You are on page 1of 31

‫‪ :‬هكذا علمتني الحياة (‪)2‬‬ ‫محاضرة‬

‫فضيلة الشيخ ‪ :‬علي عبد الخالق القرني‬

‫بسم هللا الرمحن الرحيم‬


‫احلمد هلل الواحد األحد‪ ،‬تعاىل عن الشريك والصاحبة والولد‪.‬‬
‫حنمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه‪.‬‬
‫ونعوذ ابهلل من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا‪ ،‬من يهده هللا فال مضل له‪ ،‬ومن يضلل فال هادي له‪.‬‬
‫أشهد أن ال إله إال هللا وحده ال شريك له‪ ،‬له امللك وله احلمد وهو على كل شيء قدير‪.‬‬
‫وأشهههد أن دمههدا عبههد هللا ورسهوله‪ ،‬أرسههله هللا رمحههة للعههاملو فشههر بههه الصههدور وأهر بههه الع ههو ‪ ،‬وفههت بههه أعينهها‬
‫عميا وآذاه صما وقلواب غلفا‪.‬‬
‫اللهههم اهه ه عنهها أفضههل مهها ه يههن نبيهها عههن أمتههه وأعلههي علههى ويههر الههدرهات درهتههه واحشههره ههن لوا ههه و مرتههه‬
‫وأورده حوضه يف اآلخرة‪.‬‬
‫اللههم ال ععههل ل لوبنهها اآلن حوضهها تههرده إال كتابههك وسههنة نبيههك مصههلى هللا عليههه وسههلم أفضههل صههالة وأ سههال‬
‫وأكمله وأعاله‪.‬‬
‫اللهم حبب إلينا اإلميان و ينه يف قلوبنا وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان واهعلنا من الراشدين‪.‬‬
‫اللهم وبغض إىل قلوبنا البدعة واملبتدعو‪ ،‬وأره احلق ح ا والباطهل ابطهال ووف نها ألتبهاق احلهق والعمهل بهه والهدعوة‬
‫الصرب على األذى فيه ابتغاء وههك وطلب مرضاتك‪.‬‬ ‫إليه و َ‬
‫ان أَ ان نآمندهوا بنهَربن دك ام فَ َمنهَّا َربهَّنَها فَها اغ نف ار لَنَها ذدندوبهَنَها َوَك نفه ار َعنهَّا َسهينئَاتننَا َوتَه َوفَّهنَها َمه َر‬
‫م ربهَّنَها إننهَّنَها َنععنَها منَه نادايً يهنَه نادي لن انإميهَ ن‬
‫ا د د‬ ‫َ‬
‫ن‬ ‫ن‬ ‫ن‬
‫ف الا نم َيع َاد ‪.‬‬ ‫َّك ال دُتال د‬ ‫ك َوال دُتا نَه يهَ اوَ الا يَ َام نة إنن َ‬ ‫ااألَباهَرا نر* َربهَّنَا َوآتننَا َما َو َع ادتَهنَا َعلَى در دسل َ‬
‫اوَ‬‫ص هلن ا لَ دك ه ام أ اَع َم هالَ دك ام َويهَ اغ نف ه ار لَ دك ه ام ذدندهوبَ دك ام َوَم ه ان يد ن ه نر َّ‬ ‫ن‬
‫اوَ َوقدولدهوا قَ ه اوالً َس هديداً * يد ا‬ ‫ين َآمندهوا اتهَّ د هوا َّ‬ ‫َّ ن‬
‫م َاي أَيهُّ َه ها ال هَ َ‬
‫َوَر دسولَهد فَه َ اد فَا َ فَه او اً َع نظيماً ‪.‬‬
‫س ههال عل ههيكم ورمحته ههه وبركات ههه‪ ،‬وأسه ه هللا العظ ههيم رب العه ههرجي الك ههرك أن ىمعنه هها وإايك ههم عله ههى اإلمي ههان واله ههَكر‬
‫وال رآن‪ ،‬وأن ىعل آخر كالمنا من الدنيا ال إله إال هللا‪.‬‬
‫مث ىمعنا أخرى سرمدية أبدية يف دار قصورها ذهب واملسك طينتها وال عفران حشيش هبن فيها‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫أحبيت يف هللا‪:‬‬
‫لقائنا الليلة يتجدد مع اجلزء الثاين من حماضرة هكذا علمتين احلياة‪.‬‬
‫لكم غنم هَه احملاضرة وعلي غرمها‪ ،‬لكم صفوها وعلي كدرها‪.‬‬
‫هههَه بضههاعيت وإن كنههن قليههل البضههاعة تعههره علههيكم‪ ،‬وهههَه بنههات أفكههاري ت ه ال إلههيكم‪ ،‬ف ه ن صههادفن قبههوال‬
‫ف مساك مبعروال‪ ،‬وإن مل يكن فتسري إبحسان وهللا املستعان‪.‬‬
‫ما كان من صواب فمن هللا الواحد املنان‪.‬‬
‫وما كان من خ فمين ومن الشي ان وهللا بريء منه ورسوله وهللا املستعان‪.‬‬
‫وأه العبد الف ري ال ليل الضعيف املهوان ندبَ مما سن يل من املعارال ن ظل الع يدة‪.‬‬
‫أس هللا أن ىعلها يل ولكم ذخرا ليو تت لب فيه ال لوب واألبصار‪.‬‬
‫وأس له أن ىعلها من صاحلات األعما وخالصات اآلاثر وابقيات احلسنات إىل آخر األعمار‪ .‬رابه‪،‬رابه‪:‬‬
‫يظن الناس يب خريا وإين‪ .......‬لشر الناس إن مل تعفو عين‬
‫وما يل حيلة إال رجائي ‪........‬وعفوك إن عفوت وحسن ظين‬
‫اللهم اهعلين خريا مما يظنون‪ ،‬وأغفر يل ما ال يعلمون‪ ،‬وهكذا علمتين احلياة‪:‬‬

‫كلمة طيبة‪:‬‬ ‫علمتين احلياة يف ظل العقيدة إنه ال خري وال أفضل وال أمجل وال أحسن من ٍ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ن وفَهرعد َهها نيف ال َّسهم ناء* تده اْني أد دكلَ َهها دكه َّل نحه َ‬
‫و‬ ‫ن‬ ‫َ‬ ‫ن‬
‫اود َمثَالً َكل َمهةً طَينبَهةً َك َشه َََرةَ طَينبَهة أَ ا‬ ‫) أََملا تَهَر َكاي َ‬
‫َ‬ ‫صهلد َها َاثبه َ َ ا‬ ‫ب َّ‬ ‫ضَر َ‬‫ف َ‬
‫اود ااأل اَمثَا َ لنلن ن‬
‫َّاس لَ َعلَّ ده ام يهَتَ ََ َّك درو َن ‪.‬‬ ‫ب َّ‬ ‫إبنن اذ نن َرنّبَا َويَ ا‬
‫ض نر د‬
‫أخي‪ :‬إن الرب شيء هو‪..........‬وهه طليق وكال لو‬
‫هاهو أعرايب كما يروى يدخل على رسون هللا مصلى هللا عليه وسلم وهو بو أصحابه‪:‬‬
‫فيمسكه بتالبيبه ويهَه وي و ‪:‬‬
‫أبيك وال من ما ن نأمك‪.‬‬ ‫ن‬
‫أع ين من ما ن هللا الَي أع اك ال من مايل َ‬
‫في ههود صههحابةد رسههون هللا مصههلى هللا عليههه وسههلم يريههدون أن يْدب هوا مههن يعتههدي علههى شه ن دمه َهد مصههلى هللا‬
‫عليه وسلم في و عليه الصالة والسال ‪:‬‬
‫على رسلنكم املا د ما د هللا‪ ،‬أو كما قا مصلى هللا عليه وسلم ‪.‬‬
‫ويَهب به إىل بيتنه مصلى هللا عليه وسلم في و ‪:‬‬ ‫د‬
‫مث أيخ دَ هَا األعرايب يداعبه ن‬
‫ويالط دفه‪،‬‬ ‫د د‬

‫‪2‬‬
‫خَ ما شئن ودق ما شئن‪.‬‬
‫دمد مصلى هللا عليه وسلم ؟‬ ‫بين َ‬ ‫لكن ماذا أيخَ من ن‬
‫هبر أهلدهه مههن خبه ن الشههعري‪ ،‬ومل يشههبر مههن دقههل التمههر‬ ‫هن مل يشه َ‬ ‫هن ال توقه دهد فيههه النهها نر شهههري نن وال ‪،‬ال‪،‬هةَ أشهههر‪ ،‬بيه َ‬
‫بيه َ‬
‫بين أيي السا دل يس فال يوهد يو من األاي يف بيته إال عنبهة‪ ،‬ويف يهو مهن األاي ال يوههد يف‬ ‫ورديء التم نر‪ ،‬د‬
‫هاحب ذاك‬ ‫ن‬ ‫هن وه َهد علهى ظهه نر‬ ‫بيته مصلى هللا عليه وسلم سوى مترة واحهدة‪ ،‬لكنهه خهري بي َ‬
‫األره يب وأمهي ص د‬ ‫د‬
‫البين مصلى هللا عليه وسلم ‪.‬‬
‫أهل وعشريةَ خريا‪.‬‬ ‫أحسنن وه اك هللا من َ‬ ‫َ‬ ‫ايب إال أن قا ‪:‬‬ ‫ما ملك األعر د‬
‫قا عليه الصالة والسال ‪:‬‬
‫هن يل اآلن‪،‬‬ ‫إن أصههحايب قههد وهههدوا عليههك أو كمهها قهها مصههلى هللا عليههه وسههلم ‪ ،‬ف ه خرإ إلههيهم وقههل قههم مهها قله َ‬
‫هك اي أع هرايب؟ قهها نعههم وه ه اك هللا مههن أهه َهل‬ ‫هنن إليه َ‬
‫ف ههر َإ وهههاء إلههيهم ف هها مصههلى هللا عليههه وسههلم هههل أحسه د‬
‫أشهد أن ال إله إال هللا وأشهد أنك رسو د هللا مصلى هللا عليه وسلم ‪.‬‬ ‫وعشريةَ خريا‪ ،‬د‬
‫ف ا مصلى هللا عليه وسلم ‪:‬‬
‫إمنهها مثلههي ومههثلكم و مثههل هههَا األعهرايب كرهههل كانههن لههه دابههة‪ ،‬فنفههرت منههه فههَهب ي اردههها‪ ،‬فَههاء النههاس كلهههم‬
‫وراءه ي ههاردون فم هها ا دادت الداب ههة إال نف ههارا وش هراد‪ ،‬ف هها دع ههوان وداب ههيت أه أعل ههم ب ههدابيت‪ ،‬ف خ ههَ م ههن خش ههاجي‬
‫األره ولههو بههه قههَه الدابههة فمهها كانههن منههها إال أن انسههاقن إليههه وهههاءت إليههه ف مسههك ّبهها‪ ،‬أمهها إان لههو تههركتكم‬
‫ن‬
‫فمات فدخل النار‪.‬‬ ‫على هَا األعرايب لضربتموه ف وهعتموه فَهب من عندكم على كفرهن َ‬
‫أريههتم إىل الكلمه نهة ال يب هةد اي أيههها األحبههة‪ ،‬فههال إلههه إال هللا ال أفضههل مههن دف ه نر السه ن‬
‫هيئة ابحلسههنة‪ ،‬إ هها آسههرةد ال له ن‬
‫هوب‬ ‫َ‬
‫األضغان واألح اد والس ا م من ال لوب‪.‬‬ ‫ن‬ ‫واألروا ‪ ،‬إ ا مستلةد‬
‫َّاها إنَّال ذدو َح َظ َع نظي َم ‪.‬‬ ‫)وما يهلَ ن َّ ن‬
‫ص َربدوا َوَما يهدلَ َ‬
‫ين َ‬ ‫َّاها إَّال الَ َ‬
‫ََ د َ‬
‫املْمن احلق اي أيها األحبة كالشَرةن املثمرةن كلما درنون ابحلَارةن أس ن مثراً طيبا‪.‬‬ ‫د‬
‫فيا له من قمة واي قا من دمثل‪.‬‬
‫اهيم ابهن‬
‫كلب‪ ،‬واليهود ل املها اسهتف وا املسهلمو يريهدون أن يوقعهوهم يف شهركهم‪ ،‬مي دهر علهى إبهر َ‬ ‫يهودي معه د‬ ‫د‬ ‫هاهو‬
‫َ‬
‫املْمن في و د لهد‪:‬‬
‫أدهم – عليه محة هللا ‪ -‬ذلكم د‬
‫أطهر من حليتنك ؟‬ ‫ن‬
‫ذنب الكلب د‬ ‫أطهر من ذنب هَا الكلب‪ ،‬أ د‬
‫ن‬
‫أحليتدك اي إبراهيم د‬
‫ا‪،‬ق مبوعود هللا ع وهل‪:‬‬ ‫ن‬
‫ّبدوء املْم نن الو ن‬ ‫فما كان منه إال أن قا‬

