن ل‬ ‫جذع هوا م‬ ‫ضا ذ‬ ‫م ه‬ ‫ن ذفي ال م ه‬ ‫جنروهن ل‬ ‫ن هفاهم ن‬ ‫فهعهل م ه‬
‫ه‬ ‫ه‬
‫قا‬‫ح ر‬ ‫م ه‬ ‫سائ ذك ن م‬ ‫م ع ههلى ن ذ ه‬ ‫ن ل هك ن م‬ ‫سذبيال أهل إ ذ ل‬ ‫ن ه‬ ‫م فههل ت هب منغوا ع هل هي مهذ هل‬ ‫أط هعمن هك ن م‬
‫شك ن م‬
‫م‬ ‫ن فننر ه‬ ‫م فههل نيوط ذئ م ه‬ ‫سائ ذك ن م‬ ‫م ع ههلى ن ذ ه‬ ‫قك ن م‬ ‫ح ي‬‫ما ه‬ ‫قا فهأ ل‬
‫م‬
‫ح ر‬ ‫م ه‬ ‫م ع هل هي مك ن م‬ ‫سائ ذك ن م‬ ‫وهل ذن ذ ه‬
‫ن‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫م‬ ‫ن‬ ‫ه‬ ‫م‬
‫م‬
‫ن ع هلي مك م‬ ‫قهن ل‬ ‫ح ي‬‫ن أل و ه ه‬ ‫هو ه‬ ‫ن ت هكهر ن‬ ‫م م‬ ‫م لذ ه‬ ‫ن ذفي ب ننيوت ذك م‬ ‫ن وهل ي هأذ ه ل‬ ‫)‪(3‬‬
‫هو ه‬ ‫ن ت هكهر ن‬ ‫م م‬ ‫ه‬
‫ن" ‪.‬‬ ‫)‪(4‬‬
‫ه‬ ‫م‬ ‫عا‬ ‫ه‬ ‫ط‬ ‫و‬ ‫ن‬ ‫ه‬ ‫ذ‬ ‫ت‬ ‫و‬ ‫س‬ ‫ك‬ ‫في‬ ‫ن‬ ‫ه‬ ‫ي‬‫ه‬ ‫ل‬ ‫إ‬ ‫نوا‬ ‫س‬ ‫ح‬ ‫ت‬ ‫ن‬ ‫أه‬
‫ذ ل‬ ‫ذ‬ ‫ه‬ ‫م ه ذ ل ه‬ ‫ذ‬ ‫ذ‬ ‫ذ ذ ل‬ ‫م‬ ‫ن‬ ‫ذ‬ ‫م‬ ‫ن‬ ‫م‬

‫)‪ (1‬صحيح ‪ :‬أخرجه الترمذى والطحاوى ‪ ،‬وتأمل قوله ‪ ‬ووصفه الزوجة بأنها أهل الرجل ‪ ،‬فهى‬
‫الخت والم والزوجة والقربية ‪.‬‬
‫)‪ (2‬صحيح ‪ :‬أخرجه الترمذى وغيره ‪.‬‬
‫)‪ (3‬فل تخنه ‪.‬‬
‫)‪ (4‬صحيح ‪ :‬أخرجه الترمذى وابن ماجة وغيرهما ‪.‬‬
‫‪104‬‬ ‫تحفة العروسين‬
‫ـ وقال ‪" : ‬كل شئ ليس فيه ذكر الله فهو )لغو( وسهو لعب ‪،‬‬
‫إل أربع )خصال( ‪ :‬ملعبة الرجل امرأته ‪ ،‬وتأديب الرجل فرسه ‪،‬‬
‫ومشيه بين الغرضين )‪ ، (5‬وتعليم الرجل السباحة" )‪. (6‬‬
‫ـ ومن صور حسن المعاشرة أسوق إليك أيها الزوج الحبيب هذا‬
‫الحديث الطيب الكثير الفوائد وآداب حسن المعاشرة لمن تدبره‬
‫وتأمله ‪ ،‬وفيه بعض ما تبغضه النساء فى الرجال ‪ ،‬وبعض ما تحبه‬
‫النساء فى الرجال فتأمله وذزن نفسك مع أى فريق أنت ‪ ،‬والحديث‬
‫رواه البخارى ومسلم )‪ (1‬عن أم المؤمنين عائشة ـ رضى الله عنها ـ‬
‫شرة ه امرأ هة ا فهتعاههدن وتعاقهد ه‬
‫ن‬
‫م ه‬ ‫ن هل ي هك مت ن م‬ ‫نأ م‬ ‫هه م ه ههه م ه‬ ‫م ه‬ ‫دى ع ه م ه‬ ‫ح ه‬ ‫س إذ م‬ ‫جل ه ه‬ ‫قالت )‪ : (2‬ه‬
‫شي مائا ‪.‬‬ ‫ن ه‬ ‫ه‬ ‫ن أه م‬
‫جه ذ ل‬ ‫خهبارذ أمزهوا ذ‬ ‫م م‬ ‫ذ‬
‫ه‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫ل غه ي‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫ه‬
‫ل‬
‫سه م س‬ ‫لل ه‬ ‫جب ه س‬‫س ه‬ ‫ث ع هلى هرأ ذ‬ ‫م س‬
‫ج ه‬‫م ه‬ ‫ح ن‬ ‫جي ل م‬ ‫ت الولى ‪ :‬هزوم ذ‬ ‫ـ هقال ذ‬
‫ل‪.‬‬ ‫ق ن‬ ‫ن فهي نن مت ه ه‬ ‫ه‬ ‫فهي نمرت ه ه‬
‫مي س‬ ‫س ذ‬ ‫قى وهل ه‬
‫ـ تصف زوجها بأنه كلحم الجمل ‪ ،‬وهو من أنواع اللحم غير المحببة‬
‫إلى الناس ‪ ،‬وهو مع كونه لحما مزهود فيه ‪ ،‬فهو على رأس جبل‬
‫ل ! وهذا الجبل ل سهل فيرتقى إلى اللحم المزهود ‪ ،‬ول هو‬ ‫عا س‬
‫باللحم السمين فأتحمل مشقة صعود وتسلق الجبل ‪.‬‬
‫ه‬ ‫ه‬ ‫خا ن ه‬ ‫خب ههره ن إ ذمني أ ه ه‬ ‫جي هل أ هب ن ي‬
‫ن أذ مك نمره ن‬ ‫ن هل أذ ههره ن إ ذ م‬ ‫فأ م‬ ‫ث ه‬ ‫ة ‪ :‬هزوم ذ‬ ‫ت اللثان ذي ه ن‬ ‫ـ هقال ه ذ‬
‫ه‬
‫ه‪.‬‬
‫جهر ن‬ ‫جهره ن وهب ن ه‬ ‫أذ مك نمر ع ن ه‬
‫ـ تقول ‪ :‬زوجى ل أنشر خبره ‪ ،‬إنى أخاف إن أنا تحدتث عنه أل‬
‫ت أحدثكم عنه‬ ‫أفيكم بيان معايب زوجى ومساوءه ‪ ،‬ولكن … إن كن ن‬
‫فيكفى أن اذكر عجره ‪ ،‬والعجر ‪ :‬العقد التى تكون فى البطن‬
‫واللسان ‪ ،‬والبجر‪ :‬العيوب ‪ ،‬فتحدثت عن عيوبه الظاهرة والباطنة ‪.‬‬
‫قال الخطابى ‪ :‬أرادت عيوبه الظاهرة وأسراره الكامنة ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫ولعله كان مستور الظاهر رديِء الباطن ‪.‬‬
‫ل‬ ‫ن‬ ‫ه‬ ‫ل‬ ‫ه‬ ‫ن‬ ‫شنق إ ه‬
‫ت أع هلقم ‪.‬‬ ‫سك ن م‬ ‫نأ م‬ ‫ن أن مط ذقم أطلقم وهإ ذ م‬ ‫جي ال معه ه ل ن ذ م‬ ‫ة ‪:‬هزوم ذ‬ ‫ت اللثال ذث ه ن‬ ‫ـ هقال ه ذ‬
‫ـ تصفه بأنه طويل مذموم الطول ‪ ،‬أرادت أنه ليس عنده أكثر من‬
‫طوله بغير نفع ‪ ،‬وقد قال ابن حبيب ‪ :‬هو المقدم على ما يريد ‪،‬‬
‫الشرس فى أموره ‪ ،‬وقيل ‪ :‬السيئ الخلق ‪.‬‬
‫تقول ‪ :‬أنها إن ذكرت عيوبه فيبلغه طلقها ‪ ،‬وإن سكتت عنده‬
‫فإنها عنده معلقة ل زوج ول أيم ‪ ،‬فأشارت إلى سوء خلقه وعدم‬
‫)‪(5‬‬
‫الغرض ‪ :‬الهدف ‪.‬‬
‫)‪(6‬‬
‫صحيح ‪ :‬أخرجه النسائى فى عشرة النساء ‪.‬‬
‫)‪(1‬‬
‫أخرجه البخارى )‪ (1989\5‬ومسلم )‪. (1898\4‬‬
‫أى تحدث النبى ‪ ‬وتقص عليه قصة النسوة ‪ ،‬وفيه ‪ :‬حسن استماع الزوج إلى زوجته ‪.‬‬ ‫)‪(2‬‬
‫تحفة العروسين‬ ‫‪105‬‬

‫احتماله لكلمها إن شكت له حالها ‪ ،‬وأنها تعلم أنها متى ذكرت له‬
‫شيئا ا من ذلك بادر إلى طلقها ‪ ،‬وأنها إن سكتت صابرة على تلك‬
‫الحال كانت عنده كالمعلقة التى ل ذات زوج ول أيم ‪.‬‬
‫ة‬
‫م ه‬‫سآ ه‬ ‫ه‬
‫ة وهل ه‬ ‫ه‬
‫خاف ه‬ ‫حقر وههل قنقر وههل ه‬
‫م ه‬ ‫ة هل ه‬ ‫م ه‬ ‫جي ك هل هي م ذ‬
‫ل ت ذهها ه‬ ‫ة ‪ :‬هزوم ذ‬‫ت اللراب ذعه ن‬ ‫ـ هقال ه ذ‬
‫‪.‬‬
‫ـ تصف زوجها بأنه لين الجانب ‪ ،‬خفيف الوطأة على الصاحب ‪،‬‬
‫ويحتمل أن يكون ذلك من بقية صفة الليل ‪ ،‬ثم وصفته بالجود‬
‫ووصفته بحسن العشرة واعتدال الحال وسلمة الباطن ‪ ،‬فكأنها‬
‫ة منه فل أخاف من شره ‪،‬‬ ‫قالت ‪ :‬ل أذى عنده ول مكروه ‪ ،‬وأنا آمن ل‬
‫ول ملل عنده فيسأم من عشرته ‪ ،‬فأنا لذيذة العيش عنده كلذة أهل‬
‫تهامة بليلهم المعتدل ‪.‬‬
‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬
‫ما‬‫ل عه ل‬‫سأ ن‬ ‫سد ه وهل ي ه م‬‫جأ ذ‬‫خهر ه‬‫ن ه‬‫ل فههذد ه وهإ ذ م‬‫خ ه‬‫ن ده ه‬ ‫جي إ ذ م‬ ‫ة ‪ :‬هزوم ذ‬‫س ن‬
‫م ه‬ ‫خا ذ‬ ‫ت ال م ه‬‫ـ هقال ه ذ‬
‫ع ههذد ه ‪.‬‬
‫)‪(1‬‬
‫ـ تصفه بالغفلة عند دخول البيت على وجه المدح له ‪ ،‬وشبهته‬
‫فى لينه وغفلته بالفهد ‪ ،‬لنه يوصف بالحياء وقلة الشر وكثرة النوم‬
‫‪ ،‬أو تصفه أنه إذا دخل البيت وثب على وثوب الفهد )‪ ، (2‬وإن خرج‬
‫كان فى القدام مثل السد ‪ ،‬وأنه يصير بين الناس مثل السد ‪ ،‬أو‬
‫تصفه بالنشاط فى الغزو ‪ ،‬وقولها ‪ :‬ول يسأل عما عهد ‪ :‬تمدحه بأنه‬
‫شديد الكرم كثير التغاضى ل يتفقد ما ذهب من ماله )‪. (1‬‬

‫خلق حسن ‪ ،‬فهو يتغافل عن بعض المور فى بيته ‪ ،‬فل يضيق‬ ‫)‪ (1‬وخلق الغفلة عند الرجل ن‬
‫الخناق على زوجه فى عمل كذا فى البيت ‪ ،‬أو تنظيف كذا ‪ ،‬وتأخيرها لفعل كذا كان قد أمر به‬
‫من أمور البيت ‪ ،‬فهو يتغافل فى بيته عن مثل هذه المور الصغيرة ‪ ،‬ول يكون كالضابط‬
‫الحارس المتفقد لكل صغيرة وكبيرة فى البيت ‪ ،‬حتى ل تكرة الزوجة وجوده وتتحين خروجه ‪.‬‬
‫)‪ (2‬أى نيكثر من مغازلتها ومواقعتها كحال الفهد مع أنثاه إذا دخل عرينه ‪.‬‬
‫)‪ (1‬فل يتفقد المال عند عودته ‪ ،‬ويسأل أين ذهب المال ‪ ،‬فترى الزوجة وقد أعدت قائمة‬
‫المصروفات بالدرهم والدينار والفلس ‪ ،‬وأين ذهب وكيف ذهب ولماذا ذهب ؟ حتىتقول الزوجة‬
‫‪ :‬أرى عمرى مع هذا الرجل قد ذهب ! بل عودة !!! ‪.‬‬
‫‪106‬‬ ‫تحفة العروسين‬
‫ن‬
‫وهإ ذ ذ‬
‫)‪(3‬‬
‫ف‬
‫شت ه ل‬ ‫با م‬ ‫شرذ ه‬ ‫ن ه‬ ‫ف)‪ (2‬وهإ ذ م‬ ‫ل له ل‬ ‫ن أ هك ه ه‬
‫جي إ ذ م‬ ‫ة ‪ :‬هزوم ذ‬ ‫س ن‬ ‫ساد ذ ه‬ ‫ت ال ل‬ ‫ـ هقال ه ذ‬
‫ث ‪.‬‬‫)‪(5‬‬
‫م ال مب ه ل‬‫ف ل ذي هعمل ه ه‬‫ج ال مك ه ل‬ ‫ف وههل نيول ذ ن‬ ‫(‬ ‫‪4‬‬ ‫)‬
‫جعه ال مت ه ل‬ ‫ضط ه ه‬ ‫ا م‬
‫ـ تصفه بأنه أكول شروب نؤوم ‪ ،‬إن أكل ل يبقى شيئا ا من الطعام‬
‫‪ ،‬والشتفاف فى الشرب استقصاءه فإن شرب ل يبقى شيئا ا من‬
‫الشراب ‪ ،‬وإن نام رقد ناحية وتلفف بكسائه وحده وانقبض عن أهله‬
‫إعراضا ا ‪ ،‬ول يمد يده ليعلم ما هى عليه من الحزن فيزيله ‪.‬‬
‫دالء‬
‫ه ه‬‫داسء ل ه ن‬‫ل ه‬ ‫جي غ ههياهيانء)‪ (1‬أ هوم ع ههياهيانء)‪ (2‬ط ههباهقانء)‪ (3‬ك ن ي‬ ‫ة ‪ :‬هزوم ذ‬ ‫ساب ذعه ن‬ ‫ت ال ل‬ ‫ـ هقال ه ذ‬
‫ه‬ ‫ه‬
‫ك‪.‬‬ ‫معه ك نرل ل ه ذ‬ ‫ج ه‬‫ك أوم ه‬ ‫ك أوم فهل ل ذ‬ ‫ج ذ‬ ‫ش ل‬ ‫ه‬
‫)‪(4‬‬
‫ـ تصفه بالحماقة ‪ ،‬كأنه فى ظلمة من أمره ‪ ،‬وانه عيي اللسان‬
‫ل يهتدى إلى مسلك ‪ ،‬ووصفته بثقل الروح وأنه كالظل المتكاثف‬
‫الظلمة الذى ل إشراق فيه ‪ ،‬وتقول أن كل شئ تفرق فى الناس‬
‫من المعايب موجود فيه ‪ ،‬وتصفه بسوء المعاملة لهله ‪ ،‬إن ضربها‬
‫فإما أن يشجها أو يكسرها أو يجمع لها الثنين ‪.‬‬
‫ه‬
‫ب‪.‬‬ ‫ح هزمرن ه س‬ ‫ح ذري ن‬‫ب هوالمري ن‬ ‫س أمرن ه س‬ ‫م ي‬ ‫س ه‬ ‫م ي‬ ‫جي ال م ه‬ ‫ة ‪ :‬هزوم ذ‬ ‫ت اللثا ذ‬
‫من ه ن‬ ‫ـ هقال ه ذ‬
‫ـ تمدح زوجها بأنه لين الخلق ‪ ،‬وحسن العشرة ‪ ،‬فهو فى ريح‬
‫ثيابه ‪ ،‬كالزرنب ‪ ،‬وهو نبات طيب الريح ‪ ،‬وفى لين كلمه ولطف‬
‫حديثه وحلوة طباعه كالرنب فى لين الملمس ‪.‬‬
‫ماد ذ‬‫م اللر ه‬ ‫ظي ن‬ ‫جاد ذ ع ه ذ‬‫ل الن م ه‬‫وي ن‬ ‫ماد ذ ط ه ذ‬ ‫جي هرذفيعن ال معذ ه‬ ‫ة ‪ :‬هزوم ذ‬ ‫سع ه ن‬ ‫ت اللتا ذ‬ ‫ـ هقال ه ذ‬
‫ن اللناذد‪.‬‬‫م ه‬ ‫ت ذ‬ ‫ب ال مب هي م ذ‬ ‫ري ن‬ ‫قه ذ‬

‫)‪ (2‬ويقع فى هذا الكثير من الزواج ‪ ،‬فل هو يسمى الله تعالى ‪ ،‬ول هو يأكل بيمينه ‪ ،‬إنما ياليدين‬
‫! ول هو يأكل مما يليه كما صح بذلك الحديث ‪ ،‬إنما "تلف" اللقمة أرجاء الصحفة خشية هرب‬
‫بعض الطعام وانفلته من قبضته ! ول هو يضع اللقمة فى فم امرأته إتباعا ا للسنة ‪ ،‬ول هو‬
‫ينتظر الزوجة حتى تنتهى من إحضار الطعام وترتيبه ‪ ،‬إنما ما إن يوضع الطعام أمامه حتى يبدأ‬
‫الصراع والحرب الضروس بين اللقمة والسنان والضروس ‪ ،‬وهكذا تستبدل الزوجة صحفة تلو‬
‫الصحفة ‪ ،‬وهكذا إذا أكل لف ‪.‬‬
‫)‪ (3‬فل يسمى الله ‪ ،‬ول يشرب على ثلث كما صح بذلك الحديث ‪ ،‬وإنما يشتف الماء حتى نهايته‬
‫‪ ،‬ثم تسمع جشااء يرتج له المنزل ! ‪.‬‬
‫)‪ (4‬يلتف فيبدو هو والغطاء كقطعة واحدة ‪ ،‬وتجلس الزوجة بجواره تتحسر على ما بذلت من‬
‫جهد فى إعداد الطعام والشراب وتهيئة الفراش ! والتعطر والتزين لهذا الملتحف ! ‪.‬‬
‫)‪ (5‬فل هو يشكر على الطعام الجيد أو الشراب اللذيذ ‪ ،‬ويشكر لها تعبها وجهدها ومعانتها ‪ ،‬أو‬
‫يسأل عن حالها وصحتها ‪ ،‬ومن باب أولى فهو لن يسأل عن صلتها وتقربها إلى ربها ‪.‬‬
‫)‪ (1‬أو هو غبى الفهم والمنطق ‪.‬‬
‫)‪ (2‬أى تجمعت فيه امراض العالم شماله وجنوبه ‪ ،‬شرقه وغربه ‪.‬‬
‫)‪ (3‬يعنى إذا أراد جماعى أطبق على كالسور الذى يقع أصحابه ‪ ،‬أو كالبيت ينهدم على أهله ‪ ،‬فل‬
‫يقدم بالقبلة أو اللمسة أو الكلمة ‪.‬‬
‫)‪ (4‬ثقيل الللسان ‪.‬‬
‫تحفة العروسين‬ ‫‪107‬‬

‫ـ وصفته بطول البيت وعلوه وكرمه ‪ ،‬أو بنسبه الرفيع ‪ ،‬طويل‬


‫السيف مما يدل على شجاعته وإقدامه ‪ ،‬وهو مع ذلك سخى كريم‬
‫الضياف ‪ ،‬فرماد البيت كثير من كثرة الضياف ‪ ،‬وهو مع هذه كله‬
‫زعيم قومه فى ناديهم القريب من البيت ‪.‬‬
‫ه إ ذب ذ ل‬
‫ل‬ ‫كل ن‬ ‫ه‬ ‫ن ذ هل ذ ذ‬ ‫م م‬ ‫خي ملر ذ‬ ‫مال ذك ه‬ ‫ل‬ ‫ك ه‬ ‫مال ذ ل‬ ‫ما ه‬ ‫ك وه ه‬ ‫مال ذ ل‬ ‫جي ه‬ ‫شهرة ن ‪ :‬هزوم ذ‬ ‫ت ال مهعا ذ‬ ‫ـ هقال ه ذ‬
‫ه‬
‫ن‬
‫ق ل‬ ‫ممزههرذ أي م ه‬ ‫ت ال م ذ‬ ‫صوم ه‬ ‫ن ه‬ ‫مع م ه‬ ‫س ذ‬ ‫ذا ه‬ ‫ح وهإ ذ ه‬ ‫سارذ ذ‬ ‫م ه‬ ‫ت ال م ه‬ ‫ك قهذليهل ن‬ ‫مهبارذ ذ‬ ‫ت ال م ه‬ ‫ك هذثيهرا ن‬
‫ك‪.‬‬ ‫وال ذ ن‬ ‫ه‬
‫ن هه ه‬ ‫أن لهن ل‬
‫قرى والستعداد له ‪ ،‬والمبالغة‬ ‫ـ تصفه بالكرم والثروة وكثرة ال ذ‬
‫عظم شأنه ‪ ،‬فقولها ‪:‬‬ ‫فى صفاته ‪ ،‬والتقديم له بالسؤال للتنبيه على ذ‬
‫وما مالك ؟ تعظيم لمره وشأنه ‪ ،‬وأنه خير مما أشير إليه من الثناء‬
‫والمديح كله على الزواج السابق ذكرهم ‪ ،‬فمالك هذا له إبل كثيرة ‪،‬‬
‫دائمة البروك بالحظيرة انتظارا ا لقدوم الضيف ‪ ،‬ولهذا الرجل علمة‬
‫وإشارة بينه وبين أهله أو خدمه ‪ ،‬فإذا نزل بهم الضيف ‪ ،‬أعطى‬
‫الرجل الشارة بالمزهر ‪ ،‬دللة لعداد الطعام ـ فل يسمع الضيف‬
‫ندائه بإعداد الطعام فيتحرج ـ وقد اعتادت البل عند سماع‬
‫الملهى أن توقن بالهلك وهو النحر ‪ ،‬ليقدم لحمها طعاما ا لضيوفه ‪،‬‬
‫وهذا غاية الكرم ‪.‬‬
‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬
‫ن‬
‫م م‬ ‫س ذ‬ ‫ما أنبو هزمرسع ؟ أهنا ه‬ ‫جي أنبو هزمرسع ‪ ،‬وه ه‬ ‫شهرة ه ‪ :‬هزوم ذ‬ ‫ة عه م‬ ‫حاد ذي ه ه‬ ‫ت ال م ه‬ ‫ـ هقال ه ذ‬
‫ه‬ ‫حل ذ ن‬
‫سي ‪،‬‬ ‫ف ذ‬ ‫ي نه م‬ ‫ت إ ذل ه ل‬ ‫ح م‬ ‫ج ه‬‫حذني فهب ه ذ‬ ‫ج ه‬ ‫ضد هيِل ‪ ،‬وهب ه ل‬ ‫حم س ع ه ن‬ ‫ش م‬ ‫ن ه‬ ‫م م‬ ‫مهل ذ‬ ‫ي ‪ ،‬وه ه‬ ‫ي أذ نن ه ل‬ ‫ن ي‬
‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬
‫ط‬ ‫طي س‬ ‫ل وهأ ذ‬ ‫صذهي س‬ ‫ل ه‬ ‫جعهلذني ذفي أهم ذ‬ ‫شقي ‪ ،‬فه ه‬ ‫مةس ب ذ ذ‬ ‫ل غ نن هي م ه‬ ‫جد هذني ذفي أهم ذ‬ ‫وه ه‬
‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ن‬ ‫ه‬ ‫ه‬
‫ب‬
‫شهر ن‬ ‫ح ‪ ،‬وهأ م‬ ‫صب ل ن‬ ‫ح ‪ ،‬وهأمرقند ن فهأت ه ه‬ ‫ل فهل أقهب ل ن‬ ‫من هقي ‪ ،‬فهعذن مد هه ن أنقو ن‬ ‫س وه ن‬ ‫دائ ذ س‬ ‫وه ه‬
‫ح‪.‬‬ ‫قن ل ن‬ ‫فهأ هت ه ه‬
‫ح‪.‬‬ ‫سا ل‬ ‫ح ‪ ،‬وهب هي مت نهها فه ه‬ ‫دا ل‬ ‫مهها هر ه‬ ‫كو ن‬ ‫م أ هذبي هزمرسع ؟ ع ن ن‬ ‫ما أ ي‬
‫ن‬
‫م أذبي هزمرسع ‪ ،‬فه ه‬
‫أن ه‬
‫ي‬
‫ه‬ ‫ع‬ ‫ب‬ ‫ش‬ ‫م‬ ‫ي‬ ‫و‬ ‫ة‬ ‫ب‬ ‫م‬ ‫ط‬ ‫ش‬ ‫ه‬ ‫م‬
‫ل‬ ‫س‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫ك‬ ‫ه‬ ‫ع‬ ‫ج‬ ‫ض‬ ‫م‬ ‫؟‬ ‫ع‬ ‫ر‬ ‫ز‬ ‫بي‬ ‫ابن أ هبي زرع ‪ ،‬فهما ابن أ ه‬
‫ذ ن‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫ه‬ ‫س‬ ‫ه‬ ‫ن ه ه‬ ‫ن‬ ‫ه‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫م س‬ ‫ه‬ ‫ن ذ‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫م س‬ ‫ه‬ ‫م ن ذ‬
‫فهرةذ ‪.‬‬ ‫ج م‬ ‫م‬
‫ذ ذهراع ن ال ه‬
‫ن‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬
‫لنء‬ ‫م م‬ ‫مهها ‪ ،‬وه ذ‬ ‫ت أذبي هزمرسع ؟ ط هومع ن أذبيهها ‪ ،‬وهط هومع ن أ م‬ ‫ما ب ذن م ن‬ ‫ت أذبي هزمرسع ‪ ،‬فه ه‬ ‫ب ذن م ن‬
‫جاهرت ذهها ‪.‬‬ ‫ظ ه‬ ‫سائ ذهها ‪ ،‬وهغ هي م ن‬ ‫كذ ه‬
‫ديث ههنا ت هب مذثياثا ‪ ،‬وههل ت نن ه م‬ ‫ة أذبي هزمرسع ؟ هل ت هب ن ي‬ ‫ه‬ ‫ه‬
‫ث‬ ‫ق ن‬ ‫ح ذ‬ ‫ث ه‬ ‫جارذي ه ن‬ ‫ما ه‬ ‫ة أذبي هزمرسع ‪ ،‬فه ه‬ ‫جارذي ه ن‬ ‫ه‬
‫شيشا ‪.‬‬ ‫ا‬ ‫مل ب هي مت ههنا ت هعم ذ‬ ‫ن‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ا‬
‫قيثا‪ ،‬وهل ت ه م‬ ‫ميهرت ههنا ت هن م ذ‬ ‫ذ‬
‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫ه‬
‫ن‬ ‫دا ذ‬ ‫معههها وهل ه‬ ‫مهرأة ا ه‬ ‫يا م‬ ‫ق ه‬ ‫ض ‪ ،‬فل ذ‬ ‫خ ن‬ ‫م ه‬ ‫ب تن م‬ ‫ج أنبو هزمرسع هوالومطا ن‬ ‫خهر ه‬ ‫ت‪ :‬ه‬ ‫هقال م‬
‫حهها ‪،‬‬ ‫قذني وهن هك ه ه‬ ‫ن ‪ ،‬فهط هل ل ه‬ ‫مان هت هي م ذ‬ ‫ها ب ذنر ل‬ ‫صرذ ه‬ ‫خ م‬ ‫ت ه‬ ‫ح ذ‬ ‫ن ته م‬ ‫م م‬ ‫ن ذ‬ ‫ن ي هل معههبا ذ‬ ‫فهمد هي م ذ‬ ‫كال م ه‬ ‫ل ههها ه‬
‫ه‬ ‫ه‬
‫ما‬‫ي ن هعه ا‬ ‫ح ع هل ه ل‬ ‫خط مريا ‪ ،‬وهأهرا ه‬ ‫خذ ه ه‬ ‫شرذريا‪ ،‬وهأ ه‬ ‫ب ه‬ ‫سرذريا ‪ ،‬هرك ذ ه‬ ‫جال ه‬ ‫ت ب هعمد هه ن هر ن‬ ‫ح ن‬ ‫فهن هك ه م‬
‫‪108‬‬ ‫تحفة العروسين‬
‫ن‬ ‫ث هرذريا ‪ ،‬وهأ هع م ه‬
‫ريِ‬ ‫ذ‬ ‫مي‬ ‫م هزمرسع وه ذ‬‫ل ‪ :‬ك نذلي أ ل‬ ‫جا ‪ ،‬وههقا ه‬ ‫حةس هزوم ا‬ ‫ن كن م‬
‫ل هرائ ذ ه‬ ‫م م‬ ‫طاذني ذ‬
‫صغههر آن ذي هةذ أ هذبي‬ ‫ه‬
‫ما ب هل هغه أ م‬ ‫يسء أ هع م ه‬
‫طاذنيهذ ه‬ ‫ش م‬ ‫ل ه‬ ‫ت كن ل‬ ‫معم ن‬ ‫ت ‪ :‬فهل هوم ه‬
‫ج ه‬ ‫ك ‪ ،‬هقال ه م‬
‫ه‬
‫أهمل ه ذ‬
‫هزمرسع "‪.‬‬
‫ـ قولها "أناس من حلى أذنى" أى حلنى بأنواع الزينة التى‬
‫تعلقن بأذنى ‪.‬‬
‫ـ قولها "وبجحنى فبجحت إلى نفسى" أى ‪ :‬سرنى وفنرحنى‬
‫بحسن معاملته فعظمت نفسى فى عينى ‪ ،‬أو عظمنى ورفع من‬
‫شأنى فعظمت نفسى فى عينى ‪ ،‬حتى شعرت بأنى أميرة الميرات‬
‫‪ ،‬رغم أنه ‪:‬‬
‫ـ وجدنى فى أهل غنيمة بشق … أى ‪ :‬وجدنى فى أهل فقراء ‪،‬‬
‫ليس لهم من الغنم إل قليل ‪ ،‬فانتشلنى من هذا الحال فجعلنى فى‬
‫أهل الثراء مع الخيل والبل والزرع والخدم والدجاج وسائر النعام ‪.‬‬
‫ـ فعنده أقول فل أقبح وأرقد فأتصبح وأشرب فأتقنح ‪ :‬أى أتكلم‬
‫فل يقبح قولى أو يسفهه ‪ ،‬وعنده أنام فل يوقظنى أحد حتى استيقظ‬
‫من نفسى ‪ ،‬وإذا شربت ارتويت من الشراب ‪.‬‬
‫ثم هى بعد أن وصفت زوجها انتقلت بالثناء إلى أمه وابنه وابنته‬
‫بل حتى إلى جاريته ‪ ،‬وهذا إنما يدلك على مدى تعلق هذا المرأة‬
‫بزوجها ‪ ،‬فهى لم تكتفى بمدح الزوج حتى اتبعت هذا بالثناء على أمه‬
‫)حماتها( ! تصفها بأن سمينة الجسم واسعة البيت ‪ ،‬وابنه ‪ :‬هادئ‬
‫الطباع قليل الطعام ‪ ،‬وابنته ‪ :‬سمينة كأمها ‪ ،‬وهى طوع أمر أبيها‬
‫وأمها ‪ ،‬وهى غيظ جارتها ‪ :‬أى جيران أبيها وأمها ‪ ،‬أو غيظ جارتها ‪:‬‬
‫أى أن زوج البنت كان متزوجا ا عليها فكانت هى أفضل أزواجه ‪-‬‬
‫جارتها ‪ -‬إليه ‪ ،‬ثم إليكم أيضا ا وصف جارية وخادمة أبى زرع ‪ :‬فهى‬
‫كتومة ل تنشر خبر بيتنا والحديث عنه ـ هذه الجارية أو الخادمة‬
‫وليست الزوجة ! ـ ول هى تهمل أمر طعامنا فهى ليست بالمبذرة ‪،‬‬
‫أو ليست بالتى تسرق من ثمن طعامنا عند شرائه ‪ ،‬وهى مع هذا‬
‫كله نظيفة ‪ ،‬تحافظ على نظافة بيتنا !!! ‪.‬‬
‫ثم أخذت بالعود مرة أخرى فى بيان حال أبى زرع ‪ ،‬تقول ‪ :‬خرج‬
‫زوجها ذات يوما ا ـ لعله كان غاضبا ا ‪ ،‬فرأى امرأة جميلة معها ولدان‬
‫يشبهان البدر فى الجمال ‪ ،‬والفهد فى الحيوية والنشاط ‪ ،‬يلعبان‬
‫بثديى أمهما ‪ ،‬اللذين يشبهان الرمانتين ‪ ،‬تقول ‪ :‬فطلقنى ونكحها ‪،‬‬
‫تقول ‪ :‬فتزوجت بعده رجل ا سريا ا شريفا ا ‪ ،‬أعطانى كل ما أريد من‬
‫أنواع النعم ‪ ،‬ولم يبخل على بشئ ‪ ،‬وقال لى ‪ :‬تمتعى وأعطى أهلك‬
‫ما تشائين من أنواع الخيرات ‪ ،‬تقول ‪ :‬فلو جمعت كل شئ أعطانيه‬
‫تحفة العروسين‬ ‫‪109‬‬

‫هذا الزوج الثانى ما بلغ أصغر آنية أبى زرع ‪ ،‬وذلك لشدة حبها‬
‫وعظم الخير الذى كان عند زوجها الول )‪. (1‬‬
‫ن‬ ‫ه‬
‫م هزمرسع" هذه‬ ‫ك ك هأذبي هزمرسع ذل م‬ ‫ت له ذ‬ ‫ل الل لهذ ‪ ‬ك نن م ن‬ ‫سو ن‬ ‫ل هر ن‬ ‫ة ‪ :‬هقا ه‬ ‫ش ن‬ ‫عائ ذ ه‬ ‫ت ه‬ ‫ـ هقال ه م‬
‫رواية البخارى ومسلم ‪ ،‬وفى رواية للطبرانى" كنت لك كأبى زرع‬
‫لم زرع ‪ ،‬لكن ل أطلق النساء" ‪.‬‬
‫ـ ومن صور حسن المْعاشرة أيضا ‪ :‬إشاعة المرح والسرور‬ ‫ا‬
‫والبهجة والتلطف مع الزوجة ‪ ،‬روى البخارى )‪ (2‬عن عروة عن‬
‫ه ه‬ ‫ه‬
‫شةذ‬ ‫حب ه ه‬ ‫دائ ذهذ وهأهنا أن مظ ننر إ ذهلى ال م ه‬ ‫ست ننرذني ب ذرذ ه‬ ‫ي ‪ ‬يه م‬ ‫ل‬ ‫ت الن لب ذ‬ ‫عائشة قالت ‪" :‬هرأي م ن‬
‫كون أ هنا ال لتي أ ه ه‬
‫جارذي هةذ‬ ‫م هفاقمد ننروا قهد مهر ال م ه‬ ‫سأ ن‬ ‫م‬ ‫حلتى أ ه ن ه ه ذ‬ ‫جد ذ ه‬ ‫س ذ‬ ‫م م‬ ‫ن ذفي ال م ه‬ ‫ي هل معهنبو ه‬
‫و" ‪.‬‬ ‫صةذ ع ههلى الل لهم ذ‬ ‫ري ه‬ ‫ح ذ‬ ‫ن ال م ه‬ ‫س م‬ ‫ديث هةذ ال م‬ ‫ح ذ‬ ‫ال م ه‬
‫ـ وعن الصديقة بنت الصديق عائشة ـ رضى الله عنها ـ أيضا ا‬
‫ة له ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬
‫ل‬‫م ذ‬ ‫ح ذ‬ ‫مأ م‬ ‫جارذي ه ل م‬ ‫فارذهذ وهأهنا ه‬ ‫س ه‬ ‫ضأ م‬ ‫ي ‪ ‬ذفي ب هعم ذ‬ ‫معه الن لب ذ م‬ ‫ت ه‬ ‫ج ن‬ ‫خهر م‬
‫ه‬
‫قالت ‪ " :‬ه‬
‫ي‬ ‫ه‬
‫ل ذلي ت ههعال م‬ ‫م هقا ه‬ ‫موا ‪ ،‬ث ن ل‬ ‫قد ل ن‬ ‫موا فهت ه ه‬ ‫قد ل ن‬ ‫س ته ه‬ ‫قا ه‬ ‫ن فه ه‬ ‫م وهل ه م‬ ‫الل ل م‬
‫ل ذلللنا ذ‬ ‫م أب مد ن م‬
‫ن‬
‫ح ه‬
‫ت‬ ‫مل م ن‬ ‫ح ه‬ ‫ذا ه‬ ‫حلتى إ ذ ه‬ ‫ت ع همني ه‬ ‫سك ه ه‬ ‫ه ‪ ،‬فه ه‬ ‫قت ن ن‬
‫سب ه م‬‫ه فه ه‬ ‫قت ن ن‬ ‫ساب ه م‬ ‫ك ‪ ،‬فه ه‬ ‫ق ذ‬ ‫ساب ذ ه‬ ‫حلتى أ ه‬ ‫ه‬
‫س‬ ‫نا‬ ‫لل‬
‫ذ‬ ‫ل‬ ‫ه‬ ‫قا‬
‫ه‬ ‫ه‬ ‫ف‬ ‫ه‬ ‫ر‬ ‫فا‬ ‫ه‬ ‫س‬ ‫خرجت معه في بعض أ ه‬ ‫ه‬ ‫ت‬ ‫سي‬ ‫ن‬ ‫و‬ ‫ت‬ ‫ن‬ ‫د‬ ‫ب‬ ‫و‬ ‫م‬ ‫ح‬ ‫ل‬ ‫ل‬ ‫ال‬
‫ل ذ‬ ‫ه م ن ه ه ن ذ هم ذ م ذ ذ‬
‫ل تعال هي حتى أ ن‬
‫م ه هه نم ن هه ذ ن‬
‫قذني‬ ‫سب ه ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ف‬ ‫ه‬ ‫ت‬
‫ه ه ن ن‬ ‫م‬ ‫ق‬ ‫ب‬ ‫سا‬ ‫ه‬ ‫ف‬ ‫ك‬
‫ه ذ ذ‬ ‫ه‬ ‫ق‬ ‫ب‬ ‫سا‬ ‫هه م ه ل‬ ‫ه‬ ‫قا‬ ‫م ه‬ ‫موا ث ن ل‬ ‫قد ل ن‬ ‫موا فهت ه ه‬ ‫قد ل ن‬ ‫ته ه‬
‫ك" ‪.‬‬ ‫)‪(1‬‬ ‫ل ههذ ذهذ ب ذت ذل م ه‬ ‫قو ن‬ ‫ك وههنوه ي ه ن‬ ‫ح ن‬ ‫ض ه‬ ‫ل يه م‬ ‫جع ه ه‬ ‫فه ه‬
‫ه‬ ‫ه‬
‫ض‬
‫حائ ذ ل‬ ‫ب وهأهنا ه‬ ‫شهر ن‬ ‫تأ م‬ ‫ـ وعنها أيضا ا ـ رضى الله عنها ـ قالت ‪" :‬ك نن م ن‬
‫ب وهأ هت هعهلرقن ال معهمرقه‬ ‫شهر ن‬ ‫ي فهي ه م‬ ‫ضذع فذ ل‬ ‫موم ذ‬ ‫ضعن هفاه ن ع ههلى ه‬ ‫ي ‪ ‬فهي ه ه‬ ‫ه الن لب ذ ل‬ ‫م أهناوذل ن ن‬
‫ثن ن‬
‫ل‬
‫ن‬ ‫ه‬
‫ي" ‪.‬‬ ‫)‪(2‬‬
‫ضذع فذ ل‬ ‫موم ذ‬ ‫ضعن هفاه ن ع ههلى ه‬ ‫ي ‪ ‬فهي ه ه‬ ‫ه الن لب ذ ل‬ ‫م أهناوذل ن ن‬ ‫ض ثن ل‬ ‫حائ ذ ل‬ ‫وهأهنا ه‬
‫ومن السلوكيِات التى على الزوج التحلى بها أيضا ا ‪:‬‬
‫ـ أل يطرق أهله ليِل ا ‪:‬‬
‫روى البخارى عن جابر بن عبد الله ـ رضى الله عنهما ـ قال ‪:‬‬
‫ه ط ننرواقا" )‪ ، (3‬وعنه أيضا ا‪ ‬أن‬ ‫كان النبي ‪‬يك مره أ هن يأ مت ذي الرج ن ه‬
‫ل أهمل ه ن‬ ‫" ه ه لذ ي ه ه ن م ه ه ل ن‬
‫ذا قهدم أ هحدك نم ل هيال فههل يأ مت ذي ه‬ ‫النبى‪ ‬قال ‪" :‬إ ذ ه‬
‫حلتى‬ ‫ه ط ننرواقا ه‬ ‫ن أهمل ه ن‬ ‫ه ه ل‬ ‫ذ ه ه ن م م‬
‫ة" ‪.‬‬ ‫)‪(4‬‬
‫شعذث ه ن‬ ‫ط ال ل‬ ‫ش ه‬ ‫مت ه ذ‬ ‫ة وهت ه م‬ ‫مذغيب ه ن‬ ‫حد ل ال م ن‬ ‫ست ه ذ‬ ‫ته م‬
‫)‪(1‬‬
‫انظر ‪ :‬فتح البارى )‪. (163\9‬‬
‫)‪(2‬‬
‫أخرجه البخارى ‪. (1991\5)5‬‬
‫)‪(1‬‬
‫صحيح ‪ :‬أخرجه النسائى فى العشرة وأحمد وغيرهما ‪.‬‬
‫)‪(2‬‬
‫أخرجه مسلم ‪.‬‬
‫)‪(3‬‬
‫أخرجه البخارى )‪. (2008\5‬‬
‫)‪(4‬‬
‫السابق ومسلم ‪.‬‬
‫‪110‬‬ ‫تحفة العروسين‬
‫قال أهل اللغة ‪ :‬الطروق بالضم المجئ بالليل من سفر أو من‬
‫غيره على غفلة ويقال لكل آت بالليل طارق ول يقال بالنهار إل‬
‫مجازا ا ‪.‬‬
‫وقال بعض أهل اللغة ‪ :‬أصل الطروق الدفع والضر وبذلك سميت‬
‫الطريق لن المارة تدقها بأرجلها وسمى التى بالليل طارقا ا لنه‬
‫يحتاج غالبا ا إلى دق الباب وقيل أصل الطروق السكون ومنه أطرق‬
‫رأسه فلما كان الليل يسكن فيه سمى التى فيه طارقا ا ‪.‬‬
‫طا ه ه‬‫ذا أ ه ه‬
‫ـ وقول ‪ ‬فى رواية أخرى صحيحة عن جابر ‪" : ‬إ ذ ه‬
‫حد نك ن ن‬
‫م‬ ‫لأ ه‬
‫ه ل هي مال" وفيه التقييد فيه بطول الغيبة ‪ ،‬أى يشير‬ ‫ه‬
‫ة فههل ي هط منرقم أهمل ه ن‬ ‫ال مغهي مب ه ه‬
‫إلى أن علة النهى إنما توجد حينئذ فالحكم يدور مع علته وجودا ا‬
‫وعدما ا ‪ ،‬بخلف من يخرج نهارا ا إلى عمله ثم يعود ليل ا ‪ ،‬وإنما المراد‬
‫من طالت غيبته فل يطرق أهله ليل ا بدون تنبيه خشية أن تقع عينه‬
‫على ما يكره من عدم النظافة ونحوها مما قد يسبب له النفرة ‪،‬‬
‫والشرع الحكيم إنما يحرض على الستر ‪ ،‬وقد وقع فى بعض‬
‫خونه ه‬ ‫ه‬
‫س ع هث ههرات ذهذ م‬
‫م" ‪.‬‬ ‫م ه‬ ‫م أوم ي هل مت ه ذ‬
‫ن ين ه م ه ن م‬‫الروايات ‪" :‬أ م‬
‫ـ فعلى الزوج عند عودته من العمل مثل ا أل يهم على أهله ليل ا‬
‫فيفتح عليها الباب "بالمفتاح" دون الستئذان والتوطئة بدق‬
‫"الجرس" مثل لئل يرى منها ما يكون سببا ا فى نفرته منها ‪ ،‬أو يطلع‬
‫على عورة منها ل تريد منه أن يراها ‪.‬‬
‫وفى حديث السراء والمعراج هذا الدب اللطيف فى الستئذان‬
‫ويظهر جليا ا فى دق جبريل ‪ ‬باب السماء الولى طلبا ا للصعود‬
‫والدخول ‪ ،‬ثم تكرر هذا المر فى كل سماء ‪ ،‬وسؤال الملئكة‬
‫الطارق فيرد باسمه ثم سؤالهم عمن معه وهكذا… وفى هذا من‬
‫)‪(1‬‬
‫الحكم والدب ما على المسلم من تأمله وتدبره‬
‫ا‬
‫ـ ومن السلوكيِات التى على الرجل التحلى بها أيضا ‪:‬‬
‫مراعاة غيِرة النساء ‪.‬‬
‫ن‬ ‫ه‬
‫ت‬
‫مهها ذ‬ ‫دى أ ل‬ ‫ح ه‬ ‫ت إذ م‬ ‫سل ه م‬ ‫سائ ذهذ فهأمر ه‬ ‫ض نذ ه‬ ‫عن مد ه ب هعم ذ‬ ‫ي‪ ‬ذ‬ ‫ن الن لب ذ ي‬ ‫كا ه‬ ‫روى أنس قال ‪ " :‬ه‬
‫خاد ذم ذ‬‫ي ‪ ‬ذفي ب هي مت ذهها ي هد ه ال م ه‬ ‫ت ال لذتي الن لب ذ ي‬ ‫ضهرب ه ذ‬‫م فه ه‬ ‫فةس ذفيهها ط ههعا ل‬ ‫ح ه‬‫ص م‬ ‫ن بذ ه‬
‫مذني ه‬‫مؤ م ذ‬‫ال م ن‬
‫جع ه ه‬
‫ل‬ ‫م ه‬ ‫فة ذ ث ن ل‬ ‫ي ‪ ‬فذل هقه ال ل‬ ‫ت فه ه‬ ‫فل ه ه‬ ‫ة)‪ (2‬هفان م ه‬ ‫قط ه ذ‬ ‫فه ه‬
‫) ‪(3‬‬
‫ح ه‬ ‫ص م‬ ‫معه الن لب ذ ي‬‫ج ه‬ ‫ق م‬ ‫ف ن‬‫ح ه‬‫ص م‬ ‫ت ال ل‬ ‫س ه‬
‫ن‬ ‫ن‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ل‬ ‫ل‬
‫س‬‫حب ه ه‬ ‫م ه‬ ‫م ثن ل‬ ‫مك م‬ ‫تأ ي‬ ‫ل غاهر م‬ ‫قو ن‬ ‫فةذ وهي ه ن‬ ‫ح ه‬
‫ص م‬‫ن ذفي ال ل‬ ‫ذيِ كا ه‬ ‫م ال ذ‬
‫معن ذفيهها الطهعا ه‬ ‫ج ه‬ ‫يه م‬

‫)‪ (1‬انظر السراج الوهاج فى شرح حديث السراء والمعراج لكاتب هذه السطور ‪ .‬ط ‪ :‬مكتبة‬
‫العلم ‪.‬‬
‫)‪ (2‬وفيه عدم ترك أو رمى الطعام إذا وقع على الرض ‪.‬‬
‫)‪ (3‬تأمل هذا التواضع والمشاركة من الرسول ‪. ‬‬
‫تحفة العروسين‬ ‫‪111‬‬

‫ن‬
‫ة‬
‫ف ه‬ ‫ح ه‬ ‫في ب هي مت ذهها فهد هفهعه ال ل‬
‫ص م‬ ‫عن مد ذ ال لذتي هنوه ذ‬ ‫ن ذ‬ ‫م م‬‫فة س ذ‬ ‫ح ه‬‫ص م‬ ‫ي بذ ه‬ ‫حلتى أت ذ ه‬ ‫م ه‬ ‫خاد ذ ه‬ ‫ال م ه‬
‫ه‬
‫مك م ن‬ ‫ك ال م ه‬‫س ه‬ ‫ة إ ذهلى ال لذتي ك ن ذ‬
‫(‬‫‪4‬‬ ‫)‬
‫ت‬‫سوهرة ه ذفي ب هي م ذ‬ ‫م ه‬ ‫فت نهها وهأ م‬ ‫ح ه‬ ‫ص م‬ ‫ه‬ ‫ت‬‫سهر م‬ ‫ح ه‬ ‫حي ه‬ ‫ص ذ‬ ‫ال ل‬
‫ت " )‪. (5‬‬ ‫ه ه م‬‫ر‬ ‫س‬ ‫ه‬ ‫ك‬ ‫تي‬ ‫ال ل ذ‬
‫ـ ففى هذا الحديث التنبيه إلى عدم مؤاخذة الغيراء لنها فى تلك‬
‫الحالة يكون عقلها محجوبا ا بشدة الغضب الذى أثارته الغيرة ‪.‬‬
‫وأصل الغيرة غير مكتسب للنساء لكن إذا أفرطت فى ذلك بقدر‬
‫زائد عليه تلم وضابط ذلك ما ورد فى الحديث الخر عن جابر بن‬
‫ما‬
‫من مهها ه‬ ‫ه ‪ ‬وه ذ‬ ‫ب الل ل ن‬ ‫ح ي‬ ‫ما ي ن ذ‬ ‫ن ال مغهي مهرةذ ه‬ ‫م ه‬ ‫ن ذ‬ ‫عتيك النصارى رفعه ‪" :‬إ ذ ل‬
‫ض الل لنه ‪‬‬ ‫ما ي هب مغن ن‬ ‫من مهها ه‬‫ه ‪ ‬وه ذ‬ ‫ب الل ل ن‬ ‫ح ي‬ ‫ما ي ن ذ‬ ‫خي ههلذء ه‬ ‫ن ال م ن‬ ‫م ه‬ ‫ه ‪ ‬وه ذ‬ ‫ض الل ل ن‬ ‫ي هب مغن ن‬
‫ه‬ ‫ه‬
‫ما ال مغهي مهرة ن ال لذتي‬ ‫ه ‪ ‬هفال مغهي مهرة ن ذفي المريب هةذ وهأ ل‬ ‫ب الل ل ن‬ ‫ح ي‬ ‫ما ال مغهي مهرة ن ال لذتي ي ن ذ‬ ‫فهأ ل‬
‫ب الل ل ن‬
‫ه‬ ‫ح ي‬ ‫ذيِ ي ن ذ‬ ‫ل ال ل ذ‬
‫خت ذهيا ن‬ ‫ل هفال مغهي مهرة ن ذفي غ هي مرذ ذريب هةس ‪ ،‬هواذل م‬ ‫ج ل‬ ‫ه ع هلز وه ه‬ ‫ض الل ل ن‬ ‫ي هب مغن ن‬
‫ذيِ‬ ‫ل ال ل ذ‬ ‫خت ذهيا ن‬‫صد هقهةذ هواذل م‬ ‫عن مد ه ال ل‬ ‫ل وه ذ‬ ‫قهتا ذ‬ ‫عن مد ه ال م ذ‬ ‫سهذ ذ‬ ‫ف ذ‬ ‫ل ب ذن ه م‬ ‫ج ذ‬‫ل اللر ن‬ ‫خت ذهيا ن‬ ‫‪‬ا م‬
‫ل" )‪. (1‬‬ ‫خي ههلنء ذفي ال مهباط ذ ذ‬ ‫ه ‪ ‬ال م ن‬ ‫ض الل ل ن‬ ‫ي هب مغن ن‬
‫ـ وهنا ننبه "الرجال" الذين تهاونوا فى أجساد نسائهم فأصبحت‬
‫مرتعا ا لعين الذئاب فى كل مكان ‪ ،‬فى الطريق ‪ ،‬فى العمل ‪ ،‬فى‬
‫وسائل العلم ‪ ،‬حتى دخل العرى والتهاون "بالذعرض" بيوت‬
‫المسلمين ـ إل من رحم الله ـ حتى يرى "الرجل" زوجته تجلس‬
‫أمام "شقتها" مع جارتها وقد ارتدت ما يكشف كتفيها وبعض صدرها‬
‫‪ ،‬وساقيها ‪ ،‬أو تجالس أصدقاء الزوج ـ فى الزيارات ! ـ وقد تعرى‬
‫صدرها أو ظهرها بعد أن تعرت هى من أوامر ربها ‪ ،‬حتى صارت‬
‫"الدياثة" هى العرف السائد فى بيوت وشوارع المسلمين ‪ ،‬حتى‬
‫أصبحت صاحبة النقاب هى "العفريت" الذى تهدد به بعض المهات‬
‫دراسة" أو‬ ‫أبنائها الصغار! وغدا "الرجل" يرى ابنته تخرج إلى "ال ذ‬
‫العمل وهى ترتدى "الجينز أو الستريتش" وقد بدت عورتها ومفاتن‬
‫جسدها لكل لذى عينين‪ ،‬تخرج الفتاة بهذا الزى ويراها الب وهو‬
‫يحتسى كوب "الشاى" ول يتحرك فيه ساكنا ا ! بل وصل المر ببعض‬
‫ل فى حياة ابنته من التبرج إلى‬ ‫الباء بضرب ابنته إذا شعر الب بتحو س‬
‫اللتزام بشرع ربها وستر عورتها ! وقد نسى الب قول النبى‪": ‬‬
‫ه" الحديث ‪ ،‬وغاب عن الب فى‬ ‫عي لت ذ ذ‬‫ن هر ذ‬ ‫ل عه م‬ ‫سنئو ل‬ ‫م م‬ ‫م ه‬ ‫م هراسع وهك نل يك ن م‬ ‫ك نل يك ن م‬
‫)‪(4‬‬
‫حل "العوض" ‪ ،‬وبطلن قول البعض بحرمتة الذعوض ‪.‬‬ ‫وفى هذا بيان ل ذ‬
‫)‪(5‬‬
‫السابق ‪.‬‬
‫)‪(1‬‬
‫صحيح ‪ :‬أخرجه ابن حبان )‪ (530\1‬وأبو داود )‪ (50\3‬والنسائى ‪.‬‬
‫‪112‬‬ ‫تحفة العروسين‬
‫دنيا الناس أنه سيقف يوما ا بين يدى رب السموات والرض ليسأله‬
‫عن تلك الذنوب التى تحملها هو وابنته بخروجها متبرجة ـ وهو‬
‫يجلس يحتسى شاى الصباح ! ـ فكل نظرة على المتبرجة بذنب‬
‫تتحمله هى ومن تركها تخرج بهذا التبرج والسفور ـ وغاب عن الب‬
‫والزوج قوله ‪" : ‬ل يدخل الجنة ديوث" )‪ (1‬وهو الذى يقر السوء فى‬
‫أهله ! ‪.‬‬
‫لهذا وجب على الزوج التنبيه واستنفار الغيرة فيه على أهل بيته ‪،‬‬
‫ه‬
‫مع ه‬ ‫جال ه‬ ‫ت هر ن‬ ‫روى البخارى عن سعد بن عبادة أنه قال ‪" :‬ل هوم هرأي م ن‬
‫ه‬ ‫ا ه‬
‫ن غ هي مهرةذ‬ ‫م م‬ ‫ن ذ‬ ‫جنبو ه‬ ‫ي ‪ ‬أت هعم ه‬ ‫ل الن لب ذ ي‬ ‫قا ه‬ ‫ح فه ه‬ ‫س‬ ‫ص ه‬
‫ف‬ ‫م م‬ ‫ف غ هي مهر ن‬ ‫سي م ذ‬ ‫ه ذبال ل‬ ‫ضهرب مت ن ن‬‫مهرأذتي ل ه ه‬ ‫م‬
‫ه‬ ‫ل‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬
‫)‪(2‬‬
‫ممني" ‪.‬‬ ‫ه أغ مي هنر ذ‬ ‫ه هوالل ن‬ ‫سعمد س لهنا أغ مي هنر ذ‬
‫من م ن‬ ‫ه‬
‫ل‬ ‫ه‬ ‫ه‬
‫ن‬
‫م م‬ ‫ن اللهذ ذ‬ ‫م ه‬ ‫حد س أغ مي هنر ذ‬ ‫نأ ه‬ ‫م م‬ ‫ما ذ‬ ‫وعن عبد الله عن النبى ‪ ‬قال ‪ " :‬ه‬
‫ه" ‪.‬‬‫)‪(3‬‬ ‫ل‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫حش و ه‬ ‫م ال م ه‬ ‫ل ذ هل ذ ه‬ ‫ه‬
‫ن الل ذ‬ ‫م ه‬‫ح ذ‬ ‫مد م ن‬ ‫ب إ ذلي مهذ ال ه‬ ‫ح ل‬ ‫حد ل أ ه‬ ‫ما أ ه‬ ‫وا ذ ه ه ه‬ ‫ف ه‬ ‫حلر ه‬ ‫ك ه‬ ‫ج ذ‬‫أ م‬
‫ة‬
‫م ه‬ ‫ن‬
‫و عن عائشة ـ رضى الله عنها ـ أن رسول الله ‪ ‬قال ‪" :‬هيا أ ل‬
‫ه هيا‬ ‫محمد والل له ما من أ هحد أ هغ مير من الل له أ هن يزن ذي ع هبده أ هو تزن ذ ه‬
‫مت ن ن‬ ‫يأ ه‬ ‫ذ م هم ه م ن ن م هم ه‬ ‫ن ه ل س ه ذ ه ذ م ه س هن ذ ه‬
‫ا‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ن‬
‫م ك هذثيارا"‬ ‫م قهذليل هولب هك هي مت ن م‬ ‫حك مت ن م‬ ‫مد س هوالل لهذ ل هوم ت هعمل ه ن‬
‫)‪(4‬‬
‫ض ذ‬‫مل ه‬ ‫ما أع مل ن‬ ‫ن ه‬ ‫مو ه‬ ‫ح ل‬ ‫م ه‬‫ة ن‬‫م ه‬ ‫أ ل‬
‫‪.‬‬
‫وعن عروة بن الزبير عن أمه أسماء أنها سمعت رسول الله‪‬‬

‫ن الل لهذ ‪. ( " (5‬‬ ‫ه‬


‫م ه‬‫يلء أغ مي ههر ذ‬ ‫ش م‬ ‫س ه‬ ‫يقول ‪" :‬ل هي م ه‬

‫ـ ومن أبواب حسن العشرة أيضا ا ‪ :‬النهى عن الضرب‬


‫المْبرح ‪:‬‬
‫ن‬
‫جنروهن ل‬ ‫ن هواهم ن‬ ‫ظوهن ل‬ ‫ن فهعذ ن‬ ‫شوهزهن ل‬ ‫ن نن ن‬ ‫خانفو ه‬ ‫ـ قال تعالى ‪) :‬هوالل لذتي ت ه ه‬
‫ه‬
‫سذبيل ا إ ذ ل‬
‫ن‬ ‫ن ه‬ ‫م فهل ه ت هب منغوا م ع هل هي مهذ ل‬ ‫ن أط هعمن هك ن م‬‫ن فهإ ذ م‬
‫ضرذنبوهن ل‬‫جذع هوا م‬‫ضا ذ‬‫م ه‬ ‫فى ال م ه‬
‫ن‬
‫جنروهن ل‬ ‫ن هفاهم ن‬‫ن فهعهل م ه‬ ‫ن ع هل ذريا ك هذبيارا( )النساء ‪ (34 :‬وقال‪" : ‬فهإ ذ م‬ ‫كا ه‬ ‫ه ه‬ ‫الل ن ه‬
‫م فههل ت هب منغوا‬ ‫ه‬
‫ن أط هعمن هك ن م‬ ‫ح فهإ ذ م‬ ‫ضمرابا غ هي مهر ن‬
‫مب همر س‬ ‫ن ه‬ ‫ضرذنبوهن ل‬‫جذع هوا م‬‫ضا ذ‬‫م ه‬ ‫ذفي ال م ه‬
‫سذبيال" ‪.‬‬
‫)‪(1‬‬
‫ن ه‬ ‫ع هل هي مهذ ل‬

‫)‪ (1‬صحيح ‪ :‬أخرجه الطيالسى )‪ (89\1‬وغيره ‪.‬‬


‫)‪ (2‬أخرجه البخارى )‪. (2002 \5‬‬
‫)‪ (3‬أخرجه البخارى ومسلم ‪.‬‬
‫)‪ (4‬أخرجه البخارى ومسلم ‪.‬‬
‫)‪ (5‬السابق ‪.‬‬
‫)‪ (1‬صحيح ‪ :‬أخرجه الترمذى وابن ماجة وأبو داود ‪.‬‬
‫تحفة العروسين‬ ‫‪113‬‬

‫يقع كثير من الزواج فى خطأ عظيم س وهو تعد حدود الله‪ ‬فى‬
‫مراتب تأديب النساء ‪ ،‬فيبدأ أحدهم أول ما يبدأ بالضرب ‪ ،‬وقد‬
‫أرشد تعالى عباده المؤمنين إلى كيفية تأديب المرأة التى تخاف‬
‫نشوزها ‪ ،‬فبدأ تعالى بموعظة الزوجة وتخويفها عذاب الله ‪ ‬إن‬
‫هى عصت زوجها ‪ ،‬وأنه جنة المرأة أو نارها ‪ ،‬وأنه لو كان لحد أن‬
‫يسجد لحد لسجدت المرأة لزوجها من فرط طاعته عليها ‪،‬‬
‫واصحب هذه الموعظة ببيان مدى حبك لها ‪ ،‬وليكن أمامك قوله‬
‫ن( )المؤمنون ‪ ، (96 :‬وقوله ‪" : ‬له‬ ‫تعالى ‪) :‬ادفهع بال لذتي ه ه‬
‫س ن‬‫ح ه‬ ‫يأ م‬ ‫ذ ه‬ ‫م م ذ‬
‫واذريهر" ‪ ،‬والمراد بالقوارير ‪ :‬جمع قارورة وهى الزجاجة‬ ‫)‪(2‬‬
‫سرذ ال م ه‬
‫ق ه‬ ‫ت هك م ذ‬
‫‪ ،‬والمراد ‪ :‬النساء ‪ ،‬وإنما شبههم ‪ ‬بالقوارير ‪ :‬أى الزجاج ‪ :‬لرقتهن‬
‫وضعفهن ولطفهن ‪.‬‬
‫فإن هى لم تتعظ وتثب إلى رشدها انتقل الزوج إلى المرحلة‬
‫الثانية فى التأديب وهى "الهجر فى الفراش" فيهجر الرجل زوجته‬
‫فى فراشها ويوليها قفاه ‪ ،‬أو يهجر حديثها إظهارا ا لغضبه ‪.‬‬
‫فإن عادت إلى حظيرة الطاعة فبها ونعمت ‪ ،‬وإل انتقل إلى‬
‫ن( ‪ ،‬وقوله‪‬‬ ‫ضرذنبوهن ل‬‫المرتبة الثالثة وهى الضرب لقوله تعالى ‪) :‬هوا م‬
‫فى حديث عمرو بن الحوص أنه شهد حجة الوداع مع رسول الله ‪‬‬

‫جذع‬‫ضا ذ‬ ‫م ه‬ ‫ن ذفي ال م ه‬ ‫جنروهن ل‬ ‫ن هفاهم ن‬ ‫ن فهعهل م ه‬‫فذكر حديثا ا طويل ا وفيه ‪" :‬فهإ ذ م‬
‫ح" )‪ (1‬الحديث ‪ ،‬وفى حديث جابر الطويل‬ ‫مب همر س‬‫ضمرابا غ هي مهر ن‬ ‫ن ه‬ ‫ضرذنبوهن ل‬ ‫هوا م‬
‫ضمرابا غ هي مهر ن‬ ‫ن هفا م‬ ‫ن فهعهل م ه‬ ‫عند مسلم "فهإ ذ م‬
‫)‪(2‬‬
‫ح" أى غير مؤلم‬ ‫مب همر س‬ ‫ن ه‬ ‫ضرذنبوهن ل‬
‫جل ذد ن‬‫)‪ ، (3‬وروى البخارى عن عبد الله بن زمعة عن النبى ‪" : ‬هل ي ه م‬
‫م‬ ‫أ هحدك نم ا ه‬
‫م" )‪. (4‬‬ ‫خرذ الي هوم ذ‬ ‫معنهها ذفي آ ذ‬ ‫جا ذ‬‫م ين ه‬‫جل مد ه ال معهب مد ذ ث ن ل‬‫ه ه‬ ‫مهرأت ه ن‬ ‫ه ن ن م‬

‫)‪(2‬‬
‫أخرجه البخارى ومسلم بنحوه ‪.‬‬
‫)‪(1‬‬
‫صحيح ‪ :‬أخرجه الترمذى وابن ماجة وأبو داود ‪.‬‬
‫)‪(2‬‬
‫أخرجه مسلم ‪.‬‬
‫)‪ (3‬كان ‪ ‬إذا ضرب ضرب بالسواك ! أما أزواج اليوم فل يكفى أحدهم )شجرة السواك( وإنما‬
‫يلجأ بعضهم إلى ضرب الزوجة تارة بالعصا الغليظة ـ وتارة بـ "الخرطوم" وتارة بكل ما أوتى‬
‫من قوة ذراع وأرجل ! وكأنه يتعامل مع عبد من عبيد عصر الجاهلية الولى ‪ ،‬ومما يؤسف له‬
‫أن عادة ضرب الزوجات متفشية جدا ا لدى الكثير من الزواج ‪ ،‬والمرأة تقول ‪ :‬أن الرجل حين‬
‫يضرب زوجته يقوم ببناء جدارس عظيم بينه وبينها ‪ ،‬يصبح من الصعب جدا ا هدم هذا الجدار ‪،‬‬
‫تشعر بإهدار كرامتها واستهانة زوجها بها مما يؤدىفى النهاية إلى مفترق الطريق بينهما ‪ ،‬إلى‬
‫الطلق ‪.‬‬
‫)‪ (4‬أخرجه البخارى )‪. (1997\5‬‬
‫‪114‬‬ ‫تحفة العروسين‬
‫ـ فضرب النساء ل يباح مطلقا ا بل فيه ما يكره كراهة تنزيه أو‬
‫مة أو ضرب‬ ‫تحريم ‪ ،‬فهو ضرب تأديب وليس ضرب العبد أو ال ه‬
‫التعذيب ‪ ،‬وليحذر الوجه ‪.‬‬
‫وقد جاء النهى عن ضرب النساء مطلقا ا فعند أحمد وأبى داود‬
‫والنسائى وصححه بن حبان والحاكم من حديث إياس بن عبد الله‬
‫ل ‪ :‬هيا‬‫قا ه‬ ‫ي ‪ ‬فه ه‬ ‫منر إ ذهلى الن لب ذ م‬ ‫جاهء ع ن ه‬ ‫ماهء الل لهذ فه ه‬ ‫ن إذ ه‬‫ضرذب ن ل‬‫بن أبى ذباب ‪" :‬هل ت ه م‬
‫م‬ ‫ه‬
‫ن‪،‬‬ ‫ضرذب م ه‬‫ن فه ن‬ ‫ضمرب ذهذ ل‬‫ممر ب ذ ه‬ ‫ن فهأ ن‬ ‫جه ذ ل‬ ‫سانء ع ههلى أمزهوا ذ‬ ‫ل الل لهذ قهد م ذ هئ ذهر الن م ه‬ ‫سو ه‬ ‫هر ن‬
‫قد م ه‬‫ل له ه‬ ‫ه‬ ‫مد س ‪ ‬ه‬
‫ف‬‫طا ه‬ ‫ح هقا ه‬ ‫صب ه ه‬‫ما أ م‬ ‫ساءس ك هذثيرس فهل ه ل‬ ‫ف نذ ه‬ ‫طائ ذ ن‬ ‫ح ل‬‫م ه‬ ‫ل ن‬ ‫ف ذبآ ذ‬‫طا ه‬ ‫فه ه‬
‫ه‬ ‫ه‬
‫ن‬
‫دو ه‬ ‫ج ن‬ ‫جهها فههل ت ه ذ‬‫كي هزوم ه‬ ‫شت ه ذ‬ ‫مهرأةس ت ه م‬ ‫لا م‬ ‫مهرأة ا ك ن ي‬ ‫نا م‬ ‫سب منعو ه‬ ‫مد س ه‬ ‫ح ل‬ ‫م ه‬‫ل ن‬ ‫ة ذبآ ذ‬ ‫الل لي مل ه ه‬
‫م" وله شاهد من حديث ابن عباس فى صحيح ابن‬ ‫)‪(5‬‬
‫خهياهرك ن م‬‫ك ذ‬ ‫نأول هئ ذ ه‬
‫حبان وآخر مرسل من حديث أم كلثوم بنت أبى بكر عند البيهقى ‪.‬‬
‫ـ وقوله ‪" :‬ذئر" بفتح المعجمة وكسر الهمزة بعدها راء أى نشز‬
‫بنون ومعجمة وزاى ‪ ،‬وقيل معناه غضب واستب ‪ ،‬قال الشافعى ‪:‬‬
‫يحتمل أن يكون النهى على الختيار والذن فيه على الباحة ويحتمل‬
‫أن يكون قبل نزول الية بضربهن ‪ ،‬ثم إذن بعد نزولها فيه ‪.‬‬
‫ـ وفى قوله ‪" :‬أن يضرب خياركم ‪ :‬دللة على أن ضربهن مباح‬
‫فى الجملة ومحل ذلك أن يضربها تأديبا ا إذا رأى منها ما يكره فيما‬
‫يجب عليها فيه طاعته فإن اكتفى بالتهديد ونحوه كان أفضل ومهما‬
‫أمكن الوصول إلى الغرض باليهام ل يعدل إلى الفعل لما فى وقوع‬
‫ذلك من النفرة المضادة لحسن المعاشرة المطلوبة فى الزوجية إل‬
‫إذا كان فى أمر يتعلق بمعصية الله وقد أخرج النسائي فى الباب‬
‫حديث عائشة ‪" :‬ما ضرب رسول الله ‪ ‬امرأة له ول خادما ا قط ول‬
‫ضرب بيده شيئا ا قط إل فى سبيل الله ‪ ‬أو تنتهك حرمات الله‬
‫فينتقم لله" )‪. (1‬‬
‫ـ فالزوج ل يلجأ إلى الضرب إل بعد أن يستنفذ السبل والمراتب‬
‫التى بينها تعالى فى كتابه ‪ ،‬وكلما ابتعد الزوج عن الضرب كان له‬
‫أفضل ‪ ،‬وقال‪" : ‬علقوا السوط حيث يراه أهل البيت ‪ ،‬فإنه أدب‬
‫لهم" )‪. (2‬‬
‫قال ابن النبارى ‪ :‬لم يرد الضرب به لنه لم يأمر بذلك أحدا ا ‪،‬‬
‫وإنما أراد أل ترفع أدبك عنهم )‪. (3‬‬
‫)‪(5‬‬
‫صحيح ‪ :‬أخرجه الدارمي وابن حبان ) ‪(319\1‬والنسائي فى الكبريِ ) ‪ (371 \5‬وغيرهما‪.‬‬
‫)‪(1‬‬
‫انظر فتح البارى )‪ (303\9‬بتصرف ‪.‬‬
‫)‪(2‬‬
‫صحيح ‪ :‬أخرجه الطبرانى ‪.‬‬
‫)‪(3‬‬
‫انظر ‪ :‬فيض القدير للمناوى )‪. (325\4‬‬
‫تحفة العروسين‬ ‫‪115‬‬