‫‪3‬‬
‫أطهر منها‪.‬‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫ن‬
‫كلبيك د‬ ‫لَنب َ‬ ‫أطهر من ذنب كلبك‪ ،‬وإن كانن يف النار د‬ ‫إن كانن يف اجلنة ق ني د‬
‫اليهودي إال أن قا ‪:‬‬‫د‬ ‫فما ملك هَا‬
‫أخالق األنبياء‪.‬‬
‫د‬ ‫أشهد أن ال إله إال هللا‪ ،‬وأشهد أن دمدا رسو هللا‪ ،‬وهللا ما هَه إال‬
‫ك وبهيهنَه ع َداوةَ َك َنَّه ونيلٌّ َن‬ ‫ن ن‬ ‫ن‬
‫مح َيم* َوَما يهدلَ َّا َهها‬ ‫َح َس دن فَ ذَا الََّي بهَايهنَ َ َ َا د َ َ د َ‬ ‫السينئَةد اادفَ ار نابلَّنيت ه َي أ ا‬
‫احلَ َسنَةد َوال َّ‬‫) َوال تَ استَ نوي ا‬
‫َّاها إنَّال ذدو َح َظ َع نظي َم ‪.‬‬ ‫ن َّ ن‬
‫ص َربدوا َوَما يهدلَ َ‬ ‫إَّال الَ َ‬
‫ين َ‬
‫أقو د هَا لعمو الناس‪ ،‬أما حنن الهدعاة وحنهن طلبهة العلهم واملفهاه يف احلاضهرين أن يكونهوا طلبهة علهم‪ ،‬لهي لنها‬
‫ن‬
‫برديء الكال ‪.‬‬ ‫أن ننه عن مستوى دعوتنا إىل الا ن‬
‫اشق‬
‫لي لنا أن نن إىل سفاسف األمور ولو حاو غريه هره إىل هَه األمور‪.‬‬
‫هب‬
‫يكههن ركنهها ذاتيهها‪ ،‬فههال انركنهها غههريه ألن ال نسههتَر إىل معههارك و يههة خاسههرة وال شههك‪ ،‬مث علينهها أن ال نغضه َ‬
‫كل ساقط‪.‬‬‫بَيء وعن ن‬‫كل َ‬ ‫نفسنا عن ن‬ ‫ألنفسنا بل علينا أن نسمو ن‬ ‫ن‬
‫َ‬
‫لو كل كلب عوى أل مته حَرا‪.......‬ألصب الص ر مث اال بدينار‬
‫ومن عاتب اجلها أتعب نفسه‪ .......‬ومن ال من ال يعرال اللو أفسد‬
‫لي معىن ذلك أن نستسلم فال ندافر‪ ،‬لكن املدافعة أحياه اي أيها األحبة تكون ابلسكوت‪.‬‬
‫واملدافعة أحياه تكون ابالختفاء‪.‬‬
‫واملدافعة أحياه تكون ابإلعراه عن اجلاهلو‪.‬‬
‫أحد وما أدراكم ما يو أ دحهد‪ ،‬يهو أصهاب املسهلمو مها أصهاّبم‪ ،‬هدى أبهو سهفيان‪ ،‬وال ا مشهركا رضهي‬ ‫يف يو د‬
‫هللا عنه وأرضاه‪ ،‬قا ‪:‬‬
‫هل فيكم دمد ؟‬
‫فلم يرد عليه مصلى هللا عليه وسلم ومل أيمر أحدا ابلرد‪.‬‬
‫هل فيكم أبو بكر‪ ،‬هل فيكم عمر؟‬
‫فلم ىبه أحد مر أن اجلواب قد كان أغيظ له‪ ،‬لكن املوقف كان يستل السكوت من ابب قو ال ا ل‪:‬‬
‫إذا ن ق السفيه فال عبه‪ ........‬ف ري من إهابته السكوت‬
‫ف ن كلمته فرهن عنه‪ .........‬وإن خليته كمدا ميوت‬
‫ومن ابب قو اآلخر‪:‬‬
‫ن‬ ‫هاهل أو َ‬ ‫الصمن عن َ‬
‫شرال‪ .......‬وفيه أيضاً لصون العره إصال د‬
‫أمحق د‬ ‫د‬ ‫و‬

‫‪4‬‬
‫ن‬
‫لعمر هللا نبا د‬
‫الكلب خي ى د‬ ‫األسد ُتشى وهي صامتةَ ‪ ........‬و د‬ ‫أما ترى َ‬
‫هاهو اإلمهها د أمحههد عليههه رمحهةد هللا يف جملسههه وبههو تالميههَه‪ ،‬وأيي سههفيهد مههن السههفهاء‪ ،‬فيسههبده ويشههتدمه وي َعههه‬ ‫وهه َ‬
‫ابلسب والشتم‪ ،‬في و د له طالبده وتالمي دَه‪:‬‬
‫ين ال رآ دن إذاً‪:‬‬ ‫اي أاب عبد هللا رد على هَا السفيه‪ ،‬قا ال وهللا ف َ‬
‫اجل ن‬ ‫)و نعباد َّ َّ ن‬
‫اهلدو َن قَالدوا َسالماً ‪.‬‬ ‫ه َه اوهً َوإنذَا َخاطَبَه ده دم اَ‬ ‫ين ميَا دشو َن َعلَى ااأل اَر ن‬
‫الر امحَ نن الَ َ‬ ‫َ َد‬
‫العيب إال أن أكو َن مساببده‬ ‫ايدت رفعةً ‪ ..........‬وما د‬ ‫إذ سبين نَ َ ت د‬
‫علي ع ي ةً ‪ .......‬ملكنتدها من ك نهل نَ َ اربده‬ ‫ولو مل تكن نفسي َ‬
‫هاهو مصعب ابن عم َري رضي هللا عنه سفري الدعوةن األو د إىل ن‬
‫املدينة النبوية‪ ،‬أيتي نهه أس د‬
‫هيد أب دهن حضه َري هربتهه وههو‬ ‫د‬ ‫د‬ ‫د د‬ ‫َ‬
‫ملصعب ‪:‬‬
‫د‬ ‫ال ي ا د مشركاً‪ ،‬في و‬
‫وتضير ضعفاَنا ؟‬
‫َ‬ ‫وتشتم آقتَنا‬
‫د‬ ‫ما الَي هاءَ بك إلينا تسفهد أحالمنَا‬
‫نفسك م توالَ‪.‬‬ ‫ن‬ ‫َ‬
‫كنن يف حاهة إىل نفسك و إال فاعترب َ‬ ‫اعت لنا إن َ‬
‫هات هاد هةَ‪ :‬أو‬ ‫مبوعود هللا وبنصر هللا قَه الدعوة إال أن قا لهه يف كلم َ‬ ‫ن‬ ‫فما كان من مصعب ّب ن‬
‫دوء املْم نن الو ن‬
‫ا‪،‬ق‬
‫عنك ما تكره‪.‬‬ ‫أمره قبنلته‪ ،‬وإن كرهتَهد كففنا َ‬ ‫رضين َ‬‫َ‬ ‫عل د فتسمر‪ ،‬ف ن‬
‫قا ‪ :‬ل د أنصفن‪.‬‬
‫هعب رضههي هللا عنههه عههن اإلسههال وقههرأ عليههه ال ههرآن فتهله َهل وه ده هه وبرقههن أسههار ديره‬
‫وكهها َن عههاقالً لبيبهها‪ ،‬فكلمههه مصه د‬
‫وههه واستهل وههه مث قا ‪:‬‬
‫كيف تصنعو َن إذا أرد الدخوَ يف هَا الدين ؟‬ ‫َ‬
‫ينهل من ما َل مه مصعب‪.‬‬ ‫يد أن َ‬ ‫هاءَ لي تلَه واآلن ير د‬
‫قا اغتسل وت هر وأشهد أن ال إله إال هللا وأن دمداً رسوله مصلى هللا عليه وسلم ‪.‬‬
‫أسلم الرهل ويف نف الوقن أصب داعية‪ ،‬قو ‪:‬‬
‫إن ورا ي رهال إن اتبعكم مل يت لف عنه أحد من قومه هو سعد أبن معاذ‪.‬‬
‫وذهب إىل هَا الرهل واستف ه بكلمات معينة فَاء هَا يركض إىل مصعب وي و ‪:‬‬
‫إما أن تكف عنا وإما أن ن تلك‪.‬‬
‫قا أو عل فتسمر ف ن رضين أمره قبلته وإن مل ترضه كففنا عنك ما تكره‪ ،‬فَل ‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫ف ا خيربه عن اإلسال ويبو له هَا الدين فما كان منه إال أن استهل وههه وبرقهن أسهارير وهههه وقها ‪ :‬كيهف‬
‫يفعل من يريد الدخو يف هَا الدين؟‬
‫قالوا اغتسل وت هر وأشهد أن ال إله إال هللا وأن دمدا رسو هللا مصلى هللا عليه وسلم ‪.‬‬
‫ففعل‪ ،‬مث خرإ من توه داعية إىل قومه‪ ،‬فَهب إىل بين عبد األشهل وقا ‪:‬‬
‫كيف تعلمون أمري فيكم ؟ قالوا سيده وأفضلنا رأي وخريه وأميننا‪.‬‬
‫قا ف ن كالمكم علي حرا رهالكم والنساء حىت أتمنوا ابهلل الَي ال إله إال هو وتصهدقوا برسهالة دمهدا مصهلى‬
‫هللا عليه وسلم ‪.‬‬
‫ي و فلم يب ى رهل وال امرأة يف تلك الليلة إال مسلم أو مسلمة‪.‬‬
‫انب احملسنو‪.‬‬‫فال إله إال هللا الكلمةَ ال يبةَ‪ ،‬اإلحسا َن اإلحسان وهللا د‬
‫أحسن إىل الناس تستعبد قلوّبم ‪ ........‬ل املا ما ملك اإلنسان إحسان‬

‫ينتٌ ضينينع و ف ين ن‬
‫علمتينينين احليينيناة يف ظينينل العقيينيندة أن االجتمينيناو واةب ينةَ ملينينن ا ين منن قينينوةو وأن التفين وينر َا والتشين َ‬
‫ِ‬
‫ملنفسه كثري إبخوانه‪.‬‬ ‫اإلنسا َن قليل‬
‫وما املرء إال إبخوانه‪ .............‬كما ت بض الكف ابملعصم‬
‫وال خري يف الكف م وعة‪ ......‬وال خري يف الساعد األهَ‬
‫عمر رضي هللاد عنه وأرضاه‪:‬‬ ‫ي ود د‬
‫يَكره ابهلل‪ ،‬ف ذا رأى أح ددكم من أخيه وداً فليتمسك به‪.‬‬ ‫أخ صا َل د‬ ‫عبد بعد اإلسالن خريَ من َ‬ ‫ما أع َي د‬
‫متسك به مسك الب يل مباله‪ .......‬وعض عليه ابلنواهَ تغنم‬
‫احلسن عليه رمحةد هللا‪:‬‬
‫د‬ ‫وي و د‬
‫هَكرننا ابآلخ ههرة‪ ،‬ويعنونن هها عل ههى‬ ‫ن‬ ‫ن‬
‫هب إلين هها م ههن أهلن هها و أوالده‪ ،‬آلن أهلدن هها ي ههَكروننا ابل ههدنيا وإخواندن هها ي ه د‬
‫إخواندن هها أح ه د‬
‫الشدا د يف العاهلة‪.‬‬
‫إن خيتلف نسب يْلف بيننا ‪. ......‬ديننا أقمناه م ا الو ن‬
‫الد‬ ‫َ‬ ‫َ د‬
‫أو خيتلف ماء الوصا ن فماؤه‪ .......‬عَب در من غماَ و ن‬
‫احد‬ ‫د‬
‫عمر رضي هللا عنه‪:‬‬ ‫ي ود د‬
‫حببن أن أحلق ابهلل اآلن‪.‬‬ ‫أطايب الثمر أل د‬ ‫د‬ ‫أطايب ال و كما يلت ط‬ ‫َ‬ ‫وهللان لو ال أن أهال اخوةً يل ينت و َن‬

‫‪6‬‬
‫وها هي واعة من النمل تصادال بعريا في و بعضها‪:‬‬
‫تفرقنا عنه ال ان مكن خبفه‪ ،‬ف الن حكيمة منهن اهتمعن عليه ت تلنه‪.‬‬
‫أتىب الرما إذا اهتمعنا تكسرا‪ ......‬وإذا انفرده تكسرت أحاد‬
‫هسد واحد‪ ،‬أمةَ واحدة‪.‬‬ ‫بنيا دن واحد‪ ،‬د‬
‫املصلو‬ ‫هتليل‬ ‫ن‬ ‫ووق الص ن‬
‫َ‬ ‫ععن يف الغرب د‬ ‫و م ذنةَ ‪َ .........‬‬ ‫لو كربت يف ن‬
‫ويع هاً وال تَه َفَّرقدهوا واذا دك هروا ننعم هن َّن‬ ‫ص هموا نهب ه نل َّن ن‬ ‫ن‬
‫و قدهلدهوبن دك ام فََ ا‬
‫ص هبَ احتد ام‬ ‫او َعلَهاي دك ام إن اذ دكانه هتد ام أَ اع ه َداءً فَه َلَّ َ‬
‫ف بَه ا َ‬ ‫َ د اَ َ‬ ‫او َ َ‬ ‫) َو ااعتَ د َا‬
‫بننن اع َمتن نه إن اخ َواهً َودكانهتد ام َعلَى َش َفا دح افَرةَ نم َن النَّا نر فََناه َ ََ دك ام نمانه َها ‪.‬‬

‫تضيع فرصة يف طاعة‪:‬‬ ‫علمتين احلياة يف ظل العقيدة أن ال َ‬


‫لكل إقبا َ أدابر‪ ،‬ورحم هللاد أاب بك َر رضي هللا عنه وأرضاه يو ي و مصهلى هللا عليهه‬ ‫متحرك سكو َن‪ ،‬و ن‬ ‫َ‬ ‫ف ن لكل‬
‫وسلم كما يف صحي مسلم‪:‬‬
‫م من أصب َ منكم اليوَ صا ما‪ ،‬قا أبو بك َر أه‪ ،‬من تب َهر مهنكم اليهوَ هنها ةً‪ ،‬قها أبهو بكه َر أه‪ ،‬مهن عهاد مهنكم‬
‫تصدق اليوَ على مسكو‪ ،‬قا أبو بك َر أه‪ ،‬قا مصلى هللا عليه وسهلم مها‬ ‫َ‬ ‫اليوَ مريضاً‪ ،‬قا أبو بك َر أه‪ ،‬من‬
‫رهل إال ودخل اجلنة ‪.‬‬ ‫اهتمعنا يف َ‬
‫من يل مبثل مشيك املعتد ‪....‬متشي اقوين وعي يف األو‬
‫عمره يف اإلسهالن بضهعة أايَ ‪ ،‬وعهاد وههو ي هود‬ ‫ن ن‬ ‫َ‬
‫خر َإ أبو بكر من عند رسو هللا مصلى هللا عليه وسلم ومل يكن د‬
‫هب ه ههَه األم ههة‪ ،‬ع ههاد وق ههد أدخ ههل يف اإلس ههال س ههتةً م ههن العش ههرةن املبش هرين ابجلن ههة أيي ي ههوَ‬
‫الكتيب هةَ األوىل م ههن كتا ه ن‬
‫هيش عشهرين عامها و‪،‬ال‪،‬هو عامها وسهتو عامها وما هة عامها ومها ههدى‬ ‫ن‬ ‫ال ن‬
‫ضهنا يع د‬ ‫صحيفة حسهناته‪ ،‬وبع د‬ ‫يامة وهم يف‬
‫صريه‪.‬‬ ‫ن‬
‫هللا على يديه رهالً واحد‪ ،‬إىل هللا نشكو ضعفنا وت َ‬
‫ن‬
‫رمضاء مكةَ وبه مهن اجله نهد مها‬ ‫يعَب يف‬ ‫ن‬
‫مير يوماً من األاي على بال َ رضي هللا عنه وهو د‬ ‫لي َ هَا فحسب بل د‬
‫أحد أحد في و ينَيك الواحد األحد‪.‬‬ ‫به وهو ي و د‬
‫عوه إلن ناذ هْالء الضعفاء آلن ال يفتنهوا يف ديهننهم فيصهفي عارتهنه ويصهفي أموالَهه‬ ‫ويَهب ويرى أ ا فرصةَ ال تت َ‬
‫ابن خلف وي و د ‪:‬‬ ‫وأيي إىل أميةَ َ‬
‫اقي ذهبا‪.‬‬ ‫و‬ ‫أ‬ ‫مخ‬ ‫فيه‬ ‫أتبيعين بالالً؟ قا أبيعك إايه ال خري فيه‪ ،‬فيع ن‬
‫يه‬
‫َ ً‬ ‫َ‬ ‫د‬ ‫د‬ ‫د‬
‫في خ ََ أمية اخلم َ وي و ‪:‬‬

‫‪7‬‬
‫وهللان لو أبين إال أوقيةً واحدةً لبعتدك بالال‪.‬‬
‫قا َ أبو بكر‪ :‬و وهللان لو أبهين اي أمية إال ما ة أوقيةً ألخَته منك‪.‬‬
‫ين وم ايي َ ليسن قَا وال لغريه من البشر فرضي هللاد عنه وأرضاه‪.‬‬ ‫ألن أليب بك َر موا َ‬
‫وقن الشدا د‪.‬‬‫بد منفق أموالَك ف نف ها على رها َ أشداء ينفعونك يف ن‬
‫كنن وال َ د‬ ‫ي و د أبوه‪ :‬إن َ‬
‫يد ما أريد‪.‬‬ ‫في و د أبتاه إمنا أر د‬
‫يد أبو بك َر رضي هللا عنه وأرضاه؟‬ ‫ماذا ير د‬
‫يد وهه هللا والدار اآلخرة‪.0‬‬ ‫عند هللا وير د‬ ‫يد ما َ‬ ‫إنه ير د‬
‫ي و د الناس ما أعتق بهالالً إال لي َهد كانهن لهه عنهد بهال ‪ ،‬يعهين ملع َ‬
‫هروال أسهداه بهال إليهه فه راد أن يكافئَهه بهَلك‪،‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫الرد من فوق سب نر عاوات‪:‬‬ ‫ن‬
‫فيتوىل هللاد سبحانه وتعاىل َ‬
‫ضى ‪.‬‬ ‫َح َد نعان َدهد نم ان نن اع َم َة داعَى * إنَّال اباتنغَاءَ َو اه نه َربننه ااأل اَعلَى * َولَ َس او َ‬
‫ال يهَار َ‬
‫ن‬
‫) َوَما أل َ‬
‫رضي هللاد عنه وأرضاه قد كان سباقاً إىل كل فرصة يغتنمها‪.‬‬
‫وها هو خيثمة أبن احلارث كان له أبن يسهمى سهعد‪ ،‬وملها أراد املسهلمون النفهور إىل بهدر‪ ،‬أرادوا اجلههاد يف سهبيل‬
‫هللا‪ ،‬فما كان من هَا الرهل إال أن قا ألبنه‪:‬‬
‫اي بين تعلم أنه لي مر النساء من انميهن‪ ،‬وأريد أن تب ى معهن‪.‬‬
‫وراء هَا الشاب أن هَه فرصة ال تتعوه‪ ،‬ههاد يف سبيل هللا‪ ،‬قا ‪:‬‬
‫وهللا اي أبتاه ال أهل مر هْالء النساء‪ ،‬للنساء رب انميهن‪ ،‬وهللا مها يف الهدنيا شهيء ت مهر بهه نفسهي دونهك‪،‬‬
‫وهللا لو كان غري اجلنة اي أبتاه آل‪،‬رتك به‪ ،‬ولكنها اجلنة‪ ،‬ووهللا ال آ‪،‬ر ّبا أحدا‪.‬‬
‫مث ذهب الشاب وترك الشيخ الكبري مر هْالء النساء‪ ،‬ذهب ي لب ما عند هللا‪ ،‬ف ستشههد يف سهبيل هللا‪ ،‬ذن‬
‫هللا حنسبه شهيدا وال نكي على هللا أحدا‪.‬‬
‫ي و أبوه بعد ذلك‪:‬‬
‫وهللا ل د كان سعد أع ل مين‪ ،‬أواهد أواه ل د فا ّبا دوان‪ ،‬وهللا ل د رأيته البارحة يف املنها يسهر يف أ هار اجلنهة‪،‬‬
‫ومثارها وي و أبتاه‪ ،‬احلق بنا ف ه قد وهده ما وعده ربنا ح ا‪.‬‬
‫وهاهو أبو خيثمة يت لف عن رسو هللا مصلى هللا عليه وسلم يف غ وة تبوك‪ ،‬وكانن له وهتان‪ ،‬هاء ا يوما‬
‫فوهد كل واحدة منهما قد رشن عريشها ابملاء‪ ،‬وبردت له املاء ووضعن له ال عا ‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫فلمهها رأى ذلههك بكههى وقهها ‪ :‬أواهد أواه رسههو هللا مصههلى هللا عليههه وسههلم يف احلههر وال هري ‪ ،‬وأبههو خيثمههة يف الظههل‬
‫واملاء البارد‪ ،‬وهللا ما هَا ابلنصف‪.‬‬
‫ورأى أ ا فرصة لو فاتته لعد من املناف و‪ ،‬قا ‪:‬‬
‫وهللا ال أذوق شيئا حىت أحلق برسو هللا مصلى هللا عليه وسلم ‪.‬‬
‫فهيئ اده وهيئ راحلته وأن لق وحيدا يف صحاري يبيد فيه البيد‪ ،‬ويضير فيها الَكي والبليد‪.‬‬
‫وحلق ابلنيب مصلى هللا عليه وسلم ف دركه قرب تبوك‪ ،‬وراءه الناس ف الوا‪:‬‬
‫ركب م بل اي رسو هللا‪.‬‬
‫ف ا مصلى هللا عليه وسلم كن أاب خيثمة‪ ،‬كن أاب خيثمة‪ ،‬قا الصحابة هو أبو خيثمة‪.‬‬
‫فدعاء له مصلى هللا عليه وسلم ففا بدعوة النيب مصلى هللا عليه وسلم وايله من فو ‪.‬‬
‫اب َما َكا َن َح نديثاً يهد اف ََاى ‪.‬‬
‫دويل ااألَلاب ن‬ ‫)لََ اد َكا َن نيف قَ ن ن ن‬
‫صص نه ام ع ا َربةَ أل ن َ‬ ‫َ‬
‫كانوا سباقو إىل فعل اخلري‪ ،‬ال يضيعون فرصة يف طاعة هللا ع وهل‪.‬‬
‫وايل من الوالة يف عهده بىن له بناء يف واسط و خرفه وأكثهر فيهه مهن ال خرفهة مث دعها النهاس للفرههة عليهه والهدعاء‬
‫له‪ ،‬فما كان من احلسن البصري رمحهه هللا يهو اهتمهر النهاس كلههم إال أن رآهها فرصهة ال تعهوه أن يعهض النهاس‬
‫ويَكرهم ابهلل وي هدهم يف الدنيا ويرغبهم يف ما عند هللا هل وعال‪ ،‬فمها كهان منهه إال أن ان لهق مث وقهف مهانبهم‬
‫هناك فحمد هللا وأ‪،‬ناء عليه فاعهن إليه ال لوب واألبصار مث قا ‪:‬‬
‫ل د نظر إىل ما ابتهىن أخبها األخبثهو فوههده أن فرعهون بهىن أعهال مهن مها بهىن وشهيد أعهال ممها شهيد‪ ،‬ألهي ههو‬
‫صهَر َوَهه نَهن ااألَ ا هَ دار َاعه نري نمه ان َاه نيت ‪ ،‬فه هرى هللا األ هار مهن فهوق رأسهه‪ ،‬ليتهه يعلهم أن‬ ‫ال ا هل‪) :‬أَلَهي نيل م اله د ن‬
‫كم ا‬ ‫ا َ د‬
‫أهل السهماء م تهوه‪ ،‬وأن أههل األره قهد غهروه‪ ،‬وأنهدفر يتهدفق يف موعظتهه حهىت أشهفق عليهه أحهد السهامعو مهن‬
‫هَا الوايل ف الوا حسبك اي أاب سعيد حسبك‪.‬‬
‫قا ال وهللا‪ ،‬ل د أخَ هللا امليثاق على أهل العلم ليبيننه للناس وال يكتمونه‪.‬‬
‫من كتم علما أجلمه هللا بلَا من هر‪.‬‬
‫ويسمر ذلك الوايل‪ ،‬وأيي جللسا ه يتمي من الغيظ ويدخل عليه وي و ‪:‬‬
‫تبا لكم وسح ا وهالكا وبعدا‪ ،‬ي و عبد من عبيد أهل البصرة في و فينا ما شاء أن ي و ‪ ،‬مث ال ىهد مهن يهرده‬
‫أو ينكر عليه‪ ،‬وهللا ألس ينكم من دمه اي معشر اجلبناء‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫مث أمههر ابلسههيف واجلههالد والن ههر‪ ،‬ومهها كههان منههه إال أن اسههتدعى احلسههن عليههه رمحههة هللا‪ ،‬فت ههد ودخههل‪ ،‬فلمهها رأى‬
‫السيف واجلالد متتم بكلمات ومل يعرال احلَاب واحلراس ماذا ي و ‪.‬‬
‫ويو دخل وقد خاال هللا‪ ،‬ف وال هللا منه كل شيء‪ ،‬دخل على هَا الوايل‪ ،‬فما كان منه إال أن قا ‪:‬‬
‫أهال بك أيها اإلما ‪ ،‬وقا يرحب بهه وي هو هاهنها اي أاب سهعيد‪ ،‬حهىت أهلسهه علهى جملسهه وعلهى كرسهيه مانبهه‪،‬‬
‫ويس له بعض األسئلة مث ي و له أنن أعلم العلماء اي أاب سعيد‪ ،‬انصرال راشدا بعد أن طيب حليته‪.‬‬
‫ف رإ من عنده فلحق به أحد احلَاب وقا ‪:‬‬
‫وهللا ل د دعاك لغري ما فعل بك‪ ،‬فماذا كنن ت و ؟‬
‫قا دعين ونفسي‪ ،‬قا أس لك ابهلل ماذا كنن ت و وأنن داخل؟‬
‫قا كنن أقو ‪ :‬اي ويل نعميت ومالذي عند كربيت أهعل ن مته علي بردا وسالما كمها هعلهن النهار بهردا وسهالما‬
‫على إبراهيم‪.‬‬
‫اتصل ابهلل ع وهل ومل يضير هَه الفرصة‪ ،‬وعلم هللا صدقه ف جنه وأن َه وحفظه‪.‬‬
‫وهللا خري حافظا وهو أرحم الرامحو‪.‬‬
‫الدناهيَا إنَّال َمتَاقد الاغددرونر ‪.‬‬
‫احلَيَاةد ُّ‬
‫موَما ا‬
‫فاحلياة أيها األحبةد فرص‪ ،‬من اغتنمها فا ومن ضيعها خسر‪َ :‬‬
‫إذا هبن رايحك فاغتنمها‪ ........‬ف ن لكل خاف ة سكون‬
‫وال تغفل عن اإلحسان فيها‪ .......‬فال تدري السكون مىت يكون‬
‫وإن درت نياقك فاحتلبها‪..........‬فال تدري الفصيل مل يكون‬
‫ن‬
‫الشباب‬ ‫كنن أاي َ‬
‫شيخ ‪......‬كما قد َ‬‫أتر دإ أن تكو َن وأنن َ‬
‫الثياب‬ ‫ن‬
‫كاجلديد من ن‬ ‫‪،‬وب‪ ....‬دري‬
‫نفسك لي َ َ‬ ‫ل د خدعتك د‬

‫عيب أحدا ما استطاعٌ إىل ذلك سبيل‪.‬‬ ‫علمتين احلياة يف ظل العقيدة أن ال أ َ‬


‫يعيب الناس وهو معيب‪.‬‬
‫شتغل إبصال ن عيويب‪ ،‬وإ ا لكبرية هد كبرية‪ ،‬آما يستحي من َ‬‫وأن أ َ‬
‫ومن ذا الَي ترضى سَاايه كلها‪ ........‬كفى املرء نبال أن تعد معايبه‬
‫من ذا الَي ما ساء قط‪ .......‬ومن له احلسىن ف ط‪.‬‬
‫تريد مربأ ال عيب فيه‪ .........‬وهل هر تفو بال دخان‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫‪ ،‬علههيهم شههروطا‪ ،‬فكههان مههن‬ ‫هههاهو عمههر أبه دهن عبههد الع ي ه عليههه رمحههة هللا ورض هوانه خيتههار هالسههه أختيههارا‪ ،‬ويشهها د‬
‫شروطه أن ال تغتابوا وال تعيبوا أحدا يف جملسي حىت تنصرفوا‪.‬‬
‫األوعر‬
‫َ‬ ‫السهل ًً أهو دن مسلكا‪ ........‬فدق ال رق‬
‫د‬
‫واحفظ لسانك تسا ‪......‬فل د كفى ما قد هرى‬
‫َ‬
‫هَب‬
‫يعلم مهن أمهره‪ ،‬في د‬‫َكره حس نن ما د‬ ‫كر يف جملسه رهل بسيئة ابدر ف َ‬ ‫ابن سريين عليه رمحةد هللا كان إذا ذد َ‬
‫هاهو د‬
‫َ‬
‫فيَب هللاد عن عرضه‪.‬‬
‫د‬ ‫عن عرضه‬
‫احلَاإ بعد وفاته‪ ،‬ف قبل مغضباً وقا ‪:‬‬ ‫َ‬ ‫يسب‬
‫عر يوما أحد هالسه د‬
‫ستَد أن أح هر ذن َ‬
‫هب ارتكبتَهه يف الهدنيا‬ ‫د‬ ‫صه اي أبن أخي ف د مضى احلَاإ إىل ربنه‪ ،‬وإنك حو ت دد على هللان‬
‫َ‬ ‫د‬
‫ذنب اقافَه احلَاإ و )لن دك نل اام نر َئ نمانه ده ام يهَ اوَمئن ََ َش ا َن يهد اغنن نيه ‪.‬‬‫نفسك من أعظ نم َ‬ ‫أشد على ن‬ ‫َ‬
‫هاإ ممهن ظلمهوه‪،‬‬ ‫ظلمههم‪ ،‬كمها سهي ت د للحَ ن‬ ‫هاإ ملهن َ‬ ‫واعلم اي أبن أخي أن هللاَ ع وهل سهوال ي هت د مهن احلَ ن‬
‫ات أحد‪.‬‬ ‫بعيب أحد وال تتبر عثر ن‬
‫َ‬ ‫فال تشغلنا نفسك بعد اليون ن‬
‫ومن يتتبر هاهدا كل عثرة ىدها‪..........‬وال يسلم له الدهر صاحب‬
‫املسلمو حفرةَ من دحف نر النار‪.‬‬ ‫اه‬ ‫الناس وهو معيب ن‬
‫اتق هللا‪ ،‬أعر د‬ ‫ب ن‬
‫َ‬ ‫اي عا َ‬
‫وخهواص املسهلمو هههم العلمهاء والوقيعههة فهيهم عظيمههة ههد عظيمهة‪ ،‬حلههومهم مسهمومة‪ ،‬وعههادة هللا يف هتهك أسههتار‬
‫منت صهم معلومة‪ ،‬ومن أطلق لسانه يف العلماء ابلثلب باله هللا قبل موته مبوت ال لب‪.‬‬
‫وكم من عا ب قوال صحيحا‪..........‬وآفته من الفهم الس يم‬
‫ومن يكو ذا فم مر مريض‪ .............‬ىد مرا به املاء ال ال‬
‫أعور‬
‫الناس من هو د‬ ‫يعيب من َ‬‫ف ن عبن قوما ابلَي فيك مثلده‪..........‬فكيف د‬
‫فيهم‪ .......‬فَلك عند هللان و ن‬
‫الناس أكربد‬ ‫عبن قوما ابلَي لي َ د‬ ‫وإن َ‬
‫عيب صار بال أخ‪ ،‬أال فانظر إلخوانك بعو الرضى‪:‬‬ ‫من طلب أخا بال َ‬
‫َ‬
‫عيب كليلةد‪.........‬ولكن عو الس نط تبدي املساوي‪.‬‬ ‫فعو الرضى عن كل َ‬ ‫د‬
‫عظيم‬ ‫ن‬
‫فكيف ترى يف عو صاحبك ال َى‪ .....‬وخيفى قَى عينيك وهو د‬
‫اجلَق يف أعيننهم‪.‬‬
‫بعض األخوة غريد منصفو‪ ،‬يرون ال َاةَ يف أعو غريهم وال يرو َن َ‬
‫بعض األخوة ظلمة‪ ،‬د‬
‫فحا دقم ك و د ال ا ل‪:‬‬
‫إن يسمعواد سبةً طاروا ّبا فرحا‪ ......‬مين وما يسمعوا من صا َل دفنوا‬