‫ـ ومن السلوكيِات أيضا ا ‪ :‬أن يتأدب الرجل بأدب خلع الحذاء‬


‫عند ولوجه بيته فى المكان المخصص له ‪.‬‬
‫ـ أن يتأدب بأدب وضع ملبسه عند خلعها فى مكانها المخصص‬
‫لها ‪ ،‬كى ل يرهق زوجه بكثرة العمال فى البيت ‪.‬‬
‫ـ كما على الزوج أيضا ا أن يعرف حقوق وواجبات أهل عروسه ‪،‬‬
‫فيكون فى استقبالهما بالبتسامة والترحيب ومجالستهم…‬
‫ـ ومن السلوكيِات أيضا ا التى على الزوج أن يتحلى بها‬
‫فى بيِته ‪:‬‬
‫ـ الحذر مما يقع فيه كثير من الزواج حيث ترى بعضهم وقد ظن‬
‫أنه بزواجه فهو صاحب البيت ومالكه وكأنه يعيش فيه وحده ‪ ،‬فل‬
‫تراه زوجه إل وهو رث الثياب ـ ما دام داخل البيت !!! ـ ول تشم منه‬
‫إل أقذر ريح ! سواء كان جالسا ا أم قائما ا ! )‪. (1‬‬
‫ـ ترخيِم اسم الزوجة ‪ :‬عن أبى سلمة إن عائشة ـ رضى الله‬
‫عنها ـ قالت ‪" :‬قال رسول الله ‪ ‬يوما ا ‪ :‬يا عائش هذا جبريل يقرئك‬
‫السلم ‪ ،‬فقلت وعليه السلم ورحمة الله وبركاته ‪ ،‬ترى ما ل أرى ‪،‬‬
‫تريد رسول الله‪. ( " (2‬‬
‫ذكر الرجل زوجه بأنها أجمل‬ ‫أيضا ‪ :‬أن ي ن‬
‫ا‬ ‫ـ ومن السلوكيِات‬
‫هدية قدمتها له فلنة حين عرضتها عليه ‪ ،‬وأنها أجمل من دخل حياته‬
‫‪ ،‬وأنه سعيد بهذا الزواج ونحو هذا ‪.‬‬
‫ـ أن يطعمْها ‪ :‬بأن يضع اللقمة فى فيها ـ وله فيها أجر ـ أثناء‬
‫الكل ‪ ،‬وأن يكثر من المزاح )‪ (3‬والبتسام خفيف الظل ‪ ،‬أثناء‬
‫ة" ‪ ،‬أخرجه مسلم ‪.‬‬ ‫ساع ه ا‬‫ةو ه‬ ‫ساع ه ا‬ ‫حن مظ هل ه ن‬
‫ة ه‬ ‫الطعام ‪" ،‬وهل هك ذ م‬
‫ن هيا ه‬
‫ـ ومن السلوكيِات أيضا ا ‪ :‬ما يفعله بعض الزواج بمحادثة‬
‫زوجته من عمله ليطمئن عليها ‪ ،‬وما أجمل أن يحدثها فى الهاتف‬
‫بعد خروجه من البيت أو فى عمله أو قبل عودته فيقول لها ‪ :‬أحبك‬

‫)‪ (1‬من فساء وضراط وجشاء ‪ ،‬بل انى أعرف أحدهم يستحى أن "يقضى حاجته" فى بيته ! ‪.‬‬
‫)‪ (2‬أخرجه صحيح البخارى )‪ (3/1374‬ومسلم )‪. (1896\4‬‬
‫)‪ (3‬وهنا ننبه ‪ :‬إلى مزاح البعض من الزواج مع نسائهم "سخيفاا" قد يؤدى فى بعض الحيان إلى‬
‫"الطلق !" نعم إلى الطلق ‪ ،‬كمن كان يمزح مع زوجته ـ وكانت سمينة ـ ويقول ‪ :‬زوجتى لو‬
‫دخل الحرامى لجلست عليه حتى يحتنق ـ تفطسه ـ فجرح الزوجة أيما ألم وجرح ‪ ،‬وكان‬
‫الطلق ! ‪ ،‬ومنهم من يقول ‪ :‬أنا مجوز راجل ما يتخاف عليها ‪ ،‬وهذا كسابقه ! ومن النساء من‬
‫تمزح مزاحا ا يعلوه السخرية وإن كانت ل تعى هذا ‪ ،‬كمن قالت لزوجها ـ وكان نحيفا ا ـ ده‬
‫مفيهوش نفس !! ‪ ،‬ومنهم من تشعره بضعفه جنسيا ا مزاحا ا بدون قصد منها ‪.‬‬
‫والمراد ‪ :‬أن يكون الزوج على حذر حتى فى مزاحه مه زوجته فيحافظ على مشاعرها الرقيقة‬
‫‪ ،‬فل يضاحكها بما يجرح شعروها ‪ ،‬فهى كالغشاء الرقيق الذى يتأثر بصغير المور من حب أو‬
‫كره ‪ ،‬وكذا الزوجة لتكن على حذر من مزاح الزوج بما يؤلمه أو يحط منه ‪.‬‬
‫‪116‬‬ ‫تحفة العروسين‬
‫… ‪ ،‬وما أروع هذه الكلمة وأوقعها عند الزوجة ‪ ،‬وما أجمل هذا‬
‫الفعل أيضا ا من الزوجة لزوجها‪.‬‬
‫ـ ومنهم من يعود إلى بيته ومعه هديته ‪ :‬زهرة ‪ ،‬شيكولته ‪،‬‬
‫ا‬
‫مصاصة ! نعم مصاصة ‪ ،‬فقط تشعر الزوجة أنك تتذكرها دوما ‪،‬‬
‫علبة حلوى ‪ ،‬شئ تحبه الزوجة ويعرف الزوج هذا منها ‪ ،‬إلى غير‬
‫ذلك ‪ ،‬فسبل التعبير عن حبك لزوجتك وأنها معك دائما ا وتفكر فيها‬
‫دوما ا كثيرة ‪ ،‬فقط أطرق الباب ‪ ،‬وستجد أضعاف هذا من زوجتك ‪.‬‬
‫ـ ومن السلوكيِات أيضا ا ‪ :‬تزين الرجل لزوجته ‪ :‬فعلى الرجل‬
‫أن يتزين لهله كما يحب أن تتزين هى له )‪ ، (1‬وقد كان ‪ ‬يتزين‬
‫لهله ‪ ،‬وكان من خير زينته السواك ‪ ،‬كما سئلت أم المؤمنين عائشة‬
‫ت‪:‬‬ ‫ـ رضى الله عنها ـ عما كان يبدأ به ‪ ‬عند دخوله بيته ؟ هقال ه م‬
‫ك)‪. (2‬‬‫وا ذ‬
‫س ه‬
‫ذبال م‬
‫ف(‬ ‫معمنرو ذ‬ ‫ن ذبال م ه‬ ‫ل الذى ع هل هي مهذ ل‬ ‫مث م ن‬ ‫ن ذ‬‫وقد قال تعالى ‪) :‬وهل ههن ل‬
‫)‪(1‬‬
‫ل"‬ ‫ما ه‬ ‫ج ه‬‫ب ال م ه‬ ‫ح ي‬ ‫ل ين ذ‬ ‫مي ل‬ ‫ج ذ‬‫ه ه‬ ‫ن الل ل ه‬ ‫)البقرة ‪ ، (228 :‬وقال‪" : ‬إ ذ ل‬
‫فكما أن للمرأة أن تتزين لزوجها ‪ ،‬على الرجل أيضا ا أن‬
‫يتزين لزوجه ‪ ،‬وكما يحب منها أن تستحم وتمشط شعرها‬
‫وتتطيب ونحو هذا قبل الجماع ‪ ،‬فعليه أيضا ا مثل هذا ‪،‬‬
‫فكما يريد أن ل يشم منها إل أطيب ريح ‪ ،‬فلها أيضا ا مثل‬
‫ذلك ‪ ،‬فعليه أن ل تشم منه إل أطيب ريح ‪ ،‬وكما يريد‬
‫منها أل يراها فى ثياب رثة ‪ ،‬فلها أيضا ا وعليه أن ل تراه‬
‫ـ رضى الله‬ ‫فى ثياب رثة ‪ ،‬وقد روى عن ابن عباس‬
‫عنهما ـ أنه قال ‪ :‬إنى لتزين لمراتى كما تتزين لى ‪.‬‬
‫ـ سلوكيِات الزوجة ‪:‬‬
‫ومن السلوكيِات التى على المْرأة التحلى بها فى البيِت ‪:‬‬
‫ـ تحريم إفشاء سر الفضاء ‪:‬‬
‫وليحذر الزوجان من إفشاء أسرار الجماع كما يجرى على ألسنة‬
‫كثير من الشباب غير الملتزم بدينه من التفاخر والتباهى بما يجرى‬
‫بين وبين أهله وأنه ظل يمارس العملية الجنسية فترة كذا وكذا !‬
‫ل‬‫ج ه‬ ‫مةذ اللر ن‬ ‫قهيا ه‬ ‫م ال م ذ‬
‫ة ي هوم ه‬ ‫من مزذل ه ا‬
‫عن مد ه الل لهذ ه‬
‫س ذ‬‫شمر اللنا ذ‬ ‫ن أه ه‬
‫م م‬
‫ن ذ‬
‫لقوله ‪" : ‬إ ذ ل‬

‫)‪ (1‬ومثل هذا هو من باب "عامل الناس كما تحب أن يعاملوك" ‪.‬‬
‫)‪ (2‬أخرجه مسلم ‪ ،‬فيتفقد الرجل ثغره ‪ ،‬وكذا المرأة ‪.‬‬
‫)‪ (1‬أخرجه مسلم ‪ .‬وانظر ‪ :‬شرح السم فى كتاب "القول السنى فى شرح اسماء الله‬
‫الحسنى" ط ‪ :‬مكتبة العلم ‪ ،‬الطبعة الثانية ‪.‬‬
‫تحفة العروسين‬ ‫‪117‬‬

‫ها" )‪(2‬وعن أسماء بن‬ ‫سلر ه‬ ‫شنر ذ‬ ‫م ي هن م ن‬ ‫ضي إ ذل هي مهذ ث ن ل‬ ‫ف ذ‬ ‫مهرأ هت ذهذ وهت ن م‬ ‫ضي إ ذهلى ا م‬ ‫ف ذ‬ ‫ين م‬
‫ه‬
‫ل‬‫جا ن‬ ‫ل الل لهذ ‪ ‬هوالمر ه‬ ‫سو ذ‬ ‫عن مد ه هر ن‬ ‫ت ذ‬ ‫كان ه م‬ ‫يزيد ـ رضى الله عنها ـ ‪" :‬أن لهها ه‬
‫ه‬
‫ل ب ذأهمل ذهذ وهل هعه ل‬ ‫جال ي ه ن‬ ‫ل ل هعه ل‬ ‫عن مد هه ن ‪ ،‬فه ه‬
‫ل‬ ‫فع ه ن‬‫ما ي ه م‬ ‫ل ه‬ ‫قو ن‬ ‫ل هر ن‬ ‫قا ه‬ ‫سانء قننعود ل ذ‬ ‫هوالن م ه‬
‫ه‬
‫ل‬
‫ت ذإيِ هواللهذ هيا‬ ‫قل ن‬‫م‬ ‫م فه ن‬ ‫قوم ن‬ ‫م‬
‫م ال ه‬ ‫جهها فهأهر ل‬ ‫معه هزوم ذ‬ ‫ت ه‬ ‫ه‬
‫ما فهعهل م‬ ‫مهرأ هة ا ت ن م‬
‫خب ذنر ب ذ ه‬ ‫ا م‬
‫ما ذ هل ذكه‬ ‫ن‬
‫فعهلوا فهإ ذن ل ه‬ ‫ه‬
‫ل ‪ :‬فهل ت ه م‬ ‫ن ‪ ،‬هقا ه‬ ‫فعهلو ه‬ ‫ن‬ ‫ه‬
‫م لي ه م‬ ‫ن وهإ ذن لهن م‬ ‫قل ه‬‫م‬ ‫ه‬
‫ن لي ه ن‬ ‫ل‬
‫ل اللهذ إ ذن لهن ل‬ ‫سو ه‬ ‫هر ن‬
‫)‪(3‬‬
‫ن"‬ ‫ن‬
‫س ي هن مظنرو ه‬ ‫شي ههها هواللنا ن‬ ‫ق فهغه ذ‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ي ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ل ال ل‬ ‫مث م ن‬
‫ري س‬ ‫ة ذفي ط ذ‬ ‫شي مطان ه ا‬ ‫ق ه‬ ‫نل ذ‬ ‫شي مطا ذ‬ ‫ذ‬
‫‪.‬‬
‫ففى هذا بيان حرمة نشر وإفشاء أمور الستمتاع ووصف‬
‫تفاصيله ‪ ،‬فأما مجرد ذكر الجماع فإن لم تكن فيه فائدة ول إليه‬
‫ن‬
‫م ن‬ ‫ن ي نؤ م ذ‬ ‫ن ه‬
‫كا ه‬ ‫م م‬‫حاجة فمكروه لنه خلف المروءة ‪ ،‬وقد قال‪" : ‬وه ه‬
‫ت" )‪ (1‬وإن كان إليه حاجة أو‬ ‫ه‬ ‫ق م‬ ‫خرذ فهل مي ه ن‬ ‫ذبالل لهذ هوال مي هومم ذ امل ذ‬
‫م م‬ ‫ص ن‬ ‫خي مارا أوم ل ذي ه م‬ ‫ل ه‬
‫ترتب عليه فائدة بأن ينكر عليه إعراضه عنها أو تدعى عليه العجز‬
‫عن الجماع أو نحو ذلك فل كراهة فى ذكره ‪.‬‬
‫ـ ومما يؤسف له أن ظاهرة إفشاء أسرار الجماع أصبحت فاشية‬
‫وظاهرة بين كثير من النساء ‪ ،‬حتى إذا إجتمع بعضهن فل يكون‬
‫الحديث إل عن الجماع وما ترتديه كل منهن لزوجها عند الجماع ‪،‬‬
‫وتروى هذه ‪ ،‬وتحكى تلك ‪ ،‬ماذا ترتدى وماذا تفعل ؟ وفى هذا‬
‫استثارة لمن ل تملك مثل ما تملك المتحدثة من ملبس ‪ ،‬مما يثير‬
‫الضغائن بين النساء وأزواجهن ‪ ،‬بل وصل المر ببعضهن أن يكون‬
‫الحديث عن مدة فترة الجماع ‪ ،‬فتروى هذه أن زوجها يعاشرها‬
‫فترة كذا ‪ ،‬وتلك تتباهى أن زوجها أشد منه وأقوى إذا تكون‬
‫معاشرته لها تستمر فترة كذا ‪ ،‬مما يجعل بعضهن يسئن الظن‬
‫بأزواجهن وأنهم غير كفء لهن !! ومما يجعل المرأة اللعوب تنظر‬
‫إلى زوج تلك الذى يطيل فترة الجماع كذا وكذا فترمى شباكها عليه‬
‫فتكون قد جنت على نفسها براكش ‪.‬‬
‫ـ فالحذر الحذر أختاه من نشر وإفشاء سر الجماع بينك وبين‬
‫زوجك حتى تحفظي عليك بيتك وزوجك ‪.‬‬
‫ـ عدما إستقبال الرجل بعد عودته من عمْله بـ "دخول‬
‫الحمْاما" !!! ‪:‬‬
‫)‪(2‬‬
‫تقدم ‪.‬‬
‫)‪(3‬‬
‫صحيح ‪ :‬أخرجه أحمد ‪.‬‬
‫)‪(1‬‬
‫أخرجه البخارى )‪ (2240\5‬ومسلم )‪. (68\1‬‬
‫‪118‬‬ ‫تحفة العروسين‬
‫فان بعض من النساء يقعن فى هذا الخطأ الفاحش ‪ ،‬وذلك حينما‬
‫تستقبل الزوجة زوجها بعد عودته من عمله بتزيين نفسها ‪ ،‬فتبدأ‬
‫أول ما تبدأ بدخول الحمام لقضاء حاجتها !!! ‪ ،‬ثم الستحمام …الخ‬
‫‪ ،‬مما يؤدى إلى نفور الرجل ‪ ،‬خاصة إذا كانا يعيشان فى مكان غير‬
‫متسع ‪ ،‬فيشم الرجل من المرأة ما يكره ‪ ،‬فينفر منها ‪.‬‬
‫وإنما عليها "قضاء حاجتها" والتزين لزوجها قبل موعد عودته إلى‬
‫البيت ‪ ،‬فيرى منها أول ما يرى عند ولولجه بيته أجمل ما يريده من‬
‫زوجته ‪.‬‬
‫ـ التحذير من كفران العشيِر ‪:‬‬
‫ل‬‫روى البخارى عن عبد الله بن عباس ـ رضى الله عنهما ـ ‪" :‬هقا ه‬
‫ل الل لهذ ‪‬‬ ‫سو ن‬ ‫صللى هر ن‬ ‫ل الل لهذ ‪ ‬فه ه‬ ‫سو ذ‬ ‫س ع ههلى ع ههمد ذ هر ن‬ ‫م ن‬ ‫ش م‬ ‫ت ال ل‬ ‫ف ذ‬ ‫س ه‬ ‫خ ه‬ ‫ه‬
‫عا‬ ‫ن‬
‫م هركعه نركو ا‬ ‫ه‬ ‫قهرةذ ث ن ل‬ ‫م‬
‫سوهرةذ الب ه ه‬ ‫ن ن‬ ‫م م‬ ‫وا ذ‬ ‫ح ا‬ ‫ويل ن ه م‬ ‫ا‬ ‫ه‬
‫ما ط ذ‬ ‫م قذهيا ا‬ ‫قا ه‬ ‫ه فه ه‬ ‫مع ه ن‬ ‫س ه‬ ‫هواللنا ن‬
‫ه‬ ‫م‬ ‫م‬ ‫ا‬ ‫ه‬
‫عا‬
‫كو ا‬ ‫م هرك هعه نر ن‬ ‫ل ثن ل‬ ‫قهيام ذ الول ذ‬ ‫ن ال ذ‬ ‫دو ه‬ ‫ويل وههنوه ن‬ ‫ما ط ذ‬ ‫م قذهيا ا‬ ‫قا ه‬ ‫م هرفهعه فه ه‬ ‫ويال ث ن ل‬ ‫طه ذ‬
‫ه‬
‫ويال وههنوه‬ ‫ما ط ه ذ‬ ‫م قذهيا ا‬ ‫قا ه‬ ‫م فه ه‬ ‫م هقا ه‬ ‫جد ه ث ن ل‬ ‫س ه‬ ‫م ه‬ ‫ل ثن ل‬ ‫كوذع املول ذ‬ ‫ن الير ن‬ ‫دو ه‬ ‫ويال وههنوه ن‬ ‫طه ذ‬
‫ه‬ ‫ه‬
‫ل ثن ل‬
‫م‬ ‫كوذع املول ذ‬ ‫ن الير ن‬ ‫دو ه‬ ‫ويال وههنوه ن‬ ‫عا ط ه ذ‬ ‫كو ا‬ ‫م هرك هعه نر ن‬ ‫ل ثن ل‬ ‫قهيام ذ املول ذ‬ ‫ن ال م ذ‬ ‫دو ه‬ ‫ن‬
‫ويال‬ ‫عا ط ذه‬ ‫كو ا‬ ‫م هرك هعه نر ن‬ ‫ل ث لن‬ ‫و‬ ‫ه‬ ‫ل‬‫م‬ ‫ا‬ ‫م‬ ‫يا‬ ‫ق‬ ‫م‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ن‬ ‫دو‬ ‫و‬ ‫ه‬ ‫و‬ ‫ل‬‫ا‬ ‫وي‬ ‫ه‬ ‫ط‬ ‫ما‬ ‫يا‬ ‫ق‬ ‫م‬ ‫قا‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ف‬ ‫ه‬
‫ل ذ‬ ‫ذه ه ه ن ه ذ ه ذ‬ ‫ن‬ ‫ه ذ ه ا‬ ‫هر ه‬
‫ع‬ ‫ف‬
‫ت‬ ‫جل ل ذ‬ ‫ف وهقهد م ت ه ه‬ ‫صهر ه‬ ‫م ان م ه‬ ‫جد ه ث ن ل‬ ‫س ه‬ ‫م ه‬ ‫م هرفهعه ث ن ل‬ ‫ل ثن ل‬ ‫كوذع املول ذ‬ ‫ن الير ن‬ ‫دو ه‬ ‫وههنوه ن‬
‫ن‬‫فا ذ‬ ‫س ه‬ ‫خ ذ‬ ‫ت الل لهذ هل ي ه م‬ ‫ن آهيا ذ‬ ‫م م‬ ‫ن ذ‬ ‫مهر آي ههتا ذ‬ ‫ق ه‬ ‫س هوال م ه‬ ‫م ه‬ ‫ش م‬ ‫ن ال ل‬ ‫ل إذ ل‬ ‫قا ه‬ ‫س فه ه‬ ‫م ن‬ ‫ش م‬ ‫ال ل‬
‫ه‬ ‫ه‬
‫ل الل لهذ‬ ‫سو ه‬ ‫ه هقانلوا هيا هر ن‬ ‫ك هفاذ مك ننروا الل ل ه‬ ‫م ذ هل ذ ه‬ ‫ذا هرأي مت ن م‬ ‫حهيات ذهذ فهإ ذ ه‬ ‫حد س وههل ل ذ ه‬ ‫تأ ه‬ ‫موم ذ‬ ‫لذ ه‬
‫قال إ ذمني‬ ‫ه‬ ‫تف ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ن‬ ‫مك ه ه ه‬ ‫ه‬ ‫ا‬ ‫ت ه‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫ه‬
‫م هرأي مهناك ت هكعمكعم ه‬ ‫ذا ث ل‬ ‫قا ذ‬ ‫م ه‬ ‫شي مئا ذفي ه‬ ‫هرأي مهناك ت ههناوهل ه‬
‫م‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫م‬ ‫ن‬ ‫رأ هيت ال مجن ه ه‬
‫م‬
‫ه لكلت ن م‬ ‫خذ مت ن ن‬ ‫دا وهلوم أ ه‬ ‫قو ا‬ ‫من مهها ع نن م ن‬ ‫ت ذ‬ ‫ة فت ههناوهل ن‬ ‫جن ل ه‬ ‫ت ال ه‬ ‫ة أوم أذري ن‬ ‫ه ل‬ ‫ه م ن‬
‫ه‬ ‫ي‬ ‫ه‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬
‫من مظارا قهط وههرأي م ن‬
‫ت‬ ‫م أهر كالي هومم ذ ه‬ ‫ت اللناهر فهل م‬ ‫ت الد ين مهيا وههرأي م ن‬ ‫قي ه ذ‬ ‫ما ب ه ذ‬ ‫ه ه‬ ‫من م ن‬ ‫ذ‬
‫م‬ ‫ن‬ ‫ل اللهذ هقا ه‬ ‫ل‬ ‫ن‬ ‫ه‬ ‫م‬ ‫ه‬
‫ن‬
‫فمر ه‬ ‫ل ي هك ن‬ ‫ن ذقي ه‬ ‫فرذه ذ ل‬ ‫ل ب ذك م‬ ‫سو ه‬ ‫م هيا هر ن‬ ‫ساهء هقالوا ل ذ ه‬ ‫أكث ههر أهمل ذهها الن م ه‬
‫ه‬
‫ن‬
‫داهن ل‬ ‫ح ه‬ ‫ت إ ذهلى إ ذ م‬ ‫سن م ه‬ ‫ح ه‬ ‫ن ل هوم أ م‬ ‫سا ه‬ ‫ح ه‬ ‫ن امل ذ م‬ ‫فمر ه‬ ‫شيهر وهي هك م ن‬ ‫ن ال معه ذ‬ ‫فمر ه‬ ‫ل ي هك م ن‬ ‫ذبالل لهذ هقا ه‬
‫خي مارا قه ي‬ ‫ه‬ ‫ه‬
‫ط" )‪. (1‬‬ ‫ك ه‬ ‫من م ه‬ ‫ت ذ‬ ‫ما هرأي م ن‬ ‫ت ه‬ ‫شي مائا هقال ه م‬ ‫ك ه‬ ‫من م ه‬ ‫ت ذ‬ ‫م هرأ م‬ ‫الد لهمهر ث ن ل‬
‫ـ العشير ‪ :‬أى الزوج ‪ ،‬من المعاشرة ‪ ،‬وهذا هو حال المرأة إذا‬
‫أحسنت إليها الدهر كله ‪ ،‬قول ا وفعل ا ‪ ،‬ثم أنت لم تلبى لها طلبا ا من‬
‫ملبس أو مأكل أو تنزه ونحو هذا ‪ ،‬قالت ‪ :‬ومتى رأيت منك الخير‬
‫منذزواجنا ‪ ،‬ومتى كنت حانيا ا رقيقا ا شفيقا ا مرحا ا جوادا ا ‪ ،‬هذه هى‬
‫حياتى معك ‪ :‬شقاء وعناء منذ أول ليلة من زواجنا التعيس …‪.‬‬

‫)‪(1‬‬
‫أخرجه البخارى )‪ (1994\5‬ومسلم )‪. (1512‬‬
‫تحفة العروسين‬ ‫‪119‬‬

‫ـ ويرتبط بالسابق ‪ :‬الحذر من ذكر المرأة مساوئ ومعايب الزوج‬


‫عند الشجار أو الخلف والشقاق ‪ ،‬له أو لغيره ‪ ،‬وهذا الفعل من‬
‫الزوجة يوغر صدر الرجل جدا ا ‪ ،‬فلتكن منه المرأة على حذر‪.‬‬
‫ـ وماذا إذا كان الزوج بخيِل ا ؟‬
‫وأما إذا كان الزوج بخيل ا فلزوجته أن تأخذ من مال زوجها ما‬
‫يكفيها وولدها أن كان لها ولد ‪ ،‬فقد روى البخارى أن هند امرأة أبى‬
‫ل‬‫ج ل‬ ‫سفيان جاءت يوما ا إلى رسول الله ‪ ‬فقالت له ‪ :‬إ ه‬
‫ن هر ن‬ ‫فهيا ه‬ ‫س م‬ ‫ن أهبا ن‬ ‫ذ ل‬
‫ه‬ ‫حيح فهأ هحتا ه‬
‫ك‬‫ك وهوهلد ه ذ‬ ‫في ذ‬ ‫ما ي هك م ذ‬‫ذيِ ه‬ ‫خ ذ‬ ‫ل ن‬ ‫مال ذهذ هقا ه‬ ‫ن ه‬ ‫م م‬ ‫خذ ه ذ‬ ‫نآ ن‬ ‫جأ م‬‫م ه ن‬ ‫ش ذ ل‬ ‫ه‬
‫ف ‪.‬‬‫)‪(1‬‬
‫معمنرو ذ‬ ‫م‬
‫ذبال ه‬
‫ـ فكيِف رتظهر المْرأة غضبها ؟‬
‫ا‬ ‫ا‬
‫ـ إن للمرأة فى إظهار غضبها من زوجها أنواعا وطرقا شتى ‪،‬‬
‫فمنهم من تحيل حياة زوجها جحيما ا ل يطاق ‪ ،‬تارة بالصوت وتارة‬
‫بالفعل ‪ ،‬أو تجمع كل ا له !! ومنهن من تهجر الفراش ‪ ،‬ومنهن من‬
‫تهجر البيت كله مخلفة ورائها كل "فضاء" فى حياتها وبيتها ‪ ،‬ومنهن‬
‫من تشتكى الجارات والجيران…‪.‬‬
‫ولك أن تتأمل عمل أم المؤمنين عائشة فى بيان وإظهار غضبها ‪:‬‬
‫ك‪،‬‬ ‫ضا ذ‬ ‫ك وهرذ ه‬ ‫ضب ه ذ‬‫ف غه ه‬ ‫قال رسول الله ‪ ‬لعائشة يوما ا ‪" :‬إ ذمني هل هع مرذ ن‬
‫ت‬‫ذا ك نن م ذ‬ ‫ك إذ ه‬ ‫ل ‪ :‬إ ذن ل ذ‬‫ل الل لهذ ؟ هقا ه‬ ‫سو ه‬ ‫ك هيا هر ن‬ ‫ذا ه‬ ‫ف ه‬ ‫ف ت هعمرذ ن‬ ‫ت ‪ :‬وهك هي م ه‬ ‫ت ‪ :‬قنل م ن‬ ‫هقال ه م‬
‫م‬
‫هي ه‬ ‫ب إ ذب مهرا ذ‬ ‫ت هل وههر م‬ ‫ة قنل م ذ‬ ‫خط ه ا‬ ‫سا ذ‬ ‫ت ه‬ ‫ذا ك نن م ذ‬‫مد س وهإ ذ ه‬‫ح ل‬‫م ه‬‫ب ن‬ ‫ت ب ههلى وههر م‬ ‫ة قنل م ذ‬‫ضي ه ا‬ ‫هرا ذ‬
‫ه )‪(2‬‬ ‫ل‬ ‫ن‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫م‬ ‫ه‬
‫مك ‪.‬‬ ‫س ه‬‫جنر إ ذل ا م‬ ‫ها ذ‬ ‫تأ ه‬ ‫س ن‬ ‫لل م‬ ‫ج م‬ ‫ت‪:‬أ ه‬ ‫ت‪ :‬قنل ن‬ ‫‪ ،‬هقال م‬
‫ـ ففيه استقراء الرجل حال زوجته من فعلها أو قولها ‪ ،‬والعمل‬
‫على إصلح ما بينه وبينها ليعود الحب والوئام إلى حياتهما ‪ ،‬وتأمل‬
‫قول أم المؤمنين ـ رضى الله عنها ـ التى لم تهجر البيت أو الفراش‬
‫أو تفعل كذا وكذا من فعل نساء المسلمين اليوم ‪ ،‬إنما فقط كانت‬
‫تهجر اسم النبى ‪ ‬إلى اسم إبراهيم ‪. ! ‬‬
‫ـ وليكن الزوج صبورا ا حليما ا عند غضب الزوجة أو تدللها !! ‪.‬‬
‫وللزوجة أسوق إليها هذا الحديث الطيب ‪ :‬عن عائشة رضى الله‬
‫عنها ‪ :‬قالت " ما غرت للنبي ‪ ‬على امرأة من نسائه ما غرت على‬
‫خديجة لكثرة ذكره إياها ‪ ،‬وما رأيتها قط" ‪ ،‬وتقول أيضا ا ‪" :‬‬
‫استأذنت هالة بنت خويلد أخت خديجة على رسول الله ‪ ‬فعرف‬

‫)‪(1‬‬
‫أخرجه البخارى ومسلم ‪.‬‬
‫)‪(2‬‬
‫أخرجه البخارى ومسلم ‪.‬‬
‫‪120‬‬ ‫تحفة العروسين‬
‫)‪(2‬‬
‫استئذان خديجة)‪ (1‬فارتاح لذلك فقال ‪ :‬اللهم هالة بنت خويلد‬
‫فغرت ‪ ،‬فقلت ‪ :‬وما تذكر من عجوزس من عجائز قريش ‪ ،‬حمراء‬
‫الشدقين ‪ ،‬هلكت في الدهر فأبدلك الله خيرا ا منها")‪. (3‬‬
‫ـ فمْاذا عن الزوجة التى ل تحمْد زوجها ‪ ،‬ممْا يؤدى إلى‬
‫وقوع كثيِر من المْشاكل بيِن الزوجيِن ؟‬
‫ـ الجواب ‪ :‬أسوق للزوج هذا الحديث الشريف ‪" :‬عن عائشة قالت‬
‫ه‬
‫خب ههرذني ب ذذ هل ذ ه‬
‫ك‬ ‫ي ‪ ‬فهأ م‬ ‫جاهءذني الن لب ذ ي‬ ‫ماذء)‪ (4‬ه‬ ‫س ه‬‫ن ال ل‬ ‫م ه‬‫ل ع نذ مذريِ ذ‬ ‫ما ن ههز ه‬‫‪ ":‬ل ه ل‬
‫ك )‪ ، (5‬وليعلم الزوج أنه ل توجد امرأة‬ ‫مد ن ه‬ ‫ح ه‬ ‫ه ‪ ‬هل ن ه م‬ ‫مد ن الل ل ه‬ ‫ح ه‬
‫ت نه م‬‫قل م ن‬‫فه ن‬
‫خلقت المرأة من ضلع أعوج ‪ ،‬وإن‬ ‫كاملة الخصال والوصاف ‪ ،‬فإنما ن‬
‫أعوج الضلع أعله ‪ ،‬فإن أنت ذهبت نتقيمه كسرته وكسر المرأة‬
‫طلقها ‪ ،‬وإذا أردت أخى الحبيب "فاطمة" فكن أنت "علياا" ‪ ،‬وقد‬
‫)‪(1‬‬
‫خهر "‬‫من مهها آ ه‬ ‫ي ذ‬‫ض ه‬ ‫قا هر ذ‬ ‫خل ن ا‬
‫من مهها ن‬ ‫ن ك هرذه ه ذ‬ ‫ة إذ م‬‫من ه ا‬‫مؤ م ذ‬ ‫ن هن‬ ‫م ل‬ ‫مؤ م ذ‬‫ك ن‬‫فهر م‬ ‫قال‪" : ‬هل ي ه م‬
‫م( )البقرة ‪:‬‬ ‫خي ملر ل لك ن م‬‫شي مائا وههنوه ه‬ ‫هوا م ه‬ ‫سى أن ت هك مهر ن‬ ‫‪ ،‬وقال تعالى ‪) :‬وهع ه ه‬
‫‪. (216‬‬
‫فكم من خلق طيب كريم فى زوجتك ‪ ،‬إن ذهبت تحصيه وجدته‬
‫يفوق ما تنقمه منها ‪ ،‬وكفاك أنك تجد المصرف الحلل لشهوتك ‪،‬‬
‫وكفاك وضع رأسها على كتفيك وصدرك ‪ ،‬وكفاك أن تجد منها‬
‫اللمسة الحانية الرقيقة ‪ ،‬وكفاك أنها من تقوم على شئون بيتك‬
‫وشئونك ‪ ،‬وكفاك … ‪ ،‬وكفاك ‪ ،‬وكفاك…‪.‬‬
‫قال بعضهم ‪:‬‬
‫ومــن لــه الحسنـــى‬ ‫مــن ذا الــذى مـا ســاء قـط‬
‫فقــط‬
‫وقال آخر ‪:‬‬
‫ا‬
‫كفى بالمرء نبل أن تعد‬ ‫ل‬
‫من ذا الذى ترضى سجاياه كلها‬
‫معايبه‬
‫وقال آخر ‪:‬‬
‫ويعمى عن العيب الذى‬ ‫أرى كل إنسان يرى عيب غيره‬
‫هو فيه‬

‫)‪ (1‬أى ‪ :‬يشبه استأذان خديجة رضى الله عنها ‪.‬‬


‫)‪ (2‬أى ‪ :‬اللهم اجعلها هالة بنت خويلد ‪.‬‬
‫)‪ (3‬متفق عليه ‪ ،‬وفى رواية ‪ :‬والله مابدلنى الله خيرا ا منها ‪.‬‬
‫)‪ (4‬فى قصة حادثة الفك ‪.‬‬
‫)‪ (5‬صحيح ‪ :‬أخرجه مسند أحمد )‪. (30\6‬‬
‫)‪ (1‬أخرجه مرسلم ‪.‬‬
‫تحفة العروسين‬ ‫‪121‬‬

‫فيرى الزوج "القذلة" فى عيــن زوجتــه ‪ ،‬ويغفــل عــن "الخشــبة"‬


‫فى عينه !!! ‪.‬‬
‫وللزوجة أقول ‪ :‬قال ‪ ": ‬ل ينظر الله إلي امرأة ل تشكر لزوجها‬
‫وهى ل تستغنى عنه")‪. (2‬‬
‫ـ بمْاذا تنصح كل زوج ليِستديم محبة زوجته له ‪ ،‬غيِر ما‬
‫تقدما من سلوكيِات ؟‬
‫ا‬
‫ـ الجواب ‪ :‬أقول له ‪ :‬هناك أمورا كثيرة بها تستطيع أن تستديم‬
‫محبة زوجتك لك ‪ ،‬فإلى ما تقدم ‪:‬‬
‫‪ -1‬أكذثر من مغازلة زوجتك فى البيت ـ خاصة فى شهور الزواج‬
‫الولى ‪ ،‬فإن ذكريات اليام والشهور الولى سنتطبع فى ذاكرتها إلى‬
‫البد ‪ ،‬وبها ومن أجلها تتحمل الزوجة الكثير والكثير ‪.‬‬
‫ومغازلة الزوجة ‪ :‬تارة تكون بأن تمتدح ملبسها وشعرها ومأكلها‬
‫ومشربها ‪ ،‬وتارة إذا دخلت لتعد لك الطعام ـ مثل ا ـ اذهب خلفها‬
‫واحتك بها من خلفها مزاحا ا ‪ ،‬وتارة بمغازلتها بالكلم الفاحش فى‬
‫أثناء النهار دون أن تكون هناك معاشرة جنسية ‪ ،‬وتارة بالنظر إلى‬
‫مفاتنها ومدحها ‪ ،‬إلى غير ذلك ‪.‬‬
‫وهناك من الزواج من تكون له ولزوجه "كلمة سنر ! أو إشارة أو‬
‫علمة اتفقا عليها كناية عن الجماع !!!" ـ فى أيام الزواج الولى ـ‬
‫فما أن يقولها الزوج ـ مازحا ا معها ـ فى حضور الهل مثل ا ـ إل‬
‫ويضحك الزوجان معا ا ‪ ،‬ول يدرى الحضور ـ مثل ا ـ عما يتحدثا ‪،‬‬
‫والمراد ‪ :‬أن هناك وسائل شتى لشاعة جو المرح وبيان حب الرجل‬
‫زوجته ‪.‬‬
‫ا )‪(1‬‬
‫‪ -2‬ل تنسى السؤال عن صحتها يوميا ‪.‬‬
‫ا‬ ‫ا‬
‫‪ -3‬ل تنم إل بعد أن تمسك يدها وتتحدثا معا ولو قليل ‪ ،‬فهناك من‬
‫يحرص على أل ينام ـ وجد الجماع أم ل ـ إل بعد يمسك بيد زوجته ـ‬
‫وقد ناما على ظهرهما ـ ويتحدثا قليل ا ‪ ،‬وإن لم يكن الزوج يفعل هذا‬
‫تفعله الزوجة )‪ (2‬حتى يكون أحد الطقوس المعمول بها دوما ا قبل‬
‫النوم ‪ ،‬وهذا مما يزيد جدا ا فى زيادة الحب والرتباط بين الزوجين ‪.‬‬

‫)‪ (2‬صحيح ‪ :‬أخرجه النسائى ف " العشرة" ‪.‬‬


‫)‪ (1‬ول تكن كالزوج الذى قيل فيه فى حديث أم رزع المتقدم ‪" :‬ول يولج الكف ليعلم البث" ‪.‬‬
‫)‪ (2‬والصواب أن تبدأ بها الزوجة وتعلمه زوجها حتى "يتعود" هذا قبل النوم ‪ ،‬فهى "الم" أى التى‬
‫تجمع الحنان والحب والود وتبدأ به ‪.‬‬
‫‪122‬‬ ‫تحفة العروسين‬
‫‪ -4‬ل تنسى شكرها ـ بالكلمة أو باللمسة ـ على ما تعانيه فى أعمال‬
‫البيت ‪.‬‬
‫ت" منتهيا ا بـ‬ ‫‪ -5‬تأدب فى الحديث معها ‪ ،‬مبتدئا ا كلمك بـ "لو سمح ذ‬
‫"جزاك الله كل خير" أو "شكراا" ‪ ،‬فإنه إذا كان هذا حديثك مع‬
‫زميلتك فى العمل أو صديقك ‪ ،‬فالزوجة أولى بهذا ‪.‬‬
‫‪ -6‬ل تنسى قبلة الصباح قبل الخروج إلى العمل ‪ ،‬وقبلة المساء عند‬
‫النوم ‪.‬‬
‫ا‬
‫‪ -7‬ضع القواعد فى بداية الحياة الزوجية التى تسيرا عليها معا دون‬
‫إجحاف لها ‪ ،‬ككيفة النقاش واحترام كل طرف رأى الطرف الخر ‪،‬‬
‫وعدم ارتفاع الصوات عند النقاش ‪ ،‬وإذا ارتفع صوت طرف خبا‬
‫صوت الطرف الخر ‪ ،‬ومتى يبدأ النقاش وكيف ‪ ،‬ومتى ل يكون‬
‫هناك نقاش ‪ ،‬كيفية التعامل مع الهل والزيارات ‪.…،‬‬
‫‪ -8‬أخرج معها إلى التنزه كلما استطعت هذا ‪.‬‬
‫وللزوجين ‪:‬‬
‫‪ -9‬لتكن غاية كل منكما إسعاد الخر ‪.‬‬
‫‪ -10‬ل تجعل نهاركما يمر بجفاء ‪ ،‬دون أن يتخلله الحب والغرام ‪.‬‬
‫‪ -11‬ليتساهل كل طرف أمام قرينه ‪.‬‬
‫‪ -12‬ل يكرر أحدكما طلبا ا رفضه الخر من قبل ‪.‬‬
‫‪ -13‬ل تكررا حديثا ا عن مشاحنة أو شقاق كان ‪ ،‬حتى ل تعيدا‬
‫الحزان والمضايقات ‪.‬‬
‫)‪(1‬‬
‫‪ -14‬ل تتقابل إل والبتسامة تعلو الوجه ‪.‬‬
‫‪ -15‬ل تغضا معا ا فى وقت واحد ‪ ،‬ولتكن أنت ـ صاحب القوامة ـ‬
‫أكثر صبرا ا واحتمال ا ‪ ،‬ول تنسى أنك تتحدث إلى حبيبتك وزوجتك ‪.‬‬
‫‪ -16‬استمع إليها وإلى حديثها ‪ ،‬وإياك من تسفييه رأيها ‪ ،‬أو‬
‫الستهانة بعقلها ‪ ،‬ولك فى رسول الله ‪ ‬السوة الحسنة كما تقدم‬
‫فى حديث أم زرع ‪ ،‬وكما استمع إلى رأى زوجته عند النحر ‪.‬‬
‫‪ -17‬الحذر من مرض "الخرس الزوجى" بعد الزواج ‪ ،‬وهذا المرض‬
‫كثيرا ا ما يصيب الرجال بعد الزواج مما يؤدى بكثير من الزيجات إلى‬
‫الموت بمرض "السكتة الكلمية" !! ‪.‬‬
‫ـ قاعدة هامة ‪ :‬وهذه قاعدة هامة جدا ا لو وضعها كل زوج موضعها‬
‫لوجد فيها الراحة الزوجية التى يفتقدها الكثير من الزواج ‪ ،‬وهى ‪:‬‬
‫أن يتعامل الزوج مع زوجته على أنها لم تزل بعد الخطيبة ل الزوجة‬
‫)‪ (1‬ويكفيك قوله فى الحديث الصحيح ‪" :‬وتبسمك فى وجه أخيك صدقة" فالزوجة أحق بهذه‬
‫‪‬‬

‫البسمة لها من صديق أو زميلة العمل ‪ ،‬وزوجك أختاه أحق من تهديه ابتسمتك الرقيقة ‪.‬‬
‫تحفة العروسين‬ ‫‪123‬‬

‫ومن المقرر أن ـ أكثر الخطاب ـ فترة الخطبة وزمانها يحاول جاهدا ا‬


‫أن نيظهر أفضل وأحسن ما يتحلى به ‪ ،‬وأن "يتكلف" )‪ (1‬بعض‬
‫الخلق وإن لم يكن يتخلق بها ‪ ،‬فترى بعضهم ل يستطيع ـ مثل ا ـ أن‬
‫يتحمل مداعبة طفل ‪ ،‬ولكنه عند وجوده فى بيت خطيبته تراه‬
‫يلعب الطفال ويلعب معهم ويضاحكهم كطفل صغير ‪ ،‬فيرسم‬
‫البسمة على وجه خطيبته ‪ ،‬وتريِ فيه الزوج العطوف على الطفال‬
‫المحب لهم ـ وان كان الفضل والولى أن يكون الخاطب على‬
‫سجيته ول يتكلف من الخلق ما ليست فيه حتى ل يدخل فى باب‬
‫الغش والخداع ـ والمراد ‪ :‬أن الرجل إذا تزوج تراه يكون فى بيته‬
‫رث الهيئة قبيح المنظر ‪ ،‬تشم منه زوجته الريح غير الطيبة ‪ ،‬يصاب‬
‫كما يقال بـ "الخرس الزوجى" فتراه وقد أهمل الحديث مع زوجته ‪،‬‬
‫وأهمل مداعبتها ومغازلتها ـ وقد ذهب منه "إذا دخل فهد" وقد كان‬
‫هذا شغله الشاغل من قبل ‪ ،‬بينما تراه خارج بيته يضحك مع‬
‫أصدقائه ويمازحهم ‪ ،‬فإذا عاد إلى بيته حمل الهموم وذهب الضحك‬
‫والمزاح أدارج الرياح ودخل بيته بالوجه العابس وقلة الحديث‬
‫والسؤال عن حال الزوجة وصحتها "فل يولج الكف ليعلم البث" ‪.‬‬
‫ـ فمْاذا عن طاعة المْرأة زوجها ‪ ،‬إذا طلب منها مال يقره‬
‫الشرع من عدما ارتداء الحجاب الشرعى مثل ا ‪ ،‬والخروج‬
‫متبرجة سافرة ‪ ،‬أو مجالسة أصدقائأه أو أى فعل أو قول‬
‫يخالف الشرع ؟‬
‫ـ الجواب ‪ :‬اعلمى أختاه انه ل طاعة لمخلوق فى معصية الخالق ‪.‬‬
‫ـ هذا ومن الخطاء التى تقع فيها بعض النساء ‪ :‬نعتها لصديقة أو‬
‫جارة لزوجها كأنها يباشرها ‪ ،‬روى البخارى عن عبد الله بن مسعود‪‬‬
‫ه ي هن مظ ننر إ ذل هي مهها"‬ ‫ه‬ ‫قال ‪" :‬هل تباشر ال ممرأ هة ن ال م ه‬
‫جهها ك هأن ل ن‬‫ممرأة ه فهت هن معهت ههها ل ذهزوم ذ‬
‫)‪(1‬‬
‫‪.‬‬ ‫ه‬ ‫نه ذ ن ه م‬
‫ـ وماذا عن قوله ‪ ‬أن ‪" :‬النساء ناقصات عقل ودين" ؟‬
‫ـ الجواب ‪ :‬لفظ الحديث كما جاء عند المام البخاريِ ومسلم عن‬
‫ه‬ ‫ه‬
‫حى أوم فذط مرس‬ ‫ض ه‬‫ل الل لهذ ‪ ‬ذفي أ م‬ ‫سو ن‬ ‫ج هر ن‬ ‫خهر ه‬ ‫أبي سعيد الخدرى قال ‪ ":‬ه‬
‫ه‬
‫ن فإ ذمني‬ ‫م‬
‫صد لق ه‬ ‫ساذء ت ه ه‬ ‫شهر الن م ه‬ ‫مع م ه‬‫ل هيا ه‬ ‫قا ه‬ ‫ه‬
‫ساذء ف ه‬ ‫ملر ع ههلى الن م ه‬ ‫صللى فه ه‬ ‫م ه‬ ‫إ ذهلى ال م ن‬
‫ه‬ ‫ه‬ ‫ن‬
‫ن‬‫ن الل لعم ه‬ ‫ل ت نك مث ذمر ه‬‫ل الل لهذ هقا ه‬ ‫سو ه‬ ‫م هيا هر ن‬ ‫ن وهب ذ ه‬ ‫قل م ه‬ ‫ن أك مث ههر أهم ذ‬
‫ل اللنارذ فه ن‬ ‫أذريت نك ن ل‬
‫قل ودي ه‬ ‫ه‬
‫ب‬‫ب ل ذل ن م‬ ‫ن أذ مهه ه‬ ‫ت عه م س ه ذ س‬ ‫صا ذ‬ ‫ن هناقذ ه‬ ‫م م‬‫ت ذ‬ ‫ما هرأي م ن‬‫شيهر ‪ ،‬ه‬ ‫ن ال معه ذ‬ ‫فمر ه‬ ‫وهت هك م ن‬
‫)‪(1‬‬
‫وفى هذا التكلف نوع غش للزوجة ‪ ،‬فلتأمل ‪.‬‬
‫)‪(1‬‬
‫أخرجه البخارى )‪. (2007\5‬‬
‫‪124‬‬ ‫تحفة العروسين‬
‫سو ه‬
‫ل‬ ‫قل ذهنا هيا هر ن‬
‫ن ذدين ذهنا وهع ه م‬
‫صا ن‬‫ق ه‬ ‫ما ن ن م‬‫ن وه ه‬ ‫ن قنل م ه‬‫داك ن ل‬ ‫ح ه‬ ‫ن إذ م‬‫م م‬ ‫حازذم ذ ذ‬ ‫ل ال م ه‬ ‫ج ذ‬
‫اللر ن‬
‫ن ب ههلى‬ ‫ه‬ ‫ه‬
‫ل قنل م ه‬ ‫ج ذ‬ ‫شههاد هةذ اللر ن‬ ‫ف ه‬‫ص ذ‬ ‫ل نذ م‬ ‫مث م ه‬
‫ممرأةذ ذ‬ ‫شههاد هة ن ال م ه‬ ‫س ه‬ ‫ل أل هي م ه‬ ‫الل لهذ هقا ه‬
‫ه‬
‫م‬
‫ص م‬‫م ته ن‬ ‫ل وهل ه م‬
‫ص م‬ ‫ت له م‬
‫م تن ه‬ ‫ض م‬ ‫حا ه‬ ‫ذا ه‬ ‫س إذ ه‬‫قل ذهها أل هي م ه‬ ‫ن عه م‬ ‫صا ذ‬ ‫ق ه‬ ‫ن نن م‬‫م م‬‫ك ذ‬ ‫ل فهذ هل ذ ذ‬ ‫هقا ه‬
‫ن ذدين ذهها "‪ ،‬هذا لفظه وشرحه ‪‬‬ ‫صا ذ‬ ‫ق ه‬ ‫ن نن م‬‫م م‬ ‫ك ذ‬ ‫ل فهذ هل ذ ذ‬ ‫ن ب ههلى هقا ه‬ ‫قنل م ه‬
‫للحديث ‪.‬‬
‫ويظن الكثير من الرجال أن ‪" :‬النساء ناقصات عقل ودين" يعنى‬
‫أن النساء مجموعة من البله الغبياء المفمرطات فى أمور دينهن ‪،‬‬
‫فيتعامل الرجل مع المرأة من هذا المنطلق الغريب ‪ ،‬فل يعتب‬
‫عليها إذا أمرها بأمر شرعى فلم تأتمر به ‪ ،‬أو تتهاون فى صلتها‬
‫وحجابها ومعاملتها مع جاراتها دون حدود شرعية وأصول دينية ‪،‬‬
‫فترى الكثير من الرجال يتهاون فى المور الشرعية مع زوجته‬
‫بدعوى أن النساء ناقصات عقل ودين ‪.‬‬
‫ـ وترى فريق آخر يتعامل مع المرأة وكأنها طفل صغير ل عقل له‬
‫‪ ،‬فيتهاون بعقل المرأة وتفكيرها ورأيها ‪ ،‬واضعا ا رأيها فى ذيل‬
‫القائمة ‪ ،‬حتى يقول لزوجه "انتى هتعملى راسك براسى" ! ل‬
‫تضعى عقلك مساويا ا لعقلى ! ‪ ،‬ولم يتذكر أنه حين تقدم لخطبتها‬
‫اشترط أن تكون الفتاة التى سيرتبط بها تصغره بسنوات خمس أو‬
‫عشر أو أكثر أو أقل ‪ ،‬وأنها مع هذا الفارق فى السن بينهما إل أنها‬
‫استطاعت أن "تحتوى" عقل الرجل وتسايره وتتعامل مع هذا‬
‫العقل الذى يفوقها سنا ا وخبرة وتعامل ا مع الناس ‪ ،‬استطاعت أن‬
‫عجب الخاطب وقتها‬ ‫تكون على قدم المساواة مع هذا العقل ‪ ،‬وأ ن‬
‫بعقل فتاته ونظرتها الثاقبة ‪ ،‬وعقلها الذى احتوى عقله وسايره‬
‫وعايشه ‪ ،‬ثم ما لبث بعد الزوج أن استهان بعقلها ونظرتها واستهان‬
‫بزوجته أيما استهانة ‪ ،‬وهذه الستهانة بعقل المرأة إنما هو سهم‬
‫قاتل يغرسه الرجل فى قلب المرأة دون أن يدرى ‪ ،‬فلتكن على‬
‫حذر أخى المسلم من أن تستهين أو تحط من قدر زوجته فى‬
‫حديثك معها أو عنها ‪.‬‬
‫قائ ذقن‬‫ش ه‬ ‫ساهء ه‬ ‫ـ ويكفى فى بيان قدر المرأة وشرفها قوله‪" : ‬الن م ه‬
‫ل " )‪ ، (1‬وقوله‪" : ‬من كان له ثلث بنات يؤويهن ويكفيهن‬ ‫جا ذ‬‫المر ه‬
‫ويرحمهن فقد وجبت له الجنة ‪ ،‬فقال له ‪ :‬واثنتين يا رسول الله ؟‬
‫قال ‪ :‬واثنتين" )‪" ، (2‬وكفاها شرفا ا أن من نقتل دون الدفاع عن‬
‫شرفه وعرضه كان شهيدا ا ‪ ،‬قال ‪" : ‬من قتل دون أهله فهو شهيد"‬
‫)‪(1‬‬
‫صحيح ‪ :‬أخرجه الترمذى ) ‪ (190\1‬وأبو داود )‪ (61\1‬والبيهقى )‪. (168\1‬‬
‫)‪(2‬‬
‫صحيح ‪ :‬أخرجه البخارى فى الدب )‪. (14‬‬
‫تحفة العروسين‬ ‫‪125‬‬

‫)‪ ، (3‬وكفاها شرفا ا أن أول المؤمنين برسول الله ‪ ‬كانت امرأة وهى‬
‫أم المؤمنين خديجة ـ رضى الله عنها ـ ‪ ،‬وكفاها شرفا ا أن أول‬
‫شهداء السلم كانت امرأة وهى "سمية" زوج عمار بن ياسر ‪،‬‬
‫وكفاها أن النبى‪ ‬نحر بناء على رأى زوجه ‪ ،‬إلى غير ذلك الكثير من‬
‫الحاديث التى تبين فضل المرأة وكرامتها وإكرم السلم لها‪.‬‬
‫يقول وائلة بن السقع ‪ :‬إن من يمن المرأة ـ يعنى‬
‫البركة ـ تبكيرها بالنثى قبل الذكر ‪ ،‬وذلك أن الله ‪ ‬يقول‬
‫كوهر( )الشورى ‪:‬‬ ‫شاء الذ ي ن‬‫من ي ه ه‬
‫ب لذ ه‬‫شاء إ ذهنااثا وهي ههه ن‬‫ن يه ه‬‫م م‬
‫ب لذ ه‬
‫‪) :‬ي ههه ن‬
‫‪. (49‬‬
‫ومن طريف ما روى ‪ :‬أن أميرا ا عربيا ا يكنى أبا حمزة ‪ ،‬تزوج‬
‫امرأة ‪ ،‬وتمنى أن تلد له "ذكراا" فولدت له بنتا ا ‪ ،‬فهجر منزلها لشدة‬
‫غيظه ‪ ،‬فضار يأوى إلى بيت آخر ‪ ،‬فمر بخبائها يوما ا ‪ ،‬فسمعها‬
‫تداعب ابنتها قائلة ‪:‬‬
‫يظـل بالبيـت الذى يلينـا‬ ‫مـا لبـى حمـزة ل يـأتينــا‬
‫ليـس له من أمرنا‬ ‫غضبـــان أن نلــد البنينــا‬
‫ماشينـا‬
‫ونحـن كالرض لزارعينـا‬ ‫وإنمـا نـأخــذ مـا أعطينـا‬
‫ننبت ما قد زرعوه فينا‬
‫وما أن سمع أبا حمزة هذا منها ‪ ،‬حتى أخذه الحنان إليها وإلى‬
‫ابنته ودخل بيته يقبلهما )‪. (1‬‬
‫ـ فمْاذا عن الزواج فى بيِت الهل سواء كان بيِت أهل‬
‫الزوج أو الزوجة ؟‬
‫ـ وصية أوصى بها كل زوج يبدأ حياته الزوجية أل يبدأها فى بيت أهله‬
‫أو أهلها ‪ ،‬وليكن له ولزوجه بيتهما الخاص بهما ‪ ،‬وان كان قليل‬
‫الثاث والمساحة ‪ ،‬إل أنه سيجنبه الكثير من المشاكل التى تنشأ من‬
‫زواجه فى بيت أهله أو أهلها ‪ ،‬فإن كان أهل بيت أهل العروس‬
‫مفتقدين للوعى الدينى واللتزام بحلل الله وحرامه فإن الزوج‬
‫سيعانى أشد المعانة ‪ ،‬خاصة إذا كان أهل العروس شديدى المعاملة‬
‫فلن يستطيع الزوج حينئذ أن تكون له الكلمة العليا على زوجه ونحو‬
‫هذا مما هو معروف ومشهور ‪ ،‬وأن كان أهله مثل ذلك فكذلك ‪ ،‬وان‬
‫)‪(3‬‬
‫صحيح ‪ :‬أخرجه الشاشى )‪. (251\1‬‬
‫)‪(1‬‬
‫انظر ‪ :‬البيان والتبيين )‪. (186\1‬‬
‫‪126‬‬ ‫تحفة العروسين‬
‫كان أحدهم يلتزم بشرع الله وحلله وحرامه فسيعانى الزوج أيضا ا‬
‫فى دخوله وخروجه بل وحتى جلوسه مع أهله ‪ ،‬وسيجد الحرج‬
‫الشديد من هذا ‪ ،‬وإذا كان أهله مثل ذلك فكذلك ‪ ،‬خاصة إذا كان له‬
‫اخوة يدخلون ويخرجون مما هو معروف ومشهور ‪ ،‬ولذلك فإنى‬
‫أنصح كل زوج أن يكون له بيته المستقل وإن كان قليل الثاث‬
‫والمساحة ‪ ،‬إل أنه أفضل له بكثير من زواجه فى بيت أهله أو أهلها‬
‫‪.‬‬
‫ـ هل يجوز كذب الرجل على زوجته ؟‬
‫ـ الجواب ‪ :‬نعم يجوز ‪ ،‬للرجل أن يكذب على زوجه فى إصلح ما‬
‫بينهما ودوام العشرة بينهما ‪ ،‬كأن يقول لها ‪ :‬أنت اجمل من رأت‬
‫عينى ـ على قلة جمالها مثل ا ـ أنت كذا وكذا ‪ ،‬أو الوعد بتلبية طلبها‬
‫لكذا وكذا إن يسر الله تعالى له جاء به ‪ ،‬يريد دوام الحب‬
‫والمعاشرة بينهما ‪.‬‬
‫ـ روى مسلم عن أم كلثوم قالت ‪ :‬ما سمعت رسول الله‪ ‬رخص‬
‫فى شئ من الكذب إل فى ثلث ‪" :‬الرجل يقول القول يريد به‬
‫الصلح ‪ ،‬والرجل يقول القول فى الحرب ‪ ،‬والرجل يحدث امرأته ‪،‬‬
‫والمرأة تحدث زوجها" ‪.‬‬
‫ـ إذن هل يجوز كذب المْرأة على زوجها ؟‬
‫ـ الجواب ‪ :‬فى إظهار الود لزوجها كما سبق عند الرجل ‪ ،‬فتقول له‬
‫أنت أجمل من رأت عينى ـ على قلة وسامته مثل ا ـ فل تعصى الله‬
‫تعالى فتخون زوجها ـ عياذا ا بالله تعالى ـ ثم تكذب عليه ! فالمرأة‬
‫التى تكذب على زوجها على فى كل صغيرة وكبيرة ل يأمن الرجل‬
‫جانبها ‪ ،‬لتحذير النبى‪ ‬من الكذب كما روى البخارى ومسلم ‪ ،‬قال‬
‫ج ه‬
‫ل‬ ‫ن اللر ن‬ ‫جن لةذ وهإ ذ ل‬ ‫ديِ إ ذهلى ال م ه‬ ‫ن ال مب ذلر ي ههم ذ‬ ‫ديِ إ ذهلى ال مب ذمر وهإ ذ ل‬ ‫صد مقه ي ههم ذ‬‫ن ال م‬
‫‪":‬إ ذ ل‬
‫جوهر‬ ‫ف ن‬ ‫م‬
‫ن ال ن‬ ‫جورذ وهإ ذ ل‬ ‫ف ن‬ ‫م‬ ‫ه‬
‫ديِ إ ذلى ال ن‬ ‫ب ي ههم ذ‬ ‫ه‬
‫ن الكذ ذ ه‬ ‫م‬ ‫قا وهإ ذ ل‬ ‫دي ا‬‫ص م‬
‫ن ذ‬ ‫ن‬
‫حلتى ي هكو ه‬ ‫صد نقن ه‬‫ل هي ه م‬
‫ذاابا "‬‫عن مد ه الل لهذ ك ه ل‬ ‫ب ذ‬ ‫حلتى ي نك مت ه ه‬ ‫ب ه‬ ‫ل ل هي هك مذ ذ ن‬
‫ج ه‬ ‫ن اللر ن‬‫ديِ إ ذهلى اللنارذ وهإ ذ ل‬ ‫ي ههم ذ‬
‫فالمرأة التى تتخذ الكذب وسيلة للخروج وعمل ما يحلو لها فإنها‬
‫للحديث تصبح فاجرة ‪ ،‬ول يرضى الرجل أن يعاشر فاجرة عياذا ا‬
‫بالله تعالى ‪ ،‬وكم هدم الكذب بيوتات كثيرة ‪.‬‬
‫ـ ما هى مواصفات فتى الحلما ؟‬
‫ـ الجواب ‪ :‬يختلف وصف فتى الحلم بإختلف الفتاة ‪ ،‬فمنهن من‬
‫ترى أن فتى أحلمها صاحب الشهادة العليا ‪ ،‬ومنهن من تراه‬
‫صاحب المال دون النظر إلى "المؤهل" الدراسى ‪ ،‬ومنهن من ترى‬
‫فتى أحلمها اللبق خفيف الظل ‪ ،‬ومنهن من تراه الوسيم دون‬
‫تحفة العروسين‬ ‫‪127‬‬

‫النظر إلى المال أو المؤهل الدراسى ‪ ،‬إلى غير ذلك ‪ ،‬فكل فتاة لها‬
‫مواصفات تختلف عن مثيلتها من الفتيات ‪.‬‬
‫ـ وكيِف أعرف أن هذا الفتى هو فتى الحلما الذى‬
‫يسعدنى أن أنا ارتب ر‬
‫ط به ؟‬
‫ك معرفة فتى الحلم ‪،‬‬ ‫ىل ذ‬
‫ك إلى هذا ‪ ،‬فأن ن‬‫ـ الجواب ‪ :‬ل سبيل ل ذ‬
‫أمن خلل الهاتف )‪ (1‬؟! أم من خلل الجامعة ؟! أم من خلل الجيرة‬
‫ك الشرع مثل هذا التعارف ‪ ،‬فل سبيل إلى معرفة‬ ‫؟! وهل أباح ل ذ‬
‫خطبتك ‪ ،‬فالمرأة "جوهرة" مكنونة ‪ ،‬و‬ ‫فتى الحلم إل أن يتقدم إلى ذ‬
‫"درة" غالية ل يطلع عليها إل من يعرف قدرها وعزها وشرفها ‪،‬‬
‫والمقياس كما تقدم هو مدى تمسك هذا الخاطب بدينه وبما أمره‬
‫به الشرع الحنيف ‪.‬‬
‫ـ فكم من فتى غلر الفتيات ملبسه وحسن حديثه ومعسول كلمه‬
‫‪ ،‬فى الهاتف أو مدرج الجامعة أو لكونه جارس لها ‪ ،‬ثم هو عند الزواج‬
‫كسراب فى صحراء ل وجود له ‪.‬‬
‫ـ هل هناك ما يسمْى بالزوجة النكدية ؟‬
‫ـ الجواب ‪ :‬نعم ‪ ،‬والزوجة النكدية هى نكدية بنكد زوجها عليها !‬
‫وإل فما من زوجة ترضى بتعاسة بيت الزوجية ‪ ،‬وترفض أن ترفرف‬
‫أجنحة السعادة والحب على عشها ‪.‬‬
‫ـ والزوج النكدى ؟‬
‫ـ الجواب ‪ :‬كذلك ل يوجد زوج يأبى أن تكون حياته الزوجية سعيدة‬
‫هادئة هانئة ‪ ،‬إنما يتحول إلى الزوج النكدى "بنكد" زوجته عليه ! ‪.‬‬
‫ت ـ فى الهامش ـ إلى‬ ‫ـ عند تعريفك ألفاظ النكاح والتزويج تعرض ا‬
‫ا‬
‫بيان الفرق بين لفظتى النكاح والزواج ‪ ،‬وربطا بهذا البيان اللطيف‬
‫فأنا عندما أقرأ فى كتاب الله تعالى فأجده تارة يصف الزوجة بأنها‬
‫"زوجة" وتارة بأنها "امرأة" فهل هناك فرق بينهما ؟ ‪.‬‬
‫ـ الفرق بيِن الزوجة والمْرأة ‪:‬‬
‫ل تجد فرقا نيذكر بين لفظ "الزوج" و "المرأة" فى كتب الفقه ‪،‬‬
‫بينما تجد القرآن العظيم قد فلرق بينهما ‪ ،‬فاستعمل لفظ "الزوج"‬

‫)‪ (1‬تنبيه هام ‪ :‬دعوة إلى كل فتاة تؤمن بالله واليوم الخر أن تتجنب ما وسعها الهاتف ‪ ،‬فما أكثر‬
‫الحلم التى تكسرت على سماعة التليفون ‪ ،‬وما أكثر العراض التى انتهتك بعد لقاء من حديث‬
‫التليفون ‪ ،‬وما أكثر الحياء الذى ذهب مع كلمات التليفون ‪ ،‬فالحذر الحذر أختاه من كيوبيد‬
‫التليفون ‪.‬‬
‫‪128‬‬ ‫تحفة العروسين‬
‫فى حق أهل اليمان ولفظ "المرأة" فى حق أهل الشرك والكفران‬
‫‪.‬‬
‫"وأما الزواج فجمع زوج وقد يقال زوجة والول أفصح وبها جاء‬
‫القرآن )‪ ، (1‬قال تعالى ‪) :‬يا آدم اسك ن ه‬
‫ة( )البقرة ‪:‬‬ ‫جن ل ه‬‫ك ال م ه‬ ‫ج ه‬ ‫ت وههزوم ن‬ ‫ن أن ه‬ ‫ه ه ن م م‬
‫ه‬
‫ه( )النبياء ‪:‬‬ ‫ج ن‬ ‫ه هزوم ه‬ ‫حهنا ل ه ن‬ ‫صل ه م‬‫‪ ، (35‬وقال تعالى فى حق زكريا ‪) ‬وهأ م‬
‫‪. (90‬‬
‫ومن الثانى قول ابن عباس ـ رضى الله عنهما ـ فى ـ عائشة‬
‫رضى الله عنها ـ ‪" :‬إنها زوجة نبيكم فى الدنيا والخرة" )‪. (2‬‬
‫وقال الفرزدق ‪:‬‬
‫وإن الذى يبغى ليفسد زوجتى * كساع إلى أسد الشرى‬
‫يستبيلها‬
‫وقد يجمع على زوجات وهذا إنما هو جمع زوجة وإل فجمع زوج‬
‫ه‬
‫ن(‬‫ؤو ه‬ ‫مت لك ذ ن‬ ‫ك ن‬ ‫ل ع ههلى امل ههرائ ذ ذ‬ ‫م ذفي ظ ذهل س‬ ‫جه ن م‬ ‫م وهأمزهوا ن‬ ‫أزواج ‪ ،‬قال تعالى ‪) :‬هن م‬
‫ه‬ ‫ه‬ ‫م‬ ‫ن‬
‫ن(‬ ‫حب هنرو ه‬ ‫م تن م‬ ‫جك ن م‬ ‫م وهأمزهوا ن‬ ‫ة أنت ن م‬ ‫جن ل ه‬ ‫خلوا ال ه‬ ‫)يس ‪ ، (56 :‬وقال تعالى ‪) :‬اد م ن‬
‫)الزخرف ‪. (70 :‬‬
‫وقد وقع فى القرآن الخبار عن أهل اليمان بلفــظ الــزوج مفــردا ا‬
‫وجمعا كما تقدم ‪.‬‬
‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬
‫ه‬
‫ج ن‬ ‫م وهأمزهوا ن‬ ‫سه ذ م‬ ‫ف ذ‬ ‫ن أن ن‬ ‫م م‬ ‫ن ذ‬ ‫مذني ه‬ ‫مؤ م ذ‬ ‫ي أومهلى ذبال م ن‬ ‫وقال تعالى ‪) :‬الن لب ذ ي‬
‫ه‬ ‫ه‬ ‫ن‬
‫ك(‬ ‫ج ه‬ ‫ي نقل ملمزهوا ذ‬ ‫م( )الحزاب ‪ ، (6 :‬وقال تعالى ‪) :‬هيا أي يهها الن لب ذ ي‬ ‫مههات نهن م‬ ‫أ ل‬
‫)الحزاب ‪. (59 :‬‬
‫ـ والخبار عن أهل الشرك بلفظ المرأة ‪:‬‬
‫ةه‬ ‫ه‬ ‫قال تعالى ‪) :‬تبت ي ه‬
‫مال ه‬ ‫ح ل‬ ‫ه ه‬ ‫مهرأت ن ن‬ ‫ب ( إلى قوله ‪) :‬هوا م‬ ‫ب وهت ه ل‬ ‫دا أذبي ل ههه س‬ ‫هل م ه ه‬
‫ن‬
‫ذي ه‬ ‫ل‬ ‫م‬
‫مث هل لل ذ‬ ‫ا‬ ‫ه ه‬ ‫ل‬
‫ب الل ن‬ ‫ضهر ه‬ ‫ب ( )المسد ‪ (4- 1 :‬وقال تعالى ‪ ) :‬ه‬ ‫حط ه ذ‬ ‫ال م ه‬
‫ه‬ ‫ه‬
‫ط( )التحريم ‪ (10 :‬فلما كانتا مشركتين‬ ‫مهرأة ه نلو س‬ ‫ح وها ذ م‬‫مهرأة ه ننو س‬‫فنروا ا ذ م‬ ‫كه ه‬
‫ن‬‫ذي ه‬ ‫مث هال ل مل ل ذ‬ ‫ه ه‬ ‫ب الل ل ن‬ ‫ضهر ه‬ ‫أوقع عليهما اسم المرأة وقال فى فرعون ‪) :‬وه ه‬
‫ن ( )التحريم ‪ (11 :‬لما كان هو المشرك وهى‬ ‫آمنوا ا ذ ه‬
‫مهرأة ه فذمرع هوم ه‬ ‫م‬ ‫ه ن‬
‫ا‬
‫مؤمنة لم يسمها زوجا له ‪.‬‬
‫م‬ ‫ه‬
‫ة( )البقرة ‪:‬‬ ‫جن ل ه‬ ‫ك ال ه‬ ‫ج ه‬ ‫ت وههزوم ن‬ ‫ن أن ه‬ ‫سك ن م‬ ‫ما م‬ ‫وقال فى حق آدم ‪) :‬هيا آد ه ن‬
‫ك( )الحزاب ‪ ، (50 :‬وقال‬ ‫ج ه‬ ‫ه‬ ‫حل هل مهنا ل ه ه‬ ‫ه‬
‫ك أمزهوا ه‬ ‫‪ (35‬وقال للنبى ‪) :‬إ ذلنا أ م‬
‫مط ههلهر ل‬ ‫ه‬
‫ة( )البقرة ‪. (25 :‬‬ ‫ج ي‬ ‫م ذفيهها أمزهوا ل‬ ‫فى حق المؤمنين ‪) :‬وهل ههن م‬
‫فقالت طائفة منهم السهيلى وغيره إنما لم يقل فى حق هؤلء‬
‫الزواج لنهن لسن بأزواج لرجالهم فى الخرة ولن التزويج حلية‬
‫)‪(1‬‬
‫لم يأت فى القرآن لفظ "زوجة" انما هو من اصطلح الفقهاء ‪.‬‬
‫)‪(2‬‬
‫أخرجه البخارى )‪. (2601\6‬‬
‫تحفة العروسين‬ ‫‪129‬‬