‫‪11‬‬
‫صم إذا ععوا خريا ذكرت به‪ ........‬وإن ذكرت َ‬
‫بسوء عندهم أذنوا‬ ‫د‬ ‫د‬
‫اخلري أخفوه‪......‬وإن علموا شرا أذاعوا‪ ...‬وإن مل يعلموا كَبوا‪.‬‬
‫إن يعلموا َ‬
‫طوىب ملن شغلته عيوبه عن ن‬
‫عيوب غريه‪ .‬وكان حالده‪:‬‬ ‫د‬
‫شاغل‬ ‫لسن أبكي لغريها‪ .....‬لنفسي عن نف من ن‬
‫الناس‬ ‫لنفسي أبكي د‬
‫د‬ ‫َ‬
‫والكي من دان نفسه وعمل ملا بعد املوت‪ ،‬والعاه من أتبر نفسه هواها ومتىن على هللا األماان‪.‬‬

‫القرين ابلقرين يقتدي‪:‬‬ ‫َ‬ ‫الصاحب ساحب وأن‬ ‫َ‬ ‫علمتين احلياة يف ظل العقيدة أن‬
‫هدهاإ مهر الهدهاإ‪ ،‬والنسهور مهر‬ ‫الناس أشكا َ ك شكا د ال ري‪ ،‬احلمها د مهر احلمها ‪ ،‬والغهراب مهر الغهراب وال د‬ ‫وأن َ‬
‫هور علههى أشهكاقا ت ه دهر‪ ،‬واخلليه دهل علهى ديه نن خليلهه‪ ،‬ففهَهر مههن‬ ‫ن‬
‫ور مهر الصه ور‪ ،‬وكهالً مههر شههكله‪ ،‬وال ي د‬ ‫النسهور والصه د‬
‫ودك إىل ههنَم إن أهبتهد قَفَك فيها وسيكون لك عدواً بو‬ ‫َ‬ ‫ن‬ ‫ن‬
‫أهرب معد‪ ،‬ي د‬ ‫خليل السوء فرارك من األسد‪ ،‬فهو د‬
‫ن‬ ‫ض ده ام لنبَه اع َ‬ ‫َ‬
‫َخ َّالءد يهَ اوَمئنَ بهَ اع د‬
‫يدي هللا الواحد األحد‪ ) :‬ااأل ن‬
‫و‪.‬‬ ‫ض َع دد ٌّو إنَّال الا دمتَّ َ‬
‫هاهو ع بهةد ابههن أيب دمعههيط كههان ىله د مههر النه نيب مصههلى هللا عليههه وسههلم مبكههة وال يْذيهه‪ ،‬وكهها َن كههافرا‪ ،‬وقههد كههان‬ ‫هه َ‬
‫يش إذا هلسواد معه مصلى هللا عليه وسلم يْذونَه‪.‬‬ ‫ب يةد قر د‬
‫ب يف الشا وقد ظنن قريش أن ع بةَ قد أسهلم ملها يعامهل النهيب مصهلى هللا‬ ‫كافر غا َ‬ ‫صديق َ‬ ‫َ‬ ‫كا َن ألب نن أيب معيط‬
‫عليه وسلم من معاملة حسنة‪.‬‬
‫معيط قد أسلم‪.‬‬ ‫قد خليله من الشا قالن قريش هاهو خليلك ابن أيب َ‬ ‫ن‬
‫َ‬ ‫فلم َ‬
‫يسلم عليه حىت يْذي النيب مصلى هللا عليه وسهلم ‪،‬‬ ‫ن‬
‫فغضب خليله وقرينه غضبا شديداً وأىب يكل َم ع بةَ وأىب أن َ‬
‫فاسهتَاب ع بهةَ لههه‪ ،‬وأذى النهيب مصههلى هللا عليهه وسهلم ‪ ،‬حههىت أنهه خن ههه بتالبههيبه ذات مهرة‪ ،‬وحههىت أنهه بصههق يف‬
‫بكل ح ارةَ ولْ على وهه األره يف تلك الساعة‪.‬‬ ‫وههه الشريف مرة أخرى ف ست َ‪،‬ر ن‬
‫وكان عاقبته أن مات يوَ بد َر كافرا‪ ،‬ف ن ا فيه ويف أمثاله قرأهً يتلى إىل يون ال يامة‪:‬‬
‫الر دسهون َسهبنيالً * َاي َوياهلَه َىت لَايهتَه نين َملا أََّنُته اَ فدهالهً َخلنهيالً *‬ ‫ن‬ ‫)وي هو يهعه ُّ ن‬
‫ت َمه َر َّ‬‫ض الظَّهاملد َعلَهى يَ َدياهه يهَ د هو د َاي لَايهتَه نين ا َُّتَه اَ د‬ ‫ََ ا َ ََ‬
‫الَ اك نر بهع َد إن اذ هاءنان وَكا َن الشَّي َا دن لن انإناس ن‬
‫ان َخ دَوالً ‪.‬‬ ‫لََ اد أَضلَّنين ع نن ن‬
‫َ‬ ‫ا‬ ‫ََ َ‬ ‫َا‬ ‫َ َ‬
‫األهرب‪.‬‬
‫د‬ ‫ف ايك وصديق السوء ف نه يعدي كما يعدي الصحي َ‬
‫تصحب ألردى فادى مر الرديء‬ ‫ن‬ ‫خيارهم‪......‬وال‬ ‫َ‬
‫كنن يف قو فصاحب َ‬ ‫إذا َ‬
‫ارن ي تد ني‬‫ينه‪......‬فكل قرين ابمل ن‬ ‫املرء ال تس واس عن قر ن‬ ‫عن ن‬
‫د‬

‫‪12‬‬
‫من هال اجلرب يوما يف أماكنها‪......‬لو كان ذا صحة ال أيمن اجلرب‬
‫أنن يف الناس ت اس‪ .......‬ابلَي اخات خليال‬
‫ف صحب األخيار تعلو‪ ....‬وتنل ذكرا ويال‬

‫علمتين احلياة يف ظل العقيدة أن أعمل مبا أقول ما استطعٌ إىل ذلك سبيل‪:‬‬
‫ومن مل يعمل مبا ي و ومبا يدعو له ف منا يس ر من نفسه أوال‪:‬‬
‫كالعي يف البيداء ي تلها الضما‪...........‬واملاء فوق ظهورها دمو‬
‫كحامل لثياب الناس يغسلها‪.............‬و‪،‬وب غارق يف الره والنَ‬
‫ترهو النَاة ومل تسلك مسالكها‪ ........‬إن السفينة ال عري على اليب‬
‫ركوبك النعش ينسيك الركوب على‪.....‬ما كنن تركب من بعل ومن فرس‬
‫يو ال يامة ال ما وال ولد‪...............‬وضمن ال رب تنسي ليلة العرس‬
‫ابدأ بنفسك ف ها عن غيها‪..............‬ف ذا انتهن عنه ف نن حكيم‬
‫فهناك ينفر ما ت و وانتفى‪..............‬ابلوعظ منك وينفر التعليم‬
‫ال تنهى عن خلق وأتي مثله‪..............‬عار عليك إذا فعلن عظيم‬
‫اون أَ ان تَه دولدوا َما ال تَه اف َعلدو َن ‪.‬‬
‫ف حرص على ما ينفعك واعمل مبا ت و ما است عن‪َ ) :‬ك دَرب َم ا تاً نعان َد َّ‬

‫علمتين احلياة يف ظل العقيدة أن إرضاء الناس غاية ال تدرك‪:‬‬


‫نعههم إرضههاء البشههر لههي يف اإلمكههان أبههدا‪ ،‬ألن علمه ههم قاصههر‪ ،‬وألن ع ههوقم دههدودة‪ ،‬يعتههورهم اقههوى ويعت ههورهم‬
‫الن ‪ ،‬ويتفاوتون يف الفهم واإلدراك فال ميكن إرضاءهم‪ ،‬فمن ترضي إذا ؟‬
‫أرضي هللا هل وعال وكفى‪.‬‬
‫هاهو رهل يبين له بيتا فيضر اببه ههة الشرق‪ ،‬فيمر عليه قو ف الوا‪:‬‬
‫هال وضعن اببه ههة الغرب لكان أنسب‪.‬‬
‫فيمر آخرون وي ولون هال وضعن اببه ههة الشما لكان أول‪.‬‬
‫ومير آخرون وي ولون لوال وضعته ههة اجلنوب لكان أنسب‪.‬‬
‫وكل له نظر ولن ترضيهم ويعا ف رضي هللا وكفى‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫هاهو رهل وأبنه ومعهما محار‪ ،‬ركب األب وترك االبن ومشيا‪ ،‬فمروا على قو ف الوا‪:‬‬
‫اي له من أب لي فيه شف ة وال رمحة يركب وياك هَا االبن املسكو ميشي وراءه‪.‬‬
‫فما كان منه إال أن ن وأركب هَا ال فل‪ ،‬فمروا على قو آخرين ف الوا‪:‬‬
‫ايله من ابن عاق ياك أابه ميشي وراء الدابة وهو يركب الدابة‪.‬‬
‫فركب اال‪،‬نان على الدابة ومروا على قو آخرين ف الوا‪:‬‬
‫اي قم من فَرة محلوها فوق طاقتها‪.‬‬
‫فن اال‪،‬نان ومشيا وراء الدابة فمروا على قو ف الوا‪:‬‬
‫مح ى مغفلون يس ر هللا قم هَه الدابة مث ياكو ا متشي وميشون ورا ها‪.‬‬
‫ه َوَم ان فني نه َّنَ ‪.‬‬ ‫ات َو ااأل اَر د‬ ‫احلَ ُّق أ اَه َواءَ ده ام لََف َس َد نت َّ‬
‫الس َم َاو د‬ ‫) َولَ نو اتهَّبَ َر ا‬
‫من ترضي أخي يف هللا ؟ أرضي هللا وكفى‪ .‬من أرضى هللا بس ط الناس رضي هللا عنه وأرضهى عنهه النهاس‪ ،‬ومهن‬
‫أرضى الناس بس ط هللا س ط هللا عليه وأس ط عليه الناس‪.‬‬
‫ال طاعة مل لوق يف معصية اخلهالق‪ ،‬أمها إرضهاء رب النهاس فههو املمكهن سهبحانه وهمهده‪ ،‬بهل ههو الواههب‪ ،‬ألن‬
‫سبيل هللا واحد‪ ،‬وألن دينه واحد‪:‬‬
‫السبد َل فَهتَه َفَّر َق بن دك ام َع ان َسبنيلن نه ‪.‬‬
‫اطي دم استَ ن يماً فَاتَّبنعدوهد َوال تَهتَّبنعدوا ُّ‬
‫َن ه ََا نصر ن‬
‫) َوأ َّ َ َ‬
‫يَكر الشيخ عمر األش ر يف كتابه ممواقف حداث يناسب هَه الن ة‪.‬‬
‫يَكر أن طفلة صغرية من بيهن دهافظ تعهود ألمهها مهن املدرسهة ذات يهو وعليهها سهحابة حه ن وك بهه وههم وغهم‪،‬‬
‫فتس قا أمها عن سبب ذلك فت و ‪:‬‬
‫إن مدرسيت هددتين إن هئن مرة أخرى مبثل هَه املالب ال ويلة‪.‬‬
‫فت و األ ولكنها املالب اليت يريدها هللا هل وعال‪.‬‬
‫فت و ال فلة‪ ،‬لكن املدرسة ال تريدها‪.‬‬
‫قالههن األ ‪ ،‬املدرسههة ال تريههد وهللا يريههد فمههن ت يعههو إذا؟ الههَي خل ههك وصههورك وأنعههم عليههك أ لوقهها ال ميلههك‬
‫ضرا وال نفعا‪.‬‬
‫ف الن ال فلة بف رهتا السليمة‪ ،‬ال‪ ..‬بل أطير هللا وليكن ما يكون‪.‬‬
‫ويف اليههو الثههاان تلههب تلههك املالبه وتههَهب ّبهها إىل املدرسههة‪ ،‬فلمهها رأهتهها املعلمههة انفَههرت غاضههبة‪ ،‬تْنههب تلههك‬
‫الفتاة اليت تتحدى إرادهتها‪ ،‬وال تسهتَيب ل لبهها‪ ،‬وال ُتهاال مهن هتديهدها ووعيهدها‪ ،‬أكثهرت عليهها مهن الكهال ‪،‬‬

‫‪14‬‬
‫وملا ادت املعلمة يف الت نيب والتبكين ‪ ،‬ل األمر علهى ال فلهة الربيئهة املسهكينة فهانفَرت يف بكهاء عظهيم شهديد‬
‫مرير أليم أذهل املعلمة‪ ،‬مث كفكفن دموعها وقالن كلمة حق ُترإ من فمها كال َيفة‪ ،‬ت و ‪:‬‬
‫وهللا ال أدري من أطير أنيت أ هو!‬
‫قالن املعلمة ومن هو ؟‬
‫قالن هللا رب العلمو الَي خل ين وخل ك وصوران وصورك‪ ،‬أأطيعك ف لب ما تريدين وأغضبه ههو‪ ،‬أ أطيعهه‬
‫وأعصيك أنيت‪ ،‬ال‪ ،‬ال س طيعه وليكن ما يكون‪.‬‬
‫إذا مل يكن إال األسنة مركبا‪ ........‬فما حيلة املض ر إال ركوّبا‬
‫ذهل ههن املعلم ههة وش ههدهن وس ههكنن‪ ،‬وه ههل ه ههي ت ههتكلم م ههر طفل ههة أ م ههر راش ههدة‪ ،‬ووق ههن منه هها الكلم ههات موقع هها‬
‫عظيما‪ ،‬وسكتن عنها املعلمة‪ ،‬ويف اليو التايل تستدعي املعلمة أ البنن وت و ‪:‬‬
‫ل د وعظتين أبنتك أعظم موعظة ععتهها يف حيهاي‪ ،‬ل هد تبهن إىل هللا وأبهن إىل هللا‪ ،‬ف هد هعلهن نفسهي نهدا هلل‬
‫حىت عرفتين ابنتك من أه‪ ،‬فَ اك هللا من أ مربية خريا‪.‬‬
‫وهنا أقو – أيها األحبة‪ -‬إىل أن نرضي هللا هل وعال‪ ،‬وأن نعرال أن احلق إمنا يصهل إىل ال لهوب إذا خهرإ مهن‬
‫ال لوب اليت تْمن به‪ ،‬وتعمل مب تضاه‪ ،‬أما الكلمات الباردة فلن أت‪،‬ر يف السامعو أبدا‪.‬‬
‫أال ف رضي هللا هل وعال وكفى‪.‬‬
‫فلسن بناهي من م الة طاعن‪ .........‬ولو كنن يف غار على هبل وعر‬
‫ومن ذا الَي ينَو من الناس ساملا‪ .....‬ولو غاب عنهم بو خافييت نسر‬
‫اون ‪.‬‬
‫وك َع ان َسبن نيل َّ‬
‫ضلُّ َ‬‫هين‬ ‫ن‬
‫) َوإن ان تد ار أَ اكثَهَر َم ان نيف ااأل اَر ن د‬
‫اس ولَو حرص ن ن ن‬
‫و‪.‬‬ ‫موَما أَ اكثَه در النَّ ن َ ا َ َ ا َ‬
‫ن مبداْمن َ‬ ‫َ‬

‫احلق وفلان ما اجتمعا‪:‬‬


‫أحب َ‬ ‫علمتين احلياة يف ظل العقيدة أن َ‬
‫فالن ونفسي ومايل وأهلي ولدي و ن‬
‫الناس أوعو‪.‬‬ ‫ف ذا افاقا كان احلق أحب من َ‬
‫َ َ‬
‫ألنين مولر ابحلق لسن إىل سواه‪..........‬أحنو وال يف نصره أهن‬
‫دعهم يعضوا على صم احلصى كمدا‪.....‬من مات من غيظه منهم له كفن‬

‫‪15‬‬
‫ها ‪،‬ال‪َ ،‬هة أسهلموا‪،‬‬ ‫هتَيب لهدعوةن اقهدى واحلهق فيكهو َن اثل د‬ ‫هاهو سهعد اب َهن أيب وقهاص رضهي هللا عنهه وأرضهاه‪ ،‬يس د‬ ‫َ‬
‫هره الفههىت إىل عربه َهة مههن أقسههى التَههارب أنه هللا يف شه ا قهرأهً يتلههى‪،‬‬ ‫لكههن إسههالمه مل ميه َهر هينهاً سهههال‪ ،‬وإمنهها تعه َ‬
‫إسالمه اثرت اث ردهتا‪ ،‬ي و ‪:‬‬ ‫فلما نععن أمه خب نرب ن‬
‫د‬
‫هدين ال ههَي اعتن ت هه فص هرفَك ع ههن دي ه نن آاب ن هك‬ ‫وكن ههن ف ههىت ب هراً دب هاً ق هها‪ ،‬ق هها ف قبل ههن ت ههو اي س ههعد م هها ه ههَا ال ه د‬
‫ن‬
‫هوت فيتف ه دهر قلبدهك حه َن علههي وأيكلَهك‬ ‫هنعن عههن ال عههان والشهراب حههىت أمه َ‬ ‫كن هههَا الههدين أو المته َ‬ ‫وأهههدادك‪ ،‬لتهها َ‬
‫ويعريك الناس ّبا أبد الدهر‪.‬‬ ‫الند د بفعلتك اليت فعلن َ‬
‫قا قلن اي أماه ال تفعلي ف ه ال أدعو ديين لشي‪.‬‬
‫لكنههها نف ه ََت وعيههدها وامتنعههن عههن ال عههان والش هراب أايمهها‪ ،‬كههان أيتيههها ويس ه َقا أن تتبلههب ب ليههل مههن طعهها أو‬
‫افض ذلك‪ ،‬فما كان منه ذلك اليوَ إال أن هاءها وقا ‪:‬‬ ‫شراب ف د‬
‫هك نفسهاً‬ ‫هف نفه َ ف رههن من ن‬ ‫هك آل د‬ ‫هديد حهيب لكهي ألش دهد حبهاً هلل ورسهولنه‪ ،‬وهللان لهو كانهن ل ن‬ ‫اي أماه إان لعلهى ش ن‬
‫بعد نف َ ما ارتددت عن ديين فكلي أو دعي‪.‬‬
‫موإن ان َها َه ه َد َاك‬
‫فلمهها وضههعها أمهها هههَا األمه َهر مهها كههان منههها إال أن أكلَهن علههى دك هره منههها ف ه ن هللاد فيههه وفيههها‪َ :‬‬
‫يل َم ارنهعد دك ام فَ دنهَبنئد دك ام نمبَا دكانهتد ام تَه اع َملدو َن‪.‬‬
‫ك بننه نع ال َم فَال تد ن اع ده َما إن ََّ‬ ‫ن‬
‫لتد اش نرَك نيب َما لَاي َ لَ َ‬
‫وهاهو اإلما مالك أيتيه رهل يستفتيه وهو يف حل ة العلم يف مسَد رسو هللا مصلى هللا عليه وسلم ‪ ،‬يدخل‬
‫هَا الرهل إليه وي و ‪:‬‬
‫اي إما قد قلن ل وهيت أنن طالق إن مل تكوان أحلى من قمر‪.‬‬
‫ففكر اإلما قليال مث قا ‪ :‬لي هناك أحلى من ال مر‪ ،‬هَه طل ة وال تعد لَلك‪.‬‬
‫كههان تلميههَه الشههافعي ىل ه إىل سههارية مههن الس هواري‪ ،‬ومل يههدري مهها الههَي حههدث بينهمهها‪ ،‬وكههان حريصهها علههى‬
‫طلب العلم‪ ،‬فلحق ّبَا األعرايب وقا ‪ :‬ما السْا وما اإلهابة‪ ،‬يريد أن يستفيد فا دة‪.‬‬
‫قا ‪ :‬قلن لإما كَا وكَا‪ ،‬ف ا ال مر أحلى من وهتك ف وهتك قد طل ن طل ة‪.‬‬
‫ف ا ‪ :‬اإلما الشافعي ال‪ ،‬بل وهتك أحلى من قمر‪.‬‬
‫قا أو قد رأيتها‪ ،‬وكانوا ذا غرية‪ ،‬اغتاظ منه‪ ،‬قا ال‪ ،‬أمل تسمر قو هللا هل وعال‪:‬‬
‫ن‬ ‫و * وَه ََا الابَهلَ ند ااأل نَم ن‬‫نن‬ ‫ن‬ ‫نن‬
‫َح َس نن تَه ا نو َك ‪.‬‬
‫و *لََ اد َخلَ ا نَا ااألنا َسا َن نيف أ ا‬ ‫) َوالتو َوالَّياهتدون * َوطدونر سين َ َ‬
‫ف لق اإلنسان أحسن خلق‪ ،‬وأقو خلق وأعد خلق‪.‬‬
‫قا إذا نرهر إىل اإلما مالك‪ ،‬قا نرهر إليه‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫فرهعوا إىل اإلما مالك ف خربوه اخلرب ف ا ‪ ،‬احلق أحق أن يتبر أخ مالك وأصاب الشافعي‪.‬‬
‫فما أحوهنا إىل معرفة الرها ابحلق ال العك ‪.‬‬
‫واحلق يعلو واألابطيل تسفل‪ ....‬واحلق عن أحكامه ال يدس‬
‫وإذا استحالة حالة وتبدلن‪ .....‬فاهلل ع وهل ال يتبد ‪.‬‬

‫علمتين احلياة يف ظل العقيدة أن ال نفرح يف صفوفنا ابهلازلن‪:‬‬


‫املضيعو ألوقاهتم املفرطو يف امل ا املنغمسو يف امللهيات‪.‬‬
‫نريههد رهههاال أشههداء ال ينثنههون لل هري ‪ ،‬يش ه ون ال ريههق بع ه وهههد‪ ،‬ال تلهههيهم كههرة‪ ،‬وال يضههيعهم تلفهها وال ه هراء‪،‬‬
‫وقتهم أعظم وأمثن من أن يضير يف مثل هَه الاهات‪.‬‬
‫نري ههد م ههن أيخ ههَ احلي ههاة م ههد‪ ،‬فاحلي ههاة احل ي ي ههة للش ههَعان األق ههوايء الع ههاملو‪ ،‬وال مك ههان فيه هها للكس ههاىل والتنابل ههة‬
‫والب الو واملت اذلو‪.‬‬
‫نريههد مههن يشههق طري ههه معتمههدا علههى هللا بعيههدا عههن التفكههري اقامشههي السههافل‪ ،‬التفكههري يف الشهههوات‪ ،‬التفكههري يف‬
‫امللهيات‪ ،‬والركض ورا ها والتفكري املادي املنحط‪.‬‬
‫نريد شباب ياىب على معايل األمور‪ ،‬ويافر عن سفاسف األمور ليكونوا ممن قيل فيهم‪:‬‬
‫شباب ذللوا سبل املعايل‪ ........‬وما عرفوا سوى اإلسال دين‬
‫إذا شهدوا الوغى كانوا محاة‪ ....‬يدكون املعاقل واحلصون‬
‫وإن هن املساء فال تراهم‪ ........‬من اإلشفاق إال ساهدين‬
‫شباب مل مه الليايل‪ .........‬ومل يسلم إىل اخلصم العرين‬
‫وما عرفوا األغاان ما عات‪ ......‬ولكن العال صيغة حلون‬
‫ومل يتشدقوا ب شور علم‪ .......‬ومل يت لبوا يف امللحدين‬
‫ومل يتبَحوا يف كل أمر‪ .......‬خ ري كي ي ا مثه فون‬
‫كَلك أخر اإلسال قومي‪ ......‬شبااب لصا حرا أمو‬
‫وعلمه الكرامة كيف تبىن‪ ........‬في ب أن يَ وأن يهون‬
‫أين جند هْالء الشباب ؟‬
‫جند هْالء يف املسار ‪ ،‬أعلى املدرهات‪ ،‬أعلى األرصفة ؟‬

‫‪17‬‬
‫ال‪ ...‬إمنا جندهم يف حل ات العلم والتعلم‪ ،‬يف بيوت هللا‪ ،‬يف األمر والنهي‪.‬‬
‫فلت خَ احلياة مد‪ ،‬ولتعد األنف ليو الشدا د‪ ،‬فما ندري ما املرحلة ال ادمة‪.‬‬
‫اي رقد الليل مسرورا وله‪ ......‬إن احلوادث قد ي رقن أسحارا‬
‫كيف يرهو من به كسل‪ .......‬نيل ما قد هله الرهل‬
‫من يريد الع ي لبه‪ .............‬يف دروب ما به سهل‬

‫علمتين احلياة يف ظل العقيدة أن النفس البشرية كالطفل متاما‪:‬‬


‫إن ه ههَبتها وأدبته هها ص ههلحن واس ههت امن‪ ،‬وإن أ لته هها وتركته هها خاب ههن وخس ههرت‪ ،‬ب ههل ه ههي ك ههالبعري إن علفته هها‬
‫وغَيتها ابملفيد سكنن و‪،‬بتن واطم نن وخدمن‪ ،‬وإن تركتها صدت وندت وشردت‪.‬‬
‫الهنف ب بيعتههها متيهل إىل الشهههوات وامللهَات واقههوى‪ ،‬وأتمهر ابلسههوء والفحشهاء‪ ،‬وإذا مل ي يههدها وا ق ديهن عظههيم‬
‫تن اد إىل الس و‪ ،‬واقالك‪.‬‬
‫والنف كال فل إن هتمله شب على ‪.......‬حب الرضاق وإن تف مه ينف م‬
‫ف الف النف والشي ان واعصهما‪ ........‬وإن ا دضاك النص فاهتمي‬
‫وإصال نفسك مبا يكون أيها احلبيب ؟‬
‫و‪.‬‬ ‫نن‬ ‫َّه ام دسبدهلَنَا َوإن َّن َّ‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫َّ ن‬
‫اوَ لَ َم َر الا دم احسن َ‬ ‫اه ددوا فينَا لَنَه اهديهَنه د‬
‫ين َه َ‬
‫ابجملاهدة‪َ ) :‬والَ َ‬
‫ي و اثبن البناان عليه رمحة هللا‪:‬‬
‫تعَبن يف الصالة عشرين سنة‪ ،‬ىاههد نفسهه عشهرين سهنة ليصهلي هلل يف بيهوت هللا‪ ،‬قها مث تنعمهن ّبها عشهرين‬
‫سنة أخرى‪ ،‬وهللا إان ألدخل يف الصالة ف محل هم خروهي منها‪.‬‬
‫وأعظم اجملاهدة جماهدة النيات‪ ،‬ف منا األعما ابلنيات وإمنا لكل امرئ ما نوى‪ ،‬فمن كان يرهو ل اء ربه فليعمهل‬
‫عمال صاحلا وال يشرك بعبادة ربه أحدا‪.‬‬
‫ي و أحد السلف‪ ،‬ما من شيء فعلته صغر أو كرب إال وينشر له ديواهن‪ ،‬ملا وكيف‪.‬‬
‫ملهها فعلههن ؟‪ ،‬مهها علههن الفعههل ومهها ابعهها هههَا الفعههل؟ هههل هههو حلههظ دنيههوي‪ ،‬جللههب نفههر لههدفر ضههر‪ ،‬أ لتح يههق‬
‫العبودية هلل وابتغاء الوسيلة إليه سبحانه وهمده‪.‬‬
‫هل فعلن هَا الفعل ملوالك أ حلظك وهواك‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫وكيف فعلن هَا الفعل؟ هل الفعل وفق ما شرعه هللا ورسوله‪ ،‬أ لي عليه أمر الرسو مصلى هللا عليه وسهلم‬
‫ال ا ل‪ :‬ممن عمل عمال لي عليه أمره فهو رد ‪.‬‬
‫ف عظم ما يريب النف جماهدة النية‪.‬‬
‫ي و سفيان الثوري ‪ :‬ما عاجلن شيئا أشد علي من نييت‪.‬‬
‫اي نف أخلصي تت لصي‪ ،‬إخهالص سهاعة جنهاة األبهد ولكهن اإلخهالص ع يه ‪ ،‬وطهوىب ملهن صهحة لهه خ هوة يهراد‬
‫ّبا وهه هللا‪.‬‬
‫هههاهو أبههن اجلههو ي عليههه رمحههة هللا الههَي ل املهها هاهههد نيتههه‪ ،‬ههل بههه سههكرات املههوت فيشههتد بكا ههه وحنيبههه‪ ،‬في ههو‬
‫هالسه‪ :‬اي إما أحسن الظن ابهلل‪ ،‬ألسن من فعلن ومن فعلن‪.‬‬
‫اون َما َملا يَ دكوندوا َاانتَ نسبدو َن ‪.‬‬
‫قا وهللا ما أخشى إال قو هللا‪َ ) :‬وبَ َدا َقدام نم َن َّ‬
‫اق ّبنن ام َما َكاندوا بننه يَ استَه اه ندو َن ‪.‬‬ ‫) َوبَ َدا َقدام َسينئَ د‬
‫ات َما َك َسبدوا َو َح َ‬
‫أخشى أن أكون فرطن وخل ن وهف ن فيبدو يل اآلن ما مل أكن أحتسب‪ ،‬وتبدو يل سيئات ما كسبن‪.‬‬
‫وهو الَي ي و عن نفسه كما يف صيد اخلاطر‪:‬‬
‫قد اتب على يدي يف جمال الَكر أكثر من ما يت ألهف‪ ،‬وأسهلم علهى يهدي أكثهر مهن مها يت نفه ‪ ،‬وكهم سهالن‬
‫عيين متَرب بوعظي مل تكن تسيل‪ ،‬وانق ملن تلم هَا اإلنعا أن يرهو التما ‪ ،‬ولكهم اشهتد خهويف إىل ت صهريي‬
‫و للي‪ ،‬ل د هلسن يوما واعظا فنظرت حهوايل أكثهر مهن عشهرة آالال مها مهنهم مهن أحهد إال رق قلبهه أو دمعهن‬
‫عينه‪ ،‬قا ف لن يف نفسي‪:‬‬
‫كيههف بههك اي بههن اجلههو ي إن جنههى هههْالء وهلكههن‪ ،‬كيههف بههك اي ابههن اجلههو ي إن جنههى هههْالء وهلكههن‪ ،‬مث صهها‬
‫إقي وموالي وسيدي إن عَبتين غدا فال ُتربهم بعَايب ألن ال ي ا عَب هللا من دعا إليه‪ ،‬عهَب هللا مهن د‬
‫عليه‪.‬‬
‫إقي وأنهن أكهر األكهرمو وأرحهم الهرامحو ال ُتيهب مهن علهق أملهه ورها هه بهك‪ ،‬وخضهر لسهل انك‪ ،‬دعها عبهدك‬
‫إىل دينك ومل يكن أهال لولوإ ابب رمحتك‪ ،‬لكنه طامر يف سعة هودك ورمحتك أنن أهل اجلود والكر ‪.‬‬
‫ف خلصوا تت لصوا‪ ،‬طوىب مل صحن له خ وة يراد ّبا وهه هللا تعاىل‪.‬‬