‫شرعية وهو من أمر الدين فجرد الكافرة منه كما جرد منها امرأة‬
‫نوح وامرأة لوط ‪.‬‬
‫ت‬ ‫ثم أورد السهيلى على نفسه قول زكريا عليه السلم ‪) :‬وه ه‬
‫كان ه ذ‬
‫ه‬
‫ت‬‫عاقذارا( )مريم ‪ (5 :‬وقوله تعالى عن إبراهيم ‪) :‬فهأقمب هل ه ذ‬ ‫مهرأ هذتي ه‬ ‫ا م‬
‫صلرةس ( )الذاريات ‪. (29 :‬‬ ‫ه‬
‫ه ذفي ه‬ ‫مهرأت ن ن‬ ‫ا م‬
‫وأجاب بأن ذكر المرأة أليق فى هذه المواضع لنه فى سياق ذكر‬
‫الحمل والولدة فذكر المرأة أولى به لن الصفة التى هى النوثة‬
‫هى المقتضية للحمل والوضع ل من حيث كانت زوجاا‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬ولو قيل إن السر فى ذكر المؤمنين ونسائهم بلفظ‬
‫الزواج أن هذا اللفظ مشعر بالمشاكلة والمجانسة والقتران كما‬
‫هو المفهوم من لفظه فإن الزوجين هما الشيئان المتشابهان‬
‫ن‬
‫ذي ه‬ ‫شنروا ال ل ذ‬ ‫ح ن‬ ‫المتشاكلن أو المتساويان ومنه قوله تعالى ‪) :‬ا م‬
‫ه‬
‫م( )الصافات ‪. (22 :‬‬ ‫جه ن م‬
‫موا وهأمزهوا ه‬ ‫ظ هل ه ن‬
‫قال عمر بن الخطاب ‪ ‬أزواجهم أشباههم ونظراؤهم ‪ ،‬وقاله‬
‫ت(‬‫ج م‬ ‫س نزوم ه‬‫فو ن‬ ‫ذا الن ي ن‬‫المام أحمد أيضا ا ‪ ،‬ومنه قوله تعالى ‪) :‬وهإ ذ ه‬
‫)التكوير ‪ (7:‬أى قرن بين كل شكل وشكله فى النعيم والعذاب ‪،‬‬
‫قال عمر بن الخطاب‪ ‬فى هذه الية ‪ :‬الصالح مع الصالح فى الجنة‬
‫والفاجر مع الفاجر فى النار ‪ ،‬وقاله الحسن وقتادة والكثرون ‪.‬‬
‫وقيل زوجت أنفس المؤمنين بالحور العين وأنفس الكافرين‬
‫بالشياطين وهو راجع إلى القول الول ‪.‬‬
‫ن‬ ‫قال تعالى ‪) :‬ث همان ذي ه ه‬
‫م ه‬‫ج ( النعام ‪ 143‬ثم فسرها ‪ ) :‬م‬ ‫ة أمزهوا س‬ ‫ه ه‬
‫ال م‬
‫ن( )النعام ‪ 143 :‬ـ ‪ (144‬فجعل‬ ‫م‬ ‫ن ال م ه‬
‫معمزذ اثن هي م ذ‬ ‫م ه‬ ‫ن وه ذ‬ ‫ن اث من هي م ذ‬ ‫ضأ ذ‬ ‫ل‬
‫قولهم ‪ :‬زوجا‬ ‫الزوجين هما الفردان من نوع واحد ‪ ،‬ومنه‬
‫خف وزوجا حمام ‪ ،‬ونحوه ‪.‬‬
‫ول ريب أن الله سبحانه وتعالى قطع المشابهة والمشاكلة بين‬
‫ه‬ ‫ه‬
‫ب‬‫حا ن‬ ‫ص ه‬ ‫ب اللنارذ وهأ م‬ ‫حا ن‬ ‫ص ه‬‫ويِ أ م‬ ‫الكافر والمؤمن ‪ ،‬قال تعالى ‪) :‬هل ي ه م‬
‫ست ه ذ‬ ‫ه‬
‫ة( )الحشر ‪ ، (20:‬وقال تعالى فى حق مؤمنى‬ ‫ب ال م ه‬
‫جن ل ذ‬ ‫حا ن‬ ‫ص ه‬ ‫جن لةذ أ م‬ ‫ال م ه‬
‫أهل الكتاب وكافرهم ‪) :‬ل هيسوا م سواء م ه‬
‫ب( الية )آل‬ ‫ل ال مك ذهتا ذ‬ ‫ن أه م ذ‬ ‫م م‬ ‫ه ه‬ ‫م ن‬
‫عمران ‪ (113:‬وقطع المقارنة سبحانه بينهما فى أحكام الدنيا فل‬
‫يتوارثان ول يتناكحان ول يتولى أحدهما صاحبه فكما انقطعت‬
‫الوصلة بينهما فى المعنى انقطعت فى السم فأضاف فيها المرأة‬
‫بلفظ النوثة المجرد دون لفظ المشاكلة والمشابهة ‪.‬‬
‫‪130‬‬ ‫تحفة العروسين‬
‫وتأمل هذا المعنى تجده أشد مطابقة للفاظ القرآن ومعانيه‬
‫ولهذا وقع على المسلمة امرأة الكافر وعلى الكافرة امرأة المؤمن‬
‫لفظ المرأة دون الزوجة تحقيقا لهذا المعنى والله أعلم ‪.‬‬
‫وهذا أولى من قول من قال إنما سمى صاحبة أبى لهب امرأته‬
‫ولم يقل لها زوجته لن أنكحة الكفار ل يثبت لها حكم الصحة بخلف‬
‫أنكحة أهل السلم فإن هذا باطل بإطلقه اسم المرأة على امرأة‬
‫نوح وامرأة لوط مع صحة ذلك النكاح ‪.‬‬
‫وتأمل فى هذا المعنى فى آية المواريث وتعليقه سبحانه التوارث‬
‫ما ت ههركه‬ ‫ف ه‬‫ص ن‬ ‫م نذ م‬ ‫بلفظ الزوجة دون المرأة كما فى قوله تعالى ‪) :‬وهل هك ن م‬
‫ه‬
‫م( )النساء ‪ (12 :‬إيذانا بأن هذا التوارث إنما وقع بالزوجية‬ ‫جك ن م‬‫أمزهوا ن‬
‫المقتضية للتشاكل والتناسب والمؤمن والكافر ل تشاكل بينهما ول‬
‫تناسب فل يقع بينهما التوارث ‪.‬‬
‫)‪(1‬‬
‫وأسرار مفردات القرآن ومركباته فوق عقول العالمين ‪.‬‬
‫نخلص مما سبق أن القرآن أوقع اسم "المرأة" إذا كانت‬
‫مسلمة متزوجة بكافر ‪ ،‬أو كافرة متزوجة بمسلم ‪ ،‬أو يكون‬
‫مشركين ‪.‬‬
‫)‪(2‬‬
‫وزاد بعضهم على ما سبق أن القرآن أوقع اسم "المرأة" إذا‬
‫شابت الحياة الزوجية ما يعكر صفوها ‪ ،‬بأن تكون "المرأة" عاقرا ا ‪،‬‬
‫أو يحدث بين الزوجين حلف وصل إلى الطلق أم ل ‪.‬‬
‫ن( )الطلق ‪:‬‬ ‫قو ن ل‬
‫ه‬ ‫ساء فهط هل م ن‬ ‫م الن م ه‬‫قت ن ن‬‫ذا ط هل ل م‬
‫ومن الول قوله تعالى ‪) :‬إ ذ ه‬
‫‪ (1‬وهى جمع امرأة ‪ ،‬وجمع زوج أزواج كما تقدم بيانه ‪.‬‬
‫ت‬
‫كان ه ذ‬ ‫من وههراذئي وه ه‬ ‫ي ذ‬ ‫وال ذ ه‬
‫م ه‬‫ت ال م ه‬ ‫ف ن‬‫خ م‬‫فمن الول قول زكريا ‪) : ‬وهإ ذمني ذ‬
‫عاقذارا( )مريم ‪ (5 :‬رغم كونهما مسلمين ‪ ،‬إل أن الحياة‬ ‫مهرأ هذتي ه‬ ‫ا م‬
‫ا‬
‫الزوجية ل تسير فى مسارها الطبيعى لكونها عاقرا ‪ ،‬فأوقع القرآن‬
‫عاقذلر( )آل‬ ‫مهرأ هذتي ه‬ ‫ي ال مك ذب هنر هوا م‬‫عليها لفظ "المرأة" ‪ ،‬ومثله ‪) :‬وهقهد م ب هل هغهن ذ ه‬
‫عمران ‪ ( 40 :‬قول زكريا ‪ ‬فى موضع آخر ‪ ،‬ثم تأمل الوصف‬
‫حهنا ل نه‬ ‫ه‬
‫ه‬ ‫صل ه م‬‫القرآنى بعد أن رزقه الله تعالى الولد قال تعالى ‪) :‬وهأ م‬
‫ه( )النبياء ‪ (90:‬ولم يقل ‪ :‬امرأته ‪ ،‬فتأمل ‪.‬‬ ‫ج ن‬‫هزوم ه‬
‫ومن الثانى ‪ :‬وهو أن تشوب الحياة الزوجية ما يعكر عليها صفوها‬
‫من ب هعمل ذهها‬ ‫ت ذ‬ ‫خافه م‬ ‫مهرأ هة ل ه‬ ‫نا م‬ ‫خلف وشقاق كما فى قوله تعالى ‪) :‬وهإ ذ ذ‬ ‫من‬
‫ضا( )النساء ‪ (128 :‬فهذه خمسة وجوه فى إيقاع‬ ‫ه‬ ‫نن ن‬
‫شوازا أوم إ ذع مهرا ا‬
‫اسم "المرأة" فى كتاب الله تعالى ‪.‬‬
‫)‪ (1‬جلء الفهام للمام ابن القيم )‪. (229‬‬
‫)‪ (2‬من محاضرات إذاعية لفضيلة الشيخ عبد العظيم المطعنى بارك فى عمره وعلمه ونفع به ‪،‬‬
‫وانظر لكاتب السطور "معترك القران فى ألفاظ القرآن" ‪.‬‬
‫تحفة العروسين‬ ‫‪131‬‬

‫م‬ ‫ه‬
‫حمر ن‬ ‫م تن ه‬ ‫ي لذ ه‬ ‫ـ ه فإن قيل ‪ :‬فماذا تفعل فى هقوله تعالى ‪) :‬هيا أي يهها الن لب ذ ي‬
‫ك( )التحريم ‪ (1 :‬؟ فقد أطلق‬ ‫ج ه‬ ‫ت أمزهوا ذ‬ ‫ضا ه‬ ‫ممر ه‬ ‫ك ت هب مت هذغي ه‬ ‫ه له ه‬ ‫ل الل ل ن‬ ‫ح ل‬ ‫ما أ ه‬ ‫ه‬
‫تعالى لفظ "الزوج" على "المرأة" مع وجود الخلف والشقاق ؟‬
‫ه‬
‫ك ( )الحزاب ‪ (37 :‬مع وجود‬ ‫ج ه‬ ‫ك هزوم ه‬ ‫ك ع هل هي م ه‬ ‫س م‬ ‫م ذ‬ ‫وقوله ‪ ‬لزيد ‪) :‬أ م‬
‫ذيِ‬ ‫ل ال ل ذ‬ ‫الخلف ‪ ،‬وقول عزيز مصر كما أخبر تعالى عنه ‪) :‬وههقا ه‬
‫مهرأ هت ذهذ )يوسف ‪ (21 :‬؟‬ ‫صهر ل ذ م‬ ‫م م‬ ‫من م‬ ‫شت ههراه ن ذ‬ ‫ا م‬
‫ا‬ ‫ا‬
‫الجواب ‪ :‬الول ‪:‬إن الخلف القائم ليس خلفا دائما ‪ ،‬إنما كان‬
‫خلفا ا وقتيا ا لم يستمر كثيرا ا كما جاء فى كتب السير والتاريخ ‪.‬‬
‫ـ أما الثانى ‪ :‬فهو من باب التفاؤل بأل تستمر الخلفات وأن تسير‬
‫الحياة الزوجية فى مجراها الطبيعى ‪.‬‬
‫ـ والثالث ‪ :‬إن امرأة العزيز كانت عاقرا ا كما أخبر عنها القرآن‬
‫دا( )يوسف ‪. (21 :‬‬ ‫خذ هه ن وهل ه ا‬ ‫فعههنا أ هوم ن هت ل ذ‬ ‫سى هأن هين ه‬ ‫قولها ‪) :‬ع ه ه‬
‫وبعد ما تقدم لك أن تتأمل هذه اليات البينات ‪ :‬قال تعالى ‪:‬‬
‫ل ن ذسوة ل فى ال ممدينة ا ه‬
‫سهذ قه م‬
‫د‬ ‫ف ذ‬ ‫عن ن ل م‬ ‫ها ه‬ ‫زيزذ ت نهراوذد ن فههتا ه‬ ‫مهرأة ن ال معه ذ‬ ‫ه ذ ه ذ م‬ ‫)وههقا ه م ه‬
‫ن( )يوسف ‪ ، (30 :‬وقوله تعالى‬ ‫ضل ه س‬ ‫ه‬ ‫ه‬
‫مذبي س‬ ‫ل ي‬ ‫ها فى ه‬ ‫حربا إ ذلنا لن ههرا ه‬
‫ه‬
‫فهها ن‬ ‫شغ ه ه‬
‫ق( )يوسف ‪ ، (52 :‬وقوله‬ ‫ح ي‬ ‫م‬
‫ص ال ه‬ ‫ح ه‬ ‫ص ه‬‫ح م‬ ‫ن ه‬ ‫زيزذ ال ه‬ ‫م‬
‫مهرأة ن العه‬ ‫تا م‬ ‫ه‬
‫‪) :‬قال ذ‬ ‫ه‬
‫ك ( )القصص ‪:‬‬ ‫ن ملي وهل ه ه‬ ‫ي‬ ‫ع‬ ‫ت‬ ‫ر‬ ‫ن‬ ‫ق‬ ‫ن‬ ‫و‬ ‫ع‬ ‫ر‬ ‫ف‬ ‫ت‬ ‫قال هت ام ذرأ ه‬ ‫ه‬
‫ه‬
‫ه‬
‫ذ م ه ن ذ م م ه ل ن ه م س‬ ‫ه‬ ‫تعالى ‪ :‬ه‬
‫و‬ ‫)‬
‫ما‬ ‫صيب نهها ه‬ ‫م ذ‬ ‫ه ن‬ ‫ه‬
‫مهرأت هك إ ذن ل ن‬ ‫ل‬
‫حد ل إ ذل ا ه م‬ ‫مأ ه‬ ‫منك م‬ ‫ن‬ ‫ت ذ‬ ‫ف م‬ ‫م‬ ‫ه‬
‫‪ ، (9‬وقوله تعالى ‪) :‬وهل ي هلت ه ذ‬
‫ن‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ل‬ ‫أه‬
‫م ه‬ ‫ه قد لمرهنا إ ذن لهها ل ذ‬ ‫ن‬ ‫مهرأت ه‬ ‫م‬ ‫م( )هود ‪ ، (81 :‬وقوله تعالى ‪) :‬إ ذل ا‬ ‫م‬ ‫ن‬ ‫صاب هه‬ ‫ه‬
‫مهرأ هة ا‬ ‫تا م‬ ‫جد ي‬ ‫ن( )الحجر ‪ ( 60 :‬وقوله تعالى ‪) :‬إ ذمني وه ه‬ ‫ري ه‬ ‫ال مهغاب ذ ذ‬
‫م( )النمل ‪ (23 :‬ونحو هذا فى كتاب الله تعالى ‪.‬‬ ‫مل ذك نهن م‬ ‫ته م‬
‫قلت ‪ :‬وقد يأتى اسم "المرأة" لبيان الجنس كما فى قوله تعالى‬
‫ل وا ه‬ ‫كوهنا هر ن ه‬
‫ن( )البقرة ‪ ، (282 :‬وقوله‬ ‫مهرأهتا ذ‬ ‫ج ل ه م‬ ‫ن فههر ن‬ ‫جلي م ذ‬ ‫م يه ن‬ ‫‪ ) :‬فهذإن ل ل م‬
‫ن ( )القصص ‪ (23 :‬وقوله‬ ‫دا ذ‬ ‫ذو ه‬ ‫ن ته ن‬ ‫مهرأت هي م ذ‬ ‫ما م‬ ‫دون ذهذ ن‬ ‫من ن‬ ‫جد ه ذ‬ ‫تعالى ‪ ) :‬وهوه ه‬
‫ل‬ ‫ه‬ ‫ه‬
‫ث‬‫جل نيوهر ن‬ ‫ن هر ن‬ ‫ي وهذإن كا ه‬ ‫سهها ذللن لب ذ م‬ ‫ف ه‬ ‫ت نه م‬ ‫ة ذإن وهههب ه م‬ ‫من ه ا‬ ‫مؤ م ذ‬ ‫م ههرأة ا ي‬ ‫تعالى ه‪) :‬هوا م‬
‫ة( )الحزاب ‪ . (50 :‬هذا والله اعلم بمراده ‪.‬‬ ‫مهرأ ل‬ ‫ة أو ا م‬ ‫ك هل هل ه ا‬
‫ـ فهل من فرق بيِن لفظتى البعل والزوج ؟‬
‫ا‬
‫ـ الجواب ‪ :‬كما إستخدم القرآن الكريم منهجا خاصا فى اســتعمال‬
‫لفظتى ‪ :‬البعل والــزوج ‪ ،‬ويبــدو للوهلــة الولــى أن ل فــرق بينهمــا ‪،‬‬
‫ولكن القرآن المعجز قد فرق بينهما كما ســترى بفضــل اللــه تعــالى‬
‫وحده ‪.‬‬
‫فالقرآن الكريم استخدم لفظ "البعل" بدل ا من "الزوج" إذا‬
‫شابت الحياة الزوجية ما يعكر عليها صفوها من خلف قد يصل‬
‫بالحياة الزوجية إلى حد النفصال ‪ ،‬أو أن تكون "الزوج" عاقرا ا كما‬
‫تقدم فسماها "امرأة" ‪.‬‬
‫‪132‬‬ ‫تحفة العروسين‬
‫ه‬ ‫مهرأ هة ل ه‬
‫ضا‬
‫شوازا أوم إ ذع مهرا ا‬ ‫من ب هعمل ذهها ن ن ن‬ ‫خافه م‬
‫ت ذ‬ ‫نا م‬ ‫ومن ذلك قوله ه تعالى ‪) :‬وهإ ذ ذ‬
‫ما( )النساء ‪ (128 :‬فلما وقع الخلف بين‬ ‫حا ب هي من ههن ه‬ ‫صل ذ ه‬ ‫ح ع هل هي مهذ ه‬
‫ما أن ي ن م‬ ‫جن ها م ه‬
‫فهل ه ن‬
‫الزوجين أوقع تعالى اسم "المرأة" على الزوج ـ كما تقدم ـ وأوقع اسم"‬
‫البعل" على الرجل ‪.‬‬
‫صل اه‬
‫حا(‬ ‫إ‬ ‫م‬ ‫ا‬‫دو‬ ‫را‬‫ك إن أ ه‬ ‫ه‬ ‫ل‬‫ه‬ ‫ذ‬ ‫فى‬ ‫ن‬ ‫ه‬ ‫ه‬
‫ذ ذ م ه ن ذ م‬ ‫وكقوله تعالى ‪ ) :‬ه ن ن ن ن ل ه ي ذ ه م ذ ل‬
‫ه‬‫د‬ ‫ر‬ ‫ب‬ ‫ق‬ ‫ح‬ ‫أ‬ ‫ن‬ ‫ه‬ ‫ت‬ ‫ل‬ ‫عو‬ ‫ب‬‫و‬
‫)البقرة ‪.(228 :‬‬
‫قتم النساء فهبل هغم ه‬
‫ن فهل ه‬‫جل ههن ل‬‫نأ ه‬ ‫ه ه‬ ‫ذا ط هل ل م ن ن م ه‬ ‫ـ يرد على هذا قوله تعالى ‪) :‬وهإ ذ ه‬
‫تعضنلوهنن هأن ينكح ه‬
‫ف( )البقرة‬ ‫معمنرو ذ‬ ‫م‬ ‫م‬
‫ضوما ب هي من هنهم ذبال ه‬
‫ذا ت ههرا ه‬ ‫ن إذ ه‬‫جه ن ل‬
‫ن أمزهوا ه‬‫ه ذ م ه‬ ‫ل‬ ‫هم ن‬
‫‪ (232 :‬فأوقع تعالى اسم "الزوج" وليس "البعل" مع وجود‬
‫الخلف ‪.‬‬
‫ـ والجواب ‪ :‬قالوا ‪ :‬إن هذا فى مقام الطلق الرجعى ‪ ،‬والله أعلم‬
‫بمراده ‪.‬‬
‫ومـن أبـواب الجمْـاع‬
‫ـ فمْاذا عن أحكاما الجمْاع ؟ وهل شرحت لنا قول الله تعالى ‪:‬‬
‫شئ مت نم وقهد مموا م ه‬ ‫ث ل لك نم فهأ متوا م حرث هك ن ه‬
‫م(‬ ‫سك ن م‬
‫ف ذ‬ ‫لن ن‬ ‫ن‬ ‫م ألنى ذ م ه‬ ‫م‬ ‫ه م‬ ‫م ن‬ ‫حمر ل‬
‫م ه‬ ‫سآؤ نك ن م‬‫)ن ذ ه‬
‫ا‬
‫)البقرة ‪ (223 :‬؟ على أن يكون الشرح وافيا يوافق العصر الحديث‬
‫ومستجداته ‪ ،‬فإننا دائما ا إذا قرأنا شرح هذه الية أو شرح حديث عبد‬
‫الله بن عباس ـ رضى الله عنهما ـ ل نفهمه جيدا ا لستعجام بعض‬
‫ألفاظه علينا ‪ ،‬مع افتقاد الشرح الذى يوافق هذا العصر ومستجداته‬
‫‪.‬‬
‫ـ الجواب ‪ :‬أما عن أحكام الجماع فهى كثيرة جدا ا ‪ ،‬نحاول أن‬
‫نأتى على بعضها ‪ ،‬وذلك لهميتها ‪ ،‬وجهل الكثير بها مما يؤدى إلى‬
‫تعثر الحياة الزوجية ‪ ،‬بل سوربما يؤدى بها إلى مفارق الطريق ‪،‬‬
‫وكما نيقال ‪" :‬المشاكل الزوجية تبدأ من الفراش" أى أن أكثر‬
‫ل المشاكل الزوجية هو الفراش ‪ ،‬فمتى‬ ‫ج ن‬ ‫المشاكل أو أن منشأ ن‬
‫كان الفراش سعيدا ا كانت الحياة الزوجية سعيدة ‪ ،‬وكما يقال ‪:‬‬
‫"فتش عن المرأة" أقول ‪" :‬فتش عن الفراش" عند حدوث‬
‫المشاكل الزوجية ‪ ،‬فى عالم س أصبح فيه الكل مشغول بعضوه‬
‫التناسلى ‪ ،‬والبحث عن سبل إشباع الغريزة الجنسية ‪ ،‬فى زمن‬
‫التلفاز والفيديو والدش والنترنت ‪ ،‬فى زمن انتشار العرى فى كل‬
‫مكان )فى الطريق ‪ ،‬فى المواصلت ‪ ،‬فى العمل ‪ ،‬فى وسائل‬
‫العلم المرئية منها والمقروءة( فى زمن سيطرة الفلم على‬
‫عقول الناس وتحول الناس من اتخاذ القدوة الصالحة من سيرة‬
‫النبى ‪ ‬وصحابته الكرام وتابعيهم وتابعى التابعين ‪ ،‬إلى اتخاذ‬
‫تحفة العروسين‬ ‫‪133‬‬

‫القدوة من أصحاب العهر والفسق والمطربين والمطربات‬


‫والممثلين والممثلت ‪.‬‬
‫فى هذا الزمن )زمن الغربة( والتغريب والتحهيل التعليمى ‪،‬‬
‫وقصر التعليم الدينى على مدارس ومعاهد قليلة بعينها ‪ ،‬حتى أاصبح‬
‫التعليم العام هو الهدف والمراد ‪ ،‬وتغييب أمور الفقه والطهارة‬
‫والحيض والغسل ونحوها ‪ ،‬والتى تتطرق بدورها إلى الحديث عن‬
‫مس العورة مثل ا للرجل والمرأة ‪ ،‬وأحكام هذا ‪ ،‬والحيض والزواج‬
‫وآدابه وأحكامه فى مراحل التعليم الهام ‪ ،‬حتى أصبح هذا المر غير‬
‫مطروق بالمرة لدى أكثر الشباب والفتيات – وهى سياسة غربية‬
‫بذرت بذورها وها هى تجنى ثمرتها اليوم ‪ -‬واستتبع هذا الجهل بها ‪،‬‬
‫ووضعها فى قائمة المحظورات والممنوعات ‪ ،‬والحياء من الحديث‬
‫عنها وفيها "والممنوع مرغوب" حتى ذهب الكثير إلى تعلم تلك‬
‫المور بطريقة خطأ‪ ،‬عن طريق المجلت الجنسية ‪ ،‬ثم شرائط‬
‫الفيديو‪ ،‬ثم الدش ! وأخيرا ا النترنت ‪ ،‬كل هذا بحثا ا عن ذلك العالم‬
‫الخفى الذى يجهله الكثير من الشباب والفتيات مع حصول الكثير‬
‫على أعلى الشهادات والدرجات العلمية ! ‪ ،‬بينما كان هذا المر‬
‫مدروسا ا مطروقا ا لدى السلف ‪ ،‬حتى أصبحت المعلومات ـ اليوم ـ‬
‫لدى الكثير مغلوطة خيالية! بينما لم نرى هذا فيمن سبق ‪ ،‬بل كان‬
‫عندهم العلم الشرعى بمثل هذه المور ‪ ،‬ولذا لم نجد فى سيرتهم‬
‫"خطف" الفتيات واغتصابهن ‪ ،‬من أجل نشوة لحظات ‪ ،‬تودى‬
‫بصاحبها ـ والعياذ بالله تعالى ـ إلى العدام ! فالممنوع دائما ا‬
‫مرغوب ‪ ،‬من أجل هذا وغيره نرى العود إلى كتب من سبق فيما‬
‫يتصل بالمعاشرة الزوجية ‪ ،‬وفنون الفراش والمداعبة والملعبة و‬
‫"الشكال" التى قد يراها البعض فى أفلم الجنس المبثوثة عبر‬
‫شبكة النترنت أو الفيديو أو الدش ‪ ،‬متعجبين من ذلك الكم من‬
‫الشكال وفنون الجنس ‪ ،‬والتى أخذها الغرب من مخطوطات‬
‫العرب وكتبهم سرقة وانتحال ا ‪ ،‬وما أكثر ما يفعله الغرب من فنون‬
‫الجنس والستمتاع وهو مدون فى كتب من سبق ‪ ،‬فهى دعوة إلى‬
‫كل من يوسوس له شيطانه بمشاهدة تلك الفلم الخبيثة )للتعلم(‬
‫ى عن مشاهدة تلك الفلم أو‬ ‫أن يعلم أن فى كتب من سبق غن ا‬
‫التعلم منها ‪ ،‬وسيجد فيما يأتى من كلماتهم ما يشفى غليله ‪ ،‬ويحقق‬
‫مأربه ‪.‬‬
‫‪134‬‬ ‫تحفة العروسين‬

‫ث ل لك ن م‬
‫م‬ ‫حمر ل‬ ‫م ه‬ ‫سآؤ نك ن م‬
‫ـ فنقول ‪ :‬أول ا لبد وأن نعلم أن قوله تعالى ‪) :‬ن ذ ه‬
‫فهأ متوا م حرث هك ن ه‬
‫م ( )البقرة ‪ (223 :‬على إطلقه ‪ ،‬فالزوجة‬ ‫شئ مت ن م‬
‫م ألنى ذ‬ ‫م‬ ‫ه م‬ ‫ن‬
‫كل الزوجة مباحة للزوج ـ والرجل كل الرجل مباح للزوجة ـ له أن‬
‫ه‬
‫م(‬ ‫شئ مت ن م‬
‫يأتيها كيفما شاء وقتما شاء ‪ ،‬ففى قوله تعالى ‪) :‬ألنى ذ‬
‫للكيفية وليس للزمن ‪ ،‬وله أن يستمتع بها ـ وتستمع به ـ كيفما شاء‬
‫دون حظر أو قيد ‪ ،‬له أن يستمتع بها ـ وتستمع به ـ كيفما شاءا ‪،‬‬
‫وتأمل قول المام الشافعى رحمه الله تعالى وهو يتحدث عن حكم‬
‫النكاح فى الدبر )‪" : (1‬فأما التلذذ بغير إبلغ الفرج بين الليتين‬
‫وجميع الجسد فل بأس به إن شاء الله تعالى" ‪.‬‬
‫فهذه الية الكريمة تفتح الباب أمام الزوجين وتضع أمامها كل‬
‫سبل الستمتاع ‪ ،‬وهى تغلق الباب أمام الكثير من السئلة التى تلح‬
‫وتعن لكثير من الزواج ‪ ،‬هل له أن يفعل كذا أو يستمتع بالطريقة‬
‫كذا ‪ ،‬إلى غير ذلك الكثير والكثير مما يطرحه الزواج ‪.‬‬
‫صن هنعوا ك ن ل‬
‫ل‬ ‫وكذا فى قوله ‪ ‬وقد سئل عن أحكام الحيض ‪" :‬ا م‬
‫ح" وفى رواية ‪" :‬إل الجماع" )‪ (2‬يعطى الزوجان حق‬ ‫يسء غ هي مهر الن م ه‬
‫كا ذ‬ ‫ش م‬ ‫ه‬
‫الستمتاع كل الستمتاع ‪ ،‬ولم يأتى مخصص ليخصص أو يحرم أو‬
‫يحظر نوع استمتاع إل فى قوله‪" : ‬اتق الدبر والحيضة" )‪. (3‬‬
‫فهذا هو التخصيص الوحيد الذى خصص أو قليد كيفية الستمتاع‬
‫أو زمانه ‪ ،‬أما الكيفية ففى قوله ‪" : ‬اتق الدبر" وأما الزمان ففى‬
‫قوله ‪" : ‬واتق الحيضة" فإذا اتق الزوج مكان الدبر وزمن الحيضة‬
‫له أن يصنع ما يشاء كيفما شاء وقتما شاء ‪.‬‬
‫)‪(4‬‬
‫وإنما قدمت هذه المقدمة حتى ل يخرج علينا أدعياء العلم‬
‫ومدعى الفضيلة )‪ ! (5‬بتحريم ما أحل الله تعالى للزوجين من‬
‫)‪ (1‬سيأتى إن شاء الله تعالى ‪.‬‬
‫)‪ (2‬سيأتى ‪.‬‬
‫)‪ (3‬سيأتى ‪.‬‬
‫)‪ (4‬بالتحريم ‪.‬‬
‫)‪ (5‬بعدم جواز الكلم فى مثل هذا الشأن أو بهذه الكيفية ‪ ،‬وقد تحدث فيها رسول الله ‪ ، ‬ومن‬
‫بعده ابن عباس ـ رضى الله عنهما ـ ‪ ،‬ومن بعدهما الئمة ‪ ،‬كما سيمر بك إن شاء الله تعالى ‪،‬‬
‫فمن أراد تعقيبا ا فليعقب وليستدرك على رسول الله ‪ ‬ثم على ابن عباس ثم على المام‬
‫الشافعى ومالك وأبى حنيفة وابن القيم والقرطبى وغيرهم ‪ ،‬وكفى مدعى الفضيلة "نظرة‬
‫سريعة" على أفلم السينما والمسرحيات وما فيها من ألفاظ يندى لها الجبين ‪ ،‬وتلميحات‬
‫يتلمحها الصغير قبل الكبير ‪ ،‬ول معترض ‪ ،‬وكفى نظرة سريعة على "أفيشات الفلم" ‪ ،‬وكفى‬
‫"نظرة سريعة" على إعلنات التلفاز وفتياته الحسناوات العاريات ‪ ،‬وكفى إعلنات "الشامبو‬
‫والصابون" وكأن العلن لن يأتى بثمرة إل إذا تكشف كتف وذراع وصدر الفتاة ‪ ،‬وكفي نظرة‬
‫علي أغاني " الفيديو كليب" لتشاهد السواءات والرداف والحركات الخليعة التي قد ل يجدها‬
‫أكثر الرجال نت زواجتهم ‪ ،‬وكفاهم "نظرة عابرة" أيضا ا على إعلنات الصحف المقرؤة والتى‬
‫تزين صفحاتها العاريات "وليس شبه العاريات" ول معترض ‪ ،‬واضرب لك مثال ا واحدا ا ‪ ،‬ففى‬
‫جريدة "الجمهورية" وهى إحدى الجرائد القومية )‪ (5/4/2001‬إعلن مجلة شاشتى ‪ ،‬وانظر‬
‫تحفة العروسين‬ ‫‪135‬‬

‫الستمتاع ‪ ،‬وعلى كل من "يفتى" بتحريم س ما فليأتنا بدليله إن‬


‫استطاع إلى ذلك سبيل ا ‪ ،‬وها أنا أسوق إليك بعض ما قاله أهل العلم‬
‫فى هذا الشأن العظيم ‪ ،‬كالمام الشافعى والمام مالك وأبى حنيفة‬
‫وابن حزم والقرطبى وابن القيم وغيرهم كما سيمر بك إن شاء الله‬
‫تعالى بعض كلماتهم ‪ ،‬وأقدمه بحديث النبى ‪ ‬بعد قوله تعالى ‪:‬‬
‫ث ل لك نم فهأ متوا م حرث هك ن ه‬
‫م( )البقرة ‪. (223 :‬‬ ‫شئ مت ن م‬ ‫م ألنى ذ‬ ‫م‬ ‫ه م‬ ‫م ن‬ ‫حمر ل‬ ‫م ه‬ ‫سآؤ نك ن م‬ ‫)ن ذ ه‬
‫)‪(1‬‬
‫فللرجل أن يأتى امرأته كيف شاء مقبلة ومدبرة ‪ ،‬مجبية وعلى‬
‫حرف )‪ ، (2‬قائمة وجالسة وقاعدة ‪ ،‬على أن يحذر الدبر والحيضة ‪.‬‬
‫ل إذ ه‬
‫ذا‬ ‫قو ن‬ ‫ت ال مي هنهود ن ت ه ن‬ ‫كان ه ذ‬ ‫ففى الصحيحين عن جابر ‪ ‬قال ‪ " :‬ه‬
‫ه‬
‫ث‬ ‫حمر ل‬ ‫م ه‬ ‫ساؤ نك ن م‬ ‫ت ) نذ ه‬ ‫ل فهن ههزل ه م‬ ‫حوه ه‬ ‫جاهء ال موهل هد ن أ م‬ ‫ن وههرائ ذهها ه‬ ‫م م‬ ‫معههها ذ‬ ‫جا ه‬ ‫ه‬
‫ه‬ ‫م‬
‫م ( )البقرة ‪ (223 :‬وفى لفظ‬ ‫ت‬
‫ذ ن م‬ ‫م‬ ‫ئ‬ ‫ش‬ ‫نى‬ ‫م ل‬ ‫أ‬ ‫م‬ ‫ن‬ ‫ك‬ ‫ه‬ ‫ث‬ ‫ر‬
‫ه م‬ ‫ح‬ ‫توا‬ ‫ن‬ ‫أ‬ ‫ه‬ ‫ف‬ ‫م‬ ‫له م‬ ‫ن‬ ‫ك‬
‫ن ذ هل ذ ه‬ ‫ه‬
‫ك‬ ‫جب مي هةس غ هي مهر أ ل‬ ‫م ه‬ ‫شاهء غ هي مهر ن‬ ‫ن ه‬ ‫ة وهإ ذ م‬ ‫جب مي ه ا‬ ‫م ه‬ ‫شاهء ن‬ ‫ن ه‬ ‫لمسلم ‪" :‬إ ذ م‬
‫)‪(3‬‬
‫د" ‪.‬‬ ‫ح س‬ ‫هوا ذ‬ ‫مام س‬ ‫ص ه‬ ‫ذفي ذ‬
‫ن هه ه‬
‫ذا‬ ‫كا ه‬ ‫وعن ابن عباس ـ رضى الله عنهما ـ قال ‪ " :‬ه‬
‫ه‬ ‫م أ ههم ن‬ ‫ه‬
‫م أه م ن‬
‫ل‬ ‫ن ي هنهود ه وههن م‬ ‫م م‬ ‫ي ذ‬ ‫ح م‬ ‫ذا ال م ه‬ ‫مع ه ه ه ه‬ ‫ن ه‬ ‫ل وهث ه س‬ ‫صارذ وههن م‬ ‫ن املن م ه‬ ‫م ه‬ ‫ي ذ‬ ‫ح ي‬ ‫ال م ه‬
‫ن ب ذك هذثيرس‬ ‫دو ه‬ ‫قت ه ن‬ ‫كاننوا ي ه م‬ ‫م ذفي ال معذل مم ذ فه ه‬ ‫ضال ع هل هي مهذ م‬ ‫م فه م‬ ‫ن ل ههن م‬ ‫كاننوا ي ههروم ه‬ ‫ب وه ه‬ ‫ك ذهتا س‬
‫ه‬
‫ساهء إ ذل ع هلى‬ ‫ل‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬
‫ن ل ي هأنتوا الن م ه‬ ‫بأ م‬ ‫ل الك ذهتا ذ‬ ‫مرذ أهم ذ‬ ‫نأ م‬ ‫م م‬ ‫ن ذ‬ ‫م وهكا ه‬ ‫ن فذعمل ذهذ م‬ ‫م م‬ ‫ذ‬
‫ه‬ ‫م‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫م‬ ‫ن‬ ‫ه‬ ‫ه‬
‫صارذ قهد م‬ ‫ن ا لن م ه‬ ‫م ه‬ ‫ي ذ‬ ‫ح ي‬ ‫ذا ال ه‬ ‫ن هه ه‬ ‫ممرأة ن فهكا ه‬ ‫ن ال ه‬ ‫ما ت هكو ن‬ ‫ست هنر ه‬ ‫ف وهذ هل ذك أ م‬ ‫حمر س‬ ‫ه‬
‫ساهء‬ ‫ن الن م ه‬ ‫حو ه‬ ‫شهر ن‬ ‫ش يه م‬ ‫ن قنهري م س‬ ‫م م‬ ‫ي ذ‬ ‫ح ي‬ ‫م‬
‫ذا ال ه‬ ‫ن هه ه‬ ‫م وهكا ه‬ ‫ه‬ ‫ن فذعمل ذهذ م‬ ‫م م‬ ‫ه‬
‫ذوا ب ذذ هل ذك ذ‬ ‫خ ن‬ ‫أه ه‬
‫ما‬‫ت فهل ه ل‬ ‫قهيا س‬ ‫ست هل م ذ‬ ‫م م‬ ‫ت وه ن‬ ‫مد مب ذهرا س‬ ‫ت وه ن‬ ‫قب ذهل س‬ ‫م م‬ ‫ن ن‬ ‫من مهن ل‬ ‫ن ذ‬ ‫ذو ه‬ ‫من مك هارا وهي هت هل هذ ل ن‬ ‫حا ن‬ ‫شمر ا‬ ‫ه‬
‫ه‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫م‬ ‫م‬
‫ب‬ ‫صارذ فهذ ههه ه‬ ‫ن ا لن م ه‬ ‫م ه‬ ‫مهرأة ا ذ‬ ‫ما م‬ ‫من مهن ن‬ ‫ل ذ‬ ‫ج ل‬ ‫ج هر ن‬ ‫ة ت ههزول ه‬ ‫دين ه ه‬ ‫م ذ‬ ‫ن ال ه‬ ‫جنرو ه‬ ‫مهها ذ‬ ‫م ال ن‬ ‫قهد ذ ه‬
‫ه‬ ‫ن‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫صن هعن ب ذهها ذ هل ذ ه‬
‫صن هعم‬ ‫ف هفا م‬ ‫حمر س‬ ‫ما كلنا ن نؤ مهتى ع هلى ه‬ ‫ت إ ذن ل ه‬ ‫ه ع هلي مهذ وههقال م‬ ‫ك فهأن مكهرت م ن‬ ‫يه م‬
‫صورة الغلف ! ‪ ،‬وكفى أن نتعرض ملبس للمرأة الداخلية فى "الفترينات"! ول أدرى كيف‬
‫ترضى المرأة بهذا ‪.‬‬
‫هذا بخلف من يخرج على الناس وهو يغنى ‪" :‬أشهد أن ل امرأة إل أنت" !!! ‪.‬‬
‫ـ ول حرج ‪ ،‬فقد أصبح الدين مرتعا ا للجميع دون سؤال أو حساب ـ إل من رحم الله ـ كما نشرت‬
‫جريدة "المساء" السبوعية فى عددها الصادر بتاريخ ‪ (2/2001/ 10) :‬أن مطربا ا سعوديا ا‬
‫يغنى آيات قرآنيِة !! وما الحرج فى هذا ! وفى نفس السبوع تخرج مجلة "روزاليوسف"‬
‫بعنوان يقول ‪ " :‬ل طاعة لوزير فى معصيِة القانون" ! هذا هو حال إحدى المجلت التى‬
‫ل شغل لها سوى محاربة السلم وإلصاق التهم بأهل اللحية ‪ ،‬وهذه )عقيدتى( بتاريخ )‪/20/3‬‬
‫‪ (2001‬تنشر مقال ا للدكتور عبد العظيم رمضان يقول فيه ‪ :‬الخلفاء الراشدون ‪ :‬علمانيون !‬
‫مانعى الزكاة على عهد أبى بكر ‪ ‬ليسوا مرتدين ! لم يصح من الحديث الشريف والسنة النبوية‬
‫سوى أحد عشر حديثا ا ! )انظر ‪ :‬رسالة أمثالنا الشعبية ‪ ،‬لكاتب السطور ‪ ،‬ط ‪ :‬مكتبة العلم( ‪.‬‬
‫)‪ (1‬مجبية ‪ :‬أى على وجهها ‪ ،‬وقال عياض ‪ :‬المتجبية تكون على وجهين ‪ :‬أحدهما ‪ :‬أن تضع يديها‬
‫على ركبتيها وهى قائمة ‪ ،‬منحنية على هيئة الركوع ‪ ،‬والخر ‪ :‬تنكب على وجهها باركة ‪.‬‬
‫)‪ (2‬على حرف ‪ :‬أى على جنب ‪.‬‬
‫)‪ (3‬أخرجه البخارى )‪ (154\8‬ومسلم )‪. (156\4‬‬
‫‪136‬‬ ‫تحفة العروسين‬
‫ل الل لهذ ‪‬‬ ‫ما فهب هل هغه ذ هل ذ ه‬ ‫)‪ (4‬ه‬
‫سو ه‬ ‫ك هر ن‬ ‫منرهن ه‬ ‫شرذيِه أ م‬ ‫حلتى ه‬ ‫ك وهإ ذلل هفا م‬
‫جت هن ذب مذني ه‬ ‫ذ هل ذ ه‬
‫ه‬ ‫ه‬ ‫م‬ ‫فهأ هن مهز ه‬
‫م ( أيِم‬‫شئ مت ن م‬
‫م ألنى ذ‬ ‫حمرث هك ن م‬ ‫م فهأنتوا ه‬ ‫ث ل هك ن م‬‫حمر ل‬‫م ه‬ ‫ساؤ نك ن م‬
‫ه ‪ ) ‬نذ ه‬ ‫ل الل ل ن‬
‫ضعه ال موهل هد ذ " )‪. (5‬‬ ‫موم ذ‬ ‫ك ه‬ ‫ت ي هعمذني ب ذذ هل ذ ه‬ ‫ست هل م ذ‬
‫قهيا س‬ ‫م م‬ ‫ت وه ن‬‫مد مب ذهرا س‬‫ت وه ن‬ ‫قب ذهل س‬‫م م‬ ‫ن‬
‫ـ تقــدما قولــك أن هنــاك كتــب ومخطوطــات قــد‬
‫دونت فى السابق تتحدث عن فنون الجمْاع وأشكاله‬
‫‪ ،‬فل مرثلت لنا بأمثلة ؟‬
‫ـ الجواب ‪ :‬قبل ضرب المثلة يلزم أن ننبه أول ا أن الكتب التى‬
‫تتحدث عن الجنس أو فنون الجماع كانت منتشرة مشتهرة لدى من‬
‫سبق ‪ ،‬وتحدث العلماء والفقهاء فى مسائل الجنس وفنونه ‪ ،‬والكل‬
‫كان يمارس الجنس زواجا ا أو بملك اليمين )الماء( ‪ ،‬وكثرت السئلة‬
‫حوله ‪ ،‬فدون بعضهم كتبا ا تصول وتجول فى هذا الفن ‪ ،‬وتمحو‬
‫الجهل وتنشر الثقافة الجنسية ‪ ،‬فكانت تتحدث عن أحوال الرجال‬
‫والنساء حال الممارسة الجنسية ‪ ،‬أو تصف لهم الدوية المتعلقة‬
‫بالقوة الجنسية ‪ ،‬أو تصف أخلق الرجال المحببة لدى النساء ‪ ،‬أو‬
‫العكس ‪ ،‬أو تتحدث عن أنواع وطرق الممارسة ‪ ،‬وقد تصدى بعض‬
‫العلماء بعدهم لمثل هذه الكتب ‪ ،‬إما للغتها الفاضحة ‪ ،‬أو للفاظها‬
‫التى قد تخدش الحياء ‪ ،‬إل أن الجميع اتفقوا على نبذ الجهل‬
‫الجنسى لدى الزواج ‪.‬‬
‫ـ وكان ممن كتب فى هذا الفن والباب ‪ :‬أحمد بن سليمان‬
‫الشهير بابن كمال باشا )‪ ، (1‬فصنف كتبا ا أسماه )رجوع الشيخ إلى‬
‫صباه فى القوة على الباه( بإشارة من السلطان سليم خان ‪ ،‬وقد‬
‫دافع عن كتابه بقوله ‪" :‬ولم أقصد بتأليفه كثرة الفساد ‪ ،‬ول طلب‬
‫الثم ‪ ،‬ول إعانة المتمتع الذى يرتكب المعاصى ويستحل ما حرم‬
‫الله تعالى ‪ ،‬بل قصدت به إعانة من قصرت شهوته على بلوغ امنيته‬
‫فى الحلل ‪ ،‬الذى هو سبب لعمارة الدنيا بكثرة النسل" )‪. (2‬‬
‫ـ ومنهم أبو عبد الله محمد بن محمد النفزاوى قاضى تونس )‪، (1‬‬
‫وله كتاب )الروض العاطر فى نزهة الخاطر( والذى أشار الوزير‬
‫محمد بن عوانة الزواوى عليه بتصنيفه ‪ ،‬وله رسالة أيضا ا بعنوان‬
‫)تنوير الوقاع بأسرار الجماع( ‪.‬‬
‫)‪(4‬‬
‫اشتهر وانتشر ‪.‬‬
‫)‪(5‬‬
‫صحيح ‪ :‬أخرجه أبو داود )‪ (377\1‬وغيره ‪.‬‬
‫)‪(1‬‬
‫المتوفى سنة )‪. (940‬‬
‫)‪(2‬‬
‫وأقول مثل ما قال ‪.‬‬
‫)‪(1‬‬
‫المتوفى سنة )‪. (725‬‬
‫تحفة العروسين‬ ‫‪137‬‬

‫ـ ونلحظ أن الدافع وراء تأليف الكتابين "السلطان والوزير" مما‬


‫يلقى بظلله إلى مدى اهتمام العامة والخاصة بتلك المسائل ‪.‬‬
‫ـ منهم أيضا ا ‪ :‬نعمة الله الجزائرى )‪ ، (2‬وله رسالة )اليك( ‪.‬‬
‫ـ ومنهم أيضا ا ‪ :‬أبو الفرج الزرق ‪ ،‬وله رسالة بعنوان )تسهيل‬
‫المنافع فى الطب والحكمة(‪.‬‬
‫ـ أشكال الجمْاع ‪:‬‬
‫ـ وللجماع أشكال كثيرة يجهلها كثير من الزواج ‪ ،‬وقد تشكو‬
‫بعض النساء من مرور السنوات ول يتغير شكل الجماع عند الرجل‬
‫مما يصيب المرأة بنوع من الملل والرتابة فى العملية الجنسية ‪،‬‬
‫ونتفتقد المتعة عندها ‪ ،‬وقد تقدم الحديث عن عبد الله بن عباس ـ‬
‫رضى الله عنهما ـ فى بيان بعض أشكال الجماع ‪ ،‬ول حرج فى بيان‬
‫وشرح هذه الشكال بنوع تفصيل وبيان ‪ ،‬فإنه إذا لم يجد الشاب‬
‫والزوج المسلم شرح هذا الحديث وتفصيله فى كتاب إسلمى فأين‬
‫يجده ؟ وأين يسأل الشاب المسلم المقبل على الزواج الذى يجهل‬
‫مثل هذه المور ‪ ،‬الذى يصون نفسه عن "الدش" والمجلت‬
‫ى لهذا الشاب أو الزوج أن يعرف مثل هذا‬ ‫والفلم الجنسية ‪ ،‬أن ن‬
‫المور ؟‬
‫ـ وهذ طائقة من أقوالهم فى هذا الشأن ‪ ،‬والتى تشرح الشكال‬
‫المتقدمة فى حديث عبد الله بن عباس ـ رضى الله عنهما ـ ‪ ،‬فمما‬
‫قالوا )‪: (3‬‬
‫ـ قالوا ‪ :‬فأول ذلك وهو الباب العام الذى تستعمله أكثر الناس‬
‫ومنهم من ل يعرف غيره ‪ ،‬وهو الستلقاء ‪ ،‬وهو أن تستلقى المرأة‬
‫على ظهرها وترفع رجليها إلى صدرها ويقعد الزوج بين فخذيها‬
‫مستوفزا ا قاعدا ا على أطراف أصابعه ول يهمز على بطنها بل يضمها‬
‫ضما ا شديدا ا ويقبلها ويمص لسانها )‪ (1‬ويعض شفتيها ويولجه فيها‬
‫ويسله ـ يخرجه ـ ويدفعه ‪ ،‬ول يزال فى رهز )‪ (2‬ودفع حتى يفرغا ‪.‬‬
‫ـ الثانى ‪ :‬ومن الستلقاء أيضا ا ‪ :‬أن يضع الزوج فخذيه الواحد بين‬
‫فخذيها ويجامعها ‪.‬‬
‫)‪(2‬‬
‫المتوفى سنة )‪. (1112‬‬
‫)‪(3‬‬
‫وقد تصرفت فى بعض النصوص بحذف الكلمات الباحية ‪.‬‬
‫روى أحمد فى مسنده أن النبى ‪" : ‬كان نيقمبل أم المؤمنين عائشة ويمص لسانها" ‪.‬‬ ‫)‪(1‬‬

‫)‪(2‬‬
‫الرهز ‪ :‬أى الهتزاز ‪.‬‬
‫‪138‬‬ ‫تحفة العروسين‬
‫ـ الثالث ‪ :‬أن تستلقى المرأة ويضع رجليها على كتفيه ثم يدخل‬
‫الزوج يده تحت فخذيها ويجامعها ويشبك أصابعه ‪.‬‬
‫ـ الرابع ‪ :‬أن يجامعها ورجلها مبسوطتان للمام ـ أو لعلى‬
‫ممسكا ا بركبتيها مضمومتين ـ وتضع إحدى قدميها على الخرى ‪.‬‬
‫ـ الخامس ‪ :‬أن تستلقى المرأة ثم تضع باطن قدميها على صدره‬
‫وتجمع يديها فى قفاه فتجذبه إليها حتى تنثنى هى فتصير ركبتها‬
‫ملتصقة بصدره وذكره فى فرجها ‪.‬‬
‫ـ السادس ‪ :‬أن تستلقى المرأة وتبسط إحدى رجليها فيجلس‬
‫الزوج على فخذها المبسوط وترفع رجلها الخرى منصوبة إلى‬
‫أعلى ما استطاعت ‪.‬‬
‫ـ السابع ‪ :‬أن تستلقى المرأة ثم تضع قدمها على خاصرة الزوج‬
‫ويأخذ هو عنقها إليه ‪.‬‬
‫ـ الثامن ‪ :‬أن يستلقى الزوج على ظهره ويثنى ركبتيه قليل ا ثم‬
‫تأتى هى فتجلس على ذكره وظهرها إليه وقد فنرجت بين فخذيها‬
‫ووضعتهما خارج فخذيه وتستند بيديها من وراء ويد الزوج على‬
‫خصرها ليساعدها‪ ،‬فتقوم عنه وتنزل ‪.‬‬
‫‪ -‬التاسع ‪ :‬وهو كالسابق إل أن المرأة تفرج بين فخذيها وتضع‬
‫باطن قدميها على أعلى ركبتى الزوج ‪.‬‬
‫)‪(1‬‬
‫ـ العاشر ‪ :‬وهو أن تضع المرأة تحت عجيزتها مخدتيين حتى‬
‫يرتفع حرها )‪ (2‬ثم يجلس الزوج على صدرها وظهره مقابل وجهها ‪،‬‬
‫ثم تأخذ المرأة إبهامى رجليها بيديها وتجذبهما إلى نفسها جذبا ا‬
‫شديدا ا نحو رأسها حتى يصير الزوج جالسا ا على رجليها ‪ ،‬فإنها إذا‬
‫)‪(3‬‬
‫رفعت رجليها رفعا ا عظيما ا برز فرجها كله ‪ ،‬فيولج الرجل إيره‬
‫فيها وهو يشاهد عجزها ‪ ،‬وهذا مما يزيد فى قوة شهوته ‪.‬‬
‫ـ الحادى عشر ‪ :‬وهو أن تنام المرأة بصدرها على شئ مرتفع‬
‫ل( ‪ ،‬ثم ترفع إحدى رجليها عليها‬ ‫يصل إلى وسطها )كالمكتب مث ا‬
‫وتقف على الخرى ‪ ،‬ويجامعها الزوج وهو من خلفها ‪ ،‬فى محل‬
‫الجماع ‪.‬‬
‫ـ الثانى عشر ‪ :‬وهو يستلقى الزوج على ظهره ويمد ساقيه مدا ا‬
‫مستويا ا ‪ ،‬ثم تأتى المرأة فتجلس على فخذيه وبطنه متربعة وتولجه‬
‫فيها مع الحركة للمام والخلف ‪ ،‬يمينا ا ويسارا ا ‪.‬‬
‫)‪(1‬‬
‫أردافها ‪.‬‬
‫)‪(2‬‬
‫فرجها ‪.‬‬
‫)‪(3‬‬
‫ذكره ‪.‬‬‫أى ‪ :‬ه‬
‫تحفة العروسين‬ ‫‪139‬‬

‫ـ الثالث عشر ‪ :‬وهو أن يستلقى الزوج كالسابق ‪ ،‬ثم تأتى المرأة‬


‫فتجلس على الذكر ‪ ،‬كجلوسها لقضاء الحاجة ‪ ،‬ثم تفعل كالسابق ‪.‬‬
‫ـ فى القعود ‪:‬‬
‫الول ‪ :‬وهو أن تقعد المرأة والزوج متقابلين متواجهين ثم يحل‬
‫الرجل سراويل المرأة بيده ويخليه فى خلخالها ثم يلفه ويرميه فوق‬
‫رأسها على رقبتها ‪ ،‬فتبقى مثل الكرة ثم تستلقى على ظهرها ‪،‬‬
‫فيبقى فرجها ودبرها متصدرين ‪ ،‬ثم يجامعها ‪.‬‬
‫ا‬ ‫ا‬
‫ـ الثانى ‪ :‬وهو أن يقعد الزوج ويمد رجليه مدا مستويا ‪ ،‬وتأتى‬
‫المرأة مواجهة له فتجلس على أفخاذه ونيدخل إيره فيها ‪.‬‬
‫ـ الثالث ‪ :‬أن يتربع الزوج ويقيم إيره وتقعد المرأة عليه ووجها‬
‫إليه وفمها إلى فمه ويرشف ريقها أو يقبل عينيها وأذنيها ويضمها‬
‫إليه ‪.‬‬
‫ـ الرابع ‪ :‬أن يقعد الزوج ويمد رجله الواحدة مستوية والخرى‬
‫قائمة وتأتى المرأة فتقعد عليه وهى مستديرة بوجهها وتمد رجليها‬
‫وهى قائمة عنه قاعدة عليه ‪.‬‬
‫ـ فى الضطجاع ‪:‬‬
‫الول ‪ :‬أن تضطجع المرأة على جنبها اليسر وتمد رجليها مدا ا‬
‫مستويا ا وتدير وجهها إلى ورائها ويأتيها الزوج من خلفها ويلف ساقه‬
‫على فخذها ويمسك صدرها بيده ‪ ،‬وتحت بطنها بيده الخرى ‪.‬‬
‫ـ الثانى ‪ :‬أن تنام المرأة على جنبها اليسر وتمد رجليها مدا ا‬
‫مستويا ا وتدير وجهها إلى ورائها ‪ ،‬ثم تجعل فخذيه بين فخذيها ويحكه‬
‫بين شفريها ثم يولجه فيها ‪.‬‬
‫ـ الثالث ‪ :‬أن تضطجع المرأة وتدير وجهها ويضطجع الزوج خلفها‬
‫ورجله الواحدة مثنية والخرى بين فخذيها ‪.‬‬
‫ـ الرابع ‪ :‬أن تضطجع المرأة على الجنب اليمن وتمد رجليها مدا ا‬
‫جيدا ا والزوج كذلك على إحدى فخذيه والخرى بين فخذيها ويبل‬
‫إيره ويحكه حكا ا جيدا ا إلى أن يحس بالنزال فيطبقه قويا ا ‪.‬‬
‫ـ الخامس ‪ :‬أن تنام المرة وتمد رجليها والزوج كذلك على جنبه‬
‫اليمن ويخالف بين رجليها ثم يولجه فيها فإذا قارب النزال يخرجه‬
‫قليل ا ثم يولجه فيها ‪.‬‬
‫ـ السادس ‪ :‬أن يتكئ الزوج على جنبه اليسر وتتكئ المرأة على‬
‫جنبها اليمن وتضع عجزها فى حجر الزوج وتجعل رجلها الشمال‬
‫‪140‬‬ ‫تحفة العروسين‬
‫من فوق ورجلها اليمنى من تحت إبطها اليسر ويولجه إيلجا ا عنيفا ا‬
‫‪.‬‬
‫ـ فى النبطاح ‪:‬‬
‫الول ‪ :‬ترقد المرأة على وجهها وتمد رجليها مستويا ا ويجلس‬
‫الزوج على فخذيها ثم يولجه فيها ‪.‬‬
‫ـ الثانى ‪ :‬ترقد المرأة على وجهها ثم تثنى ركبتها الواحدة إلى‬
‫صدرها وترفع عجزها جيدا ا ويأتيها من خلفها ‪.‬‬
‫ـ الثالث ‪ :‬تلصق خدها بالفراش ويأتى الزوج فيمسك خصرها‬
‫ويولجه فيها ‪.‬‬
‫ـ الرابع ‪ :‬تنبطح على وجهها وينبطح الزوج عليها ويجعل ساقه‬
‫بين ساقيها ويده فى خصرها والخرى فى بطنها وفمه فى فمها ‪.‬‬
‫ـ الخامس ‪ :‬تنبطح على وجهها وترفع عجزها ـ وتلصق صدرها‬
‫بالرض تارة ‪ ،‬وتارة ترفعه ـ ويأتى الزوج فيجلس من خلفها ويولجه‬
‫فيها ‪ ،‬ويمسك رؤوس أكتافها تارة ‪ ،‬وذوائب شعرها بقوة تارة‬
‫وبرفق أخرى ‪ ،‬وتارة يقبل فمها ‪ ،‬وتارة يضرب على مؤخرتها فيزيد‬
‫من إثارتها ‪ ،‬وتارة اعلى موخرتها ليعجل بإنزالها ‪.‬‬
‫ـ فى النحناء ‪:‬‬
‫الول ‪ :‬تنحنى المرأة على أربع كأنها راكعة ثم يأتى الزوج‬
‫فيمسك بيده اليمنى خاصرتها اليمنى واليسرى باليسرى ويجذبها‬
‫بخواصرها قليل ا قليل ا ‪.‬‬
‫ـ الثانى ‪ :‬أن تنحنى المرأة على ركبتيها ويلزمها الزوج من خلف‬
‫وتلتفت إليه وتعطيه لسانها يمصه )‪ (1‬ثم تقبض إيره وتولجه ‪.‬‬
‫ـ الثالث ‪ :‬تنحنى المرأة على الفراش بصدرها وركبتيها على‬
‫الرض ثم يأتى الزوج من خلفها ويجامعها ‪.‬‬
‫ـ الرابع ‪ :‬تنحنى المرأة وتلصق بطنها بفخذيها ويجامعها زوجها‬
‫ويمسك ذوائبها ‪.‬‬
‫ـ الخامس ‪ :‬تنحنى المرأة وهى قائمة حتى تمسك المرأة بأصابع‬
‫قدميها ويأتى الزوج من خلفها ويولجه فيها ‪.‬‬
‫ـ السادس ‪ :‬تنحنى المرأة على أربع وتفتح ساقيها ويدخل الزوج‬
‫ساقه الواحدة بين فخذيها ويمد الخرى وراءه ‪.‬‬
‫ـ السابع ‪ :‬تنحنى المرأة على أربع وتشبك على صدرها وتضم‬
‫ركبة وتمد أخرى ويأتيها الزوج ‪.‬‬
‫)‪ (1‬ومص لسان الرجل زوجته – والعكس – مما يزيد فى شهوة الرجل والمرأة ويؤدى إلى‬
‫النعاظ الذكر ‪ ،‬ويزيد فى شهوتها ‪.‬‬
‫تحفة العروسين‬ ‫‪141‬‬

‫ـ فى القيِاما ‪:‬‬
‫الول ‪ :‬أن تقوم المرأة والزوج فيضم كل منهما صاحبه إلى‬
‫صدره ضما ا شديدا ا ثم تتعلق المرأة به وتمد يدها فتأخذ إيره وتريقه‬
‫بريقها وتولجه فى فرجها إيلجا ا حسنا ا بلطافة وهو مع ذلك يمر فى‬
‫أعكانها ونهودها وتقبله ‪ ،‬وترفع إحدى رجليها وتمكنه من نفسها‪.‬‬
‫ـ الثانى ‪ :‬أن تقوم المرأة وظهرها إلى الحائط فيأتيها الزوج‬
‫فيرفع إحدى رجليها حتى تبقى أعلى منه ويبين فرجها ويدخله بين‬
‫أفخاذها ويسند فخذها الواحد على الحائط ‪.‬‬
‫ـ الثالث ‪ :‬أن تقوم المرأة على قدميها وتستند إلى الحائط دائرة‬
‫بوجهها إليه وتبرز عجيزتها حتى يبدو ما بين رجلها ويأتيها الزوج‬
‫ويمسك بيده اليمنى صدرها ويده اليسرى على بطنها ‪.‬‬
‫ـ الرابع ‪ :‬أن تقف المرأة والزوج وجها ا لوجه ويقبلها ويمص‬
‫لسانها ‪ ،‬ثم يرفع الرجل إحدى رجليها إلى خصره ثم يولجه فيها ‪ ،‬ثم‬
‫يرفع رجلها الخرى على خصره الثانى ويديه تمسك بخواصرها ‪ ،‬أو‬
‫تحت إليتها ‪ ،‬ويديها على رقبته ‪.‬‬
‫ـ الخامس ‪ :‬أن تجعل وجهها إلى الحائط وتبرز عجيزتها وتستند‬
‫على الحائط بيدها وتفتح ساقيها ويقف الرجل بين ساقيها ويأتيها‪.‬‬
‫ـ السادس ‪ :‬أن تقف المرأة وظهرها إلى الحائط ويقف الرجل‬
‫ووجهه إليها ثم يثنى ركبتيه ويلصقهما بالحائط والمرأة بينهما ‪ ،‬ثم‬
‫نتخرج المرأة رجليها خارج ركبتيه ثم تجلس عليهما فيجامعها وهى‬
‫على تلك الحالة )‪. (1‬‬
‫ـ فهذه بعض أقوالهم فى أشكال الجماع ‪ ،‬وقد تصرفت فيها‬
‫بالتقديم والتأخير ‪ ،‬بالزيادة أو النقصان ‪ ،‬والحذف لللفاظ الفاضحة‬
‫والتى قد تخدش الحياء ‪ ،‬وسيأتى بعض ما ورد فى كتبهم فى ثنايا‬
‫الكلمات التية ‪ ،‬مع الشارة وإسناد كل قول إلى قائله ‪ ،‬هذا وليختر‬
‫الزوج مما تقدم ما يناسبه ‪ ،‬ول يتقيد بهذه الشكال فقط بل له أن‬
‫)يبتكر( ويجدد من حياته الجنسية ‪ ،‬وكلما جدد الرجل فى العملية‬
‫الجنسية دفع الملل والرتابة عنها )‪. (2‬‬

‫)‪ (1‬علمات النساء لحمد بن سليمان الشهير بابن كمال باشا المتوفى سنة )‪ (940‬بتصرف ‪،‬‬
‫والروض العاطر للقاضى النفزاوى ‪.‬‬
‫)‪ (2‬ول أقول أن على الزوج أن يقوم بكل تلك الشكال أو يتقيد بها ‪ ،‬ول يعنى أن من يقوم بها‬
‫كلها أو بعضها قوى أو ضعيف جنسيا ا ‪.‬‬
‫‪142‬‬ ‫تحفة العروسين‬
‫ـ فإن قيِل ‪ :‬ملمْا كل هذه الطالة وكــان يكفيِــك التلمْيِــح‬
‫دون التصريح كمْا فى بعض الكتب الفقه ونحوها ؟‬
‫ـ الجواب ‪ :‬تقدم أن البعض إذا قرأ شرح الية أو الحديث‬
‫استعجمت عليه بعض ألفاظه ‪ ،‬ول يفهم منها معنى وتفسير‬
‫"مجبية" أو "مدبرة" أو "مقبلة" أو "من دبرها فى نقبلها" ‪.‬‬
‫ـ فإن قيِل ‪ :‬إنمْا نخاف عليِك أن يقــال أن هــذا الكلما ل‬
‫يحق له أن يحتويه كتاب إسلمى ‪ ،‬وأولى به كتــب الجنــس‬
‫؟‬
‫ـ الجواب ‪ :‬أقول ‪ :‬إذن هى دعوة لكل شاب يلتزم بدين الله تعالى‬
‫قد صان نفسه عن "الدش" وأفلم الجنس أن يشترى تلك الكتب‬
‫الجنسية )المصورة أو المرسومة ‪ ،‬التى عجت بها الرصفة( ليتعلم‬
‫منها فن المعاشرة الجنسية عند إقدامه على الزواج ! فهل يقول‬
‫س وقد حوت مثل هذا‬ ‫ب جن س‬ ‫هذا قائل ؟ ‪ ،‬وهل كانت كتب الفقه كت ه‬
‫الكلم وأكثر ‪ ،‬وهل كان المام الشافعى أو القرطبى أو ابن القيم أو‬
‫المام مالك والمام العظم وغيرهم ليسودوا كتبهم بمثل هذا‬
‫الكلم إل لحاجة الناس إليه ‪ ،‬وما اتهمهم أحد بأن كتبهم جنسية ! ‪،‬‬
‫إل أنها منثورة فجمعت بعضها في مكان واحد لحاجة الكتاب إليه‬
‫وصلته به ‪.‬‬
‫ـ فإن قيِل ‪ :‬إننا لم نر مثل هذا فى كتب مــن تكلــم فــى‬
‫أحكاما الزواج والزفاف من المْعاصرين ؟‬
‫ـ الجواب ‪ :‬ولذلك عزف الشباب عن شراء مثل تلك الكتب التى‬
‫عجت بها المكتبات وطفحت بها الرصفة ‪ ،‬وإذا ابتاع أحدهم كتابا ا‬
‫يتحدث عن أحكام الزواج لم يجد فيه ما يشفى علته من بحث‬
‫مستفيض فى هذا المر ‪ ،‬وكم عانينا من مشكلت منشأها الفراش‬
‫والجهل بهذا الفن فى الحياة الزوجية ‪ ،‬وقد تقدم بيان من ألف فى‬
‫هذا الشأن ممن سبق ‪ ،‬وتقدمت بعض كلماتهم ‪.‬‬
‫هذا وافتقاد البعض للثقافة الجنسية ‪ ،‬واعتبار أن المسألة‬
‫الجنسية من المسائل التى ل يجب الخوض فيها ‪ ،‬واعتبارها من‬
‫المناطق المسورة المحرمة عند الكثير ‪ ،‬فل يجب القتراب منها ‪،‬‬
‫واستحياء الزوجين الرجل والمرأة )خاصة( من الحديث فى هذا‬
‫المسألة ‪ ،‬والخجل من الفصاح عن المشكلة الجنسية عندهما أو‬
‫أحدهما ‪ ،‬ومحاولة التكتم عليها ‪ ،‬فيظهر التوتر فى العلقة الجنسية‬
‫بين الزوجين ‪ ،‬وتظهر بعض المشاكل على السطح دون الخوض فى‬
‫المسالة الجنسية بينهما ‪ ،‬كل هذا وغيره أدى بدوره إلى سقوط‬
‫تحفة العروسين‬ ‫‪143‬‬

‫الزوجين فى شباك الطلق دونما أن يفصح أحدهما عن السبب‬


‫الصلى للمشكلة )فن الجنس( سواء كان للحرج أو لفقد الثقافة‬
‫الجنسية ‪.‬‬
‫ـ الله يعلم إنى استمعت إلى الكثير والكثير من شكاوى الرجال‬
‫والنساء الزوجية ‪ ،‬وأكثرها أو جنلها منشأها الفراش والحياة الجنسية‬
‫بين الزوجين ‪ ،‬وهو ما حدا بى إلى الحديث بهذه الكيفية )‪ ، (1‬وأنا ل‬
‫أرى حرجا ا فى هذا ‪ ،‬وقد تقدم حديث عبد الله بن عباس ـ رضى الله‬
‫عنهما ـ فى بيان شرح الية )‪ ، (1‬إل أنى زدت المر بيانا ا وتفصيل ا من‬
‫كتب من تكلم فى هذا الشأن ‪.‬‬
‫ا‬
‫ـ "وأحسن أشكال الجماع أن يعلو الرجل المرأة مستفرشا لها‬
‫بعد الملعبة والقبلة وبهذا سميت المرأة فراشا ا كما قال ‪" : ‬الولد‬
‫للفراش" )‪ (2‬وهذا من تمام قوامية الرجل على المرأة كما قال‬
‫ساء( )النساء ‪ ، (34 :‬وكما قيل ‪:‬‬ ‫ن ع ههلى الن م ه‬ ‫مو ه‬ ‫ل قه ل‬
‫وا ن‬ ‫جا ن‬
‫تعالى ‪) :‬المر ه‬
‫إذا رمتها كانت فراشا ا يقلنى * وعند فراغى خادم يتملق‬
‫ه‬
‫ن( )البقرة ‪:‬‬ ‫س ل لهن ل‬
‫م ل ذهبا ل‬
‫م وهأنت ن م‬‫س ل لك ن م‬
‫ن ل ذهبا ل‬
‫وقد قال تعالى ‪) :‬هن ل‬
‫‪ ، (187‬وأكمل اللباس وأسبغه على هذه الحال فإن فراش الرجل‬
‫لباس له وكذلك لحاف المرأة لباس لها فهذا الشكل الفاضل مأخوذ‬
‫من هذه الية وبه يحسن موقع استعارة اللباس من كل من الزوجين‬
‫للخر ‪ ،‬وفيه وجه آخر وهو أنها تنعطف عليه أحيانا ا فتكون عليه‬
‫كاللباس قال الشاعر ‪:‬‬