‫علمتين احلياة يف ظل العقيدة أن كثريا من الناس حماضن خالدة لرتملية األجيال‪:‬‬

‫‪19‬‬
‫ولبعضهههن مواقههف مش هرفة تصههل نرباسهها وأمنوذههها لفتياتنهها وأمهاتنهها وأخواتنهها يف وقههن أصههبحن مصههممة األ ايء‬
‫واملمثلة والراقصة والفنانة العاهرة الفاهرة هي ال دوة وهي األسوة إال عند من رمحهن هللا سبحانه‪.‬‬
‫ف ليكم بعض النماذإ‪:‬‬
‫هاهي صفية بنن عبد امل لب رضي هللا عنها‪ ،‬يتوىف عنها وهها وياك له أبنا هو ال بري رضهي هللا عنهه‪ ،‬فنشه ته‬
‫نش ة اخلشهونة وربتهه علهى الفروسهية واحلهرب‪ ،‬وهعلهن لعبهه يف بهري السهها وإصهال ال سهي‪ ،‬ودأبهن علهى قَفهه‬
‫يف كل وفة‪ ،‬وت حمه يف كل حط‪ ،‬ف ذا أحَم ضربته ضراب حىت أ ا عوتبهن مهن بعهض أعمامهه حيها قها قها‬
‫إنك تضربينه ضرب مبغضة ال ضرب أ ‪ ،‬قالن مرع ة‪:‬‬
‫من قا قد أبغضته ف د كَب‪ ....‬وإمنا أضربه لكي يلب ‪.....‬ويه اجليش وأيي ابلسلب‪.‬‬
‫آمنههن ابهلل هههل وعههال‪ ،‬وصههدقن برسههو هللا مصههلى هللا عليههه وسههلم ‪ ،‬وهههاهرت مههر مههن هههاهر وهههي ُت ههو إىل‬
‫الستو مهن عمرهها‪ ،‬ويف أ دحهد هاههدت مهر أبهن أخيهها رسهو هللا مصهلى هللا عليهه وسهلم ‪ ،‬وهاههدت مهر أخيهها‬
‫مح ة رضي هللا عنه‪ ،‬ومر ابنها ال بري رضي هللا عنه‪ ،‬ذرية بعضها من بعض‪.‬‬
‫فلم انكشف املسلمون يف أحد كما تعلمون هبن ههَه املهرأة كهاللبْة وانت عهن ردها مهن أحهد املنهه مو وان ضهن‬
‫تشق الصفوال وت أر يف املسلمو كاألسد وت و وانكم أتفرون عن رسو هللا مصلى هللا عليه وسلم ‪.‬‬
‫ويراها رسو هللا مصلى هللا عليه وسلم ‪ ،‬في و ألبنها ال بري ‪:‬‬
‫ردها ف ن أخاها مح ة قد مثل به املشركون‪.‬‬
‫ف ا قا ابنها إليك اي أماه‪ ،‬قالن تنحى عين ال أ لك‪ ،‬أتفر عن رسو هللا مصلى هللا عليه وسلم ‪.‬‬
‫قا إن رسو هللا مصلى هللا عليه وسلم أيمرك أن ترهعي‪.‬‬
‫وقد كانوا وقافو عند أمر هللا وأمر رسوله‪ -‬قالن األمر أمر هللا وأمر رسوله مصلى هللا عليه وسلم ‪.‬‬
‫توقفن وقالن وملا يردان رسو هللا مصلى هللا عليه وسلم ‪ ،‬إنه قد بلغين أنه قد مثل خي وذلك قهي ذات هللا‪،‬‬
‫وذلك يف سبيل هللا‪ ،‬واحلمد هلل‪.‬‬
‫ف ا مصلى هللا عليه وسلم ألبنها خلي سبيلها‪ ،‬ف اضن املعركة حىت انتهن‪.‬‬
‫وملهها وضههعن احلههرب أو ارههها‪ ،‬وقفههن علههى محه ة أخيههها وقفههن العظمههاء‪ ،‬وقههد ب ههر ب نههه وأخرهههن كبههده‪ ،‬وه هدق‬
‫أنفه‪ ،‬وق عن أذهه‪ ،‬وشوه وههه‪ ،‬فاستغفرت له وهعلن ت و ‪:‬‬
‫إن ذلك يف ذات هللا‪ ،‬إن ذلك لفي ذات هللا وقد رضين ب ضاء هللا‪ ،‬دموعها تَرال وقلبها يلتهب‪:‬‬
‫ولي الَي ىري من العو ما ها‪ .......‬ولكنها رو تسيل فت ر‬

‫‪20‬‬
‫ت و األصربن واحتسنب إن شاء هللا‪ ،‬األصربن واحتسنب إن شاء هللا‪.‬‬
‫هَا موقف من مواقف صفية‪ ،‬وموقف آخر ال ي ل عن هَا املوقف‪ ،‬يف يو اخلندق تركها النيب مصلى هللا عليهه‬
‫وسلم مر نساء املسلمو يف حصن حسان وهو من أمنر احلصون هناك‪ ،‬وهاء اليهود ف رسلوا واحدا لهريى ههل‬
‫أب ههى الرس ههو مص ههلى هللا علي ههه وس ههلم مح ههاة للنس ههاء وال ههَراري يف ه ههَا احلص ههن أ مل يب ههي أح ههدا‪ ،‬ف هرأت ذل ههك‬
‫اليهههودي يتسههلل إىل احلصههن‪ ،‬فمهها كههان منههها إال أن ن لههن عليههه بعههامود فضهربته أوىل واثنيههة واثلثههة حههىت قتلتههه‪ ،‬مث‬
‫احت ت رأسه مث طلعن به إىل أعلى احلصن مث رمن برأسهه فه ذا ههو يتهدحرإ بهو أيهد اليههود‪ ،‬ف ها قا هل اليههود‬
‫قد علمنا أن دمدا مل ياك النساء من غري محاة‪.‬‬
‫فرحم هللا صفية رمحة واسعة ف د كانن مثال فَا لأل املربية املسلمة‪ ،‬ربن وحيدها وصربت على أخيها‪ ،‬وكانهن‬
‫أو امرأة قتلن مشركا يف اإلسال فرمحها هللا رمحة واسعة‪ ،‬وأخرإ من أصالب هَه األمة نساء كتلك املرأة‪ ،‬بهل‬
‫رهاال كصفية‪.‬‬
‫وهههاهي ذات الن ههاقو أعههاء بنههن أيب بكههر رضههي هللا عنههه وأرضههاه‪ ،‬تلكههم املهرأة الههيت حظيههن مبوقههف مل ظههى بههه‬
‫امرأة قبلها وال بعدها وهي خدمة رسو هللا مصلى هللا عليه وسلم يف طريق اقَرة يف الغار‪.‬‬
‫مث أنظر إىل تلك املرأة يف أواخر سهين عمرهها‪ ،‬يف أحلهك املواقهف وقهد بلغهن السهابعة والتسهعو‪ ،‬أبنهها اناصهر يف‬
‫احلر ‪ ،‬ويصب يف موقف حرإ‪ ،‬فيَهب مباشرة إىل أمه يستشريها يف املوقف وماذا يفعل‪.‬‬
‫ف الن تلكم املْمنة الصابرة‪:‬‬
‫أنن أعلم بنفسك إن كنن تعلهم أنهك علهى حهق وتهدعو إىل احلهق ف صهرب عليهه حهىت متهوت يف سهبيله‪ ،‬وإن كنهن‬
‫تريد الدنيا فلب س العبد أنن أهلكن نفسك ومن معك‪.‬‬
‫قا اي أماه وهللا ما أردت الهدنيا‪ ،‬ومها ههرت يف حكهم ومها ظلمهن ومها غهدرت وهللا يعلهم سهريري‪ ،‬ومها يف قلهيب‪،‬‬
‫ف الن احلمد هلل وإان ألرهو هللا أن يكون ع ا ي فيك حسنا إن سب تين إىل هللا‪.‬‬
‫تعان ا عناق الوداق‪ ،‬مث قالن‪:‬‬
‫اي بين اقاب حىت أشم را حتك‪ ،‬وأضم هسدك‪ ،‬ف د يكون هَا آخر العهد بك‪.0‬‬
‫ف كب على يديها ورهليها ووهههها يلثمهها وي بلهها دمهوق تشهتبك يف دمهوق‪ ،‬وههي تهتلم أبنهها وههي عميهاء ال‬
‫ترى‪ ،‬مث ترفر يدها وهي ت و ما هَا الَي تلبسه؟‬
‫قهها درعههي‪ ،‬قالههن اي بههين مهها هههَا لبههاس مههن يريههد الشهههادة يف سههبيل هللا‪ ،‬ان عههه عنههك فهههو أقههوى لو‪،‬بتههك وأخههف‬
‫حلركتك‪ ،‬وألب بدال منه سراويل مضاعفة حىت إذا صرعن مل تنكشف عورتك‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫فن ق درعه وشد سراويله ومضى إىل احلر ملواصلة ال تا وهو ي و ال تفاي عن الدعاء اي أماه‪.‬‬
‫فرفعن كفها قا لة اللهم أرحم طو قيامه‪ ،‬وشهدت حنيبهه يف سهواد الليهل والنهاس نيها ‪ ،‬اللههم أرحهم هوعهه وظمئهه‬
‫يف هواهر مكة واملدينة‪ ،‬اللهم إان قد أسلمته لك ورضين مبا قضين فيه‪ ،‬ف ‪،‬بين فيه ‪،‬واب الصابرين‪.‬‬
‫ويَهب أبنها وبعد ساعة من اله من ان ضهن يف قتها مريهر غهري متكهافئ تل هى أبنهها عبهد هللا ضهربة املهوت ليل هى‬
‫هللا ع وهل‪ ،‬لي هَا فحسب بل يصلب هثمانه كال ود الشامخ يف احلَون‪.‬‬
‫علو يف احلياة ويف املمات‪ ......‬هق أنن إحدى املكرمات‬
‫ك نك واقف فيهم خ يبا‪ ......‬وهم وقفوا قياما للصالة‪.‬‬
‫وتس ههمر األ الص ههابرة ذات الس ههبر والتس ههعو س ههنة العمي ههاء البص ههرية‪ ،‬وت ههَهب إىل ول ههدها املص ههلوب ت ههتلم ح ههىت‬
‫تصل‪ ،‬فت ي ف ذا هو ال ود الشامخ‪ ،‬ت اب منه وتدعو له‪ ،‬وإذ ب اتله أيي إليها يف هوان وذلة وي و ‪:‬‬
‫اي أماه إن اخلليفة أوصاان بك خريا‪.‬‬
‫فتصي به لسن لك ‪ ،‬أه أ هَا املصلوب وعند هللا عتمر اخلصو ‪.‬‬
‫ويت د أبن عمر رضهي هللا عنهه معه اي قها ومواسهيا قها‪ ،‬في هو ات هي هللا واصهربي‪ ،‬فت هو لهه بلسهان املْمنهة الوا‪ ،‬هة‬
‫مبوعود هللا‪:‬‬
‫اي ابن عمر ماذا مينعين أن أصرب وقد أهدي رأس اني ابن كراي إىل بغي من بغااي بين إسرا يل‪.‬‬
‫أريتم ما أعظم األ وما أعظم االبن وما أعظم األب‪.‬‬
‫س ههال عل ههى ذات الن ههاقو‪ ،‬وس ههال عل ههى اب ههن ال ه بري‪ ،‬وس ههال عل ههى ال ه بري‪ ،‬وس ههال عل ههى أيب بك ههر‪ ،‬وس ههال عل ههى‬
‫صحابة رسو هللا‪ ،‬وسال على أمهات املْمنو‪.‬‬
‫النساء داضن الرها ‪ ،‬بصالحهن يصل اجليل‪ ،‬وبفسادهن يفسد اجليل‪ ،‬ولو است رده يف األمثلة لوهده أمثلة‬
‫كثرية يعَ الرها أن ي فوا تلك املواقف ههيك عن النساء‪.‬‬
‫فاطمههة بنههن دمههد مصههلى هللا عليههه وسههلم تته وإ علههي رضههي هللا عنههه‪ ،‬عههر ابلرحههى حههىت أت‪،‬ههر الرحههى يف ي هدها‪،‬‬
‫وتس ههت ي يف ال رب ههة ح ههىت أ‪ ،‬ههرت يف حنره هها‪ ،‬وت ههم البي ههن‪ ،‬وتوق ههد الن ههار‪ ،‬وت ههريب أبنا ه هها فيك ههون م ههن أبنا ه هها احلس ههن‬
‫واحلسو سيدا شباب أهل اجلنة‪ ،‬هي بنن من ؟ هي أ من؟ هي وإ من؟‬
‫من ذا يساوي يف األه عالها ؟‬
‫أما أبوها فهو أكر مرسل‪ ........‬هربيل ابلتوحيد قد رابها‬
‫وعلي وإ ال تسل عنه سوى‪ .....‬سيف غدا بيمينه تياها‬