‫)‪ (1‬كما أن من أهم الدواعى إلى الكتابة بهذه الكيفية والتيان ببعض كلمات من سبق فى الشأن‬
‫ما يعانيه الكثير من أهل العلم ‪ ،‬أو من يتوسم الناس فيهم هذا ‪ ،‬فيطرح الرجل السؤال على‬
‫الشيخ أو الداعية ـ أو هاتفيا ا ـ فيتصبب وجه الشيخ عرقا ا خجل ا وحيااء ـ ولم يرد فى حديث ابن‬
‫عباس رضى الله عنهما ‪ ،‬أن أحدا ا الصحابة أو بعضهم تصبب وجهه عرقا ا فضل ا عن النبى ‪ ‬وهو‬
‫يشرح الية ‪ ،‬وإنما نشأ هذا من السور المضروب حول هذه المسائل ‪ "،‬والمية الدينية" حتى‬
‫ج وقع فيه البعض‬‫إذا تكلم فيها بعضهم اتهم فى دينه ! ‪ ،‬وكم عانينا من هذه المور وكم من حر س‬
‫‪ ،‬وكم تهمة الصقت ببعضهم ‪ ،‬لنه شرح أية أو حديث أو أجاب السائل بنوع تفصيل ـ والسائل‬
‫إنما يسأل لحياته وسعادته وحفاظا ا على بيته وأسرته ‪ ،‬كما لم نجد حرجا ا وقع فيه بعض الئمة‬
‫ممن تحدثوا فى مثل هذه المور ـ كالمام مالك فى جوابه عن النخر ‪ ،‬وأبى الحسن بن‬
‫القطان وابن عباس فى الضرب على فرج المرأة وغيرهم كما سيمر بك ـ ‪ ،‬فلذلك وغيره أردت‬
‫أن أغلق باب الحرج الذى يقع فيه بعضهم بهذه الكلمات التى تشفى علة الرجل والمرأة وتنأ‬
‫بالجميع عن السؤال ‪ ،‬فسيرى فى هذا الكتاب إجابة كل سؤال يرد عليه ‪.‬‬
‫)‪ (1‬ول يكاد يمر على يومان أو أكثر إل وأجد السؤال )من الحرفى أو أستاذ الجامعة أو المقدم‬
‫على الزواج( حول تفسير الية أو الحديث مكتوبا ا أو مسموعا ا ‪.‬‬
‫)‪ (2‬تقدم ‪.‬‬
‫‪144‬‬ ‫تحفة العروسين‬
‫)‪(3‬‬ ‫إذا ما الضجيع ثنى جيدها * تثنت فكانت عليه لباسا ا‬
‫ـ أردأ أشكال الجمْاع ‪:‬‬
‫"وأردأ أشكاله أن تعلوه المرأة ويجامعها على ظهره ‪ ،‬وهو خلف‬
‫الشكل الطبيعى الذى طبع الله عليه الرجل والمرأة ‪ ،‬بل نوع الذكر‬
‫والنثى ‪ ،‬وفيه من المفاسد أن المنى يتعسر خروجه كله فربما بقى‬
‫فى العضو منه فيتعفن ويفسد فيضر‪ ،‬وأيضا ا فربما سال إلى الذكر‬
‫رطوبات من الفرج ‪ ،‬وأيضا ا فإن الرحم ل يتمكن من الشتمال على‬
‫الماء واجتماعه فيه وانضمامه عليه لتخليق الولد ‪ ،‬وأيضا ا فإن‬
‫المرأة مفعول بها طبعا ا وشرعا ا وإذا كانت فاعلة خالفت مقتضى‬
‫الطبع والشرع ‪ ،‬وكان أهل الكتاب إنما يأتون النساء على جنوبهن‬
‫على حرف ويقولون هو أيسر للمرأة ‪ ،‬وكانت قريش والنصار‬
‫تشرح النساء على أقفائهن فعابت اليهود عليهم ذلك فأنزل الله‪: ‬‬
‫ث ل لك نم فهأ متوا م حرث هك ن ه‬
‫م( )البقرة ‪. (223 :‬‬ ‫شئ مت ن م‬ ‫م ألنى ذ‬ ‫م‬ ‫ه م‬ ‫م ن‬ ‫حمر ل‬ ‫م ه‬‫سآؤ نك ن م‬ ‫)ن ذ ه‬
‫ذا‬‫ل إذ ه‬ ‫قو ن‬ ‫م‬
‫ت الي هنهود ن ت ه ن‬ ‫كان ه ذ‬ ‫وفى الصحيحين عن جابر قال ‪ " :‬ه‬
‫ه‬ ‫ه‬
‫ث‬ ‫حمر ل‬‫م ه‬ ‫ساؤ نك ن م‬ ‫ت ) نذ ه‬ ‫ل فهن ههزل م‬ ‫حوه ه‬ ‫جاهء ال موهل هد ن أ م‬ ‫ن وههرائ ذهها ه‬ ‫م م‬‫معههها ذ‬ ‫جا ه‬ ‫ه‬
‫ه‬ ‫م‬
‫م ( )البقرة ‪ ، (223 :‬وفى لفظ‬ ‫ت‬
‫ذ ن م‬ ‫م‬ ‫ئ‬‫ش‬ ‫نى‬ ‫م ل‬ ‫أ‬ ‫م‬ ‫ن‬ ‫ك‬ ‫ه‬ ‫ث‬ ‫ر‬
‫ه م‬ ‫ح‬ ‫توا‬‫ن‬ ‫أ‬‫ه‬ ‫ف‬ ‫م‬ ‫له م‬
‫ن‬ ‫ك‬
‫ه‬
‫جب مي هةس غ هي مهر أ ل‬
‫ن‬ ‫م ه‬‫شاهء غ هي مهر ن‬ ‫ن ه‬ ‫ة وهإ ذ م‬ ‫جب مي ه ا‬‫م ه‬ ‫شاهء ن‬ ‫ن ه‬ ‫للمام لمسلم ‪" :‬إ ذ م‬
‫د" ‪.‬‬ ‫)‪(1‬‬
‫ح س‬‫هوا ذ‬ ‫مام س‬ ‫ص ه‬
‫ك ذفي ذ‬ ‫ذ هل ذ ه‬
‫والمجيبة المنكبة على وجهها ‪ ،‬والصمام الواحد الفرج ‪ ،‬وهو موضع‬
‫الحرث والولد )‪. (2‬‬
‫ـ فمْاذا إذن عن مقدمات الجمْاع ؟‬
‫ه‬ ‫م‬ ‫م‬
‫م( )البقرة‬ ‫م‬
‫شئت ن م‬ ‫م ألنى ذ‬ ‫ن‬
‫حمرث هك م‬ ‫م فهأنتوا ه‬ ‫ث ل لك ن م‬ ‫حمر ل‬ ‫م ه‬ ‫سآؤ نك ن م‬ ‫قال تعالى ‪) :‬ن ذ ه‬
‫ن‬ ‫ه‬ ‫م‬
‫م‬‫سك م‬ ‫ف ذ‬
‫موا لن ن‬ ‫‪ : (223 :‬قال بعض أهل العلم فى قوله تعالى ‪) :‬وهقهد م ن‬
‫( أى ‪ :‬بالقبلة واللمسة والكلمة والمداعبة ‪ ،‬وفى حديث أم زرع‬
‫تقول إحداهن ‪" :‬زوجى عياياء طبقاء" ومما قيل فى تفسير"طبقاء"‬
‫‪ :‬أن زوجها كان يأتيها كالبيت يقع مطبقا ا على أهله دون تقديم‬
‫بالقبلة أو اللمسة أو الكلمة ‪.‬‬
‫ـ "ذكر الهندى من المحادثة والمزاح فقال ‪ :‬الجماع بل مؤانسة‬
‫من الجفا‪ ،‬فإنه يجب على الرجل أن يتحلى بالفضيلة التى خصه الله‬
‫بها وزينه بكمالها فى النكاح ليتميز عن البهائم وينفرد عنها ويباينها‬
‫فى انهماكها عليه ‪ ،‬وتهجمها فى فعله ‪ ،‬فلو لم يكن فى المحادثة‬
‫)‪(3‬‬
‫زاد المعاد ‪. (249\4) :‬‬
‫)‪(1‬‬
‫أخرجه البخارى )‪ (154\8‬ومسلم )‪. (156\4‬‬
‫)‪(2‬‬
‫زاد المعاد )‪ (254\4‬بتصرف ‪.‬‬
‫تحفة العروسين‬ ‫‪145‬‬

‫والمزاح إل هذه الفضيلة لوجب استعمالها ‪ ،‬فكيف وهما يزيلن‬


‫ل‬‫الخجل ويبسطان بشرة الوجه ويبعثان النس ‪ ،‬وفيهما ما هو أج ن‬
‫من ذلك وهو أن النسان إذا مد يده إلى من يريد الدنو منه وهو‬
‫مخاطب له وذاك مستمع له كان أنقص لحيائه وأنفى للخجل عن‬
‫صاحبه ‪ ،‬لشتعال فكرته بما يورده عليه من الخطاب ‪ ،‬ولنه غير‬
‫مخلى مع فكرته فتتوفر على تأمل ما يدعى له ‪ ،‬والتفقد لما يراد‬
‫منه فيستحى لذلك ويخجل ‪ ،‬وهذا أمر ليس بصغير الفائدة" )‪. (1‬‬
‫ـ القبلة بريد الجمْاع ‪:‬‬
‫واعلم أن القبلة أول دواعى الشهوة والنشاط وسبب النعاظ‬
‫والنتشار ‪ ،‬ول سيما إذا خلط الرجل ما بين قبلتين بعضة خفيفة‬
‫وقرصة ضعيفة واستعمل المص والنخرة والمعانقة والضمة ‪،‬‬
‫فهنالك تتأجج الغلمتان وتتفق الشهوتان وتلتقى البطنان وتكون‬
‫القبل مكان الستئذان ‪ ،‬واستدلوا بالطاعة على حسن النقياد‬
‫والمتابعة ‪ ،‬وذلك أن السبب فى شغف النسان بالتقبيل إنما هو‬
‫لسكون النفس إلى من تحبه وتهواه ‪ ،‬فلذلك قالوا ‪ :‬القبلة بريد‬
‫الجماع ‪.‬‬
‫وقالوا أن ألذ القبل قبلة ينال فيها لسان الرجل فم المرأة ‪،‬‬
‫ولسان المرأة فم الرجل ‪ ،‬وذلك إذا كانت "المرأة" نقية الفم طيبة‬
‫النكهة ‪ ،‬فإنها تدخل لسانها فى فم الرجل فيجدد بذلك حرارة الريق‬
‫وتسرى تلك الحرارة والتسخين إلى ذكر الرجل وإلى فرج المرأة‬
‫فيزيد ذلك شبقهما وغلمتهما ويقوى شهوتهما ‪ ،‬فيزداد لونهما صفاء‬
‫وحسنا ا ‪.‬‬
‫وقيل أن ذلك الريق والحرارة يتحفان الجسم ويزيدان فيه كزيادة‬
‫الزرع المزروع فى الرض الزكية ويروى من الماء العذب بعد‬
‫العطش ‪.‬‬
‫وقيل ‪ :‬إن المنفعة فى التقام "الزوج" لسان "الزوجة" شد‬
‫عصب الباه وكثرة وزيادة فى شبق "زوجه" وغلمتها وانتشارها ‪.‬‬
‫وقال آخر ‪ :‬أن المنفعة فى التقام "الزوج" لسان "زوجه" وشده‬
‫ومصه إياه وعضه عليه أن يصيب لسان "الزوج" نداوة وحرارة‬
‫فتنحدر تلك النداوة واحرارة من لسانه إلى إيره ‪ ،‬وتنتفع المرأة بهذا‬
‫الصنع كانتفاع الرجل بالنساء وعشقه لهن ‪ ،‬فإنه يدعوه إلى إفراط‬
‫)‪(1‬‬
‫علمات النساء لحمد بن سليمان ‪.‬‬
‫‪146‬‬ ‫تحفة العروسين‬
‫الشهوة وشدة الشبق وغلبة الحرص إلى أن ل يرضى بالتقبيل دون‬
‫أن يدخل لسانها فى فمه ثم يمص ريقها ‪ ،‬ول يرضى حتى يشم‬
‫حرها )‪ (1‬ويدخل لسانه فيه )‪. (2‬‬
‫ـ قالوا ‪ :‬التدبير فى الجماع على وجهين ‪ :‬أحدهما ‪ :‬علوى والخر‬
‫سفلى ‪.‬‬
‫فأما العلوى ‪ :‬فالمعانقة والتقبيل والعض والمص والغمز ‪.‬‬
‫وأما السفلى ‪ :‬إدخال الصابع فى الفرج وجس ما حوله ‪ ،‬وكذلك‬
‫فى السرة وتغدغة أعلى الفخذين ‪.‬‬
‫وقال الحكيم ‪ :‬ل تجامع امرأتك أول ما تلقيها ‪ ،‬بل رنبضها ساعة‬
‫ول عبها وشمها واحضنها ‪ ،‬فإنك إن فعلت هذا حين اللقاء كان ذما ا‬
‫ونقصا ا ‪.‬‬
‫ـ فائأدة ‪ :‬قالوا ‪ :‬أما محل التقبيل فالخدان والشفتان والعينان‬
‫والجبهة والعجز والصدر والثديان ‪.‬‬
‫وأما موضع الشم ‪ :‬فطرف المنخرين ‪ ،‬وحوالى العينين ‪ ،‬وباطن‬
‫الذنين ‪ ،‬والسرة وباطن الفرج فالخاصرتان ‪.‬‬
‫وأما موضع العض ‪ :‬فالودجان والذنان وباطن الشفة والرنبة‬
‫والجبهة ‪.‬‬
‫وأما موضع الحك بالظفار ‪ :‬فباطن القدمين وباطن الفخذين ‪،‬‬
‫والساعدين ‪ ،‬وفيما بين السرة والفرج ‪ ،‬ول يفعل ذلك إل بامرأة‬
‫بطيئة النزال ‪.‬‬
‫وأما المص ‪ :‬فشفتها وأعلى وجنتها وموضع خالها وحوالى ثدييها‬
‫ول يفعل ذلك إل وهى مفرجة الرجلين فإن ذلك أسرع لنزالها )‪. (1‬‬
‫ـ فمْا هى الحوال التى ريستطاب فيِها الجمْاع ؟‬
‫ـ أما الحوال التى يستطاب فيها الجماع ‪" :‬فاعلم أن للنساء‬
‫أحوال ا توافق الرجال مجامعتهن فيها ولها فضل على سائر الوقات‬
‫‪ ،‬قال علماء الباه ‪ :‬أن أوفق الشياء للنساء الجماع عند السقم ‪،‬‬
‫فإن فيه صلحا ا لجسامهن ومدواة لها وهو أشد لهن ملئمة من‬
‫الحقن وأخلط الدوية الشافية ‪ ،‬وهو يكسب المرأة زيادة فى العمر‬

‫)‪ (1‬فرجها ‪.‬‬


‫)‪ (2‬السابق ‪ ،‬وقال القرطبى فى تفسيره )‪ :(232\12‬وقد قال "أصبغ" من علمائنا ‪ :‬يجوز له أن‬
‫يلحسه بلسانه ‪ ،‬وفى "كشاف القناع" )‪ " : (189\5‬وليس لها أى الزوجة استدخال ذكره وهو‬
‫نائم فى فرجها بل إذنه لنه تصرف فيه بغير إذنه ‪ ،‬ولها أى الزوجة لمسه وتقبيله بشهوة ولو‬
‫نائما ا ‪ ،‬وقال القاضى يجوز تقبيل فرج المرأة قبل الجماع ‪ ،‬ويكره بعده لتعذره إذن" ‪.‬‬
‫)‪ (1‬علمات النساء لحمد بن سليمان المتوفى سنة )‪ ، (940‬بتصرف ‪.‬‬
‫تحفة العروسين‬ ‫‪147‬‬

‫‪ ،‬ومنها أن يجامع المرأة إذا فزعت بأمر دهمها ترتاع له فيسكن عند‬
‫ذلك ويزول ‪.‬‬
‫وقال أصحاب علم الباه ‪ :‬إذا طهرت النفساء وتنظفت مما تجد‬
‫عند الولدة فاعجل بمواقعتها فإنه أصلح لها وأصح لنفسها وذلما‬
‫تعبت وجاهدت فى ولدتها وأنفع ‪ ،‬وفى صحتها أبلغ وأنجع ‪.‬‬
‫زعمت الهند أن "المرأة الحسناء أرق ما تكون محاسنها وأدق‬
‫)‪(1‬‬
‫وأعتق صبحة عرسها وأيام نفاسها وفى البطن الثانى من حملها"‬
‫‪.‬‬
‫)‪(1‬‬
‫؟‬ ‫ـ فمْا هى أنفع أوقات الجمْاع‬
‫ـ أنفع أوقات الجماع ‪" :‬وأنفع الجماع ما حصل بعد الهضم وعند‬
‫اعتدال البدن فى حره وبرده ويبوسته ورطوبته وخلئه وامتلئه ‪،‬‬
‫وضرره عند امتلء البدن أسهل وأقل من ضرره عند كثرة الرطوبة‬
‫أقل منه عند اليبوسة وعند حرارته أقل منه برودته وإنما ينبغى أن‬
‫يجامع إذا اشتدت الشهوة وحصل النتشار التام الذى ليس عن‬
‫تكلف ول فكر فى صورة ول ونظر متتابع ول ينبغى أن يستدعى‬
‫شهوة الجماع ويتكلفها ويحمل نفسه عليها وليبادر إليه إذا هاجت به‬
‫كثرة المنى واشتد شبقه ‪.‬‬
‫وليحذر جماع العجوز والصغيرة التى ل يوطأ مثلها والتى ل شهوة‬
‫لها ‪ ،‬والمريضة ‪ ،‬والقبيحة المنظر ‪ ،‬والبغيضة‪ ،‬فوطء هؤلء يوهن‬
‫القوى ويضعف الجماع بالخاصية ‪ ،‬وغلط من قال من الطباء ‪ :‬إن‬
‫جماع الثيب أنفع من جماع البكر وأحفظ للصحة ‪ ،‬وهذا من القياس‬
‫الفاسد حتى ربما حذر منه بعضهم ‪ ،‬وهو مخالف لما عليه عقلء‬
‫الناس ولما اتفقت عليه الطبيعة والشريعة ‪.‬‬
‫ـ وفى جماع البكر من الخاصية وكمال التعلق بينها وبين مجامعها‬
‫وامتلء قلبها من محبته وعدم تقسيم هواها بينه وبين غيره ما ليس‬
‫ك وهت نهل ذ‬ ‫جت ههها ب ذك مارا ت نهل ذ‬ ‫ه‬
‫عب نهها‬ ‫عب ن ه‬ ‫للثيب ‪ ،‬وقد قال النبى‪ ‬لجابر ‪" :‬أهل ت ههزول م‬
‫حك نهها" )‪ ، (2‬وقد جعل الله سبحانه من كمال نساء‬ ‫ضا ذ‬
‫ك وهت ن ه‬ ‫حك ن ه‬ ‫ضا ذ‬
‫وهت ن ه‬
‫أهل الجنة من الحور العين أنهن لم يطمثهن أحد قبل من جعلن له‬
‫ه ه‬
‫ت هواد ذايا وهذفيهذ‬ ‫ت ل هوم ن ههزل م ه‬‫من أهل الجنة وقالت عائشة للنبى‪" : ‬أهرأي م ه‬
‫ه‬ ‫جهرة ل قهد م أ نك ذ ه‬
‫ت ت نمرت ذعن‬ ‫من مهها ذفي أي مهها ك نن م ه‬ ‫ل ذ‬ ‫جارا ل ه م‬
‫م ي نؤ مك ه م‬ ‫ت ه‬
‫ش ه‬ ‫جد م ه‬
‫من مهها وهوه ه‬
‫ل ذ‬ ‫ش ه‬‫ه‬
‫)‬

‫)‪(1‬‬
‫ومن أنفع أوقات الجماع ما كان بعد الستيقاظ من النوم خاصة بعد صلة الفجر ‪.‬‬
‫)‪(2‬‬
‫أخرجه البخارى )‪ (2008\5‬ومسلم )‪. (176\4‬‬
‫‪148‬‬ ‫تحفة العروسين‬
‫ه‬
‫ج‬
‫م ي هت ههزول م‬‫ل الل لهذ ‪ ‬ل ه م‬
‫سو ه‬
‫ن هر ن‬
‫من مهها ت هعمذني أ ل‬ ‫ذيِ ل ه م‬
‫م ي نمرت هعم ذ‬ ‫ل ذفي ال ل ذ‬
‫ك هقا ه‬ ‫ب هذعيهر ه‬
‫)‪(1‬‬
‫ها" ‪.‬‬ ‫ب ذك مارا غ هي مهر ه‬
‫وجماع المرأة المحبوبة فى النفس يقل إضعافه للبدن مع كثرة‬
‫إستفراغه للمنى وجماع البغيضة يحل البدن ويوهن القوى مع قلة‬
‫استفراغه وجماع الحائض حرام طبعا ا وشرعا ا فإنه مضر جدا ا‬
‫والطباء قاطبة تحذر منه )‪. (2‬‬
‫ـ هل هناك جمْاع ضار ؟‬
‫ا‬ ‫ا‬
‫ـ الجواب ‪ :‬نعم "الجماع الضار نوعان ‪ :‬ضار شرعا وضار طبعا ‪،‬‬
‫فالضار شرعا ا ‪ :‬لمحرم وهو مراتب بعضها أشد من بعض والتحريم‬
‫العارض منه أخف من اللزم كتحريم الحرام والصيام والعتكاف‬
‫وتحريم المظاهر منها قبل التكفير وتحريم وطء الحائض ونحو ذلك‬
‫ولهذا ل حد فى هذا الجماع ‪.‬‬
‫وأما اللزم فنوعان ‪ :‬نوع ل سبيل إلى حله البتة كذوات المحارم‬
‫فهذا من أضر الجماع وهو يوجب القتل حدا عند طائفة من العلماء‬
‫كأحمد بن حنبل رحمة الله وغيره ‪.‬‬
‫والثانى ما يمكن أن يكون حلل ا كالجنبية فإن كانت ذات زوج‬
‫ففى وطئها حقان حق لله وحق للزوج فإن كانت مكرهة ففيه ثلثة‬
‫حقوق وإن كان لها أهل وأقارب يلحقهم العار بذلك صار فيه أربعة‬
‫حقوق فإن كانت ذات محرم منه صار فيه خمسة حقوق فمضرة‬
‫هذا النوع بحسب درجاته فى التحريم ‪.‬‬
‫ـ وأما الضار طبعا ا فنوعان أيضا ا ‪ :‬نوع ضار بكيفيته كما تقدم ‪،‬‬
‫ونوع ضار بكميته كالكثار منه فإنه يسقط القوة ويضر بالعصب‬
‫ويحدث الرعشة والفالج والتشنج ويضعف البصر وسائر القوى‬
‫ويطفىء الحرارة الغريزية ويوسع المجارى ويجعلها مستعدة‬
‫للفضلت المؤذية ‪.‬‬
‫وأنفع أوقاته ما كان بعد انهضام الغذاء فى المعدة وفى زمان‬
‫معتدل ل على جوع فإنه يضعف الحار الغريزى ول على شبع فإنه‬
‫يوجب أمراضا شديدة ول على تعب ول إثر حمام ول استفراغ ول‬
‫انفعال نفسانى كالغم والهم والحزن وشدة الفرح ‪.‬‬

‫)‪(1‬‬
‫تقدم ‪.‬‬
‫)‪(2‬‬
‫انظر ‪ :‬زاد المعاد )‪. (149\4‬‬
‫تحفة العروسين‬ ‫‪149‬‬

‫وأجود أوقاته بعد هزيع من الليل إذا صادف إنهضام الطعام ثم‬
‫يغتسل أو يتوضأ وينام عليه وينام عقبة فتراجع إليه قواه وليحذر‬
‫الحركة والرياضة عقبة فإنها مضرة جدا" )‪. (1‬‬
‫ـ فمْا هى مضار الجمْاع ؟‬
‫ـ "اعلم يرحمك الله أن مضرات الجماع كثيرة قيدنا هنا ما دعت‬
‫إليه الحاجة وهى ‪ :‬النكاح واقفا ا يهد ن الركائب ‪ ،‬ويورث الرعاش ‪،‬‬
‫والنكاح على جنب يورث عرق النسا ‪ ،‬والنكاح على الفطر قبل‬
‫الكل يقطع الظهر ‪ ،‬ويقلل الجهد ويضعف البصر ‪ ،‬والنكاح فى‬
‫الحمام يورث العمى ويضعف البصر ‪ ،‬وتطليع المرأة على الصدر‬
‫حتى ينزل المنى وهو ملقى على ظهره يورث وجع الصلب ووجع‬
‫القلب ‪ ،‬وإن نزل شئ من ماء المرأة فى الحليل أصابه الرقان‬
‫وهى التقلة ‪ ،‬وصد الماء عند نزوله يورث الحصى ويعمل الفتق ‪،‬‬
‫وكثرة الحركة وغسل الذكر بقوة عاجل ا بعد الجماع يورث الحمرة ‪،‬‬
‫ووطء العجائز سم قاتل من غير شك ‪.‬‬
‫وكثرة الجماع خراب لصحة البدان ‪ ،‬لن المنى ينزل من خلصة‬
‫الغذاء كالزبد من اللبن ‪ ،‬فإذا خرج الزبد فل فائدة فى اللبن ول‬
‫منفعة ‪ ،‬والمتولع به يعنى النكاح من غير مكابدة لكل المعاجين‬
‫والعقاقير واللحم والعسل والبيض وغير ذلك يورث له خصائل ‪:‬‬
‫الولى ‪ :‬تذهب قوته ‪.‬‬
‫الثانية ‪ :‬يورث له قلة النظر إن سلم من العمى ‪.‬‬
‫الثالثة ‪ :‬يربى له الهزال ‪.‬‬
‫والرابعة ‪ :‬يربى له رقة القلب ‪ ،‬إن هرب ل يمنع وان طارد ل‬
‫يلحق وان رفع ثقال أو عمل شغل ا يعيى فى حينه ‪.‬‬
‫وتدبير ابن آدم ومنافعهم ومضراتهم مجموعة على سبيل الختصار‬
‫فى هذه البيات ‪:‬‬
‫على مطعم من قبل‬ ‫تــوقن إذا مــا شئــت إدخـال مطعم‬
‫فعل الهواضم‬
‫فـل تبتلعــه فهـو شــر‬ ‫وكـل طعــام يعجــز الســن مضغــه‬
‫المطاعم‬
‫فتقــود نفســك‬ ‫ا‬ ‫ول تشـربــن علـى طعامـك عـاجـل‬
‫للبلــى بـزمايــم‬
‫)‪(1‬‬
‫زاد المعاد )‪ (254\4‬بتصرف ‪.‬‬
‫‪150‬‬ ‫تحفة العروسين‬
‫ولـو كنـت بين المرهفات‬ ‫ول تحبـس الفضلت عند اجتماعها‬
‫الصورام‬
‫إذا مــا أردت النــوم‬ ‫ول سيمــا عنـد المنــام فـدفعهــا‬
‫الــــزم لزم‬
‫ومــا ذاك إل عنــد‬ ‫وجــدد علــى النفس الدواء وشربـه‬
‫نـزول العظائـم‬
‫لصحــة البــدان أشــد‬ ‫ووفــر علــى النفــس الدمـاء لنها‬
‫الدعائـــم‬
‫فإسرافنـا فـى‬ ‫ا‬ ‫ول تـك فــى وطء الكـواعب مسرفا‬
‫الـوطء أقــوى الهوادم‬
‫لمــاء حيــاة مـورق‬ ‫ففــى وطئنــا داء ويكفيــــك أنـــه‬
‫فــى الراحــم‬
‫فمــا هــى إل مثــل ســم‬ ‫وإيــاك إيــاك العجـــوز ووطئهـــا‬
‫الراقــم‬
‫وحـافــظ علــى‬ ‫وكـــن مستحمــا ا كــل يـوميــن مرة‬
‫هـذى الخصال وداوم‬
‫بــذاك أوصــاك الحكيــم بيــــــادق أخــو الفضل والحسان‬
‫)‪(1‬‬
‫خير العاجم‬
‫ـ فهل هناك فوائأد للجنس ؟‬
‫ـ نعم ‪ ،‬يخطئ كثير من الناس عند ظنهم أنه ل يتأتى من الجنس‬
‫إل الضرر فقط ‪ ،‬ول فائدة فيه ‪ ،‬كيف وقد شرع الله تعالى الجماع‬
‫شرع لعباده ما فيه مصلحتهم وسعادتهم فى‬ ‫؟! وهو تعالى إنما ي ن م‬
‫الدنيا والخرة ‪ ،‬وقد دخل الجنس معامل التحاليل وخضع للتجارب‬
‫والفحوصات فى محاولة من العلماء للبحث عن فوائد الجنس ‪،‬‬
‫ولقد خرجت علينا التحاليل والشعات تبين لنا ما هى فوائد الجنس‬
‫المتعددة ‪ ،‬وما أغرب ما كشفت عنه البحاث ‪ :‬يقول الدكتور مايكل‬
‫كريجليانو الستاذ بكلية طب بنلسفانيا عن العملية الجنسية ‪ :‬أنها‬
‫نوع من التمارين الرياضية ‪ ،‬ويصف كل حركة على حدة ‪ ،‬وكيف أنها‬
‫حركة عضلية مفيدة ‪ ،‬ويقول ‪ :‬إن مجموع هذه الحركات هو بمثابة‬
‫جهد رياضى ممتع ‪ ،‬ويمثلها بالهرامات ‪ ،‬وكيف إذا نظرنا إلى كل‬
‫حجر من أحجار الهرامات منفردا ا على حدة لن ينبهر به الرائى ‪،‬‬
‫ولكن إذا نظرنا إليها نظرة شاملة كاملة انبهرنا بهذا التنظيم وغمرنا‬
‫العجاب ‪.‬‬
‫)‪(1‬‬
‫الروض العاطر للنفراوى ‪.‬‬
‫تحفة العروسين‬ ‫‪151‬‬

‫يقول الدكتور مايكل ‪ :‬إن من يمارس الجنس ثلث مرات‬


‫إسبوعيا ا بصفة منتظمة ‪ :‬يحرق )‪ (7500‬سعر حرارى كل عام ‪،‬‬
‫وهو ما يعادل المشى مسافة )‪ (75‬ميل ا ! ‪.‬‬
‫وهذا هو سنر تسمية الفرنسيين للحظة النشوة بـ "الموت‬
‫الصغير" قالوا ‪ :‬لنه يؤجل الموت الكبير ويطيل العمر ‪ ،‬بعكس‬
‫العتقاد السائد بين الناس أن الجنس يعجل بالشيخوخة والمرض‬
‫والضعف ‪ ،‬وذلك لن الجنس يقلل من نسبة الكولسترول قليل‬
‫الكثافة والذى يمثل خطرا ا على الشرايين ‪ ،‬وهو ـ الجنس ـ يكثر من‬
‫نسبة الكولسترول العالى الكثافة ‪ ،‬فهو الميزان الذى يعالج النسبة‬
‫بينهما ‪.‬‬
‫ويقول الدكتور كارين دونهاى بكلية طب جامعة نورث ويسترن ‪:‬‬
‫إن أى نوع من الجهد البدنى يسبب زيادة فى هورمون‬
‫"التستيسترون" والجنس ليس استثناء من ذلك وهذا الهورمون‬
‫يساعد مساعدة فعالة فى بناء العظام والعضلت ‪ ،‬بعكس ما يظنه‬
‫الكثير أن للجنس آثاره الجانبية على "العظام" وخاصة‬
‫"المفاصل" ! ‪.‬‬
‫وهذا "الهورمون" إذا زاد بالممارسة الجنسية عند المرأة فإنه‬
‫يحمي القلب ويحافظ على أعضائها التناسلية ويؤدى إلى حيوية‬
‫العضاء عامة ونشاط الدورة الدموية عندها ! بل وهو يخفف من‬
‫اللم المصاحب للدورة الشهرية ! ‪.‬‬
‫ويقول الدكتور بفرلى وهيبل الستاذ المساعد بكلية التمريض‬
‫جامعة روتجرز ‪ :‬توجد دلئل كثيرة على أنه أثناء الجنس تنطلق‬
‫مواد فعالة نتسمى "قاتلى اللم" ! وفى لحظة النشوة تزداد درجة‬
‫إحتمال الجسم لللم ‪ ،‬كما أن الجنس يساعد على تخفيف ألم‬
‫المفاصل )‪ ! (1‬والصداع ! وقال البعض عن تخفيف الجنس للصداع ‪:‬‬
‫أن "مواد الندورفين" ومخففات اللم التى تنطلق أثناء الجماع هى‬
‫المسئولة عن تخفيف الصداع ‪ ،‬وقال بعضهم ‪ :‬إن الدم المتدفق‬
‫أثناء الجماع وسرعته هى التى تخفف الضغط عن المخ وهو‬
‫المسئول عن تخفيف الصداع ! ‪.‬‬
‫وقالوا ‪ :‬ليس صحيحا ا أن الجنس هو المسئول عن ألم البروستاتا‬
‫‪ ،‬بل العكس هو الصحيح ‪ ،‬ففى لحظة النشوة تضغط العضلت‬
‫)‪(1‬‬
‫وليس كما يقال أنه يؤدى إلى ألم المفاصل وتعبها‪.‬‬
‫‪152‬‬ ‫تحفة العروسين‬
‫المحيطة بالبروستاتا عليها وكأنها تعصرها عصرا ا لتفرغها من‬
‫السائل الذى سيصاحب السائل المنوى ! فهو ـ الجنس ـ عامل‬
‫مساعد لتحسن عمل البروستاتا وليس إضعافها ‪.‬‬
‫إلى غير ذلك الكثير مما كشفه العلم الحديث عن أثر الجنس فى‬
‫حياة الناس وفوائده الكثيرة ‪.‬‬

‫ـ هل هناك أمور يستحسن الخذ بها عند الجمْاع ؟‬


‫ـ فوائأد عند الجمْاع ‪:‬‬
‫ـ "اعلم يرحمك الله أنك إذا أردت الجماع عليك بالطيب ‪ ،‬وان‬
‫تطيبتما جميعا كان أوفق لكما )‪ ، (1‬ثم تلعبها بوسا ا ومصا ا وتقبيل ا‬
‫وتقليبا ا فى الفراش ظهرا ا وبطنا ا حتى تعرف أن الشهوة قد قربت‬
‫فى عينيها )‪ ، (2‬ثم تدخل بين أفخاذها وتولج أيرك فى فرجها وتفعل‬
‫‪ ،‬فإن ذلك أروح لكما جميعا وأطيب لمعدتك ‪.‬‬
‫قال بعضهم‪ :‬إذا أردت الجماع الق المرأة إلى الرض ولزها إلى‬
‫مقب نل ا فيها ورقبتها مصا ا وعضا ا وبوسا ا فى الصدر والبزازيل‬
‫صدرك ن‬
‫ا‬ ‫ا‬ ‫)‪(3‬‬
‫والعكان والخصار ‪ ،‬وأنت تقلبها يمينا وشمال ‪ ،‬إلى أن تلين بين‬
‫يديك وتنح ن‬
‫ل ‪ ،‬فإذا رأيتها على تلك الحالة أولج فيها أيرك ‪ ،‬فإذا‬
‫ا‬
‫فعلت ذلك تأتى شهوتكما جميعا ‪.‬‬
‫وذلك مما يقرب الشهوة للمرأة ‪ ،‬وإذا لم تفعل ذلك لم تنل‬
‫غرضا ا ول تأتيها شهوة ‪ ،‬فإذا قضيت حاجتك وأردت النزول فل تقع‬
‫قائما ا ولكن انزل عن يمينك برفق ‪.‬‬
‫ول تشرب عند فراغك من النكاح شربة من ماء السماء فإنه‬
‫يرخى القلب ‪ ،‬وإن أردت المعاودة فتطهرا جميعا فإن ذلك محمود ‪،‬‬
‫وإياك أن تطلعها فوقك ‪ ،‬فإنى أخاف عليك من مائها ودخوله فى‬
‫إحليلك ‪ ،‬فإن ذلك يورث المرض )‪ ، (4‬ول تصدن الماء فإن ذلك‬
‫يورث الفتق والحصى ‪ ،‬والحذر بعد الجماع من شدة الحركة ‪ ،‬فإنها‬
‫مكروهة ‪ ،‬ويستحب الهدوء ساعة ‪ ،‬وإذا أخرجت الذكر من الفرج فل‬

‫)‪(1‬‬
‫والطيب من السحر المباح الذى يغفل عنه كثير من الزواج ‪.‬‬
‫)‪(2‬‬
‫أى أخذت فى الزوغان ‪ ،‬وكأنها تدمع ‪.‬‬
‫)‪(3‬‬
‫المراد جسم المرأة كله أعله وأسفله ‪.‬‬
‫وهذه الصورة من الجماع تستلذ بها المرأة جدا ا ‪ ،‬ولكن ل تكثر منها وكن على حذر مما تقدم‬ ‫)‪(4‬‬

‫‪.‬‬
‫تحفة العروسين‬ ‫‪153‬‬

‫ل‪ ،‬فإذا هدأ فاغسل عينه برفق رفقا ا ‪ ،‬ول تكثر‬ ‫تغسله حتى يهدأ قلي ا‬
‫غسل ذكرك ول تخرجه عند الفراغ من الجماع فتدلكه وتغسله‬
‫وتفركه ‪ ،‬فإن ذلك يورث الحمرة )‪. (1‬‬
‫ـ وصية أم لبنتها ‪ :‬أوصت أم ابنتها ـ قد جفاها زوجها ومللها وهجر‬
‫فراشها ـ ‪" :‬إني أوصيك بوصية إن قبلتها سعدت ‪ ،‬قالت ‪ :‬وما هى ؟‬
‫فقالت ‪ :‬انظرى إن هو مد يده إليك فانخرى واشخرى)‪ (2‬وأظهرى له‬
‫إسترخاء وفتورا ا ‪.‬‬
‫وإن قبض على جارحةس من جوارحك فارفعى صوتك عمدا ا وتنفسى‬
‫)‪(3‬‬
‫الصعداء وبنرقى أجفان عينيك ‪ ،‬فإذا أولج إيره فأكثرى الغنج‬
‫والحركات اللطيفة ‪ ،‬واعطيه من تحته رهزا ا )‪ (4‬موافقا ا لرهزه ‪ ،‬ثم‬
‫خذى يده اليسرى فأدخلى حرفها بين اليتيك ‪ ،‬وضعى رأس إصبعه‬
‫الوسطى على باب إستك ‪ ،‬ثم تحركى من تحته ‪ ،‬ثم أعيدى النخير‬
‫والشخير ‪ ،‬فإذا أحسست بإفضائه فاضبطيه وعاطيه الرهز من‬
‫أسفل بنخر وزفير ‪ ،‬وأظهرى من الكلم الفاحش المهنيج للباه ما‬
‫يدعو إلى قوة النعاظ ‪ ،‬والصقى بطنك إلى بطنه وترافعى إليه ‪.‬‬
‫وإن دخل عليك يوما ا وهو مغموم فتلقيه فى ثوب رفيع مطنيب‬
‫نيظهر بدنك من تحته ‪ ،‬ثم اعتنقيه )‪ (1‬والزميه وقبليه ودغدغيه‬
‫واقرصيه وعضيه برفق ‪ ،‬وشمى صدره ‪ ،‬وتقاصرى )‪ (2‬تحت إبطيه‬
‫‪ ،‬والصقى نهديك بجسده وأكثرى النخير ‪ ،‬وخذى يده وأدخليها فى‬
‫كمك ‪ ،‬وضعيها على بطنك ‪ ،‬ثم ارفعيها إلى سنبلة صدرك ‪ ،‬إلى بين‬
‫ثدييك ‪ ،‬ودعيه يدغدغهما ‪ ،‬ثم أنزليه إلى بطنك ‪ ،‬ومنرى بها على‬
‫سرتك وخواصرك ‪ ،‬ثم انزليها إلى فرجك ‪ ،‬ودعيه يلعب به كلعبك‬
‫بإيره ‪ ،‬حتى تتجامع حركته وتهيج شهوته ‪ ،‬ثم أدخلى حرفها بين‬
‫)‪ (1‬الروض العاطر للنفراوى ‪.‬‬
‫)‪ (2‬وهذا الخلق تفتقده كثير من النساء ‪ ،‬والشخير والنخير بلطافة وبصوت خافت مما يثير‬
‫الرجل ويزيد فى شهوة الرجل وغلمته ‪ ،‬وفى "كشاف القناع" )‪" : (194\5‬وقال أبو الحسن‬
‫بن القطان فى كتاب أحكام النساء ل يكره نخرها للجماع ول نخره ‪ ،‬وقال المام مالك بن أنس‬
‫‪ :‬ل بأس بالنخر عند الجماع ‪ ،‬وأراد سفها ا فى غير ذلك ‪ ،‬يعاب على فاعله" اهـ ‪ .‬قلت ‪ :‬فها هو‬
‫المام مالك على جللته يتحدث فى أدق أمور الجماع ‪ ،‬والمراد أنه ل بأس فى نخر الرجل أو‬
‫المرأة عند الجماع ‪ ،‬ومن فعل ذلك فى غير موضعه فقد يوصف بالسفه ‪.‬‬
‫)‪ (3‬الكلم بالصوت الخافت الناعم ‪.‬‬
‫)‪ (4‬الرهز ‪ :‬الهتنزاز ‪.‬‬
‫)‪ (1‬اعتناق المرأة للرجل من الخلف والصاقها ثدييها بظهره مما يزيد فى شهوته ‪.‬‬
‫)‪ (2‬أى ‪ :‬تجنبى ‪.‬‬
‫‪154‬‬ ‫تحفة العروسين‬
‫اليتيك ‪ ،‬فإن شعرت منه بالشهوة فبادرى إلى الفراش واستلقى‬
‫على ظهرك واكشفى بطنك وفرجك وابرزى له عجيزتك ‪ ،‬واضربى‬
‫بيدك على فرجك )‪ (3‬وعلى ردفك )‪ (4‬فإنه ل يملك نفسه ول يهوى‬
‫شيئا ا غير مقاربتك ‪.‬‬
‫وعليك يا بنية بالماء فتنظفى به وبالغى فى الستنظاف ‪ ،‬وكونى‬
‫أبدا ا معدة له متى رأيته نظر إليك أو قنبلك فافعلى ما أوصيتك به ‪.‬‬
‫تفقدى موضع أنفه وعينه ‪ ،‬فل يشم منك إل ريحا ا طيبة ‪ ،‬ول يقع‬
‫عينه منك على قبيح نيعاب ‪ ،‬فإذا أدخل إيره فأكثرى الغنج ‪ ،‬ثم‬
‫انخرى واشخرى وارهزى فإن هو أمسك عن الرهز فأكثرى أنت‬
‫الرهز )‪. (1‬‬
‫ـ فإن قيِل ‪ :‬إن هذا يشبه فعل الغانيِات )‪ ، (2‬وهل هناك‬
‫من النساء من تفعل هذا ؟‬
‫ـ دائما ا ما نقول ‪ :‬ل حرج أن تكون المرأة غانية لزوجها ‪ ،‬فإذا لم‬
‫يجد الزوج المتعة مع أهله فأين يبحث عنها ‪ ،‬عند بائعات الهوى ؟ أم‬
‫يتخذ لنفسه عشيقة تروى ظمأه وشبقه ‪ ،‬إن هناك كثير النساء ممن‬
‫يفتقدن فن الجماع مما ينفر الزوج ويدفعه إلى البحث عن عشيقة‬
‫أو بائعة هوى ‪ ،‬هل هناك حرج فى فعل المرأة كل ما يزيد فى شهوة‬
‫زوجها واستمتاعه بأهله ‪ ،‬وقد أفضى بعضهم إلى بعض ‪ ،‬واطلع‬
‫الرجل منها على مال يطلع منها أبوها أو أخوها ! ‪.‬‬
‫ـ فإن قيل ‪ :‬هناك من تشعر بالحرج من هذا أو تخاف أن يظن بها‬
‫زوجها الظنون إن هى فعلت ما جاء ـ مثل ا ـ فى وصية الم السابقة‬
‫لبنتها ‪ ،‬أو أظهرت لزوجها هذا التغنج والمتعة أثناء الجماع من تأوه‬
‫وشخير ونخر وغير هذا مما تقدم ‪.‬‬
‫م الحرج وقد تقدم أن الرجل يطلع من زوجته على ما‬ ‫ـ أقول ‪ :‬ول ه‬
‫ل يطلع عليه الب أو الخ ‪ ،‬وإن ظن الزوج بها الظنون كما يقال‬
‫)‪ (3‬عن سعيد بن جبير أن رجل ا قال لبن عباس ‪ :‬إنى تزوجت ابنة عم لى جميلة فبنى لى فى‬
‫رمضان فهل لى بأبى أنت وأمى إلى قبلتها من سبيل ؟ فقال له ‪ :‬ابن عباس هل تملك نفسك‬
‫؟ قال ‪ :‬نعم ‪ ،‬قال ‪ :‬قبل ‪ ،‬قال ‪ :‬فبأبى أنت وأمى هل إلى مباشرتها من سبيل ؟ قال ‪ :‬هل‬
‫تملك نفسك ؟ قال ‪ :‬نعم ‪ ،‬قال ‪ :‬فباشرها ‪ ،‬قال ‪ :‬فهل لى إلى أن أضرب بيدى على فرجها من‬
‫سبيل ؟ قال ‪ :‬وهل تملك نفسك ؟ قال ‪ :‬نعم ‪ ،‬قال ‪ :‬اضرب ‪ .‬وهذه أصح طريق عن ابن عباس‬
‫"المحلى" )‪. (212\6‬‬
‫)‪ (4‬الضرب على أرداف المرأة مما يزيد فى شهوتها ويثيرها ‪ ،‬كما أن الضرب أعلى مؤخرتها‬
‫)نهاية العمود الفقرى( يعجل بإنزال ماءها ليتوافق مع انزال الرجل ماءه ‪.‬‬
‫)‪ (1‬الروض العاطر ‪ ،‬بتصرف ‪.‬‬
‫)‪ (2‬لقد استعملت اللفظة المشهورة على اللسنة وهى "الغانية" وإن كان الصواب أن يقال‬
‫"البغى" فهناك فرق بينهما كبير ‪ .‬انظر لكاتب السطور ‪" :‬معترك القران فى ألفاظ القرآن" ‪.‬‬
‫تحفة العروسين‬ ‫‪155‬‬

‫فهذا مرجعه إلى الزوج وسوء طويته ‪ ،‬فالرجل يتزوج الفتاة وهو‬
‫يعرف أنها ل تدرى شيئا ا عن أمور الجماع ‪ ،‬فيقوم هو بتعليمها‬
‫وتدريبها على فن الجماع ـ ليستمتع كل منهما بالخر ـ وهو ل يبحث‬
‫عن متعته فقط فيحيف على حقها ‪ ،‬فإن ظن بها الظنون كما يقال‬
‫فلضيق أفقه ونفسه الغير سوية ‪.‬‬
‫ـ فمْاذا عن رقص الزوجة لزوجها ؟‬
‫ـ ل حرج فى رقص المرأة لزوجها إذا لم يصاحب هذا الرقص‬
‫"الموسيقى" فهى حرام ‪ ،‬ولها أن تستخدم "أشرطة" الكاسيت‬
‫التى يطلقون عليها "أشرطة إسلمية ‪ ،‬ففيها الغناء بالدف ‪،‬كما قيل‬
‫لى ‪ ،‬وهو أفضل من استخدامها لكاسيت يحتوى على الموسيقى‬
‫المحرمة ‪ ،‬وهو يفى بالغرض المطلوب ‪ ،‬فل تتركه إلى حرام ‪.‬‬
‫ـ هل حقا ا يأثم الرجل إذا جامع امرأته ونظر إلى المْرآة‬
‫ـ أو هى ـ فى غرفة النوما مثل ا أثناء الجمْاع ؟‬
‫ـ الجواب ‪ :‬هذا كلم ل يصح ‪.‬‬
‫ـ سألتنى زوجة مرة أن زوجها ـ متزوج غيِرها ـ يشتكى‬
‫من برودها الجنسى ـ على قوله ـ فجامع إحدى نسائأه‬
‫أمامها حتى يثيِرها ! وتتعلم كيِف رتمْتع الزوجة الولى‬
‫)‪(1‬‬
‫زوجها ‪ ،‬فتفعل مثلها ‪ ،‬فهل هذا يجوز؟‬
‫ـ الجواب ‪ :‬ليجوز ‪.‬‬
‫ـ زوج يشتكى برود زوجته أثناء الجمْاع ‪ ،‬فهل من حرج‬
‫فى مشاهدة الزوجيِن لبعض أشرطة الفيِديو "الجنسيِة"‬
‫حتى تستجيِب الزوجة لزوجها أثناء الجمْاع ‪ ،‬أو لتعليِمْها ؟‬
‫ـ الجواب ‪ :‬حادثتنى إحدى النساء يوما ا ـ هاتفيا ا ـ أن زوجها يشتكى‬
‫برودها الجنسى فأشار عليها بإحضار "شريط جنسى" لتشاهده‬
‫الزوجة !! فسألت ‪ :‬هل يباح لها هذا ؟‬
‫ك ولزوجك أن تشاهدى جارتك ـ مثل ا ـ وهى فى‬ ‫فقلت لها ‪ :‬هل ل ذ‬
‫ت وزوجك ذلك‬ ‫أحضان زوجها أثناء العملية الجنسية ‪ ،‬فتشاهديِ أن ذ‬
‫منهما ؟‬
‫)‪(1‬‬
‫ثم رأيت فى كتاب المبدع )‪ (202\7‬مثلها ‪" :‬مسألة يجوز نوم الرجل مع زوجته بل جماع‬
‫بحضرة محرمها لفعل النبى ‪ ‬ول يجامع إحداهما بحيث تراه الخرى أو غيرها غير طفل ل يعقل‬
‫أو يسمع حسهما ولو رضيتا وذكر المؤلف أن ذلك حرام لن فيه دناءة وسقوط مروءة وربما‬
‫كان وسيلة إلى وقوع الرائية فى الفاحشة لنها قد تثور شهوتها بذلك قال أحمد فى الذى يجامع‬
‫امرأته والخرى تسمع قال كانوا يكرهون الرجس وهو الصوت الخفى ول يحدثهما بما جرى‬
‫بينهما لنه سبب ليثارة الغيرة وبغض إحداهما الخرى" وانظر ‪ :‬الكافى )‪. (126\3‬‬
‫‪156‬‬ ‫تحفة العروسين‬
‫قالت ‪ :‬ل ‪ ،‬ل نستطيع عمل هذا ‪.‬‬
‫فقلت لها ‪ :‬إذا كان هذا منكما ‪ ،‬والرجل والمرأة زوجين ‪ ،‬قد أحل‬
‫الله تعالى لهما ذلك ‪ ،‬فكيف لكما أن تشاهدا ذلك من رجل وامرأة‬
‫سفاحا ا وزنا ا ؟! بل والرجل والمرأة من أهل الكفر ! ‪.‬‬
‫فإذا كان ذلك كذلك فل يجوز من زوجك أن يشير عليك بمثل ذلك‬
‫المر الشنيع ‪ ،‬هذا إلى غير الضرار الناتجة عن مشاهدة المرأة‬
‫لتلك الفلم التى نتعد أحد أسلحة محاربة السلم والمسلمين ‪،‬‬
‫فالمرأة تشاهد الرجل "الوسيم" الجميل المفتول العضلت التى‬
‫يطيل العملية الجنسية مع المرأة "المحترفة" الدعارة فترة كذا أو‬
‫كذا ‪ ،‬فتنقم على زوجها ضعفه مثل ا أو عدم اطالة زمن العملية‬
‫الجنسية كما شاهدت فى تلك الفلم )ويخفى عليها أن تلك الفلم‬
‫كغيرها من الفلم التى نتصور على ـ شوطات ـ وفيها "المونتاج"‬
‫قص ولصق تلك المناظر حتى تصبح الفترة الجنسية طويلة زمن‬
‫كذا أو كذا( ناهيك عن مشاهدة الرجل أيضا ا لنساء تلك الفلم‬
‫"الحسناوات" المحترفات الداعرات "الكافرات" مما قد يدعوه إلى‬
‫الزهد فى زوجته لقلة جمالها مثل ا أو جهلها بما تفعله نساء تلك‬
‫الفلم ‪.‬‬
‫وضرر تلك الفلم أكبر وأشد وأخطر مما يظنه الكثير من الناس ‪،‬‬
‫خلق‬
‫فمشاهدها ـ والعياذ بالله تعالى ـ ينسحب من بين يديه ن‬
‫"الحياء" فتراه ينظر إلى كل فتاة أو امرأة يتخيل منها مواضع الفتنة‬
‫كما شاهد فيشتهيها ‪ ،‬فإما أن يقع فى المعصية والزنا ‪ ،‬أو يتحول‬
‫إلى الستمناء وله أضراره الكثيرة ‪ ،‬أو "يقذف" أثناء مشاهدة تلك‬
‫الفلم دون أن ينتصب القضيب النتصاب السليم مما يؤدى بالجسم‬
‫إلى "العتياد" على القذف فى حالة معينة وعند حد س معين ‪ ،‬فل‬
‫ينتصب القضيب انتصاب من هو فى مثل سنه ممن لم يشاهد تلك‬
‫الفلم أو يمارس تلك العادة ‪ ،‬ناهيك عن أضرار تلك العادة السيئة ‪،‬‬
‫كما سيأتى الحديث عنها وبيان بعض أضرارها ‪.‬‬
‫ـ فمْاذا عمْن يقول أنى أشاهد تلك الفلما للتعلم أو‬
‫ى؟‬ ‫للترفيِه ‪ ،‬كمْا أنها لتؤثر ف ل‬
‫ـ الجواب ‪ :‬نقول له ‪ :‬دعك من التبرير الجوف ول تضحك على‬
‫نفسك ‪ ،‬ول تدع الشطيان يضحك منك ‪ ،‬وإليك هذه القاعدة الهامة‬
‫العظيمة والتى يجب أن تنقش بماء الذهب ويضعها كل إنسان أمام‬
‫تحفة العروسين‬ ‫‪157‬‬

‫ه‬
‫ه ")‪ ،(1‬فل تقترب من‬ ‫ل فهل مي هن مأ ع هن م ن‬ ‫جا ذ‬ ‫معه ذبالد ل ل‬ ‫س ذ‬‫ن ه‬ ‫م م‬‫عينه وهى قوله ‪ " : ‬ه‬
‫النار وتقول ‪ :‬لن أحترق ! ‪.‬‬
‫يجب عليك أخى المسلم البتعاد عن مشاهدة تلك الفلم ول تدع‬
‫الشطيان يوسوس لك بمشاهدتها من أجل التعليم أو لبرود الزوجة‬
‫أو ل يِ من الواسوس الشيطانية ‪.‬‬
‫ت‬
‫ت وغامز ر‬ ‫ـ ويسأل بعضهم ‪ :‬لقد وقعت فى الزنا – قربل ر‬
‫حتى وقعت على المْرأة ‪ ،‬وأريد أن أتطهر ‪ ،‬فمْا هو الحد ‪،‬‬
‫علمْا ا بأنى لم أتزوج بعد ؟‬
‫ـ الجواب ‪ :‬ل حد على من قلبل أو غامر أو فاخذ ‪ ،‬إنما الحد على‬
‫من وقع فى الزنا وباشر مباشرة كاملة ‪ ،‬روى البخارى ‪ :‬عن ابن‬
‫ي‪‬‬ ‫عباس ـ رضى الله عنهما ـ قال ‪" :‬ل ه ه‬
‫ك الن لب ذ ل‬‫مال ذ س‬‫ن ه‬ ‫عنز ب م ن‬ ‫ما ذ‬ ‫ما أهتى ه‬ ‫ل‬
‫ل‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬
‫سول اللهذ ‪،‬‬ ‫ه‬ ‫ت ‪ ،‬قال ‪ :‬ل هيا هر ن‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ت أوم ن هظمر ه‬ ‫ممز ه‬ ‫ت أوم غ ه ه‬‫ك قهب لل م ه‬
‫ه ‪ :‬ل هعهل ل ه‬‫ل له ن‬
‫هقا ه‬
‫)‪(3‬‬
‫ه" ‪.‬‬ ‫ه‬ ‫ل ‪ :‬فهعذن مد ه ذ هل ذ ه‬ ‫ل ‪ :‬أن ذك مت ههها ـ هل ي هك مذني ـ هقا ه‬
‫(‬‫‪2‬‬ ‫)‬ ‫ه‬ ‫هقا ه‬
‫م ذ‬ ‫ج ذ‬ ‫مهر ب ذهر م‬ ‫كأ ه‬
‫)‪(1‬‬
‫وحد المحصن هو الرجم ‪ ،‬وغير المحصن ‪ :‬الجلد ‪.‬‬
‫ولكن عليك التوبة النصوح بشروطها )‪. (2‬‬
‫ـ سرعة القذف بيِن العلة والعلج ‪:‬‬
‫ـ يعانى كثيِر من الزواج من علة ســرعة القــذف ‪ ،‬وهــو‬
‫ممْا يقلل من استمْتاع الزوجيِن معــا ا ‪ ،‬بــل قــد يــؤدى فــى‬
‫بعض الحيِان إلى مفترق الطريق ‪ ،‬فهل لهذا من علج ؟‬

‫)‪ (1‬صحيح ‪ :‬أخرجه أبو داود )‪ (116\4‬وأحمد )‪ (441 ، 431\4‬والطبرانى وغيرهم ‪.‬‬
‫)‪ (2‬قال الزهرى فى تهذيب اللغة قال ‪ :‬الليث النيك معروف والفاعل نايك والمفعول به منيوك‬
‫ومنيك والنثى منيوكة ‪ .‬تهذيب السماء)‪" ، (350\3‬وعند النسائى على ما قال الحافظ ‪ :‬هل‬
‫مرود ـ بكسر الميم – الميل فى المكحلة ‪ ،‬قال فى‬ ‫أدخلته وأخرجته ؟ قال ‪ :‬نعم ‪ ،‬كما يغيب ال ذ‬
‫القاموس ‪ :‬المكحلة ما فيه الكحل وهو أحد ما جاء من الدوات بالضم ‪ ،‬والرشاء بكسر الراء ‪،‬‬
‫قال فى القاموس ‪ :‬الرشاء ككساء الحبل ‪ ،‬وفى هذا من المبالغة فى الستثبات والستفصال‬
‫ما ليس بعده فى تطلب بيان حقيقة الحال فلم يكتف بإقرار المقر بالزنا بل استفهمه بلفظ ل‬
‫أصرح منه فى المطلوب وهو لفظ "النيك "الذى كان يتحاشى عن التكلم به فى جميع حالته‬
‫ولم يسمع منه إل فى هذا الموطن ‪ ،‬ثم لم يكتف بذلك بل صوره "تصويرا ا حسيا ا "ول شك أن‬
‫تصوير الشئ بأمر محسوس أبلغ فى الستفصال من تسميته بأصرح أسمائه وأدلها عليه" ‪،‬‬
‫"عون المعبود" )‪. (72\12‬‬
‫)‪ (3‬أخرجه البخارى )‪ ، (2502\6‬ولم يستعمل النبى ‪ ‬هذا اللفظ إل هذه المرة وفي هذا‬
‫الموضع لدرء الحد ن ‪ ،‬فتأمل‬
‫)‪ (1‬المتزوج ‪.‬‬
‫)‪ (2‬انظر ‪" :‬القول السنى فى شرح أسماء الله الحسنى" لكاتب السطور "اسم الله تعالى ‪:‬‬
‫التواب" ط ‪ :‬مكتبة العلم ‪.‬‬
‫‪158‬‬ ‫تحفة العروسين‬
‫ـ الجواب ‪ :‬يعانى كثير من الشباب حديثى الزواج – بل وكثير من‬
‫المتزوجين ـ من علة سرعة القذف مما يسبب ـ إن لم يكن من أهم‬
‫السباب الرئيسية فى فشل الحياة الزوجية عند الكثير ـ متاعب‬
‫جمة للرجل والمرأة على حد سواء ‪ ،‬فالرجل ل يستمتع بالمعاشرة‬
‫الزوجية لفترة طويلة تروى ظمئه وعطشه وتغنيه عن النظر إلى‬
‫الحرام ‪ ،‬ثم هو يترك زوجته ولم تقضى وطرها بعد فيتركها دون‬
‫قضاء شهوتها مما يؤثر كثيرا ا على نفسيتها وحياتها ‪.‬‬
‫فبعض الرجال يقذف بمجرد تلقى الختانان ‪ ،‬حتى إن زوجته ـ‬
‫وبعد سنوات من الزواج ـ إذا طلبا منها أحد أشكال الجماع رفضت ‪،‬‬
‫لنها وعيت أنه بمجرد التلمس سيقذف فكأنها تقول ‪ :‬ولما الشكل‬
‫الفلنى مادام بمجرد الملمسة للفرج سيقذف ‪ ،‬وهذا بدوره يثير‬
‫الكثير من المشاكل الجنسية ويتبع هذا وينعكس على حياتها‬
‫الزوجية بصفة عامة ‪.‬‬
‫وقد يكون هذا ناتجا ا من علة مرضية أو نفسية ‪ ،‬فإن كان من علة‬
‫م‬
‫مرضية فعليه بالطبيب ‪ ،‬وإن كان من علة نفسية كالرق أو اله ن‬
‫مثل ا ‪ ،‬فعليه أن يصرف ذهنه عن هذا أثناء الجماع ‪ ،‬وليعلم أن لزوجه‬
‫عليه حق ‪ ،‬فليعط كل ذى حق حقه ‪.‬‬
‫ـ وقد لجأ بعضهم إلى بعض الحيِل لطالة فترة الجمْاع ‪:‬‬
‫ـ فمنهم من يصرف ذهنه أثناء المداعبة أو المعاشرة إلى التفكير‬
‫فى شئ آخر كمن يقوم بالعد من واحد إلى مائة عكسيا ا ‪ ،‬أو ح ن‬
‫ل‬
‫المسائل الحسابية المعقدة ‪.‬‬
‫ـ ومنهم من يصرف نظره عن النظر إلى جسد زوجته ‪.‬‬
‫ـ ومنهم من يستعمل بعض المراهم المخدرة ـ كمرهم ترونفال ـ‬
‫على عضو الذكورة ليقلل الحساس به أثناء اليلج مما يطيل حتما ا‬
‫فترة الجماع ‪ ،‬وهذا من أفضل الطرق لطالة فترة الجماع ‪.‬‬
‫ـ ومنهم من يدع زوجه تداعب عضوه وتلعبه حتى إذا انتصب‬
‫وشعر بقرب النزال طلب منها التوقف ‪ ،‬فإذا هدأ قليل ا بعد لحظات‬
‫عاودت الزوجة مداعبة العضو مرة أخرى وهكذا حتى يتعود الجسم‬
‫والعقل على هذا فيكون سببا ا فى تأخر القذف مما يطيل حتما ا فترة‬
‫الجماع ‪.‬‬
‫ـ ومنهم أيضا من إذا شعر بقرب النزال أثناء اليلج توقف عن‬ ‫ا‬
‫الحركة ‪ ،‬فيهدأ العضو قليل ا ‪ ،‬ثم يعاود ‪.‬‬
‫ـ ومنهم من إذا شعر بقرب النزال أثناء الجماع بدأ فى تغيير‬
‫شكل الجماع ‪ ،‬ثم عاود ‪ ،‬ثم إذا شعر بقرب النزال مرة أخرى ‪،‬‬
‫تحفة العروسين‬ ‫‪159‬‬

‫توقف وتغير شكل الجماع ‪ ،‬وفى أثناء هذا يكون العضو قد نال بعض‬
‫الراحة فيقلل من تدفق الدم إليه مما يطيل حتما فترة الجماع ‪،‬‬
‫ونيكثر من تغيير شكل الجماع مما يزيده متعة للزوجين معا ا ‪.‬‬
‫فإن أهم أسباب سرعة القذف هو تدفق الدم إلى الوعية‬
‫والشرايين بالعضو وامتلئه بها من الحتكاك الناتج من المداعبة أو‬
‫اليلج ‪.‬‬
‫ا‬
‫ـ ومنهم من يكثر من مداعبة الزوجة وتقبيلها بدءا بشفتيها ثم ل‬
‫يكتفى بهما … مما يثير المرأة ويجعلها على أهبة الستعداد للنزال‬
‫فإذا شعر منها هذا أولجه فيها ‪ ،‬وعندها طالت الفترة أم قصرت ل‬
‫تعرها كثير من النساء اهتماما ا فإنها تقضى وطرها مع زوجها ‪ ،‬بل‬
‫سيكون سببا ا فى إنزالهما معا ا مما يشعرهما بالسعادة والمتعة ‪.‬‬
‫ـ ومنهم من يكثر من مداعبة بظر المرأة ـ وهو من أهم المناطق‬
‫حساسية عند المرأة وإثارة لها ـ وباطن الفخذين ‪ ،‬والضرب على‬
‫أعلى مؤخرة المرأة )نهاية العمود الفقرى وأعلى المؤخرة( ‪ ،‬أو‬
‫نيكثر من التقبيل وهو يلصق عظمة ساقه بفرج المرأة فيزيد فى‬
‫غلمتها ‪ ،‬مما يعجل لها بالنزال ‪ ،‬فتكون فى شوق إلى المعاشرة‬
‫والجماع ‪.‬‬
‫ـ ومنهم من يطيل المداعبة والتقبيل والغمز ـ من الرجل والمرأة‬
‫معا ا ـ ثم يتوقف قليل ا للحديث معها بكلمات الحب والعجاب ‪ ،‬ثم‬
‫يعاود مرة أخرى ‪.‬‬
‫ـ ومنهم من يستعمل الغشاء الواقى مما يقلل من حساسية‬
‫الجلد )لعضو الرجل( مما يزيد فى فترة المعاشرة الجنسية ‪.‬‬
‫ـ ومنهم من يلجأ إلى النسبة والتناسب ‪ ،‬أى أنه يعلم من نفسه‬
‫أنه يقذف بعد خمس دقائق ـ مثل ا ـ بينما زوجته تصل إلى شهوتها‬
‫بعد عشر دقائق ـ مثل ا ـ فيأخذ فى المداعبة والملعبة والضم‬
‫والتقبيل خمس دقائق مثل ا ‪ ،‬حتى إذا وصلت المرأة إلى حالة‬
‫الشوق إلى المعاشرة بدأ البلج ‪ ،‬ثم بعد خمس دقائق تلتقى شهوة‬
‫الرجل والمرأة معا ا فيكون الستمتاع والنزال معا ا ‪.‬‬
‫ـ فمْاذا عن التقاء الشهوتيِن للرجل والمْرأة ‪ ،‬اذ يشكو‬
‫الكثيِر وقد مرت عليِه سنوات الزواج ‪ ،‬ولم تلتق‬
‫الشهوتان معا ا رغم مرور السنوات ‪ ،‬وقد ل يتفق‬
‫الزوجان في النزال معا ا ؟‬
‫‪160‬‬ ‫تحفة العروسين‬
‫الجواب ‪ :‬من المقرر أن المرأة أسرع إثارة وإنزال ا من الرجل ‪ ،‬وقد‬
‫تقذف قبل الرجل ‪ ،‬ومنهن من تقذف الماء مرة أو أكثر أثناء الجماع‬
‫‪ ،‬ومنهن من تتــأخر فــي النــزال ‪ ،‬ومــن الرجــال مــن يعــانى ســرعة‬
‫القذف كما تقدم ‪ ،‬فينــزل قبــل أن تــاتى المــرأة شــهوتها ‪ ،‬فيقضــى‬
‫شهوته ثم يتركها ‪ ،‬دون مراعاة منــه لمشــاعر زوجتــه ‪ ،‬ومــن كمــال‬
‫استمتاع الرجل وزوجته توافق النزول ‪ ،‬ويمكــن لهمــا هــذا اذا شــعر‬
‫الزوج بقرب النزال أوحى إلى زوجته بهذا ‪ ،‬ضــربأ كمــا تقــدم علــى‬
‫مؤخرتها مثل ا أو نحو هذا ‪ ،‬أو همسا ا ‪ ،‬فتتأهب الزوجة لهذا وهو يؤدى‬
‫بدوره إلى إثارتها مما يجعلها تقــذف معـه ‪ ،‬وقـد تطلـب مـن زوجهـا‬
‫التأخر قليل ا في النزال فيتوقف الزوج عن الحركة ـ كما تقدم ـــ ثــم‬
‫يعاود حتى تتفق الشهوتان ويكمل الستمتاع ‪.‬‬
‫ـ ما هى أماكن الثارة عند المْرأة ؟‬
‫ـ الجواب ‪ :‬إن أكثر المواضع إثارة عند المرأة ‪ :‬الشعر وأطرافه‬
‫خاصة ‪ ،‬الشفاه ‪ ،‬الثدى ‪ ،‬السرة وما حولها ‪ ،‬أسفل السرة ‪ ،‬البظر ‪،‬‬
‫وباطن الفخذين ‪ ،‬والرداف ‪.‬‬
‫ـ فمْا هى مواضع الثارة عند الرجل ؟‬
‫ـ الجواب ‪ :‬أما مواضع الثارة عند الرجل فهى ‪:‬خلف الذن ‪ ،‬أسفل‬
‫الرقبة ‪ ،‬الشفاه ‪ ،‬حلمة الصدر ‪ ،‬أسفل السرة ‪ ،‬أعلى الفخذ من‬
‫الداخل‪ ،‬والرداف ‪.‬‬
‫ـ فإذا أراد العود للجمْاع ؟‬
‫ـ الجواب ‪ :‬الوضوء لمن أراد أن يعاود الجماع ‪:‬‬
‫روى مسلم فى صحيحه عن أبى سعيد الخدرى قال ‪" :‬قال‬
‫ضمأ" ‪، (1‬‬
‫)‬
‫ن ي هنعود ه فهل مي هت هوه ل‬
‫ه‬ ‫ذا أ هتى أ هحدك نم أ ههمل هه ث ن ه‬
‫م أهراد ه أ م‬‫ن ل‬ ‫ه ن م‬ ‫رسول الله ‪" : ‬إ ذ ه ه‬
‫د" )‪. (2‬‬
‫ح س‬‫ل هوا ذ‬ ‫س س‬‫سائ ذهذ ب ذغن م‬ ‫ف ع ههلى ن ذ ه‬
‫طو ن‬ ‫ن يه ن‬ ‫وعن أنس ‪" :‬أن النبى ‪ ‬ه‬
‫كا ه‬
‫ـ يقع كثيِر من الرجال فى خطأ الصمْت والخرس بعد‬
‫الجمْاع ‪ ،‬فمْاذا تقول لهم ؟‬
‫ـ الجواب ‪ :‬إن الحديث بعد الجماع له أهمية عظيمة ‪ ،‬فكثير من‬
‫الزواج إنما يتحدث فقط قبل الجماع ‪ ،‬وأما استعمال ذلك بعد قضاء‬
‫الوطر فهو فى النهاية القصوى فى الظرف ‪ ،‬لن السكوت عقب‬
‫ذلك ربما نيخجل ونيميت النشاط ‪ ،‬وفيه دليل على الندم ‪ ،‬وليس من‬
‫الخلق الجميل والدب الشريف أن يرى المعشوق عاشقه‬

‫)‪(1‬‬
‫أخرجه صحيح مسلم )‪. (1/249‬‬
‫)‪(2‬‬
‫السابق ‪.‬‬
‫تحفة العروسين‬ ‫‪161‬‬

‫)الزوجين( نادما ا على ما ناله منه ‪ ،‬وإذا كان ذلك على ما وصفناه‬
‫فعود النسان على ما كان عليه من الفكاهة والملق والنس‬
‫ل على ظرفه وأحسن لعقله ‪ ،‬فإن زاد‬ ‫والستبشار أكمل لدبه وأد ن‬
‫فى الثانى على ما كان عليه أول ا كان أزيد لفضله ‪ ،‬وقد قال‬
‫)‪(1‬‬

‫الشاعر ‪:‬‬
‫إذا فــرغنا مــن العمــل‬ ‫استرحنـا مــن الخجــل‬
‫رى مــن الخمـش‬ ‫ذهبــت حشمـة العــذا‬
‫قبـل‬ ‫وال ن‬
‫والشاهد لصحة قولنا أن الذين تكلموا فى طبائع الحيوان زعموا‬
‫جماعه خلة يشرف بها على النسان لنه ل يعتريه‬ ‫أن للحمام فى ذ‬
‫فى الوقت أذى يعترى أنكح الناس من الفتور بل يفرح ويمرح‬
‫ويضرب بجناحيه ويفع صدره ويبدو منه ما يفوق به النسان الذى‬
‫شهوته أقوى وأدوم ‪ ،‬وهو بما فيه من القوة المميزة أقدر على‬
‫التخلق بما يريده من الخلق المستحسنة فل يجد فى الغاية‬
‫القصوى من التصنع والتغزل والنشاط ‪ ،‬بل إذا فرغ يركبه الفتور‬
‫والكسل ويزول النشاط والمرح ‪ ،‬والحمام أنشط ما يكون وأمرح‬
‫وأقوى فى ذلك الحال الذى يكون النسان فيه أدبر ما يكون وأفتر‬
‫)‪. (2‬‬
‫ـ وبعد المْعاشرة الجنسيِة بيِن الزوجيِن ‪ ،‬هل يجب تعجيِل‬
‫الغسل أو تأخيِره ؟‬
‫مهر‬ ‫ه‬
‫نم عن ه‬ ‫ـ الجواب ‪ :‬روى المام مسلم فى صحيحه عن ابن عمر ‪" :‬أ ل‬
‫ل ينا ه‬
‫م‬‫ضأ ث لن‬ ‫م ل ذي هت هوه ل‬‫ل ن هعه م‬‫ب هقا ه‬ ‫جن ن ل‬ ‫حد نهنا وههنوه ن‬‫مأ ه‬ ‫ل هه م ه ه ن‬ ‫قا ه‬ ‫ي ‪ ‬فه ه‬ ‫فهتى الن لب ذ ل‬ ‫ست ه م‬‫ا م‬
‫‪.‬‬ ‫)‪(3‬‬
‫شاهء "‬ ‫ذا ه‬ ‫ل إذ ه‬‫س ه‬‫حلتى ي هغمت ه ذ‬ ‫م ه‬ ‫ل ذي هن ه م‬
‫ه‬ ‫ل‬ ‫ل‬ ‫م‬ ‫ه‬
‫ل اللهذ ‪‬أن ل ن‬
‫ه‬ ‫سو ذ‬ ‫ب ل ذهر م ن‬‫خطا ذ‬ ‫ن ال ه‬
‫منر ب م ن‬‫وعن ابن عمر قال ‪" :‬ذ هكهر ع ن ه‬
‫م‬ ‫ه‬
‫ل ذ هكهرك ث ن ل‬ ‫ه‬ ‫س م‬ ‫ضأ هواغ م ذ‬ ‫ل‬
‫ل اللهذ ‪ ‬ت هوه ل‬ ‫سو ن‬ ‫ه هر ن‬ ‫ل له ن‬ ‫قا ه‬‫ل فه ه‬‫ن الل لي م ذ‬‫م ه‬‫ة ذ‬ ‫جهناب ه ل‬
‫ه ه‬‫صيب ن ن‬‫تن ذ‬
‫)‪(4‬‬
‫م" ‪.‬‬ ‫نه م‬

‫)‪ (1‬وهذا الخلق يكاد أن يكون مفتقدا ا تماما ا بين أكثر الزواج ‪ ،‬فإذا قضى الرجل وطره "سقط "‬
‫من فوق زوجته بل حراك او كلم ‪ ،‬ثم يوليها ظهره وكأنه ل يعرفها !!! ‪.‬‬
‫وكثيرا ا ما تشتكى الزوجات من هذا المر ‪ ،‬حتى تشعر المرأة وكأن زوجها إنما تقرب إليها‬
‫وحدثها لهذا المر فقط ‪ ،‬فإذا قضى وطره وشهوته تحول عنها وولها قفاه !!!! ‪.‬‬
‫)‪ (2‬علمات النساء لحمد بن سليمان المتوفى سنة )‪ ، (940‬بتصرف ‪.‬‬
‫)‪ (3‬أخرجه مسلم )‪. (249\1‬‬
‫)‪ (4‬أخرجه البخاريِ ومسلم ‪.‬‬
‫‪162‬‬ ‫تحفة العروسين‬
‫وعن عبد الله بن أبى قيس قال ‪" :‬سألت عائشة عن وتر رسول‬
‫س ن‬
‫ل‬ ‫ن ي هغمت ه ذ‬ ‫كا ه‬ ‫جهناب هةذ أ ه ه‬ ‫صن هعن ذفي ال م ه‬ ‫ن يه م‬ ‫كا ه‬ ‫ف ه‬ ‫ت ك هي م ه‬ ‫الله ‪ ‬فذكر الحديث ‪ ،‬قنل م ن‬
‫ل أ هن ينام أ هم ينام قهب ه ه‬
‫فع ه ن‬
‫ل‬ ‫ن يه م‬ ‫كا ه‬ ‫ك قهد م ه‬ ‫ل ذ هل ذ ه‬ ‫ت كن ي‬ ‫ل ؟ هقال ه م‬ ‫س ه‬ ‫ن ي هغمت ه ذ‬ ‫لأ م‬ ‫قهب م ه م ه ه ه م ه ه ن م‬
‫ه‬
‫ل ذفي‬ ‫جعه ه‬ ‫ذيِ ه‬ ‫مد ن ل ذل لهذ ال ل ذ‬ ‫ح م‬ ‫ت ال م ه‬ ‫م قنل م ن‬ ‫ضأ فههنا ه‬ ‫ما ت هوه ل‬ ‫م وهنرب ل ه‬ ‫ل فههنا ه‬ ‫س ه‬ ‫ما اغ مت ه ه‬ ‫نرب ل ه‬
‫ه‬
‫امل م‬
‫)‪(1‬‬
‫ة" ‪.‬‬ ‫سع ه ا‬ ‫مرذ ه‬
‫ـ فإن لم يستطع الغسل ‪ ،‬فهل له الوضوء ؟‬
‫ـ الجواب ‪ :‬مستحب أن ل ينام الرجل أو المرأة جنبين إل أن يتوضأ‬
‫‪ ،‬فقد صح عن أم المؤمنين عائشة ـ رضى الله عنها ـ أنها قالت ‪:‬‬
‫ل فهرجه وتو ه‬ ‫ه‬ ‫كان النبي ‪ ‬إ ه ه‬
‫ة"‬ ‫صهل ذ‬ ‫ضأ ذلل ل‬ ‫س ه م ه ن هه ه ل‬ ‫ب غه ه‬ ‫جن ن ل‬ ‫م وههنوه ن‬ ‫ن ي ههنا ه‬ ‫ذا أهراد ه أ م‬ ‫)"‪ (2‬ه ه ل ذ ي ذ‬
‫‪.‬‬
‫ـ وليس هذا على الوجوب ‪ ،‬إنما هو للستحباب ‪ ،‬لحديث عمر‬
‫س ه‬ ‫المتقدم وقوله‪ ‬فيه ‪" :‬نعم ليتو م‬
‫شاهء " ‪،‬‬ ‫ذا ه‬ ‫ل إذ ه‬ ‫حلتى ي هغمت ه ذ‬ ‫م ه‬ ‫م ل ذي هن ه م‬ ‫ضأ ث ن ل‬ ‫ه ه م ذهه ه ل‬
‫كما صح عن أمنا أم المؤمنين عائشة ـ رضى الله عنها ـ أنها قالت ‪:‬‬
‫"كان رسول الله ‪ ‬ينام وهو جنب من غير أن يمس ماء )حتى يقوم‬
‫بعد ذلك فيغتسل( " )‪. (3‬‬
‫ل فهي نؤ مذ ذن ن ن‬
‫ه‬ ‫جن نابا فهي هأ مذتيهذ ب ذهل ل‬ ‫ت ن‬ ‫ي ‪ ‬ي هذبي ن‬ ‫ن الن لب ذ ي‬ ‫كا ه‬ ‫وعنها أيضا ا أنها قالت ‪ " :‬ه‬
‫م‬ ‫قوم فهيغتس ن ه‬
‫ج‬‫خنر ن‬ ‫م يه م‬ ‫سهذ ث ن ل‬ ‫ن هرأ ذ‬ ‫م م‬ ‫ماذء ذ‬ ‫حد يرذ ال م ه‬ ‫ل فهأن مظ ننر إ ذهلى ت ه ه‬ ‫صهلةذ فهي ه ن ن ه م ه ذ‬ ‫ذباله ل‬
‫ه‬ ‫م‬ ‫ف ‪ :‬فه ن‬ ‫ه‬ ‫جرذ ‪ ،‬هقا ه‬ ‫م‬ ‫ه‬
‫مرس ‪ :‬أذفي‬ ‫ت ل ذهعا ذ‬ ‫قل ن‬ ‫مطمر ل‬ ‫ل ن‬ ‫ف م‬ ‫صلةذ ال ه‬ ‫ه ذفي ه‬ ‫صومت ه ن‬ ‫مع ن ه‬ ‫س ه‬ ‫فهأ م‬
‫ن وهغ هي منره ن ه‬ ‫ن ؟ هقا ه‬
‫)‪(5‬‬
‫والء" ‪.‬‬ ‫س ه‬ ‫ضا ن‬ ‫م ه‬ ‫ل ‪ :‬هر ه‬ ‫ضا ه‬ ‫م ه‬ ‫هر ه‬
‫ـ قلت ‪ :‬وفى هذا الحديث بيان أن هذا الحكم يجرى على الرجل‬
‫والمرأة سواء أصبح الرجل صائما ا أو غير صائم فى رمضان أو غيره‬
‫‪.‬‬
‫ـ ولكن الغتسال أفضل ‪ :‬وللرجل والمرأة أن يغتسل قبل النوم‬
‫صن هعن‬‫ن يه م‬ ‫كا ه‬ ‫ف ه‬ ‫ت ك هي م ه‬ ‫أفضل لحديث عبد الله بن قيس ‪ ‬أنه قال ‪" :‬قنل م ن‬
‫ه‬ ‫ل أ هن ينا ه‬ ‫جهناب هةذ أ ه ه‬
‫ت‬‫ل ؟ هقال ه م‬ ‫س ه‬ ‫ن ي هغمت ه ذ‬ ‫لأ م‬ ‫م قهب م ه‬ ‫م ي ههنا ن‬ ‫مأ م‬ ‫ل قهب م ه م ه ه ه‬ ‫س ن‬ ‫ن ي هغمت ه ذ‬ ‫كا ه‬ ‫ذفي ال م ه‬
‫ه‬
‫م قنل م ن‬
‫ت‬ ‫ضأ فههنا ه‬ ‫ما ت هوه ل‬ ‫م وهنرب ل ه‬ ‫ل فههنا ه‬ ‫س ه‬ ‫ما اغ مت ه ه‬ ‫ل نرب ل ه‬ ‫فعه ن‬ ‫ن يه م‬ ‫كا ه‬ ‫ك قهد م ه‬ ‫ل ذ هل ذ ه‬ ‫كن ي‬
‫ه‬
‫ل ذفي امل م‬ ‫جعه ه‬ ‫مد ن ل ذل لهذ ال ل ذ‬ ‫ال م ه‬
‫)‪(1‬‬
‫ة" ‪.‬‬ ‫سع ه ا‬ ‫مرذ ه‬ ‫ذيِ ه‬ ‫ح م‬

‫)‪(1‬‬
‫أخرجه مسلم ‪.‬‬
‫)‪(2‬‬
‫أخرجه البخارى مسلم ‪.‬‬
‫)‪(3‬‬
‫صحيح ‪ :‬أخرجه أبو داود وابن ماجة والنسائى فى العشرة وغيرهم ‪.‬‬
‫)‪(5‬‬
‫صحيح ‪ :‬أحرجه أحمد وابن أبى شيبة وأبو يعلى ‪.‬‬
‫)‪(1‬‬
‫تقدم ‪.‬‬
‫تحفة العروسين‬ ‫‪163‬‬

‫ل‬‫س ن‬ ‫سائ ذهذ ي هغمت ه ذ‬ ‫ت ي هومم س ع ههلى ن ذ ه‬ ‫ذا ه‬ ‫ف ه‬ ‫طا ه‬ ‫وروى أبو داود أن النبى ‪ ": ‬ه‬
‫سال هوا ذ‬ ‫ه‬
‫دا‬
‫ح ا‬ ‫ه غن م‬ ‫جعهل ن ن‬ ‫ل الل لهذ أهل ت ه م‬ ‫سو ه‬ ‫ه هيا هر ن‬ ‫ت له ن‬ ‫ل قنل م ن‬ ‫عن مد ه ههذ ذهذ هقا ه‬ ‫عن مد ه ههذ ذهذ وه ذ‬ ‫ذ‬
‫)‪(2‬‬
‫ب وهأطههنر " ‪.‬‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ل هه ه‬ ‫هقا ه‬
‫ذا أمزكى وهأطي ه ن‬
‫ـ فمْا هى كيِفيِة الغتسال ؟‬
‫ـ كيِفيِة الغسل ‪:‬‬
‫‪ ㄹ-‬يبدأ المغتسل أول ا بغسل الكفين ثلث مرات ‪.‬‬
‫‪ ㄹ-‬غسل الفرج من المام والخلف ـ باليد اليسرى ـ جيدا ا ‪.‬‬
‫(‬‫‪3‬‬ ‫)‬

‫‪ ㄹ-‬الوضوء كوضوء الصلة ‪ ،‬مع ملحظة المحافظة على الوضوء من‬


‫نواقضه ‪ ،‬وعدم مس الفرج بأى من اليدين ‪.‬‬
‫‪ ㄹ-‬تخليل شعر الرأس بالصابع ثلث مرات ‪ ،‬وهو أن يبلل الرجل‬
‫يديه بالماء ثم يخلل شعره بأصابعه ‪ ،‬أى أن يمرر أصابعه خلل‬
‫شعره ‪.‬‬
‫‪ ㄹ-‬صب ثلث حفنات ـ ملء الكفين ـ ماء على الرأس ‪ ،‬حتى تبتل‬
‫فروة الرأس جيداا‪.‬‬
‫‪ ㄹ-‬غسل الجانب اليمن من الجسم ‪ ،‬يبدأ بالشق العلى ثم السفل‬
‫‪ ،‬مع ملحظة عدم مس الفرج كما تقدم للحفاظ على الوضوء ‪.‬‬
‫‪ ㄹ-‬غسل الجانب اليسر من الجسم ‪ ،‬بدأ بالشق العلى ثم السفل‬
‫‪.‬‬
‫ا‬
‫‪ ㄹ-‬غمر الجسم بالماء جيدا ‪.‬‬
‫‪ ㄹ-‬مع ملحظة العتناء بغسل البط والسرة وخلف الركبة ‪ ،‬بعدها‬
‫يخرج المغتسل إلى صلته دون الحاجة إلى الوضوء مرة أخرى ‪.‬‬
‫ن‬
‫م ه‬ ‫ل ذ‬ ‫س ه‬ ‫ذا اغ مت ه ه‬ ‫ـ روى مسلم في صحيحه في كيفية اغتساله ‪": ‬إ ذ ه‬
‫ن‬
‫ه‬
‫ج ن‬ ‫ل فهمر ه‬ ‫س ن‬ ‫مال ذهذ فهي هغم ذ‬ ‫ه‬ ‫مين ذهذ ع ههلى ذ‬
‫ش‬ ‫فمرذغ ن ب ذي ه ذ‬ ‫م ين م‬‫ل‬ ‫ل ي هد هي مهذ ث ن‬‫س ن‬ ‫جهناب هةذ ي هب ن مد هأ فهي هغم ذ‬ ‫ال م ه‬
‫ن‬ ‫ه‬
‫ل‬
‫صو ذ‬ ‫ه ذفي أ ن‬ ‫صاب ذعه ن‬ ‫ل مأ ه‬ ‫ماهء فهي ند م ذ‬
‫خ ن‬ ‫خذ ن هال م ه‬ ‫م ي هأ ن‬‫صهلةذ ث ن ل‬ ‫ضوهءه ن ه ذلل ه ل‬ ‫ضأ و ن ن‬ ‫م ي هت هوه ل‬ ‫ثن ل‬
‫م‬‫ت ثن ل‬ ‫فهنا س‬ ‫ح ه‬ ‫ث ه‬ ‫سهذ ث ههل ه‬ ‫ن ع ههلى هرأ ذ‬ ‫ف ه‬ ‫ح ه‬ ‫ست هب مهرأ ه‬ ‫ن قهد ذ ا م‬ ‫ذا هرأى أ م‬ ‫حلتى إ ذ ه‬ ‫شعمرذ ه‬ ‫ال ل‬
‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬
‫جلي مهذ "‬ ‫ل رذ م‬ ‫س ه‬ ‫م غه ه‬ ‫سد ذهذ ث ن ل‬ ‫ج ه‬‫سائ ذرذ ه‬ ‫ض ع هلى ه‬ ‫أهفا ه‬
‫ول فرق بين الرجل والمرأة فى الغسل من الجنابة ‪ ،‬وروى‬
‫ه‬ ‫م‬ ‫مهرأ هة ل أ ه ن‬
‫سي فهأن م ن ن‬
‫ه‬ ‫ض‬ ‫ق‬
‫ن‬ ‫فهر هرأ ذ‬ ‫ض م‬ ‫شد ي ه‬ ‫مسلم عن أم سلمة قالت ‪" :‬إ ذمني ا م‬
‫ما‬ ‫ه‬
‫ل ‪ :‬ل إ ذن ل ه‬ ‫جهناب هةذ " هقا ه‬ ‫م‬
‫ضةذ هوال ه‬ ‫حي م ه‬ ‫جهناب هةذ ؟ وفي رواية ‪ ":‬ل ذل م ه‬ ‫ل ال م ه‬ ‫س ذ‬ ‫ل ذغن م‬

‫)‪(2‬‬
‫حسن ‪ :‬أخرجه أبو داود ‪ ،‬والنسائى فى العشرة وغيرهما ‪.‬‬
‫)‪(3‬‬
‫فقد ورد النهى عن مس الذكر باليمين ‪.‬‬
‫‪164‬‬ ‫تحفة العروسين‬
‫م‬ ‫يك مفي ه‬
‫ك ال م ه‬
‫ماهء‬ ‫ن ع هل هي م ذ‬‫ضي ه‬
‫في ذ‬ ‫ت ‪ ،‬ثن ل‬
‫م تن ذ‬ ‫حث ههيا س‬ ‫ك ث ههل ه‬
‫ث ه‬ ‫ي ع ههلى هرأ ذ‬
‫س ذ‬ ‫ح‪1‬ث( ذ ه‬
‫ن ته م‬
‫كأ م‬ ‫ه ذ ذ‬
‫فهت هط مهن ذ‬
‫)‬
‫ن" ‪.‬‬ ‫ري ه‬
‫أما اغتسال المرأة من الحيض فقد اختلف أهل العلم فى وجوب‬
‫نقضها لشعر رأسها ‪ ،‬والصحيح أنها ل تنقض شعر رأسها لحديث‬
‫مسلم السابق ‪ ،‬وفى رواية له ‪" :‬أفأنقضه للحيض والجنابة…" ‪.‬‬
‫ـ ويسأل بعضهم )‪ : (2‬جامعت زوجتى فى ثوب ‪ ،‬ثم بعد‬
‫الجمْاع ارتديت ذلك الثوب مرة أخرى بعد الغسل ‪ ،‬فهل‬
‫يجوز هذا منى ؟‬
‫ـ الجواب ‪ :‬ل حرج فى هذا ‪ ،‬إذا لم يصب الثوب نجاسة من المذى‬
‫‪ ،‬وإل فعليه غسل موضع النجاسة فقط أو نضحه بالماء ‪ ،‬وإن أصاب‬
‫جسمك "العرق" فالمسلم ل ينجس ‪ ،‬أما إذا أصابه "المنى" فعليك‬
‫بغسله مكانه أو فركه بعد أن يجف )‪. (3‬‬
‫ـ ما هو الفرق بيِن المْذى والودى والمْنى ؟‬
‫ـ أما المذى ‪ :‬فماء أبيض رقيق يخرج عند التفكير فى المور‬
‫الجنسية أو ملعبة الزوجة ‪ ،‬ويجب منه الوضوء ل الغسل ‪ ،‬ونضح‬
‫مكانه من الثياب بالماء ‪.‬‬
‫ـ وهنا ننبه إلى كثرة مداعبة الزوج أهله عند إزالة أو فض البكارة‬
‫مما يزيد فى شهوة الزوج ويكون نزول المذى ‪ ،‬فمن مهامه تسهيل‬
‫اليلج ‪.‬‬
‫ـ وأما الودى ‪ :‬فهو سائل أصفر غليظ يخرج عند المساك أو‬
‫الحساس بالذثقل ‪ ،‬ويجب منه الوضوء أيضا ا ل الغسل ‪.‬‬
‫ـ أما المنى فهو سائل أبيض غليظ يخرج عن الجماع وتصاحبه‬
‫رعشة فى الجسم ومنه يكون الولد ‪ ،‬ويجب منه الغسل ‪.‬‬
‫ـ رجل داعب زوجته ولم يجامعها ‪ ،‬فهل عليِه غسل ؟‬
‫ـ الجواب ‪ :‬إذا جامع الرجل أهله فأمذى وجب عليه الوضوء دون‬
‫الغسل ‪ ،‬وإذا داعب الرجل زوجته فقذف وجب عليه الغسل ‪ ،‬وأن‬
‫لم يولجه فيها ‪.‬‬
‫ـ رجل جامع زوجته ولكنه لم يولجه فيِها ‪ ،‬فهل عليِه‬
‫الغسل ؟‬

‫)‪ (1‬أخرجه مسلم )‪. (259\1‬‬


‫)‪ (2‬وهو أستاذ بإحدى الجامعات المصرية ‪.‬‬
‫)‪ (3‬وفى المغنى )‪" : (228\7‬ويستحب للمرأة أن تتخذ خرقة تناولها الزوج بعد فراغه فيتمسح‬
‫بها ‪ ،‬فإن عائشة قالت ‪ :‬ينبغى للمرأة إذا كانت عاقلة أن تتخذ خرقة ‪ ،‬فإذا جامعها زوجها ناولته‬
‫فمسح عنه ثم تمسح عنها ‪ ،‬فيصليان فى ثوبها ذلك ما لم تصبه جنابة" وانظر "المبدع" )‪\7‬‬
‫‪. (201‬‬
‫تحفة العروسين‬ ‫‪165‬‬

‫ـ الجواب ‪ :‬إذا جامع الرجل زوجته والتقى الختانان ـ أى فرج‬


‫الرجل والمرأة ـ أولجه فيها أو لم يولجه فيها وجب عليهما الغسل ‪،‬‬
‫أنزل أم نيننزل ‪.‬‬
‫ما‬‫ـ يقول ‪ ‬فى الحديث المتفق عليه عند البخارى ومسلم ‪" :‬إ ذن ل ه‬
‫ه‬
‫ت"‬‫ل ذبالن مليا ذ‬ ‫ما ن‬ ‫املع م ه‬
‫ـ فهل يدخل جماع الزوجة فى هذا أيضا ا ؟‬
‫ـ نعم ‪ ،‬فهو حديث عام جامع شامل فينوى الرجل والمرأة بالنكاح‬
‫اتباع هدى الله تعالى الذى وضعه لعباده فى كتابه وعلى لسان نبيه‪‬‬

‫ب‬‫ن هرذغ ه‬ ‫م م‬ ‫‪ ،‬وقال ‪ ‬لمن قال ‪ :‬اعتزل النساء ول أتزوج ‪ ،‬قال ‪ ":‬فه ه‬
‫ممنى" )‪. (1‬‬ ‫س ذ‬ ‫سن لذتى فهل هي م ه‬ ‫ن ن‬ ‫عه م‬
‫وأن ينويا إعفاف نفسيهما والحصان وطلب الولد لقوله تعالى‬
‫م( )البقرة ‪ (187 :‬قال بعض أهل العلم ‪:‬‬ ‫ه ل هك ن م‬ ‫ب الل ن ن‬ ‫ما ك هت ه ه‬ ‫)هواب مت هنغوا م ه‬
‫هو الولد )‪. (2‬‬
‫سا‬ ‫ه‬
‫ن هنا ا‬ ‫وليعلم الزوجين أن فى جماعهما صدقة لقول أبى ذر ‪" :‬أ ل‬
‫)‪(3‬‬
‫ل الد ينثورذ‬ ‫ب أ ههم ن‬ ‫ل الل لهذ ذ ههه ه‬ ‫سو ه‬ ‫ي ‪ ‬هيا هر ن‬ ‫ي ‪ ‬هقانلوا ذللن لب ذ م‬ ‫ب الن لب ذ م‬ ‫حا ذ‬ ‫ص ه‬ ‫نأ م‬
‫م ه‬
‫ذ م‬
‫م‬ ‫ي‬ ‫ن‬
‫ل‬
‫ضو ذ‬ ‫ف ن‬ ‫ن بذ ن‬ ‫صد لنقو ه‬ ‫م وهي هت ه ه‬ ‫صو ن‬ ‫ما ن ه ن‬ ‫ه‬
‫نك ه‬ ‫مو ه‬ ‫صو ن‬ ‫صلي وهي ه ن‬ ‫ما ن ن ه‬ ‫ه‬
‫نك ه‬ ‫صلو ه‬ ‫جورذ ي ن ه‬ ‫ذبامل ن‬
‫أ هموال ذهم هقا ه ه‬
‫حةس‬ ‫سذبي ه‬ ‫ل ته م‬ ‫ن ب ذك ن م‬ ‫ن إذ ل‬ ‫صد لنقو ه‬ ‫ما ت ه ل‬ ‫م ه‬ ‫ه ل هك ن م‬ ‫ل الل ل ن‬ ‫جعه ه‬ ‫س قهد م ه‬ ‫ل أوه ل هي م ه‬ ‫م ه ذ م‬
‫ة‬‫صد هقه ا‬ ‫ه‬ ‫س‬ ‫ة‬ ‫ه‬ ‫ل‬‫لي‬
‫ذ‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ت‬ ‫م‬
‫ل‬ ‫ن‬ ‫ك‬ ‫ه‬ ‫و‬ ‫ة‬
‫ا‬ ‫ه‬ ‫ق‬ ‫د‬
‫ه ه‬ ‫ص‬ ‫س‬ ‫ة‬ ‫ه‬ ‫د‬ ‫مي‬
‫ذ‬ ‫ح‬
‫م‬ ‫ه‬ ‫ت‬ ‫م‬
‫ل‬ ‫ن‬ ‫ك‬ ‫ه‬ ‫و‬ ‫ة‬
‫ا‬ ‫ه‬ ‫ق‬ ‫د‬
‫ه ه‬ ‫ص‬ ‫س‬ ‫ة‬ ‫ر‬ ‫بي‬
‫ذ ه‬ ‫م‬ ‫ك‬ ‫ه‬ ‫ت‬ ‫م‬
‫ل‬ ‫ن‬ ‫ك‬ ‫ة ه‬
‫و‬ ‫صد هقه ا‬ ‫ه‬
‫حد ذك من‬
‫م‬ ‫ه‬ ‫أ‬ ‫ع‬ ‫ض‬ ‫ب‬ ‫في‬ ‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫ة‬
‫ل‬ ‫ه‬ ‫ق‬ ‫د‬ ‫ص‬ ‫ر‬ ‫ه‬ ‫ك‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫ن‬ ‫ه‬ ‫ع‬ ‫ي‬ ‫ه‬ ‫ن‬ ‫و‬ ‫ة‬‫ل‬ ‫ه‬ ‫ق‬ ‫د‬ ‫ص‬ ‫ف‬ ‫رو‬ ‫ع‬ ‫م‬ ‫م‬ ‫ل‬ ‫با‬ ‫ر‬ ‫م‬ ‫وأ ه‬
‫ه‬ ‫ه ذ ن م‬ ‫م ن م س ه ه‬ ‫ههم ل‬ ‫ه م ل ذ ه م ن ذ ه ه‬
‫كون ل هه ذفيها أ ه‬ ‫ل الل له أ هيأذتي أ ه‬
‫جلر‬ ‫ن ن ذ ه م‬ ‫ن‬ ‫ي‬ ‫و‬
‫م هه ن هه‬ ‫ه‬ ‫ت‬ ‫و‬ ‫ه‬ ‫ه‬
‫ش‬ ‫نا‬ ‫ه نه‬ ‫د‬ ‫ح‬ ‫ذ ه‬ ‫ه‬ ‫سو‬ ‫ة ‪ ،‬هقانلوا هيا هر ن‬ ‫صد هقه ل‬ ‫ه‬
‫ذا‬‫ك إذ ه‬ ‫ن ع هل هي مهذ ذفيهها وذمزلر فهك هذ هل ذ ه‬ ‫ه‬
‫كا‬ ‫ه‬ ‫أ‬ ‫م‬ ‫را‬ ‫ح‬ ‫في‬ ‫ها‬ ‫ع‬ ‫ض‬ ‫و‬ ‫و‬ ‫ه‬ ‫ل‬ ‫م‬ ‫ت‬ ‫ي‬ ‫ه‬ ‫أ‬ ‫ر‬ ‫ل أه‬ ‫ه‬ ‫هقا‬
‫ه‬ ‫هه ه س‬ ‫ه من م م ه ه ه ه ذ‬
‫ن له ن‬ ‫ل ه‬ ‫حهل ذ‬ ‫ضعههها ذفي ال م ه‬
‫)‪(4‬‬
‫جارا" ‪.‬‬ ‫هأ م‬ ‫كا ه‬ ‫وه ه‬
‫ـ "وفى هذا دليل على أن المباحات تصير طاعات بالنيات‬
‫الصادقات ‪ ،‬فالجماع يكون عبادة إذا نوى به قضاء حق الزوجة‬
‫ومعاشرتها بالمعروف الذى أمر الله تعالى به أو طلب ولد صالح أو‬
‫إعفاف الزوجة ومنعهما جميعا ا من النظر إلى حرام أو التفكر فيه‬
‫م به أو غير ذلك من المقاصد الصالحة" )‪. (5‬‬ ‫أو اله ن‬
‫)‪(1‬‬
‫تقدم ‪.‬‬
‫)‪(2‬‬
‫انظر لكاتب السطور ‪ :‬رسالة "أحكام الصيام" ‪ ،‬ط ‪ :‬مكتبة الدعوة بالقاهرة ‪.‬‬
‫)‪(3‬‬
‫المال ‪.‬‬
‫)‪(4‬‬
‫أخرجه مسلم )‪. (697\2‬‬
‫)‪(5‬‬
‫شرح النووى )‪. (91\7‬‬
‫‪166‬‬ ‫تحفة العروسين‬
‫ـ هل صحيِح ما يشاع عند بعض الزواج رجال ا ونساءا أن‬
‫النبى‪ ‬نهى عن الكلما عند الجمْاع ؟‬
‫ـ الجواب ‪ :‬ليس بصحيح ‪ :‬نروى عنه ‪ ‬قوله ‪" :‬ل تكثروا الكلم عن‬
‫مجامعة النساء ‪ ،‬فإن منه يكون الخرس والفأفأة" وهو حديث‬
‫ضعيف جدا ا )‪. (1‬‬
‫ـ فمْاذا إذا ا عن التجرد عند المْباضعة ؟‬
‫ـ الجواب ‪ :‬روى النسائى عن عبد الله بن سرجس أن رسول الله‬
‫‪ ‬قال ‪" :‬إذا أتى أحدكم أهله فليلق على عجزه وعجزها شيئا ا ول‬
‫يتجردا تجرد العيرين" قال أبو عبد الرحمن ـ النسائى ـ هذا حديث‬
‫منكر وصدقة بن عبد الله ـ أحد رواة الحديث ـ ضعيف )‪. (2‬‬
‫ـ ومثله ‪" :‬إذا أتى أحدكم أهله فليستتر ‪ ،‬ول يتجردا تجرد‬
‫العيرين" )‪ ، (3‬فيه ‪ :‬الحوص بن حكيم ‪ :‬ضعيف ‪ ،‬والوليد بن القاسم‬
‫‪ :‬ضعيف أيضا ا ‪.‬‬
‫ـ ومثله ما نروى عن أم المؤمنين عائشة ـ رضى الله عنها ـ ‪" :‬ما‬
‫رأيت عورة رسول الله ‪ ‬قط" ‪ ،‬وفى بعض الروايات "لم ير منى‬
‫رسول الله‪ ‬ولم أر منه" )‪. (4‬‬
‫ـ ونروى عنه ‪ ‬قوله ‪" :‬إذا جامع أحدكم فل ينظر إلى الفرج ‪ ،‬فإنه‬
‫يورث العمى" وهذا حديث موضوع )‪ ، (5‬وقال بعضهم ‪ :‬لنه يؤدى‬
‫إلى النسيان ‪ ،‬وليس هذا بالدليل "الشرعى" الذى يدل على‬
‫التحريم ‪.‬‬
‫ـ والصحيح فى هذا المر ما ورد عن معاوية بن حيدة قال ‪" :‬هيا‬
‫م‬
‫ن‬
‫م م‬‫ك إ ذلل ذ‬ ‫ظ ع هومهرت ه ه‬ ‫ف م‬ ‫ح ه‬
‫لا م‬ ‫ما ن هذ هنر ؟ هقا ه‬
‫من مهها وه ه‬‫ما ن هأذتي ذ‬ ‫ل الل لهذ ع هومهرات نهنا ه‬ ‫سو ه‬ ‫هر ن‬
‫ن‬ ‫ل ؟ هقا ه‬ ‫ن‬ ‫ج ن‬ ‫قا ه‬ ‫ه‬
‫مين نك ‪ ،‬فه ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬
‫ل إذ ذ‬ ‫ج ذ‬ ‫معه اللر ن‬ ‫ن ه‬‫ل ي هكو ن‬ ‫ل اللر ن‬ ‫ت يه ذ‬‫ملك م‬ ‫ما ه‬ ‫جت ذك أوم ه‬ ‫هزوم ه‬
‫خال ذايا هقا ه‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬
‫ل‬ ‫ن ه‬ ‫ل ي هكو ن‬ ‫ج ن‬‫ت هواللر ن‬‫ل ‪ ،‬قنل ن‬ ‫حد ل هفافمعه م‬ ‫ها أ ه‬ ‫ن ل ي ههرا ه‬ ‫تأ م‬ ‫ست هطعم ه‬ ‫ا م‬
‫ه‬ ‫ه‬ ‫ل‬
‫هفالل ن‬
‫)‪(1‬‬
‫ه" ‪.‬‬ ‫من م ن‬‫حهيا ذ‬ ‫ست ه م‬ ‫ن ين م‬ ‫حق ي أ م‬ ‫هأ ه‬
‫ـ وقال بعضهم ‪:‬‬
‫فهـو مــن الجهـل بـل‬ ‫واحــذر مـن الجمـاع فى الثياب‬
‫ارتيـاب‬

‫)‪ (1‬ضعيف جدا ا ‪ :‬أخرجه ابن عساكر )‪. (700\5‬‬


‫)‪ (2‬ضعيف منكر ‪ :‬أخرجه النسائى فى الكبرى )‪. (5/327‬‬
‫)‪ (3‬إسناده ضعيف ‪ :‬أخرجه ابن ماجة )‪. (592\1‬‬
‫)‪ (4‬أخرجه أبو نعيم )‪ (247\8‬بسند فيه كذاب ‪ ،‬وهو ‪ :‬بركة بن محمد الحلبى ‪.‬‬
‫)‪ (5‬موضوع ‪ :‬أورده ابن الجوزى فى الموضوعات )‪. (271\2‬‬
‫)‪ (1‬صحيح ‪ :‬أخرجه أبو داود والنسائى والترمذى ‪.‬‬
‫تحفة العروسين‬ ‫‪167‬‬

‫وكــن مـلعبــا ا لهـا ل‬ ‫بل كـل مـا عليها ـ صاح ـ فانزع‬


‫تفــزع‬
‫ـ وهذا يعنى الغتسال معا ا وإباحة النظر إلى فرج المرأة والعكس‬
‫ـ رضى الله عنها ـ قالت ‪" :‬كنت اغتسل أنا‬ ‫‪ :‬فعن عائشة‬
‫)‪(2‬‬
‫ورسول الله ‪ ‬من إناء واحد من الجنابة" ‪ ،‬والتستر أولى لحديث‬
‫معاوية السابق ‪.‬‬
‫ت‬ ‫ن‬ ‫ا‬
‫ـ والمْداعبة أثناء الغسل ‪ :‬وعنها أيضا ـ رضى الله عنها ـ "كن م ن‬
‫أ هغ متس ن ه‬
‫حلتى‬ ‫حد س فهي نهباد ذنرذني ه‬
‫ه هوا ذ‬
‫ن إ ذهناسء ب هي مذني وهب هي من ه ن‬
‫م م‬‫ل الل لهذ ‪ ‬ذ‬
‫سو ن‬‫ل أهنا وههر ن‬ ‫ه ذ‬
‫)‪(3‬‬
‫ن" ‪.‬‬ ‫جن نهبا ذ‬
‫ما ن‬ ‫ت وههن ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫أ هنقو ه‬
‫ل د هع م ذلي د هع م ذلي ‪ ،‬قال م‬
‫ـ فمْاذا عن أحكاما الوطء فى الدبر ؟‬
‫ـ فى أحكاما الوطء فى الدبر ‪ :‬ورد النهى عن وطء المرأة‬
‫فى دبرها فى غير حديث صحيح ‪ ،‬وتكلم العلماء سلفا ا وخلفا ا فى‬
‫تحريم الوطء فى الدبر ‪ ":‬فمنها أنه من الكبائر ومنها أنه يوجب‬
‫القتل إذا كان من غلم نص عليه أحمد فى إحدى الروايتين والثانية‬
‫حده حد الزانى كقول مالك والشافعى فإن كان من زوجه أو أمة‬
‫أوجب التعزير وفى الكفارة وجهان ‪ :‬أحدهما عليه كفارة من وطىء‬
‫حائضا ا اختاره ابن عقيل ‪.‬‬
‫ـ والثانى ‪ :‬ل كفارة فيه وهو قول أكثر الصحاب ومنها أن للزوجة‬
‫أن تفسخ النكاح به وذكره غير واحد من أصحابنا وإن كان من امرأة‬
‫أجنبية فاختلف أصحابنا فى حده ‪ ،‬فالذى قاله أبو البركات وأبو‬
‫محمد وغيرهما حده حد الزانى ‪ ،‬وقال ابن عقيل فى فصوله فإن‬
‫كان الوطء فى الدبر فى حق أجنبية وجب الحد الذى أوجبناه فى‬
‫اللواط‪ ،‬وعلى هذا فحده القتل بكل حال وإن كان فى مملوكه‬
‫فذهب بعض أصحابنا أنه يعتق عليه وأجراه مجرى المثلة الظاهرة‬
‫وهو قول بعض السلف" )‪. (1‬‬
‫ـ ويقول ابن القيم رحمه الله تعالى ‪" :‬وأما الدبر فلم يبح قط‬
‫على لسان نبى من النبياء ومن نسب إلى بعض السلف إباحة وطء‬
‫الزوجة فى دبرها فقد غلط عليه ‪ ،‬وفى سنن أبى داود عن أبى‬

‫)‪(2‬‬
‫صحيح ‪ :‬أخرجه أحمد )‪. (30\6‬‬
‫)‪(3‬‬
‫أخرجه مسلم ‪.‬‬
‫)‪(1‬‬
‫بدائع الفوائد ‪. (904\4) :‬‬
‫‪168‬‬ ‫تحفة العروسين‬
‫هريرة قال ‪" :‬قال رسول الله ‪ : ‬ملعون من أتى المرأة فى دبرها"‬
‫)‪ ، (2‬وفى لفظ لحمد وابن ماجة ‪" :‬ل ينظر الله إلى رجل جامع‬
‫امرأته فى دبرها" )‪ ، (3‬وفى لفظ للترمذى وأحمد ‪" :‬من أتى حائضا ا‬
‫أو امرأة فى دبرها أو كاهنا ا فصدقه فقد كفر بما أنزل على محمد "‪‬‬

‫‪ ، ((4‬وفى لفظ للبيهقى ‪" :‬من أتى شيئا ا من الرجال والنساء فى‬
‫الدبار فقد كفر" )‪ ، (5‬وفى مصنف وكيع حدثنى زمعة بن صالح عن‬
‫ابن طاووس عن أبيه عن ابن الهاد عن عمر بن الخطاب ‪" : ‬قال‬
‫رسول الله ‪ : ‬إن الله ل يستحيى من الحق ل تأتوا النساء فى‬
‫أعجازهن" وقال مرة ‪" :‬فى أدبارهن")‪ ، (6‬وفى الترمذى عن على‬
‫بن طلق قال ‪ :‬قال رسول الله ‪" : ‬ل تأتوا النساء فى أعجازهن‬
‫فإن الله ل يستحى من الحق" )‪ ، (1‬وقال البغوى ‪ :‬حدثنا هدبة حدثنا‬
‫همام قال ‪ " :‬سئل قتادة عن الذى يأتى امرأته فى دبرها ؟ فقال ‪:‬‬
‫حدثنى عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن رسول الله ‪ ‬قال ‪:‬‬
‫تلك اللوطية الصغرى" )‪ ، (2‬وفى المسند أيضا ا عن ابن عباس ‪:‬‬
‫"قال جاء عمر بن الخطاب إلى رسول الله ‪ ‬فقال ‪ :‬يا رسول الله‬
‫هلكت ‪ ،‬فقال ‪ :‬وما الذى أهلكك ؟ قال ‪ :‬حولت رحلى البارحة ‪ ،‬قال‬
‫ث ل لك ن م‬
‫م‬ ‫حمر ل‬
‫م ه‬ ‫‪ :‬فلم يرد عليه شيئا ا ‪ ،‬فأوحى الله إلى رسوله ‪) :‬ن ذ ه‬
‫سآؤ نك ن م‬
‫فهأ متوا م حرث هك ن ه‬
‫م( )البقرة ‪ (223 :‬أقبل أدبر واتق الحيضة‬ ‫شئ مت ن م‬
‫م ألنى ذ‬
‫م‬ ‫ه م‬ ‫ن‬
‫ا‬
‫والدبر ‪ ،‬وفى الترمذى عن ابن عباس مرفوعا ‪" :‬ل ينظر الله‬ ‫)‪(3‬‬

‫إلى رجل أتى رجل ا أو امرأة فى الدبر" )‪ ، (4‬وقال عبد الله بن وهب‬
‫حدثنا عبد الله بن لهيعة عن مشرح بن هاعان عن عقبة بن عامر أن‬
‫رسول الله ‪ ‬قال ‪" :‬ملعون من يأتى النساء فى محاشهن يعنى‬
‫أدبارهن" )‪ ، (5‬وذكر أبو نعيم الصبهانى من حديث خزيمة بن ثابت ‪:‬‬

‫)‪(2‬‬
‫أخرجه أبو داود)‪ (2162‬والنسائى فى العشرة )‪. (125،129‬‬
‫)‪(3‬‬
‫أخرجه أحمد )‪ (344\2‬واالترمذى )‪. (218\1‬‬
‫)‪(4‬‬
‫حسن ‪ :‬أخرجه الدارمى وأحمد )‪ (408\2‬والنسائى فى العشرة )‪. (78‬‬
‫أخرجه النسائى فى العشرة )‪ (133‬مرفوعا ا وموقوفا ا ‪ ،‬والموقوف أصح ‪.‬‬ ‫)‪(5‬‬

‫)‪(6‬‬
‫أخرجه النسائى فى العشرة )‪. (122‬‬
‫)‪(1‬‬
‫أخرجه الترمذى والبيهقى )‪. (324\5‬‬
‫)‪(2‬‬
‫أخرجه أحمد )‪. (210\2‬‬
‫)‪(3‬‬
‫حسن ‪ :‬أخرجه الترمذى )‪ (162\2‬وغيره ‪.‬‬
‫)‪(4‬‬
‫حسن ‪ :‬أخرجه الترمذى )‪ (218\1‬وابن حبان )‪. (1302‬‬
‫)‪(5‬‬
‫حسن ‪ :‬أخرجه ابن عدى )‪ (211\1‬وله شاهد مرفوع عند أبى داود )‪ (2162‬وأحمد )‪. (44\2‬‬
‫تحفة العروسين‬ ‫‪169‬‬

‫يرفعه ‪" :‬إن الله ل يستحيى من الحق ل تأتوا النساء فى أعجازهن"‬


‫)‪ ، (6‬وقال الشافعى أخبرنى عمى محمد بن على بن شافع قال‬
‫أخبرنى عبد الله بن على بن السائب عن عمرو بن أحيحة بن الجلح‬
‫عن خزيمة ابن ثابت ‪" :‬أن رجل سأل النبى ‪ ‬عن إتيان النساء فى‬
‫أدبارهن فقال حلل ‪ ،‬فلما ولى دعاه ‪ ،‬فقال ‪ :‬كيف قلت فى أى‬
‫الخربتين أو فى أى الخزرتين أو فى أى الخصفتين أمن دبرها فى‬
‫قبلها ‪ ،‬فنعم ‪ ،‬أما من دبرها فى دبرها فل إن الله ل يستحيى من‬
‫الحق ل تأتوا النساء أدبارهن " )‪. (1‬‬
‫ـ قال الربيع ‪ :‬فقيل للشافعى ‪ :‬فما تقول ‪ :‬فقال ‪ :‬عمى ثقة ‪،‬‬
‫وعبد الله ابن على ثقة وقد أثنى على النصارى خيرا ا يعنى عمرو بن‬
‫الجلح وخزيمة ممن ل يشك فى ثقته فلست أرخص فيه بل أنهى‬
‫عنه ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬ومن هاهنا نشأ الغلط على من نقل عنه الباحة من‬
‫السلف والئمة فإنهم أباحوا أن يكون الدبر طريقا ا إلى الوطء فى‬
‫الفرج فيطأ من الدبر ل فى الدبر فاشتبه على السامع "من" بـ‬
‫"فى" ولم يظن بينهما فرقا فهذا الذى أباحه السلف والئمة فغلط‬
‫عليهم الغالط أقبح الغلط وأفحشه ‪.‬‬
‫ن‬ ‫ن‬ ‫ه‬ ‫م‬
‫ه( )البقرة ‪:‬‬ ‫م الل ن‬‫مهرك ن‬ ‫ث أ ه‬
‫حي م ن‬
‫ن ه‬
‫م م‬ ‫ن ذ‬ ‫وقد قال تعالى ‪) :‬فهأنتوهن ل‬
‫‪ (222‬قال مجاهد ‪ :‬سألت ابن عباس عن قوله تعالى ‪:‬‬
‫)فهأ متوهنن من حي ن ه‬
‫ه( )البقرة ‪ (222 :‬فقال ‪ :‬تأتيها‬ ‫م الل ن ن‬‫مهرك ن ن‬‫ث أ ه‬ ‫ل ذ م ه م‬ ‫ن‬
‫من حيث أمرت أن تعتزلها يعنى فى الحيض ‪ ،‬وقال على‬
‫بن أبى طلحة عنه ‪ :‬يقول فى الفرج ول تعده إلى غيره ‪.‬‬
‫وقد دلت الية على تحريم الوطء فى دبرها من وجهين‬
‫أحدهما أنه أباح إتيانها فى الحرث وهو موضع الولد ل فى‬
‫الحش الذى هو موضع الذى ‪ ،‬وموضع الحرث هو المراد‬
‫م‬
‫حمرث هك ن م‬
‫م‬ ‫من قوله من حيث أمركم الله الية قال ‪) :‬فهأنتوا م ه‬
‫ه‬
‫م( )البقرة ‪ (223 :‬وإتيانها فى قبلها من دبرها‬ ‫شئ مت ن م‬
‫ألنى ذ‬
‫ه‬
‫م( أى من أين‬ ‫مستفاد من الية أيضا ا لنه قال ‪) :‬ألنى ذ‬
‫شئ مت ن م‬
‫شئتم من أمام أو من خلف قال ابن عباس ‪) :‬فهأ منتوا م‬
‫م( يعنى ‪ :‬الفرج ‪.‬‬ ‫حمرث هك ن م‬
‫ه‬
‫)‪(6‬‬
‫أخرجه أحمد )‪ (215\5‬والنسائى فى العشرة )‪ (96‬وابن ماجة )‪. (1924‬‬
‫)‪(1‬‬
‫حسن ‪ :‬أخرجه الشافعى )‪ (260\2‬والبيهقى )‪ (196\7‬والدارمى )‪ (145\1‬وغيرهما ‪.‬‬
‫‪170‬‬ ‫تحفة العروسين‬
‫وإذا كان الله حرم الوطء فى الفرج لجل الذى العارض فما‬
‫الظن بالحش الذى هو محل الذى اللزم مع زيادة المفسدة‬
‫بالتعرض لنقطاع النسل والذريعة القريبة جدا ا من أدبار النساء إلى‬
‫أدبار الصبيان ‪.‬‬
‫ـ وأيضا ا فللمرأة حق على الزوج فى الوطء ووطؤها فى دبرها‬
‫يفوت حقها ول يقضى وطرها ول يحصل مقصودها ‪.‬‬
‫ـ وأيضا ا فإن الدبر لم يتهيأ لهذا العمل ولم يخلق له وإنما الذى‬
‫هئ له الفرج فالعادلون عنه إلى الدبر خارجون عن حكمة الله‬
‫وشرعه جميعا ا ‪.‬‬
‫ـ وأيضا ا فإن ذلك مضر بالرجل ولهذا ينهى عنه عقلء الطباء من‬
‫الفلسفة وغيرهم لن للفرج خاصية فى اجتذاب الماء المحتقن‬
‫وراحة الرجل منه والوطء فى الدبر ل يعين على اجتذاب جميع‬
‫الماء ول يخرج كل المحتقن لمخالفته للمر الطبيعى ‪.‬‬
‫ـ وأيضا ا يضر من وجه آخر وهو إحواجه إلى حركات متعبة جدا ا‬
‫لمخالفته للطبيعة ‪.‬‬
‫ـ وأيضا ا فإنه محل القذر والنجو فيستقبله الرجل بوجهه ويلبسه ‪.‬‬
‫ـ وأيضا ا فإنه يضر بالمرأة جدا ا لنه وارد غريب بعيد عن الطباع‬
‫منافر لها غاية المنافرة ‪.‬‬
‫ـ وأيضا ا فإنه يحدث الهم والغم والنفرة عن الفاعل والمفعول ‪.‬‬
‫ـ وأيضا ا فإنه يسود الوجه ويظلم الصدر ويطمس نور القلب‬
‫ويكسو الوجه وحشة تصير عليه كالسيماء يعرفها من له أدنى‬
‫فراسة ‪.‬‬
‫ـ وأيضا فإنه يوجب النفرة والتباغض الشديد والتقاطع بين‬ ‫ا‬
‫الفاعل والمفعول ولبد ‪.‬‬
‫ـ وأيضا ا فإنه يفسد حال الفاعل والمفعول فسادا ل يكاد يرجى‬
‫ا‬
‫بعده صلح إل أن يشاء الله بالتوبة النصوح ‪.‬‬
‫ـ وأيضا ا فإنه يذهب بالمحاسن منها ويكسوهما ضدها كما يذهب‬
‫بالمودة بينهما ويبدلهما بها تباغضا ا وتلعنا ا ‪.‬‬
‫ـ وأيضا ا فإنه من أكبر أسباب زوال النعم وحلول النقم فإنه يوجب‬
‫اللعنة والمقت من الله وإعراضه عن فاعله وعدم نظره إليه فأى‬
‫خير يرجوه بعد هذا وأى شر يأمنه وكيف حياة عبد قد حلت عليه‬
‫لعنة الله ومقته وأعرض عنه بوجهه ولم ينظر إليه ‪.‬‬
‫تحفة العروسين‬ ‫‪171‬‬

‫ـ وأيضا ا فإنه يذهب بالحياء جملة والحياة هو حياة القلوب فإذا‬


‫فقدها القلب استحسن القبيح واستقبح الحسن وحينئذ فقد‬
‫استحكم فساده ‪.‬‬
‫ـ وأيضا ا فإنه يحيل الطباع عما ركبها الله ويخرج النسان عن‬
‫طبعه إلى طبع لم يركب الله عليه شيئا من الحيوان بل هو طبع‬
‫منكوس وإذا نكس الطبع انتكس القلب والعمل والهدى فيستطيب‬
‫حينئذ الخبيث من العمال والهيئات ويفسد حاله وعمله وكلمه بغير‬
‫اختياره ‪.‬‬
‫ـ وأيضا فإنه يورث من الوقاحة والجرأة ما ل يورثه سواه ‪.‬‬ ‫ا‬
‫ـ وأيضا ا فإنه يورث من المهانة والسفال والحقارة مال يورثه‬
‫غيره ‪.‬‬
‫ـ وأيضا فإنه يكسو العبد من حلة المقت والبغضاء‬ ‫ا‬
‫وازدراء الناس له واحتقارهم إياه واستصغارهم له ما هو‬
‫مشاهد بالحس ‪ ،‬فصلة الله وسلمه على من سعادة الدنيا‬
‫والخرة فى هدية واتباع ما جاء به وهلك الدنيا والخرة فى‬
‫مخالفته هدية وما جاء به )‪. (1‬‬
‫ويقول المام الشافعى رحمه الله تعالى ‪ :‬قال الله ‪: ‬‬
‫م‬
‫م( )البقرة ‪ (223 :‬الية ‪ .‬وبين‬ ‫م فهأنتوا م ه‬
‫حمرث هك ن م‬ ‫ث ل لك ن م‬‫حمر ل‬
‫م ه‬ ‫سآؤ نك ن م‬
‫)ن ذ ه‬
‫أن موضع الحرث موضع الولد وأن الله تعالى أباح التيان‬
‫فيه إل فى وقت المحيض ‪ ،‬وأنى شئتم ‪ :‬من أين شئتم ‪،‬‬
‫قال الشافعى ‪ :‬وإباحة التيان فى موضع الحرث يشبه أن‬
‫يكون تحريم إتيان فى غيره فالتيان فى الدبر حتى يبلغ‬
‫منه مبلغ التيان فى القبل محرم بدللة الكتاب ثم السنة ‪.‬‬
‫أخبرنا الربيع قال أخبرنا الشافعى قال ‪ :‬أخبرنا عمى محمد بن‬
‫على بن شافع عن عبدالله بن على بن السائب عن عمرو بن أحيحة‬
‫أو ابن فلن بن أحيحة بن فلن النصارى قال ‪ :‬قال ‪ :‬محمد بن على‬
‫وكان ثقة عن خزيمة بن ثابت أن سائل ا سأل رسول الله ‪ ‬عن إتيان‬
‫النساء فى أدبارهن فقال رسول الله‪ ‬حلل ‪ ،‬ثم دعاه أو أمر به‬
‫فدعى ‪ ،‬فقال ‪ :‬كيف قلت فى أى الخربتين أو فى أى الخرزتين أو‬

‫)‪ (1‬زاد المعاد )‪ (254\4‬بتصرف ‪.‬‬


‫‪172‬‬ ‫تحفة العروسين‬
‫فى الخصفتين أمن دبرها فى قبلها فنعم أم من دبرها فى دبرها فل‬
‫إن الله ل يستحى من الحق ل تأتوا النساء فى أدبارهن )‪. (1‬‬
‫قال الشافعى ‪ :‬فأما التلذذ بغير إبلغ الفرج بين الليتين وجميع‬
‫الجسد فل بأس به إن شاء الله تعالى ‪ ،‬قال ‪ :‬وسواء هو من المة أو‬
‫الحرة فإذا أصابها فيما هناك لم يحللها لزوج إن طلقها ثلثا ا ولم‬
‫يحصنها ول ينبغى لها تركه وإن ذهبت إلى المام نهاه فإن أقر‬
‫بالعودة له أدبه دون الحد ول غرم عليه فيه لها لنها زوجة ولو كان‬
‫فى زنا حد فيه إن فعله حد الزنا وأغرم إن كان غاصبا ا لها مهر مثلها‬
‫قال ومن فعله وجب عليه الغسل وأفسد حجه )‪. (2‬‬
‫ـ ويقول المام ابن كثير رحمه الله تعالى فى تفسيره ‪ :‬عن عبد‬
‫الرحمن قال لبن عمر‪ :‬إنا نشتريِ الجوارى أفنحمض لهن ؟ فقال ‪:‬‬
‫وما التحميض ؟ فذكر له الدبر ‪ ،‬فقال ابن عمر ‪ :‬أف أف ‪ ،‬وهل‬
‫يفعل ذلك مؤمن أو قال مسلم فقال مالك أشهد على ربيعة‬
‫لخبرنى عن أبى الحباب عن ابن عمر مثل ما قال نافع ‪ ،‬وروى‬
‫النسائى )‪ (3‬عن سعيد بن يسار قال ‪ :‬قلت لبن عمر إنا نشترى‬
‫الجوارى أفنحمض لهن ؟ قال ‪ :‬وما التحميض ؟ قلت ‪ :‬نأتيهن فى‬
‫أدبارهن ‪ ،‬فقال ‪ :‬أف أف ‪ ،‬أو يعمل هذا مسلم ؟ فقال لى مالك ‪:‬‬
‫فأشهد على ربيعة لحدثنى عن سعيد بن يسار أنه سأل ابن عمر‬
‫فقال ‪ :‬لبأس به ‪.‬‬
‫)‪(1‬‬
‫وروى النسائى أيضا من طريق يزيد بن رومان عن عبيد الله‬
‫بن عبد الله بن عمر أن ابن عمر كان ل يرى بأسا ا أن يأتى الرجل‬
‫المرأة فى دبرها ‪.‬‬
‫)‪(2‬‬
‫وروى معن بن عيسى عن مالك أن ذلك حرام وقال أبو بكر‬
‫بن زياد النيسابورى حدثنى إسماعيل بن حصن حدثنى إسرائيل بن‬
‫روح سألت مالك بن أنس ما تقول فى إتيان النساء فى أدبارهن‬
‫قال ما أنتم إل قوم عرب هل يكون الحرث إل موضع الزرع ؟ ل‬
‫تعدوا الفرج قلت ‪ :‬يا أبا عبد الله إنهم يقولون إنك تقول ذلك ‪ ،‬قال‬
‫ى‪.‬‬‫‪ :‬يكذبون على يكذبون عل ن‬

‫)‪(1‬‬
‫تقدم ‪.‬‬
‫)‪(2‬‬
‫الم )‪. (94\5‬‬
‫)‪(3‬‬
‫فى العشرة )‪. (93‬‬
‫)‪(1‬‬
‫فى السابق )‪ (94‬بسند ضعيف ‪.‬‬
‫)‪(2‬‬
‫السابق )‪. (94‬‬
‫تحفة العروسين‬ ‫‪173‬‬

‫فهذا هو الثابت عنه وهو قول أبى حنيفة والشافعى وأحمد بن‬
‫حنبل وأصحابهم قاطبة وهو قول سعيد بن المسيب وأبى سلمة‬
‫وعكرمة وطاوس وعطاء وسعيد بن جبير وعروة بن الزبير ومجاهد‬
‫بن جبر والحسن وغيرهم من السلف أنهم أنكروا ذلك أشد النكار‬
‫ومنهم من يطلق على فعله الكفر وهو مذهب جمهور العلماء وقد‬
‫حكى فى هذا شئ عن بعض فقهاء المدينة حتى حكوه عن المام‬
‫مالك وفى صحته نظر ‪ ،‬قال الطحاوى ‪ :‬روى أصبغ بن الفرج عن‬
‫عبد الرحمن بن القاسم قال ما أدركت أحدا أقتدى به فى دينى‬
‫ث‬
‫حمر ل‬
‫م ه‬‫سآؤ نك ن م‬
‫يشك أنه حلل يعنى وطء المرأة فى دبرها ثم قرأ ‪) :‬ن ذ ه‬
‫م ( )البقرة ‪ (223 :‬ثم قال فأى شئ أبين من هذا ‪ ،‬هذه حكاية‬ ‫ل لك ن م‬
‫الطحاوى ‪ ،‬وقد روى الحاكم والدارقطنى والخطيب البغدادى عن‬
‫المام مالك من طرق ما يقتضى إباحة ذلك ولكن فى السانيد‬
‫ضعف شديد وقد استقصاها شيخنا الحافظ أبو عبد الله الذهبى فى‬
‫جزء جمعه فى ذلك والله أعلم ‪.‬‬
‫وقال الطحاوى ‪ :‬حكى لنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أنه‬
‫سمع الشافعى يقول ما صح عن النبى ‪ ‬فى تحليله ول تحريمه شئ‬
‫‪ ،‬والقياس أنه حلل ‪ ،‬وقد روى ذلك أبو بكر الخطيب عن أبى سعيد‬
‫الصيرفى عن أبى العباس الصم سمعت محمد بن عبد الله بن عبد‬
‫الحكم سمعت الشافعى يقول فذكره ‪ ،‬قال أبو نصر الصباغ كان‬
‫الربيع يحلف بالله الذى ل إله إل هو لقد كذب يعنى ابن عبد الحكم‬
‫على الشافعى فى ذلك لن الشافعى نص على تحريمه فى ستة‬
‫كتب من كتبه والله أعلم )‪. (1‬‬

‫)‪ (1‬انظر ‪ :‬تفسير ابن كثير )‪ (266\1‬بتصرف ‪.‬‬


‫ـ إنما أطلت قليل ا فى هذا الباب لعموم البلوى به بين كثير من الناس ‪ ،‬بل وصل المر ببعض‬
‫الفتيات إلى طلب معاشرة "خطيبها" لها من الدبر حتى "تحافظ على شرفها وعفتها" !!!! ‪،‬‬
‫ول تدرى المسكينة ما الذى تجنيه على نفسها بهذه الفعلة عاجل ا ‪ ،‬وعند زواجها ـ إن تزوجت ـ‬
‫آجل ا ‪ ،‬ولسوف تجنى ثمرة تلك الفعلة فى حينها ! هذا مع انتشار العرى والخلعة والميوعة‬
‫وأشرطة الجنس المتنوعة المبثثوثة عبر "الدش" و "النترنت" وغيرهما ‪.‬‬
‫ولقد حادثتنى ـ هاتفيا ا ـ مرة إحدى الزوجات تشكو من عدم استمتاعها بالمعاشرة الزوجية‬
‫ـ فى موضع الولد ـ بعد ان دأب زوجها على جماعها من الدبر ‪ ،‬فلم تعد تجد لذة فى جماع‬
‫قبل ‪ ،‬وذلك بعد أن علمت حرمة نكاح الدبر !!! وحادثتنى ـ هاتفيا ا ـ زوجة أخرى تشكو من‬‫ال ن‬
‫عدم استطاعة جلوس أختها على مقعدتها بعدما دأب زوجها على جماعها فى الدبر ‪ ،‬وكان هذا‬
‫من أسباب طلقها !!! ‪.‬‬
‫ومرد هذا لغياب الوعى الدينى والفهم الصحيح لراء أهل العلم وجمهور العلماء ‪ ،‬ومحاولة‬
‫البعض تتبع القول الشاذ والخذ به ‪ ،‬هذا وقد قال أعلم الحديث بأن نكاح الدبر يؤدى إلى‬
‫"توسعة" فتحة الشرج لدى المرأة مما يجعلها ل تتحكم فى إخراج الفضلت ‪ ،‬فتنساب منها مما‬
‫يؤدى بدوره إلى النجاسة الحسية التى تبطل معها الصلة ‪ ،‬مع نفاذ الرائحة ‪ ،‬نعوذ بالله تعالى ‪.‬‬
‫‪174‬‬ ‫تحفة العروسين‬
‫ـ فمْاذا إذن عن أحكاما الحيِض ؟‬
‫ـ أحكاما الحيِض ‪:‬‬
‫ن‬‫ك عه ذ‬‫سأ هنلون ه ه‬
‫قال الشافعى رحمه الله تعالى ‪ :‬قال الله ‪) : ‬وهي ه م‬
‫ل هنوه أ هاذى( )البقرة ‪ (222 :‬الية ‪ ،‬قال ‪ :‬فزعم بعض أهل‬ ‫ض قن م‬‫حي ذ‬ ‫ال م ه‬
‫م ذ‬
‫العلم بالقرآن أن قول الله‪ ‬حتى يطهرن حتى يرين الطهر‪) :‬فهإ ذ ه‬
‫ذا‬
‫تط ههرن فهأ متوهنن من حي ن ه‬
‫ه ( ) البقرة ‪ (222 :‬أن‬ ‫م الل ن ن‬
‫مهرك ن ن‬
‫ثأ ه‬ ‫ل ذ م ه م‬ ‫ه ل م ه ن‬
‫تجتنبوهن ‪.‬‬
‫قال ‪ :‬وما أشبه ما قال والله تعالى أعلم بما قال ويشبه أن يكون‬
‫تحريم الله‪ ‬إتيان النساء فى المحيض لذى المحيض )‪ (1‬وإباحته‬
‫إتيانهن إذا طهرن وتطهرن بالماء من الحيض على أن التيان المباح‬
‫فى الفرج نفسه كالدللة على أن إتيان النساء فى أدبارهن محرم ‪.‬‬
‫قال ‪ :‬وفيه دللة على أنه إنما حرم إتيان النساء فى دم الحيض‬
‫الذى تؤمر فيه المرأة بالكف عن الصلة والصوم ولم يحرم فى دم‬
‫الستحاضة لنها قد جعلت فى دم الستحاضة فى حكم الطاهر‬
‫يجب عليها الغسل من دم الحيض ودم الستحاضة قائم والصلة‬
‫والصيام عليها فإذا كانت المرأة حائضا لم يحل لزوجها أن يصيبها ول‬
‫إذا طهرت حتى تطهر بالماء ثم يحل له أن يصيبها ‪.‬‬
‫قال ‪ :‬وإن كانت على سفر ولم تجد ماء فإذا تيممت حل له أن‬
‫يصيبها ول يحل له إصابتها فى الحضر بالتيمم إل أن يكون بها قرح‬
‫يمنعها الغسل فتغسل فرجها وما ل قرح فيه من جسدها بالماء ثم‬
‫تتيمم ثم يحل له إصابتها إذا حلت لها الصلة ويصيبها فى دم‬
‫الستحاضة إن شاء وحكمه حكم الطهارة قال وبين فى الية إنما‬
‫نهى عن إتيان النساء فى المحيض ومعروف أن التيان فى الفرج‬
‫لن التلذذ بغير الفرج فى شئ من الجسد ليس إتيانا ودلت سنة‬
‫رسول الله ‪ ‬على أن للزوج مباشرة الحائض إذا شدت عليها إزارها‬
‫والتلذذ بما فوق الزار مفضيا ا إليها بجسده وفرجه فذلك لزوج‬
‫الحائض وليس له التلذذ بما تحت الزار منها )‪. (1‬‬
‫ـ ثم قال رحمه الله تعالى ‪:‬‬

‫)‪ (1‬وقد أثبت العلم الحديث أن أعضاء التناسل عند المرأة وقت الحيض تكون فى حالة احتقان ‪،‬‬
‫والعصاب مضطربة بسبب إفرازات الغدد الداخلية ‪ ،‬والجماع وقتها يضر بها‪ ،‬وأدى إلى التهاب‬
‫العضاء التناسلية عندها‪ ،‬وربما أدى إلى منع نزول دم الحيض مع وجود المواد السامة فيه مما‬
‫يضر بجسم المرأة ‪.‬‬
‫)‪ (1‬الم )‪.(93\5‬‬
‫تحفة العروسين‬ ‫‪175‬‬

‫م‬
‫جه ذ م‬ ‫فنرو ذ‬ ‫م لذ ن‬ ‫ن هن م‬ ‫ذي ه‬ ‫ـ باب الستمناء قال الله ‪) : ‬هوال ل ذ‬
‫ه‬
‫م( )المؤمنون ‪ (6- 5 :‬قرأ إلى ‪:‬‬ ‫جه ذ م‬ ‫ن إ ذلل ع ههلى أمزهوا ذ‬ ‫ظو ه‬ ‫حافذ ن‬ ‫ه‬
‫ن ( )المؤمنون ‪ ( 7 :‬قال الشافعى فكان بينا فى ذكر‬ ‫دو ه‬ ‫)الهعا ن‬ ‫م‬
‫حفظهم لفروجهم إل على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم‬
‫تحريم ما سوى الزواج وما ملكت اليمان وبين أن الزواج‬
‫وملك اليمين من الدميات دون البهائم ثم أكدها فقال ‪‬‬
‫فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون فل يحل العمل‬
‫بالذكر إل فى الزوجة أو فى ملك اليمين ول يحل الستمناء‬
‫والله تعالى أعلم )‪. (2‬‬
‫ـ وقد صح عن رسول الله ‪ ‬أنه قال ‪" :‬من أتى حائضا ا أو امرأة‬
‫فى دبرها ‪ ،‬أو كاهنا ا فصدقه بما يقول ‪ ،‬فقد كفر بما أنزل على‬
‫محمد" )‪. (3‬‬
‫ه‬
‫م‬
‫من مهن ن‬ ‫ت ذ‬ ‫ض م‬ ‫حا ه‬ ‫ذا ه‬ ‫ت إذ ه‬ ‫كان ه م‬ ‫ن ال مي هنهود ه ه‬ ‫ـ وعن انس ‪ ‬قال ‪" :‬أ ل‬
‫ها وهل ه م‬
‫م‬ ‫شارذنبو ه‬ ‫م ين ه‬ ‫ها وهل ه م‬ ‫ؤاك ذنلو ه‬ ‫م ين ه‬ ‫ت وهل ه م‬ ‫ن ال مب هي م ذ‬ ‫م ه‬‫ها ذ‬ ‫جو ه‬ ‫خهر ن‬ ‫مهرأ هة ل أ ه م‬ ‫ا م‬
‫ه‬
‫ل الل ل ن‬
‫ه‬ ‫ك فهأن مهز ه‬ ‫ن ذ هل ذ ه‬ ‫ل الل لهذ ‪‬ع ه م‬ ‫سو ن‬ ‫ل هر ن‬ ‫سئ ذ ه‬ ‫ت فه ن‬ ‫ها ذفي ال مب هي م ذ‬ ‫منعو ه‬ ‫جا ذ‬ ‫ين ه‬
‫ذى‬ ‫ه‬
‫ل هنوه أ ا‬ ‫ض ق م‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫ن‬ ‫ه‬ ‫ه‬
‫حي ذ‬ ‫م ذ‬ ‫ن ال ه‬ ‫سألون هك ع ه ذ‬ ‫ه وهت ههعالى ) وهي ه م‬ ‫حان ه ن‬ ‫سب م ه‬ ‫ن‬
‫سو ن‬
‫ل‬ ‫ل هر ن‬ ‫قا ه‬ ‫خرذ الي هةذ فه ه‬ ‫م‬ ‫ض ( إ ذلى آ ذ‬ ‫ه‬ ‫م‬ ‫ن‬
‫هفاع مت هزذلوا الن م ه‬
‫حي ذ‬ ‫م ذ‬ ‫ساهء ذفي ال ه‬
‫ح‬ ‫يسء غ هي مهر الن م ه‬ ‫ل ه‬ ‫صن هنعوا ك ن ل‬ ‫م‬ ‫الل لهذ ‪ ‬ه‬
‫كا ذ‬ ‫ه‬
‫ش م‬ ‫ت هوا م‬
‫ذا الرج ن ه‬
‫ن ذفي الب ننيو ذ‬ ‫منعوهن ل‬ ‫جا ذ‬
‫مرذهنا إ ذلل‬ ‫ن أ م‬ ‫م م‬ ‫شي مائا ذ‬ ‫ن ي هد هع ه ه‬ ‫ل أ م‬ ‫ل ن‬ ‫ريد ن هه ه‬ ‫ما ني ن ذ‬ ‫ت ال مي هنهود ن ه‬ ‫قال ه ذ‬ ‫فه ه‬
‫ل‬‫سو ذ‬ ‫شرس إ ذهلى هر ن‬ ‫ن بذ م‬ ‫ضي مرس وهع هلباد ن اب م ن‬ ‫ح ه‬ ‫ن ن‬ ‫سي مد ن ب م ن‬ ‫جاهء أ ه‬ ‫فهنا ذفيهذ فه ه‬ ‫خال ه ه‬ ‫ه‬
‫ه‬
‫ذا أفههل‬ ‫ن ال مي هنهود ه ت ه ن‬
‫ذا وهك ه ه‬ ‫ل كه ه‬ ‫قو ن‬ ‫ل الل لهذ إ ذ ل‬ ‫سو ه‬ ‫قاهل هيا هر ن‬ ‫الل لهذ ‪ ‬فه ه‬
‫حلتى ظ هن هلنا‬ ‫ل الل لهذ ‪ ‬ه‬ ‫سو ذ‬ ‫ه هر ن‬ ‫ج ن‬ ‫معلهر وه م‬ ‫ض فهت ه ه‬ ‫حي ذ‬ ‫م ذ‬ ‫ن ذفي ال م ه‬ ‫حه ن ل‬ ‫ن هن مك ذ ن‬
‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬
‫جا هفا م‬ ‫ما فه ه‬ ‫ن قهد م وه ه‬
‫)‪(1‬‬
‫ن إ ذلى‬ ‫ن لب ه س‬ ‫م م‬ ‫ة ذ‬ ‫ما ههد ذي ل ل‬ ‫قب هلت مهن ه‬ ‫ست ه م‬ ‫خهر ه‬ ‫جد ه ع هلي مهذ ه‬ ‫أ م‬
‫ه‬
‫ما"‬ ‫جد م ع هل هي مهذ ه‬ ‫م يه ذ‬ ‫ه له م‬ ‫ما فهظ هن هلنا أن ل ن‬ ‫ث ذفي آهثارذه ذ ه‬ ‫ل الل لهذ ‪ ‬فهب هعه ه‬ ‫سو ذ‬ ‫هر ن‬
‫)‪. (2‬‬
‫ـ فمْا للزوج من زوجته إذا حاضت ؟‬

‫)‪(2‬‬
‫الم )‪. (94\5‬‬
‫)‪(3‬‬
‫صحيح ‪ :‬أخرجه أبو داود وابن ماجة والترمذى وغيرهم ‪.‬‬
‫)‪(1‬‬
‫أى ‪ :‬غضب ‪.‬‬
‫)‪(2‬‬
‫أخرجه مسلم وغيره ‪.‬‬
‫‪176‬‬ ‫تحفة العروسين‬
‫ـ اليهود نبذوا المرأة عند الحيض فل يؤاكلوها ول يساكنوها ول‬
‫يجامعوها ‪ ،‬والنصارى على خلف ذلك ‪ ،‬فتجامع وقت الحيض ‪ ،‬بينما‬
‫السلم نهى عن نبذها وعن جماعها وقت الحيض ‪.‬‬
‫فللزوج من زوجته إذا حاضت أن يصنع كل شئ ويستمتع بها إل‬
‫ح" )‪. (3‬‬ ‫يسء غ هي مهر الن م ه‬
‫كا ذ‬ ‫ش م‬ ‫ل ه‬ ‫صن هنعوا ك ن ل‬ ‫النكاح ‪ ،‬قال رسول الله ‪" : ‬ا م‬
‫وصح عن عائشة ـ رضى الله عنها ـ أنه قال ‪" :‬كان رسول الله ‪‬‬

‫يأمر إحدانا إذا كانت حائضا أن تتزر ‪ ،‬ثم يضاجعها زوجها ‪ ،‬وقالت‬
‫مرة ‪ :‬يباشرها" )‪. (4‬‬
‫وكان ‪ ‬إذا أرد من الحائض شيئا ا ألقى على فرجها شيئا ثم صنع‬
‫ما أرد" )‪. (5‬‬
‫وقالت أيضا ا ‪" :‬كنت أشرب وأنا حائض فيضع ـ ‪ ‬ـ فاه على موضع‬
‫)‪(6‬‬
‫فى ‪ ،‬وأتعرق العرق ثم أناوله النبى ‪ ‬فيضع فاه على موضع فى"‬
‫‪.‬‬
‫فإذا طهرت من حيضها كما تقدم عند الشافعى رحمه‬
‫الله تعالى فله أن يأتيها بعد أن تغتسل أو تتوضأ أو أن‬
‫تغسل موضع الدم فقط كما تقدم ‪ ،‬لقوله تعالى ‪):‬فهإ ذ ه‬
‫ذا‬
‫تط ههرن فهأ متوهنن من حي ن ه‬
‫ن‬
‫واذبي ه‬
‫ب الت ل ل‬ ‫ح ي‬‫ه ين ذ‬ ‫ن الل ن ه‬ ‫ه إذ ل‬ ‫م الل ن ن‬ ‫مهرك ن ن‬ ‫ث أ ه‬ ‫ل ذ م ه م‬ ‫ن‬ ‫ه ل م ه‬
‫ن( )البقرة ‪. (222 :‬‬ ‫ري ه‬ ‫ه‬
‫مت هطهم ذ‬ ‫م‬
‫ب ال ن‬ ‫ح ي‬‫وهي ن ذ‬
‫ـ ويقول الحافظ شمس الدين بن القيم رحمه الله وقد تقدم فى‬
‫الصحيحين حديث عائشة ‪" :‬كنت أغتسل أنا والنبى ‪ ‬من إناء واحد‬
‫ه‬ ‫ه‬ ‫م‬ ‫كلنا جنب" )‪ (1‬و " ه‬
‫ض" )‪. (2‬‬ ‫حائ ذ ل‬ ‫شنرذني وهأهنا ه‬ ‫منرذني فهأت لزذنر فهي نهبا ذ‬‫ن ي هأ ن‬
‫كا ه‬
‫قال الشافعى قال بعض أهل العلم بالقرآن فى قوله‬
‫ض( )البقرة ‪ (222:‬يعنى‬ ‫حي ذ‬ ‫م ذ‬‫ساء فى ال م ه‬ ‫تعالى ‪) :‬هفاع مت هزذنلوا م الن م ه‬
‫فى موضع الحيض ‪.‬‬
‫وكانت الية محتملة لما قال ومحتملة إعتزال جميع أبدانهن‬
‫فدلت سنة رسول ‪ ‬على اعتزال ما تحت الزار منها وإباحة ما فوقه‬
‫‪.‬‬

‫)‪(3‬‬
‫أخرجه مسلم ‪.‬‬
‫)‪(4‬‬
‫أخرجه البخارى ومسلم ‪.‬‬
‫)‪(5‬‬
‫صحيح ‪ :‬أخرجه أبو داود ‪.‬‬
‫)‪(6‬‬
‫أخرجه مسلم ‪.‬‬
‫)‪(1‬‬
‫تقدم ‪.‬‬
‫)‪(2‬‬
‫تقدم ‪.‬‬
‫تحفة العروسين‬ ‫‪177‬‬