‫‪22‬‬
‫فلو كان النساء كمن ذكره‪ .......‬لفضلن النساء على الرها‬
‫وما الت نيا ألسم الشم عيب‪ ...‬وما التَكري ف ر للهال‬
‫آن للنساء أن ي تدين ابل هر والعفة والفضيلة‪ ،‬بصفية وأعاء وعا شة وفاطمة‪.‬‬
‫فاأل مدرسة إذا أعددهتا‪ .....‬أعددت شعبا طيب األعراق‬

‫علمتين احلياة يف ظل العقيدة أن الدهر دول واألايم قلب ال تدوم على حال‪:‬‬
‫و الن ن‬
‫َّاس ‪.‬‬ ‫) َوتنال َ‬
‫ك ااأل ََّاي د ند َدا نودقَا بَا َ‬
‫ال ههدنياً غ هرارةد خداع هةد إذا حل ههن أوحل ههن‪ ،‬وإذا كس ههن أوكس ههن‪ ،‬وإذا هل ههن أوهل ههن‪ ،‬وك ههم م ههن مل ههك رفع ههن ل ههه‬
‫عالمات فلما عال مات‪.‬‬
‫وساعات السرونر ّبا قليلة‬
‫د‬ ‫األقدار ال تب ي ع ي ا ‪........‬‬
‫د‬ ‫هي‬
‫أشرق ف رت ب يوما أفوله‬
‫جنم ‪ ........‬و َ‬‫إذا نشر الضياءَ عليك د‬
‫فيود علينا ويود لنا ‪ .........‬ويود نساءد ويود نسر‬
‫هد وهو غريد م ا ‪ ..............‬ف عمل لنفسك صاحلا ايصا‬ ‫األمر د‬
‫د‬
‫ليل دا َم وصبا‬
‫كرور َ‬ ‫ن‬
‫كيف الب اءد مر اختالال طبا َر‪ .........‬و د‬
‫عري بنا الدنيا على خ َر كما‪ ..........‬عري عليه سفينةد املال‬
‫ساحل أبدا وال ضحضا‬ ‫َ‬ ‫عري بنا يف نجل ه َر ماله‪ ................‬من‬
‫سفر من األسفار‬ ‫أعماركم د‬
‫مئاربكم عَاال إمنا‪ ..............‬د‬ ‫فاقضوا َ‬
‫وتراكضوا خيل الشباب وابدروا‪..........‬أن تساد ف ن عوار‬
‫الدهر يومان ذا أمن وذا خ ر‪ ........‬والعيش عيشان ذا صفو وذا كدر‬
‫أما ترى البحر يعلو فوقه هيف‪.......‬وتست ر قصى قاعه الدرر‬
‫ويف السماء جنوما ال عداد قا‪ .......‬ولي يكسف إال الشم وال مر‪.‬‬

‫علمتين احلياة يف ظل العقيدة أن ميٌ األحياء من ال أيمر اب عروف وال ينهى عن منكر‪:‬‬
‫صه اوا َوَكهاندوا يهَ اعتَه ددو َن * َكهاندوا ال‬ ‫ان داود و نعيسهى ابه نن مهرَك ذَلنه َ ن‬
‫ن ن‬ ‫)لدعنن الَّ نَين َك َفهروا نمه ان بهَ نين إن‬
‫ك مبهَا َع َ‬ ‫يل َعلَهى ل َسه َ د َ َ َ ا َ ا َ‬ ‫َ‬ ‫ا‬‫ر‬‫ه‬‫س‬‫ا‬ ‫َ َ د‬
‫اه او َن َع ان دمان َك َر فَه َعلدوهد لَبنائ َ َما َكاندوا يهَ اف َعلدو َن ‪.‬‬
‫يهَتَهنَ َ‬

‫‪23‬‬
‫وي ههو مصههلى هللا عليههه وسههلم ‪ :‬ملته مرن ابملعههروال ولتنهه ن عههن املنكههر ولت خههَن علههى يههد السههفيه وأتطرنههه علههى‬
‫احلق أطرا أو ليضربن هللا قلوب بعضكم ببعض مث يلعنكم كما لعنهم ‪.‬‬
‫ملت مر ابملعروال ولتنه ن عن املنكر أو ليسل ن هللا عليكم شراركم مث يدعو خياركم فال يستَاب لكم ‪.‬‬
‫ملت مرن ابملعروال ولتنه ن عن املنكر أو ليسل ن هللا عليكم من ال يرحم صغريكم وال يوقر كبريكم ‪.‬‬
‫كم من مين هو حي عماله‪ ،‬مره و يه بعلمه وعمله‪ ،‬وكم حي مين يرى املنكر فال يه ه‪:‬‬
‫اي رب حي رخا ال رب مسكنه‪ .......‬ورب مين على أقدامه انتصب‬

‫علمتين احلياة يف ظل العقيدة أن العصا أداة للتقومي والرتملية واإلصلح‪:‬‬


‫إذا صههاحبتها يههد حانيههة ولسههان هههادئ وقلههب رحههيم‪ ،‬العصهها أداة هفعههة مههىت مهها وهههدت مههن يسههت دمها هكمههة‬
‫ول ف‪ ،‬مىت ما وضعن يف موضعا أفادت كالدواء متاما‪.‬‬
‫إننا نريد العصا حو نستنفَ كل سبيل للعالإ وعنده آخر الدواء الكي‪ ،‬ومن الكري خيرإ الَهب‪.‬‬
‫وقسا لي دهروا ومن يكو حا ما‪ ......‬فلي أحياه على من يرحم‬
‫وهي كَلك أداة لتوك واقهش علهى الغهنم وفيهها مه رب أخهرى‪ ،‬وإن لل هري سهبل‪ ،‬وكهم مهن مريهد لل هري ال يدركهه‪،‬‬
‫وكلكم راق وكلكم مسْو عن رعيته‪.‬‬

‫علمتين احلياة يف ظل العقيدة أن لكل ملداية يف الدنيا هناية‪:‬‬


‫ولكل مشل جمتمر فرقة‪ ،‬ولكل نعيم ان اق‪:‬‬
‫إذا شيء بدأ ن صه‪ ............‬ترقب واال إذا قيل‬
‫بينما املولود يولد ويفر به ويْذن يف أذنه‪ ،‬إذ به بعد وقن لي ابل ويل انمل ليصلى عليه ما ك نه ضحك مر‬
‫من ضحك‪ ،‬وال ك نه فر مر من فر ‪ ،‬وال ك نه استبشر مر من استبشر‪ ،‬فك ن حياته ما بو آذان وصالة‪ ،‬وال‬
‫إله إال هللا ما أقصرها من حياة‪.‬‬
‫آذان املرء حو ال فل أيي‪ .........‬وأتخري الصالة إىل املمات‬
‫دليل أن دياه يسري ‪ ...............‬كما بو اآلذان إىل الصالة‬
‫بينما اإلنسان يف أهله يف ليلة آمنا م م ه فرحا خيرب عن غريه‪ ،‬إذ به يف ليلة أخرى وحيدا فريهدا ال مها وال ولهد‬
‫وال أني وال صاحب سوى العمل‪ ،‬وإذا به خرب خيرب به‪.‬‬

‫‪24‬‬
‫بينا يرى اإلنسان فيها ربا‪........‬ف ذا به خري من األخبار‬
‫بينما ال بيب يعاجل من مره إ به يصاب بهنف املهره‪ ،‬فهال طبهه ينفعهه‪ ،‬وال دواءه يرفعهه‪ ،‬وإذ بهه يل هى مها ل هي‬
‫غريه على يديه وحا الناس‪:‬‬
‫ما ال بيب ميوت يف الداء الَي‪..........‬قد كان يربأ مثله يف ما مضى‬
‫مات املداوي واملداوى والَي‪............‬هلب الدواء وابعه ومن اشاى‬
‫ما أنن وهللا إال ك عة ‪،‬لج تَوب مث تَوب حىت تتالشى وك ن مل تكن‪:‬‬
‫سيصري املرء يوما‪.....‬هسدا ما فيه رو‬
‫ن على نفسك اي‪.....‬مسكو إن كنن تنو‬
‫لسن ابلباقي ولو‪.....‬عمرت ما عمر نو‬
‫ف نتبه من رقدت‪..........‬الغفلة فالعمر قصري‬
‫واطر سوال وحىت‪.....‬فهما داء دخيل‬
‫وات ي هللا وقصر أمال‪...‬لي يف الدنيا خلود للمأل‬
‫املوت لنا ابملره ‪ ......‬إن مل يفاهئ اليو فاهئ يف غد‬
‫املوت ابب وكل الناس سيدخلون من هَا الباب‪ ،‬ومن ابب إال وبعده دار‪.‬‬
‫ال دار للمرء بعد املوت يسكنها‪ .......‬إال الَي كان قبل املوت يبنيها‬
‫ف ن بناها خبري طاب مسكنه‪ ..........‬وإن بناها بشر خاب ابنيها‬
‫كتب املوت على اخللق فكم‪ .........‬فل من هيش وأفىن من دو‬
‫أين منرود وكنعان ومن ‪ .............‬ملك األره ووىل وع‬
‫أين من سادوا وشادوا وبنوا‪ .........‬هلك الكل ومل تغين احليل‬
‫أين أرابب احلَى أهل الت ى‪ .........‬أين أهل العلم وال و األو‬
‫سيعيد هللا كل منهم‪ .................‬وسيَ ي فاعال ما قد فعل‬
‫هل شاهدت دتضرا يف شدة سكراته ون عاته ؟‪ ،‬هل أتملن صورته بعد مماته ؟‪ ،‬هل تَكرت أنهك صها ر إىل مها‬
‫صار إليه‪ ،‬وذا ق ما ذاقه من آال املوت وكرابته ؟‬
‫هل تَكرت ذلك فاستعدين لتلك اللحظات العصيبة ف دت يف عملك و دت يف اههاد نفسك واهتهادك‪.‬‬

‫‪25‬‬
‫هاهو احلسن عليه رمحهة هللا يهدخل علهى يعهوده فيَهده يف سهكرات املهوت‪ ،‬فينظهر إىل كربهه وإىل شهدة مها نه بهه‬
‫فريهر إىل أهله ح ينا كئيبا بغري اللون الَي خرإ به من عندهم‪ ،‬ف الوا له‪:‬‬
‫اي إما ال عا انرمك هللا‪ ،‬قا اي أهاله علهيكم ب عهامكم وشهرابكم فهو الهَي نفسهي بيهده ل هد ل يهن مصهرعا ال‬
‫أ ا أعمل له حىت أل اه‪.‬‬
‫فمثههل لنفسههك اي عبههد هللا وقههد حلههن بههك السههكرات‪ ،‬ون لههن بههك الغم هرات‪ ،‬وابنتههك تبكيههك األسههرية وتتضههرق‬
‫وت و من ليتمي بعدك ؟‬
‫وابنك ينظر ما يتعَل من اليتم بعدك وي و من حلاهيت أبتاه ؟‪ ،‬وأنن تسمر فال ترد اجلواب‪.‬‬
‫هل رأين هنا ة دمولة على األكتاال لتوارى يف الااب‪ ،‬مث تس لن عن حاقا ما حاقا‪.‬‬
‫يف صحي الب اري من حديا أيب سعيد قا َ قا مصلى هللا عليه وسلم ‪:‬‬
‫مإذا وضعن اجلنها ة واحتملهها الرهها علهى أعناقهها‪ ،‬إن كانهن صهاحلن قالهن قهدموان قهدموان‪ ،‬وإن كانهن غهري‬
‫ذلك قالن اي ويلها أين تَهبون ّبا‪ ،‬اي ويلها أين تَهبون ّبها‪ ،‬يسهمر صهوهتا كهل شهيء إال اإلنسهان‪ ،‬ولهو ععهه‬
‫لصعق ‪.‬‬
‫تصرخ صرخات ت ض املضاهر‪ ،‬فهل مثلن لنفسك أنك احملمو ‪ ،‬ما حالنا لو احتملنها هنها ة مث صهرخن تلهك‬
‫الصرخات‪ ،‬اي ويلها أين تَهبون ّبا‪ ،‬وهللا لصع نا وملا محلنا هنا ة أبدا‪ ،‬وهَا ما خشيه علينها رسهو هللا مصهلى‬
‫هللا عليه وسلم يو قا كما يف صحي مسلم‪:‬‬
‫ملوال أن ال تدافنوا لدعوت هللا أن يسمعكم من عَاب ال رب ما أعر ‪.‬‬
‫ف يل لنفسك اي ابن آد إذا أخَت من فراشك إىل لو مغتسلك فغسلك الغاسل‬
‫وألبسن األكفان وأوحش منك األهل واجلريان‪ ،‬وبكى عليهك األصهحاب واألخهوان‪ ،‬فمها ينفهر البكهاء ومها ينفهر‬
‫العويل وما ينفر إال ما قدمن من صال األعما ‪.‬‬
‫هاهو ي يد الرقاشي عليه رمحة هللا انضر عابدا قد حضرته الوفاة وحولهه أهلهه يبكهون ف ها لوالهده أيهها الشهيخ مها‬
‫الَي يبكيك ؟‬
‫قا أبكي ف دك وما أرى من ههدك‪.‬‬
‫فبكن أمه ف ا أيتها الوالدة الشفي ة الرفي ة ما الَي يبكيك؟‬
‫قالن فراقك وما أتعَل من الوحشة بعدك‪.‬‬
‫فبكى صبيانه وأهله و وهه قا اي معشر اليتامى ما الَي يبكيكم؟‬