‫وحديث أنس هذا ظاهر فى أن التحريم إنما وقع على موضع‬


‫الحيض خاصة وهو النكاح وأباح كل ما دونه ‪.‬‬
‫وأحاديث الزار ل تناقضه لن ذلك أبلغ فى اجتناب الذى وهو‬
‫أولى وأما حديث معاذ قال ‪" :‬سألت رسول الله ‪ ‬عما يحل للرجل‬
‫من امرأته وهى حائض فقال ما فوق الزار والتعفف عن ذلك‬
‫أفضل" )‪ (3‬ففيه بقية عن سعد الغطش وهما ضعيفان ‪.‬‬
‫قال عبدالحق ‪ :‬رواه أبو داود ‪ ،‬ثم قال ‪ :‬ورواه أبو داود من طريق‬
‫حزام بن حكيم وهو ضعيف عن عمه أنه سأل رسول الله ‪" : ‬ما‬
‫يحل لى من امرأتى وهى حائض فقال لك ما فوق الزار" )‪ (1‬قال‬
‫ويروى عن عمر بن الخطاب عن النبى‪ ‬ذكره أبو بكر بن أبى شيبة‬
‫)‪(2‬‬
‫وليس بقوى‬
‫ـ فمْن لم يمْلك نفسه ووقع على زوجته فى الحيِض أو‬
‫النفاس ‪ ،‬فمْا الكفارة عليِه ؟‬
‫ـ الجواب ‪ :‬عليه أول ا أن يستغفر الله تعالى ويتوب إليه من هذا‬
‫الفعل ‪ ،‬ثم عليه أن يتصدق بدينار أو نصف دينار ‪ ،‬لحديث المام‬
‫احمد وغيره أن كفارة من وقع على أهله فى الحيض التصدق بدينار‬
‫أو نصف دينار ‪.‬‬
‫ـ فهل تطلق منه زوجته ؟‬
‫ـ الجواب ‪ :‬ل ‪ ،‬لكن إن علم القاضى منهما ذلك فله أن يطلق ‪،‬‬
‫على قول بعض أهل العلم ‪.‬‬
‫ـ فكيِف تتطهر المْرأة من الحيِض ؟‬
‫خذ ن‬ ‫م‬
‫ـ الجواب ‪ :‬سئل ‪ ‬عن غسل المرأة من الحيض فقال ‪ :‬ت هأ ن‬
‫ب ع ههلى‬ ‫ص ي‬ ‫م ته ن‬ ‫ن الط ينهوهر ث ن ل‬ ‫س ن‬ ‫ح ذ‬ ‫سد مهرت ههها فهت هط ههلنر فهت ن م‬‫ها وه ذ‬ ‫ماهء ه‬ ‫ن ه‬ ‫داك ن ل‬ ‫ح ه‬ ‫إذ م‬
‫ه‬ ‫م‬ ‫ن‬ ‫م‬
‫ه د هل ا‬ ‫ن‬ ‫م‬
‫ب ع هلي مهها‬ ‫ص ي‬ ‫م ته ن‬‫سهها ث ن ل‬ ‫ن هرأ ذ‬ ‫ؤو ه‬‫ش ن‬ ‫حلتى ت هب ملغه ن‬ ‫دا ه‬ ‫دي ا‬‫ش ذ‬‫كا ه‬ ‫سهها فهت هد ملك ن ن‬ ‫هرأ ذ‬
‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫م‬
‫ف ت هطهلنر‬ ‫مانء وهك هي م ه‬ ‫س ه‬‫تأ م‬ ‫قال م‬ ‫ة فهت هطهلنر ب ذهها فه ه‬ ‫سك ه ا‬ ‫م ل‬ ‫م ه‬‫ة ن‬ ‫خذ ن فذمر ه‬
‫ص ا‬ ‫م ت هأ ن‬ ‫ماهء ث ن ل‬ ‫ال م ه‬
‫ة ‪ :‬تتبذعي ه‬
‫م" )‪. (3‬‬ ‫ن أث ههر الد ل ذ‬ ‫ش ن ههل ه‬ ‫عائ ذ ه‬‫ت ه‬ ‫قال ه م‬ ‫ن الل لهذ ‪ ،‬فه ه‬ ‫حا ه‬ ‫سب م ه‬
‫ل ن‬ ‫قا ه‬ ‫ب ذهها فه ه‬

‫)‪ (3‬إسناده ضعيف ‪ :‬أخرجه أبو داود )‪ (213‬وضعفه فيه بقية بن الوليد وسعد الغطش ‪ :‬كلهما‬
‫‪ :‬ضعيف ‪.‬‬
‫)‪ (1‬إسناده ضعيف ‪ :‬أخرجه أحمد )‪ (342\4‬وأبو داود )‪ (211‬والترمذى )‪ (133‬وابن ماجة )‬
‫‪ (651‬بسند ضعيف ‪ ،‬فيه ‪ :‬حزام بن حكيم ‪ :‬ضعيف ‪.‬‬
‫)‪ (2‬حاشية أبى داود )‪. (142\6‬‬
‫)‪ (3‬أخرجه مسلم ‪.‬‬
‫‪178‬‬ ‫تحفة العروسين‬
‫ـ وهنا نقول ‪ :‬لبد من إهتمام المرأة بنظافتها اهتماما ا عظيما ا ‪،‬‬
‫خاصة بعد الحيض ‪ ،‬مع الهتمام بالنظافة العامة ‪ ،‬وأطيب طيب‬
‫المرأة ‪ :‬الماء ‪.‬‬
‫ـ فكيِف تعتنى المْرأة بنظافتها والمْحافظة على أعضائأها‬
‫التناسليِة ؟‬
‫ـ الجواب ‪ :‬لقد حث السلم على النظافة ‪ ،‬من حسن الملبس‬
‫والتسوك والغتسال والوضوء والتطهر ونحو هذا ‪ ،‬ومن المقرر أن‬
‫النظافة الجنسية من المور الهامة جدا ا ‪ ،‬وإهمال المرأة فى‬
‫نظافتها ونظافة أعضائها التناسلية قد يسبب لها الكثير من‬
‫المشاكل ‪ ،‬خاصة عند الجماع ‪ ،‬والمرأة بطبيعتها رقيقة ناعمة‬
‫حالمة تحب الجمال والزينة ‪ ،‬فهى تدفع ربع عمرها فى التزين‬
‫وإنتقاء ملبسها ‪ ،‬فهى ل تشعر بالوقت أمام المرآة أو عند اختيار‬
‫لباس جديد لها ‪ ،‬فجمالها أهم عندها من إكتشافات أحمد زويل مثل ا‬
‫! ورغم ذلك إل أن هناك بعض الفتيات والنساء قد أهلمن العناية‬
‫بأعضائهن التناسلية مما سبب لهن الكثير من المشاكل المرضية‬
‫)‪(1‬‬
‫كالسيلن ونحوه ‪ ،‬ونفور الزوج وكراهية الجماع إذا كانت متزوجة‬
‫‪.‬‬
‫ومن المقرر أن العضاء التناسلية عند الرجل أسهل نظافة منها عند‬
‫المرأة‪.‬‬
‫ص الرجل ثدي زوجته قنزل فى حلقه بعض‬ ‫ـ فمْاذا إذا م ر‬
‫اللبن‪ ،‬فهل تحررما عليِه ؟‬
‫ـ الجواب ‪ :‬ل تحنرم عليه‪.‬‬
‫ـ هل لشعر العانة فوائأد جنسيِة ؟‬
‫ـ الجواب ‪ :‬نعم ‪ ،‬فلم يخلق الله تعالى شيئا ا عبثا ا ‪ ،‬أو بدون حكمة ‪،‬‬
‫كيف وهو خلق النسان فى أحسن تقويم ‪ ،‬كيف وهو العليم الحكيم‬
‫حكم فى بعض ما نرى ‪ ،‬فل‬ ‫؟! ونحن وإن لم نعرف الفوائد أو ال ذ‬
‫يعنى هذا أنه مخلوق سدى ‪ ،‬ولو نظر النسان فى نفسه لرأى عجبا ا‬
‫فسك ن ه‬ ‫ه‬
‫ن( )الذاريات ‪ (21 :‬ففى‬ ‫صنرو ه‬‫م أفههل ت نب م ذ‬
‫قال تعالى ‪) :‬هوفى أن ن ذ م‬
‫خلق الوجه بهذه الكيفية ‪ ،‬وهذه النف بفتحتين ـ إلى أسفل ـ‬
‫والذنين بفتحتين ـ على الجانبين ـ والعينين بغطائهما ـ دون النف أو‬
‫)‪(1‬‬
‫ى أحدهم مرة رغبته فى طلق زوجته ‪ ،‬ولم يكن قد ملر على زواجه أكثر من‬ ‫لقد عرض عل ن‬
‫بضعة شهور ! فلما سألته عن السبب استحى قليل ا من الجابة ثم أفصح بالسبب الذى دعاه‬
‫إلى التفكير فى الطلق ‪ ،‬وهو أن "الشعر" فى جسد زوجته ـ وفى أماكن بعينها ـ يصل طوله‬
‫إلى اكثر من )‪ 3‬سم( ! مما يشعره بالقرف كلما فكر فى القتراب منها ‪.‬‬
‫ح الحديث عن النبى ‪ ‬بحلق شعر العانة ‪" :‬الفطرة خمس ‪ :‬الختتان والستحداد ـ‬ ‫وقد ص ل‬
‫وفى رواية ‪ :‬حلق العانة ـ وقص الشارب ‪ ،‬وتقليم الظفار ‪ ،‬ونتف البط" ‪ ،‬وقد تقدم تخريجه ‪.‬‬
‫تحفة العروسين‬ ‫‪179‬‬

‫الذنين ! ـ والشعر على الرأس ‪ ،‬وعلى ظهر الكف دون باطنه !‬


‫والشعر تحت البط وحول الفرج ! والفرج بهذا الشكل العجيب‬
‫ومكانه المحفوظ فيه ـ للرجل والمرأة ـ بخلف الحيوانات وغير هذا‬
‫‪ ،‬هى دعوة من الله تعالى للتأمل والتفكر ‪ ،‬وإذا علم النسان‬
‫الفائدة فى بعض هذه الشياء وظهرت له أو لم تظهر فعليه أن يعلم‬
‫حكم عظيمة ‪.‬‬‫أنها لم تخلق سدى بل لحكمة ‪ ،‬بل ل ذ‬
‫فمن فوائد شعر العانة ووظائفه الصحية ‪ :‬إمتصاص العرق ‪ ،‬حيث‬
‫أن هذه المناطق غير معرضة للهواء ‪ ،‬فمفرزات العرق فيها أكثر‬
‫من غيرها ‪ ،‬فيقوم الشعر حول الفرج بامتصاص هذا العرق ‪ ،‬كما أنه‬
‫يحول بين احتكاك جلد الصفن بالفخذين ‪ ،‬فل يسبب التسلخ فى‬
‫هذه المناطق الحساسة ‪.‬‬
‫كما أن له فائدة جنسية ‪ ،‬حيث أن احتكاك شعر العانة عند الرجل‬
‫بالعصاب الجساسة الموجودة فى البظر عند المرأة نيشعرها باللذة‬
‫والنشوة مما يعجل بالنزال عندها ‪.‬‬
‫ـ هل لنا فى بيِان بعض حكم ختان البنات ـ خاصــة ـــ بإيجــاز‪،‬‬
‫فنحــن نعلــم وجـوبه للرجـال ‪ ،‬ولكـن كـثر الحــديث عـن ختـان‬
‫البنات فى الونة الخيِرة ‪ ،‬فلزما البيِان ؟‬
‫ـ الجواب ‪ :‬لقد صح عن النبى ‪ ‬المر بالختان فى غير حديث صحيح ‪،‬‬
‫ن‬ ‫جاوههز ال م ذ‬
‫خهتا ن‬ ‫ويكفى فى بيان وجوبه على الرجال والنساء قوله ‪" : ‬إ ذ ه‬
‫ذا ه‬
‫ل" ‪ ،‬وفيه الشارة إلى ختان الرجل والمرأة فتأمل ‪،‬‬ ‫س ن‬ ‫ب ال مغن م‬ ‫ج ه‬ ‫ن وه ه‬ ‫ال م ذ‬
‫خهتا ه‬
‫)‪(1‬‬ ‫م‬ ‫م‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫م‬ ‫م‬
‫داد ن‬
‫ح ه‬
‫ست ذ م‬
‫ن هواذل م‬ ‫خهتا ن‬
‫فطهرةذ ال ذ‬ ‫ن ال ذ‬‫م ه‬‫س ذ‬ ‫م ل‬ ‫خ م‬
‫س أو م ه‬ ‫م ل‬ ‫خ م‬‫فطهرة ن ه‬ ‫وقوله ‪" :‬ال ذ‬
‫م‬ ‫ه‬ ‫م‬ ‫ف امل ذب م ذ‬
‫ب" ‪ ،‬وهذا حديث عام فى‬ ‫ص ال ل‬ ‫فارذ وهقه ي‬
‫)‪(2‬‬
‫شارذ ذ‬ ‫م الظ ه‬ ‫قذلي ن‬
‫ط وهت ه م‬ ‫وهن هت م ن‬
‫الرجال والنساء ‪ ،‬والفطرة هى ما فطر الله الناس عليها وهى أصل‬
‫س ع هل هي مهها( )الروم ‪(30 :‬‬ ‫الخذلقة قال تعالى ‪) :‬فذط مهرة ه الل لهذ التى فهط ههر اللنا ه‬
‫ل " )‪. (3‬‬ ‫جا ذ‬ ‫قائ ذقن المر ه‬
‫ش ه‬ ‫ساهء ه‬ ‫وتقدم قوله‪" : ‬الن م ه‬
‫وفى فقه المام أبى حنيفة ‪ :‬أن الختان للرجال سنة ‪ ،‬وهو من‬
‫الفطرة ‪ ،‬وللنساء مكرمة )‪ ، (4‬فلو اجتمع أهل مصر )بلد( على ترك‬
‫الختان قاتلهم المام ‪ ،‬لنه من شعائر السلم وخصائصه )‪. (5‬‬
‫‪.‬‬ ‫)‪(6‬‬
‫وفى فقه المام الشافعى ‪ :‬أن الختان واجب على الرجال والنساء‬
‫)‪ (1‬أى حلق شعر العانة ‪.‬‬
‫)‪ (2‬أخرجه البخارى ومسلم والنسائى ‪.‬‬
‫)‪ (3‬تقدم ‪.‬‬
‫)‪ (4‬أى حفظا ا وصونا ا لهن ‪ ،‬فالجلدة التى عند المرأة اذا لم تقطع كبرت حتى صارت‬
‫كالنعقلة لو الصبع الذى يحتك بفرج المرأة مما يثير شهوتها ‪.‬‬
‫)‪(5‬‬
‫انظر ‪ :‬المهذب للشيرازى )‪. (197\1‬‬
‫)‪(6‬‬
‫المغنى لبن قدامة )‪. (70\1‬‬
‫‪180‬‬ ‫تحفة العروسين‬
‫وقد استدل الفقهاء على خفض ـ ختانـ النساء بحديث أم عطية ـ‬
‫رضى الله عنها ـ قال ‪ :‬كانت امرأة تختن بالمدينة ‪ ،‬فقال لها النبى ‪‬‬

‫‪" :‬ل تنهكى ‪ ،‬فإن ذلك أحظى للزوج وأسرى للوجه" وفى رواية ‪:‬‬
‫عرفت بختان‬ ‫"أنه ‪ ‬لما هاجر النساء كان فيهن أم حبيبة وقد ن‬
‫الجوارى ‪ ،‬فلما رآها رسول الله ‪ ‬قال لها ‪ :‬يا أم حبيبة ‪ :‬هل الذى‬
‫كان فى يدك هو فى يدك اليوم ؟ فقالت ‪ :‬نعم يا رسول الله ‪ ،‬إل أن‬
‫يكون حراما ا فتنهانى عنه ‪ ،‬فقال رسول الله ‪ : ‬بل هو حلل ‪ ،‬فادن‬
‫ت منه فقال ‪ :‬يا أم حبيبة ‪ ،‬إذا أنت فعلت فل‬ ‫منى حتى أعلمك ‪ ،‬فدني ن‬
‫تنهكى )‪ ، (1‬فإنه أشرق للوجه وأحظى للزوج" ‪.‬‬
‫)‪(2‬‬

‫ـ هل للحائأض أو النفساء أن تقرأ القرآن ؟‬


‫ـ الجواب ‪:‬قال بعض أهل العلم بجوازه ‪ ،‬ومنعه بعضهم ‪ ،‬وإن كان‬
‫لضرورة كالتعليم أو التبار مثل ا فل حرج ‪.‬‬
‫ـ وماذا عن الجنب ؟‬
‫ـ الجواب ‪ :‬للجنب أيضا ا أن يقرأ القرآن لقوله أم المؤمنين عائشة‬
‫ـ رضى الله عنها ـ أن النبى ‪ ‬كان يذكر الله على كل أحواله ‪ ،‬وكان‬
‫من أحواله ‪ ‬أنه كان ينام جنبا ا ‪ ،‬ثم يغتسل قبل الفجر ‪ ،‬وكان يقرأ‬
‫بعض السور قبل النوم ‪ ،‬وقد منع بعض أهل العلم الجنب من قراءة‬
‫القرآن من المصحف أو عن ظهر قلب ‪ ،‬والله أعلم ‪.‬‬
‫ـ تنبيِــه ‪ :‬ولما كان الحديث عن الحيض وأحكامه أردت التنبيه أيضا ا‬
‫إلى مشكلة تقع فيها بعض فتياتنا عند اقتراب موعد الزفاف ‪ ،‬وهى‬
‫تحرج بعض الفتيات من الفصاح عن موعد "الدورة الشهرية" لمها‬
‫وتزامنها مع موعد الزفاف ‪ ،‬مما يؤدى بدوره إلى الوقوع فى الحرج‬
‫للزوجة والزوج ‪ ،‬فل تتحرج الفتاة من إخبار أمها بموعد الدورة إذا‬
‫تزامن مع موعد الزفاف ‪ ،‬فيتم التأجيل لبعض الوقت حتى تنتهى‬
‫الدورة ‪ ،‬تفاديا ا للحرج‪.‬‬
‫ـ فهل للنفساء أن تصلى وتصوما ويجامعها زوجها إذا‬
‫طهرت قبل الربعيِن ؟‬
‫ـ الجواب ‪ :‬نعم ‪ ،‬إذا طهرت النفساء قبل الربعين اغتسلت‬
‫وتطهرت وحلت لزوجها ‪ ،‬وعليها الصلة والصوم ‪ ،‬فليس للنفاس‬
‫وقت معين ‪.‬‬

‫)‪ (1‬أى ل تبالغى فى القطع ‪.‬‬


‫)‪ (2‬إسناده ضعيف ‪ :‬أخرجه أبو داود بسند فيه ‪ :‬محمد بن حسان ضعيف ‪ ،‬وله شاهد من حديث‬
‫أنس ومن حديث أم أيمن عند أبى الشيخ فى كتاب "العقيقة" ‪ ،‬وآخر عن الضحاك بن قيس‬
‫عند البيهقى ‪ ،‬انظر ‪" :‬فتح البارى" )‪ ، (263\10‬ويكفى له حديث ‪" :‬الفطرة خمس ‪ ،‬واذا‬
‫التقى الختانان" ‪.‬‬
‫تحفة العروسين‬ ‫‪181‬‬

‫ـ فمْا هو حكم العزل )‪ (1‬عن الزوجة ؟‬


‫ـ الجواب ‪ :‬للرجل أن يعزل عن زوجته ماءه ‪ ،‬على أن يكون‬
‫بموافقة الزوجة ‪ ،‬حتى ل يكون هاضما لحقها ‪:‬‬
‫‪‬‬ ‫ـ فقد روى البخارى ومسلم عن جابر قال ‪" :‬كنا نعزل على عهد النبى‬
‫"‬
‫(‬ ‫‪(2‬‬

‫ـ و عن أبى سعيد الخدرى قال ‪ :‬أصبنا سبيا ا فكنا نعزل فسألنا رسول‬
‫الله‪ ‬فقال ‪ :‬أو إنكم لتفعلون قالها ثلثا ا ما من نسمة كائنة إلى يوم‬
‫القيامة إل هى كائنة )‪. (3‬‬
‫ـ وعن جابر ‪ ‬أن رجل أتى رسول الله ‪ ‬فقال ‪ :‬إن لى جارية هى‬
‫خادمنا وسانيتنا )‪ (4‬وأنا أطوف عليها ‪ ،‬وأنا اكره أن تحمل ‪ ،‬فقال ‪ :‬اعزل‬
‫عنها إن شئت ‪ ،‬فإنه سيأتيها ما نقدر لها ‪ ،‬فلبث الرجل ‪ ،‬ثم أتاه فقال ‪ :‬إن‬
‫الجارية قد حبلت ! فقال ‪ :‬قد أخبرتك أنه سيأتيها ما قدر لها" )‪. (5‬‬
‫"وقد اختلف السلف فى حكم العزل قال ابن عبد البر ‪ :‬ل خلف‬
‫بين العلماء أنه ل يعزل عن الزوجة الحرة إل بإذنها لن الجماع من‬
‫حقها ولها المطالبة به وليس الجماع المعروف إل ما ل يلحقه عزل‬
‫ووافقه فى نقل هذا الجماع بن هبيرة ‪ ،‬ونتعقب بان المعروف عند‬
‫الشافعية أن المرأة ل حق لها فى الجماع أصل ا ‪.‬‬
‫وقد استنكر ابن العربى القول بمنع العزل عمن يقول بأن المرأة‬
‫ل حق لها فى الوطء ونقل عن مالك أن لها حق المطالبة به إذا‬
‫قصد بتركه أضرارها ‪ ،‬وعن الشافعى وأبى حنيفة ل حق لها فيه إل‬
‫فى وطئه واحدة يستقر بها المهر قال فإذا كان المر كذلك فكيف‬
‫يكون لها حق فى العزل فإن خصوه بالوطئة الولى فيمكن وإل فل‬
‫)‪(1‬‬
‫يسوغ فيما بعد ذلك إل على مذهب مالك بالشرط المذكور ‪ ،‬اهـ ‪.‬‬
‫ـ هذا ومن الولى ترك العزل لما تقدم ولقوله فى الحديث العام ‪:‬‬
‫كاث ذلر ب ذك ن م‬
‫م" )‪. (2‬‬ ‫م ه‬ ‫جوا ال موهنلود ه ال موه ن‬
‫دود ه فهإ ذمني ن‬ ‫" ت ههزول ن‬
‫ـ ما حكم تعاطى أو استعمْال وسائأل منع الحمْل ؟‬
‫ـ الجواب ‪ :‬ل حرج فى استعمال المرأة لوسائل منع الحمل إذا‬
‫كان الحمل ضارا ا بصحة المرأة ‪ ،‬أو كان للمحافظة على أولدها‬
‫)‪(1‬‬
‫العزل ‪ :‬هو أن يجامع الرجل أهله فإذا قارب النزال نزع وأنزل خارج الفرج ‪.‬‬
‫)‪(2‬‬
‫أخرجه البخارى )‪ (250\9‬ومسلم )‪. (160\4‬‬
‫)‪(3‬‬
‫أخرجه مسلم )‪. (158\4‬‬
‫)‪(4‬‬
‫أى التى تسقى لنا النخل ‪.‬‬
‫)‪(5‬‬
‫أخرجه مسلم )‪. (160\4‬‬
‫)‪(1‬‬
‫فتح البارى )‪ (1998\5‬بتصرف ‪.‬‬
‫)‪(2‬‬
‫صحيح ‪ :‬أخرجه أبو داود )‪ (320\1‬والنسائى )‪ (71\2‬وغيرهما ‪.‬‬
‫‪182‬‬ ‫تحفة العروسين‬
‫ورعايتهما الرعاية الصحية والنفسية والتربوية الصحيحة ‪ ،‬ل خوفا ا‬
‫من الفقر أو النفجار السكانى إلى آخر تلك المصطلحات ‪.‬‬
‫ـ فمْاذا عن وطء المْرضعة ؟‬
‫ـ الجواب ‪ :‬ل حرج فيه لقوله ‪ ‬فى الحديث الصحيح ‪" :‬لقد هممت‬
‫أن أنهى عن الغيلة حتى ذكرت أن الروم وفارس يصنعون ذلك فل‬
‫يضر أولدهم" )‪. (3‬‬
‫ول ريب أن وطء المراضع مما تعم به البلوى ويتعذر على الرجل‬
‫الصبر عن امرأته طيلة فترة الرضاع ‪ ،‬ولو كان حراما ا لننقل إلينا ‪،‬‬
‫ولوصل إلينا بيانه عن الصحابة الكرام رضى الله عنهم أجمعين ‪.‬‬
‫ـ هل صحيِح ما يشاع أن عضو الذكورة الكبيِر يمْتع ويشبع‬
‫المْرأة جنسيِا ا أكثر من العضو الصغيِر ؟‬
‫ـ ل صحة لهذا القول طبيا ا أو عمليا ا ‪ ،‬فمهبل المرأة يشبه )القفاز‬
‫الطبى( البلستيك ‪ ،‬فترى هذا القفاز منكمشا ا عند تركه ‪ ،‬ثم إذا‬
‫أردت أن تدخل فيه إصبعك تمدد له كلما زاد الصبع إدخال ا ‪ ،‬أو هو ـ‬
‫مهبل المرأة ـ يشبه الثنايا المتراكبة بعضها فوق بعض )مثل ثنايا‬
‫جسم الدودة( كذا مهبل المرأة لها الخاصية التى بها يستمتع بالعضو‬
‫الكبير استمتاعه بالعضو الصغير ‪ ،‬فالرجل ذو العضو الذكرى الصغير‬
‫إذا أولجه فى فرج المرأة شعرت المرأة أن هذا العضو قد وصل‬
‫إلى قعر المهبل وآخره ‪ ،‬وكذا صاحب العضو الذكرى الكبير ‪ ،‬يزداد‬
‫المهبل اتساعا ا )كأصبع القفاز( لهذا العضو ‪ ،‬وعليه فل فرق بين‬
‫العضو الكبير والصغير فى شعور المرأة بالستمتاع الجنسي سواء‬
‫كان العضو كبيرا ا أو صغيرا ا ‪ ،‬هذا والعضو الذكرى عند الرجل يتراوح‬
‫عادة بين )‪ 16-12‬سم( فى حالة النتصاب ‪ ،‬ومحيطه ما بين )‪-10‬‬
‫‪ 12‬سم( وما زاد عن ذلك فهو نادر وشاذ ‪.‬‬
‫ـ بل إن العضو الذى يزيد عن معدله الطبيعى يؤديِ إلى أثار‬
‫سلبية عند المرأة ‪ ،‬فقد يؤدى إلى دفع الرحم وحدوث انقلب فيه ‪،‬‬
‫فتشكو آلم الظهر والحوالب وأسفل البطن ‪ ،‬وقد يسبب تمزق فى‬
‫جدران المهبل الداخلية مما يتطلب تدخل ا جراحيا ا ‪ ،‬وقد يسبب‬
‫شقوقا ا فرجية وأنزفة يعلمها الطباء ‪.‬‬
‫ـ فهل حقا ا ما تتناقله الفتيِات فى مجالسهن أن الرجل‬
‫صاحب الجسم الضخم ذو العضلت المْفتولة أقوى جنسيِا ا‬
‫من غيِره ؟‬

‫)‪(3‬‬
‫أخرجه مسلم ‪.‬‬
‫تحفة العروسين‬ ‫‪183‬‬

‫ـ القوة الجنسية تعتمد على أمور كثيرة منها الفرازات الناتجة‬


‫عن الغدد المسؤولة عن العملية الجنسية ‪ ،‬الثقافة الجنسية عند‬
‫الرجل ‪ ،‬استعداد المرأة لهذا المر ‪ ،‬الستعداد النفسى والعاطفى‬
‫لكل منهما ‪ ،‬وغير ذلك الكثير ‪ ،‬أما الرجل صاحب العضلت المفتولة‬
‫فقد ل تفرز الغدد عنده المسؤولة عن العملية الجنسية نفس‬
‫النسبة التى تفرزها الغدد عند غيره ‪ ،‬بل أقل من ذلك ‪ ،‬فقوة‬
‫العضلت أو ضعفها ليست مقياسا ا ‪ ،‬وإنما أقول أن الرجل الرياضى‬
‫أفضل من غيره من الناحية الجنسية إذا توفرت له السباب‬
‫المتوفرة لغيرة ممن ل يمارسون رياضة ‪ ،‬سواء أكانت تلك الرياضة‬
‫عنيفة أم ل‪.‬‬
‫ـ هل حقا ا أن الرجل غزير الشعر أقوى جنسيِا من غيِره ‪،‬‬
‫ا‬
‫عر حبيِب الرحمْن" ؟‬ ‫كمْا يقولون أن "المْش م‬
‫ـ الجواب ‪ :‬هذا كلم غير صحيح ‪ ،‬وكم من رجل مشعر على غير‬
‫ملة السلم ‪ ،‬فهل يكون حبيبا ا للرحمن لكون فقط "مشعر" ‪.‬‬
‫ـ هل للعادة السرية أضرارا ا على العمْليِة الجنسيِة بعد‬
‫الزواج ؟‬
‫ـ إن ممارسة العادة السرية عند بعض الشباب هى تخيل صور‬
‫ومشاهد جنسية يعيشها الشخص بخياله بعيدا ا عن الواقع ‪ ،‬وقد‬
‫يندفع الشخص ويلهث وراء تلك التخيلت وينسى واقعه فيؤدى به‬
‫إلى كثير من المشاكل ‪ ،‬سواء قبل الزواج فيستغنى بالعادة السرية‬
‫عن الزواج ‪ ،‬أو بعد الزواج فل يستطيع الجماع ول يستمتع به‬
‫استمتاعه بممارسة العادة السرية ‪ ،‬ومنهم من أراد أن يجامع أهله‬
‫ذهب إلى "الحمام" لممارسة العادة ! بعد أو قبل الجماع ! وبعضهم‬
‫يذهب بعقله أثناء الجماع إلى تخيل نفس الصور التى كان يتخيلها‬
‫وقت ممارسة العادة ‪ ،‬مما قد يوقعه فى "الزنا" على قول بعض‬
‫أهل العلم ‪ ،‬وقد ثبت علميا ا أن العادة السرية تؤدى إلى أمراض‬
‫كثيرة قد ل يظهر أثرها إل بعد الزواج ‪ ،‬منها ‪:‬‬
‫‪ ㄹ-‬موت الحيوانات المنوية عند الرجل أو أكثرها ‪.‬‬
‫‪ ㄹ-‬أنها تسبب رعشة فى بعض العضاء كالرجلين ‪.‬‬
‫‪ ㄹ-‬أنها تؤثر فى الغدد المخية فتضعف القوة المدركة فتسبب قلة‬
‫الفههم ونسبة الذكاء ‪.‬‬
‫‪184‬‬ ‫تحفة العروسين‬
‫‪ ㄹ-‬أنها ‪ :‬تورث ألما ا فى فقار الظهر ‪ ،‬وهو اللب الذى يخرج ماء‬
‫الرجل ‪.‬‬
‫‪ ㄹ-‬أنها تسبب انحناء فى الظهر ‪.‬‬
‫‪ ㄹ-‬أنها تؤثر فى العصاب عامة ‪.‬‬
‫‪ ㄹ-‬أنها ‪ :‬نتحل ماء الرجل بعد أن كان ثخينا ا غليظا ا ‪ ،‬فيصبح رقيقا ا‬
‫خاليا من الحيوانات المنوية ‪.‬‬
‫ا‬
‫ويكفى هذا المر فى القلع عنها )طبيا( ‪ ،‬كما يسبب الفراط فى‬
‫العادة السرية عند الرجل إلى سرعة القذف فى بعض الحالت ‪،‬‬
‫وعدم انتصاب العضو كما ينبغى عن المعاشرة الجنسية وغير هذا‬
‫الكثير ‪.‬‬
‫وقد ذهب كثير من أهل العلم إلى تحريم العادة السرية ويكفى‬
‫هذا فى القلع عنها )شرعاا( ‪.‬‬
‫ظون إلل ع ههلى أ هزواجهم أوه‬
‫م هن ذ ذ م م‬ ‫حافذ ن ه ذ‬ ‫م ه‬ ‫جهذ م‬ ‫فنرو ذ‬‫م لذ ن‬‫ن هن م‬ ‫ذي ه‬ ‫ـ قال تعالى ‪) :‬هوال ل ذ‬
‫ه‬
‫ك فهأومل هئ ذ ه‬
‫ك‬ ‫ن اب مت ههغى وههراء ذ هل ذ ه‬ ‫م ذ‬ ‫ن فه ه‬ ‫مي ه‬‫منلو ذ‬ ‫م غ هي منر ه‬ ‫م فهإ ذن لهن م‬
‫مان نهن م‬‫ت أي م ه‬‫مل هك ه م‬ ‫ما ه‬ ‫ه‬
‫ن( )المعارج ‪ (31-29 :‬أثنى تعالى على من حفظ فرجه‬ ‫دو‬
‫ن ن ه ن ه‬‫عا‬ ‫م‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫م‬ ‫ه‬
‫فلم يقض وطره إل مع زوجته أو ما ملكت يمينه )الماء( ‪ ،‬وحكم‬
‫تعالى أن من ابتغى وراء ذلك فهو عاد س معتد س متعد س لحدود الله تعالى‬
‫ن( )البقرة ‪. (229 :‬‬ ‫مو ه‬ ‫ظال ذ ن‬‫م ال ل‬ ‫ك هن ن‬ ‫دود ه الل نهذ فهأ نومهلـئ ذ ه‬ ‫ح ن‬‫من ي هت هعهد ل ن‬ ‫)و ه ه‬
‫ـ روى عبد الرزاق عن سفيان الثورى عن عبد الله بن عثمان عن‬
‫سئل ابن عمر عن الستمناء فقال ‪ :‬ذلك نائك نفسه ‪.‬‬ ‫مجاهد قال ‪ :‬ن‬
‫وقال شيخ السلم ابن تيمية ‪ :‬أما الستمناء باليد فهو حرام عند‬
‫جمهور العلماء وهو أصح القولين فى مذهب المام أحمد وكذلك‬
‫من فعله ‪ ،‬وفى القول الخر ـ عن المام أحمد ـ هو مكروه غير‬ ‫يعزر ه‬
‫)‪(1‬‬
‫محرم وأكثرهم ل يبيحونه خوف العنت ‪.‬‬
‫ـ وقد تقدم قول الشافعى رحمه الله تعالى ‪.‬‬
‫ـ ويقول المام القرطبى فى تفسيره )‪: (2‬‬
‫قال محمد بن عبد الحكم ‪ :‬سمعت حرملة بن عبد العزيز قال ‪:‬‬
‫م‬‫ن هن م‬ ‫ذي ه‬ ‫سألت مالكا ا عن الرجل يجلد عميرة )‪ (3‬فتل هذه الية ‪) :‬هوال ل ذ‬
‫ن( وهذا لنهم يكنون عن‬ ‫دو ه‬ ‫ن( إلى قوله ‪) :‬ال مهعا ن‬ ‫ظو ه‬‫حافذ ن‬ ‫م ه‬ ‫جه ذ م‬‫فنرو ذ‬ ‫لذ ن‬
‫الذكر بعميرة ‪ ،‬وفيه يقول الشاعر ‪:‬‬
‫)‪ (1‬مجموع الفتاوى )‪. (329\31‬‬
‫)‪ (2‬تفسير القرطبى )‪ (105\12‬وانظر المغنى لبن قدامة ‪ ،‬وتفسير أضواء البيان للشنقيطى )‬
‫‪. (769\5‬‬
‫)‪ (3‬أى عضوه ‪.‬‬
‫تحفة العروسين‬ ‫‪185‬‬

‫فاجلد عميرة لداء ول حرج‬ ‫إذا حللت بواد ل أنيس به‬


‫ويسميه اهل العراق ‪ :‬الستمناء وهو استفعال من المنى ‪ ،‬وأحمد‬
‫بن حنبل على ورعه يجوزه ويحتج بأنه إخراج فضلة من البدن فجاز‬
‫عند الحاجة أصله الفصد والحجامة ‪ ،‬وعامة العلماء على تحريمه ‪.‬‬
‫وقال بعض العلماء ‪ :‬إنه كالفاعل بنفسه وهى معصية أحدثها‬
‫الشيطان وأجراها بين الناس حتى صارت قيلة وياليتها لم تقل ‪ ،‬ولو‬
‫قام الدليل على جوازها لكان ذو المروءة يعرض عنها لدناءتها ‪.‬‬
‫ـ فمْا هى كيِفيِة العلج لمْن ابتلى بهذا المر ؟‬
‫ـ نقول له ‪ :‬طرق العلج كثيرة ‪ ،‬وكان هناك من يدمن تلك العادة‬
‫السيئة ‪ ،‬وما كان أيسر إقلعه عنها بفضل الله تعالى وتيسيره ‪،‬‬
‫وذلك لمن أخلص النية وطلب الرضوان ‪ ،‬ومن هذه الطرق ‪:‬‬
‫م‬
‫طاع ه الهباهءة ه‬ ‫ست ه ه‬
‫ن ا م‬ ‫شهر ال ل‬ ‫معم ه‬
‫م ذ‬
‫ب ه‬ ‫شهبا ذ‬
‫ه‬
‫‪ -1‬الصيام ‪ :‬لقوله ‪" : ‬هيا ه‬
‫ه‬
‫ست هط ذعم‬ ‫ن له م‬
‫م يه م‬ ‫م م‬
‫ج وه ه‬ ‫فمر ذ‬‫ن ل ذل م ه‬‫ص ن‬
‫ح ه‬‫صرذ وهأ م‬ ‫ض ل ذل مب ه ه‬‫ه أغ ه ي‬ ‫ج فهإ ذن ل ن‬ ‫فهل مي هت ههزول م‬
‫ه له ن‬ ‫صومم ذ فهإ ذن ل ن‬ ‫فهعهل هي مهذ ذبال ل‬
‫)‪(1‬‬
‫جالء" ‪ ،‬ول تستهن بالصيام ‪ ،‬فإن له‬ ‫ه وذ ه‬
‫تأثيرا ا عجيبا ا فى رفع تلك العادة ل يعلمه إل من أخلص الصيام‬
‫والدعاء والنية ‪.‬‬
‫‪ -2‬معرفة سوءها من اسمها )العادة السيئة( ! ول تحلف على تركها‬
‫ول تنذر ‪ ،‬حتى يدخل عليك الشيطان إذا أنت فعلتها مرة أخرى ‪،‬‬
‫فيوسوس إليك بأن الحلف لم يأت بثمرة ‪ ،‬أو أن يوسوس إليك أنك‬
‫تستهين بالحلف أو النذر ‪ ،‬وأنه لطاقى لك على تركها رغم الحلف‬
‫والنذر ‪ ،‬ثم يدخل إليك بوسوسته فتترك الصلة أو الصيام أو‬
‫مصاحبة الصالحين ‪ ،‬وأعلم أن الدنيا ساعة فاجعلها طاعة ‪ ،‬وما هى‬
‫إل لحظة يعقبها فرح أو ترح ‪.‬‬
‫‪ -3‬تجنب الوحدة ‪ ،‬فمن شعر بالحاجة إلى ممارسة تلك العادة‬
‫السيئة خرج إلى المسجد فجلس فيه حتى يهرب منه شيطانه ‪،‬‬
‫وهكذا حتى يضينه ‪ ،‬أو إلى صديق يجالسه ‪.‬‬
‫‪ -4‬دفع تلك الخواطر عن رأسه حتى ل تتحول الخطرات إلى أفكار ‪،‬‬
‫ثم إرادات ‪ ،‬وذلك يتأتى بانشغال الفكر فى عاقبة تلك العادة من‬
‫سوء ‪ ،‬وأنها مجرد لحظات يشعر بعدها العبد بالندم ‪ ،‬ولو أنه تمهل‬
‫وتماسك قليل ا ما أقدم عليها ‪.‬‬

‫)‪(1‬‬
‫أخرجه البخارى )‪ (1950\5‬ومسلم )‪. (1018\2‬‬
‫‪186‬‬ ‫تحفة العروسين‬
‫‪ -5‬التقرب إلى الله تعالى بالصلة وقراءة القرآن ‪ ،‬والدعاء برفع‬
‫ذلك المر عنه ‪ ،‬وما أسرع دعوة المكروب المضطر إلى الجابة ‪.‬‬
‫‪ -6‬غض البصر ‪ :‬وتجنب المثيرات من المنظورة والمسموعة‬
‫والمقروءة ‪ ،‬وأعلم أن غض البصر من أهم السباب التى تنأ‬
‫بصاحبها عن الوقوع في الرذيلة ‪ ،‬فكلما عل البصر تعلق القلب‬
‫بالمنظور وطلبه واشتهاه ‪ ،‬وإذا لم يجد إليه سبيل ا انصرف إلى ما‬
‫هو دونه ‪ ،‬محاول ا استفراغ الطاقة ‪ ،‬والمرء ل يحتاج من الطريق إل‬
‫بضعة خطوات أمام قدميه ‪ ،‬ومن جعل له "ورداا" يقراءه في يومه‬
‫وليلته ـ خاصة فى الطريق ـ انشغل به عن النظر ‪ ،‬وكان قلبه‬
‫مشغول ا بالخالق ‪ ،‬وأصبح المخلوق له ـ فى الطريق ـ أشباح ل يرى‬
‫منها ما يتعلق به القلب ‪ ،‬وانصرف بفلبه إلى مراجعة ما يحفظ من‬
‫كتاب الله تعالى ‪ ،‬أو التيان بالورد والذكار ‪ ،‬ولو تفكر العبد قليل ا‬
‫فيما يجنيه عليه بصره ‪ ،‬وما يفوته من عتق الرقاب ومحو السيئات‬
‫وتحصيل الحسنات ورفع الدرجات بالقرآن والذكار لتنغصت عليه‬
‫حياته وما تعلق قلبه بغير الله تعالى وذكره ومحاولة التقرب إليه‬
‫تعالى ‪.‬‬
‫‪ -7‬ممارسة الرياضة ‪ ،‬و محاولة التقدم إلى أعلى مستواياتها ‪،‬‬
‫ومعرفة أن تلك العادة تذهب بتعبك واجتهادك وتقف حائل ا بينك‬
‫وبين وصولك إلى ما تريد مركز مرموق فى تلك الرياضة ‪.‬‬
‫ت وأنت‬ ‫م ه‬‫‪ -8‬أعلم أن العبد يبعث على ما مات عليه ‪ ،‬فماذا لو أنك ذ‬
‫سن خاتمتنا ‪.‬‬
‫تفعل تلك الفعلة ؟! اللهم أح ذ‬
‫‪ -9‬الثقة بالنفس ‪ :‬واعتزاز الشاب بنفسه وطلبه الوصول إلى‬
‫أفضل المراتب وأعلها مما يؤهله إلى التعجيل بالزواج واختيار‬
‫النسب له والفضل لبناء أسرة اسلمية ‪.‬‬
‫ـ وأعلم أخى أن أفضل من ممارسة تلك العادة هو الزواج والتعجيــل‬
‫به ‪ ،‬وهو أفضل الطرق لشباع تلك الرغبة الكامنــة وقتمــا تشــاء ليل ا‬
‫أو نهارا ا ‪ ،‬مــرة أو أكــثر ‪ ،‬ولـك أن تتخيــل أنـك وقتمـا تريــد ممارسـة‬
‫الجنس والجماع تستطيع هذا وقتما تشاء ودون حرج ‪ ،‬بل ولك الجر‬
‫فى هذا ‪ ،‬بينما هناك من يريد إشباع غريزتــه فيــذهب إلــى ممارســة‬
‫العادة وتخيل الصور المثيرة بينما يستطيع أن يمــارس الجنــس دون‬
‫الحاجــة إلــى تخيــل الصــور المــثيرة وإثــارة نفســه وأعضــائه ‪ ،‬بــل‬
‫وملمسة جسد المرأة ونكاحها ! أو يضطر إلى "خطــف" فتــاة مــن‬
‫ن‬
‫الطريق لرواء لحظات تأتى بعدها الحسرة والندامة ‪ ،‬وكل رجل م ل‬
‫الله عليه بالزواج ليستغرب مثــل تلــك الفعــال مــن الشــباب الــذين‬
‫تحفة العروسين‬ ‫‪187‬‬

‫يلجئون إلى خطف الفتيات من الطريق وانتهاك أعراضهن ـ والعيــاذ‬


‫بالله تعالى ـ لمجــرد لحظــات قليلــة ‪ ،‬بينمــا الطريــق أمــامه لشــباع‬
‫رغبته وقتما يريد بالزواج الذى شرعه اللــه تعــالى متنفســا ا لعبــاده ‪،‬‬
‫ولك أن تتخيل شابا ا يجلس مع زوجتــه وهــو يشــاهد زميــل لــه متهــم‬
‫بهتك عرض فتاة صغيرة أو كبيرة أو خطفها ‪ ،‬بينما هو يجلس يداعب‬
‫ويلعب زوجته ‪ ،‬أو شابا ا نيتهــم فــى الطريــق أو وســائل المواصــلت‬
‫"بمزاحمة" الفتيات والنساء أو ملمستهن بغية الثارة ! بينمــا هنــاك‬
‫من يعود إلى بيته ليلمس ويداعب ويجامع زوجته ‪ ،‬فــالزواج الــزواج‬
‫أخى ‪.‬‬
‫ووالله لو أنك دعوت الله تعالى بنية خالصة وتضرع أن‬
‫ن عليك بالزوجة الصالحة‬ ‫يكفيك شر فتن الطريق ‪ ،‬وأن يم ل‬
‫لتعف نفسك عن الوقوع فيما يغضب الله تعالى لرأيت من‬
‫من‬ ‫نعم الله تعالى الكثير ‪ ،‬فقط عليك بتقوى الله تعالى )وه ه‬
‫ب(‬‫س ن‬ ‫ث هل ي ه م‬
‫حت ه ذ‬ ‫حي م ن‬
‫ن ه‬
‫م م‬
‫ه ذ‬‫جا ‪ ،‬وهي همرنزقم ن‬
‫خهر ا‬
‫م م‬ ‫جهعل ل ل ن‬
‫ه ه‬ ‫ق الل ل ه‬
‫ه يه م‬ ‫ي هت ل ذ‬
‫الطلق ‪ 2 :‬ـ ‪. (3‬‬
‫وتقدم الحديث أن الله تعالى فى عون طالب العفاف ‪ ،‬فقط‬
‫ليرى الله تعلى منك هذا ‪ ،‬وستضحك بعد الزواج من نفسك ‪ :‬كيف‬
‫ت تأتى تلك الفعال الصبيانية ‪ ،‬وتعمرض نفسك لنظرات التهام‬ ‫كن ا‬
‫وما يتبع هذا ‪.‬‬
‫ـ يقال إن ممْارسة العادة السرية للرجل تؤدى إلى زيادة‬
‫حجم العضو ‪ ،‬فهل هذا صحيِح ؟‬
‫ـ الجواب ‪ :‬إن العضو الجنسى عند الرجل ل يمكن زيادة حجمه‬
‫عما هو عليه ‪ ،‬وهذا تبرير فى غاية البعد عن الحقيقة طبيا ا وعقليا ا‬
‫!‪.‬‬
‫ـ فهل من أضرار عند ممْارسة الفتاة للعادة السرية ؟‬
‫ـ الجواب ‪ :‬نعم ‪ ،‬ففى ممارسة الفتاة أو المرأة للعادة السرية‬
‫أضرار ما فى ممارسة الشاب أو الرجل لها ‪ ،‬وقد تنزلق بعض‬
‫الفتيات فى منزلق العادة السرية فل تشعر "بالصبع أوغيره" إل‬
‫وقد شق وفض بكارتها ! أو انشطار "بعض الدوات الطرية" داخل‬
‫رحمها مما يؤدى بها إلى إجراء عملية جراحية لها لستخراجه ‪ ،‬أو‬
‫التهاب الفرج من احتكاك "بعض الدوات القطنية" ‪ ،‬أو جرح الفرج‬
‫أو الدبر من جراء استعمال"بعض الدوات الخشنة" ! أو تسلخ‬
‫‪188‬‬ ‫تحفة العروسين‬
‫الجسم من استعمالها لبعض "الزيوت" ‪ ،‬وما تسببه هذه الدوات‬
‫وغيرها من أذى للمهبل ‪ ،‬وأمراض كالسيلن ‪ ،‬كما يؤدى مداعبة‬
‫الفتاة لصدرها عند ممارستها للعادة إلى ترهل الثدى ‪.‬‬
‫ـ وهنا يجب أن ننبه إلى تلك العادة القبيحة التى استهوت بعض‬
‫الفتيات وهى ممارسة "السحاق" تقليدا ا لبعض الفنانات ! أو لما‬
‫تسمعه أو حفاظا ا على "شرفها وعفتها" ! فتلجأ الفتاة إلى تلك‬
‫العادة القبيحة التى أخذت فى النتشار بين علية القوم ‪ ،‬فالحذر‬
‫الحذر أيتها الفتاة من مقاربة تلك العادة ‪ ،‬أو مجالسة من تمارسها‬
‫ه‬
‫ه" ‪.‬‬‫ل فهل مي هن مأ ع هن م ن‬
‫جا ذ‬
‫معه ذبالد ل ل‬
‫س ذ‬
‫ن ه‬
‫م م‬
‫فإن " ه‬
‫ـ هناك من الزواج من يجامع أكثر من مرة فى كل مرة‬
‫يأتى فيِها أهله ‪ ،‬فهل هذا يؤثر على قوته الجنسيِة ؟‬
‫ـ الجواب ‪ :‬من المقرر لدى أهل الطب أن الرجل إذا أراد الجماع‬
‫فإنه ل يأتيه إل إذا شعر بالحاجة إليه ‪ ،‬وهنا تكون خصية الرجل‬
‫ممتلئة بالسائل المنوى ‪ ،‬مما قد يؤدى بالرجل إلى سرعة القذف‬
‫فى بعض الحيان ‪ ،‬فيستفرغ أكثر السائل المنوى ‪ ،‬فل يشعر‬
‫الزوجان بالستمتاع ‪ ،‬مما يحدو بالكثير إلى معاودة الكرة مرة‬
‫أخرى وثالثة ‪ ،‬وتكون الخصية قد أفرغت أكثر ما فيها من السائل‬
‫المنوى مما يؤدى إلى إطالة فترة الجماع فى المرة الثانية أو الثالثة‬
‫ـ وهناك من يزيد على هذا مما قد يؤدى إلى قذف "الدم" بدل ا من‬
‫السائل المنوى الذى أفرغته الخصية عن آخره )‪ ، (1‬فيصيب الرجل‬
‫والمرأة بالمرض ‪ ،‬فليكن الرجل على حذر من معاودة الجماع فى‬
‫المرة الواحدة أكثر من مرتين أو ثلث ـ ولكن هناك من يتأخر فى‬
‫القذف فى المرة الواحدة مما نيشعر الرجل والمرأة بالستمتاع‬
‫بالجماع ‪ ،‬فإن شاء عاود أو ترك ‪.‬‬
‫ـ فمْا هى عدد مرات المْعاشرة الزوجيِة التى ل تؤدى إلى‬
‫ضعف الرجل جنسيِا ا أو المْرأة ؟‬
‫ـ تقدم أن السلم هو دين الوسطية ‪ ،‬والوسطية فى مثل هذه‬
‫المور مطلوبة ‪ ،‬وعدد مرات المعاشرة الجنسية بين الزواج ل‬
‫تنحصر بعدد معين ‪ ،‬فبعض الرجال يجامع مرة أو أكثر فى كل يوم ‪،‬‬
‫والبعض فى كل ثلثة أيام مرة ‪ ،‬والبعض فى كل أسبوع مرة ‪ ،‬وغير‬
‫هذا ‪ ،‬ويرجع هذا إلى الحالة النفسية للرجل وللمرأة معا ا ‪ ،‬واستعداد‬
‫كل منهما لهذه العملية ‪ ،‬وكذا تختلف النساء ‪ ،‬فالبعض منهن‬

‫)‪(1‬‬
‫وقد حدثنى أحدهم بهذا عن نفسه ‪.‬‬
‫تحفة العروسين‬ ‫‪189‬‬

‫يشتهين هذا المر مرة كل يوم ‪ ،‬والبعض كل ثلثة أيام ‪ ،‬وهكذا ‪،‬‬
‫فالمر يختلف باختلف الناس وأحوالهم ‪.‬‬
‫ـ ما هى مواصفات الرجل المْحمْود عند النساء عند أهل‬
‫الباه فى كتب من سبق ؟‬
‫ـ قالوا ‪" :‬إن الرجال والنساء على أصناف شتى ‪ ،‬فمنهم محمود‬
‫ومنهم مذموم ‪.‬‬
‫)‪(2‬‬
‫فأما المحمود من الرجال عند النساء فهو كبير المتاع ‪ ،‬الشديد‬
‫‪ ،‬القوى ‪ ،‬الغليظ )‪ ، (3‬البطئ الهراقة )‪ ، (4‬السريع الفاقة من ألم‬
‫الشهوة ‪ ،‬وذلك مستحسن عند النساء من الرجال ‪ ،‬لن النساء إنما‬
‫يردن من الرجل عند الجماع أن يكون وافر المتاع ‪ ،‬طويل‬
‫الستمتاع ‪ ،‬خفيف الصدر ‪ ،‬ثقيل العجز ‪ ،‬بطئ الهراقة للماء ‪ ،‬سريع‬
‫الفاقة ‪ ،‬ويكون إيره مبلغا ا لقعر الفرج ‪ ،‬يسده سدا ا ويمده مدا ا ‪،‬‬
‫فهذا محمود عند النساء ‪ ،‬قال الشاعر ‪:‬‬
‫خصال ا ل تكون فى‬ ‫رأيت النساء يشتهين من الفتى‬
‫م‬
‫الرجال تدو ن‬
‫شبــاب ومـال وانفراد وصحـة ووفـر متــاع فـى النكــاح‬
‫يـدوم‬
‫وصـدر خفيـف فـوقهــن‬ ‫ومـن بـعد ذا عجز ثقيل نزوله‬
‫يعــــوم‬
‫أطـال أجـاد الفعــل فهـو‬ ‫ويبطــئ لهــراق لنه كلمـا‬
‫يــدوم‬
‫ليأتـــــى بإكــرام عليــه‬ ‫ا‬ ‫ومــن بعد إهـراق يفيق معجل‬
‫يحـــوم‬
‫ويكـون قــدره عنـدهــن‬ ‫فهذا الذى نيشفى النساء بنكحه‬
‫)‪(1‬‬
‫عظيـــم‬
‫ـ فمْا المْحمْود من النساء عندهم ؟‬
‫ـ قالوا ‪" :‬إن النساء على أصناف شتى ‪ ،‬فمنهن محمود ومنهن‬
‫مذموم ‪ ،‬فأما المحمود من النساء عند الرجال فهى ‪ :‬المرأة‬

‫كبر العضو ‪.‬‬‫)‪ (2‬كناية عن ذ‬


‫)‪ (3‬أى ‪ :‬غليظ الذكر ‪.‬‬
‫)‪ (4‬يعنى ‪ :‬بطئ فى إنزال الماء ‪ ،‬وهذا بدوره يؤدى إلى إطالة فترة الجماع مما يزيد من لذة‬
‫المرأة واستمتاعها ‪.‬‬
‫)‪ (1‬من كتاب الروض العاطر فى نزهة الخاطر للقاضى النفزاوى ‪.‬‬
‫‪190‬‬ ‫تحفة العروسين‬
‫الكاملة القد )‪ ، (2‬العريضة ‪ ،‬خصيبة اللحم ‪ ،‬كحيلة الشعر ‪ ،‬واسعة‬
‫الجبين ‪ ،‬زجة الحواجب )‪ ، (3‬واسعة العيون فى كحلة ناصعة ‪ ،‬وبياض‬
‫ناصح ‪ ،‬مفخمة الوجه ‪ ،‬أسيلة )‪ (4‬الخدين ‪ ،‬ظريفة النف ‪ ،‬ضيقة‬
‫الفم ‪ ،‬محمرة الشفاة واللسان ‪ ،‬طيبة رائحة الفم والنف ‪ ،‬طويلة‬
‫الرقبة ‪ ،‬غليظة العنق ‪ ،‬عريضة الكتاف ‪ ،‬واسعة المحزم )‪ ، (5‬كبيرة‬
‫الترمتين )‪ ، (6‬عريضة الصدر ‪ ،‬واقفة النهد ‪ ،‬ممتلئ صدرها ونهدها‬
‫لحما ا ‪ ،‬مقعدة البطن ‪ ،‬وسرتها واسعة غارقة ‪ ،‬عريضة العانة ‪ ،‬كبيرة‬
‫الفرج ‪ ،‬ممتلئ لحما ا من العانة إلى الترمتين ‪ ،‬ضيقة الفرج ليس‬
‫)‪(1‬‬
‫سخون تكاد النار تخرج منه ‪ ،‬ليس فيه رائحة‬ ‫فيه ندوة ‪ ،‬رطب ‪ ،‬ه‬
‫‪ ،‬قديرة غليظة الفخاذ والوراك ‪ ،‬ذات أرداف ثقال ‪ ،‬وأعكان وخصر‬
‫جيد ‪ ،‬ظريفة اليدين والرجلين ‪ ،‬عريضة الذراعين ‪ ،‬غليظة الزندين ‪،‬‬
‫بعيدة المنكبين ‪ ،‬إن أقبلت فتنت ‪ ،‬وإن أدبرت قتلت ‪ ،‬وإن جلست‬
‫كالقبة المنصوبة ‪ ،‬وإن رقدت كالبند )‪ (2‬العالى ‪ ،‬وإن وقفت كالعلم‬
‫)‪ ، (3‬قليلة الضحك والكلم فى غير نفع ‪ ،‬ثقيلة الرجلين عن الدخول‬
‫والخروج ولو لبيت الجيران ‪ ،‬قليلة الكلم معهم ‪ ،‬ل تعمل من النساء‬
‫صاحبة ول تطمئن لحد ول تركن إل لزوجها ‪ ،‬ول تأكل من يد أحد إل‬
‫من يد زوجها وقرابتها إن كان لها قرابة ‪ ،‬ول تخون فى شئ ول تغدر‬
‫ول تستر على حرام ‪ ،‬إن دعاها زوجها للفراش طاوعته وسبقته إليه‬
‫‪ ،‬تعينه على كل حال من الحوال ‪ ،‬قليلة الشكاية والنكاية ‪ ،‬ل‬
‫تضحك ول ينشرح خاطرها إل إذا رأت زوجها ‪ ،‬ول تجود بنفسها إل‬
‫على زوجها ولو نقتلت صبراا" )‪. (4‬‬
‫ـ وقيل ‪ :‬ومما يستحسن فى المرأة طول أربعة وهن أطرافها‬
‫وقامتها وشعرها وعنقها ‪.‬‬
‫ـ وقصر أربعة يدها ورجلها ولسانها وعينها فل تبذل ما فى بيت‬
‫زوجها ول تخرج من بيتها ول تستطيل بلسانها ول تطمح بعينها ‪.‬‬
‫ـ وبياض أربعة لونها وفرقها وثغرها وبياض عينها ‪.‬‬
‫ـ وسواد أربعة أهدابها وحاجبها وعينها وشعرها ‪.‬‬

‫)‪(2‬‬
‫القد ‪ :‬القوام ‪.‬‬
‫)‪(3‬‬
‫طويلة الحواجب دقيقها ‪.‬‬
‫)‪(4‬‬
‫أى لينة الخدين ‪.‬‬
‫)‪(5‬‬
‫الوسط ‪.‬‬
‫)‪(6‬‬
‫العجزتين ‪ :‬أى المؤخرتين ‪.‬‬
‫)‪(1‬‬
‫أى ‪ :‬قذارة ‪.‬‬
‫)‪(2‬‬
‫أى ‪ :‬العلم العالى ‪.‬‬
‫)‪(3‬‬
‫أى ‪ :‬كالعلمة ‪.‬‬
‫أى ‪ :‬حبسا ا ‪ ،‬من كتاب الروض العاطر فى نزهة الخاطر للقاضى النفزاوى ‪.‬‬ ‫)‪(4‬‬
‫تحفة العروسين‬ ‫‪191‬‬

‫ـ وحمرة أربعة لسانها وخدها وشفتها وإشراب بياضها بحمرة ودقة‬


‫أربعة أنفها وبنانها وخصرها وحاجبها ‪.‬‬
‫)‪(1‬‬
‫ـ وغلظ أربعة ساقها ومعصمها وعجيزتها وذاك منها ‪.‬‬
‫ـ وسعة أربعة جبينها ووجهها وعينها وصدرها ‪.‬‬
‫ـ وضيق أربعة فمها ومنخرها وخرق أذنها وذاك منها ‪ ،‬فهذه أحق‬
‫النساء بقول كثير ‪:‬‬
‫لو أن عزة خاصمت شمس الضحى * فى الحسن عند موفق‬
‫لقضى لها‬
‫وقال صالح بن حسان يوما ا لصحابه ‪ :‬هل تعرفون بيتا ا من الغزل‬
‫فى امرأة خفرة ؟ قلنا ‪ :‬نعم ‪ ،‬بيت لحاتم فى زوجته ماوية ‪:‬‬
‫إذا هى يوما ا حاولت أن‬ ‫يضئ لها البيت الظليل خصاصه‬
‫تبسما‬
‫ا‬
‫قال ما صنعتم شيئا ‪ ،‬قلنا ‪ :‬فبيت العشى ‪:‬‬
‫مـر السحابـة ل ريث ول‬ ‫كأن مشيتها مـن بيــت جارتها‬
‫عجل‬
‫قال ‪ :‬جعلها تدخل وتخرج ‪ ،‬قلنا ‪ :‬يا أبا محمد فأى بيت هو ؟ قال‬
‫‪ :‬قول أبى قيس بن السلت ‪:‬‬
‫وتعتـل عـن إتيـانهــن‬ ‫ويكرمهـا جاراتهـا فيـزرنهــا‬
‫فتعــذر‬
‫قلت ‪ :‬وأحسن من هذا كله ما قاله إبراهيم بن محمد الملقب‬
‫بنفطويه رحمه الله ‪:‬‬
‫إذا نمـت يغشى مضجعى‬ ‫وخبــرها الواشون أن خيالهـا‬
‫ووسادى‬
‫تعيرنـى غضبـى بطـول‬ ‫فخفرها فـرط الحياء فأرسلت‬
‫رقــــادى‬
‫)‪(2‬‬
‫ومما يستحسن فى المرأة ‪ :‬رقة أديمها ونعومة ملمسه ‪ ،‬كما‬
‫قال قيس بن ذريح ‪:‬‬
‫ومن بعد ما كنا نطافا‬ ‫تعلق روحى روحها قبل خلقنا‬
‫وفى المهد‬

‫)‪ (1‬كناية عن الفرج ‪.‬‬


‫)‪ (2‬جلدها ‪.‬‬
‫‪192‬‬ ‫تحفة العروسين‬
‫فليــس وإن متنا بمنفصم‬ ‫فــزاد كمــا زدنـا فأصبـح ناميـا ا‬
‫العهـد‬
‫ومؤنسنا فـى ظلمة القبـر‬ ‫ولكنــه بــاق علـى كـل حـادث‬
‫واللحـد‬
‫إذا اغتسلت بالماء من رقة‬ ‫يكاد مسيل الماء يخدش جلدها‬
‫الجلد‬
‫قلت ‪ :‬ومن المبالغة فى معنى البيت الخير قول أبى نواس ‪:‬‬
‫وفيــه مكـان الوهم من‬ ‫توهمــه قلبــى فأصبــح خــده‬
‫نظرى أثر‬
‫ا‬
‫ولـم أر جسما قـط‬ ‫ومــر بقلبــى خـاطــر فجرحته‬
‫يجرحه الفكر‬
‫فمـن غمـز كفـى فى‬ ‫وصافحــه كفــى فـآلــم كفــه‬
‫)‪(1‬‬
‫أنامله عقر‬
‫ـ فمْا المْكروه من الرجال عند أهل الباه ؟‬
‫ـ الجواب ‪ :‬قالوا ‪" :‬إن المكروه من الرجال عند النساء هو الذى‬
‫يكون رث الحالة ‪ ،‬قبيح المنظر ‪ ،‬صغير الذكر ‪ ،‬فيه رخو ‪ ،‬ويكون‬
‫رقيقا ا ‪ ،‬وإن أتى إلى امرأة ل يعرف لها بقدر ‪ ،‬ول بحظ ‪ ،‬يصعد على‬
‫ض ‪ ،‬ثم يولج فيها‬
‫صدرها من غير ملعبة ول بوس ول تعنيق ول ع ن‬
‫الذكر المرخى بعد مشقة وتعب ‪ ،‬فيهزه هزة أو هزتين ‪ ،‬فينزل من‬
‫على صدرها بجهده ‪ ،‬فيلقى نزوله أكثر من عمله ‪ ،‬ثم يجمد ذكره‬
‫ويقوم ‪.‬‬
‫كما قال بعضهم ‪ :‬يكون سريع الهراقة ‪ ،‬بطئ الفاقة من ألم‬
‫الشهوة ‪ ،‬صغير الذكر ‪ ،‬ثقيل الصدر ‪ ،‬خفيف العجز ‪ :‬فهذا ل خير‬
‫للمرأة فيه )‪. (2‬‬
‫ـ فمْا المْكروه من النساء عندهم ؟‬
‫ـ الجواب ‪ :‬قالوا ‪" :‬إن المكروه المبغوض من النساء عند الرجال ‪:‬‬
‫المرأة السمجة ‪ ،‬قليلة السر ‪ ،‬مكركدة الشعر )‪ ، (3‬خارجة الجبهة ‪،‬‬
‫ضيقة العينين ‪ ،‬مع رطبة ‪ ،‬كبيرة النف ‪ ،‬زرقة الشفتين ‪ ،‬واسعة‬
‫الغهبة )‪ ، (1‬نابتة‬ ‫الفم ‪ ،‬مكرمسة الخدين ‪ ،‬مفترقة السنان ‪ ،‬زرقة‬
‫)‪(1‬‬
‫ن الله تعالى بتحقيقه منذ‬
‫انظر ‪ :‬روضة المحبين المنسوب لبن القيم ‪ ،‬بتحقيقى ‪ ،‬وقد م ل‬
‫سنوات وبيان عدم نسبته إلى ابن القيم وبيان صلة النسب لصاحبه ‪.‬‬
‫)‪ (2‬من كتاب الروض العاطر فى نزهة الخاطر للقاضى النفزاوى ‪.‬‬
‫)‪ (3‬أى أن شعرها سئ ويعتبر البعض كركدة الشعر موطن جمال فى المرأة ‪.‬‬
‫)‪ (1‬أى ما يتدلى من أسفل الفم منتفخا ا ‪.‬‬
‫تحفة العروسين‬ ‫‪193‬‬

‫الذقن ‪ ،‬رقيقة الرقبة بعروق خارجين فيها ‪ ،‬قليلة عرض الكتاف ‪،‬‬
‫قليلة عرض الصدر ‪ ،‬لها ثديان كالجلود الطوال ‪ ،‬ولها بطن كالحوض‬
‫الفارغ ‪ ،‬وصرة طالعة كالجوزة ‪ ،‬وضلوع نائتين كالقواس ‪ ،‬وظهر له‬
‫سلول طالع ‪ ،‬وذترام ليس فيهم من اللحم من شئ ‪ ،‬وفرج واسع‬
‫بارد منتن وعفونة وماء ‪ ،‬كبيرة الركبتين والرجلين واليدين ‪ ،‬رقيقة‬
‫الساقين ‪.‬‬
‫)‪(2‬‬
‫فصاحبة هذه الخصال ليس فيها خير ول فيمن يتزوجها ويقربها‬
‫‪.‬‬
‫ـ قلت ‪ :‬الناس فى وصف جمال المرأة على طرق ومذاهب شتى‬
‫‪ ،‬فالسمينة عند البعض هى جميلة الجميلت ‪ ،‬بينما يرى البعض أن‬
‫نحيفة الجسم هى الجمل والفضل ‪ ،‬ومنهم من يقول ‪ :‬البياض‬
‫شطر الجمال ‪ ،‬والخر يقول ‪ :‬بل هو السمار ‪ ،‬ولكنهم جميعا ا اتفقوا‬
‫على أن المكروه من النساء ‪:‬‬
‫"كثيرة الحس ‪ ،‬عالية الصوت ‪ ،‬كثيرة الكلم ‪ ،‬خفيفة الرجل ‪،‬‬
‫قالة الخبار ‪ ،‬قليلة كتم السرار ‪ ،‬كثيرة‬ ‫كثيرة القيل والقال ‪ ،‬ن ن‬
‫الكذب ‪ ،‬صاحبة الحيال صاحبة الظلل ‪ ،‬همازة ‪ ،‬غمازة ‪ ،‬نمامة ‪،‬‬
‫صاحبة غيبة وضرق واشتغال ‪ ،‬كاشفة لسرار زوجها وفعائلها ‪ ،‬إن‬
‫قالت كذبت ‪ ،‬وإن وعدت خالفت ‪ ،‬وإن اؤتمنت خانت ‪ ،‬والفاسقة‬
‫والسارقة ‪ ،‬والعياطة ‪ ،‬والشهدارة ‪ ،‬والبهبارة ‪ ،‬وقليلة الدبارة )‪، (3‬‬
‫وكثيرة الشتغال بالناس وعيوبهم ‪ ،‬وكثيرة البحث والتفتيش على‬
‫الخبار الباطلة ‪ ،‬وكثيرة الرقاد ‪،‬كثيرة الشماتة بالمسلمين وبزوجها‬
‫عاية ‪ ،‬خفيفة ‪ ،‬منتنة الرائحة ‪ ،‬إذا ائتت قتلت‬ ‫‪ ،‬والتى تكون ملسانة د ن‬
‫‪ ،‬وإذا مشت أراحت" )‪. (1‬‬
‫وقيل لعرابى ‪ :‬صف لنا شر النساء ‪ :‬فقال ‪ :‬شرهن النحيفة‬
‫الجسم ‪ ،‬القليلة اللحم ‪ ،‬المحياض ‪ ،‬الممراض ‪ ،‬لسانها كأنه حربة ‪،‬‬
‫تبكى من غير سبب ‪ ،‬وتضحك من غير عجب ‪ ،‬عرقوبها حديد ‪،‬‬
‫منتفخة الوريد ‪،‬كلمها وعيد ‪ ،‬صوتها شديد ‪ ،‬تدفن الحسنات ‪،‬‬
‫وتفشى السيئات ‪ ،‬تعين الزمان على زوجها ‪ ،‬ول تعين زوجها على‬
‫الزمان ‪ ،‬إن دخل خرجت ‪ ،‬وإن خرج دخلت ‪ ،‬وإن ضحك بكت ‪ ،‬وإن‬

‫)‪(2‬‬
‫من كتاب الروض العاطر فى نزهة الخاطر للقاضى النفزاوى ‪.‬‬
‫)‪(3‬‬
‫الشهدارة والبهبارة والدبارة ‪ :‬أى الفحش والنميمة وقلة الذرية مع الحماقة ‪.‬‬
‫)‪(1‬‬
‫من كتاب الروض العاطر فى نزهة الخاطر للقاضى النفزاوى ‪.‬‬
‫‪194‬‬ ‫تحفة العروسين‬
‫بكى ضحكت ‪ ،‬تبكى وهى ظالمة ‪ ،‬وتشهد وهى غائبة ‪ ،‬قذ دلى‬
‫لسانها بالزور ‪ ،‬وسال دمعها بالفجور ‪ ،‬ابتلها الله بالويل والثبور‬
‫وعظائم المور ‪ ،‬هذه هى شر النساء ‪.‬‬
‫ـ فمْا تحب المْرأة من أخلق الرجل ؟‬
‫ـ الجواب ‪ :‬قالوا ‪" :‬الذى تحبه المرأة من أخلق الرجال أن يكون سخيا ا‬
‫شجاعا ا صدوقا ا ‪ ،‬حلو المنطق ‪ ،‬بصيرا ا بالجد والهزل ‪ ،‬وفيا ا بالعهد والوعد‬
‫‪ ،‬حليما ا متجمل ا لما يرد عليه من تلونهن ‪ ،‬وأن يكون ظريفا ا فى ملبسه‬
‫ومطعمه ومشربه ‪ ،‬وأن يكون كثير الخوان معتنيا ا بقضاء حوائجهن غير‬
‫متكره لذلك ‪ ،‬ول ضيق الصدر ‪ ،‬وأن يكون متجنبا ا لمعاشرة الوضاع‬
‫والسفلة وهمن ل خير فيه ‪ ،‬بل من يشاكله فى الظرف والزى والخلق ‪.‬‬
‫ومن دواعى المودة منهن أن يكون الرجل نظيف الثغر ويتفقد‬
‫ذلك بالسواك )‪ (2‬والشياء المطيبة للنكهة ‪ ،‬نظيف اليدين والرجلين‬
‫‪ ،‬والظفار يقلمها )‪ ، (3‬حسن الثياب ‪ ،‬طيب الرائحة ‪.‬‬
‫فإذا اجتمع مع هذه الوصاف كثرة المال والكرم فذاك الكامل‬
‫عندهم ‪ ،‬المحبوب إليهن )‪. (1‬‬
‫ـ وما يزيد فى شهوة الرجل ‪:‬‬
‫وقيل أن مما يزيد فى الشهوات ويحبب بعضهم إلى بعض ‪:‬‬
‫المذاكرة والمحادثة ‪ ،‬والعمدة فى هذا كله فراغ القلب وإدخال‬
‫السرور عليه ‪.‬‬
‫وقيل أن الذى يحرك شهوة الرجال للنساء تحريكها عجيزتها‬
‫وتغنجها فى كلمها وترجيعها بطرفيها وضربها كفيها على ذكر الرجل‬
‫وعركه )‪ (2‬وشخرها ونخرها )‪ (3‬عند الجماع ‪ ،‬وكشف حرها وأخذ يد‬
‫الرجل ووضعها عليه ‪ ،‬وكشف محاسن بدنها وإسبال شعرها ‪،‬‬
‫وتقبيلها له قائما ا منتصبا ا )‪ ، (4‬فإن حرها يختلج ويضرب عليها ‪ ،‬فإذا‬

‫)‪ (2‬كان ‪ ‬أول ما يدخل بيته يبدأ بالسواك ‪ ،‬وهذا ال ن‬


‫خلق يفتقده الكثير من أزواج اليوم ‪ ،‬وهو‬
‫الهتمام بنظافة الثغر والتسوك دفعا ا للروائح الكريهة التى تؤدى إلى نفرة الزوجة أو من يحدث‬
‫‪ ،‬كما يجب على المرأة مثل هذا ‪ ،‬وهو الهتمام بنظافة الفم ورائحته عامة وعند الجماع خاصة ‪.‬‬
‫)‪ (3‬انظر التعليق السابق ‪.‬‬
‫)‪ (1‬من كتاب الروض العاطر فى نزهة الخاطر للقاضى النفزاوى ‪.‬‬
‫)‪ (2‬سئل المام أبا حنيفة ‪ :‬هل يجوز للرجل أن يمس فرج امرأته ‪ ،‬أو المرأة تمس فرج زوجها ؟‬
‫قال ‪ :‬نعم ولعله أعظم للجر ‪.‬‬
‫)‪ (3‬شخر المرأة ونخرها وإن تعاطى الرجل التؤهات والحركات النعامة الحالمة والرعشة بين‬
‫بين يديه عند اقترابه منها ‪ ،‬والتقلب يمنة ويسرة ‪ ،‬كل هذا مما يزيد فى شهوة الرجل وتعلقه‬
‫أكثر بها ‪ ،‬واستمتاع الطرفين بالجماع ‪.‬‬
‫)‪ (4‬ل حرج فى استمتاع المرأة بفمها فرج زوجها أو العكس ‪.‬‬
‫تحفة العروسين‬ ‫‪195‬‬

‫جسته ولعبت به استرخت مفاصلها وذابت وهدأت حركتها ‪ ،‬وإذا‬


‫أخذته بيدها تفتقت شقائقها من داخل رحمها )‪. (5‬‬
‫واعلم أن كل ما يحرك الرجل من النظر والكلم واللمس يحرك‬
‫من المرأة أضعاف ذلك ‪.‬‬
‫ـ هل لمْمْارسة الجنس سن معيِن تنتهى عنده ؟‬
‫ـ الجواب ‪ :‬يظن البعض أن الجنس عند الرجل يقل أو ينتهى عند‬
‫فترة زمنية معينة ‪ ،‬وهذا خطأ ‪ ،‬فالجنس أو العملية الجنسية‬
‫والمعاشرة الجنسية ل صلة لها البتة بوصول الرجل إلى سن معين ‪،‬‬
‫بل يستطيع الرجل أن يمارس العملية الجنسية ما دامت عنده‬
‫القدرة على هذا ‪ ،‬وان بلغ من العمر السبعين أو أكثر ‪ ،‬وكذا هو عند‬
‫المرأة ‪.‬‬
‫ـ ومن أسباب الشهوة وما يقوي على الجمْاع ‪:‬‬
‫اعلم أن أسباب شهوة الجماع ستة ‪:‬‬
‫حرارة الصبا ‪ ،‬وكثرة المنى ‪ ،‬والتقرب فيمن يشتهى ‪ ،‬وحسن‬
‫الوجه ‪ ،‬وأطعمة معروفة ‪ ،‬والملمسة ‪.‬‬
‫وثمانية أشياء تقوى على الجماع وتعين عليه ‪ ،‬وهى ‪ :‬صحة البدن‬
‫‪ ،‬وفراغ القلب من الهموم ‪ ،‬وجلء النفس ‪ ،‬وكثرة الفرح ‪ ،‬وحسن‬
‫الغذاء ‪ ،‬واختلف واللوان ‪ ،‬وكثرة المال ‪ ،‬ومشاهدة الحيوانات وهى‬
‫تمارس العملية الجنسية ‪.‬‬
‫ـ ما هى العشاب والطعمْة المْقوية للشهوة ؟‬
‫ـ ومن الطعمة المقوية للشهوة المعينة على طول الجماع ‪:‬‬
‫الحبة السوداء‪،‬البصل ‪ ،‬الزنجبيل ‪ ،‬الفجل ‪ ،‬الجرجير ‪ ،‬الحمص ‪،‬‬
‫الكراث ‪ ،‬اللوبيا ‪ ،‬الجزر ‪ ،‬الجوز ‪ ،‬اللوز ‪ ،‬الموز ‪ ،‬الحمص ‪ ،‬الفلفل ‪،‬‬
‫السمسم ‪ ،‬الصنوبر ‪ ،‬الزعفران ‪ ،‬الحلبة ‪ ،‬الفستق ‪ ،‬البندق ‪ ،‬التين‬
‫‪ ،‬الحبهان ‪ ،‬جوزة الطيب ‪ ،‬القرنفل ‪ ،‬التمر هندى ‪ ،‬العنب ‪ ،‬الحمام ‪،‬‬
‫التفاح ‪ ،‬الكركديه ‪.‬‬
‫ومنها أيضا ا ‪ :‬اللبان ‪ ،‬خاصة لبن البقر والبل ‪ ،‬السماك وخاصة‬
‫الجمبرى ‪ ،‬لحوم الضأن والجدى الذكر السمين ‪ ،‬البيض خاصة‬

‫)‪ (5‬ومس المرأة فرجها بيمينها وشمالها جائز وكذلك مسها ذكر زوجها أو سيدها‬
‫بيمينها أو بشمالها جائز برهان ذلك أن كل ما ذكرنا فل نص فى النهى عنه وكل‬
‫م ع هل هي مك ن م‬
‫م‬ ‫حلر ه‬
‫ما ه‬ ‫ل له ن‬
‫كم ل‬ ‫ما ل نص فى تحريمه فهو مباح بقول الله تعالى ‪) :‬وهقهد م فه ل‬
‫ص ه‬
‫م إ ذل هي م ذ‬
‫ه( ‪ ،‬المحلى )‪. (77\2‬‬ ‫ضط نرذمرت ن م‬ ‫إ ذل ل ه‬
‫ما ا م‬
‫‪196‬‬ ‫تحفة العروسين‬
‫الصفار ‪ ،‬العسل ‪ ،‬العصافير ‪ ،‬بيض السمك ‪ :‬الكفيار ‪ ،‬الكوارع ‪،‬‬
‫الزبيب ‪.‬‬
‫وقيل ‪ :‬الجوز المشوى بتمر يقوى جدا ا على الباه ‪ ،‬والحمص‬
‫المطبوخ باللحم والبصل الكثير المقلى بالسمن ويضاف إليه بيض‬
‫ويقلى الجميع ‪ ،‬وصفار البيض يقلى ثم يصب عليه العسل الكثير‬
‫ويؤكل بالخبز ‪.‬‬
‫ـ وقيل ‪ :‬الزنجبيل اليابس إذا دق وشرب بلبن بقر غلى الريق‬
‫حرك شهوة الجماع ‪ ،‬والموز يحرك شهوة الجماع ويزيد فى المنى ‪،‬‬
‫واللبان كلها تدفع ضرر الجماع ‪.‬‬
‫ـ وبعض الطباء يصف خلطة تتكون من عدة نباتات مثل القرع‬
‫والشمام والبطيخ الصفر والخيار الذى يجب أن نيقشر ثم تسحق‬
‫هذه المكونات سحقا ا ناعما ا ثم يمزج المسحوق مع كمية من سكر‬
‫النبات الناعم لتحسين الطعم ويؤخذ منه ثلث ملعق متوسطة كل‬
‫يوم بشكل دائم أو حتى تتحسن الحالة وبفضل لمدة مائة يوم ‪.‬‬
‫ـ وبعض الطباء أيضا ا يؤكد على وضفة أخرى تعتمد على كوب‬
‫عسل ونصف كوب بصل ‪ ،‬ويقلى المزيج سويا ا حتى يتبخر العسل‬
‫وتنعدم رائحته تماما ا من العسل ‪ ،‬وتؤخذ منه ملعقة بعد كل أكلة ‪،‬‬
‫وهذا المزيج مفيد جدا ا ‪.‬‬
‫ـ وكذلك يفيد البصل المشوى والفستق وطلع النخل ‪ ،‬وهذا‬
‫المزيج مفيد جدا ا ول أثر له جانبي على الصحة ‪.‬‬
‫ـ ويؤكد بعضهم على أهمية "القرفة" حيث أنها تعمل على تنبيه‬
‫الجنس ‪ ،‬وتستعمل القرفة بعد سحقها فيؤخذ منها مقدار نصف‬
‫جرام فقط مع قليل من الماء مرتين إلى أربعة مرات يوميا ا ‪،‬‬
‫ويمكن إضافة مسحوق القرفة إلى القهوة أو الشاى دون تغيير فى‬
‫طريقة الستعمال ‪.‬‬
‫ـ هذا بالضافة إلى تناول الحبة السوداء مطحونة قدر ملعقة ‪،‬‬
‫وتضرب فى سبع بيضات بلدى وتؤخذ يوما ا بعد يوم ‪ ،‬لمدة شهر‬
‫تقريبا ا ‪ ،‬ويمكن تناول ثلثة فصوص ثوم بعد كل مرة منعا ا‬
‫للكوليسترول ‪.‬‬
‫ـ ومن الغذية القاطعة للباه ‪ :‬الكافور ‪ :‬استعماله يقطع الباه ‪،‬‬
‫وان شرب كان أقوى ‪ ،‬والكزبرة اليابسة ‪ :‬إذا نقعت فى ماء‬
‫وشرب نقيعها بسكر أو عسل قطع النعاظ )النتشار( ويبس المنى‬
‫‪ ،‬العدس ‪ :‬إذا طبخ بالعسل قلل شهوة الجماع ‪ ،‬الرجلة ‪ :‬تضعف‬
‫شهوة الجماع ‪.‬‬
‫تحفة العروسين‬ ‫‪197‬‬

‫ـ هل لليحاء عمْل فى العمْليِة الجنسيِة ؟‬


‫ـ الجواب ‪ :‬نعم ‪ ،‬للعامل النفسى واليحاء أثر كبير فى نجاح‬
‫العملية الجنسية أو فشلها ‪ ،‬فالرجل يستطيع أن يتغلب على ضعف‬
‫العملية الجنسية أو عدم النتصاب باليحاء الذاتى بقوته الجنسية‬
‫وقدرته على إنجاحها أو فشلها ‪ ،‬وكما نيقال ‪" :‬من يخاف من‬
‫العفريت يطلع له" ! فمن يخشى فشله عند الجماع سيفشل ‪ ،‬ومن‬
‫أقنع نفسه واقتنع بنجاحه سينجح ‪.‬‬
‫ـ فهل للثدييِن مهمْة جنسيِة عند المْرأة ؟‬
‫ـ الجواب ‪ :‬نعم ‪ ،‬بل هما من أهم الماكن إثارة عند المرأة ‪،‬‬
‫ومداعبة الرجل لهما يعجل بالنزال عندها ‪ ،‬قال تعالى عن ماء‬
‫ب( )الطارق ‪:‬‬ ‫ب هوالت لهرائ ذ ذ‬‫صل م ذ‬
‫ن ال ي‬
‫من ب هي م ذ‬‫ج ذ‬
‫خنر ن‬
‫الرجل والمرأة أنه ‪) :‬ي ه م‬
‫‪ (7‬والترائب ‪ :‬أى صدر المرأة ‪.‬‬
‫ـ هل من سبب للبرود الجنسى عند المْرأة ؟‬
‫ـ الجواب ‪ :‬قد يكون البرود الجنسى عند المرأة ناتجا ا من عوامل‬
‫نفسية كجهل الزوج بفن المداعبة والملعبة واستثارة المرأة ‪ ،‬أو‬
‫خوفها هى من فشل العملية الجنسية أو سرعة القذف عند الرجل‬
‫أو إهماله لها ‪ ،‬أو سوء المعاملة او إنشغال الذهن أو الخوف من‬
‫الحمل ونحو هذا ‪.‬‬
‫وعلى المرأة التى تعانى البرود الجنسى أن تحاول جاهدة فى‬
‫مساعدة زوجها كى يصل بها إلى حالة النشوة والشعور باللذة‬
‫الجنسية ‪ ،‬فل تتركه وحده يغرس ول يجد الرض الصالحة التى‬
‫تشتاق إلى غرسه وزرعه ‪ ،‬كما أن على الزوج أن ل يم ل‬
‫ل ـ ول‬
‫الزوجة ـ البحث عن مناطق الثارة عند زوجته واللعب على أوتارها‬
‫‪ ،‬وليعلم أن هذا حق زوجته عليه بل هو من أهم حقوقها وليحفظ‬
‫على نفسه أهله وبيته ‪.‬‬
‫ـ فمْا العلج ؟‬
‫ـ الجواب ‪ :‬العلج يكون بإبطال السباب ! ‪.‬‬
‫ـ ما هو الشبق ؟‬
‫ـ الجواب ‪ :‬الشبق هو الحساس وطلب النفس للجنس ‪ ،‬والشباع‬
‫الجنسى ‪.‬‬
‫ـ ما هى أسباب الشبق عند النساء ؟‬
‫‪198‬‬ ‫تحفة العروسين‬
‫ـ الجواب ‪ :‬إن شعور المرأة بالشبق الجنسى وطلب النفس لها‬
‫مذلحة عند المرأة يرجع إلى أسباب عديدة ‪ ،‬منها ‪:‬‬ ‫بصورة ن‬
‫زيادة الهرمونات النثوية لدى المرأة مما يؤدى بدوره إلى تضخم‬
‫البظر عندها وشعورها بالحاجة إلى الجنس ‪ ،‬الفراغ العقلى‬
‫والنفسى والبتعاد عن أسباب الحصانة الدينية ‪ ،‬أو إهمال المرأة فى‬
‫النظافة الجسدية لعضائها التناسلية بصورة جيدة ‪.‬‬
‫ـ والعلج ؟‬
‫ـ الجواب ‪ :‬العلج بمْضادات أسباب الشبق الجنسى ‪.‬‬
‫ـ هل تحتلم المْرأة كمْا يحتلم الرجل ؟‬
‫ـ الجواب ‪ :‬نعم ‪ ،‬روى مسلم فى صحيحه عن أم سليم ‪ " :‬أنها‬
‫سألت رسول الله‪ ‬عن المرأة ترى فى منامها ما يرى الرجل فى‬
‫منامه ‪ ،‬فقال رسول الله‪ ‬إذا رأت ذلك المرأة فلتغتسل ‪ ،‬فقالت أم‬
‫سلمة ‪ :‬واستحييت من ذلك ‪ ،‬قالت ‪ :‬وهل يكون هذا ؟ فقال رسول‬
‫الله ‪ : ‬فمن أين يكون الشبه ‪ ،‬إن ماء الرجل غليظ أبيض وماء‬
‫المرأة رقيق أصفر فمن أيهما عل أو سبق يكون منه الشبه" ‪ ،‬وفى‬
‫رواية عند المام مسلم أيضا ا ‪" :‬إذا عل ماؤها ماء الرجل أشبه الولد‬
‫أخواله وإذا عل ماء الرجل ماءها أشبه الولد أعمامه" ‪.‬‬
‫ـ أحيِانا ا يــذكر الرجــل ـــ أو المْــرأة ـــ أنــه احتلــم ‪ ،‬ثــم إذا‬
‫استيِقظ ل يجد ماء ‪ ،‬فهل عليِه الغسل ‪ ،‬أو ل يذكر احتلما ا‬
‫ثم ريصبح فيِجد المْاء ‪ ،‬فهل عليِه غسل ؟‬
‫ـ الجواب ‪ :‬روى المام أبو داود ومن طريقه البيهقى عن عائشة‬
‫ما ؟‬‫حت ذهل ا‬ ‫ل وههل ي هذ مك ننر ا م‬ ‫جد ن ال مب هل ه ه‬ ‫ل يه ذ‬ ‫ج ذ‬ ‫ن اللر ن‬ ‫ذ‬ ‫ل الل لهذ ‪ ‬ع ه‬ ‫سو ن‬ ‫ل هر ن‬‫سئ ذ ه‬ ‫قالت ‪ " :‬ن‬
‫جد م ب هل هال ؟ هقا ه‬ ‫ه‬
‫ل‪:‬‬ ‫م يه ذ‬‫م وهل ه م‬ ‫حت هل ه ه‬‫ه قهد ذ ا م‬ ‫ل ي ههرى أن ل ن‬ ‫ج ذ‬‫ن اللر ن‬ ‫ل ‪ ،‬وهع ه ذ‬‫س ن‬ ‫ل ‪ :‬ي هغمت ه ذ‬‫هقا ه‬
‫ه‬ ‫ن‬
‫ممرأةذ ت ههرى‬ ‫ل ع ههلى ال م ه‬ ‫ل الل لهذ هه م‬ ‫سو ه‬ ‫ة ‪ :‬هيا هر ن‬ ‫م ه‬ ‫سل ه ه‬‫م ه‬ ‫تأ ي‬ ‫ل ع هل هي مهذ ‪ ،‬هقال ه م‬‫س ه‬‫هل غ ن م‬
‫)‪(1‬‬
‫ل" ‪.‬‬ ‫جا ذ‬ ‫قائ ذقن المر ه‬ ‫ش ه‬ ‫ساهء ه‬ ‫ن الن م ه‬ ‫م ‪ ،‬إذ ل‬ ‫ل ‪ :‬ن هعه م‬ ‫ل ؟ هقا ه‬ ‫س ل‬ ‫ك غن م‬‫ذ هل ذ ه‬
‫ـ فمْا أهمْيِة ومكانة الجنس عند المْرأة ؟‬
‫ـ الجواب ‪ :‬إن الحياة الزوجية ليس حياة جنسية فحسب ‪ ،‬بل هى‬
‫إتباع لكتاب الله تعالى وسنة رسوله ‪ ، ‬وما فى الزواج من الفوائد‬
‫العظيمة من حفظ النساب وإفراغ الشهوة عند الرجل والمرأة فى‬
‫موضعها الصحيح الحلل ‪ ،‬والتكاثر الذى حثنا عليه النبى ‪ ، ‬وإخراج‬
‫النشأ الذى يحمل راية التوحيد عالية خفاقة ‪ ،‬إلى غير ذلك الكثير‬
‫من فوائد الزواج التى تقدم بعضها فى أول الكتاب ‪ ،‬فالجنس عند‬
‫الرجل يأخذ مرتبة متأخرة بخلف المرأة ‪ ،‬كما أن للعملية الجنسية‬
‫)‪(1‬‬
‫تقدم ‪.‬‬
‫تحفة العروسين‬ ‫‪199‬‬

‫عند الزوجة مكانتها ‪ ،‬ولكن يعلو هذه المكانة والمرتبة أن يمرر‬


‫الرجل أصابعه خلل شعرها ‪.‬‬
‫‪ ㄹ-‬أن تضع المرأة خدها على كف أو صدر زوجها ‪.‬‬
‫‪ ㄹ-‬لمسة حانية من زوجها تغنيها عن الجماع ‪.‬‬
‫‪ ㄹ-‬إن لمسة الحنان تراها المرأة من زوجها تأجج الحب فى قلبها ‪.‬‬
‫‪ ㄹ-‬أن يهمس فى أذنها ‪ :‬أحنبك ‪ ،‬فالهم من جماع الزوجة أن تشعر‬
‫بحب زوجها لها فى كل حركة وسكنة وكلمة ولمسة منه لها ‪ ،‬فل‬
‫تظن أخى أن سعادة المرأة وحظها مقصور فقط على العملية‬
‫الجنسية أو الفراش ! فالحب ليس إل فصل ا من حياة الرجل ‪،‬‬
‫ولكنه كل الفصول وحياة المرأة ‪ ،‬بل له تعيش وعنه تبحث ‪.‬‬
‫ـ فمْاذا تقول فيِمْا يسمْونه بـ"الحب العذرى" ‪ ،‬وهو الحب‬
‫الروحى كمْا يطلقون عليِه ‪ ،‬فل جمْاع فيِه ول نكاح ‪ ،‬فهل‬
‫هناك حب بل جمْاع ول نكاح بيِن الزوجيِن ؟‬
‫ـ الجواب ‪" :‬قال أبو الهذيل العلف ‪ :‬ل يجوز فى دور الفلك ول فى‬
‫تركيب الطبائع ول فى الواجب ول فى الممكن أن يكون محب ليس‬
‫لمحبوبه إليه ميل ‪ ،‬وإلى هذا المذهب ذهب أبو العباس الناشىء‬
‫حيث يقول ‪:‬‬
‫حر الهوى تجدين ما‬ ‫ك شاهـدتان أنـك مـن‬ ‫عينا ذ‬
‫أجد‬
‫تتجلديــن ومـا بنا جلـد‬ ‫ض‬
‫بـك ما بنا لكن على مض س‬
‫وقال أبو عيينه ‪:‬‬
‫كلنا يقاسى الليـل‬ ‫تبيت بنا تهذى وأهـذى بذكرها‬
‫وهـو مسهد‬
‫كذاك أراها فى الكرى‬ ‫وما رقـدت إل رأتنـى ضجيعها‬
‫حين أرقد‬
‫وأسألها يقظــان عنــه‬ ‫تقــر بذنبـى حيـن أغفو ونلتقى‬
‫فتجحــد‬
‫تجلــد أحيانــا ا ومـا لـى‬ ‫كلنا سواء فـى الهوى غير أنها‬
‫تجلـد‬
‫وقال عروة بن أذينة ‪:‬‬
‫خلقت هواك كما‬ ‫إن التــى زعمــت فـؤادك ملها‬
‫خلقت هوى لها‬
‫‪200‬‬ ‫تحفة العروسين‬
‫أبــدى لصاحبــه‬ ‫فبــك الذى زعمت بها فكلكما‬
‫الصبابــة كلهـا‬
‫فففإذا تشففاكلت النفففوس وتففازجت الرأواح وتفففاعلت تفففاعلت عنهففا البأففدمان وطلبففت نظي ف‬
‫المرففتزاج والفوارأ الففذي بأيف الرأواح ‪ ،‬فففإن البففدمن آلففة الففروح ومرركبففه ‪ ،‬وبففذا رأكففب الف سففبحانه‬
‫شهوة المجاع بأي الذكر والنثى طلبا للمرففتزاج والختلطا بأيف البففدمني كمجفا هففو بأيف الروحيف‬
‫‪ ،‬ولفذا يسفمجى جاعفا وخلطفا ونكاحفا وإفضفاء ؛ لن كفل واحفدم مرنهمجفا يفضفي إلف صفاحبه‬
‫فيزول الفضاء بأينهمجا ‪.‬‬
‫فإن قيل ‪ :‬فهذا يوجب تأكد الحب بالجماع وقوته به ‪ ،‬والواقع‬
‫خلفه ‪ ،‬فإن الجماع يطفئ نار المحبة ويبرد حرارتها ويسكن نفس‬
‫المحب ‪.‬‬
‫قيل ‪ :‬الناس مختلفون فى هذا فمنهم من يكون بعد الجماع أقوى‬
‫محبة وأمكن وأثبت مما قبله ‪ ،‬ويكون بمنزلة من وصف له شئ‬
‫ملئم فأحبه فلما ذاقه كان له أشد محبة وإليه أشد اشتياقا ا ‪ ،‬وقد‬
‫ثبت في الصحيح عن النبى‪ ‬في حديث عروج الملئكة إلى ربهم أنه‬
‫سبحانه يسألهم عن عباده وهو أعلم بهم فيقولون ‪" :‬إنهم يسبحونك‬
‫ويحمدونك ويقدسونك ؟ ‪ ،‬فيقول ‪ :‬وهل رأونى ؟ فيقولون ‪ :‬ل ؟‬
‫فيقول ‪ :‬فكيف لو رأونى ؟! تقول الملئكة ‪ :‬لو رأوك لكانوا أشد‬
‫تسبيحا ا وتقديسا ا وتمجيدا ا ‪ ،‬ثم يقولون ‪ :‬ويسألونك الجنة ‪ ،‬فيقول ؟‬
‫وهل رأوها ؟ فيقولون ‪ :‬ل فيقول ‪ :‬فكيف لو رأوها ؟ فتقول‬
‫الملئكة ‪ :‬لو رأوها لكانوا أشد لها طالبا ا "وذكر الحديث ‪ ،‬ومعلوم‬
‫أن محبة من ذاق الشيء الملئم وعدم صبره عنه أقوى من محبة‬
‫من لم يذقه ‪ ،‬بل نفسه مفطومة عنه ‪ ،‬والمودة التي بين الزوجين‬
‫والمحبة بعد الجماع أعظم من التي كانت قبله ‪ ،‬والسبب الطبيعى‬
‫أن شهوة القلب ممتزجة بلذة العين ‪ ،‬فإذا رأت العين اشتهى القلب‬
‫م اجتمع شهوة القلب ولذة العين ولذة‬ ‫م الجس ه‬
‫‪ ،‬فإذا باشر الجس ن‬
‫المباشرة ‪ ،‬فإذا فارق هذه الحال كان نزاع نفسه إليها أشد وشوقه‬
‫إليها أعظم ‪ ،‬كما قيل ‪:‬‬
‫إذا دنت الديانر من الدياهر‬ ‫ا‬ ‫وأكثر ما يكون الشوق يوما‬
‫ولذلك يتضاعف اللم والحسرة على من رأى محبوبه أو باشره‬
‫ثم حيل بينه وبينه ‪ ،‬فتضاعف ألمه وحسرته فى مقابلة مضاعفة لذة‬
‫من عاوده ‪ ،‬وهذا فى جانب المرأة أقوى ‪ ،‬فإنها إذا ذاقت عسيلة‬
‫تحفة العروسين‬ ‫‪201‬‬

‫الرجل ول سيما أول عسيلة لم تكد تصبر عنه بعد ذلك ‪ ،‬قال أيمن‬
‫بن خريم ‪:‬‬
‫ويحى اجتناب الخلط العتابا‬ ‫ط النساء‬‫ب خل ه‬ ‫يميت العتا ن‬
‫وتزوج زهير بن مسكين الفهرى جارية ولم يكن عنده ما يرضيها‬
‫به ‪ ،‬فلما أمكنته من نفسها لم تر عنده ما ترضى به فذهبت ولم تعد‬
‫‪ ،‬فقال فى ذلك أشعارا ا كثيرة منها ‪:‬‬
‫ف قبلة كفاك أما شئ لديك سوى‬ ‫تقــول وقــد قلبلتها ألــ ه‬
‫القبل‬
‫فقلت لها حب على القلب حفظه وطـول بكاء تستفيض‬
‫لـه المقل‬
‫فقالت لعمر الله مـا لــذة الفتـى من الحب فى قول‬
‫يخالفه الفعل‬
‫وقال آخر ‪:‬‬
‫رأت حبـــى سعـاد بـل جماع فقـالـــت حبـلنــا حبــل‬
‫انقطــاع‬
‫متــاع منــك يـدخــل‬ ‫ولســت أريــد حبــا ا ليس فيه‬
‫فــى متاعى‬
‫ا‬ ‫ا‬
‫فلــو قبـلتنـــى ألفــا وألفــا لمـــا أرضيــت إل‬
‫بالجــمــــاع‬
‫إذا ما الصب لم يك ذا جماع يـرى المحبــوب كالشــئ‬
‫المضاع‬
‫وداعيــة لهــل العشـــق‬ ‫جمــاع الصـب غـاية كل أنثى‬
‫داعـــى‬
‫فإنــك بعــد هــذا لــن‬ ‫فقلــت لهــا وقــد ولت تعالى‬
‫تـراعـــى‬
‫وإنــك لــو سـألــت بقاء يوم خلــى عــن جمـاعــك لـن‬
‫تطاعـى‬
‫فقـالـــت مـرحبــا ا بفتـى كريم ول أهـــل ا بــذى الخنــع‬
‫اليـــراع‬
‫إذا مـا البعـل لـم يك ذا جماع نيــرى فــى البيــت مـن‬
‫سقط المتاع‬
‫وقال آخر ‪:‬‬
‫‪202‬‬ ‫تحفة العروسين‬
‫فكم زورة منــى‬ ‫ولمــا شكوت الحب قالت كذبتنى‬
‫قصدتك خاليا ا‬
‫قعدت وحاجات الفؤاد‬ ‫فمــا حــل فيهـا مـن إزار للـــذة‬
‫كما هيا‬
‫ويرجـع بعد الورد‬ ‫وهــل راحــة للمـرء فى ورد منهل‬
‫ظمآن صاديا ا‬
‫وقال العباس بن الحنف ‪:‬‬
‫ا‬
‫ف وصل لمعشوقين لــم يذقا وصل يجل على كل‬ ‫لم يص م‬
‫اللذاذات‬
‫وقال هدبة بن الخشرم ‪:‬‬
‫نفــث الرقــى وعقدك‬ ‫والله مــا يشـفى الفـؤاد الهائمـا‬
‫التمائما‬
‫ول اللــزام دون أن‬ ‫ول الحديــث دون أن تـلزمــا‬
‫تفــاعــما‬
‫م‬
‫وتعلــو القـوائـــ ن‬ ‫ول الفعــام دون أن تفــاقمـــا‬
‫القـوائمـــا‬
‫وقال آخر ‪:‬‬
‫فــى نظــرة قضـــت‬ ‫قـــول لعــاتـكــــة التـــى‬
‫الـوطــــر‬
‫ول أريــــــدك‬ ‫إنـــى أريــدك للنــكــــاح‬
‫للنــظــــــــر‬
‫لقنـعـــت عنـــها‬ ‫لــو كــان هــذا مقــنعـــى‬
‫بالقمــــــر‬
‫وقال آخر ‪:‬‬
‫ووضــع للبطون علــى‬ ‫دواء الحــب تقبيــل وشــم‬
‫البطون‬
‫وأخـذ بالمناكــب‬ ‫ورهــز تــذرف العينــان منـه‬
‫والقــــرون‬
‫وقالت امرأة وقد ط نذلبت منها المحادثة ‪:‬‬
‫ل ول‬ ‫ول بتقبيــــ س‬ ‫ليــس بهــذا أمـرتنــى أمـى‬
‫بشـــم س‬
‫يسقـط منه خاتمى‬ ‫ا‬
‫ن جماعـا قد يسلى همى‬ ‫لكــ م‬
‫فى كمى‬
‫وقد كشف الشاعر سبب ذلك حيث يقول ‪:‬‬
‫تحفة العروسين‬ ‫‪203‬‬

‫أجــدى وزادت لوعة‬ ‫ب إلفه ! ألفا ا لما‬


‫لـو ضـم صـ ل‬
‫وغرام‬
‫فتألفـت مــن بعدها‬ ‫أرواحهم مــن قبـل ذاك تألفت‬
‫الجسام‬
‫وقال المؤلف ‪:‬‬
‫وقلت لــه أشكو إلـى‬ ‫سألت فقيــه الحب عن علة الهوى‬
‫الشيخ حاليا‬
‫بأحشاء مــن تهوى إذا‬ ‫فقال دواء الحب أن تلصق الحشا‬
‫كنت خاليا‬
‫وتلثمـــه حتــى يــرى‬ ‫وتتحــدا مــن بعــد ذاك تعـانقـا‬
‫لــك ناهيـا‬
‫علــى المـن مـا دام‬ ‫فتقضـى حـاجــات الفـؤاد بأسرها‬
‫الحبيب مؤاتيا‬
‫وصــال بــه الرحمــن‬ ‫ل فحبذا‬ ‫إذا كـان هـذا فـي حــل س‬
‫تلقــاه راضيا ا‬
‫عــذاب بــه تلقــى العنــا‬ ‫وإن كــان هــذا فــى حـرام فإنه‬
‫والمكاويا‬
‫قال هؤلء ‪ :‬ول يستحكم الحب إل بعد أن يشق الرجل رداءه‬
‫وتشق المرأة المعشوقة برقعها كما قال الشاعر ‪:‬‬
‫إذا شــق بــرد شــق بالبرد برقـع دواليــك حتــى كلنـا‬
‫غير لنس‬
‫فكــم قــد شققنا مـن رداء محبر ومــن برقــع عن طفلة‬
‫غير عانس‬
‫ولما بلغ بعض الظرفاء قول المأمون ‪ :‬ما الحب إل قبلة ‪ ،‬البيات‬
‫‪ ،‬قال ‪ :‬كذب المأمون ‪ ،‬ثم قال ‪:‬‬
‫فـــــوا ويــــل ا إذا‬ ‫وبــاض الحــــب فـــى قلبـــى‬
‫فـــــرخ‬
‫إذا لـــم أكنــــس‬ ‫ومـــــا ينفعنــــــى حبــــــى‬
‫البــربـــخ‬
‫خــرجيـــه علــى‬ ‫وإن لــــــم يضـــــع الصلــع‬
‫المطبـــــخ‬
‫وقال ابن الرومى ‪:‬‬
‫‪204‬‬ ‫تحفة العروسين‬
‫إليهــا وهــل بعد العناق‬ ‫أعانقـــها والنفـــس بعـد مشوقة‬
‫تدانى‬
‫فيشتـــد مــا ألقـى‬ ‫وألثــم فاهــا كـى تـزول صبابتى !‬
‫من الهيمان‬
‫ليشفيـــه مــا‬ ‫ولم يـك مقدار الذيِ بى من الجوى‬
‫تـرشـــف الشفتان‬
‫سـوى أن أرى‬ ‫كـأن فؤادى ليــس يشفــى غليلــه‬
‫الروحيـن تمتزجان‬
‫ـ ورأت طائفة أن الجماع يفسد العشق ويبطله أو يضعفه واحتجت‬
‫بأمور منها ‪ :‬أن الجماع هو الغاية التي تطلب بالعشق فما دام‬
‫العاشق طالبا ا فعشقه ثابت ‪ ،‬فإذا وصل إلى الغاية قضى وطره‬
‫وبردت حرارة طلبه وطفئت نار عشقه ‪ ،‬قالوا ‪ :‬وهذا شأن كل‬
‫طالب لشيء إذا ظفر به ‪ ،‬كالظمآن إذا روى والجائع إذا شبع ‪ ،‬فل‬
‫معنى للطلب بعد الظفر ‪ ،‬ومنها ‪ :‬أن سبب العشق فكرى وكلما‬
‫قوى الفكر زاد العشق ‪ ،‬وبعد الوصول ل يبقى الفكر ‪ ،‬ومنها ‪ :‬أنه‬
‫قبل الظفر ممنوع والنفس مولعة بحب ما منعت منه كما قال ‪:‬‬
‫وزادنــى كلفــا ا فــى الحــب أن منعت أحــب شــئ إلـى‬
‫النسان مـا منعا‬
‫وقال الخر ‪:‬‬
‫فتطاردى لى بالوصال قليل ا‬ ‫لول طراد الصيد لم تك لذة‬
‫ا‬
‫قالوا ‪ :‬وكانت الجاهلية الجهلء في كفرهم ل يرجون ثوابا ول‬
‫يخافون عقابا ا ‪ ،‬وكانوا يصونون العشق عن الجماع ‪ ،‬كما ذكر أن‬
‫أعرابيا ا علق امرأة فكان يأتيها سنين وما جرى بينهما ريبة ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫فرأيت ليلة بياض كفها في ليلة ظلماء فوضعت يديِ على يدها ‪،‬‬
‫فقالت ‪ :‬مه ‪ ،‬ل تفسد ما صلح ‪ ،‬فإنه ما نكح حب إل فسد ‪ ،‬فأخذ‬
‫ذلك المأمون فقال ‪:‬‬
‫ف وعضـــــد‬ ‫وغمـــز كـــ س‬ ‫مـــا الحـــب إل نظـــرة‬
‫أجـــل مــن نفـــث‬ ‫أو كتــــب فيهــــا رقــى‬
‫العقــد‬
‫إن نكـــح الحــــب‬ ‫مــا الحــب إل هـكــــذا‬
‫فســـد‬
‫فإنــمـــــا يبغــــى الولــد‬ ‫مـــن كــان هــذا حبــــه‬
‫تحفة العروسين‬ ‫‪205‬‬

‫وهوة آخلر امرأة فدام الحال بينهما فى اجتماع وحديث ونظر ‪ ،‬ثم‬
‫إنه جامعها ‪ ،‬فقطعت الوصل بينهما فقال ‪:‬‬
‫لو لـم أواقـع دام لـى وصلها فليتنــى ل كنــت واقعتــها‬
‫وقيل لخر شكا فراق محبوبة له ‪:‬‬
‫فارفق بنفسك إن الرفق‬ ‫أكثــرت من وطئها والوطء مسأمة‬
‫محمود‬
‫قال الصمعى ‪ :‬قلت لعرابية ما تعدون العشق فيكم ؟ قالت ‪:‬‬
‫العناق والضمة والغمزة والمحادثة ‪ ،‬ثم قالت ‪ :‬يا حضرى ‪ :‬فكيف‬
‫هو عندكم ؟ قلت ‪ :‬يقعد بين شعبها الربع ثم يجهدها ‪ ،‬قالت ‪ :‬يا ابن‬
‫أخى ما هذا عاشق هذا طالب ولد ‪.‬‬
‫وسئل أعرابى عن ذلك فقال ‪ :‬مص الريق ولثم الشفة والخذ‬
‫من أطايب الحديث ‪ ،‬فكيف هو فيكم أيها الحضرى ؟ فقال ‪ :‬العفس‬
‫الشديد والجمع بين الركبة والوريد ‪ ،‬ورهز يوقظ النائم ويشفى‬
‫القلب الهائم ‪ ،‬فقال ‪ :‬بالله ما يفعل هذا العدو الشديد ‪ ،‬فكيف‬
‫الحبيب الودود ‪.‬‬
‫والمقصود ‪ :‬أن هذه الفرقة رأت أن الجماع يفسد العشق ‪،‬‬
‫فغارت عليه مما يفسده وإن لم تتركه ديانة ‪ ،‬ويحكى أن رجل ا‬
‫عشق امرأة فقالت له يوما ا ‪ :‬أنت صحيح الحب غير سقيمه ‪ ،‬وكانوا‬
‫يسمون الحب على الخنا الحب السقيم ‪ ،‬فقال ‪ :‬نعم ‪ ،‬فقالت ‪:‬‬
‫اذهب بنا إلى المنزل ‪ ،‬فما هو إل أن حصلت فى منزله فلم يكن له‬
‫همة غير جماعها ‪ ،‬فقالت له وهو كذلك ‪:‬‬
‫أسرفت فى وطئنا والوطء مقطعة فارفق بنفسك إن الرفق‬
‫محمود‬
‫فقال لها وهو على حاله ‪:‬‬
‫لو لم أطأك لما دامت محبتنا لكن فعلى هــذا فعــل مجهود‬
‫فنفرت من تحته وقالت ‪ :‬يا خبيث أراك خلف ما قلت من صحة‬
‫الحب ‪ ،‬ولم تجعل جماعى إل سببا ا لذهاب حبك ‪ ،‬والله ل ضمنى‬
‫ف أبدا ا‬
‫وإياك سق ل‬
‫ـ وفصل الخطاب بين الفريقين أن الجماع الحرام يفسد الحب ول‬
‫بد أن تنتهي المحبة بينهما إلى المعاداة والتباغض والقلى كما هو‬
‫‪206‬‬ ‫تحفة العروسين‬
‫مشاهد بالعيان ‪ ،‬فكل محبة لغير الله آخرها قلى وبغض فكيف إذا‬
‫قارنها ما هو من أكبر الكبائر")‪. (1‬‬
‫ـ فمْاذا للرجل من زوجته وهو صائأم ؟‬
‫ـ للرجل من زوجته وهو صائم ‪ :‬القبلة ‪ ،‬وهذا ل ينقض الوضوء‬
‫كما يظن الكثير ‪ ،‬فقد صح عن أم المؤمنين عائشة ـ رضى الله‬
‫عنها ـ أنها قالت ‪" :‬قلبل رسول الله ‪ ‬بعض نسائه ‪ ،‬ثم خرج إلى‬
‫المصلى ولم يتوضأ" )‪. (1‬‬
‫ـ هذا لمن يملك نفسه ـ فل يتجاوز القبلة ‪ ،‬وأما من ل يملك نفسه‬
‫فليس له ذلك حتى ل يفسد على نفسه صيامه ‪.‬‬
‫ـ فمْاذا على من وقع على أهله فى نهار رمضان ؟‬
‫ـ عليه الكفارة ‪ ،‬فقد جاء رجل إلى النبى ‪ ‬فقال ‪ :‬يا رسول الله ‪:‬‬
‫ت على أهلى ‪ ،‬وأنا صائم ‪،‬‬ ‫ت ‪ ،‬قال ‪ :‬وما أهلكك ؟ قال ‪ :‬وقع ن‬ ‫هلك ن‬
‫فقال رسول الله‪ : ‬هل تجد رقبة تعتقها ؟ قال ‪ :‬ل ‪ ،‬قال ‪ ،‬فهل‬
‫تستطيع أن تصوم شهرين متتابعين ؟ قال ‪ :‬ل ‪ ،‬قال ‪ :‬هل تجد‬
‫إطعام ستين مسكينا ا ؟ قال ‪ :‬ل ‪ ،‬قال ‪ :‬فاجلس ‪ ،‬قال روى الحديث‬
‫‪ :‬فينما نحن على ذلك إذا أتى ‪ ‬بعرق فيه تمر ‪ ،‬فقال ‪ :‬أين‬
‫السائل؟ قال ‪ :‬أنا ‪ ،‬قال ‪ :‬خذ هذا فتصدق به ‪ ،‬قال ‪ :‬أعلى الرض‬
‫أفقر منى ؟ فوالله ما بين لبتيها أهل بيت أفقر منا ‪ ،‬فضحك رسول‬
‫الله ‪ ‬وقال ‪ :‬أطعمه أهلك" )‪. (2‬‬
‫ـ هل الزواج هو السهم القاتل للحب ؟‬
‫ـ نعم ! عند من يرى العراض مباحة مستباحة للجميع ‪ ،‬الكل‬
‫يرتع فيها ‪ ،‬والكل يأخذ منها ‪ ،‬أما عند أصحاب الدين فالزواج هو‬
‫"الكليل" الذى يتوج الحب ويكلله ‪.‬‬

‫ـ فهل يكون الحب قبل الزواج أو بعده ؟‬


‫ـ الجواب ‪ :‬إن الحترام المتبادل بين الزوجين ‪ ،‬وسعى كل طرف‬
‫لسعاد الطرف الخر ‪ ،‬والبتعاد عما ينفره منها ويكرهه من أهم‬
‫السباب التى تأتى بالحب الذى يعيش وينمو برعاية الزوجين له‬
‫والمحافظة عليه ‪.‬‬
‫ـ فمْا هو الدواء الناجع لفتن الطريق ؟‬

‫)‪ (1‬روضة المحبين المنسوب للمام ابن القيم ‪ ،‬بتصرف ‪.‬‬


‫)‪ (1‬صحيح ‪ :‬أخرجه أحمد ‪.‬‬
‫)‪ (2‬صحيح ‪ :‬أخرجه البخارى ومسلم ‪.‬‬
‫تحفة العروسين‬ ‫‪207‬‬

‫ـ الدواء الناجع لفتن الطريق ‪ :‬قال ‪" : ‬إذا أحدكم أعجبته المرأة‬
‫فوقعت فى قلبه فليعمد إلى امرأته فليواقعها فإن ذلك يرد ما فى‬
‫نفسه" )‪. (1‬‬
‫كرك الشيطان‬ ‫ولكل شاب أقول له قول ابن مسعود ‪" : ‬إذا ذ ل‬
‫المفاتن ‪ ،‬فتذكر أنت المناتن" فإذا زلين لك الشيطان الرداف تذكر‬
‫أنت ما بينها ‪ ،‬وهو مجرى الغائط ‪ ،‬ولو أن تلك الجميلة تسير‬
‫كرك النهود‬ ‫والغائط يسيل منها ‪ ،‬ورائحة ضراطها وفسائها ‪ ،‬وإذا ذ ل‬
‫تذكر أنت رائحة العرق بينهما وتحت إبطها )‪. (2‬‬
‫ـ ما صحة الحديث الذى يقول ‪" :‬إياكم وخضراء الدمن ‪،‬‬
‫قالوا ‪ :‬وما خضراء الدمن يا رسول الله ؟ قال ‪ :‬المْرأة‬
‫الحسناء فى المْنبت السوء" ‪.‬‬
‫ا‬
‫ـ الجواب ‪ :‬هذا حديث ضعيف جدا ‪ ،‬أخرجه القضاعى فى مسند‬
‫الشهاب )‪ (96\2‬بسند فيه الواقدى ‪ :‬وهو متروك ‪.‬‬
‫ـ وقوله ‪" :‬تزوجوا ول تطلقوا ‪ ،‬فإن الطلق يهتز له العرش" ؟‬
‫ـ الجواب ‪ :‬وهذا أيضا ا حديث موضوع ‪ ،‬أخرجه الخطيب فى تاريخه‬
‫) ‪ (191\12‬بسند فيه عمرو بن جميع ‪ :‬كذاب ‪.‬‬
‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫كار فهإنه ه‬ ‫ه‬
‫ما‬
‫حا ا‬
‫ها وهأن مت هقن أمر ه‬ ‫ب أف م ه‬
‫وا ا‬ ‫ن أع مذ ه ن‬ ‫م ذباملب م ه ذ ذ ل ن ل‬
‫ـ وقوله ‪" :‬ع هل هي مك ن م‬
‫ه‬
‫ر"؟ ‪.‬‬ ‫سي ذ‬‫ضى ذبال مي ه ذ‬ ‫وهأمر ه‬
‫ـ الجواب ‪ :‬هذا حديث صحيح بطرقه ‪ ،‬وقد تقدم فى أول الكتاب‬
‫‪.‬‬
‫ـ يقول بعضهم أن الزواج فى شوال مكروه ‪ ،‬فهل هذا‬
‫صحيِح ؟‬
‫ـ الجواب ‪ :‬الزواج طيلة العام مباح ‪ ،‬إل ما ورد النص على منعه‬
‫رم مثل ا ‪ ،‬ولم يرد نص نيحرم الزواج فى شهر شوال بعينه ‪ ،‬بل‬ ‫ح ذ‬
‫م م‬‫كال ن‬
‫إن أم المؤمنين عائشة ـ رضى الله عنها ـ تقول ‪" :‬تزوجنى رسول‬
‫الله ‪ ‬فى شوال ‪ ،‬وبنى بى فى شوال ‪ ،‬فأى نساء رسول الله ‪‬‬

‫)‪ (1‬صحيح ‪ :‬أخرجه البخارى ‪.‬‬


‫)‪ (2‬وأسوق لكل شاب هذا الخبر الذى نشرته جريدة الخبار )‪ (15/4/2001‬وفيه ‪ :‬قضت‬
‫محكمة فى الجريدة المنورة بجلد ‪ 10‬طلب اتهموا بالتسكع أمام مدارس البنات ومعاكستهن‬
‫ويتم تنفيذ الحكم ‪ 30‬جلدة فى موقع المعاكسات ‪ ،‬وقررت المحكمة السجن للطلب فى حالة‬
‫تكرار المخالفة ‪ ،‬اهـ ‪ .‬فاحمد الله أخى الشاب أنك نجوت من هذا الحد ‪ ،‬ولكن تذكر حد الخرة‬
‫والوقوف بين يدى الله للقصاص ‪.‬‬
‫‪208‬‬ ‫تحفة العروسين‬
‫كان أحظى عنده منى ‪ ،‬وكانت تحب أن تدخل نساءها فى شوال"‬
‫)رواه مسلم( ‪.‬‬
‫ـ وقوله ‪" :‬شاورهن وخالفوهن ‪ ،‬أى النساء" ؟‬
‫ـ الجواب ‪ :‬ل أصل مرفوعا ا ‪.‬‬
‫ـ وقوله ‪ :‬لم ير للمتحابين مثل النكاح ؟‬
‫ـ الجواب ‪ :‬هذا حديث صحيح ‪ :‬أخرجه ابن ماجة )‪ (1847‬وغيره ‪.‬‬
‫ـ وقوله ‪" :‬أعظم النساء بركة أيسرهن مؤنة" ؟‬
‫ـ الجواب ‪ :‬هذا حديث ضعيف ‪ :‬أخرجه الحاكم )‪ (178\2‬وغيره‬
‫بسند ضعيف ‪ ،‬فيه ابن سخبرة ‪ :‬متروك ‪.‬‬
‫كا ه‬
‫سنره ن " ؟‬ ‫خي منر الن م ه ذ‬
‫ح أي م ه‬ ‫ـ وقوله ‪ " :‬ه‬
‫ـ الجواب ‪ :‬هذا حديث صحيح ‪ ،‬أخرجه أبو داود وابن حبان وغيرهما‬
‫‪.‬‬
‫ـ هل هناك حديث يقول أن الزواج نصــف الــدين ‪ ،‬كمــا هــو مشــهور علــى‬
‫ألسنة العامة ؟‬
‫ـ الجواب ‪ :‬نعم ولفظه ‪" :‬إذا تزوج العبد فقد استكمل نصف الدين ‪،‬‬
‫فليتق الله فيما بقى" ‪ ،‬وهو حديث صحيح ‪ :‬أخرجه الطبرانى فى الوسط‬
‫)‪ (161\3) (162\1‬والخطيب فى الموضح )‪ (84\2‬والحاكم )‪. (161\2‬‬
‫فس محمد بيده هل تؤ هديِ ال م ه‬
‫حلتى ت نؤ هد ميِه‬
‫حقل هرب مهها ه‬ ‫ممرأة ن ه‬ ‫ه‬ ‫ذيِ نه ه م ن ن ه ل س ذ ه ذ ذ ن م‬ ‫ـ وقوله ‪" :‬هوال ل ذ‬
‫ه" ؟‬ ‫من هعم ن‬
‫م ته م‬ ‫ه‬
‫بل م‬ ‫ه‬
‫ي ع هلى قهت ه س‬
‫سهها وهه ذ ه‬
‫ف ه‬ ‫ه‬ ‫جهها وهل هوم ه‬
‫سألهها ن ه م‬ ‫حقل هزوم ذ‬
‫ه‬
‫ـ الجواب ‪ :‬هذا حديث صحيح ‪ ،‬تقدم تخريجه ‪.‬‬
‫ـ وقوله ‪" :‬للمرأة ستران ‪ :‬القبر والزوج ‪ ،‬قيــل ‪ :‬وأيهمــا أفضــل ؟ قــال ‪:‬‬
‫القبر" ‪.‬‬
‫ـ الجواب ‪ :‬هذا حديث موضوع ‪ ،‬أخرجه الطبرانى فى الكبير )‪(271\3‬‬
‫بسند فيه ‪ :‬خالد بن يزيد القسرى ‪ :‬ليس بالقوى فى الحديث ‪ ،‬وهو أيضا ا‬
‫حديث منقطع ‪.‬‬
‫ـ ومثله ‪" :‬للنساء عشر عورات ‪ ،‬فإذا زوجت المرأة ستر الزوج عورة ‪،‬‬
‫وإذا ماتت المرأة ستر القبر تسع عورات" ؟‬
‫ـ الجواب ‪ :‬هذا حديث منكر ‪ ،‬أخرجه الديلمى بسند ضعيف ‪ ،‬فيه‬
‫مجاهيل ‪.‬‬
‫ـ وقوله ‪" :‬ل تزوجوا النســاء لحســنهن ‪ ،‬عســى حســنهن أن نيرديهــن ‪ ،‬ول‬
‫تزوجهن لموالهن ‪ ،‬فعسى أمــوالهن أن هتطغيهــن ‪ ،‬لكــن تزوجــوهن علــى‬
‫الدين ‪ ،‬ولمة خرماء سوداء ذات دين أفضل" ؟‪.‬‬
‫ـ الجواب ‪ :‬هذا حديث ضعيف ‪ ،‬أخرجه ابن ماجة )‪ (1859‬بسند فيه ‪:‬‬
‫عبد الرحمن بن زياد الفريقى ‪ :‬ضعيف ‪.‬‬
‫ـ وقوله ‪" :‬ما أكرمهن إل كريم ‪ ،‬ول أهانهن إل لئيم" ؟‬
‫ـ الجواب ‪ :‬هذا حديث موضوع ‪ ،‬أخرجه ابن عساكر فى تاريخه )‪\4‬‬
‫‪ (1\282‬بسند فيه ‪ :‬إبراهيم بن محمد السلمى ‪ :‬كذاب ‪.‬‬
‫ـ وقوله ‪" :‬التمسوا الرزق بالنكاح" ؟‬
‫تحفة العروسين‬ ‫‪209‬‬

‫ـ الجواب ‪ :‬هذا حديث ضعيف ‪ ،‬أخرجه الديلمى )‪ (42\1\1‬بسند فيه خالد‬


‫الزنجى ‪ :‬صدوق كثير الوهام ‪.‬‬

‫كيفية علج المْسحور‬


‫ـ إن من أهم المشاكل التى تكون ليلة الزفاف أن يكون الزوج‬
‫"مربوطاا" عن زوجته ‪ ،‬مما يصيب الزوج بألم نفسى شديد أن‬
‫يشعر بفقد رجولته فى ليلة العمر أو غيرها ‪ ،‬مما يدفع الكثير من‬
‫الناس إلى اللجوء إلى الدجالين والسحرة للخروج من المأزق‬
‫العظيم ‪ ،‬ومما قد يؤدى بالزوج فى بعض الحيان إلى فعل ما‬
‫يغضب الله تعالى ‪ ،‬فهل حقا ا هناك ما يسمي بالربط ‪ ،‬وما هى أدلة‬
‫مس الجن للنسان ‪ ،‬وكيف يعرف النسان أنه مسحور ‪ ،‬وما هى‬
‫أنواع السحر ‪ ،‬وكيف يعمل الساحر ‪ ،‬وما هى طرق العلج ‪ ،‬وكيفية‬
‫التحصين من هذا ؟ إلى غير هذا ‪ ،‬مع الفاضة لشيوع هذا المر بين‬
‫الناس وانتشاره وعموم البلوى به ‪ ،‬وأهمية هذا المر ‪.‬‬
‫ن الله تعالى على بتأليف رسالة موجزة فى هذا‬ ‫ـ الجواب ‪ :‬لقد م ا‬
‫ت فى الماضى أن أضع‬ ‫ت رفض ن‬ ‫المر لعموم البلوى به ‪ ،‬وإن كن ن‬
‫رسالة أو أصنف كتابا ا فى العلج بالقرآن لكثرة المعروض بالسوق ‪،‬‬
‫إل أنه وبعد سنوات من العلج ـ أكثر من عشر سنوات ـ طلب منى‬
‫الستاذ "جمال" صاحب مكتبة العلم أن أضع رسالة موجزة فى بيان‬
‫هذا المر ‪ ،‬فى محاولة لطرد سقيم الكتب وعليلها ‪ ،‬ووقوف‬
‫المريض على الصحيح من العلج من كتاب الله تعالى وسنة نبيه‪، ‬‬
‫فكان والحمد لله رب العالمين ‪ ،‬ومما جاء فيها ‪:‬‬
‫ـ أدلة مس الجن للنس ‪ :‬وأدلة مس الجنى للنسان كثيرة جدا ا ‪،‬‬
‫تحدثت عنه التوراة والنجيل ‪ ،‬ونص عليها القرآن الكريم ‪ ،‬ومنه‬
‫م‬
‫م الذى‬‫قو ن‬ ‫ن إ ذلل ك ه ه‬
‫ما ي ه ن‬ ‫مو ه‬ ‫ن المرهبا هل ي ه ن‬
‫قو ن‬ ‫ن ي هأك ننلو ه‬ ‫قوله تعالى ‪) :‬ال ل ذ‬
‫ذي ه‬
‫س( )البقرة ‪. (275 :‬‬ ‫م م‬‫ن ال م ه‬ ‫م م‬ ‫ن ذ‬‫طا ن‬‫شي م ه‬ ‫خب لط ن ن‬
‫ه ال ل‬ ‫ي هت ه ه‬
‫ـ قال المام ابن كثير فى تفسيره )‪" : (326\1‬أى ل يقومون من‬
‫قبورهم يوم القيامة إل كما يقوم المصروع حال صرعه وتخبط‬
‫الشيطان له" ‪.‬‬
‫‪210‬‬ ‫تحفة العروسين‬
‫ـ وقال القرطبى فى تفسيره )‪ : (320\3‬فى هذه الية دليل على‬
‫من أنكر الصرع من جهة الجن وزعم أنه من فعل الطبائع ‪،‬‬ ‫فساد ه‬
‫)‪(1‬‬
‫وأن الشيطان ل يسلك فى النسان ول يكون منه مس" ‪.‬‬
‫ـ ومن السنة النبوية المطهرة ‪ :‬ما أخرجه المام أحمد فى‬
‫مسنده عن يعلى بن مرة قال ‪" :‬ثلثة أشياء رأيتهن من رسول الله‬
‫‪ ‬ـ ثم ذكر الحديث ـ إلى أن قال ‪ :‬ثم سرنا فمررنا بماء ‪ ،‬فأتته‬
‫جمنة ‪ ،‬فأخذ النبى‪ ‬منخره فقال ‪ :‬اخرج عدو الله‬ ‫امرأة بابن لها به ذ‬
‫إنى رسول الله ‪ ،‬قال ‪ :‬ثم سرنا ‪ ،‬فلما رجعنا من سفرنا مررنا بذلك‬
‫الماء فأتت امرأة عجوز بجزر ولبن ‪ ،‬فأمرها أن ترد الجزر ‪ ،‬وأمر‬
‫أصحابه فشربوا من اللبن ‪ ،‬فسألها عن الصبى فقال ‪ :‬والذى بعثك‬
‫)‪(1‬‬
‫بالحق ما رأينا منه ريبا ا بعدك"‬
‫كيِف تعرف أنك مسحور ‪:‬‬
‫وقبل أن نبدأ ببيان العراض التى تظهر على المسحور نبين أول ا‬
‫سحر جاء ذكره فى القرآن فى غير آية ‪ ،‬فقال تعالى حكاية عن‬ ‫أن ال م‬
‫جال‬
‫ن إ ذلل هر ن‬‫ن ت هت لب ذنعو ه‬
‫أهل الكفر والشرك قولهم عن الرسول ‪) :‬إ ذ م‬
‫حوارا( )السراء ‪ ، (47 :‬كما أخبر تعالى أن عصر موسى ‪ ‬كان‬ ‫س ن‬‫م م‬‫ه‬
‫أحد العصور التى كان للسحر فيها المكان المرموق ‪ ،‬وذلك فى‬
‫مواضع كثيرة من كتاب الله تعالى ‪.‬‬
‫سحر حقيقة وسبب من السباب التى تؤثر فى المريض ‪ ،‬إل‬ ‫فال م‬
‫أن هذا التأثير مقيد بإذن الله تعالى ‪ ،‬كما قال تعالى عن السحرة ‪:‬‬
‫)وما هنم بضارين به م ه‬
‫ه( )البقرة ‪. (102 :‬‬ ‫ن الل ل ذ‬
‫حد س إ ذلل ب ذإ ذذ م ذ‬‫نأ ه‬‫م ذ ه م ه ذ ذ ذ م‬ ‫ه ه‬
‫سحر ل يضر ول ينفع ـ كغيره من السباب ـ إل بإذن الله تعالى‬ ‫فال م‬
‫‪ ،‬فليكن هذا منك على بال ‪.‬‬
‫سحر والسحرة فى كتاب الله تعالى ‪،‬‬ ‫وكما ورد الحديث عن ال م‬
‫ا‬ ‫ا‬
‫جاءت السنة النبوية الشريفة لتبين أن من أتى ساحرا أو كاهنا أو‬
‫عرافا ا فقد كفر ‪ ،‬وفى رواية ‪ :‬فقد أشرك ‪.‬‬
‫وعليه فكل من أتى دجال ا أو عرافا ا أو كاهنا ا أو ساحرا ا فيخشى‬
‫عليه أن يدخل تحت نطاق الحديث السابق ‪ ،‬وليكن هذا أيضا ا منك‬
‫على بال )‪. (1‬‬

‫)‪ (1‬انظر ‪ :‬تفسير الطبرى والرازى والخازن والنسفى وروح المعانى وغيرها من كتب التفسير ‪.‬‬
‫)‪ (1‬حسن ‪ :‬أخرجه أحمد )‪ (170،172،173\4‬والبيهقى فى الدلئل )‪ (22،23\6‬والحاكم )‪\2‬‬
‫‪ (617‬وغيرهم ‪ ،‬وانظر ‪ :‬مجموع الفتاوى لشيخ السلم ابن تيمية )‪ (56\19) (284\11‬وزاد‬
‫المعاد )‪. (84\3‬‬
‫)‪ (1‬سيأتى بيان كيفية التعرف على الدجال ‪.‬‬
‫تحفة العروسين‬ ‫‪211‬‬

‫سحر ‪:‬‬ ‫ـ أنواع ال ن‬


‫سحر التفريق ‪ :‬وقد بينه القرآن فى قوله‬ ‫سحر ‪ :‬م‬ ‫ومن أنواع ال م‬
‫ه( )البقرة ‪:‬‬ ‫ج ذ‬
‫ممرذء وههزوم ذ‬‫ن ال م ه‬ ‫فمرنقو ه‬
‫ن ب ذهذ ب هي م ه‬ ‫ما ي ن ه‬
‫ما ه‬
‫من مهن ه‬‫ن ذ‬
‫مو ه‬‫تعالى ‪) :‬فهي هت هعهل ل ن‬
‫‪ (102‬فيخيل إلى المسحور ـ رجل ا كان أم امرأة ـ أن وجه زوجته ـ‬
‫أو مخطوبته ـ كأنه ثعبان أو قرد أو نحو هذا ‪ ،‬فينفر منها ‪ ،‬كما تكثر‬
‫الخلفات الزوجية فى البيت على خلف المعهود ‪ ،‬أو نفرة الرجل أو‬
‫المرأة من البيت والشعور بالضيق كلما كانا ـ الرجل أو المرأة ـ فيه‬
‫‪ ،‬والشعور بالراحة كلما خرجا منه أو ذهبا إلى أى مكان آخر ‪.‬‬
‫ـ ويرجع هذا إلى تمثل الجنى على وجه الرجل أو المرأة على‬
‫هيئة ثعبان أو قرد أو أى منظرس قبيح ‪ ،‬مما يؤدى إلى النفور والبتعاد ‪.‬‬
‫سحر الربط ‪ :‬وهو ما يصيب الرجل عند الجماع ‪ ،‬فل يتم‬ ‫ـ م‬
‫انتصاب العضو الذكرى للرجل عند الجماع ‪ ،‬وكلما كان الرجل بعيدا ا‬
‫عن زوجته يشعر بالرتياح والحاجة إلى الجماع ‪ ،‬فإذا أراد الجماع‬
‫وبدأ العضو فى النتصاب ‪ ،‬أصاب العضو حالة من الضعف و‬
‫"الرتخاء" مما يصيب الرجل بحالة نفسية سيئة ‪.‬‬
‫سحر والجان الموكل بالعمل ‪ ،‬الذى نيمسك‬ ‫ومرد ي هذا إلى ال م‬
‫ويضغط على المركز العصبى بالمخ والذى يمد الجسد بالشارة‬
‫التى يتم بها دفع الدم إلى العضو لتتم عملية النتصاب ‪ ،‬كما يكون‬
‫أيضا ا فى بعض حالت الشلل النصفى أو الكلى ‪ ،‬أو فقد البصار‬
‫الوقتى ‪.‬‬
‫سحر التغوير ‪،‬‬ ‫سد ن "فمرجها"وهو م‬ ‫ـ وكذا يأتى الجنى المرأة في ن‬
‫فيأتى الرجل زوجته ليلة البناء "الزفاف" فيجدها كالثيب ‪ ،‬فل يجد‬
‫سحر التغوير ‪ ،‬مما يجعل للشيطان‬ ‫غشاء البكارة ‪ ،‬وهو ما يسمى ب م‬
‫منفذا ا إلى نفسه ‪.‬‬
‫ل إلى‬ ‫سحر الجلب والمحبة ‪ :‬وهو ما يظهر على المريض من مي س‬ ‫ـ م‬
‫ص بعينه ‪ ،‬قد يكون خطيبا ا أو زوجا ا أو غير ذلك ‪ ،‬وكذا للرجل أن‬ ‫شخ س‬
‫يجد نفسه يميل إلى "فلنة " بعينها ‪ ،‬حتى تجده يترك عمله ليسافر‬
‫إليها ـ على نبعد المسافة ـ أو كثير الشتياق إليها على غير المعهود ‪،‬‬
‫والتودد إليها وطلب وصالها وإن كان حراما ا ‪ ،‬والتقرب إليها بشتي‬
‫الطرق والوسائل على غير المألوف والمعهود ‪.‬‬
‫ـ كيف يعمل الساحر ‪ :‬يقوم الساحر أو الدجال بقراءة بعض‬
‫الطلسم ـ وقد يقرأ بعض اليات بطريقة معينة ـ على بعض الماء‬
‫‪212‬‬ ‫تحفة العروسين‬
‫سحر له ‪ ،‬أو بعض الطعام ليأكله ‪ ،‬أو على‬ ‫ليشربه المراد عمل ال م‬
‫قطعة من "أثر" أو بعض التراب ‪ ،‬أو بعض البخور ‪ ،‬وغير هذا كثير ‪.‬‬
‫ـ ثم يأخذ "الزبون" هذا "العمل" ويضعه فى المكان الذى أعلمه‬
‫الساحر به ‪ ،‬أو يرشه على باب "بيت" أو "شقة المطلوب" عمل‬
‫السحر له ‪ ،‬حتى إذا شربه أو أكله أو منر "خطى" يبدأ السحر فى‬
‫العمل ‪.‬‬
‫ويكون هذا عن طريق توكيل الساحر لبعض الجن بالعمل كخدام‬
‫له ‪ ،‬فإذا نرش الماء مثل ا على "عتبة" الباب جلس الجن الموكل‬
‫سحر‬ ‫سحر بجوار ذلك العمل ـ وكثيرا ا ما يكون الجن الموكل بال م‬ ‫بال م‬
‫)‪(1‬‬
‫أربعة أو ستة أو أضعاف هذا العدد ‪ ،‬فإذا ملر المطلوب على‬
‫سحر "ليلبس" جسد المسحور ثم‬ ‫العمل انتفض الجن الموكل بال م‬
‫تبدأ العراض فى الظهور ‪.‬‬
‫ـ ومن العراض التى تظهر على المسحور ‪ :‬أن يرى فى منامه‬
‫أحلما ا مفزعة ‪ ،‬كأن يرى ثعبانا ا يلدغه ‪ ،‬أو يوشك أن يقع من مكان‬
‫ل ‪ ،‬أو يرى ثعابين كثيرة أو قرودا ا ‪ ،‬أو يرى فى منامه أماكن‬ ‫عا س‬
‫)‪(2‬‬
‫خرب أو المقابر ونحو هذا ‪.‬‬ ‫النجاسات وال ذ‬
‫ـ ومن العراض التى يراها المسحور أيضا ا ـ وهذا وفق السحر ـ‬
‫كثرة الحتلم ليل ا ‪ ،‬وقد يكون أيضا ا نهارا ا ! وهو ما يسمى بالعشق ‪،‬‬
‫فيأتى الجنى المرأة مناما ا فيعاشرها معاشرة الزواج ‪ ،‬مما قد يؤدى‬
‫إلى نفرتها من زوجها ‪ ،‬وكذا تأتى الجنية الرجل فى منامه حتى أن‬
‫بعضهم كاد أن يصل به المر إلى الجنون من كثرة معاناته من هذا‬
‫المر ومحاولة التخلص منه ‪.‬‬
‫كيِفيِة علج المْسحور ‪:‬‬
‫يحضر المريض سبع ورقات من ورق شجرة السدر "النبق" غير‬
‫معطوبة أو مقطوعة ‪ ،‬ويدقها بين حجرين حتى تصير قطعا ا صغيرة ‪،‬‬
‫ثم يضعها فى إناء به ماء ‪ ،‬ثم نيقرأ على الناء آيات الرقية وآيات فك‬
‫سحر )‪ (3‬مع استحضار القارئ أو المعالج عند قراءة اليات نية‬ ‫ال م‬

‫)‪ (1‬إنما نبهت على هذا تنبيها ا للمعالج حتى ل يغتر بخروج جنى من جسد المريض فيظن أن‬
‫الجسد أصبح خاليا ا من الجن ‪ ،‬بل عليه أن يعيد القراءة مرة أخرى وثالثة ورابعة حتى يخرج كل‬
‫الجن الموكل بالعمل من الجسد ‪.‬‬
‫)‪ (2‬الخرب ‪ :‬جمع خربة ‪.‬‬
‫)‪(3‬‬
‫سحر ! كما يغلط عندما يريد الستشهاد بآية ما فيقول ‪ :‬قال‬ ‫يغلط البعض فيقول عنها آيات ال م‬
‫الله تعالى ‪ :‬أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ‪…:‬ثم يقرأ الية ! وهذا خطأ يقع فيه بعض‬
‫الخطباء والوعاظ ‪ ،‬والله تعالى ل يستعيذ من الشيطان ‪ ،‬فلزم التنبيه ‪.‬‬
‫تحفة العروسين‬ ‫‪213‬‬

‫سحر ‪ ،‬وهذا هام‬ ‫الشفاء وطرد الجن من جسد المريض وإبطال ال م‬


‫جدا ا )‪ ، (1‬واليات هى ‪:‬‬
‫ن‬ ‫م ذ‬ ‫ح ه‬ ‫ن )‪ (2‬اللر م‬ ‫مي ه‬ ‫ب ال مهعال ه ذ‬ ‫مد ن ل ذل لهذ هر م‬ ‫ح م‬ ‫حيم ذ )‪ (1‬ال م ه‬ ‫ن اللر ذ‬ ‫م ذ‬ ‫ح ه‬ ‫سم ذ الل لهذ اللر م‬ ‫ـ )ب ذ م‬
‫ن اهمد ذهنا‬ ‫)‪(5‬‬
‫ست هذعي ن‬ ‫ه‬
‫ن إ ذلياك ن هعمب ند ن وهإ ذلياك ن ه م‬ ‫ه‬ ‫(‬ ‫‪4‬‬ ‫)‬
‫دي ذ‬ ‫ك ي هومم ذ ال م‬ ‫مال ذ ذ‬ ‫ه‬
‫)‪(3‬‬
‫حيم ذ‬ ‫اللر ذ‬
‫ب‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ل‬ ‫ه‬ ‫)‪(6‬‬ ‫م‬ ‫ه‬
‫ضو ذ‬ ‫مغم ن‬ ‫م غي مرذ ال ه‬ ‫ت ع هلي مهذ م‬ ‫م ه‬ ‫ن أن معه م‬ ‫ذي ه‬ ‫صهراط ال ذ‬ ‫ذ‬ ‫م‬
‫قي ه‬ ‫ست ه ذ‬ ‫م م‬ ‫صهراط ال ن‬ ‫ال م‬
‫ن ( )الفاتحة( ‪.‬‬ ‫)‪(7‬‬
‫ضالي ه‬ ‫م‬ ‫م وهل ال ل‬ ‫ه‬ ‫ع هل هي مهذ م‬
‫ن‬
‫مننو ه‬ ‫ن ي نؤ م ذ‬ ‫ذي ه‬ ‫ن ال ل ذ‬ ‫(‬ ‫‪2‬‬ ‫)‬
‫قي ه‬ ‫مت ل ذ‬ ‫دى ل ذل م ن‬ ‫ب ذفيهذ هن ا‬ ‫ب هل هري م ه‬ ‫ك ال مك ذهتا ن‬ ‫ـ )الم ذ هل ذ ه‬ ‫(‬ ‫‪1‬‬ ‫)‬