‫‪26‬‬
‫قالوا نبكي ما نتعَله من اليتم بعدك‪.‬‬
‫فمهها كههان منههه إال أن صههرخ وقهها كلكههم يبكههي لههدنياي‪ ،‬أمهها فههيكم مههن يبكههي آل ال ةخههري‪ ،‬أمهها فههيكم مههن يبكههي‬
‫ملالقاة الااب وههي‪ ،‬أمها فهيكم مهن يبكهي لسهْا منكهر ونكهري إايي‪ ،‬أمها فهيكم مهن يبكهي لوقهويف بهو يهدي هللا‬
‫ريب‪ ،‬مث صرخ صرخة عظيمة شهد بعدها أن ال إله إال هللا ليلحق ابهلل ع وهل‪.‬‬
‫أيها املسلم هل نظرت إىل ال بور؟‬
‫مها نظهر عبهد قها إال انكسههر قلبهه‪ ،‬وكهان أبهرأ مها يكههون مهن ال سهوة والغهرور‪ ،‬مها حههافظ عبهد علهى ايرة امل هابر مههر‬
‫التفكهر والتهدبر إال رق قلبههه وذرفهن عينههاه إذ يهرى فيهها األابء واألمهههات واألصهحاب واألخهوان واألخهوات‪ ،‬يههرى‬
‫منا قم ويتَكر أنه قريبا سيكون بينهم‪ ،‬وأ م هريان لبعضهم قد ان ر الت اور بينهم مر اجلهرية وحيهل بيهنهم وبهو‬
‫ما يشتهون‪.‬‬
‫قد يتداىن ال ربان وبينهما ما بو السماء واألره نعيما وهحيما‪.‬‬
‫ما تَكر عبد هَه املنا إال رق قلبه من خشية هللا‪ ،‬وال وقف على شفري قرب فرآه دفورا فهي نفسهه أن لهو كهان‬
‫صاحبه إال رق قلبه‪ ،‬وال وقف على شفري قرب فرأى صاحبه يدىل فيه فس نفسه على ماذا أغلق؟‬
‫على نعيم أ على هحيم‪ ،‬على م ير أ على عاص إال رق قلبه‪.‬‬
‫فال إله إال هللا‪ ،‬هو العامل حواقم‪ ،‬هو احلكم العد الهَي يفصهل بيهنهم‪ ،‬أال فتهَكر ههاد اللهَات‪ ،‬وتهَكر ال هرب‬
‫والعظا الن رات ليهت قلبك خشية من هللا فتنيب إليه إهبة الصادق اخلاشر الَليل‪.‬‬
‫هاهو أبن عوال رضي هللا عنه ي و ‪ :‬خرهن مر عمر رضي هللا عنه فلما وقفنا على م ربة الب ير وكنهن قابضها‬
‫على يده ف ختل يده من يدي‪ ،‬مث وضر نفسه على قرب فبكى بكاء طويل‪.‬‬
‫ف لن ما لك اي أمري املْمنو ؟‬
‫قا اي لين أ عمر مل تلد عمر‪ ،‬اي ليتين كنن شَرة‪ ،‬أنسين اي ابن عوال هَه احلفرة‪ ،‬قا ف بكاان وهللا‪.‬‬
‫فاهلل املستعان على تلك اللحود الضي ات‪ ،‬وهللا املستعان على تلك اللحظات احلرهات‪.‬‬
‫ه ههاهو مص ههلى هللا علي ههه وس ههلم كم هها يف املس ههند م ههن ح ههديا ال هرباء‪ ،‬أن ههه رأى أهس هها جمتمع ههو فس ه ع ههن س ههبب‬
‫اهتمههاعهم‪ ،‬ف يههل علههى قههرب انفرونههه ففه ق مصههلى هللا عليههه وسههلم وذهههب مسههرعا حههىت انتهههى إىل ال ههرب‪ ،‬مث هثهها‬
‫على ركبته وبكى طويال مث أقبل على الناس وهو ي و ‪:‬‬
‫اي إخواان ملثل هَا ف عدوا‪ ،‬اي إخواان ملثل هَا ف عدوا‪.‬‬
‫فهال أعدده أنفسنا لتلك اللحود الضي ات‪ ،‬إنه ال ا ل مصلى هللا عليه وسلم كما يف حديا أيب ذر‪:‬‬

‫‪27‬‬
‫مإان أرى مهها ال تههرون‪ ،‬وأعههر مهها ال تسههمعون‪ ،‬أطههن السههماء وحههق قهها أن أت‪ ،‬مهها فيههها موضههر أربههر أصههابر إال‬
‫ومالك واضر هبهته ساهد أو راكر‪ ،‬وهللا لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليال ولبكيتم كثريا‪ ،‬وملا تلَذ ابلنساء‬
‫على الفرجي‪ ،‬وخلرهتم إىل الصعدات ع رون إىل هللا‪ ،‬مويف رواية املنَر ‪ ،‬وحلثو على رؤوسكم الااب ‪.‬‬
‫وهللا لو علمن حق العلم ل ا أحده حىت ينكسر صلبه‪ ،‬ولصا حىت ين ر صوته‪،‬األمر خ ري هد خ ري‪:‬‬
‫اي نف قد أ ال الرحيل وأظلك اخل ب اجلليل‪ .....‬فت هيب اي نف ال يلعب بك األمل ال ويل‬
‫فلتن لن مبوضر ينسى اخلليل به اخلليل‪ ..............‬ولريكنب عليك من الثرى محل ‪ ،‬يل‬
‫قرن الفناء بنا فال يب ى الع ي وال الَليل‬
‫خالف هواك إذا دعاك لريبة‪ ..........‬فلرب خري يف الفة اقوى‬
‫حىت مىت ال ترعوي اي صاحيب‪ ........‬حىت مىت وال ترعوي و إىل مىت‬

‫علمتين احلياة يف ظل العقيدة ‪:‬‬


‫أن من خد احملابر خدمته املنابر‪ ،‬وكم من سراإ أطف ته الري وكم من عبادة أفسدها العَب‪.‬‬
‫وأن وضر الندى يف موضر السيف يف العال‪ ...‬مضر كوضر السيف يف موضر الندى‪.‬‬
‫وأن من أراد أمري ك يب بكر فليكن ك الد وسعد‪.‬‬
‫وأن سوال هندي من هنود إبلي ‪.‬‬
‫وأن معظم النار من مستصغر الشرر‬
‫وأن احلق ال بد أن رسه قوة‪.‬‬
‫وأنه ابلشكر تدو النعم‬
‫وأن من خاال أدجل‪ ،‬ومن أدجل بلب املن ‪.‬‬
‫وأن النار من بري العودين تَكى‪ ...‬وأن احلرب مبدأها كال‬
‫وأن مثن الع ة قد يكون ق رة د ‪.‬‬
‫وأن اجلواد قد يكبو‪ ،‬وأن الصار قد ينبو‪.‬‬
‫وأن النار قد ُتبو‪.‬‬
‫وأن اإلنسان دل النسيان‪.‬‬
‫وأن احلسنات يَهنب السيئات‪ ،‬ذلك ذكرى للَاكرين‪.‬‬

‫‪28‬‬
‫وأخريا علمتين احلياة يف ظل العقيدة أن أعظم سلح أبيدي ا منن هو الدعاء‪:‬‬
‫سها الليل ال ُت ئ ولكن‪ ......‬قا أمد و لألمد ان ضاء‬
‫ال تس لن بدين آد حاهة‪ ........‬واس الَي أبوابه ال َب‬
‫هللا يغضب إن تركن سْاله‪ ....‬وبين آد حو يس يغضب‬
‫سال عظيم غفل عنه املْمنون‪ ،‬لهن يهلهك معهه أحهد ذن هللا‪ ،‬إنهه الهدعاء‪ ،‬االلتَهاء إىل رب األره والسهماء‪:‬‬
‫ب لَ دك ام ‪.‬‬ ‫)وقَا َ ربُّ دكم ادع نوان أ ن‬
‫َستََ ا‬
‫َ َ د اد ا‬
‫ان ‪.‬‬ ‫َّاق إن َذا َدع ن‬
‫يب َد اع َوةَ الد ن‬ ‫)وإن َذا س َلَك نعب نادي ع نين فَننان قَ نر ن‬
‫َ‬ ‫يب أده د‬
‫َ‬ ‫َ َ َ َ َ‬
‫ي و ابن كثري عليه رمحة هللا‪:‬‬
‫كان ب ي ابن لد أحد الصاحلو األخيار عابدا قانتا خاشعا أتته امرأة صاحلة ف الن‪:‬‬
‫اي ب ي إن ابين أسره األعداء يف أره األندل ولهي يل مهن معهو بعهد هللا إال ابهين ههَا فسه هللا أن يهرد علهي‬
‫ابين وأن ي ل ه من أسره‪.‬‬
‫ف ا وتوض ورفر يديه إىل احليي الكرك الهَي يسهتحي أن يهرد يهد العبهدين صهفرا خها بتو سهبحانه وهمهده‪ ،‬دعها‬
‫هللا ع وهل أن يفك أسر ابنها‪ ،‬وأن ىمر مشلها اببنها‪ ،‬وأن يفك قيده‪.‬‬
‫وبعد أاي وإذ اببنها أيي من أره األندل ‪ ،‬فتس له أمه ما الَي حدث ؟‬
‫قا يف يو كَا يف ساعة كَا‪ ،‬وهي سهاعة دعهاء ب هي‪ ،‬سه ط قيهدي مهن رهلهي ف عهادوه فسه ط‪ ،‬احلمهوه فسه ط‬
‫فَعروا ودهشوا وخافوا وقالوا أطل وه‪ ،‬قالن فعلمن أن ذلك بدعاء صال من عبد صال‪.‬‬
‫ن‬ ‫ن‬
‫السوءَ ‪.‬‬
‫ف ُّ‬‫ض ََّر إن َذا َد َعاهد َويَكاش د‬
‫يب الا دم ا‬
‫)أ ََّم ان دى د‬
‫الدعاء الدعاءَ هو العبادة‪.‬‬
‫هاهو صلة ابن أشيم كان يف غ وة فمات فرسه‪ ،‬فتلفن ميينا ومشاال مث قا ‪:‬‬
‫اللهم ال ععل مل لوق علي منة ف ان استحي من سْا غريك‪.‬‬
‫وعلم هللا صدقه يف سرا ه وضرا ه ف حي هللا ع وهل له فرسه‪.‬‬
‫فركبه حىت إذا وصل أهله قا لغالمه فك السرإ ف ن الفرس عارية‪ ،‬فن ق السرإ فهبط الفرس ميتا‪.‬‬
‫وال عَب فمن توكل على هللا ومن التَ إىل هللا أهاب دعا ه وحفظهه ولهو كادتهه السهماوات واألره جلعهل هللا‬
‫له من ذلك فرها و رها‪.‬‬

‫‪29‬‬
‫فمرة أخرى إذا ادقمن اخل وب‪.‬‬
‫وضاقن عليك األره‪ ،‬وقل الناصر‪.‬‬
‫و جمر الفساد‪ ،‬ودعم الباطل‪ ،‬وكبن احلق‪.‬‬
‫وعري الب يل الكرك‪ ،‬وعري العيي الفصي ‪ ،‬وعري الظال الشم ‪.‬‬
‫وطاولن األره السماء سفاهة‪ ......‬وفاخرت الشهب احلصى واجلناد‬
‫ومتنط كل هبان‪ ،‬وُتلى األمناء‪ ،‬ورفر السفهاء‪ ،‬وتظاهر ابلوفاء كل خوان‪.‬‬
‫ون ق الرويبضة‪ ،‬وغدى ال رد ليثا وأفلتن الغنم ف رفر يديك إىل من ي و ‪:‬‬
‫ب لَ دك ام ‪.‬‬ ‫)وقَا َ ربُّ دكم ادع نوان أ ن‬
‫َستََ ا‬
‫َ َ د اد ا‬
‫اي من أهبن دعاء نو ف نتصر‪ ......‬ومحلته يف فلكك املشحون‬
‫اي من أحا النار حو خليله‪ ........‬روحا وراناه ب ولك كون‬
‫اي من أمرت احلوت يلفظ يونسا‪ .....‬وساته بشَرية الي و‬
‫اي رب إه مثلهم يف كربة‪ ...........‬ف رحم عبادا كلهم ذي النون‬
‫اللهم إه نس لك يف هَه الساعة املبارك ابعك األعظم الَي إذا س لن بهه أع يهن‪ ،‬وإذا اسهامحن بهه رمحهن‪،‬‬
‫وإذا اسههتفرهن بههه فرهههن‪ ،‬أن عههريه مههن النههار‪ ،‬وأن تر قنهها اللسههنة ذاكههرة‪ ،‬وقلههواب خاشههعة‪ ،‬وأعينهها مههدرارة‪ ،‬وإميههاه‬
‫جند حالوته يو أن نل اك‪.‬‬
‫رابه إن حالنهها ال خيف ههى علي ههك‪ ،‬وذلن هها ظ ههاهر ب ههو ي ههديك‪ ،‬واملس ههلمون عبي ههدك وبن ههو عبي ههدك ومحل ههة كتاب ههك وأتب ههاق‬
‫رسولك يرهون رمحتك وخيشون عَابك‪.‬‬
‫اللهم ال ف بنا‪ ،‬اللهم ال ف بنا‪ ،‬اللهم ارمحنا‪.‬‬
‫رابه ال تْاخَه مبا فعل السفهاء منا‪.‬‬
‫اي مغيثا ملن الذ هماه‪ ،‬اي قريبا ملن دعاه‪ ،‬اي معيَا من استعاذ به أهره من النار‪ ،‬ومن دار اخل ئ والبوار‪.‬‬
‫اللهم إن أردت بعبادك فتنة ف قبضنا إليك غري مفرطو وال مفتونو‪.‬‬
‫نس ه هللا العظ ههيم رب العههرجي العظ ههيم أن يتوفنهها مس ههلمو وأن يلح نهها ابلص ههاحلو‪ ،‬وأن ىعلنهها م ههن عبههاده املت ههو‬
‫الفا ين‪.‬‬
‫اللهم وأهعل ما قلناه خالصا لوههك الكرك مبنك وكرمك اي أكر األكرمو‪.‬‬
‫الكال وربنا دمود‪ .......‬وله املكار والعال واجلود‬

‫‪30‬‬
‫وعلى النيب دمد صلواته‪ .....‬ما ه قمري وأورق عود‬

‫………………………………‬
‫تم بحمد الله وتوفيقه‪.‬‬
‫أخي الحبيب … رعاك الله‬
‫ال نقصد من نشر هذه المادة القراءة فقط أو حفظها في جهاز الحاسب‪،‬‬
‫بل نأمل منك تفاعال أكثر من خالل‪:‬‬
‫‪ -‬إبالغنا عن الخطأ اإلمالئي كي يتم التعديل‪.‬‬
‫‪ -‬نشر هذه المادة في مواقع أخرى قدر المستطاع على الشبكة‪.‬‬
‫‪ -‬مراجعتها ومن ثم طباعتها وتغليفها بطريقة جذابة كهدية لألحباب واألصحاب‪.‬‬
‫‪ -‬االستئذان من الشيخ لتبني طباعتها ككتيب يكون صدقة جارية لك إلى قيام الساعة‪.‬‬
‫في اقتراحاتك وتوجيهاتك ألخيك يمكن أن تساهم في هذا العمل الـجـليل‪.‬‬
‫اللهم اجعل هذا العمل خالصا لوجهك الكريم‪.‬‬
‫أخي الحبيب ال تحرمنا من دعوة صالحة في ظهر الغيب‪..‬‬
‫للتواصل‪ :‬أخوكم البوراق ‪anaheho@maktoob.com /‬‬

‫‪http://www.khayma.com/ante99/index.htm‬‬

‫‪31‬‬

You might also like