‫ما‬
‫ن بذ ه‬ ‫مننو ه‬ ‫ن ي نؤ م ذ‬ ‫ذي ه‬ ‫ن )‪ (3‬هوال ل ذ‬ ‫قو ه‬ ‫ف ن‬ ‫م نين ذ‬ ‫ما هرهزقمهناهن م‬ ‫م ل‬ ‫صهلة ه وه ذ‬ ‫ن ال ل‬ ‫مو ه‬ ‫قي ن‬ ‫ب وهي ن ذ‬ ‫ذبال مغهي م ذ‬
‫ن)‪) ((4‬البقرة ‪-1 :‬‬ ‫ك وهذبامل ذ‬ ‫ن قهب مل ذ ه‬ ‫ما أن مزذ ه‬ ‫ن‬ ‫ل إ ذل هي م ه‬ ‫أ نن مزذ ه‬
‫م نيوقذننو ه‬ ‫خهرةذ هن م‬ ‫م م‬ ‫ل ذ‬ ‫ك وه ه‬
‫‪. (4‬‬
‫ق‬ ‫م‬ ‫)‪(163‬‬ ‫ل‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ـ )وهإ ذلهنك ن م‬ ‫ه‬
‫خل ذ‬ ‫ن فى ه‬ ‫إذ ل‬ ‫م‬ ‫حي ن‬ ‫ن اللر ذ‬ ‫ما ن‬ ‫ح ه‬ ‫ه إ ذل هنوه اللر م‬ ‫حد ل ل إ ذل ه‬ ‫ه هوا ذ‬
‫ه‬
‫م إ ذل ل‬
‫ريِ فى‬ ‫جه ذ‬ ‫ك التى ت ه م‬ ‫فل ذ‬ ‫م‬ ‫م‬
‫ل هوالن لههارذ هوال ن‬ ‫ف اللي م ذ‬ ‫ل‬ ‫خت ذل ذ‬ ‫ه‬ ‫ض هوا م‬ ‫م‬
‫ه‬ ‫ت هوالمر ذ‬ ‫ماهوا ذ‬ ‫س ه‬ ‫ال ل‬
‫حهيا ب ذهذ‬ ‫ماسء فهأ م‬ ‫ن ه‬ ‫م م‬ ‫ماذء ذ‬ ‫س ه‬ ‫ن ال ل‬ ‫م م‬ ‫ه ذ‬ ‫ل الل ل ن‬ ‫ما أنهز ه‬ ‫س وه ه‬ ‫فعن اللنا ه‬ ‫ما هين ه‬ ‫حرذ ب ذ ه‬ ‫ال مب ه م‬
‫ه‬
‫ب‬‫حا ذ‬ ‫س ه‬ ‫ح هوال ل‬ ‫يا ذ‬ ‫ف المر ه‬ ‫ري ذ‬ ‫ص ذ‬ ‫داب لةس وهت ه م‬ ‫ل ه‬ ‫ن كن م‬ ‫م م‬ ‫ث ذفيهها ذ‬ ‫مومت ذهها وهب ه ل‬ ‫ض ب هعمد ه ه‬ ‫املمر ه‬
‫مه‬
‫ن )‪) ((164‬البقرة ‪:‬‬ ‫قنلو ه‬ ‫قومم س ي هعم ذ‬ ‫ت لذ ه‬ ‫ض هلهيا س‬ ‫ماذء هوالمر ذ‬ ‫س ه‬ ‫ن ال ل‬ ‫خرذ ب هي م ه‬ ‫س ل‬ ‫م ه‬ ‫ال م ن‬
‫‪. (164-163‬‬
‫ه‬ ‫ه‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫م‬ ‫م‬ ‫ل‬
‫ما فى‬ ‫ه ه‬ ‫مل ن‬ ‫ة وهل ن هوم ل‬ ‫سن ه ل‬ ‫خذ نه ن ذ‬ ‫م ل ت هأ ن‬ ‫قييو ن‬ ‫ي ال ه‬ ‫ح ي‬ ‫ه إ ذل هنوه ال ه‬ ‫ه هل إ ذل ه ه‬ ‫ـ )الل ل ن‬
‫ه‬
‫ما‬‫م ه‬ ‫عن مد هه ن إ ذلل ب ذإ ذذ من ذهذ ي هعمل ه ن‬ ‫فعن ذ‬ ‫ش ه‬ ‫ذا الذى ي ه م‬ ‫ن ه‬ ‫م م‬ ‫ض ه‬ ‫ما فى المر ذ‬
‫م‬ ‫ت وه ه‬ ‫ماهوا ذ‬ ‫س ه‬ ‫ال ل‬
‫ما ه‬ ‫ل‬ ‫م‬ ‫ن‬ ‫ه‬ ‫م‬ ‫ه‬
‫سع ه‬ ‫شاهء وه ذ‬ ‫مهذ إ ذل ب ذ ه‬ ‫عل ذ‬ ‫ن ذ‬ ‫م م‬ ‫ن ذبشئ ذ‬ ‫حيطو ه‬ ‫م وهل ي ن ذ‬ ‫فه ن م‬ ‫خل ه‬ ‫ما ه‬ ‫م وه ه‬ ‫ديهذ م‬ ‫ن أي م ذ‬ ‫ب هي م ه‬
‫)‬
‫م‬ ‫م‬ ‫م‬ ‫ن‬ ‫ض وهل ي هنئود نه ن ذ‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫م‬ ‫ك نمر ذ‬
‫ظي ن‬ ‫ما وههنوه العلى العه ذ‬ ‫فظهن ه‬ ‫ح م‬ ‫ت هوالمر ه‬ ‫ماهوا ذ‬ ‫س ه‬ ‫ه ال ل‬ ‫سي ي ن‬
‫‪) ((255‬البقرة ‪. (255 :‬‬
‫ن ذبالل لهذ‬ ‫م ه‬ ‫لآ ه‬ ‫ن كن ق‬ ‫مننو ه‬ ‫مؤ م ذ‬ ‫ن هرب مهذ هوال م ن‬ ‫م م‬ ‫ل إ ذل هي مهذ ذ‬ ‫ما نأنزذ ه‬ ‫ل بذ ه‬ ‫سو ن‬ ‫ن اللر ن‬ ‫م ه‬ ‫ـ )آ ه‬
‫ن‬ ‫ه‬ ‫ه‬
‫معمهنا‬ ‫س ذ‬ ‫سل ذهذ وههقالوا ه‬ ‫ن نر ن‬ ‫م م‬ ‫حد س ذ‬ ‫نأ ه‬ ‫فمرقن ب هي م ه‬ ‫سل ذهذ ل ن ن ه‬ ‫مهلئ ذكت ذهذ وهكت نب ذهذ وهنر ن‬ ‫ن‬ ‫ه‬ ‫وه ه‬
‫سعههها‬ ‫سا إ ذل ون م‬ ‫ل‬ ‫ف ا‬ ‫ه نه م‬ ‫ل‬
‫ف الل ن‬ ‫ل ي نك هل ن‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫(‬ ‫‪285‬‬ ‫)‬
‫صينر‬ ‫م ذ‬ ‫ك ال ه‬ ‫م‬ ‫ه‬
‫ك هرب لهنا وهإ ذلي م ه‬ ‫فهران ه ه‬ ‫وهأ هطعمهنا غ ن م‬ ‫ه‬
‫خط هأ مهنا‬ ‫سيهنا أ هوم أ ه م‬ ‫ن نه ذ‬ ‫خذ مهنا إ ذ م‬ ‫ؤا ذ‬ ‫ت هرب لهنا هل ت ن ه‬ ‫سب ه م‬ ‫ما اك مت ه ه‬ ‫ت وهع هل هي مهها ه‬ ‫سب ه م‬ ‫ما ك ه ه‬ ‫ل ههها ه‬
‫ن قهب مل ذهنا هرب لهنا وههل‬ ‫م م‬ ‫ن ذ‬ ‫ذي ه‬ ‫ه ع ههلى ال ل ذ‬ ‫مل مت ه ن‬ ‫ح ه‬ ‫ما ه‬ ‫صارا ك ه ه‬ ‫ل ع هل هي مهنا إ ذ م‬ ‫م م‬ ‫ح ذ‬ ‫هرب لهنا وههل ت ه م‬
‫مومهلهنا‬ ‫ه‬
‫ت ه‬ ‫مهناأن م ه‬ ‫ح م‬ ‫فمر ل ههنا هوامر ه‬ ‫ف ع هلنا هواغ م ذ‬ ‫ة ل ههنا ب ذهذ هواع م ن‬ ‫طاقه ه‬ ‫ما هل ه‬ ‫مل مهنا ه‬ ‫ح م‬ ‫تن ه‬
‫( )البقرة ‪. (286 - 285 :‬‬ ‫)‪(286‬‬
‫ن‬ ‫ري ه‬ ‫كافذ ذ‬ ‫قومم ذ ال م ه‬ ‫صمرهنا ع ههلى ال م ه‬ ‫هفان ن‬
‫ط هل‬ ‫ن‬ ‫ه‬
‫س ذ‬ ‫ق م‬ ‫ما ذبال م ذ‬ ‫ة وهأومنلوا ال معذل مم ذ هقائ ذ ا‬ ‫مهلئ ذك ه ن‬ ‫ه إ ذلل هنوه هوال م ه‬ ‫ه هل إ ذل ه ه‬ ‫ه أن ل ن‬ ‫شهذد ه الل ل ن‬ ‫ـ) ه‬
‫م ( )آل عمران ‪. (18 :‬‬ ‫)‪(18‬‬
‫كي ن‬ ‫ح ذ‬ ‫زينز ال م ه‬ ‫ه إ ذلل هنوه ال معه ذ‬ ‫إ ذل ه ه‬

‫فإنما العمال بالنيات كما أخبر سيد ولد آدم محمد ‪. ‬‬ ‫)‪(1‬‬
‫‪214‬‬ ‫تحفة العروسين‬
‫ه‬ ‫ه‬
‫م‬‫ست لةذ أليام س ث ن ل‬ ‫ض فى ذ‬ ‫ت هواملمر ه‬ ‫ماهوا ذ‬ ‫س ه‬ ‫خل هقه ال ل‬ ‫ه الذى ه‬ ‫م الل ل ن‬ ‫ن هرب لك ن م‬ ‫ـ )إ ذ ل‬
‫س‬
‫م ه‬ ‫ش م‬ ‫حذثياثا هوال ل‬ ‫ه ه‬ ‫ل الن لههاهر ي هط مل نب ن ن‬ ‫شي الل لي م ه‬ ‫ش ي نغم ذ‬ ‫وى ع هلى العهمر ذ‬
‫م‬ ‫ه‬ ‫ست ه ه‬ ‫ا م‬
‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬
‫ب‬ ‫ه هر ي‬ ‫ك الل ل ن‬ ‫منر ت ههباهر ه‬ ‫خل مقن هوامل م‬ ‫ه ال م ه‬ ‫مرذهذ أهل ل ه ن‬ ‫ت ب ذأ م‬ ‫خهرا س‬ ‫س ل‬ ‫م ه‬ ‫م ن‬ ‫جو ه‬ ‫مهر هوالن ي ن‬ ‫ق ه‬ ‫هوال م ه‬
‫ن( )العراف ‪. (54 :‬‬ ‫مي ه‬ ‫ال مهعال ه ذ‬
‫فهت ههعاهلى‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬
‫(‬ ‫‪115‬‬ ‫)‬
‫ن‬ ‫جنعو ه‬ ‫م إ ذل هي مهنا هل ت نمر ه‬ ‫م ع هب هاثا وهأن لك ن م‬ ‫قهناك ن م‬ ‫خل ه م‬ ‫ما ه‬ ‫م أن ل ه‬ ‫سب مت ن م‬ ‫ح ذ‬ ‫ـ ) أف ه ه‬
‫ش ال مك ه ذ‬ ‫ه إ ذلل هنوه هر ي م‬ ‫حقي هل إ ذل ه ه‬ ‫ك ال م ه‬ ‫مل ذ ن‬ ‫ه ال م ه‬ ‫الل ل ن‬
‫)‪(116‬‬
‫معه‬ ‫ن ي هد مع ن ه‬ ‫م م‬ ‫وه ه‬ ‫ريم ذ‬ ‫ب العهمر ذ‬
‫ح‬ ‫فل ذ ن‬ ‫ه هل ي ن م‬ ‫عن مد ه هرب مهذ إ ذن ل ن‬ ‫ه ذ‬ ‫ساب ن ن‬ ‫ح ه‬ ‫ما ذ‬ ‫ه ب ذهذ فهإ ذن ل ه‬ ‫ن له ن‬ ‫ها ه‬ ‫خهر هل ب نمر ه‬ ‫الل لهذ إ ذل هاها آ ه‬
‫ه‬ ‫ال م ه‬
‫ن(‬ ‫مي ه‬ ‫ح ذ‬ ‫خي منر اللرا ذ‬ ‫ت ه‬ ‫م وهأن م ه‬ ‫ح م‬ ‫فمر هوامر ه‬ ‫ب اغ م ذ‬ ‫ل هر م‬ ‫وهقن م‬ ‫)‪(117‬‬
‫ن‬
‫كافذنرو ه‬
‫)المؤمنون ‪. (118 - 115 :‬‬
‫ن‬
‫ت ذ ذكارا إ ذ ل‬ ‫)‪(3‬‬ ‫م‬ ‫هفاللتال ذهيا ذ‬ ‫)‪(2‬‬
‫جارا‬ ‫ت هز م‬ ‫جهرا ذ‬ ‫هفاللزا ذ‬
‫)‪(1‬‬
‫فا‬ ‫ص ر‬ ‫ت ه‬ ‫صالفا ذ‬ ‫ـ )هوال ل‬
‫م‬ ‫ه‬ ‫م‬ ‫ه‬
‫م ه‬ ‫إ ذل هههك ن م‬
‫)‬ ‫)‪(4‬‬
‫ق‬
‫شارذ ذ‬ ‫ب ال ه‬ ‫ما وههر ي‬ ‫ما ب هي من ههن ه‬ ‫ض وه ه‬ ‫ذ‬ ‫ت هوالمر‬ ‫ماهوا ذ‬ ‫س ه‬ ‫ب ال ل‬ ‫هر ي‬ ‫حد ل‬ ‫وا ذ‬ ‫مل ه‬
‫ن‬ ‫طا س‬ ‫شي م ه‬ ‫ل ه‬ ‫ن كن م‬ ‫م م‬ ‫ظا ذ‬ ‫ف ا‬ ‫ح م‬ ‫ب )‪ (6‬وه ذ‬ ‫واك ذ ذ‬ ‫زين هةس ال مك ه ه‬ ‫ماهء الد ين مهيا ب ذ ذ‬ ‫س ه‬ ‫إ ذلنا هزي للنا ال ل‬
‫‪(5‬‬

‫)‪(8‬‬
‫ب‬‫جان ذ س‬ ‫ل ه‬ ‫ن كن م‬ ‫م‬ ‫م‬ ‫ن ذ‬ ‫قذ هنفو ه‬ ‫مهل ذ امل هع مهلى وهي ن م‬ ‫ن إ ذهلى ال م ه‬ ‫منعو ه‬ ‫س ل‬ ‫هل ي ه ل‬
‫)‪(7‬‬
‫مارذد س‬ ‫ه‬
‫ب‬ ‫ها‬ ‫ش‬ ‫ه‬ ‫ع‬ ‫ب‬ ‫ت‬ ‫ه‬ ‫أ‬‫ه‬ ‫ف‬ ‫ة‬ ‫ه‬ ‫ف‬ ‫م‬ ‫ط‬ ‫خ‬ ‫م‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ف‬ ‫ط‬ ‫خ‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫ل‬
‫ل‬ ‫إ‬ ‫(‬ ‫‪9‬‬ ‫)‬
‫ب‬ ‫ص‬ ‫وا‬ ‫ب‬ ‫ذا‬ ‫ه‬ ‫ع‬ ‫م‬ ‫ه‬
‫مه ه ن ذ ه ل‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ذ‬ ‫ه‬ ‫ذ ه م‬ ‫ل ه ذ ل‬ ‫ه‬ ‫دن ن ا ه ن م‬ ‫ه‬ ‫ل‬ ‫و‬ ‫را‬ ‫حو‬
‫ب( )الصافات ‪. (10-1 :‬‬ ‫هثاقذ ل‬
‫ه‬ ‫ه‬
‫شي هةذ‬ ‫خ م‬ ‫ن ه‬ ‫م م‬ ‫عا ذ‬ ‫صد م ا‬ ‫مت ه ه‬ ‫شاعا ن‬ ‫خا ذ‬ ‫ه ه‬ ‫ل ل ههرأي مت ه ن‬ ‫جب ه س‬ ‫ن ع ههلى ه‬ ‫قمرآ ه‬ ‫ذا ال م ن‬ ‫ـ )ل هوم أن مهزل مهنا هه ه‬
‫ه الذى هل‬ ‫الل لهذ وت ذل م ه ه‬
‫هنوه الل ل ن‬ ‫فك لنرو ه‬ ‫س ل هعهل لهن م‬ ‫مهثا ن‬ ‫ك امل م‬
‫(‬ ‫‪21‬‬ ‫)‬
‫ن‬ ‫م ي هت ه ه‬ ‫ذ‬ ‫ضرذب نهها ذلللنا‬ ‫ل نه م‬ ‫ه‬
‫هل‬
‫هنوه الل ن‬
‫)‪(22‬‬
‫م‬
‫حي ن‬ ‫ن اللر ذ‬ ‫ما ن‬ ‫ح ه‬ ‫شههاد هةذ هنوه اللر م‬ ‫ب هوال ل‬ ‫م الغهي م ذ‬ ‫م‬ ‫عال ذ ن‬ ‫ه إ ذلل هنوه ه‬ ‫إ ذل ه ه‬
‫زينز‬ ‫ن ال معه ذ‬ ‫م ن‬ ‫مههي م ذ‬ ‫ن ال م ن‬ ‫م ن‬ ‫مؤ م ذ‬ ‫م ال م ن‬ ‫سهل ن‬ ‫س ال ل‬ ‫دو ن‬ ‫ق ي‬ ‫ك ال م ن‬ ‫مل ذ ن‬ ‫ه إ ذلل هنوه ال م ه‬ ‫الذى هل إ ذل ه ه‬
‫خال ذقن ال مهبارذئن‬ ‫ه ال م ه‬ ‫هنوه الل ل ن‬
‫(‬ ‫‪23‬‬ ‫)‬
‫ن‬
‫كو ه‬ ‫شرذ ن‬ ‫ما ي ن م‬ ‫ن الل لهذ ع ه ل‬ ‫حا ه‬ ‫سب م ه‬ ‫مت هك هب منر ن‬ ‫جلبانر ال م ن‬ ‫ال م ه‬
‫ه‬ ‫م‬ ‫ه‬
‫ض‬‫ت هوالمر ذ‬ ‫ماهوا ذ‬ ‫س ه‬ ‫ما فى ال ل‬ ‫ه ه‬ ‫ح له ن‬ ‫سب م ن‬ ‫سهنى ي ن ه‬ ‫ح م‬ ‫مانء ال م ن‬ ‫س ه‬ ‫ه امل م‬ ‫صومنر ل ه ن‬ ‫م ه‬ ‫ال م ن‬
‫م( )الحشر ‪. (24 - 21 :‬‬ ‫كي ن‬ ‫ح ذ‬ ‫زينز ال م ه‬ ‫وههنوه هال معه ذ‬
‫دا( )الجن ‪. (3 :‬‬ ‫ة وههل وهل ه ا‬ ‫حب ه ا‬ ‫صا ذ‬ ‫خذ ه ه‬ ‫ما ات ل ه‬ ‫جد ي هرب مهنا ه‬ ‫ه ت ههعاهلى ه‬ ‫ـ )وهأن ل ن‬
‫هه‬ ‫ن‬ ‫ه‬ ‫ه )‪(3‬‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫)‪(2‬‬ ‫ل‬ ‫)‪(1‬‬ ‫ه‬ ‫ل‬ ‫ـ )ق ن م‬
‫نل ن‬ ‫م ي هك م‬ ‫م نيولد م وهل م‬ ‫م ي هل ذد م وهل م‬ ‫مد ن ل م‬ ‫ص ه‬ ‫ه ال ل‬ ‫حد ل الل ن‬ ‫هأ ه‬ ‫ل هنوه الل ن‬
‫د( )الخلص( ‪.‬‬ ‫ه‬ ‫كن ن‬
‫ح ل‬ ‫وا أ ه‬ ‫ف ا‬
‫ق إذ ه‬ ‫شمر ه‬ ‫ن ه‬ ‫ه‬ ‫ن ه‬ ‫ه‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫ـ )ق ن م‬
‫ذا‬ ‫س س‬ ‫غا ذ‬ ‫م م‬ ‫خلقه وه ذ‬ ‫)‪(2‬‬
‫ما ه‬ ‫شمر ه‬ ‫م م‬ ‫ذ‬ ‫)‪(1‬‬
‫ق‬‫فل ذ‬ ‫ب ال ه‬ ‫عوذ ن ب ذهر م‬ ‫لأ ن‬
‫د(‬‫س ه‬ ‫ح ه‬ ‫ذا ه‬ ‫سد س إ ذ ه‬ ‫حا ذ‬ ‫شمر ه‬ ‫ن ه‬ ‫م م‬ ‫قد ذ وه ذ‬ ‫)‪(4‬‬
‫ت فى ال معن ه‬ ‫فاهثا ذ‬ ‫شمر الن ل ل‬ ‫ن ه‬ ‫م م‬ ‫ب وه ذ‬ ‫(‬ ‫‪3‬‬ ‫)‬
‫وهقه ه‬
‫)الفلق( ‪.‬‬
‫شمر‬ ‫ن ه‬ ‫م م‬ ‫ذ‬ ‫)‪(3‬‬
‫س‬
‫ذ‬ ‫س إ ذل ههذ اللنا‬ ‫(‬ ‫‪2‬‬ ‫)‬
‫ذ‬ ‫ك اللنا‬ ‫مل ذ ذ‬ ‫ه‬
‫(‬ ‫‪1‬‬ ‫)‬
‫س‬‫ذ‬ ‫ب اللنا‬ ‫عوذ ن ب ذهر م‬ ‫ل أه ن‬ ‫ـ )ق ن م‬
‫ن ال م ذ‬ ‫س ال م ه‬ ‫ال موه م‬
‫(‬ ‫‪5‬‬ ‫)‬ ‫(‬ ‫‪4‬‬ ‫)‬
‫جن لةذ‬ ‫م م‬ ‫ذ‬ ‫س‬‫دورذ اللنا ذ‬ ‫ص ن‬ ‫س فى ن‬ ‫سوذ ن‬ ‫س الذى ي نوه م‬ ‫خلنا ذ‬ ‫وا ذ‬ ‫س ه‬
‫)‪(1‬‬
‫س( )الناس( ‪.‬‬ ‫هواللنا ذ‬
‫سحر ‪:‬‬ ‫ـ آيات فك ال ن‬
‫ويمكن قراءة هذه اليات أيضا ا على المحسود مع قراءة الذكار "الصحيحة" الواردة عن‬ ‫)‪(1‬‬

‫النبى ‪ ، ‬وستأتى فى نهاية الرسالة إن شاء الله تعالى ‪.‬‬


‫تحفة العروسين‬ ‫‪215‬‬

‫ن‬‫ما ن‬ ‫سل هي م ه‬ ‫فهر ن‬ ‫ما ك ه ه‬ ‫ن وه ه‬ ‫ما ه‬ ‫سل هي م ه‬ ‫ك ن‬ ‫مل م ذ‬ ‫ن ع ههلى ن‬ ‫طي ن‬ ‫شهيا ذ‬ ‫ما ت هت منلو ال ل‬ ‫)هوات لب هنعوا ه‬ ‫‪ㄹ-‬‬
‫ه‬ ‫ن‬ ‫م‬
‫ل ع هلى‬ ‫ما أنزذ ه‬ ‫حهر وه ه‬ ‫س م‬ ‫س ال م‬ ‫ن اللنا ه‬ ‫مو ه‬ ‫فنروا ي نعهل ن‬ ‫ه‬
‫نك ه‬ ‫طي ه‬ ‫شهيا ذ‬ ‫ن ال ل‬ ‫وهل هك ذ ل‬
‫قوهل‬ ‫ه‬
‫حلتى ي ه ن‬ ‫حد س ه‬ ‫نأ ه‬ ‫م م‬ ‫ن ذ‬ ‫ما ذ‬ ‫ما ي نعهل م ه‬ ‫ت وه ه‬ ‫مانرو ه‬ ‫ت وه ه‬ ‫هانرو ه‬ ‫ل ه‬ ‫ن ب ذهباب ذ ه‬ ‫ملك هي م ذ‬
‫ال م ه ه‬
‫ه‬
‫ن الل لهذ‬ ‫حد س إ ذلل ب ذإ ذذ م ذ‬ ‫نأ ه‬ ‫م م‬ ‫ن ب ذهذ ذ‬ ‫ضامري ه‬ ‫م بذ ه‬ ‫ما هن م‬ ‫فمر وه ه‬ ‫ة فههل ت هك م ن‬ ‫ن فذت من ه ل‬ ‫ح ن‬ ‫ما ن ه م‬ ‫إ ذن ل ه‬
‫هه‬
‫ما ل ن‬ ‫شت ههراه ن ه‬ ‫نا م‬ ‫م م‬ ‫ه‬
‫موا ل ه‬ ‫قد م ع هل ذ ن‬ ‫ه‬
‫م وهل ه‬ ‫فعنهن م‬ ‫م وهل هين ه‬ ‫ه‬ ‫ضيرهن م‬ ‫ما ي ه ن‬ ‫ن ه‬ ‫مو ه‬ ‫ل‬
‫وهي هت هعهل ن‬
‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫فى امل ذ‬
‫ن(‬
‫مو ه‬ ‫م لوم كاننوا ي هعمل ن‬ ‫سه ن م‬ ‫ف ه‬ ‫شهرموا ب ذهذ أن ن‬ ‫ما ه‬ ‫س ه‬ ‫خلقسوهلب ذئ م ه‬ ‫ن ه‬ ‫م م‬ ‫خهرةذ ذ‬
‫)البقرة ‪. (102 :‬‬
‫م‬ ‫ذا هى ت هل م ه‬ ‫ه‬
‫ن أل م‬ ‫ه‬ ‫ه‬
‫ما ي هأفذ ن‬ ‫ك فهإ ذ ه‬ ‫صا ه‬ ‫حي مهنا إ ذهلى ن‬ ‫‪ㄹ-‬‬
‫)‬
‫ن‬
‫كو ه‬ ‫ف ه‬ ‫ق ن‬ ‫ق عه ه‬ ‫ذ‬ ‫سى أ م‬ ‫مو ه‬ ‫)وهأوم ه‬
‫ن )‪ (118‬فهغنل ذنبوا هنهنال ذ ه‬
‫ك‬ ‫منلو ه‬ ‫كاننوا ي هعم ه‬ ‫ما ه‬ ‫ل ه‬ ‫حقي وهب هط ه ه‬ ‫‪ (117‬فهوهقهعه ال م ه‬
‫ن‬
‫هقانلوا آ ه‬ ‫ن )‪ (119‬وهأل م ذ‬ ‫قل هنبوا ه‬
‫)‪(120‬‬
‫ملنا‬ ‫ن‬
‫دي ه‬ ‫ج ذ‬ ‫سا ذ‬ ‫حهرة ن ه‬ ‫س ه‬ ‫ي ال ل‬ ‫ق ه‬ ‫ري ه‬ ‫صاذغ ذ‬ ‫هوان ه‬
‫ن( )العراف ‪- 117 :‬‬ ‫هانرو ه‬ ‫سى وه ه‬ ‫مو ه‬ ‫ب ن‬ ‫هر م‬ ‫)‪(121‬‬
‫ن‬‫مي ه‬ ‫ه‬
‫ب الهعال ذ‬ ‫م‬ ‫ب ذهر م‬
‫‪. (122‬‬
‫ن‬
‫ه إذ ل‬ ‫ن‬
‫سي نب مط ذل ن‬ ‫ه ه‬ ‫ل‬
‫ن الل ه‬ ‫حنر إ ذ ل‬ ‫س م‬ ‫م ب ذهذ ال م‬ ‫جئ مت ن م‬ ‫ما ذ‬ ‫سى ه‬ ‫مو ه‬ ‫ل ن‬ ‫وا هقا ه‬ ‫ق م‬ ‫ما أ هل ه‬
‫م‬ ‫)فهل ه ل‬ ‫‪ㄹ-‬‬
‫مات ذهذ وهل هوم‬ ‫حقل ب ذك هل ذ ه‬ ‫ه ال م ه‬ ‫حقي الل ل ن‬ ‫ن )‪ (81‬وهي ن ذ‬ ‫دي ه‬ ‫س ذ‬ ‫ف ذ‬ ‫م م‬ ‫ل ال م ن‬ ‫م ه‬ ‫ح عه ه‬ ‫صل ذ ن‬ ‫ه هل ي ن م‬ ‫الل ل ه‬
‫ن( )يونس ‪. (82 - 81 :‬‬ ‫مو ه‬ ‫جرذ ن‬ ‫م م‬ ‫ك هرذه ه ال م ن‬
‫حرس وههل‬ ‫سا ذ‬ ‫صن هنعوا ك هي مد ن ه‬ ‫ما ه‬ ‫صن هنعوا إ ذن ل ه‬ ‫ما ه‬ ‫ف ه‬ ‫ق م‬ ‫ك ت هل م ه‬ ‫مين ذ ه‬ ‫ما فى ي ه ذ‬ ‫ق ه‬ ‫)وهأ هل م‬ ‫‪ㄹ-‬‬
‫ذ‬
‫ث أ ههتى( )طه ‪. (69 :‬‬ ‫حي م ن‬ ‫حنر ه‬ ‫سا ذ‬ ‫ح ال ل‬ ‫فل ذ ن‬ ‫ين م‬
‫ـ ويمكن للقارئ أن يقرأ أيضا ا اليات التالية وهى التى تتحدث عن‬
‫العذاب والنار ‪ ،‬وهى مما ثبت أنها تعذب الجنى جدا ا ‪ ،‬وتعجل‬
‫بخروجه وهروبه من جسد المريض إن شاء الله تعالى ‪ ،‬وهى ‪:‬‬
‫ـ واليــات ‪:‬‬
‫النساء ‪ ، (173-167) :‬المائدة ‪ ، (34-33) :‬النفال ‪، (12) :‬‬
‫الحجر ‪ ، (18-16) :‬السراء ‪ ، (111 – 110) :‬النبياء ‪، (70) :‬‬
‫الحج ‪ ، (20-19) :‬النور ‪ ، (35) :‬الفرقان ‪ ، (23) :‬الصافات ‪) :‬‬
‫‪ ، (88‬غافر ‪ ، (78) :‬فصلت ‪ ، (42) :‬الدخان ‪، (50-43) :‬‬
‫الحقاف ‪ ، (34-29) :‬الزلزلة ‪ ،‬العصر ‪ ،‬البروج ‪ ،‬الطارق ‪،‬‬
‫الكافرون ‪.‬‬
‫ـ وآيات الشفاء ‪:‬‬
‫الست ‪ :‬التوبة ‪ ، (14) :‬يونس ‪ ، (57) :‬النحل ‪ ، (69) :‬السراء ‪) :‬‬
‫‪ ، (82‬الشعراء ‪ ، (80) :‬فصلت ‪. (44) :‬‬
‫‪216‬‬ ‫تحفة العروسين‬
‫ـ على أن يراعى كما تقدم استحضار نية الشفاء وطرد الجن من‬
‫جسد المريض ـ كما تقدم ـ هذا ول يتعجل المريض الشفاء‪ ،‬فإنما هو‬
‫الخذ بالسباب والله تعالى هو الشافى ‪.‬‬
‫ـ ثم يشرب منه المريض ويغتسل به ـ فى أى حجرة من حجرات‬
‫البيت ـ ول يغتسل بهذا الماء الذى نقرأ عليه القرآن فى "الحمام" أو‬
‫يرمى به فيه ‪ -‬وما ينزل من المريض من ماء الغتسال فى "طبق‬
‫بلستيك أو طشت" يسقى به شجرة ‪ ،‬أو "يرشه" فى أرجاء البيت‬
‫طردا ا لى جنى قد يكون ساكنا ا للبيت ‪.‬‬
‫ـ وكيفيته ‪ :‬أن يأخذ من الماء ـ الذى نقرأ عليه آيات الرقية أو آيات‬
‫سحر ـ بكوب صغير ثم يرش كل ركن من أركان‬ ‫الرقية وآيات فك ال م‬
‫ا‬
‫البيت ببعضه ‪ ،‬وقبل أن يرش يسمي الله تعالى تنبيها للجن المسلم‬
‫مار البيت ـ حتى ل يؤذيهم ‪ ،‬وكذا فى كل ركن من أركان البيت ‪،‬‬ ‫ـع ل‬
‫حتى المطبخ ‪ ،‬إل الحمام ذلما تقدم من أنه مكان نجس ول يجوز‬
‫إلقاء هذا الماء فيه ‪.‬‬
‫وعند شرب المريض لهذا الماء قد يصاحبه نوع من القئ خاصة‬
‫إذا كان "العمل مشروبا ا إذا أكثر المريض من شرب هذا الماء ‪ ،‬وقد‬
‫سحر بإذن الله تعالى ‪ ،‬وإذا لم‬ ‫يخرج "العمل" مع القئ فيبطل ال م‬
‫يتقيأ المريض وعند اغتسال المريض بهذا الماء سوف يشعر بنوع‬
‫من "السخونة" أو "الدفء" ينبعث من جسده ‪ ،‬وكأنه الماء حارا ا ‪.‬‬
‫ـ كما تظهر على المسحور ـ عند قراءة اليات السابقة عليه أو‬
‫شربها ـ أعراض أخرى منها ‪ :‬احمرار شديد بالعينين ‪ ،‬شعور وكأن‬
‫حجرا ا ثقيل ا أو نحوه فى بطنه ‪ ،‬وعند شربه الماء قد يشعر بنار‬
‫تتأجج فى بطنه أو حلقه أو فى جسده كله ‪.‬‬
‫ـ يستمر شرب الماء والغتسال به طوال ثلثة أو سبعة أيام ‪،‬‬
‫سحر بإذن الله تعالى ‪ ،‬ول يدخل‬ ‫مرة أو مرتين يوميا ا ‪ ،‬حتى نيبطل ال م‬
‫اليأس نفس المريض وليعلم أن الشفاء مرتبط بإذن الله تعالى‬
‫بالشفاء ‪ ،‬ل بتقوى المعالج ـ وإن كانت سببا ا ـ أو بشهرة المعالج ‪ ،‬أو‬
‫بما يأخذه المعالج )‪. (1‬‬
‫ـ هذا إذا نفقد المعالج أو نوجد ‪ ،‬و فى حالة وجود من يعالج ـ لذى‬
‫خبر هذا العلم وعمل به ـ فإنه يبدأ بقراءة آيات الرقية فى أذن‬
‫المريض ـ مستحضرا ا نية الشفاء وطرد الجن ـ حتى إذا بدأت‬
‫العراض تظهر على المريض يتعامل معها ذوفق ما يعلم بفضل الله‬
‫تعالى ‪ ،‬فإذا شعر المريض بنوع "تنميل" فى يديه أو رجليه أو فى‬
‫)‪(1‬‬
‫ومما يجب التنبيه عليه أنه ل حرج فى أخذ الجرة على العلج ‪.‬‬
‫تحفة العروسين‬ ‫‪217‬‬

‫أى مكان بجسده ‪ ،‬أو صداع ‪ ،‬أو شعر بنوع ضيق ‪ ،‬أو كأن هناك من‬
‫يمسك برأسه ‪ ،‬أو يضغط على صدره أو قلبه ‪ ،‬فهذا يعنى وجود‬
‫الجنى فى هذا المكان ‪ ،‬بدأ المعالج فى قراءة اليات التى تتحدث‬
‫عن العذاب والنار ‪ ،‬وقد تقدم ذكر بعضها ‪.‬‬
‫ـ وإذا "حضر" الجنى على جسد المريض بدأ المعالج فى التعامل‬
‫معه سؤاله عن سبب دخوله ـ عشقا ا أو سحرا ا أو حسدا ا ـ وعن‬
‫ديانته ‪ ،‬فإن كان مسلما ا بينا له عدم جواز هذا ‪ ،‬وإن كان كافرا ا‬
‫عرضنا عليه السلم فإن استجاب وإل نأنذر كليهما بقراءة اليات‬
‫عليهما ‪ ،‬ويراعى عدم الطالة فى الحديث مع الجنى حتى ل يهرب‬
‫أو يأتى بمن يساعده فى التخلص من هذا المر ‪،‬كما ل يستجاب له‬
‫فى أى طلب يطلبه كأن يأمر أن يذبح له كذا وكذا ‪ ،‬أو تلبس المرأة‬
‫كذا وكذا ـ لزوجها ـ أو تطوف بالولياء ‪،‬أو يلبس الرجل خاتما ا شكله‬
‫كذا ‪ ،‬فكل هذا نيعتبر ضربا ا من الشرك ‪.‬‬
‫م الل ل ن‬
‫ه وههنوه‬ ‫فيك ههن م‬ ‫سي هك م ذ‬
‫ـ وللمعالج أن يقرأ وقتها قوله تعالى ‪) :‬فه ه‬
‫م‬ ‫ه‬
‫ت‬‫كوننوا ي هأ ذ‬ ‫ما ت ه ن‬‫ن ه‬ ‫م( )البقرة ‪ ، (137 :‬وقوله تعالى ‪) :‬أي م ه‬ ‫ميعن ال معهذلي ن‬ ‫س ذ‬ ‫ال ل‬
‫ديلر( )البقرة ‪ ، (148 :‬وقوله‬ ‫ل شئ قه ذ‬ ‫ه ع ههلى ك ن م‬‫ن الل ل ه‬ ‫مياعا إ ذ ل‬‫ج ذ‬
‫ه ه‬ ‫م الل ل ن‬‫ب ذك ن م‬
‫ن( )الصافات ‪ ،(24 :‬وقوله تعالى ‪:‬‬ ‫سنئونلو ه‬‫م م‬ ‫م ه‬ ‫م إ ذن لهن م‬ ‫فوهن م‬ ‫تعالى ‪) :‬وهقذ ن‬
‫ة( )النساء ‪:‬‬ ‫م ه‬ ‫ن‬ ‫ه‬ ‫م‬ ‫ي‬ ‫ما ت ه ن‬ ‫ه‬
‫شي لد ه س‬ ‫ج ن‬ ‫م فى ب ننرو س‬ ‫ت وهلوم كنت ن م‬ ‫موم ن‬‫م ال ه‬ ‫كوننوا ي ند مرذك م‬ ‫)أي من ه ه‬
‫‪(78‬‬
‫ـ فإذا شعر المريض بنوع سخونة فى مكان "التنميل" أو الضغط‬
‫مثل ا ‪ ،‬فهذا يعنى بداية نهاية العمل وإبطاله ‪ ،‬فيستمر المعالج فى‬
‫القراءة حتى تنتهى هذه السخونة أو الدفء ‪ ،‬يعود جسد المريض‬
‫إلى حالته الطبيعية ‪ ،‬ثم يعود المعالج فيقرأ اليات مرة أخريِ حتى‬
‫إذا ظهرت العراض مرة أخرى بدأ فى إبطالها بإذن الله تعالى ‪،‬‬
‫سحر ولم يشعر بأيِ‬ ‫حتى إذا سمع المريض آيات الرقية وآيات فك ال م‬
‫طل وانتهى بفضل الله تعالى ‪.‬‬ ‫نوع من التعب ‪ ،‬علمنا أن العمل قد ب ن‬
‫ـ هذا ومما يشعر به المريض بعد الشفاء ‪ :‬كأن هناك حمل ا ثقيل ا‬
‫كان على كتفه قد أختفى أو نرفع ‪ ،‬أوكأن "طاقية "من حديد كانت‬
‫على رأسه فرفعت ‪.‬‬
‫‪218‬‬ ‫تحفة العروسين‬
‫ـ وقد يشعر أيضا ا المريض بعد الشفاء بنوسع من الصداع ـ قد‬
‫يتشابه بما كان يشعر به من قبل ـ ومرجع هذا إلى عمل "القرين"‬
‫)‪ (1‬الذى تعلم من الجنى "الضيف" الموكل بالعمل أمورا ا جديدة ‪،‬‬
‫فيبدأ هو فى تنفيذها وإعادتها مرة أخرى على المريض حتى يلتبس‬
‫على المريض المر ‪ ،‬فيظن أنه لم يشف بعد ن ‪ ،‬ليأخذه إلى دوامة‬
‫العلج بالقرآن أو غيره ‪ ،‬والتى لن يخرج منها سالما ا ـ إل أن يشاء‬
‫الله تعالى ـ إل أن المعالج يستطيع أن يفرق بين هذا اللم وذاك ‪،‬‬
‫بعدم شعور المريض بذلك الدفء الذى كان يشعر به عن شربه‬
‫للماء ‪.‬‬
‫هنا يبدأ المعالج فى كتابة هذه اليات ‪ ،‬أو قراءتها على بعض الماء‪،‬‬
‫وهى ‪:‬‬
‫‪ ㄹ-‬الفاتحة ‪.‬‬
‫‪ ㄹ-‬سورة البقرة ‪ :‬اليات )‪. (4-1‬‬
‫‪ ㄹ-‬البقرة ‪ :‬اليات )‪. (164-163‬‬
‫‪ ㄹ-‬آية الكرسى ‪.‬‬
‫‪ ㄹ-‬سورة "ق" ‪ :‬اليات )‪. (29-23‬‬
‫‪ ㄹ-‬الخلص ‪.‬‬
‫‪ ㄹ-‬المعوذتين ‪.‬‬
‫أخطاء يقع فيِها بعض المْعالجيِن ‪:‬‬
‫ومن الخطاء التى اسنتحدثت بعد انتشار العلج بالقرآن ‪ ،‬ظاهرة‬
‫العلج الجماعى والتى تبنتها بعض المساجد أو المراكز ‪ ،‬فأصبحنا‬
‫نرى عشرات الحالت التى تعانى من أعراض المس أو السحر وقد‬
‫جمعت فى مكان واحد ‪ ،‬ونأعطيت كل حالة "سماعة" تضعها على‬ ‫ن‬
‫الرأس ثم تبدأ "الرقية" المسجلة تدق أذن الحالة ‪ ،‬ول بأس فى‬
‫سماع المريض للرقية الشرعية "مسجلة" ‪ ،‬ولكن الحرج يقع أن‬
‫يكون وسط هذا الحشد من المرضى خروج الجن من جسد ودخوله‬
‫إلى آخر ‪ ،‬وقد يكون من بينهم من ليس به مس أو سحر ‪ ،‬وإنما هى‬
‫أعراض قد تشابه أعراض الممسوس أو المسحور ‪ ،‬فيشار عليه‬
‫بالذهاب إلى المسجد أو المركز للعلج ‪ ،‬وجسده خالى من المس‬
‫أو السحر ‪ ،‬وفى أثناء سماع هذا الحشد الهائل لليات تبدأ بعض‬
‫الحالت فى التشنج فيرتاع ويخاف من لم تظهر عليه العراض بعد ن‬

‫)‪(1‬‬
‫كل بكل من قرين من الجن وقرين من الملئكة" وليس هو‬ ‫ح عن النبى قوله ‪" :‬و ذ‬
‫‪‬‬ ‫وقد ص ن‬
‫أخت الولد التى يعيش تحت الرض ‪ ،‬أو أخ البنت الذى يعيش تحت الرض ‪ ،‬فهذا كله ضرب من‬
‫الخزعبلت ‪.‬‬
‫تحفة العروسين‬ ‫‪219‬‬

‫‪ ،‬وقد يكون بين الحالت كما تقدم من ليس بممسوس أو مسحور ‪،‬‬
‫فيخرج الجنى من جسد المريض ثم يدخل جسد هذا المرتاع أو‬
‫الخائف ‪ ،‬أو جسد من يعانى من أعراض تشابه أعراض الممسوس‬
‫أو المسحور ‪.‬‬
‫وقد شاهدنا الكثير والكثير من هذه الحالت التى دخلها الجنى ‪،‬‬
‫وبسؤاله يقول ‪ :‬لقد خرجت فى الجلسة كذا من جسد المريض‬
‫فلن عند سماعه للقرآن ‪ ،‬ثم صعدت عاليا ا ثم نظرت إلى هذه‬
‫ت فلن يجلس خائفا ا من هذا المنظر "تشنج بعض‬ ‫الحالت كلها فرأي ن‬
‫المرضى" فدخلت فى جسده !‬
‫فينتج من ظاهرة العلج الجماعى إصابة بعض الحالت السليمة‬
‫بالمس ظلما ا من الجنى ‪ ،‬وجهل ا من المعالج ‪ ،‬فليكن هذا منك على‬
‫بال ‪.‬‬
‫ـ ومن الخطاء التى صاحبت انتشار العلج بالقرآن منذ بداياته ‪:‬‬
‫الستعانة بالجن "المسلم" فى العلج ‪ ،‬فترى الجنى يخرج من جسد‬
‫المريض وقد تاب وأناب على يد الشيخ المعالج ‪ ،‬ثم يعرض عليه أن‬
‫يساعده فى العلج طلبا ا لتكفير ما سلف من أذى للمريض ‪ ،‬وأن‬
‫يكون عونا ا للمعالج على الجن الكافر أو الظالم ‪ ،‬خاصة وهو يرى ما‬
‫ل يراه المعالج من عدد الجن بجسد المريض أو هروب الجنى عند‬
‫س جسد‬ ‫حضور المعالج ‪ ،‬فيقوم الجنى المساعد بتقيد الجنى الما ذ‬
‫المريض أو ضربه أو الستعانة ببعض الجن الطيار على طرد الجنى‬
‫الماس جسد المريض إلى غير ذلك ‪.‬‬
‫ـ ويرد بعضهم على هذا أنه ل يستخدم الجنى فى "الشر" وإنما‬
‫يستخدمه فى "الخير" ومساعدة المرضى وعالجهم ‪ ،‬ولو كان ذلك‬
‫كذلك لكان الولى به رسول الله ‪ ، ‬وقد قرأ القرآن على الجن‬
‫فأسلم ‪ ،‬ولم يستعن بهم أو يستخدمهم فى حربه ضد "الكفار" ‪،‬‬
‫فلم يرسل جنيا ا لغتيال أبى جهل أو أبى لهب ! ‪.‬‬
‫ـ ومن الخطاء أيضا ا التى صاحبت انتشار العلج بالقرآن ‪ :‬قراءة‬
‫بعضهم بعض اليات على "كف يده" ثم يقول ‪ :‬أقسمت عليكم يا‬
‫خدام هذه اليات الشريفة أن تفعلوا كذا وكذا بفلن ـ من النس ـ‬
‫من مرض ونحوه ! ثم ينفث فى كفه ليطيروا ! ‪.‬‬
‫كيف تكتشف أن المعالج دجال ‪:‬‬
‫‪220‬‬ ‫تحفة العروسين‬
‫ل ثم‬ ‫دعى العلج يقرأ بعض اليات بصوت عا س‬ ‫ـ إذا رأيت الذى ي ل‬
‫نيسر ببعض الكلم الغير مفهوم ‪ ،‬فاعلم أنه دجال ‪.‬‬
‫ـ إذا أعطاك الشيخ )‪ (1‬حجابا ا وقد طواه بشكله الهندسى ‪ ،‬وغنلفه‬
‫بكيس من البلستيك أو الشمع ‪،‬فاعلم أنه دجال ‪.‬‬
‫ـ إذا أعطاك الشيخ حجابا ا مفتوحا ا أو مغلفا ا ـ كما تقدم ـ ثم‬
‫ت فيه فرأيت فيه "دوائر" و "مربعات" و "مثلثات" فيها كلمات‬ ‫نظر ه‬
‫مفهومة أو غير مفهومة فاعلم أنه دجال ‪.‬‬
‫ـ إذا أعطاك الشيخ حجابا ا ـ كما تقدم ـ فيه كلمات وقد كتبت‬
‫بحروف "مفردة" كما يكتب بعضهم ‪" :‬بسم الله الرحمن الرحيم" ‪:‬‬
‫"ب س م ا ل ل ه ا ل ر ح م ن ا ل ر ح ى م" أو آية الكرسى أو‬
‫غيرها من اليات فاعلم أنه دجال ‪ ،‬وقل له ‪ :‬اتق الله فهذا تحريف‬
‫فى كتاب الله تعالى )‪. (1‬‬
‫ـ إذا طلب منك الشيخ اسمك واسم أمك ‪ ،‬أو قطعة من أثرس ‪،‬‬
‫ونحو هذا فاعلم أنه دجال ‪.‬‬
‫_ إذا طلب منك الشيخ كتابة بعض اليات على "بيضة" ! وأكلها أو‬
‫أن تفعل بها كذا وكذا فاعلم أنه دجال ‪.‬‬
‫ـ هذا وكل من يدعى قراءة الفنجان ‪ ،‬والكف ‪ ،‬والطالع ـ والنازل‬
‫! ـ وضرب الرمل ‪ ،‬وفتح المندل ‪ ،‬وقياس الثر ‪ ،‬وفتح الكتاب‬
‫بوضع "مفتاح" ليشير على السارق ونحو هذا ‪ .‬فاعلم أنه دجال ‪،‬‬
‫وأن هذا الفعل يؤدى بصاحبه إلى الشرك والكفر ‪ ،‬فكن منه على‬
‫حذر ‪.‬‬
‫ـ كل هذا وإن ادعى "الشيخ" أنه ل يأخذ أجرة على هذا العمل ‪،‬‬
‫وإنما هو "شئ لله" !!! ‪.‬‬
‫ـ وكذا كل من يدعى علم "التنويم المنغاطيسى" و "تحضير‬
‫الراوح" و "الزار" فاعلم أن هذا كله دجل ‪ ،‬فكن منه على حذر ‪.‬‬
‫تحصيِنات قرآنيِة ‪:‬‬
‫ومنها قراءة فاتحة الكتاب ‪ ،‬آية الكرسى ‪ ،‬آخر آيتين من سورة‬
‫البقرة ‪ ،‬الخلص ‪ ،‬المعوذتين ‪.‬‬
‫تحصيِنات نبوية ضد السحر والمْس ‪:‬‬
‫‪ -1‬كثرة الستغفار ‪ ،‬والحوقلة ‪ ،‬أى قول ‪ :‬ل حول و قوة إل بالله ‪.‬‬
‫)‪ (1‬استخدمت وصف الشيخ لنتشاره ووصف به كل من يعالج بالقرآن أو بغيره ‪ ،‬والخير يعلم‬
‫من نفسه ما هو وصفه ‪.‬‬
‫)‪ (1‬وهناك الكثير ممن يفعل هذا ويظن الناس به خيرا ا وهو معدود فى الكفار بكفره بآيات الله‬
‫تعالى واستهزاءه بها ‪ ،‬مع سحره وكهانته ‪ ،‬ثم يطلب "المسلم" من "الكافر" المعونة فى‬
‫طلب إخراج وإبطال العمل !!! ‪.‬‬
‫تحفة العروسين‬ ‫‪221‬‬

‫‪ -2‬ل إله إل الله وحده ل شريك له ‪ ،‬له الملك وله الحمد وهو على‬
‫كل شئ قدير يقال مائة مرة صباحا ا ومائة مرة مساءا ا )‪. (1‬‬
‫‪ -2‬أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق )‪. (2‬‬
‫‪ -3‬أعوذ بكلمات التامة من شيطان وهامة ومن كل عين لمة )‪. (3‬‬
‫‪ -4‬أعوذ بكلمات التامات التى ل يجاوزهن بر ول فاجر ‪ ،‬من شر ما‬
‫خلق وذرأ وبرأ ‪ ،‬ومن شر ما ينزل من السماء ‪ ،‬ومن شر ما يعرج‬
‫فيها ‪ ،‬ومن شر ما ذرأ فى الرض ومن شر ما يخرج منها ‪ ،‬ومن شر‬
‫فتن الليل والنهار ‪ ،‬ومن شر طوارق الليل والنهار ‪ ،‬إل طارقا ا يطرق‬
‫بخير يارحمن )‪. (4‬‬
‫‪ -5‬اللهم أنت ربى ل إله إل أنت خلقتنى وأنا عبدك وأنا على عهدك‬
‫ووعدك ما استطعت ‪ ،‬أعوذ بك من شر ما صنعت ‪ ،‬أبوء لك بنعمتك‬
‫ى ‪ ،‬فإنه ل يغفر الذنوب إل أنت )‪. (1‬‬ ‫على ‪ ،‬وأبوء بذنبى ‪ ،‬فاغفر ل ن‬
‫ى حكمك ‪،‬‬ ‫ضف ل‬ ‫‪ -6‬اللهم إنى عبدك ‪ ،‬ابن عبدك ‪ ،‬ناصيتى بيدك ‪ ،‬ما س‬
‫عدلك فى قضاؤك ‪ ،‬أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك ‪ ،‬أو‬
‫أنزلته فى كتابك أو علمته أحد س من خلقك ‪ ،‬أو استأثرت به فى علم‬
‫الغيب عندك ‪ ،‬أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلبى ونور صدرى‬
‫وجلء حزنى وذذهاب همى )‪. (2‬‬
‫‪ -7‬بسم الله الذى ل يضر مع اسمه شئ فى الرض ول فى السماء‬
‫‪ ،‬وهو السميع العليم )ثلث مرات صباحا ا ‪ ،‬وثلث مساءاا( )‪. (3‬‬
‫‪ -8‬حسبى الله ل إله إل هو ‪ ،‬عليه توكلت وهو رب العرش العظيم‬
‫)‪) (4‬سبع مرات صباحا ا ومساءاا( ‪.‬‬
‫‪ -9‬ل إله إل الله العظيم الحليم ‪ ،‬ل إله إل الله رب العرش العظيم ‪،‬‬
‫ب السموات السبع ورب العرش الكريم )‪. (5‬‬ ‫ل إله إل الله ر ي‬

‫)‪(1‬‬
‫صحيح ‪ :‬أخرجه البخارى )‪ (3293‬ومسلم )‪. (2692‬‬
‫)‪(2‬‬
‫صحيح ‪ :‬أخرجه مسلم )‪. (2709‬‬
‫)‪(3‬‬
‫صحيح ‪ :‬أخرجه البخارى )‪ 119\4‬ـ فتح( ‪.‬‬
‫)‪(4‬‬
‫صحيح ‪ :‬أخرجه أحمد )‪. (419\3‬‬
‫)‪(1‬‬
‫صحيح ‪ :‬أخرجه البخارى )‪ (6306‬ومسلم )‪. (2722‬‬
‫)‪(2‬‬
‫صحيح ‪ :‬أخرجه أحمد)‪. (391\1‬‬
‫)‪(3‬‬
‫صحيح ‪ :‬أخرجه أبو داود )‪. (5088‬‬
‫)‪(4‬‬
‫حسن ‪ :‬أخرجه أبو داود )‪. (5081‬‬
‫)‪(5‬‬
‫صحيح ‪ :‬أخرجه البخارى )‪ 154\7‬ـ فتح( ومسلم )‪. (2092\4‬‬
‫‪222‬‬ ‫تحفة العروسين‬
‫م والحهزن ‪ ،‬والعجز والكسل ‪،‬‬
‫‪ -10‬اللهم إنى أعوذ بك من اله ن‬
‫)‪(6‬‬
‫دين ‪ ،‬وغلبة الرجال ‪.‬‬ ‫والبخل والجبن ‪ ،‬وضلع ال ن‬

‫ت من الظالمين )‪. (1‬‬


‫‪ -11‬ل إله إل أنت سبحانك إنى كن ن‬
‫‪ -12‬اللهم أنت عضدى وأنت نصيرى ‪ ،‬بك أجول وبك أصول وبك‬
‫أقاتل )‪. (2‬‬
‫‪ -13‬حسبنا الله ونعم الوكيل )‪. (3‬‬
‫‪ -14‬سبحان الله وبحمده عدد خلقه ‪ ،‬ورضا نفسه ‪ ،‬وذزنة عرشه ‪،‬‬
‫ومداد كلماته )‪. (4‬‬
‫ـ تحصيِنات عامة ‪:‬‬
‫الستعاذة عند دخول الحمام ‪ ،‬ونفض المكان عند الجلوس أو‬
‫النوم ‪ ،‬المحافظة على أذكار الصباح والمساء ‪ ،‬كثرة الستغفار‬
‫والحوقلة واللتجاء إلى الله تعالى ‪ ،‬والكثار من قراءة القرآن ‪،‬‬
‫والمحافظة على الصلوات فى الجماعة ‪ ،‬والصيام ‪ ،‬ومصاحبة‬
‫الخيار ‪ ،‬والبعد عن أصدقاء الشر والسوء ‪ ،‬والتسمية عند فتح‬
‫"صنبور" المياه الساخنة "السخان" عند "الحوض" بالمطبخ ‪ ،‬وقبل‬
‫سر عند فتحه فى الحمام )‪ ، (5‬وكذا عند رمى‬ ‫دخول الحمام أو فى ال م‬
‫)‪(6‬‬
‫"موسى" الحلقة فى الحوض أو غيره بعد الحلقة ‪ ،‬كما يراعى‬

‫)‪ (6‬أخرجه البخارى )‪ 173\11‬ـ فتح( ‪.‬‬


‫)‪ (1‬صحيح ‪ :‬أخرجه الترمذى )‪. (168\3‬‬
‫)‪ (2‬صحيح ‪ :‬أخرجه الترمذى )‪. (183\3‬‬
‫)‪ (3‬صحيح ‪ :‬أخرجه البخارى )‪ 172\5‬ـ فتح( ‪.‬‬
‫)‪ (4‬صحيح ‪ :‬أخرجه مسلم )‪. (2726‬‬
‫)‪ (5‬فقد التبس أحد الجن بجسد أحد المرضى ‪ ،‬وبسؤال الجنى ‪ :‬متى لبسته وكيف ؟ قال ‪ :‬فى‬
‫يوم كذا ‪ ،‬وقد دخل "الحمام" ففتح صنبور المياه الساخن وكنت أنا بداخل الصنبور ‪ ،‬فأحرق‬
‫يدى ! فلبسته ثأرا ا وانتقاما ا ‪.‬‬
‫)‪ (6‬وإن كان مما هو معلوم من النهى عن حلقة اللحية ‪ ،‬لما فى ذلك من التشبه بالنساء ‪ ،‬وقد‬
‫لعن رسول الله ـ واللعن هو الطرد من رحمة الله تعالى ـ المتشبهين من الرجال بالنساء ‪،‬‬
‫‪‬‬

‫والمتشبهات من النساء بالرجال ‪ ،‬إلى غير ذلك من الحاديث والدلة الكثيرة الدالة على إثم‬
‫حالق اللحية ‪.‬‬
‫تحفة العروسين‬ ‫‪223‬‬

‫ب الماء الساخن فى "الحمام" أو الحوض إل بعد التسمية ‪،‬‬ ‫عدم ص ن‬


‫كما يراعى عند مرور الرجل على حجر كبير فى الطريق فيريد‬
‫إبعاده عن وسط الطريق ‪ ،‬فتراه وقد حمله ثم ألقى به بعيدا ا ‪ ،‬دون‬
‫أن يسمى الله عند إلقاءه ‪ ،‬خشية أن يلقيه على بعض الجن‬
‫الجالس فى الطريق دون أن يلحظ رمى الرجل للحجر ! ‪.‬‬
‫ـ وكذا من أوقات "مس" الجن للنسان ‪ :‬وقت الخوف الشديد ‪،‬‬
‫كمن يسير فى طريق بعينه كل يوم فى ساعة متأخرة من الليل ‪،‬‬
‫ولم يحدث نفسه بشئ عن مس الجن له ‪ ،‬ثم إذا سمع عن مس‬
‫الجن للنسان ‪ ،‬وأن من مساكن الجن أماكن الفضاء "الخالية"‬
‫يأخذه الخوف من مس الجن له ! فيمسه الجن ! ‪.‬‬
‫ـ وكذا ما هم منتشر بين كثير من الفتيات ‪ :‬من دخولهن الحمام‬
‫وبصحبتهن أجهزة "التسجيل" أو الستماع إليها والرقص على‬
‫نغماتها داخل الحمام ‪ ،‬وكما هو مقرر أن عالم الجن كعالم النس ‪،‬‬
‫فيه الجنى الشاب والمراهق والكهل والطفل الصغير وغير هذا مما‬
‫هو فى عالم النس ‪ ،‬وقد يشاهد الجنى الشاب أو المراهق الفتاة‬
‫وهى ترقص عارية فى الحمام ‪ -‬أو أمام المرآة ‪ -‬فيعشقها فيلتبس‬
‫بجسدها ‪ ،‬وكذا كثرة الوقوف أمام المرآة ناظرة إلى مفاتنها‬
‫وجسدها )‪. (1‬‬
‫ـ وكذا قد يلتبس الجنى بالنسان فى حالة الشهوة المحرمة ‪.‬‬
‫ـ وكذا هذا التبرج والزينة المغالى فيها التى نراها فى فتيات‬
‫ونساء "المسلمين" )‪ (2‬وتلك الملبس الضيقة والتى تكون كالرسالة‬
‫ـ وقد التبس أحد الجن بجسد أحد المرضى ‪ ،‬وبسؤاله عن سبب دخوله جسد المريض ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫لقد كان "يحلق" ذقنه ذات يوم ثم رمى بموسى الحلقة فى الحوض ‪ ،‬وكان أخى يجلس فى‬
‫الحوض وقع الموسى على رقبته فقتله ‪ ،‬وكان ابن عمى يقف فى الحمام ‪ ،‬فلما شاهد ما جرى‬
‫جاءنى من مصر إلى "استراليا" وأبلغنى خبر موت "قتل" أخى فجئت طالبا ا للثأر من هذا‬
‫الرجل ‪.‬‬
‫ـ كما يراعى عدم رمى الموسى أو أى ألة حادة و "سنجة" البرة والزجاج أيضا ا ونحو هذا فى‬
‫"سلة القمامة" محافظة على أيدى من يقومون بهذا العمل ‪ ،‬فيمكن جمع أمواس الحلقة أو‬
‫الزجاج فى علبة ما ثم إغلقها جيدا ا بحيث ل تفتح بسهولة عند "قلب" القمامة" حتى ل تؤذى‬
‫أحدا ا ‪.‬‬
‫)‪ (1‬وما يقال أن أخ الفتاة الذى يسكن "تحت الرض" وكذا الشاب الذى تسكن أخته "تحت‬
‫الرض" وانهما يغاران ونحو هذا فكل هذا سفه وباطل وخرافات ل صحة لها ‪.‬‬
‫)‪ (2‬وكما يقول البعض ‪ :‬لو أن امرأة من أصحاب "الرايات الحمراء" التى كانت فى الجاهلية‬
‫الولى خرجت اليوم على نساء "المسلمين" ورأت منهن هذا لستحت وقالت ‪ :‬أهؤلء هم أتباع‬
‫محمد ‪ ‬؟! كيف ل وهى التى كانت فى فجرها تكشف الجزء العلوى من صدرها "فقط" ‪،‬‬
‫ماذا والمرأة "المسلمة" اليوم قد كشفت عن رأسها وصدرها وإبطيها وبطنها وفخذيها وساقيها‬
‫‪224‬‬ ‫تحفة العروسين‬
‫إلى الجن ودعوته إلى دخول هذا الجسد ‪ ،‬حتى إذا دخل الجنى‬
‫خطابها ـ جرت مسرعة باحثة عن العلج‬ ‫جسد الفتاة ـ وهرب منها ن‬
‫وطرد الجنى العاشق من جسدها ! ‪.‬‬
‫ن الله تعالى عليها بالشفاء عادت سيرتها الولى إلى‬‫ـ حتى إذا م ل‬
‫التبرج والسفور ‪ ،‬ضاربة بتنبيهات "المعالج" ودعوته إياها إلى‬
‫اللتزام بدين الله تعالى وأوامره عرض الحائط ‪.‬‬

‫سهرنحوهن ‪‬‬
‫ن ته م‬
‫حي ه‬
‫ن وه ذ‬
‫حو ه‬
‫ري ن‬
‫ن تن ذ‬
‫حي ه‬ ‫ما ل‬
‫ل ذ‬ ‫ج ه‬ ‫‪ ‬وهل هك ن م‬
‫م ذفيهها ه‬

‫مجدى بن منصور بن سيِد الشورى‬

‫الفهرس‬
‫الصفحة‬ ‫المْوضوع‬
‫‪3‬‬ ‫مقدمة‬
‫‪--------------------------------------------------------‬‬
‫‪6‬‬ ‫كلمة شكر‬
‫‪-----------------------------------------------------‬‬
‫‪7‬‬ ‫الترغيب فى الزواج‬
‫‪---------------------------------------------‬‬
‫‪12‬‬ ‫التحذير من الزنا‬
‫‪-----------------------------------------------‬‬
‫‪14‬‬ ‫محبة الزوجة‬
‫‪-------------------------------------------------‬‬
‫‪16‬‬ ‫أزواج النبى ‪‬‬
‫‪------------------------------------------------‬‬
‫‪20‬‬ ‫سرارى النبى ‪‬‬
‫‪------------------------------------------------‬‬
‫‪20‬‬ ‫الزواج فى الجاهلية‬
‫‪--------------------------------------------‬‬
‫‪21‬‬ ‫أسس اختيار الزوجة‬
‫‪--------------------------------------------‬‬
‫‪21‬‬ ‫مواصفات الزوجة الصالحة‬
‫‪--------------------------------------‬‬
‫‪28‬‬ ‫أسس اختيار الزوج‬
‫‪--------------------------------------------‬‬
‫‪.‬‬
‫تحفة العروسين‬ ‫‪225‬‬

‫‪31‬‬ ‫الكفاءة فى النكاح‬


‫‪---------------------------------------------‬‬
‫‪34‬‬ ‫صلة الستخارة‬
‫‪-----------------------------------------------‬‬
‫‪36‬‬ ‫إباحة النظر إلى وجه المخطوبة‬
‫‪----------------------------------‬‬
‫‪43‬‬ ‫النهى عن المغالة فى المهور‬
‫‪------------------------------------‬‬
‫‪45‬‬ ‫دبلة الخطوبة‬
‫‪---------------------------------------------------‬‬
‫‪49‬‬ ‫ما يباح للخاطب بعد الخطبة‬
‫‪-----------------------------------‬‬
‫‪50‬‬ ‫النفقة على الزوجة‬
‫‪---------------------------------------------‬‬
‫‪50‬‬ ‫العروس ليلة الزفاف‬
‫‪--------------------------------------------‬‬
‫‪51‬‬ ‫حكم الذهاب إلى الكوافير‬
‫‪--------------------------------------‬‬
‫‪52‬‬ ‫نتف الحواجب‬
‫‪-------------------------------------------------‬‬
‫‪52‬‬ ‫المانيكير‬
‫‪------------------------------------------------------‬‬
‫‪52‬‬ ‫الغناء فى العرس‬
‫‪-----------------------------------------------‬‬
‫‪56‬‬ ‫ل نكاح إل بولى‬
‫‪----------------------------------------------‬‬
‫‪56‬‬ ‫الفاظ التزويج‬
‫‪--------------------------------------------------‬‬
‫‪58‬‬ ‫الفرق بين النكاح والزواج‬
‫‪---------------------------------------‬‬
‫‪60‬‬ ‫الدعاء للعروسين‬
‫‪----------------------------------------------‬‬
‫‪61‬‬ ‫ليلة الزفاف‬
‫‪----------------------------------------------------‬‬
‫‪62‬‬ ‫وضع على رأس الزوجة‬
‫‪-----------------------------------------‬‬
‫‪226‬‬ ‫تحفة العروسين‬
‫‪62‬‬ ‫قصة من الواقع‬
‫‪-------------------------------------------------‬‬
‫‪65‬‬ ‫ما يقول الرجل حين يجامع أهله‬
‫‪--------------------------------‬‬
‫‪66‬‬ ‫فض غشاء البكارة‬
‫‪----------------------------------------------‬‬
‫‪67‬‬ ‫كيف يأتى الرجل أهله‬
‫‪-----------------------------------------‬‬
‫‪69‬‬ ‫الوليمة‬
‫‪-------------------------------------------------------‬‬
‫القسم الثانى‬
‫‪71‬‬ ‫الشروط فى النكاح‬
‫‪---------------------------------------------‬‬
‫‪72‬‬ ‫حكم السلم فى من تزوج بامرأة فوجدها حبلى‬
‫‪------------------‬‬
‫‪72‬‬ ‫المحرمات من النساء‬
‫‪-------------------------------------------‬‬
‫‪77‬‬ ‫فصل‬
‫‪---------------------------------------------------------‬‬
‫‪78‬‬ ‫فصل‬
‫‪---------------------------------------------------------‬‬
‫‪79‬‬ ‫فصل‬
‫‪---------------------------------------------------------‬‬
‫‪80‬‬ ‫فصل‬
‫‪---------------------------------------------------------‬‬
‫‪83‬‬ ‫نكاح التفويض‬
‫‪-------------------------------------------------‬‬
‫‪84‬‬ ‫نكاح الشغار‬
‫‪--------------------------------------------------‬‬
‫‪85‬‬ ‫نكاح المحلل‬
‫‪--------------------------------------------------‬‬
‫‪85‬‬ ‫نكاح المتعة‬
‫‪---------------------------------------------------‬‬
‫‪86‬‬ ‫نكاح المحرم‬
‫‪--------------------------------------------------‬‬
‫‪86‬‬ ‫نكاح الزانية‬
‫‪---------------------------------------------------‬‬
‫‪86‬‬ ‫أنكحة فاسدة‬
‫تحفة العروسين‬ ‫‪227‬‬

‫‪--------------------------------------------------‬‬
‫‪87‬‬ ‫الخلع‬
‫‪--------------------------------------------------------‬‬
‫‪96‬‬ ‫زواج المسيار‬
‫‪-------------------------------------------------‬‬
‫‪96‬‬ ‫زوج الهبة‬
‫‪-----------------------------------------------------‬‬
‫‪96‬‬ ‫الزواج العرفى‬
‫‪-------------------------------------------------‬‬
‫‪99‬‬ ‫الدلة على فساد النكاح بدون ولى‬
‫‪-------------------------------‬‬
‫‪101‬‬ ‫الرد على المام أبى حنيفة‬
‫‪--------------------------------------‬‬
‫‪102‬‬ ‫الدليل الذى اعتمده المام والرد عليه‬
‫‪----------------------------‬‬
‫‪105‬‬ ‫أسباب اللجوء إلى الزواج العرفى‬
‫‪-------------------------------‬‬
‫‪106‬‬ ‫تعدد الزوجات‬
‫‪------------------------------------------------‬‬
‫‪110‬‬ ‫صبغ المرأة لشعرها‬
‫‪--------------------------------------------‬‬
‫‪110‬‬ ‫تفسير ‪ :‬الحمو‬
‫‪------------------------------------------------‬‬
‫‪111‬‬ ‫الخلف بين الزوجين‬
‫‪-------------------------------------------‬‬
‫‪112‬‬ ‫حق الزوج‬
‫‪----------------------------------------------------‬‬
‫‪115‬‬ ‫من حقوق الزوج أيضا ا‬
‫‪------------------------------------------‬‬
‫‪118‬‬ ‫النهى عن وضع المرأة ثيابها فى غير بيتها‬
‫‪------------------------‬‬
‫‪118‬‬ ‫النهى عن صيام المرأة وزوجها شاهد‬
‫‪----------------------------‬‬
‫‪119‬‬ ‫النهى عن إنفاق المرأة إل بإذن زوجها‬
‫‪---------------------------‬‬
‫‪120‬‬ ‫النهى طلب الطلق‬
‫‪228‬‬ ‫تحفة العروسين‬
‫‪---------------------------------------------‬‬
‫‪120‬‬ ‫الصبر على فقر الزوج‬
‫‪------------------------------------------‬‬
‫‪121‬‬ ‫النهى عن هجر الفرش‬
‫‪------------------------------------------‬‬
‫‪123‬‬ ‫حق الزوجة‬
‫‪----------------------------------------------------‬‬
‫‪125‬‬ ‫النهى عن الهجر إل فى البيت‬
‫‪-----------------------------------‬‬
‫‪126‬‬ ‫مساعدة الرجل زوجته فى شئون البيت‬
‫‪----------------------------‬‬
‫‪126‬‬ ‫صبر الرجل وحلمه‬
‫‪---------------------------------------------‬‬
‫‪127‬‬ ‫التحذير عن التلويح بالطلق‬
‫‪------------------------------------‬‬
‫‪127‬‬ ‫النهى عن إطالة فترة الغياب‬
‫‪-------------------------------------‬‬
‫‪128‬‬ ‫وصايا الزوجين‬
‫‪------------------------------------------------‬‬
‫‪130‬‬ ‫سلوكيات‬
‫‪-----------------------------------------------------‬‬
‫‪130‬‬ ‫حسن العشرة حديث أم زرع‬
‫‪-------------------------------------‬‬
‫‪139‬‬ ‫من صور حسن العشرة أيضا ا‬
‫‪-------------------------------------‬‬
‫‪139‬‬ ‫النهى عن الطرق ليل ا‬
‫‪-------------------------------------------‬‬
‫‪140‬‬ ‫مراعاة غيرة النساء‬
‫‪---------------------------------------------‬‬
‫‪143‬‬ ‫النهى عن الضرب المبرح‬
‫‪---------------------------------------‬‬
‫‪146‬‬ ‫سلوكيات‬
‫‪-----------------------------------------------------‬‬
‫‪146‬‬ ‫ترخيم اسم الزوجة‬
‫‪---------------------------------------------‬‬
‫‪148‬‬ ‫سلوكيات الزوجة‬
‫‪----------------------------------------------‬‬
‫‪148‬‬ ‫تحريم إفشاء سر الفضاء‬
‫تحفة العروسين‬ ‫‪229‬‬

‫‪---------------------------------------‬‬
‫‪150‬‬ ‫التحذير من كفران العشير‬
‫‪---------------------------------------‬‬
‫‪151‬‬ ‫إظهار المرأة غضبها‬
‫‪-------------------------------------------‬‬
‫‪152‬‬ ‫الزوجة ل تحمد زوجها‬
‫‪----------------------------------------‬‬
‫‪153‬‬ ‫كيف يستديم محبة زوجته‬
‫‪--------------------------------------‬‬
‫‪156‬‬ ‫النهى عن طاعة الزوج فيما يخالف الشرع‬
‫‪------------------------‬‬
‫‪157‬‬ ‫النساء ناقصات عقل ودين‬
‫‪--------------------------------------‬‬
‫‪159‬‬ ‫الزواج فى بيت الهل‬
‫‪------------------------------------------‬‬
‫‪160‬‬ ‫كذب الرجل على زوجته‬
‫‪----------------------------------------‬‬
‫‪160‬‬ ‫كذب المرأة على زوجها‬
‫‪----------------------------------------‬‬
‫‪160‬‬ ‫فتى الحلم‬
‫‪---------------------------------------------------‬‬
‫‪162‬‬ ‫الفرق بين الزوج والمرأة‬
‫‪----------------------------------------‬‬
‫‪167‬‬ ‫الفرق بين البعل والزوج‬
‫‪-----------------------------------------‬‬
‫‪168‬‬ ‫أبواب الجماع‬
‫‪-------------------------------------------------‬‬
‫‪168‬‬ ‫أحكام الجماع‬
‫‪------------------------------------------------‬‬
‫‪173‬‬ ‫فنون الجماع وأشكالها‬
‫‪-----------------------------------------‬‬
‫‪181‬‬ ‫شبه وردود‬ ‫ن‬
‫‪----------------------------------------------------‬‬
‫‪212‬‬ ‫أحكام الوطء فى الدبر‬
‫‪-----------------------------------------‬‬
‫‪121‬‬ ‫أحكام الوطء فى الحيض‬
‫‪230‬‬ ‫تحفة العروسين‬
‫‪---------------------------------------‬‬
‫‪131‬‬ ‫حكم العزل‬
‫‪----------------------------------------------------‬‬
‫‪134‬‬ ‫أضرار العادة السرية‬
‫‪--------------------------------------------‬‬
‫‪136‬‬ ‫كيفية العلج‬
‫‪--------------------------------------------------‬‬
‫‪264‬‬ ‫كيفية علج المربوط‬
‫‪-------------------------------------------‬‬

You might also